المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
المطبعة: نمونه
الطبعة: 0
الموضوع : مجلّة تراثنا
تاریخ النشر : 1429 ه.ق
الصفحات: 526
ص: 1
تراثنا
صاحب
الامتیاز:
مؤسسة
آل البيت لإحياء التراث
المدير
المسؤول :
السيّد
جواد الشهرستاني
العددان الأوّل والثاني [93 - 94]
السنة الرابعة والعشرون
* كلمة العدد
* الإساءة إلى النبي والقرآن الكريم منهج الحذف أم حذف المنهج
.............................................................. هيئة التحرير 7
* مشيخة ابن شهرآشوب (1).
........................................... الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري 11
* إنقاذ كتاب «الذريعة» مما أُدرج فيه من الأخطاء والتصرفات الشنيعة.
........................................... السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي 96
* قراءة سريعة في كتاب رجال النجاشي.
................................................... الشيخ حميد البغدادي 120
* النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (1).
.................................................... السيّد زهير الأعرجي 162
* مدرسة الحلّة وتراجم علمئها من النشوء إلى القمّة (2).
............................................. السيد حيدر وتوت الحسيني 215
محرّم الحرام - جمادى الآخرة
1429 ه-
* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين / النجف الأشرف (24).
............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي 277
* من ذخائر التراث :
* الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي.
...................................... تحقيق : الدكتور عمّار عبّودي نصّار 311
* شرحُ لفظِ الجلالةِ معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)
........................................ تحقيق : الدكتور عماد جبّار كاظم 439
* من أنباء التراث.
........................................................... هيئة التحرير 506
ص: 2
كلمة العدد
* الإساءة إلى النبي والقرآن الكريم منهج الحذف أم حذف المنهج
.............................................................. هيئة التحرير 7
* مشيخة ابن شهرآشوب (1).
........................................... الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري 11
* إنقاذ كتاب «الذريعة» مما أُدرج فيه من الأخطاء والتصرفات الشنيعة.
........................................... السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي 96
* قراءة سريعة في كتاب رجال النجاشي.
................................................... الشيخ حميد البغدادي 120
* النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (1).
.................................................... السيّد زهير الأعرجي 162
* مدرسة الحلّة وتراجم علمئها من النشوء إلى القمّة (2).
............................................. السيد حيدر وتوت الحسيني 215
محرّم الحرام - جمادى الآخرة
1429 ه-
* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين / النجف الأشرف (24).
............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي 277
* من ذخائر التراث :
* الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي.
...................................... تحقيق : الدكتور عمّار عبّودي نصّار 311
* شرحُ لفظِ الجلالةِ معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)
........................................ تحقيق : الدكتور عماد جبّار كاظم 439
* من أنباء التراث.
........................................................... هيئة التحرير 506
* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن» للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي. والمنشورة في هذا العدد.
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
منهج الحذف أم حذف المنهج
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
اتّخذت مناهج السماء منحىً تصاعدياً في دفع الإنسان شطر الكمال والفلاح ، فكان النصّ والخطاب يتعمّقان بمؤنهما وأدواتهما وآلياتهما مقطعاً مقطعاً تبعاً لتهيّؤ الإنسان عقلياً واجتماعياً وشعورياً ودينياً ، وكانت الذروة في القرآن الكريم والنبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين ، فأغلق الدين الإسلامي الملفّ إلى الأبد وتربّع على عرش الرسالات الإلهية بنسخه كلّ المشاريع السابقة له.
هذا الحسم الواضح والانتخاب القاطع لم يكن وليد صدفة أو عبث أو هوى ، بل كان قراراً إلهياً جليّاً يحمل معه كلّ متطلّبات التكامل والتكيّف والاستمرار والتجدّد وتلبية الحاجات المشروعة ، فبقي الإسلام شجرةً مباركةً تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها.
الإسلام الذي جاء بمنظومة قيَمية مصيرية هدفها قيادة الإنسان وبرمجة شؤونه المعرفية والاجتماعية والاقتصادية ، فكان من الطبيعي وهو
ص: 7
بهذا الحجم الكبير والمهامّ العظام أن يثير قلق الآخرين وخوفهم على كياناتهم ومنافعهم ، فانطلقت ردود الأفعال المتفاوتة ضعفاً وشدّة - تبعاً لكيفية الآليات والمناهج وعدّتها - من أجل مجابهة هذا القادم الجديد والجارف المهيب.
فلا عجب أن يتحوّل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بفعل مشروعه المثير بين ليلة وضحاها إلى عدّو خطير لقريش النوع وأقرانها بعد ما كان النموذج الأخلاقي الأرقى والعزيز المدلّل الأدنى ، فتجرّع وقاسى وعانى حتى قال : «ما اُوذي نبيٌّ مثلما اُوذيت» وكان لابُدّ أن يستمّر الدين وتستمرّ المنافسات مادامت هناك حياة وقيم ومراكز قرار وسلطة وهيمنة ومنافع.
لم يصب النبي (صلى الله عليه وآله) بإحباط أبداً رغم كلّ محاولات الحذف والهدم والترويع ، الأمر الذي انعكس إيجابياً على سير الرسالة وثبوتها في مواجهة عناصر النفي والتغييب والتشويه ، التي تعلو كالزبد بين الفترة والاُخرى بأدوات وآليات مختلفة بتناسب الزمان والمكان ، والتي آخرها وليس نهاية مطافها : تلك الرسوم المسيئة لرحمة الله للعالمين النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والتطاول على حرمة القرآن الكريم بالتجاسر على محتواه المبارك ومضامينه المقدّسة ، المنشورة بذريعة حرية البيان والقلم المعهودة ، ذات الصيت السيّئ.
لا شكّ أنّ هذه الأساليب التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والحضارية والثقافية ستخلق ردّ فعل معرفي كبير يحمل معه استفهاماً واعياً ضمن شعاع سؤال الأنا والآخر ، استفهاماً عريضاً لدى المثقّف والباحث والطامح العلمي ، يرشح مراجعةً تحفّز وتبعثر الذهن وتقارن وتستنطق الحكم الجائر
ص: 8
على كيان عظيم ساد البشرية ولا زال يحمل بين طياته الإجابة الوافية عن سؤال الحياة الكبير ولوازمه ، كيان يخوض في المفكَّر واللا مفكَّر فيه ، ينشد التجديد والتحديث لا بفعل التقليد والالتقاط بل بفعل البناء والتأسيس ، كيان يلفظ الإرهاب ويؤمن بالحوار ويحترم حقوق الأقليات والمرأة والطفل والإنسان عموماً ويقصد الرقي والتقدّم العلمي التقني وتوفير الأمن والخير والأزدهار لكافّة شعوب المعمورة.
هذا إن كانوا لازلوا يؤمنون بقيم الدين واللاهوت ، بل حتى بالقيم الأخلاقية التي نادى بها رينيه ديكارت في مراسلاته مع اليزابيث أميرة بوهيميا ، ومبادئ ديفيد هيوم حين يقول : الهدف من البحث الأخلاقي هو الكشف عن المبادئ الكلّية التي يقوم عليها المدح أو الذمّ الأخلاقيان ، ومحتويات الباب الرابع من نتاجات فرانسيس بيكون في الصفات الأخلاقية ، لا فرانسيس بيكون الذي نافق وخدع وغدر وخان حتى بأقرب أصدقائه ووليّ نعمته ايرل اسكس كي ينال مجد الدنيا. هؤلاء الثلاثة هم روّاد التجريبية وقادة النهضة الاُوربية والغربية الحديثة ، لاسيّما الأخير الذي حُفر اسمه على إحدى بوّابات الكونغرس الأميركي الذهبية كونه أبرز الذين قادوا البشرية - كما يرون - إلى العصر والعلم الحديثين.
ربّما سيدركون حينها - قليلاً - معنى المشروع الإسلامي الأصيل وشخصية رائده العظيم النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) ، الرسالة والرسول الإلهيّين اللذين أوجبا على كلّ فرد مسلم تقديس واحترام الأنبياء والرسل السماويين بلا استثناء ، من منطلق وحدة الانتماء التوحيدية.
إنّ «الإنسان البدائي» الذي نالوا منه بكلّ قسوة وتحقير في سلسلة مناهجهم وأدبياتهم حين اعتلوا منصّة القرار - ظاهرياً - بنشوة النصر
ص: 9
والغرور هو في الواقع ذلك الذي طغى على القيم الأخلاقية ورفض العمل بها ، وهو غير الإنسان المسلم الحقيقي بلا أدنى شكّ وشبهة.
نعم ، إنّه الذي يجاهر بالإساءة لمبعوث السماء إلى البشرية جمعاء ، متمّم مكارم الأخلاق ، ذي الخُلُق العظيم ، وهو أيضاً ذلك الذي يتطاول بهتك حرمة كتاب الله المقدس القرآن الكريم ، وينعتهما بأقبح الصفات ، ممّا ينمّ عن جهل مركّب ، وبغض تاريخي يتفاعل بين الحين والآخر ، وقفز على القيم الصحيحة والمنهج العلمي السليم.
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَرَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(1)
صدق الله العليّ العظيم وصدق رسوله الكريم
* * * 0.
ص: 10
لا ريب أنّ دراسة مشيخة(1) الرجل - وخصوصاً مثل شيخنا العظيم ظ.
ص: 12
طاب ثراه - تعطي رؤية واسعة عن عظمة الرجل العلمية ومقامه الاجتماعي ونفوذه وسيرته الثقافية والعملية وما له من سعة اطلاع في فنون العلم والرواية وكثرة ارتباطاته وعلاقاته.
فالمشيخات - بل الإجازات مطلقاً - ما هي إلاّ أسفار تاريخية رجالية ومجاميع علمية فنّية يمكن من خلالها الاطّلاع على تراجم العلماء الحاملين للأحاديث بما لهم من الخصوصيات ، ومن قرأ عليهم أو أقرأهم ، بالإضافة إلى معرفة حالاتهم وأوصافهم ، وكيفية شهادة الشيخ للطالب أو العكس
ص: 13
- وإن ندر - ، ومعرفة عصرهم وزمن تحمّلهم للأحاديث ومكانه ، ومكانة معاصريهم ، وتمييزهم في الطبقة عمّن لم يكن فيها ... إلى غير ذلك من فنون التاريخ والرجال والأنساب والطبقات ، وكلّ ما له دخل في قبول روايتهم أو الوثوق والاطمئنان بها أو بهم ، وهذا - ولا شكّ - ممّا له الأثر الكبير في صحّة الأصل الخاصّ المعيّن وحصول الاعتماد عليه.
فكانت دراسة مشيخة كتاب مناقب آل أبي طالب عليهم السلام أحد السبل المهمّة للاطّلاع على غالب مشايخه من العامة والخاصّة ، وقد استفدت في معرفة باقي مشايخه من تتبّع جملة مصادر روائية والسبر في المجاميع الرجالية وبعض مصنّفاته المطبوعة.
وبعد كلّ هذا فلنرجع إلى شيخنا المصنّف طاب ثراه ، حيث بعد دراسة لنا في مقدّمة مناقبه وطرقه وما أورده في معالمه(1) وسبر تراجم الأعلام السابقين عليه واللاحقين به لمعرفة من درس عليه أو درّسه أو استجاز منه أو أجازه أمكن تحصيل هذه المجموعة من المشايخ(2).
وقد أوردها العلاّمة المجلسي في مقدّمات بحار الأنوار(3) في الفصل الخامس - الذي خصّصه لذكر بعض ما لابدّ من ذكره ممّا ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها - وهو أوّل من ذكر منهم المصنّف رحمه الله ، حيث قال : «قال ابن شهرآشوب في المناقب : كان جمع ذلك الكتاب بعد ب.
ص: 14
ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت ...»
ثمّ قال : «فأمّا طرق العامّة فقد صحّ لي ...» إلى آخره.
ومن هنا قال صاحب الرياض(1) : «... وهذا الشيخ كثير الرواية والإجازة عن جماعة كثيرة من الخاصّة والعامّة كما يظهر من المناقب».
وقال العلاّمة التستري(2) : «... وقد روى عن جمّ غفير من الأصحاب - أشرنا إلى كثير منهم - وعن كثير من المخالفين ، ذكر جماعة منهم في المناقب ... ثمّ إنّه لم يذكر إلاّ دون العشرة من الفريقين».
واقتصر التفريشي في نقده(3) على ذكر اثنين من مشايخه وواحد من تلامذته.
قال شيخنا النوري في مستدركه(4) : «... وهذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام يعسر علينا إحصاؤهم ، فلنقتصر بذكر بعض الأعلام(5) ...» ثم عدّ منهم سبعة وعشرين شيخاً(6). اّ
ص: 15
قال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(1) : «... يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ...» ثمّ ذكر منهم عشرة.
وفي الكنى والألقاب(2) قال : «ويروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ، منهم ...» وذكر منهم عشرة أيضاً.
قال في المناقب(3) : «وأمّا أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الأسباب والنزول(4) ، وهي : تفسير البصري ، والطبري ، والقشيري ، والزمخشري ، والجبائي ، والطائي ، والسدّي ، والواقدي ، والواحدي ، والماوردي ، والكلبي ، والثعلبي ، والوالبي ، وقتادة ، والقرطي(5) ، ومجاهد ، والخركوشي ، وعطاء بن رباح(6) ، وعطاء الخراساني ، ووكيع ، وابن ف.
ص: 16
جريح(1) ، وعكرمة ، والنقّاش(2) ، وأبي العالية ، والضحّاك ، وأبي عيينة ، وأبي صالح ، ومقاتل ، والقطّان ، والسمّان ، ويعقوب بن سفيان ، والأصمّ ، والزجّاج ، والفرّاء ، وأبي عبيد ، وأبي العبّاس ، والنجاشي ، والدمياطي ، والعوفي ، والنهدي ، والثمالي ، وابن فورك ، وابن حبيب ...».
هذا ، وقد روى كتب ابن شاذان(3) وابن فضّال(4) وابن الوليد(5) وابن ين
ص: 17
والصفواني(1) والعبدكي(2) والفلكي(3) وغيرهم ، كلّها بما نصّ عليه الشيخ الطوسي رحمه الله في الفهرست من طرقه إليهم ، كما هو نصّ كلام شيخنا المازندراني في المناقب(4). 9.
ص: 19
وعلى كلّ ، فهذا الحبر القمقام والسند الإمام وشيخ المشايخ يروي عن جماعة من المشايخ العظام - من العامّة والخاصّة - يعسر علينا إحصاؤهم وإن أدرجنا هنا جلّهم ممّا لم يدرجه غيرنا ولا نعرف من أحصاهم قبلنا.
وها هو طاب ثراه - بعد كلّ ما سيأتي في مشيخته(1) - يعترف بالعجز عن الإحاطة أو إحصاء مشايخه ، فيقول : «... وما هذا إلاّ جزء من كلّ ، ولا أنا - علم الله تعالى - إلاّ معترف [كذا] بالعجز والتقصير ...»(2).
ثمّ إنّا سنذكر - أيضاً - ما جاء منهم بعناوين متعدّدة مع الإحالة إلى ترجمتهم.
ولا أحسب أعلام الفنّ وأبناء المعرفة يجهلون ما في هذا العمل من جهد ودقّة وما لاقيت فيه من صعوبة وعناء جمعاً لهم وتشخيصاً لأفرادهم وتقييماً لوضعهم إلى حدٍّ ما و..
وممّا حداني لنشره هو مدّ يد الاستعانة بهم لإرشادي إلى ما فيه من مواطن ضعف وزلاّت وهفوات لا أحسبني أخلو منها.
والله المسدّد للصواب ، وعلى الله التكلان ، ومنه نستمدّ العون ونرجو الغفران.
فنقول :
الآبنوسي = أحمد بن عبد الله(3). ا.
ص: 20
الآمدي = عبد الواحد بن محمد التميمي.
ابن الرضا الحسني = السيّد فضل الله بن عليّ الراوندي(1).
ابن زريق = عبد الرحمن بن بهريق.
ابن زهراء = أحمد بن عليّ.
ابن طحال = الحسين بن أحمد.
ابن الفارس = محمد بن الحسن الفتّال.
ابن كياكي = شهرآشوب بن أبي نصر السروي.
ابن مسكويه = أحمد بن محمد بن يعقوب.
ابن الناصر البغدادي = محمد بن ناصر.
ابن الناظر = ابن الناصر.
ابن ياسر = محمد بن عليّ الجبائي.
ابنا عبد الصمد(2) = محمد وعلي ابنا عبد الصمد(3).
أبو بكر الأنصاري الأندلسي = محمد بن عليّ.
أبو بكر الجبائي = محمد بن عليّ بن ياسر.
أبو بكر الشيرازي = محمد بن مؤمن.
أبو بكر الطرثيثي(4) = أحمد بن عليّ.
أبو بكر القرطبي = يحيى بن سعدون.
أبو بكر النقاش = محمد بن الحسن. ي.
ص: 21
أبو تراب الحسني = المرتضى بن الداعي.
أبو جعفر الحلبي = محمد بن علي.
أبو جعفر القائني = المهدي بن أبي حرب.
* أبو جعفر بن كميح(1).
من مشايخ الشيخ المصنّف أعلى الله مقامه ، حيث يروي جميع كتب الشيخ المفيد رحمه الله عنه وعن أخيه(2) عن أبيهما عن ابن البرّاج عن الشيخ المفيد(3).
قال في رياض العلماء(4) : «فاضل ، عالم ، جليل ، من أعاظم علماء الأصحاب» ثمّ قال : «يروي عن القاضي ابن البرّاج عن الشيخ المفيد ، ويروي عنه ولداه أبو جعفر وأبو القاسم ، وعنهما يروي ابن شهرآشوب على ما يظهر من كتاب مناقبه».
وقال في الرياض(5) - أيضاً - : «فقيه ، فاضل ، من مشايخ ابن شهرآشوب».
وفي المقابس(6) : «... الاستاذين أبي القاسم وأبي جعفر ابني كنج ].
ص: 22
[كذا] ، روى عنهما السروي».
واقتصر شيخنا النوري(1)واحتمل في فهرس الصدرية : الحسن بدون (أبو) ، ذكره نسخة ، ولعلّه قد أخذ من أُستاذه الميرزا النوري في مستدركه ، فراجع.(2) في ترجمة المصنّف رحمهما الله على قوله : «السابع عشر : الاستاذ أبو جعفر» ثمّ نقل عبارة المناقب في أخيه أبي القاسم.
وقال شيخنا الطهراني في طبقاته(3) : «... يروي عن والده كميح عن ابن البرّاج ، ويروي أيضاً عن جعفر بن محمد الدوريستي ... ويأتي أخوه : مرزبان».
أبو جعفر النيسابوري = محمد بن عليّ.
أبو حامد الغزالي = محمد بن محمد.
أبو الحرب = المجتبى بن الداعي.
أبو حذيفة = إسحاق بن بشر.
أبو الحسن الأبنوسي = أحمد بن عبد الله.
* أبو الحسن(3) ابن الشيخ أبي القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي ، ويقال له : عليّ بن أبي القاسم زيد بن محمد بن الحسين. ع.
ص: 23
هو فريد خراسان ، ويعدّ من أولاد الصحابي الكبير خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وقد نزل بنيسابور وتوفّي بها سنة 565 ه.
قال في المناقب(1) : «وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف»(2).
وقال في معالم العلماء(3) ذيل ترجمة والده : «... ولابنه أبي الحسن(4) فريد خراسان كتب ، منها ...».
وجاء في أوّل شرحه لنهج البلاغة - وقد أسماه : معارج نهجن.
ص: 24
البلاغة(1) ، ويعدّ أوّل الشروح عليه - : «قال الشيخ الإمام السيّد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن ابن الإمام أبي القسم ابن الإمام محمد ابن ...» إلى آخره.
وفي رياض العلماء(2) قال : «كان من أجلّة مشايخ ابن شهرآشوب ومن كبار أصحابنا كما يظهر من بعض المواضع».
قال عنه شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(3) : «... العالم المتبحّر أبو الحسن - أو الحسن - ابن الشيخ أبي القسم (القاسم) بن الحسين البيهقي الفاضل المتكلّم الجليل المعروف ب- : فريد خراسان ...».
أبو الحسن البيهقي = زيد بن الحسين (الحسن).
أبو الحسن التميمي = عليّ بن عليّ.
أبو الحسن السبزواري = عليّ بن عليّ.
* أبو الحسن العاصمي الخوارزمي. ].
ص: 25
قال في المناقب(1) : «... وكثيراً ما أسند إلى أبي الحسن العاصمي ...»(2) إلى آخره.
أبو الحسن النيسابوري = عليّ بن عليّ.
أبو الحسن النيسابوري = محمد بن عليّ.
أبو الحسين قطب الدين = سعيد بن هبة الله.
أبو الحسين (الحسن) الراوندي = سعيد بن هبة الله (عبد الله) ابن عبد الله.
أبو الرضا = الحسين بن عليّ.
أبو الرضا = فضل الله بن عليّ الراوندي.
أبو الرضا الحسني = فضل الله الراوندي.
أبو السعادات القاضي = هبة الله بن عليّ.
* أبو سعد بن عبد الله المالكي الدجاجي.
من مشايخ شيخنا المعظّم طاب ثراه من العامّة ، روى عنه مسند أحمد بن حنبل والفضائل - كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(3) - عن ه.
ص: 26
أبي الحسن(1) بن عليّ المذهّب(2) ، عن أبي بكر بن مالك(3) القطيفي(4) ، عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، عن أبيه (المتوفّى سنة 241 ه).
أبو سعيد البغوي = محمد بن عليّ.
أبو سعيد (سعد) الخركوشي = عبد الملك بن أبي عثمان محمد.
أبو سعيد الرازي = عبد الجليل بن عيسى.
أبو سعيد الشاشي = الهيثم بن كليب.
أبو سعيد الصفّار = محمد بن أحمد.
أبو الصمصام (الحسني) = ذوالفقار بن معبد (محمد).
أبو طالب الطبرسي = أحمد بن عليّ.
أبو العبّاس الإصفهاني = أحمد الإصفهاني.
أبو عبد الرحمن الحازمي = عبد الله بن سلمة.
أبو عبد الرحمن القعنبي = عبد الله بن سلمة.
أبو عبد الله بن أحمد = محمد بن أحمد النطنزي. ً.
ص: 27
أبو عبد الله الأنباري = وهب بن منبّه.
أبو عبد الله البغدادي = الحسين بن أحمد.
أبو عبد الله الجمّال = محمد بن أحمد.
أبو عبد الله الخبازي = محمد بن علي النيشابوري.
أبو عبد الله المالكي = محمد بن عليّ بن عمر.
أبو عبد الله المقدادي = الحسين بن أحمد.
أبو عبد الله النطنزي = محمد بن أحمد.
أبو عثمان الصعلوكي = سعيد بن عبد الله.
أبو العزّ ابن كاوش = أحمد بن عبيد الله.
أبو العزيز(1) كلاش العكبري = أحمد بن عبيد الله.
* أبو العلاء بن أبي الفضل الحسن بن زيد.
من مشايخ شيخنا السروي رحمه الله ، حيث روى عنه عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن(2) مردويه الإصفهاني(3) كتاب المناقب له ،).
ص: 28
كما صرّح بذلك في أول المناقب(1).
أبو العلاء العطّار = الحسن بن أحمد بن الحسن.
أبو العلاء الهمداني = الحسن بن أحمد بن الحسن.
أبو عليّ الإصفهاني = حميد بن أحمد.
أبو عليّ الجياني = الحسين بن محمد.
أبو عليّ الطبرسي = محمد بن الفضل.
أبو عليّ الطبرسي = الفضل بن الحسن.
أبو عليّ الغساني = الحسين بن محمد.
أبو عليّ الفتال = محمد بن الحسن.
أبو عليّ مسكويه = أحمد بن محمد بن يعقوب.
* أبو عمرو الصوفي(2).
وهو عثمان بن عمران بن الحارث بن أسد المقدسي.
يُعدّ من مشايخ شيخنا المصنّف طاب ثراه من العامّة ، روى عنه كتاب ا.
ص: 29
الفضائل لأبي جعفر(1) عمر بن شاهين المروزي (المتوفّى سنة 385 ه)(2)- كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(3) - عن القاضي(4) عن(5) أبي محمد المرصدي(6) عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي صاحب الفضائل ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله(7).
أبو الفرين = أبو العزيز.
أبو الفتّاح الرازي = أحمد بن عليّ. 2.
ص: 30
أبو الفتّاح النيسابوري = الحسين بن عليّ.
أبو الفتح الآمدي = عبد الواحد بن محمد.
أبو الفتح النيسابوري = الحسين بن عليّ.
أبو الفتوح الرازي = أحمد بن عليّ.
أبو الفتوح الرازي = الحسين بن عليّ.
أبو الفتوح الطوسي = أحمد بن محمد.
أبو الفتوح الغزالي = أحمد بن محمد.
أبو الفتوح النيسابوري = الحسين بن عليّ.
أبو الفضائل اليهيني = محمد.
أبو الفضائل الحسيني = المنتهى بن أبي زيد.
أبو الفضل الحسيني = الداعي بن عليّ.
* السيّد أبو الفضل الحسيني السروي.
كان من أجلاّء مشايخ ابن شهرآشوب ويروي عنه في كتاب المناقب(1) ، قاله في الرياض(2). ثمّ قال : «ولم أعثر على اسمه ، ولعلّ اسمه مذكور في مطاوي هذا القسم ، فلاحظ»(3). في
ص: 31
أبو الفضل الداعي = الداعي بن عليّ.
أبو القاسم الزمخشري = محمود بن عمر.
أبو القاسم (القسم) الشحّامي = زاهر بن طاهر.
* أبو القاسم (القسم) بن صفوان الموصلي.
الظاهر هو الشيخ المعمّر أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان الموصلي ، وقد قتل أبو القاسم الموصلي في 22 شوال سنة 542 ه- (1).
من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(2) ، روى عنه مسند أبي حنيفة ، عن أحمد بن طوق(3) ، عن نصر 3.
ص: 32
ابن المرجي(1) ، عن أبي القاسم (القسم) الشاهد العدل البغار(2).
* أبو القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي(3) بن الحسين ووالد الشيخ أبي الحسن أو حسن.
وسيأتي تحت عنوان : زيد بن محمد بن الحسين ، ويقال له : زيد ابن الحسين.
له كتاب : حلية الأشراف ، ولباب اللباب ، وحدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأُصول. ويظهر من كتبه روايته عن جملة من المشايخ كأبي عبد الله جعفر الدوريستي وغيره ، وكان من أكابر علمائنا ، روى عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة ، له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيّد علي ابن طاوس في مؤلّفاته كما صرّح بذلك غير واحد كالهمداني في فهرس الصدرية(4) وغيره.
* أبو القاسم بن كميح.
يعدّ من مشايخ شيخنا المازندراني طاب رمسه(5) ، حيث روى جميع كتب شيخنا المفيد أعلى الله مقامه عنه وعن أخيه أبي جعفر عن أبيهما عن ذ.
ص: 33
ابن البرّاج عن الشيخ المفيد كما مرّ كلامه في أخيه وجاء في مناقب آل أبي طالب(1) ، وأضاف : «ومن طريق أبي جعفر الطوسي أيضاً عنه».
واقتصر شيخنا النوري رحمه الله في خاتمته(2)ومثله تلميذه الهمداني في رسالته فهرس الصدرية في الإجازات العلمية : 442 [سلسلة ميراث حديث شيعة (11)] مضيفاً لذلك وصفه ب- : (العالم).(3) على ما ذكره في المشيخة بعد أن أضاف في أوّل الترجمة : «الثامن عشر : الأستاد ...» إلى آخره(3). ونقل عبارة المناقب. وأورد قبل ذاك(4) عبارة صاحب الرياض(5) من التعبير عنه : «فاضل ، عالم ، كامل ، يروي عن المفيد ، ويروي عنه ابن شهرآشوب».
إلاّ أن شيخنا الطهراني في طبقاته(6) عين اسمه ب- : مرزبان بن كميح ، وترجمه هناك(7) بقوله : «مرزبان بن الحسين (كميح) بن محمد الشيخ الأُستاذ أبو القاسم المدعوّ ب- : ابن كميح(8) ... وهو من مشايخ السيّد الراوندي والقطب الراوندي ، وهو يروي عن والده وعن جعفر بن محمد الدوريستي». ه.
ص: 34
قال عنه في الرياض(1)قال في المناقب : «قال شيخي أحمد بن أبي طالب». ومثله في تعليقة الأفندي على كتاب أمل الآمل : 93.(2) : «فاضل ، عالم ، كامل ، يروي عنه ابن شهرآشوب ...».
أبو المحاسن = مسعود بن عليّ.
أبو محمد الأسترآبادي = الحسن بن محمد.
أبو محمد الحلواني (الحوائي) = عبد العزيز بن أحمد.
أبو محمد القاضي = الحسن بن محمد.
أبو منصور الإصفهاني = محمود بن أحمد.
أبو منصور الطبرسي = أحمد بن عليّ.
أبو منصور العطّاري = محمد بن حفدة.
أبو منصور ماشادة = محمود بن أحمد.
أبو المؤيّد = الموفّق بن أحمد.
أبو الوضّاح = ذوالفقار بن معبد (محمد).
أبو الوقت = عبد الأوّل بن عيسى.
أبو الهيثم(3) الكشمهيني (الكشمينهي) = محمد بن المكّي.
أبو يحيى المدني = معن بن عيسى.
أحمد بن أبي طالب(3) = أحمد بن عليّ الطبرسي. 3.
ص: 35
* أحمد الإصفهاني أبو العبّاس.
من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب من العامّة ، روى كتاب الترغيب والترهيب عنه عن أبي القاسم (القسم) الإصفهاني - المؤلّف له - كما صرح بذلك في أوّل المناقب(1).
ويحتمل في أحمد أبي العبّاس الإصفهاني عدّة من الأعلام - مع حفظ الطبقة وإمكان اللقاء والرواية - وهم :
1 - أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد - يقال له : أبو العباس الإصفهاني - المتوفّى في شعبان سنة 585 ه- وله نيف وتسعون سنة.
2 - الحافظ أبو العبّاس أحمد بن ثابت بن محمد الإصفهاني الطرقي المتوفّى في شوّال سنة 521 ه.
3 - أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن بشرويه الإصفهاني (415 - 491 ه) ، وقد حدّث عن هذا إسماعيل بن محمد التيمي المحتمل فيه كونه صاحب الترغيب والترهيب ، والأصل العكس أوّلا ، ولا يتلائم مع رواية المصنّف عنه ثانياً.
4 - ابن أشته أبو العبّاس أحمد بن عبد الغفّار بن أحمد بن عليّ بن أشته الإصفهاني الكاتب المتوفّى سنة 491 ه- وله اثنتان وثمانون سنة ، وقيل فيه : إنّه روى عن صاحب الترغيب والترهيب ، وفيه كلام.
ولم أستثبت واحداً منهم. ه.
ص: 36
والظاهر أنّ المراد من أبي القاسم الإصفهاني هنا صاحب الترغيب والترهيب ، وهو إسماعيل بن محمد بن الفضل بن عليّ بن أحمد القرشي التيمي الإصبهاني (457 - 535 ه).
أحمد بن الحسين بن علي = الحسين بن علي.
* أحمد بن جعفر(1) بن حمدان(2) بن مالك بن شبيب بن عبد الله البغدادي القطيعي(3) ، المتوفّى سنة 367 ه- عن عمر ناهز (96) سنة ، راوي مسند أحمد ، والزهد ، والفضائل(4). ال
ص: 37
من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامة كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(1) حيث روى عنه تاريخ الطبري وتاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري بواسطة أبي عبد الرحمن السلمي(2) عن عمرو بن محمد بإسناده عن محمد بن جرير بن بريد(3) الطبري.
وكذا روى عنه تاريخ علي بن مجاهد(4) ، قال(5) : «عن القطيفي [كذا]عن السلمي عن أبي الحسن عليّ بن محمد دلوية(6) القنطري عن المأمون ي.
ص: 38
ابن أحمد عن عبد الرحمن بن محمد الدجّاج عن ابن جريح عن مجاهد»(1).
وروى عنه عن أبيه عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني كتاب غريب القرآن كما صرّح بذلك في المناقب(2) أيضاً.
وعنه عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد الخربلّوي(3) روى كتاب عيون المجالس ، كما صرّح بذلك - أيضاً - في المناقب(4).
وعنه روى كتاب غريب الحديث عن السلمي(5) عن أبي محمد دعلج(6) عن أبي عبيد القاسم [القسم] بن سلام. ».
ص: 39
وكذا بهذا الإسناد بعينه روى كتاب الكامل لأبي العبّاس المبرّد محمد ابن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي(1).
وعنه روى كتاب نزهة القلوب(2) للثعلبي(3) كما صرّح بذلك في المناقب(4) ، ورواه بطريق جدّه شهرآشوب أيضاً.
وعنه عن أبيه عن أبي القاسم [القسم] الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السيّاري روى كتاب قوت القلوب له كما جاء في مشيخة المناقب(5).
وروى كتاب أبي الحسن المدائني(6) عنه عن أبي بكر محمد بن عمر ).
ص: 40
ابن حمدان عن إبراهيم بن محمد بن سعيد(1) النحوي ، صرّح بذلك في المشيخة(2).
* أحمد بن أبي محمد عبد الله بن عليّ بن الآبنوسي(3)البغدادي الشافعي الوكيل (466 - 542 ه) أبو الحسن الآبنوسي(4) ، ويقال له : ابن الآبنوسي.
فقيه ، مفت ، زاهد ، جمع وصنّف ، وروى عن جمع ، وروى عنه آخرون(5).
وهناك : محمد بن أحمد بن محمد أبو الحسن الآبنوسي (381 - 457 ه) سمع من الدارقطني وغيره(6).
هذا ، وقد يرد : أبو الحسن ابن الآبنوسي ، كما يقال له : ابن ه.
ص: 41
الأبنوس(1).
وعلى كلّ ؛ فالظاهر أنّ المراد هو الأوّل ، وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب من العامة ، وقد صرّح في أوّل مشيخة المناقب(2) أنّه روى سنن السجستاني عنه [أي عن أبي الحسن الآبنوسي] عن أبي العباس(3) ابن(4) علي التستري(5) عن الهاشمي(6) عن اللؤلؤي(7) عن صاحب السنن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
* أحمد بن عبيد الله بن محمد السلمي العكبري أبو العزّ بن كاوش(8) ، (المتوفّى سنة 528 ه). يز
ص: 42
وهو من مشايخ الشيخ المازندراني كما صرّح بذلك.
قال في المناقب(1) : «وكثيراً ما أسند إلى الغرين كلاش العكبري ...»(2) إلى آخره.
* الشيخ أحمد بن علي أبو الفتّاح (أبو الفتوح)(3) الرازي. م.
ص: 43
قال في أمل الآمل(1) : «كان عالماً فاضلا فقيهاً ، روى عنه ابن شهرآشوب». وقريب منه في الرياض(2).
أقول :
صرّح الميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على الأمل(3) فقال :
«... والظاهر أنّ هذا غير أبي الفتوح الرازي صاحب التفسير الفارسي المشهور ... وإن كان هذا أيضاً من مشايخه ، فليراجع».
ثمّ قال : «ولعلّه ابن أخي الشيخ أبي الفتوح الرازي».
أقول :
الحقّ أنّه بعينه الشيخ أبو الفتوح الرازي واشتبه الحال في اسمه على الناقلين كما يلوح من الإجازة الطويلة للشيخ حسن ، فلاحظ.
والعجب أنّ الميرزا عبد الله أفندي رحمه الله نفسه قد ذكر في تعليقته(4)- على ما قاله في الأمل - : شيخي أبو الفتوح ابن عليّ الرازي : «قاله ابن شهرآشوب - يعني في معالم العلماء(5) -.
وقال في المناقب : وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن ...».
ثمّ قال : «وقد ينسب إليه الرسالة المشهورة رسالة يوحنّا في المباحث 1.
ص: 44
على بطلان المذاهب الأربعة ، وكذا رسالة الحسنية».
وجاء في خاتمة المستدرك(1)مناقب آل أبي طالب 1 / 11 [طبعة بيروت 1 / 31] ، ولم يرد هو بل جاء : الحسين بن علي أبو الفتوح ، فلاحظ. وفي بحار الأنوار 1 / 67 - 68 ذكره ثمّ استظهر في حاشيته كونه الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد الرازي.(2) : «الثامن : الشيخ الجليل أبو الفتاح [كذا]أحمد بن عليّ الرازي».
وعنونه في الطبقات(3) وقال : «إنّه من تلامذة الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبّار المقرئ الرازي والشيخ أبي علي ابن الطوسي».
أقول :
صرّح ابن شهرآشوب بروايته عنه في المناقب(3) ، وقال : «إنّه يروي عن أبي علي ولد الشيخ الطوسي وعن أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقرئ الرازي ، كلاهما عن الشيخ الطوسي ...». ومثله في الرياض(4).
* الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي طالب أبو منصور الطبرسي 6.
ص: 45
صاحب كتاب الاحتجاج(1) - ويقال له : أحمد بن أبي طالب(2) - من أعلام المائة الخامسة(3).
وهو عالم فاضل محدّث ثقة ، قاله شيخنا الحرّ العاملي في أمل الآمل(4).
وقال في مشيخة المناقب(5) ما نصّه : «ووجدت بخطّ أبي طالب الطبرسي كتاب(6) الاحتجاج» ثمّ قال : «وذلك ممّا يكثر تعداده ولا يحتاج إلى ذكره لاجتماعهم عليه». ه.
ص: 46
وقد ترجمه شيخنا السروي المازندراني في معالم العلماء(1) وعدّه من مشايخه وأنّه قد أجازه رواية كتابه ، وقال : «شيخي ...» ثمّ ذكر تصانيفه ، فهو قد روى كتبه عنه وأجازه بها.
وفي الرياض(2) قال : «الفاضل العالم المعروف ب- : الشيخ أبي منصور الطبرسي صاحب الاحتجاج وغيره ، كان من أجلاّء العلماء ومشاهير الفضلاء» ثمّ قال : «وهو غير أبي عليّ الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان وغيره وإن كان عصرهما متّحداً ، وهما شيخا ابن شهرآشوب وأستاداه ، وظنّي أنّ بينهما قرابة ...».
قال ميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على الأمل(3) : «وأقول : صاحب الاحتجاج أيضاً من مشايخه على ما مرّ في ترجمته ، فلعلّه لمّا لم يجز له هذا الكتاب بخصوصه قال : وجدت ...» إلى آخره ، فلاحظ.
وقال البحراني في لؤلؤة البحرين(4) - بعد أن عنون الشيخ أبا منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي من مشايخ ابن شهرآشوب - : «وقد ذكره في كتابه المعالم ...» ثمّ نقل نصّ كلامه. ].
ص: 47
وقد ترجمه شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(1) ثمّ ذكر طريقه على أنّه أوّل مشايخه ، وأنّه يروي عن السيّد مهدي الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي عليّ عن والده الشيخ الطوسي بطرقه.
وقد زاد في المشجّرة بين (المرعشي) و (الطوسي) : السيّد فضل الله الراوندي.
وأخذ منه العنوان في مقدّمة بحار الأنوار(2) ، وعنونه شيخنا الطهراني في الطبقات(3).
وعلى كلّ ، فهو يروي عن جمع ، منهم السيّد مهدي بن أبي الحرب الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي عليّ عن والده الشيخ الطوسي رحمه الله عن الشيخ الصدوق أبي عبدالله جعفر بن محمد الدوريستي بما له من أسانيد.
* أحمد بن عليّ بن الحسين بن زكريّا البغدادي الصوفي المعروف ب- : ابن زهراء أبو بكر الطرثيثي(4) (410(5) - 497 ه). ي.
ص: 48
من مشايخ الصوفية ، وله سماع عن جمع وسمع منه آخرون ، ولهم فيه كلام ، كما وقد ورد فيهم ذمّ(1).
وهو من مشايخ شيخنا المؤلف طاب ثراه من العامة كتاب حيث روى بواسطته كتاب سنن اللالكائي - كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(2) - عن أبي بكر أحمد بن عليّ الطرثيثي عن أبي القاسم [القسم] هبة الله بن الحسن(3) الطبري اللالكائي.
أقول :
هو هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الشافعي اللالكائي(4) أبو القاسم ، قيل عنه : إنّه مفيد بغداد في وقته(5) ، توفّي في شهر رمضان سنة 418 ه- في دينور(6)..
ص: 49
ص: 50
أحمد بن عمر = أحمد بن جعفر بن حمدان.
* أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد شهاب الدين أبو الفتوح الغزالي الطوسي(1) ، المتوفّى بقزوين سنة 520 ه(2).
وهو واعظ مشهور عرف برقّة الدين والإباحة ، قيل عنه : إنّه فقيه ، كان يتعصّب لابليس ويعذره ، وناب عن أخيه في تدريس النظامية ببغداد.
وله جملة مؤلّفات ، ويعدّ من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب ، روى عنه كتاب إحياء علوم الدين لأخيه أبي حامد محمد بن محمد بن محمد(3) الغزالي الطوسي (المتوفّى سنة 505 ه) بخراسان كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(4).
أخ أحمد = عليّ بن عليّ.
الأزدي = يحيى بن سعدون.ه.
ص: 51
الأسترآبادي = الحسن بن محمد.
* إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري القرشي ، مولى بني هاشم (المتوفّى ببخارا سنة 206 ه)(1).
يعدّ من مشايخ شيخنا السروي طاب ثراه على نسخة بحار الأنوار(2)من مشيخته ، حيث جاء فيها إسناده إلى كتابي المبتدأ ... هكذا : «عن وهب بن منبّه اليماني وأبي حذيفة ، حدّثنا ...» إلى آخره(3).
وستأتي عبارته في وهب ، وعليه يكون اشتراك في الشيخوخة لا في طريق الإسناد كما هو ظاهر ، فتأمّل.
ويؤيّد ما اخترناه ما جاء في آخر الإسناد من قوله : عنهما ... ، فتدبّر.
أقول :
الصواب كونه شيخاً بالواسطة ، حيث روى عنه بواسطة القطيعي عن الثعلبي عن الأزهري عن العبدي عن عبد المنعم بن إدريس.
وعليه ؛ فإنّ المقارنة بين سنة وفاته ووفاة الشيخ ابن شهرآشوب رحمه اللهتكشف عن عدم شيخوخته المباشرة له قطعاً ، فتدبّر.
* إلياس بن محمد بن هاشم(4) الحائري أبو محمد ، ويقال له : .
ص: 52
إلياس بن هاشم أيضاً(1)خاتمة مستدرك الوسائل (3) 21 / 7 ، وقارن بالمشجّرة منه (مشايخ المشايخ) 3 (21) / 386 برقم 781. ولاحظ : أعلام القرن السادس : 24 ، ومعجم رجال الحديث 4 / 142 ، وغيرهما.(2).
ثقة عين ، كما قاله الشيخ منتجب الدين في الفهرست(3).
وهو العالم الفاضل الجليل ، كما عبّر عنه في المستدرك(3) - أخذاً من الأمل - يروي عن جمع ، منهم الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ الطوسي ، ويروي عنه آخرون ، منهم الشيخ أبو محمد عربي بن مسافر العبادي الحلّي كما صرّح في المستدرك بشيخوخته لشيخنا المصنّف قدس سره.
وقد ذكره شيخنا النوري رحمه الله في مشجّرته النسبية وأهمل ذكره في خاتمته الدرائية ، وإن كان فيها لم يوعد بالاستيفاء ، وأنّى له(4).
قال شيخنا الطهراني في طبقاته(5) - بعد عنوانه ونقل كلام الشيخ 4.
ص: 53
منتجب الدين - : «أقول : هو من تلاميذ أبي عليّ الطوسي ، يروي عنه عن أبيه ، ويروي عنه الفقيه عربي بن مسافر العبادي الحلّي ...» إلى آخره.
* أميركا(1) بن أبي الجيم (اللجيم)(2) بن أميرة (أعيرة) القزويني المصدري(3) العجلي معين الدين.
ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته(4).
وقال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(5) : «الفقيه الثقة ... مناظر ، حاذق ، وجه ، أستاد الشيخ الإمام رشيد الدين عبد الجليل الرازي المحقّق ، وله تصانيف ...».
وعدّه الشيخ القزويني في كتاب مثالب النواصب - فارسي - من جملة أكابر علماء الشيعة ومعاصراً لولد الشيخ الطوسي رحمه الله(6).
واحتمل صاحب الرياض(7) أنّه من مشايخ ابن شهرآشوب وكذا الراوندي ، ولم يرد له ذكر في مشيخة المناقب والتراجم ، والظاهر عدم صحّة الاحتمال ، فتدبّر. 1.
ص: 54
وقال شيخنا الطهراني في طبقاته(1) - بعد عنوانه - : «... الفقيه الثقة معين الدين العجلي ، حاذق ، وجه ، وهو أستاذ رشيد الدين عبد الجليل الرازي».
وقد أخذ هذه العبارة من الفهرست للشيخ منتجب الدين(2).
أمين الإسلام = الفضل بن الحسن.
أمين الدين = الفضل بن الحسن.
* بركة بن محمد بن بركة الأسدي أبو الخير ، وهو الآتي.
قال الشيخ منتجب الدين(3) : «فقيه ، ديّن ، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي ، له كتاب حقائق الإيمان في الأُصول ، وكتاب الحجج في الإمامة ، وكتاب عمل الأديان والأبدان». ا.
ص: 55
* بركة بن يحيى الكاتبي.
قال ابن حجر في لسان الميزان(1) : «ذكره الرشيد المازندراني في رجال الشيعة ، وأنّه قرأ عليه بطبرستان سنة ثلاثة وأربعين وخمسمائة».
وجاء في أمل الآمل(2) ما نصّه : «الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي ، فقيه ، ديّن ، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي ، وله كتاب حقائق الإيمان في الأُصول ... أخبرنا بها السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني (الحسني) المروزي عنه ، وقاله منتجب الدين»(3).
أقول :
لم يتعرّض له المصنّف طاب ثراه في مشيخة المناقب ولا في رجاله المعالم ، وربّما أورده في سائر مصنّفاته رحمه الله(4).
البغوي = محمد بن عليّ.
البلدجي = السيّد حيدر بن محمد. ا.
ص: 56
البيهقي = حسن السلامي.
البيهقي = عليّ بن زيد.
التميمي = عبد الواحد بن محمد الآمدي.
التميمي = عليّ بن عليّ.
جار الله الزمخشري = محمود بن عمر.
الجبائي = الحسين بن محمد.
الجبائي = محمد بن عليّ بن ياسر.
الجثي = المنتهى بن أبي زيد.
الجرجاني = المنتهى بن أبي زيد.
الجرجاني = المهدي بن أبي حرب.
الجنازي = محمد بن عليّ.
الجيالي = محمد بن عليّ بن ياسر.
الجياني = محمد بن عليّ بن ياسر.
الحارثي = عبد الله بن مسلمة القعنبي.
الحافظ الفتّال = محمد بن الحسن.
الحبّاني = محمد بن عليّ بن ياسر.
حجّة الإسلام = محمد بن محمد الغزالي.
الحدّاد الإصفهاني = حميد بن أحمد.
الحسين بن طحّال = الحسين بن أحمد بن محمد.
الحلبي = محمد بن عليّ.
الحلواني (الحلوائي) = عبد العزيز بن أحمد.
حيدر الحسيني = حيدر بن محمد.
الحسن الاسترآبادي = الحسن بن محمد بن أحمد.
ص: 57
الحسن بن أبي القاسم (القسم) بن الحسين البيهقي(1) = أبو الحسن البيهقي.
* الحسن بن أحمد بن الحسن(2) بن أحمد بن محمد الهمداني ، ويقال له : أبو العلاء العطّار الهمداني(3) ، صدر الحفّاظ ، صاحب كتاب زاد المسافر (488 - 569 ه).
شيخ همدان بلا مدافعة ، وشيخ الإسلام عندهم ، سمع عن جمع ورحل لطلب الحديث إلى خراسان وبغداد وغيرهما ، قيل عنه : إنّه حافظ متقن ومقرئ فاضل و.. ، له تصانيف في الحديث والقرآن وغيرهما(4).
قال شاذان بن جبرئيل القمّي في الفضائل(5) : «أخبرنا الشيخ الإمام 4.
ص: 58
العالم الورع الناقل ضياء الدين شيخ الإسلام أبو العلاء الحسن بن أحمد بن يحيى العطّار الهمداني رحمه الله في همدان - في مسجده - في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ...» وتكرّر ذكره في أسانيد كتاب اليقين لابن طاوس(1).
أقول :
مشايخه كثيرون ، كما وقد قرأ عليه وتخرّج به وروى عنه خلق كثير ، وله مصنّفات ، منها : مولد أمير المؤمنين عليه السلام ، وزاد المسافر في خمسين مجلّداً ، وغيرهما.
قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست(2) : «صدر الحفّاظ ... العلاّمة في الحديث والقراءة ...» وقد أخذه منه الشيخ الحرّ العاملي في الأمل(3).
قال في الطبقات(4) : «العلاّمة في علم الحديث والقراءة ، وله تصانيف طع
ص: 59
فيهما ، وهو من مشايخ منتجب الدين ابن بابويه».
هذا ، وقد أجاز شيخنا المصنّف رحمه الله أن يروي كتابه عنه كما صرّح بذلك في المناقب(1) قال : «وأنبأني أبو العلاء العطّار الهمداني ب- : زاد المسافر».
ثمّ إنّه قد روى شيخنا بإسناد عنه مجموع ابن عقدة أبي العبّاس أحمد ابن محمد ، وكذا كتاب معجم أبي القاسم (القسم) سليمان بن أحمد الطبراني - بحقّ - روايته عنه بإسناده عنهما كما صرّح بذلك أيضاً في أوّل المناقب(2).
الحسن البيهقي = أبو الحسن البيهقي.
* الحسن بن محمد بن أحمد أبو محمد عماد الدين القاضي الأسترآبادي ، ويقال له : قاضي القضاة(3) ، و : قاضي الريّ(4). ».
ص: 60
العالم الفقيه الجليل ، من مشايخ السيّد الراوندي وأبي الفتوح الخزاعي صاحب التفسير الكبير ، ويروي عنه الشيخ منتجب الدين الحديث الحادي والثلاثين من أربعينه(1).
قال في الأمل(2) : «فاضل ، فقيه ، جليل ، يروي عن المفيد والمرتضى والرضي رحمهم الله».
وفي رياض العلماء(3) قال : «فاضل ، عالم ، فقيه ، جليل ، وهو من مشايخ ابن شهرآشوب».
وأورده شيخنا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل(4).
وذكر ثلّة من تلامذته ومشايخه شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة(5).
أقول :
يعدّ هذا من مشايخه رحمه الله لما صرّح به في أوّل المناقب(6) بروايته لجميع كتب الشريفين السيّد المرتضى والرضي ورواياتهما عنه عن ابن ه.
ص: 61
المعافي بن قدامة(1) عن السيّد المرتضى. ثمّ قال في المناقب : «وما صحّ لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه ...».
وقال أيضاً : «وما سمعناه من القاضي الحسن الأسترآبادي عن ابن المعافي بن قدامة عنه أيضاً ، وما صحّ لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه».
أقول :
صرّح الشيخ السروي في المناقب(2) بقوله : «إسناد شوف العروس(3) عن القاضي عزيزي عن أبي عبدالله الدامغاني» ولعلّه هذا ، فتأمّل.
الحسين بن أحمد بن طحّال = الحسين بن أحمد بن محمد. 7.
ص: 62
* الحسين بن أحمد بن محمد(1) بن عليّ بن طحّال أبو عبد الله المقدادي البغدادي - المعروف ب- : ابن طحّال - تلميذ الشيخ الطوسي المجاور بمشهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، كان حيّاً سنة 535 ه- ، قيل : توفّي سنة 539 ه.
ويقال له : الحسين بن طحّال(2) ، كما يقال له : الحسين بن أحمد بن طحّال(3) ، و : الحسين بن محمد بن طحّال(4).
عالم فقيه صالح ، ذكره الشيخ الحرّ في أمل الآمل(5) قائلا : «كان عالماً جليلا ، روى عنه ابن شهرآشوب».
وقال الشيخ منتجب الدين في فهرسته(6) : «... فقيه صالح ، قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي» من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب وأبي محمد عربي بن مسافر وغيرهما(7). في
ص: 63
وقد صرّح في المناقب(1) أنّه من مشايخه الخاصّة ، روى بواسطته جميع كتب الشيخ الطوسي رحمه الله بواسطة الشيخين المفيدين : أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ ، والشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي ، عن الشيخ الطوسي.
كما وروى عنه جميع كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق - رضوان الله عليهم - ومرويّاتهم.
وذكره في خاتمة مستدرك الوسائل(2)وكرّر ذكره في المستدرك (الخاتمة) 21(3) / 19 بعنوان : أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحّال المقدادي.(3) بقوله : «الثالث عشر : الشيخ الجليل الفقيه الحسين بن أحمد بن طحّال المتقدّم ذكره»(3).
وعنونه شيخنا الطهراني في الطبقات(4) ، وعدّ من روى عنهم ومن يروي عنه ، وقال : «وكذا يروي عنه الشيخ رشيد الدين محمد بن عليّ بن شهرآشوب في 539 ...». ا.
ص: 64
الحسين بن طحّال = الحسين بن أحمد.
* الحسين بن رطبة السوراوي.
كما فى أمل الآمل(1)فهرست الشيخ منتجب الدين : 52 برقم (98) [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي ، وطبعة طهران : 52 برقم (98)].(2) ، ويقال له : الحسين بن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ، وكذا : الشيخ جمال الدين(3) ، وكذا : الحسين بن هبة الله ابن رطبة السوراوي ، كما في فهرست منتجب الدين(3) ، وقال : «فقيه صالح ، كان يروي عن الشيخ أبي علي الطوسي» ولقّبه في رياض العلماء(4) ب- : جمال الدين.
وقد جاء في طريق أسناد الصحيفة السجادية(5) أنّ شيخنا المصنّف 7.
ص: 65
طاب ثراه رواها عن الحسين بن رطبة عن الشيخ أبي عليّ عن والده شيخ الطائفة أعلى الله مقامه(1).
* الحسين(2) بن عبد الله المروزي.
من مشايخ شيخنا صاحب المناقب ، حيث روى عنه عن أبي النصر(3) العاصمي عن أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (المتوفّى سنة 548 ه) كتابه : دلائل النبوة ، وكذا الجامع(4) كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(5).
الحسين بن عليّ الرازي = الحسين بن عليّ بن محمد - الآتي -.
* الحسين بن عليّ بن مهدي.
السيّد علاء الدين الحسيني السبزواري(6). ر.
ص: 66
قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته(1) : «صالح ، ديّن».
وبنصّه نقله الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(2).
واقتصر شيخنا الطهراني في الطبقات على نقل عبارتيهما(3).
قيل بشيخوخته له رحمه الله ، وهو غريب جدّاً ، إذ من نعرفه بهذا الاسم هو من أعلام القرن الثامن والتاسع ، فراجع.
* الحسين(4) بن عليّ بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الفتوح (الفتح) الشيخ جمال الدين الرازي النيسابوري الخزاعي نزيل الريّ والشهير ب- : أبي الفتوح الرازي (المتوفّى سنة 552 ه).
صاحب تفسير روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن الموسوم ب- : روح الأحباب(5).
ترجمه الشيخ المازندراني في معالم العلماء(6) وقال : «شيخي» وعبّر عن كتابه أنّه عجيب.).
ص: 67
كما وقد ترجمه الشيخ منتجب الدين في الفهرست(1) وعدّه من مشايخه ، وقال : «عالم ، واعظ ، مفسّر ، ديّن ، له تصانيف ...».
وعنه أخذ في الرياض(2) ، والأمل(3) ، والطبقات(4).
وقال في الرياض(5) : «... ثمّ في بعض الكتب - ومن جملتها المناقب لابن شهرآشوب - وقع هكذا : أبو الفتوح أحمد بن عليّ الرازي ، ولعلّه غير الشيخ أبي الفتوح المذكور وإن اتّحد الكنية والنسبة والعصر ، فلاحظ». ظ.
ص: 68
وقال في المقابس(1) : «ومنها : الرّازي ؛ الشيخ الفاضل الورع الكامل الواعظ المفسّر النحرير المتبحّر جمال الدين أبو الفتوح ... وهو شيخ المنتجب والسروي».
وقال شيخنا النّوري في خاتمة المستدرك(2) : «الخامس عشر : الشيخ الإمام السعيد قدوة المفسّرين ترجمان كلام الله جمال الدين أبو الفتوح ... الفاضل العالم الفقيه المفسّر الأديب العارف الكامل البليغ المعروف ب- : أبي الفتوح الرازي ...».
ثمّ قال : «وتفسيره الفارسي ممّا لا نظير له في وثاقة التحرير وعذوبة التقرير ودقّة النظر ...».
ثمّ قال : «ولم أتحقّق تاريخ وفاته ، إلاّ أنّ قبره الشريف في صحن السيّد حمزة بن موسى بن جعفر عليهما السلام في مزار عبد العظيم الحسني وعليه اسمه ونسبه بخطّ قديم ...» ثمّ ذكر طرق روايته وعدّ جمعاً من مشايخه(3).
قال في المناقب(4) : «... وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان ].
ص: 69
وروح الجنان في تفسير القرآن»(1).
وصرّح فيه - أيضاً - أنّه روى عنه وعن جمع عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي - ولد الشيخ - وأبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي جميع كتبه.
وروى عنه بإسناده جميع كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ومرويّاتهم.
* الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي الغسّاني الأندلسي المعروف ب- : الجيّاني (المتوفّى سنة 498 ه) صاحب كتاب تقييد المهمل.
مولده في محرّم الحرام سنة 427 ه.
حدّث عن جمع ولم يرحل من الأندلس(2) ، ووصفوه بالجلالة والنباهة والحفظ ، وقد روى عنه كثيرون.
قيل : إنّه من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة ، روى عنه مسند الشافعي - كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(3) - عن أبي القاسم [القسم]الصوفي ، عن محمد بن عليّ الساوي ، عن أبي العبّاس الأصمّ(4) ، عن اس
ص: 70
الربيع(1) ، عن محمد بن إدريس الشافعي (المتوفّى سنة 204 ه)(2).
* حميد بن أحمد بن الحسن الحدّاد الإصفهاني أبو علي.
نقل صاحب الرياض(3) في ترجمة ابن بطريق - يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلّي - عن كتابه الخصائص ، حيث ذكر فيها مشيخته ، وذكر في سنده إلى حلية الأولياء طرقاً. قال : «ومنها : طريق آخر أخبرنا [به]الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن عليّ بن شهرآشوب السروي المازندراني عن أبي عليّ حميد بن أحمد بن الحسن الحدّاد الإصفهاني ...» إلى آخره.
ولم يتعرّض له ابن شهرآشوب في مشيخة المناقب ولا غيرها ، فلاحظ. 8.
ص: 71
أقول :
الظاهر انه يروي عنه بواسطة ؛ إذ المعروف بهذا الاسم هو : حمد [لا حميد] بن أحمد بن الحسن بن محمد بن مهران [مهرة] الإصبهاني الحدّاد الذي ولد بعد عام أربعمائة - كما صرّح بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء(1) - والمتوفّى سنة 486 - أي قبل ولادة ابن شهرآشوب قدس سره - وهو الذي حدّث بكتاب الحلية كما حدّثنا بذلك ابن النجار(2).
الخازن = أحمد بن محمد بن يعقوب.
الخبّازي = محمد بن عليّ.
خطيب خوارزم = الموفّق بن أحمد
الخوارزمي = الموفّق بن أحمد المكّي.
* الداعي بن عليّ بن الحسن(3) الحسيني السروي السيّد أبو الفضل الحسيني ، ويقال له : أبو الفضل الداعي.
قال في مقدّمة المعالم(4) : «وكان عالماً فاضلا ، قرأ كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي على الشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عبد الله بن عليّ الرازي فأجازه وولده أبا القاسم بخطّه(5) ، وصورة الإجازة هكذا : قرأ عليّ هذا الجزء - وهو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان - ولدي ».
ص: 72
أبو القاسم عليّ بن عبد الجبّار ، وأجزت له روايته عنّي عن مصنّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي - رحمة الله عليه - كيف شاء وأحبّ ، وسمع قراءته السيّد الموفّق أبو الفضل داعي بن عليّ بن الحسن الحسيني أدام الله توفيقهما»(1).
وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب السروي ، روى هو وجمع عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي وأبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي كتبه كما صرّح بذلك في المناقب(2).
وذكره في الأمل(3) وقال : «كان عالماً فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب ...» وعنه في الرياض(4) ، وقريب منه في مستدرك الوسائل(5).
وعلى كلّ ؛ هو من تلامذة الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبّار بن عبد الله المقري الرازي تلميذ الشيخ الطوسي.
قال في الطبقات(6) : «... وليس صاحب الترجمة والد المرتضى حظ
ص: 73
والمجتبى ابني الداعي ، فهما معاصران مع صاحب الترجمة ، وكلّهم يروون عن أبي الوفاء ...»(1).
* ذو الفقار بن معبد (محمد)(2) بن الحسن بن أبي جعفر أحمد - الملقّب ب- : حميدان - أمير اليمامة ابن إسماعيل - قتيل القرامطة - ».
ص: 74
الحسني(1) - وينتهي نسبه إلى الإمام المجتبى عليه السلام - السيّد عماد الدين المروزي الضرير(2) أبو الصمصام(3) (أبو الوضّاح)(4) (المتوفّى سنة 520 ه).
ذكره السيّد عليّ خان في الدرجات الرفيعة(5) وأثنى عليه وقال فيه : «إنّه كان فقيهاً عالماً متكلّماً ، وكان ضريراً».
وعنونه الشيخ منتجب الدين في فهرسته(6) وقال : «عالم ديّن ... وقد ].
ص: 75
صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة».
ووصفه في عمدة الطالب(1) بقوله : «الفقيه العالم المتكلّم الضرير ...» إلى آخره.
وفي الرياض(2) : «فقيه ، متكلّم ، عالم ، فاضل ، كامل ...».
وهو من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه الله ، حيث صرّح بذلك في أوّل المناقب(3) برواية كتب الشريفين المرتضى والرضي وروايتهما عنه عن أبي عبد الله محمد بن عليّ الحلواني عنهما(4) ، وروى عنهم كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق رضوان الله عليهم ومرويّاتهم.
ونقل كلامهما شيخنا النوري في خاتمته(5) ومدحه وذكر طرقه ومشايخه. ا.
ص: 76
وجاء عنوانه في الطبقات(1) هكذا : «ذو الفقار بن محمد بن معبد السيّد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضّاح الحسيني المروزي ...» ثمّ قال : «عالم ديّن ، يروي عن السيّد المرتضى علم الهدى والشيخ أبي جعفر الطوسي ...» ونقل عين كلام الشيخ منتجب الدين ، ولعلّه منه أخذه.
قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(2) : «... عالم ، ديّن ، يروي عن السيّد المرتضى والشيخ الطوسي ، وترجمه في الرياض»(3).
ثمّ قال : «وقد صادفته وكان ابن مائة وخمس عشرة سنة ، قاله منتجب الدين».
ثمّ قال في الترجمة بعده(4) : «السيّد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد [معيد]الحسيني ، كان عالماً فاضلاً من مشايخ ابن شهرآشوب ، يروي عن أبي العبّاس أحمد بن علي بن العبّاس النجاشي كتابه الرجال ...».
وقبل الحرّ العاملي في عمدة الطالب(5) وغيره(6).
ذو الفقار أحمد بن سعيد الحسني أبو الصمصام(7) = ذوالفقار بن 1.
ص: 77
محمد بن معبد الحسني.
الرازي = أحمد بن عليّ أبو الفتّاح.
الرازي = الحسين بن عليّ.
الرازي = عبد الجليل بن عيسى.
الرازي = المجتبى بن الداعي.
الراوندي = الحسين بن عليّ.
الراوندي = سعيد بن هبة الله.
الراوندي = السيّد فضل الله بن عليّ.
الراونديّان(1) = هما : السيّد أبو الرضا فضل الله ، والشيخ قطب الدين أبو الحسين (المتوفّى سنة 573 ه).
رشيد الدين = عبد الجليل بن عيسى.
ركن الدين = عليّ بن عليّ.
* زاهر بن طاهر الشحّامي(2) أبو القاسم (المتوفّى سنة 533 ه)(3).
من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب من العامّة الذين روى عنهم مسند أبي يعلى ، كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(4) عنه عن أبي سعيد(5) د.
ص: 78
الكنجرودي(1) عن أبي عمرو الحيري(2) عن أبي يعلى أحمد بن(3) المثنّى الموصلي صاحب المسند(4).
زكي الدين = عليّ بن عليّ. 1.
ص: 79
الزمخشري = محمود بن عمر.
* زيد بن الحسين (الحسن)(1) بن محمد أبو القاسم البيهقي(2) - والد أبي الحسن عليّ - المتوفّى آخر جمادى الثانية سنة 517 ه- في سبزوار.
قال في المناقب(3) : «وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف»(4).
وقد ترجمه في معالم العلماء(5) وقال : «له حلية الأشراف ، وهي أنّ أولاد الحسين عليه السلام أولاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)»(6).
وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(7) : «الشيخ أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمد البيهقي فقيه صالح ...».].
ص: 80
وهو سهو ، إذ هو أبو القاسم أوّلا ، واسم جدّه الحسين - مصغّراً - لا الحسن ، فتدبّر.
وعنونه في الأمل(1) ونقل كلام الشيخ منتجب الدين ، وأظهر في الرياض(2) ما هناك من تهافت بين الكلامين ؛ لأنّ الذي في معالم العلماء : أبو القاسم زيد بن الحسين (الحسن) البيهقي له حلية الأشراف ... ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب ، منها : تلخيص مسائل الذريعة للمرتضى رضي الله عنه ... إلى آخره. ثمّ قال : «أقول : ظنّي أنّ ما في المعالم أظهر».
وعنونه في الخاتمة(3) ب- : أبي القاسم البيهقي. وقد سلف لنا كلام تحت هذا العنوان.
وقال في الطبقات(4) : «زيد بن الحسين البيهقي ، مؤلّف حلية الأشراف كما في معالم العلماء لابن شهرآشوب ، والصحيح : زيد بن محمد بن الحسين ...».
ثمّ قال : «وراجع : زيد بن الحسن بن محمد البيهقي»(5).2.
ص: 81
وقال بعد ذلك(1) : «زيد بن محمد بن الحسين بن فندق ... هو العالم الجليل أبو القاسم البيهقي والد الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي ، وقد ذكر الولد تمام نسبه في أوّل تاريخه(2) ، فلاحظ».
وعبّر عنه في المناقب ب- : أبي الحسن البيهقي ، ومراده صاحب الترجمة ، كما جزم بذلك شيخنا النوري في الخاتمة(3) ، واحتمل شيخنا الطهراني في الثقات العيون(4) أن يكون مراده الولد وقد ناوله كتاب والده(5).
* زيد بن محمد بن الحسين بن فندق أبو القاسم البيهقي والد ا.
ص: 82
الشيخ المتكلّم فريد خراسان أبي الحسن عليّ بن زيد البيهقي (المتوفّى سنة 565 ه)(1). وقد توفّي والده في سلخ جمادى الأولى سنة 517 ه.
وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب.
وقد سلف أنّا قلنا : إنّه قد ناوله كتاب حلية الأشراف ، وعبّر عنه في المناقب ب- : أبي الحسن البيهقي كما سلف - ومراده صاحب الترجمة - كما ذكره شيخنا الطّهراني في الطبقات(2) ، وجزم بذلك الميرزا النّوري في الخاتمة(3) ، وقال الأوّل : «ويحتمل أن يكون مراده الولد قد ناوله كتاب والده ...».
وله جملة مؤلفات منها : لباب اللباب ، وحدائق الحدائق ، ومفتاح باب الأُصول ...
والأقوى أنّه السالف ، بل هو عندنا كذلك قطعاً ، وقد كرّرناه حفظاً لحرمة نظر المشايخ قدّس الله أسرارهم ، فتأمّل.
* سعيد بن عبد الله أبو عثمان الصعلوكي المعروف ب- : العيّار(4). ر.
ص: 83
عدّه في مقدّمة المناقب(1) من مشايخه من العامّة ، وأنّه صحّ إسناده به في رواية صحيح البخاري عنه عن أبي الهيثم(2) الكشمينهي(3) عن أبي عبد الله محمد العزيري(4) عن البخاري أبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن المغيرة (المتوفّى سنة 256 ه).
* سعيد بن هبة الله بن الحسن (الحسين) بن هبة الله بن الحسن الراوندي أبو الحسين (وقيل : أبو الحسن)(5) ، وهو : قطب الدين المعروف ب- : قطب الراوندي ، ويقال له : قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله (المتوفّى سنة 573 ه) ، وقبره في قم.
ترجمه ابن شهرآشوب في معالم العلماء(6) وقال : «شيخي أبو الحسين ...». ثمّ عدّد مؤلّفاته.
وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(7) قال : «فقيه ، عين ، صالح ، ].
ص: 84
ثقة ، له تصانيف ...».
وقد عدّ جملة من مؤلّفاته وفصّل في ترجمته نسْبيّاً. ونقل عنه الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(1).
وقال في الرياض(2) : «فاضل ، عالم ، متبحّر ، فقيه ، محدّث ، متكلّم ، بصير بالأخبار ، شاعر ، ويقال : إنّه رحمه الله كان تلميذ تلامذة شيخنا المفيد ، وقد يُنسب إلى جدّه كثيراً اختصاراً فيقال : سعيد بن هبة الله الراوندي ، فلا تظنّ المغايرة».
وفي المقابس(3) : «الراوندي قطب الدين أبو الحسين (الحسن) سعيد ابن هبة الله شيخ السروي».
وقال شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(4) : «الشيخ الإمام ... العالم المتبحّر النقّاد والمفسّر الفقيه و (5) المحدّث المحقّق صاحب المؤلّفات الرائقة النافعة الشائعة جملة منها ، وعثرنا عليها ؛ كالخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات و..(6). يذ
ص: 85
وبالجملة ؛ ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب - بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به - أظهر وأشهر من أن يذكر».
وعدّ له في الطبقات(1) عدّة مشايخ يناهزون العشرين روى عنهم في كتبه : الخرائج ، وقصص الأنبياء ، وفقه القرآن ، ولبّ اللباب ، والدعوات ، وغيرها(2).
السبزواري = الحسين بن عليّ.
السجري (السجزي) = عبد الأوّل بن عيسى.
السرخسي = محمد بن منصور.
السروي = شهرآشوب بن أبي نصر المازندراني.
السروي = عليّ بن شهرآشوب المازندراني.
السروي = الداعي بن عليّ.
السلامي = حسن البيهقي.
السلامي = محمد بن ناصر. ة.
ص: 86
السوراوي = محمد نجيب الدين.
السيّد ضياء الدين الرّاوندي = فضل الله بن عليّ.
الشاشي = الهيثم بن كليب.
شمس الأئمّة = عبد العزير بن أحمد.
الشوهاني = محمد بن الحسين.
شهاب الدين = أحمد بن محمد بن محمد.
* شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المحدّث المازندراني المعروف ب- : ابن كياكي(1) ، الجدّ الأكبر لشيخنا المصنّف طاب ثراهما.
قال عنه في أمل الآمل(2) : «إنّه فاضل محدّث ، روى عنه ابنه عليّّث
ص: 87
وابن ابنه محمد بن عليّ ...».
وبنصّه في الرياض(1) بإضافة قوله : «كما ذكره في مناقبه».
قال في خاتمة المستدرك(2)لاحظ ترجمته في : تنقيح المقال 2 / 89 [الطبعة الحجرية] ، طبقات أعلام الشيعة 2 / 91 و3 / 134 ، وموسوعة طبقات الفقهاء 6 / 285 - 287 برقم (2319) في ترجمة المصنّف رحمه الله ، وغيرها.(3) : «السابع : جدّه الجليل شهرآشوب كما نصّ عليه في أوّل المناقب»(3).
وجدّه هذا يروي عن شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله كتبه ، ولعلّ هذا علوّاً في إسناد شيخنا المصنّف طاب ثراه إلى كتب الشيخ.
قال شيخنا الطّهراني في مصفّى المقال(4) : «... ومن مشايخه جدّه شهرآشوب الذي يروي هو عن شيخ الطائفة ... وهذا سند عال يظهر من المناقب وغيره».
وقال في الثقات العيون في سادس القرون(5) : «الشيخ المحدّث ...» ثمّ قال : «فالظاهر بقاؤه إلى هذه المائة ، وقد ذكرته في المائة الخامسة». 4.
ص: 88
وقال - قبل ذلك - في النابس(1) : «ولعلّه بقي إلى المائة السادسة أيضاً مثل جمع من تلاميذ الطوسي».
وقال العلاّمة التستري(2) : «... وروى عن الشيخ بواسطتين وبواسطة جدّه شهرآشوب وغيره عنه».
وقال العلاّمة المامقاني(3) : «... ويروي عن الشيخ بواسطتين ، وربّما روى عنه بواسطة واحدة كما ذكره العلاّمة رحمه الله في إجازته الكبيرة لأولاد زهرة(4) وغيره في غيرها كما صرّح به الحائري في المنتهى»(5).
أقول :
روى المصنّف طاب ثراه عنه كتاب الفضائل لأبي المظفّر عبد الملك السمعاني(6) كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(7).
وروى بواسطته عن أبي إسحاق الثعلبي كتابه نزهة القلوب(8) كما قاله ي.
ص: 89
أيضاً في المناقب(1) ، وقد رواه أيضاً بواسطة القطيفي [كذا] ... وعن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الرؤياني(2) عن أبي الحسين(3) علي ابن مهدي المامطيري(4) روى كتاب نزهة الأبصار كما صرّح بذلك في المشيخة(5).
كما وقد روى كتب الشيخ الطوسي عنه ، وصرّح بذلك في مقدّمة المناقب أيضاً(6) ، قال : «سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته» ].
ص: 90
وروى عنه بإسناده كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والصدوق ومرويّاتهم.
هذا ؛ ولقد سمع من جدّه شهرآشوب من لفظه في صغره - كما ذكره للسيّد حيدر بن محمد بن زيد الحسيني الراوي عنه - حيث صرّح بذلك السيّد حيدر في إجازته المؤرّخة سنة 629 ه- لتلميذه الشيخ حسن بن محمد بن يحيى.
وجاء في أوائل أسانيد كتاب سليم بن قيس الهلالي(1) هكذا(2) :
«... وأخبرني(3) الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن عليّ بن شهرآشوب قراءة عليه بحلّة الجامعين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة عن جدّه شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه ...».
شيخ السادة = المجتبى بن الداعي.
شيخ همدان = الحسن بن أحمد بن الحسن.
* شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني أبو شجاع الملقب ب- : الكيا صاحب كتاب الفردوس (445 - 509 ه). ظ.
ص: 91
قال في المناقب(1) : «وأخبرني الكباشين وغير(2) شهردار الديلمي ب- : الفردوس ...»(3).
أقول :
هو كتاب فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث لأبي الشجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الهمداني الديلمي (المتوفّى سنة 509 ه) ، وشهردار هذا هو أبو منصور ولده (483 - 558 ه) ، له أسانيد كتاب الفردوس وقد رتّبها ترتيباً حسناً في أربعة مجلّدات وسمّاه : مسند الفردوس.
صائن الدين = يحيى بن سعدون.
صاحب كتاب الاحتجاج = أحمد بن عليّ.
صاحب كتاب تجارب الأمم = أحمد بن محمد مسكويه.
صاحب كتاب تقييد المهمل = الحسين بن محمد الجيّاني.
صاحب كتاب تفسير روض الجنان = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.
صاحب كتاب التنوير = محمد بن الحسن.
صاحب كتاب تهذيب الأخلاق = أحمد بن محمد بن مسكويه.
صاحب كتاب حلية الأشراف = زيد بن الحسين (الحسن). ه.
ص: 92
صاحب كتاب الخرائج والجرائح = سعيد بن هبة الله.
صاحب كتاب الدرر والغرر = السيّد حيدر بن محمد.
صاحب كتاب الدعوات = سعيد بن هبة الله.
صاحب كتاب دلائل النبوّة = الحسن بن عبد الله.
صاحب كتاب روض الجنان = سعيد بن هبة الله.
صاحب كتاب روضة الأحباب = محمد بن الحسن الفتّال.
صاحب كتاب روضة الواعظين = محمد بن الحسن.
صاحب كتاب زاد المسافر = الحسن بن أحمد.
صاحب كتاب شرح الشهاب = الحسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي.
صاحب كتاب شفاء الصدور = محمد بن الحسن النقّاش.
صاحب كتاب غرر الحكم ودرر الكلم = عبد الواحد بن محمد الآمدي.
صاحب كتاب فقه القرآن = سعيد بن هبة الله.
صاحب كتاب قصص الأنبياء = سعيد بن هبة الله.
صاحب كتاب مجمع البيان = الفضل بن الحسن.
صاحب كتاب مراتب الأفعال = عبد الجليل بن عيسى.
الصاعدي = محمد بن الفضل.
صدر الحفّاظ = الحسن بن أحمد.
ص: 93
الصعلوكي = سعيد بن عبد الله.
الصفّار = محمد بن أحمد.
الصفواني = محمد بن أحمد.
الصوابي (الصواني) = مسعود بن عليّ.
الطبرسي = أحمد بن عليّ.
الطبرسي = محمد بن الفضل.
الطرثيثي = أحمد بن عليّ.
الطوسي = أحمد بن محمد بن محمد.
ضياء الدين (السيّد) = الحسين بن عليّ.
ضياء الدين الراوندي = فضل الله بن عليّ.
* عبد الأوّل بن عيسى السجزي (السجري)(1) الهروي أبو الوقت (458 - 553 ه).
هو حفيد شعيب بن إبراهيم السجزي الهروي الماليني ، وقد سمع عن مشايخ كثيرين ، وحدّث في خراسان وإصبهان وكرمان وهمدان وبغداد و.. وتكاثر عليه الطلبة ، وانتهى إليه علوّ الإسناد ، ولذا روى عنه جمع كثير(2). ه.
ص: 94
ويعدّ من مشايخ شيخنا طاب ثراه من العامّة ، حيث روى عنه صحيح البخاري - كما صرّح في أوّل المناقب(1) - عن الداودي(2) عن السرخسي(3) عن الغريري(4) عن صاحب الصحيح محمد بن إسماعيل البخاري.
للبحث صلة ... ا.
ص: 95
السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الأمين وعلى الأئمّة حجج الله المعصومين من آله الطاهرين وعلى أصحابهم أولياء الله المجاهدين وعلى أوليائهم عباد الله المخلصين.
وبعد : فإنّ كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة تأليف العلاّمة الحجّة شيخنا الإمام محمد مُحسن الشهير بالشيخ آقا بُزُرگ الطهراني (1293 - 1389 ه) هي الموسوعة الكبرى المعتمَدة لدى الباحثين والدارسين والعلماء والمحقّقين في العالم ، لمعرفة ما يمتّ إلى الشيعة والتشيّع من الآثار المكتوبة ، بالإضافة إلى جامعيّتها وسعة الرُقعة الزمنية التي غطّتها منذ طلوع شمس الإسلام وحتى عام (1377 ه) تمتازُ بأنّها رُصّفَتْ بيد أكبر خبير أمين ، وثقة عدل ، وعالم نحرير من أعلام الطائفة نفسها.
ص: 96
وليس قصدنا هُنا التعريف بالكتاب والمؤلّف ، فهما من الشُهرة والمعروفية بما لا يحتاج معهما إلى المزيد ، ولا تُضفي كلماتُ التمجيد على حقيقتهما وعظمتهما بشيء جديد ، ويكفي عن ذلك كلّه اعترافُ الخبراء من أهل الشرق والغرب لهما بما ليس عليه مزيد.
والمهمّ الذي قصدنا هُنا ذكره هو أنّ الشيخ مع ما كان عليه من العلم والمعرفة والخبرة في شؤون الطائفة وعلومها ودراساتها ، وبما له من قَدَم قديمة راسخة في هذا الفنّ ، ممّا تدلّ عليه ترجمته واتصالاته برجالات الطائفة منذُ أن انخرط في سلك طلاب العلم في مولده مدينة (طهران) عاصمة البلاد الإيرانية ، كان مهتمّا بهذا الفنّ ، حيث نجدُ في بواكير أعماله وآثاره مستنسَخات لبعض مؤلّفات القدماء وذلك قبل هجرته إلى العراق في سنة (1313 ه).
وقد حطّ رحلَهُ في مدينة العلم النجف الأشرف ، واتصل مباشرةً بالعَلَم الفذّ المؤلّف الموسوعيّ الشيخ حسين النوريّ ، الذي كان من أعمدة التُراث الشيعيّ في عصره ، كما يستشفُّ ذلك من خاتمة كتابه العظيم مستدرك الوسائل وقد كان لهذا الاتّصال أثرُهُ العميقُ في ثقافة الشيخ الطهراني ، حيث فتحَ أمامَه الآفاقَ الواسعةَ ، اهتماماً وضرورات وتحسُّساً وتصميماً وعزماً على متابعة الأمر ، وملء الفراغاتِ المحسوسةَ والثغراتِ الملموسةَ ورأبِ الصدعِ وسدِّ الثغور حسبَ الإمكاناتِ المتوفّرةِ لديه ، طالتْ مدّةَ اتصاله بشيخه النوريّ حتى وفاة النوريّ في (1320 ه).
وقد اقترن ذلك بدخول الشيخ الطهراني في حلقات الدراسات العُليا عند مجتهدي العصرمن أمثال الفقيه السيّد محمد كاظم الطباطبائيّ اليزديّ والأصوليّ الشيخ محمد كاظم الخراسانيّ الآخوند ، وشيخ الشريعة
ص: 97
الأصفهاني ، فبلغ رتبةً ساميةً من العلم أهّلتْهُ للقيام بالأعمال الكبرى ، وبعدَ وفاة أستاذه الخراساني في (1329 ه) شدّ الرحال وهاجر إلى سامراء ، وهناك - وفي نفس السنة - بدأ بتأليف كتاب الذريعة مع دخوله في حوزة درس المحقّق الفقيه النحرير الإمام المجاهد الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي (ت 1337 ه) وبقي الشيخ الطهراني هناك مدرساً(1) ومحققاً وباحثاً ، واستمرّ في متابعة تأليف الذريعة حتى استنفد جهده في التتبّع والتنقير في مراكز العلم ومخازن الكتب الخاصّة والعامّة في مُدُن العراق ، وفي أسفاره الكثيرة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز في الحرمين الشريفين ، وإلى بلاد إيران حيث كنوز المخطوطات المكتظّة بالكتب ، واعتمد على المراسلات والمعلومات الشخصيّة من زملائه وتلامذته ، مع المسح الكامل والواسع لما تيسّر آنذاك من فهارس المكتبات والمخطوطات ، والكتب الخاصّة بهذا الشأن. وعند رجوعه إلى النجف قبل عام (1355 ه) بدأ العمل في طبع الكتاب في مطبعة خاصّة ، فطبع الجزءين الأوّل والثاني سنة (1355 ه) هناك ، وكان لظهور الكتاب دلالته الواضحة على مدى ما بذله من جهدِ وما قام به من تتبّع واسع ومثابرة مع التحقيق والضبط والتأكّد من المعلومات وتوثيقها. وكذلك الحال مع ظهور الجزء (الثالث عشر والرابع عشر) من الكتاب الذي أشرف على طبعهما المؤلفُ نفسُهُ ثمّ أوعز إلى العلامة الحجّة المحقّق السيّد محمد صادق بحر العلوم القيام بإتمامهما فطبعا في النجف على التوالي سنة (1378 و1381 ه).
فهذه الأجزاء التي طبعت على يد المؤلّف ؛ وبإشرافه المباشر ، هي ك.
ص: 98
نماذجُ من عمله العظيم بما فيه من الدلالات المذكورة.
لكن - ومع كلّ الأسف - اضطرّ المؤلّف إلى إيكال أمر طباعة الكتاب إلى أولاده الذين كانوا في طهران ، ليُطبع هُناك بعيداً عن إشراف المؤلّف نفسه ، فطُبع باقي الأجزاء هناك ، وبعمل (علينقي منزوي ، وأحمد منزوي).
ولو كانا يلتزمان بطبع ما جاء في نسخة الشيخ المؤلّف وما كتبه بخطه فقط ولم يتصرّفا فيه بالزيادة والنقصان ، لكانت خدمةً رائعةً للعلم والعلماء وللكِتاب.
ولكنّهما - مع كلّ الأسف - تجاوزا قواعدَ الأمانةِ المقرّرة والمعروفة عندَ من يقوم بمثل عملهما بالالتزام بالمراجعة والتصحيح المطبعيّ للكتب ، فلم يُحافظا على نصّ الشيخ ، وتدخّلا في عباراته بالزيادة والنقصان وأدرجا ما عَنّ لهُما من أنظار وآراء في متنِ الكتابِ من دُون تمييز وتعيين ، ولم يجعلا مثلَ ذلك في الهوامش كما هو المتعارف ُ لمراجعي الكتب ، وكذلك تصرّفا في إملاء الكتاب ونثره ، وغيّرا ما التزم به المؤلّف من ألقاب وأوصاف وتعاريفَ للمؤلّفين والأعلام ، مما لم يِرُقْ لهما ، ولم يلتزما بالأعراف والقوانين المتداولة في تحقيق أعمال الآخرين.
والشيخ المؤلّف الطهراني لم يتمكّنْ من صدّهما عن ذلك :
أوّلاً : لضعفهِ عن المُتابعة جِسمياً ، بعدَ أنْ تجاوزَ الثمانين من العمر ، مع بعده عن بلاد إيران حيث يطبع الكتاب.
وثانياً : إنّه كان يتغاضى عن ذلك ، هادفاً إلى إتمام طباعة الكتاب ، رغبةً في صدوره في عصره ، خوفاً من أداء التأخير إلى عدم طبع الكتاب.
ص: 99
وثالثاً : إنّه كان يقفُ على أمر واقع لا حيلة لهُ في تغييره ، مع تأكيده المستمر على فصل ما يكتبه المصحّحون والطابعون عن المتون ، وجعلها في الهوامش ، لكن دون جدوى!
كما كان الشيخ يعترضُ على ما يراه من التجاوزات ، لكن الطابعين كانوا يَعِدُونه بالإصلاح والاستدراك ، ولا يَفُونَ!
وقد قامَ هو بإصلاح ما يراه في نسخته الخاصّة ، وأعدّ مستدركاً على جميع الكتاب يتلافى فيه بعضَ تلك الأمور.
كما كان يحثّ تلامذتَهُ ومن يعرفُ من الفُضلاء على القيام بما يجبُ من الإصلاح والاستدراك ، وكتبَ بذلك تصريحاً هذا نصّه :
بسم الله الرحمن الرحيم
قد شرعتُ في تأليف هذا الفهرس يومَ دَحْو الأرض ، الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1329 لكنّه لم يكن مرتّبا إلاّ بالنسبة إلى الحرف الأوّل ، فشرعتُ في ترتيبه كذلك في هذه النسخة في أوائل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف ، وقد كمل ترتيبُه كذلك في ستّة مجلّدات هذا المجلد أوّل الستّة ، وأبقيتُ البياضات للإلحاقات ، راجياً ممّن يلحقني أن يُلحق ما فاتَ منّي كاملا في محلّه ويتمّم هذا الكتاب بقدر وُسعه واطّلاعه ، ويجعل له خطبةً وديباجةً يذكرُ فيها اسمه الشريف إنْ شاء الله تعالى ، فإنّ روحي بذلك راضيةٌ ، وأنا على هذا العمل متشكّر ، نسأل الله حسنَ النيّةِ والعاقبةِ ، والمغفرةَ لي ولوالديّ ولمن شاركني في
ص: 100
هذه الخدمة.
وأنا المؤلّف الكاتب الجاني المسيئ محمد مُحسن الشريف المدعوّ بآقا بُزُرگ ابن الحاجّ عليّ بن محمدرضا ابن الحاجّ محمد مُحسن الطهراني(1).
إنّ مثل هذا النصّ يدعو الواقف عليه إلى القيام بتكميل عمل المؤلّف والاستدراك عليه ومتابعة العمل فيه تلبيةً لرغبته وإسهاماً في إقامة هذا الصرح العظيم ، ولذلك قامَ كثيرٌ من تلامذة المؤلّف ومريديه من أهل فنّ الفهرسة والمعتنين بها ، وكذلك المهتمّين بالتراث الشيعيّ بالاستدراك عليه ، نذكر منهم :
1 - الفقيد الراحل العلاّمة الحجّة المحقّق صديقُنا السيّد عبدُالعزيز الطباطبائيّ اليزديّ (ت 1416 ه) فقد كانت له عنايةٌ فائقةٌ بآثار شيخه الطهرانيّ الذي لازمهُ طوال رُبع قرن أو أكثر ، فأكملَ الذريعةَ واستدركَ عليها ، ومُستدركاتُه مُحررّة ، يقومُ بإعدادها نجلُهُ الفاضلُ السيّد عليّ الطباطبائيّ وفقه الله ، كما أنّ له تعليقات ضافيةً مكتوبةً على هوامش النسخة المطبوعة من الذريعة ، وهي لم تحرّر بعدُ.
وممّا يجدرُ ذكرُه أنّ سماحة المرحوم السيّد الطباطبائيّ رحمه الله قام باستنساخ أجزاء من الذريعة (من حرف النون إلى آخرها) بخطّ يده من نسخة المؤلّف ، قبل أن تطبعَ ، وذلك «حذراً من أن يتأخّر طبعهُ ولايمكنُ الوقوفُ على نسخة الأصل» كما صرّح رحمه الله بذلك ، ونسخته هذه موجودةٌ في مكتبته العامّة العامرة في قُمّ المقدّسة. 6.
ص: 101
كما أنّ لسيّدنا الطباطبائيّ تعليقات واستدراكات ضافيةً على كتاب طبقات أعلام الشيعة للشيخ الطهرانيّ ، وهي مكتوبةٌ على هوامش النسخة المطبوعة من مجلّدات الطبقات ، نرجو أن يوفق من يقوم بتحريرها وطبعها.
2 - وقام العلامة المجاهد المرحوم السيّد سعيد أختر الرضويّ الهنديّ (1345 - 1423 ه) بعملين قيّمين حول الذريعة :
أحدهما : تكملة الذريعة ، آورد فيه مستدركا على الذريعة بإيراد ما فاته ، وتكميله بما تأخّر عن سنة (1377 ه) من مؤلّفات ، وخاصّة مؤلّفات علماء القارّة الهنديّة.
وقد قمتُ بإعداد هذا العمل ، وطبع في نشرة (نسخه پژوهي) السنوية التي يصدرها الأخُ الفاضلُ المفهرس الشيخ أبوالفضل حافظيان بابُلي ، في العدد (الثاني) سنة (1426 ه) في الصفحات (537 - 593).
وثانيهما : (التعليقات على الذريعة) أورد فيه التصويبات لما ورد فيها من أخطاء وهفوات ، وتكميل ما ورد فيه من نقص في التراجم والعناوين.
وقد أعددتُهُ أيضاً وطُبع في نشرة (نسخه پژوهي) العدد (الثالث) الصفحات (627 - 682) الصادر سنة (1427 ه).
وبعث السيّد الرضوي هذين العملين إلى السيّد الطباطبائيّ ليدرجهما في عمله على الذريعة ، ويشترك معه في الأجر.
3 - العلامة المفهرس القدير الاستاذ السيّد أحمد الحسينيّ الاشكوريّ دام ظله وقد ركّز في عمله على تصحيح بعض الهفوات ونشر بعنوان (على
ص: 102
هامش الذريعة) في العدد الأوّل من نشرة (نسخه پژوهى) الصفحات (597 - 661) وقد استفاد فيه من عمل السيّد الرضوي الهندي ورمز له بالحرف (ض).
4 - شقيقي العلامة المحقّق البحّاثة السيّد محمد حسين الحسينيّ الجلاليّ دام ظلّه حيث أعلن ضمن مؤلفاته عن (مستدرك على الذريعة).
ولكثير من أصحاب الفنّ تعاليق على الذريعة مكتوبة في هوامش النسخ ، وغير محرّرة ، وقد رأيتُ من أوسعها ما علّقه العلامة الحجّة المدقّق النيقد السيّد محمد عليّ الروضاتيّ الأصفهانيّ دام ظلّه ، نرجو من الله أن يوفّقه لتحريره وإصداره.
هذا بعض ما وقفتُ عليه مما قام به أصحاب الشيخ الطهراني وأحبّاؤه من الأعمال الطيّبة حول الكتاب ، امتثالا ً لرغبته تلك.
لكن أولاده (أحمد منزوي ، وعلينقي منزوي) استغلا إرادة الشيخ تلك ليعبثا بالكتاب ، ويتصرّفا فيه بما يشينُ ولا يزينُ ، وفي بعض ما قاما به ما شوّه سمعة المؤلّف البرئ ، ولعلّ القارئ اللبيب يتمكّنُ من الوقوف على ما نقول بنظرة عابرة في صفحات ما طبعاه من مجلّدات الكتاب.
ولو قاس أحد ما طبعاه معَ ما طبعَ بإشراف المؤلّف ، وهوالمجلّدات (1 و2 و13 و14) كما سبق ، لوجد الفرق واضحاً والتمييز ممكنا وسهلاً.
وكنتُ خلال مراجعاتي الكثيرة أقف على بعض العبارات ممّا لا يمكن تصحيح مضمونها بوجه من الوجوه! فتستوقفني ، ونظرا لما أعرفه من دقّة الشيخ الطهرانيّ وورعه وتقواه وعلمه وفضله ووثاقته ، فلا يكون ما في المطبوع متناسباً مع ما عليه الشيخ من صفات وسيرة ، وقد عرضتُ
ص: 103
بعض ذلك الهاجس على العلامة الفقيد الطباطبائيّ رحمه الله ، فقال لي بصراحة : «إنّه من تصرّفات المنزوي! فإنّه كان يتدخّل في كتب الشيخ».
وكذلك أخبرنا صديقنا العلامة الحسينيّ الاشكوريّ بأنّ المنزويّ قال له بكلّ صراحة : إِنّه يتصرّف في كتب والده بالزيادة والنقصان.
وبذلك يتحمّل هذان الولدان (أحمد منزوي ، وعلينقي منزوي) مسؤوليّة ما في كتاب الذريعة من أوهام وتصوّرات باطلة ، مضافاً إلى الأغلاط الإملائية والإعرابيّة ، والتعبيرات الناقصة والهزيلة ، ممّا نربؤ بالمؤلّف وعلمه وفضله أن تصدر من قلمه الشريف.
وكذلك لم نجد من تنبّهَ إلى هذا الأمر الخطير أو نبّهَ عليه! ويزيد الأمر خُطُورةً إذا لاحظنا تداوُلَ الكتاب منذُ صُدُوره وحتى اليوم مع هذا الوضع المُزري ، مضافاً إلى تكرّر طباعته بالتصوير(الأوفست) لعدّة مرّات!
وكذلك نزوله على ألواح البرامج الكمپيوترية من الطبعة نفسها ، مع تلك المشاكل والمهازل.
ولنعرضْ هُنا مثالاً واحداً من تلك التصرّفات الشاينة ، وهو من أخطرها ، وقد وقفنا عليه خلال عملنا في كتابنا عن (سعد بن عبد الله الأشعريّ القمّيّ : حياته ونشاطه العلميّ) حيثُ تحدّثنا عن مؤلّفاته بتفصيل ، ومنها كتابه النوادر الذي ذكره له الشيخ النجاشي وأسند إليه.
فقد عنون في كتاب الذريعة في حرف النون ، في الجزء 24 الصفحة 331 من المطبوع المكتوب عليه (نقّحه ابن المؤلّف الدكتور علينقي المنزوي) من الطبعة الأولى في المطبعة الاسلامية - طهران (1398 ه) ما هذا نصه :
«(1739 : النوادر) لسعد بن عبد الله ابن أبي خلف القميّ الاشعريّ ،
ص: 104
قم 36 و53 ب ، سمع الحديث من العامّة ، ولقي وجوههم ، ذكره النجاشيّ وقال : له خمسة كتب موافق الشيعة ، ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءَهُ معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ ، وله (الردّ على المحمدية والجعفرية) ومرّ له : (الردّ على الغلاة) ومات 299.
ويظهرأنّه كان ممّن سمّاهم المفيد بالمقصّرين ، وهم : المتظاهرون بالتشيّع ، والمتستّرون بعدائهم للغُلاة ، والذين لفّقوا كتاب الضُعفاء لجرح علماء الشيعة ، ونسبوهُ إلى ابن الغضائري. (ذ 4 : 288 - 290) و (10 : 88) كما مرّ في قم 1671 و1728. وقد ينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي ، ومرّ تبويب النوادر ذ = 3 : 327» انتهى ما في المطبوع.
إنّ من يقرأ هذا النصّ ، ولم يكن يعرف شخصيّة (سعد بن عبد الله القمّيّ الأشعريّ) ولا مكانته في الطائفة ، ولا كثرة رواياته وآثاره في التراث الفقهيّ والعقيديّ والحديثيّ عند الشيعة الإمامية ، إنّ من يقرأ هذا النصّ تحصل لديه القناعة التامّة بأنّ كاتب هذا النصّ سيّئ الظنّ بسعد الأشعريّ ، وأنّه يتّهمُهُ بِتُهَم عديدة على أثر أنّه لا يعتقدُ بكونه شيعيّاً واقعاً ، وأنّه يستدلّ بكلماته هذه على ذلك ، وهي :
1 - أنّ سعداً سمع الحديث من العامّة ولقي وجوههم.
وهذا - وإنْ لم يكنْ لوحده دليلاً على شيء سيّئ - إلاّ أنّ ضمّه إلى ما يليه من التهم يُشير إلى فرض كونه من العامّة.
2 - أنّ النجاشيّ قال : لهُ خمسةُ كتب تُوافق الشيعةَ.
وكأنّه يوحي إلى أنّه عامّيّ لكون هذه الخمسة فقط من كتبه تُوافق الشيعة.
ص: 105
3 - أنّ النجاشي نقل عن بعض الأصحاب : إنّ لقاءه للعسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ.
4 - وأنّ له كتاب الردّ على المحمديّة والجعفريّة ، وله الردّ على الغُلاة.
5 - (ويظهر) أنّه كان ممّن سمّاهم المفيدُ بالمقصّرين.
6 - وأنّه من المتظاهرين بالتشيّع.
7 - وأنّه من المتستّرين بعدائهم للغُلاة.
8 - وأنّه من الذين لفّقوا وضع كتاب الضُعفاء لجرح علماء الشيعة ونسبوه إلى ابن الغضائريّ ، وأرجع إلى الذريعة (4/288 - 290) و (10/88).
9 - وينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي.
إنّ من يقرأ هذه الأُمور ، ويرى أنّ سعداً كان يلتزمها أو متّهماً بها ، لابدّ أن يُسيءَ الظنَّ بهِ ، ويراهُ شخصيّة غيرَ شيعيّة ، بل هو من أعداء الشيعة ، وهو يُحاول التلبّس بالتشيّع لضرب الغُلاة وسائر فرقهم. مع نسبة الوضع إليه ونسبة التقصير بلوازمه إليه.
هذا مجمل ما يُوحيه النصّ الوارد في المطبوع من الذريعة.
بينما من يقرأ ترجمة (سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمّيّ الأشعريّ) عند علماء الطائفة وعند علماء الرجال منهم خاصة ، كالشيخ الطوسيّ ، يجد أمراً مخالفا لذلك وتماماً بالعكس.
فهذا الشيخ الطوسيّ يقول في الفهرست : سعد بن عبد الله القمّيّ
ص: 106
يكنّى أبا القاسم : جليلُ القدر واسعُ الأخبار ، كثيرُ التصانيف ... وذكر من كتبه (أحد عشر كتاباً).
وأمّا الشيخ النجاشي فقد ذكرفي ترجمته قوله : سعدُ بن عبد الله ابن أبي خلف الأشعريّ القمّيّ أبوالقاسم ، شيخُ هذه الطائفة وفقيهُها ووجهُها ، كان سمعَ من حديث العامة شيئاً كثيراً ، وسافر في طلب الحديث ، ولقيَ من وُجوههم الحسنَ بن عرفة ، ومحمد بن عبدالملك الدقيقيّ ، وأبا حاتم الرازيّ ، وعبّاس الترقفي.
ولقيَ مولانا أبا محمد عليه السلام ، ورأيتُ بعض أصحابنا يضعّفون لقاءَه لأبي محمد عليه السلام ويقولون : هذه حكايةٌ موضوعةٌ عليه ، والله أعلم.
ثمّ قال النجاشي - بعد ذكر أبيه عبد الله - ما نصّه : وصنّفَ سعدٌ كتباً كثيرةً ، وقع إلينا منها : ... (فذكر 27 كتاباً).
فالذي يقف على هذه النصوص من أعيان أهل فنّ الرجال في الطائفة في حقّ سعد ، يعلمُ بالقطع أنّ ما جاء في كلام ذلك الكاتب باطلٌ ، وبعيدٌ عن الحقيقة.
ونحنُ نربؤُ بالشيخ الطهراني مؤلّف الذريعة أن يكتبَ عن سعد مثل ذلك الكلام الباطل ، ويتجاوز كلمات الأعلام الخُبراء أولئك ، فإنّ ثقتنا التامّة بشيخنا الطهرانيّ ، وهو شيخُ مشايخ الحديث في القرن الرابع عشر ، وشيخ إجازتنا وإجازة المئآت من علماء الطائفة في عصرنا ، وكذلك معرفتنا المباشرة بعدالته وورعه وتقواه ، وحرصه على حفظ تراث الطائفة ، وتعظيم رجالها ، كلّ ذلك يدعونا إلى اليقين بعدم صحّة نسبة ذلك المطبوع في الذريعة إلى سماحته.
وقد وقع في روعي - بتوفيق من الله وفضل - أمرٌ مهمٌ في مجال
ص: 107
التوثّق من نسبة النصوص ، وهو مراجعة النسخة الأُمّ ، والأصل الذي بخطّ المؤلّف صاحب الذريعة للتأكدّ من صحة النصّ المطبوع وعدمه؟
ومن حسن الحظّ أني وقفت على صورة من نسخة الأصل بخطّ الشيخ الطهرانيّ ، وهي لتمام كتاب الذريعة.
كما وقفت على نسخة أخرى منقولة عن خطّ صاحب الذريعة ، كتبها سماحة العلامة المحقّق الثبت الحجّة المرحوم صديقنا السيّد عبدالعزيز الطباطبائي اليزدي (المتوفى 1416 ه) قدّس الله روحه الذي قام بكتابة قسم من الذريعة كما سبق ، ونسخته محفوظة في مكتبته العامرة في قُمّ المقدّسة.
وبعد مراجعة هاتين النسختين ، وقفتُ على الحقيقة المُذهلة التالية :
إنّ الشيخ الطهراني ، في أصل نسخته ، وفي حرف النون ، وتحت عنوان النوادر أثبت ما نصّه :
كتاب النوادر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعريّ القمّيّ ، الشيخ الثقة ، المتوفّى (301) أو (299) يروي ابن قولويه عن أبيه وأخيه به ، و (جش) بإسناده إلى ابن قولويه.
صورة
وكذلك جاء النصّ في نسخة السيد الطباطبائي تماماً.
ص: 108
صورة
هذا تمام ما في نصّ المؤلّف الطهرانيّ ، ولا أثرَ لما في المطبوع فيه أصلاً وفرعاً ، وبهذا ثبتتْ براءةُ ساحة سماحة الشيخ الطهراني من كلّ ما في نصّ المطبوع من التهم والتّرهات ، كما اتضح مدى ما اقترفه (المنزوي) بإثبات ذلك الهُراء من الاعتداء على الذريعة وعلى مؤلّفها العظيم ، وما فعله من الخيانة والجرأة على العلم والعلماء ، بدعوى (تنقيح) الكتاب.
هذا ، عدا ما لفّقهُ بخياله الواهي الباطل من التُهم والدعاوي الخاوية على شخص المحدّث الأقدم سعد بن عبد الله الأشعريّ القميّ رحمه الله.
ص: 109
ولابدّ من بيان بطلان تلك المزاعم والأوهام جميعاً ، ليتبيّن للقراء الكرام :
أولاً : قوله : «سمع الحديث من العامة ولقي وجوههم».
نقول :
هذا مقطعٌ من عبارة الشيخ النجاشي ، وتمامه : «كان سمعَ من حديث العامّة شيئاً كثيراً ، وسافرَ في طلب الحديث ولقيَ من وجوههم الحسنَ بنَ عرفة ، ومحمد بن عبدالملك الدقيقيّ ، وأبا حاتم الرازيّ ، وعبّاس الترقفيّ».
إنّ كلام الشيخ النجاشي هذا - بَعدَ وَصفِه سعداً «بشيخ الطائفة وفقيهها ووجهها» - لابدّ أن يكون بصدد تعظيم سعد ومدحه ، والتأكيد على سعة علمه ، وسعيه في التزوّد من المعرفة بالرحلة في طلب الحديث ، ولابدّ أن يكون لغرض علميّ هامّ ، فروايته عن وجوه العامّة - وهم من كبار المحدّثين في بغداد وسامراء كما يظهر من تراجمهم - تدلّ على طُموح مبكّر ، وجهد متميّز من ابن مدينة قُمٍّ ، معدن التشيّع ، وبما يتميّز به من تشدّد من محدّثيه في رفض الغُلوّ وسائر الانتماءات غير الحقّة.
فقيام سعد من مثل هذه البيئة بعمل نادر وهو الرحلة إلى مراكز العامّة ، وأخذ الحديث (الكثير) من وجوه أعلامهم ، لهو محاولةٌ جريئةٌ ونادرةٌ لم تُعرف من محدّثي قُمّ.
وقد جرى عليها الشيخُ الصدوقُ - وهو منْ هو في مقامه وشخصيته - حيثُ روى عن العامّة ونشر حديثهم في كتبه ، واعتمد الصدوق على كتاب الرحمة لسعد - الذي سيأتي الحديث عنه وعن منهجه فيه - فجعله في
ص: 110
مقدّمة كتاب من لا يحضره الفقيه من مصادره التي قال عنها : «لم أقصد فيه قصد المُصنّفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدتُ إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته ، وأعتقدُ فيه أنّه حجّة في ما بيني وبين ربّي تقدّس ذكره وتعالت قدرته ، وجميع ما فيه مستخرَجٌ من كتب مشهورة عليها المعوّلُ وإليها المرجعُ ، مثل كتاب حَريز ... وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله ... وغيرها من الأُصول والمصنّفات».
إنّ قيام سعد بتلك الرحلة ، وجمعه الحديث الكثير من العامّة يدلّ على هدف سام ، سنشرحه في الفقرة التالية.
ثانياً : قوله : «إنّ النجاشيّ قال : له خمسةُ كتب تُوافقُ الشيعةَ».
نقول :
وهنا أيضاً نقل كلام الشيخ النجاشيّ بصورة مبتورة ومحرّفة ، ففي عداد كتبِ سعد ذكر النجاشيُّ كتابَ الرحمة ، ومحتوياته وهي خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، وكتابُ الصلاة ، وكتابُ الزكاة ، وكتابُ الصوم ، وكتابُ الحجّ ، وعقّب ذلك بقوله : «كتبه في ما رواه ممّا يُوافقُ الشيعةَ خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، كتابُ الصلاة ، كتابُ الزكاة ، كتابُ الصيام ، كتابُ الحجّ».
وكلمة (كُتُبُهُ) إنْ كانت مستأنفةً ، فتدلّ على أنّ هذه الكتب - المذكورة ثانياً - هي أحاديث مرويّة عن العامة تدلّ على ما يوافق فقه الشيعة في أبواب : الوضوء ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحجّ.
وإنْ كانت بصيغة الفعل (كَتَبَهُ) فهي تدلّ على أنّ كتابَ الرحمة مؤلّفٌ ليجمع بينَ رواياتِ الشيعة ورواياتِ العامّة الموافقة للشيعة في أحكام هذه الأبواب الفقهيّة.
ص: 111
وفي بعض نسخ النجاشي ما يدلّ على هذا المعنى الثاني. ومهما يكنْ ، فإنّ الكلامَ يدلّ على أنّ سعداً حاولَ أنْ يكتبَ في هذه الأبواب الفقهية فقهاً مقارناً بينَ الشيعة والعامّة ، ويقوم بما حاولنا تسميته ب- : (فقه الوِفاق) الذي قصدنا فيه الجمعَ بينَ الأحكام المتّفق عليها بينَ المسلمين ، بمحوريّة فقهِ أهل البيت عليهم السلام ، وجمع آراء منْ يتّفقُ معهم على فقههم ، ليدلّ على عدم انفرادهم بهذا الفقه.
إنّ عمل سعد إذنْ يكونُ من بوادر هذا المنهج الفقهيّ ، الحاوي على هذا الهدف السامي ، وهو التوحيد بين المسلمين على فقه جامع موحّد ، ينبذُ الخلافَ وفقهَهُ والشقاقَ وشأنَهُ.
وقد ذكرنا في أطروحتنا عن (فقه الوِفاق) أسماء الجهود التي بذلتْ في هذا السبيل ، ويُعدّ سعدٌ من الطليعة الذين قاموا بهذا العمل العظيم ذي الهدف السامي القويم ، كما أنّ كتابه الرحمة ذلك يُعدّ في صدر التراث المؤلّف في «فقه الوفاق».
فكيف يسعى طابع الذريعة أن يسيئ الاستفادة من عبارة النجاشي ببترها وتقطيع أوصالها حتى يمهّد لغرضهِ من جعل سعد رجلاً عامياً يريد التنكيل بالشيعة!
وثالثاً : قال : «ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءه معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ».
نقول :
ومرّة أُخرى قطّع أوصال كلام النجاشي ، فإنّه إنّما قال : «ولقيَ مولانا أبا محمد عليه السلام ، ورأيتُ بعضَ أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمد عليه السلام
ص: 112
ويقولون : هذه حكايةٌ موضوعةٌ عليه».
وقد قال النجاشي هذا الكلام بعد ذكر رحلة سعد في طلب الحديث ولقائه بوجوه أعلام العامّة.
وقد عرفنا أنّ أولئك العامّة كانوا من علماء بغداد وسامراء ، فعطف النجاشي مسألة لقاء سعد للإمام الحسن العسكريّ عليه السلام ، كأنّه من تتمة مهمّاته في تلك الرحلة العلميّة ، وهذا يكون إشارة إلى تقريب مسألة اللقاء ، ونفي استبعاده.
ثمّ إنّ كلام النجاشي وقوله : «ولقيَ مولانا أبا محمد عليه السلام» هو حكمٌ إثباتيّ مطلقٌ ، يقتضي قبوله وكونه من المفروغ عنده ، وإنّ ما ذكرهُ من رأي بعض الأصحاب إنّما هو للتبرؤ من ذمّته بعد ما بلغه ورآه يقوله ، ولم يؤكّده.
معَ أنّ المنقول عن بعض الأصحاب ليس الحكم بكون مسألة اللقاء (حكايةً موضوعةً) بقول مطلق ، ممّا يُوهمُ أنْ يكون هو واضعها ، وإنّما قوله هو : «إنّها حكايةٌ موضوعةٌ عليهِ» وهذا يعطي معنىً غير ذلك ، ويعني أنّ بعضهم افتعلها ونسبها إلى سعد ، فما ذنبُ سعد وما دخله في هذا الوضع والجعل ، حتى يُذكر كاتّهام له؟!
ورابعاً : قال : «وأنّ له كتاب الردّ على المحمديّة والجعفريّة وله الردّ على الغلاة».
نقول :
يظهرُ منه أنّه يعتبرُ سعداً مُعارضاً لطوائف الشيعة المختلفة ، ومنها طائفة الغلاة خاصة ، وذلك بتصدّيه للردّ عليهم ، فهو يمهّد بهذا إلى ما يأتي
ص: 113
من اتهامه بالتقصير أو دعوى التشيع ، أو الهجوم على علماء الشيعة.
ودلّ هذا الكاتب بكلامه على عدم معرفته أنّ (المحمديّة) و (الجعفرية) فرقتان من الغلاة ، والأهم في الأمر ان الكاتب إنما ذكر هذه الكتب الثلاثة لسعد من بين ال- (27) كتاباً التي ذكرها النجاشي ، وهذا أيضاً من تمهيداته لاتهام سعد بالأُمور التالية.
وخامساً : يقول : «ويظهرُ أنّه كانَ ممّن سمّاهم المفيدُ بالمقصّرين».
نقول :
ومع أنّ هذا مجرّد استظهار من الكاتب إلاّ أنّه اتّهامٌ خطيرٌ ، وليس هو إلاّ من نسج خياله ، وسيراً على هواه ، وإلاّ فلماذا لم يذكر نصّ عبارة المفيد التي توحي ما يريد ، ولا أشار إلى مصدر كلامه ، حتى يمكن معرفة وجه هذا الاستظهار ، بل لم نجدْ ذكراً لسعد بن عبد الله الأشعري في مؤلّفات المفيد - غير ما جاء في أسانيده - حتى يمكن البحث في كلامه عن سعد وعقيدته.
وسادساً : قال : «المتظاهرون بالتشيّع».
نقول :
وهنا صرّح الكاتب بما مهّد له مكرّراً من اعتقاده بأنّ سعداً ليس شيعياً واقعياً ، بل هو مُتظاهرٌ بالتشيّع! ولهذا قام بما قام به من الأُمور السابقة ، وهذا الاتّهام يُبرّر للكاتب اتهامه بالأُمور التالية :
وسابعاً : قوله : «المتسترون بعدائهم للغُلاة».
نقول :
يدلّ الكاتب بكلامه هذا على اعتقاده في سعد أنّه ليس بشيعيّ واقعيّ
ص: 114
بل هو متظاهرٌ يتسترُ بذلك للردّ على الغلاة!
وهذه دعوى سخيفة في نفسها ، لأنّ الردّ على الغلاة لا يحتاج إلى التسترّ بالتشيّع ، فإنّ العامّة أيضاً يردّون على الغلاة ، لأنّ الغُلوّ كفرٌ يردّه كلّ مسلم ، بل منهم من يردّ على جميع الشيعة! لأنّهم يعتبرون أصل التشيّع من الغلوّ الباطل عندهم ، وأمّا المؤلّفات الشيعيّة في الردّ على الغلاة فهي أكثر وأشدّ وطأً عليهم ، فردّ سعد على الغلاة لايتوقف على فرض كونه عامياً تلبّس بالتشيّع ، كما يحاول الكاتب أن يفرض؟!
وثامناً : يقول : «ولفّقوا كتاب الضعفاء لجرح علماء الشيعة ، ونسبوه الى ابن الغضائري».
نقول :
في هذا جهات من الردّ!
1 - إنّ كتابَ الرجال لابن الغضائري المسمّى ب- : الضعفاء من أهم كتب الرجال المعتمدة على أسدّ المناهج الرجالية ، وقد صحّح نسبته إلى ابن الغضائري شخصيّاتٌ كبيرةٌ من علماء الطائفة ، وقد حققنا الكتاب وأثبتنا جميع ذلك في مقدمته.
2 - ناقشنا في تحقيقنا لكتاب الغضائري جميع ما قيل في الكتاب ، ورددنا على من زعم مثل ما ذكره الكاتب.
3 - إنّ كتاب الغضائري لم يشتمل على ما ذكر من (جرح علماء الشيعة) نعم ذكر المجروحين من الرواة ، ممن جرحهم رجاليو الشيعة في كتبهم ، وإنّما تفرّد بجرح ما لايتجاوز أكثر جمع القلة ، وهم فقط (10) أنفس ، وليس فيهم من هو من علماء الشيعة المعروفين.
ص: 115
وقد فصّل عن هذا الأمر العالمُ المحققُ القديرُ السيدُ أبو الحسن الموسوي العاملي في مقال (براءة الغضائري من التسرع بالجرح) نشر في مجلة علوم الحديث الفصلية الصادرة من كلية علوم الحديث في العدد (10) الصفحات (206 - 226).
وتاسعاً يقول : «وينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي».
نقول :
وهذا أيضاً من التزيّد في الهجوم على سعد ، بلا موجب ، حيثُ إنّ الكاتب يتصوّر أنّ عنوان كتاب فرق الشيعة خاصّ بما كتبه النوبختيّ فقط ، وكأنّه ليس لأحد من معاصريه أو من سبقه أو لحقه أنْ يؤلّف كتاباً باسم فرق الشيعة إلاّ أن يكون كتاب النوبختي.
ومع تصريح الشيخ النجاشي بأنّ سعداً له كتاب فرق الشيعة فأيّ وجه لتلك المزعومة السخيفة؟
ثمّ إنّ لسعد بن عبد الله كتاباً باسم مقالات الإماميّة ذكره له الشيخان الطوسي والنجاشي وغيرهما ، وقد طبع في طهران باسم المقالات والفرق بتحقيق الدكتور محمد جواد مشكور.
وأمّا النسبة بين كتاب سعد هذا ، وكتاب فرق الشيعة المنسوب إلى النوبختي ، فقد أثاره الدكتور عباس إقبال الآشتياني الطهرانيّ ، في كتابه خاندان نوبختي وناقشه الدكتور مشكور المذكور وغيره ، ودخلنا في هذه المعمعة وتوصّلنا إلى نتيجة متفاوتة حاصلها : إنّ كتاب سعد هو (أصيلٌ) ومستقلّ ، وهو من عينة تُراثنا في موضوعه.
ص: 116
وأمّا فرق الشيعة المطبوع منسوباً إلى النوبختي ، فهو ليس كتاب النوبختي ، بل ليس إلاّ نسخةً مشوّهةً ممسوخةً من كتاب سعد المذكور ، وأثبتنا كلّ هذا في مقال بعنوان «فرق الشيعة أو مقالات الإماميّة؟ للنوبختي أو للاشعري» طبع في مجلّة (تراثنا) الفصلية في العدد الأوّل من السنة 1405 ه.
وبعد ظهور بطلان هذه المزاعم التي كدّسها (منزوي) وأدرجها في متن كتاب الذريعة نقول له :
إذا كان سعدٌ بهذه المنزلة عندك ، وهو صاحب هذه البلايا في رأيك ، فلماذا أدخلتَ كتابه النوادر وسائر كتبه في موسوعة الذريعة التي هي (في تصانيف الشيعة)!
فكان الواجب وأنت (تنقّح) الكتاب أنْ تحذف هذا وأمثاله ، ولا ترقّم لكتابه في عداد كتب الشيعة ، أو أنْ تصرِّح بواضح العبارة بعدم كونها من كتب الشيعة!
وبعد هذا كلّه تبيّن أنّ القائمين على طبع كتاب الذريعة في طهران ، قد قاموا بتجاوزات شنيعة على الكتاب وعلى مؤلّفه ، فهم قاموا ب- :
1 - إثبات ما لم يكتبه صاحب الذريعة ، من دون أدنى إشارة إلى كون النصّ الوارد هو لهم وليس لصاحب الذريعة.
2 - إغفال نصّ صاحب الذريعة وحذفه كليّاً ، أو جزئياً أحياناً من دون إشارة إلى ذلك.
3 - محاولة الإرجاع إلى مواضع من الذريعة ، للإيهام إلى توثيق ما كتبوه.
ص: 117
مع عدم أدنى ارتباط لتلك المواضع بما كتبها صاحب الذريعة.
وهذه الأُمور كلّها تعتبرُ في عُرف العُلماء ومحققي النصوص خيانةً لا تغتفر.
لكن - ومع كلّ الأسف - هذا هو الواقع الذي بُلينا به في هذا العصر وبليتْ به عيون تراثنا العزيز ، حيث يعبثُ به الجاهلون والتجّار الطامعون ، بأسماء رنانة ، وبعناوين التحقيق والتصحيح ، مما ليس إلاّ التخفيق والتغليط.
والعجب أن ذلك يتمّ باسم مؤسسات ضخمة ذات عناوين فخمة وليس ما ينتجون إلاّ إمائةً وقتلاً وفضيحةً واتهاماً للعلم والدين.
نسأل الله أنْ يحفظَ ديننا وتراثه من أيدي العابثين ، وأن يوفق رجال العلم والدين للقيام بنهضة كبرى لتلافي ما يقع من ذلك ، إنه الموفّقُ والمُعينُ.
وبالنسبة إلى كتاب الذريعة العظيم فإنّي أهيبُ بتلامذة الإمام الطهرانيّ ، وأحبّائهِ ، ومَن يمتّ إليه بصلة المودّة والعلم والتعظيم أن يهبِّوا لتلافي ما أفسده أُولئك الطابعون ، وأنْ يقفوا أمامَ هذا الضياع لأكبر موسوعة علميّة ، هيَ من مفاخر العصر ، وأن يذبّوا عنه هذا الركام من التصرّفات البشعة الشانية لوجهه الناصع ، ويقوموا بتحقيقه من جديد اعتماداً على نسخة (الأصل) المخطوطة بخطّ الشيخ الطهراني نفسه ، واستعانة بنسخة (الفرع) التي كتبها العلامة الطباطبائيّ ، وأن يخرجوها نسخةً محققةً موثوقة ، مستفيدين من كلّ الملاحظات والمستدركات والتعاليق التي كتبها
ص: 118
مُحبّو الشيخ والمعرفة ، ليخرجَ عملاً كاملاً يليق بالطائفة ، ويليق بمكانة الشيخ الطهراني الذي هوعَلَمٌ في هذا الشأن ، ومن الخالدين في خدمة الطائفة وتراثها المجيد رحمه الله وأثابه ، ونسأله تعالى أنْ يوفّق العاملين لخدمة العلم والدين ، إنه مجيب الدعاء ومنه التوفيق والتسديد.
حرّر في 15 شهر رمضان المبارك من سنة 1428 ه- في قم المقدسة
وكتب
السيّد محمد رضا الحسينيّ الجلاليّ
كان
الله له.
* * *
ص: 119
(372- 450 ه)
الشيخ حميد البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
هو الشيخ الجليل المتمرّس في علم الرجال والمحقق الأكبر فيه أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن عباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله النجاشي والي الأهواز بن غنيم أو عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن بجير بن اسامة بن نصر ابن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
في ضبط كلمة النجاشي :
ذكر في الصحاح : «أنّ النجاشي - بالفتح - اسم ملك الحبشة»(1).
وقال الفيروزآبادي في القاموس في مادّة النجش : «والنجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها وهو أفصح : أصحمةُ [بن بحر] ملكُ
ص: 120
الحبشة [الذي أسلم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]»(1).
نسبه وأُسرته :
عن أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي(2) في قبس المصباح : «أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي»(3).
وفي رجال السيد بحر العلوم : «وقول الصهرشتي : «ابن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي» ، لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت»(4).
جده عبد الله النجاشي كان والياً على الأهواز وقد كتب رسالة إلى الإمام الصادق عليه السلام وكتب إليه الإمام جواباً وهي (الرسالة الأهوازية).
وأُسرته آل أبي السمال من الأُسر الكبيرة والمعروفة في الكوفة.
قال السيد بحر العلوم في رجاله : «آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبد الله صاحب الرسالة إلى النجاشي صاحب الرجال»(5).2.
ص: 121
كنيته :
أبو العباس وأبو الحسين ، قال السيّد ابن طاووس في أوّل كتاب رجاله - على ما نقله صاحب المعالم في ديباجة التحرير الطاووسي - : «وقد عزمتُ أن أجمعَ في كتابي هذا أسماء الرجال من كُتب خمسة : كتابِ الرجال لشيخنا أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - إلى أن قال - وكتابِ أبي الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي»(1).
وذكرَ ذلك العلامة في ترجمة السيّد المرتضى حيث قال : «إنّه تولّى غُسله أبو الحسين أحمد بن العبّاس النجاشي»(2).
وكناه العلاّمة رحمه الله أيضاً بأبي العباس(3).
ولادته :
ولد النجاشي في سنة 372 ه- في مدينة الكوفة(4) وكان أبوه من محدثي الشيعة المعروفين.
ومما يؤيد كون ولادته في هذه السنة أو ما يقاربها ، أنّ النجاشي رحمه اللهكان يحضر مجلس هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385 ه- ، ويدخل مع ابنه محمد بن هارون في بيته عندما يقرأ الناس عليه. ذكر ذلك في ترجمته (ترجمة رقم 1187) ، وأيضا إدراكه رحمه الله ولقائه لكثير من أكابر عصره ، كما ستقف عليه إن شاء الله. 2.
ص: 122
من أقوال العلماء فيه :
عن كتاب قبس المصباح للصهرشتي : «أنّه كان شيخاً بهيّاً ، ثقةً صدوقَ اللسان عند المخالف والموافق»(1).
وجاء في رجال السيد بحر العلوم : «أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الاثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال اليه وقد صرح بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي أن يذكر ، وإن أغنى العلم به عن الخبر»(2).
قال السيد الداماد في الرواشح : «إنّ أبا العبّاس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر ، السنَد المُعتمد عليه ، المعروف أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن النجاشي ، الذي ولي الأهواز»(3).
وفي شرح مشيخة الفقيه للمولى التقيّ المجلسي : «أنّه وثّقه العلاّمة عليه السلام بل أكثر الأصحاب ؛ لأنّهم يَعتمدون عليه في الجرح والتعديل ، وهو ثَبْتٌ كما يظهر من التتبّع»(4).
وفي مقدمة كتاب البحار في أوّل الكتاب عند ذكر الكتب المأخوذ منها : «وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين : 1.
ص: 123
محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي ، وأحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي»(1).
وفي أمل الآمل : «أنّ أحمد بن العبّاس النجاشي ثقةٌ ، جليل القدر ، يروي عن المفيد»(2).
وفي تعليقات العلاّمة البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر : «أنّ النجاشي في غاية الضبط ونهاية المعرفة»(3).
وعن الوجيزة : «أنّه ثقة مشهور»(4).
وفي خاتمة مستدركات الوسائل للميرزا النوري : «العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه كلّما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقاً وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره وعظيم شأنه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات»(5).
سفراته :
لقد أمضى أحمد بن علي النجاشي أكثر عمره في مدينة بغداد وسافر عدة مرات لزيارة المراقد المقدسة ومن جملة أسفاره سفرته سنة 400 ه- إلى النجف الأشرف حيث بقي مدة من الزمن بجوار مرقد أمير المؤمنين عليه السلام وعند ذلك لقى شيخه الجليل الحسين بن جعفر بن محمد 7.
ص: 124
المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري ، وسمع منه - (ذيل ترجمة رقم 587) - ، وأجازه في المشهد الغروي الشريف بروايته كتاب عمل السلطان لأبي عبد الله البوشنجي الحسين ابن أحمد بن المغيرة ، كما نص عليه رحمه اللهفي ترجمته - (ترجمة رقم 165) -.
ودخل الكوفة كراراً ، قال في ترجمة جعفر بن بشير البجلي - (ترجمة رقم 304) - : «وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا بالكوفة نصلي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها»(1).
«وقد زار مشهد الإمامين العسكريين عليهما السلام. وبها سمع من القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف نسخة كتاب محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، كما نص رحمه الله عليه في ترجمته (ترجمة رقم 954).
قلت : ولعل وفاته رحمه الله بمطيرآباد كانت بعد هذه الزيارة ، ورجوعه من سامراء إلى تلك الناحية»(2).
أساتذته :
لقد سمع النجاشي رحمه الله الرواية من كثير من العلماء ومن جملة هؤلاء :
1 - أبوه علي بن أحمد النجاشي.
2 - الشيخ المفيد وهو المراد بقوله : شيخنا أبو عبد الله ، وقوله : محمد بن محمد ، ومحمد بن النعمان. 7.
ص: 125
3 - أحمد بن عبد الواحد البزاز ، المعروف بابن حاشر.
4 - أحمد بن علي السيرافي.
5 - ابن الغضائري الحسين بن عبيد الله وابنه احمد بن الحسين.
6 - هارون بن موسى التلعكبري وابنه أبو جعفر بن هارون.
7 - أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي.
8 - محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني أبو الفرج الكاتب.
من تلامذته :
لا شك أنّ الكثير قد استفاد من هذا الشيخ الجليل ولكن لم تسلط الأضواء على ذلك في كتب التراجم ونذكر منهم :
1 - الشيخ أبو الحسن الصهرشتي.
2 - السيد عماد الدين بن معبد الحسني المروزي.
مؤلفاته :
ما وصل إلينا من كتب النجاشي هو ما يلي :
1 - كتاب الجمعة وما ورد فيه من الأعمال.
2 - كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل.
3 - كتاب أنساب بني نصر بن قعين.
4 - كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم.
5 - كتاب الرجال أو فهرست أسماء مصنفي الشيعة.
ص: 126
وفاته :
توفي هذا العالم الجليل والرجالي الخبير والنسابة البارع كما في خلاصة العلاّمة في سنة 450 ه(1) في مطيرآباد(2) من نواحي سامراء وعاش 78 عاماً ملؤها الخير والبركة والعطاء.
ولابأس بالإشارة إلى أنّ الموجود في ترجمة محمد بن الحسن الجعفري - (ترجمة رقم 1070 في رجال النجاشي) - أنّ الجعفري مات يوم السبت 16 / رمضان / 463 ه- ، أي بعد 13 سنة من سنة وفاة النجاشي التي ذكرها العلاّمة في خلاصة الأقوال ولعلها إضافة من النساخ في ما بعد.
وأول من أشار إلى تاريخ ومحل وفاته هو العلامة الحلي في خلاصته ولم يتعرض له أحد قبله في مصادر الشيعة لفقد كثير منها ، وكذلك مصادر السنة لتجاهلهم للكثير من علمائنا ورواتنا وهو واضح للمتتبع.
وجاء في رجال السيد بحر العلوم : «توفي قبل الشيخ بعشر سنين لأنه توفي 460 وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة سنة وقدم الشيخ العراق وله ثلاث وعشرون سنة وللنجاشي ست وثلاثون وكان السيد الأجل المرتضى (رضي الله عنه) أكبر منه بست عشرة سنة وأشهر وهو الذي تولى غسله ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز ».
ص: 127
كما ذكر في ترجمته»(1).
مطالعات في فهرست النجاشي :
كتابه المشتهر برجال النجاشي واسمه فهرست أسماء مصنّفي الشيعة على ما ذكره في أوّل الجزء الثاني ، وقد ذكر السبب الذي دعاه لتأليف هذا الفهرست قائلاً : «فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف (أطال الله بقائه وأدام توفيقه) من تعيير قوم من مخالفينا أن لا سلف لكم ولا مصنّف ، وهذا قول من لا علم له بالناس ولا وقف على أخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ أهل العلم ولا لقي أحداً فيعرف منه ، ولا حجّة علينا لمن لم يعلم ولا عرف ، وقد جمعت من ذلك ما استطعته ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب ، وإنّما ذكرت ذلك عذراً إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره»(2).
ويتميّز هذا الكتاب بمميّزات منها :
1 - تعرضه لترجمة أكثر من (1240) راوياً ووثق أو مدح (640) وضعف ما يقارب (100) وغالباً ما يوثّق بلا نسبة ويضعف بنسبته إلى الغير وقد وثّق جماعة في غير تراجمهم(3). وقد تعرض في كتابه هذا للجرح والتعديل لأغلب الرواة الذين ذكرهم فيه.
2 - إنّه مختص على ما ذكر في ديباجة الكتاب بمصنّفي الشيعة ولم يشذّ عن هذا الاختصاص إلاّ نادراً كما في عبد الله بن بكير والسكوني مثلاً.
3 - تثبته في مقالاته ، وتأمله في إفاداته ، فإنه أثبت علماء الرجال ل.
ص: 128
وأضبطهم ، كما صرح به الكثير من العلماء الذين تعرضوا لذلك حتى عرف أنه لا يروي إلاّ عن ثقة.
4 - دقّته في البحث واطلاعه الواسع خصوصاً في الأنساب والرجال.
5 - إنّ مشايخه من أجلاّء ونقّاد هذا العلم وقد أكسبه ذلك خبرة كثيرة ، فمنهم الشيخ أحمد بن الحسين الغضائري ، والشيخ أحمد بن علي بن عباس بن نوح السيرافي ، والشيخ أحمد بن محمد بن الجندي ، ومحمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن أبي قرّة الكاتب ، وقد انعكس هذا الامر على كتابه الذي دون فيه عصارة أفكاره وخلاصة تحقيقاته ، والذي يبدو واضحا للمتتبع المتأمل في صفحات الكتاب.
وهنا نشير إلى بعض النكات التي يجدها المتتبع في هذا الكتاب الجليل والتي تكشف عن الدقة والتتبع عند مصنفه :
1 - تعرض لأنساب الكثير من الرواة ، وهذا كما يكشف بشكل جلي عن تبحره واطلاعه الواسع على الأنساب والرجال ، وقدم بذلك ثروة مهمة للباحثين ، وقد تقدم أنّ من مؤلفاته كتاب أنساب بني نصر بن قعين ونصر بن قعين ، أحد أجداده.
فقد تعرض الشيخ النجاشي في تراجمه للرواة إلى ذكر أنساب البعض منهم ونحن نشير إليهم على نحو الإجمال :
(7) أبان بن تغلب بن رباح ، (30) إبراهيم السمال ، (167) الحسين المغربي ، (194) أحمد بن الحسن بن علي ، (198) احمد بن محمد بن عيسى ، (200) أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل أبو جعفر كوفي ، (201) أحمد الزراري ، (233) احمد بن محمد بن سعيد السبيعي ، (239) أحمد بن إبراهيم بن المعلى ، (250) أحمد بن
ص: 129
عامر ، (306) جعفر بن عبد الله ، (314) جعفر بن محمد والد أبي قراط ، (319) جعفر بن ورقاء ، (332) جابر الجعفي ، (346) حفص بن غياث ، (376) حصين بن المخارق ، (428) دعبل بن علي الخزاعي ، (436) ريان بن شبيب ، (463) زرارة بن أعين ، (549) طلاب بن حوشب ، (585) عبد الله بن الفضل ، (606) عبد الله بن أحمد ، (632) عبد الرحمن بن عمرو العائذي ، (676) علي بن الحسن بن علي بن فضال ، (692) علي بن عبد الله الخديجي ، (713) علي بن محمد بن حفص القمي - وابنه الحسن بن أبي قتادة الشاعر ، (880) محمد بن قيس ، (886) محمد بن علي بن النعمان ، (893) محمد بن إسماعيل بن بزيع ، (1058) محمد بن الجواني ، (1059) محمد بن عبد الله بن محمد ، (1060) محمد بن وهبان ، (1067) المفيد ، (1124) سمع بن عبد الله ، (1155) وهب أبو البختري ، (1156) وهب بن عبد ربه ، (1166) هشام بن السائب ، (1183) هارون بن عبد العزيز ، (1207) يونس بن يعقوب أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار.
وهو في النسب يتعرض إلى نسب الراوي إلى أجداده تارة وأخرى لعلاقته النسبية بأحد الرواة أو الشخصيات أو الشعراء ، فمن مثال الأول ما ذكره في نسب الشيخ المفيد رحمه الله حيث قال في ترجمته (1067) : «محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبدالدار بن الريان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة بن خلد بن مالك بن أدد بن زيد بن
ص: 130
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان».
ومثال العلاقة بأحد الشخصيات ما ذكره في ترجمة (436) ريان بن شبيب ، حيث قال : «خال المعتصم» ، أو ما تعرض له في ترجمة (1183) هارون بن عبد العزيز : «جد والد الوزير أبي قاسم» وأخيرا نذكر مثالا على ما يذكره النجاشي في بعض الأحيان من علاقة نسبية أو سببية ببعض الرواة ، فمن الأول ما ذكره في ترجمة يونس بن يعقوب : «أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار» ، ومن الثاني ما أشار إليه في ترجمة (958) محمد بن مارد التميمي : «ختن محمد بن مسلم».
ولا تخفى أهمية هذه المعلومات القيمة في أزمنتنا حيث الأهمية القصوى للقرائن التي يمكن جمعها للوصول إلى توثيق أو تضعيف أحد الرواة أو الاستفادة منها في تشخيص بعض الرواة أو موارد أخرى ، فهي وإن كانت خارجة عن حريم التقييمات الرجالية بالمعنى الأخص إلاّ أنّها دخيلة في ذلك بشكل غير مباشر.
2 - تعرض أيضا لذكر سنة الولادة أو الوفاة لكثير من الرواة (يناهز السبعين)وأفاد بذلك دارسي علم الرجال لتحديد الرواة وطبقاتهم ، راجع الجدول رقم (1).
3 - ذكر محل الوفاة أو السكن أو محل الرواية لما يقارب الثمانين راوياً ، راجع الجدول رقم (2).
4 - تعرض لأُمور أو قصص مهمة وطريفة عند ترجمته لبعض الرواة ، والتي تسلط الضوء على أُمور لها أهميتها في تشخيص الرواة أو توثيقهم أو ما شابه ، منها :
ص: 131
- ما في ترجمة (رقم 7) : «أبان بن تغلب بن رباح أبو سعيد البكري الجريري مولى بني جرير بن عبادة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ... وكان قارئاً من وجوه القراء ، فقيهاً ، لغوياً ، سمع من العرب وحكى عنهم ... ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ... وكان أبان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية».
ومنها ماذكره عند ترجمته - (رقم 370) - حماد بن عيسى : «وكان ثقة في حديثه صدوقاً قال : سمعت من أبي عبد الله عليه السلام سبعين حديثا فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين ... ومات حماد بن عيسى غريقاً بوادي قناة - وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة وهو غريق الجحفة - في سنة تسع ومائتين ، وقيل : سنة ثمان ومائتين ، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله».
ومانقله في ترجمة (رقم 375) : «حريز بن عبد الله السجستاني أبو محمّد الازدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان ، فعرف بها ، وكانت (كان) تجارته في السمن والزيت ... وكان ممن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبد الله عليه السلام ، وروى أنه جفاه وحجبه عنه».
وما ذكره في ترجمة - (رقم 575) - عبد الله بن عبدالرحمن الزبيري : «والزبيريون في أصحابنا ثلاثة هذان - (عبد الله بن عبد الرحمن الذي نحن بصدده وعبد الله بن هارون) - ومحمد بن عمرو بن عبد الله بن مصعب بن الزبير رأيت بخط أبي عباس بن نوح في ما أُوصي به إليَّ من كتبه».
ص: 132
ما ذكره في ترجمة - (رقم 588) - عبد الله بن طلحة النهدي : «عربي ، كوفي ... وليس هو أخا يحيى بن طلحة».
نقله قصة عبد العظيم الحسني في ترجمته (رقم 653) : «كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان ، وسكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، وكان (فكان) يعبد الله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وكان (فكان) يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره ، وبينهما الطريق ، ويقول : «هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليهما السلام». فلم يزل يأوى إلى ذلك السرب ، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليهم السلام حتى عرفه أكثرهم. فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : «إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ، ويدفن عند شجرة التفاح ، في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب» - وأشار إلى المكان الذي دفن فيه - فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لاي شيء تطلب الشجرة ومكانها. فأخبر بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على الشريف والشيع يدفنون فيه. فمرض عبد العظيم ومات رحمه الله ، فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة ، فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : «أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام».
5 - هناك تعابير استخدمها النجاشي لها مداليل حَرِية بالانتباه :
أ - من بيت الشيعة (50).
ب - من بيت الثقات (447).
ص: 133
ج - يعرف وينكر : (69) - (183) - (199) - (227) - (468)
- (527) - (624) - (740) - (753) - (903).
د - قريب السن (212).
ه- - روى عن الرجال (249).
و - قريب الموت (125).
ز - يروي عن الرجال (729) ف (1087) ف (1181).
ح - روى عن الثقات ورووا عنه (304) - (933).
6 - تعرض الشيخ النجاشي لترجمة مجموعة من الرواة في غير عنوانهم بمناسبة وقد وثق بعضهم وضعف آخرين وإتماماً للفائدة سنذكر هؤلاء الرواة مع ذكر رقم الترجمة ، راجع جدول رقم (3).
فهذه بعض النكات الذي يلاحظها المتتبع في هذا الكتاب القيّم والتي تكشف عن الدّقة والتّتبع والتّخصص عند مؤلّفه وقد ذكرت رقم الترجمة أمام اسم كلّ راو ليتسنى للمحقق مراجعتها ، والطبعة التي اعتمدتها هي تحقيق : الحجة السيد موسى الشبيري الزنجاني ، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم ، الطبعة الأولى سنة 1407 ه.
* * *
ص: 134
صورة
ص: 135
صورة
ص: 136
صورة
ص: 137
صورة
ص: 138
صورة
ص: 139
صورة
ص: 140
صورة
ص: 141
صورة
ص: 142
صورة
ص: 143
صورة
ص: 144
صورة
ص: 145
صورة
ص: 146
صورة
ص: 147
صورة
ص: 148
صورة
ص: 149
صورة
ص: 150
صورة
ص: 151
صورة
ص: 152
صورة
ص: 153
صورة
ص: 154
صورة
ص: 155
صورة
ص: 156
صورة
ص: 157
صورة
ص: 158
صورة
ص: 159
المصادر
1 - أمل الآمل ، الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ، دار الكتاب الاسلامي ، قم / إيران 1982 م.
2 - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي (ت 1111 ه) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت / لبنان 1403 ه.
3 - التحرير الطاووسي ، حسن بن زين الدين (ت 1011 ه) ، مكتبة المرعشي ، قم / إيران 1411 ه.
4 - تعليقات ، الوحيد البهبهاني (ت 1206 ه)، طبعة حجرية.
5 - تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ، السيد محمد علي الابطحي ، قم ، إيران 1417 ه.
6 - خلاصة الأقوال ، العلاّمة الحلّي (ت 726 ه) ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم / إيران 1417 ه.
7 - رجال السيد بحر العلوم (الفوائد الرجالية) ، السيد مهدي بحر العلوم (ت 1212 ه) ، مكتبة الصادق ، طهران / إيران 1983 م.
8 - رجال النجاشي ، أحمد بن علي النجاشي (ت 450 ه) ، مؤسّسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم / إيران 1416 ه.
9 - الرواشح السماويّة ، ميرداماد محمد باقر الأسترآبادي (ت 1041 ه) ، دار الحديث ، قم / إيران 1422 ه.
10 - روضة المتّقين ، التقي المجلسي (ت 1070 ه)، بنياد فرهنك اسلامي، قم، إيران / 1399 ه.
11 - الصحاح ، الجوهري (ت 393 ه) ، دار العلم للملايين ، بيروت / لبنان 1407 ه.
12 - القاموس المحيط ، الفيروزآبادي (ت 817 ه)
ص: 160
13 - مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري (ت 1320 ه) ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلاملاحياء التراث ، قم / إيران 1416 ه.
14 - معجم البلدان ، الحموي (ت 626 ه) ، دار احياء التراث العربي ، بيروت / لبنان 1399 ه.
15 - المنتظم ، ابن الجوزي (ت 597 ه) ، الهند.
16 - منتهى المقال ، أبو علي الحائري (ت 1216 ه) ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلاملاحياء التراث ، قم ، إيران / 1416 ه.
17 - الوجيزة ، للمجلسي (ت 1111 ه)، منشورات مؤسسة الاعلمي، بيروت، لبنان 1415 ه.
* * *
ص: 161
السيّد زهير الأعرجي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة :
نعني بالنظرية التفسيرية المسلك الذي سلكه المفسّرون من علماء أهل البيت عليهم السلام في بيان المعاني القرآنية عبر التفسير النقلي الروائي الصادر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، فهو تفسيرٌ بالمأثور في مقابل التفسير بالرأي الذي تمسّكت به مدرسة الحديث والرأي.
لقد نبع الاهتمام بالقرآن الكريم في المدرسة الإمامية من كونه كتاب الله المجيد المصون المحفوظ بين الدفّتين الذي لا تطاله يد التحريف والتزوير ، وقد قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الكريم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(1) ، وقال عزّ من قائل : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْح مَحْفُوظ)(2) ، وقال تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب
ص: 162
مَكْنُون)(1) ، وأوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين ، وهو من الأحاديث الصحيحة المتواترة التي رواها الفريقان(2).
ولذلك أجمع فقهاء المدرسة الإمامية على أنّ أشرف العلوم قدراً وأعلاها منزلة هو العلم بمعاني القرآن الكريم ، وقد اهتمّ علماؤنا بتفسير كلام الله المجيد ، وأصبح القرآن الكريم في المدرسة الإمامية محور المعرفة الإسلامية في التشريع والفقه والفلسفة والكلام والعرفان والأخلاق.
وعندما نتحدّث عن نشأة التفسير وتطوّره وعن مناهج المفسّرين وطرقهم فإنّنا نريد أن نبيّن اهتمام المدرسة العلمية السائرة على هدى أهل البيت عليهم السلام بالقرآن الكريم باعتباره الأصل الأوّل من أصول مباني الإسلام في المعرفة والتشريع ، ف- : التفسير هو : «إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز ، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان ولا على شيء لم يثبت أنّه حجّة من طريق العقل أو من طريق الشرع ، للنّهي عن اتّباع الظنّ وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه ، قال الله تعالى : (قُلْ ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)(3) ... إلى غير ذلك من الآيات والروايات الناهية عن العمل بغير العلم. والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطريقين ... ولابدّ للمفسّر من أن يتّبع الظواهر التي يفهمها العربي الصحيح ، أو يتّبع ما حكم به العقل الفطري الصحيح ، فإنّه حجّة من الداخل 9.
ص: 163
كما أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حجّة من الخارج»(1).
ولاشكّ أنّ النظرية التفسيرية الإمامية تستخدم العقل للاستدلال بالحكم ومعرفة المعاني باعتبار أنّ العقل يعدُّ طريقاً موصلاً إلى العلم القطعي ، أي إنّ العقل يدعو إلى اعتماد تفسير القرآن بالقرآن وردّ المتشابه إلى المحكم واستخدام السنّة الصحيحة في استنباط المعاني والأحكام أو تأويلها ، ولذلك أصبح مبنى المدرسة الإمامية قائماً على أصل مهمٍّ وهو أنّ المفسّر لا يرتقي إلى مستوى التفسير إلاّ إذا كان عالماً مجتهداً بأحكام الشريعة عارفاً بالمباني الأصولية واللغوية والعقلية.
وعندما نستخدم العقل طريقاً لمعرفة المعاني والأحكام فإنّنا نقصد به الحكم النظري بالملازمة بين الحكم الثابت شرعاً أو عقلاً وبين حكم شرعيٍّ آخر ، كالملازمة بين المقدّمة والواجب في ذي المقدّمة ، أو الحكم باستحالة التكليف بلا بيان الذي يلزم منه حكم الشارع بالبراءة ، أو الملازمة بين عقيدة قطعية وعقيدة أُخرى كاستحالة التجسيم الملازمة لاستحالة رؤيته عزّ وجلّ.
وبناءً على ذلك نلحظ أنّ تفاسير المدرسة الإمامية تعدُّ من أدقّ التفاسير القرآنية وأقربها إلى المعنى الواقعي في فهم القرآن الكريم لأنّها مستندة على ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين هم أدرى بمعاني القرآن الكريم من غيرهم من المسلمين ، وأصبحت كتب الشيعة التفسيرية نجوماً متلألئة في سماء المعرفة القرآنية ، ك- : التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، ومجمع البيان للطبرسي (ت 7.
ص: 164
548 ه) ، وزبدة البيان في أحكام القرآن للمقدّس الأردبيلي (ت 993 ه) ، وآيات الأحكام للاسترآبادي (ت 1028 ه) ، ومسالك الأفهام إلى آيات الأحكام للكاظمي (ت 1065 ه) ، وتفسير الميزان للسيّد الطباطبائي (ت 1402 ه) ، والبيان في تفسير القرآن للسيّد الخوئي (ت 1413 ه) والذي لم يظهر منه بكلِّ أسف إلاّ مجلّدٌ واحد.
ولا ننسى أنّ تلك التفاسير قد استعانت بالعلوم الأدبية من صرف ونحو ولغة كأدوات لبيان المعنى ، واستعانت أيضاً بالأسلوب الجمالي لعرض فنون كلام الله المجيد وتبيين خصائص القرآن وكنوزه المعنوية ، واستعانت بالبلاغة لعرض الكناية والاستعارة والتشبيه والمجاز والتمثيل والتقديم والتأخير والتنكير والتعريف والفصل والوصل والمجاز اللغوي والمجاز العقلي.
والأصل في تفسير القرآن هو إرشاد الناس إلى كلام الله عزّ وجلّ وإدراك حكمة التشريع في العقائد والأخلاق والأحكام على وجه يسوق الإنسان إلى معرفة ربِّه وطاعته.
وقبل أن نتحدّث عن التاريخ التفسيري في المدرسة الإمامية لابدّ من إلقاء الضوء على علاقة أئمّة أهل البيت عليهم السلام بالقرآن الكريم وجهادهم المتواصل من أجل صيانة ذلك الكتاب الإلهي المجيد.
* * *
ص: 165
الفصل الأوّل
العلاقة بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام
القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام :
من الأمور المبنائية عند الإمامية هو الربط بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وبالخصوص علاقة الإمام علي عليه السلام بالقرآن الكريم ، فقد اهتمّ الإمام عليه السلام عند ملازمته النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن ، فلا عجب أن يقول عليه السلام : «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمتُ فيما أنزلت وأين نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً»(1).
وكان من اختصاصه عليه السلام جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(2)حتّى يُصان من التحريف بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يختصّ بعليّ عليه السلام ويعلّمه معاني القرآن الكريم وأسراره وخفاياه ، وكان الإمام عليه السلام يجهر بذلك مصرّحاً : «ما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليَّ ، فكتبتها بخطّي ، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله عزّ وجلّ أن يعلّمني فهمها وحفظها ، فما نسيتُ آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ ولا علماً أملاه عليَّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علّمه الله عزّ وجلّ من حلال وحرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنسَ منه حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله تبارك وتعالى بأن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكمةً ونوراً ، 8.
ص: 166
ولم أنس من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شيءٌ لم أكتبه ...»(1).
وكان الإمام عليه السلام يعلّم المسلمين القراءة وأحكام الدين ، ويؤيّده رواية عن الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها : «كان علي عليه السلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقّباً إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلّمهم الفقه والقرآن»(2).
وهذا عبد الله بن مسعود يقول : «قرأتُ سبعين سورة من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقرأتُ البقية على أعلم هذه الأمّة بعد نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)عليّ بن أبي طالب عليه السلام»(3).
مقدّمات حول كتابة القرآن الكريم(4) :
لا شكّ أنّ الثقافة المكتوبة لم تكن متداولة بشكل واسع قبل الإسلام بل كانت الثقافة الاجتماعية ثقافة شفهية ، ولذلك فقد اُشير إلى المعلّقات السبعة التي علّقها العرب على جدار الكعبة قبل الإسلام بشيء من الاهتمام والإكبار لأنّه كان من النادر كتابة المواد الثقافية أو قراءتها ، وعندما جاء الإسلام أحدث ثورة حقيقية في الثقافة المكتوبة ، خصوصاً عند كتابة القرآن زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ومن أجل فهم الأجواء التي كانت سائدة زمن كتابة القرآن الكريم لابدّ من ترتيب النقاط التالية :
1 - إنّ الذين كانوا يعرفون الكتابة في الصدر الأوّل من الإسلام 0.
ص: 167
قليلون ، وكان منهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وأبيّ بن كعب الأنصاري ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان (بعد عام الفتح) ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح (الذي ارتدّ في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتله) ، وعثمان بن عفّان ، وآخرون.
2 - انتشرت الكتابة في المدينة بعد هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فعندما وقعت غزوة بدر الكبرى وتمّ تأسير سبعين رجلاً من مشركي قريش وكان فيهم عدد من الكتّاب قَبِلَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأُمّيّين الفدية بالمال وجعل فدية الكاتبين منهم تعليمهم المسلمين القراءة والكتابة ، فكلّف كلّ أسير بتعليم عشرة من المسلمين. وبذلك انتشرت الثقافة المكتوبة للقرآن في تلك المرحلة ، وازدهرت الأمصار الإسلامية بنعمة الثقافة الإسلامية ، وبقيت الأُمّية الصرفة بين الأعراب من البدو في الصحراء العربية.
3 - لابدّ من التمييز بين من كان يكتب الرسائل والعهود زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين من كان يكتب الوحي ويجمع القرآن ، فإنّ في كتابة القرآن وجمعه أثراً عظيماً في حفظ الإسلام وعدم تحريف الكتاب المجيد ، بينما لم يكن ذلك الأثر في كتابة الرسائل ، فهذا عبد الله بن أرقم كان كاتباً للرسائل فقط ولم يرد أنّه كان كاتباً للقرآن. قال في الاستيعاب في ترجمة عبد الله بن الأرقم : «إنّه كان من المواظبين على كتابة الرسائل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عبد الله بن الأرقم الزهري ...»(1).
وقد وقع في خطأ عدم التمييز بين كتابة الرسائل وكتابة القرآن بعض كبار المؤرّخين ومنهم اليعقوبي في تاريخه ، حيث أطلق الكلام حول كتّاب 9.
ص: 168
الوحي ولم يقيّده بكتابة الوحي أو الرسائل أو العهود ، فقال : «وكان كتّابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود عليّ بن أبي طالب ، وعثمان بن عفّان ، وعمرو بن العاص بن أمية ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وحنظلة بن الربيع ، وأبي بن كعب ، وجهيم بن الصلت ، والحصين النميري»(1).
4 - إنّ الكتابة إذا كانت مجرّدة من مضامينها الرسالية فإنّها لا توجب شرفاً ولا منزلةً ولا تثمر في صيانة كتاب الله المجيد ، فقد كان عبد الله بن سعد كاتباً لكنّه ارتدّ وبات يشهّر بالنبوّة لعدم إيمانه بعمله الذي كان يؤدّيه ، وكان معاوية قد أعلن إسلامه قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمسة أشهر فقط وطرح نفسه إلى العبّاس ليشفع له إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعفو عنه(2) ومع ذلك فقد زعم بأنّه كان من كتّاب الوحي ، نعم ربّما كتب شيئاً من الرسائل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في أواخر حياته ولكن لم تتّفق الأخبار أنّه كان كاتباً للوحي.
عليّ عليه السلام وجمع القرآن الكريم :
كان موضوع كتابة القرآن المجيد زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً في غاية الأهمّية ، ذلك أنّ القرآن إذا لم تتمّ كتابته وامضاؤه من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته فإنّه سيكون عرضة للأخذ والردّ واختلاف المسلمين عندما يرحل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى العالم الآخر ، فكان من اهتمامات عليٍّ عليه السلام الرئيسية كتابة القرآن المجيد في المدينة خلال حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). 1.
ص: 169
1 - كاتب الوحي عليه السلام :
تعلّم أمير المؤمنين عليه السلام القراءة والكتابة في مكّة ، ولكن المصادر التأريخية لم تذكر لنا طريقة التعلّم ولا أسلوبها. وعلى أيّ تقدير فإنّ الذي يهمّنا من قدرة عليٍّ عليه السلام على الكتابة والقراءة هو كتابته عليه السلام للقرآن الكريم وجمعه له في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وحسبما يساعد عليه الدليل فقد ثبت أنّ عليّاً عليه السلام كان كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد نقل العلاّمة المجلسي (ت 1111 ه) عن بصائر الدرجات : «عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان جبريل يُملي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يُملي على عليٍّ عليه السلام ...»(1).
وكتب ابن شهرآشوب في المناقب قائلاً : «أفلا يكون عليٌّ عليه السلام أعلم الناس وكان مع النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت والمسجد يكتب وحيه ومسائله ويسمع فتاواه ويسأله. وروي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتّى يخبر به عليّاً عليه السلام وإذا اُنزل عليه نهاراً لم يمس حتّى يُخبر به عليّاً»(2).
وإلى ذلك أشار ابن عبد ربّه في فصل صناعة الكتاب : «فمن أهل هذه الصناعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتب الوحي»(3).
والغريب استغرابه بالقول : «وكان مع شرفه ونبله وقرابته من ب.
ص: 170
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتب الوحي»! وهل كتابة الوحي إلاّ شرف لا يستحقّه إلاّ علي عليه السلام؟!
وقد احتجّ عليه السلام حول معرفته بالقرآن المجيد وعلومه على جماعة من المهاجرين والأنصار فقال : «يا طلحة إنّ كلّ آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطّ يدي ، وتأويل كلِّ آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ حلال وحرام أو حدٍّ أو حكم أو شيء تحتاج إليه الأُمّة إلى يوم القيامة فهو عندي مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطِّ يدي ، حتّى أرش الخدش»(1).
ويمكن عطف ما ورد عنه عليه السلام على ما تقدّم : «ما دخل رأسي نوم ولا غمض [جفني] على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى علمتُ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي وفيما نزل وفيمن تنزّل ...»(2).
وما ورد في كتاب سليم بن قيس : «جلستُ إلى عليٍّ عليه السلام بالكوفة في المسجد والناس حوله فقال : سلوني قبل ان تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما نزلت آية من كتاب الله إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلّمني تأويلها. فقال ابن الكوّاء : فما كان ينزل عليه وأنت غائب؟ فقال : بلى ، يحفظ عليَّ ما غبتُ ، فاذا قدمتُ عليه قال لي : يا عليّ أنزلَ الله بعدك كذا وكذا ، فيُقرِئُنيه ، وتأويله كذا وكذا فيعلّمنيه»(3).
فنستنتج من كلِّ ما تقدّم أنّ عليّاً عليه السلام كان يكتب الوحي في كلّ مرّة 1.
ص: 171
ينزل فيه ، وكان يحفظ آياته عن ظهر قلب ، وكان يدوّن القرآن مع هامش يذكر فيه العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والرخص والعزائم والآداب والسنن.
قال الرافعي في إعجاز القرآن : «واتفقوا على أنّ من كتب القرآن وأكمله وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخّرة : عليّ بن أبي طالب ، وأُبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود»(1).
وبذلك فلم يكن عليٌّ عليه السلام وحده كاتباً للوحي ، بل كان معه آخرون ممّن كتبوا الوحي بدقّة ، وفي ذلك نكتة مهمّة وخطيرة نتعرّض لها بعد قليل.
2 - كتّابٌ آخرون :
كتب القرآن المجيد بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفرادٌ آخرون بجانب عليٍّ عليه السلام ، منهم : زيد بن ثابت ، واُبيّ بن كعب الأنصاري ، وعثمان بن عفّان ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح.
والكتابة في ذاتها ليست منقبة إذا لم تكن نابعة من الإيمان بقيمة المكتوب وقداسته ، فهذا عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاعة نزلت فيه آية : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَاأَنْزَلَ الله ...)(2) ، فعندما أسلم عبد الله بن أبي سرح «قدم المدينة ، وكان له خطُّ حسن ، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاه فكتب ما3.
ص: 172
يمليه عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكان إذا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : سميع بصير ، يكتب : سميع عليم. وإذا قال له : والله بما تعملون خبير ، يكتب : بصير. ويفرّق بين التاء والياء. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : هو واحد. فارتدّ كافراً ورجع إلى مكّة وقال لقريش : والله ما يدري محمد ما يقول ، أنا أقول مثل ما يقول فلا ينكر عليَّ ذلك وأنا أُنزل مثل ما ينزل. فأنزل الله على نبيِّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَاأَنْزَلَ الله ...)(1).
فلمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكّة أمر بقتله. فجاء به عثمان بن عفّان فأخذ بيده - ورسول الله في المسجد - فقال : يا رسول الله اعفو عنه ، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثمّ أعاد ، فسكت ، ثمّ أعاد ، فقال : هو لك ، فلمّا مرّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : ألم أقل من رآه فليقتله؟ فقال رجل : عيني إليك يا رسول الله أن تشير إليَّ بقتله فأقتله ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الأنبياء لا يقتلون بالإشارة. فكان من الطلقاء(2).
ثمّ أورد عن معاني الأخبار حديثاً قال الصدوق في ذيله : «وإنّما كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له فيما يغيره : هو واحد. لأنّه لا ينكتب ما يريد عبد الله بن أبي سرح إنّما ينكتب ما كان يمليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : هو واحد غيّرت أم لم تغيّر لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أُمليه عن الوحي وجبرئيل يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدق نبوّته.
وقال الصدوق : ووجه الحكمة في استكتاب النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحي 3.
ص: 173
معاوية وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وهما عدوّان هو أنّ المشركين قالوا : إنّ محمداً يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه ويأتي في كلِّ حادثة بآية ... إلى أن قال : فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوّين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفّار والمشركون أنّ كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأوّل غير مغيّر ولا يزال عن جهة فيكون أبلغ للحجّة عليهم ، ولو استعان بوليّين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما لكان الأمر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع وكان يتخيّل فيه التواطي والتطابق ، فهذا هو وجه الحكمة في استكتابهما»(1).
3 - العلّة في تعدّد كتّاب الوحي :
وكانت العلّة الرئيسية في تعدّد كتّاب الوحي هو أن لا تختلف الأُمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضية القرآن كما اختلفت في قضية الولاية الشرعية والإمامة ، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بحفظه من كلّ تحريف كما نستظهر من قوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(2).
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أُميّاً لا يقرأ ولا يكتب بدلالة نصِّ القرآن المجيد : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّورَاةِ وَالأنْجِيلِ ...)(3) ، (وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَاب وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)(4). وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) 8.
ص: 174
لا يستطيع كتابة ما ينزل إليه من وحي ، بل كان بعد نزول الوحي إليه يحفظ القرآن النازل من آية أو سورة ويبلّغها الناس ، ثمّ يُقري عليّاً عليه السلام ونخبة من الفائزين بشرف صحبته (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستحفظهم إيّاها.
وكانوا إذا نقلوا عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً من القرآن تردّدوا عليه غير مرّة يتلونها أمامه حتّى يزداد تثبّتهم من حفظها ، ثمّ يذهبون وعلى رأسهم عليٌّ عليه السلامفيكتبونها ثمّ يعلّمون الناس الآيات الجديدة النازلة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبسبب تعدّد كتّاب الوحي فقد حُفظ القرآن الكريم من التحريف والتزييف ، وقد كانت كلّ العوامل الاجتماعية خلال القرن الأوّل الهجري مهيّأةً للتلاعب بالكتاب الكريم ، ولكن وعد الله تعالى بحفظه جنّب الأُمّة تلك الجناية العظمى ، وكان تعدّد كتّاب الوحي من العوامل التي حفظت القرآن.
4 - فنّية كتابة القرآن :
ومن شدّة اهتمام النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكتابة القرآن الذي كتب في عهده وفي حضرته أنّه كان يُنسَخ على الصحف. وفي رواية إسلام عمر بن الخطّاب دلالة بليغة على ذلك : «قال له رجل من قريش : إنّ أختك قد صبأت (أي خرجت عن دينك) فذهب إلى بيتها ولطم أُخته لطمة شجّ بها وجهها ، فلمّا سكت عنه الغضب نظر فإذا صحيفة في ناحية البيت فيها : (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لله مَا فِي السَّماوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ... إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ)(1) ، واطّلع على صحيفة اُخرى فوجد8.
ص: 175
فيها : (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ... لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى)(1)»(2).
وإذا صحّت هذه الرواية فهذا يعني أنّ القرآن كان متداولاً بين المسلمين مستنسخاً على شكل صحف.
وإذا كانت العرب زمن الجاهلية قد اهتمّت بكتابة الشعر ووضعه على جدران الكعبة المشرّفة كالمعلّقات السبعة فهل يصحّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم يهتمّ بكتابة القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي الذي بحفظه مصوناً بين الدفّتين يتمّ حفظ الدين إلى يوم القيامة؟!
وكان عليٌّ عليه السلام يكتب القرآن على جرائد النخل وأكتاف الإبل والصحف والحرير والقراطيس وما تيسّر من أدوات للكتابة والتصحيف ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)يأمره بوضع الآيات في مواضعها في القرآن. وبكلمة ، فإنّ نصَّ القرآن وترتيبه كان أمراً توقيفيّاً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الوحي.
فقد روى العيّاشي (ت 320 ه) - وهو من كبار محدّثي الإمامية - في تفسيره في ذيل رواية له : «قال علي عليه السلام : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصاني إذا واريته في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلّف كتاب الله ، فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل»(3).
وفي رواية عليّ بن إبراهيم (ت 307 ه) - وهو من ثقات المحدّثين - عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : «إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليٍّ عليه السلام : يا عليّ إنّ القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير6.
ص: 176
والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، وانطلق عليٌّ عليه السلامفجمعه في ثوب أصفر ثمّ ختم عليه»(1).
وما روي أنّ عليّاً عليه السلام قد جمع القرآن بعد وفاة النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرةً يُردّ عليه بأنّه لم يكن جمعاً اصطلاحيّاً بل أمر تدقيق وحفظ وصيانة وعناية.
ففي كتاب سليم بن قيس عن سلمان رضي الله عنه : «إنّ علياً عليه السلام بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه ... وكان في الصحف والشظاظ(2) والأسيار(3) والرقاع ... إلى أن قال : فجمعه في ثوب واحد وختمه»(4).
وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً عليه السلام : «يا عليّ هذا كتاب الله خذه إليك ، فجمعه عليٌّ عليه السلام في ثوب ومضى إلى منزله ، فلمّا قبض النبيٌّ (صلى الله عليه وآله وسلم)جلس عليه السلام فألّفه كما أنزل الله وكان به عالماً»(5).
ومعنى التأليف : الجمع ، ومنه قوله تعالى : (... فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(6).
والخلاصة : إنّ عليّاً عليه السلام كان قد كتب القرآن الكريم في حياة 3.
ص: 177
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية آية ، وكان يُعرض ذلك عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيُمضيه ، وكان على الإمام عليه السلام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقوم بجمع تلك الصحف وتدقيقها من أجل الاطمئنان على سلامتها ، مصداقاً لوعده تعالى بحفظ الكتاب المجيد من التلاعب والتزييف.
صيانة القرآن :
ذكرنا آنفاً أنّ عليّاً عليه السلام مع كتاب آخرين كتبوا القرآن الكريم في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صحف وبأمر منه (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة ، ثمّ قام عليٌّ عليه السلامبعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بتدقيق الصحف المكتوبة على الجلود والأقتاب.
نقل السيوطي في الاتقان عن ابن حجر :
«إنّه قد ورد عن عليٍّ عليه السلام أنّه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(1) ، أخرجه ابن أبي داود.
وفي شرح الكافي للمولى صالح القزويني عن كتاب سليم بن قيس بعد أن ذكرَ جمْعَ عليٍّ عليه السلام القرآن في ثلاثة أيّام ، قال : «فلم يخرج من بيته حتّى جمعه كلّه ... وكتبه بيده على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه»(2).
والمستفاد من ذلك أنّ مكوث عليٍّ عليه السلام في بيته ثلاثة أيّام(3) كان من عن
ص: 178
أجل التأكّد من وجود القرآن مكتوباً بكامله ، فيكون الأمر من قبيل مراجعة نصوص القرآن المجيد ، وإلاّ فإنّه لو لم يكن مكتوباً لتعذّرت كتابته في تلك الفترة القصيرة.
وبعد أن أشار الشيخ المفيد (ت 413 ه) في أثره المسائل السروية(1)بأنّ عليّاً عليه السلام قدّم في مصحفه المنسوخ على الناسخ قال : «وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل».
وأورد مسلم أنّ عليّاً عليه السلام قد جمع القرآن المنزل من أوّله إلى آخره وألّفه على حسب النزول ، فقدّم المكّي على المدني والمنسوخ على الناسخ ، وأضاف شرحاً وتفسيراً بما يناسبه ، وذكر فيه بيان المحكم والمتشابه والسبب في النزول(2).
وإذا كان جمع القرآن حسب النزول فهذا يعني أن يبتدئ بسورة العلق إلى آخر ما نزل من القرآن على اختلاف الروايات ، ولم نعثر على نسخة خطّية للقرآن الكريم بهذا المعنى. قال ابن سيرين : «لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم»(3).
وإذا لم يكن ابن سيرين قادراً على اقتناء ذلك الكتاب أو رؤيته فكيف بنا وقد ابتعدنا عن ذلك العصر أكثر من أربعة عشر قرناً؟!
يقول الشهرستاني في مقدّمة تفسيره : «كان الصحابة متّفقين على أنّ 3.
ص: 179
علم القرآن مخصوص لأهل البيت عليهم السلام ، إذ كانوا يسألون عليَّ بن أبي طالب عليه السلام : هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن؟»(1).
فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأنّ علوم القرآن مخصوصة بهم عليهم السلام.
ومع كلّ ذلك فقد حُذف اسم عليٍّ عليه السلام من باب جمع القرآن من مصادر مدرسة الصحابة عدا ما شذّ.
فقال البخاري فيمن جمع القرآن على عهد النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أُبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد».
وروى في موضع آخر مكان أبيّ بن كعب : أبا الدرداء(2).
وقال السيوطي في الاتقان نقلاً عن ابن أبي داود بسند حسن : «إنّهم خمسة : معاذ ، وعبادة بن الصامت ، وأبيّ بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيّوب الأنصاري».
وعن ابن سيرين أنّهم أربعة : معاذ ، وأُبيّ ، وأبو زيد ، وأبو الدرداء أو عثمان أو هو مع تميم الداري.
وخرّج البيهقي وابن أبي داود عن الشعبي أنّهم ستّة : أبيّ ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد ، ومجمع بن جارية(3).
نعم قد أنصف صاحب الفهرس محمد بن إسحاق (ابن النديم)7.
ص: 180
فساق اسم عليٍّ عليه السلام فيمن جمعوا القرآن(1).
وكذلك فعل الخوارزمي في مناقبه فقال : «جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وأبيّ بن كعب»(2).
ولكن علماؤنا اتّفقوا على أنّ علياً عليه السلام هو أوّل من جمع القرآن وقام بتدقيقه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). والمشهور في مدرسة الصحابة أنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر انشغالاً او تشاغلاً بالقرآن.
قال السيّد شرف الدين : «الاجماع قائم على أن ليس لهم في العصر الأوّل تأليف أصلاً ، وأمّا عليّ عليه السلام وخاصّته فإنّهم تصدّوا لذلك في القرن الأوّل ، وأوّل شيء سجّله أمير المؤمنين عليه السلام كتاب الله العزيز ، فإنّه بعد الفراغ من أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) آلى على نفسه أن لا يرتدي إلاّ للصلاة أو يجمعه ، فجمعه مرتّباً على حسب ترتيبه في النزول ، وأشار إلى عامّه وخاصّه ومطلقه ومقيّده ومجمله ومبيّنه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وآدابه وسننه ، ونبّه على أسباب النزول في آياته البيّنات ، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات»(3).
آثار صيانة الإمام عليه السلام للقرآن :
وكانت صيانة القرآن الكريم والاعتناء بسلامته من كلِّ تحريف من مهمّات الإمام عليّ عليه السلام الرئيسية ، فهو وإن تألّم لما آلت إليه أوضاع المسلمين بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّه لم يألُ جهداً في الحفاظ على كتاب 0.
ص: 181
الله المجيد مصوناً بين الدفّتين ، وكان له عليه السلام ذلك ، فقد بقي القرآن الكريم محفوظاً طبقاً للوعد الإلهي : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(1).
1 - شخصيّة عليٍّ عليه السلام والقرآن الكريم :
ويؤيّد اهتمام عليٍّ عليه السلام بجمع القرآن الكريم زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)المساجلة بينه عليه السلام وبين طلحة.
«قال طلحة : ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك عنه من القرآن ألا تظهره للنّاس؟ قال عليه السلام : يا طلحة عمداً كففتُ عن جوابك ، فأخبرني عمّا كتب عمر وعثمان أقرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة : بل قرآن كلّه. قال عليه السلام : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار ودخلتم الجنّة ...»(2).
ووجه الدلالة أنّ عليّاً عليه السلام كان يخشى أن تترك الثقافة الاجتماعية التي تربّى عليها البعض من الذين أسلموا لاحقاً آثارها على القرآن ، ولكن عندما اطمأنّ إلى صحّة جمعه قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار. وهذا دليل على أنّ القرآن محفوظ بين الدفّتين لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف.
وشخصيّة كعليٍّ عليه السلام اهتمّت بالقرآن منذ نزوله تعلم أنّ المخرج من الفتن هو كتاب الله ، فهو القائل عليه السلام عندما سُئل بأنّ اُناساً يخوضون في الأحاديث في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أما إنّي قد سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ستكون بعدي فتن ، قلتُ : وما المخرج منها؟ 0.
ص: 182
قال : كتاب الله ، كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي من تركه من جبّار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ، فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم ينته الجنّ إذ سمعته أن قالوا : إنّا سمعنا قرآناً عجباً ، هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أُجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم»(1).
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «هو الذي من تركه من جبّار قصمه الله» فيه دلالة على أنّ ترك العمل بالقرآن الكريم وأحكامه يكون فيه هلاك الجبّارين. وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة» يعني أنّ الأهواء لا تستطيع أن تغيّر معاني القرآن وألفاظه ، فالقرآن هو الفصل والحكم العدل بين الحقِّ والباطل.
وقريبٌ منه قول أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن : «ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضلّ نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وتبياناً(2) لا تهدم أركانه ، وشفاءً لا تخشى أسقامه ، وعزّاً لا تهزم أنصاره ، وحقّاً لا تخذل أعوانه ؛ فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع ً.
ص: 183
العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ(1) الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقِّ وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون ؛ جعله الله ريّاً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصلحاء ، ودواءً ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزّاً لمن تولاّه ، وسلماً لمن دخله ، وهدىً لمن ائتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلْجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطيّةً لمن أعمله ، وآية لمن توسَّم ، وجُنّةً لمن استلأم ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى وحكماً لمن قضى»(2).
وهذه المعاني الجليلة تحتاج شيئاً من التدبّر. فقوله عليه السلام : «ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ...» أي لا تنتهي معانيه ، فإنّ موارد النزول لا تخصّص الوارد ، بل إنّ معانيه عامّة تنطبق على كل زمان ومكان. وقوله عليه السلام : «ومنهاجاً لا يضلّ نهجه» أي إنّه كتاب هداية ورحمة للعباد. وقوله عليه السلام : «وينابيع العلم وبحوره» يعني أنّ مصادر العلم التي تحتاجها الأمّة في سيرها المتواصل نحو الكمال قد اجتمعت في القرآن.
2 - المصحف الحقّ المحفوظ بين الدفّتين :
وعلى أيّ تقدير فقد بقي القرآن الذي كتبه أمير المؤمنين عليه السلام هو 8.
ص: 184
المصحف الحقّ الذي حفظ ما بين الدفّتين وكان مصداقاً لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(1). وهناك دليلان على ذلك :
الأوّل : ما رواه ابن طاووس (ت 664 ه) في كتاب سعد السعود نقلاً عن كتاب أبي جعفر محمد بن منصور ورواية محمد بن زيد بن مروان في اختلاف المصاحف : «إنّ القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت وخالفه في ذلك أبيّ وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ، ثمّ عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا عليِّ بن أبي طالب عليه السلام ، وأخذ عثمان مصاحف أُبيّ وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها [وفي بعض النسخ : فاحرقها] ، وكتب عثمان مصحفاً لنفسه ومصحفاً لأهل المدينة ومصحفاً لأهل مكّة ومصحفاً لأهل الكوفة ومصحفاً لأهل البصرة ومصحفاً لأهل الشّام»(2).
الثاني : ما ذكره الشهرستاني في مقدّمة تفسيره برواية سويد بن علقمة ، قال : «سمعتُ عليَّ بن أبي طالب عليه السلام يقول : أيّها الناس الله الله إيّاكم والغلوّ في أمر عثمان وقولكم حرّاق المصاحف ، فوالله ما حرّقها إلاّ عن ملأ منّا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، جمعنا وقال : ما تقولون في هذه القراءة التي اختلف الناس فيها؟ يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول : قراءتي خيرٌ من قراءتك ، وهذا يجرّ إلى الكفر. فقلنا بالرأي. قال : أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد فإنّكم إن اختلفتم اليوم كان مَن بعدكم أشدّ اختلافاً ، فقلنا : نعمَ ما رأيت. فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص ، قال : يكتب أحدكما ويُملي الآخر. فلم يختلفا في شيء إلاّ في حرف واحد ... 8.
ص: 185
واختار قراءة زيد بن ثابت لأنّه كتب الوحي»(1).
وفيما ذكره الشهرستاني دلالات :
1 - إنّ عليّاً عليه السلام كان شاهداً ومشرفاً على كتابة القرآن في عهد عثمان ، ولذلك فقد فصّل في طبيعة الكتابة والإملاء والأخذ بقراءة زيد بن ثابت.
2 - إنّ عليّاً عليه السلام أكّد أنّ زيد بن ثابت كان كاتباً للوحي كما كان أمير المؤمنين عليه السلام ذاته ، وقد كان اختياره لكتابة الوحي مع عليّ بن أبي طالب عليه السلامحتّى لا تختلف الأُمّة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن كما اختلفت في ولاية أهل البيت عليه السلام كما ذكرنا ذلك سابقاً.
3 - تلاميذ الإمام عليه السلام :
وذكر ابن طاووس (ت 664 ه) في سعد السعود أنّه اشتهر بين أهل الإسلام أنّ ابن عبّاس كان تلميذ عليٍّ عليه السلام.
وذكر محمد بن عمر الرازي في كتاب الأربعين أنّ ابن عبّاس رئيس المفسّرين كان تلميذ عليِّ بن أبي طالب عليه السلام(2).
وكان للإمام عليه السلام تلميذ آخر هو أبو الأسود الدُّؤلي الذي تعلّم أصول النحو من أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد كانت العرب في البادية تنطق بكلام فصيح وتنشد أشعاراً بليغة وتفقه فصاحة القرآن وبلاغته الإعجازية ولكن اختلاط الأُمم الأُخرى بالعرب أبرزت اللحن على لسان الفصحاء من العرب ، ولذلك أشار الإمام عليه السلام على الدؤلي بكتابة النحو حفظاً على سلامة ).
ص: 186
القرآن وصيانته. قيل للدؤلي : من أين لك هذا العلم - يعنون النحو -؟ فقال : لقّنتُ حدوده من عليٍّ عليه السلام(1).
وكان للدؤلي تلاميذ في علم النحو ، منهم : يحيى بن يعمر العدواني قاضي خراسان ونصر بن عاصم الليثي ، وهما اللذان وضعا النقط أفراداً وأزواجاً لتمييز الأحرف المتشابهة بالأسلوب الذي نتداوله اليوم وهو ما يسمّى بالإعجام ، فقد بات صعباً على القارئ التمييز بين (نُنْشِزُهَا)(2)بالراء المعجمة أو (ننشرها) بالراء المهملة ، أو (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً)(3) بالفاء أو (لمن خلقك) بالقاف.
أمّا أبو الأسود الدؤلي فقد قام بإعراب القرآن بعد أن سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(4) بجرِّ اللام من كلمة (رسوله) ، فأعظم أبو الأسود ذلك وقال : عزّ وجه الله أن يبرأ من رسوله. فأمر كاتباً من الكتّاب وقال له : خذ المصحف وصبغاً يخالف لون المداد ، فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه ، وإذا كسرتهما فانقط واحدة أسفله ، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين الحرف ، فإن تبعت شيئاً من هذه الحركات غنّةٌ(5) فانقط نقطتين. وأخذ يقرأ القرآن بالتأنّي والكاتب يضع النقط ، وكلّما أتمّ الكاتب صحيفةً أعاد أبو الأسود نظره عليها ، واستمرّ على ذلك حتّى أعرب المصحف كلّه ، وجرى الناس على ا.
ص: 187
طريقته(1). وكانت الحركات تُكتب بلون مختلف ، فالسواد للحروف والحمرة للأشكال أو الحركات بطريقة النقط.
وبكلمة ، فإنّ عليّاً عليه السلام لم يألُ جهداً في حفظ القرآن وصيانته ، فقد جهد في صيانة القرآن المجيد عن طريق الكتابة المباشرة وجمع السور والآيات المتفرّقة وترتيب القرآن ووضع قواعد النحو من أجل أن لا يختلط على الناس فوضع الإعراب والإعجام(2) ، وعلّم الناس تفسير القرآن والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وكان من قبل قد قاتل المشركين ثمّ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعد ، من أجل أن يبقى القرآن محفوظاً بين الدفّتين إلى يوم القيامة.
القرآن ومبدأ الرجوع إلى أئمّة أهل البيت عليهم السلام :
كان الصحابة والتابعون يرجعون إلى الإمام عليٍّ عليه السلام في ضبط قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه ، ونذكر منهم بالخصوص عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن مسعود.
لقد نزل القرآن الكريم ببيان عربيٍّ مبين يأخذ بألباب الناس ويفتح قلوبهم للنور ، وكان الإنسان من جزيرة العرب إذا سمع القرآن شرح الله صدره للإسلام. والأغلب أنّه كان هناك فهم إجماليٌّ عامٌّ لمعاني القرآن الكريم ومقاصده ، ولكن مع ذلك الفهم الإجمالي كان من الناس زمن النزول من لم يدرك النصوص القرآنية ولم يستوعب معانيها العظيمة ، س.
ص: 188
خصوصاً وإنّ المعنى القرآني يحتمل وجوهاً عديدة لنفس النصّ ، لذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عندما يُسأل عن معنى الآية يُجيب السائل ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)مأموراً بذلك بنصّ القرآن : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(1).
وفي مقابل ذلك كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلّم عليّاً عليه السلام معاني القرآن الكريم وتفسيره وتأويله ، فلا عجب أن نسمع البخاري ينقل في صحيحه في باب قوله تعالى : (مَا نَنَسَخْ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا ...)(2) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس حديثاً عن عمر قال : «وأقضانا عليّ ...»(3).
وينقل ابن ماجة في صحيحه حديثاً بسندين عن أنس بن مالك قال فيه : «إنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : وأقضاهم علي بن أبي طالب»(4).
و (أقضاهم) في لغة العرب هو أعلمهم في طبيعة الفصل بين الحقِّ والباطل.
ويروي أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود قال : «إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ له ظهر وبطن ، وإنّ عليَّ بن أبي طالب عليه السلام عنده علم الظاهر والباطن»(5).
ولا شكّ أنّ القرآن كان المحور الأساس في استفهام المسلمين عن معاني العقيدة والتشريع ، ويؤيّد ذلك رواية عن سُليم بن قيس الهلالي قال : «قلتُ لأمير المؤمنين عليه السلام : إنّي سمعتُ من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً 5.
ص: 189
من تفسير القرآن وأحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ما في أيدي الناس ثمّ سمعتُ منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون بأنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)متعمّدين ويفسّرون القرآن بآرائهم؟ قال : فأقبل عليَّ وقال : قد سألتَ فافهم الجواب : إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً وصدقاً وحفظاً ووهماً ، وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عهده حتّى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثرت عليَّ الكذابة فمن كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار. ثم كُذب عليه من بعد ، وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :
رجل منافق يظهر الإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ولكنّهم قالوا : هذا صحبَ رسول الله ورآه وسمع منه ، وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عزّوجلّ : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)(1).
ورجل سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يحفظه على وجهه ووَهَمَ فيه ولم يتعمّد كذباً ، فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ، فيقول : أنا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنّه وهم لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو 4.
ص: 190
يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيء ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلمَ الناسخ من المنسوخ ، فعملَ بالناسخ ورفض المنسوخ ، فإنّ أمر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ وخاصٌّ وعامٌّ ومحكم ومتشابه ، قد كان يكون من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الكلام له وجهان كلام عامّ وكلام خاصّ مثل القرآن.
وقال الله عزّ وجلّ في كتابه : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)(1) ، فيشتبه على من لم يعرف ولم يدرِ ما عنى الله به ورسوله.
وليس كلّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسأله عن الشيءِ فيفهم ، وكان منهم من لا يسأله ولا يستفهمه ، حتّى أنّهم كانوا يحبّون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى يسمعوا.
وقد كنتُ أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّ يوم دخلة وكلّ ليلة دخلة فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ، فربّما كان في بيتي يأتيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عنّي 7.
ص: 191
فاطمة عليها السلام ولا أحد من بنيّي ، وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكتُ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ...»(1).
لقد أمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم الإمام علي عليه السلام بالقرآن في الروايات التالية :
1 - على ما رواه الحاكم في المستدرك ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(2).
2 - ما رواه الحاكم في المستدرك أيضاً ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمن أراد المدينة فليأتِ الباب»(3).
3 - إنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليٍّ عليه السلام : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه بعدي»(4).
4 - ما رواه الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(5).
والمروي عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال : «سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلاّ حدّثتكم ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل نزلت أم 8.
ص: 192
في جبل ...»(1).
وجاءت الأحداث السياسية التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتبعد أئمّة أهل بيت النبوّة عليهم السلام عن موقع القيادة الظاهرية للأمّة الإسلامية ، وبذلك انفتح باب الرأي والاستحسان في قضايا فهم القرآن ، وأصبحت المعرفة التفسيرية تتأرجح بين التفسير بالمأثور الصحيح أو التفسير بالرأي والمصالح المرسلة والاستحسان.
والفارقة التأريخية أنّنا قرأنا للتوِّ أنّ عليّاً عليه السلام كان أفقه الصحابة بالقرآن وأقضاهم ، مع أنّك لو بحثت بإنصاف ما وجدت ممّا رواه عليّ بن طالب عليه السلامفي كتب الأخبار من مدرسة الحديث إلاّ النادر ، فأين ذهبت أحاديث باب مدينة العلم في الوقت الذي تجد فيه اشخاصاً لم يصحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر أعشار صحبة الإمام عليٍّ عليه السلام له (صلى الله عليه وآله وسلم)تملأ رواياتهم كتب الصحاح كأبي هريرة وغيره؟!
وفي هذا المقام لابدّ أن نؤكّد على النقاط التالية :
1 - إنّ القرآن المجيد الذي نقرأه اليوم هو نفس المصحف الذي أنزله الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتبه أمير المؤمنين عليه السلام بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمضاه لاحقاً الخليفة الثالث أو الثاني حسب لون الروايات المتداولة في مدرسة الحديث والرأي ، ومن يزعم أنّ عند المدرسة الإمامية قرآناً آخر فهو يخالف من دون أن يشعر أمر الله تعالى الذي وعد بحفظ القرآن الكريم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(2).
2 - إنّ القرآن الكريم هو المرجع الأوّل والمصدر الأساس عند الشيعة 9.
ص: 193
الإمامية كغيرهم من المسلمين ، وما أكّده أئمّة أهل البيت عليهم السلام على أهمّية سلوك طريق العلم والمنهج العلمي لفهم القرآن هو الذي دفع علماء الإمامية إلى الاهتمام بتفسير القرآن المجيد على مدى القرون الطويلة الماضية ، ولا شكّ أنّ المنهج العلمي مستوحىً من القرآن الكريم ذاته ، يقول تعالى : (إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(1) ، (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ الْسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(2).
3 - إنّ تفسير القرآن الكريم في المدرسة الإمامية له ضوابط وأصول ، مثل القدرة على استنباط الأحكام الشرعية ، والورع ، والضبط ، والاستيعاب ، ومعرفة الرجال وطرق الإسناد ، وإدراك أصول الحديث وقواعده ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمبيّن ، والمحكم والمتشابه ، واستيعاب سيرة أهل بيت النبوّة عليهم السلام وأقوالهم وإمضاءاتهم.
* * * 6.
ص: 194
الفصل الثاني
المدارس التفسيرية في التاريخ الإمامي
منذ القرن الرابع وحتّى فجر القرن الخامس عشر الهجري
مقدّمة :
القرآن الكريم كتاب الله المجيد والحبل الممدود من السماء إلى الأرض ، وهو أكبر الثقلين الذين أوصى بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأوّل من تمسّك بالقرآن بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرين عليهم السلام ، وصدرت تعليماتهم بذلك فقالوا وهم في مقام مخاطبة المؤمنين : «تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص»(1).
وصرّح أمير المؤمنين عليه السلام في قضيّة التحكيم بأنّ العمل بهذا القرآن موقوف على تفسيره وكشف المراد منه ، فقال : «هذا القرآن إنّما هو خطّ مسطور بين الدفّتين لا ينطق بلسان ولابدَّ له من ترجمان وإنّما ينطق عنه الرجال»(2).
وإذا كان كتاب الله المرشد الصامت فإنّه يحتاج إلى لسان وترجمان يقوم بكشف مراده ، فلم يكن هناك مفرٌّ من أن يقوم العارفون بالمراد من بيانه والكشف عنه ، وهذا البيان هو (التفسير). 8.
ص: 195
قال مصنّف القاموس : «الفسر : الإبانة وكشف المغطّى كالتفسير»(1).
وقال مصنّف مجمع البحرين : «التفسير في اللغة كشف معنى اللفظ وإظهاره ، مأخوذ من الفسر وهو مقلوب السفر ، يقال : أسفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته»(2).
فالمراد من التفسير إذن هو بيان ظواهر الآيات القرآنية على مبنى لغة العرب.
وقد مدح القرآن الكريم قوماً استنبطوا ظواهر ألفاظ القرآن فقال : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(3) ، وذمّ آخرين لم يتدبّروا في القرآن ولم يدركوا معناه ، فقال :(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا)(4).
ولكن نزول القرآن بلغة العرب واستخدامه الحقيقة والمجاز والكناية لا يعني أنّ كلّ من يتكلّم العربية قد يدرك معاني القرآن ، بل أنّ في القرآن المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وقد منعنا القرآن الكريم من الحكم على حجّية جميع ظواهر الكتاب المجيد ، فقال : (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرَ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ...)(5).
فالمحكمات هنّ أُمّ الكتاب والحجّة التي يرجع إليها ويؤخذ 7.
ص: 196
بظواهرها ، وهي وظيفة العارفين باللغة وقواعد الفقه والأحكام ، أمّا المتشابهات فقد اُرجع تأويلها إلى الله تعالى وإلى من خصّهم الله سبحانه بالعلم الذين عُبّر عنهم بالراسخين في العلم وهم أئمّة أهل البيت عليهم السلام كما ورد في الروايات المتواترة.
ومن هنا قال فقهاء الإمامية بوجوب الأخذ من الراسخين في العلم (وهم أئمّة أهل البيت عليهم السلام) في فهم المتشابهات ، لأنّهم عدل القرآن وحملته ، وقد خوطبوا به ، وقد نزل القرآن في بيوتهم عليهم السلام.
وقد استنكر أئمّة أهل البيت عليهم السلام تفسير القرآن على أساس الرأي والقياس والاستحسان والظنّ والتخمين ، لأنّه يبعد المسلم عن بيان المراد الواقعي للمولى عزّ وجلّ.
أشار الشيخ البلاغي (ت 1352 ه) في معرض بيان الحاجة إلى التفسير ، فقال : «إنّ للتفسير مقامات ، منها :
الأوّل : في مفردات ألفاظه وبيان معناها بالعربية ، فيرجع في التفسير لمفردات الفاظه إلى ما يحصل به الاطمئنان والوثوق من مزاولة علم اللغة العربية والتدبّر في موارد استعمالها في كلام العرب.
الثاني : يحتوي القرآن على أرقى وجوه البلاغة العربية وتفنّنها بمحاسن المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ممّا كان مأنوس الفهم في عصر النزول ، غير أنّ عوامل تأريخية أدّت إلى اختلاط الأمم الأخرى بالعرب فتغيّر أسلوب الكلام العربي في عامّة الناس ، فعاد ذلك لدى العامّة يحتاج إلى معرفته إلى التعلّم والتدرّب ، فالحاجة إلى التفسير هي حاجة إلى الكشف عن هذه الأسرار والنكت البلاغية المستعملة في القرآن.
الثالث : في معرفة شأن النزول ، فقد جاء في القرآن شيءٌ كثير من
ص: 197
الألفاظ العامّة التي يراد بها الخاصّ ، أو التي هي نصّ في خاصّ باعتبار نزولها في شأنه ، وغير ذلك ممّا كان معروفاً في عصر نزوله ، ثمّ صارت أسباب الخفاء تختلسه شيئاً فشيئاً وتعمل ضدّه.
والمفزع في تفسير ذلك هو ما يحصل به العلم من إجماع المسلمين في الرواية للتفسير ، أو في الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدلالة على من يفزع إليه بعده في تفسير كتاب الله كحديث الثقلين المتواتر القطعي بين الفريقين ...»(1).
لقد أخذ علماء الإمامية علوم القرآن من أئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبواب علم النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، خصوصاً علم التفسير والقراءة ، والناسخ والمنسوخ ، وأحكام القرآن ، والنحو والصرف ، وغريب القرآن ، ومجازات القرآن ، وفضائله.
وقد أشار ابن أبي الحديد إلى علم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : «وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة وتنتهي إليه كلّ فرقة وتتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلِّي حَلْبتها ، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى ... ومن العلوم علم تفسير القرآن ، وعنه أُخذ ومنه فُرّغ ، وإذا رجعتَ إلى كتب التفسير علمتَ صحّة ذلك ، لأنّ أكثره عنه عليه السلام وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخرّيجه. وقيل له : أين علمك من علم ابن عمِّك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط»(2).9.
ص: 198
فأوّل من صنّف في التفسير هو عبد الله بن العبّاس (ت 68 ه) ، ثمّ استمرّت تفاسير القرآن في المدرسة الإمامية تزدهر على مدى خمسة عشر قرناً ، بذل فيها فقهاء الشيعة مهجهم من أجل الحفاظ على القرآن وإيصال مفاهيمه الواقعية - على قدر مقدرتهم العلمية الهائلة - إلى المكلّفين.
وسوف نرصد بإذنه تعالى تفاسير المدرسة الإمامية على مدى القرون الماضية ، ونبدأ بمدرسة القرن الأوّل الهجري.
1 - مدرسة القرن الأوّل الهجري :
نعِمَ القرن الأوّل الهجري بنعمة نزول القرآن الكريم على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتنعّم المسلمون بقربهم من عصر النصّ ووجود النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين بين ظهرانيهم. وكان العلم في ذلك العصر هو حفظ الرواية بالسماع مباشرة أو بسند صحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، ولذلك كان التفسير هو إمّا أن يحفظ الراوي رواية ما تفصّل آية من آيات كتاب الله ، أو أن يأخذ القلم ويضعه في المداد ليكتب الآية الكريمة ويكتب رواية تفسيرها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد أئمّة أهل البيت عليهم السلام. ومع أنّ كتب التأريخ والحديث والرجال تذكر اسماء العديد من الرواة إلاّ أنّها خصّصت اسمين في عالم التفسير ، هما : عبد الله بن عبّاس وسعيد بن جبير ، وبدرجة أضيق ورد اسم ميثم التمّار في المصنّفات التفسيرية.
عبد الله بن عبّاس :
قيل : أوّل من صنّف في التفسير كان الصحابي عبد الله بن العبّاس
ص: 199
(المتوفّى سنة 68 ه). ذكره ابن النديم في الفهرس في كتب التفاسير وسمّى كتابه كتاب التفسير للإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ، وقال : «روى التفسير عن ابن عبّاس : مجاهد بن جبر وهو أبو الحجّاج المقري (ت 102 أو 103 ه) ، وذكر أنّه رواه عن مجاهد حميد بن قيس (المتوفّى زمن الحجّاج) ؛ وأبو نجيح ، ورواه عن أبي نجيح ورقاء وعيسى بن ميمونة»(1).
وابن عبّاس هو عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لازم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حداثته ، وتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وله من العمر ثلاث عشرة سنة ، وقيل : خمس عشرة ، وشهد مع عليٍّ عليه السلام الجمل وصفّين والنهروان(2) كما ذكره الشيخ المفيد ، ولاّه الإمام علي عليه السلام البصرة بعد حرب الجمل ، واستمرّ والياً عليها حتّى استشهاد الإمام عليه السلام في سنة أربعين للهجرة.
وكان ابن عبّاس يقول : «ما أخذتُ من تفسير القرآن فعن عليِّ بن طالب»(3). قال فيه ابن مسعود قدس سره : «نِعمَ ترجمان القرآن ابن عبّاس»(4). وكان من تلامذته : سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وطاووس بن كيسان اليماني ، وعطاء بن أبي رباح(5).
ليس لابن عبّاس تفسير مطبوع ، ولكن هناك كتاب يُنسب إليه عنوانه تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي صاحب القاموس المحيط (ت 817 ه). قال الشيخ 8.
ص: 200
آغا بزرك الطهراني : «تفسير ابن عبّاس الموسوم بتنوير المقباس من تفسير عبد الله بن عبّاس في أربعة أجزاء الذي نسبه الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في الضوء اللامع إلى محمد بن يعقوب الفيروزآبادي»(1). ولم يصرّح الشيخ آغا بزرك قدس سره بصحّة نسبة الكتاب إلى ابن عبّاس. والظاهر أنّ كتاب تنوير المقباس منسوب إلى ابن عبّاس ، ولم نجد دليلاً على صحّة كون تنوير المقباس من مصنّفاته.
سعيد بن جبير :
وسعيد بن جبير الشهيد (ت 95 ه) الذي قتله الحجّاج بن يوسف الثقفي له تفسيرٌ للقرآن. ذكر تفسير سعيد بن جبير ابن النديم(2). قال مصنّف الشيعة وفنون الإسلام : «وأوّل من صنّف في علم تفسير القرآن سعيد بن جبير التابعي رضي الله عنه ، كان أعلم التابعين في التفسير كما حكاه السيوطي في الإتقان ، ولم ينقل تفسيراً لأحد قبله. وكان ابن جبير من خلّص الشيعة ، نصّ على ذلك علماؤنا في كتب الرجال ، كالعلاّمة الحلّي جمال الدين بن المطهّر في الخلاصة ، وابن عمر الكشّي في كتابه الرجال ، وروى روايات عن الأئمّة في مدحه وتشيعه واستقامته ، قال : وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر - يعني التشيّع - ويُعدُّ سعيد بن جبير من أئمّة علم القرآن عند الشيعة»(3).
والظاهر أنّ سعيد بن جبير هو أوّل من نقل روايات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) 5.
ص: 201
وأهل البيت عليهم السلام الخاصّة بتوضيح معاني القرآن الكريم أو تفصيلها في كتاب روائي قرآني ، وإذا استثنينا ابن عبّاس - لأنّه لم يكتب تفسيراً بل روى روايات في تفسير القرآن - يكون سعيد بن جبير هو أوّل من كتب تفسيراً للقرآن الكريم.
ميثم التمّار :
ومن التفاسير التي ورد ذكرها في الكتب الرجالية : تفسير ميثم التمّار. وهو ميثم بن يحيى التمّار الكوفي من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلاموالشهيد (سنة 60 ه) بعد قطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه بأمر [عبيد الله]بن مرجانة كما أخبره به مولاه أمير المؤمنين عليه السلام. وتفسيره بعض ما تعلّمه من أمير المؤمنين عليه السلام ، فأملاه التمّار على ترجمان القرآن حبر الأمّة ابن عبّاس (ت 68 ه) كما في رواية الكشّي في ترجمة ميثم ، وإنّه بعد إلقاء التفسير على ابن عبّاس أخبره بكيفية قتله على يد ابن مرجانة فظنّ ابن عبّاس أنّه كهانة ، فأراد أن يخرق ما كتبه عن إملائه من التفسير فقال له ميثم : احتفظ بما سمعته منّي فإن كان ما قلته حقّاً أمسكته وان يكُ باطلاً خرقته. وبعد مضيِّ أيّام وقع تمام ما أخبر به(1).
2 - مدرسة القرن الثاني الهجري :
ومدرسة هذا القرن تشكّلت من أصحاب أئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين صحبوهم عليهم السلام وكتبوا رواياتهم ، ثمّ جمعوا الروايات الخاصّة بتفسير 7.
ص: 202
الكتاب المجيد في مصنّفات مستقلّة ، كالسدّي ، وابن أبي هند ، وأبان بن تغلب ، والكلبي ، وأبي بصير ، وأبي حمزة الثمالي ، وأبي الجارود أيّام استقامته ، والبطائني ، والجواليقي.
ولمّا كان أغلب مفسّري هذا القرن ممّن صاحب أئمّة الهدى عليهم السلاموكتبوا مصنّفاتهم نقلاً عن أحاديث سمعوها عن أئمّتهم عليهم السلام كان لكتب التفسير تلك أهميةٌ بالغة عند فقهاء الإمامية. والظاهر أنّ تلك الكتب أو على الأقلّ جزء منها كان قد أدرج ضمن المتون الحديثية الكبرى ك- : الكافي ومن لا يحضره الفقيه والاستبصار والتهذيب التي جمعت في القرن الرابع والخامس ، أو ربّما بقيت بعضها إلى حدّ عصر العلاّمة المجلسي (ت 1111 ه) حيث أضافها إلى كتابه الكبير بحار الأنوار.
ومن تلك التفاسير :
1 - تفسير السدّي ، لأبي إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة القرشي التابعي الكوفي (ت 127 ه). كان من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام. قال السيوطي : «إنّ تفسير إسماعيل السدّي من أمثل التفاسير»(1). إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت 460 ه) ذمّ منهج السدّي في التفسير(2) ، ولا نعلم سبب الذمّ ، لأنّ التفسير لم يصلنا بشكله المستقلّ.
2 - تفسير ابن أبي هند(3) ، لأبي بكر داود بن دينار السرخسي (ت 139 ه) ، وهو من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام.
3 - تفسير أبان بن تغلب بن رباح ، وأبان هو أبو سعيد البكري 1.
ص: 203
الجريري (ت 141 ه). توفّي في حياة الإمام الصادق عليه السلام ، ونعاه الإمام عليه السلامبقوله : «لقد أوجع قلبي موت أبان»(1). كانت له منزلة عظيمة عند أهل البيت عليهم السلام ، عاصر الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام. ذكره ابن النديم في أكثر من موضع ، فقال خلال عدّه لكتبه : «كتاب التفسير لابن تغلب»(2). ثمّ في موضع آخر قال : «كتاب معاني القرآن لطيف وكتاب القراءآت»(3). وعن كتاب القراءآت قال النجاشي : «ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّآء»(4). وأشار الشيخ الطوسي : «هذه ثلاثة كتب في القرآن لأبان ، والرابع : كتاب الغريب في القرآن»(5).
4 - أحكام القرآن ، لأبي نصر محمد بن السائب بن بشر الكلبي (ت 146 ه) من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام ، والكتاب هو شرح آيات الأحكام. والمصنّف والد هشام الكلبي النسّابة الشهير وصاحب التفسير الكبير(6).
قال ابن النديم عند ذكره المصنّفات في علم أحكام القرآن : «كتاب أحكام القرآن للكلبي رواه عن ابن عبّاس»(7).
قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : «هو أوّل من صنّف في هذا الفنّ كما يظهر من تأريخه ، لا الإمام الشافعي محمد بن إدريس المتوفّى سنة ى.
ص: 204
204 ه- كما ذكره العلاّمة السيوطي - ولذا صرّح به في كشف الظنون في عنوان أحكام القرآن - لأنّ الشافعي ولد بعد وفاة الكلبي بتسع سنين ... ولا القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف البياني القرطبي الأندلسي الأخباري اللغوي المتوفّى سنة 340 المولود بعد وفاة الشافعي بثلاث وأربعين سنة ، لأنّه ولد سنة 247 كما ذكره أيضاً السيوطي في بغية الوعاة. ثمّ إنّ جمعاً من أصحابنا تابعوا الكلبي في إفراد آيات الأحكام وتفسيرها ...»(1).
إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت 460 ه) ذمّ منهجه في التفسير أيضاً(2).
5 - تفسير أبي بصير ، وهو يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت 150 ه) الثقة المعدود من أصحاب الإجماع والراوي عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام.
6 - تفسير أبي حمزة الثمالي ، وهو أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثمالي (ت 150 ه) ، تشرّف بخدمة الأئمّة الأربعة : الإمام السجّاد والباقر والصادق والكاظم عليهم السلام.
7 - تفسير أبي الجارود ، وأبو الجارود هو زياد بن منذر (ت 150 ه) ، كان أعمى من حين ولادته ، وتنسب إليه الزيدية الجارودية ، وكان من أصحاب الأئمّة الثلاثة : الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام ، ولكن يروي تفسيره عن الإمام الباقر عليه السلام بالخصوص أيّام استقامته ، وكأنّه كان يتلّقى إملاء الإمام عليه السلام له مباشرة ويوكّل من يستنسخه له ، ولذلك يقال 6.
ص: 205
لتفسير أبي الجارود : «كتاب الباقر عليه السلام رواه عنه أبو الجارود»(1).
ولهذا التفسير طريقان : أحدهما ضعيف ، وهو أبو سهل كثير بن عيّاش القطّان وقد ضعّفه علماء الرجال ، والطريق الثاني صحيح ، وهو عن طريق تلميذ علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي رواه بإسناده إلى أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت 150 ه) المصرّح بتوثيقه في علم الرجال.
وبالنتيجة ، فإنّ هذا التفسير من التفاسير المعتبرة في المدرسة الإمامية لسببين :
الأوّل : إنّ طريقه إلى الإمام الباقر عليه السلام صحيح بإسناده إلى أبي بصير.
الثاني : إنّ المصنّف كتبه أيّام استقامته وقبل انحرافه عن خطّ الإمامة ، وبالتالي فإنّ الروايات المروية فيه لم تمسّها يد التحريف ظاهراً.
8 - تفسير مقاتل ، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن زيد بن أدرك الرازي (ت 150 ه) ، عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. له كتاب التفسير الكبير ، والناسخ والمنسوخ ، وتفسير الخمسمائة آية ، وكتاب القراآت ، ومتشابه القرآن ، ونوادر التفسير ، وكتاب الجوابات في القرآن ، والآيات المتشابهات ، وغير ذلك. وحكى اليافعي عن الشافعي أنّ النّاس كلّهم عيالُ مقاتل بن سليمان في التفسير(2).
9 - تفسير البطائني ، لعليّ بن أبي حمزة سالم البطائني الكوفي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام ، ويروي أكثر تفسيره عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ 5.
ص: 206
عنه ، روى النجاشي تفسيره وسائر كتبه عنه بأربع وسائط(1).
10 - تفسير الجواليقي ، لهشام بن سالم الجواليقي الثقة ، من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام ، ويروي عنه محمد بن أبي عمير ، ويروي النجاشي تفسيره عنه بأربع وسائط(2).
ومن المحزن أنّ أكثر تفاسير المدرسة الإمامية في القرنين الأوّل والثاني قد فقدت ، مثل تفسير سعيد بن جبير (ت95 ه) ، وتفسير السدي (ت 127 ه) ، وتفسير محمد بن السائب الكلبي (ت 146 ه) ، وتفسير أبي بصير (ت 150 ه) ، وتفسير أبي الجارود (ت 150 ه) ، وتفسير جابر بن يزيد الجعفي (ت 127 أو 132 ه).
ونقصد بفقدانها أي فقدان أثرها كمصنّفات مستقلّة ، والأرجح أنّها أدخلت في الموسوعات الحديثية الكبرى كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.
3 - مدرسة القرن الثالث الهجري :
امتاز هذا القرن بكثرة التفاسير الروائية ، ك- : تفسير ابن همّام الصنعاني ، وابن وضّاح ، وابن محبوب ، وابن فضّال ، وابن مهزيار ، وابن أبي شعبة ، وابن بابويه ، وابن أسباط ، وابن أرومة ، والبرقي. ولم تصلنا أغلب تلك التفاسير بصورتها المستقلّة وإنّما وصلتنا ضمن المجاميع الحديثية ، وربّما التفسير الوحيد الذي وصلنا بصورته المستقلّة هو التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام.
فمن تفاسير تلك الفترة : 5.
ص: 207
1 - تفسير ابن همّام الصنعاني ، وهو أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (ت 211 ه). ترجمه الذهبي وأطراه ونقل عن الذين وثّقوه ، وقال : «ونقموا عليه التشيّع ، وما كان يغلو فيه بل كان يحبّ عليّاً ويبغض قاتله»(1). روى عنه سفيان بن عيينة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين. وحكى ابن خلّكان عن السمعاني أنّه زعم أنّه ما رحل النّاس إلى أحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ما رحلوا إليه(2).
أقول : هي مبالغة في تعظيمه ، وإلاّ فإنّ الناس رحلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، خصوصاً الإمام الصادق عليه السلامالذي كان يعجُّ درسه بالآلاف من طلبة العلم كما نقله لنا التأريخ.
ليس له ترجمة مفصّلة في كتبنا الرجالية عدا ذكر الشيخ الطوسي له في عداد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام(3). ويعدُّ هذا التفسير من أقدم تفاسير الشيعة الإمامية.
2 - تفسير ابن وضّاح ، لم نعرف اسم المصنّف ، وإنّما ذكره الشيخ الطوسي في باب الكنى من الفهرست وذكر أنّه يرويه عنه أحمد بن ميثم حفيد الفضل بن دكين الحافظ الثبت الكوفي (المستشهد سنة 219 ه)(4) ، فيظهر أنّه من رجال القرن الثالث.
3 - تفسير ابن محبوب ، لأبي علي الحسن بن محبوب السرّاد أو الزرّاد (ت 224 ه). عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع(5) ، وفي الفهرست 0.
ص: 208
للشيخ الطوسي أنّه كان يعدُّ في الأركان الأربعة في عصره وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام(1). والمصنّف من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام(2).
قال الشيخ آغا بزرك : «والعجب أنّ الرجل (أي ابن محبوب) على جلالة قدره وقد ذكره أبو العبّاس النجاشي فيما يقرب من عشرين موضعاً من رجاله - استقصاها المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال - وذكر كتابه المشيخة مكرّراً في عدّة مواضع منه ومع هذا كلّه نسى أن يعقد له ترجمة مستقلّة في رجاله الذين هم العمدة من الأصول الرجالية لنا ، وإهمال مثل هذا الرجل فيه من أقوى البراهين على صحّة ما شرحناه من ذهاب تراجم كثير من أصحابنا على أئمّة الرجال ، وبفوات التراجم ضاعت عنّا أسماء كتبهم المقروءة عليهم أو المسموعة عنهم ، وأسانيد الأحاديث المروية في كتبنا الموجودة اليوم تدلّنا على وجود تلك الكتب في أعصارهم ، فإنّ الرواية عن أحد في تلك الأعصار لم تكن إلا بالقراءة أو السماع من كتابه ، وما كانوا يكتفون بالسماع عن ظهر القلب كما لا يخفى»(3).
4 - تفسير ابن فضّال الكبير ، لأبي محمد الحسن بن علي بن فضّال الكوفي التيملي مولى تيم الله بن ثعلبة (ت 224 ه) ، أعتقد بالفطحية ثمّ تركها ورجع عن ذلك في آخر عمره ، ذكره ابن النديم في فهرسه(4). وله ة.
ص: 209
كتابان آخران هما : الشواهد من كتاب الله ، والناسخ والمنسوخ.
5 - تفسير ابن مهزيار ، لأبي الحسن علي بن مهزيار الدورقي الأهوازي (توفّي بعد سنة 229 ه) الثقة الوكيل للأئمّة الثلاثة : أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد وأبي الحسن الثالث عليهم السلام. وله أيضاً كتاب حروف القرآن كما في فهرست الشيخ الطوسي(1). ومصنف هذا الكتاب هو غير علي بن إبراهيم بن مهزيار الذي تشرّف بخدمة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
6 - تفسير ابن أبي شعبة ، لأبي جعفر محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، وهو فقيه بين الأصحاب ، يرويه عنه ابن عقدة (ت 333 ه) بواسطتين ، فصنّفناه من أعلام القرن الثالث الهجري.
7 - تفسير ابن بابويه ، لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، وهو والد الشيخ الصدوق (ت 329 ه) ، يرويه النجاشي عنه بواسطة واحدة ، «وهذا سندٌ عال»(2). والواسطة هو شيخه المعمّر عبّاس بن عمر الكلوذاني. ويطلق على المصنّف وولده : (الصدوقان).
8 - تفسير ابن أسباط ، لأبي الحسن علي بن أسباط بن سالم الكوفي الثقة الراوي عن الإمام الرضا عليه السلام وأبي جعفر الجواد عليه السلام ، يرويه عنه ابن عقدة بواسطة واحدة ، ذكره النجاشي في رجاله(3).
9 - تفسير ابن أرومة ، لأبي جعفر محمد بن أرومة القمّي الذي خرج التوقيع من الإمام الهادي عليه السلام إلى أهل قم في براءته ممّا نسب إليه من 3.
ص: 210
الغلوّ. عدّ النجاشي كتاب تفسير القرآن من تصانيفه(1).
10 - تفسير البرقي الصغير ، لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي مؤلّف كتاب الرجال وكتاب المحاسن (ت 274 أو 280 ه). وهناك كتاب تفسيري آخر لوالده يسمّى تفسير البرقي الكبير الذي كان من أجلاّء الأصحاب.
وكتاب المحاسن يشتمل على عدّة كتب ، منها كتاب التفسير وكتاب التأويل كما قاله الشيخ الطوسي في الفهرست(2). أمّا النجاشي فقد ذكر كتاب التفسير فقط(3). وقد روى الشيخ الطوسي والنجاشي عنه كتبه بثلاث وسائط.
التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام :
تفسير العسكري الذي أملاه الإمام الحسن العسكري عليه السلام القائم بأمر الإمامة سنة 254 ه- والمستشهد سنة 260 ه- ، وهو برواية الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي ، واعتمد عليه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ، والطبرسي في الاحتجاج ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والمحقّق الكركي في إجازته لصفيّ الدين ، والشهيد الثاني في المنية ، والمولى محمد تقي المجلسي في شرح المشيخة ، وولده العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.
وقد أثير جدلٌ واسعٌ بين علماء الإمامية حول هذا التفسير المنسوب 2.
ص: 211
إلى الإمام العسكري عليه السلام ، فهل أنّ الكتاب المسمّى ب- : تفسير الإمام العسكري عليه السلاممنسوب إلى الإمام عليه السلام وليس من إملائه؟
لو تفحّصتَ الكتب الرجالية لاستخلصتَ أنّ للإمام العسكري عليه السلامكتابين في التفسير :
الأوّل : جمعه الحسن بن خالد البرقي كما ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء(1) ، وهو تفسير يقع في مائة وعشرين مجلّداً ، ولم يصلنا هذا الكتاب.
الثاني : جمعه يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار (وهما مجهولان في علم الرجال) ورواه عنهما الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسّر (وهو مجهول الحال أيضاً) ، وهذا الكتاب المتداول هو المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام.
وقد انقسم الرأي العلمي حول هذا الكتاب وتخندق حول معسكرين :
الأوّل : قال بأنّ الكتاب ضعيف ولا يمكن أن يصدر من عالم من العلماء فضلاً عن المعصوم عليه السلام. ومن روّاد هذا المعسكر : العلاّمة الحلّي ، والمحقّق الداماد ، والشيخ البلاغي ، والسيّد الخوئي. نقده السيّد الخوئي قدس سرهبالقول : «... هذا مع أنّ الناظر في هذا التفسير لا يشكّ في أنّه موضوع ، وجلّ مقام عالم محقّق أن يكتب مثل هذا التفسير فكيف بالإمام عليه السلام»(2).
الثاني : قال بأنّ الكتاب أثر من آثار أهل البيت عليهم السلام وينبغي أن 2.
ص: 212
يؤخذ بعين الاعتبار. ومن روّاد هذا المعسكر : المجلسي الأوّل (الأب) والمجلسي الثاني (الإبن). قال المجلسي : «وتوهّم أنّ مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصوم مردود ، ومن كان مرتبطاً بكلام الأئمّة يعلم أنّه كلامهم عليهم السلام ، واعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني ونقل أخباراً كثيرة منه في كتبه ، واعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق يكفي ، عفا الله عنّا وعنهم»(1).
وروى الشيخ الصدوق عن هذا التفسير أخباراً في الأمالي والتوحيد ومعاني الأخبار.
والملاحظ أنّ الروايات في هذه الكتب الثلاثة تشمل الصحيحة والضعيفة ، فلا يعني ذلك صحّة اعتماد الشيخ الصدوق عليه.
أمّا في من لا يحضره الفقيه الذي قال فيه الصدوق بأنّه لا يذكر فيه إلاّ الروايات التي يراها حجّة بينه وبين ربِّه عزّوجلّ فقد روى رواية في التلبية اختلف الفقهاء في كونها من هذا التفسير أو من غيره. وبالإجمال ، فإنّ موقف الشيخ الصدوق لا يساعد على توثيق التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام.
وقد أفرد الشيخ البلاغي (ت 1352 ه) رسالة خاصّة في إبطال نسبة هذا التفسير إلى الإمام العسكري عليه السلام ، قال : «وأمّا التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنّه مكذوب موضوع ، وممّا يدلّ على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان أنّه رواية ، وما فيه من مخالفة م.
ص: 213
الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ ، كما أشار إليه العلاّمة في الخلاصة وغيره»(1).
وبالإجمال ، فإنّه لا يمكن الاعتماد على صحّة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام العسكري عليه السلام. وأقلّ ما يقال في المقام هو : إنّه ينبغي تمييز الروايات الصحيحة عن السقيمة عبر مطابقتها بالروايات الصحيحة في الكتب الروائية الأُخرى.
وللبحث صلة ... 9.
ص: 214
السيّد حيدر وتوت الحسيني
لقد تعرضنا في القسم الأوّل من هذا الموضوع إلى تاريخ تأسيس مدينة الحلّة والنهضة العلميّة والأسر والبيوت العلميّة فيها والتلاقح العلمي بين مدينة الحلّة ومدن العالم الاسلامي الأخرى ونواصل البحث هنا في الموضوع ...
7 - بيهق :
قال ابن خلّكان في وفيات الأعيان(1) : «ونسبته إلى بَيْهَق : بفتح الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعد الهاء المفتوحة قاف ، وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخاً منها ، وخسرو جرد من قراها ...».
من علمائها المنتسبين لها الشيخ حيدر بن علي بن أبي علي محمد بن إبراهيم البيهقي ، قال فيه صاحب أمل الآمل(2) : «فاضل جليل ، صنَّف الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة رسالة في النية بالتماسه وأثنى
ص: 215
عليه ...».
8 - جبل عامل :
وهي من المدن الشهيرة في بلاد الشام وتقع اليوم ضمن دولة لبنان ، ينتمي إليها الجمّ الغفير من العلماء الفقهاء والأدباء الكبار ، وتلاقحها العلمي مع مدينة الحلّة سابقاً ومع مدينة النجف الأشرف تلاقحاً متواصلاً يكاد لا ينقطع وإلى يومنا هذا ، من أبرز علمائها الأعلام بل أشهرهم على الإطلاق الشهيد الأوّل الشيخ محمد بن مكّي العاملي ، وهو من تلامذة فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي ، وكذلك تلمَّذ على السيّد تاج الدين محمد مُعَيَّة الحسني. قال الشيخ محمد مهدي الآصفي في مقدّمته على كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(1) متحدّثا عن سيرة الشهيد الأوّل محمد بن مكّي العاملي :
«زار كثيراً من حواضر العالم الإسلامي في وقته ك- : مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم واجتمع فيها بمشايخ العامّة ، وتاحت له هذه الأسفار نوعاً من التلاقح الفكري بين مناهج البحث الفقهي والأصولي عند الشيعة والسنّة».
9 - جُرْجان :
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(2) : «جرجان مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ... وقيل : إنّ أوّل من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة ، وقد خرج منها خلق من الأدباء ...».
من علمائها المنتسبين إليها الشيخ محمد بن علي الجرجاني تلميذ 9.
ص: 216
العلاّمة الحلّي قدس سره وشارح كتاب المبادئ ، ورد ذلك في مقدّمة كتاب رجال العلاّمة الحلّي(1) بقلم السيّد محمد صادق بحر العلوم.
10 - حلب :
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(2) : «حَلَب بالتحريك مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيّبة الهواء صحيحة الأديم والماء ، وهي قصبة جند قنّسرين في أيّامنا هذه ...».
وحلب اليوم هي إحدى مدن البلاد السورية من بلاد الشام ، وقد أخرجت هذه المدينة المباركة العدد الكثير من العلماء الكبار والأدباء ممّن كان له صلات علمية مع علماء الحلّة كالسادة بني زهرة الحلبيّين العلماء الأفاضل الذين تلمّذوا على العلاّمة الحلّي قدس سره ، وإجازة العلاّمة لهم مشهورة ومثبتة في كتب الإجازات.
11 - الحاير الحسيني (كربلاء) :
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(3) عند ذكره للحائر الحسيني الشريف : «... وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار ، سمي بذلك لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه ، والحائر : قبر الحسين بن علي عليهما السلام ...».
من علمائه المشهورين الشيخ محمد بن طحال المقدادي الحائري. جاء في أمل الآمل(4) : 8.
ص: 217
«الشيخ محمد بن طحال المقدادي الحائري ، فاضل ، فقيه ، يروي عنه علي بن ثابت بن عصيدة».
12 - طوس :
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(1) : «مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لأحدهما : (الطبران) والأخرى : (نوقان) ، وبها قبر علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وبها قبر هارون الرشيد ...».
من أشهر علمائها الشيخ الفيلسوف الخواجة نصير الدين محمد بن محمد الحسن الطوسي ، قال عنه صاحب أمل الآمل(2) :
«... يروي عنه العلاّمة ، وقال في إجازة له عند ذكره : كان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية ...».
13 - استرآباد :
وهي من البلدان الشهيرة. قال القمّي في الكنى والألقاب(3) : «والاسترابادي نسبة إلى استراباد : بليدة من أعمال مازندران بين سارية وجرجان».
من علمائها الشيخ نجيب الدين الاسترآبادي. قال صاحب أمل الآمل(4) : «الشيخ نجيب الدين بن مذكي الاسترآبادي ، فاضل ، يروي العلاّمة عن أبيه عن علي بن ثابت بن عصيدة عنه». 5.
ص: 218
14 - قم :
قال ياقوت الحموي(1) : «قُمّ - بالضمّ والتشديد - مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ، وأوّل من مصَّرها طلحة بن الأحوص الأشعري ، موقعها بين أصبهان وساوه ، وأهلها كلّهم شيعة إمامية ، وكان مبدأ تمصيرها في أيّام الحجّاج بن يوسف سنة (83 ه) ...».
وهذه المدينة الطيّبة قد أنجبت الفطاحل من الفقهاء والعلماء ممّن ملأت آثارهم ومآثرهم الخالدة كتب التراجم والسير التي لا تزال وإلى يومنا الحاضر تُخرج المئات من العلماء والأفاضل لنشر العلم والدين ، من علمائها المشهورين الذي له صلة علمية بعلماء الحلّة الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن بابويه القمّي صاحب كتاب الفهرست في الرجال المشهور ، وهو من تلامذة الشيخ سديد الدين محمود بن علي الحمصي الحلّي.
15 - كاشان :
وهي من البلدان المعروفة ، وتقع اليوم ضمن دولة إيران الإسلامية ، من علمائها المشهورين المنتسبين إليها الشيخ الفيلسوف علي بن محمد الكاشاني المعروف بالقاشي الحلّي ، وهو من مشايخ السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة ومن تلامذة المحقّق الحلّي جعفر بن سعيد الهذلي.
16 - الكوفة :
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(2) : «الكُوفة - بالضم - المصر 0.
ص: 219
المشهور بأرض بابل من سواد العراق ، ويسمّيها قوم (خدّ العذراء). قال أبو بكر محمد بن القاسم : سُمّيت الكوفة كوفة لاستدارتها أخذاً من قول العرب : (رأيت كوفاناً) ، وكوفاناً بضمّ الكاف وفتحها للرميلة المستديرة. وقيل : سمّيت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم : قد تكوّف الرمل. وأمّا تمصيرها فكان في أيّام عمر بن الخطّاب في سنة (17 ه) ، وقال قوم : مصِّرت في سنة (19 ه) ...».
وهذه المدينة المباركة متخمة بالعلماء والأدباء وعلى مرِّ التاريخ ، من علمائها البارزين الذين كانت لهم صلة علمية مع علماء الحلّة الشيخ الإمام جمال الدين محمد بن محمد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحارثي وكان من مشاهير تلامذة المحقّق الحلّي وممّن يروي عنهم ابن مُعَيَّة الحسني.
17 - المدينة المنوّرة :
وهي لا تحتاج إلى تعريف لشهرتها ، وكانت قبل الإسلام تسمّى (يثرب) ، وبعد دخول النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها مهاجراً سمّيت بالمدينة المنوّرة ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سمّاها (طيبة). من علمائها المشهورين ممّن كانت له صلة علمية بعلماء الحلّة السيّد مهنّا بن سنان المدني الذي أرسل إلى العلاّمة الحلّي يسأله الإجابة عن مجموعة من الأسئلة ، وهي مذكورة ضمن مؤلّفات ومصنّفات العلاّمة الحلّي بعنوان : أجوبة مسائل مهنّا بن سنان المدني أو : أجوبة المسائل المهنائية.
18 - ورامين :
وهي بلدة من أعمال بلاد الري ، انتسب إليها الكثير من العلماء والأدباء ، منهم الشيخ الأجلّ أبو جعفر محمد بن محمد البويهي الحكيم
ص: 220
الفقيه الملقّب ب- : قطب الدين الرازي صاحب كتاب شرح الشمسية وشرح المطالع ، قال الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب(1) بعد ذكره : «أصله من ورامين الري من جهة المولد والبلد وينتهي نسبه إلى آل بويه سلاطين الديالمة ...».
أقول :
وهناك من ينسبه من أصحاب المعاجم إلى ابن بابويه القمّي وليس لسلاطين آل بويه أمثال صاحب أمل الآمل وصاحب رياض العلماء وغيرهم ، والله سبحانه العالم.
علماء الحلّة والمعارف الإسلامية :
لم تقتصر مشاركة علماء الحلّة في العلوم والمعارف الإسلامية على مجال فكري محدّد أو على علم معيّن من علوم الإسلام ، بل كانت مشاركة واسعة شملت العديد من مجالات العلم والأدب ، ولا يكاد يخلو علم من العلوم من وضوح بصماتهم عليه ووجود آثارهم فيه والإشارة من بعيد أو قريب إلى ذكرهم وإلى أهمّية دورهم فيه ، ويجد الباحث المتتبّع أنّ مشاركة هؤلاء العلماء الأجلاّء في علوم الإسلام كان على درجات متفاوتة من حيث تنوّع المشاركة في مجالات العلوم والآداب المختلفة ، فهناك بعض العلماء من اقتصرت مساهمته في علم من العلوم ، وهناك من شارك في أكثر من مجال علمي ، وهناك من تعدّدت مشاركته حتّى شملت الكثير من العلوم والآداب الإسلامية وهو في أغلبها قد تميَّز بالإبداع والرُقي كالعلاّمة 1.
ص: 221
الحلّي قدس سره الذي قيل : إنّه وجد بخطّه الشريف أكثر من خمسمائة مجلّد وأنّه صنَّف وألّف في أكثر العلوم الإسلامية.
وهناك بعض من علماء الحلّة من ساعد وساهم في تطوير علوم الإسلام وإنضاجها من خلال الابتكار والإيداع في بعض مجالاتها العلمية والأدبية وكان لهم بها السبق في ذلك على باقي علماء المسلمين والذين شهدوا لهم بهذه الإنجازات المتميّزة ، ومن أمثال هؤلاء العلماء السيّد الفقيه أحمد بن موسى بن طاووس صاحب كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال ، وهو أوّل من وضع الاصطلاحات الجديدة للإمامية في علم الحديث من صحيح وحسن وموثّق وضعيف ، وكذلك الشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال المشهور الذي سلك فيه استخدام الرموز والأحرف بدل الكلمات والأسماء ، وكان مسلكاً لم يسبقه إليه أحد ، وفي مجالات الفنون الأدبية برز الشيخ صفيّ الدين الحلّي الذي اخترع الموشّح المضمّن وكان له تطويراً متميّزاً لعلم البيان والبديع. قال السيّد حسن الصدر في كتابه الشيعة وفنون الإسلام(1) : «... وأوّل من اخترع الموشّح المضمّن صفيّ الدين الحلّي الشاعر الوحيد المتوفّى سنة (750 ه) لم يسبق إليه ...».
وللتعرّف على مشاركات علماء وأدباء الفيحاء في العلوم والمعارف الإسلامية نذكر هنا بعض هذه العلوم وأبرز من شارك فيها من علماء الحلّة وكما يلي :
في علم الفقه : وهو أشرف العلوم وأكثرها أهمّية في بناء الكيان 0.
ص: 222
الإسلامي الصحيح ، وقد برز في هذا العلم الجمّ الغفير من فقهاء الفيحاء ، أمثال العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، والشيخ جعفر بن سعيد الهذلي المعروف بالمحقّق الحلّي ، والشيخ محمد بن إدريس الحلّي ، وغيرهم كثير.
في علم أصول الفقه : وقد برز فيه علماء أجلاّء ، منهم الشيخ آية الله العلاّمة الحلّي ، والشيخ المحقّق الحلّي جعفر بن سعيد ، والشيخ الجليل سديد الدين محمود بن علي الحمصي.
في علم الفلسفة : وقد برز في هذا العلم من علماء الحلّة العلاّمة الحلّي ، وسديد الدين محمود بن علي الحمصي ، والشيخ نصير الدين القاشي الحلّي ، وغيرهم. جاء في كتاب الكشكول(1) للشيخ بهاء الدين العاملي عند تعريف الفلسفة : «الفلسفة لغة يونانية ومعناها محبّة الحكمة ، وفيلسوف أصله : فيلا سوف ، أي : مُحبّ الحكمة ، وفيلا : المحبّ ، وسوف : الحكمة».
في علم الكلام : وقد برز فيه من علماء الفيحاء الشيخ الجليل سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح الحلّي ، والعلاّمة آية الله الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، والشيخ نصير الدين القاشي الحلّي ، والشيخ جعفر بن سعيد المحقّق الحلّي.
في علم دراية الحديث : من أبرزهم في هذا العلم السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن طاووس ، وكذلك العلاّمة الجليل السيّد علي بن عبد الحميد الحسيني النيلي. 9.
ص: 223
- في علم الرجال : وقد برز فيه أيضاً السيّد أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس ، والعلاّمة الحلّي ، والشيخ تقي الدين الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال ، وغيرهم.
في علم النحو : برز في هذا العلم عدد كبير من علماء الفيحاء ، من أشهرهم الشيخ شميم الحلّي ، والشيخ ابن السكون الحلّي ، وعميد الرؤساء الشيخ هبة الله بن حامد ، والشيخ أبو العبّاس أحمد بن علي المهلّبي ، وغيرهم كثير.
في علم المعاني والبديع : وقد برز فيه الشاعر الأديب صفيّ الدين الحلّي الذي يعتبر أحد روّاد هذا الفنّ المتقدّمين.
في علم العروض : من أبرزهم في هذا العلم الشيخ تقي الدين الحسن بن داود ، له في علم العروض كتاب الإكليل التاجي ، وكتاب قرّة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب(1).
في فنون الشعر : وقد تميّز في هذا المجال عدد ضخم من الشعراء والأدباء الحلّيّين قديماً وحاضراً وغصَّت كتب التراجم والشعر والأدب بنتاجاتهم وآثارهم الشعرية والأدبية ، ومن أشهرهم الشيخ صفيّ الدين الحلّي ، وابن العرندس ، والخليعي ، والشفهيني ، وغيرهم كثير.
في علم الأخلاق : وقد برز فيه الشيخ الزاهد ورّام بن أبي فراس الحلّي صاحب كتاب نزهة النواظر وتنبيه الخواطر ، وبرز فيه أيضاً الشيخ أحمد بن فهد الحلّي.
في علم التاريخ : وقد كتب في هذا المجال العلاّمة النسّابة السيّد 6.
ص: 224
تاج الدين محمد بن مُعَيَّة ، له كتاب أخبار الأمم ، وهو كتاب ضخم كما وصفه تلميذه ابن عِنَبة الحسني ، وبرز فيه أيضاً الشيخ الحسن بن راشد الحلّي ، له أرجوزة في تأريخ الملوك والخلفاء وأُرجوزة في تاريخ القاهرة ، وغيرهم(1).
في علم المنطق : وقد تميّز فيه كلّ من العالمين الأفخرين المحقّق جعفر بن سعيد الحلّي والعلاّمة الحسن بن مطهّر الحلّي ، وكذلك الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلّي ، له في المنطق كتاب إحكام القضية في أحكام القضية ، وغيرهم من العلماء.
في علم الهيئة والحساب : وظهر في هذا العلم العلاّمة النسّابة السيّد تاج الدين محمد بن مُعَيَّة الحسني ، له عدّة مؤلّفات في الحساب ذكرها له تلميذه السيّد ابن عِنَبة الحسني في كتابه عمدة الطالب(2) ، وبرز في هذا العلم أيضاً الشيخ إسماعيل بن الحسن بن غني الحاسب الحلّي الملقّب ب- : علم الدين.
في علم العرفان : وقد برز في هذا العلم وبشكل واسع وكبير السيّد العابد الزاهد جمال الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني الذي صنَّف وألفّ العديد من كتب الأدعية والزيارات والأخلاق ، مثل كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر ، وكتاب فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة ، وكتاب الإقبال بصالح الأعمال ، وكتاب جمال الأسبوع بكمال العقل المشروع ، وغيرها كثير من كتب الأدعية والزيارات. وبرز في هذا العلم أيضاً الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلّي صاحب كتاب عدّة 9.
ص: 225
الداعي ونجاح الساعي ، وغيرها من الكتب.
في علم النسب : من أبرز علماء هذا العلم السيّد النسّابة العلاّمة تاج الدين محمد بن مُعَيَّة ، وتلميذه السيّد ابن عِنَبة الحسني صاحب كتاب عمدة الطالب ، وكذلك السيّد العلاّمة النسابة بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي أُستاذ ابن فهد الحلّي.
المرأة ودورها العلمي في مدرسة الحلّة :
قد يتبادر إلى بعض الأذهان أنّ تحصيل العلوم والمعارف الإسلامية المختلفة هي حكرٌ على الرجال فقط دون النساء وأنّه ليس لهُنَّ أدنى مشاركة فيها ، وهذا في حقيقة الحال رأي قاصر وغير صحيح ، فالإسلام بمفاهيمه السامية وقيمه وتعاليمه المقدّسة يؤكّد وبصورة مستمرّة على ضرورة تثقيف المرأة وتعليمها ومشاركة العنصر النسائي في كلّ ميادين العمل والجهاد ، يقول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز مبيّناً لأجر العاملين في سبيل الله من رجل أو امرأة على السواء : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِل مِنْكُم مِن ذَكَر أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِن بَعْض)(1) وقوله سبحانه : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَر أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(2).
لذا فبناء المجتمع الإسلامي الصحيح يحتاج إلى مشاركة حقيقية وفعّالة للمرأة المتعلّمة الفاضلة التي لابدّ أن تكون قطب الرحى في بناء 7.
ص: 226
الأسرة الصالحة التي تتميّز بالخير والفضيلة والتي بدورها تساهم في بناء المجتمع الإنساني المتكامل الذي يسوده العدل وتغمره الطمأنينة ، ونجد في حقيقة الحال أنّ السبّاقين لتعلّم المرأة وتثقيفها أولئك العلماء الأفذاذ الذين كان لالتزامهم الكامل وحرصهم الشديد على تطبيق تعاليم الشريعة المقدّسة والاقتداء بإرشادات أهل البيت عليهم السلام وبما يمتلكون أيضاً من الذهنية المتفتّحة والإدراك العقلي العميق جعلهم من المبادرين لهذا المنهج المبارك مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم الشريفة ساعين بكلّ جدّ واجتهاد في نشر العلم والفضيلة وداعمين لكلّ نهضة علمية نسوية ، ومن أعلام أولئك العلماء الفطاحل شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره الذي كان له بنتان فاضلتان عالمتان ، ذُكرن في مطاوي الكتب ضمن ترجمة والدهنَّ الشيخ الطوسي قدس سره. وعند التفكير في هذا الأمر ولو بشكل بسيط نجد أنّ تعليم النساء كان من الضروريّات المهمّة لدى العلماء الأعلام لمساعدتهنّ في اكتساب العلم والمعرفة. وبناء مجتمع كريم ترفرف عليه رايات العلم والمعرفة.
ولقد كان لعلماء مدرسة الحلّة أيضاً آثاراً واضحة في دعم الحركة العلمية النسوية فيها مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم وبناتهم أمثال زوجة الشيخ ورّام الحلّي وبناته.
يقول السيّد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء(1) عند ذكره للشيخ ورّام الحلّي :
«... ولشيوع الثقافة في عصره لم تكن الحركة الثقافية مقتصرة في 7.
ص: 227
الحلّة على الرجال وحدهم وإنّما شملت النساء أيضاً ، فكانت النهضة النسوية أشبه بنهضة الرجال وتسايرها جنباً إلى جنب حتّى احتفظ تاريخ الحلّة بأسماء فضليّات النساء ، ومنهنّ من بلغت درجة الاجتهاد كزوجة صاحب الترجمة ...».
وكذلك ابنة الشيخ ورّام الحلّي ، وهي والدة السيّدين السندين جمال الدين أحمد ورضي الدين علي ابني طاووس رضي الله عنهما.
قال الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين(1) عند ذكره لابني طاووس :
«وهما أخوان من أمٍّ وأب ، وأُمّهما - على ما ذكره بعض علمائنا - بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان ...» إلى آخر ما قاله حول علاقة النسب المزعومة بينهما وبين الشيخ الطوسي قدس سره من جهة وبين الشيخ الطوسي والشيخ ابن إدريس من جهة أخرى ، وسنتعرّض لتفصيل ذلك عند ذكر ترجمة الشيخ محمد بن إدريس الحلّي ، فلاحظ.
ومن النساء العالمات الفاضلات أيضاً ابنة الشيخ محمد بن إدريس الحلّي التي هي زوجة الشيخ أحمد بن سعيد عم المحقّق الحلّي نجم الدين ووالدة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد.
وهناك نساء عالمات أُخريات قد تخرّجن على علماء مدرسة الحلّة ، أمثال الحاجّة فاطمة المدعوّة ب- : ستّ المشايخ ، وهي بنت الإمام الفقيه محمد بن مكّي العاملي المعروف بالشهيد الأوّل ، حيث أجازها وأباها وأخواها(2) السيّد العلاّمة النسّابة تاج الدين محمد بن مُعَيَّة الحسني الحلّي. 4.
ص: 228
وغيرهنّ من فضليات النساء اللآتي لأسباب أو لضروف معيّنة لم تصلنا أسماءهنّ أو ما هي آثارهنَّ العلمية ، ورغم هذا العدد القليل من الأسماء إلاّ أنّه يمكننا القول : إنّه كان لهنَّ دور متميّز في نشوء نهضة علمية نسوية سارت جنباً إلى جنب مع نهضة الرجال العلمية ، وكانت نواة هذه النهضة بيوت العلماء والفقهاء الأعلام كمصادر للإشعاع الفكري لا يفرّق في نشر العلم واكتسابه بين المرأة والرجل ويساهم في بناء مجتمع سليم يتميّز بأعلى المراتب الخير والفضيلة.
تطوّر الفقه الإسلامي في مدرسة الحلّة :
إنّ نشوء مدرسة الحلّة العلمية بداية القرن السادس الهجري ووضوح ملامحها الفكرية والأدبية وما كانت عليه من اهتمام كبير وواضح بمادّة الفقه الإسلامي والشيعي الإمامي على وجه الخصوص أدّى إلى تطوّر ملموس في نضوج وتهذيب هذا العلم الذي كانت له قبل نشوء مدرسة الحلّة وفي عهد الشيخ الطوسي قدس سره بالتحديد قفزات نوعية متميّزة ساهمت في القضاء على رتابة البحث الفقهي قبل عصر الشيخ وتحريك الجمود العلمي ، معيداً صياغة الفقه والاستنباط بصورة مستحدثة وجديدة ، فكان عصر الشيخ الطوسي عصر العطاء الفقهي المتميّز.
يقول الشيخ محمد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(1) :
«... ووجد ثانياً جمود الفقهاء المتقدّمين على ألفاظ ومباني وأصول 7.
ص: 229
خاصّة - حتّى أنّ أحدهم يستوحش لو بُدِّل لفظ مكان لفظ آخر - فحاول أن يقضي على هذا الجمود ويعيد صياغة الفقه والاستنباط من جديد بما يراه من موازين وأُصول وقواعد تلائم مصادر التشريع».
وبعد وفاة الشيخ الطوسي في النجف الأشرف حدود عام (460 ه) بقيت آراؤهُ وأفكاره المتجدّدة والمستحدثة موضع العمل والتطبيق لدى الفقهاء الذين جاؤوا بعده ومنهم علماء وفقهاء مدينة الفيحاء ، وكما هو معروف وذكرناه آنفاً من بقاء هؤلاء العلماء على فتاوى الشيخ قدس سره عقوداً من الزمن من دون المساس أو التعرّض لهذه الفتاوى تقديساً وإجلالاً للشيخ الطوسي ، ولمّا كانت مدرسة الحلّة أحد إشراقات وامتدادات مدرسة الشيخ الطوسي ، فقد حاول بعض علمائها كسر الجمود الحاصل على فتاوى الشيخ ، وتمّ ذلك من قبل الشيخ المجتهد محمد بن إدريس الحلّي صاحب كتاب السرائر حيث تعرّض لفتاوى الشيخ ، وبالرغم من المعارضة الشديدة من قبل الفقهاء المعاصرين له - أي لابن إدريس الحلّي - في فعله هذا إلاّ أنّها تعتبر خطوة ذات أهمّية كبيرة في استمرار حيوية ونشاط الفقه الإسلامي ، والذي بدأ يأخذ في مدرسة الحلّة الفقهية خطوات مهمّة وتكميلية لمدرسة الشيخ الطوسي ، والتي كانت من نتائجها بروز كبار الفقهاء وأعاظم المجتهدين ممّن ينتمون إلى مدرسة الحلّة كالشيخ جعفر بن سعيد المعروف ب- : المحقّق الحلّي والشيخ الحسن بن المطهّر المعروف ب- : العلاّمة الحلّي - والذين أبدعوا وتفنّنوا في تطوير المناهج الفقهية وعمل البحوث الفقهية العملاقة في مختلف المسائل الشرعية وشمولية تناول هذه البحوث للمسائل الخلافية بين فقهاء المسلمين عموماً ككتاب التذكرة للعلاّمة الحلّي وكتاب المختلف الذي درس فيه المسائل الخلافية بين فقهاء
ص: 230
الشيعة أنفسهم.
قال العلاّمة السيّد محمد كلانتر في تعليقته على كتاب الروضة البهية(1) وعند ذكره للعلاّمة الحلّي :
«... وهو المؤسّس للفقه المقارن بين المذاهب الإسلامية ، وصاحب التحرير والقواعد الفقهية ، في منتهى الإتقان والإجادة».
وتوضّحت ملامح المدرسة الحلّية بأعمال هؤلاء العمالقة المجتهدين وكيفية تطويرهم لمناهج البحث الفقهي الإسلامي عموماً والفقه الشيعي الإمامي خصوصاً.
يقول الشيخ محمد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية(2) :
«وقد قُدِّر للمحقّق الحلّي أن يجدّد كثيراً في مناهج البحث الفقهي والأُصولي وأن يكون رائد هذه المدرسة ، ويكفي في فضله على المدرسة الفقهية أنّه ربَّى تلميذاً بمستوى العلاّمة الحلّي ، وأنّه خلّف كتباً قيّمة في الفقه لا يزال الفقهاء يتناولوها ويتعاطونها باعتزاز ك- : شرائع الإسلام في مجلّدين وكتاب النافع ... إلى قوله : وقد قُدِّر للعلاّمة الحلّي بفضل ما أوتي من نبوغ وبفضل أستاذه الكبير المحقّق الحلّي وجهوده الخاصّة أن يساهم مساهمة فعّالة في تطوير مناهج الفقه والأُصول وأن يوسّع دراسة الفقه ، وتعتبر موسوعة العلاّمة الحلّي الفقهية الجليلة التذكرة أوّل موسوعة فقهية من نوعها في تاريخ تطوّر الفقه الشيعي من حيث السعة والمقارنة والشمول وتطوّر مناهج البحث». ة.
ص: 231
ثمّ تحدّث الشيخ الآصفي(1) عن ملامح مدرسة الحلّة قائلاً :
«... ومهما يكن من أمر فقد كانت مدرسة الحلّة امتداداً لمدرسة بغداد وتطويراً لمناهجها وأساليبها ، فبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قُدِّر لمدرسة بغداد على يد الشيخ الطوسي كانت المدرسة بداية لفتح جديد ومرحلة جديدة الاستنباط لم تخل من بدائية ، فقُدِّر لمدرسة الحلّة - نتيجة لممارسة هذا اللون الجديد من التفكير والاستنباط - أن تمسح عنها مظاهر البدائية وان تسوَّى من مسالكها وأن توسّع الطريق للسالكين وتمهّدها لهم ، ولئن كان الشيخ الطوسي بلغ قمّة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد فقد بلغ العلاّمة الحلّي قمّة الفكر الفقهي لمدرسة الحلّة ، ولولا جهود علماء هذا العصر لظلّت مدرسة بغداد على المستوى الذي خلّفها الشيخ من ورائه ولما قطعت هذه المراحل الطويلة التي قطعتها فيما بعد على أيدي علماء كبار ، أمثال المحقّق والعلاّمة والشهيد وغيرهم».
أقول :
قد ذكر الشيخ محمد مهدي الآصفي (دامت بركاته) متابعاً لما سلف من قوله : إنَّ مدرسة الحلّة هي امتداد لمدرسة بغداد التي بلغت قمّة عطائها الفقهي على يد الشيخ الطوسي قدس سره وإنّها - أي مدرسة الحلّة - قد برزت بعد سقوط بغداد عام (656 ه). وفي حقيقة الحال لابدّ لنا من الإشارة هنا إلى أنّ مدرسة بغداد التي بلغت القمّة في عهد الشيخ الطوسي لم ترتقِ بعد رحيله عنها إلى منزلة علمية أعلى ممّا كانت عليه في عهد الشيخ الذي رحل عنها لاجئاً إلى مدينة النجف الأشرف ، وكلّ من أعقبه من علماء بغداد لم ة.
ص: 232
يصل إلى منزلته العلمية الكبيرة ، ويتبيّن لنا هذا بوضوح عند الاطلاع على طرق الإسناد والإجازات العلمية لرواية الأحاديث والأحكام المعمول بها عند علماء المذهب الشيعي الإمامي ، حيث تمرّ معظم تلك الطرق والأسانيد بالشيخ الطوسي قدس سره ولا نجد لعلماء بغداد الذين جاؤوا بعده أثراً يذكر ، أي أنّ مدرسة بغداد بعد خروج الشيخ الطوسي منها قد خَفَتَ نورها وأفل نجمها ولم تصل بعده إلى ما وصلت إليه في عهده. وإنّ مدرسة الحلّة في حقيقة الحال لم تبرز بعد سقوط بغداد ، بل كان لها آثار واضحة قبل سقوط بغداد نلمسها من خلال ظهور فقهاء كبار قبل سقوطها بعشرات السنين ، منهم على سبيل المثال الشيخ الجليل محمد ابن إدريس الحلّي المولود عام (543 ه) والمتوفّى حدود عام (598 ه) - أي أنّ وفاته كانت قبل سقوط بغداد عام (656 ه) بحدود (58 عاماً) تقريباً - ، ومنهم أيضاً الشيخ الفقيه سديد الدين محمود بن علي الحمصي المتوفّى عام (583 ه) تقريباً ، ومنهم أيضاً السادة الأعلام من آل طاووس الكرام ، وكذلك منهم علم الأعلام وشيخ فقهاء الإسلام في وقته الشيخ جعفر بن سعيد الهذلي المعروف ب- : المحقّق الحلّي المولود عام (602 ه) والمتوفّى عام (676 ه) - أي أنّ عطاءه العلمي الكبير كان له أثر واضح قبل سقوط بغداد- ، وهناك أيضاً العديد من العلماء والفقهاء من مدرسة الحلّة ممّن ترك بصمات واضحة على مشوار الفقه الإسلامي وقبل سقوط بغداد بالتحديد.
وبناءً على هذا الأساس يمكننا القول : إنّ مدرسة الحلّة هي امتداد لمدرسة الشيخ الطوسي قدس سره المتمثّلة في مدرسة النجف الأشرف حاضرة العلم الكبرى ، والله سبحانه العالم.
ص: 233
القرن السادس الهجري
(500 - 600 ه)
وهو القرن الذي شهد بناء مدينة الحلّة وتأسيسها ، وكما ذكر سالفاً من قيام الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي بتشييد المدينة وإنشاء مرافق الحياة فيها وتشجيعه للعلم والعلماء وبذل الأموال وإجراء الجرايات لهم وتوفير الأمن والاستقرار حتّى تقاطروا على المدينة من كلّ حدب وصوب ، فكانت هذه الظروف والأجواء أذاناً ببدء النهضة العلمية ونشوء الحركة العلمية والأدبية فيها ، وقد برز خلال هذا العصر أساطين من العلماء الأعلام والأدباء الكبار أمثال الشيخ محمد بن إدريس الحلّي والشيخ سديد الدين الحمصي والشيخ ورّام الحلّي وغيرهم ممّن ستأتي تراجمهم لاحقاً وكما يلي :
1 - الشيخ أحمد بن أبي زنبور الحلّي :
جاء في كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(1) : «ومنهم أحمد بن علي بن أبي زنبور إمام الأدب أبو الرضا النيلي اللغوي النحوي الشاعر. قال السيوطي : قال الذهبي : قرأ على يحيى بن سعدون القرطبي ، وتأدّب على سعيد بن الدهّان ، ومدح الصلاح بن أيّوب بقصيدة طويلة فوصله عليها بخمسمائة دينار ، وكان من غلاة الرافضة ، عمّر دهراً ، ومات في الموصل سنة ثلاثة عشر وستمائة». 7.
ص: 234
2 - السيّد أحمد بن معد الموسوي :
جاء في غاية الاختصار(1) ما نصّه :
«ومن بني معد أحمد الزاهد ، كان شاعراً شيخاً خيِّراً مُسنَّاً متقشّفاً ، أنشدني الفقيه يحيى بن سعيد نجيب الدين رحمه الله ، قال : أنشدني أحمد بن معد لنفسه :
لولا هنيدة تحدوها ثمانية
ما كان يدعى جرير شاعر الأدب
لكن جور بني مروان ألبسه
ثوباً من النبع لا ثوباً من الغرب
وأنشدني الإمام الفاضل المحقّق مولانا فخر الدين علي بن يوسف البوقي ، قال : أنشدني أحمد بن معد من أبيات :
ورأيت أنّ الله معط عبده
وسع الإناء وفي القناعة زادي
إنّي أُرمّق عيشتي وأشُدّها
بقناعة الآباء والأجدادِ»
3 - الشيخ علم الدين إسماعيل بن نما :
وهو من فقهاء آل نما المشهورين. قال العلاّمة السيّد محمد صادق بحر العلوم في هامش تعليقته على لؤلؤة البحرين(2) :
«ومنهم علم الدين أبو محمد إسماعيل بن محمد بن نما الحلّي. ذكره ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب وقال : الفقيه من بيت الفقهاء وسلالة العلماء. ثمّ قال : ولأخيه شيخنا نجم الدين بن نما فيه مقامة أنشأها في ذمّه تشتمل على النثر الفصيح والشعر المليح».
4 - الأمير شمس الدولة بدران المزيدي :
هو الأمير أبو النجم شمس الدولة بدران ابن الأمير سيف الدولة ش.
ص: 235
صدقة بن منصور بن دبيس المزيدي الأسدي الحلّي ، كان من الشعراء المجيدين والأُدباء المعروفين.
قال الخاقاني في شعراء الحلّة(1) :
«هو أبو النجم بدران بن صدقة بن منصور الأسدي الحلّي الملقّب شمس الدولة ، من مشاهير أمراء العرب في عصره ، المتوفّى عام (530 ه)».
وذكره العماد في الخريدة(2) فقال :
«شمس العلى وبدر الندي والندى ، فبدران لحسن منظره وطيب مخبره بدران ولعلمه وجوده بحران ، تغرب بعد أن نكب والده وتفرّقت في البلاد مقاصده ، فكان برهة في الشام يَشيم بارقة السعادة من الأيّام ، وآونة ورد بلاد مصر فأولاده كانوا بها إلى هذا العصر ، وعادوا بأجمعهم إلى مدينة السلام وظهر عليه أثر الإعدام ، وتوفّي بمصر سنة ثلاثين وخمسمائة هجرية».
قال الخاقاني معقّباً : «والحقّ أنّك إذا وقفت على شعره الذي ضاع معظمه وبقي منه النزر الذي يُشكر على تدوينه صاحب الخريدة تعتقد أنّه على وحلّق ، ومنه قوله من قصيدة :
فوا عجباً كيف اهتدى الطيف في الدجى
إلى مضجع لم يبق فيه سوى الجنب1.
ص: 236
وله في أبيه صدقة :
ولمّا التقى الجمعان والنقع ثائر
حسبت الدجى غطّاهم بجناحه
كشّف عنه سدفة النقع في الورى
أبو حسن في سمره وصفاحه
فلم يستضأ إلاّ ببرق سيوفه
ولم يهتدوا إلاّ بشهب رماحه
ومن شعره أيضاً :
إنّي من الشاكرين لكن
بغير (راء) فكن ذكيا
وإنني مُبغضٌ مُعاد
لكل من لم يرد عليا
ظللت لآل النبي عبدا
ومن معاديهم برياً»
5 - الشيخ جعفر بن هبة الله بن نما :
هو العلاّمة الجليل نجم الدين جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي الربعي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(1) قائلاً : «الشيخ نجم الدين جعفر بن نما كان فاضلاً جليلاً».
وقال السيّد محمد صادق بحر العلوم(2) : «ومنهم ولده جعفر بن أبي البقاء هبة الله ، كان فقيهاً ، يروي عن أبيه ، ويروي عنه ولده نجيب الدين محمد ، ذكره صاحب مستدرك الوسائل». 5.
ص: 237
6 - شرف الدين حبشي الحلّي :
جاء في شعراء الحلّة(1) : «هو أبو الغنائم حبشي بن محمد بن أبي طالب بن حبشي المعروف ب- : شرف الدين الحلّي من مشاهير كتاب وشعراء عصره ، كان حيّاً عام (559 ه)».
وذكره العماد في الخريدة(2) فقال :
«كان أجلّ الكتّاب قدراً وإذا عُدُّوا نجوماً عُدَّ بدراً سمعت أبا البدر الكاتب الواسطي وكان معي في عمل الوزير كاتباً أنّ حبشياً كان ناظر واسط غير ناظر فيها إلى قاسط ، قال : وهو أكتب من رأيته وأملأ ضرع في الكرم مريته ، وخدمته بواسط مدّة وصادفت ظلاله بالنعم ممتدّة ، وما رأيت أحداً أوضح بهجة وأفصح لهجة وأكثر منه بشراً للقاء العافي وأرشد الناس إلى طريق المعروف الخافي ، كهف الخائف ولهف العائف. وسمعت مجد العرب العامري يترحّم عليه وإذا جرى ذكره تحدّر دمع عينه ، ويقول : «ما رأيت في الدنيا أجود منه يداً وأعمّ منه ندى وأحسن منه رأيا واشمل منه عطايا وأشعر منه بالشعر ...».
وذكره الصفدي في الوافي(3) فقال :
«من أهل الحلّة السيفية ، ولي النظر بواسط ، وكان أديباً فاضلاً كاتباً شاعراً ، سافر إلى ماردين وولي الوزارة لصاحبها تمرتاش ، ثمّ وزر بالشام لزنكي إلى أن قتله الملاحدة. 9.
ص: 238
من شعره :
ما لي على صرف الزمان
وريبه يا صاح أمر
لو كان ذلك لم يبت
خلف الثرى والترب حصر
واغتاله مع ذلك القد
الرشيق الغض عُمر
لكنّ ليل صبابتي
مذ بان لا يتلوه فجر»
7 - النقيب السيّد الحسن بن مُعَيَّة :
هو السيّد الجليل والعلاّمة النبيل نقيب العلويّين أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ابن أبي الطيّب محمد الديباجي الحسني أحد أعلام آل مُعَيَّة الأجلاّء ، ذكره صاحب عمدة الطالب(1) قائلاً :
«ومنهم النقيب ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ، وهو الزكي الأوّل».
وفي موارد الإتحاف(2) : «ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ابن أبي الطيب محمد بن الحسين الفيومي ابن علي بن الحسين بن علي المعروف بابن مُعَيَّة ... إلى قوله : الشريف الزكي الأوّل النقيب ، ولي نقابة البلاد الفراتية ، وعرف بالزكي الأوّل لصلاحه وتقواه».
وذكره العلاّمة شمس الدين فخار بن معد في كتابه المسمّى الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب(3) وعدَّه من مشايخه الذين يروي عنهم. ش.
ص: 239
8 - الشيخ الحسن ابن الدربي الحلّي :
هو العالم الجليل الفاضل الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي ، ذكره ابن داود الحلّي في رجاله(1) عند تعداد طرقه إلى المشايخ قائلاً :
«... عن الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن الدربي ...».
وقال فيه صاحب أمل الآمل(2) : «الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي ، عالم ، جليل القدر ، يروي عنه المحقّق».
وحكى الشيخ يوسف كركوش مقالة صاحب رياض العلماء في المترجم له قائلاً :
«وقال فيه صاحب الرياض : من أجلّة العلماء وقدوة الفقهاء من مشايخ المحقّق والسيّد رضي الدين بن طاووس. وقال في موضع آخر : كان من مشائخ السيّد فخار بن معد العلوي ...».
أقول :
لم أعثر على ترجمة وافية له تبيّن تاريخ ولادته أو وفاته وما هي آثاره ومؤلّفاته أعلى الله مقامه.
9 - الشيخ الحسين بن أحمد بن ردة :
ذكره صاحب أمل الآمل(3) قائلاً : «الشيخ أبو جعفر الحسين بن أحمد بن ردة ، فاضل ، فقيه ، روى الشهيد عن محمد بن جعفر المشهدي عنه». 0.
ص: 240
أقول :
وسيأتي ضمن أعلام القرن السابع الهجري ترجمة للشيخ مهذّب الدين الحسين بن ردة ، وهو على ما اعتقد غير صاحب الترجمة ، والله سبحانه العالم.
10 - الشيخ الحسين بن أحمد البغيديدي :
جاء في شعراء الحلّة(1) : «هو الحسين بن أحمد البغيديدي الحلّي المعروف بالجمال المتوفّى عام (604 ه) ، شاعر مجيد. ذكره ابن سعيد في كتاب الغصون اليانعة فقال : لم أجد ذكره في تاريخ وإنّما أخذت ترجمته من الحافظ أبي المحاسن الدمشقي ومن أدباء العراق : هو من بغيديد ، قرية من قرى الحلّة المشهورة في العراق ، وأوّل ما عرفت من أمره أني أوّل ما سافرت إلى بغداد بتّ ليلة على شاطئ دجلة في بستان فسمعت في هدوء الليل شخصين يغنّيان بهذه الأبيات في أحسن صوت وأبدع لحن ... إلى قوله : ثمّ تذاكرت مع الحافظ أبي المحاسن الدمشقي بعد ذلك في شأنه فأخبرني أنّه عمَّر وانتقل عن المجون والاستهتار إلى طريقة الفقراء ولزم الزوايا والربط ، وقال :
أرعشت كفّه على الكأس حينا
ثمّ قد أرعشت على القنديل
ومحا مِنْ صحائف اللهو ما أث-
-بته في صحائف التنزيل
وذكر أنه مات في سنة أربع وستمائة هجرية ...». 4.
ص: 241
11 - الشيخ الحسين بن عقيل الخفاجي :
ذكره السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(1) قائلاً :
«الحسين بن عقيل بن سنان الخفاجي الأصولي الحلّي ، عالم متبحّر ومؤلّف مبدع وكاتب مترسّل وأديب لامع ، كان من البارزين بين مفكّري المسلمين وأشحذهم رأياً واحدَّهم ذكاء وفطنة ... إلى قوله : وقد قال فيه صاحب كتاب الميزان (الذهبي) : إنّه من رؤوس الشيعة ، صنَّف في مذهبهم كتاباً سمّاه المنجي من الضلال في الحرام والحلال في عشرين مجلّداً ذكر فيه الخلاف وأوسع وقد دلَّ على تبحّره ، مات سنة 557 ه- ...».
12 - الشيخ الحسين بن نما الحلّي :
هو الأديب الفاضل الشاعر الماهر الشيخ أبو عبد الله كافي الدين الحسين بن علي بن حمدون بن نما الحلّي ، ذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(2) فقال :
«هو كافي الدين أبو عبد الله الحسين بن علي بن حمدون بن نما الحلّي أحد شعراء وأدباء عصره ، ذكره الدكتور مصطفى جواد في مقالته التكملة في شعراء الحلّة فقال : هو من بيت نما الحلّيين المشهورين بالفضل والأدب والرواية والدراية والفقه والعلم ، منهم الشيخ الرئيس أبو البقاء هبة الله بن نما مؤلّف كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية ، وأكثره في شمائل سيف الدولة صدقة بن منصور مؤسّس الحلّة وأكبر ملوك العرب في القرن الخامس الهجري». 6.
ص: 242
قال الخاقاني متابعاً : «ولم أجد لأبي عبد الله بن نما في المطبوعات ما يوضّح سيرته إلاّ نبذة ذكرها ابن الفوطي في تلخيص معجم الألقاب فقال : ولد أبو عبد الله الحسين بالحلّة في الثلث الأوّل من القرن السادس ونشأ فيها نشأة الأدباء والكتّاب ، ومنها إتقانه في التصرّف والترسّل والحساب ، ثمّ قدم بغداد واستوطنها ، وخدم الدولة العباسية على عهد الخليفة العظيم أبي العبّاس الناصر لدين الله مع الأُمراء ، ومنهم بدر الدولة أبو الحسن علي بن اقسنقر التركي الناصري الأمير أحد مماليك الناصر ...».
وقال ابن النجّار : «هو الحسين بن علي بن نما بن حمدون الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، له شعر ورسائل دوَّنهما ، والغالب عليها ركاكة الألفاظ وقلّة المعاني ، وكان رافضياً ، وكانت وفاته ببغداد في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 618. هو من شعره :
أوميض برق بالأبيرق أومضا
أم ثغرُ غانية بليل قد أضا
أسكنتم الأجفان فيّاض الحيا
وكسوتم الأحشاء الهوب الفضا
يا جامعي الأضداد لم لم تجمعوا
سخطاً ممضَّا للفؤاد به الرضا
زمن الوصال تقوَّضَت أيّامه
ياليت دهر الهجر كان تقوّضا ...»
أقول :
وصف ابن النجّار شعر المترجم له بالركاكة في الألفاظ وقلّة المعاني وأنّه كان رافضيّاً ، فما علاقة المعتقد بركاكة الشعر وقلّة المعاني؟! ولكن كما يقول المثل القديم : هي شنشنة أعرفها من أخزم ، نعوذ بالله من التعصّب وسوء الظنّ.
ص: 243
13 - الشيخ الحسين بن رطبة السوراوي :
هو الفقيه الفاضل الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي. قال عنه صاحب أمل الآمل(1) : «الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي ، كان فاضلاً فقيهاً عابداً ، يروي عنه ابن إدريس ، له كتب».
وفي موضع آخر من أمل الآمل(2) : «الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي ، فقيه ، صالح ، وكان روى عن الشيخ أبي علي الطوسي». وذكره البحراني في لؤلؤة البحرين(3) ضمن ترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي قائلاً : عن الشيخ حسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي أيضاً ، وكان أيضاً عالماً فاضلاً فقيهاً محدّثاً صدوقاً ...».
وذكره النوري في مستدرك الوسائل(4) قائلاً : «أبو عبد الله الحسين بن رطبة السوراوي الفقيه الجليل الموصوف في الإجازات بكلّ جميل ...».
14 - الشيخ الحسين بن هدّاب النوري الحلّي :
هو الفقيه الفاضل والأديب اللغوي الشاعر الماهر الشيخ أبو عبد الله الحسين بن هدّاب بن محمد النوري الحلّي. ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء(5) قائلاً :
«الحسين بن هدّاب بن محمد بن ثابت الدَّيْري الأصل - نسبة إلى 4.
ص: 244
الدَّير : قرية من قرى النعمانية - ويعرف بالنوري - والنورية : قرية من قرى الحلّة السيفية من سيف الفرات ، نزل بها أبو عبد الله الضرير - توفّي يوم الأربعاء ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين وخمسمائة ، كان نحوياً لغوياً مُقرئاً فقيهاً شاعراً متفنّناً ، قرأ بالروايات على أبي العزّ محمد بن الحسين بن بندار الواسطي وأبي بكر محمد بن الحسين بن علي المزرفيِّ ، سكن بغداد منعكفاً على نشر العلم والإقراء فكان يُقري النحو واللغة والقراءات ، وكان يحفظ عدّة دواوين من شعر العرب ، وكان كثير الإفادة والعبادة عفيفاً ديِّناً ، وله شعر جيّد ، منه :
فيك يا إغلوطة الفكر
تاه عقلي وانقضى عمري
سافَرتْ فيك العقول فما
ربحت إلاّ عنا الشعر
رجعت حسرى وما وقفت
لا على عين ولا أثر
وقال :
قال لي مَنْ رأى صباح شيبي
عن شمال من لمَّتي ويمينِ
أيُّ شيء هذا فقلت مُجيباً
ليلُ شكٍّ مّحاهُ صبحُ يقينِ»
وفي شعراء الحلّة(1) قال الخاقاني :
«هو أبو عبد الله الحسين بن هدّاب بن محمد بن ثابت النوري الضرير ، فقيه أديب شاعر. ذكره السيوطي في بغية الوعاة نقلاً عن الصفدي فقال : من أهل الحلّة سكن بغداد ، وكان يقرىء النحو واللغة والقراءات ، متفنّناً فقيهاً شاعراً عفيفاً صَيّناً كثير الإفادة ، قرأ بالروايات على أبي العزيز ابن بندار الواسطي وغيره ، مات يوم الأربعاء ثاني عشر رجب من عام 3.
ص: 245
(562 ه). وقد نبَّه ابن الدبيثي عند ترجمته له في تاريخ بغداد فقال : والنوري منسوب إلى قرية تعرف بالنورية من قرى الحلّة السيفية».
15 - الشيخ خزيمة بن محمد الأسدي :
هو الفاضل الشاعر النحوي الشيخ خزيمة بن محمد الأسدي الحلّي. جاء في شعراء الحلّة(1) عند ذكره :
«هو خزيمة بن محمد الأسدي النحوي الحلّي ، ذكره الصفدي فقال : من أهل الحلّة المزيدية ، يقال : إنّه أوّل من انتشر عنه النحو بتلك البلاد وتخرّج به جماعة منهم ابن جياء ، وكان له شعر كثير ، وكذلك ذكره السيوطي في البغية نقلاً عن ابن النجّار وأثبت ما تقدّم حرفيّاً».
قال الخاقاني معقّباً : «أقول : من المؤسف له جدّاً أنّه لم يذكر له بيتاً واحداً».
16 - الأمير دبيس بن صدقة المزيدي :
هو الشاعر الأديب الأمير نور الدولة أبو الأغر دبيس بن الأمير سيف الدولة ملك العرب صدقة بن منصور المزيدي الأسدي ، كان من مشاهير عصره كرماً وجوداً وسخاءً مع شجاعة فائقة ونبل وشهامة ، ورد ذكره في العديد من كتب التراجم والتاريخ معطّراً بثناء جميل ومُشاراً فيه إلى صفاته النبيلة وكرم أخلاقه وجوده. ذكره ابن خلّكان في وفيات الأعيان(2) قائلاً :
«ملك العرب ، صاحب الحلّة المزيدية ، كان جواداً كريماً ، عنده معرفة بالأدب والشعر ، وتمكّن في خلافة المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق ، وهو من بيت كبير. ودبيس هو الذي عناه ابن الحريري 3.
ص: 246
صاحب المقامات في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله : (أو الأسدي دبيس) لأنّه كان معاصره فرام التقرّب إليه بذكره في مقاماته ، ولجلالة قدره أيضاً. وله نظم حسن ، ورأيت العماد الكاتب في الخريدة وابن المستوفي في تاريخ إربل وغيرهما قد نسبوا إليه الأبيات اللامية :
أسلمه حبُّ سليمانكم
إلى هوىً أيسره القتل
قالت لنا جند ملاحاته
لمّا بدا ما قالت النمل
قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن
تحطمكم أعينه النُّجل ...»
وذكر السمعاني في تاريخه(1) شعراً للأمير دبيس قائلاً : وقرأت في الوشاح : أنشدني أبو الفتوح السرخسي : أنشدني دبيس لنفسه :
حبّ عليِّ بن أبي طالب
للناس مقياس ومعيار
يخرج ما في أصلهم مثلما
تخرج غشَّ الذهب النار
وجاء في شذرات الذهب(2) :
«... وفيها دبيس بن صدقة ملك العرب نور الدولة أبو الأغرّ ولد الأمير سيف الدولة الأسدي صاحب الحلّة ، كان فارساً شجاعاً مقداماً جواداً ممدحاً أديباً كثير الحروب والفتن ، خرج على المسترشد بالله غير مرّة ، ودخل خراسان والشام والجزيرة واستولى على كثير من العراق ، وكان مسعر حرب وجمرة بلاء ، قتله السلطان مسعود بمراغة في ذي الحجّة وأظهر أنّه قتله آخذاً بثأر المسترشد ، فلله الحمد على قتله ، وله نظم حسن ، منه :
تمتّع بأيّام السرور فإنّما
عذار الأماني بالهموم يشيب».0.
ص: 247
وفي شعراء الحلّة(1) قال الخاقاني :
«هو دبيس ابن سيف الدولة صدقة بن منصور الناشري الأمير العربي الذي حرص على خلق جوٍّ وحريّة للعرب ، كنيته أبو الأغرّ ولقبه نور الدولة ، المتوفّى عام (529 ه) ... إلى قوله : وذكر ابن المستوفي في تاريخه أنّ بدران أخا دبيس كتب إلى أخيه المذكور وهو نازح عنه :
ألا قل لمنصور وقل لمسيَّب
وقل لدبيس إنّني لغريب
هنيئاً لكم ماء الفرات وطيبه
إذا لم يكن لي في الفرات نصيب
فكتب إليه دبيس :
ألا قل لبدران الذي حلَّ نازحاً
إلى أرضه والحرّ ليس يخيب
تمتّع بأيّام السرور فإنّما
عذار الأماني بالهموم مشيب
ولