تراثنا المجلد 103

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1431 ه.ق

الصفحات: 350

ص: 1

اشارة

تراثنا

صاحب

الامتیاز

مؤسّسة

آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

المدير

المسؤول :

السيّد

جواد الشهرستاني

العدد الثالث

والرابع [103 - 104]

السنة

السادسة والعشرون

محتويات العدد

* نصّ قديم في علوم القرآن

..................................................... السيّد حسن الموسوي البروجردي 7

* حياة شيخ الشرف العُبَيْدُلي

............................................................. السيّد حسين الحائري 72

* المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (3).

.......................................................... سامي حمود الحاج جاسم 93

* مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (2)

............................................................ السيّد زهير الأعرجي 171

رجب - ذو

الحجّة

1431

ه-

* مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (7).

...................................................... السيّد حيدر وتوت الحسيني 223

* من ذخائر التراث :

* شرح هيهات ما ذلك الظنّ بك للشيخ محمّد التنكابني المتوفّى 1302 أو 1310 ه.

............................. تحقيق : م. م سعاد بديع مطير ، د. مشتاق كاظم جمعة 263

* القصيدة المسيحيّة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ، للملاّ مسيحا المتوفّى 1127 ه.

....................................................... تحقيق : سعد ناصر النجّار 299

* من أنباء التراث.

.................................................................... هيئة التحرير 329

ص: 2

* نصّ قديم في علوم القرآن

..................................................... السيّد حسن الموسوي البروجردي 7

* حياة شيخ الشرف العُبَيْدُلي

............................................................. السيّد حسين الحائري 72

* المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (3).

.......................................................... سامي حمود الحاج جاسم 93

* مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (2)

............................................................ السيّد زهير الأعرجي 171

رجب - ذو

الحجّة

1431

ه-

* مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (7).

...................................................... السيّد حيدر وتوت الحسيني 223

* من ذخائر التراث :

* شرح هيهات ما ذلك الظنّ بك للشيخ محمّد التنكابني المتوفّى 1302 أو 1310 ه.

............................. تحقيق : م. م سعاد بديع مطير ، د. مشتاق كاظم جمعة 263

* القصيدة المسيحيّة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ، للملاّ مسيحا المتوفّى 1127 ه.

....................................................... تحقيق : سعد ناصر النجّار 299

* من أنباء التراث.

.................................................................... هيئة التحرير 329

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (شرح هيهات ما ذلك الظنّ بك) للشيخ محمّد التنكابُني المتوفّى 1302 أو 1310 ه. والمنشورة في هذا العدد.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

نصّ قديم في علوم القرآن دراسة وتحليل

السيّد حسن الموسوي البروجردي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين

واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.

هناك نصّ في علوم القرآن هو في الأساس رواية واحدة منسوبة إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه في معارف القرآن ، وقد رواه جمع من المحدّثين والمفسّرين من علماء الإماميّة المتقدّمين والمتأخّرين ، مبثوثاً ومفرّقاً على أبواب في مصنّفاتهم.

والعلوم والمعارف القرآنيّة التي تضمّنها هذا النصّ - على سعتها وكثرة مضامينها من أوّل الكتاب إلى آخره - هي نصٌّ واحد.

تنبع أهمّيته من أنّ متنه يعدّ من أقدم ما صُنِّف - في الإسلام- في موضوعه ووصل إلينا.

وأشار إلى ذلك العلاّمة الخبير السيّد حسن الصدر (ت 1354 ه) ، في

ص: 7

كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام - في باب تقدّم الشيعة في تصنيف علوم القرآن - إذ قال ما نصّه : «وهو [أي : هذا النصّ] في كتاب نرويه عنه [أي : عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام] من عدّة طرق ، موجود بأيدينا إلى اليوم ... وهو الأصل لكلّ مَن كتب في أنواع علوم القرآن ، ومِن هنا تقدّمض شِت الشيعة في كلّ علوم القرآن على غيرهم ، وفازوا بذلك فوزاً عظيماً ، من طريق أئمّتهم أهل البيتعليهم السلام» (1).

أضف إلى ذلك أنّ تعدّد نسخ النصّ(2) يؤكّد أهمّيته وتداوله بين .

ص: 8


1- تأسيس الشيعة : 318.
2- من أجل اتّحاد نصّي كتاب سعد بن عبد الله وكتاب تفسير النعماني جملةً وتفصيلاً عددناالنصّ المروي في نسختي رواية سعد الأشعري متّحد مع النصّ المروي عن ابن زينب النعماني ، وإليك فهرساً ببعض نسخ نصّ النعماني وهي قرابة خمسين نسخة ، نذكر نماذج منها : * نسخة استنسخها عبد الرشيد بن نور الدين الشوشتري (أُستاذ السيّد نعمة الله الجزائري) ، في القرن الحادي عشر ، وهي موجودة في مركز الإحياء كما في فهرسها 1 : 288/ 198. * نسخة استنسخها المحدّث الشهير محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ، في ذي القعدة سنة 1063 ه- ، وهي موجودة في مكتبة المهدوي في طهران كما في نشريه نسخه هاى خطى 2 : 123. * نسخة استنسخها العلاّمة محمّد ابن الفيض الكاشاني المعروف بعلم الهدى ، في سنة 1071 ه- ، وهي موجودة في مكتبة الوطنيّة في تبريز كما في فهرسها2 : 733. * نسخة استنسخها عبد اللطيف الهاشمي العباسي الجزائري (من أعلام القرن 12) ، في 10 رجب سنة 1084 ه- ، وهي موجودة في مركز الإحياء كما في فهرسها 3 : 1401/3001. * نسخة استنسخها العلاّمة محمّد طاهر بن محمّد صالح الحسيني المازندراني ، في 1شعبان سنة 1253 ه- ، وهي موجودة في مكتبة جامعة طهران كما في فهرسها 10 : 1851/ 2956. * نسخة استنسخها العلاّمة عزيز الله بن إسماعيل الخرقاني (من أعلام القرن 13) ، في15 شعبان سنة 1263 ه- ، وهي موجودة في مكتبة السيّد المرعشي كما في فهرسها 6 : 65/ 2056. * نسخة استنسخها العلاّمة محمّد باقر بن محمّد جعفر البهاري الهمداني ، في 14جمادى الأُولى سنة 1303 ه- ، وهي موجودة في مكتبة السيّد المرعشي في قم كما في فهرسها 31 : 260 / 12366. * نسخة استنسخها العلاّمة عبد الحسين المحلاتي (من أعلام القرن 14) ، في 21شوّال سنة 1316 ه- ، وهي موجودة في مكتبة السيّد الگلپايگاني في قم كما في فهرسها4 : 1998/ 3667.

الأعلام ، فمن الملاحظ أنّ من لاحظ النسخ الواصلة إلينا من النصّ يرى أنّ بعضها بخطوط أو توقيعات أعلام المحدّثين والفقهاء فإنّها تشير إلى تعدّد الأيدي التي تناولته وإلى شيوعه في الحواضر والحوزات العلميّة التي تناقلته.

كما يعدّ هذا النصّ مصداقاً حيّاً لمسألة (رواية الحديث بالمعنى) ؛ فإنّ ماورد في النصّ برواية الثلاثة(1) يعدّ معنىً واحداً بألفاظ مختلفة ، كما سيمرّ عليك في فقرات مقالتنا هذه.

محتوى النصّ :

النصّ يشتمل على عدّة مباحث تتضمّن مواضيع مختلفة متعدّدة ، تمثّل بمجموعها ما يندرج تحت عنوان : علوم القرآن ، محورها آيات الذكر الحكيم ؛ فهو يذكر لكلّ نوع من هذه العلوم ما يكون دليلا عليه من آيات القرآن الكريم. ظ.

ص: 9


1- ملحوظة : إذا قلنا في مقالتنا هذه «النصوص الثلاثة» مرادنا : نصّ الأشعري والقمّي والنعماني للكتاب ، وإذا قلنا «برواية الثلاثة» أي : الأشعري والقمّي والنعماني للنصّ ؛ فلاحظ.

كما اشتمل على هذه المطالب :

آيات من الترغيب ، والترهيب ، والجدل ، والقصص ، والمَثَل.

الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والخاصّ والعامّ ، والتنزيل والتأويل.

ثمّ الاحتجاجات في القرآن الكريم ، على : الملحدين ، وعَبَدة الأوثان ، والثنوية ، والزنادقة .. وما شابه ذلك من مواضيع عقائديّة.

رواة النصّ :

النصّ المروي - الموجود منه في الجملة- نسب إلى عدّة من أعاظم مشايخ الشيعة ؛ وذلك لروايتهم له ، ونحن في دراستنا هذه نبيّن نسبة الكتاب وعدمها إلى كلّ من هؤلاء العدّة ، فدونكها :

وصلت إلينا أسماء خمسة من أولئك المشايخ قد نسبت إليهم روايته ؛ هذا مع اختلافهم في بعض ألفاظه وترتيبه ، وهم كلّ من :

1) شيخ الطائفة أبي القاسم سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمّي (ت 299 أو 300 أو 301 ه).

2) الشيخ الثقة الجليل ، علي بن إبراهيم بن هاشم القمي صاحب التفسير المشهور (المتوفّى حدود 307 ه).

3) الشيخ الحافظ ، العلاّمة أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي السبيعي الشهير بابن عقدة (ت 333 ه).

4) الشيخ الثقة الأجلّ أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم النعماني المعروف بابن زينب أو الكاتب النعماني (المتوفّى حدود 360 ه).

5) السيّد الشريف ، المرتضى ، علم الهدى ، علي بن الحسين الموسوي

ص: 10

البغدادي (ت 436 ه)(1).

وستأتي إليك مصادر قولنا هذا تباعاً.

أمّا الأوّل : رواية سعد الأشعري :

ذكر النجاشي (ت 450 ه) في فهرسته عند تعداده لكتب سعد الأشعري كتاباً له اسمه : ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه(2).

وتبعه في ذلك إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين(3).

والسيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة(4).

والشيخ الطهراني في الذريعة(5).

ويظهر من كتاب بحار الأنوار أنّه وصلت نسخة من هذا الكتاب في القرن الحادي عشر إلى العلاّمة المجلسي (ت 1110 ه) فنقل من أوّله سطوراً في موسوعته الحديثيّة بحار الأنوار - مع التصريح بذلك كما نقل عنه في أكثر من موضع ، فقال عنه :

أوّلاً - بعد أن نقل رواية النعماني بكاملها المشهورة بالمحكم والمتشابه - مانصّه :

«وجدت رسالة قديمة مفتتحها هكذا : حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي رحمه الله ، قال : حدّثني سعد 6.

ص: 11


1- انظر : تأسيس الشيعة : 334 ، أعيان الشيعة 1 ق 1 : 321 ، الذريعة 24 : 8 و 4 : 276 ، تدوين السُنّة الشريفة : 137.
2- الفهرست للنجاشي : 177/ 467.
3- إيضاح المكنون 2 : 615 ، هدية العارفين 1 : 384.
4- أعيان الشيعة 7 : 225.
5- الذريعة 24 : 8/ 46.

الأشعري القمّي أبو القاسم رحمه الله ، وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء ...»(1).

وثانياً - عندما أورد بابين كاملين من هذا الكتاب ما نصّه :

«ووجدت في رسالة قديمة سنده هكذا : جعفر بن محمّدبن قولويه ، عن سعد الأشعري القمّي أبي القاسم رحمه الله ، وهو مصنّفه : روى مشايخنا ، عن أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام ..»(2).

وثالثاً في فصل مصادر كتابه ما نصّه :

وكتاب ناسخ القران ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه للشيخ الثقة الجليل القدر سعد بن عبد الله الأشعري رواه عنه جعفر بن محمّد ابن قولويه ..»(3).

ورابعاً في فصل توثيق مصادره ما نصّه :

«وكتابا التفسير أي تفسير سعد وتفسير النعماني راوياهما معتبران مشهوران ومضامينهما متوافقتان موافقتان لسائر الأخبار ، وأخذ منهما علي بن إبراهيم وغيره من العلماء الأخيار ، وعدّ النجاشي من كتب سعد بن عبد الله كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، وذكر أسانيد صحيحةً إلى كتبه»(4).2.

ص: 12


1- بحار الأنوار 93 : 97.
2- بحار الأنوار 92 : 60/47.
3- بحار الأنوار 1 : 15.
4- بحار الأنوار 1 : 32.

وعثرت أنا على نسختين مخطوطتين برواية سعد هذا(1) ؛ مبتدأهما وتمامهما موافق لما في البحار ، إذ جاء في أوّلهما :

«حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه الحمّال(2) القمّي ، قال : حدّثنا سعد الأشعري القمّي أبو القاسم رحمه الله ، وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء ...».

ولا يخفى أنّ الهاء في مصنّفه تعود إلى كتاب سعد الأشعري القمّي ؛ إذ الضمير يعود إلى الأقرب ، مضافاً إلى أنّه لم يذكر في مصنّفات ابن قولويه كتاب بهذا الموضوع ، كما أنّه ليس من المعقول أن يروي ابن قولويه كتابه الذي ألّفه بنفسه عن شخص آخر ، وهذا ممّا لا غبار عليه.

وهناك سؤال : هل العنوان المذكور في فهرست النجاشي هو عين كتابنا هذا أم لا؟

والجواب : أنّ هذا العنوان قريب جدّاً من العناوين المنسوبة لشقيق كتابنا هذا في المحتوى والمنسوب إلى الكاتب النعماني أو الشريف المرتضى ، المطبوع باسم : المحكم والمتشابه(3) والآيات الناسخةة.

ص: 13


1- الأُولى موجودة في مكتبة العلاّمة المحقّق السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني - حفظه الله من كلّ سوء عليها خطّ العلاّمة المجلسي ، وقد تفضّل بها علينا مشكوراً ، والثانية : موجودة في مكتبة آية الله العلاّمة السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله ، وهي بخطّ العلاّمة محمّد باقر البهاري الهمداني ، وقد حصلنا على مصوّرتها عن طريق زميلنا الحجّة الشيخ أبو الفضل حافظيان البابلي -بلغه الله ما يتمنّاه.
2- قوله : (الحمّال) ورد في نسخة مكتبة السيّد الروضاتي فقط ، والصواب أنّه (الجمّال) بالجيم المعجمة كما سيأتي بيان ذلك.
3- طبع بهذا العنوان في سنة 1312 ه- على الحجر بخطّ محمّد تقي ، وأخيراً محقّقاً في مشهد المقدّسة في مجمع البحوث الإسلاميّة.

والمنسوخة(1) ، وكذا المعروف بعناوين أُخر شبيهة بهذين العنوانين ك- : محكم القرآن ومتشابهه(2) ، التنزيل والتأويل ، أصناف آيات القرآن وأنواعها وتفسير بعض آياتها برواية النعماني(3) ... وغيرها من التعابير المشابهة.

وذلك أنّه لمّا كان ديدن أصحابنا القدماء حين التدوين والكتابة عدم تسمية مؤلّفاتهم بعنوان خاصّ ، عرفت هذه المدوّنات عندهم بالكتاب أو النسخة أو الأصل ، وكذلك كتابنا هذا إذ هو من هذا القبيل ؛ حيث لم يكن له عنوان خاصّ ، فأدرج أصحاب الفهارس والمخطوطات اسم هذا الكتاب حين ذكرهم له بعناوين تتناسب مع ما يحتويه.

فإذا لاحظت العنوان (ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه) الذي ذكره النجاشي تجده يُنبىء عن محتوى كتابنا هذا كما في العناوين الموجودة لشقيقه المذكورة آنفاً ، ولكنّ أكثر هذه العناوين كانت ناظرة إلى بعض المواضيع المهمّة الخاصّة بهذا الكتاب حيث إنّ فيه فنوناً جمّة من علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والتأويل والتنزيل .. فعنوان النجاشي المذكور هو كالعناوين المذكورة لكتاب النعماني ، حيث يخبرنا عن الجانبين المهمّين الرئيسيّين لكتاب سعد وهما الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه.

فإذا سلّمنا ذلك ظهر لنا أنّ أقدم العناوين الموجودة للكتاب هو العنوان ه.

ص: 14


1- كذا على نسخة من الكتاب في مكتبة السيّد المرعشي ، وطبع محقّقاً بهذا العنوان في بيروت مؤسّسة البلاغ ودار سلوني في سنة 1421 ه.
2- كذا على نسخة الشيخ الحرّ العاملي من تفسير النعماني.
3- كذا عنونه العلاّمة المجلسي في بحاره.

الموجود عند النجاشي (المتوفّى 450 ه) وقد نسبه إلى سعد الأشعري.

ومن خلال ما سمّاه النجاشي وما ذكره المجلسي في النصوص التي مرّت عليك آنفاً ، ظهر أنّ هذا الكتاب الذي وصل إلينا هو من تأليفات سعد الأشعري ، لا سيّما إذا ما عرفنا أنّ موضوع الكتاب يوافق اسم الكتاب - ناسخ القرآن- المذكور لسعدنا الأشعري.

وعلى هذا فإنّ جميع العناوين المختلفة المذكورة لهذا الكتاب في مصنّفات العلماء هي أسماء متعدّدة لكتابنا هذا ؛ وإليك مسمّياته التي ذكروها :

1 - بيان أنواع القرآن(1).

2 - تفسير سعد بن عبدالله(2).

3 - رسالة سعد بن عبدالله في أنواع آيات القرآن(3).

4 - ما رواه سعد بن عبدالله في رسالته في أنواع آيات القرآن(4).

إشكاليّة على طريق رواية كتاب سعد الأشعري :

سلف ذِكْرنا لطريق رواية الكتاب وأنّ جعفر بن قولويه رواه عن سعد الأشعري ؛ مع العلم بأنّ جعفراً لم يرو عن سعد كما نصّ عليه النجاشي ؛ حيث قال في ترجمة سعد : ..

ص: 15


1- بحار الأنوار 68 : 387.
2- بحار الأنوار 84 : 71 وعنه مستدرك الوسائل للمحدّث النوري 3 : 173/3295 وتفسيرآلاء الرحمن للبلاغي 1 : 67.
3- بحار الأنوار 53 : 117 و 92 : 40 في أوّل الباب السابع من كتاب القرآن ؛ قائلا : «وفيه : رسالة سعد بن عبدالله الأشعري القمّي في أنواع آيات القرآن أيضاً».
4- الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للحرّ العاملي : 278 ..

«قال الحسين بن عبيد الله - رحمه الله - : جئت بالمنتخبات (من كتب سعد) إلى أبي القاسم ابن قولويه - رحمه الله - أقرأها عليه فقلت : حدّثك سعد؟ فقال : لا ، بل حدّثني أبي وأخي عنه وأنا لم أسمع من سعد إلاّ حديثين»(1).

وقال مرّة أُخرى في ترجمة جعفر :

«روى عن أبيه وأخيه عن سعد وقال : ما سمعت من سعد إلاّ أربعة أحاديث»(2).

وكذلك الروايات الموجودة لابن قولويه عن سعد في كتب الأصحاب هي كلّها بروايته عن أبيه أو أخيه عن سعد(3).

هذا ؛ وليس المهمّ هنا اختلاف العبارتين للنجاشي في رواية ابن قولويه عن سعد (حديثين أو أربعة أحاديث)(4) فإنّ المهمّ في هذا المقام أصل روايته عن سعد وإشكاليّة أنّ نسختَينا من الكتاب هما برواية ابن قولويه عن سعد بلا واسطة كما مرّ آنفاً. ي.

ص: 16


1- رجال النجاشي : 178/ 467.
2- رجال النجاشي : 123/ 318.
3- الاستبصار 1 : 12/ 19 و 19/ 41 و 20/ 44 و 27/ 71 و 30 / 78 و 31/ 83 و 51/ 146 و 60/ 178 و 79/ 245 و 85/ 269 و 90/ 288 و 150/ 517 و 185/ 648 و 207/727 و 228/ 810 و 238/ 851 و 239/ 853 و 241/ 860 و 243/ 865 و 273/990 و 289/ 1058 و 322/ 1204 و 341/ 1284 و 380/ 1438 و 380/ 1441 و 392/ 1497 ... هذه الموارد الموجودة في الجزء الأوّل من كتاب الاستبصار فقط وهناك المئات من المواضع في الأجزاء الأُخر منه ومن كتاب تهذيب الأحكام .. وغيره من المصادر.
4- وحريّ بالذكر أنّه قد يعدّ حديث واحد فيه قطعتين بعنوان حديث ، حديثين وبهذا نقدرنجمع بين نصّي النجاشي.

قبل أن أبدأ ببيان الجواب ألفت نظر القارئين الألباء إلى نقطة في غاية الأهمّية لمعرفة جوابنا بالدقّة ، وهي : لا يخفى أنّ التراث المخطوط - عامّةً في جميع علومه وفنونه- قد التصقت به في الماضي على يد ناقليه وناسخيه تصحيفات وشوائب كثيرة جدّاً خصوصاً في كتب الأحاديث المسندة في رجاله وأسانيده ؛ أهمّها في ذلك :

* السقط ؛ وذلك لسقط اسم راو أو أكثر من السند بيد النسّاخ.

* الزيادة ؛ وذلك لإضافة اسم راو في السند أو أكثر بيد الناقل.

* التصحيف ؛ وذلك كتصحيف اسم راو في السند لعدم علم الناقل به.

* التداخل في رجال السند ؛ وذلك لاندماج اسم في السند باسم آخر وتوحيدهما تحت اسم واحد ، ومعظم ذلك يقع من تغيير (عن) إلى (بن).

وحري بالذكر أنّ هذه المشاكل وغيرها في نصوص التراث قد وردت عند تدوينها وتصنيفها إلى سنة الألف من الهجرة ، ثمّ زادت زيادة ملحوظة خلال القرون الأربعة الأخيرة عند نسخ التراث وتنظيمه على نحو آخر ، وقد انتشرت -وللأسف رقعة هذه الأغلاط وآثارها السيّئة على يد كثير من الباحثين والمحقّقين.

ولا تزال هذه السقطات والتصحيفات تنقل على علاّتها في كتب المتأخّرين ، وبعض المعاصرين لم يتوجّهوا إليها وسكتوا عن بيان شوائبها لعدم إلمامهم بها فتسامحوا في مراجعة النصوص وملاحظتها بدون تحقيق كاف فيما كانوا ينقلون ويأخذون من مواد الكتب والمراجع التي تحتوي على نصوص كانت في الأصل والمنشأ صحيحة ، ولكن أخلّ ناقلوها أثناء نقلهاعن مصادرها السالمة وبأسماء رواتها المحفوظة ، فزادوا بعداً عن الواقع وأسّسوا عليها نتائج بعيدة عن الحقيقة.

ص: 17

الجواب عن هذه الإشكالية :

فنقول في الجواب عن الإشكاليّة في سند كتابنا هذا :

ورد اسم الراوي (جعفر ابن قولويه) في نسخة الروضاتي بهذا الشكل : «جعفر ابن محمّد بن قولويه الحمّال القمّي».

وجاء في هذا الاسم واللقب نكتة غريبة جدّاً لم ترد في أيّ كتاب من الكتب الرجاليّة والفهارسيّة ولا في أسانيد الروايات ، وهي تلقيب جعفر هذا ب- : (الحمّال).

فتلقيبه ب- : (الحمّال) منحصرة بهذا الإسناد وما وجدناه في موضع من الكتب الرجاليّة والفهارسيّة وطرق الأسانيد ، ولكنّنا بعد الفحص الكثير وجدنالقب (الجمّال) بالجيم في موضع من رجال الكشّي وموضع من رجال الطوسي فقط ؛ وذلك أنّ الكشّي وعنه الطوسي - ظاهراً - لقّبا والد جعفر ب- : (الجمّال) لا جعفراً نفسه ، فإنّ الكشّي في أحد أسانيد كتابه والطوسي عند ذكرمحمّد بن قولويه الوالد أوردا لقب (الجمّال) له ، فليس لقب (الحمّال) - المصحّف عن (الجمّال) لجعفر زائداً بل هو لقب لوالده يقيناً.

فعلمنا من هذا الطريق أنّه أصاب إسناد كتابنا هذا تصحيف أو سقط خفيّ جدّاً(1) ، وبعد ذلك يتصوّر أنّ أصل الإسناد في النسخة الأصليّة كان على هاتين الصورتين :

الأُولى : «حدّثنا جعفر عن محمّد بن قولويه الجمّال القمّي» ، بتصحيف ة.

ص: 18


1- ومن العجيب أنّ بعض المعاصرين يضيفون مثل هذه الأغلاط التي وقعت قديماً في أسماء الرواة إلى ترجمتهم من دون أن يعلموا شيئاً عن حقائقها ، وأدّى ذلك إلى نشوءأسماء جديدة.

(عن) ب- : (بن).

الثانية : «حدثنا جعفر بن محمّد عن محمّد بن قولويه الجمّال القمّي» ، بسقط أحد من (بن محمّد) الأوّل أو (محمّد عن) ؛ لتكرّر محمّد ومشابهة (عن) ل- : (بن) ، فالناسخ صحّف (عن) ب- : (بن) ، فظنّ أنّ في هذا الإسناد تكراراً فحذف أحد المكرّرين.

وعلى هذا الأساس يروي جعفر ابن قولويه عن والده محمّد فترتفع الإشكاليّة حينئذ.

هذا ؛ وربّ قائل يقول أنّ هذا الحديث الواحد - المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام بسند واحد كلّه في كتابنا هذأ - هو من الأحاديث الاثنين أو الأربعة التي سمعها جعفر ابن قولويه عن سعد بالمباشرة فيصحّ النقل عنه حينئذ.

والجواب عنه : أنّ سعداً أضاف في هذا الكتاب أحاديث كثيرة من قبله عن طريق مشايخه تنوف على ثلاثين.

وأمّا الثاني : رواية علي بن إبراهيم القمّي :

فقد وردت قطعة مختصرة من هذا النصّ بطوله في مقدّمة التفسير المنسوب إلى القمّي (ت حدود 307 ه) ، كما وقد كرّر النقل عنها في طيّات هذا التفسير(1).ذا

ص: 19


1- قد صرّح بهذا التكرار المشار إليه في آخر اختصاره للكتاب في مقدّمة تفسيره 1 : 27 مانصّه : «ومثله كثير ونحن نذكر ذلك كلّه في مواضعه إن شاء الله تعالى ، وإنّما ذكرنا من الأبواب التي اختصرناها من الكتاب ، آية واحدة ليستدلّ بها على غيرها». أقول : لاحظ المواضع المكرّرة في متن التفسير في 1 : 7 و 2 : 329 ، وكذا

وكذا قابلنا ما ورد في هذه القطعة من فقرات - فقرة فقرة بما ورد في رواية الأشعري والنعماني للنصّ فوجدنا الموافقة بين الثلاث في المعنى ، وهو ماينبئ عن وحدة منبعها وتفرّد مصدرها.

إنّ التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم يشتمل على مقدّمة فيها خطبة وقطعة من نصّنا هذا ، ثمّ يشرع في تفسير السُوَر بذكر الإسناد حيث ابتدأبأحد تلامذة علي بن إبراهيم - وهو أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم العلوي وهذه القطعة من كتابنا هذا وردت في مقدّمة تفسير القمّي قبل أن يُذكر هذا الإسناد المشهور للكتاب إلى علي بن إبراهيم(1).

ومن المعلوم أنّ هذا التفسير الموجود ليس من مؤلّفات علي بن إبراهيم القمّي وإنّما هو جمع من عدّة تفاسير ؛ مثل : تفسير علي بن إبراهيم وتفسير أبي الجارود وتفسير أحمد الأشعري وتفسير البطائني .. وغيرها ، نعم أكثره من تفسير القمّي.

واختلف في جامع التفسير المشتهر بتفسير القمّي ، هل هو أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني أو أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم العلوي(2).

فلذا يرد هنا سؤال : هل مقدّمة كتاب التفسير المشتملة على قطعة من 6.

ص: 20


1- والإسناد هو : حدّثني أبوالفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفرعليهما السلام ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم ... (تفسير القمّي 1 : 27).
2- لاحظ : الذريعة 4 : 302/ 1316.

كتابنا هذا هي لجامعه - أيّا كان أو هي لعلي بن إبراهيم القمّي نفسه؟

وجوابه : يؤيّد القول بعدم صحّة نسبتها إلى علي بن إبراهيم ما رأيناه من عدم وجود عبارة : «قال أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم(1) القمّي» الواردة بعد الخطبة(2) - في بداية النصّ المبحوث عنه الذي يبتدىء في مقدّمة تفسير القمّي بقوله : «فالقرآن منه ناسخ ومنه منسوخ» في كثير من نسخ التفسير المخطوطة ، مضافاً إلى ورود قطعة نصّنا هذا قبل الإسناد المشهور إلى علي بن إبراهيم بعد خطبة الكتاب في مقدّمة التفسير كما أشرنا إليه في الهامش.

لكنّ ما يؤيّد القول بصحّة نسبة هذه القطعة إلى القمّي وجود عبارة : «قال أبوالحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي» في أوّل بعض المخطوطات مضافاًإلى اشتمال القطعة على بعض الروايات المرويّة عن طريق علي بن إبراهيم في طيّات نصّنا هذا والموجود في أوّل التفسير(3).

هذا ؛ ومن المحتمل قويّاً أنّ ما جاء في مقدّمة التفسير من قطعة كتابنا هذامأخوذ من كتاب آخر لعلي بن إبراهيم وهو كتاب الناسخ والمنسوخ الذي ذكره النجاشي والطوسي في ذيل تأليفات القمّي(4).

ويؤيّده ابتداؤها بعبارة : «فالقرآن منه ناسخ ومنه منسوخ» بعد قوله : «قال أبوالحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي» ، فاسم كتابه الناسخ والمنسوخ مأخوذ من ابتداء هذا الكلام المقطوع من نصّنا هذا. 0.

ص: 21


1- كذا في النسخ التي رجعنا إليها ، وفي الطبعة الجزائريّة : (الهاشمي).
2- ورد في أوّل التفسير المشتهر بتفسير القمّي خطبة الكتاب ثمّ العبارة المشار إليها أعلاه ثمّ قطعة من كتابنا هذا ؛ فلاحظ.
3- تفسير القمّي 1 : 20 و 21 و 24 و 25 في موضعين منها.
4- الفهرست للنجاشي : 260/ 680 ، الفهرست للطوسي : 266/ 380.

فالظاهر أنّ جامع التفسير اختصر أو نقل كتاب الناسخ والمنسوخ لعلي ابن إبراهيم وجعله كمقدّمة لتفسيره ثمّ شرع في نقل رواياته من تفسيره مع إضافة روايات من تفاسير أُخر.

وما هذا وذاك إلاّ بسبب تعدّد أسماء هذا النصّ فمرّة سمّي ب- : ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ونسب إلى الأشعري وقد فصّلنا الحديث عنه ، ومرّة سمّي ب- : المحكم والمتشابه والآيات الناسخة والمنسوخة ونُسِبا للنعماني والسيّد المرتضى وسيأتي الحديث عنهما.

ومع هذا وذاك لا تَقِلُّ قيمة هذه القطعة المنقولة من نصّنا هذا في مقدّمة هذا التفسير ، إذ يدلّ على أهمّيّتها في تراثنا الغالي سابقتها القديمة وتداولها في مصنّفات أصحابنا الأقدمين.

وأمّا الثالث : رواية ابن عقدة الكوفي :

وهو طريق رواية النصّ عن الحافظ أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيدابن عقدة الكوفي الهَمْداني (ت 333 ه) ، وهذا الطريق ذكره السيّد الأمين رحمه الله(ت1371 ه) في أعيان الشيعة عند ذكر هذا الكتاب في مؤلّفات أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال :

«لنا عدّة طرق إلى ابن عقدة راوي هذا الكتاب بسنده إلى الإمام جعفر الصادق الذي أسنده إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، نذكر منها هنا طريقاً واحداً لاتّصال السند به ، فإنّا نروي إجازة عن شيخنا وأُستاذنا الفقيه المدقّق الزاهد العابد الشيخ محمّد طه ابن الشيخ مهدي نجف النجفي قدس سره (ت1323ه) ، عن شيخه الفقيه الزاهد

ص: 22

العابد الملاّ علي ابن ميرزا خليل الطبيب الطهراني النجفي (ت 1297 ه) ، عن شيخه الإمام الفقيه العلاّمة الشيخ محمّد حسن النجفي - صاحب جواهر الكلام (ت 1266 ه) ، عن شيخه الفقيه المتبحّر العلاّمة السيّد محمّد الجواد بن محمّد العاملي النجفي - صاحب مفتاح الكرامة (ت1226ه) ، عن شيخه الإمام العلاّمة السيّد محمّد مهدي الطباطبائي النجفي المعروف ببحرالعلوم (ت 1212ه) ، عن شيخه المحقّق الوحيد محمّد باقر ابن محمّدأكمل البهبهاني الحائري (ت1205) ، عن أبيه محمّدأكمل (ت بعد 1130 ه)(1) ، عن العلاّمة المجلسي(ت 1110 ه) ، عن أبيه (ت 1070 ه).

وعن بحر العلوم عن المولى محمّد باقر الهزارجريبي (ت1245ه) ، عن شيخه محمّد بن محمّد زمان(ق 12) ، عن الأمير محمّد حسين بن الأمير محمّد صالح (ق ).

ص: 23


1- اشتهرت في كثير من الإجازات رواية محمّد أكمل هذا عن العلاّمة المجلسي ، بينماالموجود في إجازة ولده المحقّق البهبهاني للسيّد بحر العلوم أنّه يصرّح بذكر ثلاثة من مشايخ والده ؛ وهم : الميرزا محمّد الشيرواني ، والشيخ جعفر القاضي ، ومحمّد شفيع الأسترآبادي ، ثمّ يقول : «بل - على ما أظنّ عن المحقّق جمال الملّة والدين الخوانساري أيضاً ، وخالي العلاّمة المجلسي أيضاً» ، ويعقّبها بقوله : «ورأيت إجازاتهم له - رحمهم الله تعالى بطرقهم المعروفة». ولا شكّ أنّ هذه العبارة الأخيرة منصرفة إلى المشايخ الثلاثة الأُول ؛ لأنّها لا تلائم عبارة : «بل على ما أظنّ» المستفادة للشيخين في العبارة الثانية (نبّهني إلى هذه الفائدة العلاّمة السيّد محمّد على الروضاتي - أدام الله ظلّه ، وانظر للتفصيل : كتابه الممتع نخستين دو گفتار : 63 - 72).

12) ، عن العلاّمة محمّد باقر المجلسي الثاني ، عن والده المولى محمّد تقي المجلسي الأوّل ، عن الشيخ بهاءالدين محمّد العاملي المعروف بالبهائي(ت1030ه) ، عن والده الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي الهمداني العاملي (ت 984 ه) ، عن شيخه الشيخ زين الدين بن علي العاملي الجبعي المعروف بالشهيد الثاني (المستشهد 965 ه) ، عن شيخه الفاضل نور الدين علي ابن عبد العالي الميسي(ت 938 ه) ، عن الشيخ شمس الدين محمّد بن داود الشهير بابن المؤذّن العاملي الجزيني (ت 884ه) ، عن الشيخ ضياء الدين علي ابن الشيخ الجليل السعيد الشهيد شمس الملّة والدين محمّد بن مكّي العاملي الجزّيني (ت856ه) ، عن والده المذكور(المستشهد 786 ه) ، عن الشيخ فخر الدين أبي طالب محمّد ابن الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن ابن المطهّر الحلّي (ت771 ه) ، عن والده المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت726ه) ، عن شيخه الإمام الجليل المحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد المعروف بالمحقّق الحلّي (ت 676 ه) ، عن السيّد شمس الدين فخّار بن معد الموسوي (ت 630 ه) ، عن الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبريل القمّي (حيّاً584 ه) ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم العماد الطبري

ص: 24

(حدود 554 ه) ، عن الشيخ أبي علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (بعد 515ه) ، عن أبيه (ت 460 ه) ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد ابن موسى ابن الصلت الأهوازي (ق 5) ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة بجميع رواياته وكتبه ، قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة [البطائني] ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أباعبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول ...»(1).

ثمّ أورد السيّد الأمين نُبذاً من النصّ الموجود من هذا الكتاب والمنقول في التفسير المنسوب إلى النعماني.

هذا ؛ وهناك عدّة ملاحظات على هذا القول فدونكها :

الأُولى : إنّ هذا الطريق المبتدىء من السيّد الأمين والمنتهي إلى الشيخ الطوسي يعدّ من أشهر طرق مشايخ الإجازات إلى رواية مؤلّفات جميع أصحابنا القدامى ، وليس طريقاً يختصّ به هذا النصّ.

الثانية : إنّ طريق ابن عقدة عن أحمد بن يوسف الجعفي إلى رواية هذا الكتاب هناك هو نفس الطريق الموجود في التفسير المنسوب إلى النعماني كماسيأتي.

الثالثة : إنّ الراوي الأخير عن ابن عقدة في طريق السيّد الأمين يختلف عمّاجاء في طريق تفسير النعماني ؛ فإنّ الراوي عن ابن عقدة عند السيّد 1.

ص: 25


1- أعيان الشيعة 1 : 91.

الأمين هو أبوالحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصَّلت الأهوازي الذي يروي الشيخ الطوسي بواسطته عن ابن عقدة(1) مع أنّ المشهور رواية النعماني عن ابن عقدة ، فكأنّ ابن الصلت والنعماني كلاهما رويا عن ابن عقدة هذا الكتاب.

الرابعة : إنّ خلاصة النصّ المروي عند السيّد الأمين هو عين النصّ الذي رواه النعماني.

هذا ؛ والظاهر أنّ السيّد الأمين لفّق بين الأسانيد وطرق الإجازات ؛ فحين ذكرالطريق إلى رواية هذا الكتاب جعل الطريق المشهور العالي إلى رواية كتب ابن عقدة عن الشيخ الطوسي ، طريقاً إلى رواية هذا النصّ ، وإلاّ فليس له أصل في المصادر التراثيّة الموجودة عندنا.

وأمّا الرابع : رواية الكاتب النعماني :

فقد اشتهرت نسخة من تحرير هذا النصّ في عصر العلاّمة المجلسي رحمه الله (ت1110 ه) ونقله هو في أوّل المجلّد التسعين - الطبعة الحروفيّة من كتابه بحار الأنوار قائلاً :

«باب ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصناف آيات القرآن وأنواعها وتفسير بعض آياتها ؛ برواية النعماني ، وهي رسالة مفردة كثيرة الفوائد نذكرها ».

ص: 26


1- قال الشيخ الطوسي عند ذكر ابن عقدة في فهرسته : 69/ 86 : «أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي - وكان معه خطّ أبي العبّاس بالإجازة وشرح رواياته وكتبه ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد».

من فاتحتها إلى خاتمتها».

وورد في أوائل هذه النسخة بعد خطبة - ما يقارب الصفحتين تضمّنت الحثّ على اتّباع أهل بيت الوحيعليهم السلام ما نصّه :

«قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني - رضي الله عنه في كتابه في تفسير القرآن : حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد ابن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل ابن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل ابن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر ابن محمّد الصادق عليه السلام يقول ...»

وقد رأينا أنّ نصّ كتابنا هذا هو قطعة مأخوذة من تفسير النعماني على ما في النسخة.

وهذا الطريق مشهور ومكرّر في أسانيد كتاب الغيبة(1) للنعماني نفسه ، فاشتهرت نسبة النصّ الموجود والمروي من كتابنا هذا إلى النعماني.

هذا ؛ مضافاً إلى ما ذكره محمّد ابن شهر آشوب المازندراني (ت 588 ه) في معالم العلماء في (باب من عُرف بكنيته) :

«أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ؛ له : تفسير القرآن لأهل البيت عليه السلام»(2). 6.

ص: 27


1- كتاب الغيبة : 42/ 3 ، 59/ 2 ، 62/ 6 و 7 ، 200/ 1 ، 205/ 11 ، 207/ 16 ، 212/ 6 ، 239/ 21 ، 247/ 35 ، 248/ 37 ، 259/ 6 ، 262/ 13 ، 265/ 14 ، 270/ 22 ، 271/ 24 ، 272/27 ، 275/ 37 ، 277/ 40 ، 332/ 2 ، 335/ 10.
2- معالم العلماء : 168/ 904 ، وعنه في أعيان الشيعة 9 : 60 والذريعة 4 : 262/ 1226.

ومن الواضح أنّ هذه العبارة لم ترد فيها كلمة (النعماني) ، فظنّ جماعة(1) من عبارة ابن شهر آشوب ومقدّمة النسخة المشهورة برواية النعماني أنّ تفسيرالقرآن المذكور في المعالم هو هذه الرواية وأنّ مؤلّفه هو النعماني المشهور تلميذ الكليني.

ولكنّ الصحيح أنّ هذه العبارة المذكورة في معالم العلماء ليست للنعماني المشهور ، لأنّ ابن شهر آشوب ذكر النعماني المشهور في باب الأسماءمن كتابه بما نصّه :

«محمّد بن إبراهيم ، أبو عبد الله النعماني ؛ من كتبه : كتاب الغيبة»(2).

فلا وجه لإعادة ذكره في باب من عُرف بكنيته ، ويؤيّده أنّ النعماني ليس معروفاً بهذه الكنية - أبو عبدالله وإنّما عرف بابن زينب ، فقد ذكر النجاشي في فهرسته : «أبو عبد الله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب».

والاحتمال القوي أنّ ابن شهر آشوب وجد كتاباً مكتوباً عليه : «تفسير القرآن لأهل البيت عليهم السلام ، تأليف : أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم» فلم يعرف مولّف الكتاب وذكره كما وجده في كتابه في باب الكنى ، وهذا من ظرائف عمل المفهرسين من القدامى كالشيخ الطوسي في فهرسته.

هذا ؛ ولا نريد إنكار وجود تفسير للنعماني لعدم ذكر النجاشي له كتاباً في التفسير(3) ، حتّى يقال : إنّ النجاشي ليس بصدد استقصاء الكتب والروايات ، بل نقول : إنّ إثبات كتاب التفسير للنعماني بمثل عبارة المعالم 3.

ص: 28


1- انظر : الأعيان 9 : 60 ، كتابخانه ابن طاوس لاتان كلبرگ : 541.
2- معالم العلماء : 134/ 904 ، وعنه في أعيان الشيعة 9 : 60.
3- الرجال للنجاشي : 383/ 1043.

غير صحيح ، ولو فرض ثبوت تفسير له بمثل عبارة المعالم ، فانطباقه على ماوجده العلاّمة المجلسي خطأ آخر ؛ إذ من المعلوم أنّ الوجادة من أضعف طرق الرواية عند جميع المحدّثين ، مضافاً إلى أنّ عبارة المجلسي في أوّل هذه النسخة التي نقلها في بحاره لا تدلّ على أكثر من أنّ النسخة رواية للنعماني - بالمعنى المصطلح للرواية في أوّل النسخ لا أنّها من تأليفه. والمجلسيّ وإن نقل هذه النسخة ورأى أنّ ما فيها من رواية النعماني عن ابن عقدة إلاّ أنّه لم يفهم أكثر من كون النعماني راوياً لهذه النسخة لا مؤلّفاً لها ، وقد صرّح بهذه النكتة حيث قال في عنوان الباب : «برواية النعماني» ، والصحيح في التحقيق بعد هذا أنّ هذا النصّ هو من رواياته لا من تآليفه.

والدليل الآخر على عدم صحّة تطبيق عبارة ابن شهر آشوب على كتابنا هذاما قاله سماحة سيّدنا الأُستاذ العلاّمة المحقّق آية الله السيّد أحمد المددي حيث قال : «إنّ هذا الاسم والكنية المذكورين في كتاب معالم العلماء وإن كانا مطابقين لاسم وكنية النعماني لكنّنا لم نطمئن - فضلاً عن الجزم على أنّ المراد هو النعماني المعروف ، لا سيّما أنّ الكتاب الموجودفيه تقسيم أبحاث الآيات القرآنيّة وكلّه رواية واحدة عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، وليس هو تفسيراً بالمعنى المتعارف»(1).

هذا مع أنّنا لا نشكّ في عدم صحّة نسبة تأليف هذا الكتاب إلى النعماني لما مرّ في تحقيق نسبته مرّة إلى علي بن إبراهيم ومرّة إلى سعد بن عبد الله (الذي توفّي سنة 301 ه) وهما قبل النعماني ، بل هذا النصّ له أصل أقدم منهم كما سنثبته إن شاء الله تعالى.

ويحتمل أن يكون مؤلّف النسخة المنسوبة إلى النعماني رجلاً آخر غير 6.

ص: 29


1- مجلّة كيهان انديشه ، الرقم : 28 ، ص 116.

النعماني لا نعرفه ، ويظهر ذلك للمتتبّع الخبير بعد قراءة مقدّمتها ، إذ أنّه نقل في أوائل كتابه هذا - بعد الخطبة التي كانت في فضل القرآن والحثّ على الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام لتفسير القرآن حديثاً واحد بمقدار أربعة أسطر عن كتاب التفسير للنعماني ، ونصّ ما نقل :

«قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني - رضي الله عنه في كتابه في تفسير القرآن : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل ابن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّدالصادق عليه السلام يقول : إنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله)فختم به الأنبياء فلا نبيّ بعده ، وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب فلا كتاب بعده ، أحلّ فيه حلالاً وحرّم فيه حراماً ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فيه شرعكم ، وخبر من قبلكم وبعدكم»(1).

والحديث هذا ورد باختلاف طفيف عن إسماعيل بن مهران عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام(2) في كتاب كشف الغمّة للأربلي (ت 692 ه)(3) ، 7.

ص: 30


1- المحكم والمتشابه / طبعة مجمع البحوث الإسلاميّة : 55 ، بحار الأنوار 93 : 3.
2- لم يذكر الإربليّ عليّ بن أبي حمزة البطائني وابنه الحسن وإسماعيل بن جابر في هذا السند.
3- كشف الغمّة 2 : 197.

ومن المحتمل أنّ الطريق المذكور في الكتاب المنسوب إلى النعماني يختصّ بهذا الحديث فقط ، وأورده ناقل نصّنا هذا من تفسير النعماني.

ترجمة رجال السند في تفسير النعماني :

ولأهمّية الإسناد للكتب وخصوصاً القديمة منها رأيت من الحري بنا شرح رجال سند نصّنا هذا - التفسير المنسوب إلى الشيخ النعماني ومن المعلوم أنّ البحث عن رجاله يحتاج إلى مقام مستقلّ واسع يقصر عنه هذا المجال ، ونحن نذكر هنا مقتطفات من أحوالهم على ترتيب سلسلة السندالمذكور آنفاً ، فنقول(1) :

1 - أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم النعماني(2) :

هو محمّد بن إبراهيم بن جعفر ، أبو عبدالله ، الكاتب ، النعماني ، البغدادي ، المعروف ب- : «ابن زينب»(3) ، شيخ من أصحابنا ، عظيم القدر ، اب

ص: 31


1- ستأتي ترجمة الشيخ النعماني في باب تراجم رواة النصّ.
2- إن شئت المزيد فانظر ترجمته في المصادر التالية : رجال النجاشي : 383/1043 ، معالم العلماء : 153/783 ، إيضاح الاشتباه : 289/670 ، أمل الآمل 2 : 232 / 691 ، قاموس الرجال 9/10/6277 ، معجم رجال الحديث 15 : 231/9963. وانظر : الذريعة 4 : 318/1342 و 10 : 183/409 و 16 : 79/398 و 147/366 ؛ عند ذكر كتبه. وللوقوف على المزيد من تفاصيل ترجمته ، وعدد شيوخه وتلامذته ، انظر : خاتمة مستدرك الوسائل 3 : 265 - 272 و 448 - 449 ، ومقال العلاّمة السيّد محمّد جوادالشبيري الزنجاني باسم : «النعماني ومصادر الغيبة» المطبوع في مجلّة انتظار.
3- كذا ورد في رجال النجاشي وكثير من كتب التراجم إلاّ أنّ الطوسي ذكره في كتاب

شريف المنزلة ، صحيح العقيدة ، كثير الحديث .. قدم بغداد وخرج إلى الشام ومات بها .. له كتب.

ولادته : لم نقف على تاريخ محدّد لولادته ، لكنّ بعض المتأخّرين قال في ترجمته : «قيل : إنّ مولده كان عام 281 ه»(1) ، ولم يتّضح لنا مصدر قوله.

بعض مشايخه : ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني (ت329ه) ، وأبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي ، المعروف ب- : (ابن عقدة) (ت333 ه) ، وأبو علي أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي (ت 346ه) ، أبو علي محمّد بن سهل الكاتب الإسكافي (ت 336 ه) ، أبو القاسم موسى بن محمّد الأشعري القمّي المؤدّب ، ساكن شيراز ، ابن بنت سعدبن عبدالله ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي (329 ه) والد الشيخ الصدوق ، وأبو جعفر محمّد بن عبدالله بن جعفر بن الحسين الحميري القمّي.

تلاميذه : أبو الحسين محمّد بن علي الشجاعي ، أبو المرجا (أبو الرجا) محمّد بن علي (عبدالله) بن أبي طالب البلدي ، من مشايخ الكراجكي (ت449ه)(2) ، أبو غالب أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن ابن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني الكوفي البغدادي (ت 368 ه)(3) ، أبو 0.

ص: 32


1- البدر الزاهر : 33/5.
2- الاستنصار : 10 ، كنز الفوائد : 164.
3- رسالة أبي غالب الزراري : 179 ، نوابغ الرواة في رابعة المئات : 53 و 230.

الحسن علي بن محمّد بن يوسف الحرّاني (كان حيّاً سنة 400ه)(1) ، الشريف أبو عبدالله محمّد بن عبيدالله بن الحسين بن طاهر الحسيني (الحسني)(2).

مؤلّفاته : التسلّي ، الدلائل ، الردّ على الإسماعيلية ، كتاب الفرائض ، كتاب الغَيبة(3) ، كتاب تفسير القرآن ، وهو المعروف ب- : تفسير النعماني ، وقدتحدّثنا عنه سابقاً.

وفاته : قال النجاشي عنه : «مات بالشام» ، ولم يحدّد تاريخ وفاته ولا محلّ دفنه ، لكن إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) قال : تفسير النعماني : لأبي عبدالله ... الشيعي ، المتوفّى سنة 360 ه- ستّين وثلاثمائة»(4).

أقول : آخر ما علم عنه أنّه روى كتابه الغيبة في سنة 342 ه- لأبي الحسين الشجاعي ، فهو كان حيّاً إلى هذه السنة.

2 - أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة :

هو أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان بن زياد بن عبيد الله بن زيادبن عجلان ، أبو عبد الله ، السبيعي الهَمْداني ، المعروف بابن عقدة الحافظ ؛ ولد في سنة 249 ه- ومات سنة 333 ه.

فقد وثّقه الرجاليون رغم كونه زيديّاً جاروديّاً. 0.

ص: 33


1- بحار الأنوار 94 : 83 و 182 ، مهج الدعوات : 233.
2- تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 42 : 340.
3- رأيت على نسخة عتيقة منه - المقروءة في سنة 720 ه- في المكتبة الرضويّة أنّ اسم الكتاب «ملاء العيبة في طول الغيبة» ، وعندي صورتها.
4- إيضاح المكنون 1 : 310.

قال النعمانيّ (ق 4) : «وهذا الرجل ممّن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له»(1).

وذكره النجاشي (ت 450 ه) فقال عنه بعد ذكر نسبه ومذهبه والثناء عليه : «وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم وعظم محلّه وثقته وأمانته»(2).

وقال عنه الطوسي (ت 460 ه) : «وأمره في الثقة والجلالة وعظيم الحفظ أشهر من أن يذكر ؛ وكان زيديّاً جاروديّاً ، وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم ، وخلطه بهم ، وتصنيفه لهم»(3).

وأكثر النقل عنه النعماني في كتابه الغيبة(4) ، والمحتمل قويّاً أنّه كان في بغداد ، وذلك أنّ ابن عقدة سافر إليها ثلاث مرّات(5) ، وحدّث - إملاءً في ثالثتهافي جامع الرصافة ، ومسجد براثا سنة 330 ه(6) ، فلعلّ النعماني أخذ منه في هذا التاريخ أو ما يقرب منه. ا.

ص: 34


1- كتاب الغيبة للنعماني : 25/ مقدّمة المؤلّف.
2- الفهرست للنجاشي : 94/ 233.
3- الفهرست للطوسي : 68/ 86.
4- الغيبة : 32 و 34 و 41/ 1 و 42/ 3 - 4 و 59/ 1 - 2 و 62/ 6 و 72/ 6 و 74/ 8 و 97/ 29 و 100/ 30 و 109/ 39 و 110/ 40 و 111/ 1 - 2 و 112/ 4 113/ 5 - 7 و 126/ 1282/ 4 - 6 و 134/ 19 و 136/ 2 و 144/ 3 و 148/ 4 و 160/ 1 و 166/ 3 و 175/ 1 - 3 و 176/ 5 و 177/ 7 و 179/ 10 و 182/ 20 و 183/ 21 و 184/ 23 - 25 و 187/30 .. إلخ.
5- تاريخ بغداد 5 : 18 ، نقلاً من تلميذه ابن الجعابيّ.
6- الأمالي للطوسي : 269/ 501 ، المجلس العاشر ، تاريخ بغداد 5 : 15. وقد قرأ أبو الحسين محمّد بن علي الشجاعي كتاب الغيبة على أستاذه النعماني بمشهد العتيقة في بغداد ، وقال أحد المحقّقين : أنّ مشهد العتيقة هو المسجدالمعروف الآن في زماننا هذا بمسجد براثا.

3 - أحمد بن يوسف بن يعقوب الجُعْفي :

وقع في إسناد كثير من الطرق والروايات ، كطرق النعماني والمفيد والنجاشي والطوسي .. وغيرهم(1) ، وهو من رواة كتب الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني بنفس الطريق الموجود في تفسير النعماني كما في فهرست النجاشي. وروى عنه ابن عقدة في شوّال سنة 271 ه(2).

وذكروه - في هذه الطرق بعناوين مختلفة ، منها :

أ) أحمد بن يوسف(3). 6.

ص: 35


1- لاحظ : مقاتل الطالبين : 251 ، الغيبة للنعماني : 59/ 2 و 200/ 1 و 205/ 11 و 207/ 16 و 212/ 6 و 229/ 21 و 247/ 35 و 259/ 6 و 262/ 13 و 270/ 22 و 271/ 24 و 275/ 37 و 322/ 2 و 335/ 10 ، الأمالي للشيخ المفيد : 34/ 9 و 42/ 9 ، الأمالي للطوسي : 145/ 52 و 153/ 3 و 202/ 47 و 273/ 56 ، تخريج الأحاديث والآثار للزيعلي 2 : 241 ، الفهرست للنجاشي : 4 و 11 و 28 و 37 و 125 و 127 و 171 و 223 و 252 و 281 و 356 و 417 ، الفهرست للطوسي : 89 ، رجال ابن الغضائري : 124/ 57.
2- كما رأى ابن الغضائري خطّ ابن عقدة وتاريخ روايته عنه «عن أصله وكتابه» في رجاله : 124/57 وعنه في فهرست النجاشي : 11/ 7 ، ذيل ترجمة أبان بن تغلب. وورد في ترجمة جميل بن دراج من فهرست النجاشي : 127/ 328 تاريخ روايته عنه في «رجب سنة تسع ومائتين» ، والحال أنّ ابن عقدة ولد عام 249ه- ، فكيف يمكن روايته في سنة 209ه؟! وأجيب عنه بجوابين : الأوّل : لعلّ كلمة «وستين» سقطت من بين «تسع» «ومائتين» فيكون 269 ه- ، كمامرّ أنّ ابن عقدة روى عن المترجم : في سنة 271ه. الثاني : لعلّ التاريخ المذكور (أي 209ه) هو تاريخ تأليف أصله وكتابه لا تاريخ الرواية. أقول : ويمكن أن يتن «تسع» مصحّفة عن «التسعين» فيكون تاريخ القراءة «سنة تسعين ومائتين» إن كان أحمد بن يوسف حيّاً في هذا التاريخ.
3- الأمالي للمفيد : 34/ 9 و 42/ 9 ، المزار للمفيد : 185 ، تهذيب الأحكام 6 : 79/ 156 وعنه في وسائل الشيعة 14 : 330/ 20 ، المزار لابن المشهدي : 39/ 16.

ب) أحمد بن يوسف الجعفي(1).

ج) أحمد بن يوسف بن يعقوب(2).

د) أحمد بن يوسف بن يعقوب ، أبو الحسين (أبو الحسن) ، الجعفي(3).

ه) أحمد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة بن زياد الجعفي القصباني ، يعرف بابن الجلاّ ، كما ذكره النجاشي في ترجمة الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، - الآتي ذكره(4).

و) أحمد بن يوسف بن حمزة بن زياد الجعفي ، جاء في رجال النجاشي في طريقه إلى عليّ بن أسباط من كتابه في التفسير(5).

هذا ؛ وقد ذكر الشيخ الطوسي في أصحاب الرضا عليه السلام : «أحمد بن يوسف ، مولى بني تيم الله ، كوفيّ ، كان منزله بالبصرة ، ومات ببغداد ، ثقة»(6).

وكذا ذكر في الفهرست : «أحمد بن يوسف ، له روايات»(7) ، وأيضاً ابن شهرآشوب في معالم العلماء(8).5.

ص: 36


1- الأمالي للطوسي : 145/ 52 و 153/ 3 ، فهرست النجاشي : 4 و 125/ 320 و 127/328 ، الفهرست للطوسي : 89/ 119.
2- الفهرست للنجاشي : 47/ 95 و 303/ 826 و 414/ 1103 و 449/ 1212.
3- كتاب الغيبة للنعماني : 207/ 16 ، 247/ 35 و 259/ 6 ، 332/ 2 و 335/ 10 ، الأمالي : 202/47 ، الفهرست للنجاشي : 28 و 47/ 95 و 171/ 450 و 223/ 585 و 356/ 952 و 417/1115 ، تاريخ بغداد 2 : 95.
4- الفهرست للنجاشي : 37/73 ، معجم رجال الحديث 3 : 162/1027 ، مستدركات علم رجال الحديث 1 : 516/1882.
5- الفهرست للنجاشي : 252.
6- الرجال للطوسي : 367/11 ، خلاصة الأقوال : 62/3 ، الرجال لابن داود : 46/146.
7- الفهرست : 86/ 115.
8- معالم العلماء : 22/ 105.

واستظهر السيّد الخوئيّ رحمه الله اتّحادهما مع المترجم له(1) ، وأجاب عن بعض الإشكالات المطروحة حوله ، ويؤيّده أنّ المترجم له روى عن عدّة من أصحاب الرضا عليه السلام - كما سيجيء علماً أنّ المترجم له كوفيّ بتصريح الخطيب البغدادي(2) فتصحّ حينئذ نسبته إلى الكوفة واتّحادهما.

وعلى كلّ حال فالرجل يروي عن عدّة من الوجوه والثقات ، منهم : الحسن بن عليّ بن زياد الوشاء ، ويعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباريّ ، وإسماعيل بن مهران بن أبي نصر الآتي ذكره ، وعليّ بن أسباط بن سالم بيّاع الزُطِّيّ وكلّهم من أصحاب الرضا عليه السلام ، ومحمّد بن إسماعيل بن ميمون الزعفرانيّ ، وبكر بن جناح الكوفيّ ، وعبّاس بن يزيد الخرزيّ(3) ، وغيرهم من أعلام ووجوه الطائفة ، وقلّ أن يروي عن رجل مجهول عندنا فضلاً عن الضعيف ، وورد في ترجمة بعض هؤلاء أنّه لا يروي عنهم إلاّ الثقات ، وفي هذا وذاك إشعار بوثاقته وتديّنه في الحديث ، كما صرّح به الوحيدالبهبهانيّ في التعليقة(4).

4 - أبو يعقوب إسماعيل بن مهران بن أبي نصر زيد السكوني الكوفي(5) :

وثّقه الشيخ الطوسي والنجاشي ، وقالا : «ثقة ، معتمد عليه ، روى عن جماعة(5) من أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام ..». ال

ص: 37


1- معجم رجال الحديث 3 : 163/ 1029.
2- تاريخ بغداد 2 : 95.
3- الفهرست للنجاشي : 125 و 127 و 171 و 223 و 252 و 281 و 256 و 449 و 417.
4- تعليقة الوحيد على منهج المقال : 82.
5- اختيار معرفة الرجال للكشي 2 : 854/ 1102 ، الفهرست للنجاشي : 26/49 ، رجال

وهو من أصحاب الرضا عليه السلام ولقيه.

وله كتب كثيرة منها : كتاب الملاحم كتاب ثواب القرآن كتاب خطب أميرالمؤمنين كتاب النوادر كتاب العلل أصل كتاب الإهليلجة كتاب صفة المؤمن والفاجر. وللشيخ والنجاشي طرق إلى كتبه.

ووثّقه العيّاشي حيث قال الكشّي : «إسماعيل بن مهران ؛ حدّثني محمّد ابن مسعود ، قال : سألت عليّ بن الحسن (ابن فضّال) عن إسماعيل بن مهران ، قال : رمي بالغلوّ ، قال محمّد بن مسعود : ويكذبون عليه ، وكان تقيّاً ، ثقة ، خيّراً ، فاضلاً ..»(1).

ولا بدّ من أن نعرف أنّ ابن الغضائري قال فيه : «ليس حديثه بالنقي ، فيضطرب تارة ويصلح أُخرى ، ويروي عن الضعفاء كثيراً ، ويجوز أن يخرج شاهداً»(2).

وقد أجابوا عنه : أنّه ثَبَتَ في محلّه أنّ تضعيفات ابن الغضائري كانت مبنيّةً على معرفة متون الأخبار فهي اجتهادية واستنباطية وليس بحجّة ، وقول ابن الغضائري هذا دليل بيّن على ذلك(3). ر.

ص: 38


1- اختيار معرفة الرجال 2 : 854/ 1102 ، خلاصة الأقوال : 55/ 6 ، التحرير الطاوسي : 35/19.
2- الرجال لابن الغضائري : 38 ، الرجال لابن داود : 428 ، خلاصة الأقوال : 8/ 6.
3- انظر مقال النعماني ومصادر الغيبة (6) للعلاّمة السيّد محمّد جواد الشبيري المطبوع في مجلّة انتظار.

وأخيراً قال السيّد الخوئي : «لا ينبغي الريب في وثاقة الرجل ..»(1) ، وأجاب عن بعض الأسئلة والإثارات حوله ؛ فراجعه في محلّه.

5 - أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطائني الكوفي :

6 - أبوه علي بن أبي حمزة البطائني الكوفي(2) :

ثبت في محلّه أنّ العمل بأخبار الفطحيّة والواقفيّة .. وغيرهما من الفرق يتوقّف على ثلاثة شروط : الوثاقة في النقل ، عمل الأصحاب بخبرهم ، وعدم الظفر على رواية عن الثقة الإمامي على خلاف ما رووه.

فالتحقيق في المقام يفضي إلى الكلام في أمرين :

أ) في عقيدتهما.

ب) في بيان التعامل مع روايتهما ؛ ويبتني هذا البحث على ثلاثة شروط أيضاًوهي المتقدّمة آنفاً.

والمشهور أنّهما واقفيان إلى آخر عمرهما ، بل الأب كان أصل الوقف 3.

ص: 39


1- معجم رجال الحديث 4 : 107/ 1446.
2- اختيار معرفة الرجال 2 : 705/ 754 و 760 و 742/ 832 و 742/ 833 ، الفهرست للنجاشي : 36/ 73 و 249/ 656 ، الرجال للطوسي : 245/ 311 و 339/ 10 ، الرجال لابن الغضائري : 51/ 6 و 83/ 32 ، الفهرست للطوسي : 129/ 178 و 283/ 419 ، معالم العلماء : 71/ 200 و 102/ 458 ، خلاصة الأقوال : 181/ 29 و 334/ 7 ، الرجال لابن داود : 212 و 238 و 286 و 287 ، التحرير الطاوسي : 129/ 96 و 230 و 353 ، نقد الرجال2 : 36/ 89 و 3 : 220/ 10 ، مجمع الرجال 2 : 121 و 4 : 153 ، جامع الرواة 1 : 208 و 548 ، بهجة الآمال 3 : 146 ، تنقيح المقال 1 : 290/ 2619 و 2 : 260/ 8111 ، معجم رجال الحديث 5 : 14/ 2928 و 11 : 214/ 7832 و 7833.

كما صرّحت به الروايات.

كان علي بن أبي حمزة من وكلاء الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وحينما سجن الإمام عليه السلام أعطى الناس أموالهم إلى علي بن أبي حمزة .. وغيره من وكلائه عليه السلام ، فاجتمع الكثير من المال عندهم ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم موته عليه السلام ، فأنكروا إمامة علي بن موسى الرضا عليهما السلام بعد أبيه عليه السلام لذلك(1). وتبعه على الوقف ولده الحسن بن علي.

وهناك أحاديث أُخرى قيل بدلالتها على رجوع الأب عن القول بالوقف(2).

هذا ؛ وأمّا وثاقة البطائنيَّين ، وعدمها فقد اختُلِف فيها ، وقد استدلّ كلٌّ على رأيه بأُمور ؛ منها :

فأمّا المضعِّفون لهما فقد استدلّوا على تضعيفهما بروايات صريحة في ذلك ، فضلاً عن أقوال الرجاليّين القادحة لهما(3) ؛ فمنها :

قال محمّد بن مسعود العيّاشي (ق 3) : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، فقال : «كذّاب ملعون ، رويت عنه أحاديث كثيرة ، وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه من أوّله إلى آخره ، إلاّ أنّي لاأستحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً»(4). 6.

ص: 40


1- الغيبة : 43 و 46 ، رجال الكشي 2 : 705 و 742 و 763.
2- الغيبة : 96/ 28 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 56/ 28 ، كمال الدين 1 : 24/ 4 و 258/3 ، رجال الكشي 2 : 706 و 742/828 وص 778 ، تهذيب الأحكام 8 : 237.
3- رجال الكشي : 404/ 759 و 459/ 871 و 467/ 888 ، علل الشرائع : 1 : 235 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ، الغيبة للطوسي : 37 ، مجمع الرجال 4 : 157 ، خلاصة الأقوال : 96 و 231.
4- رجال الكشي 2 : 827/ 1042 ، الفهرست للنجاشي : 36 ، خلاصة الأقوال : 334/ 7 ، التحرير الطاوسي : 129/ 96.

وقال ابن الغضائري (ق 5) في ولده الحسن : «مولى الأنصار ، أبو محمّد ، واقف ابن واقف ، ضعيف في نفسه ، وأبوه أوثق منه»(1).

وذكر والده بما نصّه : «علي بن أبي حمزة - لعنه الله أصل الوقف ، وأشدّ الخلق عداوة للوليّ من بعد أبي إبراهيم»(2).

وأمّا الموثِّقون لهما فقد استدلّوا على وثاقتهما بأدلّة(3) ، تزيل الشبه عن تلك الروايات والأقوال الواردة في قدحهما ؛ منها(4) :

كثرة رواية الثقات الأجلاّء عنهما :

فقد روى عن الأب رجال من وجوه الطائفة ك- : المشايخ الثلاثة : صفوان 1.

ص: 41


1- رجال ابن الغضائري : 51/ 6 ، خلاصة الأقوال : 334 ، مجمع الرجال 2 : 122.
2- الرجال لابن الغضائري : 83/ 32 ، خلاصة الأقوال : 363 ، مجمع الرجال 4 : 157.
3- منها : ما ذكره شيخ الطائفة الطوسي في عدّة الأُصول : «ولأجل ذلك [أي الوثاقة وعدموجود المعارض] عملت الطائفة بأخبار الفطحيّة ... وأخبار الواقفة ، مثل : سماعة بن مهران وعلي بن أبي حمزة» (عدّة الأُصول 1 : 381). ويؤيّده كلام المجلسي الأوّل والمحقّق الوحيد وعدّة من الأعلام : «أنّ الطعون باعتبارمذهبه الفاسد ، ولهذا روى عنه مشايخنا لوثاقته في النقل» (روضة المتّقين 14 : 94 ، خاتمة المستدرك 4 : 244 ، تعليقة على منهج المقال للوحيد : 126 ، أعيان الشيعة 5 : 196). وادّعى المحقّق الحلّي - في المعتبر إجماع الأصحاب على العمل برواية البطائني الأب أيضاً ، فقال بعد نقل حديثين عن عليّ بن أبي حمزة وعن عمّار الساباطي : «فإنّ الأصحاب قد عملوا برواية هؤلاء كما عملوا هناك [خبر الثقة والقرينة] ، ولو قيل : ردّوارواية كلّ واحد في بعض المواضع ، قلنا ... كما ردّوا رواية الثقة في بعض المواضع متعلّلين بأنّه خبر واحد ، وإلاّ فاعتبِر كتب الأصحاب ، فإنّك تراها مملوءة من رواية علي المذكور وعمّار» (المعتبر في شرح المختصر : 23/ الطبعة الحجريّة و 1 : 94/ الطبعة الحروفيّة).
4- منهم المحدّث النوري في خاتمة مستدرك الوسائل 22 : 468 - 271.

ابن يحيى ، وابن أبي عمير ، والبزنطي(1) ، وأصحاب الإجماع ك- : الحسن بن محبوب ، وعبد الله بن المغيرة ، وحمّاد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى(2).

وروى عن الابن أمثال : البزنطي المذكور الذي لا يروي إلاّ عن ثقة ، وإسماعيل بن مهران السكوني المذكور سابقاً في إسناد هذا الكتاب ، وأبي عبدالله محمّد بن العبّاس بن عيسى ، وأبي الحسن أحمد بن ميثم ، وإبراهيم بن هاشم القمي ، ومحمّد بن عبد الجبّار القمّي وهو ابن أبي 2.

ص: 42


1- أمّا رواية صفوان عنه فلاحظ : الكافي 1 : 104/ 1 و 4 : 315/ 3 ، التوحيد : 98/ 4 ، ثواب الأعمال : 212 ، الاستبصار 2 : 163/ 9 ، تهذيب الأحكام 5 : 53/ 9 - 10 .. ورواية ابن أبي عمير عنه فانظر : المحاسن 2 : 433/ 262 ، بصائر الدرجات : 55/ 3 ، الكافي 3 : 255/ 20 و 550/ 4 و 4 : 253/ 3 - 5 و 259/ 6 .. ، الأمالي للصدوق : 406/3 و 407/ 5 و 725/ 4 ، الخصال : 19/ 68 و 404/ 115 ، كمال الدين : 521/ 50 ، من لايحضره الفقيه 4 : 159/ 5361 و 214/ 5501 ، تهذيب الأحكام 6 : 206/ 3 و 316/82 و 7 : 366/ 48 .. ورواية البزنطي عنه فقارن : الخصال : 148/ 176 ، من لايحضره الفقيه 2 : 354/ 2676 و 366/ 2729 و 4 : 488.
2- أما رواية الحسن بن محبوب عنه فانظر : الكافي 2 : 334/ 22 ، كمال الدين : 229/ 26 ، من لايحضره الفقيه 3 : 455/ 4574 و 4 : 142/ 5312 ، تهذيب الأحكام 1 : 428/ 6 و 10 : 9/ 23 ، الغيبة للنعماني : 239/ 20 ، دلائل الإمامة : 267/ 34 ، الإرشاد للمفيد 2 : 378 ، رجال الكشي 2 : 458/ 356. ورواية عبدالله بن المغيرة عنه فلاحظ : الاستبصار 1 : 374/ 1421 ، تهذيب الأحكام 2 : 188/ 47. ورواية حمّاد بن عيسى عنه فانظر : الكافي 7 : 203/ 2 ، الاستبصار 2 : 228/ 1 و 4 : 45/ 2 ، تهذيب الأحكام 5 : 127/ 91 و 8 : 313/ 38 و 314/ 43 و 10 : 58/ 5. وأمّا رواية عثمان بن عيسى عنه فانظر : المحاسن 1 : 229/ 163 ، الكافي 1 : 31/6 و 2 : 528/20 و 3 : 231/ 6 و 4 : 17/ 2.

الصهبان ، والحسين بن يزيد النوفلي(1).

وأجاب عنها المضعّفون ، وللتفصيل راجع مقال العلاّمة السيّد محمّد جواد الشبيري الزنجاني في النعماني ومصادر كتاب الغيبة في مجلّة إنتظار.

وعلى أيّ حال ؛ هما في نفسهما ضعيفان ، لكنّ روايتهما تعتبر بالقرائن والشواهد ، وقد روى هذا الكتاب عنهما إسماعيل بن مهران السكوني الذي لاريب في وثاقته ، فيحتمل أنّه أخذ هذا الكتاب عن تفسير الحسن بن علي ابن أبي حمزة البطائني - الذي ذكره النجاشي في ترجمته برواية الابن الحسن أو والده علي بن أبي حمزة برواية الكشّي - للاختلاف فيما بين الكتابين أو أنّه كتاب آخر كما سيأتي إليك قريباً. 6.

ص: 43


1- أمّا رواية البزنطي عنه - مع تسليم ثبوتها فلاحظ : تهذيب الأحكام 8 : 262/ 16 وفيه نظر. وأمّا رواية إسماعيل بن مهران عنه فانظر : المحاسن 1 : 95/ 54 ، الكافي 2 : 492/ 6 و 620/ 3 و 622/ 10 ، الأمالي للصدوق : 115/ 8 ، ثواب الأعمال : 104 و 105 و 107 و 117 ، من لايحضره الفقيه 4 : 518 ، الغيبة : 212/ 6 و 248/ 37 و 259/ 6 و 332/2 ، الفهرست للطوسي : 414 ، تهذيب الأحكام 3 : 100/ 33. وأمّا رواية محمّد بن العبّاس عنه فلاحظ : الغيبة للنعماني : 218/ 18 و 337/5 ، تفسيرالفرات : 534/ 3. وأمّا رواية أحمد بن ميثم عنه فقارن : تهذيب الأحكام 6 : 34/ 12 ، فرحة الغري : 93/39 ، تفسير القمّي2 : 360 و 370 ، الفهرست للطوسي : 129/178 و 131/185. وأمّا رواية إبراهيم بن هاشم عنه فانظر : الكافي 6 : 406/ 2. وأمّا رواية محمّد بن عبد الجبّار فانظر : الأمالي للصدوق : 473/ 635 و 488/ 662 و 646/ 876 و 650/ 884 ، الأمالي للصدوق : 432/ 967. وأمّا رواية الحسين بن يزيد النوفلي عنه فانظر : الكافي 1 : 112/ 1 و 137/ 2 و 2 : 5/7 و 4 : 190/ 1 و 6 : 514/ 3 و 4 : 179/ 5406.

7 - إسماعيل بن جابر(1) :

هو الجعفي أو الخثعمي الكوفي.

عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام(2) ، والنجاشي في أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام(3).

وقع بهذا العنوان في أسانيد روايات كثيرة(4).

وذكره الشيخ والنجاشي - في فهرستيهما وذكرا أنّ له كتاباً ونقلا إسنادهماإليه وإلى كتابه(5).

ثمّ إنّ الشيخ قال في الرجال : «له أُصول»(6). كما ذكر ابن شهر آشوب في معالم العلماء قائلا : «له كتاب وله أصل»(7).

