تراثنا المجلد 135

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1439 ه.ق

الصفحات: 320

تراثنا نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت اللام لإحياء التراث

الإسهام في النشرة باب مفتوح لجميع العلماء والمحققين والباحثين والمعنيين بشؤون تراث أهل البيت لالالالالالا

الآراء المنشورة لا تعبر عن رأي النشرة بالضرورة . ترتيب المواضيع يخضع لأمور فنّية وليس لأي أمر آخر . النشرة غير ملزمة بنشر كلّ ما يصل إليها أو بإعادته إلى أصحابه

المراسلات تعنون باسم : هيئة التحرير

دورشهر - خیابان شهید فاطمی - کوچه 9 - پلاک 1 و 3

هاتف : 5 - 37730001 - فاكس : 37730020 . البريد الألكتروني : email : turathona@rafed.net ص . ب . 3715653771/996 - قم - الجمهورية الإسلامية في إيران .

تراثنا .

العدد : الثالث [135] السنة الرابعة والثلاثون / رجب - رمضان 1439 ه- الإعداد والنشر : مؤسسة آل البيت الاعلام لإحياء التراث

الكمّيّة : 2000 نسخة

الفلم والألواح الحسّاسة : تيزهوش - قم .

المطبعة : الوفاء - قم .

الاشتراك السنوي : 2000 تومان في إيران ، و 25 دولاراً أمريكياً في بقية أنحاء 25

العالم .

*

ص: 1

محتويات العدد

تراثنا

صاحب الامتياز :

مؤسسة آل البيت الاسلام لاحياء التراث

المدير المسؤول: السيد جواد الشهرستاني

العدد الثالث [135]

النعماني ومصادر الغيبة (9).

محتويات العدد

السنة الرابعة والثلاثون

السيّد محمّد جواد الشبيري الزنجاني

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3) .

.... الشيخ محمّد عليّ العريبي

الخطاب الحجاجي في وصيّة الإمام الصادق إلى أبي جعفر الأحول .

35

د. عبد الإله عبد الوهاب العرداوي 138

وسائل الاختصاص في اللغة شواهد من كلام الإمام الحسن المجتبى الا أنموذجاً).

د . هاشم جعفر حسين الموسوي 163

ISSN 1016 - 4030

20

شبكة الفكر

alfeker.net

رجب - رمضان

ص: 2

تأويلات السيد علي الحائري مقتنيات الدور وملتقطات الثمر).

موسسة آل البيت الأحياةِ القُرب

1439 ه-

د . حامد ناصر الظالمي 197

تراجم

علماء البحرين وكتبهم ومكتباتهم من كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

عبد العزيز علي آل عبد العال القطيفي 230

من ذخائر التراث :

التهذيب للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (ت 1030ه).

من أنباء التراث .

.... تحقيق : الشيخ محمد لطف زاده 261

هيئة التحرير 302

صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة التهذيب للشيخ بهاء الدين محمد بن

الحسين العاملي (ت (1030 ه- ) والمنشورة في هذا العدد

ص: 3

ص: 4

والله الرحمن الرحيم

ص: 5

ص: 6

السيّد محمّد جواد الشبيرى الزنجاني

النعماني ومصادر الغيبة (1)

(9)

00000000000000000000

تنويه :

م الله الرحمن الرحيم

بعد التعريف بأبي عبد الله النعماني مؤلّف كتاب الغيبة - والبحث في مؤلّفاته وفي التفسير المنسوب إليه ، حيث تحدّثنا عن صحة انتسابه إليه ،

وتناولنا هذا الكتاب من مختلف الزوايا . وفي هذه الحلقة سوف نبحث في كتابين نُسبا خطاً إلى النعماني، وسوف نعمل على إيضاح منشأ هذا الخطأ. وبعد ذلك سنعرف سبط النعماني أي الوزير المغربي . وكذلك سوف ننقل ترجمة النجاشي له ولخال أبيه - هارون بن عبد العزيز الكاتب - وسيكون لنا توضيح في هذا الشأن أيضاً. وسوف نختم هذا القسم من تحقيقنا بترجمة

(1) تعريب السيد حسن علي مطر الهاشمي .

.... تراثنا / 135

ص: 7

... A

رسائل للوزير المغربي في شرح سيرته الذاتية وسيرة أسرته مع ذكر بعض

المسائل بشأن هذه الرسالة .

کتابان نُسبا خطاً إلى النعماني :

لقد نسبت بعض كتب الفهارس ومعاجم الكتب كتاب جامع الأخبار

(1)

وكتاب نثر اللآلئ في الحديث إلى النعماني، ويبدو أن هذه النسبة مأخوذة

من كلام صاحب الروضات، فقد نقل في ترجمة النعماني عبارتين عن

مقدمة

بحار الأنوار ، وقد جاء في إحديهما ما يلي : وكتاب جامع الأخبار كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي

محمد

الكتب

(2)

بن إبراهيم النعماني رحمه الله - تلميذ الكليني . وجاء في العبارة الثانية : كتاب نثر اللآلئ وكتاب جامع الأخبار من أجل

(3)

(1) إيضاح المكنون ، ج 1، ص 350 2 ، ص 624 ؛ هدية العارفين ، ج

وج

، ج 8 ، ص 195 .

46 ؛ معجم المؤلّفين ، ج (2) لا نشاهد هنا حرف العطف ، لذلك يحتمل أن يكون صاحب الروضات يرى أنّ المرحوم المجلسي يعتبر كتاب جامع الأخبار هو كتاب الغيبة ، وبطبيعة الحال فإنّه احتمال بعيد ، ولم يفهم مؤلّفو كتب الفهارس العبارة على هذا النحو (3) روضات الجنّات ، ج ج 6 ، ص 195 . اكتفى صاحب الروضات بنقل هاتين العبارتين فحسب . ويبدو من ظاهر هذا الأمر أنّه ينسب القول بتأليف هذين الكتابين من قبل النعماني إلى العلّامة المجلسي ، ولكن هناك احتمال أنه يعتبر مجرد كتاب جامع من تأليف النعماني ، وأمّا نقل العبارة الثانية فهو لمجرد بيان أن العلامة

الأخبار

9...

ص: 8

النعماني ومصادر الغيبة (9)

وقد نوّه المحدّث النوري من خلال الإشارة إلى عبارتي مقدّمة البحار

(1)

إلى وجود تحريفات في نقل صاحب الروضات، فمن خلال عبارتي العلّامة المجلسي في بحار الأنوار يتضح أن هذين الكتابين ليسا من تأليف النعماني ،

فما

عبارتي

هو السبب الذي أدى إلى مثل هذا الفهم الخاطئ لهاتين العبارتين؟ لكي نبيّن المنشأ الاحتمالي لهذا الخطأ، يجب علينا أن نشير إلى مقدّمة بحار الأنوار لكي يمكننا أن نبين سبب مثل هذا الخطأ ؛ ففي الفصل الأوّل من مقدمة بحار الأنوار الذي يبحث في تعريف مصادر البحار ومؤلّفيها قد ورد عنوان كتاب جامع الأخبار ، وقد شغل ما يقرب من أسطر من البحث في بيان مختلف الاحتمالات بشأن مؤلّف الكتاب ، ثمّ قال :

وكتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمّد بن إبراهيم النعماني تلميذ

(2)

الستة

«الكليني إن مقارنة هذه العبارة بالعبارة المنقولة في روضات الجنّات ، ينشأ منها هذا الاحتمال ، وهو أن صاحب الروضات لم يراجع هذا النص بصورة

تفصيلية ، وإنّما راجع نصاً يقتصر على ذكر أسماء مصادر البحار ومؤلّفيها وقد حُذفت منها المسائل المرتبطة بالاحتمالات الواردة بشأن مؤلّف كتاب جامع الأخبار ؛ ولذلك ذهب به التصوّر إلى أنّ كتاب جامع الأخبار مثل كتاب

المجلسي يعتبر جامع الأخبار من أجل الكتب . وقد فهم كتاب الفهارس من عبارة

الروضات الاحتمال الأوّل .

(1) خاتمة المستدرك ، ج 3، (مستدرك الوسائل ، ج

(2) بحار الأنوار ، ج 1 ، ص 13 - 14 .

-

- .

(

(21

ص

271

10

ص: 9

...

تراثنا / 135

الغيبة هو من تأليف النعماني .

أما نسبة نثر اللآلئ إلى النعماني فقد نشأ من خطأ مضافاً إلى الخطأ

الذي مرّ آنفاً فقد جاء في الفصل الثاني من مقدّمة البحار - الخاص ببيان

(1)

اعتبار مصادر الكتاب - كلام العلّامة المجلسي بشأن كتاب عوالي اللآلئ وقال : إن مؤلّف هذا الكتاب لم يميّز التستّر من اللباب ، فقد اكتفى بذكر بعض نقوله في بحار الأنوار . ثمّ قال : ومثله كتاب نثر اللئالي وكتاب جامع الأخبار . وكتاب النعماني من أجل الكتب ، وقال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده . . . . (وقد أورد هنا عبارة المفيد في الثناء على كتاب الغيبة

للنعماني) (2)

وكأنّ عبارة ( ومثله لم تكن في نسخة صاحب الروضات ، أو أنه لم يلتفت لها ، فلذلك ظنّ أنّ عبارة ( من أجل الكتب قد جاء في شأن كتاب نثر اللآلئ وجامع الأخبار كذلك ، وحيث إنّه تصوّر أن جامع جامع الأخبار من تأليف

(1) الصحيح أن اسم هذا الكتاب هو العوالي ب- (العين المهملة) ، انظر : خاتمة

المستدرك ، ج 1 (مستدرك الوسائل ، ج

(2) بحار الأنوار

ج

1

، (19

.

344

، ص

ص

31 ، جدير بالذكر أن عبارة ) وكتاب النعماني لم ترد في

نقل صاحب الروضات ، من هنا يحتمل عدم ورود حرف العطف (و) قبل (كتاب النعماني في نسخة صاحب الروضات من البحار ، أو أن صاحب الروضات لم يلتفت إلى حرف العطف ، وعليه فقد اعتبر كتاب النعماني) توضيحاً لجامع الأخبار ، وقد حذفه اختصاراً . وهذا الاحتمال ينسجم مع الاحتمال الذي ذكرناه أوّلاً (وهو أنّ صاحب الروضات ربما تصوّر أن العلامة المجلسي يرى أن جامع الأخبار هو نفسه

كتاب الغيبة

النعماني ومصادر الغيبة (9)

ص: 10

11 ...

النعماني

، فقد اعتبر نثر اللآلئ من تأليفه أيضاً بقرينة السياق . وعلى أي حال فإنّ هذا الفهم من عبارة بحار الأنوار اشتباه واضح ، ففي

هذه العبارة يرى العلامة المجلسي كتاب نثر اللآلئ مثله مثل عوالي اللآلئ الذي اكتفى بنقل بعض رواياته ، وقد صرّح في الفصل الأوّل بأن هذين الكتابين هما من تأليف ابن أبي جمهور الأحسائي

من

(1)

إن جملة (كتاب النعماني من أجل الكتب جملة مستقلة وكاملة ومؤلّفة مبتدأ وخبر ، وإنّ عطفها على ما قبلها من قبيل عطف جملة على جملة أو هي واو استئنافية . وإن عبارة جامع الأخبار يحتمل قويّاً أنّها معطوفة على نثر اللآلئ ، ولا ربط العبارة ( من أجل الكتب بها . وأمّا مدح الشيخ المفيد فإنّ

مقصوده هو كتاب النعماني فقط ، وليس جامع الأخبار .

ومهما كان فإنّ نثر اللآلئ هو من تأليف ابن أبي جمهور الأحسائي ، وقد ذكرت احتمالات عديدة بشأن مؤلّف جامع الأخبار، ولا شك في أن

هذين الكتابين ليسا من تأليف النعماني .

أسرة النعماني :

لا

يوجد الكثير من الأخبار بشأن أسرة النعماني ، وكل ما نعرفه أنّ

(1) المصدر أعلاه ، ج ، ج 1، ص 13 .

(2) لقد طبع كتاب جامع الأخبار مراراً ، ولا ربط بين هذا الكتاب وبين النعماني ، وبشأن

مؤلّف هذا الكتاب انظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج 5 ، ص

33

... تراثنا / 135

ص: 11

... 12

حفيده لابنته - أبو القاسم (الوزير المغربي الحسين بن علي بن حسين - هو من كبار العلماء ومن السياسيين البارزين في عصره ، فقد تردد اسمه كثيراً في الكتب التأريخية التي رصدت أحداث تلك الحقبة ، حيث كان محوراً للكثير

من الأحداث فيها ، وقد وردت ترجمته في الكثير من مصادر السير والتاريخ ، وأوّل ترجمة له وردت في رجال النجاشي

(1)

إنّ أهمّ مصدر تناول سيرة حياته هو كتاب بغية الطلب في تاريخ

حلب ، لابن العديم كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة (المتوفى سنة 660 للهجرة ) (2) ، خصوصاً وأنّ هذا الكتاب يشتمل على رسالة عن الوزير

(2)

(3)

المغربي تحتوي على معلومات قيمة للغاية بشأن حياته وحياة أسرته ، كما

(4)

يحتوي هذا الكتاب على ما كتبه والد الوزير بشأنه وهو تقرير ملفت للنظر أما المصادر المتأخّرة فقد اشتمل الكثير منها على بيان سيرته ، وأكثر المصادر تفصيلاً في هذا الشأن كتاب أعيان الشيعة ، حيث اشتمل هذا الكتاب

(1) وبطبيعة الحال لقد ورد ذكر الوزير المغربي في بعض المصادر المتقدمة ، ويمكن الاستفادة منها في ترجمة حياة الوزير المغربي ، من قبيل : مجالس إيليا مطران نصيبين ، وكتاب المجالس السبعة التي وقعت بين الوزير وبين مطران إيليا الذي في نصيبين تاريخ المسبحي ، و انظر : الوزير المغربي ، ص 243. لم ترد ترجمة المغربي في أيّ واحدة من تلك المصادر

(2) بغية الطلب ، ج ص

2555 - 2532

2535 ؛ الوزير المغربي ، ص

(3) المصدر أعلاه أعلاه ، ص

(4) بغية الطلب ، ص 2537 .

.198

13 ...

ص: 12

النعماني ومصادر الغيبة (9)

(1)

على ذكر سيرته في موضعين ، أحدهما : على هامش اسم حسين ، والآخر -

عن طريق الخطأ - على هامش اسم علي بن الحسين ، حيث اشتمل على

(2)

معلومات جديدة وقيمة . هذا وقد اشتملت المصادر الحديثة على سيرة

الوزير المغربي أيضاً ، وسنكتفي بذكر كتاب واحد منها مع ذكر العنوان الذي

جاء على غلاف هذا الكتاب :

الوزير المغربي أبو القاسم الحسين بن علي ، العالم الشاعر الناثر الثائر ، دراسة في سيرته وأوجه ما تبقى من آثاره)، وهذا الكتاب من تأليف الدكتور إحسان عباس ، وقد أشار في مقدمة كتابه إلى المؤلّفات المطبوعة للوزير المغربي .

المقال،

ولا تبدو هناك حاجة إلى بيان السيرة التفصيلية للوزير المغربي في هذا

، من

أحد

هنا فإننا سنكتفي بنقل عبارة رجال النجاشي عنه وعن أقربائه ، وكذلك نقل أجزاء من رسالة الوزير المغربي في التعريف بأصله ونسبه وما كتبه أبيه في شأنه . وفي القسم التالي من هذا المقال سوف نتعرّض إلى شذرات من المعلومات حول الوزير المغربي وأسرته ، ثمّ نصحح بعض الأخطاء التي وقع فيها البعض بشأنه، وننقل آراءه التفسيرية بشكل كامل .

ترجمة الوزير المغربي في رجال النجاشي :

قال أبو العباس النجاشي في رجاله :

(1) أعيان الشيعة ، ج 6 ، ص

(2) المصدر أعلاه ، ج

ص

.117111

.187

. . . تراثنا / 135

ص: 13

. 14

«الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف الوزير أبو القاسم

المغربي من ولد بلاس بن بهرام جور، وأمه فاطمة بنت أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة . له كتب ، منها : يوم النصف من شهر رمضان ، سنة ثمان عشرة وأربع

... توفي

مئة

(1)

رحمه الله

هناك فقرتان من هذا النصّ بحاجة إلى إيضاح :

الفقرة الأولى : قد يُفهم من عبارة من ولد بلاس بن بهرام جور) أنّ بلاس هو نجل (بهرام جور) مباشرة إلّا أنّ الصحيح هو أن بلاس ينتسب إلى بهرام جور عبر واسطتين أو ثلاث وسائط ، وقد نقل ابن العديم نسب الوزير المغربي عن مخطوطة خطها الوزير بيده ، وكذلك عن مخطوطة لولده عبد الحميد " ، وطبقاً لما كتبه الوزير المغربي فإنّ بلاش الذي هو بلاس على ما

(3)

(4)

هو ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور، وقد ضبط عبد الحميد

يبدو) هو

(1) رجال النجاشي ، ص 69 ، رقم : 167 .

(2) بغية الطلب ، ج

،،

، ص

2532

(3) يمكن لبلاس أن يكون معرباً عن بلاش ؛ إذ جرت العادة على تبديل الشين سيناً عند التعريب ؛ من قبيل : نيسابور (معرب (نیشابور) ، وسابور (معرب شابور، وسابري (معرب شابوري) ، وقاسان معرب (کاشان) . (4) في النسخة المطبوعة ل- (بغية (الطلب) نشاهد كلمة (بن) بين (بهرام) و(جور) وهو

تحريف واضح ، ونشاهد ما يُشبه هذا التحريف في تاريخ دمشق ، ج 14 ، ص

أيضاً .

105

10 ..

ص: 14

النعماني ومصادر الغيبة (9)

(1)

اسمه على شكل فلاش وتلفّظه الآخر بلاش - على ما يبدو معتبراً إياه ابن

(3)

جاماسب بن فیروز بن يزدجرد بن بهرام جور، ويبدو أنّ هذا النقل

الأصحُ

(2)

(4)

هو

إنّ بهرام جور (بهرام (الخامس هو الملك الساساني الخامس عشر ، ابنه

، هو

(يزدجرد الثاني) هو الملك السادس عشر، وحفيده (پيروز الأوّل) الملك الثامن عشر ، وابن پیروز (جاماسب) هو الملك الساساني الحادي والعشرين ، وقد كان ليزدجرد الثاني ولد اسمه بلاش أيضاً، جلس على

العرش

(0)

خلفاً لأخيه ( پیروز) ، ويبدو أنّ بلاش - الوارد في نسب الوزير

(1) إنّ بلاش - والذي روي أحياناً بشكل ولاش - وكذلك فلاش ، يمكن أن تكون ألفاظاً مختلفة لمفردة واحدة. حيث غالباً ما يتم استبدال الحرف (ب) و(ف) و(و) و(پ)

التي هي

بأجمعها من الحروف الشفوية ، كما في مفردة پهلوي وبهلوي وفهلوي في

إيران القديمة (انظر : فرهنگ معین ، المقدّمة ، ص 21 - (23) ، وجدير بالذكر أنّ 105 ، قد ضبط هذا الاسم على شكل

صاحب کتاب تاریخ دمشق ، ج 14 ، ص

(ملاس) وهو من التحريف

1.0

(2) نقل ابن خلكان نسبته بواسطة واحدة عن خط الوزير المغربي ، وقد استبدل جاماسب في هذا النقل بجاماس ، ويبدو أنّه من باب الاختصار (وفات الأعيان ، ج 2، ص172) ، وفي بعض النقول تم تحريف هذا الاسم ب- (جايناسيف) و(خايناشف) . انظر : بغية الطلب ، ج 6 ، ص 2532 - 2542) ؛ تاريخ دمشق ، ج

6

14

ص

105

(3) وفي النسخة المطبوعة لكتاب بغية الطلب تم تحريف "يزدجرد" ب- "يزدحرد" .

G. Zi

(4) إذ ورد اسم جاماسف الذي هو جاماسب) في عدة نقول ، وإن كان بشكل محرّف

(5) لقد اعتمدنا في بيان سلسلة الملوك الساسانيين على كتاب (فرهنگ معین ، ج

ه،

16

ص: 15

تراثنا / 135

المغربي- هو حفيد أخيه .

لقد التفت صاحب قاموس الرجال إلى الإشكال الواقع في كلام

النجاشي ، فقال :

بلاس» ليس ولداً لبهرام بل هو ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام ، وقد

كان بلاس عماً لأنوشيروان، وقد بنى ساباط المدائن . وأصل ساباط كان

بلاس آباد ، وقد تحوّل إلى ساباط بفعل التخفيف والتعريب

(1)

إنّ النسب الذي يذكره صاحب قاموس الرجال لبلاس هو ذاته النسب

المنقول عن

خط الوزير المغربي ، وقد ذكرنا أنه يحتمل سقوط جاماسب من

(2)

كان هو

هذا النسب . وعلى أي حال فإنّ عم أنوشيروان (بلاش) كان

الملك

الساساني التاسع عشر، وهو غير بلاش جد الوزير المغربي ، وإنّ بلاش الذي

ص

(702

. ومن الجدير ذكره أن هناك اختلافاً في بيان عدد الملوك الساسانيين ، وربّما كان السبب في ذلك يعود إلى قصر الفترة التي حكم فيها بعض ملوك هذه السلالة ، أو ربّما يعود ذلك إلى اعتبار فترة حكم الذين وصلوا إلى السلطة مرتين فترة واحدة . فعلى سبيل المثال : ذكر المسعودي في التنبية والإشراف ، ص 87 - 90 ، أن عدد الملوك الساسانيين ثلاثين ملكاً ، في حين ذكر في فرهنگ معین أن عددهم يصل إلى سبعة وثلاثين ملكاً . وطبقاً لنقل المسعودي فإنّ بهرام جور هو الملك الرابع عشر ، ويزدجرد الثاني هو الملك الخامس عشر ، وفيروز هو الملك السادس عشر ، وبلاش

الملك السابع عشر ، في حين لم يرد ذكر جاماسب في سلسلة الملوك الساسانيين

هو

3

(

(1) قاموس الرجال ، ج هامش مادّة ساباط كسرى .

ص

498 . وانظر أيضاً :

البلدان ، ج

معجم

،،

س 187

، ص

(2) أنوشيروان هو نجل قباد الأوّل نجل بيروز الأوّل ، وبلاش الملك أخ لبيروز وعم

لوالد أنوشيروان .

IV....

ص: 16

النعماني ومصادر الغيبة (9)

هو جد الوزير كان أبن أخيه أو حفيد أخيه .

وقد ذهب صاحب قاموس الرجال إلى تخطي كلام النجاشي في هذا المورد ، ولكن يُحتمل أن النجاشي - بالالتفات إلى الاختلاف في نسب بلاس

- إنما ذكر عبارة بلاس بن بهرام جور من باب الاختصار في النسب ، وعليه لا يمكن أن نحكم على النجاشي بالخطأ بضرس قاطع

القسم الثاني : لقد بحث علماء الرجال في كلمة (شيخنا) الواردة في هذه العبارة ، وقد وردت عبارة النجاشي التي تقدّم ذكرها بعينها في خلاصة العلّامة الحلّي ، وقد تم حذف الكتب من عبارة (صاحب كتاب الغيبة . له

(1)

(2)

كتب ، منها : ...) إلى نهاية العبارة اختصاراً ، وقد اعترض بعض علماء الرجال

على نقل العلّامة الحلّى قائلين : إن كان الوزير المغربي أستاذاً للنجاشي ، فلا يمكن أن يكون أستاذاً للعلامة الحلّي ، وهناك من قال إن نقل هذه العبارة في خلاصة العلّامة دون حذف كلمة (شيخنا) هو الذي أدّى إلى ظهور هذا الإشكال (3)

وقد أصاب صاحب قاموس الرجال عندما قال : إنّ كلمة (شيخنا)

الواردة في كلام النجاشي إنّما تعني النعماني وليس الوزير المغربي خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار مجيء عبارة ( صاحب كتاب الغيبة) بعدها مباشرة ،

(1) خلاصة الأقوال ، ص 53 ، رقم 29 .

(2) حاوي الأقوال

ص 338 /

، ج 3، ص 60 ونقلاً عنه في تنقيح المقال، ج 1، ص

2996 ، وانظر أيضاً : منتهى المقال

المقال ، ج ص

(3) أعيان الشيعة ، ج 6 ، ص

.112

،

7.

... تراثنا / 135

ص: 17

18

(1)

وإن عبارة شيخنا ، تعني شيخ طائفتنا. وعليه لا إشكال في استعمال العلّامة

(2)

الحلّي لهذه العبارة ".

وعلى الرغم من عدم تمامية الإشكال الذي أورده علماء الرجال على العلّامة الحلّي بتلك الصيغة من وجهة نظرنا ، ولكن يمكن تقرير الإشكال بصيغة أخرى ، ببيان أنّ القسم الأوّل من خلاصة العلامة الحلي خاص

(3)

بالمقبولين من الرواة ، في حين لا نرى في ترجمة الوزير المغربي أي توثيق أو وصفه بما يُشعر المدح والثناء ، من هنا يبدو أنّ العلامة الحلّي قد ذهب إلى اعتبار وصف (شيخنا ) يعود إلى الوزير المغربي ، ويحتمل أن العلّامة الحلّي في هذه الترجمة لم يراجع أصل رجال النجاشي ، وإنّما اعتمد

الضمير

في ذلك

(1) إنّ استعمال كلمة (شيخنا هنا ليس من باب الاستعمال المجازي ، وإنما المراد من الضمير (نا) في هذه العبارة يعود إلى الطائفة ، وليس التلاميذ . وإن تعيين مرجع لا ربط له بالحقيقة والمجاز . ونجد ما يُشبه هذا الاستعمال في كلمة (شيخنا)

في رجال النجاشي ، ص 398 / 1064 . انظر : قاموس الرجال ، ج 9، ص 403 .

(2) قاموس الرجال ، ج 3، ص 497 . (3) إن عبارة مقدّمة خلاصة العلّامة الحلّي كالآتي : ( ولم نطل الكتاب بذكر جميع الرواة ، بل اقتصرنا على قسمين منهم، وهم الذين اعتمد على روايتهم ، والذين أتوقف عن العمل بنقلهم ... ورتبته على قسمين وخاتمة : الأول : فيمن اعتمد على روايته ، أو ترجّح عندي قبول قوله) ، ص 2 و 3) ، إن عبارة : (ترجح عندي قبول (قوله لا تخلو من الغموض ، ويبدو أنّ المراد هم أولئك الذين دلّت الأمارة على وثاقتهم. وتفصيل هذا البحث لا يتّسع له هذا المقال. وعلى كل حال يبدو أن عبارة الثناء في ترجمة الوزير المغربي التي تبرّر ذكر اسمه في القسم في القسم الأوّل الأوّل من

العلامة الحلي ، فهي عبارة (شيخنا)

خلاصة

النعماني ومصادر الغيبة (9)

ص: 18

19 ...

(V)

على نقل أستاذه أحمد بن طاووس عن رجال النجاشي في حل الإشكال " ؛ إذ في هذا النقل تمّ حذف عبارة ( صاحب كتاب الغيبة) اختصاراً ، ولذلك فقد تصوّر العلّامة الحلّى أنّ كلمة (شيخنا) تعود إلى صاحب الترجمة ؛ ولهذا السبب اعتبر أنّها تعني شيخ الطائفة الإمامية - وهي عبارة في غاية الأهمية في مدح بل توثيق الراوي فأورد اسم حسين بن علي المغربي في القسم الأوّل

من رجاله .

مؤلفات الوزير المغربي في رجال النجاشي :

هناك العديد من المؤلفات التي كتبها الوزير المغربي وقد ذكر أكثرها في رجال النجاشي ، وفيما يلي نستعرض هذه المؤلّفات مع إضافة بعض

الإيضاحات لبعضها :

1 - خصائص علم القرآن :

قال ابن شهر آشوب في معالم العلماء :

(2)

«أبو القاسم المغربي الوزير ، له كتاب المصابيح في تفسير القرآن». وقد أشار صاحب رياض العلماء بعد نقل هذه العبارة إلى أنّ هذا

(3)

الكتاب هو نفس خصائص علم القرآن على ما يبدو، ولكنه لم يذكر أيّ

(1) بيان ارتباط حل الإشكال وخلاصة الأقوال بحاجة إلى بحث مستقل .

(2) معالم العلماء ، ص 138 / 952 .

2

(3) رياض العلماء ، ج ، ص 146 .

تراثنا / 135

ص: 19

20

دليل على ذلك . ولا يمكن الحكم بوضوح على ما إذا كان هذان الكتابان كتاباً واحداً أم كتابين مختلفين ، والذي يبدو من عنوان (خصائص علم القرآن) أن يكون موضوعه في علوم القرآن - الذي هو من مباني علم التفسير - وليس في

-

علم التفسير .

وعلى كل حال فقد نسب ابن العديم إلى الوزير المغربي كتاباً في تفسير القرآن ، ويبدو أنّه عنى بذلك كتاب المصابيح ، وقد قال بشأن هذا الكتاب : أحسن فيه على اختصاره . وقد أخبر الوزير المغربي في رسالته عن الكثير

.

(1)

(2)

من الإملاءات التي كانت له في تفسير القرآن وتأويله ) . وربّما كان كتاب

تفسير القرآن ، وأحياناً كتاب خصائص علم القرآن قد تم إعدادهما من هذه

الإملاءات

وهذا التفسير غير موجود حالياً، ولكن يبدو أنه كان عند الشيخ لأنه قد نقل الكثير من المسائل في كتاب التبيان عن الوزير المغربي . وفي القسم التالي من هذا المقال سوف نقوم ببيان آرائه التفسيرية .

2 - اختصار إصلاح المنطق :

الطوسى

(3)

إنّ هذا الكتاب الذي كان عنوانه هو المنخل من نتائج إقامة الوزير

المغربي في مصر، وقد كتب والد الوزير المغربي خلف نسخة الكتاب بعد

2533

(1) بغية الطلب ، ج 6 ، ص (2) المصدر أعلاه ، ص 2536 .

(3) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، القسم الرابع ، المجلد الثاني

0476

21 ...

ص: 20

النعماني ومصادر الغيبة (9)

الإشارة إلى تاريخ ولادته ، والجهود التي بذلها نجله من أجل تحصيل العلم في الصغر، قائلاً:

«لقد اختصر هذا الكتاب ، وبلغ الغاية في هذا الاختصار ، وقد أدرج فيه جميع فوائد الكتاب ، ولم يفتقد أي واحد من ألفاظ الكتاب . وإنّما عمد إلى تغيير بعض أبواب الكتاب رعاية للاختصار ، واضعاً كلّ نوع في موضعه المناسب . وبعد اختصار هذا الكتاب ذكرته بنظمه . وقد بدأه وأنجز بعض أوراقه في ليلة واحدة. وكان ذلك منه قبل أن يكمل السابعة عشر من

عمره

(1)

وقد عرض المؤلّف هذا الكتاب على أبي العلاء المعري ، فاستحسنه

وأرسل له رسالته الأغريضية في الثناء عليه

3 - اختصار غريب المصنّف :

4 - رسالة فى القاضي والحاكم .

5 - كتاب الإلحاق بالاشتقاق .

6 - اختيار شعر أبي تمام .

7 - اختيار شعر البحتري) .

(2)

8 - اختيار شعر (المتنبى) والطعن عليه

(1) المصدر أعلاه

، ص

. 2537

(2) المصدر أعلاه 2533 ، وفيما يتعلّق بهذا الكتاب انظر على وجه الخصوص :

، ص

الوزير المغربي ، ص

24

ص: 21

22

... تراثنا / 135

وغير هذه الكتب هناك كتب أخرى من تصنيف الوزير المغربي ، ومن بينها : كتاب (الإيناس) في علم الأنساب ، وكتاب أدب الخواص، وهما مطبوعان . وهناك نصوص متفرّقة من كتبه المفقودة مجموعة في كتاب الوزير المغربي ، وقد اشتمل هذا الكتاب على بعض الأشعار المتبقية من ديوانه .

ترجمة أحد أقارب الوزير المغربي في رجال النجاشي : نجد اسم الوزير المغربي في رجال النجاشي في ترجمة هارون بن عبد

العزيز، حيث قال :

«هارون بن عبد العزيز أبو علي الأراجني (الأوارجي ظ) الكاتب ، مصري ، كان وجهاً في زمانه ، مدحه المتنبي ، وله ابن اسمه علي وكان حسن التخصيص (التخصص) بمذهبنا ، وهو جد أبي الحسن علي بن الحسين

(1)

المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم ، له كتاب الرد على الواقفة العلّامة المامقاني واعتراض صاحب قاموس الرجال في الشأن :

کلام

ذكر صاحب تنقيح المقال اسم علي بن هارون بن عبد العزيز في كتابه وقال : لم أعثر بشأنه إلّا على عبارة النجاشي : (له ابن اسمه علي ، وأما عبارة (وكان حسن التخصيص التخصص بمذهبنا)، فيبدو أنها تخص والده

( صاحب الترجمة في رجال النجاشي)

(2)

(1) رجال النجاشي ، ص 439 / 1183 . (2) تنقيح المقال ، ج 2، ص 314 / 8552 .

23 ...

ص: 22

النعماني ومصادر الغيبة (9)

وقد اعترض صاحب قاموس الرجال على هذا الكلام قائلاً:

جملة (وكان حسن التخصيص بمذهبنا تعود إلى علي بن هارون بن عبد العزيز ، وإلا فإن ذكر اسم علي دون توضيح إضافي لغو خارج عن وظيفة الرجالي ؛ لأنّ العالم الرجالي ليس مثل المتخصص في علم الأنساب الذي تقتصر وظيفته على ذكر طبقات الأفراد فقط .

ويحتمل أن تكون العبارة اللاحقة للنجاشي (وهو جد أبي الحسن عليّ بن الحسين المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم عائدة إليه أيضاً. وإن عبارة ( له كتاب المتعلّقة بهارون بن عبد العزيز صاحب الترجمة ، لا تشكل

من كلامنا المتقدّم في كون العبارة التي مرّت آنفاً هي بشأن ولده علي ؛

لقيام القرينة على ارتباط هذه العبارة بصاحب الترجمة . ومن جهة أخرى فإنّ

فصل هذا الكلام وعدم ذكر حرف العطف في بدايته دليل آخر على صحّة

مانعاً

كلامنا " .

مناقشة كلام صاحب قاموس الرجال :

بعد دراستنا لكلام صاحب القاموس لابد لنا من الإشارة إلى أمرين فيما يخص رجال النجاشي ، الأوّل : النظرة العامة لهذا الكتاب إلى رجال النجاشي . والثاني : التحقيق في خصوص الترجمة المتقدّمة لهارون بن عبد العزيز في

رجال النجاشي .

(1) قاموس الرجال ، ج 7، ص 599

.

ص: 23

24

... تراثنا / 135

وفيما يتعلّق بالأمر الأوّل نشير إلى أنّ هذه الرؤية إلى كتاب رجال

النجاشي بحدّ ذاتها مهمة في فهم عبارات الكتاب ، حيث تدعونا هذه الطريقة

في الكثير من تراجم كتاب النجاشي إلى بيان تفسير خاص لعباراته . وتفصيل هذا الكلام يحتاج إلى مقال مستقل ، ولكننا سنكتفي هنا بذكر بعض المسائل

في إثبات عدم صوابية تحليلات صاحب القاموس لعبارات النجاشي : أوّلاً : في بداية الجزء الثاني من رجال النجاشي تم تعريف هذا الكتاب

على النحو الآتي :

كتاب فهرست أسماء مصنّفي الشيعة وما أدركنا من مصنفاتهم ، وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم ، وما قيل في كل رجل منهم من مدح أو ذم ).

(1)

إن كلمة (أنسابهم في هذه العبارة تثبت أن النجاشي عند تأليف هذا

الكتاب كان ناظراً إلى أنساب الرواة ، وعليه فإنّ هدفه لم يكن رجالياً بحتاً . ثانياً : عند مراجعة كتاب رجال النجاشي يتبيّن لنا أن المؤلّف كان مهتماً بذكر أسر الرواة ، ففي ما يقرب من خُمس التراجم ورد ذكر الآباء والإخوة والأجداد والأعمام والأخوال والأولاد وما إلى ذلك، بل اتسعت الدائرة لتشمل حتى زوج الخالة أحياناً ) ، وقد اقترن ذلك في الغالب بتوضيحات حول الأقارب، ولربّما كان ذلك من أجل إلقاء مزيد من الضوء على التعريف

(1) رجال النجاشي ، ص

(2)

211

(2) المصدر أعلاه ، ص 159 / 421 .

25 ...

ص: 24

النعماني ومصادر الغيبة (9)

بصاحب الترجمة ، إلّا أنّ هذا ليس قاعدة مضطردة في جميع الموارد ، حيث لم يتمّ ذكر الأقارب لهذه الغاية دائماً ، فعلى سبيل المثال نقرأ في ترجمة عبيد أحمد بن نهيك قوله : وآل نهيك بالكوفة بيت من أصحابنا ، منهم عبد

2 3

الله

ه بن

الله

(1)

محمّد وعبد الرحمن السمريان وغيرهما، كما جاء في ترجمة

محمّد بن سماعة : والد الحسن وإبراهيم وجعفر، وجد معلى بن

«الحسن . فلو كان الهدف مجرّد التعريف بمحمّد بن سماعة ، لم تكن هناك

(2)

هذه الأسماء .

ضرورة إلى سرد جميع وكذلك جاء في ترجمة المعلى بن خنيس : «وابن أخيه [أخته] عبد

(3)

الحميد بن أبي الديلم) ، ولا شك في أن المعلى بن خنيس أكثر شهرة من عبد الحميد بن أبي الديلم ، وعليه لا يصح التعريف بالمعلى بن خنيس من

خلال التعريف بعبد الحميد بن أبي الديلم.

ويبدو أنّ ذكر جميع هذه الأمور جاء في سياق التعريف بأقارب الراوي ، وإن ذكرها شكل غاية مستقلة للنجاشي للتعريف بهم ، وليس من اللازم أن نبحث له عن غاية أخرى غير هذه الغاية، وعلى هذا الأساس فإنّ ذكره لعبارة : وكان خاله علان الكليني الرازي وذلك في ترجمة العالم

والمحدّث الشيعي الشهير محمد بن يعقوب الكليني ، خير دليل على ذلك

(1) المصدر أعلاه

، ص

(2) المصدر أعلاه ، ص

(3) المصدر أعلاه

، ص

(4) المصدر أعلاه ،

ص

. 232

/ 615

0890 / 329

.417

/ 1116

1026 / 377

(4)

... تراثنا / 135

ص: 25

26

ثالثاً : يعمد الرجاليّون أحيانًا ضمن الترجمة - إلى بيان سبب لقب أو كنية الراوي ، وعليه يمكن أن يكون ذكر عبارة ( وله ابن اسمه علي) في هذه الترجمة لبيان وتوضيح منشأ تلك الكنية ، والملفت للانتباه أنّ هذه العبارة قد تكرّرت مرّة واحدة فقط في رجال النجاشي، وذلك في ترجمة موسى بن عمر بن يزيد بن ذبيان ، وفي هذه الترجمة بعد ذكر كنية أبي على يستطرد

(1)

قائلاً: وله ابن اسمه علي و به كان يكتني ؛ وعليه لا حاجة إلى اعتبار جملة

(كان حسن التخصيص بمذهبنا مرتبطة بابن صاحب الترجمة ، وبشكل عام - كما نوّه الشيخ المامقاني - إنّ الظهور الأولي لهذا النوع من التعابير هو ارتباطه بصاحب الترجمة ، وما لم نعثر على قرينة واضحة على الخلاف لا ينبغي أن نرفع أيدينا عن هذا الظهور .

وفيما يتعلّق بالأمر الثاني البحث في خصوص

-

ترجمة هارون بن عبد

العزيز في رجال النجاشي كذلك نبدأ أولاً بالقول : إنّه لم يكن هارون بن عبد العزيز ولا نجله (علي) جدّاً للوزير المغربي لأبيه ، بل إنّ هارون بن عبد

العزيز هو خال أبيه ، وإنّ علي بن هارون هو ابن خال أبيه ، كما تم التصريح

بذلك في رسالة الوزير المغربي

(2)

(1) المصدر أعلاه ، ص أعلاه ، ص 405 / 1075 .

(2) بغية الطالب ، ج

،

7

ص

2535 . جدير بالذكر إن تحريف عبارة النجاشي قد أدّى

إلى تعريف الوزير المغربي في كتاب الذريعة

، ج

،،

ص 123 بأنه : الحسين بن

علي بن الحسين بن محمد بن هارون بن عبد العزيز. وبطبيعة الحال إذا تجاوزنا

27 ....

ص: 26

النعماني ومصادر الغيبة (9)

ويبدو أنّ كلمة (جد) في النسخة المتوفّرة لرجال النجاشي، تحريف عن كلمة ( خال) ، فبعد التحام الألف باللام من كلمة (خال) تبدو شديدة الشبه

بكلمة (جد) ، فإنّ حصول هذا التحريف وحدوث ذلك في أثناء الكتابة وامتزاج الحبر أمر طبيعي جداً. وهذا الأمر يثبت أنّ الجملة المتقدّمة ترتبط ب: (هارون بن عبد العزيز) ، وليس بنجله (علي) . وعلى فرض اعتبار أن هذه خطأ النجاشي ، فإنّ هذا الخطأ يكون مؤيداً لارتباطها ب: (هارون بن عبد العزيز ، لأنّ الخطأ فى اعتبار الخال بدلاً من الجد أقرب إلى التحقق من الخطأ

الجملة من

في اعتبار ابن الخال بدلاً من الجد

خلاصة الكلام : لا وجود لأي قرينة تصرفنا عن الظهور البدوي لكلام النجاشي ؛ ولذلك يجب اعتبار جملة ( وكان حسن التخصيص) والجملة التالية لها مرتبطة ب- : هارون بن عبد العزيز) وليس بولده (علي) .

رسالة الوزير المغربي في التعريف بأصله ونسبه وسيرته العلمية : اتهم الوزير المغربي في بغداد باعتناق المذهب الإسماعيلي الذي كان يحظى بدعم من الحكّام المصريين ، وإنّ لقب المغربي يُعدّ خير شاهد على

يا تحريف أو خطأ النجاشي - إذ يمكن إطلاق كلمة الجدّ على الجد من جهة الأم أيضا- لا ينبغي اعتبار هذه السلسلة النسبية للوزير النعماني . مضافاً إلى أن النجاشي في الأساس قد عرف محمّداً (جد الوزير المغربي) على أنه ابن يوسف . (انظر : رجال النجاشي ،

ص

69 ، الرقم : 167)

تراثنا / 135

ص: 27

28

ارتباطه بالمصريين ، وقد كتب الوزير رسالة يدافع فيها عن نفسه ليعرضها

على الخليفة العباسي (القادر) ، وقد نقل ابن العديم الجزء الأوّل

الرسالة في كتابه بغية الطلب

(1)

هذه

من

ولأهمية هذه الرسالة في التعريف بالوزير المغربي وأسرته ، سوف ننقل

القسم الأكبر منها ، ممّا يعتبر سيرة الكاتب بقلمه :

السبب وراء ذلك الاتهام ، فقال :

ففي البداية نوّه إلى الاتهام الذي وجّه إليه ، موضحاً نسبته إلى المغربي

التي كانت هي كان أصلي من البصرة ، وانتقل سلفي عنها في فتنة البريدي إلى بغداد وكان جد أبي وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب، فنسب به إلى المغربي ، وولد له جدّي الأدنى ببغداد في سوق العطش، ونشأ وتقلّد أعمالاً كثيرة ، منها تدبير محمّد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة ، وكان خال أبي وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي المعروف - الذي مدحه المتنبي- متحققاً بصحبة أبي بكر محمد بن رائق ، فلما لحق أبا بكر بن رائق ما لحقه بالموصل ، سار جدي وخال أبي إلى

الشام ، والتقيا بالإخشيذ، وأقام والدي وعمي - رحمهما الله - بمدينة السلام

(2)

(بغداد) ، وهما حدثان إلى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد ) ، وأنفذ

، ص

.198

(1) بغية الطلب ، ج 5، ص 2535 ، نقلاً عن : الوزير المغربي (2) ويبدو أنّ المراد من شيوخهما : جد وخال والد الوزير . وإن هذه العبارة تشرح

عدم اصطحاب والد الوزير وعمّه ، حيث أن المسافرين إلى الشام لم يجدوا أوضاعهم

متسقة ، فرأوا عدم اصطحاب الصغار أحجى .

29 ....

ص: 28

النعماني ومصادر الغيبة (9)

الإخشيذ غلامه المعروف بفاتك المجنون الممدوح المشهور - وقد مدحه المتنبي- فحملهما أي) هذان الملازمان أو الأولياء)) ومن يليهما إلى الرحبة وسار بهما على طريق الشام إلى مصر فأقامت الجماعة هناك إلى أن تجدّدت قوّة المستولي على مصر فانتقلوا بكليتهم وحصلوا في حيز سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان مدّة حياته، واستولى جدّي على أمره استيلاء يشهد به مدائح أبي نصر بن نباته فيه ، ثمّ غلب أبي من بعده على أمره وأمر ولده غلبة تدلّ عليها مدائح أبي العباس النامي فيه ، ثمّ شجر بينهما ما يتفق مثله بين المتصاحبين في الدنيا ففارقه من الرحبة، وانحدر إلى الأنبار قاصداً مدينة السلام ، فلما حصل بالأنبار وجد العراق مضطرباً ، وبهاء الدولة - رحمه الله - في أول أمره غالباً ؛ فخوّف من المقام، فركب مغرّراً بنفسه قاصداً الشام ليتمكن من تعرّف أخبارنا وافتكاك أسارنا ، فإنا كنا بحلب معوّقين من بعده ، فلقي بمصر الحظوة التي عرفت ، وليتها ما اتفقت ، فإنّ ختامها كان سمّاً رعافاً ، وعقباها كان بوراً واجتياحاً ، وانتقلت فى أثره ، وكانت والدتي من أهل العراق ، ولنا إلى اليوم أملاك بالنعمانية موروثة ، فكنا بمصر زوّاراً وبالعراق لما انتقلنا إليها قاطنين والافاً ، فهذا أوّلاً حديث الأصل الذي وقع الاشتباه، وتمّ

التمويه فيه

ثم ارجع إلى ذكر الدين فإنّي نشأت وغذيت بكتب الحديث وحفظ القرآن ومناقبة الفقهاء ومجالسة العلماء ، والله ما رأيت قط بتلك البلاد مأدبة

(1) عبارة النسخة المطبوعة من بغية الطلب كالآتي : فحملها (محملها) ومن يليهما»

... تراثنا / 135

ص: 29

...r.

ولا وليمة إلا ولعرس ، ولا كنت متشاغلاً إلا بعلم أو دين ، ولقد سلم لي من جزازات کتبی ما هو اليوم دالّ على تشاغلي بالدين القيم، واستمراري على النهج الأسلم ؛ لأنه ليس كتاب من كتب السنة إلا وقد أحطت به رواية ورمته

دراية ، وها هنا اليوم نسختان من مو موطأ مالك سماعي من جهتين ، وعليهما

خطوط الشيخين والصحيحان المسلم والبخاري ، وجامع سفيان ومسانيد عدّة عن التابعين، ولي وأحمد الله - إملاءات عدّة في تفسير القرآن وتأويله

وتخريجات من الصحاح المذكورة، وسمعت كتاب المزني عن الطحاوي عن المزني ، وأما الأحاديث المنثورة التي كنت أبكر بكور الغراب لاستماعها ،

وأطرح زينة الدنيا في مزاحمة أشياعها فأكثر من أن تحصى» .

إنّ الوزير المغربي عمد من خلال هذه التوضيحات إلى إثبات عدم

صحة الظنون الباطلة في

حقه

توضيح بعض المسائل في هذه الرسالة :

أولاً : إنّ والدة الوزير المغربي التي كانت لها بعض الأملاك التي ورثها

(1)

الوزير المغربي- هي فاطمة بنت أبي عبد الله النعماني، وقد سبق لنا أن

ذكرنا بعض الاحتمالات بشأن لقب النعماني ووجه نسبة هذا اللقب إليه دون أن نصل إلى نتيجة واضحة بهذا الشأن ، إلا أن هذه الفقرة تشكل دليلاً واضحاً

(1) رجال النجاشي ، ص ، ص 69 ، رقم : 167

(2)

.

(2) تناولنا ذلك في الحلقات الأولى من هذا البحث

النعماني ومصادر الغيبة (9)

ص: 30

على انتساب النعماني إلى مدينة النعمانية ، وبذلك يكون بحثنا في هذا

الموضوع قد تم . ثانياً : لقد كانت خاتمة أسرة الوزير المغربي في مصر مريرة ومؤلمة ، فقد قام الحاكم العبيدي بقتل والده وعمّه ، وقد تعقب إخوته ، فظفر بشقيقين للوزير المغربي وقتلهما ، بينما تمكن الوزير المغربي من التواري والخروج من مصر خلسة ، وبعدها أخذ يسعى في الانتقام من حاكم مصر ، وقد شكلت هذه الفترة من حياة الوزير المغربي منعطفاً هاماً في حياته السياسية ، وسوف

نشير إليها إجمالاً

ثالثاً : قد سعى الوزير المغربي في هذه الرسالة إلى التظاهر باعتناق المذهب السنّي ، وليس هناك من شك في أنّ ذلك كان منه بداعي التقيّة ، إذ لا

(1)

شك ولا شبهة في تشيّعه، وإن ترجمته في رجال النجاشي الخاص بفهرسة مصنّفات الشيعة - يُشكّل دليلاً قاطعاً على انتمائه إلى التشيع ، وقد ذكر أبو جعفر البصري النقيب أستاذ ابن أبي الحديد المعتزلي ما يؤيد أنّ

(2)

الوزير المغربي كان رافضيّاً ، ولا يخفى مدى تعلقه الكبير بأهل البيت الله ويبدو ذلك جلياً من وصيّته بدفنه إلى جوار أمير المؤمنين لا ، وسعيه الحثيث

إلى تحقيق هذه الوصية ، وأهم دليل على تشيّع الوزير المغربي قصائده في

(3)

187

(1) الوزير المغربي ، ص 89 - 90 . (2) شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة ، ج 6 ، ص 14 ؛ أعيان الشيعة ، ج 8 ، ص (3) ولما أحسّ [الوزير المغربي من نفسه بالموت كتب كتاباً إلى كل من يصل إليه من

... pp

ص: 31

... تراثنا / 135

مدح أمير المؤمنين ، وتصريحه بغصب حقه من قبل الخلفاء الأوائل

(1)

وهجائه لهم . وننقل هنا شيئاً من أشعاره تيمناً :

صلّى عليك الله يا من دنا من قاب قوسين مقام النبيه

جي شي

(2)

أخوك قد خُولفتَ فيه كما خُولف في هارون موسى أخيه هل برسول الله من أسوة لم يقتدِ القومُ بما هُنّ فيهِ» وقد تمّت الإشارة في هذه الأبيات إلى حديث المنزلة ، الذي قال فيه

رسول الله الله العلي الا : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى» . ومن الجدير بالذكر أن الوزير المغربي لم يصرّح باعتناقه مذهب أهل السنّة ، حيث يبدو من ذلك أنّه لم ير ضرورة للكذب في إبداء هذا المعتقد ؛

ص (2555

الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة ، يعرفهم فيه أنّ محظية له توفيت وإن تابوتها يجتاز بهم إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وكان قصده أن لا يتعرّض أحد لتابوته وأن ينطوي خبره ؛ فتم له ذلك ، وحمل الكتاب مع تابوته ، وكل من يجتاز به ظنّ أنّه الجارية ، حتى وصل ودفن بالمشهد انظر : بغية الطلب ، ج 6 ، ص وقيل أيضاً : إنّ الوزير المغربي كان قد أوصى بأن يدفن تحت أعتاب الإمام الحسين (عليه السلام) ، وقد كتب بيتين من الشعر لتوضع على شاهدة قبره (انظر: الوزير المغربي ، ، ص (152) ، ولكن يبدو أنّه أعرض عن هذه الوصية . (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، ج 1 ، ص 17 (ونقلاً عنه في الوزير

المغربي ، ص 1360 ، الأبيات : 13 - 27 ، وانظر أيضاً : الوزير المغربي ، ص

وص

148 نقلاً

-

عن أعيان الشيعة ، ج 6 ، ص

6

(2) أعيان الشيعة ، ج ، ص

117

127

116 ؛ الوزير المغربي ، ص 158 . هذا وقد نسب البيت

الثاني والثالث بعد تغيير طفيف في الألفاظ إلى الرئيس أبو يحيى بن الوزير أبو القاسم

المغربي انظر : مناقب ابن شهر آشوب ، ج 2، ص 223)

.

po que ....

ص: 32

النعماني ومصادر الغيبة (9)

إذ أمكنه التغلب على هذه المشكلة من خلال التورية، وإنّ العبارة المتقدّمة التي تنطوي على التورية يمكن لها أن تكون دليلاً على شدّة تمسكه بالتشيّع ؛ إذ أنّه يحجم عن الكذب حتى في حالة التقية .

رابعاً : وبما إنّه قد كتب هذه الرسالة في ظروف التقية ، فقد دعاه ذلك إلى الإحجام عن انتساب أمه إلى أبي عبد الله النعماني (بوصفه من مشاهير علماء الشيعة ، إلّا أنّ ابن خلكان صرّح بأنّها بنت أبي عبد الله النعماني في

رسالة أدب الخواص

(1)

خامساً : إنّ هذه الرسالة تشير إلى مثابرة الوزير المغربي على طلب

العلم ، وهو أمر قد شهد له به والده أيضاً .

ما كتبه والد الوزير المغربي في شأنه

:

لقد كتب والد الوزير المغربي علي بن الحسين) على ظهر نسخة من

(

كتاب (اختصار إصلاح المنطق) - وهو من تأليف الوزير المغربي في وصف

ولده ما يلى :

وُلد

صباحها يوم

سلّمه الله وبلّغه مبلغ الصالحين - أوّل وقت طلوع الفجر من ليلة

الأحد ، الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمئة

واستظهر القرآن وعدة من الكتب في اللغة والنحو، ونحو خمسة عشر ألف

بيت من مختار الشعر القديم، ونظم الشعر وتصرّف في النثر ، وبلغ من الحظ

(1) ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج 2، ص 172 .

،

ص: 33

34

ما يقصر عنه نظراؤه ، ومن حساب المولد والجبر والمقابلة

تراثنا / 135

الأدوات

وجميع

إلى ما يستقل بدونه الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة

سنة . . .»

(1)

ثم استطرد في بيان بعض التوضيحات حول كتاب (اختصار إصلاح

المنطق) حيث تقدم ذكر ذلك .

(1) بغية الطلب ، ج 6 ، ص 2537 ؛ وفيات الأعيان ، ج 2، ص

وللبحث صلة ...

.173

دراسات في نسخ و اعتبار کتاب

(كامل الزيارات)

(3)

ص: 34

00000000000

الشيخ محمد عليّ العريبي

الله الرحمن الرحيم

لقد تناولنا في الأعداد السابقة في القسم الأوّل دراسة تفصيلية في نسخ

واعتبار الكتاب المتداول المعروف بكامل الزيارات للشيخ الأقدم جعفر بن

محمد بن قولويه القمي ، حيث تناولنا هناك الفصل الأول : في توصيف

الكتاب ونسخه وتقييمها ، وسوف نتناول هنا الفصل الثاني : في مضامين

الكتاب وأسانيده ومتنه والخاتمة في تعيين المؤلف

ص: 35

36

... تراثنا / 135

الفصل الثاني

في مضامين الكتاب وأسانيده ومتنه

خطبة الكتاب :

مراعاة آداب الخطبة :

خطبة الكتاب من أهم ما يُستند إليه في تعريف الكتاب ومصنّفه وعقيدته وغرضه ونهجه الذي اتبعه تصنيفه، ويدلّ أسلوبه أيضاً على سعة باعه في العلم وإحاطته بأدب الحديث والتأليف ، من البدء بتمجيد الله والصلاة على سيد خلقه محمّد صلّى الله عليه وآله ثم العطف عليها بعقيدته في الأصول والإمامة ، ثمّ سبب الكتابة ومحلّها والغرض المتوخّى منها وما أتمّه وما قصر فيه ، وقد يلحق بالإجازة .

وهي

وجلّ هذه الأمور مجتمعة حوتها خطبة كتاب كامل الزيارات المتداول، كاشفة عن علوّ قدم الكاتب في العلم ، وهي مع متن الكتاب دالان على

الأخذ

ارتفاعه في عن مشايخ عصره وتقدّمه على أقرانه بل وتميزه عن كثير

منهم في السفر لطلب الحديث كما يظهر من المواضع التي صرّح أنه

فيها الحديث في مصر .

سمع

وقد سُمِعَ من ابن قولويه وطلب الحديث أيضاً في مصر وعلى احتمال

الشام كذلك ، قاله ابن حجر في لسان الميزان :

«جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، أبو القاسم القمي

:

ص: 36

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

TV ....

الشيعي من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين متهم ، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة، وتلمّذ له المفيد وبالغ في إطرائه ، وحدّث عنه أيضاً الحسين بن عبيد الله الغضايري ومحمد بن سليم

(1)

منه

(2)

الصابوني ، سمع بمصر ، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة ولعل ابن قولويه سمع من الصابوني أيضاً وأجازه ، فإن كانت إجازة مدرّجة - أو ما بحكمها - بينهما ففيها دلالة على شأن لابن قولويه بين أهل

مصر، ويظهر هذا من ترجمة النجاشي لجعفر بن يحيى بن العلاء ، قال : جعفر بن يحيى بن العلاء ، أبو محمّد الرازي ، ثقة ، وأبوه أيضاً ، روى أبوه

(1) وفي كلام الصفدي في الوافي بالوفيات (11 : (117) ما قد يحمل على شدة تعلق ابن بابويه بمصر ، ولم يتضح ، قال : «ابن قولويه : جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى ابن قولويه أبو القاسم الشيعي السهمي ، كان هذا من كبار أئمة الشيعة ومن علمائهم المشهورين بينهم ، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله وهو شيخ الشيخ المفيد ، وقال فيه المفيد : كل ما يوصف الناس به من فقه ودين وثقة فهو فوق ذلك ،

وله كتب حسان؛ منها كتاب الصلاة ، وكتاب الجمعة والجماعة ، كتاب قيام الليل

كتاب الصداق ، كتاب قسمة الزكاة ، كتاب الشهور والحوادث ، وله غير ذلك من كتب الفقه ، حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد وأبو جعفر محمد بن يعقوب وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني وأحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله الغضايري وحيدرة بن نعيم السمرقندي ومحمد بن سليم الصابوني ، سمع عليه الصابوني بمصر قال : الشيخ شمس الدين : وأحسبه من أهل مصر ، ذكر ابن أبي طي وفاته سنة ثمان وستين وثلاثمئة ولعله قصد بالضمير في أحسبه من أهل مصر) عوده على الصابوني أو الشيخ

شمس الدين .

(2) لسان الميزان 2 : 470 / ر 1904.

ص: 37

38

... تراثنا / 135

محمد

بن

بن

النعمان

عن أبي عبد الله ، وهو أخلط بنا من أبيه وأدخل فينا ، وكان أبوه يحيى بن

الله العلاء قاضياً بالري ، وكتابه يختلط بكتاب أبيه لأنّه يروي كتاب أبيه عنه ، فربّما نسب إلى أبيه ، وربّما نسب إليه . أخبرنا محمّد قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدثنا محمد بن أحمد بن سليم الصابوني بمصر قال : حدثنا موسى بن الحسين بن موسى قال : حدثنا جعفر ابن يحيى بن العلاء، بناء على اتحاد محمد بن سليم ومحمد بن أحمد بن

(1)

سليم الصابوني . كما أن صاحب الزيادات المذكورات طلب الحديث في مصر وسمع عن ابن عبدوس في صريح قوله في أحد مواضع الزيادات الأربع الآتي ذكرها

إن شاء الله

طريق الكتاب واسم المصنّف :

خلت نسخ الكتاب كلّها عن بيان طريق للكتاب، أو تصريح باسم المؤلّف في الخطبة ، وإن ذكر صريحاً في مواضع من الكتاب وأنه ابن قولويه ، لكن التفكيك بين الخطبة والمتن محتمل ، لا من جهة اشتراط ذكر الطريق عليها؛ فإنّ أكثر نسخ الكتب لا يسجّل عليها الطريق خاصة المشهورة منها ، بل لأنّ مطابقة النسخ تفتقر لقرائن وشواهد ومن أهمها ما يسجّل من طرق للكتاب وإجازات وقراءات عليه على النحو الذي ذكرناه في نسخة قرب الإسناد التي رواها ابن إدريس لله ، وفقد تلك القرائن ينتج بقاء احتمال التصرّف في الكتاب ولا يثبته أيضاً كما هو واضح . وأوّل الكتاب من نسخة (1036ه) المختلفة عن كل النسخ والخالية

(1) فهرست النجاشي : 126 / 327 .

ص: 38

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

rq....

عن الخطبة - ومرّ أيضاً أنّ نسخة القرن العاشر الأولى سقط أوّلها ولا يعلم

اشتمالها على الخطبة - ، والوحيدة الحاكية عن المصنّف قوله :

هذا كتاب المزار لا بن قولوير وهو انشاء مفيد أحمر الله عليها

به

والله الرحمن

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وبعد قال مصنف هذا الكتاب الشيخ الوجفر من ابن

ا قولوية ورحمة الله عليه هل تحب هذا المزاد على ما نواب ثمانية كتاب لأول في ت سُول الله صلى الله علیه اله

..

وأوّله من نسخة المجلسي سنة (1068ه) :

كاب كامل الزيارات إلى القاسم جعفر بدك

شوال

جر الله الرحمن الرحيم

الحمد لعاهل الحمد وأبيه والتالية والجازي به والمنيب عليه هذا يزعموم

ولا يبيد و سيمان ولا يقال جل جلاله وعظيم سلطانه وتعالى مكانه و

ا

.....

صورة

ص: 39

وأوّله من النسخة المقابلة سنة 1351 ه- :

كل باران

كتاب المزار المسمى بكامل الزيادة

تراثنا / 135

قولويه

لشيخ الجليل اله القاسم بسم اله الرحمن الرحيم و بد ستعين جعفر بن حمد بن الحمد لله اهل الحمد ووليه والدال عليه والمجازى به والمشيب عن حمدا يزيد و لا يلين و يصعد و لا ينفد جل جلاله وعظم سلطانه وتعالى مكانه وتفيد تا اسمائه واتصلت الأئه و تواضع كل شي له

وخذه الخلاثة الله الخلائل:

الهيد

1397 وهي

وأوّله من نسخة الأردوبادي - الأميني المطبوعة 1397 ه-

المتداولة في السنين الماضية :

مكان كامل البنات

للشيخ الفقية فلم الى القائمة

مچ

بنت الله الا الحرة

الحمد لله امل الحمد وولتر والدال عليه المجازي بر والمثل عينيه حمداً يزيل ولا سبيد ولا بنقل جلّ جلاله وعظم سلطانه وخالي مكانه و نفق سن اسماؤه واتصلت الأوه وتواضع كل شي طبين وخضع كل

صورة

ص: 40

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

نهجه في الكتاب وما اشترط على نفسه :

41 ...

اشترط المصنّف على نفسه شروطاً ذكرها في الخطبة بعد ذكر سبب

التأليف بقوله بحسب النسخة المتداولة - الأردوبادي - الأميني والقيومي فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم إليه ، وسألت الله تبارك وتعالى العون عليه

حتى أخرجته وجمعته عن الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم

حتى قال في

الشرط الأوّل :

(1).

ولم أخرج فيه حديثاً روي عن غيرهم إذا [إذ خ ل] كان فيما

روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم . بأن لا يروي فضيلة فيهم مروية عن غيرهم، ليكون الأثر والحجّة منهم

صلوات الله عليهم، وهذه سيرة الشيعة التي استمرّوا عليها في حفظ مناقب أئمتهم بلسانهم وعنهم إتماماً للحجّة وحفظاً عن دخول الباطل في الحق ،

ولا ينافي ذكر بعض كلام الرواة - الحاكين لمضامين تلك المعاني في الوفاء بهذا الشرط ، فإنّ المقصود رواية ما يصدق عليه أنه بجملته منهم الالام

الشرط الثاني في قوله :

وقد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما

روي عنهم في هذا المعنى

الله

ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا أصحابنا رحمه-

برحمته

(1) ما بين المعقوفين زيادة منا

ص: 41

... تراثنا / 135

وهذا بيان لطريقته في التقصي ، والمبالغة الحثيثة في الجمع ، بشرط أن

أنّ

يكون الحديث مما وقع له من جهة الثقات من أصحابنا ، وهو صريح في ما يذكره في الكتاب أخذه ممّن يتكل عليه في الحديث وتتم به الحجّة الخصوم ، ولا يتمّ هذا الأمر ولا يصدق الوقوع من جهة الثقات إلا على ما

سمعه

أو أخذه من مشايخه المباشرين ، كما هو معلوم من طريقة المحدّثين

والرواة ، فإن كان صاحب هذه الكلمات هو ابن قولويه فهو توثيق لمشايخه

المباشرين ، وإن كان غير ابن قولويه فكذلك ، فإنّه هذا الأخير تحرّز عن

الإرسال وأسند ما استطاع بالسماع والإجازة في ما سوف تراه في الزيادات

المذكورات .

والشرط الثالث في قوله ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم ، وسميته كتاب كامل الزيارات وفضلها وثواب ذلك ، وفصلته أبواباً ، كل باب يدلّ على معنى لم أخرج فيه حديثاً يدلّ على غير معناه ، فيختلف

منه

عد

على الناظر فيه والقاري له ولا يعلم ما يطلب وأنى وكيف ، كما فعل غيرنا من المصنفين ، إذ جعلوا الباب بغير ما ضمنوه ، فأخرجوا في الباب أحاديثاً لا تدلّ على معنى الباب ، حتى ربما لم يكن في الباب حديثاً يدلّ على معنى بين من الأحاديث التي لا تليق بترجمة الباب ، ولا على شيء منه . أي أنه مخص تلك الأخبار التي رواها عن مشايخه الثقات ، بأن لم

ص: 42

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

الشذاذ من

يخرج حديثاً في طريقه شذاذ الرجال المعلوم ترك حديثهم المأثور عن أهل البيت ، فالشرط أن تكون كل الأخبار خالية أسانيدها عن

الرجال غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم، وهو لا يلازم توثيق كل المذكورين من غير مشايخه، فإنّ غرضه لازم آخر وهو زيادة

الداعي للوثوق بصدور الخبر وتضعيف احتمال كذبه وكبت منكره ، حتى يحصل غرضه الذي ذكره في سبب التأليف في قوله : «وأنا مبين لك أطال الله بقاءك ما أثاب الله به الزائر لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بالآثار الواردة لله ، على رغم من أنكر فضلهم ذلك وجحده وأباه وعادى عليه .

عن-

صلى

وحاصله : التعهد برواية ما تورث جملته الاطمئنان بصدوره عن أهل

البيت الاب الشرطين السابقين حتى تنقطع حجّة المنكرين . وهذا - أي حصول هذا الغرض بهذه الشروط - لا يلازم توثيق كلّ رجال الأسانيد ولا تصحيح آحاد الآخبار؛ فإنّه على الطريقة التي مضى عليه المؤلّفون في كتبهم إذا أرادوا الاحتجاج على المعنى حشدوا الأدلة حتى تنقطع بالمجموع الكثير حجّة الخصم ، دون أن يكون غرضهم الاعتماد على كلّ معنى في رواية وتصحيحها ، وهذا هو الفرق بين كتب الرواية كأكثر كتبنا ، وكتب الاعتماد ككتاب من لا يحضره الفقيه، هذا ، فضلاً عن بعد احتمال أن يكون في مقام توثيق عشرات الرواة في أسانيد الكتاب المتفق على ضعفهم أو المتروكة أخبارهم ، ولا يخفى أنّ هذه الطريقة في استنتاج صحة الكتب

44 000

ص: 43

... تراثنا / 135

بین

واستفادة شهادة المؤلّف على صحة رجال سنده لم تبرز كمنهج إلا المتأخرين ولم يعرها المتقدمون شأناً؛ فإن عادة المصنفين على مدح الكتاب

والاحتراز عن جهات الضعف التي يمكن أن تنال منه كتلقي أخباره عن غير سماع أو عن وجادة بغير إجازة ، ويكفيهم أخذه الثقات من المشايخ

عن

ليعملوا بما ورد من أدب عن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : إِذَا حَدَّثْتُمْ بِحَدِيثٍ فَأَسْنِدُوهُ

لا

(1)

إلَى الَّذِي حَدَّثَكُمْ فَإِنْ كَانَ حَقًّا فَلَكُمْ وَإِنْ كَانَ كَذِباً فَعَلَيْهِ، وما خرج عن

هذا خلاف الأصل في الطريقة .

عنهم

تنبيه : حول عبارة إذا كان فيما رويناه عنهم) :

الجملة الشرطية أو التفسيرية في المطبوع أخيراً : (إذا كان فيما روينا ...) ب- : (إذا) التفسيرية على الأصح ، أو الشرطية على تأويل يتمسك

به المستدلّ على إيراد الخبر الضعيف إذا لم يجد الصحيح الذي فيه الكفاية عن الصادقين لا ؛ فإنها في أكثر النسخ ب- : ( إذ ) التعليلية ، جملة تعليلة لعدم الرواية عن غير الأئمة الله كما هو صريحها ، لا للترديد بين عدلين ولا جملة

معترضة بمعنى الزيادة التفسيرية .

يدلك على هذا ما جاء في نسخ منها :

(1) الكافي 1 : 128 - 129 / ح 17 ب رواية الكتب والحديث

45 ...

ص: 44

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

نسخة المجلسي سنة (1068ه) التي تقدّم التعريف بها :

ناشفت الفكر فيه وأصرفت الم اليه ومالك الله تبارك وقنا العون ميرية

اخرجته و جفته من الاريتها والناس عليهم وال أخرج فيه حديثار وقامت غير ما انه كانت خیار و نيا فهم من عليهم صلوات انه عليهم كفاية وحدات فيرهم وقد طلنا الا يحيط بجميع أروع ضهم في هذا العني ولاق غيره يكونا

وقع النا من جنة الثقات من امهابنا رحمهم الله رحت ولا اخرجت ؟

مين المذكور حديثا من الشكلذ من الرجال أثر الكلمه البير المال من الرواية البير

من مهم

وعين

بالحديث والعلم وتمنيته كتاب كامل الزيارات وفضلها و ثواب ذلك

و فصلتها أبوابا كل باب منه يدل على قناة لم اخرج فيه محد يشا يدل على خير

... 89

صورة

ص: 45

... تراثنا / 135

ونسخة الأرموي سنة (1351ه) المقابلة على النسخ القديمة

والمصححة لم تشر لخلاف في النسخ كونها (إذ ) :

من إجبار بنهام

مه

ما دل ول

من الأمير حد

علم ان الانحيط جميع ماري عنهم في هذا المعنى ولافي غير لكن ماقع

روی

نانه

الر

روى عن الندا من الرجال اثر ذلك عن معنى المذكور بالاي المعبد فين

الزيادة في ل الرواية الشهرين المدير العام وتسمين كتاب كامل الوزارات وفضلها وثواب ذلك وفصله اما الم 2000 :

ص: 46

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

(1)

ونسخة سنة ( 1284ه) من نسخ مجلس الشورى الإيراني :

EV ..

اخرجنه وجمعته عن الأمر صلوات الله عليهم ولم احبج فيه حديثا روى عن غيرهم إذ كان فيما روبنا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفايتر عن ضريث

غير هم فقد علمنا انا لا تحيط بجميع ما روى عنهم عضد الفني ولافي عنين لكن ما

هذا

(2)

وكذا في أخرى غير مؤرّخة ) :

العون عليه حتى أخرجته وجمعته عن الايمية صلوات الله عليهم ولم أخرج فيه حديثا ربِ عَن غيرهم إذ كان فيما روبنا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم وقد علمنا انا لا تحيط تجميع ماروك عنهم في هذ المعنى ولا في غير لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته ولا اخرجت فيه حديثا روى عن التذاذ من الرجال بأن ذلك عنهم غير المرون

بالت وايه المشهورين بالحديث والعلم سمينه كتاب كامل الزيارات

حنا

(1) تحت رقم : شناسگر رکورد : 502762 - شماره بازيابي : 3894 - شماره مدرك

کتابخانه مجلس : 36214IR10 - تاريخ كتابت : 1284ق

(2) تحت رقم: شناسگر رکورد : 487877 - شماره بازيابي : 12127 - شماره مدرك

کتابخانه مجلس IR4348:

. ... تراثنا / 135

ص: 47

48

ولعلّ الاشتباه في تصحيف إذ التعليلية ب- : (إذا) الشرطية قد وقع من نسخة الشيخ الأردوبادي - الأميني رحمها الله التي تقدّم التعريف بها ، وجاء في صورتها

4

ت

دینیا جدای کتاب

اجمعين الى جميع المؤمنين بيتر في تم نشر فى اخواني المؤمنين على جملته فاشغلت الفكر في صرفت لهم البر مالك الله تبارك ولها العون عليه حتى اخرجن وجمعة من الأمر صلوات الله علیهم اجمعين من احاديتهم و لم اخرج فيه حد يثار و عن غيرهم اذا كان فيمار وبنا عنهم من حد هم صلوات الله عليهم کھا ہر عن حديث غيرهم وقد علمنا أنا لا نحبط ميجية أروى عنهم في هذا المعنى ولا في غيرة لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته ولا اخرجت قبر حديثار و عن الشفاء من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالروابر المشهورين بالحديث والعلم ومتمبر

ا كامل اليريا برات وفضلها وثواب لك وفضلك ابو ابا كل

ومثله جاء في طبعة دار الفقاهة بتحقيق القيومي ، وصورته :

فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم اليه ، وسألت الله تبارك و تعالى العون عليه حتى اخرجته و جمعته عن الائمة صلوات الله عليهم اجمعين من احاديثهم ، و لم اخرج فيه حديثاً روي عن غيرهم اذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم ، و قد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته ولا اخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عنهم عن

المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم .

ص: 48

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

فتحصل :

49 ...

أنّ هذا التفصيل المستند إلى أنّ (إذا ) شرطية للقول بأنّ مصنّف الكتاب قد أودع كتابه أخباراً ضعيفة إذا لم يكن في الأخبار الصحيحة مضمونها ، ينهدم إذا عرف أن الصحيح أنها تفسيرية في نسخة الأردوبادي - الأميني ، وهي حرف (إذ) تعليلي في أكثر النسخ وأصحها، ويَضعُف بعده هذا

الاحتمال بالتبع .

ترتيب أبواب الكتاب :

وهي

مائة وثمانية أبواب، في كلّ نسخ الكتاب ، حتى النسخة المختلفة

نسخة الكاغذاني سنة (1036ه) التي تقدّم دراستها) - والاختلافات جزئية بين النسخ ، ولم ينص أحد من المتقدمين ولا غيرهم كالسيد ابن طاووس على وصف نسختهم من كتاب ابن قولويه وعدد أبوابه .

ما ذكره في خطبة الكتاب :

قال في خطبة الكتاب مبيناً طريقته في تفصيل الكتاب وما توخاه منه

تحاشياً عمّا ارتكبه غيره من المصنّفين من خطأ التخريج والترتيب : وفصلته أبواباً؛ كل باب منه يدلّ على معنى لم أخرج فيه حديثاً يدل

(1)

غير معناه فيختلف على الناظر فيه والقارئ له ولا يعلم ما يطلب وإنّي وكيف ، كما فعل غيرنا من المصنفين إذ جعلوا الباب بغير ما ضمّنوه فأخرجوا

(1) هكذا في نسخة الأميني وتحقيق القيومي ، وفي أكثر النسخ ( وأنّى)

50

ص: 49

.... تراثنا / 135

في الباب أحاديث لا تدلّ على معنى الباب، حتى ربما لم يكن في الباب حديث يدلّ معنى بين من الأحاديث التي لا تليق بترجمة الباب ولا على

شيء م-

منه

والذي أردت بذلك التسهيل على من أراد حديثاً منه قصد الباب الذي يريد الحديث فيه فيجده ، ولئلا يمل الناظر فيه والقارئ له والمستمع لقراءته» إلى آخر حديثه في المقدمة

(1)

إضافة لهذا فقد ذكر أنّه غرضه من الكتاب استقصاء الأخبار في موضوع

الزيارات وفضلها على وجه يظهر منه انفراده بهذا العمل المصنّف جمعاً

وترتيباً.

الإيراد الأوّل : كلام المفيد في مقدّمة المزار :

إلّا أنَّه يرد على ما ذكره من غرضه من الترتيب : ما ذكره الشيخ

المفيد الله ذكر في مزاره - حيث أكثر النقل عن شيخه ، مختصراً لغرض الأذكار

-

والحفظ والتسهيل ، قال - في مقدّمته : «أما بعد - وبالله التوفيق - فإنّي قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والحسين بن علي صلوات الله عليهما ووصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما ، ويلزم من الفعل في مشهديهما، وما يتبع منازله ، ويتعلق بأوصافه فى مراتبه .

ذلك

في

وأذكر على التقديم في صدره طرفاً مما جاء به الأثر في فضله ، فإنّي لم

(1) كامل الزيارات : 4 .

ص: 50

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

01...

أجده على الحدود التي أؤمها منه في شيء مما تقدم من مصنفات أصحابنا - رضوان الله عليهم - وتأخر ، وإن كان موجوداً فيها على غيرها - ممّا يتعذر القاصد العمل بها لأجل الجمع بينها ، ويصعب عليه الإتيان على النسق والنظام بها - وهو اختلاف محالها من الأماكن ، وتباين أجناسها من المواضع، واختلاط المعنى منها بخلافه، ومجاوزة الباب في الغرض لبعيده ، ومباينة المناسب في المواطن لقريبه .

فعمدت تلخيص ذلك على اختصار، وتحرّيت تأليفه للحفظ والتذكار،

(1)

وبالله أستعين ، وعليه أتوكل، وهو حسبي ، ونعم الوكيل انتهى . وقوله الأخير الله غريب؛ لأنّ كتاب كامل الزيارات المنتسب لشيخه ابن قولويه قد فرض أنّه رتّب على النحو المطلوب وعلّله بنحو ما ذكره المفيد ! ، إلا أن يكون المفيد لم يدرك الأثر الكامل عن شيخه ، كأن يكون ابن قولويه ألف كتابه أواخر ، كما يظهر من شهادة ابن طاووس برؤيته لخطه على نسخته سنة (366ه) قبل وفاته بسنة أو سنتين ، وما ذكر في الباب الثامن والثمانين من كامل الزيارات المتداول أنّ ابن قولويه كان على عزم الزيادة في الكتاب إلّا أنّ الأجل باغته الله .

ومن

هذا القبيل - أي عدم الاطلاع على كتاب الشيخ - ما ذكره الشيخ

الطوسي الله في خطبة كتاب عدّة الأصول من عدم وجود كتاب واف بمطالب الأصول المتداولة بين أصوليي ومتكلّمي بغداد ومذاهبهم تشرح مختار الإمامية إلا ما كتبه وألقاه شيخه المرتضى من ورقات ، مع أن السيد المرتضى له ألف

(1) المزار للمفيد : 3 .

52

ص: 51

... تراثنا / 135

كتاب الذريعة تعليقاً على كتاب العُمَد على انبساط من الشرح قل نظيره ،

وكثير منه نقل معناه الطوسي في كتاب العدّة!

.

لكن عدم اطلاع الشيخ المفيد له بالخصوص على كتاب شيخه - مع إمكانه - في غاية البعد ، كيف وقد سمع منه أكثر أخبار المزار وغيرها ولازمه حتى توفي وجاوره في الحياة في بيوت الدنيا ورقد في جواره ملحوداً بعد المماة في كاظمية بغداد في مقابر قريش! .

-

نعم يمكن القول أنّه لا تنافي بين كلام المفيد له واطلاعه على كتاب شيخه ابن قولويه - وهو الذي نفترض الآن مطابقته للنسخة المتداولة اليوم بمقدّمتها لأنّه قصد اختصر تلك المطالب للزائر التي أطال فيها شيخه ابن قولويه ، لكنّها إجابة لا ترفع تمام الغرابة لما ذكرناه من عدم كفاية الاحتمالات أمثال هذه الأبحاث المعتمدة على البحث في النسخ والقرائن بعد فقدان المناولة الصحيحة والنسخ العتيقة ذات الاعتبار وتسرّب الشك في مواضع عديدة تقتضي البتّ في تقييم الكتاب ونسخه ومقدار ما يحتج به منه خوفاً على ضياع الأثر أو اختلاطه بغيره .

في

الإيراد الثاني : مثال لرواية ليست في الكامل وهي في مزار المفيد : وقد يرد على غرضه من استيعاب الكتاب ما بلغه وسعه - والمفروض الأخبار المتعلقة بالزيارات ، ما رواه عنه الرواة ولم

أنّه ابن قولويه - من جمع يودع في هذا الكتاب المتداول! ، ومنه ما رواه تلميذه الشيخ المفيد في مزاره ،

مثاله قول المفيد في المزار :

ص: 52

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

مُحَمَّدِ بن

(1)

...

(2)

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بن يَحْيَىٰ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيٌّ بن مُحَمَّدِ بن الأَشْعَثِ عَنْ عَلِيٌّ بن إِبْرَاهِيمَ الْحَضْرَمِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَجَعْتُ مِنْ مَكَّةَ فَأَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ، فَقُلْتُ : يَا

الا ابن رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي الرَّجُلُ فَيَقُولُ لِي طُفْ

ا خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ ( فَرُبَّمَا لَقِيَنِي عَنِّي أَسْبُوعاً وَصَلَّ عَنِّي رَكْعَتَيْنِ فَأَشْتَغِلُ عَنْ ذَلِكَ فَإِذَا رَجَعْتُ لَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ ، قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ مَكَّةَ وَقَضَيْتَ نُسُكَكَ فَطُفْ أَسْبُوعاً وَصَل رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الطَّوَافَ وَهَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عَنْ أَبِي وَأُمِّي وَعَنْ زَوْجَتِيَ وَوُلْدِي وَحَامَّتِي وَعَنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَنْ إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ أَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ إِنِّي طُفْتُ وَصَلَّيْتُ عَنْكَ إِلَّا كُنْتَ صَادِقاً ، فَإِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ النَّبِيِّ الله فَقَضَيْتَ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قِفْ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقُلْ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ مِنْ أَبِي وَأُمِّي وَزَوْجَتِي وَوُلْدِي وَحَامَّتِي وَجَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِخْوَانِي عَبْدِهِمْ وَحُرِّهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ إِنِّي قَدْ أَقْرَأْتُ رَسُولَ اللَّهِ الله عَنْكَ السَّلَامَ إِلَّا كُنْتَ صَادِقاً (3)

(1) في الكافي : علي بن محمد الأشعث ، وفي التهذيب : علي بن محمد

راجع رجال السيد الخوئي : 12 / 138

(2) في الكافي والتهذيب والبحار : ربّما قال لي الرجل

بن

الأشعث

4 / 316 - 8 عن محمد بن يحيى

(3) المزار للمفيد : 212 / ح 1 ب 25 ، الكافي : 4 / 316

وأخرجه عنه في التهذيب : 6 / 109

اح

9 . عنهما الوسائل : 144/8 ح 1 وج ح 1 وج 10 /

،

ص: 53

. 54

من

... تراثنا / 135

فإنّ شغل الفكر وصرف الهمّة من مصنّف الكتاب في جمع ما وقع له الثقات ، يقتضي أن لا يفوته ما رواه في هذا المعنى، خاصة ما رواه عنه تلامذته كالشيخ المفيد ورواه هو عن الثقات من مشايخه كالكليني كما ترى هذا المثال ، ومن المستغرب أيضاً إهمال المشايخ بعد ابن قولويه لكثير من أخبار هذا الكتاب المتداول ، كما سوف يأتي ذكر أمثلته وغيرها من الملاحظات في المقارنات .

في

لكنّ الإنصاف أنّ الأمر الأوّل وهو عدم رواية ابن قولويه - بافتراض أن

الكتاب من تصنيفه بصورته - لرواية أسندت إليه في كتاب آخر في نفس

.

الموضوع لا ينافي غرضه الذي توخاه في مقدّمة كتابه؛ إذ أنّ هذا الجمع من الروايات يقنع القاري ، وفوات رواية أو روايتين على المصنف ليس بعزيز. وبعد هذا فقد يتطرّق احتمال أن تكون مقدّمة الكتاب المتداول لغير ابن قولويه ، والكتاب محرّر عن الكتاب الأصل لابن قولويه مزيداً فيه سماعات المصنّف من شيخه إتماماً له ، كما زيد في كثير من الكتب ككتاب سلیم بن قيس بتصريح الشيخ المفيد ، وكتاب بصائر الدرجات الذي زيد على نسخته الصغيرة أخباراً كثيرة حتى صارت هي النسخة المشهورة اليوم وكتاب الأشعثيات الذي ذهب أثره واستبدل بكتاب سمّي الجعفريات ، فراجع ما ذكرنا حول هذه الكتب ونسخها ، ولا يفوت أن نستدرك ما لعلّه يسبق لبعض الأوهام ذات الغيرة على المذهب الخائفة على ذهاب أثرة العلم ، أنّ

230 ح 1 وص 280 ح 1 ، وجامع الأحاديث : 10 / 322 ح 1. وأورده في مصباح

الكفعمي :

. 507 :

ص: 54

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

33.

oo ...

البحث في نسخ الكتاب وقرائن صحتها ونسبتها فرع لعلم الحديث قديم ، وشغل يضطرّ إليه المشتغلون فيه للتحرّز الواجب في نقل الآثار المعصومة وحاجة أهل العلم الدائمة لتقييم درجة اعتبار الكتب ، ولا يلزم منه إلا نادراً إسقاط جملة الكتاب ، فإنّ أغلب كتبنا بل جلّها اليوم إنّما تعامل آحاد أخبارها

عند البحث في الفقه والمعارف ومباشرة الاستنباط .

ملحق شرح الأبواب :

وممّا يميّز نسخة كتاب كامل الزيارات المشهورة عن باقي كتب المصنفين المتقدّمين - إذا فرض أن نسبته لابن قولويه صحيحة - إلحاقة خطبة الكتاب بشرح لأبوابه وذكر لعنوانيها ، تحت عنوان شرح أبواب الكتاب . التأكد من وجودها في نسخة القرن العاشر المتقدمة لسقوط

أوّلها .

لم يسع

وفي نسخة المجلسي سنة (1068ه) :

محمد وآله الصفوق الخيال الابرار وعليه العلم من وقت است و بركاته شرح ابواب

الكتاب الأول باب ثواب زياد ترسو ل اس معنى اسم عليه واله وزيادة

اميرالمومنين

نين والحسن والحين صلوات عامة في

-

.09

ص: 55

أثبتت في نسخة سنة ( 1351ه) المقابلة المصححة :

... تراثنا / 135

ورحمة الله وبرکاته شرح ابواب الكتاب باب نواب زاده رسول ا

وزيادة امير المؤمنين والحسن والحسين صلوات تصعليهم اجمعين باب ثواب

زيادة رسول الله عليه واله وسلم باب زيارة رسول الام والا ماء

مه

هنده و کیف نوزاد باب فضل الصلواة في مسجد رسول اللهم و ثواب ذلك الصلوة فل باب ثواب زیادہ حمزة عم رسول الله صل الله على والده وقته الشهداء

وفي نسخة الأردوبادي التي سميناها بنسخة الأميني لأنّه قدّم لها :

صحيفه

د الأبواب

شرح ابواب الكتاب

105 باب ثواب بار رسول الله و لالالالالالالات الى الحب 20 11 باب ثواب بارہ رسول الله ؟

1510 باب زيارة قبر رسول الله واللعا عند وكيف بزار 208 باب فضل الصلاة في مسجد رسول الله وثواب لك

ص: 56

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

57 ....

واختلف النصّ على عددها آخر شرح الأبواب في بعض النسخ بين

خطأ

المائة وثمانية ومائة وسبعة ، وهو من النسّاخ ، وبعد التباس رسم الثمانية والسبعة وكذا التسعة فيه دلالة على كون اللفظ من خطأ العد لا الرسم ، وأنه

من تبرعات غير المصنّف .

ونكتفي بعرض ما نبه عليه في نسخة الأرموي النجفي المصححة

والمقابلة سنة ( 1351ه) :

الحسنى باتري وفضل زيارته باب نوادر الزيارات وجميع ما مانه وعلبة ابواب اولها بسم الله الرحمن الرحيم باب ثواب دینا

وثماني

ن

رسول الله صلى اله عليه واله وزيادة امير المؤمنين والح عليهم السلام صلوات الله عليهم اجمعين اخبرنا ابو القاسم جعفرين محمد بن قولويه القمى الفقيه قال حدثنى الى رحمة الله عن سعد بن عبدالله ابن ابي خلف الأشعري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد أكبر

وأمّا نسخة سنة (1036ه) فقد ذكرنا أنها خلت عن الخطبة واكتفت

... 58

ص: 57

... تراثنا / 135

بحكاية قول المصنف ما صورته : قال مصنف هذا الكتاب الشيخ أبو جعفر

محمد بن قولويه رحمة الله عليه : قد رتبت هذا المزار على مائة أبواب

وثمانية .

وصورته :

هذا كتاب المزار لا بن قولوير وهو نشاء مفيد و همر الله عليهما

م الله الرحمن الرحيم

ب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وليد قال مصنف هذا الكتاب الشيخ ابو جعفر قبل أن قولوتر جزر الله عليه فى تحب هذا المزاد على ماة النواب ثمانية كتاب الاول في بے سُول اللہ صلی اللہ علیہ الر

وذكرنا هناك تقييمنا للنسخة ومقدار تأثيرها في سير البحث

اختلاف الأبواب في نسخة الكاغذاني (1036 ه):

لم نقف على اختلاف في الأبواب يمكن أن يؤثر في تقييم النسخة المشهورة لكتاب كامل الزيارات، عدا نسخة الكاغذاني

سنة (1036ه) التي تعدّد نساخها وتميزت عن غيرها، ومرّ عليك دراستها وذكر مواضع الاختلاف في عناوين الأبواب الأولى وترتيب أحاديثها بل وبعض طرقها على وجه لا يمكن القول بأنّه من أخطاء النسّاخ ، مذكّراً

ص: 58

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

09...

بروايات الشيخ المفيد له عن شيخه في نفس موضوع الزيارات التي اختلفت كثير من طرقها أيضاً عما أودع في كتاب كامل الزيارات المتداول مما يستبعد يقع بهذه الكثرة من الاختلاف من راو واحد عن شيخ واحد أو كتابه في

أن

العادة .

والظاهر من الكلّ أن شرح الأبواب كان ضمن النسخ القديمة لهذا

الكتاب المتداول ، واحتمال كونها من زيادات من تأخر عن مصنّفه وارد

أيضاً، خاصة بالنظر إلى نسخة سنة (1036ه) الآنفة وما يدلّ عليه تغيّر عدد

الأبواب في بعض النسخ من التبرع بالزيادة .

وهذا الحكم على الأبواب ليس فيه ما يعتد ب- تأثيره في احتمالات انتساب النسخة لابن قولويه أو شخص آخر لخلوّه عن القرائن المعتبرة التي تدلّ شخص المؤلّف أو لها ارتباط باعتبار الكتاب ، وذكره جاء إتماماً لدراسة

خطبة الكتاب والتنبيه على بعض الفوائد .

الزيادات :

تمثل الزيادات الأربع المصرح بها في الكتاب إحدى أقوى القرائن نسبة الكتاب ثبوتاً لجعفر بن قولويه؛ كون لازمها أن نصوص الكتاب الأخرى متن

کتاب ابن قوليه وعلى نسبته نفياً عن ابن قولويه لسريان الشك لغير هذه

(

المواضع أيضاً أنّها من الزيادات

60

ص: 59

... تراثنا / 135

والحق أنه لو بلغنا أصل الكتاب بأسباب صحيحة معتبرة لكان الأصل القول الأوّل والمُدَّعي لغيره يطالب بالبيان ، ولو جزمنا أو لم يحصل اليقين

بالمطابقة بين نسخة المصنّف والنسخة المتداولة مع عدم ثبوت هوية شخص صاحب الزيادات لنثق بنقله وقوله ، فالأصل هو العدم، وأنه لا

محيص عن

انبساط الشك في باقي نسبة الكتاب لقلم ابن قولويه حتى يقوم على كلّ

3

حديث قرينة تثبت انتسابها له، وعلى مدعي الانتساب الصحيح له إقامة

البيان .

عليه :

ما أفاده محقق الكتاب - القيومي) - تبعاً ل: (النوري) والملاحظات

التنبيه على أحاديث مزيدة على أصل الكتاب :

قال حفظه الله في مقدّمة تحقيقه المطبوع

ممّا ينبغي التنبيه عليه في المقام

(1)

أنه

:

يوجد نقلاً

عن تلميذ

المؤلف : ( الحسين بن أحمد بن المغيرة ثلاثة أحاديث (3) في الأبواب : (82 و (88) ، وليست هذه الأحاديث من أصل الكتاب وإنّما أدرجها تلميذ المؤلّف

(3)

فيه ، كما أشار إليه في ضمن نقلها ، إما لم يتفطن المحدّث الخبير العلامة

(1) ط 1 ، نشر الفقاهة ، قم

(2) يأتي موضع رابع .

(3) يريد (لكن)

ص: 60

(3)....

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

61 ...

المجلسي والمحدث الحر العاملي وأدرجوها في كتبهم نقلاً عن الكامل ،

وأنت خبير بأنّها من زيادات النساخ ، ولأجل اشتهار الأحاديث ذكرناها في

الهامش

أمّا حسين بن

(1)

أحمد بن المغيرة هو البوشنجي العراقي ، وهو من

یا تم کچھ

مشايخ المفيد ، فذكر للخبر الثالث طريقين ، أحدهما من غير طريق شيخه أبي

القاسم ، وهو ما رواه من طريق مزاحم بن عبد الوارث ، ولم يذكر تمام السند ، والطريق الآخر هو طريق شيخه ابن قولويه ، وهذا أيضاً يدلّ على أنّها

من زيادات النسّاخ في أصل الكتاب

(2)

وقد سبقه للتنبيه عليه المحدّث النوري في خاتمة المستدرك ، قال الله

في ترجمتة لابن قولويه :

(3)

وعد النجاشي من كتبه : كتاب الزيارات . والشيخ في الفهرست : له

كتاب جامع الزيارات ، والمراد منهما كتاب كامل الزيارات ، وهو اسمه الذي

سمّاه به ، هو کتاب مشهور معروف بين الأصحاب ، نقل عنه أرباب التأليف

منهم ، مشتمل على مائة وستة أبواب

.

وممّا ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أنّ الخبر الطويل الشريف

(1) بوشنج أو (بوشنك) : من نواحي أفغانسان اليوم وخراسان قديما

(2) كامل الزيارات : 29 ، ط 1 مؤسسة النشر الإسلامي ، نشر دار الفقاهة ، 1417 ه- ،

قم .

(3) رجال النجاشي : 23 / 318 .

ص: 61

62

... تراثنا / 135

المعروف بخبر زائدة، الذي يلوح من مضامين متنه علائم الصدق ، وآثار

الصواب ، ونقله العلّامة المجلسي في البحار من كامل الزيارة ، ليس من أصل الكتاب وإنّما أدرجه فيه بعض تلامذته، ولم يتفطّن المجلسي لذلك ، فوقع

في

غفلة لا بدّ من التنبيه عليها .

ففي الكامل باب (88) فضل كربلاء وزيارة [الحسين ] : الحسين بن أحمد بن المغيرة - في حديث رواه شيخه أبو القاسم الله مصنف هذا الكتاب ،

ونقل عنه - وهو عن زائدة ، عن مولانا علي بن الحسين علي . ذهب على

شيخنا الله أن يضمّنه كتابه هذا ، وهو ممّا يليق بهذا الباب ... الحديث إلى أن

قال :

وأمّا العلّامة المجلسي فلم ينظر إلى ما صدر به الباب المذكور، ولم

ينقل المقدّمة المذكورة ، فقال : مل - وهو رمز الكامل - عبيد الله بن الفضل

ابن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمّد . وساق السند والمتن ، وأنت خبير

بأنّه ليس من الكامل وإن كان فيه ، وأنّ الناظر في البحار يتحيّر في قوله : وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه ، فإنّه لم يكن داخلاً في السند الذي أثبته ، فكيف ينقل عنه ! ، والمعهود من أئمّة الفنّ أنّهم إذا وجدوا في متن الخبر اختلافاً بالزيادة والنقيصة أو غيرهما من رجال السند ، بأن رواه واحد

منهم في كتابه أو حدث به كذا ، والآخر كذا ، يشيرون إليه غالباً ، وأما من لم

يكن من رجاله فنقله

في غير محله .

ص: 62

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

yr....

وأما الحسين بن أحمد بن المغيرة ، وهو البوشنجي العراقي الذي تقدّم وأنّه من مشايخ المفيد ، فذكر للخبر طريقين : أحدهما : من غير طريق شيخه

أبي القاسم ، وهو ما رواه من طريق مزاحم ولم يذكر تمام السند . والآخر من طريق شيخه الذي ذكره ، فناسب أن يشير إلى الاختلاف

الأميني.

(1)

(2)

وكذا قال الشيخ الأردوبادي في النسخة التي حققها هو " وقدم لها

أقول : ظاهرهم الاتفاق على نسبة الزيادة للحسين بن

المغيرة ، وهو المقصود من قولهم بعض تلامذة المؤلّف

ابن

أحمد بن

وهو الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاج البوشنجي من مشايخ المفيد ، أورد في المجلس الثالث من أماليه روايته ، قال : «قَالَ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ أَحْمَدَ بنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ حَيْدَرُ بن مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بن عَمْرٍو الْكَنِّي قَالَ حَدّثنا حَمْدَوَيْهِ بن نُصَيْرٍ قَالَ : حدثنا يَعْقُوبُ بن يَزِيدَ عَنِ ابن أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْن الْمُغِيرَةِ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَيَحْيَى بن عَبْدِ اللهِ بن الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ لا فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَعْلَمُ الْغَيْبَ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ شَعْرَةٌ فِيهِ وَلَا فِي جَسَدِي إِلَّا

(1) خاتمة مستدرك الوسائل 3 : 248 - 249 ، السابع في أصحاب المجاميع . (2) كامل الزيارات : 259 / ب 88 ، تحقيق الأردوبادي ، بمقدمة الأميني ، ط النجف

64

ص: 63

صلى الله

قَامَتْ ، ثُمَّ قَالَ : لَا وَاللهِ مَا هِيَ إِلَّا وِرَاثَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (1)

... تراثنا / 135

وفي كتاب ابن الغضائري : الحسين بن أحمد بن المغيرة ، أبو عبد

الله ، البوشنجيّ ، عراقي ، مضطرب المذهب . ثقة في روايته

(2)

وفي فهرست النجاشي تضعيف حديثه وتوثيقه تبعاً لشيخه ابن

(3) كان

الغضائري ، قال : الحسين بن أحمد بن المغيرة أبو عبد الله البوشنجي

عراقيّاً مضطرب المذهب ، وكان ثقة فيما يرويه ، له كتاب عمل السلطان . أجازنا روايته أبو عبد الله بن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير

المؤمنين الا سنة أربعمائة عنه

(4)

وأراد باضطراب المذهب تبنّيه لرواية أخبار المتهمين بالغلو والارتفاع

فيما لم يثبت عن الثقات سماعه ، لا العمل بعقيدة الحلوليين أو المؤلّهين لغير

ربّ العالمين عزّ وجلّ؛ فإنّ هؤلاء مهجورو الحديث مزري بقولهم كفار بلا ريب ، وهو - أي التعبير - كثير في أسباب التضعيف ويثمر في تقييم المروي في أخبار المعارف والفضائل ، وأمثلته كثيرة يجتمع فيها توثيق الراوي

(1) أمالي المفيد : 23 / المجلس الثالث

(2) رجال ابن الغضائري : 117 / ر 189 - 30 ، كذا نقله ابن داود عن ابن الغضائري في القسم الثاني رقم (137) وذكر اسمه في الفصل الذي أعده لمن طعن عليه بفساد مذهبه (رقم (2) ونقله خلاصة الأقوال كاملاً من دون نسبة (ص 217 ، رقم

.(1)

.

(3) بوشنج بلدة على مسافة سبعة فراسخ من هرات .

(4) فهرست النجاشي : 68 / ر 165 .

ص: 64

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

وتضعيف حديثه أو مذهبه وطريقته .

65 ...

(1)

وفي ترجمة محمّد بن الحسن بن شمّون أنه يلقب بالثلاج ، وكذا قال ابن طاووس في الإقبال : «فصل فيما نذكره من فضل صلاة تصلّي كلّ ليلة من عشر ذي الحجّة ذَكَرَهَا ابن أُشْنَاسِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ الثَّلَاجُ : سَمِعْتُ طَاهِرَ بن الْعَبَّاسِ يَقُولُ سمعت ... قال لِي أَبِي مُحَمَّدُ بن عَلِي : يَا بُنَيَّ لَا تَتْرُكَنَّ أَنْ تُصَلِّيَ كُلَّ لَيْلَةٍ بَيْنَ

لا

الا

(2)

الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مِنْ لَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ رَكْعَتَيْنِ . ... الحديث .

وهو معاصر للمفيد مقارب لطبقته وقيل أنّه من مشايخه على تأمّل في

صدق ذلك برواية واحدة عنه ، بل عدّ بعض المتأخّرين ابن قولويه ممّن أخذ من الحسين بن أحمد أيضاً وكأنّهم استندوا لهذه المواضع من كامل

الزيارات ، ولم يُذكر له كتاب في الزيارات .

وأمّا زيادات الحسين بن أحمد بن المغيرة :

فقد قصد بها هذه المواضع الثلاث وحصرت فيها، وسنذكر غيرها

أيضاً :

الأوّل

: الحديث الخامس من الباب (82) (التمام عند قبر

الموضع

(1) فهرست النجاشي : 336 / 899

(2) الإقبال 2 : 35 .

.

66

ص: 65

... تراثنا / 135

الحسين وجميع المشاهد : قَالَ ابن قُولَوَيْهِ وَزَادَهُ الْحُسَيْنُ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ عَقِبَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي هَذَا الْبَابِ بِمَا أَخْبَرَهُ بِهِ حَيْدَرُ بن مُحَمَّدِ بن نُعَيْمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ بِإِجَازَتِهِ بِخَطَّهِ بِاجْتِيَارِهِ لِلْحَجِّ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مُحَمَّدِ بن

مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيِّ عَنْ . بن مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ ابن عَلِيٌّ بن النُّعْمَانِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ وَعَلِيَّ بن مَهْزِيَارَ وَأَبِي عَلِيٍّ بن رَاشِدٍ جَمِيعاً عَنْ حَمَّادٍ بن عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ مَخْرُونِ

لا

عِلْمِ اللهِ الإِثْمَامُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

وَحَرَمِ الْحُسَيْنِ

أقول

صَلَى اللهُ عليه واله ))

(1)

: قوله : «قال ابن قولويه وزاده «الحسين» وقع في نسخة كامل

الله

الزيارات التي قام بتحقيقها الأردوبادي له ، وأدرجها القيومي في الهامش

بعنوان الزيادة هكذا : وزاد الحسين بن أحمد بن المغيرة ...» وذكر

الحديث ، دون تصديره ب: قال ابن بابويه أو الضمير العائد على الحسين . وفي نسخة ( 1351 ه) - وهي من أفضل النسخ مقابلة وتصحيحاً كما مرّ عرضها - في هذا الموضع والموضع الثاني الآتي - أتى اللفظ مطابقاً لنسخة الأردوبادي وكذا المجلسي .

(1) كامل الزيارات : 249 / ح 5 ب 82 . تحقيق الأردوبادي ، دار المرتضوية ، النجف

1397ه.

،

TV ...

ص: 66

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

وصورتها من صفحة (260 :

الرسول فله

عن الحماد بن البس عبد الفها البر في من ابيه عن حماد بن عيد

عن إلي عبدي ته عليهم قال من الأمر المذخود اتمام الصلوة في ارتقة مواطن مكة والمدنية ومسجد الكوفة والحاير قال ابن قولويد وزرات الحسين بن احمد بن المغيرة عقب هذا الحديث في هذا الباب ما

بن منصور قال حدثى من سمع اباعبدالله عليهم ليقول ثم الصلوة ي المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفد وحرم الحسين الايتام

و من زيادة الحسين بن احمد بن المغيرة مافي حديثه الحمد بن ادريس

بن محمد بن ذكرة التي قال حدثني محمد بن عبد الجبار عن على بن اسماعيل محمد ذكر

ومثلها في نسخة (1036ه) المختلفة الأوائل كما سوف يأتي ، وصورتها

من صورة (147:

الكوفة والطايرة لاين فى لو بدن و زاده الحسين بن احمدى الميرم عفر من الحديث في هذا البا نما اجترم به جنگ:

با جاز هر بخطه احتيان الجفراني النصر عن عمر بن مسعود العباس ن علی بن عمر قال حدثى مجرى احمد عز الدين بن على بن النعام عن اني عبدالله البرقة وعلى بن مهربار والی عبدالله بن راشد

والذي يظهر أن حاكي القول والمؤلّف بين القولوين أخذ الزيادة عن نسخة عليها زيادات الحسين بن المغيرة، ولم يكن هو ممّن سمع عن الحسين ؛ وإلا لنصّ على طريقه وسماعه كما هي عادة المحدّثين من

.

المصنّفين من أهل الفنّ وكما ذكر نحوه في موضع الزيادة الرابع الآتي . والظاهر أنّ جملة قال ابن قولويه أي قال ما مضى ابن قولويه إلى

... تراثنا / 135

ص: 67

68

هنا ، ( وزاده) أي زاد الحسين على ما قاله ابن قولوه (عقب هذا الحديث) أي

الحديث الماضي في هذا الباب .

فلا وجه لما قيل أن ابن قولويه يروي عن الحسين بن المغيرة استناداً

إلى هذا الموضع . الموضع الثاني : في نفس الباب (ح9) قوله : (وَمِنْ زِيَادَةِ الْحُسَيْنِ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ مَا فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ بن إِدْرِيسَ بن أَحْمَدُ بن زَكَرِيَّا الْقُمِّي قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِيٍّ بن إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عَنْ قائد [فَائِدِ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي

اللهِ

الْحَرَمَيْنِ فَقَالَ : تُتِم وَلَوْ مَرَرْتَ بِهِ مَارا (1)

وهو صريح في نسبة الزيادة للحسين ، والحديث ليس مما ورد بسنده في كتبنا الحاضرة ، وزيادته كانت على طريقة أهل القراءة والمقابلة إستدراكاً

أحمد

على أحاديث الكتب . كما أنّه يشك في رواية وتحمّل الحسين بن الرواية عن طبقة أحمد بن إدريس (ت 306 ه) شيخ الكليني وابن قولويه والصدوق علي بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد، ولهذا لم يسنده واكتفى بالتنبيه على أنّه في حديث أحمد ، ويحتمل - على بعد وتأويل - أن

يكون عن الحسين عن ابن قولويه عن ابن إدريس .

الموضع الثالث : وهو أهم من السابقين واستند إليه النوري للقول بأنّ

الزيادات هي للحسين بن المغيرة :

ما قاله في أوّل الباب (88) (فضل كربلاء وزيارة الحسين ) :

(1) كامل الزيارات : 250 / ب 82 ح 9 .

ص: 68

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

69 ....

للحسين بن أحمد بن المغيرة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم الله

) -

(2)

(3)

رحمة

مصنف هذا الكتاب ونقل عنه - وهو- عن زائدة عن مولانا علي بن الحسین عللا ذهب على شيخنا الله أن يضمنه كتابه هذا، وهو ممّا يليق بهذا الباب ويشتمل أيضاً على معان شتّى حسن تام الألفاظ ، أحببت إدخاله وجعلته أوّل الباب وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها مما يجري مجراها يستدلّ بها صحة قبر مولانا الحسين الا بكربلاء؛ لأن كثيراً من المخالفين ينكرون أن قبره بكربلاء كما ينكرون أنّ قبر مولانا أمير المؤمنين الا بالغري بظهر نجف الكوفة ، قد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي الله مما نقله عن مُزاحم بن عبدِ

الوارثِ البصري بإسناده عن قدامةَ بن زائدة عن أبيه زائدة عن عليّ بن

الحسين لها .

وألحقه

وقد ذاكرت شيخنا ابن قولويه بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف

هذا الكتاب ليدخله فيه فما قضى ذلك وعَاجَلَتْهُ مَنِيَّتُهُ رضي الله عنه بمواليه ، وهذا الحديث داخل فيما أجاز لي شيخي له ، وقد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة والنقصان والتقديم والتأخير فيهما حتى

(1) قوله : ( فيه حديث ، أي زيادة على أحاديث هذا الباب

(2) قوله : (نقل عنه ، أي الحسين نقل الحديث عن شيخه ابن قولويه

(3) استحسن البعض وضع منقوطتي حكاية القول ، تقدير كونه من كلام الحسين بن أحمد بن المغيرة عن شيخه ابن قولويه صاحب كامل الزيارة ، نقله عنه مؤلّف الكتاب ، حتّى تصح نسبته لزيادات الحسين ، مع أنّ فيه ما يأتي .

،

70

ص: 69

... تراثنا / 135

صح بجميعه عمّن حدّثني به أوّلاً ثمّ الآن؛ وذلك أنّي ما قرأته على شيخي الله ولا قرأه عليّ غير أنّي أرويه عمّن حدثني به عنه وهو أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش قال : حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى عُبَيْدُ اللهِ بن الْفَضْلِ بن مُحَمَّدِ بن هِلَالٍ الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بن مُحَمَّدٍ قَالَ حدثنا مُحَمَّدُ بن سَلَّامٍ بن يَسَارٍ [ سَيَّار] الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بن أَبِي شَيْبَةَ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي نُوحُ بن دَرَّاجِ قَالَ حَدَّثَنِي قُدَامَةٌ بن زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ بَلَغَنِي يَا زَائِدَةُ أَنَّكَ تَزُورُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ

لا

الْحُسَيْنِ أَحْيَانا ...» الحديث وهو طويل .

ثم قال بعده : رَجَعْنَا إِلَى الأَصْلِ)()()

(1)

الملاحظات :

أقول : وهنا إثنا عشر ملاحظة :

1 - جملة مصنف هذا الكتاب أثبت في النسخة المختلفة لسنة

(1) کامل الزيارات : 266

VI...

ص: 70

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

(1036 ه) (صورة 152) :

1520

der

اعی تیم ملی در میان ایک جنگ علی عبادی و ادهم نی سپیلك الهم اجعنا واياهم في جنانك مع الشهداء والصالحين

جزا

A

العود اليهم واحشرف معهم يا ارحم الراحمين باب التاركين

و زبان الحالي للحسين بن احمد من المخير فيه حديث رواه ابوالقيم له من هذه الكتاب ونلعنه وهو غر این عالی

کھاک

الحساني مر ذهب على شحتان ان بیفته تا به هوا و هوما الين بالا

هزاد

هذا

ويشتمل ابنه على معاني تي چنين نام الالفاظ احبت ادخاله في

وجعلته اول الباب وجميع احاديث هذا الباب و

ولوة

لال الايام ملك الا ان اكثر من الالفين

یکرو ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ر و ا ن فرمولانا اما الا من روا

شكرون ان نيكزون ان

استغلاها

بالعري وباله هو اكو فد وقدرات اعلام من الحديثة

القيم علي بن محمد عبدو سال و نه با نظر من مرام من عبدالوارث

م

ا ا ا ا علی سناده فى قدامة بن زابن غراب بن الحسين تم وقد

اليه

ر شیخ ابن قولويه ك بهذا الحديث بعد فراغه في تصنيف هذا الكتاب

ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا تارا

هذا

:

ص: 71

تراثنا / 135

وكذا أثبت في النسخة التي

التي هي

لأفضل مقابلة ، وهي نسخة الأرموي

النجفي سنة ( 1351ه) ، وصورته من صفحة (270) :

ع

!

أولئك رفيقًا استودِعُكُمُ اللهُ وَاقَرَ عَلَيكُمُ السّلام الله الرضي

واحدة العود اليميم وأحشرني معهم يا أرحم الراحمينَ الباب فضل

الكتاب فل كوبلك وزيارة الحسين عليتهم للحسين بن احمد بن المغيرة فيه حديثة دواه شيخه ابو القاسم نه مصنف هذا الكتاب وفصل عنه وهو عونا

عن مولانا على بن الحسين عليام ذهب على شيخار حمد الله ان يضمنه ويشمل ذل كتابه هذا وهو ما يليق بهذا الباب ويشتمل ايضا على معان شقى

فید خالی میشیقه حسن نام الالفاظ احبيب ادخاله في هذا و جعلته أول الباب وسبيع

استدل فول

بالغربيين بالامس

فل

على تحد قبر

احاديث هذا الباب وغيرها مما يجرى مجراها يستدل بها على حتى مولانا الحسين بن علي عليه السلام بكر بلا لان كثير من المخالفين الحق ينكرون ان قبره بكر بلا كما ينكرون ايضا ان قبر مولانا امير المؤمنين عليه | بالعربى عن مراحم فإن ويظهر نجف الكوفة وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر من شيخي الى القاسم علي بن محمد بن عبد وسي الكوفى ته بمانظله عن مراسم بن عبد

الوارث له الوراث البحري بإسناده عن قدامه بن زائدة عن على بن الحسين عليكم

فما مضى فولك و قد ذاكرت شيخنا ابن قولوية بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف فعا جلته فإلى هاذا الكتاب ليدخل فيه مما قضى ذلك وعلجلته منين رضى الله عنه والحقد بمواليه عليهم السلام وهذا الحديث داخل فيما الجازه الى شعبية وقد جمعت باين الروايتين بالفاظ الزائدة والنقصان والتقديم والتابي فيهما حتى تتح تجميعه من حدثني به اولا ثم الأن وذلك الى ما قراته

علی شیخی ده

86

ص: 72

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

vr....

وهو صريح في كون الأصل هو كتاب ابن قولويه، وعليه زيادات اختارها مما رواه الحسين بن أحمد بن المغيرة وتصرّف هو في تأليف بعض أسانيدها طلباً لعلوّها وصحتها أو ما رآه مناسباً من مواضع لها من الأبواب . لكن قوله : ( رجعنا إلى الأصل كما يصدق على ما لم يتصرّف فيه بالكلية ، يصدق أيضاً على بعض الأصل كما وقع في مجموع التفسير المعروف بتفسير القمي وغيره ، فلا يدلّ هذا على مطابقة الباقي لنسخة ابن

قولویه .

2 - قوله في الموضع الأوّل : قَالَ ابن قُولَوَيْهِ وَزَادَهُ الْحُسَيْنُ بن أَحْمَدَ ابن الْمُغِيرَةِ ، وفي الموضع الثاني : «وَمِنْ زِيَادَةِ الْحُسَيْنِ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ» الثالثة : للحسين بن أحمد بن المغيرة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم الله مصنّف هذا الكتاب ونقل عنه ، يكشف عن وقوع الزيادة من ثالث

3.3

وفي

جزماً .

3 - أن صاحب اللفظ أخذ عن الحسين بن أحمد بن المغيرة سماعاً أو مما كتبه الحسين على نسخة شيخه جعفر بن محمّد بن قولويه استدراكاً وهو

احتمال أرجح ، وهكذا في باقي المواضع .

4 - يرجح أنه زاده ( عن الحسين من غير سماع منه بل عن كتاب أو

طريق غير معتبر ، يكشف عنه خلوّ الكتاب عن لفظ الإسناد عن الحسين بن

أحمد بن المغيرة ، وتعويضه بطريق آخر في الموضع الثالث ، وقوله في

علة

تأليفه بين الحديثين مستغنياً عن إسناده للحسين بن المغيرة ومصرحاً بأنّ

ص: 73

74 ... Vε

الذي

... تراثنا / 135

حدّثه به غيره : وذلك أنّي ما قرأته على شيخي له ولا قرأه عَلَيَّ غير أنّي أرويه عمّن حدثني به عنه وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ ...» الحديث ، ولو كان له رواية عن الحسين لكان الأنسب ذكرها .

منه هذا الحديث ، ثمّ

ه - قوله : «وهذا الحديث داخل فيما أجاز لي شيخي له أي شيخه أبو

القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي الذي سمع قوله : «وقد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة والنقصان والتقديم والتأخير ، أي أنّه جمع بين ما زاده الحسين بن أحمد بن المغيرة نقلاً عن شيخه ورواه هو عن غير طريق الحسن وما أجاز له روايته ابن عبدوس . وقد يدلّ هذا على إعمال التلفيق في الأسانيد ورفعها بالإجازات ، وهو

(1)

محمد بن جعفر بن

أحمد

بن

ممّا نصّ على تضعيف العامل به ، كما قيل في بطة المؤدب أبو جعفر القمّي : كان كبير المنزلة بقم كثير الأدب والفضل والعلم العلم والفضل خ ل يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات )) ، طلباً لعلوّها واتصالها دون اعتبار السماع الصحيح أو المناولة المعتبرة للحديث من نسخة الكتاب ، وهذا ما يفعله المتأخرون في الرواية بالإجازات العامة لإثبات اتصال الأسانيد ، مع أنها لا تثبت إلا الاتصال الاصطلاحي دون وقوعه الحقيقي بالرواية عن الكتاب المحقق الانتساب

لصاحبه

(1) فهرست النجاشي : 372 / ر 1019 .

ص: 74

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

vo ...

لكن رفع الأسانيد بالإجازات إنّما يكون ضائراً بحديث الرجل إذا لم يقترن بما يقوّيه من ثبوت طريق آخر للرواية، كالإجازة العامة والمنضمة لروايته عن راو عن شيخه الذي استجازه تأكيداً لصحة الإسناد ، وهذا هو

الحاصل هنا .

6 - لم أقف على رواية للحسين بن أحمد بن المغيرة رواها عن علي

ابن محمد بن عبدوس ، وهذا ما يبعد احتمال كون الزيادة السابقة في الكتاب

هي

للحسين .

7 - قوله الأخير رجعنا إلى الأصل تنبيها على انتهاء حديث زائدة الطويل ، يحكي جري القلم على الكتاب الأصل بالتصرف فيه ، كما مرّ عليك في الكتاب المنسوب لعلي بن إبراهيم القمي ، لكنه موضع واحد صرّح به في كتاب كامل الزيارات خلافاً لما في التفسير .

8 - قوله : رواه شيخه أبو القاسم الله مصنف هذا الكتاب ونقل عنه ،

عن

دال على أن أصل الكتاب هو كتاب ابن قولويه ، وأن الزيادة فيه مستقصاة حديث ابن قولويه بطرق خاصة للراوي، منها أخذه عن نسخة تلميذه الحسين بن المغيرة ، وكل الإشكال في مجهولية المؤلّف .

9 - قوله : «غير أني أرويه عمّن حدّثني به عنه وهو أبو عبد الله أحمد ابن محمّد بن عيّاش، أي لا أروي الحديث بنقل الحسين بن المغيرة ولا

سماعاً

عن شيخه وشيخي ابن قولويه، بل بالطريق الذي أرويه عن شيخي

ابن عبدوس و ما رواه ابن عيّاش عن ابن قولويه .

ص: 75

... V9

وهو - ابن عيّاش - أحمد

... تراثنا / 135

أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن مكثر

مضطرب الحديث كالحسين ، قال النجاشي : قال النجاشي : «أحمد

عبيد الله

محمد

بن

بن

بن

الحسن بن عيّاش ( عباس ) بن إبراهيم بن أيوب الجوهري ، أبو عبد الله وأمه

سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق ، بنت

أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف، كان سمع الحديث ، فأكثر واضطرب في آخر عمره ، وكان جده وأبوه ، من وجوه أهل بغداد ، وأيام آل حماد والقاضي أبي عمر . له كتب : منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثنى عشر كتاب الأغسال ، كتاب أخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، كتاب شعر أبي هاشم ، أخبار جابر الجعفي ، كتاب الاشتمال على معرفة الرجال ومن روى عن إمام إمام ، كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان ، كتاب في ذكر الشجاج ، كتاب عمل رجب ، كتاب عمل شعبان ، كتاب عمل شهر رمضان ، کتاب أخبار السيّد ، كتاب

اللؤلؤ وصنعته وأنواعه ، كتاب ذكر من روى الحديث من بني ناشرة كتاب أخبار وكلاء الأئمة الأربعة. رأيت هذا الشيخ، وكان صديقاً لي

ولوالدي ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو منه شيئاً

(1)

و تجنّبته ، وفيه دلالة على اعتماد صاحب التأليف على الضعاف المتروكين.

وفي كلامه المتقدّم إعراض عن الرواية عن الحسين ، إما لضعفه وهو

بعيد ، أو لعدم تحمله الحديث عنه وهو الذي يظهر من التعبير بالزيادة في

(1) فهرست النجاشي : 85 / 207 .

،

.

ص: 76

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

VV ....

الأبواب، أعني أنه قرأها من نسخة الزيارات عليها خط الحسين . 10 - أن صاحب اللفظ وإن كان ظاهره العلم فمجهول - حتى الآن - لا

تكفي القرائن من نفس الكتاب على تعيينه ، ولا طريق لمعرفة ما ارتكبه في الكتاب إلا من قوله ، وهذا يمنع عن الأخذ بمتفرداته ، خاصة وأنه اعترف بالزيادة بعد انخرام المؤلّف وأنه استباح النقل بالتلفيق ورفع إسناد الأخبار بالإجازة ، فلو لم يدلّ هذا على ضعفه فإنّه يدلّ على شيء من التساهل ، بل هذا يدلّ على تفاوت نسخته التي زاد فيها ونسخ الشيخ المفيد وغيره ممن نقلوا عن ابن قولويه؛ حيث كان الكتاب مشهوراً عن المصنّف أيّام حياته ثمّ

زاد عليه ابن المغيرة ثمّ هذا الراوي ويسري الاحتمال إلى باقي الكتاب . 11 - أن هذا المقدار لا يفي للجزم بالزيادة في الكتاب إلا في المواضع

المنصوص عليها، لكنّه للشك يكفي في مواضع التفرّد بعد أن عرفت أن

النسخة لمجهول - حتى الآن - وعرفت خصائص روايته ، فتأمل

.

12 - قوله : «وذلك أني ما قرأته على شيخي الله ولا قرأه عَلَيَّ غير أنّي أرويه عمّن حدّثني به عنه في إشعار بإجازته لنفسه زيادة شيء في الكتاب إذا كان لم يسمعه عن شيخه، ويمكن أن يؤيد بما يأتي من إهمال الشيخ المفيد والطوسي رحمهم الله أكثر ما روي عن الأصم وغيره من المتروكين ،

ومثله ترك الطوسي الله روايات اليقطيني ، مع أنها من روايات الكامل . الموضع الرابع : وزيادة على المواضع الثلاثة السابقة موضع رابع ، فقد أورد في الباب (90) (أنّ الحائر من المواضع التي يحبّ الله أن يدعى فيها)

... تراثنا / 135

ص: 77

قولاً للحسين بن أحمد بن المغيرة ، قال : قَالَ الْحُسَيْنُ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ : حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن أَحْمَدَ بن عَلِيِّ الرَّازِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْوَهْوِرْدِي بِنَيْشَابُورَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ فِي آخِرِهِ غَيْرَ مَا مَضَىٰ فِي الْحَدِيثَيْنِ الأَوَّلَيْن (1) أَحْبَبْتُ شَرْحَهُ فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّهُ مِنْهُ

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَهْوِرْدِيُّ : حَدَّثَنِي أَبُو عَلِي مُحَمَّدُ بن هَمَّامٍ اللهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمِ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَىٰ

(1) والحديثان هما ما رواه في الباب التسعون أنّ الحائر من المواضع التي يحبّ الله أن يدعى

فيها :

«حَدَّثَنِي أَبِي وَ مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بن مَثْيلٍ عَنْ سَهْلِ بن زِيَادٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ الا فِي مَرَضِهِ وَإِلَى مُحَمَّدِ بن حَمْزَةَ فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ ابن حَمْزَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَا زَالَ يَقُولُ: ابْعَثُوا إِلَى الْحَائِرِ ، فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ : أَلَا قُلْتَ أنا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ - أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْحَائِرِ ، فَقَالَ : انْظُرُوا فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مُحَمَّداً لَيْسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَيْدِ بن عَلِيّ وَ أَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيٍّ بن بِلَالٍ فَقَالَ : مَا كَانَ يَصْنَعُ بِالْحَائِرِ وَهُوَ الْحَائِرُ فَقَدِمْتُ الْعَسْكَرَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ- فَقَالَ لِي : اجْلِسْ حِينَ أَرَدْتُ الْقِيَامَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَيْسَ بِي ذَكَرْتُ قَوْلَ عَلِيٌّ بن بِلَالٍ فَقَالَ لي لي : ألا قُلْتَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ الله كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَحُرْمَةُ النَّبِيِّ الله وَالْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْبَيْتِ وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ إِنَّمَا هِيَ مَوَاطِنُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُدْعَى لِى حَيْثُ يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُدْعَى فِيهَا وَ الْحَائِرُ [الْحَيْرُ] مِنْ تِلْكَ

الْمَوَاضِع حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ وَ جَمَاعَةٌ عَنْ سَعْدِ بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بن عِيسَىٰ عَنْ أَبِي هَاشِمِ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بن حَمْزَةَ عَلَيْهِ نَعُودُهُ وَهُوَ عَلِيلٌ فَقَالَ لَنَا : وَجُهُوا قَوْماً إِلَى الْحَائِرِ مِنْ مَالِي ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِي مُحَمَّدُ بن حَمْزَةَ : الْمُشِيرُ يُوَجِّهُنَا إِلَى الْحَائِرِ ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ فِي الْحَائِرِ - قَالَ : فَعُدْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِي : لَيْسَ هُوَ هَكَذَا إِنَّ لِلَّهِ مَوَاضِعَ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ فِيهَا وَحَائِرُ الْحُسَيْنِ لَا مِنْ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ» انتهى

ص: 78

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

79 ...

أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ بن مُحَمَّدٍ وَهُوَ مَحْمُومٌ عَلِيلٌ فَقَالَ لِي : يَا أَبَا هَاشِمِ ابْعَثْ

لا رَجُلاً مِنْ مَوَالِينَا إِلَى الْحَائِرِ يَدْعُو اللَّهَ لِي ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فاسْتَقْبَلَنِي عَلِيُّ بن بِلَالٍ فَأَعْلَمْتُهُ مَا قَالَ لِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلَ الَّذِي يَخْرُجُ ، فَقَالَ : السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَلَكِنَّنِي أَقُولُ إِنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْحَائِرِ إِذْ كَانَ

:

بِمَنْزِلَةِ مَنْ فِي الْحَائِرِ وَدُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنْ دُعَائِي لَهُ بِالْحَائِرِ ، فَأَعْلَمْتُهُ مَا قَالَ : فَقَالَ لِي : قُلْ لَهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلَ مِنَ الْبَيْتِ الْحَجَرِ وَكَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَسْتَلِمُ الْحَجَرَ وَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بِقَاعاً يُحِبُّ أَنْ يُدْعَى فِيهَا فَيَسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاهُ وَالْحَائِرُ مِنْهَا " انتهى

وعشقه

وصورته من

(1)

نسخة ( 1351ه) المقابلة الآتي عرضها ودراستها :

بمنزلة من الما كير قال فعدت اليه فاخبرته فقال لي ليس هو هكذا ان

ابو محمد الحسن لله مواضع يجب ان يعبد فيها و حاير الحسين عليه با من تلك المواضع الخول صح قال الحسين بن احمد بن المغيرة وحدثني محمد بن الحسن بن احمد بن على الرازي نمل الرزاز المعروف بالو هوردى نيشابورى بهذا الحديث وذكر في اخره غير ما مضى في الحديثين الأولين احببت شرحه في هذا الباب لأن من قال ابو محمد الوهو ردى حدثنی ابو علی محمد بن همام تو قال حدثني محمد بن الحميري قال حدثني ابو هاشم الجعفري قال دخلت على الي الحسن على بن محمد عليه معالم وهو مهموم عليل فقال لي يا ابا هاشم ابعث و جلا

(1) كامل الزيارات : 273 / ح 3 ب 90 ، إن الحائر من المواضع التي يحبّ الله أن يدعى فيها . ورواه مرسلاً الحرّاني في تحف العقول : 482 ، ضمن [ما] روي عنه [أبو . الحسن الهادي الله في قصار هذه المعاني ، ط 2 جماعة المدرّسين ، تحقيق غفاري .

1404ه-

... تراثنا / 135

ص: 79

80

ويلاحظ :

1 - إن قوله : قالَ الْحُسَيْنُ بن أَحْمَدَ بن الْمُغِيرَةِ : وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن أَحْمَدَ بن عَلِيِّ الرَّازِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْوَهْوِرْدِي بِنَيْشَابُورَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، كلّه من كلام الحسين ، وبلحاظ الموارد الثلاث المتقدمة يقوى بل يتعين أن يكون قوله : (وذكر أي الحسين في روايته ، و «أحببت من لفظ من ضمّ زيادات الحسين ، فتكون جملة «وَذَكَرَ فِي آخِرِهِ غَيْرَ مَا مَضَى فِي الْحَدِيثَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ أَحْبَبْتُ شَرْحَهُ فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّهُ مِنْهُ» من كلام المؤلّف

للكتاب بالزيادات

2 - إن قوله : (وَذَكَرَ فِي آخِرِهِ غَيْرَ مَا مَضَى فِي الْحَدِيثَيْنِ الأَوَّلَيْنِ أَحْبَبْتُ شَرْحَهُ فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّهُ مِنْهُ ، صريح كالسابق أن صاحب لفظها من المؤلفين الذين يعتنون بالكتاب لا بحديث أو حديثين حتى يجزم أنه لم يوقع في

الكتاب غير هذه الزيادات .

