تراثنا المجلد 128

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1437 ه.ق

الصفحات: 494

ص: 1

اشارة

تراثنا

صاحب

الامتیاز

مؤسّسة

آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

المدير

المسؤول :

السيّد

جواد الشهرستاني

العددان الأوّل

والثاني [127 - 128]

السنة

الثانية والثلاثون

محتويات العدد

* النُعمانيّ ومَصادرُ الغَيبةِ (2)

............................................. السيّد محمّد جواد الشبيريّ الزنجانيّ 7

* من تراث مدرسة الحلّة (مختصر المراسم العلويّة) للمحقّق الحلّي

....................................................... أحمد علي مجيد الحلّي 45

* حديث (القتال على تأويل القرآن ..) التخريج السندي والبحث الدلالي

................................................. د. علي عبد الزهرة الفحّام 140

* الأُسر الخاقانيّة ... تاريخ ورجال

................................. السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد 200

رجب - ذو

الحجّة

1437 ه-

* حُميد بن مسلم الأزدي راوي أخبار واقعة الطفّ

..................................................... د. صلاح الفرطوسي 356

* أبو مخنف والمقتل المنسوب إليه

.................................................. د. كامل سلمان الجبوري 378

* من ذخائر التراث :

العقد المنضّد في ترجمة الشيخ أحمد كاشف الغطاء للشيخ عبد المولى الطريحي

.................. تحقيق : د. محمّد جواد فخر الدّين والباحثة ثناء ناصر حسين 421

* من أنباء التراث.

............................................................. هيئة التحرير 474

ص: 2

* النُعمانيّ ومَصادرُ الغَيبةِ (2)

............................................. السيّد محمّد جواد الشبيريّ الزنجانيّ 7

* من تراث مدرسة الحلّة (مختصر المراسم العلويّة) للمحقّق الحلّي

....................................................... أحمد علي مجيد الحلّي 45

* حديث (القتال على تأويل القرآن ..) التخريج السندي والبحث الدلالي

................................................. د. علي عبد الزهرة الفحّام 140

* الأُسر الخاقانيّة ... تاريخ ورجال

................................. السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد 200

رجب - ذو

الحجّة

1437 ه-

* حُميد بن مسلم الأزدي راوي أخبار واقعة الطفّ

..................................................... د. صلاح الفرطوسي 356

* أبو مخنف والمقتل المنسوب إليه

.................................................. د. كامل سلمان الجبوري 378

* من ذخائر التراث :

العقد المنضّد في ترجمة الشيخ أحمد كاشف الغطاء للشيخ عبد المولى الطريحي

.................. تحقيق : د. محمّد جواد فخر الدّين والباحثة ثناء ناصر حسين 421

* من أنباء التراث.

............................................................. هيئة التحرير 474

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (العقد المنضّد في ترجمة الشيخ أحمد كاشف الغطاء للشيخ عبد المولى الطريحي) والمنشورة في هذا العدد.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

النُعمانيّ ومَصادرُ الغَيبةِ (1)

السيّد محمّد جواد الشبيريّ الزنجانيّ

بسم الله الرحمن الرحيم

تنويه :

إنّ المقال الراهن يتناول التعريف بمحتوى كتاب غيبة النعماني ، وذكر أبوابه الرئيسة ، ومنهج تأليفه ، وخصائصه المؤثّرة ، ودراسة ونقد النسخ المخطوطة والمطبوعة منه ، مع بيان ضرورة العمل على نقد وتصحيح جديد لهذا الكتاب.

وقد أشرنا في مقدّمة هذه السلسلة من المقالات - على نحو الإجمال - إلى التعريف بكتاب الغيبة للنعماني ، مع بيان اختلافه عن مثيليه ، أي : كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ، والغيبة للشيخ الطوسي. وفيما يلي نروم التعريف بهذا الكتاب بتفصيل أكثر.

أبواب الكتاب :

لقد تمّ تنظيم كتاب الغيبة للنعماني ضمن ستّة وعشرين باباً ، وهي

ص: 7

أبواب مقتضبة نسبيّاً في الغالب ، وأمّا الأبواب التفصيلية التي تشكّل المحتوى العام للكتاب فهي عبارة عن :

- الباب الرابع (ص 57 - 111) : ما روي في أنّ الأئمّة إثنا عشر إماماً وأنّهم من الله وباختياره.

وفي ختام هذا الباب تمّ نقل عدد من الروايات من طرق العامّة في إثبات عدد الأئمّة عليهم السلام - اثني عشر إماماً - ، كما تعرّض إلى ذكر عبارة من التوراة فيها أسماء الأئمّة باللغة العبرية.

- الباب السادس (ص 116 - 127) : تناول فيه روايات الأئمّة الإثني عشر من طرق العامّة ، ويبدو أنّه أضيف بعد تأليف الكتاب (1).

- الباب العاشر (ص 140 - 194) : ما روي في غيبة الإمام المنتظر [وهو (2)] الثاني عشر.

- الباب الثالث عشر (ص 212 - 247) : ما روي [جاء خ. ل (3)] في صفته [صفات القائم عليه السلام ، خ. ل] وسيرته وفعله [وفي أصحابه وما ة.

ص: 8


1- ولذلك لم يرد هذا الباب في بعض النسخ الأخرى. وفي وسط هذا الباب وفي ص 119 بالتحديد نطالع هذا العنوان أيضاً (ما رواه جابر بن سمرة ... بعد ما في الأصل ...). وهذه العبارة تشير إلى إلحاق وضمّ هذا الباب بعد الفراغ من تأليف الكتاب. فقد نقلت روايات جابر بن سمرة قبل ذلك في ص 103 - 104 (رقم : 31 - 33) ، ص 106 (رقم : 36) ، ص 107 (رقم : 38).
2- تمّ إضافته من النسخة الموجودة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام والتي سوف نتناول وصفها فيما بعد.
3- تمّ إضافته من النسخة الرضوية.

يريد الله - جلّ وعزّ - به (1)] ، وما نزل من القرآن فيه.

- الباب الرابع عشر (ص 247 - 283) : ما جاء في العلامات التي تكون قبل قيام القائم عليه السلام [ويدلّ (تدلّ خ. ل) على أنّ ظهوره يكون بعدها كما قالت الأئمّة عليهم السلام].

وفي هذه الأبواب الموسّعة نطالع بعض العناوين الفرعية أيضاً ، الأمر الذي يجعل نقل الأحاديث أكثر نظماً.

إنّ أبواب الكتاب على ثلاثة أنحاء تقريباً : الأبواب التمهيدية (المرتبطة بمباني الغيبة) ، الغيبة وعصر الغيبة ، عصر الظهور وعلاماته.

تشتمل الأبواب التسعة الأولى من الكتاب على المباني العقائدية للغيبة ، من قبيل : ضرورة حفظ الأسرار ، واعتبار منصب الإمامة من المناصب الإلهية ، وضرورة وجود الإمام في الأرض ، والروايات ذات الصلة بالأئمّة الإثني عشر عليهم السلام.

أمّا الأبواب الثلاثة التي تلي تلك الأبواب - من الباب العاشر إلى الثاني عشر - فتختصّ بتقرير عصر الغيبة. والباب الخامس عشر والسادس عشر يرتبطان بهذه المرحلة أيضاً.

وأمّا سائر أبواب هذا الكتاب ففي عصر الظهور أو علامات الظهور.

ومن بين هذه الأبواب نجد باباً واحداً - الباب الرابع والعشرون - فقط يرصد موضوعاً خاصّاً ؛ إذ يثبت هذا الباب بطلان إمامة إسماعيل -ة.

ص: 9


1- تمّ إضافته من النسخة الرضوية.

ابن الإمام الصادق عليه السلام - وهو مرتبط بادّعاء المهدوية من قبل الخليفة الفاطمي - الذي ينتمي إلى المذهب الإسماعيلي - وسوف نتحدّث فيما بعد حول هذا الموضوع بتفصيل أكبر إن شاء الله.

توضيحات تناولها المؤلّف في كتابه :

لقد اشتمل الكتاب في معظمه على نقل روايات أهل البيت عليهم السلام ، غير أنّ المؤلّف في مقدّمته المسهبة نسبيّاً(1) ، وفي تضاعيف الروايات والأحدايث قد أضاف بعض الإيضاحات والتي أفرد لها في المجموع ما يقرب من ستّة عشر كتاباً(2).

وقد ذكر المؤلّف في مقدّمة كتابه أنّ الدافع من وراء تأليف الكتاب هو انحراف أكثر المنتسبين إلى التشيّع عن الطريق المستقيم بسبب وقوع الغيبة ، وأشار إلى أنّ أكثر الناس قد أقبلوا إلى هذا المذهب بدوافع غير صحيحة ، ولذلك فإنّهم تنكّروا له بمجرد أن تعرّضوا لأدنى شبهة ، وقد أشار في مقدّمته ).

ص: 10


1- غيبة النعماني ، ص 18 - 32.
2- المصدر أعلاه ، ص 36 / ذيل 7 (مقتضب) ، 42 ، 43 - 51 ، 55 - 57 ، 101 - 102 ، 107 - 110 ، 112 / ذيل 4 (مقتضب) ، 115 - 116 ، 127 / ذيل 24 (مقتضب) ، 135 ، 136 / ذيل 1 (مقتضب) ، 144 - 145 ، 149 ، 151 ، 153 - 154 ، 157 - 158 ، 160 - 161 ، 163 ، 165 - 166 ، 169 - 170 ، 172 / ذيل 5 (مقتضب) ، 173 - 174 ، 175 / ذيل 12 (مقتضب) ، 179 ، 183 - 184 ، 184 - 185 ، 190 - 191 ، 193 - 194 ، 196 ، 201 ، 207 - 208 ، 211 - 212 ، 244 - 247 ، 282 - 283 ، 311 / ذيل 5 (مقتضب) ، 323 - 324 ، 332 (خاتمة الكتاب).

إلى أمر ملفت للنظر عندما قال ما مضمونه : بالنظر إلى كلّ ما بلغنا من الأحاديث الكثيرة المروية عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام بشأن الغيبة ، لو لم تحصل الغيبة ، لكان ذلك هو الدليل على بطلان مذهب الإمامة ، وعليه فإنّ تحقّق الغيبة هو بنفسه دليل على صدق أقوال الأئمّة عليهم السلام.

وأضاف المؤلّف بأنّ الحيرة والشكّ الذي أصاب أكثر الشيعة في هذا الموضوع ، لم يكن بالأمر غير المتوقّع ؛ لأنّ الأئمّة عليهم السلام سبق أن تنبّأوا به وأخبروا عنه.

وقد اختتم المؤلّف مقدّمته بفهرس لمسائل الكتاب وموضوعاته.

لقد جمع المؤلّف في الأسلوب النثري للكتاب بين الرصانة والإنسيابية الممزوجة بالصناعات الأدبية وخاصّة السجع ، وفي الوقت نفسه كان بعيداً كلّ البعد عن التصنّع والتكلّف ، ممّا يدلّ على سعة باع المؤلّف وتمكّنه من ناصية الأدب العربي ، وبطبيعة الحال لا يمكن لمن تحلّى بصفة (الكاتب) أن لا يكون على غير هذه الصفة.

وبميمنة كتابة هذه الأسطر في يوم ولادة أمير المؤمنين عليه السلام ، فإنّنا نتشرّف هنا بذكر صلوات زاكية على الإمام وسائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام مقتبسة من مقدّمة الكتاب(1) ، فقد قال الشيخ النعماني بعد ذكر مناقب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) : ه.

ص: 11


1- نقلنا نصّ هذه الصلوات عن النسخة الرضوية ، وسنشير إلى موارد اختلاف النسخ في الهامش إن شاء الله.

«صلّى الله عليه وعلى أخيه أمير المؤمنين تاليه في الفضل ، ومؤازره في اللأواء والأزل ، وسيف الله على أهل الكفر والجهل ، ويده المبسوطة بالإحسان والعدل ، والسالك نهجه في كلّ حال ، والزائل مع الحقّ حيثما زال ، والحاوي(1) علمه والمستودع سرّه ، [و] الظاهر على مكنون أمره ، وعلى الأئمّة من آله الطاهرين الأخيار ، الطيّبين الأبرار ، معادن الرحمة ، ومحل النعمة ، وبدور الظلام ، ونور الأنام ، وبحور العلم ، وباب السلم(2) الذي ندب الله - جلّ وعزّ - خلقه إلى دخوله ، وحذّرهم النكوب عن سبيله ، حيث قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)»(3)(4).

الموضوعات المحورية في كلام النعماني :

لقد تطرّق المؤلّف إلى مختلف الموضوعات ، ومن المفيد أن نشير إلى جانب من هذه الموضوعات :

- الردّ على العامّة(5).7.

ص: 12


1- وفي نصّ النسخة المطبوعة : الخازن.
2- في نسخة الأستاذ الغفّاري (السلام) بدل السلم، وعلى الرغم من كونها أنسب مع السجع مع عبارة (الأنام) ولكن العبارة الصحيحة الواردة في المخطوطة وفي الطبعة الحجرية هي: (السلم) والّتي تتفق في السجع مع كلمة (العلم) قبلها، وتتناسب مع الآية المستشهد بها أيضاً.
3- البقرة : 208.
4- غيبة النعماني ، ص 20.
5- المصدر أعلاه ، ص 29 ، 30 ، 43 - 51 ، 55 - 57.

- الردّ على المعتزلة ، وقولهم في جواز تقدّم المفضول على الفاضل أو الأفضل(1).

- بطلان القياس والاجتهاد بالرأي(2).

- وجوب الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام ، وعدم الاستغناء عنهم(3).

- مصائب السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام واعتبار هذه المصائب وصمة عار لا تمحى من جبين أدعياء الإسلام(4).

- اشتمال القرآن على جميع العلوم - كبيرها وصغيرها - ولكن لا يحيط بهذه العلوم غير أهل البيت عليهم السلام(5).

- ذمّ الاختلاف في الدين(6).

- إفضاء إنكار إمامة أمير المؤمنين عليه السلام أو أيّ واحد من الأئمّة عليهم السلامإلى النفاق(7).

- إنّ إنكار أحد الأئمّة ، بمنزلة إنكار جميع الأئمّة(8).

- لا تكون الإمامة إلاّ بنصّ إلهي ، فلا دور للناس في اختيار الإمام.7.

ص: 13


1- المصدر أعلاه ، ص 29.
2- المصدر أعلاه ، ص 20 ، 45 ، 48 ، 49 ، 50 ، 110 ، 165.
3- المصدر أعلاه ، ص 30 ، 43 - 45 ، 55.
4- المصدر أعلاه ، ص 48.
5- المصدر أعلاه ، ص 48 - 50.
6- المصدر أعلاه ، ص 50 - 55.
7- المصدر أعلاه ، ص 56 - 57.
8- المصدر أعلاه ، ص 57.

- وثاقة كتاب سُليم بن قيس (وهو من مصادر غيبة النعماني)(1).

- تواتر الروايات الواردة في تحديد عدد الأئمّة بإثني عشر إ ماماً(2).

- إنّ الروايات التي تحدّد عدد الأئمّة بإثني عشر إ ماماً لا تنسجم إلاّ مع عقيدة الشيعة الإمامية(3).

- الإشارة إلى قلّة المؤمنين والمعتقدين بالمذهب الصحيح في تلك الحقبة(4).

- الفرق الشيعية المنحرفة عن أصل التشيّع وبطلانها ، وتحذير الشيعة من اتّباع الضالّين(5).

- بطلان إدّعاء الإمامة من قبل السادة والأشراف من آل أبي طالب(6).

- قيام الشواهد في الروايات على صحّة عقائد الإمامية ، وانطباقها على إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه) وغيبته(7).9.

ص: 14


1- المصدر أعلاه ، ص 101.
2- المصدر أعلاه ، ص 101 ، 127.
3- المصدر أعلاه ، ص 107.
4- المصدر أعلاه ، ص 22 ، 26 ، 27 ، 157 ، 165 ، 169 ، 170 ، 186.
5- المصدر أعلاه ، ص 20 - 23 ، 57 ، 102 ، 135 ، 153 ، 157 ، 161 ، 165 ، 169 ، 173.
6- المصدر أعلاه ، ص 153.
7- المصدر أعلاه ، ص 136 ، 144 ، 145 ، 149 ، 169 ، 173 ، 183 ، 184 ، 190 ، 193 ، 169.

- الآراء المختلفة بشأن صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)(1).

- إمكان طول العمر بالنسبة إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)(2).

- تشبيه غيبة الإمام المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - بقصّة ولادة النبيّ موسى عليه السلام ونشأته(3).

- تواتر روايات الغيبة(4).

- الإشارة إلى روايات أهل البيت عليهم السلام بشأن الغيبة الأولى (= الغيبة الصغرى) ، والتي كان فيها السفراء الأربعة وسطاء بين الإمام عليه السلام وعامّة الناس(5).

- وصف منزلة ومكانة السفراء الأربعة(6).

- انتهاء فترة الغيبة الصغرى ، وبداية الغيبة الثانية (= الغيبة الكبرى)(7).

- سنّ (صاحب الأمر) و (القائم) وهيئته عند الظهور لا تنطبق على 3.

ص: 15


1- المصدر أعلاه ، ص 157 ، 169.
2- المصدر أعلاه ، ص 157 ، 211.
3- المصدر أعلاه ، ص 157.
4- المصدر أعلاه ، ص 160.
5- المصدر أعلاه ، ص 161 ، 173.
6- المصدر أعلاه ، ص 174.
7- المصدر أعلاه ، ص 161 ، 174 ، 193.

أيّ واحد من الأئمّة السابقين ، وغيرهم من الذين ادّعوا المهدوية(1).

- توجيه الروايات التي حدّدت وقت الظهور(2).

- هيئة الإمام المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - الواردة في الروايات وعدم انطباقها على الخليفة الفاطمي(3).

- الإشارة إلى بطلان المذهب الإسماعيلي(4).

أسلوب تأليف الكتاب :

إنّ المؤلّف لم يستند في كتابه على روايات الخاصّة(5) ، وإن كان كتابه لا يخلو من روايات العامّة(6) وحتّى نصوص التوراة التي كان يذكرها في سياق التأكيد على الحقيقة(7).

وقد عمد النعماني إلى رفد الروايات بإيضاحات مقتضبة(8) أحياناً ، وأحياناً يلقي الضوء على الرواية من خلال دعمها برواية أخرى(9) ، أو أن يشرح مضمونها من خلال الأحاديث المعروفة من قبيل : حديث الثقلين 5.

ص: 16


1- المصدر أعلاه ، ص 185 ، 190 ، 323.
2- المصدر أعلاه ، ص 190.
3- المصدر أعلاه ، ص 244 - 246 ، 282 ، 283.
4- المصدر أعلاه ، ص 32 ، وانظر أيضاً : ص 324 - 329.
5- المصدر أعلاه ص 102.
6- المصدر أعلاه ، ص 102 - 107 ، وكذلك : 116 - 127.
7- المصدر أعلاه ، 108 - 109.
8- المصدر أعلاه ، ص 36 ، هامش : 7.
9- المصدر أعلاه ، ص 175.

مثلاً (1).

إنّ الإيضاحات التي يذكرها المؤلّف مفعمة بالآيات القرآنية ، ممّا يثبت عمق معرفته وتخصّصه في مجال القرآن الكريم.

ومن خلال التوضيحات التي يسوقها في كلامه ندرك أنّ مخاطبه هم الشيعة ، ولذلك نراه يقول في الكثير من مواضع الكتاب : «يا معشر الشيعة»(2) ، و «يا أيّها الشيعة الأخيار»(3).

ومن ناحية أخرى فإنّ الكتاب موضوع في الدرجة الأولى للردّ على أهل البدع من الفرق المنسوبة إلى التشيّع ، وقد عبّر النعماني عن هذه الجماعة بعبارات من قبيل : «أهل الدعاوى الباطلة المنتمين إلى الشيعة وهم منهم براء»(4) ، أو «طوائف من العصابة (العصائب خ. ل) المنسوبة إلى التشيّع المنتمية إلى نبيّها محمّد وآله (صلى الله عليه وآله) ممّن يقول بالإمامة»(5). أو «الطوائف المنتسبة إلى التشيّع ممّن خالف الشرذمة المستقيمة على إمامة الخلف بن الحسن بن عليّ»(6).

وبطبيعة الحال فإنّ المؤلّف لم يغفل عن تقديم الإجابات الإجمالية عن مواقف العامّة وبيان فساد مذاهبهم.7.

ص: 17


1- المصدر أعلاه ، ص 42.
2- المصدر أعلاه ، ص 24 ، 101 ، 207 ، 323. وكذلك : ص 183.
3- المصدر أعلاه ، ص 157.
4- المصدر أعلاه ، ص 102.
5- المصدر أعلاه ، ص 17.
6- المصدر أعلاه ، ص 157.

إنّ أسلوب تأليف الكتاب والصناعة الأدبية فيه ملفت للانتباه ، فإنّ المؤلّف قد استعمل أساليب يستهدف من ورائها تحريك ذهن القارئ ، ليخرجه من حالة الخمول والتراخي ، فتراه يدعو القارئ إلى التفكير وإلى التأمّل ، وأن يتفاعل مع الإثارات الفكرية المطروحة في طيّات الكتاب ، ويخرجه من الدائرة الانفعالية ، وذلك إذ تراه يقول : (فتأمّلوا)(1) ، و (فاعتبروا)(2) ، و (فانظروا)(3) ، و (انظروا)(4) ، و (فتبيّنوا)(5) ، وما إلى ذلك من هذه الألفاظ المنتشرة في جميع نصوص الكتاب(6).

وبالتالي فإنّه يلفت الأنظار إلى المصير والعاقبة السيّئة التي تنتظر المنحرفين عن المسار الصحيح أي مسار الإمامة ، حيث نرى كلمات النعماني في هذا الكتاب طافحة بالتحذير والإنذار والبشارة(7).

وهو يمدح مخاطبيه بأوصاف خاصّة ، ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من حثّ وتشجيع على التدبّر والتفكير في أحاديث أهل البيت عليهم السلام من أجل الوصول إلى أعتاب الهداية والاستمرار على نهج الولاية ؛ انظر إلى التعابير الآتية : ة.

ص: 18


1- المصدر أعلاه ، ص 101 ، 244 و 245.
2- المصدر أعلاه ، ص 157 ، 165.
3- المصدر أعلاه ، ص 101 ، 244.
4- المصدر أعلاه ، ص 201 ، 245 ، 323.
5- المصدر أعلاه ، ص 207.
6- المصدر أعلاه ، ص 157 ، 165 ، 201 و..
7- المصدر أعلاه ، ص 23 ، 55 ، 135 ، 166 ، 172 ، 183 ، 184 ، 190 ، 244 ، 323. وكذلك : الموارد التي سبق ذكرها في الهوامش المتقدّمة.

- «يا أولي الأبصار»(1).

- «يا أولي الأبصار الناظرة بنور الهدى ، والقلوب السليمة من العمى ، المشرقة بالإيمان والضياء»(2).

- «يا من وهب الله له بصيرة وعقلاً ، ومنحه تمييزاً ولبّاً»(3).

- «أيّها الشيعة الأخيار»(4).

- «يا معشر الشيعة ممّن وهب الله تعالى له التمييز وشافي التأمّل والتدبّر لكلام الأئمّة عليهم السلام»(5).

والدعاء للمخاطبين بتعبيرات من قبيل : «رحمكم الله»(6) في سياق تأثير الكتاب عليهم.

ومن ناحية أخرى يعمد المؤلّف إلى ذمّ أهل البدع بذكر أوصافهم القبيحة ، فتراه يقول : «المبتدعون الذين لم يُذقهم الله حلاوة الإيمان والعلم ، وجعلهم بنجوة منه وبمعزل عنه»(7).

وإنّ إيضاحات المؤلّف مفعمة بحمد الله والثناء عليه ، وطلب الهداية وبلوغ الحقيقة(8).3.

ص: 19


1- المصدر أعلاه ، ص 165.
2- المصدر أعلاه ، ص 165.
3- المصدر أعلاه ، ص 244.
4- المصدر أعلاه ، ص 157.
5- المصدر أعلاه ، ص 183.
6- المصدر أعلاه ، ص ص 57 ، 101 ، 165 ، 193 ، 201 ، 323.
7- المصدر أعلاه ، ص 165.
8- من باب المثال انظر : المصدر أعلاه ، ص 145 ، 158 ، 163 ، 165 ، 212 ، 246 ، 323.

ولا بأس هنا من ذكر هذا النصّ النثري المؤثّر والمحرّك للمشاعر الذي جادَ به يراع المؤلّف ، إذ يقول :

«فاستيقظوا - رحمكم الله - من سِنة الغفلة ، وانتبهوا من رقدة الهوى ، ولا يذهبنّ عنكم ما يقوله الصادقون عليهم السلام صفحاً باستماعكم إيّاه بغير آذان واعية ، وقلوب متفكّرة ، وألباب معتبرة متدبّرة لما قالوا أحسن الله إرشادكم ... والحمد لله ربّ العالمين».

ولكي يعمل المؤلّف على تحريك أذهان المخاطبين ، ويثير عندهم الفضول إلى معرفة الحقّ والحقيقة فإنّه يقوم بتوظيف الأسلوب الاستفهامي - وخاصّة الاستفهام الاستنكاري - والعبارة الآتية تبيّن مختلف أنواع هذا الأسلوب :

«أليس في هذه الأحاديث - يا معشر الشيعة - بيان ظاهر ونور زاهر؟ هل يوجد أحد من الأئمّة الماضين عليهم السلام يُشكّ في ولادته ، واُختلف في عدمه إلاّ هذا الإمام الذي جعل كمال الدين به وعلى يديه ...»(1).

«فمَن صاحبُ هذه الغيبة غير الإمام المنتظر؟ ومَن الذي يشكّ جمهور الناس في ولادته إلاّ القليل ، وفي سِنّه؟ ومَن الذي لا يأبه له كثير من الخلق ولا يصدّقون بأمره ، ولا يؤمنون بوجوده إلاّ هو؟»(2).

«أما ترون - زادكم الله هدى - هذا النهي عن التنويه باسم 9.

ص: 20


1- غيبة النعماني ، ص 183.
2- المصدر أعلاه ، ص 169.

الغائب عليه السلام»(1).

«فأيّ أمر أوضح وأىّ طريق أفسح من الطريقة التي دلّ عليها الأئمّة عليهم السلامفي هذه الغيبة ونهجوها لشيعتهم حتّى يسلكوها مسلّمين غير معارضين ولا مقترحين ولا شاكّين ، وهل يجوز أن يقع مع هذا البيان الواقع في أمر الغيبة شكّ»(2).

«هل هذه الأحاديث - رحمكم الله - إلاّ دالّة على غيبة صاحب الحقّ»(3).

وبذلك فإنّ أبا عبد الله النعماني الكاتب يدعو الشيعة - من خلال نثره النابض بالحياة - إلى التفكير ، وكلّه أمل بهدايتهم إلى الصراط المستقيم(4).

طبعات كتاب غيبة النعماني :

هناك بأيدينا خمس طبعات لكتاب غيبة النعماني ، وهي كالآتي :

1 - الطبعة الحجرية : من إعداد : علي نقي الجيلاني ، دار الخلافة ، طهران ، 1318 ه- ، وهي بخط محمّد القمّي ، وقد ورد في مقدّمة الكتاب بتاريخ (1317 للهجرة) : «لقد تمّ نسخها وتصحيحها بدقّة متناهية عن العديد من النسخ القديمة في دار الإيمان قم». 8.

ص: 21


1- المصدر أعلاه ، ص 153.
2- المصدر أعلاه ، ص 179.
3- المصدر أعلاه ، ص 193
4- فيما يتعلّق بتفاؤل المؤلّف بهداية الشيعة المتنكّبين للصراط ، انظر على وجه الخصوص : ص 208.

وجاء في خاتمة الكتاب : «قد بلغ قبالاً وتصحيحاً على نسخ معتمدة في مجالس آخرها صبيحة الجمعة لعشرة أيّام بقين من ربيع الأوّل سنة (1317 ه) ، وحرّره بيمناه الوازرة محمّد القمّي ، (1317 ه)».

كما طبع في ملحقه كتاب الأربعين للشهيد الأوّل ، وقد شغل الصفحات من (183 إلى 213).

2 - طبعة تبريز : قامت بطباعتها مكتبة الصابري سنة (1383 ه) ، وقد استنسخت هذه الطبعة عن طبعة سابقة بالأفست كذلك ، مع استبدال مقدمتها ذات الصفحة الواحدة بمقدّمة أخرى من ستّ عشرة صفحة بقلم وليّ الله الإشراقي ، ونرى في نهاية الكتاب فهرسة بأبواب الكتاب ، ولا تحتوي هذه الطبعة على كتاب الأربعين للشهيد الأوّل.

3 - الطبعة التي قام بتصحيحها علي أكبر الغفّاري : قامت بطباعتها مكتبة الصدوق في طهران سنة (1397 ه) ، نشرت هذه الطبعة أوّلاً من دون تحريك ، ثمّ تمّ تحريك كلماتها في الطبعة الثانية على يد السيّد محسن الأحمدي ، وأعاد النظر فيها حسين آغا أستاد ولي ، وسوف نتحدّث عن هذه الطبعة بتفصيل أكثر.

4 - الطبعة التي قام بتحقيقها فارس حسّون كريم : وقامت بطباعتها أنوار الهدى في قمّ سنة (1422 ه) ، وقد أنجزت هذه الطبعة عن الطبعة السابقة بعد حذف هوامشها ، وإضافة تخريج الأحاديث إليها.

5 - الطبعة المصحوبة بترجمة إلى اللغة الفارسية : وكانت الترجمة بقلم محمّد جواد الغفّاري - نجل الأستاذ الغفّاري - عن طبعته التي طبعت في

ص: 22

دار نشر صدوق في طهران سنة (1418 ه).

النسخ المخطوطة لغيبة النعماني وطبعة الأستاذ الغفّاري :

أشار الأستاذ الغفّاري في مقدّمة الكتاب إلى أنّه اعتمد في تصحيحه على ثلاث نسخ ، واحدة بتاريخ : (1077 ه) ، والثانية من دون تاريخ إلاّ أنّ خطّها يوحي بأنّها تنتمي إلى ما قبل القرن العاشر أو ما يقرب منه ، وأمّا النسخة الثالثة والأخيرة وهي الأهمّ من بين تلك النسخ فهي النسخة المطبوعة ، وقد تمّت مقابلة أسانيدها والبابين الأخيرين منها مع النسخة رقم (187) المحفوظة في مكتبة آستان قدس رضوي من قبل آية الله الزنجاني - والد راقم هذه السطور - أدام الله تعالى ظلّه ، وقد جاء وصف النسخة من قبله في المقدّمة.

وقد عمد راقم سطور هذا المقال إلى مراجعة هذه النسخة ، ولاحظ أنّ جميع الكتاب - سنداً ومتناً - قد قوبل بهذه النسخة ، ومن خلال التدقيق في المقابلات توصلنا إلى أنّ مقابلة النسخة قد تمّت عبر مرحلتين ، وإنّ المقابلة الكاملة للنسخة قد جاء بعد استفادة الأستاذ الغفّاري منها ، وكان يقوم بمقابلة النسخة على قدر حاجته من تلك المقابلة ولذلك نراه قد اقتصر على مقابلة بعض الموارد التي كان يرى أنّها ضرورية فقط - وليس جميع الأسانيد - ، لذلك يمكن القول بأنّه لم تتمّ الاستفادة من هذه النسخة القيّمة والثمينة في هذه الطبعة.

جدير بالذكر أنّ سماحة حجّة الإسلام والمسلمين علي أكبر مهدي بور

ص: 23

- دامت بركاته - قد قابل نسخته بهذه النسخة مرّتين بدقّة ، كما قابلها أيضاً بالنسخة المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي وهي مطابقة في الغالب للنسخة المتقدّمة ، وقد تفضّل عليّ بتزويدي بنسخته وقد منّ عليّ بهذه البادرة الحسنة.

خصائص النسخة الخطّية المحفوظة في مكتبة آستان قدس رضوي :

إنّ هذه النسخة المحفوظة في هذه المكتبة تحت رقم (187) من كتب الأخبار ، وتحت رقم (1754) ضمن مجموع الكتب المحفوظة ، يرجع تاريخ كتابتها إلى العام (577 للهجرة) ، وللأسف الشديد يبدو أنّ اسم الناسخ قد طاله الحذف أثناء قصّ الصفحة ، وقد تمّ وقف هذه النسخة مع (399) مجلّد آخر من قبل الشيخ أسد الله المعروف ب- : (ابن خاتون المشهدي) عام (1067 للهجرة) على العتبة المقدّسة للإمام الرضا عليه السلام ، وإنّ بعض أجزاء الكتاب كتبت بخطّ مختلف ولكنّه قديم أيضاً(1).

هناك في هذه النسخة روايات وأحياناً باب أو أبواب من الكتاب لم تذكر ، وإليك فهرستها على النحو الآتي :

- ص 35 ، ح 4 : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ...

- ص 37 ، ح 11 : حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل ...

- الباب 6 ، ص 116 - 127 (الحديث المروي من طريق العامّة). وقد ة.

ص: 24


1- 134 - 147 من النسخة المطبوعة.

سبق أن ذكرنا أنّ هذا الباب كأنّه أضيف إلى الكتاب بعد الفراغ من تأليفه.

- ص 129 ، ح 4 : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ...

- ص 129 ، ح 5 ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ...

- ص 135 ، ح 19 : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ...

- ص 175 ، ح 15 : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله ...

- ص 175 ، ح 16 : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ...

- ص 179 ، ح 25 : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ...

- ص 216 ، ح 6 : أخبرنا محمّد بن يعقوب ...

- ص 224 ، ح 7 : وعن محمّد بن يحيى ...

- ص 241 ، ح 38 : أخبرنا عليّ بن الحسين المسعودي ...

- ص 286 ، ح 6 : أخبرنا سلامة بن محمّد ...

- ص 286 ، ح 7 : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ...

- ص 287 ، ح 8 : أخبرنا أبو سليمان ...

- الباب 21 إلى أواخر الباب 24 (ص317 - أواخر ص328).

- ص 331 ، ح 7 : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ...

اختلاف النسخة الرضوية عن طبعة الأستاذ الغفّاري :

هناك اختلاف بينهما في الكثير من الأمور وحتى في الأحاديث فهل كانت هذه الأختلافات من إضافات المصنّف بعد إتمام تأليف الكتاب أم أنّ النسخة الخطّية قد تعرّضت لهذا النقص؟ حيث لم يتّضح أيّ من ذلك. ومن

ص: 25

خلال مقارنة هذه النسخة بالنسخة المطبوعة من الكتاب نلاحظ اختلافات كبيرة بينهما في الأسانيد ونصوص الأحاديث وتوضيحات المؤلّف ، وفي أغلب الموارد نلاحظ أنّ العبارة الأصحّ أو الأفضل هي عبارة النسخة المخطوطة.

وفيما يأتي من أبحاث هذه المقالة ستكون لنا إشارة في معرض الحديث عن مصادر الكتاب إلى موارد الاختلاف في أسانيد هذه النسخة والنسخة المطبوعة.

وأمّا هنا فسوف نقتصر على بيان اختلاف متن هاتين النسختين في قسمين :

القسم الأوّل يرتبط باختلافات مقدّمة الكتاب ، حيث تعرضنا في هذا القسم إلى أكثر الاختلافات.

وأمّا القسم الثاني فقد تناولنا فيه نماذج من الاختلافات الأخرى في سائر مواضع هذا الكتاب.

ولتسهيل المقارنة بين الطبعتين سوف نأتي على ذكر مواضع من الطبعة الحجرية أيضاً ، حيث أنّه في بعض الموارد تتطابق فيها الطبعة الحجرية مع النسخة الرضوية ، وقد علّمنا هذه الموارد بوضع نجمة أمامها (*) ، وفي بعض الموارد تمّ ذكر عبارة النسخة الرضوية في هامش الطبعة الحجرية ، وقد أشرنا إليها بعبارة (الهامش) في الطبعة الحجرية.

اختلافات النسخة الرضوية عن طبعة الأستاذ الغفّاري في مقدّمة الكتاب :

طبعة الأستاذ الغفّاري/ الطبعة الحجرية/ نصّ النسخة المطبوعة/ نصّ

ص: 26

النسخة الرضوية

- ص 18 ، أواخرها/ * ص 2 ، أواسطها/ إن تعدّوا/ وإنْ تعدّوا [آية قرآنية].

- ص 19 ، س 2/ ص 2 ، أواخرها/ دالّين هادين/ دالّين وهادين.

- ص 19 ، س 3/ ص 2 ، أواخرها/ ومبلّغين مؤدّين/ مبلّغين ومؤدّين.

- ص 19 ، س 5/ ص 2 ، س أخير/ أطلعهم على غيبه/ أطلعهم عليه من غيبه.

- ص 19 ، س 7 و 8/ ص 3 ، س 1/ ترفّعاً لأقدارهم/ رفعاً لأقدارهم.

- ص 19 ، س 8 و 9/ ص 3 ، س 2/ ولتكون حجّة الله عليهم تامّة/ ولتكون حجّته بالغة تامّة.

- ص 19 ، س 13/ ص 3 ، س 7/ فصيّره إماماً/ بتصييره إماماً.

- ص 19 ، س 14/ ص 3 ، س 7/ وأعطاه الشفاعة/ بإعطائه الشفاعة.

- ص 20 ، س 11/ * ص 3 ، س أخير/ أذكاها/ أزكاها.

- ص 20 ، س 14/ ص 4 ، س 1/ طوائف من العصابة/ طوائف من العصائب.

- ص 20 ، س 16/ ص 4 ، س 4/ فاز بذمّتها/ دان بدينها.

- ص 21 ، س 1/ ص 4 ، س 6/ التنزّه عن سائر المحظورات/ التنزّه عن المحظورات.

- ص 21 ، س 3/ ص 4 ، أواسطها/ كلمها/ كلمتها.

ص: 27

- ص 21 ، أواخرها/ ص 5 ، س 1/ الفرقة الثابتة على الحقّ/ الفرقة المحقّة الثابتة على الحقّ ؛ [وفي هامش النسخة الرضوية تمّت الإشارة إلى اختلاف النسخة].

- ص 21 ، ما قبل الأخير/ ص 5 ، س 1/ لا يضرّها الفتن/ لا تضرّها الفتن.

- ص 22 ، س 6/ * ص 5 ، س 6 ، الهامش/ لم يهتمّوا لطلب العلم/ لم يهتمّوا بطلب العلم.

- ص 22 ، س 8/ ص 5 ، أواسطها/ على قدر روايتهم/ على حسب روايتهم.

- ص 22 ، س 10/ ص 5 ، أواسطها/ دخل في هذه المذاهب/ دخل في هذا المذهب.

- ص 22 ، ما قبل آخرها/ ص 5 ، أواخرها/ طلباً للرئاسة وشهوة لها وشغفاً بها/ حبّاً للرئاسة وشهوة لها وشغفاً.

- ص 23 ، س 2/ ص 5 ، أواخرها/ وهن من نفسه بصحّة ما نطق به منه/ وهن يقينه بصحّة تعلّق به منه.

- ص 23 ، س 9/ ص 6 ، س 4/ إرشادهم في الحيرة/ إرشادهم عند الحيرة.

- ص 20 ، س 9/ * ص 3 ، أواخرها/ باب السلام/ باب السلم.

- ص 23 ، س 13/ ص 6 ، أواسطها/ الهداية إلى ما أوتي عنهم فيها ما يُصحّح/ الهداية إلى ما أتي عنهم فيها ممّا يُصحّح.

ص: 28

- ص 23 ، س ما قبل الأخير/ ص 6 ، أواسطها/ حسن الصورة/ حسن البصيرة.

- ص 23 ، س الأخير/ ص 6 ، أواسطها/ أتحفه بالفهم/أخلصه بالفهم.

- ص 24 ، س 8/ ص 6 ، أواخرها/ قوي اليقين في قلوبهم بصحّة ما تلقّوه/ قدر اليقين في قلوبهم بصحّة ما تلقّوه.

- ص 24 ، س 16/ ص 7 ، س 3/ ولا تكونوا/ ولا يكونوا. [إنّ هذه الكلمة جزء من آية قرآنية جاءت على هذا الشكل ، وفي النسخة الخطّية غير منقّطة].

- ص 24 ، س 18/ ص 7 ، س 5/ (إن الله يحيي الأرض)/ (اعلموا أنّ الله ...).

- ص 21 ، س ما قبل الأخير/ ص 7 ، س 6/ فإنّه/ كأنّه.

- ص 24 ، س أخير/ ص 7 ، س 7/ فتأويل هذه الآية جاء/ فتأويل هذه الآية جار.

- ص 25 ، س 4/ * ص 7 ، أواسطها/ إمّا ظاهر معلوم أو خائف مغمور/ إمّا ظاهر معلوم وإمّا خائف مغمور.

- ص 25 ، س 13/ ص 7 ، أواخرها/ ما حدث من هذه الفرق العاملة بالأهواء/ ما حدث في الشيعة من هذه الفرق العاملة بالأهواء.

- ص 26 ، س 7/ ص 8 ، أواسطها/ كان له طعام قد ذراه/ كان له طعام فذراه.

- ص 26 ، س 12/ ص 8 ، أواسطها/ حتّى نقيت منه رزمة كرزمة

ص: 29

الأندر [الذي] لا يضرّه السوس شيئاً/ حتّى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر [والاندر : البيدر] لا يضرّها السوس شيئاً.

- ص 27 ، س ما قبل الأخير/ ص 9 ، أواسطها/ ناقة صالح/ ناقة ثمود.

- ص 29 ، س 2/ * ص 10 ، س 6/ ما وفّق الله جمعه/ ما وفّق الله لجمعه.

- ص 29 ، س 7/ ص 10 ، أواسطها/ سرّ آل محمّد عليهم السلام/ سرّ الله.

- ص 29 ، أواخرها/ ص 10 ، أواخرها/ وإنّهم أحد الثقلين/ بدلاً من (التمسّك).

- ص 29 ، س أخير/ ص 11 ، س 4/ خذلاناً من الله شملهم به استخفافهم ذلك وبما كسبت أيديهم/ خذلاناً من الله شملهم به استحقاقهم ذلك بما كسبت أيديهم.

- ص 30 ، س 10/ ص 11 ، أواسطها/ المؤثّرون الملح الأجاج على العذب النمير الفرات/ (النمير) لم يرد في النسخة.

- ص 31 ، س 4/ * ص 11 ، س ما قبل الأخير/ فيمن ادّعى الإمامة ومن زعم إنّه إمام وليس بإمام/ فيمن ادعى الإمامة ومن ادّعاها له وليس بإمام.

- ص 31 ، ما قبل آخرها/ ص 12 ، أواسطها/ ما جاء فيما يلقى القائم منذ قيامه عليه السلام فيبتلى من جاهلية الناس/ ما جاء فيما يلقى القائم عند قيامه عليه السلام ، ويستقبل من جاهلية الناس ، [إلاّ أنّه في عنوان الباب ص 296 من

ص: 30

النسخة المطبوعة جاء فيها (ويستقبل) أيضاً].

- ص 31 ، س الأخير/ ص 12 ، أواسطها/ جيش الغضب/ جيش العُصَب/ [في ص 311 و 312 من النسخة المطبوعة في عنوان الباب وفي نصّ الحديث أيضاً جاء (الغضب) و (غضب) وفي النسخة المخطوطة جاء (العُصَب) و (عُصَب)].

نماذج من سائر مواضع الكتاب :

طبعة الغفّاري/ الطبعة الحجرية/ نصّ المطبوعة/ نصّ النسخة الرضوية

- ص 43 ، أواخرها/ ص 18 ، أواسطها/ فإنّ القرآن مع العترة/ فالقرآن مع العترة.

- ص 45 ، س 7 و 8/ * ص 19 ، أواخرها/ فوكّلهم الله عزّ وجلّ بمخالفتهم أمره وعدولهم عن اختياره وطاعته وطاعة مَن اختاره لنفسه فولاّهم إلى اختيارهم وآرائهم وعقولهم/ بدلاً من (فولاّهم) جاء (ولهم).

- ص 50 ، أواسطها/ ص 22 ، أواخرها/ الذين يدين به العباد/ الذين يدين به الضُلاّل [الطبعة الحجرية : الذين تدين به أئمّة الضلال].

- ص 56 ، أواسطها/ * ص 26 ، س 7/ فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أنّ عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار/ بدل (أنّ عقابه) جاء (أعقابه) ، [السطر ما قبل الأخير في نفس الصفحة يؤيّد صحّة ما جاء في المخطوطة].

- ص 65 ، س 1/ ص 30 ، أواخرها/ أبدال الأرض/ بدلاً من (أبدال)

ص: 31

جاء (أبداً).

- ص 101 ، أواخرها/ ص 47 ، س 6/ من طرق رجال الشيعة الموثّقين/ من طريق رجال الشيعة الموفّقين.

- ص 102 ، س 2/ ص 47 ، أواسطها/ المقداد وسلمان الفارسي/ سلمان والمقداد.

- ص 160 ، ما قبل آخرها/ ص 82 ، هامش/ يطالبون بالإرشاد إلى شخصه والدلالة على موضعه ويقترحون إظهاره لهم ، وينكرون غيبته ، لإنّهم بمعزل عن العلم/ ومع هذا الإنذار بقلّة علمهم وضعف بصائرهم وأنّهم بمعزل عن العلم يترجّون ظهور الإمام لهم ويطالبون بالإرشاد إلى شخصه ويذكرون غيبته ويقولون ما فعل وأين هو ولِمَ يغيب وإلى كم يغيب ، وهم يعلمون ما سبق من علم الله وتدبيره في أمر هذا الإمام وصفه الله في المرتبة والمنزلة تحكّماً عن (على خ. ل) الله واقتراحاً على وليّه واستعجالاً لأمره وتقدّماً بين يديه.

- ص 163 ، أواسطها/ ص 85 ، س 5 ، هامش/ فيه شبه من يوسف/ فيه سنة [من] يوسف.

- ص 169 ، ما قبل آخرها/ ص 88 ، أواخرها/ وهم الجازمون/ وهم الحازمون.

- ص 299 ، أواخرها/ ص 160 ، س 6/ وأزد/ وأزد البصرة.

- ص 311 ، أواخرها/ ص 167 ، أواخرها/ حدّثني مَن رأى المسيّب ابن نجبة ، قال : وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ومعه رجل يقال له : ابن

ص: 32

السوداء ، فقال له : يا أمير المؤمنين .../ حدّثني من رأى المسيّب بن نجبة وقد جاء يدخل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ومعه رجل يقال له : ابن السوداء وهو متلبّبة فقالوا : يا أمير المؤمنين ....

- ص 331 ، ما قبل آخرها/ ص 180 ، س الأخير/ ملك القائم منّا/يملك القائم منّا.

نموذج ملفت للغاية عن تحريفات النسخة المطبوعة(1) :

نطالع في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام في النسخة المطبوعة لغيبة النعماني ، (ص 301) (ص 161 ، من الطبعة الحجرية) : «إنّهما أجلان : أجل محتوم ، وأجل موقوف. فقال له حمران : ما المحتوم؟ قال : الذي لله فيه المشيئة. قال حمران : إنّي لأرجو أن يكون أجل(2) السفياني من الموقوف. فقال أبو جعفر عليه السلام : لا والله ، إنّه لمن المحتوم».

يرد على هذا النصّ إشكال من ناحيتين :

الناحية الأولى : أنّ هذا النصّ اشتمل على تعريف الأجل المحتوم فقط.

والناحية الثانية : أنّ هذا التعريف ينسجم مع الأجل الموقوف أكثر من انسجامه مع الأجل المحتوم.

إنّ هذين الإشكالين ينبثقان عن سبب واحد ، وهو وجود سقط في النسخة المطبوعة ، فقد سقطت عبارة : «قال : الذي لا يكون غيره ، قال : ن.

ص: 33


1- لقد نوّه الأستاذ مهدي بور إلى هذا الأمر.
2- ورد في النسخة الرضوي «أمر» بدلاً من «أجل» ويبدو أنه هو الأحسن.

فما الموقوف؟» من قبل عبارة : «قال : الذي لله فيه المشيئة».

إنّ تكرار عبارة : «قال : الذي ...» في هذا الحديث أدّت بالناسخ أن يقفز بصره من إحديهما إلى الأخرى ، فأدّى هذا إلى حدوث مثل هذا السقط.

ومع الالتفات إلى ما تقدّم نجد هناك حاجة ماسّة إلى طبعة جديدة نقدية لغيبة النعماني تأخذ بنظر الاعتبار النسخة الرضوية ، وربّما أمكن من خلال البحث في فهارس النسخ المخطوطة في مختلف المكتبات العثور على نسخة أو نُسخ أخرى يستفاد منها في عملية التصحيح ، وقد كان لدى العلاّمة المجلسي في الغالب نسخ أصلية قيّمة ، ولذلك يبدو من الضروري الاعتماد على كتاب بحار الأنوار بوصفه نسخة هامّة في عملية تصحيح غيبة النعماني ، على أمل أن يتولّى هذه المسؤولية صاحب همّة وكفوء ليعمل على إحياء هذا الأثر القيّم إن شاء الله تعالى.

تاريخ تأليف الكتاب :

تقدّم أن ذكرنا أنّ كتاب غيبة النعماني قد تمّ تأليفه - على ما يبدو - قبل شهر ذي الحجّة الحرام من عام (342 للهجرة) ، حيث أملاه مؤلّفه على تلميذه ؛ ومع الأخذ بنظر الاعتبار تصريحه بما يراه من كون عمر الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) عند تأليفه الكتاب كان يربو على الثمانين سنة عندما قال : «له الآن نيّف وثمانون سنة» ، فلا يمكن أن يعود تاريخ تأليف الكتاب إلى ما قبل عام (336 للهجرة) ، وعلى هذا الأساس فإنّ تاريخ تأليف الكتاب

ص: 34

يعود إلى ما بين عام (336 للهجرة) إلى عام (342 للهجرة).

وفيما يلي نحاول أن نقدّم تاريخاً دقيقاً لتأليف الكتاب بملاحظة عبارة أخرى في غيبة النعماني.

ففي منتصف كتاب غيبة النعماني هناك كلام حول النزاعات والحروب الدائرة بين أحد مدّعي المهدوية وأبي يزيد الأموي ، وقد استفاد البعض منه أنّ تاريخ تأليف الكتاب متقدّم على موت أبي يزيد ، وأنّ الكتاب قد تمّ تأليفه عندما كانت الحروب بينه وبين مدّعي المهدوية محتدمة ، وعلى الرغم من أنّ تلك العبارة لا توحي بما فهموه ، إلاّ أنّها قد تنفعنا ببيان آخر فيما نحن فيه. ولمزيد من التوضيح ننقل نصّ عبارة النعماني(1) :

فبعد أن عمد النعماني إلى نقل عدد من الروايات في صفة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) ومنزلته ، بادر إلى نقل رواية جليلة عن الإمام الصادق عليه السلام بشأن منزلة الإمام المهدي ، حيث قال : «ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي» ، وقد عقّب النعماني على هذه الرواية قائلاً : «فتأمّلوا [بعد هذا] ما يدّعيه المبطلون ، ويفتخر به الطائفة البائنة(2) المبتدعة من أنّ الذي هذا وصفه ، وهذا حاله ومنزلته من الله عزّ وجلّ ، هو صاحبهم ومن الذي يدعون له ؛ فإنّه بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة ».

ص: 35


1- لقد نقلنا هذا النصّ عن النسخة الرضوية ، وسنشير إلى اختلاف طبعة الأستاذ الغفّاري عن هذه الطبعة.
2- لا يمكن قراءة هذه الكلمة في النسخة الرضوية بوضوح ، وفي هامش طبعة الأستاذ الغفّاري عن بعض النسخ نقلت هذه الكلمة على صيغة «الشانئة».

آلاف خادم روميّ وصقلبيّ(1). وانظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، أو (2) عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام أنّ القائم بالحقّ هذه صفته التي يصفونه بها ، وإنّه يظهر ويقيم(3) بعد ظهوره ، بحيث هو في هذه السنين الطويلة ، وهو في هذه العدّة العظيمة ، يناقفه أبو يزيد الأمويّ ، فمرّة يظهر عليه ويهزمه ، ومرّة يظهر هو على أبي يزيد ، ويقيم بعد ظهوره وقوّته وانتشار أمره بالمغرب والدنيا على ما هي عليه؟! فإنّكم تعلمون بعقولكم - إذا سلمت من الدخل - وتمييزكم - إذا صفى من الهوى - أنّ الله قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقّه والناصر لدينه والخليفة في أرضه والمجدّد لشريعة نبيّه»(4).

فهذه العبارة لا تتحدّث إلاّ عن النزاع والقتال الذي كان دائراً بين أبي يزيد الأمويّ وهذا الشخص الذي كان يدّعي المهدوية والذي استمرّ لسنوات طويلة ، والّتي تؤكد على أنّ النصر كان مرّة حليف هذا المدّعي للمهدوية ، ومرّة حليف أبي يزيد ، ولكن هل انتهى هذا القتال أم أنّه كان لا يزال قائماً؟ هذا ما لا يتّضح من العبارة نفسها.

وقبل مواصلة البحث يبدو من المفيد هنا أن نشير إلى تمرّد أبي يزيد ).

ص: 36


1- في الطبعة الحجرية ونسخة الغفّاري ورد التعبير ب- : «الصقالبي» ، وصقلب مدينة تقع في صقلية وهي جزيرة في بحرالمغرب ممّا يحاذي تونس. انظر : تاج العروس ، ج 3 ، ص 200.
2- في النسخة الحجرية وطبعة الغفّاري : «و» بدلاً من «أو».
3- في النسخة الحجرية ونسخة الغفّاري «يقيم».
4- غيبة النعماني ، ص 245 و 246 ، (الطبعة الحجرية ، ص 129 و 130).

باختصار :

إنّ أبا يزيد - مخلّد بن كيداد - الذي كان من أتباع مذهب النكارية وهم طائفة من الخوارج كان قد جمع أنصاراً له وذلك في سنة (316 للهجرة) ، وبدأ يروّج لفكرة الخوارج في تكفير كلّ من خالفهم من المسلمين.

تحدّثت الكتب التاريخية عن مطاردته من قبل القائم خليفة المهدي ، وهروبه من قبضة القائم وعودته سرّاً إلى مسقط رأسه في (توزر) وذلك سنة (325 للهجرة) ، وأشارت المصادر التاريخية إلى سجنه على يد والي (قسطيلية) ، وقد نجح أنصاره في تحريره من السجن ، وتحصّن في جبال (الأوراس) ، فحاصره القائم هناك ، واستمرّ هذا الحصار سبع سنوات.

وتعود حروبه ضدّ القائم ، وسيطرته على مختلف المدن في غرب أفريقية إلى عامي (332 و 333 للهجرة)(1).ً.

ص: 37


1- جاء في مقال (أبو يزيد النكاري) في دائرة المعارف الإسلامية (ج 6 ، ص 413) : «صرّح المقريزي (اتّعاظ الخنفاء ، ص 109) بأنّه خرج في سنة (303 للهجرة) ، وإنّ ما قاله بعض المؤرّخين من أنّ المهدي قد بنى مدينة المهدية عام (303 للهجرة) (ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج 8 ، ص 94) على شكل قلعة حصينة لصدّ الهجمات المحتملة من أبي يزيد (القاضي نعمان ، افتتاح الدعوة ، ص 278 ، ابن الأثير ، الموضع نفسه) ، يؤيّد هذا الرأي». وقد تمّ تحريف عبارة المقريزي في طبعة من طبعات (الاتعاظ) والتي اعتمدها المقال ، حيث تمّ إسقاط كلمة «وثلاثين» ، وقد ذكرت هذه العبارة في تحقيق الدكتور جمال الدين شيّال (القاهرة ، 1416 للهجرة ، ج 1 ، ص 75) بشكلها الصحيح ؛ وعليه فإنّ المقريزي يؤرّخ تمرّده بعام (333 للهجرة). وهذه المقاطع في (الاتّعاظ) مقتبسة عن (الكامل في التاريخ) لابن الأثير حيث تحدّث عن أبي يزيد في أحداث سنة (333 للهجرة) أيضاً.إنّ التأييد الذي ذكر لخروج أبي يزيد في سنة (303 ه) عجيب ؛ إذ يشير ابن الأثير إلى أنّ المهدي الفاطمي إنّما بنى المهدية بسبب التنبّؤات الواردة في الكتب بشأن صاحب الحمار - (لقب أبي يزيد) - وليس بسبب خروجه ، وإنّ عبارة القاضي نعمان في هذا الموضوع أكثر وضوحاً وصراحة ؛ فقد أشار إلى أنّ أبا يزيد هو الدجال الوارد ذكره في الروايات ، وأنّ بناء المهدية كان من أجل الحيلولة دون هجماته (انظر : افتتاح الدعوة ، تحقيق : فرحات دشراوي ، ص 327 ، الفقرة 296 ، ص 332 ، الفقرة 299) ، فلو تمّ التدقيق في هذه العبارة ، لاتّضح جليّاً أنّها تفيد بما يخالف مراد المؤلّف.

لقد تمكّن أبو يزيد في سنة (333 للهجرة) من الإستيلاء على أكثر المدن الواقعة في شمال أفريقية ، مثل : قسطيلية وأربس والقيروان وحاصر القائم في عاصمة حكمه في مدينة المهدية ، وقد استمرّ هذا الحصار حتّى عام (334 للهجرة) ، وقد استمرّت المواجهات والانسحابات والإخفاقات والانتصارات له في هذه السنة أيضاً ، وفي شهر رمضان من تلك السنة توفّي القائم ، وحلّ محلّه ابنه المنصور في سدّة الحكم ، كما تواصلت معارك أبي يزيد ضدّ الفاطميّين في تلك السنة بضراوة أيضاً ، ولكن في نهاية المطاف وقع أبو يزيد في قبضة عساكر المنصور ، حتّى توفّي في نهاية المحرّم من عام (336 للهجرة) متأثّراً بجراحه التي أصيب بها في آخر معاركه. وقد وردت تفاصيل هذه الأحداث في كتب التأريخ فلا داعي إلى إعادتها والإسهاب في نقلها وتكرارها في هذا المقال.

في العبارة مورد البحث من كتاب غيبة النعماني هناك أمران يستحقّان الوقوف والتأمّل ، وهما :

أوّلاً : وصف أبي يزيد بالأمويّ ، وهو أمر لم نشاهده في أيّ موضع

ص: 38

آخر. فقد وصف أبا يزيد بلحاظ أرومته بالبربريّ واليفرنيّ والزناتيّ ، كما وصف بلحاظ عقيدته ومذهبه بالخارجيّ الأباضيّ والنكاريّ(1). فما هو منشأ وصفه بالأمويّ؟ يبدو أنّ منشأ ذلك يعود إلى اتّصاله بالأمويّين في الأندلس ، فقد ذكر ابن عذاري المراكشي قائلاً : «وفي منسلخ شوّال من سنة (333 للهجرة) قدم على الناصر رسولان من أبي يزيد - مخلّد بن كيداد المعروف بصاحب الحمار - القائم بأفريقية على أبي القاسم الشيعي ، برسالة منه يخبر بتغلّبه على القيروان ورقّادة وعملهما ، وإيقاعه بأصحاب الشيعي فيها ، وما يعتقده من ولاية الناصر ، ويأوي إليه من اعتقاده إمامته. واتصلت كتب أبي يزيد ورسله على قرطبة من ذلك الوقت إلى حين وفاته»(2).

كما نقلت المصادر التاريخية هذه العلاقة التي كانت قائمة سنة (334 للهجرة) و (335 للهجرة) أيضاً ، وقد كان الهدف منها طلب النجدة من الناصر(3).

إنّ الأمر الهام في هذا البحث هو أنّ عبارة النعماني ووصفه لمدّعي المهدوية يثبت بوضوح أنّه كان في أثناء تأليف الكتاب على قيد الحياة ، 6.

ص: 39


1- من باب المثال ، انظر : التنبيه والإشراف ، ص 289 ، الكامل في التاريخ ، ج8 ، ص 422 ، البيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمغرب ، ج 2 ، ص 212 و 214 ، تاريخ ابن خلدون ، ج 4 ، ص 52.
2- البيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمغرب ، ج 2 ، ص 212.
3- البيان المُغْرِب ، ج 2 ، ص 212 - 214 ، وانظر أيضاً : دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ، ج 6 ، ص 414 ، نقلاً عن العديد من المصادر ، ومن بينها : تاريخ الخلفاء الفاطميّين في المغرب ، ص 373 و 385 - 386.

وذلك حيث يقول : «فإنّه بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة آلاف خادم رومي وصقلبي» ، حيث أنّ هذه العبارة فيها ظهور قوي في كونه كان حيّاً يرزق في حين تأليف الكتاب.

لا شكّ في أنّ هذا الشخص هو الخليفة الفاطمي ، ولكن هل المراد منه القائم الفاطمي أم غيره؟ يبدو من عبارة الأستاذ الغفّاري وتأكيد النعماني بقوله : «القائم بالحقّ ، والقائم لله» بحقّه أنّها تشير إلى هذا المعنى.

وكذلك يمكن الاستشهاد على ذلك بعبارة : «بحيث هو في هذه السنين الطويلة» حيث يستفاد منها أيضاً كونه كان حيّاً في زمان تأليف الكتاب.

فإذا كان هذا الاحتمال صحيحاً ، فبالالتفات إلى تاريخ وفاة القائم في شهر رمضان من سنة (334 للهجرة) ، يعود تاريخ تأليف الكتاب إلى ما قبل هذا التاريخ. إلاّ أنّ هذا لا ينسجم مع استنتاجنا السابق بشأن تاريخ تأليف كتاب غيبة النعماني والذي قلنا فيه : إنّ تأليف الكتاب لا يمكن أن يعود إلى ما قبل سنة (336 للهجرة).

نضيف إلى ذلك أنّ حجم كتاب غيبة النعماني وإن كان صغيراً إلاّ أنّه من الطبيعي أنّ الكتاب كان يكتب بشكل تدريجي. وعليه نقول : إنّ العبارة المرتبطة بغارات أبي زيد في كتاب غيبة النعماني تأتي بعد مئة صفحة من العبارة المرتبطة بعمر إمام العصر والزمان عليه السلام ، والتي استنتجنا منها أنّ تاريخ تأليف الكتاب لا يمكن أن يكون سابقاً على العام (336 للهجرة) ، ومن هنا يبدو أنّ عدم انسجام هاتين النتيجتين متين.

فلو كان المراد من مدّعي المهدوية في هذه العبارة هو المنصور ابن

ص: 40

القائم(1) ، فإنّه قد مات في سنة (341 للهجرة) ، وعليه لن يكون هناك إيّ إشكال على استنتاجنا السابق ، ولكن يبعد أن يكون مراد النعماني هو المنصور.

إنّ عقدة هذا البحث رهن بالالتفات إلى مسألة أشار إليها المؤرّخون في مصادرهم ، إذ قالوا : بأنّ المنصور أخفى موت والده خوفاً من اشتداد أمر أبي يزيد ، فلم يسمّ نفسه خليفة ، ولم يغيّر في ضرب النقود ، ولم يغيّر في قراءة الخطب وسائر شؤون الخلافة الأخرى ، فلمّا قضى على تمرّد أبي يزيد أعلن عن موت أبيه ، ونصب نفسه خليفة عنه(2).

وعليه من الطبيعي أن لا يطّلع النعماني على موت القائم حتّى سنة (336 للهجرة) ، متصوّراً أنّه لا يزال على قيد الحياة.

وبعد ضمّ كلتا هاتين العبارتين مورد البحث من كتاب غيبة النعماني إلى بعضهما نصل إلى نتيجة مفادها أنّ كتابة الأجزاء الوسطى من هذا الكتاب تعود إلى سنة (336 للهجرة) ؛ إذ مع أخذ موت أبي يزيد في شهر محرّم من سنة (336 للهجرة) بنظر الاعتبار ، يبعد أن يبقى النعماني على جهله بموت القائم الفاطمي حتّى نهاية تلك السنة. وبعد إضافة هذه النقطة وهي أنّ الكتاب ليس كبير الحجم ، يمكن القول بأنّ الفراغ من تأليف الكتاب كان في تلك السنة (أي سنة 336 للهجرة) أو السنة التي تليها مباشرة. 0.

ص: 41


1- هذا وإنّ نفس ادّعاء المنصور المهدوية بحاجة إلى تحقيق في حدّ ذاته.
2- الكامل في التاريخ ، ج8 ، ص 434 و 455 ، افتتاح الدعوة ، ص 334 ، الفقرة 300.

وبطبيعة الحال علينا أن لا نتجاهل حقيقة أنّ النعماني وإن كان قد أضاف بعض الروايات إلى الكتاب بعد تأليفه ، ولكن ليس لدينا دليل على أنّه قد أحدث تغييراً في بنية الكتاب ، ولذلك لا يمكن القول بأنّ الكتاب كان قد تمّ تدوينه وتأليفه مرّتين ، لنكون بحاجة إلى البحث في تاريخ تأليفاته المختلفة.

ونتيجة البحث هو : أنّ الأجزاء الوسطى من كتاب غيبة النعماني تعود إلى سنة (336 للهجرة) ، وأمّا خاتمة الكتاب فيبدو أنّها تعود أيضاً إلى تلك السنة ، أو السنة التي تليها مباشرة.

حقيقة بشأن كتاب غيبة النعماني :

قام شرف الدين الأسترآبادي في كتاب تأويل الآيات بنقل بعض الروايات عن غيبة الشيخ المفيد ، وقد عمد إلى حذف بداية الأسانيد من أغلبها ، ولكنّه في موضع من كتابه هذا (الصفحة رقم 208) وفي هامش سورة التوبة بادر إلى نقل روايتين بكامل سنديهما تخلّلهما توضيح من المؤلّف منقولة من ذلك الكتاب :

- «حدّثنا عليّ بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ... وأوضح من هذا - بحمد الله - وأنور وأبين وأزهر ...».

- «أخبرنا سلامة بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن معمّر ...».

ص: 42

وقد روي هذان الحديثان على هذه الصيغة(1) في غيبة النعماني (ص86/17 ، 87/ 18).

كما تمّ نقل سائر الموارد المنقولة في كتاب تأويل الآيات عن كتاب غيبة الشيخ المفيد بأجمعها في كتاب غيبة النعماني أيضاً :

- تأويل الآيات ، ص 87 (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص 314/6 ، 282/67).

- تأويل الآيات ، ص 102 (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص 132 / 14).

- تأويل الآيات ، ص 123 (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص 41 / 2).

- تأويل الآيات ، ص 133 (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص 26 ، ص199/13).

- تأويل الآيات ، ص 256 (هامش سورة النحل) ، غيبة النعماني (ص 198/9 ،243/43).

- تأويل الآيات ، 384 (هامش سورة الشعراء) ، غيبة النعماني (ص ر.

ص: 43


1- بطبيعة الحال يمكن ملاحظة بعض الاختلافات الطفيفة في هذين النقلين ، من قبيل : إبدال «حدّثنا» في الحديث الأوّل ، في النسخة المطبوعة من غيبة النعماني ب- : «أخبرنا» ، ولكن ورد التعبير في الطبعة الحجرية (ص 41) بنفس عبارة «حدّثنا» في بداية الحديث. كما لم يرد ذكر بعض أوصاف الرواة في كتاب تأويل الآيات ، حيث يمكن إرجاع سبب ذلك إلى حذفها من قبل المؤلّف رعاية للإختصار.

174 / 11).

وعليه ليس هناك من شكّ في أنّ النسخة التي نسبها شرف الدين الأسترآبادي إلى الشيخ المفيد ، لم تكن سوى نسخة عن كتاب غيبة النعماني! فما الذي أدّى إلى حدوث هذا الخلط؟

وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الالتفات إلى أنّ الشيخ المفيد كان له كتاب في الغيبة ، وقد ورد ذكره في كتاب رجال النجاشي(1) ، ويبدو - بطبيعة الحال - أنّ هذا الكتاب هو من بين كتبه المفقودة ، وليس بأيدينا أيّ معلومات خاصّة عنه أيضاً ، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإنّ الشيخ المفيد يكنّى ب- : (أبو عبد الله) ، واسمه : (محمّد بن محمّد بن النعمان) ؛ ولذلك كان يتمّ التعبير عنه أحياناً ب- : (أبو عبد الله ابن النعمان)(2) ، ومن هنا يبدو الشبه بين اسم الشيخ المفيد وبين اسم أبي عبد الله النعماني مؤلّف كتاب غيبة النعماني جليّاً ، ومن هنا فإنّ تحريف اسم (أبو عبد الله النعماني) إلى (أبو عبد الله بن النعمان) ، أو الخلط بين هذين الاسمين ، هو السبب في نسبة كتاب غيبة النعماني إلى الشيخ المفيد.

وبطبيعة الحال علينا أن لا نغفل عن اشتراك النعماني والمفيد في الاسم. 6.

ص: 44


1- رجال النجاشي ، ص 401 / 1067.
2- مسكّن الفؤاد ، ص 38 (ونقلاً عنه في بحار الأنوار ، ج 82 ، ص 121) ، رجال النجاشي ، ص 404 / 1070 ، شرح نهج البلاغة ، ج 2 ، ص 165 ، كما ورد التعبير ب- : (ابن النعمان) في رجال النجاشي في ص 161 / 425 ، ص 431 / 1161 ، ص 457 / 1246.

من تراث مدرسة الحلّة (مختصر المراسم العلويّة) للمحقّق الحلّي

(602- 676 ه)

أحمد علي مجيد الحلّي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة :

الحمد لله ربِّ العالمين الذي جعل مراسم دينه بالأحكام النبويّة ، واختصر لنا ذلك بالنبيّ وآله إذ أمرنا بسلوك الطريقة العلويّة المحمّديّة ، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله خير البريّة.

وبعدُ : فإنّه لم يجُل في خاطري أن يحالفني الحظّ والتوفيق في يوم من الأيّام فأضَعَ بين يديّ نسخةً وُضِعَت بين يَدَي المحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت 676 ه) نفسِه ، هي النسخة الخطّيَّة من كتاب مختصر المراسم كتبها لَه وقرأها عليه تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ في سنة (672 ه) ، واستَلَمَتها الأيدي الكريمةُ بعدَ ذلك جيلا بعد جيل ، فمن المحقّق الحلّي إلى تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسني (كان حيّاً سنة 695 ه) ، ثمَّ

ص: 45

إلى السيّد رضيّ الدين محمّد بن الحسن الرزقيّ الداوديّ الحسنيّ (كان حيّاً سنة 695 ه) ، الذي قرأها على السيّد ابن مطرف وأجازه بروايتها ، ثمّ تملّكها الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت 1352 ه) ، وبين الأخيرين ما خفي عنّا من أسماء الذين قرأوا الكتاب ودرسوه وحفظوه وتملّكوه ، ثمّ تملّكها بالشراء من الشيخ البلاغيّ الشيخُ عليّ آل كاشف الغطاء (ت 1350 ه) ، ثمّ تملّكها نجلُه الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه) ، ثمّ الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت1389ه) الذي عرّفَها في كتابِهِ الذريعة ، ثمَّ السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ ونجله السيّد محمّد رضا السيستانيّ ، فقد رأياها قبل تحقيق كتاب الشرائع لابن بابويه المنضمّ إلى نسخة مختصر المراسم ، واستنسخ الأخير كتاب الشرائع هذا ، فرحم الله الماضين وحفظ الباقين وجزاهم الله جميعاً خيرًا على حفظهم لنا هذا الأثر اليتيم النفيس الذي هو من آثار عظيم من عظماء علماء الحلّة ، هو الفقيه المعظّم المحقّق الحلّيّ قدس سره ، الذي وُلِدتُ في جوارِ قبره.

وكان من التوفيق أيضاً أن أعود إلى مدينتي الحلّة السيفيّة بعد انتقالي إلى النجف الأشرف مع والدي قبل أربعين عاماً ؛ وذلك لإحياء هذا الأثر ، وغيره من الآثار الحلّيّة ، وقد وفّقتُ إلى تحقيقه بضيافة مركز تراث الحلّة التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة.

وكتاب المختصر هذا عرفتهُ في أواخر سنة (1432ه) في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة مكتبةُ الإمامِ الشيخِ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء العامَّة المسمّاة ب- : (مكتبة عليّ والحسين) - الوالدِ والولدِ - أسّسَها الشيخُ علىُّ ابن الشيخ محمَّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (ت1350ه) فَضَمَّت أمَّات الكتبِ التّراثيَّة ، كتب الأجداد والآباء التي توارثوها خلفاً عن سَلَف ، ثمّ زادَ مؤسِّسُها على إرثها العريق كتباً بالشّراءِ والنّسخ ، فهو رحمه الله على ما استنسخه حقيقٌ بأن يلقّبَ ب- : (شيخ التراث) ، وزادَ عليها بعدَه نجلُه الشيخ محمَّد الحسين آل كاشف الغطاء وحفيده الشيخ شريف عامِلَيْنِ بنهجِ مؤسِّسِها في جمعِ التّراث وحفظه ، وشاءَ اللهُ تعالى أن يحفظَ هذه المكتبةَ على الرّغم من الظروف القاهرة التي ألمَّت بالعراق الجريح ، فرُعاتُها كما رأينا وسمعنا يحنّون عليها كحنوِّ الأمّ على طفلها.

وشعَّ نورُها من جديد يوم جدّدَ بناءَها آية الله العظمى السيِّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه) سنة (1428ه) فازدادَ النورُ نورًا والخيرُ خيرًا ، وهي اليوم بحمد الله تعالى عامرةٌ بعمارتها الجديدة الواقعة بجنب مقبرة ومسجد الشيخ جعفر الكبير ، وموردٌ عذبٌ لطالبي العلم ومحيي التراث.(1) يوم كان اهتمام المرجعيّة الرشيدة بإخراج أثر مهمّ من مِ

ص: 46


1- إِذا ما بِنَاءٌ شادَهُ العِلمُ والتُّقى تَهَدَّمَتْ الدّنيا وَلَم يَتَهَدَّمِ

آثار الشيعة الإماميّة ، هو كتاب الشرائع لوالد الشيخ الصدوق عليّ بن الحسين ابن موسى ابن بابويه (ت 329 ه) والمنضمّ مع مختصر المراسم في مجموعة خطّيّة واحدة ، والذي حُقّق وطُبع ونُشر بجهود مضنية قلّ نظيرها.

وما إن كُلِّفتُ بإحياء بعض تراث مدينة الحلّة - العريقة الذكر - من سماحة الحجّة السيّد أحمد الصافي - دام تأييده - ، وذلك بالعمل في مركز تراث الحلّة الذي فُتح برعايته واهتمامه ، حتّى سارعتُ في الإجابة ، وانتهزت الفرصة في أن أُحيي هذا الأثر الذي لم يُطبع من قبل ، والذي كتبه تلميذ المؤلّف قدس سره.

وحاولت في مقالتي هذه أن أتناول كلّ شاردة وواردة تتعلّق بالكتاب ونسختيه علّني أستطيع أن أضع بين يديّ القارئ ما جاد به قلمي خدمة للتراث.

ص: 47

المبحث الأوّل

سلاّر الديلميّ

مؤلّف كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)

* التعريف به :

هو الفقيه الأعظم ، والشيخ الأجلّ ، الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلميّ(1) الطبرستانيّ(2) ، المعروف ب- : (سلاّر) أو (سالار) ، وقد اشتهر بلقبه حتّى ذكره جملة من أصحاب الرجال والتراجم في باب السين(3). ام

ص: 48


1- الدَيْلَمِيّ (بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها ، وفتح اللام وكسر الميم) : نسبة إلى الديلم ، وهي بلاد معروفة ، ينسب إليها جماعة من أولاد الموالي ، ينظر : الأنساب (السمعاني) : 2/527.
2- طَبَرِستان (بفتح أوّله وثانيه ، وكسر الراء) : معناها ناحية الطَبَر ، والنسبة إلى هذا الموضع (الطَبَرِيّ) ، وهي بلدان في إيران واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، خرج من نواحيها ما لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه ، والغالب على هذه النواحي الجبال ، فمن أعيان بلدانها : دهستان وجرجان وإستراباذ وآمل - وهي قصبتها - وسارية ، وشالوس ، وطبرستان في البلاد المعروفة بمازندران. (ينظر : معجم البلدان : 4/13 باختصار).
3- هذه الترجمة أوردتها على سبيل الاختصار ، وهي خالية من بعض المطالب العلميّة ، وأوكلت الأمر إلى جملة من كتب التراجم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ينظر ترجمته في : فهرست منتجب الدين : 67 الرقم 183 ، معالم العلماء : 169 الرقم 923 ، خلاصة الأقوال : 167 الرقم 11 ، رجال ابن داود : 104 الرقم 711 ، أمل الآمل : 2 / 127 الرقم 357 ، نقد الرجال : 2/341 ، أعيان الشيعة : 7/170 ، طبقات أعلام

* ما قيل فيه :

1 - منتجب الدين ابن بابويه (ت 585ه) في الفهرست : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ ، ثقةٌ ، عين»(1).

2 - السيّد المرتضى ، عليّ بن الحسين الموسويّ (ت 436ه) - أستاذه - في مفتتح أجوبة المسائل السلاّريّة التي سأله عنها الديلميّ ، قال : «قد وقفت على ما أنفذه الأستاذ - أدام الله عزّه - من المسائل وسأل بيان جوابها ، ووجدته - أدام الله تأييده - ما وضع يده من مسائله إلّا على نكتة وموضع شبهة».

3 - السيّد محمّد مهديّ بحر العلوم (ت 1312ه) : قال بعد إيراد كلام الشريف المرتضى المتقدِّم بشأن المسائل السلاّريَّة ما نصّه : «وناهيك بهذا النعت له من السيّد ، ولعمري لقد سأل هذا الفاضل في مسائله المذكورة عن أمور عويصة بتحرير متقن سديد يدلّ على كمال فضله واقتداره في صنعة الكلام وغيره ، وقد تعمّق السيّد الأجلّ المرتضى بما يعلم منه مقدار فضيلة السائل وتمهّره وتسلّطه على العلم ، وقد كان سؤاله عن ذلك حال تحصيله على السيّد وقراءته عليه.

فإنّه قال - في ابتداء المسائل - : (أمّا نِعَمُ الله تعالى على الخلق بدوام 3.

ص: 49


1- فهرست منتجب الدين : 67 الرقم 183.

بقاء سيّدنا الشريف السيّد الأجلّ المرتضى علم الهدى - أطال الله بقاه وأدام علوّه وسموّه وبسطته ، وكبت أعداءه وحسدته ، فالألسُنُ تقصر عن أداء شكرها ، والمنن تضعف عن تعاطي نشرها ، فلا أزال الله عنّا وعن الإسلام ظلّه ، وحرس أيّامه من الغِيَر ، وبعد : فمن كان له سبيل إلى إلقاء ما يعرض له ويعتلج في صدره من الشبه إلى الخاطر الشريف ، واستمداد الهدى من جهته ، فلا معنى لإقامته على ظلمتها ، والغاية اقتباس نور الله سبحانه ؛ ليقف على الطريق النهج والسبيل الواضح والصراط المستقيم ، والخادم - وإن كان متمكّناً من إيراد ذلك في المجلس الأشرف وأخذ الجواب عنه على ما جرت به عادته - فإنّه سائل الإنعام بالوقوف على هذه المسائل ، وإيضاح ما أشكل منها ، ليعمّ النفع بها ، فيحصل بذلك المبتغى بمجموعه من الوقوف على الحقّ ، وعموم النفع للمؤمنين كافّة ، والتنويه باسم الخادم ، ولرأي سيّدنا الشريف السيّد المرتضى علم الهدى - أدام الله قدرته في ذلك وعلوّه إن شاء الله ..) ، ثمّ أخذ في ذكر المسائل»(1).

4 - العلاّمة الحلّيّ (ت 726ه) في خلاصة الأقوال : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى - قدّس الله روحه - شيخنا المقدّم في الفقه والأدب وغيرهما ، كان ثقة وجهاً .. قرأ على المفيد 11 - رحمه الله - وعلى السيّد 0.

ص: 50


1- المسائل السلاّريّة (مخطوط في مكتبة مجلس الشورى بطهران ، الرقم 2/10007) ، الفوائد الرجاليّة (بحر العلوم) : 3/15 ، الذريعة : 5/206 الرقم 960.

المرتضى - رحمه الله -»(1).

5 - ابن داود الحلّيّ (ت 740ه) في رجاله : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى ، فقيهٌ جليل معظّم ، مصنِّف ، من تلامذة المفيد والسيّد المرتضى»(2).

6 - الحرّ العامليّ (ت 1104ه) في أمل الآمل : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ ، ثقةٌ ، ديّن .. ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، فقيه ، يروي عنه الشيخ أبو عليّ [ابن الشيخ الطوسيّ]»(3).

7 - السيّد محمّد باقر الخوانساريّ (ت 1313ه) في روضات الجنّات : «الشيخ المتفقّه الإمام أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز ، الملقّب بسلاّر الديلميّ ، أحد أعاظم المتقدّمين من فقهاء هذه الطائفة ، بل واحدهم المشار إليه في كتب الاستدلال .. وهو من كبار تلامذة المرتضى والمفيد»(4).

8 - السيّد محسن الأمين العامليّ (ت 1371ه) في أعيان الشيعة : «كان متكلّماً ، أصولياً ، فقيهاً ، أديباً ، نحويّاً ، ذا شهرة واسعة بين العلماء ، فكانوا يقفون عند أقواله ، وينقلونها في كتبهم ، وحسبه شرفاً أنّه يعدّ من أجلّة تلامذة المفيد والمرتضى»(5). 7.

ص: 51


1- خلاصة الأقوال : 167 الرقم 11.
2- رجال ابن داود : 104 الرقم 711.
3- أمل الآمل : 2/124 ، و 127 الرقم 357.
4- روضات الجنّات : 2/370.
5- أعيان الشيعة : 7/170 تحت الرقم 547.

* تصانيفه :

1 - الأبواب والفصول ، في الفقه(1).

2 - الأسئلة السلاّريّة ، مسائل في الفقه سأل عنها أستاذه السيّد المرتضى ، مخطوط(2).

3 - التذكرة في حقيقة الجوهرة ، مفقود(3).

4 - التقريب في أصول الفقه ، مفقود(4).

5 - الردّ على أبي الحسن البصريّ في نقضه كتاب الشافي في الإمامة ، مفقود(5).

6 - المراسم العلويّة ، مطبوع.

7 - المقنع في المذهب ، مفقود(6).

* وفاته وموضع دفنه :

قال الصفديّ (ت 764ه) : مات في صفر سنة (448 ه)(7).

وذكر السيّد محسن الأمين العامليّ (ت 1371ه) والشيخ آقا بزرك 3.

ص: 52


1- ينظر : كشف الحجب والأستار : 2 الرقم 4 ، الذريعة 1/73 الرقم 363.
2- ينظر : الذريعة : 2/83 الرقم 331 (والأجوبة لأستاذه).
3- ينظر : الذريعة : 4/24 الرقم 75.
4- ينظر : كشف الحجب والأستار : 136 الرقم 677 ، الذريعة : 4/365 1591.
5- ينظر : كالذريعة : 10/179 الرقم 378.
6- ينظر : كشف الحجب والأستار : 547 الرقم 3082 ، الذريعة : 22/124 الرقم 6366.
7- الوافي بالوفيات : 16/33.

الطهرانيّ (ت 1389ه) نقلا عن نظام الأقوال(1) أنَّه : «مات بعد الظهر من يوم السبت لستّ خلون من شهر رمضان سنة (463 ه)»(2) ، وهو الصحيح.

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء نقلا عن تذكرة الأولياء(3) : «إنّ سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز».

وقال الأفندي : «وقد وردتُ عليها أيضاً وسمعتُ من بعض أكابرها بل من جميع أهلها أنَّ قبره - قدّس سرّه - بها ، وكان قبره هناك معروفاً ، وقد زرته بها ، وخسرو شاه : كان (كانت- ظ) في الزمن القديم بلدة كبيرة معروفة من بلاد آذربيجان ، والآن صارت قرية .. وهي من تبريز على مرحلة بقدر ستّة فراسخ»(4).

وقال السيّد محمّد حسين الجلاليّ : «حدّثني السيّد محمّد عليّ القاضي التبريزيّ أنّ مزاره معروف ، وتزوره الطائفة»(5). 4.

ص: 53


1- كتاب (نظام الأقوال في معرفة الرجال) لنظام الدين محمّد بن الحسين الساوجيّ ، نزيل عبد العظيم بالري ، وتلميذ البهائيّ ، توفّي بعد الشاه عبّاس (ت 1038ه) ، ينظر : الذريعة : 24/191 الرقم 994.
2- ينظر : أعيان الشيعة : 7/170 ، طبقات أعلام الشيعة : 2/86.
3- تذكرة الأولياء : في تراجم العلماء والصلحاء والأكابر والمشاهير المدفونين في تبريز ونواحيها ، للمولى حشري الأديب الشاعر الصوفيّ التبريزيّ (ق11) .. طبع قبل سنين كما ذكره بعض المطّلعين ، ينظر : الذريعة : 4/29 الرقم 99.
4- رياض العلماء : 2/441 - 442.
5- فهرس التراث : 534.

المبحث الثاني

كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)

* التعريف به :

مختصر فتوائيّ معروف من أحكام الطهارة إلى الديات(1) ، في قسمين : العبادات والمعاملات ، في بعض مسائله إشارة إلى بعض الأدلّة ، ألّفه باسم أحد السلاطين لم يذكر اسمه تصريحاً في مقدّمة المؤلّف ، سُمّي في بعض الفهارس الأحكام النبويّة والمراسم العلويّة ، واشتهر ب- : المراسم ، وقد يعبّر عنه ب- : الرسالة اختصارًا(2).

أوّل الكتاب : «الحمد لذي القدرة والسلطان ، والكرم والإحسان .. أمّا 6.

ص: 54


1- اشتمل الكتاب على : (كتاب الطهارة ، وكتاب الصلاة ، وكتاب الصوم ، وذكر الاعتكاف ، وكتاب الحجّ ، وكتاب الزكاة ، وكتاب الخمس ، وكتاب النكاح ، وكتاب الفراق ، وكتاب المكاسب ، وذكر الشركة والمضاربة ، وأحكام الشفعة ، وكتاب الأيمان والنذور والعهود والكفّارات ، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة ، وأحكام الديون ، وأحكام الوديعة ، وأحكام العاريّة ، وأحكام المزارعة ، وأحكام الإجارة ، وذكر الصلح ، وأحكام الوقوف والصدقات ، وأحكام الضمانات والكفالات ، والحوالات والوكالات ، وذكر الإقرار في المرض ، وأحكام الوصيّة ، وذكر اللقطة ، وذكر الصيد والذبائح ، وذكر الأطعمة والأشربة ، وكتاب المواريث ، وأحكام القضاء ، وأحكام الجناية ، وكتاب الحدود ، وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
2- ينظر : كشف الحجب والأستار : 501 الرقم 2817 ، الذريعة : 20/298 الرقم 3065 ، التراث العربيّ المخطوط : 11/275 ، فنخا : 29/56.

بعد على أثر ذلك أطال الله للحضرة العالية المظفّرة المنصورة الوزيريّة السيديّة الأجلّيّة السعادة والبقاء ، وأدام لها السلطان والعلاء ، والنور والسناء ، وكبت لها الحسدة الأعداء ، فإنّ أحقّ ما اشتغل به العارفون ، وعمل به العاملون ، الرسوم الشرعيّة والأحكام الحنيفيّة ، إذ بها ينال جزيل الثواب .. وقد عزمت على جمع كتاب مختصر يجمع كلَّ رسم ويحوي كلَّ حتم من الشريعة ، وأتيته على القسمة ؛ ليقرب حفظه ويسهل درسه ..»(1).

آخر الكتاب : «فقد أتينا في هذا الكتاب على كتب الفقه مع الاختصار ، وجنّبنا الإطالة والإكثار ، وجعلناه تذكرةً للعالمِين ، وإماماً للدارسين ، ومقنعاً للطالبين ، ورحمةً للعالمَين ، مع قلّة حجمه وصغر جسمه حاو للعبادات ، متضمّن للشرعيّات ، لا يفوته إلاّ القليل ، ولا يرجع البصر عن نظره وهو كليل ، فهو مليح المباني غزير المعاني ، ولم نصنّفه لقصور الكتب المصنّفات عمّا فيه ، بل لأنّ أصحابنا رضوان الله عليهم إذا اختصروا ، أثبتوا العبادات ، ولم يذكروا المعاملات ، ولأنّه على طريقة من القسمة غير مألوفة ، وملية غير معروفة ، فلذلك برّز على الأقران ووجب بفضله الإقرار والإذعان .. ويجعل عاقبتنا أجمعين إلى الجنّات ، إنّه جواد كريم ، بارٌّ رحيم»(2).

* شروحه :

1 - شرحٌ لبعض المقاربين لعصر المصنِّف مختصرٌ على نحو التعليق ، ا.

ص: 55


1- المراسم العلويّة : 27.
2- المراسم العلويّة : 265 ، وقد ذكرتُ النصّ بطوله لأنّ المؤلّف أورد فيه هنا علّة الاختصار في كتابه هذا.

بعناوين (قوله - قوله) ، ذكره ورآه الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ عند الشيخ محمّد السماويّ ضمن مجموعة عليها إجازة بخطّ قطب الدين الراونديّ ، سعيد بن هبة الله الحسنيّ (ت 573ه) ، كتبها لولده نصير الدين حسين الشهيد ، وهو ناقص الأوّل ، من ذكر النسيان من أفعال الحجّ(1) إلى آخر الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ينتهي به كتاب المراسم(2) ، والكتابُ سوف يُحقّق وينشر في مجلّة (دراسات علميّة) ، وقد أشار الشيخ عزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفيّ المعروف بالفاضل الآبيّ (ت 690ه) إلى هذا الشرح في كتابه كشف الرموز(3).

وقد انتقلت هذه النسخة إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء وتسلسلها (316) ، رأيتها ضمن مجموعة مع كتاب الجواهر في الفقه لابن البرّاج ، ولِقدَمها أرى من المفيد أن أذكر مواصفاتها ، وهي على النحو الآتي :

النسخة ضمن مجموعة ضمّت ثلاثة كتب :

الأوّل : الجواهر في الفقه : للقاضي سعد الدين أبي القاسم عبد العزيز ابن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج ، قاضي طرابلس (ت481 ه) ، ناقص ».

ص: 56


1- في الذريعة : (من أوّل الزكاة) ، فلاحظ.
2- ينظر : الذريعة : 14/63 الرقم 1752 ، و 20/298.
3- قال في كشف الرموز (2 / 40) ما نصّه : «... فإنّ كتب الأصحاب خالية عن حديث وارد في هذا المعنى ، واعتبرت كتب الأحاديث فما ظفرت بشيء ، وكذا ذكر شيخنا وصاحب البشرى - قدّس الله روحيهما - وتوهّم بعض الشارحين لرسالة سلاّر وجود حديث مرويّ بذلك ، فقال : إنّ الخبر الوارد بذلك للتقيّة ، والحديث المشار إليه موجود في هذا الشرح».

الآخر- ينتهي بالمسألة ذات الرقم (733) من المطبوع - ويقع في 45 ورقة - ورقتان منها بياض - وعليه إجازة السيّد سعيد بن هبة الله الراونديّ المذكورة ، ونصّها : «كتاب الجواهر في الفقه : تأليف القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير ابن البرّاج(1) - رضي الله عنه - قرأه عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين(2) - أبقاه الله ومتّعني به(3) - قراءة إتقان ، وأجزت له أن يرويه عنّي ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن المحسن الحلبيّ ، عنه ، كتبه : سعيد بن هبة الله»(4).

الثاني : المراسم العلويّة : لسلاّر بن عبد العزيز الديلميّ(ت 463ه) ، ناقص الأوّل والآخر ، يبدأ بباب ذكر ما يتطهَّر به من الأحداث وينتهي بذكر أحكام الجنايات في القضاء ، ويقع في (31) ورقة ، بعض أوراقه مخرومة(5).

الثالث : شرح المراسم العلويّة : لمجهول ، ناقص الأوّل ، ويبدأ من ذكر النسيان من أفعال الحجّ(6) ، ويقع في (11) ورقة ، واستنسخ عن هذه النسخة أوّلا : الشيخ محمّد بن محمّد بن عليّ الفراهانيّ المحمّد آباديّ في شعبان سنة ظ.

ص: 57


1- في الذريعة زيادة : (الطرابلسيّ) ، وفي الطبقات غير موجودة ، فلاحظ.
2- في الذريعة : (الحسينيّ) ، وفي الطبقات صحيح مثل ما هو مثبت أعلاه ، فلاحظ.
3- لم يرد في الذريعة : (الله) ، التي بعدها تقرأ : (ونفعني به).
4- ينظر : طبقات أعلام الشيعة : 3/75 ، الذريعة : 5/257 ، و 14/63 ، و 20/ 298 ، وهذه الإجازة لم يذكرها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ في مجلّد الإجازات من الذريعة فهي ممّا يستدرك عليه ، فلاحظ.
5- ذكر الشيخ الطهرانيّ النسخة هذه في كتابه الذريعة : 20/298.
6- في الذريعة : (من أوّل الزكاة) ، فلاحظ.

(618 ه) ، ثمّ استنسخ عنها في شهر رمضان من تلك السنة أيضاً الشيخ أبو جعفر عليّ بن الحسين بن أبي العباس(1) الجاسبيّ الوارنيّ وكتبا ذلك بخطّهما في إنهاء النسخة.

ونصّ ما كتبه الأوَّل : «انتسخ منه أضعف عباد الله وأحوجهم إلى رحمته محمّد بن محمّد بن عليّ الفراهانيّ المحمّد آباديّ في عشر الأواخر من شهر الله المبارك رمضان(2) سنة ثمان عشر وستّمائة داعياً لصاحبه ومستغفرًا لمصنِّفه»(3).