ووثّقه الشيخ في الرجال وابن داود والعلاّمة الحلّي والمجلسي في الوجيزة. 2.

ص: 44


1- الرجال للطوسي : 105 و 147 و 343 ، الفهرست للنجاشي : 23/ 71 ، الفهرست للطوسي : 37/ 49 ، معالم العلماء : 46/ 42 ، الرجال لابن داود : 50/ 179 ، خلاصة الأقوال : 54/ 2 ، رجال الكشي 2 : 450 ، التحرير الطاوسي : 30/ 16 ، الوجيز : 27 ، مجمع الرجال 1 : 207 ، هداية المحدّثين : 19 ، أعيان الشيعة 3 : 314 ، رجال البرقي 12 و 18 ، جامع الرواة 1 : 93 ، بهجة الآمال 2 : 258 ، رجال الشيخ الأنصاري : 21 و 437 ، معجم رجال الحديث 4 : 31/ 1310 ، مستدرك علم رجال الحديث 1 : 625 ، طرائف المقال 1 : 407 و 2 : 9 ، منتهى المقال 2 : 49 ، نقد الرجال 1 : 212.
2- الرجال للطوسي : 105/ 18 و 148/ 93 و 343/ 13.
3- الفهرست للنجاشي : 32/ 71.
4- انظر : معجم رجال الحديث 4 : 37.
5- رجال النجاشي : 32/ 71 ، الفهرست للطوسي : 37/ 49.
6- رجال الطوسي : 124/ 18.
7- معالم العلماء : 46/ 42.

فقال عنه الشيخ : «ثقة ممدوح».

وقال العلاّمة بعد توثيقه بمثل قول الشيخ : «وحديثه اعتمد عليه»(1).

وللشيخ إليه طريقان : أحدهما صحيح والآخر ضعيف ، للصدوق طريق إلى أصله وكتابه ، والطريق صحيح(2).

هذا ؛ وهناك خلط في الأسانيد والرجال والفهارس بين إسماعيل بن جابروإسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، وليس هنا موضع بحثه.

أمّا الخامس : نقل السيّد المرتضى للنصّ :

ونسب إلى الشريف المرتضى باسم : (المحكم والمتشابه) بسبب نقله إيّاه(3).

وقد خلص المؤلّفون على أنّ الرسالة من تصنيف الشريف المرتضى ، وأنّها تفسير النعماني بكامله أو قطعة منه ، وأنّ السيّد المرتضى قد انتخب منه أونقله بكامله ، ذكر ذلك أجلّة المحدّثين مثل : الحرّ العاملي والعلاّمة المجلسي والمحدّث البحراني والشيخ آقا بزرگ الطهراني. ت.

ص: 45


1- خلاصة الأقوال : 54/ 2.
2- معجم رجال الحديث 4 : 37.
3- وقد طبع في سنة 1312 ه- على الحجر بخطّ محمّد تقي ، وأخيراً على الحروف في مشهد المقدّسة في مجمع البحوث الإسلاميّة ، وكذا ضمن كتاب (جامع الأخبار والآثار عن النبيّ والأئمّة الأطهار عليهم السلام) تأليف : السيّد محمّد باقر الموحّد الأبطحي الأصفهاني ، وتحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام في قم المقدّسة ، في سنة 1414 ه- (القسم الأوّل من الكتاب : كتاب القرآن ، الجزء 3 : في خصائص القرآن). وطبع أيضاً في بيروت مؤسّسة البلاغ ودار سلوني في سنة 1421 ه- باسم (الآيات الناسخة والمنسوخة). كماوردت نسبته إلى السيّد المرتضى في العديد من فهارس المخطوطات.

وبالجملة : أوّل من نقل عنه ونسبه إلى السيّد المرتضى - على ما وصل إلينا هو المحدّث محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه)(1) فإنّه أورد نصوصاً منه في كتابيه : وسائل الشيعة والفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، وورد ذكره في الوسائل كثيراً بهذه العبارة : «علي بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه نقلا من تفسير النعماني»(2).

كما ذكره بهذه النسبة معاصره العلاّمة المجلسي في مقدّمة البحار(3) ، لكنّه لم يذكره في متن البحار إلاّ بعنوان : «تفسير النعماني»(4). وعند نقل الرسالة بكاملها اقتصر على قوله : «برواية النعماني»(5).

ولايخفى أنّه جاءت هذه النسبة في كتاب الإجازات من البحار(6) ضمن إجازة الشيخ الحرّ العاملي لتلميذه الفاضل المشهدي ، ويحتمل قويّاً أنّ العلاّمة المجلسي أخذ ما نسبه في المقدّمة من كلام الحرّ العاملي هذا.

ثمّ اقتفى إثرَ الحرّ العامليّ صاحب الوسائل في هذه النسبة من جاء بعده من الفقهاء ؛ مثل : الشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناضرة ولؤلؤة البحرين ، والسيّد علي الطباطبائي في رياض المسائل ، والمحقّق القمّي في 4.

ص: 46


1- هذا بناءً على ما هو المنقول من الكتب ، وهناك نسخ مخطوطة من الكتاب كتبت عليهاهذه النسبة.
2- انظر : 1 : 27/ 35 و 107/ 263 و 300/ 789 و 399/ 1042 و 483/ 1281 ، وتوجد أكثرمن أربعين موضعاً مثل هذا في باقي أجزاء الوسائل ، لاحظ أيضاً : أمل الآمل 2 : 184 وعنه في رياض العلماء 4 : 47 ، الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة 1 : 36 345.
3- بحار الأنوار 1 : 10.
4- انظر : بحار الأنوار 5 : 208/ 48 و 6 : 245/ 76 و 7 : 43/ 22.
5- بحار الأنوار 93 : 1.
6- بحار الأنوار 110 : 114.

غنائم الأيّام ، والفاضل النراقي في مستند الشيعة ، والشيخ محمّد حسن النجفي في جواهر الكلام(1) .. وغيرهم.

والظاهر أنّ هذه النسبة وردت في كلمات هؤلاء الفقهاء من كتاب الوسائل الذي كان محور نقل الروايات الفقهيّة ؛ فهم أخذوا كلام صاحب الوسائل وأرسلوه إرسال المسلّمات ولم يحقّقوا الأمر.

ونحن لم نجد شاهداً معتبراً لهذه النسبة ، كما أنّ المتتبّع الخبير يرى أنّ كيفية تأليف هذه الرسالة تختلف عن سياق تأليفات السيّد المرتضى الذي يمشي في تأليفاته بشكل إبداعي ومستقلّ ويروي فحوى الأخبار في كتبه.

وقفة بين تفسير النعماني والمحكم والمتشابه :

هناك نكتة في البحث عن هذا النصّ الموجود وحجمه ، ويقال : إنّ هذا النصّ كان تفسيراً كبيراً ألّفه النعماني فاختصره السيّد المرتضى وقدّم له كما اختصره القمّي في مقدّمة تفسيره.

قال الحرّ العاملي (1104 ه) في أمل الآمل عند ترجمته للنعماني : «ومن مؤلّفاته تفسير القرآن ، رأيت قطعة منه»(2).

وقال في الفائدة الثانية من خاتمة وسائل الشيعة : «واعلم أنّ سيّدنا الأجلّ المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه نقل أحاديث من تفسير 1.

ص: 47


1- انظر : الحدائق الناضرة 6 : 299 و 12 : 371 و 13 : 59 و 22 : 496 و 25 : 633 ، وعن الوسائل في 2 : 270 و 23 : 13 ، لؤلؤة البحرين : 322 ، رياض المسائل 8 : 42 ، غنائم الأيّام 2 : 379 و 4 : 359 ، مستند الشيعة 1 : 247 و 10 : 84 ، جواهر الكلام 30 : 33 و 33 : 98.
2- أمل الآمل 2 : 233/ 691.

النعماني وهذا إسناده ...»(1). ولا يخفى ما في كلامه من تساهل.

والأعجب من هذا قولهم : «ولعلّ مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي دوّنت مفردة مع خطبة مختصرة وتسمّى ب- : المحكم والمتشابه ... وتنسب إلى السيّد المرتضى»(2).

أقول : ولم أعرف مصدر قولهم هذا من أنّ هذا النصّ كان في مقدّمة تفسير النعماني ، ولا يوجد دليل على أنّ للنعماني تفسيراً حتّى جاء هذا النصّ في مقدّمة تفسيره كما مرّ.

نعم لمّا كان الحرّ العاملي رأى قطعة من تفسير النعماني - بحسب قوله فإنّه لم ير أصل التفسير ، والآن نأتي على ذكر أنّ هذه القطعة التي رآها هل احتوت على نصّنا هذا وحده؟ أم احتوت على غيره أيضاً؟ ولمّا تتبّعنا باستقصاء وجدنا تمام نصّنا هذا مبثوثاً في وسائله ولم ينقل شيئاً آخر غير هذاالنصّ من تلك القطعة ، ممّا يدلّ على أنّ هذه القطعة احتوت على النصّ بتمامه لا على غيره.

ولهذا قال المحدّث النوري في هذا المقام في خاتمة المستدرك : «تفسير ... النعماني ... وقف عليه صاحب الوسائل فأخرج ما فيه من الأحكام ، ولم أجد في الأصل زائداً منه ، ولذا قلّ رجوعنا إليه»(3).

أضف إلى ذلك أنّ عندي صورة من مخطوطة كتبت عن نسخة الشيخ الحرّ العاملي ، وهي مطابقة لما هو موجود.

وأخيراً : إن كان للنعماني تفسير بهذا الوصف حتّى جاء هذا النصّ - على 7.

ص: 48


1- خاتمة وسائل الشيعة 30 : 144 ، وانظر أيضاً : ص 155/ 23 و 163.
2- الذريعة 4 : 318/ 1342.
3- خاتمة المستدرك 1 : 347.

كبره في مقدّمته ، فهذا يعني أنّ هذا التفسير كبير ضخم ، وهو على هذه الصفة من الأهمّيّة بمكان لا يسوغ لمثل النجاشي والمفهرسين الآخرين أن يهملوه مع أنّك ترى أنّ النجاشي ذكر رسائل النعماني ولم يذكر تفسيراً له.

النصّ ونسبته إلى أمير المؤمنين عليه السلام :

هناك تشابه واضح بين نصّ كتاب الأشعري ومقدّمة تفسير القمّي وتفسير النعماني - متناً ولفظاً بحيث يظهر منه أنّ لهذه النصوص الثلاثة أصلا واحداً.

كما نُسِبَ نصّ تفسير النعماني إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - دون الأشعريّ والقمّي من قبل بعض المفهرسين المتأخّرين للكتب والمخطوطات(1) ، وتظهر لك هذه النسبة من مطالعتك للتفسير المنسوب إلى النعماني ، بينما لا تظهر لك في مطالعتك لكتابي الأشعري والقمّي ؛ وإليك بعض الاختلافات فيما بين الثلاثة ؛ وهو ما يوحي بما بيّنّاه ، فدونكها(2) :

* النعماني : «ولقد سأل أميرَ المؤمنين عليه السلام شيعتُه عن مثل هذا فقال : إنّ الله تعالى أنزل القرآن على سبعة ...»(3).

الأشعري : «قال أمير المؤمنين عليه السلام : أُنزل القرآن على سبعة ...».

* النعماني : «فلمّا سألوه(4) عن الناسخ والمنسوخ قال صلوات الله م.

ص: 49


1- مرّ بعض مصادره في أوّل كلامنا ؛ فلاحظ.
2- لمّا كان النصّ مختصراً في مقدّمة تفسير القمّي فقد خلا من بعض العبارات الموجودة في نصّ النعماني والأشعري ، ولذا لم نذكر النقل عنه أحياناً ؛ فلاحظ.
3- تفسير النعماني : 57.
4- أي أمير المؤمنين عليه السلام.

عليه ...»(1).

الأشعري : «وأمّا الناسخ والمنسوخ فلعلل مختلفة منها : إنّ الله جلّ وعزّ بعث رسول (صلى الله عليه وآله) ...».

القمّي : «فأمّا الناسخ والمنسوخ ؛ فإنّ عدّة النساء كانت في الجاهليّة ...»(2).

* النعماني : «ثمّ سألوه صلوات الله عليه عن تفسير المحكم من كتاب الله عزّوجلّ فقال ...»(3).

وأُخرى : «ثمّ سألوه عليه السلام عن المتشابه من القرآن فقال عليه السلام ...»(4).

والأشعري : «فأمّا المحكم والمتشابه فهو ما حكى الله عزّ وجلّ في قوله : هوالذي أنزل عليك الكتاب ...».

وأُخرى : «فأمّا المحكم : فهو ما قد ذكرناه (أي الأشعري نفسه) في باب ماتأويله في تنزيله».

وأُخرى : «وأمّا المتشابه : فهو الذي يجيء الحرف منه متّفق اللفظ مختلف المعنى ...».

القمّي : «وأمّا المحكم فمثل قوله تعالى : يا أيّها الذين آمنوا ...»(5).

وأُخرى : «وأمّا المتشابه فما ذكرنا ممّا لفظه واحد ومعناه مختلف ...»(6).7.

ص: 50


1- المصدر : 60.
2- تفسير القمّي 1 : 6.
3- تفسير النعماني : 69.
4- المصدر : 70.
5- تفسير القمّي 1 : 7.
6- تفسير القمّي 1 : 7.

ومن الملاحظ في هذا العبارات أنّ النعماني والقمّي أفردا المحكم والمتشابه بينما الأشعري جمعهما.

* النعماني : «وسئل صلوات الله عليه عن أوّل ما أنزل الله عزّ وجلّ من القرآن ، فقال : أوّل ما أنزل الله عزّ وجلّ من القرآن بمكّة سورة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ)(1) وأوّل ما أنزل بالمدينة سورة البقرة»(2).

الأشعري : «أجمع المسلمون على أنّ أوّل ما نزل من القرآن : (اقرأ باسم ربّك) ، وأوّل ما نزل بالمدينة : سورة البقرة».

* النعماني : «ولمّا أردتُ(3) قتل الخوارج بعد أن أرسلتُ إليهم ابن عبّاس لإقامة الحجّة عليهم قلتُ يا معشر الخوارج أُنشدكم الله ...»(4).

الأشعري : «وقد روي في الحديث أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله قال للخوارج حيث فارقوه وحكّموه : نشدتكم بالله يا معشر الخوارج ...».

* النعماني : «وأوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا علي ، إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقّك وإلاّ فالزم بيتك ، فإنّي قد أخذت لك العهد»(5).

الأشعري : لم ترد العبارة فيه أصلا.

* النعماني : «ثمّ سألوه صلوات الله عليه عن لفظ الوحي في كتاب الله تعالى ، فقال : منه وحي النبوّة ، ومنه وحي الإلهام ، ومنه وحي الإشارة»(6).5.

ص: 51


1- سورة العلق : 1.
2- تفسير النعماني : 73.
3- القائل أمير المؤمنين عليه السلام.
4- تفسير النعماني : 73.
5- تفسير النعماني : 73.
6- تفسير النعماني : 75.

الأشعري : «ومثله من المتشابه : الوحي ؛ فإنّه على وجوه ، فمنه وحي الرسالة ، ومنه وحي النبوّة ، ومنه وحي الإلهام ، ومنه وحي الإشارة».

* النعماني : «وسألوه صلوات الله عليه عن متشابه الخلق ؛ فقال : هو على ثلاثة أوجه ورابع. فمنه : خلقُ الاختراع قوله سبحانه (خَلَقَ السَّماواتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام) ، وأمّا خلقُ الاستحالة فقوله تعالى»(1).

الأشعري : «ومنه : الخلق ؛ وهو على وجوه ، فوجهٌ منه : خلقُ اختراع ، ووجه منه : خلقُ استحالة ، ووجه منه : خلقُ تقدير. فأمّا الاختراعُ : فقول الله تبارك وتعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام)».

* النعماني : «وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكثر من مخاطبتي بأبي تراب»(2).

الأشعري : «وذلك أنّ رسول الله كنّى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما بأبي تراب».

.. وغيرها من العبارات الواردة في الكتب الثلاثة ، والملاحظ لهذه العبارات يجد أنّ فيها شيئاً من الاتّحاد وشيئاً من الاختلاف ، فالنعماني والأشعري اتّحدا في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام في أوّل نصّيهما ، بينما اختلفا في عبارات أوائل أبواب الكتاب ، فالنعماني ينسب الكلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام والأشعري لم ينسبه إليه عليه السلام.

هذا ..

وهناك اختلاف بين كتابي الأشعري والنعماني وبين مقدّمة تفسير القمّي وهو أنّه جاء اسم أمير المؤمنين عليه السلام في أوّل كتابيهما ولذا نسب النصّ إلى 1.

ص: 52


1- تفسير النعماني : 76.
2- تفسير النعماني : 91.

أميرالمؤمنين عليه السلام بينما لم يرد ذكره عليه السلام في مقدّمة تفسير القمّي ولم ينسب إليه وابتدأ بقوله : «قال أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي : فالقرآن منه ناسخ ومنه منسوخ ومنه محكم ومنه متشابه ...»(1).

ويظهر من سياق جمل النصوص الثلاثة - واحدة الأصل كما أشرنا إليه أنّ تمامها ليس من أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، بل هي أشبه بتأليف لأحد العلماء.

ولم نأتِ بشيء يغيب عن المتتبّع الخبير فإنّ الاصطلاحات العلميّة الموجودة في الكتب الثلاثة متأخّرة عنه عليه السلام ؛ مثل : الرأي والقياس والاستحسان والاجتهاد .. وغير ذلك من الاصطلاحات(2).

كما يظهر في طي الكتب الثلاثة - للمتتبّع المتمرّس بأسلوب أحاديثهم صلوات الله عليهم بعض التعابير الصادرة عن المؤلّفين دون الأئمّة المعصومين عليهم السلام ؛ ومثال ذلك :

وقد اعترض على ذلك بأن قيل ...

والردّ عليهم هو ...

قال المعترض ...

قيل له ...

اللهمّ إلاّ أن يدّعي مدّع أنّ الإمامة ...(3)

روي في عمر بن الخطّاب ... 0.

ص: 53


1- تفسير القمّي 1 : 5.
2- مجلّة كيهان أنديشه ، الرقم : 28 ، الصفحة : 114.
3- تفسير النعماني : 109 - 110.

هذا مع ما تقدّم من قول أبي بكر ...(1)

وقوله : ممّا لو شرح لطال به الكتاب(2).

ثمّ إنّ ما ورد في هذه النصوص - العائدة لأصل واحد من ردود على آراء وأفكار ، ظاهرها أنّها كانت تطرح آنذاك في المجتمع الإسلامي في عصر المؤلّف - أيّاً كان ، ومؤلّفها أراد أن يُجيب عنها وقتئذ ، ومن المعلوم أنّ الآراء المطروحة فيها لم تكن في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ، بل هي نصوص تعود للقرن الهجري الثاني الذي تطوّر فيه علم الكلام ، وترجمت الفلسفة فيه من اليونانيّة إلى العربيّة ، واختلفت الآراء والمذاهب ؛ وإليك العبارات التي توضح لك ذلك ، وقد انتخبناها خلال مطالعتنا للنصوص(3) :

* زيادة ونقصان الإيمان والكفر والشرك.

* الردّ على من أنكر خلق الجنّة والنار(4).

* الردّ على من أنكر البداء(5).

* الردّ على من أنكر الثواب والعقاب في الدنيا وبعد الموت قبل القيامة(6).

* الردّ على من أنكر فضل النبيّ عليهم السلام على جميع الخلق(7). 1.

ص: 54


1- المصدر : 114.
2- المصدر : 143.
3- النعماني : 128.
4- النعماني : 164 ، القمّي 1 : 6 و 21.
5- تفسير النعماني : 165.
6- تفسير القمّي 1 : 19 ، تفسير النعماني : 166.
7- تفسير النعماني : 171.

* الردّ على من أنكر المعراج(1).

* الردّ على المجبّرة وهم الذين زعموا أنّ الأفعال إنّما هي منسوبة إلى العبادمجازاً لا حقيقةً ، وإنّما حقيقتها لله لا للعباد ، وتأوّلوا في ذلك آيات من كتاب الله لم يعرفوا معناها ... وخالفهم فرقة أُخرى في قولهم ، فقالوا : إنّ الأفعال نحن نخلقها عند فعلنا لها ، وليس لله فيها صنع ولا مشيّة ولا إرادةويكون ما يشاء إبليس ولا يكون ما لا يشاء فضادّوا المجبّرة في قولهم وادّعوا أنّهم خلاّقون مع الله(2).

ونختم كلامنا في هذا المجال بعبارة وردت فيها ألفاظ فلسفيّة استوردت في القرن الهجري الثاني ، وهي :

«أمّا الاحتجاج على من أنكر الحدوث مع ما تقدّم فهو أنّا رأينا هذا العالم المتحرّك متناهية أزمانة وأعيانه وحركاته وأكوانه وجميع ما فيه ، ووجدنا ما غاب عنّا من ذلك يلحقه النهاية ، ووجدنا العقل يتعلّق بما لا نهاية ، ولو لا نهاية ذلك لم يجد العقل دليلا يفرق ما بينهما ، ولم يكن لنا بدّ من إثبات ما لانهاية له معلوماً معقولا أبديّاً سرمديّاً ، ليس بمعلوم أنّه مقصور القوى ولامقدور ولا متجزّي ولا منقسم ، فوجب عند ذلك أن يكون ما لا يتناهى ؛ مثل ما يتناهى وإذ قد ثبت لنا ذلك فقد ثبت في عقولنا أنّ ما لا يتناهى هو القديم الأزلي ، وإذا ثبت شيء قديم وشيء محدث ، فقد استغنى القديم البارىء للأشياء عن المحدث الذي أنشأه وبرأه وأحدثه وصحّ عندنا بالحجّة العقليّة أنّه المحدث للأشياء».

ومن الفروق المهمّة في النصوص الثلاثة هي : أنّ النعماني - ظاهراً 9.

ص: 55


1- تفسير القمّي 1 : 5 و 20 ، تفسير النعماني : 167.
2- تفسير القمّي 1 : 5 و 22 ، تفسير النعماني : 168 - 169.

روى أصل هذا الكتاب بدون أن يتصرّف فيه أو يرتّبه على الأبواب أو يزيد عليه شيئاً ، بينما فَعَل ذلك سعد الأشعري فهو رتّبه وبوّبه وزاد عليه بعض الأشياء ، ولم يختصره النعماني ولا الأشعري كما في مقدّمة تفسير القمّي ؛ إذ قال في عدّة موارد بعد ذكر نماذج من الآيات : «ومثله كثير نذكره في مواضعه إن شاء الله»(1).

وفي آخر مقدّمته قال : «وإنّما ذكرنا من الأبواب التي اختصرناها من الكتاب ، آية واحدة ليستدلّ بها على غيرها»(2).

فالنتيجة :

يظهر للقارىء الكريم أنّ هذا النصّ ليس لأمير المؤمنين عليه السلام ، وذلك للأُمورالتالية :

أوّلاً : بعض آراء النصّ متأخّرة عن عصر أمير المؤمنين عليه السلام.

ثانياً : بعض عبارات النصّ هي من استخدامات مؤلّفي الكتب المتأخّرين عن أمير المؤمنين عليه السلام.

ثالثاً : عدم وجود تصريح في مقدّمة تفسير القمّي بأنّ النصّ عن أمير المؤمنين عليه السلام.

رابعاً : لم يصرّح الأشعري في مطاوي نصّه - ومبتدأ أبوابه بأنّ مرويّات التفسير هي عن أمير المؤمنين عليه السلام في أوّل كتابه.

بقي هنا شيء :

وهو أنّ نصّ الأشعري ابتدأ برواية صغيرة عن أمير المؤمنين عليه السلام - كما 7.

ص: 56


1- تفسير القمّي 1 : 7 و 9 و 10 و 11 و 12 و 13 و 15 ..
2- تفسير القمّي 1 : 27.

مرّ ، ثمّ شرع مؤلّفه في تفصيل الرواية وتطبيقها على آيات القرآن ، ممّا يوهم المطالع أنّ تمامه له عليه السلام هذا مع متانة النصّ الذي جاء بعد الرواية ، وهوكما جاء في نصّ النعماني إلاّ أنّ الأخير احتوى على جملة من كلمة : «قال عليه السلام» في مفتتح مطاوي كتابه أو «فقال عليه السلام» ممّا يجعلنا نشكّك في أنّ كلمة : «قال» وكلمة : «فقال» هي لمؤلّف النصّ - أيّاً كان فزاد عليها أحد النسّاخ كلمة : «عليه السلام» وهي كلمة التعظيم ظنّاً منه أنّ تمام الحديث له صلوات الله عليه ، هذا مع أنّ مفتتح حديث النصّ له عليه السلام كما ذكرناه.

ومن الملاحظ أنّ عبارة «قال عليه السلام» الواردة في نصّ النعماني وقعت في الربع الأوّل منه دون تمامه ، ويظهر من ذلك التشابه في بقيّة النصّ - بعد الربع الأوّل منه في النصوص الثلاثة - النعماني والأشعري والقمّي.

والرواية هي :

* الأشعري : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلّهاشاف كاف ؛ أمر ، وزجر ، وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، وقصص ، ومثل».

النعماني : «إنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كلّ قسم منهاشاف كاف ؛ وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص»(1).

والرواية هذه موجودة في جملة من المصادر(2). ).

ص: 57


1- تفسير النعماني : 57.
2- تفسير الطبري 1 : 49 ، التبيان 1 : 7 ، مجمع البيان 1 : 39 ، كلّها عن أبي قلابة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله).

إذاً هذا النصّ لمَن :

سمعنا من أُستاذنا العلاّمة آية الله السيّد أحمد المددي القائيني دام ظلّه - في دروسه الرجاليّة احتمالاً حول هذا الكتاب مفاده : أن يكون هذا النصّ برواية الثلاثة - الأشعري والقمّي والنعماني أُخِذ من كتاب فضائل القرآن للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني المذكور في سند النعماني للنصّ ، إذ قال النجاشي (ت 450 ه) عن البطائني ما نصّه :

«له كتاب فضائل القرآن ، أخبرناه أحمد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة بن زياد الجُعْفِي القَصَباني يعرف بابن الجَلاّ (الحَلاّ) بِعَرْزَم ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر ، عن الحسن به»(1).

والطريق المذكور في قول النجاشي هذا هو عين طريق رواية النعماني لنصّناهذا. وإليك طريق النعماني في تفسيره مرّة أُخرى لتُقارن بينهما وتقف على توافقهما :

«قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني - رضي الله عنه في كتابه في تفسير القرآن : حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد ابن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر ابن محمّد الصادق عليه السلام يقول ...»

قال الموسوي - عُفي عنه : لا يخفى أنّ هذا الإسناد موجود في كثير من 3.

ص: 58


1- فهرست النجاشي : 37/ 73.

طرق الروايات ، كطرق النعماني والمفيد والنجاشي والطوسي .. وغيرهم(1).

ولا ريب أنّ هذا الإسناد طريق لرواية كتب البطائني عند النعماني ؛ إذ أنّه روى بعض أخباره في كتابه الغيبة عن كتاب القائم الصغير أو كتاب الغيبة أو كتاب الرجعة وجميعها للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وبعين الطريق الموجود في فهرست النجاشي وتفسير النعماني ، فالأسماء المذكورة فيه إلى الحسن بن علي البطائني تعدّ من مشايخ الإجازة(2).

لكن يبقى أنّ كتاب فضائل القرآن لا يتطابق اسمه مع موضوع ما في هذه النصوص الباقية من الكتاب برواية الثلاثة ، نعم لو كان - مثلا اسم الكتاب فضائل القرآن وأصناف آياته وأنواعها كما جاء في عبارة المجلسي في بحار الأنوار عند نقله عن تفسير النعماني ، لاَنطبق على هذه النصوص ، لكن يُحتمل أن يكون النجاشي ذكر في ترجمة البطائني جزءاً من اسم الكتاب لا تمامه.

ولا يخفى أنّه قد نسب ابنُ فضّال إلى البطائني كتاباً في التفسير ؛ قال العيّاشي : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن الحسن بن علي بن أبي ه.

ص: 59


1- لاحظ : مقاتل الطالبين : 251 ، الغيبة للنعماني : 59/ 2 و 200/ 1 و 205/ 11 و 207/ 16 و 212/ 6 و 229/ 21 و 247/ 35 و 259/ 6 و 262/ 13 و 270/ 22 و 271/ 24 و 275/ 37 و 322/ 2 و 335/ 10 ، الأمالي للشيخ المفيد : 34/ 9 و 42/ 9 ، الأمالي للطوسي : 145/ 52 و 153/ 3 و 202/ 47 و 273/ 56 ، تخريج الأحاديث والآثار للزيعلي 2 : 241 ، الفهرست للنجاشي : 4 و 11 و 28 و 37 و 125 و 127 و 171 و 223 و 252 و 281 و 356 و 417 ، الفهرست للطوسي : 89 ، رجال ابن الغضائري : 124/ 57.
2- هذا ؛ وإن ثبت هذا الاحتمال فقد اشتُهر عند بعضهم استغناء مشايخ الإجازة عن التوثيق ؛ لأنّ المراد من السند مجرّد اتّصال السند إلى صاحب الكتاب أو الأصل لا تحصيل العلم لنسبته إلى مصنّفه - كما يقال وله بحث ليس هنا محلّه.

حمزة البطائني؟ فقال : كذّاب ملعون ، روّيت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه من أوّله إلى آخره إلاّ أنّي لا أستحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً(1).

ولا يبعد أن تكون هذه النصوص الثلاثة مأخوذة من تفسير البطائني مع انتخاب وتبويب ، وكان اشتهاره بالكذب والسوء واهتمام أصحابنا بالاجتناب عن البطائني - رأس الواقفة موجباً لرواية الكتاب من غير تصريح باسم مؤلّفه.

نهاية المطاف :

وعلى كلّ حال ، فإنّ ممّا لا ريب فيه أنّ هذا النصّ - مع ما فيه يبتني على روايات أهل البيت عليهم السلام ، وكثير من مضامينها موجود في المصادر القديمة المعتبرة - مسنداً أو مرسلاً فيحتمل قويّاً أنّ عدّة من الروايات كانت تحت يد بعض الأصحاب القدماء كلّها في فضائل القرآن وأنواع آيات القرآن .. وغيرها من معارف أهل البيت عليهم السلام حول القرآن وقد أخذهابعض المؤلّفين من أصحابنا ورتّبها وبوّبها وأخرجها ونقل معناهاومضمونها وصار كمصنَّف من مصنّفات علوم القرآن عن طريق أهل البيت عليهم السلام(2).

كما ذكر العلاّمة المجلسي في مقدّمة البحار في فصل توثيق مصادره : «وكتابا التفسير [أي للأشعري والنعماني] راوياهما معتبران مشهوران ومضامينهما متوافقان موافقتان لسائر الأخبار ، وأخذ منهما علي بن إبراهيم 2.

ص: 60


1- رجال الكشّي : 552/ 1042.
2- مجلّة كيهان أنديشه ، الرقم : 28 ، الصفحة 122.

وغيره من العلماء الأخيار»(1).

ومراده رحمه الله من توافق مضامين الكتابين مع سائر الأخبار : هو توافقهما في الجملة وإلاّ فإنّ الناظر في فقرات الكتابين يجد فيهما أحاديث منفردة كثيرة.

نعم ، أحاديث هذين الكتابين وإن كانا غير معتبرين لإرسالهما وانفراد بعض مضامينهما يمكن أن تُعَدّ من المؤيّدات والشواهد لسائر الأحاديث وإن كانتا غير معتبرتين في حدّ نفسهما ، وكأنّنا نقدر أن نستفيد منها بعنوان مقدّمة لحصول الاطمئنان بمضامين الأخبار.

قال الموسوي : كتبت هذه الدراسة منذ سنوات عديدة وتركتها ثمّ هيّأتها لهذاالأثر النفيس مضيفاً إليها بعض الفوائد والعوائد ، والمرجو من الباحثين الفضلاء أن يحملوا ما قد يقع من خطأ أو زلل على القصور لا التقصير.

تمّ تحريرها مرّة ثانية في يوم الغدير الأغرّ سنة 1431 ه.

الحمد لله أوّلاً وآخراً ..

الأقلّ

السيّد

حسن الموسوي البروجردي

في

مكتبة العلاّمة المجلسي رحمه الله

قم

المقدّسة2.

ص: 61


1- بحار الأنوار 1 : 32.

المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن : للعلاّمة الشيخ محمّد جواد البلاغي (1352ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة البعثة ، قم - إيران ، 1420 ه.

3 - الآيات الناسخة والمنسوخة : للسيّد المرتضى علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436 ه) ، تحقيق : علي جهاد الحسناوي ، مؤسّسة البلاغ ودار سلوني ، بيروت - لبنان ، 1421 ه.

4 - اختيار معرفة الرجال = رجال الكشّي : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، مطبعة بعثت ، قم - إيران ، 1404 ه.

5 - الاستبصار : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، تحقيق : السيّد حسن الخرسان ، نشر دار الكتب الإسلاميّة ، طهران - إيران ، 1390ه.

6 - الاستنصار في النصّ على الأئمّة الأطهار عليهم السلام : للشيخ أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي (449 ه) ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، 1405 ه.

7 - اعيان الشيعة : للعلاّمة السيد محسن الأمين العاملي (1371 ه) ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، 1403 ه.

ص: 62

8 - الأمالي : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، مطبعة دارالثقافة ، قم - إيران ، 1414 ه.

9 - الأمالي : لأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد (413 ه) ، نشر جامعة المدرّسين في الحوزة العلميّة ، قم - إيران ، 1403ه.

10 - الأمالي : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (381 ه) ، مؤسّسة البعثة ، قم - إيران ، 1417 ه.

11 - امل الآمل : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1104 ه) ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف - العراق ، 1404 ه.

12 - ايضاح الاشتباه : للعلاّمة الحلّي أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (726 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قم - إيران ، 1411 ه.

13 - ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : لإسماعيل باشا البغدادي (1339 ه) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

14 - الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1104 ه) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، منشورات نويد ، طهران - إيران ، 1362 ه.

15 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام : للعلاّمة محمّد باقر المجلسي (1111 ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران - إيران ، 1362 ش.

16 - البدر الزاهر في تراجم أعلام كتاب الجواهر : للشيخ ناصر الكرمي ، نشر بخشايش ، قم - إيران ، 1424 ه.

17 - بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد : للشيخ أبي جعفر محمّد ابن الحسن بن فروخ الصفّار (290 ه) ، مؤسّسة الأعلمي ، طهران - إيران ، 1404ه.

ص: 63

18 - بهجة الآمال في شرح زبدة المقال : للشيخ محمّد علي العلياري التبريزي (ق 14) ، طبع في المؤسّسة الإسلاميّة كوشانپور ، طهران - إيران ، 1363 ه.

19 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام : للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي(463 ه) ، دار الكتب العلميّة ، بيروت - لبنان ، 1417 ه.

20 - تاريخ مدينة دمشق : للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر (571 ه) ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت - لبنان ، 1415 ه.

21 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : للسيّد حسن الصدر العاملي (1354 ه) ، شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة ، 1370 ه.

22 - التبيان في تفسير القرآن : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، دارإحياء التراث العربي ، 1409 ه.

23 - التحرير الطاووسي : لجمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاوس ، مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي العامّة ، قم - إيران ، 1411 ه.

24 - تخريج الأحاديث والآثار : لأبي محمّد عبد الله بن يوسف الزيلعي (762 ه) ، تحقيق : عبد الله بن عبد الرحمن السعد ، دار ابن خزيمة ، الرياض - السعوديّة ، 1414ه.

25 - تدوين السُنّة الشريفة : للسيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي/ قم - إيران ، 1418 ه.

26 - تعليقة على منهج المقال : للوحيد محمّد باقر بن أكمل البهبهاني (1205 ه) ، طبع بهامش منهج المقال / على الحجر بإيران ، 1306 ه.

27 - تفسير الطبري : لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (310 ه) ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان ، 1406 ه.

ص: 64

28 - تفسير القمي : لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمي (329 ه) ، تحقيق : السيّد طيّب الجزائري ، مطبعة مؤسّسة دار الكتاب ، قم - إيران ، 1404 ه.

29 - (تفصيل) وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة : للحرّ العاملي محمّد ابن الحسن (1104 ه) ، مؤسسة آل البيت : لإحياء التراث/ قم - إيران 1414 ه.

30 - تنقيح المقال في علم الرجال : للشيخ عبد الله بن محمّد حسن المامقاني (1351ه) ، المطبعة الرضوية ، النجف الأشرف - العراق ، 1352 ه.

31 - التوحيد : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (381 ه) ، منشورات جامعة المدرّسين ، قم - إيران ، 1387 ه.

32 - تهذيب الأحكام : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، نشر دار الكتب الإسلاميّة ، بيروت - لبنان 1365 ه.

33 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي (381 ه) ، منشورات الرضي ، قم - إيران.

34 - جامع الأخبار والآثار : للسيّد محمّد باقر الأبطحي ، مؤسّسة مدرسة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ، قم - إيران.

35 - جامع الرواة : لمحمّد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري (1101 ه) ، مكتبة المحمّدي ، قم المقدّسة - إيران.

36 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام : للشيخ محمّد حسن النجفي (1266 ه) ، تحقيق : الشيخ محمود القوچاني ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان ، 1981م.

37 - الحدائق الناضرة : للشيخ يوسف البحراني (1186 ه) ، نشر دار الكتب الإسلاميّة وجامعة المدرّسين ، قم - إيران ، 1376 ش.

38 - الخصال : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه

ص: 65

القمي (381 ه) ، منشورات جامعة المدرّسين في الحوزة العلمية ، قم - إيران.

39 - خلاصة الأقوال (رجال العلاّمة) : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (726 ه) ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ومؤسّسة نشر الفقاهة ، 1417 ه.

40 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : للعلاّمة الحلّي أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (726 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، 1417 ه.

41 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للعلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني (1389) ، دارالأضواء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1403 ه.

42 - الرجال : لأحمد بن الحسين ابن الغضائري البغدادي (ق 5) ، تحقيق : السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي ، دار الحديث ، قم - ايران ، 1422 ه.

43 - رجال ابن داود : لتقيّ الدين ابن داود الحلّي (707 ه) ، المطبعة الحيدريّة ، النجف الأشرف - العراق ، طبع سنة 1392 ه.

44 - رجال الشيخ الأنصاري : مرتضى بن محمّد أمين الدزفولي الشوشتري (1281ه) ، المطبوع في مؤتمر تكريم الشيخ الأنصاري.

45 - رجال الطوسي : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460ه) ، مؤسّسة النشرالإسلامي ، قم - إيران ، 1415 ه.

46 - رجال النجاشي : للشيخ أبي العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي الكوفي (450 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، 1416 ه.

47 - رسالة أبي غالب الزراري : لأبي غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الشيباني الكوفي البغدادي (368 ه) ، تحقيق : السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي ، مركز البحوث والتحقيقات الإسلامية/ قم - إيران ، 1411 ه.

ص: 66

48 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : للميرزا عبد الله أفندي الإصبهاني (ق 11 و 12) ، نشر مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم - إيران ، 1401 ه.

49 - رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل : للسيّد علي بن محمّد علي الطباطبائي (1231 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم - إيران ، 1418 ه.

50 - طبقات أعلام الشيعة : للعلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني (1389 ه) ، مؤسّسة مطبوعاتي إسماعليان ، قم - إيران ، الطبعة الثانية.

51 - طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال : للعلاّمة الحاجّ السيّد علي أصغر ابن العلاّمة السيد محمّد شفيع الجابلقي البروجردي (1313 ه) ، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم - إيران ، 1410 ه.

52 - العدة في الأُصول : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، تحقيق : محمّد رضا الأنصاري القمّي ، مطبعة ستارة ، قم - إيران ، 1417 ه- / 1376 ش.

53 - علل الشرائع : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن بن موسى بن بابويه القمي (381 ه) ، المطبعة الحيدريّة ، النجف الأشرف - العراق ، 1386 ه.

54 - عيون أخبار الرضا عليه السلام : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه لقمي (381 ه) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأُولى ، سنة 1404 ه.

55 - غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام : للمحقّق الميرزا أبو القاسم القمّي (1221 ه) ، تحقيق مكتب الإعلام الإسلامي / فرع خراسان ، نشر مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ، قم - إيران ، 1417 ه.

ص: 67

56 - فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين عليه السلام : للسيّد علي بن عبد الكريم ابن طاوس الحلّي (693 ه) ، منشورات الشريف الرضي ، قم - إيران.

57 - الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة : لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1104 ه) ، نشر مؤسسة معارف إسلامي امام رضا عليه السلام ، إيران.

58 - الفهرست : لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، مؤسّسة نشر الفقاهة ، قم - إيران ، الطبعة الأُولى ، 1417 ه.

59 - فهرست مخطوطات المكتبة الوطنيّة في تبريز.

60 - فهرست مخطوطات مكتبة السيّد الگلبايگاني رحمه الله : أبو الفضل حافظيان البابلي وعلي الصدرايي الخوئي ، مكتبة مجلس الشورى ، طهران - إيران.

61 - فهرست مخطوطات مكتبة السيّد المرعشي رحمه الله : جمع من المؤلّفين ، مكتبة السيّد المرعشي - قم - إيران.

62 - فهرست مخطوطات مكتبة جامعة طهران : محمّد تقي دانش پژوه وايرج أفشار وعلينقي منزوي ، جامعة طهران.

63 - فهرست مخطوطات مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي : للسيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، مركز الإحياء ، قم - إيران.

64 - قاموس الرجال : للشيخ محمّد تقي التستري ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم - إيران.

65 - الكافي : لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (329) ، دارالكتب الإسلامية ، طهران - إيران ، 1388 ه.

66 - كتاب الغَيبة : للشيخ أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم النعماني (ح 380) ، تحقيق : فارس حسّون كريم ، أنوار الهدى - قم ، سنة 1422 ه.

67 - كتاب الغيبة : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه) ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم - إيران ، 1411 ه.

68 - كتابخانه ابن طاوس وأحوال وآثار أو : لإتان كلبرج ، ترجمة سيد على

ص: 68

قرائي ورسول جعفريان ، منشورات مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، 1371 شمسيّة.

69 - كشف الغمّة : للعلاّمة المحقّق أبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (693 ه) ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، 1405 ه- - 1985 م.

70 - كمال الدين وتمام النعمة : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابوية القمي (381 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، 1405 ه.

71 - الكنى والألقاب : للشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (1359ه) ، نشر مكتبة بيدار ، قم - إيران.

72 - كنز الفوائد : لأبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي (449ه) ، مكتبة المصطفوي ، قم - إيران ، 1410 ه.

73 - لؤلؤة البحرين : للشيخ يوسف البحراني (1186 ه) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، النجف الأشرف - العراق ، 1386 ه.

74 - مجلّة الانتظار : مجلّة فصليّة تخصّصيّة تعنى بالشؤون المهديّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، تصدر من مركز المهدوي التخصّصي.

75 - مجلة كيهان انديشه.

76 - مجمع البيان في تفسير القرآن : للشيخ الطبرسي الفضل بن الحسن (548 ه) ، تقديم : السيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق : لجنة من العلماء والمحقّقين ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت لبنان ، 1415 ه- / 1995 م.

77 - مجمع الرجال : لعناية الله القهپائي (ق 11) ، تصحيح : السيّد ضياء الدين الأصفهاني ، مؤسسة إسماعيليان.

78 - المحاسن : لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي (274 ه) ، تصحيح وتعليق : السيّدجلال الدين الحسيني (المحدِّث) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران - إيران ، 1370ه- / 1330 ش.

ص: 69

79 - المحكم والمتشابه : للسيّد المرتضى علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436ه) ، المطبوع على الحجر بخطّ محمّد تقي ، في سنة 1312 ه- في إيران.

80 - المحكم والمتشابه : للسيّد المرتضى علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436ه) ، تحقيق : السيّد عبد الله الغريفي ، مجمع البحوث الإسلاميّة مشهد - إيران.

81 - المزار الصغير : للشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي المعروف بالمفيد (413 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، قم - إيران ، (المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد) 1413 ه.

82 - المزار الكبير : لمحمّد بن جعفر المعروف بابن المشهدي (ق 6) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، 1419 ه.

83 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : للمحدّث الميرزا حسين النوري الطبرسي(1320 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت : لإحياء التراث ، قم - إيران ، 1407

ه.

84 - مستدركات علم رجال الحديث : للشيخ علي النمازي الشاهرودي (1405 ه) ، منشورات حيدري ، طهران - إيران ، 1412 ه.

85 - مستند الشيعة في أحكام الشريعة : للمولى أحمد بن محمّد مهدي النراقي (1245 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، بيروت - لبنان ، 1429ه.

86 - معالم العلماء : للحافظ أبي عبد الله محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراي(588 ه) ، طبع في قمّ - إيران.

87 - المعتبر في شرح المختصر : للمحقّق الحلّي جعفر بن الحسن (676 ه) ، نشر مؤسّسة سيّد الشهداء عليه السلام ، قم - إيران ، 1364 ش.7

ص: 70

88 - معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة : للسيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (1413 ه) ، قم - إيران ، الطبعة الخامسة ، سنة 1413 ه- - 1992 م.

89 - مقاتل الطالبيّين : لأبي الفرج الإصفهاني علي بن الحسين بن محمّد بن أحمد (356 ه) ، تحقيق : كاظم المظفّر ، منشورات المكتبة الحيدريّة ، النجف الأشرف - العراق ، 1385 ه.

90 - منتهى المقال في أحوال الرجال : للشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني (1216ه) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم - إيران.

91 - من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ، المتوفّى سنة 381 ه- ، منشورات جامعة المدرّسين ، قم - إيران ، 1404ه.

92 - نخستين دو گفتار : للسيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني (معاصر) ، مركز تحقيقات رايانه اى حوزه علميه اصفهان - إيران ، 1428 ه.

93 - نشريه نسخه هاى خطى : باهتمام محمّد تقي دانش پژوه ، جامعة طهران.

94 - نقد الرجال : للسيّد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي (ق 11) ، مؤسّسة آل البيت : لإحياء التراث ، قم - إيران ، الطبعة الأُولى ، 1418 ه.

95 - الوجيزة (رجال المجلسي) : للعلاّمة المجلسي محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (1110) ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، 1415 ه.

96 - هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّدِين (مشتركات الكاظمي) : للشيخ محمدأمين بن محمد علي الكاظمي (ق 11) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي العامّة/ قم - إيران ، 1405 ه.

97 - هديّة العارفين : لإسماعيل باشا البغدادي (1339) ، طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية ، إستانبول ، 1951 م ، أعادت طبعه بالأُوفست دارإحياء التراث العربي - بيروت.

ص: 71

حياة شيخ الشرف العُبَيْدُلي

أحد مشايخ السيد الشريف المرتضى

والشريف الرضي والشيخ الطوسي

السيّد حسين الحائري

بسم الله الرحمن الرحیم

شيخ الشرف أبو الحسن محمّد بن أبي جعفر محمّد العُبَيْدُلي النسّابة (338- 436 ه- / 950 - 1045 م) من تلامذة الشيخ المفيد ، وهو أحد مشايخ الشريفين الرضي والمرتضى وشيخ الطائفة الطوسي ، ولا يبعد كونه من مشايخ أبي الصلاح الحلبي ، ومن المؤسف جدّاً أنّه لم يأت له ذكر في تراجم هؤلاء الأعلام وهم من كبار علماء الشيعة(1) ، ولا توجد له ترجمة مستقلّة في

ص: 72


1- على سبيل المثال فإنّه لم يرد اسمه بين تلامذة الشيخ المفيد في ترجمته بقلم السيّد محمّدجواد الشبيري (راجع : گذري بر حيات شيخ مفيد ، مجموعة مقالات مؤتمر الشيخ المفيد : 55 / 5). وأيضاً لم يرد اسمه في ترجمة السيّد المرتضى بين أساتذته (انظر : مقدّمة ديوان الشريف المرتضى : 63 - 68 ، الغدير : 4 / 361 - 362). وكذلك لم يرداسمه في قائمة أساتذة السيّد الرضي (انظر : الغدير : 4 / 252 - 254 ، مقدّمة كتاب تلخيص البيان : 84 - 93 ، إحسان عبّاس ، الشريف الرضي ، نقلا من : حسن محمود أبوعليوي ، الشريف الرضي : 213. ولكن ذكره عبدالفتّاح محمّد الحلو

كتب تراجم الإماميّة ، ولهذا ارتأيت أن أكتب له ترجمةً بقدر الاستطاعة.

وفي البداية أذكر نسبه الشريف وأقول : هو أبو الحسن محمّد بن أبي جعفرمحمّد الأزرق صاحب الصندوق ابن أبي الحسن علي الخزّاز ابن الحسن بن أبي الحسن علي الأصغر ابن إبراهيم الرئيس ابن أبي الحسن الأكبر علي الثاني الصالح ابن أبي علي عبيدالله الأعرج ابن أبي عبدالله الحسين الأصغر ابن الإمام سيّد الساجدين زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام(1).

شيخ الشرف لقب اختصّ به أيّام حياته(2) وقد قال تلميذه أبو الغنائم النسّابة : «وكان يعرف بين الأشراف بشيخ الشرف»(3). ولقّب بالعُبَيْدُلي أيضاً 0.

ص: 73


1- سلسلة نسبه هذه مذكورة في جميع كتب الأنساب ولا خلاف فيها.
2- اعتماداً على ما ذكر في المصادر المتقدّمة (راجع : المجدي : 199 ، تاريخ دمشق : 55 / 210نقلا عن أبي الغنائم النسّابة) إنّه اشتهر بهذا اللقب في القرن الخامس حيث هو من أعلامه ، وأمّا كونه ملقّباً بهذا اللقب أيضاً في أيّام حياته لا بعد وفاته ، فالظاهر أنّه كان كذلك ، ولكن لا دليل عليه.
3- تاريخ دمشق : 55 / 210.

لكونه من نسل عُبَيد الله الأعرج(1) ، ولكن أكثر ما كان يطلق عليه في زمانه هو : (ابن أبي جعفر) وكان مشهوراً به(2).

ثم إنّ أبا الحسن العُبَيْدُلي الذي كان على حدّ تعبير الذهبي : «أحد شيوخ الشيعة»(3) «كان علاّمة في الأنساب»(4) بحيث عدّه البعض «نسّابة العراق»(5) ، كما قال آخرون هو : «إمام أهل النسب»(6) ، وقيل إنّهم لقّبوه ب- : (شيخ الشرف) لأنّه «كان فريداً في علم الأنساب»(7) ، حتّى قال فيه ابن عِنَبة النسّابة الشهير : «إليه ينتهي علم النسب في عصره ... وله مصنّفات كثيرة في علم النسب مختصرة ومطوّلة»(8) ، ولهذا أصبح كتابه في علم الأنساب واحداً 2.

ص: 74


1- الشجرة المباركة : 156 - 157. وفي بعض المصادر عبّر عنه بالعبيدي أيضاً (راجع : ابن النجّار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367). فللتصريح بكون السبب في هذا اللقب هو انتسابه إلى عبيدالله الأعرج (راجع : ابن النجّار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 ، الزبيدي ، تاج العروس 15 / 457).
2- المجدي : 199 ، الرجال : 422 = 6086 ، منتقلة الطالبية : 63 ، الشجرة المباركة : 156 - 157. وأبو جعفر كنية أبيه ، وقد ذكره السيّد عزّ الدين القاضي المروزي - كان حيّاً سنة 614 ه- - في الفخري : من مشايخ الطالبيّين في بغداد (الفخري : 66). وهو أيضاً معروف ب- : صاحب الصندوق (المصدر السابق ، وللاطّلاع على سبب تلقيبه ب- : صاحب الصندوق راجع بقيّة هذه المقالة) وإن أُطلق هذا اللقب في لباب الأنساب على نفسه (لباب الأنساب : 2/ 634 - 635) ولربّما أُسقطت منه كلمة (ابن) بمرور الزمن.
3- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441.
4- المصدر السابق.
5- المجدي : 14 ، لباب الأنساب : 2 / 634 - 635.
6- الفخري : 66.
7- الوافي بالوفيات : 1 / 109 - 110 ، كذلك انظر : المقفّى : 1 / 433 - 434 = 77.
8- عمدة الطالب : 322.

من المصادر التي اعتمد عليها علماء الأنساب في كتبهم فيما بعد(1).

ولا يخفى أنّهم قد ذكروه في عداد الشعراء(2) ، وقد ذكر له في الوافي بالوفيات شعراً(3).

وبناءً على ما صرّح به الفخر الرازي فإنّه كان خليفة النقيب ببغداد(4).

مؤلّفاته :

«إنّ له كتباً كثيرة من تصنيفه»(5) بحيث عبّروا عنه ب- : «صاحب التصانيف»(6). ومن مصنّفاته :

أ - نهاية الأعقاب / تهذيب الأنساب / تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب :

تتّضح شهرة هذا الكتاب ونِسبَته إلى شيخ الشرف العُبَيْدُلي من كلام ابن 6.

ص: 75


1- يتّضح هذا الأمر لمن لديه أدنى اطّلاع في كتب الأنساب ، وذلك لأنّه جرت اطلاقات من قبيل (قال شيخ الشرف) أو (قاله ابن أبي جعفر) في مواضع كثيرة ، أو ما جاء في كلام تلامذته مثل : (شيخنا أبو الحسن) وما شابهه. وقد اكتفي في بعض المواضع بعنوان(صاحب الأعقاب) وبما شابهها من العبارات.
2- تاريخ دمشق : 55 / 210 نقلا عن أبي الغنائم النسّابة ، الشجرة المباركة : 156 - 157 ، الفخري : 66.
3- الوافي بالوفيات : 1 / 109 - 110.
4- الشجرة المباركة : 156 - 157. لكن لابدّ أن نلفت النظر إلى أنّ العلاّمة الشيخ محمّد رضاالجعفري صرّح في مقالة له تحت عنوان : (الكلام عند الإمامية وموقع الشيخ المفيدمنه) قائلا : «إليه نقابة النقباء ببغداد وغيرها من البلاد ، وإمارة الحجيج والمظالم» (تراثنا : 32 /79) ، لكن لم نقف على مصدر لهذا الكلام ، بل جاء ذكره في لباب الأنساب تحت عنوان نسّابة بغداد وليس بعنوان نقيب بغداد (لباب الأنساب : 2/634 - 635) والحال أنّ مبنى المؤلّف في كتابه هذا ، ذكر نقابة من كان نقيباً ببغداد.
5- راجع : تاريخ دمشق : 55 / 210 نقلا عن أبي الغنائم النسّابة.
6- انظر : الفخري : 66.

فندق حيث عَرَّف مؤلفه ب- : «مصنّف كتاب نهاية الأعقاب»(1) ، وقد ذكر هذا الكتاب الذهبي أيضاً باختصاره بعنوان (الأعقاب) وذكر أنّه في علم الأنساب(2).

وبعد تأليف هذا الكتاب فقد هَذَّبه أبو عبدالله الحسين بن محمّد المعروف بابن طباطبا (449 ه- / 1057م) - والمحتمل كونه من تلامذة العُبَيْدُلي(3)- تحت عنوان (تهذيب الأنساب) ، وقد طبع هذا التهذيب اليوم بعنوان(تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب)(4).

فما هو اسم هذا الكتاب؟ إنّه مجهول عندنا ، فقد نقل أبو الحسن العمري تلميذ شيخ الشرف العُبَيْدُلي أقوالا من كتاب أُستاذه وذلك في مواضع متعدّدة من كتابه المَجْدِي مشيراً إليه بعنوان (تهذيب الأنساب)(5) ، وبما أنّه كان من تلامذة العُبَيْدُلي وكان ملازماً له فيقوى الاحتمال بأنّه نقل من نفس تأليف العُبَيْدُلي ولم ينقل من تهذيب ابن طباطبا ، مضافاً إلى التوافق الكبيربين العبارات المنقولة من أبي الحسن العمري والعبارات الموجودة في الكتاب المطبوع(6) ، فكلّ ذلك يمنع احتمال كون العُبَيْدُلي قد ألّف كتابين في النسب : أحدهما بعنوان تهذيب الأنساب والآخر بعنوان نهاية الأعقاب. 7.

ص: 76


1- لباب الأنساب : 2 / 634 - 635.
2- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441.
3- وقد نسب ابن فندق هذا الكتاب إلى ابن طباطبا بصراحة. (راجع : لباب الأنساب : 2/720).
4- طبع هذا الكتاب سنة 1413 ه- بتصحيح وتحقيق الشيخ محمّد كاظم المحمودي في قم المقدّسة من منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي.
5- المجدي : 20 و 37 ومختصراً بعنوان (التهذيب) في : 20 و 58 و 61 و 93.
6- قارن الصفحات المذكورة في الهامش السابق بالترتيب مع تهذيب الأنساب : 33 و 34 - 35 و 105 و 58 و 61 و 147.

ثمّ إنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت 1389 ه/1970م) عثر على نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ محمّد جواد الجزائري في النجف الأشرف ونقل منها بعض العبارات التي فيها اختلافٌ مع عبارات التهذيب المطبوع(1) حيث يتبيّن بأنّ تلك النسخة كانت من أصل الكتاب ، خالية من إضافات ابن طباطبا. ولابدّ أن نلفت النظر إلى أنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني ذكرالنسخة المذكورة بعنوان (تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب).

ب - الانتصار لبني فاطمة عليهم السلام الأبرار :

نَسب هذا الكتاب إلى العُبَيْدُلي تلميذه أبو الحسن العمري وقال : أنّه «ذكرالأفطس [الحسن بن علي بن الإمام السجّاد عليه السلام] وولده بصحّة النسب ، وذمّ الطاعن عليهم» في هذا الكتاب (2).

ج - الحاوي :

وكذلك فقد أشار أبو الحسن العمري في كتابه إلى كتاب آخر لاُستاذه يسمّى (الحاوي) (3). كما أنّ ابن عِنَبة نقل منه أيضاً (4).2.

ص: 77


1- الذريعة : 4 / 508 - 509 = 2272.
2- المجدي : 212. وهو كما قلنا حفيد الإمام السجّاد عليه السلام ، «مات أبوه وهو حمل ، وكان حامل راية محمّد بن عبدالله بن الحسن [النفس الزكيّة] الصفراء» (المصدر السابق) ويقال أنّه كان يريد قتل الصادق عليه السلام (عمدة الطالب : 312) ، فيبدو أنّ هذه القصّة صارت سبباً لتردّدالناس في صحّة نسبه. فمن النسّابين الذين تكلّموا فيه أُستاذه ابن مُعَيّة النسّابة مصنّف كتاب المبسوط (انظر : عمدة الطالب : 311) فرأى شيخ الشرف العُبَيْدُلي لزاماً عليه أن يصنّف كتاباً في صحّة نسبه.
3- المجدي : 11. ولكن يبدو أنّه كان متردّداً في نسبة هذا الكتاب إلى أُستاذه لأنّه قال : «وجدت بخطّ شيخي أبي الحسن ابن أبي جعفر النسّابة في نسخة لا أثق بها : لعليٍّ عليه السلام عشرون ذكراً وتسع عشرة أُنثى فذلك تسعة وثلاثون ، وذلك في كتابه الذي وسمه بالحاوي».
4- عمدة الطالب : 342.

د - المبسوط :

وفقاً لما نقله ابن عِنَبة من (الحاوي) فقد أشار الشيخ الشرف بنفسه إلى كتابه هذا في كتابه الحاوي(1) ، وقد نقل أبو الحسن العمري أيضاً في بعض المواضع من هذا الكتاب(2).

ه- - الرضوية في نصرة جعفر بن علي :

هذا الكتاب أيضاً نسبه أبو الحسن العمري إلى أُستاذه ، وقد ألَّفه للدفاع عن جعفر بن علي الهادي عليه السلام المشهور ب- : (جعفر الكذّاب) ، حيث يَنسب إليه في هذا الكتاب «محاسن كثيرة ، ويذكر أنّ قوماً من الشيعة ادّعت فيه الإمامة وفي بعض ولده بعده ، وأنّه باين الطريق الصبي(3) ، وهجر الفعل السيّىء»(4).

و - تهذيب أعيان الأسرار :

لقد أشار ابن النجّار إلى هذا الكتاب بعد ما بيّن اختصاص العُبَيْدُلي في علم النسب ، فعدّه من جملة تأليفاته في هذا العلم(5).

كذلك كانت له مقدّمة مختصرة في علم الأنساب كانت تعدّ من أوّل الكتب التي تدرّس في دراسة علم الأنساب(6) ، وقد عدّت هذه المقدّمة أيضاً 3.

ص: 78


1- راجع : عمدة الطالب : 342.
2- المجدي : 115 و 113. قارن : عمدة الطالب : 207.
3- كذا في المطبوع وفي النسخ الخطيّة التى كانت بإمكانى الرجوع إليها ، ولا يتّجه له معناً. واستظهر الأُستاذ السيد عبدالستّار الحسني أنّ الأصل : «بايَنَ طَرِق الصِبا» أي الأعمال الطائشة التي يُذكي أُوارَها غُرورُ الصِّبا ونَزَقُ الشَباب.
4- المجدي : 135 - 136.
5- ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367.
6- انظر : عمدة الطالب : 153.

من المصادر المعتمد عليها في كتب هذا العلم مثل (جوهرة البيان)(1) ، ولكن يستبعد أن تكون هذه المقدّمة كتاباً مستقلاّ في هذا المجال ، ولعلّها مقدّمة (نهاية الأعقاب) أو أنّها مفروزة من بعض مقدّمات مؤلّفاته العديدة في الأنساب.

أساتذته :

1 - أبو نصر سهل بن عبدالله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبدالله البخاري النسّابة (كان حيّاً سنة 350 ه)(2) ، مؤلّف كتاب سرّ السلسلة العلوية في علم الأنساب(3).

2 - والده ، أبو جعفر محمّد بن علي الذي كان يعرف ب- : (صاحب 4.

ص: 79


1- الذريعة : 5 / 292 = 1368.
2- لابدّ من لفت النظر إلى أنّ العلاّمة السيد محمّد صادق آل بحرالعلوم (ت 1399ه) محقّق كتاب (سرّ السلسلة العلويّة) قد أثبت أنّه كان حيّاً سنة 341ه/952م ، وما كان لشيخ الشرف عندئذ أكثر من ثلاث سنين! فإمّا أن نقول بأنّ الشيخ أبا نصر قد عاش عقد أوعقدين بعد ذلك بقدر يتمكّن العُبَيْدُلي من التلمّذ عنده أو أن نشكّ في أصل هذا التلمّذ ، ولا يمكن التشكيك في ذلك ، لأنّ العُبَيْدُلي صرّح بتتلمذه عند أبي نصر ، حيث جاءفى كلام العمري عنه : «قال شيخ الشرف أبوالحسن محمّد بن محمّد ... قال أبو نصرالبخاري النسّابة شيخى ...» (المجدي : 14) أمّا كون أبي نصر قد عاش أكثر من تلك السنة ، فقد كتب تحقيقاً فيه الأُستاذ السيد عبدالستّار الحسني البغدادي - وهو الذي نبّهني على ذلك - معتمداً على ترجمة الراوي عن أبي نصر وهو أبوالعلاء الواسطي(راجع : تاريخ بغداد : 3/310=1410) فيقول : بناءً على أنّ الواسطي دخل بغدادسنة 350ه/961م ولقي بها أبا نصر وحدّث عنه ، فالأولى أن يقال أنّه كان حيّاً بعد سنة350ه/961م.
3- انظر : المجدي : 14.

الصندوق)(1) فقد روى بواسطة والده عن (ابن عقدة)(2).

3 - جدّه لاُمّه ، أبو العبّاس أحمد بن علي بن إبراهيم(3).

4 - خاله ، أبو هاشم الحسين بن أحمد النسّابة المعروف بابن مُعَيّة(4).

5 - الشيخ المفيد ، أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري (336 - 413 ه- / 947 - 1022م)(5).

6 - أبو الفرج الأصفهاني (284 - 356 ه- / 897 - 967 م) ، روى شيخ 7.

ص: 80


1- يعتقد السيّد مهدي الخرسان أنّه «عُرف بذلك لأنّه كان يتولّى قسمة أموال الطالبيين وفتح صناديق مشاهدهم ببغداد مدّة عشرين سنة إلى أن مات» (راجع : منتقلة الطالبية : 63 ، هامش رقم 1) ولم أعثر على مصدر كلامه ، وأمّا من جانب آخر فقد كانت لي رحلة مع العلاّمة المحقّق السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي والاُستاذ الموقّر السيّد عبدالستّارالحسني إلى أصفهان فسألتهما عن معنى هذا اللقب ، فاستظهرا : أنّ قبر أبي جعفرمحمّد بن علي كان بعد وفاته مزاراً ، ووضعوا عليه صندوقاً ، فمن أجل ذلك سمّي بصاحب الصندوق بعد وفاته. ويُؤيّد هذا ما ذكره ابن فندق بالنسبة لإبراهيم الغمرحيث عَبَّر عنه بصاحب الصندوق (لباب الأنساب : 2/545) ويتبيّن من كلامه بوضوح أنّ سبب ذلك هو الصندوق الذي وضع على قبره.
2- ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 ، تاريخ الإسلام29 / 440 - 441.
3- المجدي : 197. اعتماداً على ما ذكر في كتب الأنساب فإنّ نسبه الكامل ما يلي : أبو العبّاس أحمد القاضي ابن أبي الحسن علي المحدّث ابن أبي علي إبراهيم ابن أبي الحسن المحدّث ابن الحسن بن محمّد الجواني [نسبة إلى قرية جوانية في المدينة بالقرب من جبل أحد] ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
4- عمدة الطالب : 294. وهذا الشخص ليس بالسيّد تاج الدين محمّد بن القاسم بن معية الديباجي مؤلّف كتاب تذييل الأعقاب ، لأنّ هذا الآخر توفّي سنة 776 ه- / 1374م.(انظر : الذريعة : 19 / 55 - 284).
5- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441. كذلك انظر : المقفّى : 1 / 433 - 434 = 77.

الشرف كتاب الديارات عنه في سنة 423 ه- / 1031م(1) ، وقد قال الذهبي إنّه آخر من حدّث عن أبي الفرج الأصفهاني(2).

7 - أبو بكر أحمد بن الفضل الرَبَعي الملقّب ب- : سندانة ، وقد روى العُبَيْدُلي عن طريقه بعض أشعار «أبي عبادة البحتري»(3) ، وقال الذهبي فيه أيضاً : «إنّ آخر من حدّث عن سندانة هو العُبَيْدُلي»(4).

8 - الشريف أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم علي بن معية النسّابة المعروف ، مؤلّف كتاب المبسوط في علم الأنساب(5).

9 - أبو المنذر علي بن الحسين بن طريف البجلي الخزّاز الكوفي النسّابة ، قال أبو الحسن العمري : «قرأ عليه شيخ الشرف واستكثر منه»(6).

10 - الشريف أبو الغنائم عبدالله بن الحسن بن محمّد ، المعروف بابن ف.

ص: 81


1- ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 ، جاء في لسان الميزان «كتاب المزمارات» وهو تصحيف «كتاب الديارات» ، كما جاء في الكتب التالية بشكل صحيح ولكن من دون التاريخ : تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441 ، الوافي بالوفيات : 1 / 109 - 110.
2- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441. للاطّلاع على روايته من أبي الفرج انظر : المجدي : 38 و 39 و 42 و 96 و 148.
3- ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 ، تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441.
4- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441.
5- عمدة الطالب : 146.
6- المجدي : 15. وكنموذج لذلك انظر : المجدي : 168 ، وللأسف لم تذكر ترجمته في كتب التراجم والرجال المعروفة ، وإنّما ذكره حاجي خليفة فقط في كشف الظنون حيث نسب إليه كتاباً تحت عنوان شجرة العبّاس ، أو شجرة آل عبّاس ، وذكر وفاته سنة 768 ه- /1366م (كشف الظنون : 2 / 1027) ، وواضح أنّ هذه السنة لا يمكن أن تكون سنة وفاة أُستاذ شيخ الشرف.

أخي المبرقع الزيدي الدمشقي(1).

11 - الشريف أبو محمّد ابن الحسن بن أبي الحسن محمّد الأكبر ابن يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة ابن عبيدالله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام السجّاد عليه السلام ، الدنداني النسّابة الحسيني ، المعروف بابن أخي طاهر (358 ه- / 968م) ، وهو أيضاً من أعقاب عبيدالله الأعرج فإنّه على ما قال ابن عِنَبة : كان ممن «روى عنه شيخ الشرف»(2).

12 - أبو عبيدالله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني(297 - 378 ه- / 909 - 988م)(3).

13 - أبو عمر محمّد بن العبّاس بن محمّد بن زكريّا بن يحيى بن معاذ ، المعروف بابن حيويه (295 - 381 ه- / 907 - 991م)(4).

14 - أبو عبدالله الصفواني الأصمّ(5). وقد نقل أبو الحسن العمري منه ً.

ص: 82


1- انظر : المجدي : 86.
2- عمدة الطالب : 331. وكنموذج لذلك انظر : المجدي : 96 ، الرجال : 422 = 6086. عدّ هذاالشخص في أعيان الشيعة من تلامذة شيخ الشرف العُبَيْدُلي في حين أنّ شيخ الشرف لم يكن له أكثر من 20 سنة في الفترة التي توفّي بها الدنداني (راجع : أعيان الشيعة : 5 / 282 - 283 قارن : 8 / 303).
3- ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 ، تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441.
4- المصادر السابقة.
5- ولا نعرف منه الكثير ، ولعلّه أبوعبدالله محمّد بن أحمد بن عبدالله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال الصفواني ، مولى بني أسد الذي رآه ابن النديم في بغداد عام 346ه/957م(الفهرست : 247) وكان بالبصرة سنة 352ه- / 963م (النجاشي ، الفهرست : 59)والذي روى عنه الشيخ المفيد (انظر : الغيبة : 394=363) وروى هو عن علي بن إبراهيم القمّي (انظر : الاستبصار : 341) رحمهم الله جميعاً.

بواسطة العُبَيْدُلي أموراً في موضعين(1).

15 - أبو علي محمّد بن علي بن أبي محمّد الحسن الناصر الكبير الأطروش ابن علي ، الحسيني(2).

16 - جعفر بن علي العبّاسي الرقّي النحوي ، المعروف بالإبراهيمي(3).

تلامذته :

1 - الشريف نجم الدين أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن محمّد العمري المعروف بابن الصوفي (ح390- ح466ه- /10001073م) ، مؤلّف كتاب المجدي في أنساب الطالبيّين. وقد عبّر عن شيخ الشرف في مواضع متعدّدة من كتابه ب- : (شيخنا)(4) ، كما صرّح بذلك حيث قال : «قرأت عليه واستكثرت منه»(5).

2 - أبو الغنائم النسّابة ، اعتماداً على ما قال هو بنفسه : «أنّه اجتمع به بدمشق وطبريّة ومصر وسمع منه علماً كثيراً»(6).

3 - شيخ الشرف أبو حرب محمّد بن المحسن بن الحسن بن علي الدينوري العلوي النسّابة (ح480ه- /1087م)(7) ، روى عن العُبَيْدُلي كتاب أبي 1.

ص: 83


1- راجع : المجدي : 39 و 96.
2- المجدي : 154.
3- المصدر السابق : 236.
4- كنموذج لذلك انظر : المجدي : 11 و 20 و 37 و 38 و 39 و 42 وفي مواضع كثيرة أُخرى.
5- المجدي : 14.
6- تاريخ دمشق : 55 / 210.
7- تاريخ الإسلام 29 / 440 - 441.

الفرج الأصفهاني(1).

4 - أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن بكر بن ميمون السلمي الغزال ، المعروف بابن الوتار (ت 429ه/ 1037م)(2).

5 - أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز العكبري(3) ، روى عن العُبَيْدُلي كتاب الديارات لأبي الفرج الأصفهاني(4).

6 - السيّد المرتضى علم الهدى ، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام (355 - 436 ه- /966 - 1044 م)(5).

7 - السيّد الرضي ، أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى (359406 ه- /9691015م) شقيق السيّد المرتضى وجامع كتاب نهج البلاغة المشهور(6).

8 - شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه/ 995- 1067م). روى الشيخ عنه في رجاله في ترجمة (ابن أخي طاهر)(7).

ولعلّ المرحوم المحقّق العلاّمة السيّد عبدالعزيز الطباطبائي - جدّي ).

ص: 84


1- الإجازة الكبيرة لبني زهرة ، مطبوعة في البحار : 107 / 104.
2- تاريخ الإسلام : 29/440441. راجع ترجمته في : الخطيب ، تاريخ بغداد : 5/141=2565.
3- المصدر السابق.
4- ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367 وفيه صحّفت الديارات ب- : المزمارات ، انظر : هذه المقالة ، باب أساتذته.
5- عمدة الطالب : 295.
6- المصدر السابق.
7- الرجال : 422 = 6086 ، لقد ذكر من قبل أنّ ابن أخي طاهر كان أحد مشايخ العُبَيْدُلي. لرواية العُبَيْدُلي عن ابن أخي طاهر الدنداني مباشرة ، (راجع : المجدي : 96).

لاُمّي هو الوحيد الذي استطاع أن يميّز شخصيّة هذا الرجل المذكور في رجال الشيخ ويعرّفه بعنوان ابن أبي جعفر العُبَيْدُلي(1) ، وذلك لأنّ كنيته جاءت مصحّفاًبعنوان (أبو الحسين)(2) ولهذا السبب بقي مجهولا عند علماء الشيعة(3).

وقد ذكرنا فيما سبق بأنّ أبا عبدالله الحسين بن محمّد المعروف بابن طباطبا(449 ه/ 1057م) الذي هذّب كتاب العُبَيْدُلي يحتمل أيضاً أن يكون من تلامذته.

كما أنّ تقي بن نجم أبا الصلاح الحلبي (374447 ه/ 984 - 1055م) ينقل قصّة عن الشيخ المفيد بواسطة رجل اسمه (أبو الحسن محمّد بن محمّد)(4) ، وبما أنّ شيخ الشرف العُبَيْدُلي كان من تلامذة المفيد أيضاً واسمه يطابق ما ذكره أبو الصلاح الحلبي فإنّ احتمال كونه من تلامذة العُبَيْدُلي لا 7.

ص: 85


1- راجع : شخصيّت علمي ومشايخ شيخ طوسي في : ميراث إسلامي إيران : 2 / 361 - 412.
2- الرجال : 422 = 6086 ، ولابدّ أن نلفت النظر إلى أنّ الكنية هذه جاءت في نسخة رجال الشيخ المصوّرة من نسخة مكتبة المتحف البريطاني في لندن برقم 7965 ، ص : 210 والتي تمّ نسخها بتاريخ 21 رجب 533 بشكل صحيح - وهو أبو الحسن - وبصورةواضحة فإذن هذا الشخص هو نفسه أبو الحسن العُبَيْدُلي.
3- انظر : أعيان الشيعة : 2 / 340 = 1659 ، حيث صرّح بكونه مجهول الحال ، طرائف المقال : 1 / 139 = 643 ، مستدركات علم رجال الحديث : 8 / 364 = 16810 ، حيث احتمل أن يكون من علماء أهل السنّة ، معجم رجال الحديث : 22 / 133 = 14174 ، ينظر إلى تصريح الجواهري بكونه مجهول الحال في المفيد من معجم رجال الحديث : 649 ، قاموس الرجال : 11 / 286 = 254 ، وهو الآخر الذي احتمل كَوْنَه سنّياً أيضاً.
4- تقريب المعارف : 176 - 177.