ومن هذا وما مرّ يتأكد احتمال أن يكون الكتاب على طريقة التأليف بين الأصل والزيادات من المرويات ، من قبيل ما رجحناه في كتاب بصائر

الدرجات الكبير

(1)

أحمد بن

وأنّ المؤلّف ليس ابن قولويه، ولا تلميذه الحسين بن المغيرة ، بل من تلامذة الأوّل ، مجهول، على روايته بعض أمارات التساهل ،

وليس مجرّد محش على الكتاب .

(1) انظر بحثنا نظرات في نسخ كتاب بصائر الدرجات) .

ص: 80

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

مواضع يحتمل أنها مزيدة :

81 ...

ويحتمل زيادة مواضع أخرى أو إعادة تحريرها في الكتاب غير ما مرّ

من الواضع الأربعة ، بلا جزم منا ، وعليه شواهد ، منها :

الموضع الأوّل :

ما رواه في الباب (3) بعد (ح (6) ، قال : سلام مولانا أبي الحسن موسى (ح6)

ابن جعفر الكاظم الله على جده رسول الله الله :

بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِيٍّ بن حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ : حَضَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ الأَوَّلَ لا وَهَارُونُ الْخَلِيفَةُ وَعِيسَى بن جَعْفَرٍ وَجَعْفَرُ بن يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ قَدْ جَاءُوا إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ الا الله فَقَالَ هَارُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ لا تَقَدَّمْ فَأَبَىٰ فَتَقَدَّمَ هَارُونُ فَسَلَّمَ وَقَامَ نَاحِيَةٌ فَقَالَ عِيسَى بن جَعْفَرٍ لِأَبِي الْحَسَنِ لا تَقَدَّمْ فَأَبَى - فَتَقَدَّمَ عِيسَى بن جَعْفَرٍ فَسَلَّمَ وَوَقَفَ مَعَ هَارُونَ فَقَالَ جَعْفَرٌ لِأَبِي الْحَسَنِ لا تَقَدَّمْ فَأَبَى فَتَقَدَّمَ جَعْفَرٌ فَسَلَّمَ وَوَقَفَ مَعَ هَارُونَ وَتَقَدَّمَ أَبُو الْحَسَنِ فَقَالَ السّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتِ أَسْأَلُ اللهَ الَّذِي اصْطَفَاكَ وَاجْتَبَاكَ وَهَدَاكَ وَهَدَى بِكَ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ هَارُونُ لِعِيسَى سَمِعْتَ مَا قَالَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ هَارُونُ أَشْهَدُ أَنَّهُ أَبُوهُ حَقًّا (1)

والمعنى منقول بصور وألفاظ متعدّدة ، أما السند فمعلّق على الكليني

(2)

في الحديث السابق ، وأخرجه في الكافي ، وعلّقه الشيخ في

(1) كامل الزيارات : 18 / ح 8 ب 3 .

التهذيب

(3)

(2) الكافي 9 : 256 - 1257 / ح 80 ب 216 من أبواب الزيارات ، باب دخول المدينة

وزيارة النبي الله وآله لالالالالا

(3) التهذيب 6 : 6/ ح 10

.. AY

ص: 81

... تراثنا / 135

على الكليني أيضاً، ولم يسند الخبر إلى ابن قولويه في مصدر متقدّم ، حتى

(1)

من تلميذه المفيد في المزار أو الإرشاد .

وأدرج العنوان في هامش النسخة المختلفة الأوائل لسنة (1036ه) مع

أنّ نسخ الكتاب المتداول مدرجة في المتن ، (صورة 5) :

محمد

محلها عبل

بعين محال السلام عليات حبة البلغ

لامیک

الالالالالالالالالالالالالالالا لا الاموال الامام مامان

وبا سيادة

بھی

W

وفي النسخة المقابلة المصححة لسنة ( 1351ه) نص على عدم وجود

(1) أنظر الإرشاد 2 : 234 ، باب ذکر طرف من فضائله ومناقبه وخلاله التي بان بها في

الفضل من غيره .

ص: 82

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

العنوان في نسخة الصدر ولا ما سمّاها العتيقة ولا غيره ، وصورته (ص (19)

مني السلام حدثني محمد بن يعقوب الكليني من عدة من أصحابنا طن

83

سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال قلت لأبي الحسن عليه السلام كيف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه واله عند قبره فقال على السلام

ب

عَلَى رَسُولِ اللهِ السّلامُ عَلَيْكَ يَا جَيبَ اللهِ السّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفَوقَةُ الله عليك بارسولاة

السلام عليك يا امين الله اشهد انكَ قد نصحت الأمنكَ وَجَاهد

عَلَيْكَ آمِينَ اَشْهَدُ

في سَبيلِ اللهِ وَعَبَدَتَهُ مُخَلِها حَتى أَتَيْكَ الْيَقِينُ فَجَزَاكَ اللَّهُ تَفَضَلَ

ما جرى ببيا عن امتِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمد وَالِ مُحَمَّد أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ اَنكَ حَميدُ بَعِيد سلام مولانا الى الحسن

نید

غة

ليس الا الاخر في انتفخ

موسی بن جعفران کا ظلم صلوات الله وسلامه عليه على جده رسول الله ؟ لاق شهية المصور ولاني صلى الله عليه واله وباسناده عن سهل من على بن حسان عن بعض

التحقيق ولاني غيره

عب

اصحابنا قال حضرت ابا الحسن الأول عليه السلام وهرون الخليفة وعيسى بن فقال جعفر الالي جعفر و جعفر بن يحيى بالمدينة وقد جاؤا إلى قبر النبي صلى الله عليه واله الحسن عليه السلام فقال هرون لابي الحسن عليه السلام تقدم فالي فتقدم هرون فسلم وقام تقدم خالی تقدم ناحية فقال عيسى بن جعفر الابى الحسن عليه السلام تقدم فابه فتقدم جعفر فتستلم ووقف

مع هرون فل

عيسى بن جعفر فلم و وقف مع هرون وتقدم ابو الحسن عليه السلام

ايه فقال السلام عليك يا ابر اسلُ اللَّهَ الَّذِي اِصْطَفَاكَ وَلْجَبَاكَ وهداك وهدى بك أن يُصَلّى عَلَيْكَ فقال هرون لعيسى معنى ما قال قال نعم فقال هرون اشهد انه ابوه حقا حدثني محمد بن الحسن بن مهر بار عن ابيه عن جده على بن مهزياد عن على بن الحسين العلوي

یا الی di

الموضع الثاني :

ص: 83

... تراثنا / 135

وفي نفس الباب بعد الحديث الثامن جاء ما صورته :

«ما يجب أن يدعى به عند قبر سيدنا رسول الله الله تخرّج في

المناسك :

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيٌّ بن إِبْرَاهِيمَ بن هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عِيسَى بن عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن نَاجِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بن عَمَّارٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَّمْنِي تَسْلِيماً خَفِيفاً عَلَى

لا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ قُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي انْتَجَبَكَ وَاصْطَفَاكَ وَاخْتَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدَىٰ بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ صَلَاةٌ كَثِيرَةً طَيِّبَةٌ) (1)

ورواه المفيد في أماليه بلفظ قريب لم يسنده لشيخه ابن قولويه : قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن [الحسن بن] الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بن عَبْدِ اللهِ عَنْ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بن عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ ابن سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ لا يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ الله أَسْأَلُ اللهَ الَّذِي انْتَجَبَكَ وَاصْطَفَاكَ وَأَصْفَاكَ وَهَدَاكَ وَهَدَىٰ بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (3) .

ولم أجد من أسنده لابن قولويه ممن قارب عصره

(1) كامل الزيارات : 19/ ح 9 ب 3 . (2) أمالي المفيد : 140 / ح 5 مجلس 17

.

ص: 84

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

85 ...

وأمّا العنوان فقد خلت عنه النسخة المختلفة المذكورة، وصورتها

( صورة 6) :

تنبول نعمتك على اللهم دينى التقوي وعلى الله اغمرني بالعافيه وارزقنى شكر العافه على على الحد على ور ابراهیم بن هاشم عن محمد علي بن علاقة عن الى الدين ذكرنا المكو عن ابر هم من ناحيه عن الحق بن عمار قال قلت لالى علي العالم امر الللہ

علمی مسلما حقيقا على التي علم قال ملاسيل و اصطفاك و اختارک و هلال و هر ایک ان اصلی علی امین كثيره طيبه مدتی آلی بن محمد عبداله على الحملة الشورى

.... 17

ص: 85

.... تراثنا / 135

وفي هامش نسخة (1351 ه) أثبت العنوان اختلاف

مع

في

اللفظ فى

نسخ أخرى :

الدقق في

جعفر

بن على بن عمر ابن علی بن الحسين بن على بن ابى طالب عليه السلم عن على برو من اخيه موسى بن جعفر عن ابيه عن جده قال كان البي على بن الحسين يقف على قبر النبي صلى الله عليه واله فيسلم عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو و نسخه صلاة تنخر معتقه با حضره ثم يسند ظهره الى قبر النبي صلى الله عليه واله والى المرمرة الخضراء و عقیقه اخرمی الرقيقة العرض مما يلى القبر ويلتزق بالقبر ويسند ظهره الى القبر واستقبل ما يجب في لى نواصر القبلة ما يجب ان يدعى به عند سيدنا رسول الله صلى الله علیه واله دسته آخر تخرج في المناسك النشاء الله فيقول اللهم إليكَ الحَاتُ أخرى وإلى يخرج خال صور والى تبريك محمد صلى اللهُ عَلَيه وَالِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولِكَ اَسْنَدُ تَ

ظهرى وَالِقِبْلَةُ التي نَضِيتَ مُحَمَّتَصَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هُ عَلَيْهِ وَالِدِهِ اسْتَعْلَتُ

دفع نے بی

تها غا

وغنية اخرى

انيا

أرْجُولَها وَلاَم

قول

و نسخه صدر و نخی منتقد اخر عليها واصعب الأمور كلها بِيَدِكَ وَلَا فَقَرَ أخضر منى وَإِلَى مَا أَنتُ

واجه- إلى من خير فقير اللهم اردني مِنْكَ بِخَيرَ وَلا راد كَفَضلِكَ اللهم إني

ود

اسمي أو

نعا

اَعُوذُ بِكَ اَنْ تَتَدَّل

واغمر في فيل مي أوتريل نِعْمَتَكَ عَلَى اللهم

بني بالتقوى وحملني بالنعم واحمر في بالعافية وار رقنى شكر

وَارَه العافية حدثني على بن الحسين عن على بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابي عبد الله ذكريا المؤمن عن إبراهيم بن نامه تو اسحق بن عمار قال قلت لا بے عبد الله علیہ السلام علمنى تسليما خفيفا على النبي صلى الله عليه واله قال قل اَسئَلُ اللهَ الذي انتجبَكَ وَاصْطَفَاكَ وَاخطَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدَى بِكَ أَن يُصلى عليكَ

(13

صلوة

ص: 86

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

87 ...

فيحتمل أن تكون الزيادة فى العناوين متأخّرة، وأما الروايات فمن

الأصل إلا أنّها ممّا تفرد بها الكتاب ، والمتفردات فيه كثيرة .

ومن شواهد كونها زائدة من النسّاخ والمحشّين قوله في ذيل الثاني بلا مناسبة واضحة : تخرج في المناسك ، فإنّها ممّا يلاحظه المحشي عادة

ترتيب الأخبار .

مختار الشيخ عبد الرحيم الرّبّاني :

جزم الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي الله - في هامش البحار المطبوع بتعليقاته - أنّ خطبة الكتاب وفهرست الأبواب بعدها والزيادات الآتي ذكرها هي للحسين بن المغيرة البوشجي ، قال :

محمد

«أقول : الحسين بن أحمد بن المغيرة هو الراوي لكتاب الزيارات هذه

(1)

عن شيخه أبي القاسم ابن قولويه ، ومعلوم من إدراجه هذا الحديث وغيره أنّ نسخة الكتاب إنّما وصلت إلينا من قبله وبخطه وروايته ، وهو الذي يقول في صدر الكتاب ، بعد الخطبة وفهرس الأبواب : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن بن قولويه القمي الفقيه قال : حدثني أبي إلخ ، والظاهر من تأخير سند الكتاب عن الخطبة والفهرس أنّه هو الذي أنشأ الخطبة ورتب الفهرس ، لا شيخه ، وإلا لوجب تقديم سند الكتاب على الخطبة كما في غير واحد من أسناد كتب الحديث . وكيف كان ، فالرجل وثقه ثقة النجاشي في رجاله حيث

.

قال : الحسين بن أحمد بن المغيرة أبو عبد الله البوشنجى ، كان عراقيّاً

(1) راجع كامل الزيارات المطبوع : 223

... 88

ص: 87

.... تراثنا / 135

مضطرب المذهب وكان ثقة فيما يرويه وهكذا عنونه ابن داود في رجاله ، ناقلاً نص ذلك عن النجاشي والغضائري ، إلا أنّه أدرجه في القسم الثاني

المختص بذكر المجروحين والمجهولين، كما فعل ذلك العلامة في رجاله وذكره في الضعفاء ومن يرد قوله أو يقف فيه»

(1)

أقول : لا يعلم أنّ النسخة الواصلة إلينا كانت بخط الحسين أو بخطّ غيره فإنّه لا شاهد عليه ، كما أنّ المسند إليه القول عن الحسين بن أحمد بن

بن

المغيرة - في قوله في الزيادات وزاد الحسين أو قال الحسين بن أحمد المغيرة - هو الأولى بنسبة الخطبة والفهرست وإسناد الزيادات عن الحسين ، والوجه الذي يتمسك به غالباً هو جريان سيرة المصنفين على ذكر حديث أنفسهم مسنداً بصيغة الغائب وضميره ، لكن لم يثبت لهذا الأصل من طريق المثبتات العلمية والاطمئنان والتتبع ،أصل ، وحتى الغلبة لا تخرج عن كونها دعوى مجرّدة ، نعم ، دون الجزم احتمال أن يكون مثل هذا الكتاب الحاضر - وهو كتاب كامل الزيارات المتداول - أن يكون مما أملاه الحسين بن أحمد ابن المغيرة وزاد فيه سماعاته ، ثمّ روي عنه بهذه الهيئة ، لكنه لا ينفي احتمال انتساب الكتاب لغيره أيضاً ، بل هو الذي ترجّحه الشواهد والقرائن السابقة .

القرائن الخارجية :

المقارنة بين

النسخة المتداولة وروايات الكتب :

بعد الانتهاء من دراسة الكتاب من جهة أصل وجوده ودراسة متنه

(1) البحار 28 : 55

ص: 88

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

19 ...

المتداول من جهة العوارض ، انتهت دراسته من الداخل ، ووجب الانتقال

لدراسته من الخارج بالمقارنة وتتبع الشواهد وأوّلها مقارنة أخباره وطرقها مع من نقل عن كتاب الزيارات لابن قولويه الله في الكتب الأخرى ، ويتقدّم

في الدراسة من صرّح بنقله عن كتاب المؤلّف .

نسخة السيّد ابن طاووس من كامل الزيارات :

تقدّم نقل كلامه مع احتمال أن تكون نسخته احتمال أن تكون نسخته هي أصل النسخة

المتداولة اليوم .

قال في الدروع الواقية قال : «روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر

الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قدس الله جل جلاله أرواحهم ، من كتابه الذي سمّاه كامل الزيارات ، من نسخة عليها خط جدّي أبي جعفر الطوسي ،

أن

بإسناده إلى علي بن ميمون ، عن أبي عبد الله لا قال : ( يا علي ، بلغني قوماً من شيعتنا يمرّ بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين صلوات الله

عليه . . .) الحديث .

(1)

وهو في الكامل بالإسناد إلى علي بن ميمون ، قال : (حَدَّثَنِي أَبِي

رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ الْحِمْيَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَىٰ عَلِيٌّ بن مَيْمُونٍ

(1) كامل الزيارات : 1 : 295 / ب 98 ح 11 .

... تراثنا / 135

ص: 89

90

الصَّائِعَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله .... الحديث .

الله

ثمّ روى أخباراً مصرحاً أنّها من الكتاب وعطف عليها أخباراً أخرى

ظاهرة في كونها مأخوذة منه أيضاً.

إسناد روايات نسخة ابن طاووس فيها احتمال المغايرة مع المتداول

ويلاحظ عند المقارنة :

روى في الكامل بعض الأخبار عن الأصمّ ثمّ أسندها بطريق آخر،

ونقلها السيّد ابن طاووس عن كتاب ابن قولويه - كما هو الظاهر من تصريحه

في الحديث السابقين على هذا الحديث الآتي بطريق واحد مرسل .

قال ابن طاووس في الدروع الواقية :

وروينا بإسنادنا أيضاً إلى جعفر بن قولويه رضي الله عنه ، بإسناده إلى صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبد الله الله ونحن في طريق المدينة نريد مكة ، فقلت له : يا بن رسول الله ، مالي أراك كئيباً حزيناً منكسراً؟

فقال : لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي

قلت : وما الذي تسمع ؟

قال : ابتهال الملائكة إلى الله على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين ،

ونوح الجن عليهما، وبكاء الملائكة الذين حوله وشدّة حزنهم، فمن يتهنّا

مع هذا بطعام أو شراب أو نوم .

قلت : فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف، متى يعود إليه؟ وفي كم يؤتى؟ وفي

ص: 90

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

كم يسع الناس تركه؟

91 ...

من

قال : ( أما القريب فلا أقل من شهر ، وأما البعيد الدار ففي كلّ ثلاث

سنين ، [فما جاز الثلاث سنين] فقد عق رسول الله صلّى الله عليه وآله وقطع

رحمه إلّا من علّة . ولو علم زائر الحسين ما يدخل على رسول الله صلّى الله

عليه وآله ، وما يصل إليه من الفرح ، وإلى أمير المؤمنين ، وإلى فاطمة والأئمّة والشهداء منا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له ، وما له في ذلك الثواب في العاجل والآجل ، والمدخور له عند الله ، لأحبّ أن تكون ثَمَّ داره

ما بقي . وإنّ زائره ليخرج من رحله فما يقع فيه على شيء إلا دعا له ، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس

عليه من ذنوبه شيئاً، فينصرف وما عليه من ذنب ، وقد رفع له من الدرجات

ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله ، ويوكل به ملك ، يقوم مقامه يستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة، أو تمضي ثلاث سنين ، أو يموت ...) وذكر

الحديث بطوله». انتهى ، نقلناه بطوله لحاجة المقارنة .

(1)

وصورته في مخطوط مجلس الشورى الإيراني لنسخة سنة (1093ه)

ناسخها محمّد شفيع برقم (شناسگر رکورد : 488245 - شماره بازيابي :

(1) الدروع الواقية : 49 / الفصل العشرون .

ص: 91

تراثنا / 135

12440/1 - شماره مدرك كتابخانه مجلس : 14796 ، صورة (22 (23) :

فداك انى اعرف انا ما كثيرا بهذه الصفة قال امنا ولله والجغام والبرص وكان مسكنه فى حبة جزن

بھی وسط الجنان

ومی

او

لحظه اخطا و ا و عن ثواب الله راغوا و عن جوار محمد بى التاسع عشره

فينا تذكره من زيادة الحسين صلوات انا

في كل شهر وحديث من كان يزوده في كل شهر

صلى الله عليه واله تباعد واقلت جعلت فداك

ففي كم الزيارة قال يا على أن قدرت ان تزوره كل

شهر فافعل ثم ذكر تمام الخير فضلا عظيمًا وروينا تأخر فوتب ملون لك روينات لك بالاسناة

من

اود بن مرقد من الي عبد الله عليه السلام قال قلت ما لمن زار الجنين خلا السّلم في كل شهر من فى الثواب تو احتعالمة الفن خالة الفن شهيد

من شهد او بود سلام! بود سلام الله عليم ورويا ذلك باسنادنا الى جدى الى جفر الطق

ثواب قال

محمد تين محدثين التظمان من

قولو ميدالية

القا

قبل جلاله

جھا

من كتابه الذى شماه كامل الزيارات

من

باسنادنا إلى عفرين قولويه بحمد الله من كتاب الشار

اليه باسناده إلى صفوان بن مهران عن ابي عليه العلم في حديث طويل قلت فن باشیه زایرانم صرف متى يعود اليه وفى كميوتى وكميع الناس تذكرة لا لا سبيع أكثر من شهر ثم ذكر تمام الخبر ورونا ستاده باستاد تا ايضا الى عفرين قولويد رضى الله عند الله

الى صفوان الجمال قال سالت ابا عبدالله عليه السلام ونحن في طريق المدينة تريد مكة فقلت له يا بن قول

الله مالى اراك كتيبا حزينا منكر انتقال بوتجمع ما اسمع الجدي الي في الطوسى بإسناده إلى على بن ميمون

تشغلك عن مسالتي قلت وما الذي تتمع قال استال ابن عبد الله عليه السّلم قال يا خلى بالتقاء

الملائكة الى الله على قتله امير المؤمنين وقتله الحسين ات الفيرنيا جدهم المَسعَةُ والتَنال لا زيون الكسارة الحلول لى الله عليه قلت علت ونوح الجن عليهما وبكاء الملائكة الذين حوله سون

92

93

..

ص: 92

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

من

عل

تونهم فن يتهنا مع منا بطعام او شراب او نوه قالت له فن ياتيه و ابراتم بيصرف متى يعود اليه وفي كم بي وفي كوريع الناس تركه ق لاما القريب فلا اقبل كل تك سنتين من ت شهر وانا البعيد الدار قفى كل تلك جار الثلث سنين فقد عمق رسول الله صلى الله وقطع رحمة الامن على ولو علم بن ابو الحسين ما تدخل صلى رسول الله صلى الله عليه واله وما يصل اليه من الفرح والى امير المؤمنين والى فاطمة والامر والشمار منا اهل البيت وما يتقلب به من وفائهم له ومالدني

ذلك من الثوابية العاجل والاجل والملحواله لاحيان تكون ثم داره مابقی وان زايده ليخوم من تغله فا يقع فيه على شيئ الأدغالة فاذا وقعت الثمر قلیه اکلت زنق بر كا تاكل الش او الخطيب وما تبقى الثمر عليه من ذيق به شيئا فيصرف و فاصليه من ذنب و قد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سل الله ويوكل به ملك يقوم مقامه يستغفر له حتى ج الى الزيارة او تمعنى تنك سنين او يموت وذكر يرجع

ونا

الحديث بطوله اقول واما حديث من كان يزوره في كل شهر و باحر هویت ملی تاخره فاننا رويناه بان الى محمد بن احمد بن و اون القشون من كتاب الزيارا باستقاده إلى محمد بن داود بن عقبه قا ل- كان لنا معاوية أن لنا ما و يعرف على بن محمد ابن محمد قال كنت ازور

تصنيف

من

عليا المسلم في كل شهر ثم عليت سنى وضعف می و انقطعت عنه مدة ثم وقع الى آخر سى عمري ت على نفسي وخرجت ماشيا فوصلت في أيام قبلت وصليت ركعتى الزيات وقمت فرايت الحسين صلوات الله عليه قد خرج من القبر فقال لى يا على المرجفوتني ت پي برا فقلت يا سيدي سیدی ضعف می و قصرت ووقع لى أنها الخرسى عمرى فاتيتك في ايام وقد روى منك شيخي فاحب ان اسمعه منك فقال قل قال ى منك قلت من زارتي في حياتي زرية بعد وفاته قال نعم قلت فادوه منى من زارني في حيا وتر بعد وفاته وان وجدت في النار اخر جبر قال ابو القاسم فى الحكاية الفضل العشرون

روى

اتمام

... 9ε

ص: 93

.. تراثنا / 135

ولاحظ أنّ الفصل المذكور في هذه النسخة من كتاب الدروع الواقية هو التاسع عشر، في حين أن النسخة المحققة المنتشرة أثبتته في الفصل العشرين ، وسقط منها أوّل الحديث الذي رواه داوود بن فرقد .

وصورته من المطبوع المنشور عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

الجماعة المدرّسين بقم / ط :

الفصل العشرون

الفصل العشرون

فيمانذكره من زيارة الحسين صلوات الله عليه في كل شهر، وحديث من

يزوره كل شهر وتأخر عنه فعوتب على تأخره

كان

روينا ذلك باسنادنا الى جدّي أبي جعفر الطوسي، عن الشيخ المفيد محمد ابن محمد بن النعمان عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قدس الله جل جلاله ارواحهم، من كتابه الذي سماه كامل الزيارات من نسخة عليها خط جدي أبي جعفر الطوسي، باسناده الى علي بن ميمون، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

. «يا علي بلغني ان قوماً من شيعتنا تمر باحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين صلوات الله عليه قلت: جعلت فداك اني اعرف ناساً كثيراً بهذه الصفة، قال: اما والله لحظهم اخطأوا (1) ، وعن ثواب الله زاغوا، وعن جوار محمد صلى الله عليه وآله تباعدوا قلت: جعلت فداك في كم الزيارة؟ قال: يا علي ان قدرت ان تزوره کل شهر فافعل، ثم ذكر تمام الخبر فضلاً عظيماً )) (2)

وروينا ذلك باسنادنا الى جعفر بن قولويه رحمه الله من كتابه المشار اليه باسناده إلى صفوان بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل:

قلت: فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف متى يعود اليه وفي كم يوماً وكم يسع

(3)

(1) في «س»: ليعطاؤا.

(2) عنه البحار 97 135 ، رواه في التهذيب 6: 45 .

(3) في البحار يسبغ .

ص: 94

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

90...

وذكروا في مقدّمة التحقيق أنّهم ظفروا بنسخة كاملة للدروع الواقية وهي

نسخة المكتبة الرضوية، وأن باقي النسخ فيها سقوطات أو هي مختصرة! .

ورواها في الكامل المتداول في موضعين :

الأوّل : عن علي عن صفوان ومتنه مقطوع

.

والثاني : بسنده عن الأصمّ عن صفوان ثمّ روى مثل لفظ نسخة السيد

ابن طاووس، ثم ذكر لها طريق الموضع الأوّل أيضاً، ولم يقدّمه مع أنه

أصح .

من عادة ابن طاووس نسخ ما في

وأهمل السيّد ذكر الطريقين مع أن الكتب بصورتها وألفاظها ، ومن المأسوف عليه أن السيد لم يذكر تمام الطريق

الذي في نسخته لنعرف تطابقها مع المتداولة ، ونقطع بالتصرّف الذي نال

کتاب ابن قولويه من عدمه .

فالأولى : رواها في كامل الزيارات بما لفظه :

حَدَّثَنِي أَبِي وَأَخِي رَحِمَهُمَا اللَّهُ عَنْ أَحْمَدَ بن إِدْرِيسَ وَمُحَمَّدِ بن يَحْيَى جَمِيعاً عَنِ الْعَمْرَكِيَّ بن عَلِيَّ الْبُوفَكِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَىٰ وَكَانَ فِي خِدْمَةِ أبِي جَعْفَرِ الثَّانِي عَنْ عَلِيّ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

لا سَأَلْتُهُ فِى طَريقِ الْمَدِينَةِ وَنَحْنُ نُرِيدُ المَكَة [مَكَّةَ] فَقُلْتُ : يَا ابن رَسُولِ اللهِ مَا لِي أَرَاكَ كَيْيباً حَزِيناً مُنْكَسِراً؟ فَقَالَ : لَوْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ لَشَغَلَكَ عَنْ مَسْأَلَتِي ، قُلْتُ : فَمَا الَّذِي تَسْمَعُ ؟ قَالَ : ابْتِهَالَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَىٰ قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةِ الْحُسَيْنِ نَوْحَ الْجِنِّ وَبُكَاءَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَهُ وَشِدَّةَ

ص: 95

...99

.. تراثنا / 135

(1)

جَزَعِهِمْ فَمَنْ يَتَهَنَّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ أَوْ بِشَرَابٍ أَوْ نَوْمٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ). والثانية : رواها بسندين ، قدّم السند الذي فيه الأصمّ عن صفوان ، ثمّ عطف عليها طريقاً آخر، وهو الذي اقتصر عليه السيد ابن طاووس وصدر الحديث ، لتطابق لفظ أوّله : «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ » ، مهملاً الطريق الآخر،

ولا شك أنه نقل من هذا الموضع لا الموضع الأوّل المبتور.

وصورته في كامل الزيارات :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ بن مُحَمَّدِ بن سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن حَمَّادٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمَّ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لا وَنَحْنُ فِي طَرِيقِ الْمَدِينِةِ نُرِيدُ مَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابن رَسُولِ اللهِ مَا لِي أَرَاكَ كَثِيباً حَزِينَاً مُنْكَسِراً؟ ... يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الزِّيَارَةِ أَوْ يَمْضِيَ ثَلَاثُ سِنِينَ أَوْ يَمُوتَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .

حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَحْمَدَ بن إِدْرِيسَ وَمُحَمَّدِ بن يَحْيَى جَمِيعاً عَنِ الْعَمْرَكِيَّ بن عَلِيَّ الْبُوفَكِيَّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى وَ كَانَ فِي خِدْمَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَنْ عَلِي عَنْ صَفْوَانَ بن مِهْرَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

ا - سَأَلْتُهُ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ»

(1) كامل الزيارات : 92 / ح 18 ب 28 .

(2)

انتهى

(2) ابن قولویه ، جعفر بن محمّد ، كامل الزيارات ، اجلد ، دار المرتضوية - نجف

اشرف ، چاپ : أوّل ، 1356ش

،

ص: 96

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

97 ....

هذا ما يمكن ملاحظته ، واستفادة التغاير بين نسخة السيّد ونسخة اليوم

بهذا المقدار ضعيفة .

نسخة السيّد رضي الدين وعبد الكريم بن طاووس (ت 693 ه) عليها

خط ابن قولويه :

أكثر

وقد روى كتاب المزار لابن قولويه بهذا الإسناد الذي صرّح به في من موضع يأتي ذكره عن نسخة عليها خط ابن قولويه سنة (366 ه) أي قبل وفاة جعفر بن محمد بن قولويه بسنة أو سنتين ، وهو : عمّه رضي الدين ، عن الحسن بن الدربي ، عن محمد بن علي بن شهرآشوب ، عن جده ، عن

الطوسى ، عن المفيد ، عن جعفر بن قولويه بكتابه

ومن تلك المواضع :

1 - قال في بعض نسخ فرحة الغري : «في مزار ابن قولويه في النسخة

التي عليها خطه وتاريخه سنة ست وستين وثلاثمائة ما و عن العم السعيد رضي الدين عن الحسن بن الدربي بإسناده إلى ابن قولويه قال : حدثني أبي الله ، عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن أسباط رفعه قال : قال أبو عبد الله الا :

إنّك إذا أتيت الغري رأيت ،قبرين، قبراً كبيراً وقبراً صغيراً ، فأما الكبير

فقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وأمّا الصغير فرأس الحسين بن

على الله .

وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، عن عبد الله

بن محمد

بن

خالد

... تراثنا / 135

ص: 97

(1)

98

بأسناده مثله انتهى

(2)

.

والرواية بالإسناد الأوّل هي المروية في كتاب الكامل المتداول المطبوع ، لكن تعليق الإسناد الثاني عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وهو من مشايخ ابن قولويه على ما قيل في مقدمة محقق كتاب الكامل - أعني الشيخ القيومي - ولم أقف على روايته عنه ! - على حديث المزار يعني تتمة كلام ابن قولويه في مزاره؛ حيث لا يروي عبد الكريم عن ابن عقدة بالمباشرة لتأخره بطبقات عنه ، إلا أن يكون في نسخة فرحة الغري لبساً أو خطأ من النسّاخ أو تعليقاً على متقدّم لم يظهر !، وليس في النسخة المتداولة؛ فإنّها عطفت عليه حديث محمّد بن عبد الله بسنده إلى صفوان الجمال (3).

أنه

من

ولم يُثبت ما زاده السيّد في فرحة الغري من الطريق الثاني في نسخة الأرموي النجفي سنة ( 1351 ه) التي مضى عرضها ودراستها - المقابلة على

عدة نسخ قديمة ونسخة السيد الصدر.

(1) فرحة الغري : 87 - 88 ، ح 32 الباب السادس ط 1 مركز الغدير للدراسات الإسلامية 1419 - 1998 م ، أو فرحة الغري : 167 ، ط 1 العتبة العلوية المقدّسة

1431ه- - 2010 م .

(2) كامل الزيارات : 35 ، ب 9 الدلالة على قبر أمير المؤمنين لالالالالا (3) في الكامل : 35 / ح 7 ب 9 : «وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بن عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ عَنِ الْحُسَيْنِ بن يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بن

مِهْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ الله لا قَالَ : سَارَ وَأَنَا مَعَهُ مِنَ الْقَادِسِيَّة» الحديث

99 ...

ص: 98

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

وصورته ص:39:

ص-

قتال فصلون ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ثم سار قليلا قبول سار : فصلی رکعتین ثم قال هذا موضع قبر امير المؤمنين على م خلف جعلت

لال

فداك فالموضعين الذين صليت فيهما قال موضع راس الحسين اليه فيا الموضعين السلام وموضع منبر القائم عليه السلام حدثني الي عن سعد بن عبدالله منزل کے تھے

عن الحسن بن موسى الخشاب عن على بن اسباط دفعه قال قال ابو عبد الله

الكاف

ء

يا جبل غال

فغار نزد

عليه لكم انا اذا اتيت الغربى رايت قبرين قبرا كبيرا و قبر صغیر اقاقیا الكبير فقير امير المؤمنين اليتيم واما الصغير فراس الحسين بن عل عليكم وحدثني محمد بن عبد الله عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران التي هي عن المحسين بن يزيد قال حدثنا صفوان بن مهران عن جعفرون محمد علی کلم قال سارو انا معه من المقادسيه حتى يشرف على النبي فقال وفي الوسائر من المصداقي هو الجبل الذي اعتصم بر ابن جاى نوح عليه المسلم فقال سأوى إلى يا جبل فقار جبل يعصمنى من الماء فأوحى الله تبارك وتعالى اليه يا نجف الاحتمالات منى فغاب في الارض وتقطع الى قبل الشام ثم قال العدل بنا فعل لك فلم يزول ساير حتى الى الغربى فوقف على القبر فاق السلام من ادم على نبی نبی علیهم السلام وانا اسوق معه حتى وصل السلام الحالنبي صلى الله عليه واله ثم حوالى القير فسلم عليه وعلا نجيبه ثم قام فصلى أربع ركعات وصلیت معه وقلت با بن رسول الله ما هذا القبر فقال هذا قبر جد علی بن ابی طالب علیہ السلام حدثني محمد بن احمد بن على بن يعقوب

عن على بن الحسن بن على بن فضال عن ابيه عن الحسن بن الجماهم بن.

فر في ل

على موال

....

ص: 99

.... تراثنا / 135

ولا في النسخة المختلفة عن باقي النسخ (الكاغذاني سنة 1036ه)

وصورتها (صورة رقم (17) :

ان مثل من من ابن زياد من اين امر من عقد من الا الحجرات

الشاعر الى الفرح عن ابان ابن الي تطلب قال كنت مع ابي

عبد

يل وفنا

ركعتين ثم قال هذا موضوع قبر اميرالمومنين قلت لالالا

الله

في الموضعين الذي صليت فيهما قال راس الحسيني و موضع منير القايم حدثي الي عن سعد بن عبد الله عن الحسين موسى الخشاب عن علي بن اسباط دفعه قال قال ابو عبيد الا اذا اتيت الغرامات قرب قبر کیا او را اصغر انانان اكر

تقرام المومنين واما العصير فراس الحسين بن على عليه هام

فراس

وحدثني محمد بن عبد الله عن محمدبن ابی عبد الله الكو

عمران التخفى عن الحسين بن مريد عن صفوان بن مهران من جعفر

ابن محمدم قال ساد وانا معد من القادسية

عم

این مدى سر النجف فقال والجبيل الذي اعتصم بن نوح ع فقالت

تنا

قبل الشام

الى جبر يعصمنى من الماء فأوحى الله

ليه يا نجف يتهم بك منى ماب في الهون و يقطع إلى

ص: 100

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

101 ...

لكن الصحيح أن الإسناد الثاني معلّق على ما قبل ما بين المعقوفين ، أي على قوله : وَأَخْبَرَنِي الْوَزِيرُ الْمُعَظَّمُ نَصِيرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بن الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ فَضْلِ اللَّهِ عَنْ ذِي الْفَقَارِ وَعَنِ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ [أي بن داود صاحب كتاب كامل الزيارات أيضاً] قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن تَمَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بن رِيَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بن خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن عَلِيِّ الْخَرَّازُ عَنْ خَالِهِ يَعْقُوبَ بن إِلْيَاسَ عَنْ مُبَارَكِ الْخَبَّازِ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لا أَسْرِج الْبَغْلَ وَالْحِمَارَ فِي وَقْتِ مَا قَدِمَ وَهُوَ فِي الْحِيرَةِ .... الحديث ، ثمّ قال أي ابن داود : «وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن

سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بن خَالِدٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ»، وأن ما بين المعقوفين

من الزيادات في بعض النسخ في غير موضعها المناسب .

2 - وروى أيضاً ما رواه في الكامل المتداول ، قال في فرحة الغري :

الباب السابع فيما ورد عن مولانا الإمام موسى بن جعفر الا في ذلك : رَوَى جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن عَلِيَّ بن يَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيَّ بن فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بن الْجَهْم ابن بُكَيْرٍ قَالَ ذَكَرْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عِيسَى بن مُوسَىٰ وَتَعَرُّضَهُ لِمَنْ يَأْتِي قَبْرَ

(1)

أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ... الحديث

(1) فرحة الغري : 102 / ح 1 ب 7 .

تراثنا / 135

...

ص: 101

102

انتهى وهو بعينه في المصنّف المتداول

3

(1)

3 - وكذا قال في الفرحة : وفي مزار ابن قولويه - فيما رويته عن العمّ

السيد رضي الدين عن الحسن بن الدربي بإسناده إليه - قال : حدثني أبي الله ،

عن سعد بن عبد الله أحمد

محمد

بن

أحمد

بن عيسى ، عن

محمد

بن

"

عن

ابن أبي نصر ، قال : سألت الرضا الا فقلت : أين موضع قبر أمير المؤمنين؟

فقال : الغري. فقلت له : جعلت فداك إنّ بعض الناس يقول دفن بالرحبة

قال : لا ولكن بعض يقول دفن في المسجد

(3)

ورواه في الكامل المتداول (3)

(2)

4 - قال : «رَوَى جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي - مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن عَلِيٍّ بن يَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ بن فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بن الْجَهم بن بُكَيْرٍ قَالَ : ذَكَرْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ اللهِ عِيسَى بن مُوسَى وَتَعَرُّضَهُ لِمَنْ يَأْتِي قَبْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لا وَأَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ مَوْضِعاً يُقَالُ لَهُ النُّوَيَّةُ يَتَنَزَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لا فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلاً وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَرْوِي صَفْوَانُ الْجَمَّالُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لا وَصَفَ لَهُ قَالَ لَهُ فِيمَا ذَكَرَ إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْغَرِيِّ ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَاجْعَلْهُ خَلْفَ ظَهْرِكَ وَتَوَجَّهْ نَحْوَ النَّجَفِ وَتَيَامَنْ قَلِيلاً فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الذَّكَوَاتِ البيضِ وَالنَّبيَّةُ أَمَامَهُ فَذَلِكَ قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لا وَأَنَا

(1) كامل الزيارات : 35 / ح 8 ب 9 .

(2) فرحة الغري : 131 / ح 74 ، تحقيق السيّد تحسين آل شبيب الموسوي ، ط مركز

الغدير للدراسات

(3) كامل الزيارات : 37 / ح 13 ب 9.

ص: 102

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

...

10

آتِيهِ كَثِيراً وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ لَا يَرْوِي ذَلِكَ يَقُولُ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هُوَ فِي الْقَصْرِ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْعَلَ قَبْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السلام فِي الْقَصْرِ فِي مَنَازِلِ الظَّالِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ يُدْفَنُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمْ يُرِيدُونَ سَتْرَهُ فَأَيُّنَا أَصْوَبُ قَالَ أَنْتَ أَصْوَبُ مِنْهُمْ أَخَذْتَ بِقَوْلِ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ اللهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَدْرِي أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُ بِقَوْلِكَ وَيَذْهَبُ مَذْهَبَكَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ مَا ذَلِكَ شَيْءٌ مِنَ اللَّهِ قَالَ أَجَلْ إِنَّ اللَّهَ يُوَفِّقُ مَنْ يَشَاءُ وَيُؤْمِنُ عَلَيْهِ فِعْلَ [فَقُلْ] ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ فَاحْمَدُهُ عَلَيْهِ»

وهو بعينه في الكامل المتداول

(2)

وهذا المقدار يقوّي تطابق نسخة المصنف

(1)

مع المتداولة اليوم في

الجملة ، لكنّه لا ينفي احتمال الزيادة والتغيير في مواضع أخرى .

(1) فرحة الغري : 102 - 103 / ح 71 ب 9

9

(2) كامل الزيارات : 35 - 36 ، ب التاسع ، الدلالة على قبر أمير المؤمنين لالالالالا .

.... تراثنا / 135

ص: 103

... 104

104

المقارنة بين نقولات المتقدّمين من كامل الزيارات

أوّلاً : نسخة المفيد التي نقل منها في المزار :

وتقدّم ذكر طرف ممّا يتعلّق بهذا البحث عند التعرّض لما ذكره صاحب

كتاب كامل الزيارات في مقدمته ، وبقيت ملاحظات أخرى :

1 - إنّ الشيخ المفيد في المزار قال في مقدّمته : «أما بعد - وبالله التوفيق فإنّي قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين ( أمير المؤمنين علي بن

طالب ، والحسين بن علي صلوات الله عليهما ووصف ما يجب من

العمل عند الخروج إليهما ، ويلزم من الفعل في مشهديهما ، وما يتبع ذلك في منازله ، ويتعلّق بأوصافه في مراتبه .

أبي

وأذكر على التقديم في صدره طرفاً مما جاء به الأثر في فضله ، فإنّى لم أجده على الحدود التي أؤمها منه في شيء مما تقدم من مصنفات أصحابنا - رضوان الله عليهم - وتأخر ، وإن كان موجوداً فيها على غيرها - ممّا يتعذر القاصد العمل بها لأجل الجمع بينها ، ويصعب عليه الإتيان على النسق والنظام بها - وهو اختلاف محالها من الأماكن ، وتباين أجناسها من المواضع ،

واختلاط المعنى منها بخلافه، ومجاوزة الباب في الغرض لبعيده ، ومباينة

المناسب في المواطن لقريبه . فعمدت تلخيص ذلك على اختصار، وتحرّيت تأليفه للحفظ والتذكار،

ص: 104

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

وبالله أستعين ، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل

(1)

. انتهى

.。...

وقوله الأخير الله غريب؛ لأنّ كتاب كامل الزيارات المنتسب لشيخه ابن

قولويه قد فرض أنّه رتّب على النحو المطلوب وعلّله بنحو ما ذكره المفيد ، إلا أن يكون المفيد لم يدرك الأثر الكامل عن شيخه ، كأن يكون ابن قولويه ألف كتابه أواخر عمره كما يظهر من شهادة ابن طاووس برؤيته لخطه على نسخته سنة (366ه- ) قبل وفاته بسنة أو سنتين ، وما يمكن أن يستفاد مما ذكر في الباب الثامن والثمانين من كامل الزيارات المتداول من أن ابن قولويه كان على عزم الزيادة في الكتاب إلا أنّ الأجل باغته الله

ومن هذا القبيل ما ذكره الشيخ الطوسي الله في خطبة كتاب عدّة الأصول من عدم وجود كتاب وافٍ بمطالب الأصول المتداولة بين متكلمي بغداد ومذاهبهم تشرح مختار الإمامية ، مع أنّ السيّد المرتضى له ألف كتاب الذريعة

على انبساط من الشرح قل نظيره .

2 - إنّ كثرة رواية المفيد عن شيخه ابن قولويه ، تجعلنا نستقرب أن

المفيد إنّما يروي عن كتاب شيخه، وليس هو إلا كتاب الزيارات ، لكن التفاوت في مواضع الطرق والألفاظ ملحوظ بين نسخة المفيد وما أودع في

الكتاب الحاضر من كامل الزيارات ومن أمثلة ذلك:

أ - في المزار قال : أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بن مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّةٍ

(1) المزار للمفيد : 3

... تراثنا / 135

ص: 105

... 106

مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بن عِيسَى عَنِ الْقَاسِمِ بن يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ

(1)

الْحَسَنِ بن رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بن تُوَيْرِ بن أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَيُونُسُ

السلام

ابن ظَبْيَانَ الْمُفَضَّلُ بن عُمَرَ وَأَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله وَكَانَ الْمُتَكَلَّمْ يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي كَثِيراً مَا أَذْكُرُ الْحُسَيْنَ فَأَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ : قُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تُعِيدُ

لا ذَلِكَ ثَلاثاً فَإِنَّ السَّلَامَ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَمِنْ بَعِيدٍ»

(2)

(1) والحسين بن ثوير (ثور - النجاشي والفهرست بن أبي فاختة سعد (سعيد) بن

حمران مولى أم هانئ بنت أبي طالب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله علي الالي

هاشمي

، ثقة

(

راجع رجال النجاشي : 44 ، رجال الشيخ الطوسي : 169 ، وفهرسته : 59 ، رجال ابن داود : 79 ، ورجال البرقي : 27 ، رجال العلّامة الحلّي : 52 ، جامع الرواة : 1/ 235 رجال السيد الخوئي : 5 / 210 (2) كامل الزيارات : 197 ح 2 قطعة ) ، والكافي : 4 / 575 صدر ح 2، عنه التهذيب : 6

/ 103 ح 2 ، والوسائل : 10 / 385 ح 1 ، والبحار : 101 / 370

ورواه في الفقيه : 2 / 596 ح 3199 .

ورواه في الكامل

ح

14

.

أيضاً بسند آخر قطعة أخرى في الباب 26 الباب 26 ب بكاء

الله على الحسين ال ح 2 .

جميع

خلق

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الْحُسَيْنِ بن أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ بن عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ النَّهَاوَنْدِيٌّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بن تُوَيْرِ بن أَبِي فَاخِتَةَ وَيُونُسَ بن ظَبْيَانَ وَأَبِي سَلَمَةَ السَّرَّاج وَالْمُفَضَّل بن عُمَرَ كُلُّهُمْ قَالُوا : سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لا يَقُولُ : إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ بن عَلِي لا لَمَّا مَضَى بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ والأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَنْقَلِبُ عَلَيْهِنَّ وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ وَمَا خَلَقَ رَبُّنَا وَمَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى ، وَحَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَعْدِ ابن عَبْدِ اللهِ عَنْ مُحَمَّدِ بن الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ بن أَبِي عُثْمَانَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ»

ص: 106

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

\ • V . . . .

وفي الكامل : حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَعْدِ بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ ابن مُحَمَّدِ بن عِيسَى عَنِ الْقَاسِمِ بن يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ بن رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ ابن تُوَيْرِ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَيُونُسُ بن ظَبْيَانَ وَالْمُفَضَّلُ بن عُمَرَ وَأَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ لا فَكَانَ الْمُتَكَلِّمُ يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً يَقُولُ : ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اللا : إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لا لَمَّا مَضَى بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ والأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا يَنْقَلِبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقٍ رَبِّنَا وَمَا يُرَى : وَمَا لَا يُرَى ، وَبَكَىٰ عَلَىٰ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ ، قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَشْيَاءَ ؟ قَالَ :

(1)

لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ الْبَصْرَةُ وَلَا دِمَشْقُ وَلَا آل عُثْمَانَ بن عَفَّانَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ) .

فاقتصر على رواية صدر الحديث مع تفاوت السند

لكن يحتمل أن يكون المفيد إنّما روى عن شيخه ابن قولويه رواية

الكليني؛ حيث روى الكليني نفس الخبر بنفس الطريق، وذكرنا في مباحث سابقة أنّ فيه ما ينافي غرض المصنّف من استقصاء الأخبار، وأن فوات خبر

كهذا - وغيره - رواه عن شيخه الكليني ورواه المفيد عنه ، فيه غرابة ، ثمّ

(1) وهو في الكافي 9 : 307 / ح 2 ب زيارة قبر أبي عبد الله الحسين الا : «عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بن يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بن رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بن تُوَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَيُونُسُ بن ظَبْيَانَ وَالْمُفَضَّلُ بن عُمَرَ وَأَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ لا وَكَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَحْضُرُ مَجْلِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ - يَعْنِي وُلدَ الْعَبَّاسِ - فَمَا أَقُولُ ؟ فَقَالَ : إِذَا

حَضَرْتَ . . . » الحديث

...

. . . . تراثنا / 135

135

ص: 107

... 108

دفعناه بكون الغاية تحقيق الغرض من الاحتجاج بمجموع الأحاديث ، وكذا ذكرنا احتمال أن لا يكون المفيد مطلعا على كتاب شيخه أو عند اكتماله ،

واستبعدناه لضعف احتماله ، ويبقى في النفس شيء .

ب - ومنها في المزار :

الله لام

وَرَوَى أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عِيسَى عَنِ ابن أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ رَوَاهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِذَا بَعْدَتْ بِأَحَدِكُمُ الشُّقَّةُ وَنَأَتْ بِهِ الدَّارُ فَلْيَعْلُ عَلَى مَنْزِلِهِ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلْيُومِ بِالسَّلَامِ إِلَى قُبُورِنَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَصِلُ وَتُسَلِّمُ عَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ بَعِيدٍ كَمَا تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَرِيبٍ غَيْرَ أَنَّكَ لَا تَقُولُ أَتَيْتُكَ بَلْ تَقُولُ مَوْضِعَهُ قَصَدْتُكَ بِقَلْبِي زَائِراً إِذْ عَجَزْتُ عَنْ حُضُورِ مَشْهَدِكَ وَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِسَلَامِي لِعِلْمِي بِأَنَّهُ يَبْلُغُكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ ثُمَّ تَدْعُو بِمَا

أَحْيَيْتَ)

(1)

وفي الكامل قطعة منه : «حَدَّثَنِي أَبِي: «حَدَّثَنِي أَبِي اللهُ عَنْ سَعْدٍ وَمُحَمَّدِ بن يَحْيَى عَنْ

28 ح

(1) تخريج مزار المفيد) : روى صدره في : كامل الزيارات : 286

سعد ومحمد بن يحيى ، عن

أحمد

بن محمد

1

عن أبيه ، عن

بن عيسى ، وص 288 ح 2 ح 6 عن

محمد

ابن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن سهل ، عن أبي أحمد ، عمّن رواه . والكافي : 4 / 587 ح 1 عن عدة

أصحابه

والفقيه : 2/ 599 ح 3202 عن ابن أبي عمير ، عن هشام . 2 599

،8

من

ورواه في التهذيب 103/6 ح 1 وص 367 ح 8 ، ومستدرك الوسائل : 369/10

اح

ح -

13 عن عن التهذيب

باب 75 ح 1 عن الكامل . وأخرجه في البحار : 101 / 370 وفي الوسائل : 10 / 452 ح 1 و 2 عن الفقيه والكافي والتهذيب وأورده في المقنعة : 76 مرسلا .

ص: 108

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

09 ....

أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بن عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بن أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ رَوَاهُ قَالَ : قَالَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِذَا بَعْدَتْ بِأَحَدِكُمُ الشُّقَّةُ وَنَأَتْ بِهِ الدَّارُ فَلْيَعْلُ أَعْلَى مَنْزِلٍ لَهُ

(1)

فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَلْيُومِ بِالسَّلاَمِ إِلَىٰ قُبُورِنَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَصِيرُ إِلَيْنَا ) . لكنّه حديث لم يسنده المفيد لشيخه ابن قولويه ، كما أن من قوله :

غير أنك لا تقول الظاهر أنّه من كلام المفيد، فلا يصح جعله من قرائن

التفاوت بين

نسخة المفيد وشيخه ابن قولويه ، ذكرناه للتنبيه .

ج - ومنها ما تفاوت طريق الخبر فيه :

مثاله في المزار :

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بن الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بن مِهْرَانَ عَنْ عَلِيٌّ بن عُثْمَانَ الرَّازِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الأَوَّلَ لا يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى زِيَارَتِنَا فَلْيَزُرْ صَالِحِي إِخْوَانِهِ يُكْتَبْ لَهُ ثَوَابُ زِيَارَتِنَا ، وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصِلَنَا فَلْيَصِلْ صَالِحِي إِخْوَانِهِ يُكْتَبْ لَهُ ثَوَابُ

(2)

صِلَتِنَا )

وفي الكامل : حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ الرَّزَّازُ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بن الْحُسَيْنِ بن أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَمْرِو بن عُثْمَانَ الرّازِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الأَوَّلَ لا يَقُولَ ... الحديث

(1) كامل الزيارات : 286 / ح 1 ب 96

(2) المزار : 216 / ح 1 ب 27 .

(3) كامل الزيارات : 319 / ح 1 ب 105 .

(3)

ص: 109

11.

... تراثنا / 135

د - وإضافة لما مرّ فيلاحظ على مزار المفيد قلة إسناد الرواية لكبار

المتهمين بالغلوّ وندرة ذكرهم ، وحتى ما رواه من حديث المفضّل بن عمر ساقه تأييداً ، وما في الكامل المطبوع ذكر لمجموعة من تلك الأحاديث بزيادة طرق فيها من أهل الغلو والمتهمين.

- كما أن اختلاف كثير من طرق وألفاظ الأخبار مما لا يتفق في

العادة والرواية عن شيخ واحد ، خاصة ممّن له كتاب يروى منه كابن

قولويه

(1)

ثانياً - نسخة الشيخ الطوسي : في المصباح، وفي زيارات

التهذيب :

واقتصر في مزار التهذيب على ما ذكره شيخه المفيد في مزاره ، وانظر كمثال من التهذيب بَابُ فَضْلِ الْكُوفَةِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الصَّلَاةُ مِنْهَا وَمَوْضِعِ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لا وَالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ عِنْدَهُ وَفَضْلِ حَصَى الْغَرِيِّ وَمَسْجِدِ السَّهْلَةِ وَالْمَسَاجِدِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا وَفَضْلِ الْفُرَاتِ وَالاِغْتِسَالِ مِنْهُ والباب الأول والثاني من مزار المفيد

وأخرج فى المصباح حديثاً واحداً عن مزار ابن قولويه ، قال : «وَذَكَرَ أَبُو الْقَاسِم جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ الزِّيَارَاتِ أَنَّهُ رَوَى

(1) انظر تخريجات أخبار كتاب المزار للمفيد ، بتحقيق السيد محمد باقر الأبطحي الله

ط 1 مؤتمر ألفية الشيخ المفيد ، 1413 ه- ، ، قم .

ص: 110

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

111....

سَالِمُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : مَنْ بَاتَ لَيْلَةَ النَّصْفِ مِنْ

لا شَعْبَانَ بِأَرْضِ كَرْبَلاءَ وَقَرَأَ أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ أَلْفَ مَرَّةٍ وَيُحَمِّدُهُ تَعَالَى أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَكُلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ وَسُلْطَانٍ وَيَكْتُبَانِ لَهُ حَسَنَاتِهِ لَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَيَسْتَغْفِرَانِ لَهُ مَا دَامَا مَعَهُ (1)

وهو بعينه مرسل الكتاب المتداول (2)

لكن هذا المقدار - وهو موافقة كثير ممّا روي عن ابن قولويه لما رواه عنه غيره في الكتب المتقدّمة في الجملة - يقوّي التطابق ، لكنّه لا يثبت أكثر

من تطابق الكثير لا كلّ النسخة كما لا يخفى .

ثالثاً - محمد بن جعفر ، ابن المشهدي (610) ه) في المزار الكبير : ولم أقف على مورد حتى الآن صرّح بروايته عن نسخة كتاب ابن

قولويه ، لكن كثرة إسناده عن جعفر بن محمد بن قولويه لا بن قولويه لا ريب أن تكون

من كتابه ، والكلام فيه هو الكلام المتقدّم في نسخة الشيخ المفيد ، من تفاوت الأسانيد والألفاظ عن نسخة الكتاب الحاضرة ، ولعلّنا نعرّج على التفصيل في زمان يسع له . رابعاً - الحسن ابن سليمان الحلي (القرن الثامن) في مجموعه :

(1) مصباح المتهجد 2 : 853 ، فصل في ذكر سياقات عبادات السنة . (2) كامل الزيارات : 181 / ح 8 ب 72 فصل ما يجب العمل به ليلة النصف من شعبان .

.. 112

ص: 111

...

تراثنا / 135

وقد نقل عنه في مجموعه الحديثي شيئاً من نسخته من المزار ، في

باب (تتمة ما تقدم من أحاديث الرجعة) .

قال في ح 2 :

وَمِمَّا رَوَيْتُهُ بِالطَّرْقِ الْمُتَقَدِّمَةِ ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ الْقُمِّي مِنْ كِتَابِ الْمَزَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن

الْحُسَيْنِ بن أَبِي الْخَطَّابِ وَأَحْمَدَ بن الْحَسَنِ بن عَلِيَّ مِن فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ

بن

مَرْوَانَ بن مُسْلِمٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بن مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ لا يَا ابن رَسُولِ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ حَيْتُ يَقُول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيَّاً أَكَانَ إِسْمَاعِيلَ بن إِبْرَاهِيمَ لا؟ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ بن إِبْرَاهِيمَ !

(1)

فَقَالَ لا : « إِسْمَاعِيلُ مَاتَ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ لا ... الحديث

((:

(2)

وهو في المتداول".

وقال في ح3:

وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ الْحِمْيَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ابن مُحَمَّدِ بن سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمَّ ، قَالَ؛ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَزَّازُ، عَنْ حَرِيزِ ،

(1) المجموع الحديثي المعروف بمختصر البصائر) : 429 ، تحقيق مشتاق المظفّر ،

ط 1 ، مؤسسة النشر الإسلامي ، 1421ه- .

(2) كامل الزيارات : 65 / ح 3 ب 19

ص: 112

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

113 ...

قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلُّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَقْرَبَ

لا

آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةٍ هَذَا الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا

(1)

...

صَحِيفَةٌ ... ... الحديث .

وهو بعينه في الكامل المتداول

(2)

ما

وهو في الكافي من الزيادات الملحقة به عن نسخة الصفواني ، صورته : وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِي زِيَادَةٌ : عَلِيٌّ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَصَمَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنْ حَرِيزٍ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَأَقْرَبَ أَجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ! فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا

(3)

صَحِيفَة ... الحديث .

وقال في ح 4 :

وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدِ بن عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ الرَّازِيِّ الْجَامُورَانِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بن سَيْفِ بن عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَيُّ

لها بِقَاعِ اللهِ أَفْضَلُ بَعْدَ حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ ؟ فَقَالَ : «الْكُوفَةُ ، يَا أَبَا بَكْرِ هِيَ

ليل

(1) المجموع الحديثي المعروف بمختصر البصائر) : 432 . عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن أبي عبد

،

الله البزاز ، عن حريز . وعنه في مرآة العقول 3 : 199 / 5 .

(2) كامل الزيارات : 87 / ح 17 ب 27

(3) الكافي 1 : 707 / ح ه ب ، أنّ الأئمة الالا لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد . اح

.... تراثنا / 135

ص: 113

.. 118

الزَّكِيَّةُ الطَّاهِرَةُ، فِيهَا قُبُورُ النَّبِيِّينَ الْمُرْسَلِينَ وَغَيْرِ الْمُرْسَلِينَ وَالأَوْصِيَاءِ الصَّادِقِينَ ، وَفِيهَا مَسْجِدُ سُهَيْلِ ، الَّذِي لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا وَقَدْ صَلَّى فِيهِ، وَمِنْهَا يَظْهَرُ عَدْلُ اللهِ ، وَفِيهَا يَكُونُ قَائِمُهُ ، وَالْقُوَّامُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهِيَ مَنَازِلُ

النَّبِيِّينَ وَالأَوْصِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ))

(1)

(2)

وهي بعينها في الكامل، ورواها المفيد عن شيخه ابن قولویه مثله

(3)

وقال في ح 11 : وَرَوَيْتُ عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بن قُولَوَيْهِ فِي مَزَارِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي

،

الْحُسَيْنُ بن مُحَمَّدِ بن عَامِرٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بن مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ ، عَنِ ابن صَدَقَةَ ، عَنِ الْمُفَضَّل بن عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لالا

(4)

( كَأَنِّي وَاللَّهِ بِالْمَلائِكَةِ قَدْ زَاحَمُوا الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ) قَالَ : قُلْتُ : فَيَتَرَاءَوْنَ لَهُمْ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لزماء [قَدْ لَزِمُوا] وَاللهِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَمْسَحُونَ وُجُوهَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ، قَالَ : وَيُنْزِلُ اللَّهُ عَلَى زُوّارِ الْحُسَيْنِ عُدْوَةٌ وَعَشِيَّةٌ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ، وَخُدَّامُهُمُ الْمَلائِكَةُ ، لَا يَسْأَلُ اللَّهَ

لا

عَبْدُ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا ... الحديث

....

قَالَ : قُلْتُ : هَذِهِ وَاللهِ الْكَرَامَةُ .

(1) المجموع الحديثي (المعروف بمختصر بصائر الدرجات) : 433 .

(2) كامل الزيارات : 30 / ح 11 ب8

(3) مزار المفيد : 4 - 5/ ح 1 ب 1 فضل الكوفة .

(4) في الكامل : ازدحموا .

(5) المجموع الحديثي المعروف بمختصر بصائر الدرجات) : 461 .

(0)

ص: 114

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

110...

قَالَ : ( يَا مُفَضَّلُ أَزِيدُكَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا سَيِّدِي ، قَالَ : ( كَأَنِّي بِسَرِيرٍ مِنْ

(1)

نُورٍ قَدْ وُضِعَ ، وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ ، وَكَأَنِّي بِالْحُسَيْنِ لا جَالِساً عَلَى ذَلِكَ السَّرِيرِ ، وَحَوْلَهُ تِسْعُونَ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ ،

) وَكَأَنِّي بِالْمُؤْمِنِينَ يَزُورُونَهُ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ : أَوْلِيَائِي سَلُونِي فَطَالَمَا أُوذِيتُمْ ذُلَّلْتُمْ وَاضْطُهِدْتُمْ ، فَهَذَا يَوْمٌ لَا تَسْأَلُونِّي حَاجَةٌ مِنْ

حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتُهَا لَكُمْ ، فَيَكُونُ أَكْلُهُمْ وَشُرْبُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَهَذِهِ

وَاللهِ الْكَرَامَةُ الَّتِي لَا يُشْبِهُهَا شَيْءٌ)

(4)

(3)

ومثله في البحار، وراجعت صورة نسخة المجلسي من كامل

الزيارات التي عليها حواشيه - وتقدّم عرضها - فوجدت أن صورة الباب تقع

في صفحتين غير مصوّرتين وهما الصفحتان 175 و 176 ! .

شيء»

و قريب منها نسخة من الكامل وفيها : فهذا والله الكرامة التي لا منتهاها

(0)

سليمان .

، ويحتمل التصحيف ، وأنّ هذه النسخة مطابقة لنسخة الحسن بن

(1) في الكامل : + حمراء .

(2) في الكامل : جالس

(3) كامل الزيارات : 135 / 3 ، وفي آخره: فهذه الكرامة التي لا انقضاء لها ، ولا يدرك

منتهاها

ومثلها النسخة المخطوطة من مخطوطات المجلس برقم 12127 .

(4) بحار الأنوار 98: 53/65 ب 9

(5) من مخطوطات مجلس الشورى الإيراني ، رقم المدرك في مكتبة المجلس

24541 ، بخط الناسخ الشهير محمد شفيع الكرماني

... 117

ص: 115

تراثنا / 135

ومغايرة لما في الكامل المطبوع بنسختيه (الأردوبادي والقيومي) وفيه :

(1)

«فَهَذِهِ وَاللهِ الْكَرَامَةُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا وَلَا يُدْرَكُ مُنْتَهَاهَا (1) ))

وفي نسخة الكاغذاني سنة ( 1036ه) المختلفة : فهذه والله الكرامة

الذي لا انقضاء ولا منتهاها شيء».

