موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1

هوية الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].

تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.

خصائص المظهر : 8 ج.

ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6

حالة القائمة: الفيفا

لسان : العربية.

مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.

المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.

ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387

ترتيب الكونجرس: 297/957

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6

ص:1

اشاره:

ص:2

ص:3

ص:4

المقدمة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

الحمد لله الذي خلقنا فأحسن خلقنا، وقدر لذا فأحكم تقديره، ودر انا فألطف تدبير ، وله الشكر على ما هدانا للتي هي أقوم باتباع كتابه واقتفاء أوليائه، الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، والذين جعلهم الله عدل كتابه لا يفترقون عنه قدر شعرة، عصمهم لذلك من الأخطاء والضلالات، وطهرهم من الرجس تطهيراً، وقدر نور هدايته الذي يهتدي به من في السماوات ومن في الأرض في بيوتهم، وأذن أن ترفع تلك البيوت ويذكر فيها اسمه (رِجَالُ لَا تُلْهِيهِمْ تَجَرَةً وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَوَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكوة يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلْبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصره )(1). قد من الله على عباده بتلك النعمة نعمة لا تعدها أية نعمة أخرى. وقد أشار بذلك فقال عزاسمه: ولقد مَنَّ الله عَلى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ عَايَتِهِ، وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (2) .

ص:5


1- النور: 37/24
2- آل عمران: 3/ 164

وذكر من شؤون فضلهم أن لهم الولاية على الناس، فقال: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوَةَ وَهُمْ رکعون)(1) . وأكد ذلك حيناً بعد آخر فقال: (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مع الصدقين )(2) . و ذكر (و أركعوا مع الركعين) (3)، وفرض أن (أطيعوا الله وأطيعوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأمر منكم )(4). وعاتب على من خالف ذلك، فقال: (ما

كان لأهل المدينةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِن الأَعْرَابِ أَن يَتَخلَفُوا عَن رَّسُولِ الله )(5). وأخيراً لم يأذن لهم أن يتخلفوا عنه إلا بإذنه، فقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَاذِنُوهُ)(6) . ومع الاستيذان بعد، فخير الرسول صلی الله علیه و آله و سلم یأذن لمن يشاء ويحبس عمن يشاء. وأكد تلك الهداية. ومنع أن يختاروا غيرها مقابلة لها، فقال جل اسمه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )(7) . وهؤلاء الأخيار الأبرار بمنزلة الرسول في كل أمر إلا أنه لا يوحى إليهم.

الى ينشرون في الناس ما عندهم من ودائع الرسول يحكمون بحكمه ويحفظون شريعته وأحكامه، فهم عبيبة علمه، وموضع سره، وتنبه لذلك فرقة من المسلمين

ص:6


1- المائدة :55/5.
2- التوبة: 1/ 119.
3- البرقرة :43/2.
4- النساء:58/4.
5- التوبة 119/9.
6- النور:61/33.
7- الأحزاب :35/33.

واستقاموا في ذلك يرأسهم في الزمان الأول سلمان وأبو ذر ومقداد و عمار و من حذا حذوهم، ويتبعهم في كل زمان، وفي عهد كل إمام من الأبرار يتبعهم ج-م م-ن الأخيار، وأولئك الأئمة الأبرار قد أعدهم الله للأجيال القادمة.

ولما يعرض لهم الزمان من المشاكل والأحداث التي لم تكن من قبل، فهؤلاء الأفذاذ بأيديهم مفاتيح تلك الأغلاق، وعندهم مصابيح تلك الظلمات وقاموا علیهم السلام بحل تلك المشاكل، وقد تنبه لذلك حتى من لا يعتقد بإمامتهم. فاعترفوا به، وطأطأوا لهم رؤوسهم، وأقرّوا لهم بالفضل، وبهرهم. هم ما رأوا من قبل ذلك من عظم سلسلة نسبهم و جلالة أقدارهم كما تنبه على ذلك ابن إمام الحنابلة أنه لما روى أبو الصلت الهروي رواية عن علي بن موسى، عن وسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السلام وكان هناك ابن أحمد بن حنبل فيهره ذلك المستد، فقال: ما هذا ؟! هذا سعوط المجانين، لو تداووا به المجنون لأفاق. فقد ترى كل من أعلام السنة كابن حجر الهيتمي وهو يقول: منهم [ أي من أولاد موسى الكاظم علیه السلام على الرضا . وهو أنبههم ذكراً، وأجلهم قدراً، ومن ثم أحله المأمون محل مهجته، وأنكحه ابنته، وأشركه في مملكته، وفوض إليه أمر خلافتها (1). و يقول ابن حجر العسقلاني: وكان يفتي في مسجد رسول الله ، وهو ابن نيف وعشرين سنة، روى عنه من أئمة الحديث آدم بن أبي إياس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم.

ص:7


1- الصواعق المحرقة: 204 س 20. عن مناقب أهل البيت علیهم السلام:280س18.

قال: و سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي على التقى، مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطرس قال: فرأيت من تعظيمه - يعني ابن خزيمة - لتلك البقعة، وتواضعه لها، وتضرعه عندها ما تحيرنا (1). و يقول المسعودي المورخ: روى عبد الله بن ظام بن القاسم، عن عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن الفضل الهاشمي، قال: لقد رأيت من علامات الرضا علیه السلام ما لو أدركت أمير المؤمنين ما كنت أبالي أن لا أرى أكثر مما رأيت !(2).

والسمعاني يقول : والرضا علیه السلام كان من أهل العلم و الفضل مع شرف النسب (3) . و يقول الذهبي وكان (علي الرضا علیه السلام ) سيد بني هاشم في زمانه، وأجلهم وأن لهم، وكان المأمون يعظمه و يخضع له، ويتغالى فيه، حتى أنه جعله ولي عهده من بعده (4) و يقول سبط ابن الجوزي: قال الواقدي : سمع على الحديث من أبيه وعمومته و غيرهم، وكان ثقة يفتي مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وهو ابن نيف وعشرين سنة. وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة (5)

وهذا ابن حبان أحمد اعلام السنة يقول: علي بن موسى الرضا، وهو علي بن

ص:8


1- تهذيب التهذيب: 339/7 س 7 و 12.
2- إثبات الوصية: 204 م 19.
3- الأنساب: 74/2 س 6.
4- تاريخ الاسلام: 270/14.س7.
5- تذكرة الخواص: 315س 15

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلا لهم، وجدة الهاشميين ونبلا تهم..... و قبره بسنابان خارج النوقان مشهور بزار بجنب قبر الرشيد، وقد زرته مراراً كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطرس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده و عليه، ودعوت الله إزالتها عني، إلا استجيب لي، وزالت عني تلك الشدة، وهذا دي ، جربته مراراً، فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى، وأهل بيته، صلى الله عليه وعليهم أجمعين .(1)

وكذا الصفدي يقول : أبو الحسن الرضا ابن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين

المعابد ين هو أحد الأئمة الاثني عشر، كان سيد بني هاشم في زمانها (2).

و قال ابن الصباغ المالكي: قال بعض الأئمة من أهل العلم: مناقب علي بن موسى الرضا من أجل المناقب، وأمداد فضائله وفواضله متوالية كتو الي الكتائب، ومولاته محمودة البوادي والعواقب، وعجايب أوصافه من غرايب العجايب، وسؤدده ونيله قد حل من الشرف في الذروة والمغارب، قلتوا إليه السعد الطالع، والمنادية النحس المغارب.

أما شرف آبائه فأشهر من الصباح المنير، وأضواء من عارض الشمس

المستدير

وأما أخلاقه وسماته، وسيرته، وصفاته، ودلائله، وعلاماته، فناهيك من فخار، وحسبك من علو مقدار جاز على طريقة ورثها عن الآباء، ووزنها عنه البنون، فهم

ص:9


1- كتاب الثقات: 456/8 س 12.
2- الوافي بالوفيات: 248/22 س 4 و 9.

جميعاً في كرم الأرومة، وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون، قشر فأ لهذا البيت المعالي المرتبة السامي المحلة، لقد طال السماء علا ونيلا وسماً على الفراقة منزله ومحلا واستو في صفات الكمال فما يستثني في شيء منه غير، وإلا انتظم هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي، وتناسيرا في الشرف، فاستوى المقدم والتالي، ونالوارتية مجد يحيط عنها المقصر والمعالي، اجتهد عداتهم في خفض منازظم والله يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه، وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه .(1)

وهذا شاعر زمانه أبونواس لما جعل المأمون علي بن موسى الرضا علیه السلام ولي

عهده، وأن الشعراء قصدوا المأمون، ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا علیه السلام وصوبوا رأي المأمون في الأشعار دون أبي نواس فأذنه ولم يقصده ولم يمدحه ودخل على المأمون فقال له: يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني، و ما أكرمته به، فلماذا أخرت مدحه ؟ وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك، فأنشد

يقول:

قيل لي أنت أوحد الناس طراً ***في فنون من الكلام النبيه

الك من جوهر الكلام بديع ***يثمر الدر في يدي مجتنيه

فعلی ما تركت مدح ابن موسی ***والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أهتدي لمدح إمام ***كان جبرئيل خادماً لأبيه

فقال المأمون : أحسنت و وصله من المال يمثل الذي وصل به كافة الشعراء.

ص:10


1- الأصول المهمة: 263 س 12.

و فضله عليهم(1)

هذا، وقد من الله على هؤلاء الأئمة الكرام بإمداد غيبي وعظمهم حتى في أنفس المعاندين كما رأيت، فلم يدع من الناس عالماً ولا جاهلاً ولا دنيا ولا فاضلاً ولا مؤمناً صالحاً ولا فاجراً طالحاً ولا جباراً عنيداً ولا شيطاناً مريداً إلا أقر بفضلهم. لأنه سبحانه عرفهم جلالة أمرهم، وعظم خطرهم، وكبر شأنهم، وقام نورهم، وصدق مقاعدهم، بله مقاومهم.

وكأني بالإمام الرضا روحي فداها يهتف الناس ويقول: ها . وم اقرأوا كتابيه الذي بذل جم من الفضلاء جهودهم ووصلوا ليلهم بنهارهم ليضيؤوا للناس بجمع هذا الكتاب وجعله في متناول أيديهم عصري وملزوماته ومستلزماته، ويقفوا على أصحابي وعدتهم وعدتهم، وليت شعروا ما يلزمهم من الوظائف، وما يكلفهم إشاعة الدين، وإضاءته لأهل زمانهم، فلا يقصروا وإن قاسوا الشدائد وذاقوا المرير، فإن الله يعضد هم ويقويهم وبنصر هم على الأعداء. وكفى بالله حسيباً، وكفى

ص:11


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام : 142/2 ح 9. إعلام الورى: 65/2 س 17، قد أتى بالأشعار. روضة الواعظين: 260 ص 13، قد أتى بالأشعار. المناقب لابن شهرآشوب: 342/4 س 23، قد أتى بالأشعار. كشف الغمة: 317/2 س 20، قد أتى بالأشعار. بشارة المصطق لشيعة المرتضى علیه السلام : 80 س 6، بتفاوت بسير. تذكرة الخواص: 321س 2 قد أتى بالأشعار عن الأنوار البهية 215 س7، قد أتى بالأشعار. الوافي بالوفيات: 249/22 س 13، قد أتى بالأشعار. وفيات الأعيان: 270/3 س 16، قد أتى بالأشعار.

بالله نصيراً، الله مولاكم وهو خير الناصر بن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب

العالمين.

كتبه المسي، الراجي لشفاعة هؤلا . الأخبار الأبرار الأئمة الأطهار وجدهم

.

الأكبر رسول الله صلى الله عليه وعليهم، وأنهم سيدة نساء العالمين، حقق الله رجائي ورجاء المسلمين من إخواني، والسلام.

«حزره أبو القاسم الخزعلي»

ص:12

منهج التحقيق

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وسيد المرسلين، محمد وآله الطاهر بن.

أما بعد: لما كان من أمنيات مؤسسة ولي العصر علیه السلام في قسم الحديث تدوين

الموسوعات الشريفة التي ترتكز على دراسة حياة العترة الطاهرة علیهم السلام، و تحقيقا الرغبة سماحة آية الله الخزعلي المشرف العام على هذه المؤسسة لذلك قمنا بالبحث والفحص في متون الأحاديث والآثار الواردة عن العترة الطاهرة ، وجميع ما صدر عنهم علیه السلام قولاً وفعلاً وتقريراً، في الأحكام، والعقائد، والتفسير، والأخلاق، وسائر الشؤون المختلفة، وما ورد فيهم علیهم السلام من الفضائل والمناقب، فيها بأيدينا من الكتب المختصة بذلك.

وقد تم تدوين ذلك في اثنتي عشرة موسوعة تختص كل موسوعة بواحد منهم علیهم السلام ، إشباعاً لمن أراد أن تغمره الفيوضات الإلهية المودعة فيهم، وأن يرتوي

من مناهل علومهم الفياضة المعذبة التي بسطناها في هذه الموسوعات.

تلك وبعد بذل جهود مضنية وكثيرة توجت بإصدار مجموعات متنوعة من : الموسوعات نضعها تحت نظر الباحثين والمثقفين، وقد كانت أول تلك المجموعات المنجزة من سلسلة هذا المشروع مجموعة أنجزناها باسم الإمام التاسع أبي جعفر الجواد علیه السلام وتقع في مجلدين، وقد حازت بحمد الله على مرتبة الامتياز في الحوزة العلمية بقم المقدسة.

وكانت ثاني هذه المجموعات باسم الإمام العاشر أبي الحسن الهادي علیه السلام . ويقع في أربع مجلدات.

ص:13

وثالثها باسم الإمام الحادي عشر أبي محمد الحسن بن علي العسكري علیه السلام ويقع في ست مجلدات.

و رابعها الذي هي هذه المجموعة التي بين يدي قارى، الكريم! وهي من تلك الثمار الثمينة التي تستهدف عرض قبسات عن حياة الإمام الثامن «أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیهما السلام ، وتقع في ثمان مجلدات. وقبل البدأ بقراءة هذه المجموعة يكون من المناسب أن نبين منهجنا في البحث بشكل مختصر في عدة أمور: الأول: لما كان أحد أهدافنا من تأليف الموسوعات المشار إليها، هو تجويب وترتيب الموضوعات الخلامية، والفقهية، والتأريخيه وغيرها بحسب ما يستفاد من كلام المعصوم علیه السلام ، فقد ذكرنا الحديث بقامه في الباب والموضوع الخاص به، وأشرنا

في الهامش إلى الفروع الجزئية المستفادة المستخرجة في الأبواب المرتبطة بها. وذكرنا أيضاً ما ورد في الحديث من الموضوعات الأخرى تحت العناوين الخاصة بهذه الموضوعات مع الإشارة أيضاً في الهامش بأن تمام الحديث قد ذكر

تحت عنوان كذا.

مثلاً: إذا ورد حديث المعصوم المتعلق بشكل أساس بالصلاة وله تفرعات جزئية أخرى عن الصوم والزكاة والجهاد، فإننا نذكر الحديث بقيامه تحت عنوان الصلاة مع الإشارة في الهامش بأن قسماً من الحديث سوف يأتي في باب الصوم والزكاة و غيرهما، ثم تذكر من الحديث ما يرتبط بالصوم تحت عنوان الصوم مع الإشارة في الهامش إلى أن تمام هذا الحديث قد ذكر في باب الصلاة.

الثاني : إذا كان حديث المعصوم منقولاً بألفاظ مختلفة، وأسانيد متعددة، أخذنا منه ما هو أقدمه تدويناً، وأوسعه مستناً، وأشرنا في الهامش إلى سائر طرقه.

و مصادره.

الثالث : إذا كانت هناك أخطاء أو تصحيفات في متن الحديث أو سنده فقد تمت

ص:14

الإشارة لذلك وتم إصلاح ذلك بقدر المستطاع.

الرابع: أوضحنا في الهامش بعض العبارات المغلقة والكلمات الغامضة، يم-ا ه-و مستفاد من المصادر وكتب اللغة المعتبرة.

الخامس: لم نتعرض إلى ما في سند الأحاديث والأخبار التي أوردناها من المصادر المختلفة، من القوة والضعف لاختلاف الأنظار والآراء في ذلك، مضافاً إلى إيمان البعض بقاعدة التسامح في أدلة السنن، وأحاديث « من بلغ ، فالأمر يعود إلى القاري الكريم، ومن تتوفر فيه الصلاحية لتمييز القوي من الضعيف.

السادس : وجدنا أثناء عملنا أن بعض الأحاديث قد نسبت إلى الإمام الرضا صلوات الله عليه، ولكن بعد الفحص في الرواة والمصادر، انتهينا إلى أن هذه النسبة غير صحيحة. فأوردناها في خاتمة الكتاب تحت عنوان «الأحاديث المشتبهة .. مع ذكر الشواهد والقرائن. بعض مميزات هذه الموسوعة

ولابد أن تلفت نظر القارى الكريم الذي لاحظ موسوعة الإمام الجواد علیه السلام إلى الفروق التي وقعت بين هذه الموسوعة وتلك بالأمور التالية:

1 - لقد أهملنا في هذه الموسوعة كتاب فقه الرضا علیه السلام وهو من الكتب المشهورة والمعروفة عند الفقهاء والمحدثين بسبب اختلاف الأنظار في صحة نسبته إلى الإمام الرضا علیه السلام

2- ومن الكتب المشهورة أيضاً كتاب صحيفة الرضا علیه السلام ، لقد ألحقنا الأحاديث المستدركة في أواخر هذا الصحيفة وأضفناها إلى موسوعتنا هذه، بالإضافة إلى بقية الأحاديث التي فيها.

3-كان أسلوبنا في عمل الموسوعات ترتيب وتبويب الأحاديث وفق

الموضوعات التي تقوم باستخراجها من تلك الأحاديث، وقد طوينا صفحاً عن بعض الأحاديث المطولة كالرسالة الذهبية وغيرها مخافة التطويل.

4-- أضفنا في هذه الموسوعة فصلاً خاصاً بعنوان «علل الأحكام وغيرها، و ذلك

ص:15

لكثرة الأحاديث الواردة الخاصة بها.

5- أدرجنا الممدوحين والمذمومين على لسانه علیه السلام في خاتمة الكتاب. 6- قد قسمنا الموسوعة إلى الأبواب والفصول وقدمنا فيها الأبواب على الفصول

خلافا لموسوعة الإمام الجواد علیه السلام ، حيث قدمنا فيها الفصول على الأبواب.

7-امتازت هذه الموسوعة باشتمالها على تسعة أبواب، واثنين وسنين فصلاً، وخاتمة.

8-تميزت هذه الموسوعة باحتوائها على نهارس عديدة، فقد احتوت على واحد وثلاثين فهرساً متنوعاً، تسهيلاً على القارى . الكريم، للوصول إلى بغيته بأقصى سرعة ممكنة.

*و في الختام تقدم شكرنا الجزيل إلى سماحة آية الله الخزعلي، لإشرافه على شؤون المؤسسة والمراجعته وملاحظته الموسوعة، فجزاء الله وإيمانا أفضل الجزاء ونسأل الله أن يتقبل منا ومنه.

كما نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الباحثين الفاضلين: فضيلة الحجة الشيخ مهدي الإسماعيلي الخراساني والسيد أبو الفضل الطباطبا في الذين ساهما في تحقيق و تدوين هذا السفر القيم الثمين. وكذا تشكر جميع إخواننا الذين بذلوا الجهد في إعداد الموسوعة للطبع والنشر، ونخص بالذكر الأخ الفاضل الشيخ علي روح الهي، فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء. ويحسن أن نشير إلى أننا بذلنا الجهد الكثير وبقدر وسعنا من أجل خروج هذه الموسوعة سالمة من الزلل والمخلل ولكننا لسنا بمعصومين عن الغفلة والنسيان، فإن وجد في . من الزلل قهر مما زاغ عنه البصر، ونرجو من القراء الأعزاء أن يقدموا ما لديهم من التراحات وآراء في هذا الخصوص لتستفيد منها في الطبعات اللاحقة إن شاء الله تعالى. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

السيد محمد الحسيني القزويني

ص:16

ص:17

اشاره:

الباب الأوّل - نسبه وأحواله ( عليه السلام )

وفيه فصول

الفصل الأوّل: مولده

الفصل الثاني: أسماؤه ( عليه السلام )

الفصل الثالث: شمائله ( عليه السلام )

الفصل الرابع: أقاربه ( عليه السلام )

الفصل الخامس: سنّه ومدّة إمامته ( عليه السلام )

الفصل السادس: شهادته ( عليه السلام ) ومدّة عمره ومدفنه

ص:18

الباب الأوّل - نسبه وأحواله ( عليه السلام )

اشاره:

ويشتمل هذا الباب علي ستّة فصول

الفصل الأوّل: مولده ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة موضوعات

(أ) - البشارة بولادته ( عليه السلام )

1 - الشيخ الصدوق:...عليّ بن عاصم...الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال:...، وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه [أي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ] نطفة مباركة، زكيّة، رضيّة، مرضيّة، وسمّاها عنده عليّاً، يكون للّه تعالي في خلقه رضيّاً في علمه وحكمه ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة....(1)

2 - الشيخ الطوسيّ :...عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) :...فدخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فأجلسه

ص:19


1- عيون اخبار الرضا عليه السلام : 59/1، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في رقم 317.

علي فخذه، وأقبل يقبّل ما بين عينيه، ثمّ التفت إليه، فقال له: يا طوسيّ! إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي، وإنّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضاً للّه عزّوجلّ في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من اللّه عزّوجلّ كان كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

3 - الشيخ الطوسيّ : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ ابن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ، قال حدّثنا محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيه، قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن حمّاد، عن عبد اللّه بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، قال: سمعت أباعبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي اسمه اسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسمّ، فيدفن فيها غريباً، من زاره عارفاً بحقّه أعطاه اللّه عزّ وجلّ أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.(2)

ص:20


1- الأمالي للصدوق: 470، ح 11. عنه البحار: 23/98، ح 15، قطعة منه، و42/99، ح 48، ومدينة المعاجز: 33/6، ح 1826. التهذيب: 108/6، ح 191. عنه إثبات الهداة: 161/3، 23، و233، ح 20، قطعتان منه. وعنه وعند الأمالي، وسائل الشيعة: 415/14، ح 19486، وإثبات الهداة: 91/3، ح 44، قطعة منه فيهما. قطعة منه في (كيفيّة شهادته عليه السلام ) و(مدفنه عليه السلام ) و(فضل زیارته عليه السلام ).
2- الأمالي: 103، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 32/6، ح 1824. من لا يحضره الفقيه: 349/2، ح 1600، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 198/5، ح 1562، وإثبات الهداة: 45/3، ح 18. وعنه وعن العيون والأمالي، وسائل الشيعة: 553/14، ح 19803، عن الحسين بن زيد، عن أبي جعفر عليه السلام . عيون أخبار الرضا عليه السلام : 255/2، ح 3. عنه البحار: 286/49، ح 10، ونور الثقلين: 238/5، ح 48. وعنه وعن الأمالي، البحار: 33/99، ح 9، وإثبات الهداة: 92/3، ح 47. جامع الأخبار: 29، س 3. روضة الواعظين: 257، س 20. قطعة منه في (كيفيّة شهادته ومحلّ دفنه) و(فضل زيارته).

(ب) - تهنئة أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) النجمة بولادته

1 - الشيخ الصدوق :...نجمة أُمّ الرضا ( عليه السلام ) تقول:...فلمّا وضعته، وقع علي الأرض واضعاً يديه علي الأرض رافعاً رأسه إلي السماء، يحرّك شفتيه، كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة! كرامة ربّك.

فناولته إيّاه في خرقة بيضاء، فأذّن في أُذنه الأيمن وأقام في الأيسر، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردّه إليّ فقال: خذيه فإنّه بقيّة اللّه تعالي في أرضه.(1)

(ج) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الأحاديث

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن زكريّا بمدينة السلام قال: حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن خليلان قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون: ولد الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بالمدينه يوم الخميس، لإحدي عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل، سنة ثلاث وخمسين

ص:21


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 20/1 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 17.

ومائة من الهجرة، بعد وفاة أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) بخمس سنين.

وتوفّي بطوس في قريه يقال لها: سناباذ من رستاق نوقان.

ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائيّ، في القبّة التي فيها هارون الرشيد، إلي جانبه ممّا يلي القبلة

وذلك في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة، سنة ثلاث ومائتين، وقد تمّ عمره تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر، منها مع أبيه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) تسعاً وعشرين سنة وشهرين، وبعد أبيه أيّام إمامته عشرين سنة وأربعة أشهر

وقام ( عليه السلام ) بالأمر وله تسع وعشرون سنة وشهران.

وكان في أيّام إمامته ( عليه السلام ) بقيّة ملك الرشيد، ثمّ ملك بعد الرشيد محمّد المعروف بالأمين، وهو ابن زبيدة، ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً، ثمّ خلع الأمين، وأُجلس عمّه إبراهيم بن شكله أربعة عشر يوماً، ثمّ أخرج محمّد بن زبيدة من الحبس، وبويع له ثانية، وجلس في الملك سنة وستّة أشهر، وثلاثة وعشرين يوماً، ثمّ ملك عبد اللّه المأمون، عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً فأخذ البيعة في ملكه لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بعهد المسلمين من غير رضاه، وذلك بعد أن هدّده بالقتل، وألحّ عليه مرّة بعد أُخري، في كلّها يأبي عليه، حتّي أشرف من تأبيه علي الهلاك فقال ( عليه السلام ) :

«اللّهمّ إنّك نهيتني عن الإلقاء بيدي إلي التهلكة، وقد أكرهت واضطررت كما أشرفت من قبل عبد اللّه المأمون علي القتل، متي لم أقبل ولاية عهده، وقد أكرهت واضطررت كما اضطرّ يوسف ودانيال عليه السلام، إذ قبل كلّ واحد منهما الولاية من طاغية زمانه.

اللّهمّ! لا عهد إلّا عهدك، ولا ولاية لي إلّا من قبلك، فوفّقني لإقامة دينك، وإحياء سنّة نبيّك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّك أنت المولي وأنت النصير، ونعم

ص:22

المولي أنت ونعم النصير.»

ثمّ قبل ( عليه السلام ) ولاية العهد من المأمون، وهو باك حزين علي أن لايولّي أحداً ولايعزل أحداً، ولايغيّر رسماً ولاسنّة، وأن يكون في الأمر مشيراً من بعيد، فأخذ المأمون له البيعة علي الناس، الخاصّ منهم والعامّ فكان متي ما ظهر للمأمون من الرضا ( عليه السلام ) فضل، وعلم وحسن تدبير، حسده علي ذلك، وحقد عليه، حتّي ضاق صدره، فغدر به، وقتله بالسمّ، ومضي إلي رضوان اللّه تعالي وكرامته.(1)

2 - أبو جعفر الطبريّ : قال أبو محمّد الحسن بن عليّ الثاني ( عليهماالسلام ) :

ولد [أبو محمّد عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ] بالمدينة، سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة.(2)

(د) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ولد أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) سنة ثمان وأربعين ومائة.(3)

ص:23


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. عنه البحار: 9/49 ح 15، و131 ح 7، و304 ح 12، قطعتان منه، ونور الثقلين: 179/1 ح 633، قطعة منه. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 217 س 23. كشف الغمّة: 297/2 س 2، مرسلاً. قطعة منه في (خلفاء زمانه) و(مدفنه)، و(قاتله)، و(كيفيّة شهادته)، و(مدّة عمره الشريف)، و(تاريخ شهادته)، و(سنّه عند شهادة أبيه)، و(سنّه عند إمامته)، و(دعاؤه عليه السلام عند بيعة الناس له بولاية العهد بعد أن هدّده المأمون بالقتل)، و(قبوله عليه السلام ولاية عهد المأمون وشرايطه)، و(أخذ البيعة له عليه السلام بولاية العهد من غير رضاه).
2- دلائل الإمامة: 347 س 3.
3- الكافي: 486/1 س 10. عنه الوافي: 824/3 س 6. المستجاد من كتاب الارشاد: 211 س 6. كفاية الطالب: 457 س 18.

2 - الحضينيّ : كان مولده ( عليه السلام ) سنة ثلاث وخمسين ومائة.(1)

3 - الشيخ المفيد : ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة.(2)

4 - أبو عليّ الطبرسيّ : ولد [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] بالمدينة، سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة.

ويقال: إنّه ولد لإحدي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة، سنة ثلاث وخمسين ومائة، بعد وفاة أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) بخمس سنين.

وقيل: يوم الخميس.(3)

5 - أبو عليّ الطبرسيّ : ولد يوم الجمعة، ويقال: يوم الخميس لإحدي عشر ليلاً خلت من ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة.(4)

ص:24


1- الهداية الكبري: 279 س 3. كشف الغمّة: 284/2 س 13، وزاد فيه: بعد مضيّ أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) بخمس سنين. و267 س 15. عنه البحار: 3/49، ضمن ح 3.
2- المقنعة: 479 ب 28. إرشاد المفيد: 304 س 9. عنه كشف الغمّة: 270/2 س 4، والبحار: 10/49 ح 20. تهذيب الأحكام: 83/6 س 13. الكامل في التاريخ: 193/5 س 17. الوافي بالوفيات: 248/22 س 5.
3- إعلام الوري: 40/2 س 4. عنه البحار: 3/49 ح 4. إثبات الوصيّة: 215 س 17. كشف الغمّة: 311/2 س 16.
4- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 124 س 12. الدروس: 14/2، س 2 (كتاب المزار)، واكتفي فيه بيوم الخميس. عنه البحار: 10/49 ح 18. الأنوار البهيّة: 209 س 3، وزاد فيه: بعد وفات جدّه الصادق ( عليهماالسلام ) بأيّام قليلة. روضة الواعظين: 259 س 21. عنه البحار: 10/49 ح 17. البحار: 10/49 ح 19، عن تاريخ الغفاريّ، وفيه: من دون ذكر يوم الخميس. و9/49 ح 16، عن مصباح الكفعمي، ولم نعثر عليه في المطبوع.

6 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي: أنّ الرضا ( عليه السلام ) ولد بعد مضيّ الصادق ( عليه السلام ) بأربع سنين.(1)

7 - ابن شهر آشوب : ولد يوم الجمعة بالمدينة.

وقيل: يوم الخميس لإحدي عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل، سنة ثلاث وخمسين ومائة، بعد وفاة الصادق بخمس سنين.

وقيل: سنة إحدي وخمسين ومائة.(2)

8 - الإربليّ : ولادته ( عليه السلام ) في حادي عشر ذي الحجّة، سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة، بعد وفاة جدّه أبي عبد اللّه جعفر ( عليه السلام ) ، بخمس سنين.(3)

9 - الشروانيّ : قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: ولد بالمدينة سنة ستّ وخمسين ومائة.(4)

10 - ابن الصبّاغ: ولد عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في المدينة، سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة.

وقيل: سنة ثلاث وخمسين ومائة.(5)

ص:25


1- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 8.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 7. عنه البحار: 10/49 ح 21.
3- كشف الغمّة: 259/2 س 14. عنه البحار: 2/49 ح 3.
4- مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 1.
5- الفصول المهمّة: 244 س 11.

11 - ابن خلّكان: كانت ولادة عليّ الرضا يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة، وقيل: بل وُلد سابع شوّال، وقيل: ثامنه، وقيل: سادسه سنة إحدي وخمسين ومائة.(1)

12 - القندوزيّ الحنفيّ: ولد يوم الخميس بالمدينة لإحدي عشر ليلة خلت من ربيع الأوّل، سنة ثلاث وخمسين ومائة.(2)

(ه) - كيفيّة حمله وولادته ( عليه السلام )

1 - الشيخ الصدوق : حدّثني تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن عليّ بن ميثم، عن أبيه قال: سمعت أُمّي تقول: سمعت نجمة أُمّ الرضا ( عليه السلام ) تقول: لمّا حملت بابني عليّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلمّا وضعته وقع علي الأرض واضعاً يديه علي الأرض رافعاً رأسه إلي السماء، يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة! كرامة ربّك.

فناولته إيّاه في خرقة بيضاء، فأذّن في أُذنه الأيمن وأقام في الأيسر، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردّه إليّ فقال: خذيه فإنّه بقيّة اللّه تعالي في أرضه.(3)

ص:26


1- وفيات الأعيان: 270/3 س 9. عنه مناقب أهل البيت عليه السلام : 280 س 2، وفيه: «رابع شوّال» بدل «سابع شوّال».
2- ينابيع المودّة: 166/3 س 1.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 20/1 ح 2. عنه البحار: 9/49 ح 14، و125/101 ح 82 قطعة منه، ومدينة المعاجز: 11/7 ح 2107، وإثبات الهداة: 233/3 ح 21 قطعة منه، و255 ح 28 قطعة منه، وحلية الأبرار: 339/4 ح 5، ووسائل الشيعة: 407/21 ح 27426 قطعة منه، ونور الثقلين: 391/2 ح 192، والأنوار البهيّة: 211 س 2. الخرائج والجرائح: 337/1 ح 1. كشف الغمّة: 297/2 س 22. ينابيع المودّة: 166/3 س 11، بتفاوت. قطعة منه في (النصّ عليه عن أبيه الكاظم عليهماالسلام )، و(تهنئة أبيه الكاظم عليهماالسلام النجمة بولادته)، و(تسبيحه وتهليله في بطن أمّه عليه السلام ).

الفصل الثاني: أسماؤه وألقابه ( عليه السلام )

اشاره:

و فیه ثلاثة أمور

(أ) - أسماؤه ( عليه السلام )

اشاره:

و فیه ستة عناوین

الأوّل - اسمه ( عليه السلام ) في التوراة:

1 - هامش عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : قد ورد أسماء النبيّ والأئمّة الاثني عشر، صلوات اللّه عليهم في التوراة بلسان العبرانيّة.

وقد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ: «محمّد المصطفي» إيليا: «عليّ

ص:27

المرتضي»...هذاذ: «عليّ بن موسي الرضا»....(1)

2 - النباطيّ البياضيّ : قال ابن عمر: سمّاهم [أي الأئمّة ( عليهم السلام ) : ] كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أُوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمة.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّاً عالماً فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة صحيحة، نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها؟

قال: نعم!...ثمّ نعت لي أسماء تخالف ما سلف وأظنّها من تصحيف الكتّاب، فقال:...هذار، تحفة المنجوع، النازح عن الأوطان الممنوع....

وقال النباطيّ البياضيّ: وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمّد بن عيّاش إلي السدوسيّ، أنّه لقي في بيت المقدّس عمران بن خاقان الذي أسلم من اليهوديّة علي يد أبي جعفر ( عليه السلام ) وكان يحاجّ اليهود، فلايستطيعون جحد علامات النبيّ والخلفاء من بعده، فقال لي يوماً: إنّا نجد في التوراة محمّداً واثني عشر من أهل بيته خلفاء، وليس فيهم تيميّ ولاعدويّ ولاأمويّ...فقال: شمعوعيل، شمعيشيحو...شنيم [ أي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ]....(2)

والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

ص:28


1- هامش عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1/ 164، س 16.
2- الصراط المستقيم: 141/2، س 11، و238، س 18. قطعة منه في (النصّ عليه في التورات).
الثاني - اسمه ونسبه ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ في داره بنيسابور في سنة إثنتين(1) وخمسين وثلاثمائة، قال: أخبرنا محمّد

بن يحيي الصوليّ قراءة عليه قال: أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، هو عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) (2) .

2 - الشيخ الصدوق :...النعمان بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلماً، اسمه اسمي....(3)

3 - الشيخ الطوسيّ : هو عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : الإمام الرضا وليّ المؤمنينّ، كنيته أبوالحسن.(4)

4 - الشيخ المفيد : عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام الرضا وليّ المؤ منين.(5)

5 - الإربليّ : وأمّا اسمه فعليّ، وهو ثالث العليّين، أمير المؤمنين، وزين العابدين ( عليهم السلام ) (6) .

6 - أبو عليّ الطبرسيّ : اسم الإمام الثامن عليّ بن موسي

ص:29


1- في المصدر: اثنين، وفي نسخة اثنتين، وهو الصحيح.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 14/1 ح 1. عنه البحار: 7/49 ح 9.
3- الأمالي: 104، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 168.
4- تهذيب الأحكام: 83/6 س 13.
5- المقنعة: 479 س 3.
6- كشف الغمّة: 260/2 س 1.

ابن جعفر ( عليهماالسلام ) .(1)

7 - الحافظ البرسيّ : الإمام الثامن، الإمام الرضا، هو عليّ بن موسي، إمام المؤمنين.(2)

8 - ابن خلّكان: أبو الحسن عليّ الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر علي اعتقاد الإماميّة.(3)

9 - الذهبيّ: عليّ بن موسي الرضا، هو الإمام أبو الحسن بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ العلويّ الحسينيّ.(4)

10 - ابن الصبّاغ: أمّا نسبه أباً وأُمّاً، فهو عليّ الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام )(5) .

11 - الشروانيّ : قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: عليّ بن موسي الرضا، هو أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن

ص:30


1- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 124 س 9.
2- مشارق أنوار اليقين: 108 س 12.
3- وفيات الأعيان: 269/3، رقم 423. الوافي بالوفيات: 248/22 س 3. مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 11.
4- تاريخ الإسلام: 269/14 رقم 281.
5- الفصول المهمّة: 244 س 12. كشف الغمّة: 284/2 س 9. تذكرة الخواصّ: 315 س 13.

عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، المعروف بالرضا.(1)

الثالث - تسميته ( عليه السلام ) بالرضا:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن موسي بن المتوكّل، ومحمّد بن عليّ بن ماجيلويه، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم تاتانه، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، والحسين بن إبراهيم بن هشام المكتّب، وعليّ بن عبد اللَّه الورّاق رضي اللَّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك ( عليه السلام ) إنّما سمّاه المأمون «الرضا» لمّا رضيه لولاية عهده.

فقال ( عليه السلام ) : كذبوا واللّه! وفجروا، بل اللّه تبارك وتعالي سمّاه «الرضا»، لأنّه كان رضي للّه عزّ وجلّ في سمائه(2)، ورضي لرسوله والأئمّة من بعده صلوات

اللّه عليهم في أرضه.

قال: فقلت له: ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين ( عليهم السلام ) : رضي للَّه تعالي(3)، ولرسوله والأئمّة ( عليهم السلام ) : ؟

فقال: بلي.

فقلت: فلِمَ سمّي أبوك ( عليه السلام ) من بينهم «الرضا»؟

قال: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه،

ص:31


1- مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 1.
2- في علل الشرائع: ذكره في سمائه.
3- في المصدر: رضي اللّه تعالي، والظاهر أنّه غير صحيح.

ولم يكن ذلك لأحد من آبائه ( عليهم السلام ) : ، فلذلك سمّي من بينهم الرضا ( عليه السلام )(1) .

الرابع - تسمية اللّه تعالي إيّاه ( عليه السلام ) عليّاً:

1 - الشيخ الصدوق:...عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسي...الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعنده أُبيّ بن كعب فقال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مرحباً بك يا أبإ!ج ژ عبد اللّه! يازين السموات والأرضين...، وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه [أي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ] نطفة مباركة زكيّة رضيّة مرضيّة، وسمّاها عنده عليّاً...(2)

الخامس - تسميته ( عليه السلام ) بأمر من آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) :

1 - المحدّث القمّيّ : وفي الدرّ النظيم لجمال الدين يوسف بن حاتم العامليّ تلميذ المحقّق ، قال في ذكر الرضا ( عليه السلام ) : أُمّه أُمّ ولد يقال لها: تُكتم.

قال أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) ...بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ( عليهماالسلام ) ... فقالا ( عليهماالسلام ) : يا موسي! ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثمّ

ص:32


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1/ 13، ح 1. عنه البحار: 49/ 4، ح 5، وحلية الأبرار: 4/ 341، ح 1، ومدينة المعاجز: 7/ 243، ح 2298، وكشف الغمّة: 2/ 296، س 7، مرسلاً وبتفاوت. علل الشرائع: 1/ 236، ح 1، بتفاوت يسير. الأنوار البهيّة: 211، س 10. معاني الأخبار: 65، س 7، قطعة منه، مرسلاً. المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 2، أورد مضمونه. عنه البحار: 10/49 ضمن ح 21. إعلام الوري 42/2، س 3، أورد مضمونه.
2- عيون اخبار الرضا عليه السلام : 59/1، ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 322.

أمراني إذا ولدته أُسمّيه عليّاً، وقالا [لي ]: إنّ اللّه عزّ وجلّ سيظهر به العدل والرأفة والرحمة، طوبي لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده.(1)

السادس - تسمية أبيه موسي إيّاه بالرضا ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ (2)عن سهل زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن سليمان بن حفص المروزيّ، قال: كان موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، يسمّي ولده عليّاً ( عليه السلام ) ، الرضا.

وكان يقول: ادعوا إليّ (3)ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن!.(4)

ص:33


1- الأنوار البهيّة: 210 س 13. يأتي الحديث بتمامه في رقم 76.
2- في البحار: الأسدي. وهو محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسديّ أبو الحسين الكوفيّ، ساكن الريّ، كان ثقة صحيح الحديث إلّا أنّه روي عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه، وكان أبوه وجهاً، توفّي «312»، معجم رجال الحديث: 165/15، رقم 10384.
3- فی سائر المصادر :ادعوا لی.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 13/1 ح 2. عنه البحار: 4/49 ح 6، وحلية الأبرار: 342/4 ح 2، ومدينة المعاجز: 244/7 ح 2299. كشف الغمّة: 296/2 س 16.

(ب) - كنيته ( عليه السلام )

1 - أبو جعفر الطبريّ : يكنّي أبا الحسن، والخاصّ أبا محمّد.(1)

2 - الشيخ المفيد : كنيته ( عليه السلام ) أبو الحسن.(2)

3 - أبو عليّ الطبرسيّ : كنيته أبو الحسن ويقال له: أبو الحسن الثاني ( عليه السلام ) (3)

4 - ابن شهرآشوب : عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يكنّي أبو الحسن، والخاصّ أبو عليّ.

(4).

5 - الشهيد الأوّل : الإمام الرضا أبو الحسن عليّ بن موسي وليّ المؤمنين.(5)

6 - بعض قدماء المحدّثين والمؤرّخين ( رحمهم الله ) : الإمام موسي بن

ص:34


1- دلائل الامامة: 359 س 1. الهداية الكبري: 279 س 5.
2- المقنعة: 479 س 5. الفصول المهمّة: 244 س 16. تاريخ الأئمّة ضمن مجموعة نفيسة: 30 س 5. كشف الغمّة: 284/2 س 16. تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 138 س 13. كشف الغمّة: 260/2 س 2. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 3.
3- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 124 س 10. كتاب ألقاب الرسول وعترته عليهم السلام ضمن مجموعة نفيسة: 219 س 4.
4- المناقب لابن شهرآشوب: 366/4 س 20. عنه البحار: 10/49 ح 21.
5- الدروس: 154 س 5.

جعفر ( عليهماالسلام ) كان يكنّي أبا الحسن، فلمّا ولد الرضا ( عليه السلام ) ترك كنيته.(1)

7 - الأردبيلي : عليّ بن موسي بن جعفر الرضا كنيته أبو القاسم، ويكنّي أباالحسن.(2)

8 - فخر الدين الطريحيّ : أبو الحسن كنيةٌ مشتركةٌ بين عليّ بن أبي طالب، وبين عليّ بن الحسين، وبين موسي بن جعفر الكاظم، وبين عليّ بن موسي الرضا، وبين عليّ بن محمّد الهادي ( عليهم السلام ) : .

وإذا قيّد بالثالث فعليّ الهادي ( عليه السلام ) ، وقد يخصّ المطلق بأحدهم مع القرينة.(3)

9 - أبو الفرج الإصفهانيّ : ويكنّي أبا الحسن.

وقيل: يكنّي أبا بكر.(4)

(ج) - ألقابه ( عليه السلام )

1 - الشيخ الصدوق : وكان للرضا ( عليه السلام ) من الولد، محمّد الإمام ( عليه السلام ) ، وكان يقول له الرضا ( عليه السلام ) : الصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين(5).

2 - الشيخ المفيد : الإمام الرضا، وليّ المؤمنين صلوات اللّه عليه.(6)

3 - أبو جعفر الطبريّ : ولقبه: الرضا، والصابر، والوفيّ، ونور الهدي،

ص:35


1- كتاب ألقاب الرسول وعترته ضمن مجموعة نفيسة: 219 س 2.
2- جامع الرواة: 464/2.
3- جامع المقال: 184 س 19.
4- مقاتل الطالبيّين: 453 س 11.
5- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 2/ 245، ذيل ح 1.
6- المقنعة: 479 س 5.

وسراج اللّه، والفاضل، وقرّة عين المؤمنين، ومكيد الملحدين.(1)

4 - العلويّ: أبو الحسن عليّ بن موسي الكاظم ( عليهماالسلام ) ويلقّب الرضا.(2)

5 - كبار المحدّثين والمؤرّخين: ألقاب عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، الرضا، الصابر، الوفيّ.(3)

6 - الإربليّ : وأمّا ألقابه فالرضا، والصابر، والرضيّ، والوفيّ، وأشهرها الرضا.(4)

7 - ابن شهرآشوب : وألقابه سراج اللّه، ونور الهدي، وقرّة عين المؤمنين، ومكيدة الملحدين، كفو الملك، وكافي الخلق، وربّ السرير، ورئاب التدبير، والفاضل، والصابر، والوفيّ، والصدّيق، والرضيّ.(5)

8 - سبط ابن الجوزيّ: ويلقّب بالوليّ، والوفيّ.(6)

9 - السمعانيّ: أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ، المعروف بالرضا.(7)

10 - ابن الصبّاغ: وأمّا ألقابه ( عليه السلام ) : فالرضا، والصابر، والزكيّ، والوليّ، وأشهرها الرضا.(8)

ص:36


1- دلائل الامامة: 359 س 2. الهداية الكبري: 279 س 5.
2- المجدي في أنساب الطالبيّين: 128 س 1. تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 124 س 10.
3- تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 132 س 2.
4- كشف الغمّة: 260/2 س 2. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 3.
5- المناقب لابن شهر آشوب 366/4 س22.عنه البحار :10/49 ضمن ح21
6- تذكرة الخواصّ: 315 س 14.
7- الأنساب: 74/3 س 2.
8- الفصول المهمّة: 244 س 16. نور الأبصار: 309 س 7.

الفصل الثالث: شمائله ( عليه السلام )

الأوّل - لونه ( عليه السلام ) :

1 - المحدّث القمّي : روي: أنّه ( عليه السلام ) كان أشبه الناس برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكلّ من رأي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام رآه علي صورته ( عليه السلام ) (1).

2 - العلويّ: وهو (عليّ بن موسي الكاظم ( عليهماالسلام ) ) أسود اللون.(2)

3 - القندوزيّ الحنفيّ: في تاريخ اليافعيّ: وكان أسود اللون كأبيه الكاظم - رضي اللّه عنهما.(3)

4 - الصفديّ: وكان [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] أسود اللون، لأنّ أُمّه كانت سوداء.(4)

5 - الشبلنجيّ: صفته أسود معتدل، لأنّ أُمّه كانت سوداء.(5)

ص:37


1- الأنوار البهيّة: 225 س 12.
2- المجدي في أنساب الطالبيّين: 128 س 1.
3- ينابيع المودّة: 168/3 س 21.
4- الوافي بالوفيات: 251/22 س 14.
5- نور الأبصار: 309 س 7.

6 - ابن الصبّاغ :...محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان، في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لمّا دخل إلي نيشابور...فاستوقف البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبّة، وأقرّ عيون تلك الخلايق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان علي عاتقه....(1)

الثاني - قامته ( عليه السلام ) :

1 - ابن الصبّاغ: صفته ( عليه السلام ) معتدل القامة.(2)

ص:38


1- الفصول المهمّة: 253 س 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 2579.
2- الفصول المهمّة: 244 س 17.

الفصل الرابع: أقاربه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه أربعة أمور

(أ) - أحوال أمّه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه موضوعان

الأوّل - اسم أمّه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أُمّه أُمّ ولد يقال لها: أُمّ البنين.(1)

2 - الشيخ الصدوق : قد روي قوم: أنّ أُمّ الرضا ( عليه السلام ) تسمّي سَكَن النوبيّه، وسمّيت أروي، وسمّيت نجمة، وسمّيت سمان، وتكنّي أُمّ البنين.(2)

ص:39


1- الكافي: 486/1 س 14. عنه الوافي: 824/3 س 11. المقنعة: 479 س 8. الدروس: 14/2، س 2. إرشاد المفيد: 304 س 11. عنه البحار: 292/49 ضمن ح 1، وكشف الغمّة: 270/2 س 5. تهذيب الأحكام: 83/6 س 16. الهداية الكبري: 279 س 6. المستجاد من كتاب الإرشاد: 211 س 8.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 16/1 س 11، عنه البحار: 6/49 ضمن ح 7.

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ في داره بنيسابور في سنة إثنين وخمسين وثلاثمائة، قال: أخبرنا محمّد بن يحيي الصوليّ قراءة عليه قال: أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...وأمّه أمّ ولد تسمّي تُكتم، عليه استقرّ اسمها حين ملّكها أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام .(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

4 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن ميثم يقول:... اشترت حميدة المصفّاه وهي أُمّ أبي الحسن موسي بن جعفر، وكانت من أشراف العجم، جارية مولّدة واسمها تُكتم ... فقالت لابنها موسي ( عليه السلام ) : يا بنيّ! إنّ تُكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها... وقد وهبتها لك فاستوص خيراً بها، فلمّا ولدت له الرضا ( عليه السلام ) سمّاها الطاهرة ....(2)

5 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن ميثم، عن أبيه قال: لمّا اشترت الحميدة - أُمّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) - أُمّ الرضا ( عليه السلام ) نجمة... وكانت لها أسماء: منها نجمة، وأروي، وسكن، وسمان، وتُكتم، وهو آخر أساميها....(3)

6 - الشيخ الصدوق :...عن أبي نضرة قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) عند الوفاة...ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم، يا أبا جعفر! دخلت علي مولاتي فاطمة ( عليها السلام ) ...فقلت لها:

ص:40


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 14/1 ح 1. عنه البحار: 7/49 ح 9.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 14/1 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 74.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1/ 16 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 75.

ياسيّدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي...أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا، أُمّه جارية اسمها نجمة....(1)

7 - حسين بن عبد الوهّاب : كان اسم أُمّه تُكتم(2) رضي اللّه عنها. وروي: أنّ اسمها أُمّ البنين.(3)

8 - أبو جعفر الطبريّ : قيل: إنّ اسم أُمّه سكن النوبيّة.

ويقال لها: الخيزران.

ويقال: صفراء، وتسمّي أروي، وأُمّ البنين.(4)

9 - أبو عليّ الطبرسيّ : أُمّه أُمّ ولد يقال لها: أُمّ البنين، وكان اسمها سكن النوبيّة.

ويقال: خيزران المريسيّة.

ويقال: شهدة، والأصحّ خيزران.(5)

10 - أبو عليّ الطبرسيّ : أُمّه أُمّ ولد يقال لها: أُمّ البنين، واسمهإ+?²0 نجمة، ويقال: سكن النوبيّة، ويقال: تُكتم.(6)

11 - الإربليّ : وأُمّه أُمّ ولد تسمّي الخيزران المرسيّة، وقيل: شقراء

ص:41


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 40/1، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 205.
2- في المصدر: يُكتم.
3- عيون المعجزات: 109 س 15.
4- دلائل الامامة: 359 س 4.
5- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 2.
6- إعلام الوري: 40/2 س 8. عنه كشف الغمّة: 311/2 س 19، والبحار: 3/49 ضمن ح 4.

النوبيّة، واسمها أروي، وشقراء لقبها.

وقال الحافظ عبد العزيز: وأُمّه أُمّ ولد اسمها أُمّ البنين.(1)

12 - كبار المحدّثين والمؤرّخين: أُمّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) الخيزران المربّية أُمّ ولد، ويقال: النوبيّة، وتسمّي أروي، أُمّ البنين - رضي اللّه عنها-.(2)

13 - ابن شهر آشوب : وأُمّه أُمّ ولد يقال لها: سكن النوبيّة.

ويقال: خيزران المرسيّة.

ويقال: نجمة، رواه ميثم.

ويقال: صقر، وتسمّي أروي أُمّ البنين، ولمّا ولدت الرضا، سمّاها الطاهرة.(3)

14 - العلويّ: أُمّ الرضا ( عليه السلام ) أُمّ ولد اسمها سلامة، بالتخفيف في اللام.(4)

15 - الشروانيّ : قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: أُمّه أُمّ ولد يقال لها: شكر نوبيّة.

ويقال لها: خيزران.(5)

16 - الأردبيلي : أمّه أمّ ولد يقال لها أمّ الأنس.(6)

17 - الصفديّ: أُمّه أُمّ ولد نوبيّة، أُمّها سكينة، تكنّي أُمّ البنين.

ص:42


1- كشف الغمّة: 259/2 س 17، و267 س 19، و284، س 15، بتفاوت، عنه البحار: 3/49 ضمن ح 2.
2- تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 123 س 5.
3- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 5. عنه البحار: 10/49 ضمن ح 21.
4- المجدي في أنساب الطالبيّين: 128 س 10.
5- مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 4.
6- جامع الرواة: 464/2.

أُمّه كانت سوداء.(1)

18 - ابن الصبّاغ: أمّا أُمّه فأُمّ ولد يقال لها: أُمّ البنين، واسمها أروي.

وقيل: شقراء النوبيّة وهو لقب لها.(2)

19 - ابن الجوزيّ: وأُمّه أُمّ ولد تسمّي الخيزران.(3)

الثاني - اشتراء أمّه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن أحمر(4)، قال: قال لي أبو الحسن الأوّل: هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا.

قال ( عليه السلام ) : بلي، قد قدم رجل فانطلق بنا، فركب وركبت معه حتّي انتهينا إلي الرجل، فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيق، فقلت له: أعرض علينا، فعرض علينا سبع(5) جوار كلّ ذلك يقول أبو الحسن ( عليه السلام ) : لاحاجة لي فيها.

ثمّ قال: أعرض علينا، فقال: ما عندي إلّا جارية مريضة.

فقال له ( عليه السلام ) : ما عليك أن تعرضها؟ فأبي عليه فانصرف، ثمّ أرسلني من الغد، فقال: قل له: كم كان غايتك فيها؟ فإذا قال كذا وكذا فقل: قد أخذتها.

ص:43


1- الوافي بالوفيات: 248/22 س 5، و251 س 14.
2- الفصول المهمّة: 244 س 15. نور الأبصار: 309 س 6، وافقه في الشطر الأوّل فقط.
3- تذكرة الخواصّ: 315 س 14.
4- في بعض المصادر: هشام بن أحمد، وهو هشام بن أحمر الكوفي الذي عدّه الشيخ في أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، رجال الشيخ: 330، رقم 20، و363، رقم 3.
5- في العيون: تسع.

فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أنقصها من كذا وكذا.

فقلت: قد أخذتها.

فقال: هي لك، ولكن أخبرني مَن الرجل الذي كان معك بالأمس؟

فقلت: رجل من بني هاشم.

قال: من أيّ بني هاشم؟

فقلت: ما عندي أكثر من هذا.

فقال: أُخبرك عن هذه الوصيفة(1)، أنّي اشتريتها من أقصي المغرب فلقيتني

امرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟

قلت: اشتريتها لنفسي.

فقالت: مايكون ينبغي أن تكون هذه عند مثلك، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلاتلبث عنده إلّا قليلاً حتّي تلد منه غلاماً مايولد بشرق الأرض ولاغربها مثله.

قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده إلّا قليلاً حتّي ولدت الرضا ( عليه السلام ) .(2)

ص:44


1- الوصيفة: الخادمة. المعجم الوسيط: 1037.
2- الكافي: 486/1 ح 1. عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 5/7 ح 2103، و والوافي: 815/3 ح 1421. عيون أخبار الرضا عليه السلام : 17/1 ح 4، بتفاوت في السند والمتن، وح 5، مثله. عنه حلية الأبرار: 337/4 ح 4، وإثبات الهداة: 234/3 ح 23، باختصار. إرشاد المفيد: 307 س 12. الخرائج والجرائح: 653/2 ح 6، مرسلاً. عنه مدينة المعاجز: 403/6 ح 2068. عنه وعن الإرشاد والعيون، البحار: 7/49 ح 11. المناقب لابن شهرآشوب: 362/4 س 8، مرسلاً عن هشام بن أحمد. الإختصاص للمفيد: 197 س 4، مثل مافي العيون. كشف الغمّة: 244/2 س 14، قطعة منه، و272 س 18. عنه البحار: 33/48 س 2. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 215 س 15، مثل ما في العيون. إعلام الوري: 32/2 س 10، مثله. عنه البحار: 9/48 س 3. روضة الواعظين: 259 س 7، كما في المناقب.

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا الصوليّ قال: حدّثني عون بن محمّد الكنديّ قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن ميثم يقول: وما رأيت أحداً قطّ أعرف بأُمور الأئمّة ( عليهم السلام ) : وأخبارهم ومناكحهم منه.

قال: اشترت حميدة المصفّاه وهي أُمّ أبي الحسن موسي بن جعفر، وكانت من أشراف العجم، جارية مولّدة واسمها تُكتم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفّاة، حتّي أنّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها.

فقالت لابنها موسي ( عليه السلام ) : يا بنيّ! إنّ تُكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ اللّه تعالي سيظهر(1) نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها

لك فاستوص خيراً بها، فلمّا ولدت له الرضا ( عليه السلام ) سمّاها الطاهرة.

قال: وكان الرضا ( عليه السلام ) يرتضع كثيراً، وكان تامّ الخلق فقالت: أعينوني بمرضع.(2)

فقيل لها: أنقص الدرّ؟

فقالت: ما أكذب واللّه، مانقص الدرّ، ولكن عليّ ورد من صلوتي وتسبيحي، وقد نقص منذ ولدت.(3)

ص:45


1- في البحار: سيطهّر.
2- في المدينة: بمرضعة.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 14/1 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 9/7 ح 2105، والبحار: 4/49 ح 7، والأنوار البهيّة: 210 س 8، أشار إلي مضمونه. كشف الغمّة: 311/2 س 21، قطعة منه. إعلام الوري: 40/2 س 10، قطعة منه. ينابيع المودّة: 166/3 س 5، بتفاوت واختصار. قطعة منه في (اسم أمّها)، (كثرة ارتضاعه عليه السلام في الطفولة).

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه )(1) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ (2)قال: حدّثني عليّ بن ميثم، عن أبيه قال: لمّا اشترت الحميدة - أُمّ موسي بن جع فر ( عليهماالسلام ) - أُمّ الرضا ( عليه السلام ) نجمة، ذكرت حميدة: أنّها رأت في المنام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول لها: يا حميدة! هبي نجمة لابنك موسي، فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له فلمّا ولدت له الرضا ( عليه السلام ) سمّاها الطاهرة.

وكانت لها أسماء: منها نجمة، وأروي، وسكن، وسمان، وتُكتم، وهو آخر أساميها. قال عليّ بن ميثم: سمعت أبي يقول: سمعت أُمّي تقول: كانت نجمة بكراً لمّا اشترتها حميدة.(3)

ص:46


1- في الاختصاص: عليّ بن أحمد بن عليّ الأنصاريّ.
2- في المصدر: تميم بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1/ 16 ح 3. عنه البحار: 7/49 ح 8، ومدينة المعاجز: 10/7 ح 2106، وإثبات الهداة: 233/3 ح 21، وحلية الأبرار: 336/4 ح 3، والأنوار البهيّة: 210 س 10، قطعة منه. الإختصاص: 196 س 16. إعلام الوري: 41/2 س 7، مختصراً. كشف الغمّة: 312/2 س 4، مختصراً. إثبات الهداة: 245/3 س 2، وإحقاق الحقّ: 350/12، س 9 و14، قطعة منه فيهما، عن كتاب مفتاح النجا في مناقب آل العبا، وكتاب تاريخ الإسلام والرجال. تحفة العالم: 38/2 س 12 باختصار. قطعة منه في (أسماء أمّه عليه السلام ).

4 - المحدّث القمّيّ : في الدرّ النظيم لجمال الدين يوسف بن حاتم العامليّ تلميذ المحقّق ، قال في ذكر الرضا ( عليه السلام ) : أُمّه أُمّ ولد يقال لها: تُكتم.

قال أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) لجماعة من أصحابه: واللّه ما اشتريت هذه الجارية إلّا بأمر اللّه ووحيه، فسئل عن ذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ( عليهماالسلام ) ، ومعهما شقّة حرير فنشراها، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية.

فقالا ( عليهماالسلام ) : يا موسي! ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثمّ أمراني إذا ولدته أُسمّيه عليّاً، وقالا [لي ]: إنّ اللّه عزّ وجلّ سيظهر به العدل والرأفة والرحمة، طوبي لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده.(1)

(ب) - أزواجه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة عناوين

الأوّل - تزويج أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي، قال: روي بكربن محمّد الأشعريّ:...إنّ أبا الحسن ( عليه السلام ) زوّج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم أبو الحسن الثاني،

ص:47


1- الأنوار البهيّة: 210 س 13. قطعة منه في (تسميته عليه السلام بأمر آبائه وأجداده) و(إنّ اللّه عزّوجلّ أظهر به العدل والرأفة والرحمة).

فكتب إلي عليّ بن يقطين: إنّي قد صيّرت مهورهنّ إليك...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجه

الثاني - تزويجه ( عليه السلام ) بابنة المأمون:

1 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده:...

وكان عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ورد علي المأمون وهو بخراسان سنة مائتين علي طريق البصرة وفارس مع رجاء بن أبي الضحّاك، وكان الرضا ( عليه السلام ) متزوّجاً بابنة المأمون...(2)

الثالث - عدد أزواجه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول:...وزوّجه ابنته [أي المأمون ] أمّ حبيب في أوّل سنة اثنتين ومائتين...(3)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وأُمّه [أي أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة نوبيّة.

وقيل أيضاً: إنّ اسمها كان خيزران.

ص:48


1- رجال الكشّيّ: 433 رقم 819.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 165/2 ح 28. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 765.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 149.

وروي: أنّها كانت من أهل بيت مارية أُمّ إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).

3 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال:

بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...وأمر بدفع ثلاثمائة دينار إلي رُحَيْم امرأة كانت له ...(2)

4 - أبو عليّ الطبرسيّ : وأُمّه [الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، ويقال:درّة، ثمّ سمّاها الرضا ( عليه السلام ) : خيزران، وكانت نوبيّة(3).

الرابع - أسماء أزواجه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وأُمّه [أي أبي جعفر ال ثاني ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة نوبيّة.

وقيل أيضاً: إنّ اسمها كان خيزران.

وروي: أنّها كانت من أهل بيت مارية أُمّ إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (4).

2 - الحضينيّ :...واسم أُمّه: [أي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ] خيزران المرسيّة.(5)

ص:49


1- الكافي: 1/ 492، س 9. عنه البحار: 50/ 1، س 16. يأتي الحديث أيضاً في رقم 78.
2- الإستبصار: 279/3 ح 992. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 676.
3- إعلام الوري: 2/ 91، س 11. يأتي الحديث أيضاً في رقم 83.
4- الكافي: 1/ 492، س 9. عنه البحار: 50/ 1، س 16. تقدّم الحديث أيضاً في (عدد أزواجه ( عليه السلام ) ).
5- الهداية الكبري: 295، س 10.

3 - الشيخ المفيد : وأُمّه [أي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، وكانت نوبيّة.(1)

4 - الشيخ الصدوق:...عبيد اللّه بن عبداللّه بن طاهر قال:...فلمّا وصل عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) إلي المأمون وهو بمرو، ولّاه العهد من بعده...وزوّجه ابنته أُمّ حبيب...(2)

5 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال:

بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...وأمر بدفع ثلاثمائة دينار إلي رُحَيْم امرأة كانت له ...(3)

6 - أبو جعفر الطبريّ : وأُمّه [أي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، تسمّي ريحانة، وتكنّي أُمّ الحسن.

ويقال: إنّ اسمها، سكينة.

ويقال لها: خيزران المريسيّة.(4)

7 - أبو عليّ الطبرسيّ : وكانت أُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، اسمها درّة.

فسمّاها الرضا ( عليه السلام ) خيزران، وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

ص:50


1- الإرشاد: 316. المستجاد من كتاب الإرشاد: 223.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 147/2 ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 751.
3- الإستبصار: 279/3 ح 992. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3 رقم 676.
4- دلائل الإمامة: 396، س 9.

ويقال: إنّ أُمّه نوبة، واسمها سبيكة.(1)

8 - أبو عليّ الطبرسيّ : وأُمّه [الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، ويقال:درّة، ثمّ سمّاها الرضا ( عليه السلام ) : خيزران، وكانت نوبيّة.(2)

9 - الإربليّ : وأُمّه (أي أمّ الجواد): أُمّ ولد، يقال لها: سكينة المرسيّة، وقيل: الخيزران.(3)

10 - الإربليّ : قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة : وأُمّه [الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سكينة المريسيّة.

وقيل: الخيزران.(4)

11 - الإربليّ : قال الحافظ عبد العزيز: أُمّه [الجواد ( عليه السلام ) ] ريحانة، وقيل: الخيزران.

وقال: أُمّه أُمّ ولد، يقال لها: خيزران. وكانت من أهل مارية القبطيّة.(5)

12 - الإربليّ : وقال ابن الخشاب: أُمّه أُمّ ولد، يقال لها: سكينة مريسيّة.

ويقال لها: خيزران(6) واللّه أعلم.(7)

ص:51


1- تاج المواليد، ضمن مجموعة نفيسة: 128، س 7 و 127، س 8، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ: 19/ 593، س 21.
2- إعلام الوري: 2/ 91، س 11. تقدّم الحديث أيضاً في (عدد أزواجه ( عليه السلام ) ).
3- كشف الغمّة: 2/ 343، س 11.
4- كشف الغمّة: 2/ 343، س 12.
5- كشف الغمّة: 2/ 345، س 8. عنه البحار: 50/ 11، س 9.
6- في المصدر: حريان وهو تصحيف.
7- كشف الغمّة: 2/ 362، س 14، نور الأبصار: 249، س 6.

13 - ابن شهر آشوب : وأُمّه [أي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، تدعي: درّة، وكانت مريسيّة ثمّ سمّاها الرضا ( عليه السلام ) : خيزران.

وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

ويقال: إنّها سبيكة، وكانت نوبيّة.

ويقال: ريحانة، وتكنّي: أُمّ الحسن.(1)

14 - ابن الفتّال النيسابوريّ : وأُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: الخيزران، وكانت من أهل مارية القبطيّة.

ويقال: اسمها سبيكة، وكانت نوبيّة.(2)

15 - حسين بن عبد الوهّاب : روي: أنّ اسم أُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] سبيكة، وأنّها كانت أفضل نساء أهل زمانها.(3)

16 - ابن عنبة الحسينيّ : أُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد.(4)

17 - ابن شهر آشوب : وزوّجه (أي المأمون) ابنته أُمّ حبيب في أوّل سنة اثنتين ومائتين.

وقيل: سنة ثلاث، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة.

وذكر ابن همّام: تسعة وأربعين سنة وستّة أشهر.

وقيل: وأربعة أشهر.(5)

ص:52


1- المناقب: 4/ 379، س 18. يأتي الحديث أيضاً في أحوال أزواجه ( عليه السلام ) .
2- روضة الواعظين: 267، س 25.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 5.
4- عمدة الطالب: 179، س 2. عنه البحار: 50/ 15، ح 20.
5- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 13. عنه البحار: 10/49 ح 21.

18 - المحدّث القمّيّ : أُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، وسمّاها الرضا ( عليه السلام ) : الخيزران.

وكانت نوبيّة، من أهل بيت مارية القبطيّة، أُمّ إبراهيم ابن الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة.(1)

19 - المسعوديّ: أحمد بن أبي نصر السكونيّ قال: لمّا اجتمع الناس للأملاك وخطب الرضا ( عليه السلام ) فقال: «الحمد للّه...» والتي تذكّر أم حبيبة أخت أميرالمؤمنين عبداللّه المأمون صلة الرحم، وأمشاج الشبيكة، وقد بذلت لها من الصداق خمسمائة درهم، تزوّجني ياأميرالمؤمنين؟

فقال المأمون: نعم، قد زوجتك.

فقال: قد قبلت ورضيت.(2)

20 - المسعوديّ: روي أنّه كان اسم أُمّ أبي جعفر ( عليه السلام ) ، سبيكة.

وأنّها كانت أفضل نساء زمانها.(3)

21 - ابن الصبّاغ: وأمّا أُمّه [أي الجواد] أُمّ ولد، يقال لها: سكينة النوبيّة. وقيل: المريسيّة.(4)

22 - البغداديّ: أُمّ محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) سكينة، مربّية، أُمّ ولد، ويقال:

ص:53


1- الأنوار البهيّة: 249، س 6. يأتي الحديث أيضاً في أحوال أزواجه ( عليه السلام ) .
2- إثبات الوصيّة: 212 س 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 780.
3- إثبات الوصيّة: 216، س 20.
4- الفصول المهمّة: 266، س 7.

خورنال.(1)

23 - ابن خلّكان: كان المأمون قد زوّجه [أي أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] ابنته أُمّ حبيب في سنة اثنتين ومائتين.(2)

الخامس - أحوال أزواجه ( عليه السلام ) :

1 - ابن شهر آشوب : وأُمّه [أي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، تدعي: درّة، وكانت مريسيّة ثمّ سمّاها الرضا ( عليه السلام ) : خيزران.

وكانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

ويقال: إنّها سبيكة، وكانت نوبيّة.

ويقال: ريحانة، وتكنّي: أُمّ الحسن.(3)

2 - المحدّث القمّيّ : أُمّه [أي الجواد ( عليه السلام ) ] أُمّ ولد، يقال لها: سبيكة، وسمّاها الرضا ( عليه السلام ) : الخيزران.

وكانت نوبيّة، من أهل بيت مارية القبطيّة، أُمّ إبراهيم ابن الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة.(4)

ص:54


1- تاريخ الأئمّة عليهم السلام ضمن مجموعة نفيسة: 25، س 8.
2- وفيات الأعيان: 269/3 س 15. الوافي بالوفيات: 248/22 س 12. الصواعق المحرقة: 204 س 21، وفيه: أنكحه ابنته.
3- المناقب: 4/ 379، س 18. تقدّم الحديث أيضاً في رقم 88.
4- الأنوار البهيّة: 249، س 6. تقدّم الحديث أيضاً في رقم 93.

(ج) - أولاده ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه أمران

الأوّل - أسماء أولاده ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد بن عيسي القمّيّ قال:...فقال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) ابتداءً منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

2 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال:...وكان للرضا ( عليه السلام ) من الولد محمّد الإمام ( عليه السلام ) ، وكان يقول له الرضا ( عليه السلام ) : الصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين.(2)

3 - الشيخ المفيد : ومضي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، ولم يترك ولداً

ص:55


1- رجال الكشّيّ: 596، ح 1115. عنه البحار: 67/50، ح 45. الثاقب في المناقب: 513، ح 438. بصائر الدرجات: 257، الجزء الخامس ح 9، مرسلاً عن أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ القمّيّ، باختصار وتفاوت. عنه البحار: 273/49 ح 21، ومدينة المعاجز: 316/7، ح 3350. الكافي: 320/1، ح 3، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبيه محمّد بن عيسي قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام ... قطعة منه وبتفاوت. عنه الوافي: 375/2، ح 850، وحلية الأبرار: 604/5 ح 3، وإثبات الهداة: 322/3، س 11. الاختصاص: 87، س 8، باختصار. عنه البحار: 279/49، ح 34. قطعة منه في (مدح أبي يحيي «زكريّا بن آدم»).
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 451.

نعلمه إلّا ابنه الإمام بعده، أبا جعفر محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) (1).

4 - الراونديّ : إنّ محمّد بن إبراهيم الجعفريّ، روي عن حكيمة بنت الرضا ( عليه السلام ) ، قالت:...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

5 - الإربليّ : وأمّا أولاده فكانوا ستّة، خسمة ذكور وبنت واحدة، وأسماء أولاده: محمّد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسن وعائشة.

وقال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه اللّه تعالي في كتابه:

له من الولد خمسة رجال وابنة واحدة هم محمّد الامام، وأبو محمّد الحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسین وعائشة.

وقال ابن الخشّاب : ولد له خمس بنين وابنة واحدة.

أسماء بنيه: محمّد الإمام أبو جعفر الثاني، أبو محمّد الحسن، وجعفر، وإبراهيم،

ص:56


1- الإرشاد: 316، س 11. عنه البحار: 309/49، س 11، و أعيان الشيعة: 2/ 13، س 21. المستجاد من الإرشاد: 219، س 4. العدد القويّة في كتاب الدرّ «للحلّيّ رحمة الله »: 294، ح 22. إعلام الوري: 2/ 86، س 14، بتفاوت في الألفاظ. عنه أعيان الشيعة: 2/ 13، س 24 والبحار: 49/ 222، ح 12. كشف الغمّة: 282/2، س 11، و333، س 2. المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 367، س 18، بتفاوت في الألفاظ. عنه أعيان الشيعة: 2/ 13، س 23. عمدة الطالب: 179، س 2، بتفاوت في الألفاظ. دلائل الامامة: 359 س 12، بتفاوت في الألفاظ.
2- الخرائج والجرائح: 1/ 372، ح 2. عنه البحار: 50/ 69، ح 47. كشف الغمّه: 2/ 365، س 16.

والحسن(1)، وعائشة فقط.(2)

6 - عليّ بن يوسف الحلّيّ : كان له [أي للرضا ( عليه السلام ) ]: ولدان، أحدهما محمّد، والآخر موسي، لم يترك غيرهما.

في كتاب الدرّ: مضي الرضا ( عليه السلام ) ، ولم يترك ولداً إلّا أبا جعفر محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) وكان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهر.(3)

7 - كبار المحدّثين والمؤرّخين: ولد لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : محمّد ( عليه السلام ) ، وموسي.(4)

8 - العلّامة المجلسيّ : كتاب المسلسلات:...عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...(5)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - الگنجيّ الشافعيّ: ولم يذكر له ولد سوي الإمام بعده.(6)

10 - ابن حجر الهيتميّ: توفّي ( عليه السلام ) وعمره خمس وخمسون سنة عن خمسة ذكور وبنت، أجلّهم محمّد الجواد، لكنّه لم تطل حياته.(7)

ص:57


1- في الفصول المهمّة: الحسين.
2- كشف الغمّة: 267/2 س 3، و284 س 17. عنه البحار: 221/49 ح 11. نور الأبصار: 325، س 7. أعيان الشيعة: 2/ 13، س 15. الفصول المهمّة: 264، س 10.
3- العدد القويّة: 294، ح 22 و 23. عنه البحار: 49/ 222، ضمن ح 13.
4- تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 109، س 2.
5- البحار: 65/ 76، ح 136، نقلاً عن كتاب المسلسلات.
6- كفاية الطالب: 457، س 17.
7- الصواعق المحرقة: 205 س 28.

11 - فخر الرازيّ: أبو الحسن عليّ الرضا ( عليه السلام ) وله من الأبناء: خمسة وبنت واحدة.

أمّا البنون: فأبو جعفر محمّد التقيّ الإمام ( عليه السلام ) والحسن، وعليّ قبره بمرو، والحسين وموسي، والبنت هي فاطمة ( عليها السلام ) .(1)

12 - القندوزيّ الحنفيّ: أولاده [أي الرضا ( عليه السلام ) ] خمسة وبنت واحدة، أجلّهم وأكملهم محمّد التقيّ الجواد ( عليه السلام ) .

وولده محمّد الجواد ( عليه السلام ) ، وموسي، وفاطمة، وأعقب محمّد.(2)

13 - الجزريّ الشافعيّ: حدّثنا بكر بن أحمد القصريّ، حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسي الرضا.(3)

14 - الشيخ الصدوق :...أبو الحسن بكر بن محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسي بن مالك الأشجّ العصريّ، قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن مو سي ( عليهماالسلام ) ، قالت: سمعت أبي عليّاً يحدّث عن أبيه ( عليهماالسلام ) ...(4)

ص:58


1- الشجرة المباركة: 77، س 13.
2- ينابيع المودّة: 3/ 124، س 4، و 169، س 1.
3- أسني المطالب: 50 س 8.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 2/ 70، ح 327، و 71، ح 328. يأتي الحديث بتمامه في ف 9 رقم 3070.
الثاني - أحوال أولاده ( عليه السلام ) :
اشاره:

وفيه أربعة عناوين :

بشارته بولادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - الحميريّ : حدّثني إبراهيم بن أبي إسرائيل قال: قال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : أنا رأيت في المنام فقيل(1) لي: لا يولد لك ولد حتّي تجوز

الأربعين، فإذا جزت الأربعين ولد لك مَن حائلة اللون خفيفة الثمن.(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن ابن قياما الواسطيّ - وكان من الواقفة - قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فقلت له: يكون إمامان؟

قال: لا، إلّا وأحدهما (3)صامت.

فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت - ولم يكن ولد له أبو جعفر ( عليه السلام ) بعد -.

فقال لي: واللّه!(4) ليجعلنّ اللّه منّي مايثبت به الحقّ وأهله، ويمحق به الباطل

وأهله.

فولد له بعد سنة أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فقيل لابن قياما: ألا تقنعك هذه الآية؟

فقال: أما واللّه! إنّها لآية عظيمة، ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام )

ص:59


1- في المصدر:فقال، والصحيح ما أثبتناه من البحار.
2- قرب الإسناد: 393 ح 1376. عنه البحار: 45/49 ضمن ح 40.
3- في الإرشاد: إلاّ أن يكون أحدهما.
4- في الإرشاد: بلي، واللّه.

في ابنه؟!.(1)

- كيفيّة ولادته وتكلّمه عند ولادته ( عليه السلام ) :

1 - أبو جعفر الطبريّ :...حكيمة بنت أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، قالت: كتبت لمّا علقت أُمّ أبي جعفر ( عليه السلام ) به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ: أنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه.

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد للّه، وصلّي اللّه علي محمّد وعلي الأئمّة الراشدين.(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن يحيي الصنعانيّ (3)قال: دخلت علي أبي الحسن

الرضا ( عليه السلام ) وهو بمكّة، وهو يقشّر موزاً، ويطعمه أباجعفر ( عليه السلام ) .

فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك.

ص:60


1- الكافي: 354/1، ح 11، و321، ح 7، باختصار. عنه مدينة المعاجز: 37/7، ح 2135، و275، ح 2316، وحلية الأبرار: 606/4، ح 7، والوافي: 176/2، ح 627، و375، ح 851، والبحار: 68/49، ح 89، وإثبات الهداة: 247/3 ح 4، و323، ح 11، مرسلاً وباختصار. إرشاد المفيد: 318 س 15. عنه البحار: 22/50 ح 12، وكشف الغمّة: 352/2 س 3، مرسلاً. الخرائج والجرائح: 899/2، س 2، أشار إلي مضمونه. الصراط المستقيم: 167/2 س 4.
2- دلائل الإمامة: 383، ح 341. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2462.
3- في إرشاد المفيد: أبي يحيي الصنعانيّ.

قال: نعم، يا يحيي! هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه.(1)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمّد القاسانيّ جميعاً، عن زكريّا بن يحيي بن النعمان الصيرفيّ، قال: سمعت عليّ بن جعفر، يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين، فقال: واللّه! لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

فقال له الحسن: إي واللّه! جعلت فداك! لقد بغي عليه إخوته.

فقال عليّ بن جعفر: إي واللّه! ونحن عمومته بغينا عليه.

فقال له الحسن: جعلت فداك! كيف صنعتم، فإنّي لم أحضركم؟

قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون.

ص:61


1- الكافي: 360/6 ح 3. عنه البحار: 35/50 ح 24، ووسائل الشيعة: 174/25 ح 31566. الكافي: 321/1، ح 9، عن أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن أبي يحيي الصنعانيّ... ، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 323/3، ح 13، وحلية الأبرار: 607/4، ح 9، والوافي: 376/2، ح 854. الكافي: 360/6، ح 1، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن يحيي بن موسي الصنعانيّ، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 174/25، ح 31567. إرشاد المفيد : 318، س 25، بتفاوت. إعلام الوري: 95/2، س 12، بتفاوت. عنه وعن الإرشاد، البحار: 23/50، ح 14. كشف الغمّة: 352/2، س 18، مرسلاً عن أبي يحيي الصنعانيّ، بتفاوت. إثبات الوصيّة: 218، س 22، مرسلاً، عن عليّ بن أسباط، عن نجم الصنعانيّ، بتفاوت. المحاسن: 555، ح 96، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو، عن يحيي بن موسي الصنعانيّ، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: 174/25 ح 31567، والبحار: 187/63 ح 3. الصراط المستقيم: 167/2، س 11، بتفاوت. الأنوار البهيّة: 252، س 2. قطعة منه في (الاهتمام بطعام ابنه).

فقال لهم الرضا ( عليه السلام ) : هو ابني.

قالوا: فإنّ رسول اللَّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد قضي بالقافة(1)، فبيننا وبينك القافة.

قال: ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم.

فلمّا جاءوا، أقعدونا في البستان، واصطفّ عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا ( عليه السلام ) ، وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها، ووضعوا علي عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان، كأنّك تعمل فيه.

ثمّ جاءوا بأبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

فقالوا: ليس له هاهنا أب، ولكن هذا عمّ أبيه، وهذا عمّ أبيه، وهذا عمّه، وهذه عمّته، وإن يكن له هاهنا أبٌ فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه وقدميه واحدة. مّا رجع أبو الحسن ( عليه السلام ) ، قالوا: هذا أبوه!

قال عليّ بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه.

فبكي الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قال: يا عمّ! ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم، وَيلَهم لعن اللّه الأُعيبس وذرّيّته، صاحب الفتنة، ويقتلهم سنين وشهوراً وأيّاماً، يسومهم خسفاً، ويسقيهم كأساً مصبّرة. وهو الطريد الشريد الموتور، بأبيه وجدّه صاحب الغيبة. يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك؟!

أفيكون هذا يا عمّ! إلّا منّي؟

ص:62


1- القافة، جمع القائف: الذي يتتبّع الآثار ويعرفها، ويعرف شَبَه الرجل بأخيه وأبيه: لسان العرب: 293/9.

فقلت: صدقت، جعلت فداك!.(1)

4 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن الجهم قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) جالساً، فدعا بابنه وهو صغير، فأجلسه في حجري وقال لي: جرّده وانزع قميصه. فنزعته فقال لي: اُنظر بين كتفيه.

قال: فنظرت فإذاً في إحدي كتفيه شبه الخاتم داخل في اللحم.

ثمّ قال لي: أتري هذا؟ مثله في هذا الموضع(2)في كشف الغمّة: في أبي.(3) كان من أبي ( عليه السلام ) .(4)

ص:63


1- الكافي: 322/1، ح 14. عنه حلية الأبرار: 31/4 ح 1، و مدينة المعاجز: 7/ 261، ح 2311، والوافي: 379/2، ح 864، والبحار: 310/63، ح 7. إرشاد المفيد: 317، س 8، أورده مختصراً. عنه كشف الغمّة: 351/2، س 8، والمستجاد من كتاب الارشاد: 224، س 9، ووسائل الشيعة: 219/25، ح 31733، قطعة منه. إعلام الوري: 92/2، س 9، قطعة منه. عنه وعن الإرشاد، البحار: 21/5، ح 7. قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم ).
2- في الكافي: كان مثله في هذا الموضع
3- من أبي.
4- الإرشاد: 318 س 20. عنه كشف الغمّة: 352/2 س 14، مرسلاً، والبحار: 120/25 ح 3. الكافي: 321/1 ح 8. عنه الوافي: 376/2 ح 855، ومدينة المعاجز: 294/7 ح 2333، وإثبات الهداة: 323/3 ح 12، وحلية الأبرار: 606/4 ح 8. إعلام الوري: 95/2 س 6. عنه وعن الإرشاد، البحار: 23/50 ح 13. إثبات الوصيّة: 218 س 18. وفيه: روي عن موسي بن القاسم، عن محمّد بن عليّ بن جعفر، باختصار. الخرائج والجرائح: 900/2 س 2، قطعة منه. الصراط المستقيم: 167/2 س 8. المستجاد من كتاب الإرشاد: 225، س 14.

5 - ابن شهر آشوب : حكيمة بنت أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أُمّ أبي جعفر ( عليه السلام ) ، دعاني الرضا ( عليه السلام ) .

فقال لي: يا حكيمة! أحضري ولادتها! وادخلي وإيّاها والقابلة بيتاً!

ووضع لنا مصباحاً، وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفي ء المصباح وبين يديها طست، فاغتممت بطفي ء المصباح فبينا نحن كذلك إذ بدر أبوجعفر ( عليه السلام ) في الطست، وإذا عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّي أضاء البيت فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري، ونزعت عنه ذلك الغشاء.

فجاء الرضا ( عليه السلام ) ففتح الباب، وقد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد، وقال لي: يا حكيمة! ألزمي مهده.

قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلي السماء ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه.(1)

فقمت ذعرةً فزعةً، فأتيت أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت له: لقد سمعت من هذإآ4ژظ الصبيّ عجباً؟ فقال: وما ذاك؟(2)

فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر(3)،.(4)

ص:64


1- في الثاقب: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.»
2- في الثاقب: «وما الذي رأيت؟»
3- في الثاقب: «ما ترين من عجائبه أكثر.»
4- المناقب: 394/4، س 4. عنه البحار: 316/48، س 1 و10/50، ح 10. الأنوار البهيّة: 250 س 13. حلية الأبرار: 524/4 ح 3. الثاقب في المناقب: 504 ح 432، عن عليّ بن عبيدة. عنه مدينة المعاجز: 260/7، ح 2310. قطعة منه في (عجائبه عليه السلام حين ولادته).
- مجيئه إلي خراسان لزيارة أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - السيّد محسن الأمين : قال أبو الحسن البيهقيّ عليّ بن أبي القاسم زيد بن محمّد، في تاريخ بيهق:...إنّ محمّد بن عليّ بن موسي الرضا[ ( عليهم السلام ) : ] الذي يلقّب التقيّ، عبر البحر من طريق طبس(1) مسينان(2) لأنّ طريق قومس (3)لم يكن مسلوكاً في ذلك الوقت، وهذا الطريق صار مسلوكاً من عهد قريب.

فجاء من ناحية بيهق(4)، ونزل في قرية شِشْتَمَد(5)، وذهب من هناك إلي زيارة أبيه عليّ بن موسي الرضا سنة 202 ه'....

