موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 2

هوية الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].

تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.

خصائص المظهر : 8 ج.

ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6

حالة القائمة: الفيفا

لسان : العربية.

مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.

المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.

ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387

ترتيب الكونجرس: 297/957

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص:4

الفصل الخامس: زيارته والتوسّل به (عليه السلام )

اشاره:

وفيه أربعة موضوعات

(أ) - فضل زيارته ( عليه السلام ) وفيه خمسة وعشرون مورداً

الأوّل - زيارته زيارت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الشيخ الصدوق :...سليمان بن حفص المروزيّ، قال: سمعت أباالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ ابني عليّ...من زاره كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(1)

ص:5


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 260/2 ح 23. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 143.

2 - الشيخ الطوسيّ :...عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) :...فدخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فأجلسه علي فخذه، وأقبل يقبّل ما بين عينيه، ثمّ التفت إليه، فقال له: يا طوسيّ! إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي، وإنّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضاً للّه عزّوجلّ في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من اللّه عزّوجلّ كان كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(1)

الثاني - أنّ زيارته تعدل ألف حجّة

1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أبلغ شيعتنا أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة....

(2)

الثالث - ثواب زيارته ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن عليّ بن الحسين النيسابوريّ، عن إبراهيم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكّيّ، عن يحيي بن سليمان المازنيّ، عن أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، قال: من زار قبر ولدي عليّ ( عليه السلام ) كان له عند اللّه كسبعين حجّة مبرورة.

قال: قلت: سبعين حجّة؟

قال: نعم، وسبعين ألف حجّة، قال: قلت: سبعين ألف حجّة؟

قال: ربّ حجّة لا تقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار اللّه في عرشه. (فقلت: كمن زار اللّه في عرشه؟!).

(3)

ص:6


1- الأمالي للصدوق: 470، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2، يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2421.
3- ما بين القوسين عن التهذيب وغيره من المصادر.

قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان علي عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسي وعيسي ( عليهم السلام ) : ، وأمّا الأربعة من الآخرين فمحمّد وعليّ والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم، ثمّ يمدّ المطمار(1)، فيقعد معنا من زار قبور الأئمّ ( عليهم السلام ) :

إلّا أنّ أعلاهم درجة وأقربهم حُبْوة (2)زوّار ولدي عليّ ( عليه السلام ) .(3)

2 - محمّد بن قولويه القمّيّ : حدّثني أبي، عن سعد، عن إبراهيم ابن ريّان، قال: حدّثني يحيي بن الحسن الحسينيّ، قال: حدّثني عليّ بن عبداللّه بن قطرب، عن أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، قال: مرّ به ابنه، وهو شابّ حدث، وبنوه مجتمعون عنده، فقال: إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلّماً لأمره عارفاً بحقّه كان عند اللّه عزّوجلّ كشهداء بدر.

(4)

ص:7


1- في المصدر: «المضمار»، وفي الأمالي: «المطمر»، وما أثبتناه عن العيون. المِطْمار: خَيْط للبنّاء يُقدِّر به، كالمِطْمَر. القاموس المحيط: 112/2.
2- حبَوتُ الرجل حِباءً: أعطيتُه الشي ء بغير عوض، والإسم منه الحُبْوَة بالضمّ. المصباح المنير: 120. وحبا الرجلَ حَبْواً: أعطاه، والإسم: الحَبْوة والحِبْوة والحِباء. لسان العرب: 162/14.
3- الكافي: 585/4، ح 4. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 564/14، ح 19832، و565، ح 19833، قطعات منه. تهذيب الأحكام: 84/6، ح 167. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 259/2، ح 20. الأمالي للصدوق: 105، ح 6. عنه البحار: 292/7، ح 4، قطعة منه. الدروس: 14/2، س 5، قطعة منه. عنه الأنوار البهيّة: 242، س 5. المزار الكبير: 546، ح 4. كامل الزيارات: 511، ح 798، وح 799. عنه البحار: 41/99، ح 46، ومستدرك الوسائل: 357/10، ح 12179. روضة الواعظين: 258، س 7، مرسلاً وبتفاوت يسير.
4- كامل الزيارات: 507، ح 790. عنه البحار: 41/99، ح 43، وإثبات الهداة: 200/3، ح 93.

3 - زيد النرسيّ : حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد التلعكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن زيد، عن أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، قال: من زار ابني هذا - وأومأ إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) - فله الجنّة.

(1)

4 - الشيخ الصدوق :...النعمان بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان، ... ألا فمن زاره في غربته غفر اللّه تعالي ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار.

(2)

5 - الشيخ الطوسيّ :...الحسين بن يزيد، قال: سمعت أباعبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي اسمه اسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيهإ بالسمّ، فيدفن فيها غريباً، من زاره عارفاً بحقّه أعطاه اللّه عزّ وجلّ أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

(3)

ص:8


1- كتاب زيد النرسيّ، المطبوع ضمن الاُصول الستّة عشر: 52، س 22. عنه مستدرك الوسائل: 357/10، ح 12176. كامل الزيارات: 510، ح 795، حدّثني أبي، وعليّ بن الحسين، وعليّ بن محمّد بن قولويه، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسيّ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ...عنه البحار: 41/99، ح 45، ووسائل الشيعة: 560/14، ح 19824.
2- الأمالي: 104، ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 167.
3- الأمالي: 103، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2.

الرابع - فضل زيارته ( عليه السلام ) والصلاة عند قبره:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...يجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة واصطفاه علي جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلّا استحقّ المغفرة من اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه.

والذي أكرمنا بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالإمامة وخصّنا بالوصيّة! إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود علي اللّه يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلّا حرّم اللّه تعالي جسده علي النار.

(1)

2 - العلّامة المجلسيّ : وجدت بخطّ الشيخ حسين بن عبد الصمد ( قدس سره ) ما هذا لفظه: ذكر الشيخ أبو الطيّب الحسين بن أحمد الفقيه: من زار الرضا ( عليه السلام ) أو واحداً من الأئمّ ( عليهم السلام ) : فصلّي عنده صلاة جعفر، فإنّه يكتب له بكلّ ركعة ثواب من حجّ ألف حجّة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، ووقف ألف وقفة في سبيل اللّه مع نبيّ مرسل، وله بكلّ خطوة ثواب مائة حجّة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة في سبيل اللّه، وكتب له مائة حسنة، وحطّ منه مائة سيّئة.

(2)

ص:9


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 450.
2- بحار الأنوار: 137/97 ح 25. عنه مستدرك الوسائل: 402/10 ح 12259.

الخامس - فضل زيارته علي زيارة الحسين ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر يعني محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) : جعلت فداك، زيارة الرضا ( عليه السلام ) أفضل، أم زيارة أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) ؟

فقال: زيارة أبي ( عليه السلام ) أفضل، وذلك: أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) يزوره كلّ الناس، وأبي ( عليه السلام ) لا يزوره إلّا الخواصّ من الشيعة.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، قال: قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : قد تحيّرت بين زيارة قبر أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وبين زيارة قبر أبيك ( عليه السلام ) بطوس، فما تري؟

فقال لي: مكانك ثمّ دخل وخرج ودموعه تسيل علي خدّيه، فقال: زوّار قبر أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) كثيرون، وزوّار قبر أبي ( عليه السلام ) بطوس قليلون.

(2)

(3)

ص:10


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 261/2، ح 26. عنه البحار: 38/99، ح 34. الكافي: 584/4، ح 1. عنه الأنوار البهيّة: 242، س 8. من لايحضره الفقيه: 348/2، ح 1598. التهذيب: 84/6، ح 165. عنه وعن الفقيه والكافي، وسائل الشيعة: 562/14، ح 19829. كامل الزيارات: 510، ح 796. مصباح الزائر: 388، س 6.
2- في البحار: قليل.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2، ح 8. عنه البحار: 37/99، ح 26، ووسائل الشيعة: 563/14، ح 19831.

السادس - الحثّ علي زيارته عن رسول اللّه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي المعاذيّ النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عليّ البصريّ المعدّل قال: رأي رجل من الصالحين فيما يري النائم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يارسول اللّه! مَن أزور مِن أولادك؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ مِن أولادي مَن أتاني مسموماً، وإنّ مِن أولادي مَن أتاني مقتولاً.

قال: فقلت له: فمن أزور منهم، يا رسول اللّه! مع تشتّت مشاهدهم، أو قال: أماكنهم؟

قال: من هو أقرب منك - يعني بالمجاورة - وهو مدفون بأرض الغربة.

قال: فقلت: يا رسول اللّه! تعني الرضا ( عليه السلام ) ؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قل: صلّي اللّه عليه(1) ، قل: صلّي اللّه عليه، ثلاثاً. (2)

السابع - نزول الملائكة لزيارته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل من السماء، وفوج يصعد إلي أن ينفخ في الصور...(3)

ص:11


1- وزيد في البحار: وآله. وكذا فيما يأتي بعده.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 281/2 ح 5. عنه البحار: 329/49 ح 5، وإثبات الهداة: 287/3 ح 108.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 255/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 523.

الثامن - شفاعة أهل البيت ( عليهم السلام ) : لمن زار قبره ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون...دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه! ما يزورني منهم زائر، ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلّا وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت....

(1)

التاسع - من زاره حرّم اللّه جسده علي النار:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( قدس سره ) ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيي، قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا، قال: حدّثنا محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان، لا يزورها مؤمن إلّا أوجب اللّه عزّ وجلّ له الجنّة، وحرّم جسده علي النار.

(2)

ص:12


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 481. ص:11
2- الأمالي: 60 ح 6. عنه وعن العيون، البحار: 284/49 ح 3، و31/99 ح 1. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 255/2 ح 4. من لايحضره الفقيه: 351/2 ح 1611 مرسلاً عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . عنه وعن العيون والأمالي، وسائل الشيعة: 555/14 ح 19809، وإثبات الهداة: 259/1 ح 81. روضة الواعظين: 256 س 20، مرسلاً عن النبي غّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . جامع الأخبار: 31 س 12.

2 - الشيخ الصدوق : قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي الدقّاق، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن أبي زياد الآدميّ الرازيّ، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، قال: سمعت محمّد بن عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ، يقول: مازار أبي ( عليه السلام ) أحد فأصابه أذيً من مطر، أو برد، أو حرّ، إلّا حرّم اللّه جسده علي النار.

(1)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، قال: حدّثني سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ ( عليهماالسلام ) ، يقول: أهل قم وأهل آبة (2)مغفور لهم، لزيارتهم لجدّي عليّ

بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) بطوس.

ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء، حرّم اللّه جسده علي النار.

(3)

العاشر - إنّ زيارته تعدل سبعمائة حجّة وعمرة:

1 - ابن أبي الجمهور الأحسائيّ : قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تدفن بضعة منّي بخراسان، من زاره عارفاً بحقّه، كانت له حجّة مبرورة.

فقالت عائشة: حجّة، يا رسول اللّه!؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وحجّتين.

فقالت: وحجّتين، يا رسول اللّه!؟

ص:13


1- الأمالي: 521، ح 1. عنه البحار: 36/99، ح 20، ووسائل الشيعة: 560/14، ح 19822.
2- آبة بالباء الموحدّة: إنّ آبة قرية من قري ساوه، منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت أنا: أمّا آبة بليدة تقابل ساوه، تعرف بين العامّة بآوة، وأهلها شيعة، معجم البلدان: 50/1،(آبة).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 260/2 ح 22. عنه البحار: 231/57 ح 73، و38/99 ح 31، ووسائل الشيعة: 558/14 ح 19816.

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وأربع حجج.

فقالت: وأربع، يا رسول اللّه!؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وسبع حجج.

فقالت: سبع، يا رسول اللّه!؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وسبعين حجّة، فسكتت.

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو كرّرت السؤال لقلت إلي سبعمائة حجّة، وسبعمائة عمرة مبرورات متقبّلات.

(1)

الحادي عشر - من زاره ( عليه السلام ) أعتقه اللّه من النار :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال حدّثني أبي، عن جدّي، عن الصقر بن دلف، قال: سمعت سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من كانت له إلي اللّه تبارك وتعالي حاجة، فيلزر قبر جدّي الرضا ( عليه السلام ) بطوس وهو علي غسل، وليصلّ عند رأسه ركعتين، وليسأل اللّه حاجته في قنوته، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم، أو قطيعة رحم، وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة، لايزورها مؤمن إلّا أعتقه اللّه من النار، وأحلّه دار القرار.

(2)

ص:14


1- عوالي اللئاليّ: 82/4 ح 87. إحقاق الحقّ: 352/12، وإثبات الهداة: 245/3 س 21، عن كتاب مودّة القربي باختصار. قطعة منه في (مدفنه ( عليه السلام ) ).
2- الأمالي: 471 ح 12. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 262/2 ح 32 وفيه: الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، ومحمّد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم تاتانة، وعلي بن عبد اللّه الورّاق، قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم. عنه وعن الأمالي، البحار: 49/99 ح 4، و5، ووسائل الشيعة: 569/14 ح 19840، والأنوار البهيّة: 243 س 4.

الثاني عشر - ضمانة الجواد الجنّة لمن زار أباه ( عليهماالسلام ) :

1 - ابن قولويه القمّيّ : حدّثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن داود الصرميّ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنّة.

(1)

2 - ابن قولويه القمّيّ : حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : مالمن زار قبر الرضا ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : فله الجنّة، واللّه!.

(2)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: ضمنت (3) لمن زار أبي (4)( عليه السلام ) بطوس،

ص:15


1- كامل الزيارات: 505، ح 786، و787، وفيه: حدّثني الحسن بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن محمّد بن عيسي، عن داود الصرمي. عنه وعن التهذيب، مستدرك الوسائل: 355/10، ح 12171، والبحار: 40/99، ح 39 و40. التهذيب: 85/6، ح 170، محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه أحمد بن داود، عن محمّد بن قولويه، عن سعد بن عبد اللّه. عنه وسائل الشيعة: 551/14، ح 19800.
2- كامل الزيارات: 509، ح 793. ثواب الأعمال: 123، ح 2، بتفاوت. عنه وعن الكامل، البحار: 39/99، ح 37، ووسائل الشيعة : 560/14، ح 19823. المزار للمفيد: 196، ح 3، مرسلاً، بتفاوت. جامع الأخبار: 32، س 18.
3- في البحار: حتمت.
4- في الوسائل: زار قبر أبي الرضا ( عليه السلام ) .

عارفاً بحقّه الجنّة علي اللّه تعالي.

(1)

4 - الشيخ الصدوق :حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط، قال: سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) : ما لمن زار والدك ( عليه السلام ) بخراسان؟

قال ( عليه السلام ) : الجنّة واللّه! الجنّة واللّه!.

(2)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) : ما تقول لمن زار أباك؟

قال: الجنّة واللّه!.

(3)

الثالث عشر - إنّ زيارته تعدل أجر سبعين ألف شهيد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، ومحمّد بن موسي بن المتوكّل، وعليّ بن هبة اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير،

ص:16


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2، ح 7. عنه البحار: 37/99، ح 25، ووسائل الشيعة: 556/14، ح 19811، وص 553، ح 19804. من لايحضره الفقيه: 349/2، ح 1603، مرسلاً.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2، ح 13. عنه البحار: 37/99، ح 28، ووسائل الشيعة: 557/14، ح 19813.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2، ح 12. عنه البحار: 37/99، ح 27، ووسائل الشيعة: 556/14، ح 19812.

عن حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها: طوس، من زاره إليها عارفاً بحقّه، أخذته بيدي يوم القيامة، فأدخلته الجنّة، وإن كان من أهل الكبائر.

قال: قلت: جعلت فداك! وما عرفان حقّه؟

قال: يعلم أنّه إمام مفترض الطاعة شهيد (1)، من زاره عارفاً بحقّه، أعطاه اللّه

تعالي له أجر سبعين ألف (2) شهيد، ممّن استشهد بين يدي رسول اللّه ) ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي حقيقة.

وفي حديث آخر قال: قال الصادق ( عليه السلام ) : يقتل لهذا (وأومأ بيده إلي موسي ( عليه السلام ) ) ولد بطوس، ولايزوره من شيعتنا إلّا الأندر فالأندر.

(3)

الرابع عشر - من زاره ( عليه السلام ) كمن أنفق وقاتل في سبيل اللّه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدّثنا عبد الرحمن بن حمّاد، عن عبد اللّه

ص:17


1- زاد في الفقيه: غريب شهيد.
2- كلمة «ألف» ليست في الفقيه.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 259/2 ح 18. عنه البحار: 35/99 ح 18 أشار إليه، وح 19، ووسائل الشيعة: 563/14 ح 19830، وإثبات الهداة: 92/3 ح 48، قطعة منه. من لايحضره الفقيه: 350/2 ح 1607، بحذف الذيل. عنه وعن العيون والأمالي، وسائل الشيعة: 554/14 ح 19807، وإثبات الهداة: 89/3 ح 39، قطعة منه، و233 ح 19. أمالي الصدوق: 105 ح 8. عنه البحار: 35/99 ح 17. روضة الواعظين: 258 س 23، مرسلاً عن الصادق ( عليه السلام ) ، بنحو ما أورده الصدوق في الأمالي. جامع الأخبار: 31 س 1. قطعة منه في (شهادته ( عليه السلام ) في أرض خراسان).

بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي، اسمه اسم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) إلي أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسمّ، فيدفن فيها غريباً، من زاره عارفاً بحقّه، أعطاه اللّه عزّ وجلّ أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

(1)

الخامس عشر - غفران الذنوب لزائره:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن عليّ بن إبراهيم الجعفريّ، عن حمدان بن إسحاق (2)، قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام )

-أو حكي لي، عن رجل، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - الشك من عليّ بن إبراهيم - قال: قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبوجعفرالثاني ( عليه السلام ) : من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبني اللّه له منبراً في حذاء منبر محمّد وعليّ ( عليهماالسلام ) حتّي يفرغ اللّه من حساب الخلائق.

فرأيته وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.

(3)

ص:18


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 255/2 ح 3. عنه إثبات الهداة: 92/3 ح 47. أمالي الصدوق: 103، المجلس 25، ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 33/99 ح 9، ومدينة المعاجز: 32/6 ح 1824. من لايحضره الفقيه: 349/2، ح 1600، عنه إثبات الهداة: 45/18، ح 18، وفيه: عن أبي جعفر ( عليه السلام ) . قطعة منه في (كيفيّة شهادته ومدفنه).
2- في كامل الزيارات: حمدان الدسوائيّ.
3- الكافي: 585/4، ح 3. عنه وسائل الشيعة: 550/14، ح 19798. كامل الزيارات: 505، ح 788، و507، ح 791. عنه البحار: 40/99، ح 41، و41، ح 44، ومستدرك الوسائل: 355/10، ح 12172، و356، ح 12175. روضة الواعظين: 258، س 20.

2 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...فمن شدّ رحله إلي زيارتي استجيب دعاؤه، وغفر له ذنوبه.

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون...دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه! ما يزورني منهم زائر، ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلّا وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت....

(2)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : ، يقول: من زار قبر أبي ( عليه السلام ) بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي يفرغ اللّه تعالي من حساب العباد.

(3)

ص:19


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 254/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 452.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 481.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 259/2، ح 19. عنه البحار: 291/7، ح 3. أمالي الصدوق: 105، ح 7. عنه وعن العيون، البحار: 34/99، ح 12، ووسائل الشيعة: 557/14، ح 19815. جامع الأخبار: 30، س 21.

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً، فمن زارني عارفاً بحقّي، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

(1)

6 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم، عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي العطّار، عن عليّ بن إبراهيم الجعفريّ، عن حمدان بن إسحاق النيسابوريّ، قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فقلت له: ما لمن زار قبر أبيك بطوس؟

فقال ( عليه السلام ) : من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وماتأخّر.

(2)

السادس عشر - من زاره كان آمناً يوم القيامة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن ال متوكّل ( رضي الله عنه ) ، قال حدّثنا: عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ، يقول: إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار.

(3)

ص:20


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 261/2 ح 27. عنه مدينة المعاجز: 184/7 ح 2258، والبحار: 38/99 ح 33، ووسائل الشيعة: 558/14 ح 19818، وإثبات الهداة: 283/3 ح 101. قطعة منه في (كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ).
2- المزار للمفيد: 195، ح 1. المقنعة: 480، س 1، مرسلاً. عنه وسائل الشيعة: 560/14، ح 19825.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2، ح 6. عنه البحار: 37/99، ح 24. التهذيب: 109/6، ح 192. من لايحضره الفقيه: 349/2، ح 1602، مرسلاً. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 556/14، ح 19810.

السابع عشر - من زاره ( عليه السلام ) أعطاه اللّه ثواب ألف حجّة وعمرة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطانيّ ومحمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثيّ ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المكتّب الطالقانيّ ومحمّد بن بكران النقّاش قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ مولي بني هاشم قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال: إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل من السماء، وفوج يصعد إلي أن ينفخ في الصور.

فقيل له: يا ابن رسول اللّه! وأيّ بقعة هذه؟

قال ( عليه السلام ) : هي بأرض طوس، وهي واللّه روضة من رياض الجنّة، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكتب اللّه تعالي له ثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.

(1)

ص:21


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 255/2 ح 5. عنه مدينة المعاجز: 181/7 ح 2254. أمالي الصدوق: 61 ح 7. عنه وعن العيون، البحار: 31/99 ح 2. تهذيب الأحكام: 108/6 ح 190. من لايحضره الفقيه: 351/2 ح 1610. عنه وعن الأمالي والعيون والتهذيب، وسائل الشيعة: 567/14 ح 19836. عنه وعن الأمالي، إثبات الهداة: 254/3 ح 27. روضة الواعظين: 256 س 22، مرسلاً. جامع الأخبار: 31 س 15. تحفة العالم: 50/2، س 16، بتفاوت. عنه البحار: 321/48، س 4. قطعة منه في (نزول الملائكة لزيارته ( عليه السلام ) ) و(مدفنه ( عليه السلام ) ).

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه! ما منّا إلّا مقتول شهيد.

فقيل له: ومن يقتلك، يا ابن رسول اللّه؟!

قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ، ثمّ يدفنني في دار مضيقة، وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي كتب اللّه تعالي له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صدّيق، ومائة ألف حاجّ ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلي في الجنّة رفيقنا.

(1)

3 - العلّامة المجلسيّ : ورأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من شدّ رحله إلي زيارتي استجيب دعاؤه وغُفِرَت له ذنوبه، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكتب اللّه له ثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي

ص:22


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2 ح 9. عنه مدينة المعاجز: 181/7 ح 2255. عنه وعن الأمالي، البحار: 32/99 ح 2. أمالي الصدوق: 61 ح 8. عنه البحار: 283/49 ح 2. من لا يحضره الفقيه: 351/2 ح 1609. عنه إثبات الهداة: 254/3 ح 26. عنه وعن العيون والأمالي، وسائل الشيعة: 568/14 ح 19837. جامع الأخبار: 31 س 23. روضة الواعظين: 257 س 3. تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 135 س 6، قطعة منه، مرسلاً. قطعة منه في (مدفنه ( عليه السلام ) ) و(إخباره بشهادته ( عليه السلام ) ) و(قاتله).

شفعاؤه يوم القيامة، وهذه البقعة روضة من رياض الجنّة، ومختلف الملائكة، لايزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلي أن ينفخ في الصور.

(1)

الثامن عشر - شفاعته ( عليه السلام ) لزوّار قبره في القيامة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السنانيّ، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق، والحسين بن إبراهيم بن هشام المكتّب رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ الأسديّ، عن أحمد بن محمّد بن صالح الرازيّ، عن حمدان الديوانيّ قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : من زارني علي بعد داري(2) أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن

حتّي أُخلّصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعندالميزان.

(3)

ص:23


1- بحار الأنوار: 44/99 ح 51. عنه مستدرك الوسائل: 357/10 ح 12177، قطعة منه، و12178، قطعة منه، و361 ح 12184، قطعة منه.
2- زاد في المقنعة: وشطّ مزاري، وفي الكامل: شطون مزاري.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 255/2 ح 2. عنه البحار: 34/99 ح 14، مثله. روضة الواعظين: 259 س 4، مرسلاً عن الرضا ( عليه السلام ) . من لايحضره الفقيه: 350/2 ح 1606. عنه إثبات الهداة: 253/3 ح 24. تهذيب الأحكام: 85/6 ح 169، وفيه: محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمّد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري، عن أبي صالح شعيب بن عيسي، عن صالح بن محمّد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: قال الرضا ( عليه السلام ) . عنه وعن المقنعة والفقيه والعيون والأمالي والخصال، وسائل الشيعة: 551/14 ح 19799. مصباح الزائر: 388 س 11، مرسلاً. المقنعة: 479 س 10. عنه الأنوار البهيّة: 243 س 1. الخصال: 167 ح 220. عنه وعن الأمالي، البحار: 34/99 ح 13. كامل الزيارات: 506 ح 789، بالسند الذي أورده الشيخ في التهذيب. عنه البحار: 40/99 ح 42، ومستدرك الوسائل: 356/10 ح 12173. أمالي الصدوق: 106 ح 9. المزار للمفيد ضمن المصنّفات: 195/5 ح 2. جامع الأخبار: 31 س 8. المزار الكبير: 40 ح 21.

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقّي إلّا تشفّعت له (1)يوم القيامة.

(2)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ مولي بني هاشم، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول اللّه! رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي (3)، واستحفظتم وديعتي،

ص:24


1- في الفقيه والوسائل: شفّعت فيه.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 258/2 ح 16. عنه وعن الأمالي والفقيه، وسائل الشيعة: 552/14 ح 19802. من لايحضره الفقيه: 349/2 ح 1601. أمالي الصدوق: 104 ح 4. عنه وعن العيون، البحار: 33/99 ح 7 و8. روضة الواعظين: 258 س 1. جامع الأخبار: 29 س 22.
3- في البحار: بعضي.

وغيّب في ثراكم (1)نجمي؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة نبيّكم، فأنا الوديعة والنجم، ألا ومن زارني وهو يعرف ما أوجب اللّه تبارك وتعالي من حقّي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاؤه نجي، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين، الجنّ والإنس.

ولقد حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه، عن آبائه: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من زارني في منامه فقد زارني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وأنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة.

(2)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ مولي بني هاشم قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال (3)، عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي

ص:25


1- في البحار: ترابكم.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2 ح 11. عنه مدينة المعاجز: 182/7 ح 2256. عنه وعن الأمالي، البحار: 234/58 ح 1. أمالي الصدوق: 61 ح 10. عنه البحار: 283/49 ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 32/99 ح 3. من لايحضره الفقيه: 350/2 ح 1608. عنه وعن الإعلام، إثبات الهداة: 254/3 ح 25، قطعة منه. جامع الأخبار: 32 س 9. روضة الواعظين: 257 س 10، مرسلاً. كشف الغمّة: 329/2 س 17. إعلام الوري: 71/2 س 3، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. قطعة منه في (مدفنه) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(إنّه ( عليه السلام ) بضعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
3- في الأمالي والمدينة وإثبات الهداة: عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، وفي الوسائل: الحسن بن علي بن فضّال.

الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: أنا مقتول ومسموم، ومدفون بأرض غربة، أعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

ألا! فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاؤه نجي، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين.

(1)

التاسع عشر - من زاره ( عليه السلام ) نفّس اللّه كربته:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد قال: حدّثنا محمّد بن سليمان المصريّ، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلميّ قال: حدّثنا قبيصة بن جابر بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت وصيّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يقول: حدّثني سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان، ما زارها مكروب إلّا نفّس اللّه كربته، ولامذنب إلّا غفر اللّه ذنوبه.

(2)

ص:26


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 263/2 ح 33. عنه مدينة المعاجز: 184/7 ح 2259، وإثبات الهداة: 267/1 ح 109، قطعة منه. أمالي الصدوق: 489، المجلس 89، ح 8. عنه وعن العيون، البحار: 34/99 ح 15، ووسائل الشيعة: 555/14 ح 19808، وإثبات الهداة: 287/1 ح 171، قطعة منه. قطعة منه في (مدفنه) و(كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2 ح 14. عنه وسائل الشيعة: 557/14، ح 19814. من لايحضره الفقيه: 349/2 ح 1604، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . عنه وسائل الشيعة: 553/14 ح 19805. عنه وعن الأمالي والعيون، إثبات الهداة: 258/1 ح 80. روضة الواعظين: 257 س 23، مرسلاً عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . أمالي الصدوق: 104 ح 2. عنه وعن العيون، البحار: 33/99 ح 10. جامع الأخبار: 29 س 10. ينابيع المودّة: 341/2 ح 989، وفيه: عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال:.... إثبات الهداة: 245/3 س 10، عن كتاب مودّة القربي، لصاحب الينابيع. قطعة منه في (إنّه ( عليه السلام ) بضعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن الفضل التميميّ الهرويّ قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسن القهستانيّ قال: كنت بمرو الرود، فلقيت بها رجلاً من أهل مصر مجتازاً اسمه حمزة، فذكر أنّه خرج من مصر زائراً إلي مشهد الرضا ( عليه السلام ) بطوس، وأنّه لمّا دخل المشهد كان قرب غروب الشمس، فزار وصلّي ولم يكن ذلك اليوم زائراً غيره، فلمّا صلّي العتمة (1) أراد خادم القبر أن يخرجه ويغلق الباب، فسأله أن يغلق

عليه الباب، ويدعه في المشهد ليصلّي فيه، فإنّه جاء من بلد شاسع (2) ولا يخرجه،

وأنّه لاحاجة له في الخروج، فتركه وغلّق عليه الباب، وأنّه كان يصلّي وحده إلي أن أعيي، فجلس ووضع رأسه علي ركبتيه ليستريح ساعة، فلمّا رفع رأسه رأي في الجدار مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتان:

من سرّه أن يري قبراً برؤيته

يفرّج اللّه عمّن زاره كربه

فليأت ذا القبر أنّ اللّه أسكنه

سلالة من نبيّ اللّه منتجبه

قال: فقمت وأخذت في الصلاة إلي وقت السحر، ثمّ جلست كجلستي الأولي، ووضعت رأسي علي ركبتي، فلمّا رفعت رأسي لم أر ما علي الجدار شيئاً، وكان الذي

ص:27


1- عتمة الليل: ظلام أوّله بعد زوال نور الشفق. المعجم الوسيط: 583.
2- شسع الشي ء: بَعُد. ويقال: شسع فلان عن بلده ووطنه: أبعده، فهو شاسع. المعجم الوسيط: 481.

أراه مكتوباً رطباً كأنّه كتب في تلك الساعة.

قال: فانفلق الصبح، وفتح الباب، وخرجت من هناك.

(1)

العشرون - من زاره ( عليه السلام ) فقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه قوم من أهل قمّ فسلّموا عليه، فردّ عليهم وقرّبهم، ثمّ قال لهم الرضا ( عليه السلام ) : مرحباً بكم وأهلاً، فأنتم شيعتنا حقّاً، وسيأتي عليكم يوم تزوروني فيه تربتي بطوس، ألا! فمن زارني وهو علي غسل، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه.

(2)

الحادي والعشرون - حضور قوم من الجنّ لزيارته ( عليه السلام ) :

1 - السيّد ابن طاووس : عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ، قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: استأذنته في الزيارة إلي طوس... قال الخادم: فخرجت في سفري ذلك...ورجعت حدّثته، فقال ( عليه السلام ) لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدّثتك بها.

ص:28


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 280/2 ح 4. عنه البحار: 328/49 ح 4، وإثبات الهداة: 286/3 ح 107.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 260/2 ح 21. عنه مدينة المعاجز: 184/7 ح 2257، ووسائل الشيعة: 569/14 ح 19839، والبحار: 231/57 ح 72، و49/99 ح 6، وإثبات الهداة: 283/3 ح 100. قطعة منه في (مدفنه) و(مدح أهل قمّ).

فقلت: يا سيّدي! عليّ نسيتها.

فقال ( عليه السلام ) : نعم، بتّ ليلة بطوس عند القبر، فصار إلي القبر قوم من الجنّ لزيارته....

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني والعشرون - استحباب اختيار زيارته ( عليه السلام ) علي الحجّ:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن رجل حجّ حجّة الإسلام، فدخل متمتّعاً بالعمرة إلي الحجّ، فأعانه اللّه تعالي علي حجّه وعمرته ثمّ أتي المدينة...ثمّ أتي بغداد، وسلّم علي أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، ثمّ انصرف إلي بلاده...فأيّهما أفضل: أهذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضاً فيحجّ؟ أو يخرج إلي خراسان إلي أبيك عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فيسلّم عليه؟

قال: بلي، يأتي إلي خراسان، فيسلّم علي أبي ( عليه السلام ) أفضل، وليكن ذلك في رجب ولاينبغي أن تفعلوا هذا اليوم، فإنّ علينا وعليكم من السلطان شنعة.

(2)

ص:29


1- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 48 س 2. عنه الأنوار البهيّة: 280 س 8، ووسائل الشيعة: 428/11 ح 15175.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 258/2، ح 15. عنه البحار: 37/99، ح 29. الكافي: 584/4، ح 2، وفيه: أبو عليّ الأشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن الحسين بن سيف، عن محمّد بن أسلم، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: 565/14، ح 19834. التهذيب: 84/6، ح 166، كما في الكافي. مصباح المتهجّد: 820، س 16. كامل الزيارات: 508، ح 792، حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن وعليّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمّد بن أسلم، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 359/10، ح 12182. قطعة منه في (استحباب زيارته ( عليه السلام ) في رجب).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث والعشرون - استحباب زيارته يوم الثالث والعشرين من ذي القعدة:

1 - السيّد ابن طاووس : رأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم رضوان اللّه عليهم أنّه يستحبّ أن يزار مولانا الرضا ( عليه السلام ) يوم الثالث والعشرين من ذي القعدة، من قرب أو بعد، ببعض زياراته المعروفة أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك.

(1)

الرابع والعشرون - استحباب زيارته يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة:

1 - المحدّث القمّيّ : قال السيّد الداماد ( قدس سرهم ) في رسالة أربعة أيّام في ذكر أعمال يوم دحو الأرض يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة:

إنّ زيارة الرضا ( عليه السلام ) فيه أفضل الأعمال المستحبّة، وآكد الآداب المسنونة.

(2)

الخامس والعشرون - استحباب زيارته ( عليه السلام ) في رجب:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن رجل حجّ حجّة الإسلام، فدخل متمتّعاً بالعمرة إلي الحجّ، فأعانه اللّه تعالي علي حجّه وعمرته ثمّ أتي المدينة...ثمّ أتي بغداد، وسلّم علي

ص:30


1- إقبال الأعمال: 616 س 13. عنه الأنوار البهيّة: 244 س 3، والبحار: 43/99 ح 50.
2- الأنوار البهيّة: 244 س 9.

أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، ثمّ انصرف إلي بلاده...فأيّهما أفضل: أهذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضاً فيحجّ؟ أو يخرج إلي خراسان إلي أبيك عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فيسلّم عليه؟

قال: بلي! يأتي إلي خراسان، فيسلّم علي أبي ( عليه السلام ) أفضل، وليكن ذلك في رجب....

(1)

(ب) - كيفيّة زيارته ووداعه ( عليه السلام )

1 - ابن قولويه : حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللّه بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل من أصحابنا عنه، قال: إذا أتيت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقل: «اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن موسي الرضا المرتضي، الإمام التقيّ النقيّ، وحجّتك علي من فوق الأرض ومن تحت الثري، الصدّيق الشهيد، صلاة كثيرة تامّة، زاكية (2)متواصلة، متواترة مترادفة، كأفضل ما صلّيت علي أحد من أوليائك».

(3)

2 - الشيخ الصدوق : ذكر شيخنا محمّد بن الحسن في جامعه فقال: إذا أردت زيارة الرضا ( عليه السلام ) بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل: «اللّهمّ! طهّرني وطهّر قلبي، واشرح لي صدري، واجر علي لساني

ص:31


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 258/2، ح 15. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 534.
2- في المصباح: صلاة كثيرة ناميّة زاكيّة مباركة.
3- كامل الزيارات: 513 ح 800. عنه البحار: 50/99 ح 7، ومستدرك الوسائل: 410/10 ح 12270. مصباح الكفعمي: 655 س 5.

مدحتك والثناء عليك، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك، اللّهمّ! اجعله لي طهوراً وشفائاً»

وتقول حين تخرج: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه، وإلي اللّه وإلي ابن رسول اللّه، حسبي اللّه، توكّلت علي اللّه، اللّهمّ! إليك توجّهت، وإليك قصدت، وما عندك أردت»

فإذا خرجت فقف علي باب دارك وقل: «اللّهمّ! إليك وجّهت وجهي، وعليك خلّفت أهلي ومالي وولدي وما خوّلتني، وبك وثقت فلاتخيّبني، يا من لا يخيّب من أراده، ولا يضيّع من حفظه، صلّ علي محمّد وآل محمّد، واحفظني بحفظك، فإنّه لا يضيع من حفظته»

فإذا وافيت سالماً فاغتسل وقل حين تغتسل: «اللّهمّ! طهّرني وطهّر لي قلبي، واشرح لي صدري، واجر علي لساني مدحتك ومحبّتك والثناء عليك، فإنّه لا قوّة إلّا بك، وقد علمت أنّ قوّة ديني التسليم لأمرك، والاتّباع لسنّة نبيّك، والشهادة علي جميع خلقك، اللّهمّ! اجعل لي شفاءً ونوراً، إنّك علي كلّ شي ء قدير»

والبس أطهر ثيابك، وامش حافياً وعليك السكينة والوقار، والتكبير والتهليل والتمجيد، قصّر خطاك وقل حين تدخل:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه، وعلي ملّة رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهد أنّ عليّاً وليّ اللّه».

وسر حتّي تقف علي قبره ( عليه السلام ) وتستقبل وجهه بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّه سيّد الأوّلين والآخرين، وأنّه سيّد الأنبياء والمرسلين، اللّهمّ!

ص:32

صلّ علي محمّد عبدك، ورسولك ونبيّك، وسيّد خلقك أجمعين، صلاةً لا يقوي علي إحصائها غيرك.

اللّهمّ! صلّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هادياً لمن شئت من خلقك، والدليل علي من بعثته برسالتك، وديّان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن علي ذلك كلّه، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته.

اللّهمّ! صلّ علي فاطمة بنت نبيّك، وزوجة وليّك، وأُمّ السبطين الحسن والحسين، سيّدي شباب أهل الجنّة، الطهرة الطاهرة المطهّرة، التقيّة النقيّة الرضيّة (المرضيّة) الزكيّة، سيّدة نساء أهل الجنّة أجمعين، صلاةً لا يقوي علي إحصائها غيرك.

اللّهمّ! صلّ علي الحسن والحسين سبطي نبيّك، وسيّدي شباب أهل الجنّة، القائمين في خلقك، والدليلين علي من بعثته برسالتك، وديّاني الدين بعدلك، وفصلي قضائك بين خلقك.

اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن الحسين، عبدك القائم في خلقك، والدليل علي من بعثته برسالتك، وديّان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، سيّد العابدين.

اللّهمّ! صلّ علي محمّد بن عليّ عبدك، وخليفتك في أرضك، باقر علم النبيّين.

اللّهمّ! صلّ علي جعفر بن محمّد الصادق، عبدك ووليّ دينك، وحجّتك علي خلقك أجمعين، الصادق البارّ.

اللّهمّ! صلّ علي موسي بن جعفر، عبدك الصالح، ولسانك في خلقك، الناطق بحكمك، والحجّة علي بريّتك.

ص:33

اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن موسي الرضا المرتضي، عبدك ووليّ دينك، القائم بعدلك، والداعي إلي دينك، ودين آبائه الصادقين، صلاةً لا يقوي علي إحصائها غيرك.

اللّهمّ! صلّ علي محمّد بن عليّ، عبدك ووليّك القائم بأمرك، والداعي إلي سبيلك.

اللّهمّ! صلّ علي عليّ بن محمّد، عبدك ووليّ دينك.

اللّهمّ! صلّ علي الحسن بن عليّ، العامل بأمرك، القائم في خلقك، وحجّتك المؤدّي عن نبيّك، وشاهدك علي خلقك، المخصوص بكرامتك، الداعي إلي طاعتك وطاعة رسولك، صلواتك عليهم أجمعين.

اللّهمّ صلّ علي حجّتك، ووليّك القائم في خلقك، صلاةً تامّةً ناميةً باقيةً، تعجّل بها فرجه، وتنصره بها، وتجعلنا معه في الدنيا والآخرة.

اللّهمّ! إنّي أتقرّب إليك بحبّهم، وأُوالي وليّهم، وأُعادي عدوّهم، وارزقني بهم خير الدنيا والآخرة، واصرف عنّي بهم شرّ الدنيا والآخرة، وأهوال يوم القيامة».

ثمّ تجلس عند رأسه وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين، السلام عليك يا وارث آدم صفيّ اللّه، السلام عليك يا وارث نوح نجيّ اللّه، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح اللّه، السلام عليك يا وارث موسي كليم اللّه، السلام عليك يا وارث عيسي روح اللّه، السلام عليك يا وارث محمّد بن عبد اللّه خاتم النبيّين، وحبيب ربّ العالمين، السلام عليك يا وارث عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين وليّ اللّه، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء

ص:34

سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، السلام عليك يا وارث عليّ بن الحسين سيّد العابدين، السلام عليك يا وارث محمّد بن عليّ باقر علم الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا وارث جعفر بن محمّد الصادق البارّ الأمين، السلام عليك يا وارث أبي الحسن موسي الكاظم الحليم، السلام عليك أيّها الشهيد السعيد، المظلوم المقتول، السلام عليك أيّها الصدّيق الوصيّ البارّ التقي، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت اللّه مخلصاً حتّي أتاك اليقين، السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة اللّه وبركاته، إنّه حميد مجيد، لعن اللّه أُمّة قتلتك، لعن اللّه أُمّة ظلمتك، لعن اللّه أُمّة أسّست أساس الظلم والجور والبدعة عليكم أهل البيت».

ثمّ تنكبّ علي القبر وتقول: «اللّهمّ! إليك صمدت من أرضي، وقطعت البلاد رجاء رحمتك، فلا تخيّبني ولا تردّني بغير قضاء حوائجي، وارحم تقلّبي علي قبر ابن أخي رسولك صلواتك عليه وآله، بأبي وأُمّي، أتيتك زائراً وافداً عائذاً ممّا جنيت علي نفسي، واحتطبت علي ظهري، فكن لي شافعاً إلي اللّه تعالي يوم حاجتي وفقري وفاقتي، فلك عند اللّه مقاماً محموداً، وأنت عند اللّه وجيه».

ثمّ ترفع يدك اليمني وتبسط اليسري علي القبر وتقول:

«اللّهمّ! إنّي أتقرّب إليك بحبّهم وبولايتهم، أتولّي آخرهم بما تولّيت به أوّلهم، وأبرأ إلي اللّه من كلّ وليجة دونهم، اللّهمّ! العن الذين بدّلوا دينك، وغيّروا نعمتك، واتّهموا نبيّك، وجحدوا بآياتك، وسخروا بإمامك، وحملوا الناس علي أكتاف آل محمّد، اللّهمّ! إنّي أتقرّب إليك باللعنة عليهم، والبراءة في الدنيا والآخرة يا رحمن».

ص:35

ثمّ تحوّل عند رجليه وتقول: «صلّي اللّه عليك يا أبا الحسن! صلّي اللّه علي روحك وبدنك، صبرت وأنت الصادق المصدّق، لعن اللّه من قتلك بالأيدي والألسن».

ثمّ ابتهل في اللعنة علي قاتل أمير المؤمنين، وعلي قتلة الحسن والحسين، وعلي جميع قتلة أهل بيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ تحوّل عند رأسه من خلفه، وصلّ ركعتين تقرأ إحديهما ( الحمد) و( يس ) وفي الأُخري ( الحمد) و( الرحمن ) وإن لم تحفظهما فتقرأ ( سورة الإخلاص ) في كليهما، وتدعو للمؤمنين والمؤمنات، وخاصّة لوالديك، وتجتهد في الدعاء والتضرّع، وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك، ولجميع إخوانك، وأقم عند رأسه ما شئت، ولتكن صلاتك عند القبر.

الوداع:

فإذا أردت أن تودّعه فقل: «السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة اللّه وبركاته، أنت لنا جنّة من العذاب، وهذا أوان انصرافي عنك، إن كنت أذنت لي غير راغب عنك، ولا مستبدل بك، ولامؤثر عليك، ولا زاهد في قربك، وقد جرت بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والأولاد والأوطان، فكن لي شافعاً يوم حاجتي، وفقري وفاقتي، يوم لا يغني عنّي حميمي ولاقريبي، يوم لا يغني عنّي والديّ ولا ولدي، أسأل اللّه الذي قدّر عليّ رحيلي إليك أن تنفّس بك كربتي، وأسأل اللّه الذي قدّر عليّ فراق مكانك، أن لا يجعله آخر العهد من زيارتي لك، ورجوعي إليك، وأسأل اللّه الذي أبكي عليك عيني أن يجعله سبباً لي وذخراً، وأسأل اللّه الذي أراني مكانك، وهداني للتسليم عليك، وزيارتي إيّاك أن يوردني حوضكم، ويرزقني من مرافقتكم في الجنان، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام علي عليّ أمير المؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، وقائد الغرّ المحجّلين، السلام علي الحسن و

ص:36

الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، السلام علي الأئمّة وتسمّيهم واحداً واحدا ( عليهم السلام ) : ورحمة اللّه وبركاته.

السلام علي ملائكة اللّه الحافّين، السلام علي ملائكة اللّه المقيمين المسبّحين، الذين هم بأمره يعملون، السلام علينا وعلي عباد اللّه الصالحين، اللّهمّ! لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، فإن جعلته فاحشرني معه ومع آبائي (في نسخة: آبائه) الماضين، وإن أبقيتني يا ربّ فارزقني زيارته أبداً ما أبقيتني، إنّك علي كلّ شي ء قدير».

وتقول: «أستودعك اللّه وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام آمناً باللّه وبما دعوت إليه، اللّهمّ! فاكتبنا مع الشاهدين، اللّهمّ! فارزقني حبّهم ومودّتهم أبداً ما أبقيتني، السلام علي ملائكة اللّه، وزوّار قبرك يا ابن نبي اللّه، السلام عليك منّي أبداً ما بقيت، ودائماً إذا فنيت، السلام علينا وعلي عباد اللّه الصالحين».

وإذا خرجت من القبّة فلا تولّ وجهك حتّي يغيب عن بصرك إن شاء اللّه تعالي.

(1)

3 - الشيخ المفيد : تقف علي قبره ( عليه السلام ) (بعد أن تغتسل لزيارته

ص:37


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 267/2 س 13. عنه وعن كامل الزيارات، البحار: 44/99 ح 1، و48 ح 3، قطعة منه، من دون ذكر الوداع. كامل الزيارات: 513 ح 801، أورد الحديث مرسلاً عن بعضهم ( عليهم السلام ) : من دون ذكر الوداع. عنه مستدرك الوسائل: 361/10 ح 12185، قطعة منه. المزار للمفيد ضمن المصنّفات: 197 س 1، مرسلاً وباختصار. من لايحضره الفقيه: 363/2 ح 223. تهذيب الأحكام: 86/6 ح 171. مصباح الزائر: 389 س 13. المزار للشهيد: 219 س 2، بتفاوت واختصار. المزار الكبير: 547 ح 1، مختصراً و647 س 3.

وتلبس أطهر ثيابك) وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه! وابن وليّه، السلام عليك يا حجّة اللّه! وابن حجّته، السلام عليك يا إمام الهدي! والعروة الوثقي، ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّك مضيت علي ما مضي عليه آباؤك الطاهرون، صلوات اللّه عليهم، لم تؤثر عمي علي هدي، ولم تمل من حقّ إلي باطل، وأنّك نصحت للّه ولرسوله، وأدّيت الأمانة، فجزاك اللّه عن الإسلام وأهله خير الجزاء، أتيتك بأبي أنت وأُمّي زائراً، عارفاً بحقّك، موالياً لأوليائك، معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».

ثمّ انكبّ علي القبر فقبّله، وضع خدّيك عليه، ثمّ تحوّل إلي عند الرأس فقل: «السلام عليك يا مولاي! يا ابن رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته، أشهد أنّك الإمام الهادي، والوليّ المرشد، أبرأ إلي اللّه من أعدائك، وأتقرّب إلي اللّه بولايتك، صلّي اللّه عليك ورحمة اللّه وبركاته.

ثمّ صلّ ركعتيّ الزيارة، وصلّ بعدهما ما بدا لك، وتحوّل إلي عند الرجلين، فادع بما شئت إن شاء اللّه».

وداع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :

تقف علي القبر وتقول: «السلام عليك يا مولاي! يا أبا الحسن! ورحمة اللّه وبركاته، أستودعك اللّه، وأقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللّهمّ فاكتبنا مع الشاهدين».

ثمّ انكبّ علي القبر وقبّله، وضع خديك عليه، وانصرف إذا شئت، إن شاء اللّه.

(1)

ص:38


1- المقنعة: 480 س 6. عنه الأنوار البهيّة: 243 س 9، بتفاوت. المزار الكبير: 551 ح 2، بتفاوت يسير. عنه البحار: 51/99 ح 10، قطعة منه.

4 - السيّد ابن طاووس : يوم الأربعاء، وهو باسم موسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، صلوات اللّه عليهم أجمعين، زيارتهم ( عليهم السلام ) : : «السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم يانور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم وعلي آل بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم وأُمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين، وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّي أتاكم اليقين.

فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرء إلي اللّه وإليكم منهم.

يا مولاي! يا أبا إبراهيم موسي بن جعفر! يا مولاي! يا أبا الحسن عليّ بن موسي!...أنا مولي لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم - في يومكم هذا، وهو يوم الأربعاء - ومستجير بكم، فأضيفوني و أجيروني بآل بيتكم الطيّبين الطاهرين».

(1)

5 - العلّامة المجلسيّ : إذا خرجت من منزلك تريد زيارة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقل: ما تقدّم ذكره عند التوجّه لزيارة صاحب الغريّ ( عليه السلام ) ، فإذا وصلت إلي قبره فقل:

«السلام عليك أيّها العلم الهادي، السلام عليك أيّها الوصيّ الزكيّ، السلام عليك أيّها الإمام البرّ التقيّ، السلام عليك أيّها العلم المطهّر من الذنوب، السلام عليك يا وعاء حكم اللّه، السلام عليك يا عيبة سرّ اللّه، السلام عليك أيّها الحافظ لوحي اللّه، السلام عليك أيّها المستوفي في

ص:39


1- جمال الأُسبوع: 40، س 22. عنه البحار: 210/99، ضمن ح 1. قطعة منه في (اختصاص يوم من الأُسبوع به ( عليه السلام ) ).

طاعة اللّه، السلام عليك أيّها المترجم لكتاب اللّه، السلام عليك أيّها الداعي إلي توحيد اللّه، السلام عليك أيّها المعبّر لمراد اللّه، السلام عليك أيّها المحلّل لحلال اللّه، والمحرّم لحرام اللّه، والداعي إلي دين اللّه، والمعلن لأحكام اللّه، والفاحص عن معرفة اللّه، السلام عليك يا أبا الحسن! أشهد يا مولاي! أنّك حجّة اللّه وأمينه، وصفوة اللّه وحبيبه، وخيرة اللّه من خلقه، وحجّته علي عباده، أشهد أنّه من والاك فقد والي اللّه، ومن عاداك فقد عادي اللّه، ومن استمسك بك وبالأئمّة من آبائك وولدك، فقد استمسك بالعروة الوثقي، وأشهد أنّكم كلمة التقوي وأعلام الهدي، ونور لسائر الوري».

ثمّ تنكبّ علي قبره وتقبّله وتقول:

«بأبي أنت وأُمّي أيّها الصديق الشهيد، بأبي أنت وأُمّي يا ابن أمير المؤمنين! وسيّد الوصيّين، وإمام المسلمين، وحجّة اللّه علي الخلق أجمعين».

وتصلّي عنده ركعتين، فإذا فرغت وأردت الوداع فقل:

«يا مولاي! ياأباالحسن! يا مولاي! أيّها الرضا! أتيتك زائراً، وأشهد أنّك خير مزور بعد آبائك، وأفضل مقصود، وأشهد أنّ من زارك فقد وصل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأبهج فاطمة سيّدة نساء العالمين ( عليها السلام ) ، ونال من اللّه الفوز العظيم، فلا جعله اللّه آخر العهد من زيارتك، وإتيان مشهدك، ورزقني العود ثمّ العود إليك، آمين ربّ العالمين».

(1)

6 - العلّامة المجلسيّ : أقول: وجدت في بعض مؤلّفات قدماء أصحابنا، زيارةً له ( عليه السلام ) ، وكانت النسخة قديمة، كان تاريخ كتابتها سنة ستّ وأربعين

ص:40


1- بحار الأنوار: 50/99 ح 9، عن الكتاب العتيق للغرويّ.

وسبعمائة، فأوردتها كما وجدتها.

قال: زيارة مولانا وسيّدنا أبي الحسن الرضا عليه وعلي آبائه وأبنائه الصلوة والسلام، كلّ الأوقات صالحة لزيارته، وأفضلها في شهر رجب.

روي ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات اللّه عليه وسلامه، وهي: «السلام عليك يا وليّ اللّه! السلام عليك يا حجّة اللّه! السلام عليك يانوراللّه في ظلمات الأرض! السلام عليك يا عمود الدين! السلام عليك ياوارث آدم صفوة اللّه! السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه! السلام عليك ياوارث موسي كليم اللّه! السلام عليك يا وارث عيسي روح اللّه!

السلام عليك يا وارث محمّد رسول اللّه! السلام عليك يا وارث أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب! السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة! السلام عليك يا وارث عليّ بن الحسين سيّد العابدين! السلام عليك ياوارث محمّد بن عليّ باقر علم الأوّلين والآخرين! السلام عليك يا وارث جعفر بن محمّد الصادق البرّ التّقيّ! السلام عليك ياوارث موسي بن جعفر العالم الحفيّ!

السلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد! السلام عليك أيّها الوصيّ البرّ التقيّ! أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت اللّه حتّي أتاك اليقين.

السلام عليك من إمام عصيب، وإمام نجيب، وبعيد قريب، ومسموم غريب!

السلام عليك أيّها العالم النبيه، والقدر الوجيه، النازح عن تربة جدّه وأبيه! السلام علي من أمر أولاده وعياله بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه!

ص:41

السلام علي دياركم الموحشات، كما استوحشت منكم مني وعرفات.

السلام علي سادات العبيد، وعدة الوعيد، والبئر المعطّلة، والقصر المشيد.

السلام علي غوث اللهفان، ومن صارت به أرض خراسان، خراسان.

السلام علي قليل الزائرين، وقرّة عين فاطمة سيّدة نساء العالمين.

السلام علي البهجة الرضويّة، والأخلاق الرضيّة، والغصون المتفرّعة عن الشجرة الأحمديّة.

السلام علي من انتهي إليه رياسة الملك الأعظم، وعلم كلّ شي ء لتمام الأمر المحكم.

السلام علي من أسماؤهم وسيلة السائلين، وهياكلهم أمان المخلوقين، وحججهم إبطال شبه الملحدين.

السلام علي من كسرت له وسادة والده أمير المؤمنين حتّي خصم أهل الكتب، وثبّت قواعد الدين.

السلام علي عَلَم الأعلام، ومن كُسِر قلوب شيعته بغربته إلي يوم القيام.

السلام علي السراج الوهّاج، والبحر العجّاج الذي صارت تربته مهبط الأملاك والمعراج.

السلام علي أُمراء الإسلام، وملوك الأديان، وطاهري الولادة، ومن اطّلعهم اللّه علي علم الغيب والشهادة، وجعلهم أهل السادة [السعادة].

السلام علي كهوف الكائنات وظلّها، ومن ابتهجت به معالم طوس حيث حلّ بربعها.

يا قبر طوس! سقاك اللّه رحمته***ما ذا ضمنت من الخيرات يا طوس

ص:42

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها

شخص ثوي (1)بسناباد مرموس

(2)

شخص عزيز علي الإسلام مصرعه

في رحمة اللّه مغمور(3) ومغموس

(4)

يا قبره أنت قبر قد تضمّنه

حلم وعلم وتطهير وتقديس

فخراً بأنّك مغبوط بجثّته

وبالملائكة الأطهار محروس (5)

في كلّ عصر لنا منكم إمام هدي

فربعه آهل منكم ومأنوس

أمست نجوم سماء الدين آفلة

وظلّ أُسد الثري (6)قد ضمّهاالخيس (7)

غابت ثمانية منكم وأربعة

ترجي مطالعها ما حنّت العيس (8)

حتّي متي يزهر الحقّ المنير بكم

فالحقّ في غيركم داج ومطموس (9)

«السلام علي مفتخر الأبرار، ونائي المزار، وشرط دخول الجنّة والنار.

السلام علي من لم يقطع اللّه عنهم صلواته في آناء الساعات، وبهم سكنت السواكن، وتحرّكت المتحرّكات.

السلام علي من جعل اللّه إمامتهم مميّزة بين الفريقين، كما تعبّد بولايتهم أهل الخافقين.

السلام علي من أحيي اللّه به دارس حكم النبيّين، وتعبّدهم بولايته لتمام

ص:43


1- ثوي بالمكان: أقام. المصباح المنير: 88.
2- رمس الميّت: دفنه. المعجم الوسيط: 372.
3- المغمور: المقهور. المعجم الوسيط: 661.
4- غمس النجم: غاب. المعجم الوسيط: 662.
5- هذه الأبيات الخمسة في المناقب لابن شهر آشوب: 359/3، منسوبة لعليّ بن أحمد الحوافيّ.
6- قال المجلسيّ: الثُري كعُلي طريق في سلمي كثيرة الأسد. البحار: 57/99، س 18.
7- الخِيس: الشجر الكثير المُلتفّ. المعجم الوسيط: 265.
8- الأعيس من الإبل: الذي يُخالط بياضه شُقرَة، ج عِيس. المعجم الوسيط: 639.
9- الطموس: الدروس والإمّحاء. القاموس المحيط: 330/2.

كلمة اللّه ربّ العالمين.

السلام علي شهور الحول وعدّ الساعات، وحروف لا إله إلَّا اللّه في الرقوم المسطّرات.

السلام علي إقبال الدنيا وسعودها، ومن سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا: نحن واللّه من شروطها.

السلام علي من يعلّل وجود كلّ مخلوق بلولاهم، ومن خطبت لهم الخطباء:

بسبعة آبائهم ماهم

هم أفضل من يشرب صوب الغمام

السلام علي عليّ مجدهم وبنائهم، ومن أنشد في فخرهم، وعلائهم بوجوب الصلوة عليهم، وطهارة ثيابهم.

السلام علي قمر الأقمار، المتكلّم مع كلّ لغة بلسانهم، القائل لشيعته ما كان اللّه ليولّي إماماً علي أُمّة حتّي يعرّفه بلغاتهم.

السلام علي فرحة القلوب، وفرج المكروب، وشريف الأشراف، ومفخر عبد مناف، يا ليتني من الطائفين بعرصته وحضرته، مستشهداً لبهجة مؤانسته:

أطوف ببابكم في كلّ حين

كأنّ ببابكم جعل الطواف

السلام علي الإمام الرؤوف الذي هيّج أحزان يوم الطفوف، باللّه أُقسم وبآبائك الأطهار، وبأبنائك المنتجبين الأبرار، لولا بعد الشقّة حيث شطّت بكم الدار لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار، والسلام عليكم يا حماة الدين، وأولاد النبيّين، وسادة المخلوقين، ورحمة اللّه وبركاته».

ثمّ صلّ صلاة الزيارة، وسبّح واهدها إليه صلوات اللّه عليه، ثمّ قل:

«اللّهمّ! إنّي أسئلك يا اللّه! الدائم في ملكه، القائم في عزّه، المطاع في

ص:44

سلطانه، المتفرّد في كبريائه، المتوحّد في ديموميّة بقائه، العادل في بريّته، العالم في قضيّته، الكريم في تأخير عقوبته.

إلهي! حاجاتي مصروفة إليك، وآمالي موقوفة لديك، وكلّما وفّقتني بخير فأنت دليلي عليه، وطريقي إليه، يا قديراً! لاتؤوده المطالب، يا مليّاً! يلجأ إليه كلّ راغب، مازلت مصحوباً منك بالنعم، جارياً علي عادات الإحسان والكرم.

أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الأشياء، وقضائك المبرم الذي تحجبه بأيسر الدعاء، وبالنظرة التي نظرت بها إلي الجبال فتشامخت، وإلي الأرضين فتسطّحت، وإلي السموات فارتفعت، وإلي البحار فتفجّرت، يا من جلّ! عن أدوات لحظات البشر، ولطف عن دقائق خطرات الفكر، لاتحمد يا سيّدي! إلَّا بتوفيق منك يقتضي حمداً، ولاتشكر علي أصغر منّة إلّا استوجبت بها شكراً.

فمتي تحصي نعماؤك يا إلهي! وتجازي آلاؤك يا مولاي، وتكافي ء صنايعك ياسيّدي! ومن نعمك يحمد الحامدون، ومن شكرك يشكر الشاكرون، وأنت المعتمد للذنوب في عفوك، والناشر علي الخاطئين جناح سترك، وأنت الكاشف للضرّ بيدك.

فكم من سيّئة أخفاها حلمك حتّي دخلت، وحسنة ضاعفها فضلك حتّي عظمت عليها مجازاتك، جللت أن يخاف منك إلّا العدل، وأن يرجي منك إلّا الإحسان والفضل، فامنن عليّ بما أوجبه فضلك، ولاتخذلني بما يحكم به عدلك.

سيّدي! لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدّتني، أوالسموات لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني، سيّدي! سيّدي! سيّدي!

ص:45

مولاي! مولاي! مولاي! قد تكرّر وقوفي لضيافتك، فلاتحرمني ما وعدت المتعرّضين لمسئلتك.

يا معروف العارفين! يا معبود العابدين! يا مشكور الشاكرين! يا جليس الذاكرين! يا محمود من حمده! يا موجود من طلبه! ياموصوف من وحّده! يامحبوب من أحبّه! ياغوث من أراده! يامقصود من أناب إليه! يامن لايعلم الغيب إلّا هو! يامن لايصرف السوء إلّا هو! يامن لايدبّر الأمر إلّا هو! يا من لايغفر الذنب إلّا هو! يا من لايخلق الخلق إلّا هو! يا من لاينزل الغيث إلّا هو! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفر لي يا خير الغافرين!

ربِّ إنّي أستغفرك استغفار حياء، وأستغفرك استغفار رجاء، وأستغفرك استغفار إنابة، وأستغفرك استغفار رغبة، وأستغفرك استغفار رهبة، وأستغفرك استغفار طاعة، وأستغفرك استغفار إيمان، وأستغفرك استغفار إقرار، وأستغفرك استغفار إخلاص، وأستغفرك استغفار تقوي، وأستغفرك استغفار توكّل، وأستغفرك استغفار ذلّة، وأستغفرك استغفارعامل لك، هارب منك إليك.

فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وتب عليّ وعلي والديّ، بما تبت وتتوب علي جميع خلقك، يا أرحم الراحمين.

يا من تسمّي بالغفور الرحيم! يا من تسمّي بالغفور الرحيم! يا من تسمّي بالغفور الرحيم! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واقبل توبتي، وزكّ عملي، واشكر سعيي، وارحم ضراعتي، ولاتحجب صوتي، ولاتخيّب مسئلتي، ياغوث المستغيثين، وأبلغ أئمّتي سلامي ودعائي، وشفّعهم في جميع ماسألتك، وأوصل هديّتي إليهم كما ينبغي لهم، وزدهم من ذلك ما ينبغي لك، بأضعاف لايحصيها غيرك.

ص:46

ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، وصلّي اللّه علي طيّب المرسلين محمّد وآله الطاهرين».

(1)

(ج) - كيفيّة الصلاة عليه ( عليه السلام )

1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيبانيّ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية لفظاً، قال: سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) في منزله بسرّ من رأي، سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي عليّ من الصلوة علي النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً، فأملي عليّ لفظاً من غير كتاب.

الصلاة علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...الصلاة علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :

«اللّهمّ صلّ علي عليّ بن موسي الرضا الذي ارتضيته ورضيت به مَنْ شئت من خلقك. اللّهمّ! كما جعلته حجّة علي خلقك، وقائماً بأمرك، وناصراً لدينك، وشاهداً علي عبادك، وكما نصح لهم في السرّ والعلانية ودعا إلي سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت علي أحد من أوليائك وخيرتك من خلقك، إنّك جواد كريم...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:47


1- البحار: 52/99، ح 11. عنه مستدرك الوسائل: 360/10، ح 12183. قال العلّامة المجلسيّ : واعلم أنّ ظاهر العبارة يدلّ علي أنّ هذه الزيارة مرويّة عن الجواد ( عليه السلام ) ويحتمل أن يكون الإشارة في قوله «رُوِي ذلك» راجعة إلي كون أفضلها في شهر رجب، وفي بعض عباراتها ما يوهم كونها غير مرويّة، واللّه يعلم. البحار: 58/99، س 12.
2- مصباح المتهجّد: 399، س 12 و404، س 8. البلد الأمين: 305، س 14. جمال الأُسبوع: 295، س 13، عنه البحار: 73/91، ضمن ح 1.

2 - الشيخ الطوسيّ :...وفي التوقيع:...إذا صلّيت علي النبيّ فصلّ عليه وعلي أوصيائه علي هذه النسخة...

(نسخة الدفتر الذي خرج) بسم اللّه الرحمن الرحيم: «اللّهمّ صلّ علي محمّد سيّد المرسلين...وصلّ علي أمير المؤمنين...وصلّ علي عليّ بن موسي [الرضا] إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - السيّد ابن طاووس : الصلواة علي النبيّ [وآله ( عليهم السلام ) : في كلّ يوم من شهر رمضان:...«اللّهمّ صلّ علي عليّ بن (2)

موسي الرضا إمام المسلمين، ووال من والاه وعاد من عاداه، وضاعف العذاب علي من شرك في دمه وهو المأمون...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:48


1- الغيبة: 165، س 20. عنه البحار: 17/52، ضمن ح 14. جمال الأُسبوع: 301، س 14. عنه البحار: 78/91، ح 2. المزار الكبير: 666، س 3. مصباح الكفعمي: 725، س 9. البلد الأمين: 79، س 10. دلائل الإمامة: 545، ح 524.
2- ما بين المعقوفتين أثبتناه من مصباح المتهجّد وروضة الواعظين.
3- إقبال الأعمال: 372 س 12. عنه البحار: 108/95 ضمن ح 3. مصباح المتهجّد: 620 ح 699. مصباح الكفعميّ: 831 س 10. المقنعة: 329 س 7. البلد الأمين: 229 س 16. روضة الواعظين: 355 س 7.

(د) - إهداء الصلاة إليه ( عليه السلام ) والطواف عنه

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أبو عليّ الأشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عليّ بن مهزيار، عن موسي بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء لايطاف عنهم.

فقال لي: بل طف ما أمكنك، فإنّه جائز....

قلت: طفت يوماً عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال ثلاث مرّات: صلّي اللّه علي رسول اللّه.

ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ...واليوم التاسع عن أبيك عليّ [الرضا] ( عليه السلام ) ...

فقال: إذن واللّه! تدين اللّه بالدين الذي لايقبل من العباد غيره....

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الراونديّ : قالوا ( عليهم السلام ) : : إنّه يصلّي العبد...يوم الأحد: أربع ركعات [تهدي ] إلي عليّ بن موسي [الرضا] ( عليهماالسلام ) ....

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - السيّد ابن طاووس : حدّث أبو محمّد الصيمريّ، قال: حدّثنا

ص:49


1- الكافي: 314/4، ح 2. عنه نور الثقلين: 303/4، ح 226، قطعة منه، والبحار: 101/50، ح 15، والوافي: 377/12، ح 12036، والأنوار البهيّة: 262، س 17. التهذيب: 450/5، ح 1572. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 200/11، ح 14620.
2- الدعوات: 108، ح 243.

أبوعبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البجليّ بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من جعل ثواب صلاته لرسول اللّه، وأمير المؤمنين، والأوصياء من بعده، صلوات اللّه عليهم أجمعين وسلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافاً مضاعفة، حتّي ينقطع النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده: يافلان! هديّتك إلينا وألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفساً، وقرّ عيناً، بما أعدّ اللّه لك، وهنيئاً لك بما صرت إليه.

قال: قلت: كيف يهدي صلاته ويقول؟

قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ولو أمكنه أن يزيد علي صلاة الخمسين شيئاً، ولو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، ويهديها إلي واحد منهم:

يفتتح الصلاة في الركعة الأُولي مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات، أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: «صلّي اللّه علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين». في كلّ ركعة....

ما يهديه إلي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : «اللّهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلي عبدك وابن عبدك، ووليّك وابن وليّك، سبط نبيّك عليّ بن موسي الرضا، ابن المرضيّين ( عليهماالسلام ) - والدعاء إلي آخره - يا وليّ المؤمنين!»- ثلاثاً.

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4 - السيّد ابن طاووس : روي أنّه يصلّي في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك ركعتان، كلّ ركعة بالحمد مرّة، وبسورة الإخلاص خمساً وعشرين مرّة، لأجل ما ظهر من حقوق مولانا الرضا ( عليه السلام ) فيه.

(2)

ص:50


1- جمال الأُسبوع: 29، س 5. عنه البحار: 215/88، ضمن ح 1.
2- إقبال الأعمال: 410، س 2. عنه البحار: 43/99، ح 49.

قال المجلسيّ: فيناسب إيقاع هذه الصلاة في روضته المقدّسة بعد زيارته.

(ه') - التوسّل به ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة عشر مورداً

الأوّل - في يوم الجمعة:

1 - الشيخ الطوسيّ : روي عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال: صم(1) يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل، والبس ثوباً

جديداً، ثمّ اصعد إلي أعلي موضع في دارك... ثمّ ارفع يديك إلي السماء...وقل: اللّهمّ إنّي ذكرت (2)توحيدي إيّاك....

وتقول: اللّهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي...وأسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد وآل محمّد، وعند الأئمّة: عليّ والحسن...وعليّ [الرضا].....

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - لأداء الدين:

1 - الشيخ الطوسيّ :...عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن أبيه، قال: جاء رجل إلي سيّدنا الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له: يا سيّدي! أشكو إليك ديناً ركبني، وسلطاناً غشمني...

ص:51


1- في المصدر: قم، وهو غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار.
2- في البحار: ذخرت.
3- مصباح المتهجّد: 331، س 7. عنه البحار: 38/87، ح 7. قطعة منه في ب 5، (التوسّل به ( عليه السلام ) في الأدعية.

فقال ( عليه السلام ) : إذا جنّك الليل، فصلّ ركعتين، اقرأ في الأُولي منهما: الحمد وآية الكرسيّ، وفي الركعة الثانية: الحمد وآخر الحشر...

ثمّ تقول:...يا عليّ بن موسي! عشر مرّات...ثمّ تسأل حاجتك.

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث - للاستغناء:

1 - العلّامة المجلسيّ : الدعاء المتضمّن للتوسّل بكلّ واحد من الأئمّ ( عليهم السلام ) : لما جعل له.

«اللّهمّ صلّ علي محمّد وأهل بيته، وأسألك اللّهمّ بحقّ محمّد وابنته وابنيها الحسن والحسين ( عليهم السلام ) : إلّا أعنتني بهم علي طاعتك ورضوانك، وبلّغتني بهم أفضل ما بلّغته أحداً من أوليائهم في ذلك...وأسألك اللّهمّ بحقّ وليّك عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إلّا أنجيتني به، وسلّمتني ممّا أخافه وأحذره، في جميع أسفاري، في البراري والقفار، والأودية والغياض، والبحار...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع - للنجاة في الأسفار:

1 - الراونديّ : وحدّث أبو الوفاء الشيرازيّ قال: كنت مأسوراً [بكرمان في يد ابن إلياس مقيّداً مغلولاً]، فوقفت علي أنّهم همّوا بقتلي، فاستشفعت

ص:52


1- الأمالي: 292، ح 567. عنه البحار: 346/88، ح 60، و112/89، ح 1.
2- البحار: 251/99، ضمن ح 10، عن كتاب العتيق للغرويّ.

إلي اللّه تعالي بمولانا أبي محمّد عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليهماالسلام ) ، فحملتني عيني.

فرأيت [في المنام ] رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو يقول: لاتتوسّل بي [ولابابنتي ] ولابابنيّ في شي ء من عروض الدنيا بل للآخرة، ولما تؤمّل من فضل اللّه تعالي فيها...وأمّا عليّ بن موسي فللنجاة من الأسفار في البرّ والبحر....

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - لدفع الوباء والطاعون:

1 - السيّد الشبّر : في كتاب المحدّث الكاشانيّ...أيضاً يكتب ويحمل معه [أي من أصابه الوباء والطاعون ]:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم ياهو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلّا هو، صلّ علي محمّد و آل محمّد [واجعل لحامل كتابي هذا من كلّ همّ وغمّ وخوف فرجاً ومخرجاً]...بحقّ محمّد وعليّ...وعليّ [الرضا]...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس - لقضاء الحوائج المهمّة:

1 - الكفعميّ : روي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنّه من قلّ عليه رزقه أو ضاقت عليه معيشتة، أو كانت له حاجة مهمّة من أمر دنياه وآخرته، فليكتب في رقعة بيضاء ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، وتكون الأسماء في سطر واحد.

ص:53


1- الدعوات: 191، ح 530. عنه البحار: 35/91، س 8، بتفاوت. البحار: 32/91، ح 22، عن قبس المصباح. البحار: 249/99، ح 10، عن كتاب العتيق للغرويّ.
2- طب الأئمّة للسيّد الشبّر: 487، س 21.

«بسم اللّه الرحمن الرحيم الملك الحقّ المبين، من العبد الذليل إلي المولي الجليل، سلام علي محمّد...وموسي وعليّ [الرضا ( عليه السلام ) ]...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السابع - لسرعة الإجابة:

1 - العلّامة المجلسيّ : وجدت في نسخة قديمة، من مؤلّفات بعض أصحابنا رضي اللّه عنهم ما هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمّد بن بابويه عن الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، وقال: ما دعوت في أمر إلّا رأيت سرعة الإجابة وهو:

«اللّهمّ! إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة...يا أبا الحسن! يا عليّ بن موسي! أيّها الرضا! يا ابن رسول اللّه! يا حجّة اللّه! علي خلقه، يا سيّدنا! ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلي اللّه، وقدّمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهاً! عند اللّه، اشفع لنا عند اللّه...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثامن - توسّل الملائكة به ( عليه السلام ) :

1 - الكفعميّ : ومنها دعاء أهل البيت المعمور وهو:

«يا من أظهر الجميل! وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ! بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم العفو! يا حسن التجاوز! يا باسط اليدين! بالرحمة،

ص:54


1- البلد الأمين: 157 س 5. عنه البحار: 236/99 ضمن ح 3. مصباح الكفعميّ: 530 س 1.
2- البحار: 247/99، س 16.

ياصاحب كلّ حاجة! يا واسع المغفرة! يا مفرّج كلّ كربة! يا مقيل العثرات! يا كريم الصفح! ياعظيم المنّ! يا مبتدئاً بالنعم! قبل استحقاقها، يا ربّاه! يا سيّداه، يا غاية رغبتاه! أسألك بك وبمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ، وعليّ ابن محمّد، والحسن بن عليّ، والقائم المهدي،الأئمّة الهادية عليهم السلام أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد. وأسألك يا اللّه، أن لاتشوّه خلقي بالنار، وأن تفعل بي ما أنت أهله،[ولا تفعل بي ما أنا أهله (1)]». (2)

التاسع - في عالم الرؤيا:

1 - الحضينيّ : حدّثني محمّد بن زيد القمّيّ، عن محمّد بن بشر، قال: حدّثني الحسين ولقيت بشر، وحدّثني بهذا الحديث عن عبد اللّه بن جعفر اللأفي قال: خرجت مع هرثمة بن أعين إلي خراسان، وكنّا مع المأمون، وكان سبب (سمّه للرضا ( عليه السلام ) أنّه سمّه في عنب ورمّان مفروك، لمّا حضرت الرضا ( عليه السلام ) الوفاة، وكان) (3)المأمون حمله من المدينة في طريق الأهواز يريد خراسان، فلمّا صار بالسوس لقيه الشيعة بها، وكان عليّ بن أسباط الفارسيّ قد سار من فارس بهدايا وألطاف ليلقاه بها، فقطعت اللصوص وأخذوا كلمّا كان فيها، وأخذوا الهدايا

ص:55


1- في فلاح السائل: وتذكر ما تريد.
2- مصباح الكفعميّ: 44، س 12. عنه البحار: 75/83، ضمن ح 10، بتفاوت. فلاح السائل: 195، س 19. البلد الأمين: 18 س 17.
3- ما بين المعقوفتين أثبتناه من مدينة المعاجز.

والألطاف التي كانت مع عليّ بن أسباط، وكان ذا مال ودنيا عريضة، فطالبه القفص بأن يشتري نفسه منهم بمال عظيم، وعذّبوه إلي أن قال قائل منهم: احشوا فاه جمراً، حتّي يشتري نفسه منّا.

ففعلوا ذلك، فانتثرت نواجذه وأنيابه وأضراسه، وتركته القفص، وجميع سائر من في القافلة وساروا بالغنيمة، فبكي عليّ بن أسباط وقال: واللّه مامصيبتي بفمي بأعظم من مصيبتي بما حملته إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، ورقد من شدّة وجعه، فرأي في منامه سيّدنا الرضا ( عليه السلام ) وهو يقول له: لاتحزن فإنّ هداياك وألطافك عندنا بالسوس، إذا وردناها ووردتها، وأمّا فوك فأوّل مدينة تدخلها فاطلب السعد المسحوق، فَاحْشُ به فاك، فإنّ اللّه يردّ عليك نواجذك، وأنيابك وأضراسك، فانتبه مسروراً فقال: الحمد للّه حقّ حمده علي ما رأيت، وحقّاً مارأيت، وحمل نفسه حتّي دخل أوّل مدينة، والتمس السعد بها، فأخذه وحشي فاه، فردّ اللّه عليه جميع نواجذه، وسار حتّي لقي سيّدنا الرضا ( عليه السلام ) بالسوس، فلمّا دخل عليه قال له: يا عليّ! قد وجدت جميع ما قلنا لك في السعد حقّاً، فادخل إلي تلك الخزانة، فانظر هداياك وألطافك، وجميع ما كان ممّا أهديته إلينا تراه بحاله، وما كان لك فخذه.

فدخل عليّ بن أسباط الخزانة، فوجد جميع ما كان معه لم يفقد منه شيئاً، فأخذ ما كان له، وترك الهدايا والألطاف، وسار الرضا ( عليه السلام ) إلي المأمون، فزوّجه أخته، وجعله وليّ عهده، وضرب اسمه علي الدراهم، وهي الدراهم الرضويّة، وجمع بني العبّاس، وناظرهم في فضل عليّ بن موسي، حتّي ألزمهم الحجّة، وردّ فدكاً علي ولد فاطمة ( عليها السلام ) ، ثمّ سمّه بعد كيد طويل.

(1)

ص:56


1- الهداية الكبري: 279 س 9. عنه مدينة المعاجز: 252/7 ح 2304. مشارق أنوار اليقين: 96 س 4، مختصراً وبتفاوت. عنه البحار: 72/49 ضمن ح 95، وإثبات الهداة: 304/3 ح 152. عنه وعن الهداية، مدينة المعاجز: 231/7 ح 2284.

2 - السيّد ابن طاووس :...حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أُسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان قال: وكان أبو ظاهر سليمان مكرماً لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلي طعامه، فيأكل معه، ويستدعيه أيضاً بالليل للحديث معه.

فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي؟

فأجابني إلي ذلك، ومضي إلي أبي ظاهر في تلك الليلة علي رسمه، وعاد من عنده ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان...

فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة...استوحشت لذلك، فصرت إليه إلي منزله المرسوم...فانصرفت إلي موضعي الّذي أُنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها كفني، وأقبلت علي القبلة، فجعلت أُصلّي وأُناجي ربّي وأتضرّع وأعترف بذنوبي وأتوب منها ذنباً ذنباً، وتوجّهت إلي اللّه بمحمّد وعليّ ...وجعفر وموسي وعليّ [الرضا]...ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلي أن انتصف الليل، وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلي اللّه وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ نعست عيني فرقدت.

فرأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لي: يا ابن كشمرد!

قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين! فقال: مالي أراك علي هذه الحالة؟

فقلت: يا مولاي! أما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده بغير وصيّة...فقال: تحوّل كفاية اللّه ودفاعه بينك وبين الذي يوعدك في ما أرصدك به من سطواته، أُكتب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم من العبد الذليل فلان بن فلان إلي المولي الجليل الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم، وسلام علي آل يس، ومحمّد وعليّ وفاطمة...ومحمّد وعليّ...»

ص:57

فقال: ارم بها في البئر، وفي ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به...

فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس استدعيت...فلمّا دخلت علي أبي ظاهر...

ثمّ أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك علي ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك وأن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك، وإمّا أن تنصرف إلي عيالك...فخرجت منصرفاً من بين يديه....

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

العاشر - لمن غفل عن صلاة الليل:

1 - الشيخ الطوسيّ : روي عن الصادقين ( عليهم السلام ) : : أنّ من غفل من صلاة الليل فليصلّ عشر ركعات...ثمّ يدعو بما يختصّ عقيب السادسة...ثمّ تسجد سجدة الشكر، فتقول فيها اثنتي عشرة مرّة: «الحمد للّه شكراً».

ثمّ تقول: «اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وصلّ علي عليّ وفاطمة...وموسي وعليّ [الرضا]...فاقض بهم حوائجي...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الحادي عشر - في الساعة الثامنة بعد طلوع الشمس:

1 - الكفعمي : الساعة الثامنة من الأربع ركعات من بعد الظهر إلي صلاة العصر للرضا ( عليه السلام ) : «يا خير مدعوّ! يا خير من أعطي، يا خير من سئل،

ص:58


1- مصباح الزائر: 535، س 21. عنه البحار: 231/99، ح 1. البحار: 23/91، ح 21، عن قبس المصباح.
2- مصباح المتهجّد: 138، س 13. عنه البحار: 251/84، ح 59.

يامن أضاء باسمه ضوء النهار، وأظلم به ظلمة الليل، وسال باسمه وابل السيل، ورزق أولياءه كلّ خير، يا من علا السماوات نوره، والأرض ضوؤه، والشرق والمغرب رحمته، يا واسع الجود أسألك بحقّ وليّك عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، وأقدّمه بين يدي حوائجي ورغبتي إليك، أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تكفيني به، وتنجيني ممّا أخافه وأحذره في جميع أسفاري، وفي البراري والقفار، والأودية والآكام، والغياض والجبال، والشعاب والبحار، يا واحد! يا قهّار! يا عزيز! ياجبّار! يا ستّار! وأن تفعل بي كذا وكذا» .

دعاء آخر لهذه الساعة:

«اللّهمّ! أنت الكاشف للملمّات، والكافي للمهمّات، والمفرّج للكربات، والسامع للأصوات، والمخرج من الظلمات، والمجيب للدعوات، الراحم للعبرات، جبّار الأرض والسماوات. يا وليّ يا مولي! يا عليّ يا أعلي! يا كريم يا أكرم! يا من له الاسم الأعظم! يا من علّم الإنسان ما لم يعلم! فاطر السموات والأرض، وهو يطعم ولايطعم، أسألك بمحمّد المصطفي من الخلق، المبعوث بالحقّ، وبأميرالمؤمنين الذي أوليته فألفيته شاكراً، وابتليته فوجدته صابراً، وبالإمام الرضا عليّ بن موسي، الذي أوفي بعهدك، ووثق بوعدك، وأعرض عن الدنيا وقد أقبلت إليه، ورغب عن زينتها وقد رغبت فيه، أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، فقد توسّلت بهم إليك، وقدّمتهم أمامي وبين يدي حوائجي، أن تهديني إلي سبل مرضاتك، وتيسّر لي أسباب طاعتك، وتوفّقني لابتغاء الزلفة بموالاة أوليائك، وإدراك الحظوة من معاداة أعدائك، وتعينني علي أداء فروضك واستعمال سنّتك، وتوقفني

ص:59

علي المحجّة المؤدّية إلي العتق من عذابك، والفوز برحمتك ياأرحم الراحمين».

(1)

الثاني عشر - للميّت:

1 - الشيخ الطوسيّ : نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة، مع الميّت يقول قبل أن يكتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لاشريك له...وأنّ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عبده ورسوله، وأنّه مقرّ بجميع الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) : ، وأنّ عليّاً وليّ اللّه وإمامه.

وأنّ الأئمّة من ولده أئمّته وأنّ أوّلهم الحسن...وعليّ بن موسي [الرضا]...، وأنّ عليّاً ومحمّداً وجعفراً وموسي وعليّاً... أئمّة وقادة ودعاة إلي اللّه عزّ وجلّ، وحجّة علي عباده».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث عشر - في الأدعية:

1 - الشيخ الطوسيّ : فإذا صلّيت الفجر...تقول ما يختصّ هذا الموضع: «اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد... ثمّ تقول:

اللّهمّ! إنّي وهذا اليوم المقبل خلقان من خلقك...رضيت باللّه ربّاً،

ص:60


1- مصباح الكفعمي: 187 س 13. عنه البحار: 349/83 س 12. البلد الأمين: 144 س 10، قطعة منه. مصباح المتهجّد: 515 ح 597، قطعة منه. مفتاح الفلاح: 469 س 5. قطعة منه في (اختصاص بعض الساعات به ( عليه السلام ) ).
2- مصباح المتهجّد: 16. عنه البحار: 59/79، ح 1. الدعوات: 233، س 1. عنه وعن المصباح، مستدرك الوسائل: 242/2، ح 1881.

وبالإسلام ديناً، وبمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نبيّاً، وبالقرآن كتاباً، وبعليّ إماماً، وبالحسن والحسين...وعليّ بن موسي [الرضا]...أئمّة وسادة وقادة...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الشيخ الطوسيّ : ومن دعاء السرّ، يا محمّد!...قل للذين يريدون التقرّب إليّ: اعلموا علماً يقيناً، أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض أن تقولوا:

«اللّهمّ إنّه لم يصبح أحد من خلقك...» ثمّ اسجد سجدة الشكر وقل ما كتب أبوإبراهيم ( عليه السلام ) إلي عبد اللّه بن جندب.

فقال: إذا سجدت، فقل:

«اللّهمّ إنّي أُشهدك، وأُشهد ملائكتك وأنبياءك ورُسُلك وجميع خلقك بأنّك أنت اللّه ربّي...وعليّ وليّي، والحسن والحسين...وعليّ بن موسي [الرضا]... أئمّتي، بهم أتولّي، ومن عدوّهم أتبرّء...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الراونديّ : روي عن الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إذا حزنك [أمر] فصلّ ركعتين...ثمّ خذ المصحف وارفعه فوق رأسك...ثمّ تقول: «اللّهمّ [إنّي أسألك ] بحقّ نبيّك المصطفي...بحقّ محمّد وآل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...وبحقّ الراضي من المرضيّين...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4 - السيّد ابن طاووس : إنّه لمولانا أبي إبراهيم موسي بن جعفر

ص:61


1- مصباح المتهجّد: 200، س 10. البحار: 51/83، ح 56، عن جنّة الأمان.
2- مصباح المتهجد: 235، ح 341. عنه البحار: 235/83، ح 59.
3- الدعوات: 57، ح 146. عنه البحار: 375/88، ح 33.

الصادق (صلوات اللّه عليه) ما دعا به مغموم إلّا فرّج اللّه غمّه...:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم سبحانك اللّهمّ وبحمدك أثني عليك...أسألك أن تصلّي علي مولانا وسيّدنا ورسولك محمّد حبيبك الخالص...وعلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

5 - السيّد ابن طاووس : دعاء يختصّ باليوم الثالث عشر من شهر رمضان: «اللّهمّ إنّي أُدينك بطاعتك وولايتك، وولاية محمّد نبيّك، وولاية أميرالمؤمنين حبيب نبيّك، وولاية الحسن والحسين...وعليّ بن موسي [الرضا]...أُدينك يا ربّ! بطاعتهم وولايتهم، وبالتسليم بمافضّلتهم، راضياً غير منكر ولامستكبر علي ما أنزلت في كتابك...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - السيّد ابن طاووس :...عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) ، قال: كان لأُمّي فاطمة ( عليها السلام ) صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل... وتدعو بهذا الدعاء، وتسأل حاجتك تعطها إن شاء اللّه تعالي.

الدعاء: ترفع يديك بعد الصلوة علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وتقول: «اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بهم، وأسألك بحقّك العظيم...أن تقضي لي حوائجي وتسمع محمّداً

ص:62


1- مهج الدعوات: 284، س 8. البلد الأمين: 389، س 1. البحار: 444/92، ح 1، عن كتاب العتيق للغروي.
2- إقبال الأعمال: 426، س 4. عنه البحار: 37/95، س 4.

