تراثنا المجلد 105

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1432 ه.ق

الصفحات: 478

ص: 1

اشارة

تراثنا

صاحب

الامتیاز

مؤسّسة

آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

المدير

المسؤول :

السيّد

جواد الشهرستاني

العددان

الأوّل والثاني [105 - 106]

السنة

السابعة والعشرون

محتويات العدد

* كلمة العدد :

* الزمن الرديء.

.................................................................... هيئة التحرير 7

نظرة سريعة في أصول مباني أبناء العامة في الجرح والتعديل

......................................................... الشيخ مرتضى فرج پور 10

* القصيدة البغدادية والردود عليها

.......................................................... أحمد علي مجيد الحلي 56

* الملاّ علي بن فايز رائد الرثاء الحسيني الخالد 1245 - 1322ه-

........................................... السيّد هاشم بن السيّد محمّد الشخص 77

* المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (4).

....................................................... سامي حمود الحاج جاسم 93

محرّم الحرام

- جمادى الآخرة

1432

ه-

* مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (8).

.................................................. السيّد حيدر وتوت الحسيني 180

* مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (3)

......................................................... السيّد زهير الأعرجي 279

* من ذخائر التراث :

البشارة لطلاّب الاستخارة للشيخ أحمد بن صالح البحراني (المتوفّى سنة 1124ه)

.................................................. تحقيق : مشتاق صالح المظفّر 301

رسالة في حال صاحب كتاب قرب الإسناد للشيخ الكلباسي قدس سره (1278 - 1356ه)

............................................... تحقيق : الشيخ محمّد الكلباسي 413

* من أنباء التراث.

................................................................ هيئة التحرير 457

ص: 2

* كلمة العدد :

* الزمن الرديء.

.................................................................... هيئة التحرير 7

نظرة سريعة في أصول مباني أبناء العامة في الجرح والتعديل

......................................................... الشيخ مرتضى فرج پور 10

* القصيدة البغدادية والردود عليها

.......................................................... أحمد علي مجيد الحلي 56

* الملاّ علي بن فايز رائد الرثاء الحسيني الخالد 1245 - 1322ه-

........................................... السيّد هاشم بن السيّد محمّد الشخص 77

* المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (4).

....................................................... سامي حمود الحاج جاسم 93

محرّم الحرام

- جمادى الآخرة

1432

ه-

* مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (8).

.................................................. السيّد حيدر وتوت الحسيني 180

* مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (3)

......................................................... السيّد زهير الأعرجي 279

* من ذخائر التراث :

البشارة لطلاّب الاستخارة للشيخ أحمد بن صالح البحراني (المتوفّى سنة 1124ه)

.................................................. تحقيق : مشتاق صالح المظفّر 301

رسالة في حال صاحب كتاب قرب الإسناد للشيخ الكلباسي قدس سره (1278 - 1356ه)

............................................... تحقيق : الشيخ محمّد الكلباسي 413

* من أنباء التراث.

................................................................ هيئة التحرير 457

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (البشارة لطلاّب الاستخارة) للشيخ أحمد بن صالح البحراني المتوفّى 1124ه. والمنشورة في هذا العدد.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

كلمة العدد : الزمن الرديء

هيئة التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد مرّت الفتن كقطع اللّيل المظْلم تدوس الناس بأخْفافها وتطأهم بأظْلافها ، وتوالت حقب من الزمان يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، وظهرفي الأفق مسوخ يمْتطون مطيّة الانْحطاط الفكْري ، فمنْ ركبها ذلّ ومنْ صحبها ضلّ! ، هي الجهْل بعيْنه وجعْجعة لا نرى لها طحْناً ولا طحيناً ، وقدخلت لهم الساحة ، ولم يكن هناك في الأفق بصيص أمل ، وساعدهم على ذلك خضْراء الدمن عوْلمة سافرة تحرق الأخضر واليابس وتخلط الحابل بالنابل ، وتتستّر بأسماء برّاقة وزخْرف القوْل وخليط من حثالات الثقافات تحملها نفوس مريضة تزرع الريح لكنّها لا تعلم بأنّها سوف تحْصد العاصفة ، وأنّ الشوْك لا يثْمر العنب ، وأنّ المكْر السىّء لا يحيق إلاّ بأهْله ، وأنّ فاعل الخيْر خيْر منْه ، وفاعل الشرّ شرّ منْه.

وفي هذا الزمن الرديء تراهم يسْبحون في ماء آسن ويجْرعون من ماءآجن ، وهم كالباني الذي أسّس بنْيانه على الملْح ، حتّى أصْبحنا لا نعلم

ص: 7

أيّ جرْد هم يرْقعون وفي أيّ إناء هم يغْمسون ، ولكنّها لقْمة هم أوّل الغاصّين بها وأكثرهم عرْضة للنقْد فيها.

أقْلام مأجورة وآراء مبْهورة ، يحمل يراعهم كلمة تمجّها الأنْفس ، ويلْفظها كلّ عقْل سليم ، ويرْغب عنها كلّ ذي فكر ، ويكْشح عنها كلّ ذي عقْل ، مزوّقة ألْفاظهم ، منمّقة كلماتهم ، يحرّفون الكلم عن مواضعه ، ويدسّون السّمّ في العسل ، ويأمرون بالمنْكر وينْهوْن عن المعْروف ، وإذا سألهم السائل فإنّهم يحْسبون أنّهم يحْسنون صنْعاً ، يدورون في حلقة مفْرغة من الكلمات والمصْطلحات المبْتدعة ، يناصرهم همج رعاع ينْعقون مع كلّ ناعق.

وبلغ بهم الانْحطاط مبْلغاً ، وساعدهم على ذلك قدْسية ما يعْرف اليوم بحرّية التعْبير عن الرأي في هذا الزمن الرديء ، وهم يخاطبون اللاشعور الجمْعي والوجْدان العاطفي للبؤساء المنْضوين تحت ظاهرة التمرّد الفكْري والثقافي التي أخذت تسود مجْتمعاتنا الإسلامية متطفّلة على قيمنا والموروث الثقافي لمجْتمعاتنا ، وأصبحوا يسمّون كلّ موروث ب- : «الثقافة العتيقة» ، و «أساطير الأوّلين» ، وينْعتون أصْحاب الكلمة الطيّبةوالعقول المفكّرة ب- : ذوي «العقْل الرجوعي» و «الذهْنيّة الرجوعيّة»! وأتْعس منْهم وبالاًأولئك المتطفّلين على الفكْر الإسلامي الذين يدّعون أنّها تجلّيات للثقافة الإسلامية المنْفتحة.

وممّا زاد في الطين بلّة أدْلجة الخطاب الديني تمرّداً على الواقع المريرالذي يعيشه المسْلمون ، فكلّ يوم نسمع عن مسْرحية جديدة لشخصية هزليّة وهزيلة فكريّاً تسمّي نفسها : داعية إسلامية ، تفتح لها الأبواب على مصْراعيْها وفي جميع وسائل الإعلام ليتكلّم في المسموح والممنوع وينال من الموْروث والمقدّس ، ويدّعي أنّه حامل يراعه للدفاع

ص: 8

عن الفكر والفكرة والمفكّرين بحجّة تأسيس ثقافة إسلاميّة تلبّي حاجات العصْروالعصْريّين ، وأنّهم أصْحاب المشْروع الديني الحضاري ، وأنّها والله لقدْ هزلتْ حتّى بدا من هزالها كلاها وحتّى استامها كلّ مفْلس.

لكنّنا يجب أنْ نعي أنّ الأرْض الواطئة تشْرب ماءها وماء غيْرها ، وهذاأوّل الغيْث حتّى يبْلغ السيْل الزبى ويجْرف معه الغثّ والسمين ولا يبْقي ولا يذرْ.

إنّ انْهيار الكلمة وأثرها ، وتردّي الفكْرة وثمرها ، وانْحطاط القيم والمفاهيم ، وتدهور الوعْي وانْحساره ، وتردّي الزمان وانْحداره ، وسقْم الرؤى ، واسْتئجار أصْحاب الكلمة والقلم ، وفقدان المعايير والموازين ، يعود عائده علينا ، لكنّهم سفهوا وسفّوا وأسْهبوا ، يتخبّطون خبْط عشْواء ، ويتصوّرون أنّ الجوّ قدْ خلا لهم فبيضي واصْفري ، إلاّ أنّهم لايعلمون بأنّ هناك رجالاً يدافعون عن موْروثات ورثوها جاءت بهاالصفْوة والنخْبة من المفكرين ، وأقْلام زاكية دفعتْ ثمن مدادها دماءً ، وأنّ جوْلة الباطل ساعة وجوْلة الحقّ إلى قيام يوْم الساعة ، وأنّ الحكْمة ضالّة المؤْمن.

هيئة التحرير

ص: 9

نظرة سريعة في أصول مباني أبناء العامة في الجرح والتعديل

الشيخ مرتضى فرج پور

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة :

هذه المقالة هي عبارة عن نظرة سريعة ومختصرة في مباني الجرح والتعديل لرواة الأحاديث عند أبناء العامّة - وفي وسع الباحث أن يصل إلى أضعاف ذلك - وذلك أنّهم هل اعتمدوا البحث العلمي في هذا المجال أم أنّهم اتّخذوا التعصّبات الطّائفية أساساً لهم في البحث؟

فعلى سبيل المثال : قد جاء في ترجمة إبراهيم بن عبد العزيز الضحّاك أنّه : «كان يقال له : شاه بن عبد كوية ، روى عن ابن عليّة وغيره ، روى عنه يونس بن حبيب ، ذكره أبو الشيخ ثمّ أبو نعيم أنه قعد للتحديث فأخرج الفضائل ، فأملى فضائل أبي بكر ثمّ عمر ، ثمّ قال : نبدأ بعثمان أو بعلي؟ فقالوا : هذا رافضيّ ، فتركوا حديثه (1)».

وسوف نرى في سياق البحث أنّه فيما إذا روى شخصٌ حديثاً من

ص: 10


1- لسان الميزان : 1 / 78 رقم 216.

الأحاديث الواردة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام أو صحّحها فإنّ أقلّ ما يمكن أن يذكروا في جرحه هو أن يقولوا : «فيه تشيّع» ، وذلك معناه أنّ الشخص لديه ميول لأهل البيت عليهم السلام ، فإنّ أقلّ مراتب الجرح كهذه تسقطه حتّى من أعلى درجات الاعتبار ، علماً بأنّ هذا النوع من الجرح يأتي في حقّ من اتّضح أنّه من أبناء العامّة ، وأما إذا كان الراوي شيعيّاً ونقل مثل هذه الفضائل فانّهم يجرحونه باصطلاحات مثل : «رافضي خبيث» وأمثالها مهما كان مشهوراً بالصدق والأمانة.

وسنوضّح هذا الأمر في عرض شواهد ونماذج أخرى من نفس كتبهم.

لقد ذكر علماء الرجال من أبناء العامّة في ترجمة تليد بن سليمان : «كلّ من شتم عثمان أو طلحة أو واحداً من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) دجّال لايكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (1).

لكنّ تليداً وأمثاله إذا نقلوا حديثاً فيه الثناء والإطراء على أسلافهم فإنّ نقل الحديث عنهم ليس ممنوعاً ولا حراماً بل يعدّ أمراً حسناً وممدوحاً. كما أنّ الترمذي - وهو مؤلّف أحد الكتب الستّة المعتبرة عند أبناء العامة - ينقل في شأن الشيخين عن تليد حديثاً ، ومع وجود تليد في سند الحديث ن.

ص: 11


1- تهذيب الكمال: 4/322، تهذيب التهذيب: 1/509، الكامل لابن عدي: 2/516. كذلك راجع كتاب الأسامي والكنى: 3 / 109. وقد أضاف محقّق كتاب الأسامي والكنى - واسمه يوسف بن محمّد الدخيل - في ذيل ترجمة يونس بن خباب أنّه كذّب لشتمه عثمان. الأمر المهمّ هو أنّ الشتم عند بعض العلماء يُعدّ علّة العلل في ترك حديث وتكذيب أمثال هذه الشخصيّات، وإنّنا لو دقّقنا النظر في هذا الأمر لتبيّن لناأنّ عدداً كبيراً من الرواة الذين رموا بالكذب كان السبب الوحيد في رميهم بذلك هو شتمهم لمثل عثمان لا لكونهم كذّابين.

فإنّه يقول : «إنّه حديث حسن غريب» (1) ومثل هذا الأمر مصداق واضح لمن يكيل بمكيالين.

وكذلك مسلم (2) فإنّه يذكر في صحيحه : «وقال محمّد : سمعت علي ابن شقيق يقول : سمعت عبدالله بن المبارك يقول على رؤوس الناس : دعوا حديث عمر بن ثابت فإنّه كان يسبّ السلف»(3) ، وهو يصرّح في مقدّمة كتابه بأنّ المعيار في توثيق الراوي وقبول حديثه هو كونه مطابقاً مع رواية أهل الحفظ والرضا وعلامة المنكر عدم موافقته مع روايات هؤلاء(4)!!

وهذا الأمر - أي عدم جواز نقل الرواية ممّن يسبُّ الصحابة - يُعدّ قانوناً كلّياً عند أبناء العامّة.

ولكن ويا للعجب يرى أنّ هذا القانون لا مجرى له لمن سبّ مولى الموحّدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، بل أصبحت هذه الشخصيّات محلّ توثيقهم واطمينانهم!

وعلى سبيل المثال انظر ترجمة حريز بن عثمان ، فإنّ العسقلاني الحافظ المشهور عند أبناء العامّة يذكر في تهذيب التهذيب نقلا عن علي ابن المديني - حيث يعدّ هذا الآخر أيضاً من أهمّ علماء رجال العامّة - ما نصّه : «لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثّقونه»(5).0.

ص: 12


1- سنن الترمذي: 5 / 616 رقم 3680.
2- هو مسلم بن الحجّاج القشيري النيشابوري صاحب كتاب الصحيح أو الجامع الصحيح وهو من الصحاح الستّة لأهل السنّة.
3- صحيح مسلم 12.
4- نقل بالمعنى صحيح مسلم 5.
5- تهذيب الكمال: 5 / 573، تهذيب التهذيب: 2 / 237 - 240 ترجمة حديث الثقلين513 - 515، كتاب سؤالات أبو عبيدة الآجري: 2 / 234 رقم 1700.

فإنّ هذا الشخص وثّقه جميع علماء العامة - نقلا عن أحمد إمام الحنابلة الذي وثّقه مرّتين - فقالوا عنه : «ثقةٌ ثقة». وكذلك المزّي في تهذيبه (1) والخطيب البغدادي في تاريخه (2) فقد كرّرا هذا اللفظ فيه ثلاث مرّات بلفظ : «ثقةٌ ثقةٌ ثقةٌ». نأتي هنا فنقول : ما الذي امتاز به هذا الشخص حيث أصبح محلّ تقدير وتبجيل علماء العامّة؟

فقد اتّفق جميع علماء العامّة على أنّ حريز كان ملازماً على سبّ أمير المؤمنين عليه السلام حتّى قال الحسن بن علي الخلاّل : «سمعت عمران بن أياس يقول : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا أحبّه قتل آبائي ، يعني عليّاً. وقال أحمدبن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي : سمعت إسماعيل ابن عيّاش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكّة فجعل يسبّ عليّاً ويلعنه». هذا ما ذكره العسقلاني في تهذيب التهذيب (3) والمزّي في تهذيب الكمال (4) في ترجمة حريز ، وكذلك ابن حجر نقلا عن قول يحيى بن صالح (5).

وقال ابن حبّان : «كان يلعن عليّاً بالغداة سبعين مرّة وسبعين مرّة بالعشي ، فقيل له في ذلك ، فقال : هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي» (6) ، والجوزجاني المعروف بالسعدي وهو أحد شيوخ الترمذي وأبي داود والنسائي وكان من غلاة النواصب بل قالوا : إنّه حريزي المذهب على رأي حريزبن عثمان وطريقته في النّصب ... وزاد عليه بالتعصّب في الجرح 8.

ص: 13


1- تهذيب الكمال: 5 / 573.
2- تاريخ بغداد: 8 / 268 - 269.
3- تهذيب التهذيب: 2 / 209.
4- تهذيب الكمال: 5 / 576.
5- تهذيب التهذيب: 2 / 210.
6- كتاب المجروحين لابن حبّان: 1 / 268.

والتعديل فكان لا يمرّ به رجل ممّن فيه تشيّع إلاّ جرحه وطعن في دينه وعبّرعنه بأنّه زائغ عن الحق متنكّب عن الطريق مائل عن السبيل(1) [وهو أيضاً من أركان الجرح والتعديل].

في حين أنّ ابن معين عندما نقل الحديث عن عبيدالله بن موسى قال : «بعث إليه أحمد بن حنبل رسولا وقال له : قل له : أخوك أبو عبدالله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك : هو ذا تكثر الحديث عن عبيدالله وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان وقد تركت الحديث عنه»(2).

كما أنّ أحد الملاكات الأخرى في توثيق الرجال هو عدم تحريف الراوي في نقل الحديث - أو بعبارة أخرى الأمانة في نقل الحديث - في الوقت الذي نرى فيه حريزاً من أكبر المحرّفين في نقل الحديث بحيث حرّف حديث المنزلة وهو الحديث الموثّق والصحيح ، فقد حرّفه بما يناقض معناه تماماً ، حيث يقول فيه : «ولكن أخطأ السامع ، قلت فما هو؟ قال : إنّما هو : أنت مني بمنزلة قارون من موسى»(3).

هكذا استطاع حريز أن يقلب الأحاديث ويخون الأمانة ، فإنّ حديث المنزلة قد ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقد عدّه صاحب الاستيعاب في كتابه في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أصحّ الأحاديث وأوثقها ، ولكن لم يكن لتحريفه وخيانته ولا لسبّه ولعنه أمير المؤمنين عليه السلامأيّ أثر في توثيقه عند أبناء العامّة! ز.

ص: 14


1- فتح الملك العلي : 109 - 110.
2- انظر : الغدير : 5 / 295.
3- تهذيب التهذيب : 2 / 239. تهذيب الكمال : 5 / 576 ترجمة حريز.

فإنّ أمثال حريز ممّن نالوا من أهل البيت عليهم السلام ليسوا بالقليل ولكن مع هذا فقد وثّقوا من قبل أبناء العامّة وكانوا من الرواة المعتبرين من الكتب الخمسة المعتبرة لدى الصحاح الستّة.

فمع مراجعة كتاب تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني نستطيع أن نتوصّل بسهولة إلى موارد عديدة من هذا القبيل ، حيث ذكروا في تراجم رجالهم عبارات مثل : (ينال من عليّ ، يقع في عليٍّ ، ينتقص عليّاً ، يشتم عليّاً ، يسبّ عليّاً ، يلعن و ...) وكلّ هذه تدلّ على بغضهم لآل الرسول(صلى الله عليه وآله) ، ولكن الحافظ الكبير والشخصية المتميّزة وصدر علماء العامّة يذكر في حقّ أمثال هؤلاء الرواة من الرجال عبارة : «فلان ناصبي ثقةٌ ، وفلان ناصبي ثقة ...»!

ويبدو من ذلك أنّه لا يقدح عنده شيء في عدالة ووثاقة من نصب العداءلأهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام.

والعكس من ذلك فيما إذا نال أحدٌ من أمثال (عكرمة)(1) و (حمّاد بن سلمة)(2) بكلمة فإنّه يطعن في إسلامه.

وللاطلاع على مزيد من هذا القبيل من الرواة الثقاة والمعتمدين لديهم يمكن مراجعة مقدّمة كتاب دلائل الصدق وكتاب الإفصاح للشيخ المظفّر رحمه الله وكتاب أمان الأمّة لآية الله العظمى الصافي الگلبايگاني وكتاب العتب الجميل للعثور على موارد عديدة في هذا المجال. 0.

ص: 15


1- انظر مجلّة تراثنا العدد الثالث عشر في شأن هذا الراوي ، فاطمة الزهراء عليهما السلام للعلاّمة الأميني التعليقة الثالثة.
2- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب : 7 / 270.

الذهبي(1) وعدم عدالته في انتقاء وتقييم الأحاديث :

من بين علماء العامّة الذين اتّخذوا التعصّبات الطائفية في تقييمهم للأحاديث هو الذهبي الرجالي والمؤرّخ الشهير ، فإنّ ملاكه في تقييم الروايات هو أن لا يصحّح الروايات التي فيها فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام ما استطاع ، بل يضعّف الراوي لتلك الرواية ويعدّه كاذباً حتّى وإن عدّ هذا الراوي صادقاً وثقة في غير روايات فضائل أهل البيت عليهم السلام.

وكان آخر أسلوب قد لجأ إليه في تضعيف الروايات هو في محلٍّ لم يُرفيه أيّ ثغرة ، فيأتي بعبارته المعروفة «حديث منكر» حتّى إذا كانت هذه الرواية موثّقة من قبل أجلاّء علمائهم ، وإليك النماذج التالية :

روى مساور الحميري حديثين في موضعين مختلفين : الأوّل حديث «أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة» الذي صحّحه الحاكم في المستدرك وقبل الذهبي تصحيحه(2).

ولكن نفس مساور هذا عند ما يروي حديث «لا يحبّ عليّاً منافق ولا يبغضه مؤمن» الذي رواه أكابر علماء العامّة(3) وحتّى الترمذي فإنّه يقول فيه : «حديث حسن غريب»(4) فإنّ الذهبي يقول فيه : «فيه جهالةٌ والخبر منكر»(5)!!وهناك عدد كثير أيضاً أوردوا ذلك من غير تضعيف. 7.

ص: 16


1- هو الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748 ه- من أهمّ الرجاليّين والمحدّثين من أبناء العامّة.
2- المستدرك للحاكم النيشابوري مع تلخيص الذهبي : 4 / 173.
3- صحيح مسلم ح131 (78) ، سنن النسائي : 8 / 122 ح5032 ، مسند أحمد : 1 / 84 ،95 ، 128 و6 / 292 ، الاستيعاب في حاشية الإصابة 2 / 37.
4- سنن الترمذي : 5 / 635 ح3717.
5- ميزان الاعتدال : 4 / 95 رقم 8447.

نموذج آخر :

نقل الذهبي حديثاً مشتملا على فضيلة الخليفة الأوّل وأحد رواته هو ضرار بن صرد ، وقد صحّح الحاكم هذا الحديث وقد قبله الذهبي(1).

ولكن نفس هذا الراوي عندما يروي عن النبي(صلى الله عليه وآله) خطابه لعليّ بن أبي طالب عليه السلام حيث قال : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه ...» فإنّ الحاكم يصحّح الحديث ولكن الذهبي يقول : «إنّه من تدليس ضرار ، وقال ابن معين : إنّه كذّاب»(2).

نموذج آخر :

في حديث خاطب به رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً عليه السلام قائلا : «حبيبك حبيبي».

فقد حكم الحاكم(3) النيشابوري بصحّة السند ، ولكنّ الذهبي لم ير ئل

ص: 17


1- ذيل مستدرك للحاكم للذهبي : 3 / 73.
2- ذيل مستدرك الحاكم للذهبي : 3 / 122.
3- (الحافظ) في اصطلاح رجال أبناء العامّة ينصرف اطلاقه على من حفظ مئة ألف حديث ولكن أرفع مقام عند محدّثي أبناء العامّة هو مقام (الحاكم) فإنّ (الحاكم) بناءً على قول يقال لمن حفظ ثلاثمائة ألف حديث وبناءً على قول آخر يقال لمن حفظ الأحاديث كلّها ونادراً ما يكون ذلك. ويعدّ الشيخ أبو عبدالله الحاكم النيشاروي من النوادرالذين بلغوا هذا المقام وحازوا على لقب (الحاكم) ، وحين يطلق لفظ (الحاكم) في لغة مدرسة الخلفاء فالمراد به الحاكم النيشابوري. فالأمر المهمّ في هذا المجال وممّا يثير الدهشة هو أنّ عالماً قديراً من بين أبناء العامّة له سلطة تامّة على علوم الحديث من ناحية السند جرحاً وتعديلا ومن ناحية الدلالة ينزّل من مقامه في مدرسة الخلفاء ويتّهم بالتساهل في تصحيح الأحاديث ذلك لأنّه صحّح الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وألّف كتاباً مستقلاًّ في فضائل

في رواته ما يدعو للجرح والتضعيف وقد اعترف هو أيضاً بكونهم ثقاة ومعتبرين ، وبما أنّه حاو لفضيلة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، لذا يقول : «هذاحديث منكر ولا يبعد أن يكون مدلّساً وموضوعاً»(1).

نموذج آخر :

كذلك في خطاب آخر من النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين عليه السلام جاء فيه : «من فارقك فارقني» حيث صحّح الحاكم سنده ، ولكن بما أنّ الذهبي لم يعثر على ما يقدح في السند قال : «بل منكر»(2).

نموذج آخر :

وعندما نقل الذهبي في ميزان الاعتدال حديث : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» قال : «هذا موضوع»(3). في حين أنّ هذا الحديث الشريف من حيث السند من الأحاديث الموثّقة والمعتمدة وقد بلغ حدّ التواتر ، حتّى عدّ تواتره من المسلّمات.

وقد خصّص المرحوم مير حامد حسين مجلّدين من كتابه القيّم عبقات الأنوار لهذا الحديث الشريف ، حيث اشتمل أحدهما على إثبات صحّة سنده والآخر على دلالته ومحتواه ، وفي تلخيص العبقات أيضاً فقد 5.

ص: 18


1- ذيل مستدرك الحاكم للذهبي : 3 / 127 - 128.
2- ذيل المستدرك 3 / 124.
3- ميزان الاعتدال : 1 / 415 رقم 1525.

اختصّ الجزء العاشر إلى الثاني عشر بهذا الحديث.

وكذا فإنّ العلاّمة الأميني في الغدير ذكر زيادة على حديث مدينة العلم أحاديث بهذا المضمون(1) ، وقد أشار في الجزء السادس من كتابه المذكورإلى مائة وثلاث وأربعين نفراً من أكابر القوم ممّن رووا هذا الحديث في تأليفاتهم حيث صحّح عدد منهم سند الحديث وقد ذكر العلاّمة عشرين نفراً منهم تقريباً في الصفحات 78 - 79.

وما يلفت النظر هو أنّ عدداً كبيراً من علماء القوم ومن جملتهم ابن حجر في الصواعق وابن الأثير في جامع الأصول(2) نقلوا هذا الحديث عن الترمذي ، ولكن منهم من عدّ سنده حسناً ومعتبراً ومنهم من ضعّفه ، أما اليوم فلم يُرَ لهذا الحديث أثر في مصنّفات الترمذي علماً بأنّ ما حذفته يد الخيانة من أمثال هذه الأحاديث كثير جدّاً(3).

وقد نقل مؤلّف الكتاب القيّم دراسات في منهاج السنّة تصحيح سند هذاالحديث الشريف عن يحيى بن معين وابن جرير الطبري والحاكم وصلاح الدين العلائي وابن الجزري والسخاوي والسيوطي وابن روزبهان والمتّقي الهندي ، وقد نقل من آخر غيرهم من علمائهم حسن السند ، وأضاف قائلا : «إنّ تصحيح يحيى بن معين لحديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»أصبح هو الأساس لتصحيح جماعة من الأئمّة وذلك لكون ابن معين عندهم إمام الجرح والتعديل»(4).0.

ص: 19


1- الغدير : 3 / 95 - 98.
2- الصواعق المحرقة : 122 ، جامع الأصول : 8 / 657.
3- انظر نفحات الأزهار : 11 / 112 - 117.
4- دراسات في منهاج السنّة : 119 - 220.

وقد نقل العسقلاني أيضاً في تهذيبه عن صاحب الاستيعاب عدداً من الأحاديث الواردة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام والتي من جملتها حديث «مدينة العلم» بحيث إنّ صاحب الاستيعاب تلقّاها بالقبول وحتّى العسقلاني أيضاً.

هذا ، وقد نقل صاحب الدراسات عن أحمد بن حنبل معنى قوله : «إنّه لم يرد في حقّ أحد من الصحابة من الأحاديث المعتبرة ما ورد في حقّ علي ...»(1).

وقد نقل ابن حجر الهيتمي أيضاً في كتابه عن أئمّة الحفّاظ نفس ما ذكره العسقلاني(2).

وفيما نقل عن الذهبي من تضعيف نتذكّر كلام العلاّمة المنصف أحمد بن محمّد بن صدّيق المغربي (ت 1380ه) حيث نقل تضعيف الذهبي لسند حديث «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» وقال بعد ذلك : «وقد عرفت أنّ النكارة عند الذهبي هي فضل علي بن أبي طالب»(3).

نموذج آخر :

كذلك أيضاً فإنّ الذهبي في مكان آخر كذّب الحسن بن محمّد بن يحيى لمجرّد روايته حديث «عليٌّ خير البشر» و «عليّ وذريّته يختمون الأوصياء» لا لأمر آخر ، وقال : «روى بقلّة حياء بإسناد كالشمس عليٌّ خير البشر وعليٌّ وذريّته يختمون الأوصياء ، فهذان دالاّن على كذبه وعلى 0.

ص: 20


1- دراسات في منهاج السنّة : 257.
2- تطهير الجنان : 35.
3- فتح الملك العلي : 70.

رفضه»(1).

يبدو أنّ الذهبي في انحيازه الأعمى لأسلافه وفي ظلمه لأهل البيت عليهم السلام كان متأثّراً بابن تيمية ، ولا يخفى بأنّ ابن تيميّة قد اقتفى أثر ابن حزم الأندلسي واتخذه قدوة في هذا المضمار الذي كان له السبق في إنكار المسلّمات والبديهيّات في فضائل أهل البيت عليهم السلام ، وإنّ من تعصّباته وخياناته هو جحده وإنكاره الشديد لحديث «من كنت مولاه» وحديث «أنا مدينة العلم» وأمثالهما ، وإصراره على تكفير شيعة عليّ عليه السلام وعدم إسلامهم(2).

(وسيعلم الذين ظلموا [حقّ آل محمّد] أيّ منقلب ينقلبون).

نموذج آخر :

وفي شأن رفاعة بن إياس الضبّي قال الذهبي في كتاب طرق حديث من كنت مولاه : «لا أعرفه»(3) ، والحال أنّ الذهبي نفسه ذكر اسمه في كتاب 9.

ص: 21


1- ميزان الاعتدال : 1 / 521 نفس ترجمة الراوي ، وعبارة الذهبي المتناقضة والملفتة للنظرتعرض كالتالي : «الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن زين العابدين علي ابن الشهيد الحسين العلوي ابن أخي أبي ظاهر النسّابة عن إسحاق الدبري روى بقلّه حياء عن الدبري عن عبدالرزّاق بإسناد كالشمس : علي خير البشر. وعن الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن محمّد عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً قال : علي وذريّته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين. هذان دالاّن على كذبه وعلى رفضه ، عفا الله عنه».
2- الغدير : 3 / 92 - 95. وانظر في إصراره على إنكار أعلمية أمير المؤمنين عليه السلامالغدير : 3/95 - 98.
3- طرق حديث من كنت مولاه : 51 - 53 ح49.

تلخيص مستدرك الحاكم(1) من دون أيّ تعليق في حقّه.

وقد ذكره كلٌّ من بدران في تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر(2) والحافظ المزّي في كتاب تهذيب الكمال في ترجمة إياس(3) ، وقال محقّق كتاب [شعيب] : «هذا حديث صحيح». والذهبي وإن ادّعى في كتاب طرق حديث من كنت مولاه عدم معرفته إلاّ أنّه كان معروفاً عنده في كتاب تذهيب التهذيب وفقاً لما ذكره الخزرجي في خلاصته(4). وكذلك ذكره المزّي في كتاب تهذيب الكمال وعدّد مشايخه وأساتذته قائلا ما ملخّصه : «وقال فيه أبو زرعة : شيخٌ. وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم عن أبيه : شيخ يُكتب حديثه. ونقل عنه النسائي حديثاً في مسند علي عليه السلام ، وقال فيه العجلي : إنّه ثقةٌ»(5). ولمّا عنونه ابن حبّان في الثقاة أضاف إليه توثيق أحمد ابن حنبل وغيره. [وهذا محلّ تأمّل حيث كان بعض هؤلاء من مشايخ الذهبي بلا واسطة وبعضهم بالواسطة وقد عنونوه جميعهم ولكن قول الذهبي : «لا أعرفه» لأنّ الحديث روي في شأن الغدير ، وقد وثّقه ابن حجر أيضاً ، فعلى هذا لا مناص للذهبي ليدّعي عدم صحّة الحديث].

نموذج آخر :

وفي كتاب طرق حديث من كنت مولاه(6) قال الذهبي في شأن 1.

ص: 22


1- تلخيص المستدرك للذهبي : 3 / 371.
2- تهذيب تاريخ دمشق : 7 / 83.
3- تهذيب الكمال : 3 / 440.
4- خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال : رقم 2071.
5- تهذيب الكمال : 9 / 199.
6- طرق حديث من كنت مولاه : 47 - 48 ح41.

منصور بن نويرة : «لا أعرفه» ذلك لتضعيف حديثه ، في حين عنونه كلّ من البخاري في تاريخه(1) ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(2) ، وابن عدي في الكامل(3) ، وابن حبّان في الثقاة(4) ، وابن نقطة في استدراك تعليق الكمال(5).

وحتى هو الذهبي فقد عنونه في كتابيه : المغني(6) وديوان الضعفاء(7) وبعدما عنونه في ميزان الاعتدال أضاف قائلا : «ذكره ابن عدي فما تكلّم فيه بشيء»(8).

فمع كلّ هذه الأوصاف والنعوت كيف يمكن للذهبي أن لا يعرف شخصيّة بهذه الشهرة؟!

نموذج آخر :

ما دار بين معاوية وسعد بن أبي وقّاص عندما أمره بسبّ أمير المؤمنين عليه السلام حيث ذكر ذلك الحاكم النيشابوري في مستدركه - وقد اشتمل على حديث المنزلة وحديث الراية - قال : «صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرّجاه» فإنّ الذهبي قَبِل أصل الحديث وقال : «على شرط مسلم» ، ولكن 8.

ص: 23


1- البخاري : 7 / 349 رقم 1505.
2- الجرح والتعديل : 8 / 179 رقم 782.
3- الكامل : 6 / 392 - 393 رقم 1879.
4- الثقاة : 9 / 172.
5- استدراك تعليق الكمال : 1 / 560.
6- المغني : 2 / 432 رقم 6447.
7- ديوان الضعفاء : 2 / 381 رقم 4250.
8- ميزان الاعتدال : 4 / 189 رقم 8798.

وعلى وجود نفس السند في كتاب طرق حديث من كنت مولاه(1). فقد قال فيه : «بإسناد مظلم».

كذلك محقّق الكتاب المرحوم السيّد عبدالعزيز الطباطبائي فإنّه يقول : «وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ... والحديث رواه مسلم والترمذي».

وكذلك قال به الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام ، ولكن لا يزال الأمر مجهولا ، فكيف أصبح السند مظلماً حتّى يحكم عليه الذهبي بهذا الحكم؟!

لقد بلغ الذهبي لعدم عدالته في الجرح والتعديل إلى حدٍّ حتّى قال فيه العالم الكبير تاج الدين السبكي : «إنّه يروي من الهوى في هذا الميزان»(2).

لقد صعب على جمع من علمائهم قبول الحديث الشريف : «أنا مدينة العلم» حتّى قالوا فيه من الترّهات البسابس ما يضحك الثكلى.

وعلى سبيل المثال فقد قال البعض في معنى «عليّ بابها» ليس المراد من «علي» اسم علم لشخص ، بل هو وصف ومعناه : مرتفعٌ بابها(3).

وقد نقل هذا الموضوع ابن حجر الهيتمي ، ولكن هو أيضاً لم يتقبّل ذلك. لكنّه هو الآخر وقع في ورطة أخرى من التصريحات الرديئة وتمسّك في قبال هذا الحديث المتواتر بحديث موضوع وقال : «على أنّ تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس : أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعليّ بابها». 4.

ص: 24


1- طرق حديث من كنت مولاه : 57 رقم 53 ، وفيه : «روى بإسناد مظلم».
2- لسان الميزان : 3 / 161 رقم 4054 - ترجمة سيف الآمدي.
3- الصواعق المحرقة : 34.

أيّها القرّاء الكرام ما رأيكم بهذا الحديث؟ وهل سمعتم يوماً منذ زمن آدم وحتّى يومنا هذا بمدينة لها سقف؟!

لقد ذكر العلاّمة الأميني رحمه الله مائة وأربعين نفراً من كبار العامّة ممّن نقلوا الحديث الشريف «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» وصحّحوا سنده أيضاً(1).

وما أروع ما قاله في هذا المضمار ذلك الفذّ المدافع عن حرمة الولاية : «ماأكثر جناية التاريخ على ذوي الفضل والأحساب الذين تستفيد الأمّة من تاريخ حياتهم وكرائم أخلاقهم وآثار مآثرهم ونفسيّاتهم الكاملة ومعاقد أقوالهم ... تجد التاريخ هنا يسرع السير فينسي ذكرهم ويغمط فضلهم ... أو يحوّر الكلام ومزيجه الخبر المائن أو رواية شائنة ، كلّ ذلك تأييداً لمبدأ ، وأخذاً بناصر نزعة ، وستراً على أقوام آخرين ...»(2).

وممّا يلفت النظر أن تعلموا أنّ ابن حجر العسقلاني أيضاً قال في شأن الذهبي نقلا عن تاج الدين السبكي وذلك في ترجمة سيف الآمدي : «إنّه يروي من الهوى في هذا الميزان»(3).

نموذج آخر :

وقال في ترجمة حبّة بن جوين :

«من غلاة الشيعة ، وهو الذي حدّث أنّ عليّاً كان معه بصفّين ثمانون 4.

ص: 25


1- الغدير : 8 / 324.
2- الغدير : 8 / 324.
3- لسان الميزان : 3 / 161 رقم 4054.

بدريّاً ، وهذا محال»(1).

ومن أجل ذلك فقد كذّب ابن الجوزي حبّة هذا وقال : «... لم يشهد صفّين أحدٌ من أهل بدر غير خزيمة».

ترى ألم ير الذهبي وابن الجوزي كتاب الاستيعاب حيث قال في ترجمة عمّار : «... شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفّين في ثمانمائة ممّن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستّون منهم عمّار بن ياسر»(2)؟!

كذلك قال الحاكم النيشابوري في المستدرك : «شهد مع عليٍّ صفين ثمانون بدريّاً وخمسون ومائتان ممّن بايع تحت الشجرة»(3).

وقال ابن كثير في هذا المضمار : «وكان في جيشه ثمانون بدريّاً ومأة وخمسون ممّن بايع تحت الشجرة»(4) وجاء في هامشه : «مائتان وخمسون»(5).

الرجالي الكبير!! ابن حجر العسقلاني

وعدم عدالته في تقييم وانتقاء الأحاديث

قد اتّضح لنا من بحثنا هذا أنّ القاعدة الأوّلية عند علماء رجاليي العامّة هي أنّ السابّ لأحد الصحابة يعدّ عندهم دجّالا ملعوناً ولا يصحّ نقل الحديث عنه. 8.

ص: 26


1- ميزان الاعتدال : 1 / 450 رقم 1688.
2- الاستيعاب : 2 / 478 المطبوع في حاشية الإصابة ، ترجمة عمّار بن ياسر.
3- المستدرك على الصحيحين : 3 / 104.
4- البداية والنهاية : 7 / 283 ط دار الحديث تراث العربي.
5- الغدير : 9 / 362 - 368.

كما قد اتّضح أيضاً أنّ المعترض ولو على شخص مثل عكرمة وأمثاله - حيث لا يخفى على أحد صفحات أعماله المظلمة - يكون دينه وإيمانه محلّ شكّ وترديد.

وقلنا أيضاً : إنّ هذا القانون المذكور لديهم سار مفعوله في جميع السابّين للصحابة إلاّ السابّين أفضل الصحابة وأعظمهم شأناً وهو أمير المؤمنين ومولى الموحّدين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وعترته عليهم السلام.

وقد بيّنّا في أوّل البحث أموراً فيما يخصّ ابن حجر العسقلاني وعدم عدالته في الحكم على تليد بن سليمان وتضعيفه وتوثيق حريز بن عثمان.

أمّا الآن فنشير إلى نماذج أخرى صدرت عنه :

فإنّه في كتابه تهذيب التهذيب لم يوثق الإمام الرضا عليه السلام ثامن أئمّة أهل البيت عليهم السلام(1) ، ولكنّه قال في شرح حال عمر بن سعد من نفس ذلك الجزء : «قال العجلي - وهو من الرجاليّين المتقدّمين - : ... وهو تابعيّ ثقة ، وهوالذي قتل الحسين»(2).

هذا ، وذكر أيضاً في ترجمة عمران بن حطّان من تهذيب التهذيب أنّه نقل عنه الحديث كلّ من البخاري وأبو داود والنسائي ، كما ذكر توثيقه عن العجلي وابن حبّان(3).

ومن أجل معرفة عمران بن حطّان يكفينا أن نعلم أنّه هو الشخص الذي مدح بأبيات عبد الرحمان بن ملجم قائلا :

يا ضربة من تقيٍّ ما أراد بها

إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا7.

ص: 27


1- تهذيب التهذيب : 7 / 378.
2- تهذيب التهذيب : 7 / 451.
3- تهذيب التهذيب : 8 / 127.

وهكذا استمرّ في شعره حتّى أطلق على أمير المؤمنين عليه السلام كلمة هي معاكسة ل- : «خير البرية» لكن مع كلّ هذا فهو موثّق وراو لثلاث كتب تسمّى بالصحيح.

وقال ابن حجر في لسان الميزان في ذيل ترجمة محمّد بن تسنيم الورّاق(1) : «ما أعرف حاله لكن روى حديثاً باطلا رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه أنّ السماوات والأرض لو وضعتا في كفّة ثمّ وضع إيمان عليٍّ في كفّة لرجح إيمان عليٍّ»(2) ، أي أنّه اعترف ضمناً بجهله بالنسبة لحال الراوي لكنّه بمجرّد أنّ الحديث لا يلائم عقيدة ابن حجر فبهذا الدليل عدّه باطلا.

وقال ابن حجر في شأن أحد الرواة باسم لمازة بن زبّار : «كان شتّاماً لعليّ»(3).

ومع وجود هذا الوصف فيه أضاف أنّ ثلاثة من مؤلّفي الصحاح الستّ رووا عنه الحديث.

زيادة على ذلك فقد ذكر كلٌّ من الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجرفي لسان الميزان مدحه ليزيد بن معاوية(4)!

لقد انتحى قلم ابن حجر في ترجمة هذا الرجل منحىً عجيباً ، إذ لابدّ لطالبي الحقيقة أن يبذلوا الدقّة المتناهية ليطّلعوا على أمانة وإنصاف كبار 4.

ص: 28


1- لسان الميزان : 5 / 111 رقم 7113.
2- روى هذا الحديث من دون نقد كلٌّ من محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : 100 ط مصر وصاحب منتخب كنز العمال في الجزء السادس.
3- تهذيب التهذيب : 8 / 457.
4- لسان الميزان : 4 / 583 رقم 6774.

رجاليّي ومحدّثي العامّة.

ولابدّ من القول بأنّ العسقلاني ارتكب عدّة خيانات في ترجمة لمازة ، يعدّ منها أنّ لمازة كان شاتماً سابّاً لأمير المؤمنين عليه السلام لكنّه مع ذلك عدل عن كلمة الشتم والسبّ إلى كلمة البغض ، ذلك أنّ صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتبهم المعتبرة جاءت فيها أحاديث فيمن سبّ مسلماً من جملتها :

«سباب المسلم فسوق»(1).

فعلى هذا يبدو واضحاً أنّ سبّ أمير المؤمنين عليه السلام يعدّ بالحدّ الأدنى فسقاً ويخرج الشخص السابّ من دائرة العدالة.

أمّا في خصوص بغض أمير المؤمنين عليه السلام فقد نقلت في كتب الفريقين أحاديث متواترة بهذا المعنى ، وذاك أنّ بغضه عليه السلام علامة ودلالة على النفاق.

فإنّ ابن حجر قَبِل هذا الحديث ولكنّه أخذ ينعته بنعوت باطلة لا طائل منها ، وادّعى أنّ بغض عليٍّ عليه السلام بشكل مطلق وبالنحو العادي الطبيعي لا إشكال به ولكن إذا أبغضه أحدٌ بمعنى أنّه نصر رسول الله فذلك يعدّ نفاقاً.

إذن مع هذا التوجيه غير الوجيه لم يكن لمازة(2) مبرّءٌ فحسب بل يبرّء جميع الخوارج ويعدّ حديثهم من أصحّ الحديث.

وأضاف قائلا : «... إنّ الناصبة اعتقدوا أنّ عليّاً رضي الله عنه قتل عثمان أو ة.

ص: 29


1- صحيح البخاري ، رقم 248 ، 6044 ، 7076 ، صحيح مسلم ، رقم 116 ، 164.
2- يرجى من القارىء الكريم مطالعة ترجمة لمازة في تهذيب التهذيب بدقّة تامّة.

كان أعان عليه ، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم»(1).

نعم إنّ العديد من أمثال حريز وعمران بن حطّان ولمّاز ممّن عادوا أميرالمؤمنين وأهل بيت النبوّة عليهم السلام عُدُّوا من أهمّ الرواة المعتبرين في الصحاح والسنن والمسانيد كما كانوا محلّ اطمئنان وتوثيق أبناء العامّة ، كذلك نرى أنّ تكذيبهم لم يكن لتليد فحسب بل وكما قال ابن حجر بأنّ الروافض كذّابين كلّهم(2).

هنا يتجلّى لنا معنى كلام العلاّمة الأميني حيث قال : «أخرجوا إمام العدل صنو رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما عن حكم الخلافة وعن حكم الصحابة بل وعن حكم آحاد المسلمين ، فاستباحوا النيل منه على رؤوس الأشهاد وفي كلّ منتدى ومجمع من دون أيّ وازع يزعهم ... ولم يرقبوا له أيّوزن وهو نفس الرسول ...»(3).

أيّ إنّ هؤلاء أخرجوا أمير المؤمنين من دائرة الخلافة والصحبة بل وحتّى من دائرة كونه مسلماً من المسلمين وهو من عبّر عنه القرآن الكريم بنفس الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وهو شبيهه والمؤازر له ، وقد عدّوا شتمه مباحاً - وذلك ما حكم به الحافظ الكبير ابن حجر حيث زعم أنّ بغضه عليه السلام مطلقاً وعلى العموم لا إشكال به - ولم يرعوا لساحته المقدّسة حرمة قطّ! فإلى الله المشتكى.

كذلك الحديث عن خيانة ابن حجر العسقلاني وذلك حين يذكر اسم 1.

ص: 30


1- تهذيب التهذيب : 8 / 411 رقم 831.
2- إلى مزيد من الاطّلاع في هذا المجال انظر دلائل الصدق والإفصاح للشيخ المظفّر رحمه الله ،كتاب أمان الأمّة لآية الله الصافي ، وكتاب العتب الجميل.
3- الغدير : 10 / 271.

مروان ويجعله من الصحابة وينزّهه(1) ، بل يعدّه ممّن كان يتعلّم منه الإمام زين العابدين عليه السلام الحديث(2) من دون أن يتعرّض ويشير إلى الأمور التالية :

إبعاده عن المدينة هو وأبوه وقد كان رضيعاً آنذاك وذلك بأمر أشرف الخلق أجمعين رسول ربّ العالمين محمّد(صلى الله عليه وآله) ، فما استطاعا أن يدخلا المدينة حتّى خلافة عثمان.

كونه من السابّين لأمير المؤمنين عليه السلام.

ترى ألم يرَ ابن حجر الأحاديث الصحيحة والثابتة «من سبّ عليّاً فقد سبّني»؟!

على أنه لم يعبأ بهتك حرمة رسول الله(صلى الله عليه وآله).

لابدّ لنا أن نقول بأنّه رأى الأحاديث يقيناً ولكن لم يكترث ولم يعبأ بهتك حرمة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ، وذلك لأنّهم وثّقوا خالد بن سلمة الذي طالماهجا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأشعاره ، وقد نقل عنه الحديث مسلم وأصحاب السنن الأربعة ، وقد رثاه رجاليُّهم الكبير ابن المديني بأبيات وقال فيه : «قتل مظلوماً».

كيف يمكن أنّ يكون هجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيضاً لا أثر له في عدالة بعض الأفراد ولا يسبّب الطعن عليهم؟!

تُرى هل نسي ابن حجر أنّه قال في ترجمة الحكم بن العاص من كتاب الإصابة : «إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قال : ويل لأمّتي ممّا في صلب هذا»(3)؟!

ترى هل يستحقّ المروانيّون أن يرتقوا مسند الخلافة الإسلامية مع 6.

ص: 31


1- هدى الساري : 443.
2- تهذيب التهذيب : 7 / 304.
3- الإصابة : 1 / 346.

صحيفتهم السوداء هذه؟!

ترى هل المراد من قول الرسول(صلى الله عليه وآله) فيما روي عنه في أحاديث : «يكون عليكم اثنا عشر خليفة» هم المروانيّون حتّى يعدّهم ابن حجر في كتابه ، حيث جعل منهم عبدالملك بن مروان وأبناءه الأربعة : الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وجعل الثاني عشر منهم هو الوليد [بن يزيد بن عبدالملك بن مروان](1)؟!

أم إنّ ابن حجر لم يعرف الوليد الذي جعل القرآن غرضاً لسهامه ومزّقه تمزيقاً وأخذ يخاطبه بسخرية قائلا :

إذا لاقيت ربّك يوم حشر

فقل يا ربّ مزّقني الوليد

والعشرات من جناياته وأعماله الإجرامية الأخرى التي يمكننا أن نرى بعض نماذجها باختصار في تاريخ الخميس للدياربكري ومروج الذهب للمسعودي وسائر الكتب التاريخية الأخرى.

ترى عنونة أمثال هذه الشخصيّات وعدّها من الخلفاء الإثني عشر ألم تكن خيانة عظمى بالمقام الشامخ للرسالة المحمّدية الخالدة؟!

وقد سلك ابن حجر مسلك الذهبي وذاك لمّا جرح راوي حديث «علي خير البشر» فقال في العلوي وهو الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي : «روى بقلّة حياء ... بإسناد كالشمس» ، و «هذا حديث منكر ما رواه سوى العلوي بهذا الإسناد».

ترى هل نسي ابن حجر أنّ ابن عساكر روى هذا الحديث عن قول 2.

ص: 32


1- فتح الباري 13 / 182.

عائشة في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق(1) ، وقد نقله الفخر الرازي في نهاية الأصول عن عبدالله بن مسعود ، كما نقله ابن حجر نفسه في تهذيب التهذيب عن زر بن حبيش(2) ، وقد نقل الحديث الشريف عدد آخر أيضاً(3).

إنّ أحد العلماء القدماء المعروفين من أبناء العامّة بإسم البزّار (ت 292ه)كتب كتاباً مهمّاً تحت عنوان البحر الزخّار - وغالباً ما يذكر الكتاب بإسم مسند البزار ، - بوّبه من بعده الحافظ الهيثمي وسمّاه كشف الأستار عن زوائد مسند البزار فقد قال في كتابه هذا : «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : من كنت مولاه ، فهذا عليٌّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وأحبّ من أحبّه وابغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله. رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة»(4).

وقد ذكر نفس هذا المطلب الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد(5).

وبعد الحافظ الهيثمي ذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه مختصر زوائد مسند البزار قائلا : «قلت : لكنّهم شيعة ، وما أدري ما أقول؟»(6).0.

ص: 33


1- تاريخ دمشق : 2 / 448.
2- تهذيب التهذيب : 9 / 419.
3- زر بن حبيش هو الوحيد الذي جاءت في روايته «خير الناس» بدلا من «خير البشر» فمن الواضح أنّ كلمتي البشر والناس مترادفتان ، فعلى هذا يبدو أنّ حافظة حافظهم الكبير لم تضبط النصّ جيّداً.
4- كشف الأستار عن زوائد مسند البزّار : 3 / 191 رقم 2542.
5- مجمع الزوائد : 9 / 105.
6- مختصر زوائد مسند البزّار : 2 / 301 رقم 1900.

ربّما يمكن أن ينكشف خلال قراءة من هذه النصوص الكثير من مباني علماء العامّة في معرفتهم وتقييمهم للأحاديث ، ويضاف إلى ذلك عرض هذا النموذج الأخير :

لقد ضعّف ابن حجر في كتاب لسان الميزان شخصاً باسم خلف بن عامر ، كما وضعّف راوياً آخر باسم محمّد بن إسحاق بن مهران الذي نقل حديث «عليّ حبيب الله» ، فقد عدّ ابن حجر حديثه موضوعاً من صناعته ، مع أنّ كلا هذين الروايين مع راويين آخرين ضعّفا أيضاً رووا حديثاً يصبّ في مصلحة الخليفة ، ومن الملفت للنظر هو قول ابن حجر عن الحديث المذكور : «روي بسند صحيح».

فليتأمّل في هذه التناقضات المقصودة.

كذلك فليتذكّر كلام ذلك الرجل العظيم العلاّمة الأميني رحمه الله حيث قال : «قالوا في كتاب الله ما سوّلت لهم الميول والشهوات»(1).

لا شكّ أنّهم سيتّخذون هذا ملاكاً في توثيق وتضعيف الرواة وتحريف الأحاديث وبتماد أكثر.

ابن كثير وعدم عدالته في انتقاء

وتقييم الحديث

في كتاب البداية والنهاية(2) في شأن اسلام أمير المؤمنين عليه السلام وأنّه أوّل من أسلم حيث كان محلّ تأييد عدد من أكابر علماء العامّة(3) وبما أنّه 1.

ص: 34


1- الغدير : 8 / 49.
2- البداية والنهاية
3- انظر الغدير : 3 / 219 - 231.

قد جاوز حدّ التواتر ولا حاجة لتصحيحه(1) فقد أجحف ابن كثير غاية الإجحاف وخلافاً لكلّ الموازين العلمية وبكلّ بساطة قال : «لا يصحّ منها شيء».

وكذلك في شأن حديث المؤاخاة الذي هو من أهمّ القضايا المسلّمة وذات إسناد جاوز حدّ التواتر(2) ، فإنّه يقول بدون أن يراعي الضوابط الدينية : «وأسانيدها كلّها ضعيفة»(3).

وأيضاً في حديث الطير - حيث ألّف فيه مير حامد حسين رحمه الله كتاباً ضخماً في إثبات سنده ودلالته وقد اعترف ابن كثير أنّ الحافظ ابن مردويه وغيره ألّفوا فيه كتاباً مستقلاًّ - فقد قال : «وبالجملة : ففي القلب من صحّة هذاالحديث نظر وإن كثرت طرقه»(4).

وفي شأن حديث «من سبّ عليّاً فقد سبّني»(5) - وهو الحديث ذات الأسانيد المتواترة من الفريقين والذي اعترف الذهبي أيضاً على تعصّبه بصحّة سند هذا الحديث(6) وذلك زيادة على تصحيح جمع من علماء1.

ص: 35


1- من جملة المصحّحين لهذا الحديث الحاكم في المستدرك 3 / 136 ، وفي ذيله الذهبي ، وأيضاً صاحب الاستيعاب (3 / 29) في حاشية الإصابة ضمّن عدداً من أحاديث أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كونه الأعلم ، وحديث من كنت مولاه ، وحديث الراية ، وذكر أنّ أمير المؤمنين عليه السلام أوّل من أسلم ، وقال : «هذه كلّها آثار ثابتة». وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد ، قال : «رواه الطبراني ورواته ثقاة». وهناك العديد من علماء العامّة غير من ذكروا ممّن صرّحوا بصحّة هذا الأمر.
2- انظر الغدير : 3 / 113 - 124.
3- البداية والنهاية : 7 / 371.
4- البداية والنهاية : 7 / 390.
5- انظر ما ورد في شأن هذا الحديث كتاب (عليّ ميزان الحقّ) صفحة 135 - 138.
6- ذيل المستدرك للذهبي : 3 / 121.

والعامّة له - فإنّه قد حكم بضعف أسانيده على طريقته السابقة في إنكار الأحاديث المشتملة على فضائل أهل البيت عليهم السلام(1).

وكذلك فإنّه - ابن كثير - قد كشف ستار الإجحاف والفضيحة حيث أنكروبكلّ صلافة نزول الآية الكريمة : (إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) - والتي اتّفق علماء الفريقين على أنّها نزلت في شأن أمير المؤمنين عليه السلام(2) - في علي عليه السلام ، قال : «لا يصحّ بوجه من الوجوه»(3).

وفي شأن إبلاغ آيات سورة براءة فإنّ ابن كثير لم يعثر على قدح في السند ، ولكن بما أنّ هذا الأمر لا يلائم فكرته ومنهجه لذا يقول في ذلك : «وهذاضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة»(4) وإنّ سبب نكارة هذا الأمر بنظره هو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم ير أهليّة إبلاغ آيات سورة براءة في أبي بكر فلذا ردّه (صلى الله عليه وآله) من طريق مكّة وأمّر إمام الموحّدين وأمير المؤمين عليّاً عليه السلام في إبلاغها(5).

وفي شأن حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» يقول : «لا يصحّ في هذا الباب شيئاً»(6)(7).ي.

ص: 36


1- البداية والنهاية : 7 / 391.
2- انظر كتاب الغدير : 3 / 155 - 162.
3- البداية والنهاية : 7 / 395.
4- راجع ما ذكرناه في الذهبي ، فقد وردت هناك مطالب في شأن هذه الجمل.
5- انظر كتاب الغدير : 6/338 - 350 وما ورد فيه من أحاديث إبلاغ آيات البراءة لتحصل على معلومات أكثر في شأن هذا المفسّر والمؤرّخ الرجالي الكبير لأبناء العامّة.
6- البداية والنهاية : 7 / 395 - 396.
7- وفي هذا الموضوع أيضاً راجع كتاب الغدير : 3 / 99 - 101 لتتّضح لك وقاحة وصلافة هذا المفسّر لكلام الله على قول العلاّمة الأميني.

فمن هنا استنكر أحمد بن صديق المغربي من علماء القرن الرابع عشرالهجري هذا الجفاء وقال : «وقد انطوت بواطن كثير من الحفّاظ خصوصاًالبصريين والشاميين على البغض لعلي وذويه»(1).

وفي شأن سيّدتنا فاطمة الزهراء عليهما السلام فقد وردت من الفريقين أحاديث عديدة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال : «فاطمة بضعةٌ منّي من آذاها فقد آذاني»وقال أيضاً : «إنّ الله تعالى يغضب لغضب فاطمة»(2).

أمّا ابن كثير فقد أعرض عن كلّ هذه الروايات وكأنّه لم ير شيئاً منها وقال تطاولا منه على الله ورسوله : «وهي امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفونوليست بواجبة العصمة ...».

وبالنسبة لعدم التزام ابن كثير بمقدّسات الدين لابدّ أن نتساءل : كيف يمكن للمسلم أن لا يبالي ويتفوّه بمثل هذه الكلمات وذلك في قبال تلك الروايات المتواترة الواردة عن سيّد الكائنات (صلى الله عليه وآله) حيث صرّحت أنّ إيذاء سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهما السلام يُعَدّ إيذاءً لشخص الرسول(صلى الله عليه وآله)؟!

القاضي روزبهان

وتقييمه وانتقاؤه للأحاديث

إنّ ملاك القاضي روزبهان في تقييم الرجال ومرويّاتهم على النحو التالي : إذا كان المطلب المنقول موافقاً لرأيه وعقيدته فإنّ ذلك الشخص يعدّ من أرباب صحّة الخبر لديه ، أمّا إذا كان نفس ذلك الشخص دوّن ما 4.

ص: 37


1- فتح الملك العلي : 155.
2- الغدير : 7 / 231 - 236. وقد صحّح الذهبي سند حديث «يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها» ذيل مستدرك الحاكم : 3 / 154.

يخالف رأيه وعقيدته فإنّ ذلك يكون رافضيّاً متروكاً لديه.

لهذا ، ولمّا لم ينصف الطبري - المؤرّخ المعروف - أبا ذر في احتجاجه على معاوية في أموال المسلمين فحينها يصفه القاضي قائلا : «[الطبري] من أرباب صحّة الخبر»(1).

ولما ذكر الطبري حديث إحراق باب دار الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام فقد استشاط له القاضي روزبهان وأثار ثائرته وقال : «من أسمج ما افتراه الروافض هذا الخبر وهو إحراق عمر بيت فاطمة ، وما ذكر أنّ الطبري ذكره في التاريخ فالطبري من الروافض مشهورٌ بالتشيّع ، مع أنّ علماء بغداد هجروه لغلوّه في الرفض والتعصّب وهجروا كتبه ورواياته وأخباره».

ثمّ أضاف قائلا : «وكلّ من نقل هذا الخبر فلا يشكّ أنّه رافضي»(2).

أمّا الذهبي فإنّه يترجم للطبري قائلا : «محمّد بن جرير بن يزيد ، الإمام العلم المجتهد ، عالم العضد ، أبو جعفر الطبري ، صاحب التصانيف البديعة ، من أهل آمل طبرستان ... وكان من أفراد الدهر علماً وذكاءً وكثرة تصانيف ، قلّ أن ترى العيون بمثله(3)».

وفي مكان آخر أيضاً يقول : «الطبري الإمام الجليل المفسّر ، ثقة ، صادق ، فيه تشيّع يسير ... من كبار أئمّة الإسلام المعتمدين(4)».

وقال ابن حجر العسقلاني عن الطبري : «ثقة ، صادق ، فيه تشيّع 9.

ص: 38


1- دلائل الصدق : 7 / 510.
2- دلائل الصدق : 7 / 137.
3- سير أعلام النبلاء ذيل الرقم 5035.
4- لسان الميزان ، ذيل الرقم 7129.

يسير ... من كبار أئمّة الإسلام المعتمدين ... وإنّما نبذ بالتشيّع لأنّه صحّح حديث غديرخمّ ... وقال الخطيب : كان ابن جرير أحد أئمّة العلماء يحكم بقوله ويُرجَع إلى رأيه لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره ...» إلى آخر ما مدحه.

ومع كلّ هذا التجليل والتمجيد فإنّ العسقلاني يصرّح بأنّه يتّهم بالتشيّع لأنّه صحّح حديث «من كنت مولاه» ، ثمّ إنّ روزبهان أيضاً يجعل سبب رفض الطبري هو نقل قضية إحراق الباب ، فتأمّل.

ابن الجوزي وعدم عدالته في

انتقاء وتقييم الأحاديث

أمّا ابن الجوزي وحاله في ردّه الأحاديث الواردة في فضائل أهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام فإنّه لم يتخلّ عن سائر الرجاليّين من العامّة كالذّهبي وابن كثير فحسب بل نستطيع أن نقول : إنّه حاز ميدان السبق في هذا المضمار.

حتّى أنّه تارةً ردّ أحاديث سبّبت تأنيبه من قبل نفس علماء العامّة وصار مصداقاً للمثل المعروف : ويلٌ لمن كفّره نمرود(1).

هذا ، وعدّ ابن الجوزي حديث «سدّ الأبواب» غير صحيح ، وقد خطّأه ابن حجر العسقلاني وعدّ رأي ابن الجوزي في كون الحديث موضوعاً غير صحيح (2).2.

ص: 39


1- يضرب هذا المثل في شأن من بلغ من الرذالة والدناءة غايتها.
2- فتح الباري : 7 / 12.

ومن الأحاديث التي لا يلائم إنكارها الوجدان أبداً بل ويعدّ هذا الإنكارمن الموازين البارزة والواضحة في بغض أهل البيت عليهم السلام كوضوح الشمس في رابعة النهار هو حديث الثقلين ، ولكنّنا نرى أنّ ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية ذكره في قائمة الروايات الموضوعة (1).

ومن أجل ذلك فإنّ ابن حجر الهيتمي على تشدّده في شأن أحاديث الفضائل إلاّ أنه تهجّم عليه وخطّأه مبيّناً أنّه كيف يمكن عدّ الرواية التي رواهاخمسة وعشرون صحابيّاً من الموضوعات (2)؟!

والجدير بالذكر أنّ هذا الموضوع محلّ تأمّل ونظر فإنّ ابن حجر الهيتمي بالرغم من موقفه المتشدّد في قبول الروايات الواردة في فضائل أهل البيت عليهم السلام ولكنّه مع ذلك كلّه ردّ تضعيف ابن الجوزي في خصوص هذاالموضوع الذي يعدّ أظهر من الشمس ، كما لا يخفى أنّ ابن الجوزي قد انتقى حديثاً واحداً فقط من بين خمسة وعشرين سنداً ، ولكن حتّى في انتقائه هذا فإنّه مضى فيه بناءً على موازينه في النصب والعداء ، ومثالا لذلك فإنّه ضعّف عطية الوارد في السند في حين وثّقه ابن سعد صاحب الطبقات (3).

فإذا تأمّلنا في هذه الأمور يمكننا أن نتوصّل إلى مدى عدالة ابن م.

ص: 40


1- العلل المتناهية : 267 - 268 ح432.
2- الصواعق المحرقة : 228.
3- صاحب الطبقات هو محمّد بن سعد ، وقد بلغ من النصب والعناد إلى حدٍّ حيث ضعّف الإمام الصادق عليه السلام وقد ذكر العسقلاني في تهذيب التهذيب أنّه كان يقول في شأنه :«كان كثير الحديث ولا يحتجّ به». تهذيب التهذيب 2 / 104 ترجمة الإمام الصادق عليه السلام.

الجوزي(1).

فإنّه عناداً يزعم أنّ هذا الحديث الشريف له سند واحد فقط وأنّه أيضاً غير معتبر ، وقد غضّ نظره عمداً عن بضع وعشرين سنداً ، ممّا يكشف أنّ ملاكهم في تضعيف الرواة هو تضعيف كلّ من روى عبارة تصبّ في ذكر فضيلة من فضائل أهل البيت عليهم السلام وذلك باصطلاح مثل : «فيه تشيع» ، وهو ما يلاحظ أيضاً في كلام القاضي روزبهان وما بدا من رأي الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني ، حيث ردّ القاضي روزبهان راوي حديث «من كنت مولاه» وذلك بعبارة : «فيه تشيع».

هذا النموذج هو العملة الرائجة لديهم تقريباً والموجودة أيضاً في مواضع أخرى ، وهذا ما يدعو إلى شيء من التأمّل والتساؤل. لم كلّ هذا العناد والعداء لأهل البيت عليهم السلام بحيث إذا روى أكثر من عشرين راو حديثاً اختار منهم العالم والرجالي والحافظ والأمين على ودائع الدين عند أهل السنّة وهو ابن الجوزي سنداً واحداً وأعرض عن سائر الأسانيد غاضّاً نظره عنها؟ وهكذا يوهم أنّه ليس لديه إلاّ السند الواحد وانّه ضعيف ، وبالتالي يستنتج أنّه لم يصل حديث صحيح عن رسول الله في هذا الشأن.

ويذكر ابن حجر الهيتمي عن الحديث الصحيح الوارد : «إنّي تارك فيكم الثقلين» قائلا : «ولم يُصِب ابن الجوزي في إيراده في العلل المتناهية»(2).

ولا يخفى أنّ ابن الجوزي إنّما ذكر كإنموذج بل إنّ المعاصرين من 8.

ص: 41


1- ترجمة ثقلين نفحات الأزهار : 434 - 437.
2- الصواعق المحرقة : 228.

المؤلّفين والمحقّقين أيضاً ليسوا بأقلّ منه ، فمثلا إنّ محقّق كتاب استجلاب ارتقاء الغرف خالد بن أحمد الصّمي البابطيني يقول في شأن حديث الثقلين : «في إسناده من لا يعرف»(1) وكذلك أحمد ميرين البلوشي المعاصر يحكم بنكارة المتن وضعف السند في حديث علي وليّ كلّ مؤمن في تعليقه على خصائص النسائي مع أنّ الحاكم يرى سنده صحيحاً والذهبي مع تعنّته أقرّه على ذلك(2).

لقد نأت أساليب ابن الجوزي عن العدل والإنصاف والموازين العلمية إلى حدٍّ بحيث ردّ طريقته في التضعيف حفيده المعروف ب- «السبط ابن الجوزي»(3).

ومن الموارد الأخرى في عناد وعدم عدالة ابن الجوزي هو ما يتعلّق ب(يحيى الحماني) الذي وثّقه علماء الرجال المعروفون مثل ابن معين وأبي حاتم وحتّى الذهبي - وقد قال فيه الأخير : إنّ توثيق ابن معين يحيى الحماني متواتر - ولكن بما أنّه روى حديثاً فيه طعنٌ على معاوية فقد ردّه ابن الجوزي بتعصّب أعمى ومتابعة لأهوائه النفسية(4).

كذلك نرى أنّ ابن الجوزي - بدون أي ميزان علمي - ضعّف الحديث الذي رواه أبو ذرّ الغفاري رضوان الله عليه في شأن أمير المؤمنين عليه السلام وذلك من أجل وقوع عبّاد بن يعقوب وعلي بن هاشم في سنده.

أمّا عبّاد بن يعقوب فقد قال فيه ابن خزيمة وهو من كبار علماء 4.

ص: 42


1- استجلاب ارتقاء الغرف : 1 / 362.
2- المستدرك 3 / 110 - 111.
3- الغدير : 3 / 130.
4- عليٌّ ميزان الحق : 114.

العامّة : «حدّثنا الثقة في روايته المتّهم في دينه» ممّا يدلّل أنّ ابن الجوزي نفسه يعترف بكون ابن خزيمة ثقة ومعتمداً.

وقال عنه أبو حاتم الرجالي المتقدّم والمعروف عند العامّة : «شيخ ثقة».

وكذا الدار قطني وهو من كبار علماء العامّة قال في حقّه : «شيعيٌّ صدوق».

أمّا الذهبي فإنّه قال عنه : «صادق في الحديث».

ووصفه ابن حجر العسقلاني في كتاب تقريب التهذيب بعبارة : «صدوقٌ رافضي».

ولا يخفى أنّ ابن حبّان كابن الجوزي أيضاً أخذته الحمية وحجبت عينيه فضعّف عبّاد الشخصية التي لا غبار عليها(1).

أمّا الراوي الثاني الذي عدّه ابن الجوزي ضعيفاً فهو عليّ بن هاشم ، فإنّ تضعيفه بالذات هو من عجائب الدهر نوعاً ما ، على أنّ ذلك من أمثال ابن الجوزي غير عجيب ، لأنّ علي بن هاشم هو من روى عنه الحديث كلٌّ من البخاري في كتاب الأدب المفرد ومسلم في صحيحه والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة ، كما نقل عنه الحديث غيرهم من مشاهير علماء القوم مثل يحيى بن معين وهو رجالي من الطراز الأوّل من علماء العامّة ، وقد وثّقه كلٌّ من ابن المديني وأبي حاتم والسدوسي والعجلي وابن شاهين - وهؤلاء كلّهم من علماء 6.

ص: 43


1- الجدير بالذكر أنّ ابن حبّان جرح وضعّف الإمام الرضا عليه السلام ، انظر المجروحين : 2/106.

رجال العامّة - وهو عندهم معتبرٌ ومعتمد.

وفي التهذيب : «وقال أبو بكر بن أبي خيثمة وأحمد بن سعد بن أبي مريم ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن معين(1) : ثقة ، وكذلك قال يعقوب بن شيبة.

وقال أبو زرعة : صدوق.

وذكر البغدادي عن قول علي بن المديني : صدوق يتشيّع.

وقال النسائي : ليس به بأس.

وقال أبو حاتم : يتشيّع يكتب حديثه(2).

مع كلّ ذلك فقد ردّ كلٌّ من ابن الجوزي وابن حبّان هذا الحديث مع أنّه في غاية القوّة والوثاقة لأنّه اصطدم مع كبرياء أسلاف معاوية!! وما ذلك الردّإلاّ عن عصبية واتّباع لهوى النفس(3).

وخلاصة الكلام فقد بلغ ابن الجوزي من الإجحاف وعدم العدالة وبعده عن الحقّ إلى حدٍّ بحيث جرح وضعّف حجّة الله المعصوم الإمام 9.

ص: 44


1- يحيى بن معين رجالي مشهورٌ ومعروف ، كذّب أحد الرواة بإسم سويد بن سعيد وذلك من أجل روايته الحديث الشريف «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة». رفع الارتياب : 47. حديثٌ جاوز اسناده حدّ التواتر عند الفريقين وهو محلّ قبول عندهماحتّى أنّ ابن حجر الهيتمي على تشدّده في فضائل أهل البيت عليهم السلام فقد أيّد هذاالحديث في صواعقه ، انظر الصواعق المحرقة : 119. ومن أجل أن تعلم أنّ موازين أمثال ابن معين الذي يعدّ من أركان علم الرجال انظر كتاب إحقاق الحقّ : 10 /544 - 595. عليٌّ ميزان الحقّ : 328 - 329. مسائل خلافية : 103 نقلا عن فيض القدير : 3 / 15 والغدير : 5 / 296.
2- تهذيب الكمال : 21 / 165 - 168.
3- عليٌّ ميزان الحق : 328 - 329.

الحسن العسكري عليه السلام(1). (فويلٌ لهم ممّا كتبت أيديهم وويلٌ لهم ممّايكسبون).

ابن تيمية

وعدم العدالة والإجحاف في تقييم وانتقاء الحديث

إنّ ابن تيميّة لشريك وذو صوت واحد مع الذهبي وابن كثير وابن حجر العسقلاني وأمثالهم في جميع ما ذهبوا إليه من إنكار روايات وآيات فضائل أهل البيت عليهم السلام ، بل حتّى أنّه كذّب الكثير ممّا تقبّلوه أيضاً. هذا ، وقد ردّ إجماع الأمّة الإسلامية في المواضع التي وقع الإجماع فيها ، مثلا الأحاديث الواردة في شأن الزيارات واستحبابها التي أجمعت عليها الأمّة الإسلامية ، فإنّ ابن تيمية ردّ كلّ هذه الأحاديث وأبطل الإجماع وعدّ العمل به شركاً.

وفي خصوص بطلان نظرية ابن تيمية نكتفي بالإشارة إلى ذكر بعض العبارات المختصرة من العلاّمة شيخ الإسلام تقيّ الدين السبكي ، فإنّه في كتابه القيّم شفاء السقام في زيارة خير الأنام بعد أن ذكر أموراً في إثبات سند حديث «من زار قبري وجبت له شفاعتي» وبعد التنقيب الكامل للموضوع فإنّه قال في صفحة 79 : «فكيف يستجيز مسلم أن يطلق على كلّ الأحاديث التي هو واحدٌ منها أنّها موضوعة؟! ... ولا ظهر على هذا الحديث شيء من الأسباب المقتضية للمحدّثين للحكم بالوضع». 6.

ص: 45


1- مسائل خلافية : 103 نقلا عن فيض القدير : 3 / 15. والغدير : 5 / 296.

إنّ عقائد ابن تيمية الشاذّة كثيرة ولسنا الآن في مقام البحث عنها(1) ، ولكن نشير في هذا المجال إلى أمر واحد من عقائده بحيث يعدّ وضوح بطلانه كوضوح وجود الشمس في رابعة النهار ، أمّا الأمر الواضح الذي أنكره ابن تيمية هو اشتراك يزيد في واقعة كربلاء وأنّه لم يبلغ أهل بيت الحسين عليه السلام منه أيّ أذى(2) ، فإنّ هذا الأمر بحدّ ذاته يكشف عن الكثير ويحكي عن مدى عدم علمه واطّلاعه وإنصافه ، ونكتفي في هذا المجال بذكر بعض العبارات من الصواعق لابن حجر الهيتمي.

فإنّه في صفحة 220 قال : «اعلم أنّ أهل السنّة اختلفوا في تكفير يزيد ابن معاوية ووليّ عهده ، فقالت طائفة : إنّه كافر لقول سبط ابن الجوزي وغيره»(3).

[ولم يذكر صاحب الصواعق تلك الأشعار المعروفة عنه ولكن ذكر في مصادر أخرى أنّه قال :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

وكان يقول :

نعق الغراب فقلت صح أو لا تصح

فلقد قضيت من الرسول ديوني

وكان يقول : ».

ص: 46


1- راجع كتاب دراسات في منهاج السنّة لآية الله الميلاني.
2- مختصر منهاج السنّة : 350 - 351.
3- ذكر ابن الجوزي هذا الأمر في كتابه الردّ على المتعصّب العنيد : 52 كالتالي : «المشهور أنّه لمّا جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشدأبيات الزبعري : «ليت أشياخي ببدر شهدوا ... الأبيات المعروفة» ، وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر».

فإن حُرِّمَت يوماً على دين أحمد

فخذها على دين المسيح بن مريم](1)

ثمّ أضاف صاحب الصواعق قائلا : «وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه : ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين وإنّما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين وحمله آل رسول الله(صلى الله عليه وآله)سبايا على أقتاب الجمال ، وذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه ... أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج والبغاة يكفّنون ويدفنون ، ولو لم يكن في قلبه أحقادجاهلية وأضغان بدرية لاحترم الرأس لمّا وصل إليه وكفّنه ودفنه ...».

ثمّ نقل عن بعض ما يبرّر ليزيد أفعاله ثمّ أشار مختصراً في صفحة 221 إلى واقعة الحرّة ، أي قتل أهل المدينة.

فلابدّ من مراجعة كتاب الأحمدي البريانوي الهندي وكتاب وقعة الحرّة لمطالعة هذه الأحداث والوقائع المؤلمة التي يندى لها الجبين ولا تمتّ بأيّ صلة للدين والإسلام.

وقد ذكر في واقعة الحرّة :

«ولإسرافه في المعاصي خلعه أهل المدينة ، فقد أخرج الواقدي من طرق أنّ عبدالله بن حنظلة ابن الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفناأن نرمى بالحجارة من السماء إن كان رجلا ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرع في الخمر ويدع الصلاة.

وقال الذهبي : ولمّا فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات اشتدّ عليه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك الله في عمره. ث.

ص: 47


1- كتائب أعلام الأخيار : 50 - 51 مخطوطة مكتبة السلطان أحمد الثالث.

وأشار بقوله : (ما فعل) إلى ما وقع منه سنة ثلاث وستّين ، فإنّه بلغه أنّ أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه ، فأرسل إليهم جيشاً عظيماً وأمرهم بقتالهم ، فجاؤوا إليهم وكانت وقعة الحرّة على باب طيبة ، وما أدراك ما وقعة الحرّة! ذكرها الحسن مرّة فقال : لله ما كاد ينجو منهم واحد ، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وبعد اتّفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه ، فأجازه قومٌ منهم ابن الجوزي ونقله عن أحمد وغيره.

ثمّ ذكر عن صالح بن أحمد بن حنبل : «قوله : قلت لأبي : إنّ قوماً ينسبوننا إلى تولّي يزيد ، فقال : يا بني وهل يتولّى يزيد أحد يؤمن بالله؟! فقلت : لم لا تلعنه؟ فقال : يا بني لم لا يلعن من لعنه الله في كتابه؟ قال : فقلت : وأين لعن؟ قال : في قوله تعالى : (فهل عسيتم أن تولّيتم أن تفسدوا الأرض ... الخ)(1).

كذلك وصنّف القاضي أبو يعلى كتاباً ذكر فيه بيان من يستحقّ اللعن وذكر منهم يزيد ، ثمّ ذكر حديث «من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» قائلا : «ولا خلاف أنّ يزيد غزا المدينة المنوّرة بجيش وأخاف أهلها».

والحديث الذي ذكره رواه مسلم.

ووقع من ذلك الجيش من القتل والفساد العظيم والسبي وإباحة المدينة ما هو مشهور حتّى فضّ نحو ثلاثمائة بكر(2) ، وقتل من الصحابة بن

ص: 48


1- سورة محمد(صلى الله عليه وآله) : آيات 22 و 23.
2- ذكر هذا العدد صاحب الصواعق ، ولكن في تاريخ الأحمدي والبداية والنهاية لابن

نحوذلك ، ومن قرّاء القرآن نحو سبعمائة نفس(1) وأبيحت المدينة أيّاماً وبطّلت الجماعة من المسجد النبوي أيّاماً وأخيف أهل المدينة أيّاماً فلم يتمكن أحدٌ من دخول مسجدها حتّى دخلته الكلاب ...

ثمّ سار جيشه هذا إلى قتال ابن الزبير فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار فأيّ شيء أعظم من هذه القبائح التي وقعت في زمنه»؟! [إلى هنا تمّ كلام صاحب الصواعق](2).

فالجدير بكلّ مسلم أن يتأمّل ويتدبّر بدقّة متناهية هذه الأمور أنّه ماذا جرى على الإسلام طوال تلك السنين المتمادية.

ومن الذي أصبح خليفة لرسول الله عليه السلام؟!!

وما أعظم أجر ومقام سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام حيث لا يمكن أن يحصيه عدد ولا يبلغ عظم منزلته أحد ، وكذلك ما أعظم أجر ومنزلة أخيه وحامل لوائه بطل كربلاء وجميع من قتل في سبيله عليه السلام ، أولئك النفر الذين جسّدوا بتضحياتهم روح الإيمان والتقوى والإخلاص والعبودية ، حيث قدّموا كلّ ما لديهم وبذلوا مهجهم لإحياء دين الله ، فصلوات الله وملائكته وأنبيائه وأوليائه على أجسادهم وأرواحهم الطاهرة.

هذا ، ويجدر بنا الإشارة إلى أنّ هذه العبارات الأخيرة لم تكتب في المصادر المشار إليها من أجل بيان الأعمال الشنيعة ليزيد ، وذلك لأنّها 2.

ص: 49


1- وذكر غيرهم أنّ أقلّ ما روي سبع مائة نفر من الصحابة وعشرة آلاف نفر من غير الصحابة.
2- الصواعق المحرقة : 221 - 222.

ذكرت مجملا وسريعاً في الصواعق المحرقة وفي مؤلّفات الذهبي ، بل الهدف هو أن نبيّن أنّ ابن الجوزي على تعصّبه قد أنكر الكثير من البديهيّات (مثل حديث الثقلين) ولكنّه لوّح وصرّح بقبول بعض المسلّمات ، أمّا ابن تيمية فقد ردّ نفس هذه المسلّمات ولم يقبلها أبداً بحيث يقول : «لم يبلغ أهل بيت الحسين عليه السلام منه أيّ أذى».

وقد بيّن هذا المختصر الكثير من الدلائل والعلائم في الجرح والتعديل وما آل إليه تقييم علماء رجال العامّة ، إذ لم يستندوا إلى أصول علمية ودينية بل استندوا على التعصّبات الطائفية والأهواء النفسية والأغراض الشخصيّة (1).6.

ص: 50


1- ولمزيد من الاطّلاع في هذا المجال راجع كتاب في رحاب العقيدة لآية الله العظمى الحكيم : 3 / 13 - 51 و3 / 90 - 106 ، والغدير : 5 / 293 - 296.

المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - الأسامي والكنى ، محمّد بن محمّد بن أحمد أبو أحمد الحاكم (ت 378ه) ، تحقيق : يوسف بن محمّد الدخيل ، مكتبة الغرباء الأثرية ، المدينة المنوّرة الطبعة الأولى 1414 ه.

3 - الاستيعاب ، ابن عبدالبر ، دار إحياء التراث العربي ، في حاشية الإصابة ، 1328 ه.

4 - الإصابة في تمييز الصحابة ، أحمد بن علي بن حجر ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1328 ه.

5 - الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح ، محمّد حسن المظفّر ، مؤسسّة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم.

6 - أمان الأمّة من الضلال والاختلاف ، لطف الله الصافي الگلبايگاني.

7 - البداية والنهاية ، إسماعيل بن كثير ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1408 ه. ق.

8 - تاريخ الأحمدي ، الأمير أحمد حسين بهادر خان الهندي ، بيروت ، مركز الدراسات والبحوث العلمية ، 1408 ه. ق.

9 - تاريخ مدينة دمشق ، أبو القاسم علي بن حسن الشافعي المعروف بابن عساكر ، بيروت ، دار الفكر ، 1415 ه. ق.

ص: 51

10 - تاريخ مدينة السلام (بغداد) ، أحمد بن علي بن الخطيب ، بيروت ، دار الكتاب العربي.

11 - تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، أحمد بن عبدالله الخزرجي ، القاهرة ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ، ط1 ، 1425 ه. ق.

12 - تطهير الجنان ، ابن حجر ، مطبوع ضمن الصواعق المحرقة ، مكتبة القاهرة ، 1385ه. ق.

13 - تهذيب التهذيب ، أحمد بن علي بن حجر ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، أفست. دائرة المعارف نظامية 1325 ه. ق.

14 - تهذيب الكمال ، جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1406 ه. ق.

15 - ثقاة محمّد بن حبّان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد دكن ، الهند ، ط1 ، 1393 ه. ق.

16 - جامع الأصول ، المبارك بن محمّد ابن الأثير ، بيروت ، دار الفكر ، 1403 ه.

17 - الجرح والتعديل ، أبو محمّد عبدالرحمن الرازي ابن أبي حاتم ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1422 ه. ق.

18 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، الخزرجي ، تصحيح محمودغانم غيث ، المدينة المنوّرة ، مطبعة الفحالة الجديدة ، 1392 ه. ق.

19 - دراسات في منهاج السنة ، السيّد علي الميلاني ، 1419 ه. ق.

20 - دفع الارتياب عن حديث الباب ، علي بن محمّد بن طاهر العلوي ، قم ، دار القرآن الكريم.

21 - دلائل الصدق ، محمّد حسن المظفّر ، قم ، انتشارات مؤسّسة آل البيت عليهم السلاملإحياء التراث.

ص: 52

22 - ديوان الضعفاء والمتروكين ، شمس الدين الذهبي ، بيروت ، دار القلم ، 1408 ه. ق.

23 - ذخائر العقبى ، محبّ الدين الطبري.

24 - الردّ على المتعصّب العنيد ، سبط ابن الجوزي ، تحقيق : محمّد كاظم المحمودي ، من التراث الإسلامي ، 1403 ه.

25 - سنن الترمذي ، محمّد بن عيسى الترمذي ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

26 - سنن النسائي ، أحمد بن علي بن شعيب النسائي ، بيروت ، دار الفكر ، 1425 ه. ق.

27 - سير أعلام النبلاء ، شمس الدين الذهبي ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1417 ه. ق.

28 - صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري ، بيت الأفكار الدولية ، 1419 ه. ق.

29 - صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج النيسابوري ، الرياض ، دار ابن حزم ، 1419 ه.

30 - الصواعق المحرقة ، أحمد بن حجر الهيثمي ، مكتبة القاهرة ، 1385 ه. ق.

31 - طرق حديث من كنت مولاه ، شمس الدين الذهبي ، قم ، انتشارات نگارش ، 1379 ه. ش.

32 - العتب الجميل في الجرح والتعديل ، محمّد بن عقيل. منشورات هيئة البحوث الإسلامية في أندونيسيا 1391 ه.

33 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، ابن الجوزي ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1403 ه. ق.

ص: 53

34 - علي ميزان الحق ، محمّد كوزل آمدي ، قم ، مجمع جهاني أهل البيت عليهم السلام1422ه. ق.

35 - الغدير ، عبد الحسين أحمد الأميني ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1372ه. ق.

36 - فتح الباري ، أحمد بن علي بن حجر ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1408 ه. ق.

37 - فتح الملك العلي ، أحمد بن صديق المغربي ، اصفهان ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة ، 1388 ه. ش.

38 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ، محمّدعبدالرؤوف المناوي ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1415 ه. ق.

39 - الكامل ، عبدالله بن عدي الجرجاني ، بيروت ، دار الفكر ، 1404 ه. ق.

40 - كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار الكفوي ، مخطوطة.

41 - لسان الميزان ، أحمد بن حجر العسقلاني ، بيروت ، دار الفكر ، 1408 ه. ق.

42 - كشف الأستار عن مسند البزار ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1404 ه- ق.

43 - منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، علي بن حسان الدين بن عبدالملك المتّقي الهندي ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1410 ه. ش.

44 - مجمع الزوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1967 م.

45 - المسائل الخلافية ، الشيخ علي آل محسن ، 1419 ه. ق.

46 - مستدرك الحاكم النيسابوري ، أبو عبدالله الحاكم النيسابوري ، بيروت ، دار المعرفة.

ص: 54

47 - معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد ، محمّد ضياء الرحمن الأعظمي ، المدينة المنوّرة ، مكتبة الأضواء السلف ، ط1 1420 ه. ق.

48 - المغني ، شمس الدين الذهبي ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1418 ه. ق.

49 - ميزان الاعتدال ، شمس الدين الذهبي ، بيروت ، دار إحياء الكتاب العربي ، 1382ه. ق.

50 - نفحات الأزهار ، السيّد علي الميلاني ، قم ، انتشارات مهر ، 1414 ه. ق.

51 - هدى الساري ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1408 ه. ق.

ص: 55

القصيدة البغدادية والردود عليها

بقلم : أحمد علي مجيد الحلي

بسم الله الرحمن الرحیم

من البديهيّات التي لا ينكرها كلّ ذي عقل لبيب أنّ لكلّ عنوان أصلاً يفرضه على معنونه؛ ليكون دليلاً عليه ، والشواهد على ذلك لا يمكن حصرها ، إذ هي تعايشنا في سبل الحياة اليومية التي تتعهّدنا صباحاً مساءً ، والقصائد الشعرية التي يُترنَّم بها خير شاهد لنا على ذلك ، فترى أنّ نسبة العنوان إليها تعود مرّة إلى الناظم(1) وتارة إلى البلد(2) وأخرى إلى الظرف الذي حيكت به الأبيات (3).

والقصيدة التي بين يديك(4) - والتي نقدِّم لها دراسة مختصرة -

ص: 56


1- كالقصيدة الحميرية لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573ه).
2- كالقصيدة الموصلية لعبد الله بن القاسم الشهرزوري الموصلي(ت 511ه).
3- كالقصيدة الحبسية المعروفة بالإشكنوانية لعميد الدين أسعد الأفزري (ت 624ه) ، والتي نظمها في الحبس.
4- أُنشئت هذه القصيدة بحسب ما ذكره السيّد البراقي رحمه الله في شهر ربيع الثاني سنة 1317ه- ، وردّها الشيخ النوري رحمه الله بكتابه كشف الأستار في 10 جمادى الآخر من نفس السنة. (ينظر : السرّ المكنون- مخطوط).

اشتهرت عند علماء الشيعة الكرام - أنار الله برهانهم - بالقصيدة البغدادية نسبةً إلى البلد ؛ لخلق نبيل سما فيهم حال دون ذكر اسم الناظم لها في مطبوعات كتبهم.

فما هي تلك القصيدة؟ وما موضوعها؟ ومن قائلها؟ وما قيل عنها؟ ومن ردّ عليها نظماً أو نثراً؟ وأسئلة أخرى تقع في الخلد نسعى لإيجاد جواب شاف لها في بحثنا هذا ، فدونكه :

أولاً - القصيدة(1) :

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكل دقيق حار من دونه الفكر

لقد حار منّي الفكر بالقائم الذي

تنازع فيه الناس واشتبه الأمر

فمن قائل في القشر لبّ وجوده

ومن قائل قد ذبَّ عن لبّه القشر

وأوّل هذين اللّذَين تقرّرا

به العقل يقضي والعيان ولا نكر

وكيف وهذا الوقت داع لمثله

ففيه توالى الظلم وانتشر الشرّ

وما هو إلا ناشر العدل والهدى

فلو كان موجوداً لما وجد الجور

وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى

فذاك لعمري لا يجوّزه الحِجْر(2)

ولا النقل كلاّ إذ تيقّن أنّه

إلى وقت عيسى يستطيل له العُمر

وأن ليس بين الناس مَن هو قادر

على قتله وهو المؤيّده النصر

وأن جميع الأرض ترجع ملكه

ويملؤها قسطاً ويرتفع المكر

وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفى

فذلك قول عن معايب يفتر).

ص: 57


1- ولقد التبس أمرها على بعض الأفاضل فتصوّر أنّها - أي البغدادية - هي التي ذكرها ابن حجر في الصواعق والتي مطلعها : (ما آن للسرداب أن يلد الذي) ، فليلاحظ. (ينظر : استخراج المرام : 1/ 204).
2- الحجر : العقل. (لسان العرب : 4/ 170).

فهلاّ بدا بين الورى متحمّلا

مشقّة نصح الخلق من دأبه الصبر

ومن عيب هذا القول لا شكّ أنّه

يؤول إلى جبن الإمام وينجرّ

وحاشاه من(1) جبن ولكن هو

الذي

غدا يختشيه من حوى البرُّ والبحر

(ويرهب منه الباسلون جميعهم

وتعنو له حتّى المثقّفة السمر)(2)

على أنّ هذا القول غير مسلّم

ولا يرتضيه العبد كلاّ ولا الحرُّ

ففي الهند أبدى المهدويّة كاذب

وما ناله قتل ولا ناله ضرُّ

وإن قيل هذا الاختفاء بأمر من

له الأمر في الأكوان والحمد والشكر

فذلك أدهى الداهيات ولم يقل

به أحد إلاّ أخو السفه الغمر(3)

أيعجز ربّ الخلق عن نصر حزبه

على غيرهم كلاّ فهذا هو الكفر

فحتّى مَ هذا الإختفاء وقد مضى

من الدهر آلاف وذاك له ذِكر

وما أسعد السرداب في سرّ من رأى

له الفضل عن أمّ القرى وله فخر

فيا للأعاجيب التي مِن عجيبها

أن اتخذ السرداب برجاً له البدر

(فيا علماء المسلمين فجاوبوا

بحقّ ومن ربِّ الورى لكم الأجر)

(وغوصوا لنيل البدر أبحر علمكم

فمنها لنا لا زال يستخرج الدرُّ)(4)

ثانياً - موضوع القصيدة :

لا يخفى على القارئ ما تضمّنته هذه الأبيات التي قوامها (22) بيتاً - ن.

ص: 58


1- في السرّ المكنون : (عن).
2- الأبيات التي بين الأقواس من القصيدة المذكورة أعلاه أوردها السيّد البراقي رحمه الله في كتابه (السرّ المكنون) ص157 (مخطوط) ، والعلاّمة السيّد الصادق من آل بحر العلوم في كتابه (الصولة العلوية) زيادة عمّا وجدناه. والمثقّفة السمر : أي الرماح. (ينظر : مغني اللبيب : 2/ 427).
3- الغمر : منهمك الباطل. (العين 4/ 416).
4- وردت القصيدة في : كشف الأستار ، والصولة العلوية ، والسرّ المكنون.

وبرواية السيّد البراقي رحمه الله والسيّد محمّد صادق آل بحر العلوم رحمه الله (25) بيتاً - والمرسلة إلى علماء النجف الأشرف في حينها(1) من إنكار وجود الإمام المهدي - عجّل الله فرجه - الذي بشّر بظهوره رسول الخلق صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله : «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً منّي ... الحديث»(2) ، والذي فاح شذى عبقات ذكره في 2.

ص: 59


1- نصّ على ذلك - إرسالها لعلماء النجف الأشرف أو ورودها عليهم - عدّة من المعاصرين في تلك الحقبة وهم كلّ من : السيّد البراقي (ت1332ه) في كتابه (السرّ المكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ص 155 (مخطوط) ، والسيّد الأمين رحمه الله(1371ه) في مقدّمة كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) ، والشيخ محمّدالحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله(ت 1373ه) في كتابه (عقود حياتي) ص 10 (المخطوط) ، وفي صدر قصيدته التي هي ردّ على هذه القصيدة ، وشيخ الباحثين الشيخ أغا بزرك الطهراني رحمه الله(ت1389ه) في كتابه (الذريعة) في مواضع عدّة ، كما قال الشيخ النوري رحمه الله(ت 1320ه) في مقدمة كشفه عن ذلك ما نصّه : «ولكن حملت إليناألسنة الرواة في هذه الأوقات قصيدة فريدة نظمها بعض علماء دار السلام ومدينة الإسلام ، استغرب الناظم لها اختفاءه عليه السلام ولم يعلم أنّ له أسوة بالأنبياءوالمرسلين ، واستبعد إلى هذه الأيام بقاءه وغفل عن قدرة ربّ العالمين ، وزعم أنّ هذه الأيّام أوان خروجه؛ لانتشار الشرِّ وكثرة الجور ، وأخطأ سهمه الغرض» (عن مقدّمة كتاب كشف الأستار) ، وقال السيّد البراقي رحمه اللهعن ذلك ، بما نصّه : «وأرسلها - الناظم - إلى بلد الكاظم عليه السلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسدالله ، فلمّا وصلت إلى الشيخ غلّفها وأرسلها إلى النجف الأشرف إلى أخيه الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله ، فجاء بها الشيخ مهدي وعرضها على جناب الشيخ محمّد طه نجف ، فأمر الشيخ بجوابه فأجابوه العلماء الفضلاء الآباء بقصائد عديدة» (السرّ المكنون(مخطوط) : 155). (وينظر عن هذا الأمر : أعيان الشيعة : 6/ 143 ، البرهان : 9 ، عقود حياتي (مخطوط) : 911 ، الذريعة 1 : 475 رقم 2346 ، 3 : 91 رقم 287 ، 10 : 218 رقم 622).
2- سنن أبي داود 2 : 309 ح 4282.

أسفار أبناء العامّة ، وأبياتها التي أنكرت ذلك فرضت الحقّ على علمائناالأعلام أن يردّوا عليها بما يشفي الغليل نثراً ونظماً بأدلّة نقلية وعقلية ، اعتقاداً منهم للذبّ عن عقائد الإسلام وأهله.

ثالثاً - من هو ناظمها؟

ولما حملته القصيدة من موضوع مثير للجدل اختلف في ناظمها من هو؟ فبين من صرّح بنسبتها لمجهول من أحد أبناء العامّة ، أو لأحد علماء بغداددون ذكر اسم له(1) ، أو لأحد من شعرائها(2) ، أو لأحد الآلوسيّين(3) ، أو لابن الآلوسي(4) ، وتارة لمعلوم مسمّى وقع بين ثلاثة وهم : جميل صدقي الزهاوي (1279- 1354ه)(5) ، ومعروف الرصافي(1294 - 3.

ص: 60


1- ذكر ذلك الشيخ النوري رحمه الله ، وينظر أيضا : موسوعة الشيخ البلاغي 8 : 90 ، كما صرّح الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله في صدر قصيدته بنسبتها إلى بعض جماعة دار السلام ، وفي (عقود حياتي) كما سيأتي قال رحمه الله : لبعض العامة من طلبة بغداد.
2- ذكر ذلك الخاقاني في شعراء الغري 2 / 443.
3- ذكر ذلك السيّد أحمد ابن السيّد رضا الموسوي الهندي في صدر قصيدة والده رحمه اللهفي الردّ على القصيدة البغدادية والتي أسماها (القصيدة الصاحبية) ، والمطبوعة مع القصيدة الكوثرية في النجف الأشرف سنة1369ه. وكذا تبعه السيّد عبد الصاحب الموسوي في تحقيقه لديوان السيّد رضا الموسوي الهندي : 26.
4- ذكر ذلك الشيخ الطهراني في الذريعة : 15/1 رقم 5.
5- ذكر ذلك السيّد حسين البراقي (ت 1332ه) في كتابه المخطوط (السرّ المكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ، إذ قال ما نصّه : «كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد ويدّعي أنّه مطّلع على السير والأخبار بل بكلِّ العلوم ، ويدّعي أنّه من الظرفاءالأدباء ، وكان منكراً لصاحب الزمان عليه السلام ، وإنّه غير مولود ولا موجود ، وإنّه سيولد بعد هذا إن كان حقّاً» (السرّ المكنون (مخطوط) : 155 ، وينظر ترجمة الزهاوي في : الأعلام 2/173.

1364ه)(1) ، وأبو الثناء محمود شكري الآلوسي(1273 - 1342ه)(2). 2.