فإن صحّ ما ذكر البيهقيّ فيكون قد عاد من خراسان إلي المدينة، ثمّ منها إلي بغداد باستدعاء المأمون، واللّه أعلم!.(6)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

- أحوال ابنه إبراهيم:

1 - العلاّمة المجلسيّ : في قوچان مشهد عظيم يعرف بسلطان إبراهيم بن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، ومن عجيب ما يوجد في ذلك المشهد من الآثار بعض الأوراق من كلام اللّه المجيد هي بخطّ باي سُنقُر بن شاه رخ بن أمير

ص:65


1- طبس: قصبة ناحية بين نيسابور وإصبهان تسمّي قُهستان. مراصد الاطّلاع: 879/2.
2- مسينان: من قري قهستان.
3- قومس: كورة واسعة، بها مدن وقري مزارع في ذيل جبل طبرستان، قصبتها دامغان. مراصد الاطّلاع: 1134/3.
4- بيهق: ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور. مراصد الاطّلاع: 247/1.
5- ششتمد: ناحية من نواحي سبزوار. لغت نامه دهخدا: 12584/9.
6- أعيان الشيعة: 2/ 33، س 34.

تيمور الگوركانيّ.

يقال: إنّ السلطان نادر شاه الأفشاريّ جاء بها من سمرقند إلي هذا المشهد، وطول الصفحة في ذراعين ونصف، وعرضها في ذراع وعشرة عقود، وطول السطر في ذراع، وعرضه خمسة عقود، والفاصل ما بين السطرين ربع ذراع بقلم غليظ في عرض ثلاث أصابع.(1)

(د) - إخوته وأخواته وأعمامه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - أسماء إخوته وأخواته ( عليه السلام ) :

1 - الحضينيّ : وكان له [أي لموسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ] من الولد عليّ الرضا الإمام صلوات اللّه عليه، وزيد النار، وإبراهيم، وعقيل، ومروان، وإسماعيل، وعبد اللّه، ومحمّد، وأحمد، وجعفر، والحسن، ويحيي، والعبّاس، وحمزة، وعبد الرحمن، والقاسم.

وكان له من البنات: أُمّ فروة، وأُمّ أبيها، ومحمودة، وأمامة، وميمونة، وعليّة، وفاطمة، وأُمّ كلثوم، وآمنة، وزينب، وأُمّ عبد اللّه، وأُمّ القاسم، وحليمة، وأسماء، وصرخة.(2)

2 - الشيخ المفيد : وكان لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأُنثي، منهم:

ص:66


1- البحار: 320/48، س 3.
2- الهداية الكبري: 263 س 12.

1 - عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، 2 - إبراهيم، 3 - العبّاس، 4 - القاسم، لأُمّهات أولاد.

5 - إسماعيل، 6 - جعفر، 7 - هارون، 8 - الحسن، لأُمّ ولد.

9 - أحمد، 10 - محمّد، 11 - حمزة، لأُمّ ولد.

12 - عبد اللّه، 13 - إسحاق، 14 - عبيد اللّه، 15 - زيد، 16 - الحسن، 17 - الفضل، 18 - الحسين، 19 - سليمان، لأُمّهات أولاد.

20 - فاطمة الكبري، 21 - فاطمة الصغري، 22 - رقيّة، 23 - حكيمة، 24 - أُمّ أبيها، 25 - رقيّة الصغري، 26 - أُمّ جعفر، 27 - لبابة، 28 - زينب، 29 - خديجة، 30 - عليّة، 31 - آمنة، 32 - حسنة، 33 - بُريهة، 34 - عائشة، 35 - أُمّ سلمة، 36 - ميمونة، 37 - أُمّ كلثوم، لأُمّهات أولاد.(1)

3 - العلّامة المجلسيّ : كتاب المسلسلات:...عن بكر بن أحنف قال:

ص:67


1- الارشاد: 302، س 16. عنه البحار: 283/48، ح 1، بتفاوت يسير، وأعيان الشيعة: 5/2، س 16. المناقب لابن شهرآشوب: 324/4، س 7، بتفاوت يسير. عنه البحار: 288/48، ح 4، وأعيان الشيعة: 6/2، س 6. إعلام الوري: 36/2، س 3. كشف الغمّة: 216/2، س 8، و217، س 1، عن الجنابذيّ، و236، س 9، و237، س 20، بتفاوت. عنه البحار: 288/48، ح 5، وأعيان الشيعة: 5/2، س 24. تاريخ الأهل البيت عليهم السلام 106، س 2، بتفاوت يسير. تاريخ الأئمّة عليهم السلام ، ضمن مجموعة نفيسة: 20، س 4، بتفاوت يسير. تاج المواليد، ضمن مجموعة نفيسة: 123، س 8. دلائل الإمامة: 309، س 3، بتفاوت. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 241، 22. عنه نور الأبصار: 307، س 16. تحفة العالم: 23/2، س 1، بتفاوت يسير. عنه البحار: 303/48، س 30، (في ملحقاته).

حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قالت: حدّثتني فاطمة وزينب، وأُمّ كلثوم بنات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) :...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - أحوال إخوته وأخواته ( عليه السلام ) :
اشاره:

وفيه خمسة موضوعات :

- إبراهيم بن موسي ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ المفيد : كان إبراهيم بن موسي شجاعاً كريماً، وتقلّد الإمرة علي اليمن في أيّام المأمون من قبل محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة، ومضي إليها ففتحها وأقام بها مدّة إلي أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، فأخذ له الأمان من المأمون.

ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) فضل ومنقبة مشهورة.(2)

- الحسين بن موسي:

1 - الحميريّ : وقال أحمد بن محمّد بن عيسي، قال أحمد بن محمّد بن

ص:68


1- البحار: 65/ 76، ح 136، نقلاً عن كتاب المسلسلات.
2- الإرشاد: 303، س 19. عنه البحار: 287/48، س 19. كشف الغمّة: 237/2، س 4. إعلام الوري: 36/2، س 17. تحفة العالم: 23/2، س 10. عنه البحار: 303/48، س 11، (في ملحقاته). الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 242، س 12.

أبي نصر: كنت عند الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وكان كثيراً ما يقول: استخرج منه الكلام - يعني أبا جعفر ( عليه السلام ) -، فقلت له يوماً: أيّ عمومتك أبرّ بك؟

قال: الحسين.

فقال أبوه صلّي اللّه عليه: صدق واللّه! هو واللّه! أبرّهم به، وأخيرهم له. -صلّي اللّه عليهما جميعاً- .(1)

- زيد بن موسي:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد النحويّ قال: حدّثني ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا جي ء بزيد بن موسي أخي الرضا ( عليه السلام ) إلي المأمون وقد خرج بالبصرة وأحرق دور العبّاسيّين، وذلك في سنة تسع وتسعين ومائة، فسمّي زيد النار.

قال له المأمون: يا زيد! خرجت بالبصرة وتركت أن تبدأ بدور أعدائنا من بني أُميّة، وثقيف وعديّ وبأهله وآل زياد، وقصدت دور بني عمّك؟

قال وكان مزّاحاً: أخطأت يا أمير المؤمنين! من كلّ جهة، وإن عدت بدأت بأعدائنا، فضحك المأمون وبعث به إلي أخيه الرضا ( عليه السلام ) وقال: قد وهبت جرمه لك، فلمّا جاؤا به، عنفه(2) وخلّي سبيله، وحلف أن لايكلّمه أبداً ما عاش.(3)

ص:69


1- قرب الإسناد: 378، ح 1334. عنه البحار: 49/ 219، ح 5.
2- عَنُفَ به: لامه وعيّره. المعجم الوسيط: 631.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 232/2 ح 2. عنه البحار: 216/49 ح 1. عمدة الطالب: 202 س 2. قطعة منه في (معاشرته عليه السلام مع أخيه زيد).

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا أبو الفيض صالح بن أحمد قال: حدّثنا سهل بن زياد قال: حدّثنا صالح بن أبي حمّاد قال: حدّثنا الحسن بن موسي بن عليّ الوشّاء البغداديّ قال: كنت بخراسان مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلسه وزيد بن موسي حاضر، قد أقبل علي جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبو الحسن ( عليه السلام ) مقبل علي قوم يحدّثهم، فسمع مقالة زيد، فالتفت إليه، فقال: يا زيد! أغرّك قول ناقلي (1)الكوفة: إنّ فاطمة ( عليها السلام )

أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار.

فواللّه! ما ذاك إلّا للحسن والحسين وولد بطنها خاصّة، فإمّا أن يكون موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يطيع اللّه ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت، ثمّ تجيئان يوم القيامة سواء؟ لأنت أعزّ علي اللّه عزّ وجلّ منه.

إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب.

قال الحسن الوشّاء: ثمّ التفت إليّ فقال لي: يا حسن! كيف تقرؤون هذه الآية: ( قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ )(2) ؟

فقلت: من الناس من يقرأ: إنّه عملٌ غيرُ صالح.

ومنهم من يقرأ: إنّه عمِلَ غيرَ صالح.

فمن قرأ إنّه عملٌ غيرُ صالح فقد نفاه عن أبيه.

فقال ( عليه السلام ) : كلّا! لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصي اللّه عزّ وجلّ نفاه عن أبيه، كذا من

ص:70


1- في المعاني: بقّالي الكوفة.
2- هود: 46/11.

كان منّا لم يطع اللّه عزّ وجلّ فليس منّا، وأنت إذا أطعت اللّه عزّ وجلّ فأنت منّا أهل البيت.(1)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، ومحمّد بن موسي المتوكّل، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني ياسر: أنّه خرج زيد بن موسي أخو أبي الحسن ( عليه السلام ) بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمّي زيد النار، فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلي المأمون، فقال المأمون: اذهبوا به إلي أبي الحسن.

قال ياسر: فلمّا أدخل إليه، قال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا زيد! أغرّك قول سفلة أهل الكوفة: إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار؟ ذلك للحسن والحسين خاصّة، إن كنت تري أنّك تعصي اللّه عزّ وجلّ وتدخل الجنّة، وموسي بن جعفر ( عليه السلام ) أطاع اللّه ودخل الجنّة، فأنت إذاً أكرم علي اللّه عزّ وجلّ من موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، واللّه ما ينال أحد ما عند اللّه عزّ وجلّ إلّا بطاعته، وزعمت أنّك تناله بمعصيته، فبئس ما زعمت.

فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك.

فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أنت أخي ما أطعت اللّه عزّ وجلّ، إنّ نوحاً ( عليه السلام ) قال:

ص:71


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 232/2 ح 1. عنه البحار: 320/11 ح 24 قطعة منه، و218/49 ح 3، ونور الثقلين: 369/2 ح 141. معاني الأخبار: 105 ح 1 بتفاوت في السند. عنه البحار: 230/43 ح 2. عنه وعن العيون، البحار: 221/93 ح 14. الصواعق المحرقة: 182 س 11، ما نقله المؤلّف هنا مأخوذ من هذا الحديث والذي قبله. قطعة منه في (سورة هود: 46/11) و(ما رواه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام ) و(تحريم النار علي ذرّيّة فاطمة عليهاالسلام ).

( رَبِ ّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَكِمِينَ ) فقال اللّه عزّ وجلّ: ( قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ )(1) فأخرجه اللّه عزّ وجلّ من أن يكون من أهله

بمعصيته.(2)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الخير عليّ بن أحمد النسّابة، عن مشايخه: أنّ زيد بن موسي كان ينادم المستنصر، وكان في لسانه فضل، وكان زيديّاً، وكان زيد هذا ينزل بغداد علي نهر كرخايا وهو الذي كان بالكوفة أيّام أبي السرايا فولّاه، فلمّا قتل أبو السرايا تفرّق الطالبيّون، فتواري بعضهم ببغداد وبعضهم بالكوفة، وصار بعضهم إلي المدينة.

وكان ممّن تواري زيد بن موسي هذا، فطلبه الحسن بن سهل حتّي دلّ عليه، فأتي به فحبسه، ثمّ أحضره علي أن يضرب عنقه، وجرّد السيّاف السيف ليضرب عنقه وكان حضر هناك الحجّاج بن خثيمة(3)، فقال: أيّها الأمير! إن رأيت أن لاتعجل وتدعوني إليك، فإنّ عندي نصيحة، ففعل وأمسك السيّاف، فلمّا دني منه، قال: أيّها الأمير! أتاك بما تريد أن تفعله أمر من أمير المؤمنين؟

قال: لا. قال: فعلامَ تقتل ابن عمّ أمير المؤمنين من غير إذنه وأمره واستطلاع رأيه فيه!؟

ثمّ حدّثه بحديث أبي عبد اللّه ابن أفطس، وأنّ الرشيد حبسه عند جعفر بن

ص:72


1- هود: 46/11.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 234/2 ح 4. عنه البحار: 321/11 ح 28 قطعة منه، و231/43 ح 6، و217/49 ح 2 قطعة منه، و223/93 ح 18، ونور الثقلين: 370/2 ح 142. كشف الغمّة: 310/2 س 19 بتفاوت كثير. قطعة منه في (تحريم النار علي ذرّيّة فاطمة عليهاالسلام ) و(سورة هود: 46/11).
3- في البحار: خيثمة.

يحيي، فأقدم عليه جعفر، فقتله من غير أمره، وبعث برأسه إليه في طبق مع هدايا النيروز.

وأنّ الرشيد لمّا أمر مسرور الكبير بقتل جعفر بن يحيي، قال له: إذا سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به، فقل له: إنّما أقتلك بابن عمّي ابن الأفطس الذي قتلته من غير أمري.

ثمّ قال الحجّاج بن خثيمة للحسن بن سهل: أفتأمن أيّها الأمير! حادثة تحدث بينك وبين أمير المؤمنين وقد قتلت هذا الرجل، فيحتجّ عليك بمثل مااحتجّ به الرشيد علي جعفر بن يحيي؟

فقال الحسن للحجّاج: جزاك اللّه خيراً.

ثمّ أمر برفع زيد وأن يردّ إلي محبسه، فلم يزل محبوساً إلي أن ظهر(1) أمر إبراهيم بن المهتدي فخيّر(2) أهل بغداد بالحسن بن سهل، فأخرجوه عنها، فلم يزل

محبوساً حتّي حمل إلي المأمون، فبعث به إلي أخيه الرضا ( عليه السلام ) فأطلقه.

وعاش زيد بن موسي إلي آخر خلافة المتوكّل ومات بسرّ من رأي.(3)

5 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا حُمل زيد بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) إلي المأمون، وقد كان خرج بالبصرة، وأحرق دور ولد العبّاس، وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، وقال له: ياأباالحسن! لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل، ولولا مكانك منّي لقتلته، فليس ما أتاه بصغير.

ص:73


1- في البحار: أظهر.
2- في البحار: فجسر.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 233/2 ح 3. عنه البحار: 216/49 ضمن ح 1.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا أميرالمؤمنين! لا تَقِسْ أخي زيداً إلي زيد بن عليّ، فإنّه كان من علماء آل محمّد، غضب للّه عزّوجلّ، فجاهد أعداءه حتّي قتل في سبيله...(1)

6 - ابن شهرآشوب : دخل زيد بن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) علي المأمون، فأكرمه وعنده الرضا ( عليه السلام ) ، فسلّم زيد عليه فلم يجبه، فقال: أنا ابن أبيك ولاتردّ عليّ سلامي؟

فقال ( عليه السلام ) : أنت أخي ما أطعت اللّه، فإذا عصيت اللّه فلاإخاء بيني وبينك.(2)

7 - الذهبي: بلغنا أنّ زيد بن موسي خرج بالبصرة علي المأمون وفتك بأهلها، فبعث إليه المأمون أخاه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يردّه عن ذلك، فسار إليه فيما قيل وحجّه وقال له: ويلك يا زيد! فعلت بالمسلمين ما فعلت، وتزعم أنّك ابن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، واللّه! لأشدّ الناس عليك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ينبغي لمن أخذ برسول اللّه أن يعطي به.

فبلغ كلامه المأمون فبكي وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت النبوّة.(3)

- عبد اللّه بن موسي:

1 - أبو جعفر الطبريّ : حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه، قال:

ص:74


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 248/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2385.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 361/4 س 16. عنه البحار: 221/49 ح 10. يأتي الحديث أيضاً في (التبرّيّ ممّا فعل أخوه زيد).
3- تاريخ الإسلام: 271/14، ضمن رقم 281. وفيات الأعيان: 271/3 ضمن رقم 423، بتفاوت يسير. الوافي بالوفيات: 250/22 ضمن رقم 181، بتفاوت يسير. قطعة منه في (معاشرته مع أخيه زيد).

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستانيّ، قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ، قال: روي محمّد بن المحموديّ، عن أبيه، قال: كنت واقفاً علي رأس الرضا ( عليه السلام ) بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حَدَث حَدَثٌ فإلي من؟

قال: إلي ابني أبي جعفر.

قال: فإن استُصغِرَ سِنُّه؟

فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه بعث عيسي بن مريم قائماً بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر علي شريعته.

فلمّا مضي الرضا ( عليه السلام ) ، وذلك في سنة إثنتين ومائتين، وسنّ أبي جع فر ( عليه السلام ) ستّ سنين وشهور(1)، واختلف الناس في جميع الأمصار، واجتمع الريّان بن الصلت، وصفوان بن يحيي، ومحمّد بن حكيم، وعبد الرحمن بن الحجّاج، ويونس بن عبد الرحمن، وجماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمن بن الحجّاج، في بركة زلزل(2)، يبكون ويتوجّعون من المصيبة.

فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلي أن يكبر هذا الصبيّ؟ -يعني أباجعفر ( عليه السلام ) - وكان له ستّ سنين وشهور. ثمّ قال: أنا ومن مثلي!

فقام إليه الريّان بن الصلت، فوضع يده في حلقه، ولم يزل يلطم وجهه ويضرب رأسه، ثمّ قال له: يا ابن الفاعلة! إن كان أمر من اللَّه جلّ وعلا، فابن يومين مثل ابن مائة سنة، وإن لم يكن من عند اللَّه فلو عمّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة ( عليهم السلام ) : أو ببعضه، أو هذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه؟

ص:75


1- في إثبات الوصيّة: نحو سبع سنين.
2- في إثبات الوصيّة: زلول. وأمّا بِركة زَلزَل ببغداد بين الكرخ والسراة، معجم البلدان: 402/1.

وأقبلت العصابة علي يونس تعذله.

وقرب الحجّ، واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً، وخرجوا إلي المدينة، وأتوا دارأبي عبد اللَّه ( عليه السلام ) فدخلوها، وبسط لهم بساط أحمر، وخرج إليهم عبد اللَّه بن موسي، فجلس في صدرالمجلس، وقام منادٍ فنادي: هذا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فمن أراد السؤال فليسأل.

فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لإمرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

قال: طلّقت ثلاث دون الجوزاء.

فورد علي الشيعة ما زاد في غمّهم وحزنهم.

ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتي بهيمة؟

قال: تقطع يده، ويجلد مائة جلدة، وينفي.

فضجّ الناس بالبكاء.

وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس، وخرج موفّق.

ثمّ خرج أبو جعفر ( عليه السلام ) ، وعليه قميصان، وإزار، وعمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام، والأُخري من خلف ونعل بقبالين، فجلس وأمسك الناس كلّهم، ثمّ قام إليه صاحب المسألة الأُولي، فقال: يا ابن رسول اللّه! ماتقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟»

فقال له: يا هذا! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك وتعالي: ( الطَّلَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكُ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَنٍ ) (1)في الثالثة.

ص:76


1- البقرة: 229/2.

قال: فإنّ عمّك أفتاني. بكيت وكيت !!

فقال له: يا عمّ! اتّق اللّه، ولاتفت وفي الأُمّة من هو أعلم منك.

فقال إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل أتي بهيمة؟»

فقال: يعزّر ويحمي ظهر البهيمة، وتخرج من البلد، لايبقي علي الرجل عارها.

فقال: إنّ عمّك أفتاني. بكيت وكيت.

فالتفت وقال بأعلي صوته: لا إله إلّا اللّه، يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غداً بين يدي اللّه، فيقول لك: لِمَ أفتيت عبادي بما لاتعلم، وفي الأُمّة من هو أعلم منك؟!»

فقال له عبد اللّه بن موسي: رأيت أخي الرضا ( عليه السلام ) وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما سئل الرضا ( عليه السلام ) عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، وجلده للزنا، ونفيه للمثلة. ففرح القوم.(1)

ص:77


1- دلائل الإمامة: 388، ح 343. عنه مدينة المعاجز: 7/ 285، ح 2328 و حلية الأبرار: 4/ 549. إثبات الوصيّة: 220، س 8، مرسلاً عن المحمودي بتغيير آخر لم نذكره. عنه مستدرك الوسائل: 18/ 136، ح 22309 و 190، ح 22473. الإرشاد: 319، س 3. قطعة منه. عنه كشف الغمّة: 353/2، س 3. الاختصاص: 102، س 4، عنه البحار: 50/ 85، ح 1، ووسائل الشيعة: 28/ 280، ح 34759، باختصار، والأنوار البهيّة: 259، س 12. الكافي: 323/1، ح 13، و384، ح 6، قطعة منه. عنه نور الثقلين: 334/3، ح 168، وحلية الأبرار: 544/4، ح 3، و609، ح 13، و610، ح 15، والوافي: 378/2، ح 860، والبحار: 256/14، ح 53، ومدينة المعاجز: 277/7، ح 2319، وإثبات الهداة: 323/3، ح 5، بتغيير. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 265، س 20، وفيه: «الجيرانيّ» بدل «الخيرانيّ» وبتفاوت في المتن. عنه إحقاق الحقّ: 419/12، س 5. إعلام الوري: 94/2، س 9، قطعة منه. عنه وعن الإرشاد، البحار: 23/50، ح 15. روضة الواعظين: 261، س 8، قطعة منه. عيون المعجزات: 122، س 1، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 7/ 288 ح 2329، والبحار: 99/50 ح 12، وحلية الأبرار: 4/ 546 ح 8، والأنوار البهيّة: 260 س 10. قطعة منه في (النصّ عليه عن أبيه الرضا عليهماالسلام ) و(حكم من نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها) و(تاريخ شهادته عليه السلام ) و(بعثة عيسي عليه السلام ).
- أخته حكيمة:

1 - أبو جعفر الطبريّ :...صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) قالت: كتبت لمّا علقت أُمّ أبي جعفر ( عليه السلام ) به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ: أنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام...(1)

الثالث - أحوال أعمامه :
اشاره:

وفيه موضوعان :

- عمّه محمّد بن جعفر:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمير بن يزيد قال: كنت عند

ص:78


1- دلائل الإمامة: 383، ح 341. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2462.

أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) فقال: إنّي جعلت علي نفسي، أن لا يظلّني وإيّاه سقف بيت.

فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبرّ والصلة، ويقول هذا لعمّه، فنظر إليّ فقال: هذا من البرّ والصلة، إنّه متي يأتيني ويدخل عليّ، فيقول فيّ يصدّقه الناس، وإذا لم يدخل عليّ، ولم أدخل عليه، لم يقبل قوله إذا قال.(1)

2 - الشيخ الصدوق :...إسحاق بن موسي قال: لمّا خرج عمّي محمّد بن جعفر بمكّة ودعا إلي نفسه، ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة، ودخل عليه الرضا ( عليه السلام ) وأنا معه فقال له:

يا عمّ! لاتكذّب أباك ولاأخاك، فإنّ هذا أمر لايتمّ.

ثمّ خرج وخرجت معه إلي المدينة، فلم يلبث إلّا قليلاً حتّي أتي الجلوديّ فلقيه فهزمه، ثمّ استأمن إليه، فلبس السواد وصعد المنبر، فخلع نفسه وقال: إنّ هذا الأمر للمأمون، وليس لي فيه حقّ...(2)

3 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل، اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخلنا طوس وقد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أيّاماً، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين، فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض

ص:79


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 204/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 50/7 ح 2151، والبحار: 246/47 ح 4، و30/49 ح 3، و219 ح 6، وإثبات الهداة: 262/3 ح 39. بصائر الدرجات: الجزء الخامس 256 ح 7، بتفاوت. عنه البحار: 160/48 ح 5. الخرائج والجرائح: 736/2 ح 49، بتفاوت. قطعة منه في (معاشرته عليه السلام مع عمّه محمّد بن جعفر) و(إخباره عليه السلام عمّا في الضمير).
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 207/2 ح 8. يأتي الحديث بتمامه في رقم 426.

فيه...أُغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه، حافيات حاسرات، ووقعت الوحية بطوس وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب علي رأسه... وكان محمّد بن جعفر بن محمّد، استأمن إلي المأمون، وجاء إلي خراسان، وكان عمّ أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال المأمون: ياأباجعفر! اخرج إلي النساء وأعلمهم، أنّ أباالحسن لايخرج اليوم وكره أن يخرجه فتقع الفتنة فخرج محمّد بن جعفر إلي الناس فقال: أيّها الناس! تفرّقوا فإنّ أباالحسن ( عليه السلام ) لايخرج اليوم...(1)

- عمّه عليّ بن جعفر:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه بن نصير، قال حدّثنا الحسين بن موسي الخشّاب، عن عليّ بن أسباط وغيره، عن عليّ بن جعفر بن محمّد، قال: قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن؟

قلت: قد مات. قال: وما يدريك بذاك؟

قلت: اقتسمت أمواله وأُنكحت نساؤه (2)ونطق الناطق من بعده.

قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: ابنه عليّ.

قال: فما فعل؟ قلت له: مات.

قال: وما يدريك أنّه مات؟ قلت: قسّمت أمواله ونكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.

قال: ومن الناطق من بعده؟ قلت: أبو جعفر ابنه.

ص:80


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 241/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 782.
2- في البحار: قسمت أمواله ونكحت نساؤه.

قال: فقال له: أنت في سنّك وقدرك وابن جعفر بن محمّد تقول هذا القول في هذا الغلام!

قال: قلت: ما أراك إلّا شيطاناً.

قال: ثمّ أخذ بلحيته فرفعها إلي السماء. ثمّ قال: فما حيلتي إن كان اللّه رآه أهلاً لهذا، ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلاً.(1)

ص:81


1- رجال الكشّيّ: 429، ح 803. عنه البحار: 47/ 263، ح 31، ومدينة المعاجز: 282/7، ح 17. مسائل عليّ بن جعفر: 324، ح 809.

ص:82

الفصل الخامس: سنّه ومدّة إمامته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه أربعة موضوعات

(أ) - مدّة عمره مع أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - الحضينيّ : أقام [أبو الحسن عليّ الرضا] مع أبيه ( عليهماالسلام ) تسعاً وعشرين سنة وستّة أشهر.(1)

2 - أبو عليّ الطبرسيّ : كان ( عليه السلام ) مع أبيه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خمساً وثلاثين سنة.(2)

3 - الإربليّ : وكانت مدّة بقائه مع أبيه موسي ( عليه السلام ) أربعاً وعشرين سنة وأشهراً.(3)

ص:83


1- الهداية الكبري: 279 س 1. دلائل الإمامة: 347 س 6. تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 83 س 2. العدد القويّة: 276 س 14. عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7. ينابيع المودّة: 166/3 س 2. المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 16. عنه البحار: 11/49 ضمن ح 21. مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 7.
2- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 6.
3- كشف الغمّة: 267/2 س 8. وفي 284 س 14، خمساً وعشرين سنة إلّا شهرين.

4 - المسعوديّ: أقام مع أبيه ( عليه السلام ) ثلاثين سنة.(1)

(ب) - سنّه حين إمامته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وقام ( عليه السلام ) بالأمر وله تسع وعشرون سنة وشهران...(2)

2 - ابن شهر آشوب : وقام [أبو الحسن عليّ الرضا] ( عليه السلام ) بالأمر وله تسع وعشرون سنة وشهران.(3)

(ج) - مدّة إمامته ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن سنان، قال:...عاش بعد موسي بن جعفر عشرين سنة إلّا شهرين أو ثلاثة.(4)

2 - الحضينيّ : وأقام بعد أبيه عشرين سنة إلّا شهراً.

(5)

3 - الشيخ المفيد : فكانت مدّة إمامته وقيامه بعد أبيه ( عليهماالسلام ) في خلافته عشرين سنة.(6)

ص:84


1- إثبات الوصيّة: 215، س 18.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.
3- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 16. عنه البحار: 11/49 ضمن ح 21. ينابيع المودّة: 166/3، س 4.
4- الكافي: 491/1 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في رقم 145.
5- الهداية الكبري: 279 س 1.
6- الإرشاد: 304 س 11. عنه البحار: 292/49 ضمن ح 1. كشف الغمّة: 270/2 س 6. إعلام الوري: 41/2 س 16. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 4. الفصول المهمّة: 264 س 4. المستجاد من كتاب الإرشاد: 211 س 8. تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 10. روضة الواعظين: 260 س 1. المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 17. عنه البحار: 11/49 ضمن ح 21.

4 - حسين بن عبد الوهّاب : أقام بعد أبيه ( عليهماالسلام ) بالإمامة تسع عشرة سنة.(1)

5 - الإربليّ : وبقاؤه بعد أبيه خمساً وعشرين سنة.(2)

6 - العلاّمة الحلّيّ : أقام بعد أبيه اثنين وعشرين سنة إلّا شهراً، وقيل: عشرين سنة.(3)

7 - القندوزي: أيّام إمامته عشرين سنة وأربعة أشهر.(4)

(د) - سنّه ( عليه السلام ) عند قبوله ولاية العهد:

1 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده...ومبلغ سنّ الرضإثب عشْ ( عليه السلام ) تسع وأربعون سنة وستّة أشهر...(5)

ص:85


1- عيون المعجزات: 120 س 20. إثبات الوصيّة: 215، س 18.
2- كشف الغمّة: 267/2 س 8.
3- العدد القويّة: 276 س 14. عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7. مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 7.
4- ينابيع المودّة: 166/3 س 3.
5- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 165/2 ح 28. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 765.

ص:86

الفصل السادس - شهادته ومبلغ سنّه ومدفنه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة أمور

(أ) - الإخبار بشهادته ( عليه السلام )

اشاره:وفيه أربعة عناوين
الأوّل - الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) في لوح فاطمة ( عليها السلام ) :

1 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ :...عن عبد اللّه بن سنان الأسديّ، عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: ...، فقال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي سيّدتي فاطمة ( عليها السلام ) ، لأهنّيها بولدها الحسين ( عليه السلام ) ، فإذاً بيدها لوح أخضر....

فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ وجلّ علي أبي، وقال لي [أبي ]: احفظيه. فقرأت فإذا فيه اسم أبي، وبعلي، واسم ابنيّ، والأوصياء من بعد ولدي الحسين... وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر ...(1)

ص:87


1- تأويل الآيات الظاهرة: 210، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 رقم 207.
الثاني - الإخبار بشهادته عن الصادق ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...حمزة بن حمران قال: قال أبو عبداللّه ( عليه السلام ) : يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها: طوس...

وفي حديث آخر قال: قال الصادق ( عليه السلام ) : يقتل لهذا (وأومي ء بيده إلي موسي ( عليه السلام ) ) ولد بطوس...(1)

الثالث - الإخبار بشهادته عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محبوب، عن إبراهيم بن هاشم، عن سليمان بن حفص المروزيّ، قال: سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ ابني عليّ مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون إلي (2)

جنب هارون بطوس، من زاره كمن (3)زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .(4)

الرابع - تاريخ شهادته ومبلغ سنّه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وقبض [أبو الحسن الرضا( عليه السلام ) ]

ص:88


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 259/2 ح 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 516.
2- ليس في المصدر «يقول»، وقد أتي بها صاحب إثبات الهداة.
3- في إثبات الهداة: كان كمن.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 260/2 ح 23، عنه إثبات الهداة: 184/3 ح 35. قطعة منه في (كيفيّة شهادته) و(ثواب زيارته) و(مدفنه).

في صفر من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة.(1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سعد بن عبد اللّه وعبد اللّه بن جعفر جميعاً عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، قال: قبض عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر في عام اثنين ومائتين، عاش بعد موسي بن جعفر عشرين سنة إلّا شهرين أو ثلاثة.(2)

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وقبض [أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ] في صفر من سنة ثلاث ومائتين.(3)

ص:89


1- الكافي: 486/1 س 10. عنه الوافي: 824/3 س 6، والبحار: 292/49 ح 2. تهذيب الأحكام: 83/6، س 15. المقنعة: 479 س 6. الفصول المهمّة: 264 س 2. كفاية الطالب: 457 س 18. إرشاد المفيد: 304 س 9. عنه البحار: 292/49 ح 1. العدد القويّة: 275 رقم 8. المستجاد من كتاب الارشاد: 211 س 6. نور الأبصار: 325 س 4، وزاد فيه بأنّه في آخر صفر. الأنوار البهيّة: 240 س 12، كسابقه. الكامل في التاريخ: 193/5، س 12، كسابقه.
2- الكافي: 491/1 ح 11. عنه البحار: 292/49 ح 3، والوافي: 824/3 ح 1433. قطعة منه في (مدّة إمامته عليه السلام ).
3- الكافي: 486/1 س 10. عنه الوافي: 824/3 س 6، والبحار: 292/49 ح 2. تهذيب الأحكام: 83/6، س 15. المقنعة: 479 س 6. الفصول المهمّة: 264 س 2. كفاية الطالب: 457 س 18. إرشاد المفيد: 304 س 9. عنه البحار: 292/49 ح 1. العدد القويّة: 275 رقم 8. المستجاد من كتاب الارشاد: 211 س 6. نور الأبصار: 325 س 4، وزاد فيه بأنّه في آخر صفر. الأنوار البهيّة: 240 س 12، كسابقه. الكامل في التاريخ: 193/5، س 12، كسابقه.

4 - الحضينيّ : مضي عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : وله تسع وأربعون سنة وأشهر، في عام ثلاث ومائتين من الهجرة.(1)

5 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وقد تمّ عمره تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر، منها مع أبيه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) تسعاً وعشرين سنة وشهرين...(2)

6 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وتوفّي بطوس...وذلك في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة، سنة ثلاث ومائتين...(3)

7 - كبار المحدّثين والمؤرّخين: قال الفريابيّ: قال نصر بن عليّ: مضي

ص:90


1- الهداية الكبري: 279 س 1.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.

أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) وله تسع وأربعون سنة وأشهر، في عام مائتين واثنتين من الهجرة، [ولد] بعد أن مضي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) بخمس سنين.(1)

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: كانت البيعة للرضا ( عليه السلام ) لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدي ومائتين، وزوّجه ابنته أمّ حبيب في أوّل سنة اثنتين ومائتين، وتوفّي سنة ثلاث ومائتين بطوس، والمأمون متوجّه إلي العراق في رجب.

وروي لي غيره: أنّ الرضا ( عليه السلام ) توفّي وله تسع وأربعون سنة وستّة أشهر، والصحيح أنّه ( عليه السلام ) توفّي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلاث ومائتين من هجرة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .(2)

9 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وتوفّي بطوس... وقد تمّ عمره تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر...(3)

10 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده:...واحتال المأمون علي عليّ بن

ص:91


1- تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 83 س 2.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 2. عنه البحار: 221/49 ح 9، قطعة منه، و303 ح 11. كشف الغمّة: 332/2 س 14، قطعة منه. عنه البحار: 128/49 ح 1، قطعة منه. إعلام الوري: 85/2 س 20، قطعة منه. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 260 س 14. وافق الصفدي في الوافي بالوفيات: 248/22 س 6،مع الصدوق في القولين الأخيرين. قطعة منه في (أزواجه) و(تأريخ البيعة بولاية العهد).
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.

موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حتّي سمّ في علّة كانت أصابته فمات، وأمر بدفنه بسناباذ من طوس بجنب قبر هارون الرشيد، وذلك في صفر سنة ثلاث ومائتين...(1)

11 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده:...واحتال المأمون علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حتّي سمّ في علّة كانت أصابته فمات...وكان ابن اثنتين وخمسين سنة.

وقيل: ابن خمس وخمسين (سنة)...(2)

12 - الشيخ المفيد : في اليوم الثالث والعشرين منه [أي ذي القعدة] كانت وفاة سيّدنا أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) بطوس من أرض خراسان سنة ثلاث ومائتين من الهجرة.(3)

13 - ابن الفتّال النيسابوريّ : كان وفاته ( عليه السلام ) في يوم الجمعة في شهر رمضان، سنة ثلاث ومائتين، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة.(4)

14 - أبو جعفر الطبريّ :...محمّد بن المحموديّ، عن أبيه، قال:...مضي

ص:92


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 165/2 ح 28. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 765.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 165/2 ح 28. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 765.
3- مسارّ الشيعة ضمن مجموعة نفيسة: 52 س 9. العدد القويّة: 275 رقم 7، من غير ذكر سنة وفاته عليه السلام . عنه البحار: 293/49 ح 7، و198/95، س 10. الأنوار البهيّة: 244، س 7، عن المجلسي عن صاحب كتاب العدد القويّة.
4- روضة الواعظين: 259 س 24. عنه البحار: 293/49 ح 5.

الرضا ( عليه السلام ) ، وذلك في سنة اثنتين ومائتين...(1)

15 - أبو عليّ الطبرسيّ : عاش الرضا ( عليه السلام ) خمساً وخمسين سنة.(2)

وقد روي: أنّ عمره كان تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر. والأشهر هو الأوّل.

وقال في موضع آخر: كان وفاة الرضا ( عليه السلام ) يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من صفر سنة ثلاث ومائتين من الهجرة، ويقال: توفّي في شهر رمضان والأوّل هو الأصحّ.(3)

16 - أبو عليّ الطبرسيّ : قبض بطوس من خراسان في قرية يقال لها: سناباذ، في آخر صفر.(4)

وقيل: إنّه توفّي في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومائتين، وله يومئذ خمس وخمسون سنة.(5)

17 - العلاّمة الحلّيّ : وفي كتاب المناقب: يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنتين ومائتين، وقيل: سنة ثلاث.

وفي الدرّ: (كانت وفاة الرضا ( عليه السلام ) ) يوم الجمعة غرّة رمضان سنة اثنتين ومائتين. كذا في كتاب الذخيرة.

وقيل: يوم الاثنين رابع عشر صفر سنة اثنتين ومائتين بالسمّ في العنب في زمن المأمون بطوس.(6)

ص:93


1- دلائل الإمامة: 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 129.
2- كذا ورد في الصواعق المحرقة: 204 س 28، ومناقب أهل البيت عليهم السلام : 285 س 2.
3- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 5، و8، و126، س 10.
4- كذا ورد في العدد القويّة: 276 رقم 12.
5- إعلام الوري: 41/2 س 12. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 4. كشف الغمّة: 312/2 س 10.
6- العدد القويّة: 276 رقم 10، و11، وضمن رقم 12. عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7.

18 - الإربليّ : وأمّا عمره فإنّه مات في سنة مائتين وثلاث(1)،

وقيل: مائتين وسنتين من الهجرة في خلافة المأمون، فيكون عمره تسعاً وأربعين سنة.(2)

قال ابن الخشّاب: وبهذا الإسناد عن محمد بن سنان: توفّي [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] وله تسع وأربعون سنة وأشهر في سنة مأتي سنة وستّة من الهجرة، فكان عمره تسعاً وأربعين سنة وأشهراً.(3)

19 - الكفعميّ : وفي سابع عشره [أي صفر] توفّي ال رضا ( عليه السلام ) .(4)

20 - الشروانيّ : قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: مات بطوس في حياة المأمون سنة اثنتين ومائتين، ومات وهو ابن تسع وأربعين سنة وستّة أشهر(5)،(6).

21 - المسعوديّ: ومضي صلّي اللّه عليه في سنة اثنين ومائتين من الهجرة في آخر ذي الحجّة.

وروي أنّه مضي في صفر، والخبر الأوّل أصحّ. ومضي وسنّه تسع وأربعون سنة وشهور.(7)

22 - السمعانيّ: مات عليّ بن موسي الرضا بطوس، وذلك في يوم

ص:94


1- كذا ورد في الكامل في التاريخ: 193/5 س 12.
2- كشف الغمّة: 267/2 س 5 و7. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 3.
3- كشف الغمّة: 284/2 س 12. عنه البحار: 8/49 ح 12.
4- المصباح الكفعمي: 676 س 7. عنه البحار: 293/49 ح 4، بتفاوت.
5- في عيون المعجزات: تسع وأربعون سنة وشهور.
6- مناقب أهل البيت عليهم السلام : 279 س 6، 8. العدد القويّة: 276 س 2، قطعة منه عن كتاب مواليد الأئمّة عليهم السلام . عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7. عيون المعجزات: 120 س 18 و21.
7- إثبات الوصيّة: 215 س 15 و17 و19.

السبت آخر يوم، سنة ثلاث ومائتين.(1)

23 - ابن خلّكان: توفّي في آخر يوم من صفر، سنة اثنتين ومائتين.

وقيل: بل، توفّي خامس ذي الحجّة.

وقيل: ثالث عشر ذي القعدة، سنة ثلاث ومائتين بمدينة طوس.(2)

24 - القندوزيّ الحنفيّ: في تاريخ اليافعيّ: توفّي رضي اللّه عنه خامس ذي الحجّة سنة ثلاث ومائتين ببلدة طوس.(3)

25 - الذهبيّ: مات في صفر سنة ثلاث ومائتين، عن خمسين سنة بطوس.(4)

26 - ابن حجر العسقلانيّ: قيل: إنّه مات في حدود سنة ثلاث ومائتين. قال خليفة بن خيّاط والحسن بن عليّ بن بحر: مات في آخر صفر سنة ثلاث(5).

قال آدم بن أبي أياس، ونصر بن عليّ الجهضميّ، ومحمّد بن رافع القشيريّ وغيرهم: استشهد عليّ بن موسي بسند آباد من طوس،...(6)بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين، وهو ابن تسعة وأربعون سنة وستّة أشهر.

ص:95


1- الأنساب: 74/3 س 5. كتاب الثقات: 456/8 س 17. ينابيع المودّة: 168/3 س 16، عن السمعانيّ باختصار.
2- وفيات الأعيان:270/3 س 11. عنه مناقب أهل البيت عليهم السلام : 280 س 5.
3- ينابيع المودّة: 168/3 س 18.
4- تاريخ الإسلام: 272/14 س 19.
5- كذا في المصدر.
6- بياض في المصدر.

ثمّ حكي من طريق أخري: إنّه مات في صفر.(1)

27 - ابن الجوزي: ولمّا فصل المأمون عن مرو طالباً بغداد، ووصل إلي سرخس وثب قوم علي الفضل بن سهل في الحمّام فقتلوه، ومرض عليّ بن موسي، فلمّا وصل المأمون إلي طوس، توفّي عليّ بن موسي بطوس في سنة ثلاث ومائتين.(2)

28 - ابن الجوزي: قيل: إنّه [أي الرضا ( عليه السلام ) ]...له خمس وخمسون سنة، وقيل: تسع وأربعون.(3)

(ب) - قاتله وكيفيّة شهادته ( عليه السلام )

1 - الحضينيّ :...محمّد بن موسي النوفليّ، قال: رأيت سيّدي أباجعفر ( عليه السلام ) مطرقاً، فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن العمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي المأمون علي اللّه وعلي دمائنا، بالأمس قتل الرضا ( عليه السلام ) ، والآن يريد قتلي...(4)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الخزّاز القمّيّ :...سلمان الفارسيّ ( رضي الله عنه ) قال: خطبنا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال:...الأوصياء والخلفاء بعدي أئمّة أبرار...أوّلهم عليّ بن أبي طالب...الكاظم سميّ موسي بن عمران، والذي يقتل بأرض الغربة ابنه عليّ...(5)

ص:96


1- تهذيب التهذيب: 339/7 س 1، وس 8.
2- تذكرة الخواصّ: 318 س 12.
3- تذكرة الخواصّ: 318 س 12. الأنوار البهيّة: 235 س 5، قطعة منه.
4- الهداية الكبري: 304 س 18.
5- كفاية الأثر: 40، س 5. يأتي الحديث بتمامه في رقم 216.

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ:...عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة...فقال جابر:أُشهد باللّه! أنّي دخلت علي أُمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...، ورأيت في يديها لوحاً أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالي إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فيه اسم أبي، و...قال جابر: فأُشهد باللّه! أنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوباً:... عليّ [الرضا]...يقتله عفريت مستكبر...(1)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصولي قال: حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه ومحمّد بن موسي بن نصر الرازي، عن أبيه والحسين بن عمر الأخباري، عن عليّ بن الحسين كاتب بقاء الكبير في آخرين: أنّ الرضا ( عليه السلام ) حمّ فعزم علي الفصد(2)، فركب المأمون وقد كان قال لغلام له: فُتّ(3) هذا بيدك، لشي ء أخرجه بَرْنِيّة(4)، ففتّه في صينيّة(5)، ثمّ قال: كن معي ولاتغسل يدك، وركب إلي ال رضا( عليه السلام ) فجلس حتّي فصد بين يديه.

وقال عبيد اللّه: بل أخّر فصده، وقال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك

ص:97


1- الكافي: 527/1، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 297.
2- فَصَدَ العِرقَ: شقّه. ويقال: فصد المريض: أخرج مقداراً من دم وريده بقصد العلاج. المعجم الوسيط:690.
3- الفتّ: الشقّ في الصخرة. المعجم الوسيط:671.
4- البَرنِيّة: واحدة البرنيّ، إناء واسع الفم من خزف أو زجاج ثخين. المعجم الوسيط:52.
5- الصينيّة: ماعون من الخزف الصينيّ أو نحوه، يقدّم عليه أواني الطعام أو الشراب. المعجم الوسيط: 531.

الرمّان، وكان الرمّان في شجرة في بستان دار الرضا ( عليه السلام ) فقطف منه، ثمّ قال: اجلس ففتّه، ففتّ منه في جام وأمر بغسله، ثمّ قال للرضا ( عليه السلام ) : مصّ منه شيئاً.

فقال: حتّي يخرج أمير المؤمنين؟

فقال: لا واللّه! إلّا بحضرتي، ولولا خوفي أن يرطّب معدتي لمصصته معك، فمصّ منه ملاعق وخرج المأمون، فما صلّيت العصر حتّي قام الرضا ( عليه السلام ) خمسين مجلساً، فوجّه إليه المأمون وقال: قد علمت أنّ هذه آفة وفُتار(1) للفصد الذي في يدك، وزاد الأمر في الليل، فأصبح ( عليه السلام ) ميّتاً، فكان آخر ما تكلّم به: ( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَي مَ ضَاجِعِهِمْ ) ( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ) (2)وبكّر المأمون من الغد فأمر بغسله وتكفينه ومشي خلف جنازته حافياً حاسراً يقول: يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك، وغلب القدر تقديري فيك، وشقّ لحد الرشيد فدفنه معه، فقال: نرجو أنّ اللّه تبارك وتعالي ينفعه بقربه.(3)

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، قال: حدّثنا عِمران بن موسي، عن الحسن بن عليّ بن النُعْمان، عن محمّد بن فضيل، عن غَزوان الضبّيّ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلماً، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم ابن عمران موسي ( عليه السلام ) ، ألا فمن زاره في غربته غفر اللّه تعالي ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ولو

ص:98


1- الفَتَر: الضعف. المعجم الوسيط: 672.
2- الأحزاب: 38/33.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 240/2 ح 1. عنه البحار: 305/49 ح 14، والأنوار البهيّة: 234 س 13، قطعة منه، و236 س 8، قطعة منه. قطعة منه في (سورة الأحزاب: 38/33) و(آخر ما تكلّم به من القرآن).

كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار.(1)

6 - الشيخ الصدوق : الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قتله المأمون بالسمّ.(2)

7 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان...فرفع إلي المأمون: أنّ رجلاً من الصوفيّة سرق، فأمر بإحضاره...، فغضب المأمون غضباً شديداً ثمّ قال للصوفيّ: واللّه لأقطّعنّك!

فقال الصوفيّ: أتقطعني وأنت عبد لي؟

فقال المأمون: ويلك! ومن أين صرت عبداً لك؟

قال: لأنّ أُمّك اشتريت من مال المسلمين، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب

ص:99


1- الأمالي للصدوق: 104، ح 5. عنه مدينة المعاجز: 39/3، ح 703. وعنه وعن العيون، البحار: 34/99، ح 11. من لا يحضره الفقيه: 349/2، ح 1605. عنه وعن الأمالي والعيون، وسائل الشيعة: 554/14، ح 19806، وإثبات الهداة: 408/2، ح 19. عيون الأخبار الرضا عليه السلام : 258/2، ح 17. عنه البحار: 286/49، ح 11. جامع الأخبار: 30، س 1. روضة الواعظين: 258، س 3. قطعة منه في (فضل زيارته) و(اسمه).
2- اعتقادات الصدوق ضمن المصنّفات للشيخ المفيد: 98 س 10. عنه البحار: 214/27 ضمن ح 17. المنتخب للطريحي: 3 س 20. تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 126 س 7 و13. مقاتل الطالبيّين: 499 س 1. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 341 س 14. تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 126 س 13.

حتّي يعتقوك...فالتفت المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: ما تري في أمره؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَلِغَةُ ) وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها علي جهله كما يعلّمها العالم بعلمه...فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفيّ، واحتجب عن الناس واشتغل بالرضا ( عليه السلام ) حتّي سمّه فقتله...(1)

8 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الإنصراف فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!

قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!

فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.

فقال لي: اسمع وعِه يا هرثمة!...وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك...(2)

9 - الشيخ الصدوق :...إسحاق بن حمّاد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر، ويجمع المخالفين لأهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ويكلّمهم في إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وتفضيله علي جميع الصحابة تقرّباً إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

ص:100


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 237/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 792.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 451.

وكان الرضا ( عليه السلام ) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: ولاتغترّوا منه بقوله، فمايقتلني واللّه! غيره، ولكنّه لابدّ لي من الصبر حتّي يبلغ الكتاب أجله.(1)

10 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه...قال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! غداً أدخل علي هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم! أُكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطّي الرأس فلا تكلّمني.

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أَجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتّبعه حتّي دخل المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب، وأَطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.

فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وقبّل مابين عينيه، وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنباً أحسن من هذا!

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة.

فقال له: كُل منه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : تعفيني منه.

فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشي ء.

فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبّات ثمّ رمي

ص:101


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 184/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 791.

به وقام، فقال المأمون: إلي أين؟

فقال: إلي حيث وجّهتني...(1)

11 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...فكان متي ما ظهر للمأمون من الرضا ( عليه السلام ) فضل، وعلم وحسن تدبير، حسده علي ذلك، وحقد عليه، حتّي ضاق صدره، فغدر به، وقتله بالسمّ، ومضي إلي رضوان اللّه تعالي وكرامته.(2)

12 - الشيخ الصدوق :...سليمان بن حفص المروزيّ، قال: سمعت أباالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ ابني عليّ مقتول بالسمّ ظلماً...(3)

13 - الشيخ الصدوق :...عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أب ي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلوا بك فاسئلك عنها؟

قال له جابر: في أيّ الأوقات شئت فخلا به أبي ( عليه السلام ) فقال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة بنت رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟...قال: فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ وجلّ إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابنيّ، وأسماء الأوصياء من ولدي...وعليّ [الرضا] وليّي وناصري...يقتله عفريت

ص:102


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 455.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 260/2 ح 23. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 143.

مستكبر...(1)

14 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الإنصراف فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!

قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!

فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.

فقال لي: اسمع وعِه يا هرثمة!...وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك...(2)

15 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه...قال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! غداً أدخل علي هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم! أُكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطّي الرأس فلا تكلّمني.

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر،

ص:103


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 41/1، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 298.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 451.

فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أَجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتّبعه حتّي دخل المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب، وأَطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.

فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وقبّل مابين عينيه، وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنباً أحسن من هذا!

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة.

فقال له: كُل منه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : تعفيني منه.

فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشي ء.

فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبّات ثمّ رمي به وقام، فقال المأمون: إلي أين؟

فقال: إلي حيث وجّهتني...(1)

16 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً...(2)

17 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...ألاوإنّي مقتول بالسمّ ظلماً...(3)

ص:104


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ج 1 رقم 455.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 226/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 450.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 254/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 452.

18 - الشيخ الصدوق : وقد ذكر قوم: إنّ الفضل بن سهل أشار إلي المأمون بأن يجعل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وليّ عهده:...واحتال المأمون علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حتّي سمّ في علّة كانت أصابته فمات...(1)

19 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي اسمه اسم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) إلي أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسمّ، فيدفن فيها غريباً...(2)

20 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء، قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً....

(3)

21 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: أنا مقتول ومسموم...(4)

22 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه ما منّا إلّا مقتول شهيد.

فقيل له: ومن يقتلك يا ابن رسول اللّه؟

ص:105


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 165/2 ح 28. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 765.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 255/2 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 518.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 261/2 ح 27. يأتي الحديث بتمامه في رقم 521.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 263/2 ح 33. يأتي الحديث بتمامه في رقم 530.

قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ...(1)

23 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: سألت أباالصلت الهرويّ فقلت له: كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا ( عليه السلام ) مع إكرامه ومحبّته له، وماجعل له من ولاية العهد بعده؟

فقال:...وكان الرضا ( عليه السلام ) لايحابي المأمون من حقّ، وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله، فيغيظه ذلك ويحقده عليه، ولايظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسمّ.(2)

24 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل، اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخلنا طوس وقد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أيّاماً، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين، فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه...أُغمي عليه وضعف،

قال: فلمّا كان من تلك الليلة قضي عليه، بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلمّا أصبح اجتمع الخلق وقالوا: إنّ هذا قتله واغتاله، يعنون المأمون وقالوا: قتل ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأكثر القول والجلبة...(3)

25 - الشيخ المفيد : فذكر محمّد بن عليّ بن حمزة، عن منصور بن بشير، عن أخيه عبد اللّه بن بشير، قال: أمرني المأمون أن أطوّل أظفاري علي

ص:106


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 256/2 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في رقم 525.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 239/2 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 793.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 241/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 782.

العادة، فلاأُظهر لأحد ذلك ففعلت، ثمّ استدعاني فأخرج إليّ شيئاً شبه التمر الهنديّ وقال لي: أعجن هذا بيدك جميعاً ففعلت، ثمّ قام وتركني فدخل عليّ الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ما خبرك؟

قال: أرجو أن أكون صالحاً.

قال له المأمون: أنا اليوم بحمد اللّه أيضاً صالح، فهل جاءك أحد من المترفّقين في هذا اليوم؟

قال: لا.

فغضب المأمون وصاح علي غلمانه، ثمّ قال: خذ ماء الرمّان الساعة، فإنّه ممّا لايستغني عنه، ثمّ دعاني فقال: ائتنا برمّان.

فأتيته به، فقال لي: أعصره بيديك، ففعلت وسقاه المأمون الرضا ( عليه السلام ) بيده، فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث إلّا يومين حتّي مات ( عليه السلام ) .(1)

26 - الشيخ المفيد : ذكر جماعة عن أبي الصلت الهرويّ أنّه قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وقد خرج المأمون من عنده، فقال لي: يا أبا الصلت! قد

ص:107


1- الإرشاد: 315 س 12. الأنوار البهيّة: 234 س 3، المناقب لابن شهرآشوب: 374/4 س 2، باختصار. الخرائج والجرائح: 898/2 س 4، بتفاوت. إعلام الوري: 80/2 س 16. روضة الواعظين: 255 س 24. كشف الغمّة: 281/2 س 7. إثبات الوصيّة: 214 س 23، بتفاوت كثير. المستجاد من الإرشاد: 218 س 2.

فعلوها، وجعل يوحّد اللّه ويمجّده.(1)

27 - الشيخ المفيد : روي عن محمّد بن الجهم أنّه قال: كان الرضا ( عليه السلام ) يعجبه العنب، فأخذ له منه شي ء فجعل في مواضع أقماعه (2)

الإبر أيّاماً، ثمّ نزعت منه وجي ء به إليه فأكل منه، وهو في علّته التي ذكرناها فقتله، وذكر: إنّ ذلك من ألطف (3)السموم.(4)

28 - الشيخ الطوسيّ :...عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: كنت عند

ص:108


1- الإرشاد: 315 س 20. المناقب لابن شهرآشوب: 374/4 س 5، بتفاوت. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 262 س 14، كسابقه. نور الأبصار: 324 س 13، كسابقه. روضة الواعظين: 256 س 8، كسابقه. كشف الغمّة: 281/2 س 16، كسابقه. المستجاد من الإرشاد: 218 س 15، كسابقه. مقاتل الطالبيّين: 457 س 5، بتفاوت.
2- القِمعُ من الرمّان: ما فيه الزغب الأصفر. المعجم الوسيط: 759.
3- في بعض المصادر: لطيف.
4- الإرشاد: 316 س 1. المستجاد من الإرشاد: 218 س 18. مقاتل الطالبيّين: 457 س 19، بتفاوت. الأنوار البهيّة: 235 س 8. المناقب لابن شهرآشوب: 374/4 س 6. روضة الواعظين: 256 س 10. الخرائج والجرائح: 897/2 س 11، بتفاوت. إعلام الوري: 81/2 س 10. كشف الغمّة: 281/2 س 18.

أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) :...فدخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فأجلسه علي فخذه، وأقبل يقبّل ما بين عينيه، ثمّ التفت إليه، فقال له: يا طوسيّ! إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي، وإنّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضاً للّه عزّوجلّ في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من اللّه عزّوجلّ كان كمن زار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

(1)

29 - الشيخ الطوسيّ :...الحسين بن يزيد، قال: سمعت أباعبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي اسمه اسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسمّ، فيدفن فيها غريباً...(2)

30 - الشيخ الطوسيّ:...عن محمّد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة...قال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...فإذاً بيديها لوح أخضر...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّ وجلّ) إلي أبي، فيه: اسم أبي، واسم بعلي، واسم الأوصياء بعده من ولدي...وعليّ الرضا، يقتله عفريت كافر...(3)

ص:109


1- الأمالي للصدوق: 470، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1.
2- الأمالي: 103، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2.
3- الأمالي: 291، ح 566 . يأتي الحديث بتمامه في رقم 302.

31 - أبو عليّ الطبرسيّ : مضي مسموماً مظلوماً من قبل المأمون.(1)

32 - أبو عليّ الطبرسيّ :...ثمّ ملك عبداللّه بن هارون المأمون عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً، فأخذ البيعة في ملكه لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بعهد المسلمين من غير رضاه، ثمّ غدر به، فقتله بالسمّ بطوس من أرض خراسان...(2)

33 - العلاّمة الحلّيّ : قيل: [استشهد ( عليه السلام ) ] بالسمّ في العنب في زمن المأمون بطوس.

(3)

34 - ابن الصبّاغ: قال هرثمة بن أعين...طلبني سيّدي أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام... فقال لي: اعلم يا هرثمة!...اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد...(4)

35 - ابن حبّان: مات عليّ بن موسي الرضا بطوس من شربة سقاه إيّاها المأمون فمات من ساعته.

(5)

36 - السمعانيّ: مات عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) بطوس، وقد سمّ في ماء الرمّان وأُسقي.

(6)

ص:110


1- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 126 س 13.
2- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 125 س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 774.
3- العدد القويّة: 276 س 10. عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7.
4- الفصول المهمّة: 261 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 454.
5- كتاب الثقات: 456/8 س 17.
6- الأنساب: 74/3 س 5. ينابيع المودّة: 168/3 س 16.

37 - الذهبيّ: قيل: بل كان مسموماً، فاعتلّ منه فمات.(1)

38 - ابن حجر الهيتميّ: وأخبر قبل موته بأنّه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً ويموت.

(2)

39 - الصفديّ: آل أمره [ أي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] مع المأمون إلي أن سمّه في رمّانة علي ما قيل، مداراة لبني العبّاس، فلمّا أكلها، وأحسّ بالموت، وعلم من أين أُتي، أنشد متمثّلاً [من الطويل ]:

فليت كفافاً كان شرّك كلّه

وخيرك عنّي ما ارتوي الماء مرتوي

ثمّ أرسل إليه المأمون وقال: ما توصيني به؟

فقال للرسول: قل له: يوصيك أن لاتعطي أحداً ما تندم عليه.(3)

40 - القندوزيّ الحنفيّ: في تاريخ اليافعيّ: وكان سبب وفاته - رضي اللّه عنه - أكل عنباً مسموماً.

(4)

41 - ابن الأثير الجزريّ: كان سبب موته أنّه أكل عنباً فأكثر منه فمات فجأة. وقيل: إنّ المأمون سمّه في عنب وكان عليّ يحبّ العنب، وهذا عندي بعيد.(5)

ص:111


1- تاريخ الإسلام: 272/14 س 19.
2- الصواعق المحرقة: 204 س 23. قد قدّمناه أيضاً في الإخبار بشهادته.
3- الوافي بالوفيات: 251/22 س 8. قطعة منه في (إنشاده الشعر) و(أحواله عليه السلام مع المأمون)، و(موعظته في الإعطاء).
4- ينابيع المودّة: 168/3 س 19.
5- الكامل في التاريخ: 193/5 س 12. وفيات الأعيان: 270/3 س 13، بتفاوت واختصار. الوافي بالوفيات: 249/22 س 10، نحو الوفيات. مروج الذهب: 28/4، س 19 بتفاوت.

42 - ابن الجوزي: قيل: إنّه [أي الرضا ( عليه السلام ) ]دخل الحمّام ثمّ خرج فقدّم إليه طبق فيه عنب مسموم قد أدخلت فيه الإبر المسمومة من غير أن يظهر أثرها فأكله فمات.(1)

(ج) - عقاب قاتله

1 - حسين بن عبد الوهّاب :...كلثم بن عمران قال:...فلمّا ولد أبوجعفر ( عليه السلام ) قال الرضا ( عليه السلام ) لأصحابه:...يقتل غصباً، فيبكي له وعليه أهل السماء ويغضب اللّه تعالي علي عدوّه وظالمه، فلايلبث إلّا يسيراً حتّي يحلّ اللّه به إلي عذابه الأليم، وعقابه الشديد...(2)

(د) - تجهيزه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة عناوين

الأوّل - مجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) إلي خراسان عند شهادة أبيه لتجهيزه:

1 - ابن بابويه القمّيّ : محمّد بن موسي، عن محمّد بن قتيبة، عن مؤدّبٍ كان لأبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال: كان بين يدي يوماً يقرأ في اللوح، إذ رمي اللوح من

ص:112


1- تذكرة الخواصّ: 318 س 12. الأنوار البهيّة: 235 س 5، قطعة منه.
2- عيون المعجزات: 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1083.

يده، وقام فزعاً وهو يقول: ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ ) (1)، مضي - واللّه - أبي ( عليه السلام ) .

فقلت: من أين علمت؟

قال: دخلني من إجلال اللّه وعظمته شي ء لم أعهده (2) . فقلت: وقد مضي؟

فقال: دع عنك ذا(3) ، ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك، واستعرضني أيّ

القرآن شئت، أفِ لك بحفظه.(4)

فدخل البيت...فخرج مغبرّاً (5) وهو يقول: ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ

) ، مضي - واللّه - أبي.

فقلت: جعلت فداك! وقد مضي؟

فقال: نعم! وولّيت (6)غسله وتكفينه ، وما كان ذلك ليلي منه غيري...

(7)

2 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهروي:...ثمّ مضي [أبوجعفر ( عليه السلام ) ] نحو أبيه ( عليه السلام ) فدخل وأمرني بالدخول معه.

فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه، وضمّه إلي صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلي فراشه وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) يقبّله ويسارّه بشي ء لم أفهمه...

ص:113


1- البقرة: 156/2.
2- في الثاقب: لا أعهده.
3- في الثاقب: هذا.
4- في الثاقب: بأيّ القرآن إن شئت سأفسّر لك وتحفظه.
5- في الثاقب: متغيّراً.
6- في الثاقب: تولّيت.
7- الإمامة والتبصرة: 85، ح 74. الثاقب في المناقب: 509، ح 435. عنه مدينة المعاجز: 327/7، ح 2365.

فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : قم، يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل والماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.

وقال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

فدخلت الخزانة فإذاً فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأُغسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: أُدخل الخزانة، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه.

فدخلت فإذاً أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه.

فكفّنه وصلّي عليه، ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت!

فقلت: أمضي إلي النّجار حتّي يصلح التابوت؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتاً.

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ، فأتيته به.

فأخذ الرضا ( عليه السلام ) بعد ما صلّي عليه فوضعه في التابوت، وصفّ قدميه، وصلّي ركعتين لم يفرغ منهما حتّي علا التابوت، وانشقّ السقف، فخرج منه التابوت ومضي ( عليه السلام ) ...(1)

3 - الإربليّ : عن معمّر بن خلّاد(2)، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - أو

عن رجل عن أبي جعفر، الشكّ من أبي عليّ - قال(3): قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا

معمّر! اركب، قلت: إلي أين؟ قال: اركب كما يقال لك.

ص:114


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 455.
2- في الخرائج: أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن بن معمّر بن خلّاد.
3- في الخرائج: قال لي بالمدينة.

قال: فركبت(1) فانتهيت إلي واد، أو إلي وهدة (2)- الشكّ من أبي عليّ-.

فقال لي: قف هاهنا! قال: فوقفت فأتاني.(3)

فقلت له: جعلت فداك! أين كنت؟

قال: دفنت أبي الساعة، وكان بخراسان.

(4)

4 - المسعوديّ : روي عليّ بن محمّد الخصيبيّ، قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم الهاشميّ، قال: حدّثني عبد الرحمن بن يحيي، قال: كنت يوماً بين يدي مولاي الرضا ( عليه السلام ) في علّته التي مضي فيها إذ نظر إليّ فقال لي: يا عبد الرحمن! إذا كان في آخر يومي هذا، وارتفعت الصيحة، فإنّه سيوافيك ابني محمّد، فيدعوك إلي غسلي، فإذا غسّلتموني، وصلّيتم عليّ، فأعلم هذا الطاغية لئلّا ينقص عليّ شيئاً، ولن يستطيع ذلك.

قال: فواللّه! إنّي بين يدي سيّدي يكلّمني، إذ وافي المغرب، فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة وغصّة شديدة، فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر ( عليه السلام ) وعليه دُرّاعة (5)بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلي غسل مولاك فضعه علي المغتسل، وغسّله بثوبه

ص:115


1- في الخرائج: فركبت معه.
2- الوَهْدُ والوَهْدَةُ: المطمئنُّ من الأرض، والمكان المنخفض كأنّه حفرة، لسان العرب: 470/3.
3- في الخرائج: وخرج ثمّ أتاني.
4- كشف الغمّة: 363/2، س 6. عنه الأنوار البهيّة: 237، س 17. الخرائح والجرائح: 2/ 666، ح 6. عنه البحار: 310/49، ح 20، و 64/50 ضمن ح 40، وإثبات الهداة: 341/3، ح 37، ومدينة المعاجز: 377/7، ح 2386. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهماالسلام )، (إخباره بشهادة ابيه عليهماالسلام ).
5- الدُرّاعَة: جُبَّة مشقوقة المُقَدَّم، لسان العرب: 820/8.

كغسل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلمّا فرغ صلّي وصلّيت معه عليه ثمّ قال لي: ياعبد الرحمن! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلّا ينقص عليه شيئاً، ولن يستطيع ذلك. ولم أزل بين يدي سيّدي إلي أن انفجر عمود الصبح فإذا أنا بالمأمون قدأقبل في خلق كثير، فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمن بن يحيي! ما أكذبكم، ألستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلّا وولده القائم مكانه يلي أمره؟ هذا عليّ بن موسي بخراسان، ومحمّد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أمّا إذا ابتدأتني فاسمع، أنّه لمّا كان أمس، قال لي سيّدي كذا وكذا، فواللّه! ما حضرت صلاة المغرب حتّي قضي فدنوت منه.

فإذاً قائل من خلفي يقول: مه، يا عبد الرحمن! وحدّثته الحديث.

فقال: صفه لي! فوصفته له بحليته، ولباسه، وأريته الحائط الذي خرج منه، فرمي بنفسه إلي الأرض، وأقبل يخور (1) كمايخور الثور، وهو يقول: ويلك يامأمون! ما حالك، وعلي ما أقدمت! لعن اللّه فلاناً وفلاناً، فإنّهما أشارا عليّ بما فعلت.

(2)

الثاني - تغسيله وتكفينه وتدفينه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الإنصراف فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!

قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ،

ص:116


1- الخُوار: بالضمّ من صوت البقر والغنم والظِباء. القاموس المحيط: 37/2.
2- إثبات الوصيّة: 215، س 20. قطعة منه في (الصلاة عليه).

فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!

فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.

فقال لي: اسمع وعِه يا هرثمة! هذا أوان رحيلي إلي اللّه تعالي، ولحوقي بجدّي وآبائي ( عليهم السلام ) : ، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك...فإذا أنا متّ فسيقول: أنا أغسله بيدي، فإذا قال ذلك فقل له عنّي بينك وبينه أنّه قال لي: لاتتعرّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني، فإنّك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخّر عنك، وحلّ بك أليم ما تحذر، فإنّه سينتهي، قال: فقلت: نعم، ياسيّدي!...

فلا تتعرّض يا هرثمة! لشي ء من غسلي...فإنّه سيشرف عليك ويقول لك:

يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله، فمن يغسّل أباالحسن عليّ بن موسي، وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز، ونحن بطوس؟

فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله،

ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك

أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بالمدينة، لغسّله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي...

قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل حتّي علا الصياح، وسمعت الصيحة من الدار فأسرعت فيمن أسرع فإذاً نحن بالمأمون مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، قائماً علي قدميه ينتحب ويبكي....

فقال له: أصلحوا لنا موضعاً فإنّي أُريد أن أُغسّله، فدنوت منه فقلت له ما قاله سيّدي بسبب الغسل والتكفين والدفن فقال لي: لست أُعرّض لذلك، ثمّ قال: شأنك

ص:117

يا هرثمة! قال: فلم أزل قائماً حتّي رأيت الفسطاط قد ضرب، فوقفت من ظاهره وكلّ من في الدار دوني، وأنا أسمع التكبير، والتهليل، والتسبيح، وتردّد الأواني، وصبّ الماء، وتضوع الطيب لم أشمّ أطيب منه...

(1)

2 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل، اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فدخلنا طوس وقد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أيّاماً، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين، فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه...أُغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه، حافيات حاسرات، ووقعت الوحية بطوس وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب علي رأسه... وكان محمّد بن جعفر بن محمّد، استأمن إلي المأمون، وجاء إلي خراسان، وكان عمّ أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال المأمون: يا أبا جعفر! اخرج إلي النساء وأعلمهم، أنّ أباالحسن لايخرج اليوم وكره أن يخرجه فتقع الفتنة فخرج محمّد بن جعفر إلي الناس فقال: أيّها الناس! تفرّقوا فإنّ أباالحسن ( عليه السلام ) لايخرج اليوم، فتفرّق الناس وغسّل أبوالحسن ( عليه السلام ) في الليل ودفن...(2)

3 - الشيخ المفيد : لمّا توفّي الرضا ( عليه السلام ) ، كتم المأمون موته يوماً وليلة، ثمّ أنفذ إلي محمّد بن جعفر الصادق ( عليه السلام ) وجماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده، فلمّا حضروه نعاه إليهم، وبكي وأظهر حزناً شديداً وتوجّعاً، وأراهم إيّاه صحيح الجسد.

قال: يعزّ عليّ ياأخي! أن أراك في هذه الحال، قد كنت أؤمّل أن أقدّم قبلك، فأبي

ص:118


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 451.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 241/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 782.

اللّه إلّا ما أراد، ثمّ أمر بغسله وتكفينه وتحنيطه، وخرج مع جنازته يحملها، حتّي انتهي إلي الموضع الذي هو مدفون فيه الآن، فدفنه.

والموضع دار حميد بن قحطبة، في قرية يقال لها: سناباد، علي دعوة من نوقان (1) بأرض طوس، وفيها قبر هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن ( عليه السلام ) بين يديه في قبلته.

(2)

الثالث - الصلاة عليه ( عليه السلام ) :

1 - ابن الأثير الجزريّ: كان موته بمدينة طوس فصلّي المأمون عليه ودفنه.(3)

2 - المسعوديّ :...عبد الرحمن بن يحيي، قال: كنت يوماً بين يدي مولاي الرضا ( عليه السلام ) في علّته التي مضي فيها إذ نظر إليّ فقال لي: يا عبد الرحمن! إذا كان في آخر يومي هذا، وارتفعت الصيحة، فإنّه سيوافيك ابني محمّد، فيدعوك إلي غسلي، فإذا غسّلتموني، وصلّيتم عليّ، فأعلم هذا الطاغية لئلّا ينقص عليّ شيئاً، ولن

ص:119


1- نُوقان: بالضمّ والقاف، وآخره نون: إحدي قصبتي طوس لأنّ طوس ولاية ولها مدينتان: إحداهما طابران، والأخري نُوقان، وفيها تُنحت القدور. معجم البلدان: 311/5.
2- الإرشاد: 316 س 4. إعلام الوري: 86/2 س 16، بتفاوت واختصار. روضة الواعظين: 256 س 12، بحذف الذيل. كشف الغمّة: 282/2 س 3. المستجاد من الإرشاد: 219 س 4. مقاتل الطالبيّين: 457 س 22، مختصراً. قطعة منه في مدفنه عليه السلام )، وإقامة المأتم والبكاء عليه عليه السلام ).
3- الكامل في التاريخ: 193/5 س 13، ووفيات الأعيان: 270/3 س 13، وينابيع المودّة: 168/3 س 19.

يستطيع ذلك.

قال: فواللّه! إنّي بين يدي سيّدي يكلّمني، إذ وافي المغرب، فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة وغصّة شديدة، فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر ( عليه السلام ) وعليه دُرّاعة بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلي غسل مولاك فضعه علي المغتسل، وغسّله بثوبه كغسل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلمّا فرغ صلّي وصلّيت معه عليه...(1)

الرابع - مدفنه الشريف ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وتوفّي [أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ] بطوس في قرية يقال لها: سناباد من نوقان(2)، علي دعوة، ودفن بها. (3)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن أبي بصير عن أبي عبد ال لّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة...فقال جابر:أُشهد باللّه! أنّي دخلت علي أُمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة رسول

ص:120


1- إثبات الوصيّة: 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 185.
2- في بعض الكتب والمصادر، «نوغان» بالغين.
3- الكافي: 486/1 س 12. عنه الوافي: 824/3 س 8، والبحار: 292/49 ضمن ح 2. الأنوار البهيّة: 240 س 14. إعلام الوري: 41/2 س 12، بتفاوت في الألفاظ. كشف الغمّة: 312/2 س 10، كسابقه. تاريخ الأئمّة ضمن مجموعة نفيسة: 31 س 10. تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 144 س 8.

اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...، ورأيت في يديها لوحاً أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالي إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فيه اسم أبي، و...قال جابر: فأُشهد باللّه! أنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوباً:... عليّ [الرضا]...يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلقي...(1)

3 - الحضينيّ : مشهده بطوس بخراسان.(2)

4 - الشيخ الصدوق :...غياث بن أسيد، قال: سمعت جماعة من أهل المدينه يقولون:...وتوفّي بطوس في قريه يقال لها: سناباذ من رستاق نوقان ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائيّ، في القبّة التي فيها هارون الرشيد، إلي جانبه ممّا يلي القبلة...(3)

5 - الشيخ الصدوق :...سليمان بن حفص المروزيّ، قال: سمعت أباالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ ابني عليّ...مدفون إلي جنب هارون بطوس...(4)

6 - الشيخ الصدوق:...عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلوا بك فاسئلك عنها؟

قال له جابر: في أيّ الأوقات شئت فخلا به أبي ( عليه السلام ) فقال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة بنت رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟...قال: فقالت:

ص:121


1- الكافي: 527/1، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في رقم 297.
2- الهداية الكبري: 279 س 7. كشف الغمّة: 284/2 س 15، و267 س 7. عنه البحار: 3/49 ضمن ح 3.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 18/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 260/2 ح 23. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 143.

هذا اللوح أهداه اللّه عزّ وجلّ إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابنيّ، وأسماء الأوصياء من ولدي...وعليّ [الرضا] وليّي وناصري...يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلقي...(1)

7 - الشيخ الصدوق :...حمزة بن جعفر الأرجانيّ قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الرضا ( عليه السلام ) من باب،

فقال الرضا ( عليه السلام ) وهو يعتبر لهارون: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء بطوس، ياطوس! يا طوس! ستجمعني وإيّاه.(2)

8 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال:...ودفن (الرضا) في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلي جانبه.

(3)

9 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو (4)

فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك

فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:...فلمّا انتهي إلي قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكيّة

تضمّنها الرحمن في الغرفات

قال له الرضا ( عليه السلام ) : أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

ص:122


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 41/1، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 298.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 216/2 ح 24. يأتي الحديث بتمامه في رقم 428.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 200/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2386.
4- أثبتناه من حلية الأبرار ومدينة المعاجز.

فقال: بلي، يا ابن رسول اللّه!

فقال ( عليه السلام ) :

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

توقّد في الأحشاء بالحرقات

إلي الحشر حتّي يبعث اللّه قائماً

يفرّج عنّا الهمّ والكربات

فقال دعبل: يا ابن رسول اللّه! هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قبري، ولاتنقضي الأيّام والليالي، حتّي تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له...(1)

10 - الشيخ الصدوق :...محول السجستانيّ قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان كنت أنا بالمدينة...فقال ( عليه السلام ) : زرني فإنّي أخرج من جوار جدّي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...قال: فخرجت متّبعاً لطريقه حتّي مات بطوس ودفن إلي جنب هارون.(2)

11 - الشيخ الصدوق :...جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة أربق فسلّمت عليه، ثمّ جلست...فقلت له: ماتأمرني؟ قال: عليك بابني محمّد من بعدي، وأمّا أنا فإنّي ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه. بورك قبر بطوس وقبران ببغداد.

قال: قلت: جعلت فداك، قد عرفنا واحداً، فما الثاني؟ قال: ستعرفونه.

ص:123


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 263/2 ح 34. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 709.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 217/2 ح 26. يأتي الحديث بتمامه في رقم 429.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : قبري وقبر هارون الرشيد هكذا. وضمّ بإصبعيه.

(1)

12 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن الفضيل قال: أخبرني من سمع الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلي هارون بمني أو بعرفات فقال: أنا وهارون هكذا، وضمّ بين إصبعيه فكنّا لا ندري ما يعني بذلك حتّي كان من أمره بطوس ما كان، فأمر المأمون بدفن الرضا ( عليه السلام ) إلي جنب هارون.

(2)

13 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّي سأُقتل ...، وأُقبر إلي جنب هارون، ويجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي....

(3)

14 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الانصراف فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!

قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!

فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.

ص:124


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 216/2، ح 23. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1098.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 226/2 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 431.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 226/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 450.

فقال لي: اسمع وعِه يا هرثمة! هذا أوان رحيلي إلي اللّه تعالي، ولحوقي بجدّي وآبائي ( عليهم السلام ) : ، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك...فإذا أراد أن يحفر قبري فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري، ولا يكون ذلك أبداً، فإذا ضربت المعاول ينبّ عن الأرض ولم يحفر لهم منها شي ء، ولا مثل قلامة ظفر، فاذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم فقل له عنّي: إنّي أمرتك أن تضرب مِعولاً واحداً في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلي قبر محفور، وضريح قائم، فإذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتّي يفور من ضريحه الماء الأبيض فيمتلي ء منه ذلك القبر حتّي يصير الماء (مساوياً مع وجه الأرض)، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله، فإذا اضطرب فلاتنزلني إلي القبر إلّا إذا غاب الحوت وأغار الماء فأنزلني في ذلك القبر، وألحدني في ذلك الضريح، ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ، فإنّ القبر ينطبق من نفسه ويمتلي ء...(1)

15 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي

الرضا ( عليهماالسلام ) :...ألاوإنّي مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون في موضع غربة...(2)

16 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه.

فقال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمي به.

ص:125


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 245/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 451.
2- ( عيون أخبار الرضا عليه السلام : 254/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 452.

ثمّ قال: سيحفر لي هيهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع...(1)

17 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل من السماء، وفوج يصعد إلي أن ينفخ في الصور

فقيل له: يا ابن رسول اللّه! وأيّ بقعة هذه؟

قال ( عليه السلام ) : هي بأرض طوس...(2)

18 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه ما منّا إلّا مقتول شهيد.

فقيل له: ومن يقتلك يا ابن رسول اللّه؟

قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ، ثمّ يدفنني في دار مضيقة، وبلاد غربة...(3)

ص:126


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 455.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 255/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 523.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 256/2 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في رقم 524.

19 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسين بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول اللّه! رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيّب في ثراكم نجمي؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أنا المدفون في أرضكم...(1)

20 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه قال: سمعت أبا

لحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: أنا مقتول ومسموم، ومدفون بأرض غربة...(2)

21 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه قوم من أهل قمّ فسلّموا عليه، فردّ عليهم وقرّبهم، ثمّ قال لهم الرضا ( عليه السلام ) : مرحباً بكم وأهلاً، فأنتم شيعتنا حقّاً، وسيأتي عليكم يوم تزوروني فيه تربتي بطوس...(3)

22 - الشيخ الطوسيّ :...عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) :...فدخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فأجلسه علي فخذه، وأقبل يقبّل ما بين عينيه، ثمّ التفت إليه، فقال له: يا طوسيّ! إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي، وإنّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضاً للّه عزّوجلّ في

ص:127


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 257/2 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في رقم 528.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 263/2 ح 33. يأتي الحديث بتمامه في رقم 529.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 260/2 ح 21. يأتي الحديث بتمامه في رقم 532.

سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً،...(1)

23 - الشيخ الطوسيّ:...عن محمّد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة...قال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...فإذاً بيديها لوح أخضر...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّ وجلّ) إلي أبي، فيه: اسم أبي، واسم بعلي، واسم الأوصياء بعده من ولدي...وعليّ الرضا، يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلق اللّه...(2)

24 - الشيخ الطوسي: وقبره ( عليه السلام ) في طوس في سناباد في الموضع المعروف بالمشهد من أرض حميد.(3)

25 - الشيخ المفيد : لمّا توفّي الرضا ( عليه السلام ) ...، خرج مع جنازته يحملها، حتّي انتهي إلي الموضع الذي هو مدفون فيه الآن، فدفنه.

والموضع دار حميد بن قحطبة، في قرية يقال لها: سناباد، علي دعوة من نوقان بأرض طوس، وفيها قبر هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن ( عليه السلام ) بين يديه في قبلته.(4)

26 - الراونديّ : روي الحسن بن عبّاد - وكان كاتب الرضا ( عليه السلام ) - قال:

ص:128


1- الأمالي للصدوق: 470، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1.
2- الأمالي: 291، ح 566 . يأتي الحديث بتمامه في رقم 302.
3- تهذيب الأحكام: 83/6 س 16.
4- الإرشاد: 316 س 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 186.

دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وقد عزم المأمون بالمسير إلي بغداد، فقال: يا ابن عبّاد! ماندخل العراق، ولانراه...

فاعتلّ وتوفّي بقرية من قري طوس، وقد كان تقدّم في وصيّته أن يحفر قبره ممّا يلي الحائط، وبينه وبين قبر هارون ثلاثة أذرع...

فحفرنا ذلك المكان، فكانت المحافر تقع في الرمل الليّن بالموضع، ووجدنا السمكة مكتوباً عليها بالعبرانيّة: «هذه روضة عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وتلك حفرة هارون الجبّار» فرددناها، ودفنّاها في لحده عند شقّه.(1)

27 - أبو عليّ الطبرسيّ : دفنه [المأمون ] في دار حميد بن قحطبة الطائيّ، في قرية يقال لها: سناباد علي دعوة، من نوقان بأرض طوس، وفيها قبر هارون الرشيد، وقبر الرضا ( عليه السلام ) بين يديه في قبلته.(2)

28 - ابن شهر آشوب : ومشهده بطوس من خراسان في القبّة التي فيها هارون إلي جانبه ممّا يلي القبلة، وهي دار حميد بن قحطبة الطائيّ في قرية يقال لها: سناباذ من رُستاق (3) نوقان.(4)

29 - السيّد ابن طاووس : إنّما لم يزر الرضا ( عليه السلام ) مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، لأنّه لمّا طلبه المأمون من خراسان، توجّه ( عليه السلام ) من المدينة إلي البصرة...ثمّ وصل إلي

ص:129


1- الخرائج والجرائح: 367/1 ح 25. يأتي الحديث بتمامه في رقم 437.
2- تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة: 126 س 13. العدد القويّة: 276 س 10. عنه البحار: 293/49 ضمن ح 7.
3- الرُستاق، الرزداق: موضع فيه مُزدَرَع، وقُرًي، أو بيوت مجتمعة. المعجم الوسيط: 341 و343.
4- المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 18. عنه البحار: 10/49 ضمن ح 21.

مرو، وعاد إلي سناباد، وتوفّي بها...(1)

30 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ :...عن عبد اللّه بن سنان الأسديّ، عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: ...، فقال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي سيّدتي فاطمة ( عليها السلام ) ، لأهنّيها بولدها الحسين ( عليه السلام ) ، فإذاً بيدها لوح أخضر...فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ وجلّ علي أبي، وقال لي [أبي ]: احفظيه. فقرأت فإذا فيه اسم أبي، وبعلي، واسم ابنيّ، والأوصياء من بعد ولدي الحسين... يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلق اللّه...(2)

31 - ابن أبي الجمهور الأحسائيّ : قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تدفن بضعة منّي بخراسان، من زاره عارفاً بحقّه، كانت له حجّة مبرورة...(3)

32 - ابن الصبّاغ: قال هرثمة بن أعين...طلبني سيّدي أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام... فقال لي: اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وأنّ اللّه لايقدره علي ذلك، وأنّ الأرض تشتدّ عليهم فلاتعمل فيها المعاول، ولايستطيعون حفر شي ء منها، فتكون تعلم يا هرثمة! إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحدّ الفلاني بموضع يمينه له عنده، فإذا أنا متّ

ص:130


1- فرحة الغريّ: 130، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 741.
2- تأويل الآيات الظاهرة: 210، س 16. يجتي الحديث بتمامه في رقم 207.
3- عوالي اللئاليّ: 82/4 ح 87. يأتي الحديث بتمامه في رقم 509.

وجهّزت فأعلمه بجميع ما قلته لك...(1)

33 - ابن الجوزي: قيل: إنّه [أي الرضا ( عليه السلام ) ]...دفن إلي جانب هارون الرشيد.(2)

34 - ابن خلّكان: توفّي [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ] بمدينة طوس ودفنه [المأمون ] ملاصق قبر أبيه الرشيد.(3)

35 - المسعوديّ: ودفن بطوس أمام قبر هارون الغويّ.(4)

36 - القندوزيّ الحنفيّ: في تاريخ اليافعيّ: ودفن بسناباد في القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ومن جانب قبلتها دفن - رضي اللّه عنه -.(5)

37 - ابن الأثير الجزري غّ: كان موته ( عليه السلام ) بمدينة طوس، ودفنه عند قبر الرشيد، وكان المأمون لمّا قدمها قد أقام عند قبر أبيه.(6)

38 - ابن حبّان: قبره بسناباذ خارج النوقان مشهور، يزار بجنب قبر

ص:131


1- الفصول المهمّة: 261 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 454.
2- تذكرة الخواصّ: 318 س 12. الأنوار البهيّة: 235 س 5، قطعة منه.
3- وفيات الأعيان: 270/3 س 11. مناقب أهل البيت عليهم السلام : 280 س 5. المجدي في أنساب الطالبين: 128 س 6.
4- إثبات الوصيّة: 215 س 15. الأنوار البهيّة: 240، س 16. عنه الأنوار البهيّة: 240 س 15.
5- ينابيع المودّة: 168/3 س 19.
6- الكامل في التاريخ: 193/5 س 13.

الرشيد.(1)

39 - الصفديّ: يقال: [إنّ المأمون ] دفنه [أي الرضا ( عليه السلام ) ] عند قبر أبيه، وقيل: إنّه شقّ له قبر الرشيد أبيه ودفنه ( عليه السلام ) فيه.

ودفن بطوس، وقبره مقصود بالزيارة.(2)

40 - ياقوت الحمويّ: طوس: هي مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ، وبها قبر عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) .(3)

الخامس - إقامة المأتم عليه ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني حمدان بن أحمد النهديّ، قال: حدّثنا أبو طالب القمّيّ، قال: كتبت إلي أبي جعفر ابن الرضا ( عليهماالسلام ) : فأذن لي أن أرثي أبا الحسن؟ أعني أباه.

فكتب إليّ: اندُبني، وَاندُب أبي.(4)

ص:132


1- كتاب الثقات: 457/8 س 2.
2- الوافي بالوفيات: 249/22 س 10.
3- معجم البلدان: 49/4 (طوس). عنه تحفة العالم: 51/2 س 6.
4- رجال الكشّيّ: 567، ح 1074. عنه البحار: 232/26، ح 8، و 263/76، ح 10، ووسائل الشيعة: 568/14، ح 19895. قطعة منه في ف 3، ب 1 (الندبة عليه وعلي أبيه)، وف 7، ب 1 (موعظته عليه السلام في إقامة العزاء).

(ه) - الحوادث الواقعة بعد شهادته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه ثلاثة عناوين

الأوّلي - إقامة المأتم والبكاء عليه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ المفيد : لمّا توفّي الرضا ( عليه السلام ) ، كتم المأمون موته يوماً وليلة، ثمّ أنفذ إلي محمّد بن جعفر الصادق ( عليه السلام ) وجماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده، فلمّا حضروه نعاه إليهم، وبكي وأظهر حزناً شديداً وتوجّعاً...(1)

الثانية - تجديد بناء مشهده ( عليه السلام ) :

1 - ابن الأثير الجزريّ: وجدّد [محمود بن سبكتكين ] عمارة المشهد بطوس الذي فيه قبر عليّ بن موسي الرضا، والرشيد، وأحسن عمارته وكان أبوه سبكتكين أخربه.(2)

الثالثة - هدم مشهده ( عليه السلام ) :

1 - الطريحيّ : هدم سبكتكين [أبو محمود] مشهد الرضا ( عليه السلام ) وأخرج أبوابه وأخرج منه وقر ألف جمل مالاً وثياباً وقتل عدّة من الشيعة.(3)

2 - ابن الأثير الجزريّ: سيّروا [التتر] طائفة منهم إلي طوس وخربوا المشهد الذي فيه عليّ بن موسي الرضا، والرشيد، حتّي جعلوا الجميع خراباً.(4)

ص:133


1- الإرشاد: 316 س 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 186.
2- الكامل في التاريخ: 348/7 س 6. عنه تحفة العالم: 55/2، س 4.
3- المنتخب: 7 س 22.
4- الكامل في التاريخ: 343/9.

ص:134

ص:135

اشاره:

وفيه فصول

الفصل الأوّل: النصّ علي إمامته ( عليه السلام )

الفصل الثاني: النصّ عليّ إمامته ومناقبه ( عليه السلام )

الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام )

الفصل الرابع: معجزاته ( عليه السلام )

الفصل الخامس: زيارته والتوسّل به ( عليه السلام )

الفصل السادس: ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته ( عليه السلام )

ص:136

الباب الثاني - فضائله ( عليه السلام )

اشاره:

ویشتمل هذا الباب علی ستة فصول

الفصل الأوّل: النصّ علي إمامته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه أربعة عشر موضوعاً

(أ) - النصّ علي إمامته عن اللّه تبارك وتعالي في لوح فاطمة ( عليها السلام )

1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي نضرة قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) عند الوفاة...ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم، يا أبا جعفر! دخلت علي مولاتي فاطمة ( عليها السلام ) ....

فقلت لها: يا سيّدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي...أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا، أُمّه جارية اسمها نجمة...(1)

والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:137


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 40/1، ح 1. عنه إثبات الهداة: 468/1، ح 107. إكمال الدين: 305/1، ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 193/36، ح 2. قطعة منه في (اسم أمّه).

2 - الشيخ الصدوق : ... عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: دخلت علي مولاتي فاطمة ( عليها السلام ) وقدّامها لوح يكاد ضوؤه يُغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسماً ...

فقلت: أسماء من هؤلاء؟

قالت: هذه أسماء الأوصياء ... ، قال جابر: فرأيت فيها محمّداً، محمّداً، محمّداً، في ثلاثة مواضع، وعليّاً، وعليّاً، وعليّاً، وعليّاً، في أربعة مواضع.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ :...عن عبد اللّه بن سنان الأسديّ، عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: قال أبي - يعني محمّد الباقر ( عليه السلام ) - لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة، أخلو بك فيها....

فقال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي سيّدتي فاطمة ( عليها السلام ) ، لأهنّيها بولدها الحسين ( عليه السلام ) ، فإذاً بيدها لوح أخضر...فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ وجلّ علي أبي، وقال لي [أبي ]: احفظيه، فقرأت فإذا فيه اسم أبي، وبعلي، واسم ابنيّ، والأوصياء من بعد ولدي الحسين... وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلق اللّه...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:138


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 311/1، ح 2، عنه وعن العيون وسائل الشيعة: 245/16، ح 21473. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 46/1، ح 5.
2- تأويل الآيات الظاهرة: 210، س 16. عنه البرهان: 123/2، ح 6. قطعة منه في (الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) في لوح فاطمة ( عليها السلام ) )، و(مدفنه ( عليه السلام ) ).

4 - الحرّ العامليّ : عن أبي خالد الكابليّ، قال: دخلت علي مولاي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) وفي يده صحيفة كان ينظر إليها، ويبكي بكاءاً شديداً.

فقلت: ما هذه الصحيفة؟

قال: هذه نسخة اللوح الذي أهداه اللّه تعالي إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فيه اسم اللّه تعالي، ورسول اللّه، وأمير المؤمنين...وعليّ الرضا...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ب) - النصّ علي إمامته عن الخضر ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : ... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن أبي جعفر الثاني محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم، ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسيّ ( رضي الله عنه ) ...إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم علي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، فردّ عليه السلام فجلس...فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه...وأشهد علي عليّ بن موسي أنّه القائم بأمر موسي بن جعفر...ثمّ قام، فمضي.

فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أبا محمّد! ...، أتعرفه؟

فقلت: اللّه ورسوله وأمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر ( عليه السلام ) .(2)

ص:139


1- إثبات الهداة: 651/1، ح 810، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 313/1، ح 1. عنه نور الثقلين: 728/1، ح 125، قطعة منه، و217/3، ح 434، قطعة منه، و489/4 ح 64، قطعة منه، وإثبات الهداة: 544/2، ح 9، قطعة منه. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 65/1، ح 35. عنه وعن الإكمال، البحار: 414/36، ح 1. الكافي: 525/1، ح 1، قطعة منه. عنه وعن العيون والإكمال والعلل وغيبة الطوسيّ والنعمانيّ وتفسير القمّيّ، إثبات الهداة: 452/1، ح 72، قطعة منه، والوافي: 299/2، ح 756، والبرهان: 487/2، ح 35. عنه وعن الإكمال والعيون، وسائل الشيعة: 238/16، ح 21455، قطعة منه. إثبات الوصيّة: 160، س 13، مرسلاً وبتفاوت. الإحتجاج: 9/2، ح 148. عنه الوافي: 301/2، س 5، قطعة منه. دلائل الإمامة: 174، ح 95. عنه وعن تفسير القمّيّ وغيبة الطوسيّ والنعمانيّ، مدينة المعاجز: 341/3، ح 923. علل الشرائع: 96، ح 6. عنه نور الثقلين: 551/5، ح 10، قطعة منه، وحلية الأبرار: 33/3، ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 36/58، ح 8. عنه وعن الإحتجاج والغيبة للنعمانيّ، وسائل الشيعة: 198/7، ح 9106، قطعة منه. المحاسن: 332، ح 99، بتفاوت، عن أبي هاشم الجعفريّ، رفع الحديث قال: قال أبوعبد اللّه.... غيبة الطوسيّ: 98، س 21، باختصار. غيبة النعمانيّ: 58، ح 2، وفيه: عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصليّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد. إعلام الوري: 191/2، س 8. تفسير القمّيّ: 249/2، س 12، قطعة منه، و44، س 13، رواه عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) .... عنه البرهان: 77/4، ح 1، والبحار: 39/58، ح 9. الإمامة والتبصرة: 106، ح 93. المناقب لابن شهرآشوب: 286/1، س 11.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ج) - النصّ علي إمامته عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - سليم بن قيس الهلاليّ :...إنّ معاوية دعا أبا الدرداء ونحن مع أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) بصفّين...قال عليّ ( عليه السلام ) : أُنشدكم اللّه، أتعلمون أنّ

ص:140

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قام خطيباً، ولم يخطب بعدها وقال: «يا أيّها الناس! إنّي قد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي...».

قام عمر بن الخطّاب شبه المغضب، فقال: يا رسول اللّه! أكُلُّ أهل بيتك؟

فقال: لا! ولكن أوصيائي، أخي منهم ووزيري ووارثي، وخليفتي في أُمّتي، ووليّ كلّ مؤمن بعدي، وأحدعشر من ولده...ثمّ عليّ بن موسي...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يزيد بن سليط، قال: لقيت أباإبراهيم ( عليه السلام ) ...ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! أنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلي ابني فلان، وأشركت معه بنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن فأفردته وحده، ولمّا كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني، لحبّي إيّاه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلي اللّه عزّ وجلّ يجعله حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ أرانيه وأراني من يكون معه، وكذلك لايوصي إلي أحد منّا حتّي يأتي بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه... فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما رأيت من الأئمّة أحداً أجزع علي فراق هذا الأمر منك، ولو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلي أبيك منك، ولكن ذلك من اللّه عزّ وجلّ.

ثمّ قال أبوإبراهيم: ورأيت ولدي جميعاً الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا سيّدهم وأشار إلي ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع المحسنين...

ص:141


1- كتاب سليم بن قيس: 748، س 18. عنه إثبات الهداة: 661/1، ح 853، والبحار: 141/33، ح 421.

قال: فقال أبوإبراهيم ( عليه السلام ) : فأقبلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقلت: قد جمعتهم لي - بأبي وأُمّي - فأيّهم هو؟

فقال: هو الذي ينظر بنور اللّه عزّ وجلّ، ويسمع بفهمه، وينطق بحكمته، يصيب فلا يخطي ء، ويعلم فلا يجهل، معلّماً حكماً وعلماً، هو هذا - وأخذ بيد عليّ ابني -، ثمّ قال: ما أقلّ مقامك معه، فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك، وافرغ ممّا أردت، فإنّك منتقل عنهم ومجاورٌ غيرهم، فإذا أردت فادع عليّاً، فليغسّلك وليكفّنك، فإنّه طهر لك، ولا يستقيم إلّا ذلك، وذلك سنّة قد مضت، فاضطجع بين يديه وصفّ إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبّر عليك تسعاً، فإنّه قد استقامت وصيّته ووليّك وأنت حيّ، ثمّ أجمع له ولدك من بعدهم، فأشهد عليهم، وأشهد اللّه عزّ وجلّ، وكفي باللّه شهيداً...(1)

3 - الشيخ الصدوق :...عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاريّ يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ علي نبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )(2) قلت: يا رسول اللّه! عرفنا اللّه ورسوله، فمن أُولي الأمر الذين قرن اللّه

طاعتهم بطاعتك؟ فقال ( عليه السلام ) : هم خلفائي يا جابر!...أوّلهم عليّ بن أبي طالب...ثمّ عليّ بن موسي...(3)

ص:142


1- الكافي: 313/1 ح 14. يأتي الحديث بتمامه في رقم 252.
2- النساء: 59/4.
3- إكمال الدين: 253/1، ح 3. عنه البرهان: 381/1، ح 1، ونور الثقلين: 1/ 499، ح 331، وإثبات الهداة: 500/1، ح 212، والبحار: 249/36، ح 67، والأنوار البهيّة: 340، س 10. كفاية الأثر: 53، س 5. قصص الأنبياء: 360، ح 436. العدد القويّة: 85، ح 149. عوالي اللئالي: 89/4، ح 120، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 665/1، ح 863. المناقب: 282/1، س 7. إعلام الوري: 181/2، س 13. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 141، س 2. عنه وعن المناقب، البحار: 289/23، ح 16. حلية الأبرار: 357/3، ح 2، عن كتاب «النصوص علي الأئمّة الإثني عش ( عليهم السلام ) : ». الصراط المستقيم: 143/2، س 18. ينابيع المودّة: 398/3، ح 54. كشف الغمّة: 509/2، س 14.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4 - الشيخ الصدوق :...قال ابن عبّاس: سمعت رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول:...والأئمّة بعدي الهادي عليّ ( عليه السلام ) ...والرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

5 - الشيخ الصدوق :...عن الصادق جعفر بن محمّد...قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة...فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ فقال: يا رسول اللّه! ومن الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟ قال: الحسن والحسين...ثمّ الرضا عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : ... بهم يمسك اللّه عزّ وجلّ السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، وبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها.(2)

ص:143


1- إكمال الدين: 282/1، ح 36. عنه إثبات الهداة: 512/1، ح 239، وحلية الأبرار: 105/3، ح 1، والبحار: 248/43، ضمن ح 24. إحقاق الحقّ: 284/11، س 10، بتفاوت يسير، عن كتاب فرائد السمطين.
2- إكمال الدين: 258/1، ح 3. عنه البحار: 251/36، ح 68 وإثبات الهداة : 502/1، ح 215. البحار: 118/27، ح 99 عن إيضاح دفائن النواصب. الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 218، س 16 و219، س 10، بتفاوت. قصص الأنبياء: 368، ح 440. الاحتجاج: 167/1، ح 34. كفاية الأثر: 143، س 5. الصراط المستقيم: 149/2، س 8، بتفاوت. إعلام الوري: 183/2، س 7. كشف الغمّة: 510/2، س 13.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - الخزّاز القمّيّ :...ابن عبّاس قال: قدم يهوديّ علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقال له نعثل، فقال: ... أخبرني وصيّك من هو؟...فقال: نعم! إنّ وصيّي والخليفة من بعدي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبعده...فإذا مضي موسي، فابنه عليّ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

7 - الخزّاز القمّيّ :...عبد اللّه بن العبّاس قال: دخلت علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...قلت: يا رسول اللّه! فكم الأئمّة بعدك؟

قال: بعدد حواريّ عيسي، وأسباط موسي، ونقباء بني إسرائيل...أوّلهم عليّ بن

ص:144


1- كفاية الأثر: 11، س 5. عنه البحار: 283/36، ح 106، وإثبات الهداة: 571/1، ح 469، وفي ص 736، س 1، عن فرائد السمطين. المناقب: 296/1، س 15. الصراط المستقيم: 144/2، س 11. العدد القويّة: 81، ح 143، بتفاوت. ينابيع المودّة: 281/3، ح 1. إحقاق الحقّ: 82/4، س 22، بتفاوت يسير، عن كتاب فرائد السمطين.

أبي طالب وبعده...فإذا انقضي موسي، فابنه عليّ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

8 - الخزّاز القمّيّ :...سلمان الفارسيّ ( رضي الله عنه ) قال: خطبنا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال:...الأوصياء والخلفاء بعدي أئمّة أبرار...أوّلهم عليّ بن أبي طالب...الكاظم سميّ موسي بن عمران، والذي يقتل بأرض الغربة ابنه عليّ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - الخزّاز القمّيّ :...عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: دخل جندب بن جنادة اليهوديّ من خيبر علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...، فقال: أخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسّك بهم؟...فقال:...الأئمّة بعدي اثناعشر...قال: فسمّهم لي يا رسول اللّه!

قال:... عليّ بن أبي طالب...ثمّ إذا انتهت مدّة موسي قام بالأمر بعده ابنه عليّ، يدعي بالرضا...(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - الخزّاز القمّيّ :...عن علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ...وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: قال رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )

ص:145


1- كفاية الأثر: 16، س 5. عنه إثبات الهداة: 572/1، ح 470. الصراط المستقيم: 145/2، س 6.
2- كفاية الأثر: 40، س 5. عنه إثبات الهداة: 576/1، ح 487، والبحار: 289/36، ح 111. قطعة منه في (كيفيّة شهادته)
3- كفاية الأثر: 56، س 14. عنه إثبات الهداة: 577/1، ح 492 والبحار: 304/36، ح 144. ينابيع المودّة: 283/3، ح 2. عنه إثبات الهداة: 736/1، س 19. البرهان: 146/3، ح 7.

للحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) : يا حسين! يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة...، فإذا مضي موسي، فعليّ ابنه ( عليهماالسلام ) ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 - الخزّاز القمّيّ :...عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : كنت عند النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في بيت أُمّ سلمة...فقال سلمان: يارسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً وسبطين، فمن وصيّك، وسبطيك؟...، قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا سلمان! أتعرف من كان وصيّ آدم؟ فقال: اللّه ورسوله أعلم.

فقال:...إنّ آدم أوصي إلي ابنه شيث، وأنا أدفعها إلي عليّ... وجعفر يدفعها إلي موسي [الكاظم ] ، وموسي يدفعها إلي ابنه عليّ [الرضا ( عليهم السلام ) : ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

12 - الخزّاز القمّيّ :...عن الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول لعليّ ( عليه السلام ) : أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي...فإذا استشهد الحسين، فعليّ ابنه، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أطها ( عليهم السلام ) : ، فقلت: يا رسول اللّه! فما أساميهم؟

قال: عليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ...(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:146


1- كفاية الأثر: 61، س 5. عنه البحار: 306/36، ح 145 وإثبات الهداة: 578/1، ح 493. الصراط المستقيم: 143/2، س 2.
2- كفاية الأثر: 147، س 1. عنه البحار: 333/36، ح 195. الصراط المستقيم: 153/2، س 13.
3- كفاية الأثر: 166 س 14. عنه البحار: 340/36، ح 240، وإثبات الهداة: 1/ 592، ح 547. الصراط المستقيم: 154/2، س 18.

13 - أبو جعفر الطبريّ :...عن سلمان ( رضي الله عنه ) قال: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي لم يبعث نبيّاً ولارسولاً إلّا جعل له اثني عشر نقيباً، فقلت: يا رسول اللّه! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.

قال: يا سلمان! هل علمت من نقبائي، ومن الاثني عشر الذين اختارهم اللّه للأُمّة من بعدي؟

فقلت: اللّه ورسوله أعلم.

فقال: يا سلمان! خلقني اللّه من صفوة نوره، ودعاني فأطعته، وخلق من نوري عليّاً...ثمّ خلق منّا ومن نور الحسين تسعة أئمّة...ثمّ ابنه عليّ بن موسي الرضا لأمر اللّه...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع حاجة.

14 - حسن بن سليمان الحلّيّ :...عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد...قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الليلة التي كانت فيها وفاته، لعليّ ( عليه السلام ) : ياأباالحسن! أحضر صحيفةً ودواةً، فأملي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وصيّته حتّي انتهي إلي هذا الموضع: فقال: ياعليّ! إنّه سيكون بعدي اثني عشر إماماً...فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلي ابني الحسن...فإذا حضرته [أي موسي الكاظم ] الوفاة

ص:147


1- دلائل الإمامة: 447، ح 424. عنه حلية الأبرار: 358/5، ح 3، والبرهان: 406/2، ح 2 و3، وص 219، ح 9. مصباح الشريعة: 63، س 3. البحار: 6/25، ح 9، عن كتاب مقتضب الأثر، و142/53، ح 162. إثبات الهداة: 708/1، ح 145، عن كتاب مقتضب الأثر. الهداية الكبري: 375، س 8. الصراط المستقيم: 142/2، س 22.

فليسلّمها إلي ابنه عليّ الرضيّ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - النباطيّ البياضيّ : أسند محمّد بن عليّ القمّيّ برجاله إلي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، خطب قبل وفاته وقال بعدها: اللّهمّ! إنّي أعلم أنّ العلم يبيد، وأنّك لاتخلّي أرضك من حجّة ظاهرة ليس بالمطاع، أو خائف مغمور، فلمّا نزل قلت: يا رسول اللّه! ألست الحجّة علي الخلق؟

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا الحجّة المنذر، وعليّ الهادي...والحجّة بعده [أي موسي ] عليّ ابنه...(2)

والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

16 - البحرانيّ : أبو مخنف بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: سألت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن مولد عليّ ( عليه السلام ) ؟

قال: يا جابر! سألت عجيباً عن خير مولود...لمّا نفخ اللّه الروح في آدم ( عليه السلام ) ...ثمّ أمر اللّه تعالي الملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) ، فسجدوا تعظيماً وإجلالاً لتلك الأشباح، فتعجّب آدم من ذلك فرفع رأسه إلي العرش، فكشف اللّه عن بصره فرأي نوراً، فقال: إلهي وسيّدي ومولاي، وما هذا النور؟

فقال: هذا نور محمّد...هذا نور عليّ بن أبي طالب...هذا نور فاطمة...هذان نورا ولديهما الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، فقال: أري تسعة أنوار قد أحدقت بهم.

فقيل: هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب وفاطمة ( عليهماالسلام ) .

ص:148


1- مختصر بصائر الدرجات: 39، س 5. غيبة الطوسيّ: 96، س 15. عنه البحار: 260/36، ح 81، وإثبات الهداة: 1/ 549، ح 376.
2- الصراط المستقيم: 154/2، س 9.

فقال: إلهي!، بحقّ هؤلاء الخمسة إلّا ما عرفّتني التسعة من ولد عليّ ( عليه السلام ) .

فقال: عليّ بن الحسين...ثمّ عليّ الرضا ( عليهم السلام ) : ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(د) - النصّ علي إمامته عن الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يزيد بن سليط، قال: لقيت أباإبراهيم ( عليه السلام ) - ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق فقلت: جعلت فداك، هل تثبّت هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، فهل تثبّته أنت؟ قلت: نعم، إنّي أنا وأبي لقيناك ههنا وأنت مع أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأُمّي، أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون، والموت لا يعري منه أحد، فأحدث إليّ شيئاً أحدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّ.

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا أبا عبداللّه! هؤلاء وُلدي وهذا سيّدهم - وأشار إليك - ...ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! أنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلي ابني فلان، وأشركت معه بنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن فأفردته وحده، ولمّا كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني، لحبّي إيّاه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلي اللّه عزّ وجلّ يجعله حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ أرانيه وأراني من يكون معه، وكذلك لايوصي إلي أحد منّا حتّي يأتي بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه...

ثمّ قال أبوإبراهيم ( عليه السلام ) : ورأيت ولدي جميعاً الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير

ص:149


1- مدينة المعاجز: 367/2 ح 610. عنه إثبات الهداة: 610/1 ح 581، قطعة منه، والبحار: 357/36 ح 226. ينابيع المودّة: 249/3 ح 44.

المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا سيّدهم وأشار إلي ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع المحسنين...(1)

(ه') - النصّ علي إمامته عن الإمام الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) :

1 - الخزّاز القمّيّ :...عن يحيي بن يعمن (2)قال: كنت عند الحسين ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثّماً أسمر، شديد السمرة، فسلّم، وردّ الحسين ( عليه السلام ) فقال: يا ابن رسول اللّه! مسألة؟ قال: هات ...، يإف ابن رسول اللّه! فأخبرني عن عدد الأئمّة بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.

قال: فسمّهم لي... فقال: نعم! أخبرك يا أخا العرب! إنّ الإمام والخليفة بعدرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ...وبعده [أي موسي ] عليّ ابنه...(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(و) - النصّ علي إمامته عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رضي الله عنه ) ، قال:

ص:150


1- الكافي: 313/1 ح 14. يأتي الحديث بتمامه في رقم 252.
2- والظاهر أنّه يحيي بن يعمر بقرينة رواية يحيي بن عقيل عنه كما في تهذيب الكمال: 53/32 رقم 6953، في ترجمة يحيي بن يعمر، و473/31 رقم 6888، في ترجمة يحيي بن عقيل. الجرح والتعديل: 196/9 رقم 817، وثقات ابن حبّان: 523/5، وسير أعلام النبلاء: 441/4 رقم 170، تاريخ إسلام: 502/6 رقم 433.
3- كفاية الأثر: 232، س 9. عنه البحار: 384/36، ح 5، وإثبات الهداة: 599/1، ح 573، مختصراً. الصراط المستقيم: 156/2، س 2.

حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبداللّه الأنصاريّ، قال: دخلت علي فاطمة ( عليها السلام ) ، وبين يديها لوح، فيه أسماء الأوصياء، فعدّدت اثني عشر اسماً، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ صلوات اللّه عليهم [أجمعين ].(1)

2 - الخزّاز القمّيّ :...الكميت بن أبي المستهلّ قال: دخلت علي سيّدي أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) فقلت:...ثمّ قال ( عليه السلام ) :...الأئمّة بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) اثنا عشر...قلت: يا سيّدي! فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعده...وبعد موسي ابنه عليّ [الرضا]، ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:151


1- إكمال الدين: 313/1، ح 4 و311 ح 3. عنه وسائل الشيعة: 244/16، ح 21472. إعلام الوري: 167/2، س 7، و178، س 6، بتفاوت. من لايحضره الفقيه: 132/4 ح 459، بتفاوت. الكافي: 532/1 ح 9، وفيه: ثلاثة منهم علي. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 46/1 ح 6، و47 ح 7. غيبة الطوسيّ: 139 ح 103. الخصال: 477/2 ح 42. عنه وعن الغيبة والعيون، البحار: 201/36 ح 5. إرشاد المفيد: 348 س 13. جامع الأخبار: 17 س 3. العدد القويّة: 71 ح 109، و110، قطعة منه.
2- ( كفاية الأثر: 248، س 5. عنه إثبات الهداة: 601/1، ح 582، قطعة منه، والبحار: 390/36، ح 2.

(ز) - النصّ علي إمامته عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن عيسي بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قلت له: إن كان كون -ولا أراني اللّه- فبمن أئتمّ؟

فأومأ إلي ابنه موسي، قال: قلت: فإن حدث بموسي حدثٌ فبمن أئتمّ؟

قال: بولده.

قلت: فإن حدث بولده حدث، وترك أخاً كبيراً وابناً صغيراً، فبمن أئتمّ؟

قال: بولده ثمّ واحداً فواحداً.

وفي نسخة الصفوانيّ: ثمّ هكذا أبداً.(1)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا أسعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن صفوان بن يحيي، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن سلمه بن محرز قال: قلت لأبي

ص:152


1- الكافي: 286/1، ح 5 و309، ح 7، بتفاوت. عنه البحار: 253/25، ح 11، وإثبات الهداة: 85/1، ح 47، و156/3، ح 1، قطعة منه، و228، ح 1، قطعة منه، و157، ح 9، قطعة منه، وحلية الأبرار: 324/4، ح 7. إكمال الدين: 349/2، ح 43، بتفاوت و415، ح 7. عنه إثبات الهداة: 518/1، ح 257 والبحار: 16/48، ح 8. إرشاد المفيد: 289، س 21. الإمامة والتبصرة: 124، ح 122. إعلام الوري: 10/2، س 15. كشف الغمّة: 222/2، س 16، بتفاوت.

عبداللّه ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً من العجليّة قال لي: كم عسي يبقي لكم هذا الشيخ، إنّما هو سنة أو سنتين حتّي يهلك ثمّ تصيرون، ليس لكم أحد تنظرون إليه.

فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : ألا قلت له: هذا موسي بن جعفر ( عليه السلام ) قد أدرك مايدرك الرجال، وقد اشترينا له جارية تباح له، فكأنّك إن شاءاللّه وقد ولد له فقيه خلف.(1)

3 - الخزّاز القمّيّ :...علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن ال صادق ( عليه السلام ) قال: الأئمّة اثنا عشر، قلت: يا ابن رسول اللّه فسمّهم لي؟

قال: من الماضين عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين...قلت: فمن بعدك ياابن رسول اللّه؟ قال: إنّي قد أوصيت إلي ولدي موسي وهو الإمام بعدي.

قلت: فمن بعد موسي؟ قال: عليّ ابنه يدعي بالرضا، يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثمّ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4 - الخزّاز القمّيّ :...عن مسعدة قال: كنت عند الصادق ( عليه السلام ) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا متّكئاً علي عصاه فسلّم، فردّ أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) الجواب...قال: يا شيخ! إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن...وعليّ [الرضا] يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلي موسي ( عليه السلام ) - ...(3)

ص:153


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 29/1 ح 20. عنه البحار: 18/49 ح 18، وإثبات الهداة: 238/3 ح 43، وحلية الأبرار: 515/4 ح 17.
2- كفاية الأثر: 262، س 9. عنه إثبات الهداة: 603/1، ح 587 والبحار: 36/ 4090، ح 18. الصراط المستقيم: 158/2، س 4، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.
3- كفاية الأثر: 260، س 10. عنه إثبات الهداة: 603/1، ح 586، والبحار: 408/36، ح 17. الصراط المستقيم: 241/2، س 9. البرهان: 279/2، ح 1.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

5 - الخزّاز القمّيّ :...عن هشام قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) إذ دخل عليه معاوية بن وهب...ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ أفضل الفرائض وأوجبها علي الإنسان معرفة الربّ...وبعده معرفة الرسول والشهادة له بالنبوّة...وبعده معرفة الإمام...ويعلم أنّ الإمام بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن...ثمّ من بعده [أي موسي ]، ولده عليّ [الرضا ( عليهم السلام ) : ...(1)

والحديث طويل أخدنا منه موضع الحاجة.

6 - المسعوديّ: روي عن أبي عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسي بن عبد الملك، قال: قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : جعلني اللّه فداك، إن كان كون ولاأراني اللّه ذلك، فبمن أئتمّ؟ فقال: بموسي ابني، الإمام بعدي.

قلت: فإن مضي موسي، فمن أئتمّ؟ فقال لي: بولده وإن كان صغيراً، ثمّ هكذا أبداً، قلت: فإن لم أعرفه، ولاأعرف موضعه فما أصنع؟

قال: تقول: «اللّهمّ! إنّي أتولّي من حجّتك من ولد الإمام الماضي».(2)

(ح) - النصّ علي إمامته عن الإمام الكاظم ( عليهماالسلام ) :

1 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن عيسي، عن السائيّ (3) قال: دخلت عليه

ص:154


1- كفاية الأثر: 256، س 4. عنه إثبات الهداة: 602/1، ح 585، قطعة منه، والبحار: 406/36، ح 16، و54/4، ح 34، والبرهان: 34/2، ح 3.
2- إثبات الوصيّة: 192 س 11.
3- قال المجلسيّ في بيانه علي الحديث: السائيّ، هو عليّ بن سويد، وهو من أصحاب الكاظم والرضا ( عليهماالسلام ) ، وكأنّ ضمير عليه راجع إلي الأوّل، وأبو فلان كناية عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

وهو شديد العلّة، فرفع رأسه من المخدّة، ثمّ يضرب بها رأسه ويزبده(1) ، قال: فقال لي: صاحبكم أبو فلان.

قال: فقلت: جعلت فداك، نخاف أن يكون هؤلاء اغتالوك عند ما رأوك من شدّة عليك، قال: فقال: ليس عليّ بأس، فبرأ الحمد للّه ربّ العالمين.(2)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، ومحمّد بن مسعود، قالا: حدّثنا محمّد بن نصير، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا صفوان، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال صفوان: أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال فسلّما عليه، فأخبراه بحالهما، وحال أهل بيتهما في هذا الأمر، وسألا عن أبي الحسن، فخبّرهما: بأنّه قد توفّي.

قالا: فأوصي؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، قالا: إليك؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.

قالا: وصيّة مفردة؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قالا: فإنّ الناس قد اختلفوا علينا، فنحن ندين اللّه بطاعة أبي الحسن ( عليه السلام ) ، إن كان حيّاً فإنّه إمامنا، وإن كان مات فوصيّه الذي أوصي إليه إمامنا، فما حال من كان هذا، مؤمن هو؟

قال ( عليه السلام ) : قد جاءكم أنّه من مات ولايعرف إمامه مات ميتة جاهليّة.

قالا: وهو كافر، قال ( عليه السلام ) : فلم يكفره.

قالا: فما حاله؟ قال ( عليه السلام ) : أتريدون أن أضلّكم؟

قالا: فبأيّ شي ء تستدلّ علي أهل الأرض؟

ص:155


1- في المصدر: يزيده، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه من البحار، وهو بمعني : أخرج الزبد وقذف به.
2- بصائر الدرجات: 503 ح 10. عنه البحار: 286/27 ح 5.

قال ( عليه السلام ) : كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: تأتي إلي المدينة فتقول إلي من أوصي فلان، فيقولون: إلي فلان، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيثما دار دار الأمر.

قالا: والسلاح من يعرفه؟

ثمّ قالا: جعلنا اللّه فداك! فأخبرنا بشي ء نستدلّ به، فقد كان الرجل يأتي أباالحسن ( عليه السلام ) يريد أن يسأله عن شي ء فيبتدء به، ويأتي أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) فيبتدء قبل أن يسأله.

قال ( عليه السلام ) : فهكذا كنتم تطلبون من جعفر ( عليه السلام ) وأبي الحسن ( عليه السلام ) ؟

قال له إبراهيم: جعفر لم ندركه وقد مات، والشيعة مجمعون عليه وعلي أبي الحسن ( عليهماالسلام ) ، وهم اليوم مختلفون.

قال ( عليه السلام ) : ماكانوا مجتمعين عليه، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا، فيقولون: هذا أجود!

قالوا: إسماعيل لم يكن أدخله في الوصيّة؟

فقال: قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان إماماً.

فقال له إسماعيل بن أبي سمال: وهو اللّه الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا، واستقصي يمينه، مايسرّني أنّي زعمت أنّك لست هكذا، ولي ماطلعت عليه الشمس - أو قال - الدنيا بمافيها، وقد أخبرناك بحالنا.

فقال له إبراهيم: قد أخبرناك بحالنا، فما حال من كان هكذا، مسلم هو؟

قال: أمسك، فسكت.(1)

ص:156


1- رجال الكشّيّ: 472 رقم 899. عنه البحار: 157/25 ح 29، وإثبات الهداة: 140/3 ح 288، و206 ح 109، قطعة منه. قطعة منه في (إخباره بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) ) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).

3 - أبو عمرو الكشّيّ : جعفر بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزوميّ(1)، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : قد حمّلت هذا الفتي في أمورك!

فقال ( عليه السلام ) : إنّي حمّلته ما حمّلنيه أبي ( عليه السلام ) .(2)

4 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس، قال: قلت له ( عليه السلام ) :...ثمّ سألته عن أبيه، أحيّ أو ميّت؟

فقال ( عليه السلام ) : قد واللّه مات.

قلت: جعلت فداك، إنّ شيعتك أو قلت: مواليك يروون: أنّ فيه شبه أربعة أنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : قد واللّه الذي لا إله إلّا هو، هلك.

قال: قلت: هلاك غيبة، أو هلاك موت؟ فقال ( عليه السلام ) : هلاك موت واللّه...

قلت: - حيث كان هو في المدينة ومات أبوه في بغداد - فمن أين علمت موته؟

قال ( عليه السلام ) : جائني منه ما علمت به أنّه قد مات.

قلت: فأوصي إليك؟ قال ( عليه السلام ) : نعم...(3)

5 - أبو عمرو الكشّيّ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ، فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال ( عليه السلام ) : مضي، قال: مضي موتاً؟

ص:157


1- عدّه الشيخ المفيد في الإرشاد ممّن روي النصّ علي الرضا ( عليه السلام ) ، الإرشاد: 304.
2- رجال الكشّيّ: 426 رقم 800.
3- رجال الكشّيّ: 494 رقم 947. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1067.

قال: نعم، قال: فقال: إلي من عهد؟ قال: إليّ...(1)

6 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثنا حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي قال: كان نشيط وخالد يخدمانه، يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) .

قال: فذكر الحسن، عن يحيي بن إبراهيم، عن نشيط، عن خالد الجوّاز قال: لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قلت لخالد: أما تري ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟

فقال لي خالد: قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : عهدي إلي ابني عليّ، أكبر ولدي، وخيرهم وأفضلهم.

(2)

7 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن الحسن، قال: حدّثني أبوعليّ الفارسيّ، عن محمّد بن عيسي، ومحمّد بن مهران، عن محمّد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيّات قال: كنت مع زياد القنديّ حاجّاً ولم نكن نفترق ليلاً ولانهاراً في طريق مكّة وبمكّة وفي الطواف، ثمّ قصدته ذات ليلة فلم أره حتّي طلع الفجر، فقلت له: غمّني إبطاؤك، فأيّ شي ء كانت الحال؟

قال لي: مازلت بالأبطح مع أبي الحسن يعني أباإبراهيم وعليّ ( عليهماالسلام ) ابنه عن يمينه، فقال: يا أباالفضل! أو يازياد! هذا ابني عليّ، قوله قولي، وفعله فعلي، فإن كانت لك حاجة، فانزلها به، واقبل قوله، فإنّه لايقول علي اللّه إلّا الحقّ.

قال ابن أبي سعيد: فمكثنا ما شاء اللّه حتّي حدث من أمر البرامكة ماحدث، فكتب زياد إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يسأله عن ظهور هذا الأمر

ص:158


1- رجال الكشّيّ: 463 رقم 883. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1068.
2- رجال الكشّيّ: 452 رقم 855. عنه البحار: 27/49 ح 47.

الحديث، أو الإستتار؟

فكتب إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) : أظهر فلا بأس عليك منهم.

فظهر زياد، فلمّا حدّث الحديث قلت له: يا أباالفضل! أيّ شي ء يعدل بهذا الأمر؟

فقال لي: ليس هذا أوان الكلام فيه.

قال: فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد، كلّ ذلك يقول لي مثل ذلك، إلي أن قال لي في آخر كلامه: ويحك، فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها.(1)

8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري جميعاً، عن داود الرقّي، قال: قلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) : جعلت فداك إنّي قد كبر سنّي فخذ بيدي من النار.

قال: فأشار إلي ابنه أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) : هذا صاحبكم من بعدي.(2)

ص:159


1- رجال الكشّيّ: 466 رقم 887. عنه البحار: 272/48، ح 32. قطعة منه في (كتابه ( عليه السلام ) إلي زياد القنديّ).
2- الكافي: 312/1 ح 3. عنه إثبات الهداة: 229/3 ح 3، وحلية الأبرار: 489/4 ح 4، والوافي: 358/2 ح 832. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 23/1 ح 7. عنه البحار: 14/49 ح 7، وحلية الأبرار: 510/4 ح 6. إرشاد المفيد: 304 س 18. كشف الغمّة: 270/2 س 12. الصراط المستقيم: 165/2 س 11. روضة الواعظين: 245 س 2. عنه البحار: 28/49 ح 48. إعلام الوري: 44/2 س 2. غيبة الطوسيّ: 34 ح 9. عنه وعن الإعلام، والإرشاد، البحار: 23/49 ح 34. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 243 س 17. المستجاد من كتاب الإرشاد: 212 س 9. كفاية الأثر: 268 س 10. عنه حلية الأبرار: 519/4 ح 22. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 235/3 ح 30. اثبات الوصيّة: 204 س 22.

9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن الحسن، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لأبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) ألا تدلّني إلي من آخذ عنه ديني؟

فقال ( عليه السلام ) : هذا ابني عليّ، إنّ أبي أخذ بيدي فأدخلني إلي قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا بنيّ! إنّ اللّه عزّ وجلّ قال: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (1)، وإنّ اللّه عزّ وجلّ إذا قال قولاً وفي به.(2)

10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن يحيي بن عمرو، عن داود الرقّيّ، قال: قلت لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) إنّي قد كبرت سنّي ودقّ عظمي وإنّي سألت أباك ( عليه السلام ) فأخبرني بك، فأخبرني من بعدك؟

فقال ( عليه السلام ) : هذا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) . (3)

ص:160


1- البقرة: 30/2.
2- الكافي: 312/1 ح 4. عنه اثبات الهداة: 232/3 ح 16، وحلية الأبرار: 489/4 ح 5، والوافي: 360/2 ح 841، ونور الثقلين: 49/1 ح 76، قطعة منه. غيبة الطوسيّ: 34 ح 10. إرشاد المفيد: 305 س 3. كشف الغمّة: 270/2 س 15. إعلام الوري: 44/2 س 12. عنه وعن الإرشاد والغيبة، البحار: 24/49 ح 35. المستجاد من كتاب الإرشاد: 213 س 1.
3- الكافي: 312/1 ح 5. عنه حلية الأبرار: 490/4 ح 6، والوافي: 358/2 ح 831، وإثبات الهداة: 232/3 ح 17. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 23/1 ح 8. عنه البحار: 15/49 ح 8.

11 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن زياد بن مروان القنديّ وكان من الواقفة، قال: دخلت علي أبي إبراهيم وعنده ابنه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال لي: يا زياد! هذا ابني فلان، كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله.(1)

12 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، قال: حدّثني المخزوميّ وكانت أُمّه من ولد جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: بعث إلينا أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) فجمعنا ثمّ قال لنا: أتدرون لم دعوتكم؟ فقلنا: لا.

فقال ( عليه السلام ) : اشهدوا أنّ ابني هذا وصيّي، و القيّم بأمري، وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عِدَة فلينجّزها منه، ومن لم يكن له بدّ من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه.(2)

ص:161


1- الكافي: 312/1 ح 6. عنه إثبات الهداة: 229/3 ح 4، والوافي: 359/2 ح 836. إرشاد المفيد: 305 س 23. كشف الغمّة: 271/2 س 8. غيبة الطوسيّ: 37 ح 14. عنه وعن العيون والإرشاد والإعلام، البحار: 19/49 ح 23. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 31/1 ح 25. عنه وعن الكافي، حلية الأبرار: 490/4 ح 7، و8. إعلام الوري: 45/2 س 4. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 244 س 2. الصراط المستقيم: 164/2 س 22، بتفاوت. روضة الواعظين: 244 س 22. إثبات الوصيّة: 203 س 16.
2- الكافي: 312/1 ح 7. عنه الوافي: 359/2 ح 837. عنه وعن العيون، حلية الأبرار: 491/4 ح 9، وإثبات الهداة: 229/3 ح 5. غيبة الطوسيّ: 37 ح 15. عنه وعن العيون والإرشاد والإعلام، البحار: 16/49 ح 12. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 27/1 ح 14. عنه حلية الأبرار: 491/4 ح 10. إرشاد المفيد: 306 س 1. كشف الغمّة: 271/2 س 11. إعلام الوري: 45/2 س 8. الصراط المستقيم: 165/2 س 20، قطعة منه. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 244 س 5.

13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن سنان، وعليّ بن الحكم جميعاً، عن الحسين بن المختار قال: خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن ( عليه السلام ) - وهو في الحبس -: عهدي إلي أكبر ولدي أن يفعل كذا وأن يفعل كذا، وفلان لا تنله شيئاً حتّي ألقاك أو يقضي اللّه علي الموت.(1)

14 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن الحسين بن المختار، قال: خرج إلينا من أبي الحسن ( عليه السلام ) بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض: عهدي إلي أكبر

ص:162


1- الكافي: 312/1 ح 8. عنه إثبات الهداة: 229/3 ح 6، وحلية الأبرار: 492/4 ح 11، والوافي: 360/2 ح 838. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 30/1 ح 23، قطعة منه. عنه البحار: 18/49 ح 21، وإثبات الهداة: 236/3 ح 35، وحلية الأبرار: 493/4 ح 12. غيبة الطوسيّ: 36 ح 13. عنه وعن الإرشاد والإعلام، البحار: 24/49 ح 37. إرشاد المفيد: 305 س 19. كشف الغمّة: 271/2 س 5، بتفاوت. الصراط المستقيم: 165/2 س 18، باختصار. إعلام الوري: 46/2 س 1.

ولدي، يعطي فلان كذا، وفلان كذا، وفلان كذا، وفلان لايعطي حتّي أجي ء أو يقضي اللّه عزّ وجلّ علي الموت، إنّ اللّه يفعل مايشاء.(1)

15 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن أبي عليّ الخزّاز، عن داود بن سليمان قال: قلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) إنّي أخاف أن يحدث حدث ولاألقاك، فأخبرني مَن الإمام بعدك؟

فقال ( عليه السلام ) : ابني فلان - يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) -.(2)

16 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن سعيد بن أبي الجهم، عن النصر بن قابوس، قال: قلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) إنّي سألت أباك ( عليه السلام ) من الذي يكون من بعدك، فأخبرني أنّك أنت هو، فلمّا توفّي أبوعبد اللّه ( عليه السلام ) ذهب الناس يميناً وشمالاً، وقلت فيك أنا وأصحابي، فأخبرني مَن الذي

ص:163


1- الكافي: 313/1 ح 9. عنه حلية الأبرار: 493/4 ح 13، والوافي: 360/2 ح 839، وإثبات الهداة: 232/3 ح 15. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 30/1 ح 24، قطعة منه بتفاوت. عنه البحار: 19/49 ح 22، وإثبات الهداة: 238/3 ح 44.
2- الكافي: 313/1 ح 11. عنه إثبات الهداة: 230/3 ح 8، وحلية الأبرار: 494/4 ح 15، والوافي: 358/2 ح 833. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 23/1 ح 8، وفيه: داود الرقّي، قال: قلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) . عنه إثبات الهداة: 235/3 ح 31، وحلية الأبرار: 510/4 ح 7. إرشاد المفيد: 306 س 7. كشف الغمّة: 271/2 س 16. الصراط المستقيم: 165/2 س 22. إعلام الوري: 46/2 س 6. غيبة الطوسيّ: 38 ح 16. عنه وعن الإرشاد والإعلام، البحار: 24/49 ح 38.

يكون من بعدك من ولدك؟ فقال ( عليه السلام ) : ابني فلان.(1)

17 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الضحّاك بن الأشعث، عن داود بن زربي قال: جئت إلي أبي إ براهيم ( عليه السلام ) بمال فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك اللّه! لأيّ شي ء تركته عندي؟

قال ( عليه السلام ) : إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك فلمّا جاءنا نعيه، بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) ابنه فسألني ذلك المال فدفعته إليه.(2)

ص:164


1- الكافي: 313/1 ح 12. عنه وعن العيون، حلية الأبرار: 494/4 ح 16، و17، وإثبات الهداة: 230/3 ح 9، و159 ح 17، والوافي: 358/2 ح 834. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 31/1 ح 26. عنه وعن الكشّيّ، البحار: 20/49 ح 24، و23/48 ح 38. إرشاد المفيد: 306 س 10. كشف الغمّة: 271/2 س 18. إعلام الوري: 46/2 س 10، بتفاوت. عنه وعن الإرشاد والغيبة، البحار: 25/49 ح 39. رجال الكشّيّ: 451 رقم 849، بتفاوت. الصراط المستقيم: 165/2 س 24. غيبة الطوسيّ: 38 ح 17. إثبات الوصيّة: 203 س 4، بتفاوت.
2- الكافي: 313/1 ح 13. عنه إثبات الهداة: 172/3 ح 4، و230 ح 10، وحلية الأبرار: 496/4 ح 18، ومدينة المعاجز: 250/6 ح 1987، و83/7 ح 2183، والوافي: 359/2 ح 835. إرشاد المفيد: 306 س 14. كشف الغمّة: 271/2 س 22. رجال الكشّيّ: 313 رقم 565، بتفاوت. إعلام الوري: 47/2 س 1. عنه وعن الكشّيّ والغيبة والإرشاد، البحار: 25/49 ح 40. غيبة الطوسيّ: 39 ح 18. الصراط المستقيم: 166/2 س 3. المناقب لابن شهرآشوب: 368/4 س 2 إثبات الوصيّة: 203 س 10، بتفاوت.

18 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن ابن محرز، عن عليّ بن يقطين، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: كتب إليّ من الحبس: إنّ فلاناً ابني سيّد ولدي وقد نحلته كنيتي.

(1)

19 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب(2) ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف، قال: كنت وأنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد فقال عليّ بن يقطين: كنت عند العبد الصالح ( عليه السلام ) جالساً فدخل عليه ابنه عليّ فقال لي: يا عليّ بن يقطين! هذا عليّ سيّد ولدي، أما إنّي قد نحلته كنيتي، فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثمّ قال: ويحك! كيف قلت؟ فقال عليّ بن يقطين: سمعت واللّه منه كما قلت.

فقال هشام: أُخبرك أنّ الأمر فيه من بعده، أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف قال: كنت عند العبد الصالح «وفي نسخة الصفواني» قال: كنت أنا - ثمّ ذكر مثله -.(3)

ص:165


1- الكافي: 313/1 ح 10. عنه حلية الأبرار: 494/4 ح 14، والوافي: 361/2 ح 843، وإثبات الهداة: 229/3 ح 7. بصائر الدرجات: الجزء الرابع 184 ح 8. عنه إثبات الهداة: 242/3 ح 59.
2- في الوافي: السراد.
3- الكافي: 311/1 ح 1. عنه حلية الأبرار: 487/4 ح 1، والوافي: 361/2 ح 842. عنه وعن كفاية الأثر، اثبات الهداة: 228/3 ح 2، قطعة منه. إعلام الوري: 43/2 س 13. إرشاد المفيد: 305 س 9. بصائر الدرجات: الجزء الرابع، 184 ح 9، قطعة منه بتفاوت. عنه البحار: 23/49 ح 33، واثبات الهداة: 242/3 ح 60. كشف الغمّة: 270/2 س 20، و298 س 14. روضة الواعظين: 244 س 20. غيبة الطوسيّ: 35 ح 11. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 21/1 ح 2، و3، باختلاف. عنه البحار: 13/49 ح 3، وإثبات الهداة: 234/3 ح 25، و26، وحلية الأبرار: 487/4 ح 2، و507، 2. عنه وعن الغيبة والإرشاد والإعلام، البحار: 13/49 ح 4. كفاية الأثر: 267 س 3. إثبات الوصيّة: 202 س 23. المستجاد من الإرشاد: 213 س 8. الصراط المستقيم: 165/2 س 8، باختصار وتفاوت.

20 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن أبي الحكم، قال: حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ وعبد اللّه بن محمّدبن عمارة، عن يزيد بن سليط، قال: لمّا أوصي أبو إبراهيم ( عليه السلام ) أشهد إبراهيم بن محمّد الجعفريّ، وإسحاق بن محمّد الجعفريّ وإسحاق بن جعفر بن محمّد، وجعفر بن صالح، ومعاوية الجعفريّ، ويحيي بن الحسين بن زيد بن عليّ، وسعد بن عمران الأنصاريّ، ومحمّد بن الحارث الأنصاريّ، ويزيد بن سليط الأنصاريّ، ومحمّد بن جعفر بن سعد الأسلميّ - وهو كاتب الوصيّة الأولي - أشهدهم أنّه يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث ما في القبور، وأنّ البعث بعد الموت حقّ، وأنّ الوعد حقّ، وأنّ الحساب حقّ، والقضاء حقّ، وأنّ الوقوف بين يدي اللّه حقّ، وأنّ ما جاء به محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حقّ، وأنّ ما نزل به الروح الأمين حقّ، علي ذلك أحيي وعليه أموت، وعليه أبعث إن شاء اللّه.

ص:166

وأشهدهم أنّ هذه وصيّتي بخطّي، وقد نسخت وصيّة جدّي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ووصيّة محمّد بن عليّ قبل ذلك، نسختها حرفاً بحرف، ووصيّة جعفر بن محمّد علي مثل ذلك، وإنّي قد أوصيت إلي عليّ وبنيّ بعد معه إن شاء، وآنس منهم رشداً، وأحبّ أن يقرّهم، فذاك له وإن كرههم، وأحبّ أن يخرجهم فذاك له، ولا أمر لهم معه.

وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي ومواليّ وصبياني الذي خلّفت وولدي إلي إبراهيم والعبّاس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأُمّ أحمد وإلي عليّ أمر نسائي دونهم، و ثلث صدقة أبي، وثلثي يضعه حيث يري، ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله، فإن أحبّ أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدّق بها علي من سمّيت له، وعلي غير من سمّيت فذاك له، وهو أنا في وصيّتي في مالي وفي أهلي وولدي.

وإن يري أن يقرّ إخوته الذين سمّيتهم في كتابي هذا أقرّهم، وإن كره فله أن يخرجهم غير مثرّب (1) عليه ولا مردود، فإن آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه،

فأحبّ أن يردّهم في ولاية فذاك له، وإن أراد رجل منهم أن يزوّج أخته فليس له أن يزوّجها إلّا بإذنه وأمره، فإنّه أعرف بمناكح قومه.

وأيّ سلطان أو أحد من الناس كفّه عن شي ء أو حال بينه وبين شي ء ممّا ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممّن ذكرت فهو من اللّه ومن رسوله بري ء، واللّه ورسوله منه برآء، وعليه لعنة اللّه وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقرّبين والنبيّين والمرسلين وجماعة المؤمنين.

وليس لأحد من السلاطين أن يكفّه عن شي ء، وليس لي عنده تبعة ولا تباعة، ولا لأحد من ولدي له قبلي مال، فهو مصدّق فيما ذكر فإن أقلّ فهو أعلم، وإن أكثر

ص:167


1- ثرّب عليهم فعلَهم: قبّحَه. المعجم الوسيط: 94.

فهو الصادق كذلك.

وإنّما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم، وأُمّهات أولادي من أقامت منهنّ في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأي ذلك، ومن خرجت منهنّ إلي زوج فليس لها أن ترجع إلي محواي(1) إلّا أن يري عليّ ٌ غير ذلك، وبناتي بمثل ذلك، ولا يزوّج بناتي أحد

من إخوتهنّ من أُمّهاتهنّ ولا سلطان ولا عمّ إلّا برأيه و مشورته، فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا اللّه ورسوله وجاهدوه في ملكه، وهو أعرف بمناكح قومه، فإن أراد أن يزوّج زوّج، وإن أراد أن يترك ترك.

وقد أوصيتهنّ بمثل ما ذكرت في كتابي هذا، وجعلت اللّه عزّوجلّ عليهم شهيداً، وهو وأُمّ أحمد شاهدان، وليس لأحد أن يكشف وصيّتي ولا ينشرها وهو منها علي غير ما ذكرت وسمّيت، فمن أساء فعليه، ومن أحسن فلنفسه، ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) (2)، وصلّي اللّه علي محمّد وعلي آله.

وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفضّ كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل، فمن فعل ذلك فعليه لعنة اللّه وغضبه، ولعنة اللاعنين والملائكةالمقرّبين وجماعة المرسلين والمؤمنين من المسلمين، وعلي من فضّ كتابي هذا.

وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود، وصلّي اللّه علي محمّد وعلي آله.

قال أبو الحكم: فحدّثني عبد اللّه بن آدم الجعفريّ، عن يزيد بن سليط، قال: كان أبو عمران الطلحيّ قاضي المدينة فلمّا مضي موسي قدّمه إخوته إلي الطلحيّ القاضي، فقال العبّاس بن موسي: أصلحك اللّه، وأمتع بك! إنّ في أسفل هذا الكتاب

ص: 168


1- الَمحْوي: بيوت الناس من الوبر مجتمعة علي ماء. المعجم الوسيط: 210.
2- فصّلت: 46/41.

كنزاً وجوهراً، ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا، ولم يدع أبونا رحمه اللّه شيئاً إلّا ألجأه إليه وتركنا عالة، ولولا أنّي أكفّ نفسي لأخبرتك بشي ء علي رؤوس الملأ.

فوثب إليه إبراهيم بن محمّد، فقال: إذا واللّه! تخبر بما لا نقبله منك، ولا نصدّقك عليه، ثمّ تكون عندنا ملوماً مدحوراً، نعرفك بالكذب صغيراً وكبيراً، وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيراً، وإن كان أبوك لعارفاً بك في الظاهر والباطن، وما كان ليأمنك علي تمرتين، ثمّ وثب إليه إسحاق بن جعفر عمّه، فأخذ بتلبيبه فقال له: إنّك لسفيه ضعيف أحمق أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك، وأعانه القوم أجمعون.

فقال أبو عمران القاضي لعليّ: قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم، وقد وسّع لك أبوك، ولا واللّه! ما أحد أعرف بالولد من والده، ولا واللّه! ما كان أبوك عندنا بمستخفّ في عقله، ولا ضعيف في رأيه.

فقال العبّاس للقاضي: أصلحك اللّه! فضّ الخاتم، واقرء ما تحته، فقال أبوعمران: لا أفضّه حسبي ما لعنني أبوك اليوم، فقال العبّاس: فأنا أفضّه.

فقال: ذاك إليك، ففضّ العبّاس الخاتم، فإذا فيه إخراجهم وإقرار عليّ لها وحده، وإدخاله إيّاهم في ولاية عليّ إن أحبّوا أو كرهوا، وإخراجهم من حدّ الصدقة وغيرها، وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلّة، ولعليّ ( عليه السلام ) خيرة، وكان في الوصيّة التي فضّ العبّاس تحت الخاتم هؤلاء الشهود: إبراهيم بن محمّد وإسحاق بن جعفر وجعفر بن صالح وسعيد بن عمران، وأبرزوا وجه أُمّ أحمد في مجلس القاضي، وادّعوا أنّها ليست إيّاها حتّي كشفوا عنها وعرفوها.

فقالت عند ذلك: قد واللّه! قال سيّدي هذا: إنّك ستؤخذين جبراً، وتخرجين إلي المجالس، فزجرها إسحاق بن جعفر وقال: اسكتي فإنّ النساء إلي الضعف، ما أظنّه قال من هذا شيئاً، ثمّ إنّ عليّاً ( عليه السلام ) التفت إلي العبّاس، فقال: يا أخي إنّي أعلم أنّه إنّما حملكم علي هذه الغرائم والديون التي عليكم، فانطلق يا سعيد! فتعيّن لي ما عليهم ثمّ

ص:169

اقض عنهم، ولا واللّه! لا أدع مواساتكم وبرّكم ما مشيت علي الأرض، فقولوا ما شئتم.

فقال العبّاس: ما تعطينا إلّا من فضول أموالنا، وما لنا عندك أكثر، فقال: قولوا ما شئتم، فالعرض عرضكم، فإن تحسنوا فذاك لكم عند اللّه، وإن تسيؤوا فإنّ اللّه غفور رحيم، واللّه! إنّكم لتعرفون أنّه مالي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم، ولئن حبست شيئاً ممّا تظنّون، أو ادّخرته فإنّما هو لكم، ومرجعه إليكم.

واللّه! ما ملكت منذ مضي أبوكم رضي اللّه عنه شيئاً إلّا وقد سيّبته حيث رأيتم.

فوثب العبّاس، فقال: واللّه! ما هو كذلك، وما جعل اللّه لك من رأي علينا، ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد ممّا لا يسوّغه اللّه إيّاه، ولا إيّاك، وإنّك لتعرف أنّي أعرف صفوان بن يحيي بيّاع السابريّ بالكوفة، ولئن سلمت لأغصّصنّه بريقه وأنت معه.

فقال عليّ ( عليه السلام ) : «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم»، أمّا إنّي يا إخوتي! فحريص علي مسرّتكم، اللّه يعلم.

«اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي أحبّ صلاحهم وأنّي بارّ بهم، واصل لهم، رفيق عليهم أعنّي بأمورهم ليلاً ونهاراً، فأجزني به خيراً، وإن كنت علي غير ذلك فأنت علّام الغيوب، فأجزني به ما أنا أهله، إن كان شرّاً فشرّاً، وإن كان خيراً فخيراً، اللّهمّ. أصلحهم وأصلح لهم، واخسأ عنّا وعنهم الشيطان، وأعنهم علي طاعتك، ووفّقهم لرشدك»،

أمّا أنا يا أخي! فحريص علي مسرّتكم جاهد علي صلاحكم، واللّه! علي ما نقول وكيل.

فقال العبّاس: ما أعرفني بلسانك، وليس لمسحاتك عندي طين، فافترق القوم

ص:170

علي هذا، وصلّي اللّه علي محمّد وآله.(1)

21 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن أبي الحكم الأرمنيّ، قال: حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط الزيديّ.

قال أبو الحكم: وأخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الجرميّ، عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) - ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق فقلت: جعلت فداك، هل تثبّت هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، فهل تثبّته أنت؟ قلت: نعم، إنّي أنا وأبي لقيناك ههنا وأنت مع أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأُمّي، أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون، والموت لا يعري منه أحد، فأحدث إليّ شيئاً أحدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّ.

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا أبا عبداللّه! هؤلاء ولدي وهذا سيّدهم - وأشار إليك - وقد علّم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس، وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجواب، وهو باب من أبواب اللّه عزّ وجلّ، وفيه أخري خير من هذا كلّه، فقال له أبي: وما هي - بأبي أنت وأُمّي -؟

قال ( عليه السلام ) : يخرج اللّه عزّ وجلّ منه غوث هذه الأُمّة وغياثها، وعلمها ونورها،

ص:171


1- الكافي: 316/1، ح 15. عنه البحار: 224/49، ح 17، والوافي: 366/2، ح 845، ونور الثقلين: 268/5، ح 55، قطعة منه، وإثبات الهداة: 172/3، ح 6، و231، ح 13، قطعتان منه. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 33/1، ح 1، وفيه: حدّثنا الحسين بن أحمد بن أدريس، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، أنّ إبراهيم بن عبد اللّه الجعفريّ، حدّثه عن عدّة من أهل بيته: أنّ أبا إبراهيم موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ... بتفاوت يسير، عنه البحار: 276/48، ح 1.

وفضلها وحكمتها، خير مولد وخير ناشي ء، يحقن اللّه عزّ وجلّ به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل اللّه به القطر، ويرحم به العباد، خير كهل وخير ناشي ء، قوله حكم، وصمته علم، يبيّن للناس ما يختلفون فيه، ويسود عشيرته من قبل أوان حُلمه.

فقال له أبي: بأبي أنت و أُمّي وهل ولد؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، ومرّت به سنون.

قال يزيد: فجاءنا من لم نستطع معه كلاماً.

قال يزيد: فقلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) : فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك ( عليه السلام ) ، فقال لي: نعم، إنّ أبي ( عليه السلام ) كان في زمان ليس هذا زمانه.

فقلت له: فمن يرضي منك بهذا فعليه لعنة اللّه، قال: فضحك أبوإبراهيم ضحكاً شديداً ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! أنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلي ابني فلان، وأشركت معه بنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن فأفردته وحده، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني، لحبّي إيّاه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلي اللّه عزّ وجلّ يجعله حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ أرانيه وأراني من يكون معه، وكذلك لايوصي إلي أحد منّا حتّي يأتي بخبره رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه، ورأيت مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خاتماً، وسيفاً، وعصاً، وكتاباً، وعمامة، فقلت: ما هذا يا رسول اللّه؟

فقال لي: أمّا العمامة فسلطان اللّه عزّ وجلّ، وأمّا السيف فعزّ اللّه تبارك و تعالي، وأمّا الكتاب فنور اللّه تبارك وتعالي، وأمّا العصا فقوّة اللّه، وأمّا الخاتم فجامع هذه الأمور، ثمّ قال لي: والأمر قد خرج منك إلي غيرك.

فقلت: يا رسول اللّه! أرنيه أيّهم هو؟

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما رأيت من الأئمّة أحداً أجزع علي فراق هذا الأمر

ص:172

منك، ولو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلي أبيك منك، ولكن ذلك من اللّه عزّ وجلّ، ثمّ قال أبوإبراهيم: ورأيت ولدي جميعاً الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا سيّدهم وأشار إلي ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع المحسنين، قال يزيد: ثمّ قال أبوإبراهيم ( عليه السلام ) : يا يزيد! إنّها وديعة عندك، فلاتخبر بها إلّا عاقلاً أو عبداً تعرفه صادقاً، وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها، وهو قول اللّه عزّ وجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَنَتِ إِلَي أَهْلِهَا) .

(1)

وقال لنا أيضاً: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَدَةً عِندَهُ و مِنَ اللَّهِ ) ؟(2)

قال: فقال أبوإبراهيم ( عليه السلام ) : فأقبلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقلت: قد جمعتهم لي - بأبي وأُمّي - فأيّهم هو؟ فقال: هو الذي ينظر بنور اللّه عزّ وجلّ، ويسمع بفهمه، وينطق بحكمته، يصيب فلا يخطي ء، ويعلم فلا يجهل، معلّماً حكماً وعلماً، هو هذا - وأخذ بيد عليّ ابني -، ثمّ قال: ما أقلّ مقامك معه، فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك، وافرغ ممّا أردت، فإنّك منتقل عنهم ومجاورٌ غيرهم، فإذا أردت فادع عليّاً، فليغسّلك وليكفّنك، فإنّه طهر لك، ولا يستقيم إلّا ذلك، وذلك سنّة قد مضت، فاضطجع بين يديه وصفّ إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبّر عليك تسعاً، فإنّه قد استقامت وصيّته ووليّك وأنت حيّ، ثمّ أجمع له ولدك من بعدهم، فأشهد عليهم، وأشهد اللّه عزّ وجلّ، وكفي باللّه شهيداً.

قال يزيد: ثمّ قال لي أبوإبراهيم ( عليه السلام ) : إنّي أوخذ في هذه السنة، والأمر هو إلي ابني عليّ سميّ عليّ، وعليّ، فأمّا عليّ الأوّل فعليّ بن أبي طالب، وأمّا الآخر فعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، أُعطي فهم الأوّل، وحلمه، ونصره، وودّه، ودينه، ومحنته، ومحنة

ص:173


1- النساء: 58/4.
2- البقرة: 140/2.

الآخر، وصبره علي ما يكره، وليس له أن يتكلّم إلّا بعد موت هارون بأربع سنين.

ثم قال لي: يا يزيد! وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشّره أنّه سيولد له غلامٌ أمينٌ مأمونٌ مباركٌ، وسيعلمك أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أُمّ إبراهيم، فإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام فافعل.

قال يزيد: فلقيت بعد مضيّ أبي إبراهيم ( عليه السلام ) عليّاً ( عليه السلام ) فبدأني فقال لي: يايزيد! ما تقول في العمرة؟ فقلت: بأبي أنت وأُمّي، ذلك إليك وما عندي نفقة؟

فقال: سبحان اللّه! ما كنّا نكلّفك ولا نكفيك، فخرجنا حتّي انتهينا إلي ذلك الموضع فابتدأني فقال: يا يزيد! إنّ هذا الموضع كثيراً ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك.

قلت: نعم، ثمّ قصصت عليه الخبر فقال لي: أمّا الجارية فلم تجي ء بعد، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام، فانطلقنا إلي مكّة فاشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلّا قليلاً حتّي حملت فولدت ذلك الغلام.

قال يزيد: وكان إخوة عليّ يرجون أن يرثوه، فعادوني إخوته من غير ذنب. فقال لهم إسحاق بن جعفر: واللّه لقد رأيته وإنّه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا.(1)

ص:174


1- الكافي: 313/1 ح 14. عنه مدينة المعاجز: 251/6 ح 1988 و272/7 ح 2313، وحلية الأبرار: 496/4 ح 19 وإثبات الهداة: 230/3 ح 11 و12، والوافي: 361/2 ح 15، وتحفة العالم: 30/2 س 1، قطعة منه. الإمامة والتبصرة: 77 ح 68، بسند آخر وبتفاوت. غيبة الطوسيّ: 40 ح 19، قطعة منه. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 23/1 ح 9، بتفاوت. عنه البحار: 12/48 ح 1، وحلية الأبرار: 503/4، ح 20. عنه وعن الإعلام والإمامة والتبصرة، البحار: 11/49 ح 1، ومدينة المعاجز: 256/6 ح 1989. الأنوار البهيّة: 209 س 9، قطعة منه. الصراط المستقيم: 165/2 س 1، قطعة منه. كشف الغمّة: 272/2 س 2، قطعة منه. إرشاد المفيد: 306 س 18، قطعة منه. إعلام الوري: 47/2، س 7. عنه وعن الإمامة والتبصرة، البحار: 25/50 ح 17. ينابيع المودّة: 164/3، س 21، و166، س 16. في الموضعين أورد قطعة منه. عنه إثبات الهداة: 245/3، س 16، وإحقاق الحقّ: 308/12، س 9، و351، س 16. قطعة منه في (النصّ عليه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(النصّ عليه عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ) و(النصّ عليه عن الصادق ( عليهماالسلام ) وأنّه غوث الأمّة ويحقن به الدماء).

22 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أبي جرير القمّيّ قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، قد عرفت انقطاعي إلي أبيك...أحيّ هو، أو ميّت؟

فقال ( عليه السلام ) : قد واللّه مات...قلت: فأوصي إليك، قال ( عليه السلام ) : نعم.

قلت: فأشرك معك فيها أحداً، قال ( عليه السلام ) : لا.

قلت: فعليك من إخوتك إمام، قال ( عليه السلام ) : لا.

قلت: فأنت الإمام، قال ( عليه السلام ) : نعم.(1)

23 - الشيخ الصدوق :...نجمة أُمّ الرضا ( عليه السلام ) تقول: لمّا حملت بابني عليّ لم أشعر بثقل الحمل...فلمّا وضعته وقع علي الأرض واضعاً يديه علي الأرض رافعاً رأسه إلي السماء، يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة! كرامة ربّك...

ص:175


1- الكافي: 380/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1070.

فقال: خذيه فإنّه بقيّة اللّه تعالي في أرضه.(1)

24 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن داود بن رزين قال: كان لأبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) عندي مال، فبعث فأخذ بعضه وترك عندي بعضه وقال: من جاءك بعدي يطلب ما بقي عندك فإنّه صاحبك، فلمّا مضي ( عليه السلام ) أرسل إليّ عليّ ابنه ( عليه السلام ) : ابعث إليّ بالذي هو عندك، وهو كذا وكذا.

فبعثت إليه ما كان له عندي.(2)

25 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن سنان قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) (3)قبل أن يحمل إلي العراق بسنة،

وعليّ ابنه ( عليه السلام ) بين يديه، فقال لي: يا محمّد! فقلت: لبّيك! قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلاتجزع منها.

ثمّ أطرق ونكت بيده في الأرض، ورفع رأسه إليّ وهو يقول: ويضلّ اللّه الظالمين، ويفعل اللّه مايشاء.

قلت: وما ذاك جعلت فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقّه، وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فعلمت أنّه قد نعي إلي نفسه، ودلّ علي ابنه.

فقلت: واللّه! لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه، ولأُقرّنّ له بالإمامة،

ص:176


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 20/1 ح 2. تقدّم الحديث في رقم 17.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2 ح 32. عنه مدينة المعاجز: 83/7 ح 2182، والبحار: 23/49 ح 30، وإثبات الهداة: 239/3 ح 49، و273 ح 69.
3- في الكافي: أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، كذا في الإرشاد ورجال الكشّي.

وأُشهد أنّه من بعدك حجّة اللّه تعالي علي خلقه، والداعي إلي دينه.

فقال لي: يا محمّد! يمدّ اللّه في عمرك، وتدعو إلي إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده، فقلت: من ذاك، جعلت فداك؟ قال: محمّد ابنه، قال: قلت فالرضا والتسليم، قال: نعم، كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أماإنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء، ثمّ قال: يا محمّد! إنّ المفضّل كان أُنسي ومستراحي، وأنت أُنسهما ومستراحهما، حرام علي النار أن تمسّك أبداً.(1)

26 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن خالد البرقيّ، عن سليمان بن حفص المروزيّ قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وأنا أريد أن أسأله عن الحجّة علي الناس بعده، فلمّا نظر إليّ فابتدأني، وقال: ياسليمان! إنّ عليّاً ابني ووصيّي والحجّة علي الناس بعدي، وهو أفضل ولدي فإن بقيت بعدي فاشهد له بذاك عند شيعتي وأهل ولايتي المستخبرين عن خليفتي من بعدي.(2)

ص:177


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 32/1 ح 29. عنه مدينة المعاجز: 329/6 ح 2032، والبحار: 21/49 ح 27 وحلية الأبرار: 505/4 ح 21. الكافي: 319/1 ح 16 وفيه: عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ، وعبيد اللّه بن المرزبان...، بتفاوت واختلاف في المتن، عنه إثبات الهداة: 321/3 ح 3. غيبة الطوسيّ: 32 ح 8، وفيه: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن المرزبان، الظاهر أنّه مصحّف، والصحيح كما في الكافي. عنه البحار: 19/50 ح 4. رجال الكشّي: 508 ح 982، وفيه: حدّثني حمدويه قال: حدّثني الحسن بن موسي... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 331/6 ح 2033. إرشاد المفيد: 306 س 24. عنه كشف الغمّة: 272/2 س 7، مرسلاً. إعلام الوري: 51/2 س 8.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 26/1 ح 11. عنه البحار: 15/49 ح 9، وإثبات الهداة: 178/3 ح 25، قطعة منه، و236 ح 32، ومدينة المعاجز: 332/6 ح 2034، وحلية الأبرار: 511/4 ح 9. الصراط المستقيم: 165/2 س 14، بتفاوت.

27 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد اللّه بن محمّد بن الحجّال قال: حدّثنا سعد بن زكريّا بن آدم، عن عليّ بن عبد اللّه الهاشميّ قال: كنّا عند القبر نحو ستّين (1) رجلاً منّا ومن موالينا إذ أقبل أبوإبراهيم موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، ويد

عليّ ابنه ( عليه السلام ) في يده فقال: أتدرون من أنا؟

قلنا: أنت سيّدنا وكبيرنا.

فقال ( عليه السلام ) : سمّوني وانسبوني.

فقلنا: أنت موسي بن جعفر بن محمّد.(2)

فقال ( عليه السلام ) : من هذا معي؟

قلنا: هو عليّ بن موسي بن جعفر.

قال ( عليه السلام ) : فاشهدوا أنّه وكيلي في حياتي ووصيّي بعد موتي. (3)

28 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن مرحوم (4)

ص:178


1- في كفاية الأثر: سبعين.
2- في كفاية الأثر: فلان بن فلان.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 26/1 ح 12. عنه البحار: 15/49 ح 10، وحلية الأبرار: 512/4 ح 11. كفاية الأثر: 268 س 2، وفيه: حدّثنا محمّد بن عليّ (الصدوق)، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الدقّاق، عن محمّد بن الحسين، عن سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا( في بعض النسخ: عيسي، بدل زكريّا) عن زكريّا بن آدم، عن عليّ بن عبد اللّه. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 236/3 ح 33.
4- في إثبات الهداة: مخزوم.

قال: خرجت من البصرة أُريد المدينه، فلمّا صرت في بعض الطريق

لقيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) وهو يذهب به إلي البصرة، فأرسل إليّ، فدخلت عليه فدفع إليّ كتباً، وأمرني أن أوصلها بالمدينه.

فقلت: إلي من أدفعها جعلت فداك؟

قال ( عليه السلام ) : إلي ابني عليّ، فإنّه وصيّيي، والقيّم بأمري، وخير بنيّ. (1)

29 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر العلويّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن أبيه قال: حدّثنا يوسف بن السخت، عن عليّ بن القاسم العريضيّ، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي، عن حيدر بن أيّوب، عن محمّد بن زيد الهاشميّ(2) أنّه قال: الآن (3)

تتّخذ الشيعة عليّ بن موسي ( عليه السلام ) إماماً! قلت: وكيف ذلك؟ قال: دعاه أبوالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) فأوصي إليه. (4)

30 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن حيدر بن أيّوب قال: كنّا بالمدينه في موضع يعرف بالقبا، فيه محمّد بن زيد بن عليّ، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه، فقلنا له: جعلنا اللّه فداك ما حبسك؟

ص:179


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 27/1 ح 13. عنه البحار: 15/49 ح 11، وإثبات الهداة: 236/3 ح 34.
2- في المصدر: يزيد بدل زيد، والصحيح ما أثبتناه من حلية الأبرار. هو محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : . قال السيّد الخوئيّ: في هذه الرواية دلالة علي أنّ محمّد بن زيد لم يكن من الشيعة. معجم رجال الحديث: 99/16، رقم 10792.
3- في المصدر: ألا أن، والصحيح ما أثبتناه من سائر المصادر.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 27/1 ح 15. عنه البحار: 16/49 ح 13، وإثبات الهداة: 237/3 ح 36، وحلية الأبرار: 512/4 ح 12.

قال: دعانا أبوإبراهيم ( عليه السلام ) اليوم سبعة عشر رجلاً من ولد عليّ وفاطمه ( عليهماالسلام ) ، فأشهدنا لعليّ ابنه بالوصيّة والوكالة في حياته وبعد موته، وإنّ أمره جايز عليه وله.

ثمّ قال محمّد بن زيد: واللّه يا حيدر! لقد عقد له الإمامة اليوم، وليقولنّ الشيعة به من بعده.

قال حيدر: قلت: بل يبقيه اللّه وأيّ شي ء هذا؟

قال: يا حيدر! إذا أوصي إليه فقد عقد له الإمامة.

قال عليّ بن الحكم: مات حيدر وهو شاكّ.(1)

31 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن محمّد بن الخلف، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أسد بن أبي العلا، عن عبد الصمد بن بشير وخلف بن حمّاد، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: أوصي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) إلي ابنه عليّ ( عليه السلام ) وكتب له كتاباً، أشهد فيه ستّين رجلاً من وجوه أهل المدينه.(2)

32 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار(3)، وصالح بن السنديّ، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حسين بن بشير قال: أقام لنا أبوالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ابنه عليّاً ( عليه السلام ) ، كما أقام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) يوم غدير

ص:180


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 28/1 ح 16. عنه البحار: 16/49 ح 14، وإثبات الهداة: 237/3 ح 39، وحلية الأبرار: 513/4 ح 13.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 28/1 ح 17. عنه إثبات الهداة: 238/3 ح 40، والبحار: 17/49 ح 15، وحلية الأبرار: 514/4 ح 14.
3- في إثبات الهداة: مروان.

خمّ فقال: يا أهل المدينه! أو قال: يا أهل المسجد! هذا وصيّي من بعدي.(1)

33 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الخزّاز قال: خرجنا إلي مكّة ومعنا عليّ بن أبي حمزة، ومعه مال ومتاع، فقلنا: ما هذا؟ قال: هذا للعبد الصالح ( عليه السلام ) ، أمرني أن أحمله إلي عليّ ( عليه السلام ) ابنه، وقد أوصي إليه.(2)

34 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) (3) قبل أن يحمل إلي العراق بسنة، وعليّ ابنه ( عليه السلام ) بين يديه، فقال لي: يا محمّد! فقلت: لبّيك!

قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلاتجزع منها! ثمّ أطرق، ونكت بيده في الأرض، ورفع رأسه إليّ وهو يقول: ويضلّ اللّه الظالمين ويفعل اللّه مايشاء. قلت: وما ذاك جعلت فداك؟

قال: من ظلم ابني هذا حقّه، وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فعلمت أنّه قد نُعي إلي نفسه، ودلّ علي ابنه.

فقلت: واللّه! لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه، ولأُقرّنّ له بالإمامة،

ص:181


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 28/1 ح 18. عنه البحار: 17/49 ح 16، وإثبات الهداة: 238/3 ح 41، وحلية الأبرار: 514/4 ح 15.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 29/1 ح 19، وزاد في آخره: إنّ عليّ بن أبي حمزة أنكر ذلك بعد وفاة موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وحبس المال عن الرضا ( عليه السلام ) . عنه البحار: 17/49 ح 17، وإثبات الهداة: 238/3 ح 42، وحلية الأبرار: 515/4 ح 16.
3- في الكافي: أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، كذا في الإرشاد ورجال الكشّيّ.

وأُشهد أنّه من بعدك حجّة اللّه تعالي علي خلقه، والداعي إلي دينه.

فقال لي: يا محمّد! يمدّ اللّه في عمرك، وتدعو إلي إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده.

فقلت: من ذاك، جعلت فداك؟

قال: محمّد ابنه، قال: قلت فالرضا والتسليم، قال: نعم! كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أما إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثمّ قال: يا محمّد! إنّ المفضّل كان أُنسي ومستراحي، وأنت أُنسهما ومستراحهما، حرام علي النار أن تمسّك أبداً.(1)

35 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسي، عن أبيه، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن محمّد بن الأصبغ، عن أحمد (2) بن الحسن الميثميّ - وكان واقفيّاً - قال: حدّثني محمّد بن

ص:182


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 32/1، ح 29. عنه مدينة المعاجز: 329/6، ح 2032، والبحار: 21/49، ح 27، وحلية الأبرار: 505/4، ح 21. الكافي: 319/1، ح 16، وفيه: عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن علي وعبيد اللّه بن المرزبان...، بتفاوت واختلاف في المتن. عنه إثبات الهداة: 173/3، ح 7، قطعة منه، و321، ح 3، بتفاوت واختصار. عنه وعن العيون والغيبة والإعلام والكشف، إثبات الهداة: 232/3، ح 18، قطعة منه. غيبة الطوسيّ: 24، س 21، عن الكلينيّ، وفي السند: محمّد بن علي بن عبد اللّه بن المرزبان، الظاهر أنّه مصحّف، والصحيح ما في الكافي. عنه البحار: 19/50، ح 4. رجال الكشّيّ: 508، ح 982، حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسي... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 331/6، ح 2033. إرشاد المفيد: 306، س 24. عنه كشف الغمّة: 272/2، س 7، مرسلاً. إعلام الوري: 51/2، س 8.
2- في إثبات الوصيّة: محمّد.

إسماعيل بن الفضل الهاشميّ قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وقد اشتكي شكايه شديدة، فقلت له: إن كان ما أسأل اللّه أن لايريناه فإلي من؟

قال ( عليه السلام ) : إلي عليّ ابني، وكتابه كتابي، وهو وصيّي وخليفتي من بعدي.(1)

36 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آباديّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن داود بن زربيّ، عن عليّ بن يقطين قال: قال لي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ابتداءاً منه: هذا أفقه ولدي - وأشار بيده إلي الرضا ( عليه السلام ) - وقد نحلته كنيتي.(2)

37 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن عيسي، عن أبيه، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن محمّد بن الأصبغ، عن أبيه، عن غنام (3) بن القاسم قال: قال لي منصور بن يونس بن بزرج: دخلت علي أبي الحسن - يعني موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) - يوماً فقال لي: يامنصور! أما

ص:183


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 20/1 ح 1. عنه البحار: 13/49 ح 2، وإثبات الهداة: 234/3 ح 24، وحلية الأبرار: 507/4 ح 1. كشف الغمّة: 298/2 س 10. الصراط المستقيم: 165/2 س 5. إثبات الوصيّة: 203 س 19، بتفاوت في الألفاظ.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 22/1 ح 4. عنه البحار: 14/49 ح 5، وإثبات الهداة: 234/3 ح 27، وحلية الأبرار: 508/4 ح 3. بصائر الدرجات: 184 ح 7، وفيه: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن خالد بن حمّاد، عن الحسين بن نعيم الصحّاف، عن عليّ بن يقطين. عنه إثبات الهداة: 242/3 ح 58، والبحار: 23/49 ح 31.
3- في رجال الكشّي وإثبات الهداة، وحلية الأبرار، ونسخة من العيون : عثمان.

علمت ما أحدثت في يومي هذا؟

قلت: لا.

قال: قد صيّرت عليّاً ابني وصيّي - وأشار بيده إلي الرضا ( عليه السلام ) - وقد نحلته كنيتي، والخلف من بعدي، فادخل عليه وهنّئه بذلك، وأعلم أنّي أمرتك بهذا.

قال: فدخلت عليه فهنّيته بذلك وأعلمته أن أمرني بذلك، ثمّ جحد منصور فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها.(1)

38 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن زكريّا بن آدم، عن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبد اللّه: جعلت فداك، وقَدِمَني الموتُ (2) قبلك، إن كان كون فإلي من؟

قال ( عليه السلام ) : إلي ابني موسي، فكان ذلك الكون، فواللّه! ما شككت في موسي ( عليه السلام ) طرفة عين قطّ، ثمّ مكثت نحواً من ثلاثين سنة، ثمّ أتيت أباالحسن موسي فقلت له: جعلت فداك، إن كان كون فإلي من؟

قال ( عليه السلام ) : عليّ ابني.

ص:184


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 22/1 ح 5. عنه إثبات الهداة: 235/3 ح 28، وحلية الأبرار: 508/4 ح 4. رجال الكشّيّ: 468 رقم 893، وفيه: حدّثني حمدويه قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثني محمّد بن أصبغ، عن إبراهيم، عن عثمان بن القاسم قال: قال لي منصور بزرج ... . عنه وعن العيون، البحار: 14/49 ح 6. إثبات الوصيّة: 204 س 15، وفيه: روي عبداللّه بن غنّام بن القاسم قال: قال لي منصور بن يونس «بزرج».
2- في المصدر: للموت.