وعليّاً...وموسي وعليّاً[الرضا]...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

7 - السيّد ابن طاووس : في كتاب القاضي عليّ بن محمّد الفروراريّ [الفراري خ - ل ] أيّده اللّه قال: قرأت علي أبي جعفر الزاهد أحمد بن عيسي العلويّ، وذكر أنّه لبعض الأئمّ ( عليهم السلام ) : ...ويعرف بدعاء الساراي:

«بسم اللّه، بسم اللّه، ما شاء اللّه توجّهاً بالدعاء إلي اللّه...وعلي ولاية عليّ وإمامته...بعليّ بن موسي الرضا من المرضيّين...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

8 - السيّد ابن طاووس :...علي المسمّي ابن وزير الورّاق في جملة مجلّد أوّله دعاء الطلحيّ...وهو: «اللّهمّ! إنّي أسألك يا راحم العبرات...أتقرّب إليك بأوّل من توّجته تاج الجلالة...محمّد رسولك ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...وبالإمام المرتضي والسيف المنتضي، مولاي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - السيّد ابن طاووس : في كتاب إغاثة الداعي عن مولانا الصادق صلوات اللّه عليه، قال: خذ المصحف فدعه علي رأسك وقل:

«اللّهمّ بحقّ هذا القرآن وبحقّ من أرسلته به وبحقّ...عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) » عشر مرّات...وتسأل حاجتك.

(4)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:63


1- جمال الأُسبوع: 173 س 16. مصباح المتهجّد: 302 س 12، قطعة منه. عنه وعن جمال الأُسبوع، البحار: 183/88، ح 9، و184 ح 10.
2- مهج الدعوات: 388، س 21. عنه البحار: 268/82، ح 6.
3- مهج الدعوات: 406، س 19.
4- إقبال الأعمال: 474، س 7. عنه البحار: 146/95، س 9.

10 - السيّد ابن طاووس :...عن جابر بن يزيد الجعفيّ، قال: قال: أبو جعفر ( عليه السلام ) : من دعا بهذا الدعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ، ورفع في ديوان القائم ( عليه السلام ) ، فإذا قام قائمنا ناداه باسمه واسم أبيه...: «اللّهمّ يا إله الآلهة، ياواحد يا أحد...أتقرّب إليك برسولك المنذر، وبعليّ أميرالمؤمنين...وعليّ بن موسي الرضا الراضي بحكمك...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا إلي جدّي السعيد أبي جعفر الطوسيّ...عن عبد اللّه بن عطاء قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين أنّه قال: يا بنيّ! إنّه لابدّ أن يمضي اللّه عزّوجلّ مقاديره وأحكامه علي ما أحبّ وقضا...ولاتدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أتتك كائنة ما كانت...فقال عليّ ( عليه السلام ) : يابنيّ! إذا أردت ذلك فقل: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه وسبحان اللّه...وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن...وعليّ بن موسي [الرضا]...هم الأئمّة الهداة المهتدون...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

12 - السيّد ابن طاووس : من كتاب أصل يونس بن بكير، قال: وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة تجاب وتعطي ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:

ص:64


1- مهج الدعوات: 398، س 18.
2- جمال الأُسبوع: 279، س 11. عنه البحار: 73/87، ح 1، و75، س 23..

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك...اللّهمّ وقد أصبحت يومي هذا لاثقة لي ولارجاء، ولالجأ ولامفزع، ولامنجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّباً إلي رسولك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ عليّ أمير المؤمنين...وموسي وعليّ [الرضا ( عليهم السلام ) : ...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

13 - السيّد ابن طاووس : قال أبو حمزة الثماليّ، انكسرت يد ابني مرّة فأتيت به يحيي بن عبد اللّه المجبر، فنظر إليه، فقال: أري كسراً قبيحاً، ثمّ صعد غرفته يجي ء بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علّمني عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) .

فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر فاستوي الكسر بإذن اللّه تعالي...: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كلّ حيّ...وأستشفع إليك بنبيّك نبيّ الرحمة...وعليّ بن موسي الرضا المرتضي، الزكيّ المصطفي، المخصوص بكرامتك، والداعي إلي طاعتك وحجّتك علي الخلق أجمعين...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

14 - السيّد ابن طاووس :...عن معاوية بن وهب، عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، قال: إنّ عندنا ما نكتمه ولانعلّمه غيرنا، أشهد علي أبي، أنّه حدّثني عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا بنيّ! إنّه لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه وأحكامه علي ما أحبّ وقضي، وسينفذ اللّه قضاءه وقدره،

ص:65


1- مهج الدعوات: 303، س 14.
2- مهج الدعوات: 208، س 9. عنه البحار: 230/92، ح 21.

وحكمه فيك فعاهدني أن لاتلفظ بكلام أسرّه إليك حتّي أموت...فقل: هذا الدعاء: «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه...وأنّ محمّداً صلواتك عليه وآله، عبدك و رسولك...وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب...وعليّ بن موسي [الرضا]...الأئمّة الهداة المهديّون...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - السيّد ابن طاووس : حرز لمقتدي الساجدين الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين...اللّهمّ صلّ علي محمّد المصطفي، وعلي عليّ المرتضي...وعليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

16 - السيّد ابن طاووس :...أبو عليّ محمّد بن همّام، ذكر أنّ الشيخ العمريّ قدّس اللّه روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به:

«اللّهمّ! عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرفك ولم أعرف رسولك...اللّهمّ! فكما هديتني لولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله، حتّي واليتُ وُلاة أمرك أمير المؤمنين، والحسن...وعليّاً [الرضا] ومحمّداً، وعليّا ( عليهم السلام ) : ...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

17 - السيّد ابن طاووس : محمّد بن أبي قرّة بإسناده...أبو عمرو محمّد

ص:66


1- مهج الدعوات: 184، س 14.
2- مهج الدعوات: 29 س 11، و281 س 3.
3- جمال الأُسبوع: 315 س 7. إكمال الدين وإتمام النعمة: 512/2 ح 43. عنه البحار: 327/92 ح 3.

بن محمّد بن نصر السكونيّ رضي اللّه عنه، قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمّد بن عثمان البغداديّ أن يخرج إليّ أدعية شهر رمضان التي كان عمّه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن السعيد العمريّ رضي اللّه عنه وأرضاه يدعو بها.

فأخرج إليّ دفتراً...الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان...«اللّهمّ! إنّي أفتتح الثناء بحمدك...اللّهمّ! صلّ علي محمّد عبدك ورسولك...اللّهمّ! صلّ علي عليّ أمير المؤمنين...وصلّ علي أئمّة المسلمين...وعليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...حججك علي عبادك وأُمناءك في بلادك...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

18 - السيّد ابن طاووس : دعاء الإعتقاد مرويّ عن الكاظم ( عليه السلام ) :

«إلهي! إنّ ذنوبي وكثرتها قد غيّرت وجهي عندك...

اللّهمّ! وقد أصبحت في يومي هذا ولاثقة لي ولارجاء، ولامفزع ولاملجأ، ولاملتجاء غير من توسّلت بهم إليك، وهم رسولك وآله، عليّ أمير المؤمنين، وسيّدتي فاطمة الزهراء...وعليّ [الرضا ( عليهم السلام ) : ...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:67


1- إقبال الأعمال: 322 س 6، و324 س 14. عنه البحار: 166/24 ح 14، قطعة منه، عن القائم ( عليه السلام ) . مصباح الكفعميّ: 770 س 1، مرسلاً، بتفاوت. مصباح المتهجّد: 577 س 17، مرسلاً، بتفاوت.
2- البلد الأمين: 387 س 9. مهج الدعوات: 281 س 20، وفيه: قال الشيخ علي بن محمّد بن يوسف الحرّاني، قال الشيخ أبو عبد اللّه إبراهيم بن جعفر النعمانيّ الكاتب ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أبو علي بن همّام، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي الأهوازي، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت مولاي موسي بن جعفر (صلوات اللّه عليه) يدعو بهذا الدعاء. عنه وعن الكتاب العتيق، البحار: 182/91 ح 11.

19 - الكفعميّ : دعاء مستجاب مرويّ عن الكاظم ( عليه السلام ) : بسمل وقل: «سبحانك اللّهمّ! وبحمدك...أسألك أن تصلّي علي مولانا وسيّدنا محمّد عبدك ورسولك، وحبيبك الخالص...وعلي عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ...صلاة تامّة عامّة، دائمة نامية، باقية شاملة، كاملة متواصلة...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

20 - الكفعميّ : دعاء قاف مرويّ عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : «اللّهمّ! إنّي أسألك باسمك يا اللّه! يا ربّ الأرباب!...بحلّة آدم، بتاج حوّا...بآية عيسي، بنخلة مريم، بعلم الخضر، بمحمّد المصطفي، بعليّ المرتضي...بعليّ بن موسي الرضا...أسألك أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لنا، وبجميع المؤمنين ما قدّمنا وما أخّرنا...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

21 - الكفعميّ : دعاء عظيم مرويّ عن الصادق ( عليه السلام ) : «اللّهمّ! ياربّ السموات السبع ومن فيهنّ، والأرضين السبع ومن فيهنّ...ومرسل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رحمة للعالمين وخاتماً للنبيّين...وبوصيّه ومؤيّده، وسبطيه وولديه...والرضيّ، والتقيّ، والنقيّ ( عليهم السلام ) : ...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

22 - العلّامة المجلسيّ : عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر

ص:68


1- البلد الأمين: 389 س 1. البحار: 444/92 ح 1، عن كتاب العتيق للغرويّ، بتفاوت وزيادة.
2- البلد الأمين: 365 س 20.
3- البلد الأمين: 370 س 18.

البحرينيّ ، أنّه رأي في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة أنّه روي مرسلاً عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال: ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعاً أن لايتناول المصحف بيده عازماً علي أمر يقتضيه من عند اللّه...قائلاً: «اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بالقرآن العظيم...بحقّ محمّد وعليّ...وعليّ الرض ( عليهم السلام ) : ...».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - العلّامة المجلسيّ : دعاء مستجاب يروي أنّه لمولانا أبي إبراهيم موسي بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليه.

ما دعا به مغموم إلّا فرّج اللّه عنه، ولامكروب إلّا نفّس اللّه عنه كربه....

«أسألك أن تصلّي علي مولانا وسيّدنا ورسولك محمّد حبيبك الخالص... وعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...صلاة تامّة عامّة، دائمة نامية، باقية شاملة متواصلة...».

(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع عشر - في الزيارات:

1 - السيّد ابن طاووس : فإذا أردت هذه الزيارة [أي زيارة الأئمّة الأطها ( عليهم السلام ) : ]...فقف علي ضريح مولانا أبي محمّد ( عليه السلام ) وقل:

«السلام عليك يا مولاي يا أبا محمّد الحسن بن عليّ الهادي...وأتوسّل إليك بعليّ بن موسي الرضا، وبمحمّد بن عليّ المرتضي، الإمامين المطهّرين المنتجبين، فصلّ عليهما ما أضاء صبحٌ ودام، صلاة ترقيهما إلي رضوانك

ص:69


1- البحار: 244/88، س 13. عنه مستدرك الوسائل: 260/6، ح 6822.
2- البحار: 444/92 ح 1، عن كتاب العتيق للغرويّ.

في العلّيّين من جنّاتك....».

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - ابن المشهديّ : زيارة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه: تقف علي الباب وتقول: «ائذن لي عليك يا أمير المؤمنين...» ثمّ تقف علي المشهد وتقول:

«السلام علي رسول اللّه البشير النذير... ثمّ تصلّي عند الرأس أربع ركعات زيارة ندباً وتقول بعد صلاتك: السلام عليك يا رسول اللّه...السلام عليك ياأبا الحسن عليّ بن موسي الرضا في المرضيّين...».

(2)

الخامس عشر - التوسّل به ( عليه السلام ) للإستخارة:

1 - العلاّمة المجلسيّ : عن الشيخ يوسف بن الحسين، أنّه وجد بخطّ الشهيد السيّد محمّد بن مكّيّ قدّس اللّه روحه، قال: تقرأ ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) عشر مرّات: ثمّ تدعو بهذا الدعاء:

«اللّهمّ! إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور...فأسألك بمحمّد وعليّ... وموسي وعليّ [الرضا ( عليهم السلام ) : ...».

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:70


1- مصباح الزائر: 409 س 6. عنه البحار: 67/99 س 2. قطعة منه في ف 1، ب 2، (لقبه ( عليه السلام ) ).
2- المزار الكبير: 244 ح 8. عنه البحار: 342/97 ح 33.
3- البحار: 251/88، ح 6.

الفصل السادس :ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته (عليه السلام )

اشاره:

وفيه أمران

(أ) - ما قال الشعراء في عظمته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة موارد

الأوّل - أبو نواس:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن يحيي المكتّب قال: حدّثنا أبوالطيّب أحمد بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا عليّ بن هارون الحميريّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفليّ قال: إنّ المأمون لمّا جعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده، وأنّ الشعراء قصدوا المأمون، ووصلهم بأموال جمّة حين مدحوا الرضا ( عليه السلام ) ، وصوّبوا رأي المأمون في الأشعار دون أبي نواس، فأذنه ولم يقصده ولم يمدحه، ودخل علي المأمون فقال له: ياأبانواس! قد علمت مكان عليّ بن موسي الرضا منّي، وما أكرمته به، فلماذا أخّرت مدحه؟ وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك، فأنشد يقول:

قيل لي أنت أوحد الناس طُرّاً

في فنون من الكلام النبيه

لك من جوهر الكلام بديع

يثمر الدرّ في يدي مجتنيه

فعلي ما تركت مدح ابن موسي

والخصال التي تجمّعن فيه

قلت لا أهتدي لمدح إمام

كان جبرئيل خادماً لأبيه.

ص:71

فقال المأمون: أحسنت! ووصله من المال بمثل الذي وصل به كافّة الشعراء، وفضّله عليهم.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسن بن إبراهيم الكرخيّ الكاتب بايلاق قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن صقر الغسّانيّ قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيي الصوليّ قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد يقول: خرج أبو نواس ذات يوم من داره، فبصر براكب حاذاه، فسئل عنه، ولم ير وجهه، فقيل: إنّه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فأنشأ يقول:

إذا أبصرتك العين من بعد غاية

وعارض فيك الشكّ أثبتك القلب

ولو أنّ قوماً أمّموك لقادهم

نسيمك حتّي يستدلّ بك الركب.

(2)

الثاني - أبوا العبّاس الصوليّ:

1 - ابن شهرآشوب : أبو العبّاس الصوليّ يخاطب عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ويفضّله علي المأمون:

ص:72


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 142/2 ح 9. إعلام الوري: 65/2 س 17، قد أتي بالأشعار. روضة الواعظين: 260 س 13، قد أتي بالأشعار. المناقب لابن شهرآشوب: 342/4 س 23، قد أتي بالأشعار. كشف الغمّة: 317/2 س 20، قد أتي بالأشعار. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي ( عليه السلام ) : 80 س 6، بتفاوت يسير. تذكرة الخواصّ: 321 س 2، قد أتي بالأشعار، عنه الأنوار البهيّة: 215 س 7، قد أتي بالأشعار. الوافي بالوفيات: 249/22 س 13، قد أتي بالأشعار. وفيات الأعيان: 270/3 س 16، قد أتي بالأشعار.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 144/2 ح 11. عنه البحار: 236/49 ح 4.

كفي بفعال امري ء عالم

علي أهله عادلاً شاهداً

يري لهم طارفاً مونقاً

ولايشبه الطارف التالدا(1)

يمنّ عليكم بأموالكم(2)

وتعطون من مائة واحداً

فلايحمد اللّه مستنصراً

يكون لأعدائكم حامداً

فضّلت قسيمك في قعدد

كما فضّل الوالد الوالدا.

(3)

الثالث - دعبل بن عليّ الخزاعيّ:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال: لمّا ولي الرضا ( عليه السلام ) العهد، خرج إليه إبراهيم بن العبّاس، (4)

ودعبل بن عليّ، وكانا لا يفترقان، ورزين بن عليّ أخو دعبل، فقطع عليهم الطريق، فالتجؤوا إلي أن ركبوا إلي بعض المنازل حميراً كانت تحمل الشوك، فقال إبراهيم وأنشد:

أعيدت بعد حمل الشوك أحمالاً من الخزف

نشاوي لامن الخمر بل من شدّة الضعف

ثمّ قال لرزين بن عليّ: أجز هذا فقال:

فلو كنتم علي ذاك تصيرون إلي القصف

تساوت حالكم فيه ولم تبقوا علي الخصف

ثمّ قال لدعبل: أجز، يا أبا عليّ! فقال:

ص:73


1- في العيون: أري.
2- في العيون: مستبصراً.
3- المناقب: 349/4 س 24. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 15/1 س 11، بتفاوت.
4- في البحار: الخضيب.

إذا فات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف

وخفّوا نقصف اليوم فأنّي بايع خفّي

(1)

2 - الإربليّ : عن أبي الصلت الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ علي الرضا ( عليه السلام ) بمرو فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّي قد قلت فيكم قصيدة، وآليت علي نفسي ألّا أنشدها أحداً قبلك، فقال الرضا ( عليه السلام ) : هاتها يادعبل! فأنشد:

تَجاوَبنَ بالأرنان والزفرات

نوايحُ عُجم اللفظ والنطقاتِ

يخبّرن بالأنفاس عن سرّ أنفس

أُساري هويً ماض وآخر آت

فأسعدن أو أسعفن حتّي تقوّضت

صفوف الدجي بالفجر منهزمات

علي العرصات الخاليات من المَها

سلام شج صبّ علي العرصات

فعهدي بها خضر المعاهد مألفاً

من العطرات البيض والخَفِرات

ليالي يعدين الوصال علي القِلي

ويُعدِي تَدانينا علي الغَرَبات

وأذهُنَّ يلحظن العيون سوافراً

ويسترن بالأيدي علي الوَجَنات

وإذ كلّ يوم لي بلحظي نَشوة

يبيت بها قلبي علي نشوات

فكم حسرات هاجها بمحسِّر

وقوفي يوم الجمع من عَرَفات

ألم تر للأيّام ما جرّ جورها

علي الناس من نقص وطول شتات

ومن دول المستهزئين ومَن غَدا

بهم طالباً للنور في الظلمات

فكيف ومِن أنّي يُطالب زلفة

إلي اللّه بعد الصوم والصلوات

سوي حبّ أبناء النبيّ وَرَهطِه

وبغض بني الزرقاء والعبلات

وهند وما أدّت سُميَّة وابنُها

أولوا الكفر في الإسلام والفجرات

هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه

ومحكمه بالزور والشبهات

ص:74


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 141/2 ح 7. عنه البحار: 234/49 ح 1.

ولم تك إلّا محنة كَشَفَتهُمُ

بدعوي ضلال من هَن وهنات

تراث بلا قربي وملك بلا هُدي

وحكم بلا شوري بغير هُدات

رزايا أرَتنا خضرة الأُفُق حمرة

وردّت أجاجاً طعم كلّ فرات

وما سهّلت تلك المَذاهِبَ فيهمُ

علي الناس إلّا بَيعَةٌ الفلتات

وما قيلُ أصحاب السقيفة جهرة

بدعوي تُراث في الضلال نتات

ولو قلّدوا الموصي إليه أمورها

لزُمّت بمأمون علي العثرات

أخي خاتم الرسل المصفّي من القَذَي

ومفترس الأبطال في الغمرات

فإن جحدوا كان الغدير شهيده

وبدرٌ وأُحُدٌ شامخ الهضبات

وآيٌ من القرآن تُتلي بفضله

وإيثاره بالقوت في اللَزَبات

وعزّ خلال أدركته بسبقها

مناقبُ كانت فيه مؤتنفات

مناقبُ لم تدرك بخير ولم تُنَل

بشي ء سوي حدّ القَنا الذَرِبات

نجيّ لجبريلَ الأمين وأنتم

عكوف علي العُزي معاً ومنات

بكيت لرسم الدار من عرفات

وأجريت دمع العين بالعبرات

(1)

وبان عُري صبري وهاجت صبابتي

رسوم ديار قد عفت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزلُ وحي مُقفَرُ العرصات

لآل رسول اللّه بالخَيف من مِني

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار لعبد اللّه بالخَيف من مني

وللسيّد الداعي إلي الصلوات

ديار عليّ والحسين وجعفر

وحمزةَ والسجّاد ذي الثَفَنات

ديار لعبد اللّه والفضلِ صِنوِه

نجيّ رسولِ اللّهِ في الخَلَوات

وسبطي رسول اللّه وابني وصيّه

ووارثِ علمِ اللّه والحسنات

ص:75


1- في الحلية: أذريت.

منازل وحي اللّه يُنزِل بَينَها

علي أحمدَ المذكورِ في السُوَرات

منازلُ قوم يُهتَدي بهُداهُم

وتؤمَنُ منهم زَلّةُ العَثَرات

منازلُ كانت للصللاةِ وللتُقي

وللصوم والتطهير والحسنات

منازلُ لاتَيمٌ يحلّ بربعها

ولا ابن صهّاك هاتِكُ الحُرُمات

ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذ

ولم تَعفُ للأيّام والسَنَوات

قِفانسئلِ الدار التي خفّ أهلها

متي عهدُها بالصوم والصلوات

وأين الأولي شطَّت بهم غُربةُ النوي

أفانين في الأطراف مفترقات

هم أهلُ ميراث النبيّ إذا اعتَزوا

وهم خيرُ سادات وخيرُ حُمات

إذا لم نُناجِ اللّه في صلواتِنا

بأسمائِهِم لم تُقبَلِ الصلوات

مطاعيم في الأقطار في كلّ مشهد

لقد شَرُفوا بالفضلِ والبركات

وما الناسُ إلّا غاصبٌ ومكذِّبٌ

ومُضطَغِنٌ ذوإحنَة وترات

إذا ذكروا قتلي ببدر وخيبر

ويومَ حُنين أسبَلوا العبرات

فكيف يُحبّونَ النبيّ ورَهطَه

وَهُم تركوا أحشاءهم وَغَرات

لقد لا ينوه في المقال وأضمروا

قلوباً علي الأحقاد منطو يات

فإن لم تكن إلّا بقربي محمّد

فهاشم أولي مِن هَن وهَنات

سقي اللّه قبراً بالمدينة غيثَه

فقد حلّ فيه الأمنُ بالبركات

نبيّ الهُدي صلّي عليه مليكُه

وبلّغ عنّا روحَه النفحات

وصلّي عليه اللّهُ ما ذرّ شارق

ولاحَت نجومُ الليلِ مستدرات

أفاطمُ لو خِلتِ الحسينَ مُجَدّلاً

وقد ماتَ عطشاناً بشطّ فُرات

إذاً للَطَمتِ الخدَّ فاطمُ عنده

وأجريتِ دَمعَ العينِ في الوَجَنات

أفاطمُ قومي يا ابنةَ الخَيرِ فاندُبِي

نُجومُ سموات بأرضِ فلات

قبورٌ بكوفان وأُخري بطِيبَة

وأُخري بفخّ نالها صلوات

ص:76

وأُخري بأرض الجُوزَجان محلُّها

وقبرٌ بباخمراء لدي الغربات

وقبرٌ ببغداد لنفس زَكِيَّة

تضمّنها الرحمن في الغرفات

وقبرٌ بطوس يالها من مصيبة

ألَحَّت علي الأَحشاء بالزفرات

إلي الحشر حتّي يبعث اللّه قائماً

يُفَرّجُ عنّا الغمَّ والكربات

عليّ بن موسي أرشد اللّه أمره

وصلّي عليه أفضل الصلوات

فأمّا الممضّات التي لستُ بالغاً

مبالغَها منّي بكنه صفات

قبورٌ ببطن النهر من جنب كربلا

معرّسهم منها بشطّ فرات

تُوُفُّوا عطاشاً بالفرات فليتني

تُوُفِّيتُ فيهم قبلَ حين وفاتي

إلي اللّه أشكوا لوعةً عند ذكرهم

سقتني بكأس الذلّ والقصعات

أخافُ بأن أَزدارَهُم فتَشُوقني

مصارعُهم بالجُزع والنخلات

تُقسّمهم ريب المنون فما تري

لهم عُقرَة مغشيّة الحَجَرات

خلا أنّ منهم بالمدينة عُصبة

مَدِينِينَ أَنضاءاً من اللَزَبات

قليلة زُوّار سوي أنّ زُوَّراً

من الضَبعِ والعِقبانِ والرَخَمات

لهم كُلِّ يَوم تُربَةٌ بمضاجع

ثَوَت في نواحي الأرضِ مفترقات

تَنَكَّب لاَواء السنين جِوارَهُم

ولا تصطليهم جمرة الجمرات

وقد كان مِنهم بالحجازِ وأرضِها

مَغاويرُ نحّارون في الأَزِمات

حِميً لم تَزُره المُذنِباتُ وأوجُهٌ

تُضِييٌّ لدي الأستارِ والظُلُمات

إذا وردوا خيلاً بسَمر من القَنا

مَساعيرَ حرب أقحموا الغَمَرات

فإن فخروا يوماً أتوا بمحمّد

وجبريل والفرقان والسُوَرات

وعَدُّو عليّاً ذا المناقب والعُلي

وفاطمة الزهراء خيرَ بنات

وحمزة والعبّاس ذا الهدي والتقي

وجعفراً الطيّارَ في الحجبات

أولئك لا منتوج هند وحزبها

سُميّة من نوكي ومن قذرات

ص:77

ستسألُ تيمٌ عنهم وعديّهم

وبيعَتُهم من أفجر الفجرات

هم منعوا الأباء عن أخذ حقّهم

وهم تركوا الأبناء رَهنَ شتات

وهم عدلوها عن وصيّ محمّد

فبيعتهم جاءت علي الغدرات

وليّهم صنو النبيّ محمّد

أبو الحسن الفَرّاجُ للغمرات

ملامَك في آل النبيّ فإنّهم

أحبّاي ما داموا وأهل ثقاتي

تخيّرتُهُم رُشداً لنفسي وإنّهم

علي كلّ حال خِيَرة الخيرات

نبذت إليهم بالمودّة صادقاً

وسلّمتُ نفسي طايعاً لولاتي

فيا ربّ زدني في هواي بصيرة

وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي

سأبكيهم ما حجّ للّه راكب

وماناحَ قُمريّ علي الشجرات

وإني لمولاهم وقال عدوّهم

وإنّي لمحزون بطول حياتي

بنفسي أنتم من كُهول وفتية

لفكّ عُنات أو لحمل ديات

وللخيل لمّا قيّد الموتُ خَطوها

فأطلقتم منهنّ بالذربات

أُحِبُّ قَصِيّ الرحم من أجل حبّكم

وأهجر فيكم زوجتي وبناتي

وأكتم حبّيكم مخافة كاشِح

عنيد لأهل الحقّ غير موات

فيا عينُ بكّيهم وجودي بعَبرَة

فقد آن للتسكاب والهملات

لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها

وإنّي لأرجو الأمنَ عند وفاتي

ألم تر أنّي مذ ثلاثون حِجّة

أروح وأغدوا دائم الحسرات

أري فيئهم في غيرهم متقسّماً

وأيديهم مِن فيئهم صفرات

وكيف أداوي من جوي بي والجوي

أميّة أهل الكفر واللعنات

وآل زياد في الحرير مصونة

وآل رسول اللّه منهتكات

سأبكيهم ما ذرّ في الأُفُق شارقاً

ونادي منادي الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها

وبالليل أبكيهم وبالغدوات

ص:78

ديار رسول اللّه أصبحن بلقعاً

وآل زياد تسكن الحجرات

وآل رسول اللّه تُدمي نحورُهم

وآل زياد رَبَّة الحجلات

وآل رسول اللّه تُسبي حريمُهُم

وآل زياد آمِنوا السِرَبات

(1)

وآل زياد في القصهور مصونة

وآل رسول اللّه في الفلوات

إذا وَتِروا مَدّوا إلي واتِرِيهم

أكُفّاً عن الأوتار منقبضات

فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغد

تقطّع نفسي إثرهم حسرات

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم علي اسم اللّه والبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويُجزي علي النعماء والنقمات

فيا نفس طيبي ثمّ يا نفس فابشري

فغير بعيد كلّ ما هو آت

ولا تجزعي من مدّة الجور إنّني

أري قوّتي قد آذنت بثبات

(2)

فإن قرّب الرحمانُ من تلك مدّتي

وأخّر من عمري ووقت وفاتي

شفيتُ ولم أترك لنفسي غصّة

وروّيت منهم مُنصُلي وقَناتي

فإنّي من الرحمن أرجو بحبّهم

حياة لدي الفردوس غير بتات

عسي اللّه أن يرتاح للخلق إنّه

إلي كلّ قوم دائمُ اللحظات

فإن قلتُ عُرفاً أنكروه بمنكر

وغطّوا علي التحقيق بالشبهات

تقاصر نفسي دائماً عن جدالهم

كفاني ما ألقي من العبرات

أحاول نقل الصمّ عن مستقرّها

وإسماع أحجار من الصلدات

فحسبي منهم أن أبوء بغصّة

تردّدُ في صدري وفي لهواتي

فمن عارف لم ينتفع ومعاند

تميل به الأهواء للشهوات

ص:79


1- أضاف صاحب الحلية بعدها هذا البيت: وآلُ رسول اللّه نحف جسومهم وآلُ زياد غُلّظ القصرات
2- أضاف صاحب الحلية بعدها هذا البيت: فيا ربّ عجّل ما أُءمّلُ فيهم لأشفي نفسي من أسي المحنات

كأنّك بالأضلاع قد ضاق ذرعها

لما حَمَلَت من شدّة الزفرات

فقال دعبل: يا ابن رسول اللّه لمن هذا القبر بطوس؟

فقال ( عليه السلام ) : قبري، ولاتنقضي الأيّام والسنون حتّي تصير طوس مختلف شيعتيي فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له.

ونهض الرضا ( عليه السلام ) وقال: لاتبرح، وأنفذ إليه صرّة فيها مأة دينار، فردّها وقال: ما لهذا جئت، وطلب شيئاً من ثيابه، فأعطاه جبّة من خزّ والصرّة، وقال للخادم: قل له خذها فإنّك ستحتاج إليها ولاتعاودني، فأخذها وسار من مرو في قافلة، فوقع عليهم اللصوص وأخذوهم، وجعلوا يقسّمون ما أخذوا من أموالهم، فتمثّل رجل منهم بقوله: «أري فيئهم في غيرهم متقسّماً» البيت، فقال دعبل: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل.

فقال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة، فحلّوا كتافه وكتاف جميع من في القافلة وردّوا إليهم جميع ما أخذ منهم، وسار دعبل حتّي وصل إلي قمّ فأنشدهم القصيدة، فوصلوه بمال كثير، وسألوه أن يبيع الجبّة منهم بألف دينار، فأبي وسار عن قمّ فلحقه قوم من أحداثهم وأخذوا الجبّة منه فرجع، وسألهم ردّها فقالوا: لاسبيل إلي ذلك، فخذ ثمنها ألف دينار، فقال: علي أن تدفعوا إليّ شيئاً منها، فأعطوه بعضها وألف دينار، وعاد إلي وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع مافي منزله، فباع المأة دينار التي وصله بها الرضا ( عليه السلام ) من الشيعة كلّ دينار بمأة درهم، وتذكّر قول الرضا ( عليه السلام ) : إنّك ستحتاج إليها.

(1)

ص:80


1- كشف الغمّة: 318/2 س 4. عنه البحار: 245/49 ح 13. حلية الأبرار: 391/4 س 3. معجم الأدباء: 99/11 رقم 26، بتفاوت. مروج الذهب: 308/3 س 16، قطعة منه. روضة الواعظين: 244 س 7، قطعة منه، و293 س 24، قطعة منه، و301 س 1، قطعة منه. العدد القويّة: 283 ح 15، و292 ح 16. عنه البحار: 259/49 ح 14. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 248 س 8، بتفاوت.

الرابع - العبّاس الخطيب:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد النحويّ قال: حدّثني ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا بايع المأمون الرضا ( عليه السلام ) بالعهد أجلسه إلي جانبه، فقام العبّاس الخطيب، فتكلّم فأحسن، ثمّ ختم ذلك بأن أنشد:

لابدّ للناس من شمس وقمر

فأنت شمس وهذا ذلك القمر

(1)

الخامس - النوفليّ:

1 - الصفديّ: وأنشد النوفليّ لعليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : [من الوافر]

رأيت الشيبَ مكروهاً وفيه

وقار لا تليق به الذنوب

إذا ركب الذنوب أخو مَشيب

فما أحد يقول: متي يتوب؟

وداء الغانيات بياضُ رأسي

ومَن مُدَّ البقاءُ له يَشيبُ

سأصحبُه بتقوي اللّه حتّي

يفرّقَ بيننا الأجلُ القريبُ

(2)ص

ص:81


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 146/2 ح 16. عنه البحار: 140/49 ح 16.
2- الوافي بالوفيات: 251/22 س 3.

(ب) - ما ورد عن العلماء في عظمته ( عليه السلام )

1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن الحسن بن سيّاح، عن أبيه قال: قلت ليونس: أخبرني دلامة أنّك قلت: لو علمت أنّ أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) لايقدم بالكتاب الذي كتبته إليه، لوجّهت إليه بخمسمائة مامد روميّ.

قال: نعم، قلت: ويحك، فأيّ شي ء أردت بذلك؟

قال: أردت أن أغنيه عن دفاينكم، فقلت: أردت أن تعيّر اللّه في عرشه.

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...قال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن! فو اللّه مايوجد العلم الصحيح إلّا عند أهل هذا البيت، وإليك انتهت علوم آبائك، فجزاك اللّه عن الإسلام وأهله خيراً....

(2)

3 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت الرضا ( عليه السلام ) يسأل عن شي ء قطّ إلّا علم، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأوّل إلي وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شي ء، فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كلّ ثلاثة....

(3)

4 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في

ص:82


1- رجال الكشّيّ: 494 رقم 948.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 200/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2386.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 364.

إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه، ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه، وكان إذا أصبح صلّي الغداة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يسبّح اللّه ويحمده، ويكبّره ويهلّله، ويصلّي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي تطلع الشمس، ثمّ يسجد سجدة يبقي فيها حتّي يتعالي النهار...فلمّا وردت به علي المأمون، سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره، وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحّاك! هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم، فلاتخبر أحداً بما شاهدته منه لئلّا يظهر فضله إلّا علي لساني، وباللّه أستعين ما أقوي من الرفع منه والإساءة به.

(1)

5 - الشيخ المفيد : كان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، ابنه أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، لفضله علي جماعة إخوته وأهل بيته، وظهور علمه، وحلمه وورعه، واجتماع الخاصّة والعامّة علي ذلك فيه، ومعرفتهم به منه، ولنصّ أبيه ( عليهماالسلام ) علي إمامته من بعده، وإشارته إليه بذلك، دون جماعة إخوته وأهل بيته.

(2)

6 - الشيخ الطوسيّ : قال (الموسويّ): وسأل أبو بكر الأرمنيّ عبد اللّه بن المغيرة، بأيّ شي ء قطعت علي عليّ (أي الرضا ( عليه السلام ) )؟

قال: أخبرتني سلمي: أنّه لم يكن عند أبيه أحد بمنزلته.

(3)

ص:83


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 669.
2- الإرشاد: 304 س 5. عنه إثبات الهداة: 243/3 س 12. كشف الغمّة: 269/2 س 24. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 243 س 12، بتفاوت.
3- الغيبة: 62 ح 64.

7 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ بإسناده، عن الفضل بن العبّاس، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: مارأيت أعلم من عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادته، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان، وفقهاء الشريعة، والمتكلّمين، فغلبهم عن آخرهم حتّي ما بقي أحد منهم إلّا أقرّ له بالفضل، وأقرّ علي نفسه بالقصور.

ولقد سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيي الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم، وبعثوا إليّ بالمسائل فأجيب عنها.

(1)

8 - العلّامة الحلّيّ : وكان الكاظم ( عليه السلام ) أزهد أهل زمانه وأعلمهم، وكذا ولده الرضا ( عليه السلام ) .

(2)

9 - عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ : من كتاب الذخيرة: كان عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غريز الفضل، واسع الرواية، وافر الأدب، متقن الدراية، إذا عمل وعلم، وزهد وورع وحلم.

(3)

10 - بعض قدماء المحدّثين والمؤرّخين ( رحمهم الله ) : أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) سميّ عليّ، وعليّ أُعطي فهم الأوّل وحلمه، ونصره، وورده، ودينه، وأُعطي محبّة الآخرة وورعه، وصبره علي ما يكره، صاحب الألسن واللغات، ذو الأعلام

ص:84


1- إعلام الوري: 64/2 س 7. عنه البحار: 100/49 ضمن ح 17، والأنوار البهيّة: 218 س 3. كشف الغمّة: 316/2 س 23. قطعة منه في (مرجعيّته ( عليه السلام ) للعلماء في المسائل العويصة).
2- نهج الحقّ وكشف الصدق: 258 س 2.
3- العدد القويّة: 292 ح 17.

الباقيات، مرضيّ الصديق والعدوّ، أفضل آل أبي طالب، محيي سنّه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وليّ العهد من اللّه، غريب خراسان، بحر الجود والعلم، طود الوقار والحلم، السيّد المعصوم، أمان أهل خراسان، الصابر علي البأساء والضرّاء، مفخر طوس، من يده كَيَد عيسي، مشهده مثل عصا موسي.

(1)

11 - ابن شهرآشوب : كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شي ء فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثيله بآيات من القرآن.

وقال إبراهيم بن العبّاس: ما رأيته سئل عن شي ء قطّ إلّا علمه.

الجلاء والشفاء: قال محمّد بن عيسي اليقطينيّ: لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) جمعت من مسائله ممّا سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة.

وقد روي عنه جماعة من المصنّفين:

منهم أبو بكر الخطيب في تاريخه، والثعلبيّ في تفسيره، والسمعانيّ في رسالته، وابن المعتزّ في كتابه، وغيرهم.

وذكر أبو جعفر القمّيّ: في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : أنّ المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين منهم: عمران الصابيّ والهربذ الأكبر، وأصحاب زرادشت، ونسطاس الروميّ، والمتكلّمين: منهم سليمان المروزيّ، ثمّ أحضر الرضا ( عليه السلام ) ، فسألوه فقطع الرضا واحداً بعد واحد.

وكان المأمون أعلم خلفاء بني العبّاس، وهو مع ذلك كلّه انقاد له اضطراراً، حتّي جعله وليّ عهده، وزوّجه ابنته.

(2)

ص:85


1- كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ضمن مجموعة نفيسة: 222 س 6.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 350/4 س 20، عنه البحار: 99/49، ح 14.

12 - ابن شهرآشوب : في المحاضرات: أنّه ليس في الأرض سبعة أشراف عند الخاصّ والعامّ كتب عنهم الحديث، إلّا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

(1)

13 - المسعوديّ: روي عبد اللّه بن غنّام بن القاسم، عن عبد اللّه بن محمّد، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن الفضل الهاشميّ، قال: لقد رأيت من علامات الرضا ( عليه السلام ) ما لو أدركت أمير المؤمنين ما كنت أُبالي أن لا أري أكثر ممّا رأيت.

(2)

14 - السمعانيّ: والرضا ( عليه السلام ) كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب.

(3)

15 - ابن حجر الهيتميّ: منهم [أي من أولاد موسي الكاظم ( عليه السلام ) ] عليّ الرضا ( عليه السلام ) ، وهو أنبههم ذكراً، وأجلّهم قدراً، ومن ثمّ أحلّه المأمون محلّ مهجته، وأنكحه ابنته، وأشركه في مملكته، وفوّض إليه أمر خلافته.

(4)

16 - الذهبيّ: وكان (عليّ الرضا ( عليه السلام ) ) سيّد بني هاشم في زمانه، وأجلّهم وأنبلهم، وكان المأمون يعظّمه ويخضع له، ويتغالي فيه، حتّي أنّه جعله وليّ عهده من بعده.

(5)

17 - سبط ابن الجوزيّ: قال الواقديّ: سمع عليّ الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم، وكان ثقة يفتي بمسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو ابن نيّف

ص:86


1- المناقب لابن شهرآشوب: 362/4 س 5. عنه البحار: 100/49 ضمن ح 16.
2- إثبات الوصيّة: 204 س 19.
3- الأنساب: 74/3 س 6.
4- الصواعق المحرقة: 204 س 20. عنه مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) : : 280 س 18.
5- تاريخ الاسلام: 270/14 س 7.

وعشرين سنة، وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة.

(1)

18 - ابن حبّان: عليّ بن موسي الرضا، وهو عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلّة الهاشميّين ونبلائهم، يجب أن يعتبر حديثه إذا روي عنه غير أولاده وشيعته، وأبي الصلت خاصّة، فإنّ الأخبار التي رويت عنه بين بواطيل، إنّما الذنب فيها لأبي الصلت ولأولاده وشيعته، لأنّه في نفسه كان أجلّ من أن يكذب، وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، وقد زرته مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه علي جدّه وعليه، ودعوت اللّه إزالتها عنّي، إلّا استجيب لي، وزالت عنّي تلك الشدّة، وهذا شي ء جرّبته مراراً، فوجدته كذلك، أماتنا اللّه علي محبّة المصطفي، وأهل بيته، صلّي اللّه عليه وعليهم أجمعين.

(2)

19 - الصفديّ: أبو الحسن الرضا ابن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين هو أحد الأئمّة الاثني عشر، كان سيّد بني هاشم في زمانه.

(3)

20 - ابن الصبّاغ : قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: تقدّم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وزين العابدين عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، وجاء عليّ بن موسي الرضا هذا ثالثهما، ومن أمعن نظره وفكره، وجده في الحقيقة وارثهما، نمي إيمانه، وعلا شأنه، وارتفع مكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتّي أدخله الخليفة المأمون محلّ مهجته، وأشركه في مملكته، وفوّض إليه أمر خلافته، وعقد له علي رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سنيّة، ونفسه الشريفة زكيّة

ص:87


1- تذكرة الخواصّ: 315 س 15.
2- كتاب الثقات: 456/8 س 12.
3- الوافي بالوفيات: 248/22 س 4، و9.

هاشميّة، وأرومته الكريمة نبويّة.

(1)

21 - ابن الصبّاغ : قال بعض الأئمّة من أهل العلم: مناقب عليّ بن موسي الرضا من أجلّ المناقب، وأمداد فضائله وفواضله متوالية كتوالي الكتائب، ومولاته محمودة البوادي والعواقب، وعجايب أوصافه من غرايب العجايب، وسؤدده ونبله قد حلّ من الشرف في الذروة والمغارب، فلمّوا إليه السعد الطالع، ولمنادبة النحس الغارب.

أمّا شرف آبائه فأشهر من الصباح المنير، وأضواء من عارض الشمس المستدير.

وأمّا أخلاقه وسماته، وسيرته، وصفاته، ودلائله، وعلاماته، فناهيك من فخار، وحسبك من علوّ مقدار جاز علي طريقة ورّثها عن الآباء، وورّثها عنه البنون، فهم جميعاً في كرم الأرومة، وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون، فشرفاً لهذا البيت المعالي الرتبة، السامي المحلّة، لقد طال السماء علاً ونبلاً وسماً علي الفراقد منزلةً ومحلاًّ، واستوفي صفات الكمال فما يستثني في شي ء منه غير، وإلّا انتظم هؤلاء الأئمّة انتظام اللآليّ، وتناسبوا في الشرف، فاستوي المقدّم والتالي، ونالوا رتبة مجد يحيط عنها المقصّر والعالي، اجتهد عداتهم في خفض منازلهم واللّه يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم، واللّه يجمعه، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لايهمله اللّه ولايضيّعه.

(2)

22 - ابن حجر العسقلانيّ: وكان يفتي في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو ابن نيّف وعشرين سنة، روي عنه من أئمّة الحديث آدم بن أبي إياس، ونصر بن عليّ

ص:88


1- الفصول المهمّة: 243 س 5.
2- الفصول المهمّة: 263 س 12.

الجهضميّ، ومحمّد بن رافع القشيريّ وغيرهم.

قال: وسمعت أبا بكر محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسي يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة، وعديله أبي عليّ الثقفيّ، مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون، إلي زيارة قبر عليّ بن موسي الرضا بطوس قال: فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة - لتلك البقعة، وتواضعه لها، وتضرّعه عندهإجثخ ي ما تحيّرنا.

(1)

ص:89


1- تهذيب التهذيب: 339/7 س 7 و12.

ص:90

الباب الثالث - سيره وسننه ( عليه السلام )

وفيه فصلان

الفصل الأوّل: سيرته الاجتماعيّة

الفصل الثاني: أحواله مع خلفاء زمانه ( عليه السلام )

ص:91

ص:92

الباب الثالث: سيره وسننه (عليه السلام )

اشاره:

ويشتمل هذا الباب علي فصلين

الفصل الأوّل: سيرته الاجتماعيّة ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه اثنا عشر أمراً

(أ) - سننه ( عليه السلام ) في الزيّ والتجمّل

اشاره:

وفيه ثمانية وعشرون موضوعاً

- كان ( عليه السلام ) يلبس الطيلسان والخزّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن يونس (1)، قال: رأيت علي أبي الحسن ( عليه السلام )

ص:93


1- قال النجاشيّ: يونس بن عبد الرحمان مولي عليّ بن يقطين بن موسي، مولي بني أسد أبو محمّد، كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً، عظيم المنزلة، روي عن أبي الحسن موسي، والرضا ( عليهماالسلام ) ، وكان الرضا ( عليه السلام ) يشير إليه في العلم والفتيا، رجال النجاشيّ: 446 رقم 1208.

طيلسان (1)أزرق(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيض، فلمّا قربت من بابه إذا هو قد طلع علي حمار وعليه قميص ورداء....

(3)

3 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ قال: كنت مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حين رحل من نيسابور، وهو راكب بغلة شهباء...فأخرج رأسه من العماريّة، وعليه مطرف خزّ ذو وجهين....

(4)

4 - الشيخ الصدوق :...عن أبي عبّاد قال: كان جلوس ال رضا ( عليه السلام ) في الصيف علي حصير، وفي الشتاء علي مِسح، ولبسه الغليظ من الثياب، حتّي إذا برز للناس تزيّن لهم.

(5)

5 - أبو نصر الطبرسيّ : عن سليمان بن رشيد (6)، عن أبيه قال:

رأيت

ص:94


1- الطيلسان: كساء أخضر يلبسه الخواصّ من المشايخ والعلماء، وهو من لباس العجم.
2- الكافي: 448/6 ح 11.
3- الكافي: 487/1 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 384.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 2562.
5- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 178/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 627.
6- عدّه الشيخ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 378، رقم 5. والبرقيّ من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) ، رجال البرقي: 52. هذا ما ورد في سليمان، وأمّا أبوه فلم نجد ذكره في الكتب الرجاليّة.

علي أبي الحسن ( عليه السلام ) دُرّاعة (1)

سوداء، وطيلساناً أزرق.(2)

6 - أبو نصر الطبرسيّ : عن محمّد بن عيسي (3)، قال: أخبرني مَن أخبر عنه أنّه قال ( عليه السلام ) : إنّ أهل الضعف من مواليّ يحبّون أن أجلس علي اللبود(4)، وألبس الخشن، وليس يتحمّل الزمان ذلك.

(5)

7 - أبو نصر الطبرسيّ : عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه! لئن صرت إلي هذا الأمر لآكلنّ [الجشب ] (6)بعد الطيّب، ولألبسنّ الخشن بعد الليّن، ولأتعبنّ بعد الدعة.

(7)

8 - الراونديّ : روي عن الحسن ب (8) ن عليّ الوشّاء، قال: كنت

بالمدينة ب'«صريا» (9)في المشربة (10)مع أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقام وقال: لاتبرح.

ص:95


1- الدُرّاعة: ثوب من صوف، وجُبّة مشقوقة المقدّم. المعجم الوسيط: 280.
2- مكارم الأخلاق: 97 س 12، و99 س 4، قطعة منه.
3- قال النجاشيّ: محمّد بن عيسي بن عُبَيد بن يقطين بن موسي مولي أسد بن خزيمة، أبوجعفر، روي عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) مكاتبة ومشافهة. رجال النجاشي: 333 رقم 896. فاحتمال كونه عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) قويّ. وعدّه الشيخ من أصحاب الرضا، والهادي، والعسكري ( عليهم السلام ) : ، رجال الطوسيّ: 393 رقم 76، و422 رقم 10، و435 رقم 3. ولعلّ المراد مِن: «أخبرني مَن أخبر عنه» الرضا ( عليه السلام ) ، بقرينة السياق، واللّه العالم.
4- اللِبد: ما يوضع تحت السرج. المعجم الوسيط: 812.
5- مكارم الأخلاق: 92 س 8. عنه البحار: 309/76 ضمن ح 23.
6- ما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار، ولكن في المصدر: الخبيث.
7- مكارم الأخلاق: 107 س 9. عنه البحار: 314/76 ضمن ح 25.
8- في الصراط المستقيم: الحسين الوشّاء.
9- صُريا: وهي قرية أَسّسها موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) علي ثلاثة أميال من المدينة، المناقب: 382/4 س 20.
10- المشربة بفتح الميم وفتح الراء: الغرفة، ومنه «مشربة أمّ إبراهيم ( عليه السلام ) » وإنّما سمّيت بذلك لأنّ إبراهيم بن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ولدته أمّه فيها. مجمع البحرين: 89/2.

فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) قميصاً من ثيابه، فلم أفعل، فإذا عاد إليّ أبو جعفر ( عليه السلام ) أسأله.

فأرسل إليّ من قبل أن أسأله، ومن قبل أن يعود إليّ وأنا في المشربة بقميص.

وقال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلّي فيها،.

(1)

(2)

9 - ابن أبي الجمهور الأحسائيّ : روي: أنّ الرضا ( عليه السلام ) لبس الخزّ فوق الصوف، فقال له بعض جهلة الصوفيّة لمّا رأي عليه ثياب الخزّ: كيف تزعم أنّك من أهل الزهد، وأنت علي ما نراه من التنعّم بلباس الخزّ؟

فكشف ( عليه السلام ) عمّا تحته، فرأوا تحته ثياب الصوف، فقال ( عليه السلام ) : (هذا للّه، وهذا للناس).(3)

- كيفيّة تلبّسه بلباس جديد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي رضي اللَّه عنه، وعليّ بن عبد اللَّه الورّاق، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، قال: حدّثني عليّ بن الحسين الخيّاط النيسابوريّ، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد اللَّه بن موسي بن جعفر، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه [أي أبي جعفر محمّد الجواد]، عن جدّه عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : : أنّه كان يلبس ثيابه ممّا يلي يمينه، فإذا لبس ثوباً

ص:96


1- في الصراط المستقيم: هذا من الثياب التي كان يصلّي فيها الرضا ( عليه السلام ) .
2- الخرائج والجرائح: 383/1 ح 13. عنه البحار: 52/50 ح 25. الصراط المستقيم: 200/2 ح 9، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 347/3 ح 72. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه ( عليه السلام ) اللباس).
3- عوالي اللئالي: 29/2 ح 71. عنه البحار: 222/80 ضمن ح 8.

جديداً، دعا بقدح من ماء، فقرأ عليه: ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ ال ْقَدْرِ) عشر مرّات، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عشر مرّات، و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) عشر مرّات، ثمّ نضحه علي ذلك الثوب، ثمّ قال: من فعل هذا بثوبه من قبل أن يلبسه، لم يزل في رغد من عيشه ما بقي عنه سِلك.

(1)

- فراشه ( عليه السلام ) في الشتاء والصيف:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ بنيسابور، سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد، عن أبي عبّاد قال: كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) في الصيف علي حصير، وفي الشتاء علي مِسح (2)، ولبسه الغليظ

من الثياب، حتّي إذا برز للناس تزيّن لهم.

(3)

ص:97


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 315/1، ح 91. عنه حلية الأبرار: 466/4، ح 5. مكارم الأخلاق: 95 س 25، مرسلاًو بتفاوت عن الرضا ( عليه السلام ) . قطعة منه في (السور التي قرأها ( عليه السلام ) عند لبس الثوب).
2- المِسح: الكساء من شعر. المعجم الوسيط: 868.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 178/2 ح 1. عنه البحار: 89/49 ح 1، و300/76 ح 7، و321 ح 1، ووسائل الشيعة: 53/5 ح 5883، وحلية الأبرار: 465/4 ح 3. الأنوار البهيّة: 212 س 3، مرسلاً. المناقب لابن شهرآشوب: 360/4 س 14. كشف الغمّة: 316/2 س 21. إعلام الوري: 64/2 س 4، مرسلاً عن محمّد بن أبي عباد. مكارم الأخلاق: 109 س 20. الفصول المهمّة: 251، س 16. قطعة منه في (لباسه ( عليه السلام ) ).
- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن نقش خاتمه وخاتم أبيه ( عليهماالسلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : نقش خاتمي: «ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه» ونقش خاتم أبي «حسبي اللّه»، وهو الذي كنت أتختّم به.

(1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش خاتم...أبوالحسن الثاني «ماشاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه».

وقال الحسين بن خالد: ومدّ يده إليّ وقال: خاتمي خاتم أبي ( عليه السلام ) أيضاً.

(2)

3 - أبو جعفر الطبريّ : كان له خاتم نقش فصّه: «العزّة للّه».

(3)

4 - أبو نصر الطبرسيّ : عن محمّد بن عيسي، قال: سمعت الموفّق يقول قدّام أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، وأراني خاتماً في إصبعه، فقال لي: أتعرف هذا الخاتم؟

فقلت له: نعم، أعرف نقشه، فأمّا صورته فلا.

ص:98


1- الكافي: 473/6 ح 5. عنه البحار: 11/48 ح 5، قطعة منه، و2/49 ح 1، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 100/5 ح 6035. الأنوار البهيّة: 211 س 18، قطعة منه، مرسلاً. قطعة منه في (نقش خاتم الكاظم ( عليه السلام ) ).
2- الكافي: 474/6 ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 932.
3- دلائل الإمامة: 359 س 7.

وكان خاتم فضّة كلّه وحلقته، وفصّه فصّ مدوّر، وكان عليه مكتوباً: «حسبي اللّه»، وفوقه هلال، وأسفله وردة، فقلت له: خاتم من هذا؟

فقال: خاتم أبي الحسن [الرضا] ( عليه السلام ) . فقلت له: وكيف صار في يدك؟

قال: لمّا حضرته الوفاة دفعه إليّ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلاّ إلي عليّ ابني.

(1)

5 - ابن الصبّاغ: نقش خاتمه: «حسبي اللّه».

(2)

- مسكنه ( عليه السلام ) :

1 - أبو جعفر الطبريّ :...يعقوب بن يوسف بإصبهان، قال حججت سنة إحدي وثمانين ومائتين. وكنت مع قوم مخالفين، فلمّا دخلنا مكّة تقدّم بعضهم فاكتري لنا داراً في زقاق (3)من سوق الليل في دار خديجة، تسمّي

دار الرضا ( عليه السلام ) ، وفيها عجوز سمراء فسألها...

فقالت: أنا من مواليهم، وهذه دار الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ....

(4)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:99


1- مكارم الأخلاق: 86 س 14.
2- الفصول المهمّة: 244 س 18. نور الأبصار: 309 س 16.
3- الزقاق بالضمّ: الطريق والسبيل والسوق، مجمع البحرين: 177/5.
4- دلائل الإمامة: 545 ح 524. عنه مدينة المعاجز: 123/8 ح 2734. الغيبة للطوسيّ: 23 ح 238. عنه وعن الدلائل، البحار: 17/52 ج 14. جمال الأسبوع: 301 س 14. عنه البحار: 78/91 ح 2.

- كاتبه ( عليه السلام ) :

1 - الراونديّ : روي الحسن بن عبّاد - وكان كاتب الرضا ( عليه السلام ) - ....

(1)

- تمشيطه ( عليه السلام ) :

1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن يحيي بن حمّاد، عن سليمان بن يحيي، قال: تهيَّأ الرضا ( عليه السلام ) يوماً للركوب إلي باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط.

ثم قال: يا سليمان! أخبرني أبي عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: من أمرّ المشط علي رأسه ولحيته وصدره سبع مرّات لم يقاربه داء أبداً.

(2)

- كان ( عليه السلام ) يستعمل الطيب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن موسي بن القاسم، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن جهم، قال: خرج إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) ، فوجدت منه رائحة التجمير.

(3)

2 - الحضينيّ :...محمّد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ماتقول في المسك؟

ص:100


1- الخرائج والجرائح: 367/1 ح 25. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 437.
2- مكارم الأخلاق: 66 س 23. عنه البحار: 115/73 ح 16. قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(حارسه).
3- الكافي: 518/6، ح 3. عنه وسائل الشيعة: 155/2، ح 1791، والبحار: 104/49، ح 27، وحلية الأبرار: 313/4، ح 2، والوافي: 713/6، ح 5345.

فقال لي: إنّ أبي الرضا ( عليه السلام ) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان....

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثتني جدّتي أُمّ أبي واسمها عذر، قالت: اشتريت مع عدّة جوار من الكوفة، وكنت من مولّداتها قالت: فحملنا إلي المأمون، فكنّا في داره في جنّة من الأكل والشرب، والطيب وكثرة الدنانير، فوهبني المأمون للرضا ( عليه السلام ) ...وكانت تسأل عن أمر الرضا ( عليه السلام ) كثيراً فتقول: ما أذكر منه شيئاً، إلّا أنّي كنت أراه يتبخّر بالعود الهنديّ السنيّ، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكاً....

(2)

- كيفيّة جلوسه ( عليه السلام ) :

1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق لمّا قدم به المدينة...فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها....

(3)

- غلمانه ( عليه السلام ) :

1 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل وشي ء للتجارة، فوردت

ص:101


1- الهداية الكبري: 308، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2490.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 179/2 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 657.
3- إثبات الوصيّة: 235، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805.

مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.

فقلت له: ومن سيّدك؟

قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: كان غلمان

لأبي الحسن ( عليه السلام ) في البيت الصقالبة وروميّة....

(2)

- حارسه ومراقبه:

1 - أبو نصر الطبرسيّ :...سليمان بن يحيي، قال: تهيَّأ الرضا ( عليه السلام ) يوماً للركوب إلي باب المأمون وكنت في حرسه....

(3)

- وكيله ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الفضل بن شاذان، قال: حدّثني عبدالعزيز بن المهتديّ وكان خير قمّيّ رأيته، وكان وكيل الرضا ( عليه السلام ) وخاصّته....

(4)

ص:102


1- عيون المعجزات: 111 س 15. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 408.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 227/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2351.
3- مكارم الأخلاق: 66 س 23. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 628.
4- رجال الكشّيّ: 483 رقم 910، و506 رقم 975. يأتي الحديث بتمامه في رقم 645.

2 - أبو عمرو الكشّيّ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وك تب ( عليه السلام ) إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك...وكتبت إلي مواليّ بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك، والمصير إلي أمرك، وأن لاوكيل لي سواك.

(1)

- خادمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...أبو سَمِينة محمّد بن عليّ الصيرفيّ، عن محمّد بن عبد اللّه الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) ....

(2)

2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عليّ الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) ....

(3)

3 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، إذ دخل علينا ياسر الخادم، وكان يتولّي أمر أبي ال حسن ( عليه السلام ) ....

(4)

ص:103


1- رجال الكشّيّ: 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2403.
2- التوحيد: 250 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 838.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 31. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 844.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.
- نومه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قطّ... وكان ( عليه السلام ) قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلي الصبح....

(1)

- جوده ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قطّ...وكان ( عليه السلام ) كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة....

(2)

- اشتراؤه ( عليه السلام ) الجارية:

1 - الإربليّ : عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: قال لي ال رضا ( عليه السلام ) : اشتر لي جارية من صفتها كذا وكذا.

فأصبت له جارية عند رجل من أهل المدينة كما وصف، فاشتريتها ودفعت الثمن إلي مولاها، وجئت بها إليه فأعجبته ووقعت منه....

(3)

ص:104


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 693.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 693.
3- كشف الغمّة: 299/2 س 19. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 377.
- شراؤه ( عليه السلام ) كلباً وكبشاً وديكاً:

1 - الشيخ الصدوق : ... عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن الطيّب ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: لمّا توفّي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) دخل أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) السوق، فاشتري كلباً وكبشاً وديكاً، فلمّا كتب صاحب الخبر إلي هارون بذلك قال: قد أمنّا جانبه.

فقال هارون: واعجباً من هذا! يكتب أنّ عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قد اشتري كلباً وكبشاً وديكاً ....

(1)

- حجامته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إسحاق بن إبراهيم، عن مقاتل بن مقاتل قال: رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) في يوم الجمعة، في وقت الزوال علي ظهر الطريق يحتجم، وهو مُحرِم.

(2)

2 - أبو نصر الطبرسيّ : وروي الأنصاريّ قال: كان ال رضا ( عليه السلام ) ربما تبيّغه الدم، فاحتجم في جوف الليل.

(3)

ص:105


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 4. يأتي الحديث بتمامه في رقم 778.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 16/2 ح 38. عنه البحار: 31/56 ح 2، و116/59 ح 24، ووسائل الشيعة: 514/12 ح 16948. قطعة منه في (حكم الحجامة حال الإحرام).
3- مكارم الأخلاق: 68 س 3. عنه البحار: 123/59 ح 56، ومستدرك الوسائل: 83/13 ح 14831.
- خضابه ( عليه السلام ) بالحنّاء والكتم:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الحسن بن جهم، قال: قلت لعليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : خضبت؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، بالحِنّاء والكتم (1)، أما علمت أنّ في ذلك لأجراً، إنّها تحبّ أن تري منك مثل الذي تحبّ أن تري منها (يعني المرأة في التهيئة)، ولقد خرجن نساء من العفاف إلي الفجور، ما أخرجهنّ إلّا قلّة تهيّأ (2)أزواجهنّ.

(3)

- تدهينه بالخِيريّ:

(4)

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه، وابن فضّال، عن الحسن بن الجهم (5)، قال: رأيت

أباالحسن ( عليه السلام ) يدّهن بالخِيريّ فقال لي: ادّهن.

فقلت له: أين أنت عن البنفسج؟ وقد روي فيه عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: أكره ريحه. قال: قلت له: فإنّي كنت أكره ريحه، وأكره أن أقول ذلك لما بلغني فيه عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) .

ص:106


1- الكَتم: تنبت في المناطق الجبليّة بإفريقيّة، والبلاد الحارّة المعتدلة، ثمرتها تشبه الفلفل، وكانت تستعمل قديماً في الخضاب، وصنع المداد. المعجم الوسيط: 776.
2- في البحار: تهيئة.
3- مكارم الأخلاق: 76 س 15. عنه البحار: 102/73 ضمن ح 9. يأتي الحديث أيضاً في (استحباب الزينة للرجال والنساء) و(الخضاب بالحَنّاء والكتم).
4- الخِيريّ: نبات له زهر، وغلب علي أصفره لأنّه الذي يستخرج دهنه. المعجم الوسيط: 264.
5- قال النجاشيّ: الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبو محمّد الشيباني ثقة، روي عن أبي الحسن موسي، والرضا ( عليهماالسلام ) ، رجال النجاشي: 50 رقم 109.

قال: لابأس.(1)

- تدهينه بالزنبق والشليثا:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العبّاس بن معروف، عن اليعقوبيّ، عن عيسي بن عبد اللّه، عن عليّ بن جعفر، قال: كان أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) يستعط (2)بالشليثا،(3)

وبالزنبق (4)الشديد الحرّ خسفيه، قال: وكان الرضا ( عليه السلام ) أيضاً يستعط به.

فقلت لعليّ بن جعفر: لم ذلك؟

فقال عليّ: ذكرت ذلك لبعض المتطبّبين، فذكر أنّه جيّد للجماع.

(5)

- إطلاؤه بالنورة:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أبو عليّ المحموديّ (6) قال: حدّثني واصل (7)قال: طليت أباالحسن ( عليه السلام ) بالنورة، فسددت

ص:107


1- الكافي: 522/6 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 165/2 ح 1829، والبحار: 223/59 ح 11، و104/49 ح 28، قطعة منه، والوافي: 722/6 ح 5369. قطعة منه في (حكم الإدّهان بالبنفسج).
2- سعطه الدواء سَعطاً وسُعوطاً: أدخله في أنفه. المعجم الوسيط: 431.
3- الشليثا: هو دهن معروف فيما بينهم. مجمع البحرين: 257/2.
4- الزَنْبَق: نبات من الفصيلة الزنبقيّة، له زهر طيّب الرائحة. المعجم الوسيط: 402.
5- الكافي: 524/6، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 168/2، ح 1837، والوافي: 724/6، ح 3574. مسائل عليّ بن جعفر: 343، ح 845.
6- هو محمّد بن أحمد بن حمّاد المحمودي، يكنّي أبا علي، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) . ولكنّ الكشّي أورد[الحديث ] في عداد من روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، والمجلسيّ في أحوال أصحابه وأهل زمانه.
7- لم نجد ذكره في أصحاب الرضا ( عليه السلام ) .

مخرج الماء من الحمّام إلي البئر، ثمّ جمعت ذلك الماء، وتلك النورة، وذلك الشعر، فشربته كلّه.

(1)

- كتابة بسم اللّه لتذكّر حوائجه ( عليه السلام ) :

1 - ابن شعبة الحرّانيّ : كان [أي الرضا ( عليه السلام ) ]إذا أراد أن يكتب تذكّرات حوائجه كتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم أذكر إن شاء اللّه، ثمّ يكتب ما يريد.

(2)

- إيابه وذهابه في الطريق:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهديّ، عن موسي بن عمر بن بزيع، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ الناس رووا أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره، فكذا كان يفعل؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : نعم، وأنا أفعله كثيراً، فافعله، ثمّ قال لي: أما إنّه أرزق لك.

(3)

ص:108


1- رجال الكشّيّ: 614 رقم 1144. عنه البحار: 276/49 ح 27.
2- تحف العقول: 443 س 2. يأتي الحديث أيضاً في رقم 686.
3- الكافي: 314/5 ح 41، و129/8 ح 124. عنه البحار: 276/16 ح 114. قطعة منه. إقبال الأعمال: 590 س 12 بزيادة. عنه البحار: 372/87 ضمن ح 25. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 479/7 ح 9907. تهذيب الأحكام: 226/7 ح 987. عنه وعن الكافي، الوافي: 111/17 ح 16961، ووسائل الشيعة: 463/17 ح 23002.
- استلقاؤه ( عليه السلام ) بعد الغداء:

1 - البرقيّ : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عمّن ذكره قال: رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا تغدّي استلقي علي قفاه، وألقي رجله اليمني علي اليسري.

(1)

- نومه ( عليه السلام ) بعد صلاة الفجر:

1 - الشيخ الطوسيّ :...معمّر بن خلّاد، قال: أرسل إليّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) في حاجة، فدخلت عليه فقال: انصرف، فإذا كان غداً فتعال، ولاتجي ء إلّا بعد طلوع الشمس، فإنّي أنام إذا صلّيت الفجر.

(2)

- مركبه:

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : وكان عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بين يديه فرس صعب، وهناك راضة لايجسر أحد منهم أن يركبه...وكان هناك صبيّ ابن سبع سنين، فقال: يا ابن رسول اللّه! أتأذن لي أن أركبه وأسيّره وأذلّله؟

قال: أنت؟ قال: نعم...قال ( عليه السلام ) : اركبه، فركبه....

(3)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه

ص:109


1- المحاسن: 449 ح 352. عنه وسائل الشيعة: 377/24 ح 30824، والبحار: 419/63 ح 30.
2- الإستبصار: 350/1 ح 1323. يأتي الحديث بتمامه في رقم 698.
3- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ : 323 رقم 170. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 371.

الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيض، فلمّا قربت من بابه إذا هو قد طلع علي حمار وعليه قميص ورداء....

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ قال: كنت مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حين رحل من نيسابور، وهو راكب بغلة شهباء....

(2)

4 - الشيخ الطوسيّ :...أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله....

(3)

5 - الحضينيّ : ... عن جعفر بن محمّد بن يونس، قال: دفع سيّدنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي مولي له حماراً بالمدينة وقال: تبيعه بعشرة دنانير، ولاتنقصها شيئاً....

(4)

6 - ابن حمزة الطوسيّ : عن عليّ بن أسباط، قال: ذهبت إلي الرضا ( عليه السلام ) في يوم عرفة فقال لي: اسرج لي حماري، فأسرجت له حماره....

(5)

ص:110


1- الكافي: 487/1 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 384.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 2562.
3- الأمالي: 588 ح 1220. يأتي الحديث بتمامه في رقم 743.
4- الهداية الكبري: 289 س 23. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 407.
5- الثاقب في المناقب: 473 ح 396. يأتي الحديث بتمامه في رقم 666.

7 - ابن شهرآشوب : موسي بن سيّار، قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد أشرف علي حيطان طوس، وسمعت واعية (1)فأتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلمّا

بصرت بها رأيت سيّدي، وقد ثنّي رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة....

(2)

8 - ابن الصبّاغ :...محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان، في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لمّا دخل إلي نيشابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبّة مستورة بالسقلاط علي بغلة شهباء....

(3)

- ضيعته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:...وأخبرني محمّد بن إسماعيل: أنّه صلّي في ضيعته فقصّر في صلاته، فقال أحمد: وأخبرني عليّ بن إسحاق بن سعد، وأحمد بن محمّد جميعاً: أنّ ضيعته التي قصّر فيها الحمراء.

(4)

ص:111


1- الواعية: الصراخ علي الميّت ونعيه. لسان العرب: 397/15.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 353.
3- الفصول المهمّة: 253 س 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 2579.
4- تهذيب الأحكام: 213/3 ح 520. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1375.

(ب) - سننه ( عليه السلام ) في الأكل والضيافة

اشاره :

وفيه خمسة عشر موضوعاً

- كثرة ارتضاعه ( عليه السلام ) في الطفولة:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن ميثم يقول:...وكان الرضا ( عليه السلام ) يرتضع كثيراً، وكان تامّ الخلق....

(1)

- كان ( عليه السلام ) قليل الأكل:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون... فلمّا دخل سناباد استند إلي الجبل الذي تنحت منه القدور...، ثمّ أمر ( عليه السلام ) فنحت له قدور من الجبل وقال: لايطبخ ما آكله إلّا فيها، وكان ( عليه السلام ) خفيف الأكل، قليل الطعم....

(2)

- سيرته ( عليه السلام ) عند وصول النعمة إليه:

1 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : ربما صارت إليّ النعمة فما أتهنّي ء بها حتّي أعلم أنّي قد أدّيت ما يجب عليّ فيها.

(3)

ص:112


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 14/1 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 75.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 481.
3- مشكاة الأنوار: 273 س 21. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2187.
- أكله ( عليه السلام ) التمر:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل الرازيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله، يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن، فكل.

قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك! إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه.

قال: قلت: ولم ذاك؟

قال ( عليه السلام ) : لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان تمريّاً، وكان عليّ ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان الحسن ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان أبو عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان زين العابدين ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) تمريّاً، وكان أبي ( عليه السلام ) تمريّاً، وأنا تمريّ، وشيعتنا يحبّون التمر، لأنّهم خلقوا من طينتنا، وأعداؤنا يا سليمان! يحبّون المسكر، لأنّهم خلقوا من مارج من نار.

(1)

2 - البرقيّ : عن أبيه وبكر بن صالح جميعاً، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دعانا بعض آل عليّ ( عليه السلام ) قال:

ص:113


1- الكافي: 345/6 ح 6. عنه وسائل الشيعة: 136/25 ح 31438، والبحار: 102/49 ح 23، وحلية الأبرار: 461/4 ح 2. قطعة منه في (كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) تمريّاً)، و(كان الحسن ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(كان الحسين ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(كان زين العابدين ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(كان الباقر ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(كان الصادق ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(كان الكاظم ( عليه السلام ) تمريّاً)، و(فضائل الشيعة).

فجاء الرضا ( عليه السلام ) وجئنا معه قال: فأكلنا ووقع علي الكدّ(1)، فألقي نفسه عليه، والناس يدخلون

والموائد تنصب لهم وهو مشرف عليهم وهم يتحدّثون، إذ نظر إليّ فأصغي برأسه فقال: أبغني قطعة تمر. قال: فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة، فأقبل يتناول، وأنا قائم وهو مضطجع، فتناول منها تمرات وهي بيدي.

قال: ثمّ ركبنا دوابّنا (2)فقال: ما كان في طعامهم شي ء أحبّ إليّ من التمرات التي أكلتها.

(3)

- أكل السويق بالسكّر:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه قال: كتب أبو الحسن ( عليه السلام ) من خراسان إلي المدينة: لاتسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر، فإنّه رديّ للرجال.

وفسّره السيّاريّ عن عبيد اللّه أنّه يكره للرجال، فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكّر.

(4)

- مضغه ( عليه السلام ) الكندر بعد السواك:

1 - الشيخ الصدوق : روي معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان - وهو بخراسان - إذا صلّي الفجر جلس في مصلّاه إلي أن تطلع الشمس،

ص:114


1- كَدّ فلان: اشتدّ في العمل وألحّ في محاولة الشي ء. المعجم الوسيط: 779.
2- هذه الكلمة ليست في الوسائل.
3- المحاسن: 539 ح 820. عنه وسائل الشيعة: 134/25 ح 31434، والبحار: 140/63 ح 57.
4- الكافي: 307/6، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2396.

ثمّ يؤتي بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثمّ يؤتي بكندر فيمضغه....

(1)

- أكله ( عليه السلام ) الحمّص المطبوخ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن نادر الخادم(2)، قال: كان أبوالحسن ( عليه السلام ) يأكل الحمّص المطبوخ قبل الطعام وبعده.(3)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الحمّص جيّد لوجع الظهر وكان يدعو به قبل الطعام وبعده.

(4)

- أكله ( عليه السلام ) الكرّاث من البستان:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

ص:115


1- من لايحضره الفقيه: 319/1 ح 1455. يأتي الحديث بتمامه في رقم 659.
2- لم يذكروه في الكتب الرجاليّة إلاّ أنّ المحقّق التستريّ قال: روي عنه أنّ الرضا ( عليه السلام ) كان إذا آكل أحدنا...قاموس الرجال: 334/10 رقم 7919، والمحقّق النمازيّ قال: نادر خادم الرضا ( عليه السلام ) : جملة من رواياته في معاشرة الرضا ( عليه السلام ) . مستدركات علم الرجال:54/8 رقم 15491.
3- الكافي: 342/6 ح 1. عنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 126/25 ح 31402. المحاسن: 505 ح 644، وفيه: نوح بن شعيب، عن نادر الخادم قال: كان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ... عنه البحار: 263/63 ح 2.
4- الكافي: 343/6 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2320.

أبي عبداللّه، عن داود بن أبي داود، عن رجل رأي أباالحسن ( عليه السلام ) بخراسان يأكل الكرّاث من البستان كما هو، فقيل له: إنّ فيه السماد.

فقال ( عليه السلام ) : لاتعلّق به منه شي ء، وهو جيّد للبواسير.

(1)

2 - البرقيّ :...يحيي بن سليمان، قال: رأيت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) بخراسان في روضة وهو يأكل الكرّاث...، قلت: فإنّه يسمّد.

فقال ( عليه السلام ) : لا يعلّق به شي ء.

(2)

- أمره ( عليه السلام ) باشتراء لحم المقاديم:

1 - الراوندي : قال الرضا ( عليه السلام ) [لغلامه ]: اشتر لنا من اللحم المقاديم، ولاتشتر [لنا] (3)

المآخير، فإنّ المقاديم أقرب من المرعي وأبعد من الأذي.

(4)

- أكله ( عليه السلام ) الخضراء مع الطعام:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن أحمد بن هارون، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فدعا بالمائدة، فلم يكن عليها بقل، فأمسك يده ثمّ قال: يا غلام! أما

ص:116


1- الكافي: 365/6 ح 6، عنه طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : للشبّر: 251 س 16، وحلية الأبرار: 462/4 ح 3، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 190/25 ح 31631. المحاسن: 512 ح 687، عنه البحار: 197/59 ح 3، و203/63 ح 13. قطعة منه في (منافع الكُرّاث).
2- المحاسن: 513 ح 692. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1803.
3- ما بين القوسين ليس في البحار.
4- الدعوات: 140 ح 353. عنه البحار: 75/63 ح 70، ومستدرك الوسائل: 350/16 ح 20128.

علمت أنّي لاآكل علي مائدة ليس عليها خضراء، فائت بها.

قال: فذهب وأتي بالبقل، فمدّ يده فأكل، وأكلت معه.

(1)

- افتتاحه ( عليه السلام ) الطعام بالخلّ:

1 - البرقيّ : عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ: أنّ رجلاً كان عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بخراسان، فقدّمت إليه مائدة عليها خلّ وملح، فافتتح ( عليه السلام ) بالخلّ....

(2)

- ادّخاره ( عليه السلام ) قوت سنته:

1 - الشيخ الصدوق : سأل معمّر بن خلّاد أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن حبس الطعام سنة؟

فقال ( عليه السلام ) : أنا أفعله. - يعني بذلك إحراز القوت - .

(3)

- سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش شديد:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عبد اللّه القمّيّ (4)قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) وبي عطش شديد فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني فقال:

ص:117


1- مكارم الأخلاق: 167 س 1. عنه البحار: 199/63 س 12، مثله. قطعة منه في (إكرامه ( عليه السلام ) الضيف).
2- المحاسن: 487 ح 554. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1780.
3- من لايحضره الفقيه: 102/3 ح 407، و169 ح 750، مثله. يأتي الحديث أيضاً في ف 2 - 5 رقم 1693.
4- في المناقب والخرائج: محمّد بن عبيد اللّه الأشعري.

يا محمّد! اشرب فإنّه بارد فشربت.

(1)

2 - الراونديّ : روي عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كنت في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فعطشت عطشاً شديداً، وتهيّبته أن أستسقي في مجلسه.

فدعا بماء، فشرب منه جرعة ثمّ قال: يا أبا هاشم! اشرب فإنّه بارد طيّب، فشربت، ثمّ عطشت عطشة أُخري، فنظر إلي الخادم وقال: شربة من ماء وسويق وسكّر، ثمّ قال له: بل السويق، وانثر عليه السكّر بعد بلّه، وقال: اشرب ياأباهاشم! فإنّه يقطع العطش.

(2)

- إطعامه ( عليه السلام ) الصائم:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيْض...فأمرني بالجلوس إلي رجوعه، فلم أزل حتّي صلّيت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت أن أنصرف فاذا هو قد طلع عليّ وحوله الناس...فقمت إليه ودخلت معه، فجلس وجلست، فجعلت أُحدّثه...فلمّا فرغت، قال: لا أظنّك أفطرت بعد.

فقلت: لا، فدعا لي بطعام فوضع بين يديّ، وأمر الغلام أن يأكل معي، فأصبت

ص:118


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 387.
2- الخرائج والجرائح: 660/2 ح 3. تقدّم الحديث أيضاً في ج 1 رقم 399.

والغلام من الطعام....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...أبو محمّد الغفّاريّ قال: لزمني دين ثقيل فقلت: مالقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فلمّا أصبحت أتيت منزله، فاستأذنت فأذن لي، فلمّا دخلت قال لي ابتداءاً: ياأبامحمّد! قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلمّا أمسينا أتي بطعام للإفطار فأكلنا، فقال: يا أبا محمّد! تبيت أو تنصرف؟

فقلت: يا سيّدي! إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.

قال: فتناول ( عليه السلام ) من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر....

(2)

- إكرامه ( عليه السلام ) الضيف:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن السيّاريّ(3)، عن عبيد بن أبي عبداللّه البغداديّ عمّن أخبره، قال: نزل بأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ضيف وكان جالساً عنده يحدّثه في بعض الليل، فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فزبره أبوالحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ بادره بنفسه، فأصلحه ثمّ قال له: إنّا قوم لانستخدم أضيافنا.

(4)

ص:119


1- الكافي: 487/1 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 384.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 390.
3- في الوسائل: الحسين بن محمّد السيّاريّ، بحذف لفظ «عن» قبل كلمة السيّاريّ.
4- الكافي: 283/6 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 316/24 ح 30642، والبحار: 102/49 ح 20، وحلية الأبرار: 477/4 ح 7.

2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن أحمد بن هارون، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فدعا بالمائدة...فأكل، وأكلت معه.

(1)

3 - الراونديّ : إنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: إنّي كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، وأشكّ في الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهمّ (المسائل) إليّ، فجاء الجواب عن جميعها، ثمّ قال ( عليه السلام ) : وقد نسيت ما كان أهمّ المسائل عندك.

فاستبصرت، ثمّ قلت له: ياابن رسول اللّه! أشتهي أن تدعوني إلي دارك في أوقات تعلم أنّه لا مفسدة لنا من الدخول عليكم من أيدي الأعداء.

قال: ثمّ بعث إليّ مركوباً في آخر يوم، فخرجت إليه وصلّيت معه العشائين، وقعد يملي عليّ من العلوم ابتداءاً، وأسأله فيجيبني إلي أن مضي كثير من الليل ثمّ قال للغلام: هات الثياب التي أنام فيها، لينام أحمد البزنطيّ فيها.

قال: فخطر ببالي أن ليس في الدنيا من هو أحسن حالاً منّي، بعث الإمام بمركوبه إليّ، وقعد إليّ، ثمّ أمر لي بهذا الإكرام!

وكان ( عليه السلام ) قد اتّكأ علي يديه لينهض، فجلس وقال: يا أحمد! لا تفخر علي أصحابك بذلك، فإنّ صعصعة بن صوحان (2) مرض، فعاده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأكرمه، ووضع يده علي جبهته وجعل يلاطفه، فلمّا أراد النهوض قال: ياصعصعة! لا تفخر علي إخوانك بما فعلت، فإنّي إنّما فعلت جميع ذلك لأنّه كان تكليفاً لي.

(3)

ص:120


1- مكارم الأخلاق: 167 س 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 643.
2- في العيون: زيد بن صوحان.
3- الخرائج والجرائح: 662/2 ح 5. عنه إثبات الهداة: 303/3 ح 146، قطعة منه. والبحار: 48/49 ح 48. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 212/2 ح 19، وفيه: محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن يحيي بن أبي نصر... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 67/7 ح 2169، والبحار: 36/49 ح 18. عنه وعن قرب الإسناد، إثبات الهداة: 268/3 ح 57. المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 24، مختصراً وبتفاوت. رجال الكشّيّ: 588 رقم 1100، وفيه: محمّد بن الحسن البراثيّ، وعثمان بن حامد الكشّيّان قالا: حدّثنا محمّد بن يزداد قال: حدّثنا أبو زكريّا، عن إسماعيل بن مهران. قال محمّد بن يزداد: وحدّثنا الحسن بن عليّ بن نعمان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر... بتفاوت. و67 رقم 121، أيضاً بتفاوت. عنه البحار: 293/70 ح 23، ومستدرك الوسائل: 90/12، ح 13600. الصراط المستقيم: 198/2 ح 19، مرسلاً وباختصار. قرب الإسناد: 377 ح 1333 بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 68/7 ح 2170، والبحار: 269/49 ح 10. قطعة منه في (ما رواه عن عليّ ( عليهماالسلام ) ) و(إخباره ( عليه السلام ) عمّا في الضمير) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي أحمد بن محمّد بن أبي نصر).

(ج) - سننه ( عليه السلام ) في القراءات والتعليم

اشاره:

وفيه ثمان موضوعات

الأوّل - تدبّره ( عليه السلام ) في القرآن وختمه في ثلاثة أيّام:

1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت الرضا ( عليه السلام ) يسأل عن شي ء قطّ إلّا علم...وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كلّ ثلاثة ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة تختّمت،

ص:121

ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلّا فكّرت فيها، وفي أيّ شي ء أنزلت، وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام....(1)

الثاني - ختمه ( عليه السلام ) قراءة القرآن:

1 - النجاشيّ :...أبو الحسن عليّ بن عليّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: ... ودخلنا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، وأخي دعبِل، فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين، وخرجنا إلي قمّ بعد أن خلع الرضا ( عليه السلام ) علي أخي دِعبِل قميص خزّ أخضر...

وقال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صلّيت فيه ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة....

(2)

الثالث - كيفيّة تكلّمه ( عليه السلام ) علي المنبر:

1 - الشيخ الصدوق :...القاسم بن أيّوب العلويّ: إنّ المأمون لمّا أراد أن يستعمل الرضا ( عليه السلام ) جمع بني هاشم فقال لهم: إنّي أُريد أن أستعمل الرضا ( عليه السلام ) علي هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولّي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه رجلاً يأتنا، فتري من جهله ما تستدلّ به عليه، فبعث إليه فأتاه، فقال له بنو هاشم: ياأباالحسن اصعد المنبر، وانصب لنا علماً نعبد اللّه عليه.

ص:122


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 364.
2- رجال النجاشيّ: 276 رقم 727. يأتي الحديث بتمامه في رقم 703.

فصعد ( عليه السلام ) المنبر فقعد مليّاً لايتكلّم مطرقاً، ثمّ انتفض انتفاضة، واستوي قائماً، وحمد اللّه تعالي وأثني عليه، وصلّي علي نبيّه وأهل بيته، ثمّ قال: أوّل عبادة اللّه تعالي معرفته، وأصل معرفة اللّه توحيده ....

(1)

الرابع - إرجاع الناس إلي الغير في أخذ الأحكام:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني عليّ بن محمّد القتيبيّ، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: حدّثني عبد العزيز بن المهتديّ وكان خير قمّيّ رأيته، وكان وكيل الرضا ( عليه السلام ) وخاصّته، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت: إنّي لا ألقاك في كلّ وقت، فعمّن آخذ معالم ديني؟

قال ( عليه السلام ) : خذ، من يونس بن عبد الرحمن.

(2)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني محمّد بن نصير، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي قال: حدّثني عبد العزيز بن المهتديّ القمّيّ، قال محمّد بن نصير، قال محمّد بن عيسي، وحدّث الحسن بن عليّ بن يقطين بذلك أيضاً قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي لا أكاد أصل إليك أسألك عن كلّ ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة، آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟

ص:123


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 149/1 ح 51. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 839.
2- رجال الكشّيّ: 483 رقم 910، و506 رقم 975، قطعة منه. عنه البحار: 251/2 ح 66، ووسائل الشيعة: 148/27 ح 33449. قطعة منه في (مدح يونس بن عبد الرحمن) و(وكيله ( عليه السلام ) ).

فقال ( عليه السلام ) : نعم.

(1)

3 - أبو عمرو الكشّيّ : جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمّد بن عيسي، عن عبد العزيز بن المهتديّ، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ شقّتي بعيدة، فلست أصل إليك في كلّ وقت، فآخذ معالم ديني من يونس مولي ابن يقطين؟

قال: نعم.

(2)

4 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن قولويه، عن سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن الوليد، عن عليّ بن المسيّب، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كلّ وقت، فممّن آخذ معالم ديني؟

فقال ( عليه السلام ) : من زكريّا بن آدم القمّيّ، المأمون علي الدين والدنيا.

قال عليّ بن المسيّب: فلمّا انصرفت، قدمت علي زكريّا بن آدم، فسألته عمّا احتجت إليه.

أحمد بن الوليد، عن عليّ بن المسيّب قال: قلت للرضا شقّتي بعيدة وذكر مثله.

(3)

ص:124


1- رجال الكشّيّ: 490 رقم 935. عنه وسائل الشيعة: 147/27 ح 33448، والبحار: 251/2 ح 67، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 590/1 ح 916. قطعة منه في (مدح يونس بن عبد الرحمن).
2- رجال الكشّيّ: 491 رقم 938. عنه البحار: 251/2 س 15، ووسائل الشيعة: 148/27 ح 33450. قطعة منه في (مدح يونس بن عبد الرحمن).
3- رجال الكشّيّ: 594 رقم 1112. عنه وسائل الشيعة: 146/27 ح 33442، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 589/1 ح 914. عنه وعن الإختصاص، البحار: 251/2 ح 68. الإختصاص: 87 س 4. عنه البحار: 278/49 ح 33. قطعة منه في (مدح زكريّا بن آدم القمّيّ).
الخامس - تعليمه الطبيب بمعالجته بالأدوية:

1 - الراونديّ : قال أبو هاشم: إنّه لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحّاك لحمل أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) علي طريق الأهواز، ولم يمرّ به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها

وكنت بالشرق من إيذج، فلمّا سمعت به سرت إليه بالأهواز، وانتسبت له، وكان أوّل لقائي له، وكان مريضاً، وكان زمن القيظ

فقال ( عليه السلام ) لي: ابغ لي طبيباً، فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة، فقال الطبيب: لاأعرف علي وجه الأرض أحداً يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها، إلّا أنّها ليست في هذا الأوان، ولاهذا الزمان؟.

قال له: فابغ لي قصب السكّر.

قال الطبيب: وهذه أدهي من الأُولي، ما هذا بزمان قصب السكّر، ولايكون إلّا في الشتاء.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : بل هما في أرضكم هذه، وزمانكم هذا، وهذا معك....

(1)

السادس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن بعد صلاة الفجر وطلوع الشمس:

1 - الشيخ الصدوق : روي معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان - وهو بخراسان - إذا صلّي الفجر جلس في مصلّاه إلي أن تطلع الشمس...فيؤتي بالمصحف، فيقرأ فيه.