ونصُّ ما كتبه الثاني : «انتسخ من هذا الكتاب العبد الضعيف الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى أبو جعفر عليّ بن الحسين (الحسن) بن أبي الحباب الحسينيّ الوارانيّ في شهر الله المبارك رمضان عظَّم الله بركته سنة ثمان عشر وستّمائة داعياً لصاحبه بالخير».

والنسخة عليها ختم مكتبة مجد الدين [مجد الدين محمّد النصيريّ الأمينيّ (ت 1390 ه) ظاهرًا] ، وختم مكتبة الشيخ السماويّ ، (87) ورقة ، مختلفة السطور ، (7 / 13 × 20) سم ، الغلاف : جلد ، أسود. 2.

ص: 58


1- في الذريعة : (الحسين) ، بدل : (الحباب) ، فلاحظ.
2- (رمضان) في النسخة تقرأ : (شعبان) ، وأثبتّها على ما ورد من الحديث في المقنعة (ص 373) عن أمير المؤمنين عليه السلام : «شهر رمضان شهر الله ، وشعبان شهر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ورجب شهري» ، وعلى ما أثبته الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ في الذريعة ، فلاحظ.
3- ذكر الشيخ الطهرانيّ هذه النسخة في كتابه الذريعة : 5/257 ، و 14/63 الرقم 1752.

2 - شرح في زمن المحقّق الحلّيّ (ت 676ه) أو قبله بيسير ، نقل عنه الشهيد الأوّل (ت 786ه) في كتابه ذكرى الشيعة بعض الفوائد في باب التسليم ، وهو غير الشرح الأوّل(1) ، ولعلّه متّحد مع السابق ، والأمر يحتاج إلى تحقيق(2).

3 - شرح في زمن فخر المحقّقين الحلّيّ (ت 770ه) أو قبله بيسير ، فإنّه نقل عنه في كتابه إيضاح الفوائد في كتاب الطلاق ، وهو غير الشرح الأوّل(3) ، ولعلّه متّحد مع السابِقَينِ ، والأمر يحتاج إلى تحقيق أيضاً(4).

4 - شرح السيّد ضياء الدين بن الفاخر : ويعبّر عنه ب- : (السيّد الفاخر) ، نقل عنه الشيهد الأوّل (ت 786ه) في كتابيه الدروس الشرعية وغاية المراد ، ونقل عن الشيهد الأوّل جملة من المتأخّرين ، ونقل عن شرح الفاخر هذا ».

ص: 59


1- ثبت ذلك لي بعد مقابلة المطلب الذي نقله الشهيد الأوّل مع الشرح الأوّل ، فلاحظ.
2- ينظر : ذكرى الشيعة : 3/427 ، وقال فيه ما نصّه : «ومنها : إلزامه [المحقّق الحلّيّ] بوجوب صيغة : (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) تخييرًا ، وهذا قول حدث في زمانه فيما أظنّه أو قبله بيسير ، لأنّ بعض الشراح رسالة سلاّر أومأ إليه».
3- ثبت ذلك لي بعد مقابلة المطلب الذي نقله الشهيد الأوّل مع الشرح الأوّل ، فلاحظ.
4- إيضاح الفوائد : 3/161 ، وقال فيه ما نصّه : «ونقل صاحب شرح رسالة سلاّر من أصحابنا بأنّه وجد بعض فتاوى المفيد بأنّ العقد وحده لا يوجب كلّ المهر بل إنّما يجب كلّ المهر بالعقد والدخول أو الموت فعلى هذا لا يتوجّه كلام ابن إدريس ، والحقّ عندي اختيار والدي المصنِّف».

جملة من الأعلام ، منهم : حسين بن موسى العامليّ (ق9) في كتابه نزهة الأرواح فيما يتعلّق بأحكام النكاح(1) ، والشهيد الثاني (ت 965ه) في كتابه مسالك الأفهام ، والسيّد محمّد العاملي في كتابه غاية المرام ، والفاضل الهندي (ت 1137ه) في كتابه كشف اللثام ، والسيّد محمّد جواد العامليّ (ت 1228ه) في كتابه مفتاح الكرامة(2) ، وقرنه الأخير بأعاظم العلماء ، وعصره غير معروف لديّ ، وكلّ ما أعرفه عنه وهو أنّه متقدّم على الشهيد الأوّل(3).

قال الشيخ محمّد حسن النجفي (ت 1266ه) في كتابه جواهر الكلام : «.. والسيّد الأجلّ عليّ بن موسى ابن طاووس صاحب الكرامات ، والعلاّمة طاب ثراه في جملة من كتبه ، ووالده وولده وابن أخته السيّد العميد ، والسيّد ضياء الدين ابن الفاخر ، والشهيدين والمقداد وتلميذه محمّد بن شجاع 9.

ص: 60


1- ينظر : فنخا : 33 / 287.
2- ينظر : الدروس الشرعيّة : 1 / 465 ، غاية المرام : 1 / 100 ، مسالك الأفهام : 9 / 279 ، نهاية المرام : 2 / 101 ، كشف اللثام : 8 / 124 ، مفتاح الكرامة : 9 / 616.
3- في كتاب (الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع) للشيخ حسين آل عصفور (ت 1216ه) ما نصّه : «وقال أبو الصلاح الحلبيّ والسيّد الفاخر السيّد أحمد بن طاوس : (لا يحتسب من العدّة ما لا يحصل فيه الحداد من الزمان ؛ للإخلال بمراد الشارع فلا يحصل الامتثال ويجب الاستيناف وهو نادر ..). ومن المعلوم أنّ هذه العبارة نقلها الشهيد الأوّل في (الذكرى) عن شرح المراسم للسيّد الفاخر ، وقد تفرّد الشيخ حسين آل عصفور بهذا القول ، فلم ينصّ أحد على أنّ السيّد الفاخر شارح المراسم هو السيّد أحمد ابن طاووس (ت 673ه) ، ويبقى لديّ السيّد الفاخر مجهول فاخرٌ ، فلاحظ». ينظر : الأنوار اللوامع : 10 ق2 / 159.

القطّان ..»(1) ، ولا أعرف وجهاً لهذا الترتيب إلاّ أن يكون صاحب الجواهر رحمه الله كان له معرفة بطبقة الشارح ، وترجم له الميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء(2) مقتصراً على ما ذكره الشهيد الأوّل في كتابيه المذكورين أعلاه ، ولعلّ هذا الشرح متّحد مع السابقين ، والأمر يحتاج إلى تحقيق أيضاً ، ولم يذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني شرح الفاخر في كتابه الذريعة.

5 - العلائم في شرح المراسم : للسيّد محمّد عليّ المعروف بآقا مجتهد ابن السيّد صدر الدين الموسويّ العامليّ الأصفهانيّ (ت 1274 ه) ، غير تامّ(3).

* مختصراته :

اختصره نجم الدين جعفر بن الحسن المعروف بالمحقّق الحلّيّ (676ه) ، وسيأتي الحديث عنه مفصّلا في المبحث الثالث من هذه المقالة.

* مخطوطاته (أقدم نُسَخه) :

إنّ من الغالب أن يكون لكلِّ مؤلَّف قديم عدّة نسخ خطّيّة منتشرة في 9.

ص: 61


1- جواهر الكلام : 13 / 35.
2- ينظر : رياض العلماء : 7 / 179 - 180 ، 216.
3- ينظر : تكملة أمل الآمل : 1/357 الرقم 2 ، الذريعة : 15/308 الرقم 1969.

ربوع الأرض ، وكتاب المراسم العلويّة حظي بذلك أيضّا ، ففي إيران (38) نسخة ، وفي النجف الأشرف (1) نُسخ(2) ، وهنا اقتصرت على ذكر ثلاث نسخ قديمة ونفيسة :

1 - نسخة ضمن مجموعة عليها إجازة بخطّ القطب الراونديّ ، سعيد ابن هبة الله الحسنيّ (ت 573ه) كتبها لولده نصير الدين حسين الشهيد ، رآها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ عند الشيخ محمّد السماويّ(3) ، وانتقلت هذه النسخة إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء وتسلسلها فيها (316) ، رأيتها ضمن مجموعة مع كتاب الجواهر في الفقه لابن البرّاج ، وشرح المراسم ، وسيأتي الحديث عنها ضمن شروح كتاب المراسم.

2 - نسخة كتبها عليّ بن الحسين بن فادشاه بن أبي القاسم بن أميرة بن أبي الفضل بن بندار .. بن موسى بن أبي جعفر الجواد ، يوم الخميس 5 شهر ربيع الأوّل سنة (675ه) ، ويه الآن في مكتبة جامعة طهران بالرقم : (701 ، 76 ق ، 17س ، 5 / 17 × 26 سم)(3).

3 - نسخة كتبها محمّد بن إسماعيل بن الحسن الهرقليّ الحلّيّ(4) ، يوم :

ص: 62


1- ينظر : التراث العربيّ المخطوط : 11/276 ، فنخا : 29/56.
2- ينظر : فنخا : 29/56 وما بعدها ، وفيه ذكر لثمان وثلاثين نسخة ، ومعجم المخطوطات النجفيّة : 10/232 وفيه ذكر لثلاث نسخ ، وكُتِب العنوان فيه تصحيفاً : (المراسم العلميّة).
3- ينظر : الذريعة : 14/63 الرقم 1752 ، و 20/298.
4- الناسخ من تلاميذ المحقّق الحلّيّ والعلاّمة الحلّيّ ومترجم في كتب التراجم ، ينظر :

الأربعاء 4 جمادى الآخرة سنة (677ه) ، وهي الآن في مكتبة جستربيتي (في دبلن بإيرلندا) بالرقم : (3878 ، 99ق ، 15 س) ، ومصوّرتها في مكتبة السيّد المرعشي(1) بالرقم (735) ، وهنالك نسخ أخرى قديمة ومتأخّرة ليس هنا محلٌّ لذكرها ، فمن أرادها فليرجع إلى مظانّها.

وكانت هذه النسخة في مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهرانيّ (ت 1286ه) في كربلاء ، وقد رآها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) وذكرها عند ترجمة الناسخ بما نصّه : «ورأيت أيضاً بخطّه المراسم العلويّة لسالار الديلميّ في مكتبة الطهرانيّ بكربلاء ، كتبه في بغداد وفرغ منه ليلة الأربعاء 14 جمادى الآخرة سنة (677ه)»(2).

* طبعاته :

- الأولى : طبع ضمن الجوامع الفقهيّة على الحجر سنة (1276ه) ، وترتيبه في الجوامع السابع بين اثني عشر كتاباً ، ونسخته كتبها محمّد رضا ابن الميرزا عبد الله الطبيب بتاريخ سنة (1276ه) ، 35 ص ، رحليّ.

- الثانية : طبع بعنوان المراسم في الفقه الإماميّ ، بتقديم وتحقيق الدكتور محمود البستاني في النجف الأشرف ضمن منشورات (جمعيّة منتدى 9.

ص: 63


1- ينظر : فنخا : 29/57.
2- ينظر : طبقات أعلام الشيعة : 5/179.

النشر) ، الرقم (4) ، بيروت ، سنة (1400 ه) ، 272 ص ، وزيريّ.

- الثالثة : أوفسيت على الطبعة السابقة ، منشورات الحرمين ، قم المقدّسة ، سنة (1404ه).

- الرابعة : بتحقيق السيّد محسن الحسينيّ الأمينيّ ومراجعة السيّد محمّد جواد الجلاليّ في المجمع العالميّ لأهل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة ، سنة (1414ه) ، 280 ص ، وزيريّ.

- الخامسة : أعيد طبع السابقة بالأوفسيت في دار الحقّ ، بيروت ، سنة (1414ه).

- وطبع أيضاً مبثوثاً ضمن سلسلة الينابيع الفقهيّة ، جمع : الشيخ عليّ أصغر مرواريد ، نشر : مؤسّسة فقه الشيعة ، مط : الدار الإسلاميّة ، بيروت ، ط1 ، (1410ه).

ص: 64

المبحث الثالث

المحقّق الحلّيّ مُختَصِر المراسم العلويّة

* التعريف به :

هو (1) شيخ الإماميّة ، الفقيه المجتهد ، نجم الدين أبو القاسم الحلّيّ ، المشهور ب- : (المحقّق الحلّيّ) ، جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهُذَليّ ، مؤلِّف شرائع الإسلام ، المولود في الحلّة سنة (602ه) ، والمتوفّى في سنة (676ه).

كان من أعاظم العلماء فقهاً وأُصولا ، وتحقيقاً وتصنيفاً ، ومعرفةً بأقوال الفقهاء من الإماميّة ومن المذاهب السنّيّة ، ذا باع طويل في الآداب والبلاغة ، ).

ص: 65


1- هذه الترجمة أوردتها على سبيل الاختصار ، فالمحقّق الحلّيّ أشهر من نار على علم ، وهي خالية من بعض المطالب العلميَّة ، وأوكلتُ الأمر إلى جملة من كتب التراجم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ينظر ترجمته في : رجال ابن داود : 83 الرقم 300 ، جامع الرواة : 1 / 151 ، أمل الآمل : 2 /48 الرقم 127 ، وسائل الشيعة : 20 / 152 بالرقم 224 ، روضات الجنّات : 2 / 182 الرقم 180 ، أعيان الشيعة : 4 / 89 ، طبقات أعلام الشيعة : 4/30 ، معجم رجال الحديث : 4 / 61 الرقم 2144 ، قاموس الرجال : 2 / 378 ، ومقدّمات محقّقي كتبهُ خصوصاً ما كتبه الحجّة الشيخ محمّد مهديّ الآصفيّ (ت 1436ه) بعنوان (حياة المحقّق الحلّيّ) ، الذي طُبع في مقدّمة كتاب الشيخ الطوسيّ (ت 460ه) : (النهاية ونكتها) ، 83- 174 ص ، والذي يصلح أن تكون كتاباً على حدة ، وما كتبه أيضاً آية الله الشيخ رضا الأستادي في مقدّمة (رسائل المحقّق الحلّيّ).

درَّس وأفتى ، وإليه انتهت رئاسة الشيعة الإماميّة في عصره ، وعُدَّ رائدًا لحركة التجديد في مناهج البحث الفقهيّ والأُصوليّ في مدرسة الحلّة ، تخرّج عليه خلق من العلماء والدارسين أبرزهم ابن أخته الحسن بن يوسف ابن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّيّ (ت 726 ه).

قال فيه تلميذه الفقيه الرجاليّ ابن داود الحلّيّ (ت 740ه) : «المحقّق المدقّق ، الإمام العلاّمة ، واحد عصره ، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجّة وأسرعهم استحضارًا ، قرأت عليه وربّاني صغيرًا»(1).

* أساتذته وتلاميذه :

أخذ العلم عن : والده الحسن ، ونجيب الدين محمّد بن جعفر بن هبة الله ابن نما ، والسيّد فخار بن معدّ الموسويّ ، ومحمّد بن عبد الله بن زهرة الحسينيّ الحلبيّ ، وسالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح ، ومجد الدين عليّ ابن الحسن بن إبراهيم العريضيّ(2).

وأخذ عن المحقّق : عبد الكريم بن أحمد بن موسى ابن طاوس ، وعزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفيّ الآبيّ ، ويحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذليّ ، ومحمّد بن أحمد بن صالح القُسينيّ ، وابن أخته ).

ص: 66


1- رجال ابن داود : 62 الرقم 304.
2- للمزيد عن شيوخه وأساتذته ينظر : النهاية ونكتها : 1/145- 153 (مقدّمة التحقيق).

رضيّ الدين عليّ بن يوسف ابن المطهّر ، وطومان بن أحمد العامليّ ، وأبو جعفر محمّد بن عليّ القاشيّ ، ومحفوظ بن وشاح بن محمّد ، ويوسف بن حاتم العامليّ ، والشاعر صفيّ الدين عبد العزيز بن سرايا الحلّيّ ، والوزير أبو القاسم ابن الوزير مؤيّد الدين ابن العلقميّ ، وغيرهم(1).

* تصانيفه :

1 - أجوبة المسائل البغداديّة(2).

2 - بطلان إثبات المعدوم وعدم كفر القائل به(3).

3 - تلخيص (الفهرست) للشيخ الطوسيّ(4).

4 - التياسر في القبلة(5).

5 - الرسالة الماتعيّة(6).

6 - شرائع الإسلام في مسائل الحلام والحرام : مطبوع ، وهو أشهرها ، وقد أصبح محورًا للإفادة والاستفادة والتحقيق والشرح والتعليق منذ أن ألَّفه 9.

ص: 67


1- ينظر عن تلامذته : النهاية ونكتها : 1/153 - 169(مقدّمة التحقيق) ، وفيه ذكر لستّة عشر تلميذًا.
2- ينظر : الذريعة : 5/ 215 الرقم 1014.
3- ينظر : بحار الأنوار : 102/ 35.
4- ينظر : الذريعة : 4/ 425 الرقم 1872.
5- ينظر : الذريعة : 2/18 الرقم 49 ، واسمه فيه : (استحباب التياسر لأهل العراق).
6- ينظر : تراثنا : 39/ 469.

المحقّق إلى اليوم الحاضر(1).

7 - مختصر المراسم (لسلاّر بن عبد العزيز الديلميّ) : في الفقه(2).

8 - اللُّهْنة في المنطق(3).

9 - المسائل الخمسة عشر(4).

10 - المسائل العزّيّة ، وهي عشر مسائل كتبها المحقّق لعزّ الدين عبد العزيز(5).

11 - المسائل الكماليّة(6).

12 - المسائل المصريّة : مطبوع ضمن النهاية ونكتها الذي حقّقته ونشرته مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقمّ(7).

13 - المسلك في أُصول الدين(8). 3.

ص: 68


1- ينظر : الذريعة : 13/47 الرقم 161 ، والحواشي عليه في : 6/106- 108 ، وشروحه كثيرة مبثوثة في الكتاب.
2- ينظر : الذريعة : 20/207 الرقم 2607.
3- ينظر : الذريعة : 18/168 الرقم 1228 ، واسمه فيه : (كنز المنطق) ، و 18/189 ، واسمه فيه : (الكهنة في المنطق) ، و 18/389 واسمه فيه : (اللُّهْنة في المنطق) وهو الصحيح ، واللُّهْنة هو ما يقدّم للضيف قبل الطعام.
4- ينظر : تراثنا : 44/ 303.
5- ينظر : الذريعة : 15/262 الرقم 1702.
6- ينظر : تراثنا : 44/ 305.
7- ينظر : الذريعة : 5/234 الرقم 1123.
8- ينظر : الذريعة : 21/21 الرقم 3753.

14 - المعارج في أُصول الفقه : مطبوع(1).

15 - المعتبر في شرح المختصر : مطبوع ، وهو كتاب فقهيّ استدلاليّ مقارن(2).

16 - المقصود من الجمل والعقود(3).

17 - النافع في مختصر الشرائع : مطبوع ، ويقال له أيضاً : (المختصر النافع في مختصر الشرائع) ، وقد طبع هذا الكتاب في مصر سنة (1376ه) ، وأُقرّ للتدريس في جامعة الأزهر بأمر من وزير الأوقاف الأستاذ أحمد حسن الباقوريّ(4).

18 - نكت النهاية : مطبوع ، أي (النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى) للشيخ الطوسيّ(5).

19 - نهج الوصول إلى معرفة الأُصول(6).

شعره :

كان المحقّق قد نظم الشعر في أوائل شبابه ، ثمّ تركه ، إلاّ ما جاء منه ظ.

ص: 69


1- ينظر : الذريعة : 21/180 الرقم 4503 ، واسمه فيه : (معارج الأصول).
2- ينظر : الذريعة : 21/209 الرقم 4648.
3- ينظر : تراثنا : 44/ 312.
4- ينظر : الذريعة : 20/213 الرقم 2636.
5- ينظر : الذريعة : 24/306 الرقم 1602.
6- ينظر : الذريعة : 24/425 ، وهو اسم آخر لكتاب (معارج الأُصول) بحسب كتاب الذريعة ، وفيه كلام لا مجال لذكره هنا ليس ، فالعنوان على هذا الرأي مكرّر ، فلاحظ.

بين الحين والحين ممّا تقتضيه المناسبة ، فمن شعره :

يا راقدًا والمنايا غيرُ راقدة

وغافلا وسهامُ اللَّيل ترميهِ

بِمَ اغترارُك والأيّامُ مرصدةٌ

والدهرُ قد ملأ الأسماعَ داعيهِ؟!

أما أرتك الليالي قُبحَ دخلتها

وغدرها بالذي كانت تُصافيهِ؟!

رِفقاً بنفسِك يا مغرورُ إنّ لها

يوماً تشيب النواصي من دواهيهِ(1)

وفاته :

توفّي بالحلّة في شهر ربيع الآخر سنة (676ه) ، واجتمع لجنازته خلق كثير(2).

وموضع قبره في محلة الجبّاوين من الحلّة - وهو ماثل للعيان حتّى اليوم - وعليه قبة مجصّصة يتبرَّك الناس به منذ ذلك العصر إلى عصرنا الحاضر ، وقد سمّي الشارع الذي فيه موضع القبر باسمه. ).

ص: 70


1- أمل الآمل : 2/51 باختلاف يسير.
2- تمّ ما نقلته من كتاب موسوعة فقهاء الإماميّة : 7/55- 59 ، ويستدرك على المؤلّفات بما يأتي وغيرها ، ويرجع في هذا الأمر إلى كتابي : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ورسائل المحقّق الحلّيّ (المطبوعة بتحقيق : الشيخ رضا الأستادي).

المبحث الرابع

كتاب (مختصر المراسم العلويّة)

* المحقّق الحلّيّ واختصار الكتب :

عمد الكثير من علمائنا الأعلام إلى اختصار جملة من الكتب وتخيُّر ما ينفع الدراسين ، وأهم الأسباب الداعية إلى اختصار الكتب تضخُّم حجم الكتاب إمّا بكثرة إيراد الأسانيد التي لا يفيد منها إلاّ قلّةٌ من الخاصّة الذين لهم اعتناءٌ بهذا اللون من المعرفة ، في الوقت الذي تمثّل فيه لدى عامّة الدراسين عبئاً يستنزف أوقاتهم وعرقلةً في طريق قراءتِهم ، وإمّا بكثرة الاستطرادات التي تؤدّي إلى تشتّت الفائدة العلميّة وتحول دون إيراد المعلومات ضمن سياق منتظم.

ويقوم بذلك العلماء المختصرون إمّا من تلقاء أنفسهم تشخيصاً لمقتضى الحالة العلميّة ، وإمّا استجابةً لطلب طلاّبهم ومُريديهم وتحقيقاً لرغبة جملة من المعنيّين بالشأن العلمي الذين يكونون في الغالب من الملوك أو الوزراء أو الأعيان أو الوجهاء ، وقد جرت العادة أن يذكر العلماء المختصرون الداعىَ إلى الاختصار في أوائل مختصراتهم(1) ، والمحقّق الحلّيّ - مُختصر ب.

ص: 71


1- ينظر : الذريعة : 20/174- 216 ، الأرقام 2456- 2658 ، وفيها جملة من مختصرات الكتب.

كتاب المراسم - من أولئك الأعلام.

ولم يكن كتاب المراسم العلويّة الكتاب الوحيد الذي اختصره المحقّق الحلّيّ ، بل اختصر كتاباً آخر أيضاً هو الفهرست للشيخ الطوسيّ ، محمّد بن الحسن (ت 460ه) ، وسُمي مختصره ب- : تلخيص الفهرست ، لخّصه بتجريده عن ذكر الكتب ، واقتصر على ذكر نفس المصنِّفين وسائر خصوصيّاتهم ، ورتّبه على الحروف في الأسماء والألقاب والكنى(1) ، وطُبِع هذا التلخيص أربع مرّات :

الأولى : بتحقيق آية الله الشيخ رضا الأستاديّ ضمن مجلّة (علوم الحديث) ، ع 14 ، الصفحات : (211 - 238) ، سنة (1424ه).

الثانية : بتحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ضمن كتاب الإجازات لجمع من الفقهاء والمحدّثين ، الصفحات : (323 - 361) ، سنة (1429ه).

الثالثة : بتحقيق آية الله الشيخ رضا الأستاديّ ضمن مجموعة (رسائل المحقّق الحلّيّ) ، الصفحات : (327 - 356) ، سنة (1433ه).

الرابعة : بتحقيق الدكتور ثامر كاظم الخفاجيّ ، منشورات الرافد ، بغداد ، ط1 ، سنة (1437ه) ، 198 ص.

ولهذا الكتاب ثلاث نسخ :

الأولى : كتبها جعفر عليّ بن جلال بتاريخ يوم الجمعة شهر رمضان ظ.

ص: 72


1- ينظر : الذريعة : 4/425 الرقم 1872 ، و 16/384 وذكر الطهرانيّ أنّه رأى نسخته في مكتبة آية الله السيّد حسن الصدر ، أعيان الشيعة : 9/166 ، وانفرد السيّد الأمين في أعيان الشيعة (5/406) في نسبته إلى العلاّمة الحلّيّ (ت 726ه) ، واعتمد على ذلك جملة من المحقّقين ، والصحيح ما ذكرناه ، فلاحظ.

سنة (1014ه) ، وهي في مركز إحياء التراث الإسلاميّ في قم المقدّسة ، وتقع بالتسلسل : (2/2151).

الثانية : كتبها الميرزا عبد الله الأفندي (ق 12) ، من دون تاريخ ، وهي في مكتبة السيّد المرعشيّ في قم المقدّسة ، وتقع بالتسلسل : (15/6062) ، وعليها اعتمد في تحقيق الكتاب : السيّد الرجائيّ والشيخ الأستاديّ(1).

الثالثة : نسخة كانت في مكتبة آية الله السيّد حسن الصدر رحمه الله(2).

* مختصر المراسم العلويّة :

هو مختصر لكتاب المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة لسلاّر الديلميّ ، الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز (ت 463ه) ، ومع هذا فإنّ مؤلّف الأصل - الديلميّ - قد صرّح بأنّه ألّف كتابه على سبيل الاختصار ، إذ قال ما نصّه : «وقد عزمت على جمع كتاب مختصر يجمع كلّ رسم ويحوي كلّ حتم من الشريعة ، وأتيته على القسمة ليقرب حفظه ويسهل درسه ..»(3).

واختصره المحقّق الحلّيّ على اختصار أصله بطلب من أحد الفضلاء لم يصرّح باسمه ، مع زيادة يسيرة جدًّا على نصوص الأصل دون فتوى ، وتأخير وتقديم في بعض أبوابه ، فحذف زوائده ، وجرّد فوائده ، بعبارة لا تقصر عن 8.

ص: 73


1- ينظر : فنخا : 9/154.
2- ينظر : تكملة أمل الآمل : 2/264 الرقم 267 ، الذريعة : 4/425 الرقم 1872.
3- المراسم العلويّة : 28.

إبانة مقاصده ، ولا تخلّ بضبط قواعده ؛ لتسقط كلفة التطويل ، ويخفّ حمل العب الثقيل ، كما ذكر هو رحمه الله في أوّله ، إذ قال ما نصّه : «ذكرت أيّدك الله بالتوفيق ، وأرشدك لإصابة التحقيق ، ووهبك قلباً لمعالم الدين واعياً ، وعزماً بما كلّفك الله وافياً ، وزماناً لإدراك البغية كافياً ، وقولا عند إيراد الحجّة شافياً ، وجعل همّتك على تحصيل النجاة موقوفة ، ونفسك عن زخارف الدنيا مصروفة ، إنَّ كتاب المراسم مع كونه من أحسن المختصرات جمعاً ، وأوضحها وضعاً ، لا ينفكّ عن تطويل يتعب الحافظ بتكلّفه ، ولا يسعه إلاّ متابعة مؤلّفه ، وإنّك تؤثر حذف زوائده ، وتجريد فوائده ، بعبارة لا تقصر عن إبانة مقاصده ، ولا تخلّ بضبط قواعده ، لتسقط كلفة التطويل ، ويخفّ حمل العب الثقيل ، فلم أرَ إلّا إجابتك ؛ إرهافاً لعزمك ، وتصويباً لوهمك ، وإلّا فالأوّل أولى بالحقّ ، ولو لم يكن إلّا فضيلة السبق ، وأنا أستعين بالله وأتوكَّل عليه ، وأعتصم به وأفوّض إليه ..»(1).

والموجود من المختصر ناقص ، وقد احتوى على اختصار الكتب الفقهيّة التالية : (كتاب الطهارة ، وكتاب الصلاة ... وكتاب النكاح ، وكتاب الفراق ، وكتاب المكاسب ، وذكر الشركة والمضاربة ، وأحكام الشفعة ، وكتاب الأيمان والنذور والعهود والكفّارات ، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة ، وأحكام الديون ، وأحكام الوديعة ، وأحكام العاريّة ، وأحكام المزارعة ، وأحكام الإجارة ، وذكر الصلح ، وأحكام الوقوف والصدقات ، وأحكام ب.

ص: 74


1- مقدّمة الكتاب.

الضمانات والكفالات ، والحوالات والوكالات ، وذكر الإقرار في المرض ، وأحكام الوصية ، وذكر اللقطة ، وذكر الصيد والذبائح ، وذكر الأطعمة والأشربة ، وكتاب المواريث ، وأحكام القضاء ، وأحكام الجناية ، وكتاب الحدود ، وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

والذي نقُص أو لم يُختصر من الكتاب لسقط في نسخة الكتاب أو لعلّة خفيت علينا أربعة كتب ، هي : (كتاب الصوم ، وذكر الاعتكاف ، وكتاب الحجّ ، وكتاب الزكاة ، وكتاب الخمس) ، وفي مكان الموضوعات التي لم تُخْتَصَرْ من الكتاب بياض في نسخة الأصل.

* في إثبات نسبة الكتاب إلى المحقّق الحلّيّ رحمه الله :

ذكر جملة من الأعلام أنّ مختصر المراسم هذا هو من تآليف المحقّق الحلّيّ رحمه الله ، منهم :

1 - السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ الحلّي (كان حيّاً سنة 672ه) : صرّح بذلك بعد ما فرغ من نسخ الكتاب في حياة أستاذه - المحقّق الحلّي - بتاريخ يوم الخميس 16 صفر سنة (672ه) وقرأه على المصنِّف.

ذكر ذلك الخبير الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ رحمه الله في كلّ من : طبقات أعلام الشيعة : 4/174 ، و 5/183 ، والذريعة : 1/246 الرقم 1299 ، و 13/46 و 20/207 الرقم 2607.

وقال عند ذكر كتاب الشرائع لابن بابويه والموجود ضمن مجموعة مع

ص: 75

نسخة كتاب مختصر المراسم ما نصّه : «وقد قرأها [أي ابن مطرف] على أستاذه المحقّق فأجازه على ظهرها ، وتأريخ الإجازة سنة (672 ه)»(1).

ولم أجد أثراً لذكر هذه القراءة إلاّ بعد النظر المستقصي في النسخة ، فوجدت عبارة كتبت في ظهر نسخة الشرائع قبل كتاب مختصر المراسم بورقة واحدة نصّها : «قرأ ... مختصر المراسم ... أيّده الله ...» ، فعرفت أنّ هذه العبارة هي للمحقّق الحلّيّ بحسب المذكور سابقاً ، وقد ذهبت بقيّة العبارة للأسف فيما ذهبت ؛ وذلك لتعرّض النسخة من أثر القِدم للخرم أو السقط أو محو الكلمات لكثرة اللمس والقراءة ، وستأتي ترجمة ابن مطرف هذا فيما بعد.

2 - الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : ذكره في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء ، فإنّه ذكر تآليف المحقّق الحلّيّ عند ترجمته نقلا عن كتاب أمل الآمل للشيخ محمّد بن الحسن المعروف بالحرّ العامليّ (ت 1104ه) معبّرًا عنه ب- : (شيخنا المعاصر) ، واستدرك على عبارة العامليّ - التي نصّت على ذكر التآليف - بما نصّه : «ونسب إليه بعض العلماء : شرح الكلمة الإلهيّة ، واختصار رسالة سلاّر»(2) ، وذكر الأفندي ذلك أيضاً في تعليقته على كتاب أمل الآمل(3).9.

ص: 76


1- ينظر : الذريعة : 13/46 الرقم 157.
2- رياض العلماء : 1/106 ، وينظر : أمل الآمل : 2/48.
3- ينظر : تعليقة أمل الآمل : 109.

والصحيح أنّ الكتاب له ، والدليل ما يأتي :

أ - ما كُتب في نسختنا المعتمدة هذه بخطّ تلميذ المحقّق الحلّيّ السيّد محمّد بن مطرف الحسينيّ ، الذي قرأ الكتاب على أستاذه ورواه عنه ، بعد أن فرغ من نسخه في حياة أستاذه بتاريخ يوم الخميس 16 صفر سنة (672 ه) ، وقد ذكرنا ذلك سابقاً في النقطة الأولى.

ب - ما ذكره الأفندي نفسه في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء لاحقاً عند ترجمة سلاّر الديلميّ - مؤلّف الأصل - إذ قال ما نصّه : «أقول : وقد اختصر المحقّق جعفر بن سعيد الحلّيّ كتاب المراسم له كما قد سبق في ترجمة المحقّق المذكور»(1).

ت - ما ذكره الأفندي أيضاً في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء لاحقاً في ترجمة سلاّر الديلميّ - مؤلّف الأصل - إذ قال ما نصّه : «وقد اختصر المحقّق قدس سره بالتماس بعض أصحابه كتاب مراسمه المعروف بالرسالة مع اختصار أصل الرسالة في نفسها ، وهذا الاختصار موجود عند الفاضل الهنديّ بأصبهان»(2).

3 - الفاضل الهنديّ ، بهاء الدين محمّد بن الحسن الأصبهانيّ (ت1137ه) : ذكره في كتابه كشف اللثام والإبهام عن كتاب قواعد الأحكام 1.

ص: 77


1- رياض العلماء : 2/438.
2- رياض العلماء : 2/443 ، وعنه أعيان الشيعة : 7/171.

ونقل عنه(1) ، ولكنَّه لم يصرِّح بأنّه للمحقّق الحلّيّ ، واعتمدنا على ما ذكره الميرزا عبد الله الأفندي عنه ، فمن المسلّم أنّ الأفندي كان على بيّنة من أمره ، إذ قال ما نصّه : «وقد اختصر المحقّق قدس سره بالتماس بعض أصحابه كتاب مراسمه المعروف بالرسالة مع اختصار أصل الرسالة في نفسها ، وهذا الاختصار موجود عند الفاضل الهنديّ بأصبهان»(2).

4 - آية الله السيّد حسن الصدر (ت 1354ه) ، ذكره للمحقّق الحلّيّ عند ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ - كاتب المجموعة ظاهرًا - الشرائع ومختصر المراسم ، والمجاز من المحقّق الحلّيّ بالرواية - وقال ما نصّه : «وجدت بخطّه نسخة مختصر المراسم لأستاذه المحقّق ، فرغ من نسخها سادس عشر صفر سنة اثنتين وسبعين وستّمائة ..»(3) ، وعند ترجمة 4.

ص: 78


1- كشف اللثام : 3/145 ، وقال فيه ما نصّه : «كما في الجامع ، والشرائع ، ومختصر المراسم ، وظاهر المصباح ومختصره». أقول : قال الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسيّ (ت 1315ه) في الرسائل الرجاليّة ج4 ص 24 ما نصّه : «قيل : كانت رسالة عليّ بن الحسين ابن بابويه عند قدماء الأصحاب ، وعند الفاضل الهنديّ والسيّد محمّد مهديّ النجفيّ والشيخ أسد الله الكاظميّ من المتأخّرين». ولمّا كانت نسخة كتاب (مختصر المراسم) اليتيمة هذه ضمن مجموعة مع قطعة من كتاب (رسالة الشرائع) للشيخ الأجلّ عليّ بن الحسين ابن بابويه ، فأستَظْهِرُ أنّ هذه المجموعة هي التي كانت عند الفاضل الهنديّ ، ولا مجال لمتابعة ما نقله عنها في كتابه (كشف اللثام) لمقابلتها مع النسخة المذكورة ، فلاحظ.
2- رياض العلماء : 2/443 ، وعنه أعيان الشيعة : 7/171.
3- ينظر : تكملة أمل الآمل : 5/168 الرقم 2134.

السيّد محمّد بن الحسن الرزقيّ(1) قال ما نصّه : «والإنهاء على ظهر مختصر المراسم للمحقّق الحلّيّ»(2) ، علماً أنّه لم يذكره في ترجمة المحقّق الحلّيّ عند تعداد تآليفه ، ونسبه في موضع آخر للسيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ (ت 1323ه) كما سيأتي في محلّه.

5 - السيّد جعفر بن محمّد باقر آل بحر العلوم (ت 1377ه) : نسبهُ إليه في كتابه تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ، وقال عند تعداد تآليف المحقّق الحلّيّ رحمه الله ما نصّه : «.. وكتاب المعتبر ، وكتاب اختصار مراسم سلاّر الديلميّ في الفقه»(3).

6 - الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت1389ه) : رأى نسخة كتاب المختصر عند الشيخ محمّد السماويّ (ت1370ه) ، التي نسخها السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهندي(4) ، وهي اليوم موجودة في مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف ، وتقع بالتسلسل (21) ، وسيأتي ذكرها عند ذكر النسخ المعتمدة ، وتبعه على ذلك جملة من الأعلام(5) ، غير أنّ الشيخ الطهرانيّ لم يُشر إلى ذكر الميرزا عبد الله الأفندي للكتاب ، فلعلّه اكتفى بالأصل دون الواسطة. ّ.

ص: 79


1- في المطبوع : (الزرقنيّ) وسيأتي تحقيق ذلك.
2- ينظر : تكملة أمل الآمل : 2/264 الرقم 267 ترجمة المحقّق الحلّيّ ، و 4/451 الرقم 1961 ترجمة الزرقنيّ.
3- تحفة العالم : 1/380 ، علماً أنّه فرغ من تأليفه بتاريخ 25 شوّال سنة 1342ه.
4- ينظر : الذريعة : 20/207 الرقم 2607 ، و 1/246 الرقم 1299 ، وطبقات أعلام الشيعة : 4/174.
5- ينظر : موسوعة طبقات الفقهاء : 2/267 ، مقدّمات محقّقي كتب المحقّق الحلّيّ.

* في نسبة الكتاب لغير المحقّق الحلّيّ رحمه الله :

قد نُسب الكتاب إلى غير المحقّق الحلّيّ رحمه الله ، وسبب هذه النسبة هو الخلط بين المصنِّف والناسخ ، فقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ (ت 1323ه) على نسخة الأصل ، ويكاد يكون السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ هذا الوحيد الذي حفظ لنا نسخة مستنسخة عن نسخة الأصل الموجودة اليوم في مكتبة كاشف الغطاء العامّة ، أمّا الذين وقعوا في هذا الاشتباه فنسبوا الكتاب إلى ناسخه السيّد محمّد الموسويّ فهم :

1 - آية الله السيّد حسن الصدر (ت 1354ه) : ذكر في كتابه تكملة أمل الآمل أنّ من تآليفه : مختصر المراسم في الفقه(1).

2 - السيّد محسن الأمين العامليّ (ت 1371ه) : ذكر في كتابه أعيان الشيعة أنّ من تآليفه : مختصر مراسم سلاّر(2) ، مع أنَّه ذكر في موضع آخر من الكتاب أنَّه للمحقّق الحلّيّ رحمه الله(3).

3 - الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت1389ه) : ذكر في كتابه طبقات أعلام الشيعة أنّ من تآليفه : مختصر المراسم(4) ، وذكره في الذريعة بعنوان : مختصرظ.

ص: 80


1- ينظر : تكملة أمل الآمل : 5/179 الرقم 4.
2- ينظر : أعيان الشيعة : 10/85 الرقم 12.
3- ينظر : أعيان الشيعة : 4/92 الرقم 10 ، و 7/171 ، والظاهر أنّ مصدر الاشتباه النقل عن كتاب تكملة أمل الآمل ، فلاحظ.
4- ينظر : طبقات أعلام الشيعة : 17/294 ، والظاهر أنّ مصدر الاشتباه النقل عن كتاب تكملة أمل الآمل ، فلاحظ.

مختصر المراسم ، وقال ما نصّه : «مختصر مختصر المراسم : للسيّد محمّد ابن السيّد هاشم الهنديّ النجفيّ المنشأ والمدفن ، المتوفّى (1323ه) ، موجود في خزانة كتبه بالنجف ، وقال في نظم اللآلي(1) عند ذكر المختصر : (وإذا كان أصله في غاية الوجازة فما ظنّك بمختصره)»(2).

ومن المعلوم أنّ عبارة السيّد محمّد الموسويّ يُفهم منها أنّ مراده هو وصف مختصر المراسم بالنسبة إلى المراسم العلويّة المختصر جدًّا ، لا غير ، فلاحظ. 8.

ص: 81


1- ينظر : الذريعة : 24/225 الرقم 1163 ، وهو في علم الرجال ، مجلّدان ، فرغ منهما يوم الجمعة 16 شهر ربيع الآخر سنة (1277ه).
2- الذريعة : 20/208 الرقم 2608.

المبحث الخامس

نسخ كتاب (مختصر المراسم العلويّة)

* التعريف بالنسخ المعتمدة :

اعتمدت في مقابلة النسخة وضبطها على نسختين تفضّل بهما حفظة التراث وسراته ، وأطنبت في وصف النسخة الأولى ؛ وذلك لنفاسة هذا الأثر التراثيّ الذي لولاه لضاع أثران عظيمان لعالمين عظيمين من علمائنا هما ابن بابويه القمّيّ والمحقّق الحلّيّ قدس سرهما ، فرحم الله من حفظ لنا هذا الأثر سالماً ، ومن ساعد في إظهاره ، ومن كحّل ناظر التائقين إليه والمتلهّفين عليه ، وإليك ما ذكرت :

* النسخة الأولى - الأصل - (نسخة مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة) :

هي ضمن مجموعة موجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة في النجف الأشرف ، فيها ثلاثة كتب :

الأوّل : قطعة من كتاب الشرائع للفقيه الأقدم الشيخ عليّ بن الحسين

ص: 82

ابن موسى ابن بابويه القمّيّ (ت 329ه)(1) من دون تاريخ.

الثاني : إنهاء لكتاب المسائل المصريّة ، وقد كتب بتاريخ أواخر ربيع الآخر من سنة (671ه). ا.

ص: 83


1- استنسخ عن هذه النسخة سماحة السيّد محمّد رضا السيستانيّ - دام ظلّه - بتاريخ 20 شهر رمضان سنة (1421ه) ، مع فهرستها واستخراج بعض مطالبها والاستدراك عليها ، رأيتُ مصوّرتها ، وتقع في (67) صفحة بسطور مختلفة ، وطبعت بتحقيق الأخوين الفاضلين الشيخ كريم مسير والشيخ شاكر المحمّديّ - دام تأييدهما - مع مقدّمة وافية في مجلّة (دراسات علميّة) في العدد المزدوج (2/3) الصفحات : (305- 463) ، ثمّ عملا مستدركاً لها استخرجاه من جملة من الكتب الفقهيّة وطُبع ضمن العدد الرابع من المجلّة نفسها ، الصفحات : (205- 297) ، ثمّ طبع المجموع - الأصل والمستدرك - في كتاب واحد صدر ضمن منشورات المجلّة نفسها أيضاً سنة (1435ه) ، في 327 صفحة ، وزيريّ ، ولا ننسى دور المرجعيّة الرشيدة المتمثلّة بسماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ - دام ظلّه العالي - ونجله العالم السيّد محمّد رضا الحسينيّ السيستانيّ في رعاية هذا المشروع العلميّ المميّز ، والذي نجح في ظروف استثنائيّة قاهرة ، فلله درّهما وعلى الله تعالى أجرهما. ولقد شرّفني الله تعالى بتوفيقه بمقابلة هذه النسخة النفيسة حين التحقيق مع خليّة النحل - إدارة المجلّة - العاملة والدائبة على نشر البحوث العلميّة المميّزة ، وحالفني التوفيق بتهيئة وريقات متفرّقة من نسخة أخرى للكتاب بعضها بخطِّ الشيخ شمس الدين محمّد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن صالح الجباعيّ الحارثيّ الهمدانيّ (ت 886ه) ، وبعضها بخطِّ الحجّة الشيخ محمّد عليّ الأوردباديّ (ت 1380ه) وجدتها عند سبطه العلاّمة الخطيب السيّد مهديّ الشيرازيّ دام توفيقه وقوبلت مع الأصل في الطبعة الثانية للكتاب. ونسخة العلاّمة الشيخ الأوردباديّ تختلف عن هذه النسخة - الأصل - ، فعلى قلّة أوراقها تتبّعت موارد الاختلاف فيها فوجدتها بين العشرين والثلاثين ، إلاّ أن يكون - رحمه الله تعالى - قد ضبط النسخة بخبرته ، وهذا بعيد لكونه عُرف - على ما رأيت - بالأمانة العلميّة ، إذ لو كان من عمل نفسه لأشار إلى هذا في هامش النسخة مثلا.

الثالث : كتاب مختصر المراسم للمحقّق الحلّيّ (ت 726ه) ، وقد كتب بتاريخ يوم الخميس 16 صفر سنة (672ه).

ورقم المجموعة القديم في المكتبة : (340) ، وعليها رقم آخر بعطف الكتاب : (333) ، ورقم الحيازة : (17633) ، وتاريخه في : (23/2/1977م) ، وختم الحيازة مدوّر : (مديريّة الآثار العامّة ، مكتبة المتحف العراقيّ ، المخطوطات/ بغداد) ، وعليها ختم بيضويّ كبير : (بسمه تعالى من كتب عليّ ابن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء ، سنة 1322ه) ، وصاحب هذا الختم هو الشيخ عليّ كاشف الغطاء (ت1350ه) صاحب المكتبة العريقة وصاحب كتاب الحصون المنيعة ، وختم آخر غير مؤطّر : (مكتبة الإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء العامّة/ النجف الأشرف - العراق) ، وحواشي النسخة مرمّمة ، وهي بخطِّ النسخ ، والعناوين كتبت بخطّ أكبر من الأصل ، وفيها تغيير في رسم بعض الحروف في بعض المواضع ، إذ رُسِمَت الياءُ تاءً ، والتاءُ ياءً ، والألفُ المقصورةُ ياءً معجمة. وعدد أوراقها : (80) ورقة ، وقياسها : (12×16) سم ، وغلافها : جلد ، بنّيّ اللون.

وسأذكر المكتوب في المجموعة تباعاً بحسب ما فيها ؛ وإليك وصف المجموعة :

* الكتاب الأوّل (كتاب الشرائع) :

1 - وجه الورقة الأولى : عليه تملّك الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت

ص: 84

1352ه) ، وكتب على وجه المجموعة في ورقة حديثة ما نصّه : «من منِّ الله على أقلّ عباده محمّد جواد البلاغيّ ، وقد ألزمت نفسي بأن لا أعيره إلّا مدّة ثلاثة أيام بورقة من المستعير ، أو كتابة بخطّه في دفتري ، ولا يجوز تأخيره عن ثلاثة أيّام في الاستعارة ، وإن طلب منّي ذلك فإنّي لا أجيب إلى ذلك إلاّ حياءً ، فقد ذهب من بالعاريّة عدّة كتب»(1).

2 - وجه الورقة الثانية :

أ - عليه عنوان الكتاب الأوّل : (كتاب رسالة ابن بابويه القمّيّ في شرائع الإسلام) ، كاتبها ....

ب - عبارة تملّك : (انتقل بِل البيع (كذا) الشرعيّ إلى السيّد حسن ابن(2) ثابت ابن حسن ابن أحمد ابن محمّد ابن عبد الله الموسى ، غفر الله له ولوالديه ، ومن قرأه ومن ترحّم عليه).

ت - فائدة : (الكرّ العراقيّ ألف ومائتا رطل بالعراقيّ ، ومائتان وستون بالشاميّ) ، وبعدها كتابة مشطوبة تتعلق بذلك.

ث - فائدة في معادلة الرطل الشاميّ بالرطل العراقيّ.

ج - العبارة الآتية : (يثق بالله الغنيّ : 110) ، والرقم هذا يعني أنّ ّ.

ص: 85


1- وذكر الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) أنّ هذه المجموعة كانت عند آية الله السيّد حسن الصدر ، ونفيتُ ذلك بقرائن ، ويمكن أن تكون النسخة كانت عنده على نحو الاستعارة لا التملّك ، فقد صرّح في موضع آخر أنّها عند الشيخ البلاغيّ واشتراها الشيخ كاشف الغطاء - رحمهما الله جميعاً - وسيأتي الكلام على ذلك ، فلاحظ.
2- الصحيح إسقاط همزة (ابن) وهنا أثبتناها حفاظاً على النصّ.

صاحب الإمضاء اسمه : (عليّ) ، بحسب حساب الجمّل.

ح - شعر لصفيّ الدين الحلّيّ (ت 752ه) :

إذا لم تكنْ عالماً بالسؤالِ

فتركُ الجوابِ له أسلمُ

فإن أنتَ شكّكتَ فيما سئل-

-تَ فخيرُ جوابِك لا أعلمُ

خ - مسألة في ثمن كفن الزوجة هل هو من الزوج أم لا؟

د - فائدة : عن أبي ذرّ (رض) في عدد الرسل والأنبياء ، مخرومة.

ذ - مسألة في الطلاق.

3 - ظهر الورق الثانية يبدأ منه كتاب الشرائع ، بسملة ثم نصّ الكتاب من أوّله ، ويستمرّ إلى ظهر الورقة التاسعة عشرة.

4 - الأوراق (20 ، و 21 ، و 22) بياض.

5 - وجه الورقة الثالثة والعشرين : يبدأ فيه تتمّة قطعة كتاب الشرائع ، وتنتهي في ظهر الورقة السادسة والعشرين.

وبعد ، فإنَّ هذه النسخة من كتاب الشرائع فإنّها قُرِئت على علماء أعلام ، وسجّلوا على حواشيها بلاغات القراءة ، وبلغ مجموع البلاغات التي عليها غير التي ذهبت في خروم النسخة إثر القِدم : (13) بلاغاً.

* الكتاب الثاني (المسائل المصريّة) :

6 - وجه الورقة السابعة والعشرين ، فيه :

أ - ثلاثة أسطر من آخر كتاب المسائل المصريّة للمحقّق الحلّيّ (ت

ص: 86

676ه) ، وجاء في إنهاء النسخة ما نصّه : «تمّت المسائل المصريّة بحمد الله تعالى ومنّه على يد أضعف عباد الله وأحوجهم إلى شفاعة أئمّته - محمّد وعليّ وفاطمة [والحسن والحسين] وعليّ ومحمّد وجعفر [وموسى] وعليّ ومحمّد [وعليّ والحسن] والمهديّ عليهم سلام الله - : عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسى الخانيّ(1) وذلك في أواخر ربيع الآخر من سنة إحدى وسبعين !.

ص: 87


1- الخانيّ (بالخاء المعجمة والنون بعد الألف) : هذه النسبة إلى مدينة بنواحي أصفهان يقال لها : (خان لنجان)، وتقرأ كلمة (الخانيّ) : (الداني) لكنّها بعيدة؛ لأنّ بلدة (دانية) في الأندلس، وهي بعيدة عن الحلّة من حيث المسافة والعقيدة، واعتمد الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ على هذا الإنهاء عند ترجمة الناسخ، غير أنّه ذكره بعنوان (المعاني) بدل (الخانيّ)، وقال في ترجمته ما نصّه : «عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى المعانيّ الذي كتب بخطّه (المسائل المصريّات) للمحقّق الحلّيّ، وفرغ منه في حياة المؤلّف (ع2 -- 671)، والظاهر أنّه من تلاميذه. والنسخة كانت عند البلاغيّ اشتراها كاشف الغطاء»، وهو متّحد بحسب الخطّ وطريقة الكتابة مع أبي طالب عليّ بن محمّد بن عليّ، ناسخ كتاب (المهذّب في الفقه) لابن البرّاج (ت 481ه) والمستنسخ بتاريخ يوم الثلاثاء 14 صفر سنة (651 ه)، والنسخة في مكتبة الأستانة الرضويّة، ورقمها : (2598). ينظر : طبقات أعلام الشيعة : 4/113، الذريعة : 5/234، فنخا : 32/614، فهرست كتب خطى كتابخانه مركزى واسناد آستان قدس رضوى : 21/1543. والعجيب في الأمر ما ذكره الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) نقلا عن هذا الإنهاء - الورقة الواحدة - في كتابه الذريعة (5/234) عند التعريف بنسخة (المسائل المصريّة) هذه، إذ قال ما نصّه : «رأيت منه نسخة ناقصة من أوّلها وهي بخطّ الشيخ عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى المعاني (الخانيّ - ظ)، فرغ من الكتابة أواخر ربيع الثاني من (671)، يعني قبل موت المؤلِّف بخمس سنين، والظاهر أنّ الكاتب كان من تلاميذه»، أفكان الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) قد رأى من نسخة (المسائل المصريّة) هذه أكثر من هذه الورقة الواحدة أم هي هي؟!.

وستّمائة وصلواته على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطاهرين وسلامه ..»(1).

ب - تزوّدْ للذي لا بدَّ منهُ

فميعادُ العبادِ إلى المعادِ

أترضى أن تكونَ رفيقَ قوم

لهمْ زادٌ وأنتَ بغيرِ زادِ

ث - تزوّدْ من الدنيا وخلِّ المطامع

وسارعْ إلى(2) الخيراتِ معْ

منْ يُسارعِ

ج - فما المالُ والأولادُ إلاّ وديعةٌ

ولا بدّ مِن يوم تُرَدُّ الودائع

ح - ولا تجهِدَنَّ النفسَ في أخذِ مالها

فقد ...(3) من هتك

الموانع

* الكتاب الثالث (مختصر المراسم) :

7 - ظهر الورقة السابعة والعشرين :

أ - عبارة قراءة الكتاب ، وقد ذهبت بسبب قِدم النسخة ، والظاهر أنّها بخطّ المحقّق الحلّيّ ، كتبها لتلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ ، وتقدّم الحديث عنها سابقاً في صحّة إثبات الكتاب للمحقّق الحلّيّ ، ونصّ الباقي منها : «قرأ ... كتاب المراسم الولد ... أيّده الله».

ب - شعر غير مستقيم :

ولم نسلكْ مسالكَهم ولم نسر

في رضاهم أينما كانواة.

ص: 88


1- هنا ثلاث كلمات غير مقروءة.
2- في الأصل : (في) وما أثبتناه أوفق للسياق والوزن.
3- كلمة واحدة غير مقروءة.

... من هم لكن عليه

الحبّ أو ... زاروا(1)

ج - نقلت ذلك من معجم البلدان لياقوت الحمويّ : «عُمِّرت الحلّة في شهر محرم سنة خمس وتسعين وأربعمائة»(2).

8 - الورقتان : (28 ، و 29) بياض فيه بسملة وأختام المكتبة.

9 - وجه الورقة الثلاثين : فيه إجازة رواية مختصرة كُتبت على النسخة ، كتبها السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ - ناسخ المختصر - بخطّه للسيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ بتاريخ سنة (695ه) بعد قراءة المختصر عليه.

10 - ظهر الورقة الثلاثين : تبدأ به نسخة الكتاب مختصر المراسم.

11 - الورقتان : (49 ، و 50) بياض في الأصل ، ولعلّه سقط.

12 - الأوراق : (51 - 80) بقيّة الكتاب وتتمّته.

13 - ظهر الورقة الثمانين : فيه إنهاء الناسخ ، وإنهاء قراءة الكتاب ، كتبهما ابن مطرف الحسنيّ بخطّه.

أ - ونصّ الإنهاء الذي كتبه الناسخ السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ في آخر النسخة : «وافق الفراغ من نسخه يوم الخميس سادس عشر صفر سنة اثنين وسبعين وستمّائة ، كتبه العبد الفقير إلى رحمة الله : محمّد بن مطرف 4.

ص: 89


1- في مكان النقاط كلمات غير مقروءة.
2- ينظر : معجم البلدان : 2/294.

الحسنيّ حامدًا مصلّياً مستغفرًا».

ب - ونصّ الإنهاء الذي كتبه ابن مطرف الحسنيّ لتلميذه وابن عمّه رضيّ الدين محمّد الرزقيّ الحسنيّ : «أنهى قراءة مختصر رسالة سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ قراءة وبحثاً وفهماً السيّد الأجلّ الحسيب النسيب(1) رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن حسن بن عليّ الرزقيّ يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وستمائة ، وكتب محمّد بن مطرف الحسنيّ»(2). ظ.

ص: 90


1- الحسيبُ النسيبُ : مأخوذٌ من الحَسَبِ والنسَب ، وكلاهُما على صيغة (فعيل) التي هي من صِيَغ المبالغة ، بمعنى أنّه جامعٌ لمجد نفسه ومجد آبائه ، ونحوُه ما يُقال : مجدٌ طارِفٌ وتَليد ، والطارف هو ما يكتسبه بنفسه ، والتليد ما يكتسبه عن آبائه ، والحسيب النسيب غالباً ما تُقال في السادة الأشراف ، وقد تُقال في غير العلويّين إذا كان من آباء أجلاّء مُعرِقين في المجد والسُّؤدُدِ - ليس في اللّغة "السُّؤدَد" بفتح الدال ، وإنّما هو بضمِّها - والشرفِ لكن تَجَوّزًا ، إلّا أنّ الغالب أن تُستعملَ للسادة الأشراف. فالنَّسيبُ : مِن النَّسَب المُعرِق الشريف المحض البحت الذي لا شبهة فيه ، ويكون من جهة الآباء المُعرِقين في الشرف والسُّؤدُد ، والحَسيبُ : من الحَسَب ، وهو بحسب الظاهر - كما هو مدوّن في معجمات اللّغة وغيرها - ما يكتسبُه المرءُ بنفسِه من مَعال وشرف ، وقد يكتسبُه عن آبائه ، ومنه العصاميّ وهو الذي يبني نفسَه بنفسِه من دون أن يجد في آبائه أحدًا من أهل العلم والجلالة ، والعظاميّ هو الذي يكون آباؤه أجلاّء علماء ، إلّا أنّه يختلف عنهم ويتخلّف ولا يعمل عملَهم ، فيمدح نفسَه ويتبجّح ويفتخر ، لكن إذا جمعَ بين العصاميّة والعظاميّة أي جمع بين شرف الآباء وشرف النفس فهو هو.(من إفادات العلاّمة : السيّد عبد الستّار الحسنيّ).
2- ينظر : الذريعة : 1/246 الرقم 1299 ، فقد أشار إلى هذا الإنهاء الذي في آخر النسخة بأنّه إجازة أخرى ، ومن المعلوم أنّ هذا الإنهاء خال من الإجازة ، فلاحظ.

* الإنهاءات التي على النسخة :

إنَّ نسخة كتاب مختصر المراسم قُرئت على جملة من العلماء الأعلام ، ومنهم المحقّق الحلّيّ - كما ذكرنا سابقاً - ، وسجّلوا على حواشيها بلاغات القراءة ، وحفظوا نصّها ، وهي بخطوط مختلفة ، والنسخة على صغر حجمها بلغ مجموع البلاغات التي عليها غير التي ذهبت في خروم النسخة من القِدم : (117) بلاغاً ، ولمعرفة قيمة الكتاب العلميّة لديهم رأيت لزاماً عليّ أن أُعرِّف القراءَةَ وأدوّن نصّ عبارات البلاغ وعددها ، فدونك ذلك :

* القراءة : هي الطريق الثاني من طرق تحمّل الحديث ، وتسمّى عند أكثر قدماء المُحَدِّثين (العرض) ، وهي على أنحاء :

1 - قراءة الراوي على الشيخ من كتاب بيده وكتاب بيد الشيخ.

2 - قراءة الراوي على الشيخ من كتاب بيده والشيخ يستمع عن حفظه.

3 - قراءته لما يحفظه والأصل بيد الشيخ.

4 - قراءته عن حفظه واستماع الشيخ عن حفظه.

5 - قراءته من كتاب بيده والأصل بيد ثقة غيره فيسمع الشيخ ويقرّ بصحّته.

6 - قراءة غيره من كتاب بيده لما يحفظه الراوي فيسمع الشيخ من كتاب بيده ويقرّ بصحّته.

ص: 91

7 - هو كالسابق مع استماع الشيخ حفظاً من دون أن يكون الأصل بيده أو يد ثقة(1).

والقراءة عادة تكون في مجالس عديدة ، فيُثبِت الشيخ بلاغ القراءة على النسخة بعد كلّ مجلس ، وفي آخر النسخة يكتب إنهاء القراءة.

* عبارات البلاغ المسجّلة على النسخة وعددها :

- عبارة : (بلغ قراءةً أيّده الله تعالى) ، 25 مرّة.

- عبارة : (بلغ قراءةً) ، 23 مرّة.

- عبارة : (بلغت قراءةً أيّده الله تعالى) ، 18 مرّة.

- عبارة : (بلغ) ، 18 مرّة.

- عبارة : (بلغ قراءةً أيّده الله) ، 14 مرّة.

- عبارة : (بلغ قراءةً وشرحاً أيّده الله تعالى) ، 8 مرّات.

- عبارة : (بلغ قراءةً وحفظه وشرحه أيّده الله تعالى) ، 6 مرّات.

- عبارة : (بلغ قراءةً وحفظه أيّده الله تعالى) ، مرّتان.

- عبارة : (بلغت قراءةً وحفظه وشرحه أيّده الله تعالى) ، مرّة واحدة.

- عبارة : (أنهاه قراءةً) ، مرّة واحدة.

- عبارة : (بلغ مقابلة) ، مرّة واحدة. 7.

ص: 92


1- ضياء الدراية : 57.

والأخير هو بلاغ لمقابلة النسخة ، فإمّا أن تكون هذه النسخة مستنسخة على نسخة الأصل ، أو يكون بلاغاً لنسخة مستنسخة عن نسختنا هذه ، ولو عرفنا الأوّل لزادت قيمة النسخة الخطّيّة مع أنّهم ذكروا أنّ هذه النسخة قُرئت على المصنّف.

* النسخة الثانية (نسخة مكتبة الإمام الحكيم العامّة) :

موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ، كتبها السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ (ت 1323ه)(1) على نسخة الأصل - التي سبق ذكرها - ، وقد نسخَ منها قبل أن تُرَمَّم المجموعة ، بلحاظ أنّه نقل بعض الكلمات المصحّحة من هامش النسخة ، واليوم هذه الكلمات لا تبدو كاملة للعيان ، وكتب في آخرها ما نصّه : «وافق الفراغ من نسخه يوم الجمعة سادس عشر المحرّم أوّل شهور سنة ثمانين ومائتين وألف هجريّة ، كتبه الفقير إلى رحمة ربّه الدائم محمّد ابن السيّد هاشم الموسويّ الرضويّ المعروف بالهنديّ على نسخة بخطّ شاميّ راقمها محمّد بن مطرف الحسنيّ فارغاً يوم الخميس سادس عشر صفر سنة اثنين وسبعين وستّمائة» ، ثمّ ذكر إنهاء قراءة السيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن الزرقينيّ (الرزقيّ - ظ) على أستاذه 4.

ص: 93


1- ينظر ترجمته في : تكملة أمل الآمل : 5/178 الرقم 2143 ، طبقات أعلام الشيعة : 17 : 293 الرقم 404.

محمّد بن مطرف الحسنيّ المذكور ، وبعده ذكر إجازة الأستاذ لتلميذه ، وكتبه فيها : (الزقنيّ) مصحّفاً.

التسلسل : (21) ، رقم الحيازة : (27149) ، بتاريخ (11/4/1977م) ،عليها ختم مكتبة الشيخ محمّد بن محمّد طاهر السماويّ ، وهو بيضويّ : (من كتب محمّد السماويّ ، 1354) ، وختم مكتبة الإمام الحكيم العامّة ، وهو بيضويّ كبير : (مكتبة آية الله الحكيم العامّة في النجف الأشرف ، أُسّست سنة 1377ه) ، على وجهها قائمة حساب لشراء ستّة كتب مع ذكر قيمة كلّ كتاب منها ومجموع قيمتها ، وعدد أوراقها : (54) ورقة ، وعدد أسطرها : (15 - 16) ، وقياسها : (6/9 × 5/14 سم) ، وغلافها : جلد ، أخضر اللون ، كتبت بخطّ النسخ ، وبالمداد الأسود ، بدأت من وجه الورقة الأولى ، والبياض فيها يقع في (18و - 26و) ، والإنهاء في وجه الورقة (53) ، والإجازة في ظهر هذه الورقة أيضاً.

كانت هذه النسخة عند الشيخ محمّد السماويّ (ت 1370ه) قبل أن تنتقل بالشراء إلى مكتبة الإمام الحكيم العامّة ، وقد ذكر هذه النسخة الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ رحمه الله في كتابه الذريعة ، رآها عند الشيخ السماويّ ، قال : «وقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الهنديّ النجفيّ نسخة مختصر المراسم هذا عن نسخة خطّ السيّد محمّد بن مطرف ، ونقل صورة ما كتبه السيّد محمّد بن مطرف على ظهر نسخته التي رأيتها عند الشيخ محمّد السماويّ ، وقد نقلت

ص: 94

عن تلك النسخة صورة خطّ محمّد بن مطرف في ترجمته في الأنوار الساطعة في المائة السابعة»(1).

* الإجازة التي كُتبت على نسخة (مختصر المراسم) :

إجازة رواية مختصرة كُتبت على وجه نسخة كتاب المختصر ، كتبها السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ - الناسخ - بخطّه للسيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ بتاريخ سنة (695ه) بعد قراءة المختصر عليه ، ونصّ الإجازة : «قرأ عليّ مختصر رسالة سلاّر بن عبدالعزيز الديلميّ - قدّس الله روحه - الولد العزيز ، الأجلّ الأوحد ، العالم الفاضل ، رضيّ الدين ، أبو عبدالله محمّد بن حسن بن عليّ بن محمّد الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ - أحسن الله تسديده ، وأجزل من كلّ عارفة فضله ومزيده - قراءةً مرضيّة ، وشرحت له من فقه الكتاب ما خطر ببالي في الحال من الخلاف الحاصل في المسألة بين أصحابنا - رضي الله عنهم - ، وبيّنت له ذلك حسب الجهد والطاقة ، فأخذه واعياً ، وفهمه ضابطاً ، فليروِ ذلك عنّي ، عن الشيخ الفاضل المعظّم الفقيه مفتي الفرق ، قدوة العلماء ، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّيّ - قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه - ، عن شيخه المرحوم محمّد بن نما(2) ، عن شيخه محمّد بن بن

ص: 95


1- الذريعة : 20/208.
2- في طبقات أعلام الشيعة (4/174) سقطت عبارة : (عن شيخه المرحوم محمّد بن

إدريس ، عن عربيّ بن مسافر ، عن إلياس بن هشام الحائريّ ، عن أبي عليّ ، عن مصنّفه - رضي الله عنهم جميعاً -. وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى : محمّد ابن مطرف الحسنيّ»(1).

وجاء بخطّه أيضاً في الهامش على يسار الإجازة ما نصّه :

«وأذنت له أيضاً أن يروي عنّي كتاب الأصل ، عن الشيخ محمّد بن أبي العزّ ، عن شيخه أحمد بن ...(2) ، عن مشايخه. وكتب محمّد بن دى

ص: 96


1- في طبقات أعلام الشيعة (4/174) : (جميعاً).
2- بعدها في الأصل بمقدار كلمتين ذهبتا بفعل القِدم ، والشيخ أحمد هذا بحسب العصر والطبقات والبلد مردد بين ثلاثة : 1 - الأوّل : أحمد بن صالح القسينيّ ، الذي يروي عن عليّ بن ثابت ابن عصيدة السوراويّ ، عن عربيّ بن مسافر العباديّ(ينظر : رسائل الشهيد الثاني : 2/1131 ، ضمن إجازة الشهيد الثاني للحسين بن عبد الصمد العامليّ ، وفيها ذكر جملة من طرق أحمد بن صالح القسينيّ) ، طبقات أعلام الشيعة : 4/7. 2 - الثاني : أحمد بن محمّد الموصليّ ، الذي يروي عن عليّ بن ثابت ابن عصيدة السوراويّ ، عن عربيّ بن مسافر العباديّ ، كما في إجازته للسيّد الأجلّ فخر الدين الرضيّ عليّ بن أحمد بن أبي هاشم العلويّ الحسينيّ ، التي كتبها له بتاريخ جمادى

مطرف»(1). ظ.

ص: 97


1- ينظر : الذريعة : 1/246 الرقم 1299 ، فقد أشار إلى هذه الإجازة ، وعبّر عن الإنهاء الذي في آخر النسخة بأنّه إجازة أخرى ، فلاحظ.

صورة

ص: 98

صورة

ص: 99

صورة

ص: 100

صورة

ص: 101

صورة

ص: 102

صورة

ص: 103

صورة

ص: 104

صورة

ص: 105

صورة

ص: 106

ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الرزقيّ الحسنيّ (الناسخ والمجيز) :

لم يذكر في كتب التراجم إلاّ ب- : (محمّد بن مطرف الحسنيّ)(1) لا غير.

أقول : هو السيّد محمّد بن مطرف بن محمّد بن داود بن حمزة بن رزق الله بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن داود بن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام(2).

فهو : الرزقيّ ؛ نسبة إلى جدّه (رزق الله) ، ويقال لهم : (الرازقلة)(3) ، و (الرزاقات) ، و (بنو الرزقين)(4).

والداوديّ : نسبة إلى جدّه (داود ابن الحسن المثنّى)(5) صاحب القضيّة يّ

ص: 107


1- ورد في طبقات أعلام الشيعة (4/174) ، والذريعة : 20/208 ضمن الرقم 2607 : (الحسينيّ) ، بينما ذُكر صحيحاً في طبقات أعلام الشيعة : 4/156 ، و 165 ، و 174 في إمضاء آخر الإجازة ، والذريعة : 1/246 الرقم 1299 ، و 5/192 ضمن الرقم 882.
2- استفدت في وصل نسبه الطاهر من الكتب التالية : الأصيليّ في أنساب الطالبيّين : 97 ، والتذكرة في الأنساب المطهّرة : 48 ، وعمدة الطالب في أنساب آل أبي الطالب : 129 ، وتحفة الأزهار وزلال الأنهار : 403 ، وفي الأخير - المطبوع منه - جاء اسم والده مصحّفاً : (مظفر) بدل : (مطرف) ، فلاحظ.
3- ينظر : عمدة الطالب : 124 ، مناهل الضرب : 250 وفي الأخير أنّ (الرازقلة) في الحلّة.
4- الدرّ المنثور في أنساب المعارف والصدور : 147.
5- داود بن الحسن المثنّى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، يُّكنّى أبا سليمان ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام نيابةً عن أخيه عبد الله المحض ، وكان رضيع الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وحبسه المنصور الدوانيقيّ

المعروفة بدعاء أمّ داود.

والحسنيّ : نسبة إلى جدّه الأعلى الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام.

ذكره معاصره ابن الطقطقيّ (كان حيّاً سنة 720ه) في مشجّره ، ووصفه بما نصّه : «جون اللون ، حجازيّ ، يسكن الحلّة المزيديّة ، متّفقه على مذهب الإماميّة ، فيه خير وورع ، وانقطاع وتعفّف وسكون»(1).

وذكره السيّد ابن عنبة (ت 828ه) ووصفه ب- : (الفقيه) ، إذ قال ما نصّه : «وأمّا أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين : رزق الله ، وعبد الله ، يقال لبني رزق الله : الرزاقلة ، منهم : بنو الرزقيّ بالحلّة ، والفقيه : ابن مطرف»(2).

ولده وأخوه :

قال الصديق النسّابة السيّد علاء الموسويّ في تحقيقه لكتاب (عمدة الطالب) - غير مطبوع - ما نصّه : «وَلَدَ السيد محمّد بن مطرف رجلين : محمّدًا 4.

ص: 108


1- الأصيليّ ، نسخة مصوّرة عند آية الله المحقّق السيّد محمّد مهديّ الخرسان (ده) ، ص 28 ، والمصوّرة في مؤسسة كاشف الغطاء ، الرقم 498 ، وهذه العبارة غير موجودة في المطبوع من الكتاب بتحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ، فلاحظ.
2- عمدة الطالب : 124.

وعليّاً ، كانا أولدا ، وكان للسيّد محمّد بن مطرف أخ اسمه : عليّ ، كان له أولاد ، وذكره ابن الطقطقيّ وابن مهنّا»(1).

مشايخه وأساتذته :

1 - المحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن (ت 676ه) ، كتب ابن مطرف - المترجم له - نسخة من مختصر المراسم لأُستاذه هذا ، وفرغ من الكتابة يوم الخميس 16 صفر سنة (672ه) ، ثمّ قرأها من بعد على أستاذه ، وقرأها بعد ذلك على ابن مطرف - صاحب الترجمة - تلميذه محمّد بن الحسن الرزقيّ في يوم الخميس 14 جمادى الآخرة سنة (695ه) - كما جاء في آخر النسخة - ، وكتب ابن مطرف له إجازة رواية على وجه النسخة ، جاء فيها أنّه يروي عن : المحقّق الحلّيّ وأبي العزّ ، وكان ابن مطرف - بحسب هذه الإجازة - فقيهاً عارفاً بالخلاف الواقع بين الفقهاء في المسائل الفقهيّة.

2 - محمّد ابن أبي العز ّ الحلّيّ(2) ، ذكر ابن مطرف - صاحب الترجمة - أنّه يروي عنه في إجازته لتلميذه محمّد بن الحسن الرزقيّ ، الموجودة على وجه النسخة ، والمؤرّخ فيها قراءة التلميذ عليه في يوم الخميس 14 جمادى الآخرة سنة (695ه) - كما جاء في آخر النسخة -. ).

ص: 109


1- ينظر : تحفة الأزهار : 403 (عن ولده) ، الأصيليّ : 97 ، التذكرة في الأنساب المطهّرة : 48 ، (عن أخيه) ، وفي الأخير ورد اسم والده مصحّفاً : (مطرب) بدل : (مطرف) ، فلاحظ.
2- في طبقات أعلام الشيعة : (أبو الغرّ).

أقول : هو محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن خميس بن لزماء(1) القويقيّ التغلبيّ(2) الحِلّيّ.

جدّه هو أبو العزّ محمّد بن عليّ القويقيّ(3) ، ويشترك معه لفظاً في اسمه واسم أبيه ، وهو من مشايخ السيّد فخار بن معدّ الموسويّ (ت 630ه)(4) ، ويظهر من كنيته - أبي العزّ - أنّ الأسرة تنتسب إليه ، فيقال لكلّ فرد من أبنائه وأحفاده : (ابن أبي العزّ)(5).

وترجم كمال الدين عبد الرّزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطيّ (ت 723ه) لولده كمال الدين أبي الحسن عليّ بن أبي العزّ(6) المعروف بابن ين

ص: 110


1- وتقرأ : (كزماء) أو ما شابه ذلك.
2- القويقيّ : نسبة إلى نهر قويق ، وهو نهر مدينة حلب كما في معجم البلدان (4/417) ، وفي جملة من المصادر جاءت مصحّفة هكذا : (الفويقيّ). (ينظر : الحجّة على الذاهب : 264 ، و 285 ، و 304 ، بحار الأنوار : 35/128 ح 74 ، خاتمة المستدرك : 3/47 ، و 372).
3- ومن مشايخ أبي سعيد محمَّد بن عليّ بن عبد الله العراقيّ الجاوانيّ الحلّيّ (ت 561ه) : أبو العزّ محمّد بن أحمد النيليّ اللّغويّن ولا نعلم إن كان بينه وبين المترجم صلة أم لا؟ والظاهر أنَّه لا قرابةَ بينهما ويشترك معه في الكنية والنسبة لا غير ، فلاحظ. يُنظر : نزهة الأنفس وروضة المجلس : 27 ، 116 ، 249 ، 397 ، 411.
4- ينظر : الحجّة على الذاهب : 264 ، و 285 ، و 304 ، وفيه جاء لقبه مصحّفاً هكذا : (الفويقيّ).
5- وقد ذكرت سابقاً بعض مشايخ الشيخ محمّد بن أبي العزّ في هامش الإجازة ، فلتراجع.
6- في موسوعة طبقات الفقهاء (7/174 الرقم 2532) استظهر أنّ عليّاً هذا هو عين

القويقيّ النيليّ (ت 674ه) ، وقال عنه ما نصّه : «كمال الدين أبو الحسن عليّ ابن أبي العز يُعرف بابن القويقيّ - وأصلهم من حلب وينسبون إلى نهر قويق - النيليّ ، فقيه الشيعة ، كان عالماً بالفقه والحديث ، حافظاً لما جاء فيه من الاختلاف ، وكان أصله من حلب ، سكن النيل واستوطنها ، ورُزق الأولاد النجباء وهم فقهاء وأدباء ، وتوفّي في ثاني جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين ، ومولده سنة ستّ عشرة وستّمائة بالنيل»(1).

وكتب ابن حفيده : عبد المهديّ بن الحسين بن أبي الحسن عليّ بن 9.

ص: 111


1- معجم الآداب في معجم الألقاب : 4/202 الرقم 3669.

أبي العزّ محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن خميس بن لزماء القويقيّ التغلبيّ كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام للعلاّمة الحلّيّ (ت 726ه) في آخر نهار الإثنين سلخ شهر ربيع الأوّل سنة (729ه) كتبها في الحلّة السيفيّة ، والنسخة موجودة في مدرسة الإمام الصادق (ع) في چالوس ، ورقمها (238)(1) ، وقد عرفتُ آباء المترجم ونسبه من خلال عثوري على هذه النسخة النفيسة ، ويظهر منها أنّ أسرة آل أبي العزّ كانت من الأسر العلميّة في الحلّة.

والفقيه محمّد بن أبي العزّ هو الذي وقّع على بعض فتاوى المحقّق الحلّيّ ، وكتب عليها في مسألة المقدار الواجب من المعرفة : «هذا صحيح» ، - وقد رأى المحقّق الكركيّ (ت941ه) هذه الفتاوى - ، وكتب هو أيضاً فتاوى نفسه في هذه المسألة مع فتاوى علماء الحلّة ، وقد كتب الشيخ شرف الدين عليّ المازندرانيّ هذه الفتاوى عن خطّ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّيّ (ت 786ه) ، الذي كتبها عن خطّ علماء الحلّة ، ومنها فتوى المحقّق الحلّيّ مع الشيخ محمّد بن أبي العزّ(2). بن

ص: 112


1- ينظر : فهرست نسخه هاى خطى مدرسة امام صادق ، چالوس : 126.
2- ينظر : طبقات أعلام الشيعة : 4/165 ، الذريعة : 5/192 الرقم 882 ، وعلماء الحلّة المفتون هم كلّ من : الشيخ الفقيه يحيى بن سعيد الحلّيّ - صاحب (جامع الشرائع)- (ت 689 ه) ، والشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن محمّد بن المطهّر - والد العلاّمة الحلّيّ - ، والفقيه الشيخ يوسف بن علوان الحلّيّ ، والشيخ نجيب الدين محمّد ابن نما - من مشايخ المحقّق الحلّيّ - ، وتلميذه الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد - المحقّق الحلّيّ - (ت 676 ه) ، والشيخ محمّد بن أبي العزّ الحلّيّ. قال الشيخ أقا بزرك الطهرانيّ (ره) عن هذه المسألة : جواب مسألة المعرفة والمقدار اللازم منها ، نسخة هذه الجوابات بخطوط المجيبين حصل عليها الشيخ السعيد محمّد بن مكّيّ الشهيد (ت 786ه) في المدينة المنوّرة ، فكتب عنها بخطّه الشريف ، وكتب في آخر نسخته ما صورته : (هذا نقل من خطوط هؤلاء الأئمّة الفضلاء - طاب ثراهم - وشاهده العبد محمّد بن مكّيّ بالمدينة النبويّة ، والحمد لله وصلواته على سيّدنا محمّد وآله) ، ثمَّ إنّه قد حصلت نسخة خطّ الشهيد عند الشيخ شرف الدين عليّ بن جمال الدين المازندرانيّ الپنج هزاريّ النجفيّ المجاز عن الأمير شرف الدين عليّ بن حجّة الله الشولستانيّ بتاريخ سنة (1063 ه) ، فكتب الشيخ شرف الدين بخطّه نسخةً عن خطّ الشهيد الأوّل في سنة (1055 ه) ، ونسخة خطّ الشيخ شرف الدين موجودة ضمن مجموعة رأيتها في مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في النجف ، ويظهر من آخر هذه النسخة أنَّ المحقّق الكركيّ (ت 940 ه) رأى نسخة أخرى من هذه الفتاوى غير نسخة خطّ الشهيد الأوّل ، وكتب في آخرها فتواه في المسألة موافقاً لفتاوى هؤلاء المشايخ ؛ لأنّه كتب الشيخ شرف الدين بعد نقله ما مرّ من صورة خطّ الشهيد إلى آخره ما صورته : (تمّ والحمد لله حقّ حمده ، وقد شاهدت في السابق هذه الفتاوى ، وفي آخرها مقدار نصف صفحة في الفتوى على وفق الفتاوى المتقدّمة ، وفي آخره كتبتُ هذه الأحرف اقتفاءً لآثار هؤلاء الأعلام ، العبد الضعيف : عليّ بن عبد العالي) ، انتهى صورة خطّ الشيخ شرف الدين في آخر هذه النسخة. (ينظر : الذريعة : 5/192 الرقم 882 بتصرف يسير). وتوجد نسخة من هذه الجوابات في مكتبة المشكاة بطهران بعنوان (سؤال علماء الحلّة) ضمن المجموعة ذات الرقم (6914) ، ورقم النسخة فيها (28) ، وقد ورد في فهرس المكتبة أنَّها كُتِبت في القرن الثالث عشر الهجري. غير أنّ المفهرس ذكر أنّ عليها خطّ المحقّق الكركيّ ، فلاحظ. (ينظر : فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه مركزي ومركز اسناد دانشكاه طهران : 16/ 398 ، فنخا : 18/439).

ولقد وجدت نسخة من شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي في مكتبة الإمام

ص: 113

الحكيم تحت الرقم (2579) كتبها محمّد بن عبد الرحيم الإسترآبادي النجفي تلميذ المحقّق الكركي جاء فيها ما يخصّ محمّد ابن أبي العزّ ما نّصه :

«وجد على ظهر كتاب ما هذه صورته ، سُئل علماء الحلّة السيفيّة عن اللازم من معرفة الحقّ تعالى والرسول والإمام ، فكتب الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد رحمه الله (إذا كان المكلّف عالماً بالمعارف العقلية بدليل دليل نظر فيه من الوجه الذي يدلّ فيه فأصابه فقد خرج من العهدة وكفاه ، وإن لم يحسن النطق به بالألفاظ ؛ لأنّ ذلك صناعة لا تلزم الناس كافّة بل تخصّ رؤساء الإسلام ليدفعوا أعداء الدين والملقين للشبهة ، ولا ريب أنّ الله تعالى قد نصب الأدلّة ومكّن المكلّف من تحصيلها بقلبه ، والعلم رجع إلى القلب لا إلى اللسان الذي هو جارحة فكيف يلزم النطق به ، ولو نطق بالأدلّة لفظاً ولم يعتقدها بالقلب لم يكن ذلك إيماناً ولا شيئاً يُنتفع به في الآخرة ولو علم بقلبه ما وجب عليه علمه بدليل وكان أخرس لكان ذلك هو اللازم له الواجب عليه).

وكتب الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهّر : (الذي يلزم المكلّف من المعارف العقلية العلم بالتوحيد والعدل والنبوّة والإمامة اعتقاداً بقلبه دون إيراد الألفاظ الدالّة على ذلك ، فأمّا إيراد الألفاظ فمن فروض رؤساء الدين دون غيرهم لئلاّ يدخل على أهل ذلك المذهب طعن يُعجز رئيسهم عن حلّ شبهة أو إقامة دليل).

وكتب يوسف بن علوان الفقيه رحمه الله هذا : (الخطّان والحكم بهما صحيح).

ص: 114

وكتب الفقيه العلاّمة نجيب الدين محمّد بن نما : (ما ذكره أعلاه كاف في المراد منه ولا يحتاج إلى زيادة).

وكتب الشيخ نجم الدين جعفر بن سعيد : (علم الإنسان لعقائده برؤوس الأدلّة كاف له في السلامة يوم القيامة عن الخوض في المباحث الكلامية والوقوف على تفصيل الأدلّة ، وليست العبادة معتبرة في ذلك بل يكفي العلم بذلك والمعرفة بقلبه والتصوّر بمخيّلة الذهن ، وأمّا حسن الإيراد والقدرة على النطق بالبراهين العقلية وإفهامها المعترض فمن فضيلة الإنسان وكماله لا يلزم ذلك إلاّ متصدّياً للرئاسة حراسة للمذهب من تسلّط الخصم وأمّا غير ذلك فلا).

وكتب الشيخ محمّد بن أبي العزّ : (هذا صحيح) ثمّ وجِد بخطّ الشيخشمس الدين محمّد بن مكّي ما هذا صورته : (هذا نُقِل من خطّ نُقِل من خطوط هؤلاء الأئمّة الفضلاء طاب ثراهم وشاهده العبد محمّد بن مكّي بالمدينة النبويّة والحمد لله وحده وصلّى الله على محمّد وآله).

تمّت صورة ما وجدته وأنا عبد آل محمّد محمّد بن عبد الرحيم بن داود حامداً لله على آلائه ومصلّياً على خير أنبيائه محمّد وآله ومسلّماً»(1).

وقال العلاّمة الحلّيّ (ت 726ه) في كتابه كشف اليقين : «إنّ الفقيه ابن أبي العزّ اشترك مع سديد الدين - والد العلاّمة الحلّي - في كتابة الرسالة إلى هولاكو وطلب الأمان لأهل الحلّة ، وذلك عند ذكره لأخبار أمير المؤمنين (ع)ه.

ص: 115


1- تمّ ما نقلته.

بالمغيّبات ، ومن خلال الطبقات يظهر أنّ المراد بالفقيه هو محمّد هذا»(1).

قال الميرزا عبد الله الأفندي (ق 12) في كتابه رياض العلماء ما نصّه : «الشيخ الفقيه ابن أبي العزّ : الفاضل العالم المعروف ، وهو الذي ذهب مع والد العلاّمة الحلّيّ والسيّد مجد الدين ابن طاووس لطلب الأمان لأهلها ، وذهب عند خواجة نصير إلى هلاكو بقرب بغداد حين غلب هلاكو واستولى على بغداد ، وقتل المستعصم العبّاسيّ ، ووجه هؤلاء وذهابهم إليه معروف ، فلاحظ»(2).

وقال الشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّيّ (ت 1359ه) في الكنى والألقاب ما نصُّه : «ابن أبي العزّ : الشيخ الفقيه الفاضل العالم المعروف الذي ذهب مع الشيخ سديد الدين والد العلاّمة الحلّيّ والسيّد مجد الدين بن طاووس من الحلّة إلى قرب بغداد لطلب الأمان من هولاكو ملك التتر لهم ولأهل الحلّة والقصّة مشهورة»(3).7.

ص: 116


1- كشف اليقين : 80 ، والحادثة فيه كاملة في المبحث الثالث ، وفي كتاب طبقات أعلام الشيعة (4/165) أنّه ذكر العلاّمة الحلّيّ ذلك في كتابه الألفين ، وهو من سبق القلم ، وقد أُشير إلى هذه الحادثة في كتاب الحوادث (المنسوب لابن الفوطيّ) : 360 ، وفي كتاب (صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم الجواد) في الهامش أنَّ ابن أبي العزّ هذا هو كمال الدين عليّ بن أبي العزّ محمّد بن عليّ ، فشارِحو الكتاب نسبوا كتابة الرسالة التي وُجِّهت إلى هولاكو لولده عليّ مع أنَّها لوالده الفقيه المعروف محمّد بن أبي العزّ ، فلاحظ. يُنظر : صدى الفؤاد 123.
2- رياض العلماء : 6/9.
3- الكنى والألقاب : ا/ 197.

ترجمة السيّد رضيّ الدين محمّد بن الحسن الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ (المجاز) :

لم يذكر في كتب التراجم إلاّ ب- : (السيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ)(1) اعتمادًا على الإجازة المذكورة على النسخة.

أقول : هو السيّد رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن حازم بن رزق الله بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن داود بن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام(2).

فهو : الرزقيّ(3) ؛ نسبة إلى جدّه (رزق الله) ، ويقال لهم : (الرازقلة)(4) ،ة.

ص: 117


1- في طبقات أعلام الشيعة (4/174 ، و 5/ 183) ، وموسوعة طبقات الفقهاء (7/255) : (الحسينيّ) ، في حين ذُكر صحيحاً في الذريعة : 1/246 الرقم 1299.
2- استفدت في وصل نسبه الطاهر من الكتب التالية : التذكرة في الأنساب المطهّرة : 48 ، وتحفة الأزهار وزلال الأنهار : 403.
3- في تكملة أمل الآمل (4/451 الرقم 1961) ، وفي الذريعة (20/208) : (الذرقنيّ) ، وفي الذريعة (1/246 الرقم 1299) : (الزرقنيّ) ، وفي طبقات أعلام الشيعة (5/183) كتب بعد (الزرقنيّ) : (أو الزرقانيّ ، أو السرقنيّ) ، ولا أظنّ أنّ لشيء من هذا وجهاً مع وضوح المكتوب في الإجازة ، وأثبتنا الصحيح - (الرزقيّ) - بعد ما ذكرنا المذكور من نسبه عن كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ، فلاحظ.
4- ينظر : عمدة الطالب : 124 ، مناهل الضرب : 250 ، وفي الأخير أنّ (الرازقلة) في الحلّة.

و (الرزاقات) ، و (بنو الرزقين)(1) ، فهو من ابن عمّ المجيز من جهة جدّه (رزق الله) ، ويُعرف من تسلسل الآباء وإنهاء النسخة أنّ ابن مطرف يكبره بطبقة واحدة ، فقد وصفه بالإنهاء ب- : (الولد).

والداوديّ : نسبة إلى جدّه (داود ابن الحسن المثنّى) صاحب القضيّة المعروفة بدعاء أمّ داود.

والحسنيّ : نسبة إلى جدّه الأعلى الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام.

مشايخه وأساتذته :

لم نعثر على شيء يذكر في كتب التراجم عن هذا السيّد الفقيه سوى ما نقل عن الإجازة التي على هذه النسخة ، فقد أجازه شيخه وأستاذه وابن عمّه السيّد محمّد بن مطرف الرزقيّ الحسنيّ برواية كتاب المختصر والمراسم ، والإجازة من دون تاريخ ، وقد أنهى قراءة كتاب مختصر المراسم على أستاذه المذكور بتاريخ يوم الخميس 14 جمادى الآخرة سنة (695ه) ، ونصّ الإنهاء الذي كتبه أستاذه له في آخر النسخة : «أنهى قراءة مختصر رسالة سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ قراءةً وبحثاً وفهماً السيّد الأجلّ الحسيب النسيب رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن حسن بن عليّ الرزقيّ يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وستّمائة ، وكتب محمّد بن مطرف 7.

ص: 118


1- الدرّ المنثور في أنساب المعارف والصدور : 147.

الحسنيّ»(1).

وقد وصفه أستاذه في الإجازة بما نصّه : «الولد العزيز ، الأجلّ الأوحد ، العالم الفاضل ، رضيّ الدين ، أبو عبدالله محمّد بن حسن بن عليّ بن محمّد الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ - أحسن الله تسديده ، وأجزل من كلّ عارفة فضله ومزيده -».

وفي الإنهاء بما نصّه : «السيّد الأجلّ الحسيب النسيب رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن حسن بن عليّ الرزقيّ».

* هل كانت النسخة الأولى - الأصل - عند آية الله السيّد حسن الصدر قدس سره أم لا؟

نسخة الأصل المجموعة الخطّيّة المعتمدة ، التي حوت كتابي الشرائع و (مختصر المراسم) وبينهما إنهاء لكتاب المسائل المصريّة - مرّ ذكره وتاريخه عند وصف النسخة المعتمدة ، قال عنها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت1389ه) في كتابه الذريعة - عند التعريف بكتاب الشرائع للشيخ الأجلّ عليّ ابن بابويه (ت 329ه) - ما نصّه : «وتوجد نسخة منها في الكاظميّة في مكتبة سيّدنا الحسن صدر الدين وهي بخطِّ السيّد محمّد بن مطرف تلميذ ً.

ص: 119


1- ينظر : الذريعة : 1/246 الرقم 1299 ، فقد أشار إلى هذا الإنهاء الذي في آخر النسخة على أنّه إجازة أخرى ، ومن المعلوم أنّ هذا الإنهاء خال من الإجازة ، وقد ذكرنا ذلك سابقاً.

المحقّق الحلّيّ ، وقد قرأها على أستاذه المحقّق فأجازه على ظهرها ، وتأريخ الإجازة سنة (672 ه)»(1).

وقال عنها في كتابه الآخر طبقات أعلام الشيعة - عند ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ وذِكر الإجازة التي على نسخة مختصر المراسم - ما نصّه : «وهذه النسخة اشتراها سيّدنا الحسن الصدر من بقّال ببغداد كان يضع على أوراقها التمر واللبن وغيرها من الحوائج ، واستنسخ عنها السيّد محمّد الهنديّ بالنجف بخطّه ، ونسخة الهنديّ موجودة عند الشيخ محمّد السماويّ بالنجف»(2).

وأعتقد استنادًا إلى ما لديّ من قرائن أنّ هذا الكلام فيه من سهو القلم ما فيه ، فالنسخة لم تكن عند السيّد حسن الصدر ، بل الموجود على النسخة تملّك الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت 1352ه) المعاصر للسيّد حسن الصدر (ت 1354ه) والمتوفّى قبله بسنتين(3) ، ويحتمل أنّ النسخة كانت عنده على نحو الاستعارة لا التملّك ، والقرائن التي استنتجتها هي :

1 - اعتمد الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ رحمه الله في ترجمة عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الخانيّ ناسخ كتاب المسائل المصريّة للمحقّق الحلّيّ على إنهاء النسخة الموجود في المجموعة الخطّيّة المعتمدة بين كتاب الشرائع ظ.