16

فهذا

ثم واصطدمتم يوم لا بنا لوفي حاجة من جوابج الناوي

ندی

لا قضيتها لكر فيكون الكلام وشربهيم موالية في واد الكر الملكي

كم فيكون من

لا انقضاء ولا منتها من باب : 5

ان ایام دارای شیرین

سعيل

تعد من اعمارهم حديثي حمد برصيد اللهالحجيري قال مدتى اليوم

(1) كامل الزيارات : 136 ، ب 50 ) كرامة الله تبارك وتعالى لزوار الحسين بن علي )

ص: 116

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

وفي المقابلة بعدّة نسخ سنة (1351 ه) للأرموي النجفي :

117 ...

وازيدك قلت نعم باستيدي قال كانى بسر بر من نور قد وضع و قد من

والمؤمنين خل عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجواهر وكاني بالحسين عليه المجالس على می و عتیقه و فردی

و نسخه استید

اشتند

ذلك السرير وحوله تسعون الف قبة خضراء وكاني بالملائكة يزورون ويسلمون عليه فيقول الله عز وجل لهم يا اوليائي سلوني فطال ما اوريتم و ذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسئلوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الاقضيتها لكم فيكون اكلهم وشربهم في الجنة فهذ او الله الكرامة التي لا انقضاء لها ولا منتهى الباب ان اليام زائر الحسين عملية تسلم لا تعد من اعمارهم حدثى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى قال حدثني بو سعيد الحسن بن على بن زكريا العدوى البصري عن هيثم بن عبد الله : الرماني عن ابى الحسن الرضا عن ابيه عليهة المقابل قال ابو عبد الله جعفر بن محمد الروماني فل الصادق علية علم ان ايام زائرى الحسين علية كما لا تحسب من اعمارهم ولا تحقد

لا انقضاء لها ولا يدوك منتها

الباب في ل عن الحكيم بن علية التي

ابو

وقفة عند نسخة الحسن بن سليمان الحلي من كتاب كامل

الزيارات :

وممّا مضى يمكن الوقوف على النسخة التي يحتمل أن تكون مطابقة لنسخة الحسن بن سليمان الحلّي (القرن الثامن)، ويزيد على السابق أيضاً

موضع ، وهو الذي رواه في

الباب 79 زيارات الحسين بن علي ) ، (زيارة أخرى) وهي الزيارة

)

6 ، قال في آخرها : .... ثُمَّ قُلْ : اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً وَمِيثَاقاً بِأَنِّي أَتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْمِيثَاقَ

فَاشْهَدْ لِى عِنْدَ رَبِّكَ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ .

... 118

ص: 117

.. تراثنا / 135

حَدَّثَنِي حَكِيمُ بن دَاوُدَ بن حَكِيمٍ عَنْ سَلَمَةَ بنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَيْنِ ابن زَكَرِيَّا عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَفْصِ الْمَرْوَزِيٌّ عَنِ الْمُبَارَكِ قَالَ : تَقُولُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابن رَسُولِ اللهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابن عَلِيّ الْمُرْتَضَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابن فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيّتاً ثُمَّ ضَعْ خَدَّكُ الأَيْمَنَ عَلَى الْقَبْرِ وَقُلْ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ جِئْتُكَ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يَا ابن رَسُولِ اللهِ ثُمَّ اذْكُرِ الأَئِمَّةَ بِأَسْمَائِهِمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَقُلْ أَشْهَدُ أَنَّهُمْ حُجَجُ اللهِ ثُمَّ قُلْ اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثَاقاً وَعَهْداً إِنِّي أَتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْمِيثَاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُه

(1)

لكن في النسخة المرقومة التي توافق آخر رواية الحسن بن سليمان في

الله

مجموعه الذي نقلنا لفظه آنفاً ، بعد قوله : «أنت الشاهد» ، قال : «بسم الرحمن الرحيم حدّثني أبو عبد الرحمن ... وهي في المطبوع والمخطوط من النسخ الأخرى آخر زيارات الباب، وصورتها من مخطوط الكامل المذكور الذي احتملنا أنّه مطابق لنسخة الحسن بن سليمان الحلّي من آخر

ب 79

(1) الكامل طقيومي : 381 / ح 10 ، تحقيق الأردوبادي بمقدمة الأميني : 210 / ح 7 .

ص: 118

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

119 ....

خدك الأيمن على القرد تلاشهَدُ أَنَّكَ عَلَى سُنَّةِ تكَ مُقِها بالذنوب لع لي عِندَرَ يَكَ

تا بنِ رَسُولُ اللهِ ثُمَّ ا نكر الاية بأسمائهم واحدا واحد) وَقُلْ اَشهَدُ أنهم هو الله ثم تلا لب

وَاحِدًا لى عندك مناقاً او عهدا إلى اعيد محدد المثاق

عِنْدَكَ عَهْدًا

.

ان : اليم حدثنى احمد

ابو عبد الرحمن محمد بن اب بن الحسين العكرتي ومحمد بن الحسن جميعا عن الحسن بن على بن مهرباء عن ابيه على بن مهرباء عن محمد بن ابى عمير عن محمد بن مَرَ وَان عن الى حمزة الثمالى قَالَ قَالَا الصَّادِق من إذَا أَرَدْت المسير إلى قبر الحسين

بن عَلَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَهُمْ يَوَمَا لدَ بَعَاءِ وَالحمد والجمعَةِ فَإِذَا ادَدْتَ الخَرُوجَ فَاجْمَعَ أَهْلَكَ وَوَ لذل وادع بِدُعَاءِ السَّفِ وَاعْتَل قَبْلَ خُن وجك وقيل حين تغسل اللهم طهرني وطمن قلبي و

.... تراثنا / 135

ص: 119

120

فإذا كانت هذه النسخة المطابقة لنسخة الحسين بن سليمان من

هي

كامل الزيارات ففيها اختلافات غير مؤثرة مع باقي النسخ ، وفيها مغايرة للعناوين ممّا لا تخلو عنه نسخة من كامل الزيارات، وهو دليل على تعاقب التغيير من هذه الجهة ، كما يصرّح به الأرموي النجفي في نسخته المقابلة ، لاحظ السطر الأخير من ص 230 ( زيارة القدوم ممّا لم يثبت في النسخ

المتداولة :

13 - 2 - 34

مال و عقد

ص: 120

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

121 ....

أنّ هذا المقدار لا يحقق الجزم بمطابقة نسخة الحسن بن سليمان

الحلي - المفقودة كغيرها من نسخ المتقدمين والمتأخرين - لنسخة هذا

الزمان ، وإن كانت المطابقة محتملة وعليها قرائن جيّدة .

والحاصل :

أننا خلصنا بعد تتبع ما نقل عن نسخ المفيد والطوسي وابني طاووس والحسن بن سليمان الحلّي إلى أنّ القرائن مجتمعة تؤيد اختلاف النسخة الحاضرة عن نسخ المتقدمين خاصة ، وأنّ الاشتراك بينهما كثير، وترجيح احتمال الزيادة والتحرير لا يزال باقياً ، ومع فقدنا - حتى الآن - للنسخ القديمة أو قرائن الاعتبار ، فالجزم بأحد الاحتمالين غير مقدور بهذا المقدار من التتبع

الذي بذلنا الوسع في استخراجه وترتيبه ، لكن المجموع وبلا ريب يضعف الوثوق بدعوى مشهورية النسخة الحاضرة التي لم نقف على اتصال شهرتها بنسخ المتقدمين .

... تراثنا / 135

ص: 121

. 122

خاتمة في تعيين مؤلف الكتاب المتداول

المعروف بكامل الزيارات

وعلى الراجح من انتساب الكتاب المتداول اليوم لغير جعفر بن محمد

ابن قولويه ، سواء بالزيادة أو معها والتحرير والتغيير في الترتيب ، فإن تعيينه مهم للغاية وممتنع مع قلّة القرائن ، إلّا أنّ تقريب الأمر بتوظيف تلك الدلائل لا يترك أو يهمل .

فممّا يمكن معرفته حول تلك الشخصية :

1 - جعفر بن محمّد بن قولويه : ويروي عنه الحسين بن

المغيرة أيضاً .

أحمد بن

2 - أبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي، ويتفرّد المؤلّف

بالرواية عنه ، سم سمع منه بمصر.

1 - أبو عبد الله أحمد محمد بن عيّاش (ت) 401ه- ، قال فيما

بن

نقلناه عنه سابقاً : « ... وذلك أنّي ما قرأته على شيخي له ولا قرأه علي ، غير أني أرويه عمّن حدّثني به عنه وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش» ، والظاهر أنّه بمنزلة المعاصر له في الطبقة .

علي بن محمد بن عبدوس ، أبو القاسم الكوفي

ذكر أنّه من تلاميذ الكليني، وليس له رواية في كتب الحديث الإمامي

ص: 122

(3)....

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

إلا رواية واحدة فقط ، وهو من رجال العامة ورواتهم .

ذكر سماعة من الكليني ابن عساكر في تاريخ دمشق ، قال : «محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي أبو جعفر الكليني، من شيوخ الرافضة ، قدم دمشق وحدّث ببعلبك حتى قال : روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم وأبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي وعبد الله ابن محمّد بن ذكوان ، أنبأنا أبو الحسن بن جعفر قالا أنا جعفر بن الحسين بن السرّاج أنا أبو القاسم المحسن بن حمزة الوراق بتنيس نا أبو علي

أحمد بن

الحسن بن علي بن جعفر الديبلي بتنيس في المحرّم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة نا أبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي أخبرني محمد بن

يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن موسى بن إبراهيم

المحاربي عن الحسن بن موسى عن موسى بن عبد الله عن جعفر ابن محمد

(1)

قال قال أمير المؤمنين إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله أقول : مجرّد الرواية لا تحقق عنوان التلمذة ولا المشيخة ، والكليني الله منه الكثير من أهل البلاد التي رحل لها ونزل بها كقم وبغداد والكوفة

سمع

وبعلبك .

وهو من علماء العامة ونحاتها ، قال الحموي (626) ه) في معجم الأدباء : «علي بن محمد بن عبدوس الكوفي : نحوي ذكره محمد بن إسحاق ،

(1) تاريخ دمشق 56 : 297 / 7126

. . . . تراثنا / 135

ص: 123

124

..

وله من الكتب كتاب ميزان الشعر بالعروض . كتاب البرهان في علل النحو .

كتاب معاني الشعر

(1)

وله كتاب الفوائد ، قال الشامي ( 942 ه) في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : روى أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس العوفي في فوائده ، عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : أخبرني واقد أنّ جنّياً عشق جارية لا أعلمه إلا قال : منهم أو من آل عمر، قال : وإذا في دراهم ديك ، فلمّا

جاءها صاح الديك ، فهرب فتمثل في صورة إنسان ، ثم خرج حتى لقي شيطاناً من الإنس ، فقال له : اذهب فاشتر لي ديك بني فلان بما كان ، وأت به في مكان كذا ، فذهب الرجل ، فأغلى لهم في الديك فباعوه ، فلما رآه الديك

صاح فهرب وهو يقول : اخنقه ، فخنقه خنقة صرعت الديك ، فجاء ، فحزّ

رأسه ، فلم يلبثوا يسيراً حتى صرعت الجارية .

(2)

أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عيّاش (ت 401 ه) :

ضعيف الحديث وظاهر تجنّبهم الرواية عنه اتهامه أيضاً

ففي فهرست النجاشي : «أحمد بن

محمد بن عبيد الله بن الحسن بن

عيّاش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري أبو عبد الله . وأمه سكينة بنت الحسين

ابن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي

(1) معجم الأدباء 4 : 1869 .

(2) سبل الهدى :7 : 417 ، تنبيهات

عمر

ص: 124

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

125 ...

محمّد بن يوسف . كان الحديث وأكثر واضطرب في آخر عمره وكان

سمع جده وأبوه من وجوه أهل بغداد أيام آل حماد والقاضي أبي عمر . . له كتب

منها : كتاب مقتضب الأثر فى عدد الأئمة الاثنى عشر ، كتاب الأغسال كتاب أخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، كتاب شعر أبي هاشم ، أخبار جابر الجعفي ، كتاب الاشتمال على معرفة الرجال ومن روى عن إمام إمام ، كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان [عليه السلام] ، كتاب في ذكر الشجاج ، کتاب عمل رجب ، کتاب عمل شعبان ، کتاب عمل شهر رمضان ، كتاب أخبار السيّد ، كتاب اللؤلؤ وصنعته وأنواعه ، كتاب ذكر من روى الحديث من بني ناشرة ، كتاب أخبار وكلاء الأئمة الأربعة . رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لي ولوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئاً تجنّبته وكان من أهل العلم والأدب القوي وطيّب الشعر وحسن الخط الله وسامحه ومات سنة إحدى وأربعمائة» (1)

ونحوه قال الشيخ في الفهرست ، و من قوله : (كان) الحديث وأكثر

سمع

(2)

اختل في آخر عمره ، وفي رجاله : «أحمد بن محمد بن عياش : يكنى أبا عبد الله ، كثير الرواية إلا أنه اختل في آخر عمره ، أخبرنا عنه جماعة من

(3)

(1) فهرست النجاشي : 85 - 86 / 207 .

(2) الفهرست : 78 /ر 99.

(3) قال الميرداماد في الرواشح : أنه تصحيف (أخبل) ، قال :

... تراثنا / 135

135

ص: 125

.. 126

أصحابنا مات سنة إحدى وأربعمائة .

انطباق المعطيات مع المحتملات :

ولعلّ تتبع من روى عن هؤلاء الثلاثة مجتمعين - أو له نصيب من

الرواية عن بعضهم - واتفاق الطبقة ، وشيء من وحدة الخصائص ، يضيق دائرة احتمال من يمكن أن يكون المتصرّف في الكتاب ، ولنورد بعض

هؤلاء ، فمنهم :

1

علي بن محمد الخزاز الرازي صاحب كفاية الأثر وصاحب كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري الذي يروي منه الطبرسي في كتاب أعلام الورى .

فقد روى عن

أحمد محمّد بن عيّاش عن

بن

محمّد أحمد بن

بن عبد

الله الصفواني من تلامذة الكليني الذي جاء أنّ المتصرف الراوي روى عنه

الزيادة السابقة - في كفاية الأثر

أحمد

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عَيَّاشِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا

بن

«ثمّ من هذا الباب في التصحيف أنّ الشيخ في كتاب الرّجال قال في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عياش : «كثير الرواية إلا أنه أخبل في آخر عمره» ، على بناء الأفعال من الخبال بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحدة وهمزة القطع للصيرورة ، یعنی : صار ذا خبال أي ذا فساد في عقله أو في روايته ، والخبال في الأصل بمعنى الفساد وأكثر ما يستعمل في العقول والحواس والأبدان والأعضاء ، وفي التنزيل الكريم : لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) ، فجماهير المُصحفين من ضعف التحصيل وقلة البضاعة بدلوه إلى (اختل) بالتاء المثناة من فوق وتشديد اللام ، من الاختلال» . الرواشح (ط

قدیم ، درا (الخلافة : 82 - 83 / الراشحة 24

ص: 126

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

127 ...

مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ الصَّفْوَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابن مَسْلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللهِ الْحِمْصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابن حَمَّادٍ عَنْ أنس بن سِيرِينَ عَنْ أَنَس بن مَالِكٍ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِي مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِي حُشِرَ مَعَنَا وَمَنِ اسْتَمْسَكَ بِأَوْصِيَانِي مِنْ بَعْدِي فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الْغِفَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ كَم الأَئِمَّةُ بَعْدَكَ قَالَ عَدَدَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ

گم كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ وَالْمَهْدِيُّ

مِنْهُمْ

(1)

وقد يؤيّد أنّه الخزاز برواية زيدت في نسخ الكافي عن الصفواني ، وذكرناها سابقاً عند مقارنة ما رواه الحسن بن سليمان الحلّي، وهو في المجموع الحديثي المسمّى المختار من بصائر الدرجات أو مختصر بصائر

الدرجات :

3

وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرِ الْحِمْيَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ

(

ابن مُحَمَّدِ بن سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن حَمَّادٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصَمُ ، قَالَ؛ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَزَّازُ، عَنْ حَرِيزِ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةٍ هَذَا الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا

(2)

صَحِيفَةٌ ... الحديث

(1) كفاية الأثر : 74

(2) المجموع الحديثي المعروف بمختصر البصائر) : 432 .

.... تراثنا / 135

135

ص: 127

. 128

وهو بعينه في الكامل المتداول

(1)

وهو في الكافي من الزيادات الملحقة به عن نسخة الصفواني ، ما صورته : «وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ : عَلِيُّ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنْ حَرِيزِ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَأَقْرَبَ

أجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ فَقَالَ : إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا

صَحِيفَة ...

2

(2)

«..

الحديث .

(3)

محمد بن علي الطرازي " :

لم يترجم له فيما وصلنا من كتب التراجم والفهارس ، أكثر السيد ابن طاووس النقل عن الطرازي من كتابه الذي بخطه في الإقبال، وقيل أن اسمه الدعاء والزيارة ، وروى عن أحمد بن عيّاش المذكور أنّه من مشايخ المؤلّف .

قال ابن طاووس في الإقبال :

من الدعوات في كل يوم من رجب، ما رويناها عن جماعة ونذكرها

بإسناد محمد بن علي الطرازي من كتابه قال : أخبرنا أحمد بن عيّاش رضي الله عنه ، قال :

محمّد بن

عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن أبي عبد الله

البزاز

، عن حريز . وعنه في مرآة العقول 3 : 199 / 5 .

(1) كامل الزيارات : 87 / ح 17 ب 27

:1

(2) الكافي 1 : 707 / ح ه ب أنّ الأئمة الالا لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد

(3) نسبة لمدينة طراز بتركستان

.

ص: 128

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

حدثنا أحمد بن محمد

129 ..

بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبّي ،

قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور ، قال : حدثني محمد بن الحسين

الصائغ ، عن محمد بن الحسين الزاهري، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق وزاهر الشهيد بالطف ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي معشر ، عن

أبي عبد الله الله ، أنه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدعاء في كلّ يوم من أيامه : خابَ الْوافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ ... الحديث .

حياته

(1)

3 - محمّد بن علي بن يعقوب أبو الفرج الكاتب :

صاحب كتاب المزار ، وممّن تناسب طبقته الرواية عن ابن قولويه آخر

قال النجاشي : محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة ، أبو الفرج القناتي الكاتب : كان ثقة ، وسمع كثيراً ، وكتب كثيراً، وكان يورق

(2)

لأصحابنا وقعنا ، ومعنا في المجالس ، له كتب منها : كتاب عمل يوم الجمعة ، كتاب عمل الشهور ، كتاب معجم رجال أبي المفضّل ، كتاب التهجد ، أخبرني

(3)

وأجازني جميع كتبه ونقل من كتابه السيد ابن طاووس في الإقبال: «فصل [13] فيما نذكره

(1) الإقبال 3 : 209

(2) في هامش كتاب غيبة النعماني : 18 : القناني - بفتح القاف ونونين بينهما ألف - نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما

في اللباب لابن الأثير .

(3) فهرست النجاشي : 398 / 1066

. . . . تراثنا / 135

ص: 129

.... 130

من تعيين زيارة لمولانا علي صلوات الله عليه في يوم الغدير المشار إليه : اعلم أننا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر عدة روايات مطوّلات يضيق عن مثلها مثل هذا الميقات؛ لأنّ

يوم الغدير يختص بيومه زيارات في

6

كتاب المسرّة من كتاب مزار ابن أبي قرّة وهي زيارات يوم الغدير ثمّ

روى الزيارة الرجبية لأمير المؤمنين العالم

(1)

وهو الذي يروي النسخة الواصلة إلينا من كتاب غيبة النعماني (ت 360) ومن مشايخه أبو الحسين محمد بن علي البجلي الكاتب أو محمد بن

أبو الحسين الشجاعي الكاتب في طريق رواية كتاب الغيبة : «حدّثنا الشيخ أبو

(2)

الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن أبي قال حدثنا أبو

قرة الفناني

الحسين محمد بن علي البجلي الكاتب واللفظ من أصله وكتبت هذه النسخة وهو ينظر في أصله قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني

بحلب»

(3)

(1) رواه في كامل الزيارات : 39 ، عنه البحار 100 : 264 ، المزار الكبير : 112 ، مصباح الزائر : 583 ، مزار الشهيد : 95 ، البلد الأمين : 295 ، ومصباح الكفعمي : 480 ، فرحة الغري : 40 ، عنه الوسائل 10 : 306 ، البحار 100 : 264 و 102 : 176 ، وفي الصحيفة السجادية الجامعة : 595 ، الدعاء : 255

.

(2) القناني - بفتح القاف ونونين بينهما ألف - نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد

الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب من مذحج كما في اللباب لابن الأثير (3) وفي نسخة : حدثني محمد بن علي أبو الحسين الشجاعي الكاتب - حفظه الله - قال : حدثني محمد بن إبراهيم أبو عبد الله النعماني الله في ذى الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة قال : وفي بعض النسخ مكان أبو الحسين أبو الحسن ولعله هو

الصواب

:

ص: 130

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

4 - محمد بن هارون التلعكبري :

131 ...

الراوي عن ابن عيّاش أيضاً، ومن طبقة من أخذ عن ابن قولويه .

قال ابن طاووس في جمال الأسبوع

:

حَدَّثَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بن هَارُونَ التَّلْعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عَيَّاشٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ بن فَضَّالٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن مَنْصُورٍ الرِّيَالِي عَنْ أَبِي رِكَازٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لا مَنْ قَالَ : يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّم)

مفصلاً

ه - آخرون :

(1)

وقد يحتمل آخرون ، كالحسين بن أحمد بن المغيرة ، وتبيّن ممّا مرّ عدم رجحان هذا الاحتمال ، وأنّ من تصرّف في كتاب أساس كتاب

ابن قولويه ليس له سماع عن الحسين بن المغيرة ، ولم نقف على رواية

للحسين بن مؤلّف الكتاب

أحمد

بن المغيرة عن علي بن بن عبدوس رس أحد مشايخ

محمد

ويحتمل أنه الشيخ المفيد ، ولم يذكر له هذا الكتاب لكونه ممّا ينسب

لصاحب الأصل ابن قولويه ، ولأنه يروي عن الحسين بن أحمد بن بن المغيرة أيضاً ولا يجب عليه ذكر سماعه عنه في الكتاب ، وهو من أبرز من روى عن شيخه ابن قولويه ، ويناسب أن يفاوضه أيضاً كما مرّ في موضع من الزيادات

حكاية ذلك

(1) جمال الأسبوع : 227 ، الفصل 24 .

ص: 131

... 132

135

... تراثنا / 135

إلّا أنّها محتملات بعيدة ليست على قواعد التحقيق والإثبات . وقد جمعنا أثناء التسويد أسماء أخرى وفوائد شتى وقواعد في

الحديث والرجال والدراية استطرادية ، لا حاجة لذكرها هنا لكونها محتملات

صرفة - وفي عين الحال شيّقة - ومحلّها مواضع أُخر ، فلا يليق إيداعها كتب البحث والتحقيق ، ولا تُعين الباحث على اختصار الطريق .

هذا المقام

أحمده سبحانه على إتمام الكلام في وأصلّي على النبي المصطفى المختار وآله الطاهرين الطيبين

الكرام ، وأسأله التوفيق بالإخلاص وغفران الذنوب العظام

(1)

الدعاء

مجیب

إنه سميع

محمد علي حسين العريبي

البحرين

1436 ه- - 2015 م

(2)

(1) وأجزت - أنا محمد علي العريبي - لمن حضر واستمع دروسي هذه أو أخذ مدوّنتها

منّي ، أن يرويها على النمط المعروف بين العلماء ، وأن يجيز روايتها لغيره

محتاطاً

في الرواية مقتصراً في التغيير على موارد الخطأ الجازم ، موصياً

إيّاه بالدعاء لي في سوانح الليل والنهار

وقد أجزت طباعته ونشره بعد التنسيق بشرط الاستئذان

2017

(2) وتم تبييض نسخته في شهر رمضان 1438 ه- - 2017 م .

133 ...

ص: 132

دراسات في نسخ واعتبار كتاب كامل الزيارات) (3)

المصادر

بن محمد ، مؤسسة

قم

1 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد : للمفيد ، محمد . آل البيت ، مؤتمر الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، 1413 ه- ، - الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة : لابن طاووس ، علي بن موسى ، تحقيق : الشيخ جواد القيومي الأصفهاني ، مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1418 ه- ، قم . - البلد الأمين والدرع الحصين : للكفعمي ، إبراهيم بن علي العاملي ، مؤسسة

الأعلمى للمطبوعات ، الطبعة الأولى ، 1418 ه- ، بيروت

1

4 - الأمالي : للمفيد ، محمد بن محمد ، تحقيق : الأستاد حسين ولي ، وعلي أكبر الغفاري ، مؤتمر الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، 1413 ه- ، قم

.

5 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : للمجلسي ، محمد باقر بن

محمد تقي ، تحقيق : جمع من المحققين ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية

1403 ه- ، بيروت

6 - تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها : لابن عساكر ، علي بن حسن ، تحقيق : شيري ، علي ،

دار الفكر ، 1415 ه- - 1995

م ، بيروت .

،

... تراثنا / 135

ص: 133

. 134

7 - تحف العقول عن آل الرسول صلّى الله عليه وآله : لابن شعبة الحراني ، الحسن بن علي ، محقق مصحح : غفاري ، علي أكبر ، الناشر : جماعة المدرسين ،

الطبعة الثانية ، 1404 ه- ، قم .

- تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة : للحرّ العاملي ، محمد بن

الحسن ، مؤسّسة آل البيت الا لإحياء التراث ، الطبعة الثالثة ، 1429 ه- - 2008 م ،

بيروت .

الهلام

سي

- تهذيب الأحكام في شرح المقنعة : للطو. محمد بن الحسن ، تحقيق :

السيّد حسن الموسوي الخرسان ، دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الرابعة ، 1407 ه- ،

طهران .

10 - جامع الرواة : للأردبيلي ، محمد علي ، دار الأضواء ، الطبعة الأولى ، 1403 ه- -

- 1983 م ، بيروت

11 - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع : لابن طاووس، علي بن موسى، الناشر : دار الرضي ، 1330 ه- ، الطبعة الأولى ، قم . 12 - خلاصة الأقوال : للحلّي ، الحسن بن يوسف ، تحقيق : القيومي ، الشيخ جواد ، مؤسسة نشر الفقاهة ، الطبعة الأولى ، 1417 ه- ، قم .

13 - الدروع الواقية : لابن طاووس، علي بن موسى ، مؤسسة آل البيت لإحياء

التراث ، الطبعة الأولى ، 1415 ه- ، بيروت

.

14 - الرجال : للطوسي ، محمّد بن الحسن ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة ، الطبعة

الثالثة ، 1415 ه- ، قم

.

ص: 134

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

قم

135 ...

15 - الرجال : لابن الغضائري الواسطي البغدادي، أحمد بن حسين ، تحقيق : الحسيني ، محمد رضا ، دار الحديث ، الطبعة الأولى ، 1405 ه- ، 16 - الرجال : للحلّي ، الحسن بن علي بن داود ، تحقيق : بحر العلوم ، محمد

صادق ، نشر جامعة طهران ، الطبعة الأولى ، طهران ، 1384 ه- ش .

6

17 - الرجال : للبرقي ، أحمد ، أحمد بن محمّد ، تحقيق : الطوس بن الحسن /

محمد

المصطفوي ، حسن ، منشورات جامعة طهران ، الطبعة الأولى ، 1383 ه- ش

طهران .

18 - الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإمامية : للمير داماد ، محمد باقر بن

محمد ، نشر دار الخلافة (القديم) ، الطبعة الأولى ، 1311 ه- ، قم .

19 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : لشمس الشامي ، الصالحي ، محمد - ابن يوسف ، تحقيق : معوّض ، علي محمّد / عبد الموجود ، عادل أحمد ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1414 ه- - 1993 - 20 - الصحيفة السجادية : للسجاد ، الإمام علي بن الحسين لا ، نشر الهادي ،

م ، بیروت

الطبعة الأولى ، 1418 ه- ، قم . 21 - الغيبة : لابن أبي زينب ، محمد بن إبراهيم ، تحقيق : غفاري ، علي

الناشر: نشر الصدوق، الطبعة الأولى ، 1397 ه- ، طهران .

22 - فرحة الغري : لابن طاووس، عبد الكريم بن أحمد ، تحقيق : السيد تحسين آل شبيب الموسوي، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى ، 1419 ه- -

1998 م ، قم .

23 - فرحة الغري : لابن طاووس ، عبد الكريم بن أحمد ، تحقيق : محمد مهدي نجف ، نشر العتبة العلوية المقدّسة ، مطبعة التعارف ، الطبعة الأولى ، 1431 ه- -

2010 م .

ص: 135

... 136

... تراثنا / 135

24 - فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النجف : لابن طاووس ، عبد الكريم بن أحمد ، منشورات الرضي، الطبعة الأولى ، لا ت ،

قم .

أحمد

25 - فهرست أسماء ومصنّفي الشيعة : للنجاشي ، أبو العباس ، أحمد بن علي بن بن العباس ، السيد موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسسة النشر الإسلامي .

الطبعة الخامسة ، 1416 ه- ، قم .

26 - فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه مرکز مطالعات اسلامي : للناطقي ، علي أوسط وانتظاري ، رمضانعلي ، 1381 ه- ق ، قم .

27 - فهرستواره دست نوشتهای ایرانی (دنا) به کوشش مصطفى درايتي ، مؤسسة فرهنگي بژوهشي الجواد ، الطبعة الأولى ، 1389 ه- ش . لالالالا

1389

28 28 - الكافي : الكليني، محمّد بن يعقوب ، دار الحديث ، الطبعة الأولى ، 1429

ه- ، قم .

29 - كامل الزيارات : لابن قولويه القمي ، جعفر بن محمد ، تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، نشر مؤسسة الفقاهة، الطبعة الأولى ، 1417 ه- ، قم . 30 - كامل الزيارات : لابن قولويه ، جعفر بن محمد ، تصحيح وتعليق أميني ، عبد

الحسين ، نشر المكتبة المباركة المرتضوية ، الطبعة الأولى ، 1356 ه- ، النجف 31 - كتاب المزار : للمفيد ، محمد بن محمد ، تحقيق : السيد محمد باقر الأبطحي مؤتمر ألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ، 1413 ه- ، قم . 32 - كفاية الأثر في النصّ على الأئمة الإثني عشر : للخزاز الرازي ، علي بن محمد ، تحقيق : الحسيني الكوهكمري ، عبد اللطيف ، الناشر : بيدار ، 1401 ه- ،

قم .

1

33 - مختصر البصائر : للحلّي ، حسن بن سليمان بن محمد ، تحقيق : المظفر ، مشتاق ، مؤسسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأولى ، 1421 ه- ، قم .ن

ص: 136

دراسات في نسخ واعتبار كتاب (كامل الزيارات) (3)

137 ....

34 - المزار في كيفية زيارات النبي والأئمة : للشهيد الأول ، محمد بن مكي ، تحقيق : موحد أبطحي الأصفهاني ، محمّد باقر ، الناشر : مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجة الشريف، الطبعة الأولى ، 1410 ه- ، قم .

35 - المزار الكبير : لابن المشهدي ، محمّد بن جعفر ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي الإصفهاني ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم ، الطبعة الأولى ،

.

1419 ه- ، قم . 36 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : للنوري ، حسين بن محمّد تقي ، مؤسسة آل البيت الهلال ، الطبعة الأولى ، 1408 ه- ، قم .

37 - مصباح الزائر : لابن طاووس، علي بن موسى ، مؤسسة آل البيت الا لإحياء التراث ، الطبعة الأولى ، 1416 ه- - 1375 ه- ق ، قم

38 - مصباح المتهجد : للطوسي ، محمد بن الحسن ، مؤسّسة فقه الشيعة ، الطبعة الأولى ، 1411 ه- ، بيروت. 39 - معجم الأدباء : لياقوت الحموي، ياقوت بن عبد الله ، دار الفكر ، الطبعة

الثالثة ، 1400 ه- - 1980 م ، بيروت .

40 - معجم رجال الحديث وطبقات الرواة : للخوئي ، أبو القاسم ، مركز نشر الثقافة ، الطبعة الخامسة ، 1372 ه- ق ، قم .

41 - المقنعة : للمفيد ، محمد بن محمّد ، مؤتمر ألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الأولى ،

1413 ه- ، قم .

42 - من لا يحضره الفقيه : للصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه ، تحقيق : الغفاري

علي أكبر ، دفتر انتشارات إسلامي، الطبعة الثانية ، 1413 ه- ، قم .

43 - نظرات في نسخ كتاب بصائر الدرجات : للعريبي ، محمد علي ، غير مطبوع ،

1435 ه-

،

، البحرين .

ص: 137

الخطاب الحجاجى فى وصيّة الإمام الصادق إلى أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول

التوجيه الحجاجي (اختيارا

الالام

.د. عبد الإله عبد الوهاب العرداوى

توطئة :

بسم الله الرحمن الرحيم

يعد خطاب الإمام الصادق لالالالالا مدوّنة تراثية فكرية، فهو من أعرق النصوص الأدبية وأفصحها ، وهذا ديدن أئمّة أهل البيت ومنهم الإمام الصادق لالالالالا ، ومن ذلك الخطاب الثرّ وصيّته إلى محمّد بن النعمان الأحول التي تشكل مقاربة إصلاحية في الدين والدولة ، بنيت على أسس تبليغية على وفق مقدّمات خطابية تواصلية تحاور الناس عبر بوابة الإقناع والتأثير في المتلقي ، واعتماد استراتيجيات توجه عقل المخاطب وروحه وضميره بعيداً

عن

العنف والإكراه والمغالطة .

وكانت خطة البحث مقسمة على مقدّمة ومبحثين : الأوّل : الإطار

ص: 138

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالالال.

139 ...

النظري اشتغل على فقرات عدّة : الأولى : ترجمة محمّد بن النعمان الأحول ،

والثانية : مهاد نظري للتوجيه الحجاجي ، والمبحث الثاني : الإطار التطبيقي

وفيه خطوات اجرائية لمنهج الحجاج في نص الوصية ،وتمثل بالموجّهات اليقينية ، ثم ختم البحث بخاتمة عرضت أهم نتائج البحث ، وأخيراً ثبت

المصادر والمراجع .

المقدمة :

الحمد لله الذي منَّ علينا بنبيه الصادق الأمين محمد الله ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه وأشرف بريّته أئمة الهدى وسفن النجاة آل

البيت الله المنتجبين ، وبعد :

فتاريخ الإنسانية والأمم يحفل بأحداث وتطوّرات متتابعة ، ولو تصفّحناه وبحثنا في ثناياه عن القدوات الإنسانية والعظماء لجذبتنا إليه شخصيات سجّل التاريخ مسيرتها بأحرف من الأنوار الإلهية، والإشراقات الربانية ، ومن تلك الشخصيات أئمة أهل البيت الذين خصهم الله سبحانه

وتعالى بمعرفة متميّزة ، لذلك فالتقويم البشري لمعرفتهم لا يعتد به بقدر ما

يجسّد حجّة على الآخرين ممّن يحيا بمعزل عن مبادئهم

ومن سليل تلك العترة الطاهرة ، الإمام الصادق ، مدرسة علم

أفادها

الأوّلين والآخرين ، وهذا اللقب كافٍ في التعريف بمدى المعرفة التي الناس منه الا ، حتى أن جميع الفئات الثقافية أقرّت بسعة المعرفة التي توافر

.. تراثنا / 135

ص: 139

... 140

عليها، حتى أنّ المؤرّخين يذكرون أنّ أي شخصية عندما تناظر الإمام

الصادق ، إنما تبدو كأنها صبي أمام المعلّم .

الله

·Y. Ty

وفي ضوء ما تقدّم ، كانت أقلام العلماء قد سطّرت المؤلّفات الكثيرة التي دارت في مختلف العلوم التي اشتغل عليها الإمام الصادق لا ، لذلك أجد نفسي صغيراً لأكتب عن جانب من جوانب حياته المضيئة ، لكن حبّي لهذه الشخصية العظيمة وإيماني الكبير بأفعاله ومواقفه وعلمه شجعني على تعقب

طريق من الطرق التي سلكها في استشرافه نحو الكمال الإنساني ، وذلك في رحاب أدبه الواسع من خلال وصيّته الا لأبي جعفر بن النعمان الأحول التي حاولنا سبر أغوارها بتحقيق عنصر ارتكزت عليه ، ألا وهو التوجيه

الحجاجي ، الذي قرّر قضايا عبادية وأخلاقية ونفسية، فكان حضوره في الوصيّة يشكل تمظهراً فكريّاً وإقناعيّاً بارزاً ، فكان مقاربة إلى ما يؤول إليه الخطاب الحجاجي من أنماط تبليغية إبداعية مبوّبة على نسق ايدولوجي قارّ

في غائيّة معرفية متمركزة في مطلق علمه الله .

وكانت خطة البحث مقسمة على مقدّمة ومبحثين : الأول : الإطار

النعمان

النظري وقد اشتغل على فقرات عدّة : الأولى : ترجمة محمّد بن الأحول ، والثانية : مهاد نظري للتوجيه الحجاجي ، والمبحث الثاني : الإطار التطبيقي وفيه خطوات إجرائية لمنهج الحجاج في نص الوصية ، وتمثل بالموجّهات اليقينية ، ثمّ ختم البحث بخاتمة عرضت أهم نتائج البحث ، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع .

ص: 140

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالالال.

141 ...

وختاماً : هذا ما وفقنا الله إليه من الكتابة في هذه الأوراق البحثية ، فإن أصبنا فيما سعينا إليه فهو منة من منن الله علينا وإن أخطأنا وزلّ قلمنا

،

فحسبنا الضعف والهوان ، إذ أنّ الكمال لله وحده يهب لمن يشاء من عباده ويقدر ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتقين .

الإطار النظري :

أولاً : ترجمة أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول .

هو أبو جعفر الحارث بن محمد بن النعمان البجلي أبو علي الكوفي ،

الان

(1)

إمامي ، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم وقال

النجاشي : حارث بن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول مولى بجيلة ، روى

عن

بن

(2)

أبي عبد الله اللا ، كتابه يرويه عدة من أصحابنا» وفي الفهرست «الحارث

6

(3)

الأحول له أصل . وفي لسان الميزان «الحارث بن محمد بن النعمان

أبو محمد بن أبي جعفر البجلي روى عن جعفر الصادق الوزارة بن

أيمن وبريد بن معاوية البجلي وغيرهم

(4)

النعمان

وفي سير أعلام النبلاء ومن قدمائهم أبو جعفر محمد بن

الأحول ، عراقي شيعي جلد ... يعدّ يعد من أصحاب جعفر بن محمد، صنف

كتاب الإمامة وكتاب الردّ على المعتزلة وكتاب طلحة وعائشة وكتاب المعرفة

(1) ينظر : رجال الطوسي : 192 الرقم 233

.

(2) الفهرست ( رجال النجاشي ) : 140 الرقم 363 ، ومنتهى المقال 20/ 319

(3) الفهرست : 119 الرقم 255 ، وينظر خلاصة الاقوال : 55 الرقم 9

(4) لسان الميزان 2/ 159 .

.9

... تراثنا / 135

ص: 141

142

(1)

(2)

وكتاب في أيام هارون الرشيد وله كتاب في الحديث . وكان صيرفياً في

طاق المحامل بالكوفة ، يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد ، كان ثقة متكلّماً

حاذقاً كثير العلم حسن الخاطر حاضر الجواب

(3)

(4)

كان يلقب عندنا بصاحب الطاق ومؤمن الطاق" والمخالفون يقلبونه

(0)

شيطان الطاق ، وكان سبب هذه التسمية أنه كان يتصرّف ويشهد الدنانير فلاحاه قوم في دينار جربوه وبهرجه هو ، فأصاب وأخطأوا ، وألزمهم الحجّة ، فقال : أنا شيطان الطاق ، يعني : طاق المحامل بالكوفة موضع دكانه فلزمه هذا

اللقب

(6)

ثانياً : التوجيه الحجاجي :

دولة

التوجيه الحجاجي من المصطلحات التي تتداخل عندها علوم معرفية

متعدّدة ، منها المنطق والنحو واللسان ، مما أدى هذا إلى الاتساع والتشابك

(1)

سیر اعلام النبلاء 10 / 553 - 554 .

(2) ينظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة 6 / 319 .

(3) ينظر : الفهرست ابن) (النديم هامش ص 224 وتحف العقول هامش ص 308 -

309

(4) ينظر مثلا : جامع الرواة 1 / 171 ، ونقد الرجال 1 / 381 الرقم 1095 وتوضيح

المقال في علم الرجال : 132 ، وأعيان الشيعة 4 / 374

308

(5) ينظر تفصيل ذلك في : تحف العقول هامش ص (6) ينظر : الفهرست ابن النديم هامش ص 224 وتحف العقول هامش ص

- 308

.309

ص: 142

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالالال.

143

..

بل والتعدّد في الموصلات المعرفية التي تعمل على محايثة هذا المصطلح إلى الأهمّية التي يشكلها بوصفه يمثل الآيدلوجية الوظيفية والإنجازية للغة ،

ويكون العصب الحسّي الناقل للإيعاز الإدراكي من القائل عبر المقول

المضمون الجملي إلى المتلقي

(1)

إنّ الذي نصبوا إليه في هذه المقاربة لمصطلح التوجيه ، هو التوجه الذي تبنّاه اللسانيون المحدّثون في فهم هذا المصطلح والعناية القصوى بتحليل ما يقوم به المتكلم حينما يتكلّم، وقد أدت دراسة القوة الإنجازية

(2)

لأفعال الكلام إلى دراسة المواجهات علاقة الموجّهات بأفعال اللغة ) ، فقد

عرفه مارتن بقوله : «التوجيه حكم على حكم أي إنّه حكم من الدرجة الثانية ... وهو ما من شأنه أن يجعل مجال التوجيه مجالاً شاسعاً ، فقولنا : هو يعدو سريعاً) هو قول موجّه ، ذلك أنّ قولنا ( يعدو) حكم هو محكوم عليه بحكم آخر من قولنا : ( سريعاً) ، هذا يعني أنّ كلّ قول عادي هو

قول موجّه

(3)

نفسه

يدخل فعل التوجيه ضمن واحد من أنواع الأفعال اللغوية التي صاغها سورل وقد سمّاها بالأفعال التوجيهية وتتحد بأنّها كل المحاولات الخطابية

التي يقوم بها المرسل بدرجات مختلفة للتأثير في المرسل إليه ليقوم بعمل

(1) ينظر : رسائل الإمام علي لالالالالا في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 128 .

(2) ينظر : الملفوظية : 45 .

(3) نقلا عن الحجاج في القران الكريم : 315

تراثنا / 135

ص: 143

.. 144

(1)

معين في المستقبل وبذلك تتعدّد أفعال الإنجاز و التوجيه

(2)

ومنها الأوامر والطلبات والاقتراحات ولكي يحقق المرسل فعل التوجيه في الخطاب فإنّه يستعين بأدوات أخرى وآليات مختلفة منها أساليب

الأمر والنهى والتحذير والإغراء والروابط والعوامل الحجاجية ، وذلك بالاستناد

(3)

إلى دور السياق والمقام فالأفعال التوجيهية تعبّر عن توجه المرسل إلى أن ينفّذ المرسل إليه بعض الأفعال في المستقبل ، كما أنّها تعبّر عن رغبة المرسل أو أمنيّته بأن يكون خطابه أو بأن تؤخذ إرادته التي انطوى عليها خطابه على

أنّها

هي

السبب الرئيس أو الدافع الحقيقي في الفعل الذي سوف يأتي

(4)

به

المرسل إليه مستقبلاً . إنّ الموجّهات اللغوية محمّلة بطاقة حجاجية يتمّ

.

توظيفها من البات فتكون قادرة على توجيه الملفوظ تبعاً لقصدية الكلام ومتطلبات التلقي والتوصيل ، إذ يقف المخاطب بخطابه عند عتبات إشارية - موجهات - يستدعيها ويوظفها بما ينسجم وتوجيه القول من جهة ، وتوجيه المتلقي إلى عمل ما من جهة أُخرى ))

(0)

ومن هنا نجد طبيعة الخطاب التي حفلت بها وصية الإمام الصادق الام لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول قد تميزت ببناء استراتيجية توجيهية

Les Universe decroyanceeT la theories semantique in Etudes linquistiques:41. (1)

(2) ينظر : رسائل الإمام علي الله في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 128 . (3) المرجع نفسه : 128 .

(4) ينظر : استراتيجية الخطاب : 337

(5) ينظر : رسائل الإمام علي الاهلي في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 129 .

ص: 144

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالال.

145 ...

تتكىء على هدف التوجيه وبما يتلاءم وطبيعتها المقامية والسياقية ، إذ من خلالها يقوم المرسل بتوجيه المرسل إليه عبر اللغة وبها سعياً منه إلى توجيه المتلقي نحو فعل مستقبلي معيّن ، لذلك نجد وصيّة الإمام الصادق لا قد تشكلت فيها مجموعة من الموجّهات الحجاجية التي تبغي الإقناع والتأثير ومن ثمّ توجيه المتلقي نحو عمل ما أو تركه عن طريق (الإقناع والإذعان) .

وقد وردت في الوصية مجموعة من الموجّهات اليقينية معتمدين في

إبرازها على مجموعة من العوامل والوحدات اللغوية التي تقوم بوظائف

(1)

حجاجية ، والتي يعرّفها موشلر وروبول بأنّها : «الآثار الظاهرة في الخطاب» فهي بارزة للعيان في بنية الملفوظ ولها قيمة توجيهية في هذا الملفوظ باتّجاه النتيجة وتقويتها، إذ أنّها لا تربط بين متغيرات حجاجية ، أي بين حجّة

ونتيجة او بين مجموعة حجج كما يحصل مع الروابط الحجاجية ، ولكنّها تقوم بحصر الإمكانات الحجاجية ،وتقييدها أي إنّ العامل الحجاجي يعمل

(

علة تحديد

على إظهار الموضع في الملفوظ ، وبدوره يعمل هذا الموضع الاتجاه التأويلي الصحيح للوصول إلى النتيجة النهائية التي يكون لها الدور

الرئيس في إحداث التوجيه

(2)

ومن خلال ما سبق تبيّن أنّ التوجيه الحجاجي تتجسّد وظيفته من

خلال العوامل الحجاجية على حمل المخاطب بها على الاقتناع وترك الشك

(1) العامل الحجاجي والموضع ضمن كتاب الحجاج مفهومة ومجالاته: 308 (2) ينظر : رسائل الإمام علي الا للهلال في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 129 - 130 .

الالالالالا

... 146

ص: 145

.. تراثنا / 135

والتردّد والإنكار ، فضلاً عن إمكانيتها في حصر الإمكانيات التأويلية والقصدية الدلالية ، كذلك تضييق الفجوة بين المتكلّم والمتلقي وتجنّب الجدل بينهما

الموجهات اليقينية :

يرى عبد الله صولة : أنّ الموجّهات اليقينية تعد الضمان لحقيقة الكلام ولإمكان أن يكون هذا الكلام مقنعاً على الرغم من اصطباغه بالذاتية ، ذلك أنّ الإقناع يحصل لدى المتلقي بمجرّد أنّ القضية المعروضة عليه جاءت موجّهه

(1)

توجيه إثبات. وقد تجسّدت الموجّهات اليقينية في مجموعة من العوامل الحجاجية التي تعطي تطمينات إلى المتلقي بإمكانية تصديق بنية الملفوظ

الذي وردت فيه .

لقد تضمّنت وصيّة الإمام الصادق الالها العديد من الموجهات اليقينية

الإثباتية والتي منها :

أولا : القسم :

يعد القسم نوعاً من أنواع الفعل الكلامي الذي يوجه القول توجيهاً يقينيّاً إثباتيّاً يلجأ إليه المتكلّم لتوكيد كلامه ، فهو إذ يثبت القول ويوجهه يجعل في الوقت نفسه الحجّة على المخاطب ويلزمه بها ، وفي ذلك يقول القشيري : «إنّ الله ذكر القسم لكمال الحجّة وتأكيدها ، وذلك أن الحكم يفصل

(1) ينظر : الحجاج في القرآن الكريم : 320 .

ص: 146

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق الان.

147 . . . .

باثنين ، أمّا بالشهادة وأمّا بالقسم فذكر تعالى في كتابه النوعين حتى لا يبقى

لهم حجّة))

(1)

وفي ضوء ذلك يجب القول : أنّ كلّ مقسم به يكون حجّة على صحة الدعوى، وإنّما تكون الحجّة الناتجة عن صحة الدعوى متوقفة على اعتبار

(3)

(2)

المخاطب الذي أتى من أجله القسم ، لهذا ذكر القشيري في شروط القسم : ولا يكون القسم إلا باسم معظم أي كون المقسم به يقع ضمن الحواضن المعرفية الثقافية التي يتوافق معها المتكلّم والمتلقي والتي تمثل حيثيات إيمانية وعرفية مسلّم بها . إنّ الدلالة الكلية للقسم لا تتجه نحو القسم بذاته فحسب ، وإنّما الغاية منها تحقيق المغزى التوصيلي الذي يطمح إلى دفع المتلقي إلى الوثوق بكلام البات، ومن ثم يكون وجوده ضرورياً لإنتاج الإقناع أو لاحتمال حصوله على الأقل ؛ برز أسلوب القسم في وصية الإمام الصادق الا عبر مجموعة من العوامل الحجاجية - مثلث المقسم به - وهي

-

توجّه الملفوظ وجهة حجاجية ، وحمل المتلقي على التصديق والاقتناع بها في حالتي النفي والإثبات للدعوى، وبذلك انقسمت التراكيب اللغوية المتضمّنة لأسلوب القسم في الوصية من الناحية الحجاجية على قسمين

(4)

(1) الإتقان في علوم القرآن 2 / 133 .

(2) ينظر : رسائل الإمام علي علل الله في نهج البلاغة : 130 - 131 . (3) معترك الأقران في إعجاز القرآن 2 / 450 .

(4) ينظر : رسائل الإمام علي الالالالالا في نهج البلاغة : 131 .

.. 148

ص: 147

... تراثنا / 135

أ - العامل الحجاجي :

دل العامل الحجاجي على الشيء المقسم به ، ومن مميزاته أنه يؤثر في

التركيب حتى ينهض في الخطاب بوظيفة الحجاج ، كما يعمل على توجيه الملفوظ وإثباته وجعله ممّا يحمل على أنه واقع لا محالة ، ذلك أنّ للمقسم به قوّة في تحقيق قيمة الكلام التأثيرية ، أنّه يمثل المعلوم القديم الذي لا يمكن أن يقبل ، ويمكن أن نرى العامل الحجاجي من خلال وروده في وصية الإمام الصادق الا وكما يأتي :

(1)

والله إنّي أعلم بشراركم من البيطار بالدواب

-

(2)

- والله لو قدّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله

- والله مالكم سرّ إلا وعدوّكم أعلم به منكم

فلا تعجلوا فو الله لقد قرب هذا الأمر

(0)

(4)

(3)

- فو الله لو أنّ أهل السموات والأرض اجتمعوا على أن يضلوا

عبداً ....

(6)

وقد اكتسبت هذه العوامل - المقسم به - حجاجيتها في توجيه الإثبات

(1) ينظر : الحجاج في القرآن الكريم : 322

(2) ينظر : تحف العقول : 308

(3) ينظر : المصدر نفسه : 309 .

(4) ينظر : تحف العقول : 310 .

(5) ينظر : المصدر نفسه : 310 .

(6) ينظر : المصدر نفسه : 312 .

149 ...

ص: 148

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالالال.

من حصول إجماع ضمني في قبولها ورسوخها بحيث يمثل حلقة وصل بين طرفي الخطاب ، وهذا الإجماع نتاج العظمة التي يحملها المقسم به - الله -

والتي تبرز من خلال هذه العوامل الحجاجية التي بدورها تحيل على آیدولوجيّات معجمية ناتجة عن الدلالات المحايثة في المقسم به ، فالحمولات الدلالية والاقتضائية للعامل الحجاجي في القسم يقوم بوظيفة

حجاجية في الحواضن والمنظومات العقدية للمخاطب - القسم بالله - لذلك يتم طلبه في الخطاب سعياً من الباث لحصول الاستقرار والاطمئنان الروحي وعدم التردّد من طرف المقابل في قبول القضية - الدعولى من حيث تحقيق الصدق والإثبات اليقيني ممّا يجعل المتلقي يقتنع بمضمون جواب القسم، فالدور الحجاجي الذي يمارسه القسم يمثل في توجيه المقول والقول معاً في ثنائية نسقية ، أي يعمل على توجيه فحوى الكلام وإبراز مدى مصداق حضور

الذات القائلة في كلامها المنطوق ، وانفتاحها على أبجديات المتلقين ،

وأبجديات إيمانهم ، اذ ينطلق من مكوّناتها ويعتمد عليها ليقيم الحجّة على صحة القضايا التي يعرضها عليهم ويوجهها توجيهاً إقناعيّاً مخصوصاً وتأثيراً ملموساً .

وقد اتضحت أدوات القسم المحدّدة لجملة القسم - العامل الحجاجي

في وصيّة الإمام الصادق الا من خلال حروف القسم (الواو) و (الفاء) .

ب - الدعوى :

هي

المقسم عليه - جواب القسم ، وتمثل البؤرة التي جاء القسم

تراثنا / 135

ص: 149

... 150

ليسلّط الضوء عليها بوصفها المعلومة الجديدة التي من شأنها أن ترد ، كما أنّها القضية التي يتمّ حولها الجدل والاختلاف فتحاول أن تستجمع قواها وتفرض نفسها أمام الرياح العاتية عبر تحصينها داخل الأسوار ، ثمّ درء معاول

(1)

التفنيد عنها بواسطة القسم ، فهي كالعارية ، وقد تشكلت الدعولى جواب القسم - في عدة أنماط لغوية تركيبية :

1 - النمط الخبرى المثبت :

يتضح جواب القسم في صيغة نمط خبري مثبت في المثال الآتي :

فلا تعجلوا فو الله لقد قرب هذا الأمر

2 - النمط الخبرى المؤكد :

(2)

يمثل جواب القسم النمط الخبري المؤكد في الملفوظ الآتي

- والله إنّي لأعلم بشراركم من البيطار بالدواب

3 - النمط الخبري المنفي :

(3)

يمثل جواب القسم النمط الخبري المنفى فى المثال الآتى :

- والله مالكم سرّاً إلا وعدوّكم أعلم به منكم

4 - النمط الطلبى

:

(4)

يمثل جواب القسم النمط الطلبي في الملفوظات الآتية :

.132

(1) ينظر : رسائل الإمام علي ع الله في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 132 .

(2) ينظر : تحف العقول : 310 .

(3) ينظر : المصدر نفسه : 308 (4) ينظر : المصدر نفسه : 310 .

ص: 150

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق الا.

101 ...

- فو الله لو أنّ أهل السموات والأرض اجتمعوا على أن يضلوا

عبداً . . .

(1)

- والله لو قدّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله

(2)

الطاقة الحجاجية للقسم :

تنفتح تراكيب الأنماط للدعوى على آفاق دلالية وتداولية واسعة لا

تقف عند حدود الطاقة التعبيرية لدلالة النمط، إذ تبيّن الملفوظات المؤكّدة بالقسم محاولة المتكلّم لإقناع الخصم بوسم خطابه بأعلى درجات التأكيد ،

(3)

ومن ثمّ يصبح للملفوظ درجة حجاجية عالية ، فأساس الطاقة المولّدة

للإقناع هو ما ينهض له المقسم به من دور مهم في توجيه الملفوظات وإثباتها

(4)

وجعلها ممّا يحمل على أنّها واقعة لا محالة ، وبعبارة أخرى أنّ قوّة المقسم به «تعمل على تحقيق قيمة الكلام التأثيرية سواء أكانت هذه القيمة متحققة أم

كانت متصوّرة

(0)

كما تكشف الملفوظات المؤكدة بالقسم عن صورتين متعارضتين تنفتح

(1) ينظر : تحف العقول : 312 .

(2) ينظر : المصدر نفسه : 309 .

(3) ينظر : الخطاب الحجاجي السياسي في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة - دراسة

تداولية - اطروحة دكتوراه) : 251 .

(4) ينظر : رسائل الإمام علي لالالالالا في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 134 .

(5) المرجع نفسه : 134 .

تراثنا / 135

ص: 151

152

في وصية الإمام الصادق الا اذ تزيد درجة إثبات الدعوى بارتفاع درجة الإنكار ، وتطابق الجمل بأنماط مقامية مختلفة تتمايز بموقف المخاطب من

فحوى القضية انطلاقاً من مجرّد التردّد في قبول هذه الفحوى إلى الإنكار

(1)

التام ، فكلما ازداد الإنكار احتيج إلى مضاعفة التوكيد ، وتظهر هذه الدعوى في إشكال بنيوية متباينة ، وذلك حتى تكون منسجمة ومتطابقة مقاميّاً ، وكما

يأتي :

1 - الطبقة المقامية الأولى :

وهي

الطبقة التي يكون فيها المخاطب جاهلاً بالمعلومة التي يقصد

اعطاءه إيّاها أو يعدّ المتكلّم أن المخاطب يحملها ، أي المعلومة لا تدخل في

(2)

القاسم الإخباري المشترك بين المتكلم والمخاطب ، وتتمثل في الملفوظات

الآتية :

-

- والله إنّي لأعلم بشراركم من البيطار بالدواب

(3)

والله لو قدّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله .....

(4)

فقد مثلت الدعولى جواب القسم - في المثالين المعلومة التي يجهلها المخاطب بالنسبة للمتكلّم لذا يلجأ الأخير إلى إثباتها والسعي للحصول على

(1) ينظر : قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ، البنية التحتية أو التمثيل التداولي

نموذجاً : 188

(2) ينظر: الوظائف التداولية في اللغة العربية : 29 .

(3) ينظر : تحف العقول : 308 .

(4) ينظر : المصدر نفسة : 309

ص: 152

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالال.

153 ...

اليقين واستقرار ثبوتيتها في ذهن المتلقي ، وكأنّ المتكلّم يدفع بالمخاطب إلى الوثوق بكلامه حين يقدّم له معلومة يجهلها فيعمل (المتكلّم) على تأكيدها بأعلى درجات الإثبات) ، حيث يمثل المثال : والله إنّي لأعلم بشراركم من

(

النعمان

البيطار (بالدواب الحجّة التي قدّمها الإمام الصادق إلى محمد بن الأحول ، فالإمام لا يؤكد بأنه يمتلك المعرفة (الغيبية) مالا يقدر أن يدرك كنهها غيره من الذي يمتلك الأرضية الخصبة للمعرفة (الواقعية) ، فهو يفوق

بالقياس عن الطبيب البيطري العالم المتصرّف بفنون الطب الخاص بالدواب ، فالملفوظ هنا كناية عن المعرفة الواسعة، وقد أتى الإمام بالقسم لإثبات

هذه الدعوى، ثمّ عزّز القسم بالعامل الحجاجي (إنّ) + اللام) المؤكدتان

المضمون الخبر في الجملة ، وزيادة توثيقه .

وهكذا الحال في المثال الآخر، وفيها يلجأ إلى مجموعة من المؤكّدات ، وهنا يقع القسم كونه يحمل قوّة إنجازية ليس فقط بدلالته البنيوية الخاصة وقوّته الداخلية ، - أي إحالته المرجعية المقدسة - بل تنفتح دلالته على جهة صدوره ، ومتانة العلاقة بين القسم والمقسوم عليه - الدعوى، أي يصبح القسم مرآة عاكسة لطبيعة المخاطب الذي يمتلك المقدرة بكلّ

حيثياتها .

2 - الطبقة المقامية الثانية :

هي

الطبقة المقامية التي يتوافر فيها المخاطب على المعلومة التي يعدها

(1) ينظر : رسائل الإمام علي الالالالالا في نهج البلاغة - دراسة حجاجية - : 135 .

ص: 153

.. 108

تراثنا / 135

المتكلّم معلومة غير واردة ، ويعمل المتكلّم على تصحيحها للمخاطب

عبداً ...

وتتمثل في النماذج الآتية :

- والله مالكم سرّاً إلّا وعدوّكم أعلم به منكم

(2)

(1)

- فوالله لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على أن يضلّوا

(3)

- فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الأمر

(4)

إنّ النماذج السابقة هي جواب القسم على القضايا التي يعرضها

المتكلّم ، وهي أصلاً أجوبة لأسئلة مقدّرة ومفترضة يتم الردّ عليها بطريقة لا

يمكن ردّها أو إنكارها .

ثانياً : القصر

:

اللغة القصر في يعني : الحبس ، وفي الاصطلاح : تخصيص أمر بأمر

(0)

بأسلوب معين أي حبسه عليه وجعله ملازماً له وهو

(6)

أداة توكيد

وتخصيص ، وكلّما قويت الحاجة اليهما كان القصر أبلغ ، ودلالة التوكيد في

(1) ينظر : الوظائف التداولية في اللغة العربية : 29 - 30 .

(2) ينظر : تحف العقول : 310 .

(3) ينظر : المصدر نفسه : 312 .

(4) ينظر : المصدر نفسه 310 .

139 .

(5) رسائل الإمام علي لالالالا في نهج البلاغة : 139

علي

(6) ينظر : البلاغة العربية - علم المعاني - : 161 .

ص: 154

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام لالالالالالالالالالالالا

100 ...

القصر أن يكون بنفي الغير وإثبات الحكم للموضوع، ويكون صريحاً بحرف

(النفي) و (إلّا) وضمناً ب- (إنّما) ، وأمر الاختصاص ، فهو اختصاص أحد

:

العنصرين دون غيره ،بالآخر، ومن ثمّ تأكيد النسبة بينه وبين الآخر (1) إن الأقوال التي تتضمن هذه العوامل الحجاجية (أدوات القصر) هي في

حقيقتها قائمة على ثنائيّة النفي والإثبات من حيث السلوك الحجاجي والوجهة الحجاجية ، كما أنّها تبين الاختلاف بين الدلالة الإخبارية والدلالة الحجاجية ، فمعنى هذه الأدوات الإخباري لا يضمحل ، لكن الذي يحصل هو التعديل في الوظيفة الحجاجية للقول ، أي الإمكانات الحجاجية التي يتيحها الملفوظ ، إذ

من وظائف هذا القصر هو تقليص الاستنتاجات التأويلية وتحديد المسار الصحيح في خريطة القول والذي ينبغي أن يسير فيه الخطاب ، وبعبارة أكثر

أنّ

دقة

(2)

وضع حد لتعدّد الاحتمالات في شأن المفاهيم الناجمة عن قول ما ومن مدارسة مدوّنة وصيّة الإمام الصادق لالالالا نلحظ تحقيق أسلوب

القصر عبر مجموعة من العوامل الحجاجية التي عملت على تعديل القيمة الحجاجية للأقوال (قيمة الإثبات / قيمة التخصيص) ، فضلاً عن قدرتها على

توجيه المخاطب وإقناعه بضرورة إنجاز شيء ما على وفق موجهات القول،

ومن هذه العوامل ( ما ... إلا ، لا ... إلّا ، إنّما ) .

(1) ينظر : البيان في روائع القرآن ، دراسة لغوية وأسلوبية للنص القرآني 136/2 . (2) ينظر : رسائل الإمام علي لا الهلال في نهج البلاغة : 140 .

ص: 155

.. 107

1 - القيمة الحجاجية للعامل (لا .... إلّا) و (ما ... إلا )

تراثنا / 135

يقوم هذان العاملان بتوجيه القول بالنفي والإثبات بناءً على مقتضى الإنكار والشك والتوهم الحاصل من المخاطب، الأمر الذي يجعل المتكلّم يلجأ إلى هذه الأدوات لما لها من إمكانية حجاجية في توجيه المخاطب وإقناعه ، وكما في النماذج الآتية :

يضرك

لا يقرأون القرآن إلا هجراً ، ولا يأتون الصلاة إلا دبر (1)

فلا يسمع معروفاً إلا أنكره ولا منكراً إلا أنكره

- ولا ينزله إلّا بقدر ولا يعطيه إلا خير الخلق

(3)

(4)

(2)

- والله ما لكم سرّاً إلا وعدوكم أعلم به منكم ..

-

- ولا تطلع صديقك من سرّك إلا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم

(0)

بن

النعمان

ففي هذه النماذج نجد الإمام الصادق لا قد ألزم محمد الأصول بقاعدة التقييد وحضر مسار الجائز عنده وقيّده بواسطة العامل الحجاجي (لا ... إلّا) و (ما ... إلّا اللذين عملا على وظيفتين حجاجيتين

.

:هما

(1) ينظر : تحف العقول : 308 .

(2) ينظر : المصدر نفسه : 312 .

(3) ينظر : المصدر نفسه : 311

(4) ينظر : المصدر نفسه : 310 .

(5) ينظر : المصدر نفسه : 312 .

ص: 156

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق العالم.

157 . . . .