ص: 61


1- ذكر ذلك الشيخ محمّد السماوي (ت 1370ه) في كتابه (الطليعة) ج1 ص 194 رقم 46ضمن ترجمة الشيخ البلاغي ، وقال الأستاذ محمّد عبّاس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي) ص19 عن ذلك ما نصّه : «وفي حديث لي مع الأستاذ السيّد جواد نجل الحجّة الأكبر السيّد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في مكتبته - مكتبة الجوادين العامّة - في مدينة الكاظمية ذكر لي حكاية مفادها : إنّ أباالثناء الآلوسي زار والده عام 1922م حينما كان وزيراً للمعارف ، وعاتبه السيّد هبة الدين على القصيدة المذكورة المنسوبة إليه ، فأبدى إنكاره لها ، وقال : بأنّ معروف الرصافي هوالذي نظمها ، والله العالم بصدق الإنكار» ، وينظر ترجمة الرصافي في الأعلام 7/ 268.
2- ذكر ذلك الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره في كتابه (عقود حياتي) ص 10(المخطوط) ، والسيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله في كتابه (الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية) (مخطوط) عند ترجمة الشيخ البلاغي رحمه الله ، والشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (حياة الإمام المهدي عليه السلام) : 246 رقم 5 عند تعداد المنكرين للإمام (عج) ، والسيد إبراهيم اللوساني في تحقيقه لكتاب (نور الأفهام) 2 : 130 ، والأستاذمحمّد عباس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي) ص18 ، وممّا يؤيّد أنّ الناظم لها هو محمود شكري الآلوسي ملخص ومعرب (التحفة الاثنا عشرية) المسمّى ب- : (المنحة الإلهية) [ينظر : المسك الأذفر ج1 ص 64 عندتعداد أسماء مؤلّفاته] وما ذكره مؤلّف الكتاب - الشيخ النوري رحمه الله - في خاتمة كشفه إذقال ما نصّه : «ولكن حدثَ في بعض الأيام بعض الحوادث من علماء دار السلام ، فصنّف بعضهم رسالة فيها بعض المطالب المثيرة للفتن آخذاً من كتاب (التحفة الاثناعشريّة) للمولوىّ عبد العزيز شاه الدهلوىّ الذي هو ترجمة كتاب (الصواعق) لملاّنصر الله الكابلىّ ، وتعرّض لردِّه علماء الإماميّة بالهند في أزيد من أربعين مجلّداً ، وأودع فيها مناكير توجب تجديد العداوة واختلاف الكلمة ، وظنّ أنّها مطالب جديدة عثر عليها فطبعها ونشرها ، ولولا خوف زيادة الاختلاف لتعرّض معاصروه لتوضيح هفواتها ، ثمّ أردفها الناظم بهذه [بنظم هذه - ظ] القصيدة التي هجا فيهاالإماميّة بألطف عبارة مع أنّك قد عرفت أنّ القول بولادة المهدىّ عليه السلام وأنّه الحجّة بن الحسن عليه السلام لا ينافي الأخذ بمذهب أهل السُنّة والجماعة؛ولذا قال به جماعة من أعيان علمائهم ، فلا شناعة توجب الذم والاستهزاء ، وهذا يوهم أن يكون المقصد الأصلىّ إثارة الفتنة والغوغاء وتطميع الأعداء نعوذ بالله تعالى من سوء السريرةواحتقار هذه الموبقة الكبيرة» ، كما تؤيّده الرسائل التي أرسلها الآلوسي إلى شيخ الشريعة الإصفهاني بواسطة رجل من أهل بغداد والتي أنكر فيها الإمام المهدي(عج)وتلك الرسائل وأجوبتها موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ورقمها 2676 ، وينظر ترجمة محمود الآلوسي في الأعلام : 7/ 172.

رابعاً - حول القصيدة :

ألقت هذه القصيدة بظلالها على الأوساط العلمية في النجف الأشرف ، وتلقاها العلماء بالنقد والرد ، وصدر عن بعض المعاصرين لحدث وصولها كلام حولها ، سنورده في دراستنا هذه فدونكه :

أ - قال السيد حسين البراقي رحمه الله (ت 1332ه) في كتابه المخطوط (السرّالمكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ، ما نصّه : «... وينبذون أمرالله وراءهم ، فانظروا من تناقض ذلك ما بين أن يحصروا وقت ظهوره ومابين أن ينكروه بالمرّة وإنّه غير موجود ، وذلك كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد ويدّعي أنّه مطّلع على السير والأخبار ، بل بكلّ العلوم ، ويدّعي أنّه من الظرفاء الأدباء ، وكان منكراً لصاحب الزمان عليه السلام وإنّه غير مولود ولا موجود ، وإنّه سيولد بعد هذا إن كان حقّاً ، وإنّه في شهر ربيع الثاني سنة سبع عشرة بعد الثلاثمائة والألف أنشأ قصيدة تهكّماً منه على عقولنا وتعجّباً منه على اعتقاداتنا من حيث إنّه ثابت العزيمة وغيره - وهو نحن - خاطئون وفي عشواء الضلالة تائهون لأنّنا باعتقادنا ضالّون مضلّون ، وهو ممّن على زعمه قابضون على الدين ، فأنشأ قصيدته وأرسلها إلى بلدالكاظم عليه السلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله ، فلمّا وصلت إلى الشيخ غلّفها وأرسلها إلى

ص: 62

النجف الأشرف إلى أخيه الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله ، فجاء بها الشيخ مهدي وعرضها على جناب الشيخ محمّد طه نجف ، فأمر الشيخ بجوابه ، فأجابوه العلماء الفضلاء الآباء بقصائد عديدة إذا ذكرناها طال المقام ، فكان ممّاكُتب وأُرسل وهو شعر :

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر

...إلخ(1).

ب - قال السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله (1371ه) في كتابه (أعيان الشيعة) ج1 ص 137 ، ما نصّه : «والسيّد علي ابن عمّنا السيّد محمود له أرجوزة كبيرة في ردّ أبيات البغدادي الرائية في المهدي عليه السلام تتضمّن كثيراً من مباحث علم الكلام. ولجماعة من فضلاء العصر في ردّ الأبيات المذكورة عدّة قصائد لو جُمعت لكانت كتاباً في الكلام. فممّن نظم في ذلك الشيخ محمّد حسين آل صاحب كشف الغطاء ، والشيخ جواد البلاغي النجفي ، والسيّد رضا ابن السيّد محمّد الهندي النجفي ، والشيخ رشيد العاملي الزبديني ، والفقير مؤلّف هذا الكتاب نظم قصيدة طويلة وشرحها وسمّى المجموع بالبرهان مطبوع).

ج - قال الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله (ت 1373ه) في كتابه العبقات العنبرية (الجزء المخطوط) عند ترجمة أستاذه الشيخ النوري رحمه الله ، ما نصّه : «ووردت في هذه الأيّام إلى النجف أبيات شعر لبعض العامّة من طلبة بغداد يذكر فيها أمر الحجّة (عج) وبطلان ما تدّعيه جماعتنا من غيبته لأمور تخيّلها ، وتخيّلات وهم استعملها ، وأوّل أبياته قوله : -.

ص: 63


1- ثمّ أوردها رحمه الله في (25) بيتاً - لم نوردها خوف التكرار والإطالة -.

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر(1)

ثمّ أخذ في هذا وأمثاله وبعثها إلى أهل الكاظمين عليه السلام ، فأجابوا ولكن لابما يشفي الغليل أو يصيب الداء الدخيل ، فبعثها بعض الفضلاء إلى النجف ، التي هي قبّة الكمال اليوم وتخت مملكة العلم والشرف ، فتصدّى للجواب فضلاؤها ممّن جمع بين فضيلتي العلم والأدب ، وأخذ من الكمالات بأوفى نصيب وأعظم سبب ، فأجابوا وأطابوا ورموا الغرض فأصابوا ، حتّى بلغ مجموع ما قيل في النجف للجواب عنها ألفي بيت أو أكثر ، فعلمت جزماً أنّ هناك أموراً لم تذكر ، ومطالب في الردّ عليهم هي أقصى عن أذهان سائر الفضلاء وباعهم عنها أقصر ، وإن كان ما جاؤوا به كافياًفي الجواب ، غير مائل عن خطّة الحقّ والصواب ، ولكن قلت أعط القوس باريها ، فلا يخطي مراميها ، فعرضتها عليه دام ظلّه العالي ، فكتب في الجواب عنها رسالة فائقة على كلّ ما كُتب في أمر الغيبة إلى الآن وسمّاها كشف الأستار عن وجه غيبة الإمام عن الأنظار ، وذكر في أوّلها أربعين رجلاً من أعاظم علمائهم قائلاً بمقالتنا وأنّه عليه السلام مولود ، وبين ظهراني الخلق موجود ، ونقل كلماتهم الصريحة بذلك من الكتب التي أثبت من طرقهم وبشهادة علماء رجالهم أنّها لهم ، ثمّ أجاب عن كلّ شبهة أوردها ذلك الشاعر حلاًّ ونقضاً وحفظاً على قاعدة تطابق الجواب مع السؤال ، نظمتُ تلك الرسالة على الوزن والقافية من أبياته وأدرجتُ فيها جميع ما في الرسالة فبلغت الثلثمائة بيت ، وجعلنا أكثرها في ظهر الكتاب المذكور كالتكملة له وأوّل قصيدتنا : ة.

ص: 64


1- ثمّ أورد رحمه الله (3) أبيات بعد هذا البيت لم نوردها خوف التكرار والإطالة.

بنفسي بعيد الدار قرّبه الفكر

وأدناه من عشّاقه الشوق والذكر

تستّر لكن قد تجلّى بنوره

فلا حجبٌ تخفيه عنهم ولا ستر

إلى أن تخلّصنا إلى المقصود ، بفيض واهب الوجود والجود بقولنا :

فيا بأبي لُح للبرية أو فغب

فليس على علياك من غيبة ضرّ

فشمس الضحى والبدر نوراهما هُما

وإن غربت أو غُيب الشمس والبدر

ولا نُكر إن لاحت ولم يرَ ضوءها

أخو نظر لكن على عينه النُكُر

ولابأس ممن جاء يسأل قائلا

(أيا علماء العصر يامن لهم خبر)

والحاصل أنّه دام علاه بتوفيق الله وتسديد الحجّة (عج) أقام على المعاندين أوضح برهان وأصحّ حجّة ومن أراد أن يحصل له الإيمان والاعتقادالراسخ في هذا الباب ، بحيث لا يبقى له في هذا الأمر شكٌّ ولا ارتياب ، فليكثر من مراجعة هذا الكتاب ، فإنّ فيه الغاية والكفاية لذوي الألباب ، وهذا من حسن باطن مؤلّفه الذي هو مع ما عرفت في العلم من أمره أعبد وأتقى أهل دهره».

د - وقال رحمه الله أيضاً في كتابه عقود حياتي (مخطوط) ص9 - 11 ، ما نصّه : «.... ولمّا وردت إلى النجف قصيدة شكري أفندي الآلوسي التي يعترض فيها على غيبة الإمام المنتظر سلام الله عليه وعلى أبائه والتي يقول في أوّلها :

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر(1)

ثمّ يرجّح القول الأوّل ويبدي الإشكالات على الثاني ، وقد نهض للجواب عنها جماعة من شعراء أهل العلم والأدب في النجف بقصائد ة.

ص: 65


1- ثمّ أورد رحمه الله بيتين بعد هذا البيت لم نوردها خوف التكرار والإطالة.

مطوّلة.

فعرضت القصيدة على أستاذنا النوري ، فكتب رسالة بديعة أسماها : (كشف الأستار عن وجه غيبة الإمام الغائب عن الأنظار) وذكر نصوص جماعة من كبراء علماء السنّة صرّحوا بوجوده ، ودحض تلك الشبهة بأقوى حجّة ، فنظمت جميع تلك الرسالة بقصيدة تناهز الثلاثمائة بيت في مطلعها براعة الاستهلال :

بنفسي بعيد الدار قرّبه الفكر

وأدناه من عشّاقه الشوق والذكر

وقد طُبعت مع الرسالة غير مرّة».

ه- - وقال رحمه الله في نظمه لكتاب كشف الأستار ، ما نصّه : «... أنّه وردت إلينا في هذه الأيّام قصيدة من بعض جماعة دار السلام ، ولكنّها يتيمة ، وإن كانت في سوق الشعراء مالها قيمة ، يسأل فيها عن أمور الحجّة المنتظر والإمام الثاني عشر ، وتصدّى شعراء العصر للجواب عنها ، ولكنّهم لم يبلغوا حقيقته وإن أجادوا ، وما أصابوا الغرض وإن أحسنوا بما جاؤوا به وأفادوا.

فقلت في نفسي : أعطِ القوس باريها فلا يخطي مراميها ، فعرضتها على علاّمة الفقهاء والمحدّثين ، جامع أخبار الأئمّة الطاهرين ، حائز علوم الأوّلين والآخرين ، حجّة الله على اليقين ، من عقمت النساء عن أن تلد مثله ، وتقاعست أساطين الفضلاء ، فلا يداني أحد فضله ونبله ، التقيّ الأوّاه المعجب ملائكة السماء بتقواه ، من لو تجلّى الله لخلقه لقال هذا نوري مولاناثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين النوري أدام الله تعالى وجوده الشريف وحفظ سورة بقائه المبارك من التنقيص والتحريف.

فكتب أيّده الله تعالى رسالة أبهرت العقول والألباب ولم يأت أحد

ص: 66

بمثلها في هذا الباب ، وحيث إنّ السؤال كان نظماً أحببت أن يكون الجواب طبق السؤال ، فنظمتها على الوزن والقافية على تشتّت البال ، وجعلتها خدمة لإمامنا الحجّة ولنوّابه الأعلام ...».

خامساً - الردود عليها :

وقد انبرى لها أعلامنا الأعلام - أنار الله برهانهم - بأقلامهم ، فكتبوا في ردّها نظماً ونثراً ، فارتأينا ذكرهم تباعاً وبحسب التسلسل الألفبائي ، فممّن ردّها - وبحسب استقصائنا - :

أ - الشيخ محمّد باقر الهمداني البهاري رحمه الله (ت ق14) : له ردٌّ عليها وردبعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(1).

ب - العلاّمة الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله (ت 1373 ه) : له ردّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(2) ، وهو نظم لكتاب كشف الأستار ، وتتكوّن قصيدته من (240) بيتاً ، ونسخة الأصل موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ، وزاد عليها رحمه الله بيتين موجودة بهامش الطبعة الحجرية من كشف الأستار الموجودة في مكتبته ، وقد قدّم لها السيّد ظ.

ص: 67


1- الذريعة : 10/ 218 رقم 622 بتصرّف.
2- الذريعة : 10/218 ، ووردت فيها بعنوانين هما : الأوّل : (نظم كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار) (الذريعة : 24/222 رقم 1150). والثاني : (قصيدة الردّ على منكري الحجّة) في الذريعة : 17/ 117 رقم 624 ، ولقّبه عند ذكرها بشيخ العراقين والمشهور أنّ هذا اللقب هو للشيخ عبد الرضا بن عبد الحسين آل كاشف الغطاءصاحب كتاب (الباب الذهبي) و (مجلّة الغريّ) ، كما قرأت في كتاب (عقود حياتي)للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره المخطوط في صفحة (7) منه : أنّ - عمّ المؤلّف - الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء كان يُلقّب به أيضاً ، فلاحظ.

محمّد مهدي ابن السيّد إسماعيل ابن السيّد صدر الدين الموسوي (ت 1358ه) في نسخة العلاّمة الشبستري رحمه الله وطُبع تقديمه هذا في الطبعة الحجرية.

وطُبعت القصيدة في ملحق (كشف الأستار) بطبعاته المتعدّدة ، وفي كتاب (تنبيه الغافلات)(1) ، وفي كتاب (إلزام الناصب) ، وفي (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي) ، وقد شرح هذه القصيدة شرحاً وافياً السيّدمحمّد صادق بحر العلوم (ت 1399ه) أسماه (الصولة العلوية على القصيدة البغدادية)(2) ، وأوّل قصيدته وآخرها :

بِنَفْسِيْ بَعِيْدَ الدّار ِقَرَّبَهُ الفِكْرُ

وأَدْنَاهُ مِنْ عُشَّاقِهِ الشَّوْقُ والذِّكْرُ

وآخرها :

وَلاَ بَرِحَتْ أَعْداؤُكُمْ في مَهَانَة

يُعَاجِلُها خِزْيٌ وَيَعْقُبُها خُْسرُ

ج - العلامة الشيخ محمّد جواد ابن الشيخ حسن بن طالب البلاغي (ت1352ه) : له رد عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، وتتكوّن قصيدته من (110) أبيات ، وطُبعت في سنة 1343ه- مع بعض قصائده ملحقة بكتابه العقود المفصّلة في سنة 1343ه- ، وفي شعراء الغريّ : 2/443 ، وفي ملحق كشف الأستار الطبعة الثانية ، وفي موسوعة الشيخ البلاغي : (8/90100)(3) ، وأوّل قصيدته وآخرها : ف.

ص: 68


1- تنبيه الغافلات للسيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي ، طُبع في إيران سنة 1322ه.(ينظر : الذريعة : 4/ 444 رقم 1979).
2- تاريخ إنهاء هذه الرسالة سنة 1359 ه- ، علماً أنّها لم تُذكر في كتاب (الذريعة) فهي ممّايستدرك عليه ، وقد وفّقني الله للسّعي في نشر هذه الرسالة بتحقيق وحدة التحقيق في مكتبة الروضة العبّاسيّة المقدّسة ، وسترى النور قريباً.
3- الذريعة : 9 ق1/140 رقم 882 ، و10/ 218 رقم 623 بتصرف.

أَطَعْتَ الهَوَىْ فِيْهِمْ وَعاصَانِيَ الصَّبْرُ

فَهَا أنَا مَالِيْ فِيْهِ نَهْيٌ وَلا أَمْرُ

وآخرها :

تَبِعْنا هُدَى الهادِيْ فَأَبْلَغَنا المَدَىْ

بِنُوْرِ الهُدَى وَالحَمْدُ للهِ وَالشُّكْرُ

د - الشيخ رشيد بن قاسم أقعون الزبديني(1) العاملي المتوفّى بالنجف سنة (1317ه) ، له ردٌّ عليها وردّ بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(2).

ه- - السيّد رضا ابن السيّد محمّد الموسوي الهندي (ت 1362 ه) : له ردٌّعليها ورد بعنوان : (القصيدة الصاحبيّة)(3) ، كما سمّي باسم : (الردّ على القصيدة البغدادية)(4) وتتكوّن قصيدته من (107) أبيات ، وهي مطبوعة مكرّراًمع الكوثرية في النجف سنة 1349ه- ، وفي ديوانه ، وفي كتاب (السرّ المكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) للسيّد البراقي رحمه الله بزيادة بيت واحد ، وأورد البراقي رحمه الله للقصيدة صدراً لم يرد في المطبوع من ديوانه ؛ فلذاأحببت إيراده هنا ليستدرك به على الديوان ، ونصّ ما ذكره : «... فكان ممّن أجابه - ونختصر عليه - العالم الأديب السيّد رضا ابن السيّد محمّد الهندي .... قال السيّد مجيباً : بسم الله تعالى الحمد لله الذي غاب 5.

ص: 69


1- في الذريعة : (الزيني) وهو من التصحيف ، ونسبته إلى (زبدين) قرية معروفة بغوطة دمشق وأيضاً قرية من قرى جبل عامل.
2- الذريعة : 10/ 218 رقم 624 بتصرّف ، أعيان الشيعة : 7/ 5 رقم 4 ، وقال الطهراني رحمه الله فيمايتعلّق به ، ما نصّه : (قال سيّدنا في التكملة : رأيتها) ، وقال عنها السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله في خاتمة كتابه (الصولة العلوية) ، ما نصّه : «ولم أظفر بالقصيدة بالرغم من كثرة التفحّص والتنقيب عنها أيّام سفري إلى سوريا ولبنان سنة 1353ه- ، وقد مكثنا في تلك البلاد زهاء عامين».
3- الذريعة : 15/ 1 رقم 5.
4- الذريعة : 10/ 218 رقم 625.

عن ظلم الوهم في حجب الأنوار ، فشهدته العقول بما له من الآثار ، وصلّى الله على رسولهونبيّه وأمين وحيه وصفيّه محمّد سيّد البشر وآله الميامين الغرر ، وخلفائه الأثني عشر المختومين بسميّه المنتظر عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره المقتبسين من أشعّة أنواره ، وخلّد الله دولة أمير المؤمنين الواجب الطاعة على المسلمين ، وسيف الله المنتقم من أعدائه الكافرين السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان الغازي عبد الحميد خان ، لازالت قلوب أعدائه كراياته خافقة ، وما برحت ألسنة الدهر بحمده ناطقة ، هذا وبعد فقد وردت إلينا قصيدة غريبة ماهي من الدهر بأوّل عجيبة ، تُعرب عن براعة ناظمها وسعة باعه وكثرة وقوفه على التواريخ واطّلاعه وتبحّره في العلوم وإمتاعه ، حيث أبتدأها ب- : «أيا علماء العصر ...» ، فتحاما عن جوابها علماء العصر ، ووكلوا أمرها إلى أدباء المصر ؛ لأنّ جواب مثلها لا يليق بالعلماء الجهابذة ، بل يكفيهم إيّاه أقلّ التلامذة ، فأجابوا وأجبت وانتدبوا وانتدبت ، وأنا أقلّ الصناعة بضاعة ، وأعياهم في حلبة اليراعة براعة ، فقلت :

يُمَثِّلُكَ الشَّوْقُ المبرِّحُ وَالفِكْرُ

فلاَ حُجُبٌ تَخْفِيْكَ عَنِّي وَلاَ سِتْرُ

....إلخ(1) ، وأخرها :

وإن عاد إشكال فعُدْ قائلاً لنا :

(أيا علماء العصر يا من لهم خُبْرُ)

و - الشيخ عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي المعروف بالهمداني من بيت شليلة في بغداد (ت1333) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على ع.

ص: 70


1- ثم أورد السيّد البراقي رحمه الله في كتابه السرّ المكنون تمام القصيدة وقوامها فيه (108) أبيات بزيادة بيت واحد عن الديوان المطبوع.

القصيدة البغدادية(1).

ز - العلاّمة السيّد علي بن محمود الأمين الحسيني الشقرائي العاملي (1276 - 1328ه) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، أرجوزة مرتّبة على مقدّمتين وسبعة فصول وخاتمة ، أوّلها :

يقول راجي عفو ربِّه الحفي

سلالة الأمين عبده العلي

... إلى تمام مائة وتسعة عشر بيتاً(2).

ح - العلامة السيّد محسن ابن السيّد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق (ت1371ه) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، نظمه يوم كان في النجف الأشرف ، وهي تتكوّن من (311) بيتاً ، وطُبعت القصيدة في كتابه (الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم) ص 276 -296 ، وفي ملحق (كشف الأستار) الطبعة الثانية ، كما طُبعت مع شرحها الذي أسماه (البرهان على وجود صاحب الزمان عليه السلام) في صيدا سنة 1333 في(108) صفحة ، وقد فرغ من شرحها سنة 1328ه- ، وأُعيد طبعه بالأوفست سنة 1399ه- باهتمام مكتبة نينوى الحديثة ، كما طبع في مطبعة العرفان في صيدا مرّة أخرى سنة 1346ه- ، وطُبع أخيراً سنة 1429ه- محقّقاً في مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي عليه السلام في النجف الأشرف في (180) صفحة(3) ، وأوّل القصيدة : 8.

ص: 71


1- الذريعة : 1/ 475 رقم 2346 ، و10/ 219 رقم 627 بتصرّف.
2- الذريعة : 10/ 219 رقم 626 ، وقد انتقلت كتبه رحمه الله في حياته إلى مكتبة الشيخ محمّدالحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله علماً أنّي استقصيت البحث عن ردّه هذا فيها فلم أجده ، ولا يعني عدم عثوري عليه إنكار أصله.

نأوا وبقلبي من فراقهم جمر

وفي الخدّ من دمعي لبينهم غمر

وآخرها :

بمدحكم ازدانت وحلِّي جيدها

ومن ذكركم قد راح يحسدها العطر

وقال ناظم هذا الردّ - السيّد الأمين - عند ترجمته للسيّد حسّون البراقي في أعيانه ، ما نصّه : «... وكان اجتماعي به في الصحن الشريف أيّام إقامتي بالنجف ؛ لطلب العلم جاء يسألني عن قصيدتي الرائية في جواب أبيات البغدادي في حقّ المهدي صاحب الزمان عليه السلام ؛ ليدون ذلك في تاريخه فأعطيته إيّاها ثمّ أعادها إلىّ ، ولا شكّ أنّه دوّن باقي القصائد التي قيلت في هذا المعنى في ذلك العصر وهو يدلّ على مزيد اعتنائه بضبط الحوادث»(1).

هذا وقد ذكر آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي (مدّ ظلّه) في كتابه (مجموعة الرسائل) ج 2 ص 214 : «إنّ للشيخ جعفر النقدي نظماً في ردّهذه القصيدة» ، ولم أر من ذكر هذا غيره.

وأمّا من ردّها نثراً ، فهو :

العلاّمة الشيخ حسين بن محمّد تقي النوري (ت 1320ه) بالكتاب المسمّى ب- : (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)(2).

هذا وقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني رحمه الله (ت1389ه) في كتابه (الذريعة) ج14 ص248 رقم 2421 ، ما نصّه : «الشهاب الثاقب في الردّ على مالفقه العاقب (شكري أفندي البغدادي) للسيّد العلامة السيّد محمّد 9.

ص: 72


1- أعيان الشيعة : 5/ 418.
2- الذريعة : 18/ 11 رقم 429.

باقر - الملقّب بالحجّة - ابن الميرزا أبي القاسم ابن السيّد حسين ابن العلاّمة السيّدمحمّد المجاهد ابن صاحب الرياض الطباطبائي الحائري المتوفّى في الحادي عشر من رجب سنة 1331ه- ، وهي أرجوزة لطيفة في الإمامة أوّلها :

قال الشريف الفاطمي أحمد

أبدأ بسم الله ثم أحمد

جعلها الناظم باسم غيره لبعض المصالح ، تقرب من خمسمائة بيت ، وقدطُبعت مع الهائية الأزرية عام 1318 ه- ، وعليها تقريظات نثراً ونظماً ، وتشطيرها أيضاً يُسمّى بالشهاب الثاقب» ، انتهى كلامه ، ولم يخصّص الشيخ الطهراني رحمه الله الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها ، علماً أنّي لم أقف على كتاب الشهاب الثاقب.

وقد ذكر أيضاً الشيخ جعفر محبوبة رحمه الله في كتابه (ماضي النجف وحاضرها) ج 3 ص 223 : «إنّ للشيخ هاشم بن حسن بن ناصر العاملي الكاظمي رسالة ردّ بها على محمود شكري الآلوسي» ولم يخصّص محبوبة رحمه الله أيضاً الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها.

وقد ذكر أيضاً الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه الله في (مجاميعه الرجالية) : «إنّ للسيّد هاشم ابن السيّد محمّد القزويني الحائري (1327ه) ردّ ابن الآلوسي في (8000)(1) بيت» ولم يخصّص الشيخ الأوردبادي رحمه الله أيضاً الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها.

شكر وتقدير :

بعد إتمام هذه الدراسة المتواضعة أرى من الواجب علىّ أن أمدّ يدىّ بالدعاء إلى سماحة الشيخ نصير الدين كاشف الغطاء - حفظه الله - الذي ت.

ص: 73


1- ولعلّها تصحيف : (800) بيت.

أعانني على نشرها في مجلّتنا الغرّاء (تراثنا) سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يوفّقه للتواصل بالجهود المشكورة لنشر تراثنا الخالد ... والحمد لله ربّ العالمين.

أحمد علي مجيد الحلّي

النجف الأشرف.

23 شعبان 1431ه-

ص: 74

المصادر

1 - استخراج المرام : للسيّد علي الميلاني ، قم المقدّسة.

2 - الأعلام : لخير الدين الزركلي ، دار العلم - بيروت ، ط5 - 1980م.

3 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي ، دار التعارف - بيروت.

4 - الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي : لعبّاس محمّد الدراجي ، النجف الأشرف.

5 - البرهان : للسيّد محسن الأمين العاملي ، مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام ، النجف الأشرف.

6 - الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية : للسيّد محمّد صادق بحر العلوم (ت 1399ه) ، مخطوط في مكتبة العلمين.

7 - ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي : للسيّد رضا الموسوي الهندي (ت1362ه) ، جمع السيّد موسى الموسوي ، دار الأضواء - بيروت ، 1408ه.

8 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (1389ه) ، دار الأضواء - بيروت ، ط2.

9 - السرّ المكنون في وقت الغائب المصون : للسيّد حسين بن أحمد البراقي (ت 1332ه) ، مخطوط في مكتبة الإمام كاشف الغطاء قدس سره.

10 - سنن أبي داود : لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275ه) ، تحقيق سعيد محمّد اللحّام ، دار الفكر - بيروت.

ص: 75

11 - شعراء الغريّ : لعلي الخاقاني ، النجف الأشرف.

12 - الصولة العلوية : للسيّد محمّد صادق بحر العلوم (ت1399ه) ، مخطوط في مكتبة العلمين.

13 - الطليعة : للشيخ محمّد السماوي ، تحقيق كامل سلمان الجبوري ، بيروت.

14 - عقود حياتي : للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، مخطوط في مكتبة المؤلّف قدس سره.

15 - العين : للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175ه) ، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي ، ط2 ، دار الهجرة - إيران.

16 - القصيدة الكوثرية : للسيّد رضا الموسوي الهندي (ت 1362ه) ، النجف الأشرف.

17 - كشف الأستار : للشيخ محمّد حسين النوري (ت 1320) ، تقديم السيّد علي الميلاني ، نينوى - طهران.

18 - لسان العرب : لابن منظور ، أدب الحوزة ، 1405 ه.

19 - ماضي النجف وحاضرها : للشيخ جعفر محبوبة ، دار الأضواء - بيروت.

20 - المجاميع الرجالية : للشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه الله ، مخطوط.

21 - مجموعة الرسائل : للشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني.

22 - مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : لعبد الله بن يوسف ابن هشام الأنصاري (ت761ه) ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد ، مكتبة المرعشي ، قم - 1404ه.

ص: 76

الملاّ علي بن فايز رائد الرثاء الحسيني الخالد 1245 - 1322ه

السيّد هاشم بن السيّد محمّد الشخص

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل البدء :

لا يخفى أنّ دراسة التاريخ وسبر أغواره فيه الكثير من الدروس والعبر ، خصوصاً إذا كان بطل هذه الدراسة ممّن أمضى عمره وقضى حياته من أجل المبدأ والعقيدة وكان له في الحياة دور متميّز.

وتزداد الأهمّية إذا كان الرمز المعني من خدّام أهل البيت وأعلام مدرستهم عليهم السلام.

ولا شكّ أنّ (الملاّ علي بن فايز) الخطيب الشهير والأديب العلم - الذي نعنيه بالحديث الآن - هو من أوضح المصاديق لما قلناه ، ممّن يُفترض دراسة حياتهم والاعتبار بسيرتهم.

كيف لا وهو الرمز الذي طبَّقت شهرته أرجاء بلادنا العربية ، خصوصاً

ص: 77

في الوسط الشيعي.

لقد كانت حياة (ابن فايز) رحمه الله - منذ أن اتّجه نحو خدمة سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام - حياة ملؤها العطاء والخير ، حياة تفيض بالمحبّة والولاء لأهل بيت العصمة عليهم السلام ، حياة أقلّ ما يقال عنها : إنّها جَسَّدت من خلال المنبر الحسيني الصرخة الحسينية المدوّية والعَبْرة الولائية الصادقة ، ومن خلال الأدب والشعر أعطت الثورة الحسينية زخماً جديداً ونمطاً آخر من الشعر متميّزاًفي التصوير والعاطفة.

فإلى سيرة هذا العلم المعطاء والأديب الفذّ - رغم ندرة المصادر عن حياته- في الفصول التالية :

اسمه ونسبه :

هو الملاّ علي بن فايز بن سلمان بن حسين بن عبدالله الحَجّي الأحسائي الهُفُّوفي ، المعروف ب- : (ملاّ علي بن فايز).

كان من كبار خطباء المنبر الحسيني ، وهو أيضاً من مشاهير شعراء الرثاء في أدب الطفّ وأعلامهم.

وقد وردَ اسمه في بعض المصادر هكذا : ملاّ علي بن حسن بن فايز بن فارس ، وفي مصدر آخر : ملاّ علي بن حسين بن فايز.

كما أنّ بعض المصادر نسبته إلى عائلة (الفايز) - إحدى العوائل المعروفة في مدينة (الهُفُّوف) بالأحساء - بدلاً من أسرة (الحَجّي) ، نظراً إلى أنّه يعرف ب- : (ابن فايز).

ولكن الصحيح في نسبه وأسرته هو ماذكرناه ، وعلى ذلك شواهد كثيرة من الوثائق الخطّية الموجودة عند بعض رجال أسرته.

ص: 78

أسرته :

(آل الحَجِّي) - بفتح الحاء وتشديد الجيم - أسرة أحسائية معروفة في مدينة(الهُفّوف) من القديم في (حيِّ الرّفعة الشمالية) أو ما يُسمَّى ب- : (الفريق الشمالي) ، ولاتزال بعض بيوتهم وآثارهم هناك معروفة.

ويغلب على أفراد هذه الأسرة سابقاً امتهان حياكة العبي الرجالية - وهي مهنة كانت متداولة ومعروفة لدى الكثير من الأسر الأحسائية - وكانوا متوسّطي الحال مادّياً واجتماعيّاً.

ولهذه الأسرة الكريمة امتداد إلى كلٍّ من مدينتي (الرِّياض) و (الدِّمَّام) بالسعوديَّة ، كما كان لهم هجرات سابقة - خارج المملكة - إلى كلٍّ من العراق - بمدينتي (البصرة) و (الزُّبير) - و (الكويت).

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ هناك أكثر من أسرة في الأحساء تعرف باسم (الحَجّي) بالفتح أو (الحِجِّي) بالكسر لا صلة لهم بأُسرة (الملاّ علي بن فايز).

هذا وتلتقي (أسرة الحَجِّي) - التي ينتمي إليها (بن فايز) - مع أكثر من أسرة أحسائية معروفة.

ك- (آل الغُرَيري) - الذين منهم الفاضل المقدّس الشيخ عبدالوهّاب بن سعود الغُرَيري المتوفّى سنة 1418ه- - و (العبداللطيف) و (الْبِنْ صالح) ، ويجمعهم جميعاً (أسرة الغُرَيري) التي تعدّ الأسبق والأصل للأسر الثلاث (الحَجِّي) و (العبد اللطيف) و (الْبِنْ صالح).

ومن رجالات الأسرة البارزين اليوم الأستاذ سلمان بن حسين الحَجّي (أبومحمّد) ، العضو في المجلس البلدي ب- : (محافظة الأحساء) ، وصاحب

ص: 79

كتاب (سيرة آية الله الشيخ محمّد الهاجري) و (هكذا وجدتُّهم) وغيرهما من الكتب.

إخوته :

علمنا من ذوي (الملاّ علي بن فايز) أنّ له أخاَ واحداً وأختين ، وهم :

1 - فايز بن فايز الحَجّي ، تُوفّي ولانعلم تاريخ وفاته ، وترك بنتاً واحدة فقط إسمها زهراء هي والدة الحملدار المعروف عبدالله بن علي بو قرين من أهالي قرية (بني مَعَن) بالأحساء.

2 - مريم بنت فايز الحَجِّي (أمّ هاشم) ، تزوّجت من رجل يُدعى حسين العبّود من أهالي بلدة (الجُبَيل) بالأحساء ، وكانت صاحبة (مكتب) لتعليم القرآن الكريم.

3 - فاطمة بنت فايز الحَجِّي ، الأقرب أنّها تُوفّيت ولم تتزوّج ، وهي التي عاشت مع أخيها (ملاّ علي بن فايز) وتحت رعايته.

مولده ونشأته :

وُلد في (الأحساء) في (حيِّ الرفعة الشماليَّة) بمدينة (الهُفُّوْف) حدود سنة1245ه- ، وبها نشأ وترعرع.

وبيت سكناه في (الرفعة الشمالية) ب- : (الهُفوف) لايزال موقعه موجوداً ومعروفاً إلى اليوم.

سيرته :

عاش بداية أمره في وطنه مدينة (الهُفُّوف) بالأحساء ، وقد فقد أبويه

ص: 80

وهو بعدُ في مقتبل العمر ، وكان هو الكافل لأخته الثانية فاطمة ويعيش معها في بيت واحد.

وكان يمتهن الحياكة (حياكة العبي الرجالية) لتأمين معيشته مع أخته فاطمة ، شأنه شأن معظم أفراد (أسرة الحَجِّي) حيث يغلب عليهم مهنة الحياكة ، كما أسلفنا.

وكان ل- (ملاّ علي بن فايز) صوت رقيق وجذَّاب للغاية ممّا شجَّعه أن يكون مُنَشِّداً وقارءً للأهازيج والمدائح في الأعراس وبعض المناسبات ، كما كان يُجيد سرد القَصص التاريخية بطريقة مثيرة وجذَّابة.

ومن هنا بدأت شهرة (ابن فايز رحمه الله) ، فحين عرف عنه الأتراك - أيّام الدولة العثمانية حين كانوا يحكمون الأحساء وعموم الخليج في أوائل النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري - وسمعوه يُنَشّد أُعجبوا بعذوبة صوته وحسن أدائه ، فطلبوا منه أن يأتي إلى محلّ عملهم ليُنشدَ لهم بعض الأشعار ، وبعد مدّة أصبح (بن فايز) كالموظّف لدى الحامية التركية يحضر لديهم كلِّ يوم تقريباً لإنشاد الأشعار والأهازيج.

ثمّ بعد فترة غير طويلة صدر أمرٌ من الجهات الرسمية العثمانية بنقل السرية التركية - التي يعمل معها (بن فايز) - إلى منطقة (القطيف) ، فطلبوا من (بن فايز) الانتقال معهم إلى (القطيف) ، لشدّة تعلّقهم به ، فاعتذر لهم بسبب رعايته لأخته ، فقالوا له : نعطيك لأختك مرتّباً شهريّاً مدّة وجودك معنا ، فعرض الأمر على أخته فقبلت ، فانتقل معهم إلى (القطيف).

وفي (القطيف) سمع ب- : (ابن فايز) حاكمها آنذاك (منصور بن جمعة) وشدَّه إليه حسن إنشاده للأشعار وعذوبة صوته ، فطلب من الأتراك أن يستضيفه عنده ، فاستضافه.

ص: 81

ومن هنا بدأت مرحلة جديدة ومنعطفاً هامّاً في سيرة (الملاّ علي بن فايز) ، حيث اقترح عليه (بن جمعة رحمه الله) أن يكون من قرّاء تعزية سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، وقال له : إنّ صوتك هذا العذب الجميل وحسن أدائك المتميّز لاينبغي أن يكون لغير خدمة أهل البيت عليهم السلام ومدحهم ورثائهم.

ولم يكن (ابن فايز) متعلّماً ولا دارساً عند أحد ، ولذلك اعتذر بادئ الأمرعند (بن جمعة) قائلاً له : كيف أصعد المنبر وأنا أُمّي لا أقرأ ولا أكتب ولاأحسن قرائة التعزية ولا الخطابة!؟

لكن (بن جمعة) أصرَّ عليه وشجّعه - رغم ما اعتذر به - ليكون من خدّام سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام.

وبَدَأ مشواره الحسيني من مجلس (بن جمعة) نفسه - حيث كان (بن جمعة) يرحمه الله يحيي مجالس التعزية في مجلسه في مختلف الأوقات والمناسبات - ، فصعد المنبر - بطلب من (بن جمعة) - بعد أن أنهى خطيب عراقي مجلسه ، وبدأ ينعى سيّد الشهداء عليه السلام بأبيات من إنشائه جاء في مطلعها :

نوحي على الأولاد يا زهره الحزينة

نوح الحمام او حشّمي أهل المدينة

فضجَّ الناس بالبكاء ، وكان تفاعلهم مع التعزية كبير جدّاً.

فسُرَّ (بن جمعة) لمّا رأى ، وطلب من الضبّاط الأتراك أن يتركوا (بن فايز)له ليبقى في ضيافته بشكل دائم ، فأجابوه لذلك ، وسمّاه (بن جمعة) منذ ذلك الحين ب- : (ملاّ علي بن فايز).

واتّسعت دائرة شهرة (ملاّ علي بن فايز) كخطيب حسيني متميّز ، وذاع صيته ، حتّى وصل إلى (البحرين) ، فطلبوا من (بن جمعة) أن يأذن له بالسفر

ص: 82

إليهم ، فأذن له.

ورحل إلى (البحرين) ، وألقى رحله بها ، وبدأ هناك مسيرته كخطيب حسيني ، وبشكل سريع طبّقت شهرته أرجاء (البحرين) ، وأصبح خطيباً من الطراز الأوّل ، وكان لصوته العذب الرقيق الشجيّ ولأدائه الرائع الأثر الكبير في شعبيّته وشهرته ، وأصبح يلهج باسمه القريب والبعيد ، كما يُقال.

وفي (البحرين) تزوّج بامرئة مؤمنة من قرية (سَنَد) ، واستقرَّ في تلك الديار حتّى وفاته ، وكان جلّ سكناه في جزيرة (سترة) المعروفة ، كما سكن غيرها ، لكن محطّته الأخيرة كانت بلدة (سَنَد) - التي منها زوجته - ، حيث توفي فيها سنة 1322ه- ، وقبره بها لا يزال معروفاً.

وكان يتردّد على (الأحساء) بين الحين والآخر لزيارة أهله وأخته فاطمة ، وليجدّد العهد بوطنه وأهل بلده ومحبّيه. وحين يكون في الأحساء يصعد المنبر الحسيني ويُتحف المؤمنين بعطائه الثريّ وقرائته الشجية المؤثّرة ، وصار له في (الأحساء) شهرة ومحبّة نظير ماله في (البحرين).

وكان كريماً سخيّاً ، لايكاد يجمع من حطام الدنيا شيئاً أكثر ممّا يحتاجه مع زوجته ، فَجُلُّ مايحصل عليه من بركة الإمام الحسين عليه السلام كان يصرفه على الضعفاء والفقراء.

وخرج من الدنيا عقيماً لم يخلف أولاداً ، كما لم يُخلف من حطام الدنيا مالاً ، نعم خلَّف الذكر الخالد والأدب الحسيني الذي تميّز به ، وسيبقى تذكره الأجيال مادام ذكر سيّد الشهداء عليه السلام موجوداً.

وفاته :

توفي رحمه الله في بلدة (سَنَد) بالبحرين سنة 1322ه- ، ودُفنَ بها ،

ص: 83

ولايزال قبره بها قائماً ومعروفاً إلى اليوم.

وكان عقيماً لم يُخلف ذريةً ، كما أسلفنا.

وقد أرَّخ عام وفاته الخطيب الأديب السيد محمد صالح بن السيد عدنان البحراني بالأبيات التالية :

أطلَّتْ دَمَ البحرين باترةُ الفقدِ

ومن قد كسا ذكر الحسين مطارفاً

هنيئاً بني (الأحساء) منكم مؤرخاً

لشيخ الرثا والشعر نابغةِ العهدِ

من النعي لا يُنسى لها شرفُ المجدِ

(فمُلاَّ علىُّ الفائزُ القرمُ في الخلد)(1)

1322ه-

مع المنبر الحسيني :

بدأ مسيرته مع المنبر الحسيني من مجلس حاكم القطيف ذلك الحين (منصور بن جمعة) - الذي شجَّعه على صعود المنبر ودعمه ، وسَّماه فيما بعد (ملاعلي) ، كما أسلفنا - ، وقد أخذَ الخطابة بنفسه دون أن يتعلم على أستاذ - على ما يبدو - ، بل لم يعرف عنه أنه تتلمذ على أحد من أهل العلم من معاصريه بشكل مباشر ، لكنه بلا شك استفاد من الأجواء العامّة العلمية والأدبية التي كانت نشطة في (القطيف) و (البحرين) ذلك الحين.

وبعد فترة غير طويلة من بدء تعاطيه الخطابة الحسينية ذاع صيته واتّسعت دائرة شهرته في (القطيف) ، ثمّ ما لبث أن وصل صيته وشهرته إلى (البحرين) المجاورة ، فطلب منه بعض أهلها الرحيل إليهم ليتمتّعوا بخطابته 2.

ص: 84


1- أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين : 3 / 492.

المتميّزة ويستفيدوا من عطائه الحسيني.

فانتقل إلى (البحرين) وحَطَّ رحلهَ بها ، وهناك انطلق انطلاقة جديدة واسعة في المنبر الحسيني ، كما تَفتَّحت مواهبه وظهرت ابداعاته في مجال الأدب والرثاء ، وفي وقت قياسي برز (ملاّ علي بن فايز) في (البحرين) بروزاً واضحاً ، وطبّقت شهرته أرجاء البلاد طولاً وعرضاً ، وأصبح الكلّ يلهج بذكره ، ولا يكاد ينافسه أحد من خطباء عصره ، رغم كثرة الخطباء في (البحرين) حينها ، والمقام الرفيع للعديد منهم.

يقول الحاج أحمد بن حسين المعيوف الأحسائي - نقلاً عن أكثر من واحد من خطباء القطيف والبحرين الذين التقوا ب- : (ابن فايز) أو بمن التقى به : «قدبلغ من حبّ وتفاعل بعض المؤمنين في دولة (البحرين) مع قرائة (الملا علي بن فايز) أنّهم بمجرّد أن يروه على دابّته ومن مسافة بعيدة يبكون»(1).

ويُنقل عنه أيضًا أنّ الكثير ممّن يعشقونه ويغرمون بقرائته من أهالي (البحرين) كانوا يقلّدونه في لباسه وشكله لشدّة تعلّقهم به.

ويمكن إجمال خصائص (ابن فايز) وما تميّزت به شخصيّته كخطيب حسيني فذّ - رغم كونه أُميا غير دارس ولا متعلّم - في الأمور التالية :

1 - صوته الرقيق الساحر الجذّاب : الذي لم يسمعه أحد إلاّ وانجذب إليه ، وهي أوّل ميزة تلفت نظر الآخرين إليه.

2 - حسن أدائه وبراعته في الإلقاء : فبعض الخطباء قد يكون عالماً ويحمل معلومات جمّة لكنّه لا يُحسن أداءَها وإيصالها إلى الآخرين ، بينما ف.

ص: 85


1- هكذا وجدتهم : 374 ، بتصرف.

كان (الملاّ علي بن فايز) غاية في البراعة وحسن الأداء ، على أنّه قد لا يكون ممّن يحملون الكثير من المعلومات.

3 - الحافظة القوية : فهو لايكاد يسمع آية أو رواية أو قصّة أو شعراً إلاّ ارتسم في ذهنه ونُقش في ذاكرته ، وبذلك عَوَّض عن القرائة والمطالعة.

فكان مجلسه الحسيني عامراً بالفوائد والحكم والمعلومات المفيدة رغم كونه أُميّاً.

4 - القدرة الفائقة على التصوير وسرد القَصص : فكان ممّن يُجيد وبجدارة تصوير الحدث للمستمع حتّى كأنه يعرض للمستمع مشهداً سينمائيّاً أومسرحية حيَّة.

وبذلك كان يُشجي المستمعين أيّما إشجاء ، ويترك الدموع تسيل كأنّها المطر ، ويُخيَّلُ لمن يحضر مجلسه كأنّه في (كربلاء) أمام واقعة الطفّ.

5 - إنّه كان يُنشىء الأشعار التي يحتاجها بنفسه وبأوزان وألحان جديدة ومتنوّعة ، ممّا جعل لمنبره تميّزاً آخر وحسّاً جديداً لم يسبقه إليه أحد.

هذه الصفات الهامّة للخطيب الحسيني ، والّتي هي من أهمّ دواعي النجاح للخطيب ، قد توجد متفرّقة عند العديد من الخطباء هنا أو هناك ، لكنّها من النادر جدّاً أن تجتمع في شخص واحد كما اجتمعت في شخص (ابن فايز) ، وبذلك فاق أقرانه وغطّى على جلّ منافسيه إن لم يكن كلّهم.

وقد تتلمذ عليه في الخطابة العديد من خطباء (البحرين) ، منهم الملاّ سلمان سليم السهلاوي ، المتوفّى سنة 1354ه- ، كما ذُكر في مقدّمة ديوانه المطبوع ص 10 ، وغيره.

أدبه وشعره :

لقد كان (ابن فايز) شاعراً أديباً لامعاً ، كما كان خطيبا بارعاً ، وقد اشتهر

ص: 86

بعد وفاته بالأدب والشعر أكثر من اشتهاره بالخطابة ، لبقاء شعره من بعده وانتشاره بين الناس.

يقول عنه الكاتب الأديب سالم النويدري في كتابه (أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين) : «هو الخطيب والشاعر البحراني الكبير الملاّ علي بن حسين(1) بن فايز ، أشهرُ شاعر شعبيٍّ عرفته البحرين في القرن الثالث عشر الهجري وما بعده ، ومازالت أصداء شعره تتردّد في رحاب المحافل الحسينية فتشدُّ القلوب إلى ذكرى السبط الشهيد عليه السلام ومأساة كربلاء الدامية»(2).

وقد امتاز شعره الشعبي - الذي اشتهر به اشتهاراً واسعاً جدّاً - بميّزات عدّة ، أهمّها مايلي :

1 - التصوير الرائع المفجع لمأساة كربلاء : بحيث يجعل السامع لشعره يعيش وكأنّه أمام المأساة.

2 - السلاسة والتلقائية : فلا تجد في شعره تكلّفاً أو ابتعاداً إلى خيال غير واقعي.

3 - اللهجة الشعبية البحرانية التي اعتمدها في شعره : وهذه جذبت الناس إلى شعره أكثر ، لأنّه خاطبهم بلغتهم الّتي يعيشونها ويفهمونها.

4 - إنّه ابتكر وزناً جديداً في الشعر الشعبي لم يكن موجوداً قبله : فنُسبَ إليه ، وهو المعروف ب- : (الفايزي) نسبة إلى (ابن فايز).

ومن أمثلة شعره الفائزي المشهور :

يا بدر آل المصطفى عَجِّلْ بلظهور

عَجِّلْ ترى الدنيا امتلت بالظلم والجور0.

ص: 87


1- مَرَّ أنّ الصحيح في إسمه هو : الملاّ علي بن فايز بن سلمان ......
2- أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين : 3 / 490.

عَجِّلْ ولاتنسى غريب الغاضرية

والجثّة الّي رضرضتها الأعوجية

والسيّدة الّي دخلت المجلس هدية

مجلس يزيد بن الخنا شرَّاب الخمور

وقال أيضا :

نوحي على الأولاد يازهره الحزينه

في كربلا واحد وواحد في المدينة

اتفرّگوا عنِّچ وصار الشمل تبديد

واحد من جعيده گضى وواحد من يزيد

واحد دفن عندچ وواحد عنّچ بعيد

گبر الحسن عندچ وگبر حسين وينه

وهذا ممّا يُكرره الخطباء باستمرار ويطرب إليه الناس ويعشقونه.

كما ابتكر وَزْناً آخر لم يكن مسبوقاً إليه أيضاً ، وإن كان أقلّ شهرة من الوزن (الفايزي) ولم يعرف له إسم خاصّ.

ومن أمثلته مطلع القصيدة المعروفة ، الّتي يردّدها الخطباء الأيّام العشرة من شهر المحرّم كلَّ عام :

حطُّوا على هالوادي

حطّوا على هالوادي

وكان (ابن فايز) يُنشىء الشعر ارتجالاً وعلى السليقة ، بل أحياناً يُنشئه وهوعلى المنبر ، ولا يفرّق الناس بين محفوظاته وإنشائه الجديد.

ولتفاعل الناس مع شعره كانوا يحفظونه في الصدور ، ويردّده الخطباء على المنابر باستمرار ، خصوصاً بعد وفاته.

وإلى اليوم لايستغني أيّ خطيب حسيني - خصوصاً في دول الخليج وبالأخصّ أيّام عشرة المحرّم - عن قرائة شيء من شعره في المصيبة ، وتفاعل الجماهير وحبّهم لشعره لايكاد يخفى على أحد ، رغم أنّ الكثير من شعره يحفظه الناس عن ظهر قلب ويسمعونه مكرّراً.

وكان رحمه الله ينشىء الشعر بكثرة وبدون تكلّف ، ولو جمع ما قاله

ص: 88

من الشعر في حياته لبلغ أضعاف ما هو موجود اليوم من شعره ، ولكان في مجلّدين أو أكثر.

لكن للأسف ضاع جلّ شعره ، وما جُمع بعد وفاته هو من محفوظات تلامذته ومحبّيه ، ولايزال عدد من القصائد يحفظها الناس لم تُدوَّن في ديوانه المطبوع.

بقي أن نشير هنا إلى أنّه طُبع باسم (ابن فائز) ديوانان ، هما :

1 - الفائزيّات الكبرى : جمع محمّد كاظم الكتبي ، طبع في (النجف الأشرف) وإيران مكرّراً.

2 - فوز الفائز : جمع الحاج أحمد بن معراج النويدري البحراني ، وهو ممّن عاصر (ابن فايز) واجتمع به ، ويقول إنّه أخذ شعر (ابن فايز) عنه مباشرة.

بالطبع هناك دواوين أخرى طبعت باسم (ابن فايز) ، وبينها جميعاً تداخل واختلاف بسيط ، لكن جلّها طبعات تجارية.

ويحتاج شعر (ابن فايز) إلى إعادة النظر بجمعه من جديد وضبطه وتهذيبه لغويّاً وأدبيّاً ، ثمّ طبعه طبعة حديثة جميلة ، ليكون بالمستوى اللائق بهذا الشاعر الحسيني الكبير.

ما قيل في شأنه :

لا يسعنا أن نحصي الآن كلّ ما قيل عنه من المدح والثناء الذي يستحقّه وأكثر ، وذلك لكثرة ماقيل في شأنه ممّا هو منتشر في مطبوعات ومخطوطات متفرّقة.

وفي ما يلي نماذج ممّا قاله بعض عارفيه عنه :

ص: 89

1 - قال في شأنه العلاّمة الشيخ إبراهيم بن الشيخ ناصر آل مبارك البحراني ، المتوفّى سنة 1399ه- : في كتاب له مخطوط : «أنّ أصله أحسائي سكن البحرين وتعلّم فيها الخطابة ونبغ نبوغاً عظيماً لا يكاد يشاركه غيره في الخطابة والشعر العامّي ، ويُنشىء شعره على البديهة في وقت إنشاده ، وأثناء قرائته لايفرّق بين بديهته ومحفوظاته وله صوت رقيق وجذّاب وعال فوق ....»(1).

2 - وقال عنه الأستاذ الأديب سالم النويدري البحراني : «هو الخطيب والشاعر البحراني الكبير الملاّ علي (بن حسين)(2) بن فايز .... يُنقل أنّ أصله من(الأحساء) ، وقد قدم إلى البحرين صبيّاً ..... وأخذ يتعاطى الخطابة الحسينية ، وينشد الشعر الدارج الذي ينم عن موهبة أدبية أصيلة ، حتّى عُدَّ من كبارالخطباء ومشاهير الشعراء الشعبيّين في البحرين بل منطقة الخليج قاطبة»(3).

3 - وجاء في موقع ديوان الثقافة : الملاّ علي بن فايز الأحسائي ، إنّه شاعرالحوار والتلقائية والتصوير ، والشاعر المصوّر ، ورجل البديهة الشعرية ، والانطلاق الخصب والصورة الواضحة والتشخيص البديع ، ويعتبر من أشهر شعراء البحرين في القرن الثالث عشر الهجري وما بعده ، ومازالت أصداء شعره تتردّد في رحاب المحافل الحسينية لتصوّر لنا يوم كربلاء حدثاً غضّاً وطريّاً فتحلق بعواطف المحبين وتشدّ ألبابهم حبّاً وعشقاً وعبرة .... هامت روح الشاعر بحبّ آل البيت عليهم السلام فصاغ لنا منها أشعاراً وألحاناً وأسّس طريقة0.

ص: 90


1- «5»نقلاً عن (شبكة عالي الثقافية).
2- ذكرنا : أنّ نسبه الصحيح هو : ملاّ علي بن فايز بن سلمان بن حسين ....
3- أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين : 3 / 490.

خاصّة له بالشعر ، عرفت (بالفائزية) وهي معروفة لدى الخطباء الحسينيّين ، ولاغنى لأيّ خطيب حسيني في الخليج عن هذه الطريقة ، وجمعت قصائده في ديوان سمّي (فوز الفائز).

ص: 91

المصادر :

1 - أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين : لسالم النويدري.

2 - شبكة عالي الثقافية :

http : //forunms.aalinet.net/9352.htm

3 - موقع ديوان الثقافة :

http : //karrana.net/forunm/showtopic

4 - هكذا وجدتُهم : لسلمان الحَجِّي.

ص: 92

المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (4)

سامي حمود الحاج جاسم

لقد تعرّضنا في الأعداد السابقة إلى علم الرجال عند الإمامية ، ثمّ تطرّقنا إلى منهج ابن المطهّر الحلّي في الرجال ، ونستأنف البحث هنا :

الباب الثالث

منهج ابن داود الحلّي في الرجال

الفصل الأوّل

ابن داود الحلّي ومنهجه في الرجال

المبحث الأوّل

حياة ابن داود الحلّي (نبذة مختصرة)

اسمه :

الشيخ تقي الدين أبو محمّد الحسن بن عليّ بن داود الحلّي (1) ، وقد يسمّى في قسم من المصادر الرجالية : الحسن بن داود ، نسبة إلى جدّه(2).

ص: 93


1- رجال ابن داود : 75 ، البابليات 1/102.
2- رياض العلماء 1/254 ، سماء المقال في علم الرجال 2/91.

ولادته :

ولد ابن داود في الخامس من جمادى الآخرة سنة647 ه- حسبما ذكر هو في ترجمة نفسه في القسم الأوّل من كتابه الرجال (1) ؛ لذا فقد كان معاصراً للعلاّمة الحلّي ومن أقرانه عمراً(2) ، وقد شاركه في الدرس عند المحقّق الأوّل جعفر بن سعيد الحلّي(3).

شيوخه :

نذكر من أبرزهم :

- السيّد جمال الدين ابن السيّد موسى بن طاووس الحلّي(4).

- السيّد عبد الكريم ابن السيّد أحمد بن طاووس الحلّي(5).

- الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي(6).

- مفيد الدين محمّد بن عليّ بن محمّد بن جهم الأسدي(7).

- نجم الدين أبا القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي(8).

- الشيخ نجيب الدين أبا زكريّا يحيى بن سعيد الحلّي ابن عم المحقّق(9).7.

ص: 94


1- رجال ابن داود : 75.
2- يذكر العلاّمة الحلّي في الخلاصة : 109 - 113 أنّه ولد في 19 رمضان سنة 648ه.
3- أمل الآمل 2/71 ، نقد الرجال 2/43.
4- رجال ابن داود : 45 ، كلّيات علم الرجال : 117.
5- رجال ابن داود : 130 ، روضات الجنّات 2/287 ، البابليّات 1/103.
6- كلّيات علم الرجال : 117 ، البابليّات 1/103.
7- رجال ابن داود : 28 ، روضات الجنّات 2/287 ، البابليّات 1/103.
8- رجال ابن داود : 62 ، أمل الآمل 2/71 ، نقد الرجال 2/43 ، كلّيات علم الرجال : 117.
9- كلّيات علم الرجال : 117.

- الخواجة نصير الدين الطوسي(1).

تلاميذه :

نذكر من أبرزهم :

- رضي الدين أبا الحسن عليّ بن أحمد بن يحيى المزيدي الحلّي(2).

- الشيخ زين الدين عليّ بن أحمد بن طراد المطارآبادي(3).

- السيّد تاج الدين أبا عبد الله محمّد ابن السيّد جلال الدين أبي جعفرالقاسم بن الحسن العلوي الحسني الحلّي المعروف بابن معية(4).

أقوال العلماء بحقّه :

لعلّ نعوت العلماء لابن داود توضّح منزلته ومكانته العلمية واختصاصه بالرجال ، ومن أهمّ هذه الأقوال :

- قول الحرّ العاملي : «الحسن بن عليّ بن داود الحلّي ، كان عالماً فاضلاًجليلاً صالحاً محقّقاً متبحّراً من تلاميذ نجم الدين الحلّي»(5).

- ذكر صاحب الروضات على لسان الشهيد الثاني : «الشيخ الفقيه الأديب النحوي العروضي ملك العلماء والشعراء والأدباء تقيّ الدين الحسن ابن عليّ بن داود الحلّي صاحب التصانيف الغزيرة والتحقيقات الكثيرة التي من جملتها كتاب الرجال ، سلك فيه مسلكاً لم يسبقه أحد من الأصحاب ...»(6). 7.

ص: 95


1- البابليّات 1/103.
2- كلّيات علم الرجال : 118 ، البابليّات 1/103.
3- الكشكول 2/43 ، كلّيات علم الرجال : 117 ، البابليّات 1/103.
4- روضات الجنّات 2/287.
5- أمل الآمل 2/71.
6- الخونساري 2/287.

- وقول السيّد مصطفى التفريشي : «الحسن بن عليّ بن داود من أصحابنا المجتهدين ، شيخ جليل ، من تلاميذ المحقّق نجم الدين أبي القاسم الحلّي ، والإمام المعظّم ، فقيه أهل البيت ، له أزيد من ثلاثين كتاباً نظماً ونثراً ، وله في علم الرجال كتاب معروف حسن الترتيب ...»(1).

- وقول الميرزا حسين النوري بحقّه : «الفاضل الأديب تقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داود الحلّي المعروف بابن داود ، صاحب التصانيف الكثيرة التي منها كتاب الرجال ...»(2).

- وقول الأصفهاني الميرزا عبد الله أفندي : «الشيخ تقي الدين أبو محمّد الحسن بن عليّ بن داود الحلّي الفقيه الجليل ، رئيس أهل الأدب ورأس أرباب الرتب ، العالم الفاضل الرجالي النبيل المعروف بابن داود ، صاحب كتاب الرجال ، وقد يعبّر عنه بالحسن بن داود اختصاراً من باب النسبة إلى الجدّ ، وهذا الشيخ حاله في الجلالة أشهر من أن يذكر وأكثر من أن يسطر ...»(3).

- وقول العلاّمة الكلباسي : ««قطب دائرة العلوم والكمال مركز محيط الفضل والأفضال ، مالك أزمة الفضائل بالقضّ والقضيض وممتدّ الباع في السجع والقريض ، والفاضل لباب الفضل المسدود الحسن بن عليّ بن داود ...»(4).

- وذكره صاحب الكنى بقوله : «تقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داود 1.

ص: 96


1- نقد الرجال 2/43.
2- مستدرك الوسائل1 : 442.
3- رياض العلماء 1/254.
4- سماء المقال 2/91.

الحلّي ، الشيخ الفضل الجليل المتبحّر ، صاحب كتاب الرجال ونظم التبصرة وغيرهما ممّا ينوف على الثلاثين»(1).

مؤلّفاته :

وقد ذكر ابن داود مؤلّفاته في معرض ترجمته لنفسه في كتابه الرجال مشيراً إلى تخصّص قسم من المؤلّفات بعلوم معيّنة فضلا عن كونها ألّفت نثراً أو نظماً(2).

1 - تحصيل النافع.

2 - التحفة السعدية.

3 - المقتصر في المختصر.

4 - الكافي.

5 - النكت.

6 - الرائع.

7 - خلاف المذاهب الخمسة.

8 - تكملة المعتبر ، لم يتمّ.

9 - الجوهرة في نظم التبصرة.

10 - اللمعة ، في فقه الصلاة ، نظماً.

11 - كتاب الرائض في الفرائض ، نظماً.

12 - عقد الجواهر في الأشباه والنضائر ، نظماً.

13 - كتاب اللؤلؤة ، نظماً ، لم يتمّ. 6.

ص: 97


1- الكنى والألقاب 1/371.
2- رجال ابن داود : 75 - 76.

14 - كتاب عدّة الناسك في قضاء المناسك ، نظماً. وله الكثير في الفقه غير ذلك(1).

15 - كتاب الرجال ، وهو هذا الكتاب.

16 - الدرّ الثمين في أصول الدين ، نظماً. في أصول الدين.

17 - الخريدة العذراء في العقيدة الغرّاء ، نظما.

18 - إحكام القضية في أحكام القضية ، في المنطق.

19 - حلّ الإشكال في عقدة الأشكال ، في المنطق.

20 - الإكليل التاجي ، في العروض.

21 - قرّة عين الجليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب ، في العروض.

22 - مختصر الإيضاح ، في النحو.

23 - صروف ، في النحو.

24 - مختصر أسرار العربية ، في النحو (2).

وفاته :

لم يضبط تاريخ وفاته ومحلّها وموضع دفنه إلاّ أنّه كان حيّاً سنة693هكما عرفت من ذكره لوفاة السيّد عبد الكريم بن طاووس في رجاله وإنّها كانت في شوّال 693ه(3) ، وذكر الطهراني أنّه فرغ من رجاله سنة 707ه(4) ، فيكون قدأدرك شطراً من القرن الثامن ، ولا نعلم كم عاش بعد هذا التاريخ. 6.

ص: 98


1- رجال ابن داود : 75.
2- رجال ابن داود : 75 - 76.
3- رجال ابن داود : 130.
4- الذريعة 6/87 ، مصفى المقال : 126.

بينما ذكر السيّد محسن الأمين نقلاً عن أحد المؤلّفين أنّه توفّي سنة نيف وسبعمائة وأربعين ، ثمّ قال : «ولم أجد أحداً أرّخ وفاته ، وفي التأريخ المذكور نظر ، فإنّه إن صحّ يكون عمره نحو المائة فيكون من المعمّرين ، ولو كان لذكروه ، والله العالم»(1).

المبحث الثاني

موارد ابن داود في كتابه الرجال

لقد أشار ابن داود الحلّي في مقدّمة كتابه المعروف ب- رجال ابن داود إلى طرقه للمصادر التي استقى منها معلوماته وأخذ يعدّد هذه المصادر(2) ، إلاّ أنّناوجدنا بعض هذه المصادر التي أشار إليها في المقدّمة لم يعتمد عليها في متن الكتاب (3) ، وهناك مصادر اعتمد عليها ابن داود ولم يشر إليها في المقدّمة (4). كما أنّ ابن داود دأب على استخدام عبارة : «ورد عن بعض الأصحاب» أو «ذكر بعض الأصحاب» وكانت هذه العبارة تدلّ بوضوح على معلومات مستقاة من كتاب خلاصة الأقوال للعلاّمة الحلّي - بدون أن يشير ابن داود إلى ذلك - إذ وردت هذه العبارة ما يقارب سبعاً وأربعين مرّة(5) ، ،

ص: 99


1- أعيان الشيعة 22/335.
2- رجال ابن داود : 26 - 27.
3- رجال ابن داود : 27.
4- رجال ابن داود. وينظر ابن نوح : 86 ، 90 ، 93 ، ... ، ابن الوليد : 167 ، 71 ، 75 ، ... ، محمّدبن مسعود العيّاشي : 105 ، 139 ، 154 ، ....
5- رجال ابن داود ، تنظر الصفحات : 29 ، 30 ، 31 ، 35 ، 59 ، 81 ، 84 ، 85 ،87 ، 89 ، 91 ، 94 ، 96 ، 97 ، 98 ، 100 ، 101 ، 102 ، 109 ، 110 ، 121 ، 126 ، 129 ، 143 ، 145 ، 152 / 3 ، 173 ، 181 ، 182 ، 188 ، 197 ، 232 ، 241 ، 247 ، 252 ، 254 ، 255 ، 256 ،

دلّت على خلاصة الأقوال منها ما يقارب تسعاً وثلاثين مرّة(1).

وسوف نستعرض هذه الموارد(2) حسب الترتيب الهجائي بالنسبة للموارد التي ترجم لها ، والتي لم يترجم لها سنذكرها حسب أسبقية ورودها في الكتاب.

1 - ابن عبدون (عب) : «أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز أبو عبدالله ، (لم) (جش) ، شيخنا المعروف بابن عبدون ، كان عالماً بالأدب ، وعبّر عنه الشيخ بأحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر : بالحاء المهملة والشين المعجمة»(3).

وقد أشار ابن داود إلى اعتماده عليه(4).

2 - النجاشي (جش) : «أحمد بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن النجاشي الذي ولي الأهواز ، 7.

ص: 100


1- رجال ابن داود ، تنظر الصفحات : 30 ، 31 ، 81 ، 85 ، 96 ، 97 ، 98 ، 100 ، 101 ، 102 ، 109 ، 110 ، 121 ، 126 ، 129 ، 143 ، 145 ، 146 ، 152/3 ، 173 ، 181 ، 182 ، 188 ، 197 ، 232 ، 241 ، 247 ، 252 ، 255 ، 258 ، 266 ، 270 ، 276 ، 417.
2- إنّ أغلب موارده هي موارد العلاّمة نفسها ، وقد سبق لنا ذكر مظانّ التعريف بهم ، ومن لم نعرّفه بمظانّ ترجمته آنفاً وورد لدى ابن داود حصراً سنعرّفه ونشير إلى هذه الخصوصية.
3- رجال ابن داود : 39. وينظر : رجال النجاشي : 87 ، خلاصة الأقوال : 71 - 72.
4- رجال ابن داود ، تنظر الصفحات : 55 ، 107 ، 187.

مصنّف كتاب الرجال ، ثقة (لم) (جش) معظّم كثير التصانيف»(1).

اعتمد عليه ابن داود في استقاء معلوماته(2).

3 - البرقي (قي) : «أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّدبن عليّ البرقي أبو جعفر ، أصله كوفيّ ، وكان جدّه محمّد بن عليّ حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد ثمّ قتله ، وكان خالد صغير السنّ فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق رود - وقيل : برقة رود - (د) ، (جخ) ، (ست) ، (جش) كان ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، صنّف كثيراً.

أقول والقول لابن داود : وذكرته في الضعفاء لطعن (غض) فيه. ويقوّي [عندي] ثقته مشي أحمد بن محمّد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً تنصّلاً ممّا قذفه به»(3).

وقد اعتمد عليه ابن داود(4).

4 - ابن عقدة (قد) : «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان يعرف بابن عقدة (لم) (جخ) زيديّ جاروديّ ، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وكان حفظة(5) يقول : ة.

ص: 101


1- رجال ابن داود : 40 ، ينظر : رجال النجاشي : 101 ، خلاصة الأقوال : 72.
2- رجال ابن داود : 29 ، و ...
3- رجال ابن داود : 43. وينظر : رجال النجاشي : 76 - 77 ، فهرست الشيخ الطوسي : 62 -64 ، خلاصة الأقوال : 63.
4- رجال ابن داود : 106 ، 125 ، 152 ، 153 ، 200 ، 246 ، 248 ، 268 ، 280 ، 281.
5- كذا في الأصل ، والصواب : وكان عن حفظه أو في حفظه ، وعلى ما يبدو هناك سقط في العبارة.

أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاث مائة ألف حديث (ست) أمره في الجلالة أشهر من أن يذكر (جش) هذا رجل جليل القدر في أصحاب الحديث إنّه كان زيديّاً جاروديّاً حتّى مات سنه ثلاث وثلاثين وثلاثمائة»(1).

وقد اعتمد عليه ابن داود(2).

5 - ابن نوح : «أحمد بن نوح البصري السيرافي أبو العبّاس (لم) (جخ)ثقة (ست) إلاّ أنّه حكي عنه مذاهب فاسدة في الأصول مثل القول بالرؤيةوغيرها».

وأشار إليه ابن داود في معرض كلامه عن رواته(3) ، كما واعتمد عليه(4).

6 - ابن فضّال (فض) : «الحسن بن عليّ بن فضّال (ضا) (كش) ممدوح معظم ، كان فطحيّاً فرجع قبل موته (ست) أبو عليّ بن فضّال التيملي ، ابن ربيعة ابن كبير مولى تيم الله بن ثعلبة ، كان خصّيصاً بالرضا عليه السلام جليل القدر عظيم المنزلة زاهداً ورعاً ، له كتب ، مات سنة أربع 1.

ص: 102


1- رجال ابن داود : 229. وينظر : رجال النجاشي : 94 - 95 ، الرجال لابن الغضائري : 110111 ، فهرست الشيخ الطوسي : 73 - 74 ، خلاصة الأقوال : 321.
2- رجال ابن داود ، تنظر : 59 ، 67 ، 68 ، 74 ، 78 ، 93 ، 99 ، 159 ، 177 ، 178 ، 215 ، 237 ، 242 / 2 ، 245 ، 274.
3- رجال ابن داود : 23. وينظر : رجال النجاشي : 86 - 87 ، فهرست الشيخ الطوسي : 84 ، خلاصة الأقوال : 68و71.
4- رجال ابن داود. 86 ، 90/2 ، 93 ، 94 ، 98 ، 99 ، 152 ، 165 ، 189 ، 206 ، 245 ، 257 ، 281.

وعشرين ومائتين»(1).

اعتمد عليه ابن داود(2).

7 - الغضائري (غض)(3) : «الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم الغضائري أبوعبدالله (لم) (جش) (جخ) (ست) ، كثير السماع ، عالم بالرجال ، شيخنا ، روى عنه الشيخ سماعاً وإجازةً وكذا النجاشي ، مات سنة إحدى عشرة وأربعمائة»(4).

اعتمد عليه ابن داود(5).

8 - العقيقي (عق) : «عليّ بن أحمد العقيقي : بقافين (لم) (جخ) مخلّط ، روى عنه ابن أخي طاهر ، في حديثه مناكير»(6).

أخذ منه ابن داود(7). 2.

ص: 103


1- رجال ابن داود : 86. وينظر : رجال النجاشي : 34 - 36 ، اختيار الكشّي : 97 - 98 ، الخلاصة : 98.
2- رجال ابن داود : 66 ، 82 ، 139 ، 150 ، 261 ، 280.
3- (الحسين بن عبد الله بن إبراهيم الغضائري أبو عبد الله ، شيخنا ، له كتب ، منها : كتاب التمويه والغمّة ، كتاب التسليم على أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين ... مات في نصف شهر صفر سنة إحدى عشرة وأربعمائة) ، رجال النجاشي : 69 ، رجال الشيخ الطوسي : 425 ، الغضائري ، أبو عبد الله (ت411ه) ، رسالة أبي غالب الزراري إلى ابنه في ذكر آل أعين وتكملتها : 60.
4- رجال ابن داود : 80. وينظر : رجال النجاشي : 69 ، خلاصة الأقوال : 116.
5- رجال ابن داود ، 32 ، و ...
6- رجال ابن داود : 260. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 162 ، خلاصة الأقوال : 365.
7- رجال ابن داود : 67 ، 70 ، 83 ، 86 ، 89 ، 90 ، 101/2 ، 107 ، 110 ، 128/2 ، 133 ، 138 ، 149 ، 155 ، 171 ، 191 ، 195 ، 214 ، 260 ، 282 ، 312.

9 - عليّ بن الحسن بن فضّال (عين) : «عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال أبو الحسن (جش) كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه ، سُمع منه شيء كثير ولم يعثر أحد على زلّة في هولا ما يشينه ، وقلّما روى عن ضعيف ، إلاّ أنّه كان فطحيّاً»(1).

وقد اعتمد عليه ابن داود(2).

10 - الفضل بن شاذان (فش) : «الفضل بن شاذان النيسابوري أبو محمّد ، (دي) (كر) (جخ) (ست) متكلّم فقيه جليل القدر (جش) كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، وقيل : عن الرضا عليه السلام أيضاً ، وكان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتكلّمين ، حاله أعظم من أن يشار إليها ، قيل : إنّه دخل على أبي محمّد العسكري عليه السلام فلمّا أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه ، فتناوله أبو محمّد عليه السلام ونظر فيه وترحّم عليه ، وذكر أنّه قال : أغبط أهل خراسان لمكان الفضل وكونه بين أظهرهم. وكفاه بذلك فخراً ، وروى الكشّي ما ينافي ذلك ، ولا التفات إليه»(3).

وقد اعتمد عليه ابن داود(4).

11 - ابن بطّة (بط)(5) : «محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطّة المؤدّب قم

ص: 104


1- رجال ابن داود : 261. وينظر : رجال النجاشي : 257 - 259 ، رجال ابن الغضائري : 124 ، خلاصة الأقوال : 177 ، التحرير الطاووسي : 186.
2- رجال ابن داود : 178.
3- رجال ابن داود : 151. وينظر : رجال النجاشي : 306 - 307 ، فهرست الشيخ الطوسي : 197 - 199 ، خلاصة الأقوال : 229 ، التحرير الطاووسي : 214 - 218.
4- رجال ابن داود : 99 ، 103 ، 171 ، 226 ، 252 ، 257 ، 274 ، 283 ، 313.
5- «محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطّة المؤدّب أبو جعفر القمّي ، كان كبير المنزلة بقم

القمّي(لم) (جش) كبير المنزلة بقم كثير الأدب والفضل والعلم يتساهل في الحديث ويعلّق الأسانيد بالإجازات وفي فهرست ما رواه غلط كثير ، كان ابن الوليد يقول : كان مخلّطاً ضعيفاً»(1).

واعتمد عليه ابن داود(2).

12 - ابن الوليد : «محمّد بن الحسن بن الوليد أبو جعفر ، شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم (لم) (جش) يقال : إنّه نزيل قم ولم يكن أصله منها ، ثقة ، عين»(3).

وقد اعتمد عليه ابن داود في كتابه الرجال (4).

13 - الطوسي (جخ) (ست) : «محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي أبوجعفر شيخنا شيخ الطائفة وعمدتها قدّس الله روحه (لم) أوضح من أن يوضح حاله ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشر المحرّم من سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ودفن بداره»(5). 9.

ص: 105


1- رجال ابن داود : 167 و271 ، لأنّ بعض الأصحاب غمز به فترجم في القسمين مع الثقات ومع المجروحين ، ينظر : رجال النجاشي : 372 - 373 ، خلاصة الأقوال : 264.
2- رجال ابن داود : 132 ، 136 ، 141/2 ، 142 ، 146 ، 159 ، 194 ، 199.
3- رجال ابن داود : 168. وينظر : رجال النجاشي : 383 ، فهرست الشيخ الطوسي : 237 و226 ، خلاصة الأقوال : 247 - 248.
4- رجال ابن داود : 167 ، 271 ، 275 ، 276 ، 285.
5- رجال ابن داود : 169. وينظر : رجال النجاشي : 403 ، فهرست الشيخ الطوسي : 240 -242 ، خلاصة الأقوال : 219.

وقد أشار ابن داود في المقدّمة إلى اعتماده على كتابيه في الرجال : (جخ) والفهرست (ست) ووضع لهنّ مختصراً(1). ولم يشر إلى كتابي الغيبة والاستبصار على الرغم من أنّه - أي ابن داود - اعتمد على الأخيرين(2) فضلا عن الرجال (3) والفهرست (4).

14 - ابن بابويه (يه) : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه (لم) (جخ) (ست) (جش) أبو جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار ، شيخ الطائفة وفقيهها ووجهها بخراسان ، كان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، سمع منه شيوخ الطائفة وهو حديث السنّ ، له مصنّفات كثيرة ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في الحفظ وفي كثرة علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنّف ، مات بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة(5) ، وقد أفاد منه ابن داود في رجاله(6).

15 - الكشّي (كش) : «محمّد بن عمر - بالضمّ - بن عبد العزيز الكشّي أبوعَمرو بالفتح ، له كتاب الرجال (لم) (جخ) (ست) هو من غلمان العيّاشي ، ثقة ، بصير بالرجال والأخبار ، مستقيم الطريقة (جش) روى عن 5.

ص: 106


1- رجال ابن داود : 26.
2- رجال ابن داود. وينظر : 178 ، 196 ، 274 ، 279 بالنسبة لكتاب الغيبة ، وينظر : 260بالنسبة لكتاب الاستبصار.
3- رجال ابن داود : 29 ، 30 ، 31/2 ، 32/3 ، 33/4 ، 34/4 ، 35/4 ، 536 ، 37/2 ، 38 ، 39 ، 40 /4 ، 41/2 ، 42/2 ، 43/4 ، و ...
4- رجال ابن داود : 30 ، 31/2 ، 32 ، 33 ، 34 ، 35/2 ، 36/2 ، 37/4 ، 38/7 ، 39/2 ، 40/4 ، 41 /2 ، 42 ، و ...
5- رجال ابن داود : 179. ينظر : رجال النجاشي : 389 - 392 ، فهرست الشيخ الطوسي : 237- 238 ، خلاصة الأقوال : 248.
6- رجال ابن داود : 72 ، 83 ، 207 ، 237 ، 269 ، 270 ، 275 ، 285.

الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرّج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم ، له كتاب الرجال كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة»(1).

وقد اعتمد عليه ابن داود(2).

16 - ابن عيّاش : «محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش - بالياء المثنّاة تحت والشين المعجمة - السلمي السمرقندي أبو النظر - بالضاد المعجمة المعروف بالعيّاشي (لم) (جخ) (جش) ثقة صدوق غير أنّه يروي عن الضعفاء ، كان عاميّاً فاستبصر ، قيل : إنّه أنفق في العلم تركة أبيه وهي ثلاثمائة ألف دينار وكانت داره كالمدرسة للمشتغلين ، صنّف أكثر من مائتي كتاب»(3).

وقد أفاد منه ابن داود في رجاله(4).

17 - نصر : «نصر بن الصباح أبو القاسم من أهل بلخ (لم) (كش) (غض)غال»(5).

اعتمد عليه ابن داود(6).

أمّا عن المصادر التي لم يترجم لها ابن داود أو التي جاء قسم منها 2.

ص: 107


1- رجال ابن داود : 180. ينظر : رجال النجاشي : 372 ، فهرست الشيخ الطوسي : 217 ، الخلاصة : 247.
2- رجال ابن داود : 29 ، 30/2 ، 31 ، 32 ، 33/2 ، 34/3 ، 37 ، 38 ، 39 ، 41 ، 42 ، 46 ، 47/2 ، 48/2 ،
3- رجال ابن داود : 184. وينظر : رجال النجاشي : 350 - 354 ، فهرست الشيخ الطوسي : 212 - 215 ، الخلاصة : 246.
4- رجال ابن داود : 105 ، 139 ، 154.
5- رجال ابن داود : 282. وينظر : رجال النجاشي : 428 ، رجال ابن الغضائري : 120 ، اختيارالكشّي : 584 ، الخلاصة : 413.
6- رجال ابن داود : 44 ، 154 ، 267 ، 272.

بألفاظ مختصرة يصعب تتبّعها في المصادر الأخرى فسنأتي بها حسب أسبقية ورودها في رجال ابن داود الحلّي ، كقوله : «... وهو أيضاً عند الجمهور وجه ذكره الدار قطني في المؤتلف والمختلف ...»(1) ، وفي مورد آخر : «.. ذكره سعد بن عبد الله ، له كتاب»(2) ، وقوله : «وقد ذكره الجاحظ في كتابه في فخر قحطان على عدنان بذلك ..»(3) ، «وقد ذكره ابن سعد في طبقات الشيعة»(4) ، و «ذكره سعد ...»(5) ، و «في كتاب سعد أنّه كان من الغلمان ...»(6) ، وقوله : «قال محمّد بن شهرآشوب : إنّه عامّي»(7).

المبحث الثالث

منهج ابن داود في الرجال

المطلب الأوّل

وصف منهجية التأليف

أبان ابن داود الحلّي في مقدّمة كتابه رجال ابن داود أنّه سعى إلى رصدفتاوى من سبقه وبيان مدى صوابها من خلال الاطّلاع على أحاديث 2.

ص: 108


1- رجال ابن داود : 55 و128.
2- رجال ابن داود : 108. وتنظر الصفحات : 123 و226.
3- رجال ابن داود : 159.
4- رجال ابن داود : 186 - 187 ، وتنظر : 206.
5- رجال ابن داود : 198.
6- رجال ابن داود : 200 ، وتنظر : 248.
7- رجال ابن داود : 228/2.

الإمامية ورجالها المرضية وغير المرضية(1).

فكان تصنيف هذا المختصر - كما سمّاه هو - ليجمع كتاب الرجال للشيخ الطوسي وكتاب الفهرست للطوسي أيضاً ، وما كتبه الكشّي والنجاشي والبرقي والغضائري(2).

وأشار ابن داود إلى تقسيم كتابه إلى قسمين : تناول القسم الأوّل الموثّقين وفي الثاني المجروحين(3) ، ورتّبه على حروف المعجم في الأوائل والثواني فالآباء(4) حتّى يسهل الوصول إلى الرواة.

وعمد إلى طريقة لم يسبقه سابق في موضوعها - وأشار لها في مقدّمة الكتاب - إذ استعمل رموزاً تعبّر عن موارده التي استقى منها معلوماته ، وهي مايأتي : الكشّي (كش) ، النجاشي (جش) ، كتاب الرجال للشيخ الطوسي (جخ) والفهرست (ست) ، البرقي (قي) عليّ بن أحمد العقيقي (عق) ، وابن عقدة (قد) ، والفضل بن شاذان (فش) ، وابن عبدون (عب) ، والغضائري (غض) ، ومحمّد بن بابويه (يه) ، وابن فضال (فض)(5).

كما أشار في منهجيته في التأليف إلى أنّه جعل للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار عليه السلام رموزاً تدلّ عليهم ، وهي كالآتي :

الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله) (ل) ، عليّ عليه السلام (ي) ، الحسن عليه السلام (ن) ، الحسين عليه السلام (سين) ، عليّ بن الحسين عليه السلام (ين) ، محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام 6.

ص: 109


1- رجال ابن داود : 25.
2- رجال ابن داود : 25.
3- رجال ابن داود : 25.
4- رجال ابن داود : 25.
5- رجال ابن داود : 25- 26.

(قر) ، جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام (ق) ، موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام (م) ، عليّ بن موسى الرضا عليه السلام (ضا) ، محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام (د) ، علي بن محمّد الهادي عليه السلام (دي) ، والحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام (كر)(1).

وبذلك أخذ يشير إلى الرواة الذين رووا عن واحد أو أكثر من الأئمّة بهذه الرموز إزاء أسمائهم لتكون الإشارات دليلاً على المصاحبة أو الرواية عنهم(2) ، ومن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام فقد جعل له الرمز (لم) يوضع عند ترجمة اسمه(3) إشارة إلى أنّه لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ، وقبل أن يدخل عرض تراجم رجاله قدّم موجزاً بطرقه إلى شيوخه وإلى قسم من الموارد التي اعتمدعليها في معلوماته لتأليف الكتاب(4).

وقد استهلّ بداية القسم الأوّل بعبارة : «في ذكر الممدوحين ومن لم يضعّفهم الأصحاب فيما علمته» (5) ، وختمه بعبارة : «تمّ الجزء الأوّل من الكتاب ويتلوه الجزء الثاني منه المختصّ بالمجروحين والمجهولين»(6).

حوى القسم الأوّل من الكتاب ثمانية وعشرين باباً(7) ، وزاد عليه باب الكنى فأصبح تسعة وعشرين باباً(8) ، وقد تناول في كلّ باب من الأبواب الثمانيةوالعشرين أحد حروف العربية ، وتفاوتت أعداد الرواة بين تلك 3.

ص: 110


1- رجال ابن داود : 26.
2- ينظر : رجال ابن داود - متن الكتاب -
3- رجال ابن داود : 26.
4- رجال ابن داود : 26 - 27.
5- رجال ابن داود : 29.
6- رجال ابن داود : 224.
7- رجال ابن داود : 29207.
8- رجال ابن داود : 214 و223.

الأبواب ، فمثلاً في باب الهمزة ترجم لمائتين وأربعة وعشرين راوياً(1) ، وفي باب الياء ستّة وأربعين راوياً(2) ... إلخ ، كما حرص على وصف عناوين الحروف ولاسيّما التي تتعرّض للتصحيف ، فيقول : «باب السين المهملة»(3) و : «باب العين المهملة»(4) ... إلخ.

وشمل القسم الأوّل ترجمة ألف وسبعمائة وأربعة وأربعين راوياً ما عداباب الكنى الذي حوى مئة وراويين(5). ثمّ بعد ذلك أشار إلى جماعة ذكرهم النجاشي وقال عنهم : «ثقة ثقة» وعددهم أربعة وثلاثين ، وأضاف لهم خمسة قال عنهم الغضائري مثل قول النجاشي : «ثقة ثقة» ، وهؤلاء مذكورون في أبوابهم (6). وألحق ابن داود القسم الأوّل بستة فصول ، جاء الفصل الأوّل لذكر ثمانية عشر رجلاً أجمعت العصابة على تعظيمهم ولم يختلفوا فيهم ، وقسمهم إلى ثلاث درجات : العليا ، الوسطى ، الثالثة(7).

أمّا الفصل الثاني فقد جاء في ذكر جماعة قال فيهم النجاشي : إنّهم ثقات في روايتهم ، مع أنّ روايتهم مضطربة غير صحيحة(8) ، وعددهم خمسة عشر رجلاً.

وعقد الفصل الثالث لذكر جماعة قال النجاشي في كلّ واحد منهم إمّا : 0.

ص: 111


1- رجال ابن داود : 29- 54.
2- رجال ابن داود : 201- 207.
3- رجال ابن داود : 100 - 108.
4- رجال ابن داود : 113 - 150.
5- رجال ابن داود : 214 -223.
6- رجال ابن داود : 207 - 208.
7- رجال ابن داود : 209.
8- رجال ابن داود : 28 - 210.

«ليس بذاك» أو : «لا بأس به» أو : «قريب الأمر»(1) ، وعددهم خمسة عشر رجلاً.

أمّا الفصل الرابع فقد جاء في ذكر جماعة ضبطت روايتهم بالعدد(2) ، وعددهم ثمانية رجال.

والفصل الخامس كان في ترجمة جماعة اشتهرت كناهم وخفيت أسماؤهم (3) ، وعددهم سبعة وعشرون راوياً.

والفصل السادس ذكر فيه أسماء النساء اللواتي لهنّ روايات غير مقفّيات (4). وها نحن نذكرهنّ جميعاً حسب تسلسلهنّ في الكتاب لفضلهنّ ، ولأنّه لم يكن لهنّ النصيب الأوفر من الذكر في متن الكتاب :

1 - فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ل.

2 - عائشة بنت أبي بكر ، ل.

3 - حفصة بنت عمر ، ل.

4 - أم حبيبة ، ل.

5 - ميمونة ، ل.

6 - جريرة بنت الحارث ، ل.

7 - زينب بنت جحش ، ل.

8 - صفية بنت حيي ، ل.

9 - سودة بنت زمعة ، ل.

10 - أسماء بنت أبي بكر ، ل. 3.

ص: 112


1- رجال ابن داود : 211.
2- رجال ابن داود : 212.
3- رجال ابن داود : 212 - 214.
4- رجال ابن داود : 223.

11 - أم هاني بنت أبي طالب ، اسمها فاختة ، ل.

12 - أم الفضل ، اسمها لبابة ، ل.

13 - زينب بنت أبي سلمة ، ل.

14 - نضرة الأزدية ، روت عن (ي) أنّه قال : «ما رمدت عيني مذ تفل فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)».

15 - فاطمة بنت حبابة الوالبية (ن) ، (سين) على ما قال سعد بن عبدالله.

16 - خديجة بنت محمّد بن عليّ بن الحسين الباقر عليه السلام أبيها.

17 - أمّ الخير بنت عبد الله ابن الإمام الباقر عليه السلام. لم يشر عمّن وردت.

18 - سالمة مولاة أبي عبد الله عليه السلام ، ق.

19 - مغيرة مولاة أبي عبد الله عليه السلام ، ق.

20 - جوهرة جارية أبي عبد الله عليه السلام ، ق.

21 - كلثم الكرخية (دي) روى عنها أبو عبد الرحمن الشعيري ، وهو أبوعبد الرحمن أحمد بن داود البغدادي.

22 - فاطمة بنت هارون بن موسى بن الفرات ، روى عنها التلعكبري ،

قال : «سمعت جدّي موسى بن الفرات يقول : حدّثني محمّد بن أبي عميرة بكتاب عبيد الله (بن عليّ) الحلبي ، لم يسمع منها غير هذا»(1).

وجاء القسم الثاني من الكتاب والمخصّص للمجروحين والمجهولين (2) في سبعة وعشرين باباً(3) ، وزاد عليها باب الكنى(4) ، وهي 4.

ص: 113


1- رجال ابن داود : 223 - 224.
2- رجال ابن داود : 225.
3- رجال ابن داود : 225 - 285.
4- رجال ابن داود : 312 - 314.

بذلك أقلّ من القسم الأوّل بباب واحد وهو باب الذال المعجمة ، إذ لا يوجد رواة بهذا الحرف في القسم الثاني.

وتناول في كلّ باب حرفاً من حروف اللغة العربية ، كما حرص عند ذكره لهذه الأبواب ولاسيّما الأحرف التي تتعرّض للتصحيف والتحريف على أن يضبطها بالشكل ، فيقول : (الثاء المثلثة)(1) ، (الحاء المهملة)(2) ، (الدال المهملة)(3).

شمل القسم الثاني ترجمة خمسمائة وخمسة وستّين راوياً(4) ما عدا باب الكنى الذي حوى ترجمة خمسة وثلاثين راوياً(5) ، وألحق ابن داود القسم الثاني سبعة عشر فصلا(6) ، جاء الفصل الأوّل ليشير إلى جماعة من الواقفة (7) وعددهم ستّة وستّون راوياً ، والفصل الثاني في ذكر جماعة من الفطحية (8) وعددهم ستّة عشر راوياً ، والفصل الثالث في ذكر جماعة من الزيدية (9) وعددهم سبعة وعشرون راوياً ، والفصل الرابع في ذكر جماعة من العامّة (10) وعددهم تسعة وثلاثين راوياً والفصل الخامس في ذكر جماعة 3.

ص: 114


1- رجال ابن داود : 234.
2- رجال ابن داود : 236.
3- رجال ابن داود : 244.
4- رجال ابن داود : 225 - 285.
5- رجال ابن داود : 312 - 314.
6- رجال ابن داود : 286 - 306.
7- رجال ابن داود : 286- 289.
8- رجال ابن داود : 289.
9- رجال ابن داود : 290 - 291.
10- رجال ابن داود : 291 - 293.

من الكيسانية (1) وعددهم ستة ، وفي الفصل السادس ذكر جماعة من الناووسية (2) وعددهم ستة ، وفي الفصل السابع ذكر جماعة من الغلاة (3) وعددهم خمسة وستّون راوياً ، والفصل الثامن ذكر جماعة أطلق عليهم الضعف (4) عددهم خمسة وخمسون راوياً ، والفصل التاسع ذكر جماعة قيل بحقّهم : «مخلّط» أو «مضطرب» (5) وعددهم تسعة عشر راوياً ، والفصل العاشر ذكر فيه من قيل فيه : «يعرف حديثه تارة وينكر أخرى» (6) وعددهم ستّة رواة ، والفصل الحادي عشر من طعن عليه لفساد مذهبه (7) وعددهم اثنا عشر راوياً ، والفصل الثاني عشر فيمن قيل عنه : «ثقة لكنّه يروي عن الضعفاء» (8) وعددهم ثمانية رواة ، والفصل الثالث عشر ذكر فيه من قيل عنه : «يضع الحديث» وعددهم تسعة رواة ، ومن أُطلق عليه الكذب (9) وعددهم أربعة ، والفصل الرابع عشر فيمن وردت فيه اللعنة(10) وعددهم خمسة عشر راوياً ، والفصل الخامس عشر ذكر من دعا عليه الإمام عليه السلام (11) 4.

ص: 115


1- رجال ابن داود : 293.
2- رجال ابن داود : 293.
3- رجال ابن داود : 293 - 296.
4- رجال ابن داود : 297 - 299.
5- رجال ابن داود : 299 - 300.
6- رجال ابن داود : 300 - 301.
7- رجال ابن داود : 301.
8- رجال ابن داود : 301 - 302.
9- رجال ابن داود : 302 - 303.
10- رجال ابن داود : 303.
11- رجال ابن داود : 304.

وعددهم ثلاثة رواة والفصل السادس عشر في من قيل عنه : «ليس بشيء» (1) وعددهم ستّة رواة ، والفصل السابع عشر في ذكر من أطلق عليه مجهول (2) وعددهم ثمانية وثلاثون راوياً.

ثمّ بعد ذلك أشار إلى تسعة تنبيهات ، وهي :

- الأولى : في بيان ضعف الرواية القادمة من الكليني عن طريق محمّد ابن إسماعيل بلا واسطة.

- الثانية : في بيان قول الأصحاب صحّة رواية موسى بن القاسم عن عبدالرحمن ، لأنّ عبد الرحمن متعيّن أن يكون ابن أبي نجران وهو ثقة.

- الثالثة : في عدم توهّم كون رواية حمّاد عن موسى بن القاسم مرسلة لأنّه من رجال الصادق عليه السلام (3).

- الرابعة : في بيان عدم التوهّم بين حمّاد بن عثمان وحمّاد بن عيسى.

- الخامسة : في بيان صحّة الروايات التي يرويها الكليني والصدوق عن جميل بن درّاج أو جميل بن صالح أو معاوية بن عمّار ، إذا كان ما بعد ذلك من الرجال مستقيمين.

- السادسة : في بيان أنّ طريق الشيخ الطوسي واحد في روايته عن ابن محبوب أو محمّد بن عليّ بن محبوب أو أحمد بن محمّد بن الحسين أو عليّ بن جعفر أو محمّد بن أبي عمير.

- السابعة : في بيان أنّ كلّ رواية يرويها سعد بن عبدالله عن أبي 6.

ص: 116


1- رجال ابن داود : 304.
2- رجال ابن داود : 304 -306.
3- رجال ابن داود : 306.

جعفر فالمراد بأبي جعفر هذا أحمد بن محمّد بن عيسى.

- الثامنة : في بيان أنّ كلّ رواية يرويها الحسن بن محبوب عن أبي القاسم فالمراد بأبي القاسم هذا معاوية بن عمّار(1).

- التاسعة : في بيان أنّ الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق رويا(2) عن رجال لم يلقوهم لكن بينهما وبينهم رجال منهم ثقات مستقيمون مذهبيّاً فذاك السند صحيح ، ومنهم الموثقون مع فساد مذهبهم فذاك عنده قويّ ، ومنهم المجروحون فذاك السند ضعيف(3) ، وقد أورد كلاًّ من الأنواع الثلاثة إجمالاً ليضبطوا ويراعوا (4).

أمّا عن تاريخ تأليف رجال ابن داود فذكر الطهراني أنّه ألّفه في سنة 707ه- (5) ، وقال في موضع آخر : «فرغ من كتاب الرجال سنة 707 ه»(6).

المطلب الثاني

التعامل مع عناصر الترجمة

تعامل ابن داود مع تراجمه من خلال استعراض اسم الراوي وكنيته ولقبه ونسبه وغيرها من المفردات المتعلّقة بالراوي ، وكان قد حرص على 0.

ص: 117


1- رجال ابن داود : 307.
2- كذا في الأصل ، والصواب : رويا.
3- رجال ابن داود : 308.
4- رجال ابن داود : 308 - 312.
5- الذريعة 2/87.
6- مصفى المقال : 20.

ضبط أحرف هذه المفردات بالشكل خشية التصحيف والتحريف ، وهناك أمثلة كقوله : «أبان بن تغلب : بنقطتين فوق فمعجمة ، ابن رباح : بنقطة تحت الباء ، أبو سعيد البكري الجريري : بالجيم المضمومة والمهملتين مولى بني جرير ...»(1) ، وقوله : «إدريس بن زياد الكفرتوثي : بالكاف المفتوحة والفاء المفتوحة - وقيل : الساكنة - والراء والتاء المثنّاة فوق المضمومة والثاء المثلثة ، منسوب إلى (كفر توثا) ... قرية بخرسان»(2).

كما تابع ابن داود سنة ولادة الراوي ووفاته وعمره وفي أيّ مكان مات وأين دفن ، مثل قوله : «... وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشري المحرم من سنة ستين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ودفن بداره»(3) ، وقوله : «.. مات بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة»(4) ، وقوله : «مات بعد السبعين والمائة وهو ابن نيف وسبعين سنة ...»(5) ، وقوله : «... وكان مولده سادس ذي الحجّة سنة ثمان وخمسين ومائتين»(6).

وأشار ابن داود في تعرّضه لوفاة بعض رواته بأنّه : «مات في 4.

ص: 118


1- رجال ابن داود : 29.
2- رجال ابن داود : 47 ، تنظر الصفحات : 30 ، 31 ، 32 ، 33 ، 40 ، 141.
3- رجال ابن داود : 130.
4- رجال ابن داود : 179.
5- رجال ابن داود : 34.
6- رجال ابن داود : 186 ، تنظر الصفحات : 31 ، 32 ، 34 ، 36 ، 43 ، 44 ، 46 ، 48 ، 49 ، 53 ، 55 ، 58 ، 61 ، 62 ، 65 ، 66 ، 69 ، 72 ، 73 ، 77 ، 80 ، 84 ، 93 ، 100 ، 102 ، 106 ، 108 ، 112 ، 114 ، 137 ، 126 ، 128 ، 129 ، 137 ، 143 ، 149 ، 158 ، 165 ، 166 ، 168 ، 170 ، 178 ، 190 ، 191 ، 194 ، 207 ، 226 ، 229 ، 264.

الخزيمية»(1) ، أو : «مات في السنة التي تناثرت فيها النجوم»(2).