قال: فكان ذلك الكون، فواللّه! ما شككت في عليّ ( عليه السلام ) طرفة عين قطّ. (1)

39 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن مظفّر العلويّ السمرقنديّ قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن يوسف بن السخت، عن عليّ بن القاسم، عن أبيه، عن جعفر بن خلف، عن إسماعيل بن الخطّاب قال: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يبتدي ء بالثناء علي ابنه عليّ ( عليه السلام ) ، ويطريه ويذكر من فضله وبرّه مالايذكر من غيره، كأنّه يريد أن يدلّ عليه.(2)

40 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف قال: سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) يقول: سعد امرء لم يمت حتّي يري منه خلف، وقد أراني اللّه من ابني هذا خلفاً، وأشار إليه - يعني الرضا ( عليه السلام ) -.(3)

41 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن المفضّل بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وعليّ ( عليه السلام ) ابنه في حِجره وهو يقبّله، ويمصّ لسانه، ويضعه علي عاتقه، ويضمّه إليه ويقول: بأبي أنت

ص:185


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 22/1 ح 6. عنه إثبات الهداة: 235/3 ح 29، قطعة منه، والبحار: 14/48 ح 2، وحلية الأبرار: 509/4 ح 5. إثبات الوصيّة: 195 س 4، و205 س 2، بتفاوت.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 30/1 ح 21. عنه البحار: 18/49 ح 19 وإثبات الهداة: 237/3 ح 37، وحلية الأبرار: 516/4 ح 18.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 30/1 ح 22. عنه وعن الكشّيّ، البحار: 18/49 ح 20. رجال الكشّيّ: 477 رقم 905، وفيه: جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف. عدّة الداعي: 88 س 8، بتفاوت.

وأُمّي! ما أطيب ريحك! وأطهر خلقك، وأبين فضلك.

قلت: جعلت فداك، لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة(1)، ما لم يقع لأحد

إلّا لك.

فقال لي: يا مفضّل! هو منّي بمنزلتي من أبي ( عليه السلام ) ، ( ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِن م بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(2)، قال: قلت: هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، من أطاعه رشد، وعصاه كفر.(3)

42 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر العلويّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن أبيه قال: حدّثنا يوسف بن السخت، عن عليّ بن القاسم العريضيّ الحسينيّ، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن إسحاق وعليّ ابني أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : إنّهما دخلا علي عبد الرحمن بن أسلم بمكّة في السنة التي أخذ فيها موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ومعهما كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) بخطّه، فيه حوائج قدأمر بها.

فقالا: إنّه أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه، فإن كان من أمره شي ء فادفعه إلي ابنه عليّ ( عليه السلام ) ، فإنّه خليفته والقيّم بأمره، وكان هذا بعد النفر بيوم، بعد ما أخذ أبوالحسن ( عليه السلام ) بنحو من خمسين يوماً.

وأشهد إسحاق وعليّ ابنا أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) والحسين بن أحمد المنقريّ، وإسماعيل بن عمر، وحسّان بن معاوية، والحسين بن محمّد، صاحب الختم علي شهادتهما: إنّ

ص:186


1- في إثبات الهدات: الودّ.
2- آل عمران: 34/3.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 31/1 ح 28. عنه البحار: 20/49 ح 26، وإثبات الهداة: 239/3 ح 45، ووسائل الشيعة: 340/28 ح 34905، قطعة منه، وحلية الأبرار: 517/4 ح 20. قطعة منه في (شدّة حبّ أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) ).

أبا الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصيّ أبيه ( عليه السلام ) وخليفته، فشهد إثنان بهذه الشهادة، وإثنان قالا: خليفته ووكيله، فقبلت شهادتهم عند حفص بن غياث القاضيّ.(1)

43 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بكر بن صالح قال: قلت لإبراهيم بن أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) : ما قولك في أبيك؟

قال: هو حيّ. قلت: فما قولك في أخيك أبي الحسن ( عليه السلام ) ؟

قال: ثقة صدوق(2)، قلت: فإنّه يقول: إنّ أباك قد مضي، قال: هو أعلم بما يقول، فأعدت عليه، فأعاد عليّ.

قلت: فأوصي أبوك؟

قال: نعم، قلت: إلي من أوصي؟

قال: إلي خمسة منّا، وجعل عليّاً المقدّم علينا.

(3)

44 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سليمان بن حفص المروزيّ قال: إنّ هارون الرشيد قبض علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) سنة تسع وسبعين ومائة، وتوفّي في حبسه ببغداد...ونصّ علي ابنه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بالإمامة بعده.

(4)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:187


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 38/1 ح 3. عنه إثبات الهداة: 237/3 ح 38 بتفاوت، والبحار: 22/49 ح 28. إثبات الوصيّة: 204 س 11، باختصار.
2- في إثبات الهدات: عالم ثقة صدوق.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 39/1 ح 4. عنه إثبات الهداة: 239/3 ح 46، والبحار: 282/48 ح 3، و22/49 ح 29.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 104/1 ح 7. عنه البحار: 228/48 ح 30. إثبات الهداة: 239/3 ح 48، قطعة منه.

45 - الحضينيّ :...عن أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع، فاللّه! اللّه! في أديانكم...

قلت: يا سيّدي! من الخامس من ولد السابع؟...

قال: أنا السابع! وابني عليّ الرضا الثامن...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

46 - حسين بن عبد الوهّاب : حدّث العبّاس بن محمّد بن الحسين مرفوعاً إلي نصر بن قابوس، قال: كنت عند أبي إبراهيم، وعليّ ( عليهماالسلام ) ابنه صبيّ صغير يدرج في الدار، فقلت له: أري عليّاً جائياً وذاهباً.

فقال: هو أكبر ولدي، وأحبّهم إليّ، وهو ينظر معي في كتاب الجفر، ولاينظر (2)

فيه إلّا نبيّ أو وصيّ.(3)

47 - الشيخ الطوسي : روي أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوريّ، عن محمّد بن سنان، وصفوان بن يحيي، وعثمان بن عيسي، عن موسي بن بكر قال: كنت عند أبي إبراهيم ( عليه السلام ) فقال لي: إنّ جعفراً ( عليه السلام ) كان يقول: سعد امرؤ لم يمت حتّي يري خلفه من نفسه، ثمّ أومأ بيده إلي إبنه عليّ فقال: هذا وقد أراني اللّه خلفي من نفسي.(4)

ص:188


1- الهداية الكبري: 361، س 9.
2- في المصدر: عليّ.
3- عيون المعجزات: 110 س 12.
4- غيبة الطوسي: 41، ح 21. عنه البحار: 26/49، ح 42، وإثبات الهداة: 240/3، ح 51. كفاية الأثر: 269 س 4. عنه إثبات الهداة: 242/3 ح 62. الخصال: 27، ح 94، بتفاوت وزيادات في المتن. عنه البحار: 69/71، ح 44. إثبات الوصيّة: 204، س 5، كما في الخصال. مكارم الأخلاق: 212، س 27. عنه البحار: 95/101، ح 39.

48 - الشيخ الطوسيّ :...الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت عليّ بن جعفر، يقول: كنت عند أخي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) - كان واللّه! حجّة [اللّه في الأرض ] بعد أبي صلوات اللّه عليه - إذ طلع ابنه عليّ، فقال لي: يا عليّ! هذا صاحبك وهو منّي بمنزلتي من أبي، فثبّتك اللّه علي دينه... (1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

49 - الشيخ الطوسيّ : روي أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، عن سعد بن عبد اللّه، عن جماعة من أصحابنا، منهم محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، والحسن بن موسي الخشّاب، ومحمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن الحسن - في حديث له - قال: قلت لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) : أسألك؟

فقال: سل إمامك، فقلت: من تعني؟ فإنّي لا أعرف إماماً غيرك.

قال: هو عليّ ابني، قد نحلته كنيتي.

قلت: سيّدي! أنقذني من النار، فإنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إنّك أنت القائم بهذا الأمر!

قال: أوَ لم أكن قائماً؟ ثمّ قال: يا حسن! ما من إمام يكون قائماً في أُمّة إلّا وهو قائمهم، فإذا مضي عنهم فالذي يليه هو القائم والحجّة حتّي يغيب عنهم، فكلّنا قائم، فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلي ابني عليّ، [واللّه!] واللّه! ما أنا فعلت ذاك به،

ص:189


1- الغيبة: 42، ح 24. عنه البحار: 26/49، ح 45، وإثبات الهداة: 241/3، ح 54. مسائل عليّ بن جعفر: 21، ح 2، و347، ح 856.

بل اللّه فعل به ذاك حبّاً.(1)

50 - الشيخ الطوسيّ : روي أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوريّ، عن محمّد بن سنان، وصفوان بن يحيي، وعثمان بن عيسي، عن موسي بن بكر، قال: كنت عند أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فقال لي: إنّ جعفراً ( عليه السلام ) كان يقول: سعد امرؤ لم يمت حتّي يري خلفه من نفسه، ثمّ أومأ بيده إلي ابنه عليّ، فقال: هذا، وقد أراني اللّه خلفي من نفسي.(2)

51 - أبو عليّ الطبرسيّ : قال أبو الصلت: ولقد حدّثني محمّد بن إسحاق بن موسي بن جعفر، عن أبيه أنّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) كان يقول لبنيه: هذا أخوكم عليّ بن موسي، عالم آل محمّد فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، وليتني أدركته، فإنّه سميّ أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) .(3)

52 - المسعوديّ: بويع لهارون الرشيد في شهر ربيع الأوّل في تلك السنة

ص:190


1- الغيبة: 40، ح 20. عنه البحار: 25/49، ح 41، وإثبات الهداة: 240/3، ح 50.
2- الغيبة: 41، ح 21. عنه البحار: 24/49، ح 42، وإثبات الهداة: 240/3، ح 51. كفاية الأثر: 269 س 4، وفيه: حدّثنا محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي، قال: حدّثني جماعة من أصحابنا، عن بكر ين موسي الواسطيّ... عنه إثبات الهداة: 242/3، ح 62. إثبات الوصيّة: 204، س 5، بتفاوت يسير.
3- إعلام الوري: 64/2، س 16. عنه البحار: 100/49، س 17، ضمن، ح 17، وحلية الأبرار: 350/4، س 10، ضمن، ح 4، وإثبات الهداة: 242/3، ح 63، و ، والأنوار البهيّة: 209، س 6، و218، س 10. كشف الغمّة: 317/2، س 6، بتفاوت يسير. الصراط المستقيم: 164/2، س 11.

(سنة سبعين ومائة)، فوجّه في حمل أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فلمّا وافاه الرسل دعا أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو أكبر ولده، فأوصي إليه بحضرة جماعة من خواصّه،وأمره بما احتاج إليه، ونحله كنيته، وتكنّي بأبي إبراهيم، ودفع إلي أُمّ أحمد كتباً، وقال لها سرّاً: من أتاك فطلب منك ما دفعته إليك، وأعطاك صفته، فادفعيه إليه.

ودفع إليها رقعة مختومة، وأمرها بأن تسلّمها مع ما قبلها إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا طلبها، وأمر أبا الحسن ( عليه السلام ) أن يبيت في كلّ ليلة في دهليز داره، أوعلي بابه أبداً ما دام حيّاً، يعني نفسه.(1)

53 - المسعوديّ: روي عن العبّاس بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحكيم، عن حيدرة بن أيّوب، عن محمّد بن يزيد، قال: دعانا أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) وأشهدنا، ونحن ثلاثون رجلاً من بني هاشم وغيرهم: أنّ عليّاً ابنه وصيّه، وخليفته من بعده.(2)

(ط) - نصّه علي نفسه ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني خلف بن حمّاد قال: حدّثنا أبو سعيد الآدميّ، قال: حدّثني الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت موسي ( عليه السلام ) ، ولامقرّ بإمامة عليّ ( عليه السلام ) إلّا أنّ في نفسي أن أسأله وأُصدّقه، فلمّا صرت إلي المدينة انتهيت إليه وهو بالصراء(3)، فاستأذنت عليه ودخلت، فأدناني وألطفني، وأردت أن أسأله عن أبيه ( عليه السلام ) ،

ص:191


1- إثبات الوصيّة: 199 س 19. عنه إثبات الهداة: 244/3 ح 67، قطعة منه.
2- إثبات الوصيّة: 204 س 2. عنه إثبات الهداة: 244/3 ح 68.
3- في البحار: الصوار. وفي معجم البلدان: 432/3، صُؤار: موضع بالمدينة.

فبادرني فقال ( عليه السلام ) : يإلاً= ق= حسين! إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب، وتنظر إلي اللّه من غير حجاب، فوال آل محمّ ( عليهم السلام ) : ووال وليّ الأمر منهم.

قال: قلت: أنظر إلي اللّه عزّ وجلّ؟

قال ( عليه السلام ) : إي، واللّه!

قال حسين: فعزمت علي موت أبيه وإمامته، ثمّ قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدّة الأمر وضيقه، ولكنّي علمت الأمر الذي أنت عليه، ثمّ سكت قليلاً ثمّ قال: خُبّرتَ بأمرك؟ قلت له: أجل.(1)

2 - أبو عمرو الكشّيّ : روي أصحابنا عن الفضل بن كثير، عن عليّ بن عبد الغفّار المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعميّ، قال: ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) حمزة بن بزيع، فترحّم عليه.

فقيل له: إنّه كان يقول بموسي ( عليه السلام ) ويقف عليه، فترحّم عليه ساعة.

ثمّ قال: من جحد حقّي كمن جحد حق آبائي.(2)

3 - أبو عمرو الكشّيّ : نصر بن الصبّاح، قال: حدّثني إسحاق بن محمّد البصريّ، عن القاسم بن يحيي، عن حسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضي علي إمامته بالكوفة.

فقلت له: عجّلت!

ص:192


1- رجال الكشّيّ: 449 رقم 847. عنه البحار: 262/48 ح 17. قطعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بما في الضمير)، و(معاشرته مع الناس)، و(أثر ولاية آل محمّ ( عليهم السلام ) : )، و(من والي آل محمّ ( عليهم السلام ) : ينظر اللّه إليه من غير حجاب).
2- رجال الكشّيّ: 615 رقم 1147. قطعة منه في (مدح حمزة بن بزيع).

فقال: عندي في ذلك برهان وعلم.

قال الحسين: فقلت للرضا ( عليه السلام ) : قد مضي أبوك؟

فقال ( عليه السلام ) : إي واللّه! وإنّي لفي الدرجة التي فيها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه، ومن كان أسعد ببقاء أبي منّي.

ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ * أُوْلَل-ِكَ الْمُقَرَّبُونَ )(1) العارف للإمامة حين يظهر الإمام.

(2)

4 - أبو عمرو الكشّيّ : جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر(3)، قال: قلت له: إنّ أبي أخبرني أنّه دخل علي أبيك،فقال له: إنّي أحتجّ عليك عند الجبّار أنّك أمرتني بترك عبد اللّه، وأنّك قلت: أنا إمام.

فقال ( عليه السلام ) : نعم، فما كان من إثم ففي عنقي.

ص:193


1- الواقعة: 10/56 - 11.
2- رجال الكشّيّ: 614 رقم 1146. عنه البحار: 274/48 ح 36. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة) و(إخباره بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) ) و(سورة الواقعة: 10/56 - 11)، و(مدحه ( عليه السلام ) مقاتل بن مقاتل).
3- هو الحسين بن عمر بن يزيد: ثقة من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) . معجم رجال الحديث: 61/6 رقم 3571.

فقال: وإنّي أحتجّ عليك بمثل حجّة أبي علي أبيك، فإنّك أخبرتني بأنّ أباك قد مضي، وأنّك صاحب هذا الأمر بعده.

فقال ( عليه السلام ) : نعم، فقلت له: إنّي لم أخرج من مكّة حتّي كاد يتبيّن لي الأمر، وذلك أنّ فلاناً أقرأني كتابك يذكر أنّ تركة صاحبنا عندك.

فقال ( عليه السلام ) : صدقت وصدق، أما واللّه! ما فعلت ذلك حتّي لم أجد بدّاً، ولقد قلته علي مثل جدع أنفي، ولكنّي خفت الضلال والفرقة.(1)

5 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس، قال: قلت له ( عليه السلام ) :...فأنت امام؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.(2)

6 - أبو عمرو الكشّيّ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ، فقال له ابن أبي حمزة: مافعل أبوك؟ قال ( عليه السلام ) : مضي، قال: مضي موتاً؟ قال: نعم.

قال: فقال: إلي من عهد؟ قال: إليّ.

قال: فأنت إمام مفترض طاعته من اللّه؟ قال: نعم...(3)

7 - الشيخ الصدوق :...عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيي، قالا: حدّثنا الحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة، فسألنا أن نستأذن له علي

ص:194


1- رجال الكشّيّ: 426 رقم 801. عنه البحار: 262/48 ح 16.
2- رجال الكشّيّ: 494 رقم 947. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1067.
3- رجال الكشّيّ: 463 رقم 883. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1068.

الرضا ( عليه السلام ) ففعلنا، فلمّا صار بين يديه، قال له: أنت إمام؟ قال: نعم...(1)

8 - الشيخ الصدوق : أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العبّاس النجاشيّ الأسديّ قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر؟

قال ( عليه السلام ) : إي واللّه! علي الإنس والجنّ.(2)

9 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن عليّ بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن عليّ الخزّاز، قال:

دخل عليّ بن أبي حمزة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له: أنت إمام؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

فقال له: إنّي سمعت جدّك جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) يقول: لا يكون الإمام إلّا وله عقب.

فقال ( عليه السلام ) : أنسيت يا شيخ! أو تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر ( عليه السلام ) ، إنّما قال جعفر ( عليه السلام ) : لا يكون الإمام إلّا وله عقب، إلّا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، فإنّه لا عقب له.

فقال له: صدقت، جعلت فداك، هكذا سمعت جدّك يقول.(3)

ص:195


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 209/2، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1077.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 26/1 ح 10. عنه حلية الأبرار: ؟؟. الإمامة والتبصرة: 77 ح 67. عنه البحار: 106/49 س 15.
3- الغيبة: 224 ح 188. عنه البحار: 251/25 ح 5، و75/53 ح 77، وإثبات الهداة: 124/1 ح 196. دلائل الإمامة: 435 ح 405. قطعة منه في (ما رواه عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) ).

10 - الراونديّ : قال أبو إسماعيل السنديّ: سمعت بالسند: أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت علي الرضا ( عليه السلام ) فقصدته، فدخلت عليه وأنا لاأُحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي، فجعلت أُكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بالسنديّة.

فقلت له: إنّي سمعت بالسند أنّ للّه حجّة في العرب، فخرجت في الطلب.

فقال - بلغتي -: نعم، أنا هو، ثمّ قال: فسل عمّا تريد.

فسألته عمّا أردته، فلمّا أردت القيام من عنده قلت: إنّي لاأُحسن من العربيّة شيئاً، فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها، فمسح يده علي شفتيّ فتكلّمت بالعربيّة من وقتي.(1)

11 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن العلاء الجرجانيّ قال: حججت فرأيت عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يطوف بالبيت، فقلت له: جعلت فداك، هذا الحديث قد روي عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة.

قال: فقال: نعم، حدّثني أبي، عن جدّي، عن الحسين بن عليّ بن أب ي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة.

قال: فقلت له: جعلت فداك، ومن مات ميتة جاهليّة؟

قال: مشرك، قال: قلت: فمن إمام زماننا؟ فإنّي لاأعرفه.

ص:196


1- الخرائج والجرائح: 340/1 ح 5. عنه البحار: 50/49 ح 51. وإثبات الهداة: 306/3 ح 160. الثاقب في المناقب: 498 ح 429. عنه مدينة المعاجز: 236/7 ح 2290. كشف الغمّة: 304/2 س 14. الصراط المستقيم: 195/2 ح 4، باختصار. قطعة منه في (تكلّم الرجل السنديّ باللغة العربيّة بمسح يد الإمام) و(تكلّمه باللغة السنديّة).

قال: أنا هو، فقلت له: ما علامة أستدلّ بها؟

قال: تعال إلي البيت، وقال للغلمان: لاتحجبوه إذا جاء.

قال: فأتيته من الغد، فسلّم عليّ وقرّبني، وجعل يناظرني، وبين يديه صبيّ، وبيده رطب يأكله، فنطق الصبيّ وقال: الحقّ، حقّ مولاي، وهو الإمام.

قال محمّد بن العلاء: فتغيّر لوني وغشي عليّ، فحلّفني أشدّ الأيمان أن لاأُخبر به أحداً حتّي يموت.(1)

12 - ابن حمزة الطوسيّ : عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: خرجت بعد مضيّ أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت قرب المدينة قلت لمقاتل بن مقاتل: غداً تدخل علي هذا الرجل؟

قال: وأيّ رجل؟ قلت: عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

قال: واللّه لاتفلح أبداً، لِمَ لاتقول هو حجّة اللّه؟...

قال الحسين بن عمر: فلمّا كان من الغد مضيت فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالغداة فقال: مرحباً بك يا حسين! ثمّ أقعدني وسألني عن سفري وعليه قميصٌ هارونيّ وإزارٌ صغيرٌ فقلت له: ما فعل أبوك؟ فقال ( عليه السلام ) : مضي.

فقلت له: جعلت فداك أيّ مضيّ مضي؟

قال ( عليه السلام ) : مضي مضيّ الموت.

فقلت له: مَن الإمام من بعده؟

قال ( عليه السلام ) : أنا الذي من خالفني كفر...(2)

ص:197


1- الثاقب في المناقب: 495 ح 424. عنه مدينة المعاجز: 233/7 ح 2287. قطعة منه في (شهادة الصبيّ بإمامته) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
2- الثاقب في المناقب: 493 ح 423. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1072.

13 - المسعوديّ: روي الحميريّ بإسناده قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وزياد القنديّ، وابن أبي سعيد المكاريّ، فصاروا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخلوا إليه. فقالوا: أنت إمام؟ فقال: نعم.

فقالوا له: ما تخاف ممّا قد توعّدك به هارون، وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها أنت؟ فقال ( عليه السلام ) لهم: إنّ أبا جهل أتي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: أنت نبيّ؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) له: نعم، فقال له: أما تخاف منّي؟

فقال له: إن نالني منك سوء، فلست نبيّاً، وأنا أقول: إن نالني من هارون سوء، فلست بإمام، فقال له ابن أبي سعيد: أسألك.

فقال له: لِمَ تسألني، ولست من غنمي، سل عمّا بدا لك.

فقال له: ما تقول في رجل قال: كلّ مملوك قديم في ملكي فهو حرّ، ما يعتق من مماليكه؟ فقال له: إنّه يعتق من مماليكه من مضي له في ملكه ستّة أشهر لقول اللّه عزّوجلّ: ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَهُ مَنَازِلَ حَتَّي عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (1)و بین العرجون (2)القديم، والعرجون الحديث، ستّة أشهر.(3).

(ي) - النصّ علي إمامته عن الإمام الهادي ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، قال: دخلت علي سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن

ص:198


1- يس: 39/36.
2- العُرجون: ما يحمل التمر، و - العِذق، وهو من النخل كالعنقود من العنب. المعجم الوسيط: 592.
3- إثبات الوصيّة: 206 س 1. قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتية) و(حكم من قال: كلّ مملوك قديم في ملكي فهو حرّ) و(سورة يس: 39/36) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )

الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، فلمّا بصر بي قال لي: مرحباً بك ياأباالقاسم! أنت وليّنا حقّاً.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! إنّي أُريد أن أعرض عليك ديني:...وأنّ محمّداً عبده ورسوله...والخليفة ووليّ الأمر من بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب...ثمّ عليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...فقال: يا أبا القاسم! هذا واللّه! دين اللّه الذي ارتضاه لعباده...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:199


1- التوحيد: 81، ح 37. عنه البحار: 268/3، ح 3، و32/51، ح 3، قطعة منه، ونور الثقلين: 564/4، ح 37. عنه وعن الأمالي وكفاية الأثر وصفات الشيعة وإكمال الدين، إثبات الهداة: 393/3 ح 14، قطعة منه. كفاية الأثر: 282، س 5. عنه البحار: 412/36، ح 2، ومستدرك الوسائل: 283/12، ح 14100، و280، ح 14094، عن كتاب الغيبة للفضل بن شاذان. إكمال الدين وإتمام النعمة: 379/2، ح 1. عنه وسائل الشيعة: 240/16، ح 21461، والبحار: 239/50، ح 3، قطعة منه، وحلية الأبرار: 131/5، ح 14، وإثبات الهداة: 479/3، ح 176، والأنوار البهيّة: 346، س 7. روضة الواعظين: 39، س 21. صفات الشيعة: 48، ح 68. عنه وعن الأمالي والإكمال والتوحيد، وسائل الشيعة: 20/1، ح 20، وإثبات الهداة: 542/1، ح 354. إعلام الوري: 244/2، س 5. أمالي الصدوق: 278، ح 24. عنه وعن الإكمال، البحار: 1/66، ح 1. روضة الواعظين: 39، س 21. كشف الغمّة: 525/2، س 6. الأنوار البهيّة: 346، س 7.

(ك) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن عبّاس:

1 - النباطيّ البياضيّ : وأسند إلي ابن عبّاس أنّه قال يوم الشوري: كم تمنعون حقّنا وربّ البيت، إنّ عليّاً هو الإمام والخليفة، وليملكنّ من ولده أئمّة إحدي عشر، يقضون بالحقّ، أوّلهم الحسن...ثمّ ابنه [أي موسي ] عليّ [الرضا] بوصيّة أبيه إليه...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ل) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن زيد بن عليّ:

1 - الخزّاز القمّيّ :...يحيي بن زيد، قال: سألت أبي عن الأئمّ ( عليهم السلام ) : ؟

فقال: الأئمّة اثنا عشر، أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين.

قلت: فسمّهم، يا أبه!

فقال: أمّا الماضين...ومن الباقين...موسي ابنه، وبعده عليّ [الرضا ( عليهماالسلام ) ] ابنه...قلت: فمن أين عرفت أساميهم؟

قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(م) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن طلحة:

1 - الحرّ العامليّ : قال ابن طلحة:...أمّا ثبوت الإمامة، فإنّه حصل

ص:200


1- الصراط المستقيم: 151/2، س 18. عنه إثبات الهداة: 722/1، ح 213.
2- كفاية الأثر: 300، س 4. عنه إثبات الهداة: 604/1، ح 591، قطعة منه، والبحار: 198/46، ح 72. الصراط المستقيم: 156/2، س 8.

لكلّ واحد منهم ممّن قبله، فحصلت للحسن النقيّ من أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) ...وحصلت بعد الكاظم لولده عليّ بن موسي الرضا منه...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ن) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة:

1 - الحرّ العامليّ :...عن ربيعة المكّيّ في حديث، أنّه كان ممّن عمل مع ابن الزبير في الكعبة، قال: فبلغنا صخرة، فوجدنا كتاباً موضوعاً، فتناولته وسترته، فلمّا سرت إلي منزلي تأمّلته فقرأت فيه: باسم الأوّل لاشي ء قبله - إلي أن قال: - ثمّ اختار من ذلك البيت نبيّاً يقال له محمّد، ويدعي في السماء أحمد، يبعثه اللّه في آخر الزمان يؤيّد بنصره ويعضده بأخيه وابن عمّه...ثمّ القائم من بعده ابنه الحسن...ثمّ القائم بعده [اي الكاظم ( عليه السلام ) ] ابنه الإمام عليّ الرضا...(2)

والحديث طويل أخذ منه موضع الحاجة.

ص:201


1- إثبات الهداة: 714/1 ضمن ح 170.
2- إثبات الهداة: 709/1، ح 149، عن كتاب مقتضب الأثر. عنه البحار: 217/36، ح 19. الصراط المستقيم: 146/2، س 13.

ص:202

الفصل الثاني: النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) ومناقبه

اشاره:وفيه سبعة موضوعات

(أ) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن اللّه تعالي في لوح فا طمة ( عليها السلام )

اشاره:

وفيه أمران

الأوّل - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ عليه أعباء النبوّة:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة...فقال جابر:أُشهد باللّه! أنّي دخلت علي أُمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...، ورأيت في يديها لوحاً أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالي إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابنيّ، واسم الأوصياء من ولدي...

قال جابر: فأُشهد باللّه! أنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوباً: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم...ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة موسي [الكاظم ]، عبدي وحبيبي وخيرتي، في عليّ [الرضا] وليّي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوّة، وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر، يدفن

ص:203

في المدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلقي...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - النصّ عليه وأنّ المكذّب به ( عليه السلام ) مكذّبٌ بكلّ أولياء اللّه:

1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي ( عليه السلام ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلوا بك فاسئلك عنها؟

قال له جابر: في أيّ الأوقات شئت فخلا به أبي ( عليه السلام ) فقال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟...قال: فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ وجلّ إلي رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابنيّ، وأسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي...أنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، وعليّ [الرضا] وليّي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوّة، وأمتحنه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلقي...(2)

ص:204


1- الكافي: 527/1 ح 3. عنه الوافي: 296/2 ح 755، وإثبات الهداة: 453/1 ح 73. الاحتجاج: 162/1، ح 33. إرشاد القلوب: 290، س 13. غيبة النعماني: 62، ح 5. مشارق أنوار اليقين: 103، س 28، باختصار. عنه الجواهر السنيّة: 163، س 21. إحقاق الحقّ: 122/4، س 9، بتفاوت يسير عن كتاب فرائد السمطين. قطعة منه في (قاتله ( عليه السلام ) )، و(مدفنه ( عليه السلام ) ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 41/1، ح 2. جامع الأخبار: 19، س 21 . إكمال الدين: 308/1، ح 1. عنه وعن العيون، البحار: 195/36، ح 3. غيبة الطوسيّ: 93، س 9. الجواهر السنيّة: 159، س 5، بتفاوت. الهداية الكبري : 364، س 18. كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ، ضمن مجموعة نفيسة: 170، س 1. إثبات الوصيّة: 168، س 23. المناقب: 296/1، س 23. المنتخب للطريحي: 39، س 13، بتفاوت. الصراط المستقيم: 137/2، س 5، بتفاوت. بشارة المصطفي : 183، س 2. الإمامة والتبصرة: 103، ح 92. إعلام الوري : 174/2، س 7 . مشارق أنوار اليقين: 103، س 28. الأنوار البهيّة: 235، س 2، قطعة منه. قطعة منه في (مدفنه) و(قاتله).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ب) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم )

اشاره:

وفيه ثلاثة عشر أمراً

الأوّل - النصّ عليه ووجود نوره ( عليه السلام ) في العرش:

1 - ابن شاذان القمّيّ : عن أبي سلمي راعي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: ليلة أُسري بي إلي السماء، قال لي الجليل جلّ جلاله:...يا محمّد! إنّي خلقتك وعليّاً، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمّة من ولده من شبح نور من نوري...يا محمّد! تحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم، يا ربّ!

ص:205

فقال لي: التفت عن يمين العرش.

فالتفتّ، فإذا أنا بعليّ ...، وعليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...، يا محمّد! هؤلاء الحجج...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الخزّاز القمّيّ :...أنس بن مالك قال: كنت...عند ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال:...لمّا عرج بي إلي السماء...فأوحي اللّه إليّ: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة، فاخترتك منها، فجعلتك نبيّاً.

ثمّ اطّلعت ثانياً، فاخترت منها عليّاً، فجعلته وصيّك، ووارث علمك، والإمام بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرّيّة الطاهرة والأئمّة المعصومين...فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة، ولا الجنّة ولا النار، يا محمّد! أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم، يا ربّ! فنوديت: يا محمّد! ارفع رأسك.

فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار عليّ والحسن...وعليّ بن موسي...فقلت: ياربّ! من هؤلاء...؟

ص:206


1- مائة منقبة: 64 ح 17. عنه البحار: 199/27 ح 67، والبرهان: 266/1 ح 4 ومدينة المعاجز: 312/2 ح 575 والجواهر السنيّة: 241 س 3 وإثبات الهداة: 721/1 ح 209. تأويل الآيات الظاهرة: 104، س 13. غيبة الطوسيّ: 95، س 9. عنه البحار: 261/36، ح 82، وإثبات الهداة: 548/1، ح 374. البحار: 216/36، ح 18، وإثبات الهداة: 709/1، ح 148، عن مقتضب الأثر. الطرائف لسيّد ابن طاووس: 172 ح 270، عنه إثبات الهداة: 697/1، ح 94. الصراط المستقيم: 143/2، س 9. حلية الأبرار: 490/5، س 7، نقلاً عن مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي. ينابيع المودّة: 380/3، ح 2. عنه إثبات الهداة: 739/1، س 31.

قال: يا محمّد! هم الأئمّة بعدك المطهّرون من صلبك...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الخزّاز القمّيّ :...عن أُمّ سلمة، قالت: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء، نظرت فإذا مكتوب علي العرش: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ...ورأيت أنوار عليّ وفاطمة...، وعليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...فقلت: ياربّ! من هذا، ومن هؤلاء؟

فنوديت: يا محمّد!...هذه أنوار الأئمّة بعدك...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4 - الخزّاز القمّيّ :...عن عبد القيس، قالوا: لمّا كان يوم الجمل خرج عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) حتّي وقف بين الصفّين... قلنا: فكم عهد إليك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يكون بعدك من الأئمّة؟

قال: اثنا عشر، قلنا: فهل سمّاهم لك؟

قال: نعم، إنّه قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا عرج بي الي السماء، نظرت الي ساق العرش. فإذا مكتوب بالنور: لاإله اللّه، محمّد رسول اللَّه أيّدته بعليّ و نصرته بعليّ ورأيت أحد عشر اسماً مكتوباً بالنور علي ساق العرش بعد عليّ، منهم الحسن والحسين وعليّاً، عليّاً[الرضا]، عليّاً...

قلت: إلهي! من هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسمائهم باسمك؟

ص:207


1- كفاية الأثر: 69، س 8. عنه إثبات الهداة: 579/1، ح 497، والبحار: 301/36، ح 140. الصراط المستقيم: 139/2، س 9.
2- كفاية الأثر: 185، س 4. عنه البحار: 348/36، ح 217، ومدينة المعاجز: 379/2، ح 615، وإثبات الهداة: 595/1، ح 560. الجواهر السنيّة: 220، س 14.

فنوديت: يا محمّد! هم الأوصياء بعدك والأئمّة، فطوبي لمحبّيهم، والويل لمبغضيهم...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

5 - الخزّاز القمّيّ :...عن حذيفة اليمان، قال: صلّي بنا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال:...لمّا عرج بي إلي السماء ونظرت إلي ساق العرش، فرأيت مكتوباً بالنور...ورأيت أنوار الحسن...ورأيت في ثلاثة موضع عليّاً، عليّاً [الرضا]، عليّاً...

فقلت: ياربّ! من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟

قال: يا محمّد! إنّهم هم الأوصياء والأئمّة بعدك...فبهم أُنزل الغيث، وبهم أُثيب وأُعاقب...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - الخزّاز القمّيّ :...علقمة بن قيس قال: خطبنا أم يرالمؤمنين ( عليه السلام ) علي منبر الكوفة خطبته اللؤلوة، فقال فيما قال:...ولقد قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لمّا عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش...فقلت: يا ربّ! أنوار من هذه؟

فنوديت: يا محمّد! هذه أنوار الأئمّة من ذرّيّتك.

قلت: يا رسول اللّه! أفلا تسمّيهم لي؟

قال: نعم! أنت الإمام والخليفة بعدي...وبعد موسي ابنه عليّ يدعي بالرضا...(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:208


1- كفاية الأثر: 114، س 4. عنه البحار: 324/36، ح 182.
2- كفاية الأثر: 136، س 5. عنه البحار: 331/36، ح 191، وحلية الأبرار: 160/3، ح 2. حلية الأبرار: 81/3، ح 1، «عن كتاب النصوص علي الأئمّة الإثني عش ( عليهم السلام ) : ».
3- كفاية الأثر: 213، س 5. عنه مدينة المعاجز: 384/2، ح 618، وإثبات الهداة: 598/1، ح 568، والبحار: 354/36 ح 225.

7 - الخزّاز القمّيّ :...جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه! إنّ قوماً يقولون: إنّ اللّه تبارك وتعالي جعل الإمامة في عقب الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) .

قال: كذبوا واللّه!...، قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء وجدت أساميهم مكتوبة علي ساق العرش، بالنور اثنا عشر اسماً، منهم عليّ وسبطاه...وعليّ [الرضا ( عليه السلام ) ]...، فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة والطهارة، واللّه، مايدّعيه أحد غيرنا إلّا حشره اللّه تعالي مع إبليس وجنوده...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

8 - الشيخ الصدوق ؛ : ...المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ...، قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء أوحي إليّ ربّي جلّ جلاله...، ثمّ عرضت ولايتهم علي الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يا محمّد! لو أنّ عبداً عبدني حتّي ينقطع، ويصير كالشنّ(2) البالي (3)ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنّتي، ولا أظللته تحت عرشي.

يا محمّد! أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم! يا ربّي!

فقال عزّ وجلّ: ارفع رأسك! فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار عليّ وفاطمة...،

ص:209


1- كفاية الأثر: 246، س 5. عنه إثبات الهداة: 601/1، ح 581، قطعة منه، والبحار: 357/36، ح 226. ينابيع المودّة: 249/3، ح 44.
2- الشنّ: القِربَة الخَلَق الصغيرة، يكون الماء فيها أبرد من غيرها. المعجم الوسيط: 497.
3- بَلي الثوب: رثّ. المعجم الوسيط: 71.

وعليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ... (1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - شاذان بن جبرئيل القمّيّ ؛ : وبالإسناد يرفعه إلي عبد اللّه بن أبي أوفي، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: لمّا خلق اللّه إبراهيم الخليل كشف له عن بصره، فنظر إلي جانب العرش فرأي نوراً، فقال: إلهي وسيّدي! ما هذا النور؟

قال: يا إبراهيم! هذا محمّد صفيّي...

قال: إلهي! وسيّدي إنّي أري تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة الأنوار؟

قال: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة من ولدهم.

قال: إلهي وسيّدي! وبمن يعرّفون؟

قال: يا إبراهيم! أوّلهم عليّ بن الحسين...وعليّ ولد موسي ( عليهم السلام ) : ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه موضع العلم ومعدن الحلم:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ : ...عن أبي هريرة، قال: كنت عند النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...،

ص:210


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 58/1، ح 27، وص 119، ح 25، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 475/1، ح 126، ونور الثقلين: 119/3، ح 25. غيبة النعمانيّ: 93، ح 24. عنه البحار: 280/36، ح 100. البحار: 222/36، ح 21 عن كتاب مقتضب الأثر، بتفاوت. إكمال الدين: 252/1، ح 2. عنه وعن العيون، البحار: 379/52، ح 185، و245/36، ح 58. كفاية الأثر: 152، س 3. عنه الأنوار البهيّة: 341، س 5.
2- الفضائل: 458 ح 196، عنه البحار: 213/36، ح 15، و84/82، ح 28، ومدينة المعاجز: 363/3، ح 929، و37/4، ح 1072، والعوالم: 75/3، ح 1، عنه وعن الروضة، مستدرك الوسائل: 292/3، ح 3609، قطعة منه.

إذ دخل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) فأخذه النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقبّله، ثمّ قال: ... ياحسين! أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة التسعة، من ولدك أئمّة أبرار.

فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الأئمّة الذين ذكرتهم، يا رسول اللّه! في صلب الحسين؟....

قال: يا عبد اللّه! سألت عظيماً، ولكنّي أُخبرك أنّ ابني هذا - ووضع يده علي كتف الحسين ( عليه السلام ) - يخرج من صلبه ولد مبارك....

ويخرج من صلب موسي عليّ ابنه يدعي بالرضا، موضع العلم ومعدن الحلم.

ثمّ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بأبي المقتول في أرض الغربة...

فقال له عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه! من هؤلاء الذين ذكرتهم؟

قال: يا عليّ! أسامي الأوصياء من بعدك والعترة الطاهرة، وذرّيّة مباركة...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) معدن علم اللّه وموضع حكمه:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ : ... عن الحسن ( عليه السلام ) ، قال:...، قلت: يا رسول اللّه! فقولك: إنّ الأرض لاتخلو من حجّة؟

قال: نعم! عليّ هو الإمام، والحجّة بعدي، وأنت الحجّة...ويخرج اللّه من صلب موسي [الكاظم ] ولداً يقال له: عليّ، معدن علم اللّه وموضع حكمه، فهو الإمام،

ص:211


1- كفاية الأثر: 81، س 3. عنه البحار: 312/36، ح 158، وإثبات الهداة: 580/1، ح 504، قطعة منه. الصراط المستقيم: 140/2، باختصار. الأنوار البهيّة: 344، س 10.

والحجّة بعد أبيه...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ لشيعته قصراً من ياقوت أحمر:

1 - أبو جعفر الطبريّ ؛ :...أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور الهاشميّ، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي، عن عليّ بن موسي...، قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رأيت ليلة أُسري بي إلي السماء قُصوراً من ياقوت أحمر، وزبرجد أخضر، ودرّ ومرجان...، فقلت: يا حبيبي جبرئيل! لمن هذه القصور، وما شأنها؟

فقال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلقها اللّه عزّ وجلّ كذا، وأعدّ فيها ما تري، ومثلها أضعاف مُضاعفة لشيعة أخيك عليّ، وخليفتك من بعدك علي أُمّتك... ولشيعة ابنه موسي بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن موسي من بعده...يإ؛ت 6 ظِّ محمّد! فهؤلاء الأئمّة من بعدك...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) مكتوب علي العرش:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: إنّ الأئمّة

ص:212


1- كفاية الأثر: 162، س 9. عنه البحار: 338/36، ح 201، وإثبات الهداة: 591/1، ح 544، والبرهان: 279/2، ح 2.
2- دلائل الإمامة: 475 ح 466. نوادر المعجزات: 76 ح 40. الصراط المستقيم: 150/2 س 23. عنه إثبات الهداة: 722/1 ح 211.

بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعدد نقباء بني اسرائيل، وكانوا اثني عشر، الفائز من والاهم، والهالك من عاداهم....

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء، نظرت فإذا علي ساق العرش مكتوب: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ... ورأيت مكتوباً في مواضع: عليّاً وعليّاً وعليّاً، ومحمّداً ومحمّداً....

قال: [اللّه تعالي ]: بهم أُثيب وبهم أُعاقب.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الكراجكيّ ؛ :...الجارود بن المنذر العبديّ...قال: وفدت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في رجال من عبد القيس... فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا جارود! ليلة أُسري بي إلي السماء أوحي اللّه عزّوجلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علي ما بعثوا؟

فقلت لهم: علي ما بعثتم؟

فقالوا: علي نبوّتك، وولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة منكما.

ثمّ أوحي إليّ أن: التفت عن يمين العرش، فالتفتُّ فإذا عليّ والحسن...وعليّ بن موسي...فقال لي الربّ تعالي: هؤلاء الحجّة لأوليائي...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:213


1- كفاية الأثر: 244 س 4. عنه البحار: 390/36 ح 1.
2- كنز الفوائد: 256، س 6. عنه البحار: 293/18، ح 3، و298/26، ح 65، ومقدّمة البرهان: 27، س 23. المناقب: 287/1، س 1، بتفاوت. عنه البحار: 43/38، ح 3. إثبات الهداة: 711/1، ح 158، والبحار: 241/15، ح 60، نقلاً عن مقتضب الأثر. الصراط المستقيم: 239/2، س 7.
السادس - النصّ عليه وأخذ العهد والميثاق عليه ( عليه السلام ) :

1 - الحضينيّ ؛ :...عن جابر الأنصاريّ، قال: بعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي سلمان الفارسيّ...فقال لنا:...كنت نوراً شعشعانيّاً، أسمع وأبصر و أنطق بلا جسم ولا كيفيّة.

ثمّ خلق منّي أخي عليّاً، ثمّ خلق منّا فاطمة، ثمّ خلق منّي ومن عليّ وفاطمة الحسن...وخلق منه [أي من موسي الكاطم ] ابنه عليّا ( عليهم السلام ) : ...فأخذ عليهم العهد والميثاق، ليؤمننّ به وبملائكته وكتبه ورسله...والتسعة الأئمّة من الحسين الذي سمّيتهم لكم...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السابع - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الراضي باللّه، والداعي إليه:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عائشة قالت: كان لنا مشربة، وكان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد لقاء جبرئيل ( عليه السلام ) لقيه فيها، فلقيه رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مرّة فيها...فدخل عليه الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، فقال جبرئيل: من هذا؟

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ابني... ويخرج اللّه من صلبه [أي موسي الكاظم ] ابنه، وسمّاه عنده عليّاً، الراضي باللّه، والداعي إلي اللّه عزّ وجلّ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:214


1- الهداية الكبري: 378، س 19.
2- كفاية الأثر: 187، س 5. عنه البحار: 348/36، ح 218، وإثبات الهداة: 596/1، ح 561، باختلاف. الصراط المستقيم: 147/2، س 19.
الثامن - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ من آذاه لا يناله الشفاعة:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ : ...الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) قال: لمّا أنزل اللّه تبارك وتعالي هذه الآية ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَي بِبَعْضٍ )(1) ، سألت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن تأويلها؟

فقال: واللّه! ما عني غيركم، وأنتم أولوا الأرحام، فإذا متّ، فأبوك عليّ أولي بي وبمكاني...فإذا مضي موسي [الكاظم ] فابنه عليّ أولي به من بعده...فهذه الأئمّة التسعة من صلبك، أعطاهم علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، مالقوم يؤذوني فيهم، لا أنالهم اللّه شفاعتي. (2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

التاسع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه معصوم مطهّر:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في بيت أُمّ سلمة، وقد نزلت هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ...(3)

فقلت: يا رسول اللّه! وكم الأئمّة بعدك؟

قال: أنت يا عليّ! ثمّ ابناك...وبعد موسي [الكاظم ] عليّ ابنه...هكذا وجدت

ص:215


1- الأنفال: 75/8.
2- كفاية الأثر: 175، س 1. عنه البحار: 343/36، ح 209، وإثبات الهداة: 593/1، ح 552. الصراط المستقيم: 155/2، س 20. البرهان: 293/3، ح 15، عن ابن بابويه.
3- الأحزاب: 33/33.

أساميهم مكتوبة علي ساق العرش، فسألت اللّه تعالي عن ذلك؟

فقال: يامحمّد! هم الأئمّة بعدك، مطهّرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

العاشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه حجّة لشيعته:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسي، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعنده أُبيّ بن كعب (2) فقال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مرحباً بك يا أبا عبد اللّه! يازين السموات والأرضين...وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه [أي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ] نطفة مباركة زكيّة رضيّة مرضيّة، وسمّاها عنده عليّاً، يكون للّه تعالي في خلقه رضيّاً في علمه وحكمه، ويجعله حجّة لشيعته، يحتجّون به يوم القيمة، وله دعاء يدعو به:

«اللّهمّ أعطني الهدي، وثبّتني عليه، واحشرني عليه آمناً، أمن من لاخوف عليه، ولا حزن ولا جزع، إنّك أهل التقوي، وأهل المغفرة»...(3)

ص:216


1- كفاية الأثر: 155، س 11. عنه البحار: 336/36، ح 199، وإثبات الهداة: 590/1، ح 541. البرهان: 310/3، ح 6، عن ابن بابويه.
2- في المصدر: بن أُبي كعب، ولكنّه غير صحيح.
3- عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) : 59/1، ح 29. عنه إثبات الهداة: 477/1، ح 128، ومستدرك الوسائل: 86/5، ح 5407، قطعة منه، وأعيان الشيعة: 36/2، س 22، قطعة منه، والبحار: 309/52، ح 4، و184/91، ح 1، قطعة منه. الخرائج والجرائح: 550/2، ح 11، قطعة منه. إكمال الدين: 264/1، ح 11، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 204/36، ح 8. قصص الأنبياء: 361، ح 437. إعلام الوري: 185/2، س 20. الصراط المستقيم: 154/2، س 23، عن الصدوق وبتفاوت. قطعة منه في (البشارة بولادته ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(دعاؤه ( عليه السلام ) ) و(تسمية اللّه تعالي إيّاه ( عليه السلام ) عليّاً).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الحادي عشر - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) أولي بالمؤمنين من أنفسهم:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عن سهل بن سعد الأنصاريّ، قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن الأئمّ ( عليهم السلام ) : ؟

فقالت: كان رسول اللّه يقول لعليّ ( عليه السلام ) : يا عليّ! أنت الإمام والخليفة بعدي...فإذا مضي موسي [الكاظم ]، فابنه عليّ ( عليهم السلام ) : أولي بالمؤمنين من أنفسهم...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : أنا أولي بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثمّ أنت ياعليّ!...ثمّ بعده [أي موسي ( عليه السلام ) ] عليّ أولي بالمؤمنين من أنفسهم...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الحرّ العامليّ ؛ :...عن محمّد بن مسلم قال: قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا عليّ! أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم،

ص:217


1- كفاية الأثر: 195، س 4. عنه البحار: 351/36، ح 221 وإثبات الهداة: 597/1، ح 564. الصراط المستقيم: 147/2، س 19.
2- كفاية الأثر: 177، س 2. عنه البحار: 345/36، ح 211، وإثبات الهداة: 594/1، ح 554.

ثمّ أنت يا عليّ! أولي بالمؤمنين من أنفسهم...ثمّ عليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني عشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ الويل لمن كذّبه:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...عن محمّد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة أُريد أخلوا بك فيها؛ فلمّا خلا به في بعض الأيّام قال له أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة ( عليها السلام ) ؟

قال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...فإذاً بيديها لوح أخضر...فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّ وجلّ) إلي أبي، فيه: اسم أبي، واسم بعلي، واسم الأوصياء بعده من ولدي...فالويل كلّ الويل للمكذّب بعبدي، وخيرتي من خلقي موسي، وعليّ الرضا، يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شرّ خلق اللّه...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث عشر - النصّ عليه وأنّ عنده ( عليه السلام ) علم ما يحتاج إليه:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...يحيي بن المُساوِر، قال: حضرت جماعة من

ص:218


1- إثبات الهداة: 651/1، ح 811، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.
2- الأمالي: 291، ح 566 . عنه حلية الأبرار: 415/5، ح 2، وإثبات الهداة: 558/1، ح 403، وص 737، س 17 عن فرائد السمطين، والبحار: 202/36، ح 6. الجواهر السنيّة: 162، س 16. قطعة منه في (قاتله ( عليه السلام ) )، و(مدفنه ( عليه السلام ) ).

الشيعة، وكان فيهم عليّ بن أبي حمزة، فسمعته يقول: دخل عليّ بن يقطين علي أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فسأله عن أشياء، فأجابه، ثمّ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا عليّ! صاحبك يقتلني. فبكي عليّ بن يقطين وقال: يا سيّدي! وأنا معه؟

قال: لا، يا عليّ! لا تكون معه ولا تشهد قتلي.

قال عليّ: فمن لنا بعدك يا سيّدي!؟

فقال: عليّ ابني هذا، هو خير من أخلف بعدي، هو منّي بمنزلة أبي، هو لشيعتي عنده علم ما يحتاجون إليه، سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، وإنّه لمن المقرّبين...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

(ج) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام )

اشاره:

وفيه أمر واحد

النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) المراد من قوله تعالي (منها أربعة حرم):

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وروي جابر الجعفيّ قال: سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن تأويل قول اللّه عزّ وجلّ ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَبِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالأَْرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَاتَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ )(2)

فتنفّس سيّدي الصعداء ثمّ قال: يا جابر! أمّا السنة، فهي جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وشهورها اثنا عشر شهراً، فهو... وموسي وابنه عليّ [الرضا]

ص:219


1- الغيبة: 65، ح 68. عنه إثبات الهداة: 185/3، ح 39، و241، ح 55، قطعتان منه.
2- التوبة: 36/9.

وابنه محمّ ( عليهم السلام ) : ...اثنا عشر إماماً حجج اللّه في خلقه، وأمناؤه علي وحيه وعلمه، والأربعة الحرم الذين هم الدين القيّم...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(د) - النصّ عليه ومناقبه عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام )

اشاره:

وفيه ستّة أمور

الأوّل - النصّ عليه وأنّه غوث الأمّة ويحقن به الدماء:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...يزيد بن سليط، قال: لقيت أباإبراهيم ( عليه السلام ) - ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق فقلت: جعلت فداك، هل تثبّت هذا الموضع الذي نحن فيه؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، فهل تثبّته أنت؟

قلت: نعم، إنّي أنا وأبي لقيناك ههنا وأنت مع أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأُمّي، أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون، والموت لا يعري منه أحد، فأحدث إليّ شيئاً أحدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّ.

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا أبا عبد اللّه! هؤلاء ولدي وهذا سيّدهم - وأشار إليك - وقد علّم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس، وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجواب، وهو باب من أبواب اللّه عزّوجلّ، وفيه أخري خير من هذا كلّه، فقال له أبي: وما هي - بأبي أنت وأُمّي -؟

ص:220


1- الغيبة: 149، ح 110. عنه نور الثقلين: 215/2 ح 140، والبحار: 240/24 ح 2، والبرهان: 123/2 ح 5. مقدمة البرهان: 200 س 1. الهداية الكبري: 377 س 13،بتفاوت.

قال ( عليه السلام ) : يخرج اللّه عزّ وجلّ منه غوث هذه الأُمّة وغياثها، وعلمها ونورها، وفضلها وحكمتها، خير مولد وخير ناشي ء، يحقن اللّه عزّ وجلّ به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل اللّه به القطر، ويرحم به العباد، خير كهل وخير ناشي ء، قوله حكم، وصمته علم، يبيّن للناس ما يختلفون فيه، ويسود عشيرته من قبل أوان حُلمه...(1)

الثاني - النصّ عليه وأنّ اسمه مكتوب قبل خلق آدم ( عليهماالسلام ) :

1 - النعمانيّ ؛ :...عن داود بن كثير الرقّيّ، قال: دخلت علي أبي عبداللّه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ...فضرب بيده إلي بسرة (2) من عذق،

(3) فشقّها، واستخرج منها رقّاً أبيض، ففضّه ودفعه إليّ، وقال: اقرأه.

فقرأته، وإذا فيه سطران، السطر الأوّل: لا إله إلّااللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والثاني: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَبِ اللَّهِ...) (4)، أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، الحسن بن عليّ، الحسين

بن عليّ...عليّ بن موسي [الرضا ( عليهم السلام ) : ...ثمّ قال ( عليه السلام ) : يا داود! أتدري متي كتب هذا في هذا؟

قلت: اللّه أعلم ورسوله وأنتم.

ص:221


1- الكافي: 313/1 ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 252.
2- البُسرة: واحدتها [التمر قبل ارطابه ]، القاموس المحيط: 698/1.
3- العذق: أنّ النخلة بحملها ج أعذق وعِذاق وبالكسر القنومنها والعنقود من العنب، القاموس المحيط: 380/3.
4- التوبة: 36/9.

فقال ( عليه السلام ) : قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث - النصّ عليه ورؤية إبراهيم ( عليهماالسلام ) نوره في جنب العرش:

1 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ ؛ :...سأل جابر بن يزيد الجعفيّ، جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) عن تفسير هذه الآية: ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ ي لَإِبْرَهِيمَ ) .(2)

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم ( عليه السلام ) كشف له عن بصره، فنظر فرأي نوراً إلي جنب العرش...فقال: إلهي! وأري تسعة أنوار قد أحدقوا بهم؟!

قيل: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة، من ولد عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) .

فقال إبراهيم: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلّا عرّفتني من التسعة؟

قيل: يا إبراهيم! أوّلهم عليّ بن الحسين...وابنه [أي موسي الكاطم ] عليّ [الرضا]...(3)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:222


1- الغيبة: 87 ح 18. عنه البحار: 243/24 ح 4، و400/36 ح 10، و141/47 ح 193، ومدينة المعاجز: 462/2 ح 681، و367/5 ح 1716، والبرهان: 123/2 ح 2، وإثبات الهداة: 711/1 ح 157. الصراط المستقيم: 157/2 س 12. البحار: 173/46 ح 26، عن كتاب مقتضب الأثر. المناقب لابن شهرآشوب: 307/1 س 17، بتفاوت. تأويل الآيات الظاهرة: 209 س 13.
2- الصافّات: 83/37.
3- تأويل الآيات الظاهرة: 485، س 8. عنه مدينة المعاجز: 39/4، ح 1073، والبحار: 80/82، ح 20، قطعة منه، والبرهان: 20/4، ح 2. البحار: 151/36، ح 131، وإثبات الهداة: 646/1، ح 787، وص 656، ح 838، عن كنز الفوائد.
الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه اصطفاه اللّه وطهّره:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...يونس بن ظبيان قال: دخلت علي الصادق ( عليه السلام ) ...ثمّ قال: يا يونس! إذا أردت العلم الصحيح، فعندنا أهل البيت، فإنّا ورثنا، وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! وكلّ من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ؟

فقال ( عليه السلام ) : ما ورثه إلّا الأئمّة الاثنا عشر.

قلت: سمّهم لي ياابن رسول اللّه؟

فقال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعده الحسن...وبعد موسي عليّ ابنه، وبعد عليّ...اصطفانا اللّه وطهّرنا، وأُوتينا ما لم يؤت أحداً من العالمين...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:223


1- كفاية الأثر: 255 س 4. عنه إثبات الهداة: 602/1، ح 584، قطعة منه، والبحار: 403/36، ح 15. مختصر بصائر الدرجات: 121، س 14. الصراط المستقيم: 157/2، س 3. البرهان: 65/4، ح 4، عن ابن بابويه.
الخامس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الناطق بالقرآن:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...تميم بن بهلول قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي الهذيل، وسألته: عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال: إنّ الدليل علي ذلك والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمور المسلمين، والناطق بالقرآن، والعالم بالأحكام أخو نبيّ اللّه وبعده الحسن بن عليّ...ثمّ عليّ بن موسي [الرضا]...وهم عترة الرسول صلوات اللّه عليهم أجمعين، المعروفون بالوصيّة والإمامة...

وقال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية عن الأعمش، عن جعفر بن مح مّد ( عليهماالسلام ) في الإمامة مثله سواء.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) رأس الحكمة:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن إبراهيم الكرخيّ، قال: دخلت علي أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) ، وإنّي لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وهو غلام، فقمت إليه فقبّلته وجلست، فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : يا إبراهيم!...أما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سميّ جدّه، ووارث علمه وأحكامه وفضائله، ومعدن الإمامة، ورأس الحكمة، يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسداً له، ولكنّ اللّه (عزّ وجلّ) بالغ أمره ولو كره المشركون.

ص:224


1- الخصال: 478/2، ح 46. إكمال الدين: 336/2، ح 9 . عنه وعن العيون، البحار: 396/36، ح 2. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/1، ح 20. عنه إثبات الهداة: 474/1، ح 122. الصراط المستقيم: 158/2، س 8، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار .

يخرج اللّه من صلبه تكملة اثني عشر إماماً مهديّاً...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ه') النصّ علي إمامته ومناقبه عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام )

اشاره:

وفيه أمر واحد

- النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه ينظر في الجفر:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : حدّثني حمدويه قال: حدّثني الحسن بن موسي عن سليمان الصيديّ، عن نصر بن قابوس، قال: كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) في منزله فأخذ بيدي فوقفني علي بيت من الدار فدفع الباب، فإذا عليّ ابنه ( عليهماالسلام ) وفي يده كتاب ينظر فيه فقال لي: يانصر! تعرف هذا؟

قلت: نعم، هذا عليّ ابنك.

قال ( عليه السلام ) : يا نصر! تدري ما هذا الكتاب الذي ينظر (2) فیه؟

قلت: لا.

قال ( عليه السلام ) : هذا الجفر الذ ي لاينظر فيه إلّا نبيّ أو وصيّ.(3)

ص:225


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 334، ح 5، و647، ح 8، بتفاوت يسير. عنه البحار: 15/48، ح 6 و7، و144/51، ح 8، و129/52، ح 24، وإثبات الهداة: 93/3، ح 52، قطعة منه، والأنوار البهيّة: 370، س 12. إعلام الوري: 234/2، س 19. الغيبة للنعمانيّ: 90، ح 21. عنه البحار: 401/36، ح 12، وإثبات الهداة: 622/1، ح 674، قطعة منه.
2- في إثبات الهداة، والبحار: فينظر.
3- في إثبات الهداة، والبحار: وصيّ نبيّ.

قال الحسن بن موسي: فلعمري ماشكّ نصر ولا ارتاب حتّي أتاه وفاة أبي الحسن ( عليه السلام ) .

(1)

2 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة، وعرفت كثرة خلاف الناس، وقد نعي إليهم موسي ( عليه السلام ) ، وما أشكّ أنّهم سيسألوني عن براهين الإمام...فلمّا قدمتها، سألوني عن الحال؟

فقلت لهم: إنّي أتيت موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قبل وفاته بيوم واحد فقال: إنّي ميّت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمنّ وتوجّه إلي المدينة بودائعي هذه، وأوصلها إلي ابني عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، فهو وصيّي، وصاحب الأمر بعدي...(2)

3 - المسعودي: حدّثني العبّاس بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن نعيم القابوسي، عن عمّه، عن عليّ، عن (3)

نصر بن قابوس قال: كنت عند أبي إبراهيم وعليّ ( عليهماالسلام ) ابنه صبيّ يدرج في الدار، فقلت: أري عليّاً ذاهباً وجائياً دون سائر الناس؟

فقال ( عليه السلام ) : هو أكبر ولدي، وأحبّهم إليّ، وهو ينظر معي في كتاب الجفر، ولاينظر فيه إلّا نبيّ، أو وصيّ نبيّ.(4)

ص:226


1- رجال الكشّيّ: 450 رقم 848. عنه إثبات الهداة: 243/3 ح 66، والبحار: 27/49 ح 46.
2- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
3- في بعض المصادر: نعيم بن قابوس، وفي الصراط المستقيم: أبي نعيم القابوسي.
4- إثبات الوصيّة: 202 س 18. الكافي: 311/1 ح 2 بتفاوت يسير. عنه حلية الأبرار: 488/4 ح 3، والوافي: 360/2 ح 840. الخرائج والجرائح: 897/2 س 9. عنه إثبات الهداة: 243/3 ح 65. إرشاد المفيد: 305 س 15 نحو الكافي. كشف الغمّة: 271/2 س 2، و298 س 20، بتفاوت. غيبة الطوسيّ: 36 ح 12 نحو الإرشاد. بصائر الدرجات: الجزء الثالث، 178 ح 24، بتفاوت. إعلام الوري: 44/2 س 8. عنه وعن الإرشاد والغيبة، البحار: 24/49 ح 36. الصراط المستقيم: 164/2 س 19. المستجاد من كتاب الإرشاد: 213 س 15. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 31/1 ح 27، بتفاوت. عنه حلية الأبرار: 517/4 ح 19. عنه وعن البصائر، البحار: 20/49 ح 25. عنه وعن الكافي، إثبات الهداة: 231/3 ح 14. المناقب لابن شهرآشوب: 367/4 س 25، بتفاوت.

(و) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الحسن العسكري ( عليهماالسلام )

اشاره:

وفيه أمر واحد

- النصّ عليه وأثر قدمه ( عليه السلام ) علي بساط المرسلين:

1 - الحضينيّ ؛ : عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ، وكان محجوباً، قال: دخلت علي أبي محمّد الحسن ( عليه السلام ) بالعسكر، فطرقت شيئاً ناعماً، فقلت: ما هذا؟

فقال: يا عاصم! أنت علي بساط قد جلس عليه ووطئه كثير من المرسلين، والنبيّين، والأئمّة الراشدين...هذا أثر آدم...وهذا أثر السيّد محمّد، وهذا أثر أمير المؤمنين...وهذا أثر موسي، وهذا أثر عليّ [الرضا]...(1)

ص:227


1- الهداية الكبري: 335، س 18. عنه مدينة المعاجز: 594/7، ح 2580، وحلية الأبرار: 121/5، ح 1، وإثبات الهداة: 572/3، ح 694، قطعة. مشارق أنوار اليقين: 100، س 8، من غير ذكر لأسامي الأئمّ ( عليهم السلام ) : . عنه البحار: 34/11، ح 27، و304/50، ح 81. البحار: 316/50، س 5، عن بعض مؤلّفات أصحابه.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(ز) - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) في التورات

1 - النباطيّ البياضيّ ؛ : قال ابن عمر: سمّاهم [أي الأئمّ ( عليهم السلام ) : ] كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أُوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمة.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّاً عالماً؛ فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة صحيحة، نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها؟

قال: نعم!...ثمّ نعت لي أسماء تخالف ما سلف وأظنّها من تصحيف الكتّاب، فقال:...شمعوعيل، شمعيشيحو...شنيم [ أي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ]...(1)

ص:228


1- الصراط المستقيم: 141/2، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 19.

الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة موضوعات

(أ) - مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه خمسة وأربعون مورداً

- وجود نوره ( عليه السلام ) في العرش:

1 - الخزّاز القمّيّ ؛ :...عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أخبرني جبرئيل ( عليه السلام ) : لمّا ثبّت اللّه عزّ وجلّ اسم محمّد علي ساق العرش قلت: يا ربّ! هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش، أرني أعزّ خلقك عليك.

قال: فأراه اللّه عزّ وجلّ اثني عشر أشباحاً أبداناً بلا أرواح بين السماء والأرض.

فقال: ياربّ! بحقّهم عليك! إلّا أخبرتني من هم؟

قال: هذا نور عليّ بن أبي طالب...، وهذا نور عليّ بن موسي [الرضا]... ماأحد يتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ بهؤلاء القوم إلّا أعتق اللّه تعالي رقبته من النار.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:229


1- كفاية الأثر: 169، س 6. عنه البحار: 341/36، ح 206، وإثبات الهداة: 592/1، ح 549.
- إنّه ( عليه السلام ) ينظر بنور اللّه:

1 - القندوزيّ الحنفيّ: عن موسي الكاظم أنّه قال: رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) معه فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا موسي! ابنك ينظر بنور اللّه عزّوجلّ، وينطق بالحكمة، يصيب ولايخطي ء، يعلم ولايجهل، قد ملأ علماً وحكماً.(1)

- عنده سرّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...قال(الرضا) ( عليه السلام ) :...فلمّا مضي موسي علمت كلّ لسان، وكلّ كتاب، وماكان وما سيكون بغير تعلّم، وهذا سرّ الأنبياء أودعه اللّه فيهم، والأنبياء أودعوه إلي أوصيائهم، ومن لم يعرف ذلك ويحقّقه، فليس هو علي شي ء، ولا قوّة إلّا باللّه.(2)

- عنده ( عليه السلام ) سلاح رسول اللّه:

1 - الصفّار؛ :...يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال:...فسألته عن ذي الفقار سيف رسول اللّه.

فقال ( عليه السلام ) : نزل به جبرئيل من السماء، وكانت حليته فضّة، وهو عندي.(3)

ص:230


1- ينابيع المودّة: 166/3 س 16. عنه إثبات الهداة: 245/3 س 16.
2- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
3- بصائر الدرجات، الجزء الرابع: 209 ح 57. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 922.

2 - الصفّار؛ :...سليمان بن جعفر قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عندك سلاح رسول اللّه؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ بخطّه الذي أعرفه: هو عندي.(1)

3 - الحضينيّ ؛ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء رجل من شيعة الرضا ( عليه السلام ) بكتاب منه إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فسألني ان أنفذه إليه، فلمّا أنفذت الكتاب فقال: جعلت فداك، سهوت أن أذكر في الكتاب عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أين هو؟...فورد جواب كتابه، وفي آخره:...سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، والسلاح معنا حيث أردنا...(2)

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن ذي الفقار سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من أين هو؟

قال ( عليه السلام ) : هبط به جبرئيل ( عليه السلام ) من السماء...وهو عندي.(3)

- عنده جميع ما كان للنّبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة، وعرفت كثرة خلاف

ص:231


1- بصائر الدرجات، الجزء الرابع: 205 ح 42. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2470.
2- الهداية الكبري: 288 س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2545.
3- الكافي: 234/1 ح 5، و222/8 ح 391، بتفاوت. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 904.

الناس، وقد نعي إليهم موسي ( عليه السلام ) ، وما أشكّ أنّهم سيسألوني عن براهين الإمام، فلو أريتني شيئاً من ذلك؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه.

ثمّ أخرج إليّ جميع ما كان للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند الأئمّة، من بردته، وقضيبه، وسلاحه، وغير ذلك...(1)

- عنده ( عليه السلام ) شعر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وخشبة رحي فاطمة ( عليها السلام ) :

1 - الإربليّ ؛ : رأيت خطّه ( عليه السلام ) في واسطٍ، سنة سبع وسبعين وستّمائة جواباً عمّا كتبه إليه المأمون:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، وصل كتاب أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه، يذكر ما ثبت من الروايات، ورسم أن أكتب له ما صحّ عندي من حال هذه الشعرة الواحدة، والخشبة التي لرحا اليد بفاطمة بنت محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليها، وعلي أبيها، وزوجها، وبنيها، فهذه الشعرة الواحدة، شعرة من شعر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لاشبهة ولاشكّ، وهذه الخشبة اليد المذكورة لفاطمة ( عليها السلام ) ، لاريب ولاشبهة، وأنا قد تفحّصت وتحدّيت، وكتبت إليك، فاقبل قولي...(2)

ص:232


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
2- كشف الغمّة: 339/2 س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2499.
- عنده خاتم أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟

قلت: فأنا أسألك؟

قال:...وكان نقش خاتم أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) «حسبي اللّه»...

قال الحسين بن خالد: وبسط أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) كفّه، وخاتم أبيه ( عليه السلام ) في إصبعه حتّي أراني النقش...(1)

- عنده خاتم سليمان ( عليهماالسلام ) :

1 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الوشّاء قال: دخل رجل علي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: مالي أراك مصفارّاً؟ قال ( عليه السلام ) : حمّي الربع قد ألحّت عليّ، فدعا بدواة وكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم...ثمّ تختّم في أسفل الكتاب - سبع مرّات - خاتم سليمان ( عليه السلام ) ، ثمّ طواه...(2)

- عنده ( عليه السلام ) الاسم الأعظم:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء والخميس والجمعة، وصلّ ركعتين عندزوال

ص:233


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 54/2 ح 206. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 878.
2- مكارم الأخلاق: 388 س 24. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 2104.

الشمس تحت السماء وقل: «اللّهمّ إنّي حللت بساحتك...وبالاسم الذي جعلته عند محمّد صلواتك ورحمتك عليه وعلي آله وعند عليّ والحسن...وموسي وعليّ [الرضا]...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- عنده ( عليه السلام ) الجفر والجامعة:

1 - الحافظ رجب البرسيّ: من كرامته ( عليه السلام ) أنّ أبا نواس مدحه بأبيات، فأخرج له رقعة فيها تلك الأبيات، فتحيّر أبو نواس وقال: واللّه! يا وليّ اللّه! ماقالها أحد غيري، ولا سمعها أحد سواك.

فقال ( عليه السلام ) : صدقت، ولكن عندي في الجفر والجامعة، أنّك تمدحني بها.(2)

- عنده ( عليه السلام ) مصحف فيه أسماء أعدائهم:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دفع إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ) فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم.

قال: فبعث إليّ: ابعث إليّ بالمصحف.(3)

ص:234


1- مصباح المتهجّد: 337، ح 444. البلد الأمين: 153، س 1. عنه وعن المصباح، البحار: 43/87، ح 8.
2- مشارق أنوار اليقين: 96 س 26. يأتي الحديث أيضاً في رقم 424.
3- الكافي: 631/2 ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 6 رقم 2061.
- حضور الملائكة عنده ( عليه السلام ) :

1 - الراونديّ ؛ : عن محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: مرض رجل من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، فعاده.

فقال: كيف نجدك؟ قال: لقيت الموت بعدك؛ يريد به مالقيه من شدّة مرضه.

فقال: كيف لقيته؟ قال: شديداً أليماً.

قال:...فجدّد الإيمان باللّه وبالولاية تكن مستريحاً.

ففعل الرجل ذلك، ثمّ قال: ياابن رسول اللّه! هذه ملائكة ربّي بالتحيّات والتحف يسلّمون عليك، وهم قيام بين يديك، فائذن لهم في الجلوس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : اجلسوا ملائكة ربّي.

ثمّ قال للمريض: سلهم أُمروا بالقيام بحضرتي؟

فقال المريض: سألتهم، فزعموا أنّه لو حضرك كلّ من خلقه اللّه من ملائكته لقاموا لك، ولم يجلسوا حتّي تأذن لهم، هكذا أمرهم اللّه عزّ وجلّ...(1)

- إنّه ( عليه السلام ) زين المؤمنين:

1 - ابن شاذان القمّيّ ؛ :...عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا واردكم علي الحوض، وأنت يا عليّ! الساقي...عليّ بن موسي الرضا زين المؤمنين(2) ...(3)

ص:235


1- الدعوات: 248، ح 698. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1147.
2- في إثبات الهداة: مزيّن المؤمنين.
3- مائة منقبة: 47، س 5. المناقب لابن شهر آشوب: 292/1، س 18. عنه البحار: 270/36، ضمن ح 91. إثبات الهداة: 700/1، ح 107، عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: 150/2، س 1. العدد القويّة: 88، ح 153. حلية الأبرار: 493/5، س 5. إثبات الهداة: 749/1، س 23، عن مقتل الحسين للخوارزمي. البحار: 316/26، ح 80، عن كتاب تفضيل الأئمّة. مشارق أنوار اليقين: 180، س 21. عنه البحار: 312/27، ح 7.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- ثمرة الأخذ بولايته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ ( عليهماالسلام ) ...عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من سرّه أن يلقي اللّه عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لايحزنه الفزع الأكبر فليتولّك وليتولّ...عليّ بن موسي [الرضا]...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- مطالبته ودائع أبيه ( عليهماالسلام ) عن أمّ أحمد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...مسافر، قال: أمر أبوإبراهيم ( عليه السلام ) - حين أخرج به - أبا الحسن ( عليه السلام ) أن ينام علي بابه في كلّ ليلة أبداً ما كان حيّاً إلي أن يأتيه خبره.

ص:236


1- الغيبة: 136 ح 100. عنه البحار: 258/36 ح 77، وإثبات الهداة: 547/1 ح 372. المناقب لابن شهر آشوب: 293/1 س 7. عنه إثبات الهداة: 729/1 ح 242. الصراط المستقيم: 151/2 س 12.

قال: فكنّا في كلّ ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثمّ يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلي منزله.

قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين، فلمّا كان ليلة من الليالي أبطأ عنه وفرش له، فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا، ودخلنا أمر عظيم من إبطائه، فلمّا كان من الغد أتي الدار ودخل إلي العيال، وقصد إلي أُمّ أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبي...(1)

- الطبع علي الحصاة :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ، عن حُبابة الوالبيّة، قالت: رأيت أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في شرطة الخميس ومعه دِرّة... فقلت له: يا أمير المؤمنين! ما دلالة الإمامة يرحمك اللّه؟

قالت: فقال: ايتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلي حصاة فأتيته بها، فطبع لي فيها بخاتمه، ثمّ قال لي: يا حبابة! إذا ادّعي مدّع الإمامة، فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه إمام مفترض الطاعة، والإمام لايعزب عنه شي ء يريده.

قالت: ثمّ انصرفت حتّي قبض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فجئت إلي الحسن ( عليه السلام ) وهو في مجلس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والناس يسألونه فقال ( عليه السلام ) : يا حبابة الوالبيّة!

فقلت: نعم يامولاي! فقال: هاتي ما معك؟ قال: فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

قالت:...ثمّ أتيت الرضا ( عليه السلام ) فطبع لي فيها.

ص:237


1- الكافي: 381/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في رقم 444.

وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر علي ما ذكر محمّد بن هشام.(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الحضينيّ ؛ : عن جعفر بن يحيي، عن يونس بن ظبيان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن يحيي بن معمّر، عن أبي خالد عبد اللّه بن غالب، عن رُشيد الهجريّ ( رضي الله عنه ) قال: كنت وأبو عبد اللّه سلمان، وأبو عبد الرحمن قيس بن ورقا، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وسهل بن حنيف، بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالمدينة، إذ دخلت حُبابة الوالبيّة، وعلي رأسها كور(2) شبيه المنسف(3)، وعليها أطمار(4) سابغة(5)، متقلّدة بمصحف، وبين أناملها

سبحة من حصي، فسلّمت وبكت، وقالت: آه، ياأمير المؤمنين ( عليهماالسلام ) ! مِن فقدك، واأسفاه علي غيبتك، واحسرتاه علي ما يفوت من الغيبة منك، لايلهم عنك، ولايرغب ياأميرالمؤمنين! من اللّه فيه المشيّة، وإرادة من أمري معك علي يقين وبيان وحقيقة،

ص:238


1- الكافي: 346/1 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 514/1 ح 332، و465/3 ح 981، و304/4 ح 1332، و464 ح 1796، و112/5 ح 1508، و293/6 ح 2021، و196/7 ح 2263، والوافي: 143/2 ح 614. إكمال الدين وإتمام النعمة: 536/2 ح 1. عنه البحار: 175/25 ح 1. كشف الغمّة: 534/1 س 7، مرسلاً وبتفاوت. إعلام الوري: 408/1 س 4. عنه وعن الإكمال والكافي والخرائج، إثبات الهداة:402/2 ح 6. الثاقب في المناقب: 140 ح 132. غيبة الطوسيّ: 75 ح 82، أشار إلي مضمونه. عنه إثبات الهداة: 295/3 ح 122. المناقب لابن شهرآشوب: 299/1 س 11، باختصار.
2- الكِوار: خِرقة تجعلها المرأة علي رأسها. المعجم الوسيط: 804.
3- المِنسَف:ما یُنسَف به الحَبّ ،الغِربال .المعجم الوسیط :918
4- الطِمر: الثوب الخَلَق البالي. المعجم الوسيط: 565.
5- سبغ الشي ء: تمّ وطال. المعجم الوسيط: 414.

وإنّي أتيتك وأنت تعلم ما أريد، فمدّ يده اليمني إليها، فأخذ من يدها حصاة بيضاء، تلمع وتري من صفائها، وأخذ خاتمه من يده، وطبع به في الحصاة فانطبعت.

فقال لها: يا حبابة! هذا كان مرادك منّي؟

فقالت: إي واللّه، يا أمير المؤمنين! هذا أريد لما سمعناه من تفرّق شيعتك، واختلافهم بعدك، فأردت بهذا برهاناً يكون معي، إن عمّرت بعدك، - ولاعمّرت - ويا ليتني! وقومي لك الفداء، فإذا وقعت الإشارة، وشكّت الشيعة فيمن يقوم مقامك، أتيته بهذه الحصاة، فإذا فعل فعلك بها، علمت أنّه الخليفة، وأرجو أن لاأوجد لذلك.

قال: بلي، واللّه يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ الحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، وكلاًّ إذا أتيته استدعي بالحصاة منك، وطبعها بهذا الخاتم لك، فبعهد عليّ بن موسي ترين في نفسك برهاناً عظيماً تعجبين منه، فتختارين الموت فتموتين، ويتولّي أمرك، ويقوم علي حفرتك، ويصلّي عليك، وأنا مبشّرك بأنّك مع المكرورات، (1)

مع المهديّ من ذرّيّتي، إذا أظهر اللّه أمره ...

ثمّ صرت بذلك الخاتم إلي محمّد بن عليّ، وإلي جعفر بن محمّد، وإلي موسي بن جعفر، وإلي عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليهم أجمعين، فكلّ فَعَلَ فِعْل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وكبر سنّي، ورقّ جلدي، ودقّ عظمي، وحال سواد شعري بياضاً، وكنت بكثرة نظري إليهم صحيحة العقل، والصبر والفهم.

ص:239


1- المكرورات: مِن كرّ، بمعني رجع، ولعلّ المراد رجوع الحُبابة الوالبيّة إلي الدنيا في حكومة المهديّ ( عليه السلام ) ، كما جاء في الحديث عن الصادق ( عليه السلام ) . أنظر دلائل الإمامة: 259.

فلمّا صرت إلي عليّ الرضا ابن موسي صلوات اللّه عليهما، رأيت شخصه الكريم ضحكت ضحكاً، فقال من حضر: قد خرفت يا حبابة! وضعف عقلك.

فقال لهم عليّ الرضا صلوات اللّه عليه: أنّي لكم، ما خرفت حبابة، ولانقص عقلها، ولكن جدّي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبرها: بأنّها تكون معي، وأنّها تكون مع المكرورات، مع المهديّ ( عليه السلام ) من ولدي، فضحكت تشوّقاً إلي ذلك، وسروراً وفرحاً بقربها منه، فقال القوم: استغفر لنا يا سيّدنا! وما علمنا هذا.

قال: يا حبابة! ما الذي قال لك جدّي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟

قالت: قال: تريني برهاناً عظيماً، قال: يا حبابة! ترين بياض شعرك؟ قلت: بلي، يا مولاي! قال: يا حبابة! أفتحبّين أن تريه أسود حالكاً، كما كان في عنفوان شبابك؟ قلت: نعم، يا مولاي!

قال: يا حبابة! ويجزيك ذلك أو نزيدك؟ فقلت: يا مولاي! زدني من فضلك عليّ. قال: أتحبّين أن تكوني مع سواد شعرك شابّة؟ فقلت: يا مولاي! هذا البرهان عظيم.

قال: وهذا أعظم منه ما تجدينه، ممّا لايعلم الناس به.

فقلت: يا مولاي! اجعلني لفضلك أهلاً، فدعا بدعوات خفيّة حرّك بها شفتيه، فعدت واللّه شابّة طريّة غضّة، سوداء الشعر حالكاً، ثمّ دخلت خلوة في جانب الدار ففتّشت نفسي فوجدتها بكراً، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة.

ثمّ قلت: يا مولاي! النقلة إلي اللّه عزّ وجلّ، فلا حاجة لي في حياة الدنيا.

فقال: يا حبابة! ارحلي إلي أمّهات الأولاد، فجهازك هناك منفرداً.(1)

ص:240


1- الهداية الكبري: 167 س 11. عنه إثبات الهداة: 309/3 ح 173، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 190/3 ح 824، و245/7 ح 2301. الكافي: 346/1 ح 3 باختصار. عنه مدينة المعاجز: 514/1 ح 332، و465/3 ح 981، و304/4 ح 1332، و464 ح 1796، و112/5 ح 1508، و293/6 ح 2021، و196/7 ح 2263، والوافي: 143/2 ح 614. إكمال الدين وإتمام النعمة: 536/2 ح 1 كما في الكافي. عنه البحار: 175/25 ح 1. كشف الغمّة: 534/1 س 7، مرسلاً وبتفاوت. إرشاد القلوب: 288 س 18، بتفاوت. إعلام الوري: 408/1 س 4. عنه وعن الإكمال والكافي والخرائج، إثبات الهداة: 6ڑ402/2. الثاقب في المناقب: 140 ح 132. غيبة الطوسيّ: 75 ح 82، أشار إلي مضمونه. عنه إثبات الهداة: 295/3 ح 122. المناقب لابن شهرآشوب: 299/1 س 11، باختصار. قطعة منه في (معجزته ( عليه السلام ) في إعادة شيبوبة الحبابة الوالبيّة وصيرورتها بكراً)، و(ما رواه عن عليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ).

3 - الحضينيّ ؛ : حدّثني جعفر بن مالك قال: حدّثني محمّد بن يزيد المدنيّ، قال: كنت مع مولاي عليّ الرضا صلوات اللّه عليه حاضراً لأمر حبابة، وقد دخلت إلي أمّهات الأولاد، فلم تلبث إلّا بمقدار ماعاينت جهازها، حتّي تشهدت وقبضت إلي اللّه، رحمها اللّه.

قال مولانا الرضا صلوات اللّه عليه: رحمك اللّه يا حبابة!

قلنا: يا سيّدنا وقد قبضت قال: ما لبثت إلي أن عاينت جهازها، حتّي قبضت إلي اللّه، وأمر بتجهيزها، فجهّزت وخرجت، وصلّينا عليها، وحملت إلي حفرتها، وأمر سيّدنا بزيارتها، وتلاوة القرآن عندها، والتبرّك بالدعاء هناك، فكان هذا من دلائل مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) وبراهينه.(1)

ص:241


1- الهداية الكبري: 167 س 11.
- شدّة حبّ أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...مفضّل بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وعليّ ( عليه السلام ) ابنه في حِجره وهو يقبّله، ويمصّ لسانه، ويضعه علي عاتقه، ويضمّه إليه ويقول: بأبي أنت وأُمّي! ما أطيب ريحك! وأطهر خلقك، وأبين فضلك...(1)

- جزاء محو الآثار المتعلّقة بالرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ : ... خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور...فلمّا نزل ( عليه السلام ) دارنا، زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك، فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة...فمضت الأيّام علي تلك الشجرة فيبست، فجاء جدّي حمدان وقطع أغصانها فعمي، وجاء ابن حمدان يقال له: أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض، فذهب ماله كلّه بباب فارس، وكان مبلغه سبعين ألف درهم إلي ثمانين ألف درهم، ولم يبق له شي ء. وكان لأبي عمرو هذا ابنان، وكان يكتبان لأبي الحسن محمّد بن إبراهيم بن سمجور، يقال لأحدهما: أبو القاسم، وللآخر: أبو صادق، فأرادا عمارة تلك الدار، وأنفقا عليها عشرين ألف درهم، وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة، وهما لايعلمان ما يتولّد عليهما من ذلك؛ تولّي أحدهما ضياعاً لأمير خراسان، فردّ إلي نيسابور في محمل قد اسودّت رجله اليمني، فشرحت رجله فمات من تلك العلّة بعد شهر.

ص:242


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 31/1 ح 28. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 270.

وأمّا الآخر وهو الأكبر فإنّه كان في ديوان سلطان نيسابور يكتب كتاباً، وعلي رأسه قوم من الكتّاب وقوف، فقال واحد منهم: دفع اللّه عين السوء بمن كاتب هذا الخطّ، فارتعشت يده من ساعته وسقط القلم من يده، وخرجت بيده بثرة، ورجع إلي منزله، فدخل إليه أبو العبّاس الكاتب مع جماعة فقالوا له: هذا الذي أصابك من الحرارة فيجب أن تفصد اليوم، فافتصد ذلك اليوم فعادوا إليه من الغد، وقالوا له: يجب أن تفتصد اليوم أيضاً، ففعل فاسودّت يده فتشرّحت ومات من ذلك، وكان موتهما جميعاً في أقلّ من سنة.(1)

- إنّه ( عليه السلام ) بضعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسين بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول اللّه! رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيّب في ثراكم نجمي؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيّكم...(2)

2 - الشيخ الصدوق ؛ :...قبيصة بن جابر بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت وصيّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يقول: حدّثني سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال

ص:243


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 441.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في رقم 528.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان...(1)

- إنّه ( عليه السلام ) هو المراد من ( ولا غربيّة) في آية النور:

1 - البحرانيّ ؛ : روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: دخلت إلي مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليه يكتب بإصبعه ويتبسّم....

فقال ( عليه السلام ) : عجبت لمن يقرء هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها.

فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين!؟

فقال: قوله تعالي: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ي كَمِشْكَوةٍ) .

(2)

( المشكوة) محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ... ( ولا غربيّة) عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ...(3)

والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

- أنّه ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: ( شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ)

1 - ابن شهر آشوب ؛ : عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ ) أنّه قال: يا عليّ! ( النور) اسمي ( والمشكوة) أنت... ( زَيْتُونَةٍ) (4)عليّ بن موسي

[الرضا ( عليهم السلام ) : ...(5)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:244


1- ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2 ح 14. يأتي الحديث بتمامه في رقم 530.
2- النور: 35/24.
3- البرهان: 136/3، ح 16.
4- النور: 35/24.
5- المناقب: 280/1، س 1. عنه إثبات الهداة: 668/1، ح 887.
- أنّه ( عليه السلام ) معبّر الأُمّة ومنجيها:

1 - ابن شاذان القمّيّ ؛ :...عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ بن أبي طالب: يا عليّ! أنا نذير أُمّتي، وأنت هاديها... وعليّ بن موسي الرضا معبّرها ومنجيها، وطارد مبغضيها، ومدني مؤمنيها...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- مرجعيّته ( عليه السلام ) للعلماء في المسائل العويصة:

1 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ :...أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال:...ولقد سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيي الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم، وبعثوا إليّ بالمسائل فأجيب عنها.(2)

- أنّه ( عليه السلام ) ولد مختوناً:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس

ص:245


1- مائة منقبة: 49، س 2. المناقب: 292/1، س 10. عنه البحار: 269/36، ضمن ح 91. إثبات الهداة: 699/1، ح 106 عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: 150/2، س 9. العدد القويّة: 88، ح 152. عنه إثبات الهداة: 721/1، ح 210.
2- إعلام الوري: 64/2 س 7. يأتي الحديث بتمامه في رقم 599.

العطّار ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن حمدان بن سليمان، عن محمّدبن الحسين بن يزيد، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزديّ، قال: سمعت أباالحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) يقول: - لمّا ولد الرضا ( عليه السلام ) - إنّ ابني هذا ولد مختوناً طاهراً مطهّراً، وليس من الأئمّة أحد يولد إلّا مختوناً طاهراً مطهّراً، ولكن سنمرّ الموسي عليه لإصابة السنّة، واتّباع الحنيفيّة.(1)

- أنّه مرضيّ أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - القندوزيّ الحنفيّ: قال الكاظم ( عليه السلام ) : عليّ ابني أكبر ولدي، وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري، من أطاعه رشد.(2) (3)

- أنّه وصيّ أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، ومحمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، أنّ أبا الحسن موسي ( عليه السلام ) بعث إليه بوصيّة أبيه، وبصدقته مع أبي إسماعيل مصادف:

ص:246


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 433، ح 15. عنه البحار: 44/25، ح 19، ووسائل الشيعة: 438/21، ح 27523، وحلية الأبرار: 184/5، ح 4، ومدينة المعاجز: 39/8، ح 2672. مكارم الأخلاق: 220 س 8، قطعة منه. عنه البحار: 124/101، ح 76. روضة الواعظين: 285 س 23، مرسلاً.
2- في إثبات الهداة: رشده.
3- ينابيع المودّة: 166/3 س 19. عنه إثبات الهداة: 246/3 س 16.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما عهد جعفر بن محمّد، وهو يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو علي كلّ شي ء قدير، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور، علي ذلك نحيي وعليه نموت، وعليه نبعث حيّاً إن شاء اللّه.

وعهد إلي ولده ألّا يموتوا إلّا وهم مسلمون، وأن يتّقوا اللّه، ويصلحوا ذات بينهم ما استطاعوا، فإنّهم لن يزالوا بخير ما فعلوا ذلك، وإن كان دين يدان به.

وعهد إن حدث به حدث، ولم يغّير عهده هذا، وهو أولي بتغييره ما أبقاه اللّه، لفلان كذا وكذا، ولفلان كذا وكذا، ولفلان كذا، وفلان حرّ، وجعل عهده إلي فلان. بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق به موسي بن جعفر بأرض بمكان كذا وكذا، وحدّ الأرض كذا وكذا، كلّها ونخلها وأرضها وبياضها ومائها وأرجائها وحقوقها، وشربها من الماء، وكلّ حقّ قليل أو كثير هو لها في مرفع، أو مظهر، أو مغيض، أو مرفق، أو ساحة، أو شعبة مشعب، أو مسيل، أو عامر، أو غامر، تصدّق بجميع حقّه من ذلك علي ولده من صلبه، الرجال والنساء، يقسّم واليها ما أخرج اللّه عزّوجلّ من غلّتها بعد الذي يكفيها من عمارتها ومرافقها، وبعد ثلاثين عذقاً يقسّم في مساكين أهل القرية بين ولد موسي ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) .(1)

فإن تزوّجت امرأة من ولد موسي فلا حقّ لها في هذه الصدقة حتّي ترجع إليها بغير زوج، فإن رجعت كان لها مثل حظّ التي لم تتزوّج من بنات موسي، وإنّ من توفّي من ولد موسي وله ولد فولده علي سهم أبيه، ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) علي مثل ما شرط موسي بن جعفر في ولده من صلبه.

وإنّ من توفّي من ولد موسي ولم يترك ولداً ردّ حقّه علي أهل الصدقة، وأن ليس

ص:247


1- النساء: 11/4.

لولد بناتي في صدقتي هذه حقّ إلّا أن يكون آباؤهم من ولدي، وأنّه ليس لأحد حقّ في صدقتي مع ولدي، أو ولد ولدي، وأعقابهم ما بقي منهم أحد.

وإذا انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي علي ولد أبي من أُمّي ما بقي أحد منهم علي ما شرطته بين ولدي وعقبي، فإن انقرض ولد أبي من أُمّي فصدقتي علي ولد أبي وأعقابهم ما بقي منهم أحد علي مثل ما شرطت بين ولدي وعقبي.

فإذا انقرض من ولد أبي ولم يبق منهم أحد فصدقتي علي الأوّل فالأوّل، حتّي يرثها اللّه الذي ورثها، وهو خير الوارثين.

تصدّق موسي بن جعفر بصدقته هذه، وهو صحيح صدقة حبساً بتلاً بتّاً، لا مشوبة فيها، ولا ردّ أبداً، ابتغاء وجه اللّه عزّوجلّ، والدار الآخرة.

لا يحلّ لمؤمن يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يبيعها، أو شيئاً منها، ولا يهبها، ولاينحلها، ولا يغيّر شيئاً منها ممّا وضعته عليها، حتّي يرث اللّه الأرض وما عليها.

وجعل صدقته هذه إلي عليّ وإبراهيم، فإن انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما دخل العبّاس مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي، فإن لم يبق من ولدي إلّا واحد فهو الذي يليه.

وزعم أبو الحسن ( عليه السلام ) أنّ أباه قدّم إسماعيل في صدقته علي العبّاس، وهو أصغر منه.(1)

ص:248


1- الكافي: 53/7، ح 8. عنه الوافي: 570/10، ح 10121، ومستدرك الوسائل: 15/8، ح 8942، و254/14، ح 16634، قطعتان منه. تهذيب الأحكام: 149/9، ح 610، قطعة منه. عنه وعن الكافي والعيون والفقيه، وسائل الشيعة: 202/19، ح 24427. من لا يحضره الفقيه: 184/4، ح 64، نحو ما في التهذيب. عنه وعن التهذيب، الوافي: 572/10، ح 10122. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 37/1، ح 2. عنه البحار: 281/48، ح 2.
- إنّه ( عليه السلام ) خير أهل الأرض:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عمر بن يزيد، وعليّ بن أسباط جميعاً، قالا: قال لنا عثمان بن عيسي الرواسي، حدّثني زياد القنديّ وابن مسكان، قالا: كنّا عند أبي إ براهيم ( عليه السلام ) إذ قال: يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) - وهو صبيّ -

فقلنا: خير أهل الأرض! ثمّ دنا فضمّه إليه فقبّله، وقال: يا بنيّ! تدري ما قال ذان؟ قال: نعم، يا سيّدي! هذان يشكّان فيّ.

قال عليّ بن أسباط: فحدّثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب، فقال: بتر (1)

الحديث، لا، ولكن حدّثني عليّ بن رئاب: أنّ أبا إبراهيم ( عليه السلام ) قال لهما: إن جحدتماه حقّه أو خنتماه فعليكما لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، يا زياد! لاتنجب أنت وأصحابك أبداً.

قال عليّ بن رئاب: فلقيت زياد القنديّ، فقلت له: بلغني أنّ أبا إبراهيم ( عليه السلام ) قال لك كذا وكذا؟

فقال: أحسبك قد خولطت، فمرّ وتركني، فلم أكلّمه ولا مررت به.

قال الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقّع لزياد دعوة أبي إبراهيم ( عليه السلام ) حتّي ظهر منه

ص:249


1- بتَره بَتْراً من باب قتل: قطعه علي غير تمام. ويقال في لازمه بَتِر يَبْتَر من باب تعِب، فهو أبتر. المصباح المنير: 35.

أيّام الرضا ( عليه السلام ) ما ظهر، ومات زنديقاً.(1)

- إنّ اللّه عزّوجلّ أظهر به العدل والرأفة والرحمة:

1 - المحدّث القمّيّ ؛ : وفي الدرّ النظيم لجمال الدين يوسف بن حاتم العامليّ تلميذ المحقّق ؛ ، قال في ذكر الرضا ( عليه السلام ) :...قال أبو الحسن موسي ( عليه السلام ) ...بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ( عليهماالسلام ) ...فقالا ( عليهماالسلام ) : يا موسي! ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثمّ أمراني إذا ولدته أُسمّيه عليّاً، وقالا [لي ]: إنّ اللّه عزّ وجلّ سيظهر به العدل والرأفة والرحمة، طوبي لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده.(2)

- عنده ( عليه السلام ) علم رسول اللّه وكتبه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الصفّار؛ : حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن الهيثم، أو عمّن رواه عنه، أو عن بعض أصحابنا، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي سألت أباك عن مسألة، أُريد أن أسألك عنها؟

قال ( عليه السلام ) : وعن أيّ شي ء تسأل؟

قال: قلت له: عندك علم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكتبه وعلم الأوصيا ( عليهم السلام ) : وكتبهم؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : نعم، وأكثر من ذاك، سل عمّا بدا لك.(3)

ص:250


1- الغيبة: 68، ح 71. عنه البحار: 256/48 س 2، ضمن، ح 9، وإثبات الهداة: 185/3، ح 40، و241، ح 56، و، ح 57، قطعات منه.
2- الأنوار البهيّة: 210 س 13. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 76.
3- بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 531 ح 19. عنه البحار: 176/26 ح 54. مختصر بصائر الدرجات: 62 س 12.
- عنده خواتيم آبائه ( عليهم السلام ) : :

1 - الصفّار؛ : حدّثنا عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو، قال عبداللّه بن أبان الزيّات: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو اللّه لهم.

قال: فقال ( عليه السلام ) : واللّه! إنّي لأعرض أعمالهم علي اللّه في كلّ يوم.(1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فأخرج إلينا خاتم أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وخاتم أبي الحسن ( عليه السلام ) ؛ وكان علي خاتم أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : أنت ثقتي فأعصمني من الناس، ونقش خاتم أبي الحسن ( عليه السلام ) : حسبي اللّه، وفيه وردة وهلال في أعلاه.(2)

- أنّ طاعته ( عليه السلام ) مفترضة:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد (3) قال:

سأل رجل فارسيّ أبا الحسن ( عليه السلام ) فقال: طاعتك مفترضة؟

ص:251


1- بصائر الدرجات، الجزء العاشر : 535 ح 37، والجزء التاسع: 450 ح 11. عنه وسائل الشيعة: 114/16 ح 21126، وفيه: عن محمّد بن عليّ بن سعيد الزيّات، عن عبد اللّه بن أبان... والبحار: 348/23 ح 52، و349 ح 56، وهو كسابقه. بصائر الدرجات عنه البحار: 23/ .
2- الكافي: 473/6 ح 4. عنه وسائل الشيعة: 99/5 ح 6034، و443/4 ح 5666، والبحار: 11/47 ح 11، قطعة منه، و10/48 ح 4، قطعة منه.
3- تأتي ترجمته في (رؤياه ( عليه السلام ) ).

فقال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: مثل طاعة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟

فقال ( عليه السلام ) : نعم.(1)

- عرض الأعمال عليه ( عليه السلام ) :

1 - الصفّار؛ : حدّثنا الهيثم النهديّ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبان، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) وكان بيني وبينه شي ء: ادع اللّه لي ولمواليك.

فقال ( عليه السلام ) : واللّه! إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ خميس.

حدّثنا عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن عبد اللّه بن أبان الزيّات مثل رواية النهديّ.

(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن الزيّات، عن عبد اللّه بن أبان الزيّات، وكان مكيناً عند الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ادع اللّه لي ولأهل بيتي.

فقال ( عليه السلام ) : أولست أفعل، واللّه! إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة.

قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال ( عليه السلام ) : (3) هو واللّه! عليّ بن

ص:252


1- الكافي: 187/1 ح 8. الإختصاص: 278 س 1، وفيه: أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عنه البحار: 301/23 ح 54.
2- بصائر الدرجات، الجزء التاسع : 450 ح 8، و9. عنه وسائل الشيعة: 114/16 ح 21125، وفيه: واللّه لأعرض أعمالهم علي اللّه في كلّ خمسين، والبحار: 348/23 ح 53.
3- الأنعام: 105/9.

أبي طالب ( عليه السلام ) .(1)

3 - ابن شهرآشوب ؛ : موسي بن سيّار، قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد أشرف علي حيطان طوس، وسمعت واعية فأتبعتها، فإذا ( الواعية: الصراخ علي الميّت ونعيه. لسان العرب: 397/15. )

نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي، وقد ثنّي رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة (2) بأُمّها ؛

ثمّ أقبل عليّ وقال: يا موسي بن سيّار! من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه لاذنب عليه.

حتّي إذا وضع الرجل علي شفير قبره، رأيت سيّدي قد أقبل، فأفرج الناس عن الجنازة حتّي بدا له الميّت فوضع يده علي صدره ثم قال: يا فلان بن فلان! أبشر بالجنّة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة.

فقلت: جعلت فداك، هل تعرف الرجل؟ فواللّه! إنّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا.

فقال لي: يا موسي بن سيّار! أما علمت أنّا معاشر الأئمّة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساء، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللّه تعالي الصفح

ص:253


1- الكافي: 219/1 ح 4. عنه نور الثقلين: 264/2 ح 328، والوافي: 545/3 ح 1084، والبرهان: 157/2 ح 4. عنه وعن البصائر، وسائل الشيعة: 108/16 ح 21106. تأويل الآيات الظاهرة: 213 س 6. بصائر الدرجات: 449، الجزء التاسع، الباب 6، ح 2. وفيه: إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن محمّد الزيّات، عن عبد اللّه بن أبان الزيّات، وكان يكنّي عبد الرضا ( عليه السلام ) ... . قطعة منه، عنه البحار: 347/23 ح 47. قطعة منه في (ما نزل من القرآن في عليّ ( عليه السلام ) ) و(سورة الأنعام: 105/9).
2- السخلة: الذكر والأنثي من ولد الضأن والمعز ساعة يولد. المعجم الوسيط: 422.

لصاحبه، وما كان من العلوّ سألنا اللّه الشكر لصاحبه.(1).

- رؤيته رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

1 - الصفّار : حدّثنا معاوية بن حكيم، عن الحسين بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال لي بخراسان: رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هيهنا، والتزمته.(2)

- شهادة الصبيّ بإمامته:

1 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن العلاء الجرجانيّ قال: حججت فرأيت عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يطوف بالبيت، فقلت له: جعلت فداك، هذا الحديث قد روي عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة.

قال: فقال: نعم...قال: قلت: فمن إمام زماننا؟ فإنّي لاأعرفه.

قال: أنا هو، فقلت له: ما علامة أستدلّ بها؟

قال: تعال إلي البيت، وقال للغلمان: لاتحجبوه إذا جاء.

ص:254


1- المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 2. عنه مدينة المعاجز: 228/7 ح 2281، والبحار: 98/49 ح 13، ومستدرك الوسائل: 164/12 ح 13789، والأنوار البهيّة: 215 س 12. قطعة منه في (سيرته ( عليه السلام ) في تشييع الجنائز) و(ثواب تشييع جنازة المؤمن) و(مركبه
2- بصائر الدرجات، الجزء السادس، الباب 5: 294، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 98/7 ح 2200، والبحار: 247/6 ح 80. قرب الإسناد: 348 ح 1259. عنه البحار: 87/49 ح 5، و239/58 ح 2، و550/22 ح 4، ومدينة المعاجز: 99/7 ح 2201. عنه وعن البصائر، البحار: 303/27 ح 2. الخرائج والجرائح: 817/2 ح 26.

قال: فأتيته من الغد، فسلّم عليّ وقرّبني، وجعل يناظرني، وبين يديه صبيّ، وبيده رطب يأكله، فنطق الصبيّ وقال: الحقّ، حقّ مولاي، وهو الإمام...(1)

- شهادة النخلة بإمامته ( عليه السلام ) :

1 - الحضينيّ : عن أبي الحسن محمّد بن يحيي، وأبي داود الطوسيّ، قالا: دخلنا علي أبي شعيب...فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، وكان الوقت في غير أوان حمل النخل والشجر، فانثني أبو شعيب إلي عليّ بن أُمّ الرقاد، وقال: قم يا عليّ! إلي هذه النخلة واجتن منها رطباً، وائتنا.

فقام عليّ إلي النخلة، نخلة في جانب الدار لاحمل فيها، فلم يصل إليها حتّي رأيناها قد تهدّلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، ونحن ننظر إليه حتّي لقط ملأ طبق معه، ثمّ أتي به ووضعه بين أيدينا.

وقال لنا: كلوا، واعلموا يسيراً في فضل اللّه علي سيّدكم أبي محمّد الحسن ( عليه السلام ) ...فأكلنا منه، وأقبل يظهر لنا فيه ألواناً من الرطب من كلّ نوع غريب، وإذا نحن بخادم قد أتي من دار سيّدنا الحسن ( عليه السلام ) ...

وقال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! أغرس هذا النوي في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك وعبرة في حياتك وبعد وفاتك... .

فعدت من قابل، فجاء في نفسي من أمر النخلة...فدنونا منها وأسعافها تحرّكها الرياح، فسمعنا في تخشخشها ألسناً تنطق، وتقول: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول

ص:255


1- الثاقب في المناقب: 495 ح 424. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 290.

اللّه...وعليّ [الرضا]...حجج اللّه علي خلقه...(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- إنّه ( عليه السلام ) خير من صلّي علي ظهر الأرض:

1 - أبو جعفر الطبريّ: قال أُميّة بن عليّ: كنت بالمدينة وكنت أختلف إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) وأبوه (2) بخراسان. فدعا جاريته(3) يوماً، فقال لها: قولي لهم: يتهيّأون(4) للمأتم.

فلمّا تفرّقنا من مجلسنا أنا وجماعة، قلنا: ألا سألناه مأتم من؟

فلمّا كان الغد، أعاد القول، فقلنا له: مأتم من؟

فقال ( عليه السلام ) : مأتم خير من صلّي علي ظهر الأرض.(5)

فورد الخبر بمضيّ أبي الحسن ( عليه السلام ) بعد أيّام.(6)

ص:256


1- الهداية الكبري: 338، س 9.
2- في كشف الغمّة: وأبو الحسن، وفي الثاقب في المناقب: أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) .
3- في كشف الغمّة: یوماً جاریة، و هکذا فی الثاقب فی المناقب ،وفی إثبات الوصیّة:فدعا یوماً بالجاریة.
4- في الثاقب في المناقب: تهيّأوا.
5- في كشف الغمّة: خير من علي ظهرها، وفي الثاقب في المناقب: مأتم خير من علي ظهرها، وهكذا في المناقب، وفي إثبات الوصيّة: مأتم خير من علي ظهر الأرض.
6- دلائل الإمامة: 401، ح 359. كشف الغمّة: 369/2، س 18، بتغيير آخر لم نذكره. إثبات الوصيّة: 223، س 11. المناقب لابن شهر آشوب: 389/4، س 7، عن نوادر الحكمة، بتغيير آخر لم نذكره. عنه الأنوار البهيّة: 241، س 1. عنه وعن إعلام الوري، البحار: 63/50، ح 39. إعلام الوري: 100/2، س 2. عنه البحار: 310/49، ح 21، وإثبات الهداة: 337/3، ح 21. الثاقب في المناقب: 515، ح 443. قطعة منه في (إنّه خير من صلّي علي ظهر الأرض).
- تسبيحه وتهليله في بطن أمّه ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...نجمة أُمّ الرضا ( عليه السلام ) تقول: لمّا حملت بابني عليّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلمّا وضعته وقع علي الأرض واضعاً يديه علي الأرض رافعاً رأسه إلي السماء، يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة! كرامة ربّك...فإنّه بقيّة اللّه تعالي في أرضه.(1)

- زلزلة الأرض لغضبه ( عليه السلام ) :

1 - المحدّث النوريّ : ... عن محمّد بن صدقة قال: كنت عند ال رضا ( عليه السلام ) ، إذ وفد عليه قوم من أهل إرمينيّة، فقال له زعيمهم: إنّا أتيناك ولانشكّ في إمامتك، ولانشرك فيها معك أحداً، وإنّ عندنا قوم من إخواننا لهم الأموال الكثيرة، فهل لنا أن نحمل زكاة أموالنا إلي فقراء إخواننا، ونجعل ذلك صلة بهم وبرّاً؟

فغضب ( عليه السلام ) حتّي تزلزلت الأرض من تحتنا، ولم يكن فينا من يُحر جواباً، وأطرق رأسه مليّاً، وقال: من حمل إلي أخيه شيئاً يري أنّ ذلك الشي ء برّاً له

ص:257


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 20/1 ح 2. تقدّم الحديث في رقم 17.

وتفضّلاً عليه، عذّبه اللّه عذاباً لايعذّب به أحداً من العالمين، ثمّ لاينال رحمته...(1)

- اعتراف المأمون بفضل الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ الحاكم قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا الحسن بن الجَهِم قال: حدّثني أبي قال: صعد المأمون المنبر لمّا بايع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقال: أيّها الناس! جائتكم بيعة عليّ بن موسي بن جعفر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، واللّه لو قرأت هذه الأسماء علي الصمّ البكم، لبرؤوا بإذن اللّه عزّوجلّ.(2)

- تحيّة المهدي له ( عليهماالسلام ) عند ولادته:

1 - الراونديّ : عن حكيمة، [قالت ]: دخلت يوماً علي أبي محمّد ( عليه السلام ) فقال: ياعمّة! بيّتي عندنا الليلة، فإنّ اللّه سيظهر الخلف فيها...فبتّ...وأشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد [للّه تعالي ] إلي القبلة، فأخذته.

فناداني أبو محمّد من الحجرة: هلمّي بابني إليّ يا عمّة!

قالت: فأتيته به...

وقال: انطق يا بنيّ بإذن اللّه!

ص:258


1- مستدرك الوسائل: 135/7 ح 7837. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1445.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 147/2 ح 18. عنه وعن الأمالي، البحار: 130/49 ح 6. أمالي الصدوق: 525 ح 15. روضة الواعظين: 252 س 17.

فقال ( عليه السلام ) : «أعوذ باللّه السميع العليم...وصلّي اللّه علي محمّد المصطفي، وعليّ المرتضي ... وعليّ بن موسي [الرضا]...».(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- ميزانه ( عليه السلام ) في حساب الأبجد:

1 - ابن شهرآشوب : عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ميزانه في الحساب: أمين اللّه علي عباده، ووليّه في بلاده، لاستوائهما في خمسمائة وثلاثة وخمسين.(2)

- إنّ أبيه ( عليه السلام ) كان يأتيه ( عليه السلام ) في المنام:

1 - الحميريّ : معاوية بن حكيم، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال لي ابتداءاً: إنّ أبي كان عندي البارحة، قلت: أبوك! قال: أبي.

قلت: أبوك! قال: أبي.

قلت: أبوك! قال: في المنام، إنّ جعفراً كان يجي ء إلي أبي فيقول: يا بنيّ! افعل كذا، يا بنيّ! افعل كذا.

قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال لي: يا حسن! إنّ مَنامَنا ويقظتنا واحدة.(3)

ص:259


1- الخرائج والجرائح: 455/1، ح 1. عنه حلية الأبرار: 173/5، ح 1، ومدينة المعاجز: 31/8، ح 2666. كشف الغمّة: 498/2، س 2. كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ، ضمن مجموعة نفيسة: 241، س 12.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 332/4 س 8.
3- قرب الإسناد: 348 ح 1258، عنه البحار: 302/27 ح 1، و87/49 ح 4، و239/58 ح 3، ومدينة المعاجز:453/6 ح 2098، و99/7 ح 2202. قطعة منه في (إنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : منامهم ويقظتهم واحدة) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).
- جوابه ( عليه السلام ) عن خمس عشرة ألف مسألة:

1 - الشيخ الطوسيّ : روي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال: لمّا اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، جمعت من مسائله ممّا سئل عنه، وأجاب عنه خمس عشرة ألف مسألة.(1)

- كلامه ( عليه السلام ) العجيب حين ينظر إلي السماء:

1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: رأيت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلي السماء، ويتكلّم بكلام، كأنّه كلام الخطاطيف (2)، ما فهمت منه شيئاً، ساعة بعد ساعة ثمّ سكت.(3)

- عناية اللّه به ( عليه السلام ) في دفع الأفعي عنه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...معمّر بن خلّاد قال: قال أبوالحسن

ص:260


1- الغيبة: 73 ح 79. عنه البحار: 97/49 ح 10. المناقب لابن شهرآشوب: 350/4 س 22، وفيه: ثمانية عشر ألف مسألة. عنه البحار: 99/49 ح 14. الأنوار البهيّة: 217 س 17.
2- الخُطّاف: ضرب من الطيور القواطع عريض المنقار، دقيق الجناح طويله، منتفش الذيل. المعجم الوسيط: 245.
3- بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 531 ب 18 ح 22. عنه البحار: 88/49 ح 9. مختصر بصائر الدرجات: 63 س 1.

الرضا ( عليه السلام ) :...إنّي أقبلت يوماً من الفُرع، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلي ثمامة، فلمّا صلّيت ركعة، أقبل أفعي نحوي، فأقبلت علي صلاتي لم أخفّفها، ولم ينتقص منها شي ء، فدنا منّي ثمّ رجع إلي ثمامة...(1)

(ب) - اختصاص بعض الأيّام والأزمان به ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - اختصاص يوم الأربعاء به ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...الصقر بن أبي دلف الكرخيّ قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن العسكريّ ( عليه السلام ) جئت أسأل عن خبره...فقلت: قوله: لاتعادو الأيّام فتعاديكم، ما معناه؟

فقال ( عليه السلام ) : نعم! الأيّام نحن ما قامت السموات والأرض فالسبت اسم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...والأربعاء موسي بن جعفر وعليّ بن موسي...(2)

ص:261


1- رجال الكشّيّ: 95 رقم 151. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 667.
2- الخصال: 394، ح 102. عنه نور الثقلين: 326/5، ح 40، والبحار: 238/24، ح 1، و20/56، ح 3، و194/50، ح 6. معاني الأخبار: 123، ح 1. عنه إثبات الهداة: 491/1، ح 177، ومدينة المعاجز: 510/7، ح 2505. الخرائج والجرائح: 412/1 ضمن ح 17، بتفاوت. عنه جمال الاسبوع: 36، س 9، والبحار: 195/50، ح 7، ومدينة المعاجز: 483/7، ح 2479، وحلية الأبرار: 52/5، ح 4. إقبال الأعمال: 278، س 12، أورد مضمونه. إثبات الوصيّة: 266، س 11. جامع الأخبار: 90، س 3. إكمال الدين: 383/2 ضمن ح 9. روضة الواعظين: 430، س 11. عنه المناقب لابن شهرآشوب: 308/1، س 9. الصراط المستقيم: 159/2، س 12. جمال الأسبوع: 35، س 5. عنه البحار: 210/99، ح 1. كفاية الأثر: 285، س 7. عنه البحار: 413/36، ح 3. إعلام الوري: 245/2، س 15. الهداية الكبري: 363، س 10. عدّة الداعي: 52، س 10، أورد مضمونه.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - السيّد ابن طاووس : يوم الأربعاء، وهو باسم موسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، صلوات اللّه عليهم أجمعين...(1)

الثاني - اختصاص يوم الخميس به ( عليه السلام ) :

1 - الحافظ رجب البرسيّ : وعنهم ( عليهم السلام ) : أنّهم قالوا: نحن الليالي والأيّام، من لم يعرف هذه الأيّام لم يعرف اللّه حقّ معرفته، (فالسبت)، رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) النبوّة ولا نبيّ بعده...(والخميس) خمسة أنوار، الرضا، والجواد، والهادي، والعسكري، والمهدي ( عليهم السلام ) : ...(2)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:262


1- جمال الأُسبوع: 40، س 22. يأتي الحديث بتمامه في رقم 540.
2- مشارق أنوار اليقين: 45 س 20.
الثالث - اختصاص الساعة الثامنة به ( عليه السلام ) :

1 - الكفعميّ :...الساعة [الوقت ] الثامنة من الأربع ركعات من بعد الظهر إلي صلاة العصر للرضا ( عليه السلام ) ...(1)

والكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة

(ج) - علمه ( عليه السلام ) بأمور مختلفة

اشاره:

وفيه عشرة أمور

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بكلّ شي ء وجوابه بالقرآن:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبوذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت الرضا ( عليه السلام ) يسأل عن شي ء قطّ إلّا علم، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأوّل إلي وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شي ء، فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كلّ ثلاثة ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة تختّمت، ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلّا فكّرت فيها، وفي أيّ شي ء أنزلت، وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة أيّام.

ومن كلامه ( عليه السلام ) المشهور قوله: الصغائر من الذنوب طرق إلي الكبائر، ومن لم يخف اللّه في القليل لم تخفه في الكثير، ولو لم يخوّف اللّه الناس بجنّة ونار، لكان الواجب أن يطيعوه ولايعصوه، لتفضّله عليهم، وإحسانه إليهم، وما بدءهم به من

ص:263


1- المصباح: 187، س 13.

إنعامه الذي ما استحقّوه.(1)

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بالصحف السماويّة:

1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئيين، والهِرْبِذِ الأكبر، وأصحاب زَرْدْهِشْت، وقِسطاس الروميّ والمتكلّمين، ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليَّ، ففعل، فرحّب بهم المأمون، ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي، هذا المدنيّ القادم عليَّ، فإذا كان بكرة فاغدوا عليَّ، ولا يتخلّف منكم أحد.

فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين! نحن مبكّرون إن شاء اللّه.

ص:264


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 180/2 ح 4، عنه حلية الأبرار: 343/4 ح 1، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 217/6 ح 7773، قطعة منه، والبحار: 174/68 ح 10، قطعة منه، و353/70 ح 55، قطعة منه. الأنوار البهيّة: 212 س 10، قطعة منه، المناقب لابن شهرآشوب: 360/4 س 6، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، البحار: 90/49 ح 3، قطعة منه. أمالي الصدوق: 525 ح 14، قطعة منه. كشف الغمّة: 316/2 س 5، قطعة منه. إعلام الوري: 63/2 س 4. الفصول المهمّة: 251 س 11، قطعة منه. روضة الواعظين: 252 س 12، قطعة منه. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في استصغار الذنوب) و(أحواله مع المأمون) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته) و(تدبّره ( عليه السلام ) في القرآن وختمه في ثلاثة أيّام).

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، إذ دخل علينا ياسر الخادم، وكان يتولّي أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال له: يا سيّدي! إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول: فداك أخوك! أنّه أجمع إليّ أصحاب المقالات، وأهل الأديان، والمتكلّمون من جميع الملل، فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت ذلك فلاتتجشّم، وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أبلغه السلام، وقل له: قد علمت ما أردت، وأنا صائر إليك بكرة إن شاء اللّه.

قال الحسن بن النوفليّ: فلمّا مضي ياسر، التفت إلينا، ثمّ قال لي: يا نوفليّ! أنت عراقيّ، و رقّة العراقيّ غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمّك علينا، أهل الشرك وأصحاب المقالات؟

فقلت: جعلت فداك!، يريد الامتحان، ويحبّ أن يعرف ما عندك، ولقد بني علي أساس غير وثيق البنيان، وبئس واللّه! ما بني.

فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟

قلت: إنّ أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء، وذلك أنّ العالم لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات، والمتكلّمون، وأهل الشرك، أصحاب إنكار ومباهتة، إن احتججت عليهم بأنّ اللّه واحد قالوا: صحّ وحدانيّته. وإن قلت: إنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قالوا: أثبت رسالته، ثمّ يباهتون وهو يبطل عليهم بحجّته ويغالطونه، حتّي يترك قوله، فاحذرهم جعلت فداك.

قال: فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال لي: يا نوفليّ! أفتخاف أن يقطعوا عليّ حجّتي؟

فقلت: لا واللّه، ماخفت عليك قطّ، وإنّي لأرجو أن يظفرك اللّه بهم إن شاءاللّه تعالي.

فقال ( عليه السلام ) لي: يا نوفليّ! أتحبّ أن تعلم متي يندم المأمون؟

قلت: نعم.

ص:265

قال ( عليه السلام ) : إذا سمع احتجاجي علي أهل التورية بتوراتهم، وعلي أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلي أهل الزبور بزبورهم، وعلي الصابئين بعبرانيّتهم، وعلي أهل الهرابذة بفارسيّتهم، وعلي أهل الروم بروميّتهم، وعلي أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كلّ صنف، ودحضت حجّته، وترك مقالته، ورجع إلي قولي، علم المأمون الموضع الذي هو سبيله ليس بمستحقّ له، فعند ذلك يكون الندامة، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم....

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون، وقام محمّد بن جعفر وجميع بني هاشم، فما زالوا وقوفاً والرضا جالس مع المأمون، حتّي أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلاً عليه يحدّثه ساعة، ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟

فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين! كيف أحاجّ رجلاً يحتجّ عليّ بكتاب أنا منكره، ونبيّ لا أومن به؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّ به؟

قال الجاثليق: وهل أقدر علي رفع ما نطق الإنجيل؟ نعم، واللّه! أقرّ به علي رغم أنفي...قال ( عليه السلام ) : ماتقول في يوحنّا الديلميّ؟

قال: بخّ، بخّ، ذكرت أحبّ الناس إلي المسيح.

قال ( عليه السلام ) : فأقسمت عليك، هل نطق الإنجيل: إنّ يوحنّا قال: إنّما المسيح أخبرني بدين محمّد العربيّ، وبشّرني به أنّه يكون من بعده، فبشّرت به الحواريّين فآمنوا به؟

قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنّا عن المسيح، وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته ووصيّه، ولم يلخّص متي يكون ذلك؟ ولم تسمّ لنا القوم فنعرفهم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل، فتلا عليك ذكر محمّد، وأهل بيته

ص:266

وأمّته، أتؤمن به؟

قال: سديداً.

قال الرضا ( عليه السلام ) لنسطاس الروميّ: كيف حِفظُك للسِفر (1) الثالث من

الإنجيل؟

قال: ماأحفظني له، ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال: ألست تقرء الإنجيل؟

قال: بلي لعمري.

قال: فخذ علي السفر، فإن كان فيه ذكر محمّد وأهل بيته وأُمّته فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلاتشهدوا لي، ثمّ قرء ( عليه السلام ) السِفر الثالث حتّي بلغ ذكر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقف، ثمّ قال: يا نصرانيّ! إنّي أسألك بحقّ المسيح وأُمّه، أتعلم أنّي عالم بالإنجيل؟

قال: نعم، ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وأمّته،...قال الرضا ( عليه السلام ) : فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسي ( عليه السلام ) ، مشي علي الماء، وأحيي الموتي، وأبرء الأكمه والأبرص، فلم تتّخذه أُمّته ربّاً، ولم يعبده أحد من دون اللّه عزّوجلّ، ولقد صنع حزقيل النبيّ ( عليه السلام ) مثل ما صنع عيسي بن مريم، فأحيي خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستّين سنة.

ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت! أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة؟ اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل، حين غزا بيت المقدس، ثمّ انصرف بهم إلي بابل، فأرسله اللّه عزّوجلّ إليهم فأحياهم، هذا في التوراة، لايدفعه إلّا كافر منكم.

قال رأس الجالوت: قد سمعنا به وعرفناه.

قال: صدقت، ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

ص:267


1- السِفر: الكتاب أو الكتاب الكبير، وجزءٌ من أجزاء التوراة. المعجم الوسيط: 433.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات، فأقبل اليهوديّ يترجّج (1) لقراءته ويتعجّب! ثمّ أقبل علي النصرانيّ...قال الرضا ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! هل تعرف في الإنجيل قول عيسي ( عليه السلام ) : إنّي ذاهب إلي ربّكم وربّي والبارقليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له، وهو الذي يفسّر لكم كلّ شي ء، وهو الذي يبدأ فضائح الأُمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر؟.

فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئاً من الإنجيل إلّا ونحن مقرّون به،...(2)

2 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...ثمّ إنّ الرضا ( عليه السلام ) التفت إلي الجاثليق فقال: هل دلّ الإنجيل علي نبوّة مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال: لو دلّ الإنجيل علي ذلك ما جحدناه.

فقال ( عليه السلام ) : أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث؟

فقال الجاثليق: اسم من أسماء اللّه تعالي، لا يجوز لنا أن نظهره.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن قرّرتك أنّه اسم محمّد وذكره، وأقرّ عيسي به، وأنّه بشّر بني إسرائيل بمحمّد، أتقرّ به ولا تنكره؟

قال الجاثليق: إن فعلت أقررت، فإنّي لا أردّ الإنجيل ولا أجحده.

ص:268


1- ارتجّ البحر: اضطرب. المصباح المنير: 218.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فخذ علي السفر الثالث الذي فيه ذكر محمّد، وبشارة عيسي ( عليه السلام ) بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

قال الجاثليق: هات! فأقبل الرضا ( عليه السلام ) يتلو ذلك السفر - الثالث من الإنجيل - حتّي بلغ ذكر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا جاثليق! من هذا النبيّ الموصوف؟

قال الجاثليق: صفه

قال ( عليه السلام ) : لا أصفه إلّا بما وصفه اللّه: هو صاحب الناقة والعصا والكساء، ( النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ و مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَلةِ وَالإِْنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَل-هُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَل-ِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَْغْلَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (1) يهدي إلي الطريق الأقصد، والمنهاج الأعدل، والصراط الأقوم.

سألتك يا جاثليق! بحقّ عيسي روح اللّه وكلمته، هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبيّ؟

فأطرق الجاثليق مليّاً، وعلم أنّه إن جحد الإنجيل كفر فقال: نعم، هذه الصفة في الإنجيل، وقد ذكر عيسي ( عليه السلام ) هذا النبيّ، ولم يصحّ عند النصاري أنّه صاحبكم.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أمّا إذا لم تكفر بجحود الإنجيل، وأقررت بما فيه من صفة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فخذ عليّ في السفر الثاني، فإنّي أوجدك ذكره، وذكر وصيّه، وذكر ابنته فاطمة، وذكر الحسن والحسين ( عليهم السلام ) : .

فلمّا سمع الجاثليق، ورأس الجالوت ذلك، علما أنّ الرضا ( عليه السلام ) عالم بالتوراة والإنجيل...(2)

ص:269


1- الأعراف: 157/7.
2- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالنجوم:

1 - السيّد ابن طاووس : وجدت في كتاب نوادر الحكمة تأليف محمّد بن أحمد بن عبد اللّه القمّيّ، وهو جليل القدر بين علماء الشيعة، رواه عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو الحسن صلوات اللّه عليه للحسن بن سهل: كيف حسابك للنجوم؟

قال: ما بقي شي ء إلّا تعلّمته.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) له: كم لنور الشمس علي نور القمر فضل درجة؟ وكم لنور القمر علي نور المشتري فضل درجة؟ وكم لنور المشتري علي نور الزهرة فضل درجة؟

فقال: لاأدري.

فقال ( عليه السلام ) : ليس في يدك شي ء، إنّ هذا أيسره.(1)

2 - السيّد ابن طاووس : وجدت في كتاب مسائل الصبّاح بن نضر الهنديّ، لمولانا عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليه، رواية أبي العبّاس بن نوح، وأبي عبد اللّه بن محمّد بن أحمد الصفوانيّ، من أصل كتاب عتيق لنا الآن، ربما كان كتب في حياتهما، بالاسناد المتّصل فيه عن الريّان بن الصلت، وذكر اجتماع العلماء بحضرة المأمون، وظهور حجّة الرضا ( عليه السلام ) علي جميع العلماء، وحضور الصبّاح بن النضر الهنديّ عند مولانا الرضا ( عليه السلام ) ، وسؤاله إيّاه عن مسائل كثيرة.

منها: سؤاله عن علم النجوم.

فقال ما هذا لفظه: هو علم في أصل صحيح، ذكروا: أنّ أوّل من تكلّم في النجوم

ص:270


1- فرج المهموم: 93 س 19. البحار: 245/55 ح 25. قطعة منه في (إحتجاجه ( عليه السلام ) مع الحسن بن سهل في علم النجوم).

إدريس، وكان ذو القرنين به ماهراً، وأصل هذا العلم من اللّه تعالي. ويقال: إن اللّه تعالي بعث المنجّم الذي هوالمشتري إلي الأرض، في صورة رجل، فأتي بلد العجم فعلّمهم - في حديث طويل -، فلم يستكملوا ذلك، فأتي بلد الهند فعلّم رجلاً منهم، فمن هناك صار علم النجوم بالهند.

وقال قوم: هو من علم الأنبياء (1) ، وخصّوا به لأسباب شتّي، فلم يدرك(2)

المنجّمون الدقيق منها، فشابوا الحقّ بالكذب. (3)

الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالكواكب والمسوخ:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم ال قرشيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن عليّ بن محمّد بن الجهم، قال: سمعت المأمون يسأل الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) عمّا يرويه الناس من أمر الزهرة، وإنّها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت، وما يروونه من أمر سهيل إنّه كان عشّاراً (4) باليمن.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : كذبوا في قولهم: إنّهما كوكبان، وإنّما كانتا دابّتين من دوابّ البحر، فغلط الناس وظنّوا أنّهما الكوكبان، وما كان اللّه عزّ وجلّ ليمسخ أعدائه

ص:271


1- في المستدرك: هو علم من علم الأنبياء.
2- في المستدرك: فلم يستدرك.
3- فرج المهموم: 94 س 6. عنه مستدرك الوسائل: 100/13 ح 1489. البحار: 245/55 ح 26، عن كتاب النجوم. قطعة منه في (إنّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : كان عندهم علم النجوم) و(كان ذوالقرنين ماهراً بالنجوم) و(كان إدريس ( عليه السلام ) أوّل من تكلّم في النجوم).
4- العشّار: من يأخذ علي السِلَع مَكْساً. المَكس: الضريبة يأخذها المُكّاس ممّن يدخل البلد من التجّار. المعجم الوسيط: 602.

أنواراً مضيئة، ثمّ يبقيها ما بقيت السماوات والأرض، وإنّ المسوخ لم يبق أكثر من ثلاثة أيّام حتّي ماتت، وما تناسل منها شي ء، وما علي وجه الأرض اليوم مسخ، وإنّ التي وقع عليه اسم المسوخيّة مثل القرد، والخنزير والدبّ، وأشباهها إنّما هي مثل ما مسخ اللّه علي صورها، قوماً غضب اللّه عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد اللّه، وتكذيبهم رسله.

وأمّا هاروت وماروت، فكانا ملكين علّما الناس السحر ليحترزوا عن سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم، وما علّما أحداً من ذلك شيئاً إلّا قالا له: ( إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَاتَكْفُرْ) فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالإحتراز منه وجعلوا يفرّقون بما تعلموه بين المرء وزوجه.

قال اللّه عزّ وجلّ: ( وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ ي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (1)

يعني بعلمه.(2)

الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالغائب:

1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: كنت شاكّاً في أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه كتاباً أسأله فيه الإذن عليه، وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها!

قال: فأتاني جواب ما كتبت به إليه: عافانا اللّه وإيّاك، أمّا ما طلبت من الإذن عليّ فإنّ الدخول إليّ صعب، وهؤلاء قد ضيّقوا عليّ في ذلك، فلست تقدر عليه

ص:272


1- البقرة: 102/2.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 271/1 ح 2. عنه البحار: 323/56 ح 4، ونور الثقلين: 109/1 ح 296، ووسائل الشيعة: 147/17 ح 22211، قطعة منه، والبرهان: 138/1 ح 2. قطعة منه في (جزاء من أنكر التوحيد وكذّب الرسل)، و(سورة البقرة 102/2).

الآن، وسيكون إن شاء اللّه.

وكتب ( عليه السلام ) بجواب ما أردت أن أسأله عنه عن الآيات الثلاث في الكتاب، ولا واللّه، ما ذكرت له منهنّ شيئاً، ولقد بقيت متعجّباً لما ذكرها في الكتاب، ولم أدر أنّه جوابي إلّا بعد ذلك، فوقفت علي معني ما كتب به ( عليه السلام ) .

(1)

2 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء قوم إلي باب أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه برقاع فيها مسائل، وفي القوم رجل واقفيّ ...فخرجت الأجوبة في جميعها، وخرجت رقعة الواقفيّ بلا جواب...(2)

3 - الراونديّ : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنّا عند رجل بمرو، وكان معنا رجل واقفيّ، فقلت له: اتّق اللّه، قد كنت مثلك، ثمّ نوّر اللّه قلبي، فصم الأربعاء، والخميس، والجمعة، واغتسل وصلّ ركعتين، وسل اللّه أن يريك في منامك ما تستدلّ به علي هذا الأمر.

فرجعت إلي البيت، وقد سبقني كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) إليّ يأمرني فيه أن أدعو إلي هذا الأمر ذلك الرجل،...(3)

السادس - علمه ( عليه السلام ) بكيفيّة استشهاده وقاتله:

1 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ قال: إنّ المأمون قال

ص:273


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 212/2 ح 18، يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2420.
2- الهداية الكبري: 288 س 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2546.
3- الخرائج والجرائح: 366/1 ح 23. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2450.

للرضا ( عليه السلام ) :...فإنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، وأجعلها لك وأُبايعك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت هذه الخلافة لك، واللّه جعلها لك، فلايجوز لك أن تخلع لباساً ألبسك اللّه وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلايجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه فلابدّ لك من قبول هذا الأمر!

فقال ( عليه السلام ) : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً، فما زال يجهد به أيّاماً حتّي يئس من قبوله

فقال له: فإن لم تقبل الخلافة، ولم تجب مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي له، تكون الخلافة بعدي

فقال الرضا ( عليه السلام ) : واللّه لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي أُخرج من الدنيا قبلك مسموماً مقتولاً بالسمّ مظلوماً، تبكي عليّ مليكة السماء وملائكة الأرض، وأُدفن في أرض غربة إلي جنب هارون الرشيد.

فبكي المأمون، ثمّ قال له: يا ابن رسول اللّه ومن الذي يقتلك، أو يقدر علي الإساءة إليك وأنا حيّ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أما إنّي لو أشاء أن أقول، لقلت من الذي يقتلني...(1)

السابع - علمه ( عليه السلام ) بأسامي شيعته:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : إبراهيم بن محمّد بن العبّاسيّ الختليّ قال:

ص:274


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 139/2 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 757.

حدّثني أحمد بن إدريس قال: حدّثني الحسين بن أحمد بن يحيي بن عمران قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن الحسين بن عليّ، عن المرزبان بن عمران القمّيّ الأشعريّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسألك عن أهمّ الأُمور إليّ، أمن شيعتكم أنا؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: قلت: اسمي مكتوب عندكم؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.(1)

الثامن - تعبيره ( عليه السلام ) الرؤيا:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد (2) ، قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول:

ربما رأيت الرؤيا فأُعبّرها، والرؤيا علي ما تعبّر.(3)

2 - الراونديّ : روي عن الوشّاء، عن مسافر(4)، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : رأيت في النوم كأنّ وجه قفص وضع علي الأرض، فيه أربعون فرخاً.

ص:275


1- رجال الكشّيّ: 505 رقم 971. الإختصاص: 88 س 7. عنه البحار: 271/49 ح 16، بسند آخر. بصائر الدرجات: الجزء الرابع 193 ب 3 ح 8، بتفاوت. عنه البحار: 123/26 ح 16. قطعة منه في (مدح المرزبان بن عمران القمّيّ الأشعريّ).
2- قال النجاشيّ: معمّر بن خلّاد بن أبي خلّاد، ثقة روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، رجال النجاشيّ: 421، رقم 1128. وعدّه الشيخ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، والبرقي من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) . رجال الطوسي: 390، رقم 45. رجال البرقي: 53.
3- الكافي: 276/8 ح 527. عنه البحار: 173/58 ح 32، ووسائل الشيعة: 502/6 ح 8549.
4- يكنّي أبا مسلم، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، وتارة في أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، قائلا: مسافر مولاه، رجال الطوسيّ: 392، رقم 62، و421 رقم 1.

قال ( عليه السلام ) : إن كانت صادقة (1) خرج منّا رجل، فعاش أربعين يوماً.

فخرج محمّد بن إبراهيم (ابن) طباطبا فعاش أربعين يوماً.

(2)

التاسع - علمه ( عليه السلام ) بعدد أولاد الرجل الواقفيّ ذكوراً وأناثاً:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن خطّاب وكان واقفيّاً، قال:... إبراهيم بن شعيب وكان واقفيّاً مثله، قال: كنت في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جنبي إنسان ضخم أدم، فقلت له: ممّن الرجل؟

فقال: مولي لبني هاشم، قلت: فمَن أعلم بني هاشم؟

قال: الرضا ( عليه السلام ) ، قلت: فماباله لايجي ء عنه، كما يجي ء عن آبائه؟

قال: فقال لي: ماأدري ماتقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلّا يسيراً حتّي جاءني بكتاب فدفعه إليّ، فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد، فإذا فيه: يا إبراهيم! إنّك نجل من آبائك، وإنّ لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان، حتّي عدّهم بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة، حتّي عدّ جميع البنات بأسمائهنّ.

قال: وكانت بنت تلقّب بالجعفريّة، قال: فخطّ علي اسمها... (3)

العاشر - علمه ( عليه السلام ) بحركة السحاب والغيوم:

1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) : إنّ الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر...فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو

ص:276


1- في البحار: إن كنت صادقاً.
2- الخرائج والجرائح: 363/1 ح 18. عنه البحار: 52/49 ح 57.
3- رجال الكشّيّ: 469 رقم 895. يأتي الحديث بتمامه في رقم 383.

دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!...فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث (1)

ولاضائر (2)، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».

قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً! لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : علي رِسلكم أيّها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنّما هولأهل بلد كذا.

فمضت السحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخري تشتمل علي رعد وبرق، فتحرّكوا.

فقال: علي رِسلكم، فما هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتّي جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في كلّ واحدة: علي رِسلكم ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا.

ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّوجلّ لكم، فاشكروا اللّه علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم... (3)

ص:277


1- راث يريث ريثاً: أبطأ،... غير رائث أي غير بطي ء: لسان العرب: 157/2.
2- ضاره الأمر يضوره كيضيره ضيراً وضوراً، أي ضرّه: لسان العرب: 494/4.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 475.

(د) - علمه ( عليه السلام ) باللغات

اشاره:

وفيه أربعة أمور

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهرويّ قال: كان الرضا ( عليه السلام ) يكلّم الناس بلغاتهم، وكان واللّه! أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة، فقلت له يوماً: يا ابن رسول اللّه! إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات علي اختلافها.

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! أنا حجّة اللّه علي خلقه، وما كان اللّه ليتّخذ حجّة علي قوم وهو لايعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتينا فصل الخطاب! فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات. (1)

2 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: كان غلمان لأبي الحسن ( عليه السلام ) في البيت الصقالبة وروميّة، وكان أبو الحسن ( عليه السلام ) قريباً منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبيّة والروميّة ويقولون: إنّا كنّا نفتصد في كلّ سنة في بلادنا، ثمّ ليس

ص:278


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 3. عنه نور الثقلين: 444/4 ح 11، ومدينة المعاجز: 124/7 ح 2228، والبرهان: 43/4 ح 2، والبحار: 190/26 ح 1. عنه وعن الإعلام، إثبات الهداة: 279/3 ح 91. إعلام الوري: 70/2 س 14. المناقب لابن شهرآشوب: 333/4 س 18، مختصراً. عنه وعن العيون، البحار: 87/49 ح 3. كشف الغمّة: 329/2 س 11. قطعة منه في (معرفة الحجّة بجميع اللغات)، و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ).

نفتصد هيهنا، فلمّا كان من الغد وجّه أبو الحسن إلي بعض الأطبّاء فقال له: أفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد هذا عرق كذا... (1)

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات:

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : كان عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بين يديه فرس صعب، وهناك راضة (2) لا يجسر أحد منهم أن يركبه، وإن ركبه لم يجسر أن يسيّره مخافة أن يشبّ به، فيرميه ويدوسه بحافره.

وكان هناك صبيّ ابن سبع سنين، فقال: ياابن رسول اللّه! أتأذن لي أن أركبه وأسيّره وأذلّله؟

قال: أنت؟ قال: نعم.

قال: لما ذا؟

قال: لأنّي قد استوثقت منه قبل أن أركبه بأن صلّيت علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين مائة [مرّة]، وجدّدت علي نفسي الولاية لكم أهل البيت.

قال: اركبه، فركبه.

فقال: سيّره.

فسيّره وما زال يسيّره ويعدّيه حتّي أتعبه وكدّه، فنادي الفرس: ياابن رسول اللّه! قد آلمني منذ اليوم فاعفني منه وإلّا فصبّرني تحته.

ص:279


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 227/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2351.
2- راض روضاً ورياضة ورياضاً المُهر: ذلّله وطوّعه وعلّمه السير، فهو رائض (ج) راضة. المنجد: 287.

[ف']قال الصبيّ: سل ما هو خير لك أن يصبّرك تحت مؤمن؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : صدق، [فقال ]: «الّلهمّ صبّره». فَلان الفرس وسار.

فلمّا نزل الصبيّ قال ( عليه السلام ) : سل من دوابّ داري وعبيدها وجواريها، ومن أموال خزائني ما شئت، فإنّك مؤمن قد شهرك اللّه تعالي بالإيمان في الدنيا.

قال الصبيّ: يا ابن رسول اللّه! [صلّي اللّه عليك وآلك ] وأسأل ما اقترح؟ قال: يا فتي! اقترح فإنّ اللّه تعالي يوفّقك لاقتراح الصواب.

فقال: سل لي ربّك التقيّة الحسنة، والمعرفة بحقوق الإخوان، والعمل بما أعرف من ذلك.

قال الرضا ( عليه السلام ) : قد أعطاك اللّه ذلك، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم. (1)

2 - ابن حمزة الطوسيّ :...أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة...فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها... ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، و أومأت إليه بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها...

إنّ بين السباع كان سبعاً ضعيفاً ومريضاً، فهمهم شيئاً في أُذنه، فأشار ( عليه السلام ) إلي

ص:280


1- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ : 323 رقم 170. عنه وسائل الشيعة: 223/16 ح 21418، قطعة منه، والبحار: 416/72 س 3، ضمن ح 68، ومدينة المعاجز: 100/7 ح 2204، بتفاوت يسير. قطعة منه في (مركبه) و(دعاؤه ( عليه السلام ) للفرس).

أعظم السباع بشي ء، فوضع رأسه له، فلمّا خرج قيل له: ما قلت لذلك السبع الضعيف؟ وما قلت للآخر؟

قال ( عليه السلام ) : إنّه شكا إليّ وقال: إنّي ضعيف، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر علي مؤاكلتها، فأشر إلي الكبير بأمري، فأشرت إليه فقبل.

قال: فذبحت بقرة وألقيت إلي السباع، فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع أن تأكلها حتّي شبع الضعيف، ثمّ ترك السباع حتّي أكلوها. (1)

الثالث - علمه ( عليه السلام ) بلسان الفرس:

1 - ابن شهرآشوب : هارون بن موسي في خبر قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) في مفازة، فحمحم فرسه فخلّي عنه عنانه، فمرّ الفرس يتخطّي إلي أن بال وراث ورجع، فنظر إليّ أبوالحسن وقال: إنّه لم يعط داود شيئاً، إلّا وأُعطي محمّداً وآل محمّ ( عليهم السلام ) : أكثر منه. (2)

الرابع - معرفته ( عليه السلام ) بلسان الطيور:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: لاتقتلوا القنبرة...فإنّها كثيرة التسبيح تقول في آخر تسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّ ( عليهم السلام ) : . (3)

ص:281


1- الثاقب في المناقب: 546 ح 488. يأتي الحديث بتمامه في رقم 478.
2- المناقب: 334/4 س 13. يأتي الحديث أيضاً في ف 2 - 4 رقم 970.
3- الكافي: 225/6 ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1776.

(ه') - تكلّمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة

اشاره:

وفيه ثلاثة أمور

الأوّل - تكلّمه ( عليه السلام ) بالفارسيّة:

1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفريّ، (1)

قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال: يا أبا هاشم! كلّم هذا الخادم بالفارسيّة، فإنّه يزعم أنّه يحسنها، فقلت للخادم: «زانويت چيست»؟ فلم يجبني.

فقال ( عليه السلام ) : يقول: ركبتك، ثمّ قلت: «نافت چيست»؟ فلم يجبني.

فقال ( عليه السلام ) : يقول: سرّتك.

(2)

الثاني - تكلّمه ( عليه السلام ) بالسنديّة:

1 - الحضينيّ : عن محمّد بن موسي القمّيّ، عن

ص:282


1- هو داود بن القاسم كما صرّح به الأردبيلي، جامع الرواة: 422/2، والسيّد الخوئي، معجم رجال الحديث: 76/22، رقم 14897. قال الشيخ: داود بن القاسم الجعفريّ...وقد شاهد الرضا، والجواد، والهادي، والعسكريّ، وصاحب الأم ( عليهم السلام ) : ، الفهرست: 67، رقم 266. فالظاهر أنّ المراد من أبي الحسن إمّا الرضا ( عليه السلام ) كما أورده المجلسي في تاريخ أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وإمّا الهادي ( عليهماالسلام ) كما صرّح به في الخرائج.
2- بصائر الدرجات الجزء السابع: 358 س 2. عنه البحار: 88/49 ح 7، أورده في تاريخ الإمام أبي الحس الرضا ( عليه السلام ) ، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 417/1 ح 570، أشار إلي مضمونه. الخرائج والجرائح: 760/2 ح 79، وفيه: داود بن القاسم عن أبي الحسن صاحب العسكر ( عليه السلام ) ، قطعة منه، و675 ح 6، قطعة منه. عنه البحار: 157/50 ح 46، و137 ح 19.

الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت يوماً علي عليّ الرضا بن موسي ( عليهماالسلام ) ، فرأيت عنده قوماً لم أرهم ولم أعرفهم، وهو يخاطبهم بالسنديّة (1) ، مثل زقزقة (2) الزرازير. (3)

ثمّ لقيت بعده صاحبنا أباالحسن عليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) بسامرّاء، وعنده نجّار يصلح عتبة بابه، وهو يخاطبه بالسنديّة كخطاب الزرازير، فقلت في نفسي: لا إله إلّا اللّه، هكذا كان جدّه الرضا ( عليه السلام ) يخاطب بهذا اللسان.

فقال أبو الحسن: من فرق بيني وبين جدّي؟ أنا هو، وهو أنا، وإلينا فصل الخطاب.

فقلت: جعلت فداك وما معني فصل الخطاب؟

قال ( عليه السلام ) : إجابة كلّ عن لغته لغة مثلها، وجميع ما خلق اللّه تعالي. (4)

2 - الراونديّ : قال أبو إسماعيل السنديّ: سمعت بالسند: أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت علي الرضا ( عليه السلام ) فقصدته، فدخلت عليه وأنا لاأُحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي، فجعلت أُكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بالسنديّة... (5)

3 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم

ص:283


1- في الحديث «دجاج سنديّ، ونعل سنديّة، كأنّهما نسبة إلي السِّند بلاد، أو السند نهر بالهند غير بلاد السند، أو إلي السنديّة قرية معروفة من قري بغداد. مجمع البحرين: 71/3.
2- الزقزقة: الضحكُ الضعيف والخفّة، وصوت طائر عند الصبح. القاموس المحيط: 352/3.
3- الزُرزور بالضمّ: نوع من العصافير، مجمع البحرين: 316/3.
4- الهداية الكبري: 315 س 19.
5- الخرائج والجرائح: 340/1 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 289.

الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...فابتدر عمرو بن هذّاب فقال: إنّ محمّد بن الفضل الهاشميّ ذكر عنك أشياء لاتقبلها القلوب.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : وما تلك؟

قال: أخبرنا عنك أنّك تعرف كلّ ما أنزله اللّه، وأنّك تعرف كلّ لسان ولغة!

فقال الرضا ( عليه السلام ) : صدق محمّد بن الفضل، فأنا أخبرته بذلك، فهلمّوا فاسألوا.

قال: فإنّا نختبرك قبل كلّ شي ء بالألسن واللغات، وهذا روميّ، وهذا هنديّ، و هذا فارسيّ، و هذا تركيّ، فأحضرناهم.

فقال ( عليه السلام ) : فليتكلّموا بما أحبّوا، أُجيب كلّ واحد منهم بلسانه، إن شاء اللّه.

فسأل كلّ واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عمّا سألوا بألسنتهم ولغاتهم، فتحيّر الناس وتعجّبوا، وأقرّوا جميعاً بأنّه أفصح منهم بلغاتهم....

ثمّ قال الجاثليق: يا ابن محمّد! ههنا رجل سنديّ، وهو نصرانيّ، صاحب احتجاج وكلام بالسنديّة

فقال له ( عليه السلام ) : أحضرنيه، فأحضره، فتكلّم معه بالسنديّة، ثمّ أقبل يحاجّه، وينقله من شي ء إلي شي ء - بالسنديّة - في النصرانيّة، فسمعنا السنديّ يقول بالسنديّة: بثطي بثطي بثطلة.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد وحّد اللّه بالسنديّة.

ثمّ كلّمه في عيسي ومريم ( عليهماالسلام ) ، فلم يزل يدرجه من حال إلي حال، إلي أن قال بالسنديّة: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، ثمّ رفع منطقة كانت عليه،

ص:284

فظهر من تحتها زنّار في وسطه فقال: اقطعه أنت بيدك يا ابن رسول اللّه! فدعا الرضا ( عليه السلام ) بسكّين فقطعه.

ثمّ قال لمحمّد بن الفضل الهاشميّ: خذ السنديّ إلي الحمّام فطهّره، واكسه وعياله، واحملهم جميعاً إلي المدينة.

فلمّا فرغ من مخاطبة القوم قال: قد صحّ عندكم صدق ما كان محمّد بن الفضل يلقي عليكم عنّي؟... (1)

الثالث - تكلّمه ( عليه السلام ) بالصقلبيّة والفارسيّة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ(2) قال: كنت أتغدّي مع أبي الحسن ( عليه السلام ) فيدعو بعض غلمانه

بالصقلبيّة (3) والفارسيّة، وربما بعثت غلامي هذا بشي ء من الفارسيّة فيعلمه، وربما

كان ينغلق الكلام علي غلامه بالفارسيّة فيفتح هو علي غلامه.(4)

ص:285


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
2- تقدّمت ترجمته في رقم...
3- الصقالِبَة: جِيل من الناس كانت مساكنهم إلي الشمال من بلاد البُلغار وانتشروا الآن في كثير من شرق أوربة وهم المسمّون الآن بالسلاف. المعجم الوسيط: 519.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 2. عنه إثبات الهداة: 278/3 ح 90، والبحار: 87/49 ح 2، ومدينة المعاجز: 124/7 ح 2229. بصائر الدرجات: 356 ح 13، مضمراً وبتفاوت. عنه البحار: 87/49 ح 6. قطعة منه في (غلمانه ( عليه السلام ) ) و(تغدّيه ( عليه السلام ) مع الناس).

ص:286

الفصل الرابع: معجزاته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه اثنا عشر موضوعاً

(أ) - الأمر بكتمان المعجزات:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن سنان، قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) وجع العين! فأخذ قرطاساً فكتب إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وهو أقلّ من نيّتي.

فدفع الكتاب إلي الخادم، وأمرني أن أذهب معه، وقال: اكتم!

فأتيناه وخادم قد حمله.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر ( عليه السلام ) .

فجعل أبو جعفر ( عليه السلام ) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلي السماء، ويقول ناج، ففعل ذلك مراراً.

فذهب كلّ وجع في عيني، وأبصرت بصراً، لايبصره أحد...

فما زلت صحيح البصر حتّي أذعت ما كان من أبي جعفر ( عليه السلام ) في أمر عيني، فعاودني الوجع...(1)

ص:287


1- رجال الكشّيّ: 582، ح 1092. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2394.

(ب) - علمه ( عليه السلام ) بالمغيبات

اشاره:

وفيه خمسة أمور

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بما في الضمائر:

1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: استقبلت الرضا ( عليه السلام ) إلي القادسيّة فسلّمت عليه فقال لي: اكتر لي حجرة لها بابان، باب إلي الخان، وباب إلي خارج، فإنّه أستر عليك.

قال: وبعث إليّ بزنفيلجة (1) فيها دنانير صالحة ومصحف، وكان يأتيه رسوله في

حوائجه فأشتري له، وكنت يوماً وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه، فلمّا نشرته نظرت في (سورة) (2) ( لَمْ يَكُنِ )(3) فإذا فيها أكثر ممّا في أيدينا أضعافه،

فقدمت علي قرائتها فلم أعرف منها شيئاً، فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها، فأتاني مسافر قبل أن أكتب منها بشي ء ومنديل، وخيط، وخاتمه، فقال: مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم، قال: ففعلت ذلك.(4)

ص:288


1- الزنفيلجة: بكسر الزاي والفتح، وفتح اللام، شبيه بالكِتْف، قال: وهو معرّب، وأصله بالفارسيّة: زين بيله. لسان العرب: 291/2.
2- ما بين المعقوفتين أثبتناه من مدينة المعاجز.
3- البيّنة: 1/98.
4- بصائر الدرجات، الجزء الخامس : 266 ح 8. عنه مدينة المعاجز: 47/7 ح 2147، والبحار: 46/49 ح 41، و50/89 ح 16، وإثبات الهداة: 295/3 ح 123. الخرائج والجرائح: 719/2 ح 23. رجال الكشّيّ: 588 رقم 1101، وفيه: محمّد بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن يزداد قال: حدّثني أبو زكريّا يحيي بن محمّد الرازيّ، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: لمّا أتي بأبي الحسن ( عليه السلام ) أخذ به علي القادسيّة ولم يدخل الكوفة، وأخذ به علي البرّ إلي البصرة قال: فبعث إليّ مصحفاً و... . عنه البحار: 54/89 ح 22، وإثبات الهداة: 307/3 ح 167. دلائل الإمامة: 369 ح 325. عنه مدينة المعاجز: 48/7 ح 2148. قطعة منه في (سفره ( عليه السلام ) إلي القادسيّة) و(إعطاؤه ( عليه السلام ) المنديل والخاتم).

2 - أبو عمرو الكشّيّ : وجدت بخطّ جبريل بن أحمد الفاريابيّ، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) أنا وصفوان بن يحيي ومحمّد بن سنان، وأظنّه قال: عبد اللّه بن المغيرة، أو عبد اللّه بن جندب، وهو بصريّ قال: فجلسنا عنده ساعة، ثمّ قمنا، فقال لي: أمّا أنت يا أحمد! فاجلس، فجلست، فأقبل يحدّثني فأسأله فيجيبني، حتّي ذهب عامّة الليل، فلمّا أردت الانصراف قال لي: يا أحمد! تنصرف أو تبيت؟

قلت: جعلت فداك، ذاك إليك، إن أمرت بالانصراف انصرفت، وإن أمرت بالقيام أقمت.

قال: أقم، فهذا الحرّ، وقد هدأ الليل وناموا، فقام وانصرف.

فلمّا ظننت أنّه قد دخل، خررت اللّه ساجداً، فقلت: الحمد للّه، حجّة اللّه ووارث علم النبيّين، أنس بي من بين إخواني وحبّبني، فأنا في سجدتي وشكري، فما علمت إلّا وقد رفسني (1) برجله، ثمّ قمت، فأخذ بيدي فغمزها، ثمّ قال: يا

أحمد! إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلمّا قام من عنده، قال له: يا صعصعة! لاتفتخرنّ علي إخوانك بعيادتي إيّاك، واتّق اللّه، ثمّ انصرف عنّي.(2)

ص:289


1- رفسه رفساً: ضربه برجله. المصباح المنير: 232.
2- رجال الكشّيّ: 587 رقم 1099. عنه البحار: 269/49 ح 11، مثله، و292/70 ح 22، ومستدرك الوسائل: 89/12، ح 13599. الهداية الكبري: 287، س 14. قطعة منه في (ما رواه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ).

3 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثنا عليّ بن خطّاب وكان واقفيّاً، قال: كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ومعه بعض بني عمّه، فوقف أمامي وكنت محموماً شديد الحمّي، وقد أصابني عطش شديد.

قال: فقال الرضا ( عليه السلام ) لغلام له شيئاً لم أعرفه، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله، فشرب وصبّ الفضلة علي رأسه من الحرّ، ثمّ قال: املأ، فملأ المشربة، ثمّ قال: اذهب فاسق ذلك الشيخ، قال: فجائني بالماء فقال لي: أنت موعوك؟

(1)

قلت: نعم، قال: اشرب، فشربت.

قال: فذهبت واللّه الحمّي، فقال لي يزيد بن إسحاق: ويحك، يا عليّ! فما تريد بعد هذا؟ ما تنتظر؟ قال: يا أخي! دعنا.

قال له يزيد: فحدّثت بحديث إبراهيم بن شعيب وكان واقفيّاً مثله، قال: كنت في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جنبي إنسان ضخم أدم، فقلت له: ممّن الرجل؟

فقال: مولي لبني هاشم، قلت: فمَن أعلم بني هاشم؟

قال: الرضا ( عليه السلام ) ، قلت: فما باله لا يجي ء عنه، كما يجي ء عن آبائه؟

قال: فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلّا يسيراً حتّي جاءني بكتاب فدفعه إليّ، فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد، فإذا فيه: يا إبراهيم! إنّك نجل (2) من آبائك، وإنّ لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان، حتّي عدّهم

ص:290


1- وعك يعك وعكاً، فهو موعوك: أصابه ألم من شدّة التعب. أقرب الموارد: 797/5.
2- في البحار: تحكي.

بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة، حتّي عدّ جميع البنات بأسمائهنّ.

قال: وكانت بنت تلقّب بالجعفريّة، قال: فخطّ علي اسمها، فلمّا قرأت الكتاب قال لي: هاته، قلت: دعه، قال: لا، أُمرت أن آخذه منك.

قال: فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ماتا علي شكّهما. (1)

4 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت موسي ( عليه السلام ) ، ولامقرّ بإمامة عليّ ( عليه السلام ) إلّا أنّ في نفسي أن أسأله وأُصدّقه...وأردت أن أسأله عن أبيه ( عليه السلام ) ، فبادرني فقال ( عليه السلام ) : يا حسين! إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب، وتنظر إلي اللّه من غير حجاب، فوال آل محمّ ( عليهم السلام ) : ووال وليّ الأمر منهم...قال حسين: فعزمت علي موت أبيه وإمامته، ثمّ قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدّة الأمر وضيقه، ولكنّي علمت الأمر الذي أنت عليه، ثمّ سكت قليلاً ثمّ قال: خُبّرتَ بأمرك؟

قلت له: أجل. (2)

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن ابن جمهور، عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن أحمد بن عبداللّه (3) ، عن الغفّاريّ قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - يقال له «طيس» - عليّ حقّ، فتقاضاني وألحّ عليّ،

ص:291


1- رجال الكشّيّ: 469 رقم 895. عنه البحار: 63/49 ح 81، وإثبات الهداة: 307/3 ح 164، و165، و166، أشار إلي مضنونه، ومدينة المعاجز: 125/7 ح 2230، ملخّصاً. قطعة منه في (علمه بعدد أولاد الرجل الواقفيّ ذكوراً وأناثاً) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي إبراهيم بن شعيب).
2- رجال الكشّيّ: 449 رقم 847. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 283.
3- في الإرشاد: عبيد اللّه.

وأعانه الناس، فلمّا رأيت ذلك صلّيت الصبح في مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ توجّهت نحو الرضا ( عليه السلام ) وهو يومئذ بالعُرَيْض (1)، فلمّا قربت من بابه إذا هو قد طلع علي حمار وعليه قميص ورداء، فلمّا نظرت إليه استحييت منه، فلمّا لحقني وقف ونظر إليّ فسلّمت عليه - وكان شهر رمضان - فقلت: جعلني اللّه فداك، إنّ لمولاك طيس، عليّ حقّاً، وقد واللّه شهرني، وأنا أظنّ في نفسي أنّه يأمره بالكفّ عنّي، وواللّه ما قلت له كم له عليّ، ولا سمّيت له شيئاً، فأمرني بالجلوس إلي رجوعه، فلم أزل حتّي صلّيت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع عليّ وحوله الناس، وقد قعد له السؤال وهو يتصدّق عليهم، فمضي ودخل بيته، ثمّ خرج ودعاني، فقمت إليه ودخلت معه، فجلس وجلست، فجعلت أُحدّثه عن ابن المسيّب وكان أميرالمدينة، وكان كثيراً ما أُحدّثه عنه، فلمّا فرغت، قال: لا أظنّك أفطرت بعد.

فقلت: لا، فدعا لي بطعام فوضع بين يديّ، وأمر الغلام أن يأكل معي، فأصبت والغلام من الطعام، فلمّا فرغنا قال لي: ارفع الوسادة، وخذ ما تحتها. فرفعتها و إذا دنانير، فأخذتها ووضعتها في كمّي، وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتّي يبلغوني منزلي. فقلت: جعلت فداك، إنّ طائف ابن المسيّب يدور وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك.

فقال لي: أصبت، أصاب اللّه بك الرشاد، وأمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم، فلمّا قربت من منزلي و آنست رددتهم، فصرت إلي منزلي ودعوت بالسراج، ونظرت

ص:292


1- في كتاب تاريخ قمّ عن بعض الرواة: أنّ «العُرَيض» من قري المدينة علي بعد فرسخ منها، وكانت القرية ملكاً للإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأوصي الإمام الصادق ( عليه السلام ) بهذه القرية إلي ولده عليّ العُرَيضيّ، وكان عند وفاة الصادق ( عليه السلام ) ابن سنتين، ولمّا نشأ انتقل إلي القرية وسكن بها. تاريخ قمّ: 224.

إلي الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً، وكان حقّ الرجل عليّ ثمانية وعشرين ديناراً، وكان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه، فأخذته وقرّبته من السراج فإذا عليه نقش واضح: حقّ الرجل ثمانية وعشرون ديناراً، وما بقي فهو لك. ولا واللّه! ما عرفت ما له عليّ، والحمد للّه ربّ العالمين الذي أعزّ وليّه.

(1)

6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ابن فضّال، عن عبد اللّه بن المغيرة، قال: كنت واقفاً وحججت علي تلك الحال فلمّا صرت بمكّة خلج في صدري شي ء فتعلّقت بالملتزم، ثمّ قلت: اللّهمّ قد علمت طلبتي وإرادتي، فأرشدني إلي خير الأديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضا ( عليه السلام ) ، فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك: رجل من أهل العراق بالباب.

قال: فسمعت نداءه وهو يقول: ادخل يا عبد اللّه بن المغيرة! ادخل ياعبداللّه بن المغيرة! فدخلت، فلمّا نظر إليّ قال لي: قد أجاب اللّه دعاءك وهداك لدينه.

فقلت: أشهد أنّك حجّة اللّه وأمينه علي خلقه.(2)

ص:293


1- الكافي: 487/1 ح 4. عنه مدينة المعاجز: 13/7 ح 2110، وإثبات الهداة: 250/3 ح 14 أورد مضمونه، وحلية الأبرار: 373/4 ح 1، والوافي: 816/3 ح 1425. إرشاد المفيد: 308 س 9. عنه البحار: 97/49 ح 12. كشف الغمّة: 273/2 س 15. المناقب لابن شهرآشوب: 345/4 س 4، باختصار. عنه وعن الكشف، البحار: 59/49 ح 76. روضة الواعظين: 245 س 10. المستجاد من الإرشاد: 215 س 4. قطعة منه في (لباسه ( عليه السلام ) ) و(مركبه) و(إنفاقه ( عليه السلام ) علي الفقراء) و(إعطاؤه ( عليه السلام ) لمن كان عليه دين) و(إطعامه ( عليه السلام ) الصائم عند الإفطار).
2- الكافي: 355/1 ح 13. عنه الوافي: 177/2 ح 629. عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 31/7 ح 2129. عنه وعن العيون وعن الكشف، إثبات الهداة: 248/3 ح 9. رجال الكشّيّ: 594 رقم 1110. عنه البحار: 272/48 ح 33. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2، ح 31، وفيه: علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: قال لنا عبد اللّه بن المغيرة: ... . كشف الغمّة: 302/2 س 6. الإختصاص للمفيد: 84 س 18. الصراط المستقيم: 197/2 ح 11، مرسلاً. الخرائج والجرائح: 360/1 ح 15. عنه وعن العيون وكشف الغمّة والإختصاص، البحار: 39/49 ح 24. الثاقب في المناقب: 475 ح 398. المناقب لابن شهرآشوب: 371/4 س 4.

7 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء رجل من شيعة الرضا ( عليه السلام ) بكتاب منه إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فسألني ان أنفذه إليه، فلمّا أنفذت الكتاب فقال: جعلت فداك، سهوت أن أذكر في الكتاب عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أين هو؟ وعن الإحرام هل يجوز في الثوب الملحّم، أم لا؟...فورد جواب كتابه، وفي آخره: إن كنت نسيت أن تسألنا عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأين هو؟ فنحن لا ننسي،...(1)

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: تمنّيت في نفسي إذا دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أن أسأله: كم أتي عليك من السنّ، فلمّا دخلت عليه وجلست بين يديه جعل ينظر إليّ ويتفرّس في وجهي، ثمّ

ص:294


1- الهداية الكبري: 288 س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2545.

قال: كم أتي لك؟ فقلت: جعلت فداك، كذا وكذا.

قال ( عليه السلام ) : فأنا أكبر منك، وقد أتي عليّ إثنان وأربعون سنة، فقلت: جعلت فداك، قد واللّه! أردت أن أسألك عن هذا، فقال ( عليه السلام ) :

قد أخبرتك.(1)

9 - الشيخ الصدوق : ... عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن ال طيّب ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: لمّا توفّي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) دخل أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) السوق، فاشتري كلباً وكبشاً وديكاً، فلمّا كتب صاحب الخبر إلي هارون بذلك قال: قد أمنّا جانبه.

وكتب الزبيريّ: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قد فتح بابه ودعا إلي نفسه.

فقال هارون: واعجباً من هذا! يكتب أنّ عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قد اشتري كلباً وكبشاً وديكاً، ويكتب فيه بما يكتب.(2)

10 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد (3) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علان (4) ، عن محمّد بن عبد اللّه القمّيّ (5) قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) وبي عطش شديد فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني فقال: يا محمّد!

ص:295


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 34. عنه مدينة المعاجز: 85/7 ح 2185، وإثبات الهداة: 273/3 ح 71، والبحار: 40/49 ح 26.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 778.
3- في المدينة: محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
4- في المدينة: زعلان.
5- في المناقب والخرائج: محمّد بن عبيد اللّه الأشعري.

اشرب فإنّه بارد فشربت.(1)

11 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني الريّان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلي العراق وعزمت علي توديع الرضا ( عليه السلام ) فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأُكفّن به، ودراهم من ماله أُصوّغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسف علي فراقه عن مسألة ذلك فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: يا ريّان! ارجع، فرجعت فقال لي: أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فني أجلك، أو ماتحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوّغ بها لبناتك خواتيم.

فقلت: يا سيّدي! قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع ( عليه السلام ) الوسادة وأخرج قميصاً فدفعه إليّ، ورفع جانب المصلّي فأخرج دراهم فدفعها إليّ، وعدّدتها، فكانت ثلاثين درهماً.(2)

ص:296


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 46/7 ح 2145. المناقب لابن شهرآشوب: 334/4 س 11، باختصار. بصائر الدرجات: 259 ح 16. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 263/3 ح 41، والبحار: 31/49 ح 5. الخرائج والجرائح: 732/2 ح 39. دلائل الإمامة: 369 ح 324، وفيه: أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.... . عنه مدينة المعاجز: 46/7 ح 2146. قطعة منه في (سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش شديد).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 211/2 ح 17. عنه مدينة المعاجز: 64/7 ح 2166، والبحار: 35/49 ح 16، وإثبات الهداة: 267/3 ح 55. إثبات الوصيّة: 213 س 5، بتفاوت. الثاقب في المناقب: 476 ح 400. عنه مدينة المعاجز: 65/7 ح 2167. قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) القميص والدراهم).

12 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ (1)

قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثني سعد بن مالك، (2) عن أبي حمزة، عن ابن أبي كثير قال: لمّا توفّي موسي ( عليه السلام ) وقف الناس في أمره، فحججت تلك السنة فإذا أنا بالرضا ( عليه السلام ) فأضمرت في قلبي أمراً فقلت: ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) (3) الآية، فمرّ عليّ كالبرق الخاطف فقال: أنا واللّه البشر الذي يجب عليك أن تتّبعني.

فقلت: معذرة إلي اللّه تعالي وإليك، فقال ( عليه السلام ) : مغفور لك.(4)

13 - الشيخ الصدوق : حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبدالرحمن الهمدانيّ قال: حدّثني أبو محمّد الغفّاريّ قال: لزمني دين ثقيل فقلت: ما لقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فلمّا أصبحت أتيت منزله، فاستأذنت فأذن لي، فلمّا دخلت قال لي ابتداءاً: ياأبامحمّد! قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك، فلمّا أمسينا أتي بطعام للإفطار فأكلنا، فقال: يا أبا محمّد! تبيت أو تنصرف؟

ص:297


1- زاد في البحار: وغير واحد من المشايخ.
2- في إثبات الهداة: سعيد بن مالك.
3- القمر: 24/54.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 217/2 ح 27. عنه مدينة المعاجز: 80/7 ح 2178، والبحار: 38/49 ح 21، وإثبات الهداة: 272/3 ح 65. الثاقب في المناقب: 477 ح 402، بتفاوت. قطعة منه في (سورة القمر: 24/54).

فقلت: يا سيّدي! إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.

قال: فتناول ( عليه السلام ) من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر، فأوّل دينار وقع بيدي ورأيت نقشه كان عليه: يا أبا محمّد! الدنانير خمسون، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك.(1)

فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار، وإذا هي لا تنقص شيئاً.(2)

14 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: حدّثني فيض بن مالك المدائنيّ قال: حدثني زروان (3) المدائنيّ بأنّه دخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يريد أن يسأله عن عبد اللّه بن جعفر ال صادق ( عليه السلام ) ؟

قال: فأخذ بيدي فوضعها علي صدري قبل أن أذكر له شيئاً ممّا أردت، ثمّ قال لي: يا محمّد بن آدم! إنّ عبد اللّه لم يكن إماماً.

فأخبرني بما أردت أن أسأله عنه قبل أن أسأله.(4)

ص:298


1- في الخرائج: خمسمائة دينار نصفها لدينك، والنصف الآخر لنفقتك.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 29. عنه مدينة المعاجز: 80/7 ح 2179، وإثبات الهداة: 272/3 ح 67، وحلية الأبرار: 377/4 ح 4. عنه وعن الخرائج، البحار: 38/49 ح 22. الثاقب في المناقب: 477 ح 403. الخرائج والجرائح: 339/1 ح 3، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 198/7 ح 2264، وإثبات الهداة: 299/3 ح 136، مختصراً. قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير لأداء الدين والنفقة)، و(إطعامه ( عليه السلام ) ضيفه الصائم).
3- في المدينة: زرقان.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 35. عنه مدينة المعاجز: 85/7 ح 2186. كشف الغمّة: 302/2 س 23، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 40/49 ح 27، وإثبات الهداة: 274/3 ح 72.

15 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي اليقطينيّ قال: سمعت الهشام العبّاسيّ يقول: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله أن يعوّذني لصداع أصابني، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلمّا دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده علي رأسي وعوّذني، ثمّ دعا لي بثوبين من ثيابه، فدفعهما إليّ وقال لي: أحرم فيهما.

قال العبّاسيّ: وطلبت بمكّة ثوبين سعيديّين، إحديهما لابني فلم أصب بمكّة منهما شيئاً علي نحو ما أردت، فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا ودّعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعيديّين علي عمل الموشيّ (1) الذي كنت طلبته، فدفعهما إليّ [اقطعهما لابنك (2)] ،(3)

16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد قال: حدّثنا أبوالحسين

ص:299


1- وشيت الثوب وشياً: رقمته ونقشته. المصباح المنير: 661.
2- ما بين المعقوفتين عن الخرائج.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 220/2 ح 36. عنه مدينة المعاجز: 86/7 ح 2187. عنه وعن كشف الغمّة والخرائج، البحار: 40/49 ح 28. كشف الغمّة: 303/2 س 19، أورد مضمونه. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 274/3 ح 73. الثاقب في المناقب: 478 ح 404. الخرائج والجرائح: 356/1 ح 9. قطعة منه في (إهداء ثيابه ( عليه السلام ) لمن أراد أن يحرم فيه).

محمّد بن أبي عبّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول يوماً: ياغلام! آتني الغداء، فكأنّي أنكرت ذلك، فتبيّن الإنكار فيّ، فقرأ: ( قَالَ لِفَتَل-هُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا) .(1)

فقلت: الأمير أعلم الناس وأفضلهم. (2)

17 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر...فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل.

فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي: ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ) وقوله: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ ) وقوله: ( إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) .

قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها، ولم أذكرها في كتابي إليه...(3)

18 - أبو جعفر الطبريّ : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن أبي جعفر بن الوليد، عن عليّ بن حديد، عن مرازم، قال: أرسلني أبوالحسن الأوّل ( عليه السلام ) وأمرني بأشياء، فأتيت المكان الذي بعثني إليه، فاذا أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: فقال لي: فيم قدمت؟

قال: فكبر عليّ أن لا أخبره حين سألني، لمعرفتي بحاله عند أبيه ( عليه السلام ) ، ثمّ قلت له:

ص:300


1- الكهف: 62/18.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 128/2 ح 7. عنه مدينة المعاجز: 130/7 ح 2236، والبحار: 271/49 ح 15، ونور الثقلين: 276/3 ح 150. قطعة منه في (سورة الكهف: 62/18).
3- الغيبة: 71 ح 76. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2423.