التصريح بالنفي الواضح من الجملة الأولى وتعيينه ، وإقصاء مفاهيم أُخرى قد تخطر في ذهن المتلقي ، إذ أن وجود النفي دون القصر يسبغ على

النصّ تعدّد التأويلات أو الإمكانات الاستنتاجية المحتملة ، والثانية : هي تأكيد المفهوم المقصور عليه ، إذ بواسطته تلغى المفاهيم والتأويلات الأخرى التي

قد يتصوّرها المتلقي والتي تعمل على الإخلال بالنظام الدلالي الذي يدخل في بوتقة النظام العقدي للإسلام ، فوجود القصر في هذه الأداة حدّد المقصود ووجّه ذهن المتلقي إلى قبوله من دون سائر المقاصد ، كما أن الإعلان بالمقصور عليه من شأنه أن يسد الأبواب أمام الغير، فالوظيفة للجملة الثانية في علاقتها بالجملة الأولى هي علاقة التوكيد والبيان والتفسير.

2 - القيمة الحجاجية للعامل الحجاجي (إنما) :

ذكر الجرجاني إن (إنّما ) يؤتى بها كخبر لا يجهله المخاطب ، ولا يدفع

(1)

صحته ، ولكن لمن يعلمه ويقرّ به ، كما أنها تأتي «إثباتاً لما يذكر وتوكيداً له ، ولإيضاح له ما تقدّم ، إنّك تقول للرجل : إنّما هو أخوك ، وإنّما هو

صاحبك القديم لا تقوله لمن يجهل ذلك ويدفع بصحته ، ولكن لمن يعلمه ويقرّ به ، إلّا أنّك تريد تنبيه للذي يجب عليه من حق الأخ الصاحب" وهذا الكلام واضح من الجرجاني على أن العامل الحجاجي (إنّما ) قد اشتغل على تحديد (الموضع الذي هو مجموعة مبادئ مشتركة بين

(1) ينظر : دلائل الاعجاز : 327

(2) ينظر : المصدر نفسه : 327 .

حرمة

. 10A

ص: 157

... تراثنا / 135

الناس وإبرازه ، كما أنّه حدّد المسلك التأويلي الذي ينبغي للمتلقي التزامه للوصول إلى النتيجة ، فالمخاطب لا يجهل (الموضع) ، بل يقرّ به ، لأنّه فكرة عامة مشتركة ، وبعد قدح العامل تقع عملية التوجيه الحجاجي وتقويته باتجاه النتيجة ، وهو ما عبّر عنه الجرجاني ب- (التنبيه) أي التوجيه في معنى من

معانيه

(1)

وتمثل النماذج التي يسوقها الإمام الصادق البنية قصرية موغلة في

الحجاج ، ومحققة قوى إنجازية تدفع بالمخاطب نحو الاقتناع أو الدحض .

في

- إنما ينجو من

أطال الصمت عن

- إنما أوليائي الذين سلّموا لأمرنا (3)

الفحشاء

(2)

فالوجهة الحجاجية للمثالين المذكورين تروم تغذية المتلقي للدخول

الأجواء العقدية التي يقدّمها الإمام الصادق ، ويحصر لالالالالا ويحصر قاعدة الاستنتاجات الضمنية التي يمكن أن يبثها المتلقي، وذلك عبر ثيمة لغوية (إنّما) والتي تعبّر عن غاية المتكلّم ، وتأكيد الحقيقة وإقرارها في نفس

المتلقي من أجل تقوية التوجيه الحجاجي نحو النتيجة .

الخاتمة :

كان من منن الله علينا أن يسر لنا إنجاز هذا البحث، والنظر في الحجاج

(1) ينظر : رسائل الإمام علي الالالالالام في نهج البلاغة : 143 .

(2) ينظر : تحف العقول : 309

(3) ينظر : المصدر نفسه : 309 .

ص: 158

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق ع الا.

109...

بوصفه منهجاً مؤطّراً لتحليل الخطاب عبر بنيته وأساليبه ، وبعد أن انتهينا من الاشتغال في الخطوات الإجرائية لهذا المنهج في مدوّنة تراثية هي : وصيّة الإمام الصادق لأبي جعفر محمد بن النعمان الأحول ، لابد لنا أن نلملم

لا

شتات بحثنا ، ونعرضها بشيء من التكثيف بما يأتي :

اعتمد المنجز النصّي في خطابه على الحجاج اللغوي بوصفه ظاهرة

لغوية نجدها في كلّ قول ، وفي كل خطاب بحسب ديكرو .

كشفت لنا المدوّنة عن بعض الموجّهات اللغوية التي تقوم بوظيفة حجاجية سمحت بتوجيه الملفوظ بحسب قصدية المتكلم، ومناسبات التلقي ، ومن ثمّ توجيه المتلقي نحو القيام بفعل ما أو تركه الإقناع أو

الإذعان) .

لقد اندرجت هذه الموجّهات اللسانية ضمن الموجهات اليقينية ، فكان الهدف من حضور الموجّهات اليقينية في المدوّنة هو إثبات الأمور المنكرة ، وحمل المخاطب على الاقتناع بها وترك الشك بها ، وكلما قويت

درجة الإنكار ضاعف المتكلّم عوامل التوكيد .

- عد القسم أساس الأفعال الكلامية ومن المؤكدات التي تتحقق من

خلال مجموعة من العوامل الحجاجية والتي حصل إجماع ضمني على

حجيتها وقوتها وتأثيرها .

- وظف الإمام الصادق لا أسلوب القصر بصيغته المعروفة بوصفه من

الأساليب اللغوية الحجاجية التي توجّه القول توجيه توكيد إثبات .

.... 17.

ص: 159

المصادر

.... تراثنا / 135

1 - الإتقان في علوم القرآن : السيوطي (أبو الفضل جلال الدين) تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط 1 ، المكتبة العصرية ، صيدا ، بيروت 1426 ه- - 2006م .

2 - استراتيجيات الخطاب - مقاربة تداولية - : عبد الهادي بن ظافر الشهري ،

ط 1 ، دار الكتب الجديدة المتحدة ، 2004م .

3-

1:

3 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين (ت (1371ه)، تحقيق : حسن الأمين ، دار

التعارف ، للمطبوعات ، بيروت، لبنان 1403ه- - 1983م .

4 - البيان في روائع القران (دراسة لغوية وأسلوبية للنص القرآني) : تمام حسّان ،

عالم الكتب ، القاهرة 1993م .

5 - تحف العقول عن آل الرسول الله : ابن شعبة الحراني ، (ت القرن الرابع الهجري) تصحيح وتعليق : علي أكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

الجماعة المدرّسين ، ط 2 ، قم 1404ه- .

6 - توضيح المقال في علم الرجال : الملا علي كني (ت 1306ه) تحقيق : محمد

حسين مولوي ، مطبعة سرور ، ط 1 ، 1421ه- .

7 - جامع الرواة : محمد علي الأردبيلي ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ،

قم 1403ه- .

ص: 160

الخطاب الحجاجي في وصية الإمام الصادق لالالالالال.

161 ...

8 - الحجاج في القران الكريم من خلال أهم خصائصه الأسلوبية): عبدالله

، 2007م . صولة ، ط 2 ، دار الفارابي ، بيروت ، لبنان 7 9 - الخطاب الحجاجي السياسي في كتاب الإمامة والسياسة) لابن قتيبة - - دراسة تداولية، أطروحة دكتوراه ) : إبتسام بن خراف كلية الآداب والعلوم

الإنسانية ، جامعة الحاج لخضر ، باتنة ، الجزائر 2010م 10 - خلاصة الأقوال : العلامة الحلّي (ت (726ه- تحقيق : الشيخ جواد القيومي ،

ط 1 ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم 1417ه- .

11 - دلائل الإعجاز : عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق : محمود محمد شاكر ، ط 1 ،

دار المدني ، السعودية 1991م. 12 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : آغا بزرك الطهراني (ت) 1389ه) ، دار الأضواء ،

ط 3، بیروت ، لبنان 1983م .

13 - رجال الطوسي : الشيخ الطوسي (ت (460ه- تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ،

ط 1 ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم 1415ه- .

14 - رجال النجاشي : النجاشي (ت 450ه) مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرّسين ، ط 5 ، قم 1416ه- .

15 - رسائل الإمام علي الا في نهج البلاغة (دراسة حجاجية): رائد مجيد جبار الزبيدي ، أطروحة (دكتوراه) كلية الآداب، جامعة البصرة 1434ه- - 2013م . 16 - سير أعلام النبلاء : الذهبي (ت (748ه تحقيق : شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي ، مؤسسة الرسالة ، ط 9 ، بيروت، لبنان 1413ه- - 1993م .

17 - العامل الحجاجي والموضع ضمن كتاب الحجاج مفهومه ومجالاته : حافظ

إسماعيل علوي وآخرون ، عالم الكتب الحديث ، ط 1 ، أربد ، الأردن 2010م .

.

. 162

ص: 161

تراثنا / 135

18 - الفهرست : الشيخ الطوسي (ت 460ه- تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، مؤسسة

النشر الإسلامي ، ط 1 ، قم 1417ه- .

19 - الفهرست : ابن النديم البغدادي (ت 438ه تحقیق: رضا تجدد،

. (. s)(p. 5)(b. s)

20 - قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية - البنية التحتية أو التمثيل الدلالي التداولي : أحمد المتوكل ، دار الأمان ، المغرب 1995م . 21 - لسان المیزان : ابن حجرت 852ه ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط 2 ،

بيروت ، لبنان 1390ه- - 1971م .

22 - معترك الأقران في إعجاز القرآن : السيوطي ، تحقيق : علي محمد البجاوي ،

القاهرة 1973م.

23

1416ه.

- منتهى المقال في أحوال الرجال : الشيخ محمد بن إسماعيل المازندراني (ت

1216ه) مؤسسة آل البيت الالالالالا لاحياء التراث ، مطبعة ستارة ، ط 1 ،

24 - نقد الرجال : التفرشي (ت القرن الحادي عشر للهجرة) ، مؤسسة آل البيت الامل

لإحياء التراث ، مطبعة ستارة ، ط 1 ، قم (د .ت) .

قم

25 - الوظائف التداولية في اللغة العربية : أحمد المتوكل ، دار الثقافة ، ط 1 ، الدار

البيضاء 1985م.

ص: 162

وسائل الاختصاص في اللغة

شواهد من كلام الإمام الحسن المجتبى الانموذجاً

00000

1000

.د. هاشم جعفر حسين الموسوي

مقدّمة :

م الله الرحمن الرحيم

لقد تطرّقنا في مقالنا هذا إلى دراسة أدبية للدواعي البلاغية الواردة في لغة العرب وبيانهم من فصاحة وبلاغة ، وكان جل اهتمامنا في الاختصاصات البلاغية الواردة في كلامهم ، وبما أنّ الدراسات اللغوية والنحوية وما شاكلها

من فنون بيان العرب بحاجة إلى شواهد عليها فكان كلام الإمام الحسن المجتبى الا خير شاهد في هذا المضمار حيث أن كلام آل البيت المدوّنة معرفية متكاملة ، وموسوعة لغوية في أعلى درجات البيان والفصاحة ، ولو أنّ أيدي اللغويين - قديماً وحديثا - امتدت لاستقراء شواهدها اللغوية لأصبنا من

ذلك

بسهم

وافر من الثروة اللغوية .

تراثنا / 135

ص: 163

. 164

والاختصاص وسيلة من وسائل المعنى، حظيت بعناية العلماء على

تنوع مشاربهم اللغوية والأدبية، فاستقروا شواهدها من كلام العرب ، واستنبطوا بموجب تلك الشواهد وسائل الاختصاص وأضربها وأحكامها التفصيلية . ومفاد الاختصاص إنّما هو عناية المتكلّم بمعنى يُرتِّب عليه أجزاء الكلام على نمط معيَّن وأدوات لغوية معلومة ، ليُنبِّه أذهان المتلقين على أن

هذا المعنى له حظوة عنده .

ومن المفترض أن كلام آل البيت هو موضع للعناية والاختصاص

بأجزائه كلها وبمعانيه أجمعها ، ذلك أنّهم يستقون معاني كلامهم من معدن الفيض الإلهي ، ويُعربون عن تلك المعاني القدسية بأبهى حلة لغوية ، وبأعلى

درجة من درجات البيان ،

فهم الذين أحصى الله سبحانه كلَّ شيءٍ فيهم ، وهم

عِدْلُ القرآن الكريم وتراجمة وحيه .

على أن الباحث ارتأى أن يجاري اللغة في أحكامها - استناداً إلى أنهم كلّموا الناس على وفق سنن لغتهم، وأمروهم أن يُعربوا كلامهم،

المللي

لأنّهم قومٌ فصحاء - فاختار دراسة وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن

المجتبى الالالالا

ولما كان الإحصاء قد أحاط بجملة صالحة من هذه الوسائل تناسب مقام البحث وما يتسع له من صفحات ، اختار الباحث أن يقسم المادة المدروسة تمهيداً مختصراً لمعنى الاختصاص في اللغة والاختصاص، ثمّ خمسة مطالب رتبت على النحو الآتي :

ص: 164

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالا

المطلب الأول : الاختصاص بالتقديم والتأخير

المطلب الثاني : الاختصاص بالقصر .

المطلب الثالث : الاختصاص بالمفاعيل .

المطلب الرابع : الاختصاص بالنداء .

المطلب الخامس : الاختصاص بوسائل أخرى .

165 ...

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينال رضا سيدي ومولاي كريم آل البيت الحسن المجتبى ، والحمد الله

أوّلاً وآخراً .

93

التمهيد : معنى الاختصاص في اللغة والاصطلاح :

الاختصاص مصدر قياسي للفعل الخماسي (اختص)، ومجرّده من الثلاثي ( خصَّ) الدَّالَ عَلَى الْفُرْجَةِ وَالثَّلْمَةِ ، ومنه يقال : خَصَصْتُ فُلاناً بِشَيءٍ خَصُوصِيَّةٌ ، فَإِذَا أُفْرِدَ وَاحِدٌ ، فَقَدْ أَوْقَعَ فُرْجَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ ، و«اختصّ بِهِ ،

(2)

(1)

إذا انْفَرد بهِ، وخَصَّ غيره واختصه ببره ، والاختصاص هو الانفراد

بالشيء ، والاصطفاء ، والاختيار، وهو قصر شيءٍ على شيء على وَجْهِ التفرُّد ، والعرب تَعْمَدُ في كلامها إلى أنَّها تُعَمِّم ، ثمّ تُفرد للاختصاص

(1) ينظر : مقاييس اللغة 2/ 153 ، (خ (ص ) . ، (ص)

(2) تهذيب اللغة : 292/6 ، (خ ص)

ص: 165

166

(1)

تراثنا / 135

والتفضيل ، وقد أوضح العسكري (ت) (395ه- معنى الاختصاص، وفرّقه عن الانفراد ، فقال : «إنَّ الاختصاص انفراد بعض الأشياء بمعنى دون غيره ،

کالانفراد بالعلم والمُلك ، والانفراد تصحيحُ النفس وغير النَّفس ، وليس كذلك الاختصاص ؛ لأنَّهُ نقيض الاشتراك ، والانفراد نقيض الازدواج ، والخاصة تحتمل الإضافة وغير الإضافة ؛ لأنَّها نقيض العامة ، فلا يكون الاختصاص إلَّا

(2)

على الإضافة ؛ لأنَّه اختصاص بكذا دون كذا ، فالمختص مُنْفَرِدٌ بِحُكْم من دون غيره ، وتكون له بذلك الأفضلية على غيره ، وعُرِفَ الاختصاص في

(3)

النحو على وجه العموم بأَنَّهُ «قصر الحُكم على بعض أفراد المذكور ، فمن

نَخُصُّهُ

بشيءٍ ، ونقصر عليه أمراً ، فهو مفضَّل على غيره، مُميَّز بأوصاف

التخصيص.

وعد الدكتور تمام حسان الاختصاص علاقة سياقية كُبرى ، أو قرينة معنوية كبرى، تتفرّع عنها قرائن معنوية أخَصّ منها ، وأنَّ هذه القرائن الخاصة كلها تجتمع في قرينة معنوية كبرى أعم منها تشملها جميعاً، وتسمى قرينة

الاختصاص

(4)

وقد اشتمل كلام الإمام الحسن المجتبى الله على وسائل للاختصاص

(1) ينظر : فقه اللغة وسرّ العربية : 223

(2) الفروق اللغوية : 140 .

(3) حاشية الصبّان 3 / 274 ، ومعجم المصطلحات النحوية والصرفية ، محمد سمير

نجيب 74 .

(4) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها 194 - 195 .

ص: 166

وسائل الاختصاص في

كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

167 . . . .

متنوّعة ، اعتنى البحث بدراسة جملة منها وتحليلها ضمن مطالب سترد في

الصفحات اللاحقة على النحو الآتي :

المطلب الأول : التخصيص بالتقديم والتأخيرِ

إن الكلامَ يصدر عن المتكلّم وهو يحمل فكرةً ما يراد توصيلها للمخاطب، ويكون ذلك الكلام تحت تأثير مناسبات القول ومقتضيات الأحوال والعلاقة بين المتكلم والمتلقي ، فلا يتم التفاهم ، ولا يقع ذلك الكلام في نفس المتلقي موقعَ القَبُول والاكتفاء حتى تُراعَى تلك المناسبات (1) ،

(1)

فلمناسبة أو لغرض ، تتقدّم أجزاء الكلام بحسب ما تقتضيه المناسبة ، لكن ذلك التقديم ليس مطلقاً ؛ لأنَّ في الكلام ما يجوز التقديم والتأخير ، وفيه ما لا يجوز ذلك ، أي إنَّ هناك ما يُسمَّى بالرُّتَبِ المحفوظة التي لا يجوز تقديم

(2)

شيءٍ عليها ، وهناك الرُّتَب غير المحفوظة ، التي يمكن تقديم شيء عليها ؛ لذا فإنَّ أجزاء الكلام ولبناته الأساسية مرتبة ترتيباً متناسقاً، وقد تطرأ عليها أحياناً تغيّرات تحوّلها عن نَسَقِها الكلام بذلك ولادة لصورة

القديم، فيشهد

من

الكلام الأصلية ، وهذا الأمر ليس بالجديد في كلام العرب ، بل كان ذلك سُنَنِ لغتهم ، فهم كانوا يعمدون إلى ذلك الأمر في مخاطباتهم ، فتقديم

(1) ينظر : في النحو العربي نقد وتوجيه : 225

.

(2) ينظر : الأصول في النحو 2 / 222 - 223 ، والخصائص 2 / 387 ، والأشباه والنظائر

النحو 1 / 345 - 346 ، واللغة العربية معناها ومبناها : 207 .

في.

ص: 167

168

(1).

... تراثنا / 135

الكلام، وهو في المعنى مُؤخّر، وتأخّرُهُ ، وهو في المعنى مُقَدَّم سنّة جارية ، وهو دليل على عدم جمود اللغة واحتباسها تحت قيد الرتابة ، بل إنَّ التقديم والتأخير علامة على حيوية اللغة وسعتها في طرائق التعبير، حتى عَدَّ ابن جنّي ( 392ه) ذلك من شجاعة العربية، ويراه عبد القاهر الجرجاني ت 471ه) ذا فوائد كثيرة ، ومحاسن جمَّة ، فيه سَعَةُ التصرُّف ، وأنَّ سَبَبَ ما

(A)

راق في الكلام من مَسْمَع ، وَلَطُفَ من موقع ، هو ما قُدِّم فيه شيء ، وحَلَّ فيه

(3)

لفظ من مكانٍ إلى مكان آخر ، وهو دليل الفصاحة ، وملكة البيان ، وهو

بعُد أَحَد أَسَالِيبِ الْبَلاغَةِ ، فَإِنَّهُمْ أَتَوْا بِهِ دَلَالَةٌ على تَمَكَّنِهِمْ فِي الْفَصَاحَةِ

.

وَمَلَكَتِهِمْ فِي الْكَلَامِ وَانْقِيَادِهِ لَهُمْ وَلَهُ فِي الْقُلُوبِ أَحْسَنُ مَوْقِعِ وَأَعْذَبُ

مذاق

(4)

ومازال موضوع التقديم والتأخير محطّ عناية العلماء كل بحسب اختصاصه ؛ لذلك نرى أنَّ النحويين قد وضعوا لكلّ جزء من الكلام رتبة خاصة به ، فالأصل في الجملة الاسمية أن تُقدَّم رتبة المبتدأ، وتؤخَّر رتبة الخبر ، أما الجملة الفعلية، فرُتْبَةُ الفعل فيها يجب أن تكون أوّلاً ، ثم تليها رتبة الفاعل ، ورتبة المفعول يجب أن تكون آخراً، ومن غنى العربية امتلاكها

وسائل حفظها التي تضمن لها سلامتها ، وإن حدث ما يطرأ على نظامها

(1) ينظر : فهم القرآن ومعانيه : 259 ، والصاحبي في فقه اللغة : 189 .

(2) ينظر : الخصائص 2 / 362 .

(3) ينظر : دلائل الإعجاز 1 / 106 (4) البرهان في علوم القرآن 3/ 233

-

ص: 168

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالا

169 ....

بالتقديم والتأخير ، أو بغير ذلك ، حافظت القرائن اللفظية والمعنوية على

سلامة التركيب فيه وانتظام معناه

.

إن الثابت في الأحكام النحوية أنّ العدول بالتراكيب عن الترتيب الأصلي يوجب تغيّراً في الأحكام وفي المعنى ، وإن مثل هذا التغيير يُوجب عدم تفويت الفائدة من التقديم، وإلَّا لَذَهَبَ رونق الكلام، وفاتت قيمته الجمالية والتأثيرية في المقابل ، ولَخَالَفَتْ مقتضى الحال الذي سيق من أجله ، فإباحة تحرك بعض أجزاء الكلام لا بد له من مسوغ يشفع له ؛ لذلك قيل إنّ الأصل الجاري في التقديم والتأخير يكون لسبب العناية والاهتمام بالمُقدَّم . أشار إلى عادة العرب في التقديم والتأخير مع بيان السبب

وأوّل من سيبويه (ت 180ه) ، بقوله :) (كأنهم إنَّما يقدمون الذي بيانه أهم لهم، وهم

(1)

ببيانه أعنى ، وإن كانا جميعاً يُهِمَانِهم ويغنيانهم ، فهو يرى تساوي أجزاء الكلام في الأهمية ، لكن ما يهمهم بيانه يقومون بتقديمه ، ولكن ليس على حساب اللفظ المؤخَّر ؛ لأنَّه هو الآخر موضع عنايتهم واهتمامهم ، ولكن إن أريد زيادة الاهتمام بجزء من دون آخر، يقدّم في الكلام على غيره ؛ لذا قال الجرجاني : اعلم أنا لم نَجِدْهُم اعتمدوا فيه شيئاً يَجري مجرى الأَصْل ، غيرَ

(2)

العناية والاهتمام ، فالعناية بالمقدم من أبرز غايات التقديم، وتتحصل من سياقات عدة .

.

(1)

(1) كتاب سيبويه 1 / 34 .

(2) دلائل الإعجاز 1 / 1070

.. تراثنا / 135

ص: 169

... 170

(1)

إن التقديم والتأخير يضفي دلالة الاختصاص ، ولكثرته في الكلام العربي قيل : «كَادَ أَهْلُ الْبَيَانِ يُطْبِقُونَ على أَنَّ تَقْدِيمَ الْمَعْمُولِ يُفِيدُ الْحَصْرَ سَوَاءٌ كَانَ مَفْعُولاً أَوْ ظَرْفاً أَوْ مَجْرُوراًه (2)

وقد استقرى البحث مواضع كثيرة للتقديم والتأخير في نصوص كلام الإمام المجتبى الا ، واستنتج من ذلك أنّ الذي طغى عليها هو تقديم شبه الجملة من الظرف والجار والمجرور، لذا سأعرض لأمثلة من ذلك التقديم الذي يُراد به الاختصاص ، فمنه تقديم الظرف على متعلقه في قول الإمام :

(3)

وعندنا ما نزلت به رسله ، بتقديم الظرف (عندنا) دلالة على تخصيص

(4)

وجود ذاك الشيء الذي نزلت به الرسل ، أي إنهم مستودع خزائن الأنبياء ، فَجَمَع - تعالى لهم كلّ ما خَصَّ به أنبياءه السابقين ، فشرفَهم

الاسلام

-

وَحْدَهم بجميع فضائلِ النبيِّين المُقرَّبين من الصُحُفِ الإلهية، والكتب السماوية ، والعلوم الرَّبَانيَّة ، والمواريث القُدْسِيّة ، فالتقديم هنا لتوجيه الأذهان

إلى مكان وجود هذه الكرامات - التي عندهم - لا إلى هذه الكرامات بعينها ، فلم يعددها ؛ بل عبر عنها ب- : ( ما نزلت) ؛ لأنّ سياق الكلام ليس معقوداً عليها بالدرجة الأولى ، بل على مكان وجودها.

وفي هذا المعنى نفسه الذي يراد به بیان فضائل آل البيت ، يرد

(1) ينظر : البرهان في علوم القرآن 3 / 236 .

(2) ينظر : الإتقان في علوم القرآن 3 / 174

(3) من لا

يحضره الفقيه 2/ 390

(4) ينظر : اللمع في العربية : 56 .

ص: 170

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

(1)

....

171 ...

الله

قول الإمام المجتبى أيضاً : وقد خَلَتْ لهم من الله سُنّةٌ ، ومضى فيهم من حُكْم ، إذ تقدّم الجارّان والمجروران (لهم ، وفيهم)، على فاعلي الجملة المتأخرين (سنةٌ ، وحكم) ، لغرض الاختصاص ، وآية ذلك أيضاً استعمال لام

الاختصاص المضافة إلى ضمير جماعتهم ، واستعمال (في) للظرفية

المستحكمة في ذواتهم، المُبيَّن اقتضاؤها من الله عزّ وجلّ ب: (من) البيانية المصرَّح بأنها قد مضت لهم بحكمه تعالى .

أمثلة

ومن

تقديم الجارّ والمجرور ما في قول الإمام المجتبى : «التَّقْوى

بابُ كُلِّ تَوْبَة، وَرَأْسُ كُلّ حِكْمَة، وَشَرَفُ كُلِّ عَمَل ،

(2)

بالتَّقْوى فازَ مَنْ فازَ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، فبعد أن بين الإمام أهمية التقوى

وعظم خطرها وجلالة قدرها، خص فوز المتقين بامتلاكهم لناصيتها واتخاذها

وسيلة الفوز الرئيسة .

ومن إرشاداته : «هلاك الناس في ثلاث : الكِبْرُ ، والحِرص .

الا والحَسَدُ ، فالكبرُ به هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدوّ النفس وبه

(3)

أخرج آدم من الجنّة ، والحسد رائد السوء وبه قتل قابيل هابيل» . ففي

الكلام اختص هلاك الدين بالكبر، وكذلك الحال في سبب لعنة إبليس وطرده من مقام القرب، وبيان إنّ خروج آدم إنّما كان سببه الحرص ، وأن جريمة

(1) بحار الأنوار 105/75 .

(2) من لا يحضره الفقيه 2/ 388 .

(3) بحار الأنوار 75 / 111

،

تراثنا / 135

ص: 171

. 172

قتل الأخ أخاه مردّها إلى الحسد

ومن التقديم والتأخير لشبه الجملة بنوعيها في نص واحد ، ما ورد في قوله للرجل : إِيَّاكَ أَنْ تَمْدَحَنِي فَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ ، أَوْ تُكَذِّبَنِي فَإِنَّهُ لا

(1)

رَأْيَ لِمَكْذُوبٍ ، أَوْ تَغْتَابَ عِنْدِي أَحَداً ، ففي النص تقديم للجار والمجرور

عند

(بنفسي) على معمول اسم التفضيل (وهو منك)، وتقديم الظرف (عندي) مفعول الفعل المتعدّي (وهو أحداً) ، وإنما كان غرض تغيير النمط الأصلي لتركيب الكلام منوطاً بغاية الاختصاص ، كاشفاً عن أهمية التقديم والتأخير المتكلّم ، فمَنْ أقرب معرفة لنفس الإمام منه ، فكانت مخالفة الترتيب ، وإن كان الحكم النحوي يقتضيه في الأصل ، لأنّ المعنى حاكم على التركيب يسوقه إلى ما تقتضيه حكمة الكلام ولطائف التعبير . ونلحظ أيضاً في التركيب الآخر تغتاب عندي أحد شدّة كراهة الإمام للاغتياب ، فكان الفصل بين الفعل ومعموله أمارة على تلك الكراهية .

ومن التخصيص بالتقديم والتأخير في غير شبه الجملة ما ورد في أجزاء جملة الشرط في قول الإمام ال : ونحن والله ثمرة تلك الشجرة ، فمن تعلّق

(2)

بغصن من أغصانها نجى ، ومن تخلف عنها ، فإلى النار هوى ، فقد تقدّم

الجار والمجرور إلى النار على متعلقه الفعل الماضى الواقع جواباً للشرط (هوى) ، إمعاناً في التخصيص، إذ من المعلوم أنّ جواب الشرط هو نتيجة

(1) المصدر نفسه 109/75 (2) بحار الأنوار 43 / 358 .

ص: 172

.... SLEL

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

173 ...

لفعل الشرط ، فهما علة ومعلول ، فإنّ تقدّم جزء من الجواب على بعضه دلّ

ذلك على العدول بالتركيب عن الترتيب الأصلي مما يوجب تغيّراً في المعنى

عن

مفاده شدّة الاختصاص وغرضه التنبيه على العاقبة السيئة لمَن تخلّف ولاية آل البيت ولم يلتزم بمنهجهم . على حين نجد قبالة ذلك أنّ الترتيب في الفقرة الأولى فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى) ورد على النمط الأصلي

الجملة الشرط ، ليناسب ذلك استقامة السبب والنتيجة لمن تمسك

بولايتهم .

المطلب الثاني : الاختصاص بالمَفَاعِيل :

ذكر الدكتور تمام حسّان علل التخصيص بالمفاعيل وغاياته في

(1).

الاستعمالات اللغوية ، وسنحاول هنا أن ننتفع من جانب التنظير عنده

لتوظيف في التطبيق على نصوص مختارة من كلام الإمام الحسن الله :

1 - التخصيص بالمَفْعُول لَهُ :

هو

(2)

«العلّة التي لأجلها صدر الفعل عن فاعله ، سواء كان سجية ك: (قعد عن الحرب جبناً ، أو عَرَضاً ، ك: (ضَنِيَ فلانٌ حُبّاً)) ، فالعلة موجودة وهي

دافع الفاعل إلى الفعل، وهي حاصلة ولا يراد تحصيلها ، فالجبن دافع إلى

حدث القعود ، والجبن حاصل ولا يراد تحصيله ، ومنه يتضح إفادة اختصاص

(1) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها 195 - 198 . (2) إرشاد السالك إلى ألفية ابن مالك 1 / 364 .

تراثنا / 135

ص: 173

174

(1)

ذلك الحدث بتلك العلة المذكورة ) ، فعندما تقول مثلاً: (أتيتُ رغبة في لقائك) ، فإنَّك بذلك تكون قد أسندت الإتيان إلى نفسك مُقيّداً بسبب

خاص ، وهو قيد الغائيَّة ، والتي تكون قرينة معنوية دالة على المفعول لأجله ، ومقيدة للإسناد الذي لولاها لكان أعمّ ، فهو من دون سبب أعمّ . أعم منه وهو

مس-

تب ،

(2)

وتكون دالة على جهة فَهُم الحَدَثِ الذي يشير إليه الفعل ، ومثال

الاختصاص بالمفعول له فى كلام الإمام الحسن : إِنَّ اللهَ لَمْ يُطَعْ مَكْرُوها ،

ال

ولَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً ولَمْ يُهْمِلِ الْعِبادَ سُدى مِنَ الْمَمْلَكَةِ ، بَلْ هُوَ الْمالِك لِما مَلكَهُمْ ، والقادِرُ على ما عَلَيْهِ أَقْدَرَهُمْ بَلْ أَمَرَهُمْ تَخْييراً ، ونَهاهُمْ تَحْذيراً (3) إذ قال : (تخييراً ، تحذيراً) مُقيّداً بها الإسناد الذي لولاها لأصبح عاماً لا تقييد

فيه ، فقيد التخيير بالأمر والنهي بالتحذير .

ومنه أيضاً قول الإمام ا : «مَنْ أَدامَ الأخْتِلافَ إِلَى الْمَسْجِدِ أَصَابَ إِحْدى ثَمان : آيَةٌ مُحْكَمَةً ، وأَخاً مُسْتَفاداً ، وَعِلْماً مُسْتَطْرَفاً ، وَرَحْمَةٌ مُنْتَظِرَةٌ ،

وَكَلِمَةٌ تَدُلُّهُ عَلَى الهُدى أَوْ تَرُدُّهُ عَنْ رَدى ، وَتَرْكَ الذُّنُوبِ حَياءٌ أَوْ خَشْيَةٌ) (4)

فقيد الحياء أو الخشية بترك الذنوب ، فلولا هذا التخصيص لكان إعمام ترك

(

(1) ينظر : إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول 1 / 382 ، وحاشية ياسين

على التصريح 1 / 335 ، ومعاني النحو 2 / 229 . 335 2 /229

(2) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها 195 - 196 . (3) من لا يحضره الفقيه 2 / 388 388 .

(4) بحار الأنوار 75 / 108 .

ص: 174

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى الالالالا

175 ...

الذنوب وارداً لا محالة ، إذ إنّ أسباب ترك الذنب متعدّدة ، وكلام الإمام في

مقام إرصاد حالة ترك الذنب في مورد مخصص وهو إدامة الاختلاف إلى

المسجد .

وقال رجل للإمام الحسن الا بعد اعتزاله الخلافة الدنيوية : «إنّ الناس

يزعمون أنك تريد الخلافة؟»، فأجابه الإمام : كانت جماجم العرب بيدي ،

(1)

يسالمون ما سالمتُ ويحاربون من حاربتُ ، فتركتها ابتغاء وجه الله تعالى فقد خَصَّصت العلّةُ ابتغاء وجه الله تعالى ، وقيدت حدثَ الترك ، ولم تترك لمفتر أن يتأوّل لترك الإمام الخلافة أسباباً يختلقها ، أو ظنوناً مردّها إلى قصور

أن

الأذهان عن إدراك الأحكام الواقعية لما يصدر عن الأئمة اللام . ذلك مع الإمام المجتبى أوضح أنّ من أعلى مصاديق ابتغاء وجه الله في تركه الخلافة ، طاعته لما أخبر به أبوه عن جده عن الله عزّ وجلّ ، إذ يقول المجتبى لرجل من شيعته : سمعت أبي يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لن تذهب الأيام والليالي حتَّى يَلِي على أُمّتي رجل، واسعُ البلعوم ، رَحِبُ

الصدر ، يأكل ولا يشبع ، وهو معاوية ، فلذلك فعلتُ ما جاء بك»

2 - المَفْعُول المُطْلَق :

(2)

هو كل اشم دلّ على حدث وزمان مجهول ، وَهُوَ وَفعله من لفظ

(1) المصدر نفسه 25/44 .

(2) المصدر نفسه : 10 / 105 .

... تراثنا / 135

ص: 175

. 176

وَاحِدٍ ، وَالْفِعْل مُشْتَق من المصدر ، فإذا ذكرت المصدر مَعَ فعله فضلَةٌ ، فَهُوَ مَنْصُوب ، تقول : قُمْت قياماً ، وَقَعَدت قُعُوداً» (1) ، والقرينة الدالة عليه قرينة :

معنوية ، تسمى (التَّحديد والتوكيد) ، والمقصود بالتحديد والتوكيد : تعزيز

المعنى الذي يفيده الحدث في الفعل، وذلك بإيراد المصدر المشترك مع الفعل فى مادته ؛ لأنَّ المصدر هو اسم الحدث، ففي إيراده بعد الفعل تعزيز لعنصر الحدث ومعنى الفعل، وتكون التقوية بواسطة ذكره مفرداً منوّناً على سبيل التأكيد ، أو مضافاً لمُعَيَّن لإفادة النوع ، أو موصوفاً لإفادة النوع أيضاً ، أو مُمَيّزاً لعدد ، فيكون العدد نفسه مفعولاً مطلقاً) ()

(2)

وورد التخصيص في كلام الإمام الحسن المجتبى بالمفعول المطلق المؤكد لفعله في قوله : واعلموا علماً يقيناً أنكم لن تعرفوا التقى حتى

تعرفوا صفة الهدى ، ولن تُمسكوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نبذه ،

(3)

ولن تتلوا الكتاب حقَّ تِلاوته حتى تعرفوا الذي حرّفه ، فقال : اعلموا علماً يقيناً) ، ف- : (علماً) مصدر جيء به لتوكيد الحدث المُطلَقِ المُجَرَّدِ ، ثمَّ وُصِفَ المصدر ب- : ( يقيناً) ، لفائدة بيان نوع ذلك التسليم، وتحديده بذلك النوع ، فقد يتبادر إلى الذهن سؤال عن صفة ذلك العلم في حال لم يُذكر في الكلام ، و ( يقيناً) قد بين ذلك ، فجاء المصدر لتأكيد ما سيعلمه الإمام للأمّة

(1) ينظر : اللمع في العربية : 48 . (2) اللغة العربية معناها ومبناها : 198 . (3) من لا يحضره الفقيه 387/2 .

ص: 176

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالا

:

177 . . . .

وأهميته لكونه غائباً عن الذهن غير قارّ في العقل والوجدان ، وخُصص وقيد ب- ( يقيناً) لتثبيت أنّ علم الإمام علم يقيني لدنّي لا يرقى إليه الظنّ والشك والاحتمال وغير ذلك من منازل الأخبار غير اليقينية .

وورد في النص أيضاً ما ينوب عن المفعول المطلق في قوله : (ولن تتلوا الكتاب حقَّ تلاوته ، ف- : حقَّ) صفة للمصدر (تلاوته) ، وقد أضيفت إليه ونابت عنه في المصدرية، على قاعدة أنّ المضاف والمضاف إليه بحكم الكلمة الواحدة ، وشأن هذه النيابة عن المصدر كشأن قولنا : «ضَرَبْتُ زَيْداً حَقَّ ضَرْبِهِ ، وَأَصْلُهُ تِلاوَةً حَقّاً . ثُمَّ قُدَّمَ الْوَصْفُ ، وَأُضِيفَ إِلَى الْمَصْدَرِ ، وَصَارَ نَظِيرَ : ضَرَبْتُه شَدِيدَ الضَّرْبِ ، إِذْ أَصْلُهُ : ضَرْباً شَدِيداً (1)

وإنما خرج التعبير عن نمطه الأصلي، فقدمت الصفة على الموصوف وأضيفت إلى المصدر المؤكد لفعله ، لغرض المبالغة في توكيد هذه التلاوة الحقة ، وقد ورد عن الأئمة الهداة في تفسير هذه التلاوة ما نصه عن الإمام الصادق لا : «يرتلون آياته، ويتفقهون به، ويعملون بأحكامه، ويرجون

وعده ، ويخافون وعيده ، ويعتبرون بقصصه، ويأتمرون بأوامره ، وينتهون

بنواهيه، ما هو والله حفظ آياته، ودرس حروفه، وتلاوة سوره ، ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده ، وإنما هو تدبر آياته

(2)

والعمل بأحكامه ، وعنه الا في معنى حق التلاوة أيضاً: «الوقوف عند

(1) البحر المحيط 592/1 .

(2) مجموعة ورام 2 / 252

تراثنا / 135

ص: 177

... 178

(1)

الجنّة والنار ، والمقصود به : «الوقوف عند ذكر الجنة والنار، يسأل في

الأولى ، ويستعيذ في الأخرى»

(2)

وهذه المعاني كلها ترجع إلى التدبّر في قراءة القرآن الكريم، وبذل

الوسع في استيضاح مقاصد النصوص القرآنية والعمل بها ، ما استطاع المؤمن إلى ذلك سبيلاً.

وقد أكد الإمام الحسن هذه المعاني في ذيل النص المتقدّم فقال عن

القرآن الكريم : واعقلوه إذا سمعتموه عقل رعاية، ولا تعقلوه عقل رواية،

(3)

فإنّ رواة الكتاب كثير ورعاته قليل، والله المستعان ، وفي النص ورد المفعول المطلق ( عقل دراية ، وعقل (رواية) مبيناً لنوع الحدث عن طريق الإضافة ، فخصصت الدراية بالعقل ، لأنّها المقصودة ، ونُفي النوع الآخر ، لأنّه

لا يحقق الغرض المنشود

والذي يعضد ذلك الاختصاص أنّ الفعل الذي اشتق منه المصدر (اعقلوه) ، تقدّم على أداة الشرط وفعل الشرط ، وإنما تغير ترتيب جملة الشرط هنا مع أنها من الرتب المحفوظة غالباً، لبيان مقدار العناية والاختصاص بعقل الدراية ، ذلك أنّ الجواب المتقدّم له من الحظوة في هذا السياق ما لا يخفى ، ولا يُعتد بما ذكره نحويّو البصرة من حجج لمنع تقدّم

(1) بحار الأنوار 214/89

(2) تفسير العياشي 57/1 .

(3) بحار الأنوار 370/74

ص: 178

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

...

179 ...

الجواب ، كضعف أداة الشرط للعمل في ما قبلها ، وحفظ المراتب ، والسببية ،

(1)

وغير ذلك، إذ إنّ الصدارة في الكلام ، والرتبة ، والسببية ، والنتيجة تصطدم كلها بالتقدم من أجل العناية بالمتقدم ، ولأنّ ضعف العامل وقوته مسألة عقلية لا ترتبط بالاستعمال اللغوي، فالمتكلّمُ له أن يُعنى بالجواب أو ما يُشعِرُ به

فيقدمه ، عنايةٌ به ، وإغراء للسامع ، إن كانت النتيجة هي المطلوبة . وورد العدد نائباً عن المفعول المطلق في قوله الا في توبيخ الوليد بن عقبة : وأمّا أنتَ يا وليد بن عقبة ، فوالله ما ألومك أن تبغض عليّاً، وقد

جلدك

(Y)

في الخمر ثمانين جلدة ، ف- : (ثمانين) عدد نائب عن المصدر

( جلدة) مضاف إليه ، وإنّما ناب عنه لغرض تخصيص مقدار الحدّ الواجب ،

ولولا ذكره لوقع الإبهام في الحد ، ولكان الإعمام في الكلام سيد المقام ،

فانجلت بالعدد المضاف إلى المصدر عقدة الإبهام .

3 - المفعول فيه :

(3)

هو «ما نصب من اسم زمان ، أو مكان مقارن لمعنى (في) دون لفظها والمقارنة هنا بمعنى التضمين، أي: إنّ المفعول له لا يُنصب إلا أن تكون (في) مقدّرة فيه، فإذا لفظت امتنع نصبه ووجب خفضه ، نحو: (سرتُ في

(1) ينظر : كتاب سيبويه 3 / 66 ، والمقتضب 2 / 68 ، والخصائص 2 / 389 - 390

(2) بحار الأنوار 81/44

(3) شرح الكافية الشافية .675/2.

ص: 179

180

يومِ

.. تراثنا / 135

الجمعة ، وجلستُ في الدارِ ، ولو لم تكن مُتضمَّنَة ، كان اسماً صريحاً

(1)

ولم يكن مفعولاً فيه ، فيُعرب بحسب موقعه نحو : ( يوم الجمعة يوم مبارك ، ، والدارُ لزيد) (1) . فبالظرف يتحقق اختصاص زمان الحدث ومكانه على جهة التعيين والاختصاص ، إذ إنّ للظرف تعلقاً بالفعل ؛ لأنه يفيد تقييد إسناد الفعل

بجهة معينة .

نورٍ

يستضاء بهم

وأئمةٌ

ومن استعمال الظرف للاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى ،

قوله : والتمسوا ذلك عندَ أهله ، فإنّهم خاصّةً

الا

يُقتدى بهم ، بهم عيشُ العلم وموتُ الجهل ، وهم الذين يخبرُكم حكمُهم عن علمهم ، وظاهرُهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحقَّ ولا يختلفون فيه ، وقد خلت لهم من الله سُنّةٌ ، ومضى فيهم من ومضى فيهم من الله حُكْمٌ، إن في ذلك لذكرى للذاكرين ف- : ( عند) ظرف مكان عند النحويين وقد تستعمل للزمان قليلاً، لكن المتمعن في دلالتها يجدها دالّة على حضور ما تتعلّق به حسّاً، نحو: (الكتاب عندك) ، أو معنى ، كما في قول الإمام آنفاً ، الدال عليه الظرف المضاف عند أهله ، وقد خصص معرفة التقى ، والتمسك بميثاق الكتاب ، وتلاوة الكتاب حق تلاوته عند آل البيت ، فلا علم إلا علمهم ، لأنّهم

(2)

عِدل الكتاب وتراجمة وحي الله

الامل

(1) ينظر : الكناش في فني النحو والصرف 1 / 177 . (2) بحار الأنوار 75 / 105 .

ص: 180

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

المطلب الثالث : التخصيص بالنداء :

...

181 ...

النداء صورة من صُوَرِ التَّخصيص . وهو تنبيه المَدعُو ليُقبل عليك

(2)

(1)

ذلك

وفي نداءِ الشَّخص المطلوب تخصيص لشخصه من دون غيره ، وفي قال ابنُ يعيش (ت643ه) : اعلم أنَّ كلَّ منادى مختص ، تختصه فتناديه من بين من بحَضْرتك لأمرك ، ونهيك ، أو خبرك . ومعنى اختصاصك إيَّاه أن تقصده ، وتختصه بذلك دون غيره . وقد أجرت العرب أشياء اختصوها على طريقة النداء لاشتراكهما في الاختصاص ، فاشتعير لفظ أحدهما للآخر من حيث شاركه في الاختصاص ، كما أجروا التّسوية مجرى الاستفهام ، إذ كانت التّسوية موجودة في الاستفهام ومثال ذلك ما نقل عنه الالها في مخاطبة يزيد بن معاوية (عليه اللعنة الدائمة) وقد جمعهما مجلس ، فصرّح يزيد بعداوته للإمام ، فقال له الإمام : اعلم يا يزيد ، أن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماءان ، فأورثك ذلك عداوتي ، لأنّ الله تعالى يقول: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ . وشارك الشيطان حَرْباً عند جماعه فولد له صخراً ، فلذلك كان يبغض جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فنلحظ أنّ الإمام استعمل أسلوب النداء وخص المنادى باسمه ، مع إمكان الاستغناء عن ذلك كله ، لأن المقام مقام

(3)

(1) ينظر : الأصول في النحو 1 / 329 .

(2) شرح المفصل 369/1 .

(3) بحار الأنوار 44 / 104 .

.. تراثنا / 135

ص: 181

. 182

خطاب مباشر والمنادى حاضر في المجلس ، ولعل التخصيص بالنداء وتعيين المنادى إنّما ورد في النصّ ، لأنّ الإمام يكشف ليزيد عن حقائق من عالم الغيب التي لا يعلمها إلا هم ، ولا يدركها الجاهلون ، ويستدلّ على ذلك بكلام الله الذي لا يأتيه الباطل أبداً، ليعلم من كان حاضر المجلس ومن غاب عنه فسمع الخبر، أنّ عداوة آل أميّة لآل بيت النبوة مستحكمة في جذرها ، ممتدة في أصولها وفروعها فهم الشجرة الملعونة في القرآن ، التي غرسها الشيطان في أصلابهم فأنبتت معاوية ويزيد وأمثالهم من أئمّة الكفر والفسق

والجور.

3.

وفي دعائه الا ، استعمل نداءً بلفظ مخصوص وبمعنى معيّن ، لا ينادى به إلّا اسم الجلالة ، إذ يقول : «اللَّهُمَّ إنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ،

(1)

وأتَقرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّد عَبْدِكَ ورَسُولِك ... ، ف- (اللهم) ، عند نحويي

....

البصرة ، من حيث البنية يقابل ( يا الله ، وقد عُوِّض عن ( يا ) النداء في أوّل الاسم ، ب: (ميم مشدّدة) ، في (اللهم) ، وأنّ ضمّة (الهاء) في (اللهم) بمنزلة ضمّة (الهاء) في ( يا الله) . أما من حيث المعنى فاستعمال اللهم له مورد

(2)

ويختصّ

خاص يناسب ما في معناه من تفخيم وتعظيم ، لذا يقتصر النداء به و في موارد الجلال والعظمة ومصداق ذلك استعماله في القرآن الكريم مع

(1) مفاتيح الجنان : 33 .

(2) ينظر : الكتاب 1 / 310 ، والمقتضب : 4 / 239 ، والإنصاف في مسائل الخلاف

المسألة (47 1 / 343 - 347 ، والإيضاح في شرح المفصل 1 / 289 - 290 .

ص: 182

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى الالالالا .....

183 . . . .

الْمُلْكَ مَن

عظائم الأمور ، كقوله تعالى : (قُلِ اللَّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ

(1)

إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وقوله عزّ وجلّ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونَ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً

(2)

مِنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (3) ، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقِّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ انْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم ) ، وقوله جلّ جلاله : قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ

يَخْتَلِفُونَ) (4) .

(3)

فاستعمال الإمام المجتبى لهذا الاسم الشريف فيه اختصاص بمورد العظمة والجلال ، الذي هو أقرب لقبول الدعاء مهما عظم مطلبه وجلّ

تحققه ، إذ هو قبالة عطاء العظيم الوهاب

المطلب الرابع : الاختصاص بالقصر :

القصر يعني تَخْصِيصُ أَمْرِ بِآخَر ، بِطَرِيقٍ مَخصُوص ، أو إِثْبَات الحُكْم لِلمَذكُورِ ، ونفيه عمّا عداه ، ويُخَصَّصُ بالقَصْرِ ، بطرائق متعدّدة منها : تقديم

(1) آل عمران : 26 .

(2) المائدة : 114

(3) الأنفال : 32

(4) الزمر : 46

... تراثنا / 135

ص: 183

.... 184

الخبر على المُبْتَدَأ لأجلِ القَصْرِ ، وقد ورد ذلك في قول الإمام المجتبى ، ومنه

(1)

قوله في آل البيت بهم عيش العلم وموت الجهل ، فالجار والمجرور

الهلال

المتعلّق بالخبر المحذوف قد قصر العلم بهم وخصص استمراره وإدامته وانتصاره على الجهل وإهلاكه له بمعيتهم ، إذ لا عالم ربّاني راسخ في علمه إلا محمّد وآل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، أما بقية الذر ممّن آمن بهم فمتعلّمون على سبيل نجاة .

ومن وسائل القصر الأُخر التي وردت في كلام المجتبى ، القصر

بأدوات القصر ، ومنها (إنّما ) كقوله : «إِنَّما الخَليفَةُ مَنْ سارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللهِ ،

(2)

وعَمِلَ بِطاعَةِ اللهِ ولَعَمْري إنا لأعْلامُ الْهُدى وَمَنارُ التَّقى ، فقد قصرت (إنّما) صفة الخليفة بآل البيت الذين ساروا بسيرة الرسول الأكرم لالالالا ، فهم أعلام

الهدى ومنار التقى . وورد التخصيص بالنفي وإلا في قول الإمام الا : «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، قاصراً صفة الإلوهية، ومُخصصها في الذَّاتِ

الإلهيَّة

المُقدَّسَة قصراً حقيقياً من دون شريك .

المطلب الخامس : الاختصاص بوسائل أخرى

يتضمّن هذا المطلب وسائل متفرّقة للاختصاص ورد عليها بعض

(1) بحار الأنوار 75 / 105 .

(2) المصدر نفسه 42/44 . (3) من لا يحضره الفقيه 2 / 391 .

.... SLEL

ص: 184

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

الأمثلة في كلام الإمام المجتبى ، ومن تلك الوسائل :

(أ) ضمير الفصل :

185 ...

وهو ضمير منفصل مرفوع ، يقع بين المبتدأ والخبر نحو : سعيد هو القائم، أو بين ما أصله مبتدأ وخبر، نحو: كان سعيد هو القائم ، وإنّ سعيداً

هو

القائم ، وظننتُ سعيداً هو القائم .

وضمير الفصل لا يحمل خصائص الضمير المعلومة ، وإنّما سُمّي ضميراً ، لأنّ صورته تشابه صورة الضمير، وأما الفصل فلأنه يفصل بين معنى

الخبر ومعنى الصفة، ليُعلم من أوّل الكلام أنّ ما بعده خبر لا صفة . أمّا الفائدة المعنوية لضمير الفصل فهى التوكيد والاختصاص، لكن

بعض المفسّرين قصر فائدته على الاختصاص

(1)

ومما ورد من اختصاص بضمير الفصل في كلام الإمام الحسن ، قوله الا : «الإنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا ، وقلوبنا عَلَتْ بالطاعات والبرّ، وتَبرَأَتْ من الدنيا وحبّها وأطعنا الله في جميع فرائضه ، وآمنا بوحدانيته ،

(2)

وصدّقنا برسوله برسوله ، فهذه الكمالات الإنسانية والصفات النورانية قد اختصت بآل البيت ، لا ينازعهم فيها أحد ، ولا يجرؤ على ادعائها مدّع مهما علت مرتبته ، فكان الفصل بضمير الجمع المرفوع (نحن) دالاً على الاختصاص

والتفرّد .

الغيب

(1) ينظر : الكشاف 1 / 44 ، ومدارك التنزيل وحقائق التأويل 1 / 281 ، وفتوح الغي-

في الكشف عن قناع الغيب 2 / 105 - 106 .

(2) نور الثقلين 5 / 533

تراثنا / 135

ص: 185

. 186

(ب) تعريف المبتدأ والخبر :

المبتدأ والخبر يمثلان طرفي الإسناد ، وهما متلازمان ، يقول سيبويه : هذا باب المسند والمسند إليه ، وهما ما لا يَغْنَى واحد منهما عن الآخر ، ولا

يجد المتكلّمُ منه بداً ، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه ، وهو قولك : عبد الله أخوك ، وهذا أخوك "

جود بیٹو

(1)

والثابت عن النحويين أن المبتدأ لا يكون إلا معرفة ، وأنّه لا يجوز

(2)

الابتداء بالنكرة إلا بمسوّغات مذكورة تفصيلاً . فإن ورد الخبر معرفة أيضاً ،

(3)

كان الغرض من تعريف الطرفين هو الاختصاص ، وينطبق ذلك على المعارف جميعها، وهي : أسماء الأعلام ، والضمائر ، وأسماء الإشارة ،

والمعرّفات بأل ، والأسماء الموصولة ، وما أضيف إلى واحد مما سبق . أما بيان علّة الاختصاص في تعريف المبتدأ والخبر ، فتتضح بمعرفة أنّ المبتدأ دالّ على الذات فهو متعيّن بالابتداء ، والخبر دال على الوصف ، وهو معنى نسبي ، فهو متعيّن بالخبرية ، فقولنا مثلاً : سعيد المنطلق ، دالّ دال على

إثبات انطلاق مخصوص بسعيد ، لا يشاركه فيه غيره ، ذلك أنك إن أخبرت عن معرفة بمعرفة زدتها تخصيصاً وتقنيناً، والفرق يتضح أكثر إن قلت في

(1) کتاب سيبويه 1 / 23 .

(2) ينظر : البديع في علم العربية 1 / 57 - 58 . ، والكناش 1 / 145 - 146 ، وشرح 1/

التصريح 209/1 - 212 .

(3) ينظر : مفتاح العلوم : 178 .

.... SLEL

ص: 186

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالا

JAV ....

المثال المذكور : سعيد منطلق ، إذ يكون سعيد منطلقاً من منطلقين آخرين

(1)

وقد وردت هذه الوسيلة من الاختصاص بأنماط متنوعة في كلام الإمام

المجتبى ، ومن هذه الأنماط :

النمط الأول : المبتدأ ضمير متكلّم والخبر معرّف أل ، كقوله : «أنا

(2)

الضّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجِسْ فِي قَلْبِهِ إِلَّا الرّضا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فَيُسْتَجابُ لَهُ (3) ،

فالمقام هنا مقام الحديث عن ذات الإمام المقدّسة، وفي الكلام اختصاص الخبر بالمسند إليه ، فضمان استجابة الدعاء من الله لا يضمنه إلّا مَن قربت درجته عند الله فارتضاه الله لمقام الشفاعة، قال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (3) ، وقال عزّ وجلّ : ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) ، وقال سبحانه : ولا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً، وقال تعالى : (يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ، وقال تعالى :

13 13 13

(1) ينظر : دلائل الإعجاز : 125 . (2) بحار الأنوار 110/75 (3) سورة الأنبياء : 26 - 28 .

(4) الزخرف : 86 .

(0)

مريم :

. AV :

(6) طه : 109

(0) =

(6)

تراثنا / 135

ص: 187

188

وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ إِذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا

مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ

(1)

وهل هؤلاء العباد المأذون لهم بالشفاعة إلا محمد وآله ، فقد ورد فى زيارة أمير المؤمنين : إن لى ذنوباً كثيرة ، فاشفع لي فيها عند ربّك ؛ فإنّ لك عند الله مقاماً محموداً ، وإن لك عنده جاهاً وشفاعة ، وقد قال الله

(2)

تعالى: ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَن أَرْتَضَى ، وفي حديث الإمام الصادق اللللا

: «قال الصادق الا : يا مفضّل ما هو إلا أنتَ وأمثالك . بلى يا

مع

المفضّل :

مفضّل لا تُحدّث بهذا الحديث أصحابَ الرُّخَص من شيعتنا فيتكلون على

هذا الفضل ، ويتركون العمل، فلا يُغني عنهم من الله شيئاً لأنا كما قال الله تبارك وتعالى فينا : (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (3) وفي

)

الزيارة الجامعة الكبيرة : اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ محمّد وَأهْلِ بَيْتِهِ الأخيارِ الأئِمَّةِ الأبرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي

(4)

النمط الثاني : المبتدأ ضمير غائب والخبر معرّف أل ، ومنه قوله الله في آل البيت : «وهم الذين يخبرُكم حكمُهم عن علمهم، وظاهرهم عن

(1) سبأ : 23

(2) بحار الأنوار 97 / 337

(3) المصدر نفسه 53 / 33 . والنص القرآني من سورة الأنبياء : من الآية 28 .

(4) مفاتيح الجنان : 347 - 348

ص: 188

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى

(1)

..... SLEV

119...

باطنهم، وفي هذا النمط يكون الحديث عن الغائب وما يختص به من مكارم وفضائل ، فآل البيت الله هم المختصون بهذه الصفات ، فحكمهم أمارة ودليل على علمهم الواقعي الذي يحيط بالعلل الحقيقية للتشريع ، لأنهم معدن حُكْم اللهِ وسِرِّهِ ، وعَيْبَة عِلْم الله ،وخزنته ، وأن ما ظهر منهم على أي جهة كانت مُخبرٌ عن بواطنهم القدسية، لذا ورد في زياراتهم ما يوجب علينا الإيمان بظاهرهم وباطنهم والتسليم لهم في ذلك كله ، ومن ذلك قول الزائر :

مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظَاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ))

(2)

النمط الثالث : المبتدأ معرّف بأل والخبر معرّف بالإضافة ، ومنه

(3)

قوله : «التَّقْوى بابُ كُلِّ تَوْبَة ، ورَأْسُ كُلِّ حِكْمَة ، وشَرَفُ كُلِّ عَمَل ) ،

فقد اختص الإمام المجتبى هذه الفضيلة ليبيّن عن آثارها النافعة ، من باب الحثّ على التخلّق بها والسعي لتحصيلها، والتقوى هي الغاية المبتغاة من العمل العبادي كلّه ، وقد رسم القرآن الكريم طريق الوصول إليها ووسمها بآيات بينات فقال : ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)

(1) بحار الأنوار 105/75 .

(2) مفاتيح الجنان 45 (3) بحار الأنوار 75 / 110 .

(4) البقرة : 2 - 4 .

(4)

.. 190

ص: 189

تراثنا / 135

ولا غرابة أن يخصها الإمام المجتبى بهذه الفضائل ، فيعرفها بهذه

(1)

الأوصاف الشريفة ، ذلك أنّه «لا عِزَّ أعزُّ من التقوى ، فبها تُستَحصل مكارم

الأخلاق جميعها في الدنيا والآخرة .

خلاصة البحث :

يمكن إجمال خلاصة البحث في النقاط الآتية :

1 - جارى البحث أحكام اللغة في القول بالاختصاص في أجزاء من كلام الإمام الحسن الله ، وإلا فالثابت أنّ كلام آل البيت بأجزائه كلها هو موضع عناية واختصاص ، ذلك أنهم يستقون معاني كلامهم من معدن الفيض الإلهي ويعبّرون عنه بأعلى درجات البيان، واستند الباحث في ذلك إلى أنهم كلّموا الناس وفق سنن لغتهم ، وأمروهم أن يعربوا كلامهم على وفق

سنن العربية ، فهم قوم فصحاء . 2 - تنوّعت وسائل الاختصاص في كلام الإمام المجتبى ، وقسمت في

مجھے بہم

متن البحث على مطالب خمس ، وكان أكثرها وروداً الاختصاص بالتقديم

والتأخير . 3 - أظهر البحث أن الاختصاص بالتقديم والتأخير في كلام الإمام ، يرد حيث يقتضيه الغرض ، ومن ذلك قول المجتبى : «أو تغتاب عندي أحداً ، فكان التقديم فاصلاً بين الفعل (تغتاب) ومفعوله (أحداً) أمارة على

(1) نهج البلاغة باب الحكم : 82 .

ص: 190

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى الان

191...

شدّة كراهية الإمام للاغتياب ، فتسبّب عنه الفصل بين أجزاء الكلام ، واختصاص الأمر بمحضره الشريف .

4 - تغيرت رتب الكلام المحفوظة في النصوص التي درست من

كلامه الام ، وكان الباعث على هذا الخرق النحوي هو الاختصاص والعناية

ومن ذلك تغيّر رتبة جواب الشرط في قوله الا في حق القرآن الكريم واعقلوه إذا سمعتموه إذ ورد قبل أداة الشرط وفعله، لأهمية مقام

الاختصاص والإغراء بالجواب المتقدّم والعناية بنتيجته المطلوبة .

،

5 - استعمل النداء في كلام الإمام المجتبى وسيلة للاختصاص بدلالة القرائن المعنوية للسياق ، فقد أرصد البحث أمثلة لذلك ، منها قوله الا مخاطباً

يزيد عليه اللعنة الدائمة وقد جمعهما مجلس واحد : اعلم یا یزید

...»

أن

إبليس شارك أباك في جماعه ، فاختلط الماءان ، فأورثك ذلك عداوتي فاختصّ بالنداء اسم المُنادى لتقييده أوّلاً ، ولبيان أهمية الأمر الذي نُودي باسمه لأجله ثانياً .

- من وسائل الاختصاص المعنوية المهمة التي وردت في البحث تعريف المبتدأ والخبر، وقد بين البحث علة الاختصاص في تعريف طرفي الإسناد ، مع ذكر صور متنوّعة لذلك التعريف، اختلفت أغراضها تفصيلاً

واتفقت في غرضها العام وهو الاختصاص .

ص: 191

... 192

المصادر

...

. تراثنا / 135

- القرآن الكريم

1 - إرشاد السالك إلى حلّ ألفية ابن مالك : ابن قيم الجوزية برهان الدين إبراهيم ابن محمد بن أبي بكر بن أيوب ت 767 ه) ، تحقيق : د. محمد بن عوض بن محمد السهلي ، دار أضواء السلف ، الرياض ، ط 1 ، 1954 م . 2 - إرشاد الفحول إلى تحقيق الحقِّ من علم الأصول : الشوكاني (محمد بن علي ابن محمد بن عبد الله ت 1250ه) ، تحقيق : الشيخ أحمد عزو دار الكتاب العربي ، ط 1 ، بیروت 1999م .

- الإتقان في علوم القرآن : السيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ت 911ه) ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيأة المصرية العامة للكتاب ،

القاهرة ، 1974م . 4 - الأشباه والنظائر في النحو : جلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق :

مختار الشريف ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1987م . 5 - الأصول في النحو : ابن السراج (أبو بكر محمد بن سهل ت 316ه) ، تحقيق :

أحمد

د . عبد الحسين الفتلي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط3، 1996م . 6 - الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين : أبو البركات الأنباري (عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد ت577ه) تحقيق : محمد محيي

الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ط 4 ، 1961

ص: 192

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

7

193 ...

- الإيضاح في شرح المفصل : ابن الحاجب عثمان بن عمر ت646ه) ، تحقيق : وتقديم د. موسى بناي العليلي ، منشورات وزارة الأوقاف ، مطبعة العاني ، بغداد

1982م. 8 - البحر المحيط في التفسير : أبو حيان النحوي محمد بن يوسف بن علي ت 745ه- ، تحقيق : صدقي محمّد جميل ، دار الفكر ، بيروت ، 1420ه- .

محمد بن

محمد

9 - البديع في علم العربية : أبو السعادات ابن الأثير (المبارك بن الجزري ت 606 ه) ، تحقيق : ودراسة : د . فتحي أحمد علي الدين ، جامعة أم

القرى ، مكّة المكرّمة ، ط 1 ، 1420ه- . 1

10 10 - البرهان في علوم القرآن : الزركشي بدر الدين محمد بن عبد الله ت 794ه)، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية ، ط 1 ،

1957م. 11 - الخصائص : ابن جنّي (أبو الفتح عثمان ت (392ه) ، الهيأة المصرية العامة

للكتاب، القاهرة ، ط ع د . ت .