(2)

ص:125


1- الخرائج والجرائح: 661/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 465.
2- من لايحضره الفقيه: 319/1 ح 1455. يأتي الحديث بتمامه في رقم 659.
السابع - تعليمه التعويذ عند النظر إلي الكواكب:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : وكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا نظر إلي هذه الكواكب التي يقال لها: السُهي في بنات النعش، قال: «اللّهمّ ربّ هوذ بن أُسيّة آمنّي شرّ كلّ عقرب وحيّة».

قال: وكان يقول: من تعوَّذ بها ثلاث مرّات حين ينظر إليها بالليل، لم يصبه عقرب ولاحيّة.

(1)

الثامن - تقريره ( عليه السلام ) رسالة ابن محبوب:

1 - الشيخ الطوسيّ : روي أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا برسالة.

قال: صدق، لاتقل الزرّاد، بل قل السرّاد، إنّ اللّه تعالي يقول: ( وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ (2)) .

(3)

(د) - سننه ( عليه السلام ) في العبادات

اشاره:

وفيه تسعة وخمسون موضوعاً

- وضوؤه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت علي

ص:126


1- مكارم الأخلاق: 278 س 19. يأتي الحديث أيضاً في رقم 682.
2- سبأ: 11/34.
3- شرح مشيخة تهذيب الأحكام: 53/10 س 8. يأتي الحديث أيضاً في (سورة سبأ: 11/34).

الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه إبريق، يريد أن يتهيّأ منه للصلاة، فدنوت منه لأصبّ عليه فأبي ذلك وقال: مه ياحسن!...ها أناذا! أتوضّأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد.

(1)

- وضوؤه ( عليه السلام ) بعد النوم من غير استنجاء:

1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) يستيقظ من نومه (2)

يتوضّأ ولا يستنجي، وقال ( عليه السلام ) - كالمتعجّب من رجل سمّاه -: بلغني أّنه إذإطض ع 5 خرجت منه الريح استنجي.

(3)

- وضوؤه وقيامه ( عليه السلام ) لصلاة الليل:

1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن سليمان الجعفريّ قال: بتّ مع الرضا ( عليه السلام ) في سفح جبل، فلمّا كان آخر الليل قام فتنحّي، وصار علي موضع مرتفع،

ص:127


1- الكافي: 69/3 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1186.
2- قال النجاشيّ: سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن جعفر الطيّار، أبو محمّد الطالبيّ الجعفريّ، روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، رجال النجاشيّ: 182 رقم 483.
3- تهذيب الأحكام: 44/1 ح 124. عنه الوافي: 135/6 ح 3941. عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 345/1 ح 916. من لايحضره الفقيه: 22/1 ح 65، وفيه: عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) . عنه الوافي: 135/6 ح 3942.

فبال وتوضّأ وقال: من فقه الرجل أن يرتاد (1)

لموضع بوله، وبسط سراويله، وقام عليه، وصلّي صلاة الليل.

(2)

- اشتراؤه ( عليه السلام ) الماء للوضوء بمال كثير:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...صفوان، قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) ، عن رجل احتاج إلي الوضوء للصلاة، وهو لايقدر علي الماء، فوجد بقدر مايتوضّأ به بمائة درهم، أو بألف درهم، وهو واجد لها، يشتري ويتوضّأ أو يتيمّم؟

قال ( عليه السلام ) : لا، بل يشتري، قد أصابني مثل ذلك فاشتريت وتوضّأت، ومايشتري بذلك مال كثير.

(3)

- خوفه ( عليه السلام ) من اللّه في أداء حقوقه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا ( عليه السلام ) شيئاً فقال ( عليه السلام ) : اصبر فإنّي أرجو أن يصنع اللّه لك إن شاء اللّه...واللّه! إنّه لتكون عليّ النعم من اللّه عزّوجلّ، فما أزال منها علي وجل - وحرّك يده - حتّي أخرج من الحقوق التي تجب للّه عليّ فيها.

فقلت: جعلت فداك! أنت في قدرك تخاف هذا؟

ص:128


1- ارتاد الشي ء: طلبه. المعجم الوسيط: 381.
2- تهذيب الأحكام: 33/1 ح 86. عنه وسائل الشيعة: 338/1 ح 891، والوافي: 105/6 ح 3856. قطعة منه في (طلب مكان مناسب للبول).
3- الكافي: 74/3 ح 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 1- 5 رقم 1222.

قال ( عليه السلام ) : نعم، فأحمد ربّي علي مامنّ به عليّ.

(1)

- اهتمامه ( عليه السلام ) بالفرائض والنوافل اليوميّة:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أصحابنا يختلفون في صلاة التطوّع، بعضهم يصلّي أربعاً وأربعين، وبعضهم يصلّي خمسين، فأخبرني بالذي تعمل به أنت، كيف هو حتّي أعمل بمثله؟

فقال ( عليه السلام ) : أُصلّي واحدة وخمسين، ثمّ قال: أمسك - وعقد بيده - الزوال ثمانية وأربعاً بعد الظهر، وأربعاً قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل عشاء الآخرة، وركعتين بعد العشاء، من قعود تعدّان بركعة من قيام، وثماني صلاة الليل والوتر ثلاثاً، وركعتي الفجر، والفرائض سبع عشرة، فذلك أحد وخمسون.

(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... عن حمّاد بن عثمان، قال: سألته عن التطوّع بالنهار، فذكر أنّه يصلّي ثمان ركعات قبل الظهر وثمان بعدها.

(3)

- اهتمامه بأوقات الصلاة:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

ص:129


1- الكافي: 502/3 ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1430.
2- الكافي: 444/3 ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1231.
3- الكافي: 444/3 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1337.

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين! نحن مبكّرون إن شاء اللّه.

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...ثمّ التفت إلي المأمون فقال: الصلاة قد حضرت.

فقال عمران: يا سيّدي! لا تقطع عليَّ مسألتي فقد رقّ قلبي.

قال الرضا ( عليه السلام ) : نصلّي ونعود، فنهض ونهض المأمون! فصلّي ال رضا ( عليه السلام ) داخلاً! وصلّي الناس خارجاً خلف محمّد بن جعفر، ثمّ خرجا، فعاد الرضا ( عليه السلام ) إلي مجلسه،..(1)

2 - النجاشيّ :...أبو الحسن عليّ بن عليّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: ... دخلنا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، وأخي دعبِل، فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين، وخرجنا إلي قمّ بعد أن خلع الرضا ( عليه السلام ) علي أخي دِعبِل قميص خزّ أخضر...

وقال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صلّيت فيه ألف ليلة ألف ركعة....

(2)

- اهتمامه ( عليه السلام ) بالصلاة:

1 - السيّد ابن طاووس : روينا بإسنادنا إلي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، في

ص:130


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.
2- رجال النجاشيّ: 276 رقم 727. يأتي الحديث بتمامه في رقم 703.

كتاب دلائل الرضا ( عليه السلام ) ، بإسناد الحميريّ إلي سليمان الجعفريّ، إلي أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه قال: كنت معه وهو يريد بعض أمواله...فلمّا صرنا في بعض الطريق، نزلنا إلي الصلاة...وخرّ ساجداً فسجدت معه، ثمّ رفعت رأسي، وبقي ساجداً، فسمعته يقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه....

(1)

- لباسه في الصلاة:

1 - الشيخ الصدوق : روي عن سليمان بن جعفر الجعفريّ أنّه قال: رأيت الرضا ( عليه السلام ) يصلّي في جبّة خزّ.

(2)

- صلاته ( عليه السلام ) فيما يشتريه من سوق المسلمين:

1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال:...أنا أشتري الخفّ من السوق، ويصنع لي، وأُصلّي فيه، وليس عليكم المسألة.

(3)

ص:131


1- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 128 س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 417.
2- من لايحضره الفقيه: 170/1 ح 802. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 359/4 ح 5387، والوافي: 410/7 ح 6217. تهذيب الأحكام: 212/2 ح 832. عنه البحار: 91/49 ح 6. ذكري الشيعة: 144 س 8. يأتي الحديث أيضاً في (حكم الصلاة في الخزّ)
3- تهذيب الأحكام: 371/2 ح 1545. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1254.
- سواكه ( عليه السلام ) عند كلّ صلاة:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : كان للرضا ( عليه السلام ) خريطة فيها خمس مساويك، مكتوب علي كلّ واحد منها اسم صلاة من الصلوات الخمس، يستاك به عند تلك الصلاة.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : روي معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان - وهو بخراسان - إذا صلّي الفجر جلس في مصلّاه إلي أن تطلع الشمس، ثمّ يؤتي بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثمّ يؤتي بكندر فيمضغه ثمّ يدع ذلك فيؤتي بالمصحف، فيقرأ فيه.

(2)

- كان ( عليه السلام ) يصلّي الغداة في أوّل الوقت:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثتني جدّتي أُمّ أبي، واسمها عذر(3)، قالت: اشتريت مع عدّة جوار من الكوفة وكنت من مولّداتها، قالت:

فحملنا إلي المأمون، فكنّا في داره في جنّة من الأكل والشرب، والطيب وكثرة الدنانير فوهبني المأمون للرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت في داره فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم، وكانت علينا قيمة تنبّهنا من الليل، وتأخذنا بالصلاة، وكان ذلك من أشدّ شي ء علينا، فكنت أتمنّي الخروج من داره، إلي أن وهبني لجدّك عبداللّه بن العبّاس، فلمّا صرت إلي منزله، كنت كأنّي قد أدخلت الجنّة.

ص:132


1- مكارم الأخلاق: 47 س 1. عنه البحار: 137/73 ضمن ح 48. يأتي الحديث أيضاً في (استحباب السواك عند كلّ صلاة).
2- من لايحضره الفقيه: 319/1 ح 1455. يأتي الحديث بتمامه في رقم 659.
3- في نسخة: عذار.

قال الصوليّ: وما رأيت امرأة قطّ أتمّ من جدّتي هذه عقلاً، ولاأسخي كفّاً، وتوفّيت (1)سنة سبعين ومائتين، ولها نحو مائة سنة، وكانت تسأل عن أمر الرضا ( عليه السلام ) كثيراً فتقول: ما أذكر منه شيئاً إلّا أنّي كنت أراه يتبخّر بالعود الهنديّ السنيّ، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكاً، وكان ( عليه السلام ) إذا صلّي الغداة وكان يصلّيها في أوّل وقت، ثمّ يسجد فلايرفع رأسه إلي أن ترتفع الشمس، ثمّ يقوم فيجلس للناس أو يركب، ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره، كانت ما كان، إنّما يتكلّم الناس قليلاً قليلاً.

وكان جدّي عبد اللّه يتبرّك بجدّتي هذه، فدبّرها يوم وهبت له، فدخل عليه خاله العبّاس بن الأخنف الحنفيّ الشاعر فأعجبته، فقال لجدّي: هب لي هذه الجارية.

قال: هي مدبّرة. فقال العبّاس بن الأخنف:

أيا غدر زيّن باسمك العذر

وأساء لا يحسن بك الدهر

(2)

- جلسته ( عليه السلام ) بعد السجدة في الصلاة:

1 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن الحكم، عن رحيم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أراك إذا صلّيت فرفعت رأسك من السجود في الركعة الأولي والثالثة فتستوي جالساً، ثمّ تقوم، فنصنع كما تصنع؟

ص:133


1- في المصدر: توفّت.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 179/2 ح 3. عنه البحار: 89/49 ح 2، و142/73 ح 2، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 156/2 ح 1793، وحلية الأبرار: 471/4 ح 4. الأنوار البهيّة: 212 س 5، أورد مضمونه، ومستدرك الوسائل: 440/6 ح 7179، قطعة منه. مكارم الأخلاق: 39 س 19، قطعة منه. قطعة منه في (تطيّبه ( عليه السلام ) ) و(أمره ( عليه السلام ) أهل داره بالصلاة) و(جاريته ( عليه السلام ) ).

فقال ( عليه السلام ) : لاتنظروا إلي ما أصنع (1)، اصنعوا ما تؤمرون.

(2)

- جلوسه ( عليه السلام ) في مصلاّه بعد صلاة الفجر:

1 - الشيخ الصدوق : روي معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان - وهو بخراسان - إذا صلّي الفجر جلس في مصلّاه إلي أن تطلع الشمس، ثمّ يؤتي بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثمّ يؤتي بكندر فيمضغه، ثمّ يدع ذلك فيؤتي بالمصحف، فيقرأ فيه.

(3)

- خشوعه ( عليه السلام ) في الصلاة وخوفه من اللّه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن مسعود، قال: أخبرنا عليّ بن الحسن، قال: حدّثني معمّر بن خلّاد قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) يقال له: قيس كان يصلّي، فلمّا صلّي ركعة أقبل أسود (4)فصار في

ص:134


1- في التهذيب: ما أصنع أنا.
2- الإستبصار: 328/1 ح 1230. تهذيب الأحكام: 82/2 ح 304. عنه الوافي: 726/8 ح 6974، والفصول المهمّة للحّر العاملي: 651/1 ح 1030. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 347/6 ح 8147. قطعة منه في (استحباب الجلوس بعد السجدة الثانية في الركعة الأولي والثالثة).
3- من لايحضره الفقيه: 319/1 ح 1455. عنه وسائل الشيعة: 26/2 ح 1382، و460/6 ح 8442، والوافي: 1554/9 ح 8744. مكارم الأخلاق: 292 س 21، مرسلاً. عنه البحار: 130/83 ضمن ح 2. قطعة منه في (سواكه ( عليه السلام ) ) و(قراءته ( عليه السلام ) القرآن بعد صلاة الفجر و طلوع الشمس) و(مضغه ( عليه السلام ) الكندر بعد السواك).
4- في نسخة: سالخ.

موضع السجود، فلمّا نحّي جبينه عن موضعه، تطوّق الأسود في عنقه، ثمّ إنساب في قميصه.

وإنّي أقبلت يوماً من الفُرع (1)، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلي ثمامة، (2)فلمّا صلّيت ركعة، أقبل أفعي نحوي، فأقبلت علي صلاتي لم أخفّفها، ولم ينتقص منها شي ء، فدنا منّي ثمّ رجع إلي ثمامة، فلمّا فرغت من صلاتي ولم أخفّف دعائي، دعوت بعضهم معي فقلت: دونك الأفعي تحت الثمامة، ومن لم يخف إلّا اللّه كفاه.

(3)

- صلاته في مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ بن فضّال قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) وهو يريد أن يودّع للخروج إلي العمرة، فأتي القبر عن موضع رأس النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعد المغرب...حتّي أتي القبر، فقام إلي جانبه يصلّي، فألزق منكبه الأيسر بالقبر، قريباً من الأُسطوانة التي دون الأُسطوانة المخلّفة عند رأس النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وصلّي ستّ ركعات أو ثمان ركعات في نعليه.

قال: وكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلمّا فرغ سجد سجدة أطال فيها حتّي بلّ عرقه الحصي.

ص:135


1- الفُرع: بضمّ الباء، وسكون الراء: هو موضع بين مكّة والمدينة. لسان العرب: 351/8.
2- الُثمامة: إحدي مراحل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي بدر، وهي بين السيالة وفرش معجم البلدان: 84/2.
3- رجال الكشّيّ: 95 رقم 151. عنه مستدرك الوسائل: 37/3 ح 2959، وحلية الأبرار: 371/4 ح 6. مشكاة الأنوار: 14 س 18. عنه وعن الكشّيّ، البحار: 246/81 ح 38. قطعة منه في (عناية اللّه به ( عليه السلام ) في دفع الأفعي عنه)، و(موعظته ( عليه السلام ) في الخوف من اللّه).

قال: وذكر بعض أصحابه أنّه ألصق خدّه بأرض المسجد.

(1)

- صلاته ( عليه السلام ) في نعليه:

1 - الشيخ الطوسيّ : الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل (2)قال: رأيته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) يصلّي في نعليه لم يخلعهما، و أحسبه قال: ركعتي الطواف.(3)

- جهره ( عليه السلام ) ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة:

1 - الصفديّ: روي لعليّ الرضا ابن ماجة: قال محبّ الدين بن النجّار: أنبأنا عبد الوهّاب بن عليّ الأمين قال: كتب إليّ أبو الغنائم هبة اللّه بن حمزة العلويّ، قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخيّ قراءة عليه: أنبأنا أبو عبداللّه محمّد بن عبداللّه الحاكم النيسابوريّ قال: أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد بن سورة الصغانيّ بمرو، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمرو الفقيه: حدّثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهليّ: حدّثنا أبي قال: صلّيت خلف عليّ بن موسي الرضا بنيسابور، فجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في كلّ سورة، ويذكر أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم.

(4)

ص:136


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 17/2 ح 40. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 665.
2- الظاهر هو محمّد بن إسماعيل بن بزيع الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم، والرضا والجواد:، رجال الشيخ: 360 رقم 31، و386 رقم 6، و405 رقم 6. وعدّه البرقيّ من أصحاب الرضا والجواد8، رجال البرقيّ: 54 و56.
3- تهذيب الأحكام: 233/2 ح 915. عنه وسائل الشيعة: 425/4 ح 5604. قطعة منه في (حكم الصلاة في النعلين).
4- الوافي بالوفيات: 250/22 س 14. قطعة منه في (كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم).
- ركوعه وسجوده:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (1)قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) إذا سجد يحرّك ثلاث أصابع من أصابعه، واحدة بعد واحدة تحريكاً خفيفاً، كأنّه يعدّ التسبيح، ثمّ يرفع رأسه.

قال: ورأيته يركع ركوعاً أخفض من ركوع كلّ من رأيته يركع، كان إذا ركع جنح بيديه.

(2)

- دعاؤه في سجوده:

1 - الشيخ الصدوق :...أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان...

فلمّا صار إلي قرية، سمعته يقول في سجوده: «لك الحمد إن أطعتك، ولاحجّة لي إن عصيتك، ولاصنع لي ولالغيري في إحسانك، ولاعذر لي إن أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك، يا كريم! إغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها

ص:137


1- تقدّمت ترجمته في (صلاته ( عليه السلام ) الطواف في النعلين).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 7/2 ح 18. عنه البحار: 300/81 ح 18، و105/82 ح 11، قطعة منه. الكافي: 320/3 ح 5، قطعة منه، و322 ح 3. عنه حلية الأبرار: 303/4 ح 2 و3. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 323/6 ح 8088، قطعة منه. ومستدرك الوسائل: 434/4 س 6، أشار إلي مضمونه. قطعة منه في (حكم عدّ التسبيح بالأصابع في الركوع و السجود).

من المؤمنين والمؤمنات»....

(1)

2 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال:...، فسمعته يقول في سجوده: راغماً لك ياخالقي داخراً خاضعاً....

(2)

- دعاؤه في أوّل ليلة من شهر رمضان عند رؤية الهلال:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الخزّاز قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) آخر جمعة من شعبان...فقال: معاشر شيعتي هذا آخر يوم من شعبان من صامه احتساباً غفر له...ثمّ قال ( عليه السلام ) : معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلاتشيروا إليه بالأصابع، ولكن استقبلوا القبلة، وارفعوا أيديكم إلي السماء، وخاطبوا الهلال وقولوا: «ربّنا وربّك اللّه ربّ العالمين، اللّهمّ! اجعله علينا هلالاً مباركاً، ووفّقنا لصيام شهر رمضان، وسلّمنا فيه وتسلّمنا منه في يسر وعافية، واستعملنا فيه بطاعتك، إنّك علي كلّ شي ء قدير»....

(3)

- سجدته ( عليه السلام ) بعد إبطال ما أوهمه الفتح:

1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام )

ص:138


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 464.
2- إثبات الوصيّة: 235، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805.
3- فضائل الأشهر الثلاثة: 98 ح 84. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1382.

الطريق...قال:...فقلت له: جعلني اللّه فداك! فرّجت عنّي، وكشفت ما لبس الملعون عليّ، فقد كان أوقع في خلدي أنّكم أرباب.

قال: فسجد ( عليه السلام ) فسمعته يقول في سجوده: راغماً لك يا خالقي داخراً....

(1)

- تسبيحه ( عليه السلام ) في سجوده في محلّ قبره:

1 - الشيخ الصدوق : ...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون...ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه، ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن...، ثمّ استقبل القبلة فصلّي ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها، فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة، ثمّ انصرف.

(2)

- قنوته ( عليه السلام ) في الصلاة وما يقول فيها:

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو...فإذا زالت الشمس قام فصلّي ستّ ركعات...، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة ويقول في قنوته: «اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، اللّهمّ! اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولايقضي عليك، إنّه لايذلّ من واليت،

ص:139


1- إثبات الوصيّة: 235، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 481.

ولايعزّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت»...وكان قنوته ( عليه السلام ) في جميع صلاته: «ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأجلّ الأكرم»....

(1)

- دعاؤه ( عليه السلام ) في قنوته:

1 - ابن شهرآشوب : أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: رفع إلي المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه، فأنفذ محمّد بن عمرو الطوسيّ فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به فخرج الرضا ( عليه السلام ) يقول: وحقّ المصطفي، والمرتضي، وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، مايكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته، ثمّ أتي منزله واغتسل وصلّي ركعتين، قال في قنوته: «يا ذا القوّة الجامعة، والرحمة الواسعة، - إلي آخر دعائه - صلّ علي من شرّفت الصلاة بالصلاة عليه، وانتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي، وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذلّ والهوان، كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس، وشريد الأنجاس». فلم يتمّ دعائه حتّي وقعت الرجفة، وارتفعت الزعقة، وثارت الغبرة....

(2)

2 - السيّد ابن طاووس : قنوت الإمام عليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) :

«الفزع، الفزع إليك، يا ذا المحاضرة والرغبة، الرغبة إليك يا من به المفاخرة، وأنت اللّهمّ مُشاهد هواجس النفوس، ومُراصد حركات القلوب، ومُطالع

ص:140


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 669.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 345/4 س 10. يأتي الحديث بتمامه في رقم 796.

مسرّات السرائر من غير تكلّف ولا تعسّف، وقد تري اللّهمّ ما ليس عنك....

(1)

- صلاته ( عليه السلام ) في ضيعته:

1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:...وأخبرني محمّد بن إسماعيل: أنّه صلّي في ضيعته فقصّر في صلاته....

(2)

- كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام )

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه، ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه، وكان إذا أصبح صلّي الغداة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه...

ثمّ يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) أربع ركعات، يسلّم في كلّ ركعتين، ويقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح، ويحتسب بها من صلاة الليل، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين الباقيتين، يقرأ في الأولي الحمد، وسورة الملك، وفي الثانية الحمد للّه، وهل أتي علي الإنسان....

(3)

ص:141


1- مهج الدعوات: 79 س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 2078.
2- تهذيب الأحكام: 213/3 ح 520. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1375.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 669.
- كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة الليل:

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، ولاآخذ به علي طريق قمّ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار، حتّي أقدم به عليه

فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه، ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه، وكان إذا أصبح صلّي الغداة...ثمّ يقوم فيصلّي العشاء الآخرة أربع ركعات، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يذكر اللّه عزّ وجلّ ويسبّحه ويحمده، ويكبّره ويهلّله ما شاء اللّه، ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر

ثمّ يأوي إلي فراشه، فإذا كان الثلث الأخير من الليل، قام من فراشه بالتسبيح، والتحميد والتكبير، والتهليل والاستغفار، فاستاك ثمّ توضّي، ثمّ قام إلي صلاة الليل، فيصلّي ثمان ركعات، ويسلّم في كلّ ركعتين، يقرأ في الأوليين منها في كلّ ركعة الحمد مرّة، و(قل هو اللّه ثلاثين مرّة...ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين الباقيتين، يقرأ في الأولي الحمد، وسورة الملك، وفي الثانية الحمد للّه، وهل أتي علي الإنسان.

ثمّ يقوم فيصلّي ركعتي الشفع، يقرأ في كلّ ركعة منهما الحمد للّه مرّة، وقل هو اللّه ثلاث مرّات، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم قام فصلّي ركعة الوتر يتوجّه فيها، ويقرأ فيها الحمد مرّة، وقل هو اللّه ثلاث مرّات، وقل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة، وقل أعوذ بربّ الناس مرّة واحدة، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة. ويقول في قنوته: «اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، اللّهمّ! اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولايقضي عليك، إنّه لايذلّ من

ص:142

واليت، ولايعزّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت».

ثمّ يقول: «أستغفر اللّه وأسأله التوبة» سبعين مرّة، فإذا سلّم جلس في التعقيب ماشاء اللّه...ولايدع صلاة الليل، والشفع، والوتر....

(1)

- إتيانه ( عليه السلام ) لصلاة الليل في المسجد الحرام:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: صلّيت خلف الرضا ( عليه السلام ) في المسجد الحرام صلاة الليل، فلمّا فرغ جعل مكان الضجعة سجدة.

(2)

- إتيانه ( عليه السلام ) بركعة الوتر بعد الفجر:

1 - الشيخ الطوسيّ :...إسماعيل بن سعد الأشعريّ، قال: سألت أبإف غ ق ، الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن ساعات الوتر؟

قال:...قد كان أبي ربما أوتر بعد ما انفجر الصبح.

(3)

- صلاته ( عليه السلام ) في السفر:

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في

ص:143


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 669.
2- الكافي: 448/3 ح 26. عنه الوافي: 1599/9 ح 8814. تهذيب الأحكام: 137/2 ح 531. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 492/6 ح 8517.
3- تهذيب الأحكام: 339/2، ح 1401. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1343.

إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، ولاآخذ به علي طريق قمّ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار، حتّي أقدم به عليه

فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه، ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه...وكان في الطريق يصلّي فرائضه ركعتين ركعتين، إلّا المغرب، فإنّه كان يصلّيها ثلاثاً، ولايدع نافلتها، ولايدع صلاة الليل، والشفع، والوتر، وركعتي الفجر، في سفر ولاحضر، وكان لايصلّي من نوافل النهار في السفر شيئاً

وكان يقول بعد كلّ صلاة يقصّرها: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر»، ثلاثين مرّة، ويقول: هذا تمام الصلاة، وما رأيته صلّي الضحي في سفر ولاحضر....

(1)

- وقت إتيانه ( عليه السلام ) لصلاة المغرب في السفر:

1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف، عن محمّد بن عليّ، قال: صحبت الرضا ( عليه السلام ) في السفر فرأيته يصلّي المغرب إذا أقبلت الفحمة من المشرق، يعني السواد.

(2)

2 - الشيخ الطوسيّ : سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام، قال: رأيت الرضا ( عليه السلام ) - وكنّا عنده - لم يصلّ (3)

المغرب،

ص:144


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 669.
2- الإستبصار: 265/1 ح 958. تهذيب الأحكام: 29/2 ح 86. عنه الوافي: 293/7 ح 5941. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 175/4 ح 4834.
3- في الاستبصار: لم نصلّ.

حتّي ظهرت النجوم، ثمّ قام فصلّي بنا علي باب دار ابن أبي محمود.

(1)

- كيفيّة خروجه ( عليه السلام ) لصلاة العيد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، ...فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها....

فلمّا حضر العيد، بعث المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله أن يركب، ويحضر العيد، ويصلّي ويخطب.

فبعث إليه الرضا ( عليه السلام ) : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول هذا الأمر، فبعث إليه المأمون: إنّما أريد بذلك أن تطمئنّ قلوب الناس، ويعرفوا فضلك، فلم يزل ( عليه السلام ) يرادّه الكلام في ذلك، فألحّ عليه فقال: يا أمير المؤمنين! إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ إليّ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

فقال المأمون: اخرج كيف شئت، وأمر المأمون القوّاد والناس أن يبكّروا إلي باب أبي الحسن ( عليه السلام ) .

قال: فحدّثني ياسر الخادم: أنّه قعد الناس لأبي الحسن ( عليه السلام ) في الطرقات،

ص:145


1- تهذيب الأحكام: 30/2 ح 89. عنه الوافي: 294/7 ح 5942. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 195/4 ح 4903. الإستبصار: 264/1 ح 954. قطعة منه في (وقت صلاة المغرب).

والسطوح، الرجال والنساء والصبيان، واجتمع القوّاد والجند علي باب أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فلمّا طلعت الشمس، قام ( عليه السلام ) فاغتسل، وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن، ألقي طرفاً منها علي صدره وطرفاً بين كتفيه وتشمّر، ثمّ قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت.

ثمّ أخذ بيده عكّازاً، ثمّ خرج ونحن بين يديه، وهو حاف قد شمّر سراويله إلي نصف الساق، وعليه ثياب مشمّرة، فلمّا مشي ومشينا بين يديه، رفع رأسه إلي السماء وكبّر....

(1)

- عبادته ( عليه السلام ) في السجن:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: جئت إلي باب الدار التي حبس فيها الرضا ( عليه السلام ) بسرخس وقد قيّد ( عليه السلام ) ، فاستأذنت عليه السجّان؟

فقال: لا سبيل لك إليه. قلت: ولم؟

قال: لأنّه ربما صلّي في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل (2)من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه ويناجي ربّه.

قال: فقلت له: فاطلب لي منه في هذه الأوقات إذناً عليه، فاستأذن لي فدخلت عليه وهو قاعد في مصلّاه متفكّراً.

ص:146


1- الكافي: 488/1 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 781.
2- فتل وجهه عنهم: صرفه. المعجم الوسيط: 673.

قال أبو الصلت: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ما شي ء يحكيه عنكم الناس؟

قال: وما هو؟ قلت: يقولون: إنّكم تدّعون أنّ الناس لكم عبيد.

فقال ( عليه السلام ) : اللّهمّ فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت شاهد بأنّي لم أقل ذلك قطّ، ولا سمعت أحداً من آبائي ( عليهم السلام ) : قاله قطّ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأُمّة، وأنّ هذه منها ثمّ أقبل عليّ فقال لي: ياعبد السلام! إذا كان الناس كلّهم عبيدنا علي ما حكوه عنّا، فممّن نبيعهم؟

قلت: ياابن رسول اللّه! صدقت، ثمّ قال: ياعبد السلام! أمنكر أنت لما أوجب اللّه تعالي لنا من الولاية، كما ينكره غيرك؟

قلت: معاذ اللّه! بل أنا مقرّ بولايتكم.

(1)

- عبادته ( عليه السلام ) وإتيانه بالفرائض والنوافل من المدينة إلي مرو:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبداللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: سمعت رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، ولاآخذ به علي طريق قمّ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار، حتّي أقدم به عليه.

فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه! ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه،

ص:147


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 183/2 ح 6. عنه البحار: 268/25 ح 10، و91/49 ح 5، قطعة منه، و170 ح 7، و309/79 ح 10، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 98/4 ح 4615، قطعة منه، وحلية الأبرار: 361/4 ح 1. الأنوار البهيّة: 212 س 14، قطعة منه. قطعة منه في (أنّه ( عليه السلام ) إنّه ( عليه السلام ) كان مسجوناً في سرخس).

ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه، وكان إذا أصبح صلّي الغداة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يسبّح اللّه ويحمده، ويكبّره ويهلّله، ويصلّي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي تطلع الشمس، ثمّ يسجد سجدة يبقي فيها حتّي يتعالي النهار.

ثمّ أقبل علي الناس يحدّثهم، ويعظهم إلي قرب الزوال، ثمّ جدّد وضوءه، وعاد إلي مصلّاه، فإذا زالت الشمس قام فصلّي ستّ ركعات، يقرأ في الركعة الأولي الحمد، وقل يا أيّها الكفرون، وفي الثانية الحمد، وقل هو اللّه أحد، ويقرأ في الأربع في كلّ ركعة الحمد للّه، وقل هو اللّه أحد، ويسلّم في كلّ ركعتين، ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة.

ثمّ يؤذّن ويصلّي ركعتين، ثمّ يقيم ويصلّي الظهر، فإذا سلّم سبّح اللّه وحمده، وكبّره وهلّله ما شاء اللّه.

ثمّ سجد سجدة الشكر، يقول فيها مائة مرّة: «شكراً للّه»، فإذا رفع رأسه قام فصلّي ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد، وقل هو اللّه أحد، ويسلّم في كلّ ركعتين، ويقنت في ثانية كلّ ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة.

ثمّ يؤذّن، ثمّ يصلّي ركعتين، ويقنت في الثانية، فإذا سلّم قام وصلّي العصر، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يسبّح اللّه ويحمده، ويكبّره ويهلّله ما شاء اللّه.

ثمّ سجد سجدة يقول فيها مائة مرّة: «حمداً للّه»، فإذا غابت الشمس توضّأ وصلّي المغرب ثلاثاً، بأذان وإقامة، وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يسبّح اللّه ويحمده، ويكبّره ويهلّله ما شاء اللّه

ثمّ يسجد سجدة الشكر، ثمّ يرفع رأسه، ولم يتكلّم حتّي يقوم ويصلّي أربع ركعات بتسليمتين، ويقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، وكان يقرأ في الأولي من هذه الأربع الحمد، وقل يا أيّها الكفرون، وفي الثانية الحمد، وقل هو اللّه أحد، ويقرأ في الركعتين الباقيتين الحمد، وقل هو اللّه.

ص:148

ثمّ يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء اللّه، ثمّ يفطر، ثمّ يلبث حتّي يمضي من الليل قريب من الثلث.

ثمّ يقوم فيصلّي العشاء الآخرة أربع ركعات، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه، يذكر اللّه عزّ وجلّ ويسبّحه ويحمده، ويكبّره ويهلّله ما شاء اللّه، ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر

ثمّ يأوي إلي فراشه، فإذا كان الثلث الأخير من الليل، قام من فراشه بالتسبيح، والتحميد والتكبير، والتهليل والاستغفار، فاستاك ثمّ توضّي، ثمّ قام إلي صلاة الليل، فيصلّي ثمان ركعات، ويسلّم في كلّ ركعتين، يقرأ في الأوليين منها في كلّ ركعة الحمد مرّة، وقل هو اللّه ثلاثين مرّة.

ثمّ يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب أربع ركعات، يسلّم في كلّ ركعتين، ويقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح، ويحتسب بها من صلاة الليل، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين الباقيتين، يقرأ في الأولي «الحمد»، وسورة الملك، وفي الثانية الحمد للّه، وهل أتي علي الإنسان.

ثمّ يقوم فيصلّي ركعتي الشفع، يقرأ في كلّ ركعة منهما الحمد للّه مرّة، وقل هو اللّه ثلاث مرّات، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم قام فصلّي ركعة الوتر يتوجّه فيها، ويقرأ فيها الحمد مرّة، وقل هو اللّه ثلاث مرّات، وقل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة، وقل أعوذ بربّ الناس مرّة واحدة، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة.

ويقول في قنوته: «اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، اللّهمّ! اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شرّ ما قضيت، فإنّك تقضي ولايقضي عليك، إنّه لايذلّ من واليت، ولايعزّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت»

ص:149

ثمّ يقول: «أستغفر اللّه وأسأله التوبة» سبعين مرّة، فإذا سلّم جلس في التعقيب ماشاء اللّه، فإذا قرب من الفجر قام فصلّي ركعتي الفجر، يقرأ في الأولي الحمد، وقل يا أيّها الكافرون، وفي الثانية الحمد، وقل هو اللّه، فإذا طلع الفجر، أذّن وأقام، وصلّي الغداة ركعتين، فإذا سلّم جلس في التعقيب حتّي تطلع الشمس، ثمّ يسجد سجدة الشكر حتّي يتعالي النهار

وكان قراءته في جميع المفروضات في الأولي الحمد، وإنّا أنزلناه، وفي الثانية الحمد، وقل هو اللّه، إلّا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنّه كان يقرأ فيهاب' الحمد، وسورة الجمعة، والمنافقين.

وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولي الحمد، وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد، وسبّح اسم ربّك الأعلي، وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الإثنين، ويوم الخميس في الأولي الحمد، وهل أتي علي الإنسان، وفي الثانية الحمد، وهل أتاك حديث الغاشية وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء، وصلاة الليل، والشفع والوتر والغداة، ويخفي القراءة في الظهر والعصر.

وكان يسبّح في الأُخراوين يقول: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر» ثلاث مرّات

وكان قنوته ( عليه السلام ) في جميع صلاته: «ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأجلّ الأكرم»

وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيّام صائماً لايفطر، فإذا جنّ الليل بدأ بالصلاة قبل الإفطار، وكان في الطريق يصلّي فرائضه ركعتين ركعتين، إلّا المغرب، فإنّه كان يصلّيها ثلاثاً، ولايدع نافلتها، ولايدع صلاة الليل، والشفع، والوتر، وركعتي الفجر، في سفر ولاحضر، وكان لايصلّي من نوافل النهار في السفر شيئاً

وكان يقول بعد كلّ صلاة يقصّرها: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه،

ص:150

واللّه أكبر»، ثلاثين مرّة، ويقول: هذا تمام الصلاة، وما رأيته صلّي الضحي في سفر ولاحضر، وكان لايصوم في السفر شيئاً

وكان ( عليه السلام ) يبدأ في دعائه بالصلاة علي محمّد وآله، ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار بكي، وسأل اللّه الجنّة، وتعوّذ به من النار.

وكان ( عليه السلام ) يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار.

وكان إذا قرأ قل هو اللّه قال سرّاً: «اللّه أحد»، فإذا فرغ منها قال: «كذلك اللّه ربّنا»، ثلاثاً.

وكان إذا قرأ سورة الجحد قال في نفسه سرّاً: «يا أيّها الكافرون»، فإذا فرغ منها قال: «ربّي اللّه، وديني الإسلام»، ثلاثاً.

وكان إذا قرأ والتين والزيتون، قال عند الفراغ منها: «بلي، وأنا علي ذلك من الشاهدين».

وكان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة، قال عند الفراغ: «سبحانك اللّهمّ»،

وكان يقرأ في سورة الجمعة ( قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَرَةِ للذين اتقوا وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّزِقِينَ )

وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: «الحمد للّه ربّ العالمين»، وإذا قرأ سبّح اسم ربّك الأعلي، قال سرّاً: «سبحان ربّي الأعلي»، وإذا قرأ يا أيّها الذين ءامنوا قال: «لبّيك، اللّهمّ لبّيك»، سرّاًز.

وكان ( عليه السلام ) لاينزل بلداً إلّا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم ويحدّثهم الكثير عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فلمّا وردت به علي المأمون، سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره، وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحّاك! هذا خير أهل الأرض

ص:151

وأعلمهم وأعبدهم، فلاتخبر أحداً بما شاهدته منه لئلّا يظهر فضله إلّا علي لساني، وباللّه أستعين ما أقوي (1)من الرفع منه والإساءة به.

(2)

- صومه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن

ص:152


1- في حلية الأبرار: أنوي.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. قِطَعٌ منه في البحار: 91/49 ح 7، و193/73 ح 5، و155/80 ح 3، و32/82 ح 23، و79 ح 15، و88 ح 7، و208 ح 25، و100/83 س 13، و219 ح 37، و52/84 ح 3، و85 ح 4، و89 ح 8، و231 ح 44، و310 ح 4، و59/86 ح 28، و50/89 ح 14، و210 ح 3، و217 ح 2، و314/93 ح 12، و322 ح 4. ووسائل الشيعة: 55/4 ح 4496، و83 ح 4572، و101 ح 4624، و73/6 ح 7380، و76 ح 7390، و85 ح 7410، و110 ح 7474، و119 ح 7501، و121 ح 7507، و156 ح 7609، و216 ح 7772، و460 ح 8444، و9/7 ح 8571، و96 ح 8839، و156 ح 8994، و523/8 ح 11342، و539 ح 11386، ومستدرك الوسائل: 266/4 ح 4662، و408 ح 5031، وحلية الأبرار: 364/4 ح 4، ونور الثقلين: 10/1 ح 37، و25 ح 114، و331/5 ح 60، و467 ح 35، و554 ح 11، و608 ح 17، و686 ح 10، و700 ح 6. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 681 س 13. من لايحضره الفقيه: 202/1 ح 923، قطعة منه. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 79/6 ح 7397، و118 س 2. مشكاة الأنوار: 57 س 5، قطعة منه. قطعة منه في (مسيره من المدينة إلي خراسان) و(حكم الصوم في السفر) و(صلاته ( عليه السلام ) في السفر) و(كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة الليل) و(كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) و(معاشرته ( عليه السلام ) مع الناس) و(الآيات والسور التي قرأها في الصلاة) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته ( عليه السلام ) ) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(قنوته ( عليه السلام ) في الصلاة وما يقول فيها) و(جهره ( عليه السلام ) ببسم اللّه وبالقراءة في الصلاة)، و(حكم الجهر والإخفاة في الصلاة).

الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قطّ...وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر....

(1)

- حجّه ( عليه السلام ) :

1 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس، قال: دفع سيّدنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي مولي له حماراً بالمدينة وقال: تبيعه بعشرة دنانير، ولاتنقصها شيئاً، فعرضه المولي، فأتاه رجل من أهل خراسان من الحاجّ فقال له: معي ثمانية دنانير، ما أملك غيرها، (فبعني هذا الحمار، فقال: إنّي أمرت أن لاأنقصه من العشرة دنانير شيئاً) فقال له: ارجع لمولاك إن شئت، لعلّه يأذن لك في بيعه بهذه الثمانية الدنانير، فرجع المولي إليه، فأخبره بخبر الخراسانيّ فقال له: قل له إن قبلت منّا الدينارين صلة، أخذنا منك الثمانية.

فقلت له، فقال: قد قبلت، فسلّمت إليه، وحجّ أبو الحسن معه....

(2)

- لبسه ( عليه السلام ) الخاتم وهو محُرم:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنا موسي بن عمر، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) - وهو مُحرِم - خاتماً.

(3)

ص:153


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 693.
2- الهداية الكبري: 289 س 23. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 407.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 17/2 ح 41. عنه البحار: 168/96 ح 9، ووسائل الشيعة: 491/12 ح 16869. قطعة منه في (حكم لبس الخاتم للمحرم).
- صلاة طوافه ( عليه السلام ) عند المقام:

1 - الإربليّ : من دلائل الحميريّ، عن أُميّة بن عليّ، قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) بمكّة في السنة التي حجّ فيها، ثمّ صار إلي خراسان ومعه أبوجعفر ( عليه السلام ) ، وأبوالحسن يودّع البيت، فلمّا قضي طوافه عدل إلي المقام، فصلّي عنده.

فصار أبو جعفر ( عليه السلام ) علي عنق موفّق يطوف به، فصار أبو جعفر إلي الحجر، فجلس فيه فأطال، فقال له موفّق: قم جعلت فداك!

فقال: ما أُريد أن أبرح من مكاني هذا إلّا أن يشاء اللّه.

واستبان في وجهه الغمُّ. فأتي موفّق أباالحسن ( عليه السلام ) ، فقال له: جعلت فداك! قدجلس أبو جعفر ( عليه السلام ) في الحجر، وهو يأبي أن يقوم.

فقام أبوالحسن ( عليه السلام ) فأتي أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فقال: قم، يا حبيبي!

فقال: ما أُريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلي يا حبيبي!

ثمّ قال: كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعاً لا ترجع إليه؟!

فقال له: قم، يا حبيبي! فقام معه.

(1)

ص:154


1- كشف الغمّة: 362/2، س 17. عنه البحار: 120/49، ح 6، و63/50، ح 40، بتفاوت يسير، وإثبات الهداة: 341/3، ح 35، بتفاوت يسير، والأنوار البهيّة: 223، س 7. إثبات الوصيّة: 210، س 6. قطعة منه في (مخاطبته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ).
- خروجه ( عليه السلام ) للحجّ والعمرة:

1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر(1) ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، كيف نصنع بالحجّ؟

فقال ( عليه السلام ) : أمّا نحن فنخرج في وقت ضيّق تذهب فيه الأيّام فأفرد له الحجّ.

قلت له: جعلت فداك، أرأيت إن أراد المتعة كيف يصنع؟

قال ( عليه السلام ) : ينوي العمرة، ويحرم بالحجّ.

(2)

- عمرته وحجّه ( عليه السلام ) في عام واحد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : كيف صنعت في عامك؟

فقال ( عليه السلام ) : اعتمرت في رجب ودخلت متمتّعاً، وكذلك أفعل إذا اعتمرت.

(3)

ص:155


1- لقد أورد الشيخ الحرّ في الوسائل والعلاّمة المجلسيّ في أحد نقليه في البحار، السند هكذا: «أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر»، ولكنّ الأمر خلافه، لأنّ ما أوردهما سندٌ لحديث آخر في قرب الإسناد: 374، ح 1330، لا الحديث الذي قمنا بإيراده هنا، والصحيح ما أثبتناه، فالأمر اشتبه عليهما أوسهو من قلمهما الشريف.
2- قرب الإسناد: 382 ح 1344. عنه وسائل الشيعة: 300/11 ح 14860، و353/12 ح 16493، والبحار: 95/96 ح 4. قطعة منه في (حكم عدول المتمتّع إلي الإفراد في ضيق الوقت).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 16/2 ح 36. عنه البحار: 96/96 ح 6، ووسائل الشيعة: 249/11 ح 14712. قطعة منه في (حكم حجّ التمتّع علي من اعتمر في رجب).
- إمساكه ( عليه السلام ) عن الطيب وهو مُحرم:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) كشف بين يديه (1)

طيب لينظر إليه وهو مُحرم، فأمسك علي أنفه بثوبه من ريحه.

(2)

- رميه ( عليه السلام ) الجمار راكباً:

1 - الشيخ الطوسيّ : سعد بن عبداللّه، عن أبي جعفر، عن عبدالرحمن بن أبي نجران: أنّه رأي أباالحسن الثاني ( عليه السلام ) يرمي (3)الجمار وهو راكب، حتّي رماها كلّها.

(4)

- إرساله ( عليه السلام ) الثياب والدنانير مع طين قبر الحسين ( عليه السلام ) إلي بعض أصحابه ليحجّوا عنه:

1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي

ص:156


1- تقدّمت ترجمته في (كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة الطواف في النعلين).
2- الكافي: 354/4 ح 6. عنه وسائل الشيعة: 442/12 ح 16724. قطعة منه في (حكم الطيب للمحرم).
3- في الوسائل: رمي.
4- الإستبصار: 298/2 ح 1064. تهذيب الأحكام: 267/5 ح 910. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 62/14 ح 18589. قطعة منه في (حكم رمي الجمار راكباً).

اليقطينيّ (1)، قال: بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم (2)ثياب، وغلماناً ودنانير (3)، وحجّة لي وحجّة لأخي موسي بن عبيد، وحجّة ليونس بن عبد الرحمن، وأمرنا أن نحجّ عنه، وكانت بيننا مائة دينار، أثلاثاً فيما بيننا، فلمّا أن (4)

أردت أن أعبي الثياب، رأيت في أضعاف الثياب طيناً، فقلت للرسول: ما هذا؟

فقال: ليس يوجّه بمتاع إلّا جعل فيه طيناً من قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال الرسول: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : هو أمان بإذن اللّه، وأمر (5) بالمال بأُمور في

صلة أهل بيته، وقوم محاويج (6)، وأمر بدفع ثلاثمائة دينار إلي رُحَيْم امرأة كانت له، وأمرني أن أطلّقها عنه، وأمتّعها بهذا المال، وأمرني أن أشهد علي طلاقها صفوان بن يحيي، وآخر نسي محمّد بن عيسي اسمه.

(7)

ص:157


1- تقدّمت ترجمته في (لباسه).
2- الرِزمة: ما شُدّ في ثوب واحد. القاموس المحيط: 168/4.
3- ليس في التهذيب: «دنانير».
4- في التهذيب: «أنا».
5- في التهذيب: أمرنا.
6- في التهذيب: أضاف «لا يؤبه لهم».
7- الإستبصار: 279/3 ح 992. تهذيب الأحكام: 40/8 ح 121. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 208/11 ح 14637، قطعة منه، و523/14 ح 19741، قطعة منه، و90/22 ح 28101. كامل الزيارات: 465 ح 707، مختصراً وفيه: أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) . عنه البحار: 124/98 ح 23، ومستدرك الوسائل: 218/8 ح 9295. المزار الكبير: 362 ح 6، كسابقه. مكارم الأخلاق: 244 س 14، مختصراً وفيه: أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) . عنه البحار: 252/73 ضمن ح 47. المزار للشيخ المفيد ضمن المصنّفات: 144/5 ح 6، بتفاوت. فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) : 90 س 7، للعلويّ الشجريّ، باختصار. قطعة منه في (الاستشفاء والتبرّك بتربة الحسين ( عليه السلام ) ) و(حكم نيابة الحجّ عن الحيّ) و(صلته مع اهل بيته) و(أزواجه ( عليه السلام ) )، و(انفاقه ( عليه السلام ) لقوم محاويج) و (أمره بطلاق زوجته) و(ضرورة شهادة الشهود عند الطلاق).
- دعاؤه ( عليه السلام ) عند خروجه من منزله:

1 - البرقيّ : عن أحمد بن محمّد، عن أبان الأحمر، عن الحلبيّ، عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) قال: كان أبو جعفر ( عليه السلام ) إذا خرج من بيته يقول: «بسم اللّه خرجت، وبسم اللّه ولجت، و علي اللّه توكّلت، ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم».

قال محمّد بن سنان: فكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول ذلك إذا خرج من منزله.

(1)

- إلحاحه ( عليه السلام ) في الدعاء لسكون الرياح:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، ومحمّد بن يحيي العطّار جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحجّال، عن سليمان الجعفريّ قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : جاءت ريح وأنا ساجد، وجعل كلّ إنسان يطلب موضعاً، وأنا ساجد ملحّ في الدعاء علي ربّي عزّ وجلّ، حتّي سكنت.

(2)

ص:158


1- المحاسن: 351 ح 36. عنه وسائل الشيعة: 386/11 ح 15076، و15077، والبحار: 171/73 ح 19. قطعة منه في (استحباب القرائة بالمأثور عند خروج المسافر من منزله).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 7/2 ح 17. عنه البحار: 162/82 ضمن ح 3، و165/88 ح 20، ووسائل الشيعة: 506/7 ح 9980.
- دعاؤه ( عليه السلام ) في يوم الجمعة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثني أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني ياسر قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع، وقد أصابه العرق والغبار، رفع يديه وقال: «اللّهمّ إن كان فرجي ممّا أنا فيه بالموت، فعجّله إليّ الساعة»، (1) ولم يزل مغموماً مكروباً، إلي أن قبض ( عليه السلام ) .

(2)

- دعاؤه ( عليه السلام ) عند بيعة الناس له بعد أن هدّده المأمون بالقتل:

1 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...فأخذ البيعة في ملكه لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بعهد المسلمين من غير رضاه، وذلك بعد أن هدّده بالقتل، وألحّ عليه مرّة بعد أُخري، في كلّها يأبي عليه، حتّي أشرف من تأبيه علي الهلاك فقال ( عليه السلام ) :

«اللّهمّ إنّك نهيتني عن الإلقاء بيدي إلي التهلكة، وقد أكرهت واضطررت كما أشرفت من قبل عبد اللّه المأمون علي القتل، متي لم أقبل ولاية عهده، وقد أكرهت واضطررت كما اضطرّ يوسف ودانيال عليه السلام، إذ قبل كلّ واحد منهما الولاية من طاغية زمانه.

ص:159


1- في البحار: فعجّل لي الساعة.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 15/2 ضمن ح 34. عنه البحار: 140/49 ح 13، و177/79 ح 17، ووسائل الشيعة: 449/2 ح 2618، والأنوار البهيّة: 232 س 16. قطعة منه في (كان ( عليه السلام ) يتمنّي الموت لنفسه) و(رفع اليدين حين الدعاء).

اللّهمّ! لا عهد إلّا عهدك، ولا ولاية لي إلّا من قبلك، فوفّقني لإقامة دينك، وإحياء سنّة نبيّك محمّد6، فإنّك أنت المولي وأنت النصير، ونعم المولي أنت ونعم النصير»....

(1)

- دعاؤه حين الطواف:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثني أبو سعيد الآدميّ، عن أحمد بن موسي بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كنت معه في الطواف، فلمّا صرنا معه بحذاء الركن اليمانيّ أقام ( عليه السلام ) ، فرفع يديه ثمّ قال: «يا اللّه، يا وليّ العافية، ويا خالق العافية، ويا رازق العافية، والمنعم بالعافية، والمنّان بالعافية، والمتفضّل بالعافية عليّ وعلي جميع خلقك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارزقنا العافية، ودوام العافية، وتمام العافية، وشكر العافية في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين».

(2)

ص:160


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 3.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 16/2 ح 37. عنه البحار: 195/96 ح 4، ووسائل الشيعة: 335/13 ح 17882، ونور الثقلين: 14/1 ح 55، قطعة منه، وحلية الأبرار: 483/4 ح 3. تهذيب الأحكام: 95/3 ح 257، وفيه: عليّ بن حاتم، عن محمّد بن أبي عبداللّه، عن سعدبن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد ... . إقبال الأعمال: 465 س 13. قطعة منه في (دعاء الطواف)، و(رفع اليدين حين الدعاء).
- دعاؤه ( عليه السلام ) لطلب الهداية:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسي، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعنده أُبيّ بن كعب(1) فقال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مرحباً بك يا أبا عبد اللّه! يازين

السموات والأرضين...وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه [أي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ] نطفة مباركة زكيّة رضيّة مرضيّة، وسمّاها عنده عليّاً...وله دعاء يدعو به:

«اللّهمّ أعطني الهدي، وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمناً، أمن من لاخوف عليه، ولاحزن ولاجزع، إنّك أهل التقوي، وأهل المغفرة»....

(2)

- دعاؤه ( عليه السلام ) للفرس:

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : وكان عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بين يديه فرس صعب، وهناك راضة لايجسر أحد منهم أن يركبه...وكان هناك صبيّ ابن سبع سنين، فقال: يا ابن رسول اللّه! أتأذن لي أن أركبه وأسيّره وأذلّله؟

قال: أنت؟ قال: نعم...قال ( عليه السلام ) : اركبه، فركبه.

فقال: سيّره، فسيّره وما زال يسيّره ويعدّيه حتّي أتعبه وكدّه، فنادي الفرس: يا ابن رسول اللّه! قد آلمني منذ اليوم فاعفني منه وإلّا فصبّرني تحته.

[ف'] قال الصبيّ: سل ما هو خير لك أن يصبّرك تحت مؤمن.

ص:161


1- في المصدر: بن أُبي كعب، ولكنّه غير صحيح.
2- عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) : 59/1، ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 322.

قال الرضا ( عليه السلام ) : صدق، [فقال ]: «الّلهمّ صبّره». فَلان الفرس وسار....

(1)

- توسّله برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لكفّ المطر:

1 - السيّد ابن طاووس : روينا بإسنادنا إلي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، في كتاب دلائل الرضا ( عليه السلام ) ، بإسناد الحميريّ إلي سليمان الجعفريّ، إلي أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه قال: كنت معه وهو يريد بعض أمواله...وأقبلت السماء، فألقوا القباء عليّ وعليه...فسمعته يقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه! فكفّ المطر.

(2)

- توسّله بالنبيّ ووصيّه وابنته ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته ....

(3)

ص:162


1- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ : 323 رقم 170. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 374.
2- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 128 س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 417.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 795.
- وداعه لبيت اللّه الحرام:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود(1)، قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) ودّع البيت،

فلمّا أراد أن يخرج من باب المسجد خرّ ساجداً، ثمّ قام فاستقبل الكعبة فقال: «اللّهمّ إنّي أنقلب علي أن لا إله إلّا أنت».

(2)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن كيسان، عن موسي بن سلام قال: اعتمر أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا ودّع البيت وصار إلي باب الحنّاطين ليخرج منه، وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة، ثمّ رفع يديه فدعا، ثمّ التفت إلينا فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلاة فيه أفضل من الصلاة في غيره ستّين سنة أو شهراً، فلمّا صار عند الباب قال: «اللّهمّ! إنّي خرجت علي أن لا إله إلّا أنت».

(3)

ص:163


1- قال النجاشيّ: إبراهيم بن أبي محمود الخراسانيّ، ثقة، روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، رجال النجاشيّ: 25 رقم 43.
2- الكافي: 531/4 ح 2. عنه حلية الأبرار: 485/4 ح 6. تهذيب الأحكام: 281/5 ح 958. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 18/2 ح 43. عنه البحار: 370/96 ح 2. وعنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 288/14 ح 19219. قطعة منه في (الدعاء عند وداع البيت).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 17/2 ح 42. عنه البحار: 370/96 ح 1، ووسائل الشيعة: 271/5 ح 6521، وحلية الأبرار: 484/4 ح 5. قطعة منه في (الدعاء عند وداع البيت) و(فضل الصلاة في بيت اللّه).
- كيفيّة وداعه ( عليه السلام ) مع قبر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال (1)قال:

رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) وهو يريد أن يودّع للخروج إلي العمرة، فأتي القبر عن موضع رأس النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعد المغرب، فسلّم علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولزق بالقبر، ثمّ انصرف حتّي أتي القبر، فقام إلي جانبه يصلّي، فألزق منكبه الأيسر بالقبر، قريباً من الأُسطوانة التي دون الأُسطوانة المخلّقة عند رأس النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وصلّي ستّ ركعات، أو ثمان ركعات في نعليه.

قال: وكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلمّا فرغ سجد سجدة أطال فيها حتّي بلّ عرقه الحصي.

قال: وذكر بعض أصحابه أنّه ألصق خدّه بأرض المسجد.

(2)

- زيارته لفاطمة ( عليها السلام ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : في البقيع:

1 - ابن حمزة الطوسيّ : عن عليّ بن أسباط، قال: ذهبت إلي الرضا ( عليه السلام ) في يوم عرفة فقال لي: اسرج لي حماري، فأسرجت له حماره، ثمّ خرج

ص:164


1- عدّه الشيخ والبرقيّ في رجاليهما من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسي: 371، رقم 2، رجال البرقيّ: 54.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 17/2 ح 40. عنه وسائل الشيعة: 425/4 ح 5603، قطعة منه، و161/5 ح 6223، و9/7 ح 8568، قطعة منه، وحلية الأبرار: 483/4 ح 4، والبحار: 314/80 ح 5، بحذف الذيل. كامل الزيارات: 69 ح 57. عنه البحار: 157/97 ح 35. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 359/14 ح 19385. قطعة منه في (صلاته في مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(كيفيّة وداع مسجد النبيّ).

من المدينة إلي البقيع يزور فاطمة ( عليها السلام ) ، فزار وزرت معه فقلت: سيّدي! علي [مَن ](1) أُسلّم؟

فقال ( عليه السلام ) لي: سلّم علي فاطمة الزهراء البتول ( عليها السلام ) ، وعلي الحسن والحسين، وعلي عليّ بن الحسين، وعلي محمّد بن عليّ، وعلي جعفر بن محمّد، وعلي موسي بن جعفر عليهم أفضل الصلاة وأكمل التحيّات، فسلّمت علي ساداتي ورجعت.

فلمّا كان في بعض الطريق قلت: يا سيّدي! إنّي معدم وليس عندي ما أنفقه في عيدي هذا.

فحكّ الأرض بسوطه، ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار، فقال لي: خذها، فأخذتها فأنفقتها في أُموري.

(2)

- حرزه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد، قال: أمرني أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) فعملت له دهناً فيه مسك وعنبر، فأمرني أن أكتب في قرطاس «آية الكرسيّ» و«أُمّ الكتاب» و«المعوّذتين» وقوارع(3) من القرآن، وأجعله بين الغلاف والقارورة ففعلت، ثمّ أتيته به فتغلّف به وأنا أنظر إليه.

(4)

ص:165


1- أثبتناه من مدينة المعاجز، ولكن في المصدر: «كَم»، بدل «من».
2- الثاقب في المناقب: 473 ح 396. عنه مدينة المعاجز: 230/7 ح 2283. قطعة منه في (مركبه) و(إخراجه ( عليه السلام ) سبيكة الذهب من الأرض).
3- قال الفيض في ذيل الحديث: قوارع القرآن الآيات التي من قرأها أمن من الشياطين والإنس والجنّ، فإنّها تقرع الشيطان أي تدهاه وتهلكه.
4- الكافي: 516/6 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 151/2 ح 1778، والبحار: 103/49 ح 26، وحلية الأبرار: 469/4 ح 1، والوافي: 707/6 ح 5333. قطعة منه في (السور والآيات التي أمر ( عليه السلام ) بكتابتها في حرزه).
- تعويذه ( عليه السلام ) عند النظر إلي الكواكب:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : وكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا نظر إلي هذه الكواكب التي يقال لها: السُهي في بنات النعش، قال: «اللّهمّ ربّ هوذ بن أُسيّة آمنّي شرّ كلّ عقرب وحيّة».

قال: وكان يقول: من تعوَّذ بها ثلاث مرّات حين ينظر إليها بالليل، لم يصبه عقرب ولاحيّة.

(1)

- العوذة المعلّقة عليه:

1 - السيّد ابن طاووس : عوذة وجدت في ثبابه ( عليه السلام ) قال: لمّا مات أبوالحسن الرضا عليّ بن موسي (صلوات اللّه عليه) وجد عليه تعويذ معلّق، وفي آخره عوذة ذكر أنّ آبائه ( عليهم السلام ) : كانوا يقولون: إنّ جدّهم عليّاً (صلوات اللّه عليه) كان يتعوّذ بها من الأعداء، وكانت معلّقة في قراب سيفه، وفي آخرها أسماء اللّه عزّ وجلّ، وأنّه ( عليه السلام ) شرط علي ولده وأهله أن لا يدعوا بها علي أحد، فإنّ ما دعا به لم يحجب دعائه عن اللّه جلّ اسمه وتقدّست أسماءه، وهو:

«اللّهمّ بك أستفتح وبك أستنجح، وبمحمّد صلّي اللّه عليه وآله أتوجّه، اللّهمّ سهّل لي حزونته ....

(2)

ص:166


1- مكارم الأخلاق: 278 س 19. عنه البحار: 145/92 ضمن ح 15. يأتي الحديث أيضاً في (تعليمه التعويذ عند النظر إلي الكواكب).
2- مهج الدعوات: 297 س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 3378.
- يمينه ( عليه السلام ) في عتق غلمانه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: حلفت بالعتق ألّا أحلف بالعتق، إلّا أعتقت رقبة، وأعتقت بعدها جميع ما أملك، إن كان أري (1)أنّه خير من هذا (وأومي إلي عبد أسود من غلمانه) بقرابتي من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلّا أن يكون لي عمل صالح، فأكون أفضل به منه.

(2)

(ه') - معاشرته ( عليه السلام ) مع الأُسرة

اشاره:

وفيه سبعة وعشرون موضوعاً

- صلته مع أهل بيته:

1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال: بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...وأمر بالمال بأُمور في صلة أهل بيته،

ص:167


1- في المصدر: يري، وفي الوسائل: «إن كان أري أنّي خير». وفي الدرّ المنثور: إ ن كنت أري أنّي خير. وفي البحار: بيان: «إن كان يري» أي إن كنت أري.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 237/2 ح 11. عنه البحار: 95/49 ح 9، ووسائل الشيعة: 232/23 ح 29457، وحلية الأبرار: 476/4 ح 6، والدر المنثور: 54/1 س 2. قطعة منه في (حكم اليمين بالعتاق).

وقوم محاويج....

(1)

- أداء دَين أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - المسعوديّ : روي عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن أخيه الحسن بن عمر، قال: بعث إليّ موسي ( عليه السلام ) ، فاستقرض منّي ستّمائة دينار.

فلمّا مضي ( عليه السلام ) بعث إليّ الرضا ( عليه السلام ) : أنّ المال الذي كان لك علي أبي ( عليه السلام ) ، فهو لك عليّ.

(2)

- نومه علي باب حجرة أبيه ( عليهماالسلام ) ، مراعياً لوصيّته:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...مسافر، قال: أمر أب وإبراهيم ( عليه السلام ) - حين أخرج به - أبا الحسن ( عليه السلام ) أن ينام علي بابه في كلّ ليلة أبداً ما كان حيّاً إلي أن يأتيه خبره.

قال: فكنّا في كلّ ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثمّ يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلي منزله.

قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين....

(3)

- تولّيه أمر أبيه ( عليهماالسلام ) بعد وفاته:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا

ص:168


1- الإستبصار: 279/3 ح 992. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 676.
2- إثبات الوصيّة: 203، س 23.
3- الكافي: 381/1 ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 444.

وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ...قال له عليّ: إنّا رُوينا عن آبائك: إنّ الإمام لايلي أمره إلّا إمام مثله.

فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : فأخبرني عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، كان إماماً أو كان غير إمام؟ قال: كان إماماً.

قال ( عليه السلام ) : فمن ولّي أمره؟ قال: عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) .

قال ( عليه السلام ) : وأين كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ؟

قال: كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد اللّه بن زياد.

قال: خرج وهم لايعلمون حتّي ولّي أمر أبيه ثمّ انصرف فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ الذي أمكن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) أن يأتي كربلا، فيلي أمر أبيه، فهو يمكّن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد، فيلي أمر أبيه ثمّ ينصرف، وليس فيّ حبس ولافيّ إسار....

(1)

- مناغاته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - حسين بن عبد الوهّاب :...كلثم بن عمران قال:... فلمّا ولد أبوجعفر ( عليه السلام ) قال الرضا ( عليه السلام ) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، فالق البحار، وشبيه عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ، قدّست أُمّ ولدته.

فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة...كان طول ليلته يناغيه في مهده.

(2)

ص:169


1- رجال الكشّيّ: 463 رقم 883. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1068.
2- عيون المعجزات: 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1083.

2 - المسعوديّ :...كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت تحبّ الصبيان، فادع اللّه أن يرزقك ولداً....

فلمّا ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) كان طول ليلته يناغيه في مهده، فلمّا طال ذلك عليّ عدّة ليال.

قلت له: جعلت فداك، قد ولد للناس أولاد قبل هذا، فكلّ هذا تعوّذه؟

فقال: ويحك! ليس هذا عوذة، إنّما أغرّه بالعلم غرّاً....

(1)

- مودّته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - العيّاشيّ : عن محمّد بن عيسي بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتاباً ينسخ، فسألت عنه؟ فقالوا: كتاب الرضا إلي ابنه ( عليهماالسلام ) من خراسان، فسألتهم أن يدفعوه إليّ، فدفعوه إليّ، فإذا فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم أبقاك اللّه طويلاً، و أعاذك من عدوّك يا ولدي! فداك أبوك!...وقد أوسع اللّه عليك كثيراً، يا بنيّ! فداك أبوك! لايستر في الأُمور بحسبها فتحظّي حظّك، والسلام.

(2)

- ملاطفته في التكلّم مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - الإربليّ :...أُميّة بن عليّ، قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) بمكّة في السنة التي حجّ فيها، ثمّ صار إلي خراسان ومعه أبوجعفر ( عليه السلام ) ...فصار أبو جعفر إلي

ص:170


1- إثبات الوصيّة: 217 س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1105.
2- تفسير العيّاشيّ: 131/1، ح 436. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2393.

الحجر، فجلس فيه فأطال...فأتي موفّق أباالحسن ( عليه السلام ) ، فقال له: جعلت فداك! قدجلس أبو جعفر ( عليه السلام ) في الحجر، وهو يأبي أن يقوم.

فقام أبوالحسن ( عليه السلام ) فأتي أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فقال: قم، يا حبيبي!

فقال: ما أُريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلي، يا حبيبي!

ثمّ قال: كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعاً لا ترجع إليه؟!

فقال له: قم، يا حبيبي! فقام معه.

(1)

- إطعامه الفواكه لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يحيي الصنعانيّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو بمكّة، وهو يقشّر موزاً ويطعمه أب اجعفر ( عليه السلام ) ....

(2)

- مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في معاشرته مع الأقارب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن [الرضا] إلي أبي جعفر ( عليهماالسلام ) : ياأبا جعفر! بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فإنّما ذلك من بخل منهم، لئلاّينال منك أحد خيراً.

وأسألك بحقّي عليك، لايكن مدخلك و مخرجك إلّا من الباب الكبير. فإذا ركبت، فليكن معك ذهب و فضّة، ثمّ لايسألك أحد شيئاً إلّا أعطيته. ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلاتعطه أقلّ من خمسين ديناراً والكثير إليك.

ومن سألك من عمّاتك فلاتعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك.

ص:171


1- كشف الغمّة: 362/2، س 17. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 671.
2- الكافي: 360/6، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1078.

ومن سألک من عمّاتک تعطها أقل من خمسة و عشرین دیناراً و الکثیر إلیک.

إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك اللّه، فأنفق و لاتخش من ذي العرش إقتاراً.

(1)

- مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في الأكل والشرب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه قال: كتب أبو الحسن ( عليه السلام ) من خراسان إلي المدينة: لاتسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر، فإنّه رديّ للرجال....

(2)

- ملاطفته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) حين شهادته:

1 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أَجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتّبعه حتّي دخل المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب...فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبّات ثمّ رمي به وقام، فقال المأمون: إلي أين؟

فقال: إلي حيث وجّهتني.

فخرج ( عليه السلام ) مغطّي الرأس، فلم أُكلّمه حتّي دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب

ص:172


1- الكافي: 43/4، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2395.
2- الكافي: 307/6، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2396.

فغلق، ثمّ نام ( عليه السلام ) علي فراشه، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً.

فبينما أنا كذلك، إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا ( عليه السلام ) ...فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وضمّه إلي صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلي فراشه وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يقبّله ويسارّه بشي ء لم أفهمه....

(1)

- دعاؤه لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - العيّاشيّ : عن محمّد بن عيسي بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتاباً ينسخ، فسألت عنه؟ فقالوا: كتاب الرضا إلي ابنه ( عليهماالسلام ) من خراسان. فسألتهم أن يدفعوه إليّ، فدفعوه إليّ، فإذا فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم أبقاك اللّه طويلاً، و أعاذك من عدوّك يا ولدي! فداك أبوك!....

(2)

- دفاعه عن ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بعد الافتراء عليه:

1 - أبو جعفر الطبريّ :...عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: كان أبو جعفر شديد الأُدمة ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمسة وعشرون شهراً-: إنّه ليس هو من ولد الرضا ( عليه السلام ) .

ص:173


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 455.
2- تفسير العيّاشيّ: 131/1، ح 436. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2393.

وقالوا لعنهم اللّه: إنّه من شُنَيف الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ وإنّهم أخذوه والرضا عندالمأمون، فحملوه إلي القافة، وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجدالحرام فعرضوه عليهم...

قال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وما صنع بابنه محمّد.

فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلي بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ماقد رميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟!...قال الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : الحمد للّه الذي جعل فيّ وفي ابني محمّد، أُسوة برسول اللّه وابنه إبراهيم....

(1)

- وصيّته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بالصلة لقرابته:

1 - العيّاشيّ : عن محمّد بن عيسي بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتاباً ينسخ، فسألت عنه؟ فقالوا: كتاب الرضا إلي ابنه ( عليهماالسلام ) من خراسان. فسألتهم أن يدفعوه إليّ، فدفعوه إليّ، فإذا فيه:...قد فسّرت لك مالي، و أنا حيّ سويّ رجاء أن يمنّك [اللّه ] بالصلة لقرابتك، ولموالي موسي وجعفر رضي اللّه عنهما.

فأمّا سعيدة، فإنّها امرأة قويّ الحزم في النحل و الصواب، في رقّة الفطر، وليس ذلك كذلك.

قال اللّه: ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَعِفَهُ و لَهُ و أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

وقال: ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ي وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ و فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَل-هُ اللَّهُ ) .

ص:174


1- دلائل الإمامة: 384، ح 342. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 935.

وقد أوسع اللّه عليك كثيراً، يا بنيّ! فداك أبوك! لايستر في الأُمور بحسبها فتحظّي حظّك، والسلام.

(1)

- اهتمامه بطعام ابنه ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يحيي الصنعانيّ قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو بمكّة، وهو يقشّر موزاً، ويطعمه أبإه ه ن ش جعفر ( عليه السلام ) ....

(2)

- دفاعه ( عليه السلام ) عن إيمان أبي طالب:

1 - الكراجكي : قال: حدّثني أبان بن محمّد قال: كتبت إلي الإمام الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : جعلت فداك، قد شككت في إيمان أبي طالب.

قال: فكتب ( عليه السلام ) :...إنّك إن لم تقرّ بإيمان أبي طالب، كان مصيرك إلي النار.

(3)

- أمره ( عليه السلام ) أهل داره بالصلاة:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثتني جدّتي أُمّ أبي واسمها عذر، قالت: اشتريت مع عدّة جوار من الكوفة، وكنت من مولّداتها قالت: فحملنا إلي المأمون، فكنّا في داره في جنّة من الأكل والشرب، والطيب وكثرة

ص:175


1- تفسير العيّاشيّ: 131/1، ح 436. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2393.
2- الكافي: 360/6 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 113.
3- كنز الفوائد: 80 س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2398.

الدنانير، فوهبني المأمون للرضا ( عليه السلام ) فلمّا صرت في داره فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم، وكانت علينا قيمة تنبّهنا من الليل، وتأخذنا بالصلاة، وكان ذلك من أشدّ شي ء علينا، فكنت أتمنّي الخروج من داره....

(1)

- أمره ( عليه السلام ) بعض أصحابه بطلاق امرأته :

1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال: بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...وأمر بالمال بأُمور في صلة أهل بيته، وقوم محاويج، وأمر بدفع ثلاثمائة دينار إلي رُحَيْم امرأة كانت له، وأمرني أن أطلّقها عنه، وأمتّعها بهذا المال....

(2)

- حلفه ( عليه السلام ) علي عدم تكلّمه مع أخيه زيد:

1 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا جي ء بزيد بن موسي أخي الرضا ( عليه السلام ) إلي المأمون وقد خرج بالبصرة وأحرق دور العبّاسيّين، وذلك في سنة تسع وتسعين ومائة، فسمّي زيد النار.

قال له المأمون: يا زيد! خرجت بالبصرة وتركت أن تبدأ بدور أعدائنا من بني أُميّة، وثقيف وعديّ وبأهله وآل زياد، وقصدت دور بني عمّك؟

قال وكان مزّاحاً: أخطأت يا أمير المؤمنين! من كلّ جهة، وإن عدت بدأت بأعدائنا، فضحك المأمون وبعث به إلي أخيه الرضا ( عليه السلام ) وقال: قد وهبت جرمه لك،

ص:176


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 179/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 657.
2- الإستبصار: 279/3 ح 992. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 676.

فلمّا جاؤا به، عنفه وخلّي سبيله، وحلف أن لا يكلّمه أبداً ما عاش.

(1)

- تبرّيه ( عليه السلام ) عمّا فعل أخوه زيد:

1 - ابن شهرآشوب : دخل زيد بن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) علي المأمون، فأكرمه وعنده الرضا ( عليه السلام ) ، فسلّم زيد عليه فلم يجبه، فقال: أنا ابن أبيك ولاتردّ عليّ سلامي؟

فقال ( عليه السلام ) : أنت أخي ما أطعت اللّه، فإذا عصيت اللّه فلا إخاء بيني وبينك.

(2)

2 - الذهبي: بلغنا أنّ زيد بن موسي خرج بالبصرة علي المأمون وفتك بأهلها، فبعث إليه المأمون أخاه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يردّه عن ذلك، فسار إليه فيما قيل وحجّه وقال له: ويلك يا زيد! فعلت بالمسلمين ما فعلت، وتزعم أنّك ابن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، واللّه لأشدّ الناس عليك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ....

(3)

- تبرّيه ( عليه السلام ) عمّا فعل عمّه محمّد بن جعفر:

1 - الشيخ الصدوق :...عمير بن يزيد قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) فقال: إنّي جعلت علي نفسي، أن

ص:177


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 232/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 123.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 361/4 س 16. تقدّم الحديث أيضاً في ج 1 رقم 127.
3- تاريخ الإسلام: 271/14، ضمن رقم 281. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 128.

لا يظلّني وإيّاه سقف بيت....

(1)

- معاشرته ( عليه السلام ) مع أصحابه وغلمانه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ياسر الخادم، ونادر، جميعاً قالا: قال لنا أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن قمت علي رؤوسكم وأنتم تأكلون، فلاتقوموا حتّي تفرغوا، ولربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون فيقول: دعهم حتّي يفرغوا.

(2)

- ترکه ( عليه السلام ) في نصيحة العشيرة:

1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلي الرضا ( عليه السلام ) فقالوا: إنّ قوماً من أهل بيتك يتعاطون أُموراً قبيحة، فلو نهيتهم عنها.

فقال ( عليه السلام ) : لاأفعل. فقيل: ولِمَ؟ قال: لأنّي سمعت أبي يقول: النصيحة خشنة.

(3)

- معاشرته ( عليه السلام ) مع مماليكه:

1 - ابن شهرآشوب : إبراهيم بن العبّاس: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا جلس علي مائدته، أجلس عليها مماليكه حتّي السايس والبوّاب....

(4)

ص:178


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 130.
2- الكافي: 298/6 ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2151.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 290/1 ح 38. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2170.
4- المناقب: 361/4 س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2286.
- إكرامه ( عليه السلام ) غلمانه وجواريه ومعاشرته معهم:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : روي عن نادر الخادم قال: كان أبوالحسن ( عليه السلام ) إذا أكل أحدنا لايستخدمه(1) حتّي يفرغ من طعامه.

(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وروي نادر الخادم، قال: كان أبوالحسن ( عليه السلام ) يضع جوزينجة (3) علي الأُخري ويناولني.

(4)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه، قال: خرجت وأنا أُريد داود بن عيسي بن عليّ، وكان ينزل بئر ميمون، وعليّ ثوبان غليظان، فرأيت امرأة عجوزاً ومعها جاريتان فقلت: يا عجوز! أتباع هاتان الجاريتان؟

فقالت: نعم، ولكن لايشتريهما مثلك.

قلت: ولِمَ؟ قالت: لأنّ إحديهما مغنّية، والأُخري زامرة.

(5)

فدخلت علي داود بن عيسي فرفعني وأجلسني في مجلسي، فلمّا خرجت من عنده قال لأصحابه: تعلمون من هذا؟ هذا عليّ بن موسي الذي يزعم أهل العراق

ص:179


1- في الوسائل: لايستحدثه.
2- الكافي: 298/6 ح 11. عنه البحار: 102/49 ضمن ح 22، ووسائل الشيعة: 267/24 ح 30510.
3- الجوزينج: ضرب من الحلاوات يعمل من الجوز. هامش البحار: 141/71.
4- الكافي: 298/6 ح 12. عنه البحار: 102/49 ضمن ح 22، عنه وعن المحاسن، البحار: 352/63 ضمن ح 6. المحاسن: 424 ح 215، وفيه: نوح بن شعيب، عن نادر الخادم... عنه البحار: 141/71 ح 9. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 374/24 ح 30817.
5- الزامر: النافخ بالمزمار، أوالقصب، وهي زامرة، المعجم الوسيط: 339.

أنّه مفروض الطاعة.

(1)

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عبداللّه بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ، قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلي خراسان، فدعا يوماً بمائدة له، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت: جعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة؟

فقال ( عليه السلام ) : مه، إنّ الربّ تبارك وتعالي واحد، والأُمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال.

(2)

5 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا، جمع حشمه كلّهم عنده، الصغير والكبير، فيحدّثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان ( عليه السلام ) إذا جلس علي المائدة لايدع صغيراً ولاكبيراً، حتّي السائس والحجّام، إلاّ أقعده معه علي مائدته....

(3)

6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو جعفر بن نعيم بن شاذان ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قطّ، ولارأيته قطع علي أحد كلامه حتّي يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكي بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه

ص:180


1- الكافي: 478/6 ح 4. عنه وسائل الشيعة: 304/17 ح 22597، و52/5 ح 5881، وحلية الأبرار: 466/4 ح 4.
2- الكافي: 192/8 ح 296. عنه البحار: 101/49 ح 18، ووسائل الشيعة: 264/24 ح 30504، وحلية الأبرار: 473/4 ح 1 والأنوار البهيّة: 216 س 10، والوافي: 470/4 ح 2369.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 159/2 ح 24. يأتي الحديث بتمامه في رقم 789.

قطّ، ولا رأيته تفل، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ بل كان ضحكه التبسّم، وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه علي مائدته مماليكه ومواليه حتّي البوّاب السائس.

وكان ( عليه السلام ) قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلي الصبح. وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر.

وكان ( عليه السلام ) كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأي مثله في فضله فلاتصدّق

(1) ،

(2).

7 - الشيخ الصدوق :...أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال: كنت أتغدّي مع أبي الحسن ( عليه السلام ) فيدعو بعض غلمانه بالصقلبيّة والفارسيّة....

(3)

8 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن بعض أصحاب الرضا ( عليه السلام ) قال: أبق غلام لأبي الحسن إلي مصر، فأصابه إنسان من أهل المدينة، فقيّده وخرج به، فدخل

ص:181


1- في الأنوار البهيّة: فلاتصدّقون. وفي الحلية والبحار: فلاتصدّقه.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 7. عنه حلية الأبرار: 362/4 ح 2، و473 ح 2، والبحار: 90/49 ح 4، و96/94 ح 14، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 90/1 ح 213، قطعة منه، و209/12 ح 16104، قطعة منه، و265/24 ح 30506، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 185/7 ح 7990، قطعة منه، و512 ح 8778، قطعة منه، و414/8 ح 9839، قطعة منه، و439 ح 9928، قطعة منه. الأنوار البهيّة: 213 س 3، كشف الغمّة: 316/2 س 11، بتفاوت. إعلام الوري: 63/2 س 11، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 360/4 س 9، قطعة منه وبتفاوت. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 251 س 13، قطعة منه. قطعة منه في (صومه) و(صدقته) و(ضحكه) و(نومه).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 377.

المدينة ليلاً فأتي به منزل أبي الحسن، فخرج إليه أبوالحسن فقام إليه الغلام يسلّم عليه، فسمع حركة القيد فقال: من هذا؟

قال ( عليه السلام ) : غلامك فلان وجدته.

فقال للغلام: اذهب، فأنت حرّ.

(1)

9 - المسعوديّ : روي الحميريّ، عن محمّد بن عيسي، وعن الحسن بن محمّد بن معلّي (2)، عن الحسن بن عليّ الوشّا، قال: حدّثتني أُمّ محمّد، مولاة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قالت:....

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- جاريته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثتني جدّتي أُمّ أبي واسمها عذر، قالت: اشتريت مع عدّة جوار من الكوفة، وكنت من مولّداتها قالت: فحملنا إلي المأمون، فكنّا في داره في جنّة من الأكل والشرب، والطيب وكثرة الدنانير، فوهبني المأمون للرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت في داره فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم، وكانت علينا قيمة تنبّهنا من الليل ....

(4)

ص:182


1- مشكاة الأنوار: 229 س 5. عنه مستدرك الوسائل: 486/15 ح 18942.
2- في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمّد، عن المعلّي ... .
3- إثبات الوصيّة: 230، س 2. عيون المعجزات: 133، س 12، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: 15/50، ح 21، بتفاوت يسير. كشف الغمّة: 384/2، س 17. عنه وعن الدلائل، إثبات الهداة: 381/3، ح 51. دلائل الإمامة: 413، ح 374. عنه مدينة المعاجز: 443/7، ح 2445، روي محمّد بن جعفر الملّقب بالسجّادة، عن الحسن بن عليّ الوشّاء.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 179/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 657.
- معاشرته ( عليه السلام ) مع غلمانه في تعيين أجرة الأجير:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلي منزلي فقال لي: انصرف معي فبت عندي الليلة، فانطلقت معه، فدخل إلي داره مع المعتّب (1)، فنظر إلي غلمانه يعملون بالطين أَواري (2)الدوابّ، وغير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم.

فقال ( عليه السلام ) : ما هذا الرجل معكم؟

فقالوا: يعاوننا ونعطيه شيئاً.

قال ( عليه السلام ) : قاطعتموه علي أُجرته؟

فقالوا: لا، هو يرضي منّا بما نعطيه، فأقبل عليهم يضربهم بالسوط، وغضب لذلك غضباً شديداً.

فقلت: جعلت فداك، لم تدخل علي نفسك؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّي قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتّي يقاطعوه أُجرته!

واعلم أنّه مامن أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة، ثمّ زدته لذلك الشي ء ثلاثة أضعاف علي أُجرته إلّا ظنّ أنّك قد نقصته أُجرته، وإذا قاطعته ثمّ أعطيته أُجرته

ص:183


1- في التهذيب: مع المغيب، بمعني مكان الغياب، وزمانه، كمغيب الشمس، (أي و هو ( عليه السلام ) دخل حين غروب الشمس)، والظاهر هو الصحيح، لأنّ المعتّب كان من أصحاب الصادق والكاظم ( عليهماالسلام ) ، ( رجال البرقي: 19، و47، رجال الطوسي: 320، رقم 654، وص 358، رقم 4).
2- الآريّ: في تقدير فاعول هو محبس الدابّة، والجمع أَواريّ. المصباح المنير: 12.

حمدك علي الوفاء، فإن زدته حبّة عرف ذلك لك، ورأي أنّك قد زدته.

(1)

(و) - معاشرته ( عليه السلام ) مع الناس

اشاره:

وفيه عشرون موضوعاً

- سيرته ( عليه السلام ) في ردّ السلام:

1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق لمّا قدم به المدينة...فلم أزل أدلف حتّي قربت منه ودنوت، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام....

(2)

- ضحكه ( عليه السلام ) وتبسّمه:

1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) جفا أحداً بكلمة قطّ...ولارأيته يقهقه في ضحكه قطّ بل كان ضحكه التبسّم....

(3)

184


1- الكافي: 288/5 ح 1. عنه حلية الأبرار: 479/4 ح 2. والبحار: 106/49 ح 34. الأنوار البهيّة: 217 س 8، قطعة منه. تهذيب الأحكام: 212/7 ح 932. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 104/19 ح 24247. قطعة منه في (حكم مقاطعة أجرة الأجير)، و(موعظة في تعيين أجرة الأجير).
2- إثبات الوصيّة: 235، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 693.
- قبول عذر من اعتذر إليه ( عليه السلام ) :

1 - العيّاشيّ : صفوان قال: استأذنت لمحمّد بن خالد علي الرضا أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وأخبرته أنّه ليس يقول بهذا القول، وأنّه قال: واللّه! لا أُريد بلقائه إلّا لأنتهي إلي قوله.

فقال ( عليه السلام ) : أدخله.

فدخل، فقال له: جعلت فداك، إنّه كان فرط منّي شي ء، وأسرفت علي نفسي، وكان فيما يزعمون أنّه كان يعيبه (بعينه)، فقال: وأنا أستغفر اللّه ممّا كان منّي، فأُحبّ أن تقبل عذري، وتغفر لي ما كان منّي.

فقال: نعم، أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه - وأشار إليّ بيده - ومصداق ما يقول الآخرون، - يعني المخالفين - قال اللّه لنبيّه عليه وآله السلام: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)

(1)

ثمّ سأله عن أبيه، فأخبره أنّه قد مضي، واستغفر له.

(2)

- جلوسه ( عليه السلام ) في بيته لإجابة مسائل الناس:

1 - ابن شهرآشوب : سليمان الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ،

ص:185


1- آل عمران: 159/3.
2- تفسير العيّاشيّ: 203/1 ح 163. عنه البحار: 275/49 ح 25، ونور الثقلين: 404/1 ح 406، والبرهان: 323/1 ح 2. مقدّمة كتاب المحاسن: ص (يز) س 1. قطعة منه في (ما ورد عنه في سورة آل عمران).

والبيت مملوء من الناس يسألونه وهو يجيبهم....

(1)

- أمره ( عليه السلام ) بعض الأشخاص لقضاء حوائجه:

1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن موسي بن عمر، عن معمّر بن خلّاد، قال: أرسل إليّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) في حاجة، فدخلت عليه فقال: انصرف، فإذا كان غداً فتعال، ولاتجي ء إلّا بعد طلوع الشمس، فإنّي أنام إذا صلّيت الفجر.

(2)

- محادثته ( عليه السلام ) مع الناس في الليل:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...زكريّا بن آدم قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) من أوّل الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه، وترحّم عليه، ولم يزل يحدّثني وأُحدّثه، حتّي طلع الفجر، فقام ( عليه السلام ) فصلّي الفجر.

(3)

- تسميته ( عليه السلام ) ما في الأرحام:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن سعيد قال: كنت أنا وابن

ص:186


1- المناقب: 334/4 س 22. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 995.
2- الإستبصار: 350/1 ح 1323. تهذيب الأحكام: 320/2 ح 1309. عنه وعن الإستبصار، وسائل الشيعة: 497/6 ح 8535. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 44 س 13، بتفاوت. قطعة منه في (إرساله ( عليه السلام ) إلي بعض الأشخاص لقضاء حوائجه).
3- رجال الكشّيّ: 616 رقم 1150. يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3434.

غيلان المدائني، دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له ابن غيلان:...أصلحك اللّه، إنّي خلّفت امرأتي وبها حبل، فادع اللّه أن يجعله غلاماً.

فأطرق إلي الأرض طويلاً، ثمّ رفع رأسه فقال له: سمّه عليّاً، فإنّه أطول لعمره....

(1)

- غضبه ( عليه السلام ) علي من ادّعي ادعاءً باطلاً:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس، قال: سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري...

فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال للرجل: اخرج عنّي، لعنك اللّه! ولعن من حدّثك!....

(2)

- تواضعه ( عليه السلام ) لمن أراد تقبيل يده ورجله:

1 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: لقيته [أي الرضا] ( عليه السلام ) ...فقمت لأُقبّل يده ورجله، فأدني رأسه، فقبّلت وجهه ورأسه....

(3)

ص:187


1- الكافي: 11/6 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1647.
2- رجال الكشّيّ: 363 رقم 673. يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3464.
3- التوحيد: 60، ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 840.
- ملاطفته ( عليه السلام ) مع من لايقرّ بإمامته:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت موسي ( عليه السلام ) ، ولامقرّ بإمامة عليّ ( عليه السلام ) إلّا أنّ في نفسي أن أسأله وأُصدّقه، فلمّا صرت إلي المدينة انتهيت إليه وهو بالصراء، فاستأذنت عليه ودخلت، فأدناني وألطفني....

(1)

- نهيه ( عليه السلام ) عن قتل المخالف:

1 - الصفّار :...أحمد بن الحلال قال: سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرضا ( عليه السلام ) فنال منه، قال: فدخلت مكّة، فاشتريت سكّيناً فرأيته فقلت: واللّه لأقتلنّه إذا خرج من المسجد

فأقمت علي ذلك فما شعرت إلّا برقعة أبي الحسن ( عليه السلام ) :بحقی علیک لمّا کففت عن الأخرس...(2)

2 - الحميريّ : حدّثني الريّان قال: دخلت علي العبّاسيّ يوماً، فطلب دواة وقرطاساً بالعجلة، فقلت: ما لك؟

فقال: سمعت من الرضا ( عليه السلام ) أشياء أحتاج أن أكتبها لاأنساها، فكتبها فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحرّ - وذلك بمرو - فقلت: من أين جئت؟

فقال: من عند هذا، قلت: من عند المأمون؟

ص:188


1- رجال الكشّيّ: 449 رقم 847. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 283.
2- بصائر الدرجات الجزء الخامس :272ح6. یأتی الحدیث بتمامه فی ج 6 رقم 2414.

قال: لا، قلت: من عند الفضل بن سهل؟

قال: لا، من عند هذا.

فقلت: من تعني؟ قال: من عند عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

فقلت: ويلك! خذلت، أيش قصّتك؟

فقال: دعني من هذا، متي كان آباؤه يجلسون علي الكراسيّ حتّي يبايع لهم بولاية العهد، كما فعل هذا؟!

فقلت: ويلك، استغفر ربّك.

فقال: جاريتي فلانة أعلم منه، ثمّ قال: لو قلت برأسي هكذا، لقالت الشيعة برأسها.

فقلت: أنت رجل ملبوس عليك، إنّ من عقد الشيعة أن لو رأوه، وعليه إزار مصبوغ، وفي عنقه كَبَر (1)يُضرب حول هذا العسكر، لقالوا ما كان في وقت من

الأوقات، أطوع للّه عزّ وجلّ من هذا الوقت، وما وسعه غير ذلك، فسكت.

ثمّ كان يذكره عندي وقتاً بعد وقت، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: إنّ العبّاسيّ يسمعني فيك، ويذكرك وهو كثيراً ما ينام عندي ويقيل، فتري أن آخذ بحلقه وأعصره حتّي يموت، ثمّ أقول: مات ميتة فجأة.

فقال: ونفض يديه ثلاث مرّات: لا، يا ريّان! لا، يا ريّان! لا، يا ريّان!

فقلت له: إنّ الفضل بن سهل هو ذا، يوجّهني إلي العراق في أُمور له، والعبّاسيّ خارج بعدي بأيّام إلي العراق، فتري أن أقول لمواليك القمّيّين أن يخرج منهم عشرون، ثلاثون رجلاً، كأنّهم قاطعوا الطريق، أو صعاليك (2)، فإذا اجتاز بهم

ص:189


1- الكَبَر: الطبل ذو الوجه الواحد. المعجم الوسيط: 773.
2- صعاليك العرب: لصوصهم وفقراؤهم. المنجد: 425.

قتلوه

فيقال: قتله الصعاليك.

فسكت فلم يقل لي نعم، ولا، لا.

فلمّا صرت إلي الحوان بعثت فارساً إلي زكريّا بن آدم، وكتبت إليه: إنّ هاهنا أُموراً لايحتملها الكتّاب، فإن رأيت أن تصير إلي مشكوة في يوم كذا وكذا، لأُوافيك بها إن شاء اللّه.

فوافيت وقد سبقني إلي مشكوة، فأعلمته الخبر، وقصصت عليه القصّة، وأنّه يوافي هذا الموضع يوم كذا وكذا.

فقال: دعني والرجل، فودّعته وخرجت ورجع الرجل إلي قمّ وقد وافاها معمّر، فاستشاره فيما قلت له، فقال له معمّر: لاتدري سكوته أمر أو نهي ولم يأمرك بشي ء، فليس الصواب أن تتعرّض له.

فأمسك عن التوجّه إليه زكريّا، واجتاز العبّاسيّ الجادّة، وسلم منه.

(1)

- نهيه ( عليه السلام ) عن قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان:

1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان أُؤامره في قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان، فنهاني عن ذلك وقال: أتريد أن تقتل نفساً مؤمنة بنفس كافرة؟....

(2)

- دخوله الحمّام وإعانته الغير:

1 - ابن شهرآشوب : دخل ( عليه السلام ) الحمّام فقال له بعض الناس: دلّكني

ص:190


1- قرب الإسناد: 343 ح 1252. عنه البحار: 263/49 ح 7، ووسائل الشيعة: 83/15 ح 20034.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 464.

يا رجل! فجعل يدلّكه، فعرفوه فجعل الرجل يستعذر منه وهو يطيّب قلبه ويدلّكه.

(1)

2 - الصفديّ: دخل يوماً حمّاماً، فبينما هو في مكان من الحمّام، إذ دخل عليه جنديّ فأزاله عن مركزه، وقال: صبّ علي رأسي يا أسود! فصبّ علي رأسه، فدخل من عرفه، فصاح بالجنديّ: هلكت وأهلكت، أتستخدم ابن بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإمام المسلمين؟!

فانثني الجنديّ يقبّل رجليه، ويقول: هلّا عصيتني إذ أمرتك!

فقال: إنّها مثوبة، وما أردت أن أعصيك في ما أثاب عليه.

ثمّ قال: [من الرمل ]

ليس لي ذنب ولاذنب لمن

قال لي: يا عبد! أو يا أسود!

إنّما الذنب لمن ألبسني

ظلمة وهو سنيً لايحمد

(2)

- سيرته ( عليه السلام ) في تشييع الجنائز:

1 - ابن شهرآشوب : موسي بن سيّار، قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد أشرف علي حيطان طوس، وسمعت واعية فأتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي، وقد ثنّي رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأُمّها...

ص:191


1- المناقب لابن شهرآشوب: 362/4 س 3. عنه البحار: 99/49 ح 16. تقدّم الحديث أيضاً في (دخوله الحمّام).
2- الوافي بالوفيات: 251/22 س 14. نور الأبصار: 309 س 8. قطعة منه في (إنشاؤه ( عليه السلام ) الشعر) و(دخوله الحمّام).

حتّي إذا وضع الرجل علي شفير قبره، رأيت سيّدي قد أقبل، فأفرج الناس عن الجنازة حتّي بدا له الميّت فوضع يده علي صدره ثم قال: يا فلان بن فلان! أبشر بالجنّة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة....

(1)

- تغدّيه ( عليه السلام ) مع الناس:

1 - الشيخ الصدوق :...أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال: كنت أتغدّي مع أبي الحسن ( عليه السلام ) ....

(2)

- كان ( عليه السلام ) يتمنّي الموت لنفسه:

1 - الشيخ الصدوق :...ياسر قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع، وقد أصابه العرق والغبار، رفع يديه وقال: «اللّهمّ إن كان فرجي ممّا أنا فيه بالموت، فعجّله إليّ الساعة»....

(3)

- احتجابه ( عليه السلام ) عن بعض شيعته:

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : ولمّا جُعِلَ إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ولاية العهد دخل (أي الحاجب) عليه آذنة فقال: إنّ قوماً بالباب يستأذنون عليك،

ص:192


1- المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 353.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 377.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 15/2 ضمن ح 34. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 679.

يقولون: نحن من شيعة عليّ ( عليه السلام ) .

فقال ( عليه السلام ) : أنا مشغول فاصرفهم، فصرفهم.

فلمّا كان في اليوم الثاني جاؤوا وقالوا كذلك، فقال مثلها، فصرفهم إلي أن جاؤوه هكذا يقولون ويصرفهم شهرين، ثمّ آيسوا من الوصول، وقالوا للحاجب: قل لمولانا: إنّا شيعة أبيك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا، ونحن ننصرف هذه الكرّة، ونهرب من بلدنا خجلاً وأنفةً ممّا لحقنا، وعجزاً عن احتمال مضض (1) مايلحقنا بشماتة أعدائنا.

فقال عليّ بن موسي [الرضا] ( عليهماالسلام ) : ائذن لهم ليدخلوا.

فدخلوا عليه، فسلّموا عليه، فلم يردّ عليهم، ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياماً، فقالوا: ياابن رسول اللّه! ماهذا الجفاء العظيم، والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب، أيّ باقية تبقي منّا بعد هذا؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : اقرؤا( وَمَآ أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) (2)، مااقتديت إلّا بربّي عزّ وجلّ فيكم، وبرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وبأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ومن بعده من آبائي الطاهرين ( عليهم السلام ) : ، عتبوا عليكم فاقتديت بهم.

قالوا: لماذا يا ابن رسول اللّه؟!

قال [لهم ]: لدعواكم أنّكم شيعة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وَيحَكُم! إنّما شيعته الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وسلمان، وأبي ذرّ، والمقداد، وعمّار، ومحمّد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره، ولم يرتكبوا شيئاً من [فنون ] زواجره.

فأمّا أنتم إذا قلتم أنّكم شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصّرون

ص:193


1- مَضِضت من الشي ء مَضَضاً من باب تَعِب: تألّمت. المصباح المنير: 575.
2- الشوري: 30/42.

في كثير من الفرائض، [و] متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في اللّه، وتتّقون حيث لاتجب التقيّة، وتتركون التقيّة [حيث لابدّ من التقيّة].

لو قلتم أنّكم موالوه ومحبّوه، والموالون لأوليائه، والمعادون لأعدائه لم أنكره من قولكم، ولكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها إن لم تصدّقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلّا أن تتدارككم رحمة [من ] ربّكم.

قالوا: يا ابن رسول اللّه فإنّا نستغفر اللّه ونتوب إليه من قولنا بل نقول - كما علّمنا مولانا - نحن محبّوكم، ومحبّوا أوليائكم، ومعادوا أعدائكم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فمرحباً بكم يا إخواني! وأهل ودّي، ارتفعوا، ارتفعوا، فما زال يرفعهم حتّي ألصقهم بنفسه، ثمّ قال لحاجبه: كم مرّة حجبتهم؟

قال: ستّين مرّة.

فقال لحاجبه: فاختلف إليهم ستّين مرّة متوالية فسلّم عليهم واقرأهم سلامي، فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم، واستحقّوا الكرامة لمحبّتهم لنا وموالاتهم، وتفقّد أُمورهم وأُمور عيالاتهم، فأوسعهم بنفقات ومبرّات وصلات ودفع معرّات

(1)

(2).

ص:194


1- المَعَرَّة: الإثم. المصباح المنير: 401.
2- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : 312 رقم 159. عنه البحار: 157/65 س 24، ضمن ح 11، بتفاوت يسير، والبرهان: 22/4 س 31، ضمن ح 4، بتفاوت. الاحتجاج: 459/2 رقم 318، بتفاوت. عنه البحار: 330/22 ح 39، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 217/16 ح 21400، قطعة منه. قطعة منه في (سورة الشوري: 30/42) و(معرفة الشيعة وحقيقة التشيّع).
- دفاعه ( عليه السلام ) عن شيعته:

1 - الحافظ رجب البرسيّ: في رواية: إنّ رجلاً من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : «إنّ من شيعتكم قوماً يشربون الخمرَ علي الطريق».

فقال: «الحمد للّه الذي جعلهم علي الطريق، فلايزِغون عنه».

واعترضه آخرٌ فقال: «إنّ من شيعتك مَن يشرب النبيذَ، فقال: «فقد كان أصحابُ رسول اللّه يشربون النبيذ».

فقال الرجل: «ماأعني ماء العسل، وإنّما أعني الخمرَ» - قال:- فعرقَ وجهُه الشريف (1)حياءً ثمّ قال: «اللّه أكرمُ أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبّنا أهل البيت»، ثمّ صبَر هنيهةً وقال: «وإن فعلَها المنكوبُ منهم، فإنّه يجد ربّاً رؤوفاً، ونبيّاً عَطوفاً، وإماماً له علي الحوض عروقاً، وسادتاً له بالشفاعة وُقوفاً، وتجد أنت روحَكَ في برهوت ملهوفاً».

(2)

ص:195


1- س: وجه الشريف.
2- مشارق أنوار اليقين: 182 س 11. عنه البحار: 314/27 ح 12، و382/47 س 5، مثله، و154/76 س 6، مثله. علم اليقين في أصول الدين: 603/2، الباب 13، الفصل 5. لم نعثر علي الرواية في الكتب وإنّما ورد ما يقرب منه عن الصادق ( عليه السلام ) ، في كتاب التمحيص: 39 - 40، ح 40، وفيه: «عن فرات بن أحنف - قال: - كنت عند أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين، فقال: واللّه لأسوءنّه من شيعته، فقال: يا أبا عبد اللّه أقبل إليّ. فلم يقبل إليه، فأعاد، فلم يقبل إليه، ثمّ أعاد الثالثة، فقال: ها أنا ذا مقبل، فقل - ولن تقول خيراً - فقال: إّن شيعتك يشربون النبيذ. فقال: وما بأس بالنبيذ، أخبرني أبي عن جابر بن عبد اللّه، أنّ أصحاب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كانوا يشربون النبيذ. فقال: ليس أعنيك النبيذ، إنّما أعنيك المسكر. فقال: شيعتنا أزكي وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس، وإن فعل ذلك المخذول منهم، فيجد ربّاً رؤوفاً، ونبيّاً عطوفاً، ووليّاً له عند الحوض وقوفاً، وتكون وأصحابك ببرهوت ملهوفاً...». عنه البحار: 381/47، ح 102. قطعة منه في (ابتعاد المؤمن المحبّ لآل البيت ( عليهم السلام ) : عن شرب الخمر) و(شفاعة الأئمّ ( عليهم السلام ) : لمذنبي الشيعة).
- إرشاد شارب الخمر بالهدايا والألطاف:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : وجدت بخطّ جبريل بن أحمد: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن مهران قال: حدّثني بعض أصحابنا، عن محمّد بن فرات قال: كان يغلو في القول، وكان يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا ( عليه السلام ) خُمرة (1)

وتمراً.

فقال محمّد: إنّما بعث بالخُمرة، لأُصلّي عليها، وحثّني عليها، والتمر نهاني عن الأنبذة.

قال نصر بن صبّاح: محمّد بن فرات كان بغداديّاً.

(2)

- مشورته ( عليه السلام ) مع أصحابه:

1 - البرقيّ : عن أبيه، عن معمّر بن خلّاد، قال: هلك مولي لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقال له: سعد، فقال: أشر عليّ برجل له فضل وأمانة.

فقلت: أنا أُشير عليك!

فقال ( عليه السلام ) شبه المغضب: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يستشير أصحابه، ثمّ يعزم علي ما يريد.

(3)

- أمره ( عليه السلام ) بقتل الحيّة:

1 - الصفّار : ... عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في حائط له، إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب ... .

ص:196


1- الخمرة وزان غُرفَة: حصير صغيرة قدر ما يُسجد عليه. المصباح المنير: 181.
2- رجال الكشّيّ: 554 رقم 1046.
3- المحاسن: 601 ح 21. عنه وسائل الشيعة: 44/12 ح 15600، والبحار: 101/72 ح 23.

قال ( عليه السلام ) : إنّها تقول: إنّ حيّة تريد أكل فراخي في البيت، فقم فخذ تيك النبعة وادخل البيت واقتل الحيّة.

قال: فأخذت النبعة وهي العصا، ودخلت البيت وإذا حيّة تحول في البيت فقتلتها.

(1)

(ز) - سننه في هداياه ( عليه السلام ) وعطاؤه

اشاره:

وفيه خمسة وعشرون موضوعاً

الأوّل - إعانته لمن استعان منه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، اكتب لي إلي إسماعيل بن داود الكاتب لعلّي أصيب منه.

قال: أنا أضنّ (2)بك أن تطلب مثل هذا وشبهه، ولكن عوّل علي مالي.

(3)

الثاني - إنفاقه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن الحكم، عن دعبل بن عليّ: أنّه دخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وأمر له

ص:197


1- بصائر الدرجات، الجزء السابع: 365 ح 19. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 476.
2- ضنّ به عليه، ضَنّاً وضَنانة: بَخِلَ به بُخلاً شديداً. المعجم الوسيط: 545.
3- الكافي: 149/2 ح 5. عنه البحار: 111/72 ح 18، ووسائل الشيعة: 449/9 ح 12471، والوافي: 416/4 ح 2224. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 515 س 13.

بشي ء فأخذه ولم يحمد اللّه.

قال: فقال له: لِمَ لَمْ تحمد اللّه؟!

قال: ثمّ دخلت بعد علي أبي جعفر ( عليه السلام ) وأمر لي بشي ء.

فقلت: الحمد للّه. فقال لي: تأدّبت.

(1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له: «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيض، فلمّا قربت من بابه...فاذا هو قد طلع عليّ وحوله الناس، وقد قعد له السؤال وهو يتصدّق عليهم....

(2)

3 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال: بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...وأمر بالمال بأُمور في صلة أهل بيته، وقوم محاويج....

(3)

4 - الراونديّ : روي صفوان بن يحيي قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فمرّ مع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة.

فقلت له ( عليه السلام ) : أما سمعت ما قال هذا القاعد؟

ص:198


1- الكافي: 496/1، ح 8. عنه إثبات الهداة: 333/3، ح 14، ومدينة المعاجز: 7/ 308، ح 2343، والوافي: 830/3، ح 1441. كشف الغمّة: 363/2، س 21، مرسلاً. عنه البحار: 93/50 ضمن ح 6.
2- الكافي: 487/1 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 384.
3- الإستبصار: 279/3 ح 992. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 676.

قال ( عليه السلام ) : نعم، أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان.

فلمّا كان بالليل دعا عليه فاحترق دكّانه، ونهب السرّاق ما بقي من متاعه، فرأيته من الغد بين يدي أبي الحسن ( عليه السلام ) خاضعاً مستكيناً، فأمر له بشي ء....

(1)

الثالث - إعطاؤه القميص والدراهم إلي أخي دعبل الخُزاعيّ:

1 - النجاشيّ : عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بُدَيل بن ورقاء الخزاعيّ أبو الحسن أخو دعبل بن عليّ، ما عرف حديثه إلّا من قبل ابنه إسماعيل. له كتاب كبير عن الرضا ( عليه السلام ) .

قال عثمان بن أحمد الواسطيّ، وأبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الدَعلَجِيّ، حدّثنا أحمد بن عليّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين أبو القاسم قال: حدّثنا أبي، أبو الحسن عليّ بن عليّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، وكنّا قصدناه علي طريق البصرة ودخلناها، فصادفنا بها عبد الرحمن بن مهديّ عليلاً، فأقمنا عليه أيّاماً، ومات عبد الرحمن وحضرنا جنازته، وصُلِّيَ عليه، ودخلنا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، وأخي دعبِل، فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين، وخرجنا إلي قمّ بعد أن خلع الرضا ( عليه السلام ) علي أخي دِعبِل قميص خزّ (2)أخضر، وأعطاه خاتماً فصّه عقيق، ودفع إليه دراهم رضويّة، وقال له: يا دعبل! مرّ علي قمّ، فإنّك ستفيد بها.

وقال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صلّيت فيه ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه

ص:199


1- الخرائج والجرائح: 370/1 ح 28. تقدّم الحديث أيضاً في ج 1 رقم 416.
2- الخزّ من الثياب: ما يُنسج من صوف وإبريسم، وما يُنسج من إبريسم خالص. المعجم الوسيط: 231.

القرآن ألف ختمة.

قال: حدّثنا بالكتاب الذي أوّله حديث الزبيب الأحمر، وآخره حديثه عن آبائه، عن جابر بن عبد اللّه: إنّ اللّه حرّم لحم ولد فاطمة علي النار.

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلي العراق وعزمت علي توديع الرضا ( عليه السلام ) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأُكفّن به، ودراهم من ماله أُصوّغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسف علي فراقه عن مسألة ذلك فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: يا ريّان! إرجع، فرجعت فقال لي: أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فني أجلك، أو ماتحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوّغ بها لبناتك خواتيم.

فقلت: يا سيّدي! قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع ( عليه السلام ) الوسادة وأخرج قميصاً فدفعه إليّ، ورفع جانب المصلّي فأخرج دراهم فدفعها إليّ، وعدّدتها فكانت ثلاثين درهماً.

(2)

الرابع - إعطاؤه ( عليه السلام ) المنديل والخاتم:

1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: استقبلت الرضا ( عليه السلام ) إلي القادسيّة...بعث إليّ بزنفيلجة فيها دنانير صالحة ومصحف...فقدمت علي قرائتها فلم أعرف منها شيئاً، فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها،

ص:200


1- رجال النجاشيّ: 276 رقم 727، عنه حلية الأبرار: 363/4 ح 3. أمالي الطوسيّ: 359 ح 749. عنه البحار: 310/79 ح 15، قطعة منه، عنه وعن النجاشيّ، وسائل الشيعة: 99/4 ح 4618، قطعة منه، و360 ح 5392، قطعة منه. قطعة منه في (ما رواه عن جابر) و(ختمه ( عليه السلام ) قراءة القرآن) و(صلاته ( عليه السلام ) ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 211/2 ح 17. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 388.

فأتاني مسافر قبل أن أكتب منها بشي ء ومنديل، وخيط، وخاتمه، فقال: مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم، قال: ففعلت ذلك.

(1)

الخامس - إهداؤه ( عليه السلام ) القميص والدراهم:

1 - أبو جعفر الطبريّ : ... عن معمّر بن خلاّد، قال: سألني ريّان بن الصلت أن أستأذن له علي أبي الحسن ( عليه السلام ) بخراسان ...، فلمّا صرت إلي المنزل جائني رسول أبي الحسن ( عليه السلام ) ...، قل له: يأتيني الليلة.

فلمّا خرجت أتيته فوعدته حتّي يلقاه بالليل، فلمّا دخل عليه جلس قُدّامه، وتنحّيت أنا ناحية، فدعاني فأجلسني معه، ثمّ أقبل علي ريّان بوجهه، فدعا له بقميص، فلمّا أراد أن يخرج وضع في يده شيئاً، فلمّا خرج نظرت فإذا ثلاثون درهماً من دراهمه، فاجتمع له جميع ما أراد من غير طلبه.

(2)

2 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن أحمد الصفوانيّ ، قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة...، وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبوالحسن ( عليه السلام ) ....

(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:201


1- بصائر الدرجات، الجزء الخامس : 266 ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 381.
2- دلائل الإمامة: 370، ح 329. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 395.
3- الغيبة: 310 ح 263. عنه البحار: 313/51 ح 37، وإثبات الهداة: 690/3 ح 106. فرج المهموم: 248 س 19. الخرائج والجرائح: 468/1 س 11، وفيه: خلعه عليه عليّ النقي ( عليه السلام ) وكذا في الثاقب في المناقب: 590 ضمن ح 536، ومدينة المعاجز: 145/8 ضمن ح 2754.
السادس - إهداؤه ( عليه السلام ) ثوبين سعيدييّن لمن أراد أن يحرم فيه:

1 - الشيخ الصدوق :...الهشام العبّاسيّ يقول: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله...أن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلمّا دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي: اجلس، فجلست بين يديه...ثمّ دعا لي بثوبين من ثيابه، فدفعهما إليّ وقال لي: أحرم فيهما....

(1)

السابع - إعطاؤه ( عليه السلام ) الثياب والدراهم:

1 - الراونديّ : ... الريّان بن الصلت، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وقلت في نفسي: أسأله عن هذه الدراهم المضروبة باسمه، فلمّا دخلت عليه قال لغلامه: إنّ أبا محمّد يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلمّ بثلاثين درهماً منها.

فجاء بها الغلام فأخذتها، ثمّ قلت في نفسي: ليته كساني من بعض ما عليه.

فالتفت إلي غلامه فقال: وقل لهم: لا يغسلون ثيابي وتأتي بها كما هي، فأتيت

ص:202


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 36. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 392.

بقميص وسروال ونعل.

(1)

الثامن - إرساله ( عليه السلام ) الطعام إلي المساكين:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن معمّر بن خلّاد، قال: كان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا أكل أُتي بصحفة، (2)

فتوضع بقرب مائدته فيعمد إلي أطيب الطعام ممّا يؤتي به، فيأخذ من كلّ شي ء شيئاً، فيضع في تلك الصحفة، ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية ( فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (3)، ثمّ يقول: علم اللّه عزّ وجلّ أنّه ليس كلّ إنسان يقدر

علي عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلي الجنّة.

(4)

التاسع - إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقة لابن السبيل:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة، قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُحدّثه،

ص:203


1- الخرائج والجرائح: 768/2 ح 88. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 400.
2- الصحفة: إناء من آنية الطعام. المعجم الوسيط: 508.
3- البلد: 11/90.
4- الكافي: 52/4 ح 12. عنه البحار: 363/66 س 16، ووسائل الشيعة: 471/9 ح 12520، والأنوار البهيّة: 214 س 2، ونور الثقلين: 582/5 ح 20، والوافي: 507/10 ح 9998، والبرهان: 464/4 ح 2. عنه وعن المحاسن، البحار: 97/49 ح 11. المحاسن: 392 ح 39، و389 ح 20، بتفاوت. عنه البحار: 348/63 ح 3، و362/71 ح 21، ووسائل الشيعة: 287/24 ح 30561، و292 ح 30582، ونور الثقلين: 583/5 ح 26. قطعة منه في (ما ورد عنه في سورة البلد).

وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم(1)، فقال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه رجل من

محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك ( عليهم السلام ) : ، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي، وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلي بلدي، وللّه عليَّ نعمة، فإذا بلغت بلدي، تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة.

فقال له: اجلس رحمك اللّه، وأقبل علي الناس يحدّثهم حتّي تفرّقوا وبقي هو، وسليمان الجعفريّ، وخيثمة وأنا، فقال: أتأذنون لي في الدخول؟

فقال له سليمان: قدّم اللّه أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة، ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلي الباب

وقال: أين الخراسانيّ؟ فقال: ها أناذا.

فقال: خذ هذه المائتي دينار، واستعن بها في مؤونتك ونفقتك وتبرّك بها، ولاتصدّق بها عنّي، واخرج فلاأراك ولاتراني، ثمّ خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك! لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟

فقال: مخافة أن أري ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيّئة مخذول، والمستتر بها مغفور له؟ أما سمعت قول الأوّل:

متي آته يوماً لأطلب حاجة

رجعت إلي أهلي ووجهي بمائه

(2)

ص:204


1- أدِمَ، أدَماً وأُدمَةً: اشتدّت سُمرته، فهو آدَم، المعجم الوسيط: 10.
2- الكافي: 23/4 ح 3. عنه وسائل الشيعة: 456/9 ح 12489، والبحار: 101/49 ح 19، وحلية الأبرار: 374/4 ح 2، والأنوار البهيّة: 214 س 7، والوافي: 422/10 ح 9804. إرشاد القلوب: 136 س 18، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 360/4 س 22، قطعة منه. قطعة منه في (إنشاده ( عليه السلام ) الشعر) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(محادثة الناس معه ( عليه السلام ) في مسائل الحلال والحرام).
العاشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقة لمن سرق نفقته بعد الانصراف من الحجّ:

1 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس، قال: دفع سيّدنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي مولي له حماراً بالمدينة وقال: تبيعه بعشرة دنانير، ولاتنقصها شيئاً، فعرضه المولي، فأتاه رجل من أهل خراسان من الحاجّ فقال له: معي ثمانية دنانير، ما أملك غيرها، (فبعني هذا الحمار، فقال: إنّي أمرت أن لاأنقصه من العشرة دنانير شيئاً) فقال له: ارجع لمولاك إن شئت، لعلّه يأذن لك في بيعه بهذه الثمانية الدنانير، فرجع المولي إليه، فأخبره بخبر الخراسانيّ فقال له: قل له إن قبلت منّا الدينارين صلة، أخذنا منك الثمانية.

فقلت له، فقال: قد قبلت، فسلّمت إليه، وحجّ أبو الحسن معه فلمّا كنّا في بعض المنازل في المنصرف، وإذا أنا بصاحب الحمار يبكي.

فقلت له: ما لك ؟ قال: سرق حماري، وعليه الخرج، وفيه نفقتي وثيابي، وليس معي شي ء إلّا ماتري.

فأخبرت أبا الحسن...فقال أبو الحسن: أعطه عشرين درهماً....

(1)

الحادي عشر - محادثة الناس معه ( عليه السلام ) في مسائل الحلال و الحرام:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...اليسع بن حمزة، قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُحدّثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام....

(2)

ص:205


1- الهداية الكبري: 289 س 23. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 407.
2- الكافي: 23/4 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 706.
الثاني عشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير لمن كان عليه دين:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ، وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيْض، فلمّا قربت من بابه إذا هو قد طلع علي حمار وعليه قميص ورداء، فلمّا نظرت إليه استحييت منه، فلمّا لحقني وقف ونظر إليّ فسلّمت عليه - وكان شهر رمضان - فقلت: جعلني اللّه فداك، إنّ لمولاك طيس، عليّ حقّاً، وقد واللّه شهرني...فأمرني بالجلوس إلي رجوعه، فلم أزل حتّي صلّيت المغرب...فلمّا فرغنا قال لي: ارفع الوسادة، وخذ ما تحتها، فرفعتها وإذا دنانير، فأخذتها ووضعتها في كمّي...فصرت إلي منزلي ودعوت بالسراج، ونظرت إلي الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً، وكان حقّ الرجل عليّ ثمانية وعشرين ديناراً، وكان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه، فأخذته وقرّبته من السراج فإذا عليه نقش واضح: حقّ الرجل ثمانية وعشرون ديناراً، وما بقي فهو لك....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...أبو محمّد الغفّاريّ قال: لزمني دين ثقيل فقلت: ما لقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فلمّا

ص:206


1- الكافي: 487/1 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 384.

أصبحت أتيت منزله، فاستأذنت فأذن لي، فلمّا دخلت قال لي ابتداءاً: ياأبامحمّد! قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلمّا أمسينا أتي بطعام للإفطار فأكلنا، فقال: يا أبا محمّد! تبيت أو تنصرف؟

فقلت: يا سيّدي! إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.

قال: فتناول ( عليه السلام ) من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر....

(1)

3 - ابن شهرآشوب : وفي الروضة قال عبد اللّه بن إبراهيم الغفّاريّ في خبر طويل: إنّه ألحّ عليّ غريم لي وآذاني، فلمّا مضي عنّي مررت من وجهي إلي صريا ليكلّمه أبو الحسن ( عليه السلام ) في أمري

فدخلت عليه...ثمّ قال: ارفع ما تحت ذاك المصلّي فإذا هي ثلاثمائة دينار وتزيد...فخذ هذه الدنانير فاقض بها دينك، وأنفق ما بقي علي عيالك.

(2)

الثالث عشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير علي قدر مروّة السائل:

1 - ابن شهرآشوب : يعقوب بن إسحاق النوبختيّ قال: مرّ رجل بأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فقال له: أعطني علي قدر مروّتك؟

قال ( عليه السلام ) : لا يسعني ذلك.

فقال: علي قدر مروّتي؟

ص:207


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 390.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 337/4 س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 404.

قال ( عليه السلام ) : إذاً فنعم، ثمّ قال: يا غلام! أعطه مائتي دينار.

(1)

الرابع عشر - انفاق جميع ماله ( عليه السلام ) بخراسان في يوم عرفة:

1 - ابن شهرآشوب : فرّق ( عليه السلام ) بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إنّ هذا لمغرم.

فقال ( عليه السلام ) : بل هو المغنم، لا تعدّنّ مغرماً، ما ابتغيت به أجراً وكرماً.

(2)

الخامس عشر - إكرامه ( عليه السلام ) الشعراء:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعليّ بن عبداللّه الورّاق رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] (3)عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقال له: ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك.

فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلمّا بلغ إلي قوله:

أري فيئهم في غيرهم متقسّماً

وأيديهم من فيئهم صفرات

بكي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) وقال له: صدقت يا خزاعيّ! فلمّا بلغ إلي قوله:

ص:208


1- المناقب لابن شهرآشوب: 360/4 س 19. عنه البحار: 99/49 ضمن ح 16.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 361/4 س 7. عنه البحار: 100/49 ضمن ح 16.
3- أثبتناه من حلية الأبرار ومدينة المعاجز.

إذا وتروا (1)مدّوا إلي واتريهم

أكفّاً عن الأوتار منقبضات

جعل أبوالحسن ( عليه السلام ) يقلّب كفّيه ويقول: أجل، واللّه منقبضات، فلمّا بلغ إلي قوله:

لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها

وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي

قال الرضا ( عليه السلام ) : آمنك اللّه يوم الفزع الأكبر، فلمّا انتهي إلي قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكيّة

تضمّنها الرحمن في الغرفات

قال له الرضا ( عليه السلام ) : أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

فقال: بلي، ياابن رسول اللّه!

فقال ( عليه السلام ) :

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

توقّد في الأحشاء بالحرقات

إلي الحشر حتّي يبعث اللّه قائماً

يفرّج عنّا الهمّ والكربات

فقال دعبل: يا ابن رسول اللّه! هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قبري، ولاتنقضي الأيّام والليالي، حتّي تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له

ثمّ نهض الرضا ( عليه السلام ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة، وأمره أن لايبرح من موضعه، فدخل الدار، فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضويّة فقال له: يقول لك مولاي: اجعلها في نفقتك.

فقال دعبل: واللّه ما لهذا جئت، ولاقلت هذه القصيدة طمعاً في شي ء يصل إليّ، وردّ الصرّة، وسأل ثوباً من ثياب الرضا ( عليه السلام ) ، ليتبرّك ويتشرّف به؛

فأنفذ إليه الرضا ( عليه السلام ) جبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرّة

ص:209


1- الوَتر والوِتر: الظلم في الذَحْل، وكلّ من أدركته بمكروه. لسان العرب: 274/5.

فإنّك ستحتاج إليها، ولاتراجعني فيها، فأخذ دعبل الصرّة والجبّة، وانصرف وسار من مرو في قافلة، فلمّا بلغ «ميان قوهان» وقع عليهم اللصوص فأخذوا القافلة بأسرها، وكتفوا أهلها، وكان دعبل فيمن كتف، وملك اللصوص القافلة وجعلوا يقسّمونها بينهم، فقال رجل من القوم متمثّلاً بقول دعبل في قصيدته:

أري فيئهم في غيرهم متقسّماً

وأيديهم من فيئهم صفرات

فسمعه دعبل فقال له: لمن هذا البيت؟

فقال: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل بن عليّ.

قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت، فوثب الرجل إلي رئيسهم، وكان يصلّي علي رأس تلّ، وكان من الشيعة، فأخبره فجاء بنفسه حتّي وقف علي دعبل وقال له: أنت دعبل؟

فقال: نعم.

فقال له: أنشدني القصيدة، فأنشدها فحلّ كتافه، وكتاف جميع أهل القافلة، وردّ إليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل، وسار دعبل حتّي وصل إلي قمّ فسأله أهل قمّ أن ينشدهم القصيدة، فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع.

فلمّا اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة، فوصله الناس من المال والخلع بشي ء كثير، واتّصل بهم خبر الجبّة فسألوه أن يبيعها بألف دينار، فامتنع من ذلك، فقالوا له: فبعنا شيئاً منها بألف دينار، فأبي عليهم وسار عن قمّ، فلمّا خرج من رستاق البلد، لحق به قوم من أحداث العرب، وأخذوا الجبّة منه، فرجع دعبل إلي قمّ، وسألهم ردّ الجبّة، فامتنع الأحداث من ذلك، وعصوا المشايخ في أمرها.

فقالوا لدعبل: لاسبيل لك إلي الجبّة، فخذ ثمنها ألف دينار، فأبي عليهم فلمّا يئس من ردّهم الجبّة سألهم أن يدفعوا إليه شيئاً منها، فأجابوه إلي ذلك، وأعطوه بعضها، ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار، وانصرف دعبل إلي وطنه، فوجد اللصوص قد

ص:210

أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المائة الدينار التي كان الرضا ( عليه السلام ) وصله بها، فباع من الشيعة كلّ دينار بمائة درهم، فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فذكر قول الرضا ( عليه السلام ) : إنّك ستحتاج إلي الدنانير.

وكانت له جارية لها من قلبه محلّ، فرمدت عينها رمداً عظيماً، فأدخل أهل الطبّ عليها، فنظروا إليها فقالوا: أمّا العين اليمني فليس لنا فيها حيلة، وقد ذهبت، وأمّا اليسري فنحن نعالجها ونجتهد، ونرجو أن تسلم، فاغتمّ لذلك دعبل غمّاً شديداً، وجزع عليها جزعاً عظيماً، ثمّ إنّه ذكر ما كان معه من وصلة الجبّة، فمسحها علي عيني الجارية، وعصّبها بعصابة منها أوّل الليل، فأصبحت وعيناها أصحّ ما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

(1)

ص:211


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 263/2 ح 34. عنه مدينة المعاجز: 185/7 ح 2260، وحلية الأبرار: 384/4 ح 4، ووسائل الشيعة: 558/14 ح 19819، قطعة منه، عنه وعن الإعلام: إثبات الهداة:457/3 ح 90، قطعة منه، والبحار: 39/99 ح 36، قطعة منه. إكمال الدين وإتمام النعمة: 373 س 6. عنه وعن العيون، البحار: 239/49 ح 9. روضة الواعظين: 249 س 16، قطعة منه، وبتفاوت، و260 س 7، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 338/4 س 9، بتفاوت واختصار. الوافي بالوفيات: 248/22 س 12، قطعة منه. رجال الكشّيّ: 504 ح 970، قطعة منه، وبتفاوت. عنه حلية الأبرار: 388/4 ح 5. إرشاد المفيد: 312 س 9، بتفاوت. كشف الغمّة: 261/2 س 19، عن مطالب السئول، بتفاوت. عنه البحار: 242/49 ح 12. دلائل الإمامة: 357 ح 306، بتفاوت. حلية الأبرار: 415/4 س 3، عن مطالب السئول بتفاوت. إعلام الوري: 66/2 س 3، بتفاوت. عنه وعن العيون والإكمال، وكشف الغمّة: إثبات الهداة: 284/3 ح 102. نور الأبصار: 310 س 6، بتفاوت عن الطوسيّ. العدد القويّة: 283 ضمن ح 14. تار يخ الإسلام: 270/14 س 12، أشار إلي قطعة يسير منه. الخرائج والجرائح: 769/2 ح 89، قطعة منه. عنه البحار: 56/49 ح 69. قطعة منه في (شاعره ( عليه السلام ) ) و(شعره ( عليه السلام ) ) و(مدفنه) و(شفاء عين الجارية بمسح جبّته).

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني هارون بن عبداللّه المهلبيّ قال: لمّا وصل إبراهيم بن العبّاس ودعبل بن عليّ الخزاعيّ إلي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد بويع له بالعهد أنشده دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

وأنشده إبراهيم بن العبّاس:

أزالت عناء القلب بعد التجلّد

مصارع أولاد النبيّ محمّد

فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، كان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت.

قال: فأمّا دعبل، فصار بالعشرة آلاف التي حصّته إلي قمّ، فباع كلّ درهم بعشرة دراهم، فتخلّصت له مائة ألف درهم.

وأمّا إبراهيم فلم يزل عنده بعد أن أهدي بعضها، وفرّق بعضها علي أهله إلي أن توفّي ، وكان كفنه وجهازه منها.

(1)

ص:212


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 142/2 ح 8. عنه البحار: 234/49 ح 2، وحلية الأبرار: 381/4 ح 1، والأنوار البهيّة: 230 س 3، بتفاوت. مستدرك الوسائل: 388/10 ح 12239، بتفاوت، عن كتاب الغرر والدرر للسيّد المرتضي. الفرج بعد الشدّة: 227/4 رقم 447. قطعة منه في (شاعره ( عليه السلام ) ).

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: نظر أبونواس إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون علي بغلة له، فدنا منه أبو نواس، فسلّم عليه وقال: ياابن رسول اللّه! قد قلت فيك أبياتاً، فأُحبّ أن تسمعها منّي.

قال: هات، فأنشأ يقول:

مطهّرون نقيّات ثيابهم

تجري الصلوة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويّاً حين تنسبه

فما له من قديم الدهر مفتخر

فاللّه لمّا بري خلقاً فأتقنه

صفاكم واصطفاكم أيّها البشر

فأنتم الملأ الأعلي وعندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، ثمّ قال: يا غلام! هل معك من نفقتنا شي ء؟

فقال: ثلاثمائة دينار.

فقال ( عليه السلام ) : أعطها إيّاه، ثمّ قال ( عليه السلام ) : لعلّه استقلّها يا غلام! سق إليه البغلة، ولمّا كانت سنة إحدي ومائتين حجّ بالناس، إسحاق بن موسي بن عيسي بن موسي، ودعا للمأمون ولعليّ بن موسي الرضا عليهما السلام من بعده بولاية العهد، فوثب إليه حمدويه بن عليّ بن عيسي بن هامان، فدعا إسحاق بسواده فلم يجده، فأخذ علماً أسود، فالتحف (1)به وقال: أيّها الناس إنّي قد أبلغتكم ما أمرت به، ولست أعرف إلّا أميرالمؤمنين المأمون والفضل بن سهل ثمّ نزل ودخل عبداللّه بن مطرف بن هامان علي المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون:

ص:213


1- التحف: تغطّي. المعجم الوسيط: 818.

ما تقول في أهل البيت؟

فقال عبداللّه: ما قولي في طينة عجنت بماء الرسالة، وغرست بماء الوحي، هل ينفخ منه إلّا مسك الهدي، وعنبر التقي.

قال: فدعا المأمون بحقّة فيها لؤلؤ، فحشا فاه.

(1)

ص:214


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 143/2 ح 10. عنه حلية الأبرار: 381/4 ح 2، عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 236/49 ح 5. نور الأبصار: 309 س 18، باختصار. إعلام الوري: 65/2 س 3، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 366/4 س 1، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: 148/49 ح 24. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي ( عليه السلام ) : 81 س 2، بتفاوت. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 22، بتفاوت. كشف الغمّة: 317/2 س 11. وفيات الأعيان: 271/3 س 3، أتي بالأشعار فقط. الوافي بالوفيات: 249/22 س 18. قطعة منه في (شاعره ( عليه السلام ) ).

(ح) - سننه ( عليه السلام ) في الكتابة وكيفيّتها

اشاره:

وفيه موضوعان

الأوّل - ابتداؤه ( عليه السلام ) بالبسملة عند الكتابة:

1 - ابن شعبة الحرّانيّ : كان [أي الرضا ( عليه السلام ) ]إذا أراد أن يكتب تذكّرات حوائجه كتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم أذكر إن شاء اللّه، ثمّ يكتب ما يريد.

(1)

الثاني - كان ( عليه السلام ) يضع التراب علي ما يكتبه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عن عليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه كان يترّب (2)

الكتاب، وقال: لابأس به.

(3)

ص:215


1- تحف العقول: 443 س 2. عنه البحار: 335/75 ضمن ح 13. تقدّم الحديث أيضاً في (كتابة بسم اللّه لتذكّر حوائجه ( عليه السلام ) ).
2- ترّب الشي ء: وضع عليه التراب. المعجم الوسيط: 83.
3- الكافي: 673/2 ح 8. عنه وسائل الشيعة: 139/12 ح 15875، والبحار: 104/49 ح 29، وحلية الأبرار: 520/4 ح 24، والوافي: 711/5 ح 2929. تحف العقول: 443 س 1. عنه البحار: 335/75 ح 12.

(ط) - سننه ( عليه السلام ) في الطبّ

اشاره:

وفيه موضوعان

الأوّل - طبابته ( عليه السلام ) بدوائه الجامع:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان: محمّد بن عليّ بن رنجويه (1)المتطبّب، قال: حدّثنا عبداللّه بن عثمان، قال: شكوت إلي أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : بَرد المعدة في معدتي، وخفقاناً في فؤادي.

فقال ( عليه السلام ) : أين أنت عن دواء أبي، وهو الدواء الجامع ؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! وما هو؟

قال: معروف عند الشيعة. قلت: سيّدي ومولاي! فأنا كأحدهم، فأعطني صفته حتّي أُعالجه، وأعطي الناس؟

قال: خذ زعفران، وعاقر قَرحا (2)، وسنبل، وقاقلة (3)، وبنج (4)، وخربق (5)أبيض، وفلفل أبيض، أجزاء سواء، وأبرفيون جزئين، يدقّ ذلك كلّه دقّاً

ناعماً(6)، وينخل بحريرة، ويعجن بضعفي وزنه عسلاً منزوع الرغوة.

ص:216


1- في البحار ومستدرك الوسائل: زنجويه.
2- العاقر قَرحا: نبات من الفصيلة المركّبة تستعمل جذوره في الطبّ. المعجم الوسيط: 615.
3- القاقُلّة: ثمر نبات هنديّ من العِطَر، مقوّ للمعدة والكبد، نافع للغَثَيان والأعلال. القاموس المحيط: 53/4.
4- البَنج: (من الهنديّة): جنس نباتات طبّيّة مخدّرة. المعجم الوسيط: 71.
5- الخَربَق: نبات ورقه كلسان الحَمَل أبيض وأسود، ينفع الصرع والجنون والمفاصل، وربما أورث تشنُّجاً، وإفراطه مهلك، وهو سمّ للكلاب والخنازير. القاموس المحيط: 328/3.
6- الناعم: ليّن. المعجم الوسيط: 935.

فيسقي منه صاحب خفقان الفؤاد، ومن به برد المعدة حبّة بماء كمّون(1) يطبخ،

فإنّه يعافي بإذن اللّه تعالي.

(2)

2 - ابنا بسطام النيسابوريّان: إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا الفضل بن ميمون الأزديّ، قال: حدَّثنا أبو جعفر بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : ، قال: قلت: ياابن رسول اللّه! إنّي أجد من هذه الشوصة (3)وجعاً شديداً.

فقال له: خذ حبّة واحدة من دواء الرضا ( عليه السلام ) مع شي ء من زعفران، وأطل به حول الشوصة.

قلت: وما دواء أبيك؟

قال: الدواء الجامع، وهو معروف عند فلان وفلان.

قال: فذهبت إلي أحدهما، وأخذت منه حبّة واحدة، فلطخت به ما حول الشوصة مع ما ذكره من ماء الزعفران، فعوفيت منها.

(4)

3 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أحمد بن العبّاس بن المفضّل قال:

ص:217


1- الكَمّون: كتنّور، حَبّ مُدِرّ مُجَشّ، هاضم طارد للرياح. القاموس المحيط: 373/4.
2- طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : : 90، س 1. عنه البحار: 247/59، ح 7، ومستدرك الوسائل: 16/ 464، ح 20554. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 201/3، ح 2848. قطعة منه في (الشراب الذي يعالج به بَردالمعدة وخفقان المعدة).
3- الشوصة: ريح تنعقد في الضلوع ... وقال جالينوس: هو ورم في حجاب الأضلاع من داخل. لسان العرب: 50/7.
4- طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) : : 89 س 7. عنه البحار: 246/59، ح 5، ومستدرك الوسائل: 463/16 ح 20552، بتفاوت. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 199/3 ح 2845. قطعة منه في ف 4، ب 3، (دواء أبيه الرضا ( عليهماالسلام ) ).

حدّثني أخي عبد اللّه بن العبّاس بن المفضّل، قال: لدغتني عقرب، فكادت شوكته حين ضربتني تبلغ بطني من شدّة ما ضربتني، وكان أبوالحسن العسكريّ ( عليه السلام ) جارنا فصرت إليه، فقلت (1): ابني عبد اللّه لدغته، وهو ذا

يتخوّف عليه.

فقال ( عليه السلام ) : اسقوه من دواء الجامع، فإنّه دواء الرضا ( عليه السلام ) .

فقلت: وما هو؟

قال: دواء معروف، قلت: مولاي! فإنّي لا أعرفه.

قال: خذ سنبل وزعفران، وقاقلة وعاقر(2) قرحاً، وخربق (3)أبيض وبنج (4) وفلفل أبيض أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة (5)، ويسقي منه للسعة الحيّة والعقرب حبّة بماء الحلتيت (6)، فإنّه يبرأ من ساعته. قال: فعالجناه به وسقيناه فبري ء من ساعته، ونحن نتّخذه ونعطيه للناس إلي يومنا هذا.(7)

ص:218


1- في المصدر: فقال، والظاهر أنّه غير صحيح.
2- العقار ج عقاقير: ما يتداوي به من النبات، المنجد: 519.
3- الخربق: جنس زهر من فصيلة الشقّاريات، ورقه كلسان الحَمَل أبيض وأسود، وهو سمّ للكلاب والخنازير، وأمّا للناس فالأبيض منه يقيّ ء، والأسود يسهّل المعدة، المنجد: 172.
4- البنج: نبات سامّ من فصيلة الباذنجانيّات أوراقه كبيرة لزجة، المنجد: 49 (بنج).
5- الرغوة: الزبد يعلو الشي ء عند غليانه، المصباح المنير: 232.
6- الحلتيت: عقير معروف، قال ابن سيدة، وقال أبو حنيفة: الحلتيت عربي، أو معرّب، قال: ولم يبلغني أنّه ينبت ببلاد العرب، ولكن ينبت بين بُست وبين بلاد القيقان، لسان العرب: 25/2.
7- طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : : 88 س 17. عنه مستدرك الوسائل: 463/16 ح 20551، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 198/3 ح 2844، والبحار: 245/59 ح 4.

الثاني - معالجته ( عليه السلام ) الحرارة بالإجّاص:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن زياد القنديّ، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تور(1) فيه إجّاص(2) أسود في إبّانة فقال: إنّه هاجت بي حرارة وأري الإجّاص يطفي ء الحرارة، ويسكّن الصفراء، وإنّ اليابس يسكّن الدم، [ويسكّن (3)الداء الدويّ ]، وهو للداء دواء بإذن اللّه عزّ وجلّ.(4)

(ي) - موقفه ( عليه السلام ) مع سائر الفرق الإسلاميّة

اشاره:

وفيه أمران

الأوّل - الفرقة الفطحيّة :
اشاره:

وفيه موضوعان :

- تكفينه ( عليه السلام ) يونس بن يعقوب:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا: إنّ

ص:219


1- التور: إناء يُشرب فيه. المعجم الوسيط: 90.
2- إجّاص: شجر من الفصيلة الورديّة، ثمره حلو لذيذ، يُطلق في سوريّة وفلسطين وسَيناء علي الكُمّثري وشجرها. المعجم الوسيط: 7.
3- في المستدرك: يستلّ.
4- مكارم الأخلاق: 165 س 10. عنه البحار: 189/63 ح 2، ومستدرك الوسائل: 406/16 ح 20350. يأتي الحديث أيضاً في (منافع الإجّاص).

يونس بن يعقوب فطحيّ كوفيّ مات بالمدينة وكفّنه الرضا ( عليه السلام ) ، وإنّما سمّي فطحيّاً، لأنّ عبداللّه بن جعفر كان أفطح الرأس (1)وقد قيل: إنّه كان

أفطح (2) الرجلين وقيل: إنّهم نسبوا إلي رجل يقال له: عبداللّه بن فطيح.

(3)

- بعثه ( عليه السلام ) بالحنوط والكفن وغيرهما ليونس بن يعقوب بعد موته:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : قال أبو النضر: سمعت عليّ بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة، فبعث إليه أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بحنوطه وكفنه، وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه، أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولي لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، كان يسكن العراق، وقال لهم: احفروا له في البقيع، فإن قال لكم أهل المدينة: إنّه عراقيّ، ولاندفنه في البقيع فقولوا لهم: هذا مولي لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، وكان يسكن العراق، فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع، منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع.

ووجّه أبوالحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) إلي زميله محمّد بن الحباب، وكان رجلاً من أهل الكوفة: صلّ عليه أنت.

عليّ بن الحسن، قال: حدّثني محمّد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك فقال لي: من هذا الرجل، صاحب القبر؟ فإنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أوصاني به، وأمرني أن أرشّ قبره أربعين شهراً، أو أربعين يوماً في كلّ يوم، - قال أبوالحسن (4): الشكّ منّي - .

ص:220


1- أي كان عريض الصدر.
2- الأفطح: العَريض. المعجم الوسيط.
3- رجال الكشّيّ: 385 رقم 720.
4- هو عليّ بن الحسن بن الفضّال يقول: إنّ الترديد بين الشهر واليوم من جانبي.

قال: وقال لي صاحب المقبرة: إنّ السرير عندي - يعني سرير النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - فإذا مات رجل من بني هاشم صرّ (1) السرير.

فأقول: أيّهم مات حتّي أعلم بالغداة؟

فصرّ السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت: لاأعرف أحداً منهم مريضاً، فمن الذي مات؟ فلمّا كان من الغد جاءوا، فأخذوا منّي السرير وقالوا لي: مولي لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، كان يسكن العراق.

وقال عليّ بن الحسن: كانت أُمّه أُخت معاويّة بن عمّار، وكانت تدخل علي أبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، وامرأته كانت مضريّة، وكانت تدخل علي أبي عبداللّه ( عليه السلام ) .(2)

الثاني - الفرقة الواقفيّة :
اشاره:

وفيه سبعة موضوعات :

- أنّهم ليسوا من الشيعة:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...حمران بن أعين يقول: قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أمن شيعتكم أنا؟

قال ( عليه السلام ) : إي واللّه! في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا إلّا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه، إلّا من يتولّي منهم عنّا.

قال: قلت: جعلت فداك، أو من شيعتكم من يتولّي عنكم بعد المعرفة؟

ص:221


1- الصرّ: الصياح. المصباح المنير: 338.
2- رجال الكشّيّ: 386 رقم 722. عنه البحار: 282/66 ح 18، قطعة منه، و26/79 ح 12، ووسائل الشيعة: 197/3 ح 3393، قطعة منه. قطعة منه في (استحباب رشّ القبر بالماء أربعين يوما، كلّ يوم مرّة) و(مدح يونس بن يعقوب).

قال ( عليه السلام ) : يا حمران! نعم، وأنت لا تدركهم.

قال حمزة: فتناظرنا في هذا الحديث، فكتبنا به إلي الرضا ( عليه السلام ) نسأله عمّن استثني به أبو جعفر؟

فكتب ( عليه السلام ) : هم الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) .

(1)

- إنّهم يعيشون شكّاكاً ويموتون علي الزندقة:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :، قال: حدّثني عدّة من أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعناه يقول ( عليه السلام ) : يعيشون شكّاكاً، ويموتون زنادقة.

قال: فقال بعضنا: أمّا الشكّاك فقد علمناه، فكيف يموتون زنادقة؟

قال: فقال: حضرت رجلاً منهم وقد احتضر، فسمعته يقول: هو كافر إن مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) .

قال: فقلت: هذا هو.

(2)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن الحسن، قال: حدّثني أبو عليّ الفارسيّ، عن محمّد بن الحسين الكوفيّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن عمر بن فرات، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الواقفة؟

قال ( عليه السلام ) : يعيشون حياري، ويموتون زنادقة.

بهذا الإسناد، عن أحمد بن محمّد البرقيّ، عن جعفر بن محمّد بن يونس، قال: جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع، فيها جوابات المسائل، إلّا رقعة الواقف، قد

ص:222


1- رجال الكشّيّ: 462 رقم 882. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2464.
2- رجال الكشّيّ: 456 ضمن رقم 862. عنه البحار: 263/48 ح 20. قطعة منه في (ذمّ الفرقة الواقفيّة).

رجعت علي حالها، لم يوقّع فيها شي ء.

(1)

3 - أبو عمرو الكشّيّ : إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الختليّ، قال: حدّثني أحمد بن إدريس القمّيّ، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيي، قال: حدّثني العبّاس بن معروف، عن الحجّال، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: ذكرت الممطورة (2) وشكّهم؟

فقال ( عليه السلام ) : يعيشون ما عاشوا علي شكّ، ثمّ يموتون زنادقة(3).

4 - الشيخ الطوسيّ : روي أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيي، عن إبراهيم بن يحيي بن أبي البلاد قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : ما فعل الشقيّ حمزة بن بزيع؟

قلت: هو ذا، هو قد قدم.

فقال ( عليه السلام ) : يزعم أنّ أبي حيّ، هم اليوم شكّاك، ولا يموتون غداً إلّا علي الزندقة.

قال صفوان: فقلت فيما بيني وبين نفسي: شكّاك قد عرفتهم، فكيف يموتون علي الزندقة؟ فما لبثنا إلّا قليلاً حتّي بلغنا عن رجل منهم: أنّه قال عند موته: هو كافر بربّ أماته.

قال صفوان: فقلت: هذا تصديق الحديث.

(4)

ص:223


1- رجال الكشّيّ: 460 رقم 876 و877، و456 رقم 861، وفيه: جعفر بن معروف، قال: حدّثني سهل بن بحر، قال: حدّثني الفضل بن شاذان رفعه عن الرضا ( عليه السلام ) ... عنه البحار: 263/48 ضمن ح 18، و267 ح 28. قطعة منه في (ذمّ الفرقة الواقفيّة).
2- يريد بالممطورة: الواقفيّة. مجمع البحرين: 483/3.
3- رجال الكشّيّ: 461 رقم 878. عنه البحار: 268/48 ضمن ح 28. قطعة منه في (ذمّ الفرقة الواقفيّة).
4- الغيبة: 68 ح 72. عنه البحار: 256/48 ح 10، وإثبات الهداة: 293/3 ح 117، ومدينة المعاجز: 125/7 ح 2231. قطعة منه في (ذمّ حمزة بن بزيع).

- النهي عن مجالستهم:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : خلف، عن الحسن بن طلحة المروزيّ، عن محمّد بن عاصم، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يا محمّد بن عاصم! بلغني أنّك تجالس الواقفة!

فقلت: نعم، جعلت فداك! أجالسهم وأنا مخالف لهم.

قال ( عليه السلام ) : لا تجالسهم، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: وقد نزّل عليكم في الكتاب: ( أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَاتَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّي يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ي إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )(1) يعني بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة.(2)

- أنّهم أهل النار:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن الحسن، قال: حدّثني أبو عليّ الفارسيّ، عن محمّد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: مات عليّ بن أبي حمزة؟

قلت: نعم.

قال ( عليه السلام ) : قد دخل النار.

قال: ففزعت من ذلك، قال ( عليه السلام ) : أما إنّه سئل عن الإمام بعد موسي أبي ( عليه السلام )

ص:224


1- النساء: 140/4
2- رجال الكشّيّ: 457 رقم 864. عنه البحار: 264/48 ح 22، والبرهان:423/1 ح 4، ومقدّمة البرهان: 140 س 34. قطعة منه في (سورة النساء: 140/4) و(نهيه ( عليه السلام ) عن مجالسة الواقفيّة) و(ذمّ الفرقة الواقفيّة).

فقال: لا أعرف إماماً بعده، فقيل: لا؟ فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً.

(1)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني عليّ بن الحسن، قال: عليّ بن أبي حمزة كذّاب متّهم.

قال: روي أصحابنا: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قال بعد موته: أقعد عليّ بن أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمّة، فأخبر بأسمائهم حتّي انتهي إليّ، فسئل فوقف، فضرب علي رأسه ضربة امتلأ قبره ناراً.

(2)

- أنّهم كفّار بما أنزل اللّه عزّ وجلّ:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن الحسن البراثيّ، قال: حدّثني أبوعليّ، قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن رجل من أصحابنا، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! قوم قد وقفوا علي أبيك، يزعمون أنّه لم يمت.

قال: قال ( عليه السلام ) : كذبوا، وهم كفّار بما أنزل اللّه عزّ وجلّ علي مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولو كان اللّه يمدّ في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه، لمدّ اللّه في أجل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(3)

ص:225


1- رجال الكشّيّ: 444 رقم 833. عنه البحار: 242/6 ح 62. قطعة منه في (السؤال عن الأئمّة في القبر) و(ذمّ عليّ بن أبي حمزة).
2- رجال الكشّيّ: 444 رقم 834، و403 ضمن رقم 755. عنه البحار: 242/6 ح 61، قطعةمنه. قطعة منه في (السؤال عن الأئمّة في القبر) و(ذمّ عليّ بن أبي حمزة)
3- رجال الكشّيّ: 458 رقم 867. عنه البحار: 265/48 ح 25. قطعة منه في (ذمّ الفرقة الواقفيّة).

- أنّهم المكذّبون برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن أبي عبداللّه الرازيّ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك، إنّي خلّفت ابن أبي حمزة، وابن مهران، وابن أبي سعيد، أشدّ أهل الدنيا عداوة للّه تعالي.

قال: فقال ( عليه السلام ) : ما ضرّك من ضلّ إذا اهتديت، إنّهم كذّبوا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكذّبوا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً، وكذّبوا جعفراً وموسي، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة.

قلت: جعلت فداك، إنّانروي أنّك قلت لابن مهران: أذهب اللّه نور قلبك، وأدخل الفقر بيتك.

فقال ( عليه السلام ) : كيف حاله وحال بزّه؟(1)

قلت: يا سيّدي! أشدّ حال، هم مكروبون، وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلي العمرة، فسكت.

وسمعته يقول في ابن أبي حمزة: أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي يروي أنّ رأس المهدي يُهدي إلي عيسي بن موسي؟! وهو صاحب السفيانيّ.

وقال: إنّ أباالحسن ( عليه السلام ) يعود إلي ثمانية أشهر.(2)

ص:226


1- في البحار ومدينة المعاجز: برّه.
2- رجال الكشّيّ: 405 رقم 760. عنه البحار: 261/48 ح 14، ومدينة المعاجز: 126/7 ح 2232. قطعة منه في (ذمّ ابن أبي حمزة) و(ذمّ ابن أبي سعيد) و(ذمّ ابن مهران).
- مطالبته أموال أبيه ( عليهماالسلام ) التي كانت عندهم:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثني جرير بن حازم، عن أبي مسروق قال: دخل علي الرضا جماعة من الواقفة، فيهم عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار، والحسين بن مهران، والحسن (1)بن أبي سعيد المكاريّ، فقال له عليّ بن أبي حمزة: جعلت فداك، أخبرنا عن أبيك ( عليه السلام ) ما حاله؟

فقال ( عليه السلام ) له: إنّه قد مضي.

فقال له: فإلي من عهد؟

فقال ( عليه السلام ) : إليّ. فقال له: إنّك لتقول قولاً ما قاله أحد من آبائك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فمن دونه! قال: لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فقال له: أما تخاف هؤلاء علي نفسك؟!

فقال: لو خفت عليها كنت عليها معيناً، إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاه أبو لهب فتهدّده، فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذّاب. فكانت أوّل آية نزع بها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهي أوّل آية أنزع لكم إن خدشت خدشة من قبل هارون فأنا كذّاب.

فقال له الحسن بن مهران: قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول.

قال ( عليه السلام ) : فتريدها ذا، أتريد أن أذهب إلي هارون فأقول له إنّي إمام، وأنت لست في شي ء، ليس هكذا صنع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في أوّل أمره، إنّما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به، فقد خصّهم به دون الناس وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي، ولا تقولون إنّه إنّما يمنع عليّ بن موسي أن يخبر أنّ أباه حيّ تقيّة، فإنّي

ص:227


1- في البحار ومدينة المعاجز: الحسين.

لا أتّقيكم في أن أقول إنّي إمام، فكيف أتّقيكم في أن أدّعي أنّه حيّ لو كان حيّاً.

(1)

2 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: أحد القوم عثمان بن عيسي، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وستّ جوار، فبعث إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) فيهنّ وفي المال....

(2)

3 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، وسعد بن عبداللّه الأشعريّ جميعاً، عن يعقوب بن يزيد الأنباريّ، عن بعض أصحابه قال: مضي أبو إبراهيم ( عليه السلام ) وعند زياد القنديّ سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسي الرواسيّ ثلاثون ألف دينار، وخمس جوار، ومسكنه بمصر.

فبعث إليهم أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : أن احملوا ما قِبَلَكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإنّي وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قِبَلَكم، وكلام يشبه هذا!

فأمّا ابن أبي حمزة، فإنّه أنكره، ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القنديّ.

وأمّا عثمان بن عيسي فإنّه كتب إليه: إنّ أباك صلوات اللّه عليه لم يمت، وهو حيّ قائم، ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل، وأعمل علي أنّه قد مضي كما تقول، فلم يأمرني بدفع شي ء إليك، وأمّا الجواري فقد أعتقتهنّ، وتزوّجت بهنّ.

(3)

ص:228


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 213/2 ح 20. عنه مدينة المعاجز: 69/7 ح 2171، والبحار: 52/18 ح 4، قطعة منه، و114/49 ح 5، وإثبات الهداة: 267/1 ح 108، قطعة منه، و269/3 ح 58. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالوقايع الآتية)، و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
2- رجال الكشّيّ: 598 رقم 1120. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2481.
3- الغيبة: 64 ح 67، عنه البحار: 252/48، ح 4. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 113/1 ح 3، وفيه: حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن حمّاد قال:... . علل الشرائع: 236، ب 171 ح 2، باختصار. عنه وعن العيون، البحار: 253/48 ح 5.

(ك) - معاشرة الناس معه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه سبعة موضوعات

الأوّل - عيادته ( عليه السلام ) المرضي وعيادة الناس إيّاه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : قرأت في كتاب محمّد بن الحسن بن بندار بخطّه، حدّثني محمّد بن يحيي العطّار قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن سليمان بن جعفر، قال: قال لي عليّ بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، أشتهي أن أدخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُسلّم عليه.

قلت: فما يمنعك من ذلك؟

قال: الإجلال والهيبة له، وأتّقي عليه.

قال: فاعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) علّة خفيفة، وقد عاده الناس، فلقيت عليّ بن عبيد اللّه فقلت: قد جاءك ما تريد، قد اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) علّة خفيفة، وقد عاده الناس، فإن أردت الدخول عليه، فاليوم.

قال: فجاء إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) عائداً، فلقيه أبو الحسن ( عليه السلام ) بكلّ ما يحبّ من التكرمة والتعظيم، ففرح بذلك عليّ بن عبيد اللّه فرحاً شديداً.

ثمّ مرض عليّ بن عبيد اللّه، فعاده أبو الحسن ( عليه السلام ) وأنا معه، فجلس حتّي خرج

ص:229

من كان في البيت، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا: أنّ أُمّ سلمة امرأة عليّ بن عبيد اللّه كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلمّا خرج، خرجت وانكبّت علي الموضع الذي كان أبوالحسن ( عليه السلام ) فيه جالساً تقبّله، وتتمسّح به.

قال سليمان: ثمّ دخلت علي عليّ بن عبيد اللّه، فأخبرني بما فعلت أُمّ سلمة، فخبّرت به أباالحسن ( عليه السلام ) فقال: يا سليمان! إنّ عليّ بن عبيد اللّه وامرأته وولده من أهل الجنّة، يا سليمان! إنّ ولد عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ، إذا عرّفهم اللّه هذا الأمر، لم يكونوا كالناس.

(1)

الثاني - أنّه ( عليه السلام ) كان مسجوناً في سرخس:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: جئت إلي باب الدار التي حبس فيها الرضا ( عليه السلام ) بسرخس وقد قيّد ( عليه السلام ) ، فاستأذنت عليه السجّان... فدخلت عليه وهو قاعد في مصلّاه متفكّراً....

(2)

الثالث - شكوي بعض أصحابه ( عليه السلام ) عمّا يقوله المخالفون:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، وإبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد

ص:230


1- رجال الكشّيّ: 593 رقم 1109. عنه وعن الاختصاص، البحار: 222/49 ح 15. الإختصاص: 89 س 3، قطعة منه. الكافي: 377/1 ح 1، قطعة منه. عنه الوافي: 125/2 ح 589. قطعة منه في (فضل ولد فاطمة وعليّ ( عليهماالسلام ) علي الناس) و(مدح عليّ بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 183/2 ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 668.

بن عيسي العبيديّ، قال: سمعت هشام بن إبراهيم الجبليّ، وهو المشرقيّ يقول: استأذنت لجماعة علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستّة عشر رجلاً علي باب أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، فخرج مسافر فقال: آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن، ويدخل الباقون رجلاً رجلاً.

فلمّا دخلوا وخرجوا، خرج مسافر فدعاني وموسي، وجعفر بن عيسي، ويونس، فأدخلنا جميعاً عليه والعبّاس قائم ناحية بلا حذاء ولارداء، وذلك في سنة أبي السرايا فسلّمنا، ثمّ أمرنا بالجلوس، فلمّا جلسنا قال له جعفر بن عيسي: يإٍ سيّدي! نشكوا إلي اللّه وإليك ما نحن فيه من أصحابنا.

فقال ( عليه السلام ) : وما أنتم فيه منهم؟

فقال جعفر: هم، واللّه! يا سيّدي! يزندقونا، ويكفّرونا، ويتبرّئون منّا.

فقال ( عليه السلام ) : هكذا كان أصحاب عليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وأصحاب جعفر، وموسي (صلوات اللّه عليهم)، ولقد كان أصحاب زرارة يكفّرون غيرهم، وكذلك غيرهم كانوا يكفّرونهم.

فقلت له: يا سيّدي! نستعين بك علي هذين الشيخين، يونس وهشام، وهما حاضران، فهما أدّبانا وعلّمانا الكلام، فإن كنّا يا سيّدي! علي هدي ففزنا، وإن كنّا علي ضلال، فهذان أضلاّنا، فمرنا نتركه ونتوب إلي اللّه منه، يا سيّدي! فادعنا إلي دين اللّه نتّبعك.

فقال ( عليه السلام ) : ما أُعلّمكم إلّا علي هدي، جزاكم اللّه عن الصحبة القديمة، والحديثة خيراً.

فتأوّلوا القديمة عليّ بن يقطين، والحديثة خدمتنا له، واللّه أعلم.

فقال جعفر: جعلت فداك، إنّ صالحاً وأبا الأسد، خصّيّ عليّ بن يقطين، حكيا عنك: أنّهما حكيا لك شيئاً من كلامنا.

ص:231

فقلت لهما: مالكما؟ والكلام يثنيكم إلي الزندقة.

فقال ( عليه السلام ) : ما قلت لهما ذلك، أنا قلت ذلك! واللّه! ما قلت لهما.

وقال يونس: جعلت فداك! إنّهم يزعمون أنّا زنادقة، وكان جالساً إلي جنب رجل وهو متربّع رِجلاً علي رِجل، وهو ساعة بعد ساعة يمرّغ وجهه، وخديّه علي باطن قدمه الأيسر.

فقال له: أرأيتك لو كنت زنديقاً فقال لك: هو مؤمن، ماكان ينفعك من ذلك، ولو كنت مؤمناً فقالوا: هو زنديق، ماكان يضرّك منه.

وقال المشرقيّ له: واللّه! ما تقول إلّا ما يقول آباؤك ( عليهم السلام ) : ، عندنا كتاب سمّيناه كتاب الجامع، فيه جميع ماتكلّم الناس فيه عن آبائك ( عليهم السلام ) : ، وإنّما نتكلّم عليه.

فقال له جعفر شبيهاً بهذا الكلام، فأقبل علي جعفر فقال: فإذا كنتم لاتتكلّمون بكلام آبائي ( عليهم السلام ) : ، فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلّموا.

(1)

الرابع - إسلام الناس علي يده الشريفة:

1 - ابن شهرآشوب : ذكر ابن الشهرزوريّ في مناقب الأبرار: أنّ معروف الكرخيّ كان من موالي عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وكان أبواه نصرانيّين، فسلّما معروفاً إلي المعلّم وهو صبيّ، فكان المعلّم يقول له: قل ثالث ثلاثة، وهو يقول: بل هو الواحد، فضربه المعلّم ضرباً مبرحاً (2)، فهرب ومضي إلي

الرضا ( عليه السلام ) وأسلم علي يده، ثمّ إنّه أتي داره، فدقّ الباب، فقال أبوه: من بالباب؟

ص:232


1- رجال الكشّيّ: 498 رقم 956. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في عدم الاعتناء بما يقوله المخالفون).
2- البَرح: الشدّة، والعذاب الشديد، والأذي. يقال: لقي منه بَرحاً بارحاً، وبَرحاً مُبرِحاً. المعجم الوسيط: 47.

فقال: معروف.

فقال: علي أيّ دين؟

قال: علي ديني (1) الحنيفيّ، فأسلم أبوه ببركات الرضا ( عليه السلام ) .

قال معروف: فعشت زماناً، ثمّ تركت كلّما كنت فيه، إلّا خدمة مولاي عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) .

(2)

الخامس - تقبيل يده ( عليه السلام ) :

1 - محمد بن يعقوب الكلينيّ :...عليّ بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان في الكنز الذي قال اللّه عزّوجلّ: ( وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا) كان فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! ...فقلت: جعلت فداك، أريد أن أكتبه.

قال: فضرب واللّه! يده إلي الدواة ليضعها بين يديه، فتناولت يده فقبّلتها وأخذت الدواة فكتبته.

(3)

السادس - تقبيل الناس رأسه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: جاء رجل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) من وراء نهر بلخ، ...

ص:233


1- في البحار: دين.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 361/4 س 19. عنه البحار: 262/49 ضمن ح 4.
3- الكافي: 59/2 ح 9، و386/6 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1985.

فقبّل رأسه وقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه ....

(1)

السابع - تقبيل الفقهاء يده الشريفة ( عليه السلام ) :

1 - الديلميّ : قيل: قالت المعتزلة يوماً في مجلس الرضا ( عليه السلام ) : إنّ أعظم الكبائر القتل...قال الرضا ( عليه السلام ) : أعظم من القتل إثماً، وأقبح منه بلاءً الزنا، لأنّ القاتل لم يفسد بضرب المقتول غيره، ولابعده فساداً، والزاني قد أفسد النسل إلي يوم القيامة، وأحلّ المحارم، فلم يبق في المجلس فقيه إلّا قبّل يده وأقرّ بما قاله.

(2)

(ل) - هجرته ( عليه السلام ) وأسفاره

اشاره:

وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - أسفاره:
- سفره ( عليه السلام ) إلي القادسيّة:

1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: استقبلت الرضا ( عليه السلام ) إلي القادسيّة فسلّمت عليه فقال لي: اكتر لي حجرة لها بابان، باب إلي الخان، وباب إلي خارج، فإنّه أستر عليك ....

(3)

ص:234


1- الكافي: 88/1 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في (صفات اللّه تعالي) ف 1 - 4 رقم 799.
2- إرشاد القلوب: 71 س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1922.
3- بصائر الدرجات، الجزء الخامس : 266 ح 8. تقدّم الحديث بتمامه ج 1 رقم 381.
الثاني - ما جري عليه ( عليه السلام ) في مسيره من المدينة إلي مرو:
اشاره:

وفيه ستّة عشر عنواناً :

- وداعه ( عليه السلام ) قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وبكاؤه قبل خروجه إلي خراسان:

1 - الشيخ الصدوق :...محول السجستانيّ قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودّع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فودّعه مراراً، كلّ ذلك يرجع إلي القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب....

(1)

- إشخاص المأمون الرضا ( عليه السلام ) من المدينة إلي مرو علي طريق البصرة وفارس:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : كان المأمون أشخصه من المدينة إلي مرو علي طريق البصرة وفارس، فلمّا خرج المأمون، وشخص إلي بغداد، أشخصه معه، فتوفّي في هذه القرية.

(2)

2 - ابن حجر العسقلانيّ: قال الحاكم في تاريخ نيسابور: أشخصه المأمون من المدينة إلي البصرة، ثمّ إلي الأهواز، ثمّ إلي فارس، ثمّ إلي نيسابور، إلي أن أخرجه إلي مرو، وكان ما كان. يعني من قصّة استخلافه.

(3)

ص:235


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 217/2 ح 26. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 429.
2- الكافي: 486/1 س 13. عنه الوافي: 824/3 س 9.
3- تهذيب التهذيب: 339/7 س 4.
- مرافقوه ( عليه السلام ) من المدينة إلي خراسان:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، وإبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسي قال: كان الجوانيّ خرج مع أبي الحسن ( عليه السلام ) إلي خراسان، وكان من قرابته.

(1)

- مسيره ( عليه السلام ) في سفره إلي خراسان:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك، حتّي علم أنّه لا محيص له، و أنّه لا يكفّ عنه، فخرج ( عليه السلام ) ، ولأبي جعفر ( عليه السلام ) سبع سنين.

فكتب إليه المأمون: لا تأخذ علي طريق الجبل وقمّ، وخذ علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، حتّي وافي مرو....

(2)

2 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، ولاآخذ به علي طريق قمّ....

(3)

ص:236


1- رجال الكشّيّ: 506 رقم 973.
2- الكافي: 488/1 ح 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 781.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 669.
- سفره ( عليه السلام ) إلي العراق:

1 - الشيخ الصدوق : ... عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ (1)، قال:

لقيته (2)( عليه السلام ) علي الطريق عند منصرفي من مكّة إلي خراسان، وهو سائر إلي العراق

فسمعته يقول: ....

(3)

- وروده بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان:

1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان أُؤامره...فلمّا صار إلي الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قَصَب سُكَّر....

(4)

ص:237


1- قال ابن الغضائريّ: الفتح بن يزيد الجرجانيّ، صاحب المسائل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، واختلفوا أيّهم هو: الرضا، أم الثالث ( عليهماالسلام ) ؟ مجمع الرجال: 12/5 -13. واستظهر السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّ المراد من أبي الحسن الذي روي عنه الفتح بن يزيد الجرجانيّ هو الرضا ( عليه السلام ) . معجم رجال الحديث: 249/13، رقم 9300، كما أنّ المحقّق التستري ( قدس سره ) استظهر كونه الهادي ( عليه السلام ) . قاموس الرجال: 371/8 و375، رقم 5873.
2- صرّح المحقّق التستري - قده - والسيّد الخوئي - قده - بأنّ ضمير «لقيته» يرجع إلي أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) حيث إنّه الذي أشخصه المتوكّل (لع) من المدينة إلي العراق، وأمّا الرضا ( عليه السلام ) ، فإنّما أشخصه المأمون من المدينة إلي خراسان، راجع قاموس الرجال: 371/8 رقم 5873، طبعة جماعة المدرّسين، ومعجم رجال الحديث: 249/13 رقم 9300، وفيه: وأمّا الرضا ( عليه السلام ) فهو لم يأت العراق، وإنّما أشخصه المأمون إلي خراسان. ولكن الصدوق - قدّه - رواها في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) وهو يشعر بكون المراد من أبي الحسن هو الرضا ( عليه السلام ) .
3- التوحيد: 60، ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 840.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 464.

2 - الراونديّ : قال أبو هاشم: إنّه لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحّاك لحمل أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) علي طريق الأهواز، ولم يمرّ به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها

وكنت بالشرق من إيذج، فلمّا سمعت به سرت إليه بالأهواز....

(1)

- إصابته المرض حين وروده بأهواز:

1 - الراونديّ : قال أبو هاشم: إنّه لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحّاك لحمل أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) علي طريق الأهواز، ولم يمرّ به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها

وكنت بالشرق من إيذج، فلمّا سمعت به سرت إليه بالأهواز، وانتسبت له، وكان أوّل لقائي له، وكان مريضاً، وكان زمن القيظ

فقال ( عليه السلام ) لي: إبغ لي طبيباً، فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة، فقال الطبيب: لاأعرف علي وجه الأرض أحداً يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها، إلّا أنّهإ ث ليست في هذا الأوان، ولاهذا الزمان؟....

(2)

ص:238


1- الخرائج والجرائح: 661/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 465.
2- الخرائج والجرائح: 661/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 465.
- مجيئه ( عليه السلام ) عن طريق البصرة والكوفة ونزوله بمدينة قمّ:

1 - السيّد ابن طاووس : إنّما لم يزر الرضا ( عليه السلام ) مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، لأنّه لمّا طلبه المأمون من خراسان، توجّه ( عليه السلام ) من المدينة إلي البصرة ولم يصل الكوفة، ومنها توجّه علي طريق الكوفة إلي بغداد، ثمّ إلي قمّ فدخلها، وتلقّاه أهلها وتخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم، فذكر ( عليه السلام ) أنّ الناقة مأمورة، فما زالت حتّي بركت علي باب، وصاحب ذلك الباب رأي في منامه أنّ الرضا ( عليه السلام ) يكون ضيفه في غد، - فما مضي إلّا يسير، حتّي صار ذلك الموضع مقاماً شامخاً، وهو اليوم (مدرسة معروفة) -، ثمّ منها إلي مزيومد(1)، وقال في حالهم الخبر المشهور، ثمّ وصل إلي مرو، وعاد إلي سناباد، وتوفّي بها، (واتّفق لي زيارته ( عليه السلام ) في جمادي الأُولي سنة ثمانين وستّمائة).

(2)

- نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور، وما جري فيه من الحوادث:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي قال: سمعت أبي الحسين بن أحمد يقول: سمعت جدّي يقول: سمعت أبي يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) نيسابور أيّام المأمون، قمت في حوائجه والتصرّف في أمره ما دام بها، فلمّا خرج إلي مرو شيّعته إلي سرخس، فلمّا خرج من سرخس أردت أن أُشيّعه إلي مرو، فلمّا سار مرحلة أخرج رأسه من العَمّاريّة (3)

ص:239


1- في الأنوار البهيّة: فريومد.
2- فرحة الغريّ: 130، س 16. عنه الأنوار البهيّة: 224 س 3. قطعة منه في (محلّ شهادته).
3- العَماريّة: الكَجاوة. المصباح المنير: 429.

وقال لي: يا أبا عبداللّه! انصرف راشداً، فقد قمت

بالواجب وليس للتشييع غاية.

قال: قلت: بحقّ المصطفي، والمرتضي، والزهراء، لمّا حدّثتني بحديث تشفيني به حتّي أرجع.

فقال: تسألني الحديث، وقد أُخرجت من جوار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا أدري إلي ما يصير أمري.

قال: قلت: بحقّ المصطفي، والمرتضي، والزهراء، لمّا حدّثتني بحديث تشفيني حتّي أرجع.

فقال: حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه أنّه سمع أباه يذكر أنّه سمع أباه يقول: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يذكر أنّه سمع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: قال اللّه جلّ جلاله: لا إله إلّا اللّه اسمي، من قاله مخلصاً من قلبه دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من (1)عذابي.(2)

2 - الشيخ الطوسيّ : قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو نصر الليث بن محمّد بن الليث العنبريّ إملاء من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهرويّ سنة إحدي وستّين ومائتين، قال: حدّثنا خالي أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلمّا سار إلي المرتعة(3) تعلّقوا بلجام بغلته، وقالوا: يا ابن

رسول اللّه! حدّثنا بحقّ آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك صلوات اللّه عليهم أجمعين

ص:240


1- ليس في المستدرك «من».
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 137/2 ح 2. عنه البحار: 126/49 ح 2، و198/90 ح 24، والجواهر السنيّة: 118 س 24، قطعة من ذيله، ومستدرك الوسائل: 360/5 ح 6087. قطعة منه في (ما رواه من الأحاديث القدسيّة).
3- في العيون والتوحيد: المربعة.

فأخرج رأسه من الهودج وعليه مُطرَف (1) خزّ، فقال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، عن أبيه أميرالمؤمنين، عن رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين، عن اللّه تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه، قال: إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه مخلصاً بها، أنّه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي.

وقالوا: يا ابن رسول اللّه، وما إخلاص الشهادة للّه؟

قال: طاعة اللّه ورسوله، وولاية أهل بيته ( عليهم السلام ) : .

(2)

3 - ابن شهرآشوب : لمّا نزل الرضا ( عليه السلام ) في نيسابور بمحلّة فوزا، أمر ببناء حمّام، وحفر قناة، وصنعة حوض فوقه مصلّي، فاغتسل من الحوض وصلّي في المسجد، فصار ذلك سنّة....

(3)

ص:241


1- المُطرَف: ثوب من خزّ له أعلام. المصباح المنير: 371.
2- الأمالي: 588 ح 1220. عنه البحار: 14/3 ح 39، و134/27 ح 130، و120/49 ح 1، والبرهان: 359/3 ح 4، و102/4 ح 2، وحلية الأبرار: 351/4 ح 1. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/2 ح 1، وفيه: حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن اسحاق المذكّر النيسابوريّ بنيسابور، قال: حدّثني أبو علي الحسن بن عليّ الخزرجيّ الأنصاريّ السعديّ قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ قال:...بتفاوت. عنه البحار: 122/49 ح 3. التوحيد: 24 ح 22، كما في العيون. عنه وعن العيون، البحار: 6/3 ح 15. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 393 س 22، مرسلاً عن أبي الصلت الهرويّ. أعلام الدين: 214 س 1، مرسلاً عن أبي الصلت الهروي. قطعة منه في (ما رواه ( عليه السلام ) من الأحاديث القدسيّة)، و(مركبه ( عليه السلام ) ).
3- المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 10. يأتي الحديث بتمامه في رقم 744.
- نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور وتحديثه للناس:

1 - الشيخ الصدوق :...خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور، نزل محلّة الغربيّ، ناحية تعرف بلاش آباد، في دار جدّي بَسَندَة (1)، وإنّما سمّي بَسَندَة لأنّ الرضا ( عليه السلام ) ارتضاه من بين

الناس، وبَسَندَة إنّما هي كلمة فارسيّة معناها: مرضيّ...(2)

2 - ابن الصبّاغ :...محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان، في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لمّا دخل إلي نيشابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبّة مستورة بالسقلاط علي بغلة شهباء، وقد شقّ نيشابور، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبويّة، والمشايران علي السنّة المحمّديّة، أبو زرعة الرازيّ، ومحمّد بن أسلم الطوسيّ، ومعهما خلايق لايحصون من طلبة العلم، وأهل الأحاديث، وأهل الرواية والدراية.

فقالا: أيّها السيّد الجليل ابن السادة الأئمّة بحقّ آبائك الأطهرين، وأسلافك الأكرمين، إلّا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نذكرك به، فاستوقف البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبّة، وأقرّ عيون تلك الخلايق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان (3) علي عاتقه،

ص:242


1- في المدينة: پسنده.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 441.
3- الذُؤْبَة بالضمّ: الظفر من الشعر إذا كانت مرسلة، فإذا كانت ملفوفة فهي عقيصة والجمع الذوائب ... والذؤابة طرف العمامة والسوط. مجمع البحرين 57/2.

والناس كلّهم قيام علي طبقاتهم ينظرون إليه، وهم بين صارخ وباك، ومتمرّغ في التراب، ومقبّل لحافر بغلته، وعلا الضجيج ....

(1)

- أمره ( عليه السلام ) ببناء الحمّام، وحفر قناة بنيسابور:

1 - ابن شهرآشوب : لمّا نزل الرضا ( عليه السلام ) في نيسابور بمحلّة فوزا، أمر ببناء حمّام، وحفر قناة، وصنعة حوض فوقه مصلّي، فاغتسل من الحوض وصلّي في المسجد، فصار ذلك سنّة، فيقال: «گرمابه رضا» و«آب رضا» و«حوض كاهلان».

ومعني ذلك إنّ رجلاً وضع همياناً علي طاقه، واغتسل منه وقصد إلي مكّة ناسياً، فلمّا انصرف من الحجّ أتي الحوض للغسل فرآه مشدوداً (2)، فسأل الناس عن ذلك؟

فقالوا: قد آوي فيه ثعبان ونام علي طاقه، ففتحه الرجل ودخل في الحوض، وأخرج هميانه وهو يقول: هذا من معجز الإمام ( عليه السلام ) ، فنظر بعضهم إلي بعض وقالوا: أي كاهلان! لئلاّ يأخذوها، فسمّي الحوض بذلك كاهلان، وسمّيت المحلّة (فوز) لأنّه فتح أوّلاً، فصحّفوها وقالوا: فوزا.

وروي: أنّه أتته ظبية فلاذت فيه.