ويربط ابن داود أحياناً وفاة أو ولادة رواته المترجم لهم في رجاله بأحد الأئمّة عليهم السلام أو الحكّام والسلاطين أو حادثة تاريخية معيّنة ، نحو قوله : «تابعيّ مات في حياة الصادق عليه السلام»(3) ، أو قوله : «مات في زمن عثمان بالربذة ...»(4) ، أو قوله : «... ولد عام أُحد»(5) ، وقوله : «... ولد في حجّة الوداع وقتل بمصر سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في خلافة عليّ عليه السلام»(6).

وحقّق ابن داود في نسب الرواة وبيان من هو مولى أو غير عربيّ ومن يوالي ، كقوله : «مولى بني جرير ...»(7) ، وقوله : «... مولى خداش ابن صمّة»(8)وقوله : «مولى بني أسد ...»(9) ، وقوله : «... عربيّ صميم ...»(10).

كما ذكر ابن داود المدن التي ينتمي إليها الرواة أو من نسب إلى هذه 4.

ص: 119


1- رجال ابن داود : 136.
2- رجال ابن داود : 137 و187.
3- رجال ابن داود : 50.
4- رجال ابن داود : 67.
5- رجال ابن داود : 112.
6- رجال ابن داود : 158. تنظر الصفحات : 68 ، 69 ، 71 ، 99 ، 124 ، 143 ، 158 ، 200 ، 207.
7- رجال ابن داود : 24.
8- رجال ابن داود : 59.
9- رجال ابن داود : 60 ، تنظر الصفحات : 67 ، 71 ، 76 ، 78 ، 80 ، 82 ، 96 ، 99 ، 106 ، 109 ، 110 ، 120 ، 124 ، 127 ، 132 ، 134 ، 144 ، 146 ، 147 ، 158 ، 160 ، 171 ، 194 ، 196 ، 706 ، 207 ، 220 ، 230 ، 237 ، 247 ، 258 ، 262 ، 272.
10- رجال ابن داود : 184.

المدن ، كقوله : «إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ...»(1) ، وقوله : «... الصميري ... والصَيمر - بفتح الميم - بلدة من أرض مهرجان على خمس مراحل من الدينور ، والصيمر أيضاً في البصرة على فم نهر المعقل ...»(2) ، وقوله : «... من أهل اليمن»(3).

وحرص ابن داود على بيان الأسماء المتشابهة من رواته وتبيان ذلك التشابه خشية الالتباس ، كقوله : «... هو غير الحسن بن حبيس : بالحاء المهملة والباء المفردة ...»(4) ، وقوله : «محمّد بن جرير ... الطبري ، ... هو غيرصاحب التاريخ ، ذاك عامّي»(5).

وأشار ابن داود على طول خطّ التأليف في رجاله إلى من روى عن الأئمّة عليهم السلام ومن لم يرو ، كقوله : «... آدم بن إسحاق ...(لم) جش»(6) ، وقوله : «إبراهيم بن الحكم ... (لم) (جخ) صنّف كتباً»(7) ، وقوله : «أبان بن عبدالملك (ق) (جش) ...»(8) ، وقوله : «إبراهيم بن سلام (ضا) م.

ص: 120


1- رجال ابن داود : 31.
2- رجال ابن داود : 35.
3- رجال ابن داود : 115. تنظر الصفحات : 36 ، 56 ، 66 ، 95 ، 115 ، 130 ، 185 ، 189 ، 199 ، 203 ، 216 ، 220 ، 221 ، 238 ، 249 ، 250 ، 275 ، 282.
4- رجال ابن داود : 73.
5- رجال ابن داود : 167 ، وتنظر الصفحات : 37 ، 101 ، 170 ، 171 ، 238 ، 270 ، 271.
6- رجال ابن داود : 29 ، (لم) (جش) ويعني ذكر النجاشي أنّ الرجل لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام.
7- رجال ابن داود : 31 ، (لم) (جخ) ويعني ذكر الطوسي في رجاله أنّ الرجل لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام.
8- رجال ابن داود : 30. و : (ق) (جش). يعني ذكر النجاشي أنّ الرجل من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

نيشابوري ...»(1).

وأشار ابن داود إلى من روى من رواته عن العلماء المشهورين آنذاك أوعن أقربائهم - أي الرواة - كقوله : «... لم يرو عنه إلاّ عبيس بن هشام الناشري»(2) ، وقوله : «روى عن المفيد رحمه الله ...»(3) ، وقوله : «روى عنه محمّد بن مسعود العياشي ...»(4) ، وقوله : «... روى عن أبيه وعن جدّه»(5).

ودعم ابن داود معلوماته عن رواته ببعض الحوادث التأريخية التي لها علاقة بالرواة ، كقوله : «شهد بدراً والعقبة الثانية ...»(6) ، وقوله : «... صلّى معه القبلتين»(7) ، وقوله : «قتل جدّه عامر مع الحسين عليه السلام»(8) ، وقوله : «آخى رسول الله بينه وبين زيد بن حارثة ...»(9). ،

ص: 121


1- رجال ابن داود : 31 ، وتنظر الصفحات : 33 ، 34 ، 36 ، 37 ، 38 ، 39 ، 41 ، 42 ، 43 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 ، 49 ، 51 ، 54 ، 58 ، 62 ، 63 ، 64 ، 66 ، 72 ، 73 ، 79 ، 85 ، 113 ، 137 ، 144 ، 149 ، 154 ، 159 ، 161 ، 164 ، 165 ، 169 ، 170 ، 171 ، 179 ، 180 ، 183 ، 185 ، 189 ، 193 ، 196 ، 197 ، 201 ، 203 ، 205 ، 216 ، 226 ، 229 ، 251 ، 254 ، 273 ، 283 ، 285.
2- رجال ابن داود : 30.
3- رجال ابن داود : 42.
4- رجال ابن داود : 62.
5- رجال ابن داود : 221 ، وتنظر الصفحات : 63 ، 67 ، 80 ، 81 ، 86 ، 101 ، 146 ، 148 ، 155 ، 157.
6- رجال ابن داود : 35.
7- رجال ابن داود : 35.
8- رجال ابن داود : 38.
9- رجال ابن داود : 49. وتنظر الصفحات : 43 ، 54 ، 53 ، 54 ، 56 ، 57 ، 59 ،

وأشار ابن داود إلى من لقي الأئمّة عليهم السلام ومن لم يلقهم ، كقوله : «... لقي الهادي عليه السلام»(1) ، وقوله : «... لم يلق أبا عبد الله عليه السلام ...»(2).

ومن باب الشيء بالشيء يذكر دأب ابن داود على ذكر قسم من أمّهات الرواة المترجم لهم في رجاله ، وهذا يساعد القارئ على الاطلاع على العلاقات العائلية بين الرواة التي قد يجهلها في بادى الأمر ، كقوله : «أمّه أمّ أيمن اسمها بركة ... مولاة رسول الله ...»(3) ، وقوله : «... قتل مع أخيه الحسين عليه السلام ، أمّه أمّ البنين»(4) ، وقوله : «...أمّهم فاطمة بنت الحسين عليه السلام»(5).

وأشار ابن داود في معرض ترجمته للرواة إلى مصنّفاتهم ، وقد تفاوتت هذه الإشارات بين الموجزة جدّاً وبين الشروحات وتباين مضامين هذه الكتب ، فمثلاً يقول : «... صنّف كتباً ...»(6) ، وقال : «له كتاب الغيبة»(7) ، وقال : «... له كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في 2.

ص: 122


1- رجال ابن داود : 54.
2- رجال ابن داود : 154 ، وتنظر الصفحات : 156 ، 160 ، 184 ، 201 ، 267.
3- رجال ابن داود : 47.
4- رجال ابن داود : 64.
5- رجال ابن داود : 72. تنظر الصفحات : 114 ، 122 ، 155 ، 159 ، 199 ، 202 ، 215 ، 226 ، 283 ، 284.
6- رجال ابن داود : 31.
7- رجال ابن داود : 32.

أهل البيت عليهم السلام»(1) ، وقوله : «... وله كتاب ...»(2) ، وقوله : «... صاحب كتاب النوادر»(3).

وأشار ابن داود إلى أعداد الكتب التي صنّفها الرواة أثناء الترجمة لهم ، كقوله : «... يقال : إنّ للحسن خمسين مصنّفاً»(4) ، وقوله : «... له ثلاثة وثلاثون كتاباً»(5) ، وقوله : «... إنّها أربعة وتسعون كتاباً»(6).

وأشار ابن داود إلى من كاتب الأئمّة عليهم السلام من الرواة ، كقوله : «أحمد ... له مكاتبة»(7) ، وقوله : «الحسين ... له مكاتبة»(8) ، وقوله : «... له إلى مولانا أبي محمّد عليه السلام مسائل وجوابات ...»(9).

وذكر ابن داود مهن رواته التي اشتهروا بها فضلا عن إشارته إلى المناصب السياسية والإدارية التي تقلّدوها في حياتهم في الدولة المعاصرة لهم ، فمثلاً يقول : «... أبو بكر الورّاق ...»(10) ، «أحمد بن عمر 9.

ص: 123


1- رجال ابن داود : 36.
2- رجال ابن داود : 37.
3- رجال ابن داود : 43. تنظر الصفحات : 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 50 ، 51 ، 55 ، 56 ، 57 ، 59 ، 60 ، 62 ، 63 ، 74 ، 75 ، 78 ، 80 ، 88 ، 90 ، 93 ، 104 ، 105 ، 109 ، 110 ، 113 ، 129 ، 132 ، 137 ، 139 ، 146 ، 147 ، 149 ، 150 ، 158 ، 168 ، 169 ، 172 ، 173 ، 177 ، 180 ، 190 ، 202 ، 206 ، 228 ، 258 ، 271 ، 285.
4- رجال ابن داود : 74.
5- رجال ابن داود : 142.
6- رجال ابن داود : 159 ، تنظر الصفحات ، 86 ، 179 ، 193.
7- رجال ابن داود : 39.
8- رجال ابن داود : 81.
9- رجال ابن داود : 173.
10- رجال ابن داود : 39.

الخلاّل ... كان يبيع الخلّ ...»(1) ، وقوله : «وكان شاعراً أديباً»(2).

أمّا عن المناصب الإدارية والسياسية التي تقلّدها الرواة فيقول : «... الذيولي الأهواز ...»(3) ، وقوله : «... (ي) (جخ) عامله على المدينة»(4) ، وقوله : «... قاضياً بالريّ»(5).

وذكر ابن داود المعمّرين من رواته بقوله : «... ثقة ، عمّر طويلا»(6) ، «... سمع فأكثر وعمّر نيفاً وتسعين سنة ...»(7) ، «... عمّر طويلاً»(8) ، «... عمّر إلى سنة أربعين ومائتين»(9).

وتقصّى ابن داود من غيّر أو بدّل في مذهبه أو عقيدته من رواته ، كقوله : «كان زيديّاً ثمّ رجع ...»(10) ، «... كان فطحيّاً فرجع قبل

- --

(1) رجال ابن داود : 41.

(2) رجال ابن داود : 78 ، تنظر الصفحات : 48 ، 49 ، 87 ، 101 ، 110 ، 111 ، 114 ، 116 ، 119 ، 120 ، 125 ، 132 ، 138 ، 142 ، 146 ، 159 ، 165 ، 168 ، 180 ، 181 ، 185 ، 193 ، 198 ، 218 ، 252 ، 268 ، 272 ، 280.

(3) رجال ابن داود : 40.

(4) رجال ابن داود : 59. (ي) (جخ) وتعني قول الطوسي في رجاله أنّ هذا الرجل هو عامل الإمام عليّ عليه السلام على المدينة.

(5) رجال ابن داود : 66 ، تنظر الصفحات : 99 ، 104 ، 120 ، 134 ، 171 ، 173 ، 168 ، 179 ، 196 ، 203 ، 229 ، 237 ، 242 ، 283.

(6) رجال ابن داود : 34.

(7) رجال ابن داود : 65.

(8) رجال ابن داود : 103.

(9) رجال ابن داود : 119 ، وتنظر الصفحات : 121 ، 136 ، 178 ، 182 ، 191 ، 243 ، 272 ، 276.

(10) رجال ابن داود : 33.

ص: 124

موته ...»(1).

وأشار ابن داود في ترجمته لقسم من الرواة إلى أنّ لهم الريادة في بعض الأعمال بقوله : «... هو أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم»(2) ، «... هو أوّل من قصّ في المسجد»(3) ، «... أوّل من ألقى التشيّع في بني أود»(4).

كما أشار إلى تخصّص قسم من الرواة بعلوم معيّنة واشتهارهم بذلك كقوله : «... شيخ أهل اللغة ...»(5) ، وقوله : «... غلب عليه علم الأدب والشعر»(6) ، «... عالما منجّماً مصنّفاً في النجوم»(7).

وحاول ابن داود - وإن كانت محاولة خجولة - رصد النساء من الراويات ، مثل قوله : «حبّابة الوالبية ... ممدوحة»(8) ، «سعيدة مولاة جعفر عليه السلام»(9) ، «أمّ الأسود بنت أعين عارفة ...»(10).4.

ص: 125


1- رجال ابن داود : 76 ، تنظر الصفحات : 37 ، 70 ، 108 ، 173 ، 179 ، 184 ، 217 ، 219 ، 264.
2- رجال ابن داود : 34.
3- رجال ابن داود : 52.
4- رجال ابن داود : 67 ، تنظر الصفحات : 125 ، 135 ، 165 ، 195 ، 218 ، ويقصد بذلك بأنّه نشر التشيّع بين أبناء قبيلته لكونه أوديّاً ، وهذا يدلّ على علوّ شأنه ومكانته بين أفراد قبيلته حتّى انصاعوا لما سمعوا منه.
5- رجال ابن داود : 35.
6- رجال ابن داود : 82.
7- رجال ابن داود : 193 ، تنظر الصفحات : 35 ، 43 ، 82 ، 89 ، 168 ، 206.
8- رجال ابن داود : 69.
9- رجال ابن داود : 102.
10- رجال ابن داود : 214. وقد عقد فصلاً في نهاية كتابه ضمّ اثنتين وعشرين امرأة ذكرناهانحن في بداية الفصل. ينظر : رجال ابن داود : 223 - 224.

وأشار ابن داود إلى العاهات الجسدية التي اتصفت بها بعض الرواة ، نحو قوله : «... الحارث الأعور ...»(1) ، «... أبي جعفر الأحول ...»(2). وهناك إشارة لاتدلّ على عاهة تفرّد بذكرها ابن داود بقوله : «... كان طوله ستّة أذرع ...»(3).

وفي سياق ترجمته لرواته أشار إلى أنّه سوف يذكرهم في باب الكنى(4)أو يشير عند ترجمته لبعض الرواة بأنّه سوف يذكرهم في قسم الضعفاء والمجروحين ، مبيّناً السبب أحياناً(5) ، وأحياناً أخرى من دون ذكر السبب(6).

وذكر ابن داود أحاديث قسم من الرواة بالعدد ، مثل : «روى عن الصادق عليه السلام ثلاثين ألف حديث ...»(7) ، وقوله : «... روى حديثاً واحداً ...»(8).

وأشار ضمناً إلى الوشائج العائلية بين الرواة ، فعندما كان يترجم لأحد الرواة يشير إلى أنّ ابن عمّه فلان أو خاله فلان أو أخاه فلان أو والده فلان ، 2.

ص: 126


1- رجال ابن داود : 67.
2- رجال ابن داود : 180 ، تنظر الصفحات : 79 ، 184 ، 215 ، 232 ، 246 ، 250.
3- رجال ابن داود : 61.
4- رجال ابن داود : 157 و180.
5- رجال ابن داود : 60 ، 61 ، 71 ، 77 ، 86 ، 200.
6- رجال ابن داود : 112 ، 200 ، 207.
7- رجال ابن داود : 29.
8- رجال ابن داود : 30. وتنظر الصفحات : 47 ، 68 ، 212.

وهذه الإشارة تعتمد على عظمة المشار إليه أو شيوع اسمه ، فمثلاً «... جدّه عمر بن يزيد ...»(1) ، وقوله : «... وله أخوان : عثمان وسعد ابنا زرارة ...»(2) ، وقوله : «... وأخوه جميل بن ...»(3) وقوله : «... له ستّة أولاد ذكور ، عبدالله و ...»(4) ، وقوله : «... ابن أخي عبد الله بن ... وأخوه الحسين ...»(5).

وذيل ابن داود ترجمة قسم من رواته بعبارة «قليل الحديث»(6) أو «كثيرالحديث»(7). كما ذكر تسمية قسم من الرواة وبيّن سبب التسمية ، كقوله : «... الأودي ، وأود - بفتح الهمزة - اسم رجل ، وإليه ينسب الأفوه الأودي»(8) ، وقوله : «سمّي الرحّال لأنّه رحل خمسين رحلة من حجٍّ إلى غزوة ...»(9). لكنّه أحياناً أخرى لا يبيّن سبب التسمية ، كقوله : «... كان 4.

ص: 127


1- رجال ابن داود : 37.
2- رجال ابن داود : 49.
3- رجال ابن داود : 54.
4- رجال ابن داود : 57.
5- رجال ابن داود : 63. وتنظر الصفحات : 73 ، 79 ، 81 ، 83 ، 90 ، 91 ، 128 ، 138 ، 150 ، 152 ، 155 ، 158 ، 168 ، 205 ، 230 ، 267.
6- رجال ابن داود : 50 ، 66 ، 83 ، 94 ، 95 ، 108 ، 131 ، 140 ، 148 ، 151 ، 160 ، 166 ، 177 ، 179 ، 183 ، 185 ، 204 ، 205 ، 206.
7- رجال ابن داود : 85 ، 134 ، 158.
8- رجال ابن داود : 37.
9- رجال ابن داود : 40. وتنظر الصفحات : 41 ، 69 ، 93 ، 106 ، 112 ، 126 ، 128 ، 134 ، 139 ، 134 ، 147 ، 148 ، 176 ، 179 ، 192 ، 199 ، 204.

ملقّباً بقفّة العلم»(1) ، وقوله : «... لقبه أبو الأكراد ...»(2).

وقد ترجم ابن داود لنفسه مبيّناً مولده(3) وذاكراً عدداً من الكتب في شتّى صنوف المعرفة حتّى بلغ ما ذكره تسعة وعشرين كتاباً(4) مشيراً إلى من لم يكمله بعد(5) ، فضلا عن إشارته إلى قسم من الكتب التي ألّفت نظماً(6) على شكل قصيدة ، وعلى ما يبدو فإنّ ابن داود كان بارعاً بالشعر والأدب من خلال ما ألّفه نظماً أو ما كتبه من قصائد في الفقه والعقائد وغيرها(7).

كما حرص ابن داود على ذكر الأسماء التي تشترك في اللفظ وإن كثر العدد ، كقوله : «سُكَين - بضمّ السين وفتح الكاف - مشترك بين جماعة ، منهم :

- سكين بن إسحاق النخعي.

- سكين بن عمارة أبو محمّد النخعي الرحّال مولاهم الكوفي.

- سكين بن عبد العزيز البصري.

- سكين بن أبي فاطمة الجعفي.

وكلّهم رووا عن الصادق عليه السلام»(8).4.

ص: 128


1- رجال ابن داود : 62.
2- رجال ابن داود : 142 ، تنظر الصفحات : 88 ، 152 ، 168 ، 172 ، 179 ، 205 ، 217.
3- رجال ابن داود : 75.
4- رجال ابن داود : 75 - 76.
5- رجال ابن داود : 75.
6- رجال ابن داود : 75 - 76.
7- ينظر : أعيان الشيعة : 22/323 وما بعدها.
8- رجال ابن داود : 104.

المطلب الثالث

ألفاظ التعديل والتجريح

أوّلا : ألفاظ التعديل :

لقد وسم ابن داود رواته بألفاظ تفيد التعديل أو عدم الجرح وبشكل واضح ، نحو قوله لقسم منهم : «ثقة»(1) ، «ثقة ثقة»(2) ، «مهمل»(3) ، «ثقة من

ص: 129


1- رجال ابن داود : 29 ، 30 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ، 38 ، 42 ، 44 ، 45 ، 49 ، 50 ، 52 ، 54 ، 56 ، 57 ، 60 ، 62 ، 63 ، 64 ، 65 ، 66 ، 68 ، 69 ، 71 ، 72 ، 73 ، 74 ، 75 ، 76 ، 79 ، 80 ، 81 ، 82 ، 83 ، 84 ، 85 ، 86 ، 87 ، 88 ، 89 ، 90 ، 94 ، 95 ، 96 ، 97 ، 98 ، 99 ، 100 ، 103 ، 105 ، 106 ، 113 ، 120 ، 121 ، 123 ، 124 ، 126 ، 127 ، 128 ، 130 ، 134 ، 137 ، 138 ، 140 ، 141 ، 142 ، 144 ، 145 ، 146 ، 147 ، 150 ، 151 ، 152 ، 153 ، 155 ، 156 ، 157 ، 164 ، 167 ، 168 ، 169 ، 170 ، 172 ، 178 ، 179 ، 180 ، 181 ، 185 ، 186 ، 187 ، 188 ، 189 ، 190 ، 191 ، 192 ، 194 ، 195 ، 197 ، 198 ، 201 ، 202 ، 204 ، 206 ، 208 ، 209 ، 215 ، 216 ، 217 ، 218 ، 221.
2- رجال ابن داود : 38 ، 48 ، 61 ، 70 ، 71 ، 76 ، 79 ، 87 ، 88 ، 79 ، 100 ، 108 ، 112 ، 116 ، 122 ، 124 ، 128 ، 129 ، 130 ، 132 ، 168 ، 194 ، 200 ، 204 ، 208 ، 222.
3- رجال ابن داود : 29 ، 36 ، 40 ، 42 ، 43 ، 45 ، 48 ، 52 ، 55 ، 56 ، 58 ، 60 ، 61 ، 65 ، 67 ، 69 ، 70 ، 72 ، 73 ، 74 ، 79 ، 81 ، 82 ، 83 ، 87 ، 91 ، 92 ، 97 ، 100 ، 101 ، 103 ، 105 ، 106 ، 107 ، 108 ، 110 ، 112 ، 117 ، 122 ، 144 ، 146 ، 150 ، 151 ، 169 ، 171 ، 172 ، 173 ، 176 ، 179 ، 193 ، 217. والمهمل هو من لم يحكم عليه بمدح ولا ذمّ وإن عرف حاله وبان أمره ، وهو غيرالمجهول الذي حكم عليه بالجهالة ، ينظر : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 195. وقد صدر ابن داود فصله الأوّل بعبارة (في ذكر الممدوحين ومن

جليل القدر»(1) ، «ثقة وجيه»(2) ، «قويّ الإيمان»(3) ، «ثقة ممدوح»(4) ، «مرضيّ»(5) ، «خير»(6).

ومن الألفاظ الأخرى قوله : «ثقة وجه»(7) ، «ممدوح»(8) ، «وجه من أصحابنا»(9) ، «ثقة في حديثه»(10) ، «ثقة ثبت»(11) ، «من خواصّه»(12) ، «لا بأس 7.

ص: 130


1- رجال ابن داود : 29 ، 44 ، 77 ، 85 ، 138 ، 170 ، 185 ، 191.
2- رجال ابن داود : 30 ، 67 ، 85.
3- رجال ابن داود : 131.
4- رجال ابن داود : 31 ، 41 ، 48 ، 50 ، 105.
5- رجال ابن داود : 130. وينظر : منتهى المقال : 103 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 155.
6- رجال ابن داود : 31 و111. وينظر : وصول الأخيار : 192 ، فائق المقال في الحديث والرجال : 34 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 61.
7- رجال ابن داود : 70.
8- رجال ابن داود : 31 ، 35 ، 47 ، 49 ، 54 ، 56 ، 60 ، 61 ، 63 ، 64 ، 68 ، 69 ، (ممدوحة) ، 71 ، 76 ، 80 ، 85 ، 95 ، 98 ، 104 ، 106 ، 107 ، 110 ، 121 ، 129 ، 134 ، 144 ، 148 ، 151 ، 153 ، 155 ، 159 ، 161 ، 165 ، 176 ، 179 ، 188 ، 189 ، 190 ، 191 ، 192 ، 193 ، 195 ، 198 ، 216 ، 217 ، ينظر : فائق المقال : 34 ، منتهى المقال : 98 ، درس موجزة في علمي الرجال والدراية : 151 ، دروس في علم الدراية : 138.
9- رجال ابن داود : 44 ، 60 ، 72 ، 77 ، 78 ، 85 ، 107 ، 115 ، 121 ، 140 ، 141 ، 164 ، 178 ، 191 ، ينظر : درس في علم الدارية : 151 ، دروس في علم الدارية : 138.
10- رجال ابن داود : 32 ، 42 ، 135.
11- رجال ابن داود : 122. وينظر : وصول الأخيار : 192 ، فائق المقال في الحديث والرجال : 34 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدارية : 153.
12- رجال ابن داود : 34 و197.

به»(1) ، «ثقة ثقة عين»(2) ، «له أصل»(3) ، «ثقة عين»(4) ، «ثقة مأمون»(5).

كما وصف ابن داود قسماً من رواته بقوله : «... مسكوناً إلى روايته»(6) ، «لايطعن عليه»(7) ، «من أصحاب العيّاشي»(8) ، «ثقة صحيح السماع»(9) ، «ثقة في نفسه»(10) ، «من ثقات أصحابنا الكوفيّين»(11) ، «وكيل»(12) ، «ليس به بأس»(13) ، «وجه جليل»(14) ، «وجهاً»(15) ، «خيّراً فاضلاً»(16) ، «خاصّة الخاصّة»(17) ، «من ثقات أصحابنا القمّيّين»(18) ، «من ثقات 6.

ص: 131


1- رجال ابن داود : 33 ، 36 ، 88 ، 105 ، 107 ، 136 ، 158 ، 161 ، ، 187 ، 201.
2- رجال ابن داود : 111.
3- رجال ابن داود : 33 ، 51 ، 86 ، 93 ، 138 ، 221. وينظر : منتهى المقال : 104.
4- رجال ابن داود : 110 ، 132 ، 140 ، 145 ، 150 ، 152 ، 154 ، 160 ، 165 ، 166 ، 169 ، 173 ، 179 ، 180 ، 187 ، 188 ، 190 ، 193 ، 198.
5- رجال ابن داود : 34.
6- رجال ابن داود : 42 ، ومسكون إليه : 166 ، ينظر : منتهى المقال : 102 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدارية : 153 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 158.
7- رجال ابن داود : 42 و206.
8- رجال ابن داود : 42 ، 135 ، 138 ، من تلاميذ العيّاشي : 220 ، العيّاشي ترجم له ابن داود : 184 وهو احد موارده.
9- رجال ابن داود : 42.
10- رجال ابن داود : 43 و 229.
11- رجال ابن داود : 46 ، 64 ، 66 ، 179.
12- رجال ابن داود : 48 ، 56 ، 78 ، 137 ، 140 ، 161. وينظر : منتهى المقال : 99 ، دروس في الدراية : 140.
13- رجال ابن داود : 56 و138.
14- رجال ابن داود : 58 و155.
15- رجال ابن داود : 58 ، 92 ، 112.
16- رجال ابن داود : 63.
17- رجال ابن داود : 84.
18- رجال ابن داود : 63 ، 74 ، 146.

أصحابنا البصريّين»(1).

ومن الألفاظ التي استعملها ابن داود : «قريب الأمر»(2) ، «ثقة جليل»(3) ، «ثقة صدوق»(4).

كما أنّ دعاء الأئمّة عليهم السلام أو ترحّمهم على قسم من الرواة هو مصدر من مصادر التوثيق(5).

وهناك ألفاظ تبدو مطلقة إلاّ أنّ مدلولها التوثيقي ظاهر ، كان قد استخدمها ابن داود في رجاله مثل : «أحد الأركان الأربعة»(6) ، «أحد أئمّة الحديث»(7) ، «من الأبدال»(8) ، «كان أحد الأبواب»(9) ، «صاحب النبيّ(صلى الله عليه وآله)»(10) ، «صاحب أمير المؤمنين عليه السلام»(11) «... صاحب جعفر بن 5.

ص: 132


1- رجال ابن داود : 146. تنبيه : إنّ الألفاظ التي لم تسند في الهامش بمصادر توضيحية سبق أن وضّحت بالفصل الخاصّ بالعلاّمة الحلّي.
2- رجال ابن داود : 155 ، 171 ، 189 ، 193 ، 201 ، 211. وينظر : فائق المقال : 34.
3- رجال ابن داود : 120 ، 146 ، 218.
4- رجال ابن داود : 36 ، 37 ، 53 ، 160.
5- ينظر : رجال ابن داود : 29 ، 30 ، 34 ، 48 ، 57 ، 82 ، 84 ، 85 ، 96 ، 97 ، 100 ، 103 ، 108 ، 110 ، 115 ، قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) : 143 ، 149 ، 152 ، 180 ، 205 ، 217 ، 222.
6- رجال ابن داود : 67 ، 71 ، 105 ، 192. وينظر معناه في الفصل الخاصّ بالعلاّمة الحلّي.
7- رجال ابن داود : 188 ، 203 ، والكلام هنا عن مسلم بن شهاب الزهري.
8- رجال ابن داود : 100. ينظر معناه في الفصل الخاصّ بالعلاّمة الحلّي.
9- رجال ابن داود : 167 ، ويقصد بهم العلماء الذين كانوا يراسلون الإمام الحجّة بن الحسن عليه السلام وهم ثقاته ولهم علاقات وطيدة مع سفرائه الذين عن طريقهم يتّصلون به ويراسلونه ، ينظر : الفوائد الرجالية : 128.
10- رجال ابن داود : 57 و133.
11- رجال ابن داود : 31 و95.

محمّد الصادق عليه السلام»(1) ، «من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام»(2) ، «وليس له ثالث في الأرض»(3).

كما أنّ ابن داود وثّق ضمناً قسماً من الرواة أثناء تعرّضه لترجمة رواة آخرين ولاسيّما إذا كانت هناك روابط عائليّة أو علمية بين من يترجم لهم وبين من يوثّقهم ضمناً ، مثل «... ثقة هو وإخوته ...»(4) ، «... ثقة هو وأبوه ...»(5) ، «... هو وعمومته شهاب وعبد الرحمن ووهب وأبوه عبد الخالق كلّهم ثقات»(6).

ثانياً : ألفاظ الجرح :

عبّر ابن داود عن قدحه أو جرحه لرواته من خلال استخدام عدّة ألفاظ جارحة تدلّ على الجرح الصريح في الراوي أو تغمز في جهة من جهاته كأن تكون مذهبه أو روايته أو نفسه.

وهذه الألفاظ هي :

«في مذهبه ارتفاع»(7) ، «ضعيف الحديث»(8) ، «ضعيف»(9) ، «ليس من ،

ص: 133


1- رجال ابن داود : 172.
2- رجال ابن داود : 55 و133.
3- رجال ابن داود : 131.
4- رجال ابن داود : 48.
5- رجال ابن داود : 49.
6- رجال ابن داود : 50.
7- رجال ابن داود : 226 ، 227 ، 228 ، 244 ، 253 ، 269 ، 270 ، 284. والمراد به أنّه من أهل الارتفاع والغلوّ وهو من ألفاظ الجرح ، ينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 154.
8- رجال ابن داود : 226 ، 229 ، 236 ، 262 ، 263 ، 281.
9- رجال ابن داود : 226 ، 228 ، 229 ، 231 ، 232 ، 236 ، 238 ، 239 ، 240 ،

أصحابنا»(1) ، «مخلط»(2) «مشكوك فيه»(3) ، «يعرف وينكر»(4). «ملعون»(5) ، «غال لا شيء»(6) ، «أمره مظلم»(7) ، «ضعيف جدّاً»(8) ، «غالي»(9) ، «ليس من أصحابنا ولا من عدادنا»(10).

ومن ألفاظه في الجرح أيضاً : «ما يسند إليه إلاّ الفاسد المتهافت»(11) ، «حديثه ليس بذلك النقيّ»(12) ، «لم يكن بذاك»(13) ، «فاسد المذهب»(14) ، 1.

ص: 134


1- رجال ابن داود : 248.
2- رجال ابن داود : 226 ، 231 ، 232 ، 236 ، 238 ، 239 ، 240 ، 241 ، 248 ، 249 ، 250 ، 251 ، 252 ، 253 ، 254 ، 255 ، 256 ، 257 ، 258 ، 260 ، 261 ، 264 ، 271 ، 274 ، 284 ، 299 ، 300. وينظر : وصول الأخيار : 193.
3- رجال ابن داود : 236.
4- رجال ابن داود : 249 و260.
5- رجال ابن داود : 232 ، 236 ، 238 ، 245 ، 255 ، 258 ، 263 ، 265 ، 272 ، 276 ، 282 ، 283 ، 313. ينظر : منتهى المقال : 107.
6- رجال ابن داود : 227 و242.
7- رجال ابن داود : 227.
8- رجال ابن داود : 227 ، 230 ، 237 ، 238 ، 239 ، 240 ، 245 ، 253 ، 261 ، 267 ، 271 ، 272 ، 274 ، 282 ، 298.
9- رجال ابن داود : 227 ، 228 ، 229 ، 231 ، 235 ، 239 ، 244 ، 250 ، 252 ، 258 ، 260 ، 262 ، 264 ، 265 ، 266 ، 270 ، 271 ، 272 ، 273 ، 276 ، 279 ، 281 ، 282 ، 285 ، 293 ، 294 ، 295 ، 296.
10- رجال ابن داود : 248.
11- رجال ابن داود : 271.
12- رجال ابن داود : 35 و227.
13- رجال ابن داود : 86 ، 151 ، 189 ، 211 ، 228 ، 244 ، 265 ، 266.
14- رجال ابن داود : 231 ، 235 ، 240 ، 245 ، 251 ، 262 ، 271 ، 301.

«كذّاب وضّاع للحديث»(1) ، «ضعيف في مذهبه»(2) ، «مجهول»(3) ، «عدوّ»(4) ، «عدوّ الله»(5) ، «ليس بشيء»(6) ، «يروي المناكير»(7) ، «لا يعبأ به»(8) ، «يعرف وينكر»(9) ، «كذّاب»(10) ، «مذموم»(11) ، «يروي عن الضعفاء»(12) ، «لا يلتفت إلى حديثه»(13) ، «طعن عليه»(14) ، «شاذّ الحديث»(15).

كما اعتمد على كلام الأئمّة عليهم السلام بحقّ الرواة من ناحية الذمّ أو الدعاء عليهم(16). 4.

ص: 135


1- رجال ابن داود : 231 ، 239 ، 255 ، 257 ، 273 ، 274 ، 302.
2- رجال ابن داود : 231 ، 244 ، 251.
3- رجال ابن داود : 273. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 147.
4- رجال ابن داود : 263.
5- رجال ابن داود : 245 ، 248 ، 254 ، 255 ، 256 ، 278 ، 304.
6- رجال ابن داود : 231.
7- رجال ابن داود : 231.
8- رجال ابن داود : 280.
9- رجال ابن داود : 231 ، 249 ، 250 ، 260 ، 263 ، 267 ، 274 ، 279 ، 300 ، 301.
10- رجال ابن داود : 31 ، 35 ، 239 ، 240 ، 250 ، 255 ، 260 ، 266 ، 275 ، 283 ، 285 ، 302 ، 303.
11- رجال ابن داود : 69 و313.
12- رجال ابن داود : 42 ، 43 ، 259 ، 282 ، 303.
13- رجال ابن داود : 265.
14- رجال ابن داود : 273 و283.
15- رجال ابن داود : 150.
16- ينظر : رجال ابن داود : 227 ، 228 ، 250 ، 251 ، 258 ، 279 ، 285 ، 303 ، وينظر : فصل من دعا عليه الإمام عليه السلام : 304.

المطلب الرابع

فرق الرواة المترجم لهم في رجال ابن داود ومذاهبهم

حرص ابن داود على معرفة مذاهب الرواة الذين ترجم لهم وعقائدهم ، فأخذ يلحق هذه المذاهب بهم طالما حصل على معلومة تفيد ذلك ، فتراه يقول : «.. قد ذكر أصحابنا أنّه كان ناووسيّاً ..»(1) ، «كان زيديّاً ثمّ رجع ...»(2) ، «أحمد بن الحسن ... خاصّي»(3) ، «كان عاميّاً ...»(4) ، «إسحاق بن عمار ... فطحيّ ...»(5) ، وقوله : «الخليل بن أحمد ... كان إماميّ المذهب ...»(6) ، «حبيب السجستاني ... كان شارياً ...»(7) ، «الحسن بن بشّار ... كان واقفيّاً ...»(8) ، «أشعث بن قيس ... ثمّ صار ،

ص: 136


1- رجال ابن داود : 30 ، وتنظر الصفحات : 102 ، 247 ، 252 ، 293.
2- رجال ابن داود : 33 ، وتنظر الصفحات : 38 ، 161 ، 180 ، 210 ، 221 ، 228 ، 238 ، 242 ، 248 ، 250 ، 271 ، 252 ، 262 ، 264 ، 265 ، 272 ، 284 ، 290 ، 291 ، 313 ، 314.
3- رجال ابن داود : 36 ، ينظر : 86 ، 117 ، 123 ، 137 ، 164 ، 219.
4- رجال ابن داود : 184 ، تنظر الصفحات : 37 ، 210 ، 227 ، 228 ، 231 ، 236 ، 237 ، 242 ، 245 ، 246 ، 251 ، 252 ، 253 ، 257 ، 262 ، 264 ، 268 ، 269 ، 276 ، 278 ، 280 ، 284 ، 285 ، 291 ، 292 ، 293 ، 313 ، 314.
5- رجال ابن داود : 48 ، تنظر الصفحات : 117 ، 228 ، 231 ، 239 ، 253 ، 260 ، 261 ، 263 ، 264 ، 272 ، 276 ، 278 ، 279 ، 280 ، 289.
6- رجال ابن داود : 89 ، وتنظر الصفحات : 69 ، 130 ، 161 ، 172.
7- رجال ابن داود : 70.
8- رجال ابن داود : 72 ، وتنظر الصفحات : 86 ، 100 ، 124 ، 165 ، 209 ،

خارجيّاً ...»(1) ، «... الحميري ... كان كيسانيّاً فرجع ...»(2) ، «... كان شيعيّاً ...»(3) ، «عليّ بن محمّد بن العبّاس ... كان معتزليّاً ...»(4) ، «محمّد ابن إبراهيم ... يتفقّه على مذهب الشافعي»(5).

ومن ألفاظه المستخدمة في الجرح قوله : «مسعدة بن صدقة ... بتريّ ...»(6) ، «... كان يرى رأي الجهمية ...»(7) ، «لقد كان من العليائية ...»(8) ، «الحكم بن عتيبة ... زيديّ بتريّ ...»(9) ، «زياد بن المنذر الجارود ... زيدي ينسب إليه الزيدية الجارودية»(10) ، «... كان من فقهاء العامّة ، وقيل : كان مرجئاً»(11) ، «المفضّل بن عمر ... وقيل : كان 1.

ص: 137


1- رجال ابن داود : 232.
2- رجال ابن داود : 108 ، تنظر الصفحات : 128 ، 217 ، 244 ، 251 ، 256 ، 278 ، 293.
3- رجال ابن داود : 113.
4- رجال ابن داود : 141.
5- رجال ابن داود : 161.
6- رجال ابن داود : 188 ، تنظر الصفحات : 234 ، 251 ، 263 ، 265 ، 267 ، 268 ، 272 ، 280 ، 281.
7- رجال ابن داود : 200.
8- رجال ابن داود : 238 ، وهم من يقولون بربوبية عليّ عليه السلام وعبودية محمّد(صلى الله عليه وآله) له ، ينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 106.
9- رجال ابن داود : 243.
10- رجال ابن داود : 246 ، تنظر الصفحات : 210 و229.
11- رجال ابن داود : 246 ، وتنظر : 301.

خطّابيّاً ...»(1).

كما أنّ ابن داود استخدم إشارات تعبّر عن قسم من عقائد تلك المذاهب والفرق التي يعتقد بها الرواة ، كقوله : «كان له مذهب في الجبر والتشبيه»(2) ، وقوله : «يقول بالتفويض ...»(3) ، «... كان يقول بالتناسخ»(4) ، «... حكي عنه مذاهب فاسدة في الأصول مثل القول بالرؤية»(5) ، «... من أهل الظاهر ...»(6) ، «يقول بالجبر والتشبيه ...»(7) ، «إليه ينسب النصيرية ...»(8) ، «يرمى بالتفويض ...»(9) ، «من دعاة زيد ...»(10) ، «مات متحيّراً ...»(11).

المطلب الخامس

اجتهادات ابن داود في نقض أو إثبات الروايات

بعد أن ذكرنا الألفاظ العامّة التي استخدمها في مدح أو قدح رواته 2.

ص: 138


1- رجال ابن داود : 280.
2- رجال ابن داود : 210 ، وينظر : 283.
3- رجال ابن داود : 225.
4- رجال ابن داود : 229.
5- رجال ابن داود : 230.
6- رجال ابن داود : 263.
7- رجال ابن داود : 271.
8- رجال ابن داود : 276.
9- رجال ابن داود : 277. وينظر في معنى التفويض : بحوث في مباني علم الرجال : 317 -319 ، كلّيات علم الرجال : 419 - 429.
10- رجال ابن داود : 279.
11- رجال ابن داود : 282.

نستعرض الآن الألفاظ التي استخدمها ، بعد أن يناقش آراء الرجاليّين الأوائل ويعرضها مع الموارد الأخرى التي اعتمد عليها أو يجتهد أمام نصوصهم حسب ما يراه هو ، وهي على النحو الآتي : «إبراهيم بن سلام .. من أصحابنا من ذكر أنّه سلامة ، والحقّ الأوّل ، ومنهم من قال : إنّه من أصحاب الكاظم عليه السلام ، ومنهم من أورده في رجال الجواد عليه السلام ، والحقّ إنّه من أصحاب الرضا عليه السلام»(1).

وقوله : «إبراهيم بن سليمان بن داحة المزني ... ومنهم من يقول : ابن أبي داحة ، والحقّ الأوّل»(2).

وقوله : «... فالظاهر أنّهما رجلان : فابن الخلاّل بالمعجمة (ضا) والذي بالمهملة (لم)»(3).

وقوله : «... إنّه كوفيّ رديّ الأصل ثقة ... أقول : لا يضرّ رداءة أصله مع ثبوت ثقته»(4).

وقوله : «أقول : وذكرته في الضعفاء لطعن (غض) فيه ، ويقوّي عندي ثقته مشي أحمد بن محمّد بن عيسى في جنازته حاسراً تنصّلاً ممّا قذفه به»(5).ت.

ص: 139


1- رجال ابن داود : 31 - 32.
2- رجال ابن داود : 32.
3- رجال ابن داود : 41 ، (ضا) تعني أنّه من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وقد روى عنه ، و (لم) تدلّ على أنّه من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ولكن لم يرو عنه.
4- رجال ابن داود : 41.
5- رجال ابن داود : 43 ، (غض) هي اختصار للرجالي الكبير الغضائري وكتابه في الرجال فورودها في النصّ يدلّ على رأيه في الأمر ، وقد مرّ التعريف بهذه الاختصارات في بداية الفصل وبين ثناياه أينما وردت.

وقوله : «أقول : هو أحد الخمسة المخبتين الذين اتفقت العصابة على توثيقهم وفقههم ، وهو أيضاً عند الجمهور وجه ...»(1).

وقوله : «بسطام بن سابور الزيّات ، ومنهم من يقول : ابن الزيّات ، والحقّ الأوّل ، ... ومنهم من يقول : أبو الحسين ، والحقّ الأوّل»(2).

وقوله : «جبير بن مطعم (كش) إنّه من حواري (ين) ، ولم أره في كتب الشيخ رحمه الله»(3).

وقوله : «... مات سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وذكره الشيخ في كتاب الرجال ، وبعض أصحابنا قال : مات سنة تسع وستّين ، والأظهر الأوّل»(4).

وقوله : «الحسين بن حمزة الليثي ... كذا رأيته بخطّ الشيخ أبي جعفر الطوسي ... وقال الكشّي : الحسن بن أبي حمزة ، والأوّل أظهر»(5).

وقوله : «زيد بن محمّد بن يونس ... أثبته الشيخ في رجال الباقر عليه السلام كذا ، وأثبته في رجال الصادق عليه السلام : زيد بن يونس ، فحذف اسم أبيه ، وأثبته في الفهرست : زيد الشحّام ، والجميع واحد. وقال بعض أصحابنا : وقيل : ابن موسى ، وذلك غيره واقفي»(6).

وقوله : «الحسن بن محمّد بن الجمهور ... لكن لروايته عن الضعفاء 0.

ص: 140


1- رجال ابن داود : 55.
2- رجال ابن داود : 56.
3- رجال ابن داود : 61 ، (كش) تدلّ على كتاب رجال الكشّي ورأيه بالرجل المترجم له ، (ين) تدلّ على أنّ الرجل من أصحاب الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام المقرّبين.
4- رجال ابن داود : 65.
5- رجال ابن داود : 80.
6- رجال ابن داود : 100.

ذكرته فيهم»(1).

وقوله : «حمّاد بن السمندري .... ولم أرَ في رجال الصادق عليه السلام إلاّ حمّاد بن عبد العزيز السمندلي باللام بخطّ الشيخ رحمه الله»(2).

وقوله : «عبد الله بن طاهر النقّار ... ومنهم من أثبته (النقاب) وهو غلط ، بل هو النقّار»(3).

وقوله : «عبد الرحمن بن عمر العائذي - من عائذة قريش - كوفي ، والكوفيون : يقولون : العيذي ، وهو عائذ الله بن سعد العشيرة من مذحج ... وربّماكان هذا النسب أصحّ ، لأنّ عائذة قريش ليس لها بالكوفة خطّة والخطّة لعائذة اليمن»(4).

وقوله : «عليّ بن يحيى بن الحسن مولى عليّ بن الحسين عليه السلام (ضا) (جخ) ، ومنهم من اثبته : عليّ بن يحيى بن الحسين ، والحقّ الأوّل»(5).

وقوله : «عمران بن عليّ بن أبي شعبة أبو الفضل ... لا مطعن عليه»(6).

وقوله : «الفيض بن المختار الجعفي الكوفيّ ... وبعض أصحابنا أثبته : الخثعمي ، والأوّل أثبت»(7). 2.

ص: 141


1- رجال ابن داود : 77.
2- رجال ابن داود : 83.
3- رجال ابن داود : 121.
4- رجال ابن داود : 129.
5- رجال ابن داود : 142 ، (ضا) تدلّ على الإمام الرضا عليه السلام ، و (جخ) تدلّ على كتاب الرجال للشيخ الطوسي.
6- رجال ابن داود : 147.
7- رجال ابن داود : 152.

وقوله : «... فالظاهر أنّه غيره ، والأخير ثقة»(1).

وقوله : «... ضعّفه الغضائري ، والثقة أرجح ...»(2).

وقوله : «... وبعض أصحابنا أثبته : الرازي ، وهو غلط إنّما هو الزراري»(3).

وقوله : «... أورد الكشّي فيه مدحاً وقدحاً ، وثقته أصحّ»(4).

وقوله : «وردان أبو خالد الكابلي الأصغر ، والأكبر كنكر ، ... ورأيته بخطّ الشيخ أبي جعفر رحمه الله ، وقال بعض الأصحاب : وردان أبو خالد الكابلي ولقبه كنكر ، والحقّ الأوّل ...»(5).

وقوله : «يعقوب السرّاج (م) (جش) كوفي ثقة (غض) ضعيف ، وثقته أصحّ»(6).

وقوله : «إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال باللام وتخفيف الميم ، ومنهم من كان يشدّدها ويفتح السين ، والأوّل أصحّ»(7).

وقوله : «... رمي بالكيسانية ... ورجع إلى الحقّ ولقي الرضا عليه السلام ... أقول : الأقوى عندي ثقته»(8). 6.

ص: 142


1- رجال ابن داود : 154.
2- رجال ابن داود : 165.
3- رجال ابن داود : 173.
4- رجال ابن داود : 190.
5- رجال ابن داود : 197 ، (م) تدلّ على الإمام الكاظم عليه السلام ، و (جش) تدلّ على كتاب الرجال للنجاشي ، و (غض) تدلّ على أحد كتب الغضائري في الرجال.
6- رجال ابن داود : 206.
7- رجال ابن داود : 226.
8- رجال ابن داود : 256.

وقوله : «عمارة بن زيد الخيواني ... بالخاء المعجمة والياء المثنّاة تحت الساكنة ، وقيل : الخيزراني بالراء ، والأوّل أصحّ»(1).

وقوله : «القاسم بن الحسن ... كان ضعيفاً ... غالياً ... حديثه يعرف وينكر ، وذكر القمّيون أنّ في مذهبه ارتفاعاً ، والأغلب عليه الخير»(2).

وقوله : «محمّد بن بكر بن جناح ... واقفي ، وبعض أصحابنا أثبته : محمّد بن بكران ، والحقّ الأوّل»(3).

وقوله : «هشام بن إبراهيم ... طعن عليه ، والطعن عندي في مذهبه لا في ثقته»(4).

ولم يقتصر أسلوب ابن داود على ترجيح الروايات الواردة بحقّ الرواة المترجم لهم بل أخذ يجتهد أمام النصوص الواردة بحقّ الرواة في النصوص الرجالية الأولى ، مثل قوله : «البراء بن معرور ... ومنهم من اشتبه عليه اسم أبيه فقال : ابن معروف ، وهو غلط»(5).

وقوله : «في قول النجاشي نظر ، لأنّ الذي أسلم على يده - عليه السلام - برية النصراني وهو غير العبادي ، وقد ذكرهما الشيخ في الفهرست»(6).

وقوله : «وهذا ليس جرحاً لجواز أن يكون المانع من اعتداده تاريخاً ينافي الرواية عنه أو غير ذلك»(7). 9.

ص: 143


1- رجال ابن داود : 263.
2- رجال ابن داود : 266.
3- رجال ابن داود : 270.
4- رجال ابن داود : 283.
5- رجال ابن داود : 54.
6- رجال ابن داود : 55.
7- رجال ابن داود : 59.

وقوله : «تميم بن حذلم ... ورأيت هذا المصنّف قد أثبت هذا الاسم بعينه ... : تميم بن خزيم ... ، وهو وهم»(1).

وقوله : «... وعندي أنّهما اثنان : صفوان الجمّال الكاهلي أسدي ، والآخر مولى ...»(2).

وقوله : «الحسين بن مالك ... اشتبه على بعض أصحابنا فأثبته في باب الحسن ، وليس كذلك»(3).

وقوله : «خالد بن نجيح الجوّان ... ورأيت في تصنيف بعض الأصحاب : خالد الحوار ، وهو غلط»(4).

وقوله : «عمرو بن أذينة ... هرب من المهدي ومات في اليمن فلذلك لم يرو عنه كثيراً»(5).

وقوله : «هشام بن الحكم ... مع أنّي لا أستثبت ما قاله البرقي قدحاً فيه لأنّ حال عقيدته معلومة وثناء الأصحاب عليه متواتر ، وكونه تلميذ الزنديق لايستلزم اتّباعه في ذلك فإنّ الحكمة تؤخذ حيث وجدت ، وقوله : وهوجسمي ردئ ، يحتمل عودته إلى أبي شاكر لا إليه»(6).

وقوله : «والأشهر ما قاله النجاشي لأنّ ذلك شاع بين أصحابنا وذاع ، فلايجوز بعد ذلك الحكم بأنّه مات على المذاهب الأولى ، والله أعلم 0.

ص: 144


1- رجال ابن داود : 59.
2- رجال ابن داود : 71.
3- رجال ابن داود : 81.
4- رجال ابن داود : 87.
5- رجال ابن داود : 144.
6- رجال ابن داود : 200.

بحقيقة الأمر»(1).

وقوله : «... أمّا نسبة الكيسانية إلى المختار لأنّ ذلك لقبه ، وقد روي أنّهم نسبوا إلى كيسان مولى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ولو سلّمنا أنّ ذلك لقبه وأنّهم بالخروج معه سمّوا الكيسانية فلا يلزم أن يكون كيسانيّاً»(2).

كما أشار ابن داود في معرض ترجمته للرواة ودراسته للروايات المتضاربة في حقّ الرواة إلى بعض الألفاظ الجامدة ، مثل قوله : «محمّد بن زرقان ... كذا وجدت»(3) ، «عبد الله بن أيّوب ... ذكره الغلاة ورووا عنه ، لا نعرفه»(4) ، «عمر بن المختار ... ذكره الغلاة لا يعرف»(5) ، «قيل في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة ولا أدري من أين قيل ذلك»(6) ، «... لم يذكر بثناء أو ذمّ»(7) ، «لم أقف له على ثناء أو ذمّ»(8).5.

ص: 145


1- رجال ابن داود : 260.
2- رجال ابن داود : 278.
3- رجال ابن داود : 172.
4- رجال ابن داود : 252.
5- رجال ابن داود : 264.
6- رجال ابن داود : 270.
7- رجال ابن داود : 134.
8- رجال ابن داود : 135.

الفصل الثاني

نقد منهجية ابن داود

نحاول في هذا الفصل رصد الهفوات التي وقع فيها ابن داود في رجاله التي خرج بها عن ما ألزم نفسه به من السير على منهجية معيّنة تفيد المتلقّي ، وها نحن نستعرض مواطن الخروج من خلال الملاحظات الآتية :

1 - كان ابن داود قد أشار في مقدّمة كتابه - الرجال - إلى أنّه عمد إلى طريقة لم يسبقه إليها سابق من خلال وضع مختصرات لموارده تعبّر عنهم ، مثل (كش) للكشّي ، (جش) للنجاشي ، (جخ) لرجال الطوسي و (ست) لفهرست الطوسي و (غض) للغضائري ... إلخ(1). إلاّ أنّنا نجده قد خرج عن هذا الترتيب من خلال ذكر هذه المصادر بصورة علنية بدون الإشارة إلى رمز المصدر في مرّات عديدة بلغت ستّاً وخمسين مرّة(2) ، فمثلاً يقول : «ذكرته هنا لثناء الكشّي عليه»(3) ، و «... قال ابن عقدة ...»(4) ، و «... في 4.

ص: 146


1- رجال ابن داود : 25- 26.
2- رجال ابن داود ، تنظر الصفحات : 59 ، 61 ، 67 ، 68 ، 72 ، 74 ، 75 ، 78 ، 79 ، 80 ، 83 ، 86 ، 89 ، 92 ، 94 ، 96 ، 97 ، 99 ، 101 ، 103 ، 105 ، 107 ، 109 ، 132 ، 136 ، 140 ، 150 ، 151 ، 154 ، 159 ، 165 ، 168 ، 190 ، 197 ، 199 ، 210 ، 214 ، 220 ، 228 ، 234 ، 237 ، 242 ، 254 ، 257 ، 261 ، 267 ، 274 ، 276 ، 281 ، 283.
3- رجال ابن داود : 30.
4- رجال ابن داود : 34.

قول النجاشي ...»(1).

2 - ذكر ابن داود مختصرات في المتن بدون أن تذكر مع المصادر في مقدّمة الكتاب ، مثل (بط)(2) وهي تشير إلى ابن بطّة ، (عين)(3) ولا أعرف إلى من تشير لأنّي تتبّعت سلسلة الرواية فلم أصل إلى اسم صاحبها الصريح ، أمّا ابن بطّة فقد ترجم له ابن داود(4) ، فضلا عن أنّ تفرّد الاسم دلّ عليه.

3 - هناك الكثير من المصادر التي اعتمد عليها ابن داود في رجاله لم يشرإليها في مقدّمة كتابه وكان قد ترجم لهم ضمناً مع الرواة ، مثل محمّد ابن مسعود العيّاشي(5) ، ونصر بن الصباح(6) ، وابن نوح السيرافي(7) ، وابن الوليد(8) ... وغيرهم.

4 - هناك مصادر بين طرقه إليها في مقدّمته - ولم يعمل لهم مختصراً -ولم يشر إلى استخدامها في متن الكتاب ، مثل الشيخ المفيد ، سلاّر بن 8.

ص: 147


1- رجال ابن داود : 55.
2- رجال ابن داود : 148.
3- رجال ابن داود : 178. إلاّ أنّ السيّد المحقّق أشار في هامش ص178 من كتاب رجال ابن داود أنّه - أي (عين) - رمز لعلي بن الحسن بن فضال ، وقد ترجم له ابن داود في رجاله : 261 ، كما أنّ أبيه الحسن بن عليّ بن فضّال (فض) أحد مصادر ابن داود وقد ترجم له في رجاله : 86.
4- رجال ابن داود : 167 و271.
5- رجال ابن داود : 184.
6- رجال ابن داود : 282.
7- رجال ابن داود : 230.
8- رجال ابن داود : 168.

عبد العزيز ، السيّد المرتضى (علم الهدى)(1).

5 - استخدم ابن داود في الإشارة إلى بعض مصادره عبارة : «ذكره بعض الأصحاب ، ما أثبته الأصحاب»(2) ، ومن إحصاء هذه العبارة في الكتاب ومراجعة الكتب الرجالية الأولى مثل الكشّي والنجاشي فضلا عن الخلاصة وجدت أنّ نسبة كبيرة مستقاة من خلاصة الأقوال للعلاّمة الحلّي(3) ، ولا أعلم لماذا لم يشر إليه ابن داود صراحة ، والباقي من مصادره لم يشر إليها صراحة وباتت لنا مجهولة.

6 - أخذ ابن داود على نفسه مناقشة الروايات الواردة بحقّ الراوي ثمّ نجده يرجّح رأيه بدون أن يذكر سبب الترجيح ، كقوله في ابن داحة : «... و (داحة) اسم أمّه ، قيل : جارية أبيه ، ومنهم من يقول : ابن أبي داحة ، والحقّ الأوّل»(4) ، وقوله : «إبراهيم بن ... هلال ، ومنهم من يقول : بن هليل ... والحقّ الأوّل»(5). وأحياناً يجتهد ويذكر السبب كقوله : «والأشهر ما قاله النجاشي لأنّ ذلك شاع بين الأصحاب وذاع فلا يجوز بعد ذلك الحكم بأنّه مات على المذهب الأوّل ، والله أعلم بحقيقة الأمر»(6).

7 - أحياناً نلاحظ أنّ ابن داود يستعرض الروايات الواردة - ولاسيّما المتضاربة - عن أحد رواته لكنّه يسكت ولا يعلّق بشيء ، كقوله : «أحمد ابن ... مصنّف كتاب تعبير الرؤيا ... ومنهم من ينسب كتابه إلى 0.

ص: 148


1- رجال ابن داود : 26 - 28.
2- رجال ابن داود : 30 ، 31 ، 59 ، 81 ، ....
3- رجال ابن داود : 30 ، 84 ، 85 ، 89 ، 94 ، ....
4- رجال ابن داود : 32.
5- رجال ابن داود : 35.
6- رجال ابن داود : 260.

الكليني»(1) ، «... لم يذكر بثناء أو ذمّ»(2) ، «لم أقف له على ثناء أو ذمّ»(3) ، «إسماعيل ... يضطرب تارة في حديثه ويصلح أخرى ويروي عنه الضعفاء كثيراً ، وحكى الكشّي ... أنّ عليّ بن الحسين رماه بالغلوّ ، ورد عليه محمّد ابن مسعود وقال : كان ثقة خيراً فاضلاً»(4) ، ولم يرجّح ابن داود بعد هذه التناقضات رأياً معيّناً.

8 - يوجد تكرار لترجمة الرواة في القسم الواحد نفسه ، فمثلاً «أحمد ابن إسماعيل بن سمكة ...»(5) نراه في موضع آخر «أحمد بن إسماعيل بن سمكة ...»(6) ، «أحمد بن عبد الواحد ... المعروف بابن الحاشر ...»(7) نراه مرّة أخرى بعبارة «أحمد بن عبدون يعرف بابن الحاشر ...»(8) ، و «أحمد بن حمزة ...»(9) نراه مرّة أخرى : «أحمد بن حمرة ...»(10). وقد أحصيت جميع الإشارات حول هذه النقطة في الكتاب(11).

9 - ذكر ابن داود قسماً من الضعفاء في القسم الأوّل وهو مخصّص 2.

ص: 149


1- رجال ابن داود : 36.
2- رجال ابن داود : 134.
3- رجال ابن داود : 135.
4- رجال ابن داود : 230.
5- رجال ابن داود : 36.
6- رجال ابن داود : 38.
7- رجال ابن داود : 39.
8- رجال ابن داود : 39.
9- رجال ابن داود : 37.
10- رجال ابن داود : 41.
11- ينظر : رجال ابن داود ، الصفحات : 58 ، 108 ، 116 ، 121 ، 122 ، 165 ، 166 ، 170 ، 171 ، 187 ، 199 ، 200 ، 215 ، 242.

للموثوقين والمهملين كما ذكر في مقدّمة كتابه ، كقوله : «عبد الله بن أبي زيد ... ضعيف»(1) ، وذكر من هو مذموم في قسم الممدوحين أيضاً ، كقوله : «محمّد بن عليّ بن بلال ... إنّه من المذمومين ...»(2) ، كما ذكر من هومجهول في القسم الأوّل المخصّص للمهملين والموثّقين ، كقوله : «هارون الجبلي ... مجهول» ، «هاشم بن أبي هاشم ... مجهول»(3) ، «يحيى ... الورق ... مجهول»(4).

10 - استخدم ابن داود لفظ (استشهد) بدلاً من لفظ قتل في معرض ترجمته لأحد الرواة ثمّ رجع إلى استخدام لفظ قتل على طول خطّ الكتاب ، فلماذا هذا التأرجح؟! كقوله : «عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام ... استشهد معه عليه السلام»(5).

11 - ذكر ابن داود من تدلّ سيرته على أنّه من الثقات في قسم الضعفاءوالمتروكين ، مثل : «عمّار بن يزيد ... قيل : إنّ أبا الحسن عليه السلام قال : قداستوهبته من ربّي فوهبه لي»(6). وقد يكون ذكره في قسم الضعفاء بسبب قلّة ضبطه لا بسبب عدم عدالته.

12 - عقد ابن داود فصلاً جاء في عنوانه ذكر من قيل بحقّه : «ليس بذلك ، لا بأس به ، قريب الأمر»(7). لكنّه أورد فيه من قيل بحقّه : «ليس 1.

ص: 150


1- رجال ابن داود : 115.
2- رجال ابن داود : 178.
3- رجال ابن داود : 199.
4- رجال ابن داود : 203 ، وتنظر الصفحات : 217 و218.
5- رجال ابن داود : 148.
6- رجال ابن داود : 263.
7- رجال ابن داود : 211.

بالنقي ، لم يكن بذاك»(1) ، وبذلك خالف عنوان الفصل.

13 - ترجم ابن داود لكلثوم بن سليم ... بصفته رجلا(2) ، فوجدته عند النجاشي مترجماً له بكونه من النساء باسم كلثوم(3) ، وكان قد أشار ابن داود إلى أنّ كلثوم وقف على الإمام الرضا عليه السلام معتمداً بذلك على الكشّي ، وبعدمراجعة رجال الكشّي لم أجد ترجمة ل- : (كلثوم) ولعلّ هذا يعود إلى اختلاف كتاب رجال الكشّي الذي بين أيدينا - اختيار الكشّي - من الذي اعتمدعليه ابن داود آنذاك ، وكان النجاشي قد ذكر أنّ كلثوم روت عن الإمام الرضا عليه السلام (4) ولم يقل : إنّها وقفت. كما أنّ العلاّمة الحلّي لم يترجم لها أوله - أي كلثوم - في خلاصته ، لكن ترجم لها في الإيضاح وعدّها أنثى ، ولم يقل : إنّها وقفت أو روت عن أحد الأئمّة عليهم السلام(5).

14 - ترجم ابن داود للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام (6) والإمام جعفر ابن محمّد الصادق عليه السلام (7) ولم يترجم لبقية الأئمّة عليهم السلام ، ولم أجد للأمرين تفسيراً أذكره.

15 - اعتمد ابن داود في معلوماته على جملة مصادر فيها ابن 5.

ص: 151


1- رجال ابن داود : 211.
2- رجال ابن داود : 268.
3- رجال النجاشي : 319.
4- رجال ابن داود : 268.
5- إيضاح الاشتباه عن أسماء الرواة : 258.
6- رجال ابن داود : 105.
7- رجال ابن داود : 65.

عقدة(1) وابن العقيقي(2) وابن بطّة(3) وابن نوح(4) ونصر بن صباح(5) وعليّ ابن الحسن بن فضّال(6) كان قد ترجم لهم في الضعفاء ، وإن كان قد ترجم لابن بطّة مرّة أخرى في الموثوقين(7).

16 - نلاحظ أنّ ابن داود عندما يحصل نزاع في الرأي بين الرجاليّين الأوائل فإنّه يميل كلّ الميل مع الشيخ الطوسي ويرجّح قوله ويعتمد عليه ، وحين لا يكون الشيخ الطوسي أحد أطرافه فإنّه يسكت ولا يقول شيئاً من ترجيح أو غيره ، كقوله : «مبرور بن إسماعيل ... وقيل : مسرور ... ، وبخطّ الشيخ الأوّل»(8) ، أي الرأي الأوّل وجده ابن داود مكتوباً بخطّ الشيخ الطوسي.

17 - نلاحظ أنّ ابن داود عندما يعرض آراء مصادره من الرجاليّين الأوائل يترك غالباً رأي النجاشي ، فمثلاً : «الحارث بن المغيرة النصري بالنون(كش) [ذمّه] (جش) وثقة»(9) وبما أنّه مذكور في القسم الثاني يكون قد اعتمد ابن داود على رأي الكشّي.

وأيضاً : «حذيفة ... (غض) حذيفة غير نقيّ ... ولّي من قبل بني ي.

ص: 152


1- رجال ابن داود : 229.
2- رجال ابن داود : 260.
3- رجال ابن داود : 271.
4- رجال ابن داود : 230.
5- رجال ابن داود : 282
6- رجال ابن داود : 261.
7- رجال ابن داود : 167.
8- رجال ابن داود : و268 ، الأمثلة كثيرة جدّاً في الكتاب.
9- رجال ابن داود : 236 ، (كش) تدلّ على رجال الكشّي و (جش) تدلّ على رجال النجاشي.

أميّة ، والنجاشي وثّقه»(1) ، وبهذا أخذ برأي الغضائري من دون النجاشي.

وكذا : «عليّ بن أبي السهل ... جش ، ثقة لكنّه يروي عن الضعفاء»(2) فذكره في قسم الضعفاء أيضاً ، ولم تنفع توثيقات النجاشي معه.

18 - استخدم ابن داود لفظة عبد بدلاً من مولى في ترجمة عمرو بن أذينة بقوله : «... وهو عبد لبني القيس»(3).

19 - خالف ابن داود ما ألزم نفسه به من حيث الترتيب الهجائي وقدم الحسين على الحسن(4).9.

ص: 153


1- رجال ابن داود : 237 ، (غض) تدلّ على أحد كتب الغضائري الرجالية.
2- رجال ابن داود : 259 ، وتنظر الصفحات : 264 ، 266 ، 268 ، 269.
3- رجال ابن داود : 144. وقد يكون تصحيفاً والعبارة هي : مولى لبني عبد القيس ، إذ أنّ قبيلة قيس تذكر في المصادر (قيس عيلان) ، فضلا عن أنّ كلمة (مولى) أفضل وأنسب وأقرب إلى روح الإسلام ، كما قد يستخدم لفظة (عبد) من باب النقص أو العيب ، لكن في هذا المحلّ لم تأت كذلك لأنّ المترجم له في القسم الخاصّ بالثقاة ولم يورد بحقّه قدح.
4- رجال ابن داود : 169.

الفصل الثالث

موازنة بين نهج الحلّيّين في الرجال

بعد الاطّلاع على نهج الحلّيّين : ابن المطهّر وابن داود في الرجال ، وبما أنّهما متزامنان في الدرس والدراسة وقد أخذا من الشيوخ أنفسهم تقريباًنجد أنّ هناك تقارباً في منهجيهما في مواطن كثيرة ، وهناك أيضاً مواضع افترقت بهما الطرق وأخذ كلّ منهما سبيلاً مختلفاً.

وعليه سوف نسوق مواطن الائتلاف أو التشابه ومواطن الاختلاف على عدّة مستويات ، وهي : الموارد وهيكلية الكتاب التأليفية ومتن الكتاب.

أوّلا : دلائل التقارب والتشابه «الائتلاف» :

1 - في الموارد :

اعتمد ابن داود على أغلب الموارد التي اعتمد عليها العلاّمة الحلّي ، مثل الكشّي ، النجاشي ، الطوسي (الرجال ، الفهرست ، الغيبة ، الاستبصار) ، الفضل بن شاذان ، محمّد بن مسعود العيّاشي ، ابن الحاشر ، كتاب سعد ... إلخ.

واستخدم الاثنان عبارات غامضة تدلّ على مصادر اعتمدا عليها لكن لم يشيرا إليها بصراحة ، مثل «ذكر أصحابنا» ، «هذا ما أثبت الأصحاب» ، «قال بعض الأصحاب»(1) ... إلخ. د.

ص: 154


1- ينظر : مبحث الموارد الخاصّ بالعلاّمة الحلّي (خلاصة الأقوال) وكذلك مبحث المواردالخاصّ بابن داود.

2 - منهج التأليف :

هناك تطابق في البناء الهيكلي لكتابي العلاّمة وابن داود ، فقد قسّما كتابيهما إلى فصول وحسب أحرف اللغة العربية ، كلّ فصل يمثل أحد الأحرف العربية ، ثمّ زادا على آخر الكتابين فصلاً مستقلاًّ للكنى لحصر الرواة الذين عرفوا بكناهم دون أسمائهم(1) ، وقد تكرّر عدد من الأسماء التي ذكرت في المتن في هذا الفصل - فصل الكنى - في الكتابين.

وقسّم العلاّمة خلاصته إلى قسمين : الأوّل فيمن يعتمد روايته ، والثاني فيمن يتوقّف في الاعتماد عليه(2). وكذلك فعل ابن داود ، إذ قسّم كتابه إلى قسمين : الأوّل في الموثوقين والمهملين ، والثاني في الضعفاء والمجروحين(3).

وأضاف العلاّمة في نهاية الخلاصة عشرة فوائد مهمّة(4) ، وكذلك فعل ابن داود ، إذ أثبت تسع تنبيهات (5) في نهاية كتابه تتضمّن الموضوعات نفسها التي تضمّنتها فوائد العلاّمة العشر.

3 - متن الكتاب :

هناك تشابه كبير في متني الكتابين : الخلاصة ورجال ابن داود ، وهذا يعود لوحدة أغلب الموارد التي استقى الحلّيّان منهما معلوماتهما ، فضلا عن قرب المدّة الزمنية التي ألّفا فيها خلاصة الأقوال سنة 693 ه(6) وابن داود 0.

ص: 155


1- ينظر : أبواب الكنى في قسمي كتاب الخلاصة وابن داود.
2- ينظر : خلاصة الأقوال في معرفة الرجال.
3- ينظر : رجال ابن داود.
4- خلاصة الأقوال : 427 - 445.
5- رجال ابن داود : 306 - 312.
6- خلاصة الأقوال : 110.

ألّف رجاله سنة 707 ه(1) ، فطريقة العلاّمة وابن داود واضحة في ضبط اسم الراوي من التصحيف ، فمثلاً يقول العلاّمة الحلّي في الخلاصة : «إبراهيم بن نصر بن القعقاع : بالقاف المفتوحة قبل العين غير المعجمة وبعدها والعين غير المعجمة أخيراً ، الجعفي الكوفي ...»(2) ، وكذلك يقول ابن داود في رجاله : «أسيد : بالفتح فالكسر ، ابن حضير : بالهاء المهملة المضمومة - وقيل : المعجمة - فالضاد المعجمة المفتوحة ، ابن سماك : بالسين المهملة المكسورة والكاف ، أبو يحيى ، ويقال : أبو عتيك : بالعين المهملة المفتوحة والتاء المثنّاة فوق المكسورة ...»(3).

وأشار العلاّمة الحلّي إلى الرواة من غير العرب (الموالي) وذكر من يوالون ، كقوله : «أحمد بن يوسف مولى بني تيم الله ...»(4) ، وقال ابن داود في الغرض نفسه : «أحمد بن محمّد بن عليّ ... كان مولى آل سعد ابن أبي وقّاص ...»(5).

وحرص كلّ من العلاّمة الحلّي وابن داود على ضبط وفاة الرواة عند الترجمة من خلال ذكر سنة الوفاة أو مناسبة معيّنة كأن تكون حادثة تاريخية أوذكر سلطان من السلاطين أو أحد الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، كقول العلاّمة : «... ومات في أيّام الصادق عليه السلام (6) ، وقول ابن داود : «... مات في زمن 8.

ص: 156


1- مصفى المقال : 126.
2- ص : 51.
3- ص : 49.
4- خلاصة الأقوال : 62.
5- رجال ابن داود : 30.
6- خلاصة الأقوال : 228.

أبي عبدالله عليه السلام»(1).

وأشار العلاّمة الحلّي وابن داود إلى قسم من مصنّفات الرواة الذين ترجما لهم ، كقول العلاّمة : «... له كتاب كبير في الإمامة»(2) ، وقال ابن داود : «... له تصانيف جامعة للفوائد ، منها كتاب الجامع للشرائع في الفقه ، وكتاب المدخل في أصول الفقه ...»(3).

وأشار الحلّيّان إلى مهن الرواة والمناصب السياسية والإدارية التي تقلّدوها ، مثل : «الحسين بن شاذوية ... كان صحّافاً»(4) ، أمّا المناصب الإدارية والسياسية فكقول العلاّمة : «... ولي الحسبة بها ...»(5). وقال ابن داود في ذكر مهن الرواة : «محمّد بن فضل ... الصيرفي ...»(6) ، وفي ذكر المناصب الإدارية والسياسية قال : «... كان وجهاً بقم وأميراً عليها من قبل السلطان ...»(7).

وأشار العلاّمة وابن داود في متن كتابيهما إلى من عرف من الرواة بعاهة جسدية معيّنة(8) ، وإلى من عمّر طويلا(9) ، وإلى من تغيّر في 2.

ص: 157


1- رجال ابن داود : 99.
2- خلاصة الأقوال : 91.
3- رجال ابن داود : 202.
4- خلاصة الأقوال : 118.
5- خلاصة الأقوال : 316.
6- رجال ابن داود : 181.
7- رجال ابن داود : 179.
8- ينظر : خلاصة الأقوال : 88 ، 122 وغيرها ، رجال ابن داود : 67 ، 79 ، 184 ، 215 ، 246.
9- ينظر : خلاصة الأقوال : 48 ، 105 ، 144 ، 182 ، 193 ، 200 ، رجال ابن داود : 34 ، 65 ، 103 ، 119 ، 136 ، 178 ، 182 ، 191 ، 243 ، 272.

مذهبه(1) ، كماترجما لأنفسهما في كتابيهما(2).

أمّا عن ألفاظ التعديل العامّة فقد استخدما أغلب تلك الألفاظ ، مثل : ثقة ، ثقة ثقة ، جليل القدر ، ثقة وجيه ، خير ، وجه من أصحابنا ، ثقة في الحديث ، لابأس به ، ثقة ثقة عين ، ثقة عين ، له أصل ، قريب الأمر ، ثقة جليل ، ثقة صدوق ، من أصحاب العيّاشي ، وكيل ... إلخ. فضلا عن الاعتماد على أقوال الأئمّة الأطهار عليهم السلام بحقّ الرواة من مدح أو ترحّم أو دعاء ، فيدخل في باب التوثيق والتعديل. كما إنّ الحلّيّين اعتمدا على التوثيق الضمني أو الجماعي في معرض ترجمتهم للرواة من خلال العروج على من يقرب للراوي المرادالترجمة له كأن يكون أستاذه أو ابنه أو أخاه أو ... وتوثيقه معهم(3).

أمّا ألفاظ الجرح فهي لا تختلف عند الحلّيّين كثيراً ، فهذه الألفاظ هي : في مذهبه ارتفاع ، ضعيف الحديث ، ضعيف ، يروي المناكير ، ليس من أصحابنا ، مشكوك فيه ، يعرف وينكر ، ملعون ، غال ، لا شيء ، ضعيف جدّاً ، فاسد المذهب ، كذّاب وضّاع للحديث ، ضعيف في مذهبه ، ليس بشيء ، كذّاب. كما أنّ اللعن من لدن أحد الأئمّة عليهم السلام أو الدعاء على أحد الرواة كان بمثابة الجرح لذاك الراوي(4) ، وقد اعتمد الحلّيّان على هذا د.

ص: 158


1- ينظر : خلاصة الأقوال : 67 ، 188 ، 265 ، 304 ، 246 ، 361 ، 365 ، 383 وغيرها ، رجال ابن داود : 33 ، 79 - 80 ، 80 ، 76 ، 108 ، 173 ، 179 ، 184.
2- ينظر : خلاصة الأقوال : 109 - 113 ، رجال ابن داود : 75 - 76.
3- ينظر : المبحث الخاصّ بألفاظ التعديل والتجريح في فصلي العلاّمة (الخلاصة) ورجال ابن داود.
4- ينظر : المبحث الخاصّ بألفاظ الجرح والتعديل في فصلي العلاّمة الحلّي (خلاصة الأقوال) ورجال ابن داود.

المعيار في جرح الرواة.

وأغلب الفرق والمذاهب التي نسبا إليها الرواة هي عينها في الكتابين : الخلاصة ورجال ابن داود ، مثل : ناووسيّ ، زيديّ ، زيديّ بتريّ ، زيديّ جاروديّ ، خاصّيّ ، عامّي ، فطحيّ ، إماميّ ، شاريّ ، واقفيّ ، خارجيّ ، كيسانيّ ، شيعيّ ، معتزليّ ، بتريّ ، مرجى(1).

وهناك خروقات في المناهج التي اختطياها وأشارا إليها في مقدّمة كتابيهما ، أي إنّ العلاّمة وابن داود كلاهما وقعا في إشكالات منهجية وخرجاعن ما ألزما أنفسهما به في مقدّمة كتابيهما : الخلاصة ورجال ابن داود.

ثانياً : دلائل الاختلاف :

1 - في الموارد :

هناك مصادر اعتمد عليها العلاّمة الحلّي ولم يعتمد عليها ابن داود هي : الشيخ المفيد والسيّد المرتضى وابن عبدة الناسب أبو عليّ بن همّام والكليني وكتاب الحيوان للجاحظ وابن الغضائري ، كما أنّ هناك مصادر اعتمدعليها ابن داود دون العلاّمة الحلّي هي : الغضائري وابن بطّة والدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف والجاحظ في كتاب فخر قحطان على عدنان(2) ، كما أنّ ابن داود اعتمد على خلاصة الأقوال ولكن لم يصرّح بذلك بل كان يعبّر عنها بقوله : «قال بعض الأصحاب» «أثبت د.

ص: 159


1- ينظر : المبحث الخاصّ بطرق ومذاهب الرواة المترجم لهم في خلاصة الأقوال ورجال ابن داود.
2- ينظر : مبحث الموارد الخاصّ بالعلاّمة الحلّي (الخلاصة) ورجال ابن داود.

الأصحاب»(1) ...إلخ.

2 - في منهج التأليف :

لم يشر العلاّمة في مقدّمة كتابه إلى مصادره بصورة صريحة بل ترك الأمرللقارىء ، أمّا ابن داود فقد أشار إلى مصادره بصورة جلية وعدّدها في مقدّمة الكتاب ، كما أنّ العلاّمة لم يفصح عن طرقه إلى شيوخه ، بينما ذكر ابن داود طرقه في مقدّمة كتابه(2).

وتفرّد ابن داود بطريقة كما عبّر هو : «وهذه لجّة لم يسبقني أحد من أصحابنا رضي الله عنهم ...»(3) وذاك عندما عمل رموزاً تشير إلى مصادره ، مثل(كش) الكشّي ، (جش) ، النجاشي ، (جخ) رجال الطوسي ، (يه) ابن بابويه ، (غض) الغضائري ، (فض) بن فضّال ، فهرست الشيخ (ست) ، البرقي (قي) ، عق (العقيقي) ، (قد) ابن عقدة ، (فش) الفضل بن شاذان ، (عب) ابن عبدون(4) ، ولم يفعل العلاّمة ذلك.

كما أنّ ابن داود رمز للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار عليهم السلام برموز تدلّ عليهم في معرض الترجمة لرواته لمعرفة من صاحب أو روى عن الأئمّة ، وهذه الرموز هي : الرسول(صلى الله عليه وآله) (ل) ، عليّ عليه السلام (ي) ، الحسن عليه السلام (ن) ، الحسين عليه السلام (سين) ، عليّ بن الحسين عليه السلام (ين) ، محمّد بن عليّ 6.

ص: 160


1- ينظر : رجال ابن داود : 30 ، 31 ، 47 ، 48 ، 81 ، 84 ، 85 ، 89 ، 94 ، 97 ، 98 ، 100 ، 101 ، 102 ، 109 ، 110 ، 121 ، 126 ، 129 ، 152/3 ، 173 ، 181 ، 182 ، 188 ، 197 ، 232 ، 241 ، 247 ، 252 ، 254 ، 255 ، 266 ، 270 ، 276 ، 284.
2- تنظر : مقدّمة خلاصة الأقوال : 43 - 44 ، ومقدّمة رجال ابن داود : 23 - 28.
3- رجال ابن داود : 26.
4- رجال ابن داود : 26.

الباقر عليه السلام (قر) ، جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام (ق) ، موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام (م) ، عليّ بن موسى الرضا عليه السلام (ضا) ، محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام (د) ، عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام (دي) ، والحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام (كر)(1). إلاّ أنّ العلاّمة لم يفعل ذلك بل اقتصر على ذكر الأئمّة عليهم السلام صراحة عند ورودهم في ترجمة الرواة(2). كما أنّ ابن داود عمد إلى وضع رمز (لم) للتعبير عن الرواة الذين لم يرووا عن الأئمّة عليهم السلام(3) ، لكن العلاّمة كان يشير إلى ذلك بقوله : «لم يرو»(4).

وكانت عدد أبواب القسم الأوّل من خلاصة الأقوال سبعة وعشرين فصلاً ، والقسم الثاني سبعة وعشرين فصلاً من غير أبواب الكنى ، وذلك لغياب باب حرف (الغين) في القسم الأوّل وحرف (الظاء) في القسم الثاني(5).

أمّا رجال ابن داود فقد كان عدد أبواب القسم الأوّل منه ثمانية وعشرين باباً ، والثاني سبعة وعشرين باباً - من غير أبواب الكنى - وذلك لغياب باب حرف (الظاء) في القسم الثاني(6). كما أنّ ابن داود ألحق القسم الأوّل من كتابه بذكر جماعة قال النجاشي فيهم : «ثقة ثقة» ، عددهم أربعة وثلاثون راوياً ، وزاد عليهم خمسة رواة قال فيهم الغضائري : «ثقة ثقة»(7). 9.

ص: 161


1- رجال ابن داود : 26.
2- ينظر : خلاصة الأقوال.
3- ينظر : رجال ابن داود : 26 ، وغيرها
4- ينظر : خلاصة الأقوال : 53 ، وغيرها
5- العلاّمة الحلّي : 407 - 445.
6- رجال ابن داود : 23 -207 و225 - 300.
7- رجال ابن داود : 207 - 209.

ثمّ ذكر ستّة فصول : تناول الفصل الأوّل إجماع العصابة على ثمانية عشررجلاً لم يختلفوا في تعظيمهم(1) ، والفصل الثاني في ذكر جماعة قال النجاشي إنّهم ثقات في روايتهم ، مع أنّ مذاهبهم مضطربة غير صحيحة(2) ، وعددهم خمسة عشر رجلاً ، والفصل الثالث في ذكر جماعة قال النجاشي في كلّ واحد منهم إمّا : «ليس بذاك» أو «لا بأس به» أو «قريب الأمر»(3) وعددهم خمسة عشر رجلاً ، والفصل الرابع في ذكر جماعة ضبطت روايتهم بالعدد(4) وعددهم ثمانية رواة ، والفصل الخامس في ذكر جماعة اشتهرت كناهم وخفيت أسماؤهم(5) وعددهم سبعة وعشرون رجلاً ، والفصل السادس في ذكر أسماء النساء اللواتي لهنّ روايات (6) وعددهنّ اثنتان وعشرون راوية. أمّا العلاّمة الحلّي فلم يجعل ملحقاً مثل ذلك للقسم الأوّل من الخلاصة(7).

أمّا القسم الثاني فقد ألحقه ابن داود بسبعة عشر فصلاً ، جاء الفصل الأوّل ليشير إلى جماعة من الواقفة(8) وعددهم ستّة وستّون راوياً ، والفصل الثاني في ذكر جماعة من الفطحية(9) وعددهم ستّة عشر ، والفصل الثالث 9.

ص: 162


1- رجال ابن داود : 209.
2- رجال ابن داود : 209 - 210.
3- رجال ابن داود : 211.
4- رجال ابن داود : 212.
5- رجال ابن داود : 212 - 214.
6- رجال ابن داود : 223 - 224.
7- ينظر خلاصة الأقوال : 310 ، وما بعدها.
8- رجال ابن داود : 286 - 289.
9- رجال ابن داود : 289.

في ذكرجماعة من الزيدية(1) وعددهم سبعة وعشرون ، والفصل الرابع في ذكر جماعة من العامّة(2) وعددهم تسعة وثلاثون ، والفصل الخامس في ذكر جماعة من الكيسانية(3) وعددهم ستّة ، والفصل السادس في ذكر جماعة من الناووسية(4) وعددهم ثلاثة ، والفصل السابع في ذكر جماعة من الغلاة(5) وعددهم خمسة وستّون ، والفصل الثامن في ذكر جماعة أطلق عليهم الضعف(6) وعددهم ستّة ، والفصل التاسع في ذكر جماعة قيل بحقّهم : «مخلّط»أو : «مضطرب»(7) وعددهم تسعة عشر ، وعقد الفصل العاشر فيمن قيل فيه : «يعرف حديثه تارة وينكر أخرى»(8) وعددهم ستّة ، والفصل الحادي عشر فيمن طعن عليه لفساد مذهبه(9) وعددهم اثنا عشر ، والفصل الثاني عشر فيمن قيل : «إنّه ثقة لكنّه يروي عن الضعفاء»(10) وعددهم ثمانية ، والفصل الثالث عشر ذكر فيه من قيل فيه : «يضع الحديث» ، وعددهم تسعة ، ومن أطلق عليه الكذب(11) وعددهم أربعة ، والفصل الرابع عشر 3.

ص: 163


1- رجال ابن داود : 290.
2- رجال ابن داود : 291 - 293.
3- رجال ابن داود : 293.
4- رجال ابن داود : 293.
5- رجال ابن داود : 293 - 296.
6- رجال ابن داود : 297 - 299.
7- رجال ابن داود : 299 - 300.
8- رجال ابن داود : 300 - 301.
9- رجال ابن داود : 301.
10- رجال ابن داود : 301 - 302.
11- رجال ابن داود : 302 - 303.

فيمن وردت فيه اللعنة(1) وعددهم خمسة عشر ، والفصل الخامس عشرذكر من دعا عليه الإمام عليه السلام (2) وعددهم ثلاثة ، والفصل السادس عشر فيمن قيل فيه : «إنّه ليس بشيء»(3) وعددهم ثمانية ، والفصل السابع عشر ذكر من أطلق عليه بأنّه مجهول(4) وعددهم ثمانية وثلاثون رجلاً.

أشار العلاّمة الحلّي في خلاصته عند تقسيمه الفصول حسب الحروف إلى عدد الأبواب في كلّ فصل وعدد الرجال في كلّ باب ، مثل «الفصل السادس والعشرون في الهاء وفيه خمسة أبواب.

الباب الأوّل : هشام ، ثلاثة رجال ، الباب الثاني : هاشم ، رجلان(5) ...» ، وهكذا ، في حين لم يفعل ابن داود ذلك بل اكتفى بالإشارة إلى اسم الباب من خلال الحرف الذي يمثّله ، مثل «باب الهمزة»(6).

كما أنّ ابن داود حرص على ضبط عناوين الفصول بالنسبة للأحرف التي يمكن أن تصحّف أو تحرّف ، مثل «باب الخاء المعجمة»(7) «باب العين المهملة»(8) ... وهكذا ، ولم يفعل العلاّمة ذلك.

وأشار العلاّمة في مقدّمة كتابه إلى أنّه صنّف الخلاصة على حروف 0.

ص: 164


1- رجال ابن داود : 303.
2- رجال ابن داود : 304.
3- رجال ابن داود : 304.
4- رجال ابن داود : 304 - 306.
5- خلاصة الأقوال : 288 - 291.
6- رجال ابن داود : 29.
7- رجال ابن داود : 86 - 89.
8- رجال ابن داود : 113 - 150.

المعجم لكنّه لم يلتزم بها ، فنراه يقدّم مثلاً سليمان على سعد(1) ، وأيّوب على إدريس(2) ... إلخ ، بينما حرص ابن داود على تصنيف كتابه على الأحرف الأوائل فالثواني ثمّ الآباء(3) ، فنراه نافعاً في القراءة وسهل الانتفاع منه في البحث ، وقد عانيت من التعامل مع خلاصة الأقوال ما عانيت ، فعند ما أبحث عن اسم في باب معيّن قد اضطرّ إلى قراءة الباب بأكمله.

وأشار العلاّمة الحلّي في نهاية الخلاصة إلى عشر فوائد سمّاها بهذا الاسم(4) ، واختلف الأمر مع ابن داود الذي سمّاها التنبيهات وعددها تسعة(5) ، وهي تصبّ في الموضوع نفسه. وأشار العلاّمة إلى أنّه سوف يذكر قسماً من مصنّفات من يترجم لهم(6) وفعل ذلك(7) ، أمّا ابن داود فلم يشرإلى ذلك لكنّه لم يقصّر في ذكر مصنّفات رواته(8).5.

ص: 165


1- ينظر : 153 - 155.
2- ينظر : 59.
3- رجال ابن داود : 23.
4- ينظر : 427 - 445.
5- رجال ابن داود : 306 - 312.
6- رجال ابن داود : 44.
7- خلاصة الأقوال : 66 ، 91 ، 87 ، 89 ، 101 ، 105 ، 120 ، 186 ، 366 ، 252 ، 247 ، 68 ، 138 ، 330 ، 200 ، 211 ، 203 ، 305 ، 322 ، 395 ، 415 ... إلخ.
8- رجال ابن داود : 31 ، 32 ، 36 ، 37 ، 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 50 ، 51 ، 55 ، 56 ، 57 ، 59 ، 60 ، 62 ، 63 ، 74 ، 75 ، 78 ، 80 ، 88 ، 90 ، 93 ، 104 ، 105 ، 109 ، 110 ، 113 ، 129 ، 132 ، 137 ، 139 ، 132 ، 137 ، 139 ، 146 ، 150 ، 158 ، 168 ، 172 ، 173 ، 177 ، 180 ، 190 ، 202 ، 206 ، 228 ، 258 ، 271 ، 285.

3 - في المتن :

على الرغم من التشابه الكبير بين مادّتي الخلاصة ورجال ابن داود ، إلاّ أنّ هناك محطّات افترق فيها الاثنان وتفرّد بها أحدهما دون الآخر ، فضلا عن وجود اختلافات في متن الكتاب من حيث الرؤى والاجتهادات الخاصّة بالحلّيّين التي قمنا بإحصائها ورصدها للفائدة.

فبالنسبة للتفرّد في قسم من المعلومات نلاحظ أنّ ابن داود ترجم للإمام عليّ عليه السلام (1) والإمام جعفر الصادق(2) ، في حين لم يفعل العلاّمة الحلّي ذلك.

وحرص ابن داود على الإشارة عند ترجمته قسماً من الرواة إلى أنّه سوف يذكره في باب الكنى أو في قسم الضعفاء(3) ، وعليه سوف نعلم بتكرّرذكره ، في حين لم يفعل العلاّمة ذلك ، وقد قاد هذا إلى تكرار العديد من الأسماء حتّى أنّ بعضها مذكور بجميع معلوماته في بابه دون الحاجة إلى تكرار ذكره في باب الكنى(4).

وفيما يخصّ النساء الراويات فقد ترجم العلاّمة الحلّي لامرأة واحدة وهي : أمّ الأسود بنت أعين ...(5) ، في حين ترجم ابن داود لثلاث راويات (6)وألحقهن بفصل خاصّ بالنساء الراويات ضمّ اثنتين وعشرين 4.

ص: 166


1- رجال ابن داود : 65.
2- رجال ابن داود : 157 و 180.
3- رجال ابن داود : 60 ، 61 ، 71 ، 77 ، 86 ، 112 ، 200/ 2 ، 207.
4- ينظر : خلاصة الأقوال : 203 ، 231 ، 307.
5- خلاصة الأقوال : 306.
6- رجال ابن داود : 69 ، 103 ، 214.

امرأة(1).

وبعد تتبّع عبارة «ذكر بعض أصحابنا» في رجال ابن داود وجدناها تدلّ في معظم الأحيان على خلاصة الأقوال ، وعليه قمنا بإحصاء هذه العبارة ومقابلتها بين كتابي الخلاصة ورجال ابن داود فلاحظنا وجود محطّات اتفاق ولقاء ومحطّات اختلاف بينهما في متن الكتابين ، وهي على النحو الآتي :

- ذكر العلاّمة : «إبراهيم بن سلامة نيشابوريّ ، وكيل ...»(2) ، وقال بن داود : «إبراهيم بن سلام (ضا) نيشابوريّ وكيل ، ومن أصحابنا من ذكر أنّه سلامة ، والحقّ الأوّل»(3).

- قال العلاّمة : «إدريس بن زياد الكفرثوثاني : بالفاء بعد الكاف والراء بعدها والثاء المنقّطة فوقها ثلاث نقط وبعد الواو ثاء أيضاً ...»(4) ، وقال ابن داود : «إدريس بن زياد الكفرتوثي : بالكاف المفتوحة والفاء المفتوحة - وقيل : الساكنة والراء والتاء المثنّاة فوق المضمونة والثاء المثلّثة ... ومن أصحابنامن صحّفه فتوهّم أنّه بثاءين مثلّثين ، والحقّ الأوّل»(5).

- قال العلاّمة : «حمّاد بن ضمخة : بالضاء المعجمة المفتوحة والخاء المعجمة بعد الميم ، كوفيّ ...»(6) ، وقال ابن داود : «حمّاد بن صمحه : بالمهملة وتسكين الميم والحاء المهملة ، الكوفيّ ... وبعض أصحابنا ضبطه 4.

ص: 167


1- رجال ابن داود : 223 - 224.
2- خلاصة الأقوال : 48.
3- رجال ابن داود : 31.
4- خلاصة الأقوال : 60.
5- رجال ابن داود : 47.
6- خلاصة الأقوال : 124.

بالمعجمتين ...»(1).

- قال العلاّمة : «داود بن أبي زيد اسمه زنكار : بالزاي أوّلا والنون بعده والكاف بعد النون والراء بعد الألف ...»(2) ، وقال ابن داود : «داود بن أبي يزيد اسمه زنكان : بالزاي والنون المفتوحتين ، ... واشتبه اسم أبي يزيد على بعض أصحابنا فأثبته زنكار : بالراء ، وهو غلط ...»(3).

- ذكر العلاّمة : «رشيد - بفتح الراء - بن زيد الجعفي ، كوفيّ ...»(4) ، وقال ابن داود «رشد : بفتح الراء والشين المعجمة ، ومن أصحابنا من أثبته بياءبعدشين ، ورايته بخطّ الشيخ في عدة مواضع بغير ياء ، والأقرب الأوّل ...»(5).

- قال العلاّمة : «رميلة ، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام»(6) ، وقال ابن داود«زميلة : بضمّ الزاي وفتح الميم ... والتبس على بعض أصحابنا فأثبته في الراء المهملة ، وهو وهم ....»(7).

- قال العلاّمة : «زيد بن يونس ، وقيل : ابن موسى ...»(8) ، وقال ابن داود : «زيد بن محمّد بن يونس ... وقال بعض أصحابنا : وقيل : ابن 8.

ص: 168


1- رجال ابن داود : 84.
2- خلاصة الأقوال : 242.
3- رجال ابن داود : 89.
4- خلاصة الأقوال : 147.
5- رجال ابن داود : 94.
6- خلاصة الأقوال : 146.
7- رجال ابن داود : 98.
8- خلاصة الأقوال : 148.

موسى ، وذلك غيره»(1).

- قال العلاّمة : «سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمّي ...»(2) ، وقال ابن داود : «سعد بن سعد الأحوص - بالحاء والصاد المهملتين بن سعد بن مالك الأشعري القمّي ، ومن أصحابنا من أثبته سعد بن سعد بن الأحوص ، والأحوص أبوه لا جدّه ...»(3).

- قال العلاّمة : «ستير : بضمّ السين المهملة والتاء المنقّطة فوقها نقطتين والياء المنقّطة تحتها نقطتين والراء»(4) ، وابن داود يقول : «شتير : بضمّ الشين وفتح التاء المثنّاة فوق والياء المثنّاة تحت ساكنة ... وبعض المصنّفين أثبت ستير : بالسين المهملة ، وهو وهم ...»(5).

- قال العلاّمة : «صالح بن موسى الخواربي من أصحاب الصادق عليه السلام ...»(6) ، وقال ابن داود : «صالح بن موسى الجواربي : بالجيم المفتوحة والراء والياء المفردة ... ومن أصحابنا من توهّمه الخواربي : بالخاء ، وهو تصحيف»(7).

- قال العلاّمة : «عبيد الله بن الوليد : بالياء بعد اللام ، الوضافي : بالضاد المعجمة والفاء ، يكنّى أبا سعيد ...»(8) ، وقال ابن داود : «عبيد الله بن 3.

ص: 169


1- رجال ابن داود : 100.
2- خلاصة الأقوال : 155.
3- رجال ابن داود : 101.
4- خلاصة الأقوال : 306.
5- رجال ابن داود : 109.
6- خلاصة الأقوال : 169.
7- رجال ابن داود : 110.
8- خلاصة الأقوال : 203.

الوليد الوصافي : بالصاد المهملة ... ومن أصحابنا من التبس عليه فقال بالضاد المعجمة ...»(1).

- قال العلاّمة : «عبد العزيز بن يحيى ... الجلودي ، وهو المنسوب إلى جلود : بالجيم المفتوحة واللام الساكنة والدال المهملة بعد الواو المفتوحة ...»(2) ، وقال ابن داود : «عبد العزيز بن يحيى الجلودي ... وهو منسوب إلى جلود : بالجيم المفتوحة واللام المضمومة والواو الساكنة والدال المهملة ، ومن أصحابنا من وهم في ذلك فقال باللام الساكنة والواو المفتوحة ، والحقّ الأوّل»(3).

- قال العلاّمة : «فيض بن المختار الخثعمي ...»(4) ، وابن داود قال : «الفيض بن المختار الجعفي ، وبعض أصحابنا أثبته الخثعمي ...»(5).

- قال العلاّمة : «وردان - بالراء بعد الواو قبل الدال المهملة - أبو خالد الكابلي ولقبه كنكر : بالنون بين الكافين والراء أخيراً»(6) ، وقال ابن داود : «وردان أبو خالد الكابلي الأصغر ، والأكبر كنكر : بالنون والراء المهملة ... وقال بعض الأصحاب : وردان أبو خالد الكابلي ولقبه كنكر ، والحقّ الأوّل»(7).

- قال العلاّمة : «الحضين : بضمّ الحاء وفتح الضاد المعجمة ، ابن 7.

ص: 170


1- رجال ابن داود : 126.
2- خلاصة الأقوال : 208.
3- رجال ابن داود : 129.
4- خلاصة الأقوال : 230.
5- رجال ابن داود : 152.
6- خلاصة الأقوال : 287.
7- رجال ابن داود : 197.

المخارق السكوني»(1) ، وقال ابن داود : «الحصين بن مخارق ... السلولي ... ومن أصحابنا من أثبته السكوني»(2).

- قال العلاّمة : «سعيد الحدّاد من أصحاب الباقر عليه السلام ...»(3) ، وقال ابن داود : «سعد الحدّاد ... ورأيت بعض أصحابنا قد أثبته في باب سعيد»(4).

- قال العلاّمة : «عبد الله بن عمر من أصحاب الباقر عليه السلام ...»(5) ، وقال ابن داود : «عبد الله بن عمرو ... وبعض أصحابنا قال : عبد الله بن عمر ، بضمّ العين»(6).

- قال العلاّمة : «عطاء بن أبي رياح من أصحاب الكاظم عليه السلام ...»(7) ، وقال ابن داود : «عطاء بن رياح : بالياء المثنّاة ... ورأيته في تصنيف بعض أصحابنا : ابن أبي رياح»(8).

- قال العلاّمة : «محمّد بن بكران بن جناح من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام ...»(9) ، وقال ابن داود : «محمّد بن بكر بن جناح ... وبعض أصحابنا أثبته محمّد بن بكران ، والحقّ الأوّل»(10). 0.