12 - الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها : ابن

فارس ، أحمد بن فارس بن زكريا (ت) 395ه- ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1

1997م .

،

13 - الفروق اللغوية : أبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل ت 395ه) ،

تحقيق : محمد إبراهيم سليم ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع ، القاهرة ، (د .ت) . 14 - الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل :

الزمخشري محمود بن عمرت (538ه- ، رتبه وضبطه وصححه مصطفى حسين

أحمد، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 1947م .

... تراثنا / 135

ص: 193

194

.

15 - الكناش في فنّي النحو والصرف : إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد

ت) 732 ه) ، دراسة وتحقيق : د .رياض بن حسن الخوام ، المكتبة العصرية ،

بيروت ، 2000م .

16 - اللغة العربية معناها ومبناها : د . تمام حسّان عمر ، عالم الكتب ، ط ه ،

2006 م .

17 - اللمع في العربية : ابن جنّي ، تحقيق : فائز فارس ، دار الكتب الثقافية

الكويت (د) . (ت) .

18 - المقتضب : المبرّد (أبو العباس محمد بن يزيد ت 285ه)، تحقيق : عبد

الخالق عضيمة ، عالم الكتب ، بيروت ، د . ت .

(

19 - بحار الأنوار : العلامة المجلسي (محمّد باقر بن محمد تقي بن مقصود

ت 1111ه) ، مؤسّسة الوفاء بيروت ، ط 2 ، 1403 ه-

20 - تهذيب اللغة : أبو منصور الأزهري محمّد بن أحمدت 370ه) تحقيق :

، ط 1 ، 2001م

.

محمد عوض مرعب ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط 1 ، 21 - حاشية الصبان على شرح الأشموني : الصبان (أحمد بن محمد بن علي ت

1206ه) ، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط 1 ، 1997م .

22 - حاشية ياسين (مطبوع بهامش شرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري ) : الشيخ ياسين بن زين الدين الحمصي العليمي (ت 1061ه) ، دار إحياء

الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي ، مصر ،(د . ت) .

23 - دلائل الإعجاز في علم المعاني : عبد القاهر الجرجاني (عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمّدت 471ه)، تحقيق : محمود محمد شاكر، مطبعة المدني ،

القاهرة ، دار المدني ، جدة ، ط 3 ، 1992م .

..... SLEN

ص: 194

وسائل الاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى لالالالالا

190...

24 - شرح الكافية الشافية : ابن مالك (محمد بن عبد الله ت 672ه)، تحقيق : د .

عبد المنعم أحمد هريدي ، دار المأمون للتراث ، دمشق ،(د . ت) .

25 - شرح المفصل : ابن يعيش موفّق الدين يعيش بن علي بن يعيش ت 643ه) ،

قدّم له د. أميل بديع يعقوب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 ، 2001م 26 - فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف): الطيبي الحسين بن عبد الله الطيبي ت 743ه) ، تحقيق : د . جميل بني عطا ، دبي ،

ط 1 ، 2013م .

27 - فقه اللغة وسرّ العربية : أبو منصور الثعالبي (عبد الملك بن محمد بن إسماعيل

ت 429ه- تحقيق : عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط 1 ،

2002م . 28 - فهم القرآن ومعانيه : المحاسبي (الحارث بن أسدت 243ه)، تحقيق :

حسين القوتلى ، دار الكندي ، دار الفكر ، بيروت ، ط 2 ، 1398 .

29 - كتاب سيبويه : سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ت 180 ه- ، تحقيق :

محمّد عبد السلام هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط 3، 1988م .

30 - لسان العرب : ابن منظور محمّد بن مكرم ت (711ه- ، دار صادر ، بیروت ،

3، 1414ه.

.

31 - مجموعة ورّام: ورّام بن أبي فراس الحلّي (ت 605ه) ، انتشارات مكتبة

الفقيه ، قم .

بن محمودت

32 - مدارك التنزيل وحقائق التأويل : النسفي (عبد الله أحمد بن 710 ه) ، حققه وخرّج أحاديثه يوسف علي بديوي، دار الكلم الطيب ، بيروت ،

ط 1 ، 1998م .

.. تراثنا / 135

ص: 195

. 196

33 - معاني النحو : د . فاضل صالح السامرائي ، مطبعة الحكمة للطباعة والنشر

الموصل ، 1991م.

34 - مفاتيح الغيب - التفسير الكبير : فخر الدين الرازي (محمد بن عمر بن الحسن

التيمي ت 606ه) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ط3 ، 1999م . 35 - مفتاح العلوم : السكاكي (يوسف بن أبي بكر بن محمّدت 626ه) ، تحقيق : نعیم زرزور ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 2 ، 1987 م .

36 - نور الثقلين : العروسي عبد علي بن جمعة (الحويزي) تحقيق : علي عاشور

طا ، بيروت ، 2001م . 37 - نهج البلاغة : تحقيق : د. صبحي الصالح ، مطبعة ،وفا ، إيران ، قم ، 1429ه- .

ص: 196

تأويلات السيّد على الحائرى

بين جماليات التعبير القرآني والشطط التاريخي في ضوء تفسيره (مقتنيات الدور وملتقطات الثمر)

د حامد ناصر الظالمي

حياته :

رانه ارسان

1270

ولد السيد علي الحائري في مدينة كربلاء في حدود سنة ( 1270 ه- -

1854م)

وهو السيد علي بن حسين بن يونس ابن السيد إسماعيل ، إذ ينتهي

نسبه إلى السيد إبراهيم المجاب ابن السيد محمد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر ، وقد سمّي بالحائري إما لولادته في كربلاء أو لانحداره من

لالالالالا

اد

البيوتات العلوية الشريفة التي سكنت حائر الإمام الحسين . أ لإقامته في الحائر

نشأ السيد علي الحائري في كربلاء ودرس في كتاتيبها تلاوة القرآن

وأحكامه والنحو والصرف واللغة والأخلاق ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف

یا

... تراثنا / 135

ص: 197

... 198

لاكمال دراسته هناك ، وقرأ على علمائها أيضاً، وبقي في كربلاء والنجف مدة

طويلة

ومن

أساتذته والده السيّد حسين الملقب بالتقوي لشدّة تقواه وورعه ،

وتتلمذ كذلك على السيّد محمّد حسن الشيرازي ، بل وأجازه بالاجتهاد عندما

كان يُقيم في سامراء

(1)

ابنان هما السيد مهدي الملقب بشمس الفقهاء

ولد للسيد علي ! والسيد هادي من زوجته الأولى التي تزوّجها في كربلاء ، وبنتاً واحدة من

زوجته الثانية التي تزوّجها في طهران

(2)

هاجر السيّد علي الحائري إلى إيران سنة (1892م) وعاش هناك بقيّة

g. y.

حياته إلى أن توفّي في العشرين من شوّال سنة (1353 ه) في مدينة طهران ،

ودفن قرب مسجد الشاه عبد العظيم عن عمر يناهز (83) سنة)

(3)

وفي طهران عكف على تفسير القرآن فكتب مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر ، إذ جاء في نهاية هذا التفسير : وقد تم بعون الله كتاب مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر في تفسير الكتاب العزيز - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه الشهر الذي أُنزل فى مثله القرآن من السنة السابعة بعد

ولا من

خلفه - في

(1) يُنظر (نقباء البشر في القرن الرابع عشر ) ضمن كتاب طبقات أعلام الشيعة (القسم

الرابع من الجزء الأول) : (1422)

(2) يُنظر عشائر كربلاء وأسرها 124/1 .

(3) يُنظر نقباء البشر في القرن الرابع عشر : ( 1422)

تأويلات السيد علي الحائري

ص: 198

199 ....

الثلاثين بعد الثلاثمئة بعد الألف))(1)

أي أنّه انتهى من تفسيره وعمره (67) سنة إذا ما عرفنا أنّ ولادته كانت

( 1270 ه) وإنتهاء تأليفه للكتاب كان في رمضان سنة (1337 ه) .

لقب السيد علي الحائري بألقاب عديدة منها :

1 - الحائري : وكان هذا اللقب لولادته في كربلاء قرب الحائر الحسيني

الشريف في دار جده السيد يونس

2 - الطهراني : لأنّه سكن طهران منذ أن هاجر إليها سنة (1392 ه- ) .

3 - المفسّر : لأنّه عمل على تفسير القرآن شطراً طويلاً من حياته .

(2)

4 - اللاريجاني : وقد أشار إلى هذا اللقب الشيخ آغا بزرك الطهراني". - ومن تلامذته الذين يرد ذكرهم في مقدّمة التفسير الحاج عبدالحسين المعروف بمحسنيان الذي بذل الجهد الكبير في نشر هذا التفسير وتنظيم مخطوطاته ، وكانت الطبعة الأولى له هي طبعة المطبعة الحيدرية ونشرته دار

الكتب الإسلامية في طهران سنة ( 1379 ه- ) وكانت على نفقة الحاج محمود ه)

الكاشاني، فقد كانت هذه الطبعة بعد وفاته بست وعشرين سنة وبعد الانتهاء من تأليف التفسير بحدود اثنتين وأربعين سنة

أمّا الطبعة الثانية فهي طبعة مؤسسة التاريخ العربي بيروت سنة

(2012م) ، والطبعة الثالثة هي

طبعة مؤسسة دار الكتاب الإسلامي بتحقيق :

(1) تفسیر مقتنيات الدور وملتقطات الثمر 330/2 . (2) يُنظر نقباء البشر : (1422) ومعجم المؤلفين 435/2 .

.. تراثنا / 135

ص: 199

200

السيّد محمّد وحيد الطبسي الحائري ومراجعة وتدقيق : محمّد تقي الهاشمي في قم سنة (2012م) .

أما تسمية تفسيره ب: مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر فقد تكون لكثرة

ما عرضه من آراء وأقوال وتأويلات المفسّرين ومناقشتها وموازنتها وترجيح بعض على البعض ، لذلك فهذه الآراء التي عرضها قد التقطها فهي كالدرر

والثمر

امتاز هذا التفسير بالرأي المعتدل والطرح المتزن ، والنقل الدقيق ، والعرض لآراء المفسّرين، والموضوعية في الطرح والترجيح، وكان مقدراً لآراء المفسرين ومرجّحاً لها، بعد أن يقوم بطرح ما اجتمع لديه من احتمالات، وقد تبدأ الاحتمالات باثنين وتنتهي بتسعة احتمالات، وهذه الاحتمالات جمعها والتقطها من بطون التفاسير فكانت ثماراً طيبة من شجرة

المذاهب الإسلامية جميعاً .

كان في بعض الاحتمالات مُرجّحاً لرأي أو مؤكّداً عليه ، وفي الغالب كان يترك عرض الوجوه والتأويلات دون ترجيح، فالقارئ هو من يختار

المناسب من الوجوه وهذا الأمر جعل من تفسيره منفتحاً على الآخر .

اهتم السيد علي الحائري بموضوعات دلالية مهمة منها النظم القرآني ،

وإيجاد المناسبة بين سور القرآن الكريم، والمناسبة بين مطالع السور

وخواتيمها، وبين موضوع السورة ،وخاتمتها وبين نهاية سورة ومطلع

، الأخرى التي بعدها ، وهذا الأمر - أي علم المناسبة - يحتاج إلى حصافة

201 . . . .

ص: 200

تأويلات السيد علي الحائري

عقلية ، ومعرفة بالمقاصد الكلية في القرآن ، والأنساق العامة للنص القرآني

وهي موضوعنا في حديث قادم -.

أما عملنا الآن فسيكون بتتبع أطروحاته حسب أسبقيتها في النص

القرآني ، وسنركز على الموضوعات التالية :

.

أولاً : التعليل : أي محاولة إيجاد العلة في اختيار الألفاظ ، وطرق التعبير بها، وكيفية توزيعها في نظام الجملة، وأسباب ذلك الاختيار

والتوزيع .

المثال الأوّل : حديثه عن السمع والبصر إذ قال «اعلم أنه اختلف في

أفضلية نعمة البصر والسمع فقال قائل : بأفضلية السمع لوجوه . منها : أنّ الله قدّم في الذكر في أغلب القرآن السمع على البصر،

والتقديم في الذكر دليل على الشرف ومنها : أنّ العمى وقع في حق الأنبياء وأما الصمم فغير جائز لأنّه مُخلّ

.

بأداء الرسالة ومنها : أن السمع يدرك من جميع الجوانب دون البصر . ومنها : أنّ الإنسان يستفيد من المعارف من المعلّم وذلك لا يمكن إلا

بالسمع .

ومنها : أنّ امتياز الإنسان عن سائر الحيوانات بالنطق والكلام ، وإنما

ينتفع به السامعة لا الباصرة، ومتعلّق النطق الذي به شرف الإنسان ومتعلّق

البصر الألوان والأشكال ، وذلك أمرٌ مشترك بين الإنسان وسائر الحيوان

... تراثنا / 135

ص: 201

... 202

ومنهم من قال بأنّ البصر أفضل من السمع :

قالوا : المشهور أنّه ليس الخبر كالمُعاينة وذلك يدلّ على أنّ أكمل

وجوه الإدراك البصر .

الثاني : إن عجائب حكمة الله في العين أكثر من عجائب حكمته في تخليق الأذن ، فركب العين من سبع طبقات وثلاث رطوبات وجعل لها عضلات كثيرة على صور مختلفة ، والأذن ليس كذلك . وكثرة العناية في

.

التخليق في الشيء يدلّ على كونه أفضل من غيره .

الثالث : أنّ القوة الباصرة هي النور ، والآلة السامعة هي الهو الهواء ، والنور

أشرف من الهواء .

الرابع : أن البصر يرى ما فوق سبع سماوات ، والسمع لا يدرك ما بعد

على فرسخين ، فكان البصر أقوى .

الخامس : أنّ بعض الناس يسمع كلام الله وكلام الملائكة في الدنيا ولا يراه أحد ، وأن موسى سمع كلام من غير سؤال ، ولمّا سُئل قال : لَنْ تَرَانِي فذلك يدل على أن حال الرؤية أعظم وأعلى من السماع، على أن ذهاب العين ليس كذهاب السمع وهي الكريمتان : وأنطق بلحم ، ورتب غذائه في النبات بحبوبه وثماره، وفي الحيوان بحياته وآثار نفعه ، وفي الأراضي بأشجاره وأنهاره ، وفي الأفلاك بكواكبه وأنواره

(1)

والأمر في القرآن واضح في تقديم السمع على البصر إذ يقول تعالى :

(1) مقتنيات الدور وملتقطات الثمر 35/1 - 36 .

تأويلات السيد علي الحائري

ص: 202

203

خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) وقوله :

(2)

وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ) ، وقوله تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ)) وقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) وقوله تعالى : فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيءٍ ) وقوله

(0)

تعالى: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (6) وقوله تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ ﴾ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ) وقوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ (7)

سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهُ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِهِ

()

وقوله تعالى : (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) وقوله تعالى :

(1+)

وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (10) وقوله تعالى : الله

EE

(1) سورة البقرة : 7 .

(2) سورة البقرة : 20 .

(3) سورة البقرة : 108 (4) سورة فصلت : 20 . (5) سورة الأحقاف : 26

(6) سورة السجدة: 9

(7) سورة الملك : 23 . (8) سورة الأنعام : 46 . (9) سورة الإسراء : 1 .

(10) سورة الحج : 61 .

ص: 203

... 204

....

تراثنا / 135

(1)

يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وقوله

﴿مَّا

(2)

تعالى : مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْتُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (3) وقوله تعالى : (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

(0)

(4)

وقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) وقوله تعالى :

=

(6)

وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ) وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) وقوله تعالى : ﴿فَعِندَ اللهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) وقوله تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجِ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً)) وقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا (10) وقوله تعالى : (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ (1) وقوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ

(11)

(1) سورة الحج : 75

(2) سورة لقمان : 28 .

(3) سورة غافر : 20 .

(4) سورة غافر : 56 .

(5) سورة الشورى : 11 .

(6) سورة المجادلة : 1

(7) سورة النساء : 85

(8) سورة النساء : 134 .

(9) سورة الإنسان : 2.

(10) سورة مريم

:38:

(11) سورة هود 20

Y.O.....

ص: 204

تأويلات السيّد علي الحائري

تَشْكُرُونَ ) وقوله تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ

﴾ مَسْؤُولاً) (3) وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ (3) وقوله تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ) وقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ ) وقوله تعالى : (أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) وقوله تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ) . فهذه الآيات والبالغة سبع وعشرون آية تقدّم فيها ذكر السمع على البصر ، وغالباً ما يأتي السمع مفرداً والبصر جمعاً ،

(V)

هي

فتقدّم السمع هنا لأنه هو المتقدم عند ولادته الإنسان؛ فأولى المُدركات حاسة السمع عند الطفل وعندما تنتهي حياة الإنسان فآخر حاسة تبقى معه

هي السمع وهي الحاسة الوحيدة التي تبقى فاعلة حتى لو نام الإنسان وهي الحاسّة التي ليس عليها ما يمنعها من غطاء أو غيره بخلاف البصر فالبصر يتحكّم الإنسان به إرادياً. ولذلك فهذه الحاسة تبقى يقظة عند الإنسان وأصحاب الكهف لم يناموا لولا أن ضُرب على آذانهم كما في قوله تعالى :

(1) سورة النحل: 78 .

(2) سورة الإسراء: 36 .

(3) سورة المؤمنون : 78 .

(4) سورة الملك : 23 (5) سورة فصلت : 22 .

(6) سورة يونس : 31

(7) سورة النحل : 108 .

ص: 205

206

... تراثنا / 135

فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (1) المثال الثاني : هو تعليله لقوله تعالى : (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ ، أَسنَدَ سبحانه وتعالى الغضب لغيره والنعمة له بقوله تعالى : (الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ ، قال السيد علي الحائري : «وإنّ الغضب صادر عن الغير بسبب أنّ الغير صار سبب الغضب ، فالمناسب أن

فلماذا

يقول غير الذين غضبت عليهم فصار الكلام في قوة التصريح في جانب

(2)

الرحمة والتعريض في جانب العقاب أي أنّه تعالى خصّ النعمة به

والغضب جعل مصدره مجهولاً وعاماً ، فهو غضب من الله الناس والمخلوقات

فهو غير محدّد .

والمثال الثالث : تعليله لتكرار قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا فقد وردت

في قوله تعالى: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُةٌ وَلَكُمْ فِي مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) وقوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا

(3)

الارْضِ

(4)

يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (). فقال السيّد علي الحائري هو استئناف مبني على سؤالٍ يَنسَحبُ عليه الكلام كأنه قيل : فما وقع بعد قبول توبته؟ فقيل : قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا) من الجنة (جميعاً) ، وفي تكرير الهبوط؛ فقيل : الهبوط الأول من الجنة إلى السماء ،

(1) سورة الكهف : 11 . (2) مقتنيات الدور 50/1

(3) سورة البقرة : 36

(4) سورة البقرة : 37

207 ...

ص: 206

تأويلات السيد علي الحائري

وهذا الهبوط من السماء إلى الأرض ، وقيل : التكرير للتأكيد ، والخطاب لآدم

وحوّاء وذريتها باعتبار ما يكون ، وقيل : الخطاب لآدم وحواء وإبليس والحيّة والطاووس ، والمُراد اهبطوا أنتم أجمعون ، ولذلك لا يستدعي اجتماعهم على الهبوط في زمان واحد ، وكرّر الأمر بالهبوط إيذاناً بتحققه لا محالة ، ودفعاً لما وقع في أمنيته الا من استتباع قبول التوبة للعفو ن الهبوط ، ولأن الأمر الثاني

بالهبوط مُشعر بالتكليف والابتلاء بالعبادة والثواب والعقاب ، ولذلك اقترن

الهبوط الثاني بإيتاء الهدى المؤدّي إلى النجاة وما فيه من وعيد العقاب ، فليس بمقصود من التكليف قصداً أوّليّاً بل إنما هو دائر على سوء اختيار

(1)

المكلَّفين (1)

والمثال الرابع : هو تعليله لقوله تعالى : (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ) (3) إذ قال السيد علي الحائري وعيسى بالسريانية : اليسوع ومعناه المبارك ، وابن بإثبات الألف في الكتابة وإن كان واقعاً بين العلمين لندرة الإضافة إلى الأم . ومريم بالسريانية : بمعنى العابدة والخادمة للمعبد، وقد جعلتها أُمّها محرَّرة لخدمة المسجد ، ولكمال عبادتها لربها سمّاها مريم ، وصرّح باسمها في القرآن مع الأنبياء مرّات ، وخاطبها كما خاطب الأنبياء سبع كقوله : (يَا مَرْيَمُ اقْتَنِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)) فشاركها

(1) مقتنيات الدرر 212/1.

(2) سورة البقرة : 78 (3) سورة آل عمران : 43 .

ص: 207

... 208

... تراثنا / 135

مع الرجال ، ولو كانت النساء بمثل هذه لفضّلت النساء على الرجال

أقول : لقد وردت لفظة

(1)

مريم في القرآن الكريم في أربع وثلاثين مرّة

وليس بسبع مرات وهي قوله تعالى :

1 - (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )

2 - ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )

(2)

(3)

3 - اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)

4 - (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ ؟

5 - ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ)

6 - ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

V

(6)

(V)

(0)

(4)

7 - ﴿قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ

مَرْيَمَ وَأُمَّهُ﴾

8

(8)

- (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) .

(1) مقتنيات الدرر 323/1 .

(2) سورة البقرة : 87 .

(3) سورة البقرة : 253 .

(4) سورة آل عمران : 45 .

(5) سورة النساء : 157 .

(6) سورة النساء : 171 .

(7) سورة المائدة : 17 .

(8) سورة المائدة : 7 .

(9) سورة المائدة : 46 .

ص: 208

تأويلات السيّد على الحائري

(1)

Y.q...

9 - ولَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ 10 - ﴿مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) (3) . -

11 - لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى

ابْنِ مَرْيَمَ )

12

وَالِدَتِكَ )

السَّمَاءِ

السَّمَاءِ

(3)

- إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى

(4)

13 - يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ

13

(0)

14 - قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أُنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ

(6)

15 - ﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي

(V)

وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ ) 16 - اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ

(1) سورة المائدة : 72 .

(2) سورة المائدة : 75 .

(3) سورة المائدة : 78 (4) سورة المائدة : 110 .

.11.

(5) سورة المائدة : 112 .

(6) سورة المائدة : 114 .

(7) سورة المائدة : 116 .

... تراثنا / 135

ص: 209

(1)

210

مريم

17 - ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (2) 18 - وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً

غليظاً ) (3).

19 - وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ ) (4)

20 - ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ

إِلَيْكُم ) (5)

الله ؟

(6)

-هي :

21 - كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى

أما الآيات التي ذكرت فيها مريم دون إضافة عيسى أو المسيح إليها

- (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ

(V)

)

2 - قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ ؟

(8)

31

(1) سورة التوبة : 31

(2) سورة مريم : 34 .

(3) سورة الأحزاب : 7 .

(4) سورة الحديد : 27 .

(5) سورة الصف : 6

(6) سورة الصف : 14 . (7) سورة آل عمران : 36 .

(8) سورة آل عمران : 37

تأويلات السيد علي الحائري

ص: 210

211 . . . .

3 - (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ )

4 - يَا مَرْيَمُ اقْنَتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ )

5 - ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ

6 - ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ )

(0) =

7 - وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً )

(9) low

8 - ﴿أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ)

9

فَرِياً) (8)

10

(1)

(3)

(4)

(2)

(V)

- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيَّاً ) .

. - فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِنْتِ شَيْئاً

11) - (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ

(9)

12) - (وَلَمَّا ضُربَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴾

(1.)

(1) سورة آل عمران : 42 .

(2) سورة آل عمران : 43 .

(3) سورة آل عمران : 44 .

(4) سورة آل عمران : 45 .

(5) سورة النساء : 156 . (6) سورة النساء : 171 .

(7) سورة مريم : 16 .

(8) سورة مريم : 27 . (9) سورة المؤمنون : 50 .

(10) سورة الزخرف : 57 .

ص: 211

212

13 - ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا (1)

... تراثنا / 135

ولفظة ابن التي جاءت بين اسمين دون حذف الألف هو خط قرآني قد

تكون له دلالة محدّدة ، وقد يتم الاجتهاد بدلالته مثال ذلك قوله تعالى : (وَمَن

(2)

يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ) فقد وردت لفظة إبراهيم ب- (ابرهيم) وهي الوحيدة في القرآن الكريم التي ترد بهذا الخط دون الألف ومنه كذلك قوله تعالى : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَام (3) فقد وردت بالألف الممدودة وليس المقصورة فقد

يكون لذلك دلالة

والمثال الخامس : هو تعليله لتقديم النساء في قوله تعالى : (زُيِّنَ

(4)

لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ ، إذ قال السيد علي الحائري وقدّم ذكر النساء أي : حال كونها من طائفة النساء العراقتهنّ في

معنى الشهوات ، فإنهنّ حبائل الفتنة

ثانياً : الفروق الدلالية

(0)

اهتم السيّد علي الحائري بهذا الموضوع وعمل على التمييز بين المعاني

(1) سورة التحريم : 12

(2) سورة البقرة : 130

(3) سورة الإسراء : 1 .

(4) سورة آل عمران : 14 .

(5) مقتنيات الدرر 221/2

تأويلات السيد علي الحائري

التي يُعتقد أنّها متشابهة :

ص: 212

213

-

ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) (1) إذ قال والفرق بين السوء والفحشاء : قيل إن السوء خيانة اليد والفحشاء هو الزنى ، أو أنّ السوء مقدّمات الفاحشة كالقبلة والنظر بشهوة ،

(1)

والفحشاء هو الزنى

(2)

وفي كتب الفروق اللغوية : إن الفحشاء من الفحش، والفاحش أي

الشديد القبح وكلّ شيء جاوز حد الاعتدال مجاوزة شديدة فهو فاحش

لذا فالانتقال كان هنا من السوء إلى الفحشاء أي من الأقل إلى الأكبر .

(3)

وفي تفسيره لقوله تعالى : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (4) قال السيد الحائري عن الفرق بين الصدقة والهدية : والفرق بين الصدقة والهديّة أنّ الصدقة للمحتاج بطريق الرحم ، والهديّة

(1) سورة يوسف: 24 . (2) مقتنيات الدرر 30/6 .

(3) يُنظر : معجم الفروق اللغوية الحاوي على كتاب أبي هلال العسكري وكتاب السيد

نور الدين الجزائري : 397

(4) سورة المنافقون : 11 .

ص: 213

214

... تراثنا / 135

(1)

للتحبب والمودة ولذا كان الا الله يقبل الهدية لا الصدقة فرضاً كانت أو نفلاً) 1

وفي كتاب فروق اللغات : «الهدية تُشعر بإعظام المُهدى إليه

(2)

وتوقيره ... وهي مبنية على الحشمة والإعظام والصدقة ما يُرجى به

(3)

الثواب وخاصة من الله سبحانه ، والصدقة هنا أي ما يُرجى به الثواب أقرب لروح الآية في قوله تعالى: (لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ أي أبذل كي أنال الثواب .

- وعن الفرق بين المُرائي والمنافق فهو يذكر ذلك في تفسير قوله تعالى : فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (4) إذ قال السيّد الحائري : «إنّ المنافق يُبطن

؟

(4)

الكفر ويظهر الإيمان ، والمرائي يظهر زيادة الخشوع وآثار الصلاح ليعتقد من

(0)

يراه أنّه من أهل الصلاح ، وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بإظهار الدين وفي كتب الفروق اللغوية : «أنّ النفاق إظهار الإيمان مع إسرار الكفر ، وسُمّي بذلك تشبيهاً بما يفعله اليربوع وهو أن يجعل بحجره باباً ظاهراً وباباً

باطناً

يخرج منه إذا طلبه الطالب ، ولا يقع هذا الاسم على مَنْ يظهر شيئاً

(1) مقتنيات الدرر 192/11

(2) فروق اللغات في التمييز بين مفاد الكلمات : 222

(3) فروق اللغات : 159 .

(4) سورة الماعون : 7 .

(5) مقتنيات الدرر 290/2 .

.

تأويلات السيد علي الحائري

ص: 214

ويخفي غيره إلا الكفر والإيمان، والرياء إظهار جميل الفعل رغبةً في حمد

الناس لا في ثواب الله تعالى، فليس الرياء من النفاق في شيء

(1)

6

النفاق هو

الظاهر مخالف للباطن مطلقاً ، ولكن الرياء هو الخشوع وإظهار التقوى الزائدة

طلباً للحصول على شيء .

ثالثاً : من الموضوعات الأخرى التي نتناولها هنا ما يتعلّق بالشطط الذي

وقع به المفسّر وانحرف به عن المقصد القريب :

فمن ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) (2) ، إذ قال السيد الحائري المقصود بذلك «الحمس ، وهم

طائفة

من المشركين يطوفون حول البيت وهم عُراة يعبدون الأصنام ويقولون : نعبد

(3)

إلهنا ونطوف عُراة كما ولدتنا أمهاتنا ولا نطوف بثياب قارفنا فيها الذنوب لعلّ المعلومة التي ذكرها السيد الحائري غير دقيقة تاريخياً، فقد كتب

(2)-

الدكتور محمد ظاهر وتر بحثاً عن الحُمس هذه الطبقة الدينية التي عاشت

في قريش خاصة ، وهؤلاء هم المتشدّدون في الدين ، إذ كانوا يقفون بنمرة

(1)

معجم

الفروق اللغوية : 547 .

(2) سورة الأعراف : 28 .

(3) مقتنيات الدور 396/4 .

(4) (الحُمس من قبائل العرب مجلة التراث العربي الصادرة عن اتحاد الكتاب العربي

بدمشق ، العدد 81 - 82 : 156 - 157 .

.. 216

ص: 215

... تراثنا / 135

وباقي القبائل تقف بعرفة ، ويلتقون بمزدلفة للإفاضة ، ويطوفون حول البيت بملابسهم ، ويطوف غيرهم عُرياناً لاعتقادهم أنّ هذه الثياب قد اقترفت فيها الذنوب وعصوا الله فيها ويُسمّون تلك الثياب التي نزعوها باللقيّ، وينطبق

نزع الثياب على الرجل والمرأة على السواء ... وقد جاء الإسلام فمنع طواف العُريّ وألزم كلّ مَن يطوف أن يلبس لباس الإحرام ... ومن مظاهر التشدّد في الدين أن الحمس يحرمون على أنفسهم أكل الطيبات من الرزق ، فلا يذوقون السمن والزبد واللحم وغير ذلك ، ولا يأكلون من نبات الحرم - إذا أرادوا الحج - ما داموا حُرماً ، ولا يلبسون ما صُنع من الوبر والشعر ، فلا يغزلون ولا ينسجون وإنّما كانوا يكتفون أن يجلسوا بظل الأدم ، ولا يظلمون

في معاملتهم مع غيرهم ، ولا ينقضون الميثاق ، ولا يخلفون الذمة ما داموا في الأشهر الحرم التي كانوا يعظمونها ويتقيدون بحرمتها ، وكانوا يقيمون في الحرم» وكانوا كذلك يتمتعون بالشجاعة ، وأغلبهم من قريش ومن الذين

يسكنون حول الحرم . ومن الذين كانوا يحجون إلى البيت ، فهم متشدّدون في دينهم، وتظهر فيهم الشجاعة والبطولة . وبهذا يَتبيّن لنا أنّ الذين يطوفون حول البيت عُراة هم ليسوا الحُمس بل غيرهم، فالحمس يُقدّسهم العرب لتدينهم وشجاعتهم ، وغير الحُمس غير مُقدّس ، لذلك فهم - أي غير الحُمس - مرتكبو الآثام ، فعندما يأتون للطواف حول الكعبة عليهم خلع

(1)

.

(2)

(1) المصدر نفسه : 157 .

(2) يُنظر : المصدر نفسه : 159 .

217 ...

ص: 216

تأويلات السيّد علي الحائري

ملابسهم لأنها غير طاهرة فقد اقترفوا بها الذنوب، فالطواف يكون دون

ملابس ، والذين يطوفون بملابسهم فقط هم الحُمس ، ولذلك جاء الإسلام بانقلاب اجتماعي وأخلاقي وديني كبير عندما فرض لباس الإحرام فقط على الجميع دون استثناء ودون تمييز نساء ورجالاً ، فانتهت قدسية الحمس وهم

كبار قريش وساداتها وقادتها وشجعانها ومَنْ جاورهم ، وارتفع تقدير غيرهم من الذين كانوا يطوفون عُراة . ولباس الإحرام فُرض في الحج كي لا يُميّز مَنْ هو من الحُمس عن غيره ، لأنّ الحُمس كانوا يلبسون أفضل الملابس المُزينة وغيرهم يطوف عارياً ، فغرض لباس الإحرام في الحج يعني لا تميز بين الطبقات ، إذ لا طبقة خاصة لها لباسها المقدّس وطبقة أخرى من العُراة فعلى

الجميع لبس القطعتين المأزر ،والغطاء، وهما كالكفن كذلك المكوّن من

قطعتين ، فضلاً عن ذلك فقد كان الحُمس يدخلون البيوت من غير أبوابها بل يتسوّرون ، فمنع الإسلام ذلك ، وهذا يؤكد لنا أنّه لا لباس مقدس ومحدّد في الإسلام يميّز بين الناس .

والمثال الثاني : هو تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ

(1)

وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ، قال السيد علي الحائري وقالوا : - أي الرؤساء للأتباع والسفلة - لا تذرُنَّ آلهتكم ولا تَذرُنَّ ودَّاً ولا سُواعاً أي : لا تتركوا عبادتها ... وخص عبادة هؤلاء بالذكر فهو من

(1) سورة نوح : 23

... تراثنا / 135

ص: 217

218

باب عطف الخاص على العام لأنّها كانت أكبر أصنامهم وأعظم ما

عندهم .

(1)

«. . .

في حين أن النبي نوح اللا كان نبياً لمنطقة محدّدة كانت تعبد هذه الأصنام الخمسة ، ولذلك فإن حصول الطوفان كان لإغراق من عبد هذه الأصنام الخمسة ضمن منطقة العراق وهي خمسة مناطق عراقية ، فما ذنب من لم تصل له رسالة نوح كي يتمّ إغراقه ، وهذا مخالف للعدل الإلهي ، فقد تمّ إغراق من أرسل نوح إليه ، والقرآن الكريم يحدّد ذلك بقوله تعالى : 1 - إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ

(2)

عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

(3)

آية (3)

2 - (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ

3 - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ ) (4) .

4

- فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً) (5)

فالإرسال هنا كان خاصاً لهؤلاء القوم الذين عبدوا تلك الأصنام ،

والحقيقة التاريخية تشير إلى أنّ الطوفان قد أغرق خمس مدن في جنوب

(1) مقتنيات الدور 317/11 - 318

(2) سورة نوح : 1

(3) سورة الفرقان : 37 .

(4) سورة الأعراف : 59

(5) سورة العنكبوت : 14 .

219 ....

ص: 218

تأويلات السيّد علي الحائري

العراق ، والأصنام الخمسة المذكورة تشير إلى عدد المدن المغرقة التي عبدت

تلك الأصنام .

ليس هذا فحسب فقد تشير الآية إلى الأشخاص الخمسة الذين تزعموا قيادة الكفّار والمشركين في بداية البعثة النبوية وهم : (أبو جهل بن هشام، أمية بن خلف، عتبة بن ربيعة ، أبو سفيان بن حرب وشهيل بن عمرو) .

-

والمثال الثالث : هو تأويله ل- ( ذي القرنين) عندما فسّر قوله تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبَاً ) فقد اختلف المفسرون والمؤرّخون هذه الشخصية اختلافاً كبيراً ، فقال السيد على الحائري وفي ذي القرنين

في

أقوال :

(1)

الأول : هو الاسكندر بن فيلقوس اليوناني ، والدليل عليه أن القرآن دل

على أن الرجل المسمّى بذي القرنين بلغ ملكه إلى أقصى المغرب بدليل

(2)

قوله : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) وأيضاً بلغ ملكه إلى أقصى المشرق بدليل قوله : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ ) وبلغ ملكه أقصى الشمال بدليل أن يأجوج ومأجوج قوم من الترك يسكنون في أقصى الشمال ، وبدليل أنّ السدّ المذكور في القرآن يُقال في

(1) سورة الكهف : 84 .

(2) سورة الكهف : 86

ص: 219

220 ... YY.

تراثنا / 135

كتب التاريخ : إنّه مبني في أقصى الشمال ، فهذا الإنسان المُسمّى بذي القرنين في القرآن قد دلّ القرآن على أن ملكه بلغ أقصى المغرب والمشرق والشمال وهذا هو تمام القدر المعمور في الأرض . والملك الذي اشتهر بهذا العنوان من بسط الملك والقدرة ليس مذكور في التاريخ والدنيا إلا الإسكندر ...

الثانى : قيل هو مزربان من مرزويه بن یافث بن نوح . الثالث : وقيل من أحفاد كهلان سبأ بن يعرب بن قحطان . الرابع : وقيل هو تبع الأكبر أوّل التبابعة

الخامس : وقيل إنّه أفريدون بن النعمان الذي قَتَلَ الضحاك . السادس : وذكر أبو الريحان البيروني في كتابه المُسمّى ب- : الآثار الباقية من القرون الخالية أنّ ذا القرنين هو أبو كرب الحميري ، وأن ملكه بلغ

مشارق الأرض ومغاربها ، وهو الذي افتخر به التبع اليماني حيث قال : قد كان ذا القرنين جدّني تُبّعاً ملكاً علا في الأرض غَيْرَ مُفَنَّدِ بلغ المشارق والمغارِبَ يبتغي أسباب أمرٍ من حكيم ومُرشِدِ ويمكن أن يكون هذا القول قريباً من الصحة لأن الأذواء كانوا من اليمن

مثل ذي المنار وذي النواس وذي النون وذي رعين وذي يزن وذي جدن ، ولكن القول الصحيح الأوّل الذي بيان سعة ملكه في القرآن حسبما يُستفاد من

(1)

التأريخ إنّما هو الإسكندر الرومي .... فالسيد علي الحائري يميل إلى أنّه الإسكندر الرومي ، ويرى نشوان

(1) مقتنيات الدرر 404/6 - 406 .

221 ....

ص: 220

تأويلات السيد على الحائري

الحميري أحد علماء القرن السادس الهجري ( ت 573 ه) أنه واحدٌ من التبابعة إذ يقول وتُبَّع واحد التبابعة من ملوك حمير، وسمّي تُبعاً لكثرة أتباعه ، وقيل : سُمّوا تبابعة لأنّ الآخر منهم يتبع الأوّل في المُلك ، وهم سبعون تبعاً ملكوا جميع الأرض ومن فيها من العرب والعجم ، قال لبيد بن

(1)

ربيعة الكلابي فإن تسألينا فيم نحن فإنّنا عصافير من هذا الأَنامِ المُسَحَّرِ عبيد لحي حمير إن تملكوا ويظلمنا عمالُ كسرى وقَيصَرِ ونحن وهم ملك لحمير عنوة وما إن لنا من سادةٍ غير حميرِ تبابعة سبعون من قبل تُبَّع تولّوا جميعاً أزهراً بعد أزهر

وقال النعمان بن بشير : لنا من بني قحطان سبعون تُبّعاً أطاعت لها بالخرج منها

وقال عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي :

الأعاجم

إذا ما عَد مكرمة قبيل

منا

تعد تبابعاً سبعين ولكن تبع الأوسط منهم مؤمناً ، وهو أسعد تبع الكامل بن ملكي كرب بن تُبع الأكبر بن تُبع الأقرن وهو ذو القرنين الذي قال الله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ

(2)

أَمْ قَوْمُ تُبَعِ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، وكان من

أعظم التبابعة ومن أفصح شعراء العرب ولذلك قال بعض العلماء فيه ، ذهب

(1) ديوان لبيد بن ربيعة العامري : 56 . (2) سورة الدخان : 3

تراثنا / 135

...

ص: 221

222

ملك تبع بشعره ولولا ذلك ما قُدّم عليه شاعر من العرب ، ويقال : إنّه كان نبياً مرسلاً إلى نفسه لما تمكن فى الأرض ، والدليل على ذلك أن الله تعالى ذكره عند ذكر الأنبياء ، فقال : ﴿وَقَوْمُ تُبع كُلِّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقٌّ وَعِيدِم) ولم يُعلم أنه أُرسل إلى قوم تبع رسول غير تُبع وهو الذي نهى النبي الله من سبه

(2)

بقوله : (لا تسبوا تُبعاً فإنّه كان قد أسلم ، لأنه آمن به قبل ظهوره بسبعمئة عام ، وليس ذلك إلا بوحي من الله عزَّ وجلّ ...

ومنهم : تُبّع الأقرن وهو ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه في سورة الكهف بقوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً وسُمَّي ذو القرنين لأنه ولد وقرناه أشيبان وسائر شعر رأسه أسود وكان

مؤمناً صالحاً (3).

وفي مكان آخر من كتابه شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

:

قال نشوان بن سعيد الحميري : «الصعب : اسم ذي القرنين السيّار؛ قال لبيد :

لو كان حي بالحياة مُخَلَّدا في الدهر خَلَّده أبو يكسوم

والصعبُ ذو القرنين أصبحَ ثاوياً

وعن علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس : أن ذا القرنين

السَيَّار ، هو الصعب بن عبدالله بن مالك بن زید بن سدد بن حمير ير الأصغر

6

(1) سورة ق : 14

(2) أخرجه أحمد بن حنبل (ت 241 ه) في مسنده 340/5 .

(3) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم 715/2

223000

ص: 222

تأويلات السيد علي الحائري

وقد أوضحتُ في كتاب القاف أنّ ذا القرنين الذي بنى سد يأجوج ومأجوج

هو تبع الأقرن لأنه ولد وقرناه أشيبان فسمي الأقرن وذا القرنين ، وكان عبداً

صالحاً عالماً قد تمكّن في الأرض»

(3)

(1)

(2)

ولكن العلّامة أبو الكلام آزاد طرح رأياً مخالفاً لما مرّ من التأويلات

عن شخصية ذي القرنين وتحديدها، وقد عرض لهذا الرأي السيد سلمان عابد الندوي عرضاً مفصلاً في كتابه تأملات في شخصية ذي القرنين دراسة تحليلية بقلم الأستاذ إمتياز علي عرشي في ضوء ما كتبه العلّامة أبو الكلام آزاد ، والرأي عنده أنّه الملك قورش الفارسي وليس الاسكندر الرومي أو أحد التبابعة أو غيره، وأنّ الرأي القائل بأنّه الاسكندر المقدومي هو باطل لثبوت وثنيّته وعدم إيمانه بالله والبعث بعد الموت ، وأن هذا الأمر - أي تحديد شخصية ذي القرنين - أخذ مدى واسعاً في الدراسات فقد : «صنف سير سيد أحمد خان رسالة تُسمّى إزالة الغين عن قصة ذي القرنين طبع في آجرة سنة ( 1890م) وأثبت فيها أنّ المراد بذي القرنين هو ملك الصين (جي وانك ، تي) الذي بنى جدار الصين وتوفّي سنة (21) ق .م)، ثمّ ألف مولانا

(1) المصدر نفسه 3739/6

(2) أبو الكلام آزاد صاحب تفسیر (ترجمان القرآن باللغة الأردية المتوفى سنة (1958م) ، وهو من كبار العلماء وأشهر الخطباء في شبه القارة الهندية ووزير المعارف الأسبق في جمهورية الهند ، وكان من زعماء حركة استقلال الهند ، ورأيه عن ذي القرنين طرحه في تفسيره المذكور ( يُنظر : تأملات في شخصية ذي القرنين ، ص8) .

(3) طبع مؤسسة الرسالة ، بيروت - سوريا ، ط 2 ، سنة ( 1989م) .

224

ص: 223

... تراثنا / 135

عبدالحق الدهلوي رسالة تسمّى ب: إزالة الرين عن قصة ذي القرنين ردّاً على رأي سيد أحمد خان ، ومع نقده على رأي سيّد أحمد لم يقبل آراء المفسّرين السابقة ، وأثبت أنّ ذا القرنين هو (تبع الحميري والسدّ الذي بناه

سیر

هو ما يقع في جبل يورال

(1)

عندما نطالع سورة الكهف نجدها قد ذكرت أربع قصص هي :

1 - قصة أصحاب الكهف

2 - قصة موسى و (فتاه) أو العبد الصالح .

- قصة ذي القرنين .

4 - قصة صاحبي الجنّة .

نجد أن أن مواقع فقصة أصحاب الكهف وقعت في دولة الروم آنذاك وحالياً هي الأردن ، وقصّة

أحداث هذه القصص هي في شمال الجزيرة العربية ،

من

موسى في مصر أو شمال الجزيرة العربية ، فلابد وأن تكون الثالثة كذلك تلك المنطقة لأن عرب الجنوب لم يتسنّى لهم السيطرة على العالم بهذه الطريقة ، وأنّ جيوشهم لم تصل إلى أماكن بعيدة ، ويتبين أن تحديد شخصية ذي القرنين بالملك قورش الفارسي قد أخذت بعداً كبيراً عند المفسرين الهنود لأنّ أوّل من بحث في الموضوع هو مولانا حكيم محمد حسن النقوي المتوفى سنة (1223) ه) في تفسيره بالفارسية الموسوم ب: معالمات الأسرار ، ورأى أنّ المُراد بذي القرنين هو (قورش) مؤسس الامبراطورية الفارسية ،

(1) المصدر نفسه : 20

TTO....

ص: 224

تأويلات السيد على الحائري

وعلى حد قوله فإنّ هذا الرأي يتأيّد بما جاء في صحيفة دانيال وصحيفة إشعياء ... ثمّ ألّف الحكيم نور الدين القادياني كتابه المسمى ب: تصديق براهين أحمدية وجاء بهذا الرأي بمزيدٍ من التفصيل ، فقد استعرض قصة

رؤیا دانيال وتأويلها على لسان جبريل وحاول تطبيقها على (قورش) وأثبت

(1)

له صفة ذي القرنين وقبل أن نشرع في عرض رأي أبي الكلام آزاد يتبين لنا أن المفسرين

الهنود يميلون إلى بن سعيد الحميري يؤكد

أنه ( قورش الفارسي ، وأن ن-

على أنّه من اليمن كما مرّ بنا سو سواء أكان هو الصعب أو من التبابعة .

نفسه

كانت رؤيا دانيال هي من حَفّز الباحثين على أنّ ذا القرنين هو (قورش) وكذلك لا ينبغي أن ننسى أنّ (قورش) كان من متبعي مذهب (مزديستا) أي الدين الزرادشتي ، وهذا أمرٌ له أهمية خاصة في العلاقة التي كانت بين الفارسيّين والإسرائيليين ، فمن المعلوم أن الوثنية كانت عامة شاملة في العالم كلّه لم يشذ عنها إلا فئتان إثنتان : اليهود والزرادشتيون ، وأنّ ((قورش) هو منقذ اليهود من السبي البابلي، فقد بعثه الله لإنقاذ بني إسرائيل ممّا كانوا من البلاء العظيم ... فقورش لقب في كلام أشعياء النبي براعي الله ومسيحه ... وما دام الأمر كما ذكر فطبيعة الحال تقتضي المقصود في سؤال

اليهود عن ذي «القرنين

(2)

(1) المصدر نفسه : 19 - 20

(2) المصدر نفسه : 39 - 40 .

تراثنا / 135

ص: 225

226

وفي هذه الحالة فإن (قورش) الذي كان من أتباع الديانة الزرادشتية لم يكن نبياً بل كان ملكاً صالحاً ومعلماً أخلاقياً يؤسّس - خلافاً لما كانت عليه

الملوك والحكومات من الأخلاق والسيرة - إمبراطورية جديدة على أخلاق

(1)

سياسية جديدة ، وأصحاب الكهف كانوا من الصالحين وكذلك الفتى الذي

رافق موسى كان من الصالحين، فسورة الكهف هنا تقص علينا قصصاً ثلاثة

لمجموعة من الناس الصالحين الذين دعانا القرآن إلى الاعتبار بقصصهم . ويحدّد أبو الكلام آزاد الأماكن التي دخلها ذو القرنين (قورش) منها

فتح بابل وتحرير اليهود بعد سبعين سنة من السبي في زمن بخت نصر سنة 545) ق .م) بطلب من أمراء بابل وشخصياتها بأن يقدم إلى مدينتهم ويُنجيهم

من

(2)

عسف الملك بيل شازار الذي خلف بخت نصر. ومن المناطق التي

فتحها ((قورش مناطق شمال إيران التي تتاخم الجبال الشمالية الفاصلة بين بحر الخزر والبحر الأسود أي بلاد القوقاز، ومن ثم أمر ببناء سد حديدي

هناك

في

(3)

والآية القرآنية تشير إلى تمكينه بالأرض في قوله تعالى : (إِنَّا مَكَنَّا لَهُ

(E) =

الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ، وهذا يذكرنا بقوله تعالى :

(1) المصدر نفسه : 55 .

(2) المصدر نفسه : 56 .

(3) المصدر نفسه : 60

(4) سورة الكهف : 84 .

تأويلات السيد علي الحائري

ص: 226

2270

(1)

وَكَذَلِكَ مَكَنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ) ().

وعندما يذكر أن ((قورش) من أتباع الديانة الزرادشتية فإنّ تلك الديانة كانت مقبولة عند كثير من علماء المسلمين، بل أن شيخ الإشراق شهاب

الدين السهرودي في كتابه حكمة الإشراق كان يعد زرادشت نبياً، بل تمّت معاملة الزرادشتيين معاملة أهل الكتاب

(2)

ولكن هذا لا يعني أنّ الموضوع قد تم حسمه

تماماً،

مجھے

فهي

آراء فيها

الراجح وفيها غير الراجح

(1) سورة يوسف : 56 . (2) ينظر : المصدر نفسه : 94 .

.228

ص: 227

المصادر

... تراثنا / 135

القرآن الكريم

1 - تأملات في شخصية ذى القرنين : لسلمان عابد الندوي ، طبع مؤسسة

، بیروت - سوريا ، ط 2 ، سنة 1989.

الرسالة ، بيروت

2 - تفسير مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر : للسيد على الحائري الطهراني ، تحقيق

السيد محمد وحيد الطبسي الحائري ، مراجعة وتدقيق محمّد تقي الهاشمي ،

2012.

مؤسسة دار الكتاب الإسلامي قم سنة 2012

3 - الحُمس من قبائل العرب : مجلّة التراث العربي الصادرة عن اتحاد الكتاب

العربي بدمشق ، العدد 81 - 82 .

4 - ديوان لبيد بن ربيعة العامرى : دار صادر - بيروت .

5 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم : لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573 ه)، تحقيق : الدكتور حسين العمري ومطهر بن علي الأرياني ، والدكتور محمد

ابن عبد الله ، نشر دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ودار الفكر في دمشق ، ط 1 ، سنة

.1999

6 - عشائر كربلاء وأسرها : سلمان هادي آل طعمة، دار المحجة البيضاء ، بيروت

سنة 1997.

229 ....

ص: 228

تأويلات السيد علي الحائري

7 - فروق اللغات في التمييز بين مفاد الكلمات : للسيد نور الدين بن نعمة الله

الجزائري ، حققه وشرحه الدكتور محمد رضوان الداية ، مكتب نشر الثقافة

الإسلامية ، طهران ، سنة 1415ه- .

8- مسند أحمد بن حنبل : لأحمد بن حنبل ، دار صادر بیروت د . ت .

9

.

- معجم الفروق اللغوية الحاوي على كتاب أبي هلال العسكري وكتاب السيد

نور الدين الجزائري : تحقيق : مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ، سنة 1436ه.

10 - معجم 1 المؤلّفين : عمر رضا كحالة ، مؤسسة الرسالة ، ط 1 ، سنة 1993

11 - نقباء البشر في القرن الرابع عشر ، ضمن كتاب طبقات أعلام الشيعة (القسم الرابع من الجزء الأول ) : للشيخ آقا بزرك الطهراني مطبعة الآداب ، النجف الأشرف

سنة 1968.

ص: 229

تراجم علماء البحرين وكتبهم ومكتباتهم

من كتاب الفوائد الطريفة

للعلّامة عبد الله الأفندى الأصفهاني

(1067ه- - 1131ه)

(3)

عبد العزيز على آل عبد العال القطيفي

لقد قلنا في القسم الأوّل من مقالتنا هذه أنّ العلامة عبد الله الأفندي (1067ه- - 1131ه) كتب كتابه هذا فيما يبدو في مراحل زمنية مختلفة، لعلّ آخرها هو ما أشار إليه في الصفحة (581) وهو سنة (1131ه) ، وقد اهتم فيه بالحديث عن الكتب الفريدة ، والنسخ العزيزة ، والتصحيح على الأخطاء التي وقع فيها المؤلّفون في نسبة الكتب، وكذلك التعريف بالأعلام ، وذكر

الإجازات ، وهذا الكتاب عبارة عن مسوَّدة لم تخرج إلى التبييض لذلك لم تذكره المصادر ولم تنتشر نسخه ، ولم يعْطِ مؤلّفه له اسماً ، واسمه هذا (الفوائد الطريفة) انتخبه المحقق السيد مهدي الرجائي استطراداً لما هو المستفاد من مجموع الكتاب ، وقد طبع من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي الطبعة الأولى (1427ه) ، وهي طبعة كثيرة التصحيف ، مليئة بالأخطاء

المطبعية .

ص: 230

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

231 ..

في القسم الأوّل من هذه المقالة تناولنا تراجم علماء البحرين ونستأنف

البحث في تكملة تلك التراجم .

-

1 - الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم ابن أبي جمهور الأحسائي الأحسائي : وجد الأفندي اسمه هكذا على النصف الآخر من شرح تهذيب الأصول للسيد ضياء

الدين بن الأعرج : محمّد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن جمهور

(1)

الأحساوي أصلاً الشيباني قبيلة . وذكره الشيخ سليمان الماحوزي في ترجمة الشيخ أحمد بن عبد الله بن متوّج على كتابيه عوالي اللئالي

(2)

معتمداً

ودرر اللآلي العمادية . تتلمذ على استاذ علماء عصره الشيخ الفاضل

(3)

يوسف بن حسين بن أبي الخطّي القطيفي أبي الخطّي القطيفي ) . ذكر في عوالي اللثالي طرقه أسناده وروايته في هذا الكتاب، فالطريق الأول : عن والده أبو

السبعة في الحسن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي عن مشايخه . الطريق

.

الثاني : عن السيّد محمّد بن كمال الدين موسى الموسوي عن مشايخه . الطريق الثالث : عن الشيخ حرز الدين الأوالي عن مشايخه . الطريق الرابع : عن السيّد محمّد بن شهاب الدين أحمد الموسوي الحسيني عن مشايخه .

الطريق الخامس : عن الشيخ حسن بن عبد الكريم الفعّال عن مشايخه .

الطريق السادس : عن علي بن هلال الجزائري عن مشايخه . الطريق السابع :

(1) نفس المصدر : 209 - 210 .

(2) نفس المصدر : 120 .

(3) نفس المصدر : 480 .

ص: 231

... 232

... تراثنا / 135

عن الشيخ عبد الله بن علاء الدين فتح الله ابن المولى العلي رضي الدين عبد

الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك

(1)

بن محمد

3 جو

الدين عبد الملك عن

محمد بن فتحان الواعظ الكاشاني عن جدّه رضي مشايخه . ومنها ما رواه في الطريق الثالث من الطريق السابع من طرقه

بالإسناد المتصل المذكور اسناده بطريق العنعنة ممّا لا تدخل فيه الإجازة

والمناولة ، حيث يبدأه بوالده الشيخ أبو الحسن علي عن جده الشيخ إبراهيم

عن مشايخه إلى الإمام المعصوم لا

(2)

ألّفه

بعد

قال في درر اللآلي العمادية في الأحاديث الفقهية ، الذي عوالي اللئالي ، بأنّه يروي إجازة عن الشيخ حسن بن عبد الكريم الفعّال ، عن

الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ المرحوم المغفور حسين بن مطهر

(3)

الجزائري . ويروي إجازة عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن شيخه جمال الدين حسن الشهير بابن العشرة الكركي عن الشهيد الأوّل . ويروي

(4)

إجازة عن الشيخ عبد الله بن علاء الدين فتح الله ابن المولى العلي رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن

بن محمد بن فتحان الواعظ الكاشاني عن جدّه رضي الدين عبد الملك

محمد

(1) نفس المصدر : 210 - 223 .

(2) نفس المصدر : 219 - 223 .

(3) نفس المصدر : 204 .

(4) نفس المصدر : 204 - 205 .

233 ....

ص: 232

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

(3)......

(1)

ابن شمس الدين إسحاق القمّي

وهذه ترجمة الشيخ ابن أبي جمهور رآها الأفندي في صدر بعض

الرسائل لبعض متأخّري علمائنا بالفارسية، وفيها بيان مناظرات جماعة من

(2)

علماء الشيعة مع أرسلتها إلى الشيخ الفاضل الأستاذ شاكر بن ..... الناصر الأجامي ، وهو أحد

فضلاء الحوزة العلمية في القطيف، وهو يتقن اللغتين الفارسية والإنجليزية كتابة ومخاطبة ، فقام مشكوراً بترجمة القسم المتعلّق بالشيخ ابن أبي جمهور ،

وهذا نص الترجمة :

العامة في الإمامة ، ومنهم ابن أبي جمهور . ولإئتمام الفائدة

الشيخ محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي ، فضائله مشهورة بين

الناس ومعدود من علماء الإمامية .

مولده الشريف كان في الإحساء ، علومه وكمالاته لا حصر لها ، درسر العلوم المتداولة على يد العلماء في بلاده وفاقهم . بعد ذلك سافر إلى العراق وحضر مدة طويلة عند علمائها وخصوصاً الشيخ الفاضل شرف الدين حسين

ابن عبد الكريم الفعّال ، الذي كان مجاوراً للمشهد الغروي وخادماً له . وبعد ذلك وفي عام (877) (ه) عزم على زيارة بيت الله الحرام وزيارة

روضة سيّد الأنام وأئمة البقيع ، وذلك من طريق الشام ، وفي أثناء الطريق أقام شهراً في كرك نوح وحضر لدى الشيخ علي بن هلال الجزائري ، وفي

(1) نفس المصدر : 205 .

(2) نفس المصدر : 410 - 413 .

ص: 233

234

135

.... تراثنا / 135

ذلك الشهر كان يستفيد في كل وقت من محضر ذلك الشيخ المبجل . فرغ من الحج والزيارة رجع إلى بلاده وبقى هناك أمداً قصيراً

وبعد أن في

ثمّ شدّ الرحال إلى بغداد لزيارة العتبات المقدّسة في العراق ، وبعد ذلك توجّه إلى خراسان لزيارة الإمام الرضاء الله ، وفي الطريق كتب رسالة في أصول الدين

سمّاها (زاد المسافرين) .

وفي المشهد الرضوي المقدّس صحب السيد النقيب المير محسن بن محمد الرضوي ، وفي سنة ( 878 ه) ، وبطلب من هذا السيد كتب شرحاً لتلك

الرسالة وسماه كشف البراهين .

ولما وصل خبر قدوم الشيخ على علماء السنّة في هرات جاء أحدهم إلى مشهد وكان بارعاً في شتّى العلوم ، ومع أنّ ذلك الزمان كان زمان تقيّة

لكن الشيخ ناظره في ثلاثة مجالس وغلبه وقطع حجّته .

وقد كتب الشيخ رسالة في بيان مجالسه مع ذلك الفاضل الهروي

ولكون تلك الرسالة قلما تقع في الأيدي نذكر وصفاً لأحد المجالس . أحد الأيام جمع السيد محسن المذكور بعض الطلبة والسادة على

في

ضيافة وكان الملا الهروي حاضراً معهم الخ .. قال الأفندي : في ذيل تلك الرسالة لم يذكر بياناً لأي مما وعد بذكره ، مثل شرح أحوال ملوك المشعشعين ، ومثل حكاية تشيع السلطان ميرزا اسفنديار ملك بلاد العرب، ولذلك أعتقد أن تلك التراجم الشخصية أخذت

من كتاب مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ووضعت في

المقدمة

235 ...

...

ص: 234

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

(1)

فلاحظ

ووجد الأفندي مجموعة عتيقة عند قاضي أصفهان السيد محمد كلّها

بخط ابن أبي جمهور الأحسائي وهي من الأحسائي وهي من مؤلفاته ، ومن جملتها :

أ - نسخة الوسيلة إلى الله المعروفة بالكشمروية ، قد نقلها من كتاب

-

النهج القويم في مناجات القديم ، تأليف الشيخ الأجل شرف الدين حسين بن تغلب الأوالي .

ب - شرحه على الألفية الشهيدية بخطه ، وخطه سهل . قال الأفندي :

وهذا الشرح كثير الفوائد ، مشتمل على مسائل لطيفة غريبة . ج - كتاب طويل الذيل جداً في أحكام الصلوات وواجباتها وسننها وآدابها بخطه أيضاً ، لبعض من تأخّر عن الشهيد ، كثير الفوائد جداً ، وعليه

تعليقات كثيرة من السيّد ومن غيره من العلماء .

د - كتاب في الفقه إلى أواخر الحجّ بخطه أيضاً، ولم يعلم مؤلّفه ،

وعلى النسخة تعليقات كثيرة من السيّد وغيره من الفضلاء ، قال الأفندي : وقد

يظنّ أنّ كلا الكتابين أيضاً من مؤلّفات ابن أبي جمهور نفسه ، ففيه تأمل

ومن مؤلّفاته كذلك :

كتاب جامع الجمع في الكلام ، يقرب من خمسة عشر ألف بيت .

(1) نفس المصدر : 412 - 413 .

(2) نفس المصدر : 130 - 131 .

(2)

236

ص: 235

... تراثنا / 135

وكتاب شرح فيه ألفية الشهيد ، وهو شرح كبير قد سماه الفوائد

الجامعية في شرح الرسالة الألفية ، سمّاه بذلك لأنّه ألّفه في جامع الكوفة

(1)

وأورد له الأفندي فائدة منتخبة من كتابه درر اللئالي العمادية في الأحاديث

(2)

الفقهية ببعض طرقه في الرواية . ثم أورد فوائد حول درر اللئالي العمادية الأحاديث الفقهية ، وهو كتاب في الفقه المدلّل ، تكلّم فيه على كلّ

في

(3)

،

حديث ، وهو جزءان . وقال إنّه رأى منه نسخاً ، منها : نسخة في استراباد جيّدة حسنة ، ومن كتب المرحوم مولانا محمد حسين الأردبيلي" . ونسخة أخرى في البحرين عند السيد هاشم البحراني ، لكن الجزء الثاني منه لم يكتب عنوان مباحثه ، وقد أورد فيه مقدّمة في ذكر أخبار مفيدة ، وفي آخره خاتمة أيضاً في ذكر أخبار لطيفة في أصول الدين والأخلاق وما يناسب ذلك . وقد أورد في كل بحث من مباحث كلا الجزأين أبواب الزيادات على طريق التهذيب للشيخ الطوسي ، ومن هذه الجهة قد تشوّش أكثر مباحثه ، ويحتاج إلى المراجعة ، وتكرّر الملاحظة ، وعمدة أخبارها في الفقه نقلها هو عن كتاب المختلف والتحرير للعلامة ، وإيضاح القواعد لولده الشيخ فخر الدين، وإنّما سمّاه بالعمادية لأنّه ألّفه للسادة كمال الدين ، والسيد عماد الدين ، والسيد كمال الدين ، ابن عماد الدين علي، وفرغ من تأليفه

(1) نفس المصدر : 619 .

(2) نفس المصدر : 204 - 207 .

(3) نفس المصدر : 207

(4) نفس المصدر : 208

ص: 236

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

237 ...

بإسترآباد، وكان تاريخ النسخة الأولى المبيضة من المسودة إحدى

(1)

وتسعمائة . ورأى الأفندي في قرية القارة من قرى الأحساء، وهي قرية

قريبة من قرية ابن أبي جمهور [التيمية ] في جملة كتب سلسلة السبل عدّة

،

كتب من مؤلّفاته ، وكتباً أخر من مؤلّفات غيره، وكانت بخطّه الشريف ، وخطه متوسط ، من جملتها : النصف الأوّل من شرح تهذيب الأصول للعلامة

،

للسيّد ضياء الدين الأعرج الحسيني ، ومنها : النصف الآخر من شرح تهذيب الأصول للسيد ضياء الدين الأعرج ، وكان نسبه - قدّس سرّه - في آخر النسخة هكذا : محمد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن جمهور بن جمهور الأحساوي أصلاً الشيباني قبيلة ، وقد كتب بالعراق في الحلّة السيفية في المدرسة الزينبية ، المجاورة بمقام صاحب الزمان ، في شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وثمان مئة . قال الأفندي : ويظهر منه ومن غيره أنه ابن أبي جمهور الأحسائي ، لا ابن جمهور كما هو المشهور". وانتخب الأفندي له من كتاب عوالي اللئالي ، طرقه السبعة في أسناده ورواياته لما ذكره في هذا الكتاب ، وفي ما رواه بطريق الأسناد المتصل المعروف بالعنعنة مما لا تدخل فيه الإجازة والمناولة . وأورد الأفندي قطعة من أوائل البحار في بيان الأصول أخذ منها الشيخ المجلسي كتابه هذا ، فقال : وكتاب غوالي اللئالي ونثر

التي

(3)

(1) نفس المصدر : 208 . (2) نفس المصدر : 209 - 210 .