ص: 120


1- الذريعة : 13/46.
2- طبقات أعلام الشيعة : 4/174.
3- هذا وقد ذهب - الأخوان العزيزان - محقّقا كتاب (الشرائع) لابن بابويه إلى ذلك - من أنّ النسخة كانت عند السيّد حسن الصدر - موافقة لما ذكره الشيخ الطهرانيّ ، فلاحظ.

والمختصر ، وقال في ترجمته ما نصّه : «عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى المعانيّ (الخانيّ - ظ) الذي كتب بخطّه (المسائل المصريّات) للمحقّق الحلّيّ ، وفرغ منه في حياة المؤلّف (ع2 - 671) ، والظاهر أنّه من تلاميذه ، والنسخة كانت عند البلاغيّ اشتراها كاشف الغطاء» ، فلاحظ قوله : «والنسخة كانت عند البلاغيّ اشتراها كاشف الغطاء»(1) ، وهذا هو القول الفصل.

2 - قال الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ رحمه الله في الذريعة عند التعريف ب- : مختصر المراسم ما نصّه : «والنسخة في النجف منضمّة مع شرائع والد الصدوق ، وقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الهنديّ النجفيّ نسخة (مختصر المراسم) هذا عن نسخة خطّ السيّد محمّد بن مطرف المذكور ، ونقل صورة ما كتبه السيّد محمّد بن مطرف على ظهر نسخته التي رأيتها عند الشيخ محمّد السماويّ ، وقد نقلت عن تلك النسخة صورة خطّ محمّد بن مطرف في ترجمته في الأنوار الساطعة في المائة السابعة»(2).

وقال في موضع آخر : «واستنسخ عنها السيّد محمّد الهنديّ بالنجف بخطّه ، ونسخة الهنديّ موجودة عند الشيخ محمّد السماويّ بالنجف»(3). ).

ص: 121


1- وحدّثني أخي وقرّة عيني الشيخ أمير ابن الشيخ شريف ابن الشيخ محمّد الحسين ابن الشيخ عليّ كاشف الغطاء أنّ جدّه الأخير - صاحب كتاب الحصون المنيعة - اشترى جملة من كتب آل البلاغيّ ، وهي الآن في خزانة المكتبة ، وخطوطهم موجودة على النسخ إلى يومك هذا.
2- الذريعة : 20/208.
3- طبقات أعلام الشيعة : 4/174 ، ونسخة الشيخ السماويّ (ره) المذكورة هي اليوم في مكتبة الإمام الحكيم العامّة ، وتقع بالتسلسل (21).

ومن المعلوم أنّ السيّد حسناً الصدر ومكتبته في الكاظميّة لا في النجف الأشرف ، وقول الطهرانيّ يوحي أنّه لم ير نسخة الأصل ، بل رأى النسخة المستنسخة عنها ، لكنه وصف المجموعة بشكل دقيق ممّا يدلّ على أنّه اطلع عليها في النجف الأشرف.

3 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - الشرائع ومختصر المراسم - في فهرس مكتبته المسمّى ب- : الإبانة عن كتب الخزانة ، والذي كتبه بيده ، ونسخته موجودة في مكتبته ، ومصوّرته موجود في مكتبة الروضة العبّاسيّة(1).

4 - لم يذكر ولده السيّد عليّ الصدر (ت 1380ه) النسخة - الشرائع ومختصر المراسم - في فهرس مكتبة والده المسمّى ب- : (إبانة الوسن عن مكتبة أبي محمّد الحسن) ، الذي كتبه بيده ، ونسخته موجودة في مكتبته ، ومصوّرته موجودة في مكتبة الروضة العبّاسيّة(2).

5 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - مختصر المراسم - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة سلاّر الديلميّ ، باعتبار أنّ النسخة مختصر لمراسمه(3).8.

ص: 122


1- ينظر : الذريعة : 1/56 الرقم 286 ، وقد نسبه الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) إلى ولده الحجّة السيّد عليّ ، فلاحظ.
2- هذا الفهرس لم يذكره الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) في كتابه (الذريعة) ، فهو ممّا يُستدرك عليه ، ونسب إليه كتاب والده (الإبانة عن كتب الخزانة) ، وقد أشرت إلى ذلك في الهامش السابق ، فلاحظ.
3- ينظر : تكملة أمل الآمل : 3/119 الرقم 808.

6 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - الشرائع - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة الشيخ الأجلّ عليّ ابن بابويه ، باعتبار أنّ في المجموعة التي فيها النسخة كتاب الشرائع لابن بابويه ، وكلّ ما ذكره عن الكتاب هو ما نصّه : «كتاب الشرائع ، وهي رسالة ابنه الصدوق»(1).

7 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - مختصر المراسم - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة المحقّق الحلّيّ ، وخصوصاً عد تعداد تآليفه ، وذكره له في ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ والسيّد محمّد بن الحسن الزرقنيّ (الرزقيّ- ظ) ، ونسبه سهوًا للسيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ(2).

8 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - مختصر المراسم - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة كاتب المجموعة - الشرائع ومختصر المراسم - والمجاز من المحقّق الحلّيّ بالرواية السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ ، مع أنّه ذكر الإجازة ، وقال ما نصّه : «وجدتُ بخطّه نسخة مختصر المراسم لأستاذه المحقّق ، فرغ من نسخها سادس عشر صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة ...» ، ومن عادته في التكملة أنّه إذا ذكر كتاباً خطّياً أو مطبوعاً في ملكه يسبقه أو يتبعه بكلمة : (عندي) ، وأمّا هنا فقال : «وجدت بخطّه ..» ،ّ.

ص: 123


1- ينظر : تكملة أمل الآمل : 3/556 الرقم 1406.
2- ينظر : تكملة أمل الآمل : 2/264 الرقم 267 ، و 5/168 الرقم 2134 عند ترجمة ابن مطرف الحسنيّ ، و 4/451 الرقم 1961 عند ترجمة الزرقنيّ (الرزقيّ - ظ) ، و 5/178 الرقم 2143 عند ترجمة السيّد محمّد الموسويّ الهنديّ.

ولم يقل (عندي)(1).

9 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - مختصر المراسم - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة السيّد محمّد بن الحسن الحسنيّ الزرقني (الرزقيّ - ظ) المجاز من كاتب المجموعة - الشرائع ومختصر المراسم - ، مع أنّه ذكر الإجازة له(2).

10 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - مختصر المراسم - في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة السيّد محمّد الموسويّ الهنديّ - الناسخ عن نسخة الأصل ، وأعظم من هذا أنّه نسب كتاب المختصر للسيّد محمّد الموسويّ الهنديّ ، مع أنّه ذكر في موضعين أنّ المختصر للمحقّق الحلّيّ كما ذكرنا آنفاً(3).

11 - لم يذكر السيّد حسن الصدر النسخة - الشرائع - في كتابه فصل القضا في الكتاب المشتهر بفقه الرضا ، وقد تحدّث في هذا الكتاب كثيرًا عن كتاب الشرائع لمشابهته لكتاب فقه الرضا(4). ،

ص: 124


1- ينظر : تكملة أمل الآمل : 5/168 الرقم 2134.
2- ينظر : تكملة أمل الآمل : 4/451 الرقم 1961.
3- ينظر : تكملة أمل الآمل : 5/178 الرقم 2143.
4- في الذريعة (16/234 الرقم 921) : (فصل القضا في الكشف عن حال فقه الرضا) ، يثبت فيه أنّ الكتاب المشتهر ب- : (فقه الرضا) هو كتاب (التكليف) للشلمغانيّ ، وقد فرغ منه بتاريخ 19 ربيع الأوّل سنة (1323ه) ، طبع الكتاب أوّلا في قم المقدَّسة سنة (1396ه) في مجموعة تراثيّة باسم : (آشنائي با نسخه خطى) المجموعة الأولى ،

12 - خلوّ النسخة المعتمدة - الشرائع ومختصر المراسم - والموجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء من خطّ السيّد حسن الصدر وعلى خلاف عادته عند تملّك النسخ ، وخلوّها أيضاً من ختم مكتبة السيّد حسن الصدر ، وكلّ النسخ التي رأيتها من مخطوطات ومطبوعات مكتبته لم تكن خالية من الختم اللّهمّ إلّا ما لم أرَه بعيني ، وسجع ختم مكتبته : «مكتبة آية الله المرحوم السيّد حسن الصدر العامّة - الكاظميّة»(1). حر

ص: 125


1- وهذه المكتبة تفرّقت أيدي سبأ بسبب ظروف العراق القاهرة الأخيرة ، وقد فهرسها صاحبها آية الله السيّد حسن الصدر نفسه ، وعنون الفهرس : ب- : (الإبانة عن كتب الخزانة) ، ثمّ فهرسها ولده الحجّة السيّد عليّ ، وعنون الفهرس ب- : (إبانة الوسن عن خزانة السيّد الحسن) ، ثمّ تفرّقت شذر مذر فبيع قسم منها في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة ، وسعيت في إرجاع بعضها بمعونة سماحة العالم السيّد محمّد رضا الحسينيّ السيستانيّ (ده) ومعونة إدارة مكتبة الروضة العبّاسيّة ، والذي أُرجع عن طريق سماحة السيّد السيستانيّ الكتب التالية : (جلاء العيون ، وحاشية على شرح الكاشيّ للكافية ، والدرّة الباهرة ، وزاد المعاد ، والقواعد والفوائد ، والقوانين المحكمة ، وكتاب في المنطق ، وكنز العرفان في فقه القرآن ، ومجموعة أدعية وأشعار فارسيّة وعربيّة ، ومجموعة أوراق أدبيّة من عدّة كتب ، ومختصر مفاتيح الجنان ومصابيح الجنان ، ومناسك الحجّ) ، والذي أُرجع عن طريق إدارة مكتبة الروضة العبّاسيّة ثلاث نسخ أو خمس ، ومنها تقريرات السيّد محمّد جواد العامليّ لدرس السيّد محمّد مهديّ بحر العلوم. وبيعت على ما سمعت في طهران وقم المقدّسة أيضاً ، وقد اشترى بعضها السيّد محمود المرعشيّ وضمّها لمكتبة والده بعنوان حفظ التراث ، وذكر بعضها في المجلد الرابع والأربعين من فهرس المكتبة ، وسمعت أيضاً أنّ بعضها بيع في سوريا ومصر ، ورأيت بعضها في مكتبة الإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء العامّة بنحو الأمانة ، ورأيت نسخة واحدة منها في مكتبة الإمام الحكيم العامّة ، والمرجوّ من الإخوة المؤمنين والمتصدّين الكرام إرجاع ما بحوزتهم من هذه المكتبة لتعود لأهلها ، وأن لا يقصّروا في ذلك ، وهذا أملنا بهم. والمتبقّي منها اليوم هو في مكتبة آية الله العظمى السيّد حسن الصدر (ده) الواقعة في حسينيّة آل الصدر في الكاظميّة المقدّسة في أوّل شارع باب المراد ، وهي بتولي الفاضل السيّد صالح ابن السيّد مهديّ الصدر ، وكم له ولأخيه السيّد عليّ - حفظهما الله تعالى - من ألطاف وجهود في حفظ المتبقّي من المكتبة والسعي مع أهل الفنّ والخبرة في إخراج ما تبقّى منها مخطوطاً للتصوير والطبع والتحقيق ، وقد صوّر غالب المتبقّي منها من قبل مؤسّسة كاشف الغطاء أوّلا ، ومكتبة الروضة العبّاسيّة ثانياً ، وطبع فهرس مصوّراتها في مجلّة كتاب شناسى شيعة ، العدد الخامس ، الصفحات : (291 - 337).

* الأسباب التي أدّت إلى عدم معرفة الكتاب :

1 - عدم ورود اسم المحقّق الحلّيّ في ديباجة كتاب المختصر.

2 - كثرة نسخ كتاب الأصل - المراسم - وشهرته غيّبت شهرة المختصر ، ولم تسمح له أن يحظى بشهرة.

3 - وجود نسخة الكتاب ضمن مجموعة خطّيّة.

4 - عدم تحديد مكان النسخة عند ذِكرها.

5 - عدم فهرسة مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة فهرسةً تفصيليّة.

6 - نسبة الكتاب في مكتبة الإمام الحكيم العامّة سابقاً إلى ابن مطرف

ص: 126

الحسنيّ - ناسخ الأصل -.

* شكر وتقدير :

عرفاناً بالجميل المسدى إليّ في طريقي لإتمام إخراج هذا الكتاب أتوجّه بالشكر الوافر إلى كلّ من :

1 - سماحة الحجّة السيّد أحمد الصافي - دام عزّه - المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة ، وفضيلة الشيخ عمّار الهلاليّ - دام تأييده - المشرف على قسم المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة ؛ لرعايتهما الأخويّة وتبنيّهما مشروع تحقيق الكتاب.

2 - إدارة مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة المتمثّلة بأمينها العام فضيلة الشيخ شريف كاشف الغطاء - دام عزّه - ونجله الأخ العزيز الشيخ أمير كاشف الغطاء ؛ لتزويدي نسخة الأصل النفيسة.

3 - إدارة مكتبة الإمام الحكيم العامّة المتمثّلة بأمينها السيّد جواد السيّد كاظم الحكيم - دام فضله - ومديرها الأستاذ والأب الروحيّ مجيد الشيخ عبد الهادي حمّوزي - زيدَ فضلُه - ؛ لتزويدي النسخة الثانية للكتاب.

4 - فضيلة الشيخ صادق الخويلديّ - دام فضله - والإخوة العاملين في مركز تراث الحلّة جميعاً ؛ لثقتهم بالمجهود ومواكبتهم سير العمل وتوفير مستلزماته وتقويمه وطيب خُلقهم.

5 - سماحة العلاّمة الشيخ عبّاس (آل أبي الطابوق) دام عزّه الذي كان

ص: 127

من المفروض أن يخرج العمل بتحقيقه ولكنّه آثر على نفسه وسلّمنيه.

6 - كلّ من الإخوة : حيدر محمّد علي المخزومي وحيدر محمّد عبيد الخفاجيّ وميثم سويدان الحِمْيَريّ ومصطفى صباح الجَنابيّ ومحمّد عبد الجواد الفَتلاويّ.

7 - أهلي وأولادي (جعفر وعليّ وفاطمة) الذين تحمّلوا - ويتحمّلون - عبء غيابي طوال مدّة العمل في هذا الفنّ.

فإليهم جميعاً منّي أسمى آيات الشكر والعرفان. والكمال لله ، والعصمة لأهلها.

والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات

19 جمادى الآخرة سنة (1437ه)

في مركز تراث الحلّة

التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة

أحمد عليّ مجيد الحلّيّ النجفيّ

ص: 128

المصادر

القرآن الكريمُ.

1 - إجازات علماء موجود در نسخه هاى خطّى كتابخانه مركزى آستان قدس رضوى : براتعلى غلامى مقدّم ، نشر : سازمان كتابخانه ها ، موزه ها ومركز إسناد آستان قدس رضوى ، سنة (1391ش).

2 - الأصيليّ في أنساب الطالبيّين : ابن الطقطقيّ ، محمّد بن تاج الدين الحسنيّ (كان حيّاً سنة 720ه) ، تحقيق : السيّد مهديّ الرجائيّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشي - قم المقدّسة ، سنة(1418ه).

3 - الأعلام : الزركليّ ، خير الدين بن محمود الدمشقىّ (ت 1396ه) ، نشر : دار العلم للملايين - بيروت ، ط5 ، سنة (1980م).

4 - أعيان الشيعة : الأمين ، السيّد محسن بن عبد الكريم (ت1371ه) ، تحقيق : حسن الأمين ، نشر : دار التعارف للمطبوعات - بيروت ، (د. ت).

5 - الألفيّة والنفليّة : الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (ت 786ه) ، تحقيق : عليّ الفاضل القائينيّ النجفيّ ، نشر : مكتب الإعلام الإسلاميّ - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة 1408ه.

6 - أمل الآمل : الحرّ العامليّ ، الشيخ محمّد بن الحسن (ت 1104 ه) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ ، مطبعة الآداب- النجف الأشرف ، (د. ت).

ص: 129

7 - الأنساب : السمعانيّ ، عبد الكريم بن محمّد (ت562 ه) ، تقديم وتعليق : عبد الله عمر الباروديّ ، نشر : دار الجنان - بيروت ، ط1 ، سنة (1408ه).

8 - إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد : فخر المحقّقين ، محمّد بن الحسن ابن المطهّر (ت771ه) ، تحقيق : السيّد حسين الموسويّ الكرمانيّ والشيخ علي پناه الإشتهارديّ والشيخ عبد الرحيم البروجرديّ ، المطبعة العلميّة - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1387ه).

9 - بحار الأنوار : العلاّمة المجلسيّ ، محمّد باقر بن محمّد تقيّ (ت1110ه) ، مؤسّسة الوفاء - بيروت ، ط2 ، سنة (1403ه).

10 - البيان : الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (ت 786ه) ، نشر : مجمع الذخائر الإسلاميّة - قم المقدَّسة ، (د. ت).

11 - تاج العروس من جواهر القاموس : الزبيديّ ، السيّد محمّد مرتضى الحسينيّ (ت1205ه) ، تحقيق : عليّ شيريّ ، نشر : دار الفكر - بيروت ، سنة (1414ه).

12 - تحفة الأزهار وزلال الأنهار : المدنيّ ، السيّد ضامن بن شدقم الحسينيّ (كان حيّاً سنة 1090ه) ، تحقيق : د. كامل سلمان الجبوريّ ، نشر : مرآة التراث - طهران ، ط1 ، سنة (1420 ه).

13 - تحفة العالم في شرح خطبة المعالم : بحر العلوم ، السيّد جعفر بن محمّد باقر ، تحقيق : أحمد عليّ مجيد الحلّيّ ، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات - بيروت ، ط1 ، سنة (1433 ه).

14 - التذكرة في الأنساب المطهّرة : العبيدليّ ، الشريف أحمد بن محمّد بن مهنّا ، إعداد : السيّد مهديّ الرجائيّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ- قم المقدَّسة ، 1421ه.

ص: 130

15 - التراث العربيّ المخطوط : الحسينيّ ، السيّد أحمد الأشكوريّ ، نشر : دليل ما - قم المقدّسة ، ط1 ، سنة (1431ه).

16 - تعليقة أمل الآمل : الأفنديّ ، ميرزا عبد الله الأصفهانيّ (ق 12) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ - قم المقدّسة ، ط1 ، سنة (1410ه).

17 - تكملة أمل الآمل : الصدر ، السيّد حسن بن هادي (ت1354ه) ، تحقيق : د. حسين عليّ محفوظ وعبد الكريم الدّباغ وعدنان الدبّاغ ، دار المؤرّخ العربيّ - بيروت ، ط1 ، سنة (1429ه).

18 - تكملة طبقات أعلام الشيعة : الرَّوضاتيّ ، السيّد محمّد عليّ (ت 1433ه) ، إعداد : محمّد بركت ، نشر : مجلس الشورى الإسلاميّ- طهران ، ط1 ، سنة(1391ش).

19 - تهذيب الأحكام : شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسيّ (ت460ه) ، تحقيق : السيّد حسن الموسويّ الخرسان ، نشر : دار الكتب الإسلاميّة - طهران ، ط1 ، سنة (1364 ش.).

20 - جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد : الأردبيليّ ، الشيخ محمّد بن عليّ (ت 1101ه) ، نشر : مكتبة المحمّدي ، (د. ت).

21 - الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : الموسويّ ، السيّد فخار بن معدّ (630 ه) ، تحقيق : السيّد محمّد بحر العلوم ، نشر : انتشارات سيّد الشهداء - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1410ه).

22 - الحوادث : منسوب إلى ابن الفوطيّ ، عبد الرزّاق بن أحمد الشيبانيّ (ت723ه) ، تحقيق : د. بشّار عوّاد معروف ود. عمّار عبد السلام رؤوف ، نشر : انتشارات رشيد - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1426ه).

ص: 131

23 - مستدرك الوسائل : النوريّ ، الميرزا حسين بن محمّد تقيّ الطبرسيّ (ت 1320ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت (ع) لإحياء التراث - قم المقدّسة ، ط1 ، سنة (1416ه).

24 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (ت726ه) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّوميّ ، نشر : مؤسّسة نشر الفقاهة - قم المقدّسة. ط1 ، سنة (1417ه).

25 - الدرّ المنثور في أنساب المعارف والصدور : الأعرجيّ ، السيّد جعفر بن راضي البغداديّ (ت1332) ، تحقيق : السيّد حسين أبو سعيدة الموسويّ ، نشر : مؤسّسة عاشور - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1427ه).

26 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (ت1389ه) ، نشر : دار الأضواء - بيروت ، ط3 ، سنة (1403ه).

27 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة : الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (786ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت (ع) لإحياء التراث - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1419ه).

28 - الرجال : ابن داود ، الحسن بن عليّ الحلّيّ (ت 740ه) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، منشورات المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف ، سنة (1392ه).

29 - الرسائل الأربعة عشر : تأليف : مجموعة من المؤلّفين ، تحقيق : الشيخ رضا الأستاديّ ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدّسة ، ط2 ، سنة (1423ه).

ص: 132

30 - الرسائل الرجاليّة : الكلباسيّ ، الشيخ محمّد إبراهيم (ت 1315ه) ، طُبِعَ ضمن رسائل في دراية الحديث ، إعداد أبو الفضل حافظيان البابليّ ، نشر : دار الحديث - قم المقدّسة ، ط1 ، سنة (1424ه).

31 - رسائل المحقّق الحلّيّ : المحقّق الحلّي ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت 676ه) ، تحقيق : الشيخ رضا الأستاديّ ، نشر : مؤسّسة بوستان كتاب - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1390ش).

32 - روضات الجنّات : الخوانساريّ ، السيّد محمّد باقر الموسويّ (ت 1313ه) ، مطبعة الدار الإسلاميّة - بيروت ، ط 1 ، سنة (1411ه).

33 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : الأفندي ، الميرزا عبد الله الأصفهانيّ (ق 12) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ ، سنة (1415ه).

34 - السرائر : ابن إدريس الحلّيّ ، الشيخ محمّد بن منصور (ت 598 ه) ، تحقيق : مجموعة من المحقّقين ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدَّسة ، ط2 ، سنة (1410 ه).

35 - الشرائع (قطعة منه) : ابن بابويه ، الشيخ عليّ بن الحسين القميّ (ت329ه) ، تحقيق : الشيخ كريم مسير والشيخ شاكر المحمّديّ ، مطبعة دار المؤرّخ العربيّ - بيروت ، ط1 ، سنة (1435ه).

36 - الصحاح في اللغة : الجوهريّ ، إسماعيل بن حمّاد (393ه) ، دار العلم للملايين - بيروت ، ط4 ، 1407ه.

ص: 133

37 - صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم والجواد عليهما السلام : الشيخ محمد بن طاهر السماويّ (ت1370ه) ، ضبطها وشرحها وقدّم لها : مركز إحياء التراث التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة ، نشر : دار الكفيل ، ط1 ، سنة (1436ه).

38 - طبقات أعلام الشيعة : الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (ت1389ه) ، نشر : دار إحياء التراث العربيّ - بيروت ، ط 1 ، أوفسيت ، سنة (1430ه).

39 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب عليه السلام : ابن عنبة ، أحمد بن عليّ الحسينيّ (828 ه) ، صحّحه : السيّد محمّد حسن آل الطالقانيّ ، نشر : المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف ، ط2 ، سنة (1380 ه).

40 - العين : الفراهيديّ ، الخليل بن أحمد (ت175 ه) ، تحقيق : الدكتور مهديّ المخزوميّ والدكتور إبراهيم السامرّائيّ ، نشر : مؤسّسة دار الهجرة - قم المقدّسة ، ط2 ، سنة (1409ه).

41 - فهرس التراث : الجلاليّ ، السيّد محمّد حسين الحسينيّ ، تحقيق : السيّد محمّد جواد الحسينيّ الجلاليّ ، نشر : دليل ما - قم المقدّسة ، سنة (1422 ه).

42 - فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران (فنخا) : إعداد واهتمام : مصطفى درايتى ، نشر : المكتبة الوطنيّة في إيران ، طهران ، ط1 ، سنة (1390 ش).

43 - فهرست كتب خطّى كتابخانه مركزى وإسناد آستان قدس رضوى : براتعلى غلامى مقدّم ، نشر : سازمان كتابخانه ها ، موزه ها ومركز اسناد آستان قدس رضوى ، 1381ش.

44 - فهرست نسخة هاى خطّى كتابخانه مركزى دانشكاه تهران : مؤسسة انتشارات وچاپ دانشكاه تهران ، سنة (1357ش).

ص: 134

45 - الفهرست : ابن بابويه ، منتجب الدين عليّ بن عبيد الله الرازيّ (ت 585ه) ، تحقيق : المحدِّث السيّد جلال الدين الأرمويّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ - قم المقدّسة ، سنة (1366ش).

46 - الفوائد الرجاليّة : بحر العلوم ، السيّد محمّد مهديّ بن مرتضى الطباطبائيّ (ت 1212ه) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم والسيّد حسين بحر العلوم ، نشر : مكتبة الصادق - طهران ، ط1 ، سنة (1363 ش).

47 - قاموس الرجال : التستريّ ، الشيخ محمّد تقيّ (ت 1415ه) ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1419ه).

48 - كشف الالتباس عن موجز أبي العبّاس : الصيمريّ ، الشيخ مفلح بن الحسن (ت 900ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة صاحب الأمر (عج) ، ط1 ، سنة (1417ه).

49 - كشف الحجب والأستار : السيّد إعجاز حسين الكنتوريّ (ت 1240ه) ، تقديم : السيّد شهاب الدين المرعشيّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ - قم المقدّسة ، ط2 ، سنة (1409ه).

50 - كشف اللثام عن قواعد الأحكام : الفاضل الهنديّ ، محمّد بن الحسن الأصفهانيّ (ت1137ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1416ه).

51 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام : العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (762ه) ، تحقيق : حسين الدرگاهي ، طهران ، ط1 ، سنة (1411ه).

52 - لسان العرب : ابن منظور ، محمّد بن مكرّم (711ه) ، نشر : أدب الحوزة - قم المقدَّسة ، سنة (1405ه).

ص: 135

53 - مختلف الشيعة : العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (ت 726ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدّسة ، ط2 ، سنة (1413ه).

54 - المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة : الديلميّ ، الشيخ حمزة بن عبد العزيز (ت 448 ه) ، تحقيق : السيّد محسن الحسينيّ الأمينيّ ، نشر : المعاونيّة الثقافيّة للمجمع العالميّ لأهل البيت عليهم السلام ، سنة (1414ه).

55 - مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى : الآمليّ ، الشيخ محمّد تقيّ (ت1391ه) ، مطبعة الفردوسيّ ، ط1 ، سنة (1377ه).

56 - معالم الدين وملاذ المجتهدين (قسم الفقه) : العامليّ ، الشيخ حسن بن زين الدين (ت1011ه) ، تحقيق : مجموعة من المحقّقين ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدَّسة ، (د. ت).

57 - معالم العلماء : ابن شهر آشوب ، محمّد بن عليّ المازندرانيّ (ت 588ه) ، تقديم : السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف ، سنة (1380ه).

58 - المعتبر : المحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت 676 ه) ، تحقيق : مجموعة من المحقّقين ، إشراف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ ، نشر : مؤسّسة سيّد الشهداء (ع) - قم المقدَّسة ، سنة (1364ش).

59 - مجمع الآداب في معجم الألقاب : ابن الفوطيّ ، عبد الرزّاق بن أحمد الشيبانيّ (ت723ه) ، تحقيق : محمّد الكاظم- طهران ، وزارت فرهنك وإرشاد اسلامي ، سازمان چاپ وانتشارات ، 1115ق = 1371ش.

ص: 136

60 - معجم البلدان : الحمويّ ، ياقوت بن عبد الله (ت626ه) ، دار إحياء التراث العربيّ - بيروت ، سنة (1399ه).

61 - معجم رجال الحديث : الخوئيّ ، السيّد أبو القاسم بن عليّ أكبر الموسويّ (ت 1413ه) ، ط 5 ، سنة (1413ه).

62 - معجم المخطوطات النجفيّة : إعداد : مجموعة من الباحثين ، إشراف : د. عبد الرزاق العيسى ، إصدار مركز دراسات الكوفة ، مؤسّسة النبراس - النجف الأشرف ، سنة (2012م).

63 - مفتاح الكرامة : العامليّ ، السيّد محمّد جواد بن محمّد (ت 1226ه) ، تحقيق : الشيخ محمّد باقر الخالصيّ ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1419ه).

64 - من أعلام الشيعة : الشيخ رضا الأستاديّ ، قدس - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1383ش).

65 - مناهل الضرب في أنساب العرب : الأعرجيّ ، السيّد جعفر بن راضي البغداديّ (ت1332ه) ، تحقيق : السيّد مهديّ الرجائيّ ، نشر : مكتبة السيد المرعشيّ - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1419ه).

66 - موسوعة طبقات الفقهاء : الشيخ السبحانيّ ومجموعة من الباحثين ، نشر : مؤسّسة الإمام الصادق(ع) - قم المقدَّسة ، ط1 ، سنة (1418ه).

67 - نزهة الأنفس وروضة المجلس : أبو سعيد محمّد بن عليّ بن عبد الله العراقيّ ، تحقيق رمضان بهداد ، طهران / ميراث مكتوب 1387 ش.

ص: 137

68 - النهاية ونكتها : شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسيّ (ت460ه) والمحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ (676ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين - قم المقدّسة ، ط1 ، سنة (1412ه).

69 - الوافي بالوفيات : الصفديّ ، خليل بن أيبك (ت 764ه) ، تحقيق : أحمد الأرناؤوط وتركيّ مصطفى ، مط : دار إحياء التراث - بيروت ، سنة (1420 ه).

70 - الينابيع الفقهيّة : موسوعة فقهيّة لعدّة كتب ، جمع وتحقيق : الشيخ علي أصغر مرواريد ، نشر : دار التراث العربيّ والدار الإسلاميّة - بيروت ، ط1 ، سنة (1410 ه).

الدوريّات :

71 - مجلَّة تراثنا : مجلَّة تصدر عن مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث في قم المقدَّسة.

72 - مجلّة دراسات علميّة : مجلّة تصدر عن المدرسة العلميّة (الآخوند الصغرى) في النجف الأشرف.

73 - مجلّة علوم الحديث : مجلَّة نصف سنويّة تُعنى بعلوم الحديث ، تصدر : عن كلّيَّة علوم الحديث - طهران.

المخطوطات :

74 - قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام : العلاّمة الحلّيّ (ت 726ه) ، موجودة في مدرسة الإمام الصادق (ع) في چالوس - إيران بالرقم (238).

ص: 138

75 - مجموعة خطّيّة : تحتوي على (الجواهر في الفقه) لابن البرّاج ، و (شرح المراسم) لمجهول ، و (المراسم العلويّة) للديلميّ ، وهي موجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة بالتسلسل (316).

76 - المسائل السلاّريّة : السيّد المرتضى (ت 436ه) ، النسخة موجودة في مكتبة مجلس الشورى - طهران ، وتسلسلها (2/10007).

ص: 139

حديث (القتال على تأويل القرآن ..) التخريج السندي والبحث الدلالي

د. علي عبد الزهرة الفحّام

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرت مصادر الحديث والسيرة عند الفريقين حديثاً نبويّاً مهمّاً ، سنصطلح عليه (حديث القتال على التأويل) ، وهو حديث على مستوى كبير من الأهمّية في المباحث العقدية والتاريخية ، وتأتي أهمّية الحديث من حيث قوّته السندية ، واستفاضة طرقه ، وتعدّد أسانيده في مصادر الحديث والسيرة عند الفريقين(1) ؛ أمّا في البحث الدلالي فالحديث وثيقة نبوية في تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية إلى مرحلتي التنزيل والتأويل ، وهو في الوقت نفسه وثيقة تاريخية لرسم ملامح الفتن والاضطرابات التي ستعصف بالأمّة الإسلامية

ص: 140


1- نصّ على استفاضته الشيخ المفيد ، قال : «ومن ذلك الرواية المستفيضة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)أنّه قال لعليّ عليه السلام : (تقاتل يا عليّ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله)» - الجمل ص35.

في مرحلة (التأويل) والتي سيكون فيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام هو الممثّل الشرعي والوحيد لرسالة الإسلام.

طرق الحديث :

روي هذا الحديث الشريف عن سبعة من أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وهم : أمير المؤمنين ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين ، والإمام الباقر ، والإمام الصادق ، والإمام الكاظم ، والإمام الرضا عليهم السلام ، كما ورد هذا الحديث عن أكثر من (15) صحابيّاً ، من بينهم الإمام المعصوم أمير المؤمنين عليه السلام ، أمّا البقية فأبرزهم : (أبو سعيد الخدري ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، عمّار بن ياسر المخزومي ، عبد الرحمن بن بشير الأنصاري ، أنس بن مالك الأنصاري ، أبو هريرة السدوسي ، سعيد بن مالك ، زيد بن أرقم ، أبو الطفيل ، الأخضر بن أبي الأخضر ، أبو ليلى الأنصاري ، أبو ذر الغفاري ، سلمان المحمّدي ، المقداد بن الأسود).

أولاً : طرق الحديث عن أبي سعيد الخدري :

وقد رواه عنه أربعة من الصحابة والتابعين وهم (رجاء بن ربيعة الزبيدي ، سعيد بن عطية العوفي ، أبو الطفيل ، أبو الودال).

أما طريق (رجاء بن ربيعة) فهو أكثر الطرق تشعّباً ، وأعلاها شأناً في رجال العامّة ، وأشهرها تردّداً في المسانيد ، وقد رواه عن رجاء ابنه إسماعيل

ص: 141

ابن رجاء ، وكلاهما ثقة من رجال مسلم ، أمّا رجاء فهو ابن ربيعة الزبيدي ، الكوفي ، وثّقه الذهبي ، والعجلي ، وابن حبّان(1) ، وقال ابن حجر : «صدوق»(2) ، وأمّا ابنه إسماعيل فقد وثّقه أبو حاتم الرازي ، والعجلي ، وابن حبّان ، والذهبي(3) ، وقال ابن حجر : «ثقة تكلّم فيه الأزدي بلا حجّة»(4).

روى هذا الحديث عن إسماعيل عدد كبير من الرواة ، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ الحديث مستفيض عن إسماعيل ، فقد رواه عن كلٍّ من : (إسماعيل بن مهران الأعمش ، فطر بن خليفة ، بُريد بن معاوية العجلي ، سلمة بن تمّام الشقري ، هاشم بن البريد ، عبد الملك بن حميد) ، وكلّ هؤلاء من الثقات الأثبات عند العامّة ، فهم ما بين ثقة حجّة ، أو صدوق اللهجة ، ما خلا بُريداً فهو من رجال الشيعة وثقاتهم ، وروايته جاءت في المصادر الشيعية ومصادر العامّة أيضاً ، وعليه فالرواية ثابتة بالقطع عن إسماعيل ، ولا أقلّ من استفاضتها في الطبقة التي تليه ، أو الذين يُعدّون من تلامذته ، ولم تقف استفاضة الخبر عند هذه الطبقة ، فقد رواه عن الثقة فطر بن خليفة والأعمش جملة من الرواة المعروفين عند العامّة ، وإليك تفصيل هذه الطرق : 4.

ص: 142


1- الكاشف 1 / 395 ، معرفة الثقات 1 / 360 ، الثقات لابن حبّان 4 / 237.
2- تقريب التهذيب 1 / 298.
3- معرفة الثقات 1 / 225 ، الجرح والتعديل 2 / 168 ، ثقات ابن حبّان 6 / 29 ، الكاشف 1 / 245.
4- تقريب التهذيب 1 / 94.

1 - الطريق عن فطر بن خليفة :

رواه عدد من رجال العامّة ورواتهم المشهورين ، منهم : (الحسين بن محمّد المروذي ، يحيى بن يعلى الأسلمي ، وكيع بن الجرّاح ، عبيد الله بن موسى ، أحمد بن حمّاد الهمداني ، عفيف بن سالم ، أبو بكر الحنفي ، أبو نعيم الفضل بن دكين ، أبو أسامة حمّاد بن أسامة) ، وجلّ هؤلاء من عدول الرواة ، ومن أوثق الرجال عندهم ، ويكفينا منهم ثلاثة طرق :

أ - وكيع بن الجرّاح :

قال عنه الحافظ الذهبي : «وكيع بن الجرّاح أبو سفيان الرؤاسي ، أحد الأعلام ، عن الأعمش ، وهشام بن عروة ، وعنه أحمد ، وإسحاق ، وإبراهيم ابن عبد الله القصّار ، ولد سنة (128ه) ، قال أحمد : ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ ، كان أحفظ من ابن مهدي ، وقال حمّاد بن زيد : لو شئت لقلت : إنّه أرجح من سفيان ... مات بفيد يوم عاشوراء (197ه)»(1) ، روى الحديث عنه أحمد بن حنبل في مسنده(2) ، فهذا أوّل الطرق المتّصلة الصحيحة :

(أحمد بن حنبل (ثقة) ، عن وكيع (ثقة) ، عن فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء (ثقة) ، عن أبيه (ثقة) ، عن أبي سعيد الخدري). 3.

ص: 143


1- الكاشف 2 / 350 ، وانظر كامل ترجمته في : تهذيب التهذيب 11 / 109 ، تقريب التهذيب 2 / 283 ، سير أعلام النبلاء 9 / 140 ، تهذيب الكمال 30 / 462.
2- مسند أحمد 3 / 33.

ب - الحافظ الثبت عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي(1) :

روى حديثه الحاكم في المستدرك عن محمّد بن علي بن دحيم الشيباني(2) ، عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري(3) ، عنه ، عن فطر ... الحديث(4) ، فهذا طريق ثان من الطرق القوية المتّصلة :

(الحاكم (ثقة) ، عن الشيباني (ثقة) ، عن الغفاري (ثقة) ، عن العبسي (ثقة) ، فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء (ثقة) ، عن أبيه (ثقة) ، عن أبي سعيد الخدري).

ج - الحسين بن محمّد بن مهرام ، التميمي ، المروذي :

وهو من رجال الصحيحين ، ومن مشايخ أحمد بن حنبل ، ثقة معروف عند العامّة ، أورد حديثه أحمد في مسنده(5) ، وطريقه من الطرق الصحيحة المتّصلة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) :

(أحمد بن حنبل (ثقة) ، عن الحسين بن محمّد المروذي (ثقة) ، عن فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء (ثقة) ، عن أبيه (ثقة) ، عن أبي سعيد 2.

ص: 144


1- تذكرة الحفّاظ 1 / 353.
2- وصفه الذهبي بأنّه : «الشيخ الثقة المسند الفاضل ، محدّث الكوفة ، أبو جعفر ، محمّد ابن علي بن دحيم الشيباني الكوفي» - سير أعلام النبلاء 17 / 37.
3- وثّقه ابن حبّان ووصفه الذهبي بأنّه صدوق ، من الأعلام - سير أعلام النبلاء 13 / 239.
4- المستدرك على الصحيحين 3 / 122.
5- مسند أحمد 3 / 82.

الخدري ، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)).

وفي مصادر الشيعة وردت طريف (فطر بن خليفة) في مصادر عدّة ، منها ما رواه الشيخ الطوسي ، قال : - أخبرنا أبو عمر ، قال : حدّثنا أحمد ، قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني ، قال : حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي ، عن إسماعيل ابن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، الحديث(1).

2 - طريق الحديث عن الأعمش :

روى حديث جملة من ثقات رواتهم وأعلامهم ، منهم : (أبو معاوية الضرير ، جرير بن عبد الحميد ، عبد السّلام بن حرب ، سنان بن هارون ، محمّد بن الفضيل بن غزوان ، عمّار بن زريق) ، ولعلّ من أوثق وأمتن هذه الطرق طريق جرير ، أورد أبو يعلى في مسنده قال : حدّثنا عثمان [بن أبي شيبة] (ثقة) ، حدّثنا جرير (ثقة)(2) ، عن الأعمش (ثقة)(3) ، عن إسماعيل بن ات

ص: 145


1- أمالي الطوسي 254.
2- هو جرير بن عبد الحميد ، الضَّبّي ، الكوفي ، ثقة من أعلام رواة العامّة ، أنظر ترجمته : معرفة الثقات 1 / 267 ، الجرح والتعديل 2 / 505 ، تهذيب الكمال 4 / 540 ، الكاشف 1 / 291 ، سير أعلام النبلاء 9 / 9 ، تقريب التهذيب 1 / 158 ، تهذيب التهذيب 2 / 65.
3- هو سليمان بن مهران ، الأسدي ، الكوفي ، ثقة حافظ ، لكنّه رمي بالتدليس ، ولا يضرّ تدليسه ، فهو من التابعين ، وقد توبع على حديثه ، أنظر ترجمته : معرفة الثقات

رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ... الحديث(1) ، وهو رابع الطرق الصحيحة المتّصلة.

والطريق الصحيح الآخر المروي من طريق الأعمش هو ما رواه الحاكم في مستدركه قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي الشيباني (ثقة) بالكوفة من أصل كتابه ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (ثقة) ، ثنا أبو غسّان (ثقة)(2) ، ثنا عبد السّلام بن حرب (ثقة)(3) ، ثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد ... الحديث(4).

أمّا الطريق الصحيح الثالث عن الأعمش والسادس عن أبي سعيد فهو ما رواه النسائي في سننه قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم(5) ومحمّد بن قدامة 0.

ص: 146


1- مسند أبي يعلى 2 / 341.
2- هو مالك بن إسماعيل أبو غسّان النهدي ، قال عنه الذهبي : «حجّة عابد قانت لله ، توفّي 219ه» - الكاشف 2 / 233 ، وقال ابن حجر : «ثقة متقن صحيح الكتاب» - تقريب التهذيب 2 / 151 ، وانظر ترجمته : تهذيب التهذيب 10 / 3 ، سير أعلام النبلاء 10 / 430.
3- هو عبد السلام بن حرب ، البصري ، النهدي ، ثقة ، حافظ ، أنظر ترجمته : معرفة الثقات 2 / 92 ، ثقات ابن حبّان 7 / 128 ، الجرح والتعديل 6 / 47 ، تهذيب الكمال 12 / 76 ، الكاشف 1 / 652 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 271 ، سير أعلام النبلاء 8 / 335 ، تقريب التهذيب 1 / 599 ، تهذيب التهذيب 18 / 66.
4- المستدرك على الصحيحين 3 / 122.
5- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر. أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راهويه المروزي ، ثقة بالاتفاق - تهذيب التهذيب 1 / 190.

(ثقة)(1) ، - واللفظ له - عن جرير (ثقة) ، عن الأعمش (ثقة) ، عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ... الحديث(2).

ومن الطرق التي تصلح في الشواهد والمتابعات لطرق أبي سعيد ، ما أورده الرجالي الكبير ابن عدي (ت 365ه) قال : ثنا أحمد بن حفص(3) ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة(4) ، ثنا يحيى بن عبد الملك(5) ، عن أبيه(6) ، عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ... الحديث(7).

تبيّن ممّا تقدّم ، أنّ هذا الحديث مرويٌّ بستّة طرق صحيحة في الحدّ الأدنى ، متّصلة إلى أبي سعيد الخدري ، وله شواهد ومتابعات ، وقد وردت رواية أبي سعيد في جملة من مصادر الفريقين وبأسانيد أخرى كثيرة لا حاجة 9.

ص: 147


1- هو «محمّد بن قدامة بن أعين بن المسور ، القرشي ، مولى بني هاشم ، أبو عبد الله ، المصيصي. قال النسائي لا بأس به وقال مرّة صالح وقال الدارقطني ثقة ، وذكره ابن حبّان في الثقات ، مات قريباً من سنة خمسين ومائتين. قلت : وقال مسلمة بن قاسم ثقة صدوق» - تهذيب التهذيب 9 / 363.
2- السنن الكبرى 5 / 145.
3- هو أحمد بن حفص السعدي ، شيخ ابن عدي ، قيل عنه : واه ، وقيل : صدوق ، وقيل أيضاً : لا يتعمّد الكذب ، فهو يصلح في المتابعات - راجع : لسان الميزان 1 / 162.
4- هو عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي ثقة حافظ صاحب تصانيف - تقريب التهذيب 1 / 528.
5- هو يحيى بن عبد الملك بن حميد الخزاعي ، صدوق - تقريب التهذيب 2 / 309.
6- هو عبد الملك بن حميد الخزاعي ، ثقة - تقريب التهذيب 1 / 615.
7- الكامل 7 / 209.

للتفصيل فيها(1).

ثانياً : طرق الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام :

ويروي عنه بطريقين ، أوّلهما طريق السلسلة الذهبية عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، فقد روى العيّاشي في تفسيره : عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، وهو عليّ بن أبي طالب»(2).

أمّا الطريق الثاني فرواه عنه التابعي (ربعي بن حراش)(3) ، وورد في مصادر عديدة منها : 5.

ص: 148


1- مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي 2 / 10 ، 2 / 554 ، شرح الأخبار للقاضي المغربي 1 / 321 ، أمالي الطوسي ص254 ، مسند أحمد 3 / 33 ، 3 / 82 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 122 وصحّحه ، مجمع الزوائد 5 / 186 ، 9 / 133 وحكم على بعض طرقه أنّه (حسن) ، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 497 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص131 ، مسند أبي يعلى 2 / 341 ، صحيح ابن حبّان 15 / 385 ، الكامل 7 / 209 ، 3 / 337 ، 7 / 209 ، تاريخ دمشق 42 / 451 ، 42 / 452 ، 42 / 453 ، 42 / 453 ، 42 / 454 ، 42 / 454 ، 42 / 455 ، أسد الغابة 4 / 32 ، مناقب ابن مردويه 161 ، كشف الغمّة 1 / 120 ، مطالب السؤول ص134.
2- تفسير العيّاشي 1 / 15 ، وسائل الشيعة 27 / 204.
3- ربعي بن حراش ، الغطفاني ، العبسي ، كوفي ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين ، يقال : أنّه لم يكذب كذبة قطّ ، توفّي سنة (104ه) ، أنظر ترجمته : معرفة الثقات 1 / 350 ، ثقات ابن حبّان 4 / 240 ، الجرح والتعديل 3 / 509 ، تهذيب الكمال 9 / 54 ، الكاشف 1 / 390 ، سير أعلام النبلاء 4 / 359 ، تقريب التهذيب 1 / 292 ، تهذيب التهذيب 3 / 205.

* الفضل بن شاذان : وروى محمّد بن الفضل وأبو زهير عبد الرحمن بن المغراء قالا : حدّثنا الأجلح عن قيس بن مسلم وأبي كلثوم عن ربعي بن حراش قال : سمعت عليّاً صلوات الله عليه بالمداين يقول ... الحديث(1).

* محمّد بن سليمان الكوفي : حدّثنا أحمد قال : حدّثنا الحسن قال : أخبرنا علي بن حكيم قال : أخبرنا محمّد بن فضيل ، عن الأجلح ، عن أبي كلثوم وقيس بن مسلم ، عن ربعي بن حراش قال : «سمعت عليّاً عليه السلام ...» ، الحديث(2).

* الخطيب البغدادي : أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال نا أبو يحيى الناقد قال ثنا محمّد بن جعفر الفيدي قال نبّأنا محمّد فضيل عن الأجلح قال نبّأنا قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال : سمعت عليّاً يقول وهو بالمدائن ... الحديث(3).

* ابن عساكر : أخبرنا أبو غالب بن البنّا أنا أبو محمّد الجوهري أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ نا محمّد بن أحمد الشطوي نا محمّد بن يحيى بن ضريس نا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه ... الحديث(4).

* ابن المغازلي : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدّثنا أبو 1.

ص: 149


1- الإيضاح 451.
2- مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي 2 / 16.
3- تاريخ بغداد 1 / 144.
4- تاريخ دمشق 42 / 451.

الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ حدّثنا سعيد حدّثنا علىّ بن أحمد بن مَسعدَة الورّاقُ حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا موسى الهروي حدّثنا يزيد بن هارون عن شُعبةَ عن منصور عن ربعي عن عليّ عليه السلام .... الحديث(1).

* ابن المغازلي : أخبرنا أحمد بن المظفّر العطّار أخبرنا عبد الله بن محمّد الحافظ حدَّثنا محمّد بن محمّد حدَّثنا موسى بن إسماعيل حدَّثنا أبي عن أبيه عن جدِّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدِّه علىّ بن الحسين عن أبيه عن جدِّه علىّ بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) ... الحديث(2).

ثالثاً : طرق الحديث عن أبي ذر الغفاري :

يرويه عنه زيد بن يثيع(3) ، وسُليم بن قيس الهلالي ، وطريق زيد بن يثيع من الطرق الجيّدة ، والمروية عن رجال معروفين ، وفيهم الثقات الأثبات ، ورد روايته عند كلّ من :

* محمّد بن سليمان الكوفي : حدّثنا محمّد بن منصور(4) ، عن عثمان تب

ص: 150


1- مناقب ابن المغازلي ص66.
2- المصدر نفسه ص234.
3- زيد بن يثيع ، ويقال بن أثيع ، الهمداني ، الكوفي ، ثقة تابعيّ ، أنظر ترجمته : معرفة الثقات 1 / 380 ، ثقات ابن حبّان 4 / 251 ، الجرح والتعديل 3 / 537 ذكره محرّفاً بعنوان (زيد بن يفيع) ، تهذيب الكمال 10 / 115 ، الكاشف 1 / 419 ، تقريب التهذيب 1 / 332 ، تهذيب التهذيب 3 / 369.
4- من الزيدية ، وهو أبو جعفر محمّد بن منصور المرادي الزيدي ، وله من الكتب

ابن أبي شيبة(1) قال : حدّثنا أبو الجواب أحوص بن جواب الضبّي(2) قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق(3) ، عن أبي إسحاق(4) ، عن زيد بن يثيع ، عن أبي ذر ... الحديث(5).

* الشيخ الطوسي : وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي ، قال : حدّثنا الربيع ابن يسار ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) : أنّ عليّاً عليه السلام ... الحديث(6).

* سليم بن قيس : وقال سليم : وحدّثني أبو ذر وسلمان والمقداد ... 5.

ص: 151


1- عثمان بن أبي شيبة الكوفي ، ثقة بالاتّفاق ، توفي (239 ه) - الكاشف 2 / 12 ، تهذيب التهذيب 7 / 135.
2- أحوص بن جواب ، أبو الجواب ، عن ابن أبي ليلى ، ويونس بن أبي إسحاق ، وعدّة ، وعنه حجّاج ابن الشاعر ، وعبّاس الدوري ، وجمع ، صدوق ، توفّي (211 ه) - الكاشف 1 / 229 ، تهذيب التهذيب 1 / 168.
3- يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، أبو إسرائيل ، الكوفي ، صدوق ، يهمّ قليلاً - تقريب التقريب 2 / 348.
4- هو أبو إسحاق السبيعي ، ثقة ، توفّي (129 ه) - تقريب التقريب 1 / 739.
5- مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي 1 / 461.
6- أمالي الطوسي ص545.

الحديث(1).

رابعاً : طرق الحديث عن سلمان والمقداد :

* سليم بن قيس : وقال سليم : وحدّثني أبو ذر وسلمان والمقداد ... الحديث(2).

خامساً : طرق الحديث عن أنس بن مالك :

روى عنه الإمام الباقر عليه السلام ، والتابعي (أنس بن سيرين)(3) ، وردت روايته عند مصادر الفريقين ، ومنها :

* الخزّاز القمّي : وعنه قال حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ ببغداد ، قال حدّثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن ربيع أبو العبّاس مولى بني هاشم ، قال حدّثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس ، قال حدّثنا يزيد بن هارون قال حدّثنا عبد الله بن عوف ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك ... الحديث(4). 5.

ص: 152


1- كتاب سليم بن قيس ص166.
2- المصدر نفسه ص166.
3- أنس بن سيرين الأنصاري ، أبو موسى ، وقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو حمزة البصري ، مولى أنس بن مالك ، أخو محمّد بن سيرين ، ومعبد بن سيرين ، ويحيى ابن سيرين ، وخالد بن سيرين ، وحفصة بنت سيرين ، وكريمة بنت سيرين ، ثقة ، مات سنة (118 ، أو 120 ه) - تهذيب الكمال 3 / 346.
4- كفاية الأثر ص75.

* ابن مردويه : عن أحمد بن محمّد بن عثمان الصيدلاني ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى الخزّاز ، قال : حدّثنا بليد بن سليمان أبو إدريس ، عن جابر ، عن محمّد بن علي ، عن أنس بن مالك(1).

سادساً : طرق الحديث عن عبد الرحمن بن بشير (أبو بشر) الأنصاري :

عبد الرحمن بن بشير (أبو بشر) الأنصاري معدود في الصحابة ، روى الحديث عنه عامر الشعبي ، وكان من كبار وقدماء العامّة ، ومن علماء بني أمية ، والفضل ما شهدت به الأعداء ، أورد روايته ابن الأثير ، وابن حجر ، وابن عساكر ، وهذا طريق ابن عساكر قال : أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد ، أنا أبو منصور شجاع بن عليّ أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة بالكوفة ومحمّد بن سعيد الأبيوردي بمصر قالا : نا محمّد بن عبد الله الحضرمي نا جمهور بن منصور نا سيف بن محمّد ، عن السرّي بن إسماعيل ، عن عامر الشعبي ، عن عبد الرحمن بن بشير .. الحديث(2).5.

ص: 153


1- مناقب ابن مردويه ص61.
2- تاريخ دمشق 42 / 455 ، أُسد الغابة 3 / 282 ؛ الإصابة 4 / 245.

سابعاً : طرق الحديث عن أبي هريرة :

وردت روايته عند الخزّاز القمّي ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي المعروف بابن النجّار النجوي ، قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مروان الغزّال ، قال حدّثني محمّد بن تيم عن عبد الرحمن بن مهدي ، قال حدّثنا معاوية بن صالح ، عن عبد الغفّار بن القاسم ، عن أبي مريم ، عن أبي هريرة ... الحديث(1).

ثامناً : طرق الحديث عن عمّار بن ياسر :

وردت روايته عند الخزّاز القمّي ، قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، قال حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي ، قال حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال حدّثنا علي بن هاشم ، عن محمّد بن عبد الله ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن جدّه عمّار ... الحديث(2).

تاسعاً : طرق الحديث عن سعد بن مالك :

سعد بن مالك ، هو سعد بن أبي وقّاص ، وردت روايته عند الخزّاز القمّي ، قال : حدّثنا محمّد بن وهبان بن محمّد البصري ، قال حدّثنا الحسين 0.

ص: 154


1- كفاية الأثر ص88.
2- المصدر نفسه ص120.

ابن علي البزوفري ، قال حدّثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال حدّثني محمّد بن زكريّا ، عن أحمد بن عيسى بن زيد ، قال حدّثني عمر بن عبد الغفّار ، عن أبي بصير ، عن حكيم بن جبير ، عن عليّ بن زيد بن جذعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد بن مالك(1).

عاشراً : طرق الحديث عن جابر بن عبد الله الأنصاري :

وردت روايته عند الخزّاز القمّي ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن مقول ، قال حدّثنا أبو بكر محمّد ابن عمر القاضي الجعالي ، قال حدّثني نصر بن عبد الله الوشّا ، قال حدّثني زيد بن الحسن الأنماطي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) في بيت أمّ سلمة ... الحديث(2).

أحد عشر : طرق الحديث عن زيد بن أرقم :

قال ابن شهر آشوب المازندراني : [أورد] شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي(3) ، وروى غيره عن زيد بن أرقم قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أنا أقاتل على التنزيل ، وعليٌّ يقاتل على التأويل»(4). 9.

ص: 155


1- كفاية الأثر ص134.
2- المصدر نفسه ص65.
3- سيأتي ذكره في الطريق الثامن عشر.
4- مناقب آل أبي طالب 3 / 19.

إثنا عشر : طرق الحديث عن الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري :

قال ابن حجر العسقلاني : الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري ذكره بن السكن وروى من طريق الحارث بن حصيرة عن جابر الجعفي عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الأخضر بن أبي الأخضر ... الحديث(1) ، وهذا السند فيها معصومان : السجّاد والباقر عليهما السلام.

ثلاثة عشر : طرق الحديث عن أبي ليلى الأنصاري :

قال موفّق بن أحمد المكّي ثمّ الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم فيما صنّفه من المناقب قال : أنبأني مهذّب الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ ابن محمّد الهمداني إجازة ، أخبرني محمّد بن الحسين بن عليّ البزّاز ، أخبرني أبو منصور محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد العزيز ، أخبرني هلال بن محمّد بن جعفر ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عمرو الحافظ ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه ، حدّثني الحسن بن عليّ الهاشمي ، حدّثني إسماعيل بن أبان ، حدّثني أبو مريم ، عن ثويرة بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال أبي ... الحديث(2).

أربعة عشر : طرق الحديث عن أبي الطفيل (عامر بن واثلة) :

رواه ابن عقدة الكوفي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، 1.

ص: 156


1- الإصابة 1 / 191.
2- المناقب للخوارزمي ص61 ، الطرائف 521.

حدّثنا نصر وهو ابن مزاحم ، حدّثنا الحكم بن مسكين ، حدّثنا أبو الجارود وابن طارق ، عن عامر بن واثلة ، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ... عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة ، قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل القرآن) غيري؟ قالوا : اللهم لا»(1).

خمسة عشر : طرق الحديث عن الإمام السجّاد عليه السلام :

وجدنا رواية الإمام الباقر عليه السلام في ما سبق من أسانيد عن أبيه السجّاد عليه السلام ، وجملة من الصحابة ، منهم أنس بن مالك ، والأخضر بن أبي الأخضر ، وجابر ابن عبد الله الأنصاري ، وقد رواه عنه إمّا ابنه الصادق عليه السلام ، أو المحدّث الجليل (جابر بن يزيد الجعفي) ، وتشتهر روايته في المصادر الشيعية ، ومنها :

* الشيخ الصدوق ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ، وأحمد ابن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد القلانسي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام قال : جاء رجل إلى عليّ عليه السلام وهو على منبره فقال : يا أمير المؤمنين ... الحديث(2). 0.

ص: 157


1- كتاب الولاية ص172 - 174.
2- الخصال 650.

* الشيخ الصفار : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد القلانسي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام (1).

* الشيخ المفيد : وروى إسماعيل بن عليّ العمي ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما السلام ... الحديث(2).

ستّة عشر : طرق الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام :

وهذه الرواية مشهورة في المصادر الشيعية أيضاً :

* الشيخ الكليني : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقري ، ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام ... الحديث(3).

* الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني القاسم ابن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن الصادق عليه السلام ... الحديث(4).

* العيّاشي : عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن 4.

ص: 158


1- بصائر الدرجات 330.
2- الإرشاد 1 / 123.
3- الكافي 5 / 11.
4- الخصال 274.

رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، وهو عليّ بن أبي طالب»(1).

* أورد محمّد بن جرير الطبري (الشيعي) ، قال : روى الحسن بن معاذ الرضوي ، قال : حدّثنا لوط بن يحيى الأزدي ، عن عمارة بن زيد الواقدي ، قال : حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين ، وكان حجّ في تلك السنة محمّد بن عليّ الباقر وابنه جعفر عليهم السلام ، فقال جعفر بن محمّد عليهما السلام في بعض كلامه : «وقال [النبي] لأصحابه : عليّ يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلاّ عند عليّ عليه السلام ، ولذلك قال لأصحابه : أقضاكم عليّ. وقال عمر بن الخطّاب : لو لا عليّ لهلك عمر. أفيشهد له عمر ويجحد غيره؟»(2).

سبعة عشر : طرق الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام :

* ابن شهرآشوب المازندراني : عبد السلام بن صالح ، عن الرضا عليه السلام : «(ألم نشرح لك صدرك) يا محمّد ، ألم نجعل عليّاً وصيّك؟ ، (ووضعنا عنك وزرك) بقتل ومقاتلة الكفّار وأهل التأويل بعليّ؟ ، (وَرَفَعْنَا لَكَ) بذلك (ذِكْرَكَ)(3) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد له»(4). 6.

ص: 159


1- وسائل الشيعة 27 / 204.
2- دلائل الإمامة ص233 ، نوادر المعجزات ص127.
3- الشرح : 1 - 3.
4- مناقب آل أبي طالب 2 / 226.

ثمانية عشر : طريق وهب بن صيفي البصري :

رواه العلاّمة الديلمي في فردوس الأخبار : روى عن وهب بن صيفي [الأنصاري] قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعليّ يقاتل على تأويل القرآن»(1) ، وقال ابن شهر آشوب : «[أخرج] شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي ، وروى غيره عن زيد بن أرقم قالا : قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : أنا أقاتل على التنزيل ، وعليّ يقاتل على التأويل»(2).

أهمّ ألفاظ الحديث :

يمكننا القول من خلال ما سبق بيانه وتفصيله أنّ حديث القتال على التأويل وردنا بطرق كثيرة مستفيضة ، بل هي متواترة بالجملة ، مع ضمّ الطريق إلى الطريق ، والسند إلى السند ، وهذه الطرق مبثوثة في مصادر الفريقين ، وقد ورد الحديث بألفاظ متقاربة ، وفي بعضها زيادات مهمّة ، وإشارات مفيدة في مباحثنا ، وسنذكر أهمّ الألفاظ التي ورد فيها الحديث ثمّ نعرّج على المباحث الدلالية والفوائد التاريخية والعقدية لهذا النصّ النبويّ الشريف :7.

ص: 160


1- شرح إحقاق الحقّ 6 / 35.
2- مناقب ابن شهرآشوب 3 / 19 ، بحار الأنوار 29 / 454 ، وعلى الرغم أنّ هذا الرجل الصحابي سمع الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّه خذل عليّاً عليه السلام أخرج البلاذري قال : «وبعث إلى وهب بن صيفي الأنصاري ليبايعه فقال : إنّ خليلي وابن عمّك قال لي قاتل المشركين بسيفك فإذا رأيت فتنة فأكسره واتّخذ سيفاً من خشب واجلس في بيتك!!!» - أنساب الأشراف 2 / 207.

اللفظ الأوّل : الشيخ الكليني : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبّينا فقال له أبو جعفر عليه السلام (في حديث طويل جاء فيه) : «وأمّا السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل ، قال الله عزّ وجلّ : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤمِنِيْنَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُما عَلَى الأُخْرَى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيْئ إلَى أَمْر اللهِ) فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسئل النبيّ(صلى الله عليه وآله) من هو؟ فقال : خاصف النعل يعني أمير المؤمنين عليه السلام»(1).

اللفظ الثاني : عن عمّار بن ياسر قال : سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : «أنا أقاتل على التنزيل وعليّ يقاتل على التأويل»(2).

اللفظ الثالث : محمّد بن سليمان الكوفي : قال : حدّثنا أحمد بن عليّ ابن الحسن قال : حدّثنا حسن قال : حدّثنا عليّ قال : أخبرنا محمّد عن الأعمش وفطر عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه : عن أبي سعيد الخدري قال : 0.

ص: 161


1- الكافي 5 / 11.
2- الخصال ص650.

«خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بيت عائشة ومعه عليٌّ فانقطع شسعه؟ فألقى النعل إلى عليٍّ يصلحها ثمّ أتانا فقال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ولكنّه خاصف النعل عند الحجرة»(1).

اللفظ الرابع : القاضي المغربي : الدغشي ، بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّه قال : «كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلوات الله عليه وآله ، فخرج إلينا من بعض بيوت نسائه ، فقمنا معه نمشي ، فانقطع شسع نعله ، فأخذها عليٌّ صلوات الله عليه فتخلّف عليها ليصلحها ، وقام رسول الله صلوات الله عليه وآله ينتظر ، ونحن معه قيام - وفي القوم أبو بكر وعمر -. فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله : إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها أبو بكر وعمر! فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل. قال أبو سعيد الخدري : فأتيته بها لا بشّره ، فلم يرفع لها رأساً ، فعلمت أنّه شيء قد سمعه من رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل ذلك»(2).

اللفظ الخامس : الشيخ المفيد : وروى إسماعيل بن عليّ العمي ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ، عن 7.

ص: 162


1- مناقب أمير المؤمنين ع لمحمد بن سليمان الكوفي 2 / 10 ، 2 / 554.
2- شرح الأخبار 1 / 337.

أبيه عليهما السلام قال : «انقطع شسع نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله فدفعها إلى عليٍّ عليه السلام يصلحها ، ثمّ مشى في نعل واحدة غلوة - أو نحوها - وأقبل على أصحابه فقال : إنّ منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل. فقال أبو بكر : أنا ذاك يا رسول الله؟ قال : لا ، فقال عمر : فأنا يا رسول الله؟ قال : لا ، فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لكنّه خاصف النعل - وأومأ إلى عليّ ابن أبي طالب عليه السلام - وإنّه المقاتل على التأويل إذا تركت سنّتي ونبذت ، وحرّف كتاب الله ، وتكلّم في الدين من ليس له ذلك ، فيقاتلهم عليٌّ على إحياء دين الله عزّ وجلّ»(1).

اللفظ السادس : قال ابن أبي الحديد المعتزلي : «روى كثير من المحدّثين عن علي عليه السلام أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال له : إنّ الله قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب عليّ جهاد المشركين. قال : فقلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة التي كتب عليّ فيها الجهاد؟ قال : قوم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله وهم مخالفون للسنّة. فقلت : يا رسول الله فعلام أقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد؟ قال : على الإحداث في الدين ومخالفة الأمر. فقلت : يا رسول الله إنّك كنت وعدتني الشهادة فاسأل الله أن يعجّلها لي بين يديك. قال : فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟ أما إنّي وعدتك بالشهادة وتستشهد يضرب على هذه فتخضّب هذه فكيف صبرك إذاً؟ فقلت : يا رسول 3.

ص: 163


1- الإرشاد 1 / 123.

الله ليس ذا بموطن صبر هذا موطن شكر!! قال : أجل أصبت فأعدّ للخصومة فإنّك مخاصم. فقلت : يا رسول الله لو بيّنت لي قليلا فقال : إنّ أمّتي ستفتن من بعدي فتتأوّل القرآن وتعمل بالرأي وتستحلّ الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع وتحرّف الكتاب عن مواضعه وتغلب كلمة الضلال فكن حلس بيتك حتى تقلّدها فإذا قلّدتها جاشت عليك الصدور وقلبت لك الأمور تقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فليست حالهم»(1).

اللفظ السابع : أحمد بن حنبل : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا قطر ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقام أبو بكر وعمر ، فقال : لا ، ولكن خاصف النعل ، وعليّ يخصف نعله»(2).

اللفظ الثامن : أحمد بن حنبل : حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا حسين بن محمّد ثنا فطر عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبيه قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول : «كنّا جلوساً ننتظر رسول الله(صلى الله عليه وآله) فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها عليّ يخصفها فمضى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومضينا معه ، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه فقال : إنّ منكم 3.

ص: 164


1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي 9 / 206 ، شرح نهج البلاغة للبحراني 3 / 265.
2- مسند أحمد 3 / 33.

من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشّره قال وكأنه قد سمعه»(1).

اللفظ التاسع : الحاكم النيسابوري : حدّثنا عبيد الله بن موسى ثنا فطر بن خليفة عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : «كنّا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) فانقطعت نعله فتخلّف عليّ يخصفها ، فمشى قليلاً ثمّ قال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل يعني عليّاً فأتيناه فبشّرناه فلم يرفع به رأسه كأنّه قد كان سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه»(2).

اللفظ العاشر : ابن أبي شيبة الكوفي : حدّثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : «كنّا جلوساً في المسجد فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجلس إلينا ولكأنّ على رؤوسنا الطير ، لا يتكلّم أحد منّا ، فقال : إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما2.

ص: 165


1- المصدر نفسه 3 / 82.
2- المستدرك على الصحيحين 3 / 122.

قوتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة ، قال : فخرج علينا عليٌّ ومعه نعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلح منها»(1).

اللفظ الحادي عشر : فرات الكوفي ، قال : حدّثنا الحسين بن الحكم معنعناً : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، قال : «كنت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إنّ فيكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله وهم في ذلك يشهدون أن لا إله إلاّ الله (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُوْنَ) فيكبر قتلهم على الناس حتّى يطعنوا على وليّ الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى من أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضاً وسخط ذلك موسى. قل : هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني»(2).

اللفظ الثاني عشر : ابن الأثير ، قال : روى السرّي بن إسماعيل عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال : «كنّا جلوساً عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) إذ قال : ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله. فقال أبو0.

ص: 166


1- مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 497.
2- تفسير فرات الكوفي ص200.

بكر أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل ، وكان عليّ يخصف نعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) أخرجه الثلاثة»(1).

اللفظ الثالث عشر : ابن مردويه ، أخبرنا عبد الله بن سعد بن يحيى ، أخبرنا أبو يوسف الصندلاني ، أخبرنا فيّاض ، عن حمزة بن عبد الكريم ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن عطية وأبي الودال ، عن أبي سعيد الخدري : «خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) من الحجرة فانقطع شسعه ، فرمى بها إلى عليّ عليه السلام ، فجلس إلينا وكأنّ على رؤوسنا الطير. قال : ليضربنّكم رجل من بعدي على تأويل القرآن كما ضربتم على تنزيله. فقال أبو بكر : أنا. فقال : لا. فقال عمر : أنا؟ فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يخرج عليكم من الحجرة. قال : فخرج علينا عليّ وبيده نعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يصلحها»(2).

اللفظ الرابع عشر : السيّد علي بن طاووس نقلاً من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : «دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) أبا ذر وسلمان والمقداد فقال لهم : تعرفون شرائع الإسلام وشروطه؟

قالوا : نعرف ما عرّفنا الله ورسوله ، فقال : هي والله أكثر من أن تحصى ، أشهدوني على أنفسكم وكفى بالله شهيداً وملائكته عليكم .. : فمن عمي عليه 1.

ص: 167


1- أُسد الغابة 3 / 282.
2- مناقب ابن مردويه 161.

من علمه شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فإنّه قد علم كما قد علّمته ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه ، وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله»(1).

اللفظ الخامس عشر : عليّ بن إبراهيم القمّي ، بسنده عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «... يا فاطمة هذا ما أعطاه الله عليّاً في الآخرة وأعدّ له في الجنّة إذا كان في الدنيا لا مال له(2) ، فأمّا ما قلت إنّه بطين ، فإنّه مملوٌّ من العلم خصّه الله به وأكرمه من بين أمّتي ، وأمّا ما قلت إنّه أنزع عظيم العينين ، فإنّ الله خلقه بصفة آدم عليه السلام ، وأمّا طول يديه ، فإنّ الله طوّلهما ليقتل بهما أعداءه وأعداء رسوله وبه يظهر الله الدين ولو كره المشركون ، وبه يفتح الله الفتوح ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله ويخرج الله من صلبه سيّدي شباب أهل الجنة ويزيّن بهما عرشه»(3).

اللفظ السادس عشر : الشيخ المفيد : «أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم 7.

ص: 168


1- بحار الأنوار 22 / 316.
2- هذه الشكوى من السيّدة الزهراء عليها السلام إن صحّت ، فقد جاءت على سبيل الإنكار على النسوة اللاتي عيّرن بفقر أمير المؤمنين عليه السلام وإلاّ فهي أعرف الناس بمقامه الشريف ، وهي سيّدة نساء العالمين ، وكانت من أزهد الناس بهذه الدنيا الفانية.
3- تفسير القمّي 2 / 337.

واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرّقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم. أيّها الناس ، لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار ، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»(1).

اللفظ السابع عشر : ابن شهرآشوب المازندراني : عبد السلام بن صالح ، عن الرضا عليه السلام : (ألم نشرح لك صدرك) يا محمّد ، ألم نجعل عليّاً وصيّك؟ (ووضعنا عنك وزرك) بقتل مقاتلة الكفّار وأهل التأويل بعليٍّ؟ (ورفعنا لك) بذلك (ذكرك)(2) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد له»(3).

تصريحات علماء العامّة في صحّة الحديث :

اتّفقت كلمة المحدّثين والمحقّقين عند العامّة من المتقدّمين والمتأخّرين على صحّة سند حديث القتال على التأويل ، ونصّوا على وثاقة 6.

ص: 169


1- الإرشاد ص180.
2- الشرح : 1 - 3.
3- مناقب آل أبي طالب 2 / 226.

رواته ، وتعدّد طرقه وأسانيده ، وسنذكر تصريحات علماء العامّة بحسب تسلسلهم الزمني :

1 - أحمد بن حنبل : أورد الحديث في مسنده ، وهو ممّن يعتمد الأحاديث التي في مسنده ، ويفتي بها ، ويعتقد بصحّتها ، ولذلك قال عنه : «إنّ هذا كتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفاً ، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه ، فإن كان فيه وإلاّ فليس بحجّة»(1).

2 - ابن حبّان : أورده في مسنده الصحيح ، وقد اشترط أن لا يخرج فيه إلاّ الصحيح(2).

3 - البيهقي : أورد الحديث في دلائل النبوّة ، وقد صرّح في مقدّمة كتابه أنّ منهجه هو «الاكتفاء بالصحيح من السقيم ، والاجتزاء بالمعروف من الغريب ، إلاّ فيما لا يتّضح المراد من الصحيح أو المعروف دونه فأورده والاعتماد على جملة ما تقدّمه من الصحيح أو المعروف عند أهل المغازي والتواريخ»(3).

4 - الحاكم النيسابوري : صحّح الحديث على شرط الشيخين(4).2.

ص: 170


1- سير أعلام النبلاء 11 / 239.
2- صحيح ابن حبّان 15 / 385.
3- دلائل النبوة 1 / 69.
4- المستدرك على الصحيحين 3 / 122.

5 - الهيثمي : صرّح أنّ هذا الحديث : «رجاله رجال الصحيح»(1) ، وقال في مورد آخر : «إسناده حسن»(2).

6 - الطحاوي : أخرجه في كتابه شرح مشكل الآثار(3) ، وقد التزم فيه بإخراج الروايات المروية بالأسانيد المقبولة ، التي نقلها ذوو التثبّت فيها ، والأمانة عليها ، وحسن الأداء لها.

7 - البغوي : قال في كتابه شرح السنّة : «هذا إسناد صحيح ، فالحديث صحيح أيضاً ، وقد احتجّ بمثله البخاري ومسلم في الصحيح»(4).

8 - ابن حجر الهيثمي المكّي : ذكر أنّ أحمد والحاكم أخرجاه بسند صحيح(5).

9 - الصالحي الشامي : صرّح أنّ رجال الحديث الذي رواه أبو يعلى برجال الصحيح(6).

10 - المحقّق حسين سليم أسد : صحّح إسناده في تحقيقه لمسند أبي يعلى(7).

11 - المحقّق شعيب الأرنؤوط : قال في تحقيقه على مسند أحمد ، 2.

ص: 171


1- مجمع الزوائد 5 / 186 ، 9 / 133.
2- المصدر نفسه 6 / 244.
3- شرح مشكل الآثار 10 / 237.
4- شرح السنة للبغوي 10 / 233.
5- الصواعق المحرقة ص123.
6- سبل الهدى والرشاد 11 / 290.
7- مسند أبي يعلى ج2 هامش ص342.

مؤسّسة الرسالة : «حديث صحيح وهذا إسنادٌ حسن»(1) ، وقد صحّح أربعة من أسانيده في تحقيقه كتاب شرح مشكل الآثار(2).

12 - المحقّق الدكتور بشّار عوّاد معروف : قال في تحقيقه لكتاب تاريخ الإسلام : «وإسناده صحيح»(3).

13 - الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني : أخرجه في سلسلته الصحيحة(4).

موارد الحديث :

من موارد القوّة في هذا الحديث الشريف تردّده وتكراره على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله) في موارد عدّة ، ومن خلال استقرار النصوص يمكن تحديد موارده بما يأتي :

1 - أشهر تلك الموارد ما رواه أبو سعيد الخدري : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان خارجاً من بيت بعض أزواجه ومعه مجموعة من الصحابة فيهم أمير المؤمنين ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو بكر ، وعمر ، وآخرون ، فانقطع شسع نعله الشريف ، فأخذه أمير المؤمنين ليخصفه ، فذكر النبيّ الحديث وأشار إلى أمير المؤمنين بأنّه : (خاصف النعل) ، وفي بعض 9.

ص: 172


1- مسند أحمد 17 / 390 ، مؤسّسة الرسالة.
2- شرح مشكل الآثار 10 / (237 - 239 الهامش).
3- تاريخ الإسلام 2 / 336.
4- سلسلة الأحاديث الصحيحة 5 / 639.

النصوص أنّه كان خارجاً من بيت عائشة ، ولعلّ في ذلك إشارة إلى خروجها على الإمام في معركة الجمل ، وهي أوّل معركة من معارك (حروب التأويل)(1).

2 - عند نزول قوله تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(2).

3 - في خلوة مع أبي ذر الغفاري في بقيع الغرقد(3).

4 - في خلوة مع ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام(4).

5 - في خطبة أمام جمع من الصحابة قبيل وفاته(صلى الله عليه وآله)(5).

6 - في حديث خاصٍّ مع أبي ذر وسلمان والمقداد(6).

7 - في بيت أمّ سلمة رضي الله عنها بعد نزول آية التطهير(7).

البحث الدلالي لحديث القتال على التأويل :

تضمّن هذا الحديث الشريف - حديث القتال على التأويل - مباحث 5.

ص: 173


1- مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي 2 / 10.
2- الحجرات : 9 ، وانظر الرواية في : الكافي 5 / 11.
3- تفسير فرات الكوفي 200.
4- تفسير القمي 2 / 337.
5- الإرشاد 180.
6- بحار الأنوار 22 / 316.
7- كفاية الأثر ص65.

مهمّة بين طيّاته ، وفيه فوائد كبيرة ينبغي للباحث المدقّق أن يقف عندها ، وأن يحاول الإفادة من مدلولاتها التاريخية ، والفكرية ، والعقدية ، ويمكننا أن نسجّل ما فيه من فوائد ومباحث وإشارات على شكل نقاط :

الفائدة الأولى : كونه من دلائل النبوة :

اتّضح في المقطع السابق من البحث أنّ هذا الحديث الشريف مستفيض أو متواتر ، وهذا يعني أنّه ثابت بالقطع واليقين ، وأنّ صدوره من فم رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر مفروغ منه عند أهل البحث والتحقيق ، وعليه فهو واحد من دلائل النبوة الكثيرة التي تشهد بصدق نبيّنا الصادق الأمين ، وصحّة نبوّته ورسالته ، وصدق دعواه ، وصلاح شريعته ، لأنّ الحديث فيه إخبار بالغيب ، وتنبّؤ عن حدث سوف يقع في مستقبل الأيّام ، فالمدّة الزمنية التي تمتدّ ما بين صدور هذا الحديث وبين وقوع (حروب التأويل) تربو على خمسة وعشرين عاماً ، وهذا يعني أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا ينطق من نفسه ، ولا يتكلّم عن تكهّن أو تحليل للأحداث ، وإنّما ينطق بلسان الوحي المبين ، ويُفرغ عن إخبار ربّ العالمين ، ومثل هذه الدلالات كثيرة في أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله).

وتصديقاً لما ذكرنا فإنّ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458ه) جعل هذا الحديث من دلائل النبوّة ، فرواه في كتابه الكبير دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة بطرق مختلفة ، قال : «أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن عبيد الله الجرفي ببغداد ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي

ص: 174

قال : حدّثنا إسحاق بن الحسن ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا فطر - يعني ابن خليفة - عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه قال : سمعت أبا سعيد الخدري قال : كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه فقمنا معه نمشي ، فانقطع شسع نعله فأخذها عليٌّ رضي الله عنه فتخلّف عليها ليصلحها ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقمنا معه ننتظره ونحن قيام ، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر ، فقال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال : لا ، ولكنّه صاحب النعل ، فأتيته لأبشّره قبل بها فكأنّه لم يرفع به رأساً كأنّه شيءٌ قد سمعه»(1) ، كما رواه من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، ومن طريق عبد الملك بن أبي غنية عن إسماعيل بن رجاء(2).

أمّا من الشيعة فقد رواه محمّد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة بأسانيد عن رجال العامّة(3).

الفائدة الثانية : كونه من أدلّة إمامة أمير المؤمنين عليه السلام :

يعدّ هذا الحديث الشريف من الأدلّة القوية على إمامة سيّدنا أمير 7.

ص: 175


1- دلائل النبوة 6 / 435.
2- المصدر السابق 6 / 436.
3- دلائل الإمامة ص233 ، نوادر المعجزات ص127.

المؤمنين عليه السلام ، وخلافته ووراثته لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ فإنّ الحديث وضع مقام النبيّ في كفّة (التنزيل) ، ووضع مقام أمير المؤمنين في كفّة (التأويل) ، يعني أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو صاحب الولاية في مرحلة التنزيل ، وهذه الولاية تشمل تبليغ الوحي المنزل من قبل الله تعالى ، ثمّ الولاية التنفيذية أو الإجرائية في تطبيق ونشر كلمة التوحيد وما جاء في محكم التنزيل ، وإذا كانت مرحلة التنزيل تحتاج إلى وليٍّ على مستوى التبليغ والتنفيذ ، فإنّ مرحلة التأويل تحتاج إلى وليٍّ على مستوى التبليغ والتنفيذ ، مع اختلاف أنّ التبليغ هنا يُقصد منه (تبيين القرآن) أو بيان تأويل القرآن ، والتنفيذ هو الإشراف على تطبيق ما يتمخّض عن البيان من أحكام وحدود وفرائض ، والأدلّة على ما نقول ستأتي تفصيلاً في طيّات الفوائد القادمة ، لكنّني أستشهد هنا بأمرين لإثبات هذه الحقيقة :

أوّلهما : استشراف أبي بكر وعمر وبعض الصحابة لفضيلة القتال على تأويل القرآن الكريم ، فلو لم تكن منقبة عظيمة ، ومزيّة كبيرة تساوق الخلافة والإمارة لم نجد أحداً من الصحابة يحرص على الفوز بها والظفر بشرفها ، ويؤكّد ذلك مسارعة أبي سعيد الخدري لتبشير أمير المؤمنين عليه السلام ، لكنّه وجد أنّ الإمام كان عالماً بذلك بتعليم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال أبو سعيد الخدري : «فأتيته بها لأبشّره ، فلم يرفع لها رأساً ، فعلمت أنّه شئ قد سمعه من رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل ذلك»(1) ، وقال في لفظ آخر : «فاستشرفنا وفينا7.

ص: 176


1- شرح الأخبار 1 / 337.

أبو بكر وعمر ... فجئنا نبشّره ، وكأنّه قد سمعه»(1).

وثانيهما : استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الحديث الشريف ضمن سلسلة استشهاداته في (حديث المناشدة) المشهور ، وهو الحديث الذي احتجّ به الإمام بجملة من مناقبه الدالّة على أفضليّته ، وأسبقيّته ، وأحقّيته بالإمامة من غيره ، أورد ذلك الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن أبي ذر الغفاري عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال لأصحاب الشورى : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وستقاتل أنت على تأويله) غيري؟ قالوا : لا»(2).

وعن عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة ، قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل القرآن) غيري؟ قالوا : اللّهم لا»(3).

لقد تنبّه كثير من العلماء والمحقّقين - قديماً وحديثاً - إلى الأهمّية الدلالية لهذا الحديث الشريف ، وكونه من أكبر فضائل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، بل هو من أدلّة إمامته وخلافته الشريفة :

* يقول الحافظ شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ، المعروف بابن بطريق (ت 600 ه) في حديثه عن أمير المؤمنين عليه السلام : «وهو 4.

ص: 177


1- مسند أحمد 3 / 82.
2- أمالي الطوسي ص545 ، بحار الأنوار 31 / 375.
3- كتاب الولاية ص172 - 174.

الذي بعثه الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) لاستيفاء حقّ الله تعالى ممّن كفر ، وهو الذي يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تنزيله ، فقد استوى القتالان ؛ لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به ، وهذه منزلة لا يستحقّها بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ من هو مستحقّ للأمر بعده ، لأنّ استيفاء حقّ الله تعالى ممّن عاند وجحد وكفر لا يكون إلاّ بيد رسوله أو من قام مقامه في وجوب الاقتداء والاتّباع»(1).

* يقول محمّد بن طلحة الشافعي (ت 652 ه) : «وأمّا دلالته على فضيلة عليٍّ عليه السلام فأقول : إعلم أرشدك الله إلى مناهج الحقّ ومدارج الهدى أنّ التنزيل والتأويل أمران متعلّقان بالقرآن الكريم ، فتنزيله مختصّ برسول الله(ص) ، فإنّ الله عزّ وجلّ أنزل القرآن عليه لأنواع من الحكم قدّرها وأرادها ... وأمّا تأويله : فمعناه تفسيره وما يؤول إليه آخر مدلوله ، فمن حمل القرآن الكريم على معناه الذي اقتضاه لفظه من مدلول الخطاب وفسّره بما تناوله من معانيه المرادة به فقد أصاب سنن الصواب ، ومن صدف عن ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه وحمله على غير ما أريد به ممّا يوافق هواه ، وتأوّله بما يضلّ به عن نهج هداه ، معتقداً أنّ محمله الذي ادّعاه ومقصده الذي افتراه فنجّاه هو المدلول الذي أراده الله تعالى فقد ألحد في القرآن ، حيث مال به عن مدلوله ووضعه في غيره موضوعه ، وأثبت به ما لا يحلّ إثباته وخالف فيه أئمّة الهدى واتّبع داعي الهوى فاقتدى ، فتعيّن قتاله أن4.

ص: 178


1- خصائص الوحي المبين ص244.

أصرّ على ضلالته ودام على مخالفته واستمرّ في جهالته وتمادى في مقالته ، إلى أن يفي إلى أمر الله تعالى وطاعته ... ولهذا جعل رسول الله(ص) القتال على تأويله كالقتال على تنزيله ، فقد ظهر مناط القتال على التأويل لما ظهر مناط القتال على التنزيل وقد اشترك الأمران في أنّ كلّ واحد منهما قتال مبطل ضالّ ليرجع عن إبطاله وضلالته وافترقا في أنّ الجريمة الصادرة من المقاتلين على التنزيل أعظم وأشدّ من الجريمة الصادرة من المقاتلين على التأويل ، فلهذا كانت المقاتلة على أعظم الجريمتين مختصّة بمنصب النبوّة فقام بها النبيّ(ص) ودعا إليها وقاتل الذين كفروا حتّى آمنوا ، وكانت المقاتلة على جريمة التأويل التي هي دون الجريمة الأولى موكولة إلى الإمام لكون الإمامة دون النبوّة فهي فرعها فقام بها عليٌّ عليه السلام ودعا إليها وقاتل الخوارج المتأوّلين ، فإنّهم عمدوا إلى آيات من القرآن الكريم نزلت في الكفّار واختصّت بهم فصرفوها عن محلّ مدلولها وحملوها على المؤمنين وجعلوهم محلّها واستدلّوا عليهم بها»(1).

* وقال الأربلي (ت 693 ه) : «الذي يدلّ على أنّه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله(صلى الله عليه وآله) : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فجعل القاتلين سواء لأنّه ذكرهما بكاف التشبيه ، لأنّ إنكار التأويل كإنكار التنزيل ، لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ، ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به ، فهما سواء في الجحود ، وليس مرجع قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ أو 6.

ص: 179


1- مطالب السؤول ص136.

إلى من يقوم مقامه»(1).

* الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبر (من القرن السابع) ، قال : «وفي هذا الدليل قاهر وبيان ظاهر ، وثبوته بالذكر وإشارة بالنصّ على مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الله سبحانه وتعالى ، وذلك أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : (ليبعثنّ الله عليكم) ، فكانت ولايته من الله تعالى ، لأنّه سبحانه هو الباعث له والرسول عليه السلام مخبر عن الله سبحانه وتعالى ، وهو لا ينطق عن الهوى ، فثبتت ولايته بالوحي العزيز بما نطقت به أخبار الفريقين. ويزيد ذلك بياناً وإيضاحاً : إنّ ضرب الرقاب على الدين بعد الرسول عليه السلام لا يكون إلاّ للإمام فقط ، لأنّه المتولّي لها دون الأمّة ، وقول الرسول (يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله) يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ الكاف للتشبيه ، ومتشابه الرسول عليه السلام لابدّ وأن يكون حقّاً ، للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أن يشبّه الشيء بخلافه ولا يمثّله بضدّه ، بل يشبّه الشيء بمثله ويمثّله بنظيره ، فيكون عليه السلام مشابهه في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ولهذا ولاية التأويل ، ويكون قتاله على التأويل مشبهاً لقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل ، كإنكار التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء في الجحود. وليس قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فدلّ على أن المراد بذلك القول بالإمامة 5.

ص: 180


1- كشف الغمة 1 / 345.

لا غير»(1).

* أما الشيخ عليّ بن يونس العاملي النباطي البيّاضي (ت 877 ه) ، فقد قال في تعليقه على الحديث : «وفي هذا الحديث دليل ظاهر ، على نصّ قاهر من الله تعالى ومن رسوله على عليٍّ بالإمامة ، حيث قال الرسول الذي لا ينطق عن الهوى : أو ليبعثنّ الله عليكم ، وفي قوله : (يضرب رقابكم) إشارة أخرى لأنّ ضرب الرقاب لا يكون إلاّ للرئيس دون المرؤوس ، وفي تشبيه المقاتلة على تأويله بالمقاتلة على تنزيله إشارة أخرى ؛ لأنّ التشبيه بالفعل الذي لا يكون إلاّ من النبيّ لا يكون إلاّ من الإمام الذي هو مشابه النبيّ ، فإنّ جاحد العمل بالتأويل كجاحد العمل بالتنزيل ومرجع قتال الفريقين ليس إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فمراد النبيّ بذلك القول الإمامة لا غير»(2).

* ويقول الشيخ الماحوزي : «وفي هذه الأخبار المتضمّنة لخصف النعل كلّها دلالة على استحقاقه عليه السلام للإمامة»(3).

* وأورد السيّد المرعشي النجفي نقلاً عن القاضي التستري قوله : «وقول الرسول(صلى الله عليه وآله) : يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ الكاف للتشبيه ، ومشابه الرسول لابدّ وأن يكون حقّاً للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه ، فلا يجوز أن يشبّه الشيء بخلافه ولا يمثّله 2.

ص: 181


1- نهج الإيمان ص523.
2- الصراط المستقيم 2 / 63.
3- الأربعون حديثاً ص242.

بضدّه ، بل يشبّه الشيء بمثله ، ويمثّله بنظيره ، فيكون عليه السلام مشابهه(صلى الله عليه وآله) في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ، ولهذا ولاية التأويل ، ويكون قتاله على التأويل مشبّهاً بقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل كإنكار التنزيل ، لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ، ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء في الجحود ، وليس مرجع قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو الإمام ، فدلّ على أنّ المراد بذلك القول الإمامة لا غير ، وحديث خاصف النعل حديث مشتهر بين الفريقين»(1).

* ومن المعاصرين أورد الشيخ محمّد السند قائلاً : «والجدير بالإشارة أنّه قد قُرن في مفاد الروايات بين دور الرسول(صلى الله عليه وآله) وبين دور أمير المؤمنين عليه السلام ، وأنّ الدور الثاني عدل للأوّل ، نظير ما في حديث الثقلين من عدلية أهل البيت عليهم السلام للكتاب ، إلاّ أنّ هاهنا قد جُعلت القيمومة على تنزيل القرآن للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، والقيمومة على تأويله مهمّة على عاتق أمير المؤمنين وولده المعصومين عليهم السلام وراثة من قيمومة النبيّ(صلى الله عليه وآله) على التأويل. وكما أنّ دور النبىّ(صلى الله عليه وآله) في التنزيل هو انتداب من الغيب إلى الشهادة ، فكذلك الحال في دورهم في التأويل ، فالحديث يدلّ على المشاطرة بين التنزيل والتأويل في اكتمال بيان حقيقة القرآن ، وبالتالي مشاطرتهما في تأليف مجموع الشريعة ومشاركتهما في مجموع أبواب الدين»(2). 2.

ص: 182


1- شرح إحقاق الحق 7 / 450.
2- الإمامة الإلهية 2 - 3 / 242.

السلفية واستعمال التأويل مرة أخرى!

لم يستطع التيّار السلفي من المتقدّمين والمتأخّرين التشكيك أو الطعن في طرق حديث (القتال على التأويل) ، إذ يبدو أنّ تعدّد طرق الحديث ، وكثرة أسناده ، وقوّة رواته ، ووثاقة مصادره ، وشهرة ألفاظه ، قد منعتهم من سلوك لعبة تضعيف الأسانيد ، فراحوا يلعبون على وتر آخر ، وهو تمييع النصّ من خلال تأويلات باردة ، وتخريجات مفضوحة لحرف مسار الحديث في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وفضح أعدائه ومناوئيه ، فقالوا إنّ المقصود هو قتال الخوارج (أهل النهروان) ؛ لأنّهم تأوّلوا القرآن ، وكانت معركة النهروان نتيجة سوء التأويل لآيات القرآن الكريم ، فيكون قتال أمير المؤمنين عليه السلام في معركة النهروان هو التصديق الخارجي لحديث القتال على التأويل ، وأنا قبل أن أستعرض بعض أقوالهم في المسألة ، أودّ الردّ على هذا القول بما يلي :

أولاً : إنّ التأويل الخاطئ للقرآن الكريم لم يقتصر على الخوارج ، فأصحاب الشورى تأوّلوا آية الشورى خطأً ونتج عن ذلك سلسلة الحكومات التي انقلبت على صريح النصّ ، ثمّ قيام حربي الجمل وصفّين على أنقاض التأويلات التي أنتجت تلكم الحكومات ، وكثير من بدع أهل الزيغ وأئمّة الجور وأباطيلهم إنّما جاءت من تأويلات النصوص القرآنية أو الروائية ، فلا خصوصية للخوارج ههنا.