ص: 171


1- خلاصة الأقوال : 342.
2- رجال ابن داود : 253.
3- خلاصة الأقوال : 370.
4- رجال ابن داود : 247.
5- خلاصة الأقوال : 370.
6- رجال ابن داود : 254.
7- خلاصة الأقوال : 380.
8- رجال ابن داود : 258.
9- خلاصة الأقوال : 293.
10- رجال ابن داود : 270.

- قال العلاّمة : «محمّد بن مقلاص ...»(1) ، وقال ابن داود : «محمّد ابن مقلاس : بالسين ، وبعض أصحابنا أثبته بالصاد المهملة ، والأوّل اختاره شيخنا أبو جعفر رحمه الله ...»(2).

وهذا ما أحصيته من استخدام ابن داود لخلاصة الأقوال كمصدر لم يشرإليه ، وهذه مواطن الاختلاف. أمّا مواطن التشابه في الرأي فكان عددها اثني عشر موطناً.

وقد ترجم ابن داود للعلاّمة الحلّي في رجاله(3) ، في حين لم يترجم العلاّمة الحلّي لابن داود في خلاصته ، وهذا شيء عجيب لم أجد له تفسيراً.

أمّا ألفاظ الجرح والتعديل فقد استعملها الحلّيّان في كتابيهما : الخلاصة ورجال ابن داود ، وقد أشرنا إلى ما تشابه ، والآن سوف نسوق الألفاظ التي تفرّد كلّ منهما في استخدامها.

فبالنسبة لألفاظ التعديل تفرّد العلاّمة بألفاظ تدلّ على التعديل لم يستخدمها ابن داود ، وهي : «مشكور(4)» «ثقة سليم»(5) «ثقة مستقيم»(6) ، أمّا ابن داود فقد ذكر قسماً من ألفاظ التعديل التي لم يستخدمها العلاّمة ، 8.

ص: 172


1- خلاصة الأقوال : 392.
2- رجال ابن داود : 276.
3- رجال ابن داود : 78.
4- خلاصة الأقوال : 77/ 7.
5- خلاصة الأقوال : 149 و259.
6- خلاصة الأقوال : 258.

وهي : «مهمل» (1) «ممدوح»(2) «ثقة صحيح السماع»(3) «خاصّة الخاصّة(4)».

أمّا في ألفاظ الجرح فقد تفرّد العلاّمة في ذكر بعض الألفاظ الجارحة لرواته ، وهي : «متروك الحديث»(5) «لا يعبأ بما رواه(6)» ، أمّا ابن داود فكان قد ذكر ألفاظاً جارحة لم يذكرها العلاّمة في خلاصته هي : «عدوّ الله»(7) «مذموم»(8) «مشكوك فيه»(9) «ما يسند إليه إلاّ الفاسد المتهافت»(10).

أمّا عن ألفاظ الاجتهاد والترجيح الخاصّة بالحلّيّين فإنّ العلاّمة استخدم ألفاظ القبول أورد الروايات أو التوقّف من الأخذ من الرواة ، مثل : «فأنافي روايته متوقّف ...»(11) ، و «الأرجح قبول رأيه ...»(12).

أمّا ابن داود فقد استخدم ألفاظ الترجيح فضلا عن قيامه ببعض الاجتهادات إزاء النصوص الرجالية الواردة بحقّ الرواة ، ولذلك نراه يقوم بسردالروايات من مواردها فيقول : «... والحقّ الأوّل ...»(13) ، كما ا.

ص: 173


1- رجال ابن داود : 29/54.
2- رجال ابن داود : 31/45.
3- رجال ابن داود : 42.
4- رجال ابن داود : 84.
5- خلاصة الأقوال : 373.
6- خلاصة الأقوال : 367 ، 371 ، 374 ، ، 406 ، 407.
7- رجال ابن داود : 263.
8- رجال ابن داود : 69 و313.
9- رجال ابن داود : 236.
10- رجال ابن داود : 271.
11- خلاصة الأقوال : 79.
12- خلاصة الأقوال : 49 و50.
13- رجال ابن داود : 31 وغيرها.

استخدم عبارات غامضة مثل : «لا نعرفه ...»(1) و «... كذا وجدت»(2) ، واستخدم أيضاً ألفاظاً تدلّ على عدم إعطاء رأيه الخاصّ وتوقّفه إزاء الروايات أو عدم وجود دليل لديه ، فيقول : «لم يذكر بثناء أو ذمّ»(3).

أمّا عن مذاهب الرواة المترجم لهم وفرقهم في الخلاصة ورجال ابن داود فقد تفرّد العلاّمة بذكر فرقة الإسحاقية واصفاً بها أحد رواته(4) ، أمّا ابن داودفقد تفرّد بذكر فرقة الجهمية(5).

أمّا ما تبقى من فرق ومذاهب فإنّها قد ذكرت في كلا الكتابين(6).د.

ص: 174


1- رجال ابن داود : 252.
2- رجال ابن داود : 172.
3- رجال ابن داود : 134.
4- خلاصة الأقوال : 318.
5- رجال ابن داود : 200.
6- ينظر : خلاصة الأقوال للعلاّمة الحلّي ورجال ابن داود.

الباب الرابع

التعليقات والحواشي على مصنّفات العلاّمة الحلّي

وابن داود الرجالية

نبذة عن التعليقات والحواشي :

تعدّ الحواشي والتعليقات من الأسفار المهمّة لما لها من أهمّية في استكمال أخبار المظانّ المعلّق عليها فضلا عن بيان أهمّية تلك المظانّ ، وعليه شرعت بجمع أغلب ما ذكر من التعليقات والحواشي على مصنّفات العلاّمة وابن داود الرجالية ، ورحت أبحث في متون الكتب لعلّي أجد ضالّتي ، فلم أحصل إلاّ على ما طبع منها ، أمّا المخطوط فلا وجود له تقريباً - كماسنبيّن لاحقاً فأشار عليّ أحد العلماء الأفاضل(1) بأن أعتمد على كتاب مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال للشيخ أغابزرك الطهراني(2).

وبعد الاطلاع على هذا الكتاب وجدت أنّه لم يترك شاردة ولا واردة إلاّذكرها فيما يخصّ كتب الرجال المصنّفة والحواشي والتعليقات عليها ، فكانت حصّة العلاّمة الحلّي ما يأتي : ة.

ص: 175


1- هو الرجالي الكبير والمحقّق النحرير السيّد محمّد مهدي الخرسان من مجتهدي النجف الأشرف وأحد تلاميذ مدرسة الإمام الخوئي قدس سره الرجالية ، له مؤلّفات عديدة.
2- وهو كتاب ببلوغرافي يضمّ بين دفّتيه أكثر من ألف عنوان من الكتب الرجالية الخاصّة بالإمامية ، والتي ألّفت منذ قرون خلت حتّى وفاة الطهراني عام 1389ه- ، ويقع ب626 صفحة.

- حسين بن عبد الصمد الجبعي الحارثي «918 984ه» تعليقات على الخلاصة(1).

- الشهيد الثاني زين الدين العاملي «ت969ه» تعليقة على الخلاصة(2).

- عزيز الله المجلسي ابن المولى محمّد تقي ابن مقصود عليّ المجلسي«1025 1074ه» ترتيب خلاصة الأقوال(3).

- عليّ بن حيدر عليّ المنعل «من رجال ق10ه» نهاية الآمال في ترتيب خلاصة الأقوال(4).

- ماجد بن هاشم البحراني «ت1028ه» حواشي على خلاصة الأقوال(5).

- محمّد بن الحسن فخر الدين أبو جعفر محمّد بن أبي منصور جمال الدين الحسن بن زيد الدين الشهيد «980 1030ه» له حاشية وتعليقات على الخلاصة(6).

- الشيخ البهائي بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي «ت1031ه» له حاشية على خلاصة الأقوال(7).

- محمّد بن عليّ الجبعي الحسيني «946 1009ه» له حواشي على 4.

ص: 176


1- مصفى المقال : 148.
2- مصفى المقال : 184 ، وجدتها مطبوعة وسوف نتعرّض لها بالتفصيل لاحقاً.
3- مصفى المقال : 260 261.
4- مصفى المقال : 279.
5- مصفى المقال : 385.
6- مصفى المقال : 401.
7- مصفى المقال : 404.

خلاصة الأقوال(1).

أمّا ما يخصّ الحواشي والتعليقات على كتاب إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة فهي :

- جعفر الكبير ابن الحسين الخونساري «1090 1158ه» تتميم الافصاح في ترتيب إيضاح الاشتباه(2).

- علم الهدى الكاشاني ابن المحدّث الفيض «من رجال القرن 11 وق12» نضد الإيضاح ، وهو ترتيب إيضاح الاشتباه(3).

أمّا فيما يخصّ التعليقات والحواشي على رجال ابن داود فهي ما يأتي :

- شمس الدين محمّد الكشميري تلميذ الشيخ البهائي ، حواش وتعليقات على رجال ابن داود(4).

- عبد الله التستري عزّ الدين ابن الحسين «ت1021ه» الحاشية على رجال ابن داود(5).

- محمّد التنكابيني «1230 1302ه» الحواشي على رجال ابن 3.

ص: 177


1- خلاصة الأقوال : 414.
2- مصفى المقال : 104.
3- مصفى المقال : 266 276 ، وأشار الشيخ الطهراني إلى أنّها طبعت في ليدن سنة 1271هفي ذيل فهرست الشيخ الطوسي ، وحصلت على هذه الطبعة وسوف نتعرّض لهابالتفصيل لاحقاً ، علماً أنّه لا توجد إلاّ نسخة واحدة من هذه الطبعة في مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف.
4- مصفى المقال : 196.
5- مصفى المقال : 243.

داود(1).

- الشهيد الثاني زين الدين العاملي «ت966ه» حاشية على رجال ابن داود(2).

وبعد إحصاء هذه العنوانات شرعت في البحث عن مخطوطها ومطبوعهافي المكتبات العامّة والخاصّة ، وبعد مدّة ليست بالقصيرة قضيتها بين أروقة هذه المكتبات لاسيّما في مدينة النجف الأشرف ، وبعد أن تيقّنت من أنّ مكتبة الشيخ الطهراني مصنّف كتاب مصفى المقال كانت قد نهبت بعداستباحة مدينة النجف الأشرف في عام 1991م أبان الانتفاضة الشعبانية المباركة ولا وجود للمخطوطات فضلا عن المطبوعات فيها ، وعليه أخذت أتردّد على بعض هذه المكتبات فلم أجد أيّ مخطوط يحمل أو يشير إلى تلك العنوانات ما عدا ما أشير سلفاً إلى كونه مطبوعاً ، وحصراً حاشية الشهيدالثاني على خلاصة الأقوال وكتاب نضد الإيضاح ، فقد وجدته مخطوطاً في أكثر من مكتبة ، فاستغنيت عن المخطوط بالمطبوع ودرسته.

وبعد أن انتهيت من مراجعة هذه المكتبات العامّة والخاصّة في النجف الأشرف التجأت إلى فهارس المخطوطات والمطبوعات في المكتبات والمراكز العامّة في إيران ، فكان فهرس المخطوطات الخاصّ ً.

ص: 178


1- مصفى المقال : 435.
2- حاشية على رجال ابن داود طبعت مع رسائل الشهيد الثاني تحقيق رضا المختاري ، وهذه الحاشية لم يذكرها الطهراني في مصفاه ، وعلى ما يبدو من قصرها إذ حوت على 39ترجمة تدلّ على أنّها جمعت لاحقاً من متون الكتب الخاصّة بالشهيد الثاني وآرائهوفي وقت متأخّر عن الشيخ الطهراني ، وهي مطبوعة الآن وسوف نتعرّض لهابالتفصيل لاحقاً.

بمكتبة آية الله شهاب الدين المرعشي قدس سره المؤلّف من ثلاثين جزءاً(1) ، أوّل مااطّلعت عليه ، لكون هذه المكتبة من أعظم مكتبات العالم في التراث العربي والإسلامي ولاسيّما المخطوط منها ، وبعد البحث في هذه الأجزاء الثلاثين لم أجد أيّ إشارة للمخطوطات الخاصّة بالتعليقات والحواشي التي ذكرها الشيخ الطهراني في مصفاه سوى واحدة فقط(2).

ثمّ اطّلعت على فهرس المخطوطات في مركز إحياء ميراث إسلامي وهويقع في سبعة أجزاء(3) وفهرس المطبوع الخاصّ بمركز إحياء ميراث إسلامي المتكوّن من خمسة أجزاء(4) فلم أجد فيها ما يشير إلى تلك التعليقات والحواشي ، وأخيراً فهرس المخطوطات العربية(5) في مجلّدين.

وللبحث صلة ... ي.

ص: 179


1- ينظر : حسيني ومرعشي ، أحمد ، محمود ، فهرسة نسخة نهائي خطّية ، مكتبة آية الله المرعشي ، تحقيق مرعشي ، 30 جزءاً.
2- هي تعليقة عليّ بن حيدر المنعل (من رجال ق10ه) والموسومة ب- (نهاية الآمال في ترتيب خلاصة الأقوال) ، وذلك في الجزء 21 ، صفحة 42 من الفهرس المذكور وتحمل الرقم 2/8032.
3- ينظر : أشكوري ، أحمد حسيني ، فهرست نسخة خطّية ، مركز إحياء ميراث إسلامي ، 7أجزاء.
4- ينظر : اشكوري ، أحمد حسيني وآخرون ، نسخة مطبوعة ، مركز إحياء ميراث إسلامي ، 5أجزاء.
5- الحسيني ، أحمد ، المخطوطات العربية في مركز إحياء التراث الإسلامي.

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (8)

(500- 950ه)

السيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في الأعداد السابقة إلى تأريخ تأسيس مدينة الحلّة ، والنهضة العلمية والأسر والبيوت العلمية فيها ، وتأثّر مدرسة الحلّة بالمدارس في المدن الإسلامية الأخرى ، وتطرقنا إلى العلوم الإسلامية التي كانت محل اهتمام مدرسة الحلّة ، واستعرضنا الحركة العلمية وعلماء الحلّة منذ تأسيس المدينة في القرن السادس الهجري ، ونستأنف البحث هنا في مدرسة الحلّة في القرن الثامن الهجري ...

القرن الثامن الهجري

(701 - 800)

القرن الثامن الهجري (701 - 800) ه- :

وهذا القرن لايقلّ في أهمّيته وآثاره المتميّزة عن القرن السابع الهجري الذي اندمج به اندماجاً كلّياً من حيث قمّة العطاء العلمي والأدبي وغزارة نتاجه الفكري ، وقد برز فيه من فطاحل العلماء إضافة للعلاّمة

ص: 180

الحلّي الذي عاش ربعهُ الأوّل تقريباً (648 - 726)ه- ولده فخر المحقّقين الشيخ محمّدبن الحسن بن المطهّر ، وكذلك العلاّمة الفقيه السيّد عميد الدين عبدالمطّلب الأعرجي ، والسيّد العالم النسّابة تاج الدين محمّد بن مُعَيَّة الحسني ، وغيرهم من كبار العلماء والفقهاء رضوان الله عليهم أجمعين والتي سنذكر تراجم بعضهم وكما يلي :

150 - الشيخ جعفر بن عروة الحلّي :

جاء في كتاب بحار الأنوار(1) ضمن سند بعض الأحاديث ما نصّه :

«... وبالأسانيد السابقة وغيرها ممّا لايحصى بواسطة الشهيد وغيرها عن السيّد تاج الدين عن جمٍّ غفير من علمائنا الذين كانوا في عصره ، فمنهم العلاّمة الشيخ جمال الدين الحسن بن المطهّر الحلّي ... إلى قوله : والشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي الحلّي ...».

وورد ذكره ضمن مشايخ السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة في إجازته الكبيرة التي ذكرها الخونساري في روضات الجنّات (2) ، يقول السيّد تاج الدين محمّد بن مُعَيَّة بعد عدِّه لجمٍّ غفير من مشايخه :

«... والشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلّي ...».

أقول :

لم أعثر على ترجمة ضافية لهذا الشيخ تتضمّن سيرته أو ولادته ووفاته ، وكلّ ما عرف عنه أنّه من مشايخ السيّد تاج الدين محمّد بن 7.

ص: 181


1- بحار الأنوار 107/54.
2- روضات الجنّات 6/327.

مُعَيَّة قدس سره ، والله سبحانه العالم.

151 - الشيخ الحسن بن مظاهر الحلّي :

جاء في فقهاء الفيحاء(1) ضمن أعلام القرن الثامن ما نصّه :

«... وابن مظاهر هو الشيخ الجليل النبيل الفقيه التقي الورع الصالح الزاهدالعالم العامل عزّ الدين الحسن بن أحمد بن مظاهر الحلّي والد الشيخ العالم الثقة زين الدين علي بن الحسن بن مظاهر المجاز من فخر المحقّقين سنة (741ه) ، ووصفه في إجازته بالشيخ الإمام الفقيه العالم السعيد عزّ الدين بن مظاهر ، وحذف أحمد إيجازاً نسبة إلى الجدّ ...».

152 - السيّد حسن بن أيّوب الأعرجي :

هو العالم الفقيه الفاضل السيّد حسن بن أيّوب بن الأعرج الحسيني. قال عنه صاحب أمل الآمل(2) :

«السيّد حسن بن أيّوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني ، عالم ، فاضل ، صالح ، يروي عن شيخنا الشهيد».

وذكره السيّد حسن الصدر في كتابه تكملة أمل الآمل(3) عند ذكر والده السيّد أيّوب قائلاً :

«... نعم جاء الحسن بن نجم الدين إلى الحلّة أيّام مجيء الشهيد إليها ، وقرأ على فخر المحقّقين وعلى ضياء الدين وعميد الدين فاستجازهم وأجازوه ، ولاقرابة بينه وبين الاخرين إلاّ أنّه أعرجي النسب ، فإنّه الحسن ابن جعفر بن الحسن بن نجم الدين أيّوب الأعرجي الحسيني الأطراوي العاملي». 3.

ص: 182


1- فقهاء الفيحاء 1/231.
2- أمل الآمل : 63 / الترجمة رقم (168).
3- أمل الآمل 2/63.

وفي طرائف المقال(1) :

«السيّد الأجلّ الأعظم الحسن بن أيّوب الشهير بابن نجم الدين ، وهذا السيّد معاصر لابن نجدة ، يروي عن السعيد الشهيد ، ويروي عنه الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العيناني ...».

أقول :

لاخلاف فيما ذكره السيّد الصدر وغيره من العلماء في اسم المترجم له ، وذلك لما هو متعارف عليه عندهم من الاشتهار باسم الجدّ دون غيره ، وهذاحاصل في أسماء العديد من العلماء ، والله العالم.

153 - الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي :

هو الفقيه الفاضل الشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلّي. قال عنه صاحب أمل الآمل(2) :

«الحسن بن سليمان بن خالد الحلبي ، فاضل ، عالم ، فقيه ، له مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله ، يروي عنه الشهيد».

أقول :

هو الحلّي وليس الحلبي كما ذكره صاحب أمل الآمل ، ولعلّه من الأغلاط الكتابية ، وهو يروي عن الشهيد وليس العكس ، والله سبحانه العالم.

وجاء في روضات الجنّات (3) :

«الشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلّي ، كان من تلامذة شيخنا 3.

ص: 183


1- طرائف المقال 1/98.
2- أمل الآمل 2/66.
3- روضات الجنّات 2/293.

الشهيد الأوّل وفقيهاً فاضلاً كما في الأمل ، وله كتاب منتخب بصائر الدرجات للشيخ الأجلّ الأفقه الأكمل سعد بن عبدالله القمّي المعاصر لزمان سيّدنا الإمام العسكري عليه السلام ... إلى قوله : وله أيضاً كتاب في الرجعة لطيف ومختصر وغيرهما ، ينقل عنهما أيضاً المجلسي رحمه الله كثيراً ، واشتبه صاحب الرياض فيه حيث زعمه من متقدّمي أصحابنا المعاصر لشيخنا المفيد وأضرابه ، وقد رأيت بعد زمن من هذه الكتابة إجازة منه للشيخ العالم الموفّق عزّ الدين حسين بن محمّد بن الحسن الحموياني بهذه الصورة : قرأ عليَّ الجزء الأوّل والثاني من كتاب الخصال تصنيف الشيخ الفاضل السعيد المرحوم محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمّي من أوّله إلى آخره ، وأذنت له في روايته عنّي عن شيخي العالم الشهيد وليّ آل محمّد عليهم السلام أبي عبدالله محمّد بن مكّي الشامي عن شيخه السيّد عميد الدين عبدالمطّلب بن الأعرج الحسيني عن جدّه ...».

وذكر الخونساري أيضاً أنّ تاريخ هذه الإجازة كان في الثالث والعشرين من شهر محرّم الحرام سنة 802ه.

أقول :

ومن مشايخ الحسن بن سليمان الحلّي المترجم له السيّد بهاء الدين علي بن عبدالكريم النيلي قدس سره ، فلاحظ.

154 - السيّد الحسن بن عبدالله بن الأعرج الحسيني :

هو العلاّمة الفقيه الفاضل الكامل أحد أعلام أُسرة آل الأعرج الحسينيّين ، ورد ذكره في طرق الإجازات بكلّ التعظيم والإجلال لمكانته

ص: 184

العلمية الرفيعة ، ذكره صاحب لؤلؤة البحرين(1) في بعض طرق أسانيده قائلاً :

«... عن شيخه المرتضى الأعظم والإمام المعظّم سلالة آل طه وياسين أبي سعيد الحسن بن عبدالله بن محمّد بن علي الأعرج الحسيني ...».

وجاء في طرائف المقال(2) :

«أبو سعيد الحسن بن عبدالله بن محمّد بن الأعرج الحسيني ، وهذا السيّدكما أُثني عليه في بعض الإجازات بكونه الشيخ المرتضى الأعظم والإمام المعظّم سلالة آل طه وياسين سيّد جليل نبيل ، يروي عنه الاسترآبادي».

وفي كتاب الإجازات العلمية(3) عند المسلمين للدكتور عبدالله فيّاض صورة الإجازة الثالثة عند ذكر المترجم له :

«... وأجزت له رواية هذا الكتاب وغيره من مصنّفات علمائنا من العلوم الدينية عنّي عن مشايخي ، منهم السيّد الفاضل المحقّق إمام المجتهدين السيّد رضي الملّة والدين حسن بن عبدالله بن محمّد بن علي

الأعرج العلوي الحسيني المكنّى بأبي سعيد ...».

قال الشيخ أغا بزرك في تعليقته على هذه الإجازة :

«أمّا المجيز فهو الشيخ زين الدين أبو محمّد علي بن الحسن بن محمّدالاسترابادي وهو من تلامذة السيّد رضيّ الدين حسن ، أمّا المجاز 9.

ص: 185


1- لؤلؤة البحرين : 185.
2- طرائف المقال 1/97.
3- الإجازات العلمية : 89.

فهو السيّد حسن بن حمزة بن أبي القاسم بن محسن الحسيني الموسوي».

أقول :

ليس غريباً أن يوصف صاحب الترجمة السيّد حسن بن عبدالله بهذه الصفات العظيمة النبيلة من علم وفقاهة وأخلاق رضية ، فهو أحد فروع الدوحة المحمّدية المطهّرة ، فأبوه هو العالم الفاضل السيّد ضياء الدين عبدالله بن الأعرج ، وعمّه هو المجتهد الكبير والفقيه العالم السيّد عميد الدين عبدالمطّلب ، وجدّه هو العلاّمة الفقيه السيّد مجد الدين أبو الفوارس محمّد بن الأعرج الحسيني ، رضوان الله عليهم أجمعين.

155 - الشيخ الحسن بن المحسن الحلّي :

جاء في شعراء الحلّة(1) للخاقاني ما نصّه :

«هو أبو علي الحسن بن المحسن الحلّي الأديب الشاعر ، ذكره الصفدي في الوافي فقال : ذكره ابن الصبّاغ في كتاب مكارم الأخلاق من جمعه شيئاً من شعره قوله :

لا خير في بذل ينال بذّلة

وهوى يحاول نيله بشواسع

تأبى العلى لي أن أُقيم على أذى

أو أن أعضّ على القذى بأصابع

أتراكما لم تعلما أنّ الرضا

بالهون فرض العاجز المتواضع»

156 - السيّد عزّ الدين الحسن بن محمّد النيلي :

هو العالم الجليل والأديب الشاعر السيّد عزّ الدين الحسن ابن صفي الدين محمّد بن أبي علي الحسن بن محمّد بن أبي الرضا هبة الله بن محمّد 2.

ص: 186


1- شعراء الحلّة 2/72.

ابن الحسن العلوي العمري النيلي الحلّي. قال ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) عندذكر المترجم :

«... وابنه الشيخ عزّ الدين الحسن لم يعقّب ...».

وجاء في موارد الإتحاف(2) :

«... وابنه العالم عزّ الدين حسن كان حيّاً إلى سنة سبعة وثمانين وسبعمائة ، وله ولد ، وقال عبدالرزّاق ابن الفوطي فيه : عزّ الدين أبو علي الحسن ابن صفي الدين محمّد العلوي الحلّي الأديب ، ومن شعره يرثي السيّدجمال الدين أحمد بن طاووس الحسني :

رحلت جمال الدين فارتحل المجدُ

وغاض الندى والعلمُ والحلم والزهدُ».

أقول :

ذكر السيّد عبدالرزاق كمّونة في موارد الاتحاف كما مرّ آنفاً أنّ المترجم له السيّد عزّ الدين الحسن كان حيّاً إلى سنة 787ه- ، ثمّ عقّب قائلاً : إنّ المترجم له كان قد رثى السيّد أحمد بن طاووس بأبيات. وعند النظر إلى سنة وفاة السيّدأحمد بن طاووس والتي كانت سنة 673ه. نجد أنّ الفرق بين وفاة السيّدعزّ الدين الحسن ووفاة السيّد أحمد بن طاووس حدود 114 سنة ، ولوفرضنا أنّه قال هذا الشعر وهو في مبلغ الرجال (أي : في سنّ ال- 16 سنة تقريباً) يتبيّن لنا أنّ عمر صاحب الترجمة حدود 130 عام تقريباً ، وهو من الغرائب والتي لم يتعرّض لذكرها أصحاب التراجم 8.

ص: 187


1- عمدة الطالب : 367.
2- موارد الاتحاف 2/198.

عند ذكرهم للسيّد عزّالدين الحسن ، والله سبحانه العالم.

157 - السيّد حيدر بن علي الآملي :

هو العالم الفاضل العرفاني والفيلسوف المتألّه الربّاني السيّد حيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي. قال عنه صاحب روضات الجنّات (1) :

«سيّد أفاضل المتألّهين حيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي ، هو من أجلّة علماء الظاهر والباطن وأعاظم فضلاء البارز والكامن ، ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي الفقيه العارف المشهور بعنوان السيّد العلاّمة المتأخّر صاحب الكشف الحقيقي ، أصله من آمل طبرستان ... إلى قوله : وكان منشؤه رحمه الله حلّة وبغداد وصحب فيهما الشيخ فخر الدين ابن العلاّمة والمولى نصير الدين القاشاني المعروف بالحلّي أوان توجّهه إلى زيارة أئمّة العراق عليهم السلام ، وقد كتب بأمر الأوّل منهما رسالته الموسومة ب- : رافعة الخلاف فيوجه سكوت أمير المؤمنين عليه السلام عن الاختلاف ...».

وذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(2) قائلاً :

«... هاجر المترجم له إلى الحلّة لتلقّي العلوم على علمائها لأنّها كانت يومئذ أعظم جامعة إسلامية ، فصحب فيها فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي ونصير الدين القاشاني المعروف بين أرباب التراجم بالحلّي ، كان المترجم له متضلّعاً بالعلوم العقلية والنقلية موفّقاً بينها ، وكان مشربه مشرب المتصوّفة متشبّعاً بآراء الإشراقيّين ، فكان يرى رأيهم من أنّ الإنسان بقدرته إذا راض نفسه أن يخلع سرباله (جسده) السفلي ويتّصل روحيّاً بالعالم ّة

ص: 188


1- روضات الجنّات 2/377.
2- تاريخ الحلّة

العلوي ...».

شيوخه :

من أشهرهم :

1 - فخر المحقّقين الشيخ محمّد بن الحسن بن المطهّر الحلّي.

2 - الشيخ نصير الدين علي بن محمّد الكاشاني الحلّي.

أمّا تلامذته فلم أتوصّل إلى معرفتهم.

مؤلّفاته :

1 - كتاب الكشكول في ما جرى على آل الرسول.

2 - كتاب جامع الحقائق.

3 - كتاب أمثلة التوحيد.

4 - كتاب جامع الأسرار ومنبع الأنوار.

5 - كتاب شرح الفصوص الموسوم ب- : نصّ النصوص.

6 - رسالة الأركان في فروع شرائع أهل الأيمان.

7 - رسالة سمّاها ب- : رافعة الخلاف في وجه سكوت أمير المؤمنين عليه السلام عن الاختلاف.

8 - التفاسير الأربعة.

وفاته :

لم أعثر على نصٍّ يبيّن ولادته أو تاريخ وفاته ضاعف الله حسناته.

158 - الشيخ عبدالحميد النيلي :

جاء في أمل الآمل(1) ما نصّه : 6.

ص: 189


1- أمل الآمل 2/146.

«الشيخ عبدالحميد النيلي ، فاضل ، صالح ، فقيه ، يروي عنه ابن فهد».

أقول :

لم أتوصّل إلى معرفة اسمه الكامل ولم أعثر على ترجمة ضافية له سوى ما قاله صاحب الأمل ، والله سبحانه العالم.

159 - الشيخ كمال الدين عبدالرحمن العتايقي :

هو العالم الفقيه المحقّق والفاضل المتبحّر المدقّق كمال الملّة والحقّ والدين عبدالرحمن بن محمّد بن العتايقي الحلّي. ذكره صاحب روضات الجنّات (1) قائلاً :

«الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمّد بن إبراهيم العتايقي الحلّي المعروف بابن العتايقي ، كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً فقيهاً متبحّراً من المعاصرين لطبقة الشهيد ... إلى قوله عند تعداد كتبه ومصنّفاته وما قاله السيّد بهاء الدين النيلي بحقّ المترجم له : ... كتاب الأخداد في اللغة ، والظاهر أنّه عين سابقه ، وقد أورده سيّد بهاء الدين علي بن عبدالحميد النجفي المذكور أُستاذ ابن فهد الحلّي في كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان ومدحه جدّاً فقال : ومن ذلك بتاريخ صفر سنة تسع وخمسين وسبعمائة (759ه) حكى لي شفاهاً المولى الأجلّ الأمجد العالم الفاضل القدوة الكامل المحقّق المدقّق مجمع الفضائل ومرجع الأفاضل افتخار العلماء في العالمين كمال الملّةوالدين عبدالرحمن ابن العتايقي ...». 3.

ص: 190


1- روضات الجنّات 4/193.

وجاء في الكنى والألقاب(1) :

«ابن العتايقي كمال الدين عبدالرحمن بن محمّد بن إبراهيم بن العتايقي الحلّي الإمامي الشيخ العالم الفاضل المحقّق الفقيه المتبحّر ، كان من علماء المائة الثامنة ، معاصر للشيخ الشهيد وبعض تلامذة العلاّمة ، رحمه الله تعالى ...».

شيوخه :

قال الخونساري في روضات الجنّات (2) :

«ويروي هو عن جماعة من العلماء منهم الشيخ نجم الدين جعفر الزهدري أو ابن الزهدري ، ويروي أيضاً عن جماعة منهم السيّد بهاء الدين علي بن عبدالحميد صاحب كتاب الدُّر النضيد».

تلامذته :

لم أتوصّل إلى معرفة أحد منهم.

مؤلّفاته :

1 - كتاب شرح نهج البلاغة ، وهو كتاب كبير. قال عنه صاحب رياض العلماء(3) : «وهذا الشرح كتاب كبير يربو على أربع مجلّدات». 6.

ص: 191


1- الكنى والألقاب 1/453.
2- روضات الجنّات 4/193 رقم 375.
3- رياض العلماء 3/106.

وقال الخونساري(1) : «... وكان تاريخ خطّه الشريف عشرين شهر رمضان سنة ستٍّ وثمانين وسبعمائة».

2 - كتاب اختيار حقائق الخلل في دقائق الحيل.

3 - كتاب مجموع الغرائب ، وكثيراً ما ينقل الكفعمي عنه في كتابه المصباح ولايذكر اسم الكتاب.

4 - كتاب الأعمار ، نسبه إليه الكفعمي في حواشي البلد الأمين.

5 - كتاب الأخداد في اللغة.

6 - كتاب مختصر الجزء الثاني من كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري.

وغيرها من المؤلّفات والمصنّفات الموصوفة لدى العلماء بالمفيدة الممتعة.

وفاته :

لم أعثر على تاريخ لولادته أو وفاته ، وكلّ ما يمكن قوله : إنّه كان حيّاً عام786 ه- ، وهو وقت تأليفه كتاب شرح نهج البلاغة ، رضوان الله عليه.

160 - السيّد عبدالمطّلب بن باد شاه الحسيني :

هو السيّد العالم الفقيه أبو كمال ناصر الدين عبدالمطّلب بن باد شاه الحسيني. قال فيه صاحب أمل الآمل(2) : 4.

ص: 192


1- روضات الجنّات 4/194.
2- أمل الآمل 2/164.

«السيّد ناصر الدين عبدالمطّلب بن باد شاه الحسيني الحويزي الحلّي صاحب التصانيف السائرة ، فاضل ، عظيم الشأن ، يروي عنه ابن مُعَيَّة».

وذكره السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(1) قائلاً :

«فقيه نبيه حسيني المحتد حويزي الأصل حلّي المنشأ والمولد ، شريف من شرفاء الحلّة - والحلّة من أشرف المدن - كان مثلاً رائعاً من أمثلة الرجولة والبطولة حلو الشمائل ليّن العريكة فصيح اللسان قوي الحجّة مهذّب الطبع رقيق الأخلاق متين العقيدة حلو السجايا مرّ الحفيظة رضي النفس هادئ الطبع ... إلى قوله : وباد شاه كلمة فارسية بمعنى السلطان كما ذكرهاصاحب أمل الآمل ... ، أمّا تصانيفه السائرة فيقال : إنّها كثيرة ، ولكنّني لم أعثر على شيء منها».

أقول :

لم أعثر على ترجمة مفصّلة تبيّن ولادته أو وفاته أو مصنّفاته ومؤلّفاته ، وكلّ ما في الأمر أنّه من مشايخ السيّد تاج الدين محمّد بن مُعَيَّة ، والله سبحانه العالم.

161 - السيّد عميد الدين عبدالمطّلب الأعرجي :

هو العالم الزاهد والفقيه الورع العابد صدر العلماء ورئيس الفقهاء السيّدعميد الدين عبدالمطّلب ابن السيّد مجد الدين أبي الفوارس محمّد ابن علي الأعرجي الحسيني الحلّي. جاء في عمدة الطالب(2) لابن عِنَبة عند ذكره لعقب السيّد مجد الدين أبي الفوارس محمّد : 3.

ص: 193


1- فقهاء الفيحاء 1/72.
2- عمدة الطالب : 333.

«وأمّا السيّد مجد الدين أبو الفوارس محمّد ابن السيّد فخر الدين علي فأعقب وأنجب ... إلى قوله : وهم : النقيب جلال الدين علي ، ومولانا السيّدالعلاّمة عميد الدين عبدالمطّلب قدوة السادات بالعراق ، والفاضل العلاّمة ضياء الدين عبدالله ، والفاضل العلاّمة نظام الدين عبدالحميد ، والسيّد غياث الدين عبدالكريم».

وفي أمل الآمل(1) للحرّ العاملي :

«السيّد عميد الدين عبدالمطلب بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني ، فاضل ، من مشايخ الشهيد ، قال في إجازته لابن نجدة عند ذكره : المولى السعيد الإمام المرتضى علم الهدى شيخ أهل البيت في زمانه عميد الحقّ والدين ... ثمّ ذكر أنّه يروي عنه عن العلاّمة ، له شرح تهذيب الاُصول وغيرذلك ، وقال ابن مُعَيَّة عند ذكر روايته عنه : درّة الفخر فريدة الدهر مولاناالإمام الربّاني ، وأثنى عليه وبالغ فيه ، وهو ابن أُخت العلاّمة».

وذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين(2) مع أخيه السيّد ضياءالدين عبدالله قائلاً :

«فهما فاضلان فقيهان قد أثنى عليهما مشايخنا في إجازاتهم».

وقال الخونساري في روضات الجنّات (3) :

«السيّد الجليل الطاهر ذو المجدين المرتضى عميد الدين عبدالمطلب ابن السيّد مجد الدين أبي الفوارس محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني الحلّي المشتهر بالعميدي ، كان من أجلّة العلماء الثقات ومشايخ الروايات ، 4.

ص: 194


1- أمل الآمل 2/164.
2- لؤلؤة البحرين : 199.
3- روضات الجنّات 4/264.

فاضلاً محقّقاً أُصوليّاً ماهراً مجتهداً كابراً حسن التصرّف والتصنيف ، وكفاه فخراًأنّ مثل شيخنا الشهيد الأوّل الذي عليه منّا المرجع والمعوّل يعتني بشأنه الجليل كثيراً ، بحيث إنّه قال في إجازته لابن نجدة ...».

وحكى العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم في تعليقته على كتاب لؤلؤة البحرين(1) نقلاً عن تحفة الأزهار لابن شدقم قوله في وصف السيّدعميد الدين عبدالمطّلب :

«كان سيّداً جليل القدر رفيع المنزلة عظيم الشأن حسن الشمائل جمّ الفضائل عالي الهمّة وافر الحرمة كريم الأخلاق زكيّ الأعراق عمدة السادة الأشراف بالعراق ، عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً فقيهاً محدّثاً مدرّساً بتحقيق وتدقيق فصيحاً بليغاً أديباً مهذّباً».

شيوخه :

من أشهرهم :

خاله العلاّمة آية الله الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، وغيره من علماء ومشايخ عصره.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - العالم الفقيه الشيخ محمّد بن مكي العاملي المعروف بالشهيد الأوّل. ش.

ص: 195


1- لؤلؤة البحرين : 188 ، الهامش.

2 - السيّد العلاّمة النسّابة تاج الدين محمّد بن مُعَيَّة ، والذي أثنى على شيخه صاحب الترجمة السيّد عميد الدين ثناءً بالغاً في إجازته الكبيرة(1) قائلاً :

«ومن مشايخي الذين استفدت منهم من أراش جناحي وأذكى مصباحي ، وحباني نفايس العلوم وأبرأ رداء نفسي من الكلوم ، وهو درّة الفخروفريدة الدهر ، مولانا الإمام الربّاني عميد الملة والحقّ والدين أبو عبدالله عبدالمطّلب بن الأعرج أدام الله شرفه وخصَّ بالصلاة والسلام سلفه ، فهو الذي خرّجني ودرّجني وإلى ما يسرّ الله تعالى من العلوم أرشدني ...».

3 - السيّد حسن بن أيّوب الشهير بابن نجم الأطراوي العاملي.

4 - ولده السيد العلاّمة جمال الدين محمّد بن عميد الدين عبدالمطّلب.

5 - الشيخ عبدالحميد النيلي.

مؤلّفاته :

1 - كتاب منية الأريب في شرح التهذيب ، في علم الاُصول.

2 - كتاب كنز الفوائد في حلّ مشكلات القواعد.

3 - كتاب تبصرة الطالبين في شرح نهج المسترشدين.

4 - كتاب شرح كتاب أنوار الملكوت للعلاّمة في شرح كتاب الياقوت في أُصول الكلام لابن نوبخت.7.

ص: 196


1- روضات الجنّات 6/327.

5 - شرح على مبادئ الاُصول لخاله العلاّمة.

6 - شرح تهذيب الاُصول.

7 - رسالة سمّاها المسألة النافعة للمباحث الجامعة ، وهي رسالة نافعة في مناسخات الميراث ، وقد قرّظها الشيخ أحمد بن الحدّاد الحلّي ، وقرّظها أيضاً خاله العلاّمة الحلّي قائلاً :

«أحسنت أيّها الولد العزيز العضد الحسيب النسيب المعظّم الفقيه المدقّق عميد الملّة والدين ، جعلت فداك فيما أودعته في هذه الأوراق الدالّة على التمييز عن الأقران والتبريز على أكثر أشخاص نوع الإنسان ، وقد أتيت فيها بالمعاني اللطيفة والمسائل الشريفة ، أحسن الله إليك وأفاض نعمتهُ عليك ، ولا استبعاد في ذلك منك وأنت من نسل شجرة النبوّة ، وفّقك الله لكلّ خير ودفع عنك كلّ ضير بمنّه وكرمه».

ولادته ووفاته :

ولد السيّد عميد الدين عبدالمطّلب كما نصّ عليه أكثر أصحاب التراجم في ليلة النصف من شعبان سنة 681ه. في مدينة الحلّة ، وتوفّي قدّس الله روحه الطاهرة في العاشر من شعبان سنة 754ه- ببغداد ، ونقل إلى المشهد الغروي المقدّس.

162 - السيّد ضياء الدين عبدالله بن محمّد الأعرجي :

هو العالم الفاضل الفقيه النبيه السيّد ضياء الملّة والدين عبدالله ابن مجدالدين أبي الفوارس محمّد بن علي الأعرجي الحسيني الحلّي. قال عنه

ص: 197

صاحب أمل الآمل(1) :

«السيّد ضياء الدين عبدالله بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني ، عالم ، فاضل ، جليل القدر ، من مشايخ الشهيد ، يروي عن العلاّمة ، له كتب ، منها : شرح التهذيب للعلامة ، وغير ذلك».

وذكره السيّد علي البروجردي في طرائف المقال(2) قائلاً :

«السيّد ضياء الدين أخو السيّد عميد الدين ، عالم فاضل محقّق ، وهو من مشايخ الشهيد كأخيه ...».

وحكى العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(3) قول صاحب رياض العلماء في المترجم له قائلاً :

«هو الفقيه الجليل الأعظم الأكمل الأعلم الكامل المعروف بالسيّد ضياءالدين الأعرج الحسيني».

مؤلّفاته :

منها :

1 - تذكرة الواصلين في شرح نهج المسترشدين ، ذكر في آخره أنّه فرغ من هذا الشرح وهو ابن تسعة عشر عاماً وقد دخل في العشرين وذلك في جمادى الآخر سنة 703ه.

2 - مُنبِّه اللبيب في شرح التهذيب ، وهو شرح آخر غير شرح أخيه الأكبرعميد الدين عبدالمطّلب ، وقد فرغ من هذا الشرح عام 740ه(4). ش.

ص: 198


1- أمل الآمل 2/164.
2- طرائف المقال 1/99.
3- لؤلؤة البحرين : 187.
4- لؤلؤة البحرين : 201 الهامش.

ولادته ووفاته :

يتبيّن لنا وكما قال العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم واعتماداً على كتابه تذكرة الواصلين والذي فرغ منه عام 703ه- وكان عمره حين ذاك 19سنة أنّ ولادته كانت سنة 683ه- ، أمّا وفاته فلم أعثر على تاريخ يبيّن لنا ذلك إلاّ أنّه كان حيّاً عام 740ه. وهو وقت فراغه من تأليف كتابه منية اللبيب ، والله سبحانه العالم.

163 - الشيخ علي بن طراد المطار آبادي :

هو العالم الفقيه الشيخ أبو الحسن زين الدين علي بن أحمد بن طراد المطار آبادي الحلّي. قال عنه صاحب أمل الآمل(1) :

«الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطار آبادي ، فقيه ، عالم ، علاّمة ، محقّق ، يروي الشهيد عنه عن العلاّمة».

وذكره البحراني في لؤلؤة البحرين(2) قائلاً :

«وأما أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد فإنّه قد أثنى عليه الشهيد في إجازته فقال بعد ذكر مشايخه : ومنهم الشيخ الإمام الفقيه المحقّق والحبر المدقّق زين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطارآبادي».

وقال السيّد محمّد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(3) :

«روى عنه الشهيد الأوّل في أربعينه قائلاً : الحديث الرابع : ما أخبرني به الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق زين الملّة والدين أبو الحسن علي بن أحمد :

ص: 199


1- أمل الآمل 2/175.
2- لؤلؤة البحرين : 208.
3- لؤلؤة البحرين :

ابن طراد المطار آبادي في سادس شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وسبعمائة 754ه- بالحلّة ... إلى قوله : وفي مجموعة الشهيد : توفّي شيخنا زين الدين علي بن أحمد بن طراد يوم الجمعة أوّل رجب سنة 762ه- ...».

164 - الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي :

هو الفقيه العلاّمة والأديب الفهّامة الشيخ أبو الحسن رضي الدين علي ابن أحمد بن يحيى المزيدي الحلّي. قال عنه صاحب أمل الآمل(1) :

«الشيخ رضي الدين أبو الحسن علي بن المزيدي ، فاضل ، من تلامذة العلاّمة ، وهو ابن أحمد بن يحيى الحلّي المعروف بالمزيدي ، يروي عنه الشهيد ، وقد أثنى عليه في إجازته فقال : الشيخ الإمام العلاّمة ملك الاُدباء غرّة الفضلاء جمال الدين».

وذكره كذلك الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين(2) حاكياً قول الشيخ الشهيد الأوّل في المترجم له :

«والشيخ العلاّمة ملك الاُدباء والفضلاء رضي الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ جمال الدين أحمد بن يحيى المعروف بالمزيدي».

وقال الخوانساري في روضات الجنّات (3) :

«الشيخ رضي الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ السعيد جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي الحلّي الفاضل الفقيه المعروف بالمزيدي المذكور دائماً في إجازات العلماء مع سميّه الفاضل الفقيه المحقّق الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن طراد المَطار آبادي : بالميم المفتوحة والطاء 4/

ص: 200


1- أمل الآمل 2/204.
2- لؤلؤة البحرين : 208.
3- روضات الجنّات 4/

المهملة قبل الألف والراء ، كان هو وسميّه المذكور من أكابر تلامذة العلاّمة ومن في طبقته ولهما الرواية أيضاً عنه وعن تقي الدين الحسن بن داود الحلّي والسيّد الإمام العلاّم صفيّ الدين محمّد بن معد الموسوي عن المحقّق ، ويروي عنهما الشهيد الأوّل من غير واسطة ، والمزيدي نسبة إلى بطن من بطون بني أسد المعروفين من أجيال عرب مضر وإنّهم كانوا من القديم شيعة آل محمّد عليهم السلام كما ذكره صاحب مجالس المؤمنين ، وقد اختصّ المزيدي هذا بالرواية عن والده الشيخ جمال الدين عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي ، وعن الفقيه جمال الدين محمّد بن أحمدبن صالح السيبي القُسِّيني عن نجيب الدين بن نما الحلّي عن أبيه هبة الله بن نما ...».

أقول :

ومن أشهر تلامذة الشيخ رضي الدين علي المزيدي :

1 - الشيخ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي.

2 - السيّد تاج الدين محمّد بن مُعَيَّة ، حيث ذكره في إجازته الكبيرة(1)عند تعداد مشايخه قائلاً : «... والشيخ الإمام الفقيه الفاضل رضي الدين علي بن أحمد المزيدي حرسهما الله ، وممّن صاحبته واستفدت منه فرويت عنه ...».

ولادته ووفاته :

لم أتوصّل إلى معرفة تاريخ ولادته ، أمّا وفاته فهي كما في مجموعة 6.

ص: 201


1- روضات الجنات 6/326.

الشهيد رحمه الله غروب يوم عرفة سنة 757ه- ، ودفن بالغري ، نوّر الله رمسه.

165 - السيّد عميد الدين علي بن الحسن السورائي :

هو العالم الفقيه والورع الزاهد نقيب العلويّين السيّد أبو تغلب عميد الدين علي بن أبي محمّد جلال الدين الحسن ابن عميد الدين علي السورائي الحسيني. ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) قائلاً :

«... وأعقب جلال الدين الحسن من ولده أبي تغلب عميد الدين علي بسوراء المدينة ، له شهرة عظيمة وكرامات كريمة وفضائل جمّة بعد آبائه الطاهرين ، وكان في غاية الزهد يلبس الصوف ويأكل الشعير ، وكان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل الله تعالى ، وكان حليماً شجاعاً عالماً نقيباً له قدم ثابت في كلّ فنٍّ من العلوم ، وفضائله أجلّ من أن تحصى».

وقال السيّد عبدالرزّاق كمّونة في موارد الاتحاف(2) بعد ذكر اسمه ونسبه :

«كان سيّداً حليماً شجاعاً عالماً نقيباً له قدم ثابت في كلِّ فنٍّ من العلوم ، وفضائله أجلّ من أن تحصى ...».

أقول :

لم أعثر على ترجمة ضافية له تبيّن ولادته أو تاريخ وفاته أو ماهي آثارهومؤلّفاته رحمه الله تعالى.

166 - السيّد علي بن عبدالحميد بن فخار :

هو الفقيه العابد والورع الزاهد السيّد علم الدين المرتضى علي بن 2.

ص: 202


1- عمدة الطالب : 282.
2- موارد الاتحاف 1/202.

عبدالحميد بن فخار بن معد الموسوي الحلّي.

قال ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) :

«وآل فخار ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي ابن الشيخ جلال الدين عبدالحميد ابن الشيخ شمس الدين فخار بن معد بن فخار بن أحمد ابن محمّد بن أبي الغنائم الموسوي ...».

وذكره صاحب أمل الآمل(2) قائلاً :

«السيّد علم الدين المرتضى علي بن عبدالحميد بن فخار بن معد الحسيني الموسوي ، فاضل ، فقيه ، يروي ابن مُعَيَّة عنه عن أبيه عن جدّه فخار ، له كتاب الأنوار المضيئة في أحوال المهدي عليه السلام».

وجاء في لؤلؤة البحرين(3) عند تعداد مشايخ السيّد ابن مُعَيَّة الحسني مانصّه :

«... والسيّد الجليل النسّابة علم الدين المرتضى علي ابن السيّد جلال الدين عبدالحميد ابن السيّد النسابة الطاهر الأوحد السيّد فخار بن معد الموسوي».

وذكره السيّد تاج الدين ابن مُعَيَّة في إجازته الكبيرة عند تعداد مشائخه قائلاً :

«... وشيخي السعيد المرحوم علم الدين المرتضى علي بن عبدالحميدبن فخار الموسوي ...». رحمه الله تعالى. 8.

ص: 203


1- عمدة الطالب : 216.
2- أمل الآمل 2/191.
3- لؤلؤة البحرين : 188.

167 - الشيخ نظام الدين علي بن عبدالحميد النيلي :

قال الحرّ العاملي في أمل الآمل(1) :

«الشيخ نظام الدين أبو القاسم علي بن عبدالحميد النيلي ، فاضل ، جليل القدر ، يروي عن الشيخ فخر الدين محمّد بن العلاّمة».

وفي غوالي اللئالي(2) لابن أبي جمهور الأحسائي عند تعداد طرقه (الطريق الرابع) قوله :

«... عن شيخيه الإمامين الفاضلين العالمين أحدهما الشيخ العالم المتكلّم ظهير الملّة والدين علي بن يوسف بن عبدالجليل النيلي وثانيهما الإمام الفقيه الورع نظام الدين علي بن عبدالحميد النيلي ...».

وذكره السيّد علي البروجردي في طرائف المقال(3) قائلاً :

«الشيخ نظام الدين علي بن عبدالحميد النيلي ، وهو شيخ فقيه ورع ، يروي عنه الشيخ أحمد بن فهد الحلّي ، وهو يروي عن شيخه فخر الدين محمّدبن الحسن المطهّر الحلّي».

أقول :

من المحتمل أن يكون الشيخ المترجم له هو نفسه السيّد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد النيلي الآتي ترجمته ، وذلك لتطابق بعض أحوالهما من حيث وجودهم في نفس العصر وتلمذتهما على الشيخ فخر المحقّقين ولد العلاّمة وأُستاذيّتهما للشيخ ابن فهد الحلّي ، إلاّ أنّ اختلافهما في اللقب والنسب لايساعد في تأكيد هذا الاحتمال ، والله سبحانه العالم. 7.

ص: 204


1- أمل الآمل 2/165.
2- غوالي اللئالي 1/8.
3- طرائف المقال 1/97.

168 - السيّد علي بن عبدالكريم بن طاووس :

هو الفقيه الفاضل والعالم العامل الكامل السيّد أبو القاسم رضي الدين علي ابن غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس الحسني. قال عنه صاحب أمل الآمل(1) :

«السيّد رضي الدين أبو القاسم علي ابن غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس الحسني ، كان فاضلاً صدوقاً ، روى الشهيد عن ابن مُعَيَّة عنه ، ويروي عن أبيه».

وعدَّه السيّد تاج الدين ابن مُعَيَّة من مشائخه وذكره في إجازته الكبيرة(2)قائلاً :

«... والسيّد الجليل المرحوم رضي الدين أبو القاسم علي ابن السعيد غياث الدين عبدالكريم بن طاووس الحسني».

وجاء في طرائف المقال(3) للبروجردي :

«السيّد رضي الدين أبوالقاسم علي ابن غياث الدين عبدالكريم بن أحمدبن طاووس الحسني ، كان فاضلاً صدوقاً ، يروي الشهيد عن ابن مُعَيَّة عنه ويروي عن أبيه ، كذا في أمل الآمل».

وفي موارد الاتحاف(4) قال السيد عبدالرزاق كمّونة عند ذكر المترجم له :

«... كان سيّداً جليل القدر كثير العلم واسع الرواية ، ولي نقابة مقابر 8.

ص: 205


1- أمل الآمل 2/193.
2- روضات الجنّات 6/326.
3- طرائف المقال 1/106.
4- موارد الاتحاف 2/168.

قريش بعد وفاة والده. وذكر ملاَّ عبدالله أفندي الأصبهاني في رياض العلماء : رأيت بخطّ ابن داود على آخر نسخة من كتاب الفصيح المنظوم لثعلب نظم ابن أبي الحديد المعتزلي ما نصّه : بلغت الغاية بخطّ المصنّف مع مولانا النقيب الطاهر العلاّمة مالك الرقّ رضي الملّة والدين جلال الإسلام والمسلمين أبي القاسم علي ابن مولانا الطاهر السعيد الإمام غياث الحقّ والدين عبد الكريم بن الطاووس العلوي الحسني عزّ نصره وزيدت فضائله. وقال السيّد عبدالحميد بن فخار الموسوي في إجازته للسيّد عبدالكريم بن طاووس بعد قراءته عليه كتاب المجدي في النسب ، قال ما لفظه : وأجزت لولده السيّد المطهّر المبارك رضيّ الدين أبي القاسم علي متّعه الله بطول حياته ...».

وفاته :

توفّي(1) قدّس الله روحه الطاهرة عام 749ه- بمرض الطاعون ودفن في المشهد الكاظمي المقدّس.

169 - السيّد بهاءالدين علي بن عبدالكريم النيلي :

هو السيّد النسّابة والفقيه العلاّمة الفاضل العابد والورع الزاهد أبوالقاسم المرتضى علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي الحلّي الملقّب ب- : بهاء الملّة والدين. ذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين(2) عند تعداد مشايخ ابن فهد الحلّي قائلاً : 6.

ص: 206


1- موارد الاتحاف 2/168.
2- لؤلؤة البحرين : 156.

«... ويروي أيضاً عن السيّد المرتضى علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النسّابة الحسيني النجفي».

وفي روضات الجنّات (1) قال الخونساري :

«السيّد الأيّد النقيب النسيب المتبحّر العلاّمة بهاء الدين علي ابن السيّدغياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد العلوي الحسيني النيلي الأصل النجفي الموطن الملقّب بالنسّابة صاحب كتاب الأنوار الإلهية في الحكمة الشرعية ، هو السيّد المحدّث الرجالي الذي كان من جملة مشايخ الحسن بن سليمان والحسن بن علي الشهير بابن العشرة ... إلى قوله : وقال ابن فهد المذكور في مبحث عمل نيروز الفرس من كتابه المهذّب : ويعضد ماقلناه ما حدّثني به المولى السيّد المرتضى العلاّمة بهاءالدين علي بن عبدالحميد النسّابة ... دامت فضائله ...».

وجاء في الكنى والألقاب(2) :

«السيّد الأجل العلاّمة النحرير علي ابن السيّد غياث الدين عبدالكريم ابن عبد الحميد النجفي ، ينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة ، وكان آباؤه النقباءالأشراف ، وجدير بأن يقال فيه :

وإنّي من القوم الذين هم هم

إذا مات منهم سيّد قام صاحبه

نجوم سماء كلّما غاب كوكب

بدا كوكب تأوي إليه كواكبه

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم

دجى الليل حتّى نظم الجزع ثاقبه6.

ص: 207


1- روضات الجنّات 4/347.
2- الكنى والألقاب 2/96.

وكان كما عن رياض العلماء(1) :

«فقيهاً شاعراً ماهراً عالماً فاضلاً كاملاً صاحب المقامات والكرامات العظيمة ، كان من أفاضل عصره وأعالم دهره ، وكذا جدّه السيّد عبد الحميد».

وقال شيخنا في خاتمة المستدرك(2) :

«له مؤلّفات شريفة قد أكثر من النقل عنها نقدة الأخبار وسدنة الآثار ، أحسنها كتاب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية في مجلّدات عديدة ...».

شيوخه :

من أشهرهم :

1 - الشيخ فخر المحقّقين محمّد ابن العلاّمة الحسن بن المطهّر الحلّي.

2 - السيّد صفيّ الدين محمّد بن أبي الرضا العلوي.

3 - الشيخ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - الشيخ العالم أحمد بن فهد الحلّي.

2 - الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي.

3 - الشيخ الحسن بن علي الشهير ب- : ابن العشرة. 8.

ص: 208


1- رياض العلماء 4/124.
2- خاتمة المستدرك 2/298.

مؤلّفاته :

1 - الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية ، عدّة مجلّدات ، وقد تذكر بعنوان آخر هو : الأنوار الإلهية في الحكمة الشرعية.

2 - كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان.

3 - كتاب الدرّ النضيد في تعازي الإمام الشهيد.

4 - كتاب سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزّمان.

5 - كتاب الغيبة ، وهو منتخب الأنوار المضيئة الآنف الذكر.

6 - كتاب الإنصاف في الردّ على الكشّاف.

7 - كتاب تبيان انحراف صاحب الكشّاف ، وقد يسمّى : بيان الجزاف من كلام صاحب الكشّاف.

8 - كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح ، وهو شرح كتاب المصباح للشيخ الطوسي قدس سره.

وهناك مؤلّفات أُخرى لصاحب الترجمة ورد ذكرها في مقدّمة كتاب منتخب الأنوار المضيئة(1) ، وهي :

9 - كتاب النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف.

10 - كتاب المفتاح.

11 - كتاب الزبدة.

12 - كتاب الرجال رجال النيلي ، وهذا الكتاب من مؤلّفات السيّد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد تتمّة السيّد جمال الدين ابن الأعرج بإذن المؤلّف. 9.

ص: 209


1- منتخب الأنوار : 36 - 39.

أقول :

ذكرنا في ترجمة الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي احتمالية كونه والمترجم له السيّد بهاء الدين النيلي شخصاً واحداً بقرينة وجودهما في نفس العصر واتحادهما في المشايخ والتلاميذ ، وقد أيّد السيّد الخونساري في روضات الجنّات (1) هذا الاحتمال قائلاً : «... وقد يُعبَّر عنه أيضاً في سند بعض الإجازات بالشيخ الفاضل الجليل والإمام الأعظم الفقيه الورع السديد السعيد نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ...».

وفي حقيقة الحال رغم وجود الاختلاف بينهما في اللقب والنسب واسم الأب إلاّ أنّ احتمال كونهما شخصاً واحداً يبقى قائماً ، والله سبحانه العالم.

ولادته ووفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته بشكل واضح ودقيق ، إلاّ أنّه يمكن تحديد ولادته اعتماداً على تاريخ وفاة أحد مشايخه وهو السيّد عميد الدين عبد المطّلب المتوفّى سنة 754ه- ، وعلى فرض تلمّذه عليه وهو بعمر ال14 - 15 سنة فيكون مولده قبل عام 740ه. أمّا تاريخ وفاته فيمكن القول(2) : إنّه كان حيّاً عام 803ه. وهو وقت فراغ تلميذه ابن فهد الحلّي من تأليف كتابه المهذّب البارع الذي روى فيه عن المترجم له ذاكراً إيّاه بكلمة : (دامت فضائله) دون أن يترحّم أو يترضّى عليه ، والله سبحانه العالم.

170 - الشيخ نصير الدين علي الكاشاني الحلّي :

هو العلاّمة الفقيه النحرير والفيلسوف الكبير الشيخ نصير الدين علي ة.

ص: 210


1- روضات الجنّات 4/347.
2- منتخب الأنوار المضيئة : 18 المقدّمة.

ابن محمّد بن علي الكاشاني الحلّي المعروف أيضاً بالقاشي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«الشيخ نصير الدين علي بن محمّد بن علي القاشي ، عالم ، فاضل ، روى عنه ابن مُعَيَّة ، وقال عند ذكره : الإمام العلاّمة أوحد عصره».

وذكره السيّد تاج الدين ابن مُعَيَّة في إجازته الكبيرة(2) عند تعداد مشايخه قائلاً :

«... ومنهم الشيخ الإمام العلاّمة أوحد عصره نصير الملّة والحقّ والدين علي بن محمد بن علي القاشي ...».

وقال عنه الشيخ القمّي في سفينة البحار(3) :

«ونصير الدين القاشي هو العالم المدقّق الفهّامة علي بن محمد بن علي القاشي. قال في الرياض : هو من أجلّة متأخّري متكلّمي أصحابنا وكبار فقهائهم. وفي مجالس القاضي : كان مولد هذا المولى بكاشان وقد نشأبحلّة وكان معاصراً للقطب الراوندي وكان معروفاً بدقّة الطبع وحدّة الفهم وفاق على حكماء عصره وفقهاء دهره ...».

وذكره في الكنى والألقاب(4) قائلاً :

«العالم المدقّق الفهّامة علي بن محمد بن علي الكاشاني الحلّي من أجلّة متأخّري أصحابنا وكبار فقهائهم. ذكر صاحب رياض العلماء عن مجالس القاضي أنّه قال : كان مولد هذا المولى بكاشان وقد نشأ بالحلّة وكان معاصراً للقطب الراوندي (الرازي ط) وكان معروفاً بدقّة الطبع وحدّة الفهم 8.

ص: 211


1- أمل الآمل 2/202.
2- روضات الجنات 6/327.
3- سفينة البحار 8/263.
4- الكنى والألقاب 3/218.

وفاق على حكماء عصره وفقهاء دهره ، وكان دائماً يشتغل في الحلّة وبغداد بإفادة العلوم الدينية والمعارف اليقينية ، ثمّ عدَّ بعض مؤلّفاته ، قال : وقال السيّدحيدر الآملي في كتاب منبع الأنوار في مقام نقل اعتراضات أرباب الاستدلال بعجزهم عن الوصول إلى مرتبة تحقيق الحال : إنّي سمعت هذا الكلام مراراً من العليم العالم والحكيم الفاضل نصير الدين الكاشاني ، وكان يقول : غاية ما علمت في مدّة ثمانين سنة من عمري أنّ هذا المصنوع يحتاج إلى صانع ، ومع هذا يقين عجائز أهل الكوفة أكثر من يقيني ، فعليكم بالأعمال الصالحة ولا تفارقوا طريقة الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، فإنّ كلّ ماسواه فهو هوى ووسوسة ومآله الحسرة والندامة ، والتوفيق من الصمد المعبود ، انتهى. وفي مجموعة الشهيد : توفّي الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق أُستاذالفضلاء نصير الدين علي بن محمد القاشي ...».

وقال الشيخ عبدالله النعمة في كتابه فلاسفة الشيعة(1) :

«علي بن محمد بن علي الكاشاني المعروف ب- : القاشي الحلّي ، ولد بكاشان من مدن إيران ونشأ في مدينة الحلّة ... إلى قوله : كان من أعلام الكلام والفقه البارزين في القرن الثامن الهجري ومن معاصري العلاّمة الحلّي جمال الدين وقطب الدين الرازي ...».

شيوخه :

أقول :

لم أتوصّل إلى معرفتهم بشكل واضح ، وكلّ ما في الأمر أنّه كان من معاصري العلاّمة الحلّي والشيخ الفيلسوف قطب الدين محمد بن محمد الرازي والذين قد يكونا من مشائخ المترجم له ، والله سبحانه العالم. 4.

ص: 212


1- فلاسفة الشيعة : 314.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - السيّد العلاّمة تاج الدين محمد بن مُعَيَّة الحسني.

2 - السيّد الفاضل المتألّه حيدر بن علي الآملي الحلّي.

مؤلّفاته(1) :

1 - حاشية على شرح التجريد للفاضل الأصفهاني.

2 - شرح طوالع البيضاوي.

3 - حاشية الشمسية ، في المنطق.

4 - تعليقات على هوامش شرح الإشارات ، في الحكمة.

5 - رسالة معروفة متداولة مشتملة على عشرين اعتراضاً على تعريف الطهارة في كتاب القواعد للعلاّمة الحلّي في الفقه.

وغيرها من الحواشي والتعليقات.

وفاته :

توفّي الشيخ نصير الدين علي بن محمد القاشي بالمشهد المقدّس الغروي سنة 755ه(2) أعلى الله مقامه.

171 - الشيخ ظهير الدين علي النيلي :

هو الفقيه الفاضل الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل 8.

ص: 213


1- فلاسفة الشيعة : 314.
2- الكنى والألقاب 3/218.

النيلي الحلّي. ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في كتابه غوالي اللئالي(1) عند ذكره طرق روايته (الطريق الرابع) قائلاً :

«... عن مشايخ له عِدِّة ، أشهرهم الشيخ العالم العلاّمة العابد الزاهد جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن فهد الحلّي عن شيخيه الإمامين الفاضلين العالمين أحدهما الشيخ العالم المتكلّم ظهير الملّة والدين علي بن يوسف ابن عبد الجليل النيلي وثانيهما ...».

وفي طرائف المقال(2) :

«الشيخ العالم المتكلّم ظهير الملّة والدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي ، يروي عنه ابن فهد أبو العبّاس الحلّي ، وهو يروي عن فخر المحقّقين محمد بن الحسن بن المطهّر عن والده العلاّمة الحلّي».

وقال الخونساري في روضات الجنّات (3) في ذيل ترجمة السيّد بهاء الدين علي النيلي ما نصّه :

«... ثمّ إنّ كلّ هؤلاء الثلاثة المقتبسة أنوارهم بالوراثة غير الشيخ ظهيرالدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي الفاضل المتكلّم الفقيه الذي هو أيضاً من تلامذة فخر الدين ابن العلاّمة ومشايخ ابن فهد الحلّي كما يظهر من إجازة المحقّق الشيخ علي مقدّماً فيها ذكره الشريف على ذكر الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، وهو الذي نسب إليه الكفعمي في حواشي البلد الأمين ...».2.

ص: 214


1- غوالي اللئالي 1/8.
2- طرائف المقال 1/97.
3- روضات الجنّات 4/352.

أقول :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته أو ماهي مؤلّفاته ومصنّفاته رحمه الله وضاعف حسناته.

172 - السيّد القاسم بن مُعَيَّة.

هو السيّد الفاضل أبو جعفر القاسم بن الحسين بن مُعَيَّة والد السيّد العلاّمة تاج الدين محمد بن القاسم بن مُعَيَّة. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«السيّد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن مُعَيَّة الحسني ، فاضل ، صدوق ، يروي عنه ابنه محمد».

وذكره ولده المعظّم تاج الدين بن مُعَيَّة ضمن مشايخه الذين تلمَّذ عليهم في إجازته(2) الكبيرة المشهورة قائلاً :

«... ووالدي السيّد السعيد أبو جعفر القاسم بن مُعَيَّة الحسني ...».

وفي موارد الاتحاف(3) عند ذكر والد المترجم له النقيب فخر الدين الحسين بن القاسم بن مُعَيَّة :

«... وولد فخر الدين الحسين جلال الدين أبا جعفر القاسم ابن فخر الدين الحسين ، كان جليل القدر فاضلاً شاعراً ، ومن شعره :

تقاعست دون ما حاولته الهممُ

ولا سعت بي إلى داعي الندى قدمُ2.

ص: 215


1- أمل الآمل 2/219.
2- روضات الجنات 6/326.
3- موارد الاتحاف 1/182.

ولا امتطيت جواداً يوم معركة

وخانني في الوغى الصمصامة الخذمُ

ولا بلغت من العلياء ما بلغ الآباء

قبلي ولا أدركت شأوهم

إن كنت رمت سلوّاً عن محبّتكم

أو كنت يوماً بظهر الغيب خنتكمُ

فما الذي أوجب الهجران لي فلقد

تنكّرت منكم الأخلاق والشيمُ

أذاك من بخل بالوصل أم ملل

أم ليس يرعى لمثلي عندكم ذممُ»

173 - السيّد شمس الدين محمد بن أحمد الحسيني.

هو السيّد الجليل والعلاّمة الزاهد نقيب العلويّين أبو علي شمس الدين محمد بن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب عميد الدين علي الحسيني صاحب كتاب المشجّر الكشّاف في أنساب العلويّين. ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) قائلاً :

«... وشمس الدين محمد ويكنّى بأبي علي العالم الورع النقيب النسّابة ...».

وفي موارد الاتحاف(2) :

«أبو علي محمد بن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب عميد الدين 2.

ص: 216


1- عمدة الطالب : 283.
2- موارد الاتحاف 1/202.

علي الحسيني شمس الدين العالم الورع النقيب النسّابة ، قاله ابن عِنَبة في العمدة. وذكر المترجم وصف نفسه في كتابه المشجّر الكشّاف بالسيّد الفاضل الورع ، وكان مقيماً ببلدة سورا ، وهو العالم النقيب النسّابة جامع هذا الكتاب الموسم ب- : المشجّر الكشّاف ...».

174 - السيّد صفيّ الدين محمد بن الحسن النيلي.

هو العلاّمة الأديب نقيب العلويّين صفيّ الدين محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن أبي الرضا هبة الله بن محمد بن الحسن بن زيد فراقد العلوي العمري النيلي الحلّي. ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) قائلاً :

«... ومنهم الشيخ العالم الأديب الشاعر صفي الدين محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا المذكور ...».

وفي موارد الاتحاف(2) قال السيّد عبدالرزّاق كمّونة :

«ومن بيت فراقد السيّد الشريف العالم الفاضل الأديب المصطفى المصنّف صفي الدين محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن أبي الرضا هبة الله بن محمد بن الحسن بن جمال الشرف أبي عبدالله محمد ... إلى قوله : وصفه ابن عِنَبة في العمدة وقال : كان يُشار إليه بالأدب والمعرفة ، له كتاب شرح نهج البلاغة وغيره ...».

175 - الشيخ محمد بن نعيم الحلّي :

هو العالم الفاضل والأديب الشاعر شمس الدين محمد بن الحسن 7.

ص: 217


1- عمدة الطالب : 367.
2- موارد الاتحاف 2/197.

ابن محمد بن كحيل ابن الشيخ سلطان العارفين (جاكير بن ناكير) الكردي الأدرازي الحلّي المعروف ب- : ابن نعيم الحلّي.

جاء في فقهاء الفيحاء(1) :

«... ولد الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن كحيل ابن الشيخ سلطان العارفين جاكير بن ناكير الكردي الأدرازي الحلّي المعروف بابن نعيم ... وتلقّن في الحلّة علومه ومعارفه حتّى أصبح معدوداً من فقهائها وأكابر شعرائها المجيدين ، وهو صاحب ديوان المدائح الكبير الذي رتّبه على جميع الحروف الهجائية وسمّاه شرف المزيّة في المدائح العِزِّية ، والديوان كلّه عبارة عن مجموعة مدائح في الصاحب الصدر عزّ الدين أبي محمد الحسن بن الحسين بن نجم الدين مظفّر بن أبي المعالي ابن الصروي بن قيصر الأسدي ، وقد دعاه في أوّل خطبته ب- : نزهة الجليس وفرحة الأنيس ، فرغ منه سنة 695ه- ، وهذا الديوان قد مدحه العلاّمة الحلّي وقرّظه ...».

وقال عبّاس العزاوي في كتابه تاريخ الأدب العربي في العراق(2) :

«هو الشاعر الأديب محمد بن حسن بن محمد بن الخليل ابن الشيخ سلطان العارفين جاكير بن باكير الكردي الأردازي المعروف ب- : (ابن نعيم الحلّي) ، وله ديوان شرف المزية في المدائح العزِّية - ويسمّى نزهة الجليس وفرحة الأنيس - أوّله : الحمد لله موجد الوجود ذي الطول والجود الذي ليس بمجزَّء ولا معدود ولا بمحيَّز ولا محدود ... ، مدح به صدر 7.

ص: 218


1- فقهاء الفيحاء 1/276.
2- تاريخ الأدب العربي في العراق 1/317.

الحلّة عزّالدين أبا محمد حسن بن الحسين بن نجم بن مظفّر بن أبي المعالي بن الصرويع بن قبصة الأسدي الحلّي.

من شعره في هذا الديوان :

يا حار قد بان الأراك وبانه

فانزل بعيشك هذه الدهناء

وأربع بذيّاك الحمى فجنابه

رقّ النسيم به وراق الماء

ربع زهت هضباته ووهاده

فبكلِّ فجٍّ روضة غنّاء

تحميه آساد الشرى من عامر

لهم الوغى والغارة الشعواء

عرب إذا جنَّ الظلام لنارهم

في حندس الليل البهيم لواء ..»

قال عبّاس العزّاوي : «وعلى غلاف الديوان تقريظ للعلاّمة الحسن بن المطهّر الحلّي العالم المشهور ، وهذا نصّه :

لقد أحسنت أيّها الشيخ العالم الفاضل البارع النحرير العلاّمة المحقّق ملك العلماء شمس الملّة والدين فيما نظمته وأجدت القول فيما أنشأته ، وبرزت فيه على المتقدّمين ولم يساجلك أحد من المتأخّرين ، وجمعت بين اللفظ الزائن البديع والتركيب الشائق الصنيع ، فمن جرى في ميدانك تأخّر وصلّى وأنّى يدرك شأوك إلاّ كلاّ ، وأهنّيك في أنَّ أحسن القول أصدقه ، وقد نمّ عود مقالك على صدقك في مدح المولى الصاحب الصدر الكبير العالم المعظّم كهف الفقراء وملاذ المؤمنين عزّ الملّة والحقّ والدين أعزّ الله بشأنه الإسلام والمسلمين وختم أعماله بالصالحات وغفر له جميع الذنوب والزلاّت بمحمد وآله الطاهرين. كتبه العبد الفقير إلى الله الغني به عمّن سواه حسن بن مطهّر حامداً لله تعالى مصلّياً على سيّدنا محمد وآله».

أقول :

إنّ هذا التقريظ الفاخر الصادر من العلاّمة الحلّي لديوان المترجم له

ص: 219

لهو الدليل الواضح على منزلته العلمية الرفيعة ومكانته الأدبية المتميّزة والتي أشار إليها العلاّمة مبيّناً علم المترجم له وفضله رضوان الله عليه.

176 - فخر المحقّقين محمد بن المطهّر الحلّي.

هو قدوة العلماء وجهبذ الفقهاء ملاذ المجتهدين فخر الملّة والدين الشيخ أبو طالب محمد ابن العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي. قال فيه صاحب أمل الآمل(1) :

«الشيخ فخر الدين محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي ، كان فاضلاً محقّقاً فقيهاً ثقة جليلاً ، يروي عن أبيه العلاّمة وغيره ، له كتب ...».

وذكره السيّد مصطفى التفريشي في نقد الرجال(2) قائلاً :

«محمد بن حسن بن يوسف بن علي بن مطهّر الحلّي فخر المحقّقين أبو طالب قدس سره ، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها وفقهائها ، جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن ، حاله في علوّ قدره وسموّ مرتبته وكثرة علومه أشهرمن أن يذكر ، روى عن أبيه قدس سره ، وروى عنه شيخنا الشهيد رضي الله عنه ، له كتب جيّدة ، منها : الإيضاح».

وقال البحراني في لؤلؤة البحرين(3) :

«أثنى عليه جملة من المشايخ بأبلغ المدح والثناء. قال شيخنا الشهيد في بعض إجازاته في تعداد جملة من مشايخه : منهم الشيخ الإمام سلطان العلماء ومنتهى الفضلاء والنبلاء خاتمة المجتهدين فخر الملّة والدين أبو 0.

ص: 220


1- أمل الآمل 2/260.
2- نقد الرجال 4/183.
3- لؤلؤة البحرين : 190.

طالب ابن الشيخ الإمام السعيد جمال الدين ابن المطهّر ، مُدَّ له عمره مدّاً وجُعل بينه وبين الحادثات سدّاً ... إلى قوله : قال في كتاب مجالس المؤمنين ماهذه ترجمته : هو افتخار آل المطهّر وشامّة البدر الأنور ، وهو في العلوم العقلية والنقلية مدقّق نحرير وفي علوّ الفهم والذكاء مدقّق ليس له نظير ، ذكر الحافظ من الشافعية في مدحه أنّه رآه مع أبيه في مجلس السلطان محمد الشهير بخدابنده فوجده شابّاً فطناً مستعداً للعلوم ذا أخلاق رضية ربي في حجر تربية أبيه العلاّمة ، وفي السنة العاشر من عمره الشريف فاز برتبة الاجتهاد كما يشعر به كلامه قدس سره أيضاً في شرح خطبة كتاب القواعد ، فإنّه كتب ما ملخّصه : إنّي اشتغلت عند أبي بتحصيل العلوم من المعقول والمنقول وقرأت كتباً كثيرة من كتب أصحابنا والتمست منه تصنيف كتاب القواعد. إذ بعد ملاحظة تولّده قدس سره وتاريخ تصنيف القواعد يعلم أنّ عمره في ذلك الوقت كان أقلّ من عشر سنين ...».

وفي طرائف المقال(1) :

«الشيخ أبو طالب ابن العلاّمة سديد الدين ، كان هو الشيخ الإمام سلطان العلماء ومنتهى الفضلاء والنبلاء خاتمة المجتهدين فخر الملّة والدين ، وقد فاز إلى أوج الاجتهاد وعمره طاب ثراه أقلّ من عشر سنين ، وتعجّب الشهيد من هذه الحكاية عجيب غير وجيه كما لا يخفى».

وقال عنه صاحب روضات الجنّات (2) :

«زين المجتهدين وسيف المجتلدين شيخنا الغالب أبو طالب محمد 0.

ص: 221


1- طرائف المقال 1/99.
2- روضات الجنّات 6/330.

ابن العلاّمة المطلق جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي الملقّب عند والده بفخر الدين وفي سائر مراصده وموارده بفخر المحقّقين ورأس المدقّقين ، حسب الدلالة على غاية نباهته في العلوم الحقّة ونهاية جلالته في هذه الطائفة المحقّة شدّة عناية والده المسلّم عند جميع علماء أهل الإسلام ، وقيامه - مع أنّه أبوه وقوامه - بحقِّ احترامه ، وثناؤه به ودعاؤه الصميم له في كثير من مؤلّفاته ومصنّفاته ، والتماسه الدعاء منه والقران له في حياته وبعد مماته ، وسرعة الإجابة له بإجابة ما كان يلتمسه من التأليف والتصنيف ...إلى قوله : هذا ، ومن جملة مارسمه باسمه الشريف والده الإمام العلاّمة أعلى الله مقامهما في دار المقامة كتابه المتّسم ب- : الألفين ، وهذه عبارته هناك عقيب الحمد والصلاة : أمّا بعد فإنّ أضعف عباد الله تعالى الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي يقول : أجبت سؤال ولدي العزيز عليَّ محمد أصلح الله أمر داريه كما هو بارٌّ بوالديه ، ورزقه أسباب السعادات الدنيوية والاُخروية كما أطاعني في استعمال قواه العقلية والحسّية ، وأسعف ببلوغ آماله كما أرضاني بأقواله وأفعاله ، وجمع له بين الرياستين كما لم يعصني طرفة عين ، من إملاء هذا الكتاب الموسم بكتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين ...».

شيوخه :

من أشهرهم :

1 - والده الشيخ جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي الشهير ب- : العلاّمة الحلّي قدس سره.

2 - الشيخ رضي الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي عمّ

ص: 222

المترجم له.

3 - الشيخ مفيد الدين محمد بن الجهم الأسدي الحلّي.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - الشيخ محمد بن مكّي العاملي الملقّب ب- : الشهيد الأوّل.

2 - السيّد العلاّمة تاج الدين محمد بن مُعَيَّة الحسني.

3 - السيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي أُستاذابن فهد الحلّي.

4 - السيّد بدر الدين الحسن بن نجم الدين أيّوب الأعرجي.

5 - السيّد حيدر بن علي العبيدي الآملي.

6 - الشيخ المحقّق أحمد بن عبد الله بن المتوّج البحراني.

7 - ولده الفقيه الشيخ ظهير الدين محمد بن محمد بن الحسن بن المطهّر الحلّي.

مؤلّفاته :

1 - كتاب إيضاح الفوائد في حلّ مشكلات القواعد.

قال المامقاني في تنقيح المقال(1) عند ذكره لهذا الكتاب : «ومن لاحظ إيضاحه ظهر له أنّه لتبحّره في علم الكلام سلك في الإيضاح مسلك علم الكلام وأكثر من الاستدلال بالدور والتسلسل ونحوهما ...». 6.

ص: 223


1- تنقيح المقال 3/106.

2 - شرح خطبة القواعد.

3 - الفخرية في النية.

4 - حاشية الإرشاد.

5 - الكافية الوافية ، في الكلام.

6 - شرح كتاب نهج المسترشدين(1) لوالده العلاّمة.

7 - شرح كتاب مبادىء الاُصول.

8 - شرح كتاب تهذيب الاُصول ، المسمّى : غاية السؤول في شرح تهذيب الاُصول.

ولادته ووفاته :

ذكر أكثر أرباب المعاجم الرجالية أنّ المترجم له ولد في ليلة الإثنين - نصف الليل تقريباً - ليلة العشرين من جمادى الاُولى سنة 682ه- ، وتوفّي أعلى الله مقامه في ليلة الجمعة 15 جمادى سنة 771ه. عن عمر ناهز التاسعةوالثمانين عاماً.

قال المامقاني في تنقيح المقال(2) :

«... ولم أقف على من عيَّن مدفنه ، والمنقول على لسان المشايخ أنّه صار أكيل السباع - لقضية تُنقل لا استحسن نقلها للإزراء بمعاصريه - فلذا لم يوجد له جسد حتّى يدفن ، والله سبحانه العالم». 6.

ص: 224


1- روضات الجنات 6/337.
2- تنقيح المقال 3/106.

177 - الشيخ محمد بن حسان (النديم الصوفي) :

جاء في فقهاء الفيحاء(1) :

«هو عفيف الدين أبو المعالي محمد بن حسان العطاوي الشهير بالنديم الصوفي ، من أعيان الحلّة ووجوهها ، رقيق الطبع حسن السجايا خفيف الدم حسن المعاشرة ... إلى قوله : هو من أولئك الأفذاذ القلائل الذين ماتوا بعد أن أحيوا مجد الحلّة وذكرها ، ولم يكن تاريخ هذا الرجل الجليل سوى سجلٍّ حافل بالحنكة والذكاء النادر وجلائل الأعمال ، نادم الأعيان والاُمراء والأكابر فكان موضع احترامهم وتقديرهم ، يكاد يقطر رقّة وظرافة ، وقد داعبه السيّد النقيب الفاضل صفيّ الدين أبو عبد الله الطقطقي سنة 687 ه. بأبيات من البحر المتقارب ، منها :

ألا ما أقلّ وفاء العفيف

وأكثر هجرانه والصدودا

لقد كان في الودِّ خِلاًّ ودودا

فصار وحاشاه خَلاًّ ودودا

وكنّا نرى أنّ لقيانه

قريباً فصرنا نراه بعيدا ..»

178 - الشيخ شمس الدين محمد بن البقّال :

هو الشاعر الأديب الفاضل الشيخ شمس الدين محمد بن الحسين الحلّي المعروف بابن البقّال ، ذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(2) قائلاً :

«هو شمس الدين محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسماعيل بن منصور الحلّي المعروف بابن البقّال ، ذكره ابن حجر العسقلاني 9.

ص: 225


1- فقهاء الفيحاء 1/294.
2- تاريخ الحلّة 2/89.

في الدرر الكامنة فقال : ولد بالحلّة في جمادى الاُولى سنة 708ه. وتعانى الأدب فمهر فيها ، وقدم حلب ومدح أعيانها ، كتب عنه أبو المعالي ابن عشائر ، وتوفّي في حدود سنة 780ه. ومن نظمه ما كتب به إلى الشريف عبد العزيز بن محمد الهاشمي يعاتبه من أبيات :

قل للشريف المرتضى علم الهدى

وابن الغطارف من ذؤابة هاشم

أيضيع حقّي عندكم وولاكم

ديني ولم أحلل عقود تمائمي»

وجاء في كتاب تاريخ الأدب العربي(1) للمحامي عبّاس العزاوي : «شمس الدين الحلّي : هو محمد بن الحسين الحلّي ويعرف بابن البقّال ، ولد في الحلّة في جمادى الاُولى سنة (708ه- - 1308م) ، تعانى الأدب والشعر فمهر بهما ، توفّي سنة (788ه- - 1386م)».

وفي موضع آخر قال العزاوي : «سافر إلى حلب ومدح أعيانها ، وكتب عنه أبو المعالي ابن عشائر ... من نظمه :

يا صاحبيَّ بأرض النيل لي قمر

جمال بهجته أبهى من القمر ..»

رحمه الله تعالى.

179 - السيّد جمال الدين محمد بن عميد الدين الأعرجي :

هو العالم الفاضل النبيل السيّد جمال الدين محمد ابن عميد الدين عبدالمطّلب ابن مجد الدين أبي الفوارس محمد الأعرجي الحسيني أحد أعلام أسرة آل أبي الفوارس مجد الدين الأعرجي ، ورد ذكره ضمن بعض الإجازات موصوفاً بآيات الحمد والثناء مطوّقاً ومحاطاً بهالات التقديس والاحترام. 5.

ص: 226


1- تاريخ الأدب العربي 1/275.

جاء في كتاب الإجازات العلمية(1) عند المسلمين الإجازة الثالثة قول المجيز للشيخ زين الدين علي بن الحسين الاستربادي :

«... وأجزت له أيضاً بإجازتي بهذا الإسناد المذكور عن السيّد العالم الفاضل الفائق على أقرانه وحيد دهره وفريد عصره السيّد جمال الملّة والدين خاتمة المجتهدين محمد بن عبد المطّلب الحسيني قدس سره ، فليرو ويدرّس لمن شاء وأحبّ لأنّه أهل لذلك ...».

أقول :

لم أتوصّل إلى معرفة تاريخ ولادته أو وفاته أو ماهي مؤلّفاته وآثاره أعلى الله مقامه.

180 - الشيخ قوام الدين محمد بن المطهّر الحلّي.

هو الفقيه الفاضل قوام الملّة والدين محمد ابن رضي الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي. جاء في أمل الآمل(2) :

«الشيخ قوام الدين محمد بن علي بن المطهّر الحلّي ، كان من فضلاء عصره ، يروي عنه ابن مُعَيَّة محمد بن القاسم ، ويروي هو أيضاً عنه».

وذكره السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة في إجازته الكبيرة(3) عند تعداد مشايخه وتلاميذه قائلاً :

«... والفقيد السعيد المرحوم قوام الدين محمد ابن الفقيه رضي الدين علي بن المطهّر». 7.

ص: 227


1- الإجازات العلمية : 90.
2- أمل الآمل 2/290.
3- روضات الجنات 6/327.

وذكره السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث(1) حاكياً قول صاحب الأمل فيه. رحمه الله تعالى.

أقول :

إنّ المترجم له هو فرع مبارك من شجرة آل المطهّر المثمرة الغنية بالعلماء والفقهاء الأفاضل الذين ساهموا في نصرة الدين والعقيدة ونشر العلم والفضيلة ، إلاّ أنّ شهرته دون شهرة بعض أهله أمثال عمّه العلاّمة الحلّي وابن عمّه فخر المحقّقين ، أولئك العلماء الكبار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

181 - هو السيّد تاج الدين محمد بن القاسم بن مُعَيَّة.

هو الفقيه العالم العامل والنسّابة الماهر الفاضل السيّد النقيب الحسيب أبوعبد الله تاج الملّة والدين محمد ابن السيّد أبي جعفر القاسم بن الحسين بن مُعَيَّة الحسني الحلّي. ذكره السيّد ابن عِنَبة في عمدة الطالب(2) قائلاً :

«شيخي المولى السيّد العالم الفقيه الحاسب النسّابة المصنّف تاج الدين محمد ، إليه انتهى علم النسب في زمانه وله فيه الإسنادات العالية والسماعات الشريفة ، أدركته قدّس الله روحه شيخاً وخدمته قريباً من اثنتي عشر سنة قرأت فيها ما أمكن حديثاً ونسباً وفقهاً وحساباً وأدباً وتواريخ وشعراًإلى غير ذلك ، وصاهرته رحمه الله على ابنة له ماتت طفلة فأجاز لي أن أُلازمه ليلاً ، فكنت أُلازمه ليالي من الاسبوع أقرأ فيها ما لا يمنعني فيه 9.

ص: 228


1- معجم رجال الحديث 17/33.
2- عمدة الطالب : 169.

النوم ... إلى قوله : وكان يتولّى إلباس لباس الفتوّة ويعتزي إليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه ، وهذا المنصب ميراث لآل مُعَيَّة من عهد الناصر لدين الله ، وقد كان بعض آل مُعَيَّة يعارض النقيب تاج الدين في ذلك ، وينقسم الناس بالعراق أحزاباً كلّ ينتمي إلى أحدهم ، فلمّا مات النقيب فخر الدين بن مُعَيَّة والنقيب نصير الدين بن قريش بن مُعَيَّة لم يبق له معارض ، ولم يكن عوام العراق ولا خواصّهم ليسلّموا ذلك الأمر إلى أحدمن غير آل مُعَيَّة مادام منهم أحد ، فكيف بالنقيب تاج الدين! وكان إليه إلباس خرقة التصوّف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى إليه. فأمّا النسب فلم يمت حتّى أجمع نسّاب العراق على تلمذته والاستفادة منه ... إلى قوله : وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله هذا المختصر».

وجاء في أمل الآمل(1) :

«السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن مُعَيَّة الحسني الديباجي ، فاضل ، عالم ، جليل القدر ، شاعر ، أديب ، يروي عنه الشهيد ، وذكر في بعض إجازاته أُنّه أعجوبة الزمان في جميع الفضائل والمآثر. وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : ورأيت خطّ هذا السيّد المعظّم بالإجازة لشيخنا الشهيد محمد بن مكّي وولديه محمد وعلي ولاُختهما أمّ الحسن فاطمة المدعوّة بستّ المشايخ ...».

وذكره صاحب لؤلؤة البحرين قائلاً(2) : 5.

ص: 229


1- أمل الآمل 2/294.
2- لؤلؤة البحرين : 185.

«وكان هذا السيّد علاّمة نسّابة فاضلاً عظيماً ، يروي عنه شيخنا الشهيد رحمه الله تعالى ، وقد ذكر في بعض إجازاته أنّه أُعجوبة الزمان في جميع الفضائل والمآثر ...».

وفي روضات الجنّات (1) قال الخونساري :

«السيّد النسيب والأيّد النقيب تاج الملّة والدين أبو عبد الله محمد ابن السيّد أبي جعفر القاسم بن الحسين بن مُعَيَّة الحلّي الحسني الديباجي ، نسبةً إلى بيع الديباج مثل الزجاجي بالنسبة إلى الزجاج ، قلَّ من اشتهر اسمه وبهر رسمه في طريق الإجازات بمثابة هذا الركن الركين والبلد الأمين ، بل لم يعهد مثله في كثرة الأسانيد والمشايخ وجباية العلم الراسخ الباذخ في جميع علمائنا المتقدّمين والمتأخّرين ...».

وجاء في موارد الاتحاف(2) بعد ذكر نسبه الشريف :

«وهو المعروف بابن مُعَيَّة النسّابة ، كان عالماً فاضلاً صالحاً فقيهاً متبحراًجامعاً لمحاسن العلم والفضل ، اقتطف من رياض الفضل غض زهره ، وكان خدن المحاسن الجمّة شاعراً أديباً خاتمة علماء النسب مشتهراً بالفضيلة فحاز في وقته الرتبة السامية في فقه الإمامية ، وكان من أعاظم المجتهدين ، وولي نقابة الطالبيّين ، وله تآليف تشهد بفضله ، وكان جليل القدرواسع الرواية كثير المشايخ ... إلى قوله : قال الشهيد في مجموعته : ومن كلام القاضي تاج الدين دام ظلّه : إنّ القول في الدين والإقدام على مخالفة ما استقرّت عليه فتوى الأكثرين ليس بالهيّن ، إنّما هي دماء تُسفك 3.

ص: 230


1- روضات الجنّات 6/324.
2- موارد الاتحاف 1/183.

وتُسفح وأعراض تُهتك وتفضح وفروج تحلّل وتفتح وصدور تضيّق أو تشرحوقلوب تكسر أو تُجبر أو تفسح وأموال يُبادلُ بها وتُسمح ونظام وجود يفسدْ أو يصلح وأمانات تُترع أو تودع ومقادير تُرفع أو تُوضع وأعمال تشهد على الله أنّها صالحة أو طالحة وتجارة يحكم بأنّها خاسرة أو رابحة ، وإنّ ذلك في الحقيقة منسوب إلى الله إليه يعزوه وعنه يقوله وعلى نفسه ينادي بأنّه الشرع الذي جاء به من الله ورسوله».

أقول :

هي من الخطب البليغة المشتملة على فوائد عديدة في توجيه الفقيه العالم وحثّه على التمسّك بأعلى مراتب النسك والورع عند إصداره للفتاوى ، مع حثّه أيضاً على بذل غاية ما في الوسع لتجنّب الفتوى الخاطئة لا سامح الله والتي قد يترتّب عليها بعض العواقب السيئة من ترك الحلال والعمل بالمحرّمات.

شيوخه :

وهم كثيرون ، نذكر منهم :

1 - الشيخ العلاّمة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي.

2 - السيّد مجد الدين أبو الفوارس محمد بن علي بن محمد الأعرجي.

3 - السيّد عميد الدين عبد المطّلب ابن مجد الدين أبي الفوارس محمد.

4 - السيّد ضياء الدين عبد الله بن مجد الدين أبي الفوارس محمد.

5 - السيّد علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي.

ص: 231

6 - السيّد علي بن غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس.

7 - الشيخ فخر المحقّقين محمد ابن العلاّمة الحسن بن المطهّر الحلّي.

8 - الشيخ نصير الدين علي بن محمد القاشاني الحلّي.

9 - الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي.

10 - السيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي.

11 - السيّد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن مُعَيَّة والده.

12 - الشيخ ظهير الدين محمد بن محمد بن الحسن بن المطهّر الحلّي.

13 - الشيخ جعفر بن عروة الحلّي.

14 - الشيخ مهذّب الدين محمود بن يحيى بن سالم الشيباني الحلّي.

15 - السيّد رضي الدين محمد بن محمد الحسيني الآوي.

16 - الشيخ قوام الدين محمد بن علي بن المطهّر الحلّي.

17 - الشيخ صفي الدين محمد بن محمد بن يحيى الهذلي.

وغيرهم كثير.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - السيّد النسّابة جمال الدين أحمد بن علي الحسني الملقّب ب- : ابن عِنَبة.

2 - الشيخ محمد بن مكّي العاملي الملقّب ب- : الشهيد الأوّل.

3 - الشيخ محمد بن محمد بن مكّي العاملي.

ص: 232

4 - الشيخ علي بن محمد بن مكّي العاملي.

5 - ستّ المشايخ أمّ الحسن فاطمة بنت الشيخ محمد بن مكّي العاملي. وغيرهم.

مؤلّفاته :

وقد ذكر قسماً منها تلميذه ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) ، وهي :

1 - كتاب نهاية الطالب في نسب آل أبي طالب (12 مجلداً).

2 - كتاب في معرفة الرجال ، مجلّدان ضخمان.

3 - كتاب الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة (4 مجلّدات).

4 - كتاب الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون.

5 - كتاب أخبار الأمم (21 مجلداً).

6 - كتاب سبك الذهب في شبك النسب.

7 - كتاب تبديل الأعقاب.

8 - كتاب الجذوة الزينية ، في علم النسب.

9 - كتاب كشف الالتباس ، في نسب بني العبّاس.

10 - رسالة اسمها الابتهاج في الحساب.

11 - كتاب منهاج العمّال في ضبط الأعمال.

وغيرها من الكتب والمصنّفات في الفقه والحساب والعروض والحديث والشعر والأدب.

من شعره : 9.

ص: 233


1- عمدة الطالب : 169.

ملكت عنان الفضل حتّى أطاعني

وذلّلت منه الجامع المتصعّبا

وضاربت عن نيل المعالي وحوزها

بسيفي أبطال الرجال فما نبا

وأجريت في مضمار كلِّ بلاغة

جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا

ولكنّ دهري جامح عن مراتبي

ونجمي في برج السعادة قد خبا

ومن غالب الأيّام فيما يرومه

تيقّن أنّ الدهر يضحى ملعّبا

ومن شعره(1) أيضاً قوله لمّا وقف على بعض أنساب العلويّين ورأى قبح أفعالهم :

يعزّ على أسلافكم يا بني العلى

إذا نال من أعراضكم شتم شاتم

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم

أسأتم إلى تلك العظام الرمائم

أرى ألف بان لا يقوم بهادم

فكيف ببان خلفه ألف هادم

ولادته ووفاته :

توفّي السيّد ابن مُعَيَّة قدس سره كما عليه أكثر أرباب المعاجم في الحلّة عام 776 ه- ونقل إلى مشهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أمّا سنة ولادته فلم أعثر عليهاولكن يمكن استنتاجها من معرفة مشايخه الذين تلمّذ عليهم وروى عنهم ومنهم السيّد رضي الدين محمد الآوي المتوفّى عام 654ه- ، وعلى فرض أنّه تلمّذ على يدي هذا السيّد وهو بعمر عشر سنوات على أقلّ تقدير لذات كون ولادته تقريباً حدود عام 644ه- وعن عمر قارب المائة واثنان وعشرون عاماً (122) سنة ، وإن كان هذا التقدير دقيقاً فهو من المعمّرين ، علماًأنّه لم يذكر أحد ممّن ترجم له هذا الأمر ، والله سبحانه العالم. 4.

ص: 234


1- أمل الآمل 2/294.

182 - الشيخ ظهير الدين محمد بن محمد بن المطهّر.

هو الفقيه الفاضل الشيخ ظهير الدين محمد ابن فخر المحقّقين محمدابن العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«الشيخ ظهير الدين محمد بن محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهّرالحلّي ، كان فاضلاً فقيهاً وجيهاً ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، ويروي هو عن أبيه عن جدِّه العلاّمة».

وفي موضع آخر قال صاحب أمل الآمل(2) :

«الشيخ ظهير الدين محمد بن محمد بن المطهّر الحلّي ، فقيه ، فاضل ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، وهو ابن الشيخ فخر الدين ابن العلاّمة ، توفّي في حياة أبيه».

وذكره السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة في إجازته الكبيرة(3) عند تعداد مشايخه قائلاً :

«... وممّن رويت عنه من المشايخ أيضاً الفقيه السعيد المرحوم ظهير الدين محمد بن محمد بن المطهّر ...».

قال الخونساري معقّباً :

«والمراد بهذا الرجل الأخير هو ظهير الدين ابن فخر المحقّقين ابن العلاّمة المسمّى باسم أبيه والمتوفّى في حياته حسبما نصّ عليه صاحب المعالم في حاشية إجازته المذكورة ...». 7.

ص: 235


1- أمل الآمل 2/300.
2- أمل الآمل 2/304.
3- روضات الجنّات 6/227.

183 - الشيخ صفيّ الدين محمد بن محمد الهذلي.

جاء في أمل الآمل(1) :

«الشيخ صفيّ الدين محمد ابن نجيب الدين محمد بن يحيى بن سعيدالحلّي ، كان فاضلاً عالماً ، يروي عنه ابن مُعَيَّة».

وذكره السيّد الخوئي في رجاله(2) حاكياً قول صاحب أمل الآمل فيه والذي لاداعي لتكراره.