يخلو من قوّة.

رحل أبو الحسن محمّد بن محمّد العُبَيْدُلي إلى دمشق عام 378 ه/ 988م(1) ، وكانت له رحلات أُخرى أيضاً إلى طبرستان ومصر(2).

ثم إنّه ولد في 28 ذي القعدة 338 ه/950م(3) وكان مقيماً ببغداد ، ومنهاانتقل إلى الموصل(4) ثم قفل إلى بغداد ثانية في أواخر عمره سنة 435 ه- /1043م(5) وتوفّي بها (6) في السابع من رمضان عام 436 ه/1045م(7) ؛ /

ص: 86


1- تاريخ دمشق : 55 / 210.
2- يبدو أنّ تلميذه أبا الغنائم النسّابة كان مرافقاً له في هذه الرحلات (راجع : تاريخ دمشق : 55/ 210 نقلا عن أبي الغنائم نفسه).
3- المقفى : 1 / 433 - 434 = 77 ، وقد قال : «مولده لليلتين خلتا من ذي القعدة» فإذا فرضناالشهر 30 يوماً فسيكون يوم 28 ، ابن عساكر ، تاريخ دمشق : 55 / 210 نقلا عن أبي الغنائم النسّابة من غير ذكر اليوم والشهر ، تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441 نقلا عن الهلال بن المحسّن من غير ذكر اليوم.
4- تاريخ دمشق : 55 / 210 نقلا عن أبي الغنائم ، يبدو أنّ انتقاله هذا قد وقع بعد سنة 422 ه- /1031م ، وذلك لأنّ عليّ بن نصر بن الوثار رآه في بغداد في هذه السنة (ابن النجار ، ذيل تاريخ بغداد ، في : ابن حجر ، لسان الميزان : 5 / 366 - 367) ويقال : إنّ كتابه نهاية الأعقاب قرىء عليه في بغداد في هذه السنة (المقفّى : 1 / 433 - 434 = 77).
5- تاريخ دمشق : 55 / 210 نقلا عن أبي الغنائم النسّابة.
6- علماً بأنّ الذهبي هو الوحيد الذي صرّح بوفاته في بغداد (تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441) ولكن يتأيّد كلامه تماماً بكلام أبي الغنائم النسّابة الذي كان من تلامذة العُبَيْدُلي ، حيث قال : إنّه «رجع إلى بغداد سنة 435» يعني أواخر حياته (راجع : تاريخ دمشق : 55 / 210) وما ذكره الصفدي من أنّ محلّ وفاته في دمشق لا أساس له (الوافي بالوفيات : 1 / 109 - 110).
7- تاريخ الإسلام : 29 / 440 - 441 ، نقلا عن هلال بن المحسّن ، لسان الميزان : 5 /

وعليه فتكون مدّة عمره 98 سنة ، قريباً من قرن كامل(1) ، وما نرى من أنّ الشيخ الطوسي (ت 460 ه/ 1067م) قد استطاع أن يروي عن ابن أخي طاهر الدنداني (ت 358ه- / 968م) بواسطة واحدة(2) لم يكن إلاّ لطول عمره المبارك.

ثمّ إنّه على ما قال العمري «وَلد عدّة من الولد ، بنين وبنات ، انقرضوا جميعهم ودرجوا ، فلم يبق منهم غير بنات»(3). 9.

ص: 87


1- نعم ، استناداً على ما ذكر من الأقوال المختلفة في سنة وفاته فإنّ الشكوك تدور حول كون عمره بين 98 و 99 سنة ، ولعلّ قول ابن خيرون من أنّ عمر العُبَيْدُلي يربو على المائة عام (راجع : لسان الميزان : 5 / 366 - 367) فيه شيء من المسامحة.
2- راجع : الرجال : 422 = 6086.
3- المجدي : 199.

المصادر

1 - الإجازة الكبيرة من العلاّمة لبني زهرة الحلبي : لأبي المنصور الحسن بن سديدالدين أبي المظفّر يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي (726 ه- / 1325 م) ، المطبوع في : بحار الأنوار ، ج107 ، ص : 60 - 137 ، المكتبة الإسلامية - طهران.

2 - الاستبصار : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385460ه- / 9951067م) ، تحقيق : السيد حسن الموسوي الخرسان ، دار الكتب الإسلاميّة - طهران.

3 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين (1371 ه- / 1951 م) ، تحقيق السيّد حسن الأمين ، ط (1403 ه- / 1983 م) ، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.

4 - تاج العروس : للزَبِيدِي (1205 ه- / 1790 م) ، تحقيق علي شيري ، ط (1414 ه- /1994 م) ، دار الفكر - بيروت.

5 - تاريخ الإسلام : للذهبي (748 ه- / 1347 م) ، تحقيق د. عمر عبدالسلام تدمري ، ط(1407 ه- / 1987 م) ، دار الكتاب العربي - بيروت.

6 - تاريخ بغداد (تاريخ مدينة السلام) : لإبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي (392463ه- / 10021071م) ، تحقيق مصطفى عبدالقادرعطا ، ط1(1417ه- / 1997م) ، دار الكتب العلميّة - بيروت.

7 - تاريخ مدينة دمشق : لابن عساكر (571 ه- / 1175 م) ، تحقيق علي شيري ، ط (1415 ه- / 1994 م) ، دار الفكر للطباعة والنشر - بيروت.

8 - تقريب المعارف : لأبي الصلاح الحلبي ، تحقيق فارس تبريزيان الحسّون ، ط1 (1417 ه- / 1996 م).

ص: 88

9 - تلخيص البيان في مجازات القرآن : للشريف الرضي ، تحقيق محمّد عبدالغني حسن ، ط (1374 ه- / 1955 م) ، بصيرتي - قم.

10 - تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب : لابن طباطبا الحسني النسّابة (449 ه- / 1057م) ، تحقيق الشيخ محمّد كاظم المحمودي ، ط1 (1413 ه- / 1992 م) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

11 - خاتمة المستدرك : للميرزا الشيخ حسين النوري الطبرسي (1320 ه- / 1902م) ، ط1 (1416 ه) ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم.

12 - دائرة المعارف بزرگ إسلامي ، بإشراف السيّد كاظم الموسوي البجنوردي ، ج5 ، ط1 (1372 ه- ش / 1993 م) ، مركز دائرة المعارف بزرگ إسلامي - طهران.

13 - ديوان الشريف المرتضى : تحقيق رشيد الصفّار ، دار إحياء الكتب العربيّة - عيسى البابي الحلبي وشركاؤه ، ط(1377 ه- / 1958م).

14 - الذريعة إلى تصانيف الشريعة ، آقا بزرگ الطهراني (12931389 ه- / 1876- 1970م) ، ط2 (1403 ه- / 1982 م) ، دار الأضواء - بيروت.

15 - الرجال : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه- / 995 - 1067م) ، تحقيق جواد القيّومي الأصفهاني ، ط1 (1415 ه) ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين بقم. كذلك : نسخة مصوّرة من نسخة مكتبة المتحف البريطاني في لندن برقم 7965 ، تاريخ كتابتها 533 ه- / 1138م.

16 - الشجرة المباركة في أنساب الطالبية : لفخر الدين الرازي (606 ه- / 1209 م) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، ط1 (1409 ه- / 1988 م) مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

17 - شخصيّت علمي ومشايخ شيخ طوسي : للسيّد عبدالعزيز الطباطبائي ، في : ميراث إسلامي إيران : 2 / 361 - 412 ، باهتمام رسول جعفريان ، ط (1374 ه- ش / 1954 م) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

ص: 89

18 - الشريف الرضي حياته ودراسة شعره : للدكتور عبدالفتّاح محمّد الحلو ، هجر للطباعة والنشر ، ط1 (1406 ه- / 1986 م).

19 - الشريف الرضي دراسة في عصره وأدبه : لحسن محمود أبو عليوي ، بإشراف

د. لويس بوزيه ، ط1 (1406 ه- / 1986 م) ، مؤسّسة الوفاء - بيروت.

20 - الشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن : لحسن عيسى الحكيم ، رسالة الماجستير من جامعة بغداد ، ط1 (1395 ه- / 1975 م) ، مطبعة الآداب - النجف الأشرف.

21 - طرائف المقال : للسيّد علي البروجردي (1313 ه- / 1895 م) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، ط1 (1410 ه- / 1989 م) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

22 - عمدة الطالب : لابن عِنَبة (828 ه- / 1424 م) ، ط2 (1425 ه- / 2004 م) ، مؤسّسة أنصاريان للطباعة والنشر - قم.

23 - الغدير في الكتاب والسنّة والأدب : لعبدالحسين بن أحمد بن نجف قلي الأميني(13201390 ه- / 19021970 م) ، ط1 (1416 ه- / 1995 م) ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية - قم.

24 - الغيبة : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (385460ه- / 9951067م) ،

تحقيق : الشيخ عبدالله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح ، ط1 (1411ه- / 1990م) ،

مؤسسة المعارف الإسلاميّة - قم المقدّسة.

25 - الفخري في أنساب الطالبيّين : للسيّد عزّ الدين القاضي المروزي (كان حيّاً سنة614 ه- / 1217 م) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، ط1 (1409 ه- / 1988 م) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

26 - الفهرست : للنجاشي (ت 450ه- / 1058م) ، ط5 (1416ه- / 1995م) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين بقم المشرّفة.

ص: 90

27 - الفهرست : لمحمّد بن اسحاق (ابن) النديم البغدادي (ت 438ه- / 1046م) ، تحقيق : رضا تجدّد.

28 - قاموس الرجال : للشيخ محمّد تقي التستري (1410 ه- / 1989 م) ، ط1 (1422 ه- /2001 م) ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم.

29 - كشف الظنون : لمصطفى بن عبدالله المعروف بحاجي خليفة (1067 ه- / 1656م) ، تحقيق محمّد شرف الدين يالتقايا ورفعت بيلكه الكليسي ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

30 - الكلام عند الإمامية نشأته تطوّره وموقع الشيخ المفيد منه (2) : للشيخ محمّد رضاالجعفري ، في : تراثنا ، العدد 32 - 33 ، رجب وذو الحجّة 1413 ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلاملإحياء التراث.

31 - الكافي في الفقه : لأبي الصلاح الحلبي (374 - 447 ه- / 984 - 1055م) ، تحقيق الشيخ رضا الاُستادي ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام العامّة - إصفهان.

32 - گذري بر حيات شيخ مفيد : لمحمّد جواد الشبيري الزنجاني ، طبع في مجموعة مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، ج55 ، ط1 (1413 ه) ، مؤتمر ألفية الشيخ المفيد.

33 - لباب الأنساب والألقاب والأعقاب : لأبي الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي المعروف بابن فندق (565 ه- / 1169 م) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، ط1 (1410 ه- / 1989م) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

34 - لسان الميزان : لابن حجر (852 ه- / 1448م) ، ط2 (1390 ه- / 1971 م) ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.

35 - المجدي في أنساب الطالبيّين : للشريف أبي الحسن علي بن محمّد بن علي ابن محمّد العمري العلوي المعروف بابن الصوفي(ح390- ح466ه- /

ص: 91

10001073م) ، تحقيق : د. أحمد المهدوي الدامغاني ، ط1 (1409 ه- / 1988م) ، مكتبة آية المرعشي النجفي - قم.

36 - مستدركات علم رجال الحديث : للشيخ علي نمازي الشاهرودي (1405 ه- / 1984م) ، ط1 (1412 ه- / 1991 م) ، الناشر : نجل المؤلّف ، مطبعة شفق - طهران.

37 - معجم رجال الحديث : للسيّد أبو القاسم الخوئي (13171413 ه- /18991992م) ط5 (1413 ه- / 1992 م).

38 - المفيد من معجم رجال الحديث : للشيخ محمّد الجواهري ، ط (1424 ه- / 2003م) ، المحلاّتي - قم.

39 - المقفّى الكبير : لتقي الدين المقريزي (845 ه- / 1441 م) ، تحقيق محمّد اليعلاوي ، ط (1407 ه- / 1987 م) ، دار الغرب الإسلامي - بيروت.

40 - منتقلة الطالبية : لأبي إسماعيل إبراهيم بن ناصر ابن طباطبا (من أعلام القرن الخامس) ، تحقيق السيّد محمّد مهدي الخرسان ، منشورات المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف ، ط (1388 ه- / 1968 م).

41 - الوافي بالوفيات : للصفدي (764 ه- / 1362 م) ، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى ، ط (1420 ه- / 2000 م) ، دار إحياء التراث.

ص: 92

المنهج التاريخي في كتابي ابن المطهّر وابن داود في علم الرجال (3)

سامي حمود الحاج جاسم

لقد تعرّضنا في الأعداد السابقة إلى علم الرجال عند الإمامية ، وكان الفصل الأوّل منه لبيان تعريف علم الرجال عند الإمامية وأهميّته وبداياته التاريخية ، وتناول الفصل الثاني علاقة علم الرجال بالعلوم الأخرى ، ومعالم هذا العلم ومناهجه ، وتناول الفصل الثالث ألفاظ التعديل والتجريح والتوثيقات الخاصّة والعامّة عند مصنّفي رجال الإمامية ، ثمّ تطرّقنا في الباب الثاني إلى منهج ابن المطهّر الحلّي في الرجال ، ونستأنف البحث هنا :

المبحث الثاني

موارد خلاصة الأقوال في معرفة الرجال

من خلال الاطّلاع الدقيق المستوعب لمضمون الكتاب رأيت أنّ العلاّمة كان قد اعتمد على الكثير من المصادر في توثيق معلوماته حول من تناولهم من الرواة مدحاً أو قدحاً ، وقد أشار صراحة إلى أغلب هذه

ص: 93

المصادر في متن الكتاب(1) ، وبقيت بعض المصادر غير معروفة بسبب عدم ذكرها ، كقوله : «ذكر أصحابنا»(2).

وبعد مقابلة النصوص الواردة مع قسم من المصادر التي اعتمد عليها وجدنا أنّ هناك الكثير من المعلومات كانت موجودة في هذه المصادر إلاّ أنّ العلاّمة لم يشر إليها صراحة في مواضع معيّنة ، ويصرّح بها في مواضع أخرى كما ذكرنا أعلاه.

كما أنّ هناك تفاوتاً من حيث عدد مرّات استخدام المصدر من قبل العلاّمة ، فنلاحظ أنّ هناك مصدراً قد اعتمد عليه أكثر من مائتي مرّة(3) ، وهناك مصدر اعتمد عليه مرّة واحدة(4) أو مرّتين(5).

ولابدّ لنا من أن نتعرّض لهذه الموارد مراعين التسلسل الهجائي في من ترجم لهم في الخلاصة وفي من لم يترجم لهم نذكرهم حسب سبق ورودهم في الكتاب.

1 - ابن عبدون(6) : «أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز - بالزاي قبل الألف وبعده - أبو عبد الله النجاشي كان شيخنا المعروف بابن عبدون.7.

ص: 94


1- خلاصة الأقوال : 51 ، 52 ، 55 ، 253 ، 334 ، 430 ، 432 .... إلخ.
2- خلاصة الأقوال : 172 ، 202 ، 233 ، 238 ، 384 ، 397 ، 424.
3- اعتمد تقريباً على رجال الكشّي 280 مرّة ، ورجال النجاشي 116 مرّة ، وابن الغضائري120 مرّة ، وغيرهم.
4- اعتمد على الجاحظ مرّة واحدة. وينظر : خلاصة الأقوال : 132 ، والشريف المرتضى. وينظر : خلاصة الأقوال : 424.
5- سعد بن عبد الله. وينظر خلاصة الأقوال : 113 و 423.
6- أحمد بن عبد الواحد أحمد البزّاز أبو عبد الله شيخنا المعروف بابن عبدون ، له كتب ، منها : كتاب التاريخ ، كتاب التفسير ... كان قويّاً في الأدب. وينظر : رجال النجاشي : 87.

قال الشيخ الطوسي رحمه الله : أحمد بن عبدون ويعرف بابن الحاشر»(1).

واعتمد عليه العلاّمة الحلّي(2).

2 - النجاشي(3) : «أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله النجاشي الذي ولي الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله عليه السلام يسأله ، وكتب إليه رسالة عبد الله بن النجاشي المعروفة ، وكان أحمد يكنّى أبا العبّاس رحمه الله ، ثقة معتمد عليه عندي ، له كتاب الرجال ، نقلنا منه في كتابنا هذا وغيره أشياء كثيرة ، وله كتب أُخر ذكرناها في الكتاب الكبير ، وتوفّي أبو العبّاس أحمد رحمه الله بمطير آباد في جمادى الأولى سنة خمسين وأربعمائة ، وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة»(4).

واستخدم العلاّمة هذا المصدر بكثرة(5).

3 - البرقي(6) : «أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد 7.

ص: 95


1- خلاصة الأقوال : 71 - 72. ينظر : رجال النجاشي : 87 ، رجال ابن داود : 39.
2- خلاصة الأقوال : 246 و 365.
3- أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن النجاشي ... له كتاب الجمعة وما ورد فيه من الأعمال وكتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل .... وينظر : رجال النجاشي : 101.
4- خلاصة الأقوال : 72 - 73. وينظر : رجال النجاشي : 101 ، رجال ابن داود : 40.
5- ينظر : خلاصة الأقوال : 50 ، 51 ، 54 ، 60 ، 70 ، 71 ، 72 ، 83 ، 89 ، 94 ، 101 ، وغير ذلك من الموارد الكثيرة.
6- أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عليّ البرقي أبو جعفر ، أصله كوفيّ ... وكان جدّه محمّد بن عليّ حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد عليه السلام ثمّ قتله وكان خالد صغير السنّ فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق روذ ، وكان ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل ... توفّي سنة أربع وسبعين ومائتين ، وقال ... مات سنة أخرى سنة ثمانين ومائتين. رجال النجاشي : 76 - 77.

ابن عليّ البرقي - منسوب إلى برقة قم - أبو جعفر ، كوفيّ ، ثقة غير أنّه كثير الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل. قال ابن الغضائري : طعن عليه القمّيون ، وليس الطعن فيه وإنّما الطعن فيمن يروي عنه ، فإنّه كان لا يبالي عمّن يأخذ على طريقة أهل الأخبار ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قم ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه. وقال : وجدت كتاباً فيه وساطة بين أحمد ابن محمّد بن عيسى وأحمد بن محمّد بن خالد ، ولمّا توفّي مشى أحمد ابن محمّد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه ممّا قذفه به ، وعندي أنّ روايته مقبولة»(1).

وقد اعتمد عليه في خلاصته(2).

4 - ابن عقدة(3) : «أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الحمداني الكوفي المعروف بابن عقده ، يكنى أبا العبّاس ، جليل القدرعظيم المنزلة ، وكان زيديّاً جاروديّاً وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وذكر أصولهم وكان حفظه. وقال الشيخ رحمه الله : 4.

ص: 96


1- خلاصة الأقوال : 63. وينظر : رجال النجاشي : 7677 ، فهرست الشيخ الطوسي : 62 - 64 ، رجال ابن داود : 43.
2- العلاّمة الحلّي : 142 ، 154 ، 228 ، 306 ، 310 ، 314 ، 379 ، 390 ، 410.
3- «أحمد بن محمّد بن سعد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني ... كان كوفيّاً زيديّاً جاروديّاً على ذلك حتّى مات .. له كتب ، منها : كتاب التاريخ ... وكتاب السنن ... ومات أبو العبّاس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة». رجال النجاشي : 94 - 95. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 62 - 64.

سمعت جماعة يحكون عنه أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر في ثلاثمائة ألف حديث ، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير ، منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل ، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديث الذي رواه ، مات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة»(1).

وقد اعتمد العلاّمة على كتابه المذكور(2).

5 - ابن نوح(3) : «أحمد بن محمّد بن نوح ، يكنّى أبا العبّاس السيرافي ، سكن البصرة ، واسع الرواية ، ثقة في روايته ، غير أنّه حكي عنه مذاهب فاسدة في الأصول ، مثل القول بالرؤية وغيرها(4).

كما ذكره العلاّمة في ترجمة أخرى بقوله : «أحمد بن عليّ بن العبّاس ابن نوح السيرافي نزيل البصرة ، كان ثقة في حديثه متقناً لما يرويه ، فقيهاً بصيراً بالحديث والرواية. قال النجاشي : هو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه»(5).0.

ص: 97


1- خلاصة الأقوال : 321. وينظر : رجال النجاشي : 9495 ، فهرست الشيخ الطوسي : 73 - 74 ، رجال ابن داود : 230.
2- خلاصة الأقوال : 54 ، 81 ، 93 ، 94 ، 116 ، 118 ، 123 ، 125 ، 126 ، 127 ، 128 ، وغيرذلك.
3- «أحمد بن عليّ بن العبّاس بن نوح السيرافي نزيل البصرة ، كان ثقة في حديثه متقناً لمايرويه فقيهاً بصيراً بالحديث والرواية ، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه ، وله كتب كثيرة منها : كتاب القاضي بين الحديثين المختلفين ، كتاب التعقيب والتعفير ...». رجال النجاشي : 86 - 87. وينظر فهرست الشيخ الطوسي : 84.
4- خلاصة الأقوال : 68.
5- خلاصة الأقوال : 71. وينظر : رجال النجاشي : 86 - 87 ، فهرست الشيخ الطوسي : 84 ، رجال ابن داود : 230.

وبعد مراجعة كتب الرجال تبيّن أنّهما واحد ، وقد اعتمد عليه في خلاصته(1).

6 - ابن فضّال(2) : «الحسن بن عليّ بن فضّال التيملي ابن ربيعة بن بكر مولى بني تيم بن ثعلبة ، يكنّى أبا محمّد ، روى عن الرضا عليه السلام وكان خصّيصاً به ، وكان جليل القدر عظيم المنزلة زاهداً ورعاً ثقة في رواياته.

روى الكشّي ... عن محمّد بن عبد الله بن زرارة بن أعين قال : كنّا في جنازة الحسن بن عليّ بن فضّال فالتفت إليّ وإلى محمّد بن الهيثم التميمي فقال لنا : إلاّ أبشّركما؟ فقلنا له : وما ذاك؟ قال : حضرت الحسن بن عليّ بن فضّال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمّد بن الحسن ابن الجهم فسمعته يقول له : يا أبا محمّد تشهّد ، فتشهّد الحسن فعبر عبد الله وصار إلى أبي الحسن عليه السلام ، فقال له محمّد بن الحسن : وأين عبد الله؟ فسكت ، ثمّ عاد الثانية فقال له : تشهّد ، فتشهّد وصار إلى أبي الحسن عليه السلام ، فقال له محمّد : فأين عبد الله؟ فقال له الحسن بن عليّ : لقد نظرنا في الكتب فلم نجد لعبد الله شيئاً ، وكان الحسن بن عليّ بن فضّال فطحيّاً يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن عليه السلام فرجع.

قال الفضل بن شاذان : كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع أقرأ على مقري ... فرأيت قوماً يتناجون ، فقال أحدهم : رجل في الجبل يقال له 8.

ص: 98


1- العلاّمة الحلّي : 128 ، 143 ، 149 ، 152 ، 158 ، 159 ، 257 ، 346 ، 375 ، 431.
2- «الحسن بن عليّ بن فضّال ، كوفي ، يكنّى أبا محمّد ، ابن محمّد بن أيمن مولى تيم الله ... وكان الحسن عمره كلّه فطحيّاً مشهوراً بذلك حتّى حضره الموت فمات وقال بالحقّ رضي الله عنه ... مات الحسن سنة أربع وعشرين ومائتين». رجال النجاشي : 34 - 36. وينظر فهرست الشيخ الطوسي : 97 - 98.

ابن فضّال أعبد من رأينا وسمعنا به ، قال : فإنّه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه فما نظنّ إلاّ أنّه ثوب أو خرقة ، وأنّ الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به ، وإنّ عسكر الصعاليك ليجيؤون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا.

قال أبو محمّد : فظننت أنّ هذا الرجل كان في الزمان الأوّل ، فبينما أنا بعدذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمه اللهإذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص برسي ورداء برسي في رجليه نعل محضر فسلّم على أبي ، فقام إليه فرحّب به وبجّله ، فلمّا أن مضى يريد ابن أبي عميرة قلت : من هذا الشيخ؟ قال : هذا الحسن بن عليّ بن فضّال ، قلت : هذا العابد الفاضل؟قال : هو ذاك ، قلت : أليس هو ذلك بالجبل؟ قال : هو ذاك كان يكون في الجبل ، قال : ما أقلّ عقلك من غلام! فأخبرته بما سمعته من القوم ، قال : هو ذاك ، فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ، وكان مصلاّه في الكوفة عند الاسطوانة السابعة ويقال لها : اسطوانة إبراهيم الخليل عليه السلام ، مات سنة أربع وعشرين ومأتين(1).

وكان العلاّمة الحلّي قد اعتمد عليه(2).

7 - حمدويه بن نصير(3) : «حمدوية بن نصير بن شاهي - بالشين المعجمة - سمع يعقوب بن يزيد ، روى عن العيّاشي ، يكنّى أبا الحسن ، 5.

ص: 99


1- خلاصة الأقوال : 98 - 99. وينظر : رجال النجاشي : 34 - 36 ، رجال الكشّي : 565 ، فهرست الشيخ الطوسي : 97 - 98 ، رجال ابن داود : 76 ، التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال : 72 - 76.
2- خلاصة الأقوال : 141 ، 148 ، 217 ، 238 ، 362 ، 279.
3- «حمدويه بفتح الحاء والدال المهملتين ... بن نصير - بالفتح - بن شاهي - بالمعجمة - أبوالحسن لم (جخ) أوحد زمانه لا نظير له» ، رجال ابن داود : 85.

عديم النظير في زمانه ، كثير العلم والفقه والرواية ، ثقة ، حسن المذهب»(1).

اعتمد عليه العلاّمة(2).

8 - سعد بن عبد الله(3) : «سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ، ولقي مولانا أبا محمّد العسكري عليه السلام. قال النجاشي : ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّد عليه السلام ويقولون : هذه حكاية موضوعة عليه ، والله أعلم ، توفّي سعد رحمه الله سنة إحدى وثلثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين ، وقيل : مات رحمه الله يوم الأربعاءلسبع وعشرين من شوال سنة ثلاثمائة في ولاية رستمدار»(4).

اعتمد عليه العلاّمة الحلّي(5).

9 - العقيقي(6) : «عليّ بن أحمد العلوي العقيقي : بالقاف بعد العين المهملة وبعد الياء المنقطة تحتها نقطتين. قال الشيخ الطوسي رحمه الله : اخبرنا أحمدبن عبدون عن الشريف أبي محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى عن 2.

ص: 100


1- خلاصة الأقوال : 133. ينظر : رجال ابن داود : 85.
2- خلاصة الأقوال : 406 ، 422 ، 423.
3- «سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمّي أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيههاووجهها ، كان سمع من حديث العامّة شيئاً كثيراً ... وصنّف سعد كتباً كثيرة ... كتاب الوضوء ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ... توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين» رجال النجاشي : 177 ، 178.
4- خلاصة الأقوال : 156. وينظر : رجال النجاشي : 177 - 178 ، رجال ابن داود : 102.
5- خلاصة الأقوال : 313 ، 433.
6- «عليّ بن أحمد العلوي العقيقي ، له كتب ، منها : كتاب المدينة ، كتاب المسجد ، كتاب الرجال ... وفي أحاديث العقيقي مناكير ...» فهرست الشيخ الطوسي : 162.

عليّ بن أحمد العقيقي : قال ابن عبدون : في أحاديث العقيقي مناكير»(1).

اعتمد عليه العلاّمة(2).

10 - المرتضى(3) : «عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى ابن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أبو القاسم المرتضى ذو المجدين علم الهدى رضي الله عنه ، متوحّد في علوم كثيرة ، مجمع على فضله ، مقدّم في العلوم ، مثل علم الكلام والفقه والمنطق وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر واللغة وغير ذلك ، وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت ، وتوفّي رحمه اللهتعالى في شهر ربيع الأوّل سنة ستة وثلاثين وأربعمائة ، وكان مولده في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائه ، ويوم توفّي كان عمره ثمانين سنة وثمانية أشهر وأيّاماً ، نضّر الله وجهه ، وصلّى عليه ابنه في داره ، ودفن فيها ، وتولّى غسله أحمد بن العبّاس النجاشي ومعه الشريف أبو يعلى محمّد بن الحسن الجعفري وسلاّر بن عبد العزيز الديلمي ، وله مصنّفات كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير ، وبكتبه استفادت الإمامية منذ 5.

ص: 101


1- خلاصة الأقوال : 365. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 162 ، رجال ابن داود : 260.
2- خلاصة الأقوال : 103 ، 135 ، 139 ، 149 ، 162 ، 164 ، 165 ، 197 ، 204 ، 206.
3- «عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أبو القاسم المرتضى ، حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه ... وكان متكلما شاعرا أديبا عظيم المنزلة في العلم ... مات رضي الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربع مائة ...» ، رجال النجاشي : 270 - 271. وينظر فهرست الشيخ الطوسي : 164 - 165.

زمنه رحمه الله إلى زماننا هذا وهو سنة ثلاثة وتسعين وستمائة ، وهو ركنهم ومعلّمهم قدّس الله روحه وجزاه عن أجداده خيراً»(1).

وقد اعتمد عليه العلاّمة في خلاصته(2).

11 - ابن قتيبة(3) : «عليّ بن محمّد بن قتيبة ويعرف بالقتيبي النيسابوري أبو الحسن تلميذ الفضل بن شاذان ، فاضل ، عليه اعتمد أبو عمروالكشّي في كتاب الرجال»(4).

واعتمد عليه العلاّمة(5).

12 - الفضل بن شاذان(6) : «الفضل بن شاذان - بالشين المعجمة والذال المعجمة والنون - ابن الخليل - بالخاء المعجمة - أبو محمّد الأزدي النيسابوري ، كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، وقيل : عن الرضا عليه السلام أيضاً ، وكان ثقة جليلاً فقيهاً متكلّماً ، له عظم شأن في هذه الطائفة ، قيل : إنّه صنّف مائة وثمانين كتاباً ، وترحّم عليه أبومحمّد عليه السلام مرّتين ، ورُوي : ثلاثاً ولاء ، ونقل الكشّي عن الأئمّة عليهم السلام 7.

ص: 102


1- خلاصة الأقوال : 179. وينظر : رجال النجاشي : 270 - 271 ، فهرست الشيخ الطوسي : 164 - 165 ، رجال ابن داود : 136 - 137.
2- خلاصة الأقوال : 424.
3- «عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري ، عليه اعتمد الكشّي ، صاحب الفضل بن شاذانوراوية كتبه ، له كتب ، منها : كتاب يشتمل على ذكر مجالس الفضل مع أهل الخلافومسائل البلدان» ، رجال النجاشي : 259.
4- خلاصة الأقوال : 177. وينظر : رجال النجاشي : 259 ، رجال ابن داود : 141.
5- خلاصة الأقوال : 399.
6- «الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمّد الأزدي النيشابوري وكان ثقة ، أحد أصحابناوالمتكلّمين ... وذكر أنّه صنّف مائة وثمانين كتاباً ... منها ... كتاب الوعيد ، كتاب الردّ على أهل التعطيل ، كتاب الاستطاعة» ، رجال النجاشي : 306 - 307.

مدحه ثمّ ذكر ما ينافيه ، وقد أجبنا عنه في كتابنا الكبير ، وهذا الشيخ أجلّ من أن يغمز عليه ، فإنّه رئيس طائفتنا رضي الله عنه»(1).

اعتمد عليه العلاّمة الحلّي(2).

13 - ابن الوليد(3) : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر ، شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجهم ، ويقال : إنّه نزل قم وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، عارف بالرجال ، موثوق به ، يروي عن الصفّار وسعد ، وروى عنه التلعكبري ، وذكر أنّه لم يلقه بل وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر ابن الحسن المؤمن بجميع رواياته»(4).

وأشار العلاّمة إلى اعتماده عليه(5).

14 - الطوسي(6) : «محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي أبو جعفر ، ،

ص: 103


1- خلاصة الأقوال : 229. وينظر : رجال النجاشي : 306 - 307 ، فهرست الشيخ الطوسي : 179 - 199 ، رجال ابن داود : 151 ، التحرير الطاوسي : 214 - 418.
2- خلاصة الأقوال : 82 ، 94 ، 98 ، 148 ، 157 ، 226 ، 237 ، 284 ، 287 ، 293 ، 313 ، وغيرها.
3- «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قم ، وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ، له كتب ، منها : كتاب تفسير القرآن ، وكتاب الجامع ... مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة» ، رجال النجاشي : 383. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 240 - 244.
4- خلاصة الأقوال : 247 - 248. وينظر : رجال النجاشي : 383 ، فهرست الشيخ الطوسي : 237 ، 226 ، رجال ابن داود : 168.
5- خلاصة الأقوال : 264 ، 401.
6- «محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ،

شيخ الأمامية قدّس الله روحه ، رئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ثقة عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المهذّب للعقائد في الأصول والفروع والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، ولد قدّس الله روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي رضي الله عنه ليلة الإثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغروي على ساكنه السلام ودفن بداره»(1).

وتعرف اليوم بجامع الطوسي ، وسمّيت بالعلمين بعد دفن بحر العلوم الكبير فيها.

اعتمد العلاّمة الحلّي على عدّة كتب للطّوسي ، منها : الرجال(2) ، الفهرست(3) ، الغيبة(4) ، الاستبصار والتهذيب ، إلاّ أنّ الكتابين الأخيرين لم يشرإليهما صراحة في متن الكتاب ، كما أنّ العلاّمة لم يذكر كتب الشيخ 9.

ص: 104


1- خلاصة الأقوال : 249. وينظر : رجال النجاشي : 403 ، فهرست الشيخ الطوسي : 240 - 242 ، رجال ابن داود : 169.
2- خلاصة الأقوال : 48 ، 62 ، 72 ، 314.
3- خلاصة الأقوال : 49 ، 50 ، 144 ، 313 ، 314.
4- خلاصة الأقوال : 242 ، 405 ، 409.

الطوسي : الرجال ، الفهرست ، الغيبة كلّما اعتمد عليها بل يكتفي بالإشارة إلى شخص الشيخ الطوسي(1).

15 - ابن بابويه(2) : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي أبو جعفر نزيل الريّ ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، ورد بغدادسنة خمسة وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، كان جليلاً حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار ، لم ير في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو ثلاثمائة مصنّف ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير ، مات رضي الله عنه بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة»(3).

وقد أشار العلاّمة صراحة إلى اعتماده على كتابه من لا يحضره الفقيه(4) وغيرها من كتبه(5) ، كما أنّ العلاّمة ترجم لوالد ابن بابويه(6).

16 - الكشّي(7) : «محمّد بن عمر - بضمّ العين - بن عبد العزيز عن

ص: 105


1- خلاصة الأقوال : 53 ، 55 ، 84 ، 101 ، 134 ، 142 ، 170 ، 177 ، 179 ، 193 ، وغير ذلك من الموارد الكثيرة.
2- «محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي أبو جعفر ، نزيل الريّ ، شيخناوفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائةوسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة ، منها : كتاب التوحيد ، وكتاب النبوّة ... مات رضي الله عنه بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة». رجال النجاشي : 389 - 392. وينظر : الفهرست : 237 - 238.
3- خلاصة الأقوال : 248. وينظر : رجال النجاشي : 389 - 392 ، فهرست الشيخ الطوسي : 237 - 238 ، رجال ابن داود : 179.
4- خلاصة الأقوال : 48.
5- خلاصة الأقوال : 102 ، 129 ، 141 ، 182 ، 185 ، 215 ، 226 ، 251 ، وغيرها.
6- خلاصة الأقوال : 178.
7- «محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي أبو عمرو ، كان ثقة عيناً ، وروى عن

الكشّي ، يكنّى أبا عَمرو - بفتح العين - بصير بالأخبار وبالرجال ، حسن الاعتقاد ، وكان ثقة عيناً ، روى عن الضعفاء ، وصحب العيّاشي وأخذ منه وتخرّج عليه ، له كتاب الرجال كثير العلم إلاّ أنّه فيه أغلاطاً كثيرة»(1).

وقد أسهب العلاّمة في النقل عنه في الخلاصة(2).

17 - المفيد(3) : «محمّد بن محمّد بن النعمان ، يكنّى أبا عبد الله ، يلقّب بالمفيد ، وله حكاية في سبب تسميته بالمفيد ذكرناها في كتابنا الكبير ، ويعرف بابن المعلّم ، من أجل مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم ، وكلّ من تأخّر عنه. استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية ، أوثق أهل زمانه وأعلمهم ، انتهت رياسة الأمامية في وقته إليه ، وكان حسن الخاطر دقيق الفطنة حاضر الجواب ، له قريب من مائتي 9.

ص: 106


1- خلاصة الأقوال : 247. وينظر : رجال النجاشي : 372 ، فهرست الشيخ الطوسي : 217 ، رجال ابن داود : 180.
2- العلاّمة الحلّي : 51 ، 52 ، 55 ، 57 ، 62 ، 68 ، 69 ، 74 ، 76 ، 79 ، 81 ، 82 ، 83 ، 86 ، 87 ، 89 ، 90 ، 93 ، 94 ، 95 ، 96 ، 97 ، 98 ، 102 ، 103 ، وغير ذلك من الموارد الكثيرة المتعدّدة.
3- «محمّد بن محمّد بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب ابن هلال ... شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ، له كتب : الرسالة المقنعة ، الأركان في دعائم الإيمان ... ماتليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ... وقيل : مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة» رجال النجاشي : 399 - 403. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 238 - 239.

مصنّف كبار وصغار ، ومات قدّس الله روحه ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهررمضان سنه ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، وقيل : سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم عليّ بن الحسين بميدان الأشنان ، وضاق على الناس مع كبره ، ودفن في داره سنتين ثمّ نقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام عند الرجلين إلى جانب قبر شيخه الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه»(1).

واعتمد عليه العلاّمة في خلاصته(2).

18 - ابن عيّاش(3) : «محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش - بالشين المعجمة - السلمي السمرقندي أبو النضر - بالضاد المعجمة - المعروف بالعيّاشي ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة وكبيرها ، وقيل : إنّه من بني تميم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، بصير بالروايات مضطلع بها ، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنّف ، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً ، وكان 5.

ص: 107


1- خلاصة الأقوال : 248 - 249. وينظر : رجال النجاشي : 399 - 403 ، فهرست الشيخ الطوسي : 238 - 239 ، رجال ابن داود : 183.
2- العلاّمة الحلّي : 131 ، 395.
3- «محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي أبو النضر المعروف بالعيّاشي ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون الطائفة ، وكان في أوّل أمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامّة ... أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها ، وكانت ثلاثمائة ألف دينار ، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قارى أو معلّق مملوءة من الناس ، وصنّف أبو النضر كتباً ، منها : التفسير ، كتاب الصلاة ، كتاب الصوم» رجال النجاشي : 350 - 354. وينظر : فهرست الشيخ الطوسي : 212 - 215.

في أوّل أمره عامّي المذهب وسمع حديث العامّة وأكثر منه ثمّ تبصّر وعاد إلينا ، أنفق على العلم والحديث تركة أبيه وكانت ثلاثمائة ألف دينار»(1).

اعتمد عليه العلاّمة(2).

19 - الكليني(3) : «محمّد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني : بالنون بعد الياء ، وكان خاله علاّن الكليني الرازي ، ومحمّد شيخ أصحابنا فيوقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف كتاب الكافي في عشرين سنة ، ومات ببغداد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. قال الشيخ الطوسي وقال النجاشي : في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة سنة تناثر النجوم ... ودفن بباب الكوفة في مقبرتها. قال ابن عبدون : رأيت قبره في حراة الطائي وعليه لوح مكتوب عليه اسمه واسم أبيه»(4) ، وأشار العلاّمة إلى اعتماده عليه(5).

20 - نصر(6) : «نصر - بالصاد المهملة - بن الصباح ، يكنى أبا القاسم 8.

ص: 108


1- خلاصة الأقوال : 246. وينظر : رجال النجاشي : 350 - 354 ، فهرست الشيخ الطوسي : 212 - 215 ، رجال ابن داود : 84.
2- خلاصة الأقوال : 285 ، 366 ، 368 ، 412 ، 416.
3- «محمّد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني - وكان خاله علاّن الكليني الرازي - شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ... صنّف الكتاب الكبير ... يسمّى الكافي في عشرين سنة ... ومات أبو جعفر الكليني ببغداد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة سنة تناثرالنجوم ... ودفن بباب الكوفة ...» رجال النجاشي : 377 - 378.
4- خلاصة الأقوال : 245 - 246. وينظر : رجال النجاشي : 377 - 378 ، فهرست الشيخ الطوسي : 210 - 211 ، رجال ابن داود : 187.
5- خلاصة الأقوال : 430.
6- «نصر بن صباح أبو القاسم البلخي ، غال المذهب ... روى عنه الكشّي ، له كتب ، منها : كتاب معرفة الناقلين ، كتاب فرق الشيعة ...» رجال النجاشي : 428.

البلخي ، غالي المذهب ، وكان كثير الرواية»(1).

اعتمد عليه العلاّمة في خلاصته(2).

كما أنّ هناك إشارات متناثرة في متن الخلاصة لعدد من المصادر التي اعتمد عليها العلاّمة ولم يترجم لهم سوف نسوقها تباعاً حسب أسبقية ورودهافي خلاصة الأقوال ، وكان من هذه الموارد ابن الغضائري(3) الذي اعتمدعليه بدرجة كبيرة وواضحة موازنة ببعض المصادر المترجم لأصحابهاأو غير المترجم لها ، وعلى ما يبدو فإنّ لابن الغضائري أكثر من كتاب استخدمه العلاّمة في خلاصته(4).

وقد اعتمد عليه العلاّمة الحلّي في قسمي الخلاصة وإن كان في القسم الثاني بصورة أكثر(5). كما أنّ العلاّمة ترجم لأبيه الشيخ حسين الغضائري(6).

ومن المصادر الأخرى المعتمدة في الخلاصة كتاب الحيوان للجاحظ(7) ، إذ ورد فيها : «قال - أي الجاحظ : وحدثني أبو تمام الطائي مس

ص: 109


1- خلاصة الأقوال : 413. وينظر : رجال النجاشي : 428 ، اختيار الكشّي : 854 ، رجال ابن داود : 282 ، التحرير الطاووسي : 290.
2- خلاصة الأقوال : 406 ، 422 ، 423.
3- هو أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري من رجال القرن الخامس الهجري ، ينظر : مصفى المقال : 46.
4- خلاصة الأقوال : 351.
5- خلاصة الأقوال : 50 ، 51 ، 55 ، 60 ، 63 ، 67 ، 88 ، 94 ، 95 ، 89 ، 126 ، 131 ، 139 ، وغيرها من الموارد الكثيرة.
6- ينظر : خلاصة الأقوال : 116 ، ذكر فيها انه عارف بالرجال وأجازه الشيخ الطوسي وتوفي سنة 411 ه.
7- هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محجوب مولى لأبي القلمس عمرو بن قطع الكناني ثم الفقيمي ، وكان من أحرص الناس على العلم ، توفي سنة خمس

وكان من رؤساء الرافضة»(1) «وفي كتاب سعد(2) انه خرج مع زيد فافلت فمن الله عليه وتاب ورجع بعد ذلك»(3) ، «وقال سعد : ... تزوج أبو عبد الله عليه السلام بأمه»(4).«وقال ابن عبده الناسب : مولى يشكر ...»(5) ، «قال الحسن ابن مهدي السليقي : توليت أنا والشيخ أبو محمّد الحسن ... غسله في تلك الليلة ...»(6) والكلام عن وفاة الشيخ الطوسي.

وكذلك من مصادره : «قال أبو عليّ بن همام : ولد أحمد بن هلال سنة ثمانين ومائة ومات سنة تسع وستّين ومائتين»(7) ، «قال : شيخنا محمّد ابن عليّ بن شهرآشوب»(8) ، «قال محمّد بن شهرآشوب : إنّه عامّي»(9). 4.

ص: 110


1- خلاصة الأقوال : 132.
2- لم أعثر على اسمه الكامل ، وهناك الكثير من العلماء ممّن حملوا هذا الاسم ، كما أشيرلأحد المترجم لهم بعبارة (... من خيار أصحاب سعد) في صفحة (271) من الخلاصة وهذا يدلّ على عظم شأنه - أي سعد - لكن يترجح لي انه سعد بن عبد الله الأشعري (ت 301 ه) الذي هو من مصادر العلاّمة في الخلاصة والمترجم له في صفحة(156).
3- خلاصة الأقوال : 154.
4- خلاصة الأقوال : 414 ، وتنظر : 423.
5- خلاصة الأقوال : 217.
6- خلاصة الأقوال : 249.
7- خلاصة الأقوال : 320.
8- خلاصة الأقوال : 234. ولم يترجم له العلاّمة رغم أنّه عبّر عنه ب- (شيخنا). وابن شهرآشوب هو محمّد بن عليّ المازندراني (ت 558 ه) صاحب التصنيفات الكثيرة ، منهاكتابه في الرجال الموسوم ب- (معالم العلماء) ، ينظر : مصفى المقال : 411 - 435.
9- خلاصة الأقوال : 234.

كما أنّ العلاّمة الحلّي كثيراً ما يشير في ترجمة الرجال إلى كتابه الكبير في الرجال الموسوم ب- : كشف المقال في معرفة الرجال ، وهو كتاب مفقودكما نوّهنا سلفاً ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الإشارات في متن الخلاصة(1).

وأحياناً أخرى نرى العلاّمة الحلّي لا يذكر أي مصدر عند عرضه المعلومة بل إنّه يسبقها بعبارة : ذكر أصحابنا(2). ومن خلال مقابلة قسم من المعلومات المسبوقة بهذه العبارة وجدناها في أغلب المصادر التي أفصح عنها ولاسيّما كتب الرجال الأولى ، مثل : اختيار رجال الكشي ، رجال النجاشي ، فهرست الطوسي ، رجال ابن الغضائري ، ... وغيرهم.

المبحث الثالث

منهج ابن المطهّر الحلّي في خلاصة الأقوال

المطلب الأوّل

وصف منهجية التأليف

بيّن العلاّمة الحلّي في مقدّمة كتابه خلاصة الأقوال في معرفة الرجال سبب تأليفه هذا الكتاب وأنّه جاء مختصراً لنقده لمن سبقه في التصنيف في هذا المجال من أنّهم إمّا طوّلوا كثيراً أو اختصروا غاية الاختصار. 4.

ص: 111


1- خلاصة الأقوال : 50 ، 54 ، 62 ، 76 ، 90 ، 100 ، 108 ، 115 ، 152 ، 174 ، 160 ، 169 ، 181 ، 191 ، 196 ، 229 ، 241 ، 252 ، 289 ، 317 ، 395 ، 407 ، 409.
2- خلاصة الأقوال : 167 ، 172 ، 203 ، 233 ، 238 ، 384 ، 397 ، 424.

وأشار أنّه سلك مسلكاً لم يسلكه سالك قبله ، إذ قسم الكتاب إلى قسمين ، فكان القسم الأوّل فيمن اعتمد على رواياتهم ، وضمّ الثاني من يتوقّف عن العمل بروايتهم.

كما أشار إلى عدم ذكر مصنّفات الرواة ولم يطوّل في نقل سيرتهم وأوكل ذلك إلى كتابه الكبير المسمّى كشف المقال في معرفة الرجال والذي أشار إليه مرّات عديدة في متن الخلاصة كما أسلفنا ، إلاّ أنّ هذا الكتاب مفقود ولم يصل إلينا - وقد أشار الأفندي إلى ذلك بقوله : «ولكن إلى الآن لم يوجد لكتابه الكبير عين ولا أثر»(1) - ورتّب كلّ قسم من الكتاب على حروف المعجم(2).

حوى القسم الأوّل سبعة وعشرين فصلا ، وفصل آخر للكنى وهو الفصل الثامن والعشرون.

وفي كلّ فصل من هذه الفصول أبواب ، ففي فصل الهمزة ثلاثة عشر باباً ، الباب الأوّل في إبراهيم وفيه ثمانية وعشرين رجلا. الفصل الثاني في الباء وفيه سبعة أبواب ، وبابه الرابع بكير وفيه خمسة رجال وهكذا. ولا يوجد باب لحرف الغين في القسمين.

حوى القسم الأوّل بجميع فصوله وأبوابه ترجمة ألف ومائتين وسبعة وعشرين رجلاً. أمّا القسم الثاني فقد حوى ترجمة خمسمائة وعشرة رجال(3). ورتّب هذا القسم - الثاني - حسب ترتيب القسم الأوّل في سبعة 4.

ص: 112


1- رياض العلماء وحياض الفضلاء 1/362.
2- إلاّ أنّه اعتمد على الحرف الأوّل من الأسماء دون الحرف الثاني والثالث.
3- خلاصة الأقوال : 313 ، 424.

وعشرين فصلا ، كان الفصل الأوّل في الهمزة وفيه ستّة أبواب(1). وكان الباب الخامس - أمية - وفيه رجلان.

أمّا الخاتمة فقد اشتملت على عشر فوائد ، جاءت الفائدة الأولى بذكر ستة وثلاثين رجلا ممّن عرفوا بكناهم دون أسمائهم. وبذلك حوى كتاب خلاصة الأقوال إجمالا ألفاً وسبعمائة وسبعاً وثلاثين ترجمة.

أمّا الفائدة الثانية فقد كانت في التعريف بأبي جعفر وهو أحمد بن محمّد بن عيسى.

والفائدة الثالثة في تفسير قول الشيخ الكليني في مواطن كثيرة : «عدد من أصحابنا».

وتضمّنت الفائدة الرابعة الإشارة إلى استثناء الشيخ الطوسي لأحد الرواة وهو محمّد بن الحسن بن الوليد.

كما أشارت الفائدة الخامسة إلى ذكر تاريخ ولادة الإمام الثاني عشر المهدي ابن الحسن عليه السلام وبيان ذكر وكلائه الأبرار رضي الله عنهم.

وكانت الفائدة السادسة في ذكر الشيخ الطوسي عدداً من المذمومين.

والفائدة السابعة في ذكر الشيخ الطوسي لعدد من الثقات ممّن عملوا مع سفراء (وكلاء) الإمام المهدي عليه السلام.

والفائدة الثامنة في طرق الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيب والاستبصار عن الرجال الذين لم يلقهم.

واشتملت الفائدة التاسعة على الإشارة إلى غلط جماعة في الإسناد إلى حمّاد بن عيسى فيتوهّمونه حمّاد بن عثمان ، وهو غلط. 5.

ص: 113


1- خلاصة الأقوال : 313 - 325.

والفائدة العاشرة في ذكر طرق العلاّمة الحلّي إلى الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق وإلى الشيخيين أبي عمرو الكشّي وأحمد بن العبّاس النجاشي.

أمّا عن تاريخ تأليف خلاصة الأقوال فيشير العلاّمة إلى ذلك ضمناً في معرض الترجمة لنفسه(1) ، وكذلك عندما ترجم للسيّد المرتضى(2).

وسوف نتعرّض لمنهجيته مع عناصر الترجمة واستخدامه ألفاظ الجرح والتعديل ، فضلا عن الألفاظ الاجتهادية الخاصّة بالعلاّمة ، وكذلك مذاهب الرواة المترجم لهم وفرقهم.

المطلب الثاني

التعامل مع عناصر الترجمة

تعامل العلاّمة مع عناصر الترجمة من خلال حرصه على ضبط اسم المترجم له خشية التصحيف والتحريف ولاسيّما في الأحرف التي يمكن أن يحصل بها ذلك ، وينسحب ذلك على كنيته ونسبه ولقبه ومدينته وقبيلته التي ينتمي لها أصلاً أو الموالي لها.

ومثال على ذلك قوله : «إسماعيل بن مِهْران - بكسر الميم وسكون الهاءبعدها راء ثمّ ألف ثمّ نون - بن محمّد بن أبي نصر السكوني ، واسم أبي نصر زيد ، مولى ، كوفيّ ، يكنّى أبا يعقوب ...»(3). 4.

ص: 114


1- خلاصة الأقوال : 110.
2- خلاصة الأقوال : 179.
3- خلاصة الأقوال : 54.

وقوله : «عبد الكريم بن هلال الجعفي الخزّاز - بالخاء المعجمة والزاي قبل الألف وبعدها - مولى ، كوفيّ ، ثقة ، عين ، يقال له : الخلقاني : بالقاف ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام»(1).

كما حرص العلاّمة على إيراد كنى المترجم لهم وضبطها ، كقوله : «إبراهيم بن نُعَيم - بضمّ النون وفتح العين غير المعجمة وإسكان الياء المنقّطة تحتها نقطتين - العبدي الكناني ، ثقة ... يكنّى أبا الصَّبّاح - بفتح الصادغير المعجمة وتشديدها وتشديد الباء المنقّطة تحتها نقطة - كان كوفيّاً ومنزله في كنانة فعرف به ، وكان عبديّاً ، رأى أبا جعفر عليه السلام وروى عن أبي إبراهيم موسى عليه السلام»(2).

وأشار العلاّمة إلى من روى عن الأئمّة عليهم السلام ومن لم يرو ، مثل قوله : «إسماعيل بن عبد الخالق ... عمومته شهاب وعبد الرحيم ووهب وأبوه عبد الخالق ... رووا عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله عليهم السلام»(3) ، وقوله : «إبراهيم ابن سفير ... ثقة ، مأمون ، كثير الرواية ، لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام»(4).

كما تابع العلاّمة بحرص شديد سنة ولادة المترجم له ووفاته وكم عمره وفي أي مكان مات وأين دفن ، كقوله في ذكر سنة الوفاة : «أحمد بن 5.

ص: 115


1- خلاصة الأقوال : 222.
2- خلاصة الأقوال : 47. وتنظر الصفحات : 51 ، 57 ، 64 ، 67 ....
3- خلاصة الأقوال : 56. وتنظر الصفحات : 47 ، 48 ، 49 ، 50 ، 54 ، 59 ، 73 ، 81 ، 86 ، 89 ، 100 ، 106 ، 114 ، 128 ، 133 ، 134 ، 137 ، 139 ، 141 ، 147 ، 155 ، 172 ، 175 ، 194 ، 198 ، 207 ، 216 ، 239 ، 350 ، 387 ، 416.
4- خلاصة الأقوال : 115.

إدريس ... مات ... على طريق الكوفة سنة ستّة وثلاثمائة رحمه الله ...»(1).

وقوله في ضبط سنة الولادة : «قال محمّد بن الحسين الرضوي الموسوي ... كان ميلاده سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ...»(2).

إلاّ أن ضبطه للولادة كان أقلّ بقليل من ضبطه لوفاة الرواة المترجم لهم ، بل لا توجد نسبة بين الإشارتين ، ولعلّ هذا يعود إلى عدم شهرة العلماء منذ ولادتهم بل بعد أن يتلقّوا العلم ويصنّفوا المصنّفات.

أمّا في ضبط عمر الراوي حال الوفاة فيقول : «جعفر بن سليمان القمّي ... مات في ذي القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة ، وله نيف وتسعون سنة»(3).

وأشار إلى مكان موت الرواة عند الترجمة بقوله : «الحارث بن هشام ... مات بالشام»(4).

كما ذكر موضع الدفن لرواته كقوله : «محمّد بن النعمان ... يلقّب بالمفيد ودفن في داره سنتين ثمّ نقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام عند الرجلين إلى جانب قبر شيخه الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه»(5).

وأحياناً يؤرّخ العلاّمة لوفاة أحد رواته بلازمة معيّنة ، مثل قوله : «إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ... مات في حياة أبي عبد 1.

ص: 116


1- خلاصة الأقوال : 65. وتنظر الصفحات : 67 ، 73 ، 240.
2- خلاصة الأقوال : 32.
3- خلاصة الأقوال : 91. تنظر الصفحات : 97 ، 99 ، 236.
4- خلاصة الأقوال : 122. وتنظر الصفحات : 65 ، 89 ، 120 ، 125 ، 45 ، 320 ، 416.
5- خلاصة الأقوال : 248. وتنظر الصفحات : 720 ، 411.

الله عليه السلام»(1). وقوله أيضاً في الإشارة نفسها : «الحارث بن قيس ... ومات في خلافة عمر»(2). أو قوله : «... مات بالخزيمية»(3). أو قوله : «... مات في سنة تناثرالنجوم ...»(4).

كما أخذ العلاّمة بالإشارة إلى عدد ما رواه الرواة عن الأئمّة عليهم السلام ، كقوله في من روى حديثاً واحداً : «إدريس بن عيسى ... دخل إلى مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام وروى عنه حديثاً واحداً»(5).

وفي إشارته إلى من روى أكثر من حديث قوله : «أديم ... صاحب أبي عبدالله عليه السلام يروي نيفاً وأربعين حديثاً عنه عليه السلام»(6).

كما حقّق العلاّمة في نسبة الرواة إلى مدنهم ، كقوله : «إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال ... أصله كوفيّ وانتقل إلى أصفهان ...»(7).

كما كان العلاّمة حذراً من خلال إشارته لتشابه الأسماء وخشية الخلط ، كقوله : «أحمد بن الحسين بن الحسين اللؤلؤي ، وليس هو بابن 4.

ص: 117


1- خلاصة الأقوال : 54. وتنظر الصفحات : 126 ، 193.
2- خلاصة الأقوال : 122.
3- خلاصة الأقوال : 184. والخزيمية : بضمّ أوّله وفتح ثانيه ، تصغير خزيمة ، منسوبة إلى خزيمة بن خازم فيما أحسب ، وهو منزل من منازل الحاج بعد الثعلبية من الكوفة ، وقيل الأجفر ، وقال قوم : بينه وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلاً ، وقيل : إنّه الحزيمية بالحاء المهملة. وينظر : معجم البلدان 2/370.
4- خلاصة الأقوال : 178 و 245. وينقل في هذه السنة تساقطت شهب كثيرة من السماء ، وفسّر ذلك بموت العلماء ، إذ مات في تلك السنة جملة من العلماء ، للتفصيل ينظر : الإمامة والتبصرة من الحيرة : 172 ، بحار الأنوار 58/233 ، لؤلؤة البحرين : 384 ، طرائف المقال في أحوال الرجال : 384.
5- خلاصة الأقوال : 59 - 60.
6- خلاصة الأقوال : 77.
7- خلاصة الأقوال : 49. وتنظر الصفحات : 48 ، 63 ، 67 ، 354.

المعروف بالحسن بن الحسين اللؤلؤي ، كوفيٌّ»(1). إلاّ أنّ حذره لم يسر معه على طول خطّ التصنيف بل وقع في المحذور من متشابه الأسماء كما سنوضّحه لاحقاً.

وأشار العلاّمة إلى الكتب التي صنّفها الرواة وإن كان قد ألزم نفسه بذكربعضها وترك إحصائها كلّيّاً إلى كتابه الكبير كشف المقال في علم الرجال(2) ، وبذلك فإنّه لم يخالف المنهج الذي اختطّه لنفسه في هذه النقطة ، إلاّأنّه لم يسر في منهجية واحدة في ذكر الكتب ، فأحياناً يذكر اسم الكتاب بدون مضمونه ، كقوله : «ثبيت بن محمّد ... له كتاب توليدات بني أمية في الحديث»(3) ، وأحياناً أخرى لا يذكر اسم الكتاب ولا مضمونه ، كقوله : «عبيد الله بن أبي رافع ... وصنّف الكتاب المنسوب إليه ...»(4) ، أو قوله : «له كتاب ..»(5) ، ويشير أحياناً إلى اسم الكتاب ومضمونه كقوله : «أحمد بن إسماعيل بن ... فمن كتبه كتاب العبّاسي ، وهو كتاب عظيم نحو عشرة آلاف ورقة في أخبار الخلفاء والدولة العباسية لم يصنّف مثله ، هذا خلاصة ماوصل إلينا في معناه»(6). كما حرص العلاّمة على بيان الموطن الأوّل للراوي أو إلى أي بلد انتقل كقوله : «بسطام بن عليّ ... من أهل 1.

ص: 118


1- خلاصة الأقوال : 63. وينظر : 181.
2- خلاصة الأقوال : 44 المقدّمة.
3- خلاصة الأقوال : 78. وينظر : 89 ، 101 ، 105 ، 120 ، 186 ، 245 ، 247 ، 68 ، 138 ، 167 ، 292 ، 200 ، 211 ، 338 ، 340 ، 252 ، 366 ، 330 ، 380.
4- خلاصة الأقوال : 203. وتنظر الصفحات : 305 ، 322 ، 395 ، 415.
5- خلاصة الأقوال : 252.
6- خلاصة الأقوال : 66. وينظر : 91.

همدان»(1) ، وقوله : «الحسن بن أحمد ... وهم من أهل الريّ»(2) ، وقوله : «... من آذربيجان انتقل إلى أرمينية»(3).

أمّا بالنسبة للنسب فقد كان له أهمّية كبيرة في ترجمة الرواة وواضح ذلك من حرص العلاّمة على عرض نسب الرواة ، فإذا كانوا عرباً يبيّن ذلك ، وإذاكانوا موالي يبيّن من كانوا يوالون ، ومثال ذلك قوله : «بريد ... أبو القاسم عربيّ»(4) ، وقوله : «... عربيّاً أزديّاً»(5) ، وقوله : «... عربيّ صليب ..»(6) ، وقوله : «... وكان من العجم»(7) ، وقوله : «بيان الجزري ... مولى ...»(8) ، وقوله : «... مولى بني ضبيعة بن عجل ...»(9).

ودأب العلاّمة الحلّي على ذكر الروايات التاريخية المتعلّقة بالرواة ، مثل قوله : «إبراهيم أبو رافع ... شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشاهده»(10) ، وقوله : «أبي بن كعب ... شهد بدراً والعقبة الثانية وبايع لرسول الله (صلى الله عليه وآله)»(11) ، وقوله : «أبي بن قيس ، قتل يوم حنين»(12). ،

ص: 119


1- خلاصة الأقوال : 81.
2- خلاصة الأقوال : 108.
3- خلاصة الأقوال : 386.
4- خلاصة الأقوال : 81. وتنظر الصفحات : 75 ، 81 ، 160 ، 227 ، 307.
5- خلاصة الأقوال : 86.
6- خلاصة الأقوال : 216. وتنظر الصفحات : 81 ، 86 ، 217.
7- خلاصة الأقوال : 64.
8- خلاصة الأقوال : 83. وتنظر الصفحات : 123 ، 216 ، 366 ، 385 ، 239.
9- خلاصة الأقوال : 83. وتنظر الصفحات : 61 ، 62 ، 73 ، 98 ، 100 ، 114 ، 135 ، 176 ، 288 ، 408.
10- خلاصة الأقوال : 47.
11- خلاصة الأقوال : 74.
12- خلاصة الأقوال : 54. وتنظر الصفحات : 48 ، 49 ، 50 ، 54 ، 56 ، 59 ، 73 ،

كما أشار العلاّمة الحلّي إلى من لم يلق الأئمّة عليهم السلام(1) ، وأشار إلى من له مكاتبة مع أحد الأئمّة عليهم السلام كقوله : «أحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، له مكاتبة»(2).

أمّا مهن الرواة التي اشتهروا بها فقد ذكرها أيضاً ، كقوله : «... وجدّه عمربن يزيد بيّاع السابري»(3) ، وقوله : «... أديباً ...»(4) ، وقوله : «... كان صحّافاً ...»(5).

أمّا المناصب السياسية والإدارية التي تقلّدها الرواة فقد تتبّعها العلاّمة كقوله : «أحمد بن عليّ ... الذي ولي الأهواز»(6) وقوله : «كان عامل أمير المؤمنين عليه السلام على مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ...»(7).

كما أشار العلاّمة إلى معايشة أو مصاحبة بعض الرواة الأئمّة عليهم السلام ، فحرص على ذكر الأئمّة(8) الذين عاصروا رواته المترجم لهم عندما يترجم م.

ص: 120


1- خلاصة الأقوال : 388.
2- خلاصة الأقوال : 70. وتنظر الصفحات : 120 ، 184 ، 411 ، 391 ، 373 ، 353 ، 217 ، 246 ، 261.
3- خلاصة الأقوال : 70.
4- خلاصة الأقوال : 101.
5- خلاصة الأقوال : 118. وتنظر الصفحات : 57 ، 70 ، 118 ، 119 ، 134 ، 165 ، 170 ، 184 ، 187 ، 385 ، 391 ، 217.
6- خلاصة الأقوال : 72.
7- خلاصة الأقوال : 84. وتنظر الصفحات : 154 ، 189 ، 141 ، 284 ، 283 ، 224 ، 198 ، 84 ، 72 ، 316 ، 370 ، 412 ، 416 ، 353.
8- سوف نعمل ملحقاً بأسماء الأئمّة عليهم السلام وكناهم وولاداتهم ووفياتهم حتّى يتسنّى للقارىء معرفة حال الرواة ومدة حياتهم.

لأحد هؤلاء الرواة ، كقوله : «إلياس بن عمرو ... من أصحاب الرضا عليه السلام»(1) ، وقوله : «جعفر بن هارون ... من رجال الصادق عليه السلام»(2).

وتقصّى العلاّمة الألقاب التي تلقّب بها الرواة ، وقد وضّح أو فسّر قسماً من هذه الألقاب وترك القسم الآخر ، كقوله : «الربيع بن أبي مدرك ... يقال له : المصلوب ، كان صلب بالكوفة على التشيّع ...»(3) ، وقوله : «هو سليمان بن سفيان المسترقّ ... وإنّما سمّي المسترقّ لأنّه كان راوية لشعر السيّد ... يسترقّ أي يرقّ على أفئدتهم ...»(4).

بينما هناك ألقاب جاء بها ولم يوضّح سبب هذه الألقاب أو التسميات مثل قوله : «زكريّا ... لقبه كوكب الدم»(5) ، وقوله : «... لقب أبا الأكراد الصائغ ...»(6).

وأحياناً نلاحظ أنّ العلاّمة يشير ضمناً عند ترجمة أحد الرواة إلى أنّه أخ وفلان أو ابن فلان أو ابن بنت فلان أو خال فلان ... إلخ ، وهذا يعتمد على عظم الشخصية المعطوف عليها المعروفة بالسلب أو الإيجاب ، كقوله : «إلياس بن عمر البجلي ... وهو جدّ الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس»(7) ، 5.

ص: 121


1- خلاصة الأقوال : 75.
2- خلاصة الأقوال : 78. وتنظر الصفحات : 76 ، 87 ، 138 ، 170 ، 212 ، 183 ، 177 ، 157 ، 148 ، 131 ، 125 ، 122 ، 121 ، 115 ، 113 ، 114 ، 396 ، 395 ، 392 ، 391 ، 251 ، 292 ، 302 ، 341 ، 353 ، 364.
3- خلاصة الأقوال : 145.
4- خلاصة الأقوال : 155154. وتنظر الصفحات : 145 ، 153 ، 172 ، 174 ، 175 ، 227 ، 268 ، 285 ، 289 ، 348 ، 256 ، 37.
5- خلاصة الأقوال : 151.
6- خلاصة الأقوال : 180. وتنظر الصفحات : 207 ، 287 ، 212 ، 333.
7- خلاصة الأقوال : 75.

وقوله : «.. أبو الحسن الليثي ، أخو أبي حمزة ...»(1).

كما دأب العلاّمة على ذكر بعض العاهات الجسدية التي ابتلي بها الرواة عند الترجمة لرواته ، كقوله : «جعفر بن محمّد ... الأحول»(2) ، وقوله : «... الحارث الأعور»(3).

كما أشار إلى تخصّص قسم من الرواة واشتهارهم بعلوم معينة ، كقوله : «الخليل بن أحمد الفراهيدي ... واخترع علم العروض ...»(4) ، وقوله : «يعقوب بن إسحاق السكّيت ... قتله المتوكّل لأجل التشيّع ... وكان عالماً بالعربية واللغة»(5).

كما أشار العلاّمة إلى معاصرة رواته ومصاحبتهم قسماً من الحكّام والسلاطين نحو قوله : «داود بن زربي ... كان أخصّ الناس بالرشيد»(6).

كما أنّه أشار في ترجمته للرواة إلى من عمّر طويلاً ، كقوله : «... وعمّردهراً ...»(7) ، وقوله : «وتأخّر موته»(8).

وأشار العلاّمة في ترجمة رواته إلى من صاحب الأئمّة عليهم السلام أو كان له معهم موقف معيّن أو حادثة ، نحو قوله : «... وكان زامل أبا جعفر عليه السلام إلى5.

ص: 122


1- خلاصة الأقوال : 96 ، تنظر الصفحات : 75 ، 176 ، 224 ، 402.
2- خلاصة الأقوال : 88.
3- خلاصة الأقوال : 122.
4- خلاصة الأقوال : 140.
5- خلاصة الأقوال : 142. وتنظر الصفحات : 411 ، 416 ، 79.
6- خلاصة الأقوال : 48.
7- خلاصة الأقوال : 48 ، وتنظر الصفحات : 144 ، 182 ، 193 ، 200.
8- خلاصة الأقوال : 105.

مكّة»(1) ، وقوله : «... خرج مع أبي الحسن عليه السلام إلى خراسان ...»(2).

كما أشار العلاّمة إلى قسم من الرواة ممّن غيّروا في معتقداتهم المذهبية نحو قوله : «من جملة أصحاب الحديث من العامّة ورزقه الله الأمر»(3) ، وقوله : «... وكان قبل ذلك معتزليّاً وعاد إلينا ...»(4).

كما أورد العلاّمة ألفاظاً مختلفة تدلّ على الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن عليه السلام ، كقوله : «الغريم»(5) ، «صاحب الأمر»(6) ، «صاحب الزمان»(7) ، «الناحية»(8) ، «الصاحب»(9).

وقد أشار إلى النساء اللاّتي روين عن الأصحاب بقوله : «أمّ الأسود بنت أعين»(10).

وترجم لنفسه في الخلاصة وذكر اسمه وكنيته ، وتاريخ ميلاده مع ذكر ستّين مؤلّفاً من كتبه ، وأشار إلى عدم اكتمال قسم منها(11).3.

ص: 123


1- خلاصة الأقوال : 149.
2- خلاصة الأقوال : 182 ، تنظر الصفحات : 208 ، 221 ، 253 ، 148 ، 165.
3- خلاصة الأقوال : 67.
4- خلاصة الأقوال : 188 وتنظر الصفحات : 265 ، 304 ، 246 ، 361 ، 365 ، 383 ، 198 ، 243.
5- خلاصة الأقوال : 256.
6- خلاصة الأقوال : 433.
7- خلاصة الأقوال : 63.
8- خلاصة الأقوال : 19.
9- خلاصة الأقوال : 178 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 85.
10- خلاصة الأقوال : 306.
11- خلاصة الأقوال : 113.

المطلب الثالث

ألفاظ التعديل والتجريح الواردة في خلاصة الأقوال

أوّلا : ألفاظ التعديل :

سبق أن أشرنا إلى أنّ هذه الألفاظ متعارف عليها بين مصنّفي الرجال وقداستخدمها العلاّمة في الخلاصة لوصف قسم من رواته بها ، وهي على النحوالآتي :

فقد وصف قسماً منهم ب- «ثقة» ، ولاسيّما في القسم الأوّل(1) ، ووصفهم ب«ثقة ثقة»(2) ، و «ثقة وجيه»(3) ، و «ثقة كبير المنزلة»(4). ووصف آخرين ب- : «وجه»(5) ، و «ثقة صحيح الحديث»(6) ، و «ثقة مأمون»(7) ، و «ثقة 6.

ص: 124


1- ينظر : وصول الأخيار : 192 ، فائق المقال : 34 ، منتهى المقال : 95 - 96 ، دروس في علم الدراية : 129 - 134 ، دروس موجزة : 47 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 45.
2- خلاصة الأقوال : 51 ، 59 ، 62 ، 63 ، 97 ، 107 ، 115 ، 123 ، وغيرها. وينظر : وصول الأخيار : 192 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 46.
3- خلاصة الأقوال : 50 و 261.
4- خلاصة الأقوال : 50. وينظر : منتهى المقال : 105 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 154.
5- خلاصة الأقوال : 49 ، 60 ، 81 ، 90 ، 152 ، 154 ، 161 ، 188 ، 215 ، 353. وينظر : وصول الأخيار : 192 ، منتهى المقال : 97 ، دروس في علم الدراية : 138 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 150.
6- خلاصة الأقوال : 51 ، 168 ، 294. وينظر : فائق المقال : 34 ، منتهى المقال : 96 ، دروس في علم الدراية : 135 - 137.
7- خلاصة الأقوال : 53. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 66.

خيّراًفاضلا»(1) ، و «ثقة جليل القدر»(2) و «ثقة في الحديث»(3) ، و «لا بأس به»(4) ، و «ثقة جليل القدر عظيم المنزلة»(5).

وهناك ألفاظ أخرى تدلّ على التعديل ، كقوله : «لا يطعن عليه»(6) ، وقوله : «سمعت أصحابنا يذكرونهما بخير ، كلاهما فاضل»(7) ، وقوله : «قريب الأمر»(8) ، وقوله : «قويّ الإيمان»(9) ، وقوله : «ثقة سالم فيما يرويه»(10) ، وقوله : «مسكون إلى روايته»(11) ، وقوله : «من أجلاّء إخواننا»(12)وقوله : «من أصحابنا»(13) ، وقوله : «وجه من وجوه أصحابنا»(14) ، وقوله : «من 2.

ص: 125


1- خلاصة الأقوال : 55 ، 285 ، 300. وينظر : فائق المقال : 34 ، منتهى المقال : 103.
2- خلاصة الأقوال : 61 ، 150 ، 217 ، 220 ، 274. وينظر : منتهى المقال : 103.
3- خلاصة الأقوال : 65 ، 67 ، 71 ، 172 ، 194. وينظر : منتهى المقال : 34.
4- خلاصة الأقوال : 69 ، 83 ، 166 ، 182 ، 250 ، 255 ، 275 ، 276 ، 292. وينظر : وصول الأخيار : 192 ، فائق المقال : 34 ، منتهى المقال : 100 - 101 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 152 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 133.
5- خلاصة الأقوال : 73 ، 274 ، 249. وينظر : منتهى المقال : 102.
6- خلاصة الأقوال : 221. وتنظر الصفحات : 293 ، 299.
7- خلاصة الأقوال : 290.
8- خلاصة الأقوال : 213. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 120.
9- خلاصة الأقوال : 207.
10- خلاصة الأقوال : 55.
11- خلاصة الأقوال : 193.
12- خلاصة الأقوال : 103.
13- خلاصة الأقوال : 102 ، 106.
14- خلاصة الأقوال : 102.

أصحاب الأئمّة»(1) ، وقوله : «من وجوه هذه الطائفة»(2) ، وقوله : «كان الحسن أخصّ بنا وأولى»(3) وقوله : «كان من علماء الأمامية»(4) ، وقوله : «.... وكيل»(5) وقوله : «... وكيل الناحية»(6) ، وقوله : «من أصحاب العيّاشي»(7) ، وقوله : «من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام»(8).