ما أمرني أن أخبره، وأنا مردّد ذلك في نفسي.

فقال: قدمت يا مرازم! في كذا وكذا، قال: فقصّ ما قدمت له.(1)

19 - أبو جعفر الطبريّ : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن معمّر بن خلاّد، قال: سألني ريّان بن الصلت أن أستأذن له علي أبي الحسن ( عليه السلام ) بخراسان، - حين أراد أن يخرج إلي نُعيم بن حازم، لمّا ألت علي الخليفة - إن وجدتُ إلي ذلك سبيلاً، وأن أسأله أن يكسوه قميصاً يكون في أكفانه إن حدث به حدث، ويهب له من الدراهم التي ضُربت باسمه.

فلمّا صرت إلي المنزل جائني رسول أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فلمّا أتيته قال لي: أين كنت؟ قلت: كنت عند ريّان، فقال: متي يخرج؟

فقلت له: زعم أنّ ذا الرئاستين أمره بأن يخرج غداً مع زوال الشمس.

فقال أبو الحسن: أشتهي أن يلقاني، قلت: نعم، جعلت فداك.

قال: أشتهي أن أكسوه، فسبّحتُ، فقال: ما لك تُسبّح؟

فقلت: جعلت فداك، ما كنّا إلّا في هذا.

فقال: يا معمّر! إنّ المؤمن موفّق إن شاء اللّه، قل له: يأتيني الليلة.

فلمّا خرجت أتيته فوعدته حتّي يلقاه بالليل، فلمّا دخل عليه جلس قُدّامه، وتنحّيت أنا ناحية، فدعاني فأجلسني معه، ثمّ أقبل علي ريّان بوجهه، فدعا له بقميص، فلمّا أراد أن يخرج وضع في يده شيئاً، فلمّا خرج نظرت فإذا ثلاثون درهماً

ص:301


1- دلائل الإمامة: 371، ح 330. عنه مدينة المعاجز: 102/7، ح 2205، وإثبات الهداة: 310/3، ح 183 أشار إليه.

من دراهمه، فاجتمع له جميع ما أراد من غير طلبه.(1)

20 - ابن حمزة الطوسيّ : عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: كان لي جار يشرب المسكر، وينتهك ما اللّه به أعلم.

قال: فذكرته للرضا ( عليه السلام ) وكان له محبّاً فقال: يا أبا إسحاق! أما علمت أنّ وليّ عليّ ( عليه السلام ) لم تزلّ له قدم إلّا وتثبت له أخري؟

قال: فانصرفت، فإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستّين ديناراً، فقلت في نفسي: واللّه! ما عوّدني أن يكتب إليّ، إذ لم يكن عندي شي ء، ولاأعلم له عندي شيئاً.

فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل جاءني سكران، فدعاني من خلف الباب، فنزلت إليه فقال لي: اخرج.

فقلت: لاأفعل في هذه الساعة، ما حاجتك إذ أتيت؟

ص:302


1- دلائل الإمامة: 370، ح 329. عنه مدينة المعاجز: 59/7، ح 329، باختصار. قرب الإسناد: 342 ح 1251، مختصراً وبتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 60/7 ح 2161، وإثبات الهداة: 296/3 ح 127. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 208/2 ح 10، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 59/7 ح 2159، وحلية الأبرار: 378/4 ح 5. عنه وعن المناقب والكشّيّ، البحار: 33/49 ح 9، و10. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 265/3 ح 48. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 9، مختصراً وبتفاوت. إعلام الوري: 55/2 س 12، بتفاوت. رجال الكشّيّ: 547 رقم 1036، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 308/3 ح 169، . عنه وعن كشف الغمّة وقرب الإسناد، البحار: 29/49 ح 1. كشف الغمّة: 299/2 س 11، بتفاوت. الثاقب في المناقب: 476، ح 399، كما في العيون. قطعة منه في (انفاقه ( عليه السلام ) القميص والدراهم).

قال: فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلي مولاي لينفقها في الحاجة، وما يقدر أن يتكلّم من السكر، فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها، فإذا هي ستّون ديناراً.

فقلت: وهذا واللّه! مصداق ما قال لي في وليّ عليّ ( عليه السلام ) ، وفي كتابه بحاجته. فاشتريت حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل فكتب: هذا من ذلك.(1)

21 - الإربليّ : عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : اشتر لي جارية من صفتها كذا وكذا.

فأصبت له جارية عند رجل من أهل المدينة كما وصف، فاشتريتها ودفعت الثمن إلي مولاها، وجئت بها إليه فأعجبته ووقعت منه، فمكثت أيّاماً، ثمّ لقيني مولاها وهو يبكي، فقال: اللّه، اللّه فيّ، لست أتهنّأ العيش، وليس لي قرار ولانوم، فكلّم أبا الحسن يردّ عليّ الجارية ويأخذ الثمن.

فقلت: أمجنون أنت، أنا أجتري ء أن أقول له يردّها عليك؟ فدخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال لي مبتدئاً: يا سليمان! صاحب الجارية يريد أن أردّها عليه؟ قلت: إي واللّه! قد سألني أن أسألك.

قال: فردّها عليه وخذ الثمن، ففعلت ومكثت أيّاماً، ثمّ لقيني مولاها فقال: جعلت فداك! سل أبا الحسن ( عليه السلام ) يقبل الجارية، فإنّي لاأنتفع بها، ولاأقدر أدنو منها، قلت: إنّي لاأقدر أن أبتدءه بهذا.

قال: فدخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال: يا سليمان! صاحب الجارية يريد أن أقبضها منه، وأردّ عليه الثمن؟

ص:303


1- الثاقب في المناقب: 493 ح 422. قطعة منه في (كتابه إلي إبراهيم بن أبي البلاد).

قلت: قد سألني ذلك، قال: فردّ عليّ الجارية وخذ الثمن.(1)

22 - الراونديّ : روي إسماعيل بن مهران قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) يوماً أنا وأحمد البزنطيّ بصريا وكنّا تشاجرنا في سنّه.

فقال أحمد: إذا دخلنا عليه فذكّرني حتّي أسأله عن سنّه، فإنّي قد أردت ذلك غير مرّة فأنسي.

فلمّا دخلنا عليه، وسلّمنا وجلسنا، أقبل علي أحمد، وكان أوّل ما تكلّم به أن قال ( عليه السلام ) : يا أحمد! كم أتي عليك من السنين؟ فقال: تسع وثلاثون.

فقال: ولكن أنا قد أتت عليّ ثلاث وأربعون سنة.(2)

23 - الراونديّ : روي عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كنت في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فعطشت عطشاً شديداً، وتهيّبته أن أستسقي في مجلسه.

فدعا بماء، فشرب منه جرعة ثمّ قال: يا أبا هاشم! اشرب فإنّه بارد طيّب، فشربت، ثمّ عطشت عطشة أُخري، فنظر إلي الخادم وقال: شربة من ماء وسويق وسكّر، ثمّ قال له: بل السويق، وانثر عليه السكّر بعد بلّه، وقال: اشرب ياأباهاشم! فإنّه يقطع العطش.(3)

24 - الراونديّ : روي عن الريّان بن الصلت، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وقلت في نفسي: أسأله عن هذه الدراهم المضروبة باسمه، فلمّا

ص:304


1- كشف الغمّة: 299/2 س 19. عنه البحار: 62/49 ح 80. قطعة منه في (إشتراؤه الجارية).
2- الخرائج والجرائح: 365/1 ح 22. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 141، والبحار: 53/49 ح 61.
3- الخرائج والجرائح: 660/2 ح 3. عنه البحار: 48/49 ح 47. يأتي الحديث أيضاً في (ما ينفع للعطاش)، و(سقايته ( عليه السلام ) لمن كان به عطش).

دخلت عليه قال لغلامه: إنّ أبا محمّد يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلمّ بثلاثين درهماً منها.

فجاء بها الغلام فأخذتها، ثمّ قلت في نفسي: ليته كساني من بعض ما عليه.

فالتفت إلي غلامه فقال: وقل لهم: لا يغسلون ثيابي وتأتي بها كما هي، فأتيت بقميص وسروال ونعل.(1)

25 - الراونديّ : روي عن محمّد بن زيد الرزاميّ (2)، قال: كنت

في خدمة الرضا ( عليه السلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، فأتاه رجل من الخوارج وفي كمّه مُدية (3) مسمومة، وقد قال لأصحابه: واللّه! لآتينّ هذا الذي زعم أنّه ابن رسول اللّه - وقد دخل لهذا الطاغية فيما دخل -، فأسأله عن حجّته، فإن كانت له حجّة، وإلّا أرحت الناس منه، فأتاه واستأذن عليه فأذن له.

فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أُجيبك عن مسألتك علي شريطة تفي لي بها، فقال له: وما هذه الشريطة؟

فقال ( عليه السلام ) : إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه، تكسر التي في كمّك وترمي بها فبقي الخارجيّ متحيّراً وأخرج المُدية وكسرها، ثمّ قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار! وأنت ابن رسول اللّه ماحملك علي هذا؟ فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أرأيت هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء علي حال يزعمون أنّهم موحّدون وأولئك لم يوحّدوا اللّه ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبيّ، ابن نبيّ يسأل العزيز وهو كافر فقال: ( قَالَ اجْعَلْنِي

ص:305


1- الخرائج والجرائح: 768/2 ح 88. عنه إثبات الهداة: 304/3 ح 150، والبحار: 56/49 ح 68. قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) الثياب والدراهم).
2- في نور الثقلين وإثبات الهداة: الرازيّ.
3- المُدية: الشفرة الكبيرة. المعجم الوسيط: 859.

عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) (1)، وكان يجلس مجالس الفراعنة، وإنّما أنا رجل من ولد رسول اللّه ) ( صلي الله عليه وآله وسلم )

أجبرني علي هذا الأمر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت عليّ.

فقال: لا عتب عليك، إنّي أشهد أنّك ابن نبيّ اللّه وأنّك صادق.(2)

26 - الراونديّ : روي عن أحمد بن عمر، قال: خرجت إلي الرضا ( عليه السلام ) وامرأتي حبلي، فقلت له: إنّي خلّفت أهلي وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله ذكراً؟

فقال ( عليه السلام ) لي: هو ذكر فسمّه عمر.

فقلت: نويت أن أُسمّيه عليّاً وأمرت الأهل به!

قال ( عليه السلام ) : سمّه عمر.

فوردت الكوفه وقد ولد ابن لي وسمّي عليّاً، فسمّيته عمر.

فقال لي جيراني: لانصدّق بعدها بشي ء ممّا كان يحكي عنك.

فعلمت أنّه كان أنظر لي من نفسي.(3)

27 - الراونديّ : روي إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع ال رضا ( عليه السلام ) وقد

ص:306


1- يوسف: 55/12.
2- الخرائج والجرائح: 766/2 ح 86. عنه البحار: 55/49 ح 67، ووسائل الشيعة: 206/17 ح 22353، مختصراً، ونور الثقلين: 433/2 ح 101، وإثبات الهداة: 303/3 ح 149، مختصراً. الصراط المستقيم: 198/2 ح 20، مختصراً وبتفاوت. قطعة منه في (سورة يوسف: 55/12).
3- الخرائج والجرائح: 361/1 ح 16. عنه البحار: 52/49 ح 55. الثاقب في المناقب: 214 ح 187. عنه مدينة المعاجز: 237/7 ح 2291. الصراط المستقيم: 197/2 ح 12، بتفاوت واختصار. يأتي الحديث أيضاً في (تسميته ( عليه السلام ) الصبيان في الأرحام).

مال بيده علي الأرض كأنّه يكشف شيئاً، فظهرت سبائك ذهب، ثمّ مسح بيده عليها فغابت.

فقلت في نفسي: لو أعطاني واحدة منها.

قال ( عليه السلام ) : لا، إنّ هذا الأمر لم يأت وقته.(1)

28 - الحافظ رجب البرسي: إنّ الرضا ( عليه السلام ) قال يوماً في مجلسه: لا إله إلّااللّه مات فلان، ثمّ صبر هنيئة، وقال: لا إله إلّا اللّه غلّ وكفّر، وحمل إلي حفرته، ثمّ صبر هنيئة وقال: لا إله إلاّ اللّه، وضع في قبره، وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم، ثمّ وقف عندي فما باله وقف، وكان الرجل واقفيّاً.(2)

29 - ابن شهرآشوب : في الروضة قال عبد اللّه بن إبراهيم الغفّاريّ (3) في خبر طويل: إنّه ألحّ عليّ غريم لي وآذاني، فلمّا مضي عنّي مررت

من وجهي إلي صريا ليكلّمه أبو الحسن ( عليه السلام ) في أمري فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه فقال لي: كل، فأكلت فلمّا رفعت المائدة أقبل يحادثني، ثمّ قال: ارفع ما تحت ذاك المصلّي فإذا هي ثلاثمائة دينار وتزيد فإذا فيها دينار مكتوب عليه ثابت فيه: «لا إله إلّا اللّه،

ص:307


1- الخرائج والجرائح: 340/1 ح 4. يأتي الحديث أيضاً في رقم 485.
2- مشارق أنوار اليقين: 96 س 16. عنه إثبات الهداة: 305/3 ح 154، ومدينة المعاجز: 232/7 ح 2285، والبحار: 71/49 ضمن ح 95. يأتي الحديث أيضاً في (السؤال في القبر) و(عذاب الواقفة في القبر).
3- استظهر السيّد الخوئيّ باتّحاده مع عبد اللّه بن إبراهيم الأنصاريّ، معجم رجال الحديث: 80/10 رقم 6644. وعدّه الكشّيّ في رجاله من أصحاب الرضا7، قائلاً: ما روي في أبي محمّد الأنصاريّ من أصحاب الرضا7، رجال الكشّيّ: 612، رقم 1140.

محمّد رسول اللّه، صلّي اللّه عليه وآله وعلي أهل بيته» من جانب، وفي الجانب الآخر: إنّا لم ننساك (1) فخذ هذه الدنانير فاقض بها

دينك، وأنفق ما بقي علي عيالك.

(2)

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بما في الأرحام:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن سعيد قال: كنت أنا وابن غيلان المدائني، دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له ابن غيلان:...أصلحك اللّه، إنّي خلّفت امرأتي وبها حبل، فادع اللّه أن يجعله غلاماً.

فأطرق إلي الأرض طويلاً، ثمّ رفع رأسه فقال له: سمّه عليّاً، فإنّه أطول لعمره.

فدخلنا مكّة فوافانا كتاب من المدائن: إنّه قد ولد له غلام. (3)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن محمّد الهاشميّ قال: دخلت علي المأمون يوماً فأجلسني وأخرج من كان عنده ثمّ دعا بالطعام، فطعمنا ثمّ طيّبنا، ثمّ أمر بستارة (4)فضربت، ثمّ أقبل علي بعض من

كان في الستارة فقال: باللّه! لمّا رثيت لنا مَن بطوس،

ص:308


1- في البحار: لم ننسك.
2- المناقب لابن شهرآشوب: 337/4 س 21. عنه البحار: 58/49 ضمن ح 74، ومدينة المعاجز: 226/7 ح 2279. قطعة منه في (أداء دين المديون).
3- الكافي: 11/6 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1647.
4- الستارة: ما يُستر به. القاموس المحيط: 65/2.

فأخذت أقول:(1)

سقيا بطوس (2) ومن أضحي بها قطنا

من عترة المصطفي أبقي لنا حزنا

قال: ثمّ بكي وقال لي: يا عبد اللّه! أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك إن نصبت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) علماً، فواللّه! لأُحدّثك بحديث تتعجّب منه، جئته يوماً فقلت له: جعلت فداك! إنّ آبائك موسي بن حعفر، وجعفر بن محمّد، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة، وأنت وصيّ القوم ووارثهم، وعندك علمهم، وقد بدت لي إليك حاجة.

قال: هاتها، فقلت: هذه الزاهريّة خطّتني (3)، ولا أقدم عليها من جواريّ قد ملت غير مرّة وأسقطت، وهي الآن حامل، فدلّني علي ما نتعالج به فتسلم.

فقال: لاتخف من إسقاطها، فإنّها تسلم وتلد غلاماً أشبه الناس بأُمّه، ويكون له خنصر (4) زائدة في يده اليمني ليست بالمدلاة (5)، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة.

فقلت في نفسي: أشهد أنّ اللّه علي كلّ شي ء قدير، فولدت الزاهريّة غلاماً أشبه الناس بأُمّه، في يده اليمني خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة علي ما كان وصفه لي الرضا ( عليه السلام ) ، فمن يلومني علي نصبي إيّاه علماً!

ص:309


1- في المصدر: يقول، والصحيج ما أثبتناه.
2- في البحار والمدينة: لطوس.
3- في البحار والمدينة، وإثبات الهداة: حظيّتي.
4- الخِنْصَرْ: الاصبع الصغري. المعجم الوسيط: 259.
5- في هامش العيون: أي غير مرسلة بل مستقيمة.

والحديث فيه زيادة حذفناها (1) ، ولا حول ولا قوّه إلّا باللّه العليّ العظيم. (2)

الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أبي علي الحسن بن راشد قال: قدمت علي أحمال وأتاني رسول الرضا ( عليه السلام ) قبل أن أنظر في الكتب، أو أوجّه بها إليه، فقال لي: يقول الرضا ( عليه السلام ) : سرّح إليّ بدفتر، ولم يكن لي في منزلي دفتر أصلاً.

ص:310


1- لعلّ الزيادة التي حذفها الصدوق ما أوره الشيخ في الغيبة بأنّه لمّا قال له الرضا ( عليه السلام ) : لاتخش من سقطها...فقال المأمون في نفسه: هذه واللّه فرصة إن لم يكن الأمر علي ما ذكر خلعته، فلم أزل أتوقّع أمرها حتّي أدركها المخاض، فقلت للقيّمة: إذا وضعت فجيئيني بولدها ذكراً كان أو أنثي، فما شعرت إلّا بالقيّمة وقد أتتني (بالغلام) كما وصفه زائد اليد والرجل، كأنّه كوكب درّيّ، فأردت أن أخرج من الأمر يومئذ، وأسلّم ما في يدي إليه، فلم تطاوعني نفسي، لكنّي دفعت إليه الخاتم. فقلت: دبّر الأمر فليس عليك منّي خلاف، وأنت المقدّم، وباللّه أن لو فعل لفعلت.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 44. عنه مدينة المعاجز: 93/7 ح 2197، والبحار: 29/49 ح 2، وحلية الأبرار: 215/4 ح 7، قطعة منه، و344 ح 2، قطعة منه. عنه وعن الغيبة، إثبات الهداة: 276/3 ح 81. غيبة الطوسيّ: 74 ح 81، بتفاوت وزيادة التي حذفها الصدوق. عنه وعن المناقب، البحار: 306/49 ح 16. الثاقب في المناقب: 486 ح 415، كما في الغيبة. عنه مدينة المعاجز: 95/7 ح 2198. المناقب لابن شهرآشوب: 333/4 س 9، عن كتاب الجلاء والشفاء، قطعة منه وبتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 97/7 ح 2199. الخرائج والجرائح: 660/2 ح 2، مختصراً. الصراط المستقيم: 198/2 ح 18، قطعة منه مرسلاً. قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(ولاية عهده ( عليه السلام ) للمأمون).

قال: فقلت: فأطلب ما لا أعرف بالتصديق له، فلم أجد شيئاً ولم أقع علي شي ء، فلمّا ولّي الرسول قلت: مكانك، فحللت بعض الأحمال فتلقّاني دفتر لم أكن علمت به إلّا أنّي علمت أنّه لم يطلب إلّا الحقّ، فوجّهت به إليه.(1)

2 - الحضينيّ : عن محمّد بن موسي القمّيّ، عن إبراهيم بن زيد السامريّ، عن جعفر بن محمّد بن يونس، قال: دفع سيّدنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي مولي له حماراً بالمدينة وقال: تبيعه بعشرة دنانير، ولاتنقصها شيئاً، فعرضه المولي، فأتاه رجل من أهل خراسان من الحاجّ فقال له: معي ثمانية دنانير، ما أملك غيرها، (فبعني هذا الحمار، فقال: إنّي أمرت أن لاأنقصه من العشرة دنانير شيئاً)(2) فقال له: ارجع لمولاك إن شئت، لعلّه يأذن لك في بيعه بهذه

الثمانية الدنانير، فرجع المولي إليه، فأخبره بخبر الخراسانيّ فقال له: قل له إن قبلت منّا الدينارين صلة، أخذنا منك الثمانية.

فقلت له، فقال: قد قبلت، فسلّمت إليه، وحجّ أبو الحسن معه، فلمّا كنّا في بعض المنازل في المنصرف، وإذا أنا بصاحب الحمار يبكي.

فقلت له: ما لك؟!

قال: سرق حماري، وعليه الخرج، وفيه نفقتي وثيابي، وليس معي شي ء إلّا ماتري.

فأخبرت أبا الحسن ( عليه السلام ) : أنّ هذا صاحب الحمار الذي اشتراه، ذكر من قصّته كذا وكذا.

ص:311


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 40. عنه مدينة المعاجز: 89/7 ح 2192، والبحار: 42/49 ح 32، وإثبات الهداة: 275/3 ح 77. بصائر الدرجات: الجزء الخامس 269 ح 15. الخرائج والجرائح: 720/2 ح 24.
2- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المدينة.

فقال أبو الحسن: أعطه عشرين درهماً وقل له: إذا قدمت المدينة فالقنا.

قال: فمضينا، فلمّا كنّا في أوائل المدينة بعد رجوعنا من مكّة، نظر أبو الحسن إلي قوم متنكّبين عن الطريق، فأشار إليهم وقال: سارق الحمار معهم، والحمار معه، والرجل ما أحدث فيه حدثاً، فامض إليه وقل له: يقول لك عليّ بن موسي: إمّا أن تردّ الحمار وما كان عليه، وإلّا رفعت أمرك إلي السلطان، فأتيته فقلت له ما قال.

قال سارق الحمار: يجعل عهداً وذمّة أن لا يدلّ عليّ، وأردّ الحمار، وما عليه الخرج، وقدم صاحب الحمار فقال: هذا حمارك وما عليه، فانظر فإنّك لاتفقد منه شيئاً من متاعك، فنظر وقال: جعلني اللّه فداك، ما فقدت من متاعي قليلاً ولاكثيراً. (1)

3 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل (2) وشي ء

(3) للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة (4) التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.

فقلت له: ومن سيّدك؟

قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

ص:312


1- الهداية الكبري: 289 س 23. عنه مدينة المعاجز: 253/7 ح 2305. قطعة منه في (إعطاؤه ( عليه السلام ) النفقه لمن سرق نفقته في المنصرف من الحجّ)، (حجّه ( عليه السلام ) ) و(مركبه ( عليه السلام ) ).
2- الحُلّة ج حُلل: الثوب الجَيّد الجديد غليظاً أورقيقاً. المعجم الوسيط: 194.
3- في دلائل الإمامة: حُلّة وَشي، وفي مدينة المعاجز: حُلّة وهي حَبَرَة،
4- الحَبرَة: ثوب من قطن أو كتّان مخطّط، كان يُصنع باليمن. المعجم الوسيط: 151.

فقلت: ما معي حبرة ولاحلّة إلّا وقد بعتها في الطريق، فمضي ثمّ عاد إليّ فقال لي: بلي، قد بقيت الحبرة قبلك.

فقلت له: إنّي ما أعلمها معي.

فمضي وعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلاني.

فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهي دلالة، وكانت ابنتي قد دفعت لي حبرة وقالت: ابتع لي بثمنها شيئاً من الفيروزج والسبح من خراسان، ونسيتها.

فقلت لغلامي: هات هذا السفط الذي ذكره، فأخرجه إليّ وفتحته فوجدت الحبرة في عرض ثياب فيه، فدفعتها إليه وقلت: لا آخذ لها ثمناً، فعاد إليّ وقال: تهدي ما ليس لك، دفعتها إليك ابنتك فلانة، وسألتك بيعها وأن تبتاع لها بثمنها فيروزجاً وسبحاً، فابتع لها بهذا ما سألت، ووجّه مع الغلام الثمن الذي يساوي الحبرة بخراسان.

فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: واللّه لأكتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّه بمسائل سئل أبوه ( عليه السلام ) عنها، وأثبتّ تلك المسائل في درج، وعدت إلي بابه، والمسائل في كمّي ومعي صديق لي مخالف لايعلم شرح هذا الأمر، فلمّا وافيت بابه رأيت العرب والقوّاد والجند يدخلون إليه، فجلست ناحية داره وقلت في نفسي: متي أنا أصل إلي هذا، وأنا متفكّر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف، إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه ويقول: أين ابن ابنة إلياس الفسويّ؟

فقلت: ها أنا ذا، فأخرج من كمّه درجاً وقال: هذا جواب مسائلك وتفسيرها، ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمّي (1) وجوابها وتفسيرها.

فقلت: أُشهد اللّه ورسوله علي نفسي أنّك حجّة اللّه، وأستغفر اللّه وأتوب إليه وقمت.

ص:313


1- في المصدر: في كمّه، وهو غلط.

فقال لي رفيقي: إلي أين تسرع؟

فقلت: قد قضيت حاجتي في هذا الوقت وأنا أعود للقائه بعد هذا. (1)

الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار بنيسابور سنة إثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد

ص:314


1- عيون المعجزات: 111 س 15. عنه وعن المناقب، البحار: 69/49 ح 93. غيبة الطوسي: 72 ح 77، مختصراً وبتفاوت. عنه إثبات الهداة: 294/3 ح 119. إثبات الوصيّة: 213 س 15، بتفاوت. إعلام الوري: 53/2 س 5، قطعة منه، وفيه: الحاكم الموفّق بن عبد اللّه العارف النوقاني، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمّد السمرقنديّ المحدّث، قال: أخبرنا محمّد بن أبي عليّ الصفّار، قال: أخبرنا أبو سعد الزاهد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمّد عبد ربّه الشيرازي بمصر، قال: حدّثنا عمر بن محمّد بن عراك، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد الشيرواني، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الوشّاء الكوفيّ قال: خرجت ... . عنه مدينة المعاجز: 115/7، ح 2219. إثبات الهداة: 297/3 ح 132. عنه وعن المناقب، البحار: 70/49 س 16، مثله. كشف الغمّة: 301/2 س 3، مختصراً وبتفاوت، و312 س 23، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 336/4 س 20، مختصراً بتفاوت، و341 س 23 قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 117/7 ح 2221. مجمع البيان: 205/3 س 19، أشار إلي مضمونه. عنه نور الثقلين: 407/2 س 7، وإثبات الهداة: 297/3 ح 131. دلائل الإمامة: 374 ح 337. عنه مدينة المعاجز: 117/7 ح 2222. الثاقب في المناقب: 479/2 ح 406. عنه مدينة المعاجز: 119/7 ح 2223. الهداية الكبري: 291 س 1، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 255/7 ح 2306. قطعة منه في (غلامه ( عليه السلام ) ) و(إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه) و(كتابه ( عليه السلام ) إلي الحسن بن عليّ الوشّاء).

بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، عن محمّد بن يعفور البلخيّ (1) ، عن موسي بن مهران قال: سمعت جعفر بن يحيي يقول: سمعت عيسي بن جعفر يقول لهارون حيث توجّه من الرقّة إلي مكّة: اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب، فإنّك حلفت إن ادّعي أحد بعد موسي الإمامة ضربت عنقه صبراً، وهذا عليّ ابنه يدّعي هذا الأمر، ويقال فيه ما يقال في أبيه، فنظر إليه مغضباً فقال: وماتري؟ تريد أن أقتلهم كلّهم.

قال موسي بن مهران: فلمّا سمعت ذلك صرت إليه فأخبرته، فقال ( عليه السلام ) : مإايف ز لي ولهم! لا يقدرون إليّ علي شي ء.

(2)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين (3) بن موسي قال: خرجنا مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي بعض أملاكه في يوم لا سحاب فيه، فلمّا برزنا قال: حملتم معكم المماطر (4) ؟

قلنا: لا، وما حاجتنا إلي المماطر، وليس سحاب ولا نتخوّف المطر. فقال ( عليه السلام ) : لكنّي حملته (5) وستمطرون.

قال: فما مضينا إلّا يسيراً حتّي ارتفعت سحابة ومطرنا حتّي أهمّتنا أنفسنا، فما بقي

ص:315


1- في البحار والمدينة وإثبات الهداة: محمّد بن أبي يعقوب البلخي.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 105/7 ح 2209، والبحار: 113/49 ح 1، وإثبات الهداة: 277/3 ح 85، قطعة منه.
3- في الخرائج: الحسن.
4- المِمطَر والمِمطَرة: ثوب صوف يُتوقّي من المطر. القاموس المحيط: 190/2.
5- في كشف الغمّة: لكنّي قد حملته.

منّا أحد إلّا ابتلّ. (1)

3 - الحضينيّ : الحسن بن إبراهيم، عن جابر بن خالد البزّاز الكوفيّ، قال: سألت الحسين بن الحسن بن موسي، هل تروي عن أخيك الرضإايق شيئاً؟

قال: أُحدّثك عنه بثلاثة أشياء رأيتها منه: خرجنا معه في يوم صائف شديد الحرّ، إلي بعض الأماكن فقال لنا في الطريق: حملتم مماطر؟

فقلت: جعلت فداك، وما حاجتنا إليها في هذا القيظ (2) الشديد؟ والناس قد ماتوا بالحرّ.

فقال ( عليه السلام ) : لكنّني حملت ممطري، فما سرنا إلّا يسيراً حتّي نشأت سحابة، فجاء منها من المطر شي ء عظيم، فما بقي منّا أحد إلّا تبلّلت ثيابه.

وإنّا خلونا معه، وعنده جماعة من سماتنا أهل البيت بالمدينة، فمرّ علينا جعفر بن عمر الذي غلب علي المدينة، فرأيناه رثّ البزّة (3) جدّاً، فضحكنا منه.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : تضحكون من رثاثة بزّة جعفر؟!

فقلنا: نعم، يا سيّدنا!

فقال: عن قريب ترونه عظيم الموكب، جليل البزّة.

ص:316


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 37. عنه مدينة المعاجز: 87/7 ح 2188. عنه وعن الخرائج وكشف الغمّة، البحار: 41/49 ح 29. إعلام الوري: 61/2 س 4. المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 12، أورد مضمونه. كشف الغمّة: 303/2 س 23. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 274/3 ح 74. الصراط المستقيم: 196/2 ح 7، أورد مضمونه. الخرائج والجرائح: 357/1 ح 10.
2- القيظ: شدّة الحرّ. المصباح المنير: 521.
3- البَزّة: نوع من الثياب. المصباح المنير: 47.

قال الحسين: فما مضي لذلك إلّا أيّام يسيرة، حتّي غلب جعفر علي المدينة، فكان يمرّ بنا في موكب عظيم، وبزّة جليلة كما قال أخي.

وأتي أقوام من أهل مصر، فاستأذنوه في الزراعة في عامهم ذلك.

فقال: لاتزرعوا في عامكم هذا فتدمّروا، وأخبروا أهل مصر فزرع قوم وأمسك آخرون، فأصابتهم الآفة فذهب زرعهم.

فقال لهم: ألم أنهكم عن الزراعة في عامكم هذا؟

فكان هذا ممّا رأيت وسمعت.(1)

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عمّن ذكره قال: قيل للرضا ( عليه السلام ) : إنّك تتكلّم بهذا الكلام، والسيف يقطر دماً؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ للّه وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامه البخاتيّ(2) لم تصل إليه. (3)

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن بشّار، قال: كتب ابن قياما إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً، وليس لك ولد؟

فأجابه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) شبه المغضب: وما علمك أنّه لا يكون لي ولد؟ واللّه! لا تمضي الأيّام واللياليّ حتّي يرزقني اللّه ولداً ذكراً، يفرّق به بين الحقّ والباطل.

(4)

ص:317


1- الهداية الكبري: 289 س 6. قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتية).
2- البُخت: الإبل الخراسانيّة، واحدها بُختيّ (ج) بَخاتيّ. المعجم الوسيط: 41.
3- الكافي: 59/2 ح 11. عنه البحار: 116/49 ح 8، و186/57 ح 17، و158/67 ح 16، ووسائل الشيعة: 203/15 ح 20284، وإثبات الهداة: 252/3 ح 21، والوافي: 272/4 ح 1930. قطعة منه في (أحواله مع هارون).
4- الكافي: 320/1، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2460.

6 - الحميريّ : حدّثني محمّد بن عيسي قال: أتيت - أنا ويونس بن عبد الرحمن - باب الرضا ( عليه السلام ) ...فقال له يونس: يا سيّدي إنّ عمّك زيداً قد خرج بالبصرة وهو يطلبني، ولاآمنه علي نفسي، فماتري لي، اخرج إلي البصرة، أو اخرج إلي الكوفة؟

قال ( عليه السلام ) : بل اخرج إلي الكوفة، فإذاً فصر إلي البصرة.

قال: فخرجنا من عنده ولم نعلم معني «فإذا» حتّي وافينا القادسيّة، حتّي جاء الناس منهزمين يطلبون يدخلون البدو، وهزم أبو السرايا ودخل برقة الكوفة، واستقبلنا جماعة من الطالبيّين بالقادسيّة متوجّهين نحو الحجاز، فقال لي يونس: «فإذا» هذا معناه، فصار من الكوفة إلي البصرة ولم يبدأه بسوء.(1)

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه الحسين بن خالد الصيرفيّ فقال له: جعلت فداك، إنّي أُريد الخروج إلي الأعوض.

(2)

فقال ( عليه السلام ) : حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه فلم يقنعه ذلك، فخرج يريد الأعوض فقطع عليه الطريق، وأخذ كلّ شي ء كان معه من المال.

(3)

8 - ابن حمزة الطوسيّ : عن بكر بن صالح، قال: قلت للرضا صلوات اللّه عليه: امرأتي أُخت محمّد بن سنان بها حبل، فادع اللّه تعالي أن يجعله ذكراً.

ص:318


1- قرب الإسناد: 345 ح 1253. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1559.
2- الأعوَض: موضع بالمدينة. هامش العيون.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 229/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 122/7 ح 2226، والبحار: 45/49 ح 39، وإثبات الهداة: 280/3 ح 94.

قال ( عليه السلام ) : هما اثنان.

فقلت في نفسي: محمّد وعليّ، فدعاني بعد انصرافي فقال: سمّ واحداً عليّاً، والأخري أُمّ عمرو.

فقدمت الكوفة وقد ولد لي غلام وجارية في بطن واحد، فسمّيت كما أمرني، فقلت لأُمّي: ما معني أُمّ عمرو؟

فقالت: إنّ أُمّي كانت تُدعي أُمّ عمرو.

(1)

9 - الراونديّ : روي الحسن بن سعيد، عن الفضل بن يونس قال: خرجنا نريد مكّة، فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحجّ، فأتاني ال رضا ( عليه السلام ) - وقد حضر غدائي وعندي قوم من أصحابنا - فدخل الغلام فقال: بالباب رجل يكنّي أباالحسن يستأذن عليك.

فقلت: إن كان الذي أعرف، فأنت حرّ، فخرجت فإذا أنا بالرضا ( عليه السلام ) ، فقلت: انزل، فنزل حتّي دخل.

ثمّ قال ( عليه السلام ) لي بعد الطعام: يا فضل! إنّ أميرالمؤمنين كتب للحسين بن زيد بعشرة آلاف دينار، وكتب بها إليك، فادفعها إلي الحسين.

قال: قلت: واللّه! ما لهم عندي قليل ولا كثير، فإن أخرجتها من عندي ذهبت،

ص:319


1- الثاقب في المناقب: 214 ح 188. عنه مدينة المعاجز: 238/7 ح 2292. الخرائج والجرائح: 362/1 ح 17. عنه البحار: 52/49 ح 56. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 8، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 316/3 س 22، وإحقاق الحقّ: 366/12 س 1. نور الأبصار: 323 س 11، وفيه: عن جعفر بن صالح. كشف الغمّة: 305/2 س 10. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 161. الصراط المستقيم: 197/2 ح 13، مختصراً. قطعة منه في (تسميته 7 تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام).

فإن كان لك في ذلك رأي فعلت.

فقال: يا فضل! ادفعها إليه، فإنّه سيرجع إليك قبل أن تصير إلي منزلك. (فدفعتهإألاًك ظلاً إليه، قال: فرجعت إليّ) كما قال.

(1)

10 - الراونديّ : روي صفوان بن يحيي قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فمرّ مع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة.

فقلت له ( عليه السلام ) : أما سمعت ما قال هذا القاعد؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان.

فلمّا كان بالليل دعا عليه فاحترق دكّانه، ونهب السرّاق ما بقي من متاعه، فرأيته من الغد بين يدي أبي الحسن ( عليه السلام ) خاضعاً مستكيناً، فأمر له بشي ء.

ثمّ قال: يا صفوان! أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان، وما يصلحه غير ما رأيت.

(2)

11 - السيّد ابن طاووس : روينا بإسنادنا إلي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، في كتاب دلائل الرضا ( عليه السلام ) ، بإسناد الحميريّ إلي سليمان الجعفريّ، إلي أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه قال: كنت معه وهو يريد بعض أمواله، فأمر غلاماً له يحمل له قباءً، فعجبت من ذلك وقلت: ما يصنع به!

فلمّا صرنا في بعض الطريق، نزلنا إلي الصلاة، وأقبلت السماء، فألقوا القباء عليّ وعليه، وخرّ ساجداً فسجدت معه، ثمّ رفعت رأسي، وبقي ساجداً، فسمعته يقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه! فكفّ المطر.

(3)

ص:320


1- الخرائج والجرائح: 368/1 ح 26. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 143، والبحار: 54/49 ح 64، ومدينة المعاجز: 217/7 ح 2268.
2- الخرائج والجرائح: 370/1 ح 28. عنه البحار: 55/49 ح 66. يأتي الحديث أيضاً في (استجابة دعائه) و(إنفاقه ( عليه السلام ) ).
3- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 128 س 21. عنه البحار: 259/73 ح 53. قطعة منه في (صلاته ( عليه السلام ) ) و(توسّله برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لكفّ المطر).
الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة:

1 - الشيخ الصدوق :...أبو أحمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانيّ قال: قد خرجت قافلة من خراسان إلي كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلاً اتّهموه بكثرة المال فبقي في أيديهم مدّة يعذّبونه ليفتدي منهم نفسه، وأقاموه في الثلج وملؤوا فاه من ذلك الثلج، فشدّوه فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه حتّي لم يقدر علي الكلام، ثمّ انصرف إلي خراسان وسمع بخبر عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) وأنّه بنيسابور، فرأي فيما يري النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد ورد خراسان فسله عن علّتك فربما يعلمك دواء تنتفع به.

قال: فرأيت كأنّي قد قصدته ( عليه السلام ) وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه، وأخبرته بعلّتي فقال لي: خذ من الكمون والسعتر والملح، ودقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً، فإنّك تعافي.

فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأي في منامه ولا أعتدّ به حتّي ورد باب نيسابور، فقيل له: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قدارتحل من نيسابور وهو برباط سعد فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء، فقصده إلي رباط سعد فدخل إليه فقال له: يا ابن رسول اللّه! كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتّي لا أقدر علي الكلام إلّا بجهد فعلّمني دواء أنتفع به.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ألم أعلّمك؟ اذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك.

فقال له الرجل: يا ابن رسول اللّه! إن رأيت أن تعيده عليّ.

فقال ( عليه السلام ) لي: خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو

ص:321

ثلاثاً فإنّك ستعافي.

قال الرجل: فاستعملت ما وصف لي فعوفيت...(1)

(ج) - إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات

اشاره:

وفيه سبعة أمور

الأوّل - إخباره بما في الضمائر:

1 - الصفّار :...أحمد بن الحلال قال: سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرضا ( عليه السلام ) فنال منه، قال: فدخلت مكّة، فاشتريت سكّيناً فرأيته فقلت: واللّه لأقتلنّه إذا خرج من المسجد

فأقمت علي ذلك فما شعرت إلّا برقعة أبي الحسن ( عليه السلام ) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم، بحقّي عليك لمّا كففت عن الأخرس، فإنّ اللّه ثقتي، وهو حسبي.

(2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... عليّ بن محمّد القاسانيّ قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) مالاً له خطر فلم أره سرّ به.

قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا المال ولم يسرّ به.

فقال: يا غلام! الطست والماء.

قال: فقعد علي كرسيّ، وقال بيده (وقال) للغلام: صبّ عليّ الماء.

ص:322


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 211/2 ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2329.
2- بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 272 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2413.

قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثمّ التفت إليّ فقال لي: من كان هكذا، لايبالي بالذي حملته إليه.(1)

3 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وجمعتها في كتاب ممّا روي عن آبائه ( عليهم السلام ) : وغير ذلك، وأحببت أن أثبت في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمّي وصرت إلي منزله، وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب، فجلست ناحية وأنا متفكّر في طلب الإذن عليه، وبالباب جماعة جلوس يتحدّثون، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه، إذ أنا بغلام قد خرج من الدار، في يده كتاب، فنادي أيّكم الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس البغداديّ؟

فقمت إليه فقلت: أنا الحسن بن عليّ، فما حاجتك؟

فقال: هذا الكتاب أُمرت بدفعه إليك، فهاك خذه، فأخذته، وتنحّيت ناحية فقرأته، فإذاً واللّه فيه جواب مسألة مسألة، فعند ذلك قطعت عليه، وتركت الوقف. (2)

4 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: بعث إليّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) غلامه ومعه رقعة فيها: إبعث إليّ بثوب من ثياب موضع كذا، وكذا، من ضرب كذا.

فكتبت إليه وقلت للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة، وما أعرف هذإب ؤك ش الضرب من الثياب، فأعاد الرسول إليّ وقال: فاطلبه.

ص:323


1- الكافي: 491/1 ح 10. يأتي الحديث بتمامه في رقم 486.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2448.

فأعدت إليه الرسول وقلت: ليس عندي من هذا الضرب شي ء، فأعاد إليّ الرسول: اطلبه، فإنّه عندك منه...فوجدته في سفط تحت الثياب كلّها فحملته إليه.(1)

5 - الشيخ الصدوق :...عمير بن يزيد قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) فقال: إنّي جعلت علي نفسي، أن لا يظلّني وإيّاه سقف بيت.

فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبرّ والصلة، ويقول هذا لعمّه، فنظر إليّ فقال: هذا من البرّ والصلة،...(2)

6 - الشيخ الصدوق : روي أنّه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم، الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! جئتك في سرّ، فاخل لي المجلس، فأخرج الفضل يميناً مكتوبة بالعتق والطلاق، وما لا كفّارة له، وقالا له: إنّما جئناك لنقول كلمة حقّ وصدق، وقد علمنا أنّ الإمرة إمرتكم، والحقّ حقّكم يا ابن رسول اللّه! والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا، وإلّا ينعتق ما نملك، والنساء طوالق، وعليّ ثلاثون حجّة راجلاً أنا، علي أن نقتل المأمون، ونخلّص لك الأمر، حتّي يرجع الحقّ إليك.

فلم يسمع منهما، وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة! فلا تكون لكما السلامة، ولا لي إن رضيت بما قلتما.

فلمّا سمع الفضل ذلك منه مع هشام، علما أنّهما أخطئا، فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا ( عليه السلام ) : أردنا بما فعلنا أن نجرّبك.

فقال لهما الرضا ( عليه السلام ) : كذبتما، فإنّ قلوبكما علي ما أخبرتماني به، إلّا أنّكما لم تجداني

ص:324


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 229/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2449.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 130.

كما أردتما.

فلمّا دخلا علي المأمون قالا: يا أميرالمؤمنين! إنّا قصدنا الرضا ( عليه السلام ) وجرّبناه، وأردنا أن نقف ما يضمره لك ...(1)

7 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألني العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث، أن أسأل الرضا ( عليه السلام ) أن يحرق كتبه إذا قرأها، مخافة أن تقع في يد غيره!

قال الوشّاء: فابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب قبل أن أسأله أن يحرق كتبه، فيه: أعلم صاحبك، أنّي إذا قرأت كتبه إليّ حرّقتها. (2)

8 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضيل الصيرفيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسألته عن أشياء، وأردت أن أسأله عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأغفلته...فإذا رسول للرضا ( عليه السلام ) أتي، وكان معه رقعة فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم...سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عندي.

(3)

9 - الراونديّ :...الحسن بن عليّ بن يحيي قال: زوّدتني جارية لي ثوبين ملحّمين وسألتني أن أُحرم فيهما...فلمّا صرت بمكّة كتبت كتاباً إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحّم؟

ص:325


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2 ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 767.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2 ح 33. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2473.
3- الخرائج والجرائح: 663/2 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2522.

فلم ألبث أن جاءني الجواب بكلّ ما سألته عنه...(1)

10 - الراونديّ : إنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: إنّي كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، وأشكّ في الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهمّ (المسائل) إليّ، فجاء الجواب عن جميعها ثمّ قال ( عليه السلام ) : وقد نسيت ما كان أهمّ المسائل عندك.

فاستبصرت...ثمّ بعث إليّ مركوباً في آخر يوم، فخرجت إليه وصلّيت معه العشائين، وقعد يملي عليّ من العلوم إبتداءاً وأسأله فيجيبني إلي أن مضي كثير من الليل ثمّ قال للغلام: هات الثياب التي أنام فيها لينام أحمد البزنطيّ فيها.

قال: فخطر ببالي أن ليس في الدنيا من هو أحسن حالاً منّي، بعث الإمام بمركوبه إليّ، وقعد إليّ، ثمّ أمر لي بهذا الإكرام!

وكان ( عليه السلام ) قد اتّكأ علي يديه لينهض، فجلس وقال: يا أحمد! لاتفخر علي أصحابك بذلك...(2)

11 - ابن شهرآشوب : سليمان الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...فقلت في نفسي: ينبغي أن يكونوا أنبياء، فترك الناس ثمّ التفت إليّ فقال: ياسليمان! إنّ الأئمّة حلماء، علماء، يحسبهم الجاهل أنبياء، وليسوا أنبياء. (3)

12 - الحافظ رجب البرسيّ: إنّ رجلاً من الواقفة جمع مسايل مشكلة في

ص:326


1- الخرائج والجرائح: 357/1 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2446.
2- الخرائج والجرائح: 662/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 644.
3- المناقب: 334/4 س 22. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 995.

طومار، وقال في نفسه: إن عرف معناه فهو وليّ الأمر، فلمّا أتي الباب، وقف ليخفّ الناس من المجلس، فخرج إليه خادم وبيده رقعة فيها جواب مسألة بخطّ الإمام ( عليه السلام ) فقال له الخادم: أين الطومار؟ فأخرجه فقال له: يقول لك وليّ اللّه: هذا جواب ما فيه، فأخذه ومضي.(1)

13 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق... فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكي ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان(لعنه اللّه) في خلدي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا.

فقال ( عليه السلام ) : اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد...(2)

الثاني - إخباره بالوقائع الماضية:

1 - الصفّار : حدّثنا معاوية بن حكم، عن سيلمان بن جعفر الجعفريّ (3) قال: كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) بالحمراء في مشربة مشرفة علي البردة (4)، والمائده بين أيدينا، إذا رفع رأسه فرأي رجلاً مسرعاً فرفع يده من الطعام، فما لبث أن جاء فصعد إليه، فقال: البشري! جعلت فداك، مات الزبيريّ، فأطرق إلي الأرض وتغيّر لونه، واصفرّ وجهه، ثمّ رفع رأسه فقال: إنّي أصبته قد ارتكب في ليلته هذه ذنباً

ص:327


1- مشارق أنوار اليقين: 96 س 11. يأتي الحديث أيضاً في ف 8 رقم 2547.
2- إثبات الوصيّة: 235، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 805.
3- تأتي ترجمته في (وضوء الرضا7).
4- في المدينة: «علي الأرض».

ليس بأكبر ذنوبه!

قال: واللّه (1) ( مِّمَّا خَطِيَتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا) (2) ثمّ مدّ يده

فأكل، فلم يلبث أن جاء رجل مولي له: [فقال له:] جعلت فداك، مات الزبيريّ.

فقال: وما كان سبب موته؟

فقال: شرب الخمر البارحة، فغرق فيه فمات.

(3)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن أحمد بن هلال، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن سنان، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في أيّام هارون: إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، وجلست مجلس أبيك، وسيف هارون يقطر الدم.

فقال ( عليه السلام ) : جرّأني علي هذا ما قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة، فاشهدوا أنّي لست بنبيّ، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة، فاشهدوا أنّي لست بإمام. (4)

ص:328


1- في الخرائج: قال اللّه تعالي:.
2- نوح: 25/71.
3- بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 267 ح 12. عنه البحار: 46/49 ح 42، ومدينة المعاجز: 36/7 ح 2134. الخرائج والجرائح: 727/2 ح 31، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 303/3 ح 148، ونور الثقلين: 427/5 ح 26. قطعة منه في (سورة نوح: 25/71).
4- الكافي: 214/8 ح 371. عنه البحار: 115/49 ح 7، ومدينة المعاجز: 257/7 ح 2308، وإثبات الهداة: 240/1 ح 51، قطعة منه، و253/3 ح 23، والوافي: 178/2 ح 631، و816/3 ح 1423. المناقب لابن شهرآشوب: 339/4 س 23. عنه البحار: 59/49 ضمن ح 74، ومدينة المعاجز: 227/7 ح 2280. الأنوار البهيّة: 217 س 10، قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

3 - ابن حمزة الطوسيّ : عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: خرجت بعد مضيّ أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت قرب المدينة قلت لمقاتل بن مقاتل: غداً تدخل علي هذا الرجل؟

قال: وأيّ رجل؟ قلت: عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

قال: واللّه لاتفلح أبداً، لِمَ لاتقول هو حجّة اللّه؟...

قال الحسين بن عمر: فلمّا كان من الغد مضيت فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالغداة فقال: مرحباً بك يا حسين!...ثمّ قال: يا حسين! - بعد ما سكت هنيئة - رجل معك يقال له: مقاتل بن مقاتل؟

قلت: جعلت فداك هو من مواليك.

فقال لي: قل له أصبت فالزم...(1)

4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي، عن أبي حبيب البناجيّ (2) أنّه قال: رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام وقد وافي البناج، (3) ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه، ووجدت عنده طبقاً من خَوص (4)نخل المدينة فيه تمر صيحانيّ فكأنّه قبض قبضة

ص:329


1- الثاقب في المناقب: 493 ح 423. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1072.
2- في بعض المصادر: النباجي.
3- في بعض المصادر: النباج، - وهو الصحيح - منزل لحجّاج البصرة، معجم البلدان: 255/5.
4- الخَوص: ورق النخل. المنجد: 199.

من ذلك التمر فناولني منه، فعدّدته فكان ثمانية عشرة تمرة، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة، فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة حتّي جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحانيّ، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر، فعدّدته فإذا عدده مثل ذلك التمر الذي ناولني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت له: زدني منه يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال ( عليه السلام ) : لو زادك رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لزدناك. (1)

ص:330


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 210/2 ح 15. عنه مدينة المعاجز: 43/7 ح 2143. عنه وعن الإعلام، البحار: 35/49 ح 15، وإثبات الهداة: 266/3 ح 53. كشف الغمّة: 313/2 س 9. مجمع البيان: 205/3 س 18، أشار إلي مضمونه. عنه نور الثقلين: 407/2 س 5، وإثبات الهداة: 297/3 ح 130، أشار إلي مضمونه. إثبات الوصيّة: 211 س 15، بتفاوت وزيادة في ذيل الحديث: وأقام يومه ورحل يراد به خراسان علي طريق البصرة والأهواز وفارس وكرمان. إعلام الوري: 54/2 س 1. نور الأبصار: 322 س 5. الثاقب في المناقب: 483 ح 412، بتفاوت. دلائل الإمامة: 367 ح 321، بتفاوت. عنه وعن الاعلام، مدينة المعاجز: 45/7 ح 2144. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 14. ينابيع المودّة: 121/3 س 7، بتفاوت يسير. الصواعق المحرقة: 204 س 27. عنه مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) : : 281 س 5، وإثبات الهداة: 316/3 س 1. المناقب لابن شهر آشوب: 342/4، س 2. عنه مستدرك الوسائل: 374/12 ح 14334، والبحار: 118/49 ح 5.

5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد (1) بن هشام المكتّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن يحيي بن بشّار قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بعد مضيّ أبيه ( عليه السلام ) فجعلت أستفهمه بعض ما كلّمني به فقال لي: نعم! يا سماع، فقلت: جعلت فداك، كنت واللّه أُلقّب بهذا في صباي وأنا في الكتّاب، قال: فتبسّم في وجهي. (2)

6 - الراونديّ : روي عن الوشّاء قال: لدغتني عقرب، فأقبلت أقول: يا رسول اللّه! يا رسول اللّه! فأنكر السامع وتعجّب من ذلك.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : مه، فواللّه! لقد رأي رسول اللّه.

قال: وقد كنت رأيت في النوم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا، واللّه! ما كنت أخبرت به أحداً.

(3)

7 - أبو نصر الطبرسيّ : عن إبراهيم بن نظّام قال: أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج الحارّ حتّي نضج، ثمّ حشوه بالثلج بعد ذلك، فتخلخلت أسناني وأضراسي، فرأيت الرضا ( عليه السلام ) في النوم فشكوت إليه ذلك.

فقال ( عليه السلام ) : استعمل السُعد فإنّ أسنانك تثبت، فلمّا حمل إلي خراسان...ذكرت له

ص:331


1- في المصدر: الحسين بن أحمد بن إبراهيم. ولكن الصحيح ما أثبتناه من معجم رجال الحديث: 174/5، رقم 3242.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 21. عنه مدينة المعاجز: 71/7 ح 2172، والبحار: 37/49 ح 19.
3- الخرائج والجرائح: 364/1 ح 20. عنه البحار: 52/49 ح 59. كشف الغمّة: 305/2 س 18. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 162. الصراط المستقيم: 197/2 ح 14، بتفاوت.

حالي...فقال ( عليه السلام ) : وأنا آمرك به في اليقظة، فاستعملته فقويت أسناني وأضراسي كما كانت.

(1)

8 - الإربليّ : عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: قال فلان بن (2)

محرز: بلغنا أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ، كان إذا أراد أن يعاود أهله للجماع توضّأ وضوء الصلاة وأحبّ أن تسأل أبا الحسن الثاني عن ذلك قال الوشّاء: فدخلت عليه فابتدأني من غير أن أسأله فقال: كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) إذا جامع وأراد أن يعاود، توضّأ وضوء الصلاة، وإذا أراد أيضاً توضّأ للصلاة.

فخرجت إلي الرجل فقلت: قد أجابني عن مسألتك من غير أن أسأله. (3)

9 - الحافظ رجب البرسيّ: من كرامته ( عليه السلام ) أنّ أبا نواس مدحه بأبيات، فأخرج له رقعة فيها تلك الأبيات، فتحيّر أبو نواس وقال: واللّه! يا وليّ اللّه! ماقالها أحد غيري، ولا سمعها أحد سواك.

فقال ( عليه السلام ) : صدقت، ولكن عندي في الجفر والجامعة، أنّك تمدحني بها.

(4)

الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال:

ص:332


1- مكارم الأخلاق: 181 س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2365.
2- تأتي ترجمته بعنوان حسن بن عليّ بن بنت إلياس في (تلاوة الرضا ( عليه السلام ) القرآن عند وفاته).
3- كشف الغمّة: 302/2 س 12. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80، و305/77 ح 13، و295/100 ح 50، ووسائل الشيعة: 385/1 ح 1018، وإثبات الهداة: 306/3 ح 157. قطعة منه في (وضوء الصادق ( عليه السلام ) عند العود إلي أهله).
4- مشارق أنوار اليقين: 96 س 26. تقدّم الحديث أيضاً في (عنده ( عليه السلام ) الجفر والجامعة).

دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضي علي إمامته بالكوفة.

فقلت له: عجّلت! فقال: عندي في ذلك برهان وعلم...

ثمّ قال (الرضا ( عليه السلام ) ): ما فعل صاحبك؟

فقلت: من؟ قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه، الطويل اللحية، الأقني الأنف؟ وقال: أما إنّي ما رأيته، ولادخل عليّ، ولكنّه آمن وصدّق، فاستوص به...(1)

2 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته.

ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال: «اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية ...»

قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي: فما استتمّ مولاي دعاءه حتّي وقعت الرجفة في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة والصيحة، واستفحلت النعرة، وثارت الغبرة، وهاجت القاعة، فلم أزائل مكاني إلي أن سلّم مولاي ( عليه السلام ) ، فقال

ص:333


1- رجال الكشّيّ: 614 رقم 1146. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 285.

لي: يا أبا الصلت! اصعد السطح فإنّك ستري امرأة بغيّة غثّة رثّة، مهيّجة الأشرار، متّسخة الأطمار، يسمّيها أهل هذه الكورة سمانة، لغباوتها وتهتّكها، وقد أسندت مكان الرمح إلي نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها حمراء إلي طرفه مكان اللواء، فهي تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام إلي قصر المأمون، ومنازل قوّاده، فصعدت السطح فلم أر إلّا نفوساً تزعزع بالعصي، وهامات ترضخ بالأحجار.

ولقد رأيت المأمون متدرّعاً، قد برز من قصر شاهجان متوجّهاً للهرب، فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام قد رمي من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة، فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقّت جلد هامّته

فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك! هذا أميرالمؤمنين!

فسمعت سمانة تقول: اسكت، لا أُمّ لك! ليس هذا يوم التميّز والمحابات، ولايوم إنزال الناس علي طبقاتهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين لما سلّط ذكور الفجّار علي فروج الأبكار ...(1)

الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية:

1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟

قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة ... وليس كلّ ما طلب وجد، ثمّ قال: إنّك ستعمر،

ص:334


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 795.

فعاش مائة سنة. (1)

2 - الشيخ الصدوق :...أبي محمّد المصريّ قال: قدم أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) فكتبت إليه أسأله الإذن في الخروج إلي مصر أتّجر إليها؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: أقم ما شاء اللّه.

قال: فأقمت سنتين، ثمّ قدم الثالثة، فكتبت إليه أستأذنه؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اخرج مباركاً لك، صنع اللّه لك، فإنّ الأمر يتغيّر.

قال: فخرجت فأصبت بها خيراً، ووقع الهرج ببغداد، فسلمت من تلك الفتنة. (2)

3 - الشيخ الصدوق :...موسي بن عمر بن بزيع قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) ، أُعلمه ذلك، وأسأله أن يدعو اللّه تعالي أن يجعل ما في بطونهما ذكرين، وأن يهب لي ذلك.

قال: فوقّع ( عليه السلام ) : أفعل إن شاء اللّه تعالي، ثمّ ابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب مفرد نسخته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرةبرحمته، الأُمور بيد اللّه عزّوجلّ، يمضي فيها مقاديره علي ما يحبّ، يولد لك غلام وجارية إن شاء اللّه تعالي، فسمّ الغلام محمّداً، والجارية فاطمة، علي بركة اللّه تعالي.

قال: فولد لي غلام وجارية، علي ما قاله ( عليه السلام ) . (3)

4 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي

ص:335


1- رجال الكشّيّ: 604 رقم 1123. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 5 رقم 1668.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 41. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2412.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 218/2 ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2526.

بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة...فقال ال رضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه...فقلت: ومتي تقدم عليهم؟

قال ( عليه السلام ) : بعد ثلاثة أيّام من وصولك، ودخولك البصرة....

فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه...

ثمّ نظر الرضا ( عليه السلام ) إلي ابن هذّاب فقال: إن أنا أخبرتك أنّك ستبتلي في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك، أكنت مصدّقاً لي؟

قال: لا، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللّه تعالي.

قال ( عليه السلام ) : أوليس اللّه يقول: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ ) (1) فرسول اللّه عند اللّه مرتضي، ونحن ورثة

ذلك الرسول الذي اطّلعه اللّه علي ما شاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلي يوم القيامة، وإنّ الذي أخبرتك به ياابن هذّاب! لكائن إلي خمسة أيّام، فإن لم يصحّ ما قلت لك في هذه المدّة فإنّي كذّاب مفتر، وإن صحّ فتعلم أنّك الرادّ علي اللّه وعلي رسوله.

ولك دلالة أُخري أما إنّك ستصاب ببصرك، وتصير مكفوفاً فلا تبصر سهلاً ولا جبلاً، وهذا كائن بعد أيّام.

ولك عندي دلالة أُخري: إنّك ستحلف يميناً كاذبة فتضرب بالبرص.

قال محمّد بن الفضل: فواللّه لقد نزل ذلك كلّه بابن هذّاب....

قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا ( عليه السلام ) في وقت منصرفه

ص:336


1- الجنّ: 26/72 و 27.

من البصرة، أن قال لي: صر إلي الكوفة، فاجمع الشيعة هناك، وأعلمهم أنّي قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.

فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قادم عليهم.

فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا ( عليه السلام ) ، فعلمت أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد قدم، فبادرت إلي دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار، فسلّمت عليه...(1)

5 - الراونديّ : قال عليّ بن الحسين بن يحيي: كان لنا أخ يري رأي الإرجاء يقال له: عبد اللّه، وكان يطعن علينا، فكتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكوا إليه وأسأله الدعاء، فكتب ( عليه السلام ) إليّ: ستري حاله إلي ما تحبّ، وأنّه لن يموت إلّا علي دين اللّه، وسيولد له من أُمّ ولد له - فلانة - غلام.

قال عليّ بن الحسين بن يحيي: فما مكثنا إلّا أقلّ من سنة حتّي رجع إلي الحقّ،فهو اليوم خير أهل بيتي، وولد له بعد - كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) - من أُمّ ولده تلك غلام.(2)

6 - الحميريّ :...الحسن بن الجهم قال: وكتب إليّ بعد ما انصرفت من مكّة في صفر: يحدث إلي أربعة أشهر قبلكم حدث.

فكان من أمر محمّد بن إبراهيم، وأمر أهل بغداد، وقتل أصحاب زُهَير وهزيمتهم.(3)

7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض

ص:337


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.
2- الخرائج والجرائح: 358/1 ح 12. يأتي الحديث أيضاً في ف 8 رقم 2482.
3- قرب الإسناد: 393 ح 1375. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2437.

أصحابه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه خرج من المدينة في السنة التي حجّ فيها هارون يريد الحجّ، فانتهي إلي جبل عن يسار الطريق - وأنت ذاهب إلي مكّة - يقال له: فارع، فنظر إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) ثمّ قال: باني فارع وهادمه يقطع إرباً إرباً، فلم ندر ما معني ذلك فلمّا ولّي، وافي هارون ونزل بذلك الموضع، صعد جعفر بن يحيي ذلك الجبل، وأمر أن يبني له ثَمَّ مجلسٌ، فلمّا رجع من مكّة، صعد إليه فأمر بهدمه، فلمّا انصرف إلي العراق، قطع إرباً إرباً.(1)

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثني إسحاق بن موسي قال: لمّا خرج عمّي محمّد بن جعفر بمكّة ودعا إلي نفسه، ودعي بأمير المؤمنين وبويع له بالخلافة، ودخل عليه الرضا ( عليه السلام ) وأنا معه فقال له: ياعمّ! لاتكذّب أباك ولاأخاك، فإنّ هذا أمر لايتمّ.

ثمّ خرج وخرجت معه إلي المدينة، فلم يلبث إلّا قليلاً حتّي أتي الجلوديّ فلقيه فهزمه، ثمّ استأمن إليه، فلبس السواد وصعد المنبر، فخلع نفسه وقال: إنّ هذا الأمر للمأمون، وليس لي فيه حقّ ثمّ أخرج إلي خراسان فمات بجرجان (2)، (3).

ص:338


1- الكافي: 488/1 ح 5. عنه مدينة المعاجز: 15/7 ح 2111، واثبات الهداة: 250/3 ح 15، والوافي: 818/3 ح 1426. إرشاد المفيد: 309 س 5. عنه البحار: 56/49 ح 70. كشف الغمّة: 274/2 س 15. الثاقب في المناقب: 498 ح 430. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 14، بتفاوت.
2- في كشف الغمّة فمات بمرو.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 207/2 ح 8. عنه مدينة المعاجز: 56/7 ح 2157، والبحار: 246/47 ح 5. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 32/49 ح 8، وإثبات الهداة: 264/3 ح 46. كشف الغمّة: 300/2 س 16، مرسلاً وبتفاوت يسير. قطعة منه في (أحوال عمّه محمّد بن جعفر).

9 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن صفوان بن يحيي قال: لمّا مضي أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وتكلّم الرضا ( عليه السلام ) خفنا عليه من ذلك فقلت له: إنّك قد أظهرت أمراً عظيماً، وإنّا نخاف من هذا الطاغي!

فقال ( عليه السلام ) : ليجهد جهده فلا سبيل له عليّ.

قال صفوان: فأخبرنا الثقة أنّ يحيي بن خالد قال للطاغي: هذا عليّ ابنه قد قعد وادّعي الأمر لنفسه.

فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه! تريد أن نقتلهم جميعاً، ولقد كانت البرامكة مبغضين علي بيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مظهرين لهم العداوة.(1)

10 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه،

ص:339


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 4. عنه مدينة المعاجز: 106/7 ح 2210. الكافي: 487/1 ح 2، مختصراً. عنه مدينة المعاجز: 12/7 ح 2108، والوافي: 816/3 ح 1422. عنه وعن العيون، إثبات الهداة: 250/3 ح 12. إرشاد المفيد: 308 س 5، مختصراً. عنه وعن العيون، البحار: 113/49 ح 2. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 245 س 15. كشف الغمّة: 273/2 س 12، و315 س 8. إعلام الوري: 60/2 س 8. إثبات الوصيّة: 207 س 3، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 19، مختصراً، و369 س 17، قطعة منه. نور الأبصار: 322 س 20، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 313/3 س 6. عيون المعجزات: 110 س 17، بتفاوت.

عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حفص، عن حمزة بن جعفر الأرجانيّ قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الرضا ( عليه السلام ) من باب.

فقال الرضا ( عليه السلام ) وهو يعتبر لهارون: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء بطوس، ياطوس! يا طوس! ستجمعني وإيّاه. (1)

11 - الشيخ الصدوق :...عن أبي مسروق قال: دخل علي الرضا جماعة من الواقفة، فيهم عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار، والحسين بن مهران، والحسن بن أبي سعيد (2) المكاريّ، فقال له عليّ بن أبي حمزة: جعلت فداك، أخبرنا عن أبيك ( عليه السلام ) ما حاله؟ فقال ( عليه السلام ) له: إنّه قد مضي.

فقال له: فإلي من عهد؟ فقال ( عليه السلام ) : إليّ....

فقال له: أما تخاف هؤلاء علي نفسك؟ فقال: لو خفت عليها كنت عليها معيناً، إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاه أبو لهب فتهدّده، فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذّاب. فكانت أوّل آية نزع بها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهي أوّل آية

ص:340


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2 ح 24. عنه مدينة المعاجز: 77/7 ح 2175، وإثبات الهداة: 271/3 ح 62، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 25، بتفاوت. عنه البحار: 115/49 ضمن ح 6. كشف الغمّة: 315/2 س 6. إعلام الوري: 59/2 س 11. الثاقب في المناقب: 492 ح 420. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 5، بتفاوت. نور الأبصار: 323 س 16، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 15. قطعة منه في (مدفنه).
2- في البحار ومدينة المعاجز: الحسين.

أنزع لكم إن خدشت خدشة من قبل هارون فأنا كذّاب... (1)

12 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدّثني محول السجستانيّ قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان (2)

كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودّع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فودّعه مراراً، كلّ ذلك يرجع إلي القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه، فردّ السلام وهنّأته فقال ( عليه السلام ) : زرني فإنّي أخرج من جوار جدّي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأموت في غربة، وأدفن في جنب هارون.

قال: فخرجت متّبعاً لطريقه حتّي مات بطوس ودفن إلي جنب هارون.(3)

13 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن موسي بن مهران قال: رأيت (4)

عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مسجد المدينة وهارون يخطب فقال: أترونني وإيّاه؟ ندفن في بيت واحد. (5)

ص:341


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 213/2 ح 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 734.
2- في البحار وإثبات الهداة: مخول.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 217/2 ح 26. عنه مدينة المعاجز: 79/7 ح 2177، والبحار: 117/49 ح 2، وإثبات الهداة: 272/3 ح 64، والأنوار البهيّة: 222 س 12. قطعة منه في (مدفنه) و(وداعه قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قبل خروجه من المدينة إلي خراسان).
4- في الفصول المهمّة ونور الأبصار: موسي بن عمران.
5- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 157/7 ح 2247، والبحار: 286/49 ح 8. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 278/3 ح 86. كشف الغمّة: 303/2 س 17. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80. إثبات الوصيّة: 209 س 6، وفيه: عن محمّد بن أبي يعقوب، عن موسيبن مهران قال: رأيت علي بن موسي ( عليهماالسلام ) ، ... فقال: تروني أنّي وإيّاه ندفن في بيت واحد، وأنّه لا يحجّ بعده أحد من هذا البيت. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 246 س 3، بتفاوت يسير. نور الأبصار: 323 س 19. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 9. عيون المعجزات: 111 س 11، عن محمّد بن عيسي، مرفوعاً إلي محمّد بن مهران، كما أورده المسعودي في إثبات الوصيّة.

14 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) عن عمّه محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني محمّد بن عليّ القرشيّ، عن محمّد بن الفضيل قال: أخبرني من سمع الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلي هارون بمني أو بعرفات فقال: أنا وهارون هكذا، وضمّ بين إصبعيه فكنّا لا ندري ما يعني بذلك حتّي كان من أمره بطوس ما كان، فأمر المأمون بدفن الرضا ( عليه السلام ) إلي جنب هارون.

(1)

15 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار قال: حدّثني أبي، وسعد بن عبد اللّه جميعاً عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن عبد الصمد بن عبيد اللّه، عن محمّد بن الأثرم، وكان علي شرطة محمّد بن سليمان العلويّ بالمدينة أيّام أبي السرايا، قال: اجتمع عليه أهل بيته وغيرهم من قريش، فبايعوه وقالوا له: لو بعثت إلي أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) كان معنا، وكان أمرنا واحداً.

فقال محمّد بن سليمان: اذهب إليه فاقرأه السلام، وقل له: إنّ أهل بيتك اجتمعوا

ص:342


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 156/7 ح 2245، والبحار: 286/49 ح 9، وإثبات الهداة: 278/3 ح 87. قطعة منه في (مدفنه) و(أحواله ( عليه السلام ) مع هارون).

وأحبّوا أن تكون معهم، فإن رأيت أن تأتينا فافعل.

قال: فأتيته وهو بالحمراء، فأدّيت ما أرسلني به إليه، فقال: اقرأه منّي السلام وقل له: إذا مضي عشرون يوماً أتيتك.

قال: فجئته فأبلغته ما أرسلني به، فمكثنا أيّاماً، فلمّا كان يوم ثمانية عشر جاءنا ورقاء قائد الجلوديّ فقاتلنا وهزمنا، وخرجت هارباً نحو الصورين(1)، فإذا هاتف يهتف بي: يا أثرم! فالتفتّ إليه، فإذا أبو الحسن ( عليه السلام ) وهو يقول: مضت العشرون، أم لا؟

وهو (2)محمّد بن سليمان بن داود بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : (3).

16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ رحمه اللّه قال: حدّثني أبي، وعليّ بن محمّد بن ماجيلويه جميعاً، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن الحسين بن موسي بن جعفر بن محمّد العلويّ قال: كنّا حول أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ونحن شبّان من بني هاشم، إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلويّ، وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا إلي بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر، فقال الرضا ( عليه السلام ) : لترونه عن قريب كثير المال، كثير التبع.

(4)

فما مضي إلّا شهر أو نحوه، حتّي ولّي المدينة وحسنت حاله، فكان يمرّ بنا ومعه الخصيان والحشم.

ص:343


1- الصوران: موضع بقرب المدينة.
2- أي هذا المبائع المنهزم من قائد الجلوديّ.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 207/2 ح 9. عنه مدينة المعاجز: 57/7 ح 2158، والبحار: 220/49 ح 7، وإثبات الهداة: 264/3 ح 47.
4- في الفصول المهمّة: سترونه عن قريب كثير المال، كثير الخدم.

وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : .

(1)

17 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي ال عطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق الكوفيّ، عن عمّه أحمد بن عبد اللّه بن حارثة الكرخيّ قال: كان لايعيش لي ولد، وتوفّي لي بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فخرج إليّ وهو متّزر بإزار مورّد، فسلّمت عليه وقبّلت يده وسألته عن مسائل، ثمّ شكوت إليه بعد ذلك ما ألقي من قلّة بقاء الولد فأطرق طويلاً ودعا مليّاً ثمّ قال لي: إنّي لأرجو أن تنصرف، ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولد، وتمتّع بهم أيّام حياتك، فإنّ اللّه تعالي إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل، وهو علي كلّ شي ء قدير.

قال: فانصرفت من الحجّ إلي منزلي فأصبت أهلي ابنة خالي حاملاً، فولدت لي غلاماً سمّيته إبراهيم، ثمّ حملت بعد ذلك فولدت لي غلاماً سمّيته محمّداً وكنّيته بأبي الحسن، فعاش إبراهيم نيّفاً وثلاثين سنة، وعاش أبو الحسن أربع وعشرين سنة ثمّ إنّهما اعتلّا جميعاً وخرجت حاجّاً وانصرفت وهما عليلان، فمكثا بعد قدومي

ص:344


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 208/2 ح 11. عنه مدينة المعاجز: 61/7 ح 2162، والبحار: 220/49 ح 8، وإثبات الهداة: 265/3 ح 49. المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 2، باختصار. عنه وعن العيون، البحار: 33/49 ح 11. إعلام الوري: 56/2 س 4. الثاقب في المناقب: 486 ح 414. كشف الغمّة: 314/2 س 4. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 8، بتفاوت. نور الأبصار: 323، س 6، بتفاوت. عنه وعن كتاب مفتاح النجا وكتاب أخبار الدول وآثار الأول، إثبات الهداة: 315/3 س 15.

شهرين، ثمّ توفّي إبراهيم في أوّل الشهر، وتوفّي محمّد في آخر الشهر، ثمّ مات بعدهما بسنة ونصف، ولم يكن يعيش له قبل ذلك ولد إلّا أشهر.

(1)

18 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبّاد قال: قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : ندخل بغداد إن شاء اللّه تعالي، فنفعل كذا وكذا.

فقال ( عليه السلام ) له: تدخل أنت بغداد يا أميرالمؤمنين! فلمّا خلوت به قلت له: إنّي سمعت شيئاً غمّني وذكرته له فقال: يا حسين! وما أنا وبغداد! لا أري بغداد ولاتراني.

(2)

19 - الشيخ المفيد : ذكر المدائنيّ عن رجاله، قال: لمّا جلس الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) في الخلع بولاية العهد...فذكر عن بعض من حضر ممّن كان يختصّ بالرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم، فنظر إليّ وأنا مستبشر بما جري، فأومأ إليّ أن ادن، فدنوت منه فقال لي من حيث لايسمعه غيري: لاتشغل قلبك بهذا الأمر، ولاتستبشر له، فإنّه شي ء لايتمّ.

(3)

20 - الشيخ المفيد :...ابن أبي نصر البزنطيّ قال: قال لي النجّاشيّ: من

ص:345


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 42. عنه مدينة المعاجز: 92/7 ح 2196، والبحار: 43/49 ح 34، وإثبات الهداة: 276/3 ح 79، ووسائل الشيعة: 32/5 ح 5819، قطعة منه. قطعة منه في (استجابة دعائه ( عليه السلام ) ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 224/2 ح 1. عنه إثبات الهداة: 277/3 ح 83، مختصراً، والبحار: 285/49 ح 7. قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع المامون).
3- الإرشاد: 312 س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 752.

الإمام بعد صاحبك؟... فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فأخبرته قال: فقال لي: الإمام ابني ثمّ قال: هل يجتري ء أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟

ولم يكن ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فلم تمض الأيّام حتّي ولد ( عليه السلام ) .

(1)

21 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.

(2)

الخامس - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء، قال: أتيت خراسان - وأنا واقف - فحملت معي متاعاً وكان معي ثوب وَشْي (3) في بعض الرزم (4) ولم أشعر به ولم أعرف مكانه، فلمّا قدمت مرو ونزلت في بعض منازلها لم أشعر إلّا ورجل مدنيّ من بعض مولّديها، فقال لي: إنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول لك: ابعث إليّ الثوب الوشي الذي عندك؟

قال: فقلت: ومن أخبر أبا الحسن بقدومي وأنا قدمت آنفاً وما عندي ثوب وَشْي! فرجع إليه وعاد إليّ فقال: يقول لك: بلي، هو في موضع كذا و كذا، ورزمته كذا

ص:346


1- الإرشاد: 318 س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1103.
2- كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800. يأتي الحديث أيضاً في رقم 474.
3- الوشي: نقش الثوب، ويكون من كلّ لون. المعجم الوسيط: 1036.
4- الرِزْم، الرِزمة: ما جمع في شي ء واحد. يقال: رِزْمة ثياب، ورزمة ورق. المعجم الوسيط: 342.

وكذا، فطلبته حيث قال، فوجدته في أسفل الرِزمة، فبعثت به إليه. (1)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...إسحاق صاحب الحيتان، قال: خرجنا بسمك نتلقّي به أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقد خرجنا من المدينة، وقد قدم هو من سفرله (2)، فقال: ويحك يا فلان! لعلّ معك سمكاً!

( في التهذيب: قدم هو من سَبالة.

فقلت: نعم، يا سيّدي! جعلت فداك.

فقال ( عليه السلام ) : انزلوا، ثمّ قال: ويحكم! لعلّه زهو؟

قال: قلت: نعم، فأريته. فقال: اركبوا لاحاجة لنا فيه...(3)

3 - الشيخ الصدوق :...موسي بن مهران أنّه كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يسأله أن يدعو اللّه لابن له!

فكتب ( عليه السلام ) إليه: وهب اللّه لك ذكراً صالحاً، فمات ابنه ذلك وولد له ابن. (4)

4 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن عبداللّه بن الأفطس، قال: دخلت علي المأمون فقرّبني وحيّاني، ثمّ قال: رحم اللّه الرضا ( عليه السلام ) ، ما كان أعلمه! لقد أخبرني بعجب سألته ليلة، وقد بايع له الناس.

فقلت: جعلت فداك! أري لك أن تمضي إلي العراق وأكون خليفتك بخراسان.

فتبسّم ثمّ قال: لا، لعمري! ولكن من دون خراسان بدرجات، إنّ لنا هنا مكثاً،

ص:347


1- الكافي: 354/1 ح 12. عنه البحار: 68/49 ح 90، وإثبات الهداة: 248/3 ح 8، ومدينة المعاجز: 30/7 ح 2128، والوافي: 176/2 ح 628.
2- وهو موضع بقرب المدينة).
3- الكافي: 221/6 ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 5 رقم 1788.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 38. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2528.

ولست ببارح حتّي يأتيني الموت، ومنها المحشر لامحالة.

فقلت له: جعلت فداك! وما علمك بذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : علمي بمكاني كعلمي بمكانك.

قلت: وأين مكاني أصلحك اللّه؟

فقال ( عليه السلام ) : لقد بعدت الشقّة بيني وبينك، أموت بالمشرق، وتموت بالمغرب...(1)

السادس - إخباره بمجيي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه:

1 - ابن الصبّاغ : قال هرثمة بن أعين...طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام... فقال لي: اعلم يا هرثمة!...اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت...فإنّه يأتيكم رجل عربيّ ملثم علي ناقة له مسرع من جهة الصحراء، عليه وعثاء السفر فينيخ راحلته وينزل عنها، فيصلّي عليّ وصلّوا معه عليّ...(2)

السابع - إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه:

1 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه.

ص:348


1- الغيبة: 73 ح 80. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 786.
2- الفصول المهمّة: 261 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 454.

فقال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمي به.

ثمّ قال: سيحفر لي هيهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلي أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة فإن أبوا إلّا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللّه سيوسّعه مايشاء فإذا فعلوا ذلك فإنّك تري عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينبع الماء حتّي يمتلي اللحد، وتري فيه حيتاناً صغاراً ففتّ لها الخبز الذي أُعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي ء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّي لايبقي منها شي ء، ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك علي الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقي منه، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون...(1)

2 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن معلّي بن محمّد، عن مسافر، قال: لمّا أراد هارون بن المسيّب أن يواقع محمّد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : اذهب إليه وقل له: لاتخرج غداً، فإنّك

ص:349


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 455.

إن خرجت غداً هزمت وقتل أصحابك، فإن قال لك: من أين علمت هذا؟ فقل: رأيت في النوم.

قال: فأتيته فقلت له: لاتخرج غداً، فإنّك إن خرجت غداً هزمت وقتل أصحابك، فقال لي: من أين علمت هذا؟

قلت: رأيت في النوم.

فقال: نام العبد ولم يغسل إسته! ثمّ خرج فانهزم وقتل أصحابه.(1)

3 - الراونديّ : روي الحسن بن عبّاد (2) - وكان كاتب الرضا ( عليه السلام ) - قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وقد عزم المأمون بالمسير إلي بغداد، فقال: ياابن عبّاد! ماندخل العراق، ولانراه.

قال: فبكيت وقلت: آيستني أن آتي أهلي وولدي.

قال ( عليه السلام ) : أمّا أنت فستدخلها، وإنّما عنيت نفسي.

فاعتلّ وتوفّي بقرية من قري طوس، وقد كان تقدّم في وصيّته أن يحفر قبره ممّا يلي الحائط، وبينه وبين قبر هارون ثلاثة أذرع، وقد كانوا حفروا ذلك الموضع لهارون، فكسرت المعاول والمساحي فتركوه، وحفروا حيث أمكن الحفر.

فقال ( عليه السلام ) : احفروا ذلك المكان، فإنّه سيلين عليكم، وستجدون صورة سمكة من نحاس، عليها كتابة بالعبرانيّة، فإذا حفرتم لحدي فعمّقوه، وردّوها فيه ممّا يلي رجلي.

ص:350


1- الإرشاد: 314 س 18. عنه البحار: 57/49 ح 71. الكافي: 491 صدر ح 9. عنه الوافي: 822/3 ح 1431. عنه مدينة المعاجز: 19/7 ح 2114، وإثبات الهداة: 251/3 ح 18. المناقب لابن شهرآشوب: 339/4 س 19. كشف الغمّة: 280/2 س 10، مختصراً.
2- في الصراط المستقيم: الحسين بن عبّاد.

فحفرنا ذلك المكان، فكانت المحافر تقع في الرمل الليّن بالموضع، ووجدنا السمكة مكتوباً عليها بالعبرانيّة: «هذه روضة عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وتلك حفرة هارون الجبّار» فرددناها، ودفنّاها في لحده عند شقّه. (1)

4 - ابن شهرآشوب : الحسين بن بشّار، قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عبداللّه يقتل محمّداً، قلت: عبد اللّه بن هارون يقتل محمّد بن هارون!

قال: نعم، عبد اللّه (2) الذي بخراسان يقتل محمّد بن زبيدة (3) الذي هو ببغداد، فقتله، وكان ( عليه السلام ) يتمثّل:

وإنّ الضغن بعد الضغن يفشو

عليك ويخرج الداء الدفينا

(4)

ص:351


1- الخرائج والجرائح: 367/1 ح 25. عنه البحار: 307/49 ح 17، و324/48 س 6، قطعة منه، والأنوار البهيّة: 233 س 7 قطعة منه وبتفاوت. الصراط المستقيم: 199/2 ح 23، باختصار. قطعة منه في (كاتبه ( عليه السلام ) ) و(مدفنه ( عليه السلام ) ).
2- في الفصول المهمّة: عبد اللّه المأمون.
3- في الفصول المهمّة: محمّد الأمين.
4- المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 5. عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 209/2 ح 12، وفيه: أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن الحسين بن بشّار... بحذف الذيل، عنه مدينة المعاجز: 42/7 ح 2141، وإثبات الهداة: 266/3 ح 50. عنه وعن المناقب، البحار: 34/49 ح 12. دلائل الإمامة: 367 ح 320، بتفاوت في المتن والسند. عنه مدينة المعاجز: 43/7 ح 2142. كشف الغمّة: 314/2 س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 14. عنه وعن نور الأبصار، إثبات الهداة: 317/3 س 8. إثبات الوصيّة: 209 س 17. نور الأبصار: 323 س 4. الثاقب في المناقب: 481 ح 409. إعلام الوري: 56/2 س 11. يأتي الحديث أيضاً في (إنشاده الشعر).

5 - المسعوديّ: روي الحميريّ عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، قال: حدّثني سام بن نوح بن درّاج، قال: كنّا عند غسّان القاضي، فدخل إليه رجل من أهل خراسان، عظيم القدر، من أصحاب الحديث، فأعظمه ورفعه وحادثه.

فقال الرجل: سمعت هارون الرشيد يقول: لأخرجنّ العام إلي مكّة، ولآخذنّ عليّ بن موسي، ولأردّنّه حياض أبيه.

فقلت: ما شي ء أفضل من أن أتقرّب إلي اللّه عزّ وجلّ، وإلي رسوله، فأخرج إلي هذا الرجل فأنذره.

فخرجت إلي مكّة، ودخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ، فأخبرته بما قال هارون، فجزّاني خيراً ثمّ قال: ليس عليّ منه بأس، أنا وهارون كهاتين، وأومأ بإصبعه. (1)

6 - المسعوديّ: روي الحميريّ بإسناده قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وزياد القنديّ، وابن أبي سعيد المكاريّ، فصاروا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخلوا إليه. فقالوا: أنت إمام؟ فقال: نعم.

فقالوا له: ما تخاف ممّا قد توعّدك به هارون، وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها أنت؟...أقول: إن نالني من هارون سوء، فلست بإمام...(2)

ص:352


1- إثبات الوصيّة: 205 س 17. قطعة منه في (أحواله ( عليه السلام ) مع هارون).
2- إثبات الوصيّة: 206 س 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 291.

(د) - معجزاته ( عليه السلام ) في الأشجار والمياه

اشاره:

وفيه أمر واحد

- إنبات شجرة اللوز وإثماره علي يده الشريفة ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوريّ قال: سمعت جدّتي خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور، نزل محلّة الغربيّ، ناحية تعرف بلاش آباد، في دار جدّي بَسَندَة (1) ، وإنّما سمّي بَسَندَة لأنّ الرضا ( عليه السلام ) ارتضاه من بين الناس، وبَسَندَة إنّما هي كلمة فارسيّة معناها: مرضيّ.

فلمّا نزل ( عليه السلام ) دارنا، زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك، فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة، فمن أصابته علّة تبرّك بالتناول من ذلك اللوز مستشفياً، فعوفي به، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز علي عينيه فعوفي، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها، تناولت من ذلك اللوز، فتخفّ عليها الولادة، وتضع من ساعتها.

وكان إذا أخذ دابّة من دوابّ القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة، فأمرّ علي بطنها فتعافي، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا ( عليه السلام ) ، فمضت الأيّام علي تلك الشجرة فيبست، فجاء جدّي حمدان وقطع أغصانها فعمي، وجاء ابن حمدان يقال له: أبو عمرو فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض، فذهب ماله كلّه بباب فارس، وكان مبلغه سبعين ألف درهم إلي ثمانين ألف درهم، ولم يبق له شي ء. وكان

ص:353


1- في المدينة: پسنده.

لأبي عمرو هذا ابنان، وكان يكتبان لأبي الحسن محمّد بن إبراهيم بن سمجور، يقال لأحدهما: أبو القاسم، وللآخر: أبو صادق، فأرادا عمارة تلك الدار، وأنفقا عليها عشرين ألف درهم، وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة، وهما لايعلمان ما يتولّد عليهما من ذلك تولّي أحدهما ضياعاً لأمير خراسان، فردّ إلي نيسابور في محمل قد اسودّت رجله اليمني، فشرحت (1) رجله فمات من تلك العلّة بعد شهر.

وأمّا الآخر وهو الأكبر فإنّه كان في ديوان سلطان نيسابور يكتب كتاباً، وعلي رأسه قوم من الكتّاب وقوف، فقال واحد منهم: دفع اللّه عين السوء بمن كاتب هذا الخطّ، فارتعشت يده من ساعته وسقط القلم من يده، وخرجت بيده بثرة، (2)

ورجع إلي منزله، فدخل إليه أبو العبّاس الكاتب مع جماعة فقالوا له: هذا الذي أصابك من الحرارة فيجب أن تفصد اليوم، فافتصد ذلك اليوم فعادوا إليه من الغد، وقالوا له: يجب أن تفتصد اليوم أيضاً، ففعل فاسودّت يده فتشرّحت ومات من ذلك، وكان موتهما جميعاً في أقلّ من سنة. (3)

ص:354


1- شرحت اللحم: قطعته طولاً. المصباح المنير: 309.
2- البَثْر: خُراجٌ صفار. المعجم الوسيط: 38.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 130/7 ح 2237، والبحار: 121/49 ح 2، وإثبات الهداة: 258/3 ح 33، باختصار. المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 5، باختصار. الثاقب في المناقب: 496 ح 425، باختصار. قطعة منه في (نزوله ( عليه السلام ) بنيسابور في مسيره إلي مرو) و(جزاء محو الآثار المتعلّقة بالرضا ( عليه السلام ) ) و(الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) ).

(ه') - علمه ( عليه السلام ) بالآجال

اشاره:

وفيه أمران

الأوّل - علمه بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - الصفّار : حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن صفوان بن يحيي قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّهم رووا عنك في موت أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّ رجلاً قال لك: علمت ذلك بقول سعيد؟

فقال ( عليه السلام ) : جائني سعيد بما قد كنت علمته قبل مجيئه.(1)

2 - الصفّار : حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر قال: سمعته يقول - يعني أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) - : إنّي طلّقت أُمّ فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي بيوم.

قلت له: جعلت فداك، طلّقتها وقد علمت موت أبي الحسن.

قال ( عليه السلام ) : نعم،. (2)

(3)

ص:355


1- بصائر الدرجات: الجزء التاسع 487 ح 6. عنه البحار: 292/27 ح 5، و235/48، ح 41. الكافي: 381/1 ضمن ح 3. عنه البحار: 293/27 ضمن ح 6، ومدينة المعاجز: 242/7 ضمن ح 2296، والوافي: 662/3 ضمن ح 1265.
2- قال المجلسي في ذيل الحديث: الظاهر أنّ أمّ فروة من نساء الكاظم ( عليه السلام ) ، وكان الرضا ( عليه السلام ) وكيلاً في تطليقها، فطلاقها بعد العلم بالموت إمّا مبنيّ علي أنّ العلم الذي هو مناط الحكم الشرعي هو العلم الحاصل من الأسباب الظاهرة، لا ما يحصل بالالهام ونحوه، أو علم أنّ هذا من خصائصهم ( عليهم السلام ) : كما طلّق أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) عائشة لتخرج من عداد أمّهات المؤمنين، ولعلّ قبل الطلاق لم تحلّ لهنّ الأزواج. ويحتمل أن يكون المراد بالتطليق المعني اللغوي، أو يكون الطلاق ظاهراً للمصلة لعدم التشنيع في تزويجها بعد انقضاء عدّة الوفاة من يوم الفوت بأن يكون ( عليه السلام ) كان أخبرها بالموت عند وقوعه، البحار: 293/27.
3- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، 487 ح 4. عنه البحار: 292/27 ح 4، و235/48، ح 40. الكافي: 381/1 ضمن ح 3. عنه البحار: 293/27 ضمن ح 6، ومدينة المعاجز: 242/7 ضمن ح 2296، والوافي: 662/3 ضمن ح 1265. دلائل الإمامة: 370 ح 328، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 243/7 ح 2297.

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن مسافر، قال: أمر أبوإبراهيم ( عليه السلام ) - حين أخرج به - أبا الحسن ( عليه السلام ) أن ينام علي بابه في كلّ ليلة أبداً ما كان حيّاً إلي أن يأتيه خبره.

قال: فكنّا في كلّ ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثمّ يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلي منزله.

قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين، فلمّا كان ليلة من الليالي أبطأ عنه وفرش له، فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا (1)، ودخلنا أمر

عظيم من إبطائه، فلمّا كان من الغد أتي الدار ودخل إلي العيال، وقصد إلي أُمّ أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبي، فصرخت ولطمت وجهها، وشقّت جيبها وقالت: مات واللّه! سيّدي، فكفّها وقال لها: لاتكلّمي بشي ء، ولاتظهريه حتّي يجي ء الخبر إلي الوالي، فأخرجت إليه سفطاً، وألفي دينار أو أربعة آلاف دينار، فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره وقالت: إنّه قال لي فيما بيني وبينه، وكانت أثيرة (2) عنده: احتفظي بهذه الوديعة عندك، لاتطّلعي عليها أحداً حتّي أموت، فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه، واعلمي أنّي قد متّ.

ص:356


1- ذَعَرَه ذعراً: خوّفه وأفزعه. المعجم الوسيط: . 312
2- الأثير، ج أثراء: المكرّم المكين، المنجد: 3.

وقد جاءني واللّه! علامة سيّدي، فقبض ذلك منها وأمرهم بالإمساك جميعاً إلي أن ورد الخبر وانصرف، فلم يعد لشي ء من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا إلّا أيّاماً يسيرة حتّي جاءت الخريطة (1) بنعيه، فعدّدنا الأيّام وتفقّدنا الوقت، فإذا هو قد

مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن ( عليه السلام ) ما فعل، من تخلّفه عن المبيت وقبضه لما قبض.

(2).

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بأجل سائر الناس:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بمني فمرّ يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك فقال ( عليه السلام ) : مساكين هؤلاء، لايدرون مايحلّ بهم في هذه السنة!

ثمّ قال: هاه! وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بإصبعيه - .

ص:357


1- الخريطة: وعاء من جلّة أو نحوه يُشدّ علي ما فيه. المعجم الوسيط: 228.
2- الكافي: 381/1 ح 6. عنه البحار: 246/48 ح 53، وإثبات الهداة: 249/3 ح 10، ومدينة المعاجز: 33/7 ح 2132، والأنوار البهيّة: 203 س 15، والوافي: 663/3 ح 1266. دلائل الإمامة: 372 ح 333، وفيه: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه، عن أبي جعفر بن الوليد، عن أبي محمّد بن أبي نصر قال: حدّثني مسافر قال:... بتفاوت، عنه مدينة المعاجز: 107/7 ح 2212. الخرائج والجرائح: 371/1 ح 29، بتفاوت. عنه البحار: 71/49 ح 94. إثبات الوصيّة: 200 س 2، بتفاوت، و205 س 8 قطعة منه، عنه مستدرك الوسائل: 455/2 ح 2453، باختصار. قطعة منه في (نومه ( عليه السلام ) علي باب حجرة أبيه، مراعياً لوصيّته) و(مطالبة ودائع أبيه ( عليهماالسلام ) التي كانت عند أمّ أحمد).

قال مسافر: فواللّه! ما عرفت معني حديثه حتّي دفنّاه معه.(1)

2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عبد اللّه الطاهريّ كتب إلي ال رضا ( عليه السلام ) يشكو عمّه بعمل السلطان، والتلبّس به، وأمر وصيّته في يديه.

فكتب ( عليه السلام ) : أمّا الوصيّة فقد كفيت أمرها.

فاغتمّ الرجل، وظنّ أنّها تؤخذ منه، فمات بعد ذلك بعشرين يوماً.

(2)

3 - الحضينيّ : عن محمّد بن ميمون الخراسانيّ، عن محمّد بن إسحاق الكوفيّ، عن عليّ بن مهران، قال: جاءني رجل من شيعة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فقلت: جعلت فداك، تكتب إليه، فإنّ لي بنتاً قد طلب أبواها أن يهب لها العافية،

ص:358


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 104/7 ح 2208. عنه وعن البصائر والإرشاد، البحار: 44/49 ح 36. الكافي: 491/1 ضمن ح 9. عنه مدينة المعاجز: 20/7 ح 2115. عنه وعن العيون والبصائر، إثبات الهداة: 252/3 ح 19. إرشاد المفيد: 309 س 18. دلائل الإمامة: 359 س 7، أورد مضمونه. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 2. عنه البحار: 59/49 ضمن ح 74. كشف الغمّة: 275/2 س 3. بصائر الدرجات: 504 ح 14. إعلام الوري: 60/2 س 3. الثاقب في المناقب: 482 ح 411. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 245 س 22. عنه إثبات الهداة: 317/3 س 22. نور الأبصار: 322 س 24. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بشهادته).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 204/2 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2515.

أويريحنا منها.

قال جعفر بن محمّد بن يونس: فأردت الخروج إليه، فحملت برسالة الرجل، فلمّا عاد جعفر، أخبرنا أنّه أبقي الرسالة، وأخذ بيده فغمزها، ثمّ قال له: قد كفيت مؤونتها.

فحفظت منه ( عليه السلام ) ، فلمّا قدمت وجدتها قد ماتت قبل قدومي بيوم واحد. (1)

4 - ابن شهرآشوب : خالد بن نجيح قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: من ههنا من أصحابكم مريض؟

فقلت: عثمان بن عيسي من أوجع الناس.

فقال ( عليه السلام ) : قل له: يخرج، ثم قال: مَن ههنا؟

فعدّدت عليه ثمانية، فأمر بإخراج أربعة، وكفّ عن أربعة، فما أمسينا من الغد حتّي دفنّا الأربعة الذي كفّ عن إخراجهم، وخرج عثمان بن عيسي.

(2)

(و) - إخباره ( عليه السلام ) بالآجال

اشاره:

وفيه سبعة أمور

الأوّل - إخباره بشهادت أبيه ( عليهماالسلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ ومحمّد بن يونس، قال: حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفيّ، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت

ص:359


1- الهداية الكبري: 288 س 24.
2- المناقب: 335/4 س 15. عنه مدينة المعاجز: 223/7 ح 2273.

أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ما فعل أبوك؟!

قال ( عليه السلام ) : مضي كما مضي آباؤه.

قلت: فكيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إن جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات، وكفّن وقُبر، ونفضوا أيديهم من تراب قبره، فلاتصدّقوا به؟!

فقال ( عليه السلام ) : كذب أبو بصير، ليس هكذا حدّثه، إنّما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر.

(1)

2 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا صفوان، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال صفوان: أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال فسلّما عليه، فأخبراه بحالهما، وحال أهل بيتهما في هذا الأمر، وسألا عن أبي الحسن، فخبّرهما: بأنّه قد توفّي...(2)

3 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال:

دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته...فقلت للرضا ( عليه السلام ) : قد مضي أبوك؟

فقال ( عليه السلام ) : إي واللّه! وإنّي لفي الدرجة التي فيها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...(3).

4 - الشيخ الصدوق :...جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة أربق فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت فداك، إنّ أُناساً يزعمون أنّ

ص:360


1- رجال الكشّيّ: 475 رقم 902. قطعة منه في (مارواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).
2- رجال الكشّيّ: 472 رقم 899. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 235.
3- رجال الكشّيّ: 614 رقم 1146. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 285.

أباك حيّ.

فقال: كذبوا! لعنهم اللّه ولو كان حيّاً ما قسّم ميراثه، ولانكح نساؤه، ولكنّه واللّه ذاق الموت كما ذاقه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ....

(1)

الثاني - إخباره ( عليه السلام ) بشهادة نفسه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن مسافر، أنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال له: يا مسافر! هذا القناة فيها حيتان؟

قال: نعم، جعلت فداك.

فقال ( عليه السلام ) : إنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) البارحة، وهو يقول: يا عليّ! ماعندنا خير لك.

(2)

بيان: قال العلّامة المجلسي في ذيل الحديث: لعلّ ذكر الحيتان إشارة إلي ماظهر في قبره منها، أو المعني أنّ علمي بموتي كعلمي بها.

2 - الشيخ الصدوق :...مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بمني فمرّ يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك فقال ( عليه السلام ) : مساكين هؤلاء لايدرون مايحلّ بهم في هذه السنة!

ص:361


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2، ح 23. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1099.
2- الكافي: 260/1 ح 6، عنه الوافي: 599/3 ح 1168. بصائر الدرجات: الجزء العاشر 503 ح 9. عنه البحار: 306/49 ح 15. الخرائج والجرائح: 366/1 ح 24، بتفاوت. عنه البحار: 54/49 ح 63. قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

ثمّ قال: هاه! وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين، وضمّ بإصبعيه - .

قال مسافر: فواللّه ما عرفت معني حديثه حتّي دفنّاه معه.

(1)

3 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) :...فقال ( عليه السلام ) :...مامنّا إلّا مقتول، وإنّي واللّه! لمقتول بالسمّ، باغتيال من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّ وجلّ....

(2)

4 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...قال الحسن بن جهم: فلمّا قام الرضا ( عليه السلام ) تبعته، فانصرف إلي منزله فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول اللّه! الحمد للّه الذي وهب من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله علي ما أري من إكرامه لك، وقبوله لقولك.

فقال ( عليه السلام ) : يا ابن الجهم! لا يغرّنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي، فإنّه سيقتلني بالسمّ، وهو ظالم إلي أن أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فاكتم هذا ما دمت حيّاً.

قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلي أن مضي ( عليه السلام ) بطوس مقتولاً بالسمّ...(3)

ص:362


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 445.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 203/2 ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 910.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 200/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2386.

5 - الشيخ الصدوق :...إسحاق بن حمّاد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر، ويجمع المخالفين لأهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ويكلّمهم في إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وتفضيله علي جميع الصحابة تقرّباً إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

وكان الرضا ( عليه السلام ) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: ولاتغترّوا منه بقوله، فمايقتلني واللّه! غيره، و لكنّه لابدّ لي من الصبر حتّي يبلغ الكتاب أجله.

(1)

6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً، وأُقبر إلي جنب هارون، ويجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة (2)، والذي أكرم محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة واصطفاه علي جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلّا استحقّ المغفرة من اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه.

والذي أكرمنا بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالإمامة وخصّنا بالوصيّة، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود علي اللّه يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلّا حرّم اللّه تعالي جسده علي النار.

(3)

7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال:

ص:363


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 184/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 791.
2- في المدينة: أوجبت زيارته في يوم القيامة.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 226/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 156/7 ح 2246، والبحار: 36/99 ح 23، وإثبات الهداة: 278/3 ح 88، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 559/14 ح 19820. قطعة منه في (كيفيّة شهادته) و(مدفنه) و(ثواب زيارته والصلاة عند قبره).

حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن يحيي قال: حدّثني محمّد بن خلف الطاطريّ (1)قال: حدّثني هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الانصراف، فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب، فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!

قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس، فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!

فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.

فقال لي: اسمع وعِه، يا هرثمة! هذا أوان رحيلي إلي اللّه تعالي، ولحوقي بجدّي وآبائي ( عليهم السلام ) : ، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي في عنب ورمّان مفروك (2) فأمّا العنب فإنّه يغمس السلك في السمّ، ويجذبه بالخيط بالعنب، وأمّا الرمّان فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه، ويفرك الرمّان بيده ليتلطّخ حبّة في ذلك السمّ، وأنّه سيدعوني في اليوم المقبل، ويقرب إليّ الرمّان والعنب، ويسألني أكلها فآكلها، ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء، فإذا أنا متّ فسيقول: أنا أغسله بيدي، فإذا قال ذلك فقل له عنّي بينك وبينه أنّه قال لي: لاتتعرّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني، فإنّك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخّر عنك، وحلّ بك أليم ما تحذر، فإنّه سينتهي.

قال: فقلت: نعم، ياسيّدي!

ص:364


1- في المدينة: الطاهري.
2- فَرَك الشي ء فَرْكاً: حكّه. يقال: فَرَك الحِمَّص وفَرَك الجَوز: حكّهما ليزيل ما عليهما من القشر. المعجم الوسيط: 686.

قال: فإذا خلّي بينك وبين غسلي حتّي تري فيجلس في علوّ من أبنيته مشرفاً علي موضع غسلي لينظر، فلا تتعرّض يا هرثمة! لشي ء من غسلي حتّي تري فسطاطاً أبيض قد ضرب في جانب الدار، فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها، فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه، ويكون من معك دونك ولا تكشف عنّي الفسطاط حتّي تراني فتهلك، فإنّه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله، فمن يغسّل أباالحسن عليّ بن موسي، وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز، ونحن بطوس؟

فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بالمدينة، لغسّله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي فإذا ارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجاً في أكفاني، فضعني علي نعشي واحملني، فإذا أراد أن يحفر قبري فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري، ولا يكون ذلك أبداً، فإذا ضربت المعاول (1)ينبّ(2) عن الأرض ولم يحفر لهم منها شي ء، ولا مثل قلامة ظفر، فإذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم فقل له عنّي: إنّي أمرتك أن تضرب مِعولاً واحداً في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلي قبر محفور، وضريح قائم، فإذا انفرج القبر فلا تنزلني إليه حتّي يفور من ضريحه الماء الأبيض فيمتلي ء منه ذلك القبر حتّي يصير الماء (مساوياً مع وجه الأرض)، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله، فإذا اضطرب فلا تنزلني إلي القبر إلّا

ص:365


1- المعول: آلة من الحديد يُنقَر بها الصخر. المعجم الوسيط، «عول».
2- نبّ نبّاً: صاح. المعجم الوسيط: 896.

إذا غاب الحوت وأغار الماء فأنزلني في ذلك القبر، وألحدني في ذلك الضريح، ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه عليّ، فإنّ القبر ينطبق من نفسه ويمتلي ء.

قال: قلت: نعم سيّدي، ثمّ قال لي: احفظ ما عهدت إليك، واعمل به ولاتخالف.

قلت: أعوذ باللّه أن أُخالف لك أمراً يا سيّدي!

قال هرثمة: ثمّ خرجت باكياً حزيناً، فلم أزل كالحبّة المقلاة لا يعلم ما في نفسي إلّا اللّه تعالي، ثمّ دعاني المأمون فدخلت إليه، فلم أزل قائماً إلي ضحي النهار، ثمّ قال المأمون: امض يا هرثمة! إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) فاقرأه منّي السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك، فإن قال لك: بل نصير إليه فاسأله عنّي أن يقدم ذلك.

قال: فجئته فلمّا اطّلعت عليه قال لي: يا هرثمة! أليس قد حفظت ما أوصيتك به؟

قلت: بلي، قال: قدّموا إليّ نعلي، فقد علمت ما أرسلك به.

قال: فقدّمت نعليه ومشي إليه، فلمّا دخل المجلس قام إليه المأمون قائماً، فعانقه وقبّل ما بين عينيه، وأجلسه إلي جانبه علي سريره وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة، ثمّ قال لبعض غلمانه: يؤتي بعنب ورمّان.

قال هرثمة: فلمّا سمعت ذلك لم أستطع الصبر، ورأيت النفضة (1) قد عرضت في بدني، فكرهت أن يتبيّن ذلك فيّ، فتراجعت القهقري حتّي خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار، فلمّا قرب زوال الشمس أحسست بسيّدي قد خرج من عنده ورجع إلي داره، ثمّ رأيت الأمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطبّاء والمترفّقين، فقلت: ما هذا؟

فقيل لي: علّة عرضت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وكان الناس في شكّ، وكنت علي يقين لما أعرف منه.

ص:366


1- نفض الثوب أوالصبغ: ذهب بعض لونه. المعجم الوسيط: 941.

قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل حتّي علا الصياح، وسمعت الصيحة من الدار فأسرعت فيمن أسرع، فإذاً نحن بالمأمون مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، قائماً علي قدميه، ينتحب ويبكي.

قال: فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفّس الصعداء، ثمّ أصبحنا فجلس المأمون للتعزية، ثمّ قام فمشي إلي الموضع الذي فيه سيّدنا ( عليه السلام ) فقال له: أصلحوا لنا موضعاً فإنّي أُريد أن أُغسّله، فدنوت منه فقلت له ما قاله سيّدي بسبب الغسل والتكفين والدفن فقال لي: لست أُعرّض لذلك، ثمّ قال: شأنك يا هرثمة! قال: فلم أزل قائماً حتّي رأيت الفسطاط قد ضرب، فوقفت من ظاهره وكلّ من في الدار دوني، وأنا أسمع التكبير، والتهليل، والتسبيح، وتردّد الأواني، وصبّ الماء، وتضوع (1) الطيب لم أشمّ أطيب منه.

قال: فإذاً أنا بالمأمون قد أشرف علي بعض أعالي داره فصاح: يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله، فأين محمّد بن عليّ ابنه عنه، وهو بمدينة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا بطوس خراسان!

قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين! إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله، ولاتبطل إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة لغسّله ابنه محمّد ظاهراً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي.

قال: فسكت عنّي، ثمّ ارتفع الفسطاط، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) مدرج في أكفانه، فوضعته علي نعشه، ثمّ حملناه فصلّي عليه المأمون وجميع من حضر، ثمّ جئنا إلي

ص:367


1- ضاع الشي ء ضوعاً: تحرّك، فانتشرت رائحته. المعجم الوسيط: 546.

موضع القبر فوجدتهم يضربون المعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره، والمعاول تنبو عنه حتّي مايحفر ذرّة من تراب الأرض فقال لي: ويحك، يا هرثمة! أما تري الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له؟

فقلت له: يا أمير المؤمنين! إنّه قد أمرني أن أضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد، ولا أضرب غيره.

قال: فإذا ضربت يا هرثمة! يكون ماذا؟

قلت: إنّه أخبر أنّه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره، فإذا أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلي قبر محفور من غير يد تحفره، وبان ضريح في وسطه.

قال المأمون: سبحان اللّه! ما أعجب هذا الكلام! ولا أعجب من أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فاضرب يا هرثمة، حتّي نري.

قال هرثمة: فأخذت المعول بيدي فضربت به في قبلة قبر هارون الرشيد، قال: فنفذ إلي قبر محفور من غير يد تحفره، وبان ضريح في وسطه، والناس ينظرون إليه، فقال: أنزله إليه، يا هرثمة!

فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّ سيّدي أمرني أن لا أنزل إليه حتّي ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض، فيمتلي ء منه القبر حتّي يكون الماء مع وجه الأرض، ثمّ يضطرب فيه حوت بطول القبر، فإذا غاب الحوت وغار الماء وضعته علي جانب القبر، وخلّيت بينه وبين ملحده فقال: فافعل يا هرثمة! ما أمرت به.

قال هرثمة: فانتظرت ظهور الماء والحوت، فظهر ثمّ غاب، وغار الماء، والناس ينظرون، ثمّ جعلت النعش إلي جانب قبره، فغطّي قبره بثوب أبيض لم أبسطه، ثمّ أنزل إلي قبره بغير يدي، ولا يد أحد ممّن حضر.

فأشار المأمون إلي الناس أن هاتوا التراب بأيديكم واطرحوه فيه.

فقلت: لا نفعل يا أمير المؤمنين! قال: فقال: ويحك! فمن يملؤه؟

ص:368

فقلت: قد أمرني أن لا يطرح عليه التراب، وأخبرني أنّ القبر يمتلي ء من ذات نفسه، ثمّ ينطبق ويتربّع علي وجه الأرض، فأشار المأمون إلي الناس: أن كفّوا!

قال: فرموا ما في أيديهم من التراب، ثمّ امتلأ القبر، وانطبق، وتربّع علي وجه الأرض، فانصرف المأمون وانصرفت، فدعاني المأمون وخلاّني ثمّ قال لي: أسألك باللّه، يا هرثمة! لمّا صدّقتني عن أبي الحسن (قدّس اللّه روحه) بما سمعته منه.

قال: فقلت: قد أخبرت يا أمير المؤمنين! بما قال لي.

فقال: باللّه إلّا ما صدّقتني عمّا أخبرك به غير هذا الذي قلت لي.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! فعمّا تسألني؟ ف

قال لي: يا هرثمة! هل أسرّ إليك شيئاً غير هذا؟ قلت: نعم.

قال: ما هو؟ قلت: خبر العنب والرمّان، قال: فأقبل المأمون يتلوّن ألواناً يصفرّ مرّة، ويحمرّ أُخري، ويسودّ أُخري، ثمّ تمدّد مغشيّاً عليه، فسمعته في غشيته وهو يجهر ويقول: ويل للمأمون من اللّه، ويل له من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويل له من عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ويل للمأمون من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ويل للمأمون من الحسن والحسين، ويل للمأمون من عليّ بن الحسين، ويل للمأمون من محمّد بن عليّ، ويل للمأمون من جعفر بن محمّد، ويل له من موسي بن جعفر، ويل للمأمون من عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ، هذا واللّه! هو الخسران المبين، يقول هذا القول ويكرّره.

فلمّا رأيته قد أطال ذلك ولّيت عنه، وجلست في بعض نواحي الدار.

قال: فجلس ودعاني، فدخلت عليه وهو جالس كالسكران، فقال: واللّه! ما أنت عليّ أعزّ منه، ولا جميع من في الأرض والسماء، واللّه! لئن بلغني أنّك أعدت ممّا رأيت وسمعت شيئاً، ليكوننّ هلاكك فيه.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! إن ظهرت علي شي ء من ذلك منّي فأنت في حلّ من دمي.

ص:369

قال: لا، واللّه! وتعطيني عهداً وميثاقاً علي كتمان هذا وترك إعادته، فأخذ عليّ العهد والميثاق، وأكّده عليّ.

قال: فلمّا ولّيت عنه صفق بيديه وقال: ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَايَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَايَرْضَي مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) .(1)

وكان للرضا ( عليه السلام ) من الولد محمّد الإمام ( عليه السلام ) ، وكان يقول له الرضا ( عليه السلام ) : الصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين.

(2)

8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لاتشدّ الرحال إلي شي ء من القبور إلّا إلي قبورنا، ألاوإنّي مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدّ رحله إلي زيارتي استجيب

ص:370


1- النساء: 108/4.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 245/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 165/7 ح 2249، والبحار: 9/49 ح 3، قطعة منه، و293 ح 8، وإثبات الهداة: 281/3 ح 98، قطعة منه. العدد القويّة: 276 ح 13. الهداية الكبري: 282 س 12، بتفاوت. كشف الغمّة: 332/2 س 17، قطعة منه وبتفاوت. دلائل الإمامة: 351 ح 305، وفيه: أبو الحسن بن عبّاد، قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن مرشد القمّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن منير قال: حدّثني محمّد بن خالد الطاطريّ ...، بتفاوت. عيون المعجزات: 115 س 3، كما أورده الحضيني في الهداية. المناقب لابن شهرآشوب: 372/4 س 17، مع سقط في صدر الحديث. إعلام الوري: 86/2 س 4، قطعة منه. قطعة منه في (كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ) و(تغسيله وتكفينه علي يدي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ) و(محلّ دفنه) و(قاتله) و(أولاده) و( إنّ الإمام لايغسّله إلّا إمام مثله).

دعاؤه، وغفر له ذنوبه.

(1)

(2)

9 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه ما منّا إلّا مقتول شهيد.

فقيل له: ومن يقتلك يا ابن رسول اللّه؟

قال: شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسمّ...(3)

10 - ابن حجر الهيتميّ: وأخبر قبل موته بأنّه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً ويموت، وأنّ المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع، فكان ذلك كلّه كما أخبربه.(4)

11 - ابن الصبّاغ : قال هرثمة بن أعين، وكان من خدّام الخليفة عبد اللّه المأمون، إلّا أنّه كان محبّاً لأهل البيت إلي الغاية، ويعدّ نفسه من شيعتهم، وكان قائماً بخدمة الرضا ( عليه السلام ) وجمع مصالحه مؤثراً لذلك علي جميع أصحابه، مع تقدّمه عند المأمون وقربه منه قال: طلبني سيّدي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) في يوم من الأيّام، فقال لي: يا هرثمة! إنّي مطّلعك علي أمر يكون سرّاً عندك، لاتظهره لأحد مدّة حياتي، فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند اللّه، فحلفت له أنّي لا أتفوّه بما تقوله لي

ص:371


1- في الخصال: ذنبه.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 254/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 180/7 ح 2253، وإثبات الهداة: 283/3 ح 99. الخصال: 143 ح 167. عنه وعن العيون، البحار: 36/99 ح 21، ووسائل الشيعة: 562/14 ح 19828، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 376/3 ح 3127. قطعة منه في (ثواب زيارته ( عليه السلام ) ) و(زيارة قبور الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(كيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ) و(مدفنه ( عليه السلام ) ) و(زيارة قبور الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(ثواب زيارته ( عليه السلام ) ).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 256/2 ح 9. يأتي الحديث بتمامه في رقم 525.
4- الصواعق المحرقة: 204 س 23.

مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة! إنّه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورمّاناً مفتوناً فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وأنّ اللّه لايقدره علي ذلك، وأنّ الأرض تشتدّ عليهم فلاتعمل فيها المعاول، ولايستطيعون حفر شي ء منها، فتكون تعلم يا هرثمة! إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحدّ الفلاني بموضع يمينه له عنده، فإذا أنا متّ وجهّزت فأعلمه بجميع ما قلته لك، ليكونوا علي بصيرة من أمري، وقل له: إن أوضعت في نعشي وأرادوا الصلاة عليّ فلايصلّي عليّ، وليأتي بي قليلاً، فإنّه يأتيكم رجل عربيّ ملثم (1) علي ناقة له

مسرع من جهة الصحراء، عليه وعثاء (2) السفر فينيخ راحلته وينزل عنها، فيصلّي

عليّ وصلّوا معه عليّ، فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلي مدفني الذي عيّنته لك، فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض، تجد قبراً مطبقاً معموراً، في قعره ماء أبيض، إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء، فهذا مدفني فادفنوني فيه، واللّه! اللّه! يا هرثمة! أن تخبر بهذا أو بشي ء منه قبل موتي،

قال هرثمة: فواللّه ما طالت الأناة حتّي أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورمّاناً مفتوناً فمات.

عن أبي الصلت الهرويّ، قال: دخلت علي الرضا وقد خرج من عند المأمون فقال: يا أبا الصلت! قد فعلوها، وجعل يوحّد اللّه ويمجّده، فأقام يومين ومات في اليوم الثالث.

قال هرثمة: فدخلت علي عبد اللّه المأمون لمّا رفع إليه موت أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فوجدت المنديل في يده وهو يبكي عليه.

ص:372


1- اللِثام: ما يُغَطّي به الشفَة. المصباح المنير: 549.
2- الوعثاء: المشقّة والتعب. المعجم الوسيط: 1043.

فقال: يا أمير المؤمنين! ثمّ كلام، أتاذن لي أن أقوله لك؟

قال: قل، قلت: إنّ الرضا أسرّ إليّ في حياته بأمر، وعاهدني أن لا أبوح به لأحد إلّا لك عند موته، وقصصت عليه القصّة التي قالها لي من أوّلها إلي آخرها، وهو متعجّب من ذلك، ثمّ أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلي المصلّي، وتأتينا بالصلاة عليه قليلاً، فإذا بالرجل قد أقبل علي بعير من جهة الصحراء كما قال، ونزل ولم يكلّم أحداً، فصلّي عليه وصلّي الناس معه، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثراً ولا لبعيره، ثمّ إنّ الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد.

فقلت له: يا أمير المؤمنين! ألم نخبرك بمقالته؟

قال: نريد ننظر إلي ما قلته، فعجز الحافرون فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوّان (1) ، وعجزوا عن حفرها، وتعجّب الحاضرون من ذلك، وتبيّن للمأمون

صدق ما قلته له عنه.

فقال: أرني الموضع الذي أشار إليه، فجئت بهم إليه فما كان إلّا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها، فظهر من تحتها قبر معمول، وإذا في قعره ماء أبيض، وعلمت الخليفة، فحفروا قبره علي الصفة التي ذكرتها له، وأشرف عليه المأمون وأبصره.

ثمّ إنّ ذلك الماء نشف من وقته، فواريناه ورددنا فيه الأطباق علي حالها والتراب، ولم يزل الخليفة المأمون يتعجّب بما رأي وممّا سمعه منّي ويتأسّف عليه ويندم، وكلّما خلوت في خدمته يقول لي: يا هرثمة! كيف قال لك أبو الحسن الرضا؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهّف (2)

ويتأسّف ويقول: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون. (3)

ص:373


1- الصوّان: ضرب من الحجارة شديد. القاموس المحيط: 343/4.
2- اللهف: الحزن والأسي. يقال: يالهف فلان: كلمة يُتحسّر بها علي ما فات. المعجم الوسيط: 842.
3- الفصول المهمّة: 261 س 18. عنه إثبات الهداة: 318/3 س 21. نور الأبصار: 323 س 22. عنه الأنوار البهيّة: 236 س 17. حلية الأبرار: 421/4 س 9، عن مطالب السئول. كشف الغمّة: 265/2 س 15، بتفاوت. قطعة منه في (قاتله) و(كيفيّة شهادته) و(محلّ دفنه) و(إخباره بمجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه).
الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ شهادته:

1 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن عبداللّه بن الأفطس، قال: دخلت علي المأمون فقرّبني وحيّاني، ثمّ قال: رحم اللّه الرضا ( عليه السلام ) ما كان أعلمه! لقد أخبرني بعجب سألته ليلة، وقد بايع له الناس.

فقلت: جعلت فداك، أري لك أن تمضي إلي العراق وأكون خليفتك بخراسان

فتبسّم ثمّ قال: لا، لعمري، ولكن من دون خراسان بدرجات، إنّ لنا هنا مكثاً، ولست ببارح حتّي يأتيني الموت، ومنها المحشر لامحالة.

فقلت له: جعلت فداك، وما علمك بذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : علمي بمكاني كعلمي بمكانك.

قلت: وأين مكاني أصلحك اللّه؟

فقال ( عليه السلام ) : لقد بعدت الشقّة بيني وبينك، أموت بالمشرق، وتموت بالمغرب...(1)

الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بكيفيّة شهادته:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، ومحمّد بن موسي

ص:374


1- الغيبة: 73 ح 80. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 786.

المتوكّل، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم بن تاتانه، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهرويّ، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، إذ قال لي: يا أبا الصلت! ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، وائتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه.

فقال لي: ناولني هذا التراب، وهو من عند الباب فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمي به.

ثمّ قال: سيحفر لي هيهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول (1) بخراسان

لم يتهيّأ قلعها ثمّ قال: في الذي عند الرجل، والذي عند الرأس مثل ذلك ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلي أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة فإن أبوا إلّا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللّه سيوسّعه مايشاء فإذا فعلوا ذلك فإنّك تري عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينبع الماء حتّي يمتلي اللحد، وتري فيه حيتاناً صغاراً ففتّ لها الخبز الذي أُعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي ء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّي لايبقي منها شي ء، ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك علي الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقي منه، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون.

ص:375


1- المِعْوَلُ: حديدة يُنقَر بها الجبالُ، قال الجوهري: المعول، الفأس العظيمة التي يُنقر بها الصَّخر، لسان العرب: 487/11.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! غداً أدخل علي هذا الفاجر، فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم! أُكلّمك، وإن أنا خرجت وأنا مغطّي الرأس فلا تكلّمني.

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أَجب أميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام يمشي وأنا أتّبعه حتّي دخل المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب، وأَطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.

فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وقبّل مابين عينيه، وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنباً أحسن من هذا!

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة.

فقال له: كُل منه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : تعفيني منه.

فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشي ء.

فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا ( عليه السلام ) ثلاث حبّات ثمّ رمي به وقام، فقال المأمون: إلي أين؟

فقال: إلي حيث وجّهتني.

فخرج ( عليه السلام ) مغطّي الرأس، فلم أُكلّمه حتّي دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب فغلق، ثمّ نام ( عليه السلام ) علي فراشه، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً.

فبينما أنا كذلك، إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط (1) الشعر، أشبه الناس

بالرضا ( عليه السلام ) ، فبادرت إليه، فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟!

ص:376


1- قطط: الشديد الجعودة، وقيل الحَسَنُ الجعودة، الجعد خلاف السبط، والسبط الذي ليس بمجتمع. لسان العرب: 380/7 و121/3 و122.

فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار، والباب مغلق.

فقلت له: ومن أنت؟

فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك يا أبا الصلت! أنا محمّد بن عليّ، ثمّ مضي نحو أبيه ( عليهماالسلام ) فدخل وأمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه، فعانقه وضمّه إلي صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً (1) إلي فراشه

وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يقبّله ويسارّه بشي ء لم أفهمه.

ورأيت علي شفتي الرضا ( عليه السلام ) زبداً أشدّ بياضاً من الثلج، ورأيت أباجعفر ( عليه السلام ) يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره، فاستخرج منه شيئاً شبيهاً بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر ( عليه السلام ) ومضي الرضا ( عليه السلام ) .

فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل والماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء، وقال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

فدخلت الخزانة فإذاً فيها مغتسل وماء فأخرجته، وشمّرت ثيابي لأُغسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: ادخل الخزانة، فأخرج إليّ السفط (2) الذي فيه كفنه وحنوطه، فدخلت، فإذاً أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه وصلّي عليه.

ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلي النجّار حتّي يصلح التابوت؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتاً، فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ فأتيته به، فأخذ الرضا ( عليه السلام ) بعد ما صلّي عليه، فوضعه في التابوت، وصفّ قدميه، وصلّي

ص:377


1- سَحَبَهُ، سَحْباً: جرّه علي وجه الأرض، أقرب الموارد: 498/1.
2- السَفَط: الذي يُعَبّي فيه الطيب ... اَلسّفط كالجوالق، لسان العرب: 315/7.

ركعتين لم يفرغ منهما حتّي علا التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضي.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا ( عليه السلام ) ، فمانصنع؟

فقال لي: اسكت! فإنّه سيعود يا أبا الصلت! مامن نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلّا جمع اللّه بين أرواحهما وأجسادهما، وما تمّ الحديث حتّي انشقّ السقف ونزل التابوت.

فقام ( عليه السلام ) ، فاستخرج الرضا ( عليه السلام ) من التابوت، ووضعه علي فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! قم فافتح الباب، للمأمون.

ففتحت الباب، فإذاً المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه، ولطم رأسه، وهو يقول: يا سيّداه! فجعت بك يا سيّدي!

ثمّ دخل، فجلس عند رأسه، وقال: خذوا في تجهيزه، فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع، فظهر كلّ شي ء علي ما وصفه الرضا ( عليه السلام ) .

فقال له بعض جلسائه: ألست تزعم أنّه إمام؟

فقال : بلي! لا يكون الإمام إلّا مقدّم الناس فأمر أن يحفر له في القبلة.

فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي، وأن أشقّ له ضريحة.

فقال: انتهوا إلي ما يأمر به أبو الصلت سوي الضريح، ولكن يحفر له ويلحد.

فلمّا رأي ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا ( عليه السلام ) يرينا عجائبه في حياته، حتّي أراناها بعد وفاته أيضاً!

فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضا ( عليه السلام ) ؟

قال: لا! قال: إنّه قد أخبرك أنّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّي إذا فنيت آجالكم، وانقطعت آثاركم، وذهبت دولتكم، سلّط اللّه تعالي عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم.

ص:378

قال له: صدقت.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! علّمني الكلام الذي تكلّمت به.

قلت: واللّه! لقد نسيت الكلام من ساعتي وقد كنت صدقت، فأمر بحبسي، ودفن الرضا ( عليه السلام ) .

فحبست سنة، فضاق عليّ الحبس، وسهرت الليلة، ودعوت اللّه تبارك وتعالي بدعاء ذكرت فيه محمّداً وآل محمّد صلوات اللّه عليهم، وسألت اللّه بحقّهم أن يفرّج عنّي، فما استتمّ دعائي حتّي دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) .

فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك؟

فقلت: إي واللّه!

قال: قم! فأخرجني ثمّ ضرب يده إلي القيود التي كانت عليّ ففكّها، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار، والحرسة والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار.

ثمّ قال لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن تصل إليه ولايصل إليك أبداً.

فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلي هذا الوقت.

(1)

ص:379


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 242/2، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 158/7، ح 2248، و329، ح 2366، قطعة منه، وإثبات الهداة: 280/3، ح 97، قطعة منه، و335، ح 18، والبحار: 300/49، ح 10، و46/79، ح 35، ووسائل الشيعة: 167/3، ح 3306. أمالي الصدوق: 526، ح 17، باختلاف. عنه البحار: 300/49، ح 10، و46/79، ح 35. كشف الغمّة: 330/2، س 12، مرسلاً عن الطبرسيّ. إعلام الوري: 81/2، س 14. الخرائج والجرائح: 352/1، ح 8، مرسلاً عن أبي عبداللّه محمّد بن سعيد النيسابوري، عن أبي الصلت. عنه البحار: 49/50، ح 27. الثاقب في المناقب: 489، ح 417، مرسلاً وبتفاوت. روضة الواعظين: 252، س 22، مرسلاً. عنه المناقب لابن شهر آشوب: 374/4، س 12. الصراط المستقيم: 198/2، ح 22، بتفاوت واختصار. مشارق أنوار اليقين: 97، س 2. قطعة منه في (ملاطفته مع ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) حين شهادته) و(قاتله ( عليه السلام ) )، (إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه)، و(مدفنه ( عليه السلام ) ) و(مجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) بعد شهادته لتجهيزه وتكفينه).
الخامس - إخباره بشهادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - حسين بن عبد الوهّاب :...كلثم بن عمران قال:...فلمّا ولد أبوجعفر ( عليه السلام ) قال الرضا ( عليه السلام ) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ...فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة، قال الرضا ( عليه السلام ) : يقتل غصباً، فيبكي له وعليه أهل السماء...(1)

السادس - إخباره بأجل إسحاق بن جعفر:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثني الحسن بن القاسم، قال: حضر بعض ولد جعفر ( عليه السلام ) الموت، فأبطأ عليه الرضا ( عليه السلام ) قال: فغمّني ذلك لإبطاءه عن عمّه قال: ثمّ جاء فلم يلبث أن قام.

قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك، عمّك في الحال التي هو فيها وتقوم وتدعه.

فقال ( عليه السلام ) : عمّي يدفن فلاناً، يعني الذي هو عندهم

ص:380


1- عيون المعجزات: 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2 - 4 رقم 1083.

قال: فواللّه! ما لبثنا أن تمايل (1) المريض، ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحاً.

قال الحسن الخشّاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحقّ بعد ذلك ويقول به.

(2)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، عن محمّد بن حسّان الرازيّ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحسن بن هارون الحارثيّ (3)، عن محمّد بن داود، قال: كنت أنا وأخي عند الرضا ( عليه السلام ) فأتاه من

أخبره أنّه قد ربط ذقن محمّد بن جعفر، فمضي أبو الحسن ( عليه السلام ) ومضينا معه، وإذا لحياه قد ربطا، وإذا إسحاق بن جعفر وولده وجماعة آل أبي طالب يبكون، فجلس أبوالحسن ( عليه السلام ) عند رأسه ونظر في وجهه فتبسّم، فنقم من كان في المجلس عليه، فقال بعضهم: إنّما تبسّم شامتاً بعمّه.

قال: وخرج ليصلّي في المسجد، فقلنا له: جعلت فداك(4)، قد سمعنا فيك من هؤلاء ما نكره حين تبسّمت.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّما تعجّبت من بكاء إسحاق وهو يموت واللّه قبله ويبكيه محمّد.

قال: فبرأ محمّد ومات إسحاق.

(5)

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد

ص:381


1- في البحار: تماثل، وهو بمعني البرء.
2- رجال الكشّيّ: 613 رقم 1143. عنه البحار: 66/49 ح 87.
3- في البحار: الحسن بن هارون بن الحارث.
4- في البحار وإثبات الهداة: جعلنا اللّه فداك.
5- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 206/2 ح 6. عنه مدينة المعاجز: 54/7 ح 2155، والبحار: 31/49 ح 6، وإثبات الهداة: 264/3 ح 44.

بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن الحسن بن عليّ الحذّاء قال: حدّثني يحيي بن محمّد بن جعفر قال: مرض أبي مرضاً شديداً، فأتاه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) يعوده، وعمّي إسحاق جالس يبكي قد جزع عليه جزعاً شديداً.

قال يحيي: فالتفت إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال: ممّا يبكي عمّك؟

قلت: يخاف عليه ما تري! قال: فالتفت إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: لاتغتمّنّ فإنّ إسحاق سيموت قبله.

قال يحيي: فبرأ أبي، محمّد، ومات إسحاق.

(1)

4 - الإربلي : الحسن بن أبي الحسن (في نسخة: الجيش) قال: اشتكي عمّي محمّد بن جعفر شكاة شديدة حتّي خفنا عليه الموت، فدخل عليه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ونحن حوله نبكي، من بنيه وإخوتي، وعمّي إسحاق عند رأسه يبكي وهو في حالة شديدة، فجاء فجلس في ناحية ينظر إلينا، فلمّا خرج تبعته فقلت له: جعلت فداك، دخلت علي عمّك وهو في هذا الحال ونحن نبكي، وإسحاق عمّك يبكي فلم يكن منك شي ء، فقال لي: أرأيت هذا الذي يبكي عند رأسه؟ سوف يبرأ هذا من مرضه ويقوم، ويموت هذا الذي يبكي عليه.

ص:382


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 206/2 ح 7، قال ابن بابويه في ذيل الحديث: علم ال رضا ( عليه السلام ) ذلك بما كان عنده من كتاب علم المنايا، وفيه مبلغ أعمار أهل بيته متوارثاً عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ومن ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتيت علم المنايا، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب. عنه مدينة المعاجز: 55/7 ح 2156، وإثبات الهداة: 264/3 ح 45. عنه وعن المناقب، البحار: 32/49 ح 7. الثاقب في المناقب: 481 ح 408، مرسلاً عن يحيي بن محمّد بن جعفر، بتفاوت يسير. المناقب لابن شهرآشوب: 340/4 س 5، كما في الثاقب. إعلام الوري: 55/2 س 5.

فقام محمّد بن جعفر من وجعه، واشتكي إسحاق ومات وبكي عليه محمّد.

(1)

السابع - إخباره ( عليه السلام ) بأجل رجل:

1 - الحضينيّ : محمّد بن يحيي الخرقيّ، عن أبي الحسن الخفّاف، عن النضر بن سويد قال: كان أبي مريضاً، فدخلت المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّي خلّفت أبي بالكوفة مريضاً.

فقال لي: آجرك اللّه.

فلمّا قدمت الكوفة، وجدت أبي قد مات قبل مسألتي إيّاه عن الدعاء له بالعافية.

(2)

2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن سعيد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه نظر إلي رجل فقال له: يا عبد اللّه (3)

أوص بما تريد، واستعدّ لما لابدّ منه، فكان كما قال، فمات بعد ذلك بثلاثة أيّام.

(4)

ص:383


1- كشف الغمّة: 300/2، س 9.
2- الهداية الكبري: 290 س 20.
3- في بعض المصادر: سعد بن سعد.
4- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 223/2 ح 43. عنه مدينة المعاجز: 91/7 ح 2194، والبحار: 43/49 ح 35. عنه وعن الاعلام إثبات الهداة: 276/3 ح 80. إعلام الوري: 55/2 س 1. الثاقب في المناقب: 481 ح 407. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 247 س 5. نور الأبصار: 322 س 17. المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 15. عنه وعن الاعلام، البحار: 59/49 ح 75، ومدينة المعاجز: 91/7 ح 2195. كشف الغمّة: 314/2 س 1. الصواعق المحرقة: 204 س 25. عنه إثبات الهداة: 316/3 س 16، ومناقب أهل ال بيت ( عليهم السلام ) : : 281 س 3. ينابيع المودّة: 121/3 س 5، بتفاوت.

3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن موسي بن هارون (1)،

قال: رأيت الرضا ( عليه السلام ) وقد نظر إلي هرثمة بالمدينة فقال: كأنّي به وقد حمل إلي مرو فضربت عنقه، فكان كما قال.

(2)

ص:384


1- في عدّة من المصادر: موسي بن مهران.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 210/2 ح 14. عنه مدينة المعاجز: 62/7 ح 2163. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 266/3 ح 52. دلائل الإمامة: 374 ح 335. عنه مدينة المعاجز: 62/7 ح 2164، وإثبات الهداة: 311/3 ح 188، أورد مضمونه. المناقب لابن شهرآشوب: 335/4 س 22، مرسلاً. كشف الغمّة: 304/2 س 7، مرسلاً. عنه وعن العيون والمناقب، البحار: 34/49 ح 14. إعلام الوري: 57/2 س 1. الثاقب في المناقب: 482 ح 410. إثبات الوصيّة: 207 س 10.

(ز) - استجابة دعائه ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه عشرة أمور

الأوّل - علي المأمون:

1 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته.

ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال: «اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية ...،

قال أبو الصلت عبد السلام صالح الهروي: فما استتمّ مولاي دعاءه حتّي وقعت الرجفة في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة والصيحة، واستفحلت النعرة، وثارت الغبرة، وهاجت القاعة، فلم أزائل مكاني إلي أن سلّم مولاي ( عليه السلام ) ...(1)

ص:385


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 172/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 795.
الثاني - علي محمّد بن الفرات:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: آذاني محمّد بن الفرات، آذاه اللّه، وأذاقه اللّه حرّ الحديد...واللّه مامن أحد يكذب علينا إلّا ويذيقه اللّه حرّ الحديد.

قال محمّد بن عيسي: فأخبراني وغيرهما أنّه مالبث محمّد بن فرات إلّا قليلاً، حتّي قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة...(1)

الثالث - علي يونس بن ظبيان:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس، قال: سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فأذا.

فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال للرجل: اخرج عنّي، لعنك اللّه! ولعن من حدّثك! ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة! يتبعها ألف لعنة، كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنّم، أشهد ماناداه إلّا شيطان....

قال يونس: فقام الرجل من عنده، فما بلغ الباب إلّا عشر خُطاً، حتّي صُرع مغشيّاً عليه، وقد قاء رجيعه، وحمل ميّتاً...(2)

ص:386


1- رجال الكشّيّ: 555 رقم 1048. يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3462.
2- رجال الكشّيّ: 363 رقم 673. يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3464.
الرابع - استجابة دعائه علي بكّار:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن إسحاق الخراسانيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد النوفليّ يقول: استحلف الزبير بن بكّار رجل من الطالبيّين علي شي ء بين القبر والمنبر، فحلف فبرص، فأنا رأيته وبساقيه وقدميه برص كثير، وكان أبوه بكّار قد ظلم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في شي ء، فدعا عليه.

فسقط في وقت دعائه عليه حجر من قصر فاندقّت عنقه وأمّا أبوه عبد اللّه بن مصعب فإنّه مزّق عهد يحيي بن عبد اللّه بن الحسن وأهانه بين يدي الرشيد وقال: اقتله ياأميرالمؤمنين! فإنّه لا أمان له.

فقال يحيي للرشيد: إنّه خرج مع أخي بالأمس وأنشد أشعاراً له فأنكرها، فحلّفه يحيي بالبراءة وتعجيل العقوبة، فحمّ من وقته ومات بعد ثلاثة، وانخسف قبره مرّات كثيرة، وذكر خبراً طويلاً له اختصرت هذا منه.

(1)

الخامس - استجابة دعائه علي البرامكة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل قال: لمّا كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك، بدأ بجعفر بن يحيي وحبس يحيي بن خالد، ونزل بالبرامكة ما نزل، كان أبو الحسن ( عليه السلام ) واقفاً بعرفة يدعو، ثمّ طأطأ رأسه فسئل عن ذلك؟

ص:387


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 224/2 ح 1. عنه إثبات الهداة: 277/3 ح 82، أورد مضمونه، ومدينة المعاجز: 112/7 ح 2216، والبحار: 84/49 ح 3.

فقال: إنّي كنت أدعو اللّه تعالي علي البرامكة بما فعلوا بأبي ( عليه السلام ) (1)، فاستجاب اللّه لي اليوم فيهم، فلمّا انصرف لم يلبث إلّا يسيراً حتّي بطش بجعفر ويحيي، وتغيّرت أحوالهم.

(2)

السادس - استجابة دعائه لمن يحبّ معرفة الإمام بعد الكاظم ( عليه السلام ) :

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، قال: حدّثني يزيد بن إسحاق شَعَر (3)، وكان من أرفع الناس لهذا الأمر، قال: خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً، فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو اللّه لي حتّي أرجع إلي قولكم.

قال: قال لي محمّد: فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك، وأنا كثيراً ما أناظره، فقال لي يوماً من الأيّام: سل صاحبك، إن كان بالمنزل الذي ذكرت، أن يدعو اللّه لي حتّي أصير إلي قولكم! فإنّي أُحبّ أن تدعو اللّه له.

ص:388


1- في دلائل الإمامة وإثبات الوصيّة: منذ فعلوا بأبي ما فعلوا.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 225/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 103/7 ح 2207. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 85/49 ح 4، وإثبات الهداة: 277/3 ح 84. دلائل الإمامة: 373 ح 334، بتفاوت في الألفاظ. عنه مدينة المعاجز: 104/7 س 9. عيون المعجزات: 111 س 3، بتفاوت. كشف الغمّة: 303/2 س 12. إثبات الوصيّة: 208 س 21. الدعوات للراوندي: 70 ح 168.
3- يزيد بن إسحاق بن أبي السخف (السحف) الغَنَويّ، أبو إسحاق، يلقّب شَعَر (شَغَر). رجال النجاشيّ: 453، رقم 1225.

قال: فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) نحو القبلة، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: «اللّهمّ! خذ بسمعه وبصره، ومجامع قلبه، حتّي تردّه إلي الحقّ».

قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني قال: فلمّا قدم أخبرني بما كان، فواللّه ما لبثت إلّا يسيراً حتّي قلت بالحقّ.

(1)

السابع - استجابة دعائه علي الرجل المخالف:

1 - الراونديّ : روي صفوان بن يحيي قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فمرّ مع قوم بقاعد فقال: هذا إمام الرافضة.

فقلت له ( عليه السلام ) : أما سمعت ما قال هذا القاعد؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، أما إنّه مؤمن مستكمل الإيمان.

فلمّا كان بالليل دعا عليه فاحترق دكّانه، ونهب السرّاق ما بقي من متاعه...(2)

الثامن - استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمن لايعيش له الولد:

1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن عبد اللّه بن حارثة الكرخيّ قال: كان لايعيش لي ولد، وتوفّي لي بضعة عشر من الولد، فحججت ودخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...ثمّ شكوت إليه بعد ذلك ما ألقي من قلّة بقاء الولد فأطرق طويلاً ودعا

ص:389


1- رجال الكشّيّ: 605 رقم 1126. عنه البحار: 273/48 ح 34، وإثبات الهداة: 307/3 ح 168، ملخّصاً، ومدينة المعاجز:121/7 ح 2225. المناقب: 370/4 س 20، مختصراً وبتفاوت. قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) لمحمّد بن إسحاق) و(هداية رجل واقفيّ بدعائه ( عليه السلام ) ).
2- الخرائج والجرائح: 370/1 ح 28. تقدّم الحديث أيضاً في رقم 416.

مليّاً ثمّ قال لي: إنّي لأرجو أن تنصرف، ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولد، وتمتّع بهم أيّام حياتك، فإنّ اللّه تعالي إذا أراد أن يستجيب الدعاء فعل، وهو علي كلّ شي ء قدير.

قال: فانصرفت من الحجّ إلي منزلي فأصبت أهلي ابنة خالي حاملاً، فولدت لي غلاماً سمّيته إبراهيم، ثمّ حملت بعد ذلك فولدت لي غلاماً سمّيته محمّداً وكنّيته بأبي الحسن....

(1)

التاسع - استجابة دعائه لمجي ء المطر:

1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!

قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.

قال: يوم الاثنين... فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث ولاضائر، وليكن ابتداء

ص:390


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 42. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 434.

مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».

قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت، ... ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّوجلّ لكم، فاشكروا اللّه علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا إلي مقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم اللّه تعالي وجلاله.

ونزل من المنبر، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، والفلوات...(1)

العاشر - هداية رجل واقفيّ بدعائه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يزيد بن إسحاق شَعَر...قال: خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً، فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو اللّه لي حتّي أرجع إلي قولكم.

قال: قال لي محمّد: فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك! إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك...فإنّي أُحبّ أن تدعو اللّه له.

قال: فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) نحو القبلة، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: «اللّهمّ! خذ بسمعه وبصره، ومجامع قلبه، حتّي تردّه إلي الحقّ».

قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني قال: فلمّا قدم أخبرني بما كان، فواللّه!

ص:391


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 475.

ما لبثت إلّا يسيراً حتّي قلت بالحقّ.

(1)

(ح) - معجزاته ( عليه السلام ) في أمور مختلفة

اشاره:

وفيه ستّة عشر عنواناً

- طيّ الارض له ( عليه السلام ) إلي البصرة والكوفة:

1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة...فقال ال رضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه...فقلت: ومتي تقدم عليهم؟

قال ( عليه السلام ) : بعد ثلاثة أيّام من وصولك، ودخولك البصرة...

فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم...فجمعهم...

قال ( عليه السلام ) : أنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، وابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، صلّيت اليوم الفجر في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع والي المدينة، وأقرأني - بعد أن صلّينا - كتاب صاحبه إليه، واستشارني في كثير من أُموره، فأشرت عليه بما فيه الحظّ له، ووعدته أن يصير إليّ

ص:392


1- رجال الكشّيّ: 605 رقم 1126. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 473.

بالعشيّ بعد العصر من هذا اليوم، ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه، وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه....

قال محمّد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالإمامة، وبات عندنا تلك الليلة، فلمّا أصبح ودّع الجماعة، وأوصاني بما أراد ومضي، وتبعته أُشيّعه حتّي إذا صرنا في وسط القرية عدل عن الطريق، فصلّي أربع ركعات.

ثمّ قال: يا محمّد! انصرف في حفظ اللّه، غمضّ طرفك.

فغمضته، ثمّ قال: افتح عينيك ففتحتهما، فإذا أنا علي باب منزلي بالبصرة! ولم أر الرضا ( عليه السلام ) ....

قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا ( عليه السلام ) في وقت منصرفه من البصرة، أن قال لي: صر إلي الكوفة، فاجمع الشيعة هناك، وأعلمهم أنّي قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.

فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قادم عليهم.

فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا ( عليه السلام ) ، فعلمت أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد قدم، فبادرت إلي دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار، فسلّمت عليه...(1)

- علمه ( عليه السلام ) بالأماكن وما تحت الأرض:

1 - المسعوديّ: الحميريّ، عن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن عمر الحلاّل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّي أخاف عليك من هارون.

ص:393


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.

فقال ( عليه السلام ) : ليس عليّ بأس منه، إنّ اللّه عزّ وجلّ، خلق بلاداً تنبت بالذهب، وقد حماها بأضعف خلقه بالنمل، فلو أرادتها الفيلة، ما وصلت إليها.

وقال الوشّاء: سألته عن هذه البلاد، فأخبرني: أنّها بين نهر بلخ والتبّت، وأنّها تنبت الذهب، وفيها نمل كبار أشباه الكلاب، ليس يمرّ بها الطير فضلاً عن غيره، تكمن بالليل في الأحجرة، وتظهر بالنهار، فربما أغاروا علي هذه البلاد علي الدوابّ التي تقطع في الليلة ثلاثين فرسخاً، لايصبر شي ء من الدوابّ صبرها فيوقّرونها، ثمّ يرجعون من وقتهم، فإذا أصبحت النمل خرجت في الطلب، فلاتلحق منهم أحداً إلّا قطّعته، وهي الربح لسرعتها، فإذا لحقتهم، قذفوا لها قطع اللحم، فاشتغلت بها، ولولا ذلك للحقتهم وقطّعتهم ودوابّهم.

(1)

- إخباره ( عليه السلام ) بوجود قَصَب السكّر في الصيف:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد قال: حدّثنا محمّد بن حسّان وأبومحمّد النيليّ، عن الحسين بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شاهويه بن عبد اللّه، عن أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان أؤامره في قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان، فنهاني عن ذلك وقال: أتريد أن تقتل نفساً مؤمنة بنفس كافرة؟

ص:394


1- إثبات الوصيّة: 206 س 16. الخرائج والجرائح: 369/1 ح 27، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 144، قطعة منه، والبحار: 54/49 ح 65، و185/57 ح 16، ومدينة المعاجز: 219/7 ح 2269. الصراط المستقيم: 197/2 ح 16، مرسلاً بتفاوت واختصار.

قال: فلمّا صار إلي الأهواز قال لأهل الأهواز: اطلبوا لي قَصَب سُكَّر.

فقال بعض أهل الأهواز ممّن لايعقل: أعرابيّ لايعلم أنّ القصب لايوجد في الصيف، فقالوا: يا سيّدنا! إنّ القصب لايوجد في هذا الوقت، إنّما يكون في الشتّاء.

فقال ( عليه السلام ) : بلي، اطلبوه فإنّكم ستجدونه.

فقال إسحاق بن إبراهيم: واللّه! ما طلب سيّدي إلّا موجوداً، فأرسلوا إلي جميع النواحي فجاء أَكَرَة (1) إسحاق فقالوا: عندنا شي ء ادّخرناه للبذرة نزرعه، فكانت

هذه احدي براهينه.

فلمّا صار إلي قرية، سمعته يقول في سجوده: «لك الحمد إن أطعتك، ولاحجّة لي إن عصيتك، ولاصنع لي ولالغيري في إحسانك، ولاعذر لي إن أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك، يا كريم! إغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات».

قال: فصلّينا خلفه أشهراً فما زاد في الفرائض علي الحمد وإنّا أنزلناه في الأولي، وعلي الحمد وقل هو الله أحد في الثانية.

(2)

2 - الراونديّ : قال أبو هاشم: إنّه لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحّاك لحمل أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) علي طريق الأهواز، ولم يمرّ به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها

ص:395


1- أَكَرَة: الحرّاث. المعجم الوسيط: 22.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 205/2 ح 5. عنه مدينة المعاجز: 53/7 ح 2154، والبحار: 116/49 ح 1، و34/82 ح 24، قطعة منه، و228/83 ح 49، قطعة منه، وإثبات الهداة: 263/3 ح 43، قطعة منه، ومستدرك الوسائل 451/4 ح 5134، قطعة منه، و391/16 ح 20285. قطعة منه في (دعاؤه ( عليه السلام ) في سجوده)، و(السور التي قرأها في الصلاة)، و(نهيه ( عليه السلام ) عن قتل رجاء بن أبي الضحّاك الذي حمله إلي خراسان)، و(وروده ( عليه السلام ) بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان).

وكنت بالشرق من إيذج، فلمّا سمعت به سرت إليه بالأهواز، وانتسبت له، وكان أوّل لقائي له، وكان مريضاً، وكان زمن القيظ (1)

فقال ( عليه السلام ) لي: ابغ لي طبيباً، فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة، فقال الطبيب: لاأعرف علي وجه الأرض أحداً يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها، إلّا أنّها ليست في هذا الأوان، ولاهذا الزمان؟.

قال له: فابغ لي قصب السكّر.

قال الطبيب: وهذه أدهي من الأُولي، ما هذا بزمان قصب السكّر، ولايكون إلّا في الشتاء.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : بل هما في أرضكم هذه، وزمانكم هذا، وهذا معك، فامضيا إلي شاذروان الماء فاعبراه، فسيرفع لكم جوخان - أي بيدر - فاقصداه، فستجدان رجلاً هناك أسود في جوخانه، فقولا له: أين منابت قصب السكّر؟ وأين منابت الحشيشة الفلانية؟ - ذهب علي أبي هاشم اسمها - فقال: ياأباهاشم! دونك القوم.

فقمت معهما فإذا الجوخان، والرجل الأسود.

قال: فسألناه، فأومأ إلي ظهره، فإذا قصب السكّر والحشيشة، فأخذنا منه حاجتنا، ورجعنا إلي الجوخان، فلم نر صاحبه فيه، ورجعنا إلي الرضا ( عليه السلام ) فحمد اللّه.

فقال لي المتطبّب: ابن من هذا؟

قلت: ابن سيّد الأنبياء.

قال: فعنده من أقاليد النبوّة شي ء؟

قلت: نعم، وقد شهدت بعضها، وليس بنبيّ.

ص:396


1- القيظ: شدّة الحرّ. المصباح المنير: 521.

قال: فهذا وصيّ نبيّ؟

قلت: أمّا هذا فنعم.

فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحّاك فقال لأصحابه: لئن أقام بعد هذا لتمدّنّ إليه الرقاب، فارتحل به.

(1)

- إعجازه ( عليه السلام ) عند خروجه لصلاة العيد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، ...فعرض عليه المأمون أن يتقلّد الأمر والخلافة، فأبي أبو الحسن ( عليه السلام ) قال: فولاية العهد؟

فقال ( عليه السلام ) : علي شروط أسألكها....

فلمّا حضر العيد، بعث المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله أن يركب، ويحضر العيد، ويصلّي ويخطب،...

قال: فحدّثني ياسر الخادم:...ثمّ خرج ونحن بين يديه، وهو حاف قد شمّر سراويله إلي نصف الساق، وعليه ثياب مشمّرة، فلمّا مشي ومشينا بين يديه، رفع رأسه إلي السماء وكبّر أربع تكبيرات، فخيّل إلينا أنّ السماء والحيطان تجاوبه، والقوّاد والناس علي الباب قد تهيّؤوا، ولبسوا السلاح، وتزيّنوا بأحسن الزينة، فلمّا

ص:397


1- الخرائج والجرائح: 661/2 ح 4. عنه إثبات الهداة: 302/3 ح 145، بتفاوت واختصار، والبحار: 117/49 ح 4، ومدينة المعاجز: 220/7 ح 2270. الثاقب في المناقب: 488 ح 416، بتفاوت. قطعة منه في (إصابة المرض به ( عليه السلام ) حين وروده بأهواز) و(وروده ( عليه السلام ) بمدينة أهواز في طريقه إلي خراسان) و(تعليمه الطبيب بمعالجته بالأدوية في الأهواز).

طلعنا عليهم بهذه الصورة، وطلع الرضا ( عليه السلام ) ، وقف علي الباب وقفة، ثمّ قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر علي ما هدانا، اللّه أكبر علي ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد للّه علي ما أبلانا - نرفع بها أصواتنا -.

قال ياسر: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح، لمّا نظروا إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وسقط القوّاد عن دوابّهم، ورموا بخفافهم لمّا رأوا أباالحسن ( عليه السلام ) حافياً، وكان يمشي ويقف في كلّ عشر خطوات، ويكبّر ثلاث مرّات.

قال ياسر: فتخيّل إلينا أنّ السماء والأرض والجبال تجاوبه، وصارت مرو ضجّة واحدة من البكاء، وبلغ المأمون ذلك... (1)

- معجزته ( عليه السلام ) في إعادة شيبوبة حبابة الوالبيّة وصيرورتها بكراً:

1 الحضينيّ :...رُشيد الهجريّ ( رضي الله عنه ) قال: كنت وأبو عبد اللّه سلمان، وأبوعبد الرحمن قيس بن ورقا، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وسهل بن حنيف، بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالمدينة، إذ دخلت حُبابة الوالبيّة...

فقال لها:...يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ...، وعليّ بن موسي، وكلاًّ إذا أتيته استدعي بالحصاة منك، وطبعها بهذا الخاتم لك، فبعهد عليّ بن موسي ترين في نفسك برهاناً عظيماً تعجبين منه...

فلمّا صرت إلي عليّ الرضا ابن موسي صلوات اللّه عليهما...

قال: يا حبابة! ترين بياض شعرك؟

قلت: بلي، يا مولاي!

ص:398


1- الكافي: 488/1 ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 781.

قال: يا حبابة! أفتحبّين أن تريه أسود حالكاً، كما كان في عنفوان شبابك؟ قلت: نعم، يا مولاي!

قال: يا حبابة! ويجزيك ذلك أو نزيدك؟

فقلت: يا مولاي! زدني من فضلك عليّ.

قال: أتحبّين أن تكوني مع سواد شعرك شابّة؟

فقلت: يا مولاي! هذا البرهان عظيم.

قال: وهذا أعظم منه ما تجدينه، ممّا لايعلم الناس به.

فقلت: يا مولاي! اجعلني لفضلك أهلاً، فدعا بدعوات خفيّة حرّك بها شفتيه، فعدت واللّه شابّة طريّة غضّة، سوداء الشعر حالكاً، ثمّ دخلت خلوة في جانب الدار ففتّشت نفسي فوجدتها بكراً، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة....

(1)

- إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه:

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) إلي المأمون...ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه، ثمّ قال: هذه تربتي، وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي... (2)

ص:399


1- الهداية الكبري: 167 س 11. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 379.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 481.
- علمه ( عليه السلام ) بتعبير الرؤيا:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن أحمد بن هلال، عن ياسر الخادم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : رأيت في النوم كأنّ قفصاً فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسّرت القوارير.

فقال ( عليه السلام ) : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوماً ثمّ يموت، فخرج محمّد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوماً ثمّ مات. (1)

- إخباره ( عليه السلام ) باسم آباء رجل وأبناءه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ :...قال إبراهيم بن شعيب: كنت جالساً في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جانبي رجل من أهل المدينة، فحادثته مليّاً، وسألني: من أنت؟

فأخبرته: أنّي رجل من أهل العراق.

قلت له: ممّن أنت؟

قال: مولي لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

فقلت له: لي إليك حاجة

قال: وماهي؟

قلت: توصل لي إليه رقعة

ص:400


1- الكافي: 214/8 ح 370. عنه البحار: 223/49 ح 16، ومدينة المعاجز: 256/7 ح 2307، ونور الثقلين: 430/2 ح 91، والوافي: 177/2 ح 630. المناقب لابن شهرآشوب: 352/4 س 3. عنه البحار: 99/49 ضمن ح 15. عنه وعن الكافي، البحار: 160/58 ح 7.

قال: نعم، إذا شئت.

فخرجت وأخذت قرطاساً، وكتبت فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي.

قال: ثمّ ختمت الكتاب ودفعته إليه، فلمّا كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته، فإذا أسفل من الكتاب بخطّ رديّ:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا إبراهيم! إنّ من آبائك شعيباً وصالحاً، وإنّ من أبنائك محمّداً وعليّاً، وفلانة وفلانة، غير أنّه زاد اسماً لانعرفها.

قال: فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنّه كما صدّقك في غيرها، فقد صدّقك فيها فابحث عنها.

(1)

- إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه:

1 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل وشي ء للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.

فقلت له: ومن سيّدك؟

قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

ص:401


1- رجال الكشّيّ: 470 رقم 896. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2402.

فقلت: ما معي حبرة ولاحلّة إلّا وقد بعتها في الطريق، فمضي ثمّ عاد إليّ فقال لي: بلي، قد بقيت الحبرة قبلك.

فقلت له: إنّي ما أعلمها معي.

فمضي وعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفط الفلاني.

فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهي دلالة...

فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: واللّه لأكتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّه بمسائل سئل أبوه ( عليه السلام ) عنها، وأثبتّ تلك المسائل في درج، وعدت إلي بابه، والمسائل في كمّي...إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه ويقول: أين ابن ابنة إلياس الفسويّ؟

فقلت: ها أنا ذا، فأخرج من كمّه درجاً وقال: هذا جواب مسائلك وتفسيرها، ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمّي وجوابها وتفسيرها.

فقلت: أُشهد اللّه ورسوله علي نفسي أنّك حجّة اللّه، وأستغفر اللّه وأتوب إليه وقمت....

(1)

2 - الحضينيّ :...جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء قوم إلي باب أبي الحسن الرضا صلوات اللّه عليه برقاع فيها مسائل، وفي القوم رجل واقفيّ واقف علي باب أبي الحسن بن موسي، فوصلت الرقاع إليه، فخرجت الأجوبة في جميعها، وخرجت رقعة الواقفيّ بلا جواب، فسألته: لِمَ خرجت رقعته بلا جواب؟

فقال لي الرجل: ما عرفني الرضا ولا رآني، فيعلم أنّي واقفيّ، ولافي القوم الذين جئت معهم من يعرفني، اللّهمّ! إنّي تائب من الوقف، مقرّ بإمامة الرضا ( عليه السلام ) ، فما

ص:402


1- عيون المعجزات: 111 س 15. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 408.

استتمّ كلامه حتّي خرج الخادم، فأخذ رقعته من يده، ودخل بها وعاد الجواب فيها إلي الرجل.

فقال: الحمد للّه، هذان برهانان في وقت واحد.

(1)

- تكلّم الرجل السنديّ باللغة العربيّة بمسح يد الإمام:

1 - الراونديّ : قال أبو إسماعيل السنديّ: سمعت بالسند: أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدللت علي الرضا ( عليه السلام ) فقصدته، فدخلت عليه وأنا لاأُحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي،... قلت: إنّي لاأُحسن من العربيّة شيئاً، فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها، فمسح يده علي شفتي فتكلّمت بالعربيّة من وقتي.

(2)

- تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام:

1 - الراونديّ : روي عن أحمد بن عمر، قال: خرجت إلي الرضا ( عليه السلام ) وامرأتي حبلي، فقلت له: إنّي خلّفت أهلي وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله ذكراً؟

فقال ( عليه السلام ) لي: هو ذكر فسمّه عمر.

فقلت: نويت أن أُسمّيه عليّاً وأمرت الأهل به!

قال ( عليه السلام ) : سمّه عمر.

فوردت الكوفه وقد ولد ابن لي وسمّي عليّاً، فسمّيته عمر.

ص:403


1- الهداية الكبري: 288 س 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2546.
2- الخرائج والجرائح: 340/1 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 289.

فقال لي جيراني: لانصدّق بعدها بشي ء ممّا كان يحكي عنك.

فعلمت أنّه كان أنظر لي من نفسي.

(1)

2 - ابن حمزة الطوسيّ : عن بكر بن صالح، قال: قلت للرضا صلوات اللّه عليه: امرأتي أُخت محمّد بن سنان بها حبل، فادع اللّه تعالي أن يجعله ذكراً.

قال ( عليه السلام ) : هما اثنان.

فقلت في نفسي: محمّد وعليّ، فدعاني بعد انصرافي فقال: سمّ واحداً عليّاً، والأخري أُمّ عمرو ....

(2)

- إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم:

1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.

قال: اعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته علي سرّه وعلانيته في الثلث الأوّل من الليل...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا

ص:404


1- الخرائج والجرائح: 361/1 ح 16. تقدّم الحديث أيضاً في رقم 402.
2- الثاقب في المناقب: 214 ح 188. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 414.

حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ أقلبوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم به، وصيّروا إليّ، وقد جعلت لكلّ واحد منكم علي هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم، وعشر ضياع منتخبة، والحظوظ عندي ما حيّيت وبقيت...قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فلبس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟

قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!

قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، وأظهر وفاته وقعد للتعزية، ثمّ قام حافياً حاسراً، فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته، فأرعد ثمّ قال: من عنده؟

قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.

قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح...قال هرثمة: فأكثرت للّه عزّ وجلّ شكراً وحمداً، ثمّ دخلت علي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) فلمّا رآني قال: يا هرثمة!...واللّه! لا يضرّنا كيدهم شيئاً حتّي يبلغ الكتاب أجله.

(1)

ص:405


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 22. يأتي الحديث بتمامه في رقم 470.
- جوابه ( عليه السلام ) بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد أوغيره، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا يومئذ واقف، وقد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ستّ وأمسك عن السابعة.

فقلت: واللّه! لأسألنّه عمّا سأل أبي أباه، فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة، فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ، فلم يزد في الجواب واواً ولاياءً، وأمسك عن السابعة.

وقد كان أبي قال لأبيه: إنّي أحتجّ عليك عنداللّه يوم القيامة أنّك زعمت أنّ عبد اللّه لم يكن إماماً، فوضع يده علي عنقه ثمّ قال له: نعم، احتجّ عليّ بذلك عند اللّه عزّ وجلّ، فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي.

فلمّا ودّعته قال: إنّه ليس أحد من شيعتنا يبتلي ببليّة أو يشتكي فيصبر علي ذلك إلّا كتب اللّه له أجر ألف شهيد.

فقلت في نفسي: واللّه! ما كان لهذا ذكر، فلمّا مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المدينيّ (1) ، فلقيت منه شدّة، فلمّا كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقيّة، فشكوت إليه وقلت له: جعلت فداك، عوّذ رجلي، وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس علي رجلك هذه بأس، ولكن أرني رجلك الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا خرجت لم ألبث إلّا يسيراً حتّي خرج بي العرق، وكان وجعه

ص:406


1- عرق المدينيّ: مركّب إضافيّ، وهو خَيْطٌ يخرج من الرِجل تدريجاً ويشتدّ وجعه. مرآة العقول: 101/4.

يسيراً.

(1)

- علمه بما يكون:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي المسروق النهديّ، عن محمّد بن الفضيل قال: نزلت ببطن مُرّ فأصابني العرق المدينيّ في جنبي وفي رجلي، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فقال: ما لي أراك متوجّعاً؟

فقلت: إنّي لمّا أتيت بطن مُرّ أصابني العرق المدينيّ في جنبي وفي رجلي،فأشار ( عليه السلام ) إلي الذي في جنبي تحت الإبط، وتكلّم بكلام وتفل عليه،ثمّ قال ( عليه السلام ) : ليس عليك بأس من هذا، ونظر إلي الذي في رجلي فقال:قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من بلي من شيعتنا ببلاء فصبر، كتب اللّه عزّ وجلّ له مثل أجر ألف شهيد.

فقلت في نفسي: لا أبرأ واللّه! من رجلي أبداً.

قال الهيثم: فما زال يعرج منها حتّي مات.

(2)

ص:407


1- الكافي: 353/1 ح 10. عنه البحار: 67/49 ح 88، ومدينة المعاجز: 29/7 ح 2127، وإثبات الهداة: 248/3 ح 7، والوافي: 175/2 ح 626. قطعة منه في (شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) ) و(موعظته ( عليه السلام ) في الصبر علي البلايا).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 221/2 ح 39. عنه مدينة المعاجز: 88/7 ح 2191، والبحار: 42/49 ح 31، و129/79 ح 5، قطعة منه، وإثبات الهداة: 275/3 ح 76، ووسائل الشيعة: 260/3 ح 3580، قطعة منه. قطعة منه في (ما رواه عن الباقر ( عليهماالسلام ) ).
- معجزته ( عليه السلام ) في استضاءة يده كعشرة مصابيح:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن منصور، عن أخيه، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) في بيت داخل في جوف بيت ليلاً، فرفع يده فكانت كأنّ في البيت عشرة مصابيح، واستأذن عليه رجل فخلّي يده، ثمّ أذن له.

(1)

- عدم تأثير السيف علي جسده الشريف:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد السنانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال: حدّثني هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.

قال: اعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته علي سرّه وعلانيته في الثلث الأوّل من الليل، فدخلت عليه وقد صار ليله نهاراً من كثرة

ص:408


1- الكافي: 487/1 ح 3. عنه مدينة المعاجز: 13/7 ح 2109، وإثبات الهداة: 250/3 ح 13، ونور الثقلين: 51/4 ح 23، والوافي: 816/3 ح 1424. المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 21. كشف الغمّة: 304/2 س 4، عن كتاب الدلائل. عنه إثبات الهداة: 306/3 ح 159. عنه وعن المناقب، البحار: 60/49 ضمن ح 76. الثاقب في المناقب: 498 ح 428، و153 ح 140.

الشموع وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة، فدعا بنا غلاماً غلاماً وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا أحد من خلق اللّه غيرنا، فقال لنا: هذا العهد لازم لكم، إنّكم تفعلون ما آمركم به ولاتخالفوا فيه شيئاً، قال: فحلفنا له، فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ أقلبوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم به، وصيّروا إليّ، وقد جعلت لكلّ واحد منكم علي هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم، وعشر ضياع منتخبة، والحظوظ عندي ما حيّيت وبقيت، قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعاً يقلّب طرف يديه ويكلّم بكلام لانعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فلبس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟

قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!

قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، وأظهر وفاته وقعد للتعزية، ثمّ قام حافياً حاسراً، فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته، فأرعد ثمّ قال: من عنده؟

قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.

قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح، فقلت: يا أمير المؤمنين! هو ذا نري شخصاً في محرابه يصلّي ويسبّح، فانتفض المأمون وارتعد، ثمّ قال: غدرتموني لعنكم اللّه! ثمّ التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: أنت تعرفه، فانظر من المصلّي عنده؟ قال صبيح: فدخلت وتولّي المأمون راجعاً، ثمّ

ص:409

صرت إليه عند عتبة الباب، قال ( عليه السلام ) لي: يا صبيح! قلت: لبّيك، يا مولاي! وقد سقطت لوجهي فقال: قم، يرحمك اللّه، ( يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ي وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ )

(1)

قال: فرجعت إلي المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم فقال لي: ياصبيح! ما وراءك؟

فقلت له: يا أمير المؤمنين! هو واللّه جالس في حجرته، وقد ناداني وقال لي كيت وكيت، قال: فشدّ أزراره وأمر بردّ أثوابه وقال: قولوا: إنّه كان غشي عليه، وإنّه قد أفاق.

قال هرثمة: فأكثرت للّه عزّ وجلّ شكراً وحمداً، ثمّ دخلت علي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) فلمّا رآني قال: يا هرثمة! لاتحدّث أحداً بما حدّثك به صبيح إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان بمحبّتنا وولايتنا، فقلت: نعم، يا سيّدي، ثمّ قال: يا هرثمة! واللّه! لا يضرّنا كيدهم شيئاً حتّي يبلغ الكتاب أجله.

(2)

ص:410


1- الصفّ: 8/61.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 214/2 ح 22. عنه مدينة المعاجز: 72/7 ح 2173، وحلية الأبرار: 446/4 ح 3، والبحار: 186/49 ح 18، وإثبات الهداة: 269/3 ح 60. دلائل الإمامة: 360 ح 307، وفيه: عن أبي علي محمّد بن زيد القمّيّ، عن محمّد بن منير، عن محمّد بن خلف الطوسيّ، عن هرثمة بن أعين، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 75/7 س 9. عيون المعجزات: 113 س 1، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 76/7 س 7، مثله. الهداية الكبري: 280 س 22، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: 349/4 س 3، بتفاوت. قطعة منه في (أمره ( عليه السلام ) بكتمان أسرارهم إلاّ عن أهله) و(إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(سورة الصفّ: 8/61) و(دعاؤه ( عليه السلام ) لصبيح الديلمي).

(ط) - شفاء الأمراض

اشاره:

وفيه خمسة عناوين

الأوّل - شفاء المصروع علي يده ( عليه السلام ) :

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.

(1)

الثاني - شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا يومئذ واقف...فلمّا ودّعته...مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المدينيّ، فلقيت منه شدّة، فلمّا كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقيّة، فشكوت إليه وقلت له: جعلت فداك، عوّذ رجلي، وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس علي رجلك هذه بأس، ولكن أرني رجلك الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا خرجت لم ألبث إلّا يسيراً حتّي خرج بي العرق، وكان وجعه يسيراً.

(2)

ص:411


1- كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800. عنه البحار: 50/99، ح 7. ومستدرك الوسائل: 410/10، ح 12269. المصباح الكفعمي: 207 س 12، قطعة منه. البلد الأمين: 283 س 10. عنه البحار: 50/99 ح 50.
2- الكافي: 353/1 ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 467.
الثالث - شفاء عين الجارية بمسح جبّته ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] (1)عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقال له:

يا ابن رسول اللّه! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك

فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:...

فأنفذ إليه الرضا ( عليه السلام ) جبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم: قل له: خذ هذه الصرّة فإنّك ستحتاج إليها...وكانت له جارية لها من قلبه محلّ، فرمدت عينها رمداً عظيماً، فأدخل أهل الطبّ عليها، فنظروا إليها فقالوا: أمّا العين اليمني فليس لنا فيها حيلة، وقد ذهبت، وأمّا اليسري فنحن نعالجها ونجتهد، ونرجو أن تسلم

فاغتمّ لذلك دعبل غمّاً شديداً، وجزع عليها جزعاً عظيماً، ثمّ إنّه ذكر ما كان معه من وصلة الجبّة، فمسحها علي عيني الجارية، وعصّبها بعصابة منها أوّل الليل، فأصبحت وعيناها أصحّ ما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

(2)

الرابع - الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق : ... خديجة بنت حمدان بن بسندة، قالت: لمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور...فلمّا نزل ( عليه السلام ) دارنا، زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنة، فعلم الناس بذلك، فكانوا يستشفون بلوز

ص:412


1- أثبتناه من حلية الأبرار ومدينة المعاجز.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 263/2 ح 34. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 709.

تلك الشجرة، فمن أصابته علّة تبرّك بالتناول من ذلك اللوز مستشفياً، فعوفي به، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز علي عينيه فعوفي، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها، تناولت من ذلك اللوز، فتخفّ عليها الولادة، وتضع من ساعتها.