قال ابن حمّاد:

الذي لاذ به الظب'

'ية والقوم جلوس

من أبوه المرتضي

يزكو ويعلو ويروس

(3)

ص:243


1- الفصول المهمّة: 253 س 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 2579.
2- في المصدر: أتي الحوض فرآه للغسل مشدوداً. وما أثبتناه هو الصحيح كما في البحار.
3- المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 10. عنه البحار: 60/49 ضمن ح 76، ومدينة المعاجز: 229/7 ح 2282. قطعة منه في (نزوله ( عليه السلام ) بمحلّة فوزا في نيسابور وما جري فيه من الحوادث).
- اغتساله ( عليه السلام ) بماء عين في نيسابور وتبرّك الناس به:

1 - الشيخ الصدوق : يقال: إنّ الرضا ( عليه السلام ) لمّا دخل نيسابور نزل في محلّة يقال لها: «الفروينيّ»، فيها حمّام وهو الحمّام المعروف (اليوم) بحمّام الرضا ( عليه السلام ) ، وكانت هناك عين قد قلّ ماؤها، فأقام عليها من أخرج ماؤها حتّي توفّر وكثر، واتّخذ من خارج الدرب حوضاً ينزل إليه بالمراقي إلي هذه العين، فدخله الرضا ( عليه السلام ) واغتسل فيه، ثمّ خرج منه وصلّي علي ظهره، والناس يتناوبون ذلك الحوض ويغتسلون فيه ويشربون منه، التماساً للبركة، ويصلّون علي ظهره، ويدعون اللّه عزّ وجلّ في حوائجهم فتقضي لهم، وهي العين المعروفة بعين كهلان، يقصدها الناس إلي يومنا هذا.

(1)

- غسله ( عليه السلام ) في مدينة قمّ:

1 - العلّامة المجلسيّ : قال أبو عبد اللّه الفقيه الهمدانيّ في كتاب البلدان: أنّ أبا موسي الأشعريّ روي: أنّه سأل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن أسلم المدن، وخير المواضع عند نزول الفتن، وظهور السيف؟

فقال ( عليه السلام ) : أسلم المواضع يومئذ أرض الجبل، فإذا اضطربت خراسان، ووقعت الحرب بين أهل جرجان وطبرستان، وخربت سجستان، فأسلم المواضع يومئذ

ص:244


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 135/2 س 22. عنه البحار: 123/49 ح 5، وحلية الأبرار: 356/4 ح 6. تقدّم الحديث أيضاً في (توفّر ماء عين الحمّام ببركة استحمامه ( عليه السلام ) فيه).

قصبة قمّ، تلك البلدة التي يخرج منها أنصار خير الناس أباً وأُمّاً، وجدّاً وجدّة، وعمّاً وعمّة، تلك التي تسمّي الزهراء.

بها موضع قدم جبرئيل، وهو الموضع الذي نبع منه الماء الذي من شرب منه أمن من الداء، ومن ذلك الماء عجن الطين الذي عمل منه كهيئة الطير، ومنه يغتسل الرضا ( عليه السلام ) ، ومن ذلك الموضع يخرج كبش إبراهيم ( عليه السلام ) ، وعصا موسي ( عليه السلام ) ، وخاتم سليمان ( عليه السلام ) .

(1)

- نزوله ( عليه السلام ) في قرية الحمراء:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون فبلغ (قرب) قرية الحمراء قيل له: (2)

ياابن رسول اللّه! قد زالت الشمس أفلا تصلّي؟

فنزل ( عليه السلام ) فقال: ايتوني بماء.

فقيل: ما معنا ماء، فبحث ( عليه السلام ) بيده الأرض فنبع من الماء ماء توضّأ به هو ومن معه، وأثره باق إلي اليوم.(3)

فلمّا دخل سناباد استند إلي الجبل الذي تنحت منه القدور فقال:

«اللّهمّ أنفع به، وبارك فيما يجعل فيه، وفيما ينحت منه».

ثمّ أمر ( عليه السلام ) فنحت له قدور من الجبل وقال: لايطبخ ما آكله إلّا فيها، وكان ( عليه السلام )

ص:245


1- بحار الأنوار: 217/60 ح 47.
2- في بعض المصادر: من نيسابور.
3- في الثاقب في المناقب زيادة: والماء باق إلي يومنا هذا، ويقال للمنبع: عين الرضا ( عليه السلام ) ، وإنّ إنساناً حفر المنبع ليجري الماء ويتّخذ عليه مزرعة، فذهب الماء وانقطع مدّة، ثمّ أهيل التراب فيه فعاد الماء، والموضع مشهور.

خفيف الأكل، قليل الطعم، فاهتدي الناس إليه من ذلك اليوم فظهرت بركة دعائه فيه.

ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه ما يزورني منهم زائر، ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلّا وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت.

ثمّ استقبل القبلة فصلّي ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها، فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة، ثمّ انصرف.

(1)

- حضور الناس عند نزوله ( عليه السلام ) في كلّ بلد:

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو، فواللّه ما رأيت رجلاً كان أتقي للّه تعالي منه، ولاأكثر ذكراً للّه في جميع أوقاته، ولاأشدّ خوفاً للّه عزّ وجلّ منه...

وكان ( عليه السلام ) لاينزل بلداً إلّا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم ويحدّثهم الكثير عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ،عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ....

(2)

ص:246


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 481. )
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 669.

الثالث - ولاية عهده ( عليه السلام ) وما جري عليه:
اشاره:

وفيه ثمانية عشر عنواناً

- سبب ولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد اللّه بن محمّد الهاشميّ قال: دخلت علي المأمون يوماً...وقال لي: يا عبد اللّه! أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك إن نصبت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) علماً، فواللّه لأُحدّثك بحديث تتعجّب منه، جئته يوماً فقلت له: جعلت فداك، إنّ آبائك موسي بن حعفر، وجعفر بن محمّد، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة، وأنت وصيّ القوم ووارثهم، وعندك علمهم، وقد بدت لي إليك حاجة.

قال: هاتها، فقلت: هذه الزاهريّة خطّتني، ولا أقدم عليها من جواري قد حملت غير مرّة وأسقطت، وهي الآن حامل، فدلّني علي ما نتعالج به فتسلم.

فقال: لاتخف من إسقاطها، فإنّها تسلم وتلد غلاماً أشبه الناس بأُمّه، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمني ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة.

فقلت في نفسي: أشهد أنّ اللّه علي كلّ شي ء قدير، فولدت الزاهريّة غلاماً أشبه الناس بأُمّه، في يده اليمني خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة علي ما كان وصفه لي الرضا ( عليه السلام ) ، فمن يلومني علي نصبي إيّاه علماً!....

(1)

ص:247


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 44. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 405.
- تأريخ أخذ البيعة بولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون:

1 - الشيخ الصدوق:...أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: كانت البيعة للرضا ( عليه السلام ) لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدي ومائتين....

(1)

2 - الشيخ المفيد : في السادس منه [أي شهر رمضان ] سنة إحدي ومائتين من الهجرة كانت البيعة لسيّدنا أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

(2)

3 - السيّد ابن طاووس : ذكر المفيد: في التواريخ الشرعيّة أنّ اليوم السادس من شهر رمضان كانت مبايعة المأمون لمولانا الرضا صلوات اللّه عليه فيه.

(3)

4 - الكفعميّ : وفي أوّله [رمضان ] سنة إحدي ومائتين (4)كانت البيعة للرضا ( عليه السلام ) .

(5)

5 - ابن شهر آشوب : وأخذ البيعة في ملكه للرضا ( عليه السلام ) بعهد المسلمين من غير رضي، في الخامس من شهر رمضان سنة إحدي ومائتين.

(6)

- اقتراح ولاية العهد له ( عليه السلام ) وضرب الدراهم باسمه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ

ص:248


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 245/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 149.
2- مسارّ الشيعة ضمن مجموعة نفيسة: 6 س 7.
3- إقبال الأعمال: 410 س 4. عنه البحار: 25/95 ضمن ح 2.
4- في كلا النسختين المطبوعتين منه: إحدي ومائة، وهو خطأ يقيناً.
5- مصباح الكفعميّ: 679 س 4.
6- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 12. عنه البحار: 10/49 ضمن ح 21.

قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني عبيد اللّه بن عبداللّه بن طاهر قال: أشار الفضل بن سهل علي المأمون أن يتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بصلة رحمه بالبقيّة بالعهد لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم، وما كان يقدر علي خلافه في شي ء، فوجّه من خراسان برجاء بن أبي الضحّاك، وياسر الخادم، ليشخصا إليه محمّد بن جعفر بن محمّد، وعليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ، وذلك في سنة مائتين.

فلمّا وصل عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) إلي المأمون وهو بمرو، ولّاه العهد من بعده، وأمر للجند برزق سنة، وكتب إلي الآفاق بذلك، وسمّاه الرضا، وضرب الدراهم باسمه، وأمر الناس بلبس الخضرة، وترك السواد.

وزوّجه ابنته أُمّ حبيب، وزوّج ابنه محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ابنته أُمّ الفضل بنت المأمون، وتزوّج هو ببوران بنت الحسن بن سهل، زوّجه بها عمّها الفضل، وكان كلّ هذا في يوم واحد، وما كان يحبّ أن يتمّ العهد للرضا ( عليه السلام ) بعده.

قال الصوليّ: وقد صحّ عندي ما حدّثني به أحمد بن عبيد اللّه من جهات، منها: أنّ عون بن محمّد، حدّثني عن الفضل بن سهل النوبختيّ، أو عن أخ له قال: لمّا عزم المأمون علي العقد للرضا ( عليه السلام ) بالعهد قلت: واللّه! لأعتبرنّ ما في نفس المأمون من هذا الأمر، أيحبّ إتمامه، أو هو تصنّع به؟

فكتبت إليه علي يد خادم له كان يكاتبني بأسراره علي يده، وقد عزم ذوالرياستين علي عقد العهد، والطالع السرطان، وفيه المشتري والسرطان، وإن كان شرف المشتري، فهو برج منقلب لايتمّ أمر ينعقد فيه، ومع هذا فإنّ المرّيخ في الميزان [الذي هو الرابع ووتد الأرض ] في بيت العاقبة، وهذا يدلّ علي نكبة المعقود له، وعرّفت أميرالمؤمنين ذلك، لئلاّ يعتب عليّ إذا وقف علي هذا من غيري.

فكتب إليّ: إذا قرأت جوابي إليك فاردده إليّ مع الخادم، ونفسك أن يقف أحد

ص:249

علي ما عرّفتنيه، أو أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه، فإنّه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك، وعلمت أنّك سببه.

قال: فضاقت عليّ الدنيا وتمنّيت أنّي ما كنت كتبت إليه، ثمّ بلغني أنّ الفضل بن سهل ذا الرياستين قد تنبّه علي الأمر، ورجع عن عزمه، وكان حسن العلم بالنجوم، فخفت واللّه علي نفسي، وركبت إليه فقلت له: أتعلم في السماء نجماً أسعد من المشتري؟

قال: لا.

قلت: أفتعلم أنّ في الكواكب نجماً يكون في حال أسعد منها في شرفها؟

قال: لا.

قلت: فامض العزم علي ذلك إذ كنت تعقده، وسعد الفلك في أسعد حالاته، فأمضي الأمر علي ذلك، فما علمت أنّي من أهل الدنيا حتّي وقع العهد فزعاً من المأمون.

(1)

- شرائطه ( عليه السلام ) لقبول ولاية عهده للمأمون:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، فلم يزل

ص:250


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 147/2 ح 19، عنه البحار: 132/49 ح 8. إعلام الوري: 75/2 س 1، باختصار. تذكرة الخواصّ: 315 س 21، باختصار. مروج الذهب: 28/4، س 3. تاريخ الإسلام: 270/14 س 21، أشار إلي مضمونه. قطعة منه في (أزواجه).

المأمون يكاتبه في ذلك، حتّي علم أنّه لا محيص له، و أنّه لا يكفّ عنه، فخرج ( عليه السلام ) ، ولأبي جعفر ( عليه السلام ) سبع سنين.

فكتب إليه المأمون: لا تأخذ علي طريق الجبل وقمّ، وخذ علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، حتّي وافي مرو، فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها.

قال المأمون له: سل ما شئت.

فكتب الرضا ( عليه السلام ) : إنّي داخل في ولاية العهد علي أن لا آمر ولا أنهي، ولا أفتي ولا أقضي، ولا أولّي ولا أعزل، ولا أغيّر شيئاً ممّا هو قائم، وتعفيني من ذلك كلّه،

فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...ثمّ ملك عبد اللّه المأمون، عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً...ثمّ قبل ( عليه السلام ) ولاية العهد من المأمون، وهو باك حزين علي أن لايولّي أحداً ولايعزل أحداً، ولايغيّر رسماً ولاسنّة، وأن يكون في الأمر مشيراً من بعيد، فأخذ المأمون له البيعة علي الناس، الخاصّ منهم والعامّ....

(2)

- حضور الخطباء والشعراء عنده ( عليه السلام ) يوم قبوله ولاية العهد:

1 - الشيخ المفيد : ذكر المدائنيّ عن رجاله، قال: لمّا جلس الرضا عليّ

ص:251


1- الكافي: 488/1 ح 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 781.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 3.

بن موسي ( عليهماالسلام ) في الخلع بولاية العهد، قام بين يديه الخطباء والشعراء، وخفقت الألوية (1) علي رأسه، فذكر عن بعض من حضر ممّن كان يختصّ بالرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم، فنظر إليّ وأنا مستبشر بما جري، فأومأ إليّ أن ادن، فدنوت منه فقال لي من حيث لايسمعه غيري: لاتشغل قلبك بهذا الأمر، ولاتستبشر له، فإنّه شي ء لايتمّ.

(2)

2 - الإربليّ : في سنة سبعين وستّمأة وصل من مشهده ال شريف ( عليه السلام ) أحد قوّامه، ومعه العهد الذي كتبها المأمون بخطّ يده، وبين سطوره، وفي ظهره بخطّ الإمام ( عليه السلام ) ما هو مسطور، فقبّلت مواقع أقلامه، وسرّحت طرفي في رياض كلامه، وعدّدت الوقوف عليه من منن اللّه وإنعامه، ونقلته حرفاً فحرفاً، وما هو بخطّ المأمون:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسي بن جعفر وليّ عهده، أمّا بعد:...

صورة ما كان علي ظهر العهد بخطّ الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ

ص:252


1- اللواء: العَلَم، وهو دون الراية. (ج) أَلوية، وأَلويات. المعجم الوسيط: 848.
2- الإرشاد: 312 س 4. إعلام الوري: 74/2 س 13. عنه مدينة المعاجز: 175/7 ح 2250، وإثبات الهداة: 299/3 ح 135. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 256 س 18، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 317/3 س 14. كشف الغمّة: 277/2 س 17. نور الأبصار: 317 س 12. الأنوار البهيّة: 229 س 18. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالوقايع الآتية).

لقضائه، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، وصلاته علي نبيّه محمّد خاتم النبيّين، وآله الطيّبين الطاهرين، أقول: وأنا عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : : أنّ أمير المؤمنين عضده اللّه بالسداد، ووفّقه للرشاد، عرف من حقّنا ما جهله غيره، فوصل أرحاماً قطعت، وأمن نفوساً فزعت، بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذ افتقرت، مبتغياً رضا ربّ العالمين، لا يريد جزاء من غيره، وسيجزي اللّه الشاكرين، ولا يضيع أجر المحسنين، وأنّه جعل إليّ عهده، والإمرة الكبري إن بقيت بعده، فمن حلّ عقدة أمر اللّه بشدّها، وفصم عروة أحبّ اللّه إيثاقها، فقد أباح حريمه، وأحلّ محرّمه، إذ كان بذلك زارياً علي الإمام، منهتكاً حرمة الإسلام، بذلك جري السالف، فصبر عنه علي الفلتات، ولم يعترض بعدها علي الغرمات، خوفاً من شتات الدين، واضطراب حبل المسلمين، ولقرب أمر الجاهليّة، ورصد فرصة تنتهز، وبايقة تبتدر، وقد جعلت اللّه علي نفسي، إن استرعاني أمر المسلمين، وقلّدني خلافته، العمل فيهم عامّة، وفي بني العبّاس بن عبد المطّلب خاصّة، بطاعته وطاعة رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأن لا أسفك دماً حراماً، ولا أبيح فرجاً ولا مالاً، إلّا ما سفكته حدود اللّه، وأباحته فرايضه، وأن أتخيّر الكفاة جهدي وطاقتي، وجعلت بذلك علي نفسي عهداً مؤكّداً يسألني اللّه عنه، فإنّه عزّوجلّ يقول: ( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسُْولًا) ، وإن أحدثت، أو غيّرت، أو بدّلت، كنت للغير مستحقّاً وللنكال متعرّضاً، وأعوذ باللّه من سخطه، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته، والحول بيني وبين معصيته، في عافية لي وللمسلمين.

والجامعة والجفر يدلّان علي ضدّ ذلك، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، إن الحكم إلّا للّه يقضي بالحقّ وهو خير الفاصلين، لكنّي امتثلت أمر أميرالمؤمنين، وآثرت رضاه، واللّه يعصمني وإيّاه، وأشهدت اللّه علي نفسي بذلك، وكفي باللّه شهيداً....

(1)

ص:253


1- كشف الغمّة: 333/2 س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2498.
- كيفيّة عرض الولاية عليه ( عليه السلام ) وقبوله:

1 - الفتّال النيسابوريّ : روي: أنّ المأمون قد أنفذ إلي جماعة من آل أبي طالب، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فأخذ بهم علي طريق البصرة حتّي جاؤوه بهم، وكان المتولّي لإشخاصهم المعروف بالجلوديّ، فقدم بهم علي المأمون فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا ( عليه السلام ) داراً، وأكرمه وعظّم أمره، ثمّ أنفذ إليه إنّي أُريد أن أخلع نفسي من الخلافة، وأُقلّدك إيّاها، فمارأيك في ذلك؟

فأنكر الرضا ( عليه السلام ) هذا الأمر وقال له: أُعيذك باللّه يا أميرالمؤمنين! من هذا الكلام، وأن يسمع به أحد.

فردّ عليه الرسول: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلابدّ من ولاية العهد بعدي، فأبي الرضا ( عليه السلام ) إباءاً شديداً، فاستدعاه إليه ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال له: إنّي قد رأيت أن أُقلّدك أمر المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي، وأضعه في رقبتك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : اللّه، اللّه، يا أميرالمؤمنين! إنّه لاطاقة لي بذلك، ولاقوّة لي عليه.

قال له: فإنّي مولّيك العهد من بعدي.

فقال له: اعفني من ذلك ياأميرالمؤمنين!

فقال له المأمون كلاماً كالتهديد فيه علي الإمتناع عليه وقال في كلامه: إنّ عمر بن الخطّاب جعل الشوري في ستّة، أحدهم جدّك أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابدّ من قبولك ماأُريد منك، فإنّي لاأجد محيصاً عنه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فإنّي أُجيبك إلي ما تريد من ولاية العهد، علي أنّني لا آمر،

ص:254

ولا أنهي، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولّي، ولا أعزل، ولا أُغيّر شيئاً ممّا هو قائم، فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه، وخرج ذو الرياستين وهو يقول: واعجباً! وقد رأيت عجباً، سلوني مارأيت؟

فقالوا: وما رأيت، أصلحك اللّه؟!

قال: رأيت المأمون أميرالمؤمنين يقول: قد رأيت أن أُقلّدك أُمور المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي، وأجعله في رقبتك، ورأيت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: يا أميرالمؤمنين! لا طاقة لي بذلك ولا قوّة، فما رأيت خلافة قطّ كانت أضيع منها أميرالمؤمنين يتقصّي منها، ويعرضها علي عليّ بن موسي الرضا، وعليّ بن موسي الرضا يرفضها ويأبي.

(1)

- امتناعه عن التدخّل في أمور الولاية:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن معمّر بن خلّاد، قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال لي المأمون: ياأباالحسن! لو كتبت إلي بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد فسدت علينا. قال: قلت له: يا أميرالمؤمنين! إن وفيت لي وفيت لك، إنّما دخلت في هذا الأمر الذي

ص:255


1- روضة الواعظين: 247 س 15. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 141/2 ح 6، باختصار. عنه وسائل الشيعة: 205/17 ح 22352. إرشاد المفيد: 309 س 24، بتفاوت، عنه وعن العيون، البحار: 136/49 ح 11.. إعلام الوري: 72/2 س 3، بتفاوت. كشف الغمّة: 275/2 س 7. مقاتل الطالبيّين: 454 س 8، بتفاوت. قطعة منه في (أحواله مع المأمون) و(علّة قبوله لولاية العهد).

دخلت فيه، علي أن لا آمر، ولا أنهي، ولا أولّي، ولا أعزل، وما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئاً، ولقد كنت بالمدينة، وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب، ولقد كنت أركب حماري، وأمرّ في سكك المدينة، وما بها أعزّ منّي، وما كان بها أحد منهم يسألني حاجة يمكنني قضاؤها له إلّا قضيتها له.

قال: فقال لي: أفي لك.

(1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك، حتّي علم أنّه لا محيص له، و أنّه لا يكفّ عنه، فخرج ( عليه السلام ) ، ولأبي جعفر ( عليه السلام ) سبع سنين....

فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها.

قال المأمون له: سل ما شئت....

(2)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنإ معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) قال لي المأمون يوماً: يا أباالحسن! انظر بعض من تثق به، نولّيه هذه البلدان التي قد فسدت علينا.

ص:256


1- الكافي: 132/8 ح 134. عنه البحار: 155/49 ح 27، والوافي: 823/3 ح 1432. قطعة منه في (أحواله مع المأمون).
2- الكافي: 488/1 ح 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 781.

فقلت له: تفي لي، وأُوافي لك، فإنّي إنّما دخلت فيما دخلت علي أن لا آمر فيه ولا أنهي، ولا أعزل ولا أولّي، ولا أُشير (1) حتّي يقدّمني اللّه قبلك، فواللّه! إنّ الخلافة لشي ء ماحدّثت به نفسي، ولقد كنت بالمدينة أتردّد في طرقها علي دابّتي، وإنّ أهلها وغيرهم يسألوني الحوائج، فأقضيها لهم، فيصيرون كالأعمام لي، وأنّ كتبي لنافذة في الأمصار، وما زدتني من نعمة هي عليّ من ربّي.

فقال له: أفي لك.(2)

- أخذ البيعة له ( عليه السلام ) بولاية العهد من غير رضاه:

1 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...ثمّ ملك عبد اللّه المأمون، عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً فأخذ البيعة في ملكه لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بعهد المسلمين من غير رضاه، وذلك بعد أن هدّده بالقتل، وألحّ عليه مرّة بعد أُخري، في كلّها يأبي عليه، حتّي أشرف من تأبيه علي الهلاك....

(3)

- علّة قبوله ولاية العهد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ

ص:257


1- في البحار: ولا أُسيّر.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 166/2 ح 29. عنه البحار: 144/49 ح 20، وحلية الأبرار: 475/4 ح 4. قطعة منه في (أحواله مع المأمون).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 3.

السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن أبيه قال: حدّثنا محمّد بن نصير، عن الحسن بن موسي قال: روي أصحابنا عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال له رجل: أصلحك اللّه! كيف صرت إلي ما صرت إليه من المأمون؟ وكأنّه أنكر ذلك عليه.

فقال له أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا هذا! أيّهما أفضل، النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أو الوصيّ؟

فقال: لا، بل النبيّ.

قال ( عليه السلام ) : فأيّهما أفضل، مسلم أو مشرك؟

قال: لا، بل مسلم.

قال ( عليه السلام ) : فإنّ العزيز، عزيز مصر كان مشركاً، وكان يوسف ( عليه السلام ) نبيّاً، وإنّ المأمون مسلم، وأنا وصيّ ويوسف سئل العزيز أن يولّيه حين قال: ( اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) (1)، وأنا أُجبرت علي ذلك.

وقال ( عليه السلام ) : في قوله تعالي: ( اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) .

قال: حافظ لما في يدي، عالم بكلّ لسان.

(2)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تا تانة ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهرويّ

ص:258


1- يوسف: 55/12.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 138/2 ح 1. عنه نور الثقلين: 432/2 ح 100. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 202/17 ح 22347، قطعة منه. عنه وعن العيّاشيّ، البحار: 136/49 ح 10، قطعة منه، و267/12 ح 37. تفسير العيّاشيّ: 180/2 ح 38، قطعة منه، و181 ح 39، قطعة منه. عنه مستدرك الوسائل: 139/13 ح 15013، والبرهان: 256/2 ح 63. علل الشرائع: 238 ب 173 ح 2. قطعة منه في (سورة يوسف: 55/12).

قال: إنّ المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! قد عرفت علمك وفضلك وزهدك، وورعك وعبادتك، وأراك أحقّ بالخلافة منّي.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : بالعبوديّة للّه عزّ وجلّ أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند اللّه عزّ وجلّ.

فقال له المأمون: فإنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، وأجعلها لك وأُبايعك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت هذه الخلافة لك، واللّه جعلها لك، فلايجوز لك أن تخلع لباساً ألبسك اللّه وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلايجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه فلابدّ لك من قبول هذا الأمر!

فقال ( عليه السلام ) : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً، فما زال يجهد به أيّاماً حتّي يئس من قبوله.

فقال له: فإن لم تقبل الخلافة، ولم تجب مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي له، تكون الخلافة بعدي.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : واللّه لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن أم يرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي أُخرج من الدنيا قبلك مسموماً مقتولاً بالسمّ مظلوماً، تبكي عليّ مليكة السماء وملائكة الأرض، وأُدفن في أرض غربة إلي جنب هارون الرشيد.

فبكي المأمون، ثمّ قال له: يا ابن رسول اللّه ومن الذي يقتلك، أو يقدر علي الإساءة إليك وأنا حيّ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أما إنّي لو أشاء أن أقول، لقلت من الذي يقتلني.

ص:259

فقال المأمون: يا ابن رسول اللّه إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الأمر عنك، ليقول الناس إنّك زاهد في الدنيا.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : واللّه ما كذبت منذ خلقني ربّي عزّ وجلّ، وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإنّي لأعلم ماتريد.

فقال المأمون: وما أُريد؟

قال ( عليه السلام ) : الأمان علي الصدق.

قال: لك الأمان.

قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة!

فغضب المأمون، ثمّ قال: إنّك تتلقّاني أبداً بما أكرهه، وقد أمنت سطوتي، فباللّه أُقسم لئن قبلت ولاية العهد، وإلّا أجبرتك علي ذلك، فإن فعلت، وإلّا ضربت عنقك!

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد نهاني اللّه تعالي أن ألقي بيدي إلي التهلكة، فإن كان الأمر علي هذا، فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل ذلك علي أنّي لاأُولّي أحداً، ولاأعزل أحداً، ولاأنقض رسماً ولا سنّة، وأكون في الأمر من بعيد مشيراً، فرضي منه بذلك وجعله وليّ عهده علي كراهة منه ( عليه السلام ) بذلك.

(1)

ص:260


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 139/2 ح 3. عنه نور الثقلين: 180/1 ح 634 قطعة منه. علل الشرائع: 237 ب 173 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 134/7 ح 2239، وحلية الأبرار: 439/4 ح 1. أمالي الصدوق: 65 ح 3. عنه وعن العيون والعلل، البحار: 128/49 ح 3، ووسائل الشيعة: 203/17 ح 22349، وإثبات الهداة: 266/1 ح 105، قطعة منه. روضة الواعظين: 246 س 6، مرسلاً. المناقب لابن شهرآشوب: 362 س 22، مرسلاً بتفاوت. ينابيع المودّة: 167/3 س 1، بتفاوت. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي:472 س 19، قطعة منه، بتفاوت. كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ضمن مجموعة نفيسة: 224 س 9، بتفاوت. قطعة منه في (علمه بكيفيّة استشهاده وقاتله) و(أحواله مع المأمون) و(ما رواه عن رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقلت له: ياابن رسول اللّه! الناس يقولون: إنّك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا!

فقال ( عليه السلام ) : قد علم اللّه كراهتي لذلك، فلمّا خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل، اخترت القبول علي القتل، ويحهم! أما علموا أنّ يوسف ( عليه السلام ) كان نبيّاً ورسولاً، فلمّا دفعته الضرورة إلي تولّي خزائن العزيز، ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )(1) ، ودفعتني (2)الضرورة إلي قبول ذلك علي إكراه وإجبار بعد الإشراف علي الهلاك، علي أنّي ما دخلت في هذا الأمر إلّا دخول خارج منه، فإلي اللّه المشتكي وهو المستعان.

(3)

ص:261


1- يوسف: 55/12.
2- في الأمالي وروضة الواعظين: دفعت لي.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 139/2 ح 2. عنه نور الثقلين: 432/2 ح 99، والبرهان: 256/2 ح 67. عنه وعن الأمالي، البحار: 130/49 ح 4. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 203/17 ح 22348. أمالي الصدوق: 68 ح 3. علل الشرائع: 239 ب 173 ح 3. روضة الواعظين: 247 س 7، مرسلاً عن الريّان بن الصلت. قطعة منه في (سورة يوسف: 55/12).

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبداللّه الورّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: واللّه! ما دخل الرضا ( عليه السلام ) هذا الأمر طائعاً، ولقد حمل إلي الكوفة مكرهاً، ثمّ أشخص منها علي طريق البصرة وفارس إلي مرو.

(1)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، عن محمّد بن عرفة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! ما حملك علي الدخول في ولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : ما حمل جدّي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) علي الدخول في الشوري.

(2)

6 - الفتّال النيسابوريّ : روي: أنّ المأمون قد أنفذ إلي جماعة من آل أبي طالب، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فأخذ بهم علي طريق البصرة حتّي جاؤوه بهم، وكان المتولّي لإشخاصهم المعروف بالجلوديّ، فقدم بهم علي المأمون فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا ( عليه السلام ) داراً، وأكرمه وعظّم أمره، ثمّ أنفذ إليه إنّي أُريد أن أخلع نفسي من الخلافة، وأُقلّدك إيّاها، فمارأيك في ذلك؟

فأنكر الرضا ( عليه السلام ) هذا الأمر وقال له: أُعيذك باللّه يا أميرالمؤمنين! من هذا

ص:262


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 141/2 ح 5. عنه البحار: 140/49 ح 15، ووسائل الشيعة: 205/17 ح 22351.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 140/2 ح 4. عنه وسائل الشيعة: 205/17 ح 22350، والبحار: 140/49 ح 14. المناقب لابن شهرآشوب: 364/4 س 14.

الكلام، وأن يسمع به أحد.

فردّ عليه الرسول: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلابدّ من ولاية العهد بعدي، فأبي الرضا ( عليه السلام ) إباءاً شديداً، فاستدعاه إليه ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال له: إنّي قد رأيت أن أُقلّدك أمر المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي، وأضعه في رقبتك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : اللّه، اللّه، يا أميرالمؤمنين! إنّه لاطاقة لي بذلك، ولاقوّة لي عليه.

قال له: فإنّي مولّيك العهد من بعدي.

فقال له: اعفني من ذلك ياأميرالمؤمنين!

فقال له المأمون كلاماً كالتهديد فيه علي الإمتناع عليه وقال في كلامه: إنّ عمر بن الخطّاب جعل الشوري في ستّة، أحدهم جدّك أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابدّ من قبولك ماأُريد منك، فإنّي لاأجد محيصاً عنه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فإنّي أُجيبك إلي ما تريد من ولاية العهد، علي أنّني لا آمر، ولا أنهي، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولّي، ولا أعزل، ولا أُغيّر شيئاً ممّا هو قائم، فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه ....

(1)

- اقتداؤه برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قبول ولاية العهد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ

ص:263


1- روضة الواعظين: 247 س 15. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 753.

قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد المبرّد قال: حدّثني الحافظ، عن ثمامة بن أشرس قال: عرض المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) بالإمتنان عليه، بأن ولّاه العهد فقال له: إنّ من أخذ برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لحقيق أن يعطي به.

(1)

- إرشاده ( عليه السلام ) للمأمون في أمر الولاية:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أحمد بن القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: لمّا عقد المأمون البيعة لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال له الرضا ( عليه السلام ) : ياأميرالمؤمنين! إنّ النصح لك واجب، والغشّ لاينبغي لمؤمن، إنّ العامّة تكره ما فعلت بي، والخاصّه تكره مإ

ِ فعلت بالفضل بن سهل، والرأي لك أن تبعّدنا عنك، حتّي يصلح لك أمرك.

قال إبراهيم: فكان واللّه! قوله هذا السبب في الذي آل الأمر إليه.

(2)

- خطبة له ( عليه السلام ) بعد بيعة الناس بولاية العهد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا أبي قال: لمّا بويع الرضا ( عليه السلام ) بالعهد، اجتمع الناس إليه يهنّئونه، فأومي ء إليهم فأنصتوا، ثمّ قال بعد أن استمع كلامهم: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما

ص:264


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 144/2 ح 12. عنه البحار: 163/49 ح 2. كشف الغمّة: 306/2 س 19، بتفاوت واختصار. عنه البحار: 172/49 ضمن ح 9.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 145/2 ح 15. عنه البحار: 290/49 ح 3. كشف الغمّة: 309/2 س 3.

يشاء، لامعقّب لحكمه، ولارادّ لقضائه، ( يَعْلَمُ خَآلِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (1)وصلّي اللّه علي محمّد في الأوّلين والآخرين، وعلي آله الطيّبين الطاهرين، أقول وأنا عليّ بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) : إنّ أميرالمؤمنين عضده اللّه بالسداد، ووفّقه للرشاد، عرف من حقّنا ما جهله غيره، فوصل أرحاماً قطعت، وآمن نفوساً فزعت بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذا افتقرت، مبتغياً رضي ربّ العالمين، لايريد جزاء إلّا من عنده

( وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّكِرِينَ ) (2)و( لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )(3)وأنّه جعل إليّ عهده، والإمرة الكبري إن بقيت بعده، فمن حلّ عقدة أمر اللّه تعالي بشدّها، وقصم عروة أحبّ اللّه إيثاقها، فقد أباح حريمه، وأحلّ محرّمه، إذا كان بذلك زارياً (4)علي الإمام، منتهكاً حرمة الإسلام بذلك جري السالف، فصبر منه علي الفلتات (5)، ولم يعترض بعدها علي الغرمات، خوفاً

علي شتات الدين، واضطراب حبل المسلمين، ولقرب أمر الجاهليّة، ورصد المنافقين فرصة تنتهز، وبائقة (6)تبتدر، وما أدري ما يفعل بي ولابكم، إن الحكم

إلّا للّه، يقضي الحقّ وهو خير الفاصلين.

(7)

ص:265


1- غافر: 19/40.
2- آل عمران: 144/3.
3- التوبة: 120/9.
4- زاره: عابه وعاتبه. المعجم الوسيط: 393.
5- الفلتة: الأمر يحدث من غير رويّة وإحكام. المعجم الوسيط: 699.
6- البائقة: الداهية، والشرّ. المعجم الوسيط: 77.
7- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 146/2 ح 17. عنه البحار: 141/49 ح 17، وتحفة العالم: 45/2 س 3، بتفاوت. قطعة منه في (سورة آل عمران: 144/3)، و(سورة التوبة: 120/9)، و(سورة غافر: 19/40).
- تدبير الفضل بن سهل في ولاية العهد للرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت قال: أكثر الناس في بيعة الرضا من القوّاد والعامّة، ومن لم يحب ذلك وقالوا: إنّ هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرياستين، فبلغ المأمون ذلك، فبعث إليّ في جوف الليل، فصرت إليه فقال: يا ريّان! بلغني أنّ الناس يقولون: إنّ بيعة الرضا ( عليه السلام ) كانت من تدبير الفضل بن سهل.

فقلت: يا أميرالمؤمنين! يقولون ذلك.

قال: ويحك، يا ريّان! أيجسر أحد أن يجي ء إلي خليفة وابن خليفة قد استقامت له الرعيّة والقوّاد، واستوت له الخلافة، فيقول له: ادفع الخلافة من يدك إلي غيرك، أيجوز هذا في العقل؟

قال: قلت له: لا، واللّه! يا أميرالمؤمنين! ما يجسر علي هذا أحد.

قال: لا، واللّه! ما كان كما يقولون، ولكنّي سأُخبرك بسبب ذلك، أنّه لمّا كتب إليّ محمّد أخي يأمرني بالقدوم عليه فأبيت (عليه)(1)، عقد لعليّ بن عيسي بن

هامان، وأمره أن يقيّدني بقيد، ويجعل الجامعة في عنقي، فورد عليّ بذلك الخبر، وبعثت هرثمة بن أعين إلي سجستان وكرمان وما والاها، فأفسد عليّ أمري فانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير، وغلب علي كور (2)خراسان من ناحية،

فورد عليّ هذا كلّه في أُسبوع، فلمّا ورد ذلك عليّ لم يكن لي قوّة في ذلك، ولا كان لي مال أتقوّي به،

ص:266


1- ما بين المعقوفتين من البحار.
2- الكورة: الصقع، والبقعة التي يجتمع فيها قري ومَحالٌ. المعجم الوسيط: 804.

ورأيت من قوّادي ورجالي الفشل(1) والجبن، أردت أن ألحق

بمَلِك كابل فقلت في نفسي: مَلِك كابل رجل كافر، ويبذل محمّد له الأموال فيدفعني إلي يده، فلم أجد وجهاً أفضل من أن أتوب إلي اللّه تعالي من ذنوبي، وأستعين به علي هذه الأمور، وأستجير باللّه تعالي، وأمرت بهذا البيت - وأشار إلي بيت - فكنس، وصببت عليّ الماء، ولبست ثوبين أبيضين، وصلّيت أربع ركعات، فقرأت فيها من القرآن ما حضرني، ودعوت اللّه تعالي واستجرت به، وعاهدته عهداً وثيقاً بنيّة صادقة، أن أفضي اللّه بهذا الأمر إليّ، وكفاني عادية هذه الأمور الغليظة أن أضع هذا الأمر في موضعه الذي وضع اللّه فيه، ثمّ قوي فيه قلبي، فبعثت طاهراً إلي عليّ بن عيسي بن هامان فكان من أمره ما كان، ورددت هرثمة بن أعين إلي رافع (بن أعين) فظفر به وقتله، وبعثت إلي صاحب السرير فهاديته وبذلت له شيئاً حتّي رجع، فلم يزل أمري يتقوّي حتّي كان من أمر محمّد ما كان، وأفضي اللّه إليّ بهذا الأمر واستوي لي، فلمّا وفي اللّه تعالي بما عاهدته عليه، أحببت أن أفي اللّه بما عاهدته، فلم أر أحداً أحقّ بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فوضعتها فيه فلم يقبلها علي ما قد علمت، فهذا كان سببها.

فقلت: وفّق اللّه أميرالمؤمنين.

فقال: يا ريّان! إذا كان غداً وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القوّاد وحدّثهم بفضل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

فقلت: يا أميرالمؤمنين! ما أحسن من الحديث شيئاً إلّا ما سمعته منك!

فقال: سبحان اللّه! ما أجد أحداً يعينني علي هذا الأمر، لقد هممت أن أجعل أهل قمّ شعاري ودثاري.

ص:267


1- فَشِلَ: تراخي وَجَبُنَ. المعجم الوسيط: 690.

فقلت: يا أميرالمؤمنين! أنا أُحدّث عنك بما سمعته منك من الأخبار؟

فقال: نعم، حدّث عنّي بما سمعته منّي من الفضائل، فلمّا كان من الغد قعدت بين القوّاد في الدار فقلت: حدّثني أميرالمؤمنين، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه.

وحدّثني أميرالمؤمنين، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ منّي بمنزلة هارون من موسي، وكنت أُخلّط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه علي وجهه، وحدّثت بحديث خيبر، وبهذه الأخبار المشهورة.

فقال عبداللّه بن مالك الخزاعيّ: رحم اللّه عليّاً، كان رجلاً صالحاً.

وكان المأمون قد بعث غلاماً إلي مجلسنا يسمع الكلام فيؤدّيه إليه.

قال الريّان: فبعث إليّ المأمون فدخلت إليه، فلمّا رآني قال: يا ريّان! ماأرواك للأحاديث وأحفظك لها؟

قال: قد بلغني ما قال اليهوديّ عبداللّه بن مالك في قوله: رحم اللّه عليّاً، كان رجلاً صالحاً، واللّه لأقتلنّه إن شاء اللّه، وكان هشام بن إبراهيم الراشديّ الهمدانيّ من أخصّ الناس عند الرضا ( عليه السلام ) من قبل أن يحمل، وكان عالماً أديباً لبيباً، وكانت أُمور الرضا ( عليه السلام ) تجري من عنده وعلي يده، وتصيره الأموال من النواحي كلّها إليه قبل حمل أبي الحسن ( عليه السلام ) .

فلمّا حمل أبوالحسن اتّصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين وقرّبه ذوالرياستين وأدناه، فكان ينقل أخبار الرضا ( عليه السلام ) إلي ذي الرياستين والمأمون، فحظي بذلك عندهما، وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئاً، فولّاه المأمون حجابة الرضا ( عليه السلام ) ، فكان لايصل إلي الرضا ( عليه السلام ) إلّا من أحبّ، وضيّق علي الرضا ( عليه السلام ) ، وكان من يقصده من مواليه لايصل إليه، وكان لايتكلّم الرضا ( عليه السلام ) في داره بشي ء إلّا أورده هشام علي المأمون وذي الرياستين، وجعل المأمون العبّاس ابنه في حجر هشام

ص:268

وقال له: أدّبه.

فسمّي هشام العبّاسيّ لذلك.

قال: وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وحسده علي ما كان المأمون يفضّله، فأوّل ما ظهر لذي الرياستين من أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّ ابنة عمّ المأمون كانت تحبّه وكان يحبّها، وكان ينفتح باب حجرتها إلي مجلس المأمون، وكانت تميل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وتحبّه، وتذكر ذا الرياستين وتقع فيه.

فقال ذو الرياستين حين بلغه ذكرها له: لاينبغي أن يكون باب دار النساء مشرعاً إلي مجلسك.

فأمر المأمون بسدّه، وكان المأمون يأتي الرضا ( عليه السلام ) يوماً والرضا ( عليه السلام ) يأتي المأمون يوماً، وكان منزل أبي الحسن ( عليه السلام ) بجنب منزل المأمون، فلمّا دخل أبوالحسن ( عليه السلام ) إلي المأمون ونظر إلي الباب مسدوداً قال: ياأميرالمؤمنين! ماهذا الباب الذي سددته؟

فقال: رأي الفضل ذلك وكرهه، فقال ( عليه السلام ) : «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون» ماللفضل والدخول بين أميرالمؤمنين وحرمه! قال: فما تري؟

قال: فتحه والدخول إلي ابنة عمّك، ولاتقبل قول الفضل فيما لايحلّ ولايسع، فأمر المأمون بهدمه، ودخل علي ابنة عمّه، فبلغ الفضل ذلك فغمّه.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده: منهم أبو عليّ الحسين بن أحمد السلاميّ، فإنّه ذكر ذلك في كتابه الذي صنّفه في أخبار خراسان، وقال: كان

ص:269


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 151/2 ح 22. عنه حلية الأبرار: 441/4 ح 2، والبحار: 137/49 ح 12، وإثبات الهداة: 32/2 ح 131، قطعة منه، وح 132، قطعة منه.

الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون ومدبّر أموره، وكان مجوسيّاً، فأسلم علي يد يحيي بن خالد وصحبه.

وقيل: بل أسلم سهل والد الفضل علي يدي المهديّ، وإنّ الفضل اختاره يحيي بن خالد البرمكيّ لخدمة المأمون، فضمّه إليه فتغلب عليه، فاستبدّ بالأمر دونه، فإنّما لقّب بذو الرياستين، فإنّه تقلّد الوزارة ورياسة الجند.

فقال الفضل حين استخلف المأمون يوماً لبعض من كان يعاشره: أين يقع فعلي فيما آتيته من فعال أبي مسلم فيما أتاه؟

فقال: إنّ أبا مسلم حوّلها من قبيلة إلي قبيلة، وأنت حوّلتها من أخ إلي أخ، وبين الحالتين ما تعلمه.

فقال الفضل بن سهل: فإنّي أُحوّلها من قبيلة إلي قبيلة، ثمّ أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده، فبايعه وأسقط بيعة المؤتمن أخيه

وكان عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ورد علي المأمون وهو بخراسان سنة مائتين علي طريق البصرة وفارس مع رجاء بن أبي الضحّاك، وكان الرضا ( عليه السلام ) متزوّجاً بابنة المأمون، فلمّا بلغ خبره العبّاسيّين ببغداد ساءهم ذلك، فأخرجوا إبراهيم بن المهديّ وبايعوه بالخلافة، ففيه يقول دعبل بن عليّ الخزاعيّ:

يا معشر الأجناد لا تقنطوا

خذوا عطاياكم ولا تسخطوا

فسوف يعطيكم حنينيّة(1)

يلذّها الأمرد والأشمط

(2)

والمعبديّات (3) لقوّادكم

لا تدخل الكيس ولا تربط

وهكذا يرزق أصحابه

خليفة مصحفه البربط

ص:270


1- الحَنين: الشوق وشدّة البكاء والطرب. القاموس المحيط: 309/4.
2- الشَمَط: اختلاط بياض الشعر بسواده، (ج) أَشماط وشِماط. المعجم الوسيط: 494.
3- قال المجلسيّ: المعبديّات نغمة معروفة.

وذلك أنّ إبراهيم بن المهديّ كان مولعاً بضرب العود، منهمكاً في الشرب، فلمّا بلغ المأمون خبر إبراهيم علم أنّ الفضل بن سهل أخطأ عليه وأشار بغير الصواب، فخرج من مرو منصرفاً إلي العراق، واحتال علي الفضل بن سهل حتّي قتله غالب خال المأمون في حمّام بسرخس مغافصة (1)، في شعبان سنة ثلاث ومائتين،

واحتال المأمون علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حتّي سمّ في علّة كانت أصابته فمات، وأمر بدفنه بسناباذ من طوس بجنب قبر هارون الرشيد، وذلك في صفر سنة ثلاث ومائتين، وكان ابن اثنتين وخمسين سنة.

وقيل: ابن خمس وخمسين (سنة).

هذا ما حكاه أبو عليّ الحسين بن أحمد السلاميّ في كتابه.

والصحيح عندي أنّ المأمون إنّما ولّاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدّم ذكره، وأنّ الفضل بن سهل لم يزل معادياً ومبغضاً له، وكارهاً لأمره، لأنّه كان من صنائع آل برمك، ومبلغ سنّ الرضا ( عليه السلام ) تسع وأربعون سنة وستّة أشهر، وكانت وفاته في سنة ثلاث ومائتين، كما قد أسندته في هذا الكتاب.

(2)

- استعانة المأمون بالرضا ( عليه السلام ) بعد قتل الفضل:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني عون بن محمّد الكنديّ قال: حدّثنا

ص:271


1- مغافصة: أي مغالبة. المصباح المنير: 449.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 165/2 ح 28. عنه البحار: 142/49 ح 19. الأنوار البهيّة: 233 س 3، قطعة منه. قطعة منه في (مدّة عمره الشريف) و(مبلغ سنّة عند وليّ عهده) و(تاريخ شهادته ومحلّ دفنه) و(كيفيّة شهادته) و(تزويجه ( عليه السلام ) بابنة المأمون).

أبو الحسين محمّد بن أبي عبّاد قال: لمّا كان من أمر الفضل بن سهل ما كان وقتل، دخل المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) يبكي وقال له: هذا وقت حاجتي إليك ياأباالحسن! فتنظر في الأمر وتعينني.

فقال له: عليك التدبير يا أميرالمؤمنين! وعلينا الدعاء.

قال: فلمّا خرج المأمون قلت للرضا ( عليه السلام ) : لِمَ أخّرت - أعزّك اللّه - ما قاله لك أميرالمؤمنين وأبيته؟

فقال: ويحك، ياأباحسن (1) ! لست من هذا الأمر في شي ء.

قال: فرآني قد اغتممت فقال لي: وما لك في هذا، لو آل الأمر إلي ما تقول، وأنت منّي كما أنت عليه الآن، ما كانت نفقتك إلّا في كمّك، وكنت كواحد من الناس.

(2)

- مخالفته ( عليه السلام ) مع الفضل وهشام في قتل المأمون:

1 - الشيخ الصدوق : روي أنّه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم، الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! جئتك في سرّ، فاخل لي المجلس، فأخرج الفضل يميناً مكتوبة بالعتق والطلاق، ومالا كفّارة له، وقالا له: إنّما جئناك لنقول كلمة حقّ وصدق، وقد علمنا أنّ الإمرة إمرتكم، والحقّ حقّكم يا ابن رسول اللّه! والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا، وإلّا ينعتق ما نملك، والنساء طوالق، وعليّ ثلاثون حجّة راجلاً أنا، علي أن نقتل المأمون، ونخلّص لك الأمر، حتّي يرجع الحقّ إليك.

فلم يسمع منهما، وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة! فلاتكون لكما

ص:272


1- ولعلّ الصحيح أبا حسين كما جاء في سند الحديث.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 164/2 ح 25. عنه البحار: 171/49 ح 8.

السلامة، ولالي إن رضيت بما قلتما.

فلمّا سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنّهما أخطئا، فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا ( عليه السلام ) : أردنا بما فعلنا أن نجرّبك.

فقال لهما الرضا ( عليه السلام ) : كذبتما، فإنّ قلوبكما علي ما أخبرتماني به، إلّا أنّكما لم تجداني كما أردتما.

فلمّا دخلا علي المأمون قالا: يا أميرالمؤمنين! إنّا قصدنا الرضا ( عليه السلام ) وجرّبناه، وأردنا أن نقف ما يضمره لك، فقلنا وقال.

فقال المأمون: وفّقتما، فلمّا خرجا من عند المأمون، قصده الرضا ( عليه السلام ) ، وأخليا المجلس، وأعلمه ما قالا، وأمره أن يحفظ نفسه منهما، فلمّا سمع ذلك من الرضا ( عليه السلام ) علم أنّ الرضا ( عليه السلام ) هو الصادق.

(1)

- أمر المأمون بنزع السواد ولبس الخضرة بعد ولاية عهد الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الصفديّ: كان المأمون يخضع له [أي لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] ويتغالي فيه، حتّي أنّه جعله وليّ عهده من بعده، وكتب إلي الآفاق بذلك، فثار بنو العبّاس لذلك وتألّموا.

وقيل: إنّ المأمون همّ مرّة أن يخلع نفسه من الخلافة، ويولّيها عليّ بن موسي الرضا.

ولمّا جعله وليّ عهده، نزع السواد العباسيّ، وألبس الناس الخضرة، وضرب اسم الرضا ( عليه السلام ) علي الدينار والدرهم، وأمر له يوماً بألف ألف درهم.

(2)

ص:273


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2 ح 30. عنه البحار: 163/49 ح 3. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) عمّا في الضمير).
2- الوافي بالوفيات: 248/22 س 10، و249 س 7.

2 - ابن حجر العسقلانيّ: قال أبوالحسن يحيي بن جعفر النسّابة العلويّ: عقد له المأمون وليّ عهد، ولبس الناس الخضرة في أيّامه.

(1)

- كيفيّة مبايعة الناس معه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن أحمد بن محمّد الرازيّ ( رضي الله عنه ) بنيسابور، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ قال: أخبرني أبي قال: أخبرني الريّان بن شبيب خال المعتصم، أخو ماردة: أنّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين، ولأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بولاية العهد، ولفضل بن سهل بالوزارة، أمر بثلاثة كراسيّ، فنصبت لهم، فلمّا قعدوا عليها، أذن للناس فدخلوا يبايعون، فكانوا يصفقون بأيمانهم علي أيمان الثلاثة، من أعلي الإبهام (2) إلي الخنصر (3)ويخرجون، حتّي

بايع في آخر الناس فتي من الأنصار، فصفق بيمينه، من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام، فتبسّم أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ثمّ قال: كلّ من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتي، فإنّه بايعنا بعقدها.

فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟

قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : عقد البيعة هو من أعلي الخنصر إلي أعلي الإبهام، وفسخها من أعلي الإبهام إلي أعلي الخنصر.

قال: فماج الناس في ذلك، وأمر المأمون بإعادة الناس إلي البيعة علي ما وصفه

ص:274


1- تهذيب التهذيب: 338/7 س 20.
2- الإبهام: أكبر الأصابع. القاموس المحيط: 113/4.
3- الخِنصِر: الإصبع الصغري أو الوسطي. القاموس المحيط: 36/2.

أبوالحسن ( عليه السلام ) ، وقال الناس: كيف يستحقّ الإمامة من لايعرف عقد البيعة، أنّ من علم لأولي بها ممّن لايعلم.

قال: فحمله ذلك علي ما فعله من سمّه.

(1)

2 - أبو عليّ الطبرسيّ : ذكر رواة السير: أنّ المأمون لمّا أراد العقد للرضا ( عليه السلام ) ، أحضر الفضل والحسن بن سهل، فأعلمهما بما قد عزم عليه من ذلك وقال: إنّي عاهدت اللّه تعالي أنّني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلي أفضل آل أبي طالب، وما أعلم أحداً أفضل من هذا الرجل علي وجه الأرض.

فلمّا رأيا عزيمته علي ذلك أمسكا عن معارضته، فأرسلهما إلي الرضا ( عليه السلام ) فعرضا ذلك عليه فامتنع منه، فلم يزالا به حتّي أجاب، ورجعا إلي المأمون فعرّفاه إجابته، فسرّ به وجلس للخاصّة في يوم خميس، وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي المأمون في عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وأنّه قد ولّاه عهده، وقد سمّاه الرضا، وأمرهم بلبس الخضرة، والعود لبيعته في الخميس الآخر، علي أن يأخذوا رزق سنة.

فلمّا كان ذلك اليوم ركب الناس علي طبقاتهم من القوّاد والحجّاب، والقضاة وغيرهم في الخضرة، وجلس المأمون، ووضع للرضا ( عليه السلام ) وسادتين عظيمتين حتّي لحق بمجلسه وفرشه، وأجلس الرضا ( عليه السلام ) عليهما في الخضرة، وعليه عمامة وسيف، ثمّ أمر ابنه العبّاس بن المأمون فبايع له أوّل الناس، فرفع الرضا ( عليه السلام ) يده فتلقّي بها وجه نفسه، وببطنها وجوههم.

فقال المأمون: ابسط يدك للبيعة.

ص:275


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 238/2 ح 2. عنه حلية الأبرار: 456/4 ح 2، ونور الثقلين: 60/5 ح 32، والبحار: 184/64 ح 1. علل الشرائع: 239، ب 174 ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 144/49 ح 21. المناقب لابن شهرآشوب: 369/4 س 8.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هكذا كان يبايع.

فبايعه الناس ويده فوق أيديهم، ووضعت البدر، وقامت الخطباء والشعراء، فجعلوا يذكرون فضل الرضا ( عليه السلام ) ، وما كان من المأمون في أمره

ثمّ دعا أبو عبّاد بالعبّاس بن المأمون، فوثب فدنا من أبيه، فقبّل يده وأمره بالجلوس.

ثمّ نودي محمّد بن جعفر بن محمّد وقال له الفضل بن سهل: قم، فقام ومشي حتّي قرب من المأمون، فوقف فلم يقبّل يده، فقيل له: امض فخذ جائزتك، وناداه المأمون: ارجع يا أبا جعفر! إلي مجلسك، فرجع.

ثمّ جعل أبو عبّاد يدعو بعلويّ وعبّاسيّ، فيقبضان جوائزهما حتّي نفدت الأموال.

ثمّ قال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : اخطب الناس، فحمد اللّه سبحانه، وأثني عليه وقال: إنّ لنا عليكم حقّاً برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولكم علينا حقّاً به، فإذا أنتم أدّيتم إلينا ذلك الحقّ، وجب علينا الحقّ لكم.

ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس، وأمر المأمون فضربت الدراهم، وطبع عليها اسم الرضا ( عليه السلام ) ، وخطب للرضا في كلّ بلد بولاية العهد، وخطب عبد الجبّار بن سعد في تلك السنة علي منبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة، فقال في الدعاء له: وليّ عهد المسلمين عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : :

ستّة آباء هم ما هم(1)

أفضل من يشرب صوب الغمام

(2)

ص:276


1- في العيون: سبعة.
2- إعلام الوري: 73/2 س 1. كشف الغمّة: 276/2 س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 255 س 4، بتفاوت. المجدي في أنساب الطالبيّين: 128 س 2، قطعة منه، و365 س 16، قطعة منه. الأنوار البهيّة: 228 س 3، بتفاوت. إرشاد المفيد: 310 س 23، بتفاوت. عنه نور الثقلين: 61/5 ح 33، قطعة منه، والبحار: 145/49 ح 23. روضة الواعظين: 248 س 11. نور الأبصار: 316 س 3، بتفاوت. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 145/2 ح 14، قطعة منه. عنه البحار: 155/49 ح 28. المناقب لابن شهرآشوب: 363/4 س 20، بتفاوت. مقاتل الطالبين: 454 س 15، بتفاوت. قطعة منه في (كيفيّة مبايعة الناس مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
- ما قال الناس بعد قبوله ( عليه السلام ) ولاية عهد المأمون:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسين، عن ابن راشد، قال: لمّا ارتحل أبوالحسن ( عليه السلام ) إلي خراسان قال: قلنا ليونس: هذا أبوالحسن حمل إلي خراسان.

فقال: إن دخل في هذا الأمر طايعاً أو مكرهاً، فهو طاغوت.

(1)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : آدم بن محمّد القلانسيّ البلخيّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن يزيد القمّيّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم الحضينيّ الأهوازيّ، قال: لمّا حمل أبوالحسن ( عليه السلام ) إلي خراسان قال يونس بن عبد الرحمن: إن دخل في هذا الأمر طائعاً أو كارهاً، انتقضت النبوّة من لدن آدم.

(2)

ص:277


1- رجال الكشّيّ: 492 رقم 943.
2- رجال الكشّيّ: 496 رقم 953.

الفصل الثاني: أحواله ( عليه السلام ) مع خلفاء زمانه

اشاره:

وفيه خمسة أمور

الأوّل - خلفاء عصره ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وكان في أيّام إمامته ( عليه السلام ) بقيّة ملك الرشيد، ثمّ ملك بعد الرشيد محمّد المعروف بالأمين، وهو ابن زبيدة، ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً، ثمّ خلع الأمين، وأُجلس عمّه إبراهيم بن شكله أربعة عشر يوماً، ثمّ أخرج محمّد بن زبيدة من الحبس، وبويع له ثانية، وجلس في الملك سنة وستّة أشهر، وثلاثة وعشرين يوماً، ثمّ ملك عبد اللّه المأمون، عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً....

(1)

2 - أبو عليّ الطبرسيّ : كان في أيّام إمامته ( عليه السلام ) بقيّة ملك الرشيد، ثمّ ملك بعد الرشيد ابنه محمّد المعروف بالأمين، - وهو ابن زبيدة - ثلاثة سنين وخمسة وعشرين يوماً (2)شكلة أربعة ، ثمّ خلع الأمين وحبس، وأجلس عمّه إبراهيم بن

ص:278


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 3.
2- في الفصول المهمّة: ثلاث سنين وعشرين يوماً، وفي دلائل الإمامة والمناقب: ثلاث سنين وثمانية عشر يوماً.

عشر يوماً، ثمّ أخرج محمّد بن زبيدة من الحبس، وبويع له ثانية، وجلس في الملك سنة وستّة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً (1) ، ثمّ ملك عبداللّه بن هارون المأمون عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً (2)، فأخذ البيعة في ملكه لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بعهد المسلمين من غير رضاه، ثمّ غدر به، فقتله بالسمّ بطوس من أرض خراسان، فمضي إلي كرامة اللّه، صلوات اللّه عليه.

(3)

3 - ابن شهر آشوب : فكان في سني إمامته بقيّة ملك الرشيد، ثمّ ملك الأمين ثلاث سنين وثمانية عشر يوماً، وملك المأمون عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً.

(4)

4 - ابن الصبّاغ: معاصره الأمين والمأمون.

(5)

الثاني - مشاورة الحكّام معه في عصره:

1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي...قال ( عليه السلام ) : أنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طا لب ( عليهم السلام ) : ، وابن

ص:279


1- في إعلام الوري والفصول المهمّة: سنة وسبعة أشهر.
2- اكتفي في إعلام الوري والفصول المهمّة بعشرين سنة.
3- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 11. إعلام الوري: 41/2 س 16. دلائل الإمامة: 347 س 7. المناقب لابن شهرآشوب: 367/4. قطعة منه في (قاتله وكيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ).
4- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 10. عنه البحار: 10/49 ضمن ح 21.
5- الفصول المهمّة: 244 س 18. نور الأبصار: 309 س 16.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، صلّيت اليوم الفجر في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع والي المدينة، وأقرأني - بعد أن صلّينا - كتاب صاحبه إليه، واستشارني في كثير من أُموره، فأشرت عليه بما فيه الحظّ له، ووعدته أن يصير إليّ بالعشيّ بعد العصر من هذا اليوم، ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه، وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه....

(1)

الثالث - تهديد بعض عمّال الخليفة بقتله ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ قال: حدّثني أحمد، عن أبي طالب قال: حدّثني العبّاسيّ أنّه قال للرضا ( عليه السلام ) : لِمَ لاتدخل فيما سألك أميرالمؤمنين؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : فأنت أيضاً عليّ يا عبّاسيّ!

فقال: نعم، ولتجيبه إلي ما سألك، أو لأعطينّك القاضية، يعني السيف.

(2)

الرابع - أحواله ( عليه السلام ) مع هارون العبّاسيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يونس، عمّن ذكره قال: قيل للرضا ( عليه السلام ) : إنّك تتكلّم بهذا الكلام والسيف يقطر دماً؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ للّه وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتيّ لم تصل إليه.

(3)

ص:280


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
2- رجال الكشّيّ: 501 رقم 961.
3- الكافي: 59/2 ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 412.

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ، عن عمران بن موسي، عن أبي الحسن داود بن محمّد النهديّ، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن الطيّب ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: لمّا توفّي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) دخل أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) السوق، فاشتري كلباً وكبشاً وديكاً، فلمّا كتب صاحب الخبر إلي هارون بذلك قال: قد أمنّا جانبه.

وكتب الزبيريّ: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قد فتح بابه ودعا إلي نفسه.

فقال هارون: واعجباً من هذا! يكتب أنّ عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قد اشتري كلباً وكبشاً وديكاً، ويكتب فيه بما يكتب.

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن الفضيل قال: أخبرني من سمع الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلي هارون بمني أو بعرفات فقال: أنا وهارون هكذا، وضمّ بين إصبعيه....

(2)

4 - المسعوديّ:...سام بن نوح بن درّاج، قال: كنّا عند غسّان القاضي، فدخل إليه رجل من أهل خراسان، عظيم القدر، من أصحاب الحديث، فأعظمه ورفعه وحادثه.

ص:281


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 4. عنه مدينة المعاجز: 52/7 ح 2153، والبحار: 114/49 ح 4، وإثبات الهداة: 263/3 ح 42. إعلام الوري: 60/2 س 15. الثاقب في المناقب: 492 ح 421، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 369/4 س 19، مختصراً. كشف الغمّة: 315/2 س 14. قدعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بما في الضمير)، و(شراؤه ( عليه السلام ) كلباً وكبشاً وديكاً).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 431.

فقال الرجل: سمعت هارون الرشيد يقول: لأخرجنّ العام إلي مكّة، ولآخذنّ عليّ بن موسي، ولأردّنّه حياض أبيه.

فقلت: ما شي ء أفضل من أن أتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي رسوله، فأخرج إلي هذا الرجل فأنذره.

فخرجت إلي مكّة، ودخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ، فأخبرته بما قال هارون،فجزّاني خيراً ثمّ قال: ليس عليّ منه بأس، أنا وهارون كهاتين، وأومأبإصبعه.

(1)

الخامس - أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون:

اشاره:

وفيه ستّة وعشرون موضوعاً

- اقتراحه الخلافة للإمام الرضا ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال لي المأمون: ياأباالحسن! لو كتبت إلي بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد فسدت علينا. قال: قلت له: يا أميرالمؤمنين! إن وفيت لي وفيت لك، إنّما دخلت في هذا الأمر الذي دخلت فيه، علي أن لا آمر، ولا أنهي، ولا أولّي، ولا أعزل....

(2)

2 - الشيخ الصدوق :...معمّر بن خلّاد قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) قال لي المأمون يوماً: يا أباالحسن! انظر بعض من تثق به، نولّيه هذه البلدان التي قد

ص:282


1- إثبات الوصيّة: 205 س 17. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 439.
2- الكافي: 132/8 ح 134. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 754.

فسدت علينا.

فقلت له: تفي لي، وأُوافي لك، فإنّي إنّما دخلت فيما دخلت علي أن لا آمر فيه ولا أنهي، ولا أعزل ولا أولّي....

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ قال: إنّ المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! قد عرفت علمك وفضلك وزهدك، وورعك وعبادتك، وأراك أحقّ بالخلافة منّي.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : بالعبوديّة للّه عزّ وجلّ أفتخر...فقال له المأمون:

فإنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، وأجعلها لك وأُبايعك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت هذه الخلافة لك، واللّه جعلها لك، فلايجوز لك أن تخلع لباساً ألبسك اللّه وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلايجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه فلابدّ لك من قبول هذا الأمر!

فقال ( عليه السلام ) : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً...فقال له: فإن لم تقبل الخلافة، ولم تجب مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي له، تكون الخلافة بعدي...قال ( عليه السلام ) : الأمان علي الصدق.

قال: لك الأمان.

قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة!

فغضب المأمون، ثمّ قال: إنّك تتلقّاني أبداً بما أكرهه، وقد أمنت سطوتي،

ص:283


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 166/2 ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 755.

فباللّه أُقسم لئن قبلت ولاية العهد، وإلّا أجبرتك علي ذلك، فإن فعلت، وإلّا ضربت عنقك!....

(1)

4 - الشيخ الصدوق :...عبد اللّه بن محمّد الهاشميّ قال: دخلت علي المأمون يوماً...وقال لي: يا عبد اللّه! أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك إن نصبت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) علماً، فواللّه لأُحدّثك بحديث تتعجّب منه، جئته يوماً فقلت له: جعلت فداك، إنّ آبائك موسي بن حعفر، وجعفر بن محمّد، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة، وأنت وصيّ القوم ووارثهم، وعندك علمهم، وقد بدت لي إليك حاجة.

قال: هاتها، فقلت: هذه الزاهريّة خطّتني، ولا أقدم عليها من جواري قد حملت غير مرّة وأسقطت، وهي الآن حامل، فدلّني علي ما نتعالج به فتسلم.

فقال: لاتخف من إسقاطها، فإنّها تسلم وتلد غلاماً أشبه الناس بأُمّه، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمني ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة.

فقلت في نفسي: أشهد أنّ اللّه علي كلّ شي ء قدير، فولدت الزاهريّة غلاماً أشبه الناس بأُمّه، في يده اليمني خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة علي ما كان وصفه لي الرضا ( عليه السلام ) ، فمن يلومني علي نصبي إيّاه علماً!....

(2)

5 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت الرضا ( عليه السلام )

ص:284


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 139/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 757.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 44. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 405.

يسأل عن شي ء قطّ إلّا علم، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأوّل إلي وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شي ء، فيجيب فيه....

(1)

6 - الإربليّ : في سنة سبعين وستّمأة وصل من مشهده ال شريف ( عليه السلام ) أحد قوّامه، ومعه العهد الذي كتبها المأمون بخطّ يده، وبين سطوره، وفي ظهره بخطّ الإمام ( عليه السلام ) ما هو مسطور، فقبّلت مواقع أقلامه، وسرّحت طرفي في رياض كلامه، وعدّدت الوقوف عليه من منن اللّه وإنعامه، ونقلته حرفاً فحرفاً، وما هو بخطّ المأمون:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسي بن جعفر وليّ عهده، أمّا بعد:...

صورة ما كان علي ظهر العهد بخطّ الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء،....

(2)

7 - الفتّال النيسابوريّ : روي: أنّ المأمون قد أنفذ إلي جماعة من آل أبي طالب، فحملهم إليه من المدينة، وفيهم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...فقدم بهم علي المأمون فأنزلهم داراً، وأنزل الرضا ( عليه السلام ) داراً، وأكرمه وعظّم أمره، ثمّ أنفذ إليه إنّي أُريد أن أخلع نفسي من الخلافة، وأُقلّدك إيّاها، فمارأيك في ذلك؟

فأنكر الرضا ( عليه السلام ) هذا الأمر...فقال له المأمون كلاماً كالتهديد فيه علي الإمتناع عليه وقال في كلامه: إنّ عمر بن الخطّاب جعل الشوري في ستّة، أحدهم جدّك أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابدّ من قبولك

ص:285


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 364.
2- كشف الغمّة: 333/2 س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2498.

ماأُريد منك، فإنّي لاأجد محيصاً عنه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فإنّي أُجيبك إلي ماتريد من ولاية العهد، علي أنّني لاآمر...فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه....

(1)

- احتيال المأمون علي قتل الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.

قال: إعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته...فدعا بنا غلاماً غلاماً، وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه...

قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته، فوجدناه مضطجعاً يقلّب طرف يديه ويكلّم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فليس علي بدنه ما لا تعمل

ص:286


1- روضة الواعظين: 247 س 15. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 753.

فيه السيوف فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟

قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!... فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد ثمّ قال: من عنده؟

قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.

قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح...

قال: فرجعت إلي المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم فقال لي: ياصبيح! ما وراءك؟

فقلت له: يا أمير المؤمنين! هو واللّه جالس في حجرته، وقد ناداني وقال لي كيت وكيت، قال: فشدّ أزراره وأمر بردّ أثوابه وقال: قولوا: إنّه كان غشي عليه، وإنّه قد أفاق....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!

قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.

ص:287


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 22. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 470.

قال: يوم الاثنين... فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء...، وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا ( عليه السلام ) ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا ( عليه السلام ) .

فقال للمأمون بعض أولئك: يا أمير المؤمنين! أُعيذك باللّه أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم، والفخر العظيم من بيت ولد العبّاس إلي بيت ولد عليّ، لقد أعنت علي نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، وقد كان خاملاً فأظهرته، ومتّضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومستخفّا فنوّهت به، قد ملأ الدنيا مخرقة وتشوّقاً بهذا المطر الوارد عند دعائه، ماأخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العبّاس إلي ولد عليّ؟!

بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلي إزالة نعمتك، والتواثب علي مملكتك، هل جني أحد علي نفسه وملكه مثل جنايتك؟!

فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا، يدعو إلي نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافه لنا، وليعتقد فيه المفتونون به أنّه ليس ممّا ادّعي في قليل ولاكثير، وإنّ هذا الأمر لنا من دونه،

وقد خشينا إن تركناه علي تلك الحالة أن ينفتق علينا منه مالانسدّه، ويأتي علينا منه مالانطيقه، والآن فإذ قد فعلنا به مافعلناه، وأخطأنا في أمره بماأخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به علي ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره.

ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّي نصوّره عند الرعايا بصورة من لايستحقّ لهذا الأمر ثمّ ندبّر فيه بمايحسّم عنّا موادّ بلائه.

قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، وبيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.

ص:288

قال المأمون: ما شي ء أحبّ إليّ من هذا....

(1)

- هبة المأمون جرم أخيه زيد إلي الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا حُمل زيد بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) إلي المأمون، وقد كان خرج بالبصرة، وأحرق دور ولد العبّاس، وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، وقال له: ياأباالحسن! لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل، ولولا مكانك منّي لقتلته، فليس ما أتاه بصغير.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا أميرالمؤمنين! لا تَقِسْ أخي زيداً إلي زيد بن عليّ، فإنّه كان من علماء آل محمّد، غضب للّه عزّوجلّ، فجاهد أعداءه حتّي قتل في سبيله.

ولقد حدّثني أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : يقول: رحم اللّه عمّي زيداً! إنّه دعا إلي الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفي بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عمّ! إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكُناسة فشأنك، فلمّا ولّي، قال جعفر بن محمّد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن! أليس قد جاء فيمن ادّعي الإمامة بغير حقّها

ما جاء؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ماليس له بحقّ، وإنّه كان أتقي للّه من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلي الرضا من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وإنّما جاء ما جاء، فيمن

ص:289


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 475.

يدّعي أنّ اللّه تعالي نصّ عليه، ثمّ يدعو إلي غير دين اللّه، ويضلّ عن سبيله بغير علم، وكان زيد واللّه ممّن خوطب بهذه الآية: ( وَجَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ي هُوَ اجْتَبَل-كُمْ ) .

(1)

- رجوع المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) في المسائل الفقهيّة وغيرها:

1 - الشيخ الصدوق : في رواية محمّد بن أحمد بن يحيي بإسناده قال: رُفع إلي المأمون، رجل دفع رجلاً في بئرفمات...فسأل أبا الحسن ( عليه السلام ) عن ذلك، وكتب إليه.

فقال ( عليه السلام ) : ديته علي أصحاب الغوث الذين صاحوا الغوث....

(2)

2 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه تعالي:...فقال المأمون: فرّجت عنّي يا أبا الحسن ( عليه السلام ) فرّج اللّه عنك، ثمّ قال له: يا ابن رسول اللّه فما معني قول اللّه عزّ وجلّ:...فقال المأمون: فرّجت عنّي يا أبا الحسن فرّج اللّه عنك، فأخبرني عن قول اللّه تعالي:...فقال المأمون: فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك.

(3)

- بركة السباع وقصّة زينب الكذّابة:

1 - ابن حمزة الطوسيّ :...أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه

ص:290


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 248/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2385.
2- من لايحضره الفقيه: 128/4 ح 451. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2497.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 33. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1961.

الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة

فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : سلّم علي أُختك.

فقال ( عليه السلام ) : واللّه ما هي بأُختي ولاولّدها عليّ بن أبي طالب.

فقالت زينب: ماهو أخي ولاولّده عليّ بن أبي طالب.

فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : ما مصداق قولك هذا؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها.

قالت زينب: ابتدي ء بالشيخ.

قال المأمون: لقد أنصفت.

فقال ( عليه السلام ) له: أجل.

ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، و أومأت إليه بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها.

فأمر المأمون زينب أن تنزل فأبت، وطرحت للسباع فأكلتها....

(1)

- شعره ( عليه السلام ) عند المأمون:

1 - الشيخ الصدوق :...موسي بن محمّد المحاربيّ، عن رجل ذكر اسمه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ المأمون قال له: هل رويت من الشعر شيئاً؟

ص:291


1- الثاقب في المناقب: 546 ح 488. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 478.

فقال ( عليه السلام ) : قد رويت منه الكثير، فقال: أنشدني أحسن ما رويته في الحلم.

فقال ( عليه السلام ) :

إذا كان دوني من بليت بجهله

أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل ...

فقال المأمون: إذا أمرت أن يترّب الكتاب كيف تقول؟

قال: تربّ، قال: فمن السحا؟

قال: سح، قال: فمن الطين؟

قال: طنّ.

قال: فقال المأمون: يا غلام! تربّ هذا الكتاب، وسحه، وطنّه، وامض به إلي الفضل بن سهل، وخذ لأبي الحسن ( عليه السلام ) ثلاثمائة ألف درهم.

(1)

- مناظراته العلميّة عند المأمون:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئيين، والهِرْبِذِ الأكبر، وأصحاب زَرْدْهِشْت، وقِسطاس الروميّ والمتكلّمين، ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليَّ، ففعل، فرحّب بهم المأمون، ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي، هذا المدنيّ القادم عليَّ، فإذا كان بكرة فاغدوا عليَّ، ولا يتخلّف منكم أحد.

فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين! نحن مبكّرون إن شاء اللّه.

ص:292


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 174/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2284.

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، إذ دخل علينا ياسر الخادم، وكان يتولّي أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال له: يا سيّدي! إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول: فداك أخوك! أنّه أجمع إليّ أصحاب المقالات، وأهل الأديان، والمتكلّمون من جميع الملل، فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت ذلك فلاتتجشّم، وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أبلغه السلام، وقل له: قد علمت ما أردت، وأنا صائر إليك بكرة إن شاء اللّه.

قال الحسن بن النوفليّ: فلمّا مضي ياسر، التفت إلينا، ثمّ قال لي: يا نوفليّ! أنت عراقيّ، و رقّة العراقيّ غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمّك علينا، أهل الشرك وأصحاب المقالات؟

فقلت: جعلت فداك!، يريد الامتحان، ويحبّ أن يعرف ما عندك، ولقد بني علي أساس غير وثيق البنيان، وبئس واللّه! ما بني....

فقال ( عليه السلام ) لي: يا نوفليّ! أتحبّ أن تعلم متي يندم المأمون؟

قلت: نعم.

قال ( عليه السلام ) : إذا سمع احتجاجي علي أهل التورية بتوراتهم، وعلي أهل الإنجيل بإنجيلهم، و....

(1)

- تعيين مسير قدوم الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان:

1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون

ص:293


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.

في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...وقد أمرني أن آخذ به علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، ولاآخذ به علي طريق قمّ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار، حتّي أقدم به عليه....

(1)

- إخبار المأمون بدخوله البغداد:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن أبي عبّاد قال: قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : ندخل بغداد إن شاء اللّه تعالي، فنفعل كذا وكذا.

فقال ( عليه السلام ) له: تدخل أنت بغداد يا أميرالمؤمنين....

(2)

- دفع شرّ المأمون بقرائته ( عليه السلام ) الحرز:

1 - السيّد ابن طاووس : حرز لمولانا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) تسمّي رقعة الجَيب...ياسر الخادم قال: لمّا نزل أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قصر حميد بن قحطبة، نزع ثيابه وناولها حميداً فاحتملها، وناولها جارية له لتغسلها، فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميداً وقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن ( عليه السلام ) .

فقلت: جعلت فداك، إنّ الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فها هي؟

قال ( عليه السلام ) : يا حميد! هذه عوذة لانفارقها، فقلت: لو شرّفتني بها.

فقال ( عليه السلام ) : هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان البلاء مدفوعاً عنه، وكانت له

ص:294


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 669.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 224/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 435.

حرزاً من الشيطان الرجيم، ثمّ أملي علي الحميد العوذة وهي:... قلت: ولهذا الحرز قصّة مونقة، وحكاية عجيبة، كما رواه أبو الصلت الهرويّ.

قال: كان مولاي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ذات يوم جالساً في منزله، إذ دخل عليه رسول المأمون، فقال: أجب أمير المؤمنين! فقام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقال لي: يا أبا الصلت! إنّه لا يدعوني في هذا الوقت إلّا لداهية، واللّه لا يمكنه أن يعمل بي شيئاً أكرهه، لكلمات وقعت إليّ من جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

قال: فخرجت معه حتّي دخلنا علي المأمون، فلمّا نظر به الرضا ( عليه السلام ) ، قرأ هذا الحرز إلي آخره، فلمّا وقف بين يديه نظر إليه المأمون وقال: يا أبا الحسن! قد أمرنا لك بمائة ألف درهم، واكتب حوائج أهلك، فلمّا ولّي عنه عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ومأمون ينظر إليه في قفاه ويقول: أردت وأراد اللّه، و ماأراد اللّه خير.

(1)

- ولاية عهد المأمون وتزويج ابنته إيّاه ( عليه السلام ) :

1 - ابن خلّكان: كان المأمون قد زوّجه [أي أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ] ابنته أُمّ حبيب في سنة اثنتين ومائتين، وجعله وليّ عهده، وضرب اسمه علي الدينار والدرهم، وكان السبب في ذلك، أنّه استحضر أولاد العبّاس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين الكبار والصغار، واستدعي عليّاً المذكور، فأنزله أحسن منزلة، وجمع خواصّ الأولياء، وأخبرهم أنّه نظر في أولاد العبّاس، وأولاد عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنهما،

ص:295


1- مهج الدعوات: 49 س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 2095.

فلم يجد في وقته أحداً أفضل، ولاأحقّ بالأمر من عليّ الرضا، فبايعه، وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام.

(1)

- وصيّته إلي المأمون:

1 - الصفديّ: آل أمره [ أي الرضا ( عليه السلام ) ] مع المأمون إلي أن سمّه في رمّانة علي ما قيل، مداراة لبني العبّاس، فلمّا أكلها، وأحسّ بالموت، وعلم من أين أُتي... ثمّ أرسل إليه المأمون وقال: ما توصيني به؟

فقال للرسول: قل له: يوصيك أن لا تعطي أحداً ما تندم عليه.

(2)

- وصيّته للمأمون بالإحسان إلي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل، اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخلنا طوس وقد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أيّاماً، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين، فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه، كان ضعيفاً في ذاك اليوم...أُغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه، حافيات حاسرات، ووقعت الوحية بطوس

وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب علي رأسه، ويقبض علي لحيته، ويتأسّف ويبكي، وتسيل دموعه علي خدّيه، فوقف علي الرضا ( عليه السلام ) وقد أفاق فقال: يا سيّدي! واللّه ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ؟، فقدي لك وفراقي إيّاك، أو تهمة

ص:296


1- وفيات الأعيان: 269/3 س 15. عنه مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) : : 279 س 14. قطعة منه في (أسماء أزواجه) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون).
2- الوافي بالوفيات: 251/22 س 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 179.

الناس لي إنّي اغتلتك وقتلتك!...قال: فرفع طرفه إليه، ثمّ قال: أحسن يا أميرالمؤمنين! معاشرة أبي جعفر ( عليه السلام ) فإنّ عمرك وعمره هكذا وجمع بين سبّابتيه....

(1)

- تزويجه ( عليه السلام ) مع أخت المأمون:

1 - المسعوديّ: أحمد بن أبي نصر السكونيّ قال: لمّا اجتمع الناس للأملاك وخطب الرضا ( عليه السلام ) فقال: «الحمد للّه الذي بيده مدار الأقدار، وبمشيّته تتمّ الأمور، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه، شهادة يواطي ء عليها القلب اللسان، والسرّ الإعلان، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله انتجبه نبيّاً، فنطق البرهان بتحقيق نبوّته، بعد أمر لم يأذن اللّه فيه، وقرب أمر مآب مشيّة اللّه إليه، ونحن نتعرّض ببركة الدعاء لخيرة القضاء»

والتي تذكّر أم حبيبة أخت أمير المؤمنين عبد اللّه المأمون صلة الرحم، وأمشاج الشبيكة، وقد بذلت لها من الصداق خمسمائة درهم، تزوّجني يا أميرالمؤمنين؟

فقال المأمون: نعم، قد زوّجتك.

فقال: قد قبلت ورضيت.

(2)

2 - ابن خلّكان: كان المأمون قد زوّجه [أي أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ] ابنته أُمّ حبيب في سنة اثنتين ومائتين....

(3)

ص:297


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 241/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 782.
2- إثبات الوصيّة: 212 س 20. قطعة منه في (أزواجه).
3- وفيات الأعيان: 269/3 س 15. يأتي الحديث بتمامه في رقم 779.
- عيادة المأمون عن الرضا ( عليه السلام ) في مرضه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك، حتّي علم أنّه لا محيص له، و أنّه لا يكفّ عنه، فخرج ( عليه السلام ) ، ولأبي جعفر ( عليه السلام ) سبع سنين.

فكتب إليه المأمون: لا تأخذ علي طريق الجبل وقمّ، وخذ علي طريق البصرة، والأهواز، وفارس، حتّي وافي مرو، فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها.

قال المأمون له: سل ما شئت.

فكتب الرضا ( عليه السلام ) : إنّي داخل في ولاية العهد علي أن لا آمر ولا أنهي، ولا أفتي ولا أقضي، ولا أولّي ولا أعزل، ولا أغيّر شيئاً ممّا هو قائم، وتعفيني من ذلك كلّه،

فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه.

قال: فحدّثني ياسر قال: فلمّا حضر العيد، بعث المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله أن يركب، ويحضر العيد، ويصلّي ويخطب.

فبعث إليه الرضا ( عليه السلام ) : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول هذا الأمر، فبعث إليه المأمون: إنّما أريد بذلك أن تطمئنّ قلوب الناس، ويعرفوا فضلك، فلم يزل ( عليه السلام ) يرادّه الكلام في ذلك، فألحّ عليه فقال: يا أمير المؤمنين! إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ إليّ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

ص:298

فقال المأمون: اخرج كيف شئت، وأمر المأمون القوّاد والناس أن يبكّروا إلي باب أبي الحسن ( عليه السلام ) .

قال: فحدّثني ياسر الخادم: أنّه قعد الناس لأبي الحسن ( عليه السلام ) في الطرقات، والسطوح، الرجال والنساء والصبيان، واجتمع القوّاد والجند علي باب أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فلمّا طلعت الشمس، قام ( عليه السلام ) فاغتسل، وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن، ألقي طرفاً منها علي صدره وطرفاً بين كتفيه وتشمّر (1) ، ثمّ قال

لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت.

ثمّ أخذ بيده عكّازاً (2)، ثمّ خرج ونحن بين يديه، وهو حاف قد شمّر سراويله إلي نصف الساق، وعليه ثياب مشمّرة، فلمّا مشي ومشينا بين يديه، رفع رأسه إلي السماء وكبّر أربع تكبيرات، فخيّل إلينا أنّ السماء والحيطان تجاوبه، والقوّاد والناس علي الباب قد تهيّؤوا، ولبسوا السلاح، وتزيّنوا بأحسن الزينة، فلمّا طلعنا عليهم بهذه الصورة.

وطلع الرضا ( عليه السلام ) ، وقف علي الباب وقفة، ثمّ قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر علي ما هدانا، اللّه أكبر علي ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد للّه علي ما أبلانا - نرفع بها أصواتنا -.

قال ياسر: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح، لمّا نظروا إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وسقط القوّاد عن دوابّهم، ورموا بخفافهم لمّا رأوا أباالحسن ( عليه السلام ) حافياً، وكان يمشي ويقف في كلّ عشر خطوات، ويكبّر ثلاث مرّات.

قال ياسر: فتخيّل إلينا أنّ السماء والأرض والجبال تجاوبه، وصارت مرو ضجّة واحدة من البكاء، وبلغ المأمون ذلك.

ص:299


1- شمّر ثوبه: رفعه عن ساعديه أو عن ساقيه. المعجم الوسيط: 493.
2- العُكّاز: عَصاً يُتوكّأُ عليها. المعجم الوسيط: 618.

فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا أمير المؤمنين! إن بلغ الرضا المصلّي علي هذا السبيل، افتتن به الناس، والرأي أن تسأله أن يرجع، فبعث إليه المأمون، فسأله الرجوع، فدعا أبو الحسن ( عليه السلام ) بخفّه فلبسه، وركب ورجع.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا ياسر الخادم قال: لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل، اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخلنا طوس وقد اشتدّت به

ص:300


1- الكافي: 488/1 ح 7. عنه مدينة المعاجز: 176/7 ح 2251، وحلية الأبرار: 435/4 ح 1، والبحار: 198/80 س 7، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 56/5 ح 5891، قطعة منه، و453/7 ح 9844، والوافي: 819/3 ح 1429. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 149/2 ح 21 بتفاوت. عنه حلية الأبرار: 438/4 ح 2، والأنوار البهيّة: 231 س 5، قطعة منه. إرشاد المفيد: 312 س 21، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 133/49 ح 9، و360/87 ح 12، وأعيان الشيعة: 17/2 س 16. روضة الواعظين: 250 س 11. إعلام الوري: 75/2 س 19، قطعة منه وبتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 371/4 س 13، قطعة منه وبتفاوت. كشف الغمّة: 278/2 س 7، و265 س 5، قطعة منه وبتفاوت. عنه البحار: 171/49 ح 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 260 س 17، بتفاوت. حلية الأبرار: 420/4 س 11، عن مطالب السئول، بتفاوت. إثبات الوصيّة: 212 س 5، أشار إلي مضمونه. عوالي اللئالي: 221/2 ح 24، قطعة منه، وبتفاوت. نور الأبصار: 320 س 13. قطعة منه في (كتابه ( عليه السلام ) إلي المأمون:)، و(امتناعه ( عليه السلام ) عن التدخّل في أمور الحكومة)، و(قبوله ( عليه السلام ) لولاية العهد) و(مسيره ( عليه السلام ) في سفره إلي خراسان) و(كيفيّة خروجه ( عليه السلام ) لصلاة العيد) و(إعجازه ( عليه السلام ) عند خروجه لصلاة العيد)و (کتابه(علیه السلام )إلی المأمون).

العلّة، فبقينا بطوس أيّاماً، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين، فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه، كان ضعيفاً في ذاك اليوم، فقال لي بعد ما صلّي الظهر: ياياسر! ما أكل الناس شيئاً؟

قلت: يا سيّدي! من يأكل هيهنا مع ما أنت فيه! فانتصب ( عليه السلام ) ثمّ قال: هاتوا المائدة، ولم يدع من حشمه أحداً إلّا أقعده معه علي المائدة، يتفقّد واحداً واحداً فلمّا أكلوا قال: ابعثوا إلي النساء بالطعام، فحمل الطعام إلي النساء، فلمّا فرغوا من الأكل أُغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه، حافيات حاسرات، ووقعت الوحية(1) بطوس وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب علي رأسه، ويقبض علي لحيته، ويتأسّف ويبكي، وتسيل دموعه علي خدّيه، فوقف علي الرضا ( عليه السلام ) وقد أفاق فقال: يا سيّدي! واللّه! ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ: فقدي لك وفراقي إيّاك، أو تهمة الناس لي إنّي اغتلتك وقتلتك؟!