القرن التاسع الهجري

(801 - 950ه)

وظهور الحركة الصوفية

لم يكن للقرن التاسع الهجري في الحلّة ما كان للقرنين السابقين فيها من حيث نموّ الحركة العلمية وازدهارها ، بل نلمس في هذا القرن وبصورة واضحة بداية ضعف النشاط العلمي ووجود بعض التغييرات في الاتجاهات الفكرية لبعض رجال ذلك العصر ، ورغم وجود بعض العلماء الأعلام ممّن كان له شأناً متميّزاً في ديمومة الحركة العلمية وتنشيطها إلاّ أنّ ذلك لم يرتقِ بها إلى ما كانت عليه في العصرين السابقين (السابع والثامن الهجري) ، ويجد الباحث المتتبّع أنّ الحركة العلمية في هذا القرن قد غلب عليها صفتان واضحتان هما :

1 - بروز حركة شعرية وأدبية طغت وبقوّة على نتاج علماء وأُدباء 6.

ص: 236


1- أمل الآمل 2/304.
2- معجم رجال الحديث 17/236.

ذلك العصر ، حتّى أنّ الكثير منهم عرفوا من خلال آثارهم الشعرية والأدبية فقط ولم يؤثر عنهم مؤلّفات أو مصنّفات في مجالات العلم الاُخرى ، من أمثالهم الشيخ صالح ابن العرندس والشيخ الخليعي وابن حمّاد وغيرهم ، ولربّمايُعزى هذا الأمر إلى آثار الحركة الصوفية الآتي ذكرها ومدى تأثيرها في علماء مدرسة الحلّة ، والله سبحانه العالم.

2 - ظهور الحركة الصوفية في مدرسة الحلّة والتي بدت آثارها واضحة على بعض علمائها ورجال الفكر والأدب فيها وما تركته تلك الحركة من تأثير سلبي على النشاط العلمي ولربّما كانت من الأسباب المباشرة لتدهور النهضة العلمية وبداية خمولها ، ولا نعرف أسباباً واضحة لظهور الحركة الصوفية في الحلّة والتي قد تكون نتيجة للظروف والأحوال التي مرّت على المدينة والبلاد الإسلامية عموماً ، أو قد تكون نتجت عن التلاقح العلمي بين مدينة الحلّة ومدن العالم الإسلامي الاُخرى والذي شمل الاتصال بمختلف علماء جمهور المسلمين ، ونجد أنّ من أشهر علماء الحلّة المتأثّرين بالحركة الصوفية في ذلك العصر هما الشيخ الحافظ رجب البرسي والشيخ الزاهد أحمد بن فهد الحلّي.

ولتوضيح علم التصوّف ومذهب الصوفية بشكل عام وما هي أهمّ مرتكزاته الفكرية والفلسفية نذكر هنا بعض ما قيل فيه وبصورة مختصرة للإطلاع وتعميم الفائدة :

قال الشيخ بهاء الدين العاملي في الكشكول(1) :

«التصوّف علم يبحث فيه عن الذات الأحدية وأسمائه وصفاته من 7.

ص: 237


1- كشكول البهائي 2/357.

حيث إنّها موصلة لكلٍّ من مظاهرها ومنسوباتها إلى الذات الإلهية ، وموضوعهُ الذات الأحدية ونعوتها الأزلية وصفاتها السرمدية وبيان مظاهر الأسماء الإلهية والنعوت الربانية وكيفية رجوع أهل الله تعالى إليه سبحانه وكيفية سلوكهم ومجاهداتهم ورياضاتهم وبيان نتيجة كلِّ الأعمال والأذكار في دار الدنيا والآخرة على وجه ثابت في نفس الأمر ، ومبادؤه معرفة حدِّه وغايته واصطلاحات القوم فيه. قال بعض العارفين : من كان نظره في وقت النعم إلى المنعم لا إلى النعمة كان نظره في وقت البلاء إلى المبلي لا إلى البلاء ، فيكون في جميع حالاته غريقاً في ملاحظة الحقِّ متوجِّهاً إلى الحبيب المطلق ، وهذه أعلى مراتب السعادة».

قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) عند ترجمته للشيخ أحمدبن فهد الحلّي واصفاً علم التصوّف :

«إنّ التصوّف هو محاسبة النفس على الأفعال والتروك ومجاهدتها على السير بنمط خاصٍّ في الحياة من خلوٍّ وذكر وتجرّد عن مشاغل الحياة متبعاً آداباً وسنناً قد رسموها للمُريد ، وقد شرح الغزالي هذه الآداب والسنن في كتابه إحياء العلوم وكذلك السهروردي في كتاب عوارف المعارف ، فإذا سارالإنسان على هذا النهج الذي رسموه كما قرّروا ينكشف عنه حجاب الحسِّويطلع على عوالم من أمر الله ليس لصاحب الحسِّ إدراك شيء منها.

وقالوا : إنّ الروح إذا رجع عن الحسِّ الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحسِّ وقويت أحوال الروح وغلب سلطانه ، وأعان على ذلك الذكر 5.

ص: 238


1- تاريخ الحلّة 2/95.

فإنّه كالغذاء للروح ، ولا يزال في نموٍّ إلى أن يصير شهوداً بعد أن كان علماً ، ويتمّ وجود النفس الذي لها من ذاتها وهو عين الإدراك ، فيتعرّض حينئذ للمواهب الربّانية والعلوم اللدنية والفتح الإلهي وتقرب ذاته في تحقيق حقيقتهامن الاُفق الأعلى ، فتدرك كثيراً من الواقعات قبل وقوعها ويتصرّف بقوّة نفسه في الموجودات السفلية ، والعظماء من الصوفية لا يعتبرون هذا الكشف ولا يتصرّفون فيه ولا يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا بالتكلّم فيه ، بل يُعِدّون ما يقع من ذلك محنةً ويتعوّذون منه ... إلى قوله :

إنّ التصوّف مبنيٌّ على نظرية الفلسفة الإشراقية التي لا تؤمن بالمنطق بل تؤمن بأنّ الإنسان يمكنه أن يدرك حقائق الأشياء عن طريق النفس الإنسانية المدركة بالذات التي شغلتها عوارض البدن والاشتغال بالحياة المادية ، فإذا ابتعد عن الشواغل الدنيوية وعمل على تصفيه نفسه من الرذائل والتحلّي بالفضائل يحصل له الكشف. أمّا الفلسفة المشّائية فهي لا تؤمن بهذه الطريقة وتعتبر ما يحصل منها خيالات وأوهام ، فهي تؤمن بالمنطق وأنّ المعلومات تحصل بالاختبار والتجربة والاستنتاج. هاتان الفلسفتان كانتا رائجتين عند اليونان في القرون الاُولى ، فلمّا ترجمت علوم اليونان في العهد العبّاسي ترجمت كتب هاتين الفلسفتين إلى اللغة العربية ، فعكف المسلمون على دراسة هاتين الفلسفتين ، فنشأ التصوّف الإسلامي مستنداً بجوهره على الفلسفة الإشراقية مُتَّسماً من حيث المظهر بطقوس الديانة الإسلامية».

أقول :

ويعتبر القرن التاسع الهجري أيضاً من قرون النهضة العلمية في الحلّة ، وقد برز فيه العديد من العلماء والاُدباء الكبار والذين كان من أشهرهم :

ص: 239

184 - الشيخ إبراهيم القطيفي.

هو الفقيه الفاضل الجليل الشيخ أبو إسماعيل إبراهيم بن سلمان القطيفي الغروي الحلّي. قال فيه صاحب لؤلؤة البحرين(1) :

«والشيخ إبراهيم المذكور قطيفي الأصل ألا أنّه جاء العراق فقطن في الغري مدّةً ثمّ في الحلّة فلهذا نسب إلى كلٍّ منهما ، وهو فاضل ورع قد روى عنه جملة من الفضلاء. قال بعض الفضلاء : وقد رأيت بخطِّ بعض الفضلاء أنّه حكى عن بعض أهل البحرين في حقِّ الشيخ هذا قدس سره أنّ هذا الشيخ قد دخل عليه الإمام الحجّة عليه السلام في صورة رجل يعرفه الشيخ فسأله أيّ الآيات من القرآن في المواعظ أعظم؟ فقال الشيخ : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَيَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوامَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(2) ، فقال عليه السلام : صدقت يا شيخ. ثمّ خرج ، فسأل أهل البيت : خرج فلانٌ؟ فقالوا : ما رأينا أحداً داخلاً ولاخارجاً ...».

وجاء في روضات الجنّات (3) :

«الشيخ الإمام الجليل النبيل أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي الخطّي البحراني المجاور حيّاً وميّتاً بالغري السري ، كان عالماً فاضلاً ورعاً صالحاً من كبار المجتهدين وأعلام الفقهاء المحدّثين. وفي البحار : إنّه كان في غاية الفضل ، وكان معاصراً للشيخ نور الدين المروّج. يعني به المحقّق الشيخ علي الكركي الذي يروي عنه أيضاً بالإجازة وكانت بينهما 5.

ص: 240


1- لؤلؤة البحرين : 160.
2- سورة فصّلت : 40.
3- روضات الجنّات 1/25.

مناظرات ...».

وفي كتاب طرائف المقال(1) للسيّد علي البروجردي :

«الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي الأصل إلا أنّه جاء إلى العراق فوطن في الغريّ ثمّ في الحلّة ، وهو فاضل ورع ، قيل : إنّه قد دخل عليه الإمام الحجّة عليه السلام في صورة شخص يعرفه فسأله أيّ الآيات في المواعظ أعظم؟ فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ) فصدّقه ولم يعرفه».

وفي الكنى والألقاب(2) للشيخ عبّاس القمّي :

«الشيخ إبراهيم بن سليمان البحراني المجاور حيّاً وميّتاً بالغريّ السري ، كان عالماً فاضلاً ورعاً صالحاً من كبار المجتهدين وأعلام الفقهاء والمحدّثين ، كان في غاية الفضل ، معاصراً للشيخ نور الدين المحقّق الكركي ويروي عنه بالإجازة أيضاً وكانت بينهما مناظرات ، نُقل أنّ الإمام الحجّة القائم صلوات الله عليه دخل عليه في صورة رجل كان يعرفه وسأله عن أبلغ آية في الموعظة فقرأ الشيخ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَالاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا) الآية ، فقال له الإمام عليه السلام : صدقت يا شيخ ، ثمّ خرج ...».

شيوخه :

من أشهرهم :

1 - الشيخ إبراهيم بن الحسن الشهير ب- : ابن الورّاق. 6.

ص: 241


1- طرائف المقال 1/87.
2- الكنى والألقاب 3/66.

2 - يروي بالإجازة عن الشيخ المحقّق نور الدين علي بن عبد العال الكركي.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - السيّد شريف الدين المرعشي التستري والد القاضي نور الله التستري صاحب كتاب مجالس المؤمنين ، وتاريخ إجازته له 11 جمادى الأوّل سنة 944ه.

2 - الأمير معزّ الدين محمد بن تقي الدين الحسيني الأصفهاني ، وتاريخ إجازته له كانت سنة 928ه(1).

3 - الأمير السيّد نعمة الله الحلّي.

4 - الشيخ العالم الزاهد شمس الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي ، وإجازته له سنة 920ه.

5 - الشيخ الفاضل الأمجد شمس الدين محمد بن تركي ، وتاريخ إجازته له سنة 915ه. بعد سنتين من وروده العراق.

6 - الشيخ الجليل المدعو ب- : شاه محمود الخليفة الشيرازي والذي صرَّح في إجازته له بأنّ من أوثق مشايخه الشيخ الفقيه النبيه على الإطلاق إبراهيم بن الحسن الورّاق.

مؤلّفاته وتصانيفه :

ذكر أصحاب التراجم مؤلّفات عديدة للشيخ إبراهيم القطيفي ، منها : 5.

ص: 242


1- لؤلؤة البحرين : 165.

1 - كتاب الفرقة الناجية. قال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين(1) معقِّباً على هذا الكتاب : «والظاهر أنّه تحقيق الفرقة الناجية وإنّها الإمامية».

2 - كتاب الهادي إلى سبيل الرشاد في شرح الإرشاد. قال الخونساري في الروضات (2) : «توجد نسخته عند سميّه العلاّمة المعاصر صاحب الإشارات ، ولم يخرج منه الاّ قليل من أوائل العبادات».

3 - كتاب نفحات الفوائد ومفردات الزوائد ، وهو في صورة الأسئلة والأجوبة.

4 - كتاب شرح أسماء الله الحسنى. قال عنه البحراني في اللؤلؤة(3) :

«إنّه طويل الذيل جيّد الفوائد ، وقد فرغ منه في سنة 934ه».

5 - رسالة في أحكام الرضاع.

6 - رسالة في شرح محرّمات الذبيحة.

7 - رسالة في الصوم والمسمّاة ب- : الرسالة الصومية.

8 - رسالة في أحكام الشكوك.

9 - رسالة في أدعية سعة الرزق وقضاء الدين.

10 - كتاب شرح ألفية الشهيد.

11 - الرسالة النجفية ، وهي رسالة لعمل المقلّدين.

12 - رسالة باسم السراج الوهّاج ، وهي ردّ على رسالة الشيخ المحقّق علي الكركي المسمّاة : قاطعة اللجاج في حلّ الخراج. 5.

ص: 243


1- لؤلؤة البحرين : 164.
2- روضات الجنّات 1/26.
3- لؤلؤة البحرين : 165.

13 - الرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية ، وهي أيضاً في الردّعلى فتاوى الشيخ المحقّق علي الكركي.

14 - رسالة في حرمة الجمعة زمان الغيبة(1).

15 - تعليقات كثيرة على الشرايع والإرشاد.

16 - كتاب الأحاديث الأربعين.

17 - مجموعة في نوادر الأخبار الطريفة.

ولادته ووفاته :

أقول :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو تاريخ وفاته قدس سره ، ولكن ذكر العلاّمة المحقّق محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على كتاب لؤلؤة البحرين(2) أنّ الشيخ إبراهيم القطيفي صاحب الترجمة كان حيّاً سنة 951ه- وهي السنة التي فرغ فيها من تأليف كتاب الفرقة الناجية ، والله سبحانه العالم.

185 - السيّد أحمد بن عِنَبة الحسني.

هو العالم الفاضل الأديب النسّابة السيّد جمال الدين أحمد بن علي ابن عِنَبة الحسني الحلّي ، كان من كبار علماء النسب في عصره ، ذكره خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام(3) قائلاً :

«أحمد بن علي بن حسين أبو العبّاس جمال الدين ابن عِنَبة الداودي الطالبي الحسني ، مؤرّخ ، نسّابة ، عراقي ، توفّي ببلدة كرمان ، له عمدة 2.

ص: 244


1- لؤلؤة البحرين : 161.
2- لؤلؤة البحرين : 160 ه- 16.
3- الأعلام - للزركلي - 1/172.

الطالب في أنساب آل أبي طالب ، وبحر الأنساب في نسب بني هاشم».

وجاء في الكنى والألقاب(1) للشيخ عبّاس القمّي :

«جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنّا ابن عِنَبة الأصغر الحسني الداودي صاحب كتاب عمدة الطالب ، سيّد جليل علاّمة نسّابة ، كان صهر السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة النسّابة - شيخ الشهيد الأوّل - وتلميذه ، كان من علماء الإمامية بل هو من عظمائها ، تلمّذ على السيّد ابن مُعَيَّة اثنتي عشرة سنة فقهاً وحديثاً ونسباً وحساباً وأدباً وغير ذلك ، له ...».

مؤلّفاته :

1 - عمدة الطالب الكبرى.

2 - عمدة الطالب الصغرى.

3 - بحر الأنساب ، في نسب بني هاشم ، وهو مركّب على مقدّمة وخمسة فصول ...

4 - كتاب في الأنساب ، فارسي.

ولادته ووفاته :

جاء في مقدّمة كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب(2) تحقيق سنة ولادة السيّد ابن عِنَبة المترجم له اعتماداً على سنة وفاته عام 4.

ص: 245


1- الكنى والألقاب 1/367.
2- عمدة الطالب : 14.

828 هو عن عمر ناهز الثمانين ، فتكون سنة ولادته حدود عام 748ه- ، وقد توفّي بأرض كرمان من بلاد إيران ، رحمه الله تعالى.

186 - الشيخ أحمد بن فهد الحلّي.

هو العالم الفاضل والفقيه البارع العابد الزاهد جمال الدين أبو العبّاس أحمد ابن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، كان من أعاظم العلماء وأكابر الفقهاء ، ورد ذكره في معظم المعاجم الرجالية وقد أُحيط بالإطراء والثناء لما كان عليه من الزهد والتقوى وقوّة الفقاهة. ذكره صاحب أمل الآمل(1) فقال :

«الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلّي ، فاضل ، عالم ، ثقة ، صالح ، زاهد ، عابد ، ورع ، جليل القدر ، له كتب ...».

وجاء في كتاب روضات الجنّات (2) ما نصّه :

«الشيخ العالم العامل العارف الملي وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجلي جمال الدين أبو العبّاس أحمد ابن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلّي الساكن بالحلّة السيفية والحائر الشريف حيّاً وميتاً ، له من الاشتهار بالفضل والإتقان والذوق والعرفان والزهد والأخلاق والخوف والإشفاق وغير أولئك من جميل السياق ما يكفينا مؤنة التعريف ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول والفروع والاُصول والقشر واللبّ واللفظ والمعنى والظاهر والباطن والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل ...». 1.

ص: 246


1- أمل الآمل 2/21.
2- روضات الجنّات 1/71.

وقال السيّد علي البروجردي في طرائف المقال(1) ما نصّه :

«الشيخ أحمد ابن شمس الدين محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، فاضل فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقيّ نقيّ إلاّ أنّ له ميلاً إلى مذهب الصوفية ، يروي عنه ابن هلال الجزائري ، وهو يروي عن تلامذة شيخنا الشهيد».

وجاء في الأعلام لخير الدين الزركلي(2) :

«أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، فقيه ، إمامي ، مولده في الحلّة السيفية وإليها نسبته ووفاته ، وقبره بكربلاء ...».

وذكره السيّد الخونساري في روضات الجنّات (3) أيضاً قائلاً :

«ووجدت في بعض مصنّفات من عاصرناه أنّ ابن فهد ناظر أهل السنّة في زمان الميرزا اسبند التركمان في الإمامة وكان والياً على عراق العرب ، فتصدّى لإثبات مذهبه وإبطال مذاهب أهل السنة ، وغلب على جميع علماء أهل العراق ، فغيّر الميرزا مذهبه وخطب باسم أمير المؤمنين وأولاده الأئمّة عليهم السلام».

شيوخه :

من أشهرهم :

1 - السيّد العلاّمة النسّابة بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميدالنيلي الحسيني صاحب كتاب الأنوار الإلهية. 2.

ص: 247


1- طرائف المقال 1/94.
2- الأعلام 1/217.
3- روضات الجنّات 1/72.

2 - الشيخ الفقيه المقداد بن عبد الله السيوري الأسدي.

3 - الشيخ علي بن الخازن الحائري.

4 - الشيخ الفقيه أحمد بن عبد الله بن المتوّج البحراني.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - الشيخ الفقيه عبد السميع بن فيّاض الأسدي الحلّي.

2 - الشيخ العالم الفقيه عزّ الدين حسن بن علي بن أحمد الشهير ب- : ابن العشرة الكرواني العاملي.

3 - الشيخ الفقيه علي بن هلال الجزائري صاحب كتاب الدرّ الفريد في علم التوحيد.

4 - السيّد محمد بن فلاح بن محمد الموسوي مؤسّس دولة المشعشعين المنحرف عن أُستاذه ابن فهد الحلّي.

5 - الشيخ الأديب والعالم الفاضل عزّ الدين الحسن ابن شمس الدين محمد المهلّبي الحلّي ، ذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) ضمن تلامذة الشيخ ابن فهد الحلّي ، وكذلك الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلّي.

مؤلفاته :

1 - كتاب المهذّب البارع إلى شرح النافع ، في الفقه. 4.

ص: 248


1- تاريخ الحلّة 2/94.

2 - كتاب المقتصر ، وهذا الكتاب وصفه السيّد محمدصادق بحرالعلوم في تعليقته على كتاب رجال بحر العلوم(1) بأنّه نفسه شرح الإرشاد ، أمّا الخونساري في روضات الجنّات (2) فعدّ شرح الإرشاد من كتبه الاُخرى غير المقتصر ، فلاحظ.

3 - كتاب الموجز الحاوي في تحرير الفتاوي.

4 - كتاب المحرّر.

5 - كتاب فقه الصلاة ، مختصر.

6 - كتاب مصباح المبتدي وهدى المهتدي.

7 - كتاب اللمعة الجليلة ، في معرفة النية.

8 - شرح الألفية للشهيد.

9 - كتاب عدّة الداعي ونجاح الساعي ، وهو ذو فوائد عديدة.

10 - كتاب كفاية المحتاج ، في مناسك الحجّ.

11 - كتاب التحصين في صفات العارفين.

12 - كتاب الدرّ الفريد في التوحيد ، نسبه إليه صاحب أمل الآمل(3) وكذلك السيّد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته(4) على الفوائد الرجالية للسيّد مهدي بحرالعلوم ، ولكن في حقيقة الحال إنّ هذا الكتاب هو من تأليف الشيخ علي بن هلال الجزائري تلميذ ابن فهد الحلّي ، وقد يكون غيره ، فلاحظ. ش.

ص: 249


1- رجال بحرالعلوم 2/108 الهامش.
2- روضات الجنّات 1/71.
3- أمل الآمل 2/21.
4- الفوائد الرجالية 2/108 الهامش.

13 - رسالة في معاني أفعال الصلاة وترجمة أذكارها.

14 - رسالة في منافيات نية الحجّ.

15 - رسالة في تعقيبات الصلاة.

16 - المسائل الشاميّات.

17 - المسائل البحريّات.

18 - كتاب أسرار الصلاة.

19 - رسالة في العبادات الخمسة.

20 - كتاب المصباح ، في واجب الصلاة ومندوباتها(1).

21 - كتاب الفصول في الدعوات (2).

الشيخ ابن فهد الحلّي وعلم التصوّف :

قد يؤخذ على الشيخ ابن فهد الحلّي على أنّ له ميلاً إلى مذهب الصوفية والتصوّف ، وفي حقيقة الحال لا يمكن اعتباره من أتباع هذا المذهب أومن مناصريه لما كان عليه من صفات الورع والتقوى ولشدّة إخلاصه الواضح للدين والعقيدة. يقول السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(3) عند ذكره لهذا الأمر وصفات الشيخ أحمد بن فهد الحلّي :

«فإن كان ذهابه إلى مذهب الصوفية ممّا يقدح بالدين ويخلّ بالعقيدة والصلاح فكيف صحّ لهم وصفهُ بأنّه صالح عابد ورع تقي نقي زاهد؟! فالوصفان متناقضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، فلابدّ من ثبوت أحدهما 9.

ص: 250


1- روضات الجنّات 1/72.
2- روضات الجنّات 1/72.
3- فقهاء الفيحاء 1/299.

ونفي الآخر ؛ وإن لم يكن ميلهُ إلى مذهب الصوفية ممّا يقدح بالتقوى فما وجه هذا الاستثناء؟! ولإماطة الحجاب عن الصوفية التي اشتهر بها بعض علماء الشيعة نقول : إنّ هذه الصوفية ليست من معدن طريقة الصوفية المعروفة وإن شاركتها بالإسم وإنّما هي عبارة عن شدّة المبالغة بالتقشُّف والزهد ورياضة النفس وشدّة التعلّق بمحبّة الله تعالى ، وهذا لا يتنافى والأوصاف السابقة ...».

ولادته ووفاته :

قال السيّد محمد مهدي بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجاليّة(1) :

«ووجدتُ في ظهر كتاب عدّة الداعي ونجاح الساعي لابن فهد رحمه الله هكذا : تاريخ تولّد ابن فهد 757ه- ، تاريخ تأليف هذا الكتاب 801ه- ، تاريخ وفاة ابن فهد 841ه- ، مدّة عمر ابن فهد 84 سنة».

وأيّد الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة هذه التواريخ عند ذكره للشيخ أحمد بن فهد الحلّي قائلاً :

«ولد المترجم له سنة 757ه. وتوفّي سنة 841ه- وقد بلغ من العمر خمساً وثمانين سنة ...». رحمه الله تعالى.

187 - الشيخ جعفر بن محمد الأبريسمي بن نما.

هو العلاّمة الفاضل الشيخ نجم الدين جعفر ابن الشيخ الإمام شمس الدين محمد المعروف بابن الأبريسمي ابن نجم الدين جعفر بن محمد ابن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي. 1.

ص: 251


1- الفوائد الرجاليّة 2/111.

ذكره صاحب روضات الجنّات (1) في ذيل ترجمة جدّه نجم الدين جعفربن محمد بن نما قائلاً :

«وله كتاب مثير الأحزان في المقتل ؛ وكتاب أخذ الثأر في أحوال المختار ، وإن احتمل كونهما لحفيده الشيخ نجم الدين جعفر ابن الإمام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها شمس الدين محمد بن جعفر المعروف بابن الأبريسمي كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته المعروفة بهذه الأوصاف ، وقد كان حفيده المشار إليه من المتأخّرين عن الشهيد ، وله كتاب منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة ...».

وفي تاريخ الحلّة(2) :

«جعفر ابن شمس الدين : هو الشيخ نجم الدين جعفر ابن شمس الدين محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما ، ذكره الشهيد الثاني في إجازته ، وهذا المترجم متأخّر عن الشهيد الأوّل ، يروي عن الشيخ كمال الدين الراوي عن غياث الدين بن طاووس ، له كتاب منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة».

188 - الشيخ حسن بن راشد الحلّي.

هو العالم الفاضل والأديب الشاعر تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(3) فقال :

«الحسن بن راشد ، فاضل ، فقيه ، شاعر ، أديب ، له شعر كثير في مدح المهدي وسائر الأئمّة عليهم السلام ، ومرثية الحسين عليه السلام ، وأُرجوزة في تاريخ 5.

ص: 252


1- روضات الجنّات 2/179.
2- تاريخ الحلّة 2/18.
3- أمل الآمل 2/65.

الملوك والخلفاء ...».

وجاء في الأعلام(1) لخير الدين الزركلي :

«الحسن بن راشد الحلّي تاج الدين ، شاعر ، من أهل الحلّة السيفية في العراق ، له أراجيز في تاريخ الملوك والخلفاء وتاريخ القاهرة وقصائد تعرف ب- : الحلّيات الراشديّات».

قال الخاقاني في شعراء الحلّة(2) بعد تحقيق وتدقيق لاسم الحسن بن راشد الحلّي صاحب الترجمة ما نصّه :

«والخلاصة : اتضح لنا أنّ الحسن بن راشد شاعر حلّي وعالم فقيه عاش إلى عام 830ه- وله مؤلّفات ... إلى قوله : يتجلّى للقارىء ما يتمتّع به ابن راشد من قوّة الشاعرية وطول الباع فيها ، وعلى طول قصائده تجدها منسجمة ومتماسكة في القوّة ووحدة الفكر».

وذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(3) قائلاً :

«هو الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي الفاضل العالم الشاعر من أكابر الفقهاء ، هكذا ذكره صاحب رياض العلماء ، ثمّ قال فيه أيضاً : وهو من المتأخّرين عن الشهيد بمرتبتين ، والظاهر أنّه معاصر لابن فهد ، ورأيت بعض أشعاره في مدح الأئمّة في بلدة أردبيل ، ورأيت أيضاً قصيدة له في الردّ على من ذكر في تاريخ مدح معاوية وملوك بني أُميّة وكانت بخطّ الشيخ محمد الجبعي جدّ البهائي ...». 2.

ص: 253


1- الأعلام - للزركلي - 2/204.
2- شعراء الحلّة 2/15.
3- تاريخ الحلّة 2/92.

مؤلّفاته :

1 - أُرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء.

2 - أُرجوزة في تاريخ القاهرة.

3 - أُرجوزة في نظم ألفية الشهيد أسماها : الجمانة البهية ، وأوّل هذه الاُرجوزة :

قال الفقير الحسن بن راشد

مبتدئاً باسم الإله الواحد

وذكر صاحب الفوائد الرضوية أنّ تاريخ نظم هذه الاُرجوزة كان عام 825 ه- وعدد أبياتها 653 بيتاً.

4 - كتاب مصباح المهتدين ، في أُصول الدين.

5 - حواش على حاشية اليمني على الكشّاف.

أقول :

وقد ذكر الخاقاني في شعراء الحلّة أنّ من مؤلّفاته كتاب مختصر بصائر الدرجات ، وهو في حقيقة الحال من تأليف الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي وليس من تأليف الحسن بن راشد الحلّي ، فلاحظ.

6 - قصائد كثيرة في مدح ورثاء أهل البيت سمّاها الحلّيات الراشديّات.

من شعره(1) في مدح الإمام المهدي عليه السلام :

وأعددت ذخراً للمعاد قصائداً

تعطّر منها في النشيد المجالس

بمدح الإمام القائم الخلف الذي

بمظهره تحيا الرسوم الدوارس

صراط الهدى المهدي من خوف بأسه

تذلّ عزاز المشركين الغطارس8.

ص: 254


1- شعراء الحلّة 2/18.

إمام له ممّا جهلنا حقيقة

وليس له فيما علمنا مجانس

وروح علا في جسم قدس يمدّها

شعاع من الأعلى الإلهي قابس

ومعنى دقيق جلّ عن أن تناله

يد الفكر أو تدنو إليه الهواجس

تساوي يقين الناس فيه ووهمهم

فأعظمهم علماً كمن هو حادس

إذا العقل لم يأخذ عن الوحي وصفه

يظلّ ويضحى تعتريه الوساوس ..

شيوخه :

من أبرزهم كما ذكره بنفسه الشيخ المقداد بن عبد الله السيوري ، أمّا تلامذته فلم أتوصّل لمعرفة أحد منهم.

وفاته :

ذكر الخاقاني في شعراء الحلّة وكما مرّ آنفاً من أنّ الشيخ الحسن بن راشد الحلّي عاش إلى عام 830ه- ، أي أنّه توفّي خلال الثلث الأوّل من القرن التاسع الهجري ، رحمه الله تعالى.

189 - الشيخ عزّ الدين الحسن المهلّبي الحلّي.

هو العالم الفقيه من كبار علماء الإمامية الشيخ عزّ الدين الحسن ابن شمس الدين محمد ابن زين الدين علي المهلّبي الحلّي. قال فيه صاحب أمل الآمل(1) :

«الحسن بن محمد بن علي المهلّبي الحلبي (الحلّي وليس الحلبي) ، فاضل ، عالم ، محقّق ، مدقّق ، له كتاب الأنوار البدرية في ردّ شبه القدرية ، 8.

ص: 255


1- أمل الآمل 2 / 78.

رأيته في الخزينة الموقوفة الرضوية».

وجاء في الأعلام للزركلي(1) :

«الحسن بن محمد بن علي المهلّبي عزّ الدين ، فاضل ، من أهل الحلّة في العراق ، ينسب إلى المهلّب بن أبي صفرة ، له الأنوار البدرية في ردّ شبه القدرية».

وترجم له الخاقاني في شعراء الحلّة(2) قائلاً :

«هو الشيخ عزّ الدين الحسن ابن شمس الدين محمد ابن زين الدين علي المهلّبي الحلّي ، عالم فاضل وأديب شاعر ، ذكره جمع من أعلام المترجمين في كتبهم ... إلى قوله : وذكره صاحب رياض العلماء فقال : العالم المتكلّم الجليل الشاعر المحقّق المعروف بالمهلّبي ، وهو ليس بالمهلّبي الشاعر ولا بالمهلّبي الوزير لتقدّمهما وتأخّره كما ستعرف ، وهو صاحب كتاب الأنوار البدرية للكشف عن شبه القدرية ، رأيته في الخزانة الرضوية وفي بلاد سجستان وعندي نسخة منه ، ورأيت عدّة من نسخه ألّفه في داره بالحلّة السيفية سنة 840ه- يوم السبت 6 جمادى الآخر ، وكان الباعث على تأليفه الشيخ الأجلّ الفاضل جمال الدين أبي العباس أحمد ، ولعلّه أحمد بن فهد الحلّي المتوفّى عام 841ه».

قال الخاقاني(3) معقّباً على ما سبق من أقوال العلماء فيه :

«والمترجم له لم يتوسّع أحد من أعلام المترجمين بسيرته بل كلّ ما جاءمن ذكره بسبب كتابه الأنوار ، كما لم يثبت أحد منهم بيتاً واحداً من 9.

ص: 256


1- الأعلام - للزركلي - 2/234.
2- شعراء الحلّة 2/118.
3- شعراء الحلّة 2/119.

الشعر له في حين أنّهم يشيرون إلى شاعريّته».

ولكن صاحب الحصون(1) ذكر أبياتاً له كتبها المهلّبي على ظهر كتابه ، وهي :

هذا كتاب أخمدت ناره

نيران جمع الفئة الباغية

شُرِّفَ باسم الشيخ أعني به

كهف الورى ذا الهمم العالية

به قوام الدين في عصرنا

وهو رئيس الفرقة الناجية

عمّره الله وأحيا به

ما قد عفا من سنن بالية

وصانه الله مدى عمره

ودام في واقية باقية

وزاد الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(2) البيت الآتي منسوباً أيضاً للمترجم له ، وهو :

أحمد لازال عزيز الذرى

ممتّعاً في عيشة راضية

وفاته :

لم أعثر على تاريخ وفاته ولكنّه كان حيّاً عام 840ه. وهو وقت فراغه من تأليف كتابه الأنوار البدرية قدّس الله روحه الطاهرة.

190 - السيّد حسين بن الأبزر الحسيني.

قال فيه صاحب سلافة العصر(3) :

«السيّد حسين بن كمال الدين بن الأبزر الحسيني الحلّي ، سيّد ساد بالجَدِّوالجِدِّ ، وجدَّ في اكتساب المعالي فقطع طمع اللاحق به وجدَّ ، 7.

ص: 257


1- الحصون المنيعة 3/41.
2- تاريخ الحلّة 2/97.
3- سلافة العصر : 537.

وسعى إلى نيل غايات الفضائل ودأب وأنشد ، لسان حاله :

وما سوّدتني هاشم عن وراثة

أبى الله أن أسموا بأمٍّ ولا أب

وهو في الأدب عمدة أربابه ، ومنار الأحبّة ولجّة عبابه»

قال صاحب السلافة :

«وقفت له على رسالة في علم البديع سمّاها درر الكلام ويواقيت النظام ، وأثبتُّ فيها من نثره في باب الملايمة قوله فيمن ألّف الرسالة باسمه : مكي الحرم برمكي الكرم ، هاشمي الفصاحة حاتمي السماحة ، يوسفي الخَلق محمدي الخُلق ، خلَّد الله ملكه وأجرى في بحار الاقتدار فلكه ، ولم أسمع من شعره غير قوله مُذيَّلاً لقول أبي الطيِّب :

أتى الزمان بنوه في شبيبته

فسرّهم وأتيناه على الهرم

وهم على كلِّ حال أدركوا هرما

ونحن جيناه بعد الموت والعدم ..»

191 - الشيخ رجب البرسي.

هو العالم الربّاني والأديب الشاعر العرفاني الشيخ رضي الدين رجب ابن محمد بن رجب المعروف ب- : الحافظ البرسي. قال فيه صاحب أمل الآمل(1) :

«الشيخ رجب الحافظ البرسي ، كان فاضلاً محدّثاً شاعراً منشئاً أديباً ، له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام ، وله رسائل في التوحيد وغيره ، وفي كتابه افراط وربّما نسب إلى الغلوّ ، وأورد لنفسه فيه أشعاراً جيّدة ، وذكر فيه أنّ بين ولادة المهدي عليه السلام وبين تأليف ذلك الكتاب خمسمائة وثمانية عشر سنة ...». 7.

ص: 258


1- أمل الآمل 2/117.

وذكره الخونساري في روضات الجنّات (1) قائلاً :

«المولى العالم والشيخ المرشد الكامل والقطب الواقف الإنسي والأنس العارف القدسي رضي الدين رجب بن محمد بن رجب المعروف ب- : الحافظ البرسي ، سكن حلّة المحروسة وأصله من قرية برس الواقعة بينها وبين الكوفة كما في القاموس ، وضبطه بضمِّ الباء الموحّدة وإسكان الراءوالسين المهملة ، وهي قرية معروفة بالعراق كما ذكره في مجمع البحرين ... إلى قوله : وكان رحمة الله عليه من علماء أواخر المائة الثامنة أوأوائل مائة بعدها ، معاصراً لأمثال صاحب المطوّل والسيّد الشريف من علماء العامّة ، ولأشباه الشيخ مقداد السيوري وابن المتوّج البحراني من فقهاء أصحابنا المعروفين ، ومن جملة ما ذكره صاحب رياض العلماء في ترجمته أنّه البرسي مولداً والحلّي محتداً الفقيه المحدّث الصوفي المعروف صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره من المصنّفات الكثيرة على ما يظهر من نقل الكفعمي عنها».

وجاء في الذريعة إلى تصانيف الشيعة(2) :

«لوامع أنوار التجميد وجوامع أسراره في التوحيد للشيخ العارف رضي الدين رجب بن محمد بن رجب المعروف ب- : الحافظ البرسي من أواخر المائة الثامنة ...».

مؤلّفاته :

1 - مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام ، مطبوع. 2.

ص: 259


1- روضات الجنّات 3/337.
2- الذريعة 18/362.

2 - كتاب مشارق الأمان ولباب حقايق الإيمان ، وهو الذي فرغ من تأليفه عام 801ه.

3 - كتاب الدُّر الثمين في ذكر خمسمائة آية نزلت في شأن أمير المؤمنين عليه السلام.

4 - كتاب لوامع أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد.

5 - كتاب في بيان مواليد الأئمّة وفضائلهم.

6 - كتاب في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وهو غير مشارق أنوار اليقين ظاهراً.

7 - رسالة اللمعة ، كشف فيها أسرار الأسماء والصفات والحروف والآيات وما يناسبها من الدعوات أو ما يقاربها من الكلمات ، رتّبها على ترتيب الساعات وتعاقب الأوقات في الليالي والأيّام.

8 - رسالة في تفسير سورة الإخلاص.

9 - رسالة في كيفية إنشاء التوحيد والصلوات على النبي وآله ، وهي مختصرة.

10 - قصائد وشعر كثير في مديح أهل البيت عليهم السلام.

الشيخ رجب البرسي ومذهب التصوّف :

أقول :

هناك بعض أعلام المترجمين أمثال الحرّ العاملي صاحب أمل الآمل والعلاّمة المجلسي صاحب بحار الأنوار وغيرهم من اتّهم الشيخ البرسي بالإفراط والغلوّ والتصوّف في كتبه ومؤلّفاته ، وقد أوضحنا معنى التصوّف الموجود عند علماء الشيعة عند ترجمة الشيخ ابن فهد الحلّي وأنّ التصوّف

ص: 260

الحاصل عندهم هو الزهد والتورّع ورياضة النفس وشدّة التعلّق بمحبّة الله تعالى وأهل البيت عليه السلام ، ولربّما حصل الإفراط والغلوّ من عوامّ الناس المقلّدين لأمثال هذا الشيخ والذين تحكم أفعالهم ظواهر الاُمور من غير تمييز لمعاني الكلام أو تدقيق لمفاهيمه ، والذي قد يتحمّل صاحب عبء الفهم الخاطىء له من قبلهم بالرغم من عدم تأييده لأفكارهم وأفعالهم المتعلّقة بهذا الأمر.

قال الخونساري في روضات الجنّات (1) معقّباً على ترجمة الشيخ رجب البرسي وما نسب إليه من الإفراط والغلوّ :

«... إلا أنّه سامحه الله تبارك وتعالى فيما أفاد ، لمّا كان أوّل من جلب قلبه إلى تمشية هذا المراد وسُلب لبَّه على محبّة أهل بيت نبيّه الأمجاد ، ولم يكن من المقلّدة الذين هم يمشون على أثر ما يسمعونه ويقبلون من المشايخ كلّما يدعونه ولا يستكشفون عن حقيقة ما يشرعونه ، ويكونون بمنزلة عبدة الأصنام الذين اتبعوا أسلافهم المستقبلين إليها في عبادتهم من غيربصيرة لهم بأنّ ذلك العمل من أولئك إنّما كان لتذكّر عبادات من كان على صور تلك الأصنام من قدمائهم المتعبّدين كما ورد عليه نصّ المعصوم عليه السلام ، فمن المحتمل إذن في نظر من تأمّل أن يكون هو الناجي المهدي إلى سبيل المعرفة بحقوق أهل البيت عليهم السلام ومقلّدوه مُقلَّدون بسلاسل النقمة على كلّ ما لهجوا به عليه في حقّ أولئك من كيت وكيت ...».

وفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته وإنّما كان حيّاً عام 801ه. وهو وقت فراغه من تأليف كتاب مشارق الأمان قدّس الله روحه الطاهرة. 1.

ص: 261


1- روضات الجنّات 3/341.

192 - الشيخ صالح بن العرندس.

هو العالم الفاضل والأديب الشاعر من مشاهير شعراء العلماء وأكابر الأفاضل الأدباء. ذكره الشيخ الأميني في الغدير(1) قائلاً :

«الشيخ صالح بن عبد الوهّاب بن العرندس الحلّي الشهير ب- : ابن العرندس ، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول ، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام تنمّ عن تفانيه في ولائهم ومناوأته لأعدائهم ، ذكر شطراً منها شيخنا الطريحي في المنتخب وجملة منها مبثوثة في المجاميع والموسوعات ، وعقد له العلاّمة السماوي في الطليعة ترجمة أطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك والمشاركة في العلوم ...».

وذكره الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة(2) قائلاً :

«الشيخ صالح بن عبد الوهّاب الحلّي المعروف ب- : ابن العرندس وهو جدّه ، كان عالماً فاضلاً كاملاً ماهراً في الفقه والاُصول ومشاركاً في غيرها تقيّاًناسكاً أديباً شاعراً ، لم يشاهد له من الشعر إلاّ في مدح الأئمّة عليهم السلام ، توفّي حدود 980ه- تقريباً في الحلّة ودفن فيها وقبره في محلّة الطاق معروف مشهور».

وجاء في أعيان الشيعة(3) :

«الشيخ صالح بن عبد الوهّاب بن العرندس الحلّي المعروف ب- : ابن العرندس ، توفّي حدود سنة 840ه- في الحلّة ودفن فيها وله قبر يزار ويتبرّك به ، كان عالماً فاضلاً مشاركاً في العلوم تقيّاً ناسكاً أديباً شاعراً». 8.

ص: 262


1- الغدير 7/13.
2- الحصون المنيعة 9/212.
3- أعيان الشيعة 36/238.

وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(1) قائلاً :

«هو الشيخ صالح بن عبد الوهّاب الحلّي الشهير بابن العرندس من مشاهير شعراء عصره ، لم نعثر على ولادته ولم يذكرها أحد من أعلام المؤرّخين غير أنّهم تطرّقوا إلى موجز حياته باُسلوب مقتضب ، في حين أنّ شاعريته تستوجب العناية به من مؤرّخي عصره ... إلى قوله : ولقد سها صاحب الحصون أو فات عليه تشخيص عام الوفاة نظراً إلى ما ذكره صاحب الطليعة وصاحب الغدير ، وكلاهما معروفان بقوّة البحث والتتّبع والتدقيق».

مؤلّفاته :

حكى الخاقاني(2) أنّ الشيخ آغا بزرك الطهراني ذكر لابن العرندس في كتابه الضياء اللامع في عباقرة القرن التاسع مؤلّفاً باسم كشف اللئالي وخطبة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام قالها يوم أن جيء به للبيعة في المسجد بعد وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم).

أقول :

ومن أهمّ آثاره الخالدة شعره الكثير في مدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام ، والشيخ ابن العرندس قد ذكرنا له ترجمة ضافية في كتابنا المزارات ومراقد العلماء في الحلّة الفيحاء ، ومن قصائده الخالدات قصيدته في رثاء أهل البيت والحسين عليهم السلام والتي مطلعها : 2.

ص: 263


1- شعراء الحلّة 3/103.
2- شعراء الحلّة 3/112.

طوايا نظامي في الزمان لها نشر

يعطّرها من طيب ذاكركم نشر

يقول الشيخ الأميني في الغدير(1) عند ذكره لهذه القصيدة :

«ومن شعر شيخنا الصالح رائية اشتهرت بين الأصحاب أنّها لم تقرأ في مجلس إلاّ وحضره الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه ...».

وقد ذكر هذه القصيدة بكاملها الشيخ فخر الدين الطريحي في كتابه المنتخب(2) ، وإليك بعض أبياتها :

طوايا نظامي في الزمان لها نشر

يعطّرها من طيب ذاكركم نشر

قصائد ما خابت لهنّ مقاصد

ظواهرها حمد بواطنها شكر

مطالعها تحكي النجوم طوالعاً

فأخلاقها زهر وأنوارها زهر

عرائس تجلي حين تجلي قلوبنا

أكاليلها درٌّ وتيجانها تبر

حسان لها حسّان بالفضل شاهد

على وجهها بشر يدين لها بشر

أنظّمها نظم اللئالي وأسهر الليالي

ليحيى لي بكم وبها ذكر

فيا ساكني أرض الطفوف عليكم

سلام محبٍّ ماله عنكم صبر ..

ومن قصيدة أُخرى ذكرها له الشيخ الطريحي أيضاً في المنتخب(3).

نوحوا أيا شيعة المولى أبا حسن

على الحسين غريب الدار والوطن

وابكوا عليه طريحاً بالطفوف على

الرمضاء مختضب الأوداج والذقن

وابكوا على صدره بالطفِّ ترضضه

خيول أهل الخنا والحقد والإحنِ

وابكوا على رأسه بالرمح مشتهراً

إلى يزيد اللعين الفاجر اللكِنِ

وابكوا بنات رسول الله بين بني

اللئام يُشهرن في الأمصار والمدن0.

ص: 264


1- الغدير 7/13.
2- المنتخب 2/128.
3- المنتخب 2/30.

وابكوا على السيّد السجّاد معتقلاً

في أُسره مُستذلاًّ ناحل البدن ..

وفاته :

توفّي الشيخ ابن العرندس وعلى أشهر الأقوال حدود عام 840ه- ، وانفردالشيخ يوسف كركوش في تاريخه(1) من أنّ وفاة ابن العرندس كانت في عام 900ه- ، والله سبحانه العالم

193 - الشيخ عبد الله بن مقداد السيوري :

جاء في روضات الجنّات (2) في ذيل ترجمة الشيخ المقداد بن عبد الله السيوري ما نصّه :

«... وقال صاحب رياض العلماء : للمقداد ولد يسمّى عبد الله ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين ابن محمد السيوري الحلّي الأسدي المشهدي النجفي ، قال : وهو الذي ألَّف له المقداد كتاب الأربعين حديثاً ، وله تلميذ أجازه في ثاني جمادى الآخر سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ، وهو الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن العلالا».

194 - الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسدي.

هو العالم الفاضل والفقيه الكامل الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسدي الحلّي من أشهر تلامذة الشيخ ابن فهد الحلّي. ذكره صاحب روضات الجنّات (3) عند عدِّه لتلامذة ابن فهد الحلّي قائلاً : 3.

ص: 265


1- تاريخ الحلّة 2/107.
2- روضات الجنّات 7/171.
3- روضات الجنّات 1/73.

«ومنهم الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسدي صاحب كتاب تحفة الطالبين في أُصول الدين وكتاب الفرائد الباهرة ، وكان عالماً فاضلاً فقيهاً متكلماً من أكابر تلامذة أحمد بن فهد الحلّي».

وجاء في الذريعة(1) إلى تصانيف الشيعة :

«كفاية الطالبين في الفقه للشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسدي الحلّي تلميذ أبي العبّاس أحمد بن فهد الحلّي ...».

وقال السيّد محمدصادق بحر العلوم في تعليقته على رجال بحر العلوم(2) وعند ذكره لتلامذة الشيخ ابن فهد الحلّي :

«... ومنهم الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسدي الحلّي صاحب كتاب تحفة الطالبين في أُصول الدين وكتاب الفرائد الباهرة ، وكان عالماً فاضلاً فقيهاً متكلّماً من أكابر تلامذة أحمد بن فهد الحلّي كما ذكره الميرزا عبدالله أفندي في رياض العلماء».

195 - الشيخ علم بن سيف الحلّي :

هو الفاضل الجليل الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلّي صاحب كتاب كنز جامع الفوائد ودافع المعاند. ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة(3) قائلاً :

«كنز جامع الفوائد ودافع المعاند هو بعينه جامع الفوائد (5 : 66) الذي مرّأنّه للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلّي ، انتخبه واختصره في 937 ه. من كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة 9.

ص: 266


1- الذريعة 18/92.
2- الفوائد الرجالية 2/109.
3- الذريعة 18/149.

تأليف السيّدشرف الدين علي الاسترآبادي الغروي ...».

أقول :

لم يذكر تاريخ ولادته أو وفاته إلاّ أنّه كان حيّاً في عام 937ه- وهو تاريخ إكمال كتابه ، والله سبحانه العالم.

196 - الشيخ علي الشفهيني.

هو الفقيه العالم والأديب الشاعر أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي ابن الحسين الحلّي الشفهيني. قال عنه صاحب أمل الآمل(1) :

«الشيخ علي التفهيني الحلّي ، فاضل ، شاعر ، أديب ، له مدائح كثيرة في أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام ...».

وذكره الشيخ الأميني في الغدير(2) قائلاً :

«أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشهيفي المعروف بابن الشهفية ، عالم فاضل وأديب كامل ، قد جمع بين الفضيلتين : علم غزير وأدب بارع بفكر نابغ ونظر صائب ونبوغ ظاهر وفضل باهر ، وجاء في الطليعة من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، وقصائده الرنّانة السائرة الطافحة بالحجاج الزاهية بالرقايق المشحونة بالدقايق المتبلّجة بالمحسّنات البديعية على جزالة في اللفظ وحصافة في المعنى ومتانة في الاُسلوب وقوّة في المبنى ورصانة في النضد ورشاقة في النظيم في مدايح أمير المؤمنين ومراثي ولده الإمام السبط أعدل شاهد لعبقريّته وتقدّمه في محاسن الشعر وثباته على نواميس المذهب واقتفائه أثر أئمّة دينه عليهم السلام ، ولشيخنا الشهيد 5.

ص: 267


1- أمل الآمل 2/190.
2- الغدير 6/365.

الأوّل معاصره المقتول سنة 786ه. شرح إحدى قصائده ، وهي الغديرية الثانية المذكورة ، ولمّا وقف المترجم على ذلك الشرح فخر به ومدح الشارح بمقطوعة ...».

ومن قصائده التي ذكرها له الأميني في الغدير(1) وهي في مدح أمير المؤمنين عليه السلام قوله :

يا روح قدس من الله البديء بدا

وروح أُنس على العرش العليِّ بدا

يا علّة الخلق يا من لا يقارب خير

المرسلين سواه شبهه أبداً

يا سرّ موسى كليم الله حين رأى

ناراً فآنس منها للظلام هدى

ويا وسيلة إبراهيم حين خبت

نار ابن كنعان برداً والضرام هدا

أنت الذي قسماً لولا علاك لما

كلّت لدى النحر عن نحر الذبيح مُدى

ولا غدا شمل يعقوب النبيِّ مع

الصدِّيق مشتملاً من بعد طول مدى

آية بك لولا أنت ما كشفت

مسرّة الأمن عن قلب النبيِّ صدى4.

ص: 268


1- الغدير 6/364.

ولا غدت عرصات الكفر موحشةً

يبكي عليهن من بعد الأنيس صدى

يا من به كمل الدين الحنيف ولل-

إسلام من بعد وهن ميله عضدا

وصاحب النصِّ في خمٍّ وقد رفع الن-

-بيُّ على رغم العدا عضدا

أنت الذي اختارك الهادي البشير أخاً

وما سواك ارتضى من بينهم أحداً

أنت الذي عجبت منه الملائكة في

بدر ومن بعدها إذ شاهدوا أُحداً ..

وذكر له يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) شعراً يتفجَّع به على الأهل والأحبّة ويذكر غدر الزمان وظلمه له قائلاً :

أبكي اشتياقاً كلّما ذكروا

وأخو الغرام يهيجه الذكر

ورجوتهم في منتهى أجلي

خلفاً فأخلف ظنّي الدهر

وأنا الغريب الدار في وطني

وعلى اغترابي ينقضي العمر

ويقول من قصيدة أُخرى له :

وقد كنت أبكي والديار أنيسة

وما ظعنت للضاعنين قفول

فكيف وقد شطّ المزار وروّعت

فريق التداني فرقة ورحيل6.

ص: 269


1- تاريخ الحلّة 2/86.

وما النفع فيها وهي غير أواهل

ومعهدها ممّن عهدت محيل

تنكّر منها عرفها فأهيلها

غريب وفيها الأجنبيّ أهيل

وفاته :

لم أعثر على ولادته أو وفاته ضاعف الله حسناته ، وقد أشار الشيخ يوسف كركوش إلى هذا الأمر قائلاً : (1)

«وكلّ ما في الأمر أنّه عاش في النصف الثاني من القرن الثامن والنصف الأوّل من القرن التاسع الهجري ، وقبره معروف بمحلّة المهدية».

197 - الشيخ جمال الدين الخليعي.

هو العلامة الشاعر والأديب البارع الفاضل الشيخ أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخليعي الموصلي الحلّي. ذكره الأميني في الغدير(2) قائلاً :

«أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخلعي (الخليعي) الموصلي الحلّي ، شاعر أهل البيت عليهم السلام المفلّق ، نظم فيهم فأكثر ومدحهم فأبلغ ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلاّ مدحهم ورثاؤهم ، كان فاضلاً مشاركاً في الفنون قويّ العارضة رقيق الشعر سهله ، وقد سكن الحلّة إلى أن مات في حدود سنة 750ه- ودفن بها وله هناك قبر معروف. 2.

ص: 270


1- تاريخ الحلّة 2/89.
2- الغدير 6/12.

ولدمن أبوين ناصبيّين.

ذكر القاضي التستري في المجالس ص 463 وسيّدنا الزنوري في رياض الجنّة في الروضة الاُولى أنّ أُمّه نذرت أنّها إن رزقت ولداً تبعثه لقطع طريق السابلة من زوّار الإمام السبط الحسين عليه السلام وقتلهم ، فلمّا ولدت المترجم وبلغ أشدّه ابتعثته إلى جهة نذرها ، فلمّا بلغ إلى نواحي (المسيّب) بمقربة من كربلاء المشرّفة طفق ينتظر قدوم الزائرين ، فاستولى عليه النوم واجتازت عليه القوافل فأصابه القتام الثائر ، فرأى فيما يراه النائم أنّ القيامة قدقامت وقد أُمر به إلى النار ولكنّها لم تمسَّه لما عليه من ذلك العثير الطاهر ، فانتبه مرتدعاً عن نيّته السيّئة واعتنق ولاء العترة وهبط الحائر الشريف ردحاً».

وفي الكنى والألقاب(1) للشيخ عبّاس القمّي :

«ذكر القاضي نور الله في المجالس في شعراء الشيعة جمال الدين الخلعي الموصلي ولم يذكر اسمه ولا عصره ، وذكر أنّ والديه كانا ناصبيّين ولم يكن لهما ولد ذكر ، فنذرت أُمّه إن ولد لها ذكر تبعثه على قتل زوّار الحسين بن علي عليهما السلام من أهل جبل عامل الذين يعبرون الموصل ، فولد لهما الخلعي ، فلمّا بلغ السعي بعثته أُمّه على ما نذرت ، فنام فرأى في المنام ماصرفه عن ذلك ودلَّه على الحقِّ والهداية ، فاستبصر واختار مجاورة الحسين عليه السلام والاشتغال بمدح أهل بيت النبوّة عليهم السلام ...».

وجاء في تاريخ الحلّة :

«أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخليعي 9.

ص: 271


1- الكنى والألقاب 2/199.

الموصلي أصلاً والحلّي مسكناً ومدفناً ، شاعر مجيد سامي الخيال ، يمتاز بسلاسة الاُسلوب ورقَّة المعاني ، وله مشاركة في الآداب والفنون ...».

أقول :

وعن قصّة تسميته بالخليعي ذكر الأميني في الغدير(1) قائلاً :

«ففي دار السلام للعلاّمة النوري نقلاً عن كتاب حبل المتين في معجزات أمير المؤمنين للسيّد شمس الدين محمد الرضوي أنّ المترجم لمّادخل الحرم الحسيني المقدّس أنشأ قصيدةً في الحسين عليه السلام وتلاها عليه ، وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريفي ، فسمّي بالخليعي أو الخلعي ، وهو يتخلّص بهما في شعره».

وذكر الشيخ جعفر النقدي في كتابه الأنوار العلوية(2) هذه القصّة قائلاً :

«فمن ذلك ما شاع وذاع وذكره جماعة في مؤلّفاتهم وهي قصّة الخُليع الشاعر المعروف وابن حمّاد ، وتفصيلها أنّ الشاعر المعروف بالخليعي نظم قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام وأنشدها بباب الروضة المقدّسة ، فاُكرم من قبل أمير المؤمنين عليه السلام بخلعة غرّاء وقعت على كتفه ، وهي ستر من باب الروضة».

وذكر الشيخ حرز الدين في مراقد المعارف(3) :

«إنّه - أي الخليعي - بعد أن أدركته العناية الإلهية ذهب إلى كربلاء خلف الزائرين يعتذر من سيّد الشهداء عليه السلام مؤمناً بولاء عليٍّ وأولاده المعصومين عليهم السلام ، ويروى أنّه نظم مضمون رؤياه في بيتين هما قوله : 3.

ص: 272


1- الغدير 6/13.
2- الأنوار العلوية : 268.
3- مراقد المعارف 1/283.

إذا شئت النجاة فزر حسيناً

لكي تلقى الإله قرير عين

فإنّ النار ليس تمسُّ جسماً

عليه غبار زوّار الحسين»

وللشيخ الخليعي قدس سره شعر كثير مبثوث في المجاميع الشعرية المختلفة والتي منها كتاب المنتخب(1) للشيخ الطريحي ، وقد أثبت له عدّة قصائد ، منها :

هاج حزني وهاج حرّ لهيبي

وشجاني ذكر القتيل الغريب

وجفت مقلتي كراها وسحّت

سحب أجفانها بدمع سكوب

وقليلٌ لمن يمثل مولاه

لدى الطفِّ ذا جبين تريب

فيض دمع على الخدود وتسهاد

جفون قرحى وطول نحيب

كربلا كم تركت عندي كروباً

برزايا تذيب حبَّ القلوب

كم هوى في ثراك من بدر تَمٍّ

وأضرّ النوى بغصن رطيب3.

ص: 273


1- المنتخب 1/113.

لهف نفسي على ابن بنت رسول الله

يدعو وماله من مجيب

قائلاً ليس في الأنام ابن بنت

لنبي غيري فلا تغدروا بي

هل على بدعة ابحتم دمي أم

كنت قصّرت ساهياً عن وجوب

لهف قلبي لطفله فوق كفّيه

بصدر ظام ونحر خضيب ..

وذكر له الأميني في الغدير قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام نذكر هنا بعض أبياتها الرائعة :

قد رقى المصطفى بخمٍّ على

الأقتاب لا بالوني ولا الحصر

اذ عاد من حجّة الوداع إلى

منزله وهي آخر السفر

وقال يا قوم إنّ ربي قد

عاودني وحيه على خطر

إن لم أُبلّغ ما قد أُمِرتُ به

وكنت من خلقكم على حذر

وقال إن لم تفعل محوتك من

حكم النبيّين فاخشَ واعتبر

ص: 274

إن خفت من كيدهم عصمتك

فاستبشر فإنّي لخيرُ منتصر

أقم عليّاً عليهم علماً

فقد تخيّرته من البشر

ثمّ تلا آية البلاغ لهم

والسمع يعنو لهامع البصر

وفاته :

أقول :

كانت وفاة الشيخ الخليعي رضي الله عنه حدود عام 850ه- على أشهر الأقوال ، أي : منتصف القرن التاسع الهجري تقريباً. أمّا ما ذكره الشيخ الأميني قدس سره من أنّ وفاة الخليعي كان عام 750ه- فمسألة فيها نظر ، لأنّ الشيخ الخليعي كان معاصراً لابن حمّاد الشاعر الذي جرت بينهما المفاخرة ولم يكن معاصراً للفقيه كمال الدين بن حمّاد الليثي الواسطي كما ظنّ الشيخ الأميني ذلك ، وهذا باعتقادي محلّ الاشتباه عنده ، والله سبحانه العالم.

198 - الشيخ علي بن منصور المزيدي.

جاء في تاريخ الحلّة(1) ليوسف كركوش ما نصّه :

«الشيخ علي بن منصور بن الحسين المزيدي ، كان فاضلاً فقيهاً 2.

ص: 275


1- تاريخ الحلّة 2/12.

معاصراً للشيخ أحمد بن فهد الحلّي. ذكر صاحب الرياض أنّه كان حيّاً في سنة 877 ه- ، لأنّه وجد كتباً كانت بخطّه في هذا التاريخ».

199 - الشيخ ابن حمّاد الحلّي.

هو الشاعر الأديب الفاضل الشيخ أبو الحسن محمد المعروف بابن حمّاد ، ورد ذكره في العديد من كتب التراجم الخاصّة برجال الشعر والأدب ، وممّن ذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) قائلاً : «أبو الحسن محمد المعروف بابن حمّاد بالتشديد على وزن شدّاد ، كان فاضلاً أديباً وشاعراً مجيداً ، كان معاصراً للخليعي وله معه مساجلات شعرية ...».

وللشيخ ابن حمّاد الشاعر شعر كثير مبثوث في المجاميع الشعرية والتي منها كتاب المنتخب(2) للطريحي ، وقد ذكر له عدّة قصائد وكلّها في مديح النبيِّ وآله المعصومين ورثائهم عليهم السلام ، وإليك بعض هذه القاصائد :

كفاك بخير الخلق آل محمد

أصابهم سهم المصائب أجمعا

تخطّفهم ريب المنون بصرفه

فأغرب بالإرزاء فيهم وأبدعا

وقفت على أبياتهم فرأيتها

خراباً اراباً قفرة الجوِّ بلقعا1.

ص: 276


1- تاريخ الحلّة 2/103.
2- المنتخب 2/161.

وإنّ لهم في عرصة الطفّ وقعةً

تكاد لها الأطواد أن تتزعزعا

غزتهم بجيش الحقد أُمّة جدِّهم

ولم ترع فيهم من لهم كان قد رعا

كأنّي بمولاي الحسين وصحبه

وجيش ابن سعد حولهم قد تجمّعا

وقد قام فيهم خاطباً قائلاً لهم

ولم يك من ريب المنون ليجزعا

ألم تأتني يا قوم بالكتب رسلكم

يقولون عجّل نحونا السير مسرعا

وإنّا جميعاً شيعة لك لا نرى

لغيرك في حقِّ الإمامة موضعاً ..

ومن قصيدة أُخرى قوله :

يا بني المصطفى السلام عليكم

ما أقلّ الغصون طيراً طروبا

هدّني الحزن بعدكم مثل ماهدّ

من الحزن يوسف ويعقوبا

ولقد زاد ذكر زيد غليل

حين أضحى على الكناس صليبا

ص: 277

ثمَّ أذري من بعد قبر ونبش

وحريق بين الرياح نهيبا

أمّة السوء لم تجازوا رسول الله

فيكم إذ لم يزل متعوبا

كلّ يوم تهتكون حريماً

من بنيه وتقتلون حبيبا ..

وفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته إلاّ أنّه من معاصري الشيخ الخليعي المتوفّى عام 850ه- كما مرَّ آنفاً ، والله سبحانه العالم.

وللبحث صلة ...

ص: 278

مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (3)

السيّد زهير الأعرجي

لقد استعرضنا في الأعداد السابقة مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية ، فتطرّقنا إلى منهج الفقه الإستدلالي الموسوعي ، ومنهج المختصرات ومنهج الفقه المقارن ونستأنف البحث هنا :

4 - منهج الشرح الاستدلالي :

مقدّمة :

يعتمد الشرح الاستدلالي على تبيين مقصد الماتن عن طريق الشرح والاستدلال المفصّل للروايات وتشخيص السند وعرض أقوال الفقهاء المتقدّمين والمتأخّرين والإفتاء بالحكم الشرعي الصحيح عند المصنِّف حسب الدليل العلمي ، وليست هناك حدود أو قيود للتفريعات الفقهية في هذا المنهج ، فقد يناقش الشارح الأدلّة الشرعية نقاشاً مبسوطاً على مدى صفحات طويلة.

طبيعة الشرح الاستدلالي :

لا شكّ أنّ النصوص المختصرة الدالّة على الدقّة والاختصار تنفع في

ص: 279

موارد عديدة ، منها : سهولة حمل الكتاب في السّفر والحضر ، وقلّة مؤونته فيمايتعلّق بالنسخ والطباعة. ومع أنّ وصول المكلّف إلى الحكم الشرعي أيسرفي المختصر إلاّ للشّرح الاستدلالي مكانته العلمية في عالم المعرفة الدينية ، فالفقيه لا يكتفي بكتاب مختصر بل يريد أن يستكشف آراء بقية الفقهاء ويوازن بينها ويستفيد من الرأي الصحيح ويطرح الشاذّ النادر ويبحث عن سند الرجال وتوثيق الروايات ويناقش الدليل فيفنّد الأضعف ويأخذ بالأقوى ، ويساعد الشرح على إشباع البحث من زوايا علمية متعدّدة ، خصوصاً عندما تتشعّب المسائل ويتعقّد الترتيب العلمي للأفكار.

وعلى طول تاريخ الفقه الإمامي فقد فازت مجموعة من الكتب المختصرة الدقيقة في المدرسة الإمامية بشرف الشرح الاستدلالي ، ومنها : كتاب اللمعة الدمشقية للشهيد الأوّل ، وقواعد الأحكام وإرشاد الأذهان للعلاّمة الحلّي ، وشرائع الإسلام والمختصر النافع للمحقّق الحلّي ، فتوالت عليهاالشروح الاستدلالية.

كتب الشرح الاستدلالي :

1 - رياض المسائل للسيِّد عليّ الطباطبائي (ت 1231 ه).

2 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني (ت965ه).

3 - مسالك الأفهام للشهيد الثاني (ت 965 ه).

4 - مجمع الفائدة والبرهان للأردبيلي (ت993 ه).

5 - جامع المقاصد في شرح القواعد للشيخ الكركي (ت 940 ه).

6 - مصباح الفقيه للشّيخ الهمداني (ت 1322 ه).

ص: 280

1 - منهج رياض المسائل :

كتاب رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل للسيِّد عليّ الطباطبائي(ت 1231 ه) في ستّة عشر مجلّداً ، كتاب استدلالي يشمل جميع أبواب الفقه عدا كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتاب الإفلاس ، يشرح فيه المصنِّف كتاب المختصر النافع للمحقِّق الحلّي شرحاً مزجيّاً بحيث ينسجم المتن والشرح انسجاماً فنّياً رائعاً.

نماذج من منهجه :

من خلال دراسة خصائص منهج المصنِّف نلحظ أنّه كان يحاول أن يجمع بين الشرح والاختصار ، وتلك مهمّة صعبة للكاتب. فلندرس مثلاً حكم مياه الحمّامات عند انفعالها بالنجاسة في كتاب الرياض. ولابدّ أوّلاً من ملاحظة أنّ الحمّامات العامّة زمن المصنّف كانت تحتوي على خزانة الماء - وهي قطعاً أكبر حجماً من الكرّ - وعلى حياض صغيرة منفصلة لكلِّ مستحِمٍّ - وهي أقلّ حجماً من الكرِّ - وهذه غالباً ما تستخدم لإزالة نجاسة البدن ونحوها ، فالحديث هنا هو عن ملاقاة تلك المياه القليلة إذا كان فيها نجسٌ بالمياه الكثيرة ، وأفكار الكتاب مرتّبة ضمن الترتيب التالي :

أوّلاً : شرح النصّ المختصر عبر التعامل مع النصوص الروائية على نحو الدقّة والاختصار وتشخيص سند الرواية في الصحّة أو الإرسال أو التوثيق ، ولاشكّ أنّ عرض الأحاديث بصورة مفصّلة سوف يوضّح المطلب ويشرحه ، ذلك أنّ تعدّد موارد السؤال وتباين مواضعه يقتضي استخدام هذا الأُسلوب. يقول المصنّف :

«وحكم ماء الحمّام - أي ما في حياضه الصغار ونحوها - في عدم

ص: 281

الانفعال بالملاقاة حكمه - أي الجاري أو الكثير - إذا كانت له مادّة متّصلة بها حين الملاقاة بالإجماع منّا على الظاهر ، والمعتبرة ، منها الصحيح : عن ماء الحمّام ، فقال : (هو بمنزلة الجاري) (1)» (2).

ثمّ يذكر أحاديث أخرى مؤيّدة لنفس الموضوع ويقول : «ومطلقها يحمل على مقيّدها ، وقصور الإسناد فيما سوى الأوّل منجبر بالشهرة» (3).

ثانياً : عرض آراء الفقهاء وترجيح القويّ دلالة. وللفقهاء آراء متباينة تجاه موضوع البحث اقتضاها تهافت الدليل أحياناً. قال المصنّف :

«وفي اعتبار الكرّية في المادّة خاصّة - كما نسب إلى الأكثر - أو مع ما في الحياض مطلقاً - كما نسب إلى الشّهيد الثاني - أو مع تساوي سطحَي المادّةوما في الحوض أو اختلافهما بالانحدار ، ومع عدمهما فالأوّل - كما اختاره بعض المتأخّرين ، وربّما نسب إلى العلاّمة جمعاً بين كلماته في كتبه - أوالعدم مطلقاً - كما هو مختار المصنِّف - أقوال ، ما عدا الأخير منها مبنيٌّ على ماتقدّم من الاختلاف في اعتبار تساوي السطوح في الكثير وعدمه ، وحيث قدعرفت عدم الاعتبار ظهر لك صحّة القول الثاني ، فيتّحد حينئذ حكم المفروض مع غيره كما نسب إلى الأكثر» (4).

ثالثاً : الإفتاء بما يراه دليلاً قويّاً. وهنا يبرز اجتهاد الفقيه وحسن استثماره للأدلّة المتوفّرة لديه. يستطرد المصنّف في بحثه ويقول :

«وهل يكفي مقدار الكرّ فيها أم لابدّ فيها من الزيادة بمقدار ما يحصل 7.

ص: 282


1- التهذيب 1 / 378/ 1170.
2- رياض المسائل 1 / 16.
3- رياض المسائل 1 / 16.
4- رياض المسائل 1 / 17.

به الامتزاج لما في الحياض؟ قولان مبنيّان على الاختلاف في اعتبار الامتزاج بالماء الطاهر في تطهير القليل أو الاكتفاء بمجرّد الاتصال ، ولاريب أنّ الأوّل أحوط وأولى لو لم نقل بكونه أقوى» (1).

رابعاً : تطبيق القواعد الفقهية على المسائل موضوع البحث. وحسن تطبيق القواعد الكلّية على المصاديق الفقهية مَلَكَة لا يهتدي إليها إلاّ من كان قريباً من منابع الإستنباط. قال المصنِّف في عدم نقض اليقين بالشّكّ :

«من تيقّن الحدث وشكّ في الطهارة بعده أو ظنّ - على الأشهر الأظهرهنا وفيما سيأتي - أو تيقّنهما وجهل المتأخّر منهما والحالة السابقة عليهما تطهّرفيهما إجماعاً فتوىً ونصّاً. فممّا يتعلّق بالأولى منه الصحيح : (ليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشّكّ أبداً) (2) ، وبمعناه الأخبار المستفيضة ، مضافاًإلى الإطلاقات والقاعدة فيها وفي الثانية ، لتكافؤ الاحتمالين الموجب لتساقطهما من البين الرافع لليقين بالطهارة الواجب للمشروط بها. وممّا يتعلّق بالثانية منه الرضوي : (وإن كنت على يقين من الوضوءوالحدث ولا تدري أيّهما أسبق فتوضّأ) (3) ، وإطلاقه يعمّ صورتي العلم والجهل بالحالة السابقة على الأمرين في الثانية كما هو الأظهر الأشهر ، وضعفه بها قد انجبر ، مضافاً إلى ما تقدّم» (4).

خامساً : مناقشة الآراء التي لا تنهض بدليل وتفنيدها ثمّ الأخذ بالدليل الأقوى. ففي استحباب غسل الجمعة يستدلّ المصنِّف بالطريقة التالية : 0.

ص: 283


1- رياض المسائل 1 / 18.
2- التهذيب 1 / 421 / 1335.
3- فقه الرضا عليه السلام : 67.
4- رياض المسائل 1 / 179 - 180.

«... وإمّا المندوب من الأغسال فالمشهور غسل الجمعة : على الأظهر الأشهر ، بل عليه الإجماع في الخلاف والأمالي ، ومنه يظهر فساد نسبة القول بالوجوب إلى الكليني والصدوق ، مضافاً إلى عدم دلالة لفظ الوجوب في كلامهم على المعنى المصطلح صريحاً ، سيّما مع إردافه بلفظ السنّة في كلام الثاني ، فلا خلاف للأصل والنصوص المستفيضة ، وهي ما بين صريحة وظاهرة ، ففي الصحيحين : (إنّه سنّة وليس بفريضة) (1) بعد أن سئل ظاهراً عن حكمه دون مأخذه ، وبه يندفع حمل السنّة هنا على ما ثبت وجوبه بالسنّة ، ويؤكّده درج الفطر والأضحى في السؤال في أحدهما. وفي الخبر : كيف صار غسل الجمعة واجباً؟ قال : (إنّ الله تعالى أتمّ صلاة الفريضة بصلاة النافلة ، وأتمّ صيام الفريضة بصيام النافلة ، وأتمّ وضوء النافلة بغسل الجمعة ، ماكان في ذلك من سهو أو تقصير أو نقصان) كذا في الكافي والتهذيب. وعن المحاسن والعلل : (وأتمّ وضوء الفريضة بغسل الجمعة) (2) ، وهو الأنسب بالسياق ، والأوّل أقوى في الدلالة (3)».

2 - منهج الروضة البهية :

كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي (ت 965 ه) في عشرة مجلّدات ، هو شرح مزجي استدلالي مختصر لكتاب اللمعة الدمشقية للشهيد الأوّل (ت 786 ه).

يقول المصنّف في مقدّمة الكتاب : «... هذه تعليقةٌ لطيفةٌ وفوائدُ 3.

ص: 284


1- التهذيب 1 / 112/ 295 - 296.
2- الكافي 3 / 42 / 4.
3- رياض المسائل 1 / 482 - 483.

خفيفة ، أضفتها إلى المختصر الشريف والمؤلَّف المنيف ، المشتمل على أمّهات المطالب الشرعية الموسوم ب- اللمعة الدمشقية من مصنّفات شيخنا وإمامنا المحقّق [الشّهيد الأوّل ...] ، جعلتها جاريةً له مجرى الشّرح الفاتح لمغلقه والمقيِّد لمطلقه ، والمتمِّم لفوائده والمهذِّب لقواعده ، ينتفع بها المبتدي ويستمدّ منه المتوسّط والمنتهي ...» (1).

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذج من منهجه :

النموذج الأوّل : في أحكام صلاة الجماعة : يحتاج المأموم إلى أجوبة على أسئلة من قبيل : هل يقرأ خلف الإمام؟ وهل نيّة الجماعة مختصّة بالصّلاة وراء إمام جماعة بعينه؟ وهل يجب على الإمام نية الجماعة؟ يجيب المصنّف على تلك الأسئلة ويقول :

«ومن الأصحاب من أسقط القراءة وجوباً ، أو استحباباً مطلقاً ، وهو أحوط ، وقد روى زرارة في الصحيح عن الباقر عليه السلام قال : (كان أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول : من قرأ خلف إمام يأتمُّ به بُعثَ على غير الفطرة) (2). ويجب على المأموم نيّةُ الإئتمام بالإمام المعيّن بالإسم أو الصفة أو القصد الذهني ، فلو أخلَّ بها أو اقتدى بأحد هذين أو بهما وإن اتّفقا فعلاً لم يصحّ ، ولوأخطأ تعيينه بطلت وإن كان أهلاً لها. أمّا الإمام فلا تجب عليه نية الإمامة إلاّ أن تجب الجماعة كالجُمعةَ في قول نعم يستحبّ. ولو حضر ة.

ص: 285


1- الروضة البهية 1 / 5.
2- الوسائل 4 / 31 من أبواب صلاة الجماعة.

المأموم في أثناءصلاته نواها بقلبه متقرّباً» (1).

النموذج الثاني : في المطهّرات : عند ذكره المطهّرات ينهيها إلى عشر مطهّرات ، يبدأها بالماء فيقول :

«وهو مطهِّر مطلقاً من سائر النجاسات التي تقبل التطهير ، والأرض تطهِّرباطنَ النعلِ - وهو أسفله الملاصقُ للأرض - وأسفلَ القدم مع زوال عين النجاسة عنها بها بمشي ودَلك وغيرهما - والحجرُ والرملُ من أصناف الأرض - ولو لم يكن للنجاسة جرم ولا رطوبة كفى مسمّى الإمساس ؛ ولا فرق في الأرض بين الجافّة والرطبة ما لم تخرج عن اسم الأرض. وهل يشترط طهارتها؟ وجهان ، وإطلاق النصِّ والفتوى يقتضي عدمه» (2).

الاستنتاج :

نستفيد ممّا سبق ترتيب الأفكار التالية :

1 - في موضوع القراءة خلف الإمام استدلّ المصنّف في البداية برأي الفقهاء من قبله ، فمنهم من قال بإسقاط القراءة وجوباً ومنهم من قال بإسقاطها استحباباً ، أخذ المصنّف بالرأي الثاني وأفتى به ثمّ استدلّ بصحيحة زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام كمؤيّد لفتواه.

2 - وفي نية المأموم والإمام فقد فصّلها بالطريقة التالية :

أ - وجوب نية المأموم قاصداً الصّلاة خلف الإمام الفلاني باسمه أو صفته أو قصده الذهني.

ب - لو أخلّ بالقصد أو اقتدى بأحد إمامين أو أخطأ تعيين الإمام لم تصحّ النية من المأموم.6.

ص: 286


1- الروضة البهية 1 / 382.
2- الروضة البهية 1 / 66.

ج - عدم وجوب نيّة الجماعة على الإمام.

3 - هناك قول شاذّ بوجوب الجماعة ، فلو أخذنا - افتراضاً - بذلك الرأي عندها تصبح نية الإمام للجماعة مستحبّة.

4 - إذا التحق المأموم بالإمام أثناء صلاة الجماعة نواها بقلبه بقصد القربة إلى الله تعالى.

5 - وفي موضوع المطهّرات قال المصنّف :

أ - الماء مطهّر مطلقاً من سائر النجاسات القابلة للتطهير.

ب - الأرض تطهّر باطن النعل.

ج - الأرض تطهّر أسفل القدم مع زوال عين النجاسة.

د - الحجر والرمل من أصناف الأرض.

ه- - لو لم يكن للنجاسة جرم - كبخار الخمر - ولا رطوبة - كالعذرة النجسة اليابسة - كفى في التطهير المسُّ بالأرض.

6 - هل يشترط طهارة الأرض المطهِّرة للنجس؟ يذكّرنا المصنِّف بفتواه وهي عدم الاشتراط.

وبالإجمال : فإنّ منهج الروضة البهية قائمٌ على :

1 - اختصار الأفكار الشرعية والإشارة غالباً إلى الدليل وبعض الآراء الفقهية المهمّة في موضوع البحث.

2 - الرّد على آراء الماتن الشّهيد الأوّل مصنّف اللمعة الدمشقية.

3 - عرض الاستدلال الذي يعتقد الشارح بصحّته.

3 - منهج مسالك الأفهام :

كتاب مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام للشهيد الثاني زين

ص: 287

الدين بن عليّ العاملي (ت 965 ه) في ستّة عشر مجلّداً. سلك فيه المصنّف في البداية مسلك الإختصار على سبيل الحاشية حتّى انتهى من المجلّد الأوّل ، ثمّ استدرك ما فاته فأخذ في الإطناب حتّى صار موسوعة في الفقه الإسلامي. وأُسلوب الكتاب في غاية القوّة والمتانة والدقّة في شرح المطالب أو مناقشتها.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي مقاطع متنوّعة من كتابه :

النموذج الأوّل : في تعريف الطهارة :

«قوله بعد الخطبة : الطهارة اسم للوضوء أو الغسل أو التيمّم على وجه له تأثير في استباحة الصّلاة. هذا التعريف للطهارة بالمعنى الشرعي ، وأشار بقوله : (اسم) إلى أنّ التعريف لفظي لا حقيقي. وخرج بالثلاثة ما يتحقّق معه الطهارة اللغوية كإزالة النجاسة وشبهها ، وبقوله : (له تأثير) وضوء الحائض للكون في مصلاّها ذاكرة ، فإنّه لا تسمّى طهارة كما ورد في الخبر.

وأراد ب(التأثير) ولو بالصلاحية بالقوّة القريبة ، فيدخل فيها الوضوء المجدّد ونحوه ، والتأثير يشمل الناقص والتامّ ، فيدخل فيه وضوء الحائض وغسلها ، لأنّ كلَّ واحد منهما له تأثير ناقص في الاستباحة.

وقيّد الإباحة بالصّلاة مع أنّ الطهارة قد تبيح غيرها من العبادات لعموم البلوى بها ، وأنّها الفرد الأكمل ، ولأنّ ماهيّتها تتوقّف على الطهارة واجبة كانت أو مندوبة بالاتفاق ، بخلاف غيرها من العبادات لتخلّف بعض القيود فيها. هذا إن جعلنا صلاة الجنازة مجازية شرعية كما اختاره جمع ،

ص: 288

وإلاّ لم يتمّ التعليل» (1).

النموذج الثاني : كراهية التطهير بماء سخّنته الشّمس :

«قوله : وتكره الطهارة بماء اُسخن بالشّمس في الآنية لورود النهي عنه عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وعلّل بأنّه يورث البرص. وكما يكره الطهارة به يكره استعماله في غيرها من إزالة النجاسة والأكل والشرب ، ولا يشترط القصد إلى التسخين ، ولا بقاء السخونة. ولا فرق في الآنية بين المنطبعة وغيرها وإن كانت المنطبعة أقوى فعلاً في الماء ، ولا بين البلاد الحارّة وغيرها ، ولا فرق بين القليل من الماء والكثير للإطلاق في ذلك كلّه»(2).

النموذج الثالث : في نية تطهير الثياب :

«ولا تعتبر النية في طهارة الثياب ولا غير ذلك ممّا يقصد به رفع الخبث بمعنى زوال النجاسة بدونها لكن يتوقّف عليها حصول الثواب»(3).

الاستنتاج :

1 - في موضوع الطهارة حاول المصنّف - وبعد تعريف الماتن - شرح مفردات التعريف ، فتقييد الموضوع بكلمة (اسم) يعني أنّ التعريف كان لفظيّاً اعتبارياً وليس حقيقيّاً. وما أن انتهى من الإسم حتّى قام بشرح معنى (التأثير) الوارد في التعريف وتوصّل إلى أنّ معنى التأثير هو القوّة القريبة التي تدخل في معنى الطهارة كوضوء الحائض والوضوء المجدَّد ونحوها. 4.

ص: 289


1- مسالك الأفهام 1 / 10.
2- مسالك الأفهام 1 / 22.
3- مسالك الأفهام 1 / 34.

2 - ذكر الشارح تقييد الماتن الإباحة للصّلاة مع أنّ الطهارة من الجنابة تبيح الصوم أيضاً ، وكلام الشارح يُشعرنا بأنّه يفضّل أن يكون التعريف بالشكل التالي : الطهارة اسم للوضوء أو الغسل أو التيمّم على وجه له تأثير في استباحة بعض العبادات. فيدخل الصوم والإحرام للحجّ بالإضافة إلى الصّلاة فيها.

3 - وفي كراهية التطهير بماء سخّنته الشمس ذكر النهي عنه من النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعلّة منصوصة ، ثمّ فصّل في حكم الكراهية بما يلي :

أ - كراهية الطهارة بالماء المسخّن بالشّمس.

ب - كراهية استعمال الماء المذكور في إزالة النجاسة أو الشّرب أو الأكل.

ج - الأصل هو سخونة الماء بقصد كان أو بغير قصد.

د - إنّه لا يفرّق في الآنية التي يكون فيها الماء المسخّن بالشّمس.

ه- - إنّه لا فرق بين البلاد الحارّة والبلاد الباردة.

و - إنّه لا فرق بين القليل من الماء المسخّن بالشّمس أو الكثير.

4 - وفي تطهير الثياب قال : لا تعتبر نية التطهير في ذلك.

وهكذا نفهم من ترتيب الأفكار ان منهج المصنّف دقيق جداً ومتشعب حسب تشعب الحكم الشرعي وملمّ بجميع وجوه المسألة الفقهية.

4 - منهج مجمع الفائدة والبرهان :

كتاب مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان للمولى أحمد الأردبيلي (ت 993 ه) في أربعة عشر مجلّداً ، شرحٌ استدلالي لكتاب

ص: 290

إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للعلاّمة الحلّي. ذكر مصنّف إرشاد الأذهان في سبب تأليفه الكتاب أنّه كتبه لابنه محمّد (1). لكن صاحب مجمع الفائدة والبرهان لم يقدّم مقدّمة تبيّن منهج كتابه بل اختصر الموضوع بالقول : «الحمدلله خالق الهداية والإرشاد ومميّز الإنسان من بين المخلوقات بالكرامة والوداد ، والصّلاة والسّلام على عبده المنتجب الملقّب بأحمد ...» (2).

وعلى أيّة حال ، فإنّ منهجه شرحيّ استدلاليّ.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذج من كتابه :

النموذج الأوّل : في ذكر الموارد التي لا ينبغي أخذ الأُجرة عليها :

«الخامس : ما يجبُ فعله (ما يحرم الأجرة عليه - خ ل» كتغسيل الأموات وتكفينهم ودفنهم ، وكذا أخذ الأجرة على الأذان والصّلوة بالنّاس : الظّاهر أنّه لا خلاف في عدم جواز أخذ الأجرة على فعل واجب على الأجير سواء كان عينيّاً أم كفائيّاً ، فكأنّ الإجماع دليله. وأيضاً إنّه لما استحقّ فعله لله لغير غرض آخر يحرم عليه فعله لذلك الغرض ويحرم الأجر عليه ، هذاظاهر ولكن يرد عليه إشكال ، وهو أنّ أكثر الصناعات واجب كفائي على ماصرّحوا ، فيلزم عدم جواز الأجر ، وكذا يحرم على الطبيب أخذ الأجر لوجوب الطبابة كفائيّاً كالفقه ، بل يلزم عدم جواز أخذ الأجرة لعمله الذي يعمله لضرورة نفسه ، أو دفعها عن غيره ، أو لتحصيل النفقة الواجبة ، وغير ذلك. فالتحقيق بحيث يستحقّ ببعضه الأجرة دون البعض يحتاج إلى 5.

ص: 291


1- إرشاد الأذهان 1 / 218.
2- مجمع الفائدة والبرهان 1 / 65.

التأمّل والدليل.

ويمكن أن يقال : بعضها خارج بنصٍّ أو إجماع ، فكلّ ما دلّ عليه أحدهمايخرج ويبقى الباقي تحت التحريم. وأن يقال أيضاً : فعل الواجب إذا لم يكن الأتيان به إلاّ على الوجه الذي يجب - مثل أن لا يرتفع المرض إلاّبعلاج الطبيب ولا يحصل الستر إلاّ بأن يحوك الحائك وغير ذلك - لا يجوز له الأجرلوجوبه عليه ، وإلاّ فلا ، فإنّه قد يكون هذا المرض يرتفع بنفسه بغير علاج أو بعلاج آخر غير هذا العلاج الذي يفعله الطبيب ، ويمكن الستر بغير مايحوكه الحائك بأن يفعله بغير المحوك ، وغير ذلك. وأمّا دفع الضرر فوجوب الكسب بالأجرة به لدفعه ، فلا معنى لعدم جواز أخذ الأجرة حينئذلوجوبه ، فتأمّل. هذا بخلاف العبادات التي يحرم أخذ الأجرة عليها مثل التغسيل ، فإنّه لا يمكن الخروج عن العهدة إلاّ بالغسل ...» (1).

النموذج الثاني : في مورد حرمة الأجر على القضاء قال :

«وأمّا الأجر على القضاء والحكم بين المتحاكمين فالظاهر تحريمه مطلقاً - سواء كان القضاء متعيّناً عليه أم لا ، وسواء كان بين المتحاكمين أم لا - للأخبار الدالّة على أنّه رشوة وهي كفر بالله ، ولأنّه واجب إمّا كفائيّاً أو عينيّاً ولا أجرة على الواجب ، لثبوت استحقاق العمل لأمر الشارع كما مرّ. وقيل : بالجواز على تقدير الاحتياج ، وقيل : مطلقاً ، وقيل : بعدمه على تقدير تعيين القضاء عليه إمّا بتعيين الإمام عليه السلام أم لعدم غيره ، والأوّل أظهر كما هو رأي المصنّف» (2). 3.

ص: 292


1- مجمع الفائدة والبرهان 8 / 89 - 90.
2- مجمع الفائدة والبرهان 8 / 93.

النموذج الثالث : في مورد جواز بيع كلب الحائط قال :

«أي لا بأس ببيع كلب الحائط الذي يحفظ البساتين والكلب الذي يحفظ الماشية - مثل الغنم من الذئب - والكلب الذي يحفظ الزرع من السراق والخنازير وكلب الصيد ، وبالجملة : لا بأس ببيع جميع الكلاب التي لهانفع مقصود محلّل. وكذا لا بأس بإجارتها ، لأنّها عين لها نفع محلّل مقصودفيجوز بيعها وإجارتها كساير المباحات ، وللأصل ، ولأنّه لا خلاف عندنا في جواز بيع كلاب الصيد ، ولأنّه قد استثني في الخبر ، وكذا غيرها للاشتراك في النفع. وما ورد من النهي فمحمول على كلاب لا نفع فيها والكلب العقور ، مثل ما تقدّم : السحت ثمن الميتة وثمن الكلب» (1).

الاستنتاج :

1 - في البداية ذكر قاعدة فقهية كلّية وهي عدم جواز أخذ الأجرة على فعل واجب عينيّاً كان أو كفائيّاً ، وعلّل الحرمة بأنّ مستند الفعل لله عزّ وجلّ.

2 - أورد المصنّف الإشكال التالي : إنّ أكثر الصناعات واجب كفائي ويلزمها عدم أخذ الأجر ، فالفقيه والطبيب والقاضي ينبغي عليهم أن لا يأخذوا أجراً لأنّ عملهم واجب وجوباً كفائيّاً.

3 - ذكر أنّ دفع الضرر يمكن أن يوجب أجراً ، فالضّرر المحتمل لا يندفع إلاّ بدافع. وهذا التوجيه هو المخرج الوحيد لإعالة أهل ذلك الاختصاص. ولا يمكن تطبيق فكرة دفع الضرر في العبادات ، لأنّ العبادات 6.

ص: 293


1- مجمع الفائدة والبرهان 8 / 95 - 96.

يحرم أخذ الأجرة عليها مطلقاً.

4 - إنّ القضاء بين المتنازعين من مختصّات الفقيه ، فيجب عليه أداؤه من باب الوجوب الكفائي ، ويحرم الأجر عليه لأنّه رشوة.

5 - جواز بيع وشراء وإجارة كلاب الحراسة لأنّ لها نفعاً محلّلا مقصوداً ، وما ورد من النهي فهو يقع على الكلاب التي ليس لها منفعة محلّلة.

وتبيّن لنا أنّ منهج المصنّف يتميّز بالأُمور التالية :

1 - وضوح العبارة وعدم تشعّب المطالب وتفريعها.

2 - الاستدلال بمقدار الحاجة التي يقتضيها البحث العلمي.

3 - عدم الرجوع إلى أقوال بقية الفقهاء والمصادر الفقهية إلاّ نادراً ، فقدكانت طريقته في الاستدلال الفقهي هو الاعتماد على استدلاله من دون النظر إلى آراء بقية الفقهاء.

5 - منهج جامع المقاصد :

كتاب جامع المقاصد في شرح القواعد للشيخ عليّ بن الحسين الكركي (ت 940 ه) في أربعة عشر مجلّداً ، كتاب فقهي استدلالي. أوصل المصنّف كتابه إلى كتاب النكاح ولم يتيسّر له إتمامه بعد ذلك ، فتمّمه الفاضل الهندي بكتابه كشف اللثام عن وجه قواعد الأحكام ، فابتدأ بشرح كتاب النكاح إلى آخر القواعد.

ومنهج الشّيخ الكركي في جامع المقاصد ومنهج الأردبيلي (ت 993 ه) في مجمع الفائدة والبرهان متشابهان إلى حدٍّ ما.

ص: 294

نماذج من منهجه :

وفيما يلي موارد من كتابته نعرضها في نماذج :

النموذج الأوّل : «قوله : يجب الغسل على من مسّ ميّتاً من النّاس بعد برده بالموت وقبل تطهيره بالغسل. لمّا كان وجوب غسل المسِّ من لوازم تغسيل الميّت غالباً كان بيان أحكامه كالمتمّم لأحكام الأموات ، والقول بوجوب غسل المسِّ هو المشهور بين الأصحاب ، وعليه دلّت الأخبار ، مثل خبرحريز عن أبي عبد الله عليه السلام : من غسّل ميّتاً فليغتسل ، قلت : فإن مسّه؟ قال : فليغتسل» (1).

ثمّ يذكر روايات أُخرى ثمّ يقول :

«وهذه كلّها وغيرها دالّة على الوجوب ، وفي بعضها التصريح بأنّ مسّه قبل البرد لا يوجب غسلاً وإنّ تغسيله حينئذ جائز ، والظاهر أنّ إطلاق وجوب الغسل على الغاسل خرّج محلّ الغالب ، إذ لابدّ له من مسّه غالباً ، وخلاف المرتضى ضعيف» (2).

النموذج الثاني : «قوله : ولا تشترط الرطوبة هنا. المشار إليه ب- (هنا) هو ماسبق من وجوب الغسل بمسّ الميّت وليس هو من متمّمات حكم هذه المسائل الثلاث بدليل السياق ، فإنّ المطلوب بيان أحكام المسِّ. وأيضاً فإنّ قوله : (والظّاهر أنّ النجاسة هنا حكمية ...) يقتضي عدم تعدّي النجاسة مع اليبوسة ، فلو كان المراد عدم اشتراط الرطوبة في المسائل الثلاث تدافعا.

والمراد أنّ وجوب الغسل بمسِّ الميِّت المذكور لا تشترط فيه رطوبة 8.

ص: 295


1- جامع المقاصد 1 / 458.
2- جامع المقاصد 1 / 458.

واحد من المحلّ الملاقي وما يلاقيه من بدن الميّت ، إذ ليس الحكم مقصوراً على العضو الملاقي بل هو شامل لجميع البدن ، فلا وجه لاشتراط الرطوبة لاستلزامه قصر الحكم على محلّها ، ولإطلاق النصوص ووجوب الغسل بالمسّ من غير تقييد بالرطوبة ، وإلى هذا المعنى ترشد عبارة المنتهى» (1).

النموذج الثالث : «قوله : ولا فرق بين كون الميّت مسلماً أو كافراً. أي : في وجوب الغسل بمسّه ، لأنّ نجاسته أغلظ ، ولصدق المسّ قبل الغسل ، إذ المانع من تغسيله كفره ، ويحتمل عدم الوجوب بمسّه ، لأنّ قولهم : قبل تطهيره بالغسل ، إنّما يتحقّق في ميّت يقبل التطهير ، والأوّل أقوى تمسّكاً بمفهوم الموافقة. ولا فرق في ذلك بين أن يغسل الكافر أو لا» (2).

الاستنتاج :

1 - ذكر المشهور بين الأصحاب من الأقوال في موضوع وجوب غسل مسّ الميّت بعد برده ، واستدلّ عليه بالأخبار الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

2 - علّل إطلاق وجوب الغسل على الغاسل بأنّه غالباً ما يحصل من خلال نقل الميّت بعد برده ونحوها.

3 - وأضاف المصنّف بعدم اشتراط الرطوبة في المسِّ الذي يوجب الغسل ، فالنجاسة هنا غير سارية بالرطوبة ، فالنجاسة بموجب هذا الفهم إعتبارية. 3.

ص: 296


1- جامع المقاصد 1 / 460.
2- جامع المقاصد 1 / 463.

4 - ولا يفرُقْ جسد المسلم عن الكافر بعد الموت ، فالنجاسة إعتبارية كما ذكرنا في النقطة السابقة.

6 - منهج مصباح الفقيه :

كتاب مصباح الفقيه للشيخ رضا بن محمّد هادي الهمداني (ت1322ه) في أربعة عشر مجلّداً في الطهارة والصّلاة ، ومجلّد واحد في الزكاة ، ومجلّد واحد في الخمس والصوم والرهن ، فيكون المجموع ستّة عشر مجلّداً. وهو شرح مزجيٌّ مفصّل لكتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي.

يقول في مقدّمة كتابه : «... لمّا وفّقني الله تعالى للبحث في مسائل الفقه وبنائها على مبانيها أحببت أن أضع في ذلك كتاباً يهدي في كلِّ فرع إلى أصله مع بسط الكلام في مبانيه حسبما يناسبه المقام ، مستقصياً لنقل الروايات الواردة فيه كي يكون وافياً بمقام الاستدلال مغنياً عمّا سواه ممّا نسج على هذا المنوال ، وجعلته شرحاً على كتاب شرائع الإسلام ...» (1).

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذج من منهجه :

النموذج الأوّل : في موضوع الماء المضاف ، قال المصنِّف :

«الطرف الثاني في الماء المضاف ، وهو كلّ ما لا يستحقّ إطلاق اسم الماءعليه عرفاً على الإطلاق ، وإنّما يستحقّ إطلاق اسم الماء عليه بعد إضافته إلى شيء آخر إضافة الفرع إلى أصله أو إضافة الجزء إلى كلِّه ، لا 3.

ص: 297


1- مصباح الفقيه 1 / 3.

إضافة المظروف إلى ظرفه أو ما يشابهها من الإضافات التي لا ينافيها استحقاق الإطلاق كماء النّهر والبحر ، بل كإضافة الماء الذي اعتصر من جسم محتو عليه أصالةً إلى ذلك الجسم كماء العنب والحصرم والليمون ، لا بالعرض كالمعتصر من الصّوف أو القطن الذي أصابه الماء ، أو كإضافته إلى ما يتصعّد منه كماء الورد ، أو إلى ما مزج به مزجاً يسلبه إطلاق الإسم كماء الزعفران. والحاكم بصحّة السلب وعدمها هو العرف كما عن المشهور ، فلا عبرة بكمّية أحدهما كما عن المبسوط من تحديده بعدم أكثرية المضاف» (1).

النموذج الثاني : في نفس موضوع الماء المضاف ، قال المصنّف :

«وهل يحكم بنجاسته بملاقاة النجس لو كان كثيراً؟ وجهان ، أقواهما الطهارة لقاعدتها. واختار شيخ مشايخنا المرتضى رحمه الله الأوّل ؛ نظراً إلى أنّ ملاقاة النجس مقتضية لتنجيس ملاقيه ، وإطلاق الماء - ككثرته - من قبيل الموانع ، فلا يلتفت إلى احتمال وجوده بعد إحراز المقتضي (2).

وفيه ما عرفت غير مرّة من عدم كفاية إحراز المقتضي في الحكم بثبوت المقتضى ما لم يحرز عدم المانع كما اعترف به شيخنا - قدّس سرّه - في غير موضع من أصوله (3).

نعم قد يتخيّل في مثل المقام ممّا استفيد فيه عموم الاقتضاء من الأدلّة اللفظية أنّ الشّكّ في وجود المانع مرجعه إلى الشّكّ في تخصيص تلك العمومات ، فينفيه أصالة عدم التخصيص التي هي حجّة معتمدة عند العرف 9.

ص: 298


1- مصباح الفقيه 1 / 267.
2- كتاب الطهارة - الشّيخ الأنصاري : 46.
3- فرائد الأصول : 404 و409.

والعقلاء كما أشار إليه شيخنا - قدّس سرّه - في مبحث الماء الجاري (1).

وفيه أنّه لو تمّ فإنّما هو في الشبهات الحكمية - أعني الشّكّ في مانعية مفهوم كلّيٍّ - لا في الشّكّ في كون الموضوع الخارجي مصداقاً لمانع معلوم ؛ لما تقرّر في محلّه من عدم جواز التشبّث بالعمومات في الشبهات المصداقية ، فلو قال : أكرم العلماء ، ثمّ قال : لا تكرم فسّاقهم ، وشكّ في أنّ زيداً فاسق أم عادل لا يجوز الحكم بوجوب إكرام زيد لأصالة العموم ، لأنّ اندراجه تحت عنوان الفاسق لا يستلزم تخصيصاً زائداً على ما علم حتّى ينفيه أصالة العموم أو أصالة عدم التخصيص.