وكان إذا أخذ دابّة من دوابّ القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة، فأمرّ علي بطنها فتعافي، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا ( عليه السلام ) ...(1)

الخامس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن لشفاء المريض:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه رأي مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء، ثمّ قرأ عليه ( الحمد) و( المعوّذتين ) ، ونفث في القدح، ثمّ أمر بصبّ الماء علي رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبداً.(2)

(ي) - معجزاته ( عليه السلام ) في الحيوانات

شاره:

وفيه أربعة عناوين

الأوّل - إحياؤه ( عليه السلام ) أسدين مصوّرين وأمرهما بافتراس حميد بن مهران:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكري، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : إنّ

ص:413


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 132/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 441.
2- كامل الزيارات: 513، ب 102، ح 800. تقدّم الحديث أيضاً في رقم 474.

الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!

قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.

قال: يوم الاثنين، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاني البارحة في منامي ومعه أميرالمؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وقال: يابنيّ! انتظر يوم الاثنين فأبرز إلي الصحراء واستسق، فإنّ اللّه تعالي سيسقيهم، وأخبرهم بمايريك اللّه ممّا لايعلمون من حالهم، ليزداد علمهم بفضلك، ومكانك من ربّك عزّ وجلّ.

فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث (1) ولاضائر (2) ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».

قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً! لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : علي رِسلكم (3) أيّها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنّما هولأهل بلد كذا.

ص:414


1- راث يريث ريثاً: أبطأ،... غير رائث أي غير بطي ء: لسان العرب: 157/2.
2- ضاره الأمر يضوره كيضيره ضيراً وضوراً، أي ضرّه: لسان العرب: 494/4.
3- الرسل بالكسر: الرفق والتؤْدَةُ، والاسترسال: الاستيناس والطمأنيتة إلي الإنسان والثقة به فيما يحدّثه، وأصله السكون والثبات: مجمع البحرين: 383/5.

فمضت السحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخري تشتمل علي رعد وبرق، فتحرّكوا.

فقال: علي رِسلكم، فما هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتّي جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في كلّ واحدة: علي رِسلكم ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا.

ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّوجلّ لكم، فاشكروا اللّه علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة (1) لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا إلي مقارّكم، ثمّ يأتيكم

من الخير ما يليق بكرم اللّه تعالي وجلاله.

ونزل من المنبر (2)، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا

من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل (3) المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، والفلوات.

فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كرامات اللّه عزّ وجلّ.

ثمّ برز إليهم الرضا ( عليه السلام ) وحضرت الجماعة الكثيرة منهم، فقال: ياأيّهاالناس! اتّقوا اللّه في نعم اللّه عليكم، فلاتنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه.

واعلموا أنّكم لاتشكرون اللّه تعالي بشي ء بعد الإيمان باللّه، وبعدالاعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنان ربّهم، فإنّ من فعل ذلك

ص:415


1- في المصدر: مسامة، والظاهر أنّه غير صحيح، يدّل عليه ما في البحار ومدينة المعاجز. سامته: قابله ووازاه، المنجد: 365.
2- في المصدر: علي المنبر، والظاهر أنّه غير صحيح كما يدّل عليه البحار ومدينة المعاجز.
3- الوَبْل والوابل: المطر الشديد، الضّخم القطْر، لسان العرب: 720/11.

كان من خاصّة اللّه تبارك وتعالي.

وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول اللّه! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل قد نجي، ولايختم اللّه عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا اللّه عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات (1)، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لايشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه (2)، فقال له: أجزل اللّه لك

الثواب، وأكرم لك المآب، ولاناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لايختم اللّه له إلّا بخير، بدعاء ذلك المؤمن.

وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول اللّه! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل قد نجي، ولايختم اللّه عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا اللّه عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات (3)، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لايشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه، فقال له: أجزل اللّه لك الثواب، وأكرم لك المآب، ولاناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لايختم اللّه له إلّا بخير،

ص:416


1- في البحار: ويبدّلها له حسنا، وكذا في مدينة المعاجز.
2- المهواة: موضع في الهواء مشرف مادونه من جبل وغيره،... ورأيتم يتهاوون في المهواة: إذا سقط بعضهم في إثر بعض. لسان العرب: 370/15.
3- في البحار: ويبدّلها له حسنا، وكذا في مدينة المعاجز.

بدعاء ذلك المؤمن.

فاتّصل قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل علي طاعة اللّه عزّ وجلّ، فلم يأت عليه سبعة أيّام حتّي أُغير علي سرح (1) المدينة،

فوجّه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم.

قال الإمام محمّد بن عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : : وعظّم اللّه تبارك وتعالي البركة في البلاد بدعاء الرضا ( عليه السلام ) .

وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا ( عليه السلام ) ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا ( عليه السلام ) .

فقال للمأمون بعض أولئك: يا أمير المؤمنين! أُعيذك باللّه أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم، والفخر العظيم من بيت ولد العبّاس إلي بيت ولد عليّ، لقد أعنت علي نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، وقد كان خاملاً (2) فأظهرته، ومتّضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومستخفّا فنوّهت ب(3)

به، قد ملأ الدنيا مخرقة وتشوّقاً بهذا المطر الوارد عند دعائه، ماأخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العبّاس إلي ولد عليّ؟!

بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلي إزالة نعمتك، والتواثب (4) علي مملكتك، هل جني أحد علي نفسه وملكه مثل جنايتك؟!

فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا، يدعو إلي نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافه لنا، وليعتقد فيه المفتونون به

ص:417


1- السرح : الماشية جفناء الدارج، المنجد: 329.
2- خمل ذكره وصوته، خمُولا: خَفِي، أقرب الموارد: 303/1.
3- نوه: نهت بالشي ء نوهاً: رفعته، أقرب الموارد: 570/5.
4- توثّب: استولي، أقرب الموارد: 716/5.

أنّه ليس ممّا ادّعي في قليل ولاكثير، وإنّ هذا الأمر لنا من دونه،

وقد خشينا إن تركناه علي تلك الحالة أن ينفتق علينا منه مالانسدّه، ويأتي علينا منه مالانطيقه، والآن فإذ قد فعلنا به مافعلناه، وأخطأنا في أمره بماأخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به علي ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره.

ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّي نصوّره عند الرعايا بصورة من لايستحقّ لهذا الأمر ثمّ ندبّر فيه بما يحسّم (1)عنّا موادّ بلائه.

قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، وبيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.

قال المأمون: ما شي ء أحبّ إليّ من هذا.

قال: فأجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد، والقضاة، وخيار الفقهاء لأُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذاً له عن محلّه الذي أحللته فيه علي علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع، قعد فيه لهم، وأقعد الرضا ( عليه السلام ) بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدء هذا الحاجب المتضمّن للوضع من الرضا ( عليه السلام ) .

وقال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات، وأسرفوا في وصفك، بما أري أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.

قال: وذلك إنّك قد دعوت اللّه في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية معجزة لك، أوجبوا لك بها أن لانظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين أدام اللّه ملكه وبقاءه لايوازي بأحد إلّا رجّح به، وقد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت، فليس من

ص:418


1- حسمه حسماً: بمعني قطعه. المصباح المنير: 136.

حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ما أدفع عباد اللّه عن التحدّث بنعم اللّه عليّ، وإن كنت لاأبغي أشراً (1) و لابطراً (2) ، وأمّا ماذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، فماأحلّني إلّا المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصديق ( عليه السلام ) ، وكانت حالهما ما قد علمت.

فغضب الحاجب عند ذلك، وقال: يا ابن موسي! لقد عدوت طورك، (3) وتجاوزت (4)قدرك أن بعث اللّه بمطر مقدّر وقته لايتقدّم ولايتأخّر، جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها، كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا أخذ رؤوس الطير بيده، ودعا أعضاءها التي كان فرّقها علي الجبال فأتينه سعياً، وتركّبن علي الرؤوس، وخفقن (5) وطرن بإذن اللّه تعالي.

فإن كنت صادقاً فيما توهّم فأحي هذين وسلّطهما عليّ، فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فأمّا المطر المعتاد مجيئه، فلست أنت أحقّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت.

وكان الحاجب أشار إلي أسدين مصوّرين علي مسند المأمون الذي كان مستنداً إليه، وكانا متقابلين علي المسند.

فغضب عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه ولاتبقيا له عيناً ولاأثراً، فوثبت الصورتان، وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب،

ص:419


1- اَشِرَ، أَشَراً: بَطِرَ ومَرِح ، المنجد: 12.
2- بَطِراً: أخذته دهشة، أقرب الموارد: 47/1.
3- الطَور: القَدْر. القاموس المحيط: 112/2.
4- في المصدر: تجاوزك والظاهر أنّه غير صحيح، كما دلّ عليه البحار ومدينة المعاجز.
5- خفقه، خفقاً: ضربه بشي ء، أقرب الموارد: 290/1.

ورضّاه (1) ، وهشماه (2) وأكلاه، ولحسا (3)دمه.

والقوم ينظرون متحيّرين ممّا يبصرون، فلمّا فرغا منه أقبلا علي الرضا ( عليه السلام ) وقالا: يا وليّ اللّه في أرضه، ماذا تأمرنا نفعل بهذا؟ أنفعل به ما فعلنا بهذا؟، يشيران إلي المأمون.

فغشي علي المأمون ممّا سمع منهما.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قفا، فوقفا.

قال الرضا ( عليه السلام ) : صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه، ففعل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟

قال: لا، فإنّ للّه (4) عزّ وجلّ فيه تدبيراً هو ممضيه، فقالا: ماذا تأمرنا؟

قال: عودا إلي مقرّكما كما كنتما فصارا إلي المسند وصارا صورتين كماكانتا.

فقال المأمون: الحمد للّه الذي كفاني شرّ حميد بن مهران، يعني الرجل المفترس.

ثمّ قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! هذا الأمر لجدّكم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لو شئت لما ناظرتك ولم أسألك، فإنّ اللّه تعالي قدأعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلّاجهّال بني آدم، فإنّهم وإن خسروا حظوظهم، فللّه عزّ وجلّ فيه (5) تدبير، وقد أمرني بترك الاعتراض عليك، وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت

ص:420


1- رَضّه: دقّه وجرشه، أقرب الموارد: 409/1.
2- هشمه، هشماً: كسره، أقرب الموارد: 1391/2.
3- لَحَسَ: لعِقَها وأخذ ما علق بجوانبها بالإصبع أو باللّسان، أقرب الموارد: 1132/2.
4- في المصدر: فإنّ اللّه، وهو غير صحيح ويدلّ عليه ما في البحار ومدينة المعاجز.
5- في البحار: فيهم، وكذا في مدينة المعاجز.

يد فرعون مصر.

قال: فمازال المأمون ضئيلا (1) في نفسه إلي أن قضي في عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ما قضي.

(2)

الثاني - تكلّمه مع الحيوانات:

1 - الراونديّ : روي عن عبد اللّه بن سوقة (3) قال: مرّ بنا

الرضا ( عليه السلام ) ، فاختصمنا في إمامته، فلمّا خرج خرجت أنا، وتميم بن يعقوب السرّاج - من أهل برقة -، ونحن مخالفون له، نري رأي الزيديّة - فلمّا صرنا في الصحراء، فإذا نحن بظباء، فأومي ء أبو الحسن ( عليه السلام ) إلي خِشْف (4) منها، فإذا هو

قد جاء، حتّي وقف بين يديه، فأخذ أبو الحسن يمسح رأسه، ودفعه إلي غلامه، فجعل الخِشْف يضطرب لكي يرجع إلي مرعاه، فكلّمه الرضا بكلام لانفهمه، فسكن، ثمّ قال: يا عبد اللّه! أو لم تؤمن؟

ص:421


1- الضئيل: الصغير الدقيق الحقير والنحيف: أقرب الموارد: 674/1.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. عنه البحار: 180/49، ح 16، بتفاوت، آخر لم نذكره، ومدينة المعاجز: 137/7، ح 2240، بتفاوت، آخر لم نذكره، وإثبات الهداة: 259/3، ح 35، قطعة منه. الثاقب في المناقب: 467، ح 394، قطعة منه، و469، ح 395، قطعة منه، وبتفاوت. دلائل الإمامة: 376، ح 340، بتفاوت. قطعة منه في (استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمجي ء المطر) و(علمه ( عليه السلام ) بحركة السحاب والغيوم) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(دعاؤه ( عليه السلام ) ) و(موعظته ( عليه السلام ) في الشكر علي النعمة) و(احتجاجه ( عليه السلام ) مع حاجب المتوكّل بحضرته) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
3- في البحار: شبرمة، وإثبات الهداة: سمرة.
4- الخِشف: ولد الغَزال، يُطلق علي الذكر والأنثي. المصباح المنير: 170.

قلت: بلي، يا سيّدي! أنت حجّة اللّه علي خلقه، وأنا تائب إلي اللّه.

ثمّ قال للظبي: اذهب (إلي مرعاك).

فجاء الظبي وعيناه تدمعان، فتمسّح بأبي الحسن ( عليه السلام ) ورغي.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : تدري ما يقول؟

قلنا: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك، وحزّنتني حين أمرتني بالذهاب.

(1)

2 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن موسي، عن محمّد بن أحمد المعروف بغزال، عن محمّد بن الحسين، عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: كنت مع أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في حائط له، إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: يا فلان! أتدري ما تقول هذا العصفور؟

قلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

قال ( عليه السلام ) : إنّها تقول: إنّ حيّة تريد أكل فراخي في البيت، فقم فخذ تيك النبعة وادخل البيت واقتل الحيّة.

قال: فأخذت النبعة وهي العصا، ودخلت البيت وإذا حيّة تحول في البيت فقتلتها.

(2)

ص:422


1- الخرائج والجرائح: 364/1 ح 21. عنه إثبات الهداة: 301/3 ح 140، والبحار: 52/49 ح 60. عنه وعن الثاقب، مدينة المعاجز: 216/7 ح 2267. الثاقب في المناقب: 176 ح 161.
2- بصائر الدرجات، الجزء السابع: 365 ح 19. عنه نور الثقلين: 79/4 ح 30، وإثبات الهداة: 296/3 ح 126، ومدينة المعاجز: 100/7 ح 2203. عنه وعن المناقب والخرائج، البحار: 88/49 ح 8. الخرائج والجرائح: 359/1 ح 12، مرسلاً عن سليمان بن جعفر الجعفري. عنه البحار: 273/61 ح 40، ووسائل الشيعة: 536/11 ح 15477. كشف الغمّة: 305/2 س 5، مرسلاً عن سليمان الجعفري. الصراط المستقيم: 197/2 ح 10، مرسلاً وباختصار. المناقب لابن شهرآشوب: 334/4 س 16، عن سليمان بن جعفر الجعفري. مستدرك الوسائل: 124/16 ح 19349، عن كتاب لبّ اللباب. الثاقب في المناقب: 177 ح 163. قطعة منه في (أمره ( عليه السلام ) بقتل الحيّة).
الثالث - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه ( عليه السلام ) في بركة السباع:

1 - ابن حمزة الطوسيّ : ذكر الحديث أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة.

فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : سلّم علي أُختك.

فقال ( عليه السلام ) : واللّه! ما هي بأختي، ولاولّدها عليّ بن أبي طالب.

فقالت زينب: ماهو أخي، ولاولّده عليّ بن أبي طالب.

فقال المأمون للرضا ( عليه السلام ) : ما مصداق قولك هذا؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها.

قالت زينب: ابتدي ء بالشيخ.

قال المأمون: لقد أنصفت.

ص:423

فقال ( عليه السلام ) له: أجل.

ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، وأومأت (1)

إليه بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها.

فأمر المأمون زينب أن تنزل فأبت، وطرحت للسباع فأكلتها.

قال المصنّف رحمه اللّه ورضي عنه: إنّي وجدت في تمام هذه الرواية: إنّ بين السباع كان سبعاً ضعيفاً ومريضاً، فهمهم شيئاً في أُذنه، فأشار ( عليه السلام ) إلي أعظم السباع بشي ء، فوضع رأسه له، فلمّا خرج قيل له: ما قلت لذلك السبع الضعيف؟ وما قلت للآخر؟

قال ( عليه السلام ) : إنّه شكا إليّ وقال: إنّي ضعيف، فإذا طرح علينا فريسة لم أقدر علي مؤاكلتها، فأشر إلي الكبير بأمري، فأشرت إليه فقبل.

قال: فذبحت بقرة وألقيت إلي السباع، فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع أن تأكلها حتّي شبع الضعيف، ثمّ ترك السباع حتّي أكلوها.

(2)

الرابع - تكلّمه مع الجنّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن

ص:424


1- بَصبَص الكلب: حرّك ذنبه طمعاً أوملقاً. المعجم الوسيط: 59.
2- الثاقب في المناقب: 546 ح 488. عنه مدينة المعاجز: 240/7 ح 2295. كشف الغمّة: 260/2 س 23، بتفاوت. عنه البحار: 61/49 ضمن ح 79. حلية الأبرار: 458/4 ح 4، وإثبات الهداة: 311/1 ح 192، باختصار. و313 س 16، عن كتاب مطالب السئول. الفرج بعد الشدّة: 170/4 رقم 423. قطعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات) و(أحواله مع المأمون) و(حرمة لحوم أهل البيت ( عليهم السلام ) : علي السباع).

سهل بن زياد، عمّن ذكره، عن محمّد بن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسي قالت: رأيت الرضا ( عليه السلام ) واقفاً علي باب بيت الحطب وهو يناجي، ولست أري أحداً فقلت: يا سيّدي! لمن تناجي؟

فقال ( عليه السلام ) : هذا عامر الزهرائيّ، أتاني يسألني ويشكو إليّ.

فقلت: يا سيّدي! أُحبّ أن أسمع كلامه.

فقال لي: إنّك إن سمعت به حممت سنة.

فقلت: يا سيّدي! أُحبّ أن أسمعه.

فقال لي: اسمعي، فاستمعت فسمعت شبه الصفير، وركبتني الحمّي، فحممت سنة.

(1)

(ك) - معجزاته ( عليه السلام ) في الجمادات

اشاره:

وفيه ستّة عناوين

الأوّل - إشالة الستور بين يديه ( عليه السلام ) :

1 - الإربليّ : لمّا جعله الخليفة المأمون وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده، وكان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك، وخافوا خروج الخلافة عن بني العبّاس، وعودها إلي بني فاطمة علي الجميع السلام، فحصل عندهم من الرضا ( عليه السلام )

ص:425


1- الكافي: 395/1 ح 5. عنه البحار: 24/27 ح 16، و69/49 ح 91، و67/60 ح 6، ومدينة المعاجز: 35/7 ح 2133، ونور الثقلين: 432/5 ح 10، وإثبات الهداة: 249/3 ح 11، والوافي: 640/3 ح 1232. المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 20، مرسلاً بتفاوت، وفيه: عامر الدهواني بدل عامر الزهرائي. عنه البحار: 69/49 ح 92، مثله.

نفور، وكان عادة الرضا ( عليه السلام ) إذا جاء إلي دار المأمون ليدخل عليه، يبادر من الدهليز من الحاشية إلي السلام عليه، ورفع الستر بين يديه ليدخل.

فلمّا حصلت لهما النفرة عنه تواصوا فيما بينهم، وقالوا: إذا جاء ليدخل علي الخليفة أعرضوا عنه، ولاترفعوا الستر له، فاتّفقوا علي ذلك، فبينا هم قعود إذ جاء الرضا ( عليه السلام ) علي عادته، فلم يملكوا أنفسهم أن سلّموا عليه، ورفعوا الستر علي عادتهم، فلمّا دخل أقبل بعضهم علي بعض يتلاومون، كونهم ما وقفوا علي ما اتّفقوا عليه، وقالوا: النوبة الآتية إذا جاء لانرفعه له.

فلمّا كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلّموا عليه، ووقفوا ولم يبتدروا إلي رفع الستر، فأرسل اللّه ريحاً شديدة دخلت في الستر، فرفعته أكثر ممّا كانوا يرفعونه، فدخل فسكنت الريح، فعاد إلي ما كان، فلمّا خرج عادت الريح، ودخلت في الستر، فرفعته حتّي خرج، ثمّ سكنت فعاد الستر، فلمّا ذهب أقبل بعضهم علي بعض وقالوا: هل رأيتم؟

قالوا: نعم.

فقال بعضهم لبعض: يا قوم! هذا رجل، له عند اللّه منزلة وللّه به عناية، ألم تروا أنّكم لمّا لم ترفعوا له الستر، أرسل اللّه الريح، وسخّرها له لرفع الستر، كما سخّرها لسليمان، فارجعوا إلي خدمته، فهو خير لكم، فعادوا إلي ما كانوا عليه، وزادت عقيدتهم فيه.

(1)

ص:426


1- كشف الغمّة: 260/2 س 5. عنه البحار: 60/49 ح 79. نور الأبصار: 321 س 15، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 314/3 س 17. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 244 س 19، بتفاوت. إثبات الهداة: 311/3 ح 191، مختصراً عن مطالب السئول.
الثاني - نبع الماء علي يده الشريفة ( عليه السلام ) وبقاء أثره:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: لمّا خرج عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) (1) إلی المأمون فبلغ (قرب) قرية الحمراء قيل له: يا ابن رسول اللّه! قد زالت الشمس أفلا تصلّي؟

فنزل ( عليه السلام ) فقال: ائتوني بماء.

فقيل: ما معنا ماء، فبحث ( عليه السلام ) بيده الأرض فنبع من الماء، ماء توضّأ به هو ومن معه، وأثره باق إلي اليوم.

(2)

فلمّا دخل سناباد استند إلي الجبل الذي تنحت (3) منه القدور (4)فقال: «اللّهمّ أنفع به، وبارك فيما يجعل فيه، وفيما ينحت منه».

ثمّ أمر ( عليه السلام ) فنحت له قدور من الجبل وقال: لايطبخ ما آكله إلّا فيها. وكان ( عليه السلام ) خفيف الأكل، قليل الطعم، فاهتدي الناس إليه من ذلك اليوم فظهرت بركة دعائه فيه.

ثمّ دخل دار حميد بن قحطبة الطائيّ، ودخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثمّ خطّ بيده إلي جانبه ثمّ قال: هذه تربتي وفيها أُدفن، وسيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي، واللّه! ما يزورني منهم زائر، ولايسلّم عليّ منهم مسلم إلّا

ص:427


1- في بعض المصادر: من نيسابور.
2- في الثاقب في المناقب زيادة: والماء باق إلي يومنا هذا، ويقال للمنبع: عين الرضا ( عليه السلام ) ، وإنّ إنساناً حفر المنبع ليجري الماء ويتّخذ عليه مزرعة، فذهب الماء وانقطع مدّة، ثمّ أهيل التراب فيه فعاد الماء، والموضع مشهور.
3- نَحَتَ نَحْتاً الشي ء: قشره وبراه. المعجم الوسيط: 906.
4- القِدر: إناء يطبخ فيه، المعجم الوسيط: 718.

وجب له غفران اللّه ورحمته بشفاعتنا أهل البيت.

ثمّ استقبل القبلة فصلّي ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها، فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة، ثمّ انصرف.

(1)

الثالث - ظهور عين ماء في الفلاة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شا ذان ( رضي الله عنه ) قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حفص قال: حدّثني مولي العبد الصالح أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قال: كنت وجماعة مع الرضا ( عليه السلام ) في مفازة (2)، فأصابنا عطش شديد، ودوابّنا حتّي خفنا علي أنفسنا، فقال

ص:428


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 132/7 ح 2238، وقِطَع منه في إثبات الهداة: 258/3 ح 34، والبحار: 125/49 ح 1، و331/63 ح 6، و404 ح 3، و198/83 ح 6، و36/99 ح 22، ووسائل الشيعة: 515/3 ح 4332، و9/7 ح 8570، و559/14 ح 19821، و244/24 ح 30448، وحلية الأبرار: 485/4 ح 7، والأنوار البهيّة: 226 س 6. المناقب لابن شهرآشوب: 343/4 س 19، مختصراً بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 312/3 ح 196، قطعة منه. الخرائج والجرائح: 915/2 س 16، أشار إلي مضمونه. عنه إثبات الهداة: 304/3 ح 151، قطعة منه. الثاقب في المناقب: 145 ح 137، و198 ح 174، مختصراً بتفاوت. كتاب ألقاب الرسول وعترته ( عليهم السلام ) : ضمن مجموعة نفيسة: 223 س 12، أورد مضمونه. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه) و(أكله ( عليه السلام ) ) و(تسبيحه ( عليه السلام ) في سجوده) و(ثواب زيارته ( عليه السلام ) ) و(شفاعة أهل البيت ( عليهم السلام ) : لمن زار قبره ( عليه السلام ) ) و(دعاؤه ( عليه السلام ) ) و(مسيره من المدينة إلي خراسان والحوادث الواقعة فيه).
2- المفاز: البريّة القفر. المعجم الوسيط: 706.

لنا الرضا ( عليه السلام ) : ائتوا موضعاً - وصفه لنا - فإنّكم تصيبون الماء فيه.

قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابّنا حتّي رويت وروينا ومن معنا من القافلة، ثمّ رحلنا فأمرنا ( عليه السلام ) بطلب العين، فطلبناها فما أصبنا إلّا بعر الإبل ولم نجد للعين أثراً فذكر ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أنّ له مائة وعشرون سنة، فأخبرني القنبر بمثل هذا الحديث سواء قال: كنت أنا أيضاً معه في خدمته، وأخبرني القنبريّ أنّه كان في ذلك مصعداً إلي خراسان.

(1)

الرابع - صيرورة التراب إلي الدراهم والدنانير بضرب يده ( عليه السلام ) :

1 - أبو جعفر الطبريّ :...إبراهيم بن سعد (2)، قال: رأيت محمّد

بن عليّ الرضا ( عليهماالسلام ) ...فقلت: رأيت أباك ( عليه السلام ) يضرب بيده إلي التراب، فيجعله دنانير ودراهم.

فقال: في مصرك قوم يزعمون: أنّ الإمام يحتاج إلي مال، فضرب بيده لهم ليبلّغهم: أنّ كنوز الأرض بيد الإمام.

(3)

(4)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:429


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 216/2 ح 25. عنه مدينة المعاجز: 78/7 ح 2176، والبحار: 37/49 ح 20، وإثبات الهداة: 271/3 ح 63.
2- في إثبات الهداة، ومدينة المعاجز، ونوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد، والظاهر أنّهما متّحد، راجع: مستدركات علم الرجال: 150/1 رقم 239.
3- في نوادر المعجزات: في مصرك يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلي مال، فَبَلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام.
4- دلائل الإمامة: 397، ح 346. عنه إثبات الهداة: 345/3، ح 54، أشار إلي مضمونه، ومدينة المعاجز: 317/7، ح 2351. نوادر المعجزات: 179، ح 2.
الخامس - إخراجه ( عليه السلام ) سبيكة الذهب من الأرض:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن حمزة بن القاسم، عن إبراهيم بن موسي، قال: ألححت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في شي ء أطلبه منه فكان يعدني، فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة وكنت معه، فجاء إلي قرب قصر فلان، فنزل تحت شجرات، ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث.

فقلت: جعلت فداك! هذا العيد قد أظلّنا، ولا واللّه! ما أملك درهماً فما سواه، فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ثمّ ضرب بيده، فتناول منه سبيكة ذهب، ثمّ قال: انتفع بها، واكتم ما رأيت.

(1)

ص:430


1- الكافي: 488/1 ح 6. عنه وعن البصائر وإعلام الوري، إثبات الهداة: 251/3 ح 16، والوافي: 818/3 ح 8427. إرشاد المفيد: 309 س 11. الإختصاص: 270 س 13. عنه وعن الكافي والدلائل، مدينة المعاجز: 16/7 ح 2112. بصائر الدرجات: الجزء الثامن 394 ح 2. عنه مدينة المعاجز: 289/6 ح 2018. عنه وعن الإختصاص والإرشاد، البحار: 47/49 ح 45. الخرائج والجرائح: 337/2 ح 2، بتفاوت. عنه البحار: 49/49 ح 49، و21/80 ح 38، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 101/3 ح 3123، بإختصار. دلائل الإمامة: 368 ح 323، وفيه: أبو الحسن عليّ بن هبة اللّه الموصليّ قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البرقيّ، عن محمّد بن حمزة الهاشميّ، عن إبراهيم بن موسي.... روضة الواعظين: 245 س 5، مرسلاً. إعلام الوري: 61/2 س 13. كشف الغمّة: 274/2 س 21. الصراط المستقيم: 194/2 ح 1، بتفاوت واختصار. المناقب لابن شهرآشوب: 344/4 س 25، باختصار. الثاقب في المناقب: 183 ح 169، و473 ح 397.. عنه مدينة المعاجز: 238/7 ح 2293. إثبات الوصيّة: 209 س 9، بتفاوت.

2 - الراونديّ : روي إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد مال (1) بيده علي الأرض كأنّه يكشف شيئاً، فظهرت سبائك ذهب، ثمّ مسح بيده عليها فغابت.

فقلت في نفسي: لو أعطاني واحدة منها.

قال ( عليه السلام ) : لا، إنّ هذا الأمر لم يأت (2) وقته .

(3)

3 - ابن حمزة الطوسيّ : عن عليّ بن أسباط، قال: ذهبت إلي ال رضا ( عليه السلام ) في يوم عرفة...قلت: يا سيّدي! إنّي معدم وليس عندي ما أنفقه في عيدي هذا.

فحكّ الأرض بسوطه، ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار، فقال لي: خذها، فأخذتها فأنفقتها في أُموري.

(4)

ص:431


1- في المصدر: قال، والصحيح ما أثبتناه من الثاقب والبحار.
2- في الكشف: لم يأن، والمشارق: ما آن.
3- الخرائج والجرائح: 340/1 ح 4، عنه البحار: 50/49 ح 50. كشف الغمّة: 304/2 س 10. الصراط المستقيم: 195/2 ح 3، بتفاوت. مشارق أنوار اليقين: 96 س 20. عنه مدينة المعاجز: 233/7 ح 2286. الثاقب في المناقب: 183 ح 170. عنه مدينة المعاجز: 240/7 ح 2294. تقدّم الحديث أيضاً في (علمه ( عليه السلام ) بما في الضمير).
4- الثاقب في المناقب: 473 ح 396. يأتي الحديث بتمامه في رقم 666.
السادس - سيلا ن الذهب من بين أصابعه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) مالاً له خطر فلم أره سرّ به.

قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا (1) المال ولم يسرّ به.

فقال: يا غلام! الطست والماء.

قال: فقعد علي كرسيّ، وقال بيده (وقال) للغلام: صبّ عليّ الماء.

قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثمّ التفت إليّ فقال لي: من كان هكذا، لايبالي بالذي حملته (2) إليه.

(3)

(ل) - معجزات قبره الشريف ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه سبعة عشر عنواناً

الأوّل - استبصار الرجل المخالف:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو طالب الحسين بن عبد اللّه بن بنان

ص:432


1- مثل هذا.
2- في الكشف: حمل، وفي المناقب: حملت.
3- الكافي: 491/1 ح 10. عنه الوافي: 818/3 ح 1428، ومدينة المعاجز: 21/7 ح 2116. عنه وعن كشف الغمّة، إثبات الهداة: 252/3 ح 20. كشف الغمّة: 303/2 س 7، بتفاوت. عنه البحار: 63/49 ضمن ح 80. المناقب لابن شهرآشوب: 348/4 س 24. الثاقب في المناقب: 497 ح 427، بتفاوت. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) عمّا في الضمير).

الطائيّ قال: سمعت محمّد بن عمر النوقانيّ يقول: بينما أنا نائم بنوقان في عُلِيَّة (1) لنا، في ليلة ظلماء، إذ انتبهت فنظرت إلي الناحية التي فيها مشهد عليّ بن

موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بسناباد، فرأيت نوراً قد علا حتّي امتلأ منه المشهد، وصار مضيئاً كأنّه نهار، وكنت شاكّاً في أمر الرضا ( عليه السلام ) ولم أكن علمت أنّه حقّ فقالت لي أمّي وكانت مخالفة: ما لك يا بنيّ؟

فقلت لها: رأيت نوراً ساطعاً قد امتلأ منه المشهد، فأعلمت أُمّي ذلك، وجئت بها إلي المكان الذي كنت فيه، حتّي رأت ما رأيت من النور، وامتلأ المشهد منه، فاستعظمت ذلك، فأخذت في الحمد للّه، إلّا أنّها لم تؤمن بها كإيماني، فقصدت المشهد، فوجدت الباب مغلقاً، فقلت: اللّهمّ إن كان أمر الرضا ( عليه السلام ) حقّاً، فافتح هذا الباب.

ثمّ دفعته بيدي فانفتح، فقلت في نفسي: لعلّه لم يكن مغلقاً علي ما وجب، فغلّقته حتّي علمت أنّه لم يمكن فتحه إلّا بمفاتح، ثمّ قلت: اللّهمّ إن كان أمر الرضا ( عليه السلام ) حقّاً فافتح لي هذا الباب.

ثمّ دفعته بيدي فانفتح، فدخلت وزرت وصلّيت، واستبصرت في أمر الرضا ( عليه السلام ) ، فكنت أقصده بعد ذلك في كلّ ليلة جمعة زائراً من نوقان، وأُصلّي عنده إلي وقتي هذا.

(2)

الثاني - استجابة الدعاء عنده:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو طالب الحسين بن عبد اللّه بن

ص:433


1- العُلِيَّة: الغرفة. القاموس المحيط: 530/4.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 278/2 ح 1. عنه البحار: 326/49 ح 1، وإثبات الهداة: 285/3 ح 103.

بنان الطائيّ قال: سمعت أبا منصور بن عبد الرزّاق، يقول للحاكم بطوس المعروف بالبيورديّ: هل لك ولد؟ فقال: لا.

فقال له أبو منصور: لِمَ لاتقصد مشهد الرضا ( عليه السلام ) وتدعو اللّه عنده، حتّي يرزقك ولداً، فإنّي سألت اللّه تعالي هناك في حوائج فقضيت لي.

قال الحاكم: فقصدت المشهد علي ساكنه السلام، ودعوت اللّه عزّ وجلّ عند الرضا ( عليه السلام ) أن يرزقني ولداً، فرزقني اللّه عزّ وجلّ ولداً ذكراً، فجئت إلي أبي منصور بن عبد الرزّاق وأخبرته باستجابة اللّه تعالي في هذا المشهد

فوهب لي وأعطاني، وأكرمني علي ذلك.

(1)

الثالث - إرشاد صاحب الوديعة:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي، ومالقيت أنصب منه، وبلغ من نصبه أنّه كان يقول: اللّهمّ صلّ علي محمّد، فرداً ويمتنع من الصلاة علي آله، قال: سمعت أبا بكر الحمّاميّ الفرّاء، في سكّة حرب نيسابور، وكان من أصحاب الحديث يقول: أودعني بعض الناس وديعة، فدفنتها ونسيت موضعها فتحيّرت، فلمّا أتي علي ذلك مدّة، جاءني صاحب الوديعة يطالبني بها، فلم أعرف موضعها وتحيّرت، واتّهمني صاحب الوديعة، فخرجت من بيتي مغموماً متحيّراً، ورأيت جماعة من الناس يتوجّهون إلي مشهد الرضا ( عليه السلام ) ، فخرجت معهم إلي المشهد، وزرت ودعوت اللّه عزّ وجلّ أن يبيّن لي موضع الوديعة، فرأيت هناك فيما يري النائم، كأنّ آت أتاني فقال لي: دفنت الوديعة في موضع كذا وكذا، فرجعت

ص:434


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 279/2 ح 2. عنه البحار: 327/49 ح 2، وإثبات الهداة: 285/3 ح 104.

إلي صاحب الوديعة فأرشدته إلي ذلك الموضع الذي رأيته في المنام، وأنا غير مصدّق بما رأيت، فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان، فحفره واستخرج منه الوديعة بختم صاحبها، فكان الرجل بعد ذلك يحدّث الناس بهذا الحديث، ويحثّهم علي زيارة هذا المشهد، علي ساكنه التحيّة والسلام.

(1)

الرابع - قضاء حاجة المملوك:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي المعاذيّ قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أبي عبد اللّه الهرويّ قال: حضر المشهد رجل من أهل بلخ ومعه مملوك له، فزار هو ومملوكه الرضا ( عليه السلام ) ، وقام الرجل عند رأسه يصلّي ومملوكه يصلّي عند رجليه، فلمّا فرغا من صلاتهما سجدا فأطالا سجودهما، فرفع الرجل رأسه من السجود قبل المملوك ودعا بالمملوك، فرفع رأسه من السجود وقال: لبّيك يا مولاي!

فقال له: تريد الحرّيّة؟ فقال: نعم.

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه، ومملوكتي فلانة ببلخ حرّة لوجه اللّه تعالي، وقد زوّجتها منك بكذا وكذا من الصداق، وضمنت لها ذلك عنك، وضيعتي الفلانة وقف عليكما وعلي أولادكما وأولاد أولادكما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام ( عليه السلام ) .

فبكي الغلام، وحلف باللّه تعالي وبالإمام ( عليه السلام ) ، أنّه ما كان يسأل في سجوده إلّا هذه الحاجة بعينها، وقد تعرّفت الإجابة من اللّه تعالي بهذه السرعة.

(2)

ص:435


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 279/2 ح 3. عنه البحار: 327/49 ح 3، وإثبات الهداة: 286/3 ح 106.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 282/2 ح 7. عنه البحار: 330/49 ح 7، وإثبات الهداة: 288/3 ح 110.
الخامس - حلّ عقدة اللسان:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار المعاذيّ قال: حدّثنا أبو النصر المؤذّن النيسابوريّ قال: أصابتني علّة شديدة ثقل منها لساني، فلم أقدر علي الكلام، فخطر ببالي أن أزور الرضا ( عليه السلام ) وأدعو اللّه تعالي عنده، وأجعله شفيعي إليه حتّي يعافيني من علّتي، ويطلق لساني، فركبت حماراً، وقصدت المشهد، وزرت الرضا ( عليه السلام ) ، وقمت عند رأسه، وصلّيت ركعتين وسجدت، وكنت في الدعاء والتضرّع مستشفعاً بصاحب هذا القبر إلي اللّه تعالي أن يعافيني من علّتي، ويحلّ عقدة لساني، فذهبت في النوم في سجودي، فرأيت في المنام كأنّ القبر قد انفرج، وخرج منه رجل كهل أدم شديد الأدمة، فدنا منّي وقال لي: يا أبا نصر! قل: لا إله إلّا اللّه.

قال: فأومأت إليه، كيف أقول ولساني مغلق؟

قال: فصاح عليّ صيحة فقال: تنكر للّه قدرة؟ قل: لا إله إلّا اللّه.

قال: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلّا اللّه، ورجعت إلي منزلي راجلاً، وكنت أقول: لا إله إلّا اللّه، وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك.

(1)

السادس - وقوع السيل في سناباد وسلامة المشهد منه:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد المعاذيّ قال: سمعت أباالنصر المؤدّب يقول: امتلأ السيل يوماً بسناباد، وكان الوادي أعلي من

ص:436


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 283/2 ح 8. عنه البحار: 331/49 ح 8، وإثبات الهداة: 289/3 ح 111.

المشهد، فأقبل السيل حتّي إذا قرب من المشهد خفنا علي المشهد منه، فارتفع بإذن اللّه ووقع في قناة أعلي من الوادي، ولم يقع في المشهد منه شي ء.

(1)

السابع - إرشاد الرجل إلي الكيس المفقود:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ النيسابوريّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد السنانيّ النيسابوريّ قال: كنت في خدمة الأمير أبي نصر بن أبي عليّ الصغانيّ صاحب الجيش، وكان محسناً إليّ، فصحبته إلي صغانيان، وكان أصحابه يحسدونني علي ميله إليّ وإكرامه لي، فسلّم إليّ في بعض الأوقات كيساً فيه ثلاثة آلاف درهم وبختمه، وأمرني أن أُسلّمه في خزانته، فخرجت من عنده فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحاجب، ووضعت الكيس عندي، وجعلت أُحدّث الناس في شغل لي، فسرق ذلك الكيس فلم أشعر به.

وكان للأمير أبي النصر غلام يقال له: خطلخ تاش، وكان حاضراً، فلمّا نظرت لم أر الكيس، فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبراً، وقالوا لي: ما وضعت هيهنا شيئاً، فما وضعت هذا إلّا افتعالاً، وكنت عارفاً بحسدهم لي، فكرهت علي تعريف الأمير أبي نصر الصغانيّ لذلك خشية أن يتّهمني، فبقيت متحيّراً متفكّراً، لا أدري مَن أخذ الكيس.

وكان أبي إذا وقع له أمر يحزنه، فزع إلي مشهد الرضا ( عليه السلام ) فزاره ودعا اللّه تعالي عنده، وكان يكفي ذلك عنده، ويفرّج عنه، فدخلت إلي الأمير أبي نصر من الغد فقلت له: أيّها الأمير! تأذن لي في الخروج إلي طوس، فلي بها شغل؟

ص:437


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 283/2 ح 9. عنه البحار: 331/49 ح 10، وإثبات الهداة: 289/3 ح 112.

فقال لي: وما هو؟

قلت: لي غلام طوسيّ فهرب منّي، وقد فقدت الكيس وأنا أتّهمه به.

فقال لي: انظر أن لا تفسد حالك عندنا.

فقلت: أعوذ باللّه من ذلك.

فقال لي: ومن تضمن لي الكيس إن تأخّرت؟

فقلت له: إن لم أعد بعد أربعين يوماً فمنزلي وملكي بين يديك.

فكتب إلي أبي الحسن الخزاعيّ بالقبض علي جميع أسبابي بطوس، فأذن لي فخرجت، وكنت أكتري من منزل إلي منزل حتّي وافيت المشهد علي ساكنه السلام، فزرت ودعوت اللّه تعالي عند رأس القبر أن يطّلعني علي موضع الكيس، فذهب بي النوم هناك، فرأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام يقول لي: قم! فقد قضي اللّه حاجتك.

فقمت وجدّدت الوضوء وصلّيت ما شاء اللّه تعالي ودعوت، فذهب بي النوم فرأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في المنام فقال لي: الكيس سرقه خطلخ تاش، ودفنه تحت الكانون في بيته، وهو هناك بختم أبي نصر الصغانيّ.

قال: فانصرفت إلي الأمير أبي نصر قبل الميعاد بثلاثة أيّام، فلمّا دخلت عليه فقلت له: قد قضيت لي حاجتي.

فقال: الحمد للّه.

فخرجت وغيّرت ثيابي وعدت إليه فقال: أين الكيس؟

فقلت له: الكيس مع خطلخ تاش.

فقال: من أين علمت؟

فقلت: أخبرني به رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في منامي عند قبر الرضا ( عليه السلام ) .

قال: فاقشعرّ بدنه لذلك، وأمر بإحضار خطلخ تاش، فقال له: أين الكيس الذي

ص:438

أخذته من بين يديه؟

فأنكر وكان من أعزّ غلمانه، فأمر أن يهدّد بالضرب.

فقلت: أيّها الأمير! لا تأمر بضربه، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيه.

قال: وأين هو؟

قلت: هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم الأمير، فبعث إلي منزله بثقة، وأمر بحفر موضع الكانون، فتوجّه إلي منزله وحفر وأخرج الكيس مختوماً، فوضعه بين يديه.

فلمّا نظر الأمير إلي الكيس وختمه عليه قال لي: يا أبا نصر! لم أكن عرفت فضلك قبل الوقت، وسأزيد في برّك وإكرامك وتقديمك، ولو عرّفتني أنّك تريد قصد المشهد، لحملتك علي دابّة من دوابّي.

قال أبو نصر: فخشيت أولئك الأتراك أن يحقدوا علي ما جري، فيوقعوني في بليّة، فاستأذنت الأمير وجئت نيسابور، وجلست في الحانوت أبيع التبن إلي وقتي هذا، ولا قوّة إلّا باللّه.

(1)

الثامن - استجابة الدعاء لمن طلب الولد:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ ( رضي الله عنه ) قال: سمعت الحاكم الرازيّ صاحب أبي جعفر العتبيّ يقول: بعثني أبو جعفر العتبيّ رسولاً إلي أبي منصور بن عبد الرزّاق، فلمّا كان يوم الخميس

ص:439


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 284/2 ح 10. عنه البحار: 331/49 ح 11، وإثبات الهداة: 289/3 ح 113.

استأذنته في زيارة الرضا ( عليه السلام ) ؟

فقال: اسمع منّي ما أُحدّثك به في أمر هذا المشهد، كنت في أيّام شبابي أتصعّب علي أهل هذا المشهد، وأتعرّض الزوّار في الطريق، وأسلب ثيابهم ونفقاتهم، ومرقعاتهم، فخرجت متصيّداً ذات يوم وأرسلت فهداً علي غزال، فما زال يتّبعه حتّي ألجأه إلي حائط المشهد فوقف الغزال، ووقف الفهد مقابله لا يدنو منه، فجهدنا كلّ الجهد بالفهد أن يدنو منه فلم ينبعث، وكان متي فارق الغزال موضعه يتّبعه الفهد، فإذا التجأ إلي الحائط رجع عنه فدخل الغزال حجراً في حائط المشهد فدخلت الرباط، فقلت لأبي النصر المقري: أين الغزال الذي دخل هيهنا الآن؟

فقال: لم أره، فدخلت المكان الذي دخله فرأيت بعر الغزال وأثر البول، ولم أر الغزال وفقدته، فنذرت اللّه تعالي أن لا أوذي الزوّار بعد ذلك، ولا أتعرّض لهم إلّا بسبيل الخير، وكنت متي ما دهمني أمر فزعت إلي هذا المشهد، فزرته وسألت اللّه تعالي فيه حاجتي فيقضيها لي، ولقد سألت اللّه تعالي أن يرزقني ولداً ذكراً، فرزقني ابناً حتّي إذا بلغ وقتل، عدت إلي مكاني من المشهد، وسألت اللّه تعالي أن يرزقني ولداً ذكراً، فرزقني ابناً آخر، ولم أسأل اللّه تعالي هناك حاجة إلّا قضاها لي، فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد علي ساكنه السلام.

(1)

التاسع: استجابة دعوات أمير من أمراء خراسان:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ قال: حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن أبي الفضل السليطيّ قال: خرج حمويه

ص:440


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 285/2 ح 11. عنه البحار: 333/49 ح 12، وإثبات الهداة: 291/3 ح 114.

صاحب جيش خراسان ذات يوم بنيسابور علي ميدان الحسين بن يزيد لينظر إلي من كان معه من القوّاد باب عقيل، وكان قد أمر أن يبني ويجعل بيمارستان - المستشفي -، فمرّ به رجل فقال لغلام له: اتّبع هذا الرجل وردّه إلي داري حتّي أعود، فلمّا عاد الأمير حمويه إلي الدار أجلس من كان معه من القوّاد علي الطعام، فلمّا جلسوا علي المائدة فقال للغلام: أين الرجل؟

قال: هو علي الباب، قال: أدخله.

فلمّا دخل أمر أن يصبّ علي يده الماء وأن يجلس علي المائدة، فلمّا فرغ قال له: أمعك حمار؟ قال: لا.

فأمر له بحمار، ثمّ قال له: أمعك دراهم للنفقة؟

فقال: لا فأمر له بألف درهم، وبزوج جوالق خوزيّة وبسفرة، وبآلات ذكرها، فأتي بجميع ذلك، ثمّ التفت حمويه إلي القوّاد فقال لهم: أتدرون من هذا؟

قالوا: لا.

قال: اعلموا أنّي كنت في شبابي زرت الرضا ( عليه السلام ) ، وعليّ أطمار(1) رثّة، (2) ورأيت هذا الرجل هناك، وكنت أدعو اللّه تعالي عند القبر أن يرزقني ولاية خراسان، وسمعت هذا الرجل يدعو اللّه تعالي ويسأله ما قد أمرت له به، فرأيت حسن إجابة اللّه تعالي لي فيما دعوته فيه ببركة هذا المشهد، فأحببت أن أري حسن إجابة اللّه تعالي لهذا الرجل علي يدي، ولكن بيني وبينه قصاص في شي ء.

قالوا: ما هو؟

قال: إنّ هذا الرجل لمّا رآني وعليّ تلك الأطمار الرثّة، وسمع طلبتي بشي ء عظيم،

ص:441


1- الطِمر: الثوب الخلق الباليّ. المعجم الوسيط: 565.
2- رثّ الثوب: بَلِيَ. المعجم الوسيط: 328.

فصغر عنده محلّي في الوقت، وركلني (1) برجله وقال لي: مثلك بهذا الحال يطمع في ولاية خراسان وقود الجيش!

فقال له القوّاد: أيّها الأمير! أعف عنه واجعله في حلّ حتّي تكون قد أكملت الصنيعة إليه.

قال: قد فعلت، وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد، وزوّج ابنته من زيد بن محمّد بن زيد العلويّ بعد قتل أبيه ( رضي الله عنه ) بجرجان، وحوّله إلي قصره، وسلّم إليه ما سلّم من النعمة، كلّ ذلك لما كان يعرفه من بركة هذا المشهد.

ولمّا خرج أبو الحسين محمّد بن أحمد بن زياد العلويّ وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها، وأنفذه إلي بخارا، فدخل حمويه ورفع قيده وقال لأمير خراسان: هؤلاء أولاد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهم جياع، فيجب أن تكفيهم حتّي لا يخرجوا إلي طلب المعاش.

فأخرج له رسماً في كلّ شهر وأطلق عنه، وردّه إلي نيسابور، فصار ذلك سبباً لما جعل لأهل الشرف ببخارا من الرسم، وذلك ببركة هذا المشهد علي ساكنه السلام.

(2)

العاشر - معرفة الرجل التركيّ بابنه المفقود :

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحاكم ( رضي الله عنه ) قال: سمعت أبا عليّ عامر بن عبد اللّه البيورديّ الحاكم بمرو

ص:442


1- ركله: ضربه برجل واحدة. المنجد: 277.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 286/2 ح 12. عنه البحار: 334/49 ح 13، وإثبات الهداة: 291/3 ح 115.

الرود، وكان من أصحاب الحديث يقول: حضرت مشهد الرضا ( عليه السلام ) بطوس فرأيت رجلاً تركيّاً قد دخل القبّة، ووقف عند الرأس، وجعل يبكي ويدعو بالتركيّة ويقول: يا ربّ! إن كان ابني حيّاً فاجمع بيني وبينه، وإن كان ميّتاً فاجعلني من خبره علي علم ومعرفة، قال: وكنت أعرف اللغة التركيّة فقلت له: أيّها الرجل ما لك؟

فقال: كان لي ولد وكان معي في حرب إسحاق آباد، ففقدته ولا أعرف خبره، وله أُمّ تديم البكاء عليه، فأنا أدعو اللّه تعالي هيهنا في ذلك، لأنّي سمعت أنّ الدعاء في هذا المشهد مستجاب.

قال: فرحمته وأخذته بيده، وأخرجته لأُضيفه ذلك اليوم، فلمّا خرجنا من المسجد لقينا رجل شابّ طوال مختّط عليه مرقّعة (1)، فلمّا أبصر بذلك التركيّ وثب إليه فعانقه وبكي، وعرف كلّ واحد منهما صاحبه، فإذا هو ابنه الذي كان يدعو اللّه تعالي أن يجمع بيننا وبينه، أو يجعله من خبره علي علم عند قبر الرضا ( عليه السلام ) .

قال: فسألته كيف وقعت إلي هذا الموضع؟

فقال: وقعت إلي طبرستان بعد حرب إسحاق آباد، وربّاني ديلميّ هناك، فالآن لمّا كبرت خرجت في طلب أبي وأُمّي، وقد كان خفي عليّ خبرهما، وكنت مع قوم أخذوا الطريق إلي هيهنا، فجئت معهم، فقال ذلك التركيّ: قد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صحّ لي به يقيني، وقد آليت علي نفسي أن لا أُفارق هذا المشهد ما بقيت. (2)

ص:443


1- الرُقعة: ما يُرقَعُ به الثوب. القاموس المحيط: 43/3.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 287/2 ح 13. عنه البحار: 336/49 ح 14، وإثبات الهداة: 292/3 ح 116.
الحادي عشر - إرشاد الرجل الرازيّ بكيفيّة قراءة آية من القرآن:

1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيي المعاذيّ قال: حدّثنا أبو عمرو ومحمّد بن عبداللّه الحكميّ، الحاكم بنوقان قال: خرج علينا رجلان من الريّ برسالة بعض السلاطين بها إلي الأمير نصر بن أحمد ببخارا، وكان أحدهما من أهل الريّ، والآخر من أهل قمّ، وكان القمّيّ علي المذهب الذي كان قديماً بقمّ في النصب، وكان الرازيّ متشيّعاً، فلمّا بلغا بنيسابور قال الرازيّ للقمّيّ: ألا تبدأ بزيارة الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ نتوجّه إلي بخارا؟

فقال القمّيّ: قد بعثنا سلطاننا برسالة إلي الحضرة ببخارا، فلايجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتّي نفرغ منها، فقصدا البخارا وأدّيا الرسالة، ورجعا حتّي إذا حاذيا طوس، فقال الرازيّ للقمّيّ: ألاتزور الرضا ( عليه السلام ) ؟

فقال: خرجت من قمّ (1) مرجئاً، لاأرجع إليها رافضيّاً.

قال: فسلّم الرازيّ أمتعته ودوابّه إليه، وركب حماراً وقصد مشهد الرضا ( عليه السلام ) ، وقال لخدّام المشهد: خلّوا لي المشهد هذه الليلة، وادفعوا إليّ مفتاحه، ففعلوا ذلك.

قال: فدخلت المشهد، وغلّقت الباب وزرت الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قمت عند رأسه وصلّيت ما شاء اللّه تعالي، وابتدأت في قراءة القرآن من أوّله، قال: فكنت أسمع صوتاً بالقرآن كما أقرأ، فقطعت صوتي، وزرت المشهد كلّه، وطلبت نواحيه، فلم أر أحداً، فعدت إلي مكاني، وأخذت في القراءة من أوّل القرآن، فكنت أسمع الصوت كما أقرأ لاينقطع، فسكتّ هنيئة، وأصغيت بأُذنيّ، فإذا الصوت من القبر، فكنت أسمع مثل ما أقرأ، حتّي بلغت آخر سورة مريم ( عليها السلام ) ، فقرأت: ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ

ص:444


1- في المصدر: الريّ، وهو تصحيف.

إِلَي الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَي جَهَنَّمَ وِرْدًا) (1) ، فسمعت الصوت من القبر: (يوم يحشر المتّقون إلي الرحمن وفداً ويساق المجرمون إلي جهنّم ورداً) حتّي ختمت القرآن وختم.

فلمّا أصبحت رجعت إلي نوقان، فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة؟

فقالوا: هذا في اللفظ والمعني مستقيم، لكنّا لانعرفه في قراءة أحد.

قال: فرجعت إلي نيسابور فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة، فلم يعرفها أحد منهم حتّي رجعت إلي الريّ، فسألت بعض المقرئين عن هذه القراءة، فقلت: من قرأ (يوم يحشر المتّقون إلي الرحمن وفداً ويساق المجرمون إلي جهنّم ورداً)؟

فقال لي: من أين جئت بهذا؟

فقلت: وقع لي احتياج إلي معرفتها في أمر حدث لي.

فقال: هذه قراءة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من رواية أهل البيت ( عليهم السلام ) : ، ثمّ استحكاني (2) السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة، فقصصت عليه القصّة صحّت لي القراءة.

(3)

ص:445


1- مريم: 85/19 - 86.
2- أي طلب حكاية السبب.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 281/2 ح 6. عنه البحار: 329/49 ح 6، ونور الثقلين: 358/3 ح 151، وإثبات الهداة: 287/3 ح 109. تحفة العالم: 57/2 س 22 بتفاوت. كشف الغمّة: 267/2 س 23، وفيه: قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذيّ، في كتابه: قال عبد اللّه بن محمّد الجمّال الرازيّ، قال: كنت أنا وعليّ بن موسي بن بابويه القمّيّ وفد أهل الريّ فلمّا بلغنا نيسابور قلت لعليّ بن موسي القمّيّ: هل لك في زيارة قبر الرضا ( عليه السلام ) بطوس؟.... عنه البحار: 337/49 ح 16.
الثاني عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه:

1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني خلف بن حمّاد، قال: حدّثني أبوسعيد قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن أبي طلحة، عن داود الرقّيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّه واللّه! ما يلج في صدري من أمرك شي ء، إلّا حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال ( عليه السلام ) لي: وما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء اللّه.

قال ( عليه السلام ) : صدقت، وصدق ذريح، وصدق أبو جعفر ( عليه السلام ) .

فازددت واللّه شكّاً، ثمّ قال: يا داود بن أبي خالد! (1)أما واللّه! لولا أنّ موسي قال للعالم: ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا) (2) ، ما سأله عن شي ء،

وكذلك أبوجعفر ( عليه السلام ) لو لا أن قال: إن شاء اللّه، لكان كما قال.

قال: فقطعت عليه.

(3).

الثالث عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ في النوم:

1 - الراونديّ : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنّا عند رجل بمرو، وكان معنا رجل واقفيّ، فقلت له: اتّق اللّه، قد كنت مثلك، ثمّ نوّر اللّه قلبي، فصم الأربعاء، والخميس، والجمعة، واغتسل وصلّ ركعتين، وسل اللّه أن يريك في منامك ما تستدلّ به علي هذا الأمر...

فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنّه الإمام المفترض الطاعة.

ص:446


1- في البحار: يا داود بن أبي كلدة.
2- الكهف: 69/18.
3- رجال الكشّيّ: 373 رقم 700. عنه البحار: 260/48 ح 13، وإثبات الهداة: 561/3 ح 631. قطعة منه في سورة الكهف: 69/18و (مارواه عن الباقر ( عليه السلام )

فقلت: وكيف ذلك؟

قال: أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقال: يا إبراهيم - واللّه - لترجعنّ إلي الحقّ....

(1)

الرابع عشر - شفاء البرص:

1 - ابن حمزة الطوسيّ : إنّ أنو شروان المجوسيّ الإصفهانيّ كان بمنزلةٍ عند خوارزمشاه (2)، فأرسله رسولاً إلي حضرة السلطان سنجر بن ملكشاه، (3) وكان به برص فاحش وكان يهاب أن يدخل علي السلطان لما قد

عرف من نفور الطبائع منه، فلمّا وصل إلي حضرة الرضا صلوات اللّه عليه بطوس قال له بعض الناس: لو دخلت قبّته وزرته، وتضرّعت حول قبره، وتشفّعت به إلي اللّه سبحانه وتعالي لأجابك إليه، وأزال عنك ذلك.

ص:447


1- الخرائج والجرائح: 366/1 ح 23. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2450.
2- أَتْسِز بن محمّد بن أنوشتكين الملك خوارزم شاه: كان عادلاً كافّاً عن أموال الرعيّة، محبّاً إليهم، وكان تحت طاعته السلطان سنجر شاه، أصابه فالجاً فعالجوه بكلّ ما أمكن فلم يبرأ، فأعطوه حرارات عظيمة بغير علم الطبّ، فاشتدّ مرضه وخارت قُواه، ومات سنة إحدي وخمسين وخمسمائة، وكان يقول عند الموت: (ما أغني عنّي ماليه، هلك عنّي سلطانيه) الحاقّة: 28 - 29) وملك بعده ابنه أرسلان. الوافي بالوفيات: 156/6.
3- أبو الحارث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دُقاق، سلطان خراسان، وغَزنة، وماوراءالنهر، وخُطب له بالعراقين وأذربيجان، وأران، وأرمينيّة، والشام، والموصل، وديار بكر، وربيعة، والحرمين، وضُربت السكّة باسمه في الخافقين، وتلقّب بالسلطان الأعظم معزّ الدين. وفيات الأعيان: 427/2، رقم 280. وقال الذهبيّ: ولد بسِنجار من الجزيرة. سير أعلام النبلاء: 362/20، رقم 252.

فقال: إنّي رجل ذمّيّ ولعلّ خدم المشهد يمنعوني من الدخول في حضرته. فقيل له: غيّر زيّك وادخلها من حيث لايطّلع علي حالك أحد.

ففعل واستجار بقبره، وتضرّع بالدعاء وابتهل، وجعله وسيلة إلي اللّه سبحانه وتعالي، فلمّا خرج نظر إلي يده فلم ير فيها أثر البرص، ثمّ نزع ثوبه وتفقّد بدنه فلم يجد به أثراً، فغشي عليه، وأسلم وحسن إسلامه، وقد جعل للقبر شبه صندوق من الفضّة، وأنفق عليه مالاً، وهذا مشهور شائع رآه خلق كثير من أهل خراسان.

(1)

الخامس عشر - شفاء المكفوف:

1 - ابن حمزة الطوسيّ : وممّا شاهدناه أيضاً: أنّ محمّد بن عليّ النيسابوريّ قد كفّ بصره منذ سبع عشرة سنة، لايبصر عيناً ولاأثراً، فورد حضرته صلوات اللّه عليه من نيسابور زائراً، إذ دخلها متضرّعاً وزار، فوضع وجهه علي قبره باكياً، ورفع رأسه بصيراً، وسمّي بالمعجزيّ، وبقي بعد ذلك مدّة مديدة، وأقام بالمشهد الشريف بقيّة عمره، وقد تزوّج به، ورزق أولاداً، ولم توجعه عينه بعد ذلك، ولم يُعرف إلّا بالمعجزيّ، وقد عرفه بذلك السلطان والرعيّة

فيا لها من فضيلة! قد فاق فضلها، وراق خبرها.(2)

السادس عشر - شفاء الأخرس:

1 - الحرّ العامليّ : إنّ بنتاً من جيراننا كانت خَرِساً (3)، ثمّ زارت قبر

ص:448


1- الثاقب في المناقب: 205 س 21.
2- الثاقب في المناقب: 206 س 15.
3- خَرِس الرجل خَرَساً: انعقد لسانه عن الكلام، فهو أخرس. أقرب الموارد: 36/2.

الرضا ( عليه السلام ) يوماً فرأت عند القبر رجلاً حسن الهيئة، ظنّت أنّه الرضا ( عليه السلام ) ، فقال لها: مالك لا تتكلّمين؟ تكلّمي!

فنطقت في الحال، وزال عنها الخُرس بالكليّة فقلت فيها هذه الأبيات:

يا كليم الرضا عليه السلام

وعليك السلام والإكرام

كلّميني عسي أن يكون (1)كليماً

لكليم الرضا عليه السلام

أصباك أصطباه أم حسنك

البارع ممّا يصبو إليه الإمام

أم أرانا الإعجاز فيك وهذا

الوجه أقوي من غيره والسلام.

(2)

السابع عشر - شفاء ولد السلطان سنجر:

1 - السيّد جعفر آل بحر العلوم : في فردوس التواريخ نقلاً عن بعض التواريخ، أنّه كان للسلطان سنجر، أو أحد وزرائه ولد أُصيب بالدقّ، (3)

فحكم الأطبّاء عليه بالتفرّج، والإشتغال بالصيد، فكان من أمره أن خرج يوماً مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد، فبينما هو كذلك، فإذا هو بغزال مارق من بين يديه، فأرسل فرسه في طلبه وجدّ في العَدو، فالتجأ الغزال إلي قبر الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فوصل ابن الملك إلي ذلك المقام المنيع، والمأمن الرفيع الذي من دخله كان آمناً، وحاول صيد الغزال، فلم تجسر خيله علي الإقدام عليه، فتحيّروا من ذلك، فأمر ابن الملك غلمانه وحاشيته بالنزول من خيولهم، ونزل هو معهم ومشي

ص:449


1- في الأنوار البهيّة: كلّميني عسي أكون كليماً.
2- إثبات الهداة: 298/3 ح 133. عنه الأنوار البهيّة: 245 س 8.
3- حُمّي الدِقّ: داء تعرفه العامّة بالسخونة الرفيعة. المنجد: 219.

حافياً، مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف، وألقي نفسه علي المرقد، وأخذ في الابتهال إلي حضرة ذي الجلال، ويسئل شفاء علّته من صاحب المرقد فعوفي، فأخذوا جميعاً في الفرح والسرور، وبشّروا الملك بما لاقاه ولده من الصحّة، ببركة صاحب المرقد.

وقالوا له: إنّه مقيم عليه، ولايتحوّل منه حتّي يصل البنّائون إليه، فيبني عليه قبّة، ويستحدث هناك بلداً ويشيّده، ليبقي بعده تذكاراً، ولمّا بلغ السلطان ذلك، سجد للّه شكراً، ومن حينه وجّه نحو المعمارين، وبنوا علي مشهده بقعة، وقبّة وسوراً يدور علي البلد.

(1)

ص:450


1- تحفة العالم: 59/2 س 11.

فهرس العناوين والموضوعات

فهرست العناوین و الموضوعات

ص:451

ص:452

الباب الأوّل - نسبه وأحواله ( عليه السلام ) ...19

ويشتمل هذا الباب علي ستّة فصول ...19

الفصل الأوّل: مولده ( عليه السلام ) ...19

وفيه خمسة موضوعات ...19

(أ) - البشارة بولادته ( عليه السلام ) ...19

(ب) - تهنئة أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) النجمة بولادته ...21

(ج) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الأحاديث ...21

(د) - تاريخ ولادته ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال ...23

(ه') - كيفيّة حمله وولادته ( عليه السلام ) ...26

الفصل الثاني: أسماؤه وألقابه ( عليه السلام ) ...27

وفيه ثلاثة أمور ...27

(أ) - أسماؤه ( عليه السلام ) ...27

وفيه ستّة عناوين ...27

الأوّل - اسمه ( عليه السلام ) في التوراة: ...27

الثاني - اسمه ونسبه ( عليه السلام ) في الكتب والأقوال: ...29

الثالث - تسميته ( عليه السلام ) بالرضا: ...31

الرابع - تسمية اللّه تعالي إيّاه ( عليه السلام ) عليّاً: ...32

الخامس - تسميته ( عليه السلام ) بأمر من آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) : : ...32

السادس - تسمية أبيه موسي إيّاه بالرضا ( عليهماالسلام ) : ...33

(ب) - كنيته ( عليه السلام ) ...34

(ج) - ألقابه ( عليه السلام ) ...35

الفصل الثالث: شمائله ( عليه السلام ) ...37

وفيه موضوعان ...37

الأوّل - لونه ( عليه السلام ) : ...37

الثاني - قامته ( عليه السلام ) : ...38

ص:453

الفصل الرابع: أقاربه ( عليه السلام ) ...39

وفيه أربعة أمور ...39

(أ) - أحوال أمّه ( عليه السلام ) ...39

وفيه موضوعان ...39

الأوّل - اسم أمّه ( عليه السلام ) : ...39

الثاني - اشتراء أمّه ( عليه السلام ) : ...43

(ب) - أزواجه ( عليه السلام ) ...47

وفيه خمسة عناوين ...47

الأوّل - تزويج أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) : ...47

الثاني - تزويجه ( عليه السلام ) بابنة المأمون: ...48

الثالث - عدد أزواجه ( عليه السلام ) : ...48

الرابع - أسماء أزواجه ( عليه السلام ) : ...49

الخامس - أحوال أزواجه ( عليه السلام ) : ...54

(ج) - أولاده ( عليه السلام ) ...55

وفيه أمران ...55

الأوّل - أسماء أولاده ( عليه السلام ) : ...55

الثاني - أحوال أولاده ( عليه السلام ) : ...59

وفيه أربعة عناوين : ...59

بشارته بولادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...59

- كيفيّة ولادته وتكلّمه عند ولادته ( عليه السلام ) : ...60

- مجيئه إلي خراسان لزيارة أبيه ( عليهماالسلام ) : ...65

- أحوال ابنه إبراهيم: ...65

(د) - إخوته وأخواته وأعمامه ( عليه السلام ) ...66

وفيه ثلاثة أمور ...66

الأوّل - أسماء إخوته وأخواته ( عليه السلام ) : ...66

الثاني - أحوال إخوته وأخواته ( عليه السلام ) : ...68

وفيه خمسة موضوعات : ...68

- إبراهيم بن موسي ( عليه السلام ) : ...68

- الحسين بن موسي: ...68

- زيد بن موسي: ...69

- عبد اللّه بن موسي: ...74

ص:454

- أخته حكيمة: ...78

الثالث - أحوال أعمامه : ...78

وفيه موضوعان : ...78

- عمّه محمّد بن جعفر: ...78

- عمّه عليّ بن جعفر: ...80

الفصل الخامس: سنّه ومدّة إمامته ( عليه السلام ) ...83

وفيه أربعة موضوعات ...83

(أ) - مدّة عمره مع أبيه ( عليهماالسلام ) : ...83

(ب) - سنّه حين إمامته ( عليه السلام ) : ...84

(ج) - مدّة إمامته ( عليه السلام ) : ...84

(د) - سنّه ( عليه السلام ) عند قبوله ولاية العهد: ...85

الفصل السادس - شهادته ومبلغ سنّه ومدفنه ( عليه السلام ) ...87

وفيه خمسة أمور ...87

(أ) - الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) ...87

وفيه أربعة عناوين ...87

الأوّل - الإخبار بشهادته ( عليه السلام ) في لوح فاطمة ( عليها السلام ) : ...87

الثاني - الإخبار بشهادته عن الصادق ( عليهماالسلام ) : ...88

الثالث - الإخبار بشهادته عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...88

الرابع - تاريخ شهادته ومبلغ سنّه ( عليه السلام ) : ...88

(ب) - قاتله وكيفيّة شهادته ( عليه السلام ) ...96

(ج) - عقاب قاتله ...112

(د) - تجهيزه ( عليه السلام ) ...112

وفيه خمسة عناوين ...112

الأوّل - مجي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) إلي خراسان عند شهادة أبيه لتجهيزه: ...112

الثاني - تغسيله وتكفينه وتدفينه ( عليه السلام ) : ...116

الثالث - الصلاة عليه ( عليه السلام ) : ...119

الرابع - مدفنه الشريف ( عليه السلام ) : ...120

الخامس - إقامة المأتم عليه ( عليه السلام ) : ...132

(ه') - الحوادث الواقعة بعد شهادته ( عليه السلام ) ...132

وفيه ثلاثة عناوين ...132

ص:455

الأوّلي - إقامة المأتم والبكاء عليه ( عليه السلام ) : ...132

الثانية - تجديد بناء مشهده ( عليه السلام ) : ...133

الثالثة - هدم مشهده ( عليه السلام ) : ...133

الباب الثاني - فضائله ( عليه السلام ) ...137

ويشتمل هذا الباب علي ستّة فصول ...137

الفصل الأوّل: النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) ...137

وفيه أربعة عشر موضوعاً ...137

(أ) - النصّ علي إمامته عن اللّه تبارك وتعالي في لوح فاطمة ( عليها السلام ) ...137

(ب) - النصّ علي إمامته عن الخضر ( عليه السلام ) : ...139

(ج) - النصّ علي إمامته عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...140

(د) - النصّ علي إمامته عن الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) : ...149

(ه') - النصّ علي إمامته عن الإمام الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) : ...150

(و) - النصّ علي إمامته عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام ) : ...151

(ز) - النصّ علي إمامته عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) : ...152

(ح) - النصّ علي إمامته عن الإمام الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...154

(ط) - نصّه علي نفسه ( عليه السلام ) : ...191

(ي) - النصّ علي إمامته عن الإمام الهادي ( عليهماالسلام ) : ...198

(ك) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن عبّاس: ...200

(ل) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن زيد بن عليّ: ...200

(م) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) عن ابن طلحة: ...200

(ن) - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة: ...201

الفصل الثاني: النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) ومناقبه ...203

وفيه سبعة موضوعات ...203

(أ) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن اللّه تعالي في لوح فاطمة ( عليها السلام ) ...203

وفيه أمران ...203

الأوّل - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ عليه أعباء النبوّة: ...203

الثاني - النصّ عليه وأنّ المكذّب به ( عليه السلام ) مكذّبٌ بكلّ أولياء اللّه: ...204

(ب) - النصّ عليه ومناقبه ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...205

وفيه ثلاثة عشر أمراً ...205

الأوّل - النصّ عليه ووجود نوره ( عليه السلام ) في العرش: ...205

ص:456

الثاني - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه موضع العلم ومعدن الحلم: ...210

الثالث - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) معدن علم اللّه وموضع حكمه: ...211

الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ لشيعته قصراً من ياقوت أحمر: ...212

الخامس - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) مكتوب علي العرش: ...212

السادس - النصّ عليه وأخذ العهد والميثاق عليه ( عليه السلام ) : ...214

السابع - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الراضي باللّه، والداعي إليه: ...214

الثامن - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ من آذاه لا يناله الشفاعة: ...215

التاسع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه معصوم مطهّر: ...215

العاشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه حجّة لشيعته: ...216

الحادي عشر - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) أولي بالمؤمنين من أنفسهم: ...217

الثاني عشر - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّ الويل لمن كذّبه: ...218

الثالث عشر - النصّ عليه وأنّ عنده ( عليه السلام ) علم ما يحتاج إليه: ...218

(ج) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الباقر ( عليهماالسلام ) ...219

وفيه أمر واحد ...219

النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) المراد من قوله تعالي (منها أربعة حرم): ...219

(د) - النصّ عليه ومناقبه عن الإمام الصادق ( عليهماالسلام ) ...220

وفيه ستّة أمور ...220

الأوّل - النصّ عليه وأنّه غوث الأمّة ويحقن به الدماء: ...220

الثاني - النصّ عليه وأنّ اسمه مكتوب قبل خلق آدم ( عليهماالسلام ) : ...221

الثالث - النصّ عليه ورؤية إبراهيم 8 نوره في جنب العرش: ...222

الرابع - النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه اصطفاه اللّه وطهّره: ...223

الخامس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) الناطق بالقرآن: ...224

السادس - النصّ عليه وأنّه ( عليه السلام ) رأس الحكمة: ...224

(ه') النصّ علي إمامته ومناقبه عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) ...225

وفيه أمر واحد ...225

- النصّ عليه ( عليه السلام ) وأنّه ينظر في الجفر: ...225

(و) - النصّ علي إمامته ومناقبه عن الإمام الحسن العسكري ( عليهماالسلام ) ...227

وفيه أمر واحد ...227

- النصّ عليه وأثر قدمه ( عليه السلام ) علي بساط المرسلين: ...227

(ز) - النصّ عليه وأنّ اسمه ( عليه السلام ) في التورات ...228

ص:457

الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام ) ...229

وفيه خمسة موضوعات ...229

(أ) - مناقبه وعلائم إمامته ( عليه السلام ) ...229

وفيه خمسة وأربعون مورداً ...229

- وجود نوره ( عليه السلام ) في العرش: ...229

- إنّه ( عليه السلام ) ينظر بنور اللّه: ...230

- عنده سرّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...230

- عنده ( عليه السلام ) سلاح رسول اللّه: ...230

- عنده جميع ما كان للنّبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...231

- عنده ( عليه السلام ) شعر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وخشبة رحي فاطمة ( عليها السلام ) : ...232

- عنده خاتم أبيه ( عليهماالسلام ) : ...233

- عنده خاتم سليمان ( عليهماالسلام ) : ...233

- عنده ( عليه السلام ) الاسم الأعظم: ...233

- عنده ( عليه السلام ) الجفر والجامعة: ...234

- عنده ( عليه السلام ) مصحف فيه أسماء أعدائهم: ...234

- حضور الملائكة عنده ( عليه السلام ) : ...235

- إنّه ( عليه السلام ) زين المؤمنين: ...235

- ثمرة الأخذ بولايته ( عليه السلام ) : ...236

- مطالبته ودائع أبيه ( عليهماالسلام ) عن أمّ أحمد: ...236

- الطبع علي الحصاة : ...237

- شدّة حبّ أبيه إيّاه ( عليهماالسلام ) : ...242

- جزاء محو الآثار المتعلّقة بالرضا ( عليه السلام ) : ...242

- إنّه ( عليه السلام ) بضعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...243

- إنّه ( عليه السلام ) هو المراد من (ولا غربيّة) في آية النور: ...244

- أنّه ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: (شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) ...244

- أنّه ( عليه السلام ) معبّر الأُمّة ومنجيها: ...245

- مرجعيّته ( عليه السلام ) للعلماء في المسائل العويصة: ...245

ص:458

- أنّه ( عليه السلام ) ولد مختوناً: ...245

- أنّه مرضيّ أبيه ( عليهماالسلام ) : ...246

- أنّه وصيّ أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) : ...246

- إنّه ( عليه السلام ) خير أهل الأرض: ...249

- إنّ اللّه عزّوجلّ أظهر به العدل والرأفة والرحمة: ...250

- عنده ( عليه السلام ) علم رسول اللّه وكتبه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...250

- عنده خواتيم آبائه ( عليهم السلام ) : : ...251

- أنّ طاعته ( عليه السلام ) مفترضة: ...251

- عرض الأعمال عليه ( عليه السلام ) : ...252

- رؤيته رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...254

- شهادة الصبيّ بإمامته: ...254

- شهادة النخلة بإمامته ( عليه السلام ) : ...255

- إنّه ( عليه السلام ) خير من صلّي علي ظهر الأرض: ...256

- تسبيحه وتهليله في بطن أمّه ( عليه السلام ) : ...257

- زلزلة الأرض لغضبه ( عليه السلام ) : ...257

- اعتراف المأمون بفضل الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ...258

- تحيّة المهدي له ( عليهماالسلام ) عند ولادته: ...258

- ميزانه ( عليه السلام ) في حساب الأبجد: ...259

- إنّ أبيه ( عليه السلام ) كان يأتيه ( عليه السلام ) في المنام: ...259

- جوابه ( عليه السلام ) عن خمس عشرة ألف مسألة: ...260

- كلامه ( عليه السلام ) العجيب حين ينظر إلي السماء: ...260

- عناية اللّه به ( عليه السلام ) في دفع الأفعي عنه: ...260

(ب) - اختصاص بعض الأيّام والأزمان به ( عليه السلام ) ...261

وفيه ثلاثة أمور ...261

الأوّل - اختصاص يوم الأربعاء به ( عليه السلام ) : ...261

الثاني - اختصاص يوم الخميس به ( عليه السلام ) : ...262

الثالث - اختصاص الساعة الثامنة به ( عليه السلام ) : ...263

ص:459

(ج) - علمه ( عليه السلام ) بأمور مختلفة ...263

وفيه عشرة أمور ...263

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بكلّ شي ء وجوابه بالقرآن: ...263

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بالصحف السماويّة: ...264

الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالنجوم: ...270

الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالكواكب والمسوخ: ...271

الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالغائب: ...272

السادس - علمه ( عليه السلام ) بكيفيّة استشهاده وقاتله: ...273

السابع - علمه ( عليه السلام ) بأسامي شيعته: ...274

الثامن - تعبيره ( عليه السلام ) الرؤيا: ...275

التاسع - علمه ( عليه السلام ) بعدد أولاد الرجل الواقفيّ ذكوراً وأناثاً: ...276

العاشر - علمه ( عليه السلام ) بحركة السحاب والغيوم: ...276

(د) - علمه ( عليه السلام ) باللغات ...278

وفيه أربعة أمور ...278

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة: ...278

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بلسان الحيوانات: ...279

الثالث - علمه ( عليه السلام ) بلسان الفرس: ...281

الرابع - معرفته ( عليه السلام ) بلسان الطيور: ...281

(ه') - تكلّمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة ...282

وفيه ثلاثة أمور ...282

الأوّل - تكلّمه ( عليه السلام ) بالفارسيّة: ...282

الثاني - تكلّمه ( عليه السلام ) بالسنديّة: ...282

الثالث - تكلّمه ( عليه السلام ) بالصقلبيّة والفارسيّة: ...285

الفصل الرابع: معجزاته ( عليه السلام ) ...287

وفيه اثنا عشر موضوعاً ...287

(أ) - الأمر بكتمان المعجزات: ...287

(ب) - علمه ( عليه السلام ) بالمغيبات ...288

وفيه خمسة أمور ...288

الأوّل - علمه ( عليه السلام ) بما في الضمائر: ...288

ص:460

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بما في الأرحام: ...308

الثالث - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة: ...310

الرابع - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية: ...314

الخامس - علمه ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة: ...321

(ج) - إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات ...322

وفيه سبعة أمور ...322

الأوّل - إخباره بما في الضمائر: ...322

الثاني - إخباره بالوقائع الماضية: ...327

الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الحاليّة: ...332

الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية: ...334

الخامس - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة: ...346

السادس - إخباره بمجيي ء ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) للصلاة عليه: ...348

السابع - إخباره ( عليه السلام ) عن محلّ دفنه وظهور الماء والحيتان فيه: ...348

(د) - معجزاته ( عليه السلام ) في الأشجار والمياه ...353

وفيه أمر واحد ...353

- إنبات شجرة اللوز وإثماره علي يده الشريفة ( عليه السلام ) : ...353

(ه') - علمه ( عليه السلام ) بالآجال ...355

وفيه أمران ...355

الأوّل - علمه بشهادة أبيه ( عليهماالسلام ) : ...355

الثاني - علمه ( عليه السلام ) بأجل سائر الناس: ...357

(و) - إخباره ( عليه السلام ) بالآجال ...359

وفيه سبعة أمور ...359

الأوّل - إخباره بشهادت أبيه ( عليهماالسلام ) : ...359

الثاني - إخباره ( عليه السلام ) بشهادة نفسه: ...361

الثالث - إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ شهادته: ...374

الرابع - إخباره ( عليه السلام ) بكيفيّة شهادته: ...375

الخامس - إخباره بشهادة ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) : ...380

السادس - إخباره بأجل إسحاق بن جعفر: ...380

السابع - إخباره ( عليه السلام ) بأجل رجل: ...383

ص:461

(ز) - استجابة دعائه ( عليه السلام ) ...385

وفيه عشرة أمور ...385

الأوّل - علي المأمون: ...385

الثاني - علي محمّد بن الفرات: ...386

الثالث - علي يونس بن ظبيان: ...386

الرابع - استجابة دعائه علي بكّار: ...387

الخامس - استجابة دعائه علي البرامكة: ...387

السادس - استجابة دعائه لمن يحبّ معرفة الإمام بعد الكاظم ( عليه السلام ) : ...388

السابع - استجابة دعائه علي الرجل المخالف: ...389

الثامن - استجابة دعائه ( عليه السلام ) لمن لايعيش له الولد: ...389

التاسع - استجابة دعائه لمجي ء المطر: ...390

العاشر - هداية رجل واقفيّ بدعائه: ...391

(ح) - معجزاته ( عليه السلام ) في أمور مختلفة ...392

وفيه ستّة عشر عنواناً ...392

- طيّ الارض له ( عليه السلام ) إلي البصرة والكوفة: ...392

- علمه ( عليه السلام ) بالأماكن وما تحت الأرض: ...393

- إخباره ( عليه السلام ) بوجود قَصَب السكّر في الصيف: ...394

- إعجازه ( عليه السلام ) عند خروجه لصلاة العيد: ...397

- معجزته ( عليه السلام ) في إعادة شيبوبة حبابة الوالبيّة وصيرورتها بكراً: ...398

- إخباره ( عليه السلام ) بمحلّ دفنه: ...399

- علمه ( عليه السلام ) بتعبير الرؤيا: ...400

- إخباره ( عليه السلام ) باسم آباء رجل وأبناءه: ...400

- إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه: ...401

- تكلّم الرجل السنديّ باللغة العربيّة بمسح يد الإمام: ...403

- تسميته ( عليه السلام ) الصبييان في الأرحام: ...403

- إخباره ( عليه السلام ) بأنّ كيد أعدائهم لا يضرّهم: ...404

ص:462

- جوابه ( عليه السلام ) بمثل جواب أبيه في المسائل الستّ : ...406

- علمه بما يكون: ...407

- معجزته ( عليه السلام ) في استضاءة يده كعشرة مصابيح: ...408

- عدم تأثير السيف علي جسده الشريف: ...408

(ط) - شفاء الأمراض ...411

وفيه خمسة عناوين ...411

الأوّل - شفاء المصروع علي يده ( عليه السلام ) : ...411

الثاني - شفاء من في رجله العرق المديني بتعويذه ( عليه السلام ) : ...411

الثالث - شفاء عين الجارية بمسح جبّته ( عليه السلام ) : ...412

الرابع - الاستشفاء بلوز الشجرة التي غرسها الرضا ( عليه السلام ) : ...412

الخامس - قراءته ( عليه السلام ) القرآن لشفاء المريض: ...413

(ي) - معجزاته ( عليه السلام ) في الحيوانات ...413

وفيه أربعة عناوين ...413

الأوّل - إحياؤه ( عليه السلام ) أسدين مصوّرين وأمرهما بافتراس حميد بن مهران: ...413

الثاني - تكلّمه مع الحيوانات: ...421

الثالث - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه ( عليه السلام ) في بركة السباع: ...423

الرابع - تكلّمه مع الجنّ: ...424

(ك) - معجزاته ( عليه السلام ) في الجمادات ...425

وفيه ستّة عناوين ...425

الأوّل - إشالة الستور بين يديه ( عليه السلام ) : ...425

الثاني - نبع الماء علي يده الشريفة ( عليه السلام ) وبقاء أثره: ...427

الثالث - ظهور عين ماء في الفلاة: ...428

الرابع - صيرورة التراب إلي الدراهم والدنانير بضرب يده ( عليه السلام ) : ...429

الخامس - إخراجه ( عليه السلام ) سبيكة الذهب من الأرض: ...430

السادس - سيلا ن الذهب من بين أصابعه: ...432

(ل) - معجزات قبره الشريف ( عليه السلام ) ...432

وفيه سبعة عشر عنواناً ...432

الأوّل - استبصار الرجل المخالف: ...432

الثاني - استجابة الدعاء عنده: ...433

ص:463

الثالث - إرشاد صاحب الوديعة: ...434

الرابع - قضاء حاجة المملوك: ...435

الخامس - حلّ عقدة اللسان: ...436

السادس - وقوع السيل في سناباد وسلامة المشهد منه: ...436

السابع - إرشاد الرجل إلي الكيس المفقود: ...437

الثامن - استجابة الدعاء لمن طلب الولد: ...439

التاسع: استجابة دعوات أمير من أمراء خراسان: ...440

العاشر - معرفة الرجل التركيّ بابنه المفقود : ...442

الحادي عشر - إرشاد الرجل الرازيّ بكيفيّة قراءة آية من القرآن: ...444

الثاني عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه: ...446

الثالث عشر - إرشاد الرجل الواقفيّ في النوم: ...446

الرابع عشر - شفاء البرص: ...447

الخامس عشر - شفاء المكفوف: ...448

السادس عشر - شفاء الأخرس: ...448

السابع عشر - شفاء ولد السلطان سنجر: ...449

ص:464

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.