قال: فرفع طرفه إليه ثمّ قال: أحسن ياأميرالمؤمنين! معاشرة أب ي جعفر ( عليه السلام ) ، فإنّ عمرك وعمره هكذا، وجمع بين سبّابتيه.

قال: فلمّا كان من تلك الليلة قضي عليه، بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلمّا أصبح اجتمع الخلق وقالوا: إنّ هذا قتله واغتاله، يعنون المأمون وقالوا: قتل ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأكثر القول والجلبة، وكان محمّد بن جعفر بن محمّد، استأمن إلي المأمون، وجاء إلي خراسان، وكان عمّ أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال المأمون: ياأباجعفر! اخرج إلي النساء وأعلمهم، أنّ أباالحسن لايخرج اليوم وكره أن يخرجه فتقع الفتنة فخرج محمّد بن جعفر إلي الناس فقال: أيّها الناس! تفرّقوا فإنّ أباالحسن ( عليه السلام ) لايخرج اليوم، فتفرّق الناس وغسّل أبوالحسن ( عليه السلام ) في الليل ودفن.

ص:301


1- الوَحْيُ والوَحي : الصوت يكون في الناس وغيرهم. لسان العرب: 381/15.

قال عليّ بن إبراهيم: وحدّثني ياسر بما لم أُحبّ ذكره في الكتاب.

(1)

3 - أبو الفرج الإصفهانيّ : حدّثنا الحسن بن عليّ الخفّاف، قال: حدّثنا أبو الصلت الهرويّ، قال: دخل المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) يعوده فوجده يجود بنفسه فبكي وقال: أعزز عليّ يا أخي! بأن أعيش ليومك، وقد كان في بقائك أمل، وأغلظ عليّ من ذلك وأشدّ أنّ الناس يقولون: إنّي سقيتك سمّاً، وأنا إلي اللّه من ذلك بري ء.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : صدقت، يا أميرالمؤمنين! أنت واللّه! بري ء.

ثمّ خرج المأمون من عنده، ومات الرضا ( عليه السلام ) ، فحضره المأمون قبل أن يحفر قبره، وأمر أن يحفر إلي جانب أبيه، ثمّ أقبل علينا فقال: حدّثني صاحب هذا النعش أنّه يحفر له قبر، فيظهر فيه ماء وسمك، احفروا، فحفروا، فلمّا انتهوا إلي اللحد نبع ماء، وظهر فيه سمك، ثمّ غاض الماء، فدفن فيه الرضا ( عليه السلام ) .

(2)

- وصيّة أبيه ( عليه السلام ) إلي المأمون في الإحسان إلي الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...سفيان بن نزار، قال: كنت يوماً علي رأس المأمون، فقال: أتدرون من علّمني التشيّع؟

فقال القوم جميعاً: لا، واللّه! ما نعلم.

ص:302


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 241/2 ح 1. عنه البحار: 299/49 ح 9، و351/63 ح 3، قطعة منه، وإثبات الهداة: 280/3 ح 96، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 266/24 ح 30507، قطعة منه. الأنوار البهيّة: 233 س 13، قطعة منه، و235 س 11، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 306/2 ح 2047، قطعة منه. قطعة منه في (قاتله) و(تغسيله وتدفينه) و(أحوال عمّه محمّد بن جعفر بن محمّد) و(وصيّته للمأمون بالإحسان إلي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ).
2- مقاتل الطالبين: 460 س 12. عنه البحار: 309/49 ح 19. الأنوار البهيّة: 238 س 3، باختصار.

قال: علّمنيه الرشيد.

قيل له: وكيف ذلك، والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟

قال: كان يقتلهم علي الملك، لأنّ الملك عقيم، ولقد حججت معه سنة، فلمّا صار إلي المدينة تقدّم إلي حُجّابه، وقال: لا يدخلنّ عليّ رجل من أهل المدينة ومكّة من أهل المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلّا نسب نفسه...فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤمنين! علي الباب رجل يزعم أنّه موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، فأقبل علينا ونحن قيام علي رأسه، والأمين والمؤتمن وسائر القوّاد، فقال: احفظوا علي أنفسكم، ثمّ قال لآذنه: ائذن له...، ولا ينزل إلّا علي بساطي، فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخّد (1) قد انهكته العبادة، كأنّه شنّ بال، قد

كلّم من السجود وجهه وأنفه... فقام إليه الرشيد واستقبله إلي آخر البساط، وقبّل وجهه وعينيه، وأخذ بيده حتّي صيّره في صدر المجلس، وأجلسه معه، وجعل يحدّثه ويقبل بوجهه عليه، ويسأله عن أحواله....

ثمّ قام، فقام الرشيد لقيامه، وقبّل عينيه ووجهه، ثمّ أقبل عليّ وعلي الأمين والمؤتمن، فقال: يا عبد اللّه! ويا محمّد! ويا إبراهيم! امشوا بين يدي عمّكم وسيّدكم، خذوا بركابه، وسوّوا عليه ثيابه، وشيّعوه إلي منزله.

فأقبل عليّ أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) سرّاً بيني وبينه، فبشّرني بالخلافة، فقال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلي ولدي، ثمّ انصرفنا، وكنت أجرأ ولد أبي عليه....

(2)

ص:303


1- رجل مسخّد: مورّم مصفّر ثقيل من مرض أو غيره. لسان العرب: 206/3.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 88/1، ح 11. عنه البحار: 129/48، ح 4، وإثبات الهداة: 180/3، ح 29، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 333/6، ح 2035، وحلية الأبرار: 248/4، ح 5، قطعة منه، و277، ح 1، ومستدرك الوسائل: 270/8، ح 9420، و389/13، ح 15690، قطعتان منه، وأعيان الشيعة: 8/2، س 9، قطعة منه. الاحتجاج: 341/2 رقم 272، قطعة منه. عنه البحار: 133/48، ح 5، أشار إليه. إحقاق الحقّ: 308/12، س 13، عن كتاب فصل الخطاب، قطعة منه. ينابيع الموّدة: 165/3، س 3، قطعة منه.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

- طلب المأمون البيعة منه ( عليه السلام ) :

1 - القندوزيّ الحنفيّ: كتب بعض الخلفاء وهو المأمون بن هارون الرشيد إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي أن يبايعه.

فقال ( عليه السلام ) : إنّك عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، وإنّك تريد المبايعة لي إلّا أنّ الجفر الجامع لايدلّ علي مبايعتك.

(1)

- اعتراف المأمون بفضائل الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن عبداللّه بن الأفطس، قال: دخلت علي المأمون فقرّبني وحيّاني، ثمّ قال: رحم اللّه الرضا ( عليه السلام ) ، ما كان أعلمه! لقد أخبرني بعجب سألته ليلة، وقد بايع له الناس.

فقلت: جعلت فداك! أري لك أن تمضي إلي العراق وأكون خليفتك بخراسان.

فتبسّم ثمّ قال: لا، لعمري! ولكن من دون خراسان بدرجات، إنّ لنا هنا مكثاً، ولست ببارح حتّي يأتيني الموت، ومنها المحشر لامحالة.

فقلت له: جعلت فداك! وما علمك بذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : علمي بمكاني كعلمي بمكانك.

ص:304


1- ينابيع المودّة: 204/3 س 18.

قلت: وأين مكاني أصلحك اللّه؟

فقال ( عليه السلام ) : لقد بعدت الشقّة بيني وبينك، أموت بالمشرق، وتموت بالمغرب.

فقلت: صدقت، واللّه! ورسوله أعلم وآل محمّد، فجهدت الجهد كلّه، وأطمعته في الخلافة وما سواها، فما أطمعني في نفسه.

(1)

- مواصلة المأمون إيّاه ( عليه السلام ) بدراهم كثيرة:

1 - ابن الجوزي: ذكر أبو بكر الصوليّ في كتاب الأوراق: إنّ هارون كان يجري علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وهو في حبسه كلّ سنة ثلاثمائة ألف درهم، وأنزله عشرين ألفاً، فقال المأمون لعليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : لأزيدنّك علي مرتبة أبيك وجدّك، فأجري له ذلك، ووصله بألف ألف درهم.

(2)

- إرشاده ( عليه السلام ) المأمون في أمر الخلافة وغيره:

1 - الشيخ المفيد : كان الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يكثر وعظ المأمون إذا خلا به، ويخوّفه باللّه، ويقبح ما يرتكبه من خلافه، فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه، ويبطن كراهته واستثقاله.

ودخل الرضا ( عليه السلام ) يوماً عليه، فرآه يتوضّأ للصلاة والغلام يصبّ علي يده الماء فقال: لاتشرك يا أميرالمؤمنين! بعبادة ربّك أحداً، فصرف المأمون الغلام، وتولّي تمام وضوئه بنفسه، وزاد ذلك في غيظه ووجده.

ص:305


1- الغيبة: 73 ح 80. عنه إثبات الهداة: 294/3 ح 121، والبحار: 145/49 ح 22. المناقب لابن شهرآشوب: 337/4 س 3، بتفاوت. عنه البحار: 57/49 ح 74، ومدينة المعاجز: 226/7 ح 2278، وإثبات الهداة: 312/3 ح 195، أشار إلي مضمونه. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ شهادته) و(علمه ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة).
2- تذكرة الخواصّ: 318 س 12.

وكان الرضا ( عليه السلام ) يزري (1)علي الحسن والفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما، ويصف له مساويهما، وينهاه عن الإصغاء إلي قولهما، وعرفا ذلك منه، فجعلا يحرّضان عليه عند المأمون، ويذكران له عنه مايبعّده منه، ويخوّفانه من حمل الناس عليه، فلم يزالا كذلك، حتّي قلّبا رأيه فيه، وعمل علي قتله، فاتّفق أنّه أكل هو والمأمون يوماً طعاماً، فاعتلّ منه الرضا ( عليه السلام ) ، وأظهر المأمون تمارضاً.

(2)

- نصيحته ( عليه السلام ) للمأمون في نصب الولاة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقمّ في رجب، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ، سنة سبع وثلاثمائة قال: حدّثني ياسر الخادم قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا، جمع حشمه كلّهم عنده، الصغير والكبير، فيحدّثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان ( عليه السلام ) إذا جلس علي المائدة لا يدع صغيراً ولا كبيراً، حتّي السائس والحجّام، إلاّ أقعده معه علي مائدته.

قال ياسر الخادم: فبينا نحن عنده يوماً، إذ سمعنا وقع القفل الذي كان علي باب

ص:306


1- زَري عليه زَرياً وزِراية عابه وعاتبه. القاموس المحيط: 490/4.
2- الإرشاد: 315 س 3. عنه وسائل الشيعة: 478/1 ح 1269، قطعة منه. الأنوار البهيّة: 233 س 16، قطعة منه. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 99 س 17، قطعة منه. إعلام الوري: 80/2 س 4، قطعة منه. روضة الواعظين: 255 س 13. كشف الغمّة: 280/2 س 18. المستجاد من الإرشاد: 217 س 4. قطعة منه في (حكم الاستعانة في الوضوء).

المأمون إلي دار أبي الحسن ( عليه السلام ) .

فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : قوموا تفرّقوا.

فقمنا عنه، فجاء المأمون ومعه كتاب طويل، فأراد الرضا ( عليه السلام ) أن يقوم، فأقسم عليه المأمون بحقّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ألّا يقوم إليه، ثمّ جاء حتّي انكبّ علي أبي الحسن ( عليه السلام ) وقبّل وجهه، وقعد بين يديه علي وسادة، فقرأ ذلك الكتاب عليه، فإذا هو فَتْحٌ لبعض قري كابل، فيه: إنّا فتحنا قرية كذا وكذا، فلمّا فرغ قال له الرضا ( عليه السلام ) : وسرّك فتح قرية من قري الشرك؟!

فقال له المأمون: أوليس في ذلك سرور؟

فقال: يا أميرالمؤمنين! اتّق اللّه في أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وما ولّاك اللّه من هذا الأمر وخصّك به، فإنّك قد ضيّعت أمور المسلمين، وفوّضت ذلك إلي غيرك، يحكم فيهم بغير حكم اللّه، وقعدت في هذه البلاد، وتركت بيت الهجرة، ومهبط الوحي، وأنّ المهاجرين والأنصار يظلمون دونك، ولايرقبون في مؤمن إلاًّ ولاذمّة، ويأتي علي المظلوم دهر يتعب فيه نفسه، ويعجز عن نفقته، ولايجد من يشكو إليه حاله، ولا يصل إليك، فاتّق اللّه يا أميرالمؤمنين! في أمور المسلمين، وارجع إلي بيت النبوّة، ومعدن المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أميرالمؤمنين! أنّ والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط، من أراده أخذه؟

قال المأمون: يا سيّدي! فما تري؟

قال: أري أن تخرج من هذه البلاد، وتتحوّل إلي موضع آبائك وأجدادك، وتنظر في أمور المسلمين، ولا تكلهم إلي غيرك، فإنّ اللّه تعالي سائلك عمّا ولّاك.

فقام المأمون فقال: نعم ما قلت يا سيّدي! هذا هو الرأي، فخرج وأمر أن يقدم النوائب (1)، وبلغ ذلك ذا الرياستين، فغمّه غمّاً شديداً، وقد كان غلب علي الأمر

ص:307


1- في نسخة النجائب، وفي النسخة المطبوعة غير ما بأيدينا: النوّاب، والمراد من النوائب: العساكر المعدّة للنوائب، وهي ما ينزل بالرجل من الكوارث، والحوادث المؤلمة.

ولم يكن للمأمون عنده رأي، فلم يجسر أن يكاشفه، ثمّ قوي بالرضا ( عليه السلام ) جدّاً، فجاء ذو الرياستين إلي المأمون فقال له: يا أميرالمؤمنين! ما هذا الرأي الذي أمرت به؟!

قال: أمرني سيّدي أبوالحسن ( عليه السلام ) بذلك، وهو الصواب.

فقال: يا أميرالمؤمنين! ما هذا الصواب، قتلت بالأمس أخاك، وأزلت الخلافة عنه، وبنو أبيك معادون لك، وجميع أهل العراق، وأهل بيتك والعرب، ثمّ أحدثت هذا الحدث الثاني، أنّك ولّيت ولاية العهد لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وأخرجتها من بني أبيك، والعامّة، والفقهاء، والعلماء، وآل العبّاس، لايرضون بذلك، وقلوبهم متنافرة عنك، فالرأي أن تقيم بخراسان حتّي تسكن قلوب الناس علي هذا، ويتناسوا ما كان من أمر محمّد أخيك، وهيهنا يا أميرالمؤمنين! مشائخ قد خدموا الرشيد، وعرفوا الأمر، فاستشرهم في ذلك، فإن أشاروا بذلك فامضه.

فقال المأمون: مثل من؟

قال: مثل عليّ بن أبي عمران، وأبو يونس، والجلوديّ، وهؤلاء الذين نقموإا= ه بيعة أبي الحسن ( عليه السلام ) ، ولم يرضوا به، فحبسهم المأمون بهذا السبب.

فقال المأمون: نعم.

فلمّا كان من الغد جاء أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخل علي المأمون

فقال: ياأميرالمؤمنين! ما صنعت؟

فحكي ما قال ذو الرياستين، ودعا المأمون بهؤلاء النفر، فأخرجهم من الحبس. فأوّل من أدخل عليّ بن أبي عمران، فنظر إلي الرضا ( عليه السلام ) بجنب المأمون فقال: أُعيذك باللّه يا أميرالمؤمنين! أن تخرج هذا الأمرالذي جعله اللّه لكم، وخصّكم به، وتجعله في أيدي أعدائكم، ومن كان آباؤك يقتلهم، ويشرّدونهم في البلاد. فقال المأمون: يا ابن الزانية! وأنت بعد علي هذا، قدّمه يا حرسي! فاضرب عنقه، فضرب عنقه.

ص:308

فأدخل أبو يونس، فلمّا نظر إلي الرضا ( عليه السلام ) بجنب المأمون فقال: ياأميرالمؤمنين! هذا الذي بجنبك، واللّه! صنم يعبد من دون اللّه.

قال له المأمون: يا ابن الزانية! وأنت بعد علي هذا، يا حرسي! قدّمه فاضرب عنقه، فضرب عنقه.

ثمّ أدخل الجلوديّ، وكان الجلوديّ في خلافة الرشيد، لمّا خرج محمّد بن جعفر بن محمّد بالمدينة، بعثه الرشيد، وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه، وأن يغيّر علي دور آل أبي طالب، وأن يسلب نساءهم، ولا يدع علي واحدة منهنّ إلّا ثوباً واحداً، ففعل الجلوديّ ذلك، وقد كان مضي أبوالحسن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ، فصار الجلوديّ إلي باب دار أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هجم علي داره مع خيله، فلمّا نظر إليه الرضا جعل النساء كلّهن في بيت، ووقف علي باب البيت، فقال الجلوديّ لأبي الحسن ( عليه السلام ) : لابدّ من أن أدخل البيت فأسلبهنّ، كما أمرني أميرالمؤمنين.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أنا أسلبهنّ لك، وأحلف أنّي لاأدع عليهنّ شيئاً إلّا أخذته، فلم يزل يطلب إليه ويخلف له، حتّي سكن، فدخل أبوالحسن ال رضا ( عليه السلام ) فلم يدع عليهنّ شيئاً حتّي أقراطهنّ، وخلاخيلهنّ، وأزرارهنّ، إلّا أخذه منهنّ وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير، فلمّا كان في هذا اليوم وأدخل الجلوديّ علي المأمون قال الرضا ( عليه السلام ) : يا أميرالمؤمنين هب لي هذا الشيخ؟

فقال المأمون: يا سيّدي! هذا الذي فعل ببنات محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما فعل من سلبهنّ، فنظر الجلوديّ إلي الرضا ( عليه السلام ) وهو يكلّم المأمون ويسأله عن أن يعفو عنه ويهبه له، فظنّ أنّه يعين عليه لما كان الجلوديّ فعله، فقال: يا أميرالمؤمنين! أسألك باللّه وبخدمتي الرشيد أن لا تقبل قول هذا فيّ.

فقال المأمون: يا أباالحسن! قد استعفي، ونحن نبرّ قسمه، ثمّ قال: لا واللّه! لاأقبل فيك قوله، ألحقوه بصاحبيه، فقدّم فضرب عنقه، ورجع ذو الرياستين إلي أبيه سهل، وقد كان المأمون أمر أن يقدم النوائب وردّها ذو الرياستين، فلمّا قتل المأمون هؤلاء

ص:309

علم ذو الرياستين أنّه قد عزم علي الخروج، فقال الرضا ( عليه السلام ) : ماصنعت يا أميرالمؤمنين! بتقديم النوائب؟

فقال المأمون: يا سيّدي! مُرهم أنت بذلك.

قال: فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) وصاح بالناس: قدّموا النوائب.

قال: فكأنّما وقعت فيهم النيران، فأقبلت النوائب تتقدّم وتخرج، وقعد ذوالرياستين في منزله، فبعث إليه المأمون فأتاه فقال له: مالك قعدت في بيتك؟

فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامّة، والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا ( عليه السلام ) ، ولا آمن السعاة، والحسّاد، وأهل البغي، أن يسمعوا بي، فدعني أخلفك بخراسان.

فقال له المأمون: لانستغني عنك، فأمّا ما قلت: إنّه يسعي بك وتبغي لك الغوائل، فلست أنت عندنا إلّا الثقة المأمون الناصح المشفق، فاكتب لنفسك ماتثق به من الضمان والأمان، وأكّد لنفسك ما تكون به مطمئنّاً، فذهب وكتب لنفسه كتاباً، وجمع عليه العلماء وأتي به إلي المأمون، فقرأه وأعطاه المأمون كلّ ماأحبّ، وكتب خطّه فيه، وكتب له بخطّه كتاب الحبوة: إنّي قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع والسلطان، وبسط له من الدنيا أمله.

فقال ذو الرياستين: يا أميرالمؤمنين! نحبّ أن يكون خطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) في هذا الأمان، يعطينا ما أعطيت، فإنّه وليّ عهدك.

فقال المأمون: قد علمت أنّ أباالحسن ( عليه السلام ) قد شرط علينا أن لا يعمل من ذلك شيئاً، ولايحدث حدثاً، فلانسأله ما يكرهه، فسله أنت فإنّه لايأبي عليك في هذا، فجاء واستأذن علي أبي الحسن ( عليه السلام ) .

قال ياسر: فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : قوموا تنحّوا، فتنحّينا فدخل فوقف بين يديه ساعة، فرفع أبوالحسن رأسه إليه فقال له: ما حاجتك يا فضل؟

قال: يا سيّدي! هذا أمان ما كتبه لي أميرالمؤمنين! وأنت أولي أن تعطينا مثل ما

ص:310

أعطي أميرالمؤمنين، إذ كنت وليّ عهد المسلمين.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : اقرأه، وكان كتاباً في أكبر جلد، فلم يزل قائماً قرأه، فلمّا فرغ قال له أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا فضل! لك علينا هذا ما اتّقيت اللّه عزّوجلّ.

قال ياسر: فنغض عليه أمره في كلمة واحدة، فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا كان بعد ذلك بأيّام ونحن في بعض المنازل ورد علي ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل: إنّي نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم، فوجدت فيه أنّك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حرّ الحديد، وحرّ النار، فأري أن تدخل أنت والرضا وأميرالمؤمنين الحمّام في هذإآ ظ اليوم، فتحتجم فيه، وتصبّ الدم علي بدنك ليزول نحسه عنك، فبعث الفضل إلي المأمون وكتب إليه بذلك وسأله أن يدخل الحمّام معه، ويسأل أباالحسن ( عليه السلام ) أيضاً ذلك.

فكتب المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) رقعة في ذلك، فسأله فكتب إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) : لست بداخل غداً الحمّام، ولاأري لك يا أميرالمؤمنين! أن تدخل الحمّام غداً، ولاأري للفضل أن يدخل الحمّام غداً، فأعاد إليه الرقعة مرّتين.

فكتب إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) : لست بداخل غداً الحمّام، فإنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في النوم في هذه الليلة يقول لي: يا عليّ! لاتدخل الحمّام غداً، فلاأري لك يا أميرالمؤمنين! ولاللفضل أن تدخلا الحمّام غداً.

فكتب إليه المأمون: صدقت، يا سيّدي! وصدق رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لست بداخل الحمّام غداً، والفضل فهو أعلم وما يفعله.

قال ياسر: فلمّا أمسينا وغابت الشمس فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : قولوا نعوذ باللّه من شرّ ما ينزل في هذه الليلة، فأقبلنا نقول ذلك، فلمّا صلّي الرضا ( عليه السلام ) الصبح قال لنا: قولوا نعوذ باللّه من شرّ ما ينزل في هذا اليوم، فما زلنا نقول ذلك، فلمّا كان قريباً من طلوع الشمس قال الرضا ( عليه السلام ) : اصعد السطح فاستمع هل تسمع شيئاً؟

فلمّا صعدت سمعت الضجّة والنحيب وكثر ذلك، فإذا بالمأمون قد دخل من الباب

ص:311

الذي كان إلي داره من دار أبي الحسن ( عليه السلام ) يقول: يا سيّدي! يا أباالحسن! آجرك اللّه في الفضل، وكان دخل الحمّام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه، وأخذ من دخل عليه في الحمّام وكانوا ثلاثة نفر، أحدهم ابن خالة الفضل ذوالقلمين.

قال: واجتمع القوّاد والجند من كان من رجال ذي الرياستين علي باب المأمون، فقالوا: اغتاله وقتله فلنطلبنّ بدمه.

فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : يا سيّدي! تري أن تخرج إليهم وتفرّقهم.

قال ياسر: فركب الرضا ( عليه السلام ) وقال لي: اركب، فلمّا خرجنا من الباب نظر الرضا ( عليه السلام ) إليهم وقد اجتمعوا وجاؤا بالنيران ليحرقوا الباب، فصاح بهم وأومأ إليهم بيده، تفرّقوا، فتفرّقوا.

قال ياسر: فأقبل الناس واللّه! يقع بعضهم علي بعض، وما أشار إلي أحد إلّا ركض ومرّ ولم يقف له أحد.

(1)

ص:312


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 159/2 ح 24. عنه البحار: 164/49 ح 5، و350/63 ح 1، قطعة من صدره، و351 ح 2، قطعة منه، وحلية الأبرار: 474/4 ح 3، قطعة من صدره، والأنوار البهيّة: 216 س 4، وس 14، قطعتان منه، ووسائل الشيعة: 265/24 ح 30505، قطعة من صدره، وأعيان الشيعة: 29/1 س 17، بإختصار. الكافي: 490/1 ح 8، قطعة منه. عنه الوافي: 821/3 ح 1430. عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 17/7 ح 2113. عنه وعن العيون والإعلام، إثبات الهداة: 251/3 ح 17، باختصار. إرشاد المفيد: 313 س 19، كما في الكافي. عنه البحار: 170/49 ح 6، قطعة منه. كشف الغمّة: 279/2 س 8، قطعة منه. فرج المهموم: 2 س 1، أشار إلي مضمونه، و133 س 18، قطعة منه. روضة الواعظين: 251 س 8، قطعة منه. إعلام الوري: 77/2 س 7، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 347/4 س 8، قطعة منه. قطعة منه في (معاشرته ( عليه السلام ) مع خدمه) و(موعظته ( عليه السلام ) في ولاة الأمر) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي المأمون) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

2 - المحدّث القمّيّ : في الدرّ النظيم، عن يحيي بن أكثم، قال: كنت يوماً عند المأمون، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، ودخل الفضل بن سهل ذوالرياستين، فقال للمأمون: قد ولّيت الثغر (1)الفلاني فلاناً التركيّ، فسكت المأمون.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ما جعل اللّه تعالي لإمام المسلمين وخليفة ربّ العالمين القائم بأُمور الدين، أن يولّي شيئاً من ثغور المسلمين أحداً من سبي ذلك الثغر لأنّ الأنفس تحنّ إلي أوطانها، وتشفق علي أجناسها، وتحبّ مصالحها وإن كانت مخالفة لأديانها.

فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.

(2)

- تقرّب المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) بتفضيل عليّ ( عليه السلام ) علي جميع الصحابة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبداللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن إسحاق بن حمّاد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر، ويجمع المخالفين لأهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ويكلّمهم في إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وتفضيله علي جميع الصحابة تقرّباً إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

وكان الرضا ( عليه السلام ) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: ولاتغترّوا منه بقوله، فمإاًآ س يقتلني واللّه! غيره، ولكنّه لابدّ لي من الصبر حتّي يبلغ الكتاب أجله.

(3)

ص:313


1- الثَغْر: الموضع الذي يُخاف منه هجوم العدوّ. المصباح المنير: 81.
2- الأنوار البهيّة: 219 س 16، عن الدر النظيم. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في تولية الثغور بالسبايا).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 149/7 ح 2242، والبحار: 189/49 ح 1، وإثبات الهداة: 261/3 ح 37. قطعة منه في (قاتله ( عليه السلام ) ) و(إخباره ( عليه السلام ) بشهادته علي يد المأمون).
- تأييده ( عليه السلام ) لاحتجاج الرجل الصوفيّ علي المأمون:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعليّ بن عبداللّه الورّاق، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان، وكان المأمون يقعده علي يمينه إذا قعد للناس يوم الاثنين، ويوم الخميس، فرفع إلي المأمون: أنّ رجلاً من الصوفيّة سرق، فأمر بإحضاره، فلمّا نظر إليه وجده متقشّفاً، بين عينيه أثر (1)

السجود، فقال له: سوأة لهذه الآثار الجميلة، ولهذا الفعل القبيح، أتنسب إلي السرقة مع ما أري من جميل آثارك وظاهرك؟

قال: فعلتُ ذلك اضطراراً لااختياراً، حين منعتني حقّي من الخمس والفي ء.

فقال المأمون: أيّ حقّ لك في الخمس والفي ء؟

قال: إنّ اللّه تعالي قسّم الخمس ستّة أقسام، وقال اللّه تعالي: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَي عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَي الْجَمْعَانِ ) .

(2)

وقسّم الفي ء علي ستّة أقسام فقال اللّه تعالي: ( مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ ي مِنْ أَهْلِ الْقُرَي فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَايَكُونَ دُولَةَم بَيْنَ الْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ ) .

(3)

ص:314


1- القَشِف: خشونة العيش. المصباح المنير: 503.
2- الأنفال: 41/8.
3- الحشر: 7/59.

قال الصوفيّ: فمنعتني حقّي وأنا ابن السبيل منقطع بي، ومسكين لاأرجع علي شي ء، ومن حملة القرآن.

فقال له المأمون: أعطّل حدّاً من حدود اللّه، وحكماً من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه!

فقال الصوفيّ: ابدأ بنفسك تطهّرها، ثمّ طهّر غيرك، وأقم حدّ اللّه عليها، ثمّ علي غيرك.

فالتفت المأمون إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال: ما يقول؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّه يقول: سرق، فسرق.

فغضب المأمون غضباً شديداً ثمّ قال للصوفيّ: واللّه! لأقطّعنّك!

فقال الصوفيّ: أتقطعني وأنت عبد لي؟

فقال المأمون: ويلك! ومن أين صرت عبداً لك؟

قال: لأنّ أُمّك اشتريت من مال المسلمين، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتّي يعتقوك، وأنا لم أعتقك، ثمّ بلّعت الخمس وبعد ذلك فلاأعطيت آل الرسول حقّاً، ولاأعطيتني ونظرائي حقّنا، والأخري أنّ الخبيث لايطهّر خبيثاً مثله، إنّما يطهّره طاهر، ومن في جنبه الحدّ لايقيم الحدود علي غيره حتّي يبدأ بنفسه، أما سمعت اللّه تعالي يقول: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَبَ أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) .

(1)

فالتفت المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: ما تري في أمره؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَلِغَةُ) (2)وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها علي جهله كما يعلّمها العالم بعلمه، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجّة، وقد احتجّ الرجل.

ص:315


1- البقرة: 44/2.
2- الأنعام: 149/6.

فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفيّ، واحتجب عن الناس واشتغل بالرضا ( عليه السلام ) حتّي سمّه فقتله، وقد كان قتل الفضل بن سهل وجماعة من الشيعة.

قال الصدوق عقيب ذلك: روي هذا الحديث كما حكيته، وأنا بري ء من عهدةصحّته.

(1)

- سبب قتل الرضا ( عليه السلام ) وجهد المأمون لإطفاء نور محبّته عن قلوب الناس:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبداللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: سألت أبإب أ ة الصلت الهرويّ فقلت له: كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا ( عليه السلام ) مع إكرامه ومحبّته له، وماجعل له من ولاية العهد بعده؟

فقال: إنّ المأمون إنّما كان يكرمه، ويحبّه لمعرفته بفضله، وجعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنّه راغب في الدنيا، فيسقط محلّه من نفوسهم فلمّا لم يظهر منه في ذلك للناس إلّا ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلّاً في نفوسهم، جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محلّه عند العلماء، (وبسببهم) يشتهر نقصه عند العامّة، فكان لايكلّمه خصم من اليهود، والنصاري، والمجوس، والصابئين، والبراهمة، والملحدين، والدهريّة، ولاخصم من فرق المسلمين المخالفين إلّا قطعه وألزمه الحجّة.

وكان الناس يقولون: واللّه! إنّه أولي بالخلافة من المأمون، وكان أصحاب

ص:316


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 237/2 ح 1. عنه حلية الأبرار: 453/4 ح 1، ومستدرك الوسائل: 32/18 ح 21935، وتحفة العالم: 49/2 س 2، أشار إلي مضمونه. علل الشرائع: 240 ب 174 ح 2. عنه وعن العيون، البحار: 288/49 ح 1. المناقب لابن شهرآشوب: 368/4 س 14. قطعة منه في (كيفيّة شهادته وقاتله)، و(سورة الأنعام: 149/6).

الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك، ويشتدّ حسده له

وكان الرضا ( عليه السلام ) لايحابي المأمون من حقّ، وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله، فيغيظه ذلك ويحقده عليه، ولايظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسمّ.

(1)

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي المأمون في تفضيل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الذهبي: قال المأمون يوماً لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : مايقول بنوأبيك في جدّنا العبّاس بن عبد المطلّب؟

فقال ( عليه السلام ) : مايقولون في رجل فرض اللّه طاعة نبيّه(2) علي خلقه،

وفرض طاعته علي بنيه، فأمر له بألف ألف درهم.

(3)

- استخفاف المأمون بالرضا ( عليه السلام ) واستجابة دعائه عليه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن الورّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وحمزة بن محمّد بن أحمد العلوي وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنهم قالوا: أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،

ص:317


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 239/2 ح 3. عنه حلية الأبرار: 457/4 ح 3، والبحار: 290/49 ح 2، وإثبات الهداة: 280/3 ح 95، قطعة منه. قطعة منه في (قاتله وكيفيّة شهادته).
2- في وفيات الأعيان: بنيه.
3- تاريخ الإسلام: 271/14 س 3. وفيات الأعيان:: 271/3 س 9. الوافي بالوفيات: 250/22 س 5. سير أعلام النبلاء: 391/9 س 11.

عن عبد السلام بن صالح الهروي. وحدّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان ( رضي الله عنه ) ، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته. ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال:

«اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثّل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصوّر فأتقن، وأجنح فأبلغ، وأنعم فأسبغ، وأعطي فأجزل، يا من سمّا في العزّ ففات خواطف الأبصار، ودني في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه، وتوحّد بالكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العارفين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه، يا بدئ يا بديع، يا قوي يا منيع، يا عليّ يا رفيع، صلّ علي من شرّفت الصلاة بالصلاة عليه، وأنتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذلّ والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس».

قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي: فما استتمّ مولاي دعاءه حتّي وقعت

ص:318

الرجفة في المدينة، وارتجّ (1)البلد، وارتفعت الزعقة(2) والصيحة، واستفحلت

(3)

النعرة، وثارت الغبرة(4)، وهاجت القاعة (5)، فلم أزائل مكاني إلي أن سلّم مولاي ( عليه السلام ) ، فقال لي: يا أبا الصلت! اصعد السطح فإنّك ستري امرأة بغيّة غثّة رثّة، مهيّجة الأشرار، متّسخة الأطمار، يسمّيها أهل هذه الكورة سمانة، لغباوتها وتهتّكها، وقد أسندت مكان الرمح إلي نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها حمراء إلي طرفه مكان اللواء، فهي تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام إلي قصر المأمون، ومنازل قوّاده، فصعدت السطح فلم أر إلّا نفوساً تزعزع بالعصي، وهامات ترضخ بالأحجار.

ولقد رأيت المأمون متدرّعاً، قد برز من قصر شاهجان متوجّهاً للهرب، فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام قد رمي من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة، فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقّت جلد هامّته(6)

فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك! هذا أميرالمؤمنين!

فسمعت سمانة تقول: اسكت، لا أُمّ لك! ليس هذا يوم التميّز والمحابات، ولايوم إنزال الناس علي طبقاتهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين لما سلّط ذكور الفجّار علي فروج الأبكار، وطرد المأمون وجنوده أسوء طرداً بعد إذلال واستخفاف شديد.

(7)

ص:319


1- ارتجّ البحر: اضطرب. المصباح المنير: 219.
2- الزَعْقةُ: مصدر المرّة، ويقال: سمعت زعقة المؤذّن: صوته. المعجم الوسيط: 394.
3- استفحل الأمر: تفاقم واشتدّ. المعجم الوسيط: 676.
4- الغبرة: لطخ الغبار. المعجم الوسيط: 643.
5- قاعة الدار: ساحتها. المعجم الوسيط: 766.
6- الهامّة: الدابّة. المعجم الوسيط: 995.
7- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 146/7 ح 2241، والبحار: 82/49 ح 2، و257/82 ح 3، و344/88 ح 5، وحلية الأبرار: 449/4 ح 4، وإثبات الهداة: 261/3 ح 36، قطعة منه. مهج الدعوات: 459 س 2. مصباح الكفعمي: 390 س 4. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات) و(استجابة دعائه ( عليه السلام ) ) و(توسّله بالنبيّ ووصيّه وابنته ( عليهم السلام ) : ) و(دعاؤه ( عليه السلام ) علي من ظلمه، واستخفّ به وطرد شيعته عن بابه).

2 - ابن شهرآشوب : أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: رفع إلي المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه، فأنفذ محمّد بن عمرو الطوسيّ، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به، فخرج الرضا ( عليه السلام ) يقول: وحقّ المصطفي، والمرتضي، وسيّدة النساء! لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، مايكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته، ثمّ أتي منزله واغتسل وصلّي ركعتين، قال في قنوته: «يا ذا القوّة الجامعة، والرحمة الواسعة، - إلي آخر دعائه - صلّ علي من شرّفت الصلاة بالصلاة عليه، وانتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي، وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذلّ والهوان، كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس، وشريد الأنجاس». فلم يتمّ دعائه حتّي وقعت الرجفة، وارتفعت الزعقة، وثارت الغبرة، فلمّا سلّم من صلاته قال: اصعد السطح، فإنّك ستري امرأة بغيّة، رثّة غثّة، متّسخة الأطمار، مهيّجة الأشرار، يسمّيها أهل هذه الكورة سمانة، لغباوتها وتهتّكها، قد أسندت مكان الرمح إلي نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها خمراً إلي طرف لها مكان اللواء، فهي تقود جيوش الغاغة، وتسوق عساكر الطغام إلي قصر المأمون، وهو قصر أبي مسلم في شاهجان، قال: ورأيت المأمون متدرّعاً قد برز من قصر الشاهجان، متوجّهاً للهرب فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام، قد رماه من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيله، أسقطت عن رأسه بيضته، بعد أن شقّت جلدة هامّته، فقال بعض من عرف المأمون: ويلك

ص:320

أميرالمؤمنين! فسمعت سمانة فقالت: اسكت لاأُمّ لك، ليس هذا يوم التمييز والمحاباة، ولايوم إنزال الناس علي طبقاتهم ومقاديرهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين، لما سلّط ذكور الفجّار علي فروج الأبكار، وطرد المأمون أسوء طرد، بعد إذلال واستخفاف شديد، ونهبوا أمواله، فصلب المأمون أربعين غلاماً وأسلاء دهقان مرو، وأمر أن يطوّل جدرانهم، وعلم أنّ ذلك من استخفاف الرضا ( عليه السلام ) فانصرف ودخل عليه، وحلفه أن لايقوم له، وقبّل رأسه، وجلس بين يديه وقال: لم تطب نفسي بعد مع هؤلاء، فما تري؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : اتّق اللّه في أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وماولّاك من هذا الأمر، وخصّك به، فإنّك قد ضيّعت أُمور المسلمين، وفوّضت ذلك إلي غيرك، يحكم فيها بغير حكم اللّه عزّ وجلّ، وقعدت في هذه البلاد، وتركت دار الهجرة ومهبط الوحي، وإنّ المهاجرين والأنصار يُظلمون دونك، ولايرقبون في مؤمن إلاٌّ ولاذمّة، ويأتي علي المظلوم دهر يتعب فيه نفسه، ويعجز عن نفقته، فلايجد من يشكو إليه حاله، ولا يصل إليه.

فاتّق اللّه يا أميرالمؤمنين! في أمور المسلمين، وارجع إلي بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، وموضع المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أميرالمؤمنين! أنّ والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط، من أراده أخذه.

فقال: نِعمَ ما قلت يا سيّدي! هذا هو الرأي، وخرج يجهّز للرحيل، وأتاه ذوالرياستين وقال: قتلت أمس أخاك، وأظهرت اليوم عقد الرضا، وأخرجت الخلافة من بني العبّاس، أفترضي الناس عنك، وههنا في حبسك أولياء أبيك نحو عليّ بن عمران، وابن مونس، والجلوديّ، وكانوا لم يدخلوا في عهد الرضا، فأمر بإحضار المحبوسين واحداً بعد واحد، فأدخل عليه ابن عمران فخاض في عقده للرضا فأمر بقتله، وثنّي بابن مونس بعد هجره في الرضا.

فلمّا أدخل الجلوديّ قال الرضا ( عليه السلام ) من كرمه: هبني هذا، وكان أغار ذلك في

ص:321

دور آل أبي طالب وقت خروج محمّد بن أبي طالب، وعري نساءهم، فقال: ياأمير المؤمنين! باللّه! لا تصغ إلي مقاله فيّ، قال: نعم، وأمر بقتله، فاغتمّ بذلك ذوالرياستين، فقال المأمون لتسليته: اكتب حجّة لك أن لا أعزلك ما دمت حيّاً، وكتب بما شاء.

فوقّع عليه أمير المؤمنين المأمون، واستأذنه في توقيع الرضا ( عليه السلام ) .

فقال: إنّه لا يكتب، فأتاه واستدعاه للتوقّع فأبي، فكان ذو الرياستين يخلّط علي الرضا ( عليه السلام ) ، ويغيظ المأمون، ويكتب إلي بغداد بأحواله، فبويع إبراهيم بن المهديّ، وفيه قال دعبل:

يا معشر الأجناد! لا تقنطوا

خذوا عطاياكم ولا تسخطوا

فسوف يعطيكم حنينيّة

يلذّها الأمرد والأشمط

والمعبديّات لقوّادكم

لا تدخل الكيس ولا تربط

وهكذا يرزق أصحابه

خليفة مصحفه البربط

فلما سمع المأمون ذلك اغتمّ، وأثّر فيه كلام ذو الرياستين وغيّره، فعزم علي إهلاك الرضا ( عليه السلام ) .

(1)

ص:322


1- المناقب لابن شهرآشوب: 345/4 س 10. قطعة منه في (دعاؤه في قنوته) و(موعظة الرضا ( عليه السلام ) للمأمون في أمر الخلافة وغيره).

الباب الرابع - العقائد

وفيه أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد

الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها

الفصل الثالث: الإمامة ومايناسبها

الفصل الرابع: المعاد والحساب

ص:323

ص:324

الباب الرابع: العقائد

اشاره:

ويشتمل هذا الباب علي أربعة فصول

الفصل الأوّل: التوحيد

اشاره:

وفيه ستّة وثلاثون موضوعاً

(أ) - معرفة اللّه:

َّ 1 - الحميريّ : معاوية بن حكيم، عن البزنطيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : للناس في المعرفة صنع؟

قال ( عليه السلام ) : لا. قلت: لهم عليها ثواب؟

قال ( عليه السلام ) : يتطوّل (1) عليهم بالثواب، كما يتطوّل عليهم بالمعرفة.(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ، وعليّ بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار الهمدانيّ جميعاً،

ص:325


1- تطوّل عليه بكذا: تفضّل. المعجم الوسيط: 572.
2- قرب الإسناد: 347 ح 1256. عنه إثبات الهداة: 50/1 ح 38. تحف العقول: 444 س 8، بتفاوت يسير، وفيه: قال صفوان بن يحيي: سألت الرضا ( عليه السلام ) . عنه البحار: 337/75 ح 21.

عن الفتح بن يزيد(1)، عن أبي الحسن (2)( عليه السلام ) ، قال: سألته عن أدني المعرفة؟

فقال: الإقرار بأنّه لا إله غيره، ولاشبه (3)له ولانظير، وأنّه قديم مثبت

موجود (4)غير فقيد، وأنّه ليس كمثله شي ء.(5)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: جاء رجل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) من وراء نهر بلخ، فقال: إنّي أسألك عن مسألة فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك!

فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : سل عمّا شئت.

فقال: أخبرني عن ربّك متي كان؟ وكيف كان؟ وعلي أيّ شي ء كان اعتماده؟

فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي أيّن الأين بلا أين، وكيّف الكيف بلاكيف، وكان اعتماده علي قدرته.

فقام إليه الرجل فقبّل رأسه وقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّ عليّاً وصيّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والقيّم بعده بما قام به رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّكم الأئمّة الصادقون، وأنّك الخلف من بعدهم.

(6)

ص:326


1- تقدّمت ترجمته في رقم....
2- قال المجلسيّ ( قدس سره ) : وأبوالحسن ( عليه السلام ) يحتمل الثاني والثالث، مرآة العقول: 301/1 ح 1.
3- في العيون: ولاشبيه.
4- في العيون: وأنّه مثبت قديم موجود.
5- الكافي: 86/1 ح 1. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 134/1 ح 32، والوافي: 343/1 ح 266. التوحيد: 283 ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 267/3 ح 1. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 133/1 ح 29، وفي هامشه: وفي نسخة (الرضا ( عليه السلام ) ). كشف الغمّة: 286/2 س 1، أورده في ضمن أخبار الرضا ( عليه السلام ) قائلاً سئل ( عليه السلام ) ....
6- الكافي: 88/1 ح 2. عنه البحار: 104/49 ح 31، والوافي: 350/1 ح 273. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 117/1 ح 6، وفيه: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: جاء قوم من... .وباختصار. التوحيد: 125 ح 3، باختصار. عنه البحار: 143/4 ح 13. قطعة منه في (تقبيل الناس رأسه ( عليه السلام ) ).

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد المعروف بعلاّن، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: اعلم علّمك اللّه الخير، إنّ اللّه تبارك وتعالي قديم، والقدم صفة دلّت العاقل علي أنّه لاشي ء قبله، ولاشي ء معه في ديمومته، فقد بان لنا بإقرار العامّة معجزة الصفة، أنّه لا شي ء قبل اللّه، ولا شي ء مع اللّه في بقائه، وبطل قول من زعم أنّه كان قبله، أو كان معه شي ء.

وذلك أنّه لو كان معه شي ء في بقائه لم يجز أن يكون خالقاً له، لأنّه لم يزل معه، فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه، ولو قبله شي ء، كان الأوّل ذلك الشي ء لاهذا، وكان الأوّل أولي بأن يكون خالقاً للأوّل.

ثمّ وصف نفسه تبارك وتعالي بأسماء دعا الخلق، إذ خلقهم، وتعبّدهم، وابتلاهم، إلي أن يدعوه بها، فسمّي نفسه سميعاً بصيراً، قادراً قاهراً، حيّاً قيّوماً، ظاهراً باطناً، لطيفاً خبيراً، قويّاً عزيزاً، حكيماً عليماً، وما أشبه هذه الأسماء.

فلمّا رأي ذلك من أسمائه الغالون المكذّبون، وقد سمعونا نحدّث عن اللّه أنّه لاشي ء مثله، ولاشي ء من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا إذ زعمتم أنّه لامثل للّه ولاشبه له، كيف شاركتموه في أسماء الحسني! فتسمّيتم بجميعها! فإنّ في ذلك دليلاًعلي أنّكم مثله في حالاته كلّها، أو في بعضها دون بعض، إذ قد جمعتكم الأسماء الطيّبة.

ص:327

قيل لهم: إنّ اللّه تبارك وتعالي ألزم العباد أسماء من أسمائه علي اختلاف المعاني، وذلك كما يجمع الإسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل علي ذلك قول الناس: الجائز عندهم السائغ، وهو الذي خاطب اللّه عزّ وجلّ به الخلق، فكلّمهم بما يعقلون، ليكون عليهم حجّة في تضييع ما ضيّعوا، وقد يقال للرجل: كلب وحمار، وثور وسكرة، وعلقمة وأسد، وكلّ ذلك علي خلافه، لأنّه لم تقع الأسماء علي معانيها التي كانت بنيت عليها، لأنّ الإنسان ليس بأسد ولاكلب، فافهم ذلك يرحمك اللّه.

وإنّما يسمّي اللّه عزّ وجلّ بالعالم لغير علم حادث علم به الأشياء، واستعان به علي حفظ ما يستقبل من أمره، والرَوِيَّةُ فيما يخلق من خلقه، وتفنية ما مضي ممّا أفني من خلقه، ممّا لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه، كان جاهلاً ضعيفاً، كما أنّا رأينا علماء الخلق، إنّما سمّوا بالعلم، لعلم حادث، إذ كانوا قبله جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء، فصاروا إلي الجهل، وإنّما سمّي اللّه عالماً، لأنّه لايجهل شيئاً، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العلم، واختلف المعني علي ما رأيت.

وسمّي ربّنا سميعاً، لاجزء فيه يسمع به الصوت، ولايبصر به، كما أنّ جزئنا الذي نسمع به لانقوي علي النظر به، ولكنّه عزّ وجلّ أخبر أنّه لاتخفي عليه الأصوات، ليس علي حدّ ما سمّينا نحن، فقد جمعنا الإسم بالسميع واختلف المعني، وهكذا البصير لالجزء به أبصر، كما أنّا نبصر بجزء منّا لاينتفع به في غيره، ولكنّ اللّه بصير لايجهل شخصاً منظوراً إليه، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني، وهو قائم ليس علي معني انتصاب، وقيام علي ساق في كبد، كما قامت الأشياء، ولكن أخبر أنّه قائم يخبر أنّه حافظ، كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان، وهو عزّوجلّ القائم علي كلّ نفس بما كسبت، والقائم أيضاً في كلام الناس الباقي، والقائم أيضاً يخبر عن الكفاية كقولك للرجل: قم بأمر فلان، أي اكفه، والقائم منّا قائم علي ساق، فقد جمعنا الإسم ولم يجمعنا المعني.

ص:328

وأمّا اللطيف فليس علي قلّة وقضافة (1)وصغر، ولكن ذلك علي النفاذ في الأشياء، والامتناع من أن يدرك، كقولك: لطف عن هذا الأمر، ولطف فلان في مذهبه وقوله، يخبرك أنّه غمض فبهر العقل، وفات الطلب وعاد متعمّقاً متطلّفاً، لايدركه الوهم، فهكذا لطف اللّه تبارك وتعالي عن أن يدرك بحدّ، أو يحدّ بوصف، واللطافة منّا الصغر والقلّة، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.

وأمّا الخبير، فالذي لايعزب عنه شي ء ولايفوته، ليس للتجربة والإعتبار بالأشياء، فتفيده التجربة والاعتبار، علماً لولاهما ما علم، لأنّ من كان كذلك كان جاهلاً، واللّه تعالي لم يزل خبيراً بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلّم، وقد جمعنا الإسم واختلف المعني.

وأمّا الظاهر فليس من أجل أنّه علا للأشياء بركوب فوقها، وقعود عليها، وتسنّم لذراها، ولكن ذلك لقهره، ولغلبة الأشياء، وقدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت علي أعدائي، وأظهرني اللّه علي خصمي، يخبر علي الفلج والغلبة، فهكذا ظهور اللّه علي الأشياء.

ووجه آخر وهو: أنّه وهو الظاهر لمن أراده، لايخفي عليه شي ء، وأنّه مدبّر لكلّ ما يري، فأيّ ظاهر أظهر وأوضح أمراً من اللّه تعالي، فإنّك لاتعدم صنعته حيثما توجّهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، والظاهر منّا البارز بنفسه، والمعلوم بحدّه، فقد جمعنا الإسم ولم يجمعنا المعني.

وأمّا الباطن فليس علي معني الإستبطان للأشياء، بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه علي استبطانه للأشياء، علماً وحفظاً وتدبيراً، كقول القائل: أبطنته، يعني خبّرته، وعلمت مكتوم سرّه، والباطن منّا بمعني الغائر في الشي ء المستتر، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.

ص:329


1- قَضُفَ قَضافَةً: دقّ ونحف، لا عن هُزال. المعجم الوسيط: 742.

وأمّا القاهر فإنّه ليس علي معني علاج ونصب، واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضاً، فالمقهور منهم يعود قاهراً، والقاهر يعود مقهوراً، ولكن ذلك من اللّه تبارك وتعالي علي أنّ جميع ما يخلق ملتبس به الذلّ لفاعله، وقلّة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين، غير أنّه يقول له: كن فيكون، والقاهر منّا علي ما ذكرت ووصفت، فقد جمعنا الإسم واختلف المعني.

وهكذا جميع الأسماء، وإن كنّا لم نسمّها كلّها، فقد يكتفي الاعتبار بما ألقينا إليك، واللّه عزّ وجلّ عوننا وعونك في إرشادنا وتوفيقنا.

(1)

(ب) - المذاهب الثلاثة في التوحيد:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عيسي بن عبيد، قال:...قال لي الرضا ( عليه السلام ) : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه

ص:330


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 145/1 ح 50. قِطَعٌ منه في البرهان: 121/4 ح 1، و121 ح 1، و127، ح 2، و286 ح 5، و362 ح 1. التوحيد: 186 ح 2. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 706/1 ح 28، و751 ح 211، و508/2 س 7، و134/3 ح 58. عنه وعن العيون وعن الإحتجاج البحار: 176/4 ح 5، و74/54 ح 49، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 150/1 ح 64، و154 ح 71. الكافي: 120/1 ح 2، مرسلاً و بتفاوت. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 755/1 ح 229، و756 ح 232، و508/2 ح 142، و232/5 ح 9، و234 ح 15، و383 ح 28، و580 ح 9، والبرهان: 546/1 ح 4، والوافي: 484/1 ح 394، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 208/1 ح 173. كنز الفوائد: 29 س 4، أشار إلي مضمونه. الإحتجاج: 357/2 ح 282، قطعة منه. عنه البحار: 36/54 ح 8، قطعة منه. مصنّفات الشيخ المفيد، مسألة في الإرادة: 16/10 س 4، قطعة منه. قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) للحسين بن خالد).

فمذهب النفي لايجوز، ومذهب التشبيه لايجوز، لأنّ اللّه تبارك وتعالي لايشبهه شي ء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلاتشبيه.(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن هشام بن إبراهيم، قال: قال العبّاسيّ: قلت له (2)

- يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) -: جعلت فداك، أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة.

قال ( عليه السلام ) : ومن هو؟

قلت: الحسن بن سهل، قال: في أيّ شي ء المسألة؟

قال: قلت: في التوحيد.

قال: وأيّ شي ء من التوحيد؟

قال: يسألك عن اللّه جسم، أو لاجسم؟

قال: فقال لي: إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب، مذهب إثبات بتشبيه، ومذهب النفي، ومذهب إثبات بلاتشبيه

فمذهب الإثبات بتشبيه لايجوز، ومذهب النفي لايجوز، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلاتشبيه.

(3)

ص:331


1- التوحيد: 107 ح 8. يأتي الحديث بتمامه في رقم 845.
2- هو هشام بن إبراهيم الأحمر الذي ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 394، رقم 1، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) ، رجال البرقي: 51.
3- التوحيد: 100 ح 10. عنه البحار: 304/3 ح 41. فرج المهموم: 139 س 12، بتفاوت.

(ج) - معني توحيد اللّه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن زيد، قال: جئت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن التوحيد، فأملي عليَّ: «الحمد للّه فاطر الأشياء إنشاءً، ومبتدعها ابتداعاً بقدرته وحكمته، لا من شي ء فيبطل الاختراع، ولا لعلّة فلا يصحّ الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحّداً بذلك لإظهار حكمته، وحقيقة ربوبيّته، لا تضبطه العقول، ولا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، وكلّت دونه الأبصار، وضلّ فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم، لا إله إلّا اللّه الكبير المتعال».

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد؟

فقال ( عليه السلام ) : هو الذي أنتم عليه.

(2)

ص:332


1- الكافي: 105/1 ح 3. عنه الوافي: 442/1 ح 360، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 186/1 ح 4، قطعة منه. عنه وعن العلل، والتوحيد، البحار: 161/54 ح 95. علل الشرائع: 9، ب 9 ح 3. عنه وعن التوحيد، البحار: 263/4 ح 11. التوحيد: 98 ح 5. قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) في صفات اللّه تعالي).
2- التوحيد: 46 ح 6. عنه البحار: 240/3 ح 23.

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف بن عميرة، عن محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: قل للعبّاسيّ يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلّم الناس بما يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون، وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال اللّه عزّوجلّ: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ و كُفُوًا أَحَدُم )

وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ )

(1)

وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (2)فكلّم الناس بما يعرفون.

(3)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، قال: حدّثني الحسين بن الحسن، قال: حدّثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتديّ، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد؟

فقال ( عليه السلام ) : كلّ من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وآمن بها فقد عرف التوحيد.

قلت: كيف يقرؤها؟

ص:333


1- الشوري: 11/42.
2- البقرة: 137/2.
3- التوحيد: 95 ح 14. عنه البحار: 69/2 ح 24، ونور الثقلين: 707/5 ح 53، وإثبات الهداة: 60/1 ح 20. قطعة منه في (إرشاده ( عليه السلام ) الناس في بيان التوحيد وأوصافه) و(سورة البقرة: 137/2) و(سورة الشوري: 11/42) و(سورة التوحيد).

قال ( عليه السلام ) : كما يقرء (1)الناس، وزاد فيه: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي،

كذلك اللّه ربّي.(2)

5 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: قال أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) (3). قال ( عليه السلام ) : لا تدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون.(4)

6 - البرقيّ :...أبي هاشم الجعفريّ قال: أخبرني الأشعث بن حاتم، أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) عن شي ء من التوحيد؟

فقال: ألا تقرأ القرآن؟ قلت: نعم! قال: اقرأ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) ، فقرأت، فقال: ما الأبصار؟ قلت: أبصار العين، قال: لا، إنّما عني الأوهام، لاتدرك الأوهام كيفيّته، وهو يدرك كلّ فهم.(5)

7 - المسعوديّ: روي الحميريّ قال: حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ،

ص:ص:334


1- في الكافي: يقرؤها.
2- التوحيد: 284 ح 3. عنه مشكاة الأنوار: 10 س 4. الكافي: 91/1 ح 4. عنه وسائل الشيعة: 70/6 ح 7373، وإثبات الهداة: 57/1 ح 2، والوافي: 369/1 ح 286. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 133/1، ح 30. عنه نور الثقلين: 700/5 ح 5. عنه وعن التوحيد، البحار: 268/3 ح 2، و29/82 ح 18، و347/89 ح 8. كشف الغمّة: 286/2 س 3. قطعة منه في (سورة التوحيد)
3- الأنعام: 103/6.
4- الأمالي: 334 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1938.
5- المحاسن: 239، ح 215. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1937.

عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق لمّا قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع.

فلم أزل أدلف (1)حتّي قربت منه ودنوت، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام، فأوّل ما ابتدأني أن قال لي: يا فتح! من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فليوقن أن يحلّ به سخط المخلوقين.

يا فتح! إنّ اللّه جلّ جلاله لايوصف إلّا بما وصف به نفسه، فأنّي يوصف الذي يعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلّ عمّا يصفه الواصفون، وتعالي عمّا ينعته الناعتون، نأي (2)في قربه وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف فلايقال كيف، وأيّن الأين فلايقال أين، إذ هو منقطع الكيفيّة والأينيّة، الواحد الأحد جلّ جلاله بل كيف يوصف بكنهه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد قرن الخليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، فقال:

( وَمَا نَقَمُواْ إِلآَّ أَنْ أَغْنَل-هُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و مِن فَضْلِهِ ي ) (3) و قال تبارك اسمه - يحكي قول من ترك طاعته: ( يَلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) (4) أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حيث يقول: ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) .(5)

يا فتح! كما لايوصف الجليل جلّ جلاله، ولايوصف الحجّة، فكذلك لايوصف

ص:335


1- يقال: دَلَف الشيخ: إذا مشي وقارب الخطو، مجمع البحرين: 59/5.
2- نأي فلاناً، ونأي عنه ينأي نأياً: بعد عنه، أقرب الموارد: 324/1.
3- التوبة: 74/9.
4- الأحزاب: 66/33.
5- النساء: 59/4.

المؤمن المسلّم لأمرنا، فنبيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء ووصيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأوصياء.

ثمّ قال لي - بعد كلام -: فأورد الأمر إليهم وسلّم لهم.

ثمّ قال لي: إن شئت. فانصرفت منه.

فلمّا كان في الغد تلطّفت (1)في الوصول إليه، فسلّمت فردّ السلام.

فقلت: ياابن رسول اللّه! تأذن لي في كلمة اختلجت (2)في صدري ليلتي الماضية؟

فقال لي: سل واصغ إلي جوابها سمعك، فإنّ العالم والمتعلّم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة، فأمّا الذي اختلج في صدرك فإن يشأ العالم أنبأك اللّه، إنّ اللّه لم يظهر علي غيبه أحداً إلّا من ارتضي من رسول، وكلّ ما عند الرسول فهو عند العالم، وكلّ ما اطّلع الرسول عليه فقد اطّلع أوصياؤه عليه.

يا فتح! عسي الشيطان أراد اللبس عليك، فأوهمك في بعض ما أوردت عليك، وأشكّك(3) في بعض مأ أنبأتك حتّي أراد إزالتك عن طريق اللّه وصراطه المستقيم.

فقلت: متي أيقنت أنّهم هكذا فهم أرباب.

معاذ اللّه، إنّهم مخلوقون مربوبون، مطيعون داخرون راغمون، فإذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به، فاقمعه بمثل ما أنبأتك به.

قال فتح: فقلت له: جعلني اللّه فداك! فرّجت عنّي، وكشفت ما لبس الملعون عليّ، فقد كان أوقع في خلدي (4)أنّكم أرباب.

ص:336


1- لطف الشي ءغ يلطف لطافة من باب قرب: صغر حجمه، واللطف في العمل: الرفق به، مجمع البحرين: 120/5.
2- اختلج العضو: اضطرب ومنه الاختلاج، مجمع البحرين: 295/2.
3- في البحار: وشكّك.
4- الخلد، بالتحريك: البال، والقلب، والنفس، وجمعه أخلاد، لسان العرب: 164/3.

قال: فسجد ( عليه السلام ) فسمعته يقول في سجوده: راغماً (1)لك يا خالقي داخراً خاضعاً.

ثمّ قال: يا فتح! كدت أن تهلك، وما ضرّ عيسي ( عليه السلام ) إن هلك من (2)

هلك، إذا شئت رحمك اللّه.

(3)

قال: فخرجت وأنا مسرور بما كشف اللّه عنّي من اللبس.

فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان (لعنه اللّه) في خلدي أنّه لاينبغي أن يأكلوا ولايشربوا.

فقال: اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة، كانوا يأكلون ويشربون، ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد، منشي ء الأشياء، ومجسّم الأجسام، وهو السميع العليم، تبارك اللّه عمّا يقول الظالمون، وعلا علوّاً كبيراً.

ثمّ قال: إذا شئت رحمك اللّه.

(4)

ص:337


1- رَغِمَ أنفي للّه: أي ذلّ وانقاد، مجمع البحرين: 74/6.
2- في البحار: تهلك وتهلّك.
3- في البحار: إذا هلك من هلك.
4- إثبات الوصيّة: 235 س 3. عنه مستدرك الوسائل: 208/12 ح 3، قطعة منه. كشف الغمّة: 386/2 س 3، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 137/1 ح 269، قطعة منه، و382/3 ح 58، قطعة منه، و766 ح 76، قطعة منه، والبحار: 177/50 ح 56، و366/75 ح 2. إحقاق الحقّ: 455/12 س 6، قطعة منه. الكافي: 137/1 ح 3، قطعة منه. عنه الوافي: 432/1 ح 355. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بما في الضمائر) و(سيرته ( عليه السلام ) في ردّ السلام) و(سجوده ( عليه السلام ) ) و(كيفيّة جلوسه ( عليه السلام ) ) و(كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء) و(أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أفضل الأوصياء) و(إنّ الإئمّة يسيرون بسيرة الا نبيا ( عليهم السلام ) : ) و(طاعة الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(علم الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(أن الأئمّه ( عليهم السلام ) : مخلوقون، مربوبون، مطيعون) و(سورة النساء: 59/4)، و(سورة التوبة: 74/9)، و(سورة الأحزاب: 66/33)، و(دعاؤه ( عليه السلام ) في السجود) و(موعظته ( عليه السلام ) في طاعة اللّه وطاعة المخلوق) و(موعظته ( عليه السلام ) في التقوي) و(موعظته ( عليه السلام ) في السؤال وأجر العالم والمتعلّم) و(مدح فتح بن يزيد الجرجانيّ).

8 - الشيخ الصدوق :...فتح بن يزيد الجرجانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن شي ء من التوحيد؟

فكتب إليّ بخطّه - قال جعفر: وإنّ فتحاً أخرج إليّ الكتاب، فقرأته بخطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) - :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، الحمد للّه الملهم عباده الحمد، وفاطرهم علي معرفة ربوبيّته، الدالّ علي وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه علي أزله، وبأشباههم علي أن لاشبه له، المستشهد آياته علي قدرته، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولاغاية لبقائه، لا يشمله المشاعر، و لا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم، ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع، والربّ والمربوب، والحادّ والمحدود

أحد لابتأويل عدد، الخالق لا بمعني حركة، السميع لا بأداة، البصير لا بتفريق آلة، الشاهد لا بمماسّة، البائن لا ببراح مسافة، الباطن لا باجتنان، الظاهر لابمحاذ، الذي قد حسرت دون كنهه نواقد الأبصار، وامتنع وجوده جوائل الأوهام.

أوّل الديانة معرفته، وكمال المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنّه غير الصفة، وشهادتهما جميعاً علي أنفسهما بالبيّنة الممتنع منها الأزل

فمن وصف اللّه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله، ومن

ص:338

قال: كيف؟ فقد استوصفه، و من قال: علي مَ؟ فقد حمّله، ومن قال: أين؟ فقد أخلي منه، ومن قال: إلي مَ؟ فقد وقّته

عالم إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، وربّ إذ لا مربوب، وإله إذ لا مألوه، وكذلك يوصف ربّنا، وهو فوق ما يصفه الواصفون.

(1)

(د) - توصيف اللّه تعالي سبحانه وتعالي:

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) :...فقام إليه رجل فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّه من يصف ربّه بالقياس، لايزال في الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، طاغياً في الإعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : أُعرّفه بما عرّف به نفسه، أُعرّفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به [نفسه ] من غير صورة

لايدرك بالحواسّ، ولايقاس بالناس، معروف بالآيات، بعيد بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلانظير، لايتوهّم ديموميّته، ولايمثّل بخليقته، ولايجور في قضيّته.

الخلق إلي ما علم منهم منقادون، وعلي ما سطره في المكنون من كتابه ماضون، لايعملون بخلاف ما علم منهم ولاغيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقصّ، يحقّق ولايمثّل، [و] يوحّد ولايبعّض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال....

(2)

ص:339


1- التوحيد: 56 ح 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2488.
2- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : 50 رقم 23 - 29. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1003.

2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : قال أبوالحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قال: يا أحمد! ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟

فقلت: جعلت فداك! قلنا نحن بالصورة، للحديث الذي روي: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة شابّ وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم.

فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا أُسري به إلي السماء، وبلغ عند سدرة المنتهي، خرق له في الحجب مثل سمّ(1) الإبرة، فرأي من نور

العظمة ماشاء اللّه أن يري، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد! لاينفتح عليك، هذا أمر عظيم.

(2)

3 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني عليّ بن محمّد القمّيّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن موسي بن عيسي من أهل همدان، قال: حدّثني إشكيب بن عبدك الكسائيّ(3) ،

قال: حدّثني عبد الملك بن هشام الحنّاط، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسألك جعلني اللّه فداك، قال: سل، يا جبليّ! عمّا ذا تسألني؟

فقلت: جعلت فداك، زعم هشام بن سالم: أنّ اللّه عزّ وجلّ صورة، وأنّ آدم خلق علي مثال الربّ، ويصف هذا، ويصف هذا، وأوميت إلي جانبي، وشعر رأسي.

وزعم يونس مولي آل يقطين، وهشام بن الحكم: أنّ اللّه شي ء لاكالأشياء، بائنة منه، وهو بائن من الأشياء.

ص:340


1- السمّ: كلّ ثقب ضيّق، كثقب الإبرة. المعجم الوسيط: 451.
2- تفسير القمّيّ: 20/1 س 13. عنه البحار: 307/3 ح 45، والبرهان: 38/1 س 6، ونور الثقلين: 130/3 ح 45، و155/5 ح 39. قطعة منه في (خرق الحجب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ليلة المعراج).
3- في البحار: إسكيب بن أحمد الكيسانيّ.

وزعما أنّ إثبات الشي ء أن يقال: جسم لاكالأجسام، شي ء لاكالأشياء، ثابت موجود، غير مفقود ولامعدوم، خارج من الحدّين، حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، فبأيّ القولين أقول؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : أراد هذا الإثبات، وهذا شبّه ربّه تعالي بمخلوق، تعالي اللّه الذي ليس له شبيه ولاعدل، ولامثل ولانظير، ولاهو في صفة المخلوقين، لاتقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولي آل يقطين وصاحبه.

قال: قلت: فنعطي الزكاة من حالف (1)هشاماً في التوحيد؟

فقال برأسه: لا.

(2)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر ، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : ، قال: قام رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، ظاعناً (3)في الاعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غيرالجميل،

أُعرّفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غيرصورة.

لايدرك بالحواسّ، ولايقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده

ص:341


1- في المصدر: «خالف» بالخاء المعجمة، وما أثبتناه عن الوسائل.
2- رجال الكشّيّ: 284 رقم 503. عنه البحار: 305/3 ح 43، ووسائل الشيعة: 228/9 ح 11901، قطعة منه. قطعة منه في (حكم إعطاء الزكاة إلي من يقول بالجسم).
3- ظعن: سار، (أظعنه) سيّره، أقرب الموارد: 438/3.

لابنظير، لايُمثّل بخليقته، ولايجور(1) في قضيّته.

الخلق إلي ما علم منقادون، وعلي ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، ولايعملون خلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون.

فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير مُتَقصّ (2)، يحقّق ولا يمثّل، ويُوحّد ولايُبَعَّض، يعرف بالآيات، ويُثْبَت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال.

ثمّ قال بعد كلام آخر تكلّم به: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: ما عرف اللّه من شبّهه بخلقه، ولاوصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده.

(3)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : روينا أنّ اللّه عِلمٌ لاجهل فيه، حياة لاموت فيه، نور لاظلمة فيه؟

قال ( عليه السلام ) : كذلك هو.

(4)

6 - الشيخ الصدوق :...عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لاينسي ولايسهو، وإنّما ينسي ويسهو المخلوق المحدَث، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول: ( وَمَا كَانَ

ص:342


1- في البحار: ولايجوز.
2- قصي عن جوارنا قصا، إذا بعُد، واستقصي فلان وتقصّي بمعنيً، لسان العرب: 183/15.
3- التوحيد: 47، ح 9 و10. عنه البحار: 297/3، ح 23، بتفاوت. قطعة منه في (ما رواه عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
4- التوحيد: 138 ح 12. عنه البحار: 84/4 ح 17.

رَبُّكَ نَسِيًّا) (1)وإنّما يجازي من نسيه، ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم....

(2)

7 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال:...إنّ اللّه تبارك وتعالي لايسخر ولايستهزي ء، ولايمكر ولايخادع، ولكنّه عزّ وجلّ يُجازيهم جزاءً السخريّة، وجزاءَ الإستهزاء، وجزاءَ المكر والخديعة....

(3)

(ه') - أوصاف اللّه سبحانه وتعالي:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...

ودعا بعمران فقال: سل يا عمران!

قال: يا سيّدي! ألا تخبرني عن اللّه عزّوجلّ هل يوحّد بحقيقة، أو يوحّد

ص:343


1- مريم: 64/19.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 125/1 ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1954.
3- التوحيد: 163 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1955.

بوصف؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه المبدئ الواحد الكائن الأوّل، لم يزل واحداً لا شي ء معه، فرداً لا ثاني معه، لا معلوماً ولا مجهولاً، ولا محكماً ولا متشابهاً، ولامذكوراً ولا منسيّاً، ولا شيئاً يقع عليه اسم شي ء من الأشياء غيره، ولا من وقت كان ولاإلي وقت يكون، ولا بشي ء قام ولا إلي شي ء يقوم، ولا إلي شي ء استند ولافي شي ء استكن، وذلك كلّه قبل الخلق، إذ لا شي ء غيره، وما أوقعت عليه من الكلّ فهي صفات محدثة، وترجمة يفهم بها من فهم....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إلي الرجل يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) : أنّ من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد.

فمنهم من يقول: جسم.

ومنهم من يقول: صورة.

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: سبحان من لايحدّ ولايوصف، ليس كمثله شي ء وهو السميع العليم - أو قال: البصير - .

(2)

(و) - في التوحيد ونفي التشبيه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوريّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : من أقرّ بتوحيد اللّه، ونفي التشبيه عنه، ونزّهه

ص:344


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.
2- التوحيد: 100 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2407.

عمّا لا يليق به، وأقرّ بأنّ له الحول والقوّة، والإرادة والمشيئة، والخلق والأمر، والقضاء والقدر، وأنّ أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، وشهد أنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ عليّاً والأئمّة بعده حجج اللّه، ووالي أولياءهم، وعادي أعداءهم، واجتنب الكبائر، وأقرّ بالرجعة والمتعتين، وآمن بالمعراج، والمساءلة في القبر، والحوض والشفاعة، وخلق الجنّة والنار، والصراط والميزان، والبعث والنشور، والجزاء والحساب، فهو مؤمن حقّاً، وهو من شيعتنا أهل البيت.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الصقر بن دلف، عن ياسر الخادم قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من شبّه اللّه تعالي بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كافر.

(2)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ، قال:

ص:345


1- صفات الشيعة، المطبوع ضمن كتاب المواعظ: 259 ح 71. عنه البحار: 197/8 ح 187، قطعة منه، و312/18 ح 24، قطعة منه، و121/53 ضمن ح 161، و9/66 ضمن ح 11، ووسائل الشيعة: 317/15 ح 20626، قطعة منه، وإثبات الهداة: 542/1 ح 353، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 437/1 ح 607، قطعة منه. قطعة منه في (موعظة في صفات الشيعة).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 114/1 ح 1. عنه البحار: 293/3 ح 16، ووسائل الشيعة: 339/28 ح 34904. كشف الغمّة: 284/2 س 20. الدرّة الباهرة: 37 س 2. عنه البحار: 356/75 ح 10. الاحتجاج: 384/2 ح 290. نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 127 ح 3. عنه البحار: 353/75 س 11. العدد القويّة: 297 س 1. أعلام الدين: 307 س 4. عنه البحار: 357/75 س 2.

حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن داود بن القاسم، قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من شبّه اللّه بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كاذب، ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِأیَتِ اللَّهِ وَأُوْلَئكَ هُمُ الْكَذِبُونَ ) .

(1)

(2)

(ز) - عدم رؤية اللّه سبحانه وتعالي:

1 - العيّاشيّ : الأشعث بن حاتم، قال: قال ذو الرياستين: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية؟ فقال بعضهم: لايري.

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا العبّاس! من وصف اللّه بخلاف ما وصف به نفسه، فقد أعظم الفرية علي اللّه، قال اللّه: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (3) هذه الأبصار ليست هي الأعين، إنّما هي الأبصار التي في القلب لايقع عليه الأوهام، ولايدرك كيف هو.

(4)

ص:346


1- النحل: 105/16.
2- التوحيد: 68 ح 25. عنه نور الثقلين: 87/3 ح 231، ووسائل الشيعة: 344/28 ح 34919، والبحار: 299/3 ح 28، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 245/1 ح 237. روضة الواعظين: 45 س 3، مرسلاً عن الرضا ( عليه السلام ) ، و48 س 1. مشكاة الأنوار: 9 س 15. جامع الأخبار: 6 س 14، مرسلاً. قطعة منه في (سورة النحل).
3- الأنعام: 103/6.
4- تفسير العيّاشيّ: 373/1 ح 79، عنه البحار: 53/4 ح 31، والبرهان: 548/1 ح 8. مجمع البيان: 344/2 س 17. عنه البحار: 245/87 س 15. قطعة في (سورة الأنعام: 103/6).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن إبراهيم بن محمّد الخزّاز، ومحمّد بن الحسين قالا: دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فحكينا له: أنّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة الشابّ الموفّق، في سنّ أبناء ثلاثين سنة.

وقلنا: إنّ هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثميّ يقولون: إنّه أجوف إلي السرّة، والبقيّة صمد، فخرّ ساجداً للّه ثمّ قال:

«سبحانك! ماعرفوك ولاوحّدوك، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك! لوعرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك! كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبّهوك بغيرك، اللّهمّ! لاأصفك إلّا بما وصفت به نفسك، ولاأُشبّهك بخلقك، أنت أهل لكلّ خير، فلاتجعلني من القوم الظالمين!»

ثمّ التفت إلينا فقال: ماتوهّمتم من شي ء، فتوهّموا اللّه غيره، ثمّ قال: نحن آل محمّد النمط (1) الأوسط، الذي لايدركنا الغالي، ولايسبقنا التالي، يا محمّد! إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين نظر إلي عظمة ربّه، كان في هيئة الشابّ الموفّق، وسنّ أبناء ثلاثين سنة!!!

يا محمّد! عظم ربّي عزّ وجلّ أن يكون في صفة المخلوقين.

قال: قلت: جعلت فداك، من كانت رجلاه في خضرة؟

قال: ذاك محمّد، كان إذا نظر إلي ربّه بقلبه، جعله في نور مثل نور الحجب، حتّي

ص:347


1- النمط: الطريقة، أو الأسلوب. المعجم الوسيط: 955.

يستبين له ما في الحجب، إنّ نور اللّه منه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض، ومنه غير ذلك، يا محمّد! ما شهد له الكتاب والسنّة، فنحن القائلون به.

(1)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أبي هاشم الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن اللّه هل يوصف؟ فقال ( عليه السلام ) : أما تقرء القرآن؟

قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : أما تقرء قوله تعالي: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) (2) ؟ قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلي،

قا ل ( عليه السلام ) : ما هي؟ قلت: أبصار العيون.

فقال ( عليه السلام ) : إنّ أوهام القلوب أكبر (3)من أبصار العيون، فهو لاتدركه

الأوهام، وهو يدرك الأوهام.

(4)

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عبيد قال: كتبت إلي أبي الحسن

ص:348


1- الكافي: 100/1 ح 3. عنه الوافي: 406/1 ح 326. عنه وعن التوحيد، إثبات الهداة: 58/1 ح 12، قطعة منه. التوحيد: 113 ح 13، عنه البحار: 39/4، ح 18. البحار: 12/55، س 13. قطعة منه في (آل محمّد هم النمط الأوسط) و(تسبيحه ( عليه السلام ) في تنزيه اللّه سبحانه وتعالي عمّا يقوله السفهاء).
2- الأنعام: 103/6.
3- في التوحيد: أكثر.
4- الكافي: 98/1 ح 10. عنه البرهان: 546/1 س 37، والوافي: 386/1 ح 307، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 182/1 ح 130. التوحيد: 112 ح 11، عنه البحار: 39/4 ح 16، ونور الثقلين: 753/1 ح 217، قطعة منه، والبرهان: 545/1 س 35، مثله. قطعة منه في (سورة الأنعام: 103/6).

الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن الرؤية، وما ترويه العامّة والخاصّة؟ وسألته أن يشرح لي ذلك.

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: اتّفق الجميع لا تمانع بينهم، أنّ المعرفة من جهة الرؤية ضرورة، فإذا جاز أن يُري اللّه بالعين، وقعت المعرفة ضرورة، ثمّ لم تخل تلك المعرفة من أن تكون إيماناً، أو ليست بإيمان، فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيماناً، فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بإيمان، لأنّها ضدّه، فلا يكون في الدنيا مؤمن، لأنّهم لم يَرَوا اللّه عزّ ذكره، وإن لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيماناً، لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول، ولا تزول في المعاد، فهذا دليل علي أنّ اللّه عزّوجلّ لا يُري بالعين، إذ العين تؤدّي إلي ما وصفناه.

(1)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )(2) ، وقال: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) .

(3)

ص:349


1- الكافي: 96/1 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2516.
2- النساء: 80/4.
3- الفتح: 10/48.

وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه تعالي، ودرجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنّة من منزله، فقد زار اللّه تبارك وتعالي.

قال: فقلت له: ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! فما معني الخبر الذي رووه: أنّ ثواب لا إله إلّا اللّه، النظر إلي وجه اللّه تعالي؟

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! من وصف اللّه تعالي بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللّه تعالي أنبياؤه ورسله وحججه صلوات اللّه عليهم، هم الذين بهم يتوجّه إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي دينه ومعرفته.

وقال اللّه تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالْإِكْرَامِ ) (1)، وقال عزّ وجلّ: ( كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )(2)

فالنظر إلي أنبياء اللّه تعالي ورسله وحججه ( عليهم السلام ) : في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامه.

وقد قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة. وقال: إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني.

يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي لايوصف بمكان، ولايدرك بالأبصار والأوهام. قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! فأخبرني عن الجنّة والنار، أهما اليوم مخلوقتان؟

فقال ( عليه السلام ) : نعم، وإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد دخل الجنّة ورأي النار لمّا عرج به إلي السماء. قال: فقلت له: إنّ قوماً يقولون: إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين.

ص:350


1- الرحمن: 27/55.
2- القصص: 88/28.

فقال ( عليه السلام ) : لاهم منّا ولانحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وكذّبنا، وليس من ولايتنا علي شي ء، ويخلد في نار جهنّم.

قال اللّه تعالي: ( هَذِهِ ي جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ )

(1)

وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا عرج بي إلي السماء أخذ بيدي جبرائيل ( عليه السلام ) فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلي الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة ( عليها السلام ) . ففاطمة حوراء إنسيّ، فكلّما اشتقت إلي رائحة الجنّة، شممت رائحة ابنتي فاطمة ( عليها السلام ) .

(2)

6 - الحرّ العاملي : في عيون الأخبار، وفي التوحيد، والأمالي عن ابن

ص:351


1- الرحمن: 44/55.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 115/1 ح 3. قِطَعٌ منه في البحار: 139/97 ح 4، ونور الثقلين: 521/1 ح 424، و120/3 ح 26، و60/5 ح 31، و192 ح 23، و196 ح 44، والبرهان: 266/4 ح 1، و269 ح 1، و407 ح 5. عنه وعن التوحيد والأمالي والاحتجاج، البحار: 119/8 ح 6، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، وسائل الشيعة: 340/28 ح 34906. عنه وعن الأمالي والإحتجاج، البحار: 4/43 ح 2. التوحيد: 117 ح 21. عنه وسائل الشيعة: 325/14 ح 19320. عنه وعن العيون، البحار: 3/4 ح 4، عنه وعن العيون والمعانيّ، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 246/1 ح 240، قطعة منه. أمالي الصدوق: 372 ح 7. عنه وعن التوحيد والعيون والإحتجاج، البحار: 31/4 ح 6، و283/8 ح 8، قطعة منه. الإحتجاج: 380/2 ح 286، مرسلاً. عنه وعن العيون والأمالي والتوحيد، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 361/1 ح 472. قطعة منه. قطعة منه في (درجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة) و(النظر إلي أنبياء اللّه وحججه ( عليهم السلام ) : في الجنّة) و(سورة النساء: 80/4) و(سورة الفتح: 10/48) و(سورة الرحمن: 27/55 و44) و(سورة القصص: 88/28) و(مارواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

تاتانة عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخيّ، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً رأي ربّه في المنام.

فقال ( عليه السلام ) : إنّ ذلك رجل لادين له، إنّ اللّه تبارك وتعالي لايري في اليقظة، ولافي المنام، ولافي الدنيا، ولافي الآخرة.

(1)

(ح) - معتمد الربّ سبحانه:

1 - ابن شهرآشوب : أبو إسحاق الموصليّ: إنّ قوماً من ماوراء النهر سألوا الرضا ( عليه السلام ) ...معتمد ربّ العالمين، أين كان؟ وكيف كان؟ إذ لاأرض ولاسماء ولاشي ء.

فقال ( عليه السلام ) :...وأمّا معتمد الربّ عزّ وجلّ فإنّه أيّن الأين، وكيّف الكيف، وإنّ ربّي بلاأين ولاكيف، وكان معتمده علي قدرته سبحانه وتعالي.

(2)

(ط) - قدرة اللّه سبحانه وتعالي:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا الحسين بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عرفة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : خلق اللّه الأشياء بالقدرة، أم بغير القدرة؟

ص:352


1- الفصول المهمّة: 181/1 ح 128. لم نجده في العيون والتوحيد ولكن في الأمالي المجلس التاسع والثمانون: 488 ح 5، وفيه: عن الصادق ( عليه السلام ) .
2- المناقب: 355/4 س 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1155.

فقال ( عليه السلام ) : لايجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة، لأنّك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنّك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بغير قدرة، فإنّما تصفه أنّه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف وعاجز، ولامحتاج إلي غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته لابالقدرة.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ ، قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: جاء رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: هل يقدر ربّك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟

قال: نعم، وفي أصغر من البيضة، قد جعلها في عينك، وهي أقلّ من البيضة، لأنّك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها.

(2)

(ي) - علم اللّه سبحانه وتعالي:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، وموسي بن عمر، والحسن بن عليّ بن عثمان، عن ابن سنان قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هل كان اللّه عزّ وجلّ عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قلت: يراها ويسمعها؟

ص:353


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 117/1 ح 7. عنه وعن التوحيد، البحار: 136/4 ح 3، والوافي: 452/1 س 20، قطعة منه. التوحيد: 130 ح 12، باختصار.
2- التوحيد: 130 ح 11. عنه نور الثقلين: 39/1 ح 38، والبحار: 143/4 ح 12.

قال ( عليه السلام ) : ما كان محتاجاً إلي ذلك، لأنّه لم يكن يسألها، ولايطلب منها، هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره، يدعوه بها، لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأوّل ما اختار لنفسه، العليّ العظيم، لأنّه أعلي الأشياء كلّها، فمعناه اللّه، واسمه العليّ العظيم، هو أوّل أسمائه، علا علي كلّ شي ء.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا الفضل بن سليمان الكوفيّ، عن الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لم يزل اللّه تعالي عالماً قادراً، حيّاً قديماً، سميعاً بصيراً.

فقلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ قوماً يقولون: لم يزل اللّه عالماً بعلم، وقادراً بقدرة، وحيّاً بحياة، وقديماً بقدم، وسميعاً بسمع، وبصيراً ببصر.

فقال ( عليه السلام ) : من قال ذلك ودان به فقد اتّخذ مع اللّه آلهة أُخري، وليس من ولايتنا علي شي ء.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : لم يزل اللّه عزّ وجلّ عليماً قادراً، حيّاً قديماً، سميعاً بصيراً لذاته،

ص:354


1- الكافي: 113/1 ح 2. عنه نور الثقلين: 232/3 ح 472، و295/5 ح 84، قطعة منه، والوافي: 465/1 ح 376. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 24. عنه وعن الكافي، نور الثقلين: 262/1 ح 1048، قطعة منه، والبرهان: 242/1 ح 12. معاني الأخبار: 2 ح 2. التوحيد: 191 ح 4. عنه وعن المعاني والإحتجاج، البحار: 88/4 ح 26، و175 ح 3، و163/54 ح 102، قطعة منه. الاحتجاج: 387/2 ح 294. مصباح الكفعمي: 418 س 6، قطعة منه. قطعة منه في (علّة جعل الأسماء للّه تعالي).

تعالي عمّا يقول (1) المشركون والمشبّهون علوّاً كبيراً.(2)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشيّ قال: حدّثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة قال: حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الإصبهانيّ قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه قال: حدّثنا الحسين بن بشّار، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته أيعلم اللّه الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون؟.

(3)

قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عزّ وجلّ: ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (4) ، وقال لأهل النار: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ )(5)

فقد علم عزّ وجلّ أنّه لو ردّوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لمّا قالت: (6)

( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ

ص:355


1- في المصدر: يقولون.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 119/1 ح 10. عنه وعن الأمالي والتوحيد والإحتجاج، البحار: 62/4 ح 1، عنه نور الثقلين: 707/1 ح 34، و135/3 ح 63. التوحيد: 139 ح 3. عنه البحار: 47/54 ح 26، قطعة منه، والوافي: 452/1 س 16، قطعة منه. أمالي الصدوق: 229 ح 5. الإحتجاج: 384/2 ح 291. روضة الواعظين: 46 س 9.
3- زاد في التوحيد بعد هذا: أولا يعلم إلّا ما يكون؟
4- الجاثية: 29/45.
5- الأنعام: 28/6.
6- في التوحيد: قالوا.

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَاتَعْلَمُونَ ) فلم يزل اللّه عزّ وجلّ علمه سابقاً للأشياء، (1)

قديماً قبل أن يخلقها، فتبارك اللّه ربّنا وتعالي علوّاً كبيراً، خلق الأشياء وعِلمُه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربّنا لم يزل عالماً سميعاً بصيراً.

(2)

(3)

4 - الشيخ الطوسيّ : روي سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال عليّ بن الحسين، وعليّ بن أبي طالب قبله، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : : كيف لنا بالحديث مع هذه الآية ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ )(4) ، فأمّا من قال: بأنّ اللّه تعالي لايعلم بشي ء إلّا بعد كونه، فقد كفر وخرج عن التوحيد.(5)

5 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي العيّاشيّ بإسناده عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أيعرف القديم سبحانه الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟

قال ( عليه السلام ) : ويحك! إنّ مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزّ وجلّ: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) (6)، ( وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ ) (7) ، لقد عرف الشيء

ص:356


1- البقرة: 30/2.
2- في التوحيد: عليماً.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 118/1 ح 8. عنه نور الثقلين: 53/1 ح 84، و709 ح 46، قطعة منه، والبرهان: 170/4 ح 1. التوحيد: 136 ح 8. عنه البحار: 47/54 ح 24. عنه وعن العيون، البحار: 78/4 ح 1، ونور الثقلين: 6/5 ح 20. قطعة منه في (سورة البقرة: 30/2) و(سورة الأنعام: 28/6) و(سورة الجاثية: 29/45).
4- الرعد: 39/13.
5- الغيبة: 430 ح 420. عنه البحار: 115/4 س 1.
6- الأنبياء: 22/21.
7- المؤمنون: 91/23.

الذي لم يكن، ولايكون أن لو كان كيف كان

يكون، وقال: ويحكي قول الأشقياء: رَبِ ّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآلِلُهَا) (1)، وقال: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ ) (2) ، فقد علم الشي ء الذي لم يكن لو كان كيف كان يكون، وهو السميع البصير، الخبير العليم.

(3)

(ك) - أسماء اللّه سبحانه وتعالي:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد اللّه(4)، وموسي بن عمر، والحسن بن عليّ بن

عثمان (5) ، عن ابن سنان قال: سألته (6) عن الاسم ما هو؟

قال ( عليه السلام ) : صفة لموصوف.

(7)

2 - أبو جعفر الطبريّ : وقال أحمد بن عليّ: دعانا عيسي بن الحسن

ص:357


1- المؤمنون: 100/23.
2- الأنعام: 28/6.
3- مجمع البيان: 117/4 س 32. عنه نور الثقلين: 552/3 ح 119. قطعة منه في (سورة الأنعام: 28/6) و(سورة الأنبياء: 22/21) و(سورة المؤمنون: 100ù91/23).
4- في العيون: محمّد بن عبيد اللّه.
5- في العيون: الحسن بن عليّ بن أبي عثمان.
6- في العيون: يعني الرضا ( عليه السلام ) .
7- الكافي: 113/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 204/1 ح 168. معاني الأخبار: 2 ح 1. عنه وعن التوحيد والعيون، البحار: 159/4 ح 3. التوحيد: 192 ح 5. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 25. عنه نور الثقلين: 11/1 ح 40، والبرهان: 44/1 ح 5.

القمّيّ أنا وأبا عليّ، وكان أعرج، فقال لنا: أدخلني ابن عمّي أحمد بن إسحاق علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ...فقال له: يا أحمد بن إسحاق! كان عليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) يقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلي الإسم الأعظم من بياض العين إلي سوادها....

(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا أيضاً إلي عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إسم اللّه الأكبر «يا حيّ يا قيّوم!».

(2)

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن سنان قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هل كان اللّه عزّ وجلّ عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قلت: يراها ويسمعها؟

قال ( عليه السلام ) : ما كان محتاجاً إلي ذلك، لأنّه لم يكن يسألها، ولا يطلب منها، هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه، ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره، يدعوه بها، لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأوّل ما اختار لنفسه، العليّ العظيم، لأنّه أعلي الأشياء كلّها، فمعناه اللّه، واسمه العليّ العظيم، هو أوّل أسمائه، علا علي كلّ شي ء.

(3)

ص:358


1- دلائل الإمامة: 419 ح 383. عنه مدينة المعاجز: 450/7 ح 2452، وإثبات الهداة: 385/3 ح 82، أشار إلي مضمونه. نوادر المعجزات: 188 ح 7، بتفاوت. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء البرص بمسح يد الإمام ( عليه السلام ) )، وف 9، ب 4، (عن الرضا ( عليه السلام ) ).
2- مهج الدعوات: 379 س 17.
3- الكافي: 113/1 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 820.

(ل) - اسم اللّه الأعظم:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان، عن الرضا عليّ بن مو سي ( عليهماالسلام ) أنّه قال: إنّ بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلي بياضها....

(1)

(م) - الإيمان باللّه سبحانه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن بكر بن صالح الرازيّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: سألت ال رضا ( عليه السلام ) عن الإيمان؟

فقال ( عليه السلام ) : الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح، لا يكون الإيمان إلّا هكذا.

(2)

2 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي الخاصّ والعامّ عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : إنّ الإيمان هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان.

(3)

ص:359


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 5/2 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1896.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 227/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 439/1 ح 612، والبرهان: 214/4 ح 14. عنه وعن الخصال، البحار: 65/66 ح 13. الخصال: 178 ح 240. معاني الأخبار: 186 ح 1. التبيان في تفسير القرآن: 55/1 س 8، بتفاوت.
3- مجمع البيان: 38/1 س 31. الصواعق المحرقة: 205 س 16.

3 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عنه (أي الرضا ( عليه السلام ) ): الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان بالعقول، واتّباع الرسول.

(1)

(ن) - حقيقة الإيمان:

1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّي تكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر علي الرزايا.

(2)

(س) - أركان الإيمان:

1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الإيمان أربعة أركان: التوكّل علي اللّه عزّوجلّ، والرضا بقضائه، والتسليم لأمر اللّه، والتفويض إلي اللّه.

قال عبد صالح: ( فَوَقَاه اللَّهُ سَيِّئاتِ مَا مَكَرُواْ) .

(3)

(4)

(ع) - درجات الإيمان والتقوي واليقين:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

ص:360


1- مجمع البيان: 38/1 س 32. جامع الأخبار: 36 س 1، وفيه: عن الصادق، عن آبائه، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
2- تحف العقول: 446 س 15. عنه البحار: 339/75 ح 38.
3- غافر: 45/40.
4- قرب الإسناد: 354 ح 1268، عنه البحار: 135/68 ح 13. تحف العقول: 445 س 11، مرسلاً، عنه البحار: 338/75 ح 26. قطعة منه في (سورة غافر: 45/40).

زياد، والحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد جميعاً، عن الوشّاء، ( تقدّمت ترجمته في (تلاوته القرآن). )

عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: الإيمان فوق الإسلام بدرجة، والتقوي فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوي بدرجة، وماقسّم في الناس شي ء أقلّ من اليقين.

(1)

(ف) - أقسام الإيمان

1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ قد هداكم ونوّر لكم، وقد كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) يقول: إنّما هو مستقرّ ومستودع، فالمستقرّ الإيمان الثابت، والمستودع المعار، تستطيع (2) أن تهدي من أضلّ اللّه.(3)

2 - الحميريّ : زعم أنّه سمعه [أي الرضا ( عليه السلام ) ] يقول: - قال: وذكر: الإيمان مستقرّ ومستودع -، أمّا المستقرّ الذي يثبت علي الإيمان، والمستودع المعار.

(4)

ص:361


1- الكافي: 51/2 ح 2، و52 ح 6، عنه البحار: 136/67 ح 2، و139 ح 5، والوافي: 145/4 ح 1736. نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلوانيّ: 133 ح 26، بتفاوت. العدد القويّة: 299 ضمن ح 34. عنه البحار: 355/75 س 3. قرب الإسناد: 354 ح 1269، بتفاوت. عنه البحار: 171/67 ح 21.
2- في البحار: أتستطيع.
3- قرب الإسناد: 382 ح 1345، عنه البحار: 222/66 ح 7. قطعة منه في (ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).
4- قرب الإسناد: 392 ح 1372.

(ص) - حدوث العالم وإثبات وجوده سبحانه وتعالي:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي ال عطّار ( رضي الله عنه ) ، حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : أنّه دخل عليه رجل فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! ما الدليل علي حدوث (1)العالم؟

فقال ( عليه السلام ) : أنت لم تكن ثمّ كنت، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك، ولا كوّنك من هو مثلك.

(2)

(ق) - خلق اللّه تعالي الحروف المعجم:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: إنّ أوّل ما خلق اللّه تعالي ليعرف به خلقه، الكتابة الحروف المعجم، وإنّ الرجل إذا ضرب علي رأسه بعصا، فزعم أنّه لايفصح ببعض الكلام، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم، ثمّ يعطي الدية

ص:362


1- في الأماليّ وكشف الغمّة: حدث.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 32. التوحيد: 293 ح 3. عنه وعن الأمالي والعيون والإحتجاج، البحار: 36/3 ح 11. أمالي الصدوق: 288 ح 6. الإحتجاج: 353/2 ح 280، مرسلاً. كشف الغمّة: 286/2 س 6. روضة الواعظين: 26 س 2. بحار الأنوار: 256/54 س 10.

بقدر ما لم يفصح منها....

(1)

(ر) - الدليل علي وحدة الصانع:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) بنيسابور، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: سأل رجل من الثنويّة أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وأنا حاضر، فقال له: إنّي أقول: إنّ صانع العالم إثنان، فما الدليل علي أنّه واحد؟

فقال ( عليه السلام ) : قولك: إنّه إثنان دليل علي أنّه واحد، لأنّك لم تدّع الثاني إلّا بعد إثباتك الواحد، فالواحد مُجمَع عليه، وأكثر من واحد مختلف فيه.

(2)

(ش) - صفات اللّه تعالي

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، قال: حدّثني أبو سَمِينة محمّد بن عليّ الصيرفيّ، عن محمّد بن عبد اللّه الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) ، قال: دخل رجل من الزنادقة علي الرضا ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أيّها الرجل! أرأيت إن كان القول قولكم - وليس هو كما تقولون - ألسنا وإيّاكم شَرَعاً سواء، ولا يضرّنا ما صلّينا وصمنا، وزكّينا وأقررنا؟

ص:363


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 129/1 ح 26. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 3009.
2- التوحيد: 269 ح 6. عنه البحار: 228/3 ح 18، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 135/1 ح 34، نور الثقلين: 707/1ح 35، قطعة منه.

فسكت فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : وإن يكن القول قولنا - وهو كما نقول - ألستم قد هلكتم ونجونا؟

فقال: رحمك اللّه! فأوجدني كيف هو؟ وأين هو؟

قال ( عليه السلام ) : ويلك! إنّ الذي ذهبت إليه غلط، هو أيّن الأين، وكان ولا أين، وهو كيّف الكيف، وكان ولا كيف، ولا يُعرف بكيفوفيّة، ولا بأينونيّة، ولا يدرك بحاسّة، ولا يقاس بشي ء.

قال الرجل: فإذاً أنّه لا شي ء، إذ لم يدرك بحاسّة من الحواسّ.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ويلك! لمّا عجزت حواسّك عن إدراكه، أنكرت ربوبيّته، ونحن إذا عجزت حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّه ربّنا، خلاف الأشياء.

قال الرجل: فأخبرني متي كان؟

فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : أخبرني متي لم يكن فأُخبرك متي كان!

قال الرجل: فما الدليل عليه؟

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّي لمّا نظرت إلي جسدي فلم يمكنّي فيه زيادة ولانقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه، وجرّ المنفعة إليه، علمت أنّ لهذا البنيان بانياً، فأقررت به، مع ما أري من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب، وتصريف الرياح، ومجري الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أنّ لهذا مقدّراً ومنشئاً.

قال الرجل: فلِمَ احتجب؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأمّا هو فلايخفي عليه خافية في آناء الليل والنهار.

قال: فلِمَ لا تدركه حاسّة البصر؟

قال ( عليه السلام ) : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسّة الأبصار منهم ومن

ص:364

غيرهم، ثمّ هو أجلّ من أن يدركه بصر، أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل.

قال: فحُدَّه لي قال ( عليه السلام ) : لا حدّ له.

قال: ولِمَ؟

قال ( عليه السلام ) : لأنّ كلّ محدود متناه إلي حدّ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولا متزايد، ولا متناقص، ولا متجزّء، ولا متوهّم.

قال الرجل: فأخبرني عن قولكم: إنّه لطيف، سميع، بصير، عليم، حكيم، أيكون السميع إلّا بالأُذن، والبصير إلّا بالعين، واللطيف إلّا بعمل اليدين، والحكيم إلّا بالصنعة؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللطيف منّا علي حدّ اتّخاذ الصنعة، أو ما رأيت الرجل منّا يتّخذ شيئاً يلطُف في اتّخاذه؟ فيقال: ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف؟ إذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً، وركّب في الحيوان أرواحاً، وخلق كلّ جنس متبائناً عن جنسه في الصورة، لا يشبه بعضه بعضاً، فكلّ له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته

ثمّ نظرنا إلي الأشجار وحملها، أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة، فقلنا عند ذلك: إنّ خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم

وقلنا: إنّه سميع لا يخفي عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلي الثري، من الذرّة إلي أكبر منها، في برّها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك: إنّه سميع لا بأُذن

وقلنا: إنّه بصير لا ببصر، لأنّه يري أثر الذرّة السحماء(1) في الليلة الظلماء علي

ص:365


1- سَحِمَ سَحَماً: اسودّ. المعجم الوسيط: 420.

الصخرة السوداء، ويري دَبِيب النمل في الليلة الدَجيّة، ويري مضارّها ومنافعها، وأثر سِفادِها وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك: إنّه بصير لا كبصر خلقه.

قال: فما برح حتّي أسلم. وفيه كلام غير هذا.

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن عمر الكاتب، عن محمّد بن زياد القلزميّ، عن محمّد بن أبي زياد الجدّيّ صاحب الصلاة بجدّة قال: حدّثني محمّد بن يحيي بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يتكلّم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد.

قال ابن أبي زياد: ورواه لي وأملي أيضاً أحمد بن عبد اللّه العلويّ مولي لهم وخالاً لبعضهم، عن القاسم بن أيّوب العلويّ: إنّ المأمون لمّا أراد أن يستعمل الرضا ( عليه السلام ) جمع بني هاشم فقال لهم: إنّي أريد أن أستعمل الرضا ( عليه السلام ) علي هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولّي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه رجلاً يأتنا، فتري من جهله ما تستدلّ به عليه، فبعث إليه فأتاه، فقال له بنو هاشم: ياأباالحسن اصعد المنبر، وانصب لنا علماً نعبد اللّه عليه.

ص:366


1- التوحيد: 250 ح 3. عنه نور الثقلين: 588/4 ح 136، قطعة منه. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 131/1 ح 28. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 150/1 ح 483، و424 ح 486، و754 ح 226، و765 ح 227، و135/3 ح 62، و561/4 ح 30، وعنه وعن التوحيد، البحار: 36/3 ح 12. الإحتجاج: 354/2 ح 281. عنه وعن التوحيد والعيون، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 140/1 ح 44، قطعة منه. الكافي: 78/1 ح ( عليها السلام ) 3، ق ط ع ة م ن ه . عنه نور الثقلين: 123/5 ح 22، قطعة منه، والوافي: 317/1 ح 253. علل الشرائع: 119، ب 98 ح 1، قطعة منه، عنه البحار: 15/3 ح 1 قطعة منه في (خادمه ( عليه السلام ) ).

فصعد ( عليه السلام ) المنبر فقعد مليّاً لايتكلّم مطرقاً، ثمّ انتفض انتفاضة (1)،

واستوي قائماً، وحمد اللّه تعالي وأثني عليه، وصلّي علي نبيّه وأهل بيته، ثمّ قال: أوّل عبادة اللّه تعالي معرفته، وأصل معرفة اللّه توحيده، ونظام توحيد اللّه نفي الصفات عنه، لشهادة العقول أنّ كلّ صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كلّ موصوف (2) أنّ له خالقاً ليس بصفة ولاموصوف، وشهادة كلّ صفة وموصوفبالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدوث (3)، وشهادة الحدوث بالامتناع من الأزل،

الممتنع من الحدوث، فليس اللّه من عرف بالتشبيه ذاته، ولاإيّاه وحّده من اكتنهه، ولاحقيقته أصاب من مثّله، ولابه صدّق من نهّاه، ولاصمد صمده من أشار إليه، ولاإيّاه عني من شبّهه، ولاله تذلّل من بعّضه، ولاإيّاه أراد من توهّمه، كلّ معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول، بصنع اللّه يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجّته، خلق اللّه الخلق حجاباً بينه وبينهم، ومباينته إيّاهم، ومفارقته أينيّتهم(4) ، وابتداءه إيّاهم، دليلهم علي أن لاابتداء له، لعجز كلّ مبتدء

عن ابتداء غيره، وأدوات إيّاهم (5)دليلهم علي أن لاأدوات فيه، لشهادة الأدوات بفاقة المادّين (6)، فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه، وغيوره تحديد لما سواه، فقد جهل اللّه من استوصفه، وقد تعدّاه من اشتمله (7)، وقد أخطأه

ص:367


1- انتفض الشي ء: تحرّك واضطرب. المعجم الوسيط: 941.
2- في بعض المصادر: مخلوق.
3- في بعض المصادر: «الحدث» وكذا في ما يأتي.
4- في التوحيد: إنّيّتهم.
5- في التوحيد والاحتجاج: وأدْوُه إيّاهم دليل.
6- في بعض النسخ: المؤدّين، وفي بعض المصادر: المتؤدّين.
7- في بعض المصادر: استمثله.

من اكتنهه.

ومن قال: كيف؟ فقد شبّهه، ومن قال: لم؟ فقد علّله، ومن قال: متي؟ فقد وقّته، ومن قال: فيم؟ فقد ضمّنه، ومن قال: إلي م؟ فقد نهّاه، ومن قال: حتّي م؟ فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه، ولايتغيّر اللّه بانغيار المخلوق، كما لايتحدّد بتحديد المحدود، أحد لابتأويل عدد، ظاهر لابتأويل المباشرة، متجلّ لاباستقلال رؤية، باطن لابمزايلة، مباين لابمسافة، قريب لابمداناة، لطيف لابتجسّم، موجود لابعد عدم، فاعل لاباضطرار، مقدّر لابحول فكرة، مدبّر لابحركة، مريد لابهمامة، شاء لابهمّة، مدرك لابمحسّة (1)، سميع لابآلة، بصير لابأداة، لاتصحبه الأوقات، ولاتضمّنه الأماكن، ولاتأخذه السنات، ولاتحدّه الصفات، ولاتقيّده الأدوات، سابق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله.

بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادّته بين الأشياء عرف أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة، والجلاية بالبُهْم، والجسو (2)بالبلل، والصرد (3) بالحرور. مؤلّف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالّة بتفريقها علي مفرّقها،وبتأليفها علي مؤلّفها، ذلك قوله تعالي: ( وَمِن كُلِ ّ شَيْ ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (4)

ففرّق بها بين قبل وبعد، ليعلم أن لاقبل له ولابعد، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة

ص:368


1- في بعض المصادر: بحاسّة، وفي بعض: بمِجَسّة.
2- في المصدر: الحسو، والصحيح ما أثبتناه من سائر المصادر، ومعناه: إذا يبس وصلب. المصباح المنير: 102.
3- الصرد: البرد. القاموس المحيط، «صرد».
4- الذاريات: 49/51.

لمغرزها، دالّة بتفاوتها أن لاتفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقيتها أن لاوقت لموقّتها، حجب بعضها عن بعض، ليعلم أن لاحجاب بينه وبينها غيرها، له معني الربوبيّة إذ لامربوب، وحقيقه الإلهيّة إذ لامألوه، ومعني العالم ولامعلوم، ومعني الخالق ولامخلوق، وتأويل السمع ولامسموع، ليس مذ (1) خلق استحقّ معني الخالق، ولابإحداثه البرايا استفاد معني البرائيّة (2) ، كيف ولاتغيبه مذ، ولاتدنيه قد، ولايحجبه لعلّ، ولاتوقّته متي، ولايشتمله حين، ولاتقاربه مع، إنّما تحدّ الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلي نظائرها.

وفي الأشياء يوجد أفعالها، منعتها مذ القديمة (3) ، وحمتها قد الأزليّة،

لولاالكلمة (4)افترقت فدلّت علي مفرّقها، وتباينت فأعربت عن مباينها، لما تجلّي صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الأوهام، وفيها أثبت غيره، ومنها أُنيط (5)الدليل، وبها عرّفها الإقرار.

وبالعقول يعتقد التصديق باللّه، وبالإقرار يكمل الإيمان به، ولاديانة إلّا بعد معرفة، ولامعرفة إلّا بالإخلاص، ولاإخلاص مع التشبيه، ولانفي مع إثبات الصفات للتشبيه.

فكلّ ما في الخلق لايوجد في خالقه، وكلّ ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لاتجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود فيه ما هو ابتداه! إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولأمتنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معني غير

ص:369


1- في بعض المصادر: منذ.
2- في بعض المصادر: البارئيّة.
3- في بعض المصادر: منذ القدمة.
4- في بعض المصادر: جنّبتها لولا التكملة.
5- في العيون: أنبط، والصحيح ما أثبتناه من التوحيد وسائر المصادر، وهو بمعني علّقه. المصباح المنير: 630.

معني المبروء، ولو حدّ له وراء، إذاً لحدّ له أمام (1)، ولو التمس له التمام إذاً لزمه النقصان، كيف يستحقّ الأزل من لايمتنع من الحدوث، وكيف ينشي ء الأشياء من يمتنع (2)من الإنشاء، وإذاً لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل دليلاً بعد ما كان مدلولاً عليه (3)، ليس في مجال (4) القول حجّة، ولافي المسألة عنه جواب، ولافي معناه للّه تعظيم، ولافي إبانته عن الخلق ضيم، إلّا بامتناع الأزليّ أن يثنّي، ولما لابدي ء له أن يبتدء (5)، لا إله إلّا اللّه العليّ العظيم، كذب العادلون، وضلّوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً، وصلّي اللّه علي محمّد وأهل بيته الطاهرين.

(6)

ص:370


1- في الاحتجاج: ولو وجد له وراء، وجد له أمام.
2- في بعض المصادر: لايمتنع.
3- في أمالي المفيد: لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل عن كونه دالاًّ إلي كونه مدلولاً عليه.
4- في بعض المصادر: محالّ.
5- في التوحيد: وما لابَدْأ له أن يُبْدَأ.
6- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 149/1 ح 51. عنه البحار: 128/49 ح 2، قطعة منه، ونور الثقلين: 39/1 ح 40، قطعة منه. التوحيد: 34 ح 2. عنه نور الثقلين: 66/2 ح 248، قطعة منه، و293 ح 14، قطعة منه، و130/5 ح 49، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 155/1 ح 76، قطعة منه، و202 ح 162، قطعة منه. عنه وعن العيون والاحتجاج، وأمالي الطوسيّ والمفيد، البحار: 227/4 ح 3. الإحتجاج: 359/2 ح 283، مرسلاً، وبتفاوت. أعلام الدين: 69 س 2. مختصراً وبتفاوت في بعض الألفاظ. أمالي المفيد: 253 ح 4. عنه البحار: 231/4 س 2. أمالي الطوسيّ: 22 ح 28، باختصار، عنه البحار: 230/4 ح 4 مثله، والبرهان: 236/4 ح 2، قطعة منه. العدد القويّة: 294 ح 25. مختصراً وبتفاوت في بعض الألفاظ. قطعة منه في (سورة الذاريات: 49/51) و(كيفيّة تكلّمه ( عليه السلام ) علي المنبر).

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن بردة، قال: حدّثني العبّاس بن عمرو الفقيميّ، عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد العلويّ، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ (1)، قال: لقيته (2) ( عليه السلام ) علي الطريق عند منصرفي من مكّة إلي خراسان، وهو سائر إلي العراق فسمعته يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع. فتلطّفت في الوصول إليه فوصلت فسلّمت، فردّ عليّ السلام، ثمّ قال: يا فتح! من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فَقَمِن(3) أن يسلّط عليه سخط المخلوق، وأنّ الخالق لايوصف إلّا بما وصف به نفسه، وأنّي يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به، جلّ عمّا وصفه الواصفون، وتعالي عمّا ينعته الناعتون، نأي في قربه، وقرب في نأيه، فهو في

ص:271


1- قال ابن الغضائريّ: الفتح بن يزيد الجرجانيّ، صاحب المسائل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، واختلفوا أيّهم هو: الرضا، أم الثالث ( عليهماالسلام ) ؟ مجمع الرجال: 12/5 -13. واستظهر السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّ المراد من أبي الحسن الذي روي عنه الفتح بن يزيد الجرجانيّ هو الرضا ( عليه السلام ) . معجم رجال الحديث: 249/13، رقم 9300، كما أنّ المحقّق التستري ( قدس سره ) استظهر كونه الهادي ( عليه السلام ) . قاموس الرجال: 371/8 و375، رقم 5873.
2- صرّح المحقّق التستري - قده - والسيّد الخوئي - قده - بأنّ ضمير «لقيته» يرجع إلي أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) حيث إنّه الذي أشخصه المتوكّل (لع) من المدينة إلي العراق، وأمّا الرضا ( عليه السلام ) ، فإنّما أشخصه المأمون من المدينة إلي خراسان، راجع قاموس الرجال: 371/8 رقم 5873، طبعة جماعة المدرّسين، ومعجم رجال الحديث: 249/13 رقم 9300، وفيه: وأمّا الرضا ( عليه السلام ) فهو لم يأت العراق، وإنّما أشخصه المأمون إلي خراسان. ولكن الصدوق - قدّه - رواها في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) وهو يشعر بكون المراد من أبي الحسن هو الرضا ( عليه السلام ) .
3- قمن: أي حريّ، خليق وجدير، لسان العرب: 347/13.

بعده قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف، فلا يقال له: كيف، وأيّن الأين، فلايقال له: أين، إذ هو مبدع الكيفوفيّة والأينونيّة.

يا فتح! كلّ جسم مغذّي بغذاء إلّا الخالق الرزّاق، فإنّه جسّم الأجسام، وهو ليس بجسم ولاصورة، لم يتجزّأ ولم يتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص، مبرّء من ذات ما ركّب في ذات من جسّمه، وهو اللطيف الخبير، السميع البصير، الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، منشي ء الأشياء، ومجسّم الأجسام، ومصوّر الصور، لو كان كما يقول المشبّهة، لم يعرف الخالق من المخلوق، ولاالرازق من المرزوق، ولاالمنشي ء من المنشأ، لكنّه المنشي ء، فرّق بين من جسّمه وصوّره، و شيّئه وبيّنه، إذ كان لايشبهه شي ء.

قلت: فاللّه واحد، والإنسان واحد، فليس قد تشابهت الوحدانيّة؟

فقال: أحلت (1) ثبّتك اللّه! إنّما التشبيه في المعاني، فأمّا في الأسماء فهي

واحدة، وهي دلالة علي المسمّي، وذلك أنّ الإنسان وإن قيل واحد، فإنّه يخبر أنّه جثّة واحدة وليس باثنين، والإنسان نفسه ليس بواحد، لأنّ أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء مجزّاة ليس سواء، دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق، فالإنسان واحد في الإسم، لاواحد في المعني، واللّه جلّ جلاله واحد لاواحد غيره، ولااختلاف فيه، ولاتفاوت ولازيادة، ولانقصان.

فأمّا الإنسان المخلوق المصنوع المؤلّف، فمن أجزاء مختلفة، وجواهر شتّي، غير أنّه بالاجتماع شي ء واحد.

قلت: فقولك: اللطيف فسّره لي، فإنّي أعلم أنّ لطفه خلاف لطف غيره للفصل،

ص:372


1- حَلَتَ: وفاه، المنجد: 148.

غير أنّي أُحبّ أن تشرح لي.

فقال ( عليه السلام ) : يا فتح! إنّما قلت اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشي ء اللطيف، ألا تري إلي أثر صنعه في النبات اللطيف، وغير اللطيف، وفي الخلق اللطيف من أجسام الحيوان، من الجرجس والبعوض، وماهو أصغر منهما، ممّا لايكاد تستبينه العيون، بل لايكاد يستبان لصغره الذكر من الأُنثي، والمولود من القديم، فلمّا رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد (1)، والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه بما في لجج البحار، وما في لحاء(2) الأشجار، والمفاوز، (3)

والقفار (4) ، وإفهام بعضها عن بعض منطقها، وما تفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء

إليها، ثمّ تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، علمنا أنّ خالق هذا الخلق لطيف، وأنّ كلّ صانع شي ءغ، فمِنْ شي ء صَنَعَ، واللّه الخالق اللطيف الجليل خَلَقَ، وصَنَعَ لا من شي ء.

قلت: جعلت فداك! وغير الخالق الجليل خالق؟

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَلِقِينَ ) (5)فقد أخبر أنّ في عباده خالقين؛

منهم: عيسي بن مريم خلق من الطين كهيئة الطير بإذن اللّه، فنفخ فيه فصار طائراً بإذن اللّه؛

والسامريّ خلق لهم عجلاً جسداً له خوار.

قلت: إنّ عيسي خلق من الطين طيراً دليلاً علي نبوّته، والسامريّ خلق عجلاً

ص:373


1- سِفاداً بالكسر: نزو الذكر علي الأُنثي، مجمع البحرين: 70/3.
2- اللحاء: قشر العود أو الشجر، المنجد: 717.
3- المفازة: التي لا ماء فيها، لسان العرب: 392/5.
4- القفر: مفازة لا نبات بها ولا ماء، لسان العرب: 110/5.
5- المؤمنون: 14/23.

جسداً لنقض نبوّة موسي ( عليه السلام ) ، وشاء اللّه أن يكون ذلك كذلك، إنّ هذا لهو العجب؟

فقال: ويحك يا فتح! إنّ للّه إرادتين ومشيّتين، إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهي وهو يشاء، ويأمر وهو لايشاء، أو ما رأيت أنّه نهي آدم ( عليه السلام ) وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة، وهو شاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيّتهما مشيّة اللّه، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) و شاء أن لايذبحه، ولو لم يشأ أن لايذبحه لغلبت مشيّة إبراهيم مشيئة اللّه عزّ وجلّ.

قلت: فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك، غير أنّك قلت: السميع البصير، سميع بالأُذن، وبصير بالعين؟

فقال: إنّه يسمع بما يبصر، ويري بما يسمع، بصير لابعين مثل عين المخلوقين، وسميع لابمثل سمع السامعين، لكن لمّا لم يخف عليه خافية من أثر الذرّة السوداء علي الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء تحت الثري والبحار، قلنا: بصير لابمثل عين المخلوقين، ولمّا لم يشتبه عليه ضروب اللغات، ولم يشغله سمع عن سمع، قلنا: سميع لامثل سمع السامعين.

قلت: جعلت فداك! قد بقيت مسألة.

قال: هات، للّه أبوك.

قلت: يعلم القديم الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟

قال: ويحك! إنّ مسائلك لصعبة، أما سمعت اللّه يقول: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) (1) ، وقوله: ( وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ ) (2) ،

ص:374


1- الأنبياء: 22/21.
2- المؤمنون: 91/23.

وقال: يحكي قول أهل النار ( أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَلِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) (1)، وقال: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ) (2)فقد علم الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون.

فقمت لأُقبّل يده ورجله، فأدني رأسه، فقبّلت وجهه ورأسه وخرجت و بي من السرور والفرح ما أعجز عن وصفه لما تبيّنت من الخير والحظّ.

(3)

ص:375


1- الفاطر: 37/35.
2- الأنعام: 28/6.
3- التوحيد: 60 ح 18، و185 ح 1، قطعة منه، وفيه: محمّد بن عليّ ماجيلويه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن المختار بن محمّد بن المختار الهمداني، عن الفتح. قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 710/1 ح 47، و418/3 ح 28، و550 ح 108، و420/4 ح 72، و368 ح 105، ووسائل الشيعة: 155/16 ح 21230، والبحار: 82/4 ح 10، و139 ح 5، و147 ح 1، و290 ح 21، و101/5 ح 26، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 256/1 ح 263. مختصر بصائر الدرجات: 141 س 9. الكافي: 137/1 ح 3، و118 ح 1، قطعتان منه. وقِطَعٌ منه في نور الثقلين: 755/1 ح 228، و62 ح 120، و103/2 ح 374، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 206/1 ح 1، والوافي: 481/1 ح 393. تحف العقول: 482 س 3، قطعة منه. عنه البحار: 182/68 ح 41، و303/4 ح 30. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 127/1 ح 23، قطعة منه، بتفاوت. عنه وعن التوحيد، البحار: 173/4 ح 2. الكافي: 151/1 ح 4، قطعة منه. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 230/1 ح 209، والوافي: 522/1 ح 426، ونور الثقلين: 76/4 ح 15، قطعة منه، و297/5 ح 103، قطعة منه، و354 ح 32، قطعة منه، و383 ح 27، و709 ح 61، ووسائل الشيعة: 155/16 س 14، مثله. قطعة منه في (تواضعه ( عليه السلام ) لمن رام تقبيل يده ورجله، و(في معني إرادة اللّه)، و(سفره ( عليه السلام ) من مكّة إلي العراق)، و(سورة المؤمنون: 14/23، و91)، و(سورة الأنبياء: 22/21)، و(سورة فاطر: 37/35)، و(سورة الأنعام: 28/6)، و(موعظته ( عليه السلام ) في التقوي)، و(موعظته ( عليه السلام ) في رضي اللّه)، و(مدح فتح بن يزيد الجرجانيّ).

(ت) - في مشيّة اللّه وإرادته:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيي(1) قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني عن الإرادة من اللّه ومن الخلق؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : الإرادة من الخلق الضمير، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأمّا من اللّه تعالي فإرادته إحداثه لاغير ذلك، لأنّه لايروّي، ولايهمّ، ولايتفكّر، وهذه الصفات منفيّة عنه، وهي صفات الخلق، فإرادة اللّه الفعل، لاغير ذلك، يقول له: كن فيكون بلالفظ، ولانطق بلسان، ولاهمّة، ولاتفكّر، ولاكيف لذلك، كما أنّه لاكيف له.

(2)

ص:376


1- عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا والجوا ( عليهم السلام ) :رجال الطوسيّ: 352 رقم 3، و378 رقم 4، و402 رقم 1. وروي عنهم ( عليهم السلام ) : ، معجم رجال الحديث: 130/9 رقم 5922.
2- الكافي: 109/1 ح 3. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 194/1 ح 148، والبرهان: 369/2 ح 1. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 119/1 ح 11. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 196/1 ح 153، قطعة منه. عنه وعن التوحيد والأمالي، البحار: 137/4 ح 4. التوحيد: 147 ح 17. أمالي الطوسيّ: 211 ح 365، قطعة منه. عنه نور الثقلين: 55/3 ح 85. مقدّمة البرهان: 159 س 11. مختصر بصائر الدرجات: 140 س 17، بتفاوت. مسألة في الارادة ضمن المصنّفات للشيخ المفيد: 11/10 س 18، بتفاوت.

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : المشيّة والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أنّ اللّه تعالي لم يزل مريداً شائياً، فليس بموحّد.

(1)

3 - الحلوانيّ : وسئل [الرضا ( عليه السلام ) ] عن المشيّة والإرادة؟

فقال: المشيّة كالاهتمام بالشي ء، والإرادة إتمام ذلك الشي ء.

(2)

4 - الشيخ الصدوق :...بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو... فقلت له: فهل للّه عزّ وجلّ مشيّة وإرادة في ذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : فأمّا الطاعات فإرادة اللّه، ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها....

(3)

ص:377


1- التوحيد: 337 ح 5. عنه البحار: 145/4 ح 18، و37/54 ح 12، ومستدرك الوسائل: 182/18 ح 22449، ونور الثقلين: 476/3 ح 27، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 196/1 ح 152. مختصر بصائر الدرجات: 143 س 1. مقدّمة البرهان: 159 س 16.
2- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 133 ح 27. أعلام الدين: 307 س 22. عنه البحار: 357/75 س 19. العدد القويّة: 299 ح 35. عنه البحار: 355/75 س 5. الدرّة الباهرة: 38، س 13، وفيه: المشيّة الاهتمام بالشي ء، والإرادة أمام ذلك. عنه البحار: 356/75 ضمن ح 10، و126/5 ح 75.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17. يأتي الحديث بتمامه في رقم 849.

5 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!... أتدري ما المشيّة؟ فقال: لا.

فقال ( عليه السلام ) : همّه بالشي ء، أو تدري ما أراد؟ قال: لا.

قال ( عليه السلام ) : إتمامه علي المشيّة....

(1)

(ث) - في معني إرادة اللّه:

1 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: لقيته [أي الرضا] ( عليه السلام ) ...قلت: إنّ عيسي خلق من الطين طيراً دليلاً علي نبوّته، والسامريّ خلق عجلاً جسداً لنقض نبوّة موسي ( عليه السلام ) ، وشاء اللّه أن يكون ذلك كذلك، إنّ هذا لهو العجب؟

فقال: ويحك يا فتح! إنّ للّه إرادتين ومشيّتين، إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهي وهو يشاء، ويأمر وهو لايشاء، أو ما رأيت أنّه نهي آدم ( عليه السلام ) وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة، وهو شاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيّتهما مشيّة اللّه، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) و شاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيّة إبراهيم مشيئة اللّه عزّ وجلّ....

(2)

(خ) - البداء:

1 - الراوندي :...الحسن بن محمّد بن أبي طلحة قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : أيأتي

ص:378


1- المحاسن: 244 ح 238. يأتي الحديث بتمامه في رقم 859.
2- التوحيد: 60، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 840.

الرسل عن اللّه بشي ء ثمّ تأتي بخلافه؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، إن شئت حدّثتك، وإن شئت أتيتك به من كتاب اللّه قال اللّه تعالي جلّت عظمته: ( يَقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) الآية فما دخلوها، ودخل أبناء أبنائهم، وقال عمران: إنّ اللّه وعدني أن يهب لي غلاماً نبيّاً في سنتي هذه، وشهري هذا، ثمّ غاب وولدت امرأته مريم، وكفّلها زكريّا، فقالت طائفة: صدق نبيّ اللّه، وقالت الآخرون: كذب، فلمّا ولدت مريم عيسي ( عليه السلام ) قالت الطائفة التي أقامت علي صدق عمران: هذا الذي وعدنا اللّه.

(1)

(ذ) - تسمية اللّه بالشي ء:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رضي الله عنه ) ، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن بندار، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن محمّد بن عليّ الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) قال: قال بعض الزنادقة لأبي الحسن ( عليه السلام ) هل يقال للّه: إنّه شي ء؟

فقال ( عليه السلام ) : نعم، وقد سمّي نفسه بذلك في كتابه فقال: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (2)فهو شي ء ليس كمثله شي ء.(3)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة، قال: حدّثني عدّة من أصحابنا، عن محمّد بن عيسي

ص:379


1- قصص الأنبياء: 214 ح 280. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1927.
2- الأنعام: 19/6.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 134/1 ح 31. عنه البحار: 259/3 ح 5. قطعة منه في (سورة الأنعام) و(خادمه).

بن عبيد، قال: قال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : ما تقول إذا قيل لك: أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ شي ء هو أم لا؟

قال: فقلت له: قد أثبت اللّه عزّ وجلّ نفسه شيئاً، حيث يقول: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فأقول: إنّه شي ء لا (1)

كالأشياء، إذ في نفي الشيئيّة عنه إبطاله ونفيه.

قال لي: صدقت وأصبت.

ثمّ قال لي الرضا ( عليه السلام ) : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه، وإثبات بغير تشبيه فمذهب النفي لايجوز، ومذهب التشبيه لايجوز، لأنّ اللّه تبارك وتعالي لايشبهه شي ء، والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلاتشبيه.

(2)

(ض) - الجبر والتفويض:

1 - الحميريّ : محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) فقلت: رأيتك تسلّم علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في غير الموضع الذي نسلّم نحن فيه عليه من استقبال القبر.

قال: فقال ( عليه السلام ) : تسلّم أنت من حيث يسلّمون، فإنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ذكر إنساناً من المرجئة فقال: واللّه لأُضلّنّه، ثمّ ذكر القدر فقال: إنّه يدعو إلي الزندقة.

فقال له الحسن بن جهم: فأهل الجبر؟

قال ( عليه السلام ) : وما يقولون؟ قال: يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالي كلّف العباد

ص:380


1- الأنعام: 19/6.
2- التوحيد: 107 ح 8. عنه البحار: 262/3 ح 19. ونور الثقلين: 706/1 ح 29، قطعة منه، و561/4 ح 28، قطعة منه، والبرهان: 519/1 ح 2. قطعة منه في (سورة الأنعام) و(المذاهب الثلاثة في التوحيد).

مالايطيقون.

قال ( عليه السلام ) : فأنتم ماتقولون؟ قال: نقول: إنّ اللّه لايكلّف أحداً ما لايطيق، ونخالف أهل القدر فنقول: لا يكون....

(1)

فقال ( عليه السلام ) : جفّ القلم بحقيقة الإيمان لمن صدّق وآمن، وجفّ القلم بحقيقة الكفر لمن كذّب وعصي.

(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته، فقلت: اللّه فوّض الأمر إلي العباد؟

قال ( عليه السلام ) : اللّه أعزّ من ذلك.

قلت: فجبرهم علي المعاصي؟

قال ( عليه السلام ) : اللّه أعدل وأحكم من ذلك.

قال: ثمّ قال: قال اللّه: ياابن آدم! أنا أولي بحسناتك منك، وأنت أولي بسيّئاتك منّي! عملت المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك.

(3)

ص:381


1- كذا بياض في المصدر.
2- قرب الإسناد: 390 ح 1368، عنه البحار: 149/97 ح 13، قطعة منه. قطعة منه في (ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).
3- الكافي: 157/1 ح 3. عنه الوافي: 541/1 ح 443. التوحيد: 362 ح 10. عنه وعن العيون، البحار: 15/5 ح 20. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 143/1 ح 46. عنه وعن التوحيد والكافي، الجواهر السنيّة: 279 س 12، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 233/1 ح 216. كشف الغمّة: 289/2 س 2. تفسير العيّاشيّ: 259/1 ح 201، عنه البرهان: 395/1 ضمن ح 1. الدر المنثور: 231/1 س 8، قطعة منه. قطعة منه في (ما رواه من الأحاديث القدسيّة).

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقلت له: ياابن رسول اللّه! روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) قال: إنّه لاجبر ولاتفويض بل أمر بين أمرين، فما معناه؟

قال ( عليه السلام ) : من زعم أنّ اللّه يفعل أفعالنا، ثمّ يعذّبنا عليها، فقد قال بالجبر. ومن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلي حججه ( عليهم السلام ) : ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك.

فقلت له: ياابن رسول اللّه! فما أمر بين أمرين؟

فقال ( عليه السلام ) : وجود السبيل إلي إتيان ما أمروا به، وترك ما نهوا عنه.

فقلت له: فهل للّه عزّ وجلّ مشيّة وإرادة في ذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : فأمّا الطاعات فإرادة اللّه، ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها.

قلت: فهل للّه فيها القضاء؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شرّ، إلّا وللّه فيه قضاء.

قلت: ما معني هذا القضاء؟

قال ( عليه السلام ) : الحكم عليهم بما يستحقّونه علي أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.

(1)

ص:382


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17. عنه وسائل الشيعة: 340/28 ح 34907، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 239/1 ح 228، والبحار: 328/25 ح 3، قطعة منه. عنه وعن الإحتجاج، البحار: 11/5 ح 18. الإحتجاج: 397/2 ح 304، مرسلاً. عنه البرهان: 412/2 ح 2. روضة الواعظين: 47 س 14. نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 131 ح 22، وفيه: روي عن بعض أصحاب الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: دخلت إليه بمرو.... العدد القويّة: 298 ح 32. عنه البحار: 354/75 س 13. قطعة منه في (مشيّة اللّه وإرادته) و (القضاء والقدر) و(كفر المجبّرة وشرك المفوّضة).

4 - الشيخ الصدوق (رحمه الله) : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ...( ( رضي الله عنه ) ره) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في التفويض؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي فوّض إلي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمر دينه فقال: ( مَآءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) (1)، فأمّا الخلق والرزق فلا ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ( اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ)(2) وهو يقول: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَ

يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآلِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْ ءٍ سُبْحَنَهُ وَتَعَالَي عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .

(3)

(4)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن هارون الفاميّ في مسجد الكوفة قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، قال:

ص:383


1- الحشر: 7/59.
2- الرعد: 16/13.
3- الروم: 40/30.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 202/2 ح 3. عنه البحار: 7/17 ح 9، و328/25 ح 1، ونور الثقلين: 279/5 ح 25، وإثبات الهداة: 751/3 ح 27. قطعة منه في (سورة الرعد: 16/13) و(سورة الروم: 40/30) و(سورة الحشر: 7/59).

حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ الناس ينسبوننا إلي القول بالتشبيه والجبر، لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمّ ( عليهم السلام ) : .

فقال ( عليه السلام ) : ياابن خالد! أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمّ ( عليهم السلام ) : في التشبيه والجبر أكثر أم الأخبار التي رويت عن ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك؟

فقلت: بل، ما روي عن النبيّ في ذلك أكثر.

قال ( عليه السلام ) : فليقولوا: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يقول بالتشبيه والجبر إذاً.

فقلت له: إنّهم يقولون: إنّ رسول اللّه لم يقل من ذلك شيئاً، وإنّما روي عليه.

قال: فليقولوا في آبائي الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّهم لم يقولوا من ذلك شيئاً، وإنّما روي ذلك عليهم، ثمّ قال ( عليه السلام ) : من قال بالتشبيه والجبر، فهو كافر مشرك، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة.

ياابن خالد! إنّما وضع الأخبار عنّا في التشبيه والجبر الغلاة، الذين صغّروإضت" عظمة اللّه تعالي، فمن أحبّهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبّنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برّنا، ومن برّهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردّنا، ومن ردّهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدّقهم فقد كذّبنا، ومن كذّبهم فقد صدّقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا.

ياابن خالد! من كان من شيعتنا فلايتّخذنّ منهم وليّاً ولانصيراً.

(1)

ص:384


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 142/1 ح 45. عنه البحار: 266/25 ح 8. ووسائل الشيعة: 181/16 ح 17، و340/28 ح 34908، قطعة منه، عنه وعن التوحيد والإحتجاج، البحار: 294/3 ح 18، عنه وعن التوحيد، البحار: 52/5 ح 88، وإثبات الهداة: 749/3 ح 22. روضة الواعظين: 43 س 12، قطعة منه. التوحيد: 363 ح 12. الإحتجاج: 399/2 ح 306. عنه وعن التوحيد والعيون، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 245/1 ح 236، قطعة منه. قطعة منه في (المشبّهة والمجبرة كافر) و(ذمّ الغلاة).

6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الحميريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ذكر عنده الجبر والتفويض.

فقال ( عليه السلام ) : ألا أُعطيكم في هذا أصلاً لايختلفون، ولايخاصمكم عليه أحد إلّا كسرتموه.

قلنا: إن رأيت ذلك.

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لم يطع بإكراه ولم يعص بغلبة، ولم يهمل العباد في ملكه، هو المالك لما ملّكهم، والقادر علي ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن اللّه عنها صادّاً، ولامنها مانعاً، وإن ايتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل، وإن لم يحل ففعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه.

(1)

ص:385


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 144/1 ح 48. عنه وعن التوحيد والإحتجاج، البحار: 16/5 ح 22. التوحيد: 361 ح 7. عنه وعن العيون، البحار: 239/68 س 9. الإحتجاج: 399/2 ح 305، مرسلاً. الإختصاص: 198 س 6. كشف الغمّة: 289/2 س 13. مختصر بصائر الدرجات: 134 س 2.

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: سمعت الرضا ( عليه السلام ) وقد سأله رجل: أيكلّف اللّه العباد مالايطيقون؟

فقال ( عليه السلام ) : هو أعدل من ذلك.

قال: أفيقدرون علي كلّ ما أرادوه؟

قال: هم أعجز من ذلك.

(1)

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : يقول: من قال بالجبر فلاتعطوه من الزكاة شيئاً، ولاتقبلوا له شهادة أبداً، إنّ اللّه تعالي لايكلّف نفساً إلّا وسعها، ولايحمّلها فوق طاقتها، ولاتكسب كلّ نفس إلّا عليها، ولاتزر وازرة وزر أُخري.

(2)

9 - الحلوانيّ : في بعض الروايات: إنّ بعض الناس سأل الرضا ( عليه السلام ) ،

ص:386


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 141/1 ح 43. كشف الغمّة: 288/2 س 11. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 251 س 18. الوافي بالوفيات: 249/22 س 4، بتفاوت. تاريخ الإسلام: 270/14 س 16، وفيه: قال المبرّد عن أبي عثمان المازني، قال: سئل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بتفاوت. نور الأبصار: 312 س 25.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 143/1 ح 47. عنه البحار: 315/101 ح 9، قطعة منه، و64/93 ح 25، قطعة منه. عنه وعن التوحيد، البحار: 16/5 ح 21، ووسائل الشيعة: 224/9 ح 11890. التوحيد: 362 ح 9. عنه نور الثقلين: 305/1 ح 1223. كشف الغمّة: 289/2 س 10. روضة الواعظين: 48 س 4. قطعة منه في (حكم دفع الزكاة إلي من يقول بالجبر) و(حكم شهادة من يقول بالجبر).

فقال: ياابن رسول اللّه! أتقول: إنّ اللّه تعالي فوّض إلي عباده أفعالهم؟

فقال ( عليه السلام ) : هم أضعف من ذلك وأقلّ.

قال: فأجبرهم؟ قال ( عليه السلام ) : هو أعدل من ذلك وأجلّ.

قال: فكيف تقول؟ قال ( عليه السلام ) : أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم علي ما أمرهم به، ونهاهم عنه وخيّرهم، فقال عزّ من قائل: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) (1)وقال سبحانه: ( فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ) (2) . وقال تعالي وعداً ووعيداً: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ و * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و)

(3)

(4)

10 - ابن الصبّاغ : قال صاحب كتاب نثر الدرر: سأل الفضل بن سهل، عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلس المأمون قال: ياأباالحسن! الخلق مُجبَرون؟

(5)

قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي أعدل من أن يجبر ثمّ يعذّب.

قال: فمطلقون؟

قال: اللّه تعالي أحكم من أن يهمل عبده، ويكله إلي نفسه.

(6)

ص:387


1- التوبة: 105/9.
2- الكهف: 29/18.
3- الزلزلة: 7/99 - 8.
4- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر:132 ح 24. العدد القويّة: 298 ح 33، قطعة منه، عنه البحار: 354/75 س 18. قطعة منه في (سورة التوبه: 105/9) و(سورة الكهف: 29/18) و(سورة الزلزلة: 7/99 - 8).
5- في العدد القويّة ونزهة الناظر: مجبورون.
6- الفصول المهمّة: 251 س 21. كشف الغمّة: 306/2 س 14. عنه البحار: 172/49 ضمن ح 9. العدد القويّة: 299 ح 34. عنه البحار: 354/75 س 32. الطرائف لسيّد بن طاوس: 330 س 10، عنه البحار: 59/5 ح 110. نزهة الناظر وتنبيه الخواطر: 132 ح 23. نور الأبصار: 314 س 23.

(ظ) - القضاء والقدر:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدّثنا العبيديّ، عن هشام بن إبراهيم الختليّ وهو المشرقيّ قال: قال لي أبوالحسن الخراسانيّ ( عليه السلام ) : كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس، فذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطاء؟

فقلت: لا، ولكنّه بأبي أنت وأمي، مايقول زرارة في الاستطاعة وقول زرارة فيمن قدّر ونحن منه برآء، وليس من دين آبائك وقال الآخرون بالجبر ونحن منه برآء، وليس من دين آبائك.

قال: فبأيّ شي ء تقولون؟

قلت: بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وسأل عن قول اللّه عزّ وجلّ ( وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (1) ، مااستطاعته؟

قال: فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صحّته وماله، فنحن بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) نأخذ.

قال: صدق أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) هذا هو الحقّ.

(2)

2 - البرقيّ : عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن

ص:388


1- آل عمران: 97/3.
2- رجال الكشّيّ: 145 رقم 229. عنه البحار: 44/5 ح 70. قطعة منه في (سورة آل عمران: 97/3) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).

الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقضي.

فقال ( عليه السلام ) : لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقدّر وقضي.

(قال): قلت: فما معني شاء؟

قال ( عليه السلام ) : ابتداء الفعل.

(1)

قلت: فما معني أراد؟

قال ( عليه السلام ) : الثبوت عليه.

قلت: فما معني قدّر؟

قال ( عليه السلام ) : تقدير الشي ء من طوله وعرضه.

قلت: فما معني قضي؟

قال ( عليه السلام ) : إذا قضاه أمضاه، فذلك الذي لامردّ له.

ورواه عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن عليّ بن إبراهيم.

(2)

3 - البرقيّ : عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن [الرضا] (3)( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا

يونس! لاتتكلّم بالقدر.

قال: إنّي لاأتكلّم بالقدر ولكنّي أقول: لايكون إلّا ما أراد اللّه وشاء وقضي وقدّر.

فقال ( عليه السلام ) : ليس هكذا أقول، ولكنّي أقول: لايكون إلّا ما شاء اللّه وأراد وقدّر وقضي، ثمّ قال: أتدري ما المشيّة؟ فقال: لا.

ص:389


1- قال العلاّمة المجلسيّ في ذيل الحديث: ابتداء الفعل أي أوّل الكتابة في اللوح، أو أوّل ما يحصل من جانب الفاعل، ويصدر عنه ممّا يؤدّي إلي وجود المعلول.
2- المحاسن: 244 ح 237. عنه البحار: 122/5 ح 68. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئيّ: 600 س 9، قطعة منه عن الكاظم ( عليه السلام ) .
3- ما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي.

فقال ( عليه السلام ) : همّه بالشي ء، أو تدري ما أراد؟ قال: لا.

قال ( عليه السلام ) : إتمامه علي المشيّة، فقال: أو تدري ما قدّر؟ قال: لا.

قال ( عليه السلام ) : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء، ثمّ قال: إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.

يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا بقول اللّه: ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ ) (1)، ولاقالوا بقول أهل الجنّة: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَلنَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآَ أَنْ هَدَلنَا اللَّهُ ) (2)، ولاقالوا بقول أهل النار: ( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ ) (3) ، ولاقالوا بقول إبليس: ( رَبِ ّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي )(4) ، ولاقالوا بقول نوح: ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ

أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .(5)

ثمّ قال: قال اللّه: ياابن آدم بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوّتي أدّيت إليّ فرائضي، وبنعمتي قويت علي معصيتي، وجعلتك سميعاً بصيراً قويّاً

فماأصابك من حسنة فمنّي، وماأصابك من سيّئة فمن نفسك، وذلك لأنّي لاأسأل عمّا أفعل وهم يسألون، ثمّ قال: قد نظّمت لك كلّ شي ء تريده.

(6)

ص:390


1- الإنسان: 30/76.
2- الأعراف: 43/7.
3- المؤمنون: 106/23.
4- الحجر: 39/15.
5- هود: 34/11.
6- المحاسن: 244 ح 238. الكافي: 157/1 ح 4، وفيه: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) :...بتفاوت. عنه الوافي: 542/1 ح 444، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 231/1 ح 212، قطعة منه. تفسير القمّيّ: 24/1 س 5، بتفاوت. عنه البحار: 116/5 ح 49، قطعة منه، و122 ح 69، ونور الثقلين: 5/4 ح 19، قطعة منه، والبرهان: 39/1 س 24. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئيّ: 600 س 7، قطعة منه. مختصر بصائر الدرجات: 149 س 3، كما في الكافي. قطعة منه في (مشيّة اللّه وإرادته) و(سورة الإنسان: 30/76) و(سورة المؤمنون: 106/23) و(سورة الأعراف: 43/7) و(سورة الحجر: 39/15) و(سورة هود: 34/11) و(مارواه من الأحاديث القدسيّة).

4 - الشيخ الصدوق :...بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو...قلت: فهل للّه فيها القضاء؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شرّ، إلّا وللّه فيه قضاء.

قلت: ما معني هذا القضاء؟

قال ( عليه السلام ) : الحكم عليهم بما يستحقّونه علي أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.

(1)

5 - الراونديّ : قال الرضا ( عليه السلام ) : ثمانية أشياء لاتكون إلّا بقضاء اللّه وقدره: النوم واليقظة، والقوّة والضعف، والصحّة والمرض، والموت والحياة.

(2)

6 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عدّة من قريش جاؤا يعودونه بشي ء كان أصابه من عضّ برذون، فقالوا: لو كنت (3)

إذا ركبت كان معك الغلامان أو الثلاثة قريباً من دابّتك.

ص:391


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 124/1 ح 17. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 849.
2- الدعوات: 169 ح 470. عنه البحار: 95/5 ح 17.
3- البِرذون يطلق علي غير العربيّ من الخيل والبغال. المعجم الوسيط: 48.

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أراد أمراً حال بين المرء وقلبه، فاذا وقع القدر ونفذ أمر اللّه، ردّ إلي كلّ ذي عقل عقله.

(1)

7 - الحرّ العامليّ : عن الحسن بن الجهم، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يجوز أن يدعو اللّه عزّ وجلّ فيحوّل الأُنثي ذكراً، والذكر أُنثي؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه يفعل مايشاء.

(2)

(غ) - معني استطاعة العبد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن الحسن بن محمّد، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ، عن عليّ بن أسباط قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الاستطاعة؟

فقال ( عليه السلام ) : يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلّي السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من اللّه.

قال: قلت: جعلت فداك، فسّر لي هذا.

قال ( عليه السلام ) : أن يكون العبد مخلّي(3) السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح،

يريد أن يزني فلايجد امرأة ثمّ يجدها، فإمّا أن يعصم نفسه فيمتنع، كما امتنع يوسف ( عليه السلام ) ، أو يخلّي بينه وبين إرادته فيزني، فيمسي زانياً، ولم يطع اللّه بإكراه، ولم يعصه بغلبة.

(4)

ص:392


1- مشكاة الأنوار: 249 س 6.
2- وسائل الشيعة: 142/7 ح 8952، عن قرب الإسناد ولم نعثر عليه. يأتي الحديث أيضاً في (أثر الدعاء في جنين المرأة).
3- السِّرب: الطريق والوجهة، يقال: خلّ سِربَه: طريقه ووجهته، ج أسراب. المعجم الوسيط: 425.
4- الكافي: 160/1 ح 1. عنه الوافي: 547/1 ح 451، والبرهان: 115/3 ح 1. التوحيد: 348 ح 7. عنه البحار: 37/5 ح 54.

(آ) - كيفيّة إنفاذ أمر اللّه وإتمام إرادته:

1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال (أي الرضا ( عليه السلام ) ): إذا أراد اللّه أمراً سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره، وتمّت إرادته فإذا أنفذ أمره ردّ إلي كلّ ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا، ومن أين ذا؟.

(1)

(با) - كيفيّة إعطاء المعرفة للعباد

1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال الفضل: قلت لأبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : يونس بن عبد الرحمن يزعم أنّ المعرفة إنّما هي اكتساب.

قال ( عليه السلام ) : لا، ماأصاب، إنّ اللّه يعطي من يشاء، فمنهم من يجعله مستقرّاً فيه، ومنهم من يجعله مستودعاً عنده، فأمّا المستقرّ فالذي لايسلب اللّه ذلك أبداً، وأمّا المستودَع، فالذي يعطاه الرجل، ثمّ يسلبه إيّاه.

(2)

(تا) - أفعال العباد هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: أفعال العباد مخلوقة.

قلت له: ياابن رسول اللّه! ما معني مخلوقة؟ قال: مقدّرة.

(3)

ص:393


1- تحف العقول: 442 س 13. عنه البحار: 335/75 ح 7.
2- تحف العقول: 444 س 4. عنه البحار: 337/75 ح 20.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 315/1 ح 90. عنه وعن المعاني، البحار: 30/5 ح 37. معاني الأخبار: 395 ح 52.

2 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال الفضيل بن يسار: سألت ال رضا ( عليه السلام ) عن أفاعيل العباد مخلوقة هي، أم غير مخلوقة؟

قال ( عليه السلام ) : هي واللّه! مخلوقة - أراد خلق تقدير، لا خلق تكوين -.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة، والتقوي أفضل من الإيمان بدرجة، ولم يُعطَ بنو آدم أفضل من اليقين.

(1)

(ثا) - الأفعال مخلوقة مقدّرة قبل خلق العباد:

1 - الشيخ الصدوق :...حمدان بن سليمان قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن أفعال العباد، أمخلوقة أم غير مخلوقة؟

فكتب ( عليه السلام ) : أفعال العباد مقدّرة في علم اللّه، قبل خلق العباد بألفي عام.

(2)

(جا) - في خلق الهواء:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي، عن عليّ بن يونس بن بهمن قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ أصحابنا قد اختلفوا.

فقال ( عليه السلام ) : في أيّ شي ء اختلفوا فيه؟ احك لي من ذلك شيئاً.

قال: فلم يحضرني إلّا ما قلت: جعلت فداك، من ذلك ما اختلف فيه زرارة، وهشام بن الحكم، فقال زرارة: إنّ الهواء ليس بشي ء، وليس بمخلوق، وقال هشام:

ص:394


1- تحف العقول: 445 س 3. عنه البحار: 338/75 ح 22. قطعة منه في (فضل الإيمان والتقوي واليقين).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/1 ح 34. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2463.

إنّ الهواء شي ء مخلوق.

قال: فقال ( عليه السلام ) لي: قل في هذا بقول هشام، ولاتقل بقول زرارة.

(1)

(حا) - الحكمة في خلق أنواع الموجودات:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له ياابن رسول اللّه! لم خلق اللّه عزّ وجلّ الخلق علي أنواع شتّي، ولم يخلقه نوعاً واحداً؟

فقال: لئلّا يقع في الأوهام أنّه عاجز، فلاتقع صورة في وهم ملحد إلّا وقد خلق اللّه عزّ وجلّ عليها خلقاً، ولايقول قائل: هل يقدر اللّه عزّ وجلّ علي أن يخلق علي صورة كذا وكذا، إلّا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالي، فيعلم بالنظر إلي أنواع خلقه، أنّه علي كلّ شي ء قدير.

(2)

(خا) - عرض الأعمال علي اللّه في كلّ يوم:

1 - الصفّار :...عبداللّه بن أبان الزيّات: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو اللّه لهم.

قال: فقال ( عليه السلام ) : واللّه إنّي لأعرض أعمالهم علي اللّه في كلّ يوم.

(3)

ص:395


1- رجال الكشّيّ: 267 رقم 482. عنه البحار: 322/4 س 10.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 75/2 ح 1. عنه البحار: 41/3 ح 15، ونور الثقلين: 551/4 ح 62. علل الشرائع: 14، ب 9 ح 13. عنه البحار: 59/59 ح 1.
3- بصائر الدرجات، الجزء العاشر : 535 ح 37. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 348.

ص:396

الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها

اشاره:

وفيه ثلاث أمور

(أ) - الأنبياء والمرسلون ( عليهم السلام ) :

اشاره:

وفيه ثلاثة عشر عنواناً

الأوّل - الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...كتب الحسن بن العبّاس المعروفيّ إلي الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) ، أو قال: الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام، أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه، وينزل عليه الوحي، وربما رأي في منامه نحو رؤيا إبراهيم ( عليه السلام ) .

والنبيّ ربما سمع الكلام، وربما رأي الشخص ولم يسمع، والإمام هو الذي يسمع الكلام، ولا يري الشخص.

(1)

ص:397


1- الكافي: 176/1 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2440.
الثاني - أولوا العزم من الأنبيا ( عليهم السلام ) : وعلّة تسميتهم به:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ الهمدانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّما سمّي أولوا العزم أولي العزم، لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح ( عليه السلام ) كان علي شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي زمن إبراهيم الخليل ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في أيّام إبراهيم وبعده، كان علي شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي زمن موسي ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في زمن موسي وبعده كان علي شريعة موسي ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي أيّام عيسي ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسي ( عليه السلام ) وبعده كان علي منهاج عيسي وشريعته، وتابعاً لكتابه إلي زمن نبيّنا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم )

فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، فهم أفضل الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) : .

وشريعة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لاتنسخ إلي يوم القيامة، ولانبيّ بعده إلي يوم القيامة،

فمن ادّعي بعده نبوّة، أو أتي بعد القرآن بكتاب، فدمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه.

(1)

ص:398


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 80/2 ح 13، عنه البحار: 34/11 ح 28، ونور الثقلين: 176/3 ح 258، قطعة منه، و24/5 ح 45، ووسائل الشيعة: 338/28 ح 34901، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 428/1 ح 587، والبرهان: 179/4 ح 5. علل الشرائع: 122، ب 101 ح 2، عنه وعن العيون، البحار: 221/76 ح 3، قطعة منه. قصص الأنبياء للراوندي: 277 ح 335. قطعة منه في (استمرار شريعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي يوم القيامة) و(استمرار شريعة كلّ واحد منهم إلي من بعده) و(حدّ من ادّعي النبوّة بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أو أتي بكتاب بعد القرآن).
الثالث - أوصاف الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) : :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني ياسر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: ما بعث اللّه نبيّاً إلّا صاحب مرّة (1) سوداء (2) صافية،(3) .(4)

الرابع - معجزات الأنبيا ( عليهم السلام ) : والحكمة في اختلافها:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه السيّاريّ، عن أبي يعقوب البغداديّ، قال: قال ابن السكّيت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : لماذا بعث اللّه عزّ وجلّ موسي بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر، وبعث عي سي ( عليه السلام ) بالطبّ، وبعث محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالكلام والخطب؟

فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي لمّا بعث موسي ( عليه السلام ) كان الأغلب علي أهل عصره السحر، فأتاهم من عند اللّه عزّ وجلّ بما لم يكن عند القوم وفي وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجّة عليهم.

ص:399


1- المِرّة: العقل أو شدّته، والأصالة والإحكام، المعجم الوسيط: 862.
2- السوداء: مؤنّث الأسود، وأحد الأخلاط الأربعة التي زعم الأقدمون أنّ الجسم مهيّأ عليها، بها قوامه، ومنها صلاحه وفساده، وهي: الصفراء، والدم، والبلغم، والسواد. المعجم الوسيط: 461.
3- ولعلّ المراد من هذه العبارة أنّ النبيّ كان صاحب عقل كامل، وفطانة وإحكام، وصافية من الأخلاق الرديئة.
4- تفسير القمّيّ: 334/2 س 4، عنه البحار: 64/11 ح 3، ونور الثقلين: 148/5 ضمن ح 16.

وإنّ اللّه تبارك وتعالي بعث عيسي ( عليه السلام ) في وقت ظهرت فيه الزمانات (1)

واحتاج الناس إلي الطبّ، فأتاهم من عند اللّه عزّ وجلّ بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيا لهم الموتي وأبرأ (لهم) الأكمه والأبرص بإذن اللّه تعالي، وأثبت به الحجّة عليهم.

وإنّ اللّه تبارك وتعالي بعث محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في وقت كان الأغلب علي أهل عصره الخطب والكلام، (وأظنّه قال:) والشعر، فأتاهم من كتاب اللّه عزّ وجلّ ومواعظه وأحكامه، ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجّة عليهم.

فقال ابن السكّيت: تاللّه! ما رأيت مثلك اليوم قطّ، فما الحجّة علي الخلق اليوم؟

فقال ( عليه السلام ) : العقل يعرف به الصادق علي اللّه فيصدّقه، والكاذب علي اللّه فيكذّبه.

فقال ابن السكّيت: هذا واللّه! الجواب.

(2)

ص:400


1- الزمانة: العاهة، زمن يزمن زمناً وزُمنة وزماناً، فهو زمن، والجمع زمنون، وزمين، والجمع زمني، لأنّه للبلايا التي يصابون بها. لسان العرب «زمن».
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 12. عنه نور الثقلين: 342/1 ح 145، قطعة منه، و55/2 ح 212، قطعة منه، والبرهان: 510/1 ح 1، عنه وعن الكافي، إثبات الهداة: 266/1 ح 103. الإحتجاج: 437/2 ح 309، مرسلاً. عنه وعن العلل والعيون، البحار: 105/1 ح 1، قطعة منه. علل الشرائع: 121، ب 99 ح 6. عنه وعن العيون، مستدرك الوسائل: 81/1 ح 32، قطعة منه، و203/11 ح 12743، قطعة منه. عنه وعن العيون والاحتجاج، البحار: 70/11 ح 1، تحف العقول: 450 س 1، قطعة منه، مرسلاً. عنه البحار: 344/75 ح 45. المناقب لابن شهرآشوب: 403/4 س 1، وفيه: ابن الرضا ( عليه السلام ) . الكافي: 24/1 ح 20. عنه البحار: 210/17 ح 15، والبرهان: 28/1 ح 1، والفصول المهمّة: 121/1، ح 16، قطعة منه، والوافي: 110/1 ح 23، عنه وعن العلل، إثبات الهداة: 95/1 ح 86 . قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في العقل).
الخامس - استمرار شريعة كلّ واحد منهم إلي من بعده:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّما سمّي أولوا العزم أُولي العزم، لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح ( عليه السلام ) كان علي شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي زمن إبراهيم الخليل ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في أيّام إبراهيم وبعده، كان علي شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي زمن موسي ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في زمن موسي وبعده كان علي شريعة موسي ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلي أيّام عيسي ( عليه السلام )

وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسي ( عليه السلام ) وبعده كان علي منهاج عيسي وشريعته، وتابعاً لكتابه إلي زمن نبيّنا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم )

فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، فهم أفضل الأنبياء والرسل.

(1)

السادس - بعثة الرسل جميعاً بنبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) و وصيّة عليّ ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:...ولن يبعث اللّه رسولاً، إلّا بنبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ووصيّة عليّ ( عليه السلام ) .

(2)

ص:401


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 80/2 ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 870.
2- الكافي: 437/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1005.
السابع - النظر إلي أنبياء اللّه وحججه ( عليهم السلام ) : في الجنّة:

1 - الشيخ الصدوق : ... عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! ...، قال اللّه تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالْإِكْرَامِ ) (1) ، وقال عزّ وجلّ: ( كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )(2)

فالنظر إلي أنبياء اللّه تعالي ورسله وحججه ( عليهم السلام ) : في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة.

(3)

الثامن - بعض سنن المرسلين ( عليهم السلام ) : :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر(4)، وأخذ الشعر (5) ، وكثرة الطروقة (6)،(7).

ص:402


1- الرحمن: 27/55.
2- القصص: 88/28.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 115/1 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 816.
4- في المكارم: التعطّر.
5- في الفقيه والتهذيب: إحفاء الشعر.
6- ومنه الحديث: «كثرة الطروقة من سنن المرسلين» يريد كثرة الجماع وغشيان الرجل أزواجه وما أحلّ له. مجمع البحرين: 205/5.
7- الكافي: 320/5 ح 3. عنه وسائل الشيعة: 103/2 ح 1619، و141 ح 1744، وحلية الأبرار: 389/1 ح 2. عنه وعن الفقيه، الوافي: 28/21 ح 20734. تهذيب الأحكام: 403/7 ح 1611. من لايحضره الفقيه: 241/3 ح 1140. عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 15/20 ح 24904، و241 ح 25537. مكارم الأخلاق: 55 س 3، بتفاوت. عنه البحار: 83/73 ضمن ح 1. تحف العقول: 442 س 11، مرسلاً. قطعة منه في (أخذ الشعر والعطر).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن عليّ الوشّاء،عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ النجاشيّ لمّا خطب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) آمنة (1)بنت أبي سفيان، فزوّجه ودعا بطعام، وقال: إنّ من سنن المرسلين، الإطعام عند التزويج.

(2)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: الطيب من أخلاق الأنبياء.

(3)

ص:403


1- في المحاسن وغيره من الكتب: أمّ حبيبة.
2- الكافي: 367/5 ح 1. عنه وسائل الشيعة: 94/20 ح 25121، وحلية الأبرار: 387/1 ح 2، والوافي: 401/21 ح 21437. تهذيب الأحكام: 409/7 ح 1633. المحاسن: 418 ح 184. عنه البحار: 190/22 ح 3، و277/100 ح 42، ووسائل الشيعة: 95/20 س 6، مثله. قطعة منه في (تزويج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بآمنة بنت أبي سفيان) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
3- الكافي: 510/6 ح 1. عنه وسائل الشيعة: 142/2 ح 1846، والوافي: 693/6 ح 5294.
التاسع - أخلاق الأنبياء:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن جهم، قال: رأيت أبا الحسن ( عليه السلام ) اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم...ثمّ قال: من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب، وحلق الشعر، وكثرة الطروقة....

(1)

2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أربع من أخلاق الأنبياء: التطيّب والتنظيف بالموسي (2)، وحلق الجسد بالنورة، وكثرة

الطروقة.(3)

3 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : من أخلاق الأنبياء التنظّف.

(4)

العاشر - قوت الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وما من نبيّ إلّا وقد دعا لآكل الشعير وبارك عليه...وهو قوت الأنبياء، وطعام الأبرار، أبي اللّه تعالي أن يجعل قوت أنبيائه إلّا شعيراً.

(5)

ص:404


1- الكافي: 567/5، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1838.
2- الموسي: آلة يُحلق بها الشعر. المعجم الوسيط: 891.
3- مكارم الأخلاق: 58 س 20، و39، س 7، قطعة منه. عنه البحار: 93/73 ضمن ح 14. قطعة منه في (التطيّب والتنظيف والحلق).
4- تحف العقول: 442 س 10. عنه البحار: 335/75 ح 4.
5- الكافي: 304/6 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1810.
الحادي عشر - نقش خاتمهم ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحسن بن أبي العقب الصيرفيّ، عن الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه «لا إله إلّا اللّه».

فقال ( عليه السلام ) : أكره ذلك.

فقلت له: جعلت فداك، أوليس كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وكلّ واحد من آبائك ( عليهم السلام ) : يفعل ذلك، وخاتمه في إصبعه؟

فقال ( عليه السلام ) : بلي، ولكن كانوا يتختّمون في اليد اليمني، فاتّقوا اللّه وانظروا لأنفسكم.

قلت: وما كان نقش خاتم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال ( عليه السلام ) : نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، هبط به معه.

وإنّ نوحاً ( عليه السلام ) لمّا ركب السفينة، أوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرق فهلّلني ألفاً، ثمّ سلني النجاة أنجيك من الغرق، ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوي نوح، ومن معه في السفينة، ورفع القلس وعصفت الريح (1)

عليهم، فلم يأمن نوح ( عليه السلام ) الغرق، وأعجلته الريح فلم يدرك له أن يهلّل اللّه ألف مرّة.

ص:405


1- القلس: حبل عظيم من حبال السفن. المعجم الوسيط: 754.

فقال بالسريانيّة: «هيلوليا ألفاً ألفاً، يا ماريا! يا ماريا! أيقن».

قال: فاستوي القلس واستقرّت السفينة، فقال نوح ( عليه السلام ) : إنّ كلاماً نجّاني اللّه به من الغرق، لحقيق أن لايفارقني.

قال: فنقش في خاتمه: «لا إله إلّا اللّه ألف مرّة، يا ربّ أصلحني».

قال: وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل ( عليه السلام ) فأوحي اللّه عزّ وجلّ: ما يغضبك يا جبرائيل؟

قال جبرائيل: يا ربّ! خليلك، ليس من يعبدك علي وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدوّك وعدوّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: اسكت إنّما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأمّا أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل ( عليه السلام ) ، فالتفت إلي إبراهيم ( عليه السلام ) فقال: هل لك من حاجة؟

قال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عنده خاتماً فيه ستّة أحرف:

«لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فوّضت أمري إلي اللّه، اشتدّت ظهري إلي اللّه، حسبي اللّه».

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يتختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك برداً وسلاماً.

قال: وكان نقش خاتم موسي ( عليه السلام ) حرفين اشتقّهما من التوراة: «اصبر توجر، أصدق تنج».

قال: وكان نقش خاتم سليمان ( عليه السلام ) «سبحان من ألجم الجنّ بكلماته»

وكان نقش خاتم عيسي ( عليه السلام ) حرفين اشتقّهما من الإنجيل «طوبي لعبد ذكر اللّه من أجله، وويل لعبد نسي اللّه من أجله»

وكان نقش خاتم محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه».

ص:406

وكان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) «الملك للّه».

وكان نقش خاتم الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) «العزّة للّه».

وكان نقش خاتم الحسين ( عليه السلام ) «إنّ اللّه بالغ أمره».

وكان عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) يتختّم بخاتم أبيه الحسين ( عليه السلام ) .

وكان محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يتختّم بخاتم الحسين بن علي ( عليهماالسلام ) .

وكان نقش خاتم جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) «إنّه وليّي وعصمتي من خلقه».

وكان نقش خاتم أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) «حسبي اللّه».

قال الحسين بن خالد: وبسط أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) كفّه، وخاتم أبيه ( عليه السلام ) في إصبعه حتّي أراني النقش.

وروي في غير هذا الحديث: أنّه كان نقش خاتم عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) «خزي وشقي قاتل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ».

(1)

ص:407


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206، قِطَعٌ منه في البحار: 247/14 ح 31، و70/60 ح 13، و134/72 س 22، ونور الثقلين: 361/2 ح 109، و435/3 ح 90. عنه وعن الأمالي قِطَعٌ في البحار: 62/11 ح 1، و107 ح 13، و68/42 ح 16، و242/43 ح 13، و6/46 ح 14، و221 ح 3، و8/47 ح 1، و10/48 ح 3، و205/90 ح 2، ووسائل الشيعة: 333/1 ح 875، و101/5 ح 6041. مكارم الأخلاق: 84 س 18، بتفاوت كثير، عنه وعن العيون والأماليّ، البحار: 200/77، ح 6، مستدرك الوسائل: 265/1 ح 552، قطعة منه. الخصال: 335 ح 36، وفيه: بسند آخر عن أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) . عنه وعن العيون والأماليّ، البحار: 285/11 ح 1، قطعة منه، و35/12 ح 11، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 303/3 ح 3636. أمالي الصدوق: 369 ح 5، قِطَعٌ منه في الجواهر السنيّة: 16 س 22، و22 س 1، و52 س 13، و94 س 9، عنه وعن العيون والخصال، إثبات الهداة: 167/1 ح 33، قطعة منه. قطعة منه في (عنده خاتم أبيه) و(نقش خاتم أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ) و(نقش خاتم جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ) و(نقش خاتم محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ) و(نقش خاتم الحسين ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم عيسي ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم سليمان ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم موسي ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم إبراهيم ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم نوح ( عليه السلام ) ) و(نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) ) و(إنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : يتختّمون باليمني) و(إنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يتختّم في يده اليمني) و(حكم من يستنجي وخاتمه في يده) و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة).
الثاني عشر - إنّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : كان عندهم علم النجوم:

1 - السيّد ابن طاووس : وجدت في كتاب مسائل الصبّاح بن نضر الهنديّ، لمولانا عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليه...وسؤاله إيّاه عن مسائل كثيرة.

منها: سؤاله عن علم النجوم.

فقال:...أنّ أوّل من تكلّم في النجوم إدريس...وقال قوم: هو من علم الأنبيا ( عليهم السلام ) : ، وخصّوا به لأسباب شتّي....

(1)

الثالث عشر - السكينة التي أنزلها اللّه عليهم ( عليهم السلام ) : :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عليّ بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ماتري آخذ برّاً أو بحراً، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟

فقال: اخرج برّاً...وقل: «بسم اللّه اسكن بسكينة اللّه، وقرّ بوقار اللّه، واهدء بإذن اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه».

قلنا: أصلحك اللّه، ماالسكينة؟ قال: ريح تخرج من الجنّة، لها صورة كصورة

ص:407


1- فرج المهموم: 94 س 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 366.

الإنسان، ورائحة طيّبة...، تلك السكينة في التابوت، وكانت فيه طشت تغسل فيها قلوب الأنبياء، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء....

(1)

الرابع عشر - حجّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ جعل وقتها عشر ذي الحجّة؟

قيل: لأنّ اللّه تعالي أحبّ أن يعبد بهذه العبادة في أيّام التشريق، وكان أوّل ما حجّت إليه الملائكة، وطافت به في هذا الوقت، فجعله سنّة ووقتاً إلي يوم القيامة، فأمّا النبيّون آدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمّد صلّي اللّه عليه وعليهم أجمعين، وغيرهم من الأنبياء، إنّما حجّوا في هذا الوقت، فجعلت سنّة في أولادهم إلي يوم القيامة....

(2)

الخامس عشر - سلاح الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...بعض أصحابنا، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وماسلاح الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : الدعاء.

(3)

ص:409


1- الكافي: 471/3 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1354.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 99/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2371.
3- الكافي: 468/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2211.

السادس عشر - إنّ اللّه تعالي أنزل سكينته علي الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته وهو يقول للحسن: أيّ شي ء السكينة عندكم؟ وقرأ: ف'«أنزل اللّه سكينته علي رسوله» فقال له الحسن: جعلت فداك، لاأدري، فأيّ شي ء؟

قال ( عليه السلام ) : ريح تخرج من الجنّة طيّبة لها صورة كصورة وجه الإنسان.

قال: فتكون مع الأنبياء؟

فقال له عليّ بن أسباط: تنزل علي الأنبياء والأوصياء؟....

(1)

(ب) - بعض الأنبياء السلف ( عليهم السلام ) :

اشاره:

وفيه عشرون موضوعاً

الأوّل - آدم ( عليه السلام ) :
- الشجرة التي أكل منها آدم ( عليه السلام ) وعلّة إخراجه من الجنّة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من

ص:410


1- تفسير العيّاشيّ: 133/1 ح 442، و84/2 ح 39. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1952.

يروي أنّها الحنطة ومنهم من يروي أنّها العنب ومنهم من يروي أنّها شجرة الحسد

فقال ( عليه السلام ) : كلّ ذلك حقّ. قلت: فما معني هذه الوجوه علي اختلافها؟

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ شجرة الجنّة تحمل أنواعاً، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وإنّ آدم ( عليه السلام ) لمّا أكرمه اللّه تعالي ذكره بإسجاد ملائكته، وبإدخاله الجنّة، قال في نفسه: هل خلق اللّه بشراً أفضل منّي؟

فعلم اللّه عزّ وجلّ ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم! وانظر إلي ساق العرش، فرفع آدم رأسه، فنظر إلي ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

فقال آدم ( عليه السلام ) : يا ربّ! من هؤلاء؟

فقال عزّ وجلّ: هؤلاء من ذرّيّتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك، ولاخلقت الجنّة والنار، ولاالسماء والأرض، فإيّاك أن تنظر إليهم بعين الحسد، فأخرجك عن جواري

فنظر إليهم بعين الحسد، وتمنّي منزلتهم، فتسلّط عليه الشيطان، حتّي أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلّط علي حوّاء لنظرها إلي فاطمة ( عليها السلام ) بعين الحسد حتّي أكلت من الشجرة، كما أكل آدم ( عليه السلام ) ، فأخرجهما اللّه عزّ وجلّ عن جنّته، فأهبطهما عن جواره إلي الأرض.

(1)

ص:411


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 306/1 ح 67. عنه البحار: 362/16 ح 62، و273/26 ح 15، ونور الثقلين: 60/1 ح 112، وإثبات الهداة: 483/1 ح 144، قطعة منه، عنه وعن المعاني، البحار: 164/11 ح 9، والجواهر السنيّة: 196 س 17، و197، س 4، قطعة منه. معاني الأخبار: 124 ح 1. عنه إثبات الهداة: 169/1 ح 37، قطعة منه. قصص الأنبياء للراوندي: 43 ح 9، قطعة منه، و45 ح 11، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: 614/1 ح 634، والبحار: 6/27 ح 11. قطعة منه في (أنّ أسمائهم ( عليهم السلام ) : كانت مكتوبة علي العرش) و(إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : هم أفضل من جميع الخلائق) و(مارواه عن آدم ( عليه السلام ) ) و(مارواه من الأحاديث القدسيّة).
- اليوم الذي سلب فيه آدم و حوّاء لباسهما:

1 - الكفعمي : عن الرضا ( عليه السلام ) : مايؤمن من سافر في يوم الجمعة قبل الصلاة أن لايحفظه اللّه في سفره، ولايخلفه في أهله، ولايرزقه من فضله، ولايخرج في اليوم الثالث من الشهر فهو يوم نحس، فيه سُلب آدم ( عليه السلام ) وحوّاء ( عليها السلام ) لباسهما....

(1)

- يوم هبوط آدم ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عبد اللّه الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا ( عليه السلام ) في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة.

فقال ( عليه السلام ) : صوموا، فإنّي أصبحت صائماً، قلنا: جعلنا فداك، أيّ يوم هو؟

فقال ( عليه السلام ) : يوم...هبط فيه آدم ( عليه السلام ) .

(2)

- هبوطه ( عليه السلام ) وشكواه من الوحشة:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد

ص:412


1- مصباح الكفعميّ: 245 س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2255.
2- الكافي: 149/4 ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1419.

بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الحرم وأعلامه، كيف صار بعضها أقرب من بعض، وبعضها أبعد من بعض؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ لمّا أهبط آدم من الجنّة، هبط علي أبي قبيس، فشكا إلي ربّه الوحشة، وأنّه لايسمع ما كان يسمعه في الجنّة، فأهبط اللّه عزّوجلّ عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم، فكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام، فيعلم الأعلام علي ضوئها، وجعله اللّه حرماً.

عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام الكنديّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) نحو هذا.

(1)

- نزول نخلة العتيق والعجوة مع آدم ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...نزل مع آدم ( عليه السلام ) العتيق و العجوة، ومنها تفرّق أنواع النخل.

(2)

ص:413


1- الكافي: 4/ 195 ح 1. عنه وعن التهذيب، الوافي: 191/12 ح 11730، و192 ح 11731. تهذيب الأحكام: 448/5 ح 1562، بتفاوت. من لايحضره الفقيه: 124/2 ضمن ح 541. عنه وعن التهذيب والكافي والعيون وقرب الإسناد، وسائل الشيعة: 221/13 ح 17601. علل الشرائع: 420 ب 159 ح 1، و422 ح 4، بسند آخر عن صفوان بن يحيي، قال: سئل الحسن ( عليه السلام ) ، وهو خطأ قطعاً والصحيح أبوالحسن ( عليه السلام ) . عنه البحار: 213/11 ح 23. قصص الأنبياء للجزائري: 50 س 18. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 284/1 ح 31، و285 ح 32، بسند آخر. عنه نور الثقلين: 64/1 ح 125. عنه وعن العلل، البحار: 72/96 ح 2 و3 و4 و5. قرب الإسناد: 360 ح 1290، بتفاوت. عنه البحار: 73/96 ح 6، مثله. قطعة منه في (علّة قرب بعض أعلام الحرم وبُعده).
2- الكافي: 347/6 ح 12. يأتي الحديث بتمامه في رقم 906.
- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) : أتدري ماكان نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) ؟ فقلت: لا.

فقال ( عليه السلام ) : «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»....

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :... ما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك.

قال ( عليه السلام ) : نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، هبط به معه....

(2)

- أولادآدم ( عليه السلام ) من حوّاء:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون:...

فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا جَعَلَا لَهُ و شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَآهُمَا) .

ص:414


1- الكافي: 474/6 ح 8. يأتي الحديث بتمامه في رقم 932.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. يأتي الحديث بتمامه في رقم 878.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّ حوّاء ولدت لآدم خمسمائة بطن ذكراً وأُنثي....

(1)

- كيفيّة تزويج أولاده ( عليه السلام ) :

1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن الناس كيف تناسلوا من آدم صلّي اللّه عليه؟

فقال ( عليه السلام ) : حملت حوّاء هابيل وأُختاً له في بطن، ثمّ حملت في البطن الثاني قابيل وأُختاً له في بطن، فزوّج هابيل التي مع قابيل، وتزوّج قابيل التي مع هابيل، ثمّ حدث التحريم بعد ذلك.

(2)

الثاني - نوح ( عليه السلام ) :
- بيته ( عليه السلام ) ودعاؤه فيه:

1 - السيّد ابن طاوس :...أبو شعيب الخراسانيّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أيّما أفضل، زيارة قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أو زيارة الحسين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) :...أين تسكن؟ قلت: الكوفة. قال: إنّ مسجد الكوفة بيت نوح ( عليه السلام ) ، لو دخله رجل مائة مرّة، لكتب اللّه له مائة مغفرة، لأنّ فيه دعوة نوح ( عليه السلام ) حيث قال: ( رَّبِ ّ اغْفِرْ لِي وَلِوَلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) ،

قال: (قلت): لمن عني بوالديه؟

ص:415


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 195/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2382.
2- قرب الإسناد: 366 ح 1311. عنه البحار: 226/11 ح 5، ونور الثقلين: 433/1 ح 10. يأتي الحديث أيضاً في (بداية وقوع التحريم في تزويج الأخت).

قال ( عليه السلام ) : آدم وحواء.

(1)

- هبوطه ( عليه السلام ) وبناؤه قرية الثمانين:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : لمّا هبط نوح ( عليه السلام ) إلي الأرض كان هو وولده، ومن تبعه ثمانين نفساً، فبني حيث نزل قرية، فسمّاها قرية الثمانين، لأنّهم كانوا ثمانين.

(2)

- عذاب قومه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ الدنيا كلّها في زمن نوح ( عليه السلام ) ، وفيهم الأطفال، وفيهم من لاذنب له؟

فقال ( عليه السلام ) : ما كان فيهم الأطفال، لأنّ اللّه عزّ وجلّ أعقم أصلاب قوم نوح، وأرحام نسائهم أربعين عاماً، فانقطع نسلهم فغرقوا ولاطفل فيهم، وماكان اللّه عزّ وجلّ ليهلك بعذابه من لاذنب له.

وأمّا الباقون من قوم نوح فأغرقوا، لتكذيبهم لنبيّ اللّه نوح ( عليه السلام ) ، وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذّبين، ومن غاب عن أمر فرضي به، كان كمن

ص:416


1- فرحة الغريّ: 130، ب 8 ح 73. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1524.
2- علل الشرائع: 30، ب 24 ح 1. عنه البحار: 322/11 ح 30.

شهده وأتاه.

(1)

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : :

1 - الراوندي :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا صلوات اللّه عليه قال: لمّا أشرف نوح صلوات اللّه عليه علي الغرق، دعا اللّه بحقّنا، فدفع اللّه عنه الغرق....

(2)

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...ما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك...وإنّ نوحاً ( عليه السلام ) لمّا ركب السفينة، أوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرق فهلّلني ألفاً، ثمّ سلني النجاة أنجيك من الغرق، ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوي نوح، ومن معه في السفينة، ورفع القلس وعصفت الريح عليهم، فلم يأمن نوح ( عليه السلام ) الغرق، وأعجلته الريح فلم يدرك له أن يهلّل اللّه ألف مرّة.

ص:417


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 75/2 ح 2. عنه نور الثقلين: 354/2 ح 75، والبرهان: 217/2 ح 5. عنه وعن العلل، البحار: 283/5 ح 1، و320/11 ح 25، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 276/1 ح 301. عنه وعن العلل والتوحيد، وسائل الشيعة: 139/16 ح 21181. علل الشرائع: 30، ب 23 ح 1. التوحيد: 392 ح 2. قطعة منه في (إنّ اللّه لا يعذّب عبداً لا ذنب له).
2- قصص الأنبياء: 105 ح 99. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1002.

فقال بالسريانيّة: «هيلوليا ألفاً ألفاً، يا ماريا! يا ماريا! أيقن».

قال: فاستوي القلس واستقرّت السفينة، فقال نوح ( عليه السلام ) : إنّ كلاماً نجّاني اللّه به من الغرق، لحقيق أن لايفارقني.

قال: فنقش في خاتمه: «لا إله إلّا اللّه ألف مرّة، يا ربّ أصلحني»....

(1)

الثالث - إبراهيم ( عليه السلام ) :
- مولد إبراهيم ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنت مع أبي، وأنا غلام، فتعشّينا عند الرضا ( عليه السلام ) ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم....

(2)

- إبراهيم وقصّة ذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار بنيسابور، في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن الفضل بن شاذان، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه، تمنّي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يكون يذبح ابنه إسماعيل ( عليه السلام ) بيده،

ص:418


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. تقدّم لحديث بتمامه في رقم 878.
2- ثواب الأعمال: 104 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1421.

وإنّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلي قلبه ما يرجع إلي قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده، فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب.

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! مَن أحبّ خلقي إليك؟

فقال ( عليه السلام ) : يا ربّ! ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: ياإبراهيم! أفهو أحبّ إليك أو نفسك؟

قال ( عليه السلام ) : بل هو أحبّ إليّ من نفسي.

قال: فولده أحبّ إليك أو ولدك؟

قال ( عليه السلام ) : بل ولده.

قال: فذبح ولده ظلماً علي أعدائه أوجع لقلبك، أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟

قال: يا ربّ! بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

قال: يا إبراهيم! فإنّ طائفة تزعم أنّها من أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ستقتل الحسين ( عليه السلام ) ابنه من بعده، ظلماً وعدواناً، كما يذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخطي.

فجزع إبراهيم ( عليه السلام ) لذلك، وتوجّع قلبه، وأقبل يبكي، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! قد فديت جزعك علي ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك علي الحسين ( عليه السلام ) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب.

فذلك قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (1)، ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.

(2)

ص:419


1- الصافّات: 107/37.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 209/1 ح 1، عنه نور الثقلين: 429/4 ح 94، والجواهر السنيّة: 195 س 21، والبرهان: 30/4 ح 6، عنه وعن أمالي الصدوق، البحار: 225/44 ح 6. الخصال: 58 ح 79، عنه وعن العيون، البحار: 124/12 س 10. المنتخب للطريحي: 32 س 14. تأويل الآيات الظاهرة: 486 س 19. قطعة منه في (بكاء إبراهيم علي الحسين ( عليهماالسلام ) ) و(سورة الصافّات: 107/37)، و(ما رواه عن إبراهيم ( عليه السلام ) )، و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة).
- السكينة التي أنزلها اللّه عليه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عليّ بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ماتري آخذ برّاً أو بحراً، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟

فقال: اخرج برّاً...وقل: «بسم اللّه اسكن بسكينة اللّه، وقرّ بوقار اللّه، واهدء بإذن اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه».

قلنا: أصلحك اللّه، ماالسكينة؟ قال: ريح تخرج من الجنّة، لها صورة كصورة الإنسان، ورائحة طيّبة، وهي التي نزلت علي إبراهيم، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين....

(1)

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : :

1 - الراوندي :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا صلوات اللّه عليه قال:...ولمّا رُمي إبراهيم في النار دعا اللّه بحقّنا، فجعل النار عليه برداً وسلاماً....

(2)

ص:420


1- الكافي: 471/3 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1354.
2- قصص الأنبياء: 105 ح 99. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1002.
- نجاة إبراهيم في يوم الغدير وصومه ذلك اليوم:

1 - السيّد ابن طاووس : من كتاب النشر والطيّ رواه عن ال رضا ( عليه السلام ) قال:...وإنّ يوم الغدير بين الأضحي والفطر والجمعة، كالقمر بين الكواكب.

وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار، فصامه شكراً للّه....

(1)

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...ما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال:...وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل ( عليه السلام ) فأوحي اللّه عزّ وجلّ: ما يغضبك يا جبرائيل؟

قال جبرائيل: يا ربّ! خليلك، ليس من يعبدك علي وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدوّك وعدوّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: اسكت إنّما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأمّا أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل ( عليه السلام ) ، فالتفت إلي إبراهيم ( عليه السلام ) فقال: هل لك من حاجة؟

قال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عنده خاتماً فيه ستّة أحرف: «لا إله إلّا

ص:421


1- إقبال الأعمال: 777 س 19. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1006.

اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فوّضت أمري إلي اللّه، اشتدّت ظهري إلي اللّه، حسبي اللّه».

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يتختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك برداً وسلاماً....

(1)

- بكاؤه علي الحسين ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل، الكبش الذي أنزله عليه...فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! مَن أحبّ خلقي إليك؟

فقال ( عليه السلام ) : يا ربّ! ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه:...فإنّ طائفة تزعم أنّها من أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ستقتل الحسين ( عليه السلام ) ابنه من بعده، ظلماً وعدواناً، كما يذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخطي.

فجزع إبراهيم ( عليه السلام ) لذلك، وتوجّع قلبه، وأقبل يبكي....

(2)

- مَولِده ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الطوسيّ :...بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وفي أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرحمن، فمن صام ذلك اليوم

ص:422


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. تقدّم لحديث بتمامه في رقم 878.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 209/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 884.

كتب اللّه له صيام ستّين شهراً.

(1)

الرابع - إسماعيل بن إبراهيم ( عليهماالسلام ) :
- أنّه هو الذبيح:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الفضّال، عن أبيه قال: سألت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن معني قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين؟

قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ...أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر اللّه به إبراهيم ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ) وهو لما عمل مثل عمله، ( قَالَ يَبُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) ولم يقل: يا أبت افعل ما رأيت، ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ )

فلمّا عزم علي ذبحه فداه اللّه بذبح عظيم، بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد، وينظر في سواد ويمشي في سواد، ويبول في سواد، ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً، وما خرج من رحم أُنثي، وإنّما قال اللّه عزّ وجلّ: ( كُن فَيَكُونُ ) ، فكان ليفدي به إسماعيل، فكلّ ما يذبح في مني فهو فدية لإسماعيل إلي يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين...

والعلّة التي من أجلها دفع اللّه عزّ وجلّ الذبح عن إسماعيل، هي العلّة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد اللّه، وهي كون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم في صلبيهما، فببركة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : دفع اللّه الذبح عنهما، فلم

ص:423


1- تهذيب الأحكام: 304/4 ح 919. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 909.

تجر السنّة في الناس بقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب علي الناس كلّ أضحي التقرّب إلي اللّه تعالي بقتل أولادهم، وكلّ ما يتقرّب الناس به إلي اللّه عزّ وجلّ من أضحية، فهو فداء لإسماعيل ( عليه السلام ) إلي يوم القيامة.

(1)

- هو أوّل من ركب الخيل:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن عبدوس بن أبي عبيدة، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: أوّل من ركب الخيل إسماعيل، وكانت وحشيّة لا تركب، فسخّرها اللّه تعالي علي إسماعيل من جبل مني، وإنّما سمّيت الخيل العراب، لأنّ أوّل من ركبهإن دس ظ إسماعيل.

(2)

- تسميته ( عليه السلام ) بصادق الوعد

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: أتدري لم سمّي إسماعيل صادق الوعد؟

قال: قلت: لا أدري.

ص:424


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 210/1 ح 1. يأتي الجديث بتمامه في رقم 914.
2- علل الشرائع: 393، ب 131 ح 5. عنه نور الثقلين: 42/3 ح 20، والبحار: 107/12 ح 21، و153/61 ح 2. قطعة منه في (علّة تسمية الخيل العراب).

فقال ( عليه السلام ) : وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره.

(1)

الخامس - داود ( عليه السلام ) :
- قصّة داود ( عليه السلام ) :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسن بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: ( فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) السكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت لايرجع رجل حتّي يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحي اللّه إلي نبيّهم: أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسي ( عليه السلام ) ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب ( عليه السلام ) ، اسمه داود بن آسي، وكان آسي راعياً وكان له عشرة بنين أصغرهم داود ( عليه السلام ) ، فلمّا بعث طالوت إلي بني إسرائيل، وجمعهم لحرب جالوت، بعث إلي آسي: أن أحضر ولدك، فلمّا حضروا دعا واحداً واحداً من ولده، فألبسه درع موسي ( عليه السلام ) ، منهم من طالت عليه، ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلّفت من ولدك أحداً؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، أصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث إليه ابنه فجاء به، فلمّا دعي أقبل ومعه مِقلاع، قال: فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت:

ص:425


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 9. عنه نور الثقلين: 342/3 ح 100، والبرهان: 15/3 ح 1. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 165/12 ح 15967، والبحار: 94/72 ح 10. عنه وعن العلل والمعاني، البحار: 388/13 ح 1. علل الشرائع: 77، ب 67 ح 1. معاني الأخبار: 50 س 10، أورد مضمونه مرسلاً. قطعة منه في (علّة تسمية إسماعيل بصادق الوعد).

يا داود! خذنا، فأخذها في مِخلاته، وكان شديد البطش، قويّاً في بدنه شجاعاً، فلمّا جاء إلي طالوت ألبسه درع موسي ( عليه السلام ) فاستوت عليه، ففصل طالوت بالجنود، وقال لهم نبيّهم: يابني إسرائيل ( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ) في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب اللّه، ومن لم يشرب منه فإنّه من حزب اللّه، إلّا من اغترف غرفة بيده، فلمّا وردوا النهر أطلق اللّه لهم أن يغرف كلّ واحد منهم غرفة بيده، ( فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) فالذين شربوا منه كانوا ستّين ألفاً، وهذا امتحان امتحنوا به، كما قال اللّه.

(1)

- قصّة داود ( عليه السلام ) مع أوريا:

1 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً

قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم...

وأمّا داود ( عليه السلام ) فمايقول من قبلكم فيه؟

فقال عليّ بن محمّد بن الجهم: يقولون: إنّ داود ( عليه السلام ) كان في محرابه يصلّي فتصوّر له إبليس علي صورة طير أحسن مايكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلي الدار، فخرج الطير إلي السطح، فصعد في طلبه، فسقط الطير

ص:426


1- تفسير القمّيّ: 82/1 س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1905.

دار «أوريا بن حنّان»، فأطلع داود في أثر الطير بامرأة أوريا تغتسل، فلمّا نظر إليها هواها، وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته

فكتب إلي صاحبه: أن قدّم أوريا أمام التابوت، فقدّم، فظفر أوريا بالمشركين، فصعب ذلك علي داود، فكتب إليه ثانية: أن قدّمه أمام التابوت، فقدّم، فقتل أوريا، فتزوّج داود بامرأته.

قال: فضرب الرضا ( عليه السلام ) بيده علي جبهته وقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون! لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء اللّه إلي التهاون بصلاته، حتّي خرج في أثر الطير، ثمّ بالفاحشة، ثمّ بالقتل!

فقال: يا ابن رسول اللّه! فما كان خطيئته؟

فقال ( عليه السلام ) : ويحك، إنّ داود ( عليه السلام ) إنّما ظنّ أنّ ماخلق اللّه عزّوجلّ خلقاً هو أعلم منه، فبعث اللّه عزّوجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب، فقالا: ( خَصْمَانِ بَغَي بَعْضُنَا عَلَي بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِ ّ وَلَاتُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَي سَوَآءِ الصِّرَطِ * إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ و تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )

فعجّل داود ( عليه السلام ) علي المدّعي عليه فقال: ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَي نِعَاجِهِ ) ، ولم يسأل المدّعي البيّنة علي ذلك، ولم يقبل علي المدّعي عليه، فيقول له: ما تقول؟

فكان هذا خطيئة رسم الحكم، لاماذهبتم إليه، ألا تسمع اللّه عزّوجلّ يقول: ( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَي ) إلي آخر الآية!

فقال: يا ابن رسول اللّه! فما قصّته مع أوريا؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) إنّ المرأة في أيّام داود ( عليه السلام ) كانت إذا مات بعلها، أو قتل،

ص:427

لاتتزوّج بعده أبداً، وأوّل من أباح اللّه له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها، كان داود ( عليه السلام ) ، فتزوّج بامرأة أوريا لمّا قتل، وانقضت عدّتها منه، فذلك الذي شقّ علي الناس من قبل أوريا....

(1)

السادس - سليمان ( عليه السلام ) :
- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال:...وكان نقش خاتم سليمان ( عليه السلام ) «سبحان من ألجم الجنّ بكلماته»....

(2)

- ما أعطي اللّه لسليمان ( عليه السلام ) :

1 - الحضينيّ :...محمّد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ماتقول في المسك؟

فقال لي: إنّ أبي الرضا ( عليه السلام ) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان.

فكتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.

ص:428


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 191/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2381.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. تقدّم لحديث بتمامه في رقم 878.

فكتب ( عليه السلام ) : يا فضل! أما علمت...إنّ سليمان بن داود ( عليه السلام ) وضع له كرسيّ من الفضّة والذهب مرصّع بالجوهر وعليه علم، وله درج من ذهب إذا صعد علي الدرج اندرج فتراً، فإذا نزل انتثرت بين يديه. والغمام يظلّله، والإنس والجنّ تخدمه، وتقف الرياح لأمره، وتنسم وتجري كما يأمرها، والسباع الوحوش والطير عاكفةً من حوله، والملائكة تختلف إليه، فما يضرّه ذلك، ولا نقص من نبوّته شيئاً، ولا من منزلته عند اللّه....

(1)

- عدد أزواج سليمان بن داود ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن جهم، قال:

رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء...ثمّ قال: كان لسليمان بن داود ( عليه السلام ) ألف امرأة في قصر واحد، ثلاثمائة مهيرة، وسبعمائة سريّة...

(2)

السابع - إدريس ( عليه السلام ) :
- أنّه ( عليه السلام ) أوّل من تكلّم في النجوم:

1 - السيّد ابن طاووس : وجدت في كتاب مسائل الصبّاح بن نضر الهنديّ، لمولانا عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليه...وسؤاله إيّاه عن مسائل كثيرة.

ص:429


1- الهداية الكبري: 308، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2490.
2- الكافي: 567/5، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1838.

منها: سؤاله عن علم النجوم.

فقال:...أنّ أوّل من تكلّم في النجوم إدريس....

(1)

الثامن - ذو القرنين ( عليه السلام ) :
- أنّه ( عليه السلام ) كان ماهراً بالنجوم:

1 - السيّد ابن طاووس : وجدت في كتاب مسائل الصبّاح بن نضر الهنديّ، لمولانا عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليه...وسؤاله إيّاه عن مسائل كثيرة.

منها: سؤاله عن علم النجوم.

فقال:...أنّ أوّل من تكلّم في النجوم إدريس، وكان ذو القرنين به ماهراً....

(2)

التاسع - إسحاق ( عليه السلام ) :
- مِنطَقَة إسحاق التي يتوارثها الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق :...إسماعيل بن همّام قال: قال ال رضا ( عليه السلام ) ...كانت لإسحاق النبيّ ( عليه السلام ) منطقة يتوارثها الأنبياء الأكابر....

(3)

ص:430


1- فرج المهموم: 94 س 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 366.
2- فرج المهموم: 94 س 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 366.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 76/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1966.
العاشر - يعقوب ( عليه السلام ) :
- أسباط يعقوب ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ، قال: أخبرنا أبو الحسين النسّابة محمّد بن القاسم التميميّ السعديّ، قال: أخبرني أبو الفضل جعفر بن محمّد بن منصور، قال: حدّثنا أبو محكم محمّد بن هشام السعديّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: سألت عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : عمّا يقال في بني الأفطس؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( عليه السلام ) إثني عشر سبطاً، وجعل فيهم النبوّة والكتاب، ونشر من الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : من فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، اثني عشر سبطاً ثمّ عدّ الاثني عشر من ولد إسرائيل فقال: روبيل بن يعقوب، وشمعون بن يعقوب، ويهودا بن يعقوب، ويشاجربن يعقوب، وزيلون بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب، وبنيامين بن يعقوب، ونفتالي بن يعقوب، ودان بن يعقوب، وسقط عن أبي الحسن النسّابة ثلاثة منهم.

ثمّ عدّ الاثني عشر من ولد الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) فقال: أمّا الحسن فانتشر من ستّة أبطن، وهم بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ، وبنو عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن عليّ، فعقّب الحسن بن عليّ من هذه الستّة الأبطن ثمّ عدّ بني الحسين ( عليه السلام ) فقال: بنو محمّد بن عليّ الباقر بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : بطن، وبنو عبد

ص:431

اللّه بن الباهر بن عليّ، وبنو زيد بن عليّ بن الحسين، وبنو الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ، وبنو عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ، وبنو عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ.

فهؤلاء الستّة الأبطن نشر اللّه عزّ وجلّ من الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) .

(1)

الحادي عشر - يوسف ( عليه السلام ) :
- لباسه ( عليه السلام ) :

1 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال الشاميّ [ قال: قال أبو الحسن ] عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك! وما أعجب إلي الناس من يأكل الجشب (2)، ويلبس الخشن ويتخشّع؟

قال: أما علمت أنّ يوسف بن يعقوب ( عليه السلام ) نبيّ ابن نبيّ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، ولم يحتجّ الناس إلي لباسه، وإنّما احتاجوا إلي قسطه، وإنّما يحتاج من الإمام إلي أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل.

إنّ اللّه لم يحرّم طعاماً ولا شراباً من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) .

(3)

(4)

ص:432


1- الخصال: 465 ح 5، عنه نور الثقلين: 87/2 ح 313. قطعة منه في (أسباط الحسن ( عليه السلام ) ) و(أسباط الحسين ( عليه السلام ) ).
2- جَشَبَ جَشْباً الطعام: كان بلا إدام، فهو جَشْبٌ. المعجم الوسيط: 123.
3- الأعراف: 32/7.
4- تفسير العيّاشيّ: 15/2، ح 33، عنه البحار: 305/76، ح 19، والمستدرك الوسائل: 242/3، ح 3484، والبرهان: 13/2، ح 14. الكافي: 453/6، ح 5. عنه وسائل الشيعة: 18/5، ح 5773، والبحار: 297/12، ح 83، قطعة منه، ونور الثقلين: 21/2، ح 76، والبرهان: 11/2، ح 5. قطعة منه في (ما يراد من الإمام) و(سورة الأعراف: 32/7).

2-أبو نصر الطبرسيّ :...مولي للرضا ( عليه السلام ) يقال له: عبيد، فقال: دخل قوم من أهل خراسان علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ...فقال لهم: إنّ يوسف بن يعقوب ( عليه السلام ) ...كان يلبس الديباج ويتزرّر بالذهب....

(1)

3 - الإربليّ :...وكان الرضا متّكئاً فاستوي جالساً، ثمّ قال: كان يوسف نبيّاً يلبس أقبية الديباج المزرّدة بالذهب، ويجلس علي متّكئات إلي فرعون....

(2)

4 - الحضينيّ :...محمّد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ما تقول في المسك؟

فقال لي: إنّ أبي الرضا ( عليه السلام ) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان.

فكتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.

فكتب ( عليه السلام ) : يا فضل! أما علمت أنّ يوسف الصدّيق ( عليه السلام ) كان يلبس الديباج مزرّراً بالذهب والجوهر، ويجلس علي كراسيّ الذهب واللُجَين، فلم يضرّه ذلك، ولانقص من نبوّته شيئاً....

(3)

ص:433


1- مكارم الأخلاق: 92 س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 975.
2- كشف الغمّة: 310/2 س 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 976.
3- الهداية الكبري: 308، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2490.
- شدّة حبّ عمّة يوسف له ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...إسماعيل بن همّام قال: قال ال رضا ( عليه السلام ) ...كانت لإسحاق النبيّ ( عليه السلام ) منطقة يتوارثها الأنبياء الأكابر، وكانت عند عمّة يوسف، وكان يوسف عندها وكانت تحبّه، فبعث إليها أبوه وقال: ابعثيه إليّ وأردّه إليك، فبعثت إليه: دعه عندي الليلة أشمّه، ثمّ أرسله إليك غدوة.

قال: فلمّا أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه، وألبسته قميصاً وبعثت به إليه، فلمّا خرج من عندها طلبت المنطقة وقالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمن دفع إلي صاحب السرقة، فكان عبده.

(1)

- احتيال عمّة يوسف في رجوعه إليها:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن مظفّر العلويّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن عبيد اللّه (2)بن محمّد بن خالد: قال حدّثني الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئاً استرقّ به، وكان يوسف ( عليه السلام ) عند عمّته وهو صغير وكانت تحبّه، وكانت لإسحاق ( عليه السلام ) منطقة (3) ألبسها أباه يعقوب، فكانت عند ابنته، وإنّ يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمّته، فاغتمّت لذلك وقالت له: دعه حتّي أرسله إليك فأرسلته، وأخذت المنطقة وشدّتها وسطه تحت الثياب.

ص:434


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 76/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1966.
2- في العلل: عبد اللّه.
3- المنطق: ما يشدّ به الوسط. المعجم الوسيط: 931.

فلمّا أتي يوسف أباه جاءت فقالت: سرقت المنطقة، ففتّشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال أخوه يوسف، حين جعل الصاع في وعاء أخيه ( إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ )(1) فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجد في

رحله؟

قالوا: هو جزاؤه، كما جرت السنّة التي تجري فيهم، ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ ) (2)، ولذلك قال إخوة يوسف: ( إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ ) ، يعنون المنطقة، فأسرّها يوسف في نفسه، ولم يبدها لهم.

(3)

- تدبيره ( عليه السلام ) لأيّام القحط والسنين:

1 - أبو عليّ الطبرسيّ : في كتاب النبوّة بالإسناد، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن إلياس، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: وأقبل يوسف علي جمع الطعام، فجمع في السبع السنين المخصبة (4)،

فكبسه (5) في الخزائن،

ص:435


1- يوسف: 77/12.
2- يوسف: 76/12.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 76/2 ح 6. عنه نور الثقلين: 446/2 ح 138، والبرهان: 261/2 ح 10. تفسير القمّيّ: 355/1 س 9، وفيه: الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين (في نسخة: الحسن) بن بنت إلياس، وإسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ... . بتفاوت، عنه وعن العيون والعلل والعيّاشيّ، البحار: 249/12 ح 15. علل الشرائع: 50، ب 42 ح 2. تفسير العيّاشيّ: 186/2 ح 54، عنه نور الثقلين: 442/2 س 4، مثله، ومستدرك الوسائل: 150/18 ح 22366. قطعة منه في (سورة يوسف: 76/12 - 77).
4- الخِصب: كثرة العُشب ورَفاعة العيش. القاموس المحيط: 194/1.
5- كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه. القاموس المحيط: 356/2.

فلمّا مضت تلك السنون، وأقبلت السنون المجدبة (1) أقبل يوسف علي بيع الطعام، فباعهم في السنة الأُولي بالدراهم والدنانير، حتّي لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلّا صار في مملكة يوسف، وباعهم في السنة الثانية بالحليّ والجواهر، حتّي لم يبق بمصر وما حولها حليّ ولاجواهر إلّا صار في مملكته، وباعهم في السنة الثالثة بالدوابّ والمواشيّ حتّي لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولاماشية إلّا صارت في مملكته، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء، حتّي لم يبق بمصر عبد ولاأمة إلّا صار في مملكته، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار، حتّي لم يبق بمصر وما حولها دار ولاعقار إلّا صار في مملكته، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار، حتّي لم يبق بمصر وما حولها نهر ولامزرعة، إلّا صار في مملكته، وباعهم في السنة السابعة برقابهم، حتّي لم يبق بمصر وما حولها عبد ولاحرّ إلاّ صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم.

وقال الناس: ما رأينا وما سمعنا بملك أعطاه اللّه من الملك ما أعطي هذا الملك، حكماً وعلماً وتدبيراً.

ثمّ قال يوسف للملك: أيّها الملك! ماتري فيما خوّلني ربّي، من ملك مصر وأهلها؟ أشر علينا برأيك، فإنّي لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء لأكون بلاء عليهم، ولكنّ اللّه أنجاهم علي يدي.

قال له الملك: الرأي رأيك.

قال يوسف: إنّي أُشهد اللّه، وأُشهدك أيّها الملك! أنّي قد أعتقت أهل مصر كلّهم، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك أيّها الملك! خاتمك وسريرك وتاجك، علي أن لاتسير إلّا بسيرتي، ولاتحكم إلّا بحكمي.

ص:436


1- الجَدب: هو انقطاع المطر ويُبس الأرض. المصباح المنير: 92.

قال له الملك: إنّ ذلك لزَيْني وفخري، أن لاأسير إلّا بسيرتك، ولاأحكم إلاّبحكمك، ولولا ماقويت عليه ولاأهتديت له، ولقد جعلت سلطاناً عزيزاً لايرام، وأنا أشهد أن لا إله اللّه وحده لاشريك له، وأنّك رسوله، فأقم علي ما ولّيتك، فإنّك لدينا مكين أمين.

(1)

- سبب ابتلاءه واستحقاقه السجن:

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال السجّان ليوسف: إنّي لأُحبّك فقال يوسف ( عليه السلام ) : ما أصابني بلاء إلّا من الحبّ، إن كانت عمّتي أحبّتني (2)

فسرقتني، وإن كان أبي أحبّني فحسدوني إخوتي، وإن كانت امرأة العزيز أحبّتني فحبستني.

قال: وشكي يوسف ( عليه السلام ) في السجن إلي اللّه، فقال: يا ربّ! بماذإي ش شف استحققت السجن؟

فأوحي اللّه إليه: أنت اخترته حين قلت: ( رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (3)هلّا قلت: العافية أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه.

(4)

ص:437


1- مجمع البيان: 244/3 س 12. عنه البرهان: 252/2 ح 41، ونور الثقلين: 435/2 ح 107. قصص الأنبياء للراونديّ: 132 ح 135، وفيه: عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وبتفاوت، عنه البحار: 291/12 ح 76. قطعة منه في (ما رواه عن يوسف ( عليه السلام ) ).
2- في نسخة: خالتي.
3- يوسف: 33/12.
4- تفسير القمّيّ: 354/1 س 3. عنه نور الثقلين: 424/2 ح 59. عنه وعن العيّاشيّ، البحار: 247/12 ضمن ح 12. تفسير العيّاشيّ: 175/2 ح 21، بتفاوت واختصار. عنه البرهان: 254/2 ح 45، ونور الثقلين: 445/2 ح 136. قطعة منه في (سورة يوسف: 33/12) و(ما رواه عن يوسف ( عليه السلام ) ) و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة).
- لباسه ( عليه السلام ) وما يجلس عليه:

1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الحسن بن عليّ، عنه - يعني الرضا ( عليه السلام ) - قال: كان يوسف ( عليه السلام ) يلبس الديباج ويتزرّر (1) بالذهب، ويجلس علي السرير، وإنّما يذمّ إن كان يحتاج إلي قسطه. (2)

- قصّة نقل عظامه ( عليه السلام ) في عهد موسي ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال (3)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال: احتبس القمر عن بني إسرائيل، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إلي موسي أن أخرج عظام يوسف ( عليه السلام ) من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه، فسأل موسي ( عليه السلام ) عمّن يعلم موضعه؟

فقيل له: إنّ هيهنا عجوزاً (4)تعلم علمه، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف؟

قالت: نعم.

ص:438


1- تزرّر الثوب: صار ذا أزرار، الزِرّ: شي ء كالحبّة أو القرص يُدخل في العروة. المعجم الوسيط: 391.
2- مكارم الأخلاق: 91 س 11. عنه البحار: 307/76 ضمن ح 23.
3- تقدّمت ترجمته في (كيفيّة وداعه ( عليه السلام ) مع قبر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
4- في المصدر: عجوزٌ، والصحيح ما أثبتناه.

قال: فأخبريني به.

فقالت: لا، حتّي تعطيني أربع خصال: تطلّق لي رجلي، وتعيد إليّ شبابي، وتردّ إليّ بصري، وتجعلني معك في الجنّة.

قال: فكبر ذلك علي موسي ( عليه السلام ) قال: فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسي! أعطها ما سألت، فإنّك إنّما تعطي عليّ، ففعل، فدلّته عليه، فاستخرجه من شاطي ء النيل في صندوق مرمر.

فلمّا أخرجه طلع القمر، فحمله إلي الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب، موتاهم إلي الشام.

(1)

الثاني عشر - الخضر ( عليه السلام ) :
- مجيئه ( عليه السلام ) لتعزية أهل البيت ( عليهم السلام ) : عند وفات النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) ، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )

ص:439


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 259/1 ح 18. علل الشرائع: 296 ب 232 ح 1. الخصال: 205 ح 21. عنه وعن العلل والعيون، البحار: 126/13 ح 25، و172/55 س 5، قطعة منه، و67/79 ح 4. قصص الأنبياء للراوندي: 135 ح 139. قطعة منه في (حبس القمر في عهد موسي ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن موسي ( عليه السلام ) ) و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة).

أتاهم آت فوقف علي باب البيت فعزّاهم به وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه.

فقال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : هذا هو الخضر ( عليه السلام ) أتاكم يعزّيكم بنبيّكم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ العمريّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: قال أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، جاء ال خضر ( عليه السلام ) ، فوقف علي باب البيت، وفيه عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : ، ورسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد سجّي بثوبه، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد ( كُلُ نَفْسٍ ذَآلِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ)(2) إنّ في اللّه خلفاً من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركاً من كلّ فائت، فتوكّلوا عليه وثقوا به، وأستغفر اللّه لي ولكم فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا أخي الخضر ( عليه السلام ) جاء يعزّيكم بنبيّكم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(3)

- بكاؤه علي مصائب النبيّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) : :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.

ص:440


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 391 ح 6. عنه البحار: 515/22 ح 19. قطعة منه في (ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ).
2- آل عمران: 185/3.
3- إكمال الدين وإتمام النعمة: 391 ح 5، عنه البحار: 299/13 ح 18، و515/22 ح 18. قطعة منه في (ما رواه عن خضر ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ).

فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام.

قال: من أنت؟

قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.

قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: فما حاجتك؟

قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.

قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه....

(1)

- حضوره ( عليه السلام ) في الموسم وعند من ذكره:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ العمريّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت أباالحسن عليّ بن

ص:441


1- تفسير القمّيّ: 38/2 س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2542.

موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ الخضر ( عليه السلام ) شرب من ماء الحياة فهو حيّ لايموت حتّي ينفخ في الصور، وإنّه ليأتينا فيسلّم، فنسمع صوته ولانري شخصه، وإنّه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه،

وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمّن علي دعاء المؤمنين، وسيؤنس اللّه به وحشة قائمنا به في غيبته، ويصل به وحدته.

(1)

- حضوره ( عليه السلام ) في الموسم لأداء مناسك الحجّ:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ الخضر ( عليه السلام ) ...ليحضر الموسم كلّ سنة فيقضي جميع المناسك....

(2)

الثالث عشر - موسي ( عليه السلام ) :
- درع موسي ( عليه السلام ) :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسن بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال:

ص:442


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 390 ح 4. عنه البحار: 299/13 ح 17، و152/52 ح 3، ووسائل الشيعة: 85/12 ح 15705، وإثبات الهداة: 480/3 ح 181، وحلية الأبرار: 415/5 ح 1، و426 ح 2. قطعة منه في (أُنس المهدي بالخضر في غيبته ( عليهماالسلام ) ) و(حضوره في الموسم لأداء مناسك الحجّ) و(حضوره ( عليه السلام ) عند الأئمّة وسلامه عليهم).
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 390 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 896.

( فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) السكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت لايرجع رجل حتّي يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحي اللّه إلي نبيّهم: أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسي ( عليه السلام ) ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب ( عليه السلام ) ، اسمه داود بن آسي، وكان آسي راعياً وكان له عشرة بنين أصغرهم داود ( عليه السلام ) ، فلمّا بعث طالوت إلي بني إسرائيل، وجمعهم لحرب جالوت، بعث إلي آسي: أن أحضر ولدك، فلمّا حضروا دعا واحداً واحداً من ولده، فألبسه درع موسي ( عليه السلام ) ، منهم من طالت عليه، ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلّفت من ولدك أحداً؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، أصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث إليه ابنه فجاء به، فلمّا دعي أقبل ومعه مِقلاع، قال: فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت: يا داود! خذنا، فأخذها في مِخلاته، وكان شديد البطش، قويّاً في بدنه شجاعاً، فلمّا جاء إلي طالوت ألبسه درع موسي ( عليه السلام ) فاستوت عليه....

(1)

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال:...وكان نقش خاتم موسي ( عليه السلام ) حرفين اشتقّهما من التوراة:

ص:443


1- تفسير القمّيّ: 82/1 س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1905.

«اصبر توجر، أصدق تنج»....

(1)

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : :

1 - الراوندي :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا صلوات اللّه عليه قال:...وأنّ موسي ( عليه السلام ) لمّا ضرب طريقاً في البحر، دعا اللّه بحقّنا، فجعله يبساً....

(2)

- بكاؤه علي مصائب النبيّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) : :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.

فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام.

قال: من أنت؟

قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.

قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً؟

ص:444


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. تقدّم لحديث بتمامه في رقم 878.
2- قصص الأنبياء: 105 ح 99. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1002.

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: فما حاجتك؟

قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.

قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه....

(1)

- قصّة قتل رجل من بني إسرائيل وذبح البقرة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر بن أبي جعفر الكميدانيّ، ومحمّد بن يحيي العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثمّ أخذه وطرحه علي طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثمّ جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسي ( عليه السلام ) : إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً، فأخبرنا من قتله؟

قال: ايتوني ببقرة، ( قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ ) ولو أنّهم عمدوا إلي أيّ بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم، ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ و يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ)

ص:445


1- تفسير القمّيّ: 38/2 س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2542.

يعني لاصغيرة ولاكبيرة، ( عَوَانُ م بَيْنَ ذَلِكَ ) ، ولو أنّهم عمدوا إلي أيّ بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ و يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّظِرِينَ ) ولو أنّهم عمدوا إلي أيّ بقرة لأجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم، ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَبَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ*قَالَ إِنَّهُ و يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَاتَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الَْنَ جِئْتَ بِالْحَقِ ّ)(1) فطلبوها فوجدوها عند فتيً من بني إسرائيل فقال: لاأبيعها إلّا بملاء مسكها ذهباً، فجاؤوا إلي موسي ( عليه السلام ) فقالوا له ذلك

فقال: اشتروها، فاشتروها وجاؤوا بها فأمر بذبحها، ثمّ أمر أن يضرب الميّت بذَنَبِها، فلمّا فعلوا ذلك حيّي المقتول وقال: يا رسول اللّه! إنّ ابن عمّي قتلني دون من يدّعي عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله

فقال رسول اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) لبعض أصحابه: إنّ هذه البقرة لها نبأ.

فقال: وما هو؟

قال: إنّ فتيً من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنّه اشتري تبيعاً (2)، فجاء إلي أبيه ورأي أنّ المقاليد (3)تحت رأسه، فكره أن يوقظه، فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه فأخبره، فقال له: أحسنت، خذ هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك.

قال: فقال له رسول اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) : انظروا إلي البرّ ما بلغ بأهله.

(4)

ص:446


1- البقرة: 67/2 - 71.
2- التبيع: ولد البقرة. المعجم الوسيط: 82.
3- المقلاد (ج) المقاليد: المفتاح. المعجم الوسيط: 754.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 13/2 ح 31، عنه البحار: 68/74 ح 41، ونور الثقلين: 87/1 ح 238، بتفاوت يسير. عنه وعن العيّاشيّ، البحار: 262/13 ح 2، ومستدرك الوسائل: 211/15 ح 18033، والبرهان: 111/1 ح 2. تفسير العيّاشيّ: 46/1 ح 57، عن البزنطي. مجمع البيان: 134/1 س 27، مرفوعاً بتفاوت واختصار. قطعة منه في (سورة البقرة: 67/2 - 71) و(ما رواه عن موسي ( عليهماالسلام ) ).

2 - الراوندي : أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن عليّ بن محمّد الصوابي، عن عليّ بن عبد الصمد التميميّ، عن السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسينيّ، عن ابن بابويه، عن أبيه، حدّثنا سعد بن عبد اللّه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن الحجّال، عن مقاتل، عن أبي الحسن صلوات اللّه عليه، قال: إنّ اللّه تعالي أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة، وكان يجزيهم ما ذبحوا وما تيسّر لهم من البقر، فعنتوا وشدّدوا، فشدّد عليهم.

(1)

- قصّة إرسال فرعون بلعم بن باعورا للدعاء علي موسي ( عليه السلام ) :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه أعطي بلعم بن باعورا الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له، فمال إلي فرعون، فلمّا مرّ فرعون في طلب موسي وأصحابه، قال فرعون لبلعم: ادع اللّه علي موسي وأصحابه ليحبسه علينا، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسي وأصحابه، فامتنعت عليه حمارته، فأقبل يضربها، فأنطقها اللّه عزّوجلّ فقالت: ويلك! علي ما تضربني، أتريد أجي ء معك لتدعو علي موسي نبيّ اللّه وقوم مؤمنين! فلم يزل يضربها حتّي قتلها، وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه....

(2)

ص:447


1- قصص الأنبياء: 160 ح 175. عنه البحار: 266/13 ح 4.
2- تفسير القمّيّ: 248/1 س 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1948.
- ألواح موسي ( عليه السلام ) والطست التي تغسل فيه قلوب الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته وهو يقول للحسن: أيّ شي ء السكينة عندكم؟ وقرأ: ف'«أنزل اللّه سكينته علي رسوله»...ثمّ أقبل علي الحسن فقال: أيّ شي ء التابوت فيكم؟

فقال: السلاح. فقال ( عليه السلام ) : نعم، هو تابوتكم. فقال: فأيّ شي ء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟

قال ( عليه السلام ) : كان فيه ألواح موسي ( عليه السلام ) التي تكسّرت، والطست التي تغسل فيها قلوب الأنبياء.

(1)

- إتّباع فرعون وجنوده لموسي لمّا صار في البحر:

1 - الشيخ المفيد : عن عبد اللّه بن جندب، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: كان علي مقدّمة فرعون ستّمائة ألف ومائتي ألف، وعلي ساقته ألف ألف.

قال: لمّا صار موسي في البحر أتبعه فرعون وجنوده قال: فتهيّب فرس فرعون أن يدخل البحر فتمثّل له جبرئيل علي ماذيانة، فلمّا رأي فرس فرعون الماذيانة أتبعها فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا.

(2)

ص:448


1- تفسير العيّاشيّ: 133/1 ح 442، و84/2 ح 39. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 1952.
2- الإختصاص ضمن المصنّفات: 266/12 س 11. عنه البحار: 134/13 ح 41. والبرهان: 196/2 ح 7، و183/3 ح 2.
- حبس القمر في عهد موسي ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أب ي الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال: احتبس القمر عن بني إسرائيل، فأوحي اللّه عزّوجلّ إلي موسي: أن أخرج عظام يوسف ( عليه السلام ) من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه...فلمّا أخرج طلع القمر، فحمله إلي الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلي الشام.

(1)

- تغسيله أخاه هارون ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أبو معمّر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الإمام يغسّله الإمام؟

قال ( عليه السلام ) : سنّة موسي بن عمران ( عليه السلام ) .

(2)

الرابع عشر - يوشع بن نون ( عليه السلام ) :
- كتابه ( عليه السلام ) :

1 - الراوندي : قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : وجد رجل صحيفة فأتي [بها] رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فنادي الصلاة جامعة، فما تخلّف أحد [لا] ذكر ولا أُنثي، فرقي المنبر فقرأها، فإذا كتاب من يوشع بن نون وصيّ موسي ( عليه السلام ) ، وإذا فيها:

ص:449


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 259/1 ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 893.
2- الكافي: 385/1 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 979.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ ربّكم بكم لرؤوف رحيم، ألا إنّ خير عباد اللّه التقيّ النقيّ الخفيّ (1)، وإنّ شرّ عباد اللّه المشار إليه بالأصابع، فمن أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفي، وأن يوفي الحقوق التي أنعم اللّه سبحانه بها عليه، فليقل في كلّ يوم: «سبحان اللّه كما ينبغي للّه، والحمد للّه كما ينبغي للّه، ولا إله إلّا اللّه كما ينبغي للّه، واللّه أكبر كما ينبغي للّه، ولاحول ولا قوّة إلّا باللّه كما ينبغي للّه، وصلّي اللّه علي محمّد النبيّ وأهل بيته، وجميع المرسلين والنبيّين» حتّي يرضي اللّه.

فنزل ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد ألحّوا في الدعاء، فصبر هنيئة ثمّ رقي المنبر.

فقال: من أحبّ أن يعلو ثناؤه علي ثناء المجتهدين فليقل هذا القول في كلّ يوم، فإن كان له حاجة قضيت، أو عدوّ كبت، أو دين قضي، أو كرب كشف، وخرق كلامه السماوات السبع حتّي يكتب في اللوح المحفوظ.

(2)

الخامس عشر - دانيال النبيّ ( عليه السلام ) :
- منزلة دانيال ( عليه السلام ) في قلب الملك:

1 - الراوندي : عن ابن بابويه، عن أبيه: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار،

ص:450


1- في البحار: الحفيّ.
2- الدعوات: 46 ح 114. عنه وعن مهج الدعوات، البحار: 4/84 ح 7، ومستدرك الوسائل: 376/5 ح 6136. مهج الدعوات: 306 س 13، و371 س 1 بتفاوت. عنه البحار: 376/13 ح 20، و173/92 ضمن ح 21، و11/67 س 6، مثله. قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، حدّثنا السيّاريّ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إنّ الملك قال لدانيال ( عليه السلام ) : أشتهي أن يكون لي ابن مثلك.

فقال: ما محلّي من قلبك؟ قال: أجلّ محلّ وأعظمه.

قال دانيال ( عليه السلام ) : فإذا جامعت، فاجعل همّتك فيّ.

قال: ففعل الملك ذلك، فولد له ابن أشبه خلق اللّه بدانيال.

(1)

السادس عشر - يونس ( عليه السلام ) :
- مدّة بقائه في بطن الحوت:

1 - العيّاشيّ : عن معمّر، قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ يونس لمّا أمره اللّه بما أمره، فأعلم قومه فأظلّهم العذاب، ففرّقوا بينهم وبين أولادهم، وبين البهائم وأولادها، ثمّ عجّوا إلي اللّه وضجّوا، فكفّ اللّه العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضباً، فالتقمه الحوت فطاف به سبعة في البحر.

فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟

قال ( عليه السلام ) : ثلثة أيّام، ثمّ لفظه (2)الحوت، وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت اللّه عليه شجرة من يقطين فأظلّته، فلمّا قوي أخذت في اليبس، فقال: يا ربّ! شجرة أظلّتني يبست، فأوحي اللّه إليه: يايونس! تجزع لشجرة أظلّتك، ولاتجزع لمائة ألف أو

ص:451


1- قصص الأنبياء: 230 ح 274. عنه البحار: 371/14 ح 11، و366/57 ح 65. قطعة منه في (ما رواه عن دانيال ( عليه السلام ) ).
2- لَفَظَ لَفْظاً من باب ضرب: رمي به. المصباح المنير: 555.

يزيدون من العذاب.

(1)

السابع عشر - زكريّا ( عليه السلام ) :
- إستجابة دعائه ( عليه السلام ) في أوّل المحرّم:

1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن شبيب قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم فقال: ياابن شبيب! أصائم أنت؟

قلت: لا.

فقال ( عليه السلام ) : إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريّا ( عليه السلام ) ربّه عزّ وجلّ فقال: ( رَبِ ّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآءِ) (2)، فاستجاب اللّه له وأمر الملائكه فنادت زكريّا ( وَهُوَ قَآلِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي )(3) فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللّه عزّ وجلّ استجاب اللّه له كما استجاب اللّه لزكريّا....

(4)

ص:452


1- تفسير العيّاشيّ: 137/2 ح 47. عنه نور الثقلين: 328/2 ح 135، قطعة منه. و438/4 ح 119، والبرهان: 203/2 ح 9، والبحار: 400/14 ح 14. قطعة منه في (ما رواه من الأحاديث القدسيّة) و(ما رواه عن يونس ( عليه السلام ) ).
2- آل عمران: 38/3.
3- آل عمران: 39/3.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 299/1 ح 58. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1407.

الثامن عشر - يحيي ( عليه السلام ) :
- إنّه ( عليه السلام ) كان يبكي ولا يضحك:

1 - الراوندي :...الحسن بن الجهم، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال:...كان يحيي ( عليه السلام ) يبكي ولا يضحك....

(1)

التاسع عشر - عيسي ( عليه السلام ) :
- مولد عيسي بن مريم ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنت مع أبي، وأنا غلام، فتعشّينا عند الرضا ( عليه السلام ) ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة...ولد فيها عيسي بن مريم عليهما السلام....

(2)

- بعثته ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...صفوان بن يحيي: قلت للرضا ( عليه السلام ) :...فإن كان كون، فإلي من؟

ص:453


1- قصص الأنبياء: 273 ح 326. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 905.
2- ثواب الأعمال: 104 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1421.

فأشار بيده إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وهو قائم بين يديه.

فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين!

فقال: وما يضرّه من ذلك، فقد قام عيسي ( عليه السلام ) بالحجّة، وهو ابن ثلاث سنين.

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...صفوان بن يحيي صاحب السابريّ قال: سألني أبو قرّة صاحب الجاثليق أن أُوصله إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنته في ذلك، فقال ( عليه السلام ) :...يا يوحنّا! إنّا آمنّا بعيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، روح اللّه وكلمته، الذي كان يؤمن بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويبشّر به، ويقرّ علي نفسه، إنّه عبد مربوب، فإن كان عيسي الذي هو عندك روح اللّه وكلمته، ليس هو الذي آمن بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وبشّر به، ولا هو الذي أقرّ للّه عزّوجلّ بالعبوديّة والربوبيّة، فنحن منه برآء، فأين اجتمعنا!....

(2)

3 - أبو جعفر الطبريّ :...محمّد بن المحموديّ، عن أبيه، قال: كنت واقفاً علي رأس الرضا ( عليه السلام ) بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حَدَث حَدَثٌ فإلي من؟

قال: إلي ابني أبي جعفر.

قال: فإن استُصغِرَ سِنُّه؟

فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه بعث عيسي بن مريم قائماً بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر علي شريعته....

(3)

ص:454


1- الكافي: 321/1، ح 10 و383، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1093.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 230/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2387.
3- دلائل الإمامة: 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 129.
- سنّه ( عليه السلام ) حين نبوّته:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...صفوان بن يحيي، قلت للرضا ( عليه السلام ) :...فإن كان كون، فإلي من؟ فأشار بيده إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين.

فقال: ومايضرّه من ذلك، فقد قام عيسي ( عليه السلام ) بالحجّة، وهو أقل من ثلاث سنين.

(1)

2 - الخزّاز القمّيّ :...إبراهيم بن أبي محمود، قال: كنت واقفاً علي رأس أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بطوس، فقال له بعض من كان عنده: إن حدثَ حدثٌ، فإلي من ؟ قال: إلي ابني محمّد.

وكأنّ السائل استصغر بسنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) .

فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي بعث عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ثابتاً بإقامة شريعة في دون السنّ الذي أقيم فيه أبو جعفر ثابتاً علي شريعته.

(2)

3 - الخزّاز القمّيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) أنا وصفوان بن يحيي، وأبو جعفر ( عليه السلام ) قائم، وقدأتي له ثلاث سنين.

فقلنا له: جعلنا اللّه فداك، إن - وأعوذ باللّه - حَدَثَ حَدَثٌ، فمن يكون بعدك؟

قال: ابني هذا، وأومأ إليه.

قال: فقلنا: وهو في هذا السنّ؟ قال: نعم، وهو في هذا السنّ إنّ اللّه تبارك وتعالي

ص:455


1- الكافي: 321/1، ح 10 و383، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1089.
2- كفاية الأثر: 273، س 9. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1095.

احتجّ بعيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) وهو ابن سنتين.

(1)

- سنّه ( عليه السلام ) حين نبوّته وأنّه صاحب شريعة مبتدئة:

1 - الشيخ المفيد :...الخيرانيّ، عن أبيه، قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بخراسان، فقال قائل: ياسيّدي! إن كان كون، فإلي من؟

قال: إلي أبي جعفر ابني.

فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) .

فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولاً نبيّاً، صاحب شريعة مبتدأة، في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر ( عليه السلام ) .

(2)

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : :

1 - الراوندي :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا صلوات اللّه عليه قال:...وأنّ عيسي ( عليه السلام ) لمّا أراد اليهود قتله، دعا اللّه بحقّنا، نجي من القتل، فرفعه إليه.

(3)

ص:456


1- كفاية الأثر: 275، س 4. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1096.
2- الإرشاد: 319، س 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 1101.
3- قصص الأنبياء: 105 ح 99. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1002.
- نقش خاتمه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال:...وكان نقش خاتم عيسي ( عليه السلام ) حرفين اشتقّهما من الإنجيل «طوبي لعبد ذكر اللّه من أجله، وويل لعبد نسي اللّه من أجله»....

(1)

- نزول مريم و عيسي ( عليهماالسلام ) في مدينة ناصرة بعد رجوعهما من مصر:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...فلم سمّي النصاري نصاري؟

قال: لأنّهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسي ( عليهماالسلام ) ، بعد رجوعهما من مصر.

(2)

- أنّ عيسي ( عليه السلام ) هو المولود من غير أب:

1 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر:...فإنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء اللّه وحججه للناس، إلّا أمر عيسي بن مريم ( عليه السلام ) وحده، لأنّه رفع من الأرض حيّاً،

ص:457


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. تقدّم لحديث بتمامه في رقم 878.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 904.

وقبض روحه بين السماء والأرض، ثمّ رفع إلي السماء وردّ عليه روحه، وذلك قول اللّه تعالي: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَي إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ ) ، وقال عزّ وجلّ حكاية لقول عيسي ( عليه السلام ) يوم القيامه: ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ) ...والذي يجب أن يقال لهم: إنّ عيسي هو مولود من غير أب....

(1)

- إنّه ( عليه السلام ) كان يبكي ويضحك:

1 - الراوندي : بإسناده عن ابن أورمة، عن الحسن بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: كان عيسي ( عليه السلام ) يبكي ويضحك، وكان يحيي ( عليه السلام ) يبكي ولا يضحك، وكان الذي يفعل عيسي ( عليه السلام ) أفضل.

(2)

العشرون - مريم ( عليها السلام ) :
- اسم نخلتها:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،

ص:458


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 213/1 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 952.
2- قصص الأنبياء: 273 ح 326. عنه مستدرك الوسائل: 413/8 ح 9834، والبحار: 188/14 ح 41 مثله، و249 ح 38، و60/73 ح 11. الكافي: 665/2 ح 20، عن أبي الحسن الأوّل 7 وبتفاوت. مشكاة الأنوار: 191، س 6، كما في الكافي. قطعة منه في (يحيي ( عليه السلام ) ).

عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كانت نخلة مريم ( عليها السلام ) العجوة، ونزلت في كانون (1)، ونزل مع آدم ( عليه السلام ) العتيق و العجوة، ومنها تفرّق أنواع النخل.

(2)

- كيفيّة حملها

1 - البرقيّ : عن أبيه وبكر بن صالح، عن سليمان الجعفريّ، قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : أتدري ممّا حملت مريم ( عليها السلام ) ؟

فقلت: لا، إلّا أن تخبرني.

فقال ( عليه السلام ) : من تمر الصرفان، نزل بها جبرئيل، فأطعمها فحملت.

(3)

ص:459


1- قال العلاّمة المجلسيّ: كانون الأوّل والثاني شهران من الشهور الروميّة في قلب الشتاء، وكأ نّ المراد هنا الأوّل.
2- الكافي: 347/6 ح 12. عنه البحار: 217/11 ح 28، و220/14 ح 31، قطعة منه. المحاسن: 530 ح 775. عنه وسائل الشيعة: 139/25 ح 31448، والبحار: 131/63 ح 18. قطعة منه في (نزول نخلة العتيق والعجوة مع آدم ( عليه السلام ) ).
3- المحاسن: 537 ح 811. عنه البحار: 138/63 ح 48، ووسائل الشيعة: 404/21 ح 27417. قصص الأنبيا ( عليهم السلام ) : : 266 ح 306، وفيه: عن سليمان الجعفيّ، وليس له ذكر في الكتب الرجاليّة ولعلّ الجعفيّ تصحيف الجعفريّ. عنه وعن المحاسن، البحار: 216/14 ح 18.

فهرس العناوين والموضوعات

ص:460

فهرست العناوین و الموضوعات

ص:461

ص:462

الفصل الخامس: زيارته والتوسّل به ( عليه السلام ) ...5

وفيه أربعة موضوعات ...5

(أ) - فضل زيارته ( عليه السلام ) ...5

وفيه خمسة وعشرون مورداً ...5

الأوّل - زيارته زيارت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...5

الثاني - أنّ زيارته تعدل ألف حجّة ...6

الثالث - ثواب زيارته ( عليه السلام ) : ...6

الرابع - فضل زيارته ( عليه السلام ) والصلاة عند قبره: ...9

الخامس - فضل زيارته علي زيارة الحسين ( عليهماالسلام ) : ...10

السادس - الحثّ علي زيارته عن رسول اللّه: ...11

السابع - نزول الملائكة لزيارته ( عليه السلام ) : ...11

الثامن - شفاعة أهل البيت: لمن زار قبره ( عليه السلام ) : ...12

التاسع - من زاره حرّم اللّه جسده علي النار: ...12

العاشر - إنّ زيارته تعدل سبعمائة حجّة وعمرة: ...13

الحادي عشر - من زاره ( عليه السلام ) أعتقه اللّه من النار : ...14

الثاني عشر - ضمانة الجواد الجنّة لمن زار أباه ( عليهماالسلام ) : ...15

الثالث عشر - إنّ زيارته تعدل أجر سبعين ألف شهيد: ...16

الرابع عشر - من زاره ( عليه السلام ) كمن أنفق وقاتل في سبيل اللّه: ...17

الخامس عشر - غفران الذنوب لزائره: ...18

السادس عشر - من زاره كان آمناً يوم القيامة: ...20

السابع عشر - من زاره ( عليه السلام ) أعطاه اللّه ثواب ألف حجّة وعمرة: ...21

الثامن عشر - شفاعته ( عليه السلام ) لزوّار قبره في القيامة: ...23

ص:ص:463

التاسع عشر - من زاره ( عليه السلام ) نفّس اللّه كربته: ...26

العشرون - من زاره ( عليه السلام ) فقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه: ...28

الحادي والعشرون - حضور قوم من الجنّ لزيارته ( عليه السلام ) : ...28

الثاني والعشرون - استحباب اختيار زيارته ( عليه السلام ) علي الحجّ: ...29

الثالث والعشرون - استحباب زيارته يوم الثالث والعشرين من ذي القعدة: ...30

الرابع والعشرون - استحباب زيارته يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة: ...30

الخامس والعشرون - استحباب زيارته ( عليه السلام ) في رجب: ...30

(ب) - كيفيّة زيارته ووداعه ( عليه السلام ) ...31

(ج) - كيفيّة الصلاة عليه ( عليه السلام ) ...47

(د) - إهداء الصلاة إليه ( عليه السلام ) والطواف عنه ...49

(ه') - التوسّل به ( عليه السلام ) ...51

وفيه خمسة عشر مورداً ...51

الأوّل - في يوم الجمعة: ...51

الثاني - لأداء الدين: ...51

الثالث - للاستغناء: ...52

الرابع - للنجاة في الأسفار: ...52

الخامس - لدفع الوباء والطاعون: ...53

السادس - لقضاء الحوائج المهمّة: ...53

السابع - لسرعة الإجابة: ...54

الثامن - توسّل الملائكة به ( عليه السلام ) : ...54

التاسع - في عالم الرؤيا: ...55

العاشر - لمن غفل عن صلاة الليل: ...58

الحادي عشر - في الساعة الثامنة بعد طلوع الشمس: ...58

الثاني عشر - للميّت: ...60

الثالث عشر - في الأدعية: ...60

الرابع عشر - في الزيارات: ...69

الخامس عشر - التوسّل به ( عليه السلام ) للإستخارة: ...70

الفصل السادس:ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته ( عليه السلام ) ...71

ص:464

وفيه أمران ...71

(أ) - ما قال الشعراء في عظمته ( عليه السلام ) ...71

وفيه خمسة موارد ...71

الأوّل - أبو نواس: ...71

الثاني - أبوا العبّاس الصوليّ: ...72

الثالث - دعبل بن عليّ الخزاعيّ: ...73

الرابع - العبّاس الخطيب: ...81

الخامس - النوفليّ: ...81

(ب) - ما ورد عن العلماء في عظمته ( عليه السلام ) ...81

الباب الثالث - سيره وسننه ( عليه السلام ) ...93

ويشتمل هذا الباب علي فصلين ...93

الفصل الأوّل: سيرته الاجتماعيّة ( عليه السلام ) ...93

وفيه اثنا عشر أمراً ...93

(أ) - سننه ( عليه السلام ) في الزيّ والتجمّل ...93

وفيه ثمانية وعشرون موضوعاً ...93

- كان ( عليه السلام ) يلبس الطيلسان والخزّ: ...93

- كيفيّة تلبّسه بلباس جديد: ...96

- فراشه ( عليه السلام ) في الشتاء والصيف: ...97

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...98

- مسكنه ( عليه السلام ) : ...99

- كاتبه ( عليه السلام ) : ...100

- تمشيطه ( عليه السلام ) : ...100

- كان ( عليه السلام ) يستعمل الطيب: ...100

- كيفيّة جلوسه ( عليه السلام ) : ...101

- غلمانه ( عليه السلام ) : ...101

- حارسه ومراقبه: ...102

- وكيله ( عليه السلام ) : ...102

- خادمه ( عليه السلام ) : ...103

- نومه ( عليه السلام ) : ...104

- جوده ( عليه السلام ) : ...104

ص:465

- اشتراؤه ( عليه السلام ) الجارية: ...104

- شراؤه ( عليه السلام ) كلباً وكبشاً وديكاً: ...105

- حجامته ( عليه السلام ) : ...105

- خضابه ( عليه السلام ) بالحنّاء والكتم: ...106

- تدهينه بالخِيريّ: ...106

- تدهينه بالزنبق والشليثا: ...107

- إطلاؤه بالنورة: ...107

- كتابة بسم اللّه لتذكّر حوائجه ( عليه السلام ) : ...108

- إيابه وذهابه في الطريق: ...108

- استلقاؤه ( عليه السلام ) بعد الغداء: ...109

- نومه ( عليه السلام ) بعد صلاة الفجر: ...109

- مركبه: ...109

- ضيعته ( عليه السلام ) : ...111

(ب) - سننه ( عليه السلام ) في الأكل والضيافة ...112

وفيه خمسة عشر موضوعاً ...112

- كثرة ارتضاعه ( عليه السلام ) في الطفولة: ...112

- كان ( عليه السلام ) قليل الأكل: ...112

- سيرته ( عليه السلام ) عند وصول النعمة إليه: ...112

- أكله ( عليه السلام ) التمر: ...113

- أكل السويق بالسكّر: ...114

- مضغه ( عليه السلام ) الكندر بعد السواك: ...114

- أكله ( عليه السلام ) الحمّص المطبوخ: ...115

- أكله ( عليه السلام ) الكرّاث من البستان: ...115

- أمره ( عليه السلام ) باشتراء لحم المقاديم: ...116

- أكله ( عليه السلام ) الخضراء مع الطعام: ...116

- افتتاحه ( عليه السلام ) الطعام بالخلّ: ...117

- ادّخاره ( عليه السلام ) قوت سنته: ...117

- سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش شديد: ...117

ص:466

- إطعامه ( عليه السلام ) الصائم: ...118

- إكرامه ( عليه السلام ) الضيف: ...119

(ج) - سننه ( عليه السلام ) في القراءات والتعليم ...121

وفيه ثمان موضوعات ...121

الأوّل - تدبّره ( عليه السلام ) في القرآن وختمه في ثلاثة أيّام: ...121

الثاني - ختمه ( عليه السلام ) قراءة القرآن: ...122

الثالث - كيفيّة تكلّمه ( عليه السلام ) علي المنبر: ...122

الرابع - إرجاع الناس إلي الغير في أخذ الأحكام: ...123

الخامس - تعليمه الطبيب بمعالجته بالأدوية: ...124

السادس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن بعد صلاة الفجر وطلوع الشمس: ...125

السابع - تعليمه التعويذ عند النظر إلي الكواكب: ...125

الثامن - تقريره ( عليه السلام ) رسالة ابن محبوب: ...126

(د) - سننه ( عليه السلام ) في العبادات ...126

وفيه تسعة وخمسون موضوعاً ...126

- وضوؤه ( عليه السلام ) : ...126

- وضوؤه ( عليه السلام ) بعد النوم من غير استنجاء: ...127

- وضوؤه وقيامه ( عليه السلام ) لصلاة الليل: ...127

- اشتراؤه ( عليه السلام ) الماء للوضوء بمال كثير: ...128

- خوفه ( عليه السلام ) من اللّه في أداء حقوقه: ...128

- اهتمامه ( عليه السلام ) بالفرائض والنوافل اليوميّة: ...128

- اهتمامه بأوقات الصلاة: ...129

- اهتمامه ( عليه السلام ) بالصلاة: ...130

- لباسه في الصلاة: ...131

- صلاته ( عليه السلام ) فيما يشتريه من سوق المسلمين: ...131

- سواكه ( عليه السلام ) عند كلّ صلاة: ...131

- كان ( عليه السلام ) يصلّي الغداة في أوّل الوقت: ...132

- جلسته ( عليه السلام ) بعد السجدة في الصلاة: ...133

- جلوسه ( عليه السلام ) في مصلاّه بعد صلاة الفجر: ...134

- خشوعه ( عليه السلام ) في الصلاة وخوفه من اللّه: ...134

ص:467

- صلاته في مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...135

- صلاته ( عليه السلام ) في نعليه: ...135

- جهره ( عليه السلام ) ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة: ...136

- ركوعه وسجوده: ...136

- دعاؤه في سجوده: ...137

- دعاؤه في أوّل ليلة من شهر رمضان عند رؤية الهلال: ...138

- سجدته ( عليه السلام ) بعد إبطال ما أوهمه الفتح: ...138

- تسبيحه ( عليه السلام ) في سجوده في محلّ قبره: ...138

- قنوته ( عليه السلام ) في الصلاة وما يقول فيها: ...139

- دعاؤه ( عليه السلام ) في قنوته: ...139

- صلاته ( عليه السلام ) في ضيعته: ...140

- كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ...141

- كان ( عليه السلام ) يصلّي صلاة الليل: ...141

- إتيانه ( عليه السلام ) لصلاة الليل في المسجد الحرام: ...142

- إتيانه ( عليه السلام ) بركعة الوتر بعد الفجر: ...143

- صلاته ( عليه السلام ) في السفر: ...143

- وقت إتيانه ( عليه السلام ) لصلاة المغرب في السفر: ...144

- كيفيّة خروجه ( عليه السلام ) لصلاة العيد: ...144

- عبادته ( عليه السلام ) في السجن: ...146

- عبادته ( عليه السلام ) وإتيانه بالفرائض والنوافل من المدينة إلي مرو: ...147

- صومه ( عليه السلام ) : ...152

- حجّه ( عليه السلام ) : ...152

- لبسه ( عليه السلام ) الخاتم وهو محُرم: ...153

- صلاة طوافه ( عليه السلام ) عند المقام: ...153

- خروجه ( عليه السلام ) للحجّ والعمرة: ...154

- عمرته وحجّه ( عليه السلام ) في عام واحد: ...155

- إمساكه ( عليه السلام ) عن الطيب وهو مُحرم: ...155

ص:468

- رميه ( عليه السلام ) الجمار راكباً: ...156

- إرساله ( عليه السلام ) الثياب والدنانير مع طين قبر الحسين ( عليه السلام ) إلي بعض أصحابه ...156

ليحجّوا عنه: ...156

- دعاؤه ( عليه السلام ) عند خروجه من منزله: ...157

- إلحاحه ( عليه السلام ) في الدعاء لسكون الرياح: ...158

- دعاؤه ( عليه السلام ) في يوم الجمعة: ...158

- دعاؤه ( عليه السلام ) عند بيعة الناس له بعد أن هدّده المأمون بالقتل: ...159

- دعاؤه حين الطواف: ...159

- دعاؤه ( عليه السلام ) لطلب الهداية: ...160

- دعاؤه ( عليه السلام ) للفرس: ...161

- توسّله برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لكفّ المطر: ...161

- توسّله بالنبيّ ووصيّه وابنته ( عليهم السلام ) : : ...162

- وداعه لبيت اللّه الحرام: ...162

- كيفيّة وداعه ( عليه السلام ) مع قبر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...163

- زيارته لفاطمة ( عليها السلام ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : في البقيع: ...164

- حرزه ( عليه السلام ) : ...165

- تعويذه ( عليه السلام ) عند النظر إلي الكواكب: ...165

- العوذة المعلّقة عليه: ...166

- يمينه ( عليه السلام ) في عتق غلمانه: ...166

(ه') - معاشرته ( عليه السلام ) مع الأُسرة ...167

وفيه سبعة وعشرون موضوعاً ...167

- صلته مع أهل بيته: ...167

- أداء دَين أبيه ( عليهماالسلام ) : ...167

- نومه علي باب حجرة أبيه ( عليهماالسلام ) ، مراعياً لوصيّته: ...168

- تولّيه أمر أبيه ( عليهماالسلام ) بعد وفاته: ...168

- مناغاته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...169

- مودّته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...170

- ملاطفته في التكلّم مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...170

- إطعامه الفواكه لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...171

ص:469

- مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في معاشرته مع الأقارب: ...171

- مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في الأكل والشرب: ...171

- ملاطفته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) حين شهادته: ...172

- دعاؤه لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...173

- دفاعه عن ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بعد الافتراء عليه: ...173

- وصيّته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بالصلة لقرابته: ...174

- اهتمامه بطعام ابنه ( عليهماالسلام ) : ...174

- دفاعه ( عليه السلام ) عن إيمان أبي طالب: ...175

- أمره ( عليه السلام ) أهل داره بالصلاة: ...175

- أمره ( عليه السلام ) بعض أصحابه بطلاق امرأته : ...175

- حلفه ( عليه السلام ) علي عدم تكلّمه مع أخيه زيد: ...176

- تبرّيه ( عليه السلام ) عمّا فعل أخوه زيد: ...176

- تبرّيه ( عليه السلام ) عمّا فعل عمّه محمّد بن جعفر: ...177

- معاشرته ( عليه السلام ) مع أصحابه وغلمانه: ...177

- موعظته ( عليه السلام ) في نصيحة العشيرة: ...178

- معاشرته ( عليه السلام ) مع مماليكه: ...178

- إكرامه ( عليه السلام ) غلمانه وجواريه ومعاشرته معهم: ...178

- جاريته ( عليه السلام ) : ...182

- معاشرته ( عليه السلام ) مع غلمانه في تعيين أجرة الأجير: ...182

(و) - معاشرته ( عليه السلام ) مع الناس ...183

وفيه عشرون موضوعاً ...183

- سيرته ( عليه السلام ) في ردّ السلام: ...183

- ضحكه ( عليه السلام ) وتبسّمه: ...184

- قبول عذر من اعتذر إليه ( عليه السلام ) : ...184

- جلوسه ( عليه السلام ) في بيته لإجابة مسائل الناس: ...185

- أمره ( عليه السلام ) بعض الأشخاص لقضاء حوائجه: ...185

- محادثته ( عليه السلام ) مع الناس في الليل: ...186

- تسميته ( عليه السلام ) ما في الأرحام: ...186

ص:470

- غضبه ( عليه السلام ) علي من ادّعي ادعاءً باطلاً: ...186

- تواضعه ( عليه السلام ) لمن أراد تقبيل يده ورجله: ...187

- ملاطفته ( عليه السلام ) مع من لايقرّ بإمامته: ...187

- نهيه ( عليه السلام ) عن قتل المخالف: ...187

- نهيه ( عليه السلام ) عن قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان: ...190

- دخوله الحمّام وإعانته الغير: ...190

- سيرته ( عليه السلام ) في تشييع الجنائز: ...191

- تغدّيه ( عليه السلام ) مع الناس: ...191

- كان ( عليه السلام ) يتمنّي الموت لنفسه: ...191

- احتجابه ( عليه السلام ) عن بعض شيعته: ...192

- دفاعه ( عليه السلام ) عن شيعته: ...194

- إرشاد شارب الخمر بالهدايا والألطاف: ...195

- مشورته ( عليه السلام ) مع أصحابه: ...195

- أمره ( عليه السلام ) بقتل الحيّة: ...196

(ز) - سننه في هداياه ( عليه السلام ) وعطاؤه ...196

وفيه خمسة وعشرون موضوعاً ...196

الأوّل - إعانته لمن استعان منه ( عليه السلام ) : ...196

الثاني - إنفاقه ( عليه السلام ) : ...197

الثالث - إعطاؤه القميص والدراهم إلي أخي دعبل الخُزاعيّ: ...198

الرابع - إعطاؤه ( عليه السلام ) المنديل والخاتم: ...200

الخامس - إهداؤه ( عليه السلام ) القميص والدراهم: ...200

السادس - إهداؤه ( عليه السلام ) ثوبين سعيدييّن لمن أراد أن يحرم فيه: ...201

السابع - إعطاؤه ( عليه السلام ) الثياب والدراهم: ...201

الثامن - إرساله ( عليه السلام ) الطعام إلي المساكين: ...202

التاسع - إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقة لابن السبيل: ...203

العاشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقة لمن سرق نفقته بعد الانصراف من الحجّ: ...204

الحادي عشر - محادثة الناس معه ( عليه السلام ) في مسائل الحلال و الحرام: ...205

الثاني عشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير لمن كان عليه دين: ...205

ص:471

الثالث عشر - إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير علي قدر مروّة السائل: ...207

الرابع عشر - انفاق جميع ماله ( عليه السلام ) بخراسان في يوم عرفة: ...207

الخامس عشر - إكرامه ( عليه السلام ) الشعراء: ...207

(ح) - سننه ( عليه السلام ) في الكتابة وكيفيّتها ...214

وفيه موضوعان ...214

الأوّل - ابتداؤه ( عليه السلام ) بالبسملة عند الكتابة: ...214

الثاني - كان ( عليه السلام ) يضع التراب علي ما يكتبه: ...214

(ط) - سننه ( عليه السلام ) في الطبّ ...215

وفيه موضوعان ...215

الأوّل - طبابته ( عليه السلام ) بدوائه الجامع: ...215

الثاني - معالجته ( عليه السلام ) الحرارة بالإجّاص: ...218

(ي) - موقفه ( عليه السلام ) مع سائر الفرق الإسلاميّة ...218

وفيه أمران ...218

الأوّل - الفرقة الفطحيّة : ...218

وفيه موضوعان : ...218

- تكفينه ( عليه السلام ) يونس بن يعقوب: ...218

- بعثه ( عليه السلام ) بالحنوط والكفن وغيرهما ليونس بن يعقوب بعد موته: ...219

الثاني - الفرقة الواقفيّة : ...220

وفيه سبعة موضوعات : ...220

- أنّهم ليسوا من الشيعة: ...220

- إنّهم يعيشون شكّاكاً ويموتون علي الزندقة: ...221

- النهي عن مجالستهم: ...223

- أنّهم أهل النار: ...223

- أنّهم كفّار بما أنزل اللّه عزّ وجلّ: ...224

- أنّهم المكذّبون برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...225

- مطالبته أموال أبيه ( عليهماالسلام ) التي كانت عندهم: ...226

(ك) - معاشرة الناس معه ( عليه السلام ) ...228

وفيه سبعة موضوعات ...228

الأوّل - عيادته ( عليه السلام ) المرضي وعيادة الناس إيّاه: ...228

الثاني - أنّه ( عليه السلام ) كان مسجوناً في سرخس: ...229

الثالث - شكوي بعض أصحابه ( عليه السلام ) عمّا يقوله المخالفون: ...229

الرابع - إسلام الناس علي يده الشريفة: ...231

الخامس - تقبيل يده ( عليه السلام ) : ...232

ص:472

السادس - تقبيل الناس رأسه ( عليه السلام ) : ...232

السابع - تقبيل الفقهاء يده الشريفة ( عليه السلام ) : ...233

(ل) - هجرته ( عليه السلام ) وأسفاره ...233

وفيه ثلاثة أمور ...233

الأوّل - أسفاره: ...233

- سفره ( عليه السلام ) إلي القادسيّة: ...233

الثاني - ما جري عليه ( عليه السلام ) في مسيره من المدينة إلي مرو: ...234

وفيه ستّة عشر عنواناً : ...234

- وداعه ( عليه السلام ) قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وبكاؤه قبل خروجه إلي خراسان: ...234

- إشخاص المأمون الرضا ( عليه السلام ) من المدينة إلي مرو علي طريق البصرة وفارس: ...234

- مرافقوه ( عليه السلام ) من المدينة إلي خراسان: ...235

- مسيره ( عليه السلام ) في سفره إلي خراسان: ...235

- سفره ( عليه السلام ) إلي العراق: ...236

- وروده بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان: ...236

- وروده ( عليه السلام ) بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان: ...237

- إصابته المرض حين وروده بأهواز: ...237

- مجيئه ( عليه السلام ) عن طريق البصرة والكوفة ونزوله بمدينة قمّ: ...238

- نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور، وما جري فيه من الحوادث: ...238

- نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور وتحديثه للناس: ...241

- أمره ( عليه السلام ) ببناء الحمّام، وحفر قناة بنيسابور: ...242

- اغتساله ( عليه السلام ) بماء عين في نيسابور وتبرّك الناس به: ...243

- غسله ( عليه السلام ) في مدينة قمّ: ...243

- نزوله ( عليه السلام ) في قرية الحمراء: ...244

- حضور الناس عند نزوله ( عليه السلام ) في كلّ بلد: ...245

الثالث - ولاية عهده ( عليه السلام ) وما جري عليه: ...246

وفيه ثمانية عشر عنواناً ...246

- سبب ولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون: ...246

- تأريخ أخذ البيعة بولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون: ...247

- اقتراح ولاية العهد له ( عليه السلام ) وضرب الدراهم باسمه: ...247

- شرائطه ( عليه السلام ) لقبول ولاية عهده للمأمون: ...249

ص:473

- حضور الخطباء والشعراء عنده ( عليه السلام ) يوم قبوله ولاية العهد: ...250

- كيفيّة عرض الولاية عليه ( عليه السلام ) وقبوله: ...253

- امتناعه عن التدخّل في أمور الولاية: ...254

- أخذ البيعة له ( عليه السلام ) بولاية العهد من غير رضاه: ...256

- علّة قبوله ولاية العهد: ...256

- اقتداؤه برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قبول ولاية العهد: ...262

- إرشاده ( عليه السلام ) للمأمون في أمر الولاية: ...263

- خطبة له ( عليه السلام ) بعد بيعة الناس بولاية العهد: ...263

- تدبير الفضل بن سهل في ولاية العهد للرضا ( عليه السلام ) : ...265

- استعانة المأمون بالرضا ( عليه السلام ) بعد قتل الفضل: ...270

- مخالفته ( عليه السلام ) مع الفضل وهشام في قتل المأمون: ...271

- أمر المأمون بنزع السواد ولبس الخضرة بعد ولاية عهد الرضا ( عليه السلام ) : ...272

- كيفيّة مبايعة الناس معه ( عليه السلام ) : ...273

- ما قال الناس بعد قبوله ( عليه السلام ) ولاية عهد المأمون: ...276

الفصل الثاني: أحواله ( عليه السلام ) مع خلفاء زمانه ...277

وفيه خمسة أمور ...277

الأوّل - خلفاء عصره ( عليه السلام ) : ...277

الثاني - مشاورة الحكّام معه في عصره: ...278

الثالث - تهديد بعض عمّال الخليفة بقتله ( عليه السلام ) : ...279

الرابع - أحواله ( عليه السلام ) مع هارون العبّاسيّ: ...279

الخامس - أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون: ...281

وفيه ستّة وعشرون موضوعاً ...281

- اقتراحه الخلافة للإمام الرضا ( عليه السلام ) : ...281

- احتيال المأمون علي قتل الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ...285

- هبة المأمون جرم أخيه زيد إلي الرضا ( عليه السلام ) : ...288

- رجوع المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) في المسائل الفقهيّة وغيرها: ...289

- بركة السباع وقصّة زينب الكذّابة: ...289

- شعره ( عليه السلام ) عند المأمون: ...290

- مناظراته العلميّة عند المأمون: ...291

ص:474

- تعيين مسير قدوم الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان: ...292

- إخبار المأمون بدخوله البغداد: ...293

- دفع شرّ المأمون بقرائته ( عليه السلام ) الحرز: ...293

- ولاية عهد المأمون وتزويج ابنته إيّاه 7: ...294

- وصيّته إلي المأمون: ...295

- وصيّته للمأمون بالإحسان إلي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...295

- تزويجه ( عليه السلام ) مع أخت المأمون: ...296

- عيادة المأمون عن الرضا ( عليه السلام ) في مرضه: ...297

- وصيّة أبيه ( عليه السلام ) إلي المأمون في الإحسان إلي الرضا ( عليه السلام ) : ...301

- طلب المأمون البيعة منه ( عليه السلام ) : ...303

- اعتراف المأمون بفضائل الرضا ( عليه السلام ) : ...303

- مواصلة المأمون إيّاه ( عليه السلام ) بدراهم كثيرة: ...304

- إرشاده ( عليه السلام ) المأمون في أمر الخلافة وغيره: ...304

- نصيحته ( عليه السلام ) للمأمون في نصب الولاة: ...305

- تقرّب المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) بتفضيل عليّ ( عليه السلام ) علي جميع الصحابة: ...313

- تأييده ( عليه السلام ) لاحتجاج الرجل الصوفيّ علي المأمون: ...313

- سبب قتل الرضا ( عليه السلام ) وجهد المأمون لإطفاء نور محبّته عن قلوب الناس: ...316

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي المأمون في تفضيل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...317

- استخفاف المأمون بالرضا ( عليه السلام ) واستجابة دعائه عليه: ...317

الباب الرابع - العقائد ...325

ويشتمل هذا الباب علي أربعة فصول ...325

الفصل الأوّل: التوحيد ...325

وفيه ستّة وثلاثون موضوعاً ...325

(أ) - معرفة اللّه: ...325

(ب) - المذاهب الثلاثة في التوحيد: ...330

(ج) - معني توحيد اللّه: ...332

(د) - توصيف اللّه تعالي سبحانه وتعالي: ...339

(ه') - أوصاف اللّه سبحانه وتعالي: ...343

ص:475

(و) - في التوحيد ونفي التشبيه: ...344

(ز) - عدم رؤية اللّه سبحانه وتعالي: ...346

(ح) - معتمد الربّ سبحانه: ...352

(ط) - قدرة اللّه سبحانه وتعالي: ...352

(ي) - علم اللّه سبحانه وتعالي: ...353

(ك) - أسماء اللّه سبحانه وتعالي: ...357

(ل) - اسم اللّه الأعظم: ...358

(م) - الإيمان باللّه سبحانه: ...359

(ن) - حقيقة الإيمان: ...360

(س) - أركان الإيمان: ...360

(ع) - درجات الإيمان والتقوي واليقين: ...360

(ف) - أقسام الإيمان ...361

(ص) - حدوث العالم وإثبات وجوده سبحانه وتعالي: ...362

(ق) - خلق اللّه تعالي الحروف المعجم: ...362

(ر) - الدليل علي وحدة الصانع: ...363

(ش) - صفات اللّه تعالي ...363

(ت) - في مشيّة اللّه وإرادته: ...375

(ث) - في معني إرادة اللّه: ...378

(خ) - البداء: ...378

(ذ) - تسمية اللّه بالشي ء: ...379

(ض) - الجبر والتفويض: ...380

(ظ) - القضاء والقدر: ...387

(غ) - معني استطاعة العبد: ...392

(آ) - كيفيّة إنفاذ أمر اللّه وإتمام إرادته: ...393

(با) - كيفيّة إعطاء المعرفة للعباد ...393

(تا) - أفعال العباد هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟ ...393

(ثا) - الأفعال مخلوقة مقدّرة قبل خلق العباد: ...394

ص:476

(جا) - في خلق الهواء: ...394

(حا) - الحكمة في خلق أنواع الموجودات: ...395

(خا) - عرض الأعمال علي اللّه في كلّ يوم: ...395

الفصل الثاني: النبوّة وما يناسبها ...397

وفيه ثلاث أمور ...397

(أ) - الأنبياء والمرسلون: ...397

وفيه ثلاثة عشر عنواناً ...397

الأوّل - الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام : ...397

الثاني - أولوا العزم من الأنبيا ( عليهم السلام ) : وعلّة تسميتهم به: ...398

الثالث - أوصاف الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) : : ...399

الرابع - معجزات الأنبيا ( عليهم السلام ) : والحكمة في اختلافها: ...399

الخامس - استمرار شريعة كلّ واحد منهم إلي من بعده: ...401

السادس - بعثة الرسل جميعاً بنبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) و وصيّة عليّ ( عليه السلام ) : ...401

السابع - النظر إلي أنبياء اللّه وحججه ( عليهم السلام ) : في الجنّة: ...402

الثامن - بعض سنن المرسلين ( عليهم السلام ) : : ...402

التاسع - أخلاق الأنبياء: ...404

العاشر - قوت الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...404

الحادي عشر - نقش خاتمهم ( عليهم السلام ) : : ...405

الثاني عشر - إنّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : كان عندهم علم النجوم: ...408

الثالث عشر - السكينة التي أنزلها اللّه عليهم ( عليهم السلام ) : : ...408

الرابع عشر - حجّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...409

الخامس عشر - سلاح الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...409

السادس عشر - إنّ اللّه تعالي أنزل سكينته علي الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...410

(ب) - بعض الأنبياء السلف: ...410

وفيه عشرون موضوعاً ...410

الأوّل - آدم ( عليه السلام ) : ...410

- الشجرة التي أكل منها آدم ( عليه السلام ) وعلّة إخراجه من الجنّة: ...410

- اليوم الذي سلب فيه آدم و حوّاء لباسهما: ...412

- يوم هبوط آدم ( عليه السلام ) : ...412

- هبوطه ( عليه السلام ) وشكواه من الوحشة: ...412

- نزول نخلة العتيق والعجوة مع آدم ( عليه السلام ) : ...413

ص:477

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...414

- أولادآدم ( عليه السلام ) من حوّاء: ...414

- كيفيّة تزويج أولاده ( عليه السلام ) : ...415

الثاني - نوح ( عليه السلام ) : ...415

- بيته ( عليه السلام ) ودعاؤه فيه: ...415

- هبوطه ( عليه السلام ) وبناؤه قرية الثمانين: ...416

- عذاب قومه: ...416

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...417

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...417

الثالث - إبراهيم ( عليه السلام ) : ...418

- مولد إبراهيم ( عليه السلام ) : ...418

- إبراهيم وقصّة ذبح ابنه إسماعيل ( عليهماالسلام ) : ...418

- السكينة التي أنزلها اللّه عليه ( عليه السلام ) : ...420

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...420

- نجاة إبراهيم في يوم الغدير وصومه ذلك اليوم: ...421

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...421

- بكاؤه علي الحسين ( عليهماالسلام ) : ...422

- مَولِده ( عليه السلام ) : ...422

الرابع - إسماعيل بن إبراهيم ( عليهماالسلام ) : ...423

- أنّه هو الذبيح: ...423

- هو أوّل من ركب الخيل: ...424

- تسميته ( عليه السلام ) بصادق الوعد ...424

الخامس - داود ( عليه السلام ) : ...425

- قصّة داود ( عليه السلام ) : ...425

- قصّة داود ( عليه السلام ) مع أوريا: ...426

السادس - سليمان ( عليه السلام ) : ...428

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...428

- ما أعطي اللّه لسليمان ( عليه السلام ) : ...428

ص:478

- عدد أزواج سليمان بن داود ( عليه السلام ) : ...429

السابع - إدريس ( عليه السلام ) : ...429

- أنّه ( عليه السلام ) أوّل من تكلّم في النجوم: ...429

الثامن - ذو القرنين ( عليه السلام ) : ...430

- أنّه ( عليه السلام ) كان ماهراً بالنجوم: ...430

التاسع - إسحاق ( عليه السلام ) : ...430

- مِنطَقَة إسحاق التي يتوارثها الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...430

العاشر - يعقوب ( عليه السلام ) : ...431

- أسباط يعقوب ( عليه السلام ) : ...431

الحادي عشر - يوسف ( عليه السلام ) : ...432

- لباسه ( عليه السلام ) : ...432

- شدّة حبّ عمّة يوسف له ( عليه السلام ) : ...434

- احتيال عمّة يوسف في رجوعه إليها: ...434

- تدبيره ( عليه السلام ) لأيّام القحط والسنين: ...435

- سبب ابتلاءه واستحقاقه السجن: ...437

- لباسه ( عليه السلام ) وما يجلس عليه: ...438

- قصّة نقل عظامه ( عليه السلام ) في عهد موسي ( عليه السلام ) : ...438

الثاني عشر - الخضر ( عليه السلام ) : ...439

- مجيئه ( عليه السلام ) لتعزية أهل البيت ( عليهم السلام ) : عند وفات النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...439

- بكاؤه علي مصائب النبيّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) : : ...440

- حضوره ( عليه السلام ) في الموسم وعند من ذكره: ...441

- حضوره ( عليه السلام ) في الموسم لأداء مناسك الحجّ: ...442

الثالث عشر - موسي ( عليه السلام ) : ...442

- درع موسي ( عليه السلام ) : ...442

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...443

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...444

- بكاؤه علي مصائب النبيّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) : : ...444

- قصّة قتل رجل من بني إسرائيل وذبح البقرة: ...445

ص:479

- قصّة إرسال فرعون بلعم بن باعورا للدعاء علي موسي ( عليه السلام ) : ...447

- ألواح موسي ( عليه السلام ) والطست التي تغسل فيه قلوب الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...448

- إتّباع فرعون وجنوده لموسي لمّا صار في البحر: ...448

- حبس القمر في عهد موسي ( عليه السلام ) : ...449

- تغسيله أخاه هارون ( عليهماالسلام ) : ...449

الرابع عشر - يوشع بن نون ( عليه السلام ) : ...449

- كتابه ( عليه السلام ) : ...449

الخامس عشر - دانيال النبيّ ( عليه السلام ) : ...450

- منزلة دانيال ( عليه السلام ) في قلب الملك: ...450

السادس عشر - يونس ( عليه السلام ) : ...451

- مدّة بقائه في بطن الحوت: ...451

السابع عشر - زكريّا ( عليه السلام ) : ...452

- إستجابة دعائه ( عليه السلام ) في أوّل المحرّم: ...452

الثامن عشر - يحيي ( عليه السلام ) : ...453

- إنّه ( عليه السلام ) كان يبكي ولا يضحك: ...453

التاسع عشر - عيسي ( عليه السلام ) : ...453

- مولد عيسي بن مريم ( عليه السلام ) : ...453

- بعثته ( عليه السلام ) : ...453

- سنّه ( عليه السلام ) حين نبوّته: ...455

- سنّه ( عليه السلام ) حين نبوّته وأنّه صاحب شريعة مبتدئة: ...456

- توسّله بالأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...456

- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...457

- نزول مريم و عيسي ( عليهماالسلام ) في مدينة ناصرة بعد رجوعهما من مصر: ...457

- أنّ عيسي ( عليه السلام ) هو المولود من غير أب: ...457

- إنّه ( عليه السلام ) كان يبكي ويضحك: ...458

العشرون - مريم ( عليها السلام ) : ...458

- اسم نخلتها: ...458

- كيفيّة حملها ...459

ص:480

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.