ثمّ إنّه لا فرق بين الماء المضاف وغيره من الأجسام المائعة الطاهرة في جميع الأحكام ، فلو اُريد بالعنوان ما يعمّ الجميع ولو بنحو المسامحة لكان أشمل» (2).

الاستنتاج :

قام المصنّف في النموذجين بما يلي :

1 - عرّف الماء المضاف بأنّه كلّ ما لا يستحقّ اسم الماء عليه عرفاً.

2 - أعطى بعض مصاديق الماء المضاف وهو :

أ - المعتصَر من جسم كماء العنب والحصرم والليمون.

ب - ما يتصاعد من غليان الورد بالماء ، وهو ماء الورد.

ج - ما مزج بالماء مزجاً سلبه إطلاق الإسم كماء الزعفران.

3 - أفتى بطهارة الماء المضاف الكثير لو أصابته نجاسة. 0.

ص: 299


1- كتاب الطهارة - الشيخ الأنصاري : 3 و 4.
2- مصباح الفقيه 1 / 269 - 270.

4 - خالف فتوى الشّيخ الأنصاري الذي قال بالنجاسة وناقشه بعدم كفاية إحراز المقتضي (الماء) في الحكم بثبوت المقتضى (النجاسة) ما لم يحرز عدم المانع (كثرة الماء).

وللبحث صلة ...

ص: 300

من ذخائر التراث

ص: 301

ص: 302

البشارة

لطلاّب الاستخارة

تأليف

الشيخ أحمد بن صالح البحراني

(المتوفّى سنة 1124ه)

تحقيق

مشتاق صالح المظفّر

ص: 303

ص: 304

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله عدد النجوم في السماء ، والحمد لله الباقي بعد فناء الأشياء ، والصلاة والسلام على الخمسة أصحاب الكساء والتسعة المعصومين من ولد الحسين سيّد الشهداء ، وصلِّ يا ربّ على الغائب عن الأنظار المرتقب لأمر السماء.

الخيرة والمشاورة مصطلحان قد وردا في كلام الله العزيز وفي السنّة النبويّة المطهّرة ، وهذا دليل على مشروعيّتهما وجواز العمل بهما ، فقال تعالى في سورة آل عمران : (وَشَاوِرْهُم فِي الأمْرِ)(1) وفي سورة القصص : (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة)(2) فهاتان الآيتان يمكن أن نستفيد منهما في مقدّمتنا هذه في موضوع الاستخارة.

فالمشاورة أمر قد سنّه الله لنبيّه في مشاورة أصحابه ، فإنّ الله جلّ ثناؤه كان يعرّفه مطالب وجوه حزبه من الأمور ، بوحيه وإلهامه إيّاه صواب ذلك ، فأمّا أمّته فإنّهم إذا تشاوروا مستنّين بفعله في ذلك على تصادق وتأخٍّ للحقّ. هذا ما قاله الطبري(3).1.

ص: 305


1- سورة آل عمران 3 : 159.
2- سورة القصص 28 : 68.
3- تفسير الطبري 6 / 191.

ووافقه الزمخشري على رأيه مضيفاً رأياً عن الحسن : قد علم الله أنّه ما به إليهم حاجة ، ولكنّه أراد أن يستنّ به من بعده ، وعن النبي(صلى الله عليه وآله) : «ما تشاور قوم قط إلاّ هدوا لأرشد أمرهم» ، فإنّ ما هو أصلح لك لا يعلمه إلاّ الله لا أنت ولامن تشاور(1).

ونقل القرطبي قولا عن الحسن البصري والضحّاك قالا : ما أمر الله تعالى نبيّه بالمشاورة لحاجة منه إلى رأيهم ، وإنّما أراد أن يعلّمهم ما في المشاورة من الفضل ولتقتدي به أمّته من بعده.

وروى سهل بن سعد الساعدي ، عن النبي(صلى الله عليه وآله) : «ما شقي قط عبد بمشورة ، وما سعد باستغناء رأي» وقال بعضهم : شاور من جرّب الأمور ، فإنّه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غالباً وأنت تأخذه مجّاناً(2).

هذا ما أردنا ذكره ليتعرّف القارىء العزيز على فضل التشاور إذا كان بين النبي والناس وبين الناس أنفسهم ، فكيف إذا كانت المشاورة بين العبد وربّه ، فإنّهاأعلى مراتب الاستشارة ، لأنّ العبد هو الفقير في كلّ شيء ، والربّ الجليل هوالغنيّ في كلّ شيء ، ولذا يستوجب على العبد إذا استشار ربّه الغني أن يُسلّم لما يُشير عليه ربّه ، إن كان أمراً فيأتمر به ، وإن كان نهياً فينتهي عنه.

وأمّا بالنسبة للخيرة ، فقد قال الطبرسي في مجمع البيان : لأنّ حقيقة المعنى فيهما أنّه سبحانه يختار وإليه الاختيار ليس لمن دونه الاختيار ، لأنّ الاختيار يجب أن يكون على العلم بأحوال المختار ، ولا يعلم غيره سبحانه 1.

ص: 306


1- الكشّاف 1 / 647 - 648.
2- الجامع لأحكام القرآن 4 / 250 - 251.

جميع أحوال المختار ، ولأنّ الاختيار هو أخذ الخير ، وكيف يأخذ الخير من الأشياء من لا يعلم الخير فيها(1).

وقال الزمخشري في الكشّاف : الخيرة من التخيرّ ، كالطيرة من التطيّر ، والمعنى أنّ الخيرة لله تعالى في أفعاله ، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ، ليس لأحدمن خلقه أن يختار عليه ، وقيل : معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة ، أي : يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح ، وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم(2).

وقال القرطبي : قال بعض العلماء : لا ينبغي لأحد أن يُقدم على أمر من أمورالدنيا حتّى يسأل الله الخيرة في ذلك ، وينبغي أن يفرّغ قلبه من جميع الخواطر حتّى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور ، فعند ذلك ما يسبق إلى قلبه يعمل به ، فإنّ الخير فيه إن شاء الله(3).

فالذي نستفيده من هذه الأقوال أنّ خير العباد لا يعلمه إلاّ خالقهم وبارئهم ، فالفرد الذي يقدم على أمر دون استشارة أو استخارة وندم على نتيجة عمله وإقدامه فلا يلومنّ إلاّ نفسه ؛ لأنّه لم يطلب العون من خالقه ، واعتمدعلى عقله وعقل الإنسان ناقص ، ولذا قيل : من شاور الرجال شاركهم عقولهم ، ووظيفة المستخير إذا استخار قبل الإقدام التسليم لما خار الله تعالى له ، ويرضى بقضائه ، لأنّه تعالى العالم بمصالح عباده ، وما يريده لعباده إلاّ الخير والصلاح.

ولم ينفرد علماؤنا في هذا الموضوع فحسب ، بل شاركهم بقية العلماء 7.

ص: 307


1- مجمع البيان 7 / 480 ، تفسير سورة القصص آية 68.
2- الكشّاف 4 / 520 ، تفسير سورة القصص آية 68.
3- الجامع لأحكام القرآن 13 : 306 - 307.

من الطوائف الأخرى ، فانظر على سبيل المثال لا الحصر :

1 - رسالة في الاستخارة : للشيخ محمّد بن محمود المغلوي المتوفى سنة940 ه(1).

2 - كتاب الاستخارة والاستشارة : لأبي عبدالله أحمد بن زبير بن أحمد ابن سليمان الزبيري الشافعي ، المتوفى سنة 317 ه(2).

3 - مشكاة الاستنارة في معنى حديث الاستخارة : لعبد البرّ بن عبد القادر بن محمود الفيومي الصوفي المصري الحنفي المتوفى سنة 1071 ه(3).

4 - رسالة الاستخارة : للشيخ الأكبر ابن عربي محمّد بن علي الطائي الحاتمي المتوفى سنة 638 ه(4).

والحمد لله على كلّ حال ، اللهمّ غيّر سوء حالنا بحسن حالك

بحقّ محمّد وآل محمّد أفضل عبادك. 4.

ص: 308


1- كشف الظنون 1 / 844.
2- كشف الظنون 2 / 1389.
3- هدية العارفين 1 / 498.
4- هدية العارفين 2 / 114.

ترجمة المؤلّف :

اسمه ونسبه : الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي بن علي بن عبدالحسين بن شنبة - وقيل : شيبة - الدرازي - نسبة إلى الدراز وهي قرية الآباء والأجداد - البحراني. هذا ما وجده صاحب اللؤلؤة بخطّ الشيخ المترجم له.

أوصافه : كلّ من وصفه من العلماء أنّه كان على غاية من الزهد والورع والتقوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والكرم ، حيث كان يؤثر بأمواله الأضياف ، وكان بيته لا ينفكّ عن جمع من الغرباء والواردين سيّما من أهل بلادالبحرين.

ولادته : ولد رحمه الله في السنة الخامسة والسبعين بعد الألف من السنة الهجرية.

وثاقته : قال الشيخ سليمان الماحوزي : ثقة ثقة أبقاه الله ، صالح جليل ورع ، وهو من عباد الله الصالحين ، رأيته بجهرم ووافق الخبر الخبر ، وبيني وبينه صداقة أكيدة على الغيب ، ومودة بريئة من الريب ، ومراسلات ومكاتبات ومفاوضات ومطايبات.

مقامه العلمي : لمّا توفي الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني في حيدرآباد في بلاد الهند ، وكان الشيخ أحمد قد هاجر إليه وحصل له جاه عظيم ، كان القائم مقامه في تلك البلاد الشيخ الزاهد العابد الصالح الشيخ أحمد ، إلى أن افتتح تلك البلاد أورنك زيب ، فأمر بإخراج الأصناف منها كلّ بمقدّمه ، فكان الشيخ أحمد مقدّم على من فيها من صنف العلماء ، فأمر له بألف روبية ورجع الشيخ إلى بلاد إيران بعد أن حجّ بيت الله الحرام ، واستوطن في بلدة جهرم من توابع شيراز ، وكان إماماً في الجمعة والجماعة.

ص: 309

عبادته : وصفوه بالعابد والزاهد ، وكانت تلحقه الغشية والصعقة في مقام ذكر شدائد الآخرة.

مؤلّفاته : بالرغم من هذا العمر القصير الذي لم يتجاوز الخمسين تراه قد وظّفه لخدمة المجتمع والعلم والدين فترى بيته أصبح مأوى الغرباء ، وهذا يحتاج من قيّم يدير شؤونهم وضيافتهم ، وهذا لم يمنعه من العبادة حيث وصفوه بالعابد ، وهاتان الصفتان اللتان تأخذ من الإنسان وقتاً كثيراً ، فتراه رحمه الله مشتغلا بالعلم والتدريس والكتابة إذ ألّف على رغم هذا الوقت وهذه الظروف كتاب الطب الأحمدي ، فقد جمع روايات أهل البيت عليهم السلام التي تختصّ بهذا الموضوع ، ورسالتنا هذه المسمّاة بالبشارة لطلاّب الاستخارة ، وسمّيت أيضاً بالاستخارات ، أو رسالة في الاستخارة.

وقد نسب له السيّد محسن الأمين كتاب الحدائق في أحوال النبي والأئمّة عليهم السلام ولم نجده في الذريعة بل وجدنا كتاب الحدائق في نسب النبي (صلى الله عليه وآله) منه إلى آدم أبي البشر منسوباً للشيخ سليمان بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني المتوفى سنة 1085 ه. والله العالم. الذريعة 6 / 28 / 1527.

وفاته : توفي رحمه الله في شهر صفر من السنة الرابعة والعشرين بعد المائة والألف.

مصادر الترجمة :

1 - لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني : 71 / 24.

2 - أنوار البدرين للشيخ علي البلادي : 131 / 61.

3 - علماء البحرين للشيخ سليمان الماحوزي : 93 / 8 (ضمن فهرست آل بابويه).

ص: 310

4 - أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين 2 / 605.

5 - مستدركات أعيان الشيعة للسيد حسن الأمين 2 / 20.

6 - علماء البحرين لعبد العظيم المهتدي 232 / 110.

7 - الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة للشيخ آقا بزرك الطهراني : 38.

8 - الذريعة للشيخ آقا بزرك الطهراني 2 / 19 / 54 بعنوان الاستخارات.

9 - الذريعة للشيخ آقا بزرك الطهراني 3 / 113 / 382 بعنوان البشارة لطلاّب الاستخارة.

10 - الذريعة للشيخ آقا بزرك الطهراني 3/140/937 بعنوان الطبّ الأحمدي.

11 - معجم المؤلّفين لعمر رضا كحّالة 1 / 251.

رسالتنا هذه : قسّم المصنّف رحمه الله هذه الرسالة إلى إشارات وأبواب وخاتمة ، فأمّا الإشارات فذكر فيها آداب الاستخارة وما يتجلّى به المستخير من التسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله وما إلى غير ذلك من أمور ، وجعلها في اثنتي عشرة إشارة ، وإلى ستة أبواب ذكر فيها أنواع الاستخارات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، وإلى خاتمة وفي آخرها دعاء لقس بن ساعدة الأيادي.

النسخة المعتمدة : تمتاز النسخ الخطّية بمميّزات إذا كانت بخطّ مؤلّفها فإنّها تُغنيك عن غيرها ، وهذه رسالتنا كانت بخطّ مؤلّفها ، وقد فرغ منها كما قاله الطهراني في الذريعة : يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الآخرة سنة مائة بعد الألف للهجرة.

منهج التحقيق : يمتاز عملنا في هذه الرسالة بطابع من السهولة نوعاً ما ، حيث النسخة كانت بخطّ مؤلّفها فاكتفينا بها ، إن لم نقل لم نعثر على غيرها ،

ص: 311

فقمنا بالمهام التالية :

1 - كتابتها باليد ثمّ تقطيع النصّ حسبما تقتضيه الرسالة.

2 - تقويم النصّ وإصلاحه حيث وجدنا كلمات ربّما كتبت سهواً من المؤلّف أو اعتماداً على الذاكرة فابتعد عن النصّ فأصلحناه من المصدر ، وكذلك أضفنا بعض الكلمات من المصادر إتماماً للمعنى مع الإشارة لها في الهامش ، وكذلك بالنسبة للسند قمنا بنفس العمل.

3 - تخريج الأحاديث والأقوال ، وفي كثير منها صرّح المؤلّف باسم القائل أو اسم المصدر الذي نقل عنه الحديث ، وقد أضفنا لها المصادر التي توافقه نصّاً.

4 - ذكر بعض الاختلافات التي بين المتن والمصدر الذي نقل عنه المؤلّف في الهامش.

5 - تعريف الأماكن التي تستوجب التعريف كي يطّلع عليها القارىء.

6 - توضيح وشرح للكلمات الغامضة المعنى ، معتمدين المصادر اللغوية.

وكلّ هذا العمل وخلاصته في هذه النقاط خاضعة لقانون السهو والنسيان ، فسهو القلم الذي وجدناه عند المصنّف سيجده القارىء عند المحقّق بلا شكّ ولا ريب ، وسبحان الذي لا يسهو.

والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على أفضل الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

الفقير

إلى رحمة الله الغني

مشتاق

صالح المظفّر

3

جمادى الآخرة 1431 ه-

شهادة

سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهما السلام

ص: 312

صورة

ص: 313

صورة

ص: 314

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله [الذي] ما خار(1) من استخاره ، ولا ندم من استشاره ، والصلاة والسلام على من اصطفاه واختاره ، وبعثه بالإنذار والبشارة ، فرفع من الدين مناره ، وأعلى رتبته ومقداره ، وعلى آله الذين جعلهم شموس الخلق وأقماره ، وحماة الحقّ وأنصاره ، صلاة وسلاماً يقيلان قائلها عثاره ، ويرفعان عمله ويحطّان أوزاره.

أمّا بعد ، فيقول العبد الفقير الجاني أحمد بن صالح البحراني وفّقه الله لمراضيه ، وجعل مستقبله خيراً من ماضيه :

اعلموا يا إخوان الحقيقة وخلاّن الطريقة ، أنّ الاستخارة أمر مندوب إليه ، وحكم معتمد عليه ، خيرات خيراتها محلاّة بأسنى من الدرّ النظيم : (وَمَا يُلَقَّاها إلاّ الَّذِيْنَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاها إلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيْم)(2) لأنّ الاستخارة أمر مبنيّ على أصول ممهّدة وقواعد موطّدة :

أوّلها : اليقين الثابت الصادق.

وثانيها : التوكّل الناطق. 5.

ص: 315


1- خار : ضَعُف وانكسر. الصحاح 2 / 312 - خور - يعني ما ضعف ولا انكسر من استخار ربّ العزّة ذو القوّة المتين.
2- سورة فصّلت 41 : 35.

وثالثها : الرضا بما اختاره الخالق.

ورابعها : الصبر على ما خالف الهوى الزاهق.

وخامسها : الشكر على ما أحبّ وكره (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)(1).

والإستخارة سبيل الرضا ، وعصمة من الخطأ ، ونور يُستضاء به في ظلمات الحَيرة والبلوى (إنِّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَو ألْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(2) فكم أمر تريده النفس وتهواه من الأمر المباح ، تعرض له الخيرة بالمنع الصراح ، وكم أمر تنكره النفس وتأباه ، فتعرض له الخيرة فيه بما يحبّه الله ويرضاه ؛ لما فيه من الصلاح ، هذا كما قال الله سبحانه : (وَعَسَى أنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُوْنَ)(3).

فأثبت سبحانه العلم لذاته ، ونفاه عن مخلوقاته ، فكيف يحسن من عاقل لبيب ، الدخول في أمر بغير تصويب ، وكيف يحسن من عبد محصور بالأوامر والنواهي فتح الأبواب قبل إدراك المعاني ، وتحقيق المباني بالإستخارات السبحانية ، والاستشارات الربّانية! أم كيف يحسن منه أن يدخل في الأمور بغير عِلم ولا عَلَم ولا دليل! بل كيف يغرّر بنفسه في المهامه والمهاوي بغير مرشد ربّاني! بل كيف يفرّط في أموره بغير تدبّر ، ويهجم على الأمور بغير تفكّر!

وقد قال الصادق عليه السلام : «من فرّط تورّط ، ومن خاف العاقبة تثبّت عن 6.

ص: 316


1- سورة الإسراء 17 : 81.
2- سورة ق 50 : 37.
3- سورة البقرة 2 : 216.

التوغّل فيما لا يعلم ، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ، ومن لم يعلم لم يفهم ، ومن لم يفهم لم يسلم ، ومن لم يسلم لم يُكرم ، ومن لم يُكرم تهضّم ، ومن تهضّم كان ألوم ، ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم»(1).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «من عمل على غير علم ، كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح»(2).

وهذان الحديثان أوردهما محمّد بن يعقوب الكليني ثقة الإسلام في الكافي.

فاستخيروا الله في أموركم تصلح أحوالكم ، وقد استخرت الله في أمري فعزم لي جلّ جلاله على رشدي ، فجمعت هذه الإشارة المسمّاة ب- : البشارة لطلاّب الاستخارة ، متقرّباً بها لله سبحانه وتعالى شأنه ، نفع الله بها المؤمنين ، حلفاء الصبر واليقين ، إنّه خير موفّق ومعين ، ورتّبتها على إشارات وأبواب وخاتمة.

الإشارة الأولى : في معنى الاستخارة وحقيقتها اللغوية.

الإشارة مشتقّة من الخير ومعناها : الدعاء ، قال ابن الأثير في نهايته : الاستخارة طلب الخيرة في الشيء ، ومنه دعاء الاستخارة : (اللهمّ خِر لي) أي اخترلي أصلح الأمرين واجعل لي الخيرة فيه(3). ر.

ص: 317


1- أورده الكليني في الكافي 1 / 27 ضمن حديث 29 ، عن بعض أصحابنا ، رفعه عن المفضّل بن عمر ، وعنه في وسائل الشيعة 27 / 155 ح5.
2- أورده الكليني في الكافي 1 / 44 ح3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، البرقي في المحاسن 1 / 314 ح23 ، ابن إدريس في مستطرفات السرائر : 644 (ضمن السرائر ج3) ابن شعبة في تحف العقول : 47 ، الطبرسي في مشكاة الأنوار 1 / 303 ح 13.
3- النهاية في غريب الحديث : 2 / 86 - خير.

والخِيْرة بسكون الياء : اسم من قولك : خار الله لك(1) ، أي أعطاك ما هو خير لك.

وأمّا الخِيَرة بفتح الياء : فهي اسم من قولك : اختاره الله(2).

وقال الطبرسي عند قوله تعالى في سورة القصص : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(3) : اسم من الاختيار واسم للمختار ، ويجوز التخفيف فيهما(4). هذا محصّل كلامه.

وقال الإمام العلاّمة محمّد بن إدريس العجلي قدّس الله روحه في كتابه المترجم ب- : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي : الاستخارة في كلام العرب : الدعاء ، وهو من استخارة الوحش ، وذلك أن يأخذ القانص - ولد الظبية - فيعرك أذنه فيبغم(5) ، فإذا سمعت أمّه بغامه ، أتته ورمت (6) بنفسها عليه فيأخذها القانص.

ومنه قول حميد بن ثور(7) ، وذكر الظبية وولدها(8) لمّا أخذه القانص [فقال] (9) : ر.

ص: 318


1- الصحاح 2 / 314 - خير.
2- الصحاح 2 / 314 - خير.
3- سورة القصص 28 : 68.
4- مجمع البيان 7 / 479.
5- بغمت الظبية : صاحت بولدها بأرخم ما يكون من صوتها. المحكم والمحيط الأعظم 5/547 - بغم.
6- في المصدر : لم تملك أن تأتيه فترمي بنفسها.
7- في المصدر زيادة : الهلالي.
8- في المصدر زيادة : ودعاؤه لها.
9- أثبتناه من المصدر.

رأت مستخيراً فاستزال فؤادها(1).

أي رأت داعياً ، فكان معنى استخرت الله استدعيته إرشادي(2). انتهى كلامه.

الإشارة الثانية : الرجوع إلى الاستخارات في أفعاله ليعدّ من أهل السعادات في أحواله ، قال الله سبحانه وتعالى شأنه : «من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني»(3).

وروى ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمّدبن مضارب ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتُلي لم يؤجر»(4).

وهذان الحديثان أوردهما البرقي في محاسنه وهما صريحان في عموم الاستخارة.

وذكر الطوسي رحمه الله في أماليه : عن عليّ عليه السلام ، قال : «لمّا ولاّني النبي (صلى الله عليه وآله) ه.

ص: 319


1- تكملة البيت في المصدر : بمحنية تبدو لها وتغيب. ولم نعثر عليه في ديوانه المطبوع سنة1951 م في القاهرة.
2- السرائر 1 / 314.
3- أورده البرقي في المحاسن 2 / 431 ح3 ، المفيد في المقنعة : 217 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 132 ، الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 79 ح2 ، عن المحاسن ، والجواهر السنية في الأحاديث القدسية : 352 ، والفصول المهمّة 2 / 112 ح2 ، المجلسي في البحار88/ 222 ، عن فتح الأبواب ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 262 ح2 ، عن البحار.
4- المحاسن 2 / 432 ح4 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 79 ح1 ، والفصول المهمّة 2 /111 ح1 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 134 ، بسنده عن مشايخه.

على اليمن قال وهو يوصيني : يا علي ، ما حار(1) من استخار ، ولا ندم من استشار»(2).

وروى البرقي في محاسنه والكليني ثقة الإسلام في الكافي والشيخ في التهذيب : عن عثمان بن عيسى ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا همّ بأمر حجٍّ ، أو عمرة ، أو بيع ، أو شراء ، أو عتق ، تطهّر ، ثمّ صلّى ركعتي الإستخارة فقرأ فيهما سورة الحشر والرحمن(3) والمعوّذتين وَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

ثمّ قال : اللهمّ إن كان كذا وكذا خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي ، وعاجل أمري وآجله فيسّره لي على أحسن الوجوه وأجملها. ر.

ص: 320


1- في الأصل : ما خاب ، وما أثبتناه من المصدر ، وهو الموافق للمصادر الشيعية.
2- أمالي الطوسي : 136 ح33 ، عن محمّد بن محمّد ، عن أبي الحسن علي بن خالد المراغي ، عن أبي صالح محمّد بن فيض العجلي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني رضي الله عنه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن موسى ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وفيه : قال : بعثني رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وأورده ابن شعبة في تحف العقول : 207 ، ونقله الحرّالعاملي في الوسائل 8 / 78 ح11 و 11/ 366 ح8 ، عن الأمالي ، والمجلسي في بحارالأنوار : 72 / 100 ح13 و 88 / 225 ح5 ، عن الأمالي و 75 / 45 ح49 ، عن تحف العقول. وأورده الطبراني في المعجم الصغير 2 / 78 ، القاضي القضاعي في مسند الشهاب 2 / 7ح774 ، ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 54 / 3 ، الهيثمي في مجمع الزوائد 2 / 280 ، السيوطي في الجامع الصغير 2 / 494 ح7895 ، والدرّ المنثور 4 / 88 ، في تفسير قوله تعالى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) من سورة آل عمران آية : 159 والمتّقي الهندي في كنزالعمال 7 / 813 ح21532 ، وفي الكلّ : ما خاب ، وبزيادة : ولا عال من اقتصد.
3- في الأصل : سورة الرحمن والحشر ، وما أثبتناه من المصادر.

اللهمّ وإن كان كذا وكذا شرّاً لي في ديني ودنياي وآخرتي ، وعاجل أمري وآجله فاصرفه عنّي على أحسن الوجوه ، ربّ اعزم لي على رشدي ، وإن كرهت ذلك أو أبته(1) نفسي»(2).

وهذا الحديث أيضاً بعون الله وتوفيقه صريح في الاستخارة ، في المندوبات والمباحات ، والأمور الراجحات على بعض الحالات.

من المكارم : برواية أخرى عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام قال : «كان علي بن الحسين عليه السلام إذا عزم بحجّ أو عمرة أو عتق أو شراء أو بيع ، تطهّر وصلّى ركعتي الاستخارة ، وقرأ فيهما سورة الحشر والرحمن ، فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مائتي مرّة ، ثمّ قرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) والمعوّذتين.

ثمّ قال : اللهمّ إنّي قد هممت بأمر قد علّمته ، فإن كنت تعلم أنّه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فأقدره لي ، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي ، ربّ اعزم لي على رشدي ، وإن كرهت أو أحبّت ذلك نفسي ، بسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل. ثمّ يمضي ويعزم»(3).7.

ص: 321


1- في الأصل : ولم تنه ، وما في المتن أثبتناه من الكافي والتهذيب ، وفي المحاسن : وأبته.
2- المحاسن 2 / 434 ح11 ، الكافي 3 / 470 ح2 ، وفيه : فصلّ على محمّد وآله. قبل قوله : (ويسّره) و (واصرفه) وفي آخر الحديث : ربّ صلّ على محمّد وآله واعزم ... ، التهذيب3 / 180 ح408 ، وعنهم في وسائل الشيعة 8 / 63 ح3 ، وأورده الطوسي في مصباح المتهجّد : 532 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 103 ح2295 ، وابن طاووس في فتح الأبواب : 173.
3- مكارم الأخلاق : 2 / 105 ح2300 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 259 ح7.

وقال الصادق عليه السلام : «ما أبالي إذا استخرت على أيّ طرفيّ وقعت»(1).

ضرب ابن طاووس رحمه الله في كتابه فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، أمثالا يعرف بها فضل مشاورته تعالى.

منها : إنّه لو بنى لك البنّاء داراً وفرغ منها ، فرأيت خللا أما كنت تسأله عن ذلك ، وأنت تعلم أنّه(2) بنى لك دار الدنيا العظيمة ، العالم بأسرارها السقيمة والمستقيمة ، فكما نستعلم من البنّاء مصالح دارك اليسيرة ، فاستعلم منه مصالح دارك الكبيرة.

ومنها : أما تعلم أنّك لو اشتريت عبداً له عند مولاه الأوّل عشر سنين مثلا ، ثمّ مرض العبد عندك تلك الليلة ، ما كنت تستعلم من سيّده الأوّل عن سبب مرضه وتقول : هو أعلم منّي ؛ لإقامة العبد عنده أكثر منّي ، والله قد خلقك قبل النطفة تراباً ، أودعك بطناً بعد أن أودعك أصلاباً ، حتّى نشأت فما لك لا تستعلمه ، وهلاّ جعلته كسيّد العبد المذكور ، وتستعلم الله مصالح الأمور.

ومنها : لو أردت سفراً في أحد الفصول الأربعة ، فهل يعلم في تلك الحال ما غلب على باطن مزاجك - من حرارة أو برودة أو رطوبة أو يبوسة - غيره ، فإذا قلت لأحد من العباد : أريد السفر في الشتاء ، فهل ترى في ذلك صلاحاً ، فإنّه لا يعلم الحرارة ، قد ابتدأت عليك وغلبت فتوافقك البرودة س.

ص: 322


1- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 147 - 148 ، بسنده عن مشايخه ، و164 ، ونقله الحرّالعاملي في الوسائل 8 / 67 ح10 ، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 223 -224 ، عن الفتح ، وفي الوسائل والمورد الثاني من البحار : على أيّ جنبيّ وقعت.
2- ضمير الهاء في (أنّه) راجع إلى الله تبارك وتعالى ، حيث أنّ مصنّف كتابنا هذا اختصر كلام ابن طاووس.

وبالعكس ، فعلام لا تستعلم هذه من الله سبحانه ، وهو أشفق من كلّ شفيق(1).

إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ الاستخارة من أشرف الأبواب إلى معرفة صواب الأسباب ، حتّى أنّ المعصوم عدل عن نفسه لمّا استشير إلى الأمر بالاستخارة.

ألا ترى إلى الرضا عليه السلام كيف أمر علي بن أسباط بالاستخارة لمّا سأله عن الخروج برّاً أو بحراً (2).

وكذلك الجواد عليه السلام لمّا سأله علي بن أسباط هذا في أمر ضيعة له تعرّض له فيها السلطان أيبيعها(3) أو يتركها ، فكتب إليه عليه السلام يأمره بمشاورة الباري عزّ وجل(4). ،

ص: 323


1- فتح الأبواب : 224 - 226 ، مفصّلا ، أورده مصنّف هذه الرسالة باختصار.
2- حديث ابن أسباط بهذا النصّ : قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : جعلت فداك ، ما ترى آخذبرّاً أو بحراً ، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال : «اخرج برّاً ، ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة ، ثمّ تستخير الله مائة مرّةومرّة ، ثمّ تنظر فإن عزم الله لك على البحر فقل الذي قال الله عزّ وجلّ : (وقال اركبوا فيهابسم الله مجريها ومرسيها) ... الحديث. أورده الحميري في قرب الإسناد : 372 / 1327 ، الكليني في الكافي 3 / 471 ح5 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 64 ح5 ، و11 / 454 ح7 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 73/243 ح25 ، عن قرب الإسناد.
3- العبارة في الأصل هكذا : ضيعتين له تعرض له فهما السلطان أو يبيعهما. فهي سقيمة غير مستقيمة السياق. صحّحناها وما أثبتناه في المتن طبق ما في الرواية.
4- ورد الحديث بهذا النصّ : عن علي بن مهزيار ، قال : كتب أبو جعفر الثاني إلى إبراهيم ابن شيبة : «فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها ،

وانظر إلى جواب الرضا والجواد عليهما السلام كيف عدلا عن مشورتهما ، مع ما هما عليه من التأييد ، والمزيد إلى الاستخارة ، وهما أبواب مالك الحساب ، ومن ذا يقدم على مخالفة قولهما وهو حجّة على كلّ من عرفه.

وعن الصادق عليه السلام : «ما أبالي إذا استخرت على أيّ طرفيّ وقعت ، وكان أبي يعلّمني الاستخارة كما يعلّمني السورة من القرآن»(1).

وعنه عليه السلام : «صلّ ركعتين واستخر الله ، فوالله ما استخار الله مسلم إلاّ خار الله له البتة»(2).

فكيف تعدل نفسك عن ضمان الصادق عليه السلام بالقسم الذي أشار إليه(3). انتهى كلامه.

من المكارم : عن جابر بن عبدالله ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعلّمنا(4) الاستخارة كما يعلّمنا السورة من القرآن ، يقول : «إذا همّ أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثمّ ليقل : اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك ر.

ص: 324


1- تقدّم الحديث في صفحة 21 هامش 2.
2- أورده الكليني في الكافي 3 / 470 ح1 ، الطوسي في التهذيب 3 / 179 ح1 ، بنفس السند ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 108 ح2305 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 164 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 63 ح1 ، عن الكافي ، العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 266 المقطع الأخير من حديث19 ، عن فتح الأبواب. وسيأتي بسنده في ص 25.
3- فتح الأبواب : 165.
4- في الأصل : يعلّمان ، وما أثبتناه في المتن من المصدر.

بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ إن كنت تعلم هذا الأمر - تسمّيه - خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فأقدره لي ويسّره وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فاصرفه عنّي واصرفني عنه ، وأقدر لي الخير حيث ماكان ورضّني به»(1).

وروي أنّ رجلا جاء إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال له : جعلت فداك ، إنّي ربّما ركبت الحاجة فأندم عليها ، فقال له : «أين أنت عن الاستخارة؟» فقال الرجل : جعلت فداك ، فكيف الاستخارة؟ فقال : «إذا صلّيت صلاة الفجر فقل بعدأن ترفع يديك(2) حذاء وجهك : اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، وخِر لي في جميع ما عزمت به من أموري ، خيار(3) بركة وعافية»(4).

فإذا فكّر العاقل اللبيب والموافق المصيب في قول الأئمّة الأعلام والهداة الكرام وجه دلالتهم على الاستخارة واضحة ، وهدايتهم للعمل بها 5.

ص: 325


1- مكارم الأخلاق 2 / 107 ح2302 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 150 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 227 ح4 ، عن فتح الأبواب ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 236 ح4 ، عن المكارم ، البخاري في الصحيح 9 / 211 ح19 ، باب قول الله تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ) ، أبو داوود في السنن 2 / 89 ح1538 ، ابن ماجة في السنن 2 /170 ح1383 ، الترمذي في السنن 2 / 345 ح480.
2- في الأصل : يدك ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
3- في الأصل : حيا ، وما أثبتناه من المكارم.
4- مكارم الأخلاق 2 / 102 ح2292 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 258 المقطع الثاني من حديث 5.

لائحة ، فهي الطريق إلى الصواب ، والرافعة لغواشي الحجاب ، والموصلة السبب بالأسباب ، وفّقنا الله وإيّاكم للهداية ، وعصمنا وإيّاكم من الشدّة والغواية.

الإشارة الثالثة : الرضا بما يأتي به الأمر الربّاني ، ويُخرجه الحكم الرحماني ، ويختاره الحقّ السبحاني ، من حلو الخيرة ومرّها ، ومحبوبها ومكروهها ، ليُعدّ من أهل السعادات ، وتقرّر بالمطالب الهنيّات ، والمواهب السنيّات ، وتدركه العناية الأبدية ، والرحمة السرمدية.

وإيّاك أن يخطر ببالك(1) خطرات الشيطان فتكون من الهالكين ، ولو ظهرت لك بحسب عقلك الكاسد وظنّك الفاسد أسباب المصالح ، فإنّها ولعمري مع المخالفة من أتمّ القبائح ، وسأضرب لك مثلا لعلّك به تتّعظ ، لو أنّ ملكاً دعاك لموازية ومؤانسة ، ورغبت نفسك في إجابته وتحقيق طلبته ، وظهرلك بالوهم النفساني الفوز بالأماني ، ووافقتك في ظنونك العامّة ، وكان للملك وزير من خاصّته ، ونديم من أهل مودّته.

وأنت ترى أنّه لك ناصح شفيق ، وبك برّ رفيق ، فأخبرك في باطن الأمور بالستر المصون ، أنّ الملك يريد بك سوءاً ، وإنّما طلبه لك مكر وحيلة ، ألست كنت تسمع كلامه وتعتقد صحّة نظامه؟ وتركت ما كنت تحبّه وتهواه ، وسوّلت لك نفسك طلبه وهواه؟ وتطلب الحيلة في إبعاد نفسك ، وتغيّب شخصك من محبوبك الذي كنت متعلّقاً بمحبّته ، خوفاً من الوقوع في البلاء.

بعد فصح الناصح والخبر الواضح ، فإذا كنت تركن إلى نصح المخلوق ق.

ص: 326


1- في الأصل : بمالك ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق.

مثلك ، فكيف تستغشّ الخالق ، وتكره اختياره ونصحه.

فإذا ظهرت الاستخارة بما تكره نفسك ، ويحبّه هواك وطبعك ، أظهرت الغضب والأسف والندم والكآبة ، فهل تجد أحداً أعلم بأحوالك وصلاحك من ربّك؟ بل هل تحبّ أحداً أرفق بك وأشفق بك من ربّك؟ بل هو أبرّ بنا من الآباء والأمّهات ، وذلك أمر بديهي عند أهل السعادات ، فإن لم تكن من أهل هذه السعادة ، ولم تعلق يدك بأذيال تلك الوفادة ، وغلب عليك الطبع الشيطاني والهوى النفساني ، فالزم الصبر وتكلّفه ، ولم يرض قلبك الوبي(1) وطبعك الدني ، فإن لم تفعل ولزمت طريق الخلاف فأنت من [أهل](2) الخلاف ، فاستعد للندامة جلباباً وللكآبة أثواباً ، عصمنا الله وإيّاكم من الهوى ، ووفّقنا وإيّاكم لما يحبّ ويرضاه.

فقد روى الشيخ في التهذيب : بإسناده إلى محمّد بن علي بن محبوب ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه السلام ، قال : «قال الله عزّ وجلّ : إنّ عبدي يستخيرني فأخيرُله فيغضب»(3).

وروى البرقي في محاسنه : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «قال الله عزّ وجلّ : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني»(4).يث

ص: 327


1- الوبي : المريض. انظر القاموس المحيط 1 / 40 - وبأ.
2- أثبتناه ليستقيم السياق.
3- تهذيب الأحكام 3 / 309 ح958 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 80 ح6.
4- المحاسن 2 / 431 ح3 ، وأورده المفيد في المقنعة : 217 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 131 ، بسنده عن مشايخه ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 79 ح3 ، عن المحاسن ، والفصول المهمّة 2 / 112 ح2 ، والجواهر السنية في الأحاديث

فقد ثبت الشقاء لمن عمل الأعمال بغير استخارة ، فكيف حال من يستخيرويهمّ ويخالف ما أُمر به وينخرم.

وروى البرقي في محاسنه أيضاً : عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمّد بن مضارب ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لو يؤجر»(1).

فإنّه(2) أخلّ في أموره بغير مشاورة محبوبه ، معذّر بنفسه للشقاء والتعب والعناء ، وعدم الأجر عند البلاء ، والداخل في أموره بالاستخارة بعد الرضا متعرّض للنفحات اللاهوتية ، منسلخ من الأهواء الناسوتية ، داخل في صفاء الحبّ ، وأصل حجاب القرب ، بعيد من الشكّ والارتياب ، خالص عن عواش(3) التهمة والحجاب.

روى البرقي أيضاً في محاسنه : عن اليقطيني وعثمان بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : من أكرم الخلق على الله؟قال : «أكثرهم ذكراً لله ، وأعملهم بطاعته» قلت : فمن أبغض الخلق إلى الله؟ قال : «من يتّهم الله» قلت : وأحدٌ يتّهم الله؟! قال : «نعم ، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط ، فذلك يتّهم الله»(4).مع

ص: 328


1- المحاسن 2 / 432 ح4 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 79 ح1 ، والفصول المهمّة 2 / 111ح1 ، وبحار الأنوار 88 / 223.
2- في الأصل : قاله ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق.
3- كذا في الأصل. ولم أجد له معنى في كتب اللغة. والظاهر غياش من الغيش وهو الظلمة. انظر القاموس المحيط 2 / 432 - غيش.
4- المحاسن : 2 / 432 ح5 ، وأورده القمّي في كتاب الغايات : 204 (ضمن جامع

فانظر أنّ الساخط ما حاله كيف غرّر(1) بنفسه إلى أن يتّهم ربّه ، البارىء اللطيف الشفيق الرفيق ، فلو أنّ رجلا استشار شخصاً مأموناً ناصحاً عارفاً مجرّباً للأمور ، فشار عليه شيء وخالفه ، يُعدّ خلاف المشاورة من كبائر العيب ، فكيف بالتجرّي على مخالفة عالم الغيب ، والمستشار مؤتمن والمخالف في عناء(2) ، فينبغي للمستخير أن يهذّب نفسه بالأخلاق الرضية ، ليدخل في حجاب المحبّة والرضا ، فيختار ما يحبّ الله ويرضاه.

روى البرقي في محاسنه : عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون ابن خارجة ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «من استخار الله عزّ وجلّ مرّة واحدة وهو راض بما صنع الله له ، خار الله له حتماً»(3).

فانظر بعين قلبك ، وَعِ بإذن ليلة(4) رتبة الرضا بالصنع الإلهي ، والأمر ن.

ص: 329


1- في الأصل : خدر ، وما أثبتناه ظاهراً هو الأنسب للسياق ، حيث لم أجد معنى (لخدر بنفسه أو حذر بنفسه) في كتب اللغة.
2- في الأصل : عنى ، وما أثبتناه ظاهراً هو الأنسب للسياق.
3- المحاسن2 / 431 ح1 ، وأورده الكليني في الكافي 8 / 241 ح330 ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، من دون ذكر : مرّة واحدة ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 257 ، عن شيخه ابن نما ، والكفعمي في المصباح : 516 ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 63 ح2 ، عن الكافي ، و80 / 4 ، عن المحاسن ، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 256 المقطع الثاني من حديث رقم1 ، عن فتح الأبواب.
4- كذا في الأصل. والظاهر : لينة. بمعنى السكون والوقار والخشوع ، انظر : النهاية في غريب الحديث 4 / 245 - لين.

السبحاني ، والحكم الربّاني ، والهدى الرحماني ، حتّى أنّ الجبّار تعالى شأنه يخرله حتماً ، كما أخبر به الصادق عليه السلام.

وروى محمّد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عمرو بن حريث ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «صلّ ركعتين واستخر الله ، فوالله ما استخار الله مسلم إلاّ خار له البتة»(1).

قوله عليه السلام : «فوالله ما استخار الله مسلم إلاّ خار له ألبتة» يمكن حمل الحديث على ظاهره ؛ لأنّ المستشار مؤتمن ، ويدلّ عليه عموم الأخبار الأولة ، مثل قوله تعالى : «من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني»(2).

ومثل قوله عليه السلام : «من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتُلي لم يؤجر»(3) وغير ذلك.

ومثل ما روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنّه سبحانه قال : «وعزّتي وجلالي ، وعظمتي وكبريائي ، ونوري وعلوّي ، وارتفاع(4) مكاني ، لا يؤثر عبدٌ هواه ر.

ص: 330


1- الكافي 3 / 470 ح1 ، وأورده الشيخ الطوسي في التهذيب 3 / 179 ح1 ، مصباح المتهجّد : 533 ، صلوات الاستخارة ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 108 ح2305 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 164 ، عن مشايخه ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88/266 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 63 ح1 ، عن الكافي. وتقدّم في ص : 13.
2- تقدّم في صفحة : 19.
3- تقدّم في صفحة 19.
4- في الأصل : في ارتفاع ، وما في المتن اثبتناه من المصادر.

على هواي إلاّ شتّتُ عليه أمره ، ولبّستُ عليه دنياه(1) ، وشغلت قلبه بها ، ولم أؤته منها إلاّ ما قدّرت له.

وعزّتي وجلالي ، وعظمتي وكبريائي ، ونوري وعلوّي ، وارتفاع مكاني ، لايؤثر عبد هواي على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي ، وكفّلت السماوات والأرض رزقه ، وكنتُ له من وراء تجارة كلّ تاجر ، وأتته الدنيا وهي(2) راغمة»(3).

فهذه الروايات وأشباهها دالّة على عموم الاستخارة ، ويمكن حمل المسلّم على الراضي ، كما تضمّنه الحديث السابق من قوله عليه السلام : «وهو راض بما صنع الله له» لأنّ الرضا هو الإسلام ، والإسلام هو التسليم ، والتسليم هو الإيمان.

قال الله سبحانه وتعالى شأنه : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُوْنَ حَتّى يُحَكِّمُوْكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيْمَا)(4).

فإذا تفكّرت فيما قال الله سبحانه عرفت حقيقة الرضا وعلوّ رتبته. 5.

ص: 331


1- في الأصل : دنياي ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- (وهي) أثبتناها من المصادر.
3- أورده الكليني في الكافي 2 / 335 ح2 ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن النبي(صلى الله عليه وآله) ، الطبرسي في مشكاة الأنوار 1 / 37 ح40 ، ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : 287 ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 15 / 279 ح3 ، والجواهر السنية في الأحاديث القدسية : 119 ، عن الكافي ، المجلسي في بحار الأنوار 67 / 78 ح14 ، عن عدّة الداعي.
4- سورة النساء 4 : 65.

الإشارة الرابعة : في اختلاف مراتب الناس في الاستخارة ، قال ابن طاووس في فتح الأبواب : أكثر الناس لا يحبّون ما أراده الله منهم ، ولا يلتفتون إلى الاستخارة ، وهم فرق ، ففرقة كانوا مشغولين عن أخبار الاستخارات بمهام دنياهم(1) ، فلم يتفرّغوا لاعتبار ما ورد من الروايات ، ولو وقفوا على ذلك لالتفت واإليها ولما وقفوا عنها.

وفرقة وجدوا فيها أكداراً وإعساراً ، فتوقّفوا عنها ونفروا منها ، وهؤلاء إذا نظر في حالهم منصف ، عرف أنّهم لم يقيموا شروط الاستخارة ، فالذنب كان(2) لهم دونها ؛ لأنّهم يستخيرون على سبيل التجربة ، فينظروا هل يظفرون بمرادهم أم لا ، والذي يستخير على سبيل التجربة يكون سيّىء الظنّ بالله ، أو سيّىء الظنّ بالرواية ، وكلاهما يُمنع من الاستخارة ، والله سبحانه يقول : (الظَّانِّيْنَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)(3) والمستخير على هذه الصفات يكون أقرب إلى النقمات ، من أن يظفر بفوائد الاستخارات.

وفرقة لا ثقة لهم بالاستخارة ولا يقين ، بل إن جاءت الاستخارة كما يريدون ، عملوا بها وإلاّ نفروا منها ، وما يؤمن هؤلاء من دخولهم تحت عموم تهديد(4) في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْف - أي شكٍّ - فإنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ الْمُبِيْنُ)(5).1.

ص: 332


1- في المصدر : بمهام دينهم ودنياهم.
2- (كان) أثبتناه من المصدر.
3- سورة الفتح 48 : 6.
4- في المصدر زيادة : ووعيد سلطان العالمين.
5- سورة الحجّ 22 : 11.

وفرقة من العوام ما في قلوبهم يقين ولا معرفة إلاّ بمن يشاهدون ، ويأتون به من الأنام ، والله جلّ جلاله لا تصحّ عليه المشاهدة ، فليس لهم به معرفة ، فلا يعرفون لمشاورته فائدة(1). انتهى كلامه أعلى الله مقامه(2).

الإشارة الخامسة : الإقبال على الله سبحانه والاعتماد عليه تعالى شأنه ، فالتوجيه إليه بقلبه وبدنه ، فإنّه في مجلس الحضور والخطاب ، إن كان من أولي الألباب ، الفائزين بدخول هذا الباب ، الواصلين سبحان الحجاب.

الإشارة السادسة : الطهارة ، بأن يطهّر قلبه من الشكّ والارتياب ، ويُولعه بربّ الأرباب ، ويزيل عنه الشواغل والموانع ، ويقاتل هواه ونفسه بالصوارم القواطع ، ويمنعها من الخواطر الرديئة الشيطانية ، والعوائق الخبيثة النفسانية ، ويطهّر بدنه بالطهارة الشرعية الرحمانية ، ويقدّس لسانه من الهفوات والسقطات الإنسانية ، ويلزم الآداب الشرعية ، السبحانية ، ولا تُعجبه نفسه وعشيرته ، فإنّه بحضرة الملك الجبار الجليل القهّار.

الإشارة السابعة : أن يكون في يد المستخير خاتم عقيق فيه : (محمّد وعلي) ويضرب بيده اليمنى فيأخذ أحد السهمين ، فإنّه المحمود في العاجلة والآجلة. ذكره ابن باقي في مصباحه(3) فإنّه أقرب لإجابة الدعوات ، وحصول المسرّات.

الإشارة الثامنة : عدم الإلتفات إلى أحد من المتكلّمين ، فإنّه مشغول بخطاب مالك يوم الدين ، كما هو دأب الأئمّة المعصومين.

فقد روى البرقي في محاسنه : عن علي بن الحكم ، عن أبان الأحمر ، ي.

ص: 333


1- (فائدة) أثبتناها من المصدر.
2- فتح الأبواب : 283 - 300.
3- المصباح للشيخ الطوسي ، واختيار المصباح للسيد ابن باقي.

عن شهاب بن عبد ربّه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «كان أبي إذا أراد الاستخارة في الأمر توضّأ وصلّى ركعتين ، وإن كانت الخادمة لتكلّمه فيقول : سبحان الله ، ولايتكلّم حتّى يفرغ»(1).

الإشارة التاسعة : أن يُوتر في استخارته ؛ فإنّ الله وتر يحبّ الوتر.

روى البرقي في محاسنه : عن النوفلي ، عن السكوني ، بإسناده ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «من استخار الله فليوتر»(2).

الإشارة العاشرة : أن تكون الاستخارة في عافية ، فإنّه ربّما خُيّر للرجل في قطع يده وموت ولده.

الإشارة الحادية عشرة : ذكر ابن طاووس في كتابه فتح الأبواب : من آداب المستخير أن يتأدّب في صلاته كما يتأدّب السائل المسكين ، ويُقبل بقلبه على الله في سجوده للاستخارة ، وقول : أستخير الله برحمته في عافية ، وكذا إذا رفع رأسه من السجدة ، وأن لا يتكلّم بين أخذ الرقاع ، ولا في أثناء الاستخارة إلاّ بالرسوم ؛ لأنّ ذلك من قلّة الأدب(3).

ولقول الجواد عليه السلام لعليّ بن مهزيار(4) : «ولا تُكلّم أحداً بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ مائة مرّة»(5). وإذا خرجت الاستخارة مخالفة لمراده فلا 7.

ص: 334


1- المحاسن 2 / 433 ح8 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 66 ح8 ، وبحار الأنوار 88 / 262.
2- المحاسن 2 / 432 ح6 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 80 ح5 ، وبحار الأنوار 88 / 262 ح 14.
3- فتح الأبواب : 298 - 300 ، وقد أوردها الشيخ البحراني باختصار.
4- في الأصل : علي بن أسباط ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
5- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 142 - 143 ، ضمن حديث طويل ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 76 ح7 ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 264 ح17.

يقابلها بالكراهة ، بل بالشكر ، كيف جعله الله أهلا أن يستشيره.

الإشارة الثانية عشرة : ذكر الشيخ المفيد رحمه الله في الرسالة العزّية : لا ينبغي للإنسان أن يستخير الله في فعل(1) شيء نهاه عنه ، ولا حاجة به في استخارة(2) لأداء فرض(3) ، وإنّما الاستخارة في المباح ، وترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما ، كالحج والجهاد تطوّعاً ، أو السفر(4) لزيارة مشهد دون آخر ، أو صلة أخ دون آخر ، وصلاة الاستخارة بالفاتحة وما شاء والقنوت ، فإذا سلّم قال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله) :

اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك وقدرتك ، وأستخيرك بعزّتك ، وأسألك من فضلك ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ إن كان هذا الأمر الذي عرض لي خيراً في ديني ودنياي وآخرتي ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وأعنّي عليه ، وإن كان شرّاً لي فاصرفه عنّي ، واقض الخير لي حيث كان ورضّني به(5) ، حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ماعجّلت ، يا أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين(6).9.

ص: 335


1- (فعل) أثبتناه من المصدرين.
2- قوله : (ولا حاجة به في استخارة) أثبتناه من المصدرين.
3- في الأصل : لاه ، في فرض ، وما أثبتناه في المتن من المصدرين.
4- (السفر) أثبتناه من المصدرين.
5- قوله : (ورضّني به) أثبتناه من المصدرين.
6- الرسالة العزية : غير مطبوعة ، حكاه عنه ابن طاووس في فتح الأبواب : 176 - 177 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 229.

الباب الأوّل

الاستخارة بالرقاع

وهي أعظمها فضلا وأجلّها نفعاً.

فقد رواها الشيخ ثقة الإسلام في الكافي وشيخ الطائفة في التهذيب : غيرواحد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد البصري ، عن القاسم بن عبدالرحمن الهاشمي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «إذا أردت أمراً فخذ ستّ رقاع ، فاكتب في ثلاث منها :

بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة (أفعله).

وفي ثلاث منها :

بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة (لا تفعل).

ثمّ ضعها تحت مصلاّك ، ثمّ صلّ ركعتين ، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة : أستخير الله برحمته خيرة في عافية ، ثمّ استو جالساً وقل : اللهمّ خِر لي واختر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية ، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها وأخرج واحدة ، فإن خرج ثلاث متواليات (إفعل) فافعل الأمر الذي تريده ، وإن خرج ثلاث متواليات (لا تفعل) فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة (إفعل) والأخرى (لا تفعل) فأخرج من الرقاع إلى الخمس

ص: 336

فانظرأكثرها فاعمل به ، ودع السادسة لا تحتاج إليها»(1).

قال ابن طاووس في كتابه فتح الأبواب : هذه الاستخارة مفضّلة على كلّ استخارة وردت عنهم عليهم السلام.

أمّا ترجيحها على الاستخارة بالدعوات عن وجوه :

الأوّل : إنّ المستخير بالدعوات لو وجد ما تضمّنه دعاؤه ، لم يعلم هل ذلك منه(2) في جواب دعائه ، أم كان ابتداءً منه(3) واتّفق عنه اتّفاق الدعاء.

الثاني : إنّ المستخير بالدعوات (4) ليس بمستشير بل سائل ، والمستشار يلزمه نصيحة المستشير له ، ما لا يلزمه لأصحاب الدعاء.

الثالث : إنّ المستخير بالدعوات (5) لا يعلم ما بين يديه من صفو (6) أو كدر ، وهذا يعرف من الرقاع ، وأمّا ترجيحها على الاستخارة بترجيح الخاطر ، فمن وجوه :

الأوّل : إنّ الذي يعتمد على الخاطر الأرجح في الاستخارات (7) كيف يصنع إذا كان الفعل كالترك ، وهما متساويان عنده تعالى ، فهنا ينسدّ الباب ر.

ص: 337


1- الكافي 3 / 470 ح3 ، التهذيب 3 / 181 ح6 ، وأورده الشيخ أيضاً في مصباح المتهجّد : 534 ، والمفيد في المقنعة : 219 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 104 ح2299 ، ابن طاووس باختلاف يسير في فتح الأبواب : 182 و186 ، وعنه في مستدرك الوسائل 6 / 248 ح1 ، وعنهم في وسائل الشيعة 8 / 68 ح1 ، وبحار الأنوار 88 / 230 ح5.
2- المراد من (منه) هو الله جلّ جلاله كما في المصدر.
3- المراد من (منه) هو من فضل الله جلّ جلاله كما في المصدر.
4- في المصدر : بمجرّد الدعوات.
5- في المصدر : بمجرّد الدعوات.
6- في المصدر : ظفر.
7- قوله : (في الاستخارات) أثبتناه من المصدر.

بخلاف الرقاع.

الثاني : إنّ الذي يعمل على ترجيح الخاطر ، كيف يصنع إذا كان الفعل أرجح من الترك أو العكس؟ وبها جميعاً خيرة وصواب ، وهذا يعرف من الرقاع.

الثالث : إنّ الإنسان بين عقله وبين هواه ، وبين طبعه وبين الشيطان ، فكيف يعلم يقيناً أنّ هذا الخاطر المرجّح ، من جانب الله تعالى دون النفس والهوى ، والطبع والشيطان ، والإنسان يعلم ضعفه عن هذا المقام الباهر ، أن قيل : متى رجح خاطره علم أنّه منه تعالى ، قلنا : هذا لا يقوله إلاّ المعصوم ، فأمّا نحن فكيف نأمن ، وأمّا ترجيحها على العمل برقعتين فمن وجوه :

الأوّل : إنّه لا يفهم الترجيح إذا جاء في الفعل (نعم) فاستخرت في الترك فجاء (نعم) أيضاً ، ويكون أحدهما أرجح ، وهذا يفهم بالست (1).

الثاني : إنّ الذي يعمل بالرقعتين لا يدري ما بين يديه من تفضيل مواضع الصفاء والكدر بخلاف الست ، فإنّ كلّ رقعة تجيء (لا تفعل) فكأنّها كدر ، وكلّ رقعة تجيء (إفعل) فكأنّها صفو ، فإن كانت الثلاث المتوالية كلّها (إفعل) فالصفو حاصل في جميع الخيرة ، وإن انعكس انعكس ، وإن كان فيها (إفعل) و (لا تفعل) فالصفو حاصل في مكان الأمر ، والكدر حاصل في مكان النهي ، إن جاء ذلك في أوّله أو وسطه أو آخره.

الثالث : طرقها معروفة مسندة ، وما وجدنا في الاستخارة بالرقعتين في بندقتين إلاّ رواية واحدة مرسلة ضعيفة(2). ر.

ص: 338


1- في المصدر : وهذا ينفهم بالستّ الرقاع.
2- فتح الأبواب : 212 - 217 نقله الشيخ البحراني باختصار.

وقال أيضاً أعلى الله مقامه في كتابه فتح الأبواب :

التاسع(1) : فيما أذكره من ترجيح العمل في الاستخارة بالرقاع الست (2) في الاستخارات ، أنّ العامل ما يكون عاملا بكلّ خبر عام في الاستخارة ، ممّا يمكن أن تكون الأخبار بالرقاع الست مخصّصة لتلك(3) الأخبار العامّة ، وإذا عمل بتلك الأخبار العامة فحسب سقط عنه أخبار العمل بالرقاع ، ومع إمكان العمل بالجميع لا يجوز إسقاط شيء منها ، فرجح - كما ترى - العمل بأخبار الاستخارة بالرقاع المذكورة.

الوجه الآخر : إنّ العامل في الاستخارة على الأخبار الواردة بالاستخارة بالرقاع الست ، يكون عاملا بكلّ خبر ورد في الاستخارة مجملا ، ممّا يمكن أن تكون أخبار الاستخارة بالرقاع الستّ مبنيّة لتلك الأخبار المجملة ، فإذا عمل بتلك الأخبار المجملة فحسب سقط منه أخبار العمل بالرقاع الموصوفة ، ومع إمكان العمل بالجميع - كما قدّمناه - لا يجوز إسقاط شيء منها ، فظهر ترجيح العمل بأخبار الاستخارة بالرقاع المذكورة ، وهذا الوجه غير الوجه الأوّل ؛ لأنّ ذلك تخصيص العموم ، وهذا بيان المجمل.

الوجه الآخر : إنّه متى أمكن العمل بالجمع بين الأخبار المختلفات في ظاهر الروايات على وجه من الوجوه ، سواء كان ذلك بتخصيص العموم ، أو ببيان المجمل ، أو بغير ذلك من التأويلات ، فالواجب العمل بالجميع مع الإمكان ، وسنذكر تأويلات محتملات للأخبار الواردة ، بما عدا الأخبار المتضمّنة للرقاع الست في الاستخارات. ر.

ص: 339


1- المقصود هو الباب التاسع كما في المصدر.
2- (الست) أثبتناه من المصدر.
3- في الأصل : الملك ، وما أثبتناه من المصدر.

الوجه الآخر : إنّ الأخبار الواردة في الاستخارة بغير الست الرقاع ، قد روى كثير من المخالفين من طريقهم نحوها أو مثلها ، فلعلّ الذي ورد من طريق أصحابنا ممّا يخالف الاستخارة بالرقاع ، يكون قد ورد على سبيل التقيّة ، وهذا حجّة واضحة قويّة في ضعف الأخبار المخالفة للرقاع الست ، عند من أنصف من أهل البصائر الدينية.

الوجه الآخر : إنّ الأحاديث وردت من جانب الخاصّة بما معناه أن إذا وردت أحاديثنا مختلفة ، أنّنا نأخذ بأبعدها من مذهب العامّة(1). انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

قال الشهيد رحمه الله في الذكرى بعد [أن](2) أورد الاستخارة بالرقاع الست وعقّبها بذكر استخارة الرقعتين في بندقتين : ولا يضرّ الإرسال ، فإنّ الكليني رحمه الله ذكرها في كتابه(3) والشيخ في التهذيب(4) وغيرهما(5) ، وإنكار ابن إدريس(6) الإستخارة بالرقاع لا مأخذ له ، مع اشتهارها بين الأصحاب ، وعدم رادّ لها سواه ، ومن أخذ مأخذه كالشيخ نجم الدين في المعتبر حيث قال : هي في خبر الشواذ فلا عبرة بها(7). وكيف تكون شاذّة وقد دوّنها المحدّثون في كتبهم والمصنّفون في مصنّفاتهم. 6.

ص: 340


1- فتح الأبواب : 209 - 211.
2- أثبتناه ليستقيم السياق.
3- الكافي 3 / 473 ح8.
4- التهذيب 3 / 182 ح413.
5- انظر : مصباح المتهجّد : 535 ، مكارم الأخلاق 2 / 106 ح2301 ، فتح الأبواب : 228.
6- السرائر : 1 / 313.
7- المعتبر 2 / 376.

وقد صنّف السيّد العالم العابد صاحب الكرامات الظاهرة والمآثر الباهرة رضي الدين أبو الحسن علي بن طاووس الحسني رحمه الله كتاباً ضخماً في الاستخارات ، واعتمد فيه على رواية الرقاع ، وذكر من آثارها عجائب وغرائب أراه الله تعالى إيّاها ، وقال : إذا توالى الأمر في الرقاع فهو خير محض ، وإن توالى النهي فذلك الأمر شرّ محض ، وإن تفرّقت كان الخير والشرّ موزّعاً بحسب تفرّقها(1) على أزمنة ذلك الأمر بحسب ترتّبها(2). انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

قال ابن طاووس رحمه الله : وممّا وجدته من عجائب استخارة الرقاع أنّه طلبني بعض أبناء الدنيا وأنا بالجانب الغربي من بغداد ، فبقيت إثنين وعشرين يوماً أستخير الله جلّ جلاله أن ألقاه فتأتي الاستخارة (لا تفعل) في أربع رقاع ، أوفي ثلاث متواليات ، وما اختلفت (3) في المنع المدّة المذكورة ، ثمّ ظهر لي حقيقة سعادتي بعد ذلك(4).

ومن عجائبها أنّي أقمت بالحلّة شهراً وكنت أريد إتيان بعض ولاتها ، فكنت كلّ يوم أستخير الله جلّ جلاله أوّل النهار وآخره في لقائه ، فتأتي الاستخارة (لا تفعل) فتكلّمت نحواً من خمسين استخارة (لا تفعل) وظهر لي بعدذلك سبب سعادتي ، وهل يقبل العقل أنّ الإنسان يستخير الله خمسين استخارة تكون كلّها اتّفاقاً (لا تفعل)(5).3.

ص: 341


1- في الأصل : تعرّفها ، وما أثبتناه من المصدر.
2- ذكرى الشيعة 4 / 266 - 267.
3- في الأصل : ما اختلف. وما في المتن أثبتناه من المصدر.
4- فتح الأبواب : 223.
5- فتح الأبواب : 223.

ومن عجائبها : إنّي قد بلغت من العمر نحو ثلاث وخمسين سنة منذ عرفت (1) الاستخارات فلم أر فيها ما يخالف السعادات ، فإذا فيها كما قيل :

قلت للعاذل لمّا جاءني

من طريق النصح يُبدي ويُعيد

أيّها الناصح لي في زعمه(2)

لا تزد نصحاً لمن ليس يريد

فالذي أنت له مستقبح

ما على استحسانه عندي مزيد

وإذا نحن تباينّا كذا

فاستماع العذل شيء لا يفيد(3)

ومن كتاب الاستخارات لابن طاووس : وأمّا تفصيل فوائد الاستخارة بالست الرقاع زيادة على ما قدّمناه ممّا فتحه الله جلّ جلاله علينا ، وعرفناه يقيناً ووجدناه ، فإنّني أستخير الله جلّ جلاله كما وردت الروايات بذلك على التفصيل ، مع زيادات عرفتها من أصول كتب أصحابنا المتضمّنة للأخبار والأسرار ، فأستخير الله في فعل شيء فتخرج الاستخارة (إفعل) مثلا ثلاث مرّات متواليات ، فأستخير في ترك ذلك الفعل لجواز أن يكون الفعل مثل الترك ، لمادّة تقتضي تجويز التساوي بين الفعل والترك ، وجواز الاستخارة فيهما ، فإن جاءت الاستخارة في الترك ثلاث متواليات علمت أنّ الترك مثل الفعل ، فكنتُ أعلم من نفسي أن لا ترجيح لأحدهما على الآخر في الفعل(4) ، وهذا علّة تظاهر روايات الاستخارات ؛ لأنّني وجدت إذا كانت الاستخارة في ثلاث (إفعل) فبقي الترك لا أدري هل أنا ممنوع منه أو مخيّر(5) ر.

ص: 342


1- في الأصل : جهة ، وما في المتن أثبتنا من المصدر.
2- في الأصل : أيّها الناصح ما في زعمه. وما في المتن أثبتناه من المصدر.
3- فتح الأبواب : 224.
4- في الأصل : العقل ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
5- في الأصل : مجيز ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.

فيه على السواء ، أو مخيّر فيه ولكنّ الفعل أرجح.

فلمّا وجدت الحال مشتبهاً وجدت الروايات تتضمّن كشف الحقيقة بالاستخارات ، ووجدت روايات الاستخارة بالرقاع أيضاً تتضمّن إذا أردت أمراً فاستخر فيه ، فدخلت استخارتي في الترك تحت عموم أخبار الاستخارة عند الاشتباه في المصلحة ، وتحت عموم الأخبار إذا أردت أمراً فاستخر ، وهذا في أمر قد أردته به فاستخرت في الترك.

والوجه الآخر : إنّني أستخير الله جلّ جلاله ، فتخرج الاستخارة مثلا في ثلاث متواليات (إفعل) فأستخير في الترك فتكون الاستخارة (إفعل) ولكنّها في خمس رقاع أو في أربع ، فأعلم أنّ الفعل أرجح من الترك ، وإن كان الجميع خيرة.

والوجه الآخر : إنّني أستخير الله جلّ جلاله ، فتخرج الاستخارة في خمس أو أربع (إفعل) ثمّ أستخير الله في الترك فتكون الاستخارة (لا تفعل) فأعلم أنّ الفعل خيرة ، ولكن فيه كدر بحسب موضع الرقاع التي في خمس أو أربع التي فيها (لاتفعل)(1) انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

تنبيه : إعلم أنّ القراءة بعد الحمد في صلاة الاستخارة غير معنيّة ، يدلّ على ذلك ما رواه الكليني والصدوق والشيخ الطوسي في متهجده : عن مرازم ، قال : قلت للصادق عليه السلام : أيّ شيء أقرأ في ركعتي الاستخارة؟ فقال : «إقرأ فيهما ما شئت ، وإن شئت قرأت فيهما التوحيد والجحد»(2).رم

ص: 343


1- فتح الأبواب : 218 - 219.
2- الكافي 3 / 472 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 1 / 562 ح 1551 ، مصباح المتهجد : 534 ، وأورده الطوسي أيضاً في التهذيب 3 / 180 ح410 ، الطبرسي في مكارم

وذكر ابن طاووس في كتابه فتح الأبواب : ولمّا رأيت أخباراً كثيرة تضمّنت تخيير الإنسان فيما يقرؤه بعد الحمد في ركعتي الاستخارة ، هداني الله تعالى أن أقرأ فيهما كصلاة الغفيلة ؛ لأنّي وجدت المستشير له تعالى في ظلمات في رأيه وتدبيره ، فقرأت بعد الحمد في الأولى (وَذَا النُّوْنِ إذْ ذَهَبَ)(1) الآيتين ، ثمّ قلت ما معناه :

يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، أنا في ظلمات فيما أستشيرك فيه ، فنجّني كما وعدت ، إنّك تُنجي المؤمنين ، واكشف لي ذلك برحمتك على اليقين. ثمّ أقرأ في الركعة الثانية بعد الحمد : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ)(2) الآية ، وأقول :

اللهمّ إنّي أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ أنت. ثمّ أدعو بما سنح(3). انتهى كلامه أعلى الله مقامه. 1.

ص: 344


1- سورة الأنبياء 21 : 87.
2- سورة الأنعام 6 : 59.
3- فتح الأبواب : 221.

الباب الثاني

في الاستخارة بالرقاع المبندقة

علي بن محمّد رفعه عنهم عليهم السلام أنّه قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر : يمضي فيه ولا يجد أحداً يشاوره فكيف يصنع؟ قال : «شاور ربّك» قال : فقال له : كيف؟ قال : «إنوِ الحاجة في نفسك ، ثمّ اكتب رقعتين في واحدة (لا) ، وفيواحدة (نعم) واجعلهما في بندقتين من طين ، ثمّ صلّ ركعتين ، واجعلهما تحت ذيلك ، وقل : يا الله ، إنّي أشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير ، فأشر عليَّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة(1) ، ثمّ أدخل يدك فإن كان فيها (نعم) فافعل ، وإن كان فيها (لا) لا تفعل ، هكذا تشاور ربّك»(2).

وهذه الرواية رواها الكليني في الكافي والشيخ في التهذيب وقد مضى الكلام عليها في الباب الأوّل. ح.

ص: 345


1- في الأصل : عافية ، وما في المتن أثبتناه من المصادر إلاّ المكارم.
2- الكافي 3 / 473 ح8 ، التهذيب 3 / 182 ح413 ، وأورده الشيخ أيضاً في مصباح المتهجّد : 535 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 106 ح2301 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 228 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 69 ح2 ، عن الكافي والتهذيب ، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 237 ح2 ، عن فتح الأبواب والمكارم والمصباح.

روى أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : أراد بعض أوليائنا(1) الخروج للتجارة ، فقال : لا أخرج(2) حتّى آتي جعفر بن محمد عليهما السلام فأسلّم عليه ، وأستشيره في أمري هذا(3) ، وأسأله الدعاء لي ، قال : فأتاه فقال : يا بن رسول الله ، إنّي عزمت على الخروج للتجارة ، وإنّي آليت على نفسي ألاّ أخرج حتّى ألقاك وأستشيرك ، وأسألك الدعاء لي.

قال : فدعا له وقال عليه السلام له : «عليك بصدق اللسان في حديثك ، ولا تكتم عيباًفي تجارتك ، ولا تغبن المسترسل ، فإنّ غبنه ربا ، ولا ترض للناس إلاّ ما ترضاه لنفسك ، واعط الحقّ وخذه ، ولا تحف(4) ولا تجر(5) ، فإنّ التاجر الصدوق مع السَّفَرة الكرام البررة يوم القيامة ، واجتنب الحلف ، فإنّ اليمين الفاجرة تورث صاحبها النار ، والتاجر فاجر إلاّ من أعطى الحقّ وأخذه.

وإذا عزمت على السفر أو حاجة مهمّة فأكثر الدعاء والاستخارة ، فإنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يعلّم أصحابه الاستخارة كما يعلّمهم السورة من القرآن. وإنّا لنعلم ذلك متى هممنا بأمر(6) ، ونتّخذ رقاعاً للاستخارة ، فما خرج لنا عملنا عليه ، أحببنا ذلك أم كرهنا» فقال ر.

ص: 346


1- في الأصل : أصحابنا ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- قوله : (أخرج) أثبتناه من المصادر.
3- في الأصل : غداً ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
4- في الأصل والمصدر : ولا تخف ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق ، وقد صحّحت الكلمة في المستدرك. والحيف : الميل في الحكم ، وعدم المساواة في البيع والعطاء. انظر تهذيب اللغة 5 /264 - حاف.
5- في المصدر والوسائل : ولا تخن ، وفي البحار : ولا تحزن.
6- (بأمر) أثبتناه من المصادر.

الرجل : يامولاي علّمني كيف أعمل؟

فقال : «إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوء وصلّ ركعتين ، تقرأ في كلّ ركعة : الحمد و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مائة مرّة ، فإذا سلّمت فارفع يديك بالدعاء وقل في دعائك :

يا كاشف الكرب ، ومفرّج الهمّ ، ومذهب الغم ، ومبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا من يفزع الخلق إليه في حوائجهم ومهمّاتهم وأمورهم ، ويتّكلون عليه ، أمرت بالدعاء وضمنت الإجابة.

اللهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد ، وابدأ بهم في كلّ خير(1) ، وفرّج همّي ، ونفّس كربتي ، وأذهب غمّي ، واكشف لي عن الأمر الذي قد التبس عليّ ، وخِر لي في جميع أموري خيرة في عافية ، فإنّي أستخيرك اللهمّ بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك ، وألجأ إليك في كلّ أموري ، وأبرأ من الحول(2) والقوّة إلاّ بك ، وأتوكّل عليك ، وأنت حسبي ونعم الوكيل.

اللهمّ فافتح لي أبواب رزقك وسهّلها لي ، ويسّر لي جميع أموري ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر - وتسمّي ما عزمت عليه وأردته - هو خيرٌ لي في ديني ودنياي ، ومعاشي ومعادي ، وعاقبة أموري ، فقدّره لي ، وعجّله عليَّ ، وسهّله ويسّره وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنّه غير نافع لي في العاجل والآجل ، بل هو شرّ عليَّ فاصرفه عنّي واصرفني عنه ، كيف شئت ر.

ص: 347


1- في الفتح والبحار : أمري.
2- في الأصل : الحلول ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.

وأنّى شئت ، وقدّر لي الخير حيث كان وأين كان ، ورضّني يا ربّ بقضائك ، وبارك لي في قَدَرِك ، حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت ، إنّك على كلّ شيء قدير».

ثمّ أكثر الصلاة على محمّد النبي وآله صلى الله عليهم أجمعين ، وتكون معك ثلاث رقاع قد اتّخذتها في قدر واحد وهيئة واحدة ، واكتب في رقعتين منها : اللهمّ فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.

اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتمضي ولا أمضي(1) ، وأنت علاّم الغيوب ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، وأخرج لي أحبّ السهمين إليك ، وأخْيَرهما(2) لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري ، إنّك على كلّ شيء قدير وهو عليك يسير.

وتكتب في ظهر إحدى الرقعتين : (إفعل) وعلى الأخرى : (لا تفعل) وتكتب على الرقعة الثالثة : (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، استعنت بالله ، وتوكّلت عليه ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، توكّلت في جميع أموري على الله الحيّ الذي لايموت ، واعتصمت بذي العزّة والجبروت ، وتحصّنت بذي الحول و (3) الطول والملكوت ، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد النبي وآله الطاهرين».

ثمّ تترك ظهر هذه الرقعة أبيض ولا تكتب عليه شيئاً ، وتطوي الثلاث ر.

ص: 348


1- في المصدر (فتح الأبواب) : وتقضي ولا أقضي ، وفي بقية المصادر موافق للمتن.
2- في المصدر : وخيرهما ، وبعض المصادر تؤيّد المتن وبعضها تؤيّد المصدر.
3- قوله : (الحول و) أثبتناه من المصادر.

الرقاع طيّاً شديداً على صورة واحدة ، وتجعل في ثلاث بنادق شمع أو طين على هيئة واحدة ووزن واحد ، وادفعها إلى من تثق به ، وتأمره أن يذكر الله ويصلّي على محمّد وآله ، ويطرحها في كمّه ويدخل يده اليمنى فيجيلها في كمّه ، ويأخذ منها واحدة من غير أن ينظر إلى شيء من البنادق ، ولا يتعمّد(1) واحدة بعينها ، ولكن أيّ واحدة وقعت عليها من الثلاث أخرجها ، فإذا أخرجها أخذتها منه وأنت تذكر الله عزّ وجلّ ، ولله الخيرة(2) فيما خرج لك ، ثمّ فضّها واقرأها ، واعمل بما يخرج على ظهرها ، وإن لم يحضرك من تثق به طرحتها أنت إلى كمّك وأجَلْتها بيدك ، وفعلت كما وصفت لك ، فإن كان على ظهرها (3) (إفعل) فافعل وامض لما أردت ، فإنّه يكون ذلك فيه إذا فعلته الخيرة إن شاء الله.

وإن كان على ظهرها (لا تفعل) فإيّاك أن تفعله أو تخالف ، فإنّك إن خالفت لقيت عنتاً ، فإن تمّ لم يكن لك فيه الخيرة.

وإن خرجت الرقعة التي لم تكتب على ظهرها شيئاً ؛ فتوقّف إلى أن تحضر صلاة مفروضة ، ثمّ قم فصلّ ركعتين كما وصفت لك ، ثمّ صلّ المفروضة ، أوصلّهما(4) بعد الفرض ما لم تكن الفجر أو العصر ، فأمّا الفجر فعليك بعدها بالدعاء إلى أن تبسط الشمس ثمّ صلّها ، وأمّا العصر فصلّها قبلها ، ثمّ ادع الله عزّ وجلّ بالخيرة كما ذكرت لك ، وأعد الرقاع ، واعمل بحسب ما يخرج لك ، وكلّما خرجت الرقعة التي ليس فيها شيء مكتوب ر.

ص: 349


1- في الأصل : ولا يتأمّل ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- في المصدر : وتسأله الخيرة.
3- من قوله : (وإن لم يحضرك) إلى هنا أثبتناه من المصادر.
4- في الأصل : وأصلها ، والظاهر هو من سهو القلم ، وما أثبتناه من المصادر.

على ظهرها ، فتوقّف إلى صلاة مكتوبة كما أمرتك ، إلى أن يخرج لك ما تعمل عليه إن شاء الله(1).

استخارة بندقية مرويّة عن أمير المؤمنين عليه السلام : يكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم(2) إنّي أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره ، وأسلم إليك نفسه(3) ، وخلالك وجهه ، وتوكّل عليك فيما تأمره به(4).

اللهمّ انصرني ولا تنصر عليّ ، واهدني إلى الخيرات ولا تضلّني(5).

اللهمّ إن كان الخير لي أو لفلان في كذا فخر لي أوّله ، إنّك على كلّ شيء قدير ، وتكتب في رقعة (إفعل) وفي الأخرى (لا) ويجعلان في بندقتين ويلقيان في الماء ، فأيّهما شقّت الماء وظهرت على الماء عمل عليها وأُهمِلَت الأخرى(6).ي.

ص: 350


1- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 160 - 164 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88/235 ح1 ، والحرّ العاملي في وسائل الشيعة 17 / 385 ح7 ، باختصار ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 250 ح4 ، كاملا و13 / 251 ح8 ، عن البحار عن مجموع الدعوات باختصار.
2- في فتح الأبواب : (ما شاء الله كان اللهمّ) بدل البسملة.
3- في فتح الأبواب زيادة : واستسلم إليك في أمره.
4- في فتح الأبواب : وتوكّل عليك فيما نزل به.
5- في فتح الأبواب هكذا : اللهمّ خِر لي ولا تخر عليّ ، وكن لي ولا تكن عليّ ، وانصرني ولاتنصر عليّ ، وأعنّي ولا تعِن عليَّ ، وأمكنّي ولا تمكّن عليّ ، إنّك تفعل ما تشاء ، وتحكم ماتريد ، وأنت على كلّ شيء قدير.
6- أورده نصّاً علي خان المدني في رياض السالكين 5 / 136 ، وباختلاف ابن طاووس في فتح الأبواب : 264 ، والكفعمي في المصباح : 520 ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 72ح4 ، عن الفتح ، وكذا المجلسي في بحار الأنوار 88 / 238 ح4 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 257 ح7 ، عن اختيار ابن باقي ، وهو علي بن الحسين بن حسّان بن حسين بن باقي القرشي.

تذنيب : من مكارم الأخلاق : قال عبدالرحمن بن سيّابة : خرجت سنة إلى مكّة ، ومتاعي بزٌّ قد كسد عليّ ، قال : فأشار عليّ أصحابنا إلى أن أبعثه إلى مصر ولا أردّه إلى الكوفة أو إلى اليمن ، فاختلفت عليّ آراؤهم ، فدخلت على العبد الصالح عليه السلام بعد النَفْر بيوم - ونحن بمكّة - فأخبرته بما أشار به أصحابنا وقلت له : جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني به؟

فقال عليه السلام لي : «ساهم بين مصر واليمن ، ثمّ فوّض في ذلك أمرك إلى الله ، فأيّ بلد خرج سهمها من الأسهم فابعث متاعك إليها» قلت : جعلت فداك ، كيف أساهم؟ قال : «اكتب في رقعة : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهمّ أنت الله الذي(1) لا إله إلاّ أنت عالم الغيب والشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلّم ، فانظر لي في أيّ الأمرين خير لي ، حتّى أتوكّل عليك فيه وأعمل به».

ثمّ اكتب : مصر إن شاء الله ، ثمّ اكتب في رقعة أخرى مثل ما في الرقعة الأولى شيئاً شيئاً.

ثمّ اكتب : اليمن إن شاء الله ، ثمّ اكتب في رقعة أخرى مثل ما في الرقعتين شيئاً شيئاً.

ثمّ اكتب بحبس المتاع ولا يبعث إلى بلد منهما ، ثمّ اجمع الرقاع وادفعهنّ إلى بعض أصحابك فليسترها عنك.

ثمّ أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث ، فأيّها وقعت في يدك فتوكّل على الله ، واعمل بها إن شاء الله(2). 1.

ص: 351


1- (الذي) أثبتناه من المصدر.
2- مكارم الأخلاق 1 / 544 ح1880 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 226 ح1 ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 266 ح1.

الباب الثالث

في الاستخارة بالدعوات عقيب الصلوات

منها : دعاء الاستخارة عن مولانا الصادق صلوات الله عليه ، ذكر الشيخ محمّد بن علي بن محمّد في كتاب له في العمل ما هذا لفظه : دعاء الاستخارة عن الصادق صلوات الله عليه ، تقوله(1) بعد فراغك من صلاة الاستخارة : «اللهمّ إنّك خلقت أقواماً يلجؤون إلى(2) مطالع النجوم ، لأوقات حركاتهم وسكونهم وتصرّفهم وعقدهم ، وخلقتني أبرأ إليك من اللجأ إليها ، ومن طلب الاختيارات بها ، وأتيقّن أنّك لم تُطلِعْ أحداً على غيبك في مواقعها ، ولم تُسهّل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها ، وإنّك قادر على نقلها (3) في مداراتهافي مسيرها عن السعود ، العامّة والخاصّة إلى النحوس ، ومن النحوس الشاملة والمفردة إلى السعود ؛ لأنّك تمحو ما تشاء وتُثبت وعندك أمّ الكتاب ، ولأنّها خلق من خلقك ، وصنعة من صنعتك ، وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله ، واستمدّ الاختيار لنفسه ، وهم أولئك ، ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي هو أنت (4) ، لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك.

وأسألك بما تملكه وتقدر عليه ، وأنت به مَليٌّ وعنه غَنيٌّ ، وإليه غير ر.

ص: 352


1- في الأصل : تقول ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- في الأصل : على ، وما أثبتناه من المصادر.
3- في الأصل : فعلها ، وما أثبتناه من المصادر.
4- (أنت) أثبتناها من المصادر.

محتاج ، وبه غير مكترث(1) ، من الخيرة الجامعة للسلامة والعافية والغنيمة لعبدك من حدث الدنيا ، التي إليك فيها ضرورته لمعاشه ، ومن خيرات الآخرة التي عليك فيها معوّله(2) وأنا هو عبدك.

اللهمّ فتولّ يا مولاي اختيار خير الأوقات لحركتي وسكوني ، ونقضي وإبرامي ، وسيري وحلولي ، وعقدي وحلّي ، واشدد بتوفيقك عزمي ، وسدّد فيه رأيي واقذفه في فؤادي ، حتّى لا يتأخّر ولا يتقدّم وقته عنّي ، وأبرم من قدرتك كلّ نحس(3) يعرض بحاجز حتم من قضائك يحول بيني وبينه ، ويباعده منّي ويباعدني منه في ديني ونفسي ومالي وولدي وإخواني ، وأعذني من الأولاد والأموال والبهائم والأعراض(4) ، وما أحضره وما أغيب عنه ، وما أستصحبه وما أخلفه ، وحصِّنّي من كلّ ذلك بعياذك(5) من الآفات والعاهات والبليّات ، ومن التغيير والتبديل ، والنقمات والمثلات ، ومن كلمتك الحالقة(6) ، ومن جميع المخوفات (7) ، ومن سوء القضاء ، ومن درك الشقاء ، ت.

ص: 353


1- في الأصل : مكثرة ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- في الأصل : معقوله ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
3- في الأصل : محسن ، وما أثبتناه من المصادر.
4- العَرَض : من أحداث الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك ، أو الأمر يَعرِضُ للرجل يُبتلى به. تهذيب اللغة 1 / 456 - عَرَض.
5- في الأصل : بعبادك ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
6- ذكر ابن الأثير حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء ، وهي الحالقة» فقال : الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلق : أي تُهلك وتستأصل الدين. النهاية في غريب الحديث 1 / 411 - حلق. وقال المجلسي في شرح الحديث في البحار : «ومن كلمتك الحالقة» أي حكمك بالعقوبة المستأصلة.
7- في البحار : المخلوقات.

ومن شماتة الأعداء ، ومن الخطأ والزلل في قولي وفعلي ، وملّكني الصواب فيها ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، بلاحول ولا قوّة إلاّ بالله الحليم الكريم(1) ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله حرزي وعسكري ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله سلطاني ومقدرتي ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله عزّي ومنعتي.

اللهمّ أنت العالم بجوائل فكري وجوائس(2) صدري ، وما يترجّح في الإقدام عليه ، والإحجام عنه ، مكنون ضميري وسرّي ، وأنا فيه بين حالين : خيرٌ أرجوه ، وشرٌّ أتّقيه ، وسهو يحيط بي ، ودين أحوطه ، فإن أصابتني الخيرة التي أنت خالقها لتهبها لي - لا حاجة بك إليها بل بجود منك عليَّ بها - غنمت وسلمت ، وإن أخطأتني خسرت وعطبت.

اللهمّ فارشدني منه إلى مرضاتك وطاعتك ، وأسعدني فيه بتوفيقك وعصمتك ، واقض بالخير والعافية والسلامة التامّة الشاملة الدائمة لي فيه ، حتم أقضيتك ، ونافذ عزمك ومشيئتك ، وإنّني أبرأ إليك من العلم بالأوفق ، من مباديه وعواقبه ، ومفاتحه وخواتمه(3) ومسالمه ومعاطبه ، ومن القدرة عليه ، وأقرّأنّه لاعالم ، ولا قادر على سداده سواك ، فأنا أستهديك وأستفتيك ، وأستقضيك وأستكفيك ، وأدعوك وأرجوك ، وما تاه من ر.

ص: 354


1- في الأصل : العليّ العظيم ، وما في المتن أثبتاه من البحار ، وفي المستدرك : الحكيم الكريم. وما بعدها في المصدرين زيادة : بلا حول ولا قوة إلاّ بالله العزيز العظيم.
2- في المصدر : حوابس. جاس جوساً وجوساناً : تردّد. المحكم والمحيط الأعظم 7 / 517 - جوس. وقال المجلسي في شرح الحديث في البحار : وجوائس صدري ، أي ما يتخلّل في صدري من الوساوس والخيالات ، أو ما يتردّد من ظنون صدري في المخلوقات.
3- قوله : (وخواتمه) أثبتناه من المصادر.

استهداك ، ولا ضلّ من استفتاك ، ولادُهي من استكفاك ، ولا حال(1) من دعاك ، ولا أخفق من رجاك ، فكن لي عند حسن ظنوني وآمالي فيك ، يا ذا الجلال والإكرام ، إنّك على كلّ شيءقدير.

واستنهضت لمهمّي هذا ولكلّ مهمّ ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(اَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيِّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ).

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(2)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(3)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِق إِذَا ر.

ص: 355


1- من فوائد الدعاء والإلحاح به هو الثبات على العقيدة الحقّة التي يعتقد بها الداعي ، ولذا يقول : ولا حال من دعاك ، أي ما تغيّر في رأيه ولا في عقيدته من استعان بك يا ربّ القدرة والعزّة.
2- البسملة أثبتناها من المصدر.
3- البسملة أثبتناها من المصدر.

وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِد إِذَا حَسَدَ).

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(1)

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوَاً أَحَدُ).

وتقرأ سورة تبارك فتقول : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيْرٌ)(2) ثمّ تتلوها جميعها إلى آخرها.

ثمّ قل : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً)(3) ، (أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُوْنَ)(4).

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ)(5).

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّاجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً)(6).

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ 7.

ص: 356


1- البسملة أثبتناها من المصدر.
2- سورة الملك 67 : 1.
3- سورة الإسراء 17 : 45.
4- سورة الأعراف 7 : 179.
5- سورة الجاثية 45 : 23.
6- سورة الكهف 18 : 57.

فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَة مِنَ اللهِ وَفَضْل لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْل عَظِيم)(1) ، (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى)(2) ، (لاَ تَخَافَا إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(3).

واستنهضت لمهمّي هذا ولكلّ مهم أسماء الله العظام ، وكلماته التوام(4) ، وفواتح سور القرآن ، وخواتمها ومحكماتها وقوارعها ، وكلّ عوذة تعوّذ بها نبيّ أو صدّيق ، (حم) شاهت الوجوه ، وجوه أعدائي فهم لا يبصرون ، وحسبي الله ثقة وعدّة ونعم الوكيل ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلاته على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن الطاووس : اعتبر واقول الصادق عليه السلام في أوائل هذا الدعاء : «وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله ، واستمدّ الاختيار لنفسه وهم أولئك ، ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو» فهل ترى له عليه السلام اعتماداً في كشف وجوه الصواب إلاّ على ربّ الأرباب دون ذوي الألباب.

ثمّ اعتبر قوله صلوات الله عليه : «إنّني أبرأ إليك من العلم بالأوفق من مباديه وعواقبه ، ومفاتحه وخواتمه ، ومسالمه ومعاطبه ، ومن القدرة عليه» فهو عليه السلام تبرّأ من العلم بذلك ، واستمدّ العلم به من الله جلّ جلاله فيما يستخيره فيه بالاستخارة ، فمن ذا بعده يدّعي معرفة الأوفق من مباديه ر.

ص: 357


1- سورة آل عمران 3 : 173 - 174.
2- سورة طه 20 : 77.
3- سورة طه 20 : 46.
4- في الأصل : التام ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.

وعواقبه ، ومفاتحه وخواتمه ، ومسالمه ومعاطبه ، بغير معرفة ذلك من العالم بالأسرار والخفيّات (1).

ومنها : من كتاب المكارم : روي أنّ رجلا جاء إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال له : جعلت فداك ، إنّي ربّما ركبت الحاجة فأندم عليها؟ فقال له : «أين أنت عن الاستخارة؟» فقال الرجل : جعلت فداك ، فكيف الاستخارة؟ فقال : «إذا صلّيت صلاة الفجر فقل بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك : اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، وخِر لي في جميع ما عزمت به من أموري خيار بركة وعافية(2)»(3).

ومنها : من كتاب من لا يحضره الفقيه : روى حمّاد بن عثمان الناب ، عن الصادق عليه السلام إنّه قال في الاستخارة : «أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرّة ومرّة ، ويحمد الله ويصلّي على النبي وآله ، ثمّ يستخير الله خمسين مرّة ، ثمّ يحمد الله ويصلّي على النبي وآله ، ويتمّ المائة والواحدة»(4). 4.

ص: 358


1- فتح الأبواب : 198 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 270 ح23 ، وباختصار في ج55/ 228 ح12 ، ومستدرك الوسائل للمحدّث النوري 6 / 239 ح7 ، وباختصار في ج8 / 124ح5. ولم يرد قول ابن طاووس في المصادر.
2- في المصدر زيادة : ثمّ تسجد سجدة تقول فيها مائة مرّة : أستخير الله برحمته ، أستقدر الله في عافية بقدرته ، ثمّ ائت حاجتك فإنّها خير لك على كلّ حال ، ولا تتّهم ربّك فيما تتصرّف فيه.
3- مكارم الأخلاق 2 / 102 ح2292 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 258 المقطع الثاني من ح5.
4- من لا يحضره الفقيه 1 / 563 ح1553 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 73 ح1 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 234 ، باختلاف يسير ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 257 ح4.

ومنها : من الكتاب المذكور أيضاً : سأل محمّد بن خالد القسري أبا عبدالله عليه السلام عن الاستخارة ، فقال : «استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة» قال : كيف أقول؟ قال : «تقول : أستخير الله برحمته ، أستخير الله في رحمته»(1).

ومنها : من الكتاب المذكور : روى مرازم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «إذا أرادأحدكم شيئاً فليصلّ ركعتين ، ثمّ ليحمد الله عزّ وجلّ ، وليثن عليه ، وليصلّ على النبي (صلى الله عليه وآله) ويقول : اللهمّ إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي فيسّره ليوقدّره لي ، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي».

قال مرازم : فسألت أيّ شيء يقرأ فيهما؟ فقال : «اقرأ فيهما ما شئت ، إن شئت فاقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و (قُلْ يَا أَيُّها الْكَافِرُوْنَ).

و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن»(2).

ومنها : من الكتاب المذكور ، قال أبي رضي الله عنه في رسالته إليّ : إذا أردت يا بني أمراً فصلّ ركعتين واستخر الله مائة مرّة ومرّة ، فما عزم لك فافعل وقل في دعائك : لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العليّ العظيم ، ربّ ة.

ص: 359


1- من لا يحضره الفقيه 1 / 562 ح1552 ، وعنه في وسائل الشيعة 8 / 73 ح2 ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 101 ح2290 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 233 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 277 ح27.
2- من لا يحضره الفقيه 1 / 562 ح1551 ، وأورده الكليني في الكافي 3 / 472 ح6 ، الطوسي في التهذيب 3 / 180 ح4 ، ومصباح المتهجّد : 534 ، إلى قوله : (قُلْ يَا أيُّها الكَافِرُوْنَ) وكذلك الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 103 ح2297 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 65 ح7 ، عن الفقيه والكافي والتهذيب ، والمجلسي في بحار الأنوار88 / 283 ح35 ، عن مصباح المتهجّد والمكارم ومصباح الكفعمي المعروف بالجنّة الواقية.

محمّد بحقّ محمّد وآله صلّ على محمّد وآله ، وخِر لي - في كذا وكذا - للدنيا والآخرة خيرة في عافية»(1).

ومن كتاب المحاسن : روى البرقي أحمد ، عن جعفر(2) بن محمّد بن عبيدالله الأشعري ، عن عبدالله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر ، قال : قال لي عمّي علي بن أبي طالب عليه السلام : «ألا أحبوك كلمات (3) والله ما حدّثت بها حسناً ولا حسيناً(4) ، إذا كانت لك إلى الله حاجة تحبّ قضاها فقل : لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العليّ العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع(5) ، وما فيهنّ وما بينهنّ وربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين.

اللهمّ إنّي أسألك بأنّك ملك مقتدر ، وأنت على كلّ شيء قدير ، ما تشاء من شيء يكون. ثمّ تسأل(6) حاجتك»(7).6.

ص: 360


1- من لا يحضره الفقيه 1 / 563 المقطع الثاني من ح 1555 ، وورد الحديث في فقه الإمام الرضا عليه السلام : 152 باب7 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 231 ، عن مشايخه ، عن الشيخ الصدوق عن والده ، في رسالته إلى ولده ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88/261 ح3 ، عن فقه الرضا عليه السلام و 276 / المقطع الثاني من ح25 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 246 ح12 ، عن فقه الرضا عليه السلام.
2- في الأصل : جعفر بن جعفر ، والظاهر زيادة جعفر في السند ؛ لأنّه لم يرد في كتب الرجال هكذا اسم. وما في المتن من المصدر.
3- في الأصل : ألا أخبرك بكلمات ، وما في المتن أثبتناه من المصدر وهو الأنسب للسياق. والحِباءُ : العطاء بلا منٍّ ولا جزاء. المحكم والمحيط الأعظم4 : 27 - حبو.
4- في الأصل : حسناً حسيناً ، وما أثبتناه في المتن من المصدر.
5- في الأصل زيادة : وربّ الأرضين السبع. ولم ترد في المصدر والبحار.
6- في الأصل : ثمّ سل ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
7- المحاسن1 / 103 ح80 ، وعنه في بحار الأنوار 92 / 157 ح6.

ومنها : استخارة علي بن الحسين عليهما السلام وقد مرّ ذكرها في الإشارة الثانية (1).

ومنها : من كتاب مكارم الأخلاق : كان أمير المؤمنين عليه السلام يصلّي ركعتين ويقول في دبرهما : «أستخير الله» مائة مرّة ثمّ يقول : «اللهمّ إنّي قد هممت بأمر قد علمته ، فإن كنت تعلم أنّه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسّره لي ، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي ، كرهت نفسي ذلك أم أحبّت ، فإنّك تعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب» ثمّ يعزم(2).

ومنها : من كتاب الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، قال : سأل الحسن بن الجهم أبا الحسن عليه السلام لابن أسباط ، فقال : ما ترى له - وابن أسباط حاضر ونحن جميعاً - يركب البرّ أو البحر إلى مصر ، فأخبره بخير طريق(3) البر ، فقال : «البر ، وائت (4) المسجد في غير وقت صلاة الفريضة فصلّ ركعتين ، واستخر الله مائة مرة ، ثمّ انظر أيّ شيء يقع في قلبك فاعمل به» وقال الحسن : البَرُّ أحبّ إليَّ له ، قال : «وإليّ»(5). م.

ص: 361


1- تقدّم في صفحة : 20.
2- مكارم الأخلاق 2 / 101 ح2291 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 258 ح5 ، ومستدرك الوسائل 6 / 236 ح3.
3- في الأصل : فأخبره بطريق ، وما في المتن أثبتناه من المصدر ، وتؤيّده بعض المصادر.
4- في مصباح المتهجّد : فقال عليه السلام : فائت. وفي المكارم : فقال له : فائت.
5- الكافي3 / 471 ح4 ، وأورده الطوسي في التهذيب3 / 180 ح409 ، ومصباح المتهجّد : 533 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 102 ح2294 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 64 ح4 ، عن الكافي والتهذيب ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 /280 ح30 ، عن مصباح المتهجّد والمكارم.

ومنها : ما رواه الكليني في الكافي والحميري في قرب الإسناد : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أسباط. ومحمّد بن أحمد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن أسباط ، قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : جعلت فداك ، ما ترى آخذ برّاً أو بحراً ، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال : «اخرج برّاً ، ولاعليك أن تأتي مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة ، ثمّ تستخير الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ تنظر فإن عزم الله(1) لك على البحر فقل الذي قال الله عزّ وجلّ : (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللهِ مَجْريهَا وَمُرسَيها إنّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحيمٌ)(2) فإن اضطرب بك البحر فاتّكىء على جانبك الأيمن وقل : بسم الله(3) اسكن بسكينة الله ، وقرّ بوقار الله ، واهدأ بإذن الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّبالله».

قلنا : أصلحك الله ، ما السكينة؟ قال : «ريح تخرج من الجنّة ، لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيّبة ، وهي التي نزلت على إبراهيم ، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين» قيل له : هي من التي قال الله عزّ وجلّ فيه : (سَكِينةٌ مِّن رِّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ ممّا تَرَكَ ءَالُ مُوسى وءَالُ هَارُونَ)(4) قال : «تلك السكينة في التابوت ، وكانت فيها طست تغسل فيها قلوب الأنبياء ، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء».

ثمّ أقبل علينا فقال : «ما تابوتكم؟» قلنا : السلاح ، قال : «صدقتم هو تابوتكم». 8.

ص: 362


1- لفظ الجلالة (الله) أثبتناه من الكافي. وفي قرب الإسناد : فإن خرج لك على البحر.
2- سورة هود 11 / 41.
3- (بسم الله) أثبتناه من المصادر.
4- سورة البقرة 2 / 248.

ثمّ قال : «فإن خرجت برّاً فقل الذي قال الله عزّ وجلّ : (سُبْحَان الَّذي سَخَّرَلَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِيْنَ * وَإِنّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)(1) فإنّه ليس من عبدي قولها عند ركوبه - فيقع من بعير أو دابّة - فيضرّه(2) شيء بإذن الله».