ومن الألفاظ الأخرى التي تدلّ على التعديل قوله : «كان من الأبدال»(9) ، وقوله : «أحد الأركان الأربعة»(10) ، وقوله : «له أصل»(11) ، و : وس

ص: 126


1- خلاصة الأقوال : 75. وتنظر الصفحات : 76 ، 87 ، 138 ، 170 ، 212 ، 183 ، 177 ، 157 ، وغيرها.
2- خلاصة الأقوال : 104.
3- خلاصة الأقوال : 106.
4- خلاصة الأقوال : 81.
5- خلاصة الأقوال : 107 ، ويقصد به وكيل لأحد الأئمّة عليهم السلام. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 131.
6- خلاصة الأقوال : 190.
7- خلاصة الأقوال : 69. وقد ترجم للعيّاشي ضمن موارد العلاّمة الحلّي في كتابه الخلاصة ، للتفصيل ينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 174.
8- خلاصة الأقوال : 82.
9- خلاصة الأقوال : 129. والأبدال : لفظ مشترك يطلق على الجماعة الذين بدّلوا الصفات الذميمة بصفات حميدة ، وتارة يطلقونه على عدد معيّن يبلغ الأربعين عند بعضهم ويشتركون في صفة خاصّة ، وسبعة عند آخرين. وينظر : معجم مصطلحات الصّوفية : 37. ومعجم مصطلحات الرجال والدراية : 13.
10- خلاصة الأقوال : 13. والأركان الأربعة هم الذين يقال فيهم : انتهى إليهم علم الأنبياء عليهم السلام ، وهم سلمان الفارسي وجابر ، وسعيد ويونس بن عبد الرحمن ، ينظر : ورجال ابن داود : 207. ومعجم مصطلحات الرجال والدراية : 19.
11- خلاصة الأقوال : 93. والأصل : هو عبارة عن الأحاديث التي رواها مؤلّفها عن المعصوم عليه السلام أو عن الراوي عنه من دون أن يكتب في كتاب قبله. وينظر : دروس

«ميزان»(1).

كما اتّبع العلاّمة في توثيقاته أسلوب التوثيق الضمني وهو عندما يتناول أحد الرواة فإنّه يعرج على أبيه أو أخيه في المدح والتوثيق ، نحو قوله : «ثقة هو وأبوه وجدّه»(2) ، وقوله : «ثقة وأبوه أيضاً»(3). وأحياناً يستخدم هذا النوع من التوثيق - الضمني - بعبارة مفتوحة ، كقوله : «من ثقات أصحابنا الكوفيّين»(4).

كما أنّ العلاّمة الحلّي اعتمد على أقوال الأئمّة عليهم السلام بحقّ قسم من الرواة مدحاً أو قدحاً أو دعاء لهم ، كقوله : «روي أنّ الصادق عليه السلام قال : هو كهل من كهولتنا وسيّد من ساداتنا وكفاه بهذا شرفاً ...»(5) ، وكقوله : «إنّ الصادق عليه السلام قال : سدير عصيدة بكلّ لون»(6) ، وكقوله : «قال لي أبو عبد الله عليه السلام : إنّي لأدعو الله لك حتّى أُسمّي لدابّتك ، أو قال : أدعو لدابّتك»(7).

ثانياً : ألفاظ الجرح :

دأب العلاّمة الحلّي على وصف رواته بألفاظ غير غريبة على مصنّفي 7.

ص: 127


1- خلاصة الأقوال : 47.
2- خلاصة الأقوال : 57.
3- خلاصة الأقوال : 92. وينظر : 93.
4- خلاصة الأقوال : 64. تنظر الصفحات : 72 ، 81 ، 116 ، 125 ، 153 ، 154 ، 166 ، 168 ، 189 ، 203 ، 205 ، 261.
5- خلاصة الأقوال : 54 ، تنظر الصفحات : 157 ، 170 ، 108 ، 116 ، 117 ، 209 ، 143 ، 144 ، 100 ، 107 ، 96.
6- خلاصة الأقوال : 165.
7- خلاصة الأقوال : 207.

علم الرجال ، وهي ألفاظ عامّة لم تكن من بنات أفكار العلاّمة ولا كان متفرّداً بها بل هي موجودة في أغلب الكتب الرجالية ولاسيّما الأصول التي اعتمد عليها في خلاصته مثل الكشّي والنجاشي ورجال الطوسي وفهرسته ... إلخ ، فقد وصف رواته في متن الخلاصة بألفاظ تفيد الجرح عديدة كقوله ، في أحدهم : «في مذهبه ارتفاع»(1) ، وفي آخر «مضطرب الأمر»(2) ، وفي ترجمة أخرى لأحد رواته يقول فيه : «لا يعوّل عليه بشيء»(3) ، ويصف آخر ب- : «مختلط»(4) ، ووصف آخرين ب- «منكر الحديث»(5) و «فاسد الحديث»(6) و «ضعيف في حديثه»(7) و «متروك الحديث»(8) ، «ضعيف»(9) وهناك أيضاً أوصاف مثل «مطعون فيه»(10)1.

ص: 128


1- خلاصة الأقوال : 314 ، 324 ، 231 ، 334 ، 397 ، 404 ، 411. وينظر : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 157.
2- خلاصة الأقوال : 358 و 408. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 80.
3- خلاصة الأقوال : 402. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 64.
4- خلاصة الأقوال : 314 ، 316 ، 349 ، 354 ، 355 ، 376 ، 380 ، 397. وينظر : وصول الأخيار : 193 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 157.
5- خلاصة الأقوال : 392. وينظر : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 156.
6- خلاصة الأقوال : 403.
7- خلاصة الأقوال : 314 ، 332 ، 344 ، 368 ، 374 ، 395 ، 406. وينظر : وصول الأخيار : 193 ، دروس في علم الدراية : 42.
8- خلاصة الأقوال : 373. وينظر : وصول الأخيار : 193 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 156.
9- خلاصة الأقوال : 315 ، 329 ، 334 ، 357 ، 363 ، 369 ، 373 ، وغيرها. وينظر : فائق المقال : 34 ، مباني علم الرجال : 320353 ، دروس في علم الدراية : 142 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 156.
10- خلاصة الأقوال : 424. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 81.

و «مضطرب المذهب»(1) و «لا شيء»(2) و «يعرف وينكر»(3). كما وصف قسماً من رواته بأوصاف مثل «يعتمد المراسيل»(4) و «يروي عن الضعفاء»(5) ، وهناك ألفاظ تدلّ على الجرح أيضاً مثل : «لم يكن بالمرضيّ»(6) و «ليس من أصحابنا ولا من عدادنا»(7) «كثير التفرّد في الغرائب»(8) و «يروي المناكير»(9) و «يعتمد المجاهيل»(10).

ومن ألفاظ الجرح التي أوردها في «غال»(11) ، و «لا يعبأ بما رواه»(12) ، و «فاسد المذهب»(13) ، و «متهم بالغلوّ»(14) ، و «مضطرب جدّاً»(15) ، و «ضعيف 4.

ص: 129


1- خلاصة الأقوال : 339.
2- خلاصة الأقوال : 341 ، و 412. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 64.
3- خلاصة الأقوال : 316 ، 231 ، 359. وينظر : مباني علم الرجال : 323 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 156.
4- خلاصة الأقوال : 237 ، 357 ، 404. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 196.
5- خلاصة الأقوال : 63. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 196.
6- خلاصة الأقوال : 389. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 138.
7- خلاصة الأقوال : 375.
8- خلاصة الأقوال : 327.
9- خلاصة الأقوال : 326. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 196.
10- خلاصة الأقوال : 327.
11- خلاصة الأقوال : 320 ، 326 ، 334 ، 341 ، 345 ، 350 ، 351 ، وغيرها. وينظر : وصول الأخيار : 193 ، فائق المقال : 34.
12- خلاصة الأقوال : 367 ، 371 ، 374 ، 406 ، 407.
13- خلاصة الأقوال : 320 ، 324 ، 335 ، 339 ، 395.
14- خلاصة الأقوال : 322 ، 323 ، 367 ، 375 ، 388 ، 393 ، 397. وينظر : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 157.
15- خلاصة الأقوال : 424.

جدّاً»(1) ، و «لا يلتفت إليه»(2) ، و «مرتفع القول»(3) ، و «كذّاب»(4) ، و «وضّاع حديث»(5) ، و «لعن من قبل الأئمّة عليهم السلام»(6) ، و «مجهول»(7) ، و «غال ضعيف»(8).

واستعمل أيضاً الجرح الضمني من خلال التعرّض لبعض الرواة ، كقوله : «إنّهما فتّانان ملعونان»(9) ، أو الاعتماد على أقوال الأئمّة عليهم السلام بحقّ الرواة من حيث الدعاء عليهم أو لعنهم ، كقوله : «عن ابن سنان أنّ الصادق عليه السلام لعنه ..»(10) ، وقوله : «سالم بن أبي حفص لعنه الصادق عليه السلام 8.

ص: 130


1- خلاصة الأقوال : 324 ، 325 ، 327 ، 336 ، 337 ، 340 ، 351 ، 354 ، 366 ، 375 ، 377 ، 378 ، 401 ، 402 ، 409. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 26.
2- خلاصة الأقوال : 324 ، 339 ، 344 ، 360 ، 369 ، 371 ، 389 ، 396 ، 419. وينظر : معجم مصطلحات توثيق الحديث : 64.
3- خلاصة الأقوال : 418 ، 419 ، 406 ، 407. وينظر : فائق المقال : 34 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 157.
4- خلاصة الأقوال : 324 ، 339 ، 340 ، 351 ، 359 ، 360 ، 371 ، 395 ، 404. وينظر : وصول الأخيار : 193 ، دروس موجزة في علم الدراية : 142 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 157.
5- خلاصة الأقوال : 324 ، 359 ، 371 ، 401 ، 407. وينظر : فائق المقال : 34 ، العاملي ، أكرم بركات : 142 ، معجم مصطلحات توثيق الحديث : 94.
6- خلاصة الأقوال : 328 ، 343 ، 375.
7- خلاصة الأقوال : 328 ، 333 ، 343 ، 336 ، 370 ، 374 ، 376 ، 379 ، 381 ، 382 ، 383 ، 387 ، 391 ، 393 ، 409 ، 410 ، 414 ، 421. وينظر : وصول الأخيار : 190 ، دروس موجزة في علمي الرجال والدراية : 122 ، معجم مصطلحات توثيق الحديث : 69.
8- خلاصة الأقوال : 333 و 339.
9- خلاصة الأقوال : 423.
10- خلاصة الأقوال : 328.

وكذّبه وكفّره ..»(1) ، وقوله : «سمعت أبا جعفر عليه السلام يلعن أبا الغمر»(2).

وكذلك الجرح الجماعي ، مثل قوله : «من أصحاب أبي الخطّاب وإنّه من أهل النار»(3) ، وقوله : «... من الغلاة الكبار الملعونين»(4).

المطلب الرابع

ألفاظ القبول والردّ الخاصّة بالعلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال

قد أسلفنا أنّ ألفاظ الجرح والتعديل العامّة التي ذكرناها لم تكن من خصوصيّات العلاّمة ، لكن وجدنا في الخلاصة ألفاظا وعبارات يختصّ بها العلاّمة وذلك من خلال قيامه بمناقشة الآراء المطروحة بحقّ الرجل من قبل الرجاليّين الأوائل الذين اعتمد عليهم ، وهذه الألفاظ تتّسم بكونها ألفاظاً اجتهادية تعبّر عن رأي العلاّمة الحلّي وما توصّل إليه في المواضع التي طرحها ، ولاسيّما ونحن نعلم أنّه يعدّ من المتأخّرين عن أصحاب الأصول الرجالية عند الأمامية الأوائل مثل البرقي والكشّي والنجاشي ، والطوسي وابن الغضائري ، وعليه فإنّه يعتمد في تصنيفه في الرجال على ما وصل عن طريق هؤلاء ويناقش آراءهم ، وعليه تكون عباراته اجتهادية محضة ، وسوف نلمس ذلك. وقد قسّمنا هذه الألفاظ إلى قسمين : ألفاظ القبول وألفاظ الردّ الخاصّة بالعلاّمة الحلّي. 3.

ص: 131


1- خلاصة الأقوال : 355.
2- خلاصة الأقوال : 423.
3- خلاصة الأقوال : 331.
4- خلاصة الأقوال : 423.

أوّلا : ألفاظ القبول :

عبّر العلاّمة عن أحد الرواة بعد مناقشته آراء الأصول الأولى بشأنه : «اعمل على قوله»(1) ، وفي موضوع آخر : «اعتمد على روايته»(2) ، وقوله في ترجمة أحد الرواة : «ولم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولاعلى تعديله بالتنصيص والروايات عنه كثيرة والأرجح قبول قوله»(3).

وفي مورد آخر يقول : «يقوّي عندي العمل بما يرويه»(4) ، و «حديثهم اعتمد عليه»(5) ، وقوله : «هذا جملة ما وصل إلينا في هذا الرجل والأقرب قبول قوله»(6) ، وفي مورد آخر يقول : «الأقرب عندي قبول روايته»(7) ، وقوله : «وعندي روايته مقبولة»(8) ، وقوله : «ولم ينصّ علماؤنا عليه بتعديل ولم يرد منه جرح ، فالأقوى قبول روايته مع سلامتها من المعارض»(9) ، وقوله : «... وهذه الرواية لا تقتضي عندي التعديل لكنّها من المرجّحات»(10) ، وقوله : «... عن الصادق عليه السلام أنّه من فراخ الشيعة ، وفي الطريق محمّد بن سنان عن الحسين بن منذر عن الصادق عليه السلام ، وهذه 3.

ص: 132


1- خلاصة الأقوال : 47.
2- خلاصة الأقوال : 47. وينظر : 48.
3- خلاصة الأقوال : 48. وينظر : 55.
4- خلاصة الأقوال : 47. وينظر : 48.
5- خلاصة الأقوال : 49. وينظر : 70.
6- خلاصة الأقوال : 50.
7- خلاصة الأقوال : 60.
8- خلاصة الأقوال : 63.
9- خلاصة الأقوال : 66. وينظر : 129.
10- خلاصة الأقوال : 93. وتنظر الصفحات : 211 ، 219 ، 303.

الرواية لاتدلّ نصّاً على عدالة الرجل لكنّها من المرجّحات»(1) ، وفي لفظ آخر «لاتثبت بها عندي عدا الستّة بل ترجيح ما»(2) ، وفي لفظ آخر : «وهو من المرجّحات عندي»(3). ومن ألفاظه : «الأقوى قبول روايته لقول الطوسي والكشّي»(4) ، وفي لفظ آخر قوله : «وقد ذكر الكشّي أحاديث تدلّ على عدالته ، وعارضت تلك الأحاديث أخبار آخر تدلّ على القدح فيه ، قد ذكرناها في كتابنا الكبير وذكرنا وجه الخلاص منها ، والرجل عندي مقبول الرواية»(5) ، وقوله : «الأقرب عندي قبول روايته لعدم طعن الشيخ ابن الغضائري فيه صريحاً مع دعاء الصادق عليه السلام له»(6) ، وقوله : «ونصر بن الصباح ضعيف عندي لا اعتبر بقوله لكن الاعتماد على تعديل النجاشي له»(7).

ويقول : «فأنا اعتمد على روايته»(8) ، وقوله : «ثقة معوّل عليه»(9) ، وقوله : «ولم أظفر له على تعديل ظاهر ولا على جرح ، بل على ما يترجّح به أنّه من الشيعة»(10) ، وقوله : «معتمداً على ما يرويه»(11) ، وقوله : «... قال 5.

ص: 133


1- خلاصة الأقوال : 116. وتنظر : 126.
2- خلاصة الأقوال : 184.
3- خلاصة الأقوال : 140.
4- خلاصة الأقوال : 141.
5- خلاصة الأقوال : 152.
6- خلاصة الأقوال : 184.
7- خلاصة الأقوال : 186.
8- خلاصة الأقوال : 189.
9- خلاصة الأقوال : 189.
10- خلاصة الأقوال : 193.
11- خلاصة الأقوال : 205.

النجاشي : إنّه حافظ حسن الحفظ ، قال : وهذا ليقتضي التعديل بل هو مرجّح»(1) ، وقوله : «روى حديثاً مرسلاً ينافي ذلك والتعديل أرجح»(2) ، وقوله : «الاعتمادعندي على قول الشيخ الطوسي في تعديله ...»(3) ، وقوله : «... وقول النجاشي أرجح»(4) ، وقوله : «... وهذا يدلّ على علوّ اعتقاده ...»(5). وهناك ألفاظ أخرى للقبول مثل : «وهذا الرجل عندي عظيم الشأن رفيع المنزلة»(6) ، وقوله : «والذي اعتمد عليه قبول روايته»(7) ، وقوله : «الأقرب عندي قبول روايته»(8) ، وقوله : «طعنوا عليه من جهة ، وليس عندي كمازعموا ...»(9) ، وقوله : «وهذا يعطي تعديله منه»(10).

ثانياً : ألفاظ الردّ :

ومن هذه الألفاظ قوله : «الأقوى الوقف في روايته»(11) ، وقوله : «عندي توقّف في قبول روايته»(12) ، وقوله : «لا يثبت به عندي روايته»(13) ، 9.

ص: 134


1- خلاصة الأقوال : 205.
2- خلاصة الأقوال : 218.
3- خلاصة الأقوال : 237.
4- خلاصة الأقوال : 258.
5- خلاصة الأقوال : 288.
6- خلاصة الأقوال : 289.
7- خلاصة الأقوال : 297.
8- خلاصة الأقوال : 299.
9- خلاصة الأقوال : 377.
10- خلاصة الأقوال : 389.
11- خلاصة الأقوال : 57.
12- خلاصة الأقوال : 62.
13- خلاصة الأقوال : 69.

وقوله : «الأولى عندي التوقّف في قبول روايته»(1) ، «فأنا في روايته من المتوقّفين»(2) ، «وهذا لا يقتضي مدحاً ولا قدحاً ... فأنا في روايته من المتوقّفين»(3) ، وقوله : «ولم أقف على مدح أو جرح من طرقنا سوى هذا ، والأولى التوقّف فيما ينفرد به حتّى تثبت عدالته»(4) ، وقوله : «وفي تعديله بذلك نظر ، والأولى التوقّف»(5) ، وقوله : «وهذا الطريق لم يثبت صحّته عندي»(6) ، وقوله : «فالأقرب التوقّف فيه»(7).

وقوله : «والتوقّف متوجّه على هذه الرواية ، ولم يثبت عندي عدالته المشار إليه»(8) ، وقوله : «إنّا في حديثه من المتوقّفين»(9) ، وقوله : «الأقرب عندي التوقّف فيما يرويه»(10) ، وقوله : «إنّه أدرك الرضا عليه السلام ولم يسمع منه ، فتركت روايته لذلك»(11) ، وقوله : «لا أعتمد عليه»(12).

ومن أقواله في الردّ أيضاً : «فإن يكن هو هذا فلا تعويل على روايته»(13) ، وقوله : «وعندي التوقّف فيما يرويه»(14) ، وقوله : «فلا أعمل 2.

ص: 135


1- خلاصة الأقوال : 76.
2- خلاصة الأقوال : 79.
3- خلاصة الأقوال : 87.
4- خلاصة الأقوال : 109.
5- خلاصة الأقوال : 109.
6- خلاصة الأقوال : 121.
7- خلاصة الأقوال : 151.
8- خلاصة الأقوال : 150.
9- خلاصة الأقوال : 265.
10- خلاصة الأقوال : 199.
11- خلاصة الأقوال : 311.
12- خلاصة الأقوال : 313.
13- خلاصة الأقوال : 314.
14- خلاصة الأقوال : 315 ، 342.

بروايته»(1) ، وقوله : «فلا اعتمد حينئذ على روايته»(2) ، وقوله : «والأحرى عندي التوقّف في روايته حتّى تثبت عدالته»(3) ، وقوله : «والأولى عندي التوقّف فيما ينفرد به»(4) ، وقوله : «لا أقبل روايته ...»(5) ، وقوله : «وعندي أنّ روايته غير مقبولة»(6) ، وقوله : «والذي اعتمد عليه التوقّف فيما يرويه»(7) ، وقوله : «أنا اتوقّف في روايته»(8) ، وقوله : «ولست أرى قبول روايته منفرداً»(9) ، وقوله : «والوجه عندي التوقّف فيما يرويه»(10) ، وقوله : «والوجه عندي ردّ روايته»(11) ، وقوله : «فالتوقّف في روايته متعيّن»(12) ، «ولست أعتمد بما يروي عنه تليد»(13) ، وقوله : «فعندي في حديثه توقّف ولاأعمل بروايته»(14) ، وقوله : «والوجه عندي التوقّف في روايته»(15) ، وقوله : «... إلاّ 4.

ص: 136


1- خلاصة الأقوال : 315.
2- خلاصة الأقوال : 316.
3- خلاصة الأقوال : 317.
4- خلاصة الأقوال : 318.
5- خلاصة الأقوال : 318.
6- خلاصة الأقوال : 320.
7- خلاصة الأقوال : 320.
8- خلاصة الأقوال : 321.
9- خلاصة الأقوال : 321.
10- خلاصة الأقوال : 323.
11- خلاصة الأقوال : 323.
12- خلاصة الأقوال : 326.
13- خلاصة الأقوال : 329.
14- خلاصة الأقوال : 331.
15- خلاصة الأقوال : 331 ، 341 ، 394.

أنّني لا أستحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً»(1) ، وقوله : «لا أعتمد على روايته»(2) ، وقوله : «والأقوى عندي التوقّف في روايته»(3) ، وقوله : «فهو عندي مردود الرواية»(4) ، وقوله : «لا يعوّل على ما ينفرد بنقله»(5) ، «ولم يكن متحقّقاً بأمرنا»(6) ، و «نحن في روايته من المتوقّفين»(7) ، و «الذي أراه التوقّف في حديثه»(8) ، و «الأولى عندي التوقّف فيه»(9) ، «والطعن عندي في مذهبه لا في نفسه»(10) ، و «فأنا لا أعتمد على روايته»(11).

المطلب الخامس

فرق الرواة المذكورين في خلاصة الأقوال

دأب العلاّمة الحلّي في ترجمته لمعظم رواته على ذكر فرقهم أو مذاهبهم في العقيدة ، لا بل بذل الجهد في التتبّع حتّى أنّه كان يذكر ما يعتقده الرجل ثمّ ما هو عليه الآن - أي التغيرات في الآراء والمذاهب - 9.

ص: 137


1- خلاصة الأقوال : 334.
2- خلاصة الأقوال : 338.
3- خلاصة الأقوال : 345.
4- خلاصة الأقوال : 249.
5- خلاصة الأقوال : 367.
6- خلاصة الأقوال : 375.
7- خلاصة الأقوال : 386.
8- خلاصة الأقوال : 397 و 398.
9- خلاصة الأقوال : 404.
10- خلاصة الأقوال : 415.
11- خلاصة الأقوال : 419.

فمثلاً يقول : «وكان قبل ذلك معتزليّاً ثمّ عاد إلينا»(1) ، أو قوله : «كان معتزليّاً ثمّ أظهر الانتقال»(2) ، وغيرها.

ومن الأمثلة على ما يذكر من مذاهب الرواة عند الترجمة لهم : «.. كان عاميّاً»(3) ، «كان أبان بن عثمان من الناووسية»(4) ، «حبيب بن أوس أبو تمّام الطائي ، كان إماميّاً»(5) ، «... إنّه مرجيّ»(6) ، وقوله : «الحسين بن عليّ بن سفيان ... خاصّي»(7) ، وقوله : «حبيب السجستاني كان أوّلا شارياً ...»(8) ، 3.

ص: 138


1- خلاصة الأقوال : 188.
2- خلاصة الأقوال : 270. وتنظر الصفحات : 67 ، 198 ، 243 ، 270 ، 246 ، 265 ، 304 ، 365 ، 383 ، 321.
3- خلاصة الأقوال : 314. والعامّي يدلّ على الأخوّة من أهل السنّة وهو لفظ مستخدم إلى يومنا هذا بلفظ (أبناء العامّة) ، وللتفصيل ينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 100.
4- خلاصة الأقوال : 74. سمّيت الناووسية نسبة إلى رئيس لها يقال له : فلان بن فلان الناووسي. وينظر : فرق الشيعة : 78 ، خلاصة الأقوال : 383 ، وقيل : نسبة إلى قرية يقال لها : الناووس ، وزعموا أنّ الصادق عليه السلام لم يمت وهو القائم المهدي عليه السلام. وينظر : فائق المقال في الحديث والرجال : 70 ، كلّيّات علم الرجال : 408 - 409 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 182.
5- خلاصة الأقوال : 132. والإمامي هو القائل بأئمّة الهدى الإثني عشر عليهم السلام. وينظر : فرق الشيعة : 116 - 117 ، فائق المقال : 69.
6- خلاصة الأقوال : 390. والمرجئة هم الذين يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية كماانه لا ينفع مع الكفر طاعة ، وسموا بذلك لاعتقادهم أنّ الله سبحانه وتعالى أرجأتعذيبهم على المعاصي. وينظر : فرق الشيعة : 26 ، فائق المقال : 71.
7- خلاصة الأقوال : 179. والخاصّي هو من اختصّ بأهل البيت عليهم السلام. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 59.
8- خلاصة الأقوال : 132. والشراة هم فرقة من فرق الخوارج باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله كما يدّعون فسمّوا أنفسهم بهذا الإسم. وينظر : الفرق بين الفرق : 93.

«ظالم بن سراق ... كان شيعيّاً»(1) ، وقوله : «وكان فطحيّ المذهب»(2) ، «كان ثقة في الحديث واقفاً في المذهب»(3) ، «كان ... من المعتزلة ...»(4) ، «كان كيسانياً»(5) ، قوله : «... هو من الزيدية ...»(6) ، «إسحاق بن بشير ... والإسحاقية تنسب إليه»(7) ، وقوله : «... كان زيديّاً جاروديّاً»(8) ، اد

ص: 139


1- خلاصة الأقوال : 173. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 84.
2- خلاصة الأقوال : 177. والفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله الأفطح ابن الإمام الصادق عليه السلام ، وسمّي بذلك لأنّه كان أفطح الرأس ، وقيل : أفطح الرجلين ، وقيل : إنّهم منسوبون إلى رئيس لهم في الكوفة يقال له : عبد الله بن الأفطح. وينظر : فائق المقال : 70 ، كلّيات علم الرجال : 411 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 113 - 114.
3- خلاصة الأقوال : 186. والواقفة هم من وقفوا على إمامة الكاظم عليه السلام. وينظر : فرق الشيعة : 90 - 91 ، فائق المقال : 71 ، كلّيات علم الرجال : 412.
4- خلاصة الأقوال : 243. والمعتزلة يقولون بأنّ الإمامة يستحقّها كلّ من كان قائماً بالكتابوالسنّة ... ومن زعمائهم واصل بن عطاء وضرار بن عمرو وإبراهيم النظام. وينظر : فرق الشيعة : 29 - 31.
5- خلاصة الأقوال : 343 ، و 204. والكيسانية هم القائلون بإمامة محمّد بن الحنفية (رض) ويزعمون أنّه حيّ. وينظر : فرق الشيعة : 41 ، فائق المقال : 71 ، كلّيّات علم الرجال : 405 - 406 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 131.
6- خلاصة الأقوال : 342. والزيدية هم القائلون بإمامة زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام وهم ثلاثة أقسام : الجارودية ، والسليمانية ، والبترية. وينظر : فرق الشيعة : ، فائق المقال : 69 - 70 ، كلّيّات علم الرجال : 406 - 407 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 74.
7- خلاصة الأقوال : 318. والإسحاقية هم طائفة يزعمون أنّ النبي لا ينقطع إلى قيام الساعةومن وقف على علم أهل البيت وتفسير القرآن فهو نبيّ ، وإنّما سمّوا بالإسحاقية لأنّهم أتباع أبي إسحاق المختار بن أبي عبيد الثقفي ، ويقال لهم : الكيسانية أيضاً. وينظر : الفرق المفترقة بين أهل الزيغ والزندقة : 34 ، وينظر : الفرق الإسلامية (ذيل كتاب شرح المواقف) : 48 ، وهذا الكلام لا يخلو من خلط ووهم على ما أظنّ.
8- خلاصة الأقوال : 321 و 348. والجارودية نوع من أنواع الزيدية منسوبون إلى زياد

وقوله : «أبو المقدام ، زيديّ بتريّ»(1) ، وقوله : «... إنّه كان خطّابيّاً في مذهبه»(2) ، «شبث ... رجع إلى الخوارج»(3) ، «... إنّه بتريّ ...»(4) ، «ثمّ خلط وأظهرمذهب المخمّسة»(5).

كما أنّ هناك إشارات تدلّ على قسم من عقائد تلك المذاهب والفرق مثل قوله : «... يقول بالجبر والتشبيه»(6) ، وقوله : «... يقول بالتزيد»(7) ، «غير أنّه حكى عنه مذاهب فاسدة في الأصول مثل القول بالرؤية»(8) ، 8.

ص: 140


1- خلاصة الأقوال : 329 و 341. والبترية قسم من أقسام الزيدية منسوبون إلى بتر النوى وهم القائلون بإمامة الشيخين. وينظر : فرق الشيعة : 38 - 39 ، فائق المقال : 70 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 33 - 34.
2- خلاصة الأقوال : 332. والخطّابية هم فرقة يتظاهرون بألوهية الإمام الصادق عليه السلام وأنّ أباالخطّاب محمّد بن مقلاص أبا زينب الأسدي الكوفي نبيٌّ مرسل بأمر الصادق عليه السلام ، ينظر : فرق الشيعة : 80 - 81 ، كلّيّات علم الرجال : 414 ، معجم مصطلحات الرجال الدراية : 16.
3- خلاصة الأقوال : 358. والخوارج هم من قالوا بكفر الحكمين بعد وقعة صفّين وكفّرواعليّاً عليه السلام ... وأمرهم مشهور. وينظر : فرق الشيعة : 34 - 35.
4- خلاصة الأقوال : 361 ، وتنظر الصفحات : 377 ، 410 ، 418.
5- خلاصة الأقوال : 365. والتخميس عند الغلاة لعنهم الله أنّ سلمان الفارسي والمقدادوعمّار وأبا ذر وعمر بن أمية الضمري هم الموكلون بمصالح العالم ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. وينظر : خلاصة الأقوال : 365 ، معجم مصطلحات الرجال والدراية : 151.
6- خلاصة الأقوال : 265.
7- خلاصة الأقوال : 197. والتزيد هو القول بزيادة الأئمّة على الأثني عشر. وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : 115.
8- خلاصة الأقوال : 68.

«... إنّه قال بالتناسخ»(1).

أو قد يشير بصورة عرضية إلى المذهب الذي يعتنقه الراوي ، كقوله : «أحد أعمدة الواقفة»(2) ، وقوله : «الزيدية تدّعيه وليس منهم»(3).2.

ص: 141


1- خلاصة الأقوال : 321.
2- خلاصة الأقوال : 362.
3- خلاصة الأقوال : 62.

الفصل الثاني

منهجه في كتابه إيضاح الإشتباه في أسماء الرواة

للعلاّمة الحلّي ثلاثة كتب في علم الرجال ، أحدها مفقود وهو كتاب كشف المقال في أحوال الرجال(1) الذي طالما أحال عليه عند ترجمته للرواة في الخلاصة(2) وإيضاح الاشتباه(3).

والكتاب الثاني هو خلاصة الأقوال في معرفة الرجال الذي ألّفه سنة ثلاث وتسعين وستمائة(4).

والكتاب الثالث هو إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة والذي انتهى من تأليفه سنة سبع وسبعمائة(5).

وهذا الكتاب الأخير - إيضاح الاشتباه - اختلف في تسميته ، فمنهم من قال : إيضاح الاشتباه في ضبط ألفاظ أسامي الرجال وأنسابهم(6) ، ومنهم من قال : إيضاح الاشتباه في أحوال الرجال(7) ، وقيل : إيضاح الاشتباه في 5.

ص: 142


1- أمل الآمل 2/85 ، بحار الأنوار 107/53 ، أعيان الشيعة 5/406 ، الذريعة 18/63.
2- الخلاصة : 50 ، 54 ، 62 ، 76 ، 90 ، 100 ، 108 ، 115 ، 152 ، 160 ، 169 ، 181 ، 191 ، 196 ، 225 ، .... إلخ.
3- إيضاح الاشتباه : 277 و 326.
4- خلاصة الأقوال : 110.
5- إيضاح الاشتباه : 327.
6- روضات الجنّات 2/274.
7- أمل الآمل 2/85.

أسامي الرواة(1) ، ونقل أنّه : إيضاح الاشتباه في ضبط الرواة(2) ، ونقل أيضاً : إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة كما سمّاه العلاّمة الحلّي في مقدّمة الكتاب(3).

وسنحاول التعرّض لمنهج العلاّمة في الإيضاح مثبتين قسماً من نقاط التشابه والاختلاف ضمناً - في المنهجية - على مستوى موارد الكتاب ومنهج التأليف وهيكليّته فضلا عن مضمونه وبذلك يكون هذا الفصل محاولة لعقد موازنة نقدية بين كتابي العلاّمة : الخلاصة والإيضاح.

المبحث الأوّل

موارد إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة :

أشار العلاّمة الحلّي إلى مصادره في المعلومات الواردة في متن الإيضاح بشكل مختصر وليس كما فعل في الخلاصة ، كما أنّه اعتمد على مصادر لم يعتمد عليها في الخلاصة ، مثل السيّد محمّد بن معد الموسوي(4) ، إذ اعتمد عليه في الإيضاح(5) ، وكذلك الدارقطني(6) في كتابه ري

ص: 143


1- أعيان الشيعة 5/406.
2- الذريعة 2/493.
3- إيضاح الاشتباه : 77.
4- هو السيّد صفيّ الدين أبو جعفر محمّد بن معد بن عليّ بن أبي رافع بن أبي الفضائل معدبن حمزة بن أحمد بن حمزة بن عليّ بن أحمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى الكاظم عليه السلام ، عالم ، فاضل ، خبير ، محدّث. وينظر : أمل الآمل 2/307 ، رياض العلماء 5/183 ، مصفى المقال : 301.
5- إيضاح الاشتباه : 128 ، 169 ، 193 ، 211 ، 218 ، 245 ، 258 ، 286 ، 287 ، 288 ، 290 ، 291 ، 315 ، 316 ، 320.
6- هو عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان الدار قطني المقري

المؤتلف والمختلف اعتمد عليه مرّتين(1) ، وأحمد بن الحسن(2).

أمّا عن المصادر المشتركة عند العلاّمة الحلّي - أي التي استعملها في الخلاصة والإيضاح فقد أشار إلى بعضها ذاكراً أبا جعفر الطوسي(3) وأحمد ابن طاووس(4) - من شيوخ العلاّمة - وأحمد بن عليّ بن نوح السيرافي(5) ومحمّد بن الحسن بن الوليد(6).

وأشار العلاّمة إلى كتابه الكبير في الرجال كشف المقال في معرفة الرجال في الإيضاح مرّتين في المتن(7) ومرّة واحدة في المقدّمة(8) ، بينما ذكره في الخلاصة ثلاثاً وعشرين مرّة(9).9.

ص: 144


1- الإيضاح : 121 و 321. وقد اعتمد عليه ابن داود في رجاله. وينظر : 75 و 128.
2- الإيضاح : 279. وهناك خمسة رواة يحملون هذا الاسم في فهرست الشيخ الطوسي. وينظر : الصفحات : 64 - 65 ، 66 ، 67 ، 72 - 73 ، 83 ، وفي اختيار الكشّي وينظر : 890.
3- الإيضاح : 234 و 321.
4- الإيضاح : 85.
5- الإيضاح : 143
6- الإيضاح : 277.
7- الإيضاح : 277.
8- الإيضاح : 77.
9- الخلاصة ، 50 ، 54 ، 62 ، 76 ، 90 ، 100 ، 108 ، 115 ، 152 ، 154 ، 160 ، 169 ، 181 ، 191 ، 196 ، 229 ، 241 ، 252 ، 289 ، 317 ، 395 ، 407 ، 409.

المبحث الثاني

تحليل منهج التأليف في كتاب الإيضاح :

هناك بون شاسع بين الكتابين - الخلاصة والإيضاح - من حيث عدد الرواة المترجم لهم ، إذ حوى كتاب الخلاصة ألفاً وسبعمائة وسبعاً وثلاثين ترجمة ، وزاد عليها في الفوائد في نهاية الكتاب اثنتين وأربعين ترجمة ، بينماحوى الإيضاح تسعاً وتسعين وسبعمائة ترجمة ، منها ما هو مكرّر - كماسنشير لاحقاً - وبضمنها باب الكنى الذي ضمّ سبعاً وعشرين ترجمة ، كما أنّه لم يقسمه إلى قسمين كما هو الحال في الخلاصة.

ورتّب العلاّمة الإيضاح على حروف المعجم معتمداً على أوّل الاسم فقط ، وكذلك فعل في الخلاصة ، فتراه يقدّم الفضيل على الفضل ... وموسى على معاوية ... إلخ.

وهذا ممّا يتعب المتتبّع والقارئ ، وقد لمست ذلك من خلال طول مدّة التعامل مع كتاب الخلاصة على مدار البحث ، ولم أبذل جهداً يوازي ما بذلته مع الخلاصة وموازنة برجال ابن داود فقد رتّب أسماءهم على الأوائل فالثواني من الحروف ثمّ الآباء ، فصار المرء يصل إلى ضالّته بصورة أسهل وأسرع.

كما أنّ العلاّمة أضاف في الخلاصة عشر فوائد في الرجال ، ولم يضف شيئاً في الإيضاح. وألّف كتاب الإيضاح بتاريخ آخر نهار الثلاثاء تاسع عشر من ذي القعدة في سنة سبع وسبعمائة ، أي بعد تأليف الخلاصة بأربع عشرة سنة(1).7.

ص: 145


1- الإيضاح : 327.

المتن :

أمّا عن متن الإيضاح فإنّه لا يخالف كثيراً متن الخلاصة من حيث طريقة عرض المادّة الرجالية والتعامل مع مفردات الترجمة ، لذا سنشير إلى ذلك على وجه الاختصار من دون أمثلة.

بالنسبة لأسماء الرواة فإنّه أخذ على نفسه تقييد الألفاظ التي يخشى أن يحصل في حروفها التصحيف والتحريف(1) ، أو أنّه ينسبه إلى تشابه الأسماء خشية حصول الخلط للقارى(2) ، كما أشار إلى الصحابة والتابعين(3) ، والتركيز على أنساب الرواة(4) ، وممّن نسب إلى مدينة أو بلد(5) ، فضلا عن ذكر الموالي ومن يوالون(6). وأشار إلى العاهات الجسدية لقسم من الرواة(7). وكنّى الرواة(8).

أمّا ما يخصّ الأئمّة عليهم السلام فإنّه أشار إلى من صاحب الأئمّة عليهم السلام(9) ، ومن روى عنهم عليهم السلام(10). ).

ص: 146


1- الإيضاح : 79 ، 80 ، 81 ، 84 ، 85 ، 86 ، ... وغيرها.
2- الإيضاح : 287.
3- الإيضاح : 212.
4- الإيضاح : 91 ، 139 ، 180 ، 183 ، 275.
5- الإيضاح : 135 ، 164 ، 168 ، 198 ، 202 ، 225 ، 226 ، 243 ، 244 ، 248 ، 254 ، 272.
6- الإيضاح : 122 ، 142 ، 150 ، 168 ، 180 ، 194 ، 200 ، 208 ، 217 ، 229 ، 231 ، 236 ، 246 ، 276 ، 320 ، 309.
7- الإيضاح : 252.
8- الإيضاح : 134 و : 200.
9- الإيضاح : 242 و 298.
10- الإيضاح : 115 ، 121 ، 233 ، 285 ، 296 ، 301 ، روى عن الرسول (صلى الله عليه وآله).

كما أشار العلاّمة في الإيضاح إلى الكتب التي ألّفها الرواة المترجم لهم(1) ، فضلا عن الإشارة إلى التأليفات التي لا ترقى إلى كتاب ، كقوله : «خطبة يذكر فيها الأمور بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ...»(2) ، وأشار إلى من روى عن العلماءالمعروفين المعاصرين للرواة(3) ، كما أشار إلى المهن التي امتهنها الرواة(4) كالصيرفي والورّاق والتاجر ... إلخ. فضلا عن المناصب الإدارية التي تقلّدها بعض الرواة(5) ، كالقاضي والعامل والأمير ... إلخ. كما أنّ هناك تسميات عرف بها الرواة فكان العلاّمة يذكرها مبيّناً سبب هذه التسمية أحياناً(6)ويذكر أحداثاً تاريخية لها علاقة بالرواة المترجم لهم(7) وذكر من روى من الإناث(8).

أمّا ما يخصّ ألفاظ جرح الرواة وتعديلهم :

فقد أشار العلاّمة في مقدّمة الكتاب إلى أنّه لن يذكر جرحاً ولا تعديلاً فقال : «لا ذكرنا تعديلهم وجرحهم»(9) ، إلاّ أنّه أشار إلى جرح قسم من الرواة وتعديل آخرين إلاّ أنّها لا ترقى إلاّ ما ذكره العلاّمة في الخلاصة ، ومن 7.

ص: 147


1- الإيضاح : 104 ، 113 ، 162 ، 169 ، 238 ، 239 ، 258 ، 289 ، 290 ، 292 ، 326.
2- الإيضاح : 146.
3- الإيضاح : 176 ، 210 ، 285 ، 289.
4- الإيضاح : 84 ، 111 ، 159 ، 160 ، 165 ، 174 ، 208 ، 218 ، 234 ، 236 ، 261 ، 282 ، 315.
5- الإيضاح : 112.
6- الإيضاح : 195 ، 218 ، 234 ، 257 ، 266.
7- الإيضاح : 243 ، 317 ، 320 ، 326.
8- الإيضاح : 258.
9- الإيضاح : 77.

ألفاظه في الإيضاح : «ضعيف الحديث فاسد المذهب(1)» «ثقة»(2) «ضعيف»(3) «ضعيف غال»(4) «ضعيف جدّاً»(5) «لا يطعن عليه بشيء»(6) «لابأس به»(7) «كذّاب»(8) «لم يكن بالمرضيّ»(9) «وكيل الناحية»(10) «ثقة وجيهاً»(11) «ثقة في الحديث»(12) «ثقة عين»(13) «شيخ من أصحابنا»(14) «حجّة في أصحابنا»(15) «ثقة جليل»(16) «غالي المذهب»(17).

ويشير أحياناً إلى إشارات لا تفيد الجرح أو التعديل بصورة واضحة ، مثل : «قليل الحديث»(18) «كثير الحديث»(19) «يروي عن الضعفاء ويعتمد8.

ص: 148


1- الإيضاح : 98.
2- الإيضاح : 175 ، 178 ، 196 ، 209 ، 221 ، 224 ، 229 ، وغيرها.
3- الإيضاح : 192 ، 241 ، 242 ، 303.
4- الإيضاح : 210.
5- الإيضاح : 219.
6- الإيضاح : 221.
7- الإيضاح : 226.
8- الإيضاح : 241 و 309.
9- الإيضاح : 256.
10- الإيضاح : 275.
11- الإيضاح : 279 و 297.
12- الإيضاح : 287.
13- الإيضاح : 288.
14- الإيضاح : 289.
15- الإيضاح : 261.
16- الإيضاح : 291 ، 295 ، 298 ، 300.
17- الإيضاح : 307.
18- الإيضاح : 224.
19- الإيضاح : 288.

المراسيل»(1) ، كما أنّه يوثق أحياناً جماعيّاً عند ذكره لأحد الرواة وأبيه وجدّه أوشيوخه(2).

أمّا عن الفرق والمذاهب التي اعتنقها الرواة وأشار إليها العلاّمة في الإيضاح فهي عينها التي في الخلاصة ، مثل : زيدي(3) ، واقفي(4) ، عامّي ، وزادعليها في الإيضاح : «قطعي»(5) إذ لم يذكر هذا المذهب في الخلاصة.

إلاّ أنّه ما ذكر في الإيضاح لا يرقى من حيث الكم والنوع إلى ما هو موجود في الخلاصة ، كما أشار العلاّمة إلى قسم من الرواة بعبارات تدلّ على مستواهم أو منزلتهم في مذاهبهم ، كقوله : «وجها في الواقفة»(6). وقد أتيت بهذه الألفاظ حسب أسبقية ورودها في متن الإيضاح.

المبحث الثالث

ملاحظات على منهجية العلاّمة في الإيضاح «المتن» :

1 - عدم ترتيب الكتاب حسب الحروف الهجائية :

إذ جعلها حسب الحرف الأوّل من الاسم فقط دون الثاني والثالث ، فهويذكر من يبدأ بحرف الباء مثلاً ولا يلتفت إلى ما بعد الحرف الأوّل ، وهكذابالنسبة إلى بقية الحروف ، وهذا مخالف للطريقة المألوفة في مراعاة 1.

ص: 149


1- الإيضاح : 277.
2- الإيضاح : 302 و 303.
3- الإيضاح : 107.
4- الإيضاح : 141 ، 209.
5- الإيضاح : 160. والقطعي : من قطع بموت الإمام الكاظم عليه السلام. وينظر : فرق الشيعة : 90 ، الإيضاح : 161.
6- الإيضاح : 141.

الترتيب على الحرف الأوّل ، وهذا ديدن العلاّمة ومنهجه في الخلاصة أيضاً ، وحسناً فعل ابن داود إذ جعلها على الأحرف الثوان فالثوالث فالآباء ممّايسّر عملية القراءة والبحث في كتابه ، ومن مساوئ هذه المنهجية في الخلاصة والإيضاح أنّها تتعب من يريد أن يحصل على مفردة معيّنة.

2 - الاختلافات أو التناقضات بين دفّتي الإيضاح ، وهي كالآتي :

* قال في الإيضاح : «أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي : بالواو والدال المهملة ، ابن جعفر ابن أخي ذبيان»(1) ، وفي موضع آخر يقول : «... ابن حكيم أبو عمرو الأزدي : باسكان الزاي»(2).

* ويقول : «أحمد بن ميتم : بكسر الميم وإسكان الياء وفتح التاء المنقّطة فوقها نقطتين(3) ، ابن أبي نعيم»(4) ، وفي مورد آخر يقول : «أحمد ابن ميثم : بكسر الميم وإسكان الياء المنقّطة تحتها نقطتين(5) وفتح الثاء المنقّطة ثلاث نقط»(6).

* ويقول : «بشّار بن يسار الضبيعي : بضمّ الضاد المعجمة»(7) ، وفي ترجمة أخيه سعيد يقول : «سعيد بن يسار الضبعي : بالضاد المعجمة المفتوحة والباء المنقّطة تحتها نقطة المضمومة والعين المهملة»(8).4.

ص: 150


1- الإيضاح : 98.
2- الإيضاح : 182.
3- هكذا وردت في الكتاب ، والأصحّ نقطتان.
4- الإيضاح : 105.
5- هكذا وردت في الكتاب ، والأصحّ نقطتان.
6- الإيضاح : 113.
7- إيضاح الاشتباه : 122.
8- إيضاح الاشتباه : 194.

* ويقول : «سالم بن مكرم بن عبد الله أبو خديجة الكُناوسي : بضمّ الكاف»(1) ، بينما يجعله بكسر الكاف حيث يقول : «صالح بن خالد المحاملي الكناسي : بكسر الكاف»(2).

* ويقول : «القاسم بن محمّد بن عليّ إبراهيم الهمداني : بالدال المهملة»(3) ، وفي ذكر والده يقول : «محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمذاني : بالدال المعجمة»(4).

3 - تكرار ترجمة أسماء قسم من الرواة :

هناك قسم من الأسماء تتكرّر مرّتين أو ثلاث مرّات ولا نعرف السبب ، لذا أحصيت المكرّر بعد مراجعة الأصول الرجالية ووازنتها بالإيضاح ، وهي على النحو الآتي :

- أحمد بن محمّد أبو غالب الزراري(5).

- أحمد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ابن سنسن أبو غالب الزراري(6).

- أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع بن عبيد بن عازب(7).

- أحمد بن أبي رافع الصيمري(8). 4.

ص: 151


1- إيضاح الاشتباه : 196.
2- إيضاح الاشتباه : 202.
3- إيضاح الاشتباه : 256.
4- إيضاح الاشتباه : 275.
5- إيضاح الاشتباه : 96.
6- إيضاح الاشتباه : 101.
7- إيضاح الاشتباه : 101.
8- إيضاح الاشتباه : 114.

- أحمد بن ميتم : بالتاء ، ابن أبي نعيم(1).

- أحمد بن ميثم : بالثاء(2).

- أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي(3).

- أحمد بن يحيى الأودي(4).

- جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي(5).

- جعفر الأودي(6).

- الحسن بن الطيّب الشُجاعي(7).

- الحسين بن الطيّب الشجاعي(8).

- الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشبخي(9).

- الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاّج(10).

- داود بن كثير الرقّي(11).

- داود الرقّي(12). 7.

ص: 152


1- إيضاح الاشتباه : 105.
2- إيضاح الاشتباه : 113.
3- إيضاح الاشتباه : 98.
4- إيضاح الاشتباه : 114.
5- إيضاح الاشتباه : 131.
6- إيضاح الاشتباه : 133.
7- إيضاح الاشتباه : 150.
8- إيضاح الاشتباه : 164.
9- إيضاح الاشتباه : 161.
10- إيضاح الاشتباه : 163.
11- إيضاح الاشتباه : 176.
12- إيضاح الاشتباه : 177.

- سيف بن عميرة(1).

- سيف بن عميرة(2).

- عبّاد الرواجني ابن يعقوب الأسدي(3).

- عبّاد بن يعقوب الرواجني(4).

- عثمان بن حاتم بن منشاب(5).

- عثمان بن حاتم بن منشاب التغلبي(6).

- عمرو بن عثمان الخزّاز(7).

- عمرو بن عثمان الثقفي الخزّاز(8).

- عليّ بن الحسين بن عمرو الخزّاز(9).

- عليّ بن الحسين بن عمرو الخزّاز(10).

- عليّ بن أبي صالح ، واسم أبي صالح محمّد يلقّب بزرج(11).

- عليّ بن بزرج(12). 2.

ص: 153


1- إيضاح الاشتباه : 194.
2- إيضاح الاشتباه : 198.
3- إيضاح الاشتباه : 211.
4- إيضاح الاشتباه : 212.
5- إيضاح الاشتباه : 211.
6- إيضاح الاشتباه : 213.
7- إيضاح الاشتباه : 213.
8- إيضاح الاشتباه : 232.
9- إيضاح الاشتباه : 214.
10- إيضاح الاشتباه : 215.
11- إيضاح الاشتباه : 220.
12- إيضاح الاشتباه : 222.

- محمّد بن أحمد بن ثابت(1).

- محمّد بن أحمد بن ثابت(2).

- محمّد بن أبي القاسم يعرف ب- : ماجيلويه(3).

- محمّد بن أبي القاسم بن عمران الخبابي البرقي أبو عبد الله الملقّب ماجيلويه(4).

- محمّد بن عليّ القناني(5) ، محمّد بن عليّ الكاتب القناني(6) ، محمّد بن عليّ بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة أبو الفرج القناني(7).

- محمّد بن زكريّا الغلابي(8) ، محمّد بن زكريّا الغلابي(9) ، محمّد ابن زكريّا بن دينار الغلابي(10).

- محمّد بن موسى بن عيسى أبو جعفر الهمذاني(11).

- محمّد بن موسى الهمذاني(12).

- محمّد بن وهبان الدبيلي(13) ، محمّد بن وهبان الدبيلي(14) ، محمّد 0.

ص: 154


1- إيضاح الاشتباه : 263.
2- إيضاح الاشتباه : 271.
3- إيضاح الاشتباه : 264.
4- إيضاح الاشتباه : 278.
5- إيضاح الاشتباه : 266.
6- إيضاح الاشتباه : 287.
7- إيضاح الاشتباه : 294.
8- إيضاح الاشتباه : 268.
9- إيضاح الاشتباه : 371.
10- إيضاح الاشتباه : 276.
11- إيضاح الاشتباه : 273.
12- إيضاح الاشتباه : 276.
13- إيضاح الاشتباه : 266.
14- إيضاح الاشتباه : 270.

ابن وهبان بن محمّد بن حمّاد بن بشر بن سليم بن نافع بن هلال(1).

- أبو طالب البصري(2).

- أبو طالب الأزدي البصري الشعراني(3).

المبحث الرابع

الاختلافات في المتن بين الخلاصة والإيضاح :

عند مقابلة كتاب الإيضاح بالخلاصة لأجل عقد رؤية نقدية موازنة بين الكتابين نجد أنّ هناك اختلافات بين الكتابين على الرغم من أنّ الإيضاح ألف بعد الخلاصة بأربع عشرة سنة ، ولم استطع أن أبيّن سبباً لهذه الاختلافات ، فلا يمكن أن نقول : إنّ السبب هو التصحيف من قبل النسّاخ ، لأنّ العلاّمة الحلّي كان قد ضبط الحروف في كتابيه ، ولا يمكن القول : إنّه غيررأيه عن ما في الخلاصة ، لأنّ أغلب المصادر الرجالية ترجّح أو تنقل ما في الخلاصة من رأي ، ولعلّ هناك أسباباً غير معلومة. أمّا الاختلافات فهي على النحو الآتي :

- إدريس بن زياد الكفرثوثي : بفتح الكاف ، والفاء ، وإسكان الراء ، وضمّ الثاء المنقطة ثلاث نقط ، وإسكان الواو ، وكسر الثاء فوقها ثلاث نقط(4).

- الكفرثوثائي(5). 0.

ص: 155


1- إيضاح الاشتباه : 293.
2- إيضاح الاشتباه : 322.
3- إيضاح الاشتباه : 324.
4- إيضاح الاشتباه : 82.
5- خلاصة الأقوال : 60.

- إبراهيم بن سليمان بن عبيد الله(1).

- ابن عبد الله(2).

- أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي بن جعفر بن أخي ذبيان(3).

- أبو جعفر ابن أخي ذبيان(4).

- أحمد بن محمّد بن أحمد بن طرخان الجرجرائي(5).

- الجرجاني(6).

- أحمد بن ميتم : بكسر الميم ، وإسكان الياء ، وفتح التاء المنقّطة فوقها نقطتين(7).

- أحمد بن ميثم : بالميم المفتوحة ، ثمّ الياء الساكنة ، وبعدها الثاء المنقّطة فوقها ثلاث نقط(8).

- عمومته : شديد : بالشين المعجمة(9).

- عمومته : سدير : بإهمال السين والراء أخيراً(10).

- جعفر بن إسماعيل المنقري : بكسر الميم ، والنون الساكنة ، وفتح 5.

ص: 156


1- إيضاح الاشتباه : 85.
2- خلاصة الأقوال : 50.
3- إيضاح الاشتباه : 98.
4- خلاصة الأقوال : 70.
5- إيضاح الاشتباه : 103.
6- خلاصة الأقوال : 71.
7- إيضاح الاشتباه : 105.
8- خلاصة الأقوال : 64.
9- إيضاح الاشتباه : 115.
10- خلاصة الأقوال : 165.

القاف والراء(1).

- جعفر بن إسماعيل المقرىء(2).

- الحسين بن حمدان الخصيبي : بالخاء المعجمة المفتوحة ، والصاد المهملة المكسورة ، والياء المنقّطة تحتها نقطتين بعدها باء المنقّطة تحتها نقطة ، الجنبلائي : بضمّ الجيم ، وإسكان النون بعدها ، وضمّ الباء المنقطعة تحتها نقطة ، والياء أخيراً بغير نون(3).

- الحسين بن حمدان الخصيبي : بإعجام الضاد ، الجنبلني : بالنون قبل الياء(4).

- الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضاري : بالراء المهملة بعد الألف بغير فصل(5).

- الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري : بالياء بين الألف والراء(6).

- حصين : بالصاد المهملة ، ابن حبشي(7).

- حضين : بالضاد المعجمة ، ابن حبشي(8).

- حيدر بن محمّد بن نعيم(9). 6.

ص: 157


1- إيضاح الاشتباه : 129.
2- خلاصة الأقوال : 332.
3- إيضاح الاشتباه : 160.
4- خلاصة الأقوال : 339.
5- إيضاح الاشتباه : 161.
6- خلاصة الأقوال : 116.
7- إيضاح الاشتباه : 165.
8- خلاصة الأقوال : 342.
9- إيضاح الاشتباه : 166.

- حيدر بن نعيم بن محمّد(1).

- حبيش : بالباء ثمّ الياء ، ابن مبشر(2).

- حبش : بدون ياء ، ابن مبشر(3).

- خالد بن ماد : بالميم أوّلا ، والدال المهملة المشدّدة بعد الألف بلا فصل ، القلانسي الكوفي(4).

- خالد بن زياد : ... والمثنّاة التحتية ، القلانسي الكوفي(5).

- داود بن كثير الرقّي ، يكنّى أبا خالد وأبا سليمان(6).

- أبوه يكنّى أبا خالد(7).

- داود بن أسد بن عفير المصري(8).

- أسد بن عفر البصري(9).

- داود بن زربي : بالزاي المكسورة(10).

- داود بن زربي : بالزاي المضمومة(11).

- درست بن أبي منصور الواسطي(12). 1.

ص: 158


1- خلاصة الأقوال : 127.
2- إيضاح الاشتباه : 167.
3- خلاصة الأقوال : 135.
4- إيضاح الاشتباه : 170.
5- خلاصة الأقوال : 137 - 138.
6- إيضاح الاشتباه : 176.
7- خلاصة الأقوال : 140.
8- إيضاح الاشتباه : 176.
9- خلاصة الأقوال : 143.
10- إيضاح الاشتباه : 179.
11- خلاصة الأقوال : 142.
12- إيضاح الاشتباه : 181.

- درست بن منصور الواسطي(1).

- رزيق بن الزبير الخلقاني(2).

- رزيق بن مرزوق(3).

سعيد بن بنان أبو حنيفة سابق الحجّاج : بالباء المنقّطة تحتها نقطة(4).

- سعيد بن بيان أبو حنيفة سائق الحاج(5).

- سهل بن سهل بن الهرمزدان(6).

- سهل بن الهرمزان(7).

- عبد الله بن جبلة بن حيّان بن الحرّ : بالحاء المضمومة المهملة والراءالمشدّدة ، الكناني(8).

- عبد الله بن جبلة بن حيّان بن الجبر : بالياء المفردة والجيم والراي ، الكناني(9).

- عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزوم بن خالد الفزر(10).

- عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزوم بن خالد الفرز(11).1.

ص: 159


1- خلاصة الأقوال : 345 - 346.
2- إيضاح الاشتباه : 186.
3- خلاصة الأقوال : 147.
4- إيضاح الاشتباه : 192 - 193.
5- خلاصة الأقوال : 158.
6- إيضاح الاشتباه : 196.
7- خلاصة الأقوال : 159.
8- إيضاح الاشتباه : 209.
9- خلاصة الأقوال : 272.
10- إيضاح الاشتباه : 210.
11- خلاصة الأقوال : 201.

- عليّ بن العبّاس الخراديني : بالخاء المعجمة(1).

- عليّ بن العبّاس الجراذيني : بالجيم المعجمة(2).

- عليّ بن أبي صالح بزرج : بفتح الباء(3).

- عليّ بن أبي صالح بزرج : بضمّ الباء(4).

- عليّ بن الحسين الهمذاني : بالذال المعجمة(5).

- عليّ بن الحسين الهمداني : بالدال المهملة(6).

- عبّاس بن يزيد الخرزي(7).

- عبّاس بن يزيد الخريزي(8).

- عبد الله بن العلاء المذاري(9).

- عبد الله بن أبي العلاء المذاري(10).

- عبيد الله بن كثير العامري(11).

- عبيد بن كثير العامري(12). 4.

ص: 160


1- إيضاح الاشتباه : 219.
2- خلاصة الأقوال : 367.
3- إيضاح الاشتباه : 220.
4- خلاصة الأقوال : 368.
5- إيضاح الاشتباه : 224.
6- خلاصة الأقوال : 176.
7- إيضاح الاشتباه : 227.
8- خلاصة الأقوال : 210.
9- إيضاح الاشتباه : 235.
10- خلاصة الأقوال : 201.
11- إيضاح الاشتباه : 238.
12- خلاصة الأقوال : 384.

- عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك السمري الملقّب دحمان(1).

- عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك السمري الملقّب دحان(2).

- عبد الرحمن بن أحمد بن جيرويه(3).

- عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه(4).

- عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي : بفتح الجيم وضمّ اللام(5).

- الجلودي : بإسكان اللام وفتح الواو (6).

- عاصم بن حميد الحنّاط الجعفي(7).

- عاصم بن حميد الحنّاط الحنفي(8).

- عيينة بن ميمون(9).

- عتيبة بن ميمون(10).

- غياث بن إبراهيم التميمي الأسيدي(11).

- غياث بن إبراهيم التميمي الأسدي(12). 5.

ص: 161


1- إيضاح الاشتباه : 239.
2- خلاصة الأقوال : 374.
3- إيضاح الاشتباه : 239.
4- خلاصة الأقوال : 205.
5- إيضاح الاشتباه : 244.
6- خلاصة الأقوال : 208.
7- إيضاح الاشتباه : 246.
8- خلاصة الأقوال : 220.
9- إيضاح الاشتباه : 247.
10- خلاصة الأقوال : 227.
11- إيضاح الاشتباه : 250.
12- خلاصة الأقوال : 385.

- محمّد بن الحسين بن سعيد الصائغ(1).

- محمّد بن الحسن بن سعيد الصائغ(2).

- محمّد بن يحيى بن سلمان - بغير ياء - الخثعمي(3).

- محمّد بن يحيى بن سليمان الخثعمي(4).

- محمّد بن منصور بن يونس بزرج : بفتح الباء(5).

- محمّد بن منصور بن يونس بزرج : بضمّ الباء(6).

- محمّد بن عليّ بن الفضل ... بن مناذرماخ : بالنون(7).

- محمّد بن عليّ بن الفضل ... بن مياذرماه : بالياء(8).

- موسى بن جعفر الكيذاني : بالياء(9).

- موسى بن جعفر الكمنذاني : بالنون(10).

- موسى بن الحسن بن محمّد ... بن كبريا : بالباء بعد الكاف(11).

- موسى بن الحسن بن محمّد بن كيريا : بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وبعد الراء(12). 3.

ص: 162


1- إيضاح الاشتباه : 263.
2- خلاصة الأقوال : 401.
3- إيضاح الاشتباه : 280.
4- خلاصة الأقوال : 262.
5- إيضاح الاشتباه : 282.
6- خلاصة الأقوال : 263.
7- إيضاح الاشتباه : 290.
8- خلاصة الأقوال : 268.
9- إيضاح الاشتباه : 295.
10- خلاصة الأقوال : 406.
11- إيضاح الاشتباه : 296.
12- خلاصة الأقوال : 273.

- مندل عليّ العنزي : بفتح العين المهملة وفتح النون وكسر الزاي(1).

- مندل بن عليّ العتري : بالعين المهملة المفتوحة ، والتاء المنقّطة فوقها نقطتين المفتوحة والراء بعدها(2).

- يزيد بن إسحاق يلقب شغر : بفتح الشين المعجمة والغين المعجمة(3).

- يزيد بن إسحاق يلقّب شعر : بالعين المهملة(4).

أهمّية كتاب إيضاح الاشتباه :

تقع أهمّية هذا الكتاب في كونه الوحيد من كتب الإمامية التي ألّفت في هذا الباب من العلم لرفع الاشتباه عن أسماء الرواة ، خلافاً لعلماء الجمهور الذين ألّفوا عشرات الكتب في هذا المضمار(4). ر.

ص: 163


1- إيضاح الاشتباه : 302.
2- خلاصة الأقوال : 410.
3- إيضاح الاشتباه : 321.
4- خلاصة الأقوال : 295.

الفصل الثالث

نقد منهجية ابن المطهّر الحلّي

إنّ هذا العنوان يقصد به رصد خروقات العلاّمة لما ألزم نفسه به في تبيان منهجيّته ، وسوف نشير إلى هذه الخروقات مع الأمثلة :

1 - ذكر العلاّمة أنّه قسّم كتابه الخلاصة إلى قسمين : القسم الأوّل فيمن يروي عنه والثاني فيمن لم يرو عنه(1) ، ومع ذلك نجده يذكر عبارة : «اعمل على روايته»(2) أو غيرها من ألفاظ القبول المذكورة سلفاً في القسم الأوّل - الذي هو مخصّص لمن يقبل روايته - عند ترجمته للكثير من الرواة ، فذكرها على ما يبدو يصبح زيادة ، ثمّ يترك الإشارة بهذه الألفاظ في ترجمة بعض الرواة(3) ، وهو بهذا لا يسير على منهجية واحدة داخل القسم الواحد ، فقد يظنّ القارئ أنّ من اتبع بلفظ القبول من الرواة له شأن خاصّ يختلف عن من لم يضف إليه هذا اللفظ. وكذلك الأمر في القسم الثاني فإنّه يذكر عبارة من عبارات الرفض مثل : «لا اعتمد عليه»(4) في الجزء المخصّص لذلك ، ثمّ يترك الإشارة إلى مثل هذه الألفاظ في ترجمة بعض 3.

ص: 164


1- خلاصة الأقوال : 44.
2- خلاصة الأقوال : 47.
3- خلاصة الأقوال : 52.
4- خلاصة الأقوال : 303.

آخرين(1).

2 - نلاحظ أنّ العلاّمة لم يكن يعتمد بصورة واضحة على آراء ابن الغضائري المنقولة من قبله في القسم الأوّل(2) بل كان أسير آراء النجاشي(3) ، إلاّأنّه قلب له ظهر المجنّ في القسم الثاني وبات يعتمد على تضعيفات ابن الغضائري في ترجمة الرواة(4) ، وليس ذلك حسب بل إنّه بات يهمل آراء النجاشي بعد المناقشة(5) ، ثمّ عاد إليه وترك ابن الغضائري في مورد واحد في نهاية الكتاب(6).

3 - نلاحظ أنّ العلاّمة ذكر في القسم الأوّل المخصّص لمن يروي عنهم ويأخذ بروايتهم من يتوقّف في روايتهم حسب ذكره(7) ، وفي القسم ،

ص: 165


1- خلاصة الأقوال : 414 ، على سبيل المثال لا الحصر.
2- خلاصة الأقوال : 51 ، على سبيل المثال لا الحصر.
3- خلاصة الأقوال : 50 ، 51 ، 55 ، 60 ، 70 ، 71 ، 72 ، 83 ، 89 ، 94 ، 101 ، 108 ، 115 ، 116 ، 117 ، 119 ، 123 ، 129 ، 130 ، 131 ، وغيرها من الموارد.
4- خلاصة الأقوال : 316 ، 318 ، 319 ، 320 ، 322 ، 324 ، 325 ، 330 ، 331 ، 332 ، 334 ، 335 ، 336 ، 339 ، 340 ، 342 ، 344 ، 345 ، وغيرها من الموارد.
5- خلاصة الأقوال : 319 و 355.
6- خلاصة الأقوال : 419.
7- خلاصة الأقوال : تنظر الصفحات : 57 عبارة «الأقوى الوقف في روايته» ، 62 «عندي توقّف في قبول روايته» ، 69 «لا يثبت به عندي روايته» ، 76 «الأولى عندي التوقّف في قبول روايته» ، 79 «فأنا في روايته متوقّف» ، 87 «فنحن في روايته من المتوقّفين» ، 109 «وفي تعديله بذلك نظر» ، «والأولى التوقّف» ، 109 «والأولى التوقّف فيما ينفرد به حتّى تثبت عدالته» ، 121 «وهذا الطريق لم يثبت صحّته عندي» ، 151 «فالأقرب التوقّف فيه» ، 150 «والوقوف متوجّه على هذه الرواية» ،

الثاني المخصّص لمن يتوقّف في روايتهم ذكر بينهم من يأخذ بروايته(1).

4 - أحياناً يستعمل العلاّمة في معرض ترجمته لأحد الرواة عبارات أوألفاظ متأرجحة لا تدلّ على جرح قاطع أو تعديل ناصع ممّا يجعل القارئ في حيرة من أمره(2).

5 - استعمل العلاّمة لفظ «قتل»(3) بعد ترجمة كل راو استشهد في معارك الإسلام مثل بدر وأُحد والخندق وكذلك الجمل وصفّين والطفّ ... إلخ ، ولم يقل : استشهد.

6 - كثيراً ما يذكر ضمناً في ترجمة أحد الرواة أنّه ابن عمّ فلان أو ابن بنت فلان أو جدّه فلان(4) لكن نجده في مواطن أخرى لا يذكر ذلك ، فعندماتعرّض لترجمة عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار(5) أشار إلى أنّه من أصحاب الحسين عليه السلام ولم يذكر أنّه من رهطه الهاشمي ، ولا حتّى أنّه ابن أخته العقيلة زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.3.

ص: 166


1- خلاصة الأقوال : تنظر الصفحات : 337 «طعنوا عليه من جهة وليس عندي كما زعموا ، وهو ثقة» ، 415 «والطعن عندي في مذهبه لا في نفسه».
2- خلاصة الأقوال ، تنظر : 137 «وهذا الحديث لا يدلّ صريحاً على عقيدة الرجلين» ، 326«لا يحضرني الآن حال سلام ، فإن كان ثقة صحّ سند الحديث ، وإلاّ فالتوقّف في روايته متعيّن» ، 285 «... يقال : نجية القوّاس ، وليس معروف الحال».
3- خلاصة الأقوال : 210 «قتل معه بكربلاء ، قتله حكيم بن طفيل» ، 85 «قتل بصفّين ...»وغيرها من الصفحات : 74 ، 204 ، 223 ، 299.
4- خلاصة الأقوال : 96 ، 75 ، 176 ، 224 ، 402.
5- خلاصة الأقوال : 223.

7 - نجد أنّ العلاّمة ذكر كثيراً من الثقات الذين يعتمد على روايتهم في القسم الأوّل وهم ليسوا من الأمامية كأن يكونوا من الفطحية أو الواقفية ... إلخ(1) ، بينما نراه - أي العلاّمة - في القسم الثاني عندما يذكر من لم يأخذ منهم أو يتوقّف في الرواية عنهم يذكر السبب وهو أنّهم إمّا واقفية أوزيدية أو فطحية ... إلخ(2) ، أي أنّ السبب في قدحهم هو عدم كونهم على مذهب الأمامية كما هو واضح ، فلماذا هذه الازدواجية؟!

8 - أعاد العلاّمة أسماء قسم من الرواة في باب الكنى على الرغم من أنّ المعلومات المذكورة في أبوابهم كاملة ، إذ أنّ باب الكنى كان مخصّصاً لمن اشتهر بكنيته دون اسمه(3).ى.

ص: 167


1- خلاصة الأقوال : 132 ، شاري : 177 ، فطحي : 186 ، 199 ، 194 ، 232 ، واقفي : 204 ، كيسانيّ : 265 ، زيديّ : 270 ، 188 ، 243 ، 266 معتزليّ ... وغيرها.
2- خلاصة الأقوال : 314 ، 318 ، 333 ، 338 ، 340 ، 346 ، 361 ، 365 ، 371 ، 372 ، 380 ، 383 ، 390 ، 392 ، 399 ، 400 ، 405 ، 407 ، 410 ، 414 ، 417 ، 420 ، 421 ، 324 ، مرجيّ : 39 ، ناووسيّ : 383 ، فطحيّ : 317 ، 321 ، 381 ، 418 ، واقفي : 313 ، 314 ، 315 ، 316 ، 318 ، 319 ، 330 ، 332 ، 333 ، 334 ، 337 ، 338 ، 341 ، 342 ، 345 ، 346 ، 347 ، 359 ، 356 ، 362 ، 363 ، 364 ، 367 ، 368 ، 370 ، 378 ، 381 ، 383 ، 385 ، 386 ، 388 ، 393 ، 394 ، 396 ، 402 ، 406 ، 407 ، 410 ، 416 ، 417 ، 418 ، 420.
3- خلاصة الأقوال : 307 ، ذكر عبيد الله بن أبي رافع كاتب الإمام عليّ عليه السلام ثمّ أعاد ذكره في : 203 وكذلك قنبر ذكر في : 231 وأعاده في : 307 ، والمعلومات في الموردين واحدة لم يزد عليها شيء ، وهناك الكثير ممّن تمّ إعادتهم في باب الكنى ، وهو بذلك لم يفرّق بين باب الكنى وأبواب الكتاب الأخرى.

9 - ذكر المجهولين في القسم الأوّل(1) يدلّ على أنّ لفظة «المجهول» ليست من ألفاظ الجرح ، لكن نلاحظ أنّ العلاّمة في القسم الثاني طالما ردّ أوجرح الرواة بعبارة «مجهول»(2). علماً أنّ لفظ «مجهول» عند أرباب الرجال لفظ جارح(3).

10 - كرّر العلاّمة ذكر أسماء قسم من الرواة في أبواب الكتاب الأخرى(4)- دون باب الكنى - وهذا يعود لاحتمال العلاّمة كون الرجلين متغايرين.

11 - أشار العلاّمة الحلّي مرّات عديدة في كتاب خلاصة الأقوال(5) إلى اعتماده على ابن عقدة(6) ، ثمّ نراه يترجم له ضمن الذين يتوقّف في الرواية عنهم ، وقد علّل اعتماده عليه لأنّه - أي ابن عقدة - كثير الرواية عن الأصحاب ، كما أنّ مذهبه الجارودي لم يكن قادحاً فيه ، وإن كان كذلك فلماذا يقدح ببقية المذكورين ممّن لا شائبة عليهم إلاّ اعتناقهم أحد المذاهب المخالفة كالزيدية والواقفية والفطحية وغيرهم.1.

ص: 168


1- خلاصة الأقوال : 310.
2- خلاصة الأقوال : 358 ، 363 ، 333 ، 347 ، 353 ، 387 ، 393 ، 391 ، 384.
3- ينظر : الرواشح السماوية : 104 ، دروس في علمي الرجال والدراية : 196.
4- خلاصة الأقوال ، ينظر : ترجمة ابن نوح السيرافي في الصفحات : 71 ، ثمّ أعاده : 78 ، وكذلك ترجمته زكريّا أبي يحيى كوكب الدم في : 151 وفي : 349 ، وتنظر للغرض نفسه الصفحات : 75 ، 393 ، 414.
5- خلاصة الأقوال ، تنظر الصفحات : 54 ، 81 ، 93 ، 94 ، 95 ، 108 ، 109 ، 116 ، 118 ، 123 ، 125 ، 126 ، 127 ، 128 ، 129 ، 131 ، 132 ، 125 ، 138 ، وغيرها من الموارد.
6- خلاصة الأقوال : 321.

12 - اعتمد العلاّمة على أحمد العقيقي(1) ونصر بن الصبّاح(2) في خلاصة الأقوال لكنّه يذكرهما ضمن الذين يتوقّف في الرواية عنهم على الرغم من اعتماده عليهما مرّات عديدة.