ثانياً : إنّ مقارنة قتال التأويل بقتال التنزيل في عهد النبيّ ، يكشف أنّ

ص: 183

المقصود أعمّ من قتال الخوارج ، ولاسيّما مع ورود كاف التشبيه ، فإنّ النبيّ لم يقاتل فئةً بعينها ، أو عدوّاً واحداً ، وإنّما قاتل قريش ، واليهود ، والروم ، والأعراب ومن يتحالف معهم ، فالاقتصار على حرب الخوارج في تأويل الحديث أمر تكذّبه النصوص وأحداث التأريخ الإسلامي.

ثالثاً : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن الوحيد الذي قاتل الخوارج ، فقد جرت معارك بين الخوارج وبين الدولة الأموية ، والدولة العبّاسية ، ومعارك جانبية مع فئات إسلامية متنوّعة ، وهذا يتعارض مع ظاهر الحديث الذي يشير إلى خصوصية الأمير عليه السلام في قتالهم.

رابعاً : إنّ في بعض النصوص تلميحاً أنّ من يقاتلهم أمير المؤمنين عليه السلام هم أتباع أبي بكر ومن كان معهم ، ومن ما رواه ابن أبي شيبة الكوفي : «إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله»(1) ، فقوله : (كما قوتلتم على تنزيله) يكشف أن المقاتَلين - بالفتح - هم الحزب القرشي ، من بني تيم وعدي وبني أمية آل العاص وآل الحكم وآل أبي معيط ومن يدور في فلكهم.

أمّا أهمّ الشواهد التاريخية على التمحّلات السلفية فكما يأتي :

* الحافظ الذهبي : أورد حديث القتال على التأويل ثمّ علّق عليه قائلاً : «قلت : فقاتل الخوارج الذين أوّلوا القرآن برأيهم وجهلهم»(2). 2.

ص: 184


1- مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 497.
2- تاريخ الإسلام 3 / 642.

* أبو جعفر الطحاوي : ذكر في كتابه شرح مشكل الآثار : أنّ الذين قاتلهم الأمير عليه السلام على تأويل القرآن هم أهل حروراء (الخوارج)(1).

* فضل الله بن روزبهان الأصفهاني(2) : «صحّ هذا الحديث ، وهذا يدلّ على أنّه يقاتل البغاة والخوارج ، وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل القرآن ؛ حيث كانوا يؤوّلون القرآن ويدّعون الخلافة لأنفسهم ، فقاتلهم أمير المؤمنين ، وعلم الناس قتال الخوارج والبغاة ... ، وهذا لا يدلّ على النصّ بخلافته ، بل إخباره عن مقاتلته في سبيل الله مع العصاة والبغاة»(3).

* عبد العزيز الدهلوي(4) ، قال : «ولا دلالة في هذا الحديث على أنّ يث

ص: 185


1- شرح مشكل الآثار 10 / 241.
2- هو «فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الخنجي الأصفهاني المعروف ب- : (پاشا) كان من أعاظم علماء المعقول والمنقول ، حنفيّ الفروع وأشعريّ الأصول ، متعصّباً لأهل مذهبه وطريقته ، متصلّباً في عداوة أولياء الله وأحبّته ، له كتب ومصنّفات ورسائل ومؤلّفات منها كتاب المقاصد في علم الكلام وكتاب إبطال الباطل في نقض كشف الحقّ الذي كتبه العلاّمة في مخالفات أهل السنّة والإمامية في العقايد والأحكام ، وهو الذي رد عليه القاضي نور الله التستري الشهيد الموثّق الموفّق في كتابه الموسوم بإحقاق الحقّ». شرح إحقاق الحقّ 1 / 75.
3- شرح إحقاق الحقّ 7 / 450.
4- عبد العزيز ، العمري ، الدهلوي ، الملقّب سراج الهند. كان فقيهاً حنفيّاً ، محدّثاً ، من مشاهير علماء الهند. صنّف كتباً ، منها : تفسير القرآن المسمّى بفتح العزيز ، الفتاوى في المسائل المشكلة ، بستان المحدّثين وهو فهرس كتب الحديث ، العجالة النافعة في أصول الحديث ، ميزان البلاغة ، حاشية على شرح هداية الحكمة لصدر الدين الشيرازي ، والتحفة الإثنا عشرية ، وفي كتابه الأخير أنكر جملة من الأحاديث

الأمير إمام بلا فصل ، إذ لا ملازمة بين المقاتلة على تأويل القرآن والإمامة بلا فصل بوجه من الوجوه ، بل لو استدلّ به على مذهب أهل السنّة لأمكن ، لأنّه يفهم منه بالصراحة أنّ الأمير قد يكون إماماً في عصر يقاتل فيه على تأويل القرآن ووقت قتاله معلوم متى كان ، وهو من دلائل أهل السنّة على أنّ الحقّ كان في جانب الأمير وكان مقاتلوه على الخطأ ، حيث لم يفهموا معنى القرآن وأخطأوا في اجتهادهم ، وإنكار تأويل القرآن ليس بكفر إجماعاً. وإنْ أنكر أحد معنى القرآن الظاهر بسوء فهمه ففي كفره تأمّل ...»(1).

أقول : إنّ في ما ذكرناه من قول ، وما نقلناه من أقوال في دلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام كفاية إن شاء الله تعالى في ردّ هذه التأويلات الباردة ، والتخريجات البائسة ، التي لا تكن على قراءة أو تحقيق ، وإنّما مغالطات يفرضها التعصّب الأعمى ، والانغلاق النفسي عن قبول الحقّ والرضوخ لأحكامه وبراهينه.

الفائدة الثالثة : تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية :

من أهمّ دلالات الحديث الإشارة النبوية الواضحة إلى تقسيم حركة 8.

ص: 186


1- استخراج المرام 3 / 188.

الرسالة الإسلامية إلى مرحلتين ، الأولى (مرحلة التنزيل) ، والثانية هي (مرحلة التأويل) ، وواضح من هذا التقسيم أنّه جاء بلحاظ الدور القرآني في مسيرة الرسالة الإسلامية ، وحركة الشريعة الخاتمة ، فالقرآن يتجلّى بمستويين مختلفين من الحضور في الحياة المجتمعية ، والفكر العقدي والفقهي ، والسلوك الفردي والاجتماعي للأمّة الإسلامية ، مستوى التنزيل ومستوى التأويل ، وبسبب اختلاف مستوى ظهور وتجلّي المعارف الدينية بين المرحلتين ، وطبيعة النصّ الديني ، ومستوى المسؤوليّات ، وحجم التحدّيات ، فإنّ لكلّ مرحلة معالمها ، وشخصيّاتها ، ومميّزاتها ، واستحقاقاتها التي ينبغي أن توصف بشكل واضح للأمّة الإسلامية الفتية حتّى تكون على هدىً وبصيرة من أمرها ، وحتّى لا تقع في متاهات الزيغ والضلال كما وقعت الأمم السابقة عليها.

الفائدة الرابعة : موقف أبي بكر وعمر!

من أهمّ دلالات حديث القتال على التأويل ، ما ورد في جملة الروايات أنّ أبا بكر وعمر استشرفا لمنقبة القتال على التأويل ، وبادر كلٌّ منهما للقول : «أنا هو يا رسول الله؟» ، فردّهما النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يخصف نعله ، وفي هذا المشهد دلالات كبيرة وفوائد مهمّة عن شخصيّة هذين الرجلين ، ومن أهمّها :

1 - إن في هذا الموقف دلالة على عدم المبالاة بشخص النبيّ(صلى الله عليه وآله) ،

ص: 187

فإنّهما سبقاه إلى القول قبل أن ينهي كلامه ، بينما وجدنا أنّ بقية الصحابة التزموا الصمت ، ولم يبدوا رأياً ، ولم يتّخذوا موقفاً حتّى ينهي رسول الله(صلى الله عليه وآله)كلامه ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(1) ، ومثل هذا الموقف في التسرّع وعدم المبالاة بشخصيّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليس غريباً عليهما ، فهما اللذان تنازعا في محضر النبيّ ، ورفعا صوتيهما فوق صوته ، حتّى نزل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ)(2) ، وهما اللذان كانا يفرّان في المعارك خلافاً للتوجيهات والأوامر ، وقد أغضبوه في معركة بدر حين أطلقوا عبارات التهويل والتخويف من قريش ، وأغضبوه في صلح الحديبية ، وأغضبوه في مرضه وقبيل وفاته ، وأغضبوه عندما تخلّفوا عن جيش أسامة ، وعليه فإنّ هذا الموقف يضاف إلى بقيّة مواقفهما.

2 - إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذكر الجهاد والقتال ، والكلّ يعرف أنّهما لم يكونا من أهل القتال ، ولم يسجّل التاريخ لهما أو لأحدهما بطولة تُذكر في المعارك والغزوات ، وقد تناقل الرواة فرارهما يوم أحد وخيبر وحنين ، فعلام قيامهما؟! ولماذا يصرّان على الظهور بمظهر المقاتلين الأشدّاء؟!!

3 - إنّ قيام أبي بكر وعمر دون غيرهما يدلّ على تحزّبهما سويّة في 2.

ص: 188


1- الحجرات : 1.
2- الحجرات : 2.

حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وتخطيطهما المبكّر للانقلاب ، وتفكيرهما بالحكم والأمارة ، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الشقشقية المعروفة : «لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا»(1) ، قال ابن ميثم البحراني رحمه الله : «وقد استعار عليه السّلام لفظ الضرع هاهنا للخلافة ، وهي استعارة مستلزمة لتشبيهها بالناقة ، ووجه المشاركة المشابهة في الانتفاع الحاصل منها ، والمقصود وصف اقتسامهما لهذا الأمر المشبّه لاقتسام الحالبين أخلاف الناقة بالشدّة على من يعتقد أنّه أحقّ بها منهما أو على المسلمين الَّذين يشبهون الأولاد لها»(2).

الفائدة الخامسة : حروب الردّة والفتوحات لم تكن جهاداً!

من النتائج الملفتة التي يمكن للباحث المحقّق أن يستنبطها من بين السطور في ألفاظ هذا الحديث الشريف أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يعطِ الشرعية لأي معركة يقوم بها غير أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، فقد علمنا أن الجهاد بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إنّما هو جهاد التأويل ، لانحصار جهاد التنزيل برايته الشريفة ، فالقتال تحت راية النبيّ هو قتال التنزيل ، وما يحدث بعده من جهاد أو قتال يقوم به وصيّه أو خليفته إنّما هو جهاد على تأويل القرآن الكريم ، وقد ثبت بهذا الحديث المستفيض عند الفريقين أنّ المختصّ بمنقبة القتال على التأويل هو أمير المؤمنين عليه السلام ، فأيّ مشروعية للحروب التي خاضها أبو بكر وعمر 8.

ص: 189


1- نهج البلاغة 1 / 33.
2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي 1 / 258.

وعثمان؟! وأيّ شرعية للحركات والانتفاضات والمعارك التي خاضها المسلمون - على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم - بعيداً عن راية الإمام ، وقيادة الإمام ، وتوجيه الإمام ، سواء ما كان منها حروباً داخليةً بين المسلمين ، أو المعارك التي حدثت مع الدول والمجموعات غير المنتحلة للإسلام؟

ومن المهمّ هنا أن نشير إلى أن سياسة حكومة أبي بكر باستعمال الحسم العسكري في قمع احتجاجات قبيلة مالك بن نويرة اليربوعي كانت من أوائل التصفيات الجماعية الظالمة التي شهدتها الأمّة الإسلامية بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولم يكن مالك وجماعته من المرتدّين أو المنكرين للرسالة الإسلامية ، وإنّما تأوّلوا فوجدوا مبدأ الشورى أو الانتخاب الصوري الذي استندت إليه حكومة السقيفة خطأ ، وكان تأويلهم في محلّه ، ويدلّ على صحّته عدم صلاحية أبي بكر لخوض حروب التأويل بنصّ هذا الحديث الشريف.

ص: 190

المصادر

1 - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل (مع شرح إحقاق الحقّ) : نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد في بلاد الهند سنة 1019. منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم - إيران ، 1411 ه.

2 - استخراج المرام من استقصاء الإفحام : علي الحسيني الميلاني. الناشر : المؤلّف ، المطبعة والتجليد : صداقت ، الطبعة الأولى ، قم ، - 1425 ه.

3 - الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (ت 1121 ه). تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، مطبعة أمير ، الطبعة الأولى ، قم ، 1417 ه.

4 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد : الشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبري البغدادي ، (336 - 413 ه). تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، لتحقيق التراث ، دار المفيد للطباعة والنشر ، الطبعة الثانية ، بيروت ، 1414 ه- - 1993 م.

5 - الإصابة في تميز الصحابة : أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت 852 ه).

دراسة وتحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض. دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 1415 ه- - 1995 م.

6 - الأمالي : أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه). تحقيق : قسم

ص: 191

الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، قم ، 1414 ه.

7 - الإمامة الإلهية (بحوث الشيخ محمّد السند) : محمّد علي بحر العلوم. منشورات لسان الصدق ، الطبعة الأولى ، قم ، 1427 ه- - 2006 م.

8 - الإيضاح : الفضل بن شاذان الأزدي (ت 260 ه). تحقيق : السيّد جلال الدين الحسيني الأرموي ، الناشر : مؤسّسة انتشارات وچاپ دانشگاه ، طهران.

9 - الجرح والتعديل : أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي الحنظلي الرازي ، (ت327 ه). مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، الطبعة الأولى ، بحيدر آباد الدكن - الهند ، 1371ه- - 1952م.

10 - الجمل : محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت 413 ه). مكتبة الداوري ، الطبعة الأولى ، قم ، 1413 ه.

11 - الخصال : الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت381 م). صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري. منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ، الطبعة الثانية ، قم المقدّسة ، 1403 ه.

12 - السنن الكبرى : أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه). تحقيق الدكتور عبد الغفّار سليمان البنداري وسيّد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت - لبنان ، 1411 ه- - 1991 م.

13 - السيرة الحلبية : علي بن برهان الدين الحلبي (ت 1044 ه). دار المعرفة ، بيروت ، 1400 ه.

14 - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم : زين الدين أبو محمّد علي بن يونس العاملي البياضي النباطي (ت 877 ه). تحقيق : محمّد باقر البهبودي ، المكتبة

ص: 192

المرتضوية ، الطبعة الأولى ، طهران ، 1384 ه.

15 - الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة : أحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت 974 ه). خرج أحاديثه وعلّق حواشيه وقدّم له : عبد الوهّاب عبد اللطيف ، كتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، 1385 ه- - 1965م.

16 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : أبو القاسم علي بن موسى الحلّي ، ابن طاووس ، (ت 664 ه). مطبعة الخيّام ، الطبعة الأولى ، قم ، 1400 ه.

17 - العلل ومعرفة الرجال : أحمد بن محمّد بن حنبل ، (164 - 241 ه). تحقيق وتخريج : الدكتور وصيّ الله بن محمّد عبّاس ، دار الخاني ، الطبعة الأولى ، الرياض ، 1408 ه- - 1988 م.

18 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستّة : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ه). مؤسّسة علوم القرآن ، جدّة - السعودية ، الطبعة الأولى ، 1413 - 1992.

19 - الكافي : أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، (ت 329 ه). صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري. الناشر : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، طهران ، 1388 ه.

20 - الكامل في ضعفاء الرجال : أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، (ت365 ه). تحقيق : الدكتور سهيل زكّار ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثالثة ، بيروت ، 1409 ه- - 1988 م.

21 - المستدرك على الصحيحين : أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، (ت405 ه). إشراف : د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، دار المعرفة ، بيروت ، 1406 ه.

22 - المصنّف في الأحاديث والآثار : أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة

ص: 193

العبسي الكوفي (ت 235 ه). تحقيق : سعيد محمّد اللحّام. دار الفكر ، بيروت - لبنان ، 1409 ه.

23 - المناقب : الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي ، (ت 568 ه). تحقيق : الشيخ مالك المحمودي ، طبع ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، قم ، 1411 ه.

24 - أسد الغابة في معرفة الصحابة : أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن الأثير الجزري (ت 630 ه). الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان.

25 - أسد الغابة في معرفة الصحابة : أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن الأثير الجزري (ت 630 ه). الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان.

26 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : محمّد باقر المجلسي ، (ت1111 ه). مؤسّسة الوفاء ، الطبعة الثانية ، بيروت ، 1403 ه- - 1983 م.

27 - بصائر الدرجات الكبرى : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار ، (ت 290 ه). الناشر : مؤسّسة الأعلمي ، المطبعة : مطبعة الأحمدي ، طهران ، 1404 ه.

28 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748 ه). تحقيق : عمر عبد السلام تدمري. بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1411 ه.

29 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، (ت 463 ه). دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1417 ه.

ص: 194

30 - تاريخ مدينة دمشق : أبو القاسم عليّ بن الحسين بن هبة الله المعروف ب- : ابن عساكر الدمشقي ، (ت 571 ه). تحقيق : علي الشيري. دار الفكر ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 1415 ه.

31 - تذكرة الحفّاظ : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت 748 ه). دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

32 - تفسير العيّاشي : أبو النظر محمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت320). وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. المكتبة العلمية الإسلامية.

33 - تفسير الفرات الكوفي : فرات بن إبراهيم الكوفي (ت352 ه). تحقيق : محمّد الكاظم. الناشر : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الأولى ، طهران ، 1410 ه- - 1990 م.

34 - تفسير القمّي : أبو الحسن علي بن إبراهيم القمّي (توفي بعد 304 ه). صحّحه وعلّق عليه وقدّم له السيّد طيّب الموسوي الجزائري. مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، قم - إيران 1404 ه.

35 - تقريب التهذيب : أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه- (. دار المعرفة ، بيروت 1380 ه.

36 - تهذيب التهذيب : أحمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ، (ت 852 ه). دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 1404 ه- - 1984 م.

37 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال : جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي ، (ت 742 ه). حقّقه وضبط نصّه : بشّار عوّاد معروف ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ، بيروت ، 1406 ه.

ص: 195

38 - خصائص الوحي المبين : شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ابن البطريق (ت 600 ه). تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، دار القرآن الكريم ، الطبعة الأولى ، قم ، 1417 ه.

39 - خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) : أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي (ت 303 ه). حقّقه وصحّح أسانيده ووضع فهارسه : محمّد هادي الأميني ، مكتبة نينوى الحديثة - طهران.

40 - خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار : علي الحسيني الميلاني. مؤسّسة البعثة ، قسم الدراسات الإسلامية ، طهران ، 1405 ه.

41 - دلائل الإمامة : أبو جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ، (من أعلام القرن الخامس الهجري). تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة ، الطبعة الأولى ، قم ، 1413 ه.

42 - دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة : أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه). ك تحقيق : الدكتور عبد المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 1405 ه- - 1985 م.

43 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ه). تحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 1414 ه- - 1993 م.

44 - سير أعلام النبلاء : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت 748 ه). مؤسّسة الرسالة ، الطبعة التاسعة ، بيروت ، 1413 ه- - 1993م.

45 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار : أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت 363 ه). تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، قم ، مؤسّسة

ص: 196

النشر الإسلامي ، الأولى ، 1412 ه.

46 - شرح السنّة : الحسين بن مسعود البغوي (ت 516 ه). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، منشورات المكتب الإسلامي ، الطبعة الثانية ، بيروت ، 1403ه- - 1983م.

47 - شرح مشكل الآثار : أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي (ت 321 ه). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، 1425 ه- - 1994 م.

48 - شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد المعتزلي (586 - 656 ه). تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم. دار إحياء الكتب العربية. الطبعة الأولى ، بيروت ، (1378 ه- 1959م).

49 - شرح نهج البلاغة : كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت 679 ه). مركز النشر مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، قم ، 1378 ه.

50 - صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان : علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفّى (ت 739 ه). حقّقه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه- - 1993 م.

51 - فهرست ابن النديم : أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحق المعروف الورّاق (ت 438 ه). تحقيق رضا تجدّد ، مكتبة أهل البيت عليهم السلام الالكترونية ، الإصدار الثاني ، 1433 ه- - 2012 م.

52 - كتاب الولاية : أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة (ت333 ه). جمعه ورتّبه وقدّم له : عبد الرزاق حرز الدين.

53 - كتاب سليم بن قيس : سليم بن قيس الهلالي (ت76). تحقيق محمّد باقر الأنصاري الزنجاني ، منشورات دليل ما ، قم - 1385 ه.

54 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة : علي بن عيسى الأربلي ، (ت 687 ه). دار

ص: 197

الأضواء ، الطبعة الثانية ، بيروت ، 1405 ه- - 1985 م.

55 - كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي الرازي ، (من علماء القرن الرابع). حقّقه : عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي ، الناشر : بيدار ، مطبعة الخيّام ، قم ، 1401 ه.

56 - لسان الميزان : شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت 852 م). منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الثانية ، بيروت ، 1971 م - 1390 ه.

57 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه). دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 1408 ه. - 1988 م.

58 - مسند أبي يعلى : أحمد بن علي بن المثنّى التميمي (210 - 307 ه). حقّقه وخرّج أحاديثه : حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث.

59 - مسند أحمد : أحمد بن حنبل (ت 241). الناشر : دار صادر - بيروت - لبنان.

60 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت 652 ه). تحقيق : ماجد أحمد العطية.

61 - معرفة الثقات : أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (ت 261 ه). دراسة وتحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي. الناشر : مكتبة الدار - المدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، 1405.

62 - مناقب آل أبي طالب : مشير الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، (ت 588 ه). قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطّية لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1376 ه- - 1956 م.

ص: 198

63 - مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (م 300 ه). تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم ، الأولى ، 1412 ه.

64 - مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام : علي بن محمّد بن محمّد الواسطي الجُلاّبي الشافعي الشهير بابن المغازلي (ت 483 ه). انتشارات سبط النبي(صلى الله عليه وآله) ، الطبعة الأولى ، 1426 ه.

65 - مناقب عليّ بن أبي طالب وما نزل من القرآن في عليٍّ عليه السلام : أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني (ت 410 ه). جمعه ورتّبه وقدّم له : عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين. مؤسّسة دار الحديث الثقافية ، مركز الطباعة والنشر ، قم - 1424 ه.

66 - موسوعة طبقات الفقهاء : الشيخ جعفر سبحاني (معاصر). مطبعة اعتماد ، قم - إيران ، 1418 ه.

67 - نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي (ت القرن 4). مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام - قم المقدّسة - إيران ، ذو الحجّة 1410 ه.

68 - نهج الإيمان : زين الدين عليّ بن يوسف بن جبر (القرن السابع). تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، نشر : مجتمع الإمام الهادي عليه السلام ، الطبعة الأولى ، مشهد ، 1418 ه.

69 - نهج البلاغة : خطب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (ت40 ه) جمعها الشريف الرضي. شرح : الشيخ محمّد عبده. المطبعة : النهضة - قم. الناشر : دار الذخائر - إيران ، 1412ه.

ص: 199

الأُسر الخاقانيّة ... تاريخ ورجال

السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله تعالى على أعدائهم أجمعين.

تمتدّ بعض الأسر العلميّة الإماميّة في عطائها وإنجازاتها الخالدة إلى عدّة قرون ، ولايزال بعضها حيّاً - ولله الحمد - إلى يومنا هذا.

ومنها : الأسر الخاقانيّة.

وقد ذكرت المصادر والمعاجم التي اختصّت بتراجم العلماء والأعيان ستّة بل سبعة(1) من الأُسر العلميّة الخاقانيّة يأتي ذكرها تباعاً إن شاء الله تعالى.

ص: 200


1- آل الشروقي وآل المحاويلي وآل الحولاوي وآل علي الخاقاني وآل عبد المحسن الخاقاني وآل شبير الخاقاني ويتفرّع منهم آل الصغير والسابعة آل الشيخ أحمد ثامر البوصالح الخاقاني. وتأتي تراجم الأسر المزبورة تباعاً إن شاء الله سوى الأخيرة حيث لم تتوفّر لنا المعلومات الكافية عنها ، ينظر : طبقات أعلام الشيعة 16/1342.

وقبل أن ندخل في تفاصيل الموضوع لابأس بأن نمهّد مقدّمة للبحث ذات صلة بما نحن فيه.

المقدّمة :

قال الشيخ جعفر باقر آل محبوبة قدس سره في كتابه القيِّم ماضي النجف وحاضرها :

«خاقان : اسمٌ لكلّ ملك خَقَّنَه الترك على أنفسهم ، أي مَلَّكوه ورأّسوه ، كما في القاموس ، وليس من العربيّ في شيء ، وهو لفظ تركيّ ، ومنه أخذ (خان) لملك الروم ، و (قان) لملك العجم.

ثمّ قال :

يُطلق اليوم على قبيلة كبيرة تقطن العراق من أقدم العصور ، وتعرف ببني خاقان ، تقيم حوالي سوق الشيوخ ، وتشتمل على عدّة فصائل وأفخاذ ، وفي النجف عدّة بيوت ترجع إليها بالنسب.

انقسمت هذه القبيلة قسمين :

قسمٌ يقيم في محلّه القديم حوالي سوق الشيوخ.

وقسمٌ آخر نزح إلى حوالي الحلّة يقيم بين المدحتيّة وبين ناحية القاسم.

وهذا القسم انشطر شطرين :

شطر يقيم شرق ناحية القاسم ، ويُعرَف بالشرقي.

وشطرٌ يقيم غربي ناحية القاسم ، ويُعرَف بالغربي.

ص: 201

والذي أوجب هجرة هذا القسم عن محلّه الأصلي [أي : سوق الشيوخ] وقوع حرب دامية بينهم أدّت إلى الجلاء ، وكانت الزعامة العامّة لهذا القسم الذي يعرف بالذّيابات ، وعند نزوحهم تزعّم آل مغشغش.

ويُطلق خاقان أيضاً على نهر حفر على عهد التُرك حوالي الحلّة ، وكلّ من نزل حوله عُرِف بهذا اللقب (الخاقاني) ، كما هو الشأن في كثير من البيوت النجفيّة(1).

قلت : ويأتي تعليقنا على كلمته الأخيرة هذه إن شاء الله تعالى قريباً.

قال : ووردت كلمة (خاقان) في أبيات ظافر بن القاسم الحدّاد ، وهي تدلّ صريحاً على عربيّته ، ولها استند بعض الأُدباء المنتسبين إلى (خاقان) على عربيّة هذه القبيلة.

والأبيات :

حكمُ العيونِ على القلوبِ يجوزُ

ودواؤهَا من دائهنَّ عزيزُ

كم نظرة نالتْ بطرف ذابل

ما لا ينالُ الذابلُ المهزوزُ

فحذار من تلك اللواحظِ غيرة

فالسحرُ بينَ جفونها مكنوزُ

تلكَ الظباءُ العاطيات رمينني

وأبحنَ قتلي كيفَ ذاكَ يجوزُ

أشكو لخاقانِ بنِ حمير ذلَّتي

وأنا امرؤٌ قبلَ الغرام عَزيزُ(2)(3).

ص: 202


1- ماضي النجف وحاضرها 2 / 200.
2- ماضي النجف وحاضرها 2/200.
3- الأبيات في معجم الأدباء 12/29 (ط دار الفكر بيروت) من دون البيتين الأخيرين.وظافر هذا هو أبو منصور ابن القاسم بن منصور بن عبد الله بن خلف بن عبد الغني الإسكندري الشافعي الحدّاد (478 ه- 529 ه) له ديوان شعر جيّد ، وهو غير الفقيه الشافعي المصريّ الحدّاد. أنظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء 19/597 ت346؛ ونسمة السحر 2/69؛ والوافي بالوفيات 16/298 (ط دار إحياء التراث بيروت)؛ ووفيات الأعيان 2/540 (ط دار الثقافة لبنان) ، والأعلام للزركلي 3/236 ، ومعجم المؤلّفين لكحّالة 5/47 وهديّة العارفين 1/434. ومن الطريف أن تجد الأبيات الثلاثة الأولى بتصرّف يسير في مطلع قصيدة لأبي الحسين يحيى بن عبد العظيم الجزّار المصري أحد شعراء الشيعة الأفذاذ ، أوردها العلاّمة الأميني طاب ثراه في موسوعة الغدير المباركة (5/425) ثالثها : فحذارِ منْ تلكَ اللواحظِ غرّةَ فالسحرُ بينَ جفونها مركوزُ وهي في غاية من الروعة ، ولنوردها هاهنا تبرّكاً بذكرها : حكم العيون على القلوب يجوز ودواؤها من دائهن عزيز كم نظرة نالت بطرف فاتر ما لم ينله الذابل المحزوز فحذار من تلك اللواحظ غرّةً فالسحر بين جفونها مركوز يا ليت شعري والأماني ضلّة والدهر يدرك طرفه ويحوز هل لي إلى روض تصرّم عمره سبب فيرجع ما مضى فأفوز وأزور من ألف البعاد وحبّه بين الجوانح والحشا مرزوز ظبي تناسب في الملاحة شخصه فالوصف حين يطول فيه وجيز والبدر والشمس المنيرة دونه في الوصف حين يحرّر التمييز لولا تثنّي خصره في ردفه ما خلت إلاّ أنّه مغروز تجفو غلالته عليه لطافة فبحسنها من جسمه تطريز من لي بدهر كان لي بوصاله سمحاً ووعدي عنده منجوز والعيش مخضرّ الجناب أنيقه ولأوجه اللذات فيه بروز والروض في حلل النبات كأنّه فرشت عليه دبائج وخزوز والماء يبدو في الخليج كأنّه ظلٌّ لسرعة سيره محفوز والزهر يوهم ناظريه إنّما ظهرت به فوق الرياض كنوز فأقاحه ورق ومنثور النَّدى درٌّ ونور بهاره إِبريز والغصن فيه تغازل وتمايل وتشاغل وتراسل ورموز وكأنّما القمريّ ينشد مصرعاً من كلِّ بيت والحمام يجيز وكأنّما الدولاب زمر كلّما غنّت وأصوات الدوالب شيز وكأنّما الماء المصفّق ضاحك مستبشر ممّا أتى فيروز يهنيك يا صهر النبيِّ محمّد يوم به للطيّبين هزيز أنت المقدّم في الخلافة مالها عن نحو ما بك في الورى تبريز صبُّ الغدير على الأُلى جحدوا لظىً يوعى لها قبل القيام أزيز إن يهمزوا في قول أحمد أنت مو لىً للورى فالهامز المهموز لم يخش مولاك الجحيم فإنّها عنه إلى غير الوليِّ تجوز أترى تمرّ به وحبّك دونه عوذ ممانعة له وحروز أنت القسيم غداً فهذا يلتظي فيها وهذا في الجنان يفوز توجد هذه القصيدة في غير واحد من المجاميع الشعريّة المخطوطة العتيقة وهي طويلة ، وترى أبياتها مبثوثةً منثورة في كتب الأدب. (موسوعة الغدير 5/425 - 426).

ص: 203

انتهى ما في ماضي النجف وحاضرها.

أقول : ومن الإطلاقات العامّية الرائجة : الخيقاني ، والخيگاني (بالكاف الفارسيّة) ، والخيكاني بالعربيّة.

ص: 204

ثمّ إنّ جملة من الأُسر العلميّة أُطلق عليها لقب الخيقاني (الخاقاني) وليسوا من أُصول تلك العشيرة العربيّة الخاقانيّة؛ لأنّهم من عشائر عربيّة أخرى ، ولعلّ السبب في نسبتهم هذه هو سكنى هذه القبائل حول نهر خاقان الذي مرّ ذكره في كلمات الشيخ جعفر باقر آل محبوبة رحمه الله تعالى ، ومن هذه الأسر :

آل موحي الكعبي الخيقاني

قال الشيخ جعفر : من أُسر العلم والأدب النجفيّة في القرن الثاني عشر ينتسبون إلى كعب ، ومقرّهم الأصلي خيقان.

قلت : وهو النهر المذكور آنفاً.

ومنه يظهر أنّ بعض فروع كعب خرجت من الدورق إلى خيقان واستوطنتها.

قال رحمه الله : هاجروا إلى النجف فكانت لهم سمعة ذائعةٌ ، وصيت طائر ، ووجاهة واحترام ..

إلى أن قال :

تعدّد منهم رجال العلم والكمال ، وقد جروا في مضمار العلم والأدب وصنّفوا.

ضاعت رجالهم ، ودرست آثارهم ، وانقطع نسلهم اليوم وانقرضوا ،

ص: 205

وقد بقيت منهم بقيّة إلى أواخر القرن الثالث عشر ، كانت دُورُهم في محلّة تعرف بمحلّة المستقي ، قريبة من محلّة الحويش الكبير ، وهذه المحلّة هي اليوم جزء من محلّة البُراق ، خرجت دورهم بالبيع وورثها قوم آخرون(1).

أقول : ولنذكر رجالها على ترتيب الطبقة والتقدّم الزمني :

- فأوّلهم : الشيخ بشارة آل موحي.

وهو جدّ هذه الأسرة ، ولا نمتلك عنه معلومات كافية حاليّاً ، ولا يحضرني كتاب نشوة السلافة ومحلّ الإضافة؛ كي اطّلع على ما عساه ذكره عن جدّه رحمه الله تعالى.

وقد خلّف الشيخ بشارة ثلاثة أشبال :

- أشهرهم وهو ثاني رجال هذه الأسرة : هو الشيخ خلف (1103 ه).

قال الشيخ محمّد هادي الأميني : «من رجال العلم وفرسان الأدب ، وأوّل من تعاطى الأدب والكمال من هذه الأُسرة»(2).

قلت : الجزم بذلك مشكلٌ ، ولقد أجاد الشيخ جعفر آل محبوبة حيث أبداه على حدّ الاحتمال حيث قال : بل لعلّه أوّل من ... الخ(3).

قال في ماضي النجف : «رأيت خطّه بتملّك بعض الكتب العلميّة 0.

ص: 206


1- ماضي النجف وحاضرها 3/405.
2- معجم رجال الفكر والأدب 1/67 وكأنّه أخذها من مقدّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم على نشوة السلافة : 34.
3- ماضي النجف وحاضرها 3/410.

كالفوائد العليّة في شرح الجعفريّة للفاضل الجواد(1) وهذا نصّ خطّه : (تملّكه الخالي عن الإشارة خلف آل بشارة).

ذكره - سبطه - في نشوة السلافة فقال : (عنده من علم البلاغة غامضُه ومصونُه ، وعليه تهدّلت فروعه وغُصونُه ، زَيَّن المجالس والمحافل في الدروس ، ووشَّح في تحقيقه الدفاتر والطروس ، شمّ من روض الأدب أقحوانه وعرارَه ، وجنى من تباشير ربيعه بهاره ونوارَه.

وهو عمّ والدي وجدّي ، وإليه ينتهي رسمي وحدّي ، أدركته وأنا صغير ، وحظّي لديه كبير؛ لأنّه كان يؤثرني على أولاده ، ويخصّني بنوافله 6.

ص: 207


1- هو الشيخ جواد بن سعد الدين بن جواد بن عليّ الأسدي الكاظمي الشهير بالفاضل الجواد. فقيه أصوليّ متبحّر صاحب تحقيقات في الفقه والأصول والكلام. ولد في الكاظميّة ببغداد حدود سنة 990 ه. ولمّا استعدّ لطلب العلم ارتحل في عنفوان شبابه إلى أصفهان قبّة الإسلام ذاك اليوم وتلمّذ بها على شيخها البهائي محمّد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ولازمه فترة طويلة حتّى أصبح من خاصّته وبرع في العلوم. له من المصنّفات : شرح الدروس الشرعيّة غير تامّ ، غاية المأمول في شرح زبدة الأصول ملأه التحقيق والتدقيق ، الفوائد العليّة في شرح الجعفريّة في فقه الصلاة ، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ، شرح تشريح الأفلاك ، شرح على خلاصة الحساب ، رسالة في واجبات الصلاة .. توفّي ببغداد سنة خمس وستين وألف. ينظر : أعيان الشيعة 4/271 ، طبقات أعلام الشيعة 5/126.

وإرفاده ، أسكنه الله رياض جنانه ونشر عليه سحائب غفرانه). انتهى.

ثمّ قال : مدحه الأديب الشيخ عبد الرسول الخادم(1) ابن محمّد حسين الحميري النجفي فقال من قصيدة له :

همُ الغيوثُ إذا ما أزمة عرضتْ

همُ الليوثُ بيومِ الفرِّ والكرِّ

ومنهم (خلف) حاذى بمنطقه

بيان (حيدرة) للعلم إذ يقرِّي

قال : أراد بحيدر أحد رجال آل الكعبي ، وهو حيدر بن بشارة ابن عمّ صاحب نشوة السلافة»(2).

قلت : لو صحّ ما ذكره فهو أحد إخوة خلف المزبور وعمّ لوالد صاحب النشوة؛ لأنّ المدح لرجال الأسرة ، وخلف وحيدر كلاهما ابنا بشارة ، وحيدر مشبّه به ، فينبغي أن يكون من رجالها المرموقين ، والله العالم(3).

توفّي حدود سنة (1103 ه) ، ورثاه العلاّمة الأديب الشيخ عبد الواحد البوراني النجفي(4) ، وكان من فقهاء عصره يروي عنه ابو الحسن الشريف ّت

ص: 208


1- خادم الروضة الحيدريّة. أنظر الإجازة الكبيرة للسيّد عبد الله الجزائري (1173 ه).
2- ماضي النجف 3/410 - 411.
3- وقد وافقنا على ذلك العلاّمة السيّد محمّد بحر العلوم ينظر هامش ص35 من مقدّمة نشوة السلافة بقلمه رحمه الله.
4- خاتمة العلماء المجتهدين ونتيجة الأبرار السابقين شيخ الفقهاء والمحدّثين الشيخ عبد الواحد بن محمّد البوراني النجفي هو من أعلام القرن الثاني عشر المغمورين الذين نفتقد المعلومات الكافية عن سيرتهم العلميّة وحياتهم الإجتماعيّة التي شحّت 6 - شرح كفاية الشيخ محمّد باقر السبزواري. 7 - شريعة الشيعة ودلائل الشريعة (شرح مفاتيح الفيض - ناقص). 8 - ضياء العالَميْن في بيان إمامة المصطفَيْن (وهو أفضل مصنّفاته وأشهرها). 9 - الفوائد الغرويّة والدرّة النَجَفيِّة (في الأصولين). 10 - مرآة الأنوار ومشكوة الأسرار (في مقدّمات التفسير وعلوم القرآن). توفّي رحمه الله في النجف الأشرف سنة (1139 ه) وأقبر بجوار سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام. أنظر ترجمته في : أعيان الشيعة 7/342 وطبقات أعلام الشيعة 6/174 وروضات الجنّات 7/142 ومعجم رجال الفكر والأدب 2/870.

الفتوني(1) ، فقال : ة.

ص: 209


1- الفاضل المتبحّر نخبة الفقهاء والمحدّثين الآخوند أبو الحسن ابن الشيخ محمّد طاهر ابن عبد الحميد ابن الشيخ موسى ابن الشيخ علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني النجفي ولد في أصفهان سنة (1070 ه). والدته : هي العلويّة طيّبة خانم بنت السيّد عبد الواسع الخاتون آبادي. توفّي والده الشيخ محمّد طاهر سنة (1115 ه). حضر على أعلام أصفهان يوم كانت تزخر بفطاحل الفقهاء والمحدّثين ، وبلغ مبلغاً عالياً من العلم وأجيز من العلاّمة المجلسي سنة (1096 ه) وخاله السيّد محمّد صالح الخاتون آبادي والشيخ الحرّ العاملي والميرزا محمّد الأسترآبادي وآخرين. ثمّ خرج إلى النجف الأشرف واشتغل بتربية النفوس والتأليف والتصنيف وأصبح من رؤساء الشيعة في وقته وزعيم الحوزة العلميّة في النجف. ومن مؤلّفاته : 1 - أُصول الدين (فارسي) 2 - تفسير القرآن الكريم. انتهى فيه إلى سورة الصافّات. 3 - تنزيه القمّيّين عن المطاعن. 4 - الرسالة الرضاعيّة. 5 - شرح الصحيفة السجادية.

يَا خلفاً ليسَ لهُ منْ خلفِ

عليهِ تبكي علماءُ النجفِ

إلى آخر القصيدة.

- ثاني الأشبال : إن لم يكن الشيخ حيدر هو الثاني من الأشبال فلابد وأن يكون الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ بشارة هو الثاني ولم أعثر له على ترجمة ، وبذلك يكون الشيخ حيدر هو الثالث منهم.

- وأمّا ثالث رجال الأسرة فهو : الشيخ بشارة نجل الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ بشارة الأوّل.

قال الأميني : فقيه عالم شيخ المشايخ ، من أساتذة الفقه والأصول وشاعر من كبار الأدباء الأجلاّء.

تتلمذ في النجف الأشرف على شيوخ عصره ، كما تخرّج عليه جمع

ص: 210

من الأفاضل ، وسافر إلى الهند ، واجتمع بعلمائها وشعرائها ، وساجل الشعراء والأدباء ، فكان له التفوّق والامتياز.

ومنها رحل إلى إيران وتجوّل في ربوعها وعاد إلى النجف ..

قال عنه السيّد علي خان المدني طاب ثراه : «هو شيخ المشايخ الجلّة ، والرّافل من حلل الكمال بأشرف حلّة ، تستنشق من روض نظمه نفحات نجد ، وتشمّ من أزاهره أرج عرا روند ، ورد علينا البلاد الهنديّة ، ومدحنا بأشعاره السنيّة ، فهو صديقنا الصدوق ذو الفضائل التي ترقّ وتروق ..»(1).

توفّي في الطاعون الثاني سنة (1131 ه) وأُقبر في النجف الأشرف.

وما في معجم رجال الفكر والأدب من أنّه ولد (1131 ه) وتوفّي عام (1186 ه) فخطأ فاحش.

- رابعهم : الشيخ محمّد علي ابن الشيخ بشارة (الثاني) ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ بشارة (الأوّل) : من رجال العلم والمشاهير من أرباب الكمال والأدب ، مبجّلاً محترماً ، برع في فنون الشعر والأدب في عصر مليء بالعلماء والشعراء ، عاصر نوابغ العلم وأساتذة البيان ى.

ص: 211


1- أنظر معجم رجال الفكر والأدب 1/67 ، ولم نعثر عليه في السلافة المطبوعة التي هي مختصرة من السلافة الكبرى.

والأدب أمثال السيّد نصر الله الحائري(1) والشيخ أحمد النحوي والشيخ محمّد مهدي الفتوني(2) والشيخ أحمد الجزائري(3) والشيخ جابر.ص: 212


1- السيّد أبو الفتح نصر الله بن الحسين بن علي الحسيني الفائزي الحائري الأديب البارع والمحدّث الفقيه، أحد أبرز أعلام الإماميّة في عصره. ولد في الحائر في مطلع القرن الثاني عشر وأفاد من جماعة من أعلام عصره وكان ذكيّاً فطناً ألمعيّاً وأحاط إحاطة شاملة بكثير من العلوم العقليّة والنقليّة وتبحّر في الأدب ومهر في العربيّة وبرع في الخطابة وأصبح من مشاهير شعراء العراق بل أشعرهم على الإطلاق. درّس في الروّضة الحسينيّة فانثال عليه طلبة العلم لحسن تقريره وفصاحة تعبيره حتّى عرف بالمدرّس الحائري. وكان مولعاً بجمع الكتب. ومن مصنّفاته: النفحة القدسيّة في مدح خير البريّة، الروضات الزاهرت في المعجزات بعد الوفاة، سلاسل الذهب وديوان شعر قتل في القسطنطنيّة على التشيّع حدود سنة (1160 ه). ومن أروع شعره قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويؤرّخ فيها تذهيب قبّته في أيّام نادرشاه الأفشاري ملك إيران: إذا ضامك الدهر يوماً وجارا فلذ بحمى أمنع الخلق جارا عليّ العليِّ وصنو النبيِّ وغيث الوليِّ وغوث الحيارى هزبر النزال وبحر النوال وشمس الكمال التي لا توارى له ردّت الشمس في طيبة على عهد خير البرايا جهارا وفي بابل فقضى عصره أداءً ففاق البرايا جهارا وردّت له ثالثاً في الغريّ ترى قبّة ألبسوها نضارا هي الشمس لكنّها مرقد لظلِّ المهيمن جلّ اقتدارا هي الشمس لكنّها لا تغيب ولا يحسد الليل فيها النهارا إلى أن يقول:ومن شعره قصيدة يرثي بها الإمام الحسين صلوات الله عليه وفي آخرها يقول : مولاي يابن الطهر رزؤك جاعلي دمعي شرابي والتحسّر زادي يا مهجة المختار يا من حُبّه أعددته زادي ليوم معادي مولاي خذ بيد الضعيف غداً إذا وافى بأعباء الذنوب ينادي لا اختشي ضيماً ومثلك ناصري لا أنتقي غيّاً وأنت رشادي صلّى الإله على جنابك ما حدا بجميل ذكرك في البريّة حادي توفّي رضوان الله تعالى عليه سنة (1183 ه) في الحلّة ونقل إلى النجف الأشرف ودفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام. أنظر ترجمته في البابليّات 1/163 وأعيان الشيعة 2/499 والطليعة 1/96.
2- الشيخ محمّد مهدي بن محمّد صالح بن عليّ الفتوني العاملي النجفي ولد في النبطيّة وارتحل إلى النجف وتتلمذ على أبو الحسن بن محمّد طاهر الفتوني وتخرّج به وروى عنه. وتصدّى للتدريس وصار من أعلام الإماميّة في الفقه والحديث. تتلمذ عليه كوكبة من العلماء منهم الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء والسيّد مهدي بحر العلوم والسيّد مهدي الشهرستاني والميرزا أبو القاسم القمّي. ومن مصنّفاته : نتائج الأخبار في الفقه ورسالة في عدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة ، والأنساب المشجّر ، وأرجوزة في تواريخ وفيات ومواليد أئمّة أهل البيت عليهم السلام. وله شعر كثير. توفّي في شعبان سنة (1183 ه). ترجمته في أعيان الشيعة 10/67 ، ماضي النجف وحاضرها 3/52 ، طبقات أعلام الشيعة 6/756 ، معجم رجال الفكر والأدب 2/880.
3- الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي أحد كبار الفقهاء في القرن الثاني عشر.

ص: 213

ص: 214

الكاظمي(1) والسيّد صدر الدّين الرضوي القمّي(2) و.. ال

ص: 215


1- الشيخ جابر بن عبد الحسين الربيعي الكاظمي ، كان من الشعراء المخضرمين في العربية والفارسية. ولد (1222 ه) في الكاظمية وتوفّي سنة (1313 ه) وهو خال العلاّمة الفقيه السيّد حسن الصدر الكاظمي. ومن أشهر آثاره : التخميس الذي يطفح بخالص الولاء لأيّ الأمور تُجهَلُ قَدرَاً بنتُ خيرِ الوَرى فتُجهَل قبرا؟ أم لأيّ الأمور تُظلَم جَهْراً؟ ولأيّ الأمورِ تُدفَنُ سرّاً؟ بضعةُ المصطَفَى ويُعفَى ثراها؟ له : تخميس الأزريّة. انظر ترجمته في فهرس التراث 2/216 وأعيان الشيعة 4/40 والطليعة 1/169.
2- السيّد صدر الدين محمّد بن محمّد باقر بن محمّد علي بن محمّد مهدي بن كمال

ومن آثاره : شرح نهج البلاغة ، نتائج الأفكار في منتخبات الأشعار ، الريحانة في النحو ، ديوان شعره ، وأشهرها نشوة السلافة ومحلّ الإضافة(1).

توفّي حدود سنة (1160 ه) وخلفه الشيخ رضا. م.

ص: 216


1- لم يبق من آثاره إلاّ النشوة وقد صدر الجزء الأوّل منها بتحقيق السيّد علي بحر العلوم قبل عقود ولم يطبع الجزء الثاني إلى اليوم.

صورة

ص: 217

الأسرة الأولى من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي النجفي (1277ه) :

من بيوت العلم والأدب ، تحلّوا بالعلم والقريض فكانوا مناهل العبقريّة وروّاد الفضيلة وعشّاق الكمال. صاهروا آل الجواهر فحازوا سمعة وجاهاً وعلوّاً بأنفسهم قدراً ونباهةً.

وهم من أصل معروف بالعروبة ومن غرس عراقي يقطن العراق من أقدم العصور ، وهم من فصيلة معروفة في لواء المنتفك [ب] الفراغنة ، وهي إحدى فصائل بني خاقان القبيلة المعروفة.

اشتهروا في النجف وعرفوا أوائل القرن الثالث عشر الهجري ، وأوّل من نزح منهم إلى النجف الشيخ موسى والد الشيخ محمّد حسن ، وهو الذي كوّن البيت وجعله في مصاف بيوت العلم والأدب ..

فقد نبغ من هذا البيت رجال حملوا لواء العلم وجروا في مضماره ونظموا الشعر فتفوّقوا فيه ، ضمّ البعض منهم إلى شرف العلم والعبادة الكمال والأدب وحسن السلوك وطيب المعاشرة ، فهم في مجالس الفضل علماء بارعون ، وفي المحاريب عُبّاد ناسكون ..

* آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي النجفي (1277 ه)(1) : وهو ابن رف

ص: 218


1- انظر ترجمته في أعيان الشيعة 9/150 وماضي النجف وحاضرها 2/392 ومعارف

الشيخ موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين بن عليّ بن فرغان بن عليّ بن راشد الخاقاني من عشيرة الفراغنة وهم فرع من بني خيقان وكانت العشيرة تسكن على ضفاف الغرّاف بالقرب من قرى حطامان التابعة لقضاء الشطرة ، كان عالماً محقّقاً من فقهاء النجف البارزين فاضلاً نقيّاً زاهداً معروفاً بزهده وورعه وتقواه ونسكه وتهجّده ، تفقّه بصاحب الجواهر وصاهره على كريمته وأصبح من خاصّته بعد أن كان من أكابر تلاميذه وأقدمهم ، رجع بعض السواد إليه في التقليد والفتيا ، وعرف بالزهد والنسك وكثرة الورع والتقوى.

قال حرز الدين : «سمعنا من بعض أصحابه الذين أدركناهم : أنّ الشيخ الشرقي كان لا يرغب في إظهار نفسه للمرجعيّة؛ حيث إنّ في النجف من فطاحل العلماء وكبارهم ممّن هو أحقّ بها وأولى منه.

وكان رحمه الله من الفقهاء الذين يُقصَدون في حلِّ المسائل المشكلة التي ليس عليها قيام نصٍّ بخصوصها.

وكان المترجم له إماماً لجماعة كان يقيمها في مسجد الخضراء في الصحن الغرويّ تأتمّ به للصلاة جماعة يسيرة من المقدّسين»(1). 0.

ص: 219


1- معارف الرجال 2/229 - 230.

حضر على الشيخ عليّ نجل الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء وعلى أخيه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة وعلى الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر كما مرّ.

ومن مؤلّفاته : شرح الشرايع في عدّة مجلّدات ، قال الشيخ آغا بزرك : «رأيت مجلّد الخمس منه بخطّ الشيخ محمّد عليّ قفطان فرغ من تأليفه (1269 ه) والزكاة بخطّ ابنه الشيخ محمّد تاريخه : (1273 ه)»(1).

وفاته :

توفّي في النجف يوم الأحد 7 ربيع الأوّل (1277ه) ، وأقبر في الصحن العلويّ في الحجرة الملاصقة لمسجد الخضراء ، وأرّخ وفاته بعضهم بقوله : (فبالخلد يرقى محمّد حسن) (2).

أنجاله :

1 - الشيخ محمّد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : أكبر إخوته سنّاً وكان من أهل العلم والفضل ، قام مقام أبيه في أموره كلّها ، وهو الذي أخرج بعض كتابة والده من المسوّدة إلى البياض في حياة والده سنة (1273 ه) ، تخرّج على والده وغيره من علماء عصره.

أعقب ولدين :

ألف - الشيخ عبد عليّ المولود يوم الثامن عشر من شهر رجب سنة 8.

ص: 220


1- طبقات أعلام الشيعة 10/358.
2- طبقات أعلام الشيعة 10/358.

(1275 ه) والمتوفّى سنة (1341 ه) وولده الشيخ عبد الأمير فاضل أديب.

ب - الشيخ حبيب المولود ليلة الأحد سابع عشر شوّال سنة (1284 ه) والمتوفّى سنة (1346 ه).

2 - الشيخ أحمد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : أوسط إخوته سنّاً وأكبرهم شأناً ، كان عالماً فاضلاً معروفاً بالعلم ، من أئمّة الجماعة في الصحن العلويّ الشريف يقيم الجماعة في مسجد الخضراء ، وهو شقيق للشيخ محمّد لأمٍّ وأب ، ذكره السيّد في التكملة ووصفه بالعلم والفضل وقال : «أدركته ولم أدرك أخاه الشيخ محمّد الذي هو أكبر منه»(1) ، تخرّج على والده العلاّمة الفقيه وعلى علماء عصره ، توفّي في النجف ودفن في حجرتهم أمام مسجد الخضراء.

أعقب ولداً واحداً ، وهو :

* الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ أحمد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : شبّ على تحصيل العلوم الدينيّة وقرأ الكتب المقرّرة من الفقه والأصول ، وابتلي بالسفر بعد وفاة والده فسافر عدّة أسفار طويلة استلزمت ترك الاشتغال. ، إلى أن توفّي سنة (1340 ه) ، له منظومة في المنطق(2). 3.

ص: 221


1- لم نعثر عليه في التكملة في مظانّه ، أنظر تكملة أمل الآمل 5/322.
2- ماضي النجف وحاضرها 2/393.

وأعقب ولدين :

* الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ أحمد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : من فضلاء طلاّب العلوم الروحيّة ، عالم فاضل ورع ، نشأ على أبيه وفي أحضان الأفاضل من أسرته فأخذ الأوّليّات على لفيف من أفاضل المدرّسين في العلوم العربيّة والفقه والأصول ، ومن هؤلاء : الحجج الشيخ موسى دعيبل والسيّد أبو القاسم الطباطبائي الملقّب بالعلاّمة والشيخ عبد الصاحب الجواهري ، وقد ورث العلم والتقى عن آبائه وحافَظَ على نهجهم ، وعُرِفَ بالترسُّل والزّهد واتّصف بحسن الخلق وسلامة الذات والبُعد عن مظاهر الزهو والفخفخة والتبجّح والخُيَلاء ، وله بين العلماء وأهل الفضل احترام ومكانة سامية(1) ، وهو من المدرّسين في سطوح الفقه والأصول كالشرايع واللمعتين والمعالم ، حضر عليه عدد من المشتغلين ، وهو الماثل من هذا البيت في وقته وليس فيه طالب علم سواه وهو من أهل القناعة والصبر على الفاقة.

* الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمّد حسن : وهو متفوّق في علم العربيّة ومتخصّص به ومن الأساتذة فيه.

3 - آية الله الشيخ جعفر ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي 3.

ص: 222


1- تاريخ الأسر الخاقانية : 53.

(1259 - 1310 ه) : هو سبط الفقيه الماهر الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر ، وأشهر إخوته أدباً وأغزرهم علماً وفضلاً.

قال في الطليعة : كان فاضلاً دقيق الفكرة عظيم الخبرة من بيت علم وفضل وتقى(1).

وقال آغا بزرك : «وكان من العلماء الفقهاء والأدباء الأفاضل ، ولد في النجف سنة (1259 ه) ونشأ بها على والده الذي كان من أكابر علماء عصره فأخذ التوجيهات وحبّ العلم عنه.

وحضر على الشيخ محمّد حسين الكاظمي (1308 ه) والشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي (1312 ه) والشيخ محمّد طه نجف (1323 ه) والشيخ محمّد كاظم الخراساني (1329 ه) ومارس الأدب فبلغ الذروة منه ، وكانت داره مجمع الأدباء وموئل أهل العلم والفضل ، يرجع إليه في بعض المشاكل اللغويّة والأدبيّة وكان مرشّحاً للزعامة الدينيّة ، فقد صرّح لي العلاّمة الحاج محمّد حسن كبّة الذي كان تلميذه في الأوائل أنّه كان من المجتهدين الذين يستحقّون التقليد»(2).

ومن شعره مادحاً الإمامين الجوادين عليهما السلام :

ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى

أسوراً لموسى أمْ سِواراً على الشِّعْرى

وكيف من الوادي المقدّس سوّرت

على طور سيناه بآياته الكبرى2.

ص: 223


1- الطليعة 1/184.
2- طبقات أعلام الشيعة 13/282.

وما خلت لولا العين قد شهدت به

فشيّد حول الفرقدين له قصرا

شهدت لأيدي الفرس ما لعقولها

تنال الثريّا صنعةً ويك أو فكرا

فكيف إلى هام الثريّا من الثرى

سرت فرق منها فسبحان من أسرى

وما كان يدريها بما ضمّ قطبها

ولكن لأمر ما تحيط به خبرا

درت بنجوم الأفق إذ درن حوله

عرفن لموسى والجواد به قبرا

وكيف من الزوراء عند ضريحه

فهل علت الغبرا أم انحطّت الخضرا

وهيهات لا هذا ولا ذاك إنّها

لجنّة عدن قد تجلّت لنا جهرا

أرى إرماً ذات العماد بسورها

أعيدت ولا عاد لها مرّة أخرى

تراءت بها للناظرين هياكل

بها مثلاً قد تضرب الشمس والبدرا

مكوّرة والشمس قد كوّرت بها

كهيئتها الأفلاك قد طبعت قسرا

من النور لا يدري بأمر وراءه

تجلّى الذي قد كان يدري ولا يدرى

ولا عجبُ فالطور هذا بما حوى

وذا صعقاً موسى بساحته خرّا

وما دجلة الخضراء يمناً ويسرةً

سوى يده البيضا جرت مننا حمرا

وتلك عصى موسى أقيمت بجنبه

وقد طليت أقصى جوانبها تبرا

إلى آخرها وقد قرّضها جماعة من أدباء عصره منهم الحاجّ محمّد حسن كبّة والسيّد راضي القزويني والشيخ جابر الكاظمي والملاّ عبّاس الزنوري(1). 4.

ص: 224


1- ماضي النجف وحاضرها 2/394.

صاهر خاله الشيخ عبد علي ابن الفقيه الماهر صاحب الجواهر.

وأعقب من الأولاد :

* الشيخ مهدي الشرقي المتوفّى (11 ج2 1358 ه) ، وهو والد الفاضل الشيخ عبد الأمير الشرقي.

* الشيخ علي الشرقي(1) (1308 - 1384 ه) : ولد في مدينة النجف عام (1308 ه) في بيت علم وأدب وفقه وورع وتُقى ، فقد كان والده أحد كبار أعلام المدرّسين ومشاهير الأدب والشعر ، وكان خاله الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عبد علي الجواهري من العلماء والشعراء أيضاً وكانت صلة المترجم به وثيقة ، درس مبادىء العلوم العربيّة والمنطق والأصول والفقه والفلسفة وحضر على الشيخ محمّد كاظم الخراساني (1329ه) وبعده على السيّد محمّد كاظم اليزدي (1337ه) ثمّ على الشيخ الميرزا حسين النائيني ).

ص: 225


1- حَوَّل المترجم لقب الشروقي إلى الشرقي ليس بقصد التصحيح وحده وإنّما تنزيهاً عمّا كان يرافق مفهوم كلمة الشروقي عند النجفيّين من بَلادة وغباوة ، فقد زعم النجفيّون بأن أغلب طلاّب العلم من الشروقيّين بطيؤُون في فهم المطالب العلميّة وأنّ الشيخ جعفر الشروقي وأضرابه من العلماء الشروقيّين وفضلائهم شواذّ على زعم النجفيّين ولا يجوز القياس عليهم. أنظر ترجمة الشيخ علي الشرقي وأسرته في : أعيان الشيعة 8/179 و 9/150 ، ومعارف الرجال 2/229 ، والطليعة 1/184 ، وماضي النجف وحاضرها 2/392 - 398 ، وطبقات اعلام الشيعة 13/282 و 10/358 و 16/1366 ، وتاريخ العشائر الخاقانيّة في العراق : 53 ، ومقدّمة ديوان الشيخ علي الشرقي النجفي طبعة الدار العربيّة للموسوعات (الطبعة الأولى 2010 م).

(1355ه) وحاز قسطاً وافراً من الفضل وأصبح في عداد أهل العلم البارزين ، وتطلّع إلى آفاق جديدة في مراحل شبابه ، وقد ساعده على هذا التطلّع استعداده الفطري وتقبّله الثقافات المعاصرة في البلاد العربيّة ، وأسفاره التي قام بها خارج العراق إلى البلدان المجاورة منها الخليج والحجاز وسوريا ولبنان ، وقد ظهر هذا في شعره الحافل بالصور الجديدة المبتكرة والمعاني المستحدثة والعبارات الرشيقة.

كان على صلة بالغَرَّاف؛ لوجود فريق من أسرته وأعمامه في الشطرة ، وقد لقي مكانة كبيرة في تلك البيئة بما كان لأسرته من مكانة علميّة وأدبيّة هناك ، واكب مسيرة الجهاد ضدّ الإنجليز التي قادها العلماء والعشائر من النّجف إلى النّاصرية فالبصرة عام (1915م) وقد رافق المجاهد الشاعر الفقيه البارع السيّد محمّد سعيد الحبّوبي (1333ه) خلال مسيرة الجهاد ، وكان مبعوثه المفضّل إلى عشائر الغرّاف ليحثّهم على محاربة الإنجليز ، بعد حملة الجهاد عاد إلى النجف ولكنّه لم تنقطع صلته بالغرّاف ولا بأقربائه هناك ، وفي أثناء إقامته في النجف بقي يواصل النظم والكتابة في مختلف الموضوعات ، خاض القضايا السياسيّة وباشر جملة من المناصب الحكوميّة ردحاً من الزمن.

يعدّ الشيخ علي الشرقي من روّاد النهضة الأدبيّة في العراق منذ الربع الأوّل من القرن الرابع عشر لدوره الكبير في تطوير الشعر شكلاً ومضموناً ، فقد نظم في مختلف الموضوعات السياسيّة والاجتماعيّة وعالج بما نظم كثيراً من القضايا التي تطلّبت المعالجة إبّان الصّراع الدائر بين قوى الاحتلال وبين

ص: 226

تصاعد المدّ الثوري للشعب العربي وصولاً إلى التحرير والاستقلال ، كما يُعتبر من الشعراء القلائل الذين جمعوا بين جزالة اللفظ ورقّة المعنى حتّى أنّه امتاز في شعره بسمات ميّزته عن غيره ، على أنّ مظهراً بارزاً ينفرد به الشرقي من بين معاصريه هو لغته وأُسلوبه في معالجة الشعر ، فقد كان يستخدم الرمز والإيحاء والأمثال القديمة والحديثة والتشبيهات والاستعارات والكنايات والأخيلة المتنوّعة.

آثاره :

1 - في ذكرى السعدون. طبع عام (1929م).

2 - كتاب الأحلام (مذكّرات) طبع عام (1963م).

3 - كتاب العرب والعراق (في التاريخ) طبع عام (1963م).

4 - كتاب الألواح التاريخيّة.

5 - ديوان شعر. وقد طبعه في أيّام حياته وسمّاه العواطف والعواصف.

وقد طبع أخيراً بإضافات وزيادات أغفلها الشاعر ولم يوردها في ديوانه المطبوع.

قال الناشر : وفي عام (1953م) نشر ديوانه عواطف وعواصف لأوّل مرّة ، ولكن هذا الديوان الذي نشره لم يضمّ كلّ شعره ، بل فاته الكثير ممّا نظم ، وإذا كان له عذر في ترك ما كان يراه غير مناسب للنشر آنذاك؛ فإنّ كثيراً ممّا أغفل نشره في الديوان لا نرى أيّ مسوّغ لتركه الآن ..

6 - ديوان السيّد إبراهيم الطباطبائي ، تعليق ونشر. طبع عام (1914م).

ص: 227

7 - وله بحوث ومقالات كثيرة نشرت في مجلّة العرفان ومجلّة الاعتدال ومجلّة لغة العرب وجريدة النجف وجريدة البلاد وجريدة العراق.

منها : مقالات في تاريخ واسط ، ومقالات في تاريخ البصرة ، مقالات في تاريخ البطائح والمدن ..

توفّي يوم الثلاثاء 3 ربيع الثاني 1384 ه- ونقل إلى النجف فدفن في مقبرة خاصّة به في وادي السلام.

وإليك نماذج من شعره :

القصيدة الأولى :

الشرقية أو عذراء الشرق(1)

تبسّمْ كالليالي المقبلات

ولا تبكِ الليالي الماضياتِ

أهونُ ما يهمّك شرُّ ماض

وأحسنُ ما يَسرّكَ خير آتِ

ويومُك ليس تقدمةً لأَمس

فإنّ اليومَ تقدمةُ الغداةِ

وإنّكَ لا تؤول سوى مقال

تردّد فيه أفواه الرواةِ

فإمّا زينة لك في حديث

وإمّا وصمة في الحادثاتِ

فكم يسمو عليكَ هلالُ أُفق

وأنتَ هلالُ أفقِ السامياتِ

وكم نجني الورودَ وفيك وردٌ

إليك تصدّ ألحاظَ الجناةِ).

ص: 228


1- مجلّة العرفان - ج6 م2 حزيران (1910م) - جمادى الثانية (1328 ه).

وكم ينمو قبيلك غصنُ بان

وأنتَ مردُّ تلك النامياتِ

وكم بنت السماء تشعُّ ضوءاً

ويُحمدُ ضوءُ بنتِ المكرماتِ

وعادتْ ليس قابلةً لشيء

سوى أن تمسي إحدى القابلاتِ

فمن قصر الكمالَ على بدور

ومن حجبَ الشموسَ الطالعاتِ

وليس يشعُّ ضوء الشرقِ حتّى

يُجلّي فيهِ نور المشرقاتِ

فيا بنتَ الستارِ إلى مَ يبقى

كأنّك رهنُ تلك الساتراتِ

لقد غلب الفتورُ عليك حتّى

رثيتُ لك الجفونَ الفاتراتِ

ومال على نضارتِها ذبولٌ

وثنّى بالقدودِ الذابلاتِ

نشرت على كمالِك ليلَ شعر

به يطوى شعار الناشراتِ

ذوائبُ لو نشرن على جماد

لذاب من القلوبِ الذائباتِ

بنودٌ كمْ خفقنَ على بنود

ولكنْ بالقلوبِ الخافقاتِ

أتائهةَ القوامِ قذىً لعين

تصدُّ إليكَ بينَ التائهاتِ

أتيتِ من المهاةِ بكلِّ وصف

إلى أن رحتِ في جهلِ المهاةِ

لقد أدميتِ خدَّ الوردِ وجداً

وخدّي بالدموعِ الدامياتِ

وأَنحلتِ الهلالَ جوىً وجسمي

وأضنيت الغصونَ الناحلاتِ

فهل للكائنينَ غدوتِ مجداً

كما أصبحت مجدَ الكائناتِ

كأنّ المجدَ وهو أبوكِ أضحى

يرى فضلَ البنين أو البناتِ

ص: 229

وكيف ترجّي مولوداً لمجد

إذا لم ترجُ مجدَ الوالداتِ(1)

وكيفَ نرى لمرتضع كمالاً

ولم يرَ غيرَ نقصِ المرضعاتِ

فيا صدر الفتاةِ ولستَ إلاّ

حياةَ البيتِ أو بيتَ الحياةِ

حنانكَ هل عطفت على صبيّ

تلقّى منك أسنى العاطفاتِ

بجنبك حولَ سطرِ الوشمِ خَطّت

سطورٌ للخصالِ الفاضلاتِ

أغار إذا تنهّدت النعامى

على تلك الصدورِ الناهداتِ

بكيتُ على البناتِ دماً بعين

بكتْ من قبلها للأُمّهاتِ

وما أنا للواتي بكيتُ فرداً

ولكنْ للّذين وللّواتي

ولا أنا بالفتاةِ أخصُّ لومي

ولكنّي ألومُ فتى الفتاةِ(2)

القصيدة الثانية :

العلم وحده(3)

قرّض الشاعر مجلّة العلم للسيّد هبة الدين الشهرستاني مبيّناً دور العلم في الحياة

آمنت فيك وحبُّ العلمِ إيمانُ

فآيةُ العلمِ إنجيلٌ وقرآنُ

العلم للمجدِ والعلياء مرشدُنا

المرشدان له عقلٌ ووجدانُ).

ص: 230


1- الياء في (ترجّي) تخطّف للوزن.
2- ديوانه : 42 - 43.
3- مجلّة العلم النجفية - العدد الثالث - آب (1911م رمضان (1329 ه).

صبحٌ تبلّجَ والتبيان آيتُه

نعم المدلُّ وضوءُ الشمسِ برهانُ

كم مضمر في حشايا الكونِ أظهرهُ

فحفّه المضمرانِ الأمر والشانُ

يا سلطةَ الجهلِ طيَّ العاصفِ اِندرجي

بشرى الرعية إنَّ العلمَ سلطانُ

زن فيه رهطك إن خفّوا وإن رجحوا

قسطاً وعدلاً فإنَّ العلمَ ميزانُ

المنهلُ العذبُ إنْ عُبَّت جَدَاولُه

عجبتُ أنْ قيلَ فَوقَ الأرض ظَمْآنُ

هَوِّن عَلَيكَ أُناسَاً لا علومَ لهم

لا خَيرَ في القَوْمِ إِنْ عُزّوُا وإن هَانوا

السَّبْقُ يُحرَزُ في يَومِ الرِّهانِ فَهَل

مُجَلِّيٌ سَابِقٌ فَالبَحثُ مَيدانُ

ما اختصَّ بالعلمِ قومٌ دونَ غَيرِهم

كالشمس ليسَ لَها أَهلٌ وَأوْطَانُ

وَإِنَّما العلمُ بينَ الناسِ مُقْتَسِمٌ

يَسوُسُهُ اثنَانِ نُقصَانٌ ورُجْحَانُ

كالبحر تَغرفُ مِنهُ النَّاسُ منهلُهم

فالبَعضُ مضمضةٌ وَالبَعضُ نَهْرَانُ

يكفيكَ يَا حَيَوَان البرِّ مِن شَرَف

بِالعِلمِ قد صَحَّ فيه القَولُ إنسَانُ

الصوت للعلم أضحَى والمنارُ لَهُ

لم تَحتَرِم منه أَبصَارٌ وَآذانُ

وَرُبَّ أَشْرَسَ قد عَضَّ الظِّماء به

وفرعه من نَمير العلم رَيّانُ

تشاركَ اثنانِ في أصل وَفي حَسَب

والقدرُ مفترق والفضلُ شتّانُ

تفارَقَا وهما ابنٌ بارعٌ وأبٌ

مجداً كما افترقا جهلٌ وعِرفَانُ

لا يلقَفُ الجهلَ إلاّ العلمُ إنّ بِهِ

نوراً له في ضميرِ الجهلِ نِيرَانُ

مصيّت تتهاوى الناسُ مِن شَغَف

بحُسْنِهِ وبديع الحُسنِ فَتَّانُ

ص: 231

ما فقدكَ المالَ حرمانٌ وإنْ زَعَموا

جهلاً ولكنَّ فقدَ العلمِ حرمانُ(1)

القصيدة الثالثة :

وادي السلام حول مدينة النجف

أو أكبر جبّانة إسلامية في الشرق(2)

سل الحجرَ الصوّانَ والأثرَ العادي

خليليَّ كم جيل قد احتضنَ الوادي

فيا صيحة الأجيالِ فيه إذا دعت

ملايين آباء ملايين أولادِ

ثلاثونَ جيلاً قد ثوت في قرارة

تزاحمُ في عرب وفرس وأكرادِ

ففي الخمسة الأشبارِ دُكّتْ مدائنٌ

وقد طُويتْ في حُفرة ألفُ بغدادِ

طلبتُ ابنَ عبّاد فألفيتُ صخرةً

وقد رقشتْ هذا ضريحُ ابن عَبّادِ

وكم كومة للترب من حول كومة

معلّمة هذا الزعيم وذا الهادي

فما الربواتُ البيضُ في أيمن الحمى

وقد خَشَعَتْ إلاّ نضائد أكباد

خليليَّ هجساً واختلاساً بخطوكم

فلم تطأوا إلاّ مراقدَ رقّادِ

فذو الزهوِ خلّى الزهوَ عنه وقد ثوى

وظَلَّتْ على الغبرا سيادةُ أسيادِ

فكم من هموم في التراب وهمّة

وكم طويتْ فيه شمائلُ أمجاد).

ص: 232


1- ديوانه: 87 - 89.
2- مجلّة العرفان - ح2 - المجلّد العاشر ص 105 - تشرين الثاني (1924م) ربيع الثاني (1343 ه). وتحفة العالم - السيّد جعفر بحر العلوم 1/257 - 258 (وفيه من القصيدة 26 بيتاً).

أعقباكِ يا دنيا قميصٌ وطمرةٌ

بحفرة أرض من خراباتِ زهّادِ

عبرتُ على الوادي وسفّت عجاجةٌ

فكم من بلاد في الغبار وكم نادِ

وأبقيت لم أنفضْ عن الرأس تربَهُ

لأرفع تكريماً على الرأس أجدادي

ذهبنا إلى القلال نسعى كرامةً

أَتقبَلُ أجدادٌ زيارةَ أحفادِ

وهل رادعٌ للناس عن كسرِ قلّة

إذا عرفوها من ضلوع وأعضادِ

لقد هبطتْ روّادُنا خيرَ منزل

سماءً لأرواح وأرضاً لأجساد

وجئنا لحيٍّ يضربونَ قبابَهم

على رائح عن حيِّهم وعلى الغادي

قباٌب عليها استهزأ الدهر ما بها

سوى الحجرِ المدفونِ والحجرِ البادي

ألا أيُّها الركبُ المجعجعُ في الحمى

إلى أينَ مسرى ضعنِكم ومن الحادي

حدوجٌ عليها روعة وكأنّها

وقد سجدوا فيها محاريب عُبّادِ

غداً تنبتُ الأجساد عشباً على الثرى

فهل تطلع الأرواحُ مطلعَ أوراد

وهل لعبت بالراقدين حلومُهم

بأطيافِ أفراح وأطيافِ أنكادِ

محالٌ على الأرواحِ دفنٌ بتربة

ولكنَّها هذي القبور لأجسادِ

وما هذه الأجسادُ من بعدِ نزعها

سوى قفص خال وقد أُفلت الشادي

مضتْ نشأةُ الأرحامِ في ظلماتِها

وأضوأ منها نشأتي بعد ميلادي

ولي نشأةٌ أعلى وأجلى فإنّني

بتهيئة في النشأتين وإعدادِ

طباع الفتى فردوسُهُ أو جحيمُه

وفي طيِّ أخلاقي نشوري وميعادي(1)0.

ص: 233


1- ديوانه : 158 - 160.

4 - الشيخ محمّد علي ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي.

5 - الشيخ محمّد رضا ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي ولم نعثر لهما على ترجمة.

ص: 234

صورة

ص: 235

الأسرة الثانية من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ علي مانع من آل المحاويلي الخاقاني :

من الأسر الخاقانيّة العريقة ترجع في نسبها إلى عشيرة آل بوهات التي هي فخذ من عشيرة آل صالح وهي إحدى الأسر الخاقانيّة التي سكنت النجف منذ أوائل القرن الحادي عشر.

كانت تُعْرَف قديماً ب- : آل المحاويلي؛ نظراً إلى مسكنهم في محاويل الصباغيّة ، القرية الريفيّة المجاورة لمنازل بني خاقان.

ومن هذه الأسرة :

* الشيخ حسن ابن الشيخ عبد علي بن محسن بن محمّد بن شمس ، النجفي المولد والمنشأ والمسكن والمحاويلي أصلاً : من العلماء كتب بخطّه نسخة من تهذيب الأحكام وفرغ منه في جمادى الأولى سنة (1099 ه) في النجف الأشرف وذكر نسبه عليه كما ذكرناه.

* الشيخ محمّد ابن الشيخ عبد علي المحاويلي (القرن 11 ه) : هو أخو الشيخ حسن المتقدّم وأشهر منه بالعلم والفضل ، وصفه المولى عبد الله ابن المولى طاهر الكليدار (الخازن) للحرم العلوي فيما كتبه بخطّه على ظهر نسخة من شرح ديوان المتنبّي الذي كتبه صاحب الترجمة بخطّه سنة (1088 ه) وقابَل المولى المذكور الكتاب مع المترجم له وصفه بصفات حميدة بليغة

ص: 236

منها : الشيخ العالم النحوي(1) ..

وسبب شهرة هذه الأسرة ب- : (آل مانع) بعد أن كانوا معروفين بآل المحاويلي الخاقاني هو الشيخ راضي فقيه العراق قدس سره (1290 ه) فقد ولد لصديقه الشيخ درويش المحاويلي الخاقاني ولد في عام الطاعون - ولعلّه سنة (1246 ه) الذي مات فيها بسببه خلق كثير وفيهم من العلماء المشاهير منهم الأصولي البارع شريف العلماء المازندراني رضوان الله تعالى عليه - وعلى أثر انقراضه اقترح تسميته بمانع ، وبه عُرِفت ، كما عرف به ولده الشيخ علي الذي بنى مجد أسرته في النجف.

قال البحّاثة آغا بزرك الطهراني طاب ثراه : وقد اختفى ذكر هذا البيت قرابة قرن ونصف؛ إذ لم يظهر فيه أحد من أهل العلم ولم نقف على أثر يدلّ على شيء من ذلك إلى أواسط القرن الثالث عشر حيث ظهر في النجف الشيخ درويش بن حسين بن عبد الله ابن الشيخ حسن المذكور ، ولا نعرف شيئاً عن أحوال الأسرة خلال تلك المدّة ، ولا ندري أنّهم غادروا النجف وعادوا إليها أم بقوا فيها إلى هذا التاريخ لكن انقرض أهل العلم منها؟!

ونحن لا نعرف شيئاً عن أحوال الشيخ درويش ومنزلته ولا عن ولده الشيخ مانع ، إلاّ أنّ إسم الأخير قد خُلِّد وأصبح أبا أسرة كريمة عُرِفت به ونسي لقبه الأوّل. 0.

ص: 237


1- كما في طبقات أعلام الشيعة 8/540.

وأشهر من عرف من أولاده هو :

* [آية الله] الشيخ علي ابن الشيخ مانع ابن الشيخ درويش بن حسين بن عبد الله بن حسن بن أحمد(1) بن عبد عليّ بن محسن بن محمّد بن شمس المحاويلي النجفي (1271 - 1348 ه) : عالم جليل وفاضل كبير ، كان من العلماء الأعلام ومشاهير رجال الفضل ومن ذوي المكانة في وسطه.

ولد في سنة (1271 ه) وقرأ مقدّمات العلوم على لفيف من أهل الفضل والمدرّسين ، وحضر على الشيخ محمّد الإيرواني والشيخ [محمّد] حسن المامقاني والشيخ محمّد الشرابياني والشيخ محمّد طه نجف والسيّد [محمّد] كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمّد كاظم الخراساني ، وحضر سابقاً في كربلاء على الشيخ زين العابدين المازندراني ، وبعثه الأخير وكيلاً عنه إلى شفاثة عين التمر لهداية أهلها؛ إذ كانت العقيدة الشيخيّة هي السائدة فيما بينهم.

وفي سنة (1317 ه) سافر إلى إيران لزيارة الإمام الرضا عليه السلام وكان بصحبته ولده الأكبر الشيخ محمّد جعفر ، فاحتفل به الإيرانيّون وكرّمه السلطان مظفّر الدين شاه القاجاري ، وعندما زار [الإمام] الرضا عليه السلام ورأى القبّة الشريفة ».

ص: 238


1- قال في ماضي النجف 3/269 : «وقفت على ورقة دار موقوفة للشيخ حسن بن أحمد بن عبد عليّ المحاويلي ، الدار في محلّة المشراق والوقف صورة مطابقة للأصل كتبت في أيّام الشيخ صاحب الجواهر وهذه الدار اليوم تحت تصرّف ورثة الشيخ عليّ مانع وهم يدّعون الانتساب إلى الشيخ حسن [بن أحمد] هذا».

نظم قصيدة عصماء سمّاها ب- : (المعجزة) وقد طبعت ، وهي أوّل وآخر ما نظم من الشعر.

وصمّم على أن يحجّ من طريق قفقاس فالبحر الأسود فالبحر الأبيض فالسويس [ملتقى البحر الأبيض والأحمر] ، ولاقى احتراماً وتبجيلاً لدى مروره في باكو وباطوم وغيرهما من المدن القفقاسيّة ، وعند وصوله إلى الآستانة اتّصل بالسلطان عبد الحميد خان وطلب منه إيصال الماء إلى النّجف ورفع القرعة عنها ؛ لكونها مقدّسة كالحرمين ، فمنحه وساماً وكتب له فرماناً قرّر له فيه راتباً شهريّاً يساوي راتب قاضي القضاة ولمّا تشرّف إلى الحجّ حلّ ضيفاً عند الشريف عون ، وكرّمه ابن رشيد أمير الحجاز ، ولمّا عاد إلى النجف جرى له استقبال لائق ، ولمّا التهبت نيران الثورة العراقيّة ضد الإنكليز ساهم فيها ، ولمّا استولوا هرب مع مَن هرب إلى إيران واتّصل بالسلطان أحمد شاه القاجاري ، ولمّا نودي بفيصل الأوّل ملكاً على العراق رجع إلى النجف وظلّ عاكفاً على العبادة والتأليف إلى أن توفّي في ربيع الثاني سنة (1348 ه) ، ودفن في مقبرة خاصّة به في القرب من داره في محلّة المشراق(1) ، ورثاه عدد من الشعراء وأرّخ وفاته الخطيب المعروف الشيخ حسن سبتي رحمه الله بقوله :

أيا تالياً حزناً سطوري بها اعتبر

بمن فارق الدنيا وشطَّ مزاره).

ص: 239


1- وقعت المقبرة في شارع الرسول (صلى الله عليه وآله) فنقل ولدُه الحاجّ محمّد رضا رفاته ورفات من معه من آله إلى دار له بالقرب من شارع الهاتف في خارج المدينة. (طبقات أعلام الشيعة 16/1510).

فطوبى لمن قد كان يعمل صالحاً

لينجو وفي الأخرى يقالُ عثارُه

فيا سعدُ زُرْ مثوى عَليٍّ مسلِّماً

وَأرِّخ (ففي الفردوس صار قرارُه) (1348ه)

وله آثار :

منها : إثبات قبر أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، صدّره باسم السلطان عبد الحميد وأرسله إليه ، فأمر بإحداث نهر السَّنِيَّة ، وقد نقل عنه السيّد حسّون البُراقي في كتابه المخطوط (اليتيمة الغرويّة) وكتابه (حياة النّجف) أيضاً.

و [منها] : العقائد والشرايع ، قرّظه الشيخ صادق مسعود والشيخ جعفر النقدي.

خَلَّف ؛ ثلاثة أولاد أكبرهم :

1 - الشيخ محمّد جعفر المذكور [آنفاً] : وقد كان السلطان عبد الحميد أنعم عليه بلقب مدرّس ، فكان يدرّس في المدرسة السليميّة القريبة من دار أبيه ويصلّي إماماً في مسجد هناك إلى أن توفّي في سنة (1361 ه) ودفن مع أبيه وأرّخ وفاته الشيخ حسن سبتي أيضاً بقوله :

فقيد آلِ مانع

فقدانه هَزَّ النَّجَفْ

جَعْفَرُ مَنْ بِعِلْمِهِ

قَد حَازَ فضلاً وَشَرَفْ

حَتَّى جَرَى جَاري القَضَا

وَطَائرُ المَوْتِ هَتَفْ

خَارَ لِقَاءَ رَبِّه

خَيْرَ جِوَار وَكنَفْ

وَفي جِنَانِ خُلدِهِ

أَرَّخْتُهُ (نَالَ غُرَفْ)

(1361 ه)

ص: 240

2 - والثاني : الشيخ مهدي (1314 - 1357 ه- : وقد كان من أهل الفضل والأدب ، صحب أباه في سفرته الثانية إلى طهران فكان يعتمد عليه ويثق به ، وهو من أهل الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن ، عني به أبوه العالم هو من رموز الحركة السياسيّة الكبرى أيّام العثمانيّين وثورة النجف وما تلاها فأخذ عنه الابن الكثير من الصفات الروحيّة والثقافيّة ، ومن ذلك عنايته بمجالس العزاء الحسيني التي كانت الأسرة تقيمها.

كانت دار الشيخ مهدي بمثابة ندوة أدبيّة يحضرها أهل الفضل والأدب كالسيّد سعيد الحكيم البصري والشاعر السيّد محمود الحبوبي والشيخ علي ثامر وغيرهم ، وكان من شعراء عصره المعروفين غير أنّ عمره لم يمتد فتوفّي في العقد الخامس وهو في أوج عطائه الأدبي.

ومن شعره :

جاءت لتسقيني خمراً معتّقة

فقلت بل لماك أحتسي الخمرا

ما سَت بقدٍّ رشيق وانثنت مرحاً

فيه فأخجلت الأغصان والمسرا

وقد رمتنا نبالاً من لواحظها

ولا يرى جرح لحظيها له سبرا

إلى آخر القصيدة(1).

توفّي في سنة (1357 ه) ودفن مع أبيه أيضاً.

ومن أولاده الأستاذ صالح المانع ، وموسى. 0.

ص: 241


1- موسوعة النجف الأشرف 18/300.

3 - وهو الأصغر الحاجّ محمّد رضا : وقد نشأ على أبيه فنهج نهجه وسار على هَدْيه في سلوكه وحسن أخلاقه وتواضعه وكماله ، وقد انخرط في سلك التعليم في المدارس الحديثة ، وكان من النماذج الطيّبة بين رجاله ولم يصرفه ذلك عن التزاماته الأولى بواجباته الشرعيّة بل وحتّى المندوبات ، وكان ظاهر الصلاح والورع ، عرفه القريب والبعيد.

ورث علائق الإخاء بيننا وبين أبيه وأخويه فكان على اتّصال بنا ، وطالما قضى معنا الليالي معتكفاً في مسجد الكوفة ، ونحن جميعاً ضيوف الله في بيته نلتمس قِراه ونرجو عفوه ورضاه.

توفّي عشيّة الأربعاء 29 محرّم سنة (1384 ه) ودفن مع أبيه وأخويه في مقبرتهم الجديدة المذكورة التي بناها لهم ، وأقيم له احتفال أربعيني في مسجد الشيخ الطوسي من قبل المعلّمين ، وطلب إلينا آله وأرحامه الإسهام في ذلك فبادرنا إلى إجابتهم بكلمة أَشَدْنَا فيها بما كان لآله من مجد وشرف ، ولما كان عليه من حسن سيرة وصلاح ، أداءً لحقوق الإخاء رحمهم الله ورحمنا يوم نساويهم(1)(2).

قلت : ومن هذه الأسرة : 8.

ص: 242


1- نقلته حرفياً من طبقات أعلام الشيعة 16/1508 - 1511.
2- ترجم له : حرز الدين في معارف الرجال 2/134 وجعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3/268 - 273 وحمدي الشرقي في تاريخ العشائر الخاقانيّة في العراق : 87 ، وانظر شعراء الغريّ 9/198.

* الشيخ محمّد سعيد ابن الشيخ سلمان آل مانع الخاقاني المحاويلي ، (1339 - 1392 ه) : أحد أعلام النجف وأدبائها الفضلاء ، ولد في النجف سنة (1339 ه) وتلقّى العلوم والمعارف الإسلاميّة والأدبيّة على جملة من الفضلاء والفقهاء ، مارس مهمّاته العلميّة والإرشاديّة في منتدى النّشر ؛ حيث عيّن استاذاً لسنوات طويلة فيه ، وكذلك تشرّف بخدمة المنبر الحسيني المقدّس مدّة من الزمن ، كان شاعراً أديباً نظم الشعر باللغتين الفصحى والعامّية.

ترك نتاجات عدّة ما تزال مخطوطة وهي :

- أنيس الجليس في التشطير والتخميس.

- لسان الصدق في جزئين بالاشتراك مع السيّد جواد شبّر.

- الرفيق في الطريق ، نوادر في الأدب والأخلاق والشعر.

- كتاب في الدعاء وفوائده ومختارات من الأدعية المجرّبة.

- تحقيق كتاب جامع السعادات بالاشتراك مع السيّد جواد شبّر.

أثنى عليه السيّد جواد شبّر ثناءاً كبيراً ، ووصفه بالعلم والفضيلة وصلابة الإيمان وطهارة النفس.

توفّي في بغداد سنة (1392 ه) ودفن في النجف الأشرف.

ومن شعره قوله :

حياة النّاس في لهو ولعب

ونحن حياتنا ذكرى الحسين

لعمرك إنّنا فيه سنجزى

نعيماً دائماً في النشأتين

وللرّاثي جزاءٌ ليس يحصى

ويسكن في الجنان قرير عين(1)0.

ص: 243


1- موسوعة النجف الأشرف 20/240.

صورة

ص: 244

الأسرة الثالثة من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ مشكور الحولاوي الخاقاني(1) :

من بيوت العلم معروف بالنجف مشهور ، وهم فصيلة عربيّة (آل حول) إحدى فصائل بني خاقان الشهيرة التي تقطن الجزائر (الحمّار) من قديم العهد(2).

يقول بعض أعلام هذه الأسرة في وجه نسبتهم إلى خاقان : إنّهم يرجعون بالنسب إلى الفتح بن خاقان.

قلت : إن كان يقصد به الناصبيّ الخبيث الفتح بن خاقان وزير المتوكّل المقتول معه سنة (247 ه) ، فهو من الأتراك ولا صلة له بالعرب.

وعلى كلّ تقدير فهو قولٌ لا شاهد عليه ولا دليل.

وكيف كان : فالظاهر أنّ هذه الأسرة ينبغي أن تعدّ من صميم فصائل بني خاقان وتفصيل ذلك يرجع إلى كتب أنساب العشائر والقبائل العربيّة المتمحّضة بهذا الشأن.

ثمّ إنّ مبدأ تكوين هذا البيت في النجف ووضع حجره الأساسي إنّما كان في أوائل القرن الثالث عشر الهجري ، أسّس مجده الشيخ مشكور بن 5.

ص: 245


1- ينظر أعيان الشيعة : 10 / 126 وج4 / 295 ماضي النجف وحاضرها : 2 / 222 معجم رجال الفكر والأدب في النجف : 3 / 1201 معجم المؤلّفين العراقيّين : 3 / 302 طبقات الفقهاء 13 / 659 نقباء البشر : 1 / 341.
2- ماضي النجف وحاضرها 2/175.

محمّد صقر(1) الحولاوي الخاقاني النجفي رضوان الله تعالى عليه.

* الفقيه المقدّس آية الله الشيخ مشكور ابن الشيخ محمّد صقر الخاقاني نسباً(2) الحولاوي أصلاً النجفي مسكناً ومدفناً (1203 - 1272 ه) : أحد أعلام مراجع الدين وفقهاء الطائفة ، كانت الناس في النجف تقتدي بزهده وورعه وتقواه(3).

هاجر إلى النجف الأشرف في بداية شبابه صغيراً وأدرك حصار الوهابيين للنجف سنة (1216 ه) وجدّ في طلب العلم وحضر على جماعة من شيوخ عصره : منهم : الفقيه المتضلّع الشيخ محسن الأعسم(4) طاب ثراه (1238 ه) ، وأنجال الشيخ الأكبر جعفر : الشيخ علي والشيخ حسن ، بل لا يبعد حضوره في أوّل أمره على الشيخ جعفر قدس سره ، كما قال الشيخ حرز الدين من أنّه كان في رعايته وعنايته(5).

على أنّ الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر مقدّم على أخويه ، ومرجّح 6.

ص: 246


1- ماضي النجف وحاضرها 2/175.
2- قال العلاّمة الطهراني في الكرام البررة 2/503 : [هكذا] وجدته بخطّه.
3- معارف الرجال 3/6.
4- الشيخ محسن بن مرتضى بن قاسم الأعسم النجفي فقيه أصوليّ أحد أعلام الإمامية وعلمائها المحقّقين وفقهائها المتبحّرين ، كان من تلامذة الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء ، وهو من جملة الأعاظم المنسيّين ، له : كشف الظلام عن وجه شرائع الإسلام في 18 مجلّداً ومن حسن الحظّ أنّها قيد التحقيق ، توفّي سنة 1238ه.
5- معارف الرجال 3/6.

عليهما ، فَلِمَ لا يطلب العلم عنده؟! ولعلّه لأجل ذلك سكت الشيخ آغا بزرك أعلى الله درجته عن ذكر مشايخه واكتفى بقوله : «كان معاصر الشيخ صاحب الجواهر والشيخ محسن خنفر»(1).

يقول حرز الدين : «عاش في عصر حافل بفطاحل العلماء الأمر الذي منع اشتهاره حيث عاصر المدرّس الأكبر الشيخ محسن خنفر والشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر والشيخ المرتضى الأنصاري ونظراءهم»(2).

رغم أنّه كان من أفذاذ الفقهاء المتبحّرين طويل الباع في الفقه مستحضراً لمسائله محيطاً بدلائله.

وعلى كلّ تقدير فقد حصل على نصيب من المرجعيّة في عصره ، ورجع إليه في التقليد بعض أهل جنوب العراق.

وقد تخرّج عليه عدد من الفقهاء منهم : الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني الشهير بشيخ العراقين (1286 ه) ، والشيخ ملاّ علي الكني الطهراني (1306 ه) ، والسيّد محمّد حسن المجدّد الشيرازي (1312 ه) ، والشيخ حسين بن خليل الطهراني (1323 ه) ، والسيّد محمّد بن هاشم بن شجاعة علي الرضوي الهندي (1323ه) ، وولده الشيخ محمّد جواد مشكور (1335ه).

ومن مؤلّفاته :

1 - رسالة في منجزات المريض (مطبوعة) 6.

ص: 247


1- الكرام البررة 2/504.
2- معارف الرجال 3/6.

2 - رسالته العملية (كفاية الطالبين لأحكام الدين)

3 - ورسالة هداية السالكين من الأنام إلى حجّ بيت الله الحرام في مناسك الحجّ ، ولم نظفر بأكثر من ذلك.

أولاده :

* الشيخ محمّد ابن الشيخ مشكور وهو نجله الأكبر وكان عالماً فاضلاً نزل الكاظمين ومات بها في حياة والده وكان من المدرّسين.

وخلّف :

1 - الشيخ محمّد رضا وكان عالماً فاضلاً فقيهاً.

ذكره آغا بزرك في النقباء(1) فقال :

عالم فقيه ، كان من أجلاّء هذا البيت وأفاضل رجاله المبرّزين تشرّف إلى زيارة الإمام الرّضا عليه السلام بخراسان ، وبعد عودته مكث بطهران عدّة سنين فزرته هناك وأنا شابّ ، فرأيت آثار العلم والتقى ساطعة في جبينه بيّنة عليه ، وكان بهيَّ الطلعة ، حسن الخِلقة والأخلاق.

رجع إلى العراق فتوفّي في سلطان آباد [أراك] وكان ذلك في ربيع الثاني ليلة الجمعة (1313 ه) وهي السنة التي وردت فيها العراق ، ونقل جثمانه إلى النجف ، ودفن جنب أبيه في مقبرته في الصحن الشريف وهي الحجرة القبليّة الثانية من جهة الشرق ودفن بها بعده الأعلام من أسرته. 4.

ص: 248


1- النقباء 772/1254.

وكان له ولدان :

ألف - [الشيخ] عليّ نقي توفّي غريقاً في شريعة الكوفة.

ب - الأرشد العالم الفاضل الشيخ محمّد تقي ، كان من تلاميذ خاله العلاّمة التقي الشيخ عليّ بن إبراهيم القمّي وذهب إلى إيران فصار إمام الجماعة في مدرسة المعيّر بطهران مدّة ثمّ سكن قم مدّة أيضاً ، وهبط مشهد الرضا عليه السلام فجاوره إلى أن توفّي في (1373 ه) انتهى.

2 - الشيخ حسن ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ مشكور الكبير : ذكره آغا بزرك في الكرام البررة(1) فقال : وللشيخ محمّد ولد آخر اسمه الشيخ حسن من الفضلاء ، وقد توفّي بالمركب بعد وفاة جدّه بقليل. انتهى

* الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ مشكور الكبير ، مات مسموماً في حياة والده.

* الشيخ عبد الله ابن الشيخ مشكور الكبير.

* آية الله الشيخ محمّد جواد ابن الشيخ مشكور الكبير ، وهو أجلّ أولاده وأفضلهم وعماد هذا البيت الشريف ، ولد في النجف الأشرف سنة (1247 ه) ، كان عالماً فاضلاً فقيهاً محقّقاً مدقّقاً برّاً تقيّاً ، وهو أحد فقهاء النجف الأشرف وعلمائها رجع إليه في الفتيا بعض عشائر الشروقيّة 8.

ص: 249


1- الكرام البررة : ق الثالث/456/ت738.

وغيرهم وكان من أئمّة الجماعة في الصحن الشريف تتلمذ على والده وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري والسيّد محمّد حسن المجدّد الشيرازي قبل خروجه إلى سامرّاء والميرزا حبيب الله الرشتي وقد لازمه طويلاً وقام مقام أبيه ولكن لم تكن له حظوة ولم يحظ بإقبال وافر لا في الحوزة العلميّة ولا في المرجعيّة.

قال حرز الدين : وكانت رياسته داثرة وذلك لأمور ...

منها : إنّ في النجف الأشرف فطاحل الفقهاء.

ومنها : ممانعة رياسة بعض المعاصرين لأسباب لا ينبغي ذكرها.

ومنها : إنّه صدر بينه وبين أفقه معاصريه ما يمنعه عن الشهرة ونفوذ الكلمة ، وذلك أنّ المترجم له تنازع مع أخته في إرث من أبيها فشكت حالها إلى فقيه الإمامية الشيخ محمّد حسين الكاظمي [1308 ه] ونظر في دعواها وحكم لها عليه ، فقال المترجم له للكاظمي بم حكمت علَيَّ بذلك؟ فزبره الشيخ الكاظمي بمحفل حافل بالوجوه وقال له : إنّ الحاكم لا يُعترض على حكمه ، ويومئذ كان الكاظمي مسلّم الاجتهاد والفقاهة والعدالة والرياسة في النجف(1).

وقال : سُئلتُ عن اجتهاده وفقاهته فشهدت باجتهاده وقوّة علمه وتقاه وصلاحه(2). 8.

ص: 250


1- معارف الرجال 2/222.
2- نفس المصدر 3/8.

ومن تلامذته المشاهير : الشيخ علي آل عبد الرسول العبسي والشيخ محمّد رضا الغرّاوي.

ومن مؤلّفاته : رسالة عمليّة فتوائية وحاشية على كفاية الطالبين لوالده.

توفّي رحمه الله في 19 ربيع الثاني سنة (1335 ه) في النجف عن عمر ناهز التسعين وشيّع بأحسن تشييع وتبجيل وأُقيمت له الفاتحة حضرها العلماء والوجوه ، وأقبر في غرفة من الصحن الغروي التي دفن بها والده الحجّة بجهة القبلة.

خلّف ثلاثة أولاد :

الأوّل من أولاده : العالم المقدّس آية الله الشيخ مشكور الصغير (1285 - 1353 ه) ، ولد سنة (1285 ه) في النجف ونشأ فيها برعاية والده العلاّمة الفقيه وجدّ في اكتساب المعالي والفضائل ، وأصبح عالماً فاضلاً اشتهر بالتقوى والصّلاح والقداسة والأخلاق الفاضلة ، وصار إمام جماعة في الصحن الغروي الأقدس وممّن يرغب إليه جملة من السواد في الائتمام به جماعة لاسيّما الشرقيّين أهل جنوب العراق وبعض المهاجرين من الأفغانيّين والتبّت ودهات إيران.

أساتذته :

والده الفقيه طاب ثراه ، والشيخ ميرزا حسين الخليلي الطهراني ، والشيخ آقا رضا الهمداني رضوان الله تعالى عليهم.

ص: 251

ومن مؤلّفاته :

1 - أرجوزة في صلاة المسافر طبعت في صيداء سنة (1348 ه) أوّلها :

نحمدك اللهمّ ياذا الرحمة

دلّ على وجوب شكر النعمة

2 - أرجوزة في الصيد والذباحة.

فرغ من نظمها سنة (1328 ه) وطبعت مع سابقتها في السنة المزبورة أوّلها :

قال سميّ

جدّه المشكور

نجل الجواد العيلم النحرير

3 - شرح الشرايع (رأى منها آغا بزرك صلاة الآيات والمسافر ومقداراً من الزكاة فرغ منها سنة 1318 ه).

توفّي رضوان الله تعالى عليه في النجف ليلة الجمعة 19 محرّم (1353 ه) ودفن في مقبرة الأسرة مع والده وجدّه.

وخلّف ولدين :

ألف - أفضلهما التقيّ الورع آية الله الشيخ حسين الذي حلّ محلّ والده في إقامة الصلاة جماعة في الصحن ، ولد في النجف سنة (1313 ه) ونشأ بها في بيت العلم والفضيلة والقداسة قرأ العلوم العربيّة على أفاضل المدرّسين كالشيخ محمّد علي الدمشقي النجفي وقرأ الكفاية والمطارح على السيّد عبد الهادي الشيرازي والمكاسب والرسائل على السيّد محسن الحكيم والسيّد حسين الحمامي وحضر في خارج الفقه على السيّد أبو الحسن الأصفهاني

ص: 252

ووالده الشيخ مشكور والسيّد محسن الحكيم وفي الأصول على الميرزا النائيني وآغا ضياء العراقي.

ومن مؤلّفاته :

1 - منظومة في الفقه (الصوم والزكاة والنكاح والطلاق والعِدَد).

2 - وتقريرات أساتذته في الأصول.

3 - وتعليقات على كتاب الرياض واللمعة.

4 - وله عدّة أراجيز في الخمسة المعصومين عليهم السلام وفي الحجّة المهدي وعلائم ظهوره عجّل الله فرجه الشريف.

قال الشيخ محمّد حسين حرز الدين في هامش معارف جدّه : واليوم سماحته يُعدّ من العلماء الأبدال والفقهاء الأجلاّء الثقاة ، حليف الورع والصلاح على جانب عظيم من حسن الخلق ولين الجانب والاستقامة في الرأي وفي سيره وسلوكه وإمام للصلاة يقيمها في الصحن الغرويّ في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة بالمكان الذي كان يقيمها جماعة الشيخ مشكور والده ، وقد ينوب عنه في إمامة الجماعة نجله الأكبر الفاضل التقي الشيخ نور الدين(1).

ب - الشيخ عبّاس ابن الشيخ مشكور الصغير : ولد سنة (1322 ه) في النجف ونشأ بها وأكمل دراساته فيها مستفيداً من بحوث أعلامها كالميرزا النائيني والسيّد أبو الحسن الأصفهاني وآقا ضياء العراقي والسيّد حسين 0.

ص: 253


1- معارف الرجال 3/9 - 10.

الحمامي والسيّد محسن الحكيم ، وبعد أن قضى شوطاً وافياً من طلب العلم خرج إلى الهند ثمّ عاد إلى إيران واستوطن في طهران واشتغل بخدمة الدين وترويج شريعة سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله) وله مشاريع خيريّة.

توفّي رضوان الله تعالى عليه في جمادى الثاني (1392 ه) وشيّع في طهران ثمّ قم ودفن في مقبرة باغ رضوان بقم(1).

الثاني من أولاده : الشيخ علي ابن الشيخ محمّد جواد ابن الشيخ مشكور الكبير (1363 ه)

قال في معجم رجال الفكر والأدب : عالم فاضل كامل محقّق جليل متتبّع متضلّع ، من أساتذة الفقه والأصول ، ولد في النجف الأشرف وأخذ المقدّمات والسطوح وحضر على الميرزا النائيني والشيخ علي الجواهري وغيرهما ، واستقلّ بالتدريس والبحث ومات حدود (1363 ه) ، وله تقريرات أساتذته في الفقه والأصول(2).

الثالث من أولاده : الشيخ حسن ابن الشيخ محمّد جواد. ولم نعثر له على ترجمة. 2.

ص: 254


1- ستارگان حرم 18/235 - 261.
2- معجم رجال الفكر والأدب 3/1202.

صورة

ص: 255

الأسرة الرابعة من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ عليّ ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عبّاس بن الحاجّ محمّد عليّ ابن الشيخ سالم الخاقاني (1245ه- - 1334ه) :

من أشهر الأسر النجفية والبيوت العلميّة المعروفة بالعلم والتقى والفضيلة ويرجع نسب هذه الأسرة إلى عشيرة (البو حسين) التي هي فرع من (الزيارات) التي هي من عشيرة (آل رحمة) من (آل الخاقاني).

* إنّ أوّل من نزح إلى النجف الأشرف من هذه العائلة واستوطنها ولم يخرج منها - وإلاّ فقد سبقه قبل ذلك في الهجرة إلى النجف عدد من آبائه الأعلام - هو الشيخ حسين والد المقدّس الشيخ علي الخاقاني ، هاجر من لواء الحلّة وحضر على الشيخ محسن خنفر النجفي والشيخ عليّ كاشف الغطاء ومَن في طبقتهم ، وبلغ مرتبة عالية من العلم واستقلّ بالبحث والتصنيف.

ومن مؤلّفاته :

1 - الفوائد الحسينيّة شرح لبعض الأحاديث المشكلة ، فرغ منه في (1274 ه) وعناوينه : فائدة ، فائدة.

2 - شرح شرايع الإسلام خرج منه عدّة مجلّدات ضخمة وعلى بعضها تقريض السيّد مهدي القزويني (1300 ه) والشيخ محسن خنفر (1271 ه).

ص: 256

توفّي رحمه الله سنة (1285 ه) وأقبر في النجف الأشرف(1).

* آية الله الفقيه المقدّس الشيخ علي الخاقاني (1245 - 1334 ه) ، والشيخ عليّ هذا أحد الأعلام الفحول والفقهاء الأتقياء العدول ، بلغ مرتبة سامية من العلم والورع والتقى والزّهد وكان من المقدّسين ، حضر على الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري إلى حين وفاته وفي الوقت نفسه كان يحضر على السيّد المجدّد الشيرازي ولم يفارقه حتّى هاجر إلى سامرّاء.

يقول آية الله السيّد محمّد الشرموطي(2) (1308 ه) : «كان السيّد ط)

ص: 257


1- ينظر طبقات أعلام الشيعة 10/396.
2- هو العلاّمة الفقيه الأصولي السيّد محمّد بن السيّد هاشم بن السيّد محسن الشرموطي عالم ذو فنون مشارك في العلوم من أعلامنا المنسيّين. ولد يوم الخميس غرّة شوال سنة (1252 ه) في نهر العلقمي غربيّ الكفل وتوفّي في النجف الأشرف آخر جمادى الثانية سنة (1308 ه). ففي معارف الرجال : عالم محقق فقيه أصولي جليل القدر رفيع المنزلة ثقة عدل أمين ، كان أستاذاً في الفلسفة وعلم النجوم والفلك والهيئة والهندسة والحساب وعلم الحروف والأوفاق والطب. انتهى. وكان في غاية الفقر كما في الأعيان وقد ألّف وصنّف في كل هذه العلوم. حضر على شيخ الطائفة في عصره الشيخ محمّد حسين الكاظمي (1308 ه) والسيّد المجدد الشيرازي (1312 ه) أجازه الكاظمي بالاجتهاد والرواية في 27 محرم (1302 ه) ومن آثاره : 1 - التقارير في الأصول دورة كاملة من تقرير بحوث السيّد المجدّد الشيرازي (مخطوط)

الشيرازي لا يصغي لأحد في البحث عدا الشيخ عليّ الخاقاني فإنّه يمهله حتّى يفرغ من كلامه حرصاً على استماع ما يمليه الشيخ الخاقاني»(1).

كما حضر على المولى عليّ الخليلي (1297 ه) ، والشيخ زين العابدين الحائري المازندراني (1309 ه) ، والشيخ راضي فقيه العراق (1290 ه).

وصفه الشيخ حرز الدين قائلاً : «وكان من مشايخ الإجازة ومسلّمي الاجتهاد ، شهد أهل الخبرة كأساتذتنا باجتهاده وغزارة علمه ، وللشيخ سيرة في الزهد متّبعَة ، ونوادر حَسَنة ومجالس أدبيّة ومطايبات معروفة لدى الكلّ.

أعرض عن النّاس زمناً غير يسير ، وأقبل عليه العموم قبل وفاة الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف (1323ه) ، وقلّده كثير من أهل البصائر فاخترمه الأجل وخاب منه الأمل.

وكان أستاذه الشيخ ملاّ عليّ يعظّمه ويبجّله ويعتمد عليه في مهامّ الأمور في النجف ولم يفقد برّه حتّى توفّي الشيخ ملاّ علي الخليلي سنة (1297 ه)»(2). 5.

ص: 258


1- معارف الرجال 2/125.
2- معارف الرجال 2/125.

قال الشيخ آقا بزرك الطهراني - وهو من تلامذته - : «كان شيخي الخاقاني من أعاظم العلماء وأجلاّء الفقهاء بلغ في الفقه والأصول والحديث والرجال وغيرها من العلوم الإسلاميّة معقولاً ومنقولاً منزلة رفيعة ومكانة سامية ، وأصبح في مصافّ أعلام عصره ، وفي طليعة رجال الدين في النجف الأشرف.

وكان مسلّم الاجتهاد لدى أهل الخبرة من مشاهير وقته ، فقد رأينا كبار المشايخ يجلّونه ، ويشيدون بغزارة علمه ، وقد تميّز بورعه وتقواه ، فقد زهد في حطام الدنيا وأعرض عن الظهور إعراضاً كلّيّاً وتوجّه إلى ربّه بكلّ حواسّه وجوارحه ، فكان مشغولاً بعبادة الله ومنقطعاً إليه ومنصرفاً إلى أمر الآخرة وما يصلح شأنه فيها.

وكان مظهره يذكّر بمشايخنا من السّلف الصالح؛ إذ كانت تبدو عليه سمات أهل السلوك والتّجرّد عن الدنيا والزهد في مظاهر الحياة ، فهو من العلماء الربّانيّين ظاهراً وباطناً.

اتّصلت به زمناً طويلاً وكنت اختلف إلى داره وأرتاح إلى حديثه وإرشاداته ، وقد كنت معجباً بسلوكه وسيرته؛ إذ كان صريحاً في أقواله وأفعاله ، يقول الحقّ ولو على نفسه ، ولا تأخذه في الله لومة لائم - شأن الكثير من مشايخنا يومئذ - وربّما أمرَ بالمعروف مَن كان لا يرتضي رأيه وطريقته من مراجع عصره وزعماء وقته صراحةً دون مؤاربة أو مجاملة ، وكان يقابَل بالاحترام من قِبَل أُولئك؛ لإجماع الكلِّ على صدق لهجته ، والإخلاص لله

ص: 259

ولشريعة نبيّه في كلّ تصرّفاته.

وقد بقيت صلتي به سنيناً بعد أن أجازني ، فكان تردّدي إليه مستمرّاً ، واستفادتي من مجالسه وتوجيهاته متواصلة.

وقد عُرِف بورعه وصلاحه عند مختلف طبقات الناس ، فأقبلوا عليه ورجع البعض إليه على كُره منه ، فقد كان يخشى المرجعيّة ويتهرّب منها ، ويتواضع بالإعراب عن عدم أهليّته لها.

وقد ألزمه البعض بالإمامة فكان يقيم الجماعة في حسينيّة التستريّة فيأتمّ به جمع من الصلحاء والأخيار.

وكان يصل أهلَ العلم وبعضَ الأسر العلويّة والأُباة من النّاس سرّاً في جوف الليل بنفسه دون وسيط ، فكانت الحقوق الشرعيّة لا تبقى تحت يده ، بل يعجّل في إيصالها إلى أهلها ومستحقّيها ، وربّما حَمَل الأطعمة إلى دور البعض على ظهره أو رأسه كالحمّالين في جوف الليل ، وكان يأنس بذلك ولا يرى فيه من بأس.

واتّفق أن قبض عليه الحُرَّاس ذات ليلة وهو يحمل على ظهره في عباءته البُرّ والرُّزَّ لإيصالها إلى دار بعض أهل العلم ، فشاع خبر ذلك في غدها.

هكذا كان يعيش أُولئك المشايخ وبتلك السيرة يتّصف زعماء الدين وعلى نهج أهل البيت عليهم السلام كانوا يَصلون المستحقّ في جوف الليل حفظاً

ص: 260

لكرامته وصيانةً لماء وجهه من ذُلّ السؤال؛ طمعاً في رضا الله ورغبة في قبوله وثوابه فرحمهم الله وأجزل لديه أجرهم ورفع في الخلد درجاتهم وحشرهم مع أهل بيت نبيّه الطاهرين»(1) [صلوات الله عليهم أجمعين].

ومن مؤلّفاته :

1 - شرح اللمعة الدمشقيّة بكاملها ويقع في ثلاثة أجزاء ضخام فرغ منه سنة (1281 ه) لا يزال مخطوطاً.

2 - رجال الخاقاني (مطبوع).

3 - رسائل في الأصول العمليّة كتبها بطلب من أستاذه السيّد الميرزا المجدّد الشيرازي (مخطوط).

4 - رسالة في مسألة الدعوى بلا معارض كتبها بطلب من أستاذه المازندراني (مخطوطة).

5 - زاد المحشر في شرح الباب الحادي عشر (مخطوط) فرغ منه عام (1272 ه).

6 - رسالة في أحكام الرضاع فرغ منها عام (1289 ه) (مخطوطة).

7 - حاشية على ألفيّة الشهيد الأوّل (مخطوطة).

8 - رسالة في الأصول اللفظيّة (مخطوطة).

9 - رسالة في الأخبار (مخطوطة). 7.

ص: 261


1- طبقات أعلام الشيعة 16/1405 - 1407.

10 - رسالة في الأراضي الخراجيّة فرغ منها عام (1285 ه) مخطوطة.

11 - رسالة في مسائل النّكاح فرغ منها عام (1290 ه) مخطوطة.

12 - رسالة في أحكام الطلاق فرغ منها عام (1282 ه) مخطوطة.

13 - رسالة في المواريث فرغ منها عام (1285 ه) مخطوطة.

14 - تعليقة على كتاب المعالم في الأصول فرغ منها عام (1271 ه) مخطوطة.

15 - ذخيرة الآخرة في فقه العترة الطاهرة.

وفاته قدس سره :

توفّي المترجم له في عصر يوم الإثنين 26 رجب سنة (1334 ه) وغسّل ليلاً في خارج البلد ، وسهر الليل مع جنازته جموع من الناس ، وشيَّعته يومَ الثلاثاء طبقات النجف يقدمها العلماء والزّعماء والصلحاء والأشراف ، ودفن في الحجرة الواقعة على يمين الداخل إلى الصحن الشريف من الباب السلطاني من جهة محلّة العمارة ، وكان الخطب به جسيماً والمصاب عظيماً وأقيمت له الفواتح ورثته الشعراء ، وممّن رثاه الفاضل الشيخ عبد الحسين القرملي (1303 - 1381 ه) بقصيدة يقول في أوّلها :

أيقوم بعدك للرَّشادِ عَمُودُ

أمْ للعُلى يَخضَرُّ بعدك عُودُ

ص: 262

خلّف(1) رحمه الله ولدين :

1 - الشيخ حسين (1302 - 1336 ه) : وتوفّي في عنفوان شبابه بلا عقب ، وكان من الجهابذة الأفاضل وخاصّة في الحكمة والكلام ، أخذ الفقه عن فريق من أعلام عصره منهم والده والفقيه الشيخ عليّ ابن الشيخ باقر الجواهري والشيخ مرتضى بن العبّاس آل كاشف الغطاء.

2 - آية الله الشيخ حسن (1300 - 1381 ه) : وكان أحد فقهاء عصره وهو من تلامذة الكاظمين : فقيه عصره السيّد محمّد كاظم اليزدي صاحب ف.

ص: 263


1- قال المحقّق البحاثة آغا بزرك الطهراني طاب ثراه : وممّا يجدر ذكره أنّني زرت المترجم له يوم النصف من شعبان سنة (1330 ه) فكنت جالساً في خدمته وهو يحدّثني ويجيبني عن أسئلة أتوجّه بها إليه؛ إذ سمعت زغردة نساء تنبعث من داخل البيت ، ثمّ استُدعيَ ورجع مستبشراً فأخبرني أنّ ابنته ولدت ذكراً ودعا له وسأل الله أن يجعله من أهل العلم والفضل ورجاني أن أدعو له بذلك فدعوتُ. ثمّ دخل وأتى بما يقتطع من سرّة الولد عادة وألقاه في بعض أحواض الغرفة بين الأوراق المتناثرة والكتب ، وكانت تبنى يومذاك تحت رفوف الغرف أحواض صغيرة تصطلح عليها العامّة ب- (الكتة) وقال : أرجو أن يكون من أهل الكتب والمستفيدين منها. وقد تحقّقت أمنيته ، فسبطه المذكور هو الأستاذ البحّاثة علي الخاقاني صاحب شعراء الغريّ في إثني عشر مجلّداً وشعراء الحلّة في خمس مجلّدات وكثير غيرها. مدّ الله في عمره ووفّقه للمزيد من خدمة العلم والأدب إن شاء الله. انتهى. [طبقات أعلام الشيعة 16/1408]. أقول : توفّي رحمه الله في سنة (1400 ه) وقيل (1398 ه) ودفن في النجف الأشرف.

العروة (1337 ه) ، وشيخ الكفاية الشيخ محمّد كاظم الهروي الخراساني (1329 ه) ، وهو الذي ورث أباه في علمه وتقواه وزهده وصراحته وقوّته الشخصيّة الدينيّة التي كانت تهيمن على مختلف الشخصيّات العلمية المعاصرة له ، فقد كان نسيج وحده في سيرته وتقشفه وانصرافه إلى الحقِّ والدين وعدم اكتراثه بكلِّ ما يصطدم بها وكان يتهرّب من الزعامة الدينيّة التي لحقته فرفضها رفضاً باتّاً ، وضايقه الناس في التقليد فلم يستجب إلاّ بعد زمن طويل حيث سمح لهم بطبع رسالته العمليّة كما سمح بطبع كتبه في الأصول(1).

ومن آثاره :

1 - التحقيقات الحقيقيّة في الأصول العمليّة (مطبوع في النجف عام 1368 ه- في ثلاثة أجزاء).

2 - الدرر الغرويّة في شرح اللمعة الدمشقيّة. أنجز منه الطهارة في ثلاثة أجزاء والزكاة مجلّد والخمس مجلّد والطلاق مجلّد ، ولايزال مخطوطاً.

3 - تقريرات دروس أساتذته الآخوند الخراساني والسيّد اليزدي.

4 - شرح معالم الأصول في جزئين (مخطوط).

5 - حجّية خبر الواحد (مخطوط).

6 - أحكام الخلل الواقع في الصلاة (مخطوط). 4.

ص: 264


1- مقدّمة رجال الخاقاني بقلم الحفيد الشيخ حسين الخاقاني وينظر طبقات أعلام الشيعة 13/424.

7 - نجاة العاملين وهي رسالته العمليّة.

8 - كتاباً في المنطق (مخطوط).

وأعقب خمسة أولاد :

أوّلهم - سماحة العلاّمة الجليل الشيخ محمّد الخاقاني (1315ه- - 1385ه) : كان من الشخصيّات المرموقة ، نال القسط الأوفر من العلوم وخاصّة الفقه والأصول ، وقد حلّ مكان والده وأقام الجماعة في حسينية التستريّة ، وكان من العاملين في الحقل الديني والوطني حيث شارك في ثورة العشرين ووحّد صفوف عشائر (البوسلطان) التي استجابت لدعوته الوطنيّة وخاصّة (البوعيسى) و (خاقان) ، ولد في النجف عام (1315 ه) ونشأ على والده وفريق من أعلام عصره وشارك في التأليف.

ومن مؤلّفاته :

الف - شرح المعالم.

ب - محاسن الفوائد.

ج - الدرر.

د - غرر الفوائد وثمرة العوائد.

لبّى نداء ربّه في النجف الأشرف ليلة الثلاثاء أوّل شهر صفر (1385 ه) ودفن إلى جنب والده وأقيمت له مجالس الفاتحة في النجف وخارجه وقد أرّخ عام وفاته الأديب الفاضل السيّد محمّد الحلّي بقوله :

هذي سِماتُ محمّد قد مثَّلَتْ

للناظِرينَ مَهَابَةَ الإِيمَانِ

ص: 265

يُنمَى إلى حَسَن وتلكَ صِفَاتُه

الحُسْنَى تُريكَ مَوَاقِعَ الإِحسَانِ

فردَاً مضى لِجِنانِهِ وَحَيَاته

فردَاً أَقَامَ وَمَالَهُ مِنْ ثانِي

إنْ رَاحَ فرداً لِلْجِنَانِ فَهَذِهِ

أرّخ (سِماتُ محمّدِ الخَاقَاني)

(1385 ه)

أعقب ولدين :

أكبرهما الشيخ عبّاس المولود سنة (1355 ه) - ويأتي ذكر نجله الشيخ عبد الله حفظه الله تعالى - عالم أديب فاضل معاصر ، نشأ تحت رعاية والده وأخذ عنه علومه ومعارفه ، كما أخذ عن أساتذة الحوزة العلميّة في النجف الأشرف ثم دخل كلّيّة الفقه ونجح فيها بتفوّق، وحاول إكمال دراسته في القاهرة ، ولكنّ ظروفه حالت دون ذلك.

أساتذته :

والده الشيخ محمّد ، والشيخ هادي القرشي ، والسيّد علاء الدين بحر العلوم ، والشيخ محمّد رضا آل المظفّر ، والسيّد محمّد تقي الحكيم ، والشيخ عبد المهدي مطر ، والشيخ ميرزا علي الغروي ، والسيّد رضا الخلخالي وغيرهم من الأجلاّء.

له كتابات كثيرة منها : تقريرات دروس بعض أساتذته.

ومنها : بحوث أدبيّة واجتماعيّة.

ومنها : دراستان فلسفيّتان : الأولى حول فلسفة سقراط ، والأخرى موقف الغزالي من الفلسفة وأثره.

ص: 266

هذا فضلاً عن مجاميع شعريّة عديدة وقصائد كثيرة لم يعتن بجمعها أو نشرها في ديوان سوى ما نشره قديماً في بعض الصحف أو في بعض الكتب المطبوعة.

يقيم اليوم بين النجف ومدينة سيّدنا القاسم حيث هو اليوم ومنذ سنوات يقيم هناك أغلب أيّام الأسبوع ومرشد دينيّ لمدينة القاسم وما حولها ، وهو يقيم فيها صلاة الجماعة اليوميّة بعد انقطاعها لسنوات عدّة ، وكيلاً عن مراجع الدين العظام لاسيّما المرجع الدينيّ السيّد علي السيستاني الذي ألزمه بضرورة وجوده في مدينة القاسم ؛ علماً بأنّ أهالي تلك المنطقة وما حولها يرجعون إلى رجال هذا البيت الشريف منذ أكثر من قرنين من الزمن.

ومن شعره :

صوت الحسين عليه السلام

ظلَّ الحسين السبط صوتاً هادراً

بفم الزّمان قصائداً ونشيدا

يستقطب الأجيالَ من جيل إلى

جيل ويرقى في الحياة صعودا

بدمائه يوم الطفوف تكاملت

حلقات زحف ترفض التقييدا

فكأنّما من أجله أتّسع المدى

وبيومه الدامي أثار حشودا

تمتدّ في طول الزّمان وعرضه

آثار ثورته تهزّ البيدا

وتتابعت أحداثها وتجسّدت

للظالمين عواصفاً ورعودا

حتّى أطاحت بالذي ضاقت به ال-

-دّنيا ظلاماً حالكاً وقيودا

ص: 267

وتزاحمت والدهر يرقب زحفها

كيف استطاعت أن تميت يزيدا

إلى آخر القصيدة(1).

ثانيهم - الشيخ علي ابن الشيخ حسن (1339 -؟) : وهو عالم فاضل له في مجال التأليف :

الف - الحمزة والقاسم (مطبوع).

ب - حديقة النادي في أحوال السيّد محمّد بن عليّ الهادي (قرّظه آغا بزرك الطهراني).

ج - إرشاد الرأي العام إلى عبقريّة دين الإسلام (مخطوط).

د - شرح منظومة السيّد مهدي بحر العلوم في الفقه (مخطوط).

ه- - المصابيح الدرّية في الأصول العمليّة (مخطوط).

ثالثهم - الشيخ حسين ابن الشيخ حسن (1350 -؟) : وهو عالم فاضل تقيٌّ ، له مقدّمة على رجال جدّه الشيخ علي الخاقاني طاب ثراه.

رابعهم - الشيخ تقي ابن الشيخ حسن (1352 -؟).

خامسهم - جعفر ابن الشيخ حسن (1357 ه- -؟).

ولم نعثر لهم على ترجمة.

توفّي آية الله الشيخ حسن الخاقاني في النجف الأشرف ليلة الإثنين 27 شهر رمضان المبارك سنة (1381 ه) وهبّت المدينة بأجمعها مشاركة 7.

ص: 268


1- موسوعة النجف الأشرف 22/247.

في تشييع جثمانه حيث سار مختلف الطبقات من العلماء والصلحاء والزعماء ورجال الحكم وتبعتها المواكب العزائيّة ودفن إلى جنب أبيه في المقبرة وشارك في تأبينه مختلف الشعراء وأرّخ وفاته المرحوم الشيخ علي البازي بقوله :

شرعة خير الخلق قد أثكلت

بفقدها إنسان عين الزّمن

والدين أضحَى بَاكياً مُعْوِلاَ

قضى الإمامُ العَيْلَمُ المؤتمَن

ونكّست أَعلاَمه عندَما

أرّختهُ (قد غاب عنه الحسن)(1)

(1381 ه)

ونعرف اليوم من هذه الأسرة :

الأديب الفاضل الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبّاس ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي الخاقاني ، ولد في النجف الأشرف سنة (1384 ه) ونشأ فيها حتّى عام (1410 ه) وخرج بعدها إلى إيران ثمّ إلى سورية فلبنان واستفاد من والده والشيخ عليّ عمّ والده والشيخ هادي الجصّاني والسيّد زهير القزويني والشيخ محمّد الجواهري والشيخ إبراهيم الأراكي والسيّد محسن التبريزي وغيرهم ، وله دراسات آكاديميّة أيضاً. 0.

ص: 269


1- ينظر طبقات أعلام الشيعة 16/1408 ومقدّمة رجال الخاقاني ، وتاريخ العشائر الخاقانية : 61 وماضي النجف وحاضرها : 2 / 200.

ومن مؤلّفاته :

1 - ديوان شعره الذي طبعه في (1992 ه) بإسم ما (تتركه القافلة).

2 - الكوثرية الخالدة (مطبوع).

3 - أهداف النهضة الحسينيّة (مطبوع).

4 - دراسات في تاريخ القرآن وعلومه.

5 - منهج التبليغ في القرآن الكريم.

6 - شعراء النجف في ثمانية أجزاء (مطبوع)(1).

إلى غير ذلك ، زاد الله تعالى في توفيقاته وأخذ الله جلّ جلاله بيده لإحياء تراث آبائه لاسيّما جدّه الشيخ عليّ المقدّس طاب ثراه. 7.

ص: 270


1- موسوعة النجف الأشرف 22/407.

صورة

ص: 271

الأسرة الخامسة من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ عبد المحسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ سلمان ابن الشيخ محمّد آل حرب الجويبري الخاقاني الحميري (1289 - 1372 ه) :

من الأسر العلمية المعروفة ذات الذكر الحميد والخدمات الجليلة ولها قسط من الرياسة والزعامة الدينيّة في جنوب العراق وإيران وحاشية الخليج منذ عهد بعيد.

* الشيخ سلمان ابن الشيخ محمّد هو أوّل من دخل في سلك أهل العلم من هذه الأسرة وذلك في القرن الثاني عشر على ما ذكرته بعض المصادر(1).

فخرج هو وأخوه الشيخ ذياب الآتي الذكر بصحبة أمّهما أم سعد إلى الكاظمية وهجرا لواء الناصرية ورفاهيّة العيش في أوساط العشيرة - وأبوهما شيخها ورئيسها المقدّم - إلى طلب العلم واكتساب المعالي ، وتدرّجا في طلب الفضيلة حتّى صارا من المدرّسين في حوزة الكاظمية آنذاك وقد شاء الله تبارك وتعالى أن يواصل الشيخ ذياب مسيرته العلميّة لوحده بعد أن توفّي الشيخ سلمان وهو في ريعان شبابه.

لكنّه كان قد أنجب ولدين :

* أكبرهما آية الله الشيخ محمّد عليّ ابن الشيخ سلمان وكان عالماً 2.

ص: 272


1- دموع الوفاء : 22.

فاضلاً ناسكاً ومن آثاره : مدرسة دينيّة ومسجد في قرية الحچّاميّة في ضواحي سوق الشيوخ.

توفّي بمرض الوباء في المدينة المنوّرة حينما خرج لزيارة بيت الله الحرام مع جمع من أبناء عشيرته وطلاّبه ومريديه حين أداء فريضة العشاء وقضى نحبه في السجدة الأخيرة - بعد أن توفّي ثلاثمائة من المصلّين خلفه من طلابه وأبناء عمومته ولم يبق منهم إلاّ أخوه الشيخ علي راوية هذا الحدث المؤلم - ودفن في البقيع بجوار أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

خلّف من الأولاد :

- الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد عليّ.

ولا نمتلك حاليّاً معلومات كافية عن أدواره العلميّة ولا عن حياته الإجتماعية ؛ إذ لم نعثر على ترجمة له في المصادر.

وعقبه من الأولاد :

1 - آية الله الشيخ عليّ ابن الشيخ محمّد حسن.

أفاد بعض أحفاده : أنّه توفّي أثناء سجوده في صلاة الليل في ليلة الجمعة.

وقام مقامه ولده العلاّمة آية الله الشيخ عبد الجبّار ، عالم فاضل متعبّد ، مؤلّف ، له من الآثار :

ألف - تحفة العابد وبلغة الزاهد.

ب - الجوهر الثمين (ديوان شعره).

ص: 273

ج - كواكب الأنوار في أحوال الأئمة الأطهار عليهم السلام.

د - وسيلة النجاة.

توفّي رحمه الله 14 ذو القعدة سنة (1409 ه) وأقبر في النجف الأشرف.

أولاده :

الشيخ عبد الرضا ، والشيخ سعيد ، والشيخ محمّد عليّ ، والشيخ عبد الرزّاق ، والشيخ الشهيد محمّد حسين وهو أكبر أُخوته.

- ولد الشيخ محمّد حسين عام (1935م) ودرس في النجف على أعلامها وبلغ مرتبة من العلم وكان من وكلاء السيّد محسن الحكيم والسيّد الخوئي والسيّد الصدر في لواء الناصرية ، قتله البعثيّون لنشاطاته الدينيّة والإجتماعيّة سنة (1972م).

وله من الأولاد :

الشيخ عبد الصادق ، والشيخ ماجد ، والشيخ عليّ ، والشيخ عبد الجبّار ، والشيخ عبد الحميد.

- ولد الشيخ عبد الحميد سنة (1965م) ، وبعد أن أكمل المقدّمات والسطوح العالية حضر أبحاث كلٍّ من الأعلام والآيات السيّد السيستاني والصدر قدس سره ومحمّد محمّد طاهر الخاقاني والفيّاض وعلي أكبر الحائري ومحمّد السند دام ظلّهم.

وله في مجال التأليف :

الف - حقائق في وجوب صلاة الجمعة العيني.

ص: 274

ب - القضاء بين الشريعة المقدّسة وأعرافنا.

ج - تقرير بحث آية الله الشيخ محمّد آل شبير الخاقاني في ولاية الفقيه.

د - حقائق في حقوق الزوجين من الكتاب والسنّة.

ه- مساجد مدينة سوق الشيوخ بين الماضي والحاضر.

و - زيارة الإمام الحسين عليه السلام مشياً على الأقدام برأي الشارع.

ز - ما طاب لكم.

إلى غير ذلك.

وأولاده : الشيخ محمّد عدنان والشيخ محمّد حسين كلاهما في سلك أهل العلم وفّقهم الله جميعاً.

2 - الشيخ داغر ابن الشيخ محمّد حسن : كان عابداً زاهداً - ولم نعثر له على ترجمة - خلّف ولدين هما : الشيخ جبّار ، والشيخ عبد الواحد.

ومن أحفاد الشيخ عبد الواحد : الشيخ محمّد بن حسن ابن الشيخ عبد الواحد قائم بوظائفه الدينيّة.

* ثانيهما : الشيخ علي ابن الشيخ سلمان (حدود 1304 ه) : وكان مصلحاً دينيّاً ومرشداً ناصحاً ، يقيم بين أوساط العشيرة وكانت له صلة بأمراء آل سعدون فقد أقطعوه أراضي واسعة وزّعها على أبنائه وأفراد عشيرته.

ص: 275

أنجب عدّة من الأولاد منهم :

1 - الشيخ محمّد : وكان مجمعاً للكمالات وقد ضمّ إلى فضيلة العلم صلاح النفس وكفاه فضلاً أن يقول المرجع الديني الشيخ عيسى الخاقاني (1337ه) في حقّه : أنّ الشيخ محمّد كان قليل النظير في العلم والفضيلة ، ولم يعقّب ولداً ذكراً ، وله بنت تزوّجها ابن عمّها الشيخ عبد المحسن وأنجب منها الشيخ عبد المنعم كما سيأتي.

2 - الشيخ حسين : وقد كان رجل صلاح وفضيلة إلى جانب كبير من التقوى وكان ذا حافظة قويّة جدّاً يحفظ القصيدة الطويلة إذا سمعها مرّة واحدة ، توفّي شابّاً في حياة أبيه وقد خلّف ولدين هما :

1 - الشيخ عبد الله (1333 ه) : توفّي عن ولدين فاضلين توفّيا شابّين وهما : الشيخ محمّد والشيخ عليّ.

* 2 - آية الله الشيخ عبد المحسن الخاقاني (1289 ه- - 1372 ه) : كان من أساتذة الفقه والأصول ومشايخ الإجازة والرواية ، عالماً فاضلاً محدّثاً مجتهداً متتبعاً جليلاً وهو سناد هذه الأسرة وعمادها المقدّم ، ولد رضوان الله تعالى عليه في سنة (1289 ه) في إحدى قرى لواء الناصريّة (سوق الشيوخ) ونشأ برعاية جدّه الشيخ علي الخاقاني حيث توفّي أبوه شابّاً - كما سبق - وهو طفل صغير لم يتجاوز السنتين من عمره ، فعني الجدّ به عناية خاصّة وسعى في تربيته غاية السعي وكان يتوسّم فيه العلم والفضيلة والصلاح حتّى أوصى به عمّه الشيخ محمّد حين موته قائلاً : أي بُني إنّي لأتوسّم في هذا الفتى ابن

ص: 276

أخيك علماً وفضلاً وصلاحاً ونسكاً ، فإن شئت أن تبرّ بحقّ أبوّتي لك فعليك بالاهتمام بتربيته وتعليمه وتنشئته على البرّ والتقوى عسى أن يكون خير خلف لنا.

توفّي الجدّ وهو في أواسط العقد الثاني من عمره فتولّى شؤونه التربويّة عمّه الشيخ محمّد الخاقاني وزوّجه بعد ذلك كريمته ، وأوصى له جدّه بشيء ممّا ترك ليكون عوناً له على نفقة التحصيل وطلب العلم ، ولهذا نشأ محبّاً للعلم وشبّ بادياً على سيمائه أثر الصلاح والسداد قرأ على عمّه المزبور وعلى الشيخ طاهر والشيخ نعمة المبادىء العلميّة والدروس الحوزويّة الأولى حتّى اشتدّ عوده وأصبح من أفاضل الطلبة ، ثمّ هاجر إلى مدينة المحمّرة (خرمشهر) سنة (1311 ه) وهو في الثانية والعشرين من سنيّ عمره ، ودخل المدرسة العلميّة التي أسّسها المرجع الدينيّ المحدّث الشيخ عيسى الخاقاني - وهو من بني عمومته - لطلبة العلوم الدينيّة ، وبذل الجهد وجدّ في الدراسة عند الشيخ عيسى طيلة ربع قرن حتّى تفوّق على أقرانه وصار من متقدّمي العلماء البارزين الأفاضل المتخرّجين من تلك الحوزة ، فأجيز من أستاذه الشيخ عيسى الخاقاني ثمّ من الميرزا النائيني والسيّد أبو الحسن الأصفهاني فيما بعد ، ولمّا توفّي آية الله الشيخ عيسى الخاقاني سنة (1337 ه) وتلاه جماعة من مراجع الدين من أعلام عصره في النجف والمحمّرة أمثال : سيّد الطائفة السيّد اليزدي (1337 ه) والشيخ محمّد تقي الشيرازي (1338 ه) وشيخ الشريعة الأصفهاني (1339 ه) والسيّد عدنان السيّد شبّر الغريفي

ص: 277

(1340 ه) والسيّد علوي السيّد حسين القاروني (1343 ه) استقلّ بالزعامة الروحيّة وأصبح من مراجع التقليد والفتيا ورجع إليه في التقليد جماعات من المؤمنين في خوزستان وجنوب العراق والبحرين والكويت وغيرها من بلاد الخليج.

قال آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي قدس سره : «ولأجل نهيه عن المنكرات وقيامه بالأمر بالمعروف نفته الحكومة الإيرانيّة من المحمّرة سنة (1347 ه) إلى العراق(1) ، وبقي بها عشرة أشهر ثمّ عاد بالتكريم والتبجيل.

حجّ ثلاث مرّات كانت الأولى سنة (1329 ه)(2) وزار مشهد الرضا لى

ص: 278


1- فلمّا بلغ الأمر [إلى] مرجعي النجف يومذاك وهما آية الله النائيني وآية الله الأصفهاني قدّس الله سرّهما إهتمّا [إهتماماً بالغاً] في الأمر وأرسل السيّد [أبو الحسن] الأصفهاني طيّب الله ثراه من قِبَلهِ رسولاً إلى إيران ليتدارك الأمر ، وقد تواترت الكتب والرسائل من العلماء على الحكومة وقادة الرأي وأهل الحلِّ والعقد في إيران ممّا جعل الحكومة نفسها تعطي الأمر كثيراً من الأهميّة .. فسمحت له بالعودة بعد عشرة أشهر كاملة لقي فيها من الحفاوة والتبجيل في العراق ما يستحقّ ويليق بشأنه. [دموع الوفاء : 48]
2- وكان استاذه المرحوم المرجع الديني المحدّث الشيخ عيسى قد خرج لتوديعه وأقام في خارج المدينة ثلاثة أيّام ليودّعه أهالي المحمّرة وسائر الوفود التي أتت من الأهواز وعبادان والبصرة وغيرها [وقد طالت] ستّة أشهر كاملة؛ لأنّ رواحه كان بحراً عن طريق الخليج الفارسي وعودته عن طريق المدينة المنوّرة فالنجف الأشرف ، وقد حجّ بعدها مرّتين عن طريق [البرّ] بالسيّارات ولكنّه رحمه الله كثيراً مّا كان يتحدّث عن الحجّة الأولى

[عليه السلام] ثلاث مرّات والثالث من سفره إليه كان قريباً من وفاته.

اجتمعت به في قم المشرّفة فألفيته فوق ما كنت أسمع من التقى والجلالة»(1).

لمحات من سيرته :

كان رحمه الله متحلياً بالأخلاق الإسلامية السامية البعيدة عن الرياء والتصنّع ، كان هشّاً بشّاً يستقبل الوارد عليه بطلاقة وجهه وأخلاق حسنة بترحيب وإكرام يقوم للداخل عليه على قدميه صغيراً كان أو كبيراً ، غامراً كان أو شهيراً ، فإذا وجد نفسه عاجزاً عن القيام - وهو شيخ كبير قد ذرف على الثمانين - ذهب إلى غرفته للراحة والإستجمام معتذراً ممن حوله ، لأنه لا يستطيع أن يقابل القادمين بغير ما عوّد نفسه عليه.

كان لا يمنعه مانع مهما كان من زيارة مجلس التعزية التي يقيمها أفقر الناس فضلاً عن أغنيائهم وتجّارهم.

ومن كرائم صفاته الحميدة : أن يتجاهل كلّ ما عدى الصلاة الفريضة حينما يحلّ وقتها ، وهيهات أن يبقى دقيقة واحدة حينما يسمع منادي الصلاة 3.

ص: 279


1- المسلسلات 2/233.

يهتف (حيّ على خير العمل) حتّى ولو كان الجليس أكبر شخصيّة علميّة أو سياسيّة أو تجاريّة ؛ فإنّه في هذه الصفة نسيج وحده وفريد عصره يقبل بكلّه على جليسه حتّى إذا حضر وقت الصلاة أعرض بكلّه عنه.

ولقد أعرض عن حضور الإحتفالات العامّة والمجالس الرسميّة لقضيّة عرضت له في بعض أيّامه ، فقد حضر حفلاً عامّاً عقده كبار رجال المحمّرة ، وقد تتابع في ذلك الحفل الخطباء والشعراء حتّى حان وقت الصلاة ولم يصلّوا إلى الغاية التي عقد الحفل من أجلها ، ولكنّه رحمه الله لم يلتفت [للمجاملات] والمجارات وقد قرب وقت الصلاة ، فترك القوم وحفلتهم وانصرف إلى مسجده وجماعته.

وقد بلغه فيما بعد من بعضهم انتقاداً مُرَّاً ، فآلى [على نفسه] أن لا يحضر مثل هذه الحفلات التي يكون فيها الإنسان مقيّداً بقيود المجتمع والسياسة وإن عارضها الدين ، ولم يُشاهَد بعد ذلك في حفل أو شبهه.

كان يسكن في خربة مشرفة على الإنهدام في غرفة فرشت بحصير وبساط قديم أكل الدهر عليها وشرب ، ليس فيها من الأثاث إلاّ ذلك السرير الخشبيّ القديم يستقرّ إلى جواره صندوق خشبيٌّ فيه أوراق ومحبرة وأقلام ، إلى جانبه كرسيّ [التلاوة] صغير وضع عليه القرآن المجيد ، وعدّة من كتب الأدعية و [الأوراد ، وليس في الغرفة إلاّ الكتب المبعثرة يميناً وشمالاً] ، والغرفة مع ذلك قد أكلتها الرطوبة.

ومن آثاره وخدماته :

إنشاء مدرسة دينيّة لطلبة العلم والمحصّلين بجوار دار سكناه كما بنى

ص: 280

مسجداً لإقامة صلاة الجماعة.

خلق المترجم رحمه الله بجهوده ومساعيه المتواصلة روحاً دينيّة بين الناس وحبّاً لإقامة الشعائر وعقد المآتم ومجالس التعزية والاهتمام بمستحبّات أيّام الجمعة والأعياد الإسلامية(1).

مؤلّفاته :

1 - أمانة الميّت في القبر ونقل الجنائز.

2 - رسالة في التقليد.

3 - رسالة في التوحيد.

4 - رسالة في الجبر والتفويض.

5 - رسالة في الردّ على القائلين بانسداد باب العلم.

6 - رسالة في صلاة الجمعة وأحكامها وشروطها.

7 - رسالة كبيرة في العبادات.

وقد طبعت هذه الرسائل السبعة مجموعة في النجف الأشرف سنة (1357 ه).

8 - رسالته العمليّة نعم الزاد وزاد المعاد.

9 - مناسك الحجّ.

توفّي رحمه الله تعالى في يوم الخامس من ذي القعدة سنة (1372 ه) 8.

ص: 281


1- دموع الوفاء : 36 - 48.

ودفن في المحمّرة ، وقد تواترت كتب التعازي والبرقيّات إلى أنجاله الكرام من علماء النجف والبلاد المقدّسة نكتفي بأسماء جملة منهم وهم : آية الله العظمى الإمام السيّد أبو القاسم الخوئي ، الإمام الشيخ عبد الكريم الجزائري ، الحجّة السيّد علي شبّر ، الحجّة السيّد عليّ آل بحر العلوم ، حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد تقي الجواهري ، فضيلة العلاّمة السيّد إسماعيل الصدر ، فضيلة الأستاذ الشيخ محمّد تقي الإيرواني ، فضيلة العلاّمة السيّد عبّاس شبّر ، فضيلة العلاّمة الشيخ محمّد حسن آل ياسين ، العلاّمة الشيخ محمّد السبزواري ، فضيلة العلاّمة السيّد صادق الحسيني الروحاني ووالده الحجّة السيّد محمود الحسيني الروحاني ، كما نكتفي بذكر بعضها ، والخطاب فيها موجّه إلى أحد العَلَمْين من أولاده إمّا الشيخ عبد المنعم أو الشيخ سلمان رضوان الله تعالى عليهم جميعاً :

منها : ما تفضّل به سماحة الإمام الشيخ مرتضى آل ياسين :

وبعد ، فقد عزّ علينا ما حلّ بساحتكم الكريمة من الفاجعة الأليمة التي أثكلت هذه الطائفة بسنادها وعمادها ، وأخنت عليها بالخسران والحرمان وابتزّت منها مورداً من أكبر موارد الخير والإحسان ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، وأسأل المولى عزّ شأنه أن يتغمّد الفقيد الغالي برحمته وأن يسكنه الفسيح من جنّته ، وأن يربط على قلبك وقلوب آله بالصبر الجميل وأن يعوّضكم عنه بالأجر الجزيل ، وعزاء للمسلمين بشخصكم الكريم الذي نرجو أن يسدّ اللهُ به هذه الثلمة وأن ينفع

ص: 282

بعلمه وعمله هذه الأمّة فإنّه نعم الخلف الطيّب لذلك السلف الصالح.

الكاظمية - مرتضى آل ياسين

منها : ما تفضّل به آية الله السيّد علي الموسوي :

عظّم الله أجورنا وأجوركم لقد شاركناكم في المصيبة العظمى والرزيّة الكبرى التي وقعت في ساحتكم الكريمة ، ونسأل الله الذي بيده تقدير كلّ شيء وإليه مرجع كلّ شيء الصبر الجميل والأجر الجزيل ، وسدّ الثلمة وتسديد الأمّة بطول بقائكم ومزيد إعزازكم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

علي مدد الموسوي الخراساني

ومنها : ما أرسله سماحة آية الله السيّد علي البهشتي :

لقد فوجئنا من الناعي برحلة المولى الأعظم والفقيد الوالد الخالد الذكر طاب ثراه ، فشاطرناكم التفجّع وساهمناكم الأسى بعد أن لم نجد بُدّاً من تجرّع المصيبة لتحرّي المثوبة ، وطالما اعتاد الزمان قطع أماني المحبّين فيريهم آجال الصالحين غير أنّ لنا السلوة بمثلكم للفقيد الراحل من الخلف ولكم في الصبر أسوة حسنة بصالح السلف ، ولا أجد كلمة أعزّيكم بها أحسن وأثمن من قوله تعالى فحقّاً أنتم من : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

متّع اللهُ الأسرة الكريمة والمؤمنين ببقائكم كما متّعهم بالزعيم الرّاحل طاب مضجعه وأبقاكم لنا عَلَماً خالداً.

ص: 283

النجف - علي الحسيني البهشتي

ومنها : ما أرسله آية الله العظمى السيّد محمّد الروحاني :

وبعد فما أشدّ فجيعتنا بفقيدنا العظيم وأعظمها من خسارة ، خسارة ذلك الصرح الشامخ الذي أقامه الفنّان الأكبر مبدع الكائنات سبحانه ، مثالاً للفضيلة والخُلق الرفيع وضرباً من ضروب الإنسانيّة الخيّرة ، فوا لهفي عليكم يا أشباله الكرام كيف تتجرّعون غصص فقده ولكنّ التقدير كلّه بيد الحكيم تبارك وتعالى الذي شاء أن يؤثّره بدار الأبرار فنقله إلى جواره.

النجف - محمّد الحسيني الروحاني

وقد أقيمت مجالس الفاتحة في المحمّرة وعبّادان والنجف وسائر البلاد ، فقد أقام له السيّد الخوئي في النجف في مسجد الترك (مسجد الشيخ الأنصاري) مجلساً تأبينيّاً وتوالت من بعده المجالس ، ورثته الشعراء بقصائدهم وأرّخوا وفاته ومن غرر تلك القصائد :

ما جادت به قريحة آية الله السيّد محمّد علي نجل إمام عصره آية الله السيّد عدنان الغريفي :

غاض الندى وخبا ضياء النادي

نُحْ وابكِ شَجْواً في البِلاَدِ وَنادِي

غاضَ النَّدَى وخَبَا ضِيَاءُ النَّادِي

وتَهَامَسَت صيدُ الرِّجَالِ لِمَا بِهَا

مِن حُرْقَة عَصَفَتْ بِكُلِّ فُؤَادِ

خَرسَتْ لِهَوْلِ الخَطْبِ حَتّى أنَّها

عَجَزَتْ عن الإصدَارِ وَالإِيرَادِ

وغَدَت لِمَا قَدْ نَالَهَا مُرْتاعَةً

وَلِمَا بِهَا خَرِسَتْ عن التَّعْدَادِ

ص: 284

تذرِي الدّموعَ أَسَىً وَتندبُ لَوعَةً

وَتَنوُحُ مُعْوِلَةً بِغَيْرِ رَشَادِ

الله أكبرُ هل دَرَى صَرْفُ القَضَا

مُذْ حَلَّ مَن أردَى عَلَى الأَوْهادِ

أردَى إماماً في البَرَايَا مَحْسِناً

ولَدَى الشَدَائِدِ كانَ خَيْرَ جَوَادِ

أَعَلِمْتَ مُذْ حَمَلوُه مَا حَمَلُوا سِوى

علم سَمَا شَرَفاً عَلَى الأعْوَادِ

لم أدر كيفَ قد استطاعوا حملَه

أفَلَم يكن طوداً مِنَ الأطواد

أم كيفَ غيَّبَه الترابُ ألَم يكن

بدراً تشعشع في ربىً ووهَادي

عَصَفَت به هوجُ الرّياح وكان كا

لبحر العظيم يعبُّ بالأزبَاد

خطفته كفُّ الموتِ فاظلمَّ الفضا

حُزناً عليه وجفَّ زرعُ الوَادي

والدين أَعْوَلَ صارخاً والأرضُ من

عظم المصاب تزيدُ في الإرعَاد

والناسُ تهتفُ غاب بدرُ سما العُلى

فالكون جلبب بعده بسَوَاد

وترى اليتامى صارخينَ لأنَّهم

فقدوا أجلّ مناصر عوّاد

وعليه أعوَلت الأيَاما حسرةً

وبكت عليه حواضر وبَوَادي

وغدت حماةُ الدين حيرَى وهي في

دهش تثير الدَّمْعَ بالإنشاد

فقدت أجلَّ حماتها وتيقَّنت

من بعده لم تلق أيَّ سناد

ودّت تفديه بما ملكت وهل

للموت أولا سيره من فادي

إيه أبا سلمان جئتُ مؤبّناً

لك والحشى توري بقدح زنَاد

جاشت لهول الخَطْب نفسي حينما

هَتَفَ النَّعْيُّ بغير ما ميعاد

بكر النَّعي فقال أردى محسن

فلمن تؤمّ مواكب الوفّاد

ص: 285

من للقضايا المعضلات يحلّها

يوم الخصام بفكره الوقَّاد

للعلم للمحراب للبيت الذي

بك قد سما في طارف وتِلادي

وبمن تلوذ النّاس بعدك فهي قد

فَقَدَتْ لعظم الرزء كلَّ سَداد

إلاّ بأكرم فتية ميمونة

لك بالعلوم سَمَت وبالإرشاد

خَلَّفْتَ بين الناس أكرم صفوة

وحَبَوْتَهم بأطائب أمجاد

الكلّ حلّى العلم منهم تاجه

فغدوا بذلك خيرة الأولاد

* * *

أبناءه الغرّ الكرام إليكم

نظماً به أودعتُ حسن ودادي

فتقَبَّلوه فهو نَوْحُ أخ لكم

صافي المودّة لا ترنُّم شادي(1)

يا سامر الليل

قصيدة الأُستاذ الكبير الشيخ عليّ الصغير

سكرتير جمعية الرابطة العلمية في النجف الأشرف

نعيت للدّين فاهتزّت منابره

وجمجم الخطب فاخرسّت عباقره

وماد مسجدك المعمور فارتجفت

من شدّة الهول في الدنيا منائره

فكبّرت هذه الدنيا وقد رزئت

وهلّل الخلد وازدانت بشائره

وردّدت باسمك الأملاك هاتفة

إلى النعيم له اشتاقت مقاصره0.

ص: 286


1- دموع الوفاء : 140.

واستبشرت بك دار أنت ساكنها

فبورك الخلد خلداً أنت زائره

فازدان فيك احتفالٌ أنت عامره

وغبت فانفضّ حفلٌ أنت سامره

أبي هنا موعد الذكرى وقد ذهلت

منّا العقول وهذا الفكر حائره

فالقلب والطرف في حزن قد اشتركا

فذا يحمّ وذا ينهلّ قاطره

فجعتنا والخطوب الهوج قد عصفت

بنا وصرف الردى يشتدّ ثائره

فالنار في القلب مثل السيل في بصري

والشعر يسئل عيني أين شاعره

فصوّتت لك من قلبي عواطفه

واسترسلت لك من عيني خواطره

* * *

يا سامر الليل في النجوى قد ازدلفت

لنغمة الذكر في النجوى دياجره

أبكيك للّيل في المحراب مجتهداً

يزدان أوّله نسكاً وآخره

وللكواكب ندماناً تسامره

كأنّما هي خلٌّ إذ تسامره

وساءل الأُفق عنك الليل اين فتى

في الله يحييك باكي الطرف ساهره

وتمتم الفجر إذ هبّت نسائمه

فنم عن خلقك المحبوب عاطره

فكان للأُفق لمّا أن نعيت له

مآتمٌ كوّرت فيها زواهره

وروّع الفجر للنجوى تلاطفه

وقد بكى جزعاً فاحمرّ ناظره

رَوَّضْتَ نفسك بالتقوى ومن ظهرت

فيه السريرة ديناً طاب ظاهره

ومن يكن يكتم الإيمان مجتهداً

في الله فالله بين الناس ناشره

والناس كالحقل فيه الشوك مختلطٌ

بين الرياض وزهر رفّ ناظره

وإنّ أقربهم لله منزلة

من تزدهي بالتقى فيها مآزره

ص: 287

حظّان دهرك حظّ منه منتقض

بغير دين وحظّ الدين وافره

فارفأ بنفسك ليس الفخر في حسب

فالمرء بالعلم والتقوى مفاخره

يا حاميَ الدين والإسلام عن فئة

طغت وناصره إذ عزّ ناصره

العلم أثكلْتَه رزءاً وقد بَرَزَتْ

بين الأنام يتيماتٌ جواهره

والفضل صوّح إذ جَفَّت حدائقه

واستوحشت فيك للفتيا منابره

وأقبل الجمع مدهوشاً لفقدهم

أباً على يُتْمِهم تبكي أصاغره

ما أفجع الجمع مخذولاً إذا فقدوا

شيخاً على مجده تهفوا أكابره

كقائد الثورة الكبرى به رزئت

والنصر ما بين كفّيه عساكره

علمت أنّ سموّ الخلق مكرمة

في النفس فامتاز خلق منك فاخره

فإنّ خيرَ حياة الشخص ما بقيت

أعماله وسَمَتْ فينا مآثره

وإنّ أفضل ما يبقى يخلّده

علم به يهتدي للرشد حائره

وكان سفرك خير الزاد زاد تقىً

في الحشر أمّا الفتى دارت دوائره

فيه النجاة وحسب الدين أنّ به

للفقه باباً به تزهو نوادره

كأنّما هو كهف الدين قد وضعت

على علاه من العليا ستائره

رسالة إنّها للحقِّ مدرجة

على الهدى إن دجى في الغيّ فاجره

إن حدَّثت فلسانُ الفضل صادقه

وإن روت فإمام العلم باقره

حدّث عن البحر إذ يطغى أُقبِّلها

كفّاً لها من سحاب الجود ماطره

يد إذا شام هذا الأُفق رونقها

همى وتهوى لها عزّاً زواهره

وساءَلَ الأفقُ عنها الشهبَ فابتسَمَت

وشاع في الليل نور ذاب فائره

ص: 288

قالت أَفَضْتَ على الدنيا ألسناً فبدت

في القدس كفٌّ بها ازدانت بشائره

فقلتُ كفّ ملاك راح يرفعها

فيها من النور روح رفّ ناظره

فاستضْحَكَتْ زُمَرُ الأملاك واتَّجَهَتْ

إلى المحاريب لمّا رَقّ سامره

تلفَّتَتْ أخوات الشهب إذ نظرت

إلى فتىً لذَّةُ النجوى تخامره

تحوطه هالة المحراب فانبعثت

للذّة السمر السامي خواطره

فقيل كفّ أبي (سلمان) يرفعها

إلى الآلاء ابتهالا فهو شاكره

كأنّما الطور هذا وهي آيته

بيضاء يهدي بها للحقّ سائره

يا من مضى ولنا من بعد غرّته

بدرٌ بأفق الهدى قد شعّ زاهره

يزينه العلم والتقوى وقد وشجت

على علاه من التقوى أواخره

على السّمات ابتهالات التُّقى سَطَعَتْ

في وجه (منعم)(1) والنجوى

تساوره

ومن تواضع للرحمن يرفعه قدراً

ولا شكّ إنّ الله ناصره

تواضع وجلال الخلق زيّنها

علم وحلم بها تزهو مشاعره

أخي أبا صادق والخطب وحّدنا

فإنْ نبا قلمي هل أنت عاذره

رزء الأبوّة رزء قلّ عارفه

وللأخوَّة حقّ قَلَّ شاكره

سما بك الخلق العالي وكان على

أخلاقك الزهر روح فاح عاطره

فإن تنفّس روض عن كما مته

تنفّست عنك في الوادي أزاهره

يزينك الأدب السامي وكم خضعت

على يمينك من لطف مزابرهه.

ص: 289


1- يشير إلى نجله الأكبر الشيخ عبد المنعم ويمدحه.

هي الفضيلة والتقوى يزيّنها

علم من المصطفى الهادي مصادره

قالوامضى الحبر(عيسى) و (الحميد) معاً

فسائل العلم من لي قيل (طاهره)(1)

فتىً أقام على التقوى قواعده

وفي النهى والهدى طابت مآزره

ألقت على كفّه الأحكامُ مِقْوَدَها

وفي يراعته تزهو محابره

وفاخر العلماءَ الناسُ فيه وكم

لاحت من العلم والتقوى مفاخره

فصان مجداً تراث العلم أسّسه

وشاد بيتاً من التقوى مآثره

كأَنَّه وجلال العلم يغمره

صرح زَهَت بدراريه منائره

قصيدة الشيخ ضياء الدين أصغر أنجال الفقيد في رثاء والده

ألقاها في الحفل الذي أقيم بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته قدس سره

أتتك فقم حيِّ عرفانَها

وبارك على الحبِّ إِيمانها

وقم بالضيافة إنّ الوفود

قد انتَظَرَت منك إِحسانها

وَدَع قبرَك اليوم علَّ الزّمان

يزين بمرآك ميدانها

بنوك وهل عَرَفَتْ والداً

سواك يشيِّد بنيانها

مصابك ضَيَّع منها الحلوم

وأعدم في الخطب سلوانها

وأرعَبَ في الخفر المحصنات

وروَّع في المهد رضعانها

نواظر أظلم فيها الصباح

فقد فقدت فيك إنسانهام.

ص: 290


1- يذكر الشيخ عيسى ونجله الشيخ عبد الحميد رحمهما الله ويشيّد بذكر الشيخ محمّد طاهر ابن الشيخ عبد الحميد آل شبير وإنّه عميد هذا البيت ووارث أعلامهم.

وجاءتك تندب أشياخَها

فتلهب بالنوح شبّانها

نفوس تغوّل يوم الفراق

مناها وشوّش ألحانها

وأفئدةٌ حطّمتها المنون

وهَدَّت يد الحتف أركانها

هو الأربعون وهل نستطيع

لضربه يومك نسيانها

وروحك كالنور بين الجفون

تلألأ يكشف أوهانها

وذكرك كالنشر تحيي القلوب

عليها وتمسح أدرانها

تلوح فتنعش مرضى النفوس

وتنفح باللطف ظمآنها

وتبسم كالفجر بين الزهور

يداعب بالزهو نشوانها

أجل إِنّ آثارك الصالحات

ستبقى تخلّد سلطانها

وميمونة من زكيّ الأُصول

زرعت وهذّبت أغصانها

تلاحظها من رياض الخلود

فتنفح بالمجد خاقانها

أبي سدّ واديك سيل الجموع

تبثّ على الرمل أشجانها

ودارُك ماج بها الوافدون

وقد سَوّد الحزنُ جدرانها

أناخت بمغناك واستبدلت

شجوناً بقبرك أوطانها

فواسى بكَ البحر شطّ الفرات

وعزّى العراقيُّ إيرانها

وفي مقلة الفارسيِّ الغيور

دموعٌ يصوِّب غدرانها

يناجي بها العربيَّ الفصيح

فيمزج بالقلب هتّانها

أبي قد حدى الحزنُ هذي القلوب

إليك وهَيَّجَ نيرانها

ألوف من العارفين الصلاح

معاني تعبّد عنوانها

ص: 291

تنوح فيذبل خضر البقاع

شجاها ويرجف وديانها

تظنّ سنا الشمس دمعاً يفيض

على الأرض يصبغ غيطانها

وإنّ حرارتها في الفضاء

زفيراً يوضّع أحزانها

وها هي في الحفل فاض الشجون

فَفَجَّر بالدَّمع بركانها

أبي قد تفجّر نبع الشعور

قصائد نظّم أوزانها

وفاضت من الأدب العاطفيّ

منابع ترفد خزّانها

وباركت الشعر أُمّ الخيال

تقدّم بالسحر فرسانها

فقم وارع للنشر قسّ الفصيح

وفي حلبة الشعر حسّانها

فطاحل يبتذّ دون الكلام

كما ترسل السحب طوفانها

ينوحون للحقّ أن تستذلّ

قواه وتفقد أعوانها

تشيّع في كلِّ يوم فقيداً

تعزّي به الشهب كيوانها

وللعدل حين تذلّ الضعيف

يدٌ طَوَّلَ الظلمُ أردانها

وللشرع في أمّة مَزَّقَت

يمين الضلالةِ قرآنها

ويبكون للأُمم الراسفات

وقد شَتَّت الجهلُ سلطانها

سفائن تائهةٌ في المحيط

وقد حَيَّر الليل ربّانها

فيا أيّها العلماء الفحول

ومن عَظَّمَ المصطفى شانها

ويا أيُّها العلماء الكرام

ومن سطّر الوحيُ ديوانها

أقول الحقيقة إنّ الحياة

قَسَت يا مَحَى اللهُ عدوانها

وأعلم في كلِّ قلب تفور

عواطف فضّل كتمانها

ص: 292

وفي عين كلِّ أبيِّ الشعور

دموعٌ عن الذلِّ قد صانها

وإنّ الدماء التي في العروق

تكاد تقطّع أغضانها

تكاد من الضغط أن تستحيل

براكين تلهب نيرانها

وهذي العمامة تاج النبيِّ

تخطّ يد الحقِّ ميزانها

وكم أَخْضَعَتْ لهداها الملوك

وحَطَّت إلى الأرض تيجانها

فلا غرو أن نستذلّ النفوس

ونجعلها اليوم قربانها

أليس من الواجبات الجهاد

إذا استسهل الشرك نكرانها

لقد نشر الغرب أخلاقه

وحَبَّبَتْ الرومُ أديانها

وبِاسْمِ التحرّر قد وَسَّعَتْ

يد الفوضويّة ميدانها

تبثُّ عقاربَها في الصفوف

خداعاً وترسل ثعبانها

وتنفث في العرب من روحها

سموماً تعلقم أفنانها

وتستلّ من أنفس المسلمين

هداها وتنزع إيمانها

فحتّام تسخر منّا العداء

وتظهر في الدين أضغانها

وأنتم نيامٌ فلا ناهضُ

يثور ولا مصلحٌ شانها

لقد كنتمُ في طريق النهوض

منار العصور وفرسانها

ونومكم اليوم فيما نراه

من الضيم قصّر أردانها

تجاسرت عذراً أجل إنّها

عواطف فضّلت تبيانها

ليعلم أنّ نفوس الشباب

مناجم تنشر أفنانها

إذا أقسمت ببلوغ المرام

تثور فتصدُق أيمانها

ص: 293

فيامن رأينا مواساتهم

فم المجد ردّد شكرانها

ضمائر عاطرة العاطفات

شذىً حرس الله وجدانها

وأيدي تطوّقنا بالجزيل

من الفضل خلّد عرفانها

ألا قدَّسَ الله تلك النفوس

وعَطَّر بالفوز إِحسانها

وأَيّد بالمجد تلك البيوت

وشَيّد بالعزِّ بنيانها

لأن أظلمت بعد نور الفقيد

رؤانا فلطفكم زانها

أبيات نظمها الخطيب السيّد محمّد الشهرستاني وظمّنها التاريخ

يا من أصاب العلم في فقده

خطب كبت في وصفه الألسن

للشرع في يومك قلب ذوى

شجواً وغضّت الهدى أعين

والدين ينعاك وفي طرفه

دمعٌ وللدهر صدى محزن

وكيف لا يحزن تاريخه

(وقد قضى محسنه المحسن)

(1372 ه)

أعقب عدّة أنجال :

1 - آية الله الشيخ عبد المنعم (1327 ه- - 1405 ه) : كان عالماً فاضلاً ومجتهداً جليلاً وشاعراً نبيلاً ، أخذ المقدّمات من فضلاء عصره ولمّا أتمّ السطوح العالية حضر على الشيخ محمّد جواد البلاغي والسيّد أبو القاسم الخوئي حتّى بلغ مرتبة سامية من العلم وأجيز بالاجتهاد من الشيخ محمّد رضا آل ياسين طاب ثراه ثمّ انتقل إلى عبّادان واشتغل بالمهامّ الشرعيّة وإقامة

ص: 294

الجماعة وفصل الخصومات وترويج الدين ، انتقل خلال الحرب الإيرانية العراقية التي أضرم نارها طاغوت العراق البائد إلى قم المقدّسة وواصل نشاطه بها إلى أن توفّي سنة (1405 ه).

وخلفه : الشيخ محمّد دام توفيقه : وهو من فضلاء الحوزة العلمية بقم وقد ترجم عدداً من كتب الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري قدس سره إلى العربيّة.

2 - آية الله الشيخ سلمان (1332 - 1408 ه) : وهو عالم جليل ومجتهد فاضل ومن أساتذة الفقه والأصول والمنطق والبيان والكلام والأدب والشعر ..

قال الشيخ الخاقاني في نجفيّاته : ولد في سوق الشيوخ عام (1332 ه) ونشأ على أبيه فربّاه وعلّمه مبادئ العلوم.

أقول : الظاهر أنّ ولادته في المحمّرة؛ ذلك لأنّ والده هجر موطن آبائه وسكن المحمّرة منذ سنة (1311 ه) وهو في غضارة شبابه ولم يعد إلى سوق الشيوخ أبداً ، اللهمّ إلاّ لزيارة الأهل وصلة الأرحام أو غرض خاصٍّ ، فكيف يولد شيخنا في سوق الشيوخ؟!

قال : وهاجر إلى النجف عام (1345 ه) فاختلف على أخيه الشيخ عبد المنعم - عالم عبّادان اليوم - فقرأ عليه المنطق والمعاني والبيان وشيئاً من الأصول.

قلت : ورحم الله ذاك اليوم فقد أصبحنا في زمن نجوب البلدان العريضة والأقطار الواسعة وما من عالم ، وكان قد تنبّأ لذلك من قبل المرجع الدينيّ الألمعي السيّد أبو الحسن الأصفهاني طاب مثواه وقبل ثمانين سنة يوم

ص: 295

حظر على أهل العلم أن يشتغلوا بغير الفقه والأصول ومبادئ التفقّه في الدين؛ لئلاّ يشتغل أهل الفضل بالإغريقيّات والأرسطيّات فتحصل على إقبال عظيم ويُترك التفقّه في شريعة سيّد المرسلين محمّد وأهل بيته صلوات الله تعالى عليهم فتفقد بذلك العباد والبلاد عالمَها الدينيّ الذي يُفزَع إليه في المهمّات.

وأتذكّر كلمة المرجع الفقيه الراحل الشيخ محمّد طاهر الخاقاني التي ذكرها في رسالته الهدى المطبوعة سنة (1391 ه) حيث قال - هناك بمناسبة الكلام عن الخلاف الواقع بين المحدّثين والأصوليّين في تقليد الميّت ابتداءً منتصراً للأصوليّين - : لكن الناظر بعين التأمّل يتعيّن عليه الرجوع إلى الحيّ ؛ لقيام السيرة من عصر الأئمّة عليهم السلام إلى يومنا هذا ، حتّى ممّن يجوّز تقليد الميّت حيث لا يمنع أحد تقليد الأحياء ، ولو أنّ أحداً من العلماء اختار جواز التقليد للميّت ابتداءً في تلك العصور لما جاز في مثل هذا العصر الذي تقلّص فيه العلم وأوشك على الإضمحلال بعد ما كان في كلِّ بلد فضلاً عن القطر تضمّ المجتهدين ، وأصبح اليوم وقد تفقد الأقطار الواسعة المجتهد الواحد ، وأخذ الطالب الديني لتأمين معاشه يتزوّد بالوكالة من مرجع أو يضمّ إلى مهنة العلم الوعظَ والمنبر.

وإن بقيت الحالة على هذه الكيفيّة فسيموت العلم بموت حامليه كما قال عليه السلام : يموت العلم بموت حامليه.

على أنّ الناس يحتاجون إلى الفقيه الحيّ في غير الفتوى من القضاء وفي الأمور العامّة ..

ص: 296

إلى أن قال :

بل ربّما يأتي في النّظر أنّ وجوب طلب العلم والاجتهاد على أهل المكنة والقدرة في المادّة من الوجوب العينيّ؛ لما حلّ في العلم وأهله من الانهيار الفجائي ومن المؤسف جدّاً وقوع هذا الوضع وأسأله تعالى أن يغيّر الوضع إلى الأحسن ويظهر لنا وليّه عجّل الله فرجه(1) انتهى.

ولعلّه من المناسب أن نذكر هنا كلمة الشهيد الثاني طاب ثراه وتوجّعه - والشيء بالشيء يذكر - حيث قال :

والموجب لهذه الحيرة ونزول هذه البليّة إنّما هو تقاعدهم عن تحصيل الحقّ وفتور عزيمتهم وانحطاط نفوسهم عن الغيرة على صلاح الدين وتحصيل مدارك اليقين حتّى آلَ الحالُ إلى انتقاض هذا البناء وفساد هذه الطريقة السواء ، واندرست معالم هذا الشأن بين أهل الإيمان ، وقَلَّت أو عَدِمَت كتب الرّجال والحديث التي هي أصول الشريعة الغرّاء ، وشرط التوصّل إلى تلك المرتَبة الزّهراء حتّى أنّ الرّجل من فضلاء هذا العصر ربّما انقضى زمانه وفني عمره ومضى دهره وهو لم ينظر في كتاب من كتب الحديث مثل الكافي والتهذيب والفقيه وغيرها ، ولا سعى على تملّكه مع قدرته عليه ، ولا رآه ، بل كثيراً مّا يكون شيخه وشيخُ شيخه بهذه المثابة وعلى هذه الصفة .. د.

ص: 297


1- رسالة الهدى : هامش م 5 من باب التقليد.

إلى أن يقول :

فأين القلوبُ المستيقظة؟! وأين الألباب المتنبّهة؟ وأين النفوس المتوجّهة؟ وأين الهمم العالية؟

لتنوح على هذه البليّة ، وتكثر العويل على هذه الرزيّة التي لا يلحظها إلاّ المتّقون فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ومن هذا التقصير نشأ هذا القصور ، ومن هذه الغفلة حدث هذا الفتور ، واندرست معالم الشريعة في سائر الجهات ، وصارت الملّة المصطفويّة في حيِّز الشتات وصار الأمر كما تراه : يروي إنسان هذا الزّمان ما لا يدري معناه ، ولا يعرف مَن رواه على نفسه.

فليبك من ضاع عمره وليس له إلاّ النّدامة والحسرة ..

إلى أن يقول :

وإنّما أوجب التخلّف عنهم قصور الهمّة وعدم الدّيانة ، وأوجب هذه البلوى قلّة التقوى.

فكيف لا تتوجّه المؤاخذة ونستحقّ نزولَ البليّة ونستوجب بطلان العبادة؟ إن لم يتداركنا الله سبحانه بفضله ورحمته وجوده وكرمه.

وأعظم من هذا محنةً وأكبر مصيبة ، وأوجَبُ على مرتكبه إثماً ما يتداوله كثير من المتّسمين بالعلم من أهل بلاد العجم وما ناسبها من غيرهم في هذا الزّمان ؛ حيث يصرفون عمرهم ويقضون دهرهم على تحصيل علوم الحكمة كعلم المنطق والفلسفة وغيرهما ، ممّا يحرم لذاته أو لمنافاته

ص: 298

للواجب ، على وجه لو صرفوا جزءاً منه على تحصيل العلم الدينيّ - الذي يسألهم الله تعالى عنه يوم القيامة سؤالاً حثيثاً ويناقشهم على التفريط فيه نقاشاً عظيماً - لحصّلوا ما يجب عليهم من علم الدّين.

ثمّ هم مع ذلك يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ، بل يزعمون أنّ ما هم فيه أعظم فضيلة وأتمّ نفعاً.

وذلك عين الخذلان من الله سبحانه والبُعد عنه ، بل الإنسلاخ من الدين رأساً أن يُحيىَ من يزعم أنّه مِن أتباع سيّد المرسلين محمّد وآله الطاهرين دينَ أرسطو وَمَن شاكله من الحكماء ، ويُهمل الدّينَ الذي دان اللهُ به أهلَ الأرض والسماء ، نعوذ بالله من هذه الغفلة ونسأله العفو والرحمة.

فاستيقظوا أيّها الإخوانُ من رقدتكم ، وأفيقوا من سكرتكم ، وتلافوا تفريطكم في أيّام هذه المهلة قبل حلول المنيّة ونزول البليّة ... الخ(1) انتهى.

قال الخاقاني في حديثه عن الشيخ سلمان طاب ثراه : واختلف على بعض الأعلام فاقتبس منهم الأصول والفقه وتضلّع بهما وأحاط بكثير من الحقائق التي أهّلته لأن يحتلّ مقاماً عند أخدانه وأقرانه.

قلت : ومن هؤلاء الأعلام المحقّق الشيخ محمّد حسين الأصفهاني (1361 ه) والشيخ محمّد علي الكاظمي (1365 ه) رضوان الله تعالى عليهما0.

ص: 299


1- الرسائل للشهيد الثاني (رسالة في تقليد الميت) 2/48 - 50.

ولازم الأخير حتّى لفظ آخر أنفاسه الشريفة.

قال : واختصّ أخيراً بحلقة السيّد أبي القاسم الخوئي.

قلت : كان من شركاء بحثه في دورته الأولى والثانية والثالثة واختصّ به ولازمه وتخرّج عليه.

قال : وكان على صغره محترم الجانب مرموقاً بين شباب النّجف الرّوحي ، ولم يجهد على دراسة العلوم الدينيّة فحسب ، بل راح يقرأ الكثير من نتاج العصر الحديث ويمتزج بأفكار أعلام العصر ، وتنوّع في قراءاته من فلسفة واجتماع وأدب حيّ ، وهو في كلّ تطوّراته الفكريّة انطبع بطابع الدين فقد حافظ على سيرته المثلى وخُلقه الرّصين وشعوره النّقيِّ المعتدل دون أن يأخذ عليه أيّ خصم شيئاً ، وانبرى بمساجلة فريق من أبناء عمّه آل الصغير الذين عرفوا في وسطهم بالفضيلة والأدب فدارت بينهم كثيراً من القطع الفاخرة والمقاطيع الحيّة.

عرفته يوم أن جاء النّجف إلى أن فارقها مثالاً بارزاً للفضل والفضيلة ومعتدّاً بنفسه ضمن حدود الأدب والكرامة.

أحبّه الجميع ؛ لوداعته وفضله ، وأكبره البعيد والقريب؛ لاعتناقه الخلق الدمث الذي عرف به ، وقد تجمّعت فيه عناصر الحياة من نُبل وعفّة وذكاء وأدب جمّ ، واحتفظ بكثير من الغرائز العالية من عقل وحسن إدارة ومجاملة كانت تستولي على كلّ مَن يقابله ويلقاه.

وكان يميل إلى العُزلة والابتعاد عن الناس في أكثر الأوقات ، ولعلّ ذلك

ص: 300

كان باعثه الانكباب على التحصيل.

وأُسرته من خاقان تقطن گرمة بني سعيد في قرية تسمّى (البثق) من ملحقات قضاء سوق الشيوخ ، وسبب هجرة والده التي بدأت على ما أتصوّر عام (1313 ه) كانت بدافع الإرشاد في تلك الرّبوع ولعلاقات نَسَبيّة تربطه مع رهط من قومه هناك.

أقول : قد عرفت في ترجمتنا لوالده أن هجرته إلى المحمّرة كانت سنة (1311 ه) شوقاً لطلب العلم واكتساب الفضيلة وكانت المحمّرة رحلة لطلب العلم يومذاك لما فيها من وفرة أهل العلم وتشجيع الأمراء لهم واحترامهم وخدمتهم وحفظ جانبهم ولا ننسى أنّ زعيم المحمّرة آنذاك (وهي النجف الصغيرة) هو الشيخ عيسى الخاقاني ، وكان من أفاضل تلامذة رئيس الشيعة في وقته الشيخ محمّد حسين الكاظمي (1308 ه) والميرزا حبيب الله الرّشتي (1312 ه) وتربطهما زيادة على ذلك أواصر المحبّة والرّحم الماسّة.

قال : وقد احتلّ - والكلام عن الشيخ عبد المحسن - مقاماً دينيّاً كبيراً وزعامة كبرى على أثر اتّصاله بالشيخ عيسى آل شبير الذي تربّع على دست زعامة المحدّثين هناك ، فقد نصّ عليه بالزّعامة من بعده(1).

قلت : يظهر من بعض المصادر أنّ الشيخ عبد المحسن كان يوافق المحدّثين في كلّ ما يتبنّونه من أسس وقواعد يختلفون فيه مع الأصوليّين إلاّ9.

ص: 301


1- شعراء الغريّ 4/168 - 169.

في حجيّة ظواهر القرآن الكريم؛ فإنّه يقول بحجّيتها مطلقاً كالأصوليّين.

وكيف كان : فقد عاد الشيخ سلمان قدس سره إلى المحمّرة بعد وفاة والده وحصل على إقبال جماهيريّ ؛ لما يتمتّع به من خلق عال ونبل وكرامة وتواضع وأدب جمٍّ ، إلى جانب عظيم من الورع والدين والصلاح وخوف الآخرة ، هذا مع مواصلته لحياته العمليّة وجهاده العقائديّ ودفاعه وذبّه عن الطائفة الإماميّة بيده ولسانه.

ومن آثاره :

1 - ديوان شعر.

2 - بين الحقِّ والباطل في ردِّ الجبهان.

3 - مع الحفناوي.

4 - هذه هي الوهابيّة.

5 - مع الخطوط العريضة.

6 - طريق المعرفة.

7 - في نادي آل الخاقاني.

8 - الشيعة والسنّة في الميزان.

9 - رسائل الحاج.

10 - رسائل شهرزاد.

11 - وله كتابات في الفقه والأصول منها :

ص: 302

- ما قرّره من مشايخه في النّجف :

ألف - تقرير دروس السيّد الخوئي فقهاً وأصولاً.

ب - تقرير بحوث الشيخ محمّد عليّ الكاظمي.

ولم يطبع لحدّ الآن شيء من كتاباته الفقهيّة والأصوليّة ولعلّها راحت طعمة نار الحرب التي لم تبق ولم تذر ، والله العالم.

أولاده :

ألف - الشيخ محمّد دام عزّه قام مقام والده في النجف وديوانه معمور.

ب - مهدي.

ج - هادي.

توفّي رحمه الله في قم سنة (1408 ه) وأقبر فيها.

نماذج من شعره :

ومن شعره قوله في ذكرى مولد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)

ليلة شعّ على الكون سناءا

إذ بها نور من الله تراءى

ليلة أنوارها قد سطعت

فأعادت ظلمة اللَّيل ضياءا

ليلة ما خلق الله لها

من قديم الدهر حقاً نظراءا

ليلة قامت بها آمنةٌ

عن وليد ملأ الكونَ بهاءا

يا لها من ليلة شعّ بها

كوكب الهادي ضياءاً وسناءا

يا لها من ليلة في فجرها

سجّل الله على الخلق الولاءا

ولدت أحمدَ فيها آمنٌ

مظهر القدس علوّاً وارتقاءا

ص: 303

ولدت آمنة خيرَ الورى

من به فاخرت الأرضُ السَّماءا

أحمد المختار قد جاء ومَن

ملأ الكونَ وداداً وإخاءا

طلعت من كلِّ أُفق شمسه

تكسف الشمس وتعلوها سناءا

هو نور الله في الأرض التي

هي لولا نوره كانت هباءا

فإلى آمنة البشرى فقد

أحرزت فيه فخاراً وعلاءا

ولدت أحسن من يمشي على

هذه الأرض ومن بالعزِّ جاءا

ملء برديه عفاف وهنا

ملأ الكون عفافا وحياءا

عملت راحته كفّ الحيا

فاستعارت بعضها العرب سخاءا

أينما سار سرى نور الهدى

والهدى يتبع في السير ذكاءا

فكأنّ الأرض أنواراً ترى

إذ به أنوار (طه) تتراءى

وكأنّ الدهر أضحى روضة

تملأ الكون نضاراً ورواءا

كم له من آية ناطقة

تسمع الصمّ إلى الحقِّ نداءا

يا ظلام الدهر بعداً إنّها

ليلة تمحو عن الكون البغاءا

وجيوش الشرك يكفيك بها

جحفل الدين وقد سدَّ الفضاءا

ولواء العدل بشراك فقد

نشر الرحمن للنصر لواءا

قل لأحجار تولّى نجمها

ولأعراب أطاعتها غباءا

ولد الحقّ فخرّي سجّداً

واعقدي أيّتها العرب اللواءا

جاءك الحقّ فهبّي طاعة

تبلغي فيها إلى الأوج علاءا

آمني في مأمن الرسل ولا

تركبي الغيّ عناداً ومراءا

ص: 304

حسبك ما وأدت كفّاك من

أبرياء ملئوا منها الثراءا

حسبك ما فعل الجهل فقد

بلغ السيل إلى الجهل الزباءا

فتناسي كلّما كان ولا

تلبسي الحقّ من الحقِّ غطاءا

وانصري شرعة (طه) إنّها

شرعة تغنيك نجداً أو ثراءا

حرّري الكون من الظلم ولا

تتركي في الأرض طرّاً جهلاءا

أنت في ذمّة طه فاصدعي

ثمّ لا تخشي من الدهر اعتداءا

وأعيدي نار ساسان على

قومها الفرس بكاءاً وعزاءا

واخبريهم أنّ هذي مكّة

كعبة الرشد فحجّوا سعداءا

وجّهوا نحو هداها أوجهاً

تستمدّ الحقّ صبحاً ومساءا

واسمعوا هاتفها : حيّ على

دعوة الحقِّ فرادى وثناءا

هذه شرعة طه فاعرفوا

شرعة الله ولبّوها سواءا

والبسي تاجاً لكسرى واسكني

قصره الشامخ في الكون بناءا

واقطعي الهند إلى الصين ولا

ترهبي الدهر ولا تخشي عداءا

ثمّ عودي نحو (روما) وانظري

ساسة للظلم أضحت أُمراءا

وانظري (قيصر) في إقباله

تخذ الخلق عبيداً وإماءا

هو في غمرة ملك سابح

لابس من نشوة الملك رداءا

عرّفيه سطوة الحقِّ التي

هي لولا (أحمد) كانت خفاءا

حاربيه حاربي سلطانه

واتركي سلطانه الحمر هباءا

علّميهم كيف تعلو عصبة

تخذت من كلمة العدل لواءا

ص: 305

وإلى الأحباش قودي جحفلاً

حفّه النصر أماماً ووراءا

ذكّريهم وقعة الفيل وما

ذاقه الجيش من الحتف جلاءا

ذكّري (أبرهة) ما فعلت

ليلة الميلاد فيه مذ تراءى

مذ أتى مكّة يحذو جيشه

والمنايا نحوها تزجي الحداءا

قاد أفيالاً وجيشاً نحوها

وأتى يسرع في السير عناءا

يا أبا القاسم هذي ليلة

شعّ فيها الكون نوراً واستضاءا

هي لولا نورك الزاهي لما

أكسبت أنوارها الكون بهاءا

وله وعنوانها (ساعة البين) قوله :

أتراني وقد عزمت الرحيلا

ونويت البعاد دهراً طويلا

عارفاً غير مدمعي من خدين

فيه أسلو وغير وجدي خليلا

لا وربّي لم أرتض غير دمعي

يوم حمّ النوى سواك بديلا

إن في القلب لو علمت أواراً

ترك الصبُّ في لظاه قتيلا

أجَّجت ناره وأذكت لظاء

ساعة قد عزمت فيه الرحيلا

ساعة البين لابدا لك صبح

ودجاك الظلام دهراً طويلا

أنت أجّجت في فؤادي ناراً

وعن القلب حرّها لن يزولا

ربّ رُحماك فالقلوب ضعاف

وأرى البين كان حملاً ثقيلا

إنّ يوم الفراق يومٌ عظيم

ترك القلب بعد عزٍّ ذليلا

تركته الخطوب - إلاّ بقايا -

عرضاً زائلاً وجسماً نحيلا

ص: 306

فتذكّر إذا نأيت محبّاً

ليس يختار عن ولاك بديلا

لست والله شاعراً أنظر الشع-

-ر وأروي مقاطعاً وفصولا

غير أنّ الخطوب يوم نواكم

جرّدت صارماً وسيفاً صقيلا

قَطَّعَتْ قلبي الخطوب فهذي

قِطَعُ القلبِ جئت فيه دليلا

وله وعنوانها - (إله الحبِّ ونبيّ الجمال) - قوله :

أنا في الحبِّ قد خلقت نبيّاً

مرسلاً صرت عن جمال المحيّا

آيتي الدمع في جفوني وقفاً

كلّما لاح للعيون مضيّا

ولي القلب خاشعاً وفؤادٌ

يرتجي الوصل بكرة وعشيّا

يا إله الجمال قلبي شجيٌّ

يحسب الرشد في فراقك غيّا

إن لي فيك أدمعاً مرسلات

وفؤاد مضنى وقلباً شجيّا

فلماذا هجرت منّي صبّاً

خاضعاً يعبد الجمال البهيّا

أترى الحبّ حاكماً مستبدّاً

لم يراع من الحقيقة شيّا

حاكم جار واستبدّ برأي

ترك الصبَّ في البعاد شقيّا

يا إله الجمال رفقاً فإنّي

عدت في الحبِّ من هواك نبيّا

قد قرأت الجمال سفراً فسفراً

ودرست الغرام نشراً وطيّا

وركبت الزمان اقتطف المج-

-د وأرعى جماله اليوسفيّا

كم يعفرّني اكتساب المعالي

خدّ خود ولا ارتشاف حميّا

صفحة الكتب يا هديت جمالي

لم يرق غير حسنها ناظرَيّا

نغمة العود لم ترق لي ولكن

مزبري راح يبعث الميِّت حيّا

ص: 307

لست من نسل والدي إذا لم

أرتق في العلى مكاناً عليّا(1)

بقيّة أنجال الشيخ عبد المحسن الخاقاني :

3 - الشيخ جاسم 4 - الشيخ عبد الرسول 5 - الشيخ ضياء الدين وهو أحد رجال الأدب والشعر والسياسة ولد سنة (1340 ه- -؟) ، أخذ الآليّات من بعض الأساتذة في النجف ، ثمّ دخل كلّيّة الفقه وتخرّج منها عام (1964م) ، كان عضواً في الرابطة الأدبيّة وفي غيرها من الجمعيّات الثقافيّة ، نشر العديد من نتاجاته الأدبيّة وعمل حيناً مدرّساً للّغة العربيّة في خرمشهر وغيرها ، عنى بالقضيّة السياسيّة للمنطقة العربيّة في إيران في أيّام الشاه وما بعدها هو ومجموعة من الأدباء والسياسيّين، ومازال يقيم في البصرة ويتردد على النجف.

مرّت له قصيدة في اربعينيّة والده الشيخ عبد المحسن.

ومن شعره أيضاً قصيدة أنشأها في رثاء الشيخ محمّد عليّ اليعقوبي رحمه الله.

يا فجر أيّامنا الأولى

للشعر للمنبر المفجوع للنجف

بكتك دنياك يا إشراقة السلف

يا لوحة الذكريات المشرقات على

هذي الدّنا بزكيٍّ غير مقتطف

يا فجر أيّامنا الأولى وقد شرقت

بالوحي يجمع أشتاتاً من التحف

يا كوكب السامر المتعوب يحشده

نوراً ويمطر هذا الكون بالطرف6.

ص: 308


1- شعراء الغري 4/173 - 176.

رحماك بالليلة الظلماء ما احتضنت

من بعد عينيك إلاّ وحشة التلف

إلى أن يقول :

لأن بكتك المعاني فهي ثاكلة

وإن نعتك القوافي فهي في لهف

والشاعرات من الأطياف أرجفها

صوت الوداع بذنب غير مقترف

لم يبكها الموت لولا أن مجتمعاً

ذوى وغيّب نجم بالشروق حفي

فلح كما كنت ناراً في الطريق لمن

شقّ الظّلام ومصباحاً لمعتكف

وسر إلى جنب هذا الركب أغنيّة

لشاعر وشذى في خاطر دنف

فكم أطلّ من التاريخ معترك

يبني وأشرق وجه في التراب خفي(1)

6 - الشيخ عبد الصمد 7 - عبد المنتظر ، وله ولد فاضل مجدّ في التحصيل مواظب على الحضور عند المشايخ مكبّ على بحث شيخنا الوحيد الخراساني دام ظلّه ، مشتغل بتدريس السطوح العالية زيادة على اهتمامه بترويج الشرع المقدّس وإحياء المناسبات الدينيّة والشعائر الحسينيّة في المحمّرة ، وهو الشيخ عبد الأمير الخاقاني قام مقام عمّه الشيخ سلمان في قم والمحمّرة ، وهو اليوم عميد هذه الأسرة هناك زاد الله جلّ جلاله في توفيقاته(2).1.

ص: 309


1- موسوعة النجف الأشرف 22/57.
2- انظر : ترجمة الشيخ عبد المحسن وأولاده في المصادر التالية : دموع الوفاء للسيّد موسى بهيّة ، الذريعة 7 / 284 ، معجم المطبوعات النجفيّة : 161 ، معارف الرجال : 2/270 ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف : 471 - 474 ، شعراء الغريّ 4/168 ، شخصيّت شيخ أنصاري : 275 ، كتابهاي چاپي عربي : 341.

صورة

ص: 310

الأسرة السادسة من آل الخاقاني

* أسرة آية الله الشيخ شبير ابن الشيخ ذياب ابن الشيخ محمّد بن حرب بن سحاب بن وندي بن طعان بن حاتم بن سواد بن جابر المعروف بجويبر - وإليه ينتهي آل جويبر - بن وائل بن أحمد بن حميد ابن عمران بن راشد - الملقّب بخاقان العرب - الخاقاني الحميريّ :

من الأسر العلمية العربية العريقة في المجد السابقة في العلم والفضل ، وقد نبغ منها رجال تقدّموا على أقرانهم في العلم والفضيلة ومكارم الأخلاق والكمالات النفسيّة ، قديموا الهجرة إلى المحمّرة ، ولهم أيادي مشكورة في تلك البقاع وخدمات جليلة منذ أكثر من قرنين.

وتتفرّع هذه الأسرة إلى غصنين :

آل الصغير ، وآل الشيخ شبير ، وإن كان الغصن الأوّل من الثاني.

ونبدأ بذكر جدّ الأسرتين :

* آية الله الشيخ ذياب ابن الشيخ محمّد الخاقاني (القرن 12ه) :

قال الأميني في معجم رجال الفكر والأدب :

«وكان من الفقهاء الأصوليّين والعلماء المجتهدين ، وأحسب أنّه أوّل من هاجر من هذه الأسرة العريقة إلى النجف الأشرف بقصد العلم ، فدرس على أساتذتها وتخرّج على علمائها ، وتصدّى للتقليد والفتيا في القرن الثاني

ص: 311

عشر الهجري ، له رسالة علميّة ورسالة في الكلام»(1).

وقبره في مدينة العمارة كان يعرف باسم القبيبات يضمّ جثمانه إلى جانب ضريح الشيخ موسى البحراني أحد أعلام المنطقة آنذاك.

قلت : وقد مرّت الإشارة إليه وإنّه هاجر في أوّل أمره إلى الكاظميّة بصحبة أخيه الشيخ سلمان وجدّا في تحصيل العلم فيها حتّى أصبحا من الفضلاء المبرّزين هناك غير أنّ المنيّة اخترمت أخاه الشيخ سلمان في غير أوان.

خلّف عدّة أولاد أبرزهم :

* الشيخ شبّر ابن الشيخ ذياب ، وكان عالماً فاضلاً ، وله من الأولاد : الشيخ لفته والشيخ عليّ والشيخ نعمة ولهم عقب في الناصرية من أهل العلم ، ولم نحصل على ترجمة لهم في المصادر.

* آية الله الشيخ شبير ابن الشيخ ذياب : كان زعيماً دينيّاً في خوزستان وله إجازات في مجهول المالك لبعض المؤمنين وقد عثر عليها في بعض الصكوك القديمة عند الحاجّ إبراهيم الحمزة من أهالي كوت الشيخ في المحمّرة(2). ى.

ص: 312


1- معجم رجال الفكر والأدب 2/467.
2- ومن هنا يظهر أنّ هجرة هذه الأسرة إلى هذه البلاد قديمة جدّاً ، واستقرار الشيخ حبيب ابن الشيخ حسن ابن الشيخ شبير فيها كان مسبقاً بحضور جدّه رحمهم الله تعالى.

قال الأميني : من كبار المجتهدين الأفاضل والأعلام الفقهاء المحقّقين ومن المعاصرين للسيّد محمّد مهدي بحر العلوم المتوفّى (1212 ه) ، والشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء المتوفّى (1228 ه) ، استقلّ بالفتيا والتقليد والتدريس وأصبح من مراجع التقليد.

وهو جدّ أسرة آل شبير القاطنة في (خرّمشهر) المحمّرة.

وللشيخ هاشم ابن إسماعيل بن حردان الكعبي شاعر أهل البيت الشهير معه مواصلات ومراسلات ، وربما يظهر منها أنّه كان يرجع إليه بعد الشيخ حسين آل عصفور البحراني (1216 ه).

له : رسالة عمليّة ، الرسائل الخاقانيّة ، رسالة في الإمامة ، رسالة في علم الكلام ، لسان التنّين في أجوبة حفيد زين الدين ، مسائل البحرين ، مسائل الفلاحية(1).

قلت : ولم تذكر لنا المصادر شيئاً عن تاريخ ولادته ووفاته والظاهر أنّه ولد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ، ووفاته حدود (1240 ه) ، ودفن بالكاظميّة.

وعقبه من الأولاد :

* 1 - الشيخ حسين وهو جدّ أسرة آل الصغير الخاقاني في النجف وكان عالماً فاضلاً جليلاً. 8.

ص: 313


1- معجم رجال الفكر والأدب 2/468.

أعقب ولداً واحداً وهو الشيخ عليّ الملقّب بالصغير لقصر قامته.

خلَّف الشيخ عليّ عدّة أولاد وهم : الشيخ هاشم والشيخ حسن والشيخ حسين والشيخ عبد الله والشيخ هادي.

وعقب الشيخ هاشم من ولده الشيخ إسماعيل.

وعقب الشيخ حسن من ولديه : الشيخ جابر والشيخ محمّد ، وللشيخ محمّد ولد فاضل أديب شاعر بارع هو الشيخ حسين (1327 1401 ه).

كما ان عقب الشيخ هادي من ولده الشيخ محمّد.

ومن هذه الأسرة العالم الفاضل الشيخ نعمة ابن الشيخ ياسين ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ هادي.

وأمّا الشيخ حسين ابن الشيخ عليّ الصغير ابن الشيخ حسين فعقبه من الأولاد : الشيخ علي والشيخ عبد الزهراء والشيخ عبد الحميد والشيخ أحمد.

* الشيخ عبد الحميد الصغير (1337 - 1419 ه) : أحد أعلام النجف وأدبائها الفضلاء ، ولد في النجف وبها أخذ عن جملة من علمائها كوالده والشيخ محمّد طاهر آل الشيخ راضي والشيخ مهدي الظالمي والشيخ محمّد طاهر الخاقاني والسيّد باقر الشخص ، وتخرّج في البحوث العليا على العَلَمين الجليلين الإمامين السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي.

كان شاعراً أديباً فاضلاً ، وبيته مجلس علمي أدبي يطرقه أهل الفضل والأدب ، وكان مشاركاً في الحياة الثقافية والشعريّة في النجف الأشرف ، وقد تخرّج على يديه علماً وأدباً بعض الفضلاء.

ص: 314

أقعده المرض لمدّة لا تقلّ عن عشرين عاماً ، ولم ينقطع عنه أصدقاؤه ومعارفه الأدباء والشعراء وغيرهم ، ومن هنا فإنّه كان لا يشعر بالعزلة من هذه الناحية إلى أن وافته المنيّة سنة (1419 ه) ودفن في النجف الأشرف.

له آثار علميّة هي تقريرات ودروس بعض أساتذته وله ديوان شعر لايزال مخطوطاً(1).

خلّف ولده الشيخ صادق الصغير.

* الشيخ عبد الزهراء الصغير (1350 - 1409 ه) : أحد أعلام أسرته الكريمة آل الصغير وأديب من أدباء عصره الفضلاء.

ولد في النجف الأشرف وأخذ معارفه الشرعيّة والأدبيّة عن أبيه وعن أخيه الشيخ عليّ والشيخ عبد المنعم الخاقاني والشيخ محمّد طاهر الخاقاني والشيخ إبراهيم الكرباسي.

كان شاعراً أديباً له حضور بارز في أندية النجف الأدبيّة ومواسمها الثقافيّة فقد اشترك في مهرجاناتها الشعريّة ، كما نشر بعض ما كتبه من شعر ومقالات في الصحافة.

ومن آثاره العلميّة والأدبيّة:

- المبدأ والمعاد في معرض الرأي.

- الحمزة فتى عبد المطّلب. 7.

ص: 315


1- موسوعة النجف الأشرف 21/317.

- أكاذيب وخرافات في الكتب.

- إيليا أبو ماضي في طلاسمه.

- البهائية والبابيّة تجسّس لا عقيدة.

- أدب المجالس.

- الشبيبي في حاضره وماضيه.

- في وادي الشعراء.

- آلام وآمال (ديوان شعره).

توفّي في النجف بعد أن أقعده المرض مدّة حياته الأخيرة وذلك في سنة (1409 ه) وأقبر فيها(1).

* الشيخ أحمد الصغير (1350 1404 ه) : من أعلام هذه الأسرة الشريفة وأحد أدباء النجف الأفاضل.

ولد في النجف وأخذ الأوّليّات عن والده وجماعة من أعلام عصره ، وكان كسائر أفراد أسرته عضواً في جمعيّة الرّابطة الأدبيّة ، وقد نشر بعض نتاجاته الشعريّة في الصحافة ، كما كانت له مشاركات في بعض المناسبات الأدبيّة.

توفّي في النجف الأشرف سنة (1404 ه)(2).

وأشهر رجال هذه الأسرة : 3.

ص: 316


1- موسوعة النجف الأشرف 21/180.
2- نفس المصدر 21/63.

الشيخ عليّ الصغير ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عليّ ابن الشيخ حسين ابن الشيخ شبير الخاقاني (1333 ه- - 1395 ه).

وقد أنجبت أسرة آل الصغير علماء فضلاء أدباء ولا تزال مدّ الله جلّ جلاله في توفيقاتهم.

والشيخ علي هذا عالم فاضل كامل وأديب بارع ويعدّ في طليعة شعراء النجف الأشرف وعلمائها.

انتقل إلى النجف بصحبة والده الشيخ حسين فقرأ علوم الإسلام والأدب على جملة من أعلامها كالشيخ مهدي الظالمي والشيخ محمّد ظاهر الخاقاني والسيّد باقر الشخص والشيخ محمّد علي الكاظمي والشيخ عبد الرسول الجواهري والسيّد محسن الحكيم والسيّد الخوئي والسيّد حسين الحمّامي والشيخ خضر الدجيلي حتّى برز من بين أقرانه علماً فاضلاً وتخرّج على يديه جملة من أهل العلم والأدب.

أوفده السيّد الحكيم إلى بغداد برغبة كثير من رجالاتها فانتقل إليها كمرشد وعالم وموجّه ، وتوافدت عليه طبقات الناس وأحبّته لورعه وصلاحه ، توفّي سنة (1395 ه) ببغداد ونقل إلى النجف وأقبر فيها.

له : محاضرات في الفقه الجعفريّ ، تفسير سورة الفرقان ، تفسير سورة المؤمنون ، تفسير سورة النور .. ، عليّ وأهل البيت في القرآن ، تحقيق ديوان الشبيبي ، الأنعام ، وديوان شعر.

وأنجاله :

ص: 317

1 - الدكتور محمّد حسين ولد سنة (1358 ه) : عالم أديب وشاعر لبيب كثير الجدّ والاجتهاد ، قال الشعر ونبغ في جميع أبوابه ، وزاول نشاطات اجتماعيّة واتّجاهات إسلاميّة سياسيّة ، أخذ عن أبيه والشيخ هادي القرشي وجماعة من علماء النجف وفضلائها ، ثمّ واصل دراسته الأكاديميّة فتخرّج من كلّيّة أصول الدين عام (1388 ه) ، وحصل على الماجستير من كلّيّة الآداب في بغداد سنة (1395 ه) عن بحثه (الصورة الأدبيّة في العصر الأموي) ، ثمّ سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة كلّيّة الآداب عام (1399 ه).

وله مصنّفات عديدة منها : المستشرقون والدراسات القرآنيّة ، تاريخ القرآن ، المبادىء العامّة لتفسير القرآن الكريم ، الشيوعيّة مبدأ هدّام ، ديوان شعر ، الصورة الفنّيّة في المثل القرآني ، علم المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي ، أصول أصول البيان العربي في رثاء الحمّامي ، إنسانيّة الدعوة الإسلاميّة ، فلسطين في الشعر النجفي المعاصر .. إلى غير ذلك.

2 - والشيخ محمّد رضا.

3 - والشيخ جلال الدين علي الصغير ولد (1377 ه) : أديب جليل وكاتب جيّد البيان والأسلوب كثير الكتابة والتأليف عالي الهمّة(1). ضي

ص: 318


1- للمزيد من تفاصيل تراجم أعلام آل الصغير ينظر : معجم المؤلّفين العراقيّين 3/152 و 2/274 و 424 ، معجم رجال الفكر والأدب 2/725 و 726 و 727 و 728 ، ماضي النجف 2/414 و 415 و 416 ، شعراء الغري 3/257 و 5/346 و 413 و 6/467 ، تاريخ الأسر الخاقانيّة : 31 و 36.

ومن روائع شعر الولاء غديريّة

الشيخ عليّ الصغير رحمه الله (1395ه)

ولاكَ منَ اللهِ إيمانها

ونهجكَ للحقِّ قرآنها

وحبّكَ فرضٌ بهذي الرقاب

وإنْ يأبَ ذلكَ طغيانها

وآيُ المودَّة تنزيلها

بحبّكَ صرَّحَ تبيانها

وأنتَ منَ الذّكرِ أُمُّ الكتابِ

ومنْ (سورةِ الدَّهرِ) إِنسانها

فإِنْ جهلتكَ نفوسُ الطَّغامِ

فإنَّك في النَّفسِ عرفانها

وإِنَّكَ منَ أَنفسِ المؤمنينَ

هداهَا اليقينُ وإيمانُها

وإنَّكَ ميزانُ أَعمالهَا

إِذا خَفَّ في الحشرِ ميزانهَا

فدعْ أُمَّةً حِزبهَا الظَّالمونَ

لَنا شأنُنَا ولهَا شانهَا

فأَنتَ بحقٍّ وصيُّ النَّبيِّ

وصرّحَ في ذاكَ فرقانهَا

علمتُ بأَنَّ ولاكَ السَّفينُ

وحُبُّكَ في الحشرِ ربّانهَا

وقلت هوَ البحرُ طامي العبابِ

إذا فاضَ في البعثِ طوفانهَا

فقلتُ لنفسي هنا مرفأٌ

وهذي النَّجاةُ وشطآنهَا

وهذي السَّفينةُ آل النَّبيِّ

ستنجيكَ إن هاجَ طغيانها

فسرتُ على اسمك نحو الرَّشاد

إذا ضلَّ في الغيِّ حيرانها

وهلّلت باسمك حيثُ الصَّلاة

ولاك ... وإنَّكَ أَركانهَا

ص: 319

وبالرَّغمِ أَنتَ فصولُ الأذانِ

وإنْ أرغمتْ فيكَ آذانها

ووجهك قبلة أَهل الولاء

وإن يأب ذلك عدوانها

فإن كَفَرَتْ أُمّة في ولاك

فقدماً تمركز كفرانها

فقد عبدوا الشرك طاغوتهم

إلهاً ومن قبل أوثانها

وقد نسبوا الهجر للمصطفى

وذاك على الله بهتانها

هدى المتّقين وللعاطفات

خضوع ببابك أوزانها

وهل يستطيع بأن يرتقي

لمعناك في الشعر شيطانها

ولكنَّها ثورة في الفؤاد

وزمجرةٌ ثارَ بركانها

حببتك في المهد عند الرِّضاع

فتغذو ولاءك ألبانها

وغنَّيتُ باسمك عند الشباب

فمن لحن قدسك أَلحانها

ونظّمت حبِّي أُغرودةً

فهذا فؤادي ديوانها

وناجيتُ حبَّكَ من فرحتي

فزالت من النَّفس أَحزانها

وناديتُ صحبي هنا السَّلسبيل

هنا العاطفات وميدانها

هنا كوثر الخلد فلتستقي

ليرو بذلك ظمآنها

فجاءتك باسم شباب الولاء

تحيِّيكَ في الحبِّ شبانها

فنظّمتُ قلبي في باقة

منَ الحبِّ تهتزُّ أَغصانها

وقلتُ هو العيدُ (عيدُ الغدير)

وخيرُ الهديَّةِ أَثمانها

فقدَّمتُ قلبي قربانه

وحبّكَ للنّفسِ قربانها

على قدس مجدك تهفو السنين

وتعشق ذكرك أزمانها

ص: 320

وفي الذرّ والكون في ظلمة

تجلَّيت فازدان كيوانها

وَلُحْتُ على العين فاستبشَرَتْ

بك العينُ إذ أنت إنسانها

وطفت على الروح فاستنشقت

ولاك وإنّك سلطانها

فمن لطف معناك أشواقُها

ومن قدس ذاتك إيمانها

فلولاك حارَبَها كفرُها

عن الحقِّ غيّاً وطغيانها

فأنت إلى الله عنوانها

وأنت على الحقِّ برهانها

ومذ لُحْتَ في الكون فاستبشَرَتْ

سهول البطاح وكثبانها

فقد كنت في العرش نوراً لها

وأمناً به سار ركبانها

تدرَّجْتَ من عالم مشرق

ذكا لم تُدَنِّسْكَ أدرانها

ولولا وجودك في آدم

فطينته ساء جثمانها

فقد كنتَ من روحه توبة

فأنت من الله غفرانها

وُلِدْتَ بمكّةَ في بيته

فخَرَّتْ لذلك أوثانها

ونلت الشهادة في مسجد

وخانك في ذاك شيطانها

ومُتَّ وفي شفتيك الصلاة

ليرضى بذلك ديَّانها

ولم تك تشغل عن فرضها

إذا أسعَرَ الحربَ فرسانها

وكم لك في الحرب تكبيرة

كأنّ المحاريب ميدانها

نديمك فيها إله السماء

إذا أشغل القوم ندمانها

كلا مسجديك وسوح الجهاد

لصدق العبادة برهانها

حياتُك سِفْرٌ إلى العارفين

يخلّد بالنور عنوانها

ص: 321

وذاتك في كتب المرسلين

يضيق عن العقل تبيانها

فعن وصفها ضلّ أحبارها

وفي فهمها حار رهبانها

فَخَبَّرَ إنجيلها عن عُلاك

وبَشَّرَ في ذاك فرقانها

فهل أنت معجزة المرسلين

وهل أنت في الأمر ثعبانها؟

وهل أنت من سرّهم آية

إذا اتَّضَحَت زاد كتمانها؟

* 2 - الشيخ حسن وهو الولد الأكبر للشيخ شبير الخاقاني : تربّى في أحضان والده ونشأ على حبّ العلم والفضيلة.

أعقب ثلاثة أولاد كلّهم علماء فحول أتقياء :

أوّلهم : آية الله الشيخ محمّد طاهر الخاقاني نزيل شيراز الملقّب بحجّة الملك والمعروف ب- محمّد طاهر عرب ، ولد رحمه الله في سوق الشيوخ سنة (1239 ه) وشبّ على حبّ العلم والفضيلة ، خرج إلى النجف الأشرف معتكفاً على طلب العلم ملازماً لبحوث شيوخها فحضر على الفقيه العملاق الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر (1266 ه) والفقيه الأكبر الشيخ محسن خنفر (1271 ه) ولازمهما حتّى لفظا آخر أنفاسهما الشريفة وجدّ واجتهد حتّى نال مناله وحصل على مبتغاه وفاز بالمراد وبلغ رتبة الاجتهاد ، فاستقلّ بالبحث والتأليف والتدريس ومذاكرة العلم وهو إذ ذاك في النجف ، وكان عالماً فقيهاً أصوليّاً حكيماً فيلسوفاً متكلّماً أديباً مشاركاً في العلوم جامعاً للمعقول والمنقول حاوياً للفروع والأصول ، ألمعيّاً فطناً ذكيّاً نابهاً مترسّلاً في

ص: 322

حلّ الغوامض ناقداً بصيراً متتبّعاً مطّلعاً ، خبيراً بكلمات السابقين ، وهو أمر مشهود لا يحتاج إلى بيان بعد العيان ومراجعة مصنّفاته المطبوعة فضلاً عن المخطوطة ، وكان نقّاداً لآراء وأنظار معاصره الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري طاب ثراه (1281 ه) الذي يعتبر القمّة في الفقه والأصول المتأخّر ، بل المؤسّس للأصول الجديدة ، ولعلّه لأجل هذا وغيره حصل بينه وبين السيّد الميرزا محمّد حسن المجدّد الشيرازي (1230 ه- - 1312 ه) تقاطع واختلاف وتشاجر ، فاضطرّ لمغادرة النجف الأشرف مؤثراً إخماد الفتنة ومتجنّباً عن إثارة المنازعات الحادّة ، فصوّب بعد زيارة مولانا الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما الآف الصلاة والسلام إلى مدينة شيراز عاصمة فارس ، ولمّا نزل بها وشاء الله عزّ وجلّ أن يذيع بصيته وينوّه بإسمه وذكره - وما كان لله ينمو - اتّفقت قضيّة عائليّة لقوام الملك حاكم فارس ولا أريد أن أدخل في تفاصيل تلك القضيّة فهي معروفة مشهورة وكان من التقدير الإلهي أن رجعوا في حلّها إليه وانتهت بمصاهرة الشيخ محمّد طاهر لهم وأنجبت له كريمتهم عدّة أولاد ، وعرفت أسرتهم فيما بعد بالرّياستيّة كما سنذكره إن شاء الله تعالى بُعَيد ذلك ، وذاع صيته واشتهر أمره وتصدّى للرئاسة الدينيّة في شيراز وطبعت رسالته العمليّة ، وحصلت له الزعامة فيها ورجعوا إليه في التقليد فكان مرجعها الأوّل في وقته ، كيف لا! وهو من البيوت الشيعيّة العريقة في العلم والرئاسة وترويج الشرع المقدّس وخدمة الدين الحنيف زهاء قرن ونصف ابتداءاً من القرن الثاني عشر وإلى زمانه ، وقد أنجبت جماعات من رجال الدين والزعماء

ص: 323

الروحيّين ، هذا مع ما يتحلّى به من الأخلاق السامية والكمالات العلميّة والعملية العالية التي انفرد بها من بين أقرانه.

أنجاله :

1 - الشيخ محمّد جعفر (1308 ه) : وكان من أعلام المحمّرة بعد عمّه الشيخ حبيب (1306 ه) ، وعقبه من ولده الشيخ باقر ، ثمّ الشيخ جعفر ابن الشيخ باقر.

2 - الشيخ بهاء الدين : عرف بالعلم والزهد والتقوى وكان من العرفاء المنقطعين عن الدنيا وزخارفها ، أجازه والده وجماعة من معاصريه.

3 - آية الله الشيخ جلال الدين الخاقاني الملقّب برئيس العلماء ولد في سنة (1294 ه) ونشأ على حبِّ العلم والفضيلة وبلغ مرتبة الاجتهاد بكدّه وسعيه وجدّه ، ورعاية والده الفقيه المتضلِّع والحكيم المتألّه البارع. قام مقام والده بعد وفاته وحظي بحفاوة وإقبال من عموم طبقات المؤمنين.

ولنقدّم ذكر مؤلّفات الشيخ جلال الدين :

1 - أجر التمام في أحكام الصيام : فرغ منه في 22 شهر شعبان (1330 ه) كما في فهرس مكتبة خانقاه أحمدي في شيراز.

2 - الإجازات : وهو يتضمّن إجازات أبو الحسن الأصفهاني والشيخ محمّد كاظم الشيرازي والشيخ محمّد طاهر الشيرازي لولده جلال الدين رئيس العلماء بضميمة ترجمة الوالد والولد المجاز وفهرسة لمؤلّفاتهما بقلم جلال الدين رئيس العلماء الشيرازي.

ص: 324

3 - الآياتيّة في المواعظ الثباتيّة : في عدّة مجلّدات في التفسير والموعظة (فارسي) ، فرغ منها في 18 جمادى الأُولى (1355 ه).

4 - آرايش ديده : (فارسي) منظوم في الشريعة والطريقة والحقيقة والسياسة ، فرغ منه في 26 شعبان (1356 ه).

5 - أطياريّه : (شعر) في الرجعة والمعاد بالفارسية ، فرغ منها 3 رجب (1344 ه) ، توجد منها نسخة في خانقاه أحمديه في شيراز تحت رقم 177.

6 - أنوار الهداية : (فارسية) في العرفان ، فرغ منه في 10 ربيع الأوّل (1332 ه) توجد منها نسخة في المكتبة المزبورة تحت رقم 173.

7 - تذكرة الأنس في مسائل الخُمس : (فقه) ، شرعَ بها في 7 شوّال (1337ه) وأتمّها في يوم الأحد 26 شوّال (1339ه) ، ونسختها في نفس المكتبة برقم 170.

8 - تفسير جلالي : ويقع في 19 مجلّداً (بالفارسيّة) ، ونسخته في نفس المكتبة برقم 1.

9 - حديقة الرسائل : (فقه) ، فرغ منها في يوم الخميس 27 ربيع الأوّل (1318 ه) ، ونسختها في نفس المكتبة برقم 166.

10 - خُفّاشيّه : (فارسية في بيان التوكّل) ، فرغ منها في 7 رجب (1343 ه) ، نسختها في المكتبة المزبورة برقم 176.

11 - خير المنهج في مسائل الحجّ : (فقه) ، فرغ منه في 3 ذي القعدة (1339 ه) ، يوجد منه نسخة تحت رقم 316 وكذلك 317 من المكتبة

ص: 325

المزبورة.

12 - خليل الله وطيور : (مثنوي) (فارسي) في بيان حكاية الخليل عليه السلام والطيور في إثبات المعاد ، فرغ منه في 18 شوال (1344 ه).

أوّله :

بلبل طبعم كند ميل سخن

گويمت زان چار طير وآه زن

13 - الدرر اليتيمة في المسائل العظيمة : في الفقه ، ونسخته في نفس المكتبة تحت رقم 320.

14 - الدرّ الثمين (أو الإلهام الرّباني والمثنوي الثاني) : (فارسي) ، وهو المجلّد الثالث والرابع من تفسير وشرح سور التورات ، فرغ من الجزء الثالث يوم الأحد 25 صفر (1350 ه) ، ومن الجزء الرابع يوم الأحد 27 رجب (1351 ه) كما في فهرست المكتبة ص 296.

15 - ديده نديده : قصيدة فريدة في 31 قطعة ، فرغ منها في 7 شعبان (1370 ه).

16 - سبيل النجاة في بعض أحكام الأموات : وهي في نفس المكتبة تحت رقم 169.

17 - شنيده ونشنيده : (فارسي) وفيها (مناجات نامه والقصيده العميدة وغير ذلك).

18 - ضياء البصر : (فارسي) (أخلاق منظوم) ، فرغ منه في رجب (1335 ه) كما في فهرست المكتبة ص 484.

ص: 326

19 - طريق النجاة في أحكام الأموات : فيها برقم 171.

20 - طريق النجاة في مسائل الزكاة : فيها برقم 319.

21 - عين الرسائل : فيها برقم 165 ، وهي فارسيّة فقهية تتضمّن كتاب الدين ، الرهن ، الحجر ، الضمان ، الحواله ، الكفالة ، الصلح ، الشركة ، المضاربة ، الوديعة ، العارية ، المزارعة والمساقاة ، فرغ منها في 20 شعبان (1315 ه).

22 - عُمَريّه : (فارسي) (عقائد) ، فرغ من تأليفها في 23 ربيع الأوّل (1343 ه) وتقع في 32 ورقة كما في فهرست المكتبة.

23 - غمريّه : في العرفان ، فيها برقم 175.

24 - قلم پريده : في تتمّة آرايش ديده ، فرغ منها في جمادى الثاني (1367 ه).

25 - كنوز الإلهام في إرشاد الخواصّ والعوامّ : (مشكول) ، فيها برقم 172.

26 - لجين اللّجين في أخبار الحسين عليه السلام : (تاريخ) ، ونسخته فيها برقم 318.

27 - منوّر القلوب والأبصار : ونسخته فيها تحت رقم 178.

28 - نوروزيّه وبهروزيّه : بالفارسية ، ونسختها في نفس المكتبة برقم 174.

توفّي الشيخ جلال الدين رئيس العلماء الخاقاني سنة (1371 ه)

ص: 327

بشيراز وأقبر في جوار قبر السيد علاء الدين حسين بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام حيث هناك قبر والده أيضاً.

والظاهر أنّ أولاده وأحفاده لم ينخرطوا في سلك علماء الدين وإنّما توجّهوا إلى الدراسات الأكاديمية وفيهم مهندسون وأطبّاء وضبّاط جيش. والله العالم.

وأمّا مؤلّفات الوالد حجّة الملك شيخنا الشيخ محمّد طاهر الشيرازي الخاقاني :

فالتي عثرنا على ذكر لها في المصادر :

1 - أُصول العقائد : (عربي) ، فرغ منه سنة (1252 ه) ، كما في فهرس المكتبة ص 91.

2 - استدلال الأحكام : (فقه فارسي) ، ونسختها في المكتبة المزبورة بلا رقم ، فرغ منها في 7 شهر رمضان المبارك (1323 ه) وفي آخرها فهرسة لمصنّفاته قدس سره.

3 - شهب درر الأذكار في تذكرة الأبرار : فرغ منها في أوّل ربيع الثاني سنة (1323 ه) ، نسختها في نفس المكتبة برقم 185.

4 - كنز المسائل : ونسختها فيها برقم 186.

5 - المسائل الشهريّة والتحقيقات البندريّة : ونسختها بخطّ المؤلّف فيها برقم 187 ، وعلى ظهرها إجازة الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري للمؤلّف بالاجتهاد كما سيأتي.

ص: 328

6 - معارج الأنوار في منازل الأبرار والأشرار : (في الكلام) ، طبع في شعبان (1326 ه) بأمر ولده العلاّمة الشيخ جلال الدين ، وأورد فيه ترجمة للمؤلّف وذكر تصانيفه وإجازة الشيخ الأنصاري له ، وتوجد نسخة مخطوطة منه في المكتبة المذكورة برقم 188.

7 - مقامع أنوار التبيان في قلع أساس البنيان : (في الكلام) ، توجد منه نسخة في مكتبة المجلس برقم 10625 بخطّ عبد الرزّاق بن محمّد حسن الجهرمي فرغ منها سنة (1306 ه).

8 - النفحة القدسيّة في تحقيق شرح اللمعة الدمشقيّة : توجد نسخة منها في مكتبة خانقاه أحمديّة في شيراز تحت رقم 189 ، تاريخ النسخة شهر رمضان المبارك من سنة (1298 ه).

9 - الخزائن الشيرازيّة : ذكرها في كتابه التحف ص457 من الطبعة الحجريّة.

10 - التحف المحمديّة في كشف الأسرار الكلاميّة : قال في مقام بيان الباعث على تأليف هذا التصنيف المنيف في ديباجة الكتاب بعد الحمد والصلاة على محمّد وآله خير آل صلواته عليهم :

«أمّا بعد : فيقول المحتاج إلى فيوض ربّه السبحاني محمّد طاهر بن الحسن بن شبير الخاقاني - أنطقهما الله بالحكمة والسداد في يوم الحشر والنشر والمعاد - : أنّه لمّا كان علم الكلام لا يخفى علوّ شأنه وجلالة قدره وسموّ مكانه ولطافة مسائله ورشاقتها ، وإحكام دلائله ووثاقتها ، وافتقار

ص: 329

الاعتدال في الدين إليه ، وابتناء كثير من العلوم عليه .. حداني ذلك إلى نظم عُقَد من دُرره وترتيب مثان من معضلات سوَره ، فأعاقني عنه حوادث الزمان ، وصَرَفَتني صروف الدهر الخوّان ، فبقيت أجيل الطرف بين الصدر والإقدام حتّى رأيتُ حبيب الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الليالي في المنام وهو يناولني صحائف من نور يخرق الأبصار ويقول لي : هذا أجر ما رمته من الآثار ، فأيقنتُ أنّه أمر محتوم فشرعت فيه بإذن الأحد القيّوم ..».

قلت : وقد عقد كتابه هذا في خمسة فصول وضَمَّن كلَّ فصل عدّة من الأصول الحكميّة والكلاميّة ، فالفصل الأوّل في التوحيد ، والثاني في العدل ، والثالث في النبوّة والإمامة ، والرابع في المعاد وحشر الأرواح والأجساد ، والخامس في عدم جواز العمل بالظنّ في أصول العقائد وإن كان من الظنون الخاصّة ، وكذلك عدم جواز العمل بالظنّ في الفروع إن لم يكن من الظنون الخاصّة كلّ ذلك بعد تعذُّر العلم ، وتكلّم في الفصل الأخير في عدّة أصول ناقش فيها جماعة من الأعلام ولاسيّما الشيخ الأنصاري قدس سره ، ثمّ عقد أصلاً تكلّم فيه في مقامات ستّة :

أوّلها : في أنّ العلم الإجمالي هو كالعلم التفصيلي في الاعتبار أم لا.

ثانيها : في كفاية العلم الإجمالي في الامتثال.

ثالثها : في أنّه لا فرق بين القطع بدليليّة الدليل وإن كان مدلوله ظنّياً أو كانت دليليته من باب التسبيب المحض وبين القطع منهما في كون كلّ منهما قطعاً يجب العمل به.

ص: 330

رابعها : في الإجماع المنقول والشهرة.

خامسها : في الشكّ والكلام في الأصول العمليّة.

سادسها : في الاجتهاد والتقليد.

وبذلك يختم كتابه الشريف.

وخلاصة القول :

إنّ الفصل الخامس بما عقد فيه من أصول ومقامات بمنزلة النقد الشافي لكتاب فرائد الأصول لمعاصره العلاّمة شيخ الطائفة الأنصاري وهو مع ذلك يقف في قبال المحدّثين موقف الأصوليّ الحاذق البارع في صناعته ، ومن هنا يزداد الكتاب أهمّية بالغة ينبغي أن يكون مسرحاً لأنظار العلماء والفضلاء ومغنماً لأرباب البحث والتحقيق.

والملاحظ عنده حدّة الذّهن والاطلاع الواسع والمهارة التامّة في الفنّ وسرعة الانتقال وشدّة التتبّع مع فطانة ونباهة وخبرويّة عالية في الأصولين وإحاطة بمباني فلسفة الإشراق والمشّائيين وآراء المتكلّمين شيعة وسنّة ، وكثرة نقل كلماتهم نقلاً مباشراً لا على وجه الحكاية ، وتفطّنه للثغرات ، مع قوّة في البيان واختصار في اللفظ واستحكام في الدليل وابتكار في الحجّة.

وفذلكة الكلام :

إنّ الكتاب يجمع بين دفّتيه أبحاثاً عقليّة فلسفية في غاية من الدقّة والمتانة وكذلك كلامية وأصوليّة مع تنوّع في الأساليب وتعمّق في البحث وجودة في الاستدلال وطرح ممتاز في التسلسل بحيث لا يدع القارئ ينفكّ

ص: 331

عن متابعة البحث معه ، وفي نفس الوقت الذي يستعرض الأقوال وينقض حجج المخالفين بعمق ودقّة فائقة يبتعد كذلك عن التعقيد والإختزال المخلّ كما يجتنب التعبير الركيك لكي يأتي هذا الكتاب في عداد الأصول من كتب الأصولين فارغاً عن الحشو والزوائد والفضول دالاًّ على عبقريّة مؤلّفه الفذّة.

وممّا يؤخذ عليه : أنّه في مقام الاستناد إلى الأخبار يعتمد على الغثّ والسمين وهو غريب.

11 - دليل الحائرين في فقه الأئمّة الطاهرين عليهم السلام.

12 - فنون التعبير في علم التكسير.

13 - سيف الله المسلول في علم المعقول.

14 - منية المراد في تقليد العباد.

15 - كتاب في الأصول (تقريرات في مباحث الألفاظ) : محرّر في سنة (1252 ه) كما في فهرست المكتبة ص93.

16 - حقيقة الأصول.

17 - كتاب في تحقيق معنى الطهارة والحدث والصلاة.

18 - التحف القواميّة في تحقيق ما يتوقّف عليه النواميس الشرعيّة : في علم التصريف ، فرغ منه في شهر رمضان المبارك سنة (1298 ه).

19 - الصراط القويم لكلِّ ذي عقل سليم.

20 - التبيان في ردّ البيان المسطّر تحدّياً للقرآن في 120 سورة من وضع بعض الزنادقة.

ص: 332

21 - الفصول الشيرازية في تحقيق المهمّ من المسائل الأصولية.

22 - فسطاط العقول في مهمّات علم المعقول.

23 - عدّة رسائل عمليّة في الصوم.

24 - والصلاة.

25 - والزكاة.

26 - منظومة في الفقه.

27 - التقريرات في مباحث الطهارة والصلاة : فرغ منها في سنة (1252 ه) كما في فهرست المكتبة ص200.

إجازة الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري له :

كتبها له على ظهر بعض مصنّفاته(1) - على ما حكاه ولده الشيخ جلال الدين في الترجمة التي عقدها لوالده في آخر كتاب معارج الأنوار في منازل الأبرار والأشرار - :

[وبعد فإنّ] جناب الشيخ محمّد طاهر على ما أراه مجتهد على الإطلاق نافذ الحكم بالاتّفاق ، فالرّادّ عليه في حكمه وفتواه كالرّادّ على الرسول والأئمّة الأطهار ، فهو حريّ بإرشاد الخاصّ والعامّ من عوامّ الناس والعلماء الأعلام ، فلاينبغي لأحد التخلّف عن مقالته ولا يسع أهل العلم التمرّد عن مطلوبه وإرادته ، فحكمه حكمي وفعله فعلي ، هذا مع تمام المعرفة منّي بحاله ة.

ص: 333


1- قد مرّ عليك آنفاً من أنّها كتبت على ظهر كتابه المسائل الشهريّة والتحقيقات البندريّة.

لمعاشرتي له في النجف الأشرف زمان حياة المرحوم الأستاذ الشيخ محمّد حسن طاب ثراه.

وفاته :

توفّي رحمه الله في يوم الثلاثاء 24 شهر صفر المظفّر سنة (1325 ه) ودفن بجوار مرقد السيّد علاء الدين حسين بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، وكان له قبر عال مزدان بصخرة عليها كتيبة فيها ذكر اسمه وتاريخ الولادة والوفاة وما إلى ذلك ، وأزيلت بعدها عند عمران البقعة الشريفة.

ودفن فيما بعد إلى جنبه ولده العلاّمة آية الله الشيخ جلال الدين رئيس العلماء الخاقاني كما سبق أن أشرنا إليه حشرهما الله تعالى مع من يتولّونه من آل محمّد عليهم الصلاة والسلام.

ثانيهم : آية الله الشيخ حبيب الخاقاني (1246 - 1306 ه) : ولد في سوق الشيوخ حدود سنة (1246 ه) ، ولم ينصّ أحد على تاريخ ولادته لكن ذكرت بعض المصادر : أنّه لم يتجاوز الستّين حين وفاته ، وعليه فما ذكره المحقّق البحّاثه آغا بزرك الطهراني في ذريعته(1) : من أنّها كانت في سنة (1272 ه) فليس بصحيح قطعاً ، خصوصاً وأنّه ثاني أخوته ولادة.

وكيف كان : فهو فقيه محدّث عالم محقّق فاضل مجتهد. 1.

ص: 334


1- الذريعة 7/231.

هاجر إلى النجف الأشرف وتتلمذ على شيوخها لاسيّما الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري قدس سره حتّى فاز بالمراد وحاز رتبة الاجتهاد ، وخرج إلى المحمّرة بطلب من مشايخ المحمّرة واستقرّ فيها وأجرى له الشيخ جابر الكعبي وحده ألف قران شهريّاً كان ينفق منها الشيء الكثير لترويج الدين.

ولم يكن هو أوّل من استوطنها من هذا البيت فقد سبقه إليها جدّه الشيخ شبير الخاقاني قدس سره كما مرّ فعاد إليها الحفيد وأصبح عالمها ومرجعها المقدّم وتصدّى للتقليد والفتيا والزعامة آنذاك قُبَيْلَ مطلع القرن الرابع عشر الهجري أو قبل ذلك بفترة.

إلى أن وافاه الأجل فيها سنة (1306 ه) ودفن في مدرسته في المحمّرة.

ومن مصنّفاته :

1 - رسالة في شرح المنطق.

2 - رسالة في الإمامة.

3 - رسالة عمليّة لعمل مقلّديه.

4 - خلاصة الفقه.

5 - الدماء الثلاثة.

خلّف ولدين :

أكبرهما : الشيخ عبد الحسين وكان مثالاً للقدس والتقوى محبوباً عند عامّة الطبقات توفّي سنة (1337 ه).

ص: 335

والآخر : وكان محدّثاً أخباريّاً وهو الشيخ علي صاحب : الحقّ المبين وأيضاً الحقّ المصيب في الردّ على حلبة النجيب.

وكانا جميعاً من تلامذة عمّهما الشيخ عيسى الخاقاني.

ثالثهم : آية الله الشيخ عيسى ابن الشيخ حسن الخاقاني (1255 - 1337 ه) :

ذكرت بعض المصادر أنّه ولد سنة (1253 ه) ، لكن المحكي عن آية الله الشيخ عبد المحسن الخاقاني - كما في المسلسلات(1) - أنّه ولد سنة (1255 ه) ، وهو الأقرب ؛ لأنّه من خاصّة تلامذته ولازمه عمراً طويلاً وكان من بني عمومته.

فقيه محدّث عالم جليل محقّق فاضل متتبّع ، كان من أفاضل تلامذة الميرزا حبيب الله الرشتي (1312 ه) وأخيه الشيخ محمّد طاهر الخاقاني الشيرازي (1325 ه) والشيخ محمّد حسين الكاظمي (1308 ه) وله منهم إجازات.

وكان على جانب عظيم من الخبرة والمعرفة مع طول باع وسعة اطّلاع.

هاجر إلى المحمّرة بعد وفاة أخيه الشيخ حبيب (1306 ه) وابن أخيه 2.

ص: 336


1- المسلسلات في الإجازات 2/232.

الشيخ محمّد جعفر ابن الشيخ محمّد طاهر سنة (1308 ه) بطلب من آل الحاج جابر الكعبي ووجوه وعلماء البلد وكانت الحكومة والرياسة آنذاك للشيخ مزعل الحاج جابر ، فرحّب به وأنزله منزلة لائقة به.

ومن هنا تصدّى للزعامة والمرجعيّة الدينيّة ، وأسّس مدرسة علميّة في مهجره واشتغل بالتدريس وتربية النفوس ، وتتلمذ عليه نفر من الأعلام كآية الله الشيخ عبد المحسن الخاقاني السابق الذكر ، وصهره على ابنته آية الله السيّد علوي القاروني (1343 ه) ، ونجله آية الله الشيخ عبد الحميد (1366 ه) ، ونجله الآخر آية الله الشيخ علي (1339 ه) ، وجماعات من طلبة العلوم الدينيّة.

رحلته إلى البحرين :

قال الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه ماضي البحرين وحاضرها : ورد البحرين الشيخ عيسى ابن الشيخ شبير الخاقاني من المحمّرة وأقام في البحرين مدّة وصلّى الجمعة ، وأوّل جمعة صلاّها في مسجد الخواجة في المنامة. انتهى

مؤلّفاته :

1 - رسالة عمليّة.

2 - الفرائد النفيسة في وجوب صلاة الجمعة.

3 - مناسك الحجّ (وقد بقي سنة كاملة في الديار الحجازيّة يتنقّل بين المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة ثمّ ألّف رسالة في الحجّ بعد التثبّت من

ص: 337

المواضع التي ينبغي الوصول إليها فسجّلها بإمعان وإتقان).

4 - أعمال المدينة.

5 - رسالة في جواز الجمع بين الفاطميّتين.

6 - رسالة في القبلة سمّاها : تحفة الإخوان في تعيين قبلة البُلدان.

7 - نتائج الأخبار في أحكام المعاملات مع مقدّمة في أدلّة الأحكام طبعت سنة (1326 ه).

8 - رسالة في أخبار الطينة.

9 - الحق الأزهر في الأصول.

وعقبه من الأولاد :

1 - آية الله الشيخ عليّ ، وكان عالماً فاضلاً مرّ ذكره ، توفّي في النجف (1339 ه).

2 - الشيخ أحمد ، وكان آية في الأخلاق والأدب والتواضع وخدمة الدين ، توفّي حدود سنة (1405 ه).

3 - الشيخ محمّد حسين.

4 - آية الله الشيخ عبد الحميد ولد في 20 ذو القعدة سنة (1295 ه) وتربّى في أحضان أبيه وهاجر إلى النجف كي يواصل دراساته العلميّة فيها وجد واجتهد حتّى بلغ رتبة سامية في العلم. له كتاب حقيقة الإنصاف في علم الأصول ، توفّي بخراسان زائراً مولانا الإمام الرضا عليه السلام سنة (1366 ه) وأقبر هنالك في الصحن العتيق ، كان من الأعلام الأتقياء ومروّجي الشرع المقدّس.

ص: 338

وعقبه من عدّة أنجال :

منهم :

1 - الشيخ محمّد حسن دام عزّه.

2 - آية الله الشيخ عيسى دام بقاه : ولد عام (1360 ه) وفقد والده في أيّام طفولته فتكفّل أخوه الأكبر الشيخ محمّد طاهر بتربيته ، فانتقل معه إلى النجف وتلقّى هناك الأوّليات والأكاديميّات بالإضافة إلى دروس السطوح.

وفي سنة (1378 ه) انتقل إلى المحمّرة فتزوّج هناك بالعلوية نبيهة بنت العلاّمة السيّد محمّد ابن آية الله السيّد علوي القاروني ، ثمّ هاجر في هذه السنة إلى قم حيث واصل نشاطه العلمي فيها فحضر في الفلسفة شرح الإشارات لدى الشيخ جوادي الآملي ، كما حضر في الشفاء والأسفار عند الشيخ محمدي كيلاني ، وفي الفقه لازم درس السيّد المحقّق الداماد وكتب تقرير بحثه ، وكذلك شارك في درس السيّد الخميني ونشر حلقات من تقريره لبحثه في مجلّة المواقف البحرينيّة في السبعينات ، وحضر كذلك درس السيّد كاظم شريعتمداري في الفقه والشيخ الميرزا هاشم الآملي في الأصول ، كما لازم درس أخيه الشيخ محمّد طاهر الخاقاني فقهاً وأصولاً.

له في مجال التأليف :

1 - ذكرى الإمام الصادق عليه السلام بعد مرور ثلاثة عشر قرناً وطبع في قم سنة (1384 ه).

2 - ولاية الفقيه.

ص: 339

3 - كنتم خيرَ أمّة.

4 - الواقع الإسلامي مشكلات وحلول.

5 - الوحدة الإسلاميّة.

6 - الأطر المركزيّة المنهجيّة للتقريب بين المسلمين.

7 - مختصر أحكام الحجّ والعمرة.

8 - الإنسان في سورة الإنسان.

9 - المرتضى من الأخلاق ، بحث في الفلسفة العمليّة.

وأمّا الخطوط منها :

1 - إلى ولدي محمّد في المبدء والوجود.

2 - حكماء على ضفاف السين ، بحوث في الفلسفة الفرنسيّة.

3 - في أروقة السوربن حوارات علميّة.

4 - أثر المرأة في رسالة الأنبياء.

5 - الأسرة في الإسلام.

6 - مع سادة البشريّة الأنبياء العظام عليهم السلام.

7 - البهائيّة.

8 - الإمام الحسين عليه السلام.

9 - النبأ العظيم ، تفسير سورة النبأ.

10 - منبر القرّاء أجوبة المسائل الدينيّة.

11 - ماذا تقول الكفاية؟

12 - في رحاب أهل البيت عليهم السلام ، عدّة مجلّدات.

ص: 340

13 - في رحاب دعاء كميل.

14 - دراسات عصريّة.

3 - آية الله الحاج الشيخ محمّد طاهر آل شبير الخاقاني (1329 - 1406 ه) : وهو عالم فقيه أصوليّ متضلّع من الفقه والأصول والفلسفة ، حكيم متألّه ومجتهد متتبّع موفّق.

خرج إلى النجف الأشرف في نضارة شبابه وحضر على شيوخها ولازم درس الآيات ومراجع الدين : السيّد أبو الحسن الأصفهاني (1365 ه) ، والشيخ الميرزا حسين النائيني (1355 ه) ، والشيخ محمّد حسين الأصفهاني (1361 ه) ، والشيخ آقا ضياء الدين العراقي (1361 ه) ، وأجيز بالاجتهاد منهم جميعاً ثمّ عاد إلى المحمّرة وأقام بها وتصدّى للمرجعيّة الدينيّة ورجع إليه الناس في التقليد خصوصاً في جنوب إيران وحاشية الخليج.

تلامذته :

وقد تتلمذ على يده في النجف الأشرف وقم عدد كبير من العلماء نذكر منهم :

1 - آية الله السيّد عبد الكريم الكشميري طاب ثراه.

2 - آية الله السيّد مير محمّد القزويني رحمه الله.

3 - آية الله الشيخ سلمان الخاقاني طاب ثراه.

4 - العلاّمة الحجّة الشاعر الكبير الشيخ عبد المنعم الفرطوسي قدس سره.

5 - الشيخ حسن الشميساوي.

ص: 341

6 - آية الله العلاّمة الأديب الشيخ عليّ الصغير قدس سره.

7 - آية الله الشيخ محمّد أمين زين الدين طاب ثراه.

8 - العلاّمة الحجّة الميرزا عبّاس جمال الدين رحمه الله.

9 - آية الله العلاّمة الشيخ هادي معرفة قدس سره.

10 - العلاّمة الحجّة الشيخ محمود المحسني دام بقاه.

11 - العلاّمة الحجّة السيّد حسين الهمداني.

12 - نجله آية الله الشيخ محمّد محمّد طاهر الخاقاني دام بقاه.

13 - نجله العلاّمة الحجّة الشيخ محمّد كاظم الخاقاني دام عزّه.

ومن مصنّفاته :

أنوار الوسائل في الفقه عدّة مجلّدات :

1 - الطهارة (3 أجزاء) ، 2 - الطلاق (مجلّد) ، 3 - القضاء (مجلّد) ، 4 - المواريث (مجلّد) ، 5 - البيع (مجلّد).

6 - تفسير القرآن والعقل البشري (جزءان).

7 - المثل الأعلى في الفلسفة (جزءان).

8 - المثل الأعلى في المنطق (مجلّد).

9 - المثل النوريّة في الحكمة الإلهيّة (مجلّد).

10 - الكلم الطيّب (مجلّد).

11 - 15 - والصلاة والصوم والزكاة والإجارة والقصر والإتمام.

16 - والمحاكمات بين الأعلام الثلاثة والآخوند في الأصول

ص: 342

(3 مجلّدات).

17 - رسالة الهدى لعمل مقلّديه.

18 - مناسك الحجّ.

19 - راهنماي أحكام (رسالته العمليّة باللغة الفارسيّة).

20 - المواريث (تتمّة الحدائق).

21 - مباني الأصول : تقرير أبحاثه الأصولية بقلم نجله الشيخ محمّد كاظم دام عزّه .. إلى غير ذلك ممّا ضاع من مؤلّفاته وتقرير دروس أساتذته في الحرب الطاحنة التي أشعلها الخبيث صدّام الهالك لعنه الله تعالى.

شعره :

وله شعر قليل قاله أيّام شبابه أكثره في الحكمة ومن ذلك قوله :

لا أجازي مُذنباً في ذَنْبِهِ

وَجَزاءُ المذنِبِ الصّفْحُ الجَمِيلِ

وَكَريمُ النَّفْسِ لاَ يُبدي سِوَى

شَرَف العُنْصِرِ عَنْ مجد أَثيلِ

توفّي في يوم الأربعاء 18 جمادى الأولى سنة (1406 ه) ، وأقبر في الحجرة الأولى على يسار الداخل من باب الشيخ فضل الله النوري الشهيد لمشهد السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم صلوات الله عليه وآله بقم المقدّسة ، ورثاه جمع من الشعراء ومنهم المرحوم الخطيب السيّد محمّد صالح بن العلاّمة الحجّة آية الله السيّد عدنان الموسوي القاروني بالقصيدة التالية :

مالي أرى الشرقَ حُزناً قد وَهَى جَلَدَا

وأُسْرَةُ الوَحْيِ ذَابَت بِالأَسى كَمَدَا

ص: 343

وفي (الغريّ) رجال الدين قد خرجوا

يبكون والكلّ أضواهُ الأسى جسدا

ماذا جرى قيل إنّ (الشيخ طاهر) في

(قم) له الله نحو الخلد مدّ يدا

فزلزلت أرض (قمِّ) و (الغريِّ) ومن

أهليهما الحزن في أهل السما صعدا

لا غرو فالناس بعد البحر في ظمأ

عادوا يتامى وخلّوا ردّ من وردا

بحر من العلم والعرفان كم عزفت

منه الفطاحل ما أغناهم مددا

وعيلم من رجال الاحتجاج فكم

ردّ الطغاة وكم أهل الضلال هدى

ومنهل لبني الآمال كم وردت

به العفاة فأغناهم هدى وندى

وعالم من رجال الفكر كم قبست

من نوره ما أنار الفكر متّقدا

وروضة لرجال الدين كم قطعت

منه ثماراً بها زرع العمى حصدا

(أبا محمّد) يهنيك الخلود فقد

جمعت من كلّ ما بالذكر قد خلدا

فمن سماح وحلم كابن زائدة

ومن ذكاء إياس دونه قعدا

وكان زهدك في الدنيا لها عِظة

فما زهدت بما فيه الملا زهدا

بالزهد نلت المنى فيما سموت له

وبالقناعة وافاك الفنا صعدا

وبالتواضع اعلتك السما قمراً

وبالتقشف ضَمَّتْكَ العُلى ولدا

وكم فقير غدا من فقره ملكاً

وكم شقيٍّ بترك الحرص قد سعدا

وبالقناعة تنقاد السعادة في

يُسر وبالزهد تحظى عيشة رغدا

أخي محمّد قد جَلَّ المصابُ فلم

يَتْرُك مجالا لمن يرثي ولا خلدا

أب الجميع فقدنا في أبيك فلا

إنسان إلاّ يرى فيه أباً فُقِدا

بفقده قد خسرنا الخير قاطبة

والعلم والفقه والإيمان والرَّشَدا

ص: 344

فحقّ لو قامت الدنيا مؤرّخة

(تبكي لآل شبير طاهراً فقدا)(1)

(1406ه)

وخلّف من الأولاد :

1 - آية الله الشيخ محمّد الخاقاني دام بقاه (1358 ه) ، وهو اليوم من مراجع الدين وأعلام النجف الأشرف ، حضر الكفاية على آية الله الشيخ علي آزاد القزويني(2) ، والبحوث العليا على والده فترة من الزمن في قم ، ثمّ خرج ا.

ص: 345


1- مجلّد الموسوم العدد 16 سنة 1993م : 236.
2- أحد الأعلام الفقهاء المعاصرين من تلامذة الآيات السادة الأعاظم : السيّد محمود الشاهرودي والسيّد محسن الحكيم والسيّد محمّد حسن البجنوردي. ولد في قرية زرآباد قزوين سنة (1347 ه) دخل الحوزة العلمية ولم يتجاوز عمره الأحد عشر عاماً ، وذلك في أيام مرجعيّة السيّد محمّد الحجّة في قم وواصل دراسته فيها إلى أن قارب إكمال السطوح حيث حضر الرسائل على الشيخ علي بناه الإشتهاردي والمكاسب لدى السيّد النجفي المرعشي. فصوّب تجاه النجف وهو في الثامنة عشر من عمره ، وواصل إليها بعد أهوال وشدائد تضيق عندها النفوس ووطّن نفسه على الصبر على الفقر والفاقة واشتغل بالتحصيل وإكمال الشوط العلمي درساً وتدريساً لمدّة 31 سنة حتّى حصل على إجازة في الإجتهاد من أستاذيه العَلَمين الجليلين السيّد الشاهرودي والسيّد البجنوردي. إلى أن اضطرّ لمغادرة النجف الأشرف حيث التهجير الإجباري إلى إيران فاستوطن قم وواصل البحث والتدريس فيها واشتغل بالتأليف والتصنيف ، فكتب دورة فقهيّة كاملة شرحاً على الشرايع ودورة أصولية شرحاً على الكفاية ، 13 مجلّداً من البحوث المتفرّقة في المسائل المستحدثة والعقائد وغيرها.كما كتب قصّة حياته قبل وفاته بعامين وطبعه بعنوان : كيف مضى عمري؟ في 450 صفحة. خرج آخر شعبان لزيارة الإمام الرضا عليه السلام ومجاورته في شهر رمضان ، وتوفي يوم الثلاثاء 4 شوال من سنتنا هذه (1436 ه) في مشهد الإمام الرضا عليه السلام وشيّع جثمانه هناك بحفاوة وتكريم وصلّى عليه العلاّمة الجليل السيّد جعفر سيّدان ثمّ أقبر في صحن الإمام الرضا صلوات الله عليه بوصيّة مسبقة منه طيّب الله تعالى مثواه وحشره مع من يتولاّه من آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.

إلى النجف وحضر على شيوخها الأعاظم كالسيّد المحقّق الخوئي قدس سره والسيّد المحقّق البجنوردي قدس سره وعليهما تخرّج وكذلك الميرزا هاشم الآملي قدس سره من قبل ، وأجيز بالاجتهاد من الأخيرين.

له في مجال التأليف :

الف - تقرير دروس والده في الأصول باسم المحاكمات (في 3 مجلّدات) وقد مرّ ذكره.

ب - مدرك العروة الوثقى (وقد بلغ الأربعين مجلّداً ولا يزال مستمرّاً في الشرح).

ج - دراسات أصولية (في 14 مجلّداً).

د - موسوعة الخاقاني (في 18 مجلّداً) تشتمل على العناوين التالية :

1 - القرآن والأصول الموضوعة العامّة (مجلّد).

2 - الأخلاق بين النظريّة والتطبيق (مجلّد).

3 - الزواج والطلاق في رسالات السماء (مجلّد).

ص: 346

4 - علم السياسة (مجلّد).

5 - علم الاجتماع بين المتغيّر والثابت (مجلّد).

6 - نقد المذهّب التجريبي (مجلّد).

7 - بين الإستقراء والاستنباط (مجلّد).

8 - عناصر العلوم (مجلّد).

9 - القرآن (في 4 مجلّدات).

10 - الإبداع (في مجلّدين).

11 - الأخلاق (في مجلّدين).

بالإضافة إلى رسالته العمليّة منهاج الصالحين (في مجلّدين).

أنجاله :

الشيخ محمّد صادق ، والشيخ محمّد طاهر وهو فاضل مجدّ في التحصيل ، والشيخ عليّ.

2 - العالم الفاضل الحجّة الشيخ كاظم دام عزّه ، حضر السطوح الأوليّة للعلوم على والده قدس سره ، كما حضر عليه في الفقه والأصول خارجاً كما تتلمذ على آية الله الميرزا هاشم الآملي قدس سره فقهاً وأصولاً ، ودرس في الحكمة لدى سماحة والده المغفور له وكذلك الأستاذ المعظم آية الله الشيخ يحيى الأنصاري الشيرازي قدس سره.

ص: 347

وله عدّة مصنّفات بين مطبوع ومخطوط ومنها :

1 - دورة أصولية كاملة من تقريرات بحوث والده (في عدّة مجلّدات) (مباني الأصول) مخطوط.

2 - شرح تجريد الاعتقاد.

3 - تفسير وتحليل للتاريخ الإسلامي.

4 - شرح على كفاية الأصول.

5 - شرح على منظومة السبزواري.

6 - تعليقة على المثل النوريّة في فنّ الحكمة لوالده.

ص: 348

صورة

ص: 349

خاتمة :

ومن هذه الأسرة :

* الشيخ عيسى بن صالح الجزائري الخاقاني (1279 - 1351ه) ، أحد الفقهاء الأجلاّء من سكنة المحمّرة في النصف الأوّل من القرن الماضي ، كان من بني عمومة الشيخ عيسى ابن الشيخ حسن الخاقاني - على ما يظهر - لكنّه عند ما ورد المحمّرة لم يحظ بإقبال من ابن عمّه فاجتمع بالمرجع الديني الأصوليّ الموهوب السيّد عدنان بن السيّد شبّر الغريفي البحراني (1340ه) ومن ثمّ انشدّ إليه وأخذ منه السطوح كما حضر عليه خارجاً في الفقه والأصول ومنه أفاد وعليه تخرّج.

وذلك بعد أن كانت نشأته الأولى في البصرة وسكن قضاء أبو الخصيب وأخذ المقدّمات على فضلائها ، لكنّه بعد أن رحل إلى المحمّرة لازم أستاذه السيّد عدنان ملازمة الظلّ لصاحبه إلى أن بلغ مرتبة الاجتهاد وتصدّى للمرجعية بعد وفاة أستاذه المزبور سنة (1340ه) ، فكان هو مرجع الأصوليّين ، والشيخ عبد المحسن مرجع الأخباريّين في المنطقة.

وكانت له صلات وثيقة مع علماء وأدباء عصره وكان يتبادل معهم الرسائل النثرية والشعرية ، منها : ما أرسله إليه الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي قفطان :

تقبيل كفّك فضل صدّني الزّمن

عنه وكم هو لي بالصّد يمتحن

إلى آخر القصيدة التي أوردها السيّد حسن الأمين في مستدركات

ص: 350

الأعيان(1).

وكان وصيّاً للسيّد عدنان والقيِّم على أطفاله القصّر ، ومن هنا تلقّى السيّد محمّد عليّ بن السيّد عدنان العلوم الدينيّة من المترجم حيث كان عمره عند وفاة والده سنة (1340ه) أربعة عشر عاماً ، ولازمه طيلة أحد عشر سنة إلى أن توفّي الشيخ عيسى سنة (1351ه).

حجّ الشيخ عيسى إلى بيت الله الحرام سنة (1337ه) وقدم من الحجّ في شهر ربيع الأوّل سنة (1338ه) فأنشأ الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي قفطان مهنّئاً قدومه من الحجّ بقوله :

جلا المعرّف غصناً يثمر القمرا

تهلّ بالنسك عيناه إذا نظرا

إلى آخرها.

أجازه السيّد مهدي الغريفي (1299ه- - 1343ه) بتاريخ (1341ه) إجازة مبسوطة للغاية مرتّبة على ثلاث مراحل :

1 - المشايخ العلويّون وهم إثنا عشر ، 2 - غير العلويّين وهم ثمانية ، 3 - العامّة.

وفي كلّ مرحلة شوارع ولكلّ شارع طريق وخاتمة في طرق حديث الغدير.

وصفه بمولانا ومقتدانا ، وذكر أنّه من رواية الأصاغر للأكابر وهي 3.

ص: 351


1- مستدركات الأعيان 3/73.

مدرجة في كتابه شوارع الرواية إلى مشارع الهداية(1).

توفّي رحمه الله في المحمّرة سنة (1351ه) عن عمر ناهز السبعين بعد أن فقد بصره في أواخر حياته ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف ودفن هناك.

رثاه تلميذه السيّد محمّد عليّ العدناني (1388ه) قائلا :

أبا صالح أيّ نَحْب بقي

وأيّ جديديك لم يخلق

إلى آخرها.

وارتجل الأبيات التالية في رثاء أستاذه عندما ذهب لزيارة قبره في النجف :

أبا صالح جئنا نؤدّي زيارة

بها الكلّ من لقيا المزور على يأس

وما كان بدعاً أن تردّ سلامنا

علينا ولكن ليس يدرك بالحسِّ

أتيناك نشفي الهمّ باللّثم ساعة

لقبرك أونستدفع الحزن باللمس

إلى آخرها.

وممّن رثاه الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محسن شريف الجواهري بقوله :

أصاب حَشَا الإسلام سهم فأوجعا

فلم يبق في قوس التصبّر منزعا

مصاب رمى شرع الهُدى في صميمه

فليس عجيباً إن وَهَى وتَضَعْضَعا

وليس عجيباً إن تصدَّع قلبه

بخطب له قلب النبيِّ تصدّعا7.

ص: 352


1- ينظر المسلسلات 2/27 ، وبحار الأنوار 102/188 ، والذريعة 10/153 و 11/8) و 14/237.

نعاك لنا النّاعي فهل هو عالم

بماذا دهى الدين الحنيف ومن نعى؟

بفيه الثّرى كم راع للدين أنفساً؟

تكاد لهول الخطب أن تتصدّعا

بكتك اليتامى لم تجد من يُعينها

وربع الهدى إذ عاد بعدك بلقعا

فمن للقضايا المعضلات يحلّها

بثاقب فكر من شبا السيف أقطعا

ومن لأيامى كنت أنت معينها

وكافلها إن حادث الدهر أفزعا

أيعلم من أمسى لنعشك حاملا

بأنّ التّقى والعلم فيه تجمّعا

سيفقدك الربع الذي كنت نوره

فقد عاد وجه القُطر بعدك أسفعا

حياتك في نشر العلوم قضيتها

ولمّا دعاك الله لبَّيت مسرعا

وإنّ لنا في آل عدنان بعده

بدوراً تجلّت كي تشعّ وتطلعا

كرام نماهم للعلاء أبوهم

فلست ترى إلاّ الكريم السّميدعا

غياث الورى صبراً وإن كان رزؤكم

جليلا له قلب الصفا قد تصدّعا

وصبراً أبا المهديّ فالرّزء كلّما

تعاظم كان الأجر أسمى وأرفعا

ودمتم جميعاً سالمين بغبطة

ولازلتم للدين كهفاً ممنّعا»(1)

وهنا ينتهي بنا المطاف في جولة خاطفة حول الأسر الخاقانيّة العلميّة في العراق وإيران

والحمد لله ربّ العالمين

وكتب السيّد محمّد حسن الموسوي

آل العلاّمة الفقيه السيّد عليّ القارون الزاهد البحراني

أصيل يوم الخميس 18 رجب 1436 ه-

قم المقدّسة 8.

ص: 353


1- أنظر ترجمته في مستدركات الأعيان 3 / 158.

المصادر

1 - الإجازة الكبيرة : للسيّد عبد الله الجزائري التستري ، مكتبة المرعشي (1409ه) ، قم ، إيران.

2 - الأعلام : الزركلي ، دار العلم للملايين ، الطبعة الخامسة (1980م) ، بيروت ، لبنان.

3 - أعيان الشيعة : السيّد محسن أمين العاملي ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، لبنان.

4 - تاريخ العشائر الخاقانية في العراق : حمدي الشرقي ، مطبعة الآداب (1969م) ، النجف ، العراق.

5 - التحف المحمّدية في كشف الأسرار الكلامية : للشيخ محمّد طاهر الخاقاني الشيرازي

6 - تكملة أمل الآمل : للسيّد حسن الصدر الكاظمي ، دار المؤرّخ العربي ، الطبعة الأولى (1429ه) بيروت ، لبنان.

7 - دموع الوفاء : السيّد موسى بهيّة ، مطبعة آمال الأمّة ، (1373ه) ، عبّادان ، إيران.

8 - ديوان الوسائل : السيّد محمّد عليّ بن السيّد عدنان الغريفي ، دار نشر الباقيات (1426ه) ، قم ، إيران.

9 - الذريعة : الشيخ آقا بزرك الطهراني ، إسماعيليان ، قم ، إيران.

10 - شخصيّت شيخ أنصاري : سبط الشيخ ، طبعة مؤتمر تكريم الشيخ الأعظم.

11 - شعراء الغريّ : الشيخ عليّ الخاقاني ، مكتبة المرعشي ، قم ، إيران.

ص: 354

12 - طبقات الفقهاء : بإشراف الشيخ جعفر السبحاني ، مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام قم ، إيران.

13 - طبقات أعلام الشيعة : الشيخ آقا برزك الطهراني ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأولى (1430ه) بيروت ، لبنان.

14 - الطليعة من شعراء الشيعة : للشيخ محمّد السماوي ، دار المؤرّخ العربي ، الطبعة الأولى (1422ه) ، بيروت ، لبنان.

15 - الغدير في الكتاب والسنّة والأدب : الشيخ عبد الحسين الأميني ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، الطبعة الأولى (1416ه).

16 - ماضي النجف وحاضرها : الشيخ جعفر باقر آل محبوبة ، دار الأضواء ، الطبعة الثانية (1406ه) ، بيروت ، لبنان.

17 - مجلّة پژوهش هاي أصولي : مدرسة وليّ عصر عليه السلام ، قم ، إيران.

18 - المسلسلات في الإجازات : السيّد محمود المرعشي ، مكتبة المرعشي ، إيران.

19 - معارف الرجال : الشيخ محمّد حرز الدين ، مكتبة المرعشي ، قم ، إيران ، (1405ه).

20 - معجم المطبوعات النجفية : محمّد هادي الأميني ، مطبعة الآداب (1385ه) ، النجف ، العراق.

21 - معجم المؤلّفين العراقيّين : كوركيس عوّاد ، بغداد ، العراق.

22 - معجم رجال الفكر والأدب في النجف : الدكتور الشيخ هادي الأميني ، الطبعة الثانية (1413ه).

23 - موسوعة النجف الأشرف : جعفر الدجيلي ، دار الأضواء ، الطبعة الثانية (1428ه) ، بيروت ، لبنان.

24 - نشوة السلافة : للشيخ محمّد عليّ بن بشارة آل موحي الخيقاني ، النجف ، العراق.

ص: 355

حُميد بن مسلم الأزدي راوي أخبار واقعة الطفّ

وأخبار ثورتي التوّابين والمختار

د. صلاح الفرطوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

حميد من شخصيّات الكوفة في النصف الثاني من القرن الأوّل الهجري التي تستدعي الدراسة وإمعان النظر ؛ وإذا كان الغموض يكتنف جوانب من سيرته فإنّ اهتمامه برواية الأحداث التي عاصرها ومشاركته بها هو الجانب الأهمّ في سيرته.

والذي يدعو لدراسته أيضاً أنّه يكاد يكون المصدر الوحيد الذي روى لنا غالبية أخبار واقعة الطفِّ بجميع تفاصيلها ، وغالبية أخبار ثورة التوّابين ، وجانباً مهمّاً من أخبار المختار وثورته.

وعلى الرغم من كونه ممّن عاصر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام فإنّي لم أقف له على أثر في أحداثها ، ويغلب على الظنّ أنّ صغر سنّه في أثنائها لم يمنحه

ص: 356

فرصة للمشاركة بها ، ويغلب على الظنّ أيضاً أنّه كان علويَّ الهوى ، فقد روى عن جندب بن عبد الله أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال بعد مؤامرة رفع المصاحف بصفّين : (لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوّةً ، وأسقطت منَّةً ، وأوهنت وأورثت وهناً وذلّةً ..)(1).

ولا يظهر لحميد أثر أو ذكر إلاّ في أثناء معركة الطفّ ؛ فقد كان في جيش عمر بن سعد ، وتنسب إليه غالبية ما قيل فيها من خطب وأقوال ، وما أثر عن بطولات أبي عبد الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم ، وبطولات أصحابه وتضحياتهم رضوان الله عليهم ، وأخبار من شارك في قتال الحسين وأهل بيته عليهم السلام ومن شارك بقتلهم وقتل أصحابه ، بل يبدو أنّه كان شديد القرب من معسكر أبي عبد الله وأصحابه ، حيث أنّ أغلب ما روي من أقوال الحسين عليه السلام وصحبه إنّما وصلنا عن طريقه ، حتّى يكاد الدارس يظنّ أنّ قدراً سماويّاً أخرج حميداً من الكوفة لتدوين أحداث الواقعة ، ولإنقاذ عليّ بن الحسين من براثن شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته كما سيتبيّن لاحقاً.

وعنه أيضاً غالب ما دار من روايات حول موقف عقيلة بني هاشم عليها السلام أثناء الواقعة ، وبعدها ، وموقفها في مجلس عبيد الله بن زياد ، وإنقاذها الإمام زين العابدين عليه السلام من براثنه وبراثن جلاوزته حينما همّ بقتله ، وله روايات لمواقف أُخرى غيرها.

وتكمن أهميّة رواياته أنّها ليس فيها من واسطة ، فهي عن سماع ورؤية 0.

ص: 357


1- تاريخ الطبري 4/40.

عين. ولولاه ما وصلنا شيء كثير عن أحداث الواقعة وما دار فيها ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة التوّابين في مراحلها المختلفة من طورها السرّي إلى طورها العلني ، ومن خروجهم من الكوفة ومسيرهم لزيارة مرقد أبي عبد الله عليه السلام ، إلى مسيرهم إلى عين الحلوة ، حيث دارت معركتهم ، فشارك بها وسجّل بطولات قادتها وصحبهم ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة المختار ، وما دار فيها من أحداث شارك بها أو رآها رؤية عين.

حميد في واقعة الطفّ :

كان حميد ضمن جيش عمر بن سعد الذي عدَّ للتوجّه في الأصل نحو الريّ ، ويبدو أنّه حينما أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بالتوجّه لقتال أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، وجد حميدٌ نفسه محشوراً مع من حشر به ، وكأنّه حوصر حصاراً لا يستطيع الإفلات منه ، وأعتقد أنّه لم يشهر سيفاً في تلك الواقعة ، وما رمى بسهم ، ولا طعن برمح ، وكان يرقب المعركة بأذن واعية ، وتستنتج ممّا رواه أنّه كان حريصاً أن يكون في أثنائها قريباً من أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم.

ويبدو أنّه كان على علاقة طيّبة بعمر بن سعد ، فقد ذكر الدينوري أنّه قال : «كان عمر بن سعد صديقاً لي ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنّه ما رجع غائب إلى منزله بشرٍّ

ص: 358

ممّا رجعت ، قطعت القرابة القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم»(1) لذا فإنّ ما رواه حميد عن مراسلات عبيد الله بن زياد مع ابن سعد يمكن أن نطمئنّ إليه أيضاً ، وممّا رواه أنّ ابن زياد دعا شمراً بن ذي الجوشن فقال له : «اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً ، وإن هم أبوا النزول على حكمي فليقاتلهم ؛ فإن فعل ذلك فاسمع له وأطع ، وإن هو أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الناس ، وثب عليه فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه»(2).

روى أيضاً أن ابن زياد أرسل رسالةً أخرى إلى عمر بن سعد يأمره فيها أن يحول بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، فبعث ابن سعد خمسمائة فارس بقيادة عمرو بن الحجّاج إلى الشريعة لمنع الحسين وأصحابه من الوصول إلى الماء(3) ، وعند وصولهم نادى عبد الرحمن بن الحصين الأزدي بأعلى صوته : والله لا تذوقون منه قطرةً حتّى تموتوا عطشاً ، فأجابه الحسين عليه السلام : اللهمّ اقتله عطشاً ، ولا تغفر له أبداً ؛ قال حميد : والله لعدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب الماء حتّى يبغره ويصيح العطش العطش ، ثمّ يعود يشرب الماء حتّى يبغره ثمّ يبغيه ويتلظّى عطشاً ، فما زال ذلك دأبه حتّى لفظ نفسه»(4). 2.

ص: 359


1- الأخبار الطوال : 260 ، وينظر أيضاً بغية الطلب في تاريخ حلب : 2631.
2- تاريخ الطبري 4/314 ، وتاريخ مدينة دمشق 45/51.
3- تاريخ الطبري 4/311.
4- الإرشاد 2/87 ، وينظر أيضاً مناقب آل أبي طالب 3/214 ، وروضة الواعظين 182.

ومن المواقف البطولية التي رواها عن أبي عبد الله عليه السلام ما فعله بعمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي حين ضرب القاسم بن الحسن عليهما السلام بسيفه على رأسه فأسقطه بعد أن انقطع شسع نعله ، وكان ابن سعيد حين رأى القاسم بتلك الهيبة والشجاعة وهو غلام ، أقسم أن يشدَّ عليه فحاول حميد منعه ، إذ قال له : وما تريد منه وقد احتوشه القوم ، ولكن اللعين أصرّ على فعلته ، وضرب القاسم بسيفه على رأسه فسقط على وجهه ، فصاح يا عمّاه ، فبرز إليه الحسين كالصقر وشدَّ شدّة الليث الغاضب - بحسب رواية حميد - وضرب ابن سعيد بسيفه فاتّقاه بساعده فأطنّها من لدن مرفقه ، وحملت الخيل لاستنقاذ ابن سعيد ، فداسته فمات ؛ كلّ ذلك رواه حميد ، وروى أيضاً ، وقوف الحسين عليه السلام على رأس الغلام ، وقوله : «بعداً لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله(صلى الله عليه وآله). ثمّ قال : عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك .. ثمّ احتمله على صدره ، وكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان في الأرض ...»(1) ، وما تبع ذلك من وضعه بجانب ولده عليّ الأكبر ، رواه بتفصيل من شهد الحدث واستوعبه واستمع إلى الحوار الذي دار به من أوّله إلى آخره(2) ، وقد يكون هذا اللعين ابن عمّ عبد الله بن سعد بن نفيل أحد قادة جيش التوّابين ، وشتَّان.

ومن المواقف التي قد تحسب له أنّ شمر بن ذي الجوشن حمل في 7.

ص: 360


1- تاريخ الطبري 4/341 ، ومقاتل الطالبيّين 58.
2- مقاتل الطالبيّين 58. وينظر أيضاً الإرشاد 2/107.

أثناء المعركة يريد حرق فسطاط أبي عبد الله عليه السلام ؛ فقال له حميد بن مسلم : «سبحان الله إنّ هذا لا يصلح لك تريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذّب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء ، والله إنّ في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك ، قال : فقال : من أنت؟ قلت : لا أخبرك من أنا. قال : وخشيت والله أن لو عرفني أن يضرّني عند السلطان ، قال : فجاءه رجل كان أطوع له منِّي شبث بن ربعي ، فقال : ما رأيت مقالاً أسوأ من قولك ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أمرعباً للنساء صرت؟ قال : فأشهد أنّه استحيى فذهب لينصرف ، وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة فشدّ على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت»(1).

وروى أيضاً فعلة اللعين عقبة بن بشر الذي رمى رضيع الحسين عليه السلام بسهم وهو في حجره ، فذبحه(2) ، وذكر أيضاً أنّ عبد الله بن قطنة التميمي هو الذي قتل عون بن عبد الله بن جعفر(3) ، وأنّ الذي قتل أخاه محمّداً بن عبد الله بن جعفر هو عامر بن نهشل التميمي(4) ، وذكر بقيّة من استشهد من بني هاشم كجعفر بن محمّد بن عقيل ، وغيره(5).

وقال : إنّ أوّل قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين هو ولده عليّ 2.

ص: 361


1- تاريخ الطبري 4/334 ، وينظر أيضاً الكامل 4/69 ، والبداية والنهاية 8/198.
2- مقاتل الطالبيّين 59.
3- السابق 60.
4- السابق 60.
5- السابق 62.

عليهما السلام ، وإنّ الحسين حين استشهد ولده عليّ قال سماع أذني : «قتل الله قوماً قتلوك يا بنيّ ما أجرأهم على الله ، وعلى انتهاك حرمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفا ؛ قال حميد : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس طالعة تنادي : يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها ، فقالوا : هذه زينب بنت عليِّ بن أبي طالب ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه ، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه»(1).

تحدّث حميد أيضاً عن إحدى حملات أبي الفضل العبّاس عليه السلام في رفقة ثلة من أصحاب الحسين عليه السلام ، واستطاعتهم كشف جيش ابن سعد عن شريعة الماء وملئهم قِرَبَهُم وعودتهم بها(2).

وذكر أيضاً أنّه «لمّا بقي الحسين في ثلاثة رهط أو أربعة دعا بسراويل محقّقة يلمع فيه البصر يمانيٌّ محقّق ، ففزره ، ونكثه لكي لا يسلبه ، فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبّاناً ، قال : ذلك ثوب مذلّة ، ولا ينبغي لي أن ألبسه. قال : فلمّا قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إيّاه فتركه مجرّداً»(3).

وسمع أبا عبد الله عليه السلام قبل أن يقتل يقول : «وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع ... أعلى قتلي تحاثّون! أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من 8.

ص: 362


1- تاريخ الطبري 4/340 ، ومقاتل الطالبيّين 76 ، وتاريخ مدينة دمشق 69/169.
2- مقاتل الطالبيّين 78.
3- تاريخ الطبري 4/344 ، وينظر أيضاً بغية الطلب في تاريخ حلب 2618.

عباد الله أسخط عليكم لقتله منِّي ؛ وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون ، أما والله أن لو قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم ، وسفك دمائكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم»(1).

وروى أيضاً دعاء أبي عبد الله عليه السلام في ساعته الأخيرة قبل استشهاده ، قال : «سمعت الحسين يومئذ يقول : اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ، اللهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فإنّهم دعونا لينصرونا ، فعدوا علينا ليقتلونا ..»(2).

وروى أيضاً الصورة المروّعة لاستشهاده عليه السلام ، فقال : «والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليه السلام ، إن كانت الرجالة لتشدّ عليه فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، فلمّا رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن استعدى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ، وأمر الرماة أن يرموه ، فرشقوه بالسهام حتّى صار كالقنفذ فأحجم عنهم ، فوقفوا بإزائه ، وخرجت أخته زينب إلى باب الفسطاط ، فنادت عمر بن سعد بن أبي وقّاص : ويحك يا عمر! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فلم يجبها عمر بشيء. فنادت : ويحكم أما فيكم 4.

ص: 363


1- تاريخ الطبري 4/345 ، والبداية والنهاية 8/204.
2- تاريخ الطبري 4/344.

مسلم؟ فلم يجبها أحد بشيء ، ونادى شمر بن ذي الجوشن الفرسان والرجّالة فقال : ويحكم ما تنتظرون بالرجل؟ ثكلتكم أمهاتكم! فحمل عليه من كلّ جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كفّه اليسرى فقطعها ، وضربه آخر منهم على عاتقه فكبا منها لوجهه ، وطعنه سنان بن أنس بالرمح فصرعه ، وبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي - لعنة الله عليهم - فنزل ليحتزّ رأسه ، فأرعد ، فقال له شمر : فتّ الله في عضدك ، ما لك ترعد؟ ونزل شمر إليه فذبحه ثمّ دفع رأسه إلى خولي بن يزيد ، فقال : احمله إلى الأمير عمر بن سعد»(1).

ذكر أيضاً من شارك بسلبه عليه السلام. هذه الصور المروِّعة التي سوّدت وجه ذلك الجيش الذي تبوّأ مقعده من الجحيم رواها ابن مسلم بأسلوب أدبيٍّ فصيح خال من التعقيد والغموض يندر أن نقف على مثله في روايات الأقدمين.

وجزَّاه الإمام زين العابدين خيراً ، إذ كان سبباً في نجاته من القتل ، فقد ذكر الطبري أنّه انتهى بعد مصرع أبي عبد الله إلى «عليّ بن الحسين وهو منبسطٌ على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟ قال : فقلت : سبحان الله! أنقتل الصبيان! إنّما هذا صبيٌ ، قال : فمازال ذلك دأبي أدفع عنه كلَّ من جاء حتّى جاء عمر بن سعد ، فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام المريض ... فقال عليّ بن الحسين : جزيت من رجل خيراً! فوالله لقد دفع الله 1.

ص: 364


1- الإرشاد 2/111.

عنّي بمقالتك شرّاً»(1). على أنّه عليه السلام لم يكن صبيّاً آنذاك فقد جاوز العشرين ، ولكن شدّة مرضه هي التي منعته من القتال ، وكأنّ الله سبحانه وتعالى أبقاه لحفظ رسالته ، والإبقاء على أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

وممّا رواه أيضاً رؤيته امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في جيش عمر بن سعد فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السلام وفسطاطهنّ ، وهم يسلبوهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط ، وقالت : يا آل بكر بن وائل أتُسلب بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لا حكم إلاّ لله ، يا لثارات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأخذها زوجها وردّها إلى رحله(2).

وذكر ابن الأثير أنّ عمر بن سعد : «لما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلي بن يزيد ، وحميد بن مسلم الأزدي) ، وهي رواية لم أقف على من يؤيّدها ، بل إنّ مجريات الأحداث تدفعها ، والذي روي أنّ ابن سعد طلب من حميد أن يبشّر عائلته بما فتح الله عليه(3) ، فبئس الفتح الذي سوّد وجه الجيش وقائده ، أمّا الذي حمل الرؤوس الشريفة فهو شمر بن ذي الجوشن ، وقيس بن الأشعث ، وعمرو بن الحجّاج ، وعروة بن قيس ؛ وهو الصحيح.

روى حميد أيضاً سؤال ابن زياد زين العابدين عليه السلام عن اسمه ، وما دار 7.

ص: 365


1- تاريخ الطبري 4/347 ، ومقتل الحسين 201 ، وبحار الأنوار 45/61 ، ومعالم الفتن 2/300.
2- اللهوف في قتلى الطفوف 77.
3- البداية والنهاية 8/207.

من حوار أغضب ابن زياد فأمر بقتله ، وما فعلته عقيلة بني هاشم عليها السلام حين طلبت منه أن يأمر بقتلها قبله ، كما روى الحوار الذي دار بينها عليها السلام وبينه حين أذن للناس(1).

وروي عنه موقف زيد بن أرقم من عبيد الله بن زياد حينما رآه يقرع ثنايا أبي عبد الله عليه السلام بقضيبه ، إذ قال له : «أعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين ، فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على هاتين الشفتين يقبّلهما ، ثمّ انفضح الشيخ يبكي ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فقام وخرج ، فسمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن أرقم قولاً لو سمعه ابن زياد لقتله : فقلت : ما الذي قال؟ قال مرّ بنا وهو يقول : أنتم يا معاشر العرب عبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد أشراركم ، فبعداً لمن يرضى بالذلّ والعار»(2).

وروى أيضاً موقف عبد الله بن عفيف الأزدي رضوان الله عليه حينما خطب ابن زياد في مسجد الكوفة ، وحمد الله على نصر يزيد لعنة الله عليه بقتل ريحانة رسول الله أبي عبد الله الحسين واتّهمه بالكذب ، واتّهم أباه عليهما السلام ، وكان ابن عفيف قد فقد عيناً في معركة الجمل وأخرى 1.

ص: 366


1- تاريخ الطبري 4/305 ، وتجارب الأمم 81 ، ومثير الأحزان 70 ، والبداية والنهاية 8/210.
2- تاريخ الطبري 4/349 ، وعمدة القارئ 16/241.

بصفّين ، فقال حينما سمع خطبة ابن زياد : «يا بن مرجانة إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه ، يا ابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين» ، فلمّا وثبت الجلاوزة لأخذه وثب إليه فتية من قومه فاستنقذوه ، فأرسل ابن زياد جلاوزته من ورائه وقتله(1).

وقد ذكر الشيخ الطوسي حميداً بن مسلم الكوفي مع أصحاب عليّ بن الحسين عليه السلام (2) من دون تعليق أو إضافة ، وما كان الشيخ يذكره لولا موقفه النبيل في إنقاذه من شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته ، وذكره السيّد الخوئي مع أصحابه أيضاً نقلاً عن الشيخ الطوسي(3) ، ومن دون إضافة أو تعليق.

وممّا روي عنه عن حنظلة بن سفيان عن شهر بن حوشب أنّ الخليفة عمر لمّا دوّن الدواوين بدأ بالحسنين عليهما السلام فقبّلهما وأجلسهما على حجره وحثا في حجرهما حتّى ملأهما ، فاعترض ولده عبد الله وقال : قدّمتهما عليّ ولي صحبة ، وليس لهما صحبة ، ولي هجرة وليس لهما ، فقال : أسكت لا أمّ لك. أبوهما خير من أبيك ، وأمّهما خيرٌ من أمّك(4).

مع التوّابين في ثورتهم :

لاشكّ في أنّ الندم ركب حميداً بعدما رأى بأمّ عينه تلك المجزرة 4.

ص: 367


1- تاريخ الطبري 4/350 ، وترجمته في كتابنا الثوية بقيع الكوفة 2/120 - 121.
2- رجال الطوسي 112/8.
3- معجم رجال الحديث 7/312 برقم 4099.
4- المسترشد 284.

الرهيبة التي راح ضحيّتها أبو عبد الله الحسين عليه السلام وصحبه الكرام البررة رضوان الله عليهم ، فالتحق من بعد بمعسكر التوّابين ، وروى جميع أخبارهم ، ثمّ روى أخبار معركة عين الوردة التي قدّر له أن يشارك في قيادة بعض فصائلها ، وكتبت له النجاة.

ويبدو أنّه كان مع الرعيل الأوّل منهم ، فقد ذكر أنّ مائة من وجوه الشيعة وفرسانهم حضروا اجتماعاً في بيت سليمان بسرية تامّة(1) خوفاً من طغمة يزيد التي كانت تحكم الكوفة بالحديد والنار ، ومثَّل ذلك الاجتماع بداية التخطيط لثورتهم.

وبعد هلاك يزيد ومبايعة غالبية الكوفيّين لعبد الله بن الزبير كان الصحابي سليمان بن صرد ورفاعة بن شدّاد والمسيّب بن نجبة وعبد الله بن سعد بن نفيل وعبد الله بن وأل وغيرهم ممّن تخلّف عن بيعته ، وباقتراح رفاعة تولّى الصحابي سليمان بن الصرد قيادة جيش التوّابين ، وقد بايعه نحو ستّة عشر ألفاً على الثأر وإعادة الحقّ إلى نصابه أو الشهادة ؛ إلاّ أنّ من التحق به يوم قرّر الخروج لا يتجاوزون الأربعة آلاف بكثير.

وبعد وصول جيش التوّابين إلى عين الحلوة بعث سليمان المسيّب طليعة في أربعمائة فارس ، وطلب منه شنّ الغارة على أوّل عسكر عبيد الله بن زياد ، وكان في خيل المسيّب حميد بن مسلم ، قال : فسرنا يوماً وليلة ، وهو منّا عند الفجر بمقدار ما أكلت دوابّنا علفها ، ثمّ صلّينا الصبح ، ثمّ بعث 8.

ص: 368


1- تاريخ الطبري 4/428 ، وينظر أيضاً جمهرة أنساب العرب 58.

المسيّب مائة فارس مع أبي جويرية بن الأحمر ، ومائة وعشرين مع عبد الله بن عوف ، ومثلها مع حنش بن ربيعة الكناني وهو ممّن روى عن أمير المؤمنين عليه السلام (1) ، وبقي هو في مائة ، وطلب منهم أن يأتوه بأوّل من يلتقونه كي يعرف أخبار جيش بن زياد ؛ قال حميد بن مسلم : فلقينا أعرابيّاً يقول :

يا مال لا تعجل إلى صحبي

واسرح فإنّك آمن السرب

فتفاءل القوم واستبشروا وسألوه ، فأخبرهم أنّ أدنى عساكر بن زياد منهم هو عسكر ابن ذي الكلاع ، لا يبعد عنهم أكثر من ميل ، فهرع أصحاب المسيّب إليهم وهم غارون فقَتلوا وجَرحوا وترك ابن ذي الكلاع والناجون من أصحابه عسكرهم وفرُّوا هاربين ، فأخذ المسيّب وأصحابه ما خفّ حمله من ذلك العسكر ، وعادوا إلى معسكرهم.

وحين تواقف الطرفان في صبيحة يوم المعركة الأوّل أملى كلّ طرف شروطه على الآخر ، وكانت شروط التوّابين تسليم ابن زياد ، وخلع عبد الملك ومبايعة الرضا من آل البيت عليهم السلام ، قال حميد بن مسلم ، وكان من رجالها الفرسان : «جاء حصين بن نمير مسرعاً فنزل في اثني عشر ألفاً ، فخرجنا إليهم يوم الأربعاء لثمان بقين من جمادى الأولى ... فحملت ميمنتنا على ميسرتهم ، وهزمتهم ، وحملت ميسرتنا على ميمنتهم ، وحمل سليمان في القلب على جماعتهم ، حتّى اضطررناهم إلى عسكرهم ، فمازال الظفر لنا عليهم حتّى حجز بيننا وبينهم الليل ... فلمّا كان الغد صبّحهم ابن ذي الكلاع 0.

ص: 369


1- ترجمته في كتابنا الثوية بقيع لكوفة 1/240.

في ثمانية آلاف ... فقاتلناهم قتالاً لم يرَ الشيب والمرد مثله قط في يومنا كلِّه لا يحجز بيننا وبين القتال إلاّ الصلاة ، حتّى أمسينا فتحاجزنا .. فكان رفاعة يقصُّ ويحضض الناس في ميمنته لا يبرحها .. فاقتتلنا اليوم الثالث يوم الجمعة قتالاً شديداً إلى ارتفاع الضحى ، ثمّ إنّ أهل الشام كاثرونا وتعطَّفوا علينا من كلّ جانب»(1).

واستشهد القادة الواحد تلو الآخر ، وسقطت راية الفرسان ، وليس هناك من يرفعها ، قال حميد بن مسلم : فنادينا عبد الله بن وأل الذي آلت إليه القيادة ، وكان في اشتباك مع فرسان من جيش الشام ، فحمل رفاعة بن شدّاد فاستنقذه منهم ، وفي هذه الأثناء حمل الراية حين سقطت عبد الله بن خازم الكندي ، وبعد فكّ الاشتباك أخذها ابن وأل من بعد ، وقال : «من أراد الحياة التي ليس من بعدها موت ، والراحة التي ليس من بعدها نصب ، والسرور الذي ليس بعده حزن ، فليتقرّب إلى ربّه بجهاد هؤلاء المحلّين ، والرواح إلى الجنَّة رحمكم الله»(2). وروى أبو مخنف بسنده عمّن شارك بالمعركة أنّ عبد الله بن وأل شدَّ على القوم عصر ذلك اليوم فأصبنا رجالاً منهم وكشفناهم ، ثمّ إنّهم تعطّفوا علينا من كلّ جانب فحازونا إلى المكان الذي كنّا فيه ، ولا يستطيعون أن يأتونا إلاّ من مكان واحد ، واستمرّ القتال إلى الليل ، وشدّ أدهم بن محرز الباهلي بخيله فقتل عبد الله بن وأل. ق.

ص: 370


1- تاريخ الطبري 4/464.
2- المصدر السابق.

ولم يجد رفاعة بن شدّاد بدّاً من الانسحاب بعد استشهاد غالبية أصحابه ، فلما جنَّ الليل عليهم انسحب ببقيّتهم ليأسهم من تحقيق انتصار على جيش ابن زياد.

حميد في ثورة المختار :

يبدو أنّ حميداً كان على صلة بالمختار قبل التحاقه بثورة التوّابين ، بل زاره قبل خروج سليمان بأيّام وحدّث سليمان أنّه يثبّط الناس عن الالتحاق به ، وأنّ أصحابه بلغ عددهم ألفين(1).

وبعد نجاته من معركة عين الحلوة التحق بالمختار ، فزاره في سجنه ، وسمعه يقول : «أما وربِّ البحار والنخيل والأشجار والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقتلنّ كلَّ جبّار بكلِّ لدن خطّار ، ومهنّد بتّار ، في جموع من الأنصار ، ليسوا بميل أغمار ولا بعزل أشرار ، حتّى إذا أقمت عمود الدين ، ورأيت شعب صدع المسلمين ، وشفيت غليل صدور المؤمنين ، وأدركت بثأر النبيّين ، لم يكبر عليّ زوال الدنيا ، ولم أحفل بالموت إذا أتى ، قال : وكنَّا إذا أتيناه وهو في السجن ردّد علينا هذا القول»(2).

وبعد خروج المختار من سجنه اتّفق مع أنصاره أن يكون موعد الثورة ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأوّل سنة ستّ وستّين ، ولكن المقادير 7.

ص: 371


1- تاريخ الطبري 4/452.
2- المصدر السابق 4/450 ، وينظر أيضاً البحار 45/357.

جرت بالطريق الذي رسم لها ، ففي يوم الإثنين خرج إبراهيم بن مالك الأشتر بعد صلاة المغرب يريد المختار في رفقة كتيبة من أصحابه فيهم حميد ، فاصطدم بإياس بن مضارب قائد شرطة والي ابن الزبير ، فكان الانتصار الذي أدّى إلى تردّد صدى شعار (يا لثارات الحسين) في أرجاء الكوفة(1) مرة ثانية ، إذ كانت الأولى عند خروج التوّابين.

وروى أبو مخنف قال حدّثني الوالبي قال : «خرجت أنا وحميد بن مسلم والنعمان بن أبي الجعد إلى المختار ليلة خرج فأتيناه في داره وخرجنا معه إلى معسكره ، قال : فوالله ما انفجر الفجر حتّى فرغ من تعبئته ، فلمّا أصبح استقدم فصلّى بنا الغداة بغلس ثمّ قرأ والنازعات ، وعبس وتولّى ، قال : فما سمعنا إماماً أمّ قوماً أفصح لهجة منه»(2).

وما إن حقّق المختار النصر على والي ابن الزبير حتّى استسلم أصحابه ، وعاهدوه على عدم الخروج عليه أو نصرة أعدائه ، ولكن ما إن أرسل إبراهيم بن مالك الأشتر بجيش لقتال عبيد الله بن زياد حتّى قرّر أعداء المختار كشبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمّد بن الأشعث اغتنام الفرصة للقضاء على المختار ، واستطاع هذا النفر إقناع عبد الرحمن بن مخنف بالخروج معهم ، ولم يكن من رأيه الخروج ، فخرج ، وقد أصيب ابن مخنف إصابة 0.

ص: 372


1- تاريخ الطبري 4/496 ، وذوب النضار 101
2- تاريخ الطبري 4/499 - 500.

قاتلة إلاّ أنّه نجا منها(1).

هل انحاز حميد إلى أعداء المختار؟

تذهب رواية إلى أنّ رجلاً اسمه حميد بن مسلم خرج مع عبد الرحمن عصبية وقاتل دفاعاً عنه ، وليس دفاعاً عن الخارجين على المختار ، فقد روي أنّه قال(2) :

لأضربنّ عن أبي حكيم

مفارق الأعبد والصميم

ولا يستبعد أن حميداً هذا أزديّاً اختلط اسمه باسم صاحبنا ، وهو أمر لا أستبعده.

وبعد النصر الذي حقّقه المختار بدأ بالثأر ممّن شارك في قتال أبي عبد الله عليه السلام ، فقتل من عثر عليه منهم بالكوفة ، ولم ينج منهم إلاّ من استطاع الفرار ، وبحسب رواية حميد هذا أرسل المختار من يأتيه بعبد الله ، وعبد الرحمن ابني صلخب الأزدي ، وحميد بن مسلم ، وبسبب انشغال جند المختار بهما استطاع حميد الفرار والاختباء عند عبد قيس(3). وقال بعد نجاته(4) : 9.

ص: 373


1- ترجمة المختار وأحداث ثورته في كتابنا رجال من بقيع ثوية الكوفة 229 - 251.
2- تاريخ الطبري 4/524.
3- السابق 4/530.
4- أنساب الأشراف 409.

ألم ترني على دهش

نجوت ولم أكد أنجو

رجاء الله أنقذني

ولم أك غيره أرجو

ثمّ لا أقف لحميد هذا على خبر أو ذكر حتّى سنة خمس وسبعين إذ رثى عبد الرحمن بن مخنف(1) الذي قتل في حربه مع الأزارقة برامهرمز ، باستثناء خبر انحياز القاسم بن حبيب بن مظاهر الأسدي إلى خيل مصعب بن الزبير للثأر من قاتل أبيه البديل بن صريم التميمي ، الذي استطاع الهرب من المختار والالتحاق بمصعب بن الزبير ، فلمّا وجد القاسم غرّة من البديل قتله وهو في قيلولته(2).

ولعلّ ما يوثق الظنّ أنّ حميداً صاحبنا لم يكن هو المطلوب ، إذ إنّه لم يكن معدوداً مع الشعراء ، ولم أقف له على شعر يروى في سابقات أيّامه ؛ كما أنّه كان بجانب المختار من اليوم الأوّل من ثورته ، فكيف انحاز عنه إلى معسكر شمر بن ذي الجوشن وأصحابه وقد خرج حين خرج للثأر من قتلة أبي عبد الله عليه السلام ، والله أعلم. ه.

ص: 374


1- السابق 426.
2- موسوعة التاريخ الإسلامي 6/438 عن الطبري في تاريخه.

المصادر

1 - الأخبار الطوال : ابن قتيبة الدينوري (ت282 ه) ، مصوّر على قرص أصدرته مكتبة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث سنة 1426ه.

2 - الإرشاد : الشيخ المفيد (ت 413ه) ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث ط2 ، دار المفيد للطباعة والنشر ، بيروت 1993م.

3 - أنساب الأشراف : البلاذري (ت 279 ه) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1974م.

4 - البحار : المجلسي (ت 1111ه) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1983م.

5 - البداية والنهاية : ابن كثير (ت 774ه) ، مكتبة المعارف ، بيروت.

6 - بغية الطلب في تاريخ حلب : كمال الدين عمر بن أحمد بن جرادة (ت660ه) ، تحقيق : سهيل زكار ، دمشق 1988م.

7 - تاريخ الطبري : الطبري (ت 310 ه) ، دار الكتب العلمية ، ط 4 ، بيروت 2008م.

8 - تاريخ مدينة دمشق : ابن عساكر (ت 571ه) ، تحقيق : علي شيري ، دار الفكر ، بيروت 1995م.

9 - تجارب الأمم : ابن مسكويه ، تحقيق : د. أبو القاسم إمامي ، ط2 ، ، مطابع دار سروش للنشر ، طهران 1987م.

ص: 375

10 - الثوية بقيع الكوفة : أ ، د ، صلاح مهدي الفرطوسي ، دار الجواهري ، بغداد ، 2013م.

11 - جمهرة أنساب العرب : ابن حزم (ت456) ، راجعه : عبد المنعم خليل ، ط5 ، دار الكتب العلمية ، بيروت 2009م.

12 - ذوب النضار في شرح الثار : ابن نما الحلّي (ت 645ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم 1416ه.

13 - رجال الطوسي : الشيخ الطوسي (ت460ه) ، تحقيق : جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة ، 1425ه.

14 - روضة الواعظين : الفتّال النيسابوري (ت508ه) ، تقديم : مهدي الخرسان ، منشورات الرضي ، قم.

15 - عمدة القاري : العيني (ت855 ه) ، نسخة مصوّرة على قرص أصدرته مكتبة أهل البيت عليهم السلام سنة 1426ه.

16 - الكامل في التاريخ : ابن الأثير (ت630 ه) ، دار صادر ، بيروت 2008م.

17 - اللهوف في قتلى الطفوف : ابن طاووس (ت664ه) ، الأنوار الهدى ، قم.

18 - مثير الأحزان : ابن نما الحلّي (ت645ه) ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف 1950م.

19 - المسترشد : محمّد بن جرير الطبري (الشيعي) (ق 4) ، تحقيق : أحمد المحمودي ، مطبعة سلمان الفارسي ، قم.

20 - معالم الفتن : سعيد أيّوب ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم المقدّسة 1416ه.

ص: 376

21 - معجم رجال الحديث : السيّد الخوئي ، ط5 ، 1992م.

22 - مقاتل الطالبيّين : أبو الفرج الأصفهاني (ت356 ه) ، تحقيق : أحمد صقر ، ط 3 ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت 1998م.

23 - مقتل الحسين : أبو مخنف الأزدي (ت157ه) ، بقلم : الحسن الغفّاري ، المطبعة العلمية ، قم 1398ه.

24 - مناقب آل أبي طالب : ابن شهرآشوب (ت 588ه) ، طبعه : محمّد كاظم الكتبي ، المطبعة الحيدرية ، النجف 1956م.

25 - موسوعة التاريخ الإسلامي : الشيخ محمّد هادي اليوسفي الغروي ، مجمع الفكر الإسلامي ، قم 1420.

ص: 377

أبو مخنف والمقتل المنسوب إليه

د. كامل سلمان الجبوري

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمدُ لله على نعمه ، وصلّى الله على نبيّه الكريم ، وآله الطيّبين الطاهرين ، وصحبه المنتجبين.

قسّم العلماء رواية أحداث التاريخ الإسلامي بين ثلاثة رواة :

«أبي مِخنف بأمر العراق وأخباره وفتوحه يزيد على غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز والسيرة ، وقد اشتركا في فتوح الشام»(1).

وهنا تبرز أهمّية أبي مِخنف في تغطية أخبار ثلث أحداث العالم الإسلامي يومذاك.

ص: 378


1- ابن النديم : الفهرست 137 ؛ معجم الأدباء 17/41 - 43.

ولغرض وضع القارئ أمام واقع أبي مِخنف ورواياته وكتابه أودّ أن أضع خطوطاً عامّةً عن حياة هذا المؤرّخ الجليل ، وهي بطبيعة الحال لا تساعد على إيضاح الجوانب الهامّة من حياته بصورة شافية وافية ، ذلك لأنّ كتب الرجال والتراجم لا تسعفنا بترجمة وافية عن حياة هذا المؤرّخ ، وكلّما نجده عن هذا الرجل في كتب الرجال والتراجم والفهارس أسطراً معدودات تهتمّ في العادة بتعداد مؤلّفاته.

وقد استطعت أن أجمع بعض تلك الشتات وأقدّمها لتكون تمهيداً لهذا الكتاب.

وسيكون حديثي أوّلاً عن أبي مِخنف وما وصلنا من : نسبه وأسرته ، وولادته ونشأته ، وشخصيّته ووثاقته ، ومن روى عنهم ، ومن رووا عنه ، ورواياته وكتبه ، ومن ترجم أو تعرّض له.

ثمّ عن تاريخه هذا : التاريخ المفقود ، كيفية جمع نصوصه ، مصادرها ومراجعها ، والتعامل معها.

نسبه وأسرته :

لوط بن يحيى بن سعيد بن مِخنف(1) بن سليم(2) بن الحارث بن عوف ).

ص: 379


1- ترجمته في الإصابة 3/373 ، الاستيعاب 4/1467.
2- وفي جمهرة أنساب العرب 377 ، ومعجم الأدباء 17/41 ، وفوات الوفيات ، 3/225 : (سليمان).

ابن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة(1) ابن غامد(2) - (واسم غامد : عمرو) - بن عبد الله بن كعب بن الحارث ابن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ(3) الأزدي الغامدي.

وكنيته : أبو مِخنف - كمِنْبَر(4) -.

فهو غامديّ ، أزديّ ، كوفيّ ، من أصل نابه ، فقد كان جدّه مِخنف بن سليم صحابيّاً روى عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، ومن أصحاب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام شهد الجمل حاملاً راية الأزد فاستشهد في تلك الواقعة سنة (36ه)(5).

وقد حفظ لنا التاريخ بعض أسماء من أسرته ، فكان محمّد وعبد الرحمن ابني مِخنف أخوين لجدّه(6).

وأبو رملة عامر بن مِخنف بن سليم ذكره صاحب منتهى المقال (299) وقال إنّه روى عن أبيه مِخنف.

وحبيب بن مِخنف ذكره الحافظ أبو عمرو. ).

ص: 380


1- هكذا جاء نسبه في جمهرة أنساب العرب 337 ، وفي معجم الأدباء 17/41 : (... بن ثعلبة بن سعد مناة) بإسقاط (الدؤل).
2- الإصابة 3/373.
3- الجمهرة 330 - 331.
4- هكذا ضبطه الفيروزآبادي في القاموس المحيط - مادّة الخنيف - 3/139.
5- ابن النديم : الفهرست 136 - 137.
6- فلهوزن : تاريخ الدولة العربية / الكلمة التمهيدية صفحة (ق).

وكان أبوه يحيى بن سعيد بن مِخنف من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام أيضاً(1).

ولادته ونشأته :

لم تسعفنا المصادر متى ولد أبو مِخنف ، إلاّ أنّ المستشرق فلهوزن يؤكّد أنّ أبا مِخنف بلغ مبلغ الرجال في ثورة ابن الأشعث عام (82ه)(2).

وعاش الرجل - كما يرى فلهوزن - حتّى شهد سقوط الدولة الأموية ، أواخر الروايات المأثورة عنه تتعلّق بحوادث سنة (132ه)(3).

وكان صديقاً حميماً للراوية المعروف محمّد بن السائب الكلبي (ت146ه)(4).

ولقد عرف بكثرة الرواية والنسب ، وبصورة عامّة كان : (صاحب أخبار وأنساب ، والأخبار عليه أغلب)(5).

ويقال : إنّه روى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام (6).

وذكروا أنّه عاش أواخر أيّامه في عهد المهدي محمّد بن أبي جعفر عبد ه.

ص: 381


1- رجال العلاّمة الحلّي 136 ، الشيعة وفنون الإسلام 106 - 107.
2- تاريخ الدولة العربية ، المقدّمة التمهيدية صفحة (ق).
3- نفس المصدر.
4- الطبري 2/1075 ، 1096.
5- المعارف 234.
6- الكنى والألقاب 1/148 وغيره.

الله المنصور(1).

فإذا كانت وفاته سنة (157ه) ، وآخر الأخبار التي وصلتنا من روايته سنة (132ه) فما معنى سكوت الرجل عن الفترة التي عاشها في العصر العبّاسي وهي ربع قرن بالتمام؟

شخصيّته ووثاقته :

كان شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم(2) ومن أعظام مؤرّخي الشيعة(3) الإمامية(4) ، أخباريٌّ اهتمّ بالأنساب ، ولكنّه كان أبرز الأخباريّين فيما يتعلّق بفتوح العراق وأخبارها(5).

وقد عدّه بروكلمان : (إنّه أوّل من صنّف في أخبار الفتوح والخوارج وأيّام العرب وأحاديث الخلفاء والولاة)(6). 3.

ص: 382


1- تاريخ اليعقوبي 3/141.
2- الرجال للنجاشي 245 ، رجال العلاّمة الحلّي 245 ، الكنى والألقاب 1/148 - 149.
3- الكنى والألقاب 1/148.
4- الأعلام 6/110.
5- ابن النديم : الفهرست 137 ، وفيه : (قرأت بخطّ أحمد بن الحارث الخزاعي ، قالت العلماء : أبو مِخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز والسيرة ، وقد اشتركا في فتوح الشام). وفي معجم الأدباء 17/41 - 43 : (وجدت بخطّ أحمد بن الحارث الخزّاز ، قال العلماء ... الخ الخبر).
6- تاريخ الأدب العربي 1/253.

اعتبره أغلب رجال الحديث أنّه راوية ثقة يطمئنّ إلى ما يرويه(1).

ومع اشتهار تشيّعه اعتمد عليه أئمّة أهل السنّة في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما ، وأكثر المؤرّخين هم عيال عليه ، غير أنّ ابن أبي الحديد ينفي كونه شيعيّاً ، إلاّ أنّه يرى صحّة الإمامة بالاختيار(2).

وقد نفى وثاقته جماعة من علماء أهل السنّة ، فقد قال عنه أبو حاتم : متروك الحديث(3).

وقال الدارقطني : ضعيف(4).

وقال يحيى بن يحيى : ليس بثقة(5).

وقال مرّة : ليس بشيء(6). 2.

ص: 383


1- الرجال للنجاشي 245 ، رجال العلاّمة الحلّي 136 ، اتقان المقال 219 ، معجم رجال الحديث 14/142. وجميع رجال الشيعة.
2- شرح نهج البلاغة 1/147.
3- الجرح والتعديل ق2 ج3 ، وفيه : (حدّثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول أبو مِخنف متروك الحديث). وفي لسان الميزان ط/493 : (قال أبو عبيد الآجري : سألت أبا حاتم عنه فنفض يده وقال : أحد يسأل عن هذا)!!. ميزان الاعتدال 3/420 ، سير أعلام النبلاء 7/302 ، فوات الوفيات 3/225.
4- ميزان الاعتدال 3/420 ، لسان الميزان 4/492 ، سير إعلام النبلاء 7/302 ، ديوان الضعفاء والمتروكين 2/265 ، فوات الوفيات 3/225.
5- الجرح والتعديل ق2 ج3 ، وفيه : (حدّثنا عبد الرحمن قال : قال قرئ على العبّاس بن محمّد الدوري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو مِخنف ليس بثقة). سير أعلام النبلاء 7/302 ، ميزان الاعتدال 3/420 ، لسان الميزان 4/492 ، معجم الأدباء 17/41.
6- ميزان الاعتدال 3/419 - 420. لسان الميزان 4/492.

وقال ابن عدي : شيعيّ محترق ، صاحب أخبارهم(1).

وقال الذهبي : أخباريّ تالف ، لا يوثق به(2).

وتبعه ابن حجر العسقلاني(3).

وذكره العقيلي في الضعفاء(4).

وقال الفيروزآبادي : أخباريّ ، شيعيّ ، تالف ، متروك(5).

ولم يوردوا دليلاً واحداً على هذا النفي ، سوى رميه بالتشيّع ، وهو عند أهل العلم منهم لا ينافي الوثاقة(6).

إنّما لذكره في كتاب الردّة وكتاب الشورى وكتاب مقتل عثمان وكتاب الجمل وكتاب صفّين ما لا يوافقهم ، وأودع في كتاب السقيفة جميع ما جرى بين الصحابة وكافّة ما وقع على أهل البيت يومئذ ، وكان بسبب قرب زمنه ينقل القضايا بجميع حذافيرها ويوردها على وجهها.

واختصرها المتأخّرون كالإمام ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة ، والواقدي والطبري في تاريخهما ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد حيث أتى على ذكر السقيفة ، وابن أبي الحديد الحنفي المعتزلي في مواضع من شرح 5.

ص: 384


1- نفس المصدر.
2- ميزان الاعتدال 3/419 - 420.
3- لسان الميزان 4/492.
4- ديون الضعفاء والمتروكين 2/265.
5- القاموس المحيط 3/139.
6- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام 235.

النهج ، ابن الأثير وأبو الفداء وابن الشحناء في تواريخهم ، والمسعودي في مروج الذهب اعتذار عروة بن الزبير عن أخيه عبد الله في تهديد بني هاشم بالإحراق حيث تخلّفوا عن بيعته ، وروى الشهرستاني عن النظام حيث ذكر الفرقة النظامية في كتاب الملل والنحل نبذة من ذلك.

بل لا يوجد تاريخ فيه أحوال السلف خال عن الإيماء إلى ما ذكره أبو مِخنف ، ومن هنا حرّم بعضهم مراجعة التاريخ ، وأولى له أن يحرّم مراجعة الحديث أيضاً ، فإنّ الصحاح مشحونة من الإيماء إلى ما ذكر أبو مِخنف وجميع المؤرّخين ، ولو حرّم العلم وأوجب العمى والجهل وألزم بالصمّ لكان أوفق لغرضه(1).

من روى عنهم :

1 - إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري.

2 - الأجلح بن عبد الله.

3 - إسحاق.

4 - ابن إسحاق ، يروي عن عمّه عبد الرحمن بن يسار.

5 - إسماعيل بن خالد.

6 - إسماعيل بن نُعَيم النّمَري.

7 - إسماعيل بن نُعيم الهمداني. 3.

ص: 385


1- مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام 42 - 43.

8 - إسماعيل بن يزيد الأزدي.

9 - الأسود بن قيس العبدي.

10 - أشعث بن سوار.

11 - الأصبغ بن نباتة.

12 - أبو الأعزّ التيمي.

13 - الأعمش.

14 - الأعور التيمي / أبو الصلت.

15 - أبو بكر الكندي.

16 - أبو بكر بن محمّد الخزاعي.

17 - تليد بن زيد بن راشد الفائشي.

18 - تميم بن الحارث الأزدي.

19 - ثابت بن هبيرة.

20 - ثابت ، مولى زهير بن سلمة الأزدي.

21 - جابر بن يزيد.

22 - جابر ، يروي عن الشعبي.

23 - أبو الجارود / لعلّه زياد بن زياد.

24 - جديل بن خبّاب النبهاني ، من بني عمرو بن أُبىّ.

25 - جرير بن الحسين الكندي.

26 - جرير بن يزيد.

ص: 386

27 - أبو جعفر ، حسين.

28 - جعفر بن حذيفة الطائي.

29 - أبو جعفر العبسي.

30 - جعفر بن القاسم.

31 - جعفر بن محمّد بن علي / لعلّه الإمام الصادق عليه السلام.

32 - جميل بن مَرْثَد ، من بني معن.

33 - أبو جناب / يحيى بن أبي حيّة الكلبي.

34 - جويرية بن أسماء.

35 - أبو جهضم الأزدي ، رجل من أهل الشام.

36 - جيفر بن أبي القاسم العبدي.

37 - الحارث بن حصيرة الأزدي.

38 - الحارث بن كعب الوالبي ، من والبة الأزد.

39 - حبيب بن بديل.

40 - الحجّاج بن علي البارقي.

41 - حدرة بن عبد الله الأزدي.

42 - ابن أبي حرّة الجعفي / لعلّه عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي.

43 - الحسن بن عطية العوفي.

44 - الحسن بن عقبة المرّي.

45 - حسين ، أبو جعفر.

ص: 387

46 - الحسين بن عُقبة المرادي.

47 - حصيرة بن عبد الله بن الحارث بن دريد الأزدي.

48 - الحصين بن يزيد بن عبد الله بن سعد بن نُفيل الأزدي.

49 - الحكم بن هشام بن عبد الرحمن.

50 - أبو حمزة الثمالي.

51 - حمزة بن علي / أبو الخطّاب.

52 - حنظلة بن الأعلم.

53 - خالد بن قطن الحارثي.

54 - أبو خالد الكاهلي.

55 - خشينة بن الوليد العبسي.

56 - خليفة بن ورقاء.

57 - دَلهم بنت عمرو ، امرأة زهير بن القين.

58 - أبو رَوْق الهمداني.

59 - أبو الزبير الأرحبي الهمداني.

60 - زكريّا بن أبي زائدة.

61 - زهير بن عبد الرحمن الخثعمي.

62 - زهير بن عبد الله الخثعمي.

63 - زهير بن هنيد.

64 - زيد بن صوحان.

ص: 388

65 - أبو زيد / عبد الله الأودي.

66 - أبو زهير العبسي / النضر بن صالح بن حبيب.

67 - السدّي.

68 - السرّي بن إسماعيل.

69 - سعد بن مجاهد الطائي ، ورد أيضاً : سعد أبو المجاهد.

70 - أبو سعيد الصيقل.

71 - سعيد بن زيد / أبو المثلم.

72 - أبو سعيد / عَقيصي.

73 - سعيد بن مدرك بن عمارة.

74 - سلمة بن ثابت الليثي.

75 - سليمان بن عبد راشد الأزدي.

76 - سهم بن عبد الرحمن الجُهني.

77 - أبو سلمة.

78 - سويد بن يزيد.

79 - أبو سيف الأنصاري ، من بني الخزرج ، (لعلّه أبو يوسف الأنصاري الآتى برقم 184).

80 - سيف بن بشر العجلي.

81 - الصقعب بن زهير.

82 - صلة بن زهير النهدي.

ص: 389

83 - أبو الضحّاك.

84 - أبو عبد الأعلى الزبيدي.

85 - عبد الحميد البصري.

86 - عبد الرحمن بن جندي الأزدي.

87 - عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود / وورد أيضاً : عبد الرحمن ابن عبيد ، أبي الكنود.

88 - عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.

89 - عبد الرحمن بن قيس السُلمي.

90 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

91 - عبد السلام بن سويد.

92 - عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي.

93 - عبد الله بن عاصم الفائشي ، بطن من همدان.

94 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.

95 - عبد الله الأودي / أبو زيد.

96 - عبد الله بن علقمة الخثعمي.

97 - عبد الله بن عون.

98 - عبد الله بن قيس.

99 - عبد الله بن يزيد بن جابر الأزدي.

100 - عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي.

ص: 390

101 - عبد الملك بن أبي سليمان.

102 - عبد الملك بن مسلم بن سلام بن ثمامة الحنفي.

103 - عبد الملك بن نوفل بن مُساحق بن عبد الله بن مَخرَمة.

104 - عبيدة بن كلثوم.

105 - عبيدة بن هلال اليشكري.

106 - عثمان بن عمرو بن محصن الأزدي.

107 - العدي.

108 - عصام بن قدامة.

109 - عطاء بن السائب.

110 - عطاء بن عجلان.

111 - عطاء بن عَرْفَجة بن زيد بن عبد الله الوِرثي.

112 - عطية بن الحارث.

113 - عقبة بن بشير الأسدي.

114 - عقبة بن أبي العيزار.

115 - عَقيصي / أبو سعيد.

116 - العلاء بن زهير.

117 - أبو علقمة الخثعمي.

118 - أبو علي الأنصاري.

119 - علي بن حنظلة بن أسد الشامي.

ص: 391

120 - عمران بن حدير.

121 - عمر بن خالد.

122 - عمر بن ذَرّ القاصّ.

123 - أبو عمرو العذري.

124 - عمرو بن عمر بن عوف بن مالك الجُشمي.

125 - عمرو بن مالك ، أبو كبشة القيني.

126 - عمرو بن مرّة الجملي.

127 - عمير بن زياد.

128 - عوف بن عمرو الجُشَمي.

129 - ابن عيّاش المنتوف.

130 - غاضرة ، أو قيصر ، مولى آل أبي مِخنف.

131 - الغنوي؟ لعلّه العلاء بن المنهال.

132 - ابن أخي غياث بن لقيط البكري.

133 - فَرْوة بن لقيط الأزدي الغامدي.

134 - فُضَيل بن خَديج الكندي.

135 - القاسم بن النضر العبسي.

136 - القاسم بن الوليد.

137 - قدامة بن حازم بن سفيان الخثعمي.

138 - قدامة بن حوشب.

ص: 392

139 - قدامة بن سعيد بن زائدة بن قُدامة الثقفي.

140 - أبو كبشة القيني / عمرو بن مالك.

141 - الكلبي.

142 - لوذان ، أحد بني عكرمة.

143 - مالك بن أعين الجهني.

144 - أبو المثلّم / سعيد بن زيد.

145 - أبو المثنّى؟

146 - المثنّى بن عبد الله.

147 - المجالد بن سعيد الهمداني.

148 - مجاهد.

149 - محمّد ابن إسحاق ، مولى بني المطّلب.

150 - محمّد بن ثابط / أبو يوسف.

151 - محمّد بن السائب الكلبي.

152 - محمّد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف

153 - محمّد بن قيس.

154 - محمّد بن مِخنف ، عمّ أبي مِخنف.

155 - أبو محمّد الهمداني.

156 - محمّد بن يوسف بن ثابت الأنصاري ، من بني الحارث بن الخزرج.

ص: 393

157 - أبو المخارق الراسبي.

158 - المرّي.

159 - مسلم الأعور.

160 - مسلم بن عبد الله.

161 - مسلمة بن محارب.

162 - مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس.

163 - المشرقي؟

164 - معاذ بن سعد.

165 - معروف بن خرّبوذ.

166 - المعلّى بن كُليب الهمداني.

167 - أبو المغلّس الليثي.

168 - أبو المغفّل.

169 - منيع بن العلاء السعدي.

170 - موسى بن سوار.

171 - موسى بن أبي سويد بن رادي.

172 - موسى بن عامر ، أبي الأشعر الجهني.

173 - موسى بن عامر العدوي.

174 - موسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

175 - نَجيح ، أبو عبد الله ، مولى زهير بن سلمة الأزدي.

ص: 394

176 - نصر بن مزاحم.

177 - النضر بن صالح بن حبيب / أبو زهير العبسي.

178 - نُمير بن وعلة الهمداني اليناعي.

179 - هشام بن أيّوب بن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي.

180 - هشام بن عبد الرحمن الثقفي.

181 - وازع بن السرّي.

182 - يحيى بن أبي حيّة الكلبي / أبو جناب.

183 - يحيى بن سعيد بن مِخنف الأزدي / أبو لوط صاحب الترجمة.

184 - يحيى بن أبي عيسى الأزدي.

185 - يحيى بن هاني بن عروة.

186 - أبو يزيد السكسكي.

187 - يزيد بن ظبيان الهمداني.

188 - يزيد ، مولى عبد الله بن زهير.

189 - أبو يوسف الأنصاري ، (لعلّه أبو سيف الوارد برقم 79).

190 - أبو يوسف محمّد بن ثابط.

191 - يوسف بن يزيد بن بكر الأزدي.

192 - أبو يوسف بن يزيد.

193 - أبو يوسف؟

194 - يونس بن إسحاق.

ص: 395

195 - يونس بن أبي إسحاق السّبيعىّ.

196 - يونس بن يزيد.

وقد روى عن جماعة أشار لهم دون أن يذكر أسماءَهم كاملة مثل :

- أشياخ الحيّ؟

- الثقة؟

- خالي؟

- رجل من بني عبد ودّ من أهل الشام.

- رجل من بني محلّم.

- شيخ للحىّ بالبصرة.

من رووا عنه :

1 - أبو الحسن؟

2 - علي بن طلحة.

3 - عمر بن سعد (وورد أيضاً : سعيد) البصري.

4 - عمرو بن عيسى الأنصاري.

5 - محمّد بن الحكم.

6 - أبو المنذر؟

7 - هشام بن محمّد بن السائب الكلبي.

ص: 396

8 - يحيى بن الحسن العلوي.

9 - يحيى بن سعيد الجزّار.

10 - يحيى بن شعيب الخرّاز.

11 - يحيى بن صالح الطيالسي.

رواياته وكتبه :

عالج أبو مِخنف كثيراً من الحوادث التاريخية بكتب صغيرة ضاعت جميعها في الوقت الحاضر. سنذكر أسماءها وما يتعلّق بها في آخر الموضوع ، وتناولت تلك الكتب الصغيرة التي عرفناها عن طريق الرواة القدماء أموراً تتعلّق بجوّ العراق السياسي في العصر الأموي عامّة وبجوّ الكوفة بصورة خاصّة.

يرجع لابن الكلبي المشهور وهو محمّد بن السائب الفضل الأكبر في حفظ كتب أبي مِخنف وروايتها وتوريثها للأجيال ، وقد روى الطبري روايات أبي مِخنف بحسب رواية ابن الكلبي لها.

«على أنّ أبا مِخنف يذكر في بعض الأحيان رواة آخرين أقدم منه أو معاصرين له ويعتمد على رواياتهم ، مثل عامر الشعبي ، وأبي المخارق الراسبي ، ومجالد بن سعيد ، ومحمّد بن السائب الكلبي نفسه ، أمّا في الأغلب فإنّه لم يأخذ ما رواه عن أقرانه من الرواة المتقدّمين ، بل هو جمع رواياته من سماعه لها بنفسه ومن السؤال عنها في مختلف مظانّها وعند كلّ من استفادها

ص: 397

من مصادرها أو حضرها بنفسه من الناس ؛ وعلى هذا فإنّ الإسناد الذي تقوم عليه رواياته كان لا يزال عنده شيئاً حقيقيّاً ، ولم يذكر مجرّد صيغة أدبية ، وسلسلة الرواة الذين يذكرهم هي دائماً قصيرة جدّاً ، وهي أخيراً تنكمش انكماشاً تامّاً ، نظراً إلى أنّ المسافة التي تفصل بينه وبين الأحداث التاريخية التي روى أخبارها كانت لا تزال تقصر شيئاً فشيئاً ، هذا إلى أنّ سلسلة الرواة تتنوّع بحسب اختلاف الأحداث وتنوّع الروايات الخاصّة بها ، بحيث نجد أمامنا طائفةً كبيرةً جدّاً من أسماء رواة نجهلهم جهلاً تامّاً ، وهؤلاء الرواة الذين شهدوا الحوادث لا يدركون ما يروونه إدراكاً شاملاً ، بل هم يذكرون الحوادث شأناً ولا يغفلون عند وصف الحادثة ذكر الأسماء المتّصلة بها ، وهم يجعلون الأشخاص في أفعالهم وأقوالهم في المحلّ الأوّل ، كما أنّهم لا يزالون في مختلف الروايات يذكرون الشيء نفسه من غير اختلاف إلاّ في أشياء قليلة الشأن ، ومن أجل ذلك صار التقدّم في الرواية بطيئاً جدّاً ، ولكن وفرة التفاصيل من شأنها أن تعوّض هذا العيب الذي في الرواية ، وإلى جانب ذلك حُفِظ لنا الأثر المباشر الذي أوجدته الحوادث في النفوس وكذلك أوّل ما قيل عنها ، ثمّ تجيء الصيغة الشعبية للرواية فتزيد في حيويّتها ، وكلّ الروايات تذكر في صورة حديث بين الأشخاص الذين كانت تدور حولهم الحوادث ، وكلّ الروايات وصف لمسرح هذه الحوادث ، ولو أنّ أبا مِخنف لم يكتب لخسر التاريخ خسارة كبيرة ، وكيف كان يمكنه أن يسلك فيما كتب طريقاً غير الذي سلكه؟ فلم تقدّم له المصادر المكتوبة مادّة كبيرة يستطيع أن يعتمد

ص: 398

عليها ، وهو قد انتفع بها ما كانت في متناول يده ، ولكن من غير أن يجتهد في البحث عنها وفي جعلها أساساً على نحو منتظم ، وأكثر ما يرويه في معرض ذكر الشواهد التي تؤيّد رواياته قصائد وأبيات من شعر الشعراء ، وأهمّ ما صنع من حيث تقدير قيمة الروايات هو أنّه جمع طائفة كبيرة من روايات متنوّعة ومن أخبار عن الشيء الواحد مختلفة في مصادرها بحيث يستطيع الإنسان أن يوازن بينها ويعرف الصحيح المؤكّد منها من غيره ، وأبو مِخنف قد توصّل بذلك إلى أن صارت الأشياء الثانوية تتوارى ، لأنّها لا تظهر إلاّ مرّة واحدة ، كما صارت الأشياء الأساسية لا تزال تزداد بروزاً ، لأنّها تتكرّر في جميع الروايات. وهو يرتّب الروايات المختلفة التي تتناول الشيء الواحد ترتيباً ملائماً بحيث لا يزال ما بينها من ارتباط يزداد وضوحاً ، على أنّه في مثل هذا الجمع للروايات لا يمكن تفادي شيء من التخيّر لها والتوفيق بينها ، ولا يظهر هناك تناقض في النقط الجوهرية ، والروايات تتضافر حتّى يخرج منها إجماع على ما فيها.

والصورة الإجمالية التي تتكوّن عند الإنسان ثابتة متّسقة ، وليس هذا فيما يتعلّق بالوقائع فحسب بل فيما يتعلّق بالأشخاص أيضاً ، ورغم ما في مادّة الروايات المختلفة من غموض واضطراب باديين فإنّه ترفرف فوقها خطّة المؤلّف والفكرة الإجمالية التي كوّنتها لنفسه ، ومع ذلك فإنّ أبا مِخنف لا يتناول برواياته فترةً كبيرةً من الزمان ، وهو لا يربط بين أجزائها ربطاً يراعي الوقائع كما هي ويراعي ترتيبها التاريخي ، ويعوزه ترتيب الحوادث ترتيباً

ص: 399

تاريخيّاً مطّرداً ، فهو لا يذكر إلاّ تواريخ متفرّقة ، وفي كثير من الأحيان لا يذكر إلاّ اليوم الذي وقعت فيه الحوادث بين أيّام الأسبوع من غير ذكر الشهر والسنة ، فهو لا ينظّم الحوادث في خيط يصل بينها ، بل يصف كلّ حادث على حدثه مستقلاًّ عمّا عداه ، ويسهب في ذلك أكبر الإسهاب من غير أن يهتمّ بالاقتصار على ما هو جوهريّ»(1).

وممّا يتميّز به أبو مِخنف أنّ رواياته تبتدئ بصدر الإسلام ، وعصر الفتوحات وما بعدها ، وأنّه يخبرنا في الأغلب عن فترة سبقت عصره ثمّ الفترة التي عاشها بنفسه «ويرجع ذلك إلى أنّ اهتمامه اقتصر على المكان الذي كان يعيش هو فيه ، أعني على العراق وعاصمته الكوفة ، أمّا فيما عدا هذه الفترة المحدّدة وهذا المكان المحدّد فليس عنده علم صحيح اختصّ به. ونظراً إلى أنّ الكوفة والعراق كانت مقرّ الحزب المعارض لحكومة الدولة فإنّ أبا مِخنف يتكلّم خصوصاً عن ذلك ، والموضوعات التي يتناولها بتفصيل وشغف خاصٍّ هي ثورات الخوارج والشيعة ، التي كان على رأسها المستورد ابن علفة التميمي وشبيب بن يزيد وحجر بن عدي والحسين بن علي وسليمان بن صرد والمختار الثقفي وثورة أهل العراق بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث. فأبو مِخنف يمثّل الروايات العراقية ، وهواه في جانب أهل العراق على أهل الشام وفي جانب علي على بني أمية ، ومع ذلك فإنّ الإنسان لا يلاحظ عند أبي مِخنف شيئاً من الأغراض يستحقّ الذكر ، أو هو على الأقلّ ة.

ص: 400


1- فلهوزن : الدولة العربية وسقوطها ، الكلمة التمهيدية.

لا يلاحظ أغراضاً من شأنها تزييف الوقائع تزييفاً إيجابيّاً ، وكلّ ما يمكن أن يقال هو أنّ أبا مِخنف - فيما يظهر - قد أغفل في بعض الأحيان شيئاً ممّا لا يعجبه كإغفاله مثلاً أنّ عقيل بن أبي طالب كان في موقعة صفّين يحارب في صفوف أعداء أخيه عليّ بن أبي طالب»(1).

أمّا ما يتعلّق بكتبه ومصنّفاته التي وصلتنا أسماؤها فهي (60) كتاباً.

فقد سمّى ابن النديم (35) كتاباً من مصنّفاته(2).

وأورد النجاشي قائمة بأسماء (28) كتاباً وقال في آخرها : «أخبرنا [بها] أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا عبد الجبّار بن سيران الساكن بنهر خطّي قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابي ، قال : حدّثنا عبد الله بن الضحّاك المرادي قال : حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبي مِخنف لوط بن يحيى»(3).

وذكر الشيخ الطوسي أسماء لستّة من كتبه وقال في آخرها : «... وغير ذلك من الكتب وهي كثيرة ، أخبرنا بها أحمد بن عبدون ، والحسين بن عبيد الله جميعاً عن أبي بكر الدوري ، عن القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن 5.

ص: 401


1- نفس المصدر. انظر ما كتبه د. عبد العزيز الدوري في (بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب) 35 - 36 ، 121 ، 124 ، 125 ، 133. ود. هادي حسين حمّود بعنوان (أبو مِخنف) مجلّة البلاغ الكاظمية س2 ع9 ، نيسان 1969 ص93 - 99 ، وشاكر مصطفى في (التاريخ العربي والمؤرّخون) ص177 - 179.
2- الفهرست 136 - 137.
3- الرجال للنجاشي 245.

محمّد بن موسى بن حمّاد ، عن أبي السرّي محمّد ، قال : أخبرنا هشام بن محمّد الكلبي عنه»(1) أي أبي مِخنف.

كما أورد ياقوت ضمن ترجمة أبي مِخنف أسماء (35) كتاباً نقلها عن ابن النديم(2).

كما أورد صاحب هداية العارفين قائمة ب- : (34) كتاباً(3).

وقد عدّد غير هؤلاء من أصحاب كتب الرجال والتراجم والفهارس وخزائن المخطوطات كتباً أخرى لم ترد ضمن تلك القوائم.

وقد تمكّنت من حصرها وتوحيد عناوينها وفهرستها وترتيبها بقائمة موحّدة.

أمّا أماكن وجودها والتعليق عليها بما ورد حولها وما يتعلّق بأخبارها فقد ذكرته عند بداية كلّ كتاب ضمن النصوص التي جمعتها في هذا (التاريخ) ، مراعياً بذلك التسلسل الزمني لحوادثها وهي كما يلي :

1 - التاريخ الكبير : نقل عنه الخوارزمي في (مقتل الحسين عليه السلام 223 / 2). وقال : قال أبو مِخنف في تاريخه الكبير. ولعلّه تسمية عامّة للمجموع الذي يضمّ هذه الكتب التالية :

2 - كتاب السقيفة. 1.

ص: 402


1- الفهرست للطوسي 156.
2- معجم الأدباء 17/41.
3- 1/840 - 841.

3 - كتاب الردّة.

4 - كتاب فتوح الإسلام.

5 - كتاب فتوح الشام.

6 - كتاب فتوح العراق.

7 - كتاب الشورى.

8 - كتاب المغازي.

9 - كتاب فتوح خراسان.

10 - كتاب مقتل عثمان.

11 - كتاب الجمل.

12 - كتاب صفّين.

13 - كتاب الحكمين.

14 - كتاب النهر.

15 - كتاب أهل النهروان والخوارج.

16 - كتاب الغارات.

17 - كتاب أخبار محمّد بن أبي حذيفة.

18 - كتاب أخبار الخرّيت بن راشد وبني ناجية.

19 - أخبار محمّد بن أبي بكر.

20 - كتاب مقتل محمّد بن أبي بكر والأشتر.

21 - كتاب مقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ص: 403

22 - كتاب أخبار زيادة بن أبيه.

23 - كتاب المستورد بن علفة.

24 - كتاب مقتل الحسن عليه السلام.

25 - كتاب مقتل حِجر بن عديّ وأصحابه.

26 - كتاب وفاة معاوية بن أبي سفيان وولاية ابنه يزيد.

27 - كتاب مقتل الإمام الحسين بن عليّ عليه السلام.

28 - كتاب أولاد مسلم بن عقيل.

29 - كتاب وقعة الحرّة.

30 - كتاب مرج راهط وبيعة مروان ومقتل الضحّاك بن قيس الفهري.

31 - كتاب التوّابين ، كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة.

32 - كتاب أخبار عبيد الله بن الحرّ الجعفي.

33 - كتاب أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي.

34 - كتاب حديث باجميرا ومقتل ابن الأشعث.

35 - كتاب مصعب بن الزبير وولاية العراق.

36 - كتاب مقتل عمرو بن سعيد بن العاص.

37 - كتاب مقتل عبد الله بن الزبير.

38 - كتاب حديث الأزارقة.

39 - كتاب أخبار الأمويّين.

40 - كتاب أخبار الحجّاج.

ص: 404

41 - كتاب حديث رستقباذ.

42 - كتاب الخوارج والمهلّب بن أبي صفرة.

43 - كتاب أخبار شبيب الخارجي وصالح بن مسرح.

44 - كتاب أخبار مطرف بن المغيرة.

45 - كتاب دير الجماجم وخلع عبد الرحمن بن الأشعث.

46 - كتاب يزيد بن المهلّب وقتله بالعقر.

47 - كتاب زيد بن عليّ.

48 - كتاب يحيى بن زيد.

49 - كتاب خالد بن عبد الله القسري ، ويوسف بن عمر ، وموت هشام ، وولاية الوليد.

50 - كتاب الضحّاك الخارجي.

51 - كتاب الخطبة الزهراء لأمير المؤمنين عليه السلام.

52 - كتاب نجدة أبي قبيل الحروري.

53 - كتاب بلال الخارجي.

54 - كتاب أخبار آل مِخنف بن سليم.

55 - كتاب بحر الأنساب.

56 - كتاب أحوال السفّاح.

57 - كنز الأنساب وأخبار النُسّاب.

58 - سيرة الحسين.

ص: 405

59 - كتاب المعمّرين.

60 - كتاب الأخبار.

كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام :

الطفّ ملحمة الخلود ، ونشيد الحقّ العظيم ، ما بقي للناس ضمير يتحسّس معاني الجمال ، ونفس تتوق إلى المثل السامية ، وإنّ شجرة العقيدة والكرامة التي سقاها البطل الشهيد الحسين بن عليّ عليه السلام في العاشر من المحرّم عام (61ه) بدمه الطاهر ، ودماء الشهداء الأبرار ما تزال - وستظلّ - وارفة الظلال ، سامقة في دنا المجد ، تؤتي أُكلها كلّ حين : نوراً للثائرين ، وحياةً للمؤمنين ، ورحمةً وعطاءً للناس أجمعين ، تجد معنى الخلود ، وانتصار الحقّ ، ومفهوم العناية الإلهية بحفظ الدين ، وإعلاء شأنه ، برغم كيد الكائدين(1).

وإنّ من أشهر من روى فصول ملاحم الطفّ ، ومشاهد الكفاح العظيم ، والفداء الرائع ، هو أبو مِخنف لوط بن يحيى بن سعيد الأزدي الكوفي المتوفّى سنة (157ه) ، وقد أشارت إلى كتابه مقتل الحسين أكثر كتب الرجال والتراجم والفهارس ، فقد ذكره النجاشي في كتاب الرجال (245) ، ابن النديم في الفهرست (136) ، والشيخ الطوسي في الفهرست (155) ، وياقوت الحموي م.

ص: 406


1- وقفة عند كتاب مقتل الحسين لأبي مِخنف بقلم هادي جبّار سلّوم وعبد الكاظم مجلي ، مجلّة البلاغ س7 ع10 ، س8 ع1/1398ه/1978م.

في معجم الأدباء (17/41) ، وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات (3/225).

وإن كتاب مقتل الحسين عليه السلام المذكور الذي نقل عنه أعاظم المتقدّمين واعتمدوا عليه مفقود كما هو الحال في جميع كتبه ، إلاّ ما بقيت منه نصوص متفرّقة مبثوثة هنا وهناك في كتب التاريخ والروايات.

أمّا المقتل(1) الذي بأيدينا ، المنسوب إليه فليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين(2) ، لاشتماله على كثير من الأحاديث التي لا علم لأبي مِخنف بها وإنّما هي مكذوبة على الرجل ، وقد كثرت عليه الكذّابة ، وهذا شاهد على جلالته(3).

ويظهر ذلك الوضع فيها من أنّ لغتها غير لغة عصره ، ومن بعض 1.

ص: 407


1- مَقْتَل - بالفتح - وهو اسم لكتاب يستعرض حوادث صورة الحسين مبتدأ بمحاولة أخذ يزيد بن معاوية البيعة بالخلافة من الإمام الحسين عليه السلام عن طريق والي المدينة ، فمبايعة أهل الكوفة للإمام الحسين بالخلافة وبعثهم الكتب التي ضمنوها دعوتهم الإمام إلى الكوفة ليتخّذ منها مركز حكمه وعاصمة خلافته ، فامتناع الحسين من مبايعة يزيد ، فإرسال الإمام لمسلم بن عقيل إلى الكوفة وما جرى له هناك حتّى شهادته ثمّ خروج الإمام من المدينة إلى مكّة ومنها إلى الكوفة ، ذاكراً المنازل بين القطرين وما جرى فيها من حوادث ترتبط بالموضوع ، فمنع الإمام الحسين عليه السلام من قبل مبعوثي والي يزيد على الكوفة من الدخول إلى الكوفة ومحاصرته في كربلاء ، ثمّ استعراض حوادث المعركة جملةً وتفصيلاً. وحوادث السبي إلى الكوفة فالشام ... الخ. (تعريف بالمقاتل بقلم عبد الهادي الفضلي - مجلّة البذرة النجفية س1/1386ه- ع5/7 - 11).
2- الكنى والألقاب 1/149.
3- مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام 41.

أغلاط النحو فيها.

ولو افترضنا أنّ أصل هذا المقتل نفسه لأبي مِخنف ، فالمقتل الموجود المنسوب إليه أصبح بموجب التعديلات المتأخّرة والتي فيها تصرّف في النصّ زاد بمقتضى الوقت زيادة مطّردة ، حتّى أصبحت نصوصها بعيدةً عن أصل المؤلّف ، ورغم هذا نجد فيها نواة من الحقيقة ، وفي بعض المواضيع نصوص لم تتغيّر ، وهذا ما أثبته فستنفلد في دراسته للكتابين اللذين كانا معروفين في ذلك الوقت ، وهما مقتل الحسين ، والمختار الثقفي(1).

وما أورده الطبري في مقتل الإمام الحسين عليه السلام المنقولة رواياته عن أبي مِخنف وما في هذا المقتل المنسوب نجد أنّ هناك تشابهاً حاصلاً في كلا الكتابين ، ولاسيّما فيما يتعلّق بالحوادث التاريخية.

ولعلّ الطبري قد اطلع على كتب أبي مِخنف - قبل فقدانها - ومنها المقتل المذكور ، رغم أنّه لم يزعم أنّه ينقل روايات المقتل عن خطّ هشام الكلبي ، وساقها روايات رتّبها وفق رغبته ومنهجه ، والله أعلم كم ترك منها ، وبتر لتتوافق مع نظرته للأحداث ومعتقداته الشخصية ، ثمّ هو لم يكن معاصراً لهشام الكلبي المتوفّى سنة (204ه) ، وهو المولود سنة (224ه).

أمّا كتاب مقتل الحسين المنسوب لأبي مِخنف ، وما غلب عليه اسم مقتل أبي مِخنف فقد حفلت مكتبات العالم بنسخ مخطوطة ومطبوعة كثيرة 7.

ص: 408


1- كتب فستنفلد عن مقتل الحسين والثأر له : F. Wustenfeld ، Der Tod Huseins and Rache AGGW ، 1883 ، S. 17 - 17.

منه.

النسخ المخطوطة من مقتل الإمام الحسين المنسوب لأبي مِخنف :

لمقتل الإمام الحسين نسخ مخطوطة كثيرة موزّعة في خزائن كتب العالم ، وقد جاءت عناوينها تحت : (مقتل الحسين ، أو أخبار مقتل الحسين ، أو مصرع الحسين وما جرى له). نورد قسماً منها - على سبيل الاستشهاد - لا الحصر :

1 - نسخة مخطوطة كتبت سنة (988ه) محفوظة في مكتبة بطرسبورج برقم (1838) تقع في (82) صفحة (1).

2 - نسخة أخرى كتبت سنة (995ه) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين تقع في (111) صفحة (2).

3 - نسخة أخرى ترقى للقرن العاشر الهجري / القرن السادس عشر الميلادي ، ناقصة الأوّل والآخر ، محفوظة بدار الآثار للمخطوطات في بغداد برقم (25768) ، قياساتها (20.5 × 12) سم ومسطرتها (11) سطراً تقع في 386 صفحة (3).

4 - نسخة أخرى كتبت سنة (1009ه) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين برقم (9036) تقع في (19) ورقة (4). ر.

ص: 409


1- تاريخ التراث العربي 2/309.
2- نفس المصدر.
3- مخطوطات التاريخ والتراجم والسير في مكتبة المتحف العراقي 387.
4- نفس المصدر.

5 - نسخة أخرى عنوانها : (تاريخ مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام) آخرها : «هذا ما انتهى إلينا من مقتله ، وكان فراغه في اليوم الثاني عشر من شهر ذي القعدة على يد مرقّمه علي بن خليفة المقري ، عفى الله عنهما ، آمين». ترقى إلى القرن الحادي عشر الهجري/ القرن السابع عشر الميلادي محفوظة في إحدى مكتبات روسيا برقم(B.604) (1).

6 - نسخة أخرى كتبت سنة (1149ه) محفوظة في مكتبة مشكوة المهداة إلى جامعة طهران برقم (684) تقع في (254) ورقة (2).

7 - نسخة أخرى كتبت سنة (1222ه/1807م) ، محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد ، برقم (14102) ، قياساتها (22.5 × 16.5) سم ومسطرتها (190) سطراً ، تقع في (212) صفحة (3).

8 - نسخة أخرى كتبت سنة (1224ه) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين برقم (9032) تقع في (62) صفحة (4).

9 - نسخة أخرى كتبت سنة (1252ه) ، محفوظة بدار الكتب المصرية برقم (3192) ومنها نسخة مصوّرة محفوظة بمكتبة الإمام الحكيم في النجف برقم (585) مصوّرات (5).8.

ص: 410


1- تاريخ الأدب العربي 1/253.
2- تاريخ التراث العربي 2/309.
3- مخطوطات التاريخ والتراجم والسير 387.
4- تاريخ التراث العربي 2/309.
5- فهرست المخطوطات المصوّرة في مكتبة الإمام الحكيم في النجف 2/198.

10 - نسخة أخرى كتبت سنة (1263ه) محفوظة في خزانة السيّد محمّد سعيد آل ثابت في كربلاء (1).

11 - نسخة أخرى كتبها موسى الحمّودي سنة (1264ه/1847م) محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد تحت رقم (15354/1) قياساتها (21.5 × 15.5) سم ومسطرتها 15 سطراً تقع في 140 صفحة (2).

12 - نسخة أخرى كتبت سنة (1370ه/1950م) محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد تحت رقم (24695) قياساتها (21.5 × 17) سم ومسطرتها (18) سطراً تقع في (72) صفحة (3).

13 - نسخة أخرى غير مؤرّخة محفوظة في المكتبة الظاهرية بعنوان : (مصرع الحسين) المنسوب لأبي مِخنف وبرقم (4303) تقع في (71) ورقة ترقى إلى القرن التاسع الهجري أوّلها : «هذا مصرع الحسين وما جرى له ولأهل بيته من قتلهم وسفك دمائهم وسبى حريمهم لعن الله من تعدّى عليهم» (4).

النسخ المطبوعة من مقتل الإمام الحسين المنسوب لأبي مِخنف : 3.

ص: 411


1- وقفة عند مقتل الإمام الحسين ، مج البلاغ س7 ع10 ص51.
2- مخطوطات التاريخ والتراجم والسير 387.
3- نفس المصدر.
4- بروكلمان : تاريخ الأدب العربي 1/253 ، سزكين : تاريخ التراث العربي 2/309 ، فهرست مخطوطات التاريخ في المكتبة الظاهرية بدمشق 93.

طبع هذا المقتل لمرّات عديدة ، وفي عدد من الأقطار الإسلامية ، وهي تتشابه فيما بينها سوى بعض الاختلافات البسيطة ، وقد طبع مستقلاًّ أحياناً ، وملحقاً ببعض الكتب أحياناً أخرى.

نورد قسماً منها - على سبيل الاستشهاد - لا الحصر :

1 - طبعة حجرية سنة (1287ه) ملحقة بالمجلّد العاشر من بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي.

2 - طبعة حجرية سنة (1301ه).

3 - طبعة حجرية في بمبي - الهند سنة 1311ه- ملحقة مع كتاب (الملهوف في قتلى الطفوف) لعلّي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني ، على أساس نسخة أمبروزيانا - انظر : بروكلمان (1/253).

4 - طبع في آخر كتاب ينابيع المودّة ج(2/158 - 180) تحت عنوان : (الباب الحادي والستّون ، في إيراد ما في الكتاب المسمّى بمقتل أبي مِخنف الذي فيه ذكر شهادة الحسين وأصحابه).

5 - طبعة النجف (1343ه).

6 - طبعة المطبعة الحيدرية - النجف سنة (1347ه).

7 - طبعة بمبي - الهند سنة (1349ه).

8 - طبعة المطبعة العلمية تقع ب- : (146) صفحة سنة (1353ه/1934م).

9 - طبعة المطبعة الحيدرية - النجف تقع ب- : (144) صفحة (1950م) ملحقة بكتاب (الملهوف في قتلى الطفوف) لابن طاووس.

ص: 412

وقد ترجم فيستنفيلد هذا المقتل إلى الألمانية (1).

إذن «فإنّ الجزم بأنّ الكتاب ليس لأبي مِخنف حكم متسرّع فيه ، دفع إليه الظنّ بمخالفته الواقع التاريخي في بعض موارده ، وما صاحَبَ الكتاب من التحريف والتصحيف وهو من هفوات النُسّاخ ، وكثرة تداوله ، وإقبال الناس على النهل من روافده ، عند ذكرى الثورة الحسينية الخالدة كلّ عام ، فدخله بعض التبسيط لأُسلوبه لتكون لغته سهلة قريبة من مدارك العامّة ، ومن يقارن النسخ المخطوطة المكتوبة منذ قرون خلت بالكتاب المطبوع ، والنسخ المطبوعة قديماً مع النسخ المطبوعة حديثاً ، يجد أنّ الكتاب مرَّ بمرحلة من مراحل عمره المديد ، ورحم الله الخليل بن أحمد حين يقول : إذا نسخ الكتاب ثلاث نسخ ولم يعارض تَحَوَّل بالفارسية» (2).

ولكن الذي أراه إنّ لأبي مِخنف كتاباً غير هذا ، قد جاءت رواياته مسندة وأحداثه متسلسلة ، إلاّ أنّ هناك من بادر فرفع الأسانيد ، وعَدَّل في الروايات لتكون قصّة خفيفة ، خالية من الأسانيد والمداخل الأخرى ، ولابدّ - والحالة هذه - أن تكون لغتها غير لغة عصر الرجل ، ثمّ توالت عليها الأيادي بتحريف وتصحيف حتّى وصلت إلى الحدّ الذي جعله بهذا الشكل والحال. وكمحاولة جادّة ، فقد قمت بجمع الروايات المنقولة عن أبي مِخنف غ.

ص: 413


1- تاريخ التراث العربي 2/129.
2- وقفة عند كتاب مقتل الحسين عليه السلام لأبي مِخنف ، مجلّة البلاغ.

والمبثوثة في المراجع التاريخية القديمة ، ورتّبتها في كتاب مستقلّ سوف يكون في متناول القارئ قريباً إن شاء الله ، لتكون أقرب إلى واقع أبي مِخنف وكتابه المفقود من الكتاب المتداول ، ووضعت لها عناوين جعلتها بين معقوفين [].

وقد اعتمدت كتاب تاريخ الطبري أساساً في عملي هذا ، وأضفت إليه ما ورد في المراجع الأخرى لسَدّ نقص فيه ، أو رواية تكرّرت بشكل آخر ، أو إضافة رواية تختلف عن روايته وكلاهما مسندتان إليه.

ولم أُثقل الهوامش بالروايات الأخرى لأغراض التوثيق والمقارنة.

وقد وضعت كتاباً آخر من كتب أبي مِخنف هو : (كتاب وفاة معاوية ابن أبي سفيان وولاية ابنه يزيد) كمقدّمة لكتاب مقتل الحسين عليه السلام لتسلّل أحداث المقتل ، وللمقارنة مع سياق المقتل المتداول.

آملاً أن أكون قد أسديت خدمةً متواضعةً في نشر وتقويم وتقديم هذه النصوص مساهمة في إحياء تراثنا.

والله وليّ التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

د. كامل سلمان الجبوري

العراق - الكوفة

ص: 414

المصادر

1 - إتقان المقال في أحوال الرجال : للشيخ محمّد طه نجف (ت1323ه) القسم الثاني في الحسان ، وكان الأوّل في الثقات ، والثالث في الضعفاء ، مط العلوية - النجف.

2 - أخباريّو الكوفة حتّى نهاية القرن الثاني الهجري : رسالة ماجستير تقدّمت بها أميرة حمزة حبيب البستاني إلى معهد التاريخ العربي ببغداد ، طبعة بالرونيو 1417ه/1996م.

3 - الأعلام : لخير الدين الزركلي (ت1976م). ط2 مط كوستاتوماس ، القاهرة 1954 - 1959.

4 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي (ت1371ه) ط3 ج1 ق2/97 مط الأنصاف ، بيروت 1370ه/1951م.

5 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : لإسماعيل باشا الباباني البغدادي. ط اسطنبول 1366ه/1947م.

6 - تاريخ الأدب العربي : للمستشرق الألماني كارل بروكلمان (ت1956م). ترجمة د. عبد الحليم النجار ، ج2 ط2 دار المعارف بمصر 1968.

ص: 415

7 - تاريخ التراث العربي : لفؤاد سزكين. ترجمة : د. محمود فهمي حجازي مج1 ج2 ط2 السعودية 1403ه/1983م.

8 - تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية : للمستشرق الألماني يوليوس فلهوزن ، نقله إلى العربية وعلّق عليه : د. محمّد عبد الهادي أبو ريدة ، راجع الترجمة ، د. حسين مؤنس ، ط القاهرة 1958.

9 - التاريخ العربي والمؤرّخون : لشاكر مصطفى. ج1 ط2 دار العلم للملايين ، بيروت 1979.

10 - تاريخ اليعقوبي : لأحمد بن أبي يعقوب جعفر بن وهب الكاتب المعروف بابن واضح الأخباري (ت بعد سنة 292ه). تقديم وتعليق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، ج3 مط الحيدرية 1384ه/1964م.

11 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : للسيّد حسن الصدر الموسوي (ت1354ه). ط شركة النشر والطباعة العراقية ، بغداد.

12 - تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي : فاسيلي فلاديمير وفتش بارتولد. تعريب : صلاح الدين عثمان هاشم ، ط الكويت 1401ه/1981م.

13 - تنقيح المقال : للشيخ عبد الله المامقاني (ت1351ه). ق2 ص43 - 44 ط المرتضوية ، النجف 1350.

14 - كتاب الجرح والتعديل : لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد ابن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت). ق2 ج3 ط1 ، حيدر آباد - الدكن.

15 - جمهرة أنساب العرب : لأبي محمّد ، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت456ه) ، تحقيق : عبد السلام محمّد هارون ط5 مصر 1977م.

ص: 416

16 - ديوان الضعفاء والمتروكين : لشمس الدين ، عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي (ت748ه). ج2 ط بيروت 1408ه/1988م.

17 - ذخائر التراث العربي : لعبد الجبّار عبد الرحمن. ج1 ص314 ط1 جامعة البصرة 1401ه/1981م.

18 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للإمام آغا بزرك الطهراني (ت1389ه). ج1 مط الغري 1355ه- ، ج6 ط إيران 1365ه- ، ج7 ط إيران 1367ه/1948م ، ج6 ط طهران 1388ه/1968م.

19 - رجال العلاّمة الحلّي : للحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي (ت726ه). تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم. مط الحيدرية - النجف 1381ه/1961م.

20 - سير أعلام النبلاء : لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748ه). ج7 تحقيق : علي أبو زيد ، ط بيروت 1402ه/1982م.

21 - الشيعة وفنون الإسلام : للسيّد حسن الصدر الموسوي (ت1354ه) مط العرفان - صيدا 1331ه.

22 - العذيق النضيد بمصادر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : للدكتور أحمد الربيعي ، ط بغداد 1407ه/1987م ص243.

23 - فوات الوفيات : لمحمّد شاكر الكتبي (ت764ه). تحقيق : د. إحسان عبّاس ط بيروت 1974م.

24 - الفهرست : لابن النديم محمّد بن إسحاق (ت385ه). ط بيروت د. ت ص136 - 137.

ص: 417

25 - الفهرست : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت460ه). تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ط2 مط الحيدرية - النجف 1380ه/1960م ص155 - 156.

26 - فهرست مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق : وضعه : يوسف العش مط دمشق 1396هت/1947م.

27 - القاموس المحيط : لمجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817ه). ط3 مصر 1352هت/1933م.

28 - كتاب أبو مِخنف : أوروزلا سزكين. ذكره فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي 2/356.

29 - كتاب الرجال : لأبي العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي (ت450ه) ، ط إيران د. ت ص245.

30 - الكنى والألقاب : للشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (ت1359ه) ج1 مط العرفان - صيدا 1357ه.

31 - لباب الألقاب في ألقاب الأطياب : للملا حبيب الله الكاشاني. ط طهران 1378ه- ص25.

32 - لسان الميزان : لشهاب الدين أبي الفضل ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852ه) ، ط حيدرآباد - الدكن 1330ه/4/492 - 493.

33 - مخطوطات التاريخ والتراجم والسير في مكتبة المتحف العراقي : لأسامة ناصر النقشبندي وضمياء عبّاس ، ط بغداد 1981م.

ص: 418

34 - مصادر التراث العسكري عند العرب : لكوركيس عوّاد (ت1992م). مط المجمع العلمي العراقي ، بغداد 1401 - 1402ه/1981 - 1982م.

35 - المعارف لابن قتيبة : لأبي محمّد عبد الله بن مسلم (ت889ه) ط دار الكتب العلمية ، بيروت 1407ه/1987م ، ص299.

36 - معالم العلماء : لابن شهرآشوب ، رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي المازندراني السروي (ت588ه). ط النجف 1380ه/1961م.

37 - معجم رجال الحديث : للإمام السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي (ت1413ه). ج14 مط الآداب - النجف 1977م.

38 - منتهى المقال في أحوال الرجال : لأبي علي محمّد بن إسماعيل. ج1 ط2 1302ه.

39 - منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال : للميرزا محمّد الاسترآبادي (ت1028ه). ط 1306ه- 2/269 - 270.

40 - مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام : للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت1377ه) ط النجف.

41 - ميزان الاعتدال : لأبي عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748ه). تحقيق : علي محمّد البجاوي ط مصر 1382ه/1963م 3/419 - 420.

42 - هديّة العارفين ، أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : لإسماعيل باشا البغدادي ، ج1 ط استانبول 1951.

ص: 419

المقالات :

43 - أبو مِخنف : مقال للدكتور هادي حسين حمّود نشر في مجلّة البلاغ الكاظمية. س2 ع9 محرم 1389ه/ نيسان 1969م ص93 - 99.

44 - وقفة عند كتاب مقتل الحسين عليه السلام : لأبي مِخنف : مقال بقلم هادي جبّار سلّوم وعبد الكاظم مجلي ، نشر في مجلّة البلاغ الكاظمية. س7 ع10/1398ه/1978م ص50 - 64. وس8 ع1/1399ه/1978مم ص12 - 18.

ص: 420

من ذخائر التراث

ص: 421

ص: 422

صورة

ص: 423

ص: 424

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة :

المخطوطة - وأهمّيتها في دارسة التاريخ :

تكمن أهمّية المخطوط في تعريف دارس التاريخ بأهمّية مدينة النجف الأشرف ليس على الصعيد الديني - باعتبارها قد ضمّت بين جنبيها قبر باب مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام - فحسب بل على الصعيد الفكري والعلمي وعلى طوال أكثر من عشرة قرون مضت.

لقد اكتسبت هذه المدينة كياناً خاصّاً ميّزها عن سائر الحواضر والمدن في عالمنا الإسلامي منذ نزول شيخ الطائفة الشيخ الطوسي إلى هذه المدينة هارباً من بغداد سنة (448ه) ولاجئاً إلى مدينة النجف الأشرف ، ليؤسّس جامعة إسلامية تضاهي المدارس الإسلامية في ذلك الوقت ، ولتصبح مناراً يحتذى به ومرجعاً لجميع المسلمين بصورة عامّة والشيعة بصورة خاصّة.

ولتصبح المدينة مصدر عطاء دينيّ وعلميّ وفكريّ ، وخزيناً نادراً

ص: 425

لشطر كبير من تراثنا العربي والإسلامي سيّما المتمثّل منه بعلوم الفقه ، والأصول ، والحديث ، والفلسفة ، مضافاً إلى التراث الأدبي العام والثقافي الشامل.

إذ أنجبت العديد من العلماء والأدباء والمفكّرين والمشايخ ، وما تميّزت به من مكانة فكرية وثقافية ، وينبوعاً ينتهل منه القاصي والداني من خلال الهجرة إليها ، والتلمذة على منبرها ، والنهل من علومها ومعارفها ، كانت ولازالت قبلة العالم الإسلامي على مختلف مشاربهم الفكرية والمذهبية.

ولم يقف دورها عند العلوم الدينية والحوزوية فحسب ، بل كانت لها الريادة الثقافية في مواكبة روح العصر والتطوّر في مختلف الميادين المعرفيّة من أجل إيصال الكلمة وإبراز الدور المهمّ الذي تضطلعه هذه المدينة ، إذ أخذت تعبّر عن آرائها وأفكارها عبر الصحف والمجلاّت عبر كتّابها ومثقّفيها على مختلف مستوياتهم ومشاربهم الفكرية.

ومن ثمّ أخذت على عاتقها جمع كلمة الأمّة الإسلامية بعدما تعرّضت الأمّة إلى التمزّق والتشرذم في كيانات ودول محكومة من قبل المستعمر ، لذا تصاعدت أصواتها المعبّرة عن الحرّية والاستقلال عبر منتدياتها وجمعيّاتها ، والانفتاح الفكري على جميع المذاهب والثقافات من خلال ما امتلكته من أسس علمية وحسّ عميق بضرورة الوحدة الإسلامية.

من هنا كان اختيارنا لهذه المخطوطة التي سلّطت الضوء على إحدى الشخصيّات المؤثّرة داخل البيئة النجفيّة ألا وهو المرجع الدينيّ الكبير (الشيخ

ص: 426

أحمد آل كاشف الغطاء) ، الذي ينتمي إلى أسرة علمية عريقة شاركت مشاركة فعّالة في صنع تاريخ النجف الفكري ، حيث تزعّمت الحركة الدينية فيها نحو مائة وثمانين سنة منذ هجرة جدّها الأعلى الشيخ خضر بن يحيى المالكي إلى النجف ، والذي خلفه نجله الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف الغطاء المعروف ، حتّى وصل الأمر إلى صاحب هذه الترجمة ، هذه الشخصية التي كان لها دوراً بارزاً طوال أدوار حياته المختلفة ، وليضع بصمة واضحة في تاريخ هذه المدينة الفكري ، أو مشاركته وغيره من العلماء في المضيّ إلى سوح الجهاد لقتال قوّات الإنكليز.

وبرز بين أقرانه في وقت قصير بسبب ذكائه الخارق ونبوغه المبكّر ، ونال الدرجة العالية وهو في أوان عهد شبابه ، فصار هو مع أخيه المجتهد الشيخ محمّد الحسين محلّ اعتماد العلماء وثقة أستاذهم المرجع الكبير آنذاك آية الله العظمى السيّد كاظم اليزدي ، وبعد وفاة السيّد الكبير ، انعقد لواء المرجعية للشيخ.

رسمت هذه المخطوطة صورة واضحة لكثير من ملامح حياة الشيخ في كثير من مفاصلها ، وأهمّ أدوار حياته الاجتماعية والعلمية ، ونتاجاته الفكرية ، وبالأخصّ على المحور الفقهي ، وتتبّع حياته إلى حين وفاته ، وكيف أثّر ذلك على تلامذته وعلى جميع طبقات المجتمع ، وفيما بعد تصدّى شقيقه العلاّمة الشيخ (محمّد الحسين كاشف الغطاء) إلى المرجعية الدينية.

وقد نقول أنّ هذه المخطوطة قد انفردت بذكر علم من أعلام مدينة

ص: 427

النجف الأشرف ، إذ لاتوجد دراسة سابقة ولا لاحقة تناولت بهذا التفصيل حياة الشيخ ، وإن كانت وريقات لكنّما ضمّت بين دفّتيها كثيراً من المعلومات التي انفرد بها دون غيرها ، وإن كان هناك بعض التراجم المتناثرة لحياة الشيخ في بعض المصادر الرجالية وكتب الفهارس ، لكنّها تجاهلت كثيراً من مفردات حياته ، ممّا يضع أمامنا عدّة مؤشّرات وعلامات استفهام حول الأسباب التي جعلت الباحثين لم يطنبوا بدراسة مفصّلة وعميقة عن أدوار حياته ؛ مع العلم أنّها كانت غنيّة ومعطاءة خلال سنوات كان فيها للشيخ أدوار متعدّدة ليس فحسب على صعيد العلم والفكر ، بل في خضمّ التقلّبات السياسية وآثارها التي ترتّبت فيما بعد ليس على العراق فحسب ، بل وعلى محيط الأمّة الإسلامية والعربية ، ورسم خارطة جديدة للمنطقة كانت عنواناً بارزاً لسياسة التقسيم والتجزّي التي انتهجته الدول الاستعمارية ، فقد كان له الدور السبق مع أستاذه السيّد اليزدي ونجله السيّد محمّد في مقارعة الغزو البريطاني للعراق ورفع راية الجهاد من أجل مناهضة المحتلّ.

والأهمّ من هذا وذاك أنّ الشيخ كاشف الغطاء نال المرجعية العليا المطلقة بعد وفاة أستاذه السيّد كاظم اليزدي ، وإن لم تستمرّ عاماً واحداً ، إلاّ أنّ هذا الأمر يعطيه خصوصية أخرى تجعله مجال الاهتمام من الباحثين والدارسين لتاريخ هذه المدينة وعلمائها.

ومهما يكن من أمر تعدّ هذه المخطوطة من المخطوطات المهمّة التي تمتلكها خزانة آل كاشف الغطاء (مكتبة الإمام الشيخ محمّد الحسين كاشف

ص: 428

الغطاء) والتي ألّفها الشيخ عبد المولى الطريحي ، مع العلم أنّ هذه الوريقات قد طبعت في مجلّة العرفان ، ولكن لأهمّيتها وماتحويه من معلومات مهمّة ، ولكونها الدراسة الوحيدة عن الشيخ ارتأينا دراسة وتحقيق هذه المادّة ومقابلة النسختين المخطوطة والمطبوعة من أجل الوصول إلى النصّ الحقيقي الذي نطق به المؤلّف بعدما تعذّر علينا الحصول على نسخة بخطّ المؤلّف.

ومن خلال دراستنا وقراءتنا المتأنّية لهذه المخطوطة في وريقاتها لم نجد ما يشير أنّ الشيخ الطريحي قد دوّن بيده هذه الأوراق ، ولا يوجد ما يشير في نهاية المخطوط إلى ذلك ، حتّى أنّ ناسخ هذه الوريقات لم يذكر ذلك ، ولم يذكر سنة نسخه لهذه المخطوطة ، ولم يدوّن اسمه في نهايتها ، على الرغم أنّ الخطّ المدوّن في هذه الوريقات كان خطّاً واضحاً ومقروءاً ، ويسهل فهم الكلمات على الباحثين وغيرهم من دون عناء.

اتّسم منهج الشيخ الطريحي في هذه المخطوطة بعبارات واضحة وسلسة إذ لم يستخدم الكلمات المبهمة وغير المفهومة التي تحتاج إلى مراجعة كتب اللغة والمعاجم للاستدلال على معانيها ، على أنّ ذلك لا يعني أنّ المخطوط لا يحوي على بعض الكلمات البلاغية التي تحتاج إلى فهم معناها ، لكنّها كانت قليلة يسهل معرفة معناها ، وهذا إن دلّ فهو يدلّ على دقّة وبساطة المنهج الذي أستخدمه المؤلّف رغم تطوّر البيئة الفكرية والمعرفية والثقافية في تلك الحقبة الزمنية.

كانت المنهجية التي سار عليها الشيخ الطريحي في كتابته لهذه

ص: 429

المخطوط تتّسم بالبساطة والسلاسة ودقّة نقل الأحداث ، وآليات منهجيّته تتناسب مع واقع البيئة التي عاش بها وهي مدينة النجف الأشرف وتطوّر الحركة الفكرية على مختلف مستوياتها كافّة ، مراعياً في ذلك التسلسل الزمنيّ للأحداث في حياة المترجم منذ الولادة والنشأة وحتّى وفاته.

ص: 430

- تمهيد -

المبحث الأوّل

أوّلاً : الحياة الفكرية والمعرفية في النجف الأشرف :

عرفت مدينة النجف الأشرف منذ أكثر من عشرة قرون ، بأنّها مدار للحركة العلمية ومقصد لطلاّب العلم (1) ، وبرزت مكانة النجف الأشرف منذ أن انتقل إليها الشيخ الطوسي (2) من بغداد عام (1056م ، 448ه) ، والذي ترافق معه انتقال الحوزة العلمية من بغداد إلى النجف ، ساعد ذلك على النموّ المعرفي الذي تجسّد في وجود الحوزة العلمية فيها ، كونها أصبحت ومنذ ذلك التاريخ معهداً مهمّاً من معاهد الدراسات الإسلامية ، ارتكز النموّ المعرفيّ 5.

ص: 431


1- التيّارات الفكرية والسياسية في النجف الأشرف1945 - 1958م ، ص27.
2- الشيخ الطوسي : هو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة ، ولد في طوس (385ه/995م) ، وهاجر إلى العراق (408ه- / 1017م) ، تتلمذ على الشيخ المفيد ، وعاصر السيّد المرتضى ، ترك بغداد إلى النجف (448ه- / 1056م) ، واصل التدريس والتأليف حتّى تجاوزت مؤلّفاته الأربعين مؤلّفاً توفّي (460ه- / 1067م) ، ودفن في الصحن العلوي الشريف. ينظر : معالم العلماء ، ص149 - 150 ، خلاصة الأقوال ، ص249 - 250 ، نقد الرجال ، 4/179 - 180 ، جامع الرواة ، 2/95 ، معجم رجال الحديث ، 18 /204 - 206 ، أعيان الشيعة ، 9/159 - 167 ، الأعلام 6/84 - 85.

ومن ثمّ الفكريّ على جملة من الروافد التي كانت الأساس في أحداث النهضة المعرفية في النجف الأشرف ، تمثّل ذلك في التعليم بأنواعه ، ونشوء المطابع ، وانتشار حركة النشر والتي ترافق معها ظهور عدد من المجلاّت والصحف التي أسهمت في رفد الثقافة النجفية ، علاوة على تأسيس عدد من الجمعيّات الأدبية والثقافية ، كذلك عدد من المكتبات ، كلّ تلك هي عوامل مهمّة للتأسيس لحركة معرفية وفكرية متنامية (1).

ثمّ حدثت انعطافة تاريخية كبيرة على الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء الملقّب بالكبير في القرن الثامن عشر الميلادي ، وأصبحت النجف الأشرف مركزاً للتقليد وعاصمة للتدريس ، فهاجر إليها طلبة العلم من كلّ حدب وصوب ، لتحصيل العلم والاجتهاد.

وكان للتعليم فيها شأن يختلف عن بقيّة المدن العراقية الأخرى ، لوجود المجالس العامّة والخاصّة ، فضلاً عن المجالس الحسينية ، والنشاطات العلمية والثقافية التي حفّزت طلبة العلوم على شدّ الرحال إليها من مختلف بقاع العالم ، فأدّى إلى ارتفاع نسبة المتعلّمين فيها ، فضلا عن تأسيس كتاتيب عربية بحتة وكتاتيب أخرى ، وأشهر الكتاتيب العربية آنذاك كُتّاب آل الفحّام ، وكُتّاب الشيخ جعفر المعلّم ، وكُتّاب الشيخ باقر قفطان ، أمّا أشهر كتاتيب الفارسية هي : كُتّاب خبّاب علي وموقعه في الطابق الأعلى من الصحن 8.

ص: 432


1- التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص28.

العلويّ ، وكان قد خصّص لأبناء الطبقة المترفة ، وظهرت الحاجة بعد الحرب العالمية الثانية إلى الكتاتيب لاستقبال أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسّطة. يتبيّن من ذلك أنّ المركز الديني لمدينة النجف الأشرف جعلها مركزاً لطلبة العلوم الدينية والفقهية ، فتوافد عليها طلبة العلم ، ممّا شجّع على فتح العديد من المدارس الدينية فيها ، إذ ازدهرت وتنوّعت هذه المدارس بعلومها ، ويعدّ التعليم واحداً من أهمّ عوامل النهوض والارتقاء لأيّ شعب من الشعوب ، ولا يمكن لأيّ دولة أن تنهض من دون أن تعنى بالتعليم وتعمل على نشره.

هبّت نسمات التنوير في أوائل العقد الأوّل من القرن العشرين الميلادي وبدت علامات الرقيّ والتنبّه ، وتيقّظت أفكار بعض النجفيّين ، فهبّوا إلى سوق الطباعة فجلبوا إليها في ذلك الوقت مطبعة ، إذ كانت الحاجة إليها شديدة وماسّة ، لكونها وسيلة من وسائل الرقيّ ونشر المعارف ، وفي مدّة قصيرة أصبحت النجف الأشرف من بين المدن العراقية الكبيرة في مضمار الطباعة (1) ، ولذلك فإنّ النجف الأشرف تعدّ أحدى الحواضر العربية والإسلامية في المشرق التي تفاعلت فيها حركة الثقافة والفكر ، وأسهمت في نموّ الحركة الفكرية العربية ، ووضعت أسس التيّارات الفكرية ، ورسمت أطياف من الإبداعات الأدبية والفكرية.

فلا غرو أن نجد الشعراء والأدباء نظموا القصائد اعتزازاً بتراثها ، يقول 2.

ص: 433


1- التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص 28 - 42.

عبد المنعم الفرطوسي (1) :

مدينة النجف الغرّاء يا أفقاً

يوحى ويا تربة تحيى بما خصبا

كم احتضنت وكم خرّجت نابغة

فذّاً وشيخاً على أسفاره حدبا

فأنت مدرسة للعلم جامعة

تقري العقول وترويها بما عذبا

يتبيّن من ذلك أنّ مدينة النجف طبعت منذ نشأتها بطابع القدسية والاحترام ، كونها تضمّ مرقد الأمام عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، فضلاً عن جامعتها الإسلامية الكبرى ، وكان لتلك المنزلة الدينية العلمية أثر في انتقال النتاج الفكري إليها من مختلف المدن العراقية وغير العراقية ، الأمر الذي أوجد في النجف حركة فكرية تمتاز عن غيرها من كبريات المدن العراقية. ورافق انتقال النتاج الفكري إلى النجف هجرة بشرية ، هاجر إليها طلبة العلم من مختلف الأقطار العربية وغير العربية ، وقد استحقّت النجف أن تدعى بمدينة الوافدين الذين كان لثقافاتهم التي امتزجت بثقافة المجتمع النجفي أثر في الانفتاح الفكري لفئة معيّنة من هذا المجتمع المحافظ (2).

وأنّ من يعرف حقيقة الحركة الفكرية في النجف قبل هذا ويقارنها بحركة اليوم يدرك ولا شكّ الجهود التي يبذلها كبار رجال الأدب الناهضين في إيصال مدينتهم المقدّسة إلى هذه الدرجة العليا من الرقيّ والمدنيّة أسوة 7.

ص: 434


1- ديوان الفرطوسي 2/161.
2- أثر المجدّدين في الحياة السياسية والثقافية في النجف الأشرف1945 - 1963م ، ص37.

ببقيّة المراكز العلمية المهمّة في الأقطار العربية ، على أنّنا لا نريد من النجفيّين أن يكتفوا بنهضتهم نظراً لما نعهده فيهم من النضوج الفكري والاستعداد الطبيعي وسموّ المدارك والروح الأدبية المتأصّلة في نفوسهم العربية ، جعل النجف مركزاً خطيراً للآداب العربية (1).

ثانياً - تاريخ الصحافة في النجف الأشرف :

تميّزت مدينة النجف الأشرف بإصدار العديد من المجلاّت والصحف ، منذ العقد الأوّل من القرن العشرين الميلادي ، وتطوّع لذلك العمل العديد من أبنائها ، وأصدروا عدّة صحف ومجلاّت ، فتكوّنت لذلك قناة من قنوات الثقافة النجفية لإيصال أنوارها الساطعة إلى مختلف أنحاء العالم (2) ، ووصل عدد الصحف حوالي خمسة آلاف نسخة يوميّاً ، وكان ذلك نتيجة لازدياد عدد المتعلّمين وتوفّر وسائل الاتّصال التي ساعدت على نقل الأفكار في المجالات الأدبية والفكرية ، ومن المجلاّت التي دخلت النجف الأشرف هي مجلّة (العرفان) الصيداويّة ، وقد نشرت مقالات تطرّقت من خلالها إلى مقتضيات التطوّر والإصلاح ، منها تطوير أسلوب التعليم داخل البلاد ، فبيّنت أنّ مقدار رقيّ كلّ أمّة وتقدّمها يقاس بمقدار تطوّر التعليم ، إذ أنّ منزلة التعليم في الأمّة منزلة الدماغ من الإنسان ، وأنّ الأمّة الراقية تمتاز عن الجاهلة 8.

ص: 435


1- الحركة الفكرية ، 3/100.
2- التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص48.

بمعارفها وعلومها (1) ، وكان من بينها جريدة (الإقبال) البيروتية التي صدرت عام (1902م) وجريدة (المؤيّد) لصاحبها الشيخ عليّ يوسف الصحفي المصري ، وجريدة (الأهرام) و (الأخبار) (2).

ارتبط تاريخ الصحافة في العراق عامّة وفي مدينة النجف الأشرف خاصّة ارتباطاً وثيقاً بحركة الطباعة فيها ، وعدّت الصحف والمجلاّت الصادرة في هذه المدينة نافذة طلّت عليها النجف الأشرف على العالم ، بعد أن أخذت الصحف والمجلاّت طريقها إلى المجتمع النجفي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي ، وكانت النجف الأشرف من المدن الرائدة في هذا المضمار ، لمكانتها الدينية والعلمية والأدبية. نجحت الصحافة النجفية وبجزء حيويّ كبير بتحقيق أهدافها ورسالتها الخاصّة المتمثّلة بتنوير النشء الجديد وقرّائها من المعاصرين ، بالإضافة إلى الدفاع عن العقيدة الإسلامية وعرفها ، ومعالجتها لمختلف القضايا الدينية والسياسية والأدبية ، وكانت صفحاتها منبراً أدبيّاً سجّل فيها أدباء النجف الأشرف من الشعراء وغيرهم أوّلا وأدباء العراق ثانياً العديد من القصائد لمختلف أهدافها وتنوّع مضامينها.

احتلّت الصحافة النجفية مكانة جليلة في تاريخ الحياة الفكرية ، لا في العراق وحسب بل في دول عربية مجاورة.

شهدت الصحافة النجفية ازدهاراً ملحوظاً يتناسب مع مكانة المدينة 2.

ص: 436


1- الحياة الفكرية في النجف الأشرف ، ص61.
2- أثر الصحافة في التطوّر الفكري للنخبة المثقّفة في العراق 1869 - 1908 ص62.

الدينية والعلمية والأدبية ، برزت فيها اتجاهات فكرية وثقافية وروّاد في الصحافة أسهمت كتاباتهم في معالجة قضايا وموضوعات مهمّة (1).

ولازدهار الحركة الصحفية في مدينة النجف أسباب ودوافع عديدة ، منها تبليغ رسالة النجف العلمية وإرسال إشعاعها الفكري إلى مختلف أرجاء المعمورة ، ورفع منار الدعوة الإصلاحية والاجتماعية على بعض الحركات المناهضة للعقيدة الإسلامية ، وأسهمت الصحافة في تعريف المجتمع النجفي بآخر التطوّرات العلمية والفكرية ، ففتحت بذلك أكثر من قناة معرفية على مجريات العصر والنهوض المدني والعلمي فيه ، وخاصّة مع ما كان يجري في الغرب ، بما لا يتعارض مع أسس الشرع القويم ، فمن خلالها تعرّف النجفيّون على قضايا حيويّة واسعة كالديمقراطية ، والبرلمان ، والتعدّدية السياسية ، والمعارضة ، والاستبداد ، والاشتراكية ، فضلاً عن الصناعات الحديثة.

لقد استطاعت الصحافة النجفية أن تنقل الصوت النجفي إلى الدول المجاورة عامّة ودول الخليج وإيران خاصّة ، فضلاً عن مدن العراق كافّة ، وأن تعبّر عن مواقف النجف الأشرف تجاه قضايا الأمّة المختلفة.

مرّت الصحافة النجفية بأطوار عدّة منذ صدورها حتّى عام (1945م) ، ويمكن تقسيمها على ثلاثة أطوار : 1.

ص: 437


1- الصحافة النجفية 1939 - 1958م ، ص1.

1 - الطور الأوّل : مثّل هذا الطور بداية دخول المعترك الصحافي ، ويرجع الفضل في هذا إلى الشيخ المصلح محمّد كاظم الخراساني (الآخوند) باعث النهضة العلمية في هذا البلد المقدّس ، وبدأ هذا الطور منذ عام (1910 - 1912م) ، وشاركت فيه النجف الأشرف بقيّة مدن العراق في نشر الثقافة ، وظهرت فيه ثلاث مجلاّت وصحيفة واحدة هي العلم والغريّ ودرّة النجف ونجف أشرف.

2 - الطور الثاني : - مثل هذا الطور مرحلة العشرينيّات ، وبدأ باندلاع ثورة العشرين ، أذ بدأت بعض الصحف تظهر على مسرح الصحافة وهي (الفرات - والاستقلال) ولم تدم طويلاً ، وعدّت هذه الصحف مؤشِّراً مهمّاً على ما حدث من تحوّل نوعيٍّ في نضال العراقيّين ، وأسلوب تحرّكهم السياسي بعد الحرب العالمية الأولى ، وتجسيدا لإدارة فئة مؤثّرة جديدة ظهرت في المجتمع وأدّت عملاً فعّالاً في البلاد على كافّة الصُّعُد.

3 - الطور الثالث (طور الازدهار) : مثّل هذا الطور مرحلة الثلاثينيّات والأربعينيّات من القرن العشرين الميلادي ، وشهدت فيه مدينة النجف الأشرف ولادة عدد كبير من الصحف والمجلاّت ذات الوزن النوعي ، وظهرت بعض المواهب الصحفيّة التي أخرجت كثيراً من الصحف التي عدّت في طليعة المنشورات والدوريّات العراقية أمثال (الاعتدال ، الغريّ ، المصباح ، القادسية ، الهاتف ، الحضارة ، المثل العليا) وغيرها.

يتبيّن من خلال ما تقدّم أنّ مدينة النجف الأشرف تميّزت بتطوّر

ص: 438

الصحافة فيها ، ودخولها إلى هذه المدينة في وقت مبكّر ، مقارنة مع مدن العراق الأخرى ، وهذا الجانب شجّع على جلب المطابع إليها.

وبالرغم من تطوّر الصحافة خلال الأربعينيّات تطوّراً كبيراً ، فإنّها لا ترتقي إلى الصحف العربية في ذلك العهد ، إذ غزت هذه الصحف العراق ومدينة النجف الأشرف مطلع القرن العشرين الميلادي ، وتميّزت بنوعيّتها الجيّدة ، ففضّلها الجمهور النجفي على صحفه ، فضلاً عن غياب الدعم الحكومي لهذه الصحف والمجلاّت خلال تلك المدّة ، لعدم مسايرتها لما خطّته الحكومات آنذاك ، إذ أوقفت العديد من الصحف النجفية لأسباب مادّية أو سياسية (1).5.

ص: 439


1- التيّارات الفكرية والسياسية في النجف ، ص48 - 55.

المبحث الثاني

حياة المصنّف عبد المولى الطريحي اسمه ونسبه

عبد المولى الطريحي إسمه ونسبه :

الشيخ عبد المولى ابن الشيخ عبد الرسول ابن الشيخ نعمة ابن الشيخ علاء الدين الطريحيّ (1).

ولد في النجف الأشرف سنة (1317ه- الموافق 1899م) ، يرجع نسب هذه الأُسرة - الطريحي - إلى الأسرة التي استوطنت النجف والحلّة وأنجبت علماء وأدباء ، وينتسبون إلى جدّهم الأعلى طريح (2).

كانت هذه الأسرة من الأسر العلمية في النجف ، طار صيتها وامتدّ في الكمال والأدب ، أيضاً ، خدمت العلم والدين أعواماً كثيرة وقروناً عديدة ، لم 7.

ص: 440


1- موسوعة النجف الأشرف (شعراء النجف) ، 20/275.
2- يرجع سبب تسمية هذه الأسرة بهذا الاسم أنّ خفاجي والد طريح كانت زوجته قد أسقطت حملها سبع مرّات متتالية ، ولمّا حملت بالشيخ طريح نذر والده إذا رزقه الله ولداً ذكراً بعد تلك الإسقاطات يسمّيه طريح ، لذلك اشتهرت الأسرة بهذا الاسم. ينظر : ماضي النجف وحاضرها ط2 ، 2/427.

يزل ذكرها باقياً ببقاء الأبد ، يخلّدها ما لها من مساع ومؤلّفات مشهورة منشورة ، لم يبق قطر من الأقطار ولا صقع من الأصقاع إلاّ ولها فيه شيء يذكر ، وهي من خيرة نتاج كلّية النجف وأطيبها غرساً ، نبتت أرومتها في النجف قبل القرن الثامن ، وأخضرّ عودها بالعلم وأينع بالفضل من حينه ، فأنتجت فروعاً زاكية وأفناناً ، تؤتى أكلها كلّ حين ، ولها الشأن والاعتبار لتقدّمها في الهجرة ، ولكثرة النابغين فيها من فحول العلماء (1).

مرّ على نشؤها أكثر من أربعة قرون ، لم يزل العلم مزدهراً برجالها ، كما وأنّها من الأسر العلمية العربية العريقة في العروبة السابقة في التشيّع والولاء لأهل البيت عليهم السلام ، كانت لهم محلّة خاصّة في النجف تنسب إليهم ، وهم أحدى فصائل بني أسد القبيلة الشيعية الكبيرة الفراتية ، تقطن فرات الكوفة من أقدم العصور ، ولها بقيّة قرب كربلاء.

وآل الطريحيّ يرجعون بنسبهم إلى البطل المحامي حبيب بن مظاهر الأسدي رضي الله عنه ، ورجوع نسبهم إلى (حبيب) أمر مستفيض مشهور ، هذه الأسرة جمعت الخصال التي تتفاضل بها بقيّة الأسر العلمية النجفية ، لها شريف النسب وكريم الحسب والسبق في الهجرة ، وورد ذكر لبعض رجالاتها في الحلّة ، فهي أسرة كثيرة العدد وافرة الرجال المشاهير (2) ، كان لهذه الأسرة جامع في محلّة آل الطريحيّ التي ينتمون إليها سمّي (جامع أو مسجد آل 9.

ص: 441


1- ماضي النجف وحاضرها ، 2/427.
2- ماضي النجف وحاضرها ، 2/428 - 429.

الطريحي) (1) ، يقع في طرف البراق على مرتفع يعرف بجبل النور ، وبالقرب من المسجد مقبرة العلاّمة الكبير فخر الدين الطريحيّ ، ومن مشايخ هذه الأسرة الشيخ فخر الدين الطريحيّ ، وكانت داره مدرسة علمية وندوة أدبية ، ومنهم الأديب كاتب الطريحيّ وأولاده الأدباء ، ومنهم أيضاً الشيخ راضي والشيخ تقي والشيخ مهدي ، وكان مجلسهم عامراً بالعلماء في محلّة الحويش (2).

نشأته :

نشأ شيخنا في مدينة النجف الأشرف التي كانت زاخرة بالعلم والفكر في تلك الحقبة الزمنية ، فأثّرت على نشأته ودراسته ، وأسهمت تلك الأجواء العلمية في بناء شخصية الشيخ الطريحيّ ، تلقّى العلم منذ طفولته على يد والده الشيخ عبد الرسول الطريحي الذي رأى فيه علامات النبوغ والفطنة منذ صباه ، فغذّاه بالعلم والأدب ، وكذلك كان رأي أساتذته وأهل العلم ومنهم المرحوم أحمد كاشف الغطاء والشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء والشيخ عمران دعيبل والشيخ قاسم محيي الدين (3).

تمتّع بصفات عديدة ، كان تقيّاً ورعاً هادئ الطبع ، سعى بكلّ جهده 2.

ص: 442


1- النجف الأشرف أدباؤها ، كتّابها ، مؤرّخوها ، 3/232.
2- النجف الأشرف قديماً وحديثاً ، 2/208.
3- النجف الأشرف أدباؤها ، كتّابها ، مؤرّخوها ، 3/232.

حتّى أصبح من العلماء البارزين ، أنهى حياته في الكتابة والتأليف والبحث ، فقد كان كاتباً متميّزاً ومتحدّثاً بليغاً مستفيداً من البيئة التي ينتمي إليها ، مارس مهنة التعليم ، وأصبح مؤرّخاً وصحفيّاً رائداً وبارعاً ، وعرف عنه كثرة البحث والإنتاج الفكري (1).

حياته العلمية :

كان أحد أعلام أسرته الكريمة ، وأحد رجالات الصحافة في العراق ، أسهم في النشاط الثقافي والأدبي في النجف الأشرف ، وحضر المجالس الثقافية والأدبية في بغداد والبصرة والموصل ، وأصبح عضواً في جمعية الرابطة الأدبية التي تأسّست في النجف عام (1932م) أسّسها محمّد علي اليعقوبي (2) ، ومن أبرز إصدارته مجلّة الحيرة ، ومحرّر قسمها المدرسي جعفر الخليلي ، صدر العدد الأوّل منها في (24 رجب 1345 ه) المصادف (22 كانون الثاني 1927م) ، أوضح صاحب المجلّة الأسباب التي دعته إلى إصدار (الحيرة) والأهداف التي يرجو تحقيقها من خلال صفحاتها فجاء قوله بافتتاحية العدد الأوّل : «... وبعد ففي اليوم الذي تتطلّب النجف أن تكون نهضتها ويقظتها أكبر شاهد وأقوى حجّة على أحقّية النهضة العراقية ... لتبرهن للملأ على استعدادها لتلقّي ما من شأنه النهوض بها إلى مصاف غيرها 9.

ص: 443


1- الحياة الفكرية في النجف الأشرف ، ص79.
2- الأعلام ، 6/309.

من حواضر العالم المهمّة لتحصل القبول ، وتتحفّز فيه للوثبة متسلّحة لذلك لما في أبنائها من نضوج فكريٍّ واستعداد طبيعيٍّ ، وبما اختصّ به تاريخها بكلا بابيه الغابر والحاضر من صفحات غرّ جديرة بأن تكون لمجد العروبة وبطولاتها باباً ... تظهر (الحيرة) آخذةً على عاتقها تمثيل هذا الدور ، دور الانعتاق والحرّية ... مستمدّة من روحانية نزيلها (الإمام القرشي) ، الناهج لأهل الضاد أوضح نهج بفصاحته وبلاغته ، ومن تاريخ المناذرة الأمجاد المملوء بالعبر والعظات ، ومن أرواح النابغة زياد وعدي بن زيد والمنخل اليشكري وأمثالهم من الشعراء العبقريّين المرفرفة بأجنحتها حول الخورنق والسدير معونة وتوفيقاً ..» (1).

عنيت المجلّة بشؤون الأدب والتاريخ والقضايا الاجتماعية ، مع الاهتمام بالتربية والتعليم ، شارك فيها عدد كبير من الأدباء ومفكّري العراق والنجف ، من أبرزهم جعفر الخليلي الذي عني بموضوعات التربية والتعليم ، كذلك شارك فيها العديد من الشعراء من أبرزهم إيليا أبو ماضي (2) ، وكُتب فيها العديد من الموضوعات ، أبرزها تأكيد العمق التاريخي للنجف وضواحيها ، وتأكيد الواجب الوطني المتعلّق بالأنشطة السياسية والفكرية فضلا عن معالجتها لقضايا تربوية.

وتطرّقت (الحيرة) كذلك للعديد من المواضيع الفكرية كان من أبرزها 2.

ص: 444


1- مجلّة الحيرة ، العدد الأوّل ، 29 كانون الثاني 1927م.
2- النجف الأشرف أدباؤها ، كتّابها ، مؤرّخوها ، ص232.

(نهضة الأدب النجفي أو محمّد سعيد الحبّوبي) ، وقد اقترن الأدب النجفي مع المصلح الجليل محمّد سعيد الحبّوبي حامل لواء التجديد في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي والذي بحقّ عدّته (الحيرة) من نوابغ العالم العربي ، وأنّه صاحب الفضل الكبير على النجف بما تركه فيها من حبّ للأدب ، وعلى يده تلمّذت مجالس في النجف تتحرّك بقوى أدبية فيها بعض علائم الحياة ، وتتمخّض عنها مبادئ حرّة ، ثمّ أشارت في المقال ذاته إلى موشّحات السيّد الحبّوبي وملائمتها للأذواق ، وقالت عنها : «بحيث قلّما خلا مهرجان في العراق ومصر من أنشودة تكون ملهاة القوم يصفّقون لها كأنّهم يشهدون لها بذلك بمقدار تأثّرهم فيها وانطباعها على مشاعرهم» (1) ، وكان المقال بقلم محمّد مهدي الجواهري.

كما أكّدت المجلّة على دور النجف في نهضة العراق الحديث مشيرة إلى أنّ دورها لا يقلّ أهمّية عن مدن العراق والعالم الإسلامي ، لاسيّما أنّ عوامل النهوض متجسّدة في المدينة في عمقها التاريخي الأصيل ، وفيها روّاد نهضويّون مفكّرون ، ممّا يوفّر لها فرص ممارسة جهد فكري وسياسي من أجل حرّية البلاد وانعتاقها من سيطرة المستعمر ، وتصدّت المجلّة إلى الموضوعات التي تناولت التاريخ المحلّي للنجف (2).4.

ص: 445


1- مجلّة الحيرة ، العدد الأوّل ، 29 كانون الثاني 1927م.
2- الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف1914 - 1932م ، ص64.

مؤلّفاته :

للكاتب المؤرّخ العديد من المؤلّفات والآثار التي تدلّ على مكانته الأدبية والثقافية ، منها (1) :

1 - الحائريّات : في ترجمة من شعراء الحائر ، شاهد الشيخ آغا بزرك الطهراني بخطّه في المسوّدة وهي كراريس لم يتمّ ، وقد بلغت عدّتهم نيّفا وعشرين شاعراً.

2 - الرجال : المسمّى ب- : (رجال الشيخ عبد المولى) ، وهو نفسه (اللؤلؤ والصدف في مشاهير علماء الحلّة والكاظمية والحائر والنجف) في القرن الحاضر وقليل من الثالث عشر ، وذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني أنّه بلغ تراجمهم قرب السبعين ، وأنّه مشغول بتتميمه.

3 - الرياض الأزهرية في تاريخ أنساب الأسر العلويّة : وهو مجلّد كبيريقرب من أربعمائة صفحة ، مشتمل على ذكر جملة من القبائل العلويّة وأنسابهم وآثارهم العلمية والشرعية ، وبدأ بتأليفه في (1344ه).

4 - فدعة الشاعرة أو خنساء خزاعة : ديوان لهذه الشاعرة المتوفّاة (1214ه) ، وهي من خلفاء الشيخ الخزاعة ، جمع أشعارها وشرحها الشيخ 0.

ص: 446


1- لمزيد من المعلومات حول مؤلّفات الشيخ الطريحي ينظر : الذريعة ، 6/10 ، 3/130 11/16 ، 319/128 ، 18/170 - 171 ، 387 ، موسوعة النجف الأشرف (شعراء النجف) ، 20/275 ؛ معجم رجال الفكر والأدب ، ص836 ، معجم المطبوعات النجفية ، ص5 ، 2 ، ص300.

عبد المولى ، ذكر أنّه استخرجه من كتابه (كنوز الأدب المخفيّة) تقرب من أربعمأة بيت.

5 - الكنوز المخفيّة في تاريخ آداب اللغة العربية العامّية الشائعة في العراق المعروفة ب- : (الحسچة).

أسهم الطريحيّ في إثراء التراث الفكري إسهاماً لازال موضع اهتمام الباحثين ، وكان يبذل قصارى جهده في هذا السبيل حتّى وفاته في عام (1975م - 1395ه) ، وبذلك خسرت المدرسة الفكرية والعلمية أحد أبرز وأهمّ رجالاتها من أصحاب العلم والثقافة والأدب.

ص: 447

منهجنا في التحقيق :

قد لا نختلف كثيراً عمّن سبقونا من الأعلام في تحقيق الكتب ، لأنّ مناهج المحقّقين تكاد تتوخّى هدفاً واحداً وهو إخراج النصّ التاريخي بأفضل صورة ممكنة.

واتّبعنا في تحقيقنا لهذه المخطوطة والتعليق عليها الخطوات الآتية :

1 - لقد اعتنينا بإخراج النصّ في صورته التي جاءت في المخطوطة ، إذ حافظنا على العبارة ولم نمسّها بأيّ تغيير.

2 - حاولنا إثبات النصّ الصحيح ، وقد عمدت في سبيل هذا إلى جمع الأصول الأخرى التي تناولت تاريخ هذه الحقبة ، وقد صوّبت ما وقع فيه من خطأ غير مقصود.

3 - قمنا بتخريج الآيات القرآنية والأخبار التاريخية الورادة في ثنايا النصّ.

4 - وضعنا عناوين داخلية للمواضيع مما يسهّل على القاري رصد مفردات الموضوع بيسر وسهولة.

وفي الختام لا يسعنا إلاّ أن نقدّم شكرنا وتقديرنا إلى كلّ من أسهم معنا في إتمام هذا العمل ، ولا سيّما مدير مكتبة الإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء الشيخ أمير شريف نجل العلاّمة الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء ، التي كانت له اليد الطولى في حصولنا على هذا المخطوط التي تحويها خزانتهم ، والأخ العزيز سماحة الشيخ نصير الدين كاشف الغطاء التي كانت

ص: 448

أياديه الكريمة سبّاقة في نشر التراث وفّقه الله لما يحبّ ويرضى.

المحقّقان

النجف الأشرف

21 / جمادى الأولى / 1437ه-

المصادف1 / 3 / 2016م

ص: 449

صورة

ص: 450

صورة

ص: 451

صورة

ترجمة الشيخ احمد آل كاشف الغطا- 517

ترجمة الشيخ احمد آل كاشف الغطا

«المتوفى سنة ١٣٤٤ ه»

«وإنما المرء حديث»

إن عظمة مقدار الرجل وتفوقه واستحقاقه للشكر والثناء والحمد والاطراء وتخليدا لذكر وترديد النموت والمزايا ، إنما هو على مقدار مساعيه و آثار اياديه واضطلاعه بأعباء المكارم وكبر العزائم واسداء الصنائع الجليلة الى امته وقومه وتفريج الكرب العظام عنهم .

«اعاظم الرجال»

إنما تعرف عند نزول العظائم وثوران العزائم واصطكاك المحن ومعترك الخطوب والرزايا هناك تظهر منزلة الرجل الكبير ومكانته من المجتمع الإنساني ونفعه لأمته وقومه ولأبناء ملته وتفانيه بالمحافظة على نواميسهم و تواصل متاعب يومه و سهر لياليه في صالحهم ودره الشرور والمفاسد عنهم لا لغاية نفسية لذاته سوى حب الخير وكرم الطبع وشرف الجوهر .

وسلامة الذات .

ومثل هؤلاء الأفذاذ نادر شاذ تنضجه طبيعة الدهور والأحقاب ومرور الليالي والأيام فتأتي سبيكة حمراء بل درة زهراء في البرهة بعد البرهة والقرن بعد القرن .

ها هو فقيدنا بالأمس كان آية العزيمة من ذلك الفرقان . وبيضة المقر في هذا الزمان كشفت متواصلات الرزايا العامة منه عن ابن يحدة ضليع في الزعامة منيع في اوج الكرامة يتعب نفسه لراحة قومه ويتهالك على صوالح امته وملته . يستهل الصعب ويستاين الخشن ولا يمروه مال ولا كل

الصفحة الأولىٰ من المطبوع في مجلّة العرفان

ص: 452

العقد المنضد في ترجمة الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء - 453

احمد آل كاشف الغطا ترجمة الشيخ - 523

---------

بمرائي غراء كلها دموع وتليت اكثرها بالنوادي التي انعقدت لتأبين الفقيد ويحمل بنا أن نثبت بعض ابيات اخترناها من بعض القصائد لضيق المقام ومما جاء في قصيدة الشاعر النجفي ابن يعقوب (1)

درت فليت لا درت كف القدر ***قد صرعت ( احمد ) خيرة البشر

يا قبة الإسلام ميلي جزعا ***فقد هوى منك العياد وانكسر

نمشي سكارى حواسه كأنما ***( قد دنت الساعة وانشق القمر )

لم يدفنوك في الصعيد واحدا ***بل دفنوا ( السبع المثاني والسور )

هذي القلوب حاربت سلوانها ***وذي الميون حالفت فيك السهر

بالأمس في مدحك يقضى وطري ***واليوم اقضي في مراثيك وطر

او نار احشائي وانفاسي سوت ***في الروض لا تبقي به ولا تذر

وقال الشيخ محمد طه الجويزي

إن يخل صدر الدست منه ففضله ***عقد به جید الزمان تقلدا

جلت مثانيه الحسان فأصبحت ***سورا پرتلها الزمان مفردا

بحر طى وصفا لوراده فما ***اهنا شريعته واعذب موردا

لا غرو فالمصباح يوقد زيته***وسناه يطفح في الفضا متوقدا

اعلي صبرا ان الك انجم ***فلك المزاعمن يغيب بمن بدا

اعلي صبرا فالحسين بقية***ضمنت اعمر اخيه ان يتجددا

لا يوحشتك انه فرد فن ***يك مثلة امسى كمجدك مفردا

وله الى الاسلام اباغ دعوة ***لو كان ساما يجيب بها اهتدى

ولكم له سفر وسفرا فيها***بالدين والاسلام قام مؤيدا

سل عنه سوريا ومصر ففيها***نباً لدعوته رواه انا الصدى

هكذا فلتكن الرجال يقضون اعمارهم في خدمة العلم وبذل العمل ليسجل لهم التاريخ صفحة بيضاء ناصعة لا تمحوها كرور الأيام ومرور الأحقاب و الأعصار النجف المولى الطريحي

الصفحة الأخيرة من المطبوع في مجلّة العرفان

ص: 453


1- نشرتا في جريدة النجف

العقد المنضّد في ترجمة الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء

الترجمة التي نشرت في مجلّة العرفان

بقلم الشيخ عبد المولى الطريحي

بسم الله الرحمن الرحيم

(وإنّما المرء حديث)

إنّ عظمة مقدار الرجل ، وتفوّقه واستحقاقه للشكر والثناء ، والحمد والإطراء ، وتخليد الذكر ، وترديد النعوت والمزايا ، إنّما هو على مقدار مساعيه ، وآثار أياديه ، واضطلاعه بأعباء المكارم ، وكبر العزائم ، وإسداء الصنائع الجليلة إلى أمّته وقومه ، وتفريج الكرب العظام عنهم.

أعاظم الرجال :

إنّما تعرف عند نزول العظائم ، وثوران العزائم ، واصطكاك المحن ، ومعترك الخطوب والرزايا ، هناك تظهر منزلة الرجل الكبير ، ومكانته من المجتمع الإنساني ، ونفعه لأمّته وقومه ولأبناء ملّته ، وتفانيه بالمحافظة على نواميسهم وتواصل متاعب يومه ، وسهر لياليه في صالحهم ، ودرء الشرور والمفاسد عنهم ، لا لغاية نفعيّة لذاته ، تستوجب الخير ، وكرم الطبع ، وشرف الجوهر ، وسلامة الذات.

ص: 454

ومثل هؤلاء الأفذاذ نادر شاذ ، تنضجه طبيعة الدهور والأحقاب مرور الليالي والأيّام ، فتأتي سبيكة حمراء ، بل درّة زهراء ، في البرهة بعد البرهة ، والقرن بعد القرن.

ها هو فقيدنا بالأمس كان آية العزيمة ، من ذلك الفرقان ، وبيضة العقر(1) في هذا الزمان ، كشفت متواصلات الرزايا العامّة منه عن ابن بجدة(2) ، ضليع في الزعامة ، منيع في أوج الكرامة ، يتعب نفسه في راحة قومه ، ويتهالك على صوالح أمّته وملّته ، يستسهل الصعب ، ويستلين الخشن ، ولا يعروه ملل ولا كسل في نشر علم وعمل.

عرفناه وكلّ أبناء وطنه ، وعامّة أبناء جنسه ، في معارك الدهر ومَبارِك المحن ، ونزول الأخطار على هذه الأقطار ، فوجدناه حصناً منيعاً ، كاشف لأواء(3) ، وجنّة عصماء ، وهمّة قعساء ، وقنّة راسية(4) ، تزول دونها الرواسي ، وتنحطّ عندها الأفلاك.

نحن لا نريد ، أن نطري في الثناء ، وننضّد صفوف الألقاب والمدائح ، وإنّما نريد أن نعطي الحقيقة حقّها ، ونوفي ذا الصنع الجميل شكره ، أداء لحقّه ، وتنشيطاً لغيره ، بذكر موجز من القول ، من ولادته ، وترجمة حياته ، 0.

ص: 455


1- مثل يضرب للشئ مرّة واحدة، قيل أنّها بيضة الديك، العين، 1/50.
2- البجدة : الباطن والحقيقة ، يقال : هو ابن بجدة أي هو عالم به.
3- لأواء : الشدّة والضيق ، النهاية في غريب الحديث ، 4/120.
4- القنة : الجبل المنفرد المرتفع في السماء ، النهاية في غريب الحديث ، 4/120.

إلى حين وفاته ، وماله في غضون ذلك من المآثر الغرّ ، والحسنات الزهر ، والآثار الخالدة ، والمفاخر الطريفة والتالدة.

مولده ونسبه :

هو أحمد بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر(1) الشيخ الكبير الشهير بكاشف الغطاء(2) ، الذي ملأ أقطار الكرة صيته وصوته ، ونوادره ومؤلّفاته ، وكلّ واحد من هذه الأسرة السرية ، والسلسلة الذهبية ، كان مباءة الزعامة الدينية ، والرئاسة العامّة ، والمرجعية العظمى في زمانه ، إلى أن انتهت النوبة إلى فقيدنا المترجم(3) ، وقد ولد في النجف الأشرف سنة نه

ص: 456


1- هو أحمد ابن الشيخ علي(صاحب الحصون المنيعة) ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى (المصلح بين الدولتين) ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر ابن يحيى ابن مطر الجناجي النجفي. ينظر : الذريعة ، 12/ 198 ، أعيان الشيعة ، 3/49 ، معجم رجال الفكر والأدب 3/1036 ، الاعلام 1/183 ، معجم المؤلفين ، 2/19.
2- ينتسب الشيخ أحمد إلى أسرة آل كاشف الغطاء وترجع تسميتهم بهذا اللقب نسبة إلى كتاب الشيخ جعفر(كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء) ، ولد الشيخ جعفر الكبير في النجف الأشرف (1201) ، نشأ نشأة متواضعة ، كان شديد التواضع والدين على هيبة ووقار ، وهو أعلى فقهاء الأمامية في زمنه ، تتلمذ على الشيخ محمّد مهدي العاملي في النجف ، كان علماً في الفقه ، ومناراً في الأصول ، زاهداً عابداً ، حتّى وفاته في عام (1262ه) ، فاتّخذت العائلة هذا اللقب نسبة إليه. ينظر : أعيان الشيعة 4/99 - 107 ، الكنى والألقاب 3/101 - 104 ، الحياة الفكرية في النجف الأشرف ، ص80 ؛ كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء ، ص3 ، ؛ أعلام الشيعة ، 3/387.
3- تولّى زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف في عام (1337ه) بعد أن عيّنه

(1295ه)(1) ونشأ وشبّ في حجر آبائه وأعمامه ، أُولي الفضائل والطوائل ، بيت علم سابق ، ومجد سامق ، وأدب باهر ، وممدحي كلّ شاعر وناثر.

تحصيله ومشايخه :

نشأ الفقيد ومخائل النبوغ لائحة عليه ، وشمائل النباهة واضحة منه ، ففرغ من النحو ومبادئ العلوم الأخر وهو ابن عشر سنين ، ثمّ هاجر مع عمّه الشيخ موسى(2) إلى سامرّاء يوم كانت رحلة العمّ إليها زمن المرحوم حجّة الإسلام الميرزا محمّد حسن الشيرازي الشهير(3) ، فأنفق ردحاً من شبابه هناكني

ص: 457


1- يوجد هناك اختلاف في سنة ولادة الشيخ أحمد كاشف الغطاء ذكر الشيخ الطريحي سنة ولادته (1295ه) بينما تذكر أغلب المصادر أنّ سنة ولادته هي (1292ه) ، ويورد الزركلي سنة ولادته (1295ه) ينظر : معجم رجال الفكر والأدب ؛ ماضي النجف وحاضرها 3/127 ، الأعلام 1/183.
2- الشيخ موسى بن محمّد رضا بن الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير ، أحد السلالة الجعفرية ، ومن رجال العلم والفضل فيها ، كان ذكيّاً وفقيهاً وعالماً ، تتلمذ وحضر الدرس على الشيخ محمّد حسين الكاظمي في النجف ، والسيّد الشيرازي ، توفّي في النجف الأشرف سنة (1306ه) ، عن عمر يناهز الأربعين عاماً ودفن في النجف. ينظر : أعيان الشيعة ، 10/195 ، ماضي النجف وحاضرها ، 3/205.
3- ميرزا محمّد حسن بن السيّد ميرزا محمود ابن السيّد ميرزا إسماعيل الحسيني

على التحصيل والطلب ، ثمّ كرّ راجعاً إلى وطنه النجف الأشرف(1) ، ولم يزل يعرج ويدرج ، ويعلو ويسمو ، في مراقي الفضل والكمال ، وهو أملس العارضين ملامسة أذياله في كلّ دنس ، فحضر وقد راهق على أعاظم العلماء والمدرّسين في ذلك العصر ، كالعلاّمتين الشيخ ملاّ رضا الهمداني(2) صاحب مصباح الفقيه ، والشيخ ملاّ كاظم الخراساني(3) صاحب الكفاية ، ثمّ انقطع في نه

ص: 458


1- كانت عودته إلى النجف الأشرف بعد عامين من سفره إلى سامرّاء مع عمّه الشيخ موسى. ينظر : معارف الرجال ، 1/88.
2- أغا رضا بن الشيخ محمّد الهادي الهمداني النجفي المولود في همدان (1250ه) هاجر إلى بلد العلم والهجرة النجف وأقام فيه مجدّاً في تحصيله حتّى نال مرتبة عالية من العلم وأصبح من المدرّسين في عصر أستاذه السيّد الشيرازي وكان من خيرة تلاميذه في النجف وسامرّاء ، وهو المحقّق ذو النظر الدقيق والفكر الصائب ، من أهمّ مؤلّفاته كتاب مصباح الفقيه. ينظر : أعيان الشيعة 7/19 - 23 ، معارف الرجال ، 1/323 ، الأعلام 3/26 ، معجم المؤلّفين ، 4/164.
3- ولد محمّد كاظم الخراساني في عام (1839م) في عصر محمّد شاه (1835 - 1848م) جاء إلى العراق رجب (1277ه) لإتمام دراسته ، وكان يبلغ من العمر أثنين وعشرين عاماً ، أتمّ دراسته في كنف والده المولى حسين البيروني في مدينة طوس ، تلقّى قسطاً كبيراً من العلوم ، كان أستاذه الأكبر السيّد الميرزا محمّد حسن الشيرازي ، تمتّع الشيخ الخراساني بصفات عديدة منها الكرم وكان يحترم طلاّبه ولم يسمع منه

الحضور على أستاذه الأعظم السيّد محمّد كاظم الطباطبائي(1) ، الذي انتهت مرجعية تقليد الإمامية قاطبة إليه(2).

فكان ذلك السيّد الأستاذ يدلّ الناس على فضل ذلك الفقيد ، ويصرّح لهم ببلوغه مرتبة الاجتهاد ، ويرجع إليه معضلات الخصومات ، فيحلّها أحسن حلّ ، ويحكم فيها أقوى حكم ، ويمضي السيّد حكومته ، حتّى شاع ذكره ، وخفقت الخافقين أعلام علومه ، ولمّا أرتحل أستاذه السابق الذكر(3) إلى دار ،

ص: 459


1- محمّد كاظم عبد العظيم الطباطبائي نسباً ، اليزدي بلداً ومنشأً ، الأصفهاني تحصيلاً ، الغروي مسكناً ومدفناً ، ولد (1247 ه- - 1831م) ، من علماء النجف الأشرف الذين كان لهم دور مهمّ في تطوّر الحياة الفكرية فيها ، كان عالماً وفقيهاً ، وتتلمذ على يديه العديد من العلماء ومن بينهم الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء ، له العديد من المؤلّفات منها : حاشية المكاسب ، العروة الوثقى ، رسالة في إرث الزوجة من ثمن العقار ، إلى حين وفاته في سنة (1337 ه- 1919م). لمزيد من المعلومات ينظر : أعيان الشيعة 10 /43 - 44 ، الأعلام 7/12 ، معجم المؤلّفين 111/56 ، ، موسوعة النجف الأشرف (الدرس الحوزوي) ، ج7/167 ، تاريخ النجف السياسي ، ص8.
2- تولّى زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف عام (1337ه).
3- توفّي السيّد محمّد كاظم اليزدي مساء اليوم الثامن والعشرين من شهر رجب سنة (1337ه) 3 نيسان سنة (1919م) عن عمر تجاوز الثمانين عاماً أكبر المشيّعيون وفاته ،

البقاء رجع التقليد إليه جلّ العرب ، وثلّة غير قليلة من إيران وهندستان(1).

مؤلّفاته وتدريسه :

أكبّ على تحصيل العلم ، حتّى لم يدع له رغبة في شهوة ، ولا لذّة في شيء ، فكان ينفق فيه نقد عمره ، ونفيس أنفاسه ، ولم يكن له من العيش إلاّ لمظة(2) ، ولا من الكرى غير غمضة ، وفي كلّ ذلك لم يزل يدرّس ويباحث ، ويؤلّف ويصنّف ، حتّى انتشر له عدّة مؤلّفات نفيسة في بابها ، طبع منها (سفينة النجاة)(3) ، وهو كتاب قد جمع فيه من الفروع والإشارة إلى الدليل 1.

ص: 460


1- تذكر المصادر عندما تولّى الشيخ أحمد زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف قلّده جملة من القبائل العراقية وبعض الشيعة في إيران وأفغانستان ، بينما ذكر في المخطوط قلّده العرب في إيران وهندستان. ينظر : معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء ، ج1/88. وكلمة هندستان فارسية معناها (أرض الهنود) ، مصطلح يطلق على مناطق متعدّدة من الهند وباكستان ، يشير أحياناً إلى المنطقة الواقعة بين نهر ناربادا وجبال الهمالايا ، ويضيق معناها فيقصد به وسط الهند. ومنذ تقسيم شبه الجزيرة الهندية (1947م) ، يطبّق أحياناً على دولة الهند الهندوسية لتمييزها عن باكستان الإسلامية.
2- اللمظ : ما يلمظ به لسانك على أثر الأكل ، وهو الأخذ باللسان ما يبقى في الفمّ والأسنان ، العين ، 8/164.
3- رسالة عملية من جزأين الأوّل في العبادات والثاني في العقود والإيجارات ، جمع فيها أكثر أبواب الفقه بأوجز عبارة وأسلس بيان ، وترجمتها إلى الفارسية اسمها (عين الحياة) ، وقد طبع السفينة مرّة في حياة المؤلّف وأخرى في (1364ه) ، بحواشي أخيه الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء المتوفّى. ينظر : الذريعة ، 12/198 ، النظر الثاقب ونيل المطالب ، ص221.

وحسن التحرير ورشاقة التعبير ما لا يوجد في كتاب.

وكتب إليه الشاعر الأديب الشيخ مهدي الحجّار(1) هذين البيتين في ضمن كتاب طالباً منه نسخة من الكتاب المذكور وهما(2) :

يا أحمد الفضل الذي أخلصته

ودّي ليسعدني على حاجاتي

أنا قد غرقت ببحر علمك والندى

فابعث إلَيَّ سفينةً لنجاتي

وله (حاشية على العروة الوثقى)(3) ، استدلالية ، طبع مجلّد منها ، 9.

ص: 461


1- الشيخ مهدي بن داود الحجّار النجفي ، نشأ تحت رعاية والد كاسب يتكسّب باستخراج الأحجار من أنقاض الكوفة وبيعها ، نشأ وفيه ميل فطري لطلب العلم والآداب ، فقرأ المبادئ على فضلاء عصره وبعد فراغه من المبادئ قرأ الدروس العالية من الأصول والفقه على بعض المراجع منهم الشيخ أحمد كاشف الغطاء ، كان ذا فهم وقّاد ، ذكيّاً فطناً وله شعور حيّ وإحساس قويّ ، نظم الشعر وأجاد فيه ، كان قصير القامة نحيف البدن يحبّ العرب ويتعصّب لهم ، أدّى وظيفته أحسن تأدية حتّى وافاه الأجل (1358ه) ، ونقل إلى النجف ودفن في وادي السلام. ينظر : الذريعة ج9ق1 /232 ، 10/230 ، ماضي النجف وحاضرها ، ج3/129.
2- أعيان الشيعة ، 10/148.
3- معجم المؤلّفين ، 2/19.

ولها ثان لم يطبع ، وله كتاب (أحسن الحديث في الوصايا والمواريث)(1) مطبوع ، وكتاب (قلائد الدرر في مناسك من حجّ واعتمر)(2) مطبوع أيضاً ، وكان قد انحصر الانتفاع الحقيقي والتحصيل الجدّي بالحضور في حوزة درسه ، لذلك كانت تتهافت الطلاّب على الحضور عليه ، والركون إليه ، وكان درسه أوسع الدروس ، وأعمرها بالطلبة المحصّلين ، وأهل الفضل ، وله سلطة على التدريس غريبة الشكل ، بديعة الأسلوب ، وكان يملأ صدر المنبر بهاءً وجلالاً وهيبة وحشمة ووقاراً ، وكان يدرّس في اليوم أربعة دروس مضافاً إلى ما يصرفه من الوقت في حلّ الخصومات ، والقضاء بين الناس ، وجواب الاستفتاءات التي لا تزال تردّ إليه من أقطار الأرض ، وإقامة الصلاة الجماعة في الأوقات الخمس.

سفره إلى بغداد :

لمّا كانت مصلحة الحكومة العثمانية آنئذ تقضي بموجب القرار الصادر 9.

ص: 462


1- طبع هذا الكتاب في النجف سنة ، (1341ه). ينظر : الذريعة ، 1/287 ، الأعلام 11/183 ، معجم المؤلّفين ، 2/19.
2- أمّا كتاب (قلائد الدرر في مناسك من حجّ واعتمر) طبع سنة (1343ه). ينظر : الذريعة 17/162 ، ماضي النجف وحاضرها ج3/130 ، الأعلام ، 1/183 ، معجم المؤلّفين ، 2/19.

منها(1) بإجراء امتحان طلاّب العلوم النجفيّين في بغداد(2) فقد أجرته عدّةسنوات حسب القواعد المقرّرة ، واستمرّت على ذلك(3) فلم يرَ الطلاّب نجاحاً وتقدّماً محسوساً ، للفوضى المتفشّية فيهم ، وعدم وجود رئيس من الأعلام الأكابر يرأسهم ، ويدافع عنهم ، ويحافظ على حقوقهم بكلّ جدّ 7.

ص: 463


1- من المعروف أنّ الواقع الفكري في النجف كان ذا طابع ديني ، ويعود ذلك لعاملين رئيسيّين أوّلهما : قدسية المدينة بوجود مرقد الأمام علي عليه السلام ، وثانيهما : وجود المرجعية الدينية والحوزة العلمية فيها ، لذلك أصبحت النجف وبفعل هذين العاملين مدرسة فكرية واسعة ، انتشرت فيها مجالس البحث والدرس والأدب والشعر والفقه والأصول. إنّ نظام التعليم في النجف لم يكن خاضعاً لنفوذ الدولة ولا يموّل منها ، كما لا يوجد فيها أيّ تنظيم حسب ما كانت تراه الحكومة العثمانية ، إذ كان أيّ فرد يستطيع الانضمام لهذه المدارس مهما كان مستواه. ينظر : جمعية منتدى النشر ودورها الفكري والسياسي في العراق 1935 - 1964م ، ص6 - 8.
2- الهدف الأساس من قبل العثمانيّين من نقل الامتحان إلى بغداد هو لزيادة الإشراف على تلك المدارس من جهة وعلى النظام الامتحاني من جهة أخرى. ينظر : جمعية منتدى النشر ، ص8.
3- استمرّ هذا النظام منذ الانقلاب العثماني في (23 تمّوز 1908ه) إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى وما تمخّض عنه من قيام جمعية الاتحاد والترقّي في غضون ذلك نشط الاتحاديّون في الدعاية لجمعيّتهم ، وادّعوا اهتمامهم بالمجالات كافّة ، ولا سيّما في المجال التعليمي. فحرصوا على إتّباع سياسة تعليمية موحّدة في جميع الولايات ، كما أسّسوا المدارس المختلفة وحاولوا جعلها مدارس نموذجية ، واتّخذوا خطوات لرفع مستوى كفاءة الجهاز التعليمي في العراق ، والأشراف المباشر على نظام الامتحانات ، إلاّ أنّ جميع تلك الادعاءات الإصلاحية كانت حبراً على ورق. ينظر : تطوّر التعليم الوطني في العراق 1869 - 1932م ، ص47.

وإخلاص ، ولمّا رأى شيخنا المترجم ذلك الأمر ، من تأخّر الطلاّب ، وانحطاطهم وتخاذلهم وعدم فوزهم بالنجاح والفلاح ، تقدّم إليهم وبذل همّته الشمّاء ، وجمعهم ، وأطلق لسان الرحمة ، ومديد العون ، ورفع اللواء أمامهم وسار بهم لبغداد وذلك سنة (1328ه) وسنة (1329ه)(1) بعد أن انضوى الكلّ تحت لوائه ، وبهذه المناسبة نظم أكثر الطلاّب قصائد غرّاء أثناء سفرهم وبعد مغادرتهم النجف الأشرف ، ومن بين تلك القصائد قصيدة عصماء للفاضل الشيخ محمّد رضا الشبيبي(2) ، الشاعر الشهير ، جاء منها :

على لجج المعروف لا لجج اليمّ

سرى الفلك مشحوناً بعلمك والحلم

سرى وهضاب الموج تعلو أمامه

كلّما اصطدمت شمّ المفاوز بالشُّمِّ4.

ص: 464


1- توجّه الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء إلى بغداد في سنوات (1910 - 1911م) ، في نهاية عهد السلطان عبد الحميد الثاني وبداية حكم السلطان محمّد الخامس. ينظر : جمعية منتدى النشر ، ص6.
2- محمّد رضا بن جواد بن محمّد بن شبيب ، ينتسب إلى إحدى الأسر العلمية التي كان لها دور بارز في تاريخ النجف العلمي والأدبي والسياسي ، يرجع نسب الأسرة إلى فخذ المواجد من قبيلة بني أسد المعروفة التي تسكن سوق الشيوخ والقرنة ، ولد الشبيبي (1889م) تعهّد والده برعايته حتّى بلغ سنّ التعلّم ، أرسل إلى الكتّاب وحفظ القران الكريم ، كان لوالده الدور الكبير في تربيته وتعليمه ، وكان لرحلاته خارج البلاد أثر كبير في سعة اطّلاعه وبلورة شخصيته ، فلم يكن أديباً وعالماً بل كان سياسيّاً ناجحاً شهدت له الأحداث التاريخية التي مرّ بها العراق ، من مؤلّفاته (آداب المغاربة والأندلسيّين في أصوله المعربة ونصوصه العربية ، ديوان الشبيبي ، أصول ألفاظ اللهجة العراقية). ينظر : أعيان الشيعة ، 9/287 - 290 ، الأعلام 6/127 ، الاتجاهات الإصلاحية في النجف الأشرف1932 - 1945م ، ص13 - 14.

تقدّم إماماً في العلوم مصلّياً

وقل لصفوف العالمين بي ائتمّي

تخضّبت العلياء منك بفادح

أتى يافعاً والدهر في صفة العقم

أعماله الإصلاحية :

على أثر نزول تلك الصاعقة الشديدة الكبرى ، والكارثة المهمّة العظمى ، على المدينة المنوّرة ، التي انفجر بركانها ، وتضعضع لهولها العالم الإسلامي ، وأرتجف لعظمها الوادي المقدّس ، وادي الغريّ ، حين ورود البرقيّات إلى النجف ، المنبّئة بتهديم الوهابيّين لقبور الأئمّة الطاهرين(1) ، قام شيخنا المترجم خير قيام ، وبذل كلّ ما في وسعه وما يقتضيه الواجب الديني عليه حول هذه المهمّة ، وجمع فريقاً من رجال العلم ، وأقطاب الشيعة من ذوي العقول الصائبة ، وأرباب الأفكار الناضجة ، وخطب بهم ، وحثّهم على التعاضد والتآلف ، وحرّضهم على الاتفاق والوئام ، ونبذ بذور الشقاق والنفاق ، وألزمهم بصدّ ذلك التيّار الجارف الجارح للعواطف ، وأن يبذلوا هممهم الشمّاء ، ويبسطوا أياديهم البيضاء ، وأن يواصلوا أعمالهم وحركاتهم ، ضدّ الأعمال ألتي جعلت العيون عبرى ، وأحزنت القلوب وتركتها حرّى ، وفتّت الأكباد ، وخزت الأفئدة ، ومن ذلك الحين أخذ شيخنا يواصل أعماله المشكور عليها ، في عقد المجتمعات في الجوامع ، ويرسل المنشورات ، 6.

ص: 465


1- في 8 شوّال (1343ه- - 1925م) ، مستدرك سفينة النجاة 6/66.

ويطيّر البرقيّات لجميع الدول الإسلامية ، والشعوب العربية ، مستنجداً بهم ، لتوقيف تلك الحركة المستهجنة المنفّرة للطباع والمخالفة للمدنية ، وبقى - عطّر الله نفسه الزكية - مثابراً على ذلك ، حتّى ابتلى بسبب تأثّره بداء ألمّ به(1) ، وقضى على حياته المباركة.

وفاته :

وحين ما انحرف مزاجه الشريف انحرافاً شديداً وهو آنئذ بالنجف لم ينجح علاج أطبّائها ، أوعزوا إليه بمغادرة النجف إلى بغداد بقصد المداواة وللاستشفاء ، فصمّم على الذهاب ، وبعد وصوله أقام بها أيّاماً لم تتحسّن صحّته في خلالها ، ولم يرَ فرقاً من ذلك ، بل أخذت صحّته تهبط وتتناقص يوماً فيوماً حتّى وافته المنيّة وهو في بغداد عصر الخميس20 ذي الحجّة سنة (1344ه)(2) ، فجذت نفسه الزكيّة واقتطفت روحه الطاهرة ، التي ذهبت إلى ربّها راضية مرضية ، فعمّ الاستياء محافل العاصمة ، والكاظمية ، وكربلاء ، 2.

ص: 466


1- أصيب الشيخ أحمد كاشف الغطاء بمرض (ذات الجنب) ولم يكن في النجف طبيب حاذق فسارت قضية مرضه على الإهمال من شوّال إلى أوائل ذي الحجّة ، لم يشف منه بعد معالجة له في بغداد أدّى إلى وفاته ، بعدها نقل إلى النجف الأشرف وأستقبل من قبل العلماء والفضلاء وعامّة الناس ودفن في مقبرتهم. ينظر : ماضي النجف وحاضرها ج3/130 ؛ الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء واراؤه الفقهية 2013م ، ص38.
2- بينما ذكرت مصادر أخرى أنّ وفاته في (19 ذي الحجّة 1344ه). لمزيد من المعلومات ينظر : معجم المؤلّفين ، 2/19 ، مع علماء النجف الأشرف ص82.

والنجف ، وجميع مدن العراق ، وعطّلت الحكومة آنئذ دوائرها وجميع الأشغال والأعمال ، حداداً على فقد هذا الراحل العظيم ، الذي بكته القلوب قبل العيون ، وانشقّت عليه الأكباد قبل الجيوب ، وسرى منعاه في أرجاء العراق خاصّة ، والبلاد العربية عامّة ، وشيّع جثمانه الطاهر إلى النجف باحتفال باهر ، بعد إن حمل على المناكب والعواتق ، ومشى المشيّعون خلف نعشه على اختلاف طبقاتهم ، وكان عددهم يناهز التسعين ألفاً بل أكثر(1) ، ولمّا وصل نعشه إلى النجف تلقّاه الجمهور كبيره وصغيره ، فساروا به محمولاً على الرؤوس ، وبعد أن صلّى عليه شقيقه العلاّمة الكبير الشيخ محمّد الحسين(2) ، 4.

ص: 467


1- كان والده الشيخ علي حيّاً موجوداً وهو المعزّى ، حيث أقيمت له الفواتح في العديد من المدن ، وقد أعقب أربعة أولاد وهم كلٌّ من محمّد وعبّاس ونوري وباقر. ينظر : معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء ، ج1 /89.
2- محمّد الحسين كاشف الغطاء ولد في النجف الأشرف (1294 ه- - 1876م) ، كان معروفاً بسعة علمه واجتهاده ، قصده العديد من طلبة العلم لحضور دروسه والاغتراف من علمه ، أسهمت أجواء النجف العلمية في بناء شخصيته ، كان كاتباً متميّزاً ، تنوّعت مصادر دراسته ، لم يكتف بدراسة مقدّمات العلوم من نحو وصرف ومنطق ، بل اتّجه لدراسة الفلسفة والحساب والفلك وعلم الكلام ، كان من أعضاء المؤتمر الإسلامي في القدس (1350ه) ، توفّي في إيران (1373ه- - 1954م) ، له العديد من المؤلّفات التي حصلت على شهرة واسعة منها : (جنّة المأوى ، العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ، الدين والإسلام). ينظر : الذريعة ، 10 /112 - 113 ، الأعلام 6/106 - 107 ، معجم المطبوعات العربية ، 2/1649 ، معجم المؤلّفين 9/25 ، الاتّجاهات الإصلاحية في النجف (1932 - 1945م) ، ص5 - 9 ؛ النجف الأشرف والمرجعية الدينية ، ص144.

الذي أصبح قبلة أمال العرب ، ومحطّ رحالهم ، والمركز العلمي الخطير لهذه الدائرة الدينية ، والدعامة الإسلامية ، وطيف به بالحرم المقدّس ، توجّهوا به إلى المقبرة الخاصّة لهذا البيت الطاهر(1) ، حيث دفن بها ، وقد نصبت له الفواتح ، وأقيمت المآتم في جميع المشاهد بالنوادي التي انعقدت لتأبين الفقيد ، ويجمل بنا أن نثبّت بعض أبيات اخترناها من بعض القصائد لضيق المقام : ما جاء في قصيدة الشاعر النجفي اليعقوبي(2) :

دَرَتْ فليت لا دَرَتْ كفُّ القدر

قد صرعت أحمد خيرة البشر

يا قبّة الإسلام ميلي جزعاً

فقد هوى منك العماد وانكسر

نمشي سكارى حوله كأنّما

قد دنت الساعة وانشقّ القمر

لم يدفنوك في الصعيد واحداً

بل دفنوا السبع المثاني والسور

هذي القلوب حاربت سلوانها

وذي العيون حالفت فيك السهر

بالأمس في مدحك يقضي وطري

واليوم أقضي في مراثيك وطر

لو نار أحشائي وأنفاسي سرت

في الروض لا تبقي به ولا تذر

وقال الشيخ محمّد طه الحويزي (دام عزه)(3) : دا

ص: 468


1- تقع المقبرة الخاصّة بأسرة كاشف الغطاء في محلّة العمارة وهي إحدى المحلاّت القديمة في النجف الأشرف المجاورة لمرقد الإمام أمير المؤمنين(ع) : ينظر : مقبرة النجف الكبرى ، 2/20.
2- اليعقوبي ، محمّد علي ، ديوان اليعقوبي ، ط1 (النجف : مطبعة النعمان ، 1376ه- - 1957م) ، ج1 /343 ؛ جعفر محبوبة ، ماضي النجف وحاضرها ، ج3/130.
3- رثاه الشيخ محمّد طه الحويزي بقصيدة مطلعها : ميلي على العذبات ألوية الهدى وتنكّري جزعاً شريعة أحمدا وتبدّلي بالنوح أندية الثنا وتفجّري بالدمع أودية الندا إلى أخر القصيدة : إن يخل صدر الدست منه ففضله عِقْدٌ به جيد الزمان تقلّدا جلّت مناقبه الحسان فأصبحت سوراً يرتّلها الزمان مغرّدا ينظر : جعفر محبوبة ، ج3/130.

إن يخل صدر الدست منه ففضله

عِقْدٌ به جيد الزمان تقلّدا

جلّت مثانيه الحسان فأصبحت

سوراً يرتّلها الزمان مغرّدا

بحر طمى وصفا لوارده فما

أهنا شريعته وأعذب موردا

لا غرو فالمصباح يوقد زيته

وسناه يطفح في الفضا متوقّدا

أعليُّ صبراً أن ألك أنجم

فلك ألعزا عمّن يغيب بمن بدا

أعلى صبراً فالحسين بقيّة

ضمنت لعمر أخيه أن يتجدّدا

لا يوحشنّك أنّه فرد فمن

يك مثله أمسى كمجدك مفردا

وله إلى الإسلام أبلغ دعوة

لو كان سامعها يجيب بها اهتدى

وَلَكم له سفر وسفراً فيهما

بالدين والإسلام قام مؤيَّدا

سل عنه سوريّا ومصر ففيهما

نبأ لدعوته رواه لنا الصدى

هكذا فلتكن الرجال يقضون أعمارهم في خدمة العلم وبذل العمل ، ليسجّل لهم التاريخ صفحة بيضاء ناصعة لا تمحوها كرور الأيّام ، ومرور الأحقاب والأعصار.

عبد

المولى الطريحي

النجف

ص: 469

المصادر

1 - تطوير التعليم الوطني في العراق 1869 - 1930م : أحمد ، إبراهيم خليل ، البصرة مركز دراسات الخليج العربي ، 1982م.

2 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : أغا بزرك الطهراني ، محسن ، بيروت ، دار الأضواء ، 1983م.

3 - أعيان الشيعة : الأمين ، محسن ، تحقيق : حسن الأمين ، بيروت : دار التعارف ، 1983م.

4 - معجم المطبوعات النجفية : الأميني ، محمّد هادي ، النجف الأشرف : مطبعة الآداب ، 1966م.

5 - النجف الأشرف والمرجعية الدينية : بحر العلوم ، محمّد ، بيروت : دار المعارف ، 2015م.

6 - طرائف المقال : البروجردي ، علي ، قم : مطبعة بهمن ، 141ه.

7 - الحياة الفكرية في النجف الأشرف : البهادلي ، محمّد باقر أحمد ، قم : مطبعة ستارة ، 2004م.

8 - النهاية في غريب الحديث : الجزري ابن الأثير ، ت605ه- ، تحقيق : محمود محمّد الطنطاوي ، قم : مؤسّسة أسماعيليان للطباعة والنشر ، 1364ه- ، ش.

9 - معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : حرز الدين ، محمّد ، النجف : مطبعة الآداب ، 1964م.

ص: 470

10 - تاريخ العراق السياسي الحديث : الحسني ، عبد الرزّاق ، لبنان : مطبعة الرافدين ، 2008م.

11 - موسوعة النجف الأشرف (شعراء النجف) : الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، 2000م.

12 - موسوعة النجف الأشرف (الدرس الحوزوي في النجف) : الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، 1997م.

13 - موسوعة النجف الأشرف (المرجعية قضاءها ، تاريخها ، رجالها) : الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، 1997م.

14 - الأعلام : الزركلي ، خير الدين ، ط5 ، بيروت : دار العلم للملايين ، 1980م.

15 - معجم المطبوعات العربية : سركيس ، اليان ، قم : مطبعة بهمن ، 1410ه.

16 - مع علماء النجف : الغروي ، محمّد ، بيروت : دار الثقلين ، 1999م.

17 - العين : الفراهيدي ، الخليل بن أحمد ، تحقيق : مهدي مخزومي وإبراهيم سامرّائي ، ط2 ، د. م ، مؤسّسة هجرة ، 1419ه.

18 - ديوان الفرطوسي : الفرطوسي ، عبدالمنعم ، الطبعة الثانية ، النجف : مطبعة الغريّ الحديثة ، 1966م.

19 - النجف الأشرف أدباؤها ، كتّابها ، مؤرّخوها : فرهود ، عبد الرضا ، د. م ، النبراس ، 2007م.

20 - كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء : كاشف الغطاء ، جعفر ، خراسان : مطبعة الأعلام ، 1422 - 1380.

21 - معجم المؤلّفين : كحالة ، عمر ، بيروت : مكتبة المثنّى ، د. ت.

22 - ماضي النجف وحاضرها : محبوبة ، جعفر باقر ، بيروت : دار الأضواء ، 1985م ، ج2و 3.

ص: 471

23 - المصلح المجاهد محمد كاظم الخراساني : محمّد علي ، عبد الرحيم ، النجف : مطبعة النعمان ، 1972م.

24 - النجف الأشرف قديماً وحديثاً المرجاني ، حيدر صالح ، د. م ، جمعية التوجيه الديني ، 1988م.

25 - أعلام الشيعة : المهاجر ، جعفر ، بيروت : دار المؤرّخ العربي ، 2010م.

26 - مقبرة النجف الكبرى : مظفّر ، محسن عبد الصاحب ، عمان : دار صفاء للنشر والتوزيع ، 2008م.

27 - النظر الثاقب ونيل المطالب : (تعليقتان على المكاسب للعالمين والفقيهين الاثنين محمد حسين كاشف الغطاء وأحمد كاشف الغطاء) ، النجفي ، شمس الدين المجتهدي ، إيران : د. مط ، د. ت.

28 - مستدرك سفينة النجاة : النمازي ، علي ، تحقيق : حسن بن علي النمازي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1419ه.

29 - ديوان اليعقوبي : اليعقوبي ، محمّد علي ، النجف : مطبعة النعمان ، 1957م.

الرسائل والاطاريح :

30 - أثر المجددين في الحياة الفكرية والسياسية والثقافية في النجف الأشرف1945 -1963م : العامري ، رحيم عبد الحسين عبّاس ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية التربية ، جامعة المستنصرية ، 2006م.

31 - الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء وأراؤه الفقهية : الركابي ، عبد الرضا إبراهيم جبر ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الفقه ، جامعة الكوفة ، 2013م.

32 - جمعية منتدى النشر ودورها الفكري والسياسي في العراق1935 - 1964م : عبد الخضر ، سعد عبد الواحد ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلّية التربية ، جامعة القادسية ، 2009م.

ص: 472

33 - الصحافة النجفية 1939 - 1958م : عبود ، محمّد عبد الهادي ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، 2008م.

34 - التيارات الفكرية والسياسية في النجف الأشرف 1945 - 1958م : عبطان ، جلاوي سلطان ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد التاريخ العربي ، 2007م.

35 - تاريخ النجف السياسي 1941 - 1958م : الفيّاض ، مقدام عبد الحسن باقر ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، 2000م.

36 - الاتجاهات الإصلاحية في النجف 1932 - 1945م : المدني ، عز الدين عبد الرسول عبد الحسين ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، 2004م.

37 - الحياة الاجتماعية في النجف الأشرف 1914 - 1932م : المدني ، علي عبد المطلب علي خان ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، 2004م.

38 - الحياة الفكرية في النجف الأشرف 1958 - 1968م : المدني ، علي عبد المطلب علي خان ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، 20م.

المجلات والدوريّات

39 - الحركة الفكرية ، مجلة الحيرة : الطريحي ، عبد المولى ، العدد الأوّل ، 1927م.

40 - أثر الصحافة في التطوّر الفكري للنخبة المثقّفة في العراق 1869 - 1908م : النصيري ، عبد الرزّاق أحمد ، آفاق عربية (مجلّة) ، بغداد ، العدد الرابع ، نيسان 1992م.

ص: 473

من أنباء التراث

هيئة التحرير

كتب

صدرت محقّقة

*

المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية.

تأليف : الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي.

اتّخذ المؤلّف في هذا الإنجاز وقد أملى أكثره من

ذاكرته وهو معتكف في جامع الكوفة بالعراق ، فلذلك قلّما يذكر أسماء أصحاب الآراء

والمصادر ، بل أكثر عبارته عند ذكر الآراء هي «قيل» أو «قال به جماعة» أو «قال

بعض الأصحاب» وأمثالها.

وتبيّن من خلال مطالب الكتاب أنّ لمؤلّفه ذوقاً

فقهيّاً حسناً ، وفهماً

سليماً للنصّ ، وإسلام الفهم للدليل بدلاً من إسلام

الدليل للفهم. وهذا يعدّ من قدرات الفقيه ، فمن ذوقه الفقهي أسّس بنياناً

مرصوصاً هو قاعدة «الجمع مهما أمكن أولى من الطرح» ومن الواضح أنّ ابن أبي جمهور

لا يلغي قواعد الجمع الدلالي ويعتمد الجمع التبرّعي للحديثين المتعارضين.

تحقيق : الشيخ ولي الله القرباني القوچاني.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 496.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم المقدّسة - إيران.

ص: 474

*

الأقطاب الفقهية على مذهب الإمامية.

تأليف : الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي.

يمتاز هذا الكتاب بأُسلوب المؤلّف الذي يعتمد

الإيجاز والمتانة بحيث يعبّر عن المطالب العلمية المطوّلة والقواعد الفقهية

المفصّلة بعبارات قصيرة مختصرة ، وتتجلّى هذه الحقيقة من خلال نظرة سريعة على

كتاب القواعد والفوائد للشهيد الأوّل ، حيث نلاحظ فيه تلك القواعد التي حرّرها

الشهيد في عدّة صفحات ، بينما نرى ابن أبي جمهور يحرّر نفس هذه القواعد بما لا

يتجاوز بعض الأسطر المختصرة والمعبّرة.

رغم اتّباع المؤلّف أُسلوبه الجديد في تأليف

الأقطاب الفقهية ، إلاّ أنّه استفاد في العديد من بحوثه الفقهية وبيانه لقواعد

الكتاب من كتاب القواعد والفوائد للشهيد الأوّل ، وقد تمّ تحقيق وضبط النصّ

وتصحيح الكتاب بناءً

على 10 نسخ مخطوطة ، مع إشارة موجزة إلى الأدلّة

الحديثية والأُصولية ، والفوائد المترتّبة على تلك الأُصول مستفيداً من الأشباه

والنظائر للسيوطي ، وقواعد الأحكام للكليكلدي وعبد السلام وغيرهم ، إلاّ أنّه

يمتاز عن هذه الكتب بالإيجاز غير المخلّ وترتيبه الجميل في سبعة وأربعين قطباً

فقهيّاً ومقدّمة المؤلّف.

تحقيق : غلام رضا نقي الجلال آبادي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 247.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم - إيران.

*

نصايح وإجازات.

تأليف : الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي (ت 1262 ه).

كتاب يحتوي على نصائح وإجازات من آثار المصنّف عنيت

بالمراجعة والجمع إحياءً لتراثه الثر ، اشتمل

ص: 475

الكتاب على فصلين في النصائح الموجّهة لطلبة علوم

الدين في ما ينبغي لهم من تهذيب سلوكهم والمثابرة في طلب العلم.

وفي الإجازات التي حصل عليها المصنّف من كبار

العلماء والأساتذة في مجالات شتّى تنمّ عن مدى المقام والمنزلة العلمية التي حظى

بها المصنّف ممّا أدّى إلى اهتمام علماء الدين وجهابذة العلم به ، وقد جاءت هذه

الرسائل بالنصّ العربي بمقدّمة لها باللغة الفارسية.

تحقيق : محمّد الكلباسي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 134.

نشر : دانش حوزه - قم - إيران.

*

الروضة البهية في الإجازة الشفيعية.

تأليف : السيّد محمّد شفيع الموسوي الجابلقي

البروجردي (ت

1280 ه).

يأتي هذا الكتاب في مضمار كتب الإجازات التي لها

اهتمام بالغ في أوساط الحوزة العلمية.

احتوى الكتاب على الإجازة الكبيرة التي كتبها

لولديه السيّد عليّ أكبر والسيّد عليّ أصغر.

كثيراً ما استفاد المؤلّف من كتاب لؤلؤة البحرين ،

بل يعدّ هذا الكتاب هو نفس كتاب لؤلؤة البحرين للمؤلّف الشيخ يوسف البحراني ولكن

مع حذف وإضافات موافقة لآراء المصنّف الجابلقي.

اشتمل على مقدّمة في منهجية التحقيق ، وعلى ترجمة

المصنّف وبيان منزلته العلمية.

تحقيق : السيّد جعفر الاشكوري.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 462.

نشر : مؤسسة التراث الشيعي - قم - إيران.

ص: 476

*

مصباح الفقيه ج (15 - 19).

تأليف : الشيخ أقا رضا بن محمّد هادي الهمداني رحمه الله

(ت 1322 ه).

سبق وأن عرضنا الأجزاء السابقة من هذا الكتاب في

الأعداد الماضية ، وهذه ستة أجزاء أُخر من هذه الموسوعة حيث احتوى الجزء الخامس

عشر من مباحث الصلاة على : الركن الرابع في التوابع ، الفصل الأوّل : في الخلل

الواقع في الصلاة ، مسائل الشك ، مسائل تيقّن الأوّلتين والشك في الزائد ، صور

الشك بين الأربع والخمس ، الفصل الثاني : في قضاء الصلوات.

واحتوى الجزء السادس عشر من مباحث الصلاة على الفصل

الثالث : في الجماعة ، وخاتمة تتعلّق بالمساجد ، ومسائل ثلاث.

واحتوى الجزء السابع عشر على : الفصل الرابع : في

صلاة الخوف والمطاردة ، شروح صلاة الخوف ،

كيفية صلاة الخوف ، أحكام صلاة الخوف ، الفصل

الخامس : في صلاة المسافر ، شروط القصر.

واحتوى الجزء الثامن عشر على : كتاب الزكاة ، زكاة

المال فيمن تجب عليه ، في بيان من تجب فيه وما تستحب ، زكاة الأنعام ، الفريضة ،

زكاة الذهب والفضة ، أحكام زكاة النقدين في طىّ مسائل ، زكاة الغلاّة ، زكاة مال

التجارة ، أحكام مال التجارة.

وقد احتوى الجزء التاسع عشر من مباحث الزكاة على :

فيمن تصرف إليه ، ووقت التسليم والنية ، القسم الأوّل : أصناف المستحقّين للزكاة

سبعة ، القسم الثاني : أوصاف المستحقّين ، كتاب الخمس ، فيما يجب فيه الخمس ، في

قسمته ، المقصد الأوّل : في الأنفال ، المقصد الثاني : في كيفية التصرّف.

وقد احتوى الجزء العشرين على : قسم من كتاب الصوم

وقسم من كتاب

ص: 477

الرهن.

علماً أنّ محقّقي هذه الطبعة قد ارتأوا إعادة طبع

الأجزاء (13 و 14) المشتملة على كتب الزكاة إلى الرهن - التي طبعت سابقاً من قبل

مؤسّسة النشر الإسلامي - وقد تمت على ثلاثة أجزاء (18 - 20) المذكورة آنفاً

لتظهر هذه الموسوعة الفقهية بحلّة قشيبة تتكوّن من عشرين جزءاً.

تحقيق : الشيخ محمّد الباقري ، الشيخ نور عليّ

النوري ، الشيخ محمّد الميرزائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 528 ، 520 ، 355 ، 515 ، 465.

نشر : آواي منجي - قم - إيران.

*

شرح الوافية للفاضل التوني.

تأليف : السيد صدر الدين محمّد الرضوي القمّي.

يعتبر الكتاب من الكتب الأصولية

المهمّة التي اعتمد عليها كثير من العلماء كالشيخ

الأعظم الأنصاري ، والكتاب قيد التحقيق مع حواشي العلاّمة الوحيد البهبهاني

تلميذ المؤلّف ، والشيخ الميرزا أبو القاسم القمّي صاحب القوانين ، والشيخ

الأعظم الأنصاري ، وحواشي المؤلّف نفسه.

تحقيق : السيّد محمّد حسن آل قارون الزاهد.

الحجم : وزيري.

نشر : العتبة الحسينية ، كربلاء ، العراق.

*

المجموع في الآداب والحكم.

تأليف : السيّد النقيب مجد الدين عليّ بن الحسين بن

باقي القرشي (من أعلام القرن السابع).

يعتبر الكتاب من أهمّ المجاميع الأدبية ، وقد حاول

المؤلّف أن يجمع فيه ما انتقاهُ من طُرف الآثار ، وبدائع

ص: 478

الأشعار ، والغالب على الكتاب سمة الأدب والحكمة

وقصص الملوك وسياستهم ، وقد انفرد المؤلّف بنقل طرائف ليس لها أثر في المصادر

المتقدّمة.

كما اشتمل الكتاب على الفهارس الفنّية.

تحقيق : الشيخ عبد الحليم عوض الحلّي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 590.

نشر : دار التراث ، النجف الأشرف - العراق.

*

الحدود النحوية والمآخذ على الحاجبية وغيرها.

تأليف : كمال الدين ابن العتائقي الحلّي (ت 790

ه).

الكتاب عبارة عن دراسة نحوية للحدود والتعاريف التي

ذكرها النحويّون لمصطلحات علم النحو

كالمبتدأ والخبر وما شابه ، وقد اعتنى ابن العتائقي

بهذه الحدود وأورد نقوضاً على ابن الحاجب في الكافية وغير ذلك.

اشتمل الكتاب على دراسة علمية في المقدّمة حول

الكتاب والمؤلّف ، وآراؤه النحوية.

تحقيق : صالح كاظم عجيل الجبوري ، قاسم رحيم حسن

السلطاني.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 192.

نشر : دار التراث ، النجف الأشرف - العراق.

*

مختصر مصباح المتهجّد في عمل السنة.

تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن ا لحسن

الطوسي (ت 460 ه).

يعتبر كتاب مصباح المتهجّد من

ص: 479

أهمّ المتون التراثية في مجال الدعاء والزيارة ،

وقد استتبعته جهود كثيرة من شرح وتلخيص وترجمة واختصار ، وأوّل من عمد إلى

اختصار الكتاب هو المؤلّف نفسه شيخ الطائفة الطوسي ، واشتُهر الكتاب فيما بعد

بالمصباح الصغير ، والكتاب يطبع لأوّل مرّة.

يشتمل الكتاب على مقدّمة حول مصباح المتهجّد وما

كتب حوله ، والتعريف بمخطوطات الكتاب وأهمّيتها.

تحقيق : محمّد جواد الشعباني ومحمّد حسن آموزگار.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 775.

نشر : مكتبة العلاّمة المجلسي قدس سره ،

قمّ المقدّسة - إيران.

*

نزهة الملك في وصف الكلب والمكلّبين.

تأليف : مهذّب الدين أبو طالب

محمّد بن عليّ ابن الخيمي الحلّي (المتوفّى 642

ه).

اختار المؤلّف موضوعاً لغويّاً من الموضوعات

الأدبية.

قام المؤلّف في الكتاب باستيفاء واستقصاء ما ورد في

اللغة من أسماء الكلب ، بعد ما كان لكلمة أبي العلاء المعرّي الشهيرة :

«الكلب من لا يعرف للكلب نيّفاً وسبعين اسماً»

دويٌّ في المحافل الأدبية.

وقام المحقّق بدراسة واسعة عن حياة المؤلّف ،

ورحلاته العلمية ، وموضوع الكتاب ، ومن كتب في هذا المجال.

تحقيق : الدكتور عبّاس هاني الجرّاخ.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 226.

نشر : دار التراث - النجف الأشرف - العراق.

ص: 480

*

ديوان الشيخ أبي المجد النجفي.

تأليف : الشيخ أبي المجد محمّد الرضا النجفي

الإصفهاني (1287 - 1362 ه).

يعتبر الناظم من أعلام الأدب في القرن الرابع عشر

الهجري ، وكانت له مساجلات شعريّة مع شعراء عصره كالسيّد محمّد سعيد الحبّوبي

والسيّد جعفر الحلّي وأضرابهم ، وقد أُلحقت رسالتان بديوانه هما : الحاشية على

شرح الواحدي لديوان المتنبّي ، وإماطة الغين عن استعمال العين في معنيين.

كما اشتمل الديوان على مقدّمة حفيد الشاعر الشيخ

مهدي مجد الإسلام النجفي ، وتمهيد بقلم السيّد عبد الستّار الحسني ، وترجمة

المؤلّف بقلم السيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، وفهارس الكتاب.

تحقيق : السيّد أحمد الحسيني.

شرح وتعليق : السيّد عبد الستار الحسني.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 400.

نشر : مجمع الذخائر الإسلامية - قم المقدّسة -

إيران.

*

السيّد داود بن سليمان الكبير وكتابه.

تأليف : السيّد داود الحلّي (ت 1232 ه).

قام المؤلّف بدراسة واسعة عن حياة والده السيّد

سليمان الكبير ، وجمع في هذه الرسالة ما قيل في مدح ورثاء والده ، كما دوّن فيها

المطارحات والمساجلات التي جرت بين والده وأخدانه من الشعراء والعلماء.

كما اعتنى المحقّق بدراسة حول هذه الرسالة في

المقدّمة ، وحياة مؤلّفها ، ووصف مخطوطاتها.

ص: 481

تحقيق : الدكتور مضر سليمان الحلّي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 224.

نشر : دار التراث - النجف الأشرف - العراق.

*

المختار من القصائد والأشعار.

تأليف : الشيخ مجد الدين النجفي الإصفهاني (ت 1403

ه).

الكتاب عبارة عن كشكول أدبي ، انتقى فيه مؤلّفه ما

راق له من الشعر بمختلف ألوانه وأغراضه من شتّى الشعراء ، حتّى بلغ ما يقارب

المئتين مقطوعة شعرية.

اشتمل الكتاب على مقدّمة مسهبة في ترجمة المصنّف ،

وآثاره العلمية ، ومن تتلمذ على يديه.

تحقيق : محمّد حسين النجفي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 192.

نشر : مجمع الذخائر الإسلامية - قم المقدّسة - إيران.

كتب

صدرت حديثاً

*

الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي ، قدوة العلم والعمل.

تأليف : موسى عبد الهادي بو خمسين.

يعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتابات المستقلّة عن

ابن أبي جمهور الأحسائي ، تمّ تأليفه قبل 20 سنة في طبعته الأولى ، وقد ارتأت

جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي ، إعادة طباعته ثانياً ضمن سلسلة دراسات وبحوث عن

ابن أبي جمهور ، تقديراً وعرفاناً للمؤلّف على مبادرته.

يستعرض الكتاب سيرة ابن أبي جمهور الأحسائي ، بحيث

يعتقد المؤلّف ان ابن أبي جمهور وجد في إيران المناخ الذي ناسبه عمليّاً

وفكريّاً

ص: 482

بحيث آثر البقاء هناك لمّا وجد المجال مفتوحاً

أمامه والحاجة إليه ماسّة ، ومن المرجّح أنّه استفاد كثيراً من الفكر الصوفي

الرائج في الساحة لإغناء رؤاه الفلسفية والكلامية ، الأمر الذي جعله يتأوّه على

خلوّ الحوزات العلمية من الذوق العرفاني ، وافتقار ديار التشيّع إلى الحماس

للمعرفة ، فأراد أن يبثّ روحاً جديدة في العقيدة بمزجها بما يجعلها تجاوبه مع

روح العصر ، مصبوبة في قالب جديد مشوّق دون أن يخلّ هذا التعديل بالأسس والأصول

مع علمه أنّ في الجنوح الصوفي مزالق ومزالق ...! لذلك صمّم على الخوض فيها مع

الحذر ومحاولة التصحيح.

وقد أشار المؤلّف في كتابه إلى أجواء الحرّية التي

رافقت ابن أبي جمهور في كلّ مراحل حياته وفي كلّ أرض وطئها ، وفي مسقط رأسه

تنعّم بنسيم الحرّية ، وفي العراق استقرّت

الأمور بعد السنوات الثلاث لهجرته حيث عادت أجواء

الحرية والانطلاق من جديد.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 288.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم - إيران.

*

العطاء العلمي والفقهي عند الشيخ محمّد ابن أبي جمهور الأحسائي.

تأليف : محمّد عليّ الحرز.

تكمن أهمّية البحث عن الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي

في كونه المفتاح والشفرة لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها خلال القرنين

التاسع والعاشر الهجري في منطقة الأحساء ، وهي الفترة التي كانت عصيبة ويشوبها

الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه الديني وطبيعته في ذلك

الزمن ، فقد شرح في

ص: 483

إحدى رسائله الهامّة الوضع العلمي في البلاد والجهد

الكبير الذي بذله من أجل تغييره.

فبالإضافة إلى قلّة الدراسات التي تناولت شخصيّته

وفكره ورؤاه في الجوانب المختلفة فإنّ معظم ما هو موجود منها يتعرّض للأبعاد

المألوفة في كتب التراجم ، خاصّة أنّ الكثير ممّا كتب عنه مكرّر ومتشابه

المحتوى. كما أنّه أوّل شخصية في التاريخ الشيعي كتب رسالة مفصّلة في (علم

الاستعداد) ، بل ووضع المصطلح له ولكن تحت عنوان (أهل الاستعداد) وقد كرّره عدّة

مرّات في رسالته (كاشفة الحال). وهو علم يدور حول الخطوات العلمية التي يتدرّج

فيها طالب العلم نحو المراتب العلمية العالية. ويعتبر من العلوم التي في غاية

الأهمّية.

يتحدّث الكتاب عن شخصية ابن أبي جمهور الأحسائي من

حيث

الحجم الفقهي والمكانة العلمية ، وهو يتقدّم على

غيره من العلماء في جانب كثرة المصنّفات ، وتعداد الرؤى الفكرية التي كان

يمتلكها في معظم الأصعدة العلمية الهامّة ، فكان له مساهمة هامّة فيها لا تقلّ

عن دور وعطاء كبار العلماء في القرنين التاسع والعاشر الهجري ، أهمّية هذا

الكتاب تجعل منه مفتاحاً لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها ابن أبي جمهور ،

خصوصاً أنّها فترة يشوبها الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه

الديني في تلك المرحلة الزمنية ، وتكمن أهمّية الكتاب كذلك بأنّه يكشف ما بقي

مجهولاً من شخصية ابن أبي جمهور كالبحث حول سيرته العلمية وحياته الكفاحية من

أجل نشر العلم والإصلاح الديني في المجتمع ، وهو له جولات وصولات فقهية مثيرة

للجدل ، فقد تصدّى للنهي عن تقليد الأموات من الفقهاء والتأكيد

ص: 484

على شروط الاجتهاد ، والفقيه الجامع لشرائط

الإفتاء.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 448.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم - إيران.

*

ابن أبي جمهور الأحسائي في كتب التراجم والمصادر.

تأليف : مؤسّسة تراث الشيعة لا يخفى على الباحثين

ما لأهمّية العمل الفهرسي والببليوغرافي من موقعية هامّة في تهيئة المقدّمات

الضرورية والملحّة لإعداد الدراسات والأبحاث العلمية الجادّة فهي بمثابة المادّة

المكوّنة لها.

وقد قدّمت (جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي) للباحثين

سابقاً مادّة مهمّة وممهّدة لإعداد الدراسات والأبحاث حول شخصية ابن أبي جمهور

وفكره ، وكانت تلك المادّة

عبارة عن عمل بيليوغرافي بعنوان (فهرس مصنّفات

الشيخ محمّد بن عليّ بن أبي جمهور الأحسائي) حيث كان الفهرس يحتوي على عرض

واستقصاء دقيق للتراث الفكري والمعرّفي لابن أبي جمهور ، وقد وقع الكتاب في

(469) صفحة.

وها نحن نقدّم بين يدي الباحثين مادّة غنية أخرى

وهو عمل بيليوغرافي آخر مرتبط أيضاً بابن أبي جمهور الأحسائي ، إلاّ أنّ محور

البحث هذه المرّة سيكون حول ما كتب عن ابن أبي جمهور ، سواء كان في الكتب

المطبوعة أو المخطوطة ، وقد وقع هذا الكتاب في مصبّ استقراء لآثار ما دون وكتب

عن هذا العالم المحقّق الجليل القدر ، فأصبح الكتابان مكمّلين لبعضهما ، فكان

الأوّل فيما كتبه ابن أبي جمهور نفسه ، وأصبح الثاني فيما كتب عنه وعن مصنّفاته.

فسيكشف الباحث الكريم من

ص: 485

خلال هذا الكتاب أنّ ابن أبي جمهور ، كان ومازال من

الشخصيّات المثيرة للجدل في الأوساط العلمية والفكرية ، نظراً لما يتمتّع به من

فرادة في شخصيته العلمية ، فنجد الشيعي والسنّي والمستشرق وغيرهم قد اهتمّوا

بمقولاته ونظريّاته إيجاباً أو سلباً.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 512.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم - إيران.

*

في رحاب ابن أبي جمهور الأحسائي.

تأليف : هاشم محمّد الشخص.

الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم هي دراسة شاملة

عن حياة وعلم وفكر ومؤلّفات الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي ، وما قيل عنه ،

وقد اقتطعها المؤلّف من المجلّد الخامس من كتابه موسوعة

أعلام هجر ، وهذه الدراسة أعطت صورة كافية عن حياة

ابن أبي جمهور ، يمكن من خلالها أن يكتب الباحثون دراسات أوفى عن هذه الشخصية

العملاقة ، وقد يطمح المؤلّف أن يكون كتابه مصدراً محفّزاً لمن يريد أن يكتب عن

ابن أبي جمهور الأحسائي دراسات وبحوثاً عن فكره ومسيرته العلمية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 320.

نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي لإحياء التراث

- قم - إيران.

*

فهرس مخطوطات الخزانة العلوية/ مخطوطات آل الخرسان.

تأليف : أحمد عليّ مجيد الحلّي.

تعتبر الخزانة العلوية من أقدم المكتبات في العالم

الإسلامي ، وقد اختصّ قسم من هذه الخزانة بالمخطوطات التي أوقفتها أسرة آل

ص: 486

الخرسان في النجف الأشرف ، ويعتبر هذا الفهرس

المجلّد الأوّل من فهرس مخطوطات الخزانة العلوية في الروضة الحيدرية المقدّسة في

النجف الأشرف.

يشتمل على تعريف 179 نسخة في 132 مجلّداً من المخطوطات

، كما يشتمل على مقدّمة علمية رصينة في التعريف بتاريخ هذه المكتبة ووقفيّتها

وأهمّيتها.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 556.

نشر : قسم الشؤون الفكرية في العتبة العلوية

المقدّسة - النجف الأشرف - العراق.

*

الذبح بالمكائن.

تأليف : أحمد بن حسين العبيدان الأحسائي.

كتاب فقهي جمع فيه المؤلّف تقريرات دروس أستاذه

السيّد مير

السيّد عدنان الخبّاز التي تناول فيها مسالة الذبح

بالمكائن بالبحث الفقهي ، تارة من وجهة نظر القائلين بحلّ هذه المشكلة من تحليل

هذا النوع من الذبح شرعاً نظراً لبعض الشرائط والأدلّة معزّزين ذلك بآراء لغوية

وأُخرى عرفية وشرعية ، وتارة من وجهة نظر الناقدين لهم بما لهم من أدلّة وآراء

على أُسس أصولية وفقهية بحيث لم تصمد امامها آراء القائلين بحلّية الذبح

بالمكائن ، ولم تسلم من الإشكال والخدشة.

اشتمل الكتاب على ثلاثة مباحث في تحديد مفهوم

التذكية ، وجود عموم أو إطلاق يُرجع إليه عند الشكّ في الشرطية ، بيان مقتضى

الأصل العملي عند الشكّ في الشرطية.

وبعد الفراغ منها جاء دور ما استشكل عليه من جهات :

الذابح ، التسمية ، الاستقبال ، اعتبار الذبح بالحديد.

ص: 487

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 216.

نشر : مكتبة فدك - قم - إيران.

*

حديث جيش اليمن بين الإمام عليّ وخالد بن الوليد.

تأليف : السيّد عليّ الميلاني.

كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله) تناول فيه

المؤلّف قصّة جيش اليمن وما دار فيه من مكيدة للنيل من عليّ عليه السلام والتي

انكشف بها النقاب عن حقيقة النفاق بتأييد الرسول للإمام عليّ عليه السلام كونه

«وليّكم من بعدي» ، كما تفيد القارىء على مدى سقم نظرية عدالة الصحابة ، وقد ذكر

المؤلّف هذا الخبر بأسانيده الصحيحة عن أشهر مصادره وشرح مفاهيمه وبيّن مداليله.

اشتمل الكتاب على ثلاثة مواضيع في : سند الحديث ،

نصوص الحديث ، فقه الحديث.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 56.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية - قم - إيران.

*

تلخيص من هم قتلة الحسين عليه السلام ؛ شيعة الكوفة؟!.

تأليف : السيّد عليّ الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله) تناول فيه

المصنّف بحثاً تاريخيّاً تحليليّاً عن العهد الأموي ومدى ظلمهم وتسلّطهم على

رقاب الأُمّة ، رادّاً في ذلك الشبهات والاتّهامات على شيعة الكوفة بأنّهم هم

الذين قتلوا الحسين عليه السلام والتي كان

أساسها السلطة الأموية وأتباعهم وأنصارهم ، وقد دار البحث في ثلاث حلقات :

الحلقة الأولى : فيما يتعلّق بما قبل واقعة كربلاء وفيها دور معاوية.

الحلقة الثانية : وقد اشتملت على

ص: 488

أحداث ما بعد الواقعة وهو دور علماء السوء النواصب.

والحلقة الثالثة : في دور يزيد والتحقيق عمّن باشر قتل الإمام عليه السلام ودفع

تهمة مشاركة الشيعة في ذلك.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 216.

نشر : مركز الحقائق - قم - إيران.

*

الولاية التشريعية.

تأليف : السيّد عليّ الميلاني.

كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله) تناول

المؤلّف فيه البحث عن عموم ولاية المعصوم مبتدئاً بالولاية التشريعية ، وهي دروس

ألقاها سماحته على تلامذته دوّنها وجعل لها مقدّمات لتكون رسالة مستقلّة.

اشتمل الكتاب على : ثمان مقدّمات ، الولاية

التشريعية ، الكتاب ، السنّة.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 95.

نشر : مركز الحقائق - قم - إيران.

*

أنا مدينة العلم وعليّ بابها.

تأليف : السيّد عليّ الميلاني.

كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله) تناول

المؤلّف الحديث النبويّ المعروف : (أنا مدينة العلم وعليّ بابها) ليثبت صحّته

سنداً ودلالة كونه صدر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وذلك تسهيلا لمن لا

يسعه مراجعة الكتب المفصّلة ، وردّاً للشبهات والتحريفات القائمة حوله.

اشتمل الكتاب على خمسة فصول : الفصل الأوّل : في

رواة الحديث من الصحابة والتابعين والعلماء ودلائل ثبوته عن رسول الله(صلى الله

عليه وآله).

الفصل الثاني : في وجوه دلالة الحديث على الإمامة.

الفصل الثالث : في شواهد حديث

ص: 489

مدينة العلم.

الفصل الرابع : في دحض المناقشات في سند الحديث.

الفصل الخامس : في دحض المناقشات في دلالات الحديث.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 216.

نشر : مركز الحقائق - قم - إيران.

*

الضيافة في القرآن والحديث.

تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

تناول المؤلّف بيان معنى الضيافة من خلال الآيات

القرآنية والروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام

لتكون أعمّ شمولية من معناها اللغوي وهو المعنى التعبّدي منها والاجتماعي ليبيّن

من خلالهما لطف الباري عزّ وجلّ بالعباد وسيرة الأنبياء وأولياء الله لاسيّما

أئمّة أهل البيت عليهم السلام حيث ينجلي

للقارئ مدى

التلاحم الاجتماعي في دين الله وعظمة ثواب ذلك عنده

جلّ وعلا.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 511.

نشر : انتشارات ناجي جزائري - قم - إيران.

*

سلسلة الأحاديث المتواترة (1 - 3).

تأليف : الشيخ أحمد الماحوزي.

كتاب روائي من تراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام

لحوزة البحرين جمع فيه المؤلّف الروايات التي تنصّ على إمامة أمير المؤمنين عليّ

بن أبي طالب عليه السلام برواية أهل السنّة والجماعة معتمداً

أمّهات الكتب والمصادر الروائية لهم ، كما بيّن مرتبة الحديث وتخريجه استناداً

على نفس المصادر المعتمد عليها عند أهل السنّة والجماعة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 544 ، 615 ،

ص: 490

585.

نشر : حوزة الإمام الباقر عليه السلام -

قم - إيران.

*

أعلام الكوفة ج (1 - 9).

تأليف : مضر الحلو.

يعدّ الكتاب من كتب التراجم ، فهو موسوعة تاريخية

اعتنت بتراجم أعلام الكوفة منذ تأسيسها سنة سبع عشرة للهجرة إلى نهايات القرن

الرابع الهجري.

قدّم دراسة عن ماضي الكوفة تأريخياً ومدى سعتها

جغرافياً مبيّناً من خلالها النقاط المرتكز عليها في تأليف الموسوعة بحثاً

وتنقيباً عن أعلام الكوفة مدى أربعة عشر قرناً.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : أكثر من 500

صفحة لكل جزء تقريباً.

نشر : دار المؤرّخ العربي - بيروت - لبنان.

*

قواعد العلم بالحكم الشرعي (دراسة أُصولية).

تأليف : السيّد عليّ حسن مطر الهاشمي.

تناقش هذه الرسالة حجّية الظنّ سواء كان الظنّ

بصدور الدليل أو مدلوله ، وبذلك يبيّن القواعد الصحيحة للعلم بالحكم الشرعي.

يشتمل الكتاب على مطلبين :

الأوّل : العلم بمدلول الدليل ، والثاني : العلم

بصدور الدليل.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 64.

نشر : منشورات العطّار ، قم المقدّسة - إيران.

*

فقه الزائر (مطابق لفتاوى سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الحسيني السيستاني

(دام ظلّه)).

إعداد : شعبة التبليغ في قسم الشؤون الفكرية في

العتبة العلوية

ص: 491

المقدّسة.

الكتاب عبارة عن أسئلة وأجوبة لتوضيح المسائل

الابتلائية التي تهمّ الزائر للمراقد المقدّسة ، وقد اشتملت على (223) سؤالاً

فقهيّاً.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 80.

نشر : العتبة العلوية المقدّسة ، النجف الأشرف ،

العراق.

*

فهرس مخطوطات السادة آل الخرسان في خزانة العتبة العلوية المقدّسة.

إعداد : حسين جهاد الحسّاني.

الكتاب هو العدد الثالث من سلسلة فهارس مخطوطات

النجف الأشرف ، وهو المختصّ بفهرسة المخطوطات الوقفية لآل الخرسان في خزانة

العتبة العلوية المقدّسة ، وقد اشتمل على التعريف الموجز بالمخطوطات ، كما يشتمل

على تقديم السيّد عيسى

الخرسان ، وفهارس فنّية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 160.

نشر : مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة ومركز

الأمير لإحياء التراث الإسلامي ، النجف الأشرف - العراق.

*

الدعاء والصيغ والأنواع (دراسة قرآنية).

تأليف : الدكتور محمّد محمود عبّود زين.

يدرس الكتاب معاني الدعاء وصيغه وصوره وأنواعه ،

والمعالم المستوحاة منه في القرآن الكريم ، وبذلك فقد اشتمل الكتاب على ثلاثة

فصول :

الأوّل : معاني الدعاء في القرآن الكريم.

الثاني : صيغ الدعاء وصوره في القرآن الكريم.

الثالث : معالم الدعاء وأنواعه في

ص: 492

القرآن الكريم.

وقد تضمّنت هذه الفصول دراسات أدبية أيضاً حول

إنشاء الدعاء ومظاهر الإعجاز البياني بآيات الدعاء في القرآن الكريم.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 139.

نشر : مركز الرسالة ، قم المقدّسة - إيران.

*

كشف الأستار عن علل سكوت حيدر الكرّار.

تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ البحراني.

يحاول المؤلّف الإجابة على الأسئلة التاريخية

والعقائدية حول سكوت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ،

خمسٌ وعشرون سنة ، وعدم مقاتلة القوم عند هجوم داره ، مستشهداً بالنصوص

التاريخية والأخبار ، وقد ألحق المؤلّف بالكتاب ما أورده

العلاّمة المجلسي قدس سره في بحار

الأنوار (الأبواب 13 - 15 من كتاب الفتن والمحن).

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 166.

نشر : مكتبة فدك ، قم - إيران.

*

شذرات الذهب في شرح حديث سلسلة الذهب.

تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ البحراني.

كان لحديث سلسلة الذهب الذي ألقاه الإمام عليّ بن

موسى الرضا عليه السلام على محدّثي نيسابور دويّاً في المحافل

العلمية ، حتّى دوّنت عليه شروح كثيرة ، والكتاب عبارة عن شرح عقائدي كلامي

لحديث سلسلة الذهب ، وقد ذيّل المؤلّف كتابه بالبحث عن مصادر حديث سلسلة الذهب

عن طريق العامّة.

الحجم : وزيري.

ص: 493

عدد الصفحات : 134.

نشر : مكتبة فدك ، قم - إيران.

*

القول الجلي في تفسير آية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).

تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ البحراني.

اعتنى المؤلّف بشرح وتفسير آية : (إِنَّ

الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِيْنَ

آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْماً) ،

كما تعرّض ضمناً إلى بحوث أخرى عن الصلوات في الأدعية والزيارات.

اشتمل الكتاب على ردِّ الشبهات المذكورة حول الآية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 138.

نشر : مكتبة فدك ، قم - إيران.

*

موسوعة المعارف الإسلامية ج(1 - 5).

تأليف : ميرزا أبو السعود القمّي.

موسوعة في علم الكلام تناولت المباحث الاعتقادية

التي اقتبسها مؤلّفها معتمداً كتب العلماء في المجال العقائدي ، وقد انبسط في

البحث والتنقيب عن الأدلّة وعرضها عرضاً علميّاً متجنّباً النزعات العصبية التي

تحول دون الوصول للحقيقة ، متجنّباً المجادلات ، مختصراً للعبارات ، مبسّطاً

للاصطلاحات على حدِّ تعبيره ، وقد بيّن مباحث هذا العلم في الجزء الأوّل من

الكتاب تمهيداً للقارىء ، وقد جاء الجزء الأوّل تحت عنوان : إثباتات الدليل

العقلي ، كما

جاء الجزء الثاني تحت عنوان : الرسالة المحمّدية ،

وقد جاء كلّ من الأجزاء الثالث والرابع والخامس تحت عنوان : الإمامة العلوية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 303 ، 608 ، 463 ، 383 ، 448.

نشر : دار التفسير - قم - المقدّسة إيران.

ص: 494

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.