ثمّ قال : «فإذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله آمنت بالله ، توكّلت على الله ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، فإنّ الملائكة تضرب وجوه الشياطين ، وتقول : قد سمّى الله ، وآمن بالله ، وتوكّل على الله ، وقال لا حول ولا قوّة إلاّ بالله»(3).

ومنها : الاستخارة المرويّة عن النبي(صلى الله عليه وآله) وقد مرّ ذكرها في الإشارة الثانية(4) ، ولا بأس بإعادتها لفائدة الدعاء.

عن جابر بن عبدالله ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعلّمنا الاستخارة كما يعلّمنا السورة من القرآن ، يقول : «إذا همّ أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثمّ ليقل : اللهمّ إنّي(5) أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ إن كنت تعلم هذا الأمر - وتسمّيه - خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنّه شرّاً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه ، وأقدر لي الخير ر.

ص: 363


1- سورة الزخرف 43 / 13 - 14.
2- في الكافي : فيصيبه.
3- الكافي 3 / 471 ح5 ، قرب الإسناد : 372 / 1327 ، وعنهما في وسائل الشيعة 8 / 64ح5 ، وعن قرب الإسناد في بحار الأنوار 88 / 259 ح9.
4- تقدّم في صفحة : 24.
5- (إنّي) أثبتناه من المصدر.

حيث ماكان ، ورضّني به»(1).

وروى البرقي في محاسنه : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليه السلام يقول : «ليجعل أحدكم مكان قوله : اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك ، وأستقدرك الخير بقدرتك عليه.

وذلك لأنّ في قولك : اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك : الخير والشرّ ، فإذا اشترطت في قولك كان لك شرطك أن استجيب لك.

ولكن قل : اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك ، وأستقدرك الخير بقدرتك عليه ؛ لأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد(2) ، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللهمّ إن كان هذا الأمر الذي أُريده خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسّره لي ، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي واصرفني عنه»(3).

ومنها : ما رواه البرقي في محاسنه والشيخ في التهذيب والكليني في الكافي : عن إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ربّما أردت الأمر يفرق منّي فريقان : أحدهما يأمرني ، والآخر ينهاني(4) ، فقال لي : «إذا كنت ي.

ص: 364


1- أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 107 ح2302 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 265 ، وباختلاف يسير أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 150 ، عن مسند الحميدي ، وعنه في مستدرك الوسائل 6 / 236 ح4.
2- في المحاسن : محمّد النبي وآله ، وما في المتن مطابق للمكارم.
3- المحاسن 2 / 433 ح2503 ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 107 ح2302 ، وعن المحاسن في بحار الأنوار 88 / 262 المقطع الثالث من حديث 14.
4- في المحاسن : تفرق نفسي على فرقتين : إحداهما تأمرني ، والأخرى تنهاني.

كذلك فصلّ ركعتين ، واستخر الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ انظر أحزم(1) الأمرين لك فافعله ، فإنّ الخير فيه إن شاء الله ، ولتكن استخارتك في عافية ، فإنّه ربّما خُيّر للرجل في قطع يده وموت ولده وذهاب ماله»(2).

ومنها : ما رواه محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عمرو بن حريث ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «صلّ ركعتين واستخر الله عزّ وجلّ ، فوالله ما استخار الله مسلم إلاّ خار الله له البتة»(3).

ومنها : الاستخارة في السجود عقيب المكتوبة مرويّة عن الصادق عليه السلام ، قال : «إذا عرضت لأحدكم حاجة فليستشر ربّه ، فإن أشار عليه اتّبع ، وإن لم يُشرعليه توقّف» قال : فقال : يا سيّدي ، وكيف أعلم ذلك(4)؟ قال : «تسجد ر.

ص: 365


1- في المحاسن : أعزم ، ولم أر له معنى. والحزم : ضبط الرجل أمره وأخذه بالثقة. الصحاح 5 / 220 - حَزَمَ. وهناك كلمة : أحمز ، فعن ابن عباس : سئل رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أيُّ الأعمال أفضل؟ فقال : «أحمزها» أي أقواها وأشدّها. انظر : النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 1 / 422 - حمز.
2- المحاسن 2 / 432 ح2501 ، التهذيب 3 / 181 ح5 ، الكافي 3 / 472 ح7 ، وعنهم في وسائل الشيعة 8 / 65 ح6 ، وأورده الشيخ أيضاً في مصباح المتهجّد : 534 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 104 ح2298 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 232 ، عن مشايخه ، الكفعمي في المصباح : 514 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 276 ح26 ، عن الفتح والتهذيب ومصباح المتهجّد.
3- الكافي 3 / 470 ح1 ، وأورده الطوسي في التهذيب 3 / 179 ح1 ، ومصباح المتهجّد : 533 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 108 ح2305 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 164 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 63 ح1 ، عن الكافي ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 266 / المقطع الرابع من حديث 19 ، عن الفتح.
4- في الأصل : فقيل له : كيف يفعل ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.

عقيب المكتوبة وتقول : «اللهمّ خِر لي» مائة مرّة ، ثمّ تتوسّل بنا ، وتصلّي علينا ، وتستشفع بنا(1) ثمّ تنظر ما يُلهمك تفعله(2) ، فهو الذي أشار عليك به(3)»(4).

ومنها : صورة الاستخارة ذكرها القاضي عبدالعزيز ابن البرّاج رحمة الله عليه في كتابه روضة النفس في العبادات الخمس قال : فصلِّ في الاستخارات ، ثمّ قال : وقد ورد في العمل بها وجوه مختلفة ، من أحسنها أن تغتسل ثمّ تصلّي ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت ، فإذا فرغت منهما قلت : اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستخيرك بعزّتك ، وأستخيرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.

إن كان هذا الأمر الذي أُريده خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي ، وخيراً لي فيما ينبغي فيه خير ، وأنت أعلم بعواقبه منّي ، فيسّره لي ، وبارك لي فيه ، وأعنّي عليه.

وإن كان شرّاً لي فاصرفه عنّي ، وقيّض لي الخير حيث كان ، وأرضني به حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت (5). انتهى كلامه قدّس الله روحه ونوّر ضريحه.

ومنها : من التهذيب والكافي : الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن معاوية بن وهب ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، في الأمر يطلبه الطالب من 8.

ص: 366


1- قوله : (ثمّ تتوسّل بنا ، وتصلّي علينا ، وتستشفع بنا) أثبتناه من المصادر.
2- في الأصل : ثمّ ينظر ما ألهم فيفعل ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
3- في الأصل : فهو الذي أشار عليه ربّه عزّ وجل ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
4- أورده الطوسي في الأمالي 275 / 63 ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 74 ح3 ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 261 ح11.
5- المصدر غير مطبوع ، نقله عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 283 ح38.

ربّه ، قال : «تصدّق في يومك على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين صاع بصاع النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فإذا كان الليل اغتسلت في الثلث الباقي ، ولبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب ، إلاّ أنّ عليك في تلك الثياب أزاراً ، ثمّ تصلّي ركعتين ، فإذا وضعت جبهتك في الركعة(1) الأخيرة للسجود هلّلت الله وعظّمته وقدّسته ومجّدته ، وذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمّى ، ثمّ رفعت رأسك ، ثمّ إذاوضعت رأسك للسجدة الثانية استخرت الله مائة مرّة : اللهمّ إنّي أستخيرك ، ثمّ تدعو الله بما شئت ثمّ تسأله ، وكلّما سجدت فافض بركبتيك إلى الأرض ، ثمّ ترفع الأزار حتّى تكشفهما ، واجعل الأزار من خلفك بين إليتيك(2) وباطن ساقيك»(3).

وهذه الرواية قد ذكرها الفقيه الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه وبينهما تفاوت وهذه روايته :

روى مرازم ، عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام قال : «إذا فدحك(4) أمر عظيم فتصدّق في نهارك على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين نصف صاع بصاع النبي(صلى الله عليه وآله) ، من تمر أو برٍّ أو شعير ، فإذا كان بالليل اغتسلت في الثلث الأخير ، ثمّ لبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب ، إلاّ ح.

ص: 367


1- في التهذيب : السجدة.
2- في التهذيب : إلييك ، وفي الفتح : إلييه.
3- التهذيب 1 / 117 ح307 ، وفيه : وأخبرني الشيخ أيّده الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسين بن الحسن ، عن أبان ... ، باختصار ، وكاملا في ج3 / 314 ح972 ، الكافي 3/478 ح8 ، وأورده ابن طاووس بسنده في فتح الأبواب : 237 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 3 / 334 ح1 ، عن التهذيب وج8 / 67 ح12 ، عن الفتح ، والعلاّمة المجلسي في بحارالأنوار 88 / 258 ح6 ، عن الفتح.
4- فَدَحَ : أثقل ، وفوادح الدهر : خطوبُه ، والفادحة : النازلة. القاموس المحيط 1 / 328 - فدح.

أنّ عليك في تلك الثياب أزاراً ، ثمّ تصلّي ركعتين تقرأ فيهما بالتوحيد و (قل يا أيّها الكافرون) فإذاوضعت جبينك في الركعة الأخيرة للسجود هلّلت الله وقدّسته وعظّمته ومجّدته ، ثمّ ذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها تسمّي ، وما لم تعرف أقررت به جملة.

ثمّ رفعت رأسك فإذا وضعت جبينك في السجدة الثانية استخرت الله مائة مرّة ، تقول : اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، ثمّ تدعو الله بما شئت من أسمائه وتقول : يا كائناً قبل كلّ شيء ، ويا مكوّن كلّ شيء ، ويا كائناً بعد كلّ شيء ، افعل بي كذا وكذا (1).

وكلّما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض ، وترفع الأزار حتّى تكشف عنهما ، واجعل الأزار من خلفك بين إليتيك وباطن ساقيك ، فإنّي أرجو أن تُقضى حاجتك إن شاء الله ، وابدأ بالصلاة على النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم»(2).

أقول : وبأيّ الروايتين عملت ففيه الخيرة. 3.

ص: 368


1- في الأصل : افعل بي كذا شيء وافعل فيَّ كذا ، وما أثبتناه في المتن من المصدر.
2- من لا يحضره الفقيه 1 / 555 ح1542 ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 111ح2311 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 352 المقطع الثاني من ح13.

الباب الرابع

في الاستخارة بالسبحة والحصى

قال الشهيد رحمه الله : ومنها الاستخارة بالعدد ، ولم تكن هذه مشهورة في العصور الماضية قبل السيّد الكبير العابد رضيّ الدين محمّد بن محمّد(1) الآوي الحسيني -المجاور بالمشهد المقدّس الغروي - رضي الله عنه ، وقد رويناها عنه وجميع مرويّاته عن عدّة من مشايخنا ، عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين ابن المطهّر ، عن والده رضي الله عنهما ، عن السيّد رضي الدين محمّد الآوي ، عن صاحب الأمر عليه السلام وهو : «أن يقرأ فاتحة الكتاب عشراً - وأقلّ منه ثلاثاً وأدون منه مرّة - ثمّ يقرأ القدر عشراً ، ثمّ يقول هذا الدعاء ثلاث مرّات :

اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور ، وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور ، اللهمّ إن كان الأمر الفلاني ممّا قد نيطت بالبركة إعجازه وبواديه ، وحفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فخِر لي اللهمّ فيه تردّ شموسه(2)ذلولا ، وتُقعض(3) أيّامه سروراً ، اللهمّ إما أمر فأئتمر ، وإمّا نهي ض.

ص: 369


1- في المصدر : محمّد بن محمّد بن محمّد.
2- شَمَسَ الفرس : منع ظهره ، ورجل شموس : صَعبُ الخُلُق. الصحاح 3 / 107 - شمس.
3- في الأصل : وتقض ، وما في المتن أثبتناه من المصدر. وقعض : عطف. الصحاح 3 / 329 - قعض.

فأنتهي ، اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرة في عافية.

ثمّ يقبض على قطعة من السبحة ويُضمر(1) حاجته ، ويخرج فإن كان عدد تلك القطعة زوجاً فهو (إفعل) وإن كان فرداً (لا تفعل) أو بالعكس(2).

وقال العلاّمة في كتابه منهاج الصلاح : رويت عن السيّد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس - وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه - ما ذكره في كتاب الاستخارات قال : وجدت بخطّ أخي الصالح الرضي الآوي محمّد بن محمّد بن محمّد الحسيني ضاعف الله سيادته وشرّف خاتمته ، ما هذا لفظه :

عن الصادق عليه السلام : «من أراد أن يستخير الله تعالى فليقرأ الحمد عشر مرّات ، وإنّا أنزلناه عشر مرّات ، ثمّ يقول وذكر الدعاء إلاّ أنّه قال فيه عقيب : (والمحذور) : «اللهمّ إن كان أمري هذا ممّا قد نيطت» وعقيب (سروراً) : «يا الله ، إمّا أمر فأئتمر ، وإمّا نهي فأنتهي ، اللهمّ خِر لي برحمتك خيرة في عافية ثلاث مرّات ، ثمّ يأخذ كفّاً من الحصى أو سبحة»(3).

ومنها : من كتاب السعادات : مرويّة عن الإمام الناطق جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : «يقرأ الحمد مرّة والإخلاص ثلاثاً ، ويصلّي على محمّد وآل محمّد خمس عشرة مرّة ، ثمّ يقول : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ الحسين وجدّه وأبيه وأمّه وأخيه ، والأئمّة من ذريّته أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن 1.

ص: 370


1- في الأصل : ويضمّ ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- ذكرى الشيعة 4 / 269 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 53 / 271 ، عن منهاج الصلاح.
3- منهاج الصلاح : 230 - 231 ، وأورده باختصار الشهيد الأوّل في ذكرى الشيعة 4 / 270 ، وكاملا ابن طاووس في فتح الأبواب : 272 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 247 ح1.

تجعل لي الخيرة في هذه السبحة ، وأن تريني ما هو الأصلح لي في الدين والدنيا. اللهمّ إن كان الأصلح في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فعل(1) ما أنا عازم عليه ، فأمرني ، وإلاّ فانهني إنّك على كلّ شيء قدير.

ثمّ يقبض قبضة من السبحة ويعدّها ويقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله إلى آخر القبضة ، فإن كانت الأخيرة (سبحان الله) فهو مخيّر بين الفعل والترك ، وإن كان (والحمد لله) فهو أمرٌ ، وإن كان (ولا إله إلاّ الله) فهو نهي»(2).

صورة استخارة أخرى بالسبحة : عن الشيخ المرحوم يوسف بن حسين ابن أبيّ(3) طاب ثراه ، عن الشيخ الشهيد شمس الدين محمّد بن مكي رحمه الله : تقرأ إنّا أنزلناه عشر مرّات ثمّ تدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور ، وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور.

اللهمّ إن كان الأمر الذي عزمت عليه ، ممّا قد نيطت البركة بإعجازه وبواديه ، وحفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فأسألك بمحمّد وعليّ وفاطمة 1.

ص: 371


1- في الأصل : فقل ، وما أثبتناه من المصادر.
2- كتاب السعادات : غير مطبوع ، نقلها عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 250 ح5 ، والشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناضرة 10 / 529 ، ونقلها المحدّث النوري ، في مستدرك الوسائل 6 / 264 ح2 ، عن البحار.
3- الظاهر هو : يوسف بن حسين بن أُبيّ القطيفي. كان من أجلّة العلماء ، ويروي بعض طرق الاستخارة بالسبحة ، كما نقله الأستاد قدّس سرّه في رسالة مفاتيح الغيب في الاستخارات بالفارسية ، انظر : رياض العلماء 5 / 391 و394. وقد ذكره الشيخ البلادي في كتابه : الشيخ يوسف ابن أُبيّ - بضمّ الألف وسكون الياء - القطيفي ، وهذا الشيخ من أساطين العلماء وأكابر العظماء ، انظر : أنوار البدرين : 281.

والحسن والحسين وعلي ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والحجّة القائم عليهم السلام ، أن تصلّي على محمّد وعليهم أجمعين(1) ، وأن تخير لي فيه خيرة تردّ شموسه ذلولا ، وتقيّض أيّامه سروراً.

اللهمّ إن كان أمراً فاجعله في قبضة الفرد ، وإن كان نهياً فاجعله في قبضة الزوج.

ثمّ تقبض على السبحة ، وتعمل على ما يخرج(2).

منقولة من خطّه رحمه الله. 3.

ص: 372


1- في الأصل : عليهم السلام. وما أثبتناه من المصدرين.
2- كتاب السعادات غير مطبوع ، نقله عنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 251 ح6 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 264 ح3.

الباب الخامس

في الاستخارة بالقرآن الكريم

من كتاب تهذيب الأحكام : محمّد بن علي بن محبوب ، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي علي ، عن اليسع القمّي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أريد الشيء فأستخير الله فيه فلا يوفّق فيه الرأي أفعله أو أدعه؟ فقال : «انظر إذا قمت إلى الصلاة - فإنّ الشيطان أبعدما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة - أيّ شيء يقع في قلبك فخذ به ، وافتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله»(1).

ومنها : من كتاب المكارم : يصلّي صلاة جعفر عليه السلام - وهي(2) : أربع ركعات بتشهّدين وتسليمين والقراءة في الأولى : بالحمد وإذا زلزلت ، وفي الثانية : الحمد والعاديات ، وفي الثالثة : الحمد وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد ، فإذا فرغ من قراءة الأولى قال خمس عشرة مرّة قبل أن يركع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ثمّ ليركع ويقول في ركوعه مثل ذلك عشر مرّات. ن.

ص: 373


1- التهذيب 3 / 310 ح960 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 109 ح2307 ، الحرّالعاملي في الوسائل 8 / 78 ح1 ، وأورده القمّي في كتاب الغايات : 211 (ضمن جامع الأحاديث) وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 243 ح5 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 258 ح1.
2- هذا التوضيح لصلاة جعفر عليه السلام ظاهراً من المصنّف حيث لم يرد في المصادر ، ولذا وضعناه بين شارحتين.

ثمّ ليرفع رأسه من الركوع ويقول ذلك عشر مرّات ، ثمّ ليسجد ويقول ذلك في سجوده عشر مرّات ، ثمّ يرفع رأسه ويجلس ويقول ذلك عشر مرّات ، ثمّ يقوم إلى الثانية فيصلّي الثانية مثل ذلك ثمّ يتشهّد ويسلّم.

ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين أخرتين على هذا الترتيب - ويدعو بدعاء بها بعد الفراغ وهو :

يا من لبس العزّ والوقار ، يا من تعطّف بالمجد وتكرّم به ، يا من لا ينبغي التسبيح إلاّ له ، يا من أحصى كلّ شيء علمه ، يا ذا النعمة والطول ، يا ذا المنّ والفضل ، يا ذا القدرة والكرم ، أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم الأعلى ، وكلماتك التامّات أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تفعل بي كذا وكذا(1).

ثمّ يأخذ المصحف ، ثمّ ينوي فرج آل محمّد بِدءاً وعوداً ، ثمّ يقول : اللهمّ إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا(2)وشهرنا هذا ، فأخرج لنا(3) رأس آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك.

ثمّ يعدّ سبع ورقات ، ويعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة ، وينظر مايأتي في الحادي عشر من السطر ، ثمّ يُعيد الفعل ثانياً لنفسه ، فإنّه يتبيّن ر.

ص: 374


1- الظاهر أنّ المصنّف استفاد من عدّة نصوص من مصادر متفاوتة من دون فصل بينهما أوإشارة. وقد أورده من الأوّل إلى هنا الطوسي في مصباح المتهجّد : 304 ، وأورد الدعاء فقط الكليني في الكافي 3 / 466 ح5 ، الصدوق في من لا يحضره الفقيه 1 / 554 ح1541 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 56 ح2 ، عن الكافي والفقيه.
2- (هذا) أثبتناه من المصادر.
3- (لنا) أثبتناه من المصادر.

حاجته إن شاء الله(1).

ومنها : ما ذكره ابن طاووس رحمه الله في كتاب الاستخارات : إنّ المتفائل بالمصحف يقرأ الحمد وآية الكرسي وقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إلاّ هُوَ)(2) الآية ، ثمّ يقول :

اللهمّ إن كان في قضائك وقدرك أن تمنّ على أمّة نبيّك بظهور وليّك وابن بنت نبيّك ، فعجّل ذلك وسهّله ويسّره وكمّله ، وأخرج لي آية أستدلّ بها على أمر فأئتمر ، أو نهي فأنتهي ، وما أريد الفأل فيه في عافية.

ثمّ افتح المصحف وعدّ سبع قوائم ، ثمّ عدّ ما في الصفحة اليمنى من الورقة السابعة ، وما في اليسرى من الورقة الثامنة من لفظ الجلالة ، ثمّ عدّ قوائم بعدد الجلالات ، ثمّ عُدّ من الصفحة اليمنى من القائمة التي ينتهي إليها العدد أسطراً بعدد لفظ الجلالة ، وتفأل بآخر سطر من ذلك يتبيّن لك الفأل إن شاء الله تعالى(3).

ومنها : ما نُقل عن ابن طاووس رحمه الله : من أراد الاستخارة بالقرآن المجيد - الذي (لاَّ يَأتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيْلٌ مِّنْ حَكِيْم حَمِيْد)(4) فليقرأ آية الكرسي إلى (هُمْ فِيْهَا خَالِدُوْنَ)(5) ، (وَعِنْدَهُ 7.

ص: 375


1- أورد المقطع الثاني الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 108 ح2306 ، وابن طاووس في فتح الأبواب : 277 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 241 ح2.
2- سورة الأنعام 6 / 59.
3- أورده نصّاً السيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 135 ، نقلا عن كتاب الاستخارات لابن طاووس ولم نجده فيه ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 242 ، وقد قال المجلسي : وجدت في بعض الكتب أنّه نسب إلى السيّد رحمه الله.
4- سورة فصّلت 41 / 42.
5- سورة البقرة 2 / 257.

مَفَاتِحُ الغَيْبِ إلى - مُبِيْن)(1) ثمّ يصلّي على النبي(صلى الله عليه وآله) عشر مرّات ، ثمّ يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي توكّلت عليك ، وتفألت بكتابك ، فأرني ما هو المكتوم في سرّك ، المخزون في غيبك ، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهمّ أنت الحقّ ، وأنزلت (2) الحقّ بمحمّد(صلى الله عليه وآله) ، اللهمّ أرني الحقّ حقّاً حتّى أتّبعه ، وأرني الباطل باطلا حتّى أجتنبه ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثمّ تفتح المصحف وتعدّ الجلالات من الصفحة اليمنى ، وتعدّ بعدد الجلالات أوراقاً من الصفحة اليسرى ، ثمّ تعدّ الأسطر بعدد الأوراق من الصفحة اليسرى ، فما يأتي بعد ذلك فهو بمنزلة الوحي(3).

ومنها : ما نُقل من خطّ الشيخ المرحوم يوسف بن حسين بن أُبي القطيفي رحمه الله ما هذا صورته : نقلت من خطّ الشيخ العلاّمة جمال الدين الحسن ابن المطهّر طاب ثراه : روي عن الصادق عليه السلام قال : «إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز فقل بعد البسملة :

اللهمّ إن كان في قضائك وقدرك(4) أن تمنّ على شيعة آل محمّد بفرج وليّك وحجّتك على خلقك ، فأخرج إلينا آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك.

ثمّ تفتح المصحف وتعدّ ستّ ورقات ومن السابعة ستّة أسطر وتنظر ما فيه(5).ر.

ص: 376


1- سورة الأنعام 6 / 59.
2- في الأصل : وأنزل ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
3- أورده السيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 135.
4- في الأصل : وقدرتك ، وما أثبتناه من المصادر.
5- نقله العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 88 / 245 - 246 ، عن بعض مؤلّفات أصحابنا ، والسيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 134 - 135 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 260 ح4 ، عن البحار.

الباب السادس

في الاستخارات بالدعوات

ذكر الشهيد رحمه الله في الذكرى في الاستخارة.

ومنها : ما رواه السيد رضي الدين ، عن سعد بن عبدالله في كتاب الدعاء : بإسناده إلى إسحاق بن عمّار : «إذا أراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو يدخل في أمر ، فليبتدىء بالله ويسأله» قلت : فما يقول؟ قال : «يقول : اللهمّ إنّي أريد كذا وكذا ، فإن كان خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي(1) ، وعاجل أمري وآجله ، فيسّره لي ، وإن كان شرّاً لي في ديني ودنياي فاصرفه عنّي ، ربّ اعزم لي على رشدي وإن كرهته وأبته نفسي ، ثمّ يستشير عشرة من المؤمنين ، فإن لم يصبهم وأصاب خمسة مرّتين ، وإن كان رجلان فكلّ واحد خمساً ، وإن كان واحداً فليستشره عشراً»(2).

ومن كتاب الدعاء لسعد بن عبدالله : كتب أبو جعفر عليه السلام إلى إبراهيم بن شيبة : «فهمت ما استأمرت فيه في ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها ، فاستخرالله مائة مرّة خيرة في عافية ، فإن احلولى بقلبك بعد الاستخارة بيعها 5.

ص: 377


1- قوله : (وآخرتي) أثبتناه من المصادر.
2- ذكرى الشيعة 4 / 268 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 139 ، عن سعد بن عبدالله ، عن حسين بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 252 ح3 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 256 ح5.

فبعها ، واستبدل غيرها إن شاء الله تعالى ، ولا تتكلّم بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ المائة»(1).

وروى الكليني في كتاب رسائل الأئمّة عليهم السلام أنّ الجواد كتب بذلك إلى علي بن أسباط(2).

ومنها : من قرب الإسناد : حدّثني السندي بن محمّد ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «ما استخار الله عزّ وجلّ عبد في أمر قط مائة مرّة ، يقف عند رأس الحسين عليه السلام فيحمد الله ، ويهلّله ، ويسبّحه ، ويمجّده ، ويثني عليه بما هو أهله ، إلاّ رماه الله بأخيَر الأمرين»(3).

وقال علي بن جعفر : جاء رجل إلى أخي موسى عليه السلام فقال له : جعلت فداك ، أريد وجه كذا فعلّمني استخارة إن كان ذلك الوجه خيرة أن ييسّره الله لي ، وإن كان شرّاً صرفه الله عنّي ، فقال له : «وتحبّ أن تخرج في ذلك الوجه؟».

قال له الرجل : نعم ، قال : «قل : اللهمّ قدّر لي كذا وكذا واجعله خيراً لي ، فإنّك تقدر على ذلك»(4). 1.

ص: 378


1- ذكرى الشيعة 4 / 269 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 143 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 76 ح7 ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 264 المقطع الثاني من حديث17.
2- اُنظر : المصادر المتقدّمة.
3- قرب الإسناد : 59 / 189 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 260 المقطع الثاني من حديث9 و98 / 285 ح1.
4- مسائل علي بن جعفر : 339 المقطع الثاني من ح834 ، وأورده الحميري في قرب الإسناد : 300 / 1178 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 73 / 235 ح16 ، و88 / 260 ح10 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 254 ح6811.

قال صفوان : وسمعت الصادق عليه السلام يقول في الاستخارة : «اللهمّ إنّي أسألك بعلمك ، وأستخيرك بعزّتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، وأنت أعلم بعواقب الأمور ، إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وإن كان شرّاً لي فاصرفه عنّي ، واقض لي الخير حيث كان ، ورضّني به ، حتّى لاأحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت»(1).

ومنها : ما ذكره ابن طاووس في كتابه فتح الأبواب : مرويٌّ عن الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم الصلاة والسلام ، قال : «من دعا به لم ير في عاقبته إلاّ مايحبّه ، وهو :

اللهمّ إنّي أستخيرك فيما عقد عليه رأيي ، وقادني إليه هواي ، فأسألك يا ربّ أن تسهّل لي من ذلك ما تعسّر ، وأن تعجّل لي من ذلك ما تيسّر ، وأن تعطيني يا ربّ الظفر فيما استخرتك(2) فيه ، وعوناً بالإنعام فيما دعوتك ، وأن تجعل يا ربّ بُعدَه قرباً(3) ، وخوفه أمناً ، ومحذوره سلماً ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ إن يكن هذا الأمر خيراً لي في عاجل الدنيا وآجل(4) الآخرة ، فسهّله لي ويسّره عليّ ، وإن لم يكن فاصرفه عنّي ، وأقدر لي فيه الخيرة ، إنّك على كلّ شيء قدير يا أرحم الراحمين(5)»(6).ار

ص: 379


1- قرب الإسناد 62/196 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88/260 المقطع الثالث منح9.
2- في المصدر : أستخيرك.
3- في الأصل : قريباً ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
4- (آجل) أثبتناه من المصدر.
5- (يا أرحم الراحمين) أثبتناه من المصدر.
6- فتح الأبواب : 204 ، وعنه الكفعمي في المصباح : 518 ، المجلسي في بحار الأنوار

ومنها : ما روي عن الرضا عليه السلام وهو من أدعية الوسائل إلى المسائل : «اللهمّ إنّ خيرتك فيما أستخيرك فيه تُنيل(1) الرغائب ، وتُجزل المواهب ، وتُغنم المطالب ، وتُطيّب المكاسب ، وتهدي إلى أجمل المذاهب ، وتسوق إلى أحمد العواقب ، وتقي مخوف النوائب.

اللهمّ إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه ، وقادني عقلي إليه ، فسهّل اللهمّ منه ما توعّر ، ويسّر منه ما تعسّر ، واكفني فيه المهمّ ، وادفع عنّي كلّ ملم ، واجعل اللهمّ عواقبه غُنماً ، ومخوفه سلماً ، وبُعدَه قُرباً ، وجَدبه خصباً ، وأرسل اللهمّ إجابتي ، وأنجح طلبتي ، واقض حاجتي ، واقطع عوائقها ، وامنع بوائقها ، وأعطني اللهمّ لواء الظفر بالخيرة فيما استخرتك(2) ، ووفور الغُنم(3)فيما دعوتك ، وعوائد الإفضال فيما رجوتك ، واقرنه اللهمّ ربّ بالنجاح ، وحُطه بالصلاح ، وأرني أسباب الخيرة واضحة ، وأعلام غُنمها لائحة ، واشدد خناق تعسّرها ، وأنعش صريع تيسّرها ، وبيّن اللهمّ ملتبسها ، وأطلق محتبسها(4) ، حتّى تكون خيرة مقبلة بالغُنم ، مزيلة للغُرم ، عاجلة النفع ، باقية الصنع ، إنّك وليّ المزيد مبتدىءٌ بالجود»(5).ن.

ص: 380


1- في الأصل : نيل ، وما أثبتناه من المصادر.
2- في الأصل : أستخيرك ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
3- في الأصل : النعيم ، وفي الرياض : النعم ، وما في المتن أثبتناه من بقية المصادر.
4- في الأصل : محبسها ، وما في المتن من المصادر.
5- أورده الكفعمي في المصباح : 518 ، والبلد الأمين : 232 ، والسيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 143 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 280 ح32 ، عن البلد الأمين.

ومنها : من أدعية الصحيفة.

اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستكفيك بقدرتك ، فصلّ على محمّد وآله ، واقض لنا بالخِيَرة ، وألهمنا معرفة الاختيار ، واجعل ذلك ذريعة إلى الرضا بما قضيت لنا ، والتسليم لما حكمت لنا ، فأزِح عنّا ريب الارتياب ، وأيّدنا بيقين المخلصين ، ولا تسُمنا عجزَ المعرفة عمّا تخيّرت ، فنغمط(1) قدرك ، ونكره موضع رضاك ، ونجنح إلى التي هي أبعد من حسن العاقبة ، وأقرب إلى ضدّ العافية ، حبّب إلينا ما نكره من قضائك ، وسهّل علينا ما نستصعب من حكمك ، وألهمنا الانقياد لما أوردت علينا من مشيئتك ، حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّلت ، ولاتعجيل ما أخّرت ، ولا نكره ما أحببت ، ولا نتخيّر ما كرهت ، واختم لنا بالتي هي أحمد عاقبة ، وأكرم مصيراً ، إنّك تُفيد(2) الكريمة ، وتعطي الجسيمة ، وتفعل ماتريد وأنت على كلّ شيء قدير»(3).

ومنها : ما رواه حماد بن عيسى ، عن ناجية ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، أنّه كان إذا أراد شراء العبد ، أو الدابّة ، أو الحاجة الخفيفة ، أو الشيء اليسير استخار الله عزّوجلّ فيه سبع مرّات ، فإذا كان أمراً جسيماً استخار الله فيه مائة مرّة(4).

ومنها : ما رواه معاوية بن ميسرة ، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «ما استخار ه.

ص: 381


1- غمط : استحقر. القاموس المحيط 2 / 571 - غمط.
2- في الأصل : تُقيل ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
3- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 196 - 197 ، بسنده ، والكفعمي في المصباح : 519 ، والبلد الأمين : 233 ، والسيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 124.
4- أورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 1 / 563 ح 1554 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 253 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 74 ح1 ، عن الفقيه.

الله عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة إلاّ رماه الله بالخيرة ، يقول : يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمّد وأهل بيته ، وخِر لي في كذا وكذا»(1).

وروى محمّد بن يعقوب الكليني - في باب الدعاء عند الكرب والهمّ والخوف - : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة ، قال : قال محمّد بن علي عليه السلام : «يا أبا حمزة ، مالك إذا أتى بك(2) أمرٌ تخافه أن لا تتوجّه إلى بعض زوايا بيتك - يعني القبلة - فتصلّي ركعتين ، ثمّ تقول : يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين - سبعين مرّة - كلّما دعوت بهذه الكلمات مرّة سألت حاجة(3)»(4).

وروى محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد : عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، قال : حدّثني جعفر ، قال : قال أبي رضي الله عنه : «ما من مؤمن قال هذه الكلمات سبعين مرّة إلاّ وأنا ضامن ي.

ص: 382


1- أورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 1 / 563 ح 1555 ، المفيد في المقنعة : 218 ، الطوسي في التهذيب 3 / 182 ح414 ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 249 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 102 ح2293 ، الكفعمي في المصباح : 515 ، والبلد الأمين : 230 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 75 ح3 ، عن الفقيه والتهذيب والمقنعة ، والمجلسي في بحار الأنوار 88 / 282 ح33 ، والمحدّث النوري في المستدرك 6/ 255 ح3 ، عن الفتح والمكارم.
2- في عدّة الداعي : أنابَك.
3- في عدّة الداعي : كلّما دعوت الله مرّة بهذه الكلمات سألت حاجتك.
4- أورده الكليني في الكافي 2 / 556 ح1 ، وابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : 259 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 92 / 208 ح39 ، عن عدّة الداعي.

له(1) في دنياه وآخرته ، وأمّا في دنياه فتتلقّاه الملائكة ببشارة عند الموت ، وأمّا في الآخرة فإنّ له بكلّ كلمة منها بيتاً في الجنّة ، يقول : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين»(2).

ومنها : ما رواه البرقي في محاسنه : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : «كان بعض آبائي عليهم السلام يقول : اللهمّ لك الحمد كلّه ، وبيدك الخير كلّه ، اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك ، وأستقدرك الخير بقدرتك عليه ، لأنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب.

اللهمّ فما كان من أمر هو أقرب من طاعتك ، وأبعد من معصيتك ، وأرضى لنفسك ، وأقضى لحقّك ، فيسّره لي ويسّرني له ، وما كان من غير ذلك فاصرفه عنّي ، واصرفني عنه ، فإنّك لطيف لذلك ، والقادر عليه»(3).

ومنها : من الكتاب المذكور أيضاً : عن عدّة من أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، قال : حدّثني من قال له أبو جعفر عليه السلام : «إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم استخرت الله مائة مرّة ، فإن كان في شراء رأس ، أو شبهه استخرته ثلاث مرّات في مقعد. 4.

ص: 383


1- في الأصل : فأنا له ضامن ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
2- قرب الإسناد : 2 / 5 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 92 / 350 ح1 ، وأورده باختلاف الراوندي في الدعوات : 215 ح580 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 79 / 64ح8.
3- المحاسن 1 / 434 ح10 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 108 ح2304 ، الحرّالعاملي في الوسائل 8 / 76 ح6 ، المجلسي في بحار الأنوار 88 / 262 المقطع الرابع من ح14.

أقول : اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة ، إن كنت تعلم أنّ كذا وكذا خير لي فخِره لي ويسّره ، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي ، ورضّني في ذلك بقضائك ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتقضي ولا أقضي ، إنّك علاّم الغيوب»(1).

ومنها : من الكتاب المذكور : ما رواه عن عدّة من أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : «تقول في الاستخارة : أستخير الله ، وأستقدرالله ، وأتوكّل على الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، أردت أمراً ، فأسأل إلهي إن كان ذلك له رضىً أن يقضي لي حاجتي ، وإن كان له(2) سخطاً أن يصرفني عنه(3) ، وأن يوفّقني لرضاه»(4).

ومنها : من أدعية السرّ : «يا محمّد ، من همّ بأمرين فأُحبّ أن أختار له(5) أرضاهما إليّ فالزمه إيّاه ، فليقل حين يريد ذلك : اللهمّ اختر لي بعلمك ووفّقني بعلمك لرضاك ومحبّتك ، اللهمّ اختر لي بقدرتك ، وجنّبني بعزّتك مقتك وسخطك ، اللهمّ فاختر لي فيما أريد من هذين الأمرين - ويسمّيهما - أحبّهما إليك ، وأرضاهما لك ، وأقربهما منك.

اللهمّ إنّي أسألك بالقدرة التي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، واغلب بالي وهواي وسريرتي ر.

ص: 384


1- المحاسن 2 / 434 ح12 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 8 / 75 ح4 ، المجلسي في بحارالأنوار 88 / 263 ح16.
2- (له) أثبتناه من المصدر.
3- في الأصل : يصرفه عنّي ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
4- المحاسن 2 / 435 ح13 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 263 المقطع الثاني من ح16.
5- (له) أثبتناه من بعض المصادر.

وعلانيتي بأخذك ، واسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضىً ولي صلاحاً فيما أستخيرك ، حتّى تلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك ، وأتّكل فيه على قضائك ، واكفني فيه بقدرتك ، ولا تقلبني وهواي لهواك مخالف ، ولا ما أريد لما تريد مجانب ، أغلب بقدرتك - التي تقضي بها ما أحببت - على ما أحببت بهواك هواي ، ويسّرني لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها ، ولا تخذلني بعد تفويضي اليك أمري برحمتك التي وسعت كلّ شيء.

اللهمّ أوقع خيرتك في قلبي ، وافتح قلبي للزومها ، يا كريم آمين.

فإنّه إذا قال ذلك أُخذت له منافعه في العاجل والآجل(1).

ومنها : ما ذكره السيّد ابن باقي رحمه الله في اختياره مرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : «ما شاء الله كان ، اللهمّ إنّي أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره ، وأسلم إليك نفسه ، واستسلم إليك في أمره ، وخلا لك وجهه ، وتوكّل عليك فيما نزل به.

اللهمّ خِر لي ولا تخر عليَّ ، وكن لي ولا تكن عليَّ ، وانصرني ولا تنصر عليَّ ، وأعنّي ولا تُعن عليَّ ، وأمكنّي ولا تمكّن منّي ، واهدني إلى الخير ولا تضلّني ، وأرضني بقضائك ، وبارك لي في قدرك ، إنّك تفعل ما تشاء ، وتحكم ماتريد ، وأنت على كلّ شيء قدير.

اللهمّ إن كان الخيرة(2) في أمري هذا في ديني ودنياي وعاقبة أمري ي.

ص: 385


1- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 195 ، الكفعمي في المصباح : 520 ، سيّد علي خان في رياض السالكين 5 / 142 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 268 ، عن الفتح ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 243 ح8 ، عن الفتح.
2- في المصباح : إن كان لي الخيرة ، وفي المستدرك : إن كانت الخيرة ، وكلاهما عن ابن باقي.

فسهّله لي(1) ، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي يا أرحم الراحمين ، إنّك على كلّ شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل»(2).

ومنها : من الكتاب المذكور آنفاً : ما يُدعى به في الاستخارة والحاجة ، مرويّ عن القائم صلوات الله عليه :

«بسم الله الرحمن الرحيم : اللهمّ إنّي أسألك باسمك الذي عزمت به على السماوات والأرض فقلت لهما : (ائتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِيْنَ)(3).

وباسمك الذي عزمت به على عصا موسى (فَإذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأفِكُوْنَ)(4).

وأسألك باسمك الذي صرفت به قلوب السحرة حتّى (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِيْنَ)(5).

وأسألك بالقدرة التي تُبلي بها كلّ جديد ، وتجدّد بها كلّ بال.

وأسألك بكلّ حقٍّ هو لك ، وبكلّ حقٍّ جعلته عليك ، إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي وآخرتي أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وتسلّم عليهم تسليماً ، وتهيّئه لي وتسهّله عليَّ ، وتلطّف لي فيه برحمتك يا أرحم 7.

ص: 386


1- في المصباح والمستدرك : فسهّل لي.
2- المصدر غير مطبوع ، نقله عنه الكفعمي في المصباح : 520 - 521 ، المجلسي بحار الأنوار88 / 284 ح39 ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 257 ح7 ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 264 ، باختلاف يسير ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8/ 72 ح4.
3- سورة فصّلت 41 / 11.
4- سورة الأعراف 7 / 117.
5- سورة الشعراء 26 / 47.

الراحمين.

وإن كان شرّاً لي في ديني ودنياي وآخرتي أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وتسلّم عليهم تسليماً ، وأن تصرفه عنّي بما شئت وكيف شئت ، وترضيني بقضائك ، وتبارك لي في قَدَرك ، حتّى لا أحبّ تعجيل شيء أخّرته ، ولاتأخير شيء عجّلته ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك ، يا عليّ يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام(1).

تذنيب : ذكر الشيخ السعيد أبو العباس أحمد بن فهد الحلّي رحمه الله في مؤخّره قال : الاستخارة وهي أقسام :

الأوّل : الدعاء ، يطلب الخيرة من الله فيما يفعله ، ثمّ يفعل ما تقوى عليه عزيمته.

الثاني : أن يستشير بعض اخوانه ، ويسأل الله أن يُجري له على لسانه الخيرة ، ويفعل ما يشير عليه.

قوله رحمه الله : «ويسأل الله أن يجري له على لسانه الخيرة» معناه قبل المشورة لا بعدها ، فإنّ الواو ليست للترتيب ؛ لأنّ المشاورة قبل الاستخارة ممنوع منها ؛ لقول الصادق عليه السلام : «إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور أحداً من الناس حتّى يشاور الله تعالى ، فإذا بدأ بالله تعالى أجرى الخير على لسان من أحبّ من الناس»(2). وسيأتي لهذا المعنى مزيد توضيح في الخاتمة. 9.

ص: 387


1- أورده ابن طاووس في فتح الأبواب : 205 - 206 ، الكفعمي في المصباح : 521 ، والسيّدعلي خان في رياض السالكين 5 / 144 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 275ح25 ، عن الفتح ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 237 ح5 ، عن الفتح.
2- هكذا ورد الحديث في الأصل ، وسيأتي كاملا مع مصادره في صفحة : 89.

الثالث : قصد المسجد في غير وقت فرض ، وصلاة ركعتين ، ويستخير الله مائة مرّة ، ثمّ ينظر أيّ شيء يقع في قلبه يعمل به(1).

الرابع : صلاة ركعتين ، وسؤال الخيرة مائة مرّة ومرّة ، ثمّ لينظر أهمّ(2) الأمرين فيفعله.

الخامس : أن ينوي حاجته ، ويكتب في رقعة : «لا» وفي أخرى : «نعم» ويجعلهما في بندقتي طين ويضعهما تحت ذيله ، ويصلّي ركعتين ويقول : اللهمّ إنّي أشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير ، ويخرج واحدة ويعمل بها.

السادس : يكتب في ستّ رقاع :

بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة (إفعل) ففي ثلاث : (إفعل)(3) ، وفي ثلاث : (لا تفعل) ويضعها تحت مصلاّه ، ثمّ يقول في سجوده بعد صلاة ركعتين : «أستخير الله برحمته خيرة في عافية»(4) ثمّ يرفع فيقول : «اللهمّ خِر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية»(5) ثمّ يشوشها(6) ويخرج ثلاثاً ويفعل بما توالت ، وإن اختلفت أخرج خمساً وعمل بالأكثر.

السابع : أن ينظر إذا قام إلى الصلاة إلى ما يقع في قلبه ويأخذ به.

الثامن : أن يقرأ الفاتحة عشراً ، فثلاثاً ، فمرة ، والقدر عشراً ، ويقول ش.

ص: 388


1- في الأصل : فيعمل عليه ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
2- في المصدر : أحزم.
3- قوله : (ففي ثلاث : إفعل) أثبتناه من المصدر.
4- في الأصل زيادة : مائة مرّة.
5- من قوله : (ثمّ يرفع) إلى هنا أثبتناه من المصدر.
6- التشويش : التخليط. الصحاح 3 / 199. شيش.

ثلاثاً : «اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك(1) بعاقبة الأمور ، وأستشيرك بحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور.

اللهمّ إن كان الأمر الفلاني الذي عزمت عليه(2) ممّا قد نيطت بالبركة إعجازه وبواديه ، وحُفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فخِر لي اللهم فيه خيرة تردّ شموسه ذلولا ، وتقيض(3) أيّامه سروراً.

اللهمّ إمّا أمر فأئتمر ، وإمّا نهي فأنتهي.

اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرة في عافية.

ثمّ يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته ، فإن خرج زوج فهو (إفعل) والفرد (لا تفعل) أو بالعكس ، ويجوز بكفّ من الحصى.

التاسع : أن يفتح المصحف وينظر أوّل ما فيه ويأخذ به(4). انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

خاتمة في الاستشارة : قال الله سبحانه لنبيّه(صلى الله عليه وآله) : (فَإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللهِ)(5) وإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يستشير أصحابه ويعزم ، وكذلك الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

إعلم أنّ مشاورة الخلائق قبل استشارة الخالق ممنوع منها ، كما دلّت عليه الأخبار وحكم به العقل ، وذلك أنّك إذا أردت أمراً فكّرت فيه ، وأجلت روّيتك في معانيه ، وطلبت المشير العارف ، الخبير بأسراره ومبانيه ، فهل 9.

ص: 389


1- (لعلمك) أثبتناه من المصدر.
2- قوله : (الذي عزمت عليه) أثبتناه من المصدر.
3- في المصدر : وتقعص ، والظاهر تصحيف ، فما في المتن هو الأنسب للسياق.
4- الرسائل العشر لابن فهد : 102 - 103.
5- سورة آل عمران 3 / 159.

عندك من هو أخبر بالأشياء من حالها ، وهو أعرف بالأمور من مدبّرها ، ومن هو أبرّ بك من ربّك ، وألطف بك من بارئك ومنشئك ، فكيف تقدّم استشارة أحد عليه ، وتصبو إلى قوله وتعتمد عليه ، وتترك ربّك ربّ الأرباب ، ومسبّب الأسباب ، والعالم بالخفيّات والمطّلع على النيّات ، فإن فعلت واعتمدت على غيره ، وهو قد ندب إلى مشاورته ، وفتح الأبواب للطلاّب ، فاستعدّ للندم جلباباً ، وللحزن أثواباً.

قال السيّد الجليل المتألّه ابن طاووس رحمه الله في كتابه فتح الأبواب : المشاورة بعد استخارته سبحانه وتعالى ، فقد رأينا تصريح النهي(1) عن تقديم مشاورة أحد من العباد ، قبل مشاورة سلطان المعاد(2).

فقد روى أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه عن الصادق عليه السلام ، وعنه(صلى الله عليه وآله) ، أنّه سبحانه وتعالى قال : «من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني»(3).

وعنه عليه السلام : «من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتُلي لم يؤجر»(4).

فقد ظهر لك من هذين الحديثين أنّه من دخل في أمر بغير استخارة ، فقد خرج عن ضمان الله تعالى ، وصار بلاؤه على نفسه ، ولا يؤجر على قليله وكثيره(5) ، وأيّ عاقل يرضى لنفسه أن يدخل في أمر قد أعرض الله عنه ، ه.

ص: 390


1- في المصدر : قد رأينا وروينا تصريحاً في النهي.
2- فتح الأبواب : 136.
3- تقدّمت مصادره في صفحة : 19.
4- تقدّمت مصادره في صفحة : 19.
5- في المصدر زيادة : أما تبيّن لك من هذا أنّه لو كان الله جلّ جلاله مع العبد إذا دخل في أمربغير مشاورته ، ما كان قد ضاع عليه شيء من ثواب مصيبته.

وتبرّأ منه(1)(2). انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

ومن كتاب من لا يحضره الفقيه : روى هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «إذا أراد أحدكم أمراً ، فلا يشاور فيه أحداً من الناس ، حتّى يبدأ فيشاور الله تبارك وتعالى» قال : قلت : وما مشاورة الله تعالى جعلت فداك؟ قال : «يبدأ فيستخير الله فيه أوّلا ، ثمّ يشاور فيه ، فإنّه إذا بدأ بالله تبارك وتعالى أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق»(3).

ومن كتاب المكارم : قال الصادق عليه السلام : «إذا أردت أمراً فلا تشاور فيه أحداًحتّى تشاور ربّك» ، قال : قلت : وكيف أشاور ربّي؟ قال : «تقول : أستخير الله مائة مرّة ، ثمّ تشاور الناس ، فإنّ الله يجري لك الخيرة على لسان من أحبّ»(4).

ومن كتاب الذكرى للشهيد رحمه الله في الاستشارة ما رواه السيّد رضي الدين ، عن سعد بن عبدالله في كتاب الدعاء : بإسناده إلى إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله عليه السلام (5) : «إذا أراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو يدخل في ى.

ص: 391


1- في المصدر : وإذا ابتُلي فيه تبرّأ الله جلّ جلاله منه.
2- فتح الأبواب : 135.
3- من لا يحضره الفقيه 1 / 562 ح1550 ، وأورده أيضاً في معاني الأخبار : 144 / 1 ، البرقي في المحاسن 2 / 431 ح2 ، المفيد في المقنعة : 217 باب 29 صلاة الاستخارة ، ابن طاووس في فتح الأبواب : 136 ، الشهيد الأوّل في ذكرى الشيعة 4 / 268 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 8 / 74 ح2 ، عن الفقيه والمعاني والمحاسن ، المجلسي في بحار الأنوار 88 / 252 ح1 ، عن المقنعة والفتح ، وسيد علي خان في رياض السالكين 5 /133 ، عن البرقي ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 257 ح6 ، عن المقنعة.
4- مكارم الأخلاق 2 / 98 ح2279 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 253 ح4.
5- (قال أبو عبدالله عليه السلام) أثبتناه من المصادر ما عدا الذكرى.

أمر فليبتدىء بالله ويسأله» قلت : فما يقول؟ قال : «يقول : اللهمّ إنّي أريد كذا وكذا ، فإن كان خيراً في ديني ودنياي وآخرتي(1) ، وعاجل أمري وآجله فيسّره لي ، وإن كان شرّاً لي في ديني ودنياي فاصرفه عني ، ربّ اعزم لي على رشدي ، وإن كرهته وأبته نفسي ، ثمّ يستشير عشرة من المؤمنين ، فإن لم يصبهم وأصاب خمسة فيستشير خمسة مرّتين ، وإن كان رجلين فكلّ واحد خَمساً ، وإن كان واحداً فليستشره عشراً»(2).

ومن كتاب المكارم قال : قال النبي(صلى الله عليه وآله) : «لا يفعلنّ(3) أحدكم أمراً حتّى يستشير ، فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأته ثمّ يخالفها ، فإنّ في خلافها بركة»(4).

معناه «فإن لم يجد من يستشيره» بعد مشاورة الله سبحانه ، حملا للمطلق على المفيد.

ومن كتاب الكافي قال : ذُكر عند أبي جعفر عليه السلام النساء ، فقال : «لاتشاوروهنّ في النجوى ، ولا تطيعوهنّ في ذي قرابة»(5). دّ

ص: 392


1- (وآخرتي) أثبتناه من المصادر.
2- ذكرى الشيعة 4 / 268 ، عن فتح الأبواب : 139 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 252ح3 ، والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 6 / 256 ح5.
3- في الأصل : لا يفعل ، وما أثبتناه من المصدر.
4- مكارم الأخلاق 1 / 509 ح1774 ، وأورده الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 5 /122 ح7683.
5- الكافي 5 / 517 ح6 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 181 ح1 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3 / 468 ح4621 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 1 / 494 ح1710 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 100 / 227 ح24 ، بزيادة في الفقيه والمكارم : إنّ المرأة إذا كبرت ذهب خير شطريها ، وبقي شرّهما : ذهب جمالها ، واحتدّ

وعن الصادق عليه السلام ، قال : «إيّاكم ومشاورة النساء فإنّ فيهنّ الضعف والوهن والعجز»(1).

قال أمير المؤمنين عليه السلام : «في خلاف النساء البركة»(2).

وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «كلّ امرىء تدبّره امرأة فهو ملعون»(3).

وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أراد الحرب دعا نساءه فاستشارهنّ ثمّ خالفهنّ(4).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «النساء لا يُشاوَرن في النجوى ، ولا يُطَعْنَ في ذوي القربى»(5).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «طاعة المرأة ندامة»(6).ده

ص: 393


1- الكافي 5 / 517 ح8 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 182 ح2.
2- الكافي 5 / 518 ح9 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 182 ح3 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3 / 468 ح4623 ، وفيه : «في خلافهنّ البركة».
3- الكافي 5 / 518 ح10 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3 / 468 ح4622 ، وعنهما الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 182 ح4.
4- الكافي 5 / 518 ح11 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3 / 468 ح4624 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 1 / 493 ح1704 ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 20/179ح4 ، عن الكافي والفقيه ، المجلسي في بحار الأنوار 100/227 ح21.
5- الكافي 5 / 518 المقطع الثاني من ح12 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 182 ح6.
6- الكافي 5 / 517 ح4 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 181 ح2 ، وأورده

ذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله) النساء فقال : «اعصوهنّ في المعروف ، قبل أن يأمرنكم بالمنكر ، وتعوّذوا بالله من شرارهنّ ، وكونوا من خيارهنّ على حذر»(1).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له : «اتّقوا شرار النساء ، وكونوا من خيارهنّ على حذر ، وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ ؛ لكي لا يطمعن منكم في المنكر»(2).

وقال الصادق عليه السلام : «تعوّذوا بالله من طالحات نسائكم ، وكونوا من خيارهنّ على حذر ، ولا تطيعوهنّ في المعروف فيأمرنكم بالمنكر»(3).

ومن كتاب من لا يحضره الفقيه : شكا رجل من أصحاب أمير المؤمنين 3.

ص: 394


1- الكافي 5 / 516 ح2 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 178 ح1 ، باب 94.
2- الكافي 5 / 517 ح5 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 179 ح2 ، وأورده ابن شعبة في تحف العقول : 368 ، ذيل الحديث ، الصدوق في الأمالي : 380 ذيل ح8 ، الشريف الرضي في خصائص أمير المؤمنين عليه السلام : 100 ، المفيد في الاختصاص : 226 ، ذيل الحديث ، وأورد صدر الحديث الليثي في عيون الحِكم والمواعظ : 90 ، ونقله المجلسي في بحارالأنوار 100 / 224 ح4 ، عن الأمالي ، المحدّث النوري في المستدرك 14 / 262 ح 3 ، عن الاختصاص.
3- الكافي 5 / 517 ح7 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 179 ح3.

صلوات الله عليه نساءه ، فقام عليه السلام خطيباً فقال : «يا معاشر(1) الناس ، لا تطيعوا النساء على حال ، ولا تأمنوهنّ على مال ، ولا تذروهنّ يدبّرن أمر العيال ، فإنّهنّ إن تُركن وما أردن ، أوردن المهالك ، وعدونَ أمر المالك ، فإنّا وجدناهنّ لا ورع لهنّ عند حاجتهنّ ، ولا صبر لهنّ عند شهوتهنّ ، التبرّج(2) لهنّ لازم وإن كبرن ، والعُجب لهنّ لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا مُنعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشرّ ، يتهافتن بالبهتان ، ويتمادَين في الطغيان ، ويتصدَّين للشيطان ، فداروهنّ على كلّ حال ، وأحسنوا لهنّ المقال ، لعلّهنّ يُحسنّ الفِعال»(3).

واعلم أنّ الاستشارة لا تكون إلاّ بحدودها ، وإلاّ كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له.

ويدلّ على ذلك ما رواه البرقي في محاسنه : عن أحمد بن نوح(4) ، عن شعيب النيسابوري ، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان ، عن أحمد بن عائذ ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «إنّ المشورة(5) لا تكون إلاّ بحدودها(6) ، فمن عرفها بحدودها وإلاّ كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له. ر.

ص: 395


1- في الأصل : يا معشر ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
2- في المصدر : البذخ ، وأشير في هامش المصدر : في بعض النسخ : التبرّج.
3- من لا يحضره الفقيه 3 / 554 ح4900 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 20 / 180 ح7 ، وأورده الصدوق أيضاً في الأمالي 274 / 6 ، وعلل الشرائع : 512 ح1 ، باب 287 ، الفتّال النيشابوري فى روضة الواعظين 2 / 273 ح7 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 1 / 443ح1526 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 100 / 223 ح1 ، عن الأمالي والعلل.
4- في الأصل : محمّد بن نوح ، وما أثبتناه في المتن من المصادر.
5- في الأصل : المشاورة ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
6- في الأصل زيادة : الأربعة. ولم ترد في المصادر.

فأوّلها : أن يكون الذي تشاوره عاقلا.

والثانية(1) : أن يكون حرّاً متديّناً.

والثالثة : أن يكون صديقاً مؤاخياً.

والرابعة : أن تُطلعه على سرّك ، فيكون علمه به كعلمك بنفسك ، ثمّ يسرّ ذلك ويكتمه.

فإنّه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرّاً متديّناً أجهد نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك إذا أطلعته عليه ، وإذا أطلعته على سرّك فكان علمه كعلمك ؛ تمّت المشورة وكملت النصيحة(2)»(3).

عنه : عن أبي عبدالله الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن صندل ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : «استشر(4) العاقل من الرجال الوَرِع ، فإنّه لا يأمر إلاّ بالخير ، وإيّاك والخلاف ، فإنّ خلاف الوَرِع العاقل مفسدة في الدين والدنيا»(5).5.

ص: 396


1- في الأصل : والثاني ... والثالث ... والرابع ، وما أثبتناه في المتن من المصادر إلاّ المكارم.
2- في الأصل : تمّت السورة وكلمة النصيحة. وهو تصحيف واضح ، وما أثبتناه في المتن من المصادر.
3- المحاسن 2 / 438 ح28 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 102 ح30 ، والحرّ العاملي في الوسائل 12 / 43 ح8 ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 100 ح2287 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 253 المقطع الثاني من ح4.
4- في الأصل : استشيروا ، وما في المتن أثبتناه من المصادر ، والظاهر هو الأنسب بقرينة مابعدها : وإيّاك والخلاف.
5- المحاسن 2 / 437 ح24 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح26 ، الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 42 ح5 ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 99 ح2281 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 254 ح5.

عنه : عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «مشاورة العاقل الناصح رُشد ويُمنٌ ، وتوفيق من الله ، فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإيّاك الخلاف ، فإنّ في ذلك العطب»(1).

عنه : عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن الحسين بن علي ، عن المعلّى بن خُنيس ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «ما يمنع أحدكم إذا وردعليه ما لا قِبل له به ، أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع».

ثمّ قال أبو عبدالله عليه السلام : «أما إنّه إذا فعل ذلك لم يخذله الله ، بل يرفعه ورماه بخير الأمور وأقربها إلى الله»(2).

عنه : عن بعض أصحابنا ، عن حسين بن حازم ، عن حسين بن عمر بن يزيد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «من استشار أخاه ولم ينصحه محض الرأي ، سلبه الله عزّ وجلّ رأيه»(3).

في وصيّة لقمان لابنه : «وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثمّ لا تعزم 5.

ص: 397


1- المحاسن 2 / 438 ح25 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 102 ح27 ، والحرّ العاملي في الوسائل 12 / 42 ح6 ، وأورده ابن شعبة في تحف العقول : 398 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 1 / 155 و75 / 313 ، ضمن وصيّة الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 99 ح2282 ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 254المقطع الثاني من ح5.
2- المحاسن 2 / 438 ح26 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 102 ح28 ، الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 42 ح7.
3- المحاسن 2 / 438 ح27 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 102 ح29 الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 44 ح2 ، وأورده الكليني في الكافي 2 / 363 ح5 ، وفيه : ولم يمحضه محض الرأي ، وعنه في بحار الأنوار 72 / 183 ح27 ، والوسائل 16 / 384 ح5.

حتّى تتثبّت وتنظر ، ولا تُجب في مشورة حتّى تقوم فيها ، وتقعد وتنام وتأكل وتصلّي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإنّ من لم يمحض النصيحة لمن استشاره ، سلبه الله رأيه ، ونزع منه الأمانة»(1).

عنه : عن أبي يوسف النجاشي ، عن يحيى بن مالك ، عن الأحول وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «إظهار الشيء قبل أن يُستحكم مفسدة له»(2).

عنه : عن جعفر بن محمّد(3) ، عن ابن القدّاح ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليه السلام ، قال : «قيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله) : ما الحزم؟ قال : مشاورة ذوي الرأي واتّباعهم»(4).

عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، عن عبد الملك بن سلمة ، عن السرّي بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً عليه السلام أن قال : لا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل م.

ص: 398


1- المحاسن 2 / 125 ح147 ، وعنه ابن طاووس في الأمان : 99 ، المجلسي في بحار الأنوار73 / 271 ضمن ح28 ، وأورده الكليني في الكافي 8 / 348 ضمن ح547 ، الصدوق في من لا يحضره الفقيه 2 / 297 ضمن ح2505 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 1/537 ح1869 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 11 / 441 ضمن ح1 و2 ، المجلسي في بحار الأنوار 13 / 422 ضمن ح18 ، عن الكافي.
2- المحاسن 2 / 440 ح31 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 100 ح2286 ، الحرّالعاملي في الوسائل 2 / 408 ح11 ، وأورده ابن شعبة في تحف العقول : 457 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 71 ح13 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 88 / 254 المقطع السادس من رقم الحديث 5 ، عن المكارم.
3- وهو الأشعري ، كما في المصدر.
4- المحاسن 2 / 435 ح14 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 99 ح2284 ، الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 39 ح1 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 100 ح16 ، ونقله المجلسي في البحار 88 / 254 المقطع الرابع من حديث رقم5 ، عن المكارم.

كالتدبير»(1).

عنه : عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «في التوراة أربعة أسطر : من لا يستشير يندم ، والفقر الموت الأكبر ، كما تُدين تُدان ، ومن ملك استأثر»(2).

عنه : عن موسى بن القاسم ، عن جدّه ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : «لن يهلك امرؤٌ عن مشورة»(3).

عنه : عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال عليّ عليه السلام في كلام له : «شاور في حديثك الذين يخافون الله»(4).

عنه : عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : جئتك مستشيراً ، إنّ الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر خطبوا إليَّ ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : المستشار 1.

ص: 399


1- المحاسن 1 / 81 ح47 ، ضمن وصايا النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي عليه السلام ، و2 / 435 ح15 ، وأورده الصدوق في التوحيد 376 / 20 ضمن وصايا النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي عليه السلام ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 100 ح2285 ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 39 ح2 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 100 ح17 ، و74 / 68 ح7 ، عن المحاسن ، و88 / 254 المقطع الخامس من رقم حديث 5 ، عن المكارم.
2- المحاسن 2 / 436 ح16 ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 12 / 39 ح3 ، والجواهرالسنيّة : 71 ، المجلسي في بحار الأنوار 13 / 357 ح62 ، و72 / 100 ح18.
3- المحاسن 2 / 436 ح18 ، وعنه الحرّ العاملي 12 / 40 ح4 ، المجلسي في بحار الأنوار 72/101 ح20.
4- المحاسن 2 / 436 ح19 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 42 ح4 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح21 ، وأورده الصدوق في الأمالي 380 ضمن ح8 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح21.

مؤتمن ، أمّا الحسن فإنّه مطلاق للنساء ، ولكن زوّجها الحسين فإنّه خير لابنتك»(1).

عنه : عن أبيه ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : هلك مولىً لأبي الحسن الرضا(2) عليه السلام يقال له : سعد ، فقال له : «أشِر(3) عليَّ برجل له فضل وأمانة» فقلت : أنا أُشير عليك! فقال شبه المغضب : «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يستشير أصحابه ، ثمّ يعزم على ما يريد»(4).

عنه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضيل بن يسار ، قال : استشارني أبو عبدالله عليه السلام في أمر ، فقلت : أصلحك الله ، مثلي يُشير على مثلك! قال : «نعم ، إذا استشرتك»(5).

عنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، قال : كنّا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكرنا أباه عليه السلام فقال : «كان عقله ك.

ص: 400


1- المحاسن 2 / 436 ح20 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 43 ح1 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح22. وهذا الحديث وأمثاله هو من الأحاديث الموضوعة ضدّ أهل البيت عليهم السلام التي أمر بوضعها معاوية بن أبي سفيان وهي مردودة جملة وتفصيلا ، وخير من كتب عن هذا الموضوع المحقّق المتتبّع الشيخ باقر شريف القرشي سدّده الله في كتابه حياة الإمام الحسن بن علي عليه السلام الجزء الثاني من صفحة 443 - 464 ، طبعة دار البلاغة في فصل أزواجه وعقبه.
2- (الرضا) أثبتناه من المصادر.
3- في الأصل : شِر ، وما أثبتناه من المصادر.
4- المحاسن 2 / 437 ح21 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 44 ح1 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح23.
5- المحاسن 2 / 437 ح22 ، وعنه الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 44 ح2 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح24 ، وفي البحار : نعم ، إذا استشير بك.

لا توازن به العقول ، وربّما شاور الأسودَ من سودانه ، فقيل له : تشاور مثل هذا؟ فقال : إنّ الله تبارك وتعالى ربّما فتح على لسانه ، قال : فكانوا ربّما أشاروا عليه بشيء ، فيعمل به من الضيعة والبستان»(1).

ومن كتاب المكارم : يحيى بن عمران الحلبي ، قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : «إنّ المشورة محدودة ، فمن لم يعرفها بحدودها كان ضرّها عليه أكثر من نفعها.

فأوّل ذلك : أن يكون الذي تستشيره عاقلا.

والثاني : أن يكون حرّاً متديّناً.

والثالث : أن يكون صديقاً مؤاخياً.

والرابع : أن تطلعه على سرّك ، فيكون علمه به كعلمك»(2).

قال : ثمّ فسّر ذلك. فقال : «إنّه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرّاً متديّناً أجهد به نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك ، وإذاأطلعته على سرّك فكان علمه كعلمك به ، أجهد نفسه في النصيحة وكملت المشورة»(3).

ولا بأس أن نختم الخاتمة بدعاء شريف لو أقسم به على الجبال لتدكدكت ، وعلى السماء لأمطرت ، ولقد استسقى به قِس بن ساعدة الأيادي 0.

ص: 401


1- المحاسن 2 / 537 ح23 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 / 99 ح2283 ، الحرّ العاملي في الوسائل 12 / 44 ح3 ، المجلسي في بحار الأنوار 72 / 101 ح25.
2- في الأصل : فيكون علمه لعلمك ، وما أثبتناه في المتن من المصدر.
3- مكارم الأخلاق 2 / 100 ح2287 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 88 / 253 المقطع الثاني من رقم الحديث 4 ، وأورده البرقي في المحاسن 2 / 438 ح2522 ، وفيه : تمّت المشورة وكملت النصيحة ، وعنه في بحار الأنوار 88 / 102 ح30.

فيسقى ، ولقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوماً من الأيّام لأناس عنده : «أفيكم من يعرف قِس بن ساعدة الأيادي؟».

فقال الجارود بن المنذر العبدي : كلّنا يا رسول الله نعرفه ، غير أنّي من بينهم عارف بخبره ، واقف على أثره.

فقال سلمان : أخبرنا ، فقال : يا رسول الله ، لقد شهدت قسّاً وقد خرج من ناد من أندية أياد(1) إلى صحصح(2) ذي قتاد(3) وسَمُر(4) وغياد(5) ، وهو مشتمل ببجاد(6) ، فوقف في أضحيان ليل(7) كالشمس ، رافعاً إلى السماء وجهه وإصبعه ، فدنوت منه فسمعته يقول : ا.

ص: 402


1- قال ياقوت : الإياد : بالكسر ، موضع بالحَزْن لبني يربوع ، بين الكوفة وفيد. معجم البلدان 1/341 ح1167. وقال الجوهري : وإياد : حيٌّ من مَعَد. الصحاح 2 / 9 - أيد.
2- في الأصل والمناقب والبحار والصراط والدرّ والعدد : ضحضح ، وما في المتن أثبتناه من الأربعين والمقتضب. فالضح : الشمس. الصحاح 1 / 568 ضحح. والضحضح ظاهراً المكان المشمس. والصحصح والصحصاح : المكان المستوي. الصحاح 1 / 561 صحح.
3- القتاد : شجر له شوك. الصحاح 2 / 126 - قتد.
4- السَمُر : بضمّ الميم ، من شجر الطلح. الصحاح 2 / 367 - سمر.
5- الغياد : المكان الكثير النبات. القاموس المحيط 1 / 445 - غيد. وكلمة : (وسمر وغياد) لم ترد في الصراط المستقيم ، وفي الدرّ النظيم : وعناد ، وفي العدد : وغباد ، وفي المقتضب : وسمرة وعتاد. وقوله : (وسمر وغياد ، وهو مشتمل ببجاد) لم يرد في الأربعين.
6- البجاد : كساء مخطّط من أكسية العرب. الصحاح 2 / 10 - بجد. وفي بعض المصادر : بنجاد : وهو حمائل السيف. الصحاح 2 / 160 - نجد.
7- أضحيان ليل : ليلة ضحياء : مضيئة لا غيم فيها ، وكذلك ليلة إضحيانة. الصحاح 6 / 389ضحا.

اللهمّ ربّ السماوات الأرفعة ، والأرضين الممرعة ، بحقّ محمّد والثلاثة المحاميد معه(1) ، والعليين الأربعة ، وفاطمة البضعة ، والحسن والحسين البرعة(2) ، وجعفر وموسى التبعة ، سميّ الكليم الضرعة(3) ، أولئك النقباء الشفعة ، والطريق المهيعة ، درسة(4) الأناجيل(5) ، ومحاة الأضاليل ، ونفاة الأباطيل(6) ، الصادقي القيل ، عدد نقباء بني إسرائيل ، فهم أوّل البداية ، وعليهم تقوم الساعة ، وبهم تُنال الشفاعة(7) ، ولهم من الله فرض الطاعة ، اسقنا غيثاً مغيثاً.

وهذا هو الدعاء الموصوف.

ثمّ قال : ليتني مدركهم ولو بعد لاي(8) من عمري ومحياي(9) ، ثمّ أنشأ م.

ص: 403


1- في الأربعين والمقتضب : اللهمّ ربّ هذه السبعة الأرقعة ، والأرضين المربعة - وفي المقتضب : الممرعة - بمحمّد والثلاثة المحامدة معه.
2- في المناقب والدرّ النظيم والعدد القوية - : وفاطم والحسنين الأبرعة.
3- في المناقب والعُدد : الصرعة. وفي الصراط : والعليين الأربعة ، وسبطيه لنبعة الأرفعة ، وسمي الكليم من الفرعة ، والحسن ذي الرفعة ، وفي الأربعين : والعليين الأربعة ، وسبطيه النبعة الأرفعة ، والسريّ الألمعة ، وسميّ الكليم الضرعة ، والحسن ذي الرفعة. وفي المقتضب : والعليين الأربعة ، وسبطيه النبعة ، والأرفعة الفرعة ، والسري اللامعة ، وسمي الكليم الضرعة.
4- في المناقب : رأسة. وفي البحار : داسة. وفي الصراط والأربعين والمقتضب : درسة الإنجيل. وفي العدد : دراسة الأناجيل.
5- في الصراط والمقتضب زيادة وحفضة التنزيل. وفي الأربعين : وحفظة التأويل.
6- قوله : (ومحاة الأضاليل ، ونفاة الأباطيل) لم يرد في الصراط والعُدد.
7- قوله : (وبهم تُنال الشفاعة) لم يرد في الصراط والعُدد.
8- اللأي : الشدّة والجهد والإبطاء. لسان العرب 15 / 237 - لأي.
9- في الأربعين : اللهمّ لقّني مدركهم ، ولو بعد الآتي من عمري. وفي المقتضب : اللهمّ ليتني مدركهم.

يقول :

أقسم قسٌّ قسماً ليس به مكتتما

لو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأما

حتّى يلاقي أحمداً والنجباء الحكما

هم أوصياء أحمد أفضل مَن تحت السما

يُعمى الأنام عنهم وهم ضياء للعَمى

لست بناس ذكرهم حتّى أحل الرجما(1)

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، فمن أراده فليطلبه من مناقب ابن شهر آشوب.

وهذا آخر ما نسخ به قلم مؤلّفه

أقلّ الخليقة بل لا شيء في الحقيقة

أحمد بن صالح البحراني

والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد

وآله الطيّبين الطاهرين آمين. 0.

ص: 404


1- المناقب لابن شهرآشوب 1 / 349 ، وعنه في بحار الأنوار 38 / 43 ح3 ، وأورده ابن عياش في مقتضب الأثر : 36 ، النباطي في الصراط المستقيم 2 / 239 ، رضيّ الدين الحلّي في العُدد القويّة : 86 - 87 ، ابن حاتم الشامي في الدرّ النظيم : 793 - 794 ، الشيرازي في الأربعين : 359 - 360.

مصادر المقدّمة والتحقيق

1 - الاختصاص : لأبي عبدالله الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1402 ه.

2 - الأربعين في إمامة الأئمّة الطاهرين : لمحمّد بن طاهر بن محمّد حسين الشيرازي(ت 1098 ه) ، تحقيق ونشر سيد مهدي الرجائي ، قم المقدّسة 1417 ه.

3 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت 1406 ه.

4 - الأمالي : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمي (ت381ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة ، قم المقدّسة ، 1417 ه.

5 - الأمالي : لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة ، قم المقدّسة 1414 ه.

6 - أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين : للشيخ علي البلادي البحريني (ت1340ه) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1407ه.

7 - بحار الأنوار : للعلاّمة الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت 1110 ه) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1403 ه.

8 - البلد الأمين والدرع الحصين : للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي(ت 900 ه) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1418 ه.

9 - تاريخ مدينة دمشق : للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر (571ه) ، تحقيق علي شيري ، دار الفكر ، بيروت 1415 ه.

10 - تحف العقول عن آل الرسول(صلى الله عليه وآله) : للشيخ أبي محمّد الحسن بن علي ابن الحسين بن شعبة الحرّاني (ت 381 ه) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1404ه.

ص: 405

11 - تفسير الطبري - جامع البيان عن تأويل آي القرآن : لأبي جعفر محمّد ابن جريرالطبري (ت310ه) ، تحقيق عبدالله التركي ، دار عالم الكتب ، الرياض 1424ه.

12 - تهذيب الأحكام : لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران 1390 ه.

13 - تهذيب اللغة : لأبي منصور محمّد بن أحمد الأزهري (ت 370 ه) ، تحقيق عبدالسلام محمّد هارون ، الدار المصرية ، القاهرة 1384 ه.

14 - التوحيد : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381ه) ،

مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة.

15 - الجامع الصغير : لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي (ت 911 ه) ، دار الفكر ، بيروت1401 ه.

16 - الجعفريات : لإسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد عليهم السلام ، مؤسّسة كوشانبورالثقافية ، طهران 1375 ش.

17 - الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسية : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104 ه) ، انتشارات طوس ، مشهد المقدّسة 1384ه.

18 - الحدائق الناضرة : للشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1363 ه.

19 - حياة الإمام الحسن بن علي عليه السلام : للشيخ باقر شريف القرشي ، دار البلاغة ، بيروت1413 ه.

20 - خصائص أمير المؤمنين عليه السلام : للشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي (ت 406 ه) ، تحقيق محمّد هادي الأميني ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد المقدّسة 1406 ه.

21 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور : لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق عبدالله التركي مركز هجر ، القاهرة 1424 ه.

ص: 406

22 - الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم : للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي(ق 7 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1420ه.

23 - الدعوات : لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه) ، تحقيق ونشرمؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، قم المقدّسة 1407 ه.

24 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1388 ه) دار الأضواء ، بيروت 1403 ه.

25 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة : للشهيد الأوّل محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الجزيني (ت 786 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة 1419 ه.

26 - الرسائل العشر : لأبي العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي (ت841ه) ، تحقيق سيد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1409ه.

27 - روضة الواعظين : للشيخ محمّد بن الفتال النيشابوري (ت 508 ه) ، تحقيق غلام حسين المجيدي ومجتبى الفرجي ، انتشارات دليل ، قم المقدّسة 1423ه.

28 - رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين عليه السلام : للسيّد علي خان الحسيني المدني الشيرازي (ت 1120 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة1409 ه.

29 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : للميرزا عبد الله الأفندي الاصفهاني (تق12 ه) ، تحقيق سيّد أحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة.

30 - السرائر : لأبي جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت598 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1411 ه.

31 - السنن : لابن ماجة محمّد بن يزيد القزويني (ت 275 ه) ، تحقيق محمود محمّدنصّار ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1419 ه.

ص: 407

32 - السنن : لأبي داوود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه) ، تحقيق عزّت الدعّاس وعادل السيّد ، دار ابن حزم ، بيروت ، 1418 ه.

33 - السنن (الجامع الصحيح) : للترمذي محمّد بن عيسى بن سورة (ت297ه) دارإحياء التراث العربي ، بيروت.

34 - الصحاح : لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (ت 393 ه) ، تحقيق أميل بديع يعقوب ومحمّد نبيل طريفي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1420 ه.

35 - صحيح البخاري : لأبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري ، (ت256ه) ، دار إحياءالتراث العربي ، بيروت.

36 - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم : لأبي محمّد علي بن يونس العاملي النباطي (ت 877 ه) ، تحقيق محمّد باقر البهبودي ، المكتبة المرتضوية ، قم المقدّسة 1384 ه.

37 - عدّة الداعي : للشيخ أحمد بن فهد الحلّي (ت 841 ه) ، تصحيح أحمد الموحّدي القمّي ، مكتبة الوجداني ، قم المقدّسة.

38 - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية : لرضي الدين علي بن يوسف بن المطهّرالحلّي (ت ق 8 ه) ، تحقيق سيّد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1408 ه.

39 - علل الشرائع : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت381ه) ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف 1385 ه.

40 - علماء البحرين (جواهر البحرين في علماء البحرين) ضمن فهرست ابن بابويه : للشيخ سليمان الماحوزي البحراني (ت 1121 ه) إعداد سيّد أحمد الحسيني ، مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم المقدّسة ، 1404 ه.

41 - علماء البحرين دروس وعبر : لعبد العظيم المهتدي البحراني ، مؤسّسة البلاغ ، بيروت 1414 ه.

ص: 408

42 - عيون الحكم والمواعظ : لأبي الحسن علي بن محمّد الليثي الواسطي (ق6 ه) ، تحقيق حسين الحسني البيرجندي ، دار الحديث ، قم المقدّسة 1376ش.

43 - الغايات (ضمن جامع الأحاديث) : لأبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمي (ق 4ه) ، تحقيق سيّد محمّد الحسيني النيشابوري ، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد المقدّسة 1413 ه.

44 - فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب في الاستخارات : لأبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحلّي الحسني (ت 664 ه) ، تحقيق حامد الخفّاف ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، بيروت ، 1409 ه-

45 - الفردوس بمأثور الخطاب : لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي (ت509 ه) ، تحقيق سعيد بن بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1406ه.

46 - الفصول المهمّة في أصول الأئمّة : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104ه) ، تحقيق محمّد بن محمّد حسين القائيني ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، مشهد المقدّسة 1418 ه.

47 - الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام (فقه الرضا) : تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ، مشهد المقدّسة 1406 ه.

48 - القاموس المحيط : لمحمّد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي (ت 817 ه) ، دارالكتب العلمية ، بيروت 1415 ه-

49 - قرب الإسناد : لأبي العبّاس عبدالله بن جعفر الحميري (ق 3 ه) ، تحقيق ونشرمؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة 1413 ه.

50 - الكافي : لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني (ت 329 ه) ، تصحيح نجم الدين الآملي المكتبة الإسلامية ، طهران 1388 ه.

51 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : لحاجي خليفة مصطفى بن عبدالله الرومي الحنفي (ت 1067 ه) ، دار الفكر ، بيروت 1402 ه.

ص: 409

52 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال : لعلي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت975ه) مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1405 ه.

53 - الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت1388 ه) ، تحقيق نجله علي نقي المنزوي ، جامعة طهران 1372 ه.

54 - لؤلؤة البحرين : للشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 ه) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة.

55 - مجمع البيان لعلوم القرآن : لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه) ، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب ، إيران 1417 ه.

56 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه) ، دارالكتاب العربي ، بيروت 1402ه.

57 - المحاسن : لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (ت 280 ه) ، تحقيق سيّدمهدي الرجائي ، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة 1413ه.

58 - المحكم والمحيط الأعظم : لابن سيده علي بن إسماعيل المرسي (ت 458 ه) ، تحقيق عبدالحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1421 ه.

59 - مسائل علي بن جعفر : جمع وتحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ، مشهد المقدّسة 1409 ه.

60 - مستدرك الوسائل : للمحدّث ميرزا حسين النوري (ت 1320 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة 1407 ه.

61 - مستدركات أعيان الشيعة : للسيّد حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات بيروت1418 ه.

62 - مستطرفات السرائر (ضمن السرائر) : انظر السرائر.

63 - مسند الشهاب : للقاضي محمّد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه) ، تحقيق حمدي عبدالمجيد ، مؤسّسة الرسالة 1405 ه.

ص: 410

64 - مشكاة الأنوار في غُرر الأخبار : لأبي الفضل علي بن الحسن الطبرسي (ق7ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة ، 1423 ه.

65 - المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات : للشيخ إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي العاملي (ت 900 ه) ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، 1422ه.

66 - مصباح المتهجّد : لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، مؤسّسة فقه الشيعة ، بيروت ، 1411 ه.

67 - معاني الأخبار : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 ه) ، تصحيح علي أكبر الغفاري ، دار المعرفة ، بيروت ، 1399 ه.

68 - المعتبر في شرح المختصر : للمحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الحلّي (ت 676 ه) ، مؤسّسة سيّد الشهداء ، قم المقدّسة 1364 ش.

69 - معجم البلدان : لياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 ه) ، تحقيق فريد عبدالعزيز الجندي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

70 - المعجم الصغير : للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (ت 360 ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1403 ه.

71 - معجم المؤلّفين : لعمر رضا كحّالة (ت 1408 ه) ، دار إحياء التراث العربي ،

بيروت ، 1376 ه.

72 - مقتضب الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : للشيخ أحمد بن عبيدالله بن عياش الجوهري (ت 401 ه) ، مكتبة الطباطبائي ، قم المقدّسة.

73 - المقنعة : للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة ، 1410 ه.

74 - مكارم الأخلاق : لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي (ق6 ه) ، تحقيق علاء آل جعفر ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة ، 1414 ه.

75 - من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت381ه) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة.

ص: 411

76 - مناقب آل أبي طالب : لأبي جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني ، تحقيق يوسف البقاعي ، دار الأضواء بيروت ، 1412 ه.

77 - منهاج الصلاح : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت726ه) ، تحقيق عبد المجيد الميردامادي ، مكتبة العلاّمة المجلسي ، قم المقدّسة 1430ه.

78 - النهاية في غريب الحديث : لابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمّد الجزري (ت606ه) ، تحقيق صلاح بن محمّد ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1423 ه.

79 - هدية العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : لإسماعيل باشا البغدادي ، دار الفكر ، بيروت 1402 ه.

80 - وسائل الشيعة : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم المقدّسة ، 1409 ه.

ص: 412

من ذخائر التراث

ص: 413

ص: 414

رسالة

في حال صاحب كتاب قرب الإسناد

تأليف

الشيخ كمال الدين أبو الهدى الكلباسي قدس سره

(1278 - 1356ه)

تحقيق

الشيخ محمّد الكلباسي

ص: 415

ص: 416

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة مختصرة من حياة المصنّف :

ليس بوسعنا في هذه العجالة بسط الكلام في حياة المصنّف قدس سره إذ بذلك نخرج عمّا يقتضيه الحال من المقال.

فلذلك نقتصر على أقلّ القليل ممّا يلزم علينا بيانه ، ونحيل من شاء التوسّع إلى مصادر ترجمته(1).

اسمه ونسبه ومولده :

هو العالم الكامل ، المحقّق المدقّق ، الجامع لصنوف الفضائل ، العلاّمة الميرزا كمال الدين (الملقّب ب- : أبي الهدى) ابن قدوة المحقّقين وزبدة المجتهدين ، العلاّمة المدقّق الميرزا أبي المعالي (صاحب البشارات) نجل قطب الشريعة ، وركن الشيعة ، وفقيه أهل البيت في عصره وأوانه ، ومفتي الإمامية في دهره الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي(2) (صاحب الإشارات) (نوّر الله تعالى مضاجعهم الشريفة).ي.

ص: 417


1- أنظر : على سبيل المثال : نقباء البشر ، أعيان الشيعة (مشاهير مزار علاّمة أبي المعالي الكلباسي) وغيرها.
2- الكلباسي كما هو في بعض التراجم ولكنّا في أغلب التراجم الكرباسي.

أمّه بنت المرحوم السيّد زين العابدين نجل سيّد الفقهاء والمجتهدين سيّدالطائفة سيّد محمّد باقر حجّة الإسلام الشفتي (صاحب مطالع الأنوار) ، ومن هنا فإنّ المصنّف يعبّر في كتبه عن حجّة الإسلام الشفتي ب- : (جدّنا السيّد العلاّمة).

ولد قدس سره في 22 شعبان 1278 ه- ق في دار العلم إصفهان (في بيت الفضل والكمال ، وارتضع من ثدي العلم والتقوى ، وتربّى في حجر المكارم والفضائل ، ونشأ بين العلماء والأفاضل)(1).

أساتذته ومشايخه :

تتلمذ قدس سره عند مشاهير أساتذة عصره ، كما أجيز من جملة أعاظم العلماء ، نقتصر على خمسة منهم :

1 - والده العلاّمة الميرزا أبي المعالي الكلباسي (صاحب البشارات) ، وقدكان عمدة تحصيله عليه.

2 - شيخ محمّد باقر النجفي نجل العلاّمة التقي (صاحب هداية المسترشدين) وهؤلاء قد درس عندهم في إصفهان.

3 - الآخوند ملاّ كاظم الخراساني (المحقّق صاحب الكفاية).

4 - سيّد محمّد كاظم اليزدي (صاحب العروة).

وهؤلاء قد درس عندهم في النجف الأشرف ، كما أجيز منهم.

5 - سيّد حسن الصدر الكاظمي (صاحب التكملة).

تراثه العلمي والمعرفي :

لقد ترك المترجم له عدداً كبيراً من المصنّفات والآثار العلمية في ل.

ص: 418


1- من تقريظ آية الله السيّد صدر الدين الصدر قدس سره ، على سماء المقال.

مختلف ميادين العلم والمعرفة من الفقه ، والأصول ، والرجال إلى غير ذلك من العلوم والفنون وبالخصوص في علم الرجال ، فقد كانت له اليد الطولى فيه بل قد كان قدس سره من أفضل علماء الدراية وفقهاء الأحكام والهداية ، - كما وصفه بذلك شيخه في الإجازة العلاّمة السيّد حسن الصدر الكاظمي (صاحب التكملة).

وقد كان وحيد عصره ، وكان الكثير من الكبراء يشدّون الرحال إليه من مختلف الأصقاع للاستفادة من دروسه.

ومراعاة للمقام سنقتصر على ذكر خمسة من مصنّفاته ، وخمسة من تلامذته فقط.

من آثاره العلمية :

1 - سماء المقال في تحقيق علم الرجال : وهو كتاب نفيس استغرق في تأليفه 30 سنة ، وقد وصفه مصنّفه العلاّمة قدس سره - وهو أعلم بكتابه من غيره - بقوله : «وهذا الكتاب لم يُرَ مثله في كتب الأصحاب».

2 - زلاّت الأقدام : في التنبيه على الاشتباهات الواقعة للعلماء في المطالب الرجالية.

3 - رسالة في صاحب كتاب قرب الإسناد - وهي هذه الرسالة التي بين يديك -.

4 - دورة فقهية استدلالية شاملة لجميع أبواب الفقه.

5 - رسائل أصولية في مباحث أصولية مختلفة.

تلامذته والمجازين منه :

وكان قدس سره يدرّس في مدرسة الكلباسي - أعني مدرسة جدّه العلاّمة قدس سره حيث كان يدرّس والده المحقّق وجدّه العلاّمة في أوّل الأمر ، ثمّ انتقل محلّ

ص: 419

تدريسه لبيته الشخصي ، والذي كان منزل والده وجدّه العلاّمتين (قدّه) ، والذي يقع بجنب المدرسة المذكورة.

ومن تلامذته :

1 - سيّد حسين البروجردي قدس سره : درس عنده في مرحلة السطوح العالية مباحث من رسائل الشيخ الأعظم قبل تتلمذه عند والده العلاّمة قدس سره.

2 - سيّد شهاب الدين المرعشي النجفي.

3 - سيّد حسن الخراساني.

4 - شيخ عبد الحسين الكروسي.

ولهؤلاء الثلاثة منه (قدّست أسرارهم) إجازة مفصّلة.

5 - شيخ ميرزا عليّ آقا شيرازي.

زهده وتقواه :

كان المترجم له قدس سره قليل النظير في مكارم الأخلاق والصفات والحالات الروحانية ، وصاحب مكاشفات وأمور غريبة ، وكان يعرف هو وأخوه العلاّمة ميرزا جمال الدين ب- : (سلمان وأبي ذرّ) لشدّة زهدهم وورعهم وتقواهم.

قال تلميذه والمجاز منه العلاّمة السيّد شهاب الدين المرعشي قدس سره : «كان شيخنا الكلباسي وأبوه وأخوه في غاية الزهد والورع والتقوى ، يضرب بهم المثل في العزوف عن الدنيا وزخارفها ، والتوجّه إلى الآخرة وشؤونها ... كان قليل النظير في مكارم الأخلاق والحالات الروحانية ، حتّى أنّه تدور على الألسن له أحاديث ومكاشفات وأمور غريبة صدرت منه لا تصدر إلاّ من المهذّبين المنخلعين عن التوجّهات النفسانية الرخيصة ...

كان هذا الرجل من مصاديق قوله عليه السلام المخالف لهواه والمطيع لأمر مولاه ، من آيات ربّه في العلم والتقى والفضل ، وكان منظره مذكّراً بالآخرة

ص: 420

ومسلّياً عن الشهوات ، قلَّ من رأيت في من أدركته مثله ، وكان أكثر أوقاته مشتغلاًبالتأليف والتصنيف والمطالعة والإفادة ...»(1).

ارتحاله إلى الدار الباقية :

توفّي قدس سره في منتصف ليلة الثلاثاء 27 ربيع الثاني عام 1356 ه. ق في إصفهان ، ودفن قدس سره في (تخت فولاد) في البقعة التي دفن فيها والده العلاّمة وأخوه الأكبر ميرزا جمال الدين (قدّست أسرارهم الشريفة) ، ولهم مزار كبير مشهور باسم (مزار العلاّمة أبو المعالي الكلباسي).

وقد أرّخ وفاته ميرزا حسن خان الجابري ببيت رائع هو :

جاء البشير مهنّئاً ومؤرّخاً

اتل السّلام على من اتّبع الهدى

1316ه. ش - 1356 ه. ق.

وله ولد واحد من أعلام الأسرة وهو آية الله الشيخ محمّد الكلباسي ومن أبرز أساتذته العلاّمة البروجردي ، والسيّد روح الله الخميني ، والسيّد محمّدحسين الطباطبائي ، والحاج آقا رحيم أرباب ، وغيرهم ، ومن مصنّفاته : تقريرات أبحاث العلاّمة البروجردي في الفقه والأصول وغيرها ، توفّي في إصفهان ليلة الثلاثاء 4 ربيع الأوّل عام 1424 ه- ق ودفن في مقبرة جدّه العلاّمة الكلباسي (صاحب الإشارات).

الكلام حول الرسالة :

يقع الكلام حول الرسالة في منهجية المصنّف ، واختياره.

أمّا منهجيته :

فقد قسّم المصنّف الرسالة إلى أربعة بحوث وتنبيهات : 4.

ص: 421


1- المسلسلات : 2 / 54.

الأوّل : في تحقيق شخص المؤلّف وهويّته.

الثاني : في حال المؤلّف.

الثالث : في ثبوت انتساب الكتاب إلى المؤلّف.

الرابع : في بيان حال أخباره.

وقد ذكر ثلاثة تنبيهات :

ذكر في التنبيه الأوّل : أنّه قد تكثر في قرب الإسناد عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر ، ومقتضاه أنّ عبد الله من أحفاد مولانا الكاظم عليه السلام لكن مقتضى الإسناد المذكور أنّ والد عبد الله هو الحسن والنسخة معتبرة.

وفي التنبيه الثاني : نقل حكاية المنتقى في أنّ كتاب قرب الإسناد متضمّن لكتاب عليّ بن جعفر.

والثالث : ملاحظة تكثر النقل عن الحميري في الفهرست.

أمّا ما اختاره المصنّف ونتيجته في البحث :

ففي البحث الأوّل أعني تحقيق شخص المؤلّف : فقد ذكر ثلاثة أقوال :

الأوّل : إنّه لعبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري.

والثاني : إنّه لابنه محمّد بن عبد الله بن جعفر.

والثالث : إنّه تصنيف الوالد عبد الله ويرويه ولده محمّد بن عبد الله.

ويظهر من كلماته أنّه اختار القول الثاني حيث قال : «الظاهر من عنوان جزء ثالثه أنّ مؤلّفه محمّد بن عبد الله».

أمّا البحث الثاني : تحقيق حال المؤلّف.

فقد وثّق المصنّف كلّ من الوالد والابن.

ص: 422

وأمّا البحث الثالث : فقد اختار ثبوت الانتساب له ، واستشهد من كلمات الأصحاب وتسالمهم.

وقد اختار في البحث الرابع : وهو أهمّ البحوث التفصيل حيث قال :

فجزؤه الأوّل المتّفق على الرواية عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى ضعيف لجهالة حال عبد الله المذكور وعدم ذكره في الرجال.

وأمّا الجزئين الأخيرين فأخبارهما تابعة لأسانيدهما كسائر المسندات ، أعني على الناظر في أخبارهما أن يصحّح كلّ خبر منهما ، ويحكم بصحّة الخبر أوسقمه حسبما يقتضيه الإسناد ، وأتى بشواهد عديدة على ذلك.

هذا خلاصة رأي المصنّف في الكتاب.

نسبة الرسالة إلى المصنّف :

يمكن معرفة الرسالة وانتسابها للمؤلّف من طريقة بحثه ومقارنتها مع سماء المقال فإنّ الطريقة واحدة.

كما أنّه صرّح في الرسالة ، وأحال إلى كتابه سماء المقال حيث قال : «نبّهناعلى شطر منها في كتابنا في الرجال المسمّى ب- : سماء المقال» ، كما أنّه في كثير من المواضع التي يذكر فيها السيّد الشفتي صاحب المطالع يذكر : «هذا من كلمات جدنا السيّد العلاّمة في مطالع الأنوار» ، وأنّه كما يعلم قد ذكرنا أمّه ابنة السيّد الجليل زين العابدين نجل السيّد الشفتي.

بالإضافة إلى ذلك فقد ذكر في التنبيهات مناقشة والده (أبو المعالي الكلباسي).

وقد ذكرها كذلك في فهرست كتبه في نهاية كتاب البدر التمام.

فهذه الرسالة من مصنّفاته ، ولكن مع الأسف الشديد قد طبعت هذه

ص: 423

الرسالة باسم غير اسم المؤلّف في بداية كتاب قرب الإسناد طبعة مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام لإحياء التراث.

النسخ المعتمدة :

لم نستطع الحصول على نسخ متعدّدة ، وإنّما حصلنا على نسخة في مكتبة السيّد الكلبايكاني ، وهذه النسخة تقع في 19 صفحة برقم 1069 / 24 وهي مكتوبة بخطّين والناسخ لها مثبّت في آخرها اسمه : حسين بن عليّ المحلاّتي.

وقد عملنا في التحقيق بقراءة الكتاب وتنقيطه وتخريج المصادر وتقويم النصّ.

ونسأل الله التوفيق ولا ننسى أن نشكر كلّ من أعاننا على تحقيق الرسالة وأخصّ بالشكر فضيلة الشيخ محمّد عليّ الكرباسي والذي حصلنا بفضله وسعيه على هذه النسخة ، وأتقدّم بالشكر إلى مكتبة آية الله الكلبايكاني لتسهيلها تصوير هذه المخطوطة ، ومؤسّسة كاشف الغطاء ومؤسّسة الإمام الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء لما قدّموا من المساهمة لتحقيق هذه الرسالة ، كما نشكر مجلّة تراثنا الغرّاء التي ساهمت في نشر هذا الأثر.

مصادر ترجمة المؤلِّف :

1 - آل الكرباسي.

2 - مشاهير مزار العلاّمة أبي المعالي الكلباسي.

3 - أعلام إصفهان 1 / 369.

ص: 424

4 - ريحانة الأدب 8 / 298 - 300.

5 - نقباء الشعر ج1 / 81.

6 - تاريخ إصفهان ، جابري : 294

7 - ماضي النجف وحاضرها 3 / 235.

8 - بدر التمام : 45.

9 - الإجازة الكبيرة : 21.

10 - المسلسلات 2 / 53 - 55.

11 - سيري در تاريخ تخت فولاد : 61.

12 - خاندان كلباسي : 347.

النجف

الأشرف

الشيخ

محمّد الكرباسي

3

/ شعبان المبارك / 1429

ص: 425

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة في صاحب كتاب قرب الإسناد

والكلام في المقام يتأتّى تارةً في تحقيق شخص المؤلف ، وأخرى في حاله ، وثالثة في انتساب هذا الكتاب إليه ، ورابعة وصف أخبار هذا الكتاب ؛ فيقع الكلام في أمور :

الأوّل في تحقيق شخصه :

فنقول : إنّه يظهر من التتبّع في كلمات الأصحاب في الفقه والرجال اختلافهم فيه على الأقوال :

الأوّل : وهو المعروف بين أهل الرجال أنّه (عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري).

كما قال النجاشي : «عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري أبو العبّاس (القمّي) شيخ القمّيّين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيّف وتسعين ومأتين ، وسمع أهلها منه ، فأكثر وصنّف كتباً كثيرة ؛ (يعرف) منها : كتاب الإمامة ، كتاب الدلائل ، كتاب الإمامة والتوحيد ، كتاب الغيبة والحيرة ، كتاب فضل العرب ، كتاب التوحيد والبداء والإرادة ، كتاب الاستطاعة والمعرفة ، كتاب قرب الإسناد إلى الرضا عليه السلام ، (آلاف التحيّة والثناء)(1) كتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر (محمّد) بن الرضا عليهما السلام ، كتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم ، (والقياس) والأرواح والجنّة والنار ، والحديثين ة.

ص: 426


1- لا توجد هذه العبارة بالنسخ المطبوعة.

المختلفين ، مسائل الرجال ومكاتباتهم (أبا الحسن الثالث عليه السلام) ، كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الأمر عليه السلام ، مسائل أبي محمّد وتوقيعاته ، كتاب الطبّ ؛ أخبرنا عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عنه بجميع كتبه منه»(1).

أقول : قوله : «عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع» يقتضي أنّ والد الحسين مالك ، وجدّه جامع ، ولكن مقتضى كلامه في ترجمة ولده أنّ والد الحسين جامع وجدّه مالك ؛ فإنّه قال : «محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري»(2).

وأحدهما لا يخلو من سهو منه ، وقد وقع نظائره له في غير موضع من هذا الكتاب قد نبّهنا على شطر منها في كتابنا في الرجال المسمّى ب- : (سماء المقال).

ونقل الفاضل الحسن بن داود(3) في رجاله العبارتين المذكورين من النجاشي من غير التفات ، وتعرّض للاختلاف الواقع بينهما إلاّ أنّه أسهل أمر بالإضافة إلى ما وقع له أيضاً من الاشتباهات المتكثّرة ، وتفصيل الحال مبيّن في كتابنا في الرجال.