13 - أحياناً نلاحظ استسلام العلاّمة الحلّي لآراء الرجاليّين الأوائل أمثال : الكشّي والنجاشي والطوسي وابن الغضائري وغيرهم فإنّه لا يحرّك ساكناً تجاههم في ترجمة بعض الرواة(3) ، وأحياناً أخرى يعارضهم ويناقش آراءهم ويرجّح الرأي الذي يراه(4) أو يجتهد برأيه(5).

14 - نلاحظ أنّ في القسم الأوّل الكثير من الإشارات التي تدلّ على اجتهاد العلاّمة نحو قوله : «الأقوى عندي» أو : «الراجح»(6) ، أمّا في القسم الثاني فنراه لا يجتهد بل يقف حائراً ويترك الأمر معلّقاً(7) أو يكتفي بالتوقّف ».

ص: 169


1- خلاصة الأقوال ، تنظر الصفحات : 103 ، 135 ، 139 ، 149 ، 162 ، 164 ، 165 ، 197 ، 204 ، 206 ، 207 ، 217 ، 226 ، 233 ، 273 ، 279 ، 282 ، 286 ، 306 ، 325 ، 337 ، 387 ، 390 ، 311 ، 414 ، 417 ، 424 ، وترجم له في : 365 ، في القسم الثاني الخاصّ بالذين يتوقّف من الأخذ منهم.
2- خلاصة الأقوال ، تنظر الصفحات : 406 ، 422 ، 423 ، وترجم له في : 413 ، في القسم الثاني الخاصّ بالذين يتوقّف عن الأخذ منهم.
3- خلاصة الأقوال ، تنظر الصفحات : 239 ، 324 ، 314 ، 352 ، 353 ، 377 ، 337.
4- خلاصة الأقوال : 349 ، كقوله : «وبالجملة فهو عندي مردود الرواية».
5- خلاصة الأقوال : 348 ، كقوله : «ولمّا لم أجد لأصحابنا تعديلاً لهما ولا طعناً فيهماتوقّفت عن قبول روايتهما».
6- خلاصة الأقوال. وينظر : 48 ، 55 ، 293 قوله : «الأرجح ...» : 49 ، 51 ، 66 ، 169 قوله : «الأقوى ...».
7- خلاصة الأقوال : 391 ، كقوله : «وهذا لا يوجب جرحاً ولا تعديلاً» : 356 ، «ولم يثبت عندي عدالة الرجل ولا جرحه» 35 ، «وهذا لا يدلّ على جرح ولا على تعديل».

عن الأخذ من الراوي(1).

15 - لم يسر العلاّمة على الترتيب الهجائي كما ألزم نفسه في مقدّمة الكتاب بل نراه يقدّم (حسن)(2) على (الحارث)(3) ، وغيره كثير.

16 - ترجم العلاّمة لأحد الرواة باسم (شتير)(4) وذكره في باب الكنى باسم (ستير)(5).

وبغضّ النظر عمّا تقدّم من مآخذ فإنّ العلاّمة بسبب موسوعيّته العلمية وعدم اختصاصه بعلم محدّد يمكن أن تصدر منه هذه الهنات إن صحت أنّها من صنع يده ، فلربّما يكون بعضها من صنع النسّاخ عند نقولهم من النسخ المنسوخة من كتاب الخلاصة.

وللبحث صلة ... 6.

ص: 170


1- خلاصة الأقوال : 57 ، 62 ، 76 ، 79 ، 87 ، 109 ، 150 ، 326 ، 331 ، 341 ، 345.
2- خلاصة الأقوال : 109.
3- خلاصة الأقوال : 122.
4- خلاصة الأقوال : 168.
5- خلاصة الأقوال : 306.

مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية (2)

السيّد زهير الأعرجي

لقد استعرضنا في العدد السابق مناهج الفقهاء في المدرسة الإمامية ، فتطرّقنا إلى منهج الفقه الإستدلالي الموسوعي ، ونستأنف البحث هنا :

1 - منهج الفقه الاستدلالي

ب - غير الموسوعي

مقدّمة :

وهذا المنهج يشبه المنهج الاستدلالي الموسوعي إلاّ أنّ عرض الأحكام الشرعية هنا لا يتمّ بالإسهاب الذي عليه المنهج الموسوعي. وعلى الأغلب يرسم المصنِّف هذا المنهج الاستدلالي فيكون موضوعه متوسِّطاً في الحجم. وأحياناً يبدأ المصنِّف بطريقة موسوعية إلاّ أنّ القدر لا يمهله بتكملة المنهج الذي صمّم بناءه ، كما حصل للشهيد الأوّل مع كتاب ذكرى الشيعة ، فأوصله القدر إلى ذلك المقدار من العطاء ، ثمَّ توقّف دون اختياره.

ص: 171

طبيعة المنهج الاستدلالي غير الموسوعي :

من طبيعة المنهج الاستدلالي غير الموسوعي وحدة الأُسلوب وتماسك النسق اللفظي والعلمي ، فالمصنِّف يبدأ كتابه غالباً بالدقّة والاختصاروينتهي به بنفس الدقّة والاختصار لأُمّهات المطالب الفقهية ، أي إنّ قلّة التفريعات والتشعّبات الفقهية تجعل المسائل أكثر تماسكاً وانسجاماً. والمنهج غير الموسوعي يضمّ بين دفّتيه أقوال الفقهاء وآراءهم وأصول الأدلّة الشرعية وفروعها. ويتّخذ هذا المنهج أحياناً الاقتصار على بحث موضوع معيّن ولا يشمل كتب الفقه كلّها كما في كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري.

كتب الاستدلال غير الموسوعي :

1 - إيضاح الفوائد لفخر المحقّقين (ت 771 ه).

2 - ذكرى الشيعة للشهيد الأوّل (ت 786 ه)

3 - المكاسب للشيخ الأنصاري (ت 1281 ه).

1 - منهج كتاب (إيضاح الفوائد) :

كتاب إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد لفخر المحقّقين الشّيخ محمّد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (ت 771 ه) في أربعة مجلّدات ، كتاب فقهي استدلالي شامل لجميع أبواب الفقه وعنوانه يُفصح على أنّه شرحٌ لإشكالات القواعد ، لكنّه في الواقع كتاب استدلالي يطرح فيه المصنّف آراءه ويناقش آراء الفقهاء عامّة وآراء الماتن خاصّة.

اتّخذ الكتاب أُسلوباً معيّناً في العرض ، وهو أنّه يذكر المتن في الجزء

ص: 172

الأعلى من الصفحة ثمّ يذكر رأيه أو تعليقته في الجزء الأسفل منها.

نماذج من منهجه :

ومن أجل فهم منهج المصنّف لابدّ من دراسة مقاطع من كتابه في بحث الزكاة :

النموذج الأوّل : أصناف مستحقّي الزكاة : الفقراء والمساكين : ويستحقّ الفقير والمسكين الزكاة ، إلاّ أنّ السؤال : أيّهما يقدّم أوّلاً؟ بل أيّهما أدنى درجةً من الآخر؟ اختلف الفقهاء في ذلك. قال المصنّف :

«قال دام ظلّه : واختلف في أنّ أيّهما أسوء حالاً ، فقيل : الفقير للابتداء بذكره الدالّ على الاهتمام ، ولقوله تعالى : (وَأَمّا السَّفِيْنَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِيْنَ ...)(1) ، ولتعوّذ النبيّ عليه السلام من الفقر وسؤال المسكنة. وقيل : المسكين للتأكّد به ، ولقوله تعالى : (أَوْ مِسْكِيْناً ذَا مَتْرَبَة ...)(2).

أقول : اتّفق الكلّ على أنّ الفقراء والمساكين اشتركا في موجب الاستحقاق ، وهو وصف عدمي [من] عدم الملكة ، وهو من لا مال له يكفيه وعياله الفقراء الواجبي النفقة عليه لو كان غنيّاً ولا يقدر على كسبه ، لقوله عليه السلام : لاصدقة على غنيّ ولا على ذي مرّة سويٍّ. والأكثر على أنّ أحدهما أسوء حالاًمن الآخر ، بمعنى أنّه لا مال له ولا كسب يقع موقعاً من حاجته ، والآخرأحسن حالاً أي له مال وكسب يقع موقعاً من حاجته لكن لا يكفيه. فقيل : الأوّل الفقير من الفقر كأنّه أصيب فقاره. قال الجوهري : رجل فقيرمن المال. والثاني : المسكين بُني من السكون كأنّ العجز أسكنه. 6.

ص: 173


1- سورة الكهف 18 : 79.
2- سورة البلد 90 : 16.

قال الأصمعي : المسكين أحسن حالاً من الفقير. وهذا اختيار الشّيخ في الجمل والمبسوط وابن حمزة وابن ادريس. وقيل : الأوّل المسكين. قال ابن السكّيت : الفقير الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لا شيء له ، ونقل قول ابن الراعي :

أمّا الفقير الذي كانت حلوبته

وفق العيال فلم يترك له سبد (1)

وهو اختيار الشّيخ في النهاية والمفيد وابن الجنيد. وقد ذكر المصنِّف دليل الفريقين ، وفي الأخير نظر ، فإنّ الاستعمال الدال على الحقيقة مع الإطلاق ، أمّا مع التقييد بوصف يصلح أن يكون قرينةً للمجاز فلا ، وهنا قيّد المسكين بكونه ذا متربة ، فجاز كونه قرينة إرادة الفقير مجازاً. وأجاب والدي عنه بأنّ المجاز على خلاف الأصل. وهذا البحث ليس من علم الفقه ، بل هو بحث لغويٌّ» (2).

ونستنتج ممّا سبق :

1 - اتّفاق جميع الفقهاء باشتراك الفقير والمسكين في استحقاق الزكاة للنصوص القطعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة.

2 - إنّ الفارق أنّ أحدهما لا مال له ولا كسب والثاني له مال وكسبه لايكفيه ، فمن هو الأوّل ومن هو الثاني؟

3 - اختيار الشّيخ في الجمل والمبسوط وابن حمزة وابن ادريس أنّ الأوّل الفقير (لا مال له ولا كسب) والثاني المسكين (له مال وكسب لا يكفيه) ، ولذلك - بموجب هذا الرأي - فإنّ المسكين أحسن حالاً من 4.

ص: 174


1- السبد : من الشعر ، واللبد : من الصوف.
2- إيضاح الفوائد 1 / 193 - 194.

الفقير.

4 - اختيار الشّيخ في النهاية والمفيد وابن الجنيد أنّه الأوّل المسكين (لامال له ولا كسب) والثاني الفقير (له مال وكسبه لا يكفيه) ، وهو قول ابن السكّيت (العالم اللغوي).

5 - ذكر المصنّف أنّ في الرأي الثاني نظر ، ثمّ أنهى البحث بإبعاده عن علم الفقه واعتباره بحثاً لغويّاً محضاً.

النموذج الثاني : أصناف مستحقّي الزكاة : المؤلّفة قلوبهم : وتعطى الزكاة أيضاً إلى المؤلّفة قلوبهم. واختلف الفقهاء من هم هؤلاء ، فقال البعض : إنّهم من الكفّار من أجل استمالتهم إلى الدين ، وقال آخرون : إنّهم من المسلمين في الأطراف لحماية الدولة من الأعداء. قال المصنّف :

«قال دام ظلّه : ... المؤلّفة وهم قسمان : كفّار يستمالون إلى الجهاد أو إلى الإسلام ، ومسالمون إمّا من ساداتهم لهم نظراء من المشركين إذا أعطوا رغب النظراء في الإسلام ، وإمّا سادات مطاعون يرجى بعطائهم قوّة إيمانهم ومساعدة قومهم في الجهاد ، وإمّا مسلمون في الأطراف إذا اعطوا منعوا الكفّارمن الدخول ، وإمّا مسلمون إذا اعطوا أخذوا الزكاة من مانعيها. وقيل : المؤلّفة الكفّار خاصّة.

أقول : الأوّل قول المفيد وابن ادريس ، واحتجّ الأوّلون بعموم الآية ولرواية زرارة ومحمّد بن مسلم الحسنة عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : إنّما يعطى من لا يعرف دينه ليرغب في الدين فيثبت عليه ... الحديث ، علّل بالرغبة في الدين ، والنصّ على العلّة يقتضي التعدّي. احتجّ الآخرون بأنّ الزكاة مودّة لأنّها معونة وإنفاق ، وكلّ مودّة للكافر منهيٌّ عنه حرام لقوله تعالى : (لاَ تَجِدُ قَوْمَاً يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ

ص: 175

وَرَسُوْلَهُ)(1) ، خرج إعطاء المقاتلة إجماعاً فيبقى الباقي على الأصل ، وهو الأقوى عندي لعموم الأخبار الدالّة على منع إعطاء الكافر ...» (2).

ونستنتج من ذلك :

1 - إنّ المؤلّفة قلوبهم هم إمّا كفّار وهو رأي الشّيخ المفيد وابن إدريس ، أو مسلمون وهو الأقوى عند المصنّف.

2 - إنّ تقسيم المؤلّفة قلوبهم هو كالتّالي :

أوّلاً : الكفّار ، وهم ثلاثة أصناف :

أ - كفّار يعطون من الزكاة بهدف تقريبهم من الإسلام.

ب - مسالمون من ساداتهم لهم نظراء من المشركين.

ج - سادات مطاعون يرجى منهم معونة قومهم للإسلام.

ثانياً : مسلمون ، وهم :

أ - في أطراف الدولة لحمايتها.

ب - إذا اعطوا أخذوا الزكاة من مانعيها.

3 - إنّ الزكاة مودّة لأنّها معونة ، ومودّة الكافر حرام ، فلا يمكن اعطاؤه منها.

2 - منهج ذكرى الشيعة :

كتاب ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة للشهيد الأوّل محمّد بن جمال الدين العاملي (ت 786 ه) في أربعة مجلّدات ، هو كتاب فقهيٌّ6.

ص: 176


1- سورة المجادلة 58 : 21.
2- إيضاح الفوائد 1 / 195 - 196.

استدلاليٌّ غير مبسوط ، خرج منه الطهارة والصّلاة فقط. وكان المصنّف قد عزم على إتمامه ، لكن استشهاده رضوان الله عليه حال دون ذلك.

ومنهجه في ذلك إبراز الأدلّة القوية من الكتاب والروايات والإجماعات ، وكان أُسلوبه قويّاً وافياً بأقلِّ العبارات وأجزلها. وترتيب الكتاب على أربعة أقسام : العبادات ، والعقود ، والإيقاعات ، والأحكام.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذجَ من كتابه :

النموذج الأوّل : في غسل مسِّ الميِّت : وجسد الميِّت ينجس بعد برده باعتبار أنّ الحرارة علامة من علامات الحياة ، فلابدّ من الغسل إذا مُسّ الميِّت. ولكن الاختلاف هو : هل أنّ الحرارة والبرودة متلازمان بصورة قطعية مع الحياة والموت؟ وإذا لم يكن كذلك فكيف نفسِّر تلازم البرودة مع النجاسة؟ يقول المصنّف :

«تفريع : لو مسّه قبل برده فلا غسل لما مرّ ، وهل يجب غَسل ما مسّه؟ الأقرب المنع لعدم القطع بنجاسته حينئذ ، وأصالة البراءة ، ولأنّ نجاسته ووجوب الغسل متلازمان ، إذ الغسل لمسّ النجس ، وإن قلنا : إنّ وجوبه تعبّد محض فبطريق الأولى سقوط غسل اليد ، ويلوح ذلك من كلام ابن أبي عقيل رحمه الله ، إلاّ أنّه مخالف للجماعة ، ولدعوى الشّيخ الإجماع عليه.

والفاضل أوجب غسل يده بمسّه قبل البرد محتجّاً بأنّ الميّت نجس ، وجوابه : إنّما يقطع بالموت بعد البرد.

ولو مسّ ما تمّ غسله منه فالأقرب سقوط الغسل للحكم بطهارته ، ولو

ص: 177

غلّبنا النجاسة الحكمية وقلنا : إنّ زوالها عن جزء مشروط بزوالها عن آخر أمكن الوجوب ، ولأنّه يصدق عليه أنّه ميّت لم يغسّل ، أمّا على القول بالنجاسة العينية - كما هو ظاهر الأصحاب - فلا إشكال في عدم الوجوب.

ولا فرق بين مسّ المسلم والكافر لشمول اللفظ. ولا دخل لقيد الغسل هنا في إجراء الكافر مجرى البهيمة لأنّه قيد لعدم وجوب الغسل لو مسّ بعده ، ولايلزم منه كون صحّته شرطاً لوجوب الغسل بمسّه قبله لأصالة عدم الاشتراط. نعم لا فرق في مسّ الكافر بين مسّه قبل الغسل أو بعده ، لأنّ غسله لم يفده طهارةً»(1).

ونستنتج من ذلك ترتيب الأفكار التالية :

1 - إنّ الميّت قبل أن يبرد كالحيِّ ولا يجب الغسل بمسِّه إلى أن يبرد جسده ، فإذا برد أصبح نجساً فلابدّ من الغسل بعد المسِّ ، فالموت والنجاسة متلازمان ، كما أنّ النجاسة والغسل متلازمان.

2 - إنّه يلوح من كلام ابن أبي عقيل سقوط غسل اليد عند مسِّه قبل البرد.

3 - أوجب الفاضل غسل يده بمسّه قبل أن يبرد ، وذلك لاعتقاده بأنّ الميِّت نجس بارداً كان جسده أو حارّاً.

4 - الردّ على الفاضل بأنّ النجاسة متلازمة مع القطع بالموت ، والعلامة على ذلك هو برودة الجسد.

5 - إنّ المغسول من جسد الميِّت يُحكم بطهارته. 0.

ص: 178


1- ذكرى الشيعة 2 / 99 - 100.

6 - شمول لفظ النجاسة بعد البرد للكافر والمسلم معاً.

النموذج الثاني : البكاء على الميِّت : ولاشكّ أنّ البكاء على الميِّت حالة طبيعية مستندة على المشاعر الإنسانية بفقد العزيز ، ولا يكره البكاء ذاته إنّما يكره رفع الصوت بالعويل. قال المصنّف :

«البكاء جائز إجماعاً قبل خروج الروح وبعده لما روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قبَّلَ عثمان بن مظعون وهو ميّت ورفع رأسه وعيناه تهرقان ...»(1). ثمّ أورد تسع روايات لم يذكر سندها ، ثمّ قال :

«ولا يكره عندنا البكاء بعد الموت ، وقول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : (فإذا وجبت فلا تبكينّ باكية) يُحمل على رفع الصوت بالبكاء ؛ لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا بكى وقال عبدالرحمن : أو لم تكن نهيت عن البكاء؟! قال : (لا ، ولكن نهيت عن صوتين فاجرين : صوت عند مصيبة خمش وجوه وشقِّ جيوب ورنّة شيطان). وفي صحيح مسلم : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) زار قبر أمِّه فبكى وأبكى من حوله»(2).

وتلحظ من عرض تلك النماذج أنّ المصنّف استخدم الاستدلال الشرعي في الوصول إلى الفتوى عبر نقل آراء الفقهاء المتقدّمين ومناقشتها والرجوع إلى الدليل الأقوى ، ولاشكّ أنّ ترتيب الأفكار في مورد البحث يعدُّ من أعظم مناهج الفقهاء في الوصول إلى الدليل العلمي.

منهج المصنّف :

أوّلاً : الشهرة الفتوائية : الأخذ بالشهرة الفتوائية أو الروائية حسبما 9.

ص: 179


1- ذكرى الشيعة 2 / 47.
2- ذكرى الشيعة 2 / 49.

يقتضيه الدليل منهج أخذ به الفقهاء المتقدّمون ، فقد آمن المصنّف بصحّة فتاوى الأصحاب خصوصاً في الأخبار العلاجية ، وقد برّر ذلك في مقدّمة ذكرى الشيعة بقوله :

«... ولقوّة الظّنِّ في جانب الشهرة سواء كان اشتهاراً في الرواية - بأن يكثرتدوينها أو رووها بلفظ واحد او ألفاظ متغايرة - أو الفتوى فلو تعارضا فالترجيح للفتوى إذا علم اطلاعهم على الرواية ، لأنّ عدولهم عنها ليس إلاّ لوجود أقوى. وكذا لو عارض الشهرة المستندة إلى حديث ضعيف حديث قوي فالظّاهر ترجيح الشهرة ، لأنّ نسبة القول إلى الإمام قد تُعلم وإن ضعف طريقه ...»(1).

ونلحظ في منهجية الشّهيد الأوّل ميلاً قويّاً نحو الأخذ بالشهرة الفتوائية أحياناً ، وبالروائية أحياناً أُخرى ، وبالجمع بينهما في مواطن ثالثة.

أ - ففي حقل الشهرة الفتوائية يقول في صلاة الجمعة : «ليس من شرط الجمعة المصر على الأظهر في الفتاوى ...»(2).

ب - وفي حقل الشهرة الروائية عندما يعقّب على الخبر الذي يقول بعدم نجاسة الماء القليل إلاّ بالتغيّر يقول : «إنّه معارض بأشهر منه ....»(3).

ج - وفي حقل الجمع بينهما في قوله تعقيباً على عدم وجوب التسليم في صلاة الجنائز مقابل الروايات المضادّة : «إنّها ضعيفة الإسناد مخالفة للمشهور محمولة على التقية»(4). 4.

ص: 180


1- ذكرى الشيعة 1 / 52.
2- ذكرى الشيعة 4 / 154.
3- ذكرى الشيعة 1 / 82.
4- ذكرى الشيعة 1 / 444.

ثانياً : التعليل العقلي : استخدم المصنِّف جوانب في التعليل العقلي في تشخيص الحكم الشرعي أو في تعزيز استنباط الحكم ، ومن ذلك :

أ - فقد علّل النهي عن استخدام الأواني المصنوعة من الذهب والفضّة في الوضوء بقوله : «لما فيه السّرف وتعطيل الإنفاق ... لعظم خيلائه وكسرقلوب الفقراء»(1).

ب - وعلّل سببية مطهّرية الماء المطلق بالقول : «واختصاصه بإزالة الحدث والخبث من بين المائعات إمّا تعبّداً - أيّ لا لعلّة معقولة فيجب الاقتصارعليه - أو لاختصاصه بمزيد رقّة وطيب وسرعة اتصال وانفصال بخلاف غيره فإنّه لاينفكّ من أضدادها ، حتّى أنّ ماء الورد لايخلو من لزوجة ، وأجزاء منه تطهر عند طول لبثه ما دام كذلك»(2).

ج - وعلى افتراض عدم وجود الكافور والسدر في تغسيل الميِّت أو كفايته لغسلتين أو واحدة يجزم المصنِّف قائلا : «لو عدمَ الخليط فظاهر كلام الشّيخ الإجزاء بالمرة ، وابن إدريس اعتبر ثلاثاً ، والأوّل أوجه .... ولأنّ المراد بالسدر الاستعانة على النظافة وبالكافور تطييب الميّت وحفظه من تسارع التغيير وتعرّض الهوامّ ، فكأنّهما شرط في الماء»(3).

3 - منهج كتاب المكاسب :

يعتبر كتاب المكاسب للشيخ مرتضى الأنصاري (ت1281 ه) في 5.

ص: 181


1- ذكرى الشيعة 1 / 146.
2- ذكرى الشيعة 1 / 71.
3- ذكرى الشيعة 1 / 345.

ستّة مجلّدات بالطبعة الحديثة(1) من أهمِّ الكتب الفقهية الاستدلالية لاشتماله على مطالب المعاملات في الفقه وهي التجارة التي يبتني عليها النظام الاقتصادي والمعيشي في المجتمع الإسلامي.

والتكسّب باعتبار الحكم ينقسم إلى أربعة أقسام : الحرام ، والمكروه ، والمستحبّ ، والمباح.

والكتاب يشمل المكاسب المحرّمة كحرمة بيع الأعيان النجسة كالعذرة النجسة والخمر والرشوة والغشّ والغيبة ونحوها ، ويشمل المكاسب غير المحرّمة أيضاً كالبيع والمعاطاة وشروط العقد وأحكام المقبوض بالعقد الفاسد والخيارات ونحوها.

وصحّة التكسّب في الإسلام تتوقّف على كونه مالاً عرفاً وعدم إلغاء الشارع جهة ماليته للفساد ، فالخمر يحرم التكسّب به مثلاً لما فيه من الفساد وارتكاب الفواحش.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذج من بحثه :

النموذج الأوّل : عقد الفضولي : لو أخذنا عقد الفضولي نموذجاً فإنّ المنهجية العلمية عند الشّيخ الأنصاري في الاستدلال يمكن ترتيبها ضمن النقاط التالية :

1 - المقدّمة : وتتناول عرض الكلّيّات الخاصّة بموضوع البحث ، والكلّيّة هنا هي مطلق عقد الفضولي لا خصوص بيعه ، والبحث في عقده لا ه.

ص: 182


1- المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشّيخ الأنصاري ، قم 1415 ه.

في إيقاعه ، لأنّ الإيقاع هنا باطل بالاتفاق. قال المصنّف : «إنّ من شرائط المتعاقدين أن يكونا مالكين أو مأذونين من المالك أو الشارع ، ولذلك لا يترتّب على عقد الفضولي ما يترتّب على عقد غيره من اللزوم»(1).

2 - التعريف لعناصر الموضوع : ومن ضمنها تعريف موضوع الحكم نقلاً عن الشّهيد الأوّل ، قال : «هو الكامل غير المالك للتصرّف ولو كان غاصباً ... ويشمل العقد الصادر عن الباكرة الرشيدة بدون إذن الولي ، ومن المالك إذا لم يملك التصرّف لتعلّق حقِّ الغير بالمال ...»(2).

3 - الاستدلال : تقسيم الموضوع تقسيماً منطقيّاً إلى ثلاثة أقسام ، وهي : بيع الفضولي للمالك مع عدم سبق المنع أو مع السّبق أو البيع لنفسه ؛ فيكون البحث في كلِّ قسم بحثاً مستقلاًّ. وعند بحث موضوع الإجازة قسّمها أيضاً إلى البحث في حكمها ثمّ في المجيز ثمّ في المجاز.

4 - المنهجية في الاستدلال : فقد أخضع النقاش إلى مراحل ، منها : العمومات ، ثمّ رواية عروة البارقي ، ثمّ رواية محمّد بن قيس ، ثمّ أولوية صحّة البيع من النكاح الذي ثبت صحّة الفضولية فيه ، ثمّ غير العمومات ، ثمّ أدلّة القائلين بالبطلان ومناقشتهم.

وعندما بحث في الإجازة ذكر أنّ حكم الإجازة هو الكشف والنقل ، فالأوّل هو المشهور. ثمّ ذكر استدلال جامع المقاصد عليه وأنّ العقد سبب تامٌّ وإنّما يُعلم تماميّته في الفضولي بعد العلم برضى المالك ، فالإجازة تكون كاشفة عن تمامية سببيّة العقد.

لكنّه لم يقبل بذلك بل ردّه بالقول بأنّ لازم صحّة عقد الفضولي قيام ة.

ص: 183


1- المكاسب 1 / 19.
2- المكاسب : 124 طبعة حجرية.

الإجازة مقام الرضى المقارن ، فيكون لها دخل في تمامية السبب.

ولم يقبل بفكرة شرط الإجازة القائل بأنّ الشرط هو لحوق الإجازة وصفة اللحوق مقارنة للعقد. ولم يتوقّف عند ذلك ، بل ناقش استدلال فخر الدين القائل بأنّ الإجازة لو لم تكن كاشفة لزم تأثير المعدوم في الموجود ، وكان رأي المصنِّف بأنّه كما أنّ الزّمان يكون ظرفاً للعقد لاقيداً له فكذلك الإجازة ، فكما إذا امضى الشارع العقد حصل النقل من زمانه فكذا إذا أمضى الإجازة حصل النقل من زمانها.

النموذج الثاني : التنجيم : يشرحه شرحاً استدلالياً مفصّلاً ويقول :

«التنجيم حرام ، وهو - كما في جامع المقاصد - الإخبار عن أحكام النجوم باعتبار الحركات الفلكية والاتصالات الكوكبية. وتوضيح المطلب يتوقّف على الكلام في مقامات :

الأوّل : الظاهر أنّه لا يحرم الإخبار عن الأوضاع الفلكية المبتنية على سيرالكواكب - كالخسوف الناشي عن حيلولة الأرض بين النيّرين ، والكسوف الناشي عن حيلولة القمر أو غيره - بل يجوز الإخبار بذلك إمّا جزماًإذا استند إلى ما يعتقده برهاناً ، أو ظنّاً إذا استند إلى الأمارات ...

الثاني : يجوز الإخبار بحدوث الأحكام عند الاتّصالات والحركات المذكورة - بأن يحكم بوجود كذا في المستقبل عند الوضع المعيّن من القرب والبعد والمقابلة والاقتران بين الكوكبين - إذا كان على وجه الظّنِّ المستند إلى تجربة محصّلة أو منقولة في وقوع تلك الحادثة بإرادة الله عند الوضع الخاصِّ من دون اعتقاد ربط بينهما أصلاً ...

الثالث : الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستنداً إلى تأثير الاتّصالات المذكورة فيها بالاستقلال أو بالمدخلية ، وهو المصطلح عليه بالتنجيم.

ص: 184

فظاهر الفتاوى والنصوص حرمته مؤكّدة ، فقد أرسل المحقّق في المعتبر عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه (من صدّق منجّماً أو كاهناً فقد كفر بما اُنزل على محمّد (صلى الله عليه وآله)) ، وهو يدلّ على حرمة حكم المنجّم بأبلغ وجه ...»(1).

ميزة منهج المكاسب :

أهمّ ما ميّز منهجية الشّيخ الأنصاري هو استيعابه للمسائل المبحوثة وبيان أقوال الفقهاء فيها وردّها أو تأييدها ، واستعراض الأدلّة الشرعية والعقلية ، والإشارة إلى نماذج تطبيقية للقواعد والأحكام ، وعدم الغفلة عن التنبيهات التي تتّحد مع الحكم ولكنّها تغاير الأصل.

وجانب آخر من منهجية المصنّف هو ابتكاره لقواعد فقهية ، مثل التركيزعلى (أصالة اللزوم) في العقود ، فبحثها في بيع المعاطاة وخيارات البيع ، واستدلَّ عليها بآية (أَوْفُوا بِالْعُقُوْدِ)(1) وآية (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ)(2) وآية (إلاّ أَنْ تَكُوْنَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاض مِّنْكُم)(3) وآية (لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)(4) ، وحديث : (لا يحلّ مال امرى مسلم إلاّ بطيب نفسه) وحديث : (الناس مسلّطون على أموالهم) وحديث : (المؤمنون عند شروطهم) وحديث : (البيعان بالخيار ما لم يفترقا فإذا افترقا وجب البيع) ، وذلك المنهج عمّق البحوث الفقهية النظرية وربط بين النظرية والمصداق على أتمِّ وجه. 8.

ص: 185


1- المكاسب 1 / 201 - 205.
2- سورة المائدة 5 : 1.
3- سورة البقرة 2 : 275.
4- سورة النساء 4 : 29.

2 - منهج المختصرات :

مقدّمة :

أوّل من استخدم منهج الاختصار في الكتب الفقهية هو عليّ بن الحسين بن بابويه (ت329 ه) مصنّف كتاب الشرائع حيث حذف الأسانيد وأتى بالمتون على ترتيب الكتب الفقهية ، ثمّ قام ابنه الصدوق (ت381 ه) فصنّف المقنع والهداية على نفس الغرار ، ثمّ قام الشّيخ المفيد (ت413 ه) فصنّف المقنعة ، وتبعه الشّيخ الطّوسي (ت460 ه) فصنّف النهاية ، وقام ابن البرّاج (ت481 ه) بتصنيف جواهر الفقه. ولمّا كان منهج المختصرات يتقاطع مع منهج الفقه الفتوائي فقد عرضنا بعض المختصرات ضمن منهج الفقه الفتوائي.

طبيعة منهج المختصرات :

منهج المختصرات يعرض الأحكام الشرعية مجرّدة عن الاستدلال المفصّل ، والهدف منها إيصال المخاطَب إلى الحكم الشرعي بطريق مختصر. وقد يستخدم المصنِّف جوانب في التعليل العقلي في تشخيص الحكم ، وقد يأخذ بالشهرة الفتوائية أو الروائية ، وقد يستعرض فتاوى الفقهاء تأييداً لما وصل إليه من رأي. وبالإجمال : فإنّ الفقيه يحاول إعطاء الرأي المقتضب على الرغم من سعة أطراف المسألة الفقهية وتشعّبها.

كتب المختصرات الفقهية :

1 - النهاية للشيخ الطّوسي (ت 460).

2 - شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي (ت 676 ه).

ص: 186

3 - الدروس الشرعية للشهيد الأوّل (ت 786 ه).

4 - المراسم العلوية للشيخ أبي يعلى الديلمي (ت 448 ه).

5 - الجُمل والعقود للشيخ الطّوسي (ت 460 ه).

6 - غُنية النزوع للسيّد ابن زهرة (ت 585 ه).

1 - منهج كتاب النهاية :

كتاب النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (ت 460 ه) ، في مجلّد واحد ، كتاب فتوائي كامل من الطهارة وحتّى الدّيات ، لخّص فيه الشّيخ الطّوسي جميع أحكام الفقه في الشريعة الإسلامية. والظاهر أنّ الشّيخ الطّوسي وضع فتاواه الأخيرة في هذا الكتاب ، ولو قارنّا بين كتاب النهاية وبين كتابي المبسوط والجمل والعقود لرأيناأنّ رأي المصنّف ربّما تبدّل في مسائل معيّنة ، وهذه مسألة طبيعية ، لأنّ الفقيه يبحث عن مظنّة الدليل فإن وجدها اهتدى إلى الحكم الشرعي.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي نماذج من كتاب النهاية :

النموذج الأوّل : في كتاب الصّلاة - باب ما يجوز الصّلاة فيه من الثياب ... قال المصنّف :

«لا تجوز الصّلاةُ في ثوب قد أصابته نجاسةٌ مع العلم بذلك أو غلبة الظّنّ ، فمن صلّى فيه والحال ما وصفناه وجبت عليه الإعادة ، فإن علم أنّ فيه نجاسةً وهو بعدُ في الصّلاة لم يفرغْ منها طرح الثوب الذي فيه النجاسة وتمّم الصلاةَ فيما بقي عليه من الثياب ، فإن لم يكن عليه إلاّ ثوبٌ واحد

ص: 187

رجع فغسل الثوب واستأنف الصّلاة. ولا يجوزُ الصلاةُ في جلودِ الميتةِ كلّها ولاتطهرُ بالدِّباغ سواء كان ممّا تقعُ عليه الذكاةُ أو ممّا لا تقع ، ولا يجوزُ الصّلاةُ في جلدِ ووبرِ ما لا يؤكلُ لحمه مثلُ الكلبِ والخنزير والثعلب والأرنب وما أشبهها سواءٌ كانت مذكاةً أو مدبوغةً أو لم تكن كذلك ، فمن صلّى فيه وجب عليه إعادةُ الصّلاة»(1).

النموذج الثاني : في باب الصّلاة في السفر : قال المصنّف : «التقصيرُ واجبٌ في السفر إذا كانت المسافة ثمانية فراسخ ، فإن كانت المسافة أربعة فراسخ وأراد الرجوع من يومه وجب أيضاً التقصير ، فإن لم يُردِ الرجوعَ فهو بالخيار في التقصير والإتمام»(2).

الاستنتاج :

ويمكن تلخيص منهج الشّيخ الطّوسي في النهاية بالنقاط التالية :

1 - إنّ أُسلوب الكتاب أُسلوب فتوائي ، أي إنّ ديباجة المصنّف هي : (يجوز أو لا يجوز) أو (إفعل أو لا تفعل).

2 - تعدّد المواضيع لنفس المسألة الفقهية ، فالمحور في المسألة الأولى المذكورة هنا هو الثوب النجس هل تجوز الصّلاة فيه ولكن مواضيع المسألة ثلاثة ، وفي كلِّ مرّة يتبدّل الحكم بتبدّل الموضوع ، والمواضيع هي :

أ - العلم بنجاسة الثوب قبل الصّلاة ، فلا تجوز الصّلاة فيه وتجب الإعادة.

ب - العلم بالنجاسة وهو لا يزال في الصّلاة ، فعليه طرح الثوب 2.

ص: 188


1- النهاية : 96.
2- النهاية : 122.

ويتيمّم للصّلاة فيما بقي عليه من الثياب.

ج - ليست لديه ثياب إلاّ ذلك الثوب ، غسله واستأنف الصّلاة.

3 - ونفس منهج التعدّد ينطبق على موضوع عدم جواز الصّلاة في جلودالميتة والتقصير في السفر.

4 - إنّ هذا الأُسلوب المتميّز يؤسّس لجسر قويٍّ بين المباني العلمية للفقيه والمباني العملية للمكلّف ، حيث يوصله إلى مبتغاه بأيسر الطرق اللفظية.

2 - منهج شرائع الإسلام :

كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام للشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن المشهور بالمحقّق الحلّي (ت 676 ه) في أربعة مجلّدات ، وهو «من أحسن المتون الفقهية ترتيباً وأجمعها للفروع ، وقد ولع به الأصحاب من لدن عصر مؤلّفه إلى الآن ، ولا يزال من الكتب الدراسية في عواصم العلم الشيعية ، وقد اعتمد عليه الفقهاء خلال هذه القرون العديدة ، فجعلوا أبحاثهم وتدريساتهم فيه وشروحهم وحواشيهم عليه»(1).

وللفقهاء عليه شروح وحواشي ذكرها صاحب الذريعة قدس سره ، منها : أساس الأحكام ، وتقرير المرام ، وجامع الجوامع ، وجواهر الكلام ، ودلائل الأحكام ، وغاية المرام ، وكشف الإبهام ، وكشف الأسرار ، ومدارك الأفهام ، ومسالك الأفهام ، ومصباح الفقيه ، ومواهب الأفهام ، ومناهج الأحكام وغيرها من الشروح. والكتاب مبوّب إلى أربعة أقسام : العبادات والعقود والإيقاعات والأحكام ، وهو دورة فقهية كاملة مختصرة. 8.

ص: 189


1- الذريعة 13 / 47 - 48.

نماذج من منهجه :

وفيما يلي مقاطع من كتاب شرائع الإسلام :

النموذج الأوّل : الطهارة : ذكر المصنّف أنّها : «اسم للوضوء أو الغسل أوالتيمّم على وجه له تأثير في استباحة الصّلاة ، وكلّ واحد منها ينقسم إلى واجب ومندوب ، فالواجب من الوضوء : ما كان لصلاة واجبة ، أو لطواف واجب ، أو لمسّ كتابة القرآن إن وجب. والمندوب ما عداه.

والواجب من الغسل : ما كان لأحد الأمور الثلاثة ، أو لدخول المساجد أولقراءة العزائم إن وجبا ، وقد يجب إذا بقي لطلوع الفجر من يوم يجب صومه بقدر ما يغتسل الجنب ، ولصوم المستحاضة إذا غمس دمها القطنة. والمندوب ما عداه

والواجب من التيمّم : ما كان لصلاة واجبة عند تضييق وقتها ، وللجنب في أحد المسجدين ليخرج به. والمندوب ما عداه.

وقد تجب الطهارة بنذر وشبهه»(1).

النموذج الثاني : الوصية : قال : «وهي تمليك عين أو منفعة بعد الوفاة ، ويفتقر إلى إيجاب وقبول ، والإيجاب كلّ لفظ دلّ على ذلك القصد ، كقوله : أعطوا فلاناً بعد وفاتي ، أو لفلان كذا بعد وفاتي ، أو أوصيت له.

وينتقل بها الملك إلى الموصَى له بموت الموصي وقبول الموصَى له ، ولاينتقل بالموت منفرداً عن القبول على الأظهر.

ولو قَبِلَ قبل الوفاة جاز ، وبعد الوفاة آكد وإن تأخّر القبول عن الوفاة ، مالم يردّ ، فإن ردَّ في حياة الموصي جاز أن يقبل بعد وفاته إذ لا حكم 1.

ص: 190


1- شرائع الإسلام 1 / 11.

لذلك الردّ ، وإن ردّ بعد الموت وقبل القبول بطلت ، وكذا لو ردّ بعد القبض وقبل القبول ...»(1).

الاستنتاج :

نستنتج ممّا سبق أنّ للمصنِّف طريقة علمية في معالجة المسائل الفقهية ، ولتوضيح ذلك ندرج النقاط التالية :

1 - إنّ طريقة شرائع الإسلام في الكتابة الدقيقة المختصرة تشجّع بقية الفقهاء على شرح الكتاب ، فالكتاب متن فقهيٌّ مختصر ، لكنّه دقيق المنهج متعدّد الفروع في المسألة الواحدة. لاحظ هنا أنّ المصنِّف قسّم الطهارة بعد تعريفها إلى ثلاثة أقسام : وضوء وغسل وتيمّم ، وقسّم الوضوء إلى قسمين : واجب ومندوب ، وقسّم الواجب إلى ثلاثة أقسام : ما كان لصلاة واجبة أو لطواف واجب أو لمسِّ كتابة القرآن. وهكذا يستمرّ بنفس المنهجية مع بقية أقسام الطهارة ، وفي الوصية أيضاً.

2 - إنّ تلك المنهجية العلمية تعطيك الصورة بالخطوط السوداء - إذا صحّ التعبير - وما عليك إلاّ إضافة الألوان حتّى ترتسم الصورة الحقيقية ظاهراً ، هكذا أحسّ الفقهاء ممّن شرحوا شرائع الإسلام في مصنّفاتهم كجواهر الكلام ومدارك الأحكام ومسالك الأفهام ، وجميع تلك المصنّفات حاولت النهوض إلى المستوى العلمي الراقي لشرائع الإسلام.

3 - منهج الدروس الشرعية :

ويعدُّ كتاب الدروس الشرعية في فقه الإمامية للشهيد الأوّل محمّد 3.

ص: 191


1- شرائع الإسلام 2 / 243.

ابن مكّي (ت786 ه) من كتب المختصرات في ثلاثة مجلّدات ، وهو وإن كان متأخّراً عن نتاجات فقهاء القرن الخامس الهجري إلاّ أنّ منهجه في الاختصار لم يختلف كثيراً عن منهجهم ، وكان يعرض المواضيع الفقهية على شكل دروس. والكتاب هو كتاب فقهي لم يشمل جميع أبواب الفقه ، بل اشتمل على أبواب الطهارة ولحدِّ الرهن. ثمّ أضاف السيّد جعفر الملحوس إضافةً أسماها ب- تكملة الدروس ، حيث أكملت الكتاب فقهيّاً. وكتاب الدروس الشرعية مختصر لكتاب أكبر هو ذكرى الشيعة ، وقد تناولنا كتاب ذكرى الشيعة بالعرض والتحليل آنفاً.

نماذج من منهجه :

ويمكن تشخيص منهج الشّهيد الأوّل الاختصاري في الموارد التالية :

أوّلاً : طغى على الكتاب الطابع الفتوائي ، حيث عرض المصنِّف فتاواه - على الأغلب مجرّدةً عن الاستدلالات التي اعتمد عليها في استنباطه ، ففي وجوب الزكاة مثلاً قال :

«درسٌ : يشترط في وجوبها الملك ، فلا زكاة على العبد وإن قلنا بملكه لعدم التمكّن من التصرّف ، ولو صرفه مولاه فهو تصرّف متزلزل ، ولو تحرّر بعضه وجبت في نصيب الحرّية»(1).

وتلك العبارات الدقيقة المختصرة تجمع سبعة أفكار في تملّك المال وزكاته وقدرة التصرّف به والحرّية والعبودية وفكّ الرقاب وتزلزل الملك.

وفي إصدار الفتاوى نراه أكثر اختصاراً ودقّةً : 0.

ص: 192


1- الدروس الشرعية 1 / 169. درس 60.

أ - ففي السجود يقول : «... والأقرب تعيين (سبحان ربّي الأعلى وبحمده) أو (سبحان الله) ثلاثاً ...»(1).

ب - وفي قراءة سورة الحمد يقول : «... ولا يسقط التخيير بنسيان القراءة في الأوّليين على الأصحّ ، وإسماع الإمام من خلفه ...»(2).

ج - وبعد إيجاب القراءة بالعربية للعربي ذكر الأعجمي فقال : «... ولو أحسن الذكر بالعجمية فالأقرب وجوبه ، وفي ترجيحه على القراءة بالعجمية نظر ...»(3).

ثانياً : استعرض المصنّف فتاوى بقية الفقهاء خلال عرضه لفتواه ، فقال في الصّلاة على الميّت :

«وتجب الصّلاة على كلِّ مسلم ومن بحكمه ممّن بلغ ستّ سنين ... ومنع المفيد والتقي من الصّلاة على المخالف بجبر أو تشبيه أو اعتزال أو إنكارإمام إلاّ لتقية ، وأوجب ابن الجنيد الصّلاة على المستهلّ ، ومنع الحسن من وجوب الصّلاة على غير البالغ ، وهما متروكان. ولا صلاة على الغائب»(4).

وقال في مكان المصلّي : «وتحرم في المكان المغصوب ولو كان صحراء ، خلافاً للمرتضى والعلاّمة أبي الفتح الكراجكي رحمهما الله تعالى ...»(5).

وقال في أحكام الأذان والإقامة : «ولو لم يوجد متطوّع [يؤدّي الأذان] 1.

ص: 193


1- الدروس الشرعية 1 / 115. درس 43.
2- الدروس الشرعية 1 / 110. درس 41.
3- الدروس الشرعية 1 / 106. درس 40.
4- الدروس الشرعية 1 / 34. درس 13.
5- الدروس الشرعية 1 / 83 ، درس 31.

جاز الرزق من بيت المال أو من الإمام أو من الرعية ، وتحرم الأُجرة ، وكرهها المرتضى»(1).

وبالإجمال : فقد التزم المصنّف بالمنهج الموضوعي في عرض آراء بقية الفقهاء ، موضحاً موقفه في مخالفتهم أو موافقتهم.

ثالثاً : الإشارة إلى النصّ بصورة مجرّدة عن الاستدلال ، وتلك الطريقة تنمّ عن منهج المصنّف في إيصال المخاطَب إلى الحكم مباشرة. ولاشكّ أنّ تصميم هذا الكتاب لايسمح بالاستدلال التفصيلي المعمّق ، فقد ذكر في عرضه لغسل الميّت عند عدم وجود المماثل رواية المفضّل بن عمر عن الصادق عليه السلام : (يغسل بطن كفّيها ثمّ يغسل وجهها ثمّ ظهر كفّيها(2)) فلو قلنا به هنا أمكن انسحابه في الرجل ، فتغسل النساء الأجانب منه تلك الأعضاء»(3).

وفي الصّلاة على الميِّت قال : «ولو حضرت جنازة في الأثناء ففي رواية عليّ بن جعفر عن أخيه عليه السلام : (إن شاؤوا تركوا الأولى حتّى يفرغوا من التكبير على الأخيرة ، وإن شاؤوا رفعوا الأُولى وأتمّوا التكبير على الأخيرة)(4). وعلى هذه الرواية تُجمع الدعوات بالنسبة إلى الجنازتين فصاعداً»(5).

وفي زكاة التجارة يقول : «... وروى شعيب عن الصادق عليه السلام : (كلّ 4.

ص: 194


1- الدروس الشرعية 1 / 97 ، درس 36.
2- الكافي 3 / 159 ، حديث 13.
3- الدروس الشرعية 1 / 25 ، درس 10.
4- الكافي 3 / 190 ، حديث 1.
5- الدروس الشرعية 1 / 38 ، درس 14.

شيءجرَّ عليك المال فزكّه ، وما ورثته أو اتّهبته فاستقبل به)(1) ، وروى عبد الحميد عنه عليه السلام : (إذا ملك مالاً آخر في أثناء حول الأوّل زكّاهما عند حول الأوّل)(2) ، وفيهما دلالة على أنّ حول الأصل يستتبع الزائد في التجارة وغيرها ، إلاّ السّخال ففي رواية زرارة عنه عليه السلام : (حتّى يحول عليها الحول من يوم تنتج)(3)»(4).

4 - منهج المراسم العلوية :

كتاب المراسم العلوية في الأحكام النبوية للشّيخ أبي يعلى حمزة بن عبدالعزيز الديلمي (ت 448 ه) ، يضمّ بين دفّتيه دورة فقهية كاملة مختصرة من الطهارة حتّى الحدود. ومنهجه هو إبراز الأحكام الشرعية المستفادة من الآيات الكريمة والروايات المسندة دون التطرّق إلى ذكر الدليل إطلاقاً.

نماذج من منهجه :

مثلاً في باب (ذكر بيع ماء الشرب) قال :

«بيع الشرب جائز ، وكُلّ المياه. ولا يجوز لأحد المنع من ذلك ، سواء بيع ما هو ملك له في الأصل أو ما أخذه من ماء مباح ، ومَن حفر نهراً في أرض موات فأحياها بمائه فله بيع فاضله ...»(5). 1.

ص: 195


1- الكافي 3 / 527 ، حديث 1.
2- الكافي 3 / 527 ، حديث 2.
3- الكافي 3 / 533 ، حديث 3.
4- الدروس الشرعية 1 / 180 ، درس 63.
5- المراسم العلوية : 181.

وفي باب (ذكر أحكام الهبة) قال :

«الهبة على ضربين : هبة لذوي الرحم ، وهبة للأجنبي. وهبة ذوي الأرحام على ضربين : مقبوضة وغير مقبوضة ، فالمقبوضة لا يجوز الرجوع فيها ، وهي على ضربين : مقبوض بيد الموهوب له ومقبوض بيد وليِّه إذا كان صغيراً ، وكلاهما لا يجوز الرجوع فيه. وغير المقبوض يجوز الرجوع فيه.

والهبة للأجنبي على ضربين : هبة ما يستهلك وهبة غيره ، فما كان ممّا يستهلك كالمواكيل فلا رجوع فيه ، وما لم يكن من ذلك فعلى ضربين : معوّض عنه وغير معوّض عنه ، فما عوّض عنه لا يجوز الرجوع فيه ، وما لم يعوّض عنه فله الرجوع وإن كان مكروهاً»(1).

وهذا المنهج يعطي المخاطَب صفة الإلزام الشرعي التكليفي من حرمة أو كراهية أو وجوب أو استحباب أو إباحة ، خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الفقهاء في القرن الخامس الهجري كانوا يتحدّثون بابتلاءات زمانهم ، فالحديث عن بيع الماء في كتب الفقه يعكس قضية اجتماعية كان يعيشها ذلك الزمان من حيث قلّة الموارد المائية وصعوبة نقلها إن وجدت ، فلذلك كانت المشكلة : هل يجوز بيع الماء أو لا يجوز؟ والأصل في المسألة هوليس أجرة الماء ذاتها إنّما هي أجرة نقله أو استخراجه. وكذلك الأمر في الهبة ، فلمّا إزدادت الخيرات أصبحت أحكام الهبة مورد ابتلاء الناس من حيث التصرّف بها ، أو إن كانت لذي رحم أو أجنبي ؛ ولذلك كان كتاب المراسم العلوية مرآةً لوضع ذلك الزمان ومشكلاته. 2.

ص: 196


1- المراسم العلوية : 202.

5 - منهج الجُمل والعقود :

كتاب الجُمل والعقود في العبادات للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي (ت 460 ه) في مجلّد واحد ضمن رسائل الشّيخ الطّوسي ، هو كتاب فقهي مختصر من الطهارة وحتّى الحجّ ، ضمَّ المصنِّف إليه كتاب الجهادوالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنهجه عرض الأحكام الشرعية في العبادات على صيغة الأوامر والنواهي في الوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة والإباحة بدون ذكر الاستدلال. مثلاً ذكر ما يلي : «فصلٌ في ذكر السعي وأحكامه ومقدّماته : للسعي مقدّمات مندوب إليها ، وهي أربعة أشياء :

1 - استلامُ الحجر إذا أراد الخروج إلى السعي.

2 - وإتيانُ زمزم والشرب منه والصبُّ على البدن.

3 - ويكون ذلك من الدلو المقابل للحَجر.

4 - ويكون الخروج من الباب المقابل للحَجر.

فإذا أراد السعي يجب عليه أفعال ويستحبُّ له أفعال.

فالواجبات ثلاثة :

1 - أن يسعى سبع مرّات بينهما. 2 - وأن يبدأ بالصفا. 3 - ويختم بالمروة.

والمسنونات خمسة :

1 - الإسراع في موضع السعي راكباً كان أو ماشياً للرجال ، والمشي أفضل من الركوب. 2 - والدعاء عند الصفا. 3 - والدعاء عند المروة.

ص: 197

4 - والدعاء فيما بينهما. 5 - وأن يكون على طهر»(1).

ولم أجد كتاباً فقهيّاً أكثر اختصاراً من كتاب الجمل والعقود للشّيخ الطّوسي ، فهو يبوّب الموضوعات ويرتّب الأحكام الشرعية بالأرقام ولا يفوّت منها واجباً أو مستحبّاً ، والفارق أنّ الشّيخ الطّوسي كتب الكتاب في زمن كانت الحياة فيه رتيبة لا تستدعي السرعة أو العجلة.

6 - منهج كتاب غُنية النزوع :

كتاب غُنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع للسيِّد حمزة بن عليّ ابن زهرة الحلبي (ت 585 ه) في مجلّدين ، كتاب له منهج خاصّ ، فهو مؤلَّف من جزئين : الأوّل : (الأصول) في علم الكلام وأصول الفقه ، والثاني : (الفروع) في علم الفقه ، وهو ما يهمّنا في هذا البحث.

والجزء الفقهي هو دورة فقهية مختصرة كاملة ، يستدلّ فيها بالكتاب والسنّة النبوية وأحاديث أهل البيت عليهم السلام والإجماع ، ويعتمد المصنّف على الإجماع ، وملاك حجّية الإجماع عند الإمامية هو اشتماله على قول المعصوم عليه السلام.

نماذج من منهجه :

ونذكر فيما يلي نموذجين من كتابه :

النموذج الأوّل : في الوكالة ، قال المصنّف :

«لا تصحّ الوكالة إلاّ فيما يصحّ دخول النيابة فيه مع حصول الإيجاب 2.

ص: 198


1- الجُمل والعقود : 231 - 232.

والقبول ممّن يملك عقدها بالإذن فيه أو بصحّة التصرّف منه فيما هي وكالة عليه بنفسه ، فلا تصحّ الوكالة في أداء الصّلاة والصّوم عن المكلّف بأدائهما ، لأنّ ذلك ممّا لا يدخل النيابة فيه ، ولا يصحّ من محجور عليه أن يوكِّل فيما قد منع من التصرّف فيه ، ولا تصحّ الوكالة من العبد وإن كان مأذوناً له في التجارة ، لأنّ الإذن له في ذلك ليس بإذن في الوكالة ، وكذلك التوكيل لا يجوز له أن يوكّل فيما جعل له التصرّف فيه إلاّ بإذن موكّله. ولا يصحّ أن يتوكّل المسلم على تزويج المشركة من الكافر ، ولا أن يتوكّل الكافر على تزويج المسلمة من المسلم ، لأنّهما لا يملكان ذلك لأنفسهما ولا يجوز للمسلم أن يوكِّل الكافر ولا يتوكّل له على مسلم ، بدليل إجماع الطائفة ...»(1).

النموذج الثاني : في الوصية ، قال المصنّف :

«قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الوصية حقٌّ على كلِّ مسلم. وقال : لا ينبغي لامرىءمسلم أن يبيت ليله إلاّ ووصيّته تحت رأسه. وقال : من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية.

والواجب منها البداية بالإقرار على جهة الجملة بما أوجب الله سبحانه عِلْمَه والعمل به ، ثمّ الوصية بالاستمساك بذلك وبتقوى الله ولزوم طاعته ومجانبة معاصيه ، ويعيّن من ذلك ما يجب من غسله وتكفينه ومواراته ، ثمّ الوصية بقضاء ما عليه من حقٍّ واجب دينيٍّ أو دنيويٍّ ، ويخرّج ذلك من أصل التركة إن أطلق ولم يقيّد بالثلث. فإن لم يكن عليه حقٌّ استحبّ له أن يوصي بجزء من ثلثه ، ويصرف في النذور والكفّارات ، وجزء في الحجِّ8.

ص: 199


1- غنية النزوع 2/268.

والزيارات ، وجزء يصرف إلى مستحقّي الخمس ، وجزء إلى مستحقّي الزكاة ، وجزء إلى من لا يرثه من ذوي أرحامه ...»(1).

الاستنتاج :

نستفيد ممّا سبق :

1 - إنّ كتاب غُنية النزوع رائدٌ في منهجه ، فربّما هو الكتاب الأوّل في المدرسة الإمامية الذي يجمع بين أصول الفقه وفروعه ، بالإضافة إلى مباحث كلامية في التوحيد وضعها في المقدّمة.

2 - إنّ أُسلوب الكتاب يتميّز بالوضوح والإنسجام بين الأفكار والتفريع بلا إفراط ولا تفريط ، ويبدأ بالحكم مباشرة دون مقدّمات.

3 - إنّ منهج الكتاب منهج فتوائي ، فهو يذكر الأحكام الشرعية مباشرة بماأوصله دليله الشرعي إليه.

3 - منهج الفقه المقارَن :

مقدّمة :

وهو المنهج الذي يعتمد على عرض الآراء الفقهية للمذاهب الإسلامية وترجيح الأصوب منها وفق الدليل العلمي ، ولاشكّ أنّ الفقيه يسلك طريق الاحتجاج بالأدلّة والاحتكام إلى المذهب الذي يتعبّد به. وهذا المنهج قد يساهم في تقريب شقّة الخلاف بين المذاهب ، وقد يوسّعها ، لأنّ مجرّد المقارنة بين الآراء الفقهية الاجتهادية قد لا يرفع النزعة الطائفية ولا 5.

ص: 200


1- غنية النزوع 2 / 305.

يدفعها.

ولابدّ أن نذكر نقطة مهمّة في هذا المقام ، وهي أنّ منهج الفقه المقارَن لدى فقهاء الشيعة كان ولا يزال يعبّر عن محاولة علمية لتقريب شقّة الخلاف بين المسلمين ومذاهبهم ولوناً من ألوان الدفاع عن فقه أهل البيت عليهم السلام عبر ترجيح الأدلّة العلمية التي يمتلكها الفقيه.

ولاشكّ أنّ منهج الفقه المقارَن أكثر تطوّراً من الفقه الآحادي الجانب الراجع إلى مذهب معيّن بذاته ، لأنّ الغاية من هذا المنهج المقارَن الفصل بين آراء المجتهدين من مختلف المذاهب وتقديم أقرب الاستدلالات إلى مرادالشارع ، ولاريب أنّ هذا الفصل والتمييز بين الآراء المختلفة لايصله الفقيه إلاّ بعد ارتقاء قدرة ذاتية على الوصول إلى منابع الأدلّة الشرعية والعقلية عند المذاهب المختلفة.

ومنهج المقارنة من المناهج الأصيلة التي استخدمها فقهاء الإمامية في نشاطهم الاستدلالي على طول التأريخ الفقهي للمذهب ، فقد ظهرت كتب الانتصار والناصريّات للسيِّد المرتضى (ت436 ه) ، والخلاف للشيخ الطّوسي(ت460 ه) ، والتذكرة ومنتهى المطلب للعلاّمة الحلّي (ت726 ه).

طبيعة منهج الفقه المقارَن :

والفقه المقارَن أو علم الخلاف كما كانت تسمية الفقهاء المتقدّمين هوجمع الآراء الفقهية وتقييمها عبر التماس أدلّتها العملية ، وقد قام الفقهاء على مذهب أهل البيت عليهم السلام بتبيين الخلاف بصورة موضوعية فيها النزاهة والمصداقية ، بحيث كان الدليل هو المحور في العرض والنقاش ، والأصل في الاستدلال هو القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة عبر روايات صحيحة

ص: 201

عن أهل بيت النبوّة عليهم السلام ، وكانوا يعرضون مسائل الوفاق والخلاف دون أدنى قيد أو حرج.

كتب منهج الفقه المقارَن :

1 - الخلاف للشيخ الطّوسي (ت 460 ه).

2 - الانتصار لما انفردت فيه الإمامية للسيِّد المرتضى (ت 436 ه).

3 - الناصريّات للسيّد المرتضى (ت 436 ه).

4 - تذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه).

5 - منتهى المطلب للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه).

6 - المعتبر في شرح المختصر للمحقّق الحلّي (ت 676 ه).

1 - منهج كتاب الخلاف :

كتاب الخلاف للشيخ محمّد بن الحسن الطّوسي (ت 460 ه) في ستّة مجلّدات ، كتاب استدلالي مقارَن ، أراد المصنِّف من تأليفه درج الخلاف في المسائل الفرعية بين الخاصّة والعامّة بنحو استدلالي جامع ، وبيان النظر الصائب والرأي الصحيح الموافق للكتاب والسنّة. قال المصنِّف في المقدّمة :

«سألتم أيّدكم الله إملاء مسائل الخلاف بيننا وبين من خالفنا من جميع الفقهاء من تقدّم منهم ومن تأخّر ، وذكر مذهب كلِّ مخالف على التعيين ، وبيان الصحيح منه وما ينبغي أن يعتقد ، وأن أقرن كلّ مسألة بدليل نحتجّ به على من خالفنا موجب للعلم من ظاهر قرآن أو سنّة مقطوع بها أو إجماع أو دليل خطاب أو استصحاب حال - على ما يذهب إليه كثير من أصحابنا - أو

ص: 202

دلالة أصل أو فحوى خطاب ، وأن أذكر خبراً عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) الذي يلزم المخالف العمل به والانقياد له ، وأن أشفع ذلك بخبر من طريق الخاصّة المرويّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم السلام. وإن كانت المسألة مسألة إجماع من الفرقة المحقّة ذكرت ذلك ، وإن كان فيها خلاف بينهم أومأت إليه ، وأن أتعمّدفي ذلك الإيجاز والاختصار ، لأنّ ذلك يطول ...»(1).

ومنهجه العملي هو أن يذكر المسألة الفقهية بتعريف ، ثمّ بعرضِ أقوال أرباب المذاهب الأربعة ، ثمّ يذكر دليل فقهاء الإمامية ويصطلح عليه ب(دليلنا).

نماذج من منهجه :

ومن أجل فهم المنهج الفكري للمصنِّف نقتطع الموارد التالية من كتاب الخلاف : معنى كلمة الطهور ، جواز الوضوء بماء البحر ، عدم إجتزاء الوضوء إلاّ بالماء المطلق.

النموذج الأوّل : معنى الطهور : «مسألة : في معنى الطهور عندنا : إنّ الطهورهو المطهّر المزيل للحدث والنجاسة ، وبه قال الشافعي. وقال أبو حنيفةوالأصمّ : الطهور والطاهر بمعنى واحد.

دليلنا : هو أنّ هذه اللفظة وضعت للمبالغة ، والمبالغة لا تكون إلاّ فيما يتكرّر فيه الشيء الذي اشتقّ الإسم منه ، ألا ترى أنّهم يقولون : فلان (ضارب)إذا ضرب ضربة واحدة ، ولا يقال : (ضروب) إلاّ بعد أن يتكرّر منه الضرب. 5.

ص: 203


1- الخلاف 1 / 45.

وإذا كان كونه طاهراً ممّا لا يتكرّر ولا يتزايد فينبغي أن يكون كونه طهوراًلما يتزايد ، والذي يتصوّر التزايد فيه أن يكون مع كونه طاهراً مطهِّراً مزيلاً للحدث والنجاسة ، وهو الذي نريده.

وأيضاً وجدنا العرب تقول : ماء طهور وتراب طهور ولا تقول : ثوب طهور ولا خلّ طهور ، لأنّ التطهير غير موجود في شيء من ذلك ؛ فثبت أنّ الطهور هو المطهّر على ما قلناه»(1).

النموذج الثاني : ماء البحر : «مسألة : في ماء البحر : يجوز الوضوء بماء البحر مع وجود غيره من المياه ومع عدمه ، وبه قال جميع الفقهاء. وروي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاصّ أنّهما قالا : التيمّم أحبّ إلينا منه. وقال سعيد بن المسيّب : يجوز التوضّؤ به مع عدم الماء ولا يجوز معوجوده.

دليلنا : قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوْرَاً)(2) ، وماء البحر يتناوله اسم الماء. وقال تعالى أيضاً : (فَلَمْ تَجِدُوْا مَاءً فَتَيَمَّمُوا)(3) ، فشرط في وجوب التيمّم عدم الماء ، ومن وجد ماء البحر فهو واجد للماء الذي يتناوله الطاهر ، وعلى المسألة إجماع الفرقة. وروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه سئل عن التوضّؤ بماء البحر فقال : هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته. وروى عبد الله بن سنان وأبو بكر الحضرمي قالا : سألنا أبا عبد الله عليه السلام عن ماء البحر أطهور هو؟قال : نعم»(4). 2.

ص: 204


1- الخلاف 1 / 49 - 50.
2- سورة الفرقان 25 : 48.
3- سورة النساء 4 : 43 ، وسورة المائدة 5 : 6.
4- الخلاف 1 / 50 - 52.

النموذج الثالث : الماء المطلق : «مسألة : لا يجوز الوضوء بالمايعات غيرالماء ، وهو مذهب جميع الفقهاء. وقال الأصمّ : يجوز ذلك. وذهب قوم من أصحاب الحديث وأصحابنا إلى أنّ الوضوء بماء الورد جائز.

دليلنا : قوله تعالى : (فَلَمْ تَجِدُوْا مَاءً فَتَيَمَّمُوْا صَعِيْدَاً طَيِّبَاً)(1) ، فأوجب عند فقد الماء المطلق التيمّم ، ومن توضّأ بالمائع لم يكن تطهّر بالماء ، فوجب أن لا يجزيه. وروى حريز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون معه اللبن أيتوضّأ منه للصلاة؟ قال : لا ، إنّما هو الماء والصعيد»(2).

الاستنتاج :

ونستفيد من قراءة كتاب الخلاف وتشخيص منهج المصنِّف :

1 - تقسيم الدليل إلى قسمين : الأوّل وهو دليل المذاهب الأربعة ، فيذكرها بالإسم والمسمّى ومن قال بها كالشافعي وأبي حنيفة وعبد الله بن عمروعبد الله بن عمرو بن العاصّ والأصمّ ، والثاني مذهب الإمامية ويصفه ب- (دليلنا). وبينما يذكر أدلّة المذاهب ذكراً إجماليّاً إلاّ أنّه يفصّل الدليل عند الإمامية ويشرحه شرحاً وافياً.

2 - استخدام المعنى اللغوي في الدليل عندما يقتضي الأمر ذلك ويعتبره مؤيّداً للدليل الشرعي.

3 - الاستدلال بالكتاب المجيد والسنّة النبوية الشريفة وبضمنها الروايات الصحيحة المروية عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام.5.

ص: 205


1- سورة النساء 4 : 43.
2- الخلاف 1 / 55.

2 - منهج الانتصار :

كتاب الانتصار لما انفردت فيه الإمامية للسيِّد المرتضى عليّ بن الحسين(ت 436 ه) في مجلّد واحد ، كتاب فقهي مقارَن انتصر فيه المصنِّف لفرقة الحقّ ، قال في سبب تأليفه الكتاب :

«أمّا بعد ، فإنّي ممتثل ما رسمته الحضرة السامية ... من بيان المسائل الفقهية التي شنّع بها على الشيعة الإمامية ، واُدّعي عليهم مخالفة الإجماع ، وأكثرها موافق فيه الشيعة غيرهم من العلماء والفقهاء المتقدّمين أو المتأخِّرين ، وما ليس لهم فيه موافق من غيرهم فعليه من الأدلّة الواضحة والحجج اللائحة ما يغني عن وفاق الموافق ولا يوحش معه خلاف المخالف ، وأن أبيّن ذلك وأفصّله وأزيل الشبهة المعترضة فيه»(1).

ثمّ يحدّد منهجه في الكتاب - وهو البحث عن الدليل - قائلاً :

«... إنّ الشناعة إنّما تجب في المذهب الذي لا دليل عليه يعضده ولا حجّة لقائله فيه ، فإنّ الباطل هو العاري من الحجج والبيّنات البريء من الدلالات ، فأمّا ما عليه دليل يعضده وحجّة تعمده فهو الحقّ اليقين ولا يضرّه الخلاف فيه وقلّة عدد القائل به ، كما لا ينفع في الأوّل الاتّفاق عليه وكثرة عدد الذاهب إليه ...»(2).

وأهمّ ما في منهج المصنِّف هو أخذه بالإجماع كدليل من الأدلّة التي اعتمدت عليها الإمامية ، فقال : «وممّا يجب علمه أنّ حجّة الإمامية في صواب جميع ما انفردت به أو شاركت فيه غيرها من الفقهاء هي إجماعها عليه ، لأنّ إجماعها حجّة قاطعة ودلالة موجبة للعلم ، فإن انضاف إلى ذلك 2.

ص: 206


1- الانتصار : 1.
2- الانتصار : 2.

ظاهركتاب الله تعالى أو طريقة أخرى توجب العلم وتثمر اليقين فهي فضيلةودلالة تنضاف إلى أخرى ، وإلاّ ففي إجماعهم كفاية»(1).

وقد ذكرنا سابقاً أنّ تأكيد الفقهاء على حجّية الإجماع هو لدخول قول الإمام عليه السلام في أقوال المجمعين.

نماذج من منهجه :

انتخبنا مسألتين من مسائل النذر كنموذجين من كتابته :

النموذج الأوّل : «مسألة : وممّا انفردت به الإمامية أنّ النذر لا ينعقد إلاّ بأن يقول الناذر : (لله عليَّ كذا وكذا) بهذا اللفظ ، فإن خالف هذه الصيغة وقال : (عليَّ كذا وكذا) ولم يقل : (لله) عزّ وجلّ لم ينعقد نذره ، وخالف باقي الفقهاء في ذلك ، وروي عن الشافعي وأبي ثور موافقة الإمامية في ذلك ، ودليلناعلى ما ذهبنا إليه الإجماع الذي تكرّر.

وأيضاً فإنّه لا خلاف في أنّه إذا قال باللفظ الذي ذكرناه يكون ناذراً ، وإنعقاد النذر حكم شرعي لابدّ فيه من دليل شرعي ، وإذا خالف ما ذكرناه فلادليل على انعقاده ولزوم الحكم به.

وأيضاً فإنّ الأصل براءة الذمّة من حكم النذر ، فمن ادّعى مع اللفظ المخالف لقولنا وجوبه في الذمّة فعليه الدليل»(2).

النموذج الثاني : «مسألة : وممّا كانت الإمامية تنفرد به أنّ النذر لا يصحّ في معصية ولا بمعصية ، ولا تكون المعصية فيه سبباً ولا مسبّباً فأمّا كون المعصية فيه سبباً فمثاله أن ينذر إن شرب خمراً أو ارتكب قبيحاً اعتق 2.

ص: 207


1- الانتصار : 6.
2- الانتصار : 161 - 162.

عبده ، ومثال كون المعصية مسبّباً أن يعلّق بما يبلغه من غرضه أن يشرب خمراًأو يرتكب قبيحاً.

والشافعي يوافق الشيعة في أنّ نذر المعصية لا كفّارة فيه ، وما كان عندي أنّه يوافقنا في إبطال كون المعصية سبباً حتّى قال بعض شيوخ الشافعية : إنّ الشافعي يوافقنا أيضاً في ذلك ، والدلالة على قولنا بعد إجماع الطائفة أنّ لزوم النذر حكم شرعي ولا يثبت إلاّ بدليل شرعي ، وقد علمنا أنّ السبب أو المسبّب إذا لم يكن معصية انعقد النذر ولزم الناذر حكمه بلا خلاف ، فمن ادّعى ذلك في المعصية فعليه الدّلالة.

وأيضاً فمعنى قولنا في انعقاد النذر أنّه يجب على الناذر فعل ما أوجبه على نفسه ، وإذا علمنا بالإجماع أنّ المعصية لا تجب في حال من الأحوال علمنا أنّ النذر لا ينعقد في المعصية ، ويجوز أن يعارض المخالفون بالخبر الذي يروونه عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (لا نذر في معصية) ولم يفرق بين أن تكون المعصية سبباً أو مسبّباً»(1).

الاستنتاج :

1 - إنّ سبب تأليف الكتاب هو أنّ المخالفين قد أشاعوا بأنّ مذهب الإمامية مغاير لما عليه بقية المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع ، فقام المصنّف بإثبات أنّ الإمامية هم أصل الإسلام في المسائل الفقهية ، وأنّ أكثر الأحكام التي أخذ بها الشيعة الإمامية هي موافقة للأحكام الشرعية التي أخذت بها بقية المذاهب. 2.

ص: 208


1- الانتصار : 162.

2 - إنّ المصنِّف اعتمد الإجماع كدليل قطعي على صحّة الأحكام لاعتقادالإمامية دخول قول الإمام عليه السلام في أقوال الفقهاء المجمعين.

3 - ذكر النذر كنموذج من الأحكام ، وقال : إنّ الشافعي وأبي ثور وافق الإمامية في ذلك.

4 - استدلّ المصنّف للآراء التي طرحتها الإمامية بالدليلين : الشرعي والعقلي.

5 - تحدّى كلَّ من خالف أقوال فقهاء الإمامية أن يأتوا بالدليل المخالف ، وهذا التحدّي بذاته يعكس اطمئنان المصنّف على صحّة الأدلّة التي استند إليها.

3 - منهج الناصريّات :

كتاب الناصريّات للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى عليّ بن الحسين بن موسى (ت 436 ه) في مجلّد واحد ، من كتب الفقه المقارَن ، كتبه المصنِّف (الإمامي) لجدّه الناصر (الزيدي) ، وهو لا يقتصر على ذكر المسائل الخلافية بين الإمامية والزيدية فحسب بل يورد الخلافات الفقهية على مستوى المذاهب الإسلامية. ومجموع الكتاب (207) مسئلة في العبادات والمعاملات.

ومنهج الكتاب أنّه يستدلّ بإجماع الإمامية ، ويعرض مسائل الوفاق والخلاف ، ويستدلّ بالحكم الشرعي من طرقنا ، ويعرض إجمالاً آراء فقهاء المذاهب الأُخرى.

نماذج من منهجه :

ومن أجل فهم منهجه لابدّ من ترتيب مباني المصنِّف ضمن الموارد التالية :

ص: 209

أوّلاً : الاهتمام بذكر الحكم الشرعي وآراء المذاهب ثمّ الاستدلال من مذهبنا على الرأي الذي يعتمده المصنّف ، وفي ذلك يقول في المسألة الخامسةوالخمسين :

«ومن لم يجد ماءً ولا تراباً نظيفاً وجب عليه أن يصلّي بغير طهارة ، فإن وجد الماء أو التراب بعد مُضي وقتها فلا إعادة عليه. وليس لأصحابنا في هذه المسألة نصٌّ صريح ، ويقوى في نفسي أنّه إذا لم يجد ماءً ولا تراباً نظيفاًفإنّ الصّلاة لا تجب عليه ، وإذا تمكّن من الماء أو التراب النظيف قضى الصّلاة وإن كان الوقت قد خرج ، وهو مذهب أبي حنيفة ، وفي بعض الروايات عن محمّد ، وفي رواية أُخرى عنه أنّه يُصلّي ويُعيد. وقال الشافعي وأبو يوسف : يُصلّي بغير طهارة ثمّ يقضي.