(3) نفس المصدر : 210 - 223 .

... تراثنا / 135

ص: 237

238

اللئالي ، كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمّد بن جمهور الأحساوي ، ولديه

(1)

تأليفات أخرى قد نرجع إليها ونورد منها. وقال المجلسي : وكتاب غوالي اللآلي وإن كان مشهوراً ومؤلّفه في الفضل معروفاً ، لكنه لم يميز القشر من

اللباب ، وأدخل أخبار متعصبي المخالفين بين روايات الأصحاب ، فلذا

اقتصرنا منه على نقل بعضها . ومثله كتاب نثر اللآلي ، وكتاب جامع الأخبار

(2)

وفي بيان الرموز التي وضعها للكتب في كتابه البحار ، قال : غو : لغوالي اللآلي ، والنثر لا يحتاج إلى الرمز ، جع : لجامع الأخبار. وفي فهرست

(3)

كتاب الإجازات من كتاب البحار للمجلسي ، ذكر صورة إجازته للسيد الفاضل السيد محسن الرضوي رحمهما الله - مع ذكر الطرق السبعة في أوّل كتاب غوالي اللآلي له قدّس سرّه . وصورة إجازته للشيخ ربيعة بن جمعة

(0)

(4)

رحمهما الله . وصورة استجازة السيد حيدر الكركي عن مشايخ عصره ، مع

(6)

ذكر بعض طرقه إلى ابن أبي جمهور الأحسائي رضي الله عنه " . وأورد الأفندي صورة لرواية السيد حسين بن حيدر الحسيني العاملي لبعض كتب الفقه والحديث ، وفيها : أنّ الشيخ نور الدين النسّابة ، قد روى عن جمع ،

(1) نفس المصدر : 263 .

(2) نفس المصدر : 301 .

(3) نفس المصدر : 327 .

(4) نفس المصدر : 424 .

(5) نفس المصدر : 424 .

(6) نفس المصدر : 431 .

ص: 238

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

239 ...

منهم : شيخنا الشيخ عبد العالي ، والسيد الأمير محمد مهدي ، عن والده ، عن

(1)

الشيخ محمد بن جمهور بجميع رواياته ومصنفاته . ورأى الأفندي في صدر بعض الرسائل لبعض متأخري علمائنا بالفارسية ، بيان مناظرات جماعة من

العامة علماء الشيعة مع في الإمامة ، كابن جمهور الأحساوي ، وهشام ابن

الحكم ، والشيخ المفيد ، وغيره ، ثم أورد عبارتها في أوّل الرسالة ، وهي الفارسية . وقد أوردت ترجمتها فيما مضى

(2)

باللغة

2 - الشيخ محمد بن عبدالله السماهجي القراوي البحراني : قرأ على قاضي البحرين السيد جعفر بن عبد الرؤوف بن حسين بن محمد الحسيني الموسوي كتاب البيان للشهيد وكتب له عليه إجازة ، وهو جد المرحوم الشيخ

محمّد الطهراني المعاصر للأفندي ، والكتاب رآه الأفندي في البحرين

طالع

(3)

ابن ناصر بن علي بن خميس بن عيينة البحراني الهذلي محتداً وأصلاً :

نسخة من نهج البلاغة عتيقة جداً كتبت سنة

تسع

وقد طالعها الشيخ محمّد سنة خمس وسبعين وتسع مئة

3 - 1

- الشيخ محمد

(4)

وستين وسبع

مئة ،

بن موسى بن محمد الحسني [الأحسائي]: يحتمل

كثيراً أنه ابن عمّ السيّد محمّد بن أحمد بن محمد الحسيني الأحسائي الذي مرّت ترجمته لأنهما يحملان نفس اسم الجد والعائلة ، ولأن الشيخ يوسف

(1) نفس المصدر : 634 - 638

(2) نفس المصدر : 410 - 414 .

-

(3) نفس المصدر : 576 .

(4) نفس المصدر : 575 .

ص: 239

... 240

.... تراثنا / 135

ثمّ

ابن أبي أجازهما معاً على نسخة من كتاب الدروس في عبارة واحدة ، أعقبها بإجازة للشيخ شمس الدين محمد بن خميس بن راشد وكان ذلك في الثاني من محرّم سنة ستين وثمان مئة ، وسوف تأتي في ترجمة الشيخ يوسف ابن أبي القطيفي ، وقد أجاز السيّد محمّد بن موسى ابن عمه السيد محمد بن أحمد إجازة على ذات الكتاب وهذه صورتها : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، وبعد : فقد أجزت السيد الجليل الحسيب النسيب محمّد بن أحمد الحسيني ، رواية كتاب الشرائع من تصانيف الشيخ المحقق نجم الدين بن سعيد على وفق ما قرأته وأجيز لي فيه ، وكذلك أجزت له رواية كتاب الإرشاد للعلامة جمال الدين - قدس الله روحه - على وفق ما قرأته وأجيز لي فيه ، فليروها لمن شاء وأحبّ ، فهو أهل لذلك ، وكذلك أجزت له رواية الجوامع للإمام العالم الطبرسي ، على وفق ما أجاز لي السعيد المرحوم محمود بن أمير حاج ، فليرو ذلك لمن شاء وأحبّ ، فو أهل لذلك ، وكان ذلك ثالث عشرين شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وثمان مئة ، وكتب العبد الضعيف إلى رحمة الله السيّد محمّد بن موسى الحسيني ، حامداً مصلياً على نبيه وآله . وهو على هذا مجاز من السعيد المرحوم محمود بن أمير حاج . وعلى هذا يكون اسمه

ونسبه محمد بن موسیٰ بن

محمد بن

أحمد

بن عبد الله بن أحمد

ابن جعفر بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله

حسين بن إبراهيم بن حسن بن

أحمد بن محمد

بن

أحمد

محمد

بن

بن موسى بن

بن أحمد بن موسى بن

ص: 240

(3)......

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

محمد

أحمد بن بن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام .

4

241

- الشيخ محمد بن [!] بن الشيخ محمد بن عبد الله السماهيجي

القراوي البحراني الطهراني : ذكره الأفندي ضمن ترجمة جده وقال بأنه

معاصر له لكنّه دعا له بالرحمة من الله

(1)

5 ه - محمد بن يوسف بن محمد بن قايد موفق الدين البحراني الإربلي : هو الشاعر الفاضل الشافعي الشيخ أبو عبد الله ، الملقب موفّق الدين الإربلي أصلاً ومنشأ ، والبحراني مولداً ، الشاعر المشهور . قال ابن خلكان في تاريخه : كان إماماً مقدماً في علم العربية ، متفنّناً في أنواع الشعر ، ومن أعلم الناس بالعروض والقوافي ، وأحذقهم بنقد الشعر، وأعرفهم بجيده من رديه ، وأدقهم نظراً في اختياره ، واشتغل بشيء من علوم الأوائل ، وحل كتاب إقليدس ، وبدأ نظم الشعر وهو صبي صغير بالبحرين جرياً على عادة العرب قبل أن ينظر في الأدب. وهو شيخ أبي البركات المستوفي ، صاحب تاريخ

إربل، وعليه اشتغل هو بعلوم الشعر، وبه تخرّج ، وقد ذكره في تاريخه وعدد فضائله ، وقال : كان شيخنا أبو الحرم مكي الماليني النحوي ، يراجعه

كثير من المسائل المشكلة فى النحو، وكان يرجع إليه ، ومدح صلاح الدين بقصيدة طويلة ، وله ديوان شعر جيّد ، ورسائل حسنة ، وكان في الشعر من طبقة معاصريه ، ومن شعره قصيدة مدح بها زين الدين أبا المظفّر

في

يوسف بن زين الدين صاحب إربل .

(1) نفس المصدر : 576 .

السلطان

242

ص: 241

... تراثنا / 135

وكان أبوه من إربل وصنعته التجارة وكان يتردّد إلى البحرين ، ويقيم بها مدة لتحصيل اللئالي من المغاصات أسوة بالتجّار، فاتفق أن ولد له هناك الموفّق أبو عبد الله ، ثمّ انتقل إلى إربل ، فنسب إلى البحرين لهذا السبب . وله

معنى لطيف مليح في غلام إسمه السهم وقد التحى :

قالو التحى السهم قلت حصن حشاك فالآن لا يطيش

فالسهم لا ينفذ الرمايا إلّا إذا كان فه ریش وتوفّي في ليلة الأحد ثالث شهر ربيع الآخر سنة خمس وثماني

وخمس مئة بإربل ، ودفن بمقبرة أهل قبلي البست

:

(1)

(2)

. له.

6 - الشيخ مفلح بن حسن الصيمري من فضلاء علماء عصره كتاب شرح الموجز لابن فهد الحلّي، مدح هذا الشرح جماعة من علماء عصره ، كلّ واحد بأبيات وقصائد جياد ، بل قد مدحه نفسه أيضاً بأبيات ، وممّن مدحه ولده العلّامة الشيخ جمال الدين حسين بن مفلح ، والشيخ الفقيه الورع شمس الدين محمّد بن أحمد الأحسائي ، والفقيه التقي المرحوم السعيد ناصر الدین ناصر بن عبد الحسين السماهيجي الغراوي البحراني ، وقد رأى الأفندي تلك القصائد كلّها في آخر الشرح المذكور في البحرين

(4)

(3)

والشيخ مفلح من المعاصرين للشيخ حرز بن حسين البحراني". ووجد

(1) نفس المصدر : 552 - 553 و 594

(2) نفس المصدر : 571 .

(3) نفس المصدر : 572

(4) نفس المصدر : 480 .

ص: 242

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

243 ...

الأفندي بخطه تدقيق لفظ الشهيفينة التي تحمل اسم الشاعر الشيخ علي الشهيفينة فقال : والشهيفينة على ما وجدته بخط الشيخ مفلح قد كان بالشين

المعجمة ، ثمّ الهاء ، ثمّ الياء المثناة التحتانية ، ثمّ الفاء، ثمّ ياء التحتانية ، ثمّ

النون ثمّ الهاء. وهو خلاف المشهور .

V

(1)

- الشيخ موسى بن محمد بن علي بن أبي جمهور بن علي بن أبي جمهور

خطه

لأحسائي : رأى الذي كان متوسطاً، واسمه على ظهر رسالة أبي غالب الرازي

إلى ابن ابنه أحمد بن عبد الله بن

الأفندي

أحمد بن

محمد ، في مجموعة عتيقة جدّاً

في البحرين وفيها مجموعة من الرسائل والكتب

(2)

- ميثم بن علي بن ميثم البحراني : ذكر الشيخ زين الدين أبي محمد علي بن محمد بن يونس العاملي البياضي النباطي، في أوائل كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، مقدّمة في ذكر شيء من الكتب التي عثر عليها وأضاف ما نقله إليها، فعدّ منها شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني . وفي التعداد ذكر كتاب البدع لأبي القاسم الكوفي ، فكتب الأفندي ملاحظة تحته قال فيها : وأخطأ من نسبه إلى ابن ميثم البحراني شارح

(3)

نهج البلاغة ، ويعرف هذا الكتاب بالإستغاثة في بدع الثلاثة ، وتارة بالإغاثة في بدع الثلاثة ، فلا تغفل . وذكر الأفندي قطعة من أوائل البحار للعلّامة

(1) نفس المصدر : 580 .

(4)

(2) نفس المصدر : 515 . (3) نفس المصدر : 177 - 178 .

(4) نفس المصدر : 189

... تراثنا / 135

ص: 243

244

المجلسي في بيان الأصول والكتب المأخوذ منها ، فعدّ منها : كتاب شرح نهج البلاغة ، وكتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة، للحكيم المدقق العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، فعقب الأفندي على ذلك في الهامش قائلاً : وقد يقال : إنّه كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة ، ونسب بعض العلماء هذا الكتاب إلى أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي الغالي ، والظاهر كونه كذلك فإنّه قد ذكره أصحاب الرجال على ما قالوه : غال ملعون ، والأصحاب قد

عوّلوا على الكتاب المذكور ، فكيف يجوز ذلك حينئذ؟! ثم انتسابه إلى الشيخ كمال الدين ميثم البحراني كما في المتن مما قد قاله غيره أيضاً ، ولي في ذلك تأمّل ، لأنّه صدّر بعض أخباره هكذا : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب الخ . ولا شك أن الشيخ كمال الدين كان عاصر المحقق خواجه نصير الطوسي، وعلي بن إبراهيم من مشايخ الكليني وبالجملة النسخة التي رأيناها قد كانت في ملكنا ثم تلفت ، وكان سند بعض أخباره في بحث آية المودة هكذا ، فلعل بهذا الاسم كتابين أحدهما له فتأمل ،

(1)

بل أحدهما كتاب الإغاثة ، والآخر كتاب الإستغاثة . ويقول الأفندي تحت

عنوان فائدة في تحقيق حول كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة : يظهر من مطاوي كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة ، للسيد أبي القاسم الكوفي العلوي المعاصر للصدوق ونظرائه، أنّ له مؤلّفات أخر منها .... ثمّ إنّ المشهور أنّ كتاب

،

الإغاثة المشار إليه قد كان من مؤلّفات ابن ميثم البحراني شارح نهج البلاغة ،

(1) نفس المصدر : 277 - 278

ص: 244

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

أحمد

245 ..

والمعاصر للمحقق ، وهو غلط الكتاب نفسه أيضاً بأنّه يروي عن الصادق الا بأربع وسائط ، وقد يروي عن جماعة من مشايخ الثقات ، وهم : جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن

بن الفضل ، عن ، عن محمد بن أبي أبي عمير، عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق ، فهو من الأقدمين لا من المتأخرين . ثم لا يخفى أنّ هذا الكتاب

لا

مع صغر حجمه مشتمل على جزأين، وبعض الكتاب قد يكتفون بكتابة الجزء الأوّل منه ، فقد يظنّ أنّ ذلك الكتاب هو بهذا المقدار، بل قد يظنّ أنّ الجزء الثاني من كتاب آخر ونظير ذلك قد وقع في كتب أخرى ، منها كتاب

واضح ، لأن مؤلّفه كما صرّح في مطاوي هذا

(1)

إرشاد القلوب للديلمي " . ومن قبيل هذا الرأي رأي للشيخ سليمان الماحوزي الذي ذكر الأفندي في فهرست مؤلّفاته بحسب ما رآه في آخر بعض مصنّفاته ، رسالة فى أنّ كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة ليست للشيخ

(2)

ابن ميثم البحراني أورد الأفندي فائدة من درر اللئالي العمادية في الأحاديث الفقهية ، للشيخ محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي يذكر فيها طرق روايات أستاذه حسن بن عبدالكريم الفعّال ، الذي تنتهي طرقه لجمال المحققين حسن ابن المطهر الحلّي رحمه الله ، الذي له في ذلك طرق ، ومنها : أنّه يروي عن العالم الكامل ، محقق العلوم للمتقدمين ، والمتأخرين ، ومكمّل مباحث

(1) نفس المصدر : 458 - 459 . (2) نفس المصدر : 568 - 569 .

... تراثنا / 135

135

ص: 245

... PET

الحكماء والمتكلّمين ، منهاج السالكين ، ومعراج الواصلين الشيخ كمال الملة

والدين ، ميثم بن علي البحراني ، عن الشيخ المتبحر علي بن سليمان

البحراني ، عن الشيخ كمال الدين بن سعادة البحراني ، عن نجيب الدين

رحمه

،

(1)

السوراوي ، عن ابن رطبة ، عن أبي علي ، عن أبيه الشيخ أبي جعفر جعفر . وذكره الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي في الطريق السابع من أسناده ورواياته لما أورده من أحاديث وروايات في كتاب عوالي اللئالي ، بأنه يروي عن المولى رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد

الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمّد الواعظ القمي ، الذي ينتهي طريقه لجمال المحققين العلامة حسن بن المطهر الحلّي

منها : أنّه الله ، والتي منها : رحمه الله يروي عن الشيخ العالم الكامل ، محقق علوم المتقدمين والمتأخرين ، ومكمّل علوم الحكماء والمتكلمين ، الشيخ

كمال الدين ميثم بن علي البحراني ، عن الشيخ علي بن سليمان البحراني ،

عن الشيخ كمال الدين بن سعادة البحراني ، عن الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي ، عن ابن رطبة ، عن أبي علي ، عن أبيه الشيخ أبي جعفر " . وقال السيد القاضي نوّر الله في حواشي كتابه الموسوم بمصائب النواصب : إنّ من جملة مشايخ السيد الشريف هو الشيخ العالم العارف الكامل ، كمال الدين

ميثم البحراني ، وإنّ السيد الشريف نفسه قد صرّح بذلك في مواضع من

(1) نفس المصدر : 204 - 207 . 204

(2) نفس المصدر : 214 - 217 .

ص: 246

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

247 ...

مؤلّفاته ، منها : في شرح المفتاح، وأنّ ابن ميثم هذا هو صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة ، ومؤلّف الكتاب الكبير الموسوم بالقواعد في الحكمة والكلام . انتهى ملخصاً

قال الأفندي : لي في ذلك تأمل ، لأن ابن ميثم هذا لم يدركه السيد

(1)

الشريف ، فلاحظ . له كتاب شرح نهج البلاغة الصغير، وقد نقل بعض أصحاب التعاليق على الشرح الصغير لابن ميثم البحراني على نهج البلاغة عن القاضي مجد الدين علي بن باقي الحلّي وهو من علمائنا ، أنه قال في كتاب المنتخب من تصنيفه : إنّ النبي عل الله قاطع أهل فدك على أربعة وعشرين ألف

(2)

دينار، وبعث في فدك مولى له قيماً لفاطمة الله وأنحلها إياها . وقال

الأفندي : رأيت بخطّ عتيق لبعض فضلاء أصحاب التعاليق على الشرح الصغير لابن ميثم المذكور على شرح النهج عند نقله له بعض أقاويل سفيان

الله

الثوري بهذه العبارة : سفيان الثوري هذا كان في شرطة هشام بن عبد الملك ابن مروان ، ممّن شهد قتل زيد بن علي بن الحسين الله ، فهو : إما أن يكون ممّن قتله ، أو أعان عليه ، أو خذله . وقد ألّف الشيخ مقداد كتاب تجويد

(3)

البراعة في شرح تجريد البلاغة لابن ميثم البحراني ، لأجل الوزير عزّ الدين

(4)

الحسن بن أبي العيد ، من وزراء الدولة الأليخانية . أورد الأفندي فائدة في

(1) نفس المصدر : 536 .

(2) نفس المصدر : 456 .

(3) نفس المصدر : 457 . (4) نفس المصدر : 499 .

.. تراثنا / 135

ص: 247

248

تعریف شرح قصيدة البردة النبوية للبوصيري ، عند ذكر فضل علم البلاغة ، بأنّ الشيخ زكي الدين عبد العظيم بن أبي الأصبغ ، ذكر في صدر كتابه التحرير

أنه وقف على أربعين كتاباً في هذا العلم أو بعضه قبل أن يؤلف كتابه

(1)

المذكور ، ومنها كتاب التجريد للشيخ ابن ميثم البحراني. وقد رأى الأفندي

في البحرين في مكتبة الشيخ سليمان الماحوزي كتاب تفسير سورة الفاتحة المعروف بإعجاز البيان في أم القرآن للقنوي الصوفي المصري تلميذ محيي الدین ابن عربي ، فسّرها على طريق الصوفية ، وهو كتاب طويل الذيل جداً ، وقد أشار الشيخ ميثم بن علي بن ميثم في شرح إشارات أستاذه علي بن

(2)

سليمان البحراني إلى مدح هذا الكتاب ومؤلفه ) . وللشيخ ميثم كتاب

القواعد ، وهو من الكتب التي قرأها الشهيد الثاني في كرك نوح في ذي

(3).

الحجّة سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة على يد المقدّس السيد حسن ابن السيد

جملة من العلوم الأخرى

جعفر مع 9 - الشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي الأحسائي : ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته مشايخ آل بابويه التي أوردها الأفندي بتمامها ، فقال : ومنهم الشيخ الفاضل ناصر بن إبراهيم البويهي الأحسائي ، يروي عن الشيخ ظهير الدين محمد بن الحسام ، توفي سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة ، ذكره

(1) نفس المصدر : 520 - 525 .

(2) نفس المصدر : 474 .

(3) نفس المصدر : 654

ص: 248

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

249 ...

الشهيد الثاني - عطّر الله مرقده - في شرح البداية في بحث السابق واللاحق . قال الأفندي في الهامش : قال قدّس سرّه : وإن اشترك اثنان عن شيخ ، وتقدّم موت أحدهما عن الآخر ، فهو النوع المسمّى السابق واللاحق ، وأكثر ما وقفنا

ي و مجود

عليه في عصرنا من ذلك ستة وثمانون سنة ، فإنّ شيخنا المبرور نور الدين

علي بن عبد العالي الميسي والشيخ الفاضل ناصر بن إبراهيم البويهي الأحسائي ، كلاهما يرويان عن الشيخ ظهير الدين محمد بن الحسام ، وبين وفاتيهما ما ذكرناه ، لأنّ الشيخ ناصر الدين البويهي توفي سنة اثنتين وخمسين

(1)

وثمان مئة ، وشيخنا توفي سنة ثمان وتسعمائة . انتهى (منه دام ظلّه) ذكره العلّامة المجلسي في كتاب الإجازات من البحار ، الذي أورد

(2)

الأفندي فهرسه ، وفيه صورة إجازة الشيخ علي بن محمد بن يونس البياضي للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي الحساوي قدس الله روحهما 10 - ناصر بن أحمد بن عبدالله بن عبدالله بن محمد بن علي بن الحسن بن سعيد ابن متوّج بن علي بن شداد البحراني : البحراني محتداً، الأوالى مولداً ، كتب بالحلّة بالمدرسة السيفية العلية الزينبية ، نسخة من قواعد العلّامة بخطه ، في سنة ثمان وثلاثين وثمان مئة ، وخطه متوسط ، ثم قرأها على الشيخ أحمد ابن فهد الحلّي في نفس السنة ، وقد كتب له إنهاء بخطه ، والخط رديء وهذا صورته : أنهاه - أدام الله تعالى ظلّه ، وكثر في العلماء مثله - قراءة وبحثاً

(1) نفس المصدر : 112 .

(2) نفس المصدر : 424

ص: 249

... 250

... تراثنا / 135

وضبطاً في مجالس متعدّدة، آخرها حادي عشري جمادى الآخر من سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة هلالية هجرية، وكتبه أضعف العباد أحمد محمد

بن

ابن فهد عفا الله عنه . وهذه النسخة عتيقة مصححة محشّاة ، وعليها بلغات من ابن فهد ، كما أنّ لابن متوّج حواشي وتعليقات كثيرة وفوائد جداً على هذه النسخة . يقول الأفندي : هذا الشيخ المجاز له يعرف بابن المتوّج البحراني ، كما أن والده أحمد الفقيه معروف بذلك ، فعلى هذا يرتفع إشكال هذا المقام، أنّ ابن المتوّج كان من معاصري الشيخ مقداد المقدم على ابن فهد ، بل

وهو

(1)

معاصر للشهيد أيضاً كما بالبال . وقال : كلّ ما يحكي الشيخ مقداد في كنز

العرفان وغيره بعنوان (الشيخ المعاصر) فمراده ابن المتوّج البحراني ، وحينئذ كيف يتصوّر كون ابن المتوّج من تلامذة ابن فهد المتأخر عنه؟ إذ الجواب : أنّ والده أحمد الفقيه المشهور كان من المعاصرين للشيخ مقداد ، والولد وهو الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله هذا قد كان من تلامذة ابن فهد المتأخر عنه ، فتأمل . وقد أجازه أستاذه ابن فهد الحلّي بإجازة كتبها له على آخر كتاب الدروس الشرعية للشهيد ، وهذا نصها : أما بعد حمد الله : فقد قرأ عليّ

(2)

المولى الشيخ الفاضل ، الورع العلّامة المحقق المدقق ، صاحب الفهم الثاقب

والفكر الصائب ، أفضل المجتهدين زين الإسلام والمسلمين، شرف الملة

والحق والدين ، أبو عبد الله ناصر الدين محمد ، نتيجة الإمام العالم المتبحر

(1) نفس المصدر : 460 .

(2) نفس المصدر : 456 و 460 .

،

،

ص: 250

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

251 ...

أفضل العلماء الراسخين ، مكمّل علوم الأوّلين والآخرين ، وارث الأنبياء والمرسلين ، خاتمة المجتهدين ، أبي العباس جمال الدين أحمد بن المتوّج البحر اني أدام تعالى فضائله - هذا الكتاب من أوله إلى آخره، قراءة بحث

- وإيقان ، وتحفظ وإتقان، قراءة تشهد بفضله، وتدلّ على نبله ، وسأل في أثناء قراءته عمّا أشكل من هذا الكتاب ، وكانت الإفادة منه أكثر من له . وأجزت له روايته عنّي ، عن الشيخ الفاضل السعيد الموفّق الشهيد ضياء الدين أحمد ابن الشيخ الإمام الفاضل ، جامع الفضائل ، مكمّل علوم الأواخر والأوائل ، التقي السعيد ، الموفّق الشهيد ، أبي عبد الله محمّد بن مكي مصنّف الكتاب عنه وأن يروي عني ، عنه ، عن والده شمس الدين محمد بن مكي جميع ه ، ومؤلّفاته ، وأجزت له أيضاً أن يروي عنّي جميع مصنفات الشهيد أبي عبد الله محمد بن مكي، وجميع مصنفاته ومقروءاته ومجازاته ، عن الشهيد السعيد المرحوم زين الدين علي بن حسين الحارثي الحائري ، عن الشهيد قدّس سرّه . وأجزت أيضاً للشيخ أبي عبد الله ناصر الدين بن المتوّج - أدام الله تعالى ..؟ - أن يروي عنّي جميع مصنفات الإمام الأعظم ظهر

الضعفاء محمد بن الحسن بن المطهر رضي الله عنه ، مصنفات والده

مصنفاته

3

الله عنه ، جميع

الإمام الأعظم مفتي الفرق ، أبي منصور الحسن بن المطهر، وجميع مقروءاته ومجازاته . وعن شيخه المقدّس الفاضل نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، عن شيخه فخر الدين عن والده . وعنّي عن شيخي المذكور عن والده مصنفات الإمام أبي القاسم جعفر بن سعيد . وأن يروي عنّي بهذا السند

جميع

.... تراثنا / 135

ص: 251

... 252

جميع كتب أصحابنا ، فليرو ذلك لمن شاء وأحبّ فهو أهل لذلك ، وفقه الله وإيانا لمراضيه ، وأعانه وإيّانا على امتثال أوامره ، والإنزجار عن نواهيه ، إنّه ولي ذلك ، وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن فهد الحلّي ،

في ثاني ذي القعدة الحرام ، من سنة تسع وثلاثين وثمان مئة ، والحمد لله

وحده

(1)

إجازة الشيخ ناصر للشيخ عيسى بن علي بن حسن بن عميرة ، بخطّ يده ، وخطه متوسط ، وقد كتبت على نسخة عتيقة من الشرائع كتبت سنة تسع وثمانين وستمائة ، والإجازة كتبت على الجزء الأوّل منه سنة أربع وأربعين

وثمانمائة ، قد محيت بعض مواضع الإجازة ، وبعضها لا يمكن قراءتها لرداءة الخطّ ، وقد بذل الأفندي مجهوداً في قراءتها وكتابتها وبقي بعض منها ، وقد

(2)

أوردناها في ترجمة الشيخ عيسى . وعن الشيخ ناصر ينقل بعض الفضلاء لكن الأفندي لم يسمّه ، حيث قال : قال بعض الفضلاء في الرسالة المختصرة في الاستخارات ونقلت عن شيخي الشيخ السعيد ناصر الدين أبي عبد الله

:

ابن ناصر بن المتوّج قدس الله روحيهما بالمشافهة الخ ، فلاحظ ، وساق

الكلام إلى قوله قال : يعني ابن المتوّج المذكور ، هكذا نقلته عن شيخنا فخر الدين أحمد

بن مخدم رحمه الله

(1) نفس المصدر : 461 - 462 .

-

-

(2) نفس المصدر : 200 - 202 .

(3) نفس المصدر : 381

(3)

ص: 252

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3) . .....

جمهور

253

11 - الشيخ ناصر الدين ابن نزار : ذكره الشيخ محمد بن علي بن أبي الأحسائي في مفتتح الطريق الأوّل من أسناده ورواياته لما أورده من أحاديث وروايات في كتاب عوالي اللئالي ، ووصفه طريقه إليه بقوله : عن شيخي وأستاذي ، ووالدي النسبي والمعنوي، وهو الشيخ الزاهد العابد ، العامل الكامل ، زين الملة والدين ، أبو الحسن علي ابن الشيخ المولى الفاضل المتقي من بين أنسابه وأحزابه ، حسان الدين إبراهيم ابن المرحوم حسن بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي ، تغمّده الله برضوانه ، وأسكنه بحبوحة جنانه، عن شيخه العالم النحرير، قاضي قضاة الإسلام ، ناصر الدين الشهير بابن نزار ، عن أستاذه الشيخ التقي الزاهد جمال الدين حسن ، الشهير بالمطوّع الجرواني الأحسائي . وذكره في الطريق الثالث من الطريق السابع هذا الكتاب تحت ما رواه بالإسناد المتصل ، المذكور إسناده عن

أيضاً

من

(1)

طريق العنعنة ، ممّا لا يدخل فيه الإجازة والمناولة ، فقال : حدثني أبي

وأستاذي الشيخ العالم الزاهد الورع، زين الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ العلامة المحقق المرحوم المغفور ، حسام الدين إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور الأحسائي رضوان الله عليهم ، عن شيخه الزاهد الفقيه ، قاضي قضاة

الإسلام ، ناصر الدين ابن نزار ، عن شيخه وأستاذه الشيخ الفقيه الزاهد حسن

الشهير بالمطوّع الجرواني

(2)

(1) نفس المصدر : 210 (2) نفس المصدر : 219 - 220

... تراثنا / 135

ص: 253

254

12 - ناصر بن عبد الحسين السماهيجي الغراوي البحراني : وصفه الأفندي : بالفقيه التقي المرحوم السعيد ناصر الدين ناصر بن عبد الحسين السماهيجي الغراوي البحراني ، وقال إنّ له أبياتاً في مدح كتاب شرح الموجز لابن فهد الحلّي تأليف الشيخ مفلح بن حسن الصيمري ، وقد مدح هذا الشرح جماعة من علماء عصره، كل واحد بأبيات وقصائد جياد ، بل قد مدحه مؤلّفه أيضاً بأبيات ، وممن مدحه : ولده العلّامة الشيخ جمال الدين حسين بن مفلح، والشيخ الفقيه الورع شمس الدين محمّد أحمد

بن الأحسائي ، وقد رأى الأفندي تلك القصائد كلّها في آخر الشرح المذكور في

البحرين

(1)

13 - ناصر بن محمد الخطّي [الجارودي ] : له أسئلة في مسائل متفرّقة سأل عنها الشيخ سليمان الماحوزي ، وأورد الأفندي إشارة لها في فهرست مؤلفات الشيخ سليمان الماحوزي التي رآها في آخر بعض مؤلّفاته تحت

عنوان جواب أسئلة الشيخ ناصر بن محمد الخطي في مسائل عديدة

(2)

14 - السيد هاشم البحراني : كان شيخ الإسلام الخونح من محال فارس . رأى الأفندي عنده في البحرين نسخة من كتاب درر اللئالي

(3)

(4)

العمادية لابن أبي جمهور الأحسائي ، وسيأتي وصفه في محله ) . وأورد

(1) نفس المصدر : 572 .

(2) نفس المصدر : 570 .

(3) نفس المصدر : 208

(4) نفس المصدر : 208 .

ص: 254

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

هاشم

255 ..

الأفندي بعض اشتباهات السيد هاشم في نسبة الكتب لمؤلّفيها ، ومنها : كتاب المناقب الفاخرة في فضائل العترة الطاهرة، حيث يقول : ثم اعلم أن السيد العلّامة البحراني ينقل كثيراً عن كتاب المناقب الفاخرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الرضي ، والحق عندي أنّه سهو، وأنه تأليف السيد أبي الحسين محمد بن أحمد بن الحسين الحسيني ، وهو ليس بالسيد الرضي، وهذا من باب الخلط والاشتباه ، فإنّ نسب السيد الرضي الشريف أبو الحسين محمّد بن الشريف أبي أحمد الحسين الموسوي ، وأيضاً المشايخ الذي يروي مؤلّفه فيه عنهم جماعة من المتأخرين ، ليسوا من مشايخ السيد الرضي . وكتاب عيون المعجزات ، قال : ممّن ينسب هذا الكتاب إلى السيّد

المرتضى قدّس سرّه السيد هاشم البحراني في كتاب إيضاح المسترشدين وغيره ، ويظهر منه أنّ الراوي قد يروي عن الحسن بن أبي الحسن السوراني ، فتأمل ، ثمّ [ن] النسخ التي رأيناها قد تصرّح في مطاويها بأنه من مؤلّفات

الشيخ الجليل حسين بن عبد الوهاب ، وكان بعض مشايخه متفقة مع مشايخ السيّد المرتضى والسيد الرضي ، فكان من معاصريهما، فلعل كتاب عيون

(1)

(2)

المعجزات إثنان وعن كتاب التمحيص ، قال : وفي كتاب معالم الزلفي للسيد هاشم البحراني ، أن كتاب التمحيص للحسين بن سعيد الأهوازي ، وقد نسب الشيخ إبراهيم القطيفي في كتاب الفرقة الناجية هذا الكتاب إلى حسن

(1) نفس المصدر : 196

(2) نفس المصدر : 255 - 256 .

256

ص: 255

تراثنا / 135

(1)

ابن علي بن شعبة صاحب تحف العقول . وكتاب مصباح الأنوار في مناقب إمام الأبرار ، للشيخ هاشم بن محمّد ، وقد ينسب إلى شيخ الطائفة ، وهو خطأ .... قال الأفندي في الهامش : ثمّ إنّه قد نسب السيد هاشم البحراني في

كتاب نزهة الأبرار في خلق الجنّة والنار وغيره من مؤلّفاته إلى الشيخ الطوسي

(2)

کتاب مصابيح النور ، والظاهر أن مراده به هو هذا الكتاب . ولأهمية السيد هاشم في تتبع الكتب يحيل الأفندي القارىء للرجوع إليه للتحقق من كتاب

الإغاثة في بدع الثلاثة ، فيقول فائدة في تحقيق حول كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة : يظهر من مطاوي كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة ، للسيّد أبي القاسم الكوفي العلوي المعاصر للصدوق ونظرائه، أنّ له مؤلفات أخر ، منها : كتاب الأوصياء ، ولعلّ السيد هاشم العلّامة البحراني قد تعرّض لهذا الكتاب عند ألف الكتب حول الأوصياء " . وكذلك يحيل الأفندي

(3)

تعداده أسامي من للسيد هاشم في تعريفه ببعض الكتب ومنها : كتاب بيان نسب عمر بن الخطاب ، فيقول : السيّد الفاضل القاسم بن الشريف بن أحمد بن محمود بن

يعقوب الحسيني الجيلاني ، له كتاب في بيان نسب عمر بن الخطاب، وقد

(4)

ينقل عنه السيد هاشم العلّامة في رسالته في نسب عمر . وكتاب فضائل أمير المؤمنين لابن شهر آشوب ، وهو غير كتاب مناقب آل أبي طالب له ،

(1) نفس المصدر : 271 .

(2) نفس المصدر : 281 .

(3) نفس المصدر : 458 .

(4) نفس المصدر : 482 .

ص: 256

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

(1)

YOV ..

وقد ينقل عنه السيد هاشم البحراني في مؤلفاته . وكتاب الاختصاص للشيخ المفيد الذي ذكره العلامة المجلسي في أوائل البحار وأكد على نسبته إليه ثمّ جاء الأفندي وقال في الهامش : وقد صرّح السيد هاشم البحراني الشهير بالعلامة أيضاً في كتابه معالم الزلفى وغيره، بأن كتاب الاختصاص من مؤلفات الشيخ المفيد قدس سره

(2)

15 - الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة : ورد اسمه (بن عشرة) وهو خطأ . ذكره الأفندي في ترجمة جمع من الأعلام فقال : كان من جملة العلماء

(3)

وأرباب الفتاوي ، من المتأخرين ، رأيت بعض فتاواه 16 - يوسف بن حسين بن أبي الخطي القطيفي : ذكره الشيخ

محمد

بن

أبي جمهور الأحسائي في الطريق الرابع من أسناده ورواياته لما أورده من أحاديث وروايات في كتاب عوالي اللئالي، بأنّه يروي عنه بواسطة : السيد أحمد الموسوي الحسيني ، عن شيخه وأستاذه الشيخ العلامة

محمد بن

صاحب الفنون ، كريم الدين يوسف الشهير بابن أبي القطيفي ، عن شيخه

رضي

(4)

الدين حسين بن راشد القطيفي . وذكره الأفندي في تعداد مشاهير

تلامذة الشيخ أحمد بن عبد الله بن المتوّج البحراني ، المشهور بابن المتوّج فقال : الشيخ الفاضل هو أجلّهم إذ كان أستاذ علماء عصره ، كابن أبي جمهور

(1) نفس المصدر : 613 .

(2) نفس المصدر : 295 .

(3) نفس المصدر : 572 . (4) نفس المصدر : 212

258

ص: 257

... تراثنا / 135

الأحسائي ، وكالشيخ حرز بن حسين البحراني ، المعاصر للشيخ حسن

(1)

الصيمري ، وغيرهما من الفضلاء . له حواشي وفوائد كثيرة على أطراف

(2)

نسخة من اختصار التذكرة للعلامة الحلّي ، تأليف الشيخ أحمد بن المتوّج وأورد الأفندي في تعداد الكتب التي لم تذكر في البحار كتاب التهاب نيران الأحزان ومثير اكتئاب الأشجان ، وقال : يحتمل اتحاده مع مثير الأحزان الذي ذكره المؤلّف - سلّمه الله - وهو عندي موجود أيضاً. دون أن ينبه على اسم مؤلّفه فلعله لا يعرفه، وقد نبه على مؤلّفه الشيخ فرج العمران القطيفي (1321 ه- - 1398 ه- رحمه الله في كتابه : الأزهار الأرجية " وقال : بأنه مؤلفات الشيخ يوسف بن أبي صاحب الترجمة .

من

1 - إجازته للسيد شمس الدين محمّد بن خميس بن راشد ، وقد كتبها

له على كتاب اختصار التذكرة للعلامة ، تأليف الشيخ أحمد بن المتوّج ، وخطه الشريف رديء ، وهذه صورتها أما بعد، فيقول العبد الضعيف يوسف بن حسين بن أبي : أنّي قد أجزت للسيد الكبير شمس الدين محمد

ابن خميس بن راشد ، رواية كتاب فوائد التذكرة من تصانيف العلّامة ، خاتمة المجتهدين ، فخر الملة والحق والدين ، أحمد بن عبد الله بن متوج ، قدس

الله روحه العزيزة ، وأفاض على تربته المراحم الربانية ، فليرو عنّي إن شاء

(1) نفس المصدر : 480

(2) نفس المصدر : 480 و 481 .

138 - 133

(3) الطبعة الجديدة م 4 ج 10 ص 133 - 138 .

ص: 258

تراجم علماء البحرين في كتاب (الفوائد الطريفة) (3)

259 ...

وأحبَّ محتاطاً ومتحرّياً لي وله بالشرائط المعتبرة بين أهل العلم ، وكان ذلك في الثاني من المحرّم أحد شهور سنة ستين وثمان مئة ، وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم كثيراً(1)

2 - إجازته لتلامذته ، وهم : السيّد محمّد أحمد

بن

بن محمّد

الحسيني ، والسيد محمد بن موسى بن محمد الحسيني ، وشمس الدين محمّد بن خميس . وقد سمّاه الأفندي فيها : الشيخ الفاضل يوسف البحراني . وقد كتبها في آخر نسخة من كتاب الدروس ، وهي نسخة عتيقة وجدها بالغري ، وقد ضاعت منها عدة مواضع ، وهي : أما بعد : فيقول العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة ربّه اللطيف، يوسف بن حسين بن أبي : أني قد أجزت

أحمد بن

الموليين السيّدين العالمين محمّد بن موسیٰ بن محمد ، ومحمد بن

محمّد ، رواية الكتاب الموسوم بالدروس الشرعية ، من تصانيف الشيخ الإمام

المقداد العلامة أبي عبد الله محمد بن مكي ، عن الشيخ بن عبد الله السيوري عن المصنف قدس الله روحه

وكذا أجزت للصدر الكبير العالم شمس الدين محمد بن خميس، رواية الكتاب المذكور بالطريق التي لي إلى مصنفه ، فليرو كلّ ما أخذ ذلك لمن شاء وأحبّ ، محتاطاً ومتحرّياً لي وله بالشرائط المعتبرة في الإجازة ، وكان ذلك في اليوم الثاني من المحرّم ، أحد شهور سنة ستين وثمان مئة ،

(1) نفس المصدر : 480 .

260

ص: 259

... تراثنا / 135

(1)-

وكفى بالله وكيلاً، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم كثيراً ) .

-

3 - إجازة للسيد محمد بن أحمد الحسيني، على ظهر نفس النسخة السابقة بخطّ عتيق جداً : الله الرحمن الرحيم، أنهاه - أيده الله - شرحاً

بسم

وبحثاً ، السيّد محمّد الحسيني في مجالس متعدّدة، آخرها يوم الثاني شهر المحرّم أوّل سنة ستّين وثمان مئة ، وكان ذلك على يد الشيخ الأجلّ يوسف ابن حسين بن أبي ، وقد أجاز له رواية الكتاب بالطريق التي له عن مشايخه إلى مصنّف الكتاب عليه الرحمة والرضوان ، فليرو ذلك عنّي لمن شاء وأحبّ

محتاطاً ومتحرياً لى وله

(2)

(1 نفس المصدر : 467 .

(2 نفس المصدر : 467 - 468 .

وللبحث صلة ...

ص: 260

ص: 261

ص: 262

التهذيب

للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي

ت 1030ه- )

تحقیق

الشيخ محمد لطف زاده

ص: 263

مقدّمة التحقيق

ص: 264

بسم الله الحمد الرحيم

(التهذيب) هي رسالة وجيزة في علم النحو ، من جملة مؤلفات الشيخ بهاء الدين العاملي رحمه الله (ت 1030ه)، وهي على اختصارها مفيدة جداً ، كتبها على منهج كتابه المعروف ب- الفوائد الصمدية، وقد أودع فيها

مبادئ القواعد النحوية لسهولة حفظها لمن رام ذلك، ولها نسخ مختلفة ، فقد لفتت أنظار الأعلام وأولي الأقلام فاهتموا بنسخها وبادروا بشرحها ، وسنشير إلى بعض نسخها وشروحها بعد تعرّضنا لمقالة الشيخ آقا بزرك الطهراني الله

ت 1389 ه- ) :

تهذيب (البيان في النحو للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (ت (1031ه- متن جيّد مفيد في غاية الاختصار، أوّله : (باسمك يا ربّ يبتدئ الكلام ، وبحمدك يختتم كلّ أمر يرام إلى قوله : (هذه رسالة صغيرة الحجم، وجيزة النظم، خفيفة المؤونة ، كثيرة المعونة ، قد حَوَتْ من

266

ص: 265

تراثنا / 135

علم النحو أصوله ، وهذبت فصوله، ونظمت درره ، وتضمنت غرره ، أو جزت لفظها ليسهل حفظها)

رأيت منه عدّة نسخ ، وطبع ضمن مجموعة بالهند، ومر شرحه

الموسوم بإرشاد اللبيب ، ( في ج 1 ص 518) ، ومن شروحه : شرح الشيخ محمد بن علي الحرفوشي (ت 1059 ه) ذكره في الأمل ، وشرح السيد نعمة الله الجزائري (ت 1112 ه) رحمه الله الموسوم ب- مفتاح اللبيب وقال السيد حسين الكركي الله - تلميذ الشيخ البهائي في حق شيخه

المؤلف وكتابه :

وكان له

(1)

كان في البحث كنت في خدمته منذ أربعين سنة في الحضر والسفر محبّة وصداقة عظيمة سافرت معه إلى زيارة أئمّة العراق عليهم

معي

السلام فقرأت عليه في بغداد ، وبلد الكاظمين ، وفي النجف الأشرف ، وحائر الحسين عليه السلام والعسكريين كثيراً من الأحاديث ... وقرأت عليه الرسالة

المسمّاة ب: تهذيب البيان والفوائد الصمدية كلاهما من مصنفاته في

النحو . . .»

(2)

نسخ التهذيب :

وإليك الآن نسخ التهذيب على الإجمال وجدت من الكتاب ما

(1) الذريعة 4 : 50 الرقم : 2273 ، كشف الحجب والأستار : 146 .

239

(2) تكملة أمل الآمل : 343 - 344 ، أعيان الشيعة 9 : 239

التهذيب

ص: 266

267 ..

مجموعه (13) نسخة :

1 - محمد مهدي ، ( 1005 ه) ، 9 ق ، مشهد/ الأستانة الرضوية ،

: 3790 ، نسخ ، (فهرس المكتبة 12 : 61 .

الرقم :

2 - آفتاب بن سيّد محمد حسين الحسيني القمصري ، (أواخر ذي الحجّة ، 7 ق) ، طهران /مجلس ، الرقم : 4 - 14401 ، نسخ ، (فهرس المكتبة

.(537 : 38

.

3 - محمد المدعوّ بالكافي ، العشرة الأولى من شهر رمضان 1079 ه) ، 6 ق ، قم المقدّسة مركز إحياء ، الرقم : 5 - 2396 ، نسخ ، (فهرس

المكتبة 1 : 468

4 - بدون كاتب ، قرن 13 ه) ، 9 ق ، قم المقدّسة كلبايكاني ، الرقم :

3 - 2455 ، 135 ، 13 ، نسخ ، (فهرس المكتبة 2 : 1091) .

ه - غلام رضا بن محمّد علي الآراني الكاشاني ، ( 1206 ه) ، 15 ق ، 5 آران کاشان محمّد هلال، الرقم : 2 - 197 ، نسخ ، (مختصر فهرس المكتبة :

(36)

.

6 - غلام رضا بن محمّد علي الآراني ، (جمعة رمضان المبارك 1206

3

ه) ، 14 ق ، قم المقدّسة/ مركز إحياء ، الرقم : - 401، نسخ، (فهرس

مصوّرات المكتبة 2 (6 .

7 - محمد صالح بن محمّد تقي ، (20) جمادى الأولى 1284ه) ، 6 ق ، قم المقدسة كلبايكاني ، الرقم : 11 - 1835843- 29 ، نسخ ، (فهرس

268

ص: 267

تراثنا / 135

المكتبة 2 : 1091) .

8 - بدون كاتب ، ( 24) شعبان 1313 ه- ، قم المقدسة المرعشي ، )

الرقم : 6 - 10017 ، نسخ ، (فهرس المكتبة 26 : 16 .

9 - محمد سعيد الحبشي الهندي ، من دون تاريخ ، طهران / ملك ،

الرقم : : 3 - 2569 ، نسخ ، (فهرس المكتبة 6 : 49

10 - من دون كاتب ومن دون تاريخ، 10 ق ، قم المقدّسة /

-

الفيضية ، الرقم : 2 - 2054 ، نسخ ، (فهرس المكتبة 3 : 173)

11 - إبراهيم بن عزيز الله ، من دون تاریخ، طهران / إلهيات ، الرقم :

1 - 680 ، نستعلیق ، (فهرس المكتبة : 360 . -

12 - من دون كاتب ومن دون تاریخ، 10 ق ، چالوس / إمام

الصادق ، غير مرقم ، (فهرس المكتبة : 263)(1)

13 - محمّد بن طاهر السماوي ، (8) رمضان المبارك 1355 ه) ، 7 ق ،

النجف / الحكيم ، الرقم : 1082 - 1 ، نسخ .

طبعاته الحديثة :

طبعت نسخة منه في بريس الإسلاميّة ، لاهور، بتاريخ سنة

(1330ه) ، وقد كان تصحيحها وتحريرها على يد محمد فيض الحسن .

(1) دا 3 : 4672 - 468 ، فنخا 9 : 618 ، التراث العربي المخطوط 3 : 558 .

التهذيب ...

ص: 268

269

- وطبعت أيضاً نسخة أخرى في مطبعة الجعفري في الهند ، سنة

( 1262ه) ، وتزينت بتصحيح وتعليق محمد جعفر

(1)

الشروح و الحواشي للتهذيب :

1 - شرح تهذيب البيان : في النحو ، تأليف البهائي ، للشيخ

محمد

بن

علي بن محمد الحرفوشي الحريري العاملي (ت 1059ه)، تلميذ السيد نور أخي صاحب المدارك ، حكى بعض الأفاضل أنّه موجود في إحدى

الدين

مكتبات النجف الأشرف

تهذيبه :

(2)

وقال الشيخ حرّ العاملي في حق الشيخ محمد الحرفوشي وشرح

هو الشيخ محمد بن علي بن بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامي ، كان عالماً فاضلاً أديباً ماهراً محققاً مدققاً شاعراً منشئاً حافظاً أعرف أهل عصره بعلوم العربية ... له كتب كثيرة الفوائد ، منها : اللآلي السنية في شرح الأجرومية (مجلّدان)، وكتاب مختلف النّجاة (لم يتم) ، وشرح

الزبدة ، وشرح التهذيب في النحو ، وشرح الصمدية في النحو ، وشرح القطر

و ..)

(3)

(1) ميراث مشترك ايران وهند 9 148 / الرقم : 4182/3 .

(2) الذريعة 13 : 159 الرقم : 536 .

(3) أمل الآمل 1 : 162 .

.

ص: 269

270

تراثنا / 135

2 - مفتاح اللبيب في شرح التهذيب : للمحدّث الجزائري ، السيد

نعمة الله بن عبد الله الموسوي التستري (ت (1112ه) رحمه الله ، ذكره في

(1)

آخر كتابه الأنوار النعمانية ، وقال : «إنّ اسمه مفتاح اللبيب»

(2)

3 - إرشاد اللبيب في شرح التهذيب : في النحو ، المتن للشيخ الأجل بهاء الدين العاملي، والشرح للعلامة السيد علي محمد ابن السيد محمد ابن العلّامة السيّد دلدار علي النقوي اللكنهوي (ت 1312ه) ، ذكره العلّامة السيد علي نقي النقوي (ت 1408 ه) في مشاهير علماء الهند

وقيل في

حقه :

(3)

كان آية في التحقيق والتدقيق وجامعيّة العلوم ، لا يكاد يوجد علم إلا وله تصنيف واستنباط فيه ؛ فهو فقيه ، أصولي ، متكلّم ، منطقي ، حكيم، طبيب ، محدث ، رجالي، مفسّر ، شاعر ، أديب ، باحث ، مناظر مع أهل الديانات والملل المختلفة ، وله مهارة في اللغة العبرانية والسريانية ؛ فكتبه

مشحونة بنقل عبائر التوراة والإنجيل العبرانيين ، ولد في 4 شوّال سنة ( 1260 ه)، وقرأ على أبيه فتخرّج عنده في حداثة سنه ، واشتغل في التدريس

(1) الأنوار النعمانية 4 : 308

(2) هدية العارفين 2 : 497 ، الذريعة 21: 346 الرقم : 5397

(3) تراجم مشاهير علماء الهند : 236 ، أعيان الشيعة 8 : 313 ، الذريعة 1 : 518/

الرقم : 2528 ، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 467 / الرقم : 4703 .

271 ..

ص: 270

التهذيب ....

والتصنيف ، فله أكثر من مائة مصنف من كتب ورسائل ... وتوفّي السيد المترجَم في 4 ربيع الآخر (1312 ه)، ودفن في حسينية جده غفران

مآب

(1)

4 - حاشية التهذيب : للحسين بن أحمد النطنزي الكاشاني (ت

1322ه)، حاشية مختصرة ووجيزة و قد عثرت على نسخة منها في مدينة كاشان ، ( العاطفي / أفشين) ، الرقم : 1/ 129 ، في أربع عشرة ورقة وهو غير

مكتمل في النهاية .

أوّل المخطوطة : «الحمد لله خلق العالمين ، وجعل لمخلوقاته عينين

:

.

ولساناً وشفتين ، وهديناه النجدين ، فالشكر واجب له ، والحمد كذلك» مفتاح الغوامض : لمحمّد بن محمد حسن النوري ، أعرب الشارح

في بداية شرحه عن اسمه ب: (محمد بن محمد حسن النوري وعن اسم شرحه ب- مفتاح (الغوامض). ولا يوجد في المصادر ذكر لكاتبه ومكتوبه ،

ب:

ولكن وفقاً لإشاراته العديدة إلى السيد نعمة الله الجزائري (ت 1112 ه) الله ولحاشيته على الفوائد الضيائية، يمكن استنتاج أن حياة المؤلّف كانت من القرن الثاني عشر فصاعداً. وهي سقطت سقطت من آخره ويقع في (48) ورقة في

(طهران ، الوطنية ، رقم : 2 / 2174) أوّل المخطوطة : «أحمد الله المتعال في العزّ والجلال ، والمتفرّد في

(1) تراجم مشاهير علماء الهند : 227 .

تراثنا / 135

ص: 271

(1)

272

صفة الجمال والكمال ...

6 - شرح تهذيب النحو : لمؤلف مجهول، أصل الكتاب موجود في مكتبة كبيرة في ناصريّة هند ، موقوف من قبل العلّامة ناصر حسين ابن العلّامة

میر

حامد حسين الهندي الله لمكتبة جدّه المفتي محمّد قلي

أوّل المخطوطة: «الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على نبيه محمد

وآله الطاهرين . قوله : ( الكلمة) أي الكلمة في اصطلاح النحاة . هذا الكتاب موجود في مجموعة تضمّ ثلاثة كتب : شرح التهذيب ،

والصمدية ، والهداية في النحو .

علماً أنّه لا توجد أي دلالة تدلّ على اسم الكتاب وحتى الكاتب ، بل

غاية ما هناك مكتوب على غلاف الكتاب : شرح تهذيب النحو وعبارة أخرى في وسط الكتاب تدلّ على الكاتب حيث قال : قال المصنف في الفوائد

الصمدية : . . .» .

وهو شرح موجز ومفيد بلغة عربيّة سهلة وغير معقدة ، وقد كتب سنة ( 1063 ه- ) ، وطريقة الشارح هو أن يبدأ كلامه بكلمة (قوله ، قوله) ثم يذكر نص الكتاب ثمّ يأخذ بشرح العبارة ، ولم تكن من عادته أن يرجع إلى كتاب آخر سوى في موضع واحد وهو في مبحث جواز حذف (كان) قد أشار

بقوله :

(1) طبقات أعلام الشيعة 6 : 710 ، دنا 9 : 1043 ، فنخا 30 : 839 .

273

ص: 272

التهذيب ...

قال المصنف في الفوائد الصمدية : والأوّل أقوى والأخير أضعف

والمتوسطان متوسطان .

7 - الحواشي المطبوعة : تم جمعها في الهند في سنة (1262 ه)

بعنوان أنّها : تهذيب النحو

(1)

أقول : عنوان تهذيب النحو غير صحيح ، لأن المؤلّف قال في خطبة

الكتاب : وسمّيتها بالتهذيب ليوافق لفظها ومعناها وينبئ ظاهرها عن فحواها ، ولم يعنونها ب: تهذيب النحو ، أو التهذيب في النحو ، أو تهذيب البيان، حتّى أنّ السيّد نعمة الله الجزائري (ت 1112 ه) الله سمّى كتابه ب:

بمفتاح اللبيب في شرح التهذيب ولم يضف إليه شيء ، فتأمل .

وإنّما نشأ هذا اللبس من عدم تدقيق بعض المفهرسين فسبب إرباك

بعض المحققين حتى التبس عليهم الأمر في تسمية هذا الكتاب .

النسخ المعتمدة :

وقد اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على أربعة نسخ :

الأولى : محفوظة في الأستانة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد ،

لالالالالا

الرقم ( 3790 ) ، كتبها محمد مهدي بتاريخ ( 1005 ه- ) ، العناوين والعلائم فيها كتبت بمداد الأسود ، وعليها حواش قليلة ، وختم بيضوي : (أنا عبد من عبيد

(1) میراث مشترك ایران و هند 9 148/ الرقم : 4182/3 .

تراثنا / 135

ص: 273

274

محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وبيضوي آخر : (سعيد الأنصاري) ، ومربع غير مقروء ، وتملك محمد هادي بن محمّد صالح بتاريخ ( 1050ه) ، وهي وقف نادر شاه ، في تسع ورقات ، وعدد أسطرها (14)، وعلى النسخة ختم

الأستانة

وقد رمزنا لها بالرمز : (م) .

الثانية : محفوظة في مجلس الشورى في طهران ، الرقم : (4/14401) ، كتبها آفتاب ابن السيد محمد حسين الحسيني القمصري بتاريخ (أواخر ذي

الحجّة 1075ه- ، العناوين والعلائم فيها كتبت بالشنجرف ، وعليها علامة نسخة بدل والتصحيح ، في 8 ورقات ، وعدد أسطرها (13) .

وقد رمزنا لها بالرمز : (ج) .

الثالثة : محفوظة في إحياء التراث، في قم المقدّسة ، الرقم (2396 / ه) ، كتبها محمد المدعو بكافي بتاريخ (من العشر الأول من شهر رمضان

1079ه)، العناوين والعلائم فيها كتبت بالشنجرف ، وعليها حواش قليلة وعلامة نسخة بدل وختم مربع (محمد) ، في سبع ورقات ، وعدد أسطرها

. (17)

وقد رمزنا لها بالرمز : (أ) .

الرابعة : محفوظة في إحياء التراث في قم المقدّسة ، الرقم ( 3/401) ، ، كتبها غلام رضا بن محمّد علي الآراني الكاشاني، في (الجمعة من شهر رمضان المعظم 1206 ه- ، العناوين والعلائم فيها كتبت بمداد أسود ، وعليها

التهذيب

ص: 274

..

275 ..

حواش قليلة، في إثنى عشر ورقات ، وعدد أسطرها ( 10 ) .

منهج التحقيق

وقد التزمت في ضبط نص الرسالة وتصحيحها وتحقيق مسائلها حسب

المنهج الآتي :

ذلك .

1 - تحرير النصّ وفق القواعد الإملائية المعاصرة .

2 - تصحيح ما وقع في الرسالة من تصحيف أو خطأ أو سقط ، ونحو

شكر وتقدير :

وأخيراً من واجبي أن أذكر كلّ من أخذ بيدي بهذا الطريق وكلّ من

آزرني بتحقيق هذه الرسالة وأخص كلاً من :

1 - فضيلة الشيخ أمير رضا البلوكي النيسابوري لما بذله من جهدٍ في

إخراج المقالة هذه ومراجعتها .

2 - وأقدّم شكري إلى المكتبات والأشخاص الذين قدموا لي خدمة في

ذلك ولا سيّما مكتبة العتبة الرضوية المقدّسة، ومركز إحياء التراث في قم

المقدّسة، ومكتبة مجلس الشورى في طهران ، ومكتبة الإمام الحكيم العامة

في النجف الأشرف .

.

فلهم مني جزيل الشكر بما قدّموا وأسأل الله أن يوفقهم لخدمة طلبة

276

العلم وكفى بهذا الدعاء خيراً .

ص: 275

تراثنا / 135

الخاتمة :

أرجو من إخواني المؤمنين ولا سيّما أهل البحث والتحقيق أن ينبهوني إلى ما يجدونه من خطأ جرى به القلم وزاغ عنه البصر، فإنّ الإنسان معرّض للخطأ والنسيان ، فإنّ الكمال لله ، والعصمة لأهلها ، والحمد لله الذي بنعمته

تتم الصالحات .

محمد لطف زاده

النجف الأشرف جوار الروضة العلوية المقدّسة

(13) محرم الحرام 1439 ه)

التهذيب

خاص

الكرد

الوجود

277

ص: 276

کرتا ہوات

مخطی

سم أبد الرحمن الرحيم

باسما المودات داء الكلام ومجدك تميم كلار

بر امر يا من حسرت عن وصفها

التيما جميع ال-

بعين

الغيرة الحرت الحملى

مرة

ادراكه الابصار والبصائر لمالك الصلى

ها

الصادع بامر و نهيك والقائم با عبا وحيكه جبال محمد سکونت علیه واله معاد لحمه مو دارد دوار كان النبوه وقواعدها وبعد مهمه رسا لليه

النظر

ول

الحمد وجيه المهم في الوكر المصور قد من علم تصويت 5 حوت من علم العواصوله وهد بت تصول خططها

ن دوره وتستغرده او حت لفظها ليمل

جرة

صورة الصفحة الأولى من نسخة(م)

وسیتها

ص: 277

278

تراثنا / 135

ولا وبل ولكن لا حل لامرين معنا و أوامر

لأحدها مبهيا ة

الاوامان

وا فيه العمرة للعرب وانا وها

للبعيد وبالهنا

دویا

مسابقتها وعلى للايجاب النفى والى البنات

بعد الاستفهام واجل وجيروان

تبال 1318 خورشیدی باران شدها الخبر الى وان في معى القول ای

کتابخانه آستان

يي

فرون ما وان الفعلية والى الامير عقلا و الأولولا وليس الهامة السر

وبلرضها الفعل ولد تقديرا .

هرة وبل ونقرفان في خمسة القلم تلخى الماضى المشالي مي

ونجار ذكرها ما الفضل بغر الا وتركها مع الفصل بهاء فى باب بعمر والبس والكانجيا معظم الصطفى محوطي والنشر عبر الرساله

عمد العران و ده ریا

الصفحة الأخيرة من نسخة (م)

صورة

ص: 278

ولان این خواری بود مرد جوانی بازندگی باجی اند که بود

انهم ونتني لأعمامه

می کند میشیم و تا ان شات گربه

کره ای بر پر جسر

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

السكناتهم بدا الكلام وبحمدك يختم كل أمر يرام يامن كنت عن وصفه الضمائر وقصرت عن ادراكه الابصار والبصائر

المراكر اليل و المنتلك ان نضع على الصادع بامرك ونهيك والابر با خبر حين

ام الظهر

حبيبك محمد صلواتك عليهم والله مصادر الحكمة ومواردها واركا

فهان رسالة صغيرة

خفيفة المؤنة كثيرة المعونة قدحون من علم الخواصوله وهند فصوله ونظَتْ دُرَرَةً وتضمنت غُر أو جُزْتُ لفظه ليسهل حفظها وستميتها بالتهذيب ليوافق لفظها معناها وبنى ظاهرها عن نخواها و بالله استعین مقامة الكلمة لفظ موضوع مفرد فان استقل معاها ولم يقرن قاسم اوقرن فعل والا حرف والكلام هو المفيد اسناد والجملة اعم منه بالكايم مخيص بالله والجر والتنوين فأن وضع لشيئ بعينه معرفة والأفتكرة و

ايضا ان اكتب الحرف فنى والأغرب وايضا ان تلبس بعلامة

الثانيث

صورة الصفحة الأولى من نسخة (ج)

279 ...

صورة

ص: 279

.. 280

تراثنا / 135

ويلزمها الفعل ولو تقديرات ويف الاستلهام الهمة وعزلهما صدر الكلام ويفترقان فى جنسه أوجه قاها الننيث الساكنة تلحق الماضح المسند إلى مؤنث حقيقة ونختار ذكرها مع الفضل بغير الأو يختار تركها مع وقوع الفضل بها في باب نعم وبس ولك الخياريع ظاهر العظية منو طلع الشمس وطلعت الشمس هذا اخرما اردناه وختام ما قصدناه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا

الثانت الآن

محمد والد الطاهرين المعصومين برحمتك يا ارحم الراحمين تم تم تم بلغ مقابلة وتعميما التهذيب الذى صنفه الفاضل الكامل التحرير اعلم العلماء المتقدمين وافقه الفقهاء المتاحزين الشيخ بهاء الدين محمد العاملة اسكنه الله تقا و تقدس بحبوحة جنانه عديد الفقير الحقير المخيف الضعيف المذنب الخاصة المحتاج المفتقر الى رحمة الله الملك الفني ابن السيد

بیشتر

محمد حسین آفتاب الحسينى القصرى القمصر قريه من قراى لدليلية

المومن

القاشان عفى عنهما و عن والديهما وعن جميع المومنين وعن جميع

ال 107ه خمس وسبعين والف فى اواخر شهر ذى الحجة الحراء

لله

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة (ج)

التهذيب

صورة

ص: 280

A

281 .

قسم السد الرحمن الرحيم

باسمك اللهم يبتد الكلام وحدك بحبة كل

يختتم يا من حسرت عن وصفر الضماير وقصرت عن أوراكر الا والبصائر نستلك ان تصلي على الصادع بأمرك وفيك والقايد با عبا وحيك حبيبك محمد صلواتك عليه واله مصادر المكر و مواردها واركان النبوة وقوامها وبين فهذا رسالت صغيرة الحجم وجيزه التطور خفيفة الموت كبيرة العون خوف من علم الخواصوله وهذيب فصوله و نعمت دوده و تضمنت غرره او جزت لفظها ليسهل حفظها وسمينها بالتهذيب البوافق القطها معاها ويني ظاهر جا عن فحواها وبالله استعين عذب الكل لفظ موضوع مفرد فان استقبل معناها ولم يقرن قاسم او قرن تفعل والا فحوف والكلام هو المفيد باستاد والجمله اعم منه والاسم يختص باللبار والجر والتنوين فان وضع نسنى بعينيه معرفة والا فتاة وايضا ان ناسب الحرف نسبتى والا نمورب و ايضا ان تلبس علاقة التانيث ولو تقديرا فونت والا فذكر

مسل رجل من

صورة الصفحة الأولى من نسخة (أ)

والمونت

صورة

ص: 281

282

ا الأهبا للبعيدة بالمها حروف الابج الانجان لو تها وعلى الانجاب النفي على المانيات من الاستفها وأجل وجيروات لتصديق الجزر وفا الغير اى داك في معنى القول حروف السيد ما وأن للفعلية وان اللحية حر والحضيض هلا والأولولا ولوما لها الصدر ويلزمها العمل ولو تقديرا حروف الاستمنام الهرم وقل لهما صلة الكلام وتشرقان في خستة اوجدنا التانيث الساكنة الحق الماضي المستد الى مرتك حقيع ويختار ذكرها مع الفصل يعني الاوجار تركها من وقوع الصل بها في باب نعم ونفس ولك المناديع ظاهر اللفظية من طلع الشمس وطلعت النمس هذا ، وما اردناه و ختام ما قصدناه والمر سر و العالمين وصلى الله

سيدنا محى واكر الطاق برحمتك يا ارحم

الراحمين

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة (أ)

تراثنا / 135

283 ..

(1)

صورة

ص: 282

بسم

الله الرحمن الرحيم

( 2 )

التهذيب

(3)

باسمك اللهم نبتدأ الكلام ، وبحمدك نختم كل أمر يرام ، يا من حَسُرَتْ عن وصفه الضمائر ، وقَصُرت عن إدراكه الأبصار والضمائر ، نسألك أن تصلي على الصادع بأمرك ) ونهيك) ، والقائم بأعباء وحيك ، حبيبك

(4)

محمد صلواتك عليه وآله مصادر الحكمة ومواردها ، وأركان النبوة وقواعدها .

وبعد : فهذه رسالة صغيرة الحجم، وجيزة النظم ، خفيفة المؤونة ،

(6)

كثيرة المعونة ، قد حَوَتْ من علم النحو أصوله ، وهَذَّبت فصوله ، نظمت دُرَرَه ، وتضَمَّنْت غُرَرَه ، أو جَزْتُ لفظها ليسهل حفظها ، وسمّيتها بالتهذيب

ليوافق لفظها معناها ، وينبي ظاهرها عن فحواها ، وبالله أستعين .

(V)

(1) في هامش (م) (الله) : اسم لذات واجب الوجود و(الرحمن) و(الرحيم) مشتقان من الرحم) ؛ أما (الرحمن) خاص في المورد وعام في المتعلق ، أما الأول : فلانه لا يقال : لغير الله تعالى أنه رحمان وأما الثاني : فلانه رحمان على المسلم والكافر في الدنيا والآخرة . وأمّا (الرحيم) فعامّ في المورد وخاص فى المتعلق ؛ أما الأول : فلانه يطلق عليه تعالى وعلى غيره، وأمّا الثاني : فلانه مختص بالمؤمنين في الآخرة ،

شرح) . (2) في (أ) و(ج) : ( يبتدأ) .

:

(3) في (أ) : ( يختم) وفي (ج) : ( يختتم) .

(4) في (م) : ( بأمر) .

(5) أشار إلى قوله تعالى : ﴿فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكين ، الحجر : 94

(6) قوله : (قد) لم يرد في (أ) .

(7) في :(م) (التوافق).

284

ص: 283

تراثنا / 135

مقدّمة :

الكلمة : لفظ موضوع مفرد ؛ فإن استقل معناها ولم يقترن فاسم ، أو

اقترن ففعل ، وإلا فحرف

والكلام : هو المفيد بالإسناد .

والجملة أعم منه .

فالاسم يختص باللام والجر والتنوين ؛ فإن وُضِعَ لشيء بعينه فمعرفة ،

وإلّا فنكرة .

وأيضاً إن ناسَبَ الحرف فمبني ، وإلا فمعرب ، وأيضاً إن تلبس بعلامة

التأنيث ولو تقديراً فمؤنّث ، وإلا فمذكّر

والمؤنّث إن قابله ذَكَرٌ من الحيوان فحقيقي، وإلا فلفظي

تتمّة :

والفعل يختص ب- : (لم) و (قد) ، فإن اقترن وضعاً بزمان سابق فماض

أو مستقبل أو حال فمضارع ، وإلا فأمر .

والماضي مبني على الفتح مع غير الضمير المرفوع المتحرّك والواو .

والمضارع معرب إلا مع أحد النونين .

والأمر مبنى) على ما يُجْزَمُ به مضارعة .

(1) قوله : ( مبني) لم يرد في (أ) (ج) .

.

285

ص: 284

::

التهذيب

تتمّة (1)

الإعراب : ما اختلف الآخر به ولو تقديراً وهو في الاسم رفع ونصب وجرّ ؛ فالمفرد والجمع المكسر المنصرفان بالضمة والفتحة والكسرة . [و]

(2)

غير المنصرف بالأولين . [و] جمع المؤنّث السالم بالضمة والكسرة . [و] الأسماء الستة مفردةً مكبّرة مضافةً إلى غير الياء بالواو وألف والياء . والمثنى ولواحقه بالأخيرين. وجمع المذكر السالم ولواحقه بالواو والياء ، ويقدر الكل

(3)

(4)

في نحو : (عصا) و (غلامي) . والرفع في نحو : (مسلميَّ) ، وسوى " النصب في نحو : ((قاض).

:

(0)

-مة

وإعراب الفعل رفع ونصب وجزم ؛ فالصحيح المجرّد عن ضمير رفع المثنى ) أو أو مخاطبة بالضمّة والفتحة والسكون وغير المجرّد بالنون

(6)

جمع

(V)

وحذفها ونحو : ( يدْعُوْ) و (يزمي) بالضمة ) تقديراً والفتحة لفظاً والحذف .

(1) قوله : (تتمة) لم يرد في (أ) و(ج) .

(2) في (م) : (الأوليين)

(3) في (أ) : ( ويقدّر الرفع .

(4) في (أ) : ( ويقدّر سوى) . (5) قوله : (تتمة) لم يرد في (أ) و(ج)

(6) في (أ) و(ج) : (لمثنّى)

33

(7) في (أ) : ((بالضم) .

286

ص: 285

:

ونحو : ( يخشى) بهما تقديراً (1) والحذف الأسماء

1 =

(2)

تراثنا / 135

المرفوعات : فما اشتمل على علم الفاعلية .

(3)

الفاعل : ما أسند إليه العامل فيه على جهة قيامه به والأصل تقدّمه

إذا

على المفعول ويجب إذا خيف اللبس أو كان ضميراً مستقلاً. ويمتنع اتصل به ضميره أو اتصل المفعول دونه وما وقع بعد (إلّا) أو معناها وجب

تأخيره .

(ε )

وإذا تنازع العاملان اسماً ظاهراً بعدهما فخيار البصريون الثاني والكوفيون الأوّل . وأيهما أعملت أضمرت الفاعل في المهمل موافقاً للظاهر أمّا المفعول فالمهمل إن كان الأوّل حُذِفَ أو الثاني أُضْمِرَ ؛ فإن منع مانع

فالإظهار .

(0)

نائب الفاعل : المفعول القائم مقامه ولا يقع ثاني باب (علمت) ولا ثالث باب ( أعلمت) ولا مفعول له ولا معه . ويتعين المفعول به له فإن لم يكن فالجميع سواء .

المبتدأ : هو المجرّد المسند إليه أو الصفة بعد نفي أو استفهام رافعةً

(1) في (أ) و(ج) : (تقديرياً)

.

(2) قوله : ( والحذف الأسماء) لم يرد في

(3) في (م) : (العامل) .

(4) قوله : (اسماً) لم يرد في (م) .

(5) في (م) : ( نائب المفعول)

(أ) (ج)

287 ..

ص: 286

التهذيب

لظاهر أو حكمه ؛ فإن طابقت مفرداً فوجهان . والأصل تقدّمه ويجب في ذي

(1)

الصدر وما الخبر فعل أو مساوية . ويمتنع في نحو : (أين زيد؟) و (في الدار

(2)

رجل ) و ( على التمرة مثلها (زيداً) و (عندي أنك (قائم). ولا ينكر إلا مع

الفائدة .

(3)

الخبر : هو المجرّد المسند به ويحذف وجوباً في نحو : (لولا عليّ عليه السلام] لَهَلَك عمر) و (ضربي زيداً قائماً) و(كل رجل وضيعته)

والعَمْرُكَ لأقوَمنَّ) . وقد يكون جملة فلابد من رابط والروابط ثمان . خبر (إنّ) وأخواتها : هو المسند بعد أحدها وهو كخبر المبتدأ إلا في

تقديمه غير ظرف .

خبر (لا) لنفى الجنس : هو المسند .بعدها .

اسم

(4)

(ما) و (لا) هو المسند .بعدهما وشرط (ما) عدم زيادة (إن) .

(0)

معها وإذا انتقض النفي أو تقدّم الخبر" بطل العمل .

المنصوبات : هوما اشتمل على علم المفعولية :

(1) في (أ) و(ج) : ( إعمال الثاني) :

(2) في (أ) : (وفي نحو)

(3) في (أ) و (ج) : (والخبر ) . (4) قوله : (اسم) لم يرد في (م) .

(5) قوله : (الخبر) لم يرد في (م)

ص: 287

288

(1)

تراثنا / 135

المفعول المطلق : هو مصدر يؤكّد عامله ويبيّن نوعه أو عدده

والمؤكِّد مفرد دائماً. ويجب حذف العامل سماعاً في نحو : (سقياً ورعياً) (3) وقياساً إذا وقع تفصيلاً لأثر مضمون جملة أو مثنّى أو مثبتاً ب: (إلّا) أو معناها أو مكرّراً بعد مبتدأ لا يكون خبراً عنه أو مضمون جملة لا يحتمل غيره أو يحتمل أو للتشبيه علاجاً بعد جملة مشتملة على اسم بمعناه وصاحبه . المفعول له : هو ما فُعِلَ لأجله فِعْل ) ويشرط كونه مصدراً متحداً

(3)

بعامله وقتاً وفاعلاً؛ فإن فقد شرط فباللام .

(4)

المفعول معه : هو تالي الواو لمصاحبته معمول فعل ؛ فإن كان لفظاً فإن جاز العطف فوجهان وإلا فالنصب وإن كان معنى فإن جاز العطف تعيّن وإلا

فالنصب

(0)

المفعول فيه : ما فعل فيه حدث من ظرفِ زمانٍ أو مكانٍ مبهم أو

محمول عليه .

(7)

وأمّا ما بعد (دخلت) فمفعول به على المختار .

(1) في (م) : (ومبيّن)

(2) في (أ) و(ج) : (سقياً لك ورعياً لك)

(3) في (ج) و (دلف) : (هواسم) .

(4) قوله : (فعل) لم يرد في (ج) (5) في (أ) : (ما وقع عليه) (6) في (م) : مفعول به) .

289

ص: 288

التهذيب

المفعول به : هو ما وقع عليه فعل الفاعل . ويجب

في نحو : (مَن ضربت؟ وحذف فعله في مواضع :

(2)

(1)

تقدّمه على الفعل

منها : المنادى : وهو المدعوّ بحرف النداء ولو تقديراً. ولا يقدّر (3)

مع اسم الجنس والإشارة والمستغاث والمندوب . ويجرّد عن اللام إلا (الله) ؛

فالمفرد المعرفة يبنى على ما يرفع به والمستغاث يخفض بلامها ويفتح

ولا لام فيه وغيرهما ينصب

(4)

و توابع الأوّل من التأكيد والصفة وعطف البيان يرفع وينصب والبدل كالمستقل مطلقاً . والمعطوف إن كان مع اللام فالخليل يختار رفعه

(0)

ویونس نصبه والمبرد إن كان كالخليل فكالخليل وإلا فكيونس وإلا

فكالبدل .

(6)

(7)

ومنها المشتغل عنه العامل : وهو اسم بعده فعل أو شبهه

(1) في (م) : ( يجب) .

(2) تعريف المنادى وأقسامه وأحكامه هنا من باب الاستطراد .

(3) في (أ) و(ج) : ( ولا تقدير).

(4) لما فرغ من تعريف المنادى وأقسامه وأحكامه شرع في بيان توابعه ، وفي (أ) (م) :

( وتوابع) .

(5) في (م) : ( فالخليل)

(6) أي من مواضع حذف فعل (المفعول به) .

(7) تعريف المشتغل عنه العامل وسائر مطالبه هنا أيضا من باب الاستطراد

(

ص: 289

290

(1)

(2)

تراثنا / 135

(3)

مشتغل عنه بضميره أو متعلّقه . ونصبه بفعل يفسّره " المشتغل " ويج-

(4)

(0)

بعد لوازم الفعل ويختار بعد مظانّه ولتناسب الفعلين أو كان الفعل طلبيّاً

(6)

ويجب الرفع بعد لوازم الاسم ومع الفصل بذي الصدر ويتساوى الأمران

(V)

في مثل : زيد) قام وعمراً أكرمته) ويختار الرفع فيما عداها

()

الحال : ما تبين الهيئة غير نعت والأصل تأخرها عن صاحبها

ويمتنع إن كان نكرة محضة ولا يجيء عن المضاف إليه إلا إذا صح قيامه مقام المضاف أو كان المضاف بعضه أو عاملاً في الحال ويكون جملة فالمضارع

المثبت بالضمير وحده وما سواه به أو بالواو أو بهما

(9)

التمييز : ما يرفع الإبهام المستقرّ عن ذات أو نسبة ويفترق عن الحال

بسبعة أوجه .

فالأول : عن مفرد مقدار غالباً ؛ فإن كان جنساً ولم يقصد الأنواع أفرد

وإلا فلا.

1) في (م) : (بضمير) .

(2) في (ج) : ( تفسيره) .

(3) في (أ) و(ج) : المشتغل عنه .

(4) في (أ) : ( ويختار الرفع في ما عداها ، وفي (ج) : ( ويختار النصب)

(5) في (م) : (إذ كون) .

(6) قوله : (بذي) لم يرد في (ج) .

(7) من قوله : ( ويختار بعد مظانّه إلى هنا لم يرد في (أ) .

(8) في في (أ) و(ج) : (هي ما يبين)

(9) في (م) : ( يفرق) .

291 ..

ص: 290

التهذيب

والثاني : عن نسبة في جملة أو نحوها أو إضافة فإن كان(1) صفة طابق

(2)

(3)

ما انتصب عنه وإلا فما قصد إلا مع الجنسية إلا مع قصد الأنواع . المستثنى : هو المذكور بعد (إلّا) أو أخواتها مخرجاً أو غيره ؛ فالأول متصل والثاني منقطع فإن كان بعد (إلّا) في الموجب أو مقدما على المستثنى منه أو بعد (مافلا) و (ماعدا) و(ليس) و (لا يكون ؛ فالنصب يكثر

بعد (فلا) و (عدا) وفي المنقطع ويختار البدل ولو على المحل فيما بعد (إلّا)

في التام الغير الموجب ويعرب بحسب العوامل في غير التام وهو غير موجب غالباً ويخفض بعد (سوئ) و (غير) و (حاشا) على الأكثر .

خبر كان وأخواتها : هو المسند بعد أحدها وهو كخبر المبتدأ . ويتقدّم

معرفة . ويحذف (كان) وجوباً في نحو : (ما أنت منطلقاً انطلقت ) ) وذلك

في نحو : ( الناس مجزيون بأعمالهم إن خيراً فخيراً) أربعة أوجه المنصوب ب- : (لا) لنفى الجنس : هوما يليها نكرة مضافاً أو شبهه

(6)

(0)

والمفرد يبنى على ما ينصب به ومع التكرار خمسة أوجه وإذا عرفت

أو فصل فالرفع والتكرير ونعت المبني مفرداً يليه مبني ومعرب وإلا فمعرب

(1) قوله : (كان) لم يرد في (م) . (2) في (ج) و(أ) : ( وأخواتها) .

(3) في (ج) و (أ): (غير مخرجا) .

(4) في (ج) و (أ) : (انطلق) (5) في (ج) و (أ) : (لك) . (6) في (ج) و(أ) : فالمفرد) مبني .

292

ص: 291

تراثنا / 135

كالعطف

اسم إن وأخواتها : هو المسند إليه بعد أحدها

خبر (ما) و (لا) : هو المسند بعدهما وإذا عطف عليه بموجب فالرفع .

(1)

المجرورات : ما اشتمل على علم الإضافة .

المضاف إليه : ما نُسب إليه شيء بواسطة حرف جرّ مقدّرٍ

(3)

(2)

وتجرّد المضاف عن التنوين والنونين ، ولا يضاف موصوف إلى صفة

وبالعكس ، والاسم إلى مماثل له ، وإضافة الصفة إلى معمولها لفظية

وغيرها معنوية .

(4)

المجرور بالحرف : ما نسب إليه شيء بواسطة حرف جر ملفوظ ولا

(0)

بد من تعلّق الجار والمجرور بالفعل أو معناه إلا ما استثني ، ويجب المتعلّق إذا كان أحدهما صفةً أو صلة أو خبراً أو حالاً وكذلك الظرف .

التوابع : كلّ فرع بإعراب أصله .

(1) في (ج) و (أ) : (هوما اشتمل) .

حذف

(2) في (ج) و (أ) : مقدر (مراد) .

(3) في «ج» و«أ»: «يجرّد».

(4) في (ج) و(أ) : ( ولا اسم)

(5) في هامش (م) : ( وتسعة من الحروف الجرّ ليس لها * تعلق وهو قد زاد في الكلم

(الولاي) (الولاك) (الولاه) (لعلّ) ( حاشا ) * ( عدا) (خلا) ربّ كاف) ( واو ربّ)

(

مد ظله العالي) .

منه

سم

293

ص: 292

التهذيب ...

(2)

النعت : ما دلّ على معنى في متبوعه مطلقاً

(1)

وهي إما بحال موصوفه

وتبعه في العشرة المشهورة أو بحال متعلّقه . ويتبعه إعراباً وتعريفاً وتنكيراً

أما البواقي فإن رُفِعَ ضمير الموصوف فموافق أيضاً وإلا فكالفعل . العطف : هو المقصود بالنسبة مع متبوعه ولا يعطف على المرفوع المتصل إلا مع الفصل ولا يعطف على الضمير المجرور إلا مع إعادة الجارّ ولا على معمولي عاملين مختلفين إلا في نحو : ( في الدار زيد والحجرة عمر) . التأكيد : " ما يقرّ أمر المتبوع في النسبة أو الشمول فلفظية اللفظ

(3)

في فور

المكرّر ومعنوية (النفس) و(العين) وكلاهما و(كل) و(أجمع) وأخواته ولا

(4)

يؤكد المرفوع المتصل بالأولين إلا بعد المتصل

(0)

.

البدل : هو المقصود بالنّسبة أصالة وهو أربعة )

(V)

(6)

()

والغلط : لا : لا يقع من فصيح ولا يبدل ظاهر من مضمر غير الغائب

بدل كلّ ولا نكرة غير معنوية من معرفة .

(1) في (ج) و(أ) : (وهو) .

(2) في (ج) و(أ) : ( ويتبعه) . (3) في (ج) و(أ) : ( والتأكيد) . (4) في (ج) و(أ) : (بالأوليين)

(5) في (ج) و (أ) : ( بالنسبة إلى متبوعه) . (6) في (ج) و(أ) : (أربعة أقسام)

(7) في (ج) و (أ) : ( والرابع) (8) في (ج) و(أ) : (ضمير)

294

ص: 293

تراثنا / 135

أمور.

عطف البيان : ما يوضح متبوعه غير صفة وفصله عن البدل بثمانية

(1)

المبنيات : ما ناسب مبني الأصل .

المضمر : ما وضع لحاضر أغائب مقدّم ولو حكما ولا يعود على متأخر لفظاً ورتبة إلا فيما استثني ؛ فإن استقل فمنفصل وإلا فمتصل .

والمتصل مرفوع ومنصوب مجرور والمنفصل غير مجرور ولا يسوغ إلا مع أو الفصل أو الحذف أو معنوية العامل أو حرفيته

(2)

تعذر المتصل بالتقديم والرافع أو بكونه مسنداً إليه صفة جَرَت على غير من هي له .

(3)

اسم الإشارة : ما وضع لمشار إليه ؛ فللمذكّر (ذا) ومثناه (ذان) وللمؤنث (تا) و (تي) وفروعهما ومثناها ولجمعهما (أولاء) - مداً وقصراً -

ويدخلها (هاء) التنبيه ويلحقها كاف الخطاب .

الموصول : ما افتقر إلى صلة وعائد وهو (الذي) و(التي) ومثناهما ومجموعهما و (ما) و (من) و (ال) و (ذو) و (ذا) وفي (ماذا صنعت؟) وجهان ، والصلة جملة خبرية معهودة ذات عائد ويجوز حذفه مفعولاً وصلة (أل) اسم

فاعل أو مفعول .

(1) في (أ) : (ما انتسب) . (2) في (ج) و (أ) : (بالتقدّم) . (3) (ذان) ساقطة من (ج) و(أ) .

295

ص: 294

::

التهذيب

الأسماء العاملة للمشبهة بالأفعال

المصدر : اسم للحَدَث الجاري على الفعل ويعمل مطلقاً إلا إذا كان

مفعولاً مطلقاً إلا إذا كان بدلاً عن الفعل. ولا يتقدّم معموله عليه ولا يضمر

فيه

اسم الفاعل : ما وضع لمن قام به الفعل على معنى الحدوث ويعمل

(1)

بشرط الاعتماد على مصاحبه أو النفي أو الاستفهام وكونه لغير الماضي ويستوي الجميع مع اللام .

اسم المفعول : ما وضع لمن وقع عليه الفعل وحكمه كافيه

(2)

الصفة المُشبَّهة : ما اشتق من لازم لمن قام به بعد الثبوت . ويفترق

(3)

(*) [L=]]

[اما]

عن اسم الفاعل بعشرة أوجه ومعمولها مرفوع ومنصوب ومجرور مضاف أو باللام أو مجرّد وهي باللام أو مجرّدة صارت ثمانية عشر ؛ فالممتنع (الحسن وجهه) و(الحسن وجه واختلف في (حسن وجهه أما البواقي

فالأحسن ذوالضمير الواحد والحسن ذو الضميرين والقبيح الخالي

اسم التفضيل : ما اشتق لموصوف بزيادة على غيره ولا يبنى إلا من الثلاثي المجرّد ، تامّ متصرّفٍ وغير مبني منه أفعل لغيره ويتوصل إلى الفاقد ب- (أشدّ) ونحوه ويستعمل ب- (من) فيفرد ويذكّر وباللام فيطابق ومضافاً فإن

:

(1) في (ج) و(أ) : (صاحبه) .

(2) في (ج) و(أ) : قام به بمعنى (الثبوت . (3) (إمّا ) ساقطة من الأصل ولكن موجودة في (ج) و(أ) .

ص: 295

296

تراثنا / 135

قصد به الزيادة على من أضيف اليه وجب كونه منهم وجاز الوجهان أو

(1),

(2)

زيادة مطلقة فالمطابقة ولا يرفع الظاهر إلا منفيّاً وهو لفظاً لشيء أو " معنى

]

(3)

لشيء فصل باعتباره على نفسه باعتبار غيره .

الأفعال : : يختص المضارع بالإعراب فيرتفع بالتجرّد عن الناصب والجازم وينتصب ب- : (لن) و (أن) بعد غير العِلْم وبعد الظَّنّ وجهان وب- : (إذن) قصد الاستقبال وعدم الامتياز وب- : ( كي) السببية وب- (أن) مضمرة بعد لامها ولام الجحود و حتّى؟) بمعنى ( كي) أو (إلى) بقصد الاستقبال و(أو) بمعنى (إلى) أو (إلّا) و(فاء) السببية و(واو) المعيّة المسبوقين بنفي أو طلب

مع

(4)

والعاطفة له على اسم صريح . وينجزم ب: (لام) الأمر و (لا) في النهي و (لم) و (لما) فتقلبانه ماضياً

ويفترقان بخمسة أمور وب- (أن) مقدّرة بعد الطلب

:

قصد السببية وبكلم المجازاة المقتضية شرطاً وجزاءاً ؛ فإن كان مضارعين أو الأوّل فالجزم وإن كان الثاني مضارعاً فوجهان .

أفعال المدح والسلام : ما وضع لإنشاء مدح أو ذمّ فمنها (نعم)

و(بئس) و(ساء) . وفاعلها معرّف باللام أو مضاف إلى معرّف بها أو مضمراً

(1) كذا في (ج) و(أ) .

(2) في (ج) و(أ) : (ومعنى) .

(3) في «ج» و«أ»: «مفضل».

(4) في (أ) : ( فالعاطفة)

التهذيب

ص: 296

297 .

ومميز وبعده مخصوص مطابق .

ومنها ( حَبَّ) وفاعله (ذا) مطلقاً وبعده مخصوص . وقد يقع قبله أو

.

بعده تمييز أو حال يطابقه

فعلا التعجب : ما وضع لإنشاء التعجب نحو: (ما أحسن زيد) أو (أحسن بزيد ولا يتصرّف فيهما و (ما) مبتداء عند سيبويه وما بعدها خبرها والمجرور فاعل موصولة عند الأخفش والخبر محذوف والمجرور مفعول . أفعل المقاربة : ما وضع لدنوّ الخبر رجاءً أو حصولاً أو أخذاً فيه

(1)

وتعمل عمل كان . أفعال القلوب : أفعال يدخل على الاسمية لبيان ما نشأت عنه من

(3)

(2)

(E),

ظنّ أو يقين وينتصب الجزئين [ويختص بالإلغاء والتعليق وبنحو : (علمتني منطلقاً) .

أفعال الناقصة : ما وضع لتقرير الفاعل على صفة وهي غير محصورة

والمشهور منها ستة عشر وعملها مشهور ويجوز فيها توسّط إخبارها وفي

عدا (ليس) والمبدء بما تقدّمها عليها على المختار .

مباحث الحروف :

ما

حروف الجرّ : ما وضع للإفضاء بحدث وهي مشهورة وجوّز بعضهم

(1) في «ج» و«أ»: «يعمل».

(2) في (ج) و (أ) : ( تدخل) .

(3) في (ج) و(أ) : ( ينصب) .

(4) كذا في (ج) و(أ) .

تراثنا / 135

ص: 297

298

ورود كلّ منها بمعنى الآخر والمختص منها بالظاهر (ربّ) و(الكاف) و(الواو)

و ( الباء) و (حتى) و (مذ) و (منذ).

حروف مشبهة بالفعل : مشهور ولها الصدر سوى (أن) تفتح الهمزة في

موضع المصدر ويكسر في موضع الجمل ؛ فإن جاز أجاز أو لا يعطف على محلّي اسمي (إنّ) و(لكن) إلا بعد مضي الخبر

حروف العطف : (الواو) للجمع مطلقاً و (الفاء) للترتيب و (ثم) و (حتى)

له بمهملة ومعطوفها جزء أقوى أو أضعف و ( لا) و (بل) و(لكن) لأحد

الأمرين معيناً و(أو) و (أم) لأحدهما مبهماً .

حروف التنبيه : ( ألا) و (أما) و (ها).

حروف النداء : الهمزة للقريب و (أيا) و (هيا) للبعيد و ( يا) لهما .

حروف الإيجاب : (نَعَم ) لتقرير سابقها و (بلي) لإيجاب النفي و (أي)

للإثبات بعد الاستفهام و (أجّل ) و ( جير ) و ( أنَّ) لتصديق الخبر .

حروف التفسير : ( أي) و(أن) في معنى القول .

حروف صدر : (ما) و (أن) للفعلية و (إن) للاسمية .

حروف التحفيض : (هَلا) و(إلّا) و (لولا) و (لوما) لها الصدر ويلزمها

الفعل ولو تقديراً .

حروف الاستفهام : ( الهمزة) و (هل) ويفترقان في خمسة أوجه .

التهذيب

ص: 298

299 ...

(1)

تاء التأنيث الساكنة : يلحق الماضي المسند إلى مؤنّث ويختار ذكرها

(2)

الفصل بغير (إلّا) وتركها مع الفصل بها وفي باب (نعم) و (بئس) ولك

الخيار مع ظاهر اللفظين نحو : ( طَلَعَ الشمس) [وطلعت الشمس].

هذا آخر ما أردناه وختام ما قصدناه

والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا

محمّد وآله الطاهرين المعصومين

برحمتك يا أرحم الراحمين

(3)

(1) في (ج) : (تلحق) (2) في (ج) و(أ) : ( ويختار تركها) (3) كذا في (ج) و(أ)

ص: 299

المصادر

تراثنا / 135

- القرآن كريم . 1 - أعيان الشيعة : الأمين ، السيد محسن بن عبد الكريم (ت 1371 ه)، تحقيق :

حسن الأمين ، نشر : دار التعارف للمطبوعات ، بيروت

2 - أمل الآمل : الحرّ العاملي ، الشيخ محمّد بن الحسن (ت 1104 ه)، تحقيق

السيد أحمد الحسيني الأشكوري ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف .

3 - الأنوار النعمانية : الجزائري ، نعمة الله بن عبد الله (ت 1112 ه)، تحقيق :

محمد علي القاضي الطباطبائي ، نشر : مكتبة بني هاشمي ، تبريز ، الطبعة الأولى ،

1378 ه-

4 - التراث العربي المخطوط في مكتبات إيران العامة : الحسيني ، السيد أحمد الأشكوري ، نشر : دليل ما ، قم المقدّسة ، الطبعة الأولى ، 1431ه- .

5 - تراجم مشاهير علماء الهند : النقوي ، السيّد علي نقي النقوي (ت 1408 ه) ،

نشر : مكتبة العتبة العباسية المقدّسة ، كربلاء المقدّسة ، الطبعة الأولى ، 1435ه- . 6 - تكملة أمل الآمل : الصدر ، السيد حسن بن هادي (ت 1354 ه) ، تحقيق : د

حسين علي محفوظ وعبد الكريم الدبّاغ وعدنان الدبّاغ ، نشر : دار المؤرّخ العربي ،

الطبعة الأولى ، 1429ه- .

301

...

ص: 300

التهذيب

7 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الطهراني ، الشيخ آقا بزرك (ت 1389 ه)،

نشر : دار الأضواء ، بيروت، الطبعة الثالثة ، 1403ه- .

8

- طبقات أعلام الشيعة : الطهراني ، الشيخ آقا بزرك (ت 1389 ه) ، نشر : دار

إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة الأولى ، أوفسيت 1430ه- .

9 - فهرستگان نسخههای ایران (فنخا) اهتمام : مصطفى درايتي ، الطبعة

الأولى ، نشر: المكتبة الوطنية في إيران ، طهران ، الطبعة الأولى ، 1390 ش .

1 - فهرستواره دست نوشته های ایران (دنا) : إعداد واهتمام : مصطفى درايتي ،

الطبعة الأولى ، نشر: المكتبة الوطنية في إيران ، طهران، الطبعة الأولى ، 1389 ش .

11 - كشف الحجب والأستار : السيّد إعجاز حسين (ت 1286 ه) رحمه الله ، نشر :

مكتبة آية الله المرعشي النجفي رحمه الله ، قم المقدّسة ، الطبعة الثانية ، 1409 ه- .

12 - ميراث مشترك إيران وهند: خويي ، علي صدرايي ، نشر : مكتبة آيت الله المرعشي النجفي ، الطبعة الأولى ، 1335 ه- . .

13 - موسوعة طبقات الفقهاء : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام ، اللجنة العلمية ،

نشر : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام ، الطبعة الأولى ، 1418 ه- .

14 - هدية العارفين : إسماعيل باشا بغدادي (ت 1339ه) ، نشر : دار إحياء التراث

العربي ، بيروت ، أوفيست .

من أنباء التراث

كتب صدرت محققة

ص: 301

هيئة التحرير

التحصيل ، مؤكداً أن مقام المرجعية

يفرض نفسه بعد الملكة القدسية دون أن يُفرَض على أحد ، وأن المرتضي

لهذا المقام عليه أن يصل إلى مرحلة

علم الاستعداد لتحصيل ملكة التجرّد عن جميع العلائق الدنيوية ،

وقد قدّم محقق الكتاب دراسة عن

الاجتهاد .

.

تأليف : السيد مهدي القزويني (ت حياة السيد مهدي القزويني وهجرته إلى الحلّة واجتهاده ومرجعيته ، كما

1300 ه)

وفّر المصنف الله في كتابه هذا أعطى معلومات كافية عن النسختين نموذجاً للمرجعية الدينية العليا عند الخطيتين المعتمدتين في تحقيق هذا

في ولو

الشيعة الإمامية الإثني عشرية بالرجوع الكتاب ، كما اشتمل الكتاب على إلى تجربة مدرسة النجف الأشرف مقدّمة المؤلّف وثلاث تأسيسات في التي تمثلت بزعامة جده السيد أحمد الاستعداد والمستعدّ ، وفي بيان القزويني وأولاده وتلامذته وتلامذتهم المستَعَدَّ له ، والخاتمة في بيان أسس حتى منتصف القرن الثالث الهجري ، متعدّدة تتعلق في الاستعداد والمستعدّ فوضع هذا الكتاب منهجاً للتربية والمستَعَدّ له .

والتهذيب والتصفية الروحية قبل مهمّة

تحقيق : الدكتور جودت القزويني

من

أنباء التراث ....

ص: 302

.... 303

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 400 .

نشر : الخزائن لإحياء التراث -

بيروت - لبنان .

به ، أفعال العمرة وهي ثمانية ، أفعال

الحج ، الحصر والصدّ ، الكفارات .

تحقيق : الشيخ رضا علي

المهدوي

عدد الصفحات : 542 ، 463.

إظهار ما عندي بمنسك الفاضل نشر : مركز فقهي أئمة أطهار - قم -

الهندي ج (1 - 2) .

تأليف : السيّد محمّد بن علي بن

إيران .

حيدر العاملي المكّي (ت 1139 ه)

ترجمة الإمام الحسن بن

كتاب فقهي قصد به

المصنف

السلام

شرح

على علا من تاريخ مدينة دمشق

3

تأليف : ابن عساکر (ت 571 ه).

كتاب (الزهرة في مناسك الحج

والعُمرَة) للفاضل الهندي شرحاً علميّاً كتاب تاريخي في ترجمة سبط معتمداً فيه أراء العلماء الفقهية مسندة الرسول الأعظم الله الإمام الحسن بن بمصادرها ؛ اشتمل الكتاب على علي بن أبي طالب الله مستل من كتاب مقدّمة التحقيق وقد تضمّنت منهجية تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن

التحقيق وترجمة المصنف ، خطبة عساكر ، اهتم بتحقيقه مركز الثقافة

الشارح ، شرح خطبة المنسك ، معنى الجعفرية للبحوث والدراسات في الاقتباس ، حكم الأقتباس شرعاً ، مدينة قم المقدسة مستعيناً بالعالم وعشرة أبواب في : التوجه إلى الحج ، الجليل العلّامة الشيخ محمد رضا من يجب عليه الحج والعمرة ، معنى الجعفري له حيث تم على يديه العمرة والحج وأقسامهما ، المواقيت ، تصحيح واستدراك هذه الترجمة على الحرم وأحكامه ، الإحرام وما يحرم ثلاث نسخ خطية لتاريخ مدينة دمشق

304

ص: 303

تراثنا / 135

ذكرت في المقدمة ، معتمداً مصادر تحقيق : العلامة الشيخ محمد رضا

أهل العامة ليتم بذلك نشر معارف الجعفري .

أهل البيت والطائفة الجعفرية عن طرق

الحجم : وزيري .

العامة ، اشتمل الكتاب على كلمة

عدد الصفحات : 678

المركز ، مقدّمة الإعداد ، الحافظ ابن

عساكر و تاريخ مدينة دمشق في للبحوث والدراسات - قم - إيران .

نشر مركز الثقافة الجعفرية

سطور، ترجمة العلامة الجعفري ،

النسخة

منهجنا في الإعداد ، صور من

ترجمة الإمام الحسين بن

الأصليه ، نسبه وروايته الا ، مولده على الله من تاريخ مدينة دمشق

وتسميته ، كنيته ، شبهه بالنبي الله

حت النبي عل الله على محبّته ، نزول آية

تأليف : ابن عساکر (ت 571 ه) .

كتاب تاريخي في ترجمة ثاني التطهير في حقه وآبائه الا ، سيد سبطي الرسول الأعظم الله الإمام شباب أهل الجنّة ، مكانته ومنزلته عند الحسين بن علي بن أبي طالب لالالالا سبي الله ، سيادته الا ، مكانته مستل من كتاب تاريخ مدينة دمشق ومنزلته عند الآخرين ، سجاياه للحافظ ابن عساكر اهتم بتحقيقه مركز الثقافة الجعفرية للبحوث والدراسات

الن

وفضائله ما قيل عن حياته الزوجية

كلامه وكلمات في حقه ، من تاريخ

الا

6

في مدينة قم المقدسة مستعيناً بالعالم

حياته بعد شهادة أبيه الا ، شهادته الجليل العلامة الشيخ محمد رضا بالسم ، احتضاره ، دفنه ، الصلاة الجعفري الله حيث تم على يديه ، مأتمه ، عمره الشريف وتاريخ تصحيح واستدراك هذه الترجمة على شهادته الا ، ويليه الفهرس التفصيلي ثلاث نسخ خطية لتاريخ مدينة دمشق ذكرت في المقدمة معتمداً مصادر أهل

عليه

للأحاديث .

من

أنباء التراث ...

ص: 304

305 ..

العامة ليتم بذلك نشر معارف أهل وتأريخها ، عذاب قتلته لالالالا البيت والطائفة الجعفرية عن طرق مراثيه الا ، ويليه الفهرس التفصيلي العامة ، اشتمل الكتاب على كلمة للأحاديث

(

تحقيق : العلامة الشيخ محمد رضا

المركز ، مقدّمة الإعداد ، الحافظ ابن

عساكر و تاريخ مدينة دمشق في

الجعفري .

سطور، ترجمة العلامة الجعفري ،

منهجنا في الإعداد ، صور من

النسخة

الأصليه للعلامة ، نسبه وروايته الا ،

الحجم : وزيري

عدد الصفحات : 640 .

نشر : مركز الثقافة الجعفرية

مولده وتسميته ، کنیته ، شبهه للبحوث والدراسات - قم - إيران .

بالنبي الله ، ما روي عن النبي عله

في حقه، نزول آية التطهير في

إسداء الرغاب في مسألة

مكانته ومنزلته ، سجاياه وفضائله الا ،

تأليف : السيّد محمّد باقر اللكهنوي

حقه وآبائه الا ، محبته وولايته ، الحجاب

الإخبار عن شهادته، خروجه الكشميري (ت 1346 ه) ومقتله لا ، الحوادث العامة بعد تناول المصنف الله مسألة الحجاب

شهادته عاقبة من شهد أو شارك في ومشروعيته في الكتاب والسنة ، وبين قتله الا ، مأساة رأسه الشريف ، رؤية في كتابه هذا وجوب التستر على رسول الله الله في المنام بعد النساء شرعاً ، وما في التبرّج من خزي شهادته الا وشماتة ابن الزبير ، سماع في الدنيا والآخرة ، وما دلّ عليه الشرع نوح الجنّ في مصيبته الله وما وجد من وجوب غض البصر على الرجال مكتوباً في كنائس الروم ، ما جرى على وتحريم النظر إلى الأجنبيات وربات قبره الشريف اللا ، محل شهادته الحجال ، كما تصدّى إلى ردّ العديد

306

من الشبهات والتساؤلات ، وقد جاء

هذا الكتاب في مقدمة وجزءين من

ص: 305

تراثنا / 135

الصحف المطهرة

تأليف : السيد هادي الحسيني

الكتاب هو مشيخة سماحة العلامة

سبعة فصول في : الكلام في النظر إلى الخراساني الله (ت 1368 ه)

وجه الأجنبية وكفيها ، ما دلّ على

حرمة النظر إلى الوجه والكفين من الحجّة المحقق آية الله السيد هادي الكتاب ومن السنّة والإجماع ، دلالة الخراساني الله (ت 1368 ه)، وهو العقل على قبح النظر إلى الوجه من سلسلة كتب المشايخ التي دأب والكفين مطلقاً ، أدلّة المجوّزين للنظر عليه علماؤنا الأبرار صوناً للتراث

إلى الوجه والكفّين وردودها ، مناقشة العلمي الذي مُنحَ إليهم من قِبَل

بعض العلماء في المسألة ، كما اشتمل مشايخهم الحاملين للروايات عن

على طليعة الكتاب ، مقدّمة التحقيق المحدثين والمتصلين بالسلسلة الشريفة في أربعة فصول : حياة المؤلّف ، نبذة والعنعنة المنيفة إلى النبي والأئمّة من تاريخ الحجاب ، فلسفة الحجاب المعصومين لالالالالام الدالة على طريق وفوائده ، الكتاب وعملنا فيه ، ونماذج الرواية وأخذ معارف الدين وأحكامه .

من مصوّرات النسخة المعتمدة في وقد اشتمل الكتاب على تقريظ

في لولا

التحقيق .

سبط المصنّف العلامة السيّد محمّد

تحقيق : مركز إحياء التراث رضا الحسيني الجلالي ، ومقدّمة

الإسلامي .

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 573 .

المحقق ، والمحة الأربعين ترجمة

ذاتية بقلم السيد الخراساني له حين

بلوغه أربعين سنة ، الصُّحُفُ المطهرة ،

نشر : المعهد العالي للعلوم والثقافة والباب الأول : في الإجازات الواصلة

الإسلامية - طهران - إيران .

إلينا من مشايخنا المعاصرين ، الباب

307

ص: 306

...

من أنباء التراث

الثاني : في ضبط ما صدر مني بمعونة صدر منها مجموعة الآثار الكلامية في القلم ممّا سمّيته أو لم يُسَمّ ، أربعة عشر مجلد ، وقد اشتملت هذه الملاحق : الملحق الأوّل : تكميل المجموعة على : المدخل الأوّل في ترجمة المؤلّف الله ، الملحق الثاني : حياة المصنّف الله وآثاره العلمية ، ذكر تلامذة المؤلّف لله والمجازين منه المدخل الثاني وهو بعنوان (عقود

في الاجتهاد والرواية ، الملحق الثالث : حياتى وهو عبارة عن ترجمة لعقود قائمة مؤلّفات السيد الخراساني له حياته الثمانية بقلمه الله ، وأما المجلد الملحق الرابع : الوثائق والصور ، الأوّل فقد تناول فيه البحوث الكلامية في أصول الدين وقد صدر تحت

الملحق الخامس : الفهارس العامة

تحقيق : وحيد الشوندي .

عنوان الدين والإسلام (الجزء الأول) ،

نشر : مؤسسة تراث الشيعة - قم - وأمّا المجلد الثاني فهو تكملة للمباحث الكلامية للجزء الأوّل من

إيران .

الدين والإسلام ، والمجلد الثالث تناول

موسوعة الإمام محمّد الحسين فيه سيرة الرسول الأعظم الله وما

ج

. ( 1

- 14)

يتعلّق بذلك من المباحث الكلامية ،

آل كاشف الغطاء

تأليف : الشيخ محمد الحسين آل والمجلد الرابع هو تحقيق لكتابه أصل

كاشف الغطاء (ت 1373 ه)

الشيعة وأصولها ، والمجلد الخامس

لقد قام مركز إحياء التراث تناول كتابه الفردوس الأعلى ، والمجلد الإسلامي في مدينة قم المقدسة السادس كتاب جنة المأوى ، والمجلد

بتحقيق جميع آثار الشيخ محمّد السابع والثامن والتاسع هي عبارة عن الحسين آل كاشف الغطاء تخليداً لآثاره آثاره التي صدرت تحت عنوان العلمية وإثراءاً للمكتبة الإسلامية ، وقد المطالعات والمراجعات والنقود

ص: 307

308

تراثنا / 135

والردود ، والمجلد العاشر بعنوان

الحجم : وزيري .

الدروس الدينية والتي تناول فيها

نشر : المعهد العالي للعلوم والثقافة

المباحث الكلامية والعقائدية ، الإسلامية طهران - إيران .

والمجلد الحادي عشر تحقيق لكتابه

(الآيات البينات في قمع البدع

* تفسير ابن حجام .

(والضلالات وكتابه (التوضيح في بيان

تأليف : محمد بن العباس بن علي

ما هو الإنجيل ومن هو المسيح

،

ابن الماهيار .

والجزء الثاني عشر أفرد للفهارس التي مصنف هذا السفر الجليل في علم وضعت من قبل لجنة التحقيق تفسير القرآن الكريم هو محمّد بن المجموعة آثاره الكلامية هذه العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ، وقد ساهم في تحقيق مجموعة أبو عبد الله البزار ، المشهور بابن الآثار هذه الشيخ أكبر أسد علي زاده الحجام (من أعلام القرن الرابع

والسيد جواد الورعي وحبيب عفيفي الهجري)، ويعد تفسيره هذا من ومحمد جاسم الساعدي وغلامرضا التفاسير المأثورة عن أهل البيت الاب الام النقي الجلال آبادي والسيد أحمد حيث انتحى فيه المنحى الروائي في الفاضلي ومحمد حسين حکمت جمع ما ورد من روايات عنهم الا في ومحسن نوروزي ورمضان علي قرباني تفسير آيات بعض سور القرآن الكريم وساعد في الترجمة عمار جمعة فيذكرها معتمداً على من سبقه من

ومحمّد حسین حکمت .

المفسّرين ممّن اعتمدوا نقل روایات

تحقيق : المركز العالي للعلوم أهل البيت الالالالالالالي

والثقافة الإسلامية (مركز إحياء التراث

الإسلامي)

تحقيق : إقبال وافي .

الحجم : وزيري .

309 ...

ص: 308

من أنباء التراث

عدد الصفحات : 360 .

العلامة الحلّي ، ومقدمة التحقيق في

نشر : الأمانة العامة للعتبة الحسينية منهجية التحقيق وحياة المصنّف المقدّسة ، قسم دار القرآن الكريم - الأصل الأوّل في التوحيد ، الأصل

شعبة البحوث والدراسات القرآنية - الثاني في العدل ، الأصل الثالث في كربلاء المقدسة - العراق . النبوة ، الأصل الرابع في الإمامة ،

الأصل الخامس في الوعد والوعيد .

* تحصيل النجاة في أصول تحقيق : حامد فياضي .

الدين .

ها

تأليف : فخر المحققين (ت 771

الحجم : وزيري

عدد الصفحات : 246 .

نشر : مركز العلامة الحلّي لإحياء

کتاب کلامي من تراث الحلّة التراث التابع للعتبة الحسينية المقدّسة

الفيحاء تصنيف فخر المحققين الشيخ - كربلاء - العراق .

محمّد بن الحسن بن يوسف بن

المطهر الحلّي (ت 771 ه) ، كتبه * الفضائل ومستدركاتها

لتلميذه السيّد ناصر الدين حمزة بن

تأليف : سديد الدين شاذان بن

حمزة العلوي ، يبحث فيه المصنّف جبرئيل القمي (من أعلام القرن العقائد الإسلامية الرشيدة لمذهب السادس الهجري . أهل البيت الا في ضوء البرهان كتاب الفضائل تطرّق المصنّف فيه والدليل العقلي حيث يعدّ الوسيلة إلى ذكر زواج عبد الله ومولد

صلى الله

الفعّالة للدفاع عن العقائد الإسلامية النبي ، وذكر خبر مولد الإمام اللا وتلاوته الا الكتب السماوية وتسميته

الحقة وردّ الشّبهات .

اشتمل الكتاب على تقديم مركز بأمير المؤمنين قبل خلق آدم ها ، كما

310

ص: 309

تراثنا / 135

تناول جانباً من فضائله الا من نزول الأعمال الذي يتتبع فيها المؤلّف النجم في داره ورده الشمس وذكر المواضيع اعتماداً على ما ورد في احتجاجاته ومعجزاته الا ومناقبه التي الكتاب والسنّة ، وقد وضّح مفهوم تشهد لها آيات الذكر الحكيم الحكمة في القرآن والحديث حيث والأحاديث النبوية الشريفة وروايات أفرد للآيات القرآنية الوارد فيها اسم المعصومين ا ، كما أشار إلى فضائل (الحكيم) تعليقات لعلماء التفسير في بعض الصحابة . كما ذكرت مقدّمة بيان أقوالهم جاءت في الهامش ، كما اعتمد روايات أئمة أهل البيت ع الهلا

بترجمة المؤلّف ومنهجية التحقيق

وقد ألحقت به الفهارس الفنّية .

(

فيما يخص معنى الحكمة اعتقاديّاً

تحقيق : الشيخ عبد الله الصالحي وتربوياً .

النجفي .

الحجم: وزيري .

عدد الصفحات : 735

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 264 و 168 .

نشر : ناجي الجزائري قم - إيران .

نشر : العتبة الحسينية المقدسة -

-

كربلاء - العراق .

أحسن المقال في تمييز

مشتركات الرجال

كتب صدرت حديثاً

تأليف : الشيخ محمد حسن

الصادقي

الحكيم في القرآن الكريم .

کتاب رجالي سبر المؤلف فيه

تأليف : السيد هاشم الناجي البحث والتنقيب في معرفة الأسماء

الموسوي الجزائري .

المشتركة للرواة المعبّر عنها

كتاب من سلسلة موسوعة آثار بالمشتركات في علم الرجال ليميّز

311 ...

ص: 310

من أنباء التراث

ويعيين جملة منها حسب القرائن اعتماداً على مصادر كلا المدرستين الحاصلة له بالاطمينان الكامل أو الظنّ ليتبيّن من خلال هذا المجهود العلمي القوي الغالب أو بالظن فقط ، علّ أن مدى التعاطي العلمي والفكري بينهما ، يفيد القاريء فيما إذا ضمها إلى القرائن حيث يكشف هذا المشروع عن وجود والنتائج الحاصلة له ، وقد بيّن منهجية مساحات كبيرة مشتركة بين المدرستين عمله في المشتركات الرجالية في في ثاني ثاني أكبر مصدر للتشريع الإسلامي مقدّمة الكتاب ، كما أدرج أسماء الرواة بعد القرآن الكريم ، حيث تعد هذه المشتركة على ترتيب حروف التهجي . الموسوعة مصدراً غنياً للباحثين في

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 368 .

نشر : دار التفسير - قم - إيران .

التقريبية

المناهج المقارنة وللدارسين في

الموضوعات القرآنية والفقهية

والكلامية وغيرها من العلوم

الإسلامية ، كما أجابت عن كثير من

السنة النبوية في مصادر التساؤلات والشبهات المطروحة في

مجال الاختلافات بين الفريقين .

المذاهب الإسلامية ج (1) - 20) . تأليف : المركز العالي للدراسات انتظمت هذه الموسوعة في

عشرين جزء وقد اشتملت على : موسوعة حديثية اعتنت بتأليفها المجلد الأوّل : الاعتقاديات ، المجلد مجموعة من الباحثين في المركز العالي الثاني : القرآن والأحاديث القدسية ، للدراسات التقريبية التابع للمجمع المجلد الثالث : التفسير ، المجلد العالمي للتقريب بين المذاهب الرابع : الأنبياء والرسل ، المجلد الإسلامية ، تناولت به عرض الخامس : خاتم الرسل الله ، المجلد المشتركات الحديثية بين الفريقين السادس: أهل البيت الام ، المجلد

تراثنا / 135

ص: 311

312

السابع والثامن : الأخلاق ، المجلد موضوع آثار و بركات سورة القدر في

التاسع : الحقوق والسياسات والطب ، الدنيا والآخرة .

المجلد العاشر إلى الخامس عشر :

الفقه ، المجلد السادس عشر إلى السابع عشر : الاقتصاد ، المجلد الثامن

عشر إلى العشرين : التعليقات .

الحجم : وزيري

عدد الصفحات : لكل جزء أكثر من

1000 صفحة

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 96 .

نشر : المؤلّف ناجي الجزائري- قم

- إيران .

وسيلة النجاة .

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين الغروي النائيني (ت 1355 ه)

المذاهب الإسلامية .

تأليف : الميرزا محمد حسين

كتاب فقهي ، وهو عبارة عن رسالة

عملية تتألف تتألف

من قسمين : الأوّل في

آثار و بركات سورة القدر في أبواب التقليد والاحتياط والطهارة

الدنيا والآخرة .

وقسم كبير من الصلاة . والثاني في

تأليف : السيد هاشم الناجي ثلاث مسائل أُصولية : المعاني الحرفية

الموسوي الجزائري .

کتاب روائي من موسوعة آثار

والتعبدية والتوصلية والترتب .

قام بإعداد الكتاب وتصحيحه

الأعمال التي دأب المؤلف فيها بسرد حفيده سماحة الشيخ جعفر الغروي الروايات الواردة عن طريق أئمة أهل النائيني .

البيت الاعلام للموضوع المختص به

الكتاب ، وقد خصص تلكم الروايات

آثار القرآن وخواص السور في

من

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 394 .

نشر : دار التفسير - قم - إيران .

313

ص: 312

من أنباء التراث

القواعد الفقهية في فقه الإمامية التابعة لجماعة المدرسين - قم - إيران .

ج (9) .

تأليف : الشيخ عباس السبزواري .

موسوعة فقهية تناولت أكثر من السفينة

السكينة في صحة حديث

أربعمائة قاعدة فقهية في مختلف تأليف : نويد أرجمند أبواب الفقه بين القواعد الخاصة قدّم المؤلف في كتابه هذا دراسة والقواعد العامة ، وقد بحث المؤلّف علمية استدلالية في صحة أسانيد فيها عن مفادها ومدركها وتطبيقاتها حديث الرسول الأعظم الله (إن مثل واستثناءاتها على نحو مستقل تسهيلاً أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ..... الروّاد العلم وسالكي طريق الفقاهة بعد أن رأى اختلاف المتأخرين من وطالبي ملكة الاجتهاد . المصحح إلى المضعف فعكف على وقد اشتمل هذا الجزء على : قاعدة تحقيق أسانيده في كتب السنة فقط

القرعة ، قاعدة الصحة ، قاعدة بطرق خمسة من الصحابة وهم : عبد

الاشتراك ، قاعدة اشتراك الكفار الله بن الزبير ، عبد الله بن عبّاس ، أمير المسلمين في التكليف بالفروع ، قاعدة المؤمنين علي بن أبي طالب الله ، أبو اشتراك الأحكام بين العالم والجاهل ، سعيد الخدري وأبو ذر ، معتمداً على قاعدة الحلّ والإباحة ، قاعدة الإلزام ، قواعد الجرح والتعديل وعلى أقوال

قاعدة الجبّ ، قاعدة نفي السبيل .

453.

الحجم : وزيري .

مع

العلماء .

اشتمل الكتاب على مقدّمة

عدد الصفحات : 453، 441 ، المؤسسة ، مقدّمة المؤلّف ، وعلى

عشرة فصول في : البحث حول رواية

نشر مؤسسة النشر الإسلامي عبد الله بن الزبير بن العوام ، البحث

... تراثنا / 135

ص: 313

314

،

حول رواية عبد الله بن العباس ، والثقافية للعتبة العلوية المقدّسة البحث حول رواية علي بن أبي كتاب في تاريخ وسيرة أمير طالب الله ، البحث حول رواية أبي المؤمنين علي بن أبي طالب الا من سعيد الخدري ، البحث حول رواية الولادة في الكعبة المعظمة إلى الشهادة أبي ذره ، اتهام بعض رجال الأسانيد في محراب مسجد الكوفة على شكل بالتشيع لا يقدح في صحة الحديث ، مقالات قدمها كل من السيّد محمّد كلام بعض علماء السنة في تصحيح رضا الحسيني الجلالي ، السيد عبد حديث السفينة أو تحسينه ، ليس العزيز ابن الصدّيق المغربي الحسني لحديث السفينة منكراً ، وعلماء السنّة الغماري ، السيد حسن الحسيني يرمون حديث السفينة في كتبهم الشيرازي المجدّد ، الأستاذ علي

ويدفعون شبهة وجود النكارة في موسى الكعبي ، الشيخ سامي متنه ، كلام المخالفين في تضعيف الغريري ، كما جاءت فيه قصائد لكلّ حديث السفينة أو تضعيف بعض من الشعراء : القاضي أحمد طرقه ، والجواب عمّا قالوا ، أحاديث المخلافي اليمني (ت 1116 ه) ،

تشهد لمعنى حديث السفينة .

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 598 .

نشر : بنياد إمامت - قم - إيران .

بن ناصر

الشيخ صالح بن درويش الكاظمي

البغدادي (ت) 1261 ه) الشيخ عبد

الحسين بن أحمد شكر النجفي (ت

1285 ه) ، السيد محمود بن محمد

الدولة الذماري (ت 1385 ه)

أمير المؤمنين علي بن أبي اعتنت باصدار الكتاب العتبة العلوية المقدّسة قسم الشؤون الفكرية

طالب لالالالا

إعداد : قسم الشؤون الفكرية والثقافية بإشراف السيّد محمّد رضا

ص: 314

من

أنباء التراث ....

الجلالي

315 ..

لتلك الأعلام تراجمها ، ولهذه المصادر

اشتمل الكتاب على خمسة أهمّيتها العلمية، كما ذكر نص

فصول : كلمة السيّد محمّد رضا الحديث ، وقد عقد فصلاً يذكر فيه

الحسيني الجلالي (لماذا الإمام؟) هوية

ا نكات آية التطهير نظماً وهو عمل أدبي الإمام ا ، حول فضائل الإمام اللا يعد من الصناعات الأدبية المبتكرة إلا

براءة الإمام اللا ، من تراث الإمام الالالالا .

(

أنّ العديد من أبياته بحاجة إلى تقويم

ديوان الكتاب إعداد السيّد محمّد رضا في الوزن وإلى صيانة في أداء البيان

الحسيني الجلالي .

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 503

البلاغي.

اشتمل الكتاب على توطئة،

مقدّمة ، أحوال حديث الكساء؛ وعلى

نشر : دار الكفيل - كربلاء المقدّسة ثلاثة فصول في نكات آية التطهير

العراق .

(إنّما يريد الله...) ، حديث الكساء

برواية فاطمة الزهراء لي وسندها

الشفاء في نظم حديث الكساء ومصادرها ، حديث الكساء برواية الأئمة السلام من طرقنا الخاصة ، حديث

و مداركه لدى الفريقين

تأليف : الشيخ حسين عبد السيد الكساء برواية الصحابة من طرق

النصار .

العامة .

عمل أدبي في نظم حديث الكساء الحجم : وزيري

ومداركه لدى الفريقين ، وهي المصادر

عدد الصفحات: 173

المعوّل عليها ، نظم المؤلّف الطرق

:نشر قسم الشؤون الفكرية

المروي منها هذا الحديث وقد شرحها والثقافية التابع للعتبة الحسينية - كربلاء

ليقف على الأعلام والمصادر فيبين المقدسة - العراق .

ص: 315

316

.. تراثنا / 135

طبعات جديدة لمطبوعات العلاقة بالبحث الفقهي المعاملاتي ،

سابقة

. (5

وفي الجزء الرابع تناول المعاملات

التجارية مبتدئاً بالمعاملات القديمة ثمّ

دروس في فقه الإمامية ج (1) - المستحدثة ، وقد ركز البحث في

الجزء الخامس على معاملات البنوك

تأليف : الشيخ عبد الهادي التجارية .

الفضلي .

كتاب فقهي تحت عنوان المجموعة

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات : 322، 519،

الفقهية ، وهي عبارة عن دروس في فقه الإمامية رتبها المؤلّف على شكل

بحوث تمهيدية في

أبواب الفقه ابتداءً

من المقدّمة العلمية لعلم الفقه

.392 ،417 ، 306

نشر : مركز الغدير - بيروت - لبنان .

السيرة النبوية عند أهل

تأليف : الشيخ علي الكوراني .

والبحوث التمهيدية في فقه الإمامية البيت علا ج 1 - 3 ) . (1 3) .

والتكليف الشرعي وحتّى خلاصة

مبحث القروض ، حيث مهد لدراسة

كتاب تاريخي من سلسلة جواهر

الفقه الاستدلالي في الجزء الأوّل ، التاريخ ، تناول فيها المؤلّف السيرة

وعرض النموذج لفقه العبادات في النبوية الشريفة عند أهل البيت الالالا الجزء الثاني ، وقد خصص الأجزاء وذلك عند المسلمين تتحرّى رواية المتبقية للمعاملات التجارية القديمة أهل البيت الا ل ورأي علماء مذهبهم . وهذه هي الطبعة الثانية من السيرة

والمستحدثة ، حيث مثل الجزء الثالث

بحوثاً تمهيدية للمعاملات المالية في النبوية عند أهل البيت الا وقد جاءت

قسمين هما : القواعد والنظريات ذات

منقحة ومزيدة .

ص: 316

من أنباء التراث

الحجم : وزيري .

317 ..

دعوات قنوت الأئمة

دد الصفحات فحات : 760 ، الصادقين .

520 ، 727

تأليف : فضل الله الراوندي (حي)

نشر : دار المعارف - قم - إيران .

إلى سنة 563 ه)

نسخة خطّية مصوّرة جمعها السيّد

* كلمة الإمام الحسن ا

تأليف : السيد حسن الشيرازي

محمد حسين الحسيني الجلالي عن المخطوطة المحفوظة في متحف آقا

اقتصر المؤلّف الله على نقل خان في جنيف - سويسره - برقم

النصوص التاريخية في تاريخ الإمام 2 - 26526 20 - 5 ، وتحتوي الحسن الله من كلماته وخطبه ومواقفه على دعوات قنوت الأئمة اللام ، وفيها الرسالية الخالدة التي تحكي بدورها فوائد بالفارسية ، ومن هذه الفوائد أنّ المنطق الإلهي في معرفة الحقيقة لهذه القنوتات مقدّمة مذكورة في مهج وقبولها وكشف اللثام عن وجه الزيف الدعوات للسيّد رضي الدين بن والتزوير الأموي المستبد .

اشتمل الكتاب على مقدّمة المركز

طاووس (ت 664 ه)

الحجم : رقعي .

ومقدّمة المؤلّف الله والمواضيع التي عدد الصفحات : 90 .

جاءت عناوينها في فهرسة الكتاب

الحجم : وزيري .

عدد الصفحات: 288.

نشر : مركز الإمام الحسن لالالالالا

نشر : المدرسة المفتوحة -

شيكاغو

أحسن المقال في حكم الصلاة

تأليف : الشيخ موسى زين

للدراسات التخصصية التابع للعتبة على النبي والآل

الحسينية - النجف الأشرف - العراق .

ص: 317

318

العابدين

.... تراثنا / 135

المؤلّف ، المقدمة ، وأربعة فصول

يأتي هذا الكتاب في عداد الكتب في : تفسير الآية الكريمة ، وجوب التي أُلفت في حكم الصلاة على النبي اتباع الآل في مقام الصلاة عليه له ،

صلى الله

وآله - عليهم السلام - أجمعين فوائد الصلاة على النبي والآل ، حكم وفضيلتها ، حيث كانت ولازالت محلّ الصلاة عليهم من الناحية الفقهية ، اهتمام المسلمين التزاماً بكتاب الله الأخبار الواردة عن طرق الخاصة ، وولاء للرسول الأعظم وآله الطيبين ملحق ، والخاتمة في ذكر الأخبار الطاهرين ، وقد تناول المؤلّف البحث الواردة في الصلاة على النبي وآله .

في كتابه بالتفسير القرآني ، كما بيّن حكم الصلاة عليهم فقهياً

الحجم : رقعي .

عدد الصفحات: 237

وقد رتب كتابه على كلام

نشر : باقيات - قم - إيران .

ص: 318

Address:

TURATHUNA,

Doreshahr, Khiyaban Shahid Fatemi,

Kochah No. 9, House No. 1 3,

P. O. Box 996/3715653771, Qum,

IRAN.

Tel: (025) 37730001 - 5.

Fax: (025) 37730020

email: turathuna@rafed.net

ص: 319

TURATHUNA

A quarterly issued by

AAl ul Bayt Establishment for Revival of the Islamic Heritage

Third Number [135]

Thirty Fourth Year / Rajab - Ramdhan 1439 H.

ص: 320

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.