وقال العلاّمة في الخلاصة : «عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك الحميري بالحاء المهملة ، أبو العبّاس (القمّي) شيخ القمّيّين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيّف وتسعين ومأتين ، ثقة من أصحاب أبي محمّد العسكري عليه السلام»(4).0.

ص: 427


1- رجال النجاشي : 220 / 573.
2- رجال النجاشي : 354 / 949.
3- رجال ابن داود : 117 / 845.
4- خلاصة الأقوال : 193 / 20.

وقال الشيخ في الفهرست : «عبد الله بن جعفر الحميري يكنّى أبا العبّاس(ثقة) له كتب ؛ منها : كتاب الدلائل ، وكتاب الطبّ ، وكتاب الإمامة ، وكتاب التوحيد والاستطاعة ، وكتاب الأفاعيل ، وكتاب البداء ، وكتاب قرب الإسناد»(1).

وقال ابن شهر آشوب في معالم العلماء : «عبد الله بن جعفر الحميري القمّي ، أبو العبّاس ثقة من كتبه كتاب الدلائل ، والطبّ والإمامة ، والتوحيد ، والاستطاعة ، والأفاعيل والبداء ، وقرب الإسناد ، والمسائل»(2).

وهو مقتضى كلام سيّد الأواخر في المدارك عند الكلام في نجاسة المسكرات فإنّه قال : «وما رواه عبد الله بن جعفر الحميري في كتابه قرب الإسناد»(3) ، وكذا العلاّمة السبزواري في الذخيرة(4) ، والمحقّق الخوانساري في المشارق(5) ، والفاضل البحراني في المعراج فيما سيجيىء من كلامهم إن شاء الله تعالى.

وهو أيضاً مقتضى صريح كلام المحدّث البحراني(6) في الحدائق فإنّه قال في جواز العدول من سورة إلى أخرى : أنّ الواجب أوّلاً نقل الأخبار المتعلّقة بالمسائل «فأقول : فالأوّل ... إلى أن قال : والسابع ما رواه عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد»(7). 9.

ص: 428


1- الفهرست : 171 / 439.
2- معالم العلماء : 108 / 493.
3- مدارك الأحكام 2 / 292.
4- ذخيرة المعاد 1 / 154.
5- مشارق الشموس 1 / 299.
6- الحدائق الناضرة 8 / 209.
7- الحدائق الناضرة 8 / 209.

الثاني : إنّه تأليف ولده محمّد بن عبد الله كما هو مقتضى كلام الفاضل الحلّي في مستطرفات السرائر فإنّه قال : «وكتاب قرب الإسناد تصنيف محمّد ابن عبد الله بن جعفر الحميري»(1).

والمحقّق المدقّق صاحب المنتقى فيما سيأتي من كلامه إن شاء الله تعالى.

ويقتضيه أيضاً صريح غير واحد من كلمات جدّنا السيّد العلاّمة في مطالع الأنوار(2) وأسكنه الله في جنّات تجري من تحتها الأنهار.

والثالث : إنّ تأليف الكتاب من الوالد : لكنّ الرواية من الولد كما يظهر من كلام العلاّمة المجلسي في البحار في الفصل الأوّل من الفصول المرسومة في بداية البحار فإنّه قال : «كتاب قرب الإسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري القمّي ، وظنّي أنّ الكتاب لوالده وهو راويه كما صرّح به النجاشي ، وإن كان الكتاب له كما صرّح به ابن إدريس ، فالوالد متوسّط بينه وبين ما أوردناه من أسانيد كتابه»(3)انتهى.

وكلامه في ذكر النسبة موافق لثاني كلامي النجاشي ، وفيه شيء ، على أنّ ماذكره في المقام لا يخلو من تهافت في المرام ، فإنّ مقتضى قوله إنّ الكتاب لوالده إنّ تأليف الكتاب لعبد الله ، ومقتضى قوله وإن كان الكتاب له كما صرّح به ابن إدريس إنّ الكتاب لمحمّد ابنه ، وجرى على هذه المقالة المحدّث الحرّ في الفائدة الرابعة من الفوائد المرسومة في ختام الوسائل فقال : 7.

ص: 429


1- مستطرفات السرائر : 3 / 624.
2- لم نعثر على المصدر (مخطوط).
3- بحار الأنوار1 : 7.

«كتاب قرب الإسناد للشيخ الثقة (الجليل) المعتمد ، عبد الله بن جعفر الحميري رواية ولده محمّد»(1) ، وقريب منه ما ذكر في فواتحه(2).

أقول : الظاهر مستند القول الأوّل تصريح فحول أرباب الرجال ، إلاّ أنّ في المقام إشكال يمانع عن الظنّ بهذا المقال فضلاً عن الجزم به ، وهو أنّه وإن لم يظهر من عنواني الأوّل والثاني من هذا الكتاب شخص مؤلّفه ، لكن الظاهر من عنوان جزء ثالثه أنّ مؤلّفه محمّد بن عبد الله.

وإن شئت تحقيق الحال على وجه الكمال فاعلم.

إنّ كتاب قرب الإسناد معنون بقوله كتاب قرب الإسناد إلى أبي إبراهيم ابن موسى بن جعفر عليهما السلام (حدّثنا عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ ابن جعفر قال : سألت أخي موسى بن جعفر عليهما السلام عن رجل عليه الخاتم الضيّق)(3) ، وساق الحديث فقال : (وسألته عن المرأة عليها السوار والدملج)(4) وساق الحديث فقال : (وسألته عن المضمضة والاستنشاق)(5) وذكر الخبر.

وبهذا المساق ذكر أخباراً كثيرة ، ثمّ عنون بقوله : «باب صلوة الجمعة والعيدين)(6) فقال : وسألته وذكر شطراً من الأخبار بهذا المساق ، ثمّ عنون بقوله : (باب صلوة المسافر)(7) فقال : (عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه 6.

ص: 430


1- وسائل الشيعة : 30 : 155.
2- وسائل الشيعة1 : 5.
3- قرب الإسناد : 176 / 646.
4- قرب الإسناد : 176 / 647.
5- قرب الإسناد : 176 / 648.
6- قرب الإسناد 214 / 838.
7- قرب الإسناد 216.

عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : وسألته ...)(1) انتهى.

وذكر أخباراً بهذه الطريقة ، معنوناً أبواباً على طريقة أبواب الكتب الفقهيّة ، ثمّ عنون بقوله (باب جامع)(2) وذكر فيه السند المذكور ، وذكر حديثاً ثمّ ذكر أحاديث متفرّقة بأسانيد مختلفة تنتهي كلّها إلى مولانا أبي الحسن الأوّل موسى بن جعفر عليهما السلام ، وبها ختم الجزء الأوّل.

ثمّ عنون الجزء الثاني ، وافتتح العنوان بقوله كتاب قرب الإسناد عن الرضا عليه آلاف التحية والثناء ، حدّثني الريّان بن الصلت (3) قال : سمعت الرضا عليه آلاف التحيّة والثناء(4) وذكر أخباراً بأسانيد مختلفة ينتهي سندها إلى مولانا الرضا عليه السلام ، وختم بها الجزء الثاني.

ثمّ عنون الجزء الثالث(5) وافتتح بقوله : (محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن هرون بن مسلم عن سعيدة بن صدقة(6) ، قال : حدّثنا جعفر(7) عن أبيه ، قال : كان عليّ عليه السلام ...) إنتهى.

وذكر أخباراً متفرّقة ينتهي سندها إلى مولانا الصادق عليه السلام ، بعضها عن نفسه النفيسة ، وبعضها عن أبيه ، وبعضها عن ابنه ، عن عليّ عليه السلام ، وبعضها ).

ص: 431


1- قرب الإسناد 216 / 846.
2- قرب الإسناد : 299.
3- قرب الإسناد : 342.
4- قرب الإسناد : 342 / 1249.
5- قرب الإسناد : 1. ينبغي الإشارة إلى أنّ قرب الإسناد المطبوع مرتّب على غير هذا الترتيب فإنّ الروايات التي ينتهي سندها إلى الإمام الصادق تكون في الباب الأوّل ، والروايات التي سندها ينتهي إلى الإمام الرضا عليه السلام فتكون في الباب الثالث.
6- الموجودة في النسخة المطبوعة (سعدة بن صدقة).
7- الموجود في النسخة المطبوعة (وحدثّني).

عن أبيه عن النبي(صلى الله عليه وآله) ، وختم به الكتاب.

ولا ريب أنّ مقتضى صريح عنوان الجزء الثالث أنّ المؤلّف محمّد بن عبدالله ، والتفضيل بين الجزئين الأوّلين والأخير بعيد في الغاية ، كما أنّ التباس الأمر على مثل النجاشي وشيخ الطائفة بهذه المثابة في غاية البعد أيضاً.

والظاهر أنّ ما جرى عليه العلاّمة المجلسي والمحدّث الحرّ العاملي ، من باب ملاحظة الأمرين ، وهو أيضاً لا يخلو من بعد في البين ، والذي يهوّن الخطب في المقام وثاقة كلّ من الوالد والولد كما سيجيىء إن شاء الله عن قريب.

وقد ظهر ممّا ذكرنا من تفصيل الحال إشكال آخر على النجاشي(1) وهو : إنّ ما ذكره من أنّ له قرب الإسناد إلى الرضا ، وإلى أبي جعفر ، وإلى صاحب الأمر عليه السلام ، إمّا أن يكون المراد بيان هذا الكتاب المعروف لأنّه ثلاثة أجزاء ينتهي سند كلّ جزء منه إلى إمام من الأئمّة المعصومين صلوات الله تعالى عليهم أجمعين ، وإمّا أن يكون المراد أنّ له ثلاثة كتب يسمّى كلّ منها بقرب الإسناد ، وهذا الكتاب المعروف أحد هذه الثلاثة ، كما ربّما يشهد به تفريق الثالث في الذكر عن الأوّلين بفاصله.

ويضعف الأوّل : عدم موافقة المعصومين المذكورين في كلامه للمعصومين الذين ينتهي سند أجزاء هذا الكتاب إليهم.

والثاني : مضافاً إلى بعده في نفسه عدم ذكر شيخ الطائفة في الفهرست ، وكذا ابن شهر آشوب في المعالم كما تقدّم ، مع قوّة اطّلاعهما وسعة باعهما في أمثال المقام إلاّ كتاباً واحداً مسمّى بقرب الإسناد. 3.

ص: 432


1- راجع رجال النجاشي : 220 / 573.

الثاني : (في تحقيق حال المؤلف) :

فنقول : إنّه لمّا اختُلف في أنّه عبد الله بن جعفر كما عليه الأشهر ، أو ولده كما لعلّه المعتمد ، فالمناسب ذكر حال كلّ من الوالد والولد.

فنقول :

تحقيق حال عبد الله بن جعفر الحميري :

أمّا الوالد فقد عرفت توثيقه من العلاّمة في الخلاصة(1) أو شيخ الطائفة في الفهرست (2) ، والفاضل السروي ابن شهرآشوب في المعالم(3) ، ويأتي توثيقه أيضاً من الشيخ في الرجال(4) ، وبه صرّح العلاّمة المجلسي في الوجيزة أيضاً : (قال عبد الله بن جعفر الحميري ثقة)(5) ، كما هو مقتضى كلام النجاشي أيضاً بناءً على دلالة لفظه (وجه) على الوثاقة ، هذا مضافاً إلى أنّه يروي عنه شيخنا الصدوق بتوسّط أبيه عنه ، ورواية كلٍّ من الراوي والمروي عنه أمارة الوثاقة فروى في العيون في الأخبار المنثورة عن مولانا الرضا عليه السلام (حدّثني أبي رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري)(6) انتهى.

فما صدر من الفاضل بن داود(7) من عدم توثيقه غير وثيق كما نبّه عليه السيّد السند التفرشي في النقد(8).7.

ص: 433


1- خلاصة الأقوال : 193 / 20.
2- الفهرست : 167 / 439.
3- معالم العلماء : 108 / 493.
4- رجال الشيخ : 419 / 23.
5- الوجيزة 306 / 1695.
6- عيون أخبار الرضا1 / 9 / 14.
7- رجال ابن داود : 196 / 67.
8- نقد الرجال : 196 / 67.

بقي أنّ مقتضى ما تقدّم من العلاّمة أنّه من أصحاب مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام خاصّة(1) ، ومقتضى ما عنونه شيخ الطائفة تارةً في أصحاب مولانا أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد عليه السلام بقوله : عبد الله بن جعفر الحميري ، وأخرى في أصحاب مولانا أبي محمّد الحسن بن محمّد عليه السلام بقوله : «عبد الله بن جعفر الحميري قمّي ثقة أنّه من أصحاب كلٍّ من مولانا عليّ النقي والحسن العسكري صلوات الله عليهما في كلّ غدوٍّ وعَشيّ»(2). وأمّا ما فعله السيّد السند التفرشي من عنوانه الشيخ في أصحاب مولانا أبي محمّد العسكري خاصّة أيضاً غير صحيح.

في تحقيق حال (محمّد بن عبد الله بن جعفر) :

وأمّا الولد فقد صرّح بوثاقته أيضاً جماعة كما قال النجاشي : «محمّد بن عبدالله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري أبو جعفر القمّي ، كان ثقة ، وجهاً ، كاتب صاحب الأمر عليه السلام وسأله مسائل في أبواب الشريعة ، قال لنا أحمد بن الحسين : وقعت هذه المسائل إليّ في أصلها والتوقيعات بين السطور ، وكان له إخوة : جعفر والحسين وأحمد ، كلّهم كان له مكاتبة.

ولمحمّد كتب ، منها : كتاب الحقوق ، كتاب الأوائل ، كتاب السماء ، كتاب الأرض ، كتاب المساحة والبلدان ، كتاب إبليس وجنوده ، كتاب الاحتجاج)(3) انتهى. 9.

ص: 434


1- رجال العلاّمة : 106 / 20.
2- رجال الشيخ : 419 / 23و432 / 2.
3- رجال النجاشي : 354 / 949.

وذكر العلاّمة في الخلاصة(1) العبارة المذكورة إلى قوله : له مكاتبة ، وزاد بعد الحميري (بالحاء المهملة) وقبل قال لنا (قال النجاشي).

وكذا الفاضل تقيّ الدّين الحسن بن داود(2) ، وذكر العبارة المذكورة إلى الغاية المزبورة ، وزاد قبل قوله كان ثقة (لم جش) ، وقوله (لم جش) أي أنّه ممّن لم يروا عن النبي والأئمّة صلوات الله تعالى عليهم بلا واسطة على ما ينصرح من النجاشي ، كما فصّل ذلك المجمل الحبر العماد السيّد الداماد في الرواشح ، ونذكر كلامه في المقام ونتبعه ما يرد على ذلك العلاّم فنقول :

قال في الراشحة السابعة عشر : «إنّ الشيخ أبا العبّاس النجاشي قد علم من ديدنه الذي هو عليها (في كتابه) ، وعهد من سيرته التي قد التزمها فيه ، أنّه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهم عليهم السلام فإنّه يورد ذلك في ترجمته ، أو في ترجمة رجل آخر غيره ، إمّا من طريق الحكم ، أو على سبيل النقل عن قائل ؛ فمهما أهمل القول فيه فذلك آية أنّ الرجل عنده من طبقة من لم يرو عنهم عليهم السلام ، وكذلك كلّ من فيه مطعن وغميزة ، فإنّه يلتزم إيراد ذلك البتّة ، إمّا في ترجمته أو في ترجمة غيره ، فمهما لم يورد ذلك معه واقتصر على مجرّد ترجمة الرجل وذكره من دون أرداف ذلك بمدح أو ذمّ أصلاً ، كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده عن كلّ مغمز ومطعن.

فالشيخ تقيّ الدين (بن داود) حيث إنّه يعلم هذا الإصطلاح فكلّما رأى ترجمة رجل في كتاب النجاشي خالية عن نسبته إليهم عليهم السلام بالرواية عن أحد منهم ، أورده في كتابه وقال : (لم جش) وكلّما رأى ذكر رجل في كتاب 5.

ص: 435


1- خلاصة الأقوال : 261.
2- رجال ابن داود : 175.

النجاشي مجرّداً عن إيراد غمز فيه أورده في قسم الممدوحين من كتابه مقتصراً على ذكره ، أو قائلاً (جش) ممدوح.

والقاصرون عن معرفة الأساليب والاصطلاحات كلّما رأوا ذلك في كتابه اعترضوا عليه : إنّ النجاشي لم يقل : (لم) ولم يأت بمدح أو ذمّ ، بل ذكر الرجل وسكت عن الزائد عن أصل ذكره.

فإذن قد استبان لك أنّ من يذكره النجاشي من غير ذمّ ومدح يكون سليماً عنده عن الطعن في مذهبه ، وعن القدح في روايته ، فيكون بحسب ذلك طريق الحديث من جهته قويّاً لا حسناً ولا موثّقاً ، وكذلك من اقتصر الحسن بن داود على مجرّد ذكره في قسم الممدوحين من غير مدح وقدح يكون الطريق بحسبه قويّاً»(1) ، انتهى كلامه رفع مقامه.

وقد أجاد فيما أفاد ، ومع هذا لا يخلو من أنظار :

الأوّل : قوله : (فمهما أهمل القول).

لا يخفى أنّ التفريع المذكور إنّما يصحّ على فرض تسليم أنّ كلّ من ذكره النجاشي من الرجال في كتابه مطّلعاً على حاله بحسب روايته عنهم عليهم السلام وعدم روايته ، وهو غير معلوم ، بل الظاهر العدم ، نظراً إلى أنّ الظاهر أنّه لو كان مطّلعاً لصرّح به في الكتاب ، وذلك لأنّ المعهود من طريقته في الكتاب - كما لا يخفي على من سرّح بريد نظره في الباب - ذكر الأمور الجزئية المتعلّقة بأحوال الرجال ، فمن البعيد في إلغائه اطّلاعه على عدم روايته عنهم من دون تعرّض له ، وعلى منوال ما ذكر الحال في قوله : (فمهما لم يورد ذلك معه).

الثاني : قوله : (فكلّما رأى ترجمة) انتهى. 8.

ص: 436


1- الرواشح السماوية : 68.

أقول : ما ذكره جيّد إلاّ أنّه ليس على اطلاقه ، فإنّه قد عنون في غير موضع أشخاص مهملين بحسب الرواية في كتاب النجاشي مع عدم ذكره الرمز المذكور ، كما قال : ثابت بن جرير (جش) له كتاب(1) ، وقال أيضاً : سويد بن محمّد بن مسلم (جش) له كتاب(2) ، وقال أيضاً : سهل بن زاذويه القمّي (جش) ثقة جيّد الحديث نقيّ الرواية ، حكايته عن ابن نوح ، وقال أيضاً : سهل بن الهُرمزان بضمّ الهاء وسكون الراء وضمّ الميم والزاي (لم جش) قمّي ثقة قليل الحديث(3).

الثالث : قوله : (أورده في قسم الممدوحين).

أقول : المراد بقسم الممدوحين الجزء الأوّل من هذا الكتاب ، فإنّ الفاضل المذكور قد قسّم كتابه على جزئين ، وإنّ ما ذكره أنّما يتمّ لو كان هذا الجزء مقصوراً على ذكر الممدوحين ، ولكنّه ليس كذلك ، كما قال نفسه في صدر هذا الجزء قبل الشروع في ذكر الأسماء : (الجزء الأوّل من الكتاب في ذكر الممدوحين ومن لم يضعّفهم الأصحاب فيما علمناه) انتهى.

فالظاهر أنّ ما ذكره من المهملين في كلام النجاشي بواسطة أنّه ممّن لا يضعّفهم الأصحاب ، ويشهد عليه ذكره كثير من المهملين في كلام الشيخ في الرجال في هذا الجزء ، فإنّه لا ريب في أنّ الإهمال في كلامه قد كشف عن مدحه وسلامته عن الطعن كما قال : (خالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري الخزرجيل (جخ) مهمل)(4) ، وقال أيضاً : (خالد بن زيد أبو خالد القماط ق 8.

ص: 437


1- رجال ابن داود : 59 / 276.
2- رجال ابن داود : 107 / 741.
3- رجال ابن داود : 108 / 746.
4- رجال ابن داود : 87 / 548.

(جخ) مهمل)(1) ، وقال أيضاً : (سعيد بن خالد الكوفي ق (جخ) مهمل)(2) ، إلى غيره من التراجم المتكثرة.

على أنّه قد ذكر في غير موضع بعد ذكر عنوان المهملين في كلام النجاشي بحسب المدح والقدح ما يظهر منه من أنّه لم يفهم من إهمال النجاشي القدح الذي نسبه إليه ، فترى أنّه تارةً يصرّح بإهماله كاملا قال : (جحدربن المغيرة الطائي كوفي ق (جش) مهمل)(3) ، وقال أيضاً : (جعفر بن مازن الكاهلي الطحان أبو عبد الله ، لم (جش) مهمل)(4) ، وأخرى بأنّه لم يذكر في حقّه شيئاً لا مدحاً ولا قدحاً ، كما قال : (أحمد بن محمّد بن عمرو ابن أبي نصر ، وأخوه إسماعيل بن محمّد بن أبي نصر ، لم (جش)(5)) ولم يذم ولم يمدح ، وقال أيضاً : (خالد بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي (جش)(6)) لم يذكر له أكثر من هذا ، وقال أيضاً : (محمّد بن الصامت لم (جش) لم يذكر له ثناءً ولا ذمّاً)(7).

الرابع : قوله : (أو قائلاً (جش) ممدوح).

أقول : إنّ هذا الكلام من هذا العلاّم عجيب ، وذلك لأنّي قد تتبّعت تراجم الجزء المذكور من هذا الكتاب واحداً بعد واحد ، ولم أقف على ذكر هذه اللفظة في المقام المذكور ، نعم وقع كثيراً (كش) ممدوح وهو إشارة في 9.

ص: 438


1- رجال ابن داود : 87 / 549.
2- لم يذر في رجال ابن داود.
3- رجال ابن داود : 61 / 295.
4- رجال ابن داود : 64 / 310.
5- رجال ابن داود : 44 / 130.
6- رجال ابن داود : 87 / 550.
7- رجال ابن داود : 174 / 1409.

الغالب إلى المدح المستفاد من الرواية المذكورة في كلام الكشّي ، فإنّ بناء الكشّي غالباً على ذكر الروايات المادحة والقادحة الواردة في حقّ الرجال ، ولمّا كان نقل الروايات موجباً لطول الكلام أشار إليها الفاضل المذكور بهذا اللفظ ، ولهذا وقع هذا اللفظ في النقل عن الكشّي والنجاشي ، فإنّ بناءه غالباً على الجرح والتعديل بالألفاظ مثل قوله ثقة أو ضعيف ونحوهما.

وبالجملة : إنّ المتتبّع في التراجم المذكورة في هذا الجزء يقطع أيضاً بإلغاء هذه النسبة.

وإن قلت : إنّ القطع بالإلغاء مقطوع أيضاً كيف وإنّه ذكر في ترجمة إبراهيم بن زياد أبو أيّوب الخرّاز ... ق ، م ، (جش) ، ثقة ، ممدوح)(1) ، وفي ترجمة سليمان بن جعفر ... م ، ضا ، (جخ ، ست ، كش ، جش) ، ممدوح ، ثقة) ، وفي ترجمة عيسى ابن السرّي أبو البيع الكرخي البغدادي ق (جخ ، ست ، كش ، جش مدحا)(2) ، قلت : إنّ بعض المواضع المذكورة مبتني على طريقته المألوفة من نقل التوثيق عن النجاشي ، أو التوثيق عن الكشّي ، وبعضها مبنيٌّ على ما اختصّ به هذا الكتاب من وفور الاشتباه.

فمن الأوّل : نقل توثيق النجاشي لإبراهيم وسليمان ، ومدح الكشّي للحسن وسليمان وعيسى.

ومن الثاني : نقل مدح إبراهيم لأنّه لم يقع له المدح المتعارف نقله في كلامه لا من الكشّي ولا من النجاشي ، أمّا من الكشّي فنقله توثيقه عن محمّد ابن مسعود عن شاهين بن الحسن ، وأمّا من النجاشي فلما عرفت من توثيقه 0.

ص: 439


1- رجال ابن داود : 31 / 19.
2- رجال ابن داود : 149 / 1170.

أيضاً لأنّه مدحه ، وكذا نقل مدح الحسن من النجاشي - على ما يظهر من عبارتهما - لتصريح النجاشي بوثاقته ، وكذا نقل مدح جعفر من الكشّي ، والنجاشي ينقل عن الكشّي وثاقته وغيره عن حمدويه عن أشياخه ، وعدم مدحه ولا توثيقه من النجاشي رأساً ، وكذا نقل مدح عيسى من النجاشي لتصريحه بوثاقته.

ولا تستبعد وقوع هذه الاشتباهات منه فإنّه مضافاً إلى ما هو المشهور بالعيان قد وقع نظائره في هذا الكتاب على وجه يعجز القلم عن الاستيعاب ، حتّى أنّه صرّح بعض الأجلّة من علمائنا الأخيار سقوط هذا الكتاب عن درجة الاعتبار لكثرة الاشتباهات الواقعة فيه وهو جيّد.

وربّما ذكر وجهان لمنشأ تطرّق هذه الاشتباهات بهذه المثابة ، ولكن لا يخلو شيء منهما من الضعف والمناقشة ، وتفصيل الحال موكول إلى كتابنا في الرجال عند تعريفنا لشرح حاله وكتابه في الركن الرابع منه.

وبالجملة : فقد تحصّل ممّا ذكرنا صدور دعاوى جمة من السيّد السند المشار إليه في الرواشح من أنّ الرجل المهمل بحسب الرواية في كلام النجاشي معدود من طبقة من لم يرو عنه ، وبحسب المدح والقدح من السالمين عن القدح كذلك ، وأنّ الفاضل الحسن بن داود معتقد بهاتين الدعويين فيلتزم بعد ذكر الطائفة الأولى بذكر الرمز المذكور ، وبذكر الطائفة الثانية في قسم الموضوع يذكر الممدوحين مطلقاً أو مقيّداً بقوله ممدوح ، وقد ظهر ممّا بينّاه فساد الجميع.

نعم ، قد عرفت أنّه لا بأس بالثالثة في الغالب لا على الإطلاق.

وبما ذكرنا يظهر ضعف ما فرّع على هذا الأساس من أنّ طريق الحديث بحسب ذلك من القوي فإنّه على التحقيق من الضعيف لكفاية عدم

ص: 440

ثبوت المدح والوثاقة في الضعيف ، فأمعن النظر في المقام وإن طال زمام الكلام ، فنرجع إلى ما كنّا بصدده.

فنقول : وقال في الوجيزة : «محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ثقة»(1)ويظهر من بعض مكاتباته أنّه كان في الدرجة العالية من علوّ الشأن والجلالة ، وسموِّ القدر والنبالة ؛ فإنّه ذكر الشيخ الجليل الطبرسي في الاحتجاج : «وممّا خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه من جوابات المسائل الفقهية أيضاً ممّا سأله محمّد بن عبد الله الحميري فيما كتب إليه وهو : بسم الله الرحمن الرحيم ، أطال الله بقاك ، وأدام الله عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك وقدّمني قبلك.

الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولاً ، ومن دفعتموه كان وضيعاً ، والخاسر من وضعتموه ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدك أيّدك الله جماعة من الوجوه يتساوون في الدرجات ويتنافسون في المنزلة ، وورد أيّدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ...

وأخْرِج عليّاً بن محمّد بن الحسين بن الملك المعروف بملك بادوكة - وهو ختن (ص) - رحمه الله من بينهم ، فاغتمّ بذلك وسألتني أيّدك الله أن أعلّمك ما ناله من ذلك فإن كان من ذنب فاستغفر الله وإن يكن غير ذلك عرفته ما تسكن نفسه إليه إن شاء الله تعالى التوقيع : لم نكاتب إلاّ من كاتبنا.

وقد دعوتني أدام الله عزّك من تفضّلك ما أنت أهل أن تخيرني على العادةوفي أخير هذه الكتابة - وتفضّل عليّ بدعاء جامع لي ولإخواني في 5.

ص: 441


1- الوجيزة : 306 / 1695.

الدنيا والآخرة فعلت مثاباً إلاّ ما شاء الله تعالى التوقيع : جمع الله لك ولأخوانك خير الدنيا والآخرة»(1).

وأنت خبير بما يظهر من فقرات السؤال والجواب من حسن إخلاصه ، وعلوّ مقامه.

بقى أنّ شيخ الطائفة عنونه في الرجال في باب من لم يرو ، وعنون تارةً بقوله : محمّد بن عبد الله الحميري أبو جعفر القمّي(2) ، وأخرى بقوله : محمّد ابن عبد الله بن جعفر الحميري روى عنه أحمد بن هارون الفامي ، وثالثة بقوله : محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري روى إبن بابويه أبو جعفر عن أحمد بن هارون الفامي عنه(3) ، والظاهر وحدة الجميع كما أستظهره السيّد السند التفرشي(4) بعد نقل العنوانين الأخيرين.

ويشهد عليها مضافاً إلى وحدة عنوانه في كلام القوم ، وتعدّد عنوان المتّحدفي كلامه كما هو للخبير ، وحدة عنوانه في الفهرست قال : «محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري له مصنّفات وروايات ، أخبرنا جماعة من محمّد ابن عليّ بن الحسين عن أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن الحسين عن محمّد بن عبد الله بن جعفر».

الثالث : في انتساب هذا الكتاب.

فنقول : الظاهر ثبوت تواتره وصحّة انتسابه اليه كما يكشف عنه التتبّع 7.

ص: 442


1- الاحتجاج 481.
2- رجال الطوسي : 439 / 6271.
3- رجال الطوسي : 448 / 6374.
4- نقد الرجال 4 / 245 ح 477.

في كلمات الأصحاب ، فإنّ المتتبّع فيها يرى الأصحاب متسالمين في هذه الدعوى من دون لجلجة واضطراب ، أو دغدغة وارتياب ، مع اشتهاره بينهم قديماً وحديثاً ، كما قال العلاّمة المجلسي : «وكان قرب الإسناد من الأصول المعتبرة المشهورة ، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خطّ شيخنا محمّد ابن إدريس وكان عليها صورة خطّه ، هكذا الأصل الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب فصورته على ما وجدته خوفاً من التغيير والتبديل»(1) انتهى.

ولقد أجاد المحقّق الخوانساري في المشارق عند الكلام في طهارة ما يؤكل لحمه وروثه ، فإنّه بعدما ذكر أنّه وجد رواية في كتاب قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري فذكرها وقال : «هذه الرواية مع صحّة سندها واضحة الدلالة على المطلوب ، قال : إلاّ أن يناقش فيها بعدم ثبوت انتساب الكتاب إلى مؤلّفه ولا يخلو من بعد»(2).

قلت : بل الأمر أظهر من هذا ، كيف وأنّ مثل الفاضل الحلّي المطّلع على الأصول ومصنّفيها قد استطرف نبذة من أخبار هذا الكتاب في آخر السرائر كما استطرف من أخبار غير واحد من الأصول المعتبرة والكتب المشهورة مثل : نوادر أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، وكتاب أبان بن تغلب ، وجميل بن درّاج ، وحريز بن عبد الله السجستاني ، ومشيخة الحسن ابن محبوب ، ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب وغيرها فالاعتماد والتعديل على بعضها كما قال بعد ذكر مستطرفاته من كتاب حريز : «وكتاب حريز أصل 9.

ص: 443


1- بحار الأنوار1 / 26.
2- مشارق الشموس : 299.

معتمد معوّل عليه ، ومن كتاب الحسن بن محبوب وهو كتاب معتمد ، بل قال : وهذا الكتاب بخطّ شيخنا أبي جعفر الطوسي مصنّف النهاية ، نقلت هذه الأحاديث من خطّه من الكتاب المشار إليه» ، وظاهره أنّ الكتب المذكورة في الاعتبار مثل من لا يحضره الفقيه والتهذيب ، بل بعضها أكثر اعتباراً وأشدّ اعتماداً ، وكفى بذلك في اعتبار كتاب قرب الإسناد وصحّة الانتساب.

الرابع : في وصف أخبار هذا الكتاب.

فنقول : إنّ أخباره ليست على نهج واحد بل تختلف باختلاف أسانيده ، فجزؤه الأوّل المتّفق على الرواية عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليهما السلام يوصف بالضعف ، لجهالة حال عبد الله المذكور ، وعدم ذكره في الرجال ، ومن هذا أنّه ذكر في الذخيرة عند الكلام في نجاسة المسكرات في مقام الرواية عنه : «وروى صاحب كتاب قرب الإسناد عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام»(1) فروى روايته من غير توصيف بالصحّة ونحوها ، وظاهره اعتقاد ضعفها.

ولو قيل : إنّه بناء على هذا كان أن يصف الخبر بالضعف.

قلت : إنّه يقع كثيراً ما أنّهم يذكرون الخبر الضعيف ، ولاسيّما في مقام الاستدلال بدون التضعيف ، بل قد أصر المحدّث البحراني في الحدائق في مقام الردّ على صاحب المدارك من أنّه كلّما يذكر حديث عمّار بن موسى الساباطي في مقام استدلاله على دعواه يعبّر عنه برواية عمّار ، والدعويان 4.

ص: 444


1- ذخيرة المعاد : 154.

المذكورتان وإن كانتا غير تامّتين على إطلاقها بل ثبت خلاف ذلك على ما بسطنا الكلام فيه في كتابنا في الرجال عند التعرّض لحال عمّار ، ولكنّ التتبّع في كلماته في المدارك يشهد بصحّتها في الغالب هذا.

ولكن يمكن أن يقال باتّصاف أخبار هذا الجزء بالحسن وعدّها من الحسان ، أمّا لدلالة رواية الثقة - أعني محمّداً أو والده - على حسن حال عبدالله المذكور ، فإنّ الظاهر من رواية الثقة الجليل عن شخص يدلّ على كونه موثوقاً به معتمداً عليه ، بل المحكي عن شاذ القول بدلالة رواية العدل على عدالة المروي عنه ، وهو وإن كان إفراطاً في القول الدالّ : رواية العدل عن بعض في كتابه الموضوع للرجوع إليه بل العمل به شاهد صدق للوثاقة ، اللهم إلاّ أن يقال إنّه ينافيه ما حكي من أنّ عادة كثير من السلف الرواية عن العدل وغيره كما عن الدراية : أنّه قد وقع من أكثر الأكابر من الرواة والمصنّفين ذلك ، كما عن الكلام : أنّ العادة الجارية بالرواية عمّن لو سئل عن عدالته لتوقّف فيه فتأمّل.

أو لكثرة روايته عن جدّه ، فإنّ كثرة الرواية تدلّ على حسن حال الراوي ، ومن هنا ما ورد في الأخبار كما رواه في الاختيار في الخبر الأوّل والثالث منه بطريقين عن مولينا الصادق عليه السلام : «اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا»(1) ، وفي الخبر الثاني : «اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسبون ومن رواياتهم عنّا»(2) ، وأمّا ما استظهره العلاّمة التقي المجلسي من أنّ المراد ب- : (قدر الروايات) علوّ مفاد الأخبار التي لا تجد إليه عقول أكثر الناس ، نظراً 3.

ص: 445


1- وسائل الشيعة 27 / 149 ح 33452.
2- وسائل الشيعة 27 / 149 ح33453.

إلى ماورد متواتراً عنهم : «أنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أونبيٌّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان»(1) ، وذلك لا يخلو عن بعد ، لظواهر هذه الأخبار.

وإلى ما ذكرنا أشار جدّنا السيّد العلاّمة أعلى الله تعالى في الفردوس مقامه عند الكلام في جواز العدول عن السورة عند تنوّع التصنّف فإنّه قال : «ويدلّ على المختار ، ما أوردناه عن قرب الإسناد» إلى أن قال : «وقد عرفت أنّ الثقة الجليل محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري رواه عن عبد الله الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر ، ولا كلام في هذا السند إلاّ من جهة عبد الله ابن الحسن فإنّ علماء الرجال لم يتعرّضوا له لكن يظهر من كثرة رواية الحميري الثقة الجليل عن تعويله عليه ، ومنه يظهر حسن حاله ، ككثرة روايته عن جدّه عليّ بن جعفر فلا يبعد أن تعدّ أحاديثه من الحسان».

وقريب منه ما ذكره عند الكلام في تصرّف الوالد في مال الولد ، فإنّه ذكربعد نقل رواية عن قرب الإسناد : «وليس في سنده من يتأمّل في شأنه إلا عبد الله بن الحسن ، وكثرة روايته عن جدّه عليّ بن جعفر يدلّ على حسن حاله» انتهى.

وأمّا ما ترى من الأصحاب من تصحيح ما يرونه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام ، حتّى أنّه ربّما جعل ما رواه عنه في المنتقى من الصحاح فهو بملاحظة روايتهم عنه بواسطة ما يروون عنه المحمّدون الثلاثة ، كما ربّما يقع التصريح به في كلماتهم.

ومنه ما ذكره المحقّق الشيخ حسن في فقه المعالم عند الكلام في ذكر 1.

ص: 446


1- وسائل الشيعة 27 / 93 ح33301.

الاحتجاج على نجاسة أهل الكتاب قال : «واحتجّوا لنجاسة أهل الكتاب بعموم الآيتين» إلى أن قال : «وبنصوص كثير من الأخبار ، فمنها : ما رواه الشيخ عن عليّ بن جعفر في الصحيح عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته الخبر إلى أن قال وروى الكليني عن عليّ بن جعفر في الصحيح أيضاً عن عليّ بن الحسن موسى عليه السلام قال : سألته عن مواكلة المجوسي في قصعة واحدة وأرقد معه على فراش واحد وأصافحه ، فقال له ... ، ومنها : ما رواه الشيخ في الصحيح عن عليّ بن جعفر أيضاً عن أخيه موسى عليه السلام أنّه سألته : ... الحديث ، ونظائره غير عزيز في كلماتهم كما لا يخفي للمتتبّع فيها».

نعم ، ربّما قدح في هذا التصحيح أيضاً المحقّق الخوانساري في المشارق عند الكلام في حرمة مسّ المحدث للقرآن الكريم ، نظراً إلى أنّ للشيخ إلى عليّ بن جعفر ثلاث طرق على ما نقل ، ما ذكره في آخر التهذيب من : أنّ ما ذكرته فيه عن عليّ بن جعفر فقد أخبرني به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه محمّد بن يحيى عن العمركي النيسابوري البوفكي عن عليّ بن جعفر ، وهذا الطريق ليس بصحيح ، وإن وصفه العلاّمة في الخلاصة : لأنّ فيه حسين بن عبيد الله الغضائري ، ولم ينصّ الأصحاب على توثيقه.

والآخران ما نقلهما في فهرسته ، وهذان الطريقان وإن كانا صحيحين إلاّ أنّه قال في الفهرست في أثناء ذكر عليّ بن جعفر عليه السلام كلاماً بهذه العبارة : «وله كتاب المناسك ، ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر عليه السلام ، سأله عنها ، أخبرنا بذلك ...» ، وفي بعض النسخ (به جماعة) إلى آخر ما ذكره في الطريقين ، وهذه العبارة كما ترى ليست ظاهرة في أنّ كلّ ما يرويه الشيخ عن عليّ بن جعفر أنّما هو بهذين الطريقين ، أو يجوز أن يكون تلك المسائل

ص: 447

مسائل خاصّة مجتمعة في كتاب مثلاً ، ولم يكن كلّ ما يرويه عنه داخلاً فيها ، مع احتمال رجوع الضمير إلى الكتاب فقط ، ولقد فصّلنا الكلام في الردّ على ذلك العلاّم في كتابنا في الفقه المسمّى ب- : دعائم الدين عند الكلام في المسألة المذكورة ، وضيق الوقت والمجال يثبّطنا عن تفصيل المقال.

هذا هو الكلام في الجزء الأوّل من هذا الكتاب ، وما يوافقه في السند المذكور.

وأمّا غيره من الجزئين الأخيرين ، فيتبع أخباره لأسانيد وتنقسم بالأقسام الأربعة المعروفة وغيرها حسب اختلاف أسانيده.

ومن هنا إنّ جدّنا السيّد العلاّمة مع ما عرفت منه قال عند الكلام في تبيين القول بأصالة العدالة في المسلم بعد ذكر الصحيحة المروية في الكافي عن زرارة عن مولانا الصادق عليه السلام : إنّ هذا الحديث رواه الثقة الجليل محمّد ابن عبد الله بن جعفر الحميري عن ... في قرب الإسناد ، بسند صحيح عنه أيضاً ، لأنّه رواه عن محمّد بن أحمد البزنطي.

ومثله ما سبقه الفاضل البحراني الشيخ سليمان في كتاب معراج أهل الكمال عند الكلام في ترجمة أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، فإنّه قال : «إنّ في الأخبار المنقولة عن أئمّتنا عليه السلام ، ما يدلّ على الطعن عليه» إلى أن قال : «الثاني : مارواه الثقة الجليل عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد في الجزء الثالث منه بطريق صحيح عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر»(1).

ونحوه ما صنعه العلاّمة السبزواري في الذخيرة عند الكلام في نجاسة 3.

ص: 448


1- معراج أهل الكمال : 151 - 153.

المسكرات فإنّه قال : «حجّة القول بالطهارة صحيحة الحسن بن أبي سارة» ، إلى أن قال : «وما رواه الثقة الصدوق عبد الله بن جعفر في كتاب قرب الإسناد في الصحيح عن عليّ بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ...»(1) انتهى.

والتصحيح هو الصحيح ، فإنّ رجال السند أحمد وعبد الله بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن رئاب ، وهم مصرّحون بالتوثيق ، ونقل الخبر المذكور في المدارك ساكتاً عن التصحيح ، ولعلّه لأجل عدم ثبوت تواتر الكتاب ، أو تأمّل في رجال السند ، وكلّ منهما في غير محلّه.

ومثله أيضاً صنعه السيّد السند العليّ في الرياض في كتاب التجارة عند قول المحقّق : «ولو كان لأثنين ديون فأفلسا» فإنّه قال في جملة كلام له : «الصحيح المروي عن كتاب عليّ بن جعفر وقرب الإسناد»(2).

تنبيهات :

الأوّل : هل عبد الله بن الحسن العلوي من أحفاد الإمام الكاظم؟

قد ذكر الوالد المحقّق في بعض فوائده أنّه : قد كثر في قرب الإسناد عبد الله بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر ، ومقتضاه أنّ عبد الله من أحفاد مولانا الكاظم عليه السلام ، لكن مقتضى الإسناد المذكور أنّ والد عبد الله هو الحسن - والنسخة معتبرة - ومقتضى كلام النجاشي كون الوالد جعفر بن الحسن ، كما أنّ مقتضى الإسناد المذكور كون عليّ بن جعفر والد الحسن ومقتضى كلام النجاشي كون والد الحسن بن مالك بن جامع أو جابر ، اللهمّ 0.

ص: 449


1- ذخيرة المعاد : 154.
2- رياض المسائل 1 / 580.

إلاّ أن يحمل الجدّ على الأعلى لكنّه بعيد لتبعّد رواية الشخص عن جدّه لبعد.

قلت : إنّ ما ذكره مبنيٌّ على طرح الاتحاد بين عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الحسن ، وليس له دليل يعتمد عليه ، بل الظاهر التغاير ، وعبد الله بن جعفر بناءً على كونه مصنّف الكتاب يروي عن عبد الله بن الحسن ، كيف وقد عرفت من أنّ نسب عبد الله بن جعفر ينتهي إلى جامع الحميري ، وأين هذا من عبد الله بن الحسن بن عليّ بن مولانا جعفر الصادق عليه السلام مع أنّه لم يذكر ذلك أحد من علماء الرجال وغيرهم بل الظاهر منهم خلافه ، كما سمعت من جماعة بتوثيق عبد الله بن جعفر كما عليه اتفاق أهل الرجال ، بخلاف عبد الله بن الحسن فإنّ غاية الأمر عنده وخبره من الحسان ، وإلاّ فهو في الرجال مجهول الحال.

الثاني : هل كتاب قرب الإسناد متضمن لكتاب عليّ بن جعفر؟

إنّه قد حُكي عن المنتقي من أنّ كتاب قرب الإسناد متضمّن لكتاب عليّ بن جعفر ، وحينئذ فإن قلنا باعتبار سند الجزء الأوّل من كتاب قرب الإسناد فلا إشكال ، كما أنّه على هذا المنوال الحال لوجدنا السند المعتبر من الكتب الأربعة إلى أخباره ، وأمّا لو لم نقل بالأوّل ، أو لم نظفر على الثاني ، فمقتضى كلام السيّد السند النجفي عدم اعتبار روايته ، فإنّه بعد ما ذكر في المصابيح عند الكلام في ماء المطر رواية من كتاب عليّ بن جعفر أجاب عنهابالطعن في السند.

قال : وما قيل من صحّة كتاب عليّ بن جعفر فهو مبتني على تواتر نسبته إليه وهو ممنوع ، والظاهر أنّه يتبع حال السند المذكور في أوّله وهو مشتمل على عدّة ممّا قيل.

ص: 450

أقول : لم أظفر على هذا الكتاب إلى الآن فلا أطّلع على رجال السند وحالهم ، ولكن قد ضعّف السيّد السند المشار إليه في الكتاب المذكور عند الكلام في وجوب الوضوء وعدمه للطواف المنذور ، والظاهر أنّه أحد رجال سند الكتاب.

ومثله ما صنعه في المنتقى في باب أحكام الملابس فضعّف الحديث بجهالة حال الرجل قال : «إذ لم يتعرّضوا لذكره في كتب الرجال»(1).

قلت : إنّه وإن لم يذكره أهل الرجال عدا الشيخ في باب من لم يرو عنه دون جرح وتعديل إلاّ أنّه يمكن إثبات وثاقته من وجوه أخرى قد فصّلنا الكلام فيه في كتاب الفقه ، ونقتصر هنا على بعضها.

وهو ما ذكره السيّد الداماد في حقّه فإنّه قال في الرواشح : «إنّ الحقّ إطلاق الحكم على الطريق من جهته بالصحّة ، وإن لم يوجد عليه تنصيص بخصوصه من التوثيق فالأمر هناك جليّ وحاله أجلّ من ذلك» قال : «وهو أبو جعفر محمّد بن أحمد العلوي العريضي ، الجليل القدر ، النبيه الذكر ، يقال له : العلوي نسبة إلى عليّ العريضي ابن مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ، وعليّ العريضي معظّم مكرّم حاله أعظم من التوصيف ، ولقد نصّ على ذلك السيّد المعظّم المكرّم ابن طاووس الحسني الحسيني في كتاب ربيع الشيعة»(2).

الثالث : كثرة الرواية في طريق (الفهرست) عن الحميري.

قد تكثر في طريق الفهرست الرواية عن الحميري ، كما في ترجمة 9.

ص: 451


1- منتقى الجمان 1 / 473.
2- الرواشح السماوية : 129.

سلمة بن الخطّاب : «أخبرنا بجميع رواياته ابن أبي جنيد عن ابن الوليد عن سعد بن عبدالله والحميري» ، وفي ترجمة سالم بن مكرم : «له كتاب أخبرنا به جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري» ، وقريب منهما ما في ترجمة سهل بن زياد وعليّ بن الحكم وعليّ بن مهزيار وغيرهم.

وذكر في المعراج في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود : «أنّه عبد الله بن جعفر الثقة الجليل» وهو جيّد.

أمّا أوّلاً : فلما عرفت من تشارك سعد بن عبد الله والحميري في الرواية ، وهو أمارة أنّه عبد الله لما في الأمالي في المجلس الثاني والأربعين «حدّثناأبي رحمه الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ...»(1).

وأمّا ثانياً : فلأنّ الراوي عن المشاركين شيخنا الصدوق عن أبيه ، وهو أيضاً أمارة أنّه عبد الله لما في الأمالي أيضاً ، ونحوه ما في المجلس الثالث والخمسين(2).

وأمّا ثالثاً : فلوقوع التصريح به في عدّة تراجم ، كما في ترجمة أحمد ابن عبد الله بن خاقان ، له مجلس يصف فيه أبا محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام أخبرنا به ابن أبي جنيد عن أبي الوليد عن عبد الله بن جعفر الحميري ، وفي ترجمة حريز بن عبد الله : أخبرنا عدّة من أصحابنا عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ، وفي ترجمة طاهر ابن حاتم : أخبرنا برواياته في حال الاستقامة جماعة عن محمّد بن عليّ بن 6.

ص: 452


1- أمالي الصدوق : 312.
2- أمالي الصدوق : 406.

الحسين عن أبيه ومحمّد بن الحسن عن عبد الله بن جعفر الحميري ، وفي ترجمة مسعدة بن الفرج : له كتاب أخبرنا جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن محمّد بن الحسن عن عبد الله بن جعفر الحميري.

والحمد لله رب العالمين

ص: 453

المصادر

1 - الاحتجاج : للشيخ أبي منصور الطبرسي (ت 520 ه) تقريباً تعليقات وملاحظات السيّد محمّد باقر الموسوي الخرسان ، نشر المرتضى ، مشهد 1403.

2 - الأمالي : للشيخ الصدوق (ت 381ه) تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية مؤسّسة البعثة ، نشر مركز الطباعة والنشر في مؤسّسة البعثة ، قم.

3 - بحار الأنوار : للعلاّمة المجلسي (ت 1110 ه) ، نشر مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1403ه.

4 - الحدائق الناضرة : للمحقّق البحراني (ت 1186ه) ، تحقيق : محمّد تقي الإيرواني ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين ، قم.

5 - خلاصة الأقوال : للعلاّمة الحلّي ، الشيخ حسن بن المطهّر (ت 726ه) ، تحقيق الشيخ جواد القيّومي ، نشر مؤسّسة نشر الفقاهة 1417 ه.

6 - ذخيرة المعاد : للمحقّق السبزواري (ت 1090ه) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام للطباعة والنشر.

7 - ذخيرة المعاد : للعلاّمة المحقّق ملا محمّد باقر السبزواري (ت 1090ه) ، حجري ، طبع مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث.

8 - رجال ابن داود : لابن داود الحلّي (ت 740ه) ، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، نشر المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف 1392ه.

ص: 454

9 - رجال الطوسي : للشيخ الطوسي (ت 460ه) ، تحقيق جواد القيّومي الإصفهاني ، نشرمؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم 1415ه.

10 - رجال النجاشي : للشيخ النجاشي (ت 450ه) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين.

11 - رياض المسائل : للسيّد علي الطباطبائي (ت 1231ه) حجري ، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم السلام للطباعة والنشر ، قم 1404ه.

12 - عيون أخبار الرضا عليه السلام : للشيخ الصدوق (ت 381ه) ، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي ، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت 1404ه.

13 - الفهرست : للشيخ الطوسي (ت 460ه) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، نشر مؤسّسة نشر الفقاهة 1417ه.

14 - مدارك الأحكام : للسيّد محمّد العاملي (ت 1009ه) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1410ه.

15 - مستطرفات السرائر : لابن إدريس الحلّي (ت 598 ه) ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم 1411ه.

16 - المسلسلات في الإجازات : للسيّد محمود المرعشي النجفي ، نشر مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي 1416ه.

17 - مشارق الشموس : للمحقّق الخوانساري (ت 1099ه) ، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم السلام للطباعة والنشر.

18 - معالم العلماء : لابن شهرآشوب (ت 588ه) ، نشر قم.

19 - معراج أهل الكمال : للشيخ سليمان الماحوزي (ت 1121ه) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي والشيخ عبد الزهراء العويناتي ، نشر المحقّق العويناتي ، قم 1412ه.

ص: 455

20 - منتقى الجمان : للشيخ حسن صاحب المعالم (ت 1011ه) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين ، قم 1404ه.

21 - نقد الرجال : للسيّد مصطفى التفريشي (ت 1015ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قم 1418ه.

22 - وسائل الشيعة : للحرّ العاملي (ت 1104ه) ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياءالتراث ، قم 1414ه.

23 - الوجيزة : للشيخ محمّد باقر المجلسي (ت 1110ه) ، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت 1415ه.

ص: 456

من أنباء التراث

هيئة التحرير

كتب

صدرت محقّقة

*تهذيب

حدائق الألباب في الأنساب.

تأليف : الشيخ الشريف بن محمّد طاهرالفتوني العاملي

(ت 1138 ه).

كتاب حدائق الألباب في معرفة الأنساب فيه مشجّرات

الملوك والمشاهير والسادات على طرز غريب يعسر الوصول منه على المراد ، فطلب بعض

السادات من المؤلّف أن يؤلّف كتاباً يسهِّل الوصول إلى ذخائر كنوزه ويكشف النقاب

عن وجوه رموزه ، فألّف هذا الكتاب ورتّبه على جملتين : الأولى : في آباءالسبطين

، والثانية : في أبنائهما ، ورتّب الجملة الأولى في ثلاث سلاسل : السلسلة الأولى

: ولد آدم إلى إبراهيم في أربع شعب : كيومرث ، قابيل ، هابيل ،

شيث ، والثانية : ولد إبراهيم إلى عبدالمطّلب في

ثلاث شعب : مدين ، إسحاق ، إسماعيل ، والثالثة : ولدعبد المطّلب إلى الحسنين عليهما السلام

في خمس شعب : من لم يعقّب ، الحارث ، العبّاس ، عبد الله ، أبو طالب.

والجملة الثانية : التي في أبناء الحسنين عليهما السلام

أيضاً في ثلاث سلاسل : الأولى : في أولاد الحسن المجتبى عليه السلام في

شعبتين : زيد بن الحسن والحسن المثنّى. الثانية : في أولاد الحسين عليه السلام

من ولده السجّاد إلى الصادق عليهم السلام. الثالثة :

في أولاد الصادق عليه السلام في

ستّ شعب سادسها : أولاد موسى الكاظم عليه السلام

في خمس عشرة قبيلة خامس عشرها : أولاد الرضا عليه السلام من

ولده الجواد عليه السلام إلى أن ينتهي

إلى الحجّة عجّل الله فرجه الشريف.

ص: 457

هذا واعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين مخطوطتين في

مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 319.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم -

إيران / 1431 ه.

*مكارم

أخلاق النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم السلام :

تأليف : قطب الدين أبي الحسين سعيدبن هبة الله بن

الحسن الراوندي (ت 573 ه). اعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين : الأولى وهي

الأكمل موجودة في مكتبة مجلس الشورى في طهران وجاء على ظهرها اسم الكتاب

والمؤلّف ، والثانية موجودة في مركز إحياء التراث الإسلامي في مدينة قم ، وهي

ناقصة من أوّلها وآخرها ، والكتاب يطبع لأوّل مرّة.

ويتضمّن الكتاب أربعة عشر باباً بعدد المعصومين عليهم السلام ،

ويحتوي كلّ باب على أحاديث في مكارم أخلاقهم وشيمهم والمواعظ الواردة عنهم وبعض

الأدعية الصادرة عن ناحيتهم.

تحقيق : السيّد حسين الموسوي البروجردي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 478 صفحة.

نشر : مكتبة العتبة العبّاسية - كربلاء المقدّسة -

العراق / 1431ه.

*كتاب

الولاية.

تأليف : الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن محمّد بن

سعيد ابن عقدة الكوفي (ت 332 ه).

يعدّ هذا الكتاب من الكتب المفقودة المؤلّفة في شأن

يوم الغدير الذي نصب فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً أميراً للمؤمنين

وخليفةً للمسلمين من بعده فبايعته الأمّة على ذلك ، جمع فيه المصنّف مائة وخمس

طرق خرّج من خلالها حديث الغدير ، وقد ذكر عنوان الكتاب في العديد من المصادر

التي اعتمدت على طرقه في تخريج حديث الغدير ، هذا وقد عكف المحقّق همّته على تحصيلها

من مظانّها حيث قال : «ومن ثَمَّ جاء سعينا لجمع شتات الكتاب واستخراج أحاديثه

من بطون الكتب وقد أمكننا الله سبحانه وتعالى .. من العثور على أحاديث أكثر

الصحابة رواة حديث الغدير

ص: 458

في كتاب الولاية هذا».

اشتمل الكتاب على مقدّمة في قسمين ، الأوّل : حياته

الشخصية ، الثاني : حياته العلمية ، ومن ثمّ القسم الثالث : كتاب الولاية.

تحقيق : عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 300.

نشر : دليل ما - قم - إيران.

*الحسين

يكتب قصّته الأخيرة.

تأليف : السيّد كاظم الحائري.

دراسة تحليلية لثورة الإمام الحسين عليه السلام ،

وهي من محاضرات آية الله الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر رحمه الله من

تقريرات تلميذه آية الله السيّد كاظم الحائري ، يشرح فيها منهجية الشهيد الصدر رحمه الله مع

واقعه السياسي حيث وجد ضالّته في حركة ومنهج أبي الأحرار أبي عبدالله الحسين عليه السلام إذ

يعالج فيها مسألة الخوف من الموت الذي كثيراً ما يكون سبباً في ضياع القيم

والأوطان ، كما بيّن البون الشاسع بين منهج القيم والأخلاق ومنهج الغدر والخيانة

، كما أكّد على الجانب الاستحقاقي بمفهومه الإنساني

الشامل دون أن يقتصر في مطاليبه على الجنبة

العقائدية في مسألة استحقاقات منصب الخلافة.

اشتمل الكتاب على مقدّمة تمهيدية للكتاب تناولت

دراسة لحياة السيّد الشهيد رحمه الله ،

المحاضرة محقّقة ، قائمة بأسماء الشهداء من أهل البيت عليهم السلام وأصحاب

الحسين المستشهدين بكربلاء مع ذكر تراجمهم بمنهجية تحقيقية ، بحث بعنوان

(النفعية والقيمية مصاديق من الطفّ) ، ذكر على هامش التحقيق على غرار محاضرة

السيّد الشهيد رحمه الله.

تحقيق : صادق جعفر الروازق.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 251.

نشر : لسان الصدق - قم - إيران.

*زهرة

الرياض ونزهة المرتاض.

تأليف : السيّد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

الحلّي (ت 673ه).

يدخل الكتاب في مضمار الكتب العرفانية المعتمدة على

المعارف الإلهية ، يدعو فيه المصنّف إلى معرفة الله تبارك وتعالى والتفكّر في

عظمته وسلوك طريق تهذيب النفس وتزكيتها بإطاعته وعبادته ، وقد وردت العبارات فيه

على طريقة أهل

ص: 459

العرفان والمتصوّفة مزوّدة بالشواهد الشعرية ، هذا

وقد رتّب الكتاب على سبعة فصول في : المعرفة والمحبّة والإخلاص ، محبّة الله

تعالى ، المناجات ، المواعظ ، أحوال الإخوان ، الصبر ، فنون شتّى.

هذا وقد اعتمد في تحقيق الكتاب على عدّة نسخ خطّية

ذكرت في المقدّمة ، كما اشتملت المقدّمة على ترجمة حياته وبيان منزلته العلمية

ومؤلّفاته.

تحقيق : السيّد محمّد الحسيني النيسابوري.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 160.

نشر : بوستان كتاب التابع لمركز الإعلام الإسلامي -

قم - إيران.

*كشف

العوار في تفسير آية الغار.

تأليف : القاضي السيّد نور الله الشوشتري (ت 1019

ه).

رسالة تطرّق فيها المصنّف لتفسير آية الغار ، حيث

كانت محلّ بحث ونقاش ، فمن قائل بتفضيل من صحب الرسول (صلى الله عليه وآله) ،

ومن ناطق بردِّ ونقض هذا الزّعم ، فقد أورد المصنّف أوّلا كلام

الفاضل النيسابوري القائل بدلالة الآية على التفضيل

، ثمّ ردّ عليه بإيجاز في سبعة عشر وجهاً استناداً إلى كتاب الله وسنّة الرسول (صلى

الله عليه وآله) ، كما نقل كلام الأعلام كالشيخ المفيد رحمه الله والسيّد

المرتضى رحمه الله في

هذا المضمار.

قدّم لها مقدّمة احتوت على ترجمة المصنّف ، وحياته

العلمية ، ومنهجية التحقيق ، والنسخ المعتمد عليها.

تحقيق : محمود جواد المحمودي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 179.

نشر : دار الحبيب - قم - إيران / 1429 ه.

*طُرُز

الوفا في فضائل المصطفى.

تأليف : أحمد بن زين العابدين بن محمّد المصري

الشافعي (ت1048ه).

جمع الكتاب شطراً من فضائل آل الرسول المصطفى(صلى

الله عليه وآله)ومناقبهم وقرب منزلتهم من الله تبارك وتعالى ، حيث جعلهم

مستودعاً لعلمه وحججاً على عباده ، عصمهم من الخطاء والزلل وطهّرهم تطهيراً ،

وقد قدّم له المحقّق ما أعرب به عن منهجيّته في التحقيق واعتماده نسختين إحداهما

في مكتبة

ص: 460

رواق الشوام بالجامع الأزهر والأخرى في مكتبة بشير

آغا في إسلامبول.

اشتمل الكتاب على مقدّمة التحقيق ومقدّمة المؤلّف

وأربعة أبواب في : تفسير آية المودّة ، في فضل آل البيت إجمالا ، في فضل

الإمامين السبطين الحسن والحسين عليهما السلام وأمّهما سيدة

نساء العالمين فاطمة الزهراء ، في فضل الإمام علي وفيه خمسة وعشرون فصلا من

مناقب أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام.

تحقيق : سامي الغريري.

عدد الصفحات : 552.

نشر : دار الكتاب الإسلامي - قم - إيران/1428 ه.

*تنبيه

وسنى العين بتنزيه الحسن والحسين في مفاخرة السبطين.

تأليف : السيّد محمّد بن علي بن حيدربن محمّد بن

نجم الدين العاملي الموسوي (ت 1139 ه).

تناول المصنّف رحمه الله في

كتابه هذا ردّاً على صاحب كتاب (عمدة الطالب) في مواضيع شتّى ، ابتدأها أوّل

الكتاب حتّى بلغ ما تعرّض له صاحب العمدة في كتابه من تفضيل بني الحسن عليه السلام على

بني

الحسين فكان هذا هو الموضوع الذي دار حوله الكتاب

والذي دارت عليه رحى البحث ردّاً على هذا التفضيل الذي نال من شخصية الإمامين

السبطين

عليهم السلام.

هذا وقد حوى الكتاب شطراً كبيراً من فضائل آل

الرسول(صلى الله عليه وآله) ، كما ذكرت فيه تراجم من أعيان بني السبطين كالأئمّة

عليهم السلام وزيد

الشهيد وابنه يحيى ومحمّد النفس الزكية وإخوانه موسى وإبراهيم ويحيى ، والأمراء

آل المشعشع ، والسادة المرعشية ملوك طبرستان ، والصفوية ملوك بلاد إيران ، وملوك

رام پورمن الهند ، والسادات العلويين بحضرموت وغيرهم.

وقد ورد شطرٌ من هذه الردود على شكل السجع حيث

اتّصف مصنّفه بقوّة بيانه وبطول باعه في الأدب العربي شعراً وسجعاً ونثراً.

اعتمد في تحقيق الكتاب على نسخة عثر عليها في مكتبة

آية الله العظمى المرعشي النجفي.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 404.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدس سره -

قم - إيران / 1429 ه.

ص: 461

*آيات

الأحكام في جواهر الكلام ج(1 - 6).

تأليف : الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر (ت

1266 ه).

كتاب يتناول الآيات القرآنية الكريمة الواردة في

كتاب جواهر الكلام مع تفسيرهاوبيان المختار الذي اعتمده صاحب الكتاب ، ممّا جعله

أثراً آخر للشيخ صاحب الجواهر لما ورد من آيات قرآنية استدلّ بها في مواضعها ،

ولكنّه ليس تفسيراً كاملا تجزيئيّاً وليس تفسيراً موضوعيّاً بل هو نوع من تفسير

آيات الأحكام المرتبطة بموضوع معيّن بالسنّة الشريفة.

اشتمل الكتاب على تقريظين أحدهما لآية الله الشيخ

محمّد هادي معرفة رحمه الله والآخر لحفيد

صاحب الجواهر آية الله الشيخ حسن بن محمّد تقي الجواهري ، ومقدّمة التحقيق

للمحقّق الشيخ صاحب علي المحبّي قدّم بها دراسة مفصّلة تحت عنوان نظرة في مسار تفسير

آيات الأحكام.

تحقيق : الشيخ صاحب علي المحبّي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 560 لكلّ جزء.

نشر : مؤسّسة أحسن الحديث - قم - إيران / 1429 ه.

*تنزيه

الأنبياء.

تأليف : السيّد الشريف المرتضى علم الهدى (ت 436

ه).

يعتبر هذا الكتاب من المتون الأساسية المعتمدة لدى

الشيعة الإمامية في أبحاث علم الكلام ، حيث دارت فيه رحى البحث والكلام حول قطب

عصمة الأنبياء والاختلاف الدائر بين الإمامية والمعتزلة ، وقد امتازت الإمامية

بمعتقدهم المنزّه للأنبياء عن ارتكاب الزلل والخطاء وذلك قبل وبعد الاصطفاء

وإنّهم صلوات الله عليهم لم يرتكبوا صغيرة ولا كبيرة ، وأمّا المعتزلة فجوّزوا

وقوع الصغيرة منهم عليهم السلام دون الكبيرة

، وقد اعتمد السيّد المرتضى رحمه الله في

بحثه على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وقول الإمامية في عصمة الأئمّة عليهم السلاموالذي

يشمل الأنبياء عليهم السلام.

اشتمل الكتاب على مقدّمة لترجمة المؤلّف ، والنسخ

المعتمد عليها في التحقيق ، ومقدّمة المؤلّف ، وفهارس في آخر الكتاب.

تحقيق : محمّد صادق الكتبي.

ص: 462

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 229.

نشر : انتشارات المكتبة الحيدرية - قم - إيران /

1431 ه.

*عمدة

الطالب الصغرى في نسب آل أبي طالب.

تأليف : العلاّمة النسّابة جمال الدين أحمد بن علي

الحسني الداودي (المعروف بابن عنبة) (ت 828 ه).

كتاب مختصر في نسب آل أبي طالب ، يعدّ من جملة كتب

الأنساب التي ألّفت في أنساب الهاشميّين ، اختصره المصنّف من كتابيه العمدة

الكبرى والوسطى وقد أضاف إليه إضافات لم توجد فيهما ، وهو على وجازته وجامعيّته

لأصول أنساب آل أبي طالب يعدّ من الكتب المعروفة في الأنساب.

تمّ تحقيق الكتاب على ثلاث نسخ : نسختان من مكتبة

آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره ، ونسخة من

خزانة دارالكتب في القاهرة.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 239.

نشر : مكتبة سماحة آية الله العظمى

المرعشي النجفي - قم - إيران / 1430ه.

*معارج

الأفهام إلى علم الكلام.

تأليف : جمال الدين أحمد بن عليّ ابن الحسن

الكفعميّ (من أعلام القرن التاسع).

والمؤلّف هو أخ الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعميّ

صاحب المصباح.

اعتمد في تحقيق الكتاب على نسختين ، الأولى في

مكتبة الميرزا الشيرازيّ في الجامعة المركزية في مدينة دار العلم شيراز ،

والثانية في جامعة طهران ، والكتاب يطبع لأوّل مرّة.

تضمّن الكتاب خمسة أبواب بعدد الأصول الخمسة ، سلك

المؤلّف طريق الإيجاز والاختصار بحيث لا يخلّ بالمعنى.

تحقيق : عبد الحليم عوض الحلّي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 193 صفحة.

نشر : مكتبة العتبة العبّاسية - كربلاء المقدّسة -

العراق / 1431ه.

*تشجير

عمدة الطالب (المعروفة بمشجّر أبي جميل).

تأليف : العلاّمة النسّابة محمود بن

ص: 463

علي المنكدم (من أعلام القرن العاشر الهجري).

كتاب في علم الأنساب ، تناول فيه المؤلّف أنساب

السادة العلويّين وأوردها على شكل مشجّرات ولم ترد هذه المشجرات مطبوعة ومنسّقة

بالتنسيق الحديث ولكنّها جاءت على شكل المشجّرات القديمة المخطوطة ، هذا وإنّ الكتاب

في حقيقة أمره وكما أشار إليه المصنّف ما هو إلاّ تشجير لكتاب عمدة الطالب

للعلاّمة النسّابة جمال الدين أحمدبن علي المعروف بابن عنبة الداودي المتوفّى

سنة 828 ه- ، وقد أورد فيه المصنّف أنساب جميع السادة القرشيّينوآبائهم سوى ما

ورد ذكرهم في الكتب الروائية المطوّلة وكتب تفاسير القرآن ، علماً بأنّ مقدّمة

الكتاب فارسية والمشجّرات احتوت على معلومات باللغتين الفارسية والعربية.

اعتمد في تحقيق الكتاب على مخطوطة نفيسة من إصفهان

ومخطوطتين من مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 296.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره -

قم - إيران / 1429 ه.

كتب

صدرت حديثاً

*عدالة

الصحابة بين القداسة والواقع.

تأليف : يحيى عبدالحسن الدوخي.

لقد تفاقمت الأحداث بعد رحيل الرسول الأعظم(صلى

الله عليه وآله) إثر الخلاف الذي حصل بين المسلمين في مسألة الخلافة ، وكلّ ذلك

يقع على عاتق الرعيل الأوّل من الصحابة ، فنمّ الاختلاف في الأجيال اللاحقة في

عدالتهم ، ممّا أدى ذلك إلى بروز مدرستين لكلّ منهما رؤية وفكرة مختلفة عن

الأخرى.

أحدهما : تؤمن بأنّ التطبيق الصحيح الذي يتلاءم مع

روح الرسالة النبوية متمثّل بأهل البيت عليهم السلام ،

فهم ممّن أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، والمنبع الصافي لحمل الشريعة

إلى المجتمع الإسلامي ، وذلك لما فهموه من أدلّة ونصوص أخذت بأعناقهم لاعتناق

هذه المدرسة.

والمدرسة الأخرى : تؤمن بأنّ المنهل الصحيح للسنّة

الشريفة هم الصحابة ،

ص: 464

ونظريّتهم قائمة على عدالتهم جميعاً.

وهذه المسألة أي عدالة جميع الصحابة في غاية

الأهمّية ؛ إذ لها مسيس ارتباط بالعقيدة والفقه ؛ بل والشريعة بشكل عام ؛ لأنّ

بعضهم أحدثوا في الإسلام وغيّروا وبدّلوا سنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله).

وقد ساهم هذا الشجار في خلق وإيجادالخلاف الكبير

بين طوائف المسلمين ، وترك أثراً كبيراً في الفقه والعقيدة وغير ذلك.

اشتمل الكتاب على خمس فصول في : بحوث تمهيديّة ،

عدالة الصحابة بين الإفراط والتفريط ، اعتدال ووسطية ، التشيّع ومرجعية أهل البيت عليهم السلام ،

آفاق الوحدة بين المسلمين.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 233.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام-

قم - إيران / 1430 ه.

*الرواة

المشتركون بين الشيعة والسنّةج(1 - 2).

تأليف : حسين عزيزي ، برويز رستگار ، يوسف بيات.

كتاب رجالي على شكل موسوعة ،

قدّم فيه المؤلّفون دراسة في الرواة المشتركين بين

مدرستي الشيعة والسنّة ، حيث أعدّوا فيه لكلِّ راو ترجمةً عنه وقد رتِّبت هذه

التراجم بترتيب حروف الهجاء بدءاً بحرف الألف ، وقد ذكر اسم الراوي المترجم له

أوّلا ثمّ سنة مولده ثمّ يأتي بعدذلك : نسبه ، كنيته ، لقبه ، طبقته ، موقف

الرجاليّين منه ، من روى عنهم ومن رووا عنه ، من رواياته ، سنة وفاته.

ترجم الكتاب من الفارسية إلى العربية ونقّحه مع بعض

الإضافات كلّ من : عبد الأمير الوردي ، عقيل الربيعي ، رزاق عبدالرسول.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 550 و516.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب

الإسلامية - قم - إيران / 1430ه.

*العدل

والذّكر تعريف بروحانية الإمام علي عليه السلام.

تأليف : رضا شاه كاظمي.

علي بن أبي طالب عليه السلام صهر

الرسول وابن عمّه ، والإمام الأوّل للشيعة والخليفة الرابع في المجتمع الإسلامي

ص: 465

الناشىء ، يعتبر أهمّ سلطة روحية وفكرية في الإسلام

بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله). يتصدّى هذا العمل لمفهوم الإمام عن العالم ،

ويقدّم بعضاً من أهمّ مبادئه الفكرية والأخلاقية التي اشتُهرت في الإسلام.

ليس الكتاب مجرّد مقدّمة مهمّة لفكر أحد أهمّ أقطاب

الدين الإسلامي بل يمثّل إضاءةً قيّمةً للجوهر الروحي الذي يبطّن الخطاب

والممارسة الأخلاقية في الإسلام.

يتألّف الكتاب من أقسام ثلاثة ، القسم الأوّل يقدّم

شخصية الإمام وعالمه الروحي مع تركيز خاصّ على المبادىء الأخلاقية والفكرية

لتعاليمه ، القسم الثاني يقيّم مفهوم الإمام للعدالة مستخدماً رسالته الشهيرة

لمالك الأشتر كنقطة انطلاق ، القسم الثلاث يناقش موضوع الإدراك الروحي بواسطة

تذكّر الله (ذكر الله) وهو الممارسة المحورية لدى المتصوّفة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 300.

نشر : دار الساقي - بيروت - لبنان/ 1430ه.

*ظلامة

الزهراء في روايات أهل السنّة.

تأليف : يحيى عبد الحسن الدوخي.

الكتاب إطلالة وتوثيق للأحداث والروايات التي تثبّت

ظلامة الزهراء عليهما السلام من المصادر

السنّية ، ومناقشة دلالتها وأسانيدها وطرقها ومن خرّجها بأسلوب علمي وموضوعي وفق

الرؤية السنيّة لعلم الدراية والرجال ، وردّ الشبهات المثارة حول هذه المسألة

المهمّة في تأريخنا ؛ لاسيّما الوقائع التي تعرّضت لها الزهراء عليهما السلام ،

وتصحيح الروايات التي دلّت على إحراق دارها وإسقاط جنينها ودفنها ليلا وسرّاً ،

ودفع الشبهات المثارة حول هذه الحادثة ، وكذلك ما تعرّض له أمير المؤمنين عليه السلام ،

وبيان سرّ سكوته حول هذه الظلامة ، وموقفه من مسألة فدك ، وكذلك تناول البحث

خطبتها المشهورة وتخريجاتها وتصحيحها ، وأيضاً دفع ما ورد من شبهة خطبة عليٍّ عليه السلام بنت

أبي جهل وغيرها من الشبهات.

فجاء البحث بدراسة تمّت وفق المدرسة الحديثيّة

السنّية ومن منظور

ص: 466

تأريخي رجالي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 287.

نشر : مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلامية - قم -

إيران / 1428 ه.

*التشيّع

المصري الفاطمي.

تأليف : الدكتور حسن محمّد صالح.

حضارة مصر الفاطمية كانت تجربة فريدة من نوعها

للدولة الإسلامية وعظمة هذه الحضارة تتجلّى في المؤسّسات التي بناها الخلفاء

المصريّون ، فالمظهر الحضاري المميّز والمتقدّم ، هو الذي يدلّ على عظمة الدولة

وعظمة الفكر الذي يحمله أهلها.

فمن هنا ، فقد ركّز المؤلّف في البحث على مظاهر

الحياة المصرية الفاطمية اليومية ، كدليل ساطع وقاطع على تقدّم الفاطميّين

الفكري والإنساني والحضاري.

اشتمل الجزء الأوّل على ثلاثة أبواب ، الباب الأوّل

في : الأسس التاريخية لعقيدة الدولة الفاطمية ، وقد ذكر جانباً من التاريخ

الشيعي الذي بنيت عليه عقيدة التشيّع مع تاريخ الأئمّة الأطهار عليهم السلام.

إلى الإمام الصادق عليه السلام ،

وانتهى الباب بذكر الإمام الإسماعيلي الفاطمي

الحادي عشر الحسين بن أحمد الملقّب برضيّ الدين.

الباب الثاني : الإمام الفاطمي الثاني عشر عبيد

الله المهدي وإعلان أوّل خلافة شيعية في المغرب والانتقال من دور السرّ إلى دور

العلن ، وقد انتهى هذا الباب بالخليفة الفاطمي الثاني عشر الظافر بأمر الله أبو

المنصور إسماعيل.

الباب الثالث : الخليفة الفاطمي الرابع عشر العاضد

لدين الله أبو محمّد عبدالله ونهاية الدولة الفاطمية وأسباب سقوطها.

واشتمل الجزء الثاني على ثلاثة أبواب ، الباب

الأوّل : في الوزارة والوزراء في الدولة الفاطمية ، الباب الثاني في : مصرمنارة

الإسلام الشيعي الأصيل ، الباب الثالث : القضاء والمؤسّسات القانونية في ظلّ

الدولة الفاطمية ، ضمّ هذاالباب بناء الدولة الفاطمية اقتصاديّاً وأمنيّاً

وعسكريّاً.

واشتمل الجزء الثالث على حضارة الدولة الفاطمية

وتقدّمها في سائر مجالات الحياة وحريّة المعتقد.

واشتمل الجزءان الرابع والخامس على الحضارة الأدبية

والتقدّم العلمي عند الفاطميّين مع ذكر بعض الوقائع

ص: 467

والأحداث.

وأمّا الجزء السادس فقد اشتمل على فهارس الكتاب.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : حدود 500 صفحة لكلّ جزء.

نشر : دار المحجّة البيضاء - بيروت - لبنان / 1428

ه.

*الشريعة

إلى استدارك الذّريعة ج (1 -2).

تأليف : السيّد محمّد الطباطبائي البهبهاني.

صُنّف كتاب الذريعة

إلى تصانيف الشيعة بيد العلاّمة الفقيد المرحوم الشيخ

آقا بزرك الطهراني عندما رأى جهود علماء الشيعة العظيمة في الميادين العلمية

المختلفة غير مرئيّة ولا ملتفت إليها فشمّر عن ساعد الجدّ لمعرفة آثارهم

وتعريفها دفاعاً عن ماضيهم العلميّ والثقافيّ وهداية إلى مكانتهم الرفيعة في

مضمار التنافس في الآثار الباقية.

من هنا يجب القول : إنّ الذريعة

ثمرة الإحساس العميق بقيمة الجهود العلمية التي بذلها علماء الشيعة طوال القرون

إلى زمن هذا الأثر النفيس.

وإعادة النظر في هذا الأثر وتلافي ما فيه من نقائص

ومعرفة الآثار غير الواردة فيه وتعريفها ، كلّ هذا يمكن أن يصبّ في استدامة

الحركة العظيمة التي بدأها كبير خبراء الكتاب في تاريخ التشيّع ويحقّق أمنيّته

التي هي في الواقع أمنيّة كلّ أتباع أهل البيت عليهم السلام

ومحبّي العلم والمحقّقين في ميادين الثقافة والمعرفة.

وفي هذا المضمار سعت مكتبة مجلس الشورى الإسلامي من

خلال هذا المؤلّف إلى استدامة نهج هذا العلاّمة العظيم بنشر سلسلة آثار عنوانها

: (الشريعة إلى استدارك الذريعة) تستعرض فيها مخطوطات علماء الشيعة المحفوظة في

المكتبات المختلفة والمحجوبة عن الأنظاربالتقصير وعدم الاهتمام.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج1 : 370 ، ج2 : 385.

نشر : مكتبة متحف ومركز وثائق مجلس الشورى الإسلامي

- طهران - إيران/1425 ه- - 1428ه.

*معجم

الآثار المخطوطة حول الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

إعداد : حسين متّقي.

ص: 468

جمع المؤلّف ما تيسّر له من المخطوطات التي زيّنت

أوراقها بذكر الإمام عليٍّ عليه السلام ،

واستطاع أن يعدّ مجموعة تضمّ خمسة آلاف عنوان من الآثار المخطوطة ذات العلاقة

بحياة هذا الإمام الهمام والواردة في عشرة آلاف مخطوطة ، على ترتيب المكتبات

وبلغات متعدّدة كالعربية والفارسية والتركية والأردوية والكجراتية ولغات أخرى ،

استخرجها من فهارس المخطوطات المحفوظة في مكتبات إيران وسائر بلدان العالم ، وقد

تمّ ذكرها على نحو الاختصار مقتصراً على ذكر اسم الكتاب أو الرسالة ومؤلّفها

ومكان حفظ الكتاب في المكتبات ، مرتّباً ذلك حسب الحروف الهجائيّة بدءاً بمكتبات

إيران ثمّ الدول الأخرى مع ذكر رقم المخطوطة في موضعها ؛ ومع أنّ المخطوطات

العربية والفارسية تشكّل القسم الأعظم من هذا المعجم فقد أشار إلى لغتها في ضمن

أسماء الكتب من دونهما لكثرتهما ، والجدير بالذكر أنّ المعجم قد احتوى على ما

كتب في سيرة وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام فقط

دون الجوانب الأخرى ، ولم يتطرّق إلى الكتب المطبوعة في هذا الجانب خشية اتّساع

الأثر.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 848.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره -

قم - إيران.

*أخلاق

ناصري.

تأليف : الخواجة نصير الدين الطوسي (ت 672 ه).

كتاب في علم الأخلاق ترجمه إلى العربية الدكتور

محمّد صادق فضل الله وقدّم له دراسة عن حياة الخواجة نصير الدين الطوسي رحمه الله والغزو

المغولي ومدى تأثيره رحمه الله عليهم

إبقاءً منه على العلم والعلماء ، كما بيّن منزلة الكتاب علميّاً ومدى اهتمام

العلماء به ومصادره التي أخذ منها وسبب تأليفه الكتاب مبيّناً محتواه ومضامينه

ومبانيه في مضمار علم الأخلاق الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 426.

نشر : دار الهادي - بيروت - لبنان / 1429 ه.

*مزيل

اللبْس في مسألتي شقّ القمر وردّ الشمس.

تأليف : السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي

الخرسان.

ص: 469

تناول الكتاب الردّ على منكري معجزتي شقّ القمر -

تأييداً لرسالة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) - وردّ الشمس تجليلا

وإكراماً لمقام وصيّ الرسول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ،

وقد جاءالبحث فيه معتمداً على ما ورد من كتب الفريقين الشيعة والسنّة ، كما زوّد

الكتاب بمباحث علميّة وصور فضائية تثبت وقوع انشقاق في القمر.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وتمهيد وثلاثة أبواب في :

ذكر المنكرين للمعجزتين ، إثبات إنشقاق القمر من خلال دليل الإثبات برواية

الأثبات ، المسائل التالية : ماذا عن ردّ الشمس إمكاناً ، ماذا عن ردّ الشمس

وقوعاً في الأمم السالفة ، الأوصياء الثلاثة الذين ردّت لهم الشمس : سليمان بن

داود وصيّ أبيه ، يوشع بن نون وصيّ موسى عليه السلام ،

عليّ بن أبي طالب وصيّ محمّد صلوات الله عليهما وآلهما وسلّم وقد ردّت له

مرّتين.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 549.

نشر : دليل ما - قم - إيران / 1429 ه.

*مساجد

ومعالم في الروضة الحيدرية.

تأليف : السيّد عبد المطّلب الموسوي الخرسان.

تعتبر مدينة النجف الأشرف أرض الأنبياء والأولياء

والعلماء والصّالحين ، ودخلت النجف التاريخ من أوسع أبوابه بعد ما حظيت بشرف دفن

الجثمان الطاهر المقدّس لمولى الموحّدين وأمير المؤمنين بين جنباتها فازدادت

علوّاً وبهاءً وقدسية وأصبحت تهفو إليها قلوب الزائرين من كلّ حدب وصوب. ومنذ

ذلك الوقت جاء تسليط الأضواء على هذه المدينة وتطوّرها العمراني والفكري والروحي

، فبعد ظهور المرقد المطهّر في بدايات القرن الثاني الهجري بدأت العمارات على

هذا المرقد الطاهر ، وعلى مرّالعصور أنشئت الكثير من المعالم فيها ، وبغية تسليط

الضوء على هذه المعالم وإظهار تاريخها جاءت هذه السلسلة : (سلسلة من تاريخ النجف

والروضة الحيدرية) وبين يدي القرّاء الكرام الحلقة الأولى منها : (مساجد ومعالم

في الروضة الحيدرية المطهّرة).

وقد زوّد الكتاب بملحق مصوّر

ص: 470

للروضة الحيدرية ومعالمها وملحقاتها ، وقد اشتمل

الكتاب على مقدّمة المؤلّف ، المساجد في الروضة الحيدرية ، معالم في الروضة

الحيدرية ، ظواهر طبيعية في الروضة ، القبلة في الروضة ، مصادر المياه في الروضة

، مقام الإمام الصادق عليه السلام ،

حمّام الحرم.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 88.

نشر : العتبة العلوية المقدّسة - النجف الأشرف -

العراق / 1430 ه.

*موسوعة

أدب الولاء في مدح ورثاء السادة النجباء.

إعداد : الشيخ محمّد برهاني.

موسوعة تضمّ بين دفّتيها ما أمكن جمعه من أشعار في

مدح ورثاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار عليهم السلام

وقد صنّفت القصائد فيها حسب القوافي كلّ قافية في مجلّد أو أكثر حسب ما تقتضيه

الضرورة ، وهذا هو الجز الأوّل من هذه الموسوعة المعلّم ب- (أ) دلالة على ما

يحتويه هذا الجزء من أشعار بقافية الألف وقد ذكرت فيها القصائد برمّتها دون حذف

منها كما ، وقد التزم في هذه الموسوعة ذكر الشاعر المتوفّى ، وقد عنيت الأشعار

بشرح غرائب مفرداتها ،

وتحريك الكلمات ، وترجمة الشعراء ، وقد زوّدت

بفهرسة موضوعية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 549.

نشر : دار البرهان - بغداد - العراق / 1430ه.

*نفحات

عاشوراء.

تأليف : الشيخ ضياء ولي.

هذا الكتاب هو السلسلة الرابعة التي أعدّت في مضمار

المنبر الحسيني توعيةً وإرشاداً إلى سيرة أبي الأحرار سيّد الشهداء أبي عبدالله

الحسين عليه السلام ،

اهتمّت بإعدادها مؤسّسة الإمام الجواد تحت عنوان سلسلة نفحات عاشوراء ، حيث جمعت

في كلّ جزء محاضرات الخطيب المدوّن اسمه في أوّل الكتاب ، وهذا الكتاب من هذه

السلسلة هو عبارة عن محاضرات الشيخ ضياء وليّ خطيب المنبر الحسيني رتّبت كما هو

المعهود في المنبر الحسيني ومصيبة الحسين وأهل بيته وأنصاره عليهم السلام ،

هذا وقد اشتمل الكتاب على مقدّمة وفهرسة للمواضيع المدرجة في المحاضرات كما

اعتني بتخريجها من مصادرها.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 400.

ص: 471

نشر : منشورات الرشيد - قم - إيران / 1430 ه.

*مكاتيب

المحفوظ.

إعداد : السيّد محمود المرعشي النجفي.

احتوى هذا الكتيّب على مكاتيب الدكتور حسين علي

محفوظ رحمه الله إلى

سماحة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي قدس سره ،

حيث تدلّ رسائله هذه على جودة أدبه ويراعه وتنمّ عن اكتراثه واهتمامه بالعلم

والعلماء ، ولا يخفى أنّه شخصية علمية مرموقة ، أديب ، شاعر ، محقّق ، كاتب ،

لغوي ، مؤرّخ ، موسوعي ، وله دراسات عديدة في أصالة الخطّ العربي وتأريخه وتراجم

الخطّاطين وطبقاتهم ، وهو أحد علماء المخطوطات المعروفين في العالم ، وخزانة

كتبه من المكتبات الخاصّة المهمّة في العراق والعالم العربي والإسلامي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 75.

نشر : مكتبة سماحة آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره -

قم - إيران /1430ه.

*قدوات

ومناهج.

تأليف : حسن جابر النوري.

كتاب يبحث عن منهج القدوة وقدوة المنهج لتربية

وهداية المجتمع البشري ، وكيف أنّ المنهج مثالا به يُهتدى والقدوة أنموذجاً به

يقتدى ، فسيرة الأنبياء والأولياءلا زالت الطريقة المثلى ليكون الأسلوب العلمي

والحسّي الحيّ الوقّاد والملهم لمسير البشر.

وقد تعرّض إلى مدرسة الشهيدين الشيخ مرتضى المطهّري

والسيّد محمّد باقرالصدر رضوان الله تعالى عليهما تتجسّدهذه الحركة التعليمية

لتعطي للإنسان كرامته وللمجتمع البشري هدايته من خلال منهج القدوة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 256.

نشر : دار السلام - بيروت - لبنان /1430ه.

ص: 472

*زيارات

ذبيح آل محمّد العاشورائيّة.

إعداد : الشيخ حيدر التربتي الكربلائي.

أعدّ المؤلّف في كتابه هذا سبعة أبواب في فضيلة

زيارة الإمام الحسين عليه السلام بروايات

مُسندة إلى الأئمّة الأطهار عليهم السلام والتي

تحثّ على زيارة أبي الأحرار أبي عبدالله الحسين عليه السلام

وتبيّن مدى آثارها وبركاتها لمن التزم بها ودأب عليها ، كما وقدأعدّ زياراته

الخمسة في يوم عاشوراء وزيارة أخيه أبي الفضل العبّاس عليه السلام ووداعه

ووداع الإمام عليه السلام والشهداء من

مصادرها الأوّلية مع ذكر اختلافات الألفاظ برواياتها عن نسخها العديدة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 368.

نشر : انتشارات فرصاد - طهران - إيران/1429 ه-

*موسوعة

الفقه الإسلامي ج(1 - 14).

إعداد : مؤسّسة دائرة معارف الفقه

الإسلامي.

تبنّت مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي إعداد

موسوعة فقهية طبقاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام ،

وقد قدّمت دراسة في فقه أهل البيت عليهم السلام ابتداءً

بتعريف الفقه والاجتهاد في مدرستهم عليهم السلام ،

كما تناولت المقدّمة دراسة معالم فقه أهل البيت عليهم السلامفي

عشر معالم ، وتاريخ فقه أهل البيت عليهم السلام وتطوّره

، والموسوعة تناولت الفقه على مذهب أهل البيت عليهم السلام

لكنّها جنحت إلى ذكر بعض البحوث والآراء الفقهية من سائر المذاهب الإسلامية

وفقاً لما يقتضيه المناط الموضوعي للبحث العلمي ، هذا وقد ذكر في المقدّمة

التعريف بالموسوعة الفقهية طبقاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام والضرورة

إليها حيث تسهّل للباحثين وذوي التخصّص نيل مآربهم فيما يرمون إليه من بحث

وتنقيب ، وقد تمّ اعتماد الترتيب الألف بائي في عرض البحوث الفقهية حيث نظّمت

عناوين البحوث حسب تسلسلها الألف بائي إذ يعدّ هو الأسلوب المفضّل في هذا العصر

حيث يؤمّن للقارىء سهولة المراجعة وتحصيل

ص: 473

المعلومة دون عناء ، وقد تمّ إعداد الموسوعة على

محورين : العناوين والمصطلحات - البحوث والمقالات ، وقدوضّحت بشكل مفصّل في

المقدّمة.

الحجم : رحلي.

عدد الصفحات : أكثر من 500 إلى أكثر من 700 لكلّ

جزء.

نشر : مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي - قم -

إيران / 1423 - 1431ه.

*شوارق

الإلهام في شرح تجريد الكلام ج(1 - 5).

تأليف : الحكيم المتألّه عبد الرزّاق اللاّهيجي (ت

1072 ه).

كتاب كلامي ضمّ أمّهات المسائل الكلامية ، بحثها في

ثلاثة محاور : الأوّل : الأمور العامّة التي يطلق عليها الإلهيّات بالمعنى

الأعمّ ، وقد بحث المصنّف رحمه الله فيه

عن الوجود والعدم وأحكام الماهيّات ، والموادّ الثلاث - الوجود والإمكان

والامتناع - والقدم والحدوث ، والعلّة والمعلول ، وغيرها من المسائل التي تبحث

عن أحكام

الوجود بما هو هو.

الثاني : الجواهر والأعراض التي يطلق عليها

الطبيعيّات ، وبحث فيه عن الأقسام الفلكيّة والعنصرية والأعراض التسعة على وجه

التفصيل ، الثالث : الإلهيّات بالمعنى الأخصّ ، ويبحث فيه عن الأصول الخمسة.

اشتمل الكتاب على مقدّمة بإشراف العلاّمة الشيخ

جعفر السبحاني بيّن فيها المقام العلمي للمصنّف ومدى أهميّة الكتاب علميّاً.

كما اشتمل كلّ جزء على فهرسة كاملة للمواضيع

المدرجة فيه من مباحث علم الكلام.

وقد اعتمد في تحقيق الكتاب على ثمان نسخ أربعة منها

مخطوطة وهي من مخطوطات المكتبة الرّضوية والمكتبة المرعشية وأربعة منها مطبوعة.

تحقيق : الشيخ أكبر علي زاده.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : أكثر من 500 صفحة لكلّ جزء تقريباً.

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام -

قم - إيران.

ص: 474

*أمّ

المؤمنين السيّدة خديجة رضي الله عنها.

تأليف : باقر شريف القرشي.

تناول المؤلّف حياة أمّ المؤمنين السيّدة خديجة بنت

خويلد رضي الله عنها ، وهي أوّل زوجات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، حيث

آزرته ونصرته وبذلت أموالها من أجل رسالته السمحاء ، كما كانت تهوّن عليه آلامه

إزاء طغاة القرشيّين وجهّالهم وتبعث في نفسه الجدّ والنشاط في الاستمرار بدعوته

، وقد درس المؤلّف من خلال تاريخها ومواقفها الخالدة شخصية المرأة في دورها

الإيماني والنضالي حيث لم يقتصر ذلك على الرجل فحسب بل لها في ذلك نصيبٌ ودور

مشرق ويكفي المرأة سموّاً أنّها كانت وعاءً لأنبياء الله ورسله.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وخمسة عناوين بمواضيعها في

: أضواء ، صور من الحياة الجاهلية ، تجارة وقِران ، السيّدة خديجة رائدة الجهاد

في الإسلام ، إلى جنّة المأوى وعام الحزن.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 127.

نشر : مكتبة الإمام الحسن عليه السلام العامّة

- النجف الأشرف - العراق 1429 ه.

*الرسائل

الثلاث : المستطابة ، زهرة المقول ، نخبة الزّهرة الثمينة.

تأليف : الحسن بن علي الشدقمي الحسيني (ت 998 ه)

وعليّ بن الحسن النقيب الشدقمي الحسيني (ت 1033 ه).

كتاب يحتوي على ثلاث رسائل في أنساب السادة

الهاشميّين للمدينة المنوّرة ، الأولى وهي : (المستطابة في نسب سادات طابة)

للعلاّمة السيّد النقيب بدر الدين بن الحسن بن علي الشدقمي الحسيني ، والثانية :

(زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول) والثالثة : (نخبة الزهرة الثمينة في نسب

أشراف المدينة) وكلاهما تأليف السيّد زين الدين علي بن الحسن النقيب الشدقمي

الحسيني ، ذكرت فيها أنسابهم وطرفاً من تاريخهم وسجاياهم ، تفيد المتخصّصين في

علم الأنساب والمتتبّعين في ذلك ، اعتمد فيها على كتب الأنساب ، وقد اعتمدفي

تحقيقها على نسخ ذكرت في

ص: 475

مقدّمتها.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 228.

نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم -

إيران.

*المدائح

النبويّة في الشعر الأندلسي.

تأليف : فاطمة العمراني.

عمل أدبي قدّمت فيه المؤلّفة دراسة عن بلاد الأندلس

ومدى تأثّر تلك البلاد بشخصيّة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته

الأطهار

عليهم السلام ، حيث ظلّت شمس الإسلام ساطعة فيها

نحو ثمانية قرون استطاع المسلمون من خلالها أن يشيّدوا صرح حضارة فريدة امتزجت

فيها مؤثّرات الشرق بمؤثّرات الغرب ، وتميّزت بالابتكار والتجديد في كثير من

المجالات.

انقسم الكتاب إلى ستّة فصول ، يشير الفصل الأوّل

منها إلى أحوال إسبانيا قبل الفتح الإسلامي ، ثمّ دخول المسلمين فيها وما كانت

عليه من أحوال قبل

الإسلام وبعد دخولهم حتّى تسميتها بالأندلس ، ثمّ

دراسة لبيئتها الجغرافية والجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية ،

وتدرّجت مارّة بعصور المسلمين في الأندلس ليكون ذلك بمثابة مدخل لهذا التاريخ المبسّط

للأدب الأندلسي.

ويتناول الفصل الثاني الشعر في الأندلس ومراحل

تطوّره وحركة سيره وعوامل ازدهاره ومميّزاته وخصائصه ، وذكر الشعر الديني والمدح

في الشعر العربي.

وأمّا الفصل الثالث فيركّز على المدائح النبوية

ونشأتها وعوامل نضجها وازدهارها وأنواع المدائح مثل قصائد التشوّق والمولديّات

والبديعيّات.

وأمّا الفصل الرابع فيحتوي على مضامين المدائح

النبوية في الأندلس مثل فضائل وصفات النبيّ (صلى الله عليه وآله) وحبّه ومعجزاته

والمشفعّات والحقيقة المحمّدية والصلاة على الرسول(صلى الله عليه وآله) والمعارضات.

والفصل الخامس يركّز على الأشعار التي تشير إلى

النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهم السلام

ص: 476

ونسبتهم إليه وفضائلهم.

ويتناول الفصل الأخير عدداً من شعراء المديح

النبويّ وشيئاً من تراجمهم وأُنموذجاً من أشعارهم.

وخاتمة الكتاب هي مجموعة النتائج التي توصَّلت إليها

المؤلّفة من خلال دراسة المصادر التي اعتمدت عليها في هذاالكتاب.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 318.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام -

قم - إيران / 1428 ه.

*ضياء

الأبصار في ترجمة علماء خوانسار.

تأليف : السيّد مهدي ابن الرضا.

تأثّرت بلاد فارس بالثقافة الإسلامية منذ القرن

الأوّل الهجري ، فكان لها عبر القرون حظّاً وافراً في استقبال الدين الحنيف

وإنشاء المدارس وطلب العلوم الإسلامية وتربية العديد من روّاد علومه ونبوغ

الفحول منهم في تشييد هذا الصرح العظيم ، ومنذ القرن الأوّل تأثّرت بعض بلدانها

بسيرة أهل بيت الرسول

الأعظم ، فكانت قم منذ ذلك الحين عشّ آل محمّد(صلى

الله عليه وآله) وذلك لمّا نزح إليها الأشعريّون وأسّسوا فيها مدرسة ولائهم

والتمسّك بعروتهم عليهم السلام ومنها اتّسعت

رقعة هذه المدرسة فشملت قاسان وعراق العجم وإصفهان وطهران وخوانسار والعديد من

المدن الأخرى ، فقد تناول هذا الكتاب في مقدّمته دراسة مشروحة في هذا المجال

وكيف أصبحت بلاد خوانسار مهداً لعلوم أهل البيت عليهم السلام فجمع

في هذه الموسوعة تراجم علمائها وبيّن فيها منزلتهم العلمية ومؤلّفاتهم وتضلّعهم

في سائر العلوم الإسلامية حفظاًللشريعة السمحاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ،

وقد زوّدت هذه الموسوعة بصور العلماء الأعلام وصور مؤلّفاتهم كما صوّرت أيضاً

بعض الآثار التاريخية من مراقد العلماء وكتيّبات وغيرها دعماً لإثبات تواريخهم

وسنيّ وفياتهم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات حدود 700 صفحة لكلّ جزء والجزء الرابع

200 صفحة للفهارس.

نشر : مؤسّسة أنصاريان - قم - إيران.

ص: 477

كتب

قيد التحقيق

*كنز

المطالب وبحر (فخر) المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

تأليف : السيّد وليّ بن نعمة الله الحسيني الرضويّ

الحائري (من أعلام القرن العاشر).

مرتّب على تسع وتسعين باباً بعدد أسماء الله الحسنى

، ألّفه في سنة 981 ه- وجمع فيه روايات الفضائل والمناقب لأميرالمؤمنين عليه السلام قبل

ولادته وبعدها وفي زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعده وحروبه ومطالب حول

قبّته الشريفة وبعض

الزيارات المأثورة عند قبره الشريف.

تحقيق : السيّد حسين الموسوي البروجردي.

*درر

المطالب وغرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام.

تأليف : السيّد وليّ بن نعمة الله الحسيني الرضويّ

الحائري (من أعلام القرن العاشر).

جمع فيه روايات في فضائل ومناقب ومعجزات وصيّ

النبيّ المختار أمير المؤمنين عليه السلام من

الكتب المعتبرة من الخاصّة والعامّة بدون ترتيب.

تحقيق : السيّد حسين الموسوي البروجردي.

ص: 478

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.