الدليل على صحّة ما اخترناه قوله تعالى : (لاَ تَقْرَبُوا الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُوْلُوْنَ وَلاَ جُنُباً وَلاَ عَابِرِي سَبِيْل حَتّى تَغْتَسِلُوا)(1) ، فمنع من فعل الصّلاة مع الجنابة إلاّ بعد الاغتسال. وأيضاً قوله عليه السلام : (لا يقبل الله صلاةً بغير طهور)(2) ، والطهور هو الماء عند وجوده

والتراب عند فقده ، وقد عدمهما جميعاً ، فوجب أن لا تكون له صلاة.

وليس للمخالف أن يتعلّق بقوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدِلُوْكِ الشَّمْسِ)(3) وقوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ)(4) ، لأنّه تعالى إنّما أمرنا بإقامة الصّلاة ، وهذه ليست بصلاة ، لأنّها بغير طهارة ولا يتناولها 4.

ص: 210


1- سورة النساء 4 : 43.
2- صحيح مسلم1 / 204 ، 224.
3- سورة الإسراء 17 : 78.
4- سورة هود 11 : 114.

الإسم»(1).

ثانياً : عرض مسائل الوفاق والخلاف دون حرج :

فمن مسائل الوفاق قال : «هذا مذهبنا» أو «هذا هو الصّواب» أو نحو ذلك. ومنها :

«المسألة الحادية والثلاثون : المسح على الرجلين إلى الكعبين هو الغرض ، وهذا صحيح. وعندنا أنّ الغرض في الرجل المسح دون الغسل ، فمن غسل لم يجزه ، وقد روي القول بالمسح عن جماعة من الصحابة والتابعين»(2).

ومن مسائل الخلاف مثلاً المسألة السادسة : ولا يجوز الوضوء بالماء المستعمل ، قال المصنّف : «وعندنا أنّ الماء المستعمل في تطهير الأعضاء والبدن الذي لا نجاسة عليه إذا جُمع في إناء نظيف كان طاهراً مطهّراً ، ووافقنافي ذلك الحسن والنخعي والزهري والثوري ومالك وداود ، وقد قيل : إنّ مالكاً كرهه بعض الكراهية ، وقال أبو حنيفة وأصحابه : إنّ الماء المُستعمل لايجوز الوضوء به ، واختلفوا في نجاسته ، فقال أبو يوسف : هو نجس ، وروي مثل ذلك عن أبي حنيفة ...»(3).

ثالثاً : إجماع الإمامية : ومن منهج المصنِّف الاستدلال بإجماع الإمامية ، وهو حجّة شرعية عند الفقهاء ، مثلاً قال في عدم جواز إمامة الفاسق : «هذا صحيح وعليه إجماع أهل البيت عليهم السلام كلُّهم على اختلافهم ، وهذه من 7.

ص: 211


1- الناصريّات : 161 - 162.
2- الناصريّات : 120.
3- الناصريّات : 77.

المسائل المعدودة التي يتّفق أهل البيت عليهم السلام كلُّهم على اختلافهم عليها»(1).

رابعاً : التصريح بعدم الوقوف على نصٍّ : ومن أخلاقية فقهاء أهل البيت عليهم السلام أنّهم إذا افتقدوا المصادر صرّحوا بعدم وقوفهم على نصٍّ للإمامية. يقول المصنِّف في مسألة أنّه لا فرق في الطهارة بين ورود الماء على النجاسة أو العكس : «لا أعرف فيها نصّاً لأصحابنا ولا قولاً صريحاً» ، ثمّ ذكرقول الشافعي ومخالفة سائر الفقهاء له فقال : «ويقوى في نفسي عاجلاً - إلى أن يقع التأمّل لذلك - صحّة ما ذهب إليه الشافعي ، والوجه فيه أنا لو حكمنابنجاسة الماء القليل الوارد على النجاسة لأدّى ذلك إلى أنّ الثوب لا يطهِّر من النجاسة إلاّ بإيراد كرٍّ من الماء عليه ، وذلك يشقّ ، فدلّ على أنّ الماء إذاورد على النجاسة لا يعتبر فيه القلّة والكثرة كما يعتبر فيما ترد النجاسة عليه»(2).

4 - منهج تذكرة الفقهاء :

وكتاب تذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه) كتاب فقهي استدلالي مقارَن في سبعة عشر مجلّداً ، وصلنا منه من بداية الطهارة إلى كتاب النكاح. يقول في أوّل كتابه : «قد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم بتذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء وذكر قواعد الفقهاء ، على أحقِّ الطرائق وأوثقها برهاناً وأصدق الأقاويل وأوضحها بياناً ... وأشرنا في كلِّ مسألة إلى الخلاف واعتمدنا في المحاكمة بينهم طريق الإنصاف»(3). 4.

ص: 212


1- الناصريّات : 244.
2- الناصريّات : 72 - 73.
3- تذكرة الفقهاء 1 / 4.

نماذج من منهجه :

ومنهجه في البحث هو :

أوّلاً : عرض الحكم الشرعي ، ثمّ الاستدلال بآية أو رواية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)وأهل بيته عليهم السلام ورأي الفقهاء ، ثمّ عرض رأي فقهاء المذاهب الأربعة. مثلاً في أحكام غسل الميِّت قال في المسألة 125 :

«فإذا فرغ [أي فرغ من تحضير السدر] شرع في غسله الواجب ، والمشهور عند علمائنا أنّه ثلاث مرّات : مرّة بماء السدر والثانية بماء فيه كافوروالثالثة بالقراح ، لأنّ أمّ عطية روت أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في ابنته : (ثمّ اغسليها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلي في الأخيرة كافوراً أو شيئاً من الكافور)(1). ومن طريق الخاصّة قول الصادق عليه السلام : (يغسل الميّت ثلاث غسلات : مرّة بالسدر ، ومرّة بالماء يطرح فيه الكافور ، ومرّة اُخرى بالماء القراح)(2) ، والأمر للوجوب. وقال بعض علمائنا : الواجب مرّة واحدة بماء القراح ، والباقيتان مستحبّتان - وهو مذهب الجمهور - لأنّه كغسل الجنابة ، وللأصل. والأوّل أشهر وأحوط ، فتعيّن العمل به»(3).

ثمّ قال في تفريع المسألة :

«لا يغسل أكثر من ثلاث مرّات ، لأنّه أمر شرعيٌّ فيقف على النقل. وقال الشافعي وأحمد : الأفضل أن يغسل ثلاث مرّات ، فإن لم يحصل الإنقاء غسل خمس مرّات أو سبعاً ، وتراً لا شفعاً ، لحديث أم عطية(4) ، ولم 5.

ص: 213


1- صحيح البخاري 2 / 93 و 94 و 95.
2- الكافي 3 / 140/3.
3- تذكرة الفقهاء 1 / 351.
4- صحيح البخاري 2 / 93 - 95.

يقدّره مالك ... الواجب عند أكثر علمائنا جعل السدر في الغسلة الأولى خاصّة والكافور في الثانية خاصّة. وقال الشافعي : يجعل السدر في الأولى استحباباً. وهل يحصل بها التطهير؟ عنده وجهان : المنع لتغير الماء بالسدر ، والطهارة لأنّ المراد الإنقاء والتنظيف وهي أبلغ فيه ، فعلى الأوّل لا تحسب من الثلاث بل يستحبّ صبِّ الماء القراح عليه بعدها ثلاثاً ، وفي وجه : تحتسب»(1).

ثانياً : مناقشة آراء المدارس الفقهية وتفنيدها ، ومنها : في أحكام الغاسل مسألة 128 حيث قال :

«الأصل أن يغسل الرجالُ الرجالَ والنساءُ النساءَ ، وليس للرجل غسل المرأة إلاّ بأحد أسباب :

أحدها : الزوجية ، فللزوج غسل زوجته اختياراً عند أكثر علمائنا - وبه قال عطاء وجابر بن زيد وسليمان بن بشّار وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعلقمةوقتادة وأبو الشعثا وحمّاد ومالك والشافعي وإسحاق وداود وزفر وأحمد في أصحّ الروايات عنه - لأنّ فاطمة عليها السّلام أوصت أن تغسلها أسماء بنت عميس وعليّ عليه السلام ، فكان عليّ عليه السلام يصبّ الماء عليها(2) ، واشتهر ذلك في الصحابة ولم ينكره أحد ، فكان إجماعاً ، وسئل الصادق عليه السلام عن الرجل يخرج إلى السفر ومعه امرأته يغسلها؟ قال : نعم ، واُخته ونحو هذا ، ويلقي على عورتها خرقة(3). وللشيخ قول آخر بالمنع إلاّ مع عدم النساء من وراء الثياب - وبه قال أبو حنيفة والثوري والأوزاعي وأبو يوسف ومحمّد وأحمد في رواية - لأنّ الموت فرقة تبيح الأخت والرابعة سواها ، فحرّمت 8.

ص: 214


1- تذكرة الفقهاء 1 / 353 - 354.
2- سنن البيهقي 3 / 396.
3- الكافي 3 / 158/8.

اللمس والنظر ، كما لو طلّقها قبل الدخول(1). وقياسهم باطل ، لأنّه يمنع الزوجة من النظر إلى الزوج ، وهنا بخلافه»(2).

الاستنتاج :

1 - إنّ الكتاب هو تلخيص للأحكام الشرعية مع عرض الآيات الشريفة والروايات عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، مع مقارنة ذلك مع آراء فقهاء المذاهب الأُخرى.

2 - استدلال المصنّف في غسل الميّت بماء السدر والكافور والقراح (المطلق) برواية أمّ عطية في صحيح البخاري أوّلاً ثمّ استدلّ ثانية برواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، ولاشكّ أنّ الاستدلال بطرق الفريقين في الفقه المقارَن هوأفضل الأساليب العلمية في هذا الفنّ.

3 - ذكر الشاذّ من الأقوال عندنا - وهو الغسل مرّة واحدة بماء القراح والباقيتان مستحبّتان - وقال : إنّه مذهب الجمهور ، فأبطل الاستدلال بها.

4 - ثمّ ذكر أنّ الرأي الأوّل (الغسلات الثلاث) أشهر وأحوط ولذلك تعيّن العمل به ، وتلك هي فتواه.

5 - حكم بعدم غسل الميّت بأكثر من ثلاث غسلات وعلّله بأنّه أمر شرعيٌّ فيقف على النقل ، ثمّ ذكر اختلاف آراء فقهاء المذاهب في ذلك.

6 - ثمّ ذكر آراء فقهاء المذاهب في جعل السدر في الغسلة الأولى.

7 - وفي مسألة وجوب المماثلة في الغاسل ذكر الأصل في المماثلة ، ثمّ عرض ما قاله فقهاء المذاهب وإجماع الفقهاء على تغسيل أسماء بنت عميس لفاطمة الزهراء عليها السلام وكان عليٌّ عليه السلام يصبّ الماء عليها ، فاشتهر8.

ص: 215


1- المبسوط للسرخسي 2 / 71.
2- تذكرة الفقهاء 1 / 357 - 358.

تغسيل الزوج لزوجته بين الصحابة.

8 - إنّه ربّما كان كتابه في الفقه المقارن من أشمل المصنّفات في هذا الفنّ عند الإمامية ، وهو في الواقع على مسمّاه تذكرةٌ للفقهاء.

5 - منهج منتهى المطلب :

كتاب منتهى المطلب للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه) في أربعة عشر مجلّداً ، يعرض أقصى قدر ممكن من آراء الفقهاء من مذهب أهل البيت عليهم السلاموالمذاهب الأربعة ، محاولاً إشباع موضوع البحث من مختلف جوانبه العلمية ثمّ إبداء رأيه الفقهي في الدرجة الأولى عبر الاستدلال العلمي.

نماذج من منهجه :

فالمنهج مركّب من خطوات أربع ، هي :

الأولى : إبراز الأدلّة العامّة : حيث يعرض المصنِّف وجهات نظر الفقهاءمن مختلف المذاهب ، مبتدئاً بعرض وجهة نظره ثمّ وجهة نظر فقهاء الطائفة ثمّ وجهة نظر الجمهور ، وهو بذلك المنهج ملتزمٌ بالحياد ، فنلحظ ذلك في موضوع (مسح الرأس في عملية الوضوء) فيقول :

«الواجب من مسح الرأس لايتقدّر بقدر في الرجل ، وفي المرأة يكفي منه أقلّ ما يصدق عليه الإسم ، وبه قال الشّيخ في المبسوط ، والأفضل أن يكون بقدر ثلاث أصابع مضمومة ، وبه قال السيّد المرتضى. وقال في الخلاف : يجب مقدار ثلاث أصابع مضمومة ، وهو اختيار ابن بابويه وابي حنيفة في إحدى الروايتين. وقال الشافعي : يجزي ما وقع عليه الإسم. وذهب بعض الحنابلة إلى أنّ قدر الواجب هو الناصية ، وهو رواية عن أبي

ص: 216

حنيفة. وحكي عن أحمد أنّه لايجزي إلاّ مسح الأكثر»(1).

فهو وبعد أن يعلن عن فتواه يعرض آراء الفقهاء من الإمامية وفتاواهم كالمرتضى والطّوسي وابن بابويه ، ثمّ يعرض آراء الجمهور كأبي حنيفة والشافعي وبعض الحنابلة ، ثمّ يضع جميع الآراء في ميزان عادل ليعرف مدى توافقها مع فقهاء الإمامية.

الثانية : استعراض الأدلّة التي توصل إليها : حيث يعرض دليله الذي استنبطه متمثّلاً بعبارة لنا ، فبعد أن يعرض فتاوى أرباب المذاهب يقدِّم دليله الاجتهادي من الكتاب والسنّة. يقول مثلاً في باب نواقض الوضوء :

«مسألة : قال علماؤنا : النوم الغالب على السمع والبصر ناقض للوضوء ... وهو مذهب المزني وإسحاق وأبي عبيد .. لنا : النصّ والمعقول ، أمّاالنصّ فقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُم إِلَى الصَّلاَةِ ...)(2) ، وأمّاالمعقول فهو أنّ النّوم سبب لخروج الحدث ...»(3).

فاستدلّ هنا بالكتاب المجيد - وهو دليل شرعي - وبالمعقول - أي بالدليل العقلي - على أنّ النوم ناقضٌ للوضوء.

واستدلّ في مكان آخر على طهارة الماء ومطهّريته - عقلاً وإجماعاً فقال :

«أمّا الإجماع فلأنّ أحداً لم يخالف في أنّ الماء المطلق طاهر ، وأمّا المعقول فلأنّ النجاسة حكم طارئ على المحلِّ والأصل عدم الطريان ، ولأنّ تنجّس الماء يلزم منه الحرج ...»(4). 5.

ص: 217


1- منتهى المطلب 1 / 60 ، و 2 / 246.
2- سورة المائدة 6 : 6.
3- منتهى المطلب 1 / 14.
4- منتهى المطلب 1 / 15.

فهنا استعمل نفس أُسلوب الاستدلال ولكن بأدوات جديدة هي : الإجماع ، فضلاً عن الدليل العقلي.

الثالثة : إلزام المخالف بدليله من أجل إبطال حجّته : حيث يعتمد المصنِّف في بحثه المقارَن على روايات العامّة التي لايعتبر سندها حجّة ، وذلك الاعتماد هو طريق المصنِّف في إلزام المخالف من أجل نسف ما استندعليه ، فيقول في معرض حديثه عن إحدى الروايات التي زعمت بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد سلّم في ركعتي الرباعية نسياناً :

«لنا .... ورواية ذي اليدين - وهي الرواية التي ساقها للتدليل على جواز التكلّم لمن ظنّ الإتمام وإن لم تكن حجّة لنا فهي في معرض الإلزام»(1).

وقد ردّ المصنِّف تلك الرواية بجملة وجوه ، منها : إنّ الراوي أبا هريرة أسلم بعد وفاة الشخص المشار إليه بسنتين. ومنها : إنّ تلك الرواية تتضمّن مايتنافى مع عصمة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو النسيان.

وأيضاً في تعقيبه على صلاة جعفر ذكر زعم المخالِف أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) علّم العبّاس بن عبد المطّلب تلك الصّلاة ، بينما تشير الروايات الواردة من طرقنا بأنّه (صلى الله عليه وآله) قد علّمها جعفراً. قال : «ونحن إنّما ذكرنا تلك الرواية احتجاجاً على أحمد النافي لمشروعيّتها»(2).

وبذلك أبطل المصنِّف حجّة المخالِف بإلزامه بتلك الروايات التي آمن بها على الرغم من عدم صحّتها وعدم صحّة الإستدلال بها.

الرابعة : النقض والحلّ في عرض الدليل : فكان من طريقة المصنِّف عرض الإشكالات الواردة على الدليل والردّ عليها ، فعندما عرض رواية عدم 7.

ص: 218


1- منتهى المطلب 1 / 17.
2- منتهى المطلب 1 / 17.

انفعال ماء البئر بالنجاسة ، وهي : (كتبتُ إلى رجل أسأله أن يسألَ أبا الحسن الرضا عليه السلام ، فقال : ماء البئر واسع لا يفسده شيء ...)(1) قام بنقضها وحلِّها قائلاً :

«واعترضوا على الحديث الأوّل بوجوه :

أحدها : إنّ قوله عليه السلام : (لا يفسده) أي : فساداً يوجب التعطيل.

الثاني : إنّ الراوي أسندها إلى المكاتبة ، وهي ضعيفة.

الثالث : المعارِضة بخبر ابن بزيع - وهو الخبر القائل بأن ينزح من البئردلاء حيث نَستَشِفُّ منه نجاسة البئر.

والجواب عن الأوّل : إنّه تخصيص لايدلُّ اللفظ عليه ....

وعن الثاني : إنّ الراوي قال : فقال عليه السلام كذا ، والثقة لايخبر بالقول إلاّ مع القطع ، على أنّ الرسول كان ينفذ رسله بالمكاتبات ...

وعن الثالث : إنّه إنّما يتمّ على تقدير نصوصية الحديث ... وليس كذلك»(2).

وهذا الأُسلوب من أروع الأساليب الإستدلالية في الفقه.

6 - منهج المعتبر :

كتاب المعتبر في شرح المختصر للمحقّق الحلّي نجم الدين جعفر بن الحسن (ت 676 ه) في مجلّدين ، دورة فقهية مختصرة في الفقه المقارَن. والكتاب هو شرح المختصر النافع للمحقّق نفسه. يقول المصنّف في سبب تصنيفه الكتاب :

«... أحببتُ أن أكتب دستوراً يجمع أُصول المسائل وأوائل الدلائل ، 1.

ص: 219


1- منتهى المطلب 1 / 20.
2- منتهى المطلب 1 / 21.

أذكر فيه خلاف الأعيان من فقهائنا ومعتمد الفضلاء من علمائنا ، وألحقُ بكلِّ مسألة من الفروع ما يمكن إثباته بالحجّة وسياقته إلى المحجّة ، فقطعت الحوادث عن ذلك القصد ومنعت الكوارب ورود ذلك الورد ، حتّى اتّفق لنا اختصار كتاب الشرائع بالمختصر النافع ، فدُقّ كثير من معانيه لشدّة اختصاره واشتبهت مقاصده لبعد أغواره ، فحرّكني ذلك لشرح مشتمل على تحرير مسائله وتقرير دلائله»(1).

نماذج من منهجه :

ونذكر فيما يلي نموذجين من كتابته :

النموذج الأوّل : فاقد العلم باتّجاه القبلة : قال المصنِّف :

«مسألة : فاقد العلم يجتهد ، فإن غلب على ظنِّه جهة القبلة لإمارة بنى عليه ، وهو اتّفاق أهل العلم ، ويؤيّده ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : (يجزي التحرّي أبداً إذا لم يعلم أين وجه القبلة) ، ولو لم تحصل الأمارات واشتبهت الجهات صلّى الصّلاة الواجبة إلى أربع جهات ، وهو مذهب علمائنا.

وقال أبو حنيفة وأحمد : يصلّي ما بين المشرق والمغرب ، ويتحرّى الوسط ثمّ لا يعيد لقوله عليه السلام : (ما بين المشرق والمغرب قبلة) ، وهذا حقّ إن تبيّن له المشرق والمغرب ، ويؤيّده ما روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه السلام : (قلت : الرجل يقوم في الصّلاة ثمّ ينظر بعدما فرغ فيرى أنّه قد انحرف عن القبلة يميناً وشمالاً؟ قال : قد مضت صلاته ، وما بين المشرق والمغرب قبلة) ، لكن بتقدير أن تخفى عليه الجهات كانّ القول ما قلناه ، لأنّ الاستقبال بالصّلاة واجب ما أمكن ، ولا يتحصّل الاستقبال إلاّ كذلك ، 0.

ص: 220


1- المعتبر 1 / 19 - 20.

فيجب»(1).

النموذج الثاني : في النية : قال المصنّف :

«... والإخلاص هو نية التقرّب ، ومحلّها القلب ، ولا اعتبار فيها باللسان ، ولا يحتاج إلى تكلّفها لفظاً أصلاً ، كذا ذكره الشّيخ في المبسوط والخلاف ، وقال بعض الشافعية : يستحبّ أن يضاف اللفظ ، وقال آخرون منهم : يجب. وقول الشّيخ حسن ، لأنّ الأفعال يفتقر في وقوعها على وجوهها إلى الإرادة وهي من فعل القلوب ولا أثر للفظ في اختصاص الفعل بوجه دون وجه ، فيسقط اعتباره عملاً بالأصل ، وهل هي جزء من الصّلاة أو شرط في صحّتها؟ الأقرب أنّها شرط ، لأنّ الشرط هو ما يقف عليه تأثير المؤثّرأو ما يقف عليه صحّة الفعل ، ولأنّ أوّل الصّلاة التكبير والنية مقارنة أوسابقة فلا يكون جزء.

ويشترط في نية الصّلاة الفريضة ، وكونها فرضاً أداءً ، كذا قال الشّيخ رحمه الله ، وقال ابن أبي هريرة : يكفي نية الظهر لأنّ الظهر لا يكون إلاّ فرضاً ، وقال المروزي : ينوي ظهراً فريضة ...»(2).

الاستنتاج :

1 - اتّفق المصنِّف مع ما قاله أبو حنيفة وأحمد في موضوع كون ما بين المشرق والمغرب قبلة ، فهو بعد أن يذكر ما يراه صحيحاً بشأن فاقد العلم باتّجاه القبلة - وهو الاجتهاد في طلب جهة القبلة - يعود ويذكر رأي أبي حنيفة وأحمد ويؤيِّده ، وهذا في غاية الموضوعية والإنصاف ، فالمصنِّف لم يرفض الرأي الصادر عن أبي حنيفة - مع أنّه يأخذ بالقياس - 9.

ص: 221


1- المعتبر 2 / 70.
2- المعتبر 2 / 149.

لكنّه أخذ ما قاله في الموضوع فأقرّه على ذلك مؤيّداً برواية معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام ومؤكّداً على أنّ (ما بين المشرق والمغرب قبلة).

2 - صحّح المصنّف رأي أبي حنيفة وأحمد بن حنبل بأنّ ما بين المشرق والمغرب قبلة بتقدير أو بشرط أن تخفى عليه الجهات ، لأنّ الاستقبال بالصّلاة واجب ما أمكن ، ولا يحصل الاستقبال إلاّ بتحديد ما بين المشرق والمغرب.

3 - وفي موضوع النية يذكر تعريفها وشروطها وما يؤيّده من أقوال فقهاءالإمامية ، ثمّ يذكر أقوال أئمّة المذاهب ، ثمّ يتوصّل إلى ثمرة بحثه وهي أنّ النية من أفعال القلوب ولا أثر للفظ في اختصاص الفعل ، فلا يحتاج في أدائها إلى اللسان.

4 - إنّ إنصاف المحقِّق الحلِّي في نقل عبارات فقهاء المذاهب والإقرار بصحّتها إذا كانت صحيحة يعبّر عن مصداقية فقهائنا الأعلام وتوخّيهم الدليل العلمي.

وللموضوع صلة ...

ص: 222

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من النشوء إلى القمّة (7)

(500- 950 ه)

السيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في الأعداد السابقة إلى تأريخ تأسيس مدينة الحلّة ، والنهضة العلمية والأسر والبيوت العلمية فيها ، وتأثّر مدرسة الحلّة بالمدارس في المدن الإسلامية الأخرى ، وتطرقنا إلى العلوم الإسلامية التي كانت محل اهتمام مدرسة الحلّة ، واستعرضنا الحركة العلمية وعلماء الحلّة منذ تأسيس المدينة في القرن السادس الهجري ، ونستأنف البحث هنا في مدرسة الحلّة في القرن السابع الهجري ...

126 - الشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي :

هو الفقيه العلاّمة الفاضل والنحوي الأديب الشاعر الشيخ أبو محمد شمس الملّة والدين محفوظ بن وشاح بن محمّد الحلّي من كبار تلامذة المحقّق جعفر بن الحسن الحلّي قدس سره ، ذكره صاحب أمل الآمل(1) مبيّناً بعض أحواله قائلاً :

«الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد ، كان عالماً فاضلاً

ص: 223


1- أمل الآمل 2/229.

أديباً شاعراً جليلاً من أعيان العلماء في عصره ، ولمّا توفّي رثاه الحسن بن علي بن داود بقصيدة تقدّم منها أبيات في ترجمته ، وجرى بينه وبين المحقّق نجم الدين جعفر بن سعيد مكاتبات ومراسلات من النظم والنثر ذكرجملة منها الشيخ حسن في إجازته ، فقال عند ذكره : وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره. ورأيت بخطّ الشهيد الأوّل في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلّق بهذا الشيخ وفيها تنبيه على ما قلناه ، فمنها أنّه كتب إلى الشيخ المحقّق نجم الدين ابن سعيد أبياتاً من جملتها :

أغيب عنك وأشواقي تجاذبني

إلى لقائك جذب المغرم العاني

إلى لقاء حبيب شبه بدر دجىً

وقد رماه بإعراض وهجران

ومنها :

قلبي وشخصك مقرونان في قرن

عند انتباهي وبعد النوم يغشاني

حللت فيّ محلّ الروح في جسدي

فأنت ذكرى في سرّي وإعلاني

لولا المخافة من كره ومن ملل

لطال نحوك تردادي وإتياني

يا جعفر بن سعيد يا إمام هدىً

يا واحد الدهر يامن ماله ثان

إنّي بحبِّك مغرىً غير مكترث

بمن يلوم وفي حُبَّيك يلحاني

فأنت سيِّد أهل الفضل كلّهم

لم يختلف أبداً في فضلك اثنان

ص: 224

ومنها أيضاً :

في قلبك العلم مخزون بأجمعه

تهدي به من ضلال كلَّ حيران

وفوك فيه لسان حشوه حكم

تروي به من زلال كلَّ ظمآن

وفخرك الراسخ الراسي وزنت به

رضوى فزاد على رضوى وثهلان

وحسن أخلاقك اللاتي فضلت بها

كلّ البرية من قاص ومن داني

تغني عن المأثرات الباقيات ومن

يحصي جواهر أجبال وكثبان ن

يامن علا درج العلياء مرتقباً

أنت الكبير العظيم القدر والشّان

فأجابه المحقّق بهذه الأبيات :

لقد وافت قصائدك العوالي

تهزّ معاطف اللفظ الرشيق

فضضت ختامهنّ فخلت أنّي

فضضت بهنّ عن مسك عبيق

وجال الطرف منها في رياض

كسين بناضر الزهر الأنيق

فكم أبصرت من لفظ بديع

يدلّ به على المعنى الدقيق

وكم شاهدت من علم خفيٍّ

يقرّب مطلب الفضل السحيق

شربت بها كؤوساً من معان

غنيت بشربهنَّ عن الرحيق

ولكنّي حملت بها حقوقاً

أخاف لثقلهنَّ عن العقوق

فسر يا أبا الفضائل بي رويداً

فلست أطيق كفران الحقوق

ص: 225

وحمل ما أطيق به نهوضاً

فإنّ الرفق أنسب بالصديق

فقد صيّرتني لعلاك رقّاً

ببرِّك بل أرقّ من الرقيق

وكتب بعدها نثراً من جملته :

ولست أدري كيف سوَّغ لنفسه الكريمة مع حنوِّه على إخوانه وشفقه على أوليائه وخلاّنه إثقال كاهلي بما لاتطيق الرجال حمله بل تضعف الجبال أن تقلّه ، حتّى صيّرني بالعجز عن مجاراته أسيراً وأوقفني في ميدان محاورته حسيراً ، فما أُقابل ذلك البرّ الوافر ولاأُجازي ذلك الفضل الغامر ، وإنّي لأظنّ كرم عنصره وشرف جوهره بعثه على إفاضة فضله وإن أصاب به غير أهله ، أو كأنّه مع هذه السجية الغرّاء والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرتهوسليم فطرته الولاء من صفحات وجهي وفلتات لساني ، وقرأ المحبّة من لحظات طرفي ولمحات شأني ، فلم ترض همّته العليّة من ذلك الإيمان بدون البيان ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلاّ بالعيان ، فحرّك ذلك منه بحراً لايسمح إلاّ بالدرر وحجزاً لايرشح بغير الفقر ، وأنا استمدّ من إنعامه الاقتصار على ما تطوَّع به من البرّ حتّى أقوم بما وجب عليّ من الشكر إن شاء الله ...».

وذكره صاحب روضات الجنّات(1) قائلاً :

«الشيخ شمس الملّة والحقّ والدين محفوظ بن وشاح بن محمد الحلّي ، من أجلاّء تلامذة مولانا المحقّق المرحوم ، أشير إلى شيء من منقبته في ذيل ترجمة المحقّق قدس سره في باب الجيم ، وقد ذكره صاحب أمل الآمل مع كمال التمجيد ونهاية التعظيم فقال ...». 5.

ص: 226


1- روضات الجنّات 6/105.

وفي تكملة أمل الآمل(1) قال السيّد حسن الصدر :

«الشيخ شمس الدين أبو محمد محفوظ بن وشاح بن محمد الهرملي العاملي ، ذكره الشيخ المحقّق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة قال : كان هذا الشيخ من أعيان علماء عصره ، ورأيت بخطِّ شيخنا الشهيد الأوّل في بعض مجاميعه حكاية تتعلّق بهذا الشيخ ، منها أنّه كتب إلى الشيخ المحقّق نجم الدين السعيد أبياتاً من جملتها ...».

قال السيّد حسن الصدر معقّباً :

«واعلم أنّ هذا الشيخ أبو طائفة كبيرة بالهرمل يعرفون بآل محفوظ وبنيوشاح خرج منها علماء أجلاّء رؤساء نبلاء ، وهو غير محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلّي أُستاذ المحقّق نجم الدين في علم الكلام الذي قرأ عليه كتابه المنهاج في علم الكلام ، فلا تتوهّم الاتحاد ...».

وذكره السيّد أبو القاسم الخوئي في رجال الحديث(2) ذاكراً قول صاحب أمل الآمل فيه.

أقول :

يتبيّن لنا عظمة ومنزلة المترجم له الشيخ محفوظ بن وشاح رضوان الله عليه من كلمات الثناء البالغ والمديح الوافر العطر الذي وصفه بها أُستاذه وصديقه الإمام أبو القاسم جعفر بن سعيد المحقّق الحلّي والتي لايمكن 14

ص: 227


1- تكملة أمل الآمل 1/329.
2- معجم رجال الحديث 14

تجاهل أثرها لمن يعرف منزلة ومكانة المحقّق الحلّي العلمية وما كان عليه من التدقيق والتحقيق في العلم والعمل ، إضافة إلى ذلك رثاء عدد من أعلام العلماء للشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي ، كالشيخ ابن داود الحلّي وقد مرّت مرثيّة عند ترجمته فراجع ، ومنها مرثية الشيخ مهذّب الدين محمود بن يحيى الشيباني الحلّي والتي مطلعها :

عزَّ العزاء فلات حين عزاء

من بعد فرقة سيِّد الشعراء

العالم الحبر الإمام المرتضى

علم الشريعة قدوة العلماء

وسنذكر بعض أبياتها عند ترجمة الشيخ مهذّب الدين الشيباني

وممّن رثاه أيضاً السيّد صفيّ الدين محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي البغدادي الفقيه الصالح قائلاً :

مصاب أصاب القلب منه وجيبُ

وصابت لجفن العين فيه غروب

يعزّ علينا فقد مولىً لفقده

غدت زهرة الأيّام وهي شحوب

وطاب له في الناس ذكر ومحتد

كما طاب منه مشهد ومغيب

ألاليت شمس الدين بالشمس يَقتدي

فيصبح فينا طالعاً ويغيب

فمن ذا يحلّ المشكلات ومن إذا

رمى غرض المعنى الدقيق تصيب

ومن يكشف الغمّاء عنّا ومن له

نوال إذا ضنّ الغمام يصوب

ص: 228

فلا قام جنح الليل بعدك خاشع

ولاصام في حرِّ الهجير منيب

ولو سال فوق الطرس من كفِّ كاتب

يراع عن السمر الطوال ينوب

وبعدك لاسحّ الغمام ولاشدى

الحمام ولاهبّت صبا وجنوب

ولادته ووفاته :

توفّي قدس سره عام 690 ه. كما عليه أكثر أرباب المعاجم ، أمّا سنة ولادته فلم أتوصّل إلى معرفتها ، رضوان الله تعالى عليه.

127 - الشيخ شمس الدين محمد السيبي :

هو الفقيه الفاضل العلاّمة الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني ، والسيب إحدى قرى الحلّة وأعمالها ، وإليها ينسب صاحب الترجمة. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني تلميذفخار بن معد ، فاضل ، جليل ، يروي عن أبيه وعن فخار وغيرهما ...».

وذكره صاحب مستدرك الوسائل(2) قائلاً :

«فقيه ، فاضل ، يروي عن جماعة كثيرة ، كالسيّد فخار بن معد ، 3.

ص: 229


1- أمل الآمل 2/241 رقم 710.
2- مستدرك الوسائل 3/443.

ونجيب الدين محمد بن نما ...».

وفي لؤلؤة البحرين(1) وصفه الشيخ يوسف البحراني بالشيخ الصالح شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني ثمَّ قال : «وكان هذا الشيخ كما قال في كتاب أمل الآمل : فاضلاً عالماً جليلاً يروي عن أبيه وعن السيّد فخار وغيرهما ...».

شيوخه :

1 - السيّد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

2 - السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس.

3 - السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.

4 - السيّد رضي الدين محمد بن محمد ابن الداعي الحسيني الأفطسي الآوي النقيب.

5 - الشيخ الإمام نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد (المحقّق الحلّي).

6 - الشيخ الفقيه نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما الحلّي.

7 - الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي.

8 - والده الشيخ العالم أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني.

9 - الشيخ محمد بن أبي البركات اليماني الصنعاني.

تلامذته :

من أشهرهم : 2.

ص: 230


1- لؤلؤة البحرين : 302.

1 - العالم الفقيه الزاهد كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد بن أبي الخير الليثي الواسطي الحلّي.

2 - الشيخ الفقيه نجم الدين طومان بن أحمد العاملي.

3 - الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن أحمد بن يحيى المزيدي.

وغيرهم.

أقول :

رغم شهرة هذا العالم والفقيه الصالح العابد ورغم كثرة مشايخه الأعلاموتلامذته الأفاضل الكرام إلاّ أنّه لم يؤثر عنه أي مؤلّف أو مصنّف ، ولم يتعرّض أحد ممّن كتب عنه إلى ترجمته ترجمة مفصّلة ، حتّى أنّ ولادته لم يذكرها أحد ، ووفاته قيل(1) : إنّها عام 634 ه- ، والله سبحانه العالم.

128 - الشيخ محمد بن إسماعيل الهرقلي :

هو العلاّمة الفاضل الشيخ محمد بن إسماعيل بن الحسن بن أبي الحسين بن علي الهرقلي الحلّي من تلامذة العلاّمة الحلّي قدس سره. ذكره صاحب أمل الآمل(2) قائلاً :

«الشيخ محمد بن إسماعيل بن الحسن بن أبي الحسين بن علي الهرقلي ، كان فاضلاً عالماً ، من تلامذة العلاّمة ، رأيت المختلف بخطّه ، ويظهرمنه أنّه كتبه في زمان مؤلّفه وأنّه قرأ عليه أو على ولده».

وجاء في الكنى والألقاب(3) ضمن ترجمة والده إسماعيل بن الحسن 0.

ص: 231


1- لؤلؤة البحرين : 206 ، الهامش بقلم السيّد محمد صادق بحر العلوم.
2- أمل الآمل 2/245.
3- الكنى والألقاب 3/250.

الهرقلي :

«... وله ولد فاضل عالم اسمه محمد بن إسماعيل كان من تلامذة آية الله العلاّمة الحلّي ، قال شيخنا المتبحّر الحرّ العاملي في الأمل ...».

أقول :

والد هذا هو من خرجت على فخذه الأيسر توثة - وكان معاصراً للسيّدرضي الدين بن طاووس - وقد عجز الأطبّاء عن علاجها لوجود خطر الموت عليه عند قطعها ، فتوجّه إلى سامرّاء للزيارة والدعاء ، واستغاث بالحجّة عليه السلام فتشرّف بلقائه وببركة الإمام عليه السلام ، ومدّ يده الشريفة على تلك التوثةوعصرها فبرئت بإذن الله تعالى ، والقصّة معروفة.

129 - السيّد مجد الدين محمد بن طاووس :

هو السيّد الجليل العلاّمة نقيب العلويّين مجد الدين محمد ابن عزّ الدين الحسن ابن سعد الدين موسى بن جعفر بن طاووس. قال عنه ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) :

«وأمّا عزّ الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمد السيّد الجليل ، خرج إلى السلطان هلاكوخان وصنَّف له كتاب البشارة ، وسلَّم الحلّة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ، وردَّ إليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية ، فحكم في ذلك قليلاً ثمّ مات دارجاً».

وفي موارد الاتحاف(2) قال السيّد عبدالرزّاق كمّونة بعد ذكر نسب المترجم له : 0.

ص: 232


1- عمدة الطالب : 190.
2- موارد الاتحاف 1/190.

«.. السيّد الجليل العالم الفاضل الزاهد ، ولي نقابة الطالبية بالبلاد الفراتية ، توفّي سنة 656 ه. قال عبدالرزّاق ابن الفوطي : في سنة ستّ وخمسين وستّمائة سيَّر السلطان هولاكوخان من بلاده نحو بغداد ، وأمّا أهل الحلّة والكوفة فإنّهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم ، وحضر أكابر من العلويّين والفقهاء مع مجد الدين ابن طاووس العلوي إلى حضرة السلطان وسألوه حقن دمائهم ، فأجاب سؤالهم وعيَّن لهم شحنة ، فعادوا إلى بلادهم وأرسلوا إلى من في البطائح من الناس يعرفونهم ذلك ، فحضروا بأهلهم وأموالهم وجمعوا مالاً عظيماً وحملوه إلى السلطان ، فتصدّق عليهم بنفوسهم ، وتوفّي في هذه السنة ، وهي سنة ستّ وخمسين وستّمائة

قال السيّد عبدالرزاق كمّونة معقّباً :

قلت : إنّ السيّد مجد الدين محمد من السادة الأجلاّء المعروفين بآل طاووس ، وهم سادات معظّمون وقد حازوا كلّ فضيلة ، فيهم العلماء والفقهاء ، ومنهم من نال نقابة الأشراف ...». رضوان الله عليه.

130 - الشيخ شمس الدين محمد بن نما (ابن الأبريسمي) :

هو العلاّمة الفقيه الفاضل شيخ الطائفة في عصره شمس الدين محمد ابن نجم الدين جعفر ابن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي المعروف بابن الأبريسمي. ذكره البحراني في لؤلؤة البحرين(1) عند تعداد مشايخ الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي قائلاً : 7.

ص: 233


1- لؤلؤة البحرين : 287.

«... والشيخ الإمام شمس الدين محمد بن جعفر بن نما الحلّي المعروف بالأبريسمي ...».

وذكره الخونساري في روضات الجنّات(1) في ذيل ترجمة والده نجم الدين جعفر واصفاً المترجم له :

«... الشيخ الإمام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها شمس الدين محمد ابن جعفر المعروف بابن الأبريسمي ...».

وقال السيّد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(2) :

«... ومنهم شمس الدين محمد بن جعفر ابن نجيب الدين محمد ابن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما المعروف بابن الأبريسمي كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين عبدالصمد الحارثي والد البهائي ، فقدوصفه بالإمام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها ، يروي عنه رضي الدين علي ابن أحمد المزيدي وله كتاب منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة. ومنهم ولده جعفر ابن شمس الدين المذكور ...». رضوان الله عليه.

131 - الشيخ محمد بن جعفر بن نما :

هو شيخ الفقهاء ورئيس العلماء زعيم الطائفة في وقته أبو إبراهيم نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(3) قائلاً :

«الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن نما الحلّي ، كان من 0.

ص: 234


1- روضات الجنّات 2/179.
2- لؤلؤة البحرين : 276.
3- أمل الآمل 2/310.

فضلاء وقته وعلماء عصره ، له كتب ، يروي عن ابن إدريس ، ويروي المحقّق جعفر بن الحسن الحلّي عنه».

وفي لؤلؤة البحرين(1) قال البحراني :

«وكان هذا الشيخ رئيس الطائفة في زمانه محقّقاً مدقّقاً. قال شيخنا الشهيدالثاني رحمه الله في إجازته المتقدّم ذكرها مراراً : وعن الجماعة كلّهم - رضوان الله عليهم - نروي جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ العلاّمة قدوة المذهب نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نماالحلّي ... إلى قوله : قال الشهيد الأوّل في إجازته : ومرويّات الشيخ الإمام العلاّمة قدوة المذهب نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن محمد بن نما الحلّي الربعي ...».

وقال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(2) :

«هو شيخ الفقهاء في عصره نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن جعفربن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلّي أحد مشايخ المحقّق الحلّي والشيخ سديد الدين والد العلاّمة والسيّد أحمد ورضي الدين ابني طاووس قال المحقّق الكركي في وصف المحقّق الحلّي رحمه الله : وَاَعلم مشايخه بفقه أهل البيت الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمد بن نما الحلّي ... إلى قوله : يروي عن محمد بن المشهدي ، وعن والده جعفر بن نما عن ابن إدريس ، وعن أبيه هبة الله بن نما ، وغير ذلك ، توفّي بالنجف الأشرف سنة (645 ه». 7.

ص: 235


1- لؤلؤة البحرين : 272.
2- سفينة البحار 8/337.

شيوخه :

1 - الشيخ الفقيه محمد بن إدريس الحلّي صاحب كتاب السرائر.

2 - والده الشيخ الفقيه جعفر بن هبة الله بن نما.

3 - الشيخ الجليل محمد بن جعفر بن علي المشهدي الحائري.

4 - الشيخ برهان الدين محمد بن محمد القزويني.

تلامذته :

من أشهرهم :

1 - الشيخ الإمام أبو القاسم جعفر بن الحسن المحقّق الحلّي.

2 - والده الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن نما.

3 - الشيخ الفاضل العالم شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي القُسِّيني.

4 - ولده الشيخ العالم أحمد بن محمد بن جعفر بن نما.

5 - الشيخ الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر والد العلاّمة الحلّي.

6 - السيّد الفقيه جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.

أقول :

وذكر أصحاب التراجم أنَّ للمترجم له الشيخ نجيب الدين محمد بن نمامؤلّفات ومصنَّفات ولكنّهم لم يذكروا أسماءها ولم أتوصّل إلى معرفتها.

ولادته ووفاته :

توفّي كما عن لؤلؤة البحرين(1) بعد رجوعه من زيارة الغدير في 3.

ص: 236


1- لؤلؤة البحرين : 273.

ذي الحجّة سنة 465 ه- ، أمّا ولادته فلم يذكرها أحد ، رضوان الله تعالى عليه.

132 - السيّد صفيّ الدين محمد بن بشير العلوي :

جاء في أمل الآمل(1) :

«السيّد صفي الدين محمد بن بشير العلوي الحسيني ، فاضل ، عالم ، من تلامذة السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس».

133 - الشيخ محمد بن عبداللطيف التعاويذي :

جاء في تاريخ الحلّة وضمن أحداث عام 641 ه- :

«... وفي هذه السنة توفّي محمد بن عبداللطيف بن التعاويذي كاتب الحلّة يومئذ وهو من أهل الحلّة ، كان كاتباً جيّداً حسن الكتابة كيِّساً متواضعاً خدم في عدّة خدمات وكان كثير النكات وكان ذا فضل يقول الشعر الجيّد ، سأله بعض أصحابه أن يقول عن لسانه أبياتاً يسأل فيها التخفيف عن أُجرة دكّانه - وهذا السائل كان بزّازاً - فنظم له هذه الأبيات :

يا شرف الدولة أحسن كما

قد خصّك الله بإحسانه

فالعبد ما مرَّت به شدّة

أصعب من أُجرة دكّانه

فاشفع له عند إمام الهدى

متّعه الله بسلطانه ..»

رحمه الله تعالى.

134 - الشيخ مفيد الدين محمد بن الجهم :

هو الفقيه الاُصولي الفاضل والأديب المتكلّم الماهر الشيخ أبو القاسم مفيد الدين محمد بن علي بن محمد بن جهم الأسدي الحلّي. ذكره 0.

ص: 237


1- أمل الآمل 2 : 250.

صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«الشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم الأسدي ، كان عالماً صدوقاً فقيهاًشاعراً وجيهاً أديباً ، يروي عن مشايخ المحقّق كفخار بن معد وغيره ، وقال العلاّمة : إنّه كان فقيهاً عارفاً بالاُصولين ، وفي بعض أسانيد الشهيد : محمدبن علي بن جهيم».

وجاء في روضات الجنّات(2) في ذيل ترجمة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي :

«... ثمّ ليعلم أنّ لقب المفيد لم يعهد لأحد من علماء أصحابنا بعد هذاالعلم الفرد المشتهر بابن المعلّم أيضاً كما قد عرفت إلاّ للفاضل الكامل المتقدّم في الفقه والأدب والاُصولين محمد بن جهيم الأسدي الحلّي الملقّب ب- مفيد الدين ، وهو الذي قد يعبّر عنه في كتب الإجازات وغيرها بالمفيدابن الجهم ، والجهم : الكلح في الوجه ، ولكن المشتهر في هذه الصيغة التصغير ، وقد أُشير إلى درجة فضله الباهر في ذيل ترجمة أُستاذه المحقّق الحلّي قدس سره ، وله الرواية عن بعض مشايخ شيخه المذكور أيضاً مثل فخاربن معد الموسوي وغيره ...».

وفي سفينة البحار(3) :

«ومفيد الدين هو الشيخ الجليل محمد بن علي بن محمد بن جهم الأسدي أحد المشايخ الفقهاء الأجلّة ، وهو الذي لمّا سأل الأعظم الخواجة نصير الدين الطوسي المحقّق نجم الدين لمّا حضر عنده بالحلّة واجتمع 1.

ص: 238


1- أمل الآمل 2/253.
2- روضات الجنّات 6/177
3- سفينة البحار 8 : 351.

عنده فقهاؤها الجُلَّة عن أعلم الجماعة بالاُصولين أشار المحقّق في الجواب إليه وإلى والد العلاّمة وقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأُصول الفقه ، وهوأحد مشايخ العلاّمة ، يروي عن السيّد فخار قدس سره».

وفاته :

توفّي الشيخ ابن الجهم الحلّي على ما قيل عام 726 ه- وهي سنة وفاة العلاّمة الحلّي(1) ، قدّس الله أرواحهم الطاهرة.

135 - السيّد مجد الدين محمد بن علي الأعرجي :

هو السيّد الجليل والعالم الفاضل النبيل نقيب الطالبيّين أبو الفوارس مجدالدين محمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد الأعرجي الحسيني المنتهي نسبه إلى عبيدالله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، وهو والد العلمين الفقيهين السيّدين عميد الدين عبدالمطّلب وضياء الدين عبدالله. ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(2) قائلاً :

«السيّد الجليل العالم الزاهد مجد الدين أبو الفوارس محمد ...».

وجاء في أمل الآمل(3) :

«السيّد مجد الدين أبو الفورس محمد بن علي بن الأعرج الحسيني والدالسيّد ضياء الدين عبدالله والسيّد عميد الدين عبدالمطّلب ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً ، يروي عنه ابن مُعَيَّة». 2.

ص: 239


1- أنظر لؤلؤة البحرين : 265 الهامش.
2- عمدة الطالب : 333.
3- أمل الآمل 2/282.

وقال السيّد عبدالرزّاق كمّونة في موارد الإتحاف(1) بعد ذكر نسب المترجم له :

«مجد الدين السيّد العالم الفاضل الجليل الورع الزاهد ، كان رفيع المنزلة عظيم الشأن ، اسمه مرقوم بحائر الحسين عليه السلام ومساجد الحلّة ، ولي نقابة الطالبيّين ، وقد تزوّج بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّرالحلّي وأولدها خمسة بنين ، وهم النقيب جلال الدين علي والسيّد العلاّمة عميد الدين عبدالمطّلب والفاضل العلاّمة ضياء الدين عبدالله والفاضل العلاّمة نظام الدين عبدالحميد والسيّد غياث الدين عبدالكريم ، وهم سادة علماء فضلاء تخرّجوا على خالهم العلاّمة الحلّي. والمترجم رثاه صفي الدين أبو المحاسن عبدالعزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي المولودسنة 677 ه- والمتوفّي سنة 752 ببغداد ، قال يرثي السيّد النقيب مجدالدين أبا الفوارس ابن الأعرج طاب ثراه :

صروف الليالي لايدوم لها عهد

وأيدي المنايا لايطاق لها ردُّ

تُسالمنا سهواً وتسطو تعمّداً

فإسعافها عسف واقصادها قصد

عجبت لمن يغترّ فيها لجنّة

من العيش ما فيها سلام ولابرد

... إلى قوله :

سألت حمى الفيحاء ما بال ربعها

جديباً وقد كانت نضارته تبدو

وما بالهم لم ترو من مائها الصدى

لظام ولايروي لقاصدها زند8.

ص: 240


1- موارد الاتحاف 1/178.

فقالت قضى من كان بالسعد لي قضى

وصوّح بنت العزِّ وانهدم المجد

فأصبح مجد الدين في الترب ثاوياً

وزال السماح السبط والرجل الجعد

فتىً علّمته غاية الزهد نفسه

فأصبح حتّى في الحياة له زهد

ولم ادر بدراً قبله حازه الثرى

ولم أر بحراً قبله ضمّه اللحد

سليل صفي المصطفى وابن سبطه

لقد طاب منه الأمّ والأب والجدُّ

فصيح إذا الخصم الألدّ تعالمت

دلائله كانت له الحجج اللدُّ

إذا قال قولاً يسبق القول فعله

فليس له يوماً وعيد ولاوعد

لئن أخطأت أيدي الردى بمصابه

لعمر أبي هذا هو الخطأ العمد

مضى طاهر الأثواب والجسم والحشى

له الشكر درع والعفاف له بُرْدُ

وأبقى لنا من طيبه طيب ولده

ينوب كما أبقى لنا ماءه الورد ..»

نوَّر الله رمسه.

136 - السيّد شمس الدين محمد ابن الطقطقي :

هو السيّد الجليل العلاّمة والمؤرّخ الأديب النسّابة نقيب الطالبيّين

ص: 241

شمس الدين - وقيل : صفيّ الدين - محمد ابن تاج الدين علي بن محمد ابن رمضان آل طباطبا الحسني. ذكره الشيخ القمّي في الكنى والألقاب(1) قائلاً :

«ابن الطقطقي فخر الدين محمد ابن نقيب النقباء تاج الدين علي الحسني ، ولد في حدود سنة 660ه- ، ونشأ في الموصل وألّف كتابه الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية لفخر الدين عيسى بن إبراهيم ، فرغ من تأليفه بالموصل سنة 701ه- ، وتوفّي سنة 709ه».

وجاء في موارد الاتحاف(2) :

«شمس الدين محمد ابن النقيب تاج الدين علي بن محمد بن رمضان آل طباطبا الحسني - تقدّم باقي نسبه في ترجمة والده - أبو جعفر السيّدالفاضل المؤرّخ النسّابة ، ولي نقابة العلويّين بالحلّة بعد أبيه سنة 672ه- ، قال الزركلي(2) : ولد سنة 660ه. وتوفّي سنة 709ه- ، وهو أبو جعفرالمعروف بابن الطقطقي ، مؤرّخ بحّاث ناقد ، من أهل الموصل ، خلف أباه سنة 672ه- في نقابة العلويّين بالحلّة والنجف وكربلاء ، وتزوّج بفارسية من خراسان ، وزار مراغه سنة 696ه- ، وعاد إلى الموصل فألّف فيها سنة701 ه. كتابه الفخري في الآداب السلطانية وقدّمه إلى واليها فخر الدين عيسى بن إبراهيم ... إلى قوله : وأمّا أُمّه هي فاطمة بنت صفي الدين الفقيه ابن معد الموسوي ، تزوّجها النقيب تاج الدين علي وزوّجه إيّاها 3.

ص: 242


1- الكنى والألقاب 1/343.
2- موارد الاتحاف 1/193.

نصيرالدين الطوسي عند وروده إلى الحلّة.

والسيّد شمس الدين محمد حدّث عن جماعة ، منهم :

1 - الشيخ بهاء الدين علي بن عيسى الاربلي الكاتب.

2 - السيّد الفقيه العلاّمة النسّابة غياث الدين أبو المظفّر عبدالكريم بن طاووس.

3 - السيّد الفاضل علي بن أحمد العبيدلي النسّابة عن النقيب رضي الدين علي بن طاووس.

4 - الشيخ العدل أبو الحسن علي بن محمد بن محمود.

مؤلّفاته :

1 - كتاب الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ، فرغ من تأليفه سنة 701ه- ، وأهداه إلى والي الموصل يومذاك فخر الدين عيسى بن إبراهيم.

2 - كتاب الأصيلي في قواعد علم الأنساب(1).

أقول :

أمّا كتاب غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار والذي ينسبه السيّد عبدالرزاق كمّونة إلى صاحب الترجمة فهو في حقيقة الحال نسخة ممسوخة من كتاب الأصيلي للمترجم له ، وقد بيّن هذا الأمر 4.

ص: 243


1- موارد الاتحاف 1/194.

وبصورة واضحة سماحة الحُجّة المحقّق السيّد محمد مهدي الخرسان (دام ظلّه) عند تقديمه لكتاب منتقلة الطالبية(1) حيث قال :

«... اتّضح لديّ أنّ الكتاب المطبوع باسم غاية الاختصار هو جزء ممسوخ من النسب الأصيلي اختلسه ناشره أبو الهدى الصيّادي الرفاعي من النسب المذكور ، وشاء الله أن يفضحه بأن أطلعني على مصدر نفس النسخة التي سطا عليها ذلك الأثيم وأنّها بخطّ تاج الدين المذكور وقد كتبها في المشهدالرضوي في يوم الإثنين رابع عشر شهر الله المحرّم الحرام سنة ستّة وتسعمائة ، ولي بحث استوفيت فيه عرض النسب الأصيلي مع مقارنة ما سرق منه في كتاب الغاية ، ودلّلت بعد ذلك العرض على أنّ الغاية - أي : غاية الاختصار - هي جزء ممسوخ من النسب الأصيلي ، وهو بحث مفصّل عسى أن أوفّق لنشره لإفادة الباحثين».

137 - الشيخ جمال الدين محمد بن علي القاشي :

جاء في أمل الآمل(2) :

«الشيخ جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي القاشي ، فاضل ، جليل ، يروي عن المحقّق».

138 - الشيخ تاج الدين محمد بن وشاح الحلّي :

هو العلاّمة الفاضل القاضي الشيخ تاج الدين محمد ابن الفقيه العالم شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد الحلّي أحد أعلام أسرة آل وشاح الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(3) قائلاً : 7.

ص: 244


1- منتقلة الطالبية : 26 ، الهامش.
2- أمل الآمل 2/289.
3- أمل الآمل 2/297.

«القاضي تاج الدين أبو علي محمد بن محفوظ بن وشاح بن محمد ، كان من الفضلاء الصلحاء الاُدباء المشهورين ، يروي عنه محمد ابن قاسم بن مُعَيَّة».

وفي روضات الجنّات(1) عند ذكر تلامذة المحقّق الحلّي ومنهم والد المترجم له الشيخ محفوظ بن وشاح :

«... وكان الشيخ تاج الدين محمد بن محفوظ الذي هو أيضاً من الفضلاء الصلحاء الاُدباء المشهورين ويروي عنه لقيبة بن مُعَيَّة الحسني الديباجي هو من أجلّة أولاد هذا الشيخ الجليل الكامل».

وفي موضع آخر من الروضات(2) عند ذكر الشيخ محفوظ بن وشاح والد صاحب الترجمة :

«.. وكان عنه رواية ولده القاضي تاج الدين أبو علي محمد بن محفوظ بن وشاح بن محمد الذي يروي عنه محمد بن القاسم بن مُعَيَّة الآتي ذكره ويروي عنه أيضاً كمال الدين بن حماد الواسطي ...». رحمه الله تعالى.

139 - السيّد صفي الدين محمد بن طاووس :

هو السيّد الجليل والعالم الفاضل النبيل نقيب الطالبيّين السيّد صفيّ الدين - وقيل : جلال الدين - محمد ابن السيّد الزاهد العابد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني. ذكره صاحب غاية الاختصار(3) قائلاً : 8.

ص: 245


1- روضات الجنّات 2/185.
2- روضات الجنّات 6/106.
3- غاية الاختصار : 58.

«ومنهم جلال الدين يلقّب المصطفى ، كان سيِّداً جليلاً زاهداً منقطعاً بداره عن الناس ذا خبر ورأي وكبر وترفّع ، كانت بيني وبينه معرفة تكاد أن تكون صادقة ، عرض عليه النقابة صاحب الديوان ابن الجويني فامتنع ، وكان يتولّى نقابة بغداد والمشهد فكفّت يده عن ذلك ، مات رحمه الله سنة ثمان وستمائة ، وهو ابن رضي الدين علي الذي سبق ذكره ، كان أبوه نقيب بغداد ، تولّى نقابة الطالبيّين بها».

وقال ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) :

«وأمّا أبو القاسم رضي الدين صاحب الكرامات فولد صفيّ الدين محمد الملقّب بالمصطفى ، مات دارجاً».

وفي أمل الآمل(2) :

«الشيخ جلال الدين محمد بن علي بن طاووس الحسني ، كان من الفضلاء الصلحاء الزهّاد ، يروي عن المحقّق».

وفي روضات الجنّات(3) قال الخونساري عند ذكره لتلامذة المحقّق الحلّي :

«... والسيّد جلال الدين محمد بن علي بن طاووس الذي كتب لأجله أبوه السيّد رضي الدين كتابه المسمّى ب- : البهجة لثمرة المهجة ...».

وفي موارد الاتحاف(4) :

«كان لقبه جلال الدين ، ويلقّب بالمصطفى ، عالماً فاضلاً جليلاً 5.

ص: 246


1- عمدة الطالب : 191.
2- أمل الآمل 2/286.
3- روضات الجنّات 2 : 183 / ضمن الترجمة رقم (170).
4- موارد الاتحاف 2/165.

زاهداً ، ولي نقابة بغداد بعد وفاة والده ومعها نقابة مشهد مقابر قريش ...».

وفاته :

توفّي رضوان الله عليه سنة 680ه.

140 - السيّد أبو الفتح محمد ابن الجعفرية :

جاء في فقهاء الفيحاء(1) :

«... وهو علوي شريف من ذرية الإمام بطل الإباء سيّد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام. ذكره الصفدي في الوافي قائلاً : محمد بن محمدبن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن غانم - ويتّصل بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام - الحلّي ، يعرف بابن الجعفرية ، مولده سنة 606ه. أنشدني الشيخ أثير الدين أبو حيّان من لفظه ، قال : أنشدنا المذكور لنفسه سابع ذي الحجّة سنة سبع وثمانين وستمائة :

أترى يبلّ غليله المشتاق

منكم ويسكن قلبه الخفَّاق

وتعود أيّام الوصال كما بدت

ويرى لأيّام الفراق فراق

يا حاجباً عن مقلتي سنة الكرى

فدموعها بجنابة أطلاق

لاتنكرنّ تملّقي لعواذلي

فأخو الغرام لسانه مذّاق»

141 - السيّد رضي الدين محمد الآوي نقيب العلويّين :

هو العالم الفاضل والعابد الورع الزاهد صاحب الكرامات الباهرة والمقامات الرفيعة السيّد رضي الدين محمد ابن فخر الدين محمد ابن 1.

ص: 247


1- فقهاء الفيحاء 1/171.

رضي الدين محمد بن زيد بن الداعي بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن التج بن أبي الحسن علي بن الحسن النقيب بآبه ، ينتهي نسبه الشريف إلى علي الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

ذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(1) قائلاً :

«... فمن ولده السيّد الزاهد رضي الدين محمد ابن فخر الدين محمدابن رضي الدين محمد بن زيد ...».

وفي أمل الآمل(2) :

«السيّد رضي الدين محمد بن محمد الآوي العلوي الحسيني ، فاضل ، جليل ، فقيه ، يروي عن أبيه محمد عن جدّه محمد عن جدّه زين الدين عن جدّ أبيه الفقيه الداعي عن أبي الصلاح وابن البرّاج وسلاّر والشيخ الطوسي كلّهم ، ويروي عن ابن طاووس».

وجاء في روضات الجنّات(3) :

«السيّد السند الفاضل الجليل رضي الدين محمد بن محمد بن زين الدين بن الداعي العلوي الحسيني الآوي الراوي عن السيّد ابن طاووس الحسني ووالد السيّد كمال الدين المرتضى حسن بن محمد بن محمد الحسيني الآوي الراوي عن المحقّق الحلّي والآتي ذكره متّصلاً بهذه الترجمة في ذيل مشايخ السيّد ابن مُعَيَّة الحسني الديباجي ، كان من أجلاّء العلماء والسادات وأفاضل المحدّثين الثقات وأعاظم مشايخ الإجازات ، وكذلك ولده العظيم الشأن ووالده وجدّه المحمدان المتقدّمان ، بل جدّ أبيه الملقّب 0.

ص: 248


1- عمدة الطالب : 341.
2- أمل الآمل 2/298.
3- روضات الجنّات 6/320.

ب- : زين الدين ، والمصحّف في بعض المواضع ب- : زيد ، وجدّ جدّه المشتهر بالسيّد الداعي الحسيني ...».

وذكره الميرزا حسين النوري في مستدرك الوسائل(1) قائلاً :

«السيّد الجليل صاحب المقامات العالية والكرامات الباهرة النقيب الصديق لعديله في الدرجات السامية السيّد رضي الدين علي بن طاوس ويعبّرعنه كثيراً في كتبه بالأخ الصالح ، وقال في رسالة المواسعة والمضايقة : كنت قد توجّهت أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي ضاعف الله سعادته وشرف خاتمه من الحلّة إلى مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام قائلاً : وتجدّدت لي في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة ...».

وفي موارد الإتحاف(2) بعد ذكر نسبه :

«السيّد العالم الفاضل الكبير الزاهد الورع القدوة ، قاله أحمد بن محمدبن مهنّا العبيدلي في التذكرة ... إلى قوله : توفّي سنة 654 في الرابع صفر ...».

رضوان الله تعالى عليه.

142 - السيّد شرف الدين محمد بن طاووس :

هو السيّد الجليل شرف الدين محمد بن سعد الدين موسى بن جعفر بن طاووس الحسني أخو السيّدين العالمين الفاضلين جمال الدين أبي الفضائل أحمد ورضي الدين أبي القاسم علي ابني طاووس. 0.

ص: 249


1- خاتمة المستدرك 2 : 333.
2- موارد الإتحاف 2/50.

جاء في طرائف المقال(1) :

«السيّد شرف الدين محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن محمد بن طاووس ، وهذا السيّد أخو السيدين ابني طاووس ، لم أقف على شيء يدلّ على فضله ، إلاّ أنّه من النقباء في عهد هولاكو خان في البلاد الفراتية ...».

وفاته :

عن هامش الأصل لكتاب عمدة الطالب(2) أنّه توفّي مقتولاً في غلبة التتارببغداد سنة 656ه- ، رحمه الله تعالى.

143 - الشيخ صفي الدين محمد بن يحيى الهذلي :

هو العلاّمة الفاضل الجليل صفي الدين محمد ابن الفقيه الكبير نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي ، وأبوه نجيب الدين يحيى ابن عمّ الإمام أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقّق الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(3) قائلاً :

«الشيخ صفي الدين محمد بن سعيد ، فاضل ، جليل ، من تلامذة المحقّق».

وفي روضات الجنّات(4) عند ذكر تلامذة المحقّق الحلّي :

«... ومنهم أيضاً من أبناء عمومته الفضلاء الماجدين كالشيخ الإمام ).

ص: 250


1- طرائف المقال 1/105.
2- عمدة الطالب : 190.
3- أمل الآمل 2/274.
4- روضات الجنّات 2/186 / ضمن الترجمة رقم (170).

العلاّمة صفي الدين محمد ابن الشيخ نجيب الدين يحيى ابن عمّه أحمد ...».

وفي موضع آخر من الروضات(1) :

«وكان ابن ابن عمّه الشيخ الإمام العلاّمة صفي الدين محمد ابن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد المذكور أيضاً من أعاظم مشايخ الإجازات ، وله الرواية عن السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة والشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي والشيخ علي بن لألا وغيرهم ، نوّر الله رمسه».

144 - الشيخ محمود ابن البزاز الحلّي :

قال المنذري في التكملة(2) عند ذكره لوفيات سنة 604ه- :

«وفي شهر ربيع الأوّل توفّي الشيخ الأديب أبو الثناء محمود بن هبة الله بن أبي القاسم الحلّي الأصل البغدادي المولد والدار الدمشقي الوفاة ؛ البزّاز ، ومولده سنة ثمان وثلاثين وخمسمائه ، وهو منسوب إلى الحلّة المزيدية ، قرأ القرآن الكريم بشيء من القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي ، واشتغل بشيء من الأدب على أبي محمد عبدالله بن أحمدبن أحمد بن أحمد ابن الخشّاب وأبي محمد إسماعيل بن موهوب ابن أحمد ابن الجواليقي ، وسمع منهما ومن أبي الوقت عبدالأوّل بن عيسى والنقيب الطاهر أبي عبدالله أحمد بن علي بن المعمّر الحسيني ...».

145 - الشيخ مهذّب الدين محمود الشيباني :

هو الفقيه الفاضل والأديب الشاعر الكامل الشيخ مهذّب الدين محمود 0.

ص: 251


1- روضات الجنّات 2 : 187 / ضمن الترجمة رقم (170).
2- تكملة المنذري 6/130.

ابن يحيى بن محمد بن سالم الشيباني الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً :

«الشيخ مهذّب الدين محمود بن يحيى بن محمد بن سالم الشيباني الحلّي ، كان فقيهاً عالماً صالحاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، ومن شعره قوله من قصيدة في مرثية الشيخ محفوظ بن وشاح ...».

وفي روضات الجنّات(2) عند ذكر الشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي ومن رثاه :

«... ثمّ إنّ جملة من رثاه بعد وفاته بقصيدة قلّ ما يوجد مثلها في المراثي هو الشيخ مهذّب الدين محمود بن يحيى بن محمد بن سالم الشيباني الحلّي الفقيه الصالح الأديب النحوي الذي يروي عنه ابن مُعَيَّة المذكور أيضاً ...».

وفي تاريخ الحلّة(3) قال يوسف كركوش :

«وكان بين المترجم له والشاعر الشهير صفي الدين الحلّي صلات ودّيةومراسلات أخوية ، من هذه المراسلات قصيدة أرسلها المترجم له من الحلّة إلى صفي الدين بماردين ، منها البيت التالي :

عبدالعزيز عليَّ أنت عزيز

ولمجدك التعظيم والتعزيز

فأجابه الصفي بقصيدة منها :

من لي بقربك والمزار عزيز

طوبى لمن يحظى به ويفوز»

شعره :

من شعره المأثور عنه قصيدته المشهورة في رثاء الشيخ محفوظ 6.

ص: 252


1- تاريخ الحلّة 2/76.
2- أمل الآمل 2/317.
3- روضات الجنّات 6/106.

ابن وشاح الحلّي قدس سره ، وهي :

عزّ العزاء ولات حين عزاء

من بعد فرقة سيّد الشعراء

العالم الحبر الإمام المرتضى

علم الشريعة قدوة العلماء

أكذا المنون تهدُّ أطواد الحجا

ويفيض منها بحر كُلِّ عطاء

من للفتاوى المشكلات يحلّها

ويبينها بالكشف والإمضاء

من للكلام يبين من أسراره

معنى حقيقة خالق الأشياء

من ذا لعلم النحو واللغة التي

جاءت غرائبها عن الفصحاء

من للعروض يبين من أسراره ال-

-خافي ومن للشعر والشعراء

ما خلت قبل يحطّ في قلب الثرى

إنّ البدور تغيب في الغبراء

أيموت محفوظ وأبقى بعده

غدر لعمرك موته وبقائي

مولاي شمس الدين يا فخر العُلا

مالي أنادي لاتجيب ندائي

مؤلّفاته :

ذكر ابن الفوطي في مجمع الآداب(1) أنَّ للشيخ مهذّب الدين محمود الشيباني الحلّي كتاباً اسمه شفاء الغلّة من شعر شعراء الحلّة ذكر فيه قصائد لبعض أدباء وعلماء الحلّة الفيحاء ، والله سبحانه العالم.

ولادته ووفاته :

لم أتوصّل إلى معرفة تاريخ ولادته أو وفاته إلاّ أنّه كان حيّاً سنة 690ه. وهي سنة وفاة الشيخ محفوظ بن وشاح الحلّي قدّس سرّيهما. ).

ص: 253


1- مجمع الآداب 4 : 160 / ضمن الترجمة رقم (3576).

146 - الشيخ هبة الله بن نافع :

جاء في بحار الأنوار(1) عند ذكر بعض الأسانيد :

«... وعن الشيخ مسعود عن أبي الفائز عن ابن قارورة عن هبة الله ابن نافع الحلّي كتاب التبصرة في أحكام السنة وكتابه في الكلام على مسألة القناتية وجميع كتبه وتصانيفه».

147 - الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد الهذلي :

هو قدوة الفقهاء ومرجع الفضلاء العالم العابد والورع الزاهد الأديب النحوي الشاعر واللغوي الألمعي الماهر الشيخ أبو زكريّا نجيب الدين يحيى ابن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي. ذكره تلميذه النبيه ابن داود في رجاله(2) قائلاً :

«يحيى بن أحمد بن سعيد شيخنا الإمام العلاّمة الورع القدوة ، كان جامعاًلفنون العلوم الأدبية الفقهية والاُصولية وكان أورع الفضلاء وأزهدهم ، له تصانيف جامعة للفوائد ، منها كتاب الجوامع للشرائع في الفقه وكتاب المدخل في أُصول الفقه وغير ذلك ، مات في ذي الحجّة سنة تسعين وستمائة ، قدّس الله روحه».

وفي أمل الآمل(3) :

«الشيخ أبو زكريّا يحيى بن سعيد ، وهو ابن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي ، من فضلاء عصره ، يروي عنه السيّد عبدالكريم ابن أحمد بن طاووس كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب وغيره كما رأيته 6.

ص: 254


1- بحار الأنوار 104/28 الباب 2.
2- رجال ابن داود : 202.
3- أمل الآمل 2/346.

بخطّ ابن طاووس ، ويروي عنه العلاّمة ، له كتاب جامع الشرايع وغيره ، وذكر العلاّمة أنّه كان زاهداً ورعاً».

وفي لؤلؤة البحرين(1) :

«وهو ابن عمّ المحقّق نجم الدين المتقدّم ، واشتهر نسبته إلى جدّه فيقال في عبارات الأصحاب : يحيى بن سعيد ، وقد أخذ الاسم واللقب من جدّه نجيب الدين يحيى بن الحسن بن سعيد كما تقدّم في ترجمة المحقّق ، وقد ذكر العلاّمة رحمه الله في إجازته لبني زهرة أنّه كان زاهداً ورعاً ...».

وقال الخونساري في روضات الجنّات(2) :

«الشيخ أبو زكريّا يحيى بن سعيد ، وهو ابن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي ، من فضلاء عصره ... إلى قوله بعد ذكر مؤلّفاته : ثمّ إنّ للرجل كتاباًلطيفاً آخر في الفقه موجوداً بين أظهر علماء الطائفة سمّاه نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر ينيف على ثلاثة آلاف بيت تقريباً ...».

وفي الكنى والألقاب(3) قال القمّي :

«أبو زكريّا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي العالم الفاضل الفقيه الورع الزاهد الأديب النحوي المعروف بالشيخ نجيب الدين ابن عمّ المحقّق الحلّي وسبط صاحب السرائر رضوان الله عليهم أجمعين ، قال ابن داود في حقّه : شيخنا الإمام العلاّمة ...».9.

ص: 255


1- لؤلؤة البحرين : 252.
2- روضات الجنّات 8/198.
3- الكنى والألقاب 1/309.

وحكى صاحب لؤلؤة البحرين(1) قول العلاّمة الحلّي في إجازته لبني زهرة قائلاً :

«وقال العلاّمة الحلّي (عطّر الله مرقده) في إجازته لأولاد زهرة : وكان الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين محمد الطوسي (قدّس الله روحه) وزير هلاكو خان ، فأنفذه إلى العراق ، فحضر الحلّة ، فاجتمع عنده فقهاء الحلّة ، فأشارإلى الفقيه نجم الدين جعفر بن سعيد وقال : من أعلم هؤلاء الجماعة؟فقال : كلّهم فاضلون علماء ، وإن كان أحداً منهم مبرّزاً في فنٍّ كان الآخر مبرّزاً في فنٍّ آخر ، فقال : من أعلمهم بالاُصولين؟ فأشار إلى والدي سديدالدين يوسف بن المطهّر وإلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهم ، فقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه ، فتكدّر الفقيه يحيى ابن سعيد وكتب إلى ابن عمّه يعتب عليه وأورد في مكتوبه أبياتاً وهي قوله قدس سره :

لاتهن من عظيم قدر وإن

كنت مشاراً إليه بالتعظيم

فاللبيب الكريم ينقص قدراً

بالتعدّي على اللبيب الكريم

ولع الخمر بالعقول رمى الخمر

بتنجيسها والتحريم

كيف ذكرت ابن المطهّر وابن جهم ولم تذكرني؟! فكتب إليه يعتذر : لوسألك الخواجة مسألة في الاُصولين ربّما وقفت وحصل لنا الحياء».

شيوخه :

من أشهرهم : 0.

ص: 256


1- لؤلؤة البحرين : 230.

1 - السيّد شمس الدين فخار بن معد الموسوي الحلّي.

2 - السيّد أبو إبراهيم محمد بن عبدالله بن زهرة الحسيني(1).

3 - الشيخ محمد بن أبي البركات بن إبراهيم الصنعاني(2).

4 - الشيخ الإمام جعفر بن الحسن بن سعيد الهذلي المعروف بالمحقّق الحلّي ، وهو ابن عمّ المترجم له.

قال الشيخ القمّي في سفينة البحار(3) : «يحيى بن أحمد بن سعيد الحلّي ابن عمّ المحقّق وتلميذه صاحب كتاب الجامع ...».

تلامذته :

1 - السيّد غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن طاووس الحسني.

2 - الإمام جمال الدين آية الله الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (العلاّمة الحلّي).

3 - السيّد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي.

4 - الشيخ الفقيه الرجالي الحسن بن علي بن داود صاحب كتاب الرجال.

5 - الشيخ الإمام جلال الدين الحسن ابن نظام الدين أحمد بن محمدبن نما الحلّي.

وغيرهم من أعلام المشايخ والسادات. 6.

ص: 257


1- ابن طاووس : السيّد غياث الدين عبدالكريم - فرحة الغري : 79.
2- ابن طاووس : السيّد غياث الدين عبدالكريم - فرحة الغري : 112.
3- سفينة البحار 2/526.

مؤلّفاته :

1 - كتاب الجامع للشرايع ، في الفقه.

2 - كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر.

3 - كتاب المدخل ، في أُصول الفقه.

وغيرها من المؤلّفات.

ولادته ووفاته :

ذكر أرباب المعاجم الرجالية أنّ ولادة المترجم له الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد كانت عام 601ه- ، ووفاته(1) قدس سره الشريف في ليلة عرفة في الثلث الأوّل من الليل شهر ذي الحجّة من السنة التاسعة والثمانين بعد الستمائة(أي حدود عام 690ه- تقريباً).

148 - الشيخ يوسف بن علوان :

جاء في فقهاء الفيحاء(2) :

«هو الشيخ يوسف بن علوان الفقيه الحلّي ، من العلماء المغمورين الذين قد ظلمتهم التراجم فلم تعط عنهم الفكرة الكافية ما يتّسق ومكانتهم العلمية وأتعابهم الكبيرة ومنزلتهم الاجتماعية ... إلى قوله حاكياً قول صاحب رياض العلماء في المترجم له وهو : عالم متكلّم جليل ، كان من أكابرعلماء الإمامية معاصراً للمحقّق ونجيب الدين ابن نما ولوالد العلاّمة ، يروي عن الشيخ يحيى بن علي بن يحيى الحنّاط عن ابن إدريس ، وتتلمذ 4.

ص: 258


1- أنظر لؤلؤة البحرين : 253.
2- فقهاء الفيحاء 1/184.

عليه الشيخ محمد بن زنجي وأجازه وتاريخ إجازته سنة 618ه- ، له فتاو في أُصول الدين ...».

149 - الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهّر :

هو العالم الفاضل والفقيه الاُصولي المتكلّم الزاهد الورع العابد الشيخ سديد الدين يوسف ابن الشيخ العالم شرف الدين علي بن المطهّر الحلّي والدالعلاّمة الحلّي. ذكره الشيخ الفاضل ابن داود في رجاله(1) في ذيل ترجمةولده العلاّمة الحلّي قائلاً :

«وكان والده قدّس الله روحه فقيهاً محقّقاً مدرّساً عظيم الشأن».

وفي أمل الآمل(2) :

«الشيخ الجليل سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي والد العلاّمة ، عالم ، فاضل ، فقيه ، متبحّر ، نقل ولده أقواله في كتبه ، وتقدّم مدحه مع ابنه».

وقال الحائري في منتهى المقال(3) بعد ذكره لكلام ابن داود الحلّي :

«... وهو من مشايخ ولده أجزل الله إكرامه وإكرامه ، وقد أكثر من النقل عنه في كتبه ، وذكر في إجازته لبني زهرة أنّ المحقّق خواجة نصير الدين رضي الله عنه لمّا ورد الحلّة وحضر عنده فقهاؤها ..».

وفي روضات الجنّات(4) :

«الشيخ سديد الدين يوسف ابن الشيخ شرف الدين علي بن المطهّر 0.

ص: 259


1- رجال ابن داود : 78.
2- أمل الآمل 2/350.
3- منتهى المقال 7/84 رقم 3296.
4- روضات الجنّات 8/200.

الحلّي والد إمامنا العلاّمة على الاطلاق وأُستاذه الأقدم في الفقه والأدب والاُصول والأخلاق ، تقدّم في ذيل ترجمة مولانا المحقّق الطلق نجم الدين الحلّي أنّه أشار في محضر الشيخ الأعظم الخواجه نصير الدين محمد الطوسي أيّام وزارته لهولاكوخان المغولي ونزوله إلى بلاد العراق لقمع الخاصرة من الملك العبّاسي لمّا سأله عن أعلم تلامذته بالاُصولين إلى هذا الرجل ورجل آخر من أجلّة علماء ذلك البين ، ويظهر من ذلك غاية بصارته بهذين الفنّين كما لايخفى على ناظرة أحد من ذوي عينين ... إلى قوله : وقديظهرمن تضعيف كتب الإجازات والرجال أنّ معظم قراءة ولده العلاّمة أعلى الله تعالى مقامه في الفقه والاُصول كان عليه ، كما أنّ روايته المشهورة أيضاً مستندة إليه».

وقال المامقاني في تنقيح المقال(1) :

«يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي والد آية الله العلاّمة ، جلالته أشهر من أن تحتاج إلى بيان ، وقد أشار إليه ابن داود في ترجمة العلاّمة بقوله ...».

قال المامقاني معقّباً :

«وهو من مشايخ ولده ، وقد أكثر النقل عنه في كتبه ، وذكر في إجازته لبني زهرة أنّ المحقّق خواجة نصير الدين لمّا ورد الحلّة وحضر عنده فقهاؤها سأل المحقّق رضي الله عنه عن أعلمهم بالاُصولين فأشار إلى سديد الدين والد العلاّمة وإلى الفقيه محمد بن الجهم».

أقول :

نقلنا نصّ هذه الحكاية ضمن ترجمة الشيخ نجيب الدين يحيى 6.

ص: 260


1- تنقيح المقال 3/336.

ابن أحمد بن سعيد الهذلي ، فراجع.

والشيخ سديد الدين يوسف - والد العلاّمة - هو أحد الأشخاص الذين أخذوا فرماناً من السلطان هلاكو لمّا وصل إلى بغداد وفتحها وهرب أكثرأهل الحلّة إلى البطائح إلاّ القليل ومنهم الشيخ سديد الدين والسيّد مجد الدين ابن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ فأعطاهم الأمان بسلامة أهل الكوفة والحلّة والمشهدين الشريفين من القتل في قصّة طويلة ذكرها العلاّمة الحلّي قدس سرهفي كتابه كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ، وفيه ذكر خطبة الزوراء والأخبار بالمغيبات وغيرها(1).

شيوخه :

1 - السيّد شمس الدين فخار بن معد بن فخار الموسوي الحلّي.

2 - السيّد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني.

3 - السيّد عزّ الدين بن أبي الحارث محمد الحسيني.

4 - السيّد الفقيه صفيّ الدين محمد بن معد بن علي الموسوي.

5 - السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس.

6 - الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي الحلّي.

7 - الخواجة الفيلسوف نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي.

8 - الشيخ علي بن ثابت السوراوي. 0.

ص: 261


1- أنظر روضات الجنّات 8/200.

9 - الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن فرج السوراوي.

10 - الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي.

11 - الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما الحلّي.

12 - الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني.

تلامذته :

1 - ولده العلاّمة الحلّي الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهّر.

2 - ولده الشيخ رضي الدين علي بن سديد الدين يوسف بن المطهّر صاحب كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية.

3 - الشيخ إبراهيم بن سعد الدين الحمويني صاحب كتاب فرائد السمطين وهو من علماء العامّة.

وغيرهم كثير.

ولادته ووفاته :

لم أتوصّل إلى معرفة تاريخ ولادته أو وفاته أو ما هي مصنّفاته ، رحمه الله وضاعف حسناته.

وللموضوع صلة ...

ص: 262

من ذخائر التراث

ص: 263

ص: 264

شرح

(هيهات ما ذلك الظّنّ بك)

تأليف

الشيخ محمّد بن سليمان التنكابني

المتوفّى سنة 1302 أو 1310ه-

تحقيق

م. م سعاد بديع مطير د. مشتاق كاظم جمعة

ص: 265

ص: 266

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف رسله محمّد وعلى آله الغرّ الميامين.

وبعد :

فقد أكّد الله سبحانه وتعالى على دعائه والتضرّع إليه ، فقال : (ادْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(1) ، فهو بلا شكّ نعمة كبرى منه عزّ وجلّ تغمر العبدفي مختلف أحواله ، إذ الدعاء هو الصلة بين الإنسان وربّه ، واتّخذت البشريّة الدعاء عبادة تتقرّب بها إلى الله ، تبغي من وراء ذلك الانعتاق من جميع أنواع العبوديّة لسواه تعالى.

وقد أرسى سيّد الكائنات رسول الله صلّى الله عليه وآله أساس الدعاء لأمّته وفتح لهم الباب على مصراعيه ، وترك لنا صلّى الله عليه وآله كمّاً هائلاً من أدعيته وفي أوقات وأماكن مختلفة. 0.

ص: 267


1- سورة غافر 40 : 60.

وجاء من بعده وصيّه وخليفته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقدأغنى الدعاء كلّ الغنى ورصّعه بشذرات زاهية ، فرفد تراث الدعاء بجملة من أدعيته التي ملأت الأسماع ورقّقت الطباع.

ولعلّ أبرز أدعيته عليه السلام دعاؤه المعروف ب- : دعاء كميل بن زياد رحمه الله ، فقد ورد بأجمل العبارات وأبلغها حتّى ذاع وانتشر ، ولأهمّيته البالغة تناوله الكثير من العلماء بالشرح والتفسير ، ورسالتنا هذه التي نحن على هدى تحقيقها تناولت جملة واحدة من هذا الدعاء ، قوله عليه السلام : «هيهات ما ذلك الظنّ بك» التي سيأتي الكلام عنها لاحقاً.

وقد قسّمنا مقدّمتنا هذه إلى قسمين :

القسم الأوّل : تناولنا فيه حياة المؤلّف بالترجمة والشرح بشيء من التفصيل من ولادته وحتّى وفاته رحمه الله ، وأعقبنا ذلك بالكلام عن الرسالة ومحتواها ، ثمّ ذكرنا شيئاً عن المخطوط ومنهج تحقيقنا له.

أمّا القسم الثاني : فقد خصصناه لمتن الرسالة الشريفة محقّقاً وفقاً لمقتضى التحقيق العلمي.

ربّنا أنعمت علينا فزد من فضلك

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

ص: 268

القسم الأوّل

ترجمة المؤلّف(1)

اسمه ونسبه :

العالم الجليل الميرزا محمّد بن سليمان بن محمّد رفيع بن عبد المطّلب ابن عليّ التَّنْكابُني(2).

ولادته :

ولد سنة 1234 أو 1235 ه- / 1820م(3).

والده :

الميرزا سليمان ، ذهب إلى العراق ، وكان متمكّناً جدّاً من العربية ، ودرس عند الملاّ عليّ النوري مدّة 22 سنة ، ودرس كتب الملاّ صدرا عنده ، وفاق أقرانه في علم الحكمة ، ودرس شرح اللمعة عند الآخوند الملاّ محمّد عليّ النوري ، ودرّس شرح التجريد والشوارق وشرح اللمعة وتفسير القاضي لأفاضل الطلاّب ، ودرس علم الطبّ عند الميرزا إسماعيل الأعرج الأصفهاني وفاق أقرانه.

وكان دائم الاشتغال بكتابة الأخبار وأحاديث الأئمّة الأطهار ، وكتب 3.

ص: 269


1- كان المصدر الرئيسي لهذه الترجمة ترجمة المؤلّف لنفسه قدس سره في كتابه قصص العلماء : 118 - 157 رقم 4 ، وينظر : الذريعة 1 / 15 رقم 68 ، و 17 / 107 رقم 580 ، والأعلام 6 / 152 ، ومعجم المؤلّفين 1 / 54 - 55.
2- نسبة إلى مدينة إيرانية في محافظة مازندران.
3- قصص العلماء : 123.

حواشي على المطوّل والمفاتيح وشرح الجامي وشرح الأسباب والشواهد الربوبية وزاد المعاد.

وكتب بخطّ يده التصريح ، وشرح الزيارة الجامعة للشيخ أحمد ، وغيرها(1).

كراماته :

1 - قال : إنّني رأيت في ليلة - أيّام الطفولة - صاحب الأمر عجّل الله فرجه في المنام في جانب مدرسة بنيتها وقد قطع عنقي بعد أن بلغت المراتب العالية ، ففسّر القتل بالعمر الطويل ، أو بالإفاضة من إمام العصر ، وهكذاكان(2).

2 - قال : إنّني أردت الزواج بعد ورودي العتبات العالية ، فأردت الاستخارة على امرأة ، فاستخرت عند رأس سيّد الشهداء عليه السلام ، فجاءت هذه الآية : (يا زَكَرِيّا إنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلام اسمُهُ يَحْيى)(3) ، ففهمت أنّه سيكون لي ولدمن هذه المرأة وسيتوفّى في أيّام حياتي ، وهكذا كان ، إذ رزقت بولد في غاية الجمال والفطانة ، وتوفّي وله سبعة عشر عاماً ، غفر الله لي وله(4).

3 - قال : كرامة أخرى شاهدناها من السيّدة المعصومة عليها السلام(5) ، حيث مرض ولدي وزوجتي وقد أشرفا على الموت ، فقلت للصدّيقة الصغرى : ن.

ص: 270


1- قصص العلماء : 118 - 120.
2- قصص العلماء : 123.
3- سورة مريم 19 : 7.
4- قصص العلماء : 123.
5- هي فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السلام ، ومرقدها بقم المقدّسة في إيران.

قد أتينا من بعيد إلى بيتك ولا نتوقّع الرجوع خائبين ويائسين منك ، وعلى الفور برىءالمريضان(1).

مشايخه :

1 - السيّد إبراهيم القزويني صاحب ضوابط الأصول.

2 - السيّد أبو جعفر ، خاله.

3 - الشيخ أحمد.

4 - الشيخ حسن بن جعفر النجفي.

5 - السيّد حسين.

6 - الملاّ السيّد الدربندي.

7 - السيّد رضي المازندراني ، كان ساكناً أصفهان.

8 - الميرزا سليمان ، أبوه.

9 - الملاّ صفر عليّ اللاهيجي.

10 - الملاّ عبد الكريم الإيرواني.

11 - السيّد عليّ بن محمّد حسين التنكابني ، كان ساكناً طهران.

12 - الملاّ السيّد القزويني.

13 - السيّد كاظم.

14 - الشيخ محسن خنفر.

15 - الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي.

16 - السيّد محمّد باقر.

17 - الملاّ محمّد جعفر الأسترآبادي. 4.

ص: 271


1- قصص العلماء : 124.

18 - الحاج محمّد جعفر اللنكرودي ، كان ساكناً أصفهان.

19 - الشيخ محمّد حسن صاحب جواهر الكلام.

20 - الملاّ محمّد صالح البرغاني

21 - الشيخ مرتضى.

22 - هاشم الطالقاني ، ألّف له رسالة شرح وصيّة الإمام الرضا عليه السلام (1)(2).

وذكر أنّ شريكه في البحث هو الميرزا محمّد باقر الروضاتي صاحب روضات الجنّات والمتوفّى سنة 1313ه.

تلامذته :

1 - أبو الحسن بن الحسين بن نقي الرودباري الجيلاني ، تتلمذ عنده سنة1271 (3).

2 - السيّد أحمد الكيسمي ، كان ساكناً لاهيجان.

3 - الملاّ عبد العلي المرجاني الطالقاني.

4 - السيّد عليّ القزويني.

5 - الملاّ عليّ المرجاني الطالقاني.

6 - الشيخ الحاجّ محمّد ، كان ساكناً طهران.

7 - الميرزا محمّد حسن ، من أبناء عمّه. 1.

ص: 272


1- تراجم الرجال 2 / 859.
2- قصص العلماء : 121 - 122 و 153.
3- تراجم الرجال 1 / 31.

8 - السيّد محمّد رحيم بن قاسم بيك ، كان ساكناً تنكابن(1).

مؤلّفاته :

كان رحمه الله غزير الانتاج ، وقد عدّ مؤلّفاته في حدود 166 مؤلّفاً ، وغالبيّة كتبه هي باللغة الفارسيّة ، ترجم بعض منها ، وسنذكر طائفة منها بحسب موضوعاتها :

علم التفسير :

1 - تفسير سورة القدر ، مسجّع مقفّى من أوّله إلى آخره.

2 - توشيح التفسير ، تناول قواعد التفسير والتأويل وإعجاز القرآن الكريم وتواتره ، طبع وصدر ضمن منشورات سعدي بتحقيق جعفر السعيدي الجيلاني ، قم 1411ه.

3 - الفرائد في التجويد(2).

علم الصرف :

1 - شرح تصريف الزنجاني.

2 - منظومة في علم الصرف.

3 - شرح المنظومة المذكورة.

علم النحو :

1 - التذكرة الرضيّة في شرح البهجة المرضيّة(3).

2 - حاشية على شرح الجامي.

3 - رسالة في المؤنّثات السماعيّة ممّا كان واجب التأنيث وجائز 8.

ص: 273


1- قصص العلماء : 154 - 155.
2- الذريعة 16 / 131 رقم 286.
3- الذريعة 4 / 33 رقم 118.

الوجهين وأحكام المؤنّثات.

4 - شرح الصمديّة.

5 - شرح العوامل الجرجانيّة.

6 - شرح لغز الشيخ البهائي ، في أنّ اسم (الزبدة) اندرجت تحته جميع العناوين النحويّة.

7 - منظومة في علم النحو.

علم المنطق :

1 - حاشية على حاشية الملاّ عبد الله اليزدي على تهذيب المنطق.

2 - منظومة في المنطق.

علم الجدل (آداب المناظرة) :

1 - منظومة مختصرة في آداب المناظرة.

2 - منظومة مطوّلة في آداب المناظرة(1).

علم البلاغة :

1 - حاشية على المطوّل.

2 - منظومة في علم المعاني والبيان والبديع.

علم الأعداد :

1 - منظومة في علم الأعداد.

علم الرمل :

1 - كتاب في علم الرمل.

علم الجفر :

1 - رسالة في علم الجفر(2). 9.

ص: 274


1- الأعلام 6 / 152.
2- الذريعة 5 / 122 رقم 499.

علم الحساب :

1 - منظومة في علم الحساب.

علم الهيأة :

1 - حواشي على تشريح الأفلاك.

علم اللغة :

1 - كتاب لغة الأضداد(1).

في المصيبة :

1 - أسرار المصائب في وقائع أهل البيت عليهم السلام(2).

2 - إكليل المصائب في مصائب فخر الأطايب سيّد الشهداء عليه السلام.

3 - بحر البكاء ، نظم على البحر المتقارب.

4 - رياض المصائب.

5 - مجمع المصائب ، نظم على بحور مختلفة(3).

3 - مواعظ المتّقين.

علم الكلام :

1 - ألفيّة منظومة في التوحيد والعدل.

2 - ألفيّة منظومة في النبوّة(4).

3 - ألفيّة منظومة في إثبات الخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام مسمّاة لآلي 5.

ص: 275


1- الذريعة 11 / 91 رقم 562.
2- إيضاح المكنون 1 / 76.
3- الذريعة 20 / 44 رقم 1850.
4- الذريعة 1 / 500 ، 16 / 135.

الولاية ، فرغ من نظمها سنة 1259ه(1).

4 - شرح بعض فقرات دعاء كميل ، منها رسالتنا ، وسيأتي الكلام عنها مفصّلاً.

5 - شرح دعاء السحر.

6 - شرح الزيارة الرضويّة.

7 - شرح وصايا الإمام الرضا عليه السلام وبيان أسرارها(2).

8 - منظومة في علم الكلام وشرحها تسمّى نجاح الاعتقاد(3).

علم الدراية :

1 - شرح الوجيزة للبهائي.

2 - منظومة في الدراية.

علم الرجال :

1 - أسامي العلماء ، عدّد فيه أسماء بعض الأجلّة من العلماء لقراءتها في قنوت صلاة الوتر(4).

2 - تذكرة العلماء ، رتّب فيه العلماء على الحروف.

3 - قصص العلماء. أورد فيه تراجم 153 من العلماء بغير ترتيب ، فرغ منه سنة 1290ه- ، طبع مراراً ، وترجم إلى العربيّة ، صدرت طبعته الثانية ضمن منشورات ذوي القربى ، قم سنة 1429ه(5). 2.

ص: 276


1- الذريعة 1 / 463 و 14 / 42 و 18 / 266 و 23 / 131.
2- تراجم الرجال 2 / 859.
3- الذريعة 24 / 64 رقم 313.
4- الذريعة 2 / 9 رقم 22.
5- الذريعة 17 / 107 رقم 580 ، أعيان الشيعة 1 / 152.

4 - كرامات العلماء.

5 - مشايخ الإجازات.

علم الأصول :

1 - ألفيّة في الأصول.

2 - حاشية إشارات الأصول للحاج محمّد إبراهيم الكلباسي الخراساني الأصفهاني(1).

3 - حاشية القوانين(2).

4 - رسالة الأصول ، كتبها دون نقاط.

5 - رسالة في الصحيح والأعمّ(3).

6 - شرح زبدة الأصول للشيخ البهائي(4).

7 - منظومة الأصول 200 بيتاً.

علم الفقه :

1 - بدائع الأحكام في شرح شرائع الإسلام(5).

2 - حاشية على القواعد والفوائد للشهيد الأوّل(6).

3 - الدرّة الثمينة في حرمة التعبية والشبيه ، نسخة منه عند السيّد مصطفى بن أبي القاسم التستري النجفي من آل المحدّث الجزائري(7). 2.

ص: 277


1- الذريعة 6 / 21 رقم 74.
2- الأعلام 6 / 152.
3- الذريعة 15 / 14 رقم 76.
4- الغدير 11 / 269.
5- الذريعة 3 / 60 رقم 169.
6- الذريعة 6 / 173.
7- الذريعة 8 / 96 رقم 362.

4 - الذباحة وشرائطها(1).

5 - رسالة في الديّات.

6 - رسالة في غسل الجنب من الحياض في المسجد(2).

7 - رسالة في فضيلة صلاة الليل.

8 - رسالة في المتاجر(3).

9 - رسالة في الوضوء بالإناءين المشتبهين بالمغصوب(4).

10 - رسالة في الوقف.

11 - مسّ الأطفال لخطّ القرآن(5).

12 - منظومة ألفيّة في قواعد الفقه الكلّيّة.

13 - نظم أحكام العقود(6).

متفرّقة :

1 - الحديقة الجعفريّة في مسألة الجبر والتفويض.

2 - حواش على إكسير العبادات للدربندي.

3 - حواش على شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.

4 - رسالة في آداب التعليم والتعلّم والمطالعة والمذاكرة وجمع الكتب واختيار الأسانيد(7). 8.

ص: 278


1- الذريعة 10 / 3 رقم 11.
2- الذريعة 16 / 56 رقم 263.
3- الذريعة 19 / 60 رقم 319.
4- الذريعة 25 / 113 رقم 630.
5- الذريعة 21 / 16 رقم 3725.
6- الأعلام 6 / 152.
7- الذريعة 1 / 15 رقم 68.

5 - رسالة في شرح عهد أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر.

6 - رسالة في علم الحروف.

7 - رسالة في فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلام(1).

8 - زاد المسافرين في الصيغ والأخبار المشكلة(2).

9 - سبيل النجاة ، طبع مع قصص العلماء.

10 - شرح أبيات المثنوي للملاّ الرومي المستشهد بها على تسنّنه وتصوّفه.

11 - شرح(3) قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين عليه السلام (4).

12 - الصراط المستقيم(5).

13 - الفرائد في أصول الدين ، منظومة طبعت على الحجر في طهران سنة1271 و 1283ه(6).

14 - كتاب التأسيسات في القواعد الفقهيّة.

15 - الكشكول المحمّدي ، فرغ من مجلّده الأوّل سنة 1295ه(7) ، وغيرهاكثير(8).

وفاته :

توفي رحمة الله عليه في 28 جمادى الثانية سنة 1302ه(9). 0.

ص: 279


1- الذريعة 17 / 107.
2- الذريعة 12 / 9 رقم 50.
3- الذريعة 13 / 58 رقم 186.
4- الذريعة 14 / 14 رقم 1541 ،
5- إيضاح المكنون 2 / 66.
6- الأعلام 6 / 152.
7- الذريعة 18 / 83 رقم 779.
8- ينظر قصص العلماء : 134 - 153.
9- الذريعة 3 / 60 رقم 169 و 17 / 107 رقم 580.

وقال الزركلي : وفاته بحدود سنة 1310ه- / 1892م(1).

حول الرسالة

تسميتها :

سمّيت الرسالة في فهرس مركز إحياء التراث الإسلامي ب- : (شرح دعاء هيهات ما ذلك الظنّ بك)(2) ، وبما أنّ المؤلّف - رحمه الله - قد أشار في ترجمة نفسه في قصص العلماء(3) إلى أنّه شرح بعض فقرات دعاء كميل بن زيادولم يذكر اسماً خاصّاً لهذه الرسالة ، لذا انتخبنا العنوان المذكور أعلاه عنواناً لهذه الرسالة الشريفة.

موضوعها وأسلوبها :

تناولت الرسالة شرح فقرة من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام والمعروف بدعاءكميل بن زياد ، وهو قوله عليه السلام : (هيهات ما ذلك الظنّ بك) بعد أن رأى البعض عدم تناسبها مع ما تقدّمها من الفقرات ، فتصدّى المؤلّف رحمه الله لإزالة هذا الوهم على صيغة سؤال : إنّه لم غيّر الأسلوب وقد أخّر في بواقي الفقرات الفعل المنسوب إلى العبد ، كقوله : (وهو يرجو ما سلف) ، وقوله : (وهو يأمل فضلك) ، وقدّمه في الفقرة الأخيرة فقال : (أم كيف يرجو فضلك)؟

وحاصل السؤال : إنّ مقتضى الفصاحة سوق الكلام على نسق واحد.

وأجاب جواباً حاسماً بوجوه ، منها : من باب التفنّن في الكلام وذلك ممّايزيد في نشاط السامع ، وكذا هو من قبيل ردّ العجز على الصدر ...... 1.

ص: 280


1- الأعلام 6 / 152.
2- مصوّرة رقم 1013 ورقم الفلم 2536.
3- قصص العلماء : 141.

نسبتها :

تتّضح نسبة هذه الرسالة الشريفة لمؤلّفها من خلال أمور نجملها بالآتي :

1 - ذكر المؤلّف - رحمه الله - في الصفحة الأولى من المخطوط قائلاً : «وبعد : فيقول الأفقر الجاني محمّد بن سليمان الطبيب التنكابني : إنّه قد سألني بعض الأذكياء عن فقرة من فقرات دعاء كميل بن زياد النخعي المرويّ عن أميرالمؤمنين عليه السلام وعدم تناسبها مع ما تقدّمها من الفقرات ، فكتبت رسالة في مزايا تلك الفقرة ودقائقها ...». وقال في الصفحة الأخيرة منه : «حرّرها العبد الفاني الجاني محمّد بن سليمان التنكابني في ثالث شهر ربيع الثاني من شهور سنة 1283ه- في دار الخلافة طهران حين رجوعي من زيارة فاطمة بقم ، والله الموفّق».

2 - ذكر المؤلّف - رحمه الله - في ترجمة نفسه في قصص العلماء 141ضمن مؤلّفاته شرح بعض فقرات دعاء كميل المعروف.

3 - ذكرت الرسالة في فهرس مصوّرات مركز إحياء التراث الإسلامي - بالرقم 1013 رقم الفلم 2536 - بهذه النسبة.

النسخة المعتمدة :

هي النسخة المصوّرة المحفوظة في مركز إحياء التراث الإسلامي في المجموعة رقم 1013 رقم الفلم 2536 ، تقع النسخة في بداية هذه المجموعةوعدد صفحاتها سبع ، احتوت الصفحة الأولى سبعة أسطر ، وفي الصفحات الثانية إلى السادسة أحد عشر سطراً ، وفي كلّ من الصفحتين السادسةوالسابعة اثنا عشر سطراً.

كتبت النسخة بخطّ المؤّلف في ثالث شهر ربيع الثاني من شهور سنة

ص: 281

1283 ه- في طهران حين رجوعه من زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلامبقم ، وخطّها بخطّ النسخ ، وكان واضحاً وسهل القراءة.

منهج التحقيق :

حرّرنا الرسالة أوّلاً اعتماداً على النسخة الوحيدة المذكورة آنفاً ، ثم شرعنابتحقيق النصّ - على قدر الوسع - مثبتين نصّاً علميّاً متقناً.

- الآيات القرآنية أثبتناها بين قوسين وفقاً للقرآن الكريم مع الإشارة لموضعها منه.

- الأحاديث الشريفة مع قلّتها أرجعناها للمصادر الحديثيّة المعتبرة.

- ذكرنا ترجمة وافية لكميل بن زياد مع مصادرها.

- أشرنا لبداية كلّ صفحة مخطوطة برقمها وجعلناه بين خطّين مائلين//.

وختاماً نحمده ونستعينه

سائليه عزّ وجلّ أن يوفّقنا لإحياء أثر نفيس آخر

فهو الموفّق للصواب.

ص: 282

صورة

ص: 283

صورة

ص: 284

/ 2 / بسم الله الّرحمن الّرحيم

الحمد لله الّذي جعل العبادة وسيلة للنّجاة ، والزهادة والتقاوة والنقاوة بضاعة لتكميل النفوس وخلاصهم عن دركات الهلكات والورطات المهلكات ، وأُصلّي وأُسلّم على مُحمّد]الذي[(1) عرج بروحه وجسمه إلى السّماوات ، وآله وأرومته وأفلاذ كبده الّذين هم شموس وبدور لأبراج الولاية والخلافة الإلهيّة في المقامات.

/ 3 / وبعد : فيقول الأفقر الجاني محمّد بن سليمان الطبيب التنكابني : إنّه قدسألني بعض الأذكياء عن فقرة من فقرات دعاء كميل بن زياد النخعي(2)المرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام وعدم تناسبها مع ما عة

ص: 285


1- مابين المعقوفين أضفناه لاقتضاء السياق ، وفي المخطوطة : محمّد.
2- قال السيّد ابن طاووس في إقبال الأعمال في أدعية ليلة النصف من شعبان : «من الدعوات في هذه الليلة مارويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه قال : روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان. أقول : ووجدت في رواية أخرى ما هذا لفظها : قال كميل بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه ، فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين ما معنى قول الله عزّ وجلّ : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكيم) سورة الدخان : 44 / 4 ، قال عليه السلام : هي ليلة النصف من شعبان ، والذي نفس عليّ بيده إنّه ما من عبد إلاّ وجميع ما يجري عليه من خير وشرٍّ مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلاّ أجيب له ، فلمّا انصرف طرقته ليلاً ، فقال عليه السلام : ما جاء بك يا كميل؟ ، قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر عليه السلام ، فقال : اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كلّ ليلة جمعة

تقدّمها من الفقرات ، فكتبت رسالة في مزايا تلك الفقرة ودقائقها حسبما بلغ الفكر الفاتروالنظر القاصر ، وإنّي وإن كنت لست من يجول عنان القلم في هذا الميدان ولاممّن يصدق عليه ذلك العنوان ، إلاّ أنّ ما ذكرت فيه وقع حين المسافرة إلى زيارة فاطمة(1) عليها السلام بقم ، فما برز من القلم من

ص: 286


1- هي فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر عليه السلام ، ولدت غرّة ذي القعدة سنة 183ه- في المدينة المنوّرة ، وتوفّيت في العاشر من ربيع الثاني في سنة 201ه- ، كذا ذكر مؤلّف كتاب(كنجينة آثار قم) 1 / 386 عن بعضهم أنّه ذكر في كتابه نقلاً من

الكاسر من إفاضات تلك المعصومة ، ثمّ إنّ فقرات ذلك الدعاء في كثير من المواضع لايخلو عن إغلاق ، وقد ذكرت بعض فقراتها في تأليفاتنا متفرّقة في المواضع ككتاب مشكلات العلم ، ولكنّي أذكر تلك الفقرات هاهنا فأقول :

قال عليه /4/ السلام : (فَكَيْفَ يَبْقَى في العَذاب وهو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ورَأفتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، أمْ كَيْفَ تُؤْلمُهُ النّارُ وهو يأمَلُ فَضْلكَ ورَحْمَتكَ ، أمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لهيبُها وأنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ) ... إلى أن قال في خاتمة تلك الفقرات : (أمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتترُكُه فيها ، هيهات ما ذلكَ الظّنُّ بِكَ)(1) ... إلى آخر الدعاء.

أقول : الكلام في تلك الفقرة الأخيرة يتمّ برسم أمور : 3.

ص: 287


1- في قوله : (وَهَو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ وَرَأفتِكَ وَرَحْمتِك ...) نراه يتعجّب من أن يصدرمثل هذا الأمر من الله سبحانه جلّ وعلا ، وهو القائل : مَنْ تَقَرّبَ إلىَّ شبْراً تَقَرّبْتُ إليْهِ ذراعاً ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إليَّ ذراعاً تَقَرّبْتُ إليهِ باعاً ، وَمَنْ أتاني مَشْياً أتيْتهُ هَرْوَلَة. المبسوط : للسرخسي 28 / 111 ، فقه السنّة 1 / 579 ، شرح أصول الكافي 10 / 359 ، مستدرك الوسائل 5 / 298 ح4 ، أسرار العارفين : 377. - أمّا قوله : (هيهات ما ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ) ففي هذه العبارة تحريض على حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ كما هو صريح جملة من الأخبار ، أسرار العارفين : 383.

الأوّل : إنّه لم غيّر الأسلوب وقد أخّر في بواقي الفقرات الفعل المنسوب إلى العبد كقوله : (وهوَ يَرْجُو ما سَلَفَ) وقوله : (وهو يأملُ فَضْلكَ) وقدّمه في الفقرة الأخيرة فقال : (أمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلكَ)؟.

وحاصل السؤال : إنّ مقتضى الفصاحة(1) سوق الكلام على نسق واحد ، فمانكتة التغيير؟/5/

والجواب الحاسم لمادّة الشبهة وجوه بيّنة :

أوّلها : إنّ التغيير إنّما هو من باب التفنّن في الكلام ، فإنّ ذلك يفيد التطرئة في نشاط السامع ، إذ النفس يحصل لها الكسالة بمقتضى الجبلّة عمّا يعتاده كثرة ، فالتفنّن إنّما هو لإيقاظ المخاطب السامع ، فافهم(2). 8.

ص: 288


1- الفصاحة لغة : البيان ، وفصح الرجل فصاحة فهو فصيح ، تقول : رجل فصيح وكلام فصيح : أي بليغ ، ولسانه فصيح : أي طلق ، والفصيح : المنطلق اللسان في القول الذي يعرف جيّد الكلام من رديئه ، (لسان العرب 2 / 544 ، مادّة فصح).
2- التطرية : أي التجديد ، تقول : طَريتُ الثَّوبَ إذا عملت ما يجعله طريّاً كأنّه جديد ، لسان العرب 2 / 13 (طرا). قال الزمخشري : «إنّ الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع ، لأنّ السامع ربّما ملَّ من أسلوب فينقله إلى أسلوب آخر تنشيطاً له في الاستمالة على الإصغاء» ، الكشّاف 1 / 18. ويردّ ابن الأثير عليه قائلا : «ليس الأمر كما ذكر ، لأنّ الانتقال في الكلام من أسلوب إلى أسلوب إذا لم يكن إلاّ تطرية لنشاط السامع وإيقاظاً للإصغاء إليه فإنّ ذلك دليل على أنّ السامع يملّ من أسلوب واحد فينتقل إلى غيره ليجد نشاطا للاستماع ، وهذا قدح في الكلام لا وصف له ، لأنّه لو كان حسناً لما ملّ» ، المثل السائر 20 / 167. ويرى ابن الأثير أنّ وراء الانتقال من أسلوب إلى أسلوب فائدة اقتضته لا تحدّ بحدّ ولاتضبط بضابط وإنّما يؤتى بها على حسب الموضع الذي ترد فيه ، المثل السائر 20/168.

وثانيها : صنعة ردّ العجز على الصّدر(1) ، إذ صدر الفقرات (فَكَيْفَ يَبْقى في العَذابِ) والعجز (تركه في العذاب) ، وردّ العجز على الصّدر من المحسّنات الّلفظيّة(2) ، كقول الشاعر :

سَريعٌ إلى ابْنِ العمِّ يَلْطم وَجْهَهُ

وَليسَ إلى داعِ النَّدى بسرِيعِ(3)

وليس ذلك مختصّاً بالشعر ، ولا يختصّ أيضاً بردّ اللفظ الخاصّ إلى الصدر ، بل يحصل باتّحاد معنى العجز والصدر ، فتأمّل جدّاً.

وثالثها : إنّه قدّم رجاء الفضل / 6/ من باب سبقة الرحمة على صفة الغضب ، كما ورد أنّه سبقت رحمته غضبه(4) ، بل ذلك مذكور في هذا بد

ص: 289


1- ردّ العجز على الصدر يقع في الشعر والنثر ، ويكون في النثر بجعل أحد اللفظين المكرّرين أو المتجانسين أو الملحقين بهما في أوّل الفقرة واللفظ الآخر في آخر الفقرة ، نحوقوله تعالى : (وَتَخْشى النّاسَ واللهُ أحقُّ أنْ تَخْشاهُ) سورة الأحزاب 33 : 37. ويكون في النظم بجعل أحد اللفظين المكرّرين أو المتجانسين أو الملحقين بهما في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر المصراع الأوّل أو في آخره أو في صدر المصراع الثاني ، شرح التلخيص في علوم البلاغة : 187 - 188. وينظر مفتاح العلوم : 200.
2- المحسّنات اللفظية المقصود بها تحسين الكلام باللفظ دون المعنى ، وكان السكّاكي في كتابه مفتاح العلوم أوّل من قسّم البديع إلى محسّنات لفظية ومحسّنات معنويّة ، وقدجعل ردّ العجز على الصدر أحد المحسّنات اللفظيّة ، ينظر مفتاح العلوم : 200.
3- قائله الأقيشر ، وهو المغيرة بن عبد الله بن معرض الأسدي ، ينظر : تفسير البحر المحيط 7/63 ، مختصر المعاني : 292 ، خزانة الأدب 4 / 444.
4- ورد في دعاء الجوشن الكبير قوله : «يا مَنْ سَبَقتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ» مصباح الكفعمي : 250 ؛ كما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «ما خلق الله من شيء إلاّ وقد خلق له ما يغلبه ، وخلق رحمته تغلب غضبه» ، المصنَّف لعبد

الدعاء أيضاً ، ألا ترى أنّ أبواب الجنان ثمانية وأبواب النيران سبعة ، وآيات الرحمة أكثرمن آيات الغضب(1) ، وقد شهد بذلك ما في صدر الدعاء المذكور : (اللَّهُمَّ إنِّي أسْألك بِرَحْمتِكَ التي وَسعَتْ كُلَّ شيء) ، فتأمّل.

ورابعها : إنّ تقديم فعل العبد(2) في الفقرات السابقة للإشارة إلى أنّ الاستحقاق من جانب العبد ، وتأخير قول الله المعبّر عنه بقوله : (فَتَتْركُهُ فيها) للإشارة إلى أنّ أفعال العبد بإقدار الله تعالى إيّاه عليها ، كما قال تعالى :1.

ص: 290


1- قال تعالى : (وإنّ جَهَنّم لمَوْعِدُهمْ أجْمَعين لها سَبْعة أبواب لكلّ باب مِنْهم جزْء مَقْسُومٌ) سورة الحجر 15 : 44 ، وفي رواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «الجنّة لها ثمانية أبواب فمن أراد الدخول في هذه الأبواب الثمانية فليمسك بأربعة خصال ، وهي : الصدقة ، والسخاء ، وحسن الخلق ، وكفّ الأذى عن عباد الله» ، الفضائل لشاذان بن جبرائيل القمّي : 154. وأيضاً ما ورد عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : «إنّ للجنّة ثمانية أبواب : باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا ... وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن شهد أن لا إله إلاّالله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت» ، الخصال : 408 ح6 ، بحار الأنوار 8/ 39 ح 19 و 31 / 657 ح 206 و 69 / 159 ح5.
2- التقديم من قدّم أي وضعه أمام غيره ، والتأخير نقيض ذلك ، لسان العرب مادّة (قدّم ، وأخّر). قال الزركشي : إنّ التقديم والتأخير هو أحد أساليب البلاغة ، أتوا به دلالة على تمكّنهم في الفصاحة وملكتهم في الكلام وانقياده لهم ، وله في القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق ، البرهان في علوم القرآن 3 / 233. وينظر معجم المصطلحات البلاغية وتطوّرها 2/325 ؛ إذ التقديم والتأخير يرجع إلى فنّية الأديب ، وهذه الفنّية المشابكة مع حسّه الشعوري واللاشعوري هي التي تتدخّل في التركيب اللغوي للعبارة ... وعلينا أن نستنتج ذلك من السياق العامّ ، في البلاغة العربية : 81.

(ما أصابكَ مِنْ سيّئة فَمِن نَفْسِكَ)(1) أي مباشرة ، وقال تعالى : (قُلْ كلٌّ مِنْ عِنْدِالله)(2) أي أو إقداراً ، فتدبّر جدّاً.

ومن التعمّق في ذلك الوجه يظهر سرّ مسألة الجبر والتفويض وتحقيق قوله عليه السلام : «لا جبر ولا تفويض بل هو/ 7/ أمر بين الأمرين»(3).

الثاني : قوله عليه السلام : (فَتتركُهُ) الفاء فيه للعطف على المعطوف المحذوف وتقديره هكذا : (وتدخله فيها فتتركه ...) ، فالفاء للتفريع ويدلّ على الخلود إن كان المراد بالنار نار الآخرة.

الثالث : اعلم أنّ التعبير بالفضل للإشارة إلى أنّ معاملة الله مع العباد بالفضل لا العدل ، كما ورد في قوله عليه السلام في دعاء القنوت(4) : ربِّ عامِلْنابِفَضْلكَ ولا تُعامِلْنا بعدْلك يا كَريمُ(5).

الرابع : وجّه بعض تلك الفقرة بأنّ الترك في العذاب سبب لعدم الرجاء ، وأمّا لو قيل : (أم كيف تتركه فيها فيرجو ... إلخ) صار الرجاء علّة وسبباًللترك مع أنّ الأمر بالعكس فلذلك قدّم قوله : (يرجو) وفيه :

أوّلاً : إنّ جعل الفاء للسببية من المعاني المجازيّة / 8/ والقرينة 9.

ص: 291


1- سورة النساء 4 : 79.
2- سورة النساء 4 : 78.
3- الكافي : 160ح 13 ، الهداية للصدوق : 18 ، التوحيد : 206 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 /114ح 17 ، الاعتقادات : 29 ، روضة الواعظين : 38 ، شرح اللمعة 10 / 62 ، بحار الأنوار 5/12 ح 18 و 68 / 127 ح 3.
4- القنوت في اللغة الطاعة والخضوع ، وعند الفقهاء الدعاء والثناء على الله تعالى في موضع خاصّ من الصلاة ، وهو مستحبّ في الفرائض والنوافل ، الفتاوى الواضحة : 413.
5- ينظر : شرح أصول الكافي 10 / 214 ، نور البراهين 1 / 39.

مفقودة.

وثانياً : إنّ الإتيان بالواو كان ممكناً ولم يكن ذلك مفيداً للسببية حتّى يردذلك الإيراد.

وثالثاً : إنّ قوله : (أمْ كَيْفَ يرجو) استفهام إنكاري(1) ، فهو بمعنى النفي ، والترك علّة لعدم الرجاء ، ولو عكست العبارة كان الترك استفهاماً إنكاريّاً ، والّرجاء حينئذ علّة وسبب لعدم الترك ، لأنّ قوله : (أم كيف تترك) يكون حينئذ بمعنى النفي ، فتدبّر جدّاً.

حرّرها العبد المؤلّف الجاني محمّد بن سليمان التنكابني في ثالث شهر ربيع الثاني من شهور سنة 1283 ه- في دار الخلافة طهران حين رجوعي من زيارة فاطمة بقم ، والله الموفّق. 7.

ص: 292


1- الاستفهام الإنكاري : ويأتي للتوبيخ ، أي ما كان ينبغي أن يكون نحو : أعصيت ربّك؟) أو ماكان لينبغي أن يكون نحو أتعصي ربّك؟ ، أو يأتي للتكذيب أي لم يكن نحو قوله تعالى : (أفَأصْفاكُمْ ربُّكم بالبنين) ، أو لا يكون نحو (أنلزمكموها) ، شرح التلخيص في علوم البلاغة : 87.

قائمة المصادر والمراجع

1 - القرآن الكريم.

2 - الاختصاص : للشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد المفيد ، نشر جماعة المدرّسين ، قم.

3 - الإرشاد : للشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد المفيد ، نشر مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1399ه.

4 - أسرار العارفين في شرح كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : للسيّد جعفر بن محمّدبن باقر بن مهدي بحر العلوم (ت 1377ه) ، تحقيق : فارس حسّون كريم ، مكتبة فدك ، ط1 ، قم ، 1428ه- / 2007م.

5 - الاعتقادات : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي (ت 381ه) ، دارالمفيد للطباعة ، بيروت ، 1414ه- / 1993م.

6 - الأعلام : لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1984م.

7 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، 1403ه- / 1983م.

8 - إقبال الأعمال : للسيّد رضي الدين أبي القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1426ه- / 2005م.

9 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون : لإسماعيل باشا بن محمّد أمين ، دارإحياء التراث العربي ، بيروت.

10 - بحار الأنوار : لمحمّد باقر بن محمّد تقي بن مقصود المجلسي ، (ت1110ه) ، مؤسّسة الوفاء ، ط4 ، بيروت ، 1404ه.

ص: 293

11 - البرهان في علوم القرآن : لنذر الدين الزركشي ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، ط1 ، مصر ، 1957م.

12 - تاريخ خليفة بن خيّاط : حقّقه وقدّم له د. سهيل زكار ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، 1414ه- / 1993م.

13 - التاريخ الكبير : لأبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

14 - تراجم الرجال : للسيّد أحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم1414ه.

15 - تفسير البحر المحيط : لأبي حيّان الأندلسي ، دراسة وتحقيق : عادل أحمد عبدالموجود وعليّ محمّد معوّض وزكريّا عبد المجيد وأحمد النجوتي ، دار الكتب العلمية ، ط2 ، بيروت ، 1428ه- / 2007م.

16 - تفسير القرآن الكريم : لعبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211ه) ، مكتبة الرشد ، الرياض ، 1410ه.

17 - تقريب التهذيب : لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (852ه) ، دراسة وتحقيق ، مصطفى عبد القادر عطا ، دار المكتبة العلمية ، بيروت 1415ه- / 1995م.

18 - تهذيب التهذيب : لابن حجر العسقلاني شهاب الدين أحمد بن عليّ (ت 852ه) ، دار الفكر للطباعة والنشر ، ط1 ، بيروت ، 1984م.

19 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال : لجمال الدين أبي الحجّاج يوسف المزّي (ت742ه) مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، 1403ه.

20 - التوحيد : لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي (ت 381ه) ، صحّحه وعلّق عليه : السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، جماعة المدرّسين ، قم.

21 - ثواب الأعمال : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق (ت381ه) ، مكتبة الصدوق ، طهران ، 1391ه.

ص: 294

22 - الجرح والتعديل : لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327ه) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1371ه- / 1952م.

23 - خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب على شواهد شرح الكافية : للشيخ عبد القادربن عمر البغدادي (1093ه) ، مكتبة المثنّى ، بغداد.

24 - الخصال : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق (381ه) ، جماعة المدرّسين ، قم 1403ه.

25 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : للعلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (ت726ه) تحقيق : جواد الفيّومي ، مؤسّسة نشر الفقاهة. قم ، 1417ه.

26 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ محمّد حسن آقا بزرك الطهراني ، (ت 1389ه)دار الأضواء ، ط1 ، بيروت ، 1403ه- / 1983م.

27 - الرجال : لابن داود الحلّي (ت 740ه) ، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، مطبعة الحيدري ، النجف الأشرف ، 1392ه- / 1972م.

28 - الرجال : لأحمد بن أبي عبد الله البرقي (ت 274ه) ، جامعة طهران ، د. ت.

29 - رجال الشيخ الطوسي : لمحمّد بن الحسن الطوسي (ت 460ه) ، تحقيق ، جوادالقيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ، 1415ه.

30 - رجال الكشّي (اختيار معرفة الرجال) : لمحمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم ، 1404ه.

31 - روضة الواعظين : لمحمّد بن الفتّال النيسابوري (ت 508 ه) ، المكتبة الحيدرية ، النجف ، 1386ه.

32 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب : لابن عماد الحنبلي (ت 1089ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان.

33 - شرح أصول الكافي : لمحمّد صالح المازندراني (1081ه) ، ضبط وتصحيح : السيّدعليّ عاشور ، دار إحياء التراث العربي ، ط1 ، بيروت ، 1421ه- / 2000م.

ص: 295

34 - شرح التلخيص في علوم البلاغة : لجلال الدين محمّد بن عبد الرحمن القزويني ، شرحه وخرّج شواهده محمّد هاشم دويدري ، منشورات دار الحكمة ، حلب1390ه- / 1970م.

35 - شرح اللمعة (الروضة البهيّة) : لزين الدين بن عليّ العاملي (ت 965ه) تحقيق : السيّدمحمّد كلانتر.

36 - الطبقات الكبرى : لابن سعد (ت 230ه) ، دار صادر - بيروت ، 1377ه.

37 - علل الشرائع : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق (ت 381ه) مكتبة الداوري ، قم.

38 - عيون أخبار الرضا عليه السلام : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق(381ه) ، منشورات العالم - طهران.

39 - الفتاوى الواضحة : للسيّد محمّد باقر الصدر ، مطبعة الآداب - النجف الأشرف ، ط2/ 1977م.

40 - الفضائل : لشاذان بن جبرائيل القمّي (660ه) ، منشورات الرضي ، قم.

41 - فقه السنّة : للسيّد سابق ، دار الكتاب العربي ، بيروت.

42 - فهرس مصوّرات مركز إحياء التراث الإسلامي : للسيّد أحمد الحسيني ، قم ، 1419ه.

43 - في البلاغة العربية : للدكتور رجاء عيد ، مكتبة الطليعة ، أسيوط.

44 - قصص العلماء : لمحمّد بن سليمان التنكابني (ت 1302ه) : منشورات ذوي القربى ، قم ، 1428ه.

45 - الكافي : للشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني (ت 329ه) تحقيق : عليّ أكبرالغفّاري ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، 1388ه.

46 - كامل الزيارات : للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (367ه) ، المطبعة المرتضية - النجف ، 1356ه.

ص: 296

47 - الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل : لجار الله محمود الزمخشري (ت528ه) ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان.

48 - لسان العرب : لأبي الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري(ت 711ه) ، دار الفكر ، دار صادر - بيروت.

49 - المبسوط : لشمس الدين السرخسي (ت 483ه) ، دار المعرفة - بيروت ، 1406ه- - /1986م.

50 - المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر : لضياء الدين ابن الأثير ، تحقيق : أحمدالحوفي ، وبدوي طبانة ، دار نهضة مصر للطبع والنشر ، القاهرة.

51 - مختصر المعاني : لسعد الدين التفتازني ، دار الفكر ، ط1 ، قم ، 1411ه.

52 - المستدرك على الصحيحين : لمحمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405ه) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1411ه/1990م.

53 - مستدرك الوسائل : للميرزا حسين النوري (ت 1320ه) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، ط1 ، قم ، 1408ه.

54 - المصباح : للشيخ ابراهيم بن عليّ الكفعمي (ت 900ه) مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، 1426ه- / 2005م.

55 - المصنّف : لأبي بكر عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211ه) ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، 1403ه.

56 - معجم رجال الحديث : للسيّد أبي القاسم الخوئي (ت 1411ه) ، قم ، 1413ه- /1992م.

57 - معجم المصطلحات البلاغية وتطوّرها : للدكتور أحمد مطلوب ، مطبعة المجمع العلمي العراقي - بغداد ، 1403ه- / 1983م.

ص: 297

58 - معجم المؤلّفين : لعمر رضا كحّالة ، مكتبة المثنّى ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

59 - مفتاح العلوم : لأبي يعقوب يوسف بن محمّد بن عليّ السكّاكي (ت626ه) ، تحقيق : أكرم عثمان يوسف ، مطبعة الرسالة ، بغداد ، ط1 ، 1400ه- / 1981م.

60 - نور البراهين : لنعمة الله الموسوي الجزائري (ت 1112ه) ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، ط1 ، قم ، 1417ه.

61 - الهداية : للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي (ت 381ه) ، تحقيق ونشرمؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام ، قم ، 1426ه.

ص: 298

القصيدة المسيحيّة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ، للملاّ مسيحا المتوفّى 1127 ه-

نظم

المولى مسيح الدين محمّد بن إسماعيل

الشيرازي الفَسَوي

المعروف ب- : (ملاّ مسيحا)

(1037 - 1127 ه)

تحقيق

سعد ناصر النجّار

ص: 299

ص: 300

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسّلام على رسوله محمّد بن عبد الله وآله الطيّبين الطاهرين ، رسُل البلاغة ، وأُمراء الكلام ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلّى عنهم فقد تخلّى عن الله عزّوجلّ.

وبعد :

هذه القصيدة في مدح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام نظمها رحمه الله في سنة 1125 ه- بناءً على طلب الشاه سلطان حسين. والمديح فنّ من فنون الشعر الغنائيّ الذي يقوم على عاطفة الإعجاب ويعبّر عن شعور ملك على الشاعر إحساسه وأثار في نفسه روح الإكبار والاحترام لمن جعلهُ موضع مديحه ، حيث نجد القصيدة تُعبّر عن إخلاص الشّاعر لنفسه ولحقيقة ممدوحه تمجيداً للفضائل الخلُقية التي يمتاز بها الممدوح وترسيخاً للصفات النادرة التي يمتاز بها كالشهامة والشجاعة والكرم والوفاء والتضحية والعدل ، وبما أنّها صدرت عن صدق عاطفة وحقيقة واقعة لا يكذب فيها الشاعر ولا

ص: 301

يبالغ طمعاً بكسب يناله أو مغنماً دنيويّاً ، وإنّما كان غرضه رضا الله سبحانه ورضا الرسول (صلى الله عليه وآله) ورضا إمام الموحّدين عليّ بن أبي طالب عليه السلام المظلوم المسلوب حقّه ، وقد استطاع الشاعر أن يختزل لنا الواقعة من خلال قاموس ألفاظه وإنْ دلّت فإنّما تدلّ على شاعريّته ِ.

وبما أنّ القصيدة هي من البحر البسيط الذي عروضه مخبونة ، وهو بحر غزير بالموسيقى يجود في كلّ ما له صلة بالشّجن ، إذ نجد علاقة ما بين الموسيقى الشعرية المتمثّلة بالبحر العروضي والقافية والانسجام الصوتي الحاصل من التناسق المعنوي بين ألفاظ القصيدة والمضمون الشعري ، فإذا جئنا للقافية وجدناها نونية مكسورة ووجدنا أنّ مخرجها من اللّسان وطرف اللّثة ، ومعنى هذا أنّ حرف النون حرفٌ أنفيّ مجهور وإظهاره هو الأصل في اللغات السامية.

وقد اختُلف في تسمية القصيدة ، فعبّروا عنها تارة ب- : (القصيدة المسيحية) ، وتارة أخرى ب- : (الغديريّة). واختُلف - أيضاً - في عدد أبياتها ، فقدقيل : إنّها (70) أو (90) أو (100) بيتاً ، ذُكر في النسخة التي بأيدينا (90) بيتاً ، وذكر العلاّمة الأميني منها في الغدير 11 : 485 - 488 (59) بيتاً ، وذكر محمّد بن عليّ ابن الشيخ بشارة آل موحى النجفي في نشوة السلافة ومحلّ الإضافة منها (16) بيتاً ، والأبيات هي : 6 و 7 و 16 و 18 و 27 و 31 - 34 و 37 و 42 و 43 و 69 و 79 و 89 و 92 نقلها عنه السيّد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة 9 : 413. وذكر القصيدة أيضاً السيّد أحمد بن محمّد العطّار الحسني البغدادي المولود سنة 1128ه- والمتوفّى سنة 1215 ه- في الجزء

ص: 302

الثاني من كتابه الرائق من أشعار الخلائق(1) ، وذكرها أيضاً الكشميري في نجوم السماء : 197(2).

ونظراً لأهميّة القصيدة ومكانتها بين الأُدباء والعلماء فقد خمَّس العلاّمة الأوحد السيّد محمّد حسين الشهرستاني المتوفّى سنة 1315 ه- - من أئمّة العلم ومراجع التقليد في كربلاء - من هذه القصيدة واحداً وأربعين بيتاً ، وبدأ بالبيت الحادي عشر ، أوّله :

أمْسَيْتُ والهَمُّ في إيرانَ يطرقُني

وَالكَرْبُ طُولَ الليَالي ما يُفارقُني

وذِكرُ مَنْ حَلَّ في كُوفانَ يقلقُني

مَن لي بِعاصِفِ شملال يبلّغني

إلى الغريِّ فَيلقيني وينساني

إلَى الذي طَهّرَ الجَبّارُ طِينَتَهُ

إلى الذي بَشّرَ المُخْتار ُ شيعتَهُ

إلى الذي أوْجَبَ القُرْبَى مَوَدّتهُ إلى

الذي فَرَضَ الرّحمانُ طاعَتَهُ

عَلىَ البَرِيّةِ مِنْ جِنٍّ وإنْسانِ

ترجمة المؤلّف(3) :

اسمه :

هو المولى مسيح الدين محمّد بن إسماعيل الفدشكوئي الشيرازي الفَسَوي المتخلّص ب- : (معنى) في شعره الفارسي ، وب- : (مسيح) في العربي 8.

ص: 303


1- ينظر الذريعة 10 / 52 رقم 3.
2- ينظر الغدير 11 / 372.
3- ينظر ترجمته في : التذكرة والسوانح لعليّ الحزين : 128 ، طبقات أعلام الشيعة - القرن الثاني عشر - 6 / 723 - 725 ، الذريعة 9 / 74 ، 16 / 28 ، نجوم السماء للكشميري : 195 - 201 ، أعيان الشيعة 9 / 413 ، معجم المؤلّفين 12 / 22 ، الفوائد الرضويّة : 643 ، الغدير 11/485 - 488 ، عليّ في الكتاب والسنّة والأدب 4 / 328.

منه.

ولادته :

ولد رحمه الله في حدود سنة 1037ه- - 1628م بفسا من توابع شيراز.

مشايخه وأساتذته :

تتلمذ ملاّ مسيح الدين الفسوي في شيراز على الشاه أبي الولي النسّابة(1) ، وهو أبو الولي ابن محمّد شاه تقي الدين من أعلام القرن الحادي عشر ، كتب شخص نسخة من كتاب معالم الأصول وقرأه عنده وعبّر عنه ب- : الفاضل الألمعي والمتبحّر اللوذعي وحيد عصره وفريد دهره الموفّق بتوقيعات الأحدي.

ودرس في أصفهان على المحقّق آقا حسين الخوانساري(2) من فضلاء زمانه من سلالة الأفاضل ومن خلاصة الأماثل ، وهو مربوط بالحكمة ، قد شرح بعضاً من كتاب التحصيل لبهمنيار ، وقد أجازه العلاّمة المجلسي الأوّل سنة1062 ه(3).

تلاميذه :

تتلمذ على يده كثير من التلاميذ وطلبة العلم ، وكان من أشهرهم :

1 - محمّد علي بن أبي طالب - المعروف ب- : الشيخ علي الحزين - الزاهدي الجيلاني(4) ، له اشتغال بالأدب ، درس عنده المنطق والهيأة 3.

ص: 304


1- ينظر تراجم الرجال 1 / 55.
2- وله عدّة مؤلّفات ، منها : الشبهات المتفرّقة وجواباتها ، حلّ مشكلات الإشارات ، شرح إلهيّات الشفاء ، توفّي سنة 1098ه.
3- ينظر تلامذة المجلسي : 59 رقم 87.
4- له عدّة مؤلّفات ، منها : الإغاثة في الإمامة ، أصول الأخلاق ، أُصول علم التعبير ، أُصول المنطق ، وغير هذا من المصنّفات الكثير. ولد بأصفهان سنة 1103ه- ، وتوفّي في بنارس بالهند 1181 ه- ، ينظر الذريعة إلى تصانيف الشيعة 6 / 93.

والحساب والطبيعيّات.

2 - محمّد باقر بن محمّد مؤمن السبزواري(1) ، الإمام العلاّمة المحقّق المدقّق الرضي الزكي ، جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة ، عالم فاضل كامل صالح ، متبحّر في العلوم العقلية والنقلية.

مناصبه :

تولّى منصب شيخ الإسلام بشيراز في العهد الصفوي في عهد الشاه سليمان والشاه حسين(2).

إجازته :

أجازه العلاّمة المجلسي بإجازة غير مؤرّخة قال فيها : «فلمّا كان المولى الأوّل الفاضل الكامل الصالح الناصح المتبحّر النحرير المتوقّد الذكي ، جامع فنون العلم وأصناف الكمالات حائز قصبات السبق في مضامير السعادات ، محيي مدارس العلم بأنفاسه المسيحية ومروي بساتين الفضل بأنهار أفكاره الأريحية ، الفائق على البلغاء نظماً ونثراً والغائص في بحار الحكمة دهراً ... قد صرف برهة من عمره الشريف في تحصيل العلوم العقلية والنقلية والأدبية التي يتزيّن بها الناس في هذا الزمان ويتفاخر بها بين الأقران ، فلمّا بلغ الغاية القصوى في مناكبها ورمى بأوراقه عن مراكبها ، وعلم أنّ للعلم أبواباً لايؤتى إلاّمنهم وللحقّ أصحاباً لا يؤخذ إلاّ عنهم ، أقبل بقدمي الإذعان واليقين نحو تتبّع آثار سيّد المرسلين وتصفّح أخبار الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم 5.

ص: 305


1- له تآليف حسنة ، منها : الكفاية في الفقه ، روضة الأنوار العبّاسية في آداب الملوك. وله رسائل ، منها : رسالة شبهة الاستلزام ، رسالة تحقيق صلاة الجمعة ، رسالة في الغناء ، وغيرها. ينظر جامع الرواة 2 / 79.
2- ينظر نجوم السماء : 195.

أجمعين ، فبذل فيها جهده وجدّه واستفرغ لها وكده وكدّه ، فلمّا شرفت بصحبته حديثاً بعد أن كانت الأخوّة بيني وبينه قديماً ، وفاوضته في فنون من العلوم العقلية والنقلية ، فوجدته بحراً زاخراً من العلم لايساحل ، وألفيته حبراًماهراً في الفضل لا يناضل ...»(1).

عصره :

عاصر الشيخ ملاّ مسيحا بعض ملوك الدولة الصفوية الّتي تبنّت المذهب الإمامي في إدارة البلاد ، فقد كانت ولادة الشيخ سنة 1037ه- في أوج عظمتها ، فقد اهتمّ الملك الصفوي الشّاه حسين اهتماماً كبيراً بالعلم والعلماء ، وفي هذه المدّة بدأ الاهتمام بالتأليف والترجمة ، وكذلك بالأعياد والمناسبات الدينية وبالأخصّ بعيد الغدير الأغرّ ، ورغّب إلى علماء عصره أن يؤلّفوا رسائل خاصّة في هذه المناسبة وما أُثِر عن العترة الطاهرة في هذا اليوم من مسنونات وأعمال وأدعية وزيارات ، فألّف جمع منهم رسائل مفردة في هذا اليوم وذكروا في المقدّمة اهتماماته في هذا العام ، وفي تلك المدّة توسّعت حركة الترجمة وقد التفت الشيخ المجلسي إلى أهمّية ترجمة النصوص الدينية الحديثة ، وشرحها إلى اللغة الفارسية بغية نشر الوعي الديني في صفوف جماهير الأُمّة(2).

مواهبه :

كان رحمه الله عالماً فاضلاً أديباً شاعراً باللسانين العربي والفارسي ، منشئاًبليغاً ماهراً فيه وفي الأدب العربي والفارسي والبلاغة والفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الإسلامية ، مؤلّفاً مدرّساً فيها. 9.

ص: 306


1- ينظر بحار الأنوار 107 / 140.
2- ينظر نشوء وسقوط الدولة الصفوية : 239.

مؤلّفاته وآثاره :

1 - إثبات الواجب تعالى. وهو فارسي ، كبير(1).

2 - تفضيل النبيّ وآله الطاهرين على الملائكة المقرّبين(2). تعرّض فيه لقول الفخر الرازي : «إنّ الملَك أفضل من البشر» ثم وجّه كلامه بعدم إرادته العموم حيث إنّ دليله خاصّ بغير النبيّ والآل ، توجد نسخة منه في مجموعة في خزانة كتب أبي محمّد الحسن صدر الدين بالكاظمية.

3 - ديباجة ترجمة كتاب مصائب النواصب(3).

4 - حلّ شبهات الكاتبي القزويني(4).

5 - الحواشي على الحاشية الخفرية على شرح التجريد ، فرغ منه يوم السبت رابع صفر سنة 1098 ه- عند السيّد شهاب الدين التبريزي(5).

6 - الخطب. مشتمل على خطب بليغة ، منها : الخطبة في جلوس الشاه سليمان ، وأخرى في جلوس الشاه سلطان حسين ، وخطب النكاح ، وغير ذلك(6).

7 - الرسائل الكثيرة(7).

8 - رسالة فارسية في القصر والإتمام(8). 3.

ص: 307


1- ينظرالذريعة 1 / 109 رقم 528.
2- ينظر الأعلام 7 : 98.
3- الذريعة 21 / 76 رقم 4027.
4- ينظر الذريعة 7 / 69 رقم 365.
5- ينظر الذريعة 26 / 283 رقم 1412.
6- ينظر الذريعة 7 / 185 رقم 953.
7- ينظر الذريعة 10 / 257 رقم 859.
8- ينظر الفوائد الرضويّة 1 / 643.

9 - ديوان شعر(1).

10 - القصيدة المسيحيّة. وهي مدار تحقيقنا ، وسيأتي الكلام عنها مفصّلا(2).

11 - المراسلات. هي مجموعة مراسلات مع أُستاذه الأغا حسين الخوانساري والمولى أبي طالب الزاهدي والمولى علي رضا التجلّي والميرزاأشرف الحكيم والميرزا مهدي الوزير والميرزا محمّد بيك الوزير وماكتبه من جانب السلاطين والوزراء إلى شرفاء مكّة وولاة اليمن(3).

وفاته :

توفّي بقرية (فدشكوه) من أعمال (فَسَا) بشيراز في سنة 1127 ه- / 1715م وهو في نحو التسعين من عمره.

النسخة المعتمدة :

اعتمدنا على مصوّرة محفوظة في خزانة مركز إحياء التراث الإسلامي بقم في المجموعة رقم 150 الكتاب 5 في الصفحات 49 - 53 منها ، وذكرت في فهرست مصوّرات المركز المذكور 1 / 168.

وهي مصوّرة عن نسخة محفوظة في مكتبة فاضل في خوانسار في إيران بالرقم 102.

كتبت النسخة بخطّ النسخ في خمس صفحات ، ضمّت كلّ صفحة (19) بيتاً ، وقد رمزنا لها ب- : (خ).

أمّا نسخة الغدير فقد رمزنا لها ب- : (غ) ، وما في نشوة السلافة فقد رمزنا له ب- : (ن). 2.

ص: 308


1- المصدر نفسه.
2- الذريعة 17 / 135 رقم 680.
3- الذريعة 20 / 294 رقم 3062.

وهناك نسخة أخرى محفوظة في مكتبة السيّد محمّد علي الروضاتي بأصفهان إيران ، لم يتيسّر لنا الحصول عليها.

منهج التحقيق :

تتلخّص خطواتنا ونحن على هدي التحقيق بالآتي :

1 - أثبتنا ما في النسخة المعتمدة (خ) أوّلاً ، وقابلنا معها الأبيات التي أوردهاالعلاّمة الأميني رحمه الله في الغدير (غ) ، وقابلناها بعد ذلك مع الأبيات التي أوردها صاحب نشوة السلافة (ن) وأشرنا لمواضع الاختلاف المهمّة.

2 - أعربنا الأبيات قدر الوسع والإمكان.

3 - شرحنا بعض الألفاظ الغامضة والمبهمة اعتماداً على كتب اللغة المعتبرة.

4 - ضمّن الناظم الأبيات الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ، وقد أشرنا في الهامش لذلك مع ذكر محالّ الآيات من القرآن الكريم ومصادر الأحاديث الشريفة.

والحمد لله أوّلاً وآخراً.

سعد ناصر النجّار

الكوت / العراق

17 / ربيع الأوّل 1430ه-

ذكرى ولادة الرسول الأكرم (صلى الله

عليه وآله)

ص: 309

صورة

ص: 310

صورة

ص: 311

القصيدة المسيحية

مَا اْرتَحْتُ مُذْ رَكِبَتْ لِلْبَينِ جِيْرَانِي

يا صَاحبيّ بِإتْلافي أجيْرَاني(1)

جِلْدي حَصِيْري زَفِيْري فيه سَلْسَلَتي

مِنَ الْمَجونِ(2) شجُونُ(3)

السّجن سَجّاني(4)

للهِ طَيْفُ شَذىً مِنْهُ سجِيْرَاني(5)

تكاثرُ السُّهدِ(6) عَنْ

ذِكْراهُ ألْهاني

ما لي ولِلنّومِ بُعداً مَا ابتُليتُ بهِ

وَهَلْ يَزوْرُ الْكرَى(7)

بِالنّكْر أجْفاني

عَيْني كَغَين(8) وَشاها(9)

بِاٌلْهوى قَزَحٌ

فَدَامَ تِهْتانُهُ(10)

غَسْلاً لِبُهْتَانِ(11)

يا حاوِيَ الْوَرْكِ(12)

بُلّغْتَ المُنى جُمَعاً(13)

إذا تدانيت(14) مِنْ حَيٍّ

بِعُسْفانِ(15)فة

ص: 312


1- أجيراني : أنقذاني.
2- المجون : أن لايبالي الإنسان بما صنع ، ينظر الصحاح 13 / 400.
3- الشجون ، الغموم ، ينظر القاموس المحيط ج1.
4- سجّاني : غطّاني ، ويحتمل أن يكون السجّان بمعنى صاحب السجن.
5- سجيراني : سجر الرجل صفيّه وخليله والجمع السجراء.
6- السُهدُ : قلّة النوم ، ينظر لسان العرب 3 / 223.
7- الكرى : النعاس ، ينظر الصحاح 6 / 2243.
8- الغين : سحاب ، ينظر كتاب العين 4 / 454.
9- وشاها : أي ساقها ، ينظر شرح الرضي على الكافية : 3 / 421.
10- تهتانه : تظاهر الأمطار.
11- البهتان : الذي بهت صاحبه على وجه المكابرة ، ينظر مجمع البحرين 1 / 255.
12- الورك : أي الرق والضعف ، ينظر لسان العرب : 1 / 432 ، وفي (ن) : ياحديَ العِيس.
13- هذا البيت يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : ياحادي العيس بُلّغت المُنى جمُعا.
14- تدانيت : من الدنوّ.
15- سمّيت عسفان لتعسّف السيل ، وقيل : عسفان منهل من مناهل الطريق بين الجحفة

عُجْ(1) بِالْحِرارِ(2)

قَرِيْباً مِنْ مُخَيّمِهِمْ(3)

وَحَدِّثنْهُ بِأشواقي وَأشْجاني(4)

بِما سأُنْشِدُهُ لا خابَ مَسْعاكا

غازل غَزالاً يُزْجى بَيْنَ غِزْلانِ

إلى الأنين بين(5) عَلَى

عِطْفَيْكَ أصْبَانِي

وُرْقٌ تُكَرِّرُ أسْجاعاً عَلَى البانِ(6)

مَهْلاً فَدتْكَ حياتي متّ عَطْشانا

إلَى مَ ظُلْمُكَ ظُلماً للعطا شانِ

مِنْ طُولِ ما أرقت عينايَ في خَبَل(7)

تَماِئمُ الكيّ باتَتْ فِيْه حُضّاني(8)

شَفّ(9) الْجِوى(10)

فَهَدَى حُفّتْ(11) بها كَنَدى

ما لِلْدُموعِ وِهاماً(12)

والنّدى(13) فانِ(14)

شَبّتْ ضِلْوعي بِطَيْف مِنْكِ يُوقِدُها

مِثْلَ الهْلالِ ذَكَا(15)

مِنْ شارق دانِ7.

ص: 313


1- عُج : رفع الصّوت ، ينظر العين 1 / 67.
2- الحرار : جمع الحرّة.
3- هذا البيت يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : بالركاب قليلاً من مخيّمه.
4- هذا البيت يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : عُجْ بالرِكابِ قَليلاً من مُخَيّمِهِ - وَحَدّثنه بأشْواقيوَأشْجاني.
5- كذا في الأصل ، والصحيح (إلى الأنين على عطفيك أصباني) لأنّ زيادة كلمة (بين) يخلّ بالوزن الشعري فضلاً عن المعنى.
6- ألبان : شجر ، ولحبّ ثمره دهن طيّب ، ينظر مجمع البحرين 1 / 398.
7- الخبل : الجنون ، ينظر معجم مقاييس اللغة 2 / 242.
8- حضاني : من الحضانة.
9- الشين والفاء أصل واحد يدلّ على الرقّة ، ينظر معجم مقاييس اللغة 3 / 169.
10- الجوى : الحرقة وشدّة الوجد ، ينظر : مجمع البحرين 1 / 314.
11- حفّت : يبس ، ينظر : تاج العروس 12 / 141.
12- وهاماً : المطرة الصغيرة الدائمة.
13- والنّدى : ما أصابك من البلل ، ينظر كتاب العين 8 / 76.
14- وجود خلل في وزن البيت.
15- ذكت : النار تذكو وذكا ، مقصور ، واستذكت كلّه : أشتدّ لهبها واشتعلت ، ينظر لسان العرب14 / 287.

فَالْهَجْرُ واصَلَنِي وَالْوَصْلُ هاجَرَني

وَالْبَيْنُ يَذْكُرُني وَالْحُبُّ يَنْساني

كأنّ نيّته وصل دسّها خلدي(1)

مَؤُودَة شَمَلَتْها حُزْنَ أحْزَاني

لا ذنب لي بَيْد أنّي غير ذي فَشَل

وَلا مَنوع عَنِ الْخَيْراتِ كَسْلاني(2)

وَلا بِذِي مَعْشَر هَمَج قَدِ الْتَحَقو (3)

عَمّا قَريب بِهيّان بن سيّانِ(4)

أحْكي كرايمَ(5) أَجْداد

فَرَوا(6) جُدَداً(7)

مِنَ الْعُلا لا يدانيها السّماكانِ(8)

شُمّ الأنوفِ ترى طيقان دوُرهم مِحْرابَ

حاجانِ عَدْنان وقَحْطانِ

وَمَهْمَة جُبتُها(9)

غِيَرٌ سباسِبُها(10)

كانّ جنحَ دجاها صفُّ غِرْبانِ

والشّمس في طَفَل(11)

تَصْفَرُّ مِنْ وَجَل

تَحْكي حُشاشَةَ صَبّ يَومَ هُجْرانِ

وَلِي من الصَّحْب أُسْدٌ عن فراعلة(12)

تذودها عن حصا في هَزِّ ثُعبانِ8.

ص: 314


1- خلدي : أي في روعي وقلبي ، ينظر الصحاح 2 / 469.
2- هذا البيت يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : لاعيب لي أنّي غير ذي فشل - ولا منوع عن الخيرات منّان.
3- صدر البيت غير موزون.
4- هذا كما يقال : طائر ، بن طائر لمن لا يعرف ولايعرف أبوه.
5- هذا الشطر يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : خضارم أجداد فَرَوا جُدداً.
6- فروا : قطعوا.
7- جدداً : الأرض الصلبة.
8- السماكان : كوكبان يقال لأحدهما : السماك الرامح ، لأنّ أمامه كوكباً صغيراً يقال له : راية السماك ورمحه ، وللآخر ، السماك الأعزل ، لأنّ ليس أمامه شيء.
9- جُبتها : قطعتها.
10- سبابهُا : مفاوزها.
11- طَفَل : الميل إلى الغروب.
12- فراعلة : ولد الضبع ، لسان العرب 11 / 518.

فَرَقَّ أرْقَطُ(1) زُهْلُولٌ(2)

لَقَيْتُ بِهَا

حَبِسْتُهُ شَمَّةً في كَفِّ نِسْوانِ

وما يُنهْنِهُني(3) بِيْضٌ

ولاسُمُر

لكِنّ دَهْمَكَ بالأزواء أزْراني

كلاًّ من الدّهر أم أهلوه من جلدي

هل يشتكي عَجْزَهُ عال من الدّاني

فَضْلي وَمَجْدي وإتْقاني وَمَعْرِفَتي

باتُوا بِأجْمَعِهِم(4)

أسْبابَ حِرْماني

لَو قلَّبَ الدَّهْرُ أوْراقي لَصَادفَهَا

آياتِ لُقْمانَ في أسفارِ سَحْبانِ(5)

دُنْيايَ قَدْ ثكَلَتْني فَهي باكِيَةٌ

نجومُها الدَّمْعُ والعَيْنان(6)

عينانِ

وَاسَوْءَ بَسْطِ يَد غُلَّتْ إلى عنُقي(7)

حَتّى بدا الْمُزْنُ بِالأمْطارِ باراني(8)

وَقُوِّسَتْ أَلِفي كَالنُّون مِنْ نَصَب

فكاد يَنْقلبُ إيرانِ نيراني

فِيْمَ ارتِقابِيَ سُحباً غَيْرَ ماطرة

إلى مَ أرْضى بِقَوم(9)

لَيْسَ تَرْعاني

مَنْ لي بِعاصِفِ شِمْلال(10)

يُبلِّغُني

إلَى الغْرِيِّ(11) فيلقيني

وَيَنْسانيم.

ص: 315


1- أرقط : سواد تشوبه نقطة البياض ، ينظر القاموس المحيط 2 / 361.
2- زهلول : الأملس من الأرض ، ينظر تاج العروس 10 / 264.
3- وماينهنهني : يزجرني.
4- في (غ) : عادت بأجْمعها.
5- في (غ) : أشعار سحبان ، وسحبان بن وائل خطيب العرب في الجاهلية ، ينظر الكافية- رضي الدين الأسترآبادي - ج4.
6- والعيْنان : الشّمس والقمر.
7- صدر البيت غير موزون.
8- باراني : عارضني.
9- في (غ) : بأرض.
10- شملال : وهي الناقة الخفيفة ، ينظر لسان العرب. 9 / 104.
11- الغريّ : هو موضع في الكوفة فيه مرقد الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

لا والذي(1) فَرَضَ

الرَّحْمنُ طاعَتَهُ

عَلَى البرِيّةِ مِنْ جِنٍّ وإنْسانِ(2)

عَلِيٌّ المُرْتَضَى الحاوي مَدائحَهُ

أسفارُ تَوْراة(3) أم(4)

آياتُ فُرْقانِ

ما أسْتَعِينُ بِشِمْلال وَلاَ قدَم

مِنْ تُرْبِ ساحَتهِ طُوْبى لأجْفاني

تَنَزّه الرَّبُّ عَنْ رَبٍّ(5)

يُخَبّرُنا

بِأنَّهُ وَرَسُولَ اللهِ سِيّانِ(6)

كأنّ رَحْمَتَهُ في طَيِّ سَطْوَتِهِ

أرآمُ وَجُرَة(7) فِي آساد

خَفّانِ(8)

عمَّ الْورى كَرَماً فاقَ الذُّرى شِمَماً

رَوَّى الثَّرَى عَنَماً(9)

من دَمّ(10)فِرْسانِ(11)

فَالدِّينُ مُنْتَظِمٌ وَالشَّمْلُ مُلْتَئِمٌ

وَالْكُفْرُ مُنْهَدِمٌ مِنْ سَيْفِهِ القْاني(12)وه

ص: 316


1- في (غ) و (ن) : إلى الذي.
2- إشارة إلى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) سورة النساء 5 : 59 ، رواه الكليني في أصول الكافي 1 / 286.
3- هذا البيت يذكره صاحب (ن) بهذا اللفظ : أسفار كتب وآيات بقرآن.
4- بل - خ ل -.
5- في (غ) : مثل.
6- إشارة إلى الحديث : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريّاوعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة» رواه كلّ من تاريخ بغداد 6 / 56 (3088) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 42 / 64063 ترجمة عليّ بن أبي طالب (4933).
7- وجرة : موضع بين مكّة والمدينة فهي مرت للوحوش ، ينظر الصحاح 2 / 844.
8- أسد : الأسد والجمع آساد ، ينظر لسان العرب 3 : 72 ، أمّا خفّان على وزن فعلان : موضع قبل اليمامة أشبّ الغياض كثير الأسد ، ينظر معجم ما استعجم 2 / 505.
9- عنماً : هي شجرة حجازية لها ثمرة حمراء يشبّه بها البنان المخضوب ، ينظر القاموس المحيط 4 / 155.
10- في (غ) : نحر فرسان ، وشدّة كلمة (دمّ) للضرورة الشعرية.
11- إشارة إلى قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) ، سورة الإنسان 76 : 8 ، رواه أبو عبد الله النجي الشافعي في الكفاية : 201 ، والزمخشري في الكشّاف 2 / 531.
12- إشارة إلى قوله تعالى : (فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) سورة الفتح 48 : 29 ، قال : (استوه

كَالْبَرْقِ فِي بَسَم وَالنّارِ في ضَرَم(1)

وَالْماءِ فِيْ سَجَم(2)

مِنْ نَهْر أفْنانِ

فِقارُهُ وَهْيَ فِيْ غِمْد تُحَلّلهُ(3)

آيُ الْوَعيدِ حَوَاها جِلْدُ قُرآنِ(4)

قَدِ اقْتدى بِرَسُولِ اللهِ في ظُلم

وَالنَّاسُ طُرّاً عُكُوفٌ حول(5)

أوْثانِ(6)

تعْساً لَهُمْ كَيْفَ ضَلّوا بَعْدَما ظَهَرَتْ

لَهُمْ بوارِقُ آيات وَبُرْهانِ

فَهَلْ أُرِيْدَ سِواهُ حَيْثُ قِيلَ لَهُمْ

هذا عَلِيٌّ فَمَنْ والاهُ والاني(7)

هَلْ رُدّتِ الشَّمْسُ(8)

يوماً لابْنِ حَنْتَمة(9)

أَمْ هلْ هَوَى كَوْكَبٌ في بَيْتِ عُثمانِ

هَلْ جادَ يوماً أبو بَكْر بِخَاتَمِهِ

مُناجِياً بينَ تَحرِيم وأركانِ(10)ةَ

ص: 317


1- ضرم : من الحطب ما التهب سريعاً ، ينظر كتاب العين 7 / 37.
2- سجم : الدمع ، ينظر المصدر نفسه 6 / 59.
3- في (غ) : تجلّلها.
4- فرقانِ - خ ل -.
5- في (غ) : عِنْدَ.
6- إشارة إلي مبيت الأمام علي عليه السلام على فراش رسول الله ليلة خروجه من مكّة ، ونزلت الآية المباركة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) سورة البقرة 2 : 207 ، رواه ينابيع المودّة : 92.
7- إشارة إلى حديث الغدير المتواتر المشهور ، ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «من كنت مولاه فهذاعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه» رواه كلٌّ من ينابيع المودّة : 104 ، وربيع الأبرار 1 / 84 و 85 ، وشواهد التنزيل 2 / 86 ، نور الأبصار : 159 ، الفصول المهمّة : 41 ، والغدير 1 / 2.
8- إشارة إلى حديث ردّ الشّمس لعليٍّ عليه السلام في بابل ، أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفّين : 152 ، وروضة الواعظين : 129.
9- حنتمة : أمّ عمر بن الخطّاب ، ينظر أسُد الغابة 3 / 642 رقم 3834.
10- إشارة إلى قوله تعالى : (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ

وَهَلْ تظنُّ (تعالوا نَدْعُ أنفُسَنا)

في غَيرِهِ نَزَلتْ عن ذاكَ حاشاني(1)

وهَلْ يُشَمُّ الْهُدى مِنْ بِضْعِ خَتْمَتِهِ

وَهَلْ يُشَمُّ الشَّذى(2)

مِنْ شِقْصِ(3) عَفَّانِ

هَلْ خُصَّ بِالطَّلِّ(4)

والْمِنْدِيلِ(5) واحِدُهُم

أم اسْتُحِبّوا بِتُفّاح وَرُمّانِ

أمْ حَيْثُما(6) صَالَ

عَمْرٌو بَيْنَ أظهُرِهِمْ

سِواهُ صَبَّغَ مِنْهُ السَّيفَ بِالْقانِي

أمْ خَيْبرٌ كانَ وافَى قَبْلَهُ بَطَلاً

سَلَّ المْصارِيْعَ مِنْ مَرْصُوصِ بُنْيانِ

أشالَها لِجمِيعِ الْجُنَدِ قِنْطَرةً

يَجِيْزُها الْكُلُّ مِنْ رَجْل(7)

وَرُكْبانِ

أمْ رَيثَما انْهزَمَ الأْصْحابُ في أُحُد

وَظَلَّ خَيْرُ الْوَرَى فَرْداً بِلا ثانِ(8)».

ص: 318


1- إشارة إلى قوله تعالى : (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) سورة آل عمران 3 : 61. كان سبب نزول آية المباهلة هذه وما قبلها من أوّل السورة في وفد نجران أنّ النصارى لمّا قدموا فجعلوا يحاجّون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون في النبوّة الإلهية فأنزل الله صدر هذا السورة ردّاً عليهم ، رواه في تفسير ابن كثير 5 / 483 - 484 - 485 ، والكشّاف للزمخشري 1 / 192.
2- الشذى : الطيب.
3- شقص : قطعة.
4- في (غ) : أخصُّ بالسّطل.
5- إشارة إلى الحديث المروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : فقال لعليّ : «أمّا السطل فمن الجنّة ، وأمّا الماءفمن نهر الكوثر ، وأمّا المنديل فمن استبرق الجنّة ، من مثلك ياعلي في ليلته وجبريل يخدمه» ، رواه صاحب المناقب : 94 ، وتذكرة الحفّاظ : 741.
6- في (غ) : ريثما.
7- في (غ) : من رجل.
8- إشارة إلى انهزام أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) من حوله في واقعة أحد ، وقد ذكر أصحاب المغازي عدّة روايات ، وروى الهيثمي في مجمع الزوائد : «وكان عليّ بن أبي طالب يؤمئذأشدّ الناس قتالاً بين يديه أي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم».

مِنْ عُصَبةِ الشِّرْكِ صُفّتْ حَوْلَهُ فِئَةٌ

ذاتِ الْمخالبِ مِنْ(1)

أرْياشِ عُقْبانِ

سِواهُ حامي رَسُولِ الله يَطْعنُهُمْ

بِسَمْهَرِيٍّ(2) يحُاكِي

لَذْعَ(3) ثُعْبانِ

بِالسَّيفِ والرُّمْحِ وَالأنْصالِ واقَعَهُمْ(4)

عَنِ الرَّسولِ بإخْلاص وإيقانِ

حتّى تَبَدَّدَ أهْلُ الشِّرْكِ وانْهَزَمُوا

شِبْهَ الْحنادِسِ(5)

تُحْمى(6) بِنِيرانِ

وَالقْومُ صاحَ بِهِمْ(7)

إبليسُ مِنْ كذب

بِقَتْلِ أحْمَدَ مَصْرُوعاً بِمِيْدانِ

فَارتْاحَ أنْفُسُهمْ سِرّاً وما نَبَحوا(8)

أسرارَهمْ خَوْفَ أبْصار وآذانِ

وَهَلْ تَصَدَّقَ لِلنَّجْوَى سِواهُ فتىً(9)

وَقَدْ مَضَى قَبْلَ نَسْخِ الْحُكْمِ يَوْمانِ

هل في فِراشِ رَسُولِ اللهِ باتَ فتىً

سِواهُ إذْ حُفَّ مِنْ نَصْل بِنِيْرانِ

لَولاهُ لم يَجِدوا كُفْؤاً لِفاطِمَةَ(10)

لَولاهُ لَمْ يَفْهَموا أسْرارَ قُرآنِ(11)ن.

ص: 319


1- في (غ) : في.
2- السمهري : الرمح الصلب.
3- في (غ) : لذغ.
4- في (غ) : دافعهم.
5- حنادس : جمع حندس ، وهو الليل الشديد الظلمة.
6- في (غ) : إذ تُحمْى ، ولا يوزن البيت إلاّ إذا وضعت كلمة (إذ) للبيت (إذ تحمى بنيران).
7- في (غ) : والقوم بَشَّرَهُم.
8- في (غ) : وقد ستروا.
9- إشارة إلى آية النجوى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة المجادلة58 : 12 ، فقد روي أنّ أوّل من عمل بهذه الآية هو الإمام عليّ عليه السلام ، فقد روى الحديث فيمايخصّ هذا الآية كلُّ من : فتح القدير 5 / 186 والروايات كثيرة فليراجع تفسير البرهان ، وتفسيرالطبري ، وكتب الروايات.
10- إشارة إلى الحديث الشريف المرويّ عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : «لولا أنّ الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض من آدم ومن دونه» رواه الكليني في أصول الكافي 1 / 461 ، والمناقب لابن شهرآشوب 2 / 181.
11- في (غ) : فرقان.

لَوْلاهُ كان رَسولُ الله ذا عَقَم

لَوْلاهُ مَا اتّقَدَتْ مِشكاةُ إيمانِ

لَوْلاه لَمْ يَكُ سَقْفُ الدِّينِ ذا عَمَد(1)

لَوْلاهُ لانْهَدَمتْ أرْكانهُ الْواني(2)

لَوْلاهُ ماخُلِقَتْ أرْضٌ وَلا فَلَكٌ(3)

لَوْلاهُ لَمْ يَقترِنْ بِالأوّلِ الثَّاني

لَوْلاهُ ما عُبِدَ الرَّحْمنُ فِي مَلاء

لَوْلاهُ ما كان ذِكْرٌ غَيْرُ سُبْحاني

ما كان ربّاً لِكن لَيْسَ مِنْ بَشَر

إذْ ليْسَ يُشغِلُهُ شانٌ عن الشَّانِ

هُوَ الَّذي كانَ بَيْتُ اللهِ مَوْلِدهُ

فَطَهَّرَ البْيتَ مِنْ أرْجاسِ أوْثانِ(4)

هُوَ الَّذْي مَنْ رسُولُ اللهِ كانَ لَهُ

مَقامُ هارُوْنَ مِنْ مُوْسَى بْن عِمْرانِ(5)

هُوَ الَّذي صارَ عَرْشُ الربِّ ذا شَنَف

إذْ صارَ قُرْطَيهِ ابْناهُ الْكَرِيْمانِ

أقْدامُهُ مَسَحَتْ ظَهْراً بِهِ مَسَحَتْ

يَدُ الإلهِ لِتَبْرِيْد وإحْسانِ(6)1.

ص: 320


1- إشارة إلى قول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : «لولا سيف عليّ وأموال خديجة لما قام للإسلام قائمة».
2- الواني : الضعيف البدن.
3- إشارة إلى حديث الكساء ، وما ورد في لفظ بعض رواة الحديث الصحيح المتواتر المتّفق عليه أنّه (صلى الله عليه وآله) أدرج معهم جبرائيل وميكائيل ، ذكره الشبلنجي : 112 ، والصبان في الإسعاف هامش نور الأبصار : 107.
4- إشارة إلى ولادة الإمام في البيت الحرام ، ولم يولد أحد قبله ولا بعده فيه ، قال الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3 / 483 : «فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» ، ورواه صاحب كفاية الطالب : 260 ، وفرائد السمطين 1 / 426.
5- إشارة إلى الحديث الشريف : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ، رواه صاحب الرياض النضرة 2 / 242 ط مصر ، وكفاية الطالب : 15 ط الغري.
6- إشارة إلى صعود عليّ عليه السلام على منكب النبيّ (صلى الله عليه وآله) لكسر الأصنام التي على ظهر الكعبة ، ذكره صاحب ينابيع المودّة : 420 ، وفي فهارس المستدرك 2 / 367 ، الطرائف : 81.

يا واضِعاً قَدَمَيْهِ حَيْثُما وُضِعَتْ

يَدُ الإْلهِ عَلَيْهِ عَزَّ مِنْ شانِ

عَمَّت شَآبيبُهُ(1)

الآفاقِ أنْ شَجَراً

سَقَتْهُ فَهْوَ مَعَ الطُّوبى كَصِنْواني

تَفِيْضُ راحَتُهُ لِلْنَّاسِ مُعْجِلَة

عِقْدُ اللآلِيْ بِلا مُهْل كَنسيانِ

رَحْبُ الأكُفِّ إذا فاضَتْ أنامِلُهُ

لَوْ لَمْ يَقُلْ حَسْبُ ثَنَّى يَوْمَ طُوفانِ

لَوْ ظَلَّ تَحْتَ لِواهُ فِي الوَغَى عَلَمٌ

تَراهُ تَرْتجُّ حَبْواً(2)

نَحْوَ ميدانِ

ما تَسْتِقرُّ الرَّواسِي تَحْتَ صارِمِهِ

كَالطَّودِ تَنْدَكُّ مِنْ أُسٍّ وَبُنْيانِ

لَوْلاَ الْوَصِيَّةُ فَالشَّيخانِ أربَعَةٌ

يَوْمَ السَّقِيْفَةِ بَلْ عُثْمانُ قِسْمانِ(3)

فيا عَجيباً مِنَ الدُّنيا وَعادَتها

أنْ لا يُساعَدَ غَيْرَ الْوَغْدِ والدَّاني

مَنْ كانَ نَصُّ رَسُولِ اللهِ عَيَّنَهُ

لإِمْرَةِ الشَّرْعِ تَبْلِيغاً بِإعْلانِ(4)

فَقالَ بَلّغْ وَإلاّ فَادْرِ أنَّكَ ما

بَلَّغْتَ حَقَّ رِسالاتي وَتِبياني(5)

بَيْنَ(6) الْجماهيرِ

في بَيْداءَ قَدْ مُلِئَتْ

بِكُلِّ مَنْ كانَ في(7)

أعقابِ عَدْنانِ(8) ،

ص: 321


1- شآبيبه : الشؤبوب : الدفعة من المطر وغيره والجمع الشآبيب ، ينظر الصحاح 1/150.
2- في (غ) : حنوا.
3- في (غ) : اثنان.
4- إشارة إلى نصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالإمامة إلى أمير المؤمنين عليه السلام في واقعة غدير خم.
5- إشارة إلى آية التبليغ ، وهي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ، نزلت بعد واقعة غدير خم.
6- في (غ) : يوم
7- في (غ) : من.
8- إشارة إلى واقعة الغدير عندما خاطب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حشود المسلمين بمشهد من مائة ألف أو يزيدون على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ،

وَقَالَ صَحْبُ رَسُولِ اللهِ قاطِبَةً

بَخٍّ لِذاكَ وَكانَ الأوّلُ الثَّاني(1)

منْ بعد ما شَدَّدَ الرَّحمْنُ إمْرَتَهُ

عَلَى الرَّسولِ بإحْكام وَإتْقانِ

تَقَدَّمَتْهُ أُناسٌ لَيْسَ عَيَّنَهُمْ

نَصُّ الإلهِ ولاَ مَنْطُوقُ بُرْهانِ

حَتَّى إذا جَدّث الأجْداثَ نَعْثَلُهُم(2)

بَيْنَ اليَهودِ بِتَحْقِير وَخِذْلانِ

مِنْ بَعْد ذاكَ ابْنُ هِنْد قام مُدَّعِياً

مُمَوِّهاً أَمْرَهُ مِنْ ثارِ عُثْمانِ

مِنْ أُمّة جَهَلَتْ مِمَّنْ بِهِ جملت

أهلَ الخْلافةِ بَيْنَ الإنْسِ وَالجانِ

لا أضْحَكَ اللهُ سِنَّ الدَّهْرِ(3)

إنَّ لَهُ

قواعِداً(4) عدِلَتْ عَنْ

كُلِّ مِيْزانِ

بِصَفْوِ حُبِّكَ قَدْ أحْيَيْت مُهْتَدياً

فَدَتْكَ نفسي يا ديني وَإيماني(5)

وَدَرَّ فَيْضكَ ما دار السّما وَجرى

وَدام ظِلُّك ما كَرَّ الجَديدانِ(6)

صَلّى الإلهُ عَلَيْه ما بَدَتْ شهبٌ

بِجنحِ لَيْل وما كَرَّ الجَديدانِ(7)

عَلَيْهِمُ الْلَّعْنُ ما دَرُّ السَّماء جَرَى

عَلَيْهِمُ اللَّعْن ما كَرَّ الْجَدِيْدانِ).

ص: 322


1- أي إنّ أوّل من قال : (بخّ) هو الخليفة الثاني.
2- إشارة إلى ثالث القوم عثمان بن عفّان ، حيث إنّ عائشة قد سمّته نعثلاً تشبيهاً له بنعثل اليهودي ، فقالت : «اقتلوا نعثلاً فقد كفر» ، رواه كل من كتاب الفتوح 1 / 64 ، النهاية 5/80 ، تأريخ الطبري 3 / 477.
3- هذا الكلام مأخوذ من بيت لدعبل الخزاعي : لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت - وآل أحمد مظلومين قد قهروا ، ينظر ديوان دعبل الخزاعي : 98.
4- إنّما نون (قواعداً) مع أنّها ممنوع من الصرف للضرورة الشعرية.
5- هذا البيت يوجد في (غ).
6- هذا البيت يوجد في (غ).
7- هذا البيت يوجد في (س).

ثبت مصادر التّحقيق ومراجعه

1 - القرآن الكريم.

2 - أسُد الغابة في معرفة الصحابة : لعزِّ الدّين أبي الحسن عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشّيباني المعروف بابن الأثير (ت630 ه).

3 - إسعاف الراغبين (في سيرة المصطفى وفضائل آل بيته الطاهرين) : للشّيخ محمّد بن عليّ الصبان الشّافعي الحنفي (ت 1206 ه).

4 - أصول الكافي : لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني(ت 329 ه) ، صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري ، ط3 ، دار الكتب الإسلامي ، طهران ، 1388 ه.

5 - الأعلام : لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، 1984م.

6 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق وتخريج : حسن الأمين ، دار التّعارف للمطبوعات ، بيروت ، 1403ه- - 1983 م.

7 - بحار الأنوار الجامع لدرر آخبار الأئمّة الأطهار : للشيخ محمّد باقر المجلسي ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ط الثانية مصحّحة 1403 ه- - 1983 ه.

8 - تاج العروس من جواهر القاموس : لمحمّد مرتضى الزبيدي (ت 1205) ، دار الحياة بيروت.

9 - تاريخ بغداد أو مدينة السّلام : لأبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي(ت 463 ه) ، دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان 1417 ه- - 1997 م.

ص: 323

10 - تاريخ مدينة دمشق : لأبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشّافعي المعروف بابن عساكر (ت 499ه- - 571م) ، دراسة وتحقيق : عليّ شيري ، دارالفكر ، بيروت - لبنان 1995م - 1415 ه.

11 - تذكرة الحفاظ : لعبد الله شمس الدّين الذهبي (ت 748ه) ، دار إحياء التراث العربي.

12 - التذكرة والسوانح : للشيخ محمّد عليّ بن أبي طالب الزاهدي الجيلاني الإصفهاني المعروف بعلي الحزين (ت 1181ه).

13 - تراجم الرجال : للسيّد أحمد الحسيني ، نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم المقدّسة ، التاريخ 1414 ه.

14 - تفسير البرهان : للسّيد هاشم البحراني التويلي الشّهير بعلاّمة البحرين(ت1107ه).

15 - تفسير الطبري المسمّى ب- : (جامع البيان في تأويل القرآن) : لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت310ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان.

16 - تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن : لأبي عبد الله محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه) ، دار إحياء التراث ، بيروت - لبنان 1405ه- - 1985م.

17 - التفسير الكبير المسمّى ب- : (مفاتيح الغيب) : لفخر الدّين محمّد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي (ت 604 ه) ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 2000م.

18 - تلامذة العلاّمة المجلسي : للسيّد أحمد الحسيني ، نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامّة ، قم ، مطبعة الخيّام الطبعة الأولى 1410 ه.

19 - جامع الرواة (وإزالة الاشتباهات عن الطرق والإسناد) : لمحمّد بن عليّ الأردبيلي الغروي الحائري (ت 1101 ه).

ص: 324

20 - ديوان دعبل : لدعبل بن عليّ الخزاعي ، جمعه وقدّم له وحقّقه : عبد الصاحب عمران الدّجيلي ، ط2 دار الكتاب اللبناني - بيروت ، منشورات الشّريف الرضّي.

21 - الرائق في أشعار الخلائق : للسيّد أحمد بن محمّد المعروف بالعطّار (ت1215 ه).

22 - ربيع الأبرار في الأدب والمحاضرات : لأبي القاسم جار الله محمود بن عمربن محمّد الزمخشري (ت 467 ه- - 538 م) ، تح : عبد الأمير مهنّا.

23 - روضة الواعظين : للشيخ الأجلّ الشهيد أبي عليّ محمّد بن الحسن بن عليّ بن أحمد الفتّال النيسابوري (ت 508 ه) ، تقديم : السيّد مهدي الخرسان ، مط الحيدري1385ه- - 1966م.

24 - الرياض النضرة (في مناقب العشرة المبشّرة) : لأبي جعفر أحمد الشّهير بمحبّ الدّين الطبري ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان.

25 - شرح الرضي على الكافية : لرضي الدّين الأسترآبادي ، تصحيح وتعليق : يوسف حسن عمر ، ط 1398 ه- - 1978م جامعة قار يونس.

26 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل : لأبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحافظ الحذّاء الحنفي النيسابوري (ت 483 ه) ، تحقيق وتعليق : الشيخ محمّد باقر المحمودي ، مجمع أحياء الثقافة الإسلامية 1411ه- - 1990 م.

27 - الصّحاح ، (تاج اللّغة وصحاح العربيّة) : لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد (ت395 ه) ، تحقيق : عبد الغفور عطّار ، ط4 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان 1407 ه- - 1987 م.

28 - طبقات أعلام الشّيعة : لآقا بزرك الطهراني ، دار الكتاب العربي ط1 ، بيروت : 1971 ه.

ص: 325

29 - الطرائف (في معرفة مذاهب الطوائف) : لرضي الدّين أبي القاسم عليّ ابن موسى بن طاووس الحلّي (ت 664ه) ، مط : الخيّام - قم 1399ه.

30 - عليّ في الكتاب والسّنة والأدب : لحسين الشاكري (راجعه فرات الأسدي) ، الناشر أنصاريان ، الطبعة الأولى 1418 ه.

31 - العين : للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه) ، تح : د مهدي المخزومي ، ود إبراهيم السّامرّائي ، ط4 ، مؤسّسة دار الهجرة ، إيران ، 1409 ه.

32 - الغدير : لعبد الحسين بن أحمد الأميني ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1977.

33 - فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية في علم التفسير : لمحمّد ابن عليّ بن محمّد الشّوكاني (ت 1250ه) ، عالم الكتب.

34 - فرائد السّمطين (في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) : للحافظ الحمويني الشّافعي ، مط : النعمان 1384ه- - 1964م.

35 - الفصول المهمّة (في معرفة الأئمّة) : لنور الدّين ابن الصبّاغ المالكي المكي(ت 855 ه).

36 - الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفري : للشّيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (ت 1359 ه).

37 - القاموس المحيط : لمجد الدّين محمّد بن يعقوب الشّافعي (ت 817ه) ، دارالفكر ، بيروت.

38 - الكافية : لابن محمّد بن عبد الله النحوي الشافعي (ت 672 ه) ، تح : عبدالمنعم هويدي.

39 - كتاب الفتوح : للعلاّمة أبي محمّد أحمد بن أعثم الكوفي (ت 314 ه- - 926م).

ص: 326

40 - كتاب صفّين : للشيخ أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري الكوفي (ت212ه).

41 - الكشاف (عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) : للإمام أبي القاسم جار الله محمود بن عُمر بن محمّد الزمخشري (ت 467 ه- - 538 م) ، رتّبه وضبطه وصحّحه : محمّد عبد السّلام شاهين ، دار الكتب العالمية بيروت - لبنان.

42 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة : لأبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 693ه) ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، ط الثانية 1405ه- - 1985م.

43 - كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : لمحمّد بن يوسف بن محمّدأبي عبد الله الفخر الكنجي الشّافعي.

44 - لسان العرب : لأبي الفضل جمال الدّين محمّد بن مكرم (ت711ه) ، ط1 دارإحياء التراث العربي ، قم إيران ، 1405 ه.

45 - مجمع البحرين : لفخر الدّين الطّريحي (ت 1085 ه) ، تح : السيّد أحمدحسيني ، ط2 مكتبة نشر الثقافة الإسلامية ، 1408 ه.

46 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : للحافظ نور الدّين عليّ بن أبي بكر الهيثمي المعروف بابن الهيثم (ت 807 ه) ، بيروت - لبنان 1408 ه- - 1988م ، مؤسّسة مكتبة القدس بالقاهرة.

47 - المستدرك على الصحيحين : للحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405ه) ، بإشراف : د يوسف عبد الرحمن المرعشي ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان.

48 - مسند أحمد : لأحمد بن حنبل (ت241ه) ، دار صادر ، بيروت - لبنان.

49 - معجم البلدان : لشهاب الدّين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 1408 ه).

ص: 327

50 - معجم المؤلّفين : لعمر رضا كحالة ، دار إحياء التّراث العربي ، بيروت (د ، ت).

51 - معجم ما استعجم من البلاد والمواضع : للوزير الفقيه : أبي عبد الله بن العزيزالبكري الأندلسي (ت 487 ه) ، تح : مصطفى السقّا ، عالم الكتب بيروت - لبنان ط الثانية 1403 ه- - 1983 م.

52 - مقاييس اللّغة : لحسن أحمد بن فارس بن زكريّا (ت 395 ه) ، تح : عبد السلام هارون ، تاريخ نشر 1404.

53 - المناقب : لأبي الحسن عليّ محمّد الحلاّئي الشافعي المعروف بابن المغازلي(ت483ه).

54 - نجوم السماء في تراجم العلماء : لميرزا محمّد عليّ بن صادق بن مهدي الكشميري.

55 - نشوء وسقوط الدّولة الصّفوية : (إعداد كمال السيّد) ، الناشر باقيات ط الثانية. 1428 ه- - 2007 م.

56 - نشوة السّلافة ومحلّ الإضافة : لمحمّد عليّ بن بشارة بن عبد الرحمن النجفي الغروي - من آل موحى - المعروف بابن البشّار (ت 1160 ه).

57 - النهاية (في غريب الحديث والأثر) : لمجد الدّين أبي السّعادات المبارك ابن محمّد المعروف بابن الأثير (ت 606 ه) ، خرّج أحاديثه وعلّق عليه : أبو عبد الرحمة صلاح ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، 1418 ه- - 1998 م.

58 - نور الأبصار (في مناقب آل بيت النبيّ المختار) : لمؤمن بن حسن الشبلنجي ، طبع في بولاق 1290 ه.

ص: 328

من أنباء التراث

هيئة التحرير

كتب

صدرت محقّقة

*رسائل

في الوقف.

ضمّ الكتاب محاورات استدلالية حول شرط القبض في

صحّة الوقف بين العلماء الأعلام الشفتي والنراقي وصدر الدين والسيّد عليّ

الطباطبائي رضوان الله تعالى عليهم ، وذلك إثر قصّة - يذكرها المحقّق في مقدّمة

الكتاب - جرت في زمانهم استفتي فيها منهم فدارت عليها رحى البحث فشحذت الأقلام

وانبرى إلى ميادين العلم الجهابذة الأعلام رعاية وصوناًلمناهل الأحكام ولبيان

المهمّ منها والهام ، حيث جادت تلك الأنفاس القدسيّة بمباحث عربية وفارسية.

اشتمل الكتاب على : المقدّمة ، رسالة السيّد محمّد

باقر الشفتي ، ردّيه مرحوم ملاّأحمد نراقي بر مرحوم شفتي ، ردّيه مرحوم شفتي بر

مرحوم ملاّ أحمد نراقي ، ملخّص المقال ، رسالة السيّد صدر الدّين دعماً للشفتي ،

رسالة الوقف للسيّد المجاهد.

تحقيق : السيّد محمّد علي الخادمي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 432.

نشر : الآستانة الرضوية المقدّسة - مشهد - إيران /

1430 ه.

*نزهة

الأبصار ومحاسن الآثار.

تأليف : علي بن مهدي الطبري المامطيري (ت 360 ه-

تقريباً).

ص: 329

احتوى الكتاب على أخبار في سيرة أمير المؤمنين علي

بن أبي طالب عليه السلام السياسية والأخلاقية والاجتماعية والفقهية

، وقد انتحى المصنّف فيها الجانب الأدبي من فصاحة الإمام علي عليه السلام وبلاغته

، وإن كان الغالب على هذا الكتاب هو الجانب المعنوي والتربوي ، كما ضمّ إليها

بعض الأخبار عن سائر المعصومين عليهم السلام ، وبعض

الجوانب التاريخية ، هذا ويعدّ الكتاب من المصادر القديمة التي انطمرت وفقدت

أكثر نسخها ، وقد اعتمد في تحقيقه على نسخة يمنية عثر عليها في مكتبة الفاتكيان.

اشتمل الكتاب على مواضيع منها : علمه بالقضاء وحكمه

، وصف ابن عبّاس وغيره لعليِّ عليه السلام ، ولادة

النبيِّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، بعض الحكم المحفوظة عن أمير المؤمنين عليه السلام ،

قوله في المعروف ، من حكمه ومواعضه ، ممّا روي في زهدهو ...

تحقيق : الشيخ محمّد باقر

المحمودي.

الحجم وزيري.

عدد الصفحات : 543.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب

الإسلامية - طهران - إيران / 1340ه.

*المحتضر.

تأليف : الشيخ حسن بن سليمان الحلّي العاملي (ت 802

ه).

هذا الكتاب من سلسلة مصادر بحار الأنوار ، تناول

فيه المصنّف البحث في مسألة رؤية المحتضر عند الموت للنبيّ والأئمّة عليهم السلام

استناداً إلى الروايات الصريحة في هذا المعنى واعتماداً على آراء العلماء

وأقوالهم المؤكّدة على صحّة هذا الاعتقاد ، كما ناقش رأي العلمين الشيخ المفيد

والسيّد المرتضى رحمهما الله القائلين بتأويل هذا المعنى.

اشتمل الكتاب على مواضيع منها : ما يدلّ على أنّ

الأئمّة يرون بأجسامهم على الحقيقة ، ثمّ إنّهم يرون أعداءهم و...

ص: 330

ما يدلّ على رؤية المحتضر النبيِّ (صلى الله عليه

وآله) وعليّاً والأئمّة عليهم السلام عند الموت و....

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 644.

نشر : مكتبة العلاّمة المجلسي رحمه الله

قم - إيران / 1430 ه.

*تحفة

الطالب في حكم اللحية والشارب.

تأليف : السيّد جعفر بحر العلوم (ت : 1377 ه).

لا يخفى أنّ للإسلام أحكاماً تعتني بالمظاهر

العامّة للمجتمع المسلم من مأكل وملبس وآداب المعاشرة وغيرها من أمور عامّة

يؤكّد عليها الدين الحنيف صيانة للأمّة من الانخراط في مزالق الهوى ومهاوي

الانحرافات ومن تلك المسائل التي لا زال يؤكّد عليها الفقهاء هي مسألة حرمة حلق

اللّحى وكراهية إعفاءالشارب ، فقد تناول الكتاب دراسة هذه المسألة وبيّن حكمها

الشرعي ، وهو

من الكتب المحقّقة إحياءً لتراث علماء آل بحر

العلوم.

تحقيق : الشيخ محمّد الباقري.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 168.

نشر : الغدير للطباعة والنشر - قم - إيران/ 1430 ه-

*المجموعة

الحديثية.

تأليف : الشيخ سعد الدين بن عبدالله الأشعري القمّي

(ت 301 ه).

هو من سلسلة مصادر بحار الأنوار ، وقد احتوى هذا

الكتاب على مختلف الأحاديث من عقائدية وغيرها على شكل مجموعات وأبواب ، فهو من

كتب المجاميع الحديثية التي ساهمت في حفظ هذا التراث ، وقد اشتهر باسم مختصر بصائر

الدرجات أو منتخب البصائر ، وقد سمّي بالمجموعة الحديثية لما عثر عليه بعد

التحقيق مكتوباً على نسخة عليها تملّك العلاّمة المجلسي رحمه الله وقد

كتب هو على ظهرها المجموعة

ص: 331

الحديثية.

اشتمل الكتاب على مواضيع وأبواب منها : الكرّات

وحالاتها وما جاء فيها ، رسالة الرجعة والردّ على أهل البدعة ، رجال الأعراف ،

فضل الأئمّة ، ما جاء في التسليم لما جاء عنهم عليهم السلام ،

في نوادر مختلفة وكتاب أبي عبدالله عليه السلام إلى

المفضّل بن عمر ، و....

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 737.

نشر : مكتبة العلاّمة المجلسي رحمه الله -

قم - إيران / 1430 ه.

*مفتاح

الأحكام.

تأليف : الشيخ أحمد النراقي (ت 1245ه).

كتاب أصولي ، اتّخذ فيه المصنّف منهجية الإيجاز

والاختصار وضعه لتأصيل الأصول الكلّية ، وقد اشتمل على أهمّ مباحث علم أصول

الفقه ، ورتّبه على مقدّمة وثلاثة أبواب ذوات فصول

وخاتمة.

الباب الأوّل في بيان أدلّة الأحكام وهي : العقل ،

محكمات الكتاب ، الخبر المتواتر ، الخبر الواحد المحفوف بالقرائن ، الأخبار

المرويّة في كتب أخبار أصحابنا ، الإجماع أصل العدم ، الاستصحاب ، وبعض أفراد

القياس وبعض الظنون.

الباب الثاني في بيان ما يحتاج إليه في استخراج

الأحكام من تلك الأدلّة ، البحث الأوّل في : بيان القواعد التي يعرف بها مراد

المتكلّم. البحث الثاني في : بيان ما يلزم المراد من الخطاب.

الباب الثالث في بيان وظيفة الفقيه عندتعارض

الأدلّة.

خاتمة في كيفية استخراج الأحكام.

اعتمد في تحقيقه على نسختين خطّيّتين للمكتبة

المرعشية.

تحقيق : مركز العلوم والثقافة الإسلامية ، مركز

إحياء التراث الإسلامي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 151.

ص: 332

نشر : مؤسّسة بوستان كتاب - قم - إيران / 1430 ه.

*مصباح

الفقيه ج(14 - 16).

تأليف : الشيخ رضا بن محمّد هادي الهمداني (ت 1322

ه).

شرح لكتاب (شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام)

للمحقّق الحلّي ، الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن الهذلي (602 - 676

ه) ، وهو أحد المتون الفقهية المهمّة الكاملة الجامعة للفروع ، التي تُدرَّس في

الحوزات العلمية لحدّ الآن ، امتاز الشرح بالأُسلوب السهل والبيان المتين.

اشتمل الجزء الرابع عشر على الركن الثالث في بقية

الصلوات وخمسة فصول :

الفصل الأوّل : في صلاة الجمعة.

الفصل الثاني : في صلاة العيدين : الفطر والأضحى.

الفصل الثالث : في صلاة الآيات.

الفصل الرابع : في صلاة الأموات.

الفصل الخامس : في الصلوات المرغّبات.

واشتمل الجزء الخامس عشر على الركن الرابع : في

التوابع وفصلين :

الفصل الأوّل : في الخلل الواقع في الصلاة.

الفصل الثاني : في قضاء الصلوات.

واشتمل الجزء السادس عشر على الفصل الثالث : وفيه :

الجماعة ، خاتمة تتعلّق بالمساجد.

هذا وقد تضمّنت كلّ هذه الفصول مسائل وفروع

وتنبيهات تتعلّق بها.

تحقيق : محمّد الباقري - نور علي النوري.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج14 : 582 وج15 : 528 وج16 : 520.

نشر : پيام علمدار - قم - إيران / 1430ه.

*

الرسائل الأربعة.

تأليف : الميرزا أبو القاسم النوري

ص: 333

الطهراني (ت 1292 ه) ، والميرزا أبو الفضل النوري

الطهراني (ت 1316 ه).

احتوى الكتاب على أربع رسائل محقّقة ، الأولى منها

: في بحث المشتقّ وهو من مباحث ألفاظ أصول الفقه من تقريرات الشيخ الأعظم

الأنصاري للميرزا أبي القاسم النوري الطهراني وقد أدركه الأجل رحمه الله

ولم يتمّها.

الرسالة الثانية : الردّ على الرسالة الإرثية وقد

جاء في تعريفها ما هذا نصّه : (فهذه الرسالة في ردّ على رسالة السيّد إسماعيل بن

نصر الله الموسوي البهبهاني ، حيث حكم في واقعة بوراثة رجل المسمّى ب- : (رجب)

لعزيز الله الطهراني فنظر في حكمه السيّد صالح الداماد الشهير ب- : (عرب) ونبّه

على وجوه الخلل فيه ووافقه ملاّ علي الكني ، فألّف السيّد إسماعيل البهبهاني

رسالة في الردّ عليها ألّفها سنة 1287 ق بالعربية ثمّ ترجمها إلى الفارسية مع

تلخيص وإضافات.

الرسالة الثالثة : نقاوة الإصابة فيمن أجمعت عليه

العصابة ، وهي منضومة

في علم الرجال ، تناول فيها المصنّف أصحاب الإجماع

وما دارت حولهم من أبحاث رجالية في تصحيح ما يصحّ عنهم ، وهي شرح مزجي لأرجوزة

العلاّمة بحر العلوم الطباطبائي ، وقد نظّمت بصورة لطيفة تنمّ عن تضلّعه في فنون

الأدب حيث وزّع في أرجوزته ألفاظ السيّد بحر العلوم مع شرح لطيف لها وتغيير للقوافي.

الرسالة الرابعة : رسالة عرفانية ، جمع فيها

المصنّف من الأشعار العرفانية العربية والفارسية ما يدلّ على قوّة تضلّعه بالأدب

الفارسي والعربي وإحاطته لما ذكرته فحول الشعراء في هذا المجال كسعدي وحافظ

ومولوي ، كما نقل بعض أقوال صدر المتألّهين ، وغيرهم ممّن ذكرهم في الفهرس.

تحقيق : علي الفاضلي ومحمّد الكاظم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 291.

نشر : معهد الإمام الخميني والثورة

ص: 334

الإسلامية للتحقيق والدراسات العليا - طهران - إيران

/ 1428 ه.

*

مطارح الأنظار ج(3 - 4).

تأليف الميزرا أبي القاسم النوري الطهراني (ت 1292

ه).

يعدّ هذا الكتاب من الكتب الأصولية التي اشتملت على

تقرير أبحاث الشيخ الأعظم الأنصاري رحمه الله الذي اتّفقت

كلمة محقّقي علم الأصول على أنّه رحمه الله كان له

دوراًأساسياً في تطوّر هذا العلم ، حيث صارت أفكاره مداراً للبحث إلى زماننا هذا

، فاهتمّ المصنّف بحفظ آثاره ونشر تحقيقاته كسائر تلامذته.

اشتمل الجزء الثالث على مباحث القطع والظنّ

والبراءة والاشتغال ، كما اشتمل الجزء الرابع على مباحث الاستصحاب والتعادل

والتراجيح.

تحقيق : علي الفاضلي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 615 و 781.

نشر : معهد الإمام الخميني والثورة

الإسلامية للتحقيق والدراسات العليا - طهران - إيران

/ 1428 ه.

*

روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج (1 - 19).

تأليف : الشيخ محمّد تقي المجلسي (ت 1070ه).

اهتمّ الفقه الشيعي - ومنذ بناء صرح المدرسة

الفقهية - على جمع روايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام

ودراستها وتبيين ما تتضمّنه من أحكام ومعارف ، فكان كتاب من لا يحضره الفقيه من

الكتب الأربعة المعتمدة لدى علماء الإمامية في جمع الروايات الواردة عن

المعصومين عليهم السلام ،

وقدرتّب هذا الكتاب طبقاً للكتب الفقيه ابتداءً من باب الطهارة والصلاة وانتهاءً

بباب الحدود ، كما ألحق به كتاب النوادر والمشيخة.

يعدّ هذا الكتاب الروائي أوّل رسالة عملية آنذاك في

الفقه الشيعي ، حيث اتّخذه علماء المذهب ملاذاً لهم في دعم آرائهم الفقهية

واستنباط الأحكام الشرعية

ص: 335

فألّفوا من حوله الشروح والتعليقات ، فكان كتاب

روضة المتّقين من أوائل تلك الشروح التي أعدّت في بيان وتوضيح تلك الروايات

ودراستها دراسة فقهية ، كما عمد المصنّف الشيخ محمّد تقي المجلسي قدس سره

إلى شرح المشيخة التي أعدّت لإثبات الطرق المأخوذ عنها تلك الروايات ، فكان

الشرح عبارة عن بحوث رجالية يعتمدها المجتهدفي دراسة السند.

وقد صدرت هذه الدورة الفقهية بطباعة محقّقة ومنقّحة

ومزوّدة ببعض التوضيحات اللاّزمة والتخريجات اعتماداً على المصادر الروائية

الشيعية مع تثبيت اختلافاتها.

تحقيق : محمّد أحمد الشيخ محمّد صالح.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ما يقارب 500 صفحة.

نشر : شركة دار المصطفى لإحياء التراث - بيروت - لبنان

/ 1430 ه.

*

الأخلاق ج (1 - 2).

تأليف السيّد عبدالله شبّر (ت 1242ه).

دراسة اعتمدت أركانها على أقوال المعصومين الأربعة

عشر عليهم السلام ،

فتناولت من بين معارف الدين علم الأخلاق المرتكز على تربية النفس وتزكيتها في

التزامها بطاعة خالقها وسلوك عبادته وحسن السيرة والتعامل مع الناس.

احتوى الكتاب على ترجمة المؤلّف ومقدّمة وأربعة

أركان لكلّ ركن أبوابه وفصوله ، منها : أسرارالعبادات وفيها أبواب ، وجملة من

الحقوق التي تلزم الإنسان في آداب المعيشةوالمجالسة ، والمهلكات من الأخلاق

الردية والمنجيات.

طبعة محقّقة ومنقّحة اعتمد في تحقيقها على نسخة

طبعت للمرّة الثانية في بيروت سنة 1412 ه- ، وقد امتازت هذه الطبعة التي بين

أيدينا بالتخريجات وإرجاعها إلى أصولها من كتب الخاصّة والعامّة وترتيبها حسب

التسلسل الزمني ،

ص: 336

وقد مرّ تحقيق هذا الكتاب في مراحل ذكرت في منهج

التحقيق.

تحقيق : السيّد علي القصير.

الحجم : وزيرى.

عدد الصفحات : 316 و 400.

نشر : قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة

الحسينية - كربلاء - العراق / 1429 ه.

*

مكارم أخلاق النبي والأئمّة عليهم السلام.

تأليف : قطب الدّين الراوندي (ت 573ه).

يعدّ هذا الكتاب من الكتب الحديثية في علم الأخلاق

، جمع فيه المصنّف نُبذاً من مكارم أخلاق الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة

الأطهار عليهم السلام

وسيرهم وشيمهم وسننهم وتواريخهم وفضائلهم ووصاياهم وبعض الأدعية المروية عنهم

وبعض أشعارهم والقضايا المرتبطة بهم عليهم السلاموبعض

الأخبار عنهم عليهم السلام في الحكم والآداب ومحاسن الأخلاق

ومكارمه ، وذلك في أربعة عشر باباً ابتداءً بالنبي ،

وقدّم ذكر فاطمة عليها السلام

على باب ذكر أمير المؤمنين لترتيبهم على تاريخ الوفيات ، وقداحتوى الكتاب على

عدّة فصول غير معنونة ، وهو كتاب محقّق ومنقّح فيه تخريجات وتوضيحات وتعريفات

مختصرة لرجال السند وبعض الإضافات المكمّلة للموضوع.

تحقيق : السيّد حسين الموسوي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 478.

نشر : العتبة العباسية المقدّسة - كربلاء - العراق

/ 1430 ه.

*

تفضيل الأئمّة على الأنبياء والملائكة.

تأليف : الشيخ حسن بن سليمان الحلّي العاملي (ت

802ه).

هذا الكتاب من سلسلة مصادر بحار الأنوار ، احتوى

على موضوع تفضيل الأئمّة عليهم السلام على سائر

الأنبياء وعلى الملائكة ، حيث استند فيه المصنّف إلى الآيات القرآنية والأخبار

الصحيحة

ص: 337

والمباحث العقائدية في عدّة فصول ، معتمداً على كتب

الشيخ الصدوق مثل : من لا يحضره

الفقيه والخصال ومعاني الأخبار وكمال الدين وعلل الشرائع وعيون أخبار الرضا عليه السلام كما

اعتمد على مصادر أخرى مثل تفسير علي بن

إبراهيم القمّي ومصباح المتهجّد ومقتضب الأثر و...

اشتمل الكتاب على عناوين منها : ما يدلّ على أنّ

محمّداً ، وعليّاً عليه السلام هما معلّما الملائكة

والنبيّين ، تفضيل محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأخيه عليّ المرتضى

وابنته فاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام

على سائر خلق الله من نبيٍّ ورسول وغيره ، تفضيل القائم بأمر الله عليه السلام على

سائر الأنبياء بالعلم إذا قام ، فضل أمير المؤمين عليه السلام وعلوّ

درجته على سائر الخلق ما عدا محمّداً (صلى الله عليه وآله) و...

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 540.

نشر : مكتبة العلاّمة المجلسي رحمه الله -

قم - إيران / 1430ه.

كتب

صدرت حديثاً

*

دروس في السيرة النبوية ج(1 - 4).

تأليف : الشيخ عدنان فرحان آل قاسم.

اهتمّ المؤلّف بالسيرة النبوية التي تعدّ منهلا

للمسلمين ، حيث كان (صلى الله عليه وآله) القدوة الحسنة في جميع مجالات الحياة

من سياسية واجتماعية وفكرية ، كما زوّد (صلى الله عليه وآله) الأمّة علميّاً

بالجانب الفقهي والتشريعي والعقائدي ، ورسم (صلى الله عليه وآله) لها أسمى

المناهج من القيم الإنسانية والتربوية والأخلاقية ، فقد اعتمد المؤلّف في دراسته

للسيرة النبوية على كتب السير قديماً وحديثاً ليقف عند أحداثها ويحلّل دلالاتها

ويستلهم منها المعطيات من دروس وعبر ، جاءت فصول الكتاب على شكل دروس يطرح في

كلّ درس منها أسئلة ويستنتج منها دروساً وعبراً وتحليلات ، فكانت أجزاؤه الأربعة

ص: 338

متكوّنة من الجزء الأوّل (العهد المكّي) والأجزاء

الثلاثة (العهد المدني).

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : حدود 600 و 500 صفحة لكلّ جزء.

نشر : دار الإسلام - بيروت - لبنان / 1431 ه.

*

الإمام زين العابدين عليه السلام في شعر القدماء

والمعاصرين.

تأليف : إسماعيل عبدالرحيم الخفّاف.

تناول الكتاب باختصار حياة الإمام زين العابدين

عليّ بن الحسين عليه السلام رابع أئمّة أهل البيت عليهم السلام ،

ثمّ عرّج إلى حياة الإمام عليه السلام أدبيّاً ،

ومنها إلى ذكر الأشعار التي قيلت فيه عليه السلام من

شعر القدماء والمعاصرين ، وقد أرفق مع كلّ قصيدة للشعراء المعاصرين صوراً شخصية

لهم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 452.

نشر : دار الغدير - قم - إيران / 1429ه.

*

الملعونون في القرآن.

تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

تناول الكتاب الآيات القرآنية الواردة في اللعن

وذكر الملعونين المعنيِّين فيها مع ما ورد من شرح أو تفسير أو توضيح حول تلك

الآيات باختصار ، وقد رتّبت هذه الآيات حسب مواضيعها على ترتيب حروف الهجاء.

اشتمل الكتاب على ثلاثة عناوين في : الأعمال والمواضيع

، الأعلام والأشخاص والأفراد ، الطوائف والفرق والملل.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 104.

نشر : ناجي الجزائري - قم - إيران / 1429 ه.

*

المرحومون في القرآن.

تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

تناول الكتاب الآيات القرآنية في ذكر

ص: 339

المرحومين مع ما ورد فيها من شرح أو تفسير أو توضيح

مراعياً فيها الاختصار.

اشتمل الكتاب على ثلاثة عناوين في : الأعمال

والمواضيع ، الأعلام والأشخاص والأفراد ، الطوائف والفرق والملل.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 104.

نشر : ناجي الجزائري - قم - إيران 1429ه.

*

مآسي بضعة الرسول (صلى الله عليه وآله).

تأليف : باقر شريف القرشي.

تناول الكتاب بحوث في تكريم وتعظيم الرسول الأعظم

(صلى الله عليه وآله) لابنته فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين عليها السلام

وما عانته بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) من المآسي والمحن ، معتمداً في ذلك

على مصادر التاريخ التي روت ما أحاط بسيّدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ،

حيث تعدّ المصادر القديمة حجّة في ميادين البحوث العلمية النزيهة في ما تنصّ

عليه من معانات سيّدة

النساء.

اشتمل الكتاب بمواضيعه على العناوين التالية :

الزهراء في رحاب النبوّة ، شذرات من فضائلها عليها السلام ،

المآسي القاصمة ، الأحداث الجسام ، الخطاب التاريخي الخالد لسيّدة النساء عليها السلام.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 136.

نشر : ماهر - قم - إيران / 1429 ه.

*

موسوعة فضائل القرآن الكريم وخواصّ سوره وآياته ج (1 - 3).

تأليف : الشيخ عبدالله الصالحي النجف آبادي.

احتوت هذه الموسوعة على أحاديث وروايات من كتب

الفريقين وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين الأطهار عليهم السلام

في فضل قراءة القرآن وثواب تلاوته ، وما ورد في خواصّ سوره وآياته ومنافعهما من

الاستشفاء وجلب الخيرات والأرزاق والتعوّذ بهما لدفع

ص: 340

الشرور والآفات.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وبابين في : الروايات

والأحاديث التي وردت في فضل القرآن وعظمته وثواب تلاوته وخواصّ سوره أو آياته ،

والأحاديث الواردة في دفع الآفات والأمراض وقضاء الحوائج.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : كلّ جزء ما يقارب من520 صفحة.

نشر : المكتبة الحيدرية - قم - إيران 1429 ه.

*

التحقيق الجنائي في قضاء الإمام عليّ عليه السلام.

تأليف : القاضي فاضل عبّاس الملاّ.

قدّم الكتاب دراسة في التحقيق الجنائي وبعده

التاريخي ومفهومه وتطوّره ، وألقى الضوء من خلال دراسته على قضاء الإمام عليّ بن

أبي طالب عليه السلام

وعطائه

في هذا المجال ، وذلك ما للظاهرة الجنائية من خطورة على حياة

وحرّيّات وحقوق العباد ، وإنّ شخصيّة الإمام عليّ عليه السلام باعتبارها

مصدراً أساسيّاً من مصادر ثروتنا الروحية والفكرية في تراثنا وباعتبارها ضرورة

إيمانية.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وبابين في : التحقيق

الجنائي ، إجراءات التحقيق الجنائي ، والخاتمة. وقد ضمّ الباب الأوّل ثلاثة فصول

في : التحقيق الجنائي وبعده التاريخي ، أهداف التحقيق الجنائي وصفات المحقّق

الكفء ، القواعد الأساسية في التحقيق الإجرامي. وضمّ الباب الثاني أربعة فصول في

: الأدلّة الجنائية ، إجراءات جمع الأدلّة ، إجراءات احتياطية ، ضمانات المتّهم

أثناء التوقيف.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 156.

نشر : المكتبة الحيدرية - قم - إيران / 1429 ه.

*

أساليب البديع في القرآن.

تأليف : السيّد جعفر السيّد باقر

ص: 341

الحسيني.

يعدّ هذا الكتاب هو القسم الثالث من أساليب بلاغة

القرآن الكريم المتعلّق بعلم البديع.

استعرض فيه المؤلّف المراحل التاريخية لنشأة علم

البديع وكيفية تطوّر بحثه في الدراسات البلاغية.

قدّم المؤلّف دراسة تحليلية لهذا الفنّ وعلل

الجمالية فيه.

وقد انتقى الأمثلة من النماذج القرآنية والأحاديث

النبوية الشريفة وأقوال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام والأشعار.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 952.

نشر : مؤسّسة بوستان كتاب التابعة لمكتب الإعلام

الإسلامي - قم - إيران/ 1429 ه.

*

رسائل فقهية ج(1).

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني.

احتوى الكتاب على رسائل فقهية في مختلف الأبواب

والمواضيع ، قدّمها

المؤلّف إلى القرّاء وإلى ذوي الاختصاص ، وقد اعتمد

فيها على الكتاب المجيد والسنّة المطهّرة وما اتّفق عليه الفقهاء وحكم به العقل.

اشتمل الكتاب على ثلاث عشرة رسالة في : البلوغ ،

الصلاة جماعة بالاستدارة حول الكعبة ، في شرطية وحدة الأفق وعدمها ، من لم يمرّ

بميقات ولابما يحاذيه ، توسعة المسعى ، المفاهيم العامّة في المعاملات ، أحكام

المقبوض بالعقد الفاسد ، بيع العربون تعريفه صوره وأحكامه ، ولاية الأب والجدّ

على البكر الرشيدة ، رضاع الكبير ، حكم السمك إذا مات في الشبكة ، منجّزات

المريض ، إقرار المريض ، دية المرأة المسلمة ، الأحكام الشرعية بين الثوابت

والمتغيّرات.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 631.

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام - قم

- إيران / 1429 ه.

ص: 342

*

موسوعة كتاب الله وأهل البيت عليهم السلام في حديث الثقلين ج (1 - 4).

تأليف : لجنة التحقيق في مسألة الإمامة التابعة

لمدرسة الإمام باقر العلوم عليه السلام.

عرض الكتاب دراسة موسّعة في الحديث الشريف المعروف

بحديث الثقلين ، وقد تمّ البحث في الحديث سنداً ومتناً ومدلولا ، كما بيّن الهدف

من تدوين هذا الحديث الشريف ، وقد استفاد من آراء العلماء في بيان معنى مقصود

النبيّ (صلى الله عليه وآله) من هذا الحديث الشريف.

الكتاب عبارة عن أربعة أجزاء ، جزءان منهما عبارة

عن المدخل من الصحاح والسنن والمسانيد من مصادر أهل السنّة ، والجزءان الآخران

منهما اختصّا بدراسة الحديث في كتب الخاصّة.

اشتمل الجزء الأوّل من المدخل على المواضيع التالية

: أهمّيّة حديث الثقلين ، الهدف المنشود من هذه الموسوعة ،

المنهج في السند ، معيار قبول الحديث ، جرح الثقات

بسبب المذهب ، الأشخاص الذين صرّح بأنّ القدح كان بسبب تشيّعهم ورفضهم ، الأشخاص

الذين اقترنت التوقيعات لهم بقدحهم بتهمة الرفض والتشيّع ، الحديث الموضوع في

ميزان الكتاب والعقل والسنّة النبوية ، دواعي حمل أحاديث صحيحة على الوضع.

واشتمل الجزء الثاني منه على : المقدّمة ، ظروف

حديث الثقلين وفيه ثلاثة أبواب : مكان صدور الحديث ، زمان صدور حديث الثقلين ،

مواقف النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وحالاته ، كما اشتمل على : محتوى حديث

الثقلين وفيه أربعة أبواب : ماورد في حديث الثقلين بشأن الكتاب والعترة معاً ،

ما ورد في حديث الثقلين بشأن الكتاب العزيز ، ما ورد في حديث الثقلين بشأن

العترة ، ما ورد في حديث الثقلين بشأن عليّ عليه السلام.

وقد اشتمل الجزءان الأخيران على المقدّمة وستّ نكات

في : ما صرّح به العلماء حول هذا الحديث ، وقائع صدور

ص: 343

الحديث الشريف ، بيان بعض ما نقل عن المعصومين عليهم السلام ،

ذكر نصّ الحديث خاصّة ، مفردات ألفاظ الحديث ، منهجنا في التحقيق. كمااشتمل على

أربعة فصول في : ما روي عن الخاصّة في حديث الثقلين ، ماروي عن الخاصّة فيما

يشابه حديث الثقلين ، ما روي عن كتب الخاصّة عن العامّة في النصّ على حديث

الثقلين ، ما روي في كتب الخاصّة عن العامّة فيما يشابه حديث الثقلين.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج (1) 339 ، ج (2) 709 ، ج(3) 496 ،

ج(4) 459.

نشر : مدرسة الإمام باقر العلوم عليه السلام - قم

- إيران / 1429 ه.

*

النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وجوده النّوري.

تأليف : الشيخ مسلم الداوري.

اختصّ الكتاب في أبحاثه بمعرفة شخصية الرسول الأعظم

(صلى الله عليه وآله) وأنّ الله خلقه من نوره ، مستنداً إلى الأحاديث

المتظافرة من كتب الفريقين على ذلك المعنى ، فأشار

إلى مراتب الوجود النوري للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وخصائص مقامات هذا

الوجود والتي من شأنها أن تعيد للأمّة وحدتها وكرامتها لو رجع إليها وفهمت بشكل

سليم كما أراد الله تعالى ذلك.

اشتمل الكتاب على ثلاثة مباحث في : ذكر الأحاديث

الدالّة على الوجود النوري للنبي (صلى الله عليه وآله) ، بيان دلالة أحاديث

النوروبيان اعتبارها ، ذكر بعض الفوائد المترتّبة على أحاديث النّور.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 328.

نشر : دار الأنصار - قم - إيران 1429ه.

*

حديث الروافض المكذوب عند العامّة.

تأليف : أبو معاش.

تناول الكتاب ردّ الشبهات المثارة على مذهب أهل

البيت عليهم السلام

والتي

ص: 344

تطاولت على شيعتهم بالبهتان والتكفير وعلى أئمّتهم

بالبغض والتزوير ، محتجّاً عليهم بأقوالهم وآرائهم ورادعاً لهم باعترافاتهم.

اشتمل الكتاب على أحد عشر فصلا ، منها :

ابن حجر يبيّن الاختلاف بين الأمّة ويفرغ سموم حقده

على شيعة أهل البيت عليهم السلام.

الصراط المستقيم للمسلمين هو أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام ولا

غير.

فضيلة صحبة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)

وشرف السابقين الأوّلين منهم عليّ وغيرهم.

أحاديث الرافضة في كتب العامّة الرجالية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 384.

نشر : مؤسّسة السيّدة المعصومة عليها السلام -

قم - إيران / 1429 ه.

*

معالم التجديد الفقهي.

تأليف : السيّد كمال الحيدري.

مجموعة من المحاضرات ألقاها سماحته ، تطرّق فيها

إلى معالجة ما يواجهه الواقع الإسلامي المعاصر من إشكالية الحداثة والمعاصرة

وإشكالية الأصالة والغربة أو الثابت والمتغيّر ، وأشارإلى كيفيّة التوفيق بين

الإسلام الثابت الأصيل الذي ترجع جذوره التاريخية إلى قرون مديدة وبين العصر

المتغيّر الذي يفرض ويثير المزيد من التحدّيات والتساؤلات حيال العديد من

القضايا.

اشتمل الكتاب على أربعة فصول في : الفقه الإسلامي

وضرورة الاجتهاد ، أسباب المشكلة في الفقه الإسلامي ، النظريّات الفقهية في

المدرسة الإمامية ، الإمام الخميني قدس سره ونظرية

الزمان والمكان.

إعداد : الشيخ خليل مرزوق.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 218.

نشر : دار فراقد - قم - إيران / 1429ه.

ص: 345

*

بحر الفوائد في شرح الفرائد ج (1 - 8).

تأليف : الميرزا محمّد حسن الآشتياني الرازي (ت

1319 ه)

يعدّ هذا الكتاب من أوائل الكتب الأصولية التي

ألّفت في شرح فرائد الأصول ،

أعدّه المصنّف بعد قراءته على الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره ، وقد جاء في

ثمان مجلّدات شرحاً وتفصيلا.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : لكلّ جزء 360 إلى 520 تقريباً.

نشر : مؤسّسة التاريخ العربي - بيروت - لبنان /

1429 ه.

*

إثبات صدور الحديث بين منهجي نقد السند ونقد المتن.

تأليف : السيّد علي حسن مطر الهاشمي.

تناول الكتاب بحثاً أصوليّاً في إثبات صدور روايات

الآحاد عن المعصومين عليهم السلام أو

عدم صدورها ، وتنقيح الطرق والمناهج الكفيلة بتحقيق هذا الهدف ،

حيث أدّى البحث إلى وجود منهجين لنقدالروايات

المظنونة الصدور ، أوّلهما : منهج نقد السند ، وثانيهما : منهج نقد المتن. وقد

استهدف البحث بيان أبعادكلٍّ من هذين المنهجين والأسس التي يقوم عليها ، وقد

اشتمل الكتاب على تمهيد في بيان المعاني اللغوية للمفردات وأربعة فصول في :

أخطاء الرواة وجهود المسلمين في المحافظة على الحديث الشريف ومنهج نقد السند من

عدّة جهات ، تحديد للموقف من منهجي نقد السند ونقد المتن ، والخاتمة في بيان

الخطوط العريضة للبحث واستخلاص لنتائجه.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : 406.

نشر : مكتبة فدك - قم - إيران / 1430 ه.

*

موسوعة أصول الفقه المقارن ج (1).

إعداد : مركز التحقيقات والدراسات العلمية التابع

للمجمع العالمي للتقريب

ص: 346

بين المذاهب الإسلامية.

لا يخفى أنّ تطوّر علم أصول الفقه أمرمشهود لدى

الباحثين والمتخصّصين في هذا العلم ، وقد بدأت دراسته عند الشيعة الإمامية في المرحلة

الأولى وذلك بعد عصر الغيبة على شكل المقارنة بين أصول الفقه الشيعي وأصول الفقه

السنّي ، حيث كانت هذه الدراسة عند الشيعة الإمامية أكثر تقدّماً وتطوّراً من

غيرها من سائر المذاهب الإسلامية ، كما تطوّرت إلى جانبها الدراسة غير المقارنة

فامتازت بأهميّة كبيرة وحضت بعناية خاصّة دراسة وبحثاً وتأليفاً ولا سيّما في

القرنين الأخيرين ومنذ عهد الشيخ مرتضى الأنصاري والآخوند الخراساني وحتّى

يومناالحاضر ، هذا وقد شهدت المدرسة المقارنة عند الشيعة الإمامية في العقود

الأخيرة حياة جديدة في تدوين هذا العلم بالشكل المقارن مثل الأصول

العامّة للفقه المقارن للسيّد محمّد تقي الحكيم والقياس

حقيقته وحجيّته للسيد مصطفى جمال الدين وأصول

الفقه فيما لا

نصّ فيه

للشيخ السبحاني ، وقد قدّم هذا المركز في هذا المضمار دراسة جديدة موسوعية

لهذاالعلم عرّف بها موادّه واصطلاحاته ومبانيه التي قام عليها ابتناءً واستناداً

على المدرستين الشيعة والسنة ، وقد رتّبت مواضيعه على طريقة المعاجم ابتداءً من

حرف الألف محترزاً عن المباحث المطوّلةوالنقاشات المسهبة سوى ما كان ضروريّاً

لارتباطه بأصل التفريق والبيان المؤدّي لمفهوم المادّة والموضوع المشار إليه.

الحجم : رحلي.

عدد الصفحات : 424.

نشر : المجمع العلمي للتقريب بين

المذاهب - قم - إيران / 1430 ه.

*

فهارس رياض المسائل.

إعداد : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث.

اعتنت مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث بإنجاز فهارس لكتاب رياض

المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل كما

ص: 347

اعتنت بتحقيق الكتاب ذاته من قبل ، فجاءت هذه

الفهرسة كاملة شاملة لجميع محتويات ومواضيع الكتاب ، وهي فهارس تسهّل للباحث نيل

المواضيع والمحتويات والوصول إليها بسهولة ، وقد ظهر هذا الفهرس بجزء واحد واحد

برقم 17تتمّة للدورة الفقهية المحقّقة.

اشتملت الفهارس على المحتويات التالية : الآيات

القرآنية ، الأحاديث الشريفة ، المباني الأصولية ، المباني الرجالية ، الموادّ

اللغوية ، أسامي المعصومين عليهم السلام ، الأعلام ،

الفرق والمذاهب ، الأمكنة والبقاع ، الحيوانات ، الأطعمة والأشربة ، اللباس والزينة

، مصادر المتن.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 828.

نشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء

التراث - مشهد - إيران / 1430 ه.

*

على هامش الذريعة.

تأليف : السيّد أحمد الحسيني

الإشكوري.

إثر مطالعة المؤلّف كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة

للشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه الله عثر فيه على

اشتباهات سجّلهاعلى شكل ملاحظات واستدراكاتوتوضيحات في هامش نسخته من الذريعة

ثمّ دوّنها في كتابه هذا ورتّبها على عدد أجزاء الذريعة واضعاً رقم الصفحة

والسطر لما سجّله من تصحيحات ، كما ضمّ إلى كتابه ملخّصاً من تأليف السيّد سعيد

اختر الرضوي في هذا المجال حيث رمز إليه بحرف (ض) لكلّ ما ينقل من السيّد الرضوي

رحمه الله.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 212.

نشر : مركز نشر النور - قم - إيران / 1430 ه.

*

الكوفة بين العمق التاريخي والتطوّرالعلمي.

تأليف : السيّد حسن عيسى الحكيم.

تناول المؤلّف دراسة لمدينة الكوفة

ص: 348

يبيّن فيها للقارىء مدى أهمّيّتها تاريخيّاً

وعلميّاً واجتماعيّاً ، كما بيّن وجه تسميتها بالكوفة منذ تأسيسها كمعسكر لجيش

المسلمين في زمن الخليفة الثاني ، هذا وهي أوّل عاصمة للدولة الإسلامية في

عهدأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ،

فقد أشار المؤلّف إلى حضارتهافي جميع المجالات ، فذكرها مدرسة علمية أشار إلى

أعلامها وفقهائها ورواة الحديث و... ، كما أشار المؤلّف إلى أنّ دراسة مدينة

الكوفة مع الحيرة والنجف تشكّل المثلّث التاريخي لأرض السواد.

اشتمل الكتاب على : المقدّمة ، الكوفة والأمانة

العلمية ، الكوفة والعمق التاريخي والحضاري ، تخطيط المدينة العربية الإسلامية

(الكوفة أنموذجاً) ، الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، الكوفة في الفكر

الاستشراقي ، الكوفة والحياة العلمية والفكرية ، إخباريّون ومؤرّخون ، فقهاء

ومحدّثون ، قادة وثوّار ، الخاتمة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 401.

نشر : العارف للمطبوعات - بيروت - لبنان والنجف

الأشرف - العراق/1430 ه.

*

أعلام هجر من الماضين والمعاصرين.

تأليف : السيّد هاشم محمّد الشخص.

يعدّ هذا الكتاب من الكتب التي تناولت مدرسة آل

البيت عليهم السلام

دراسة وتراثاًإحياءً لما خلّفته من مدارس وأعلام في سائر أقصاع المعمورة

الإسلامية ، حيث عمد المؤلّف فيه إلى أعلام مدرسة هجر وهي من أوّل المدارس

الإسلامية لمدرسة آل البيت عليهم السلام ، حيث قدّم

فيها دراسة لأعلامها من فقهاء وشعراء وخطباء بدءاً من القرن الأوّل الهجري وحتّى

عصرنا الحاضر.

يشتمل الكتاب على ثلاثة أقسام ، الأوّل : تراجم

كبار العلماء والفقهاء من القرن الأوّل الهجري وحتّى عصرنا

ص: 349

الحاضر ، الثاني : تراجم الشعراء الماضين

والمعاصرين ، الثالث : تراجم سائرالأعلام من المؤلّفين والخطباء.

صدر من الكتاب أربعة أجزاء على أن تصدر بقيّة

الأجزاء تباعاً.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 771 و 810 و 625 و 624.

نشر : مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلامية - قم - إيران

/ 1430 ه-

طبعات

جديدة

لمطبوعات

سابقة

*

الفوائد الرجالية.

تأليف : الشيخ مهدي الكجوري (ت 1293 ه).

إنّ الأسلوب الذي كان سائداً في طرق التأليف

السابقة في موضوع الرجال هو ترتيب أسماء الرجال فقط إلى جانب بعض أمارات المدح

والتوثيق ، ولم تكن أركان علم الرجال من حيث هو علم

واضحة ومحدّدة ، إلى أن شاع استخدام هذاالمنهج

الأخير حيث شيّدوا أركان علم الرجال على طريقة سائر العلوم الشرعية وغيرها.

اشتمل الكتاب على مقدّمة للمحقّق ومقدّمة للمؤلّف

بيّن فيها تعريف علم الرجال وما يرتبط به ووجه الحاجة إليه.

كما ضمّ ثلاثة أبواب في : كيفيّة الرجوع إلى الكتب

الرجالية وبيان طائفة من الاصطلاحات المتداولة في فنّ تراجم الرجال ، وفي ما

تميّز به الأسماء أو الألقاب والكنى المشتركة.

وفي آخر الكتاب خاتمة في علم الدراية والمصطلحات.

علماً بأنّ الكتاب قد تمّ تحقيقه على ثلاثة نسخ.

تحقيق : محمّد كاظم رحمان ستايش.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : 263.

نشر : دار الحديث الطبعة الثانية - قم - إيران /

1428 ه.

ص: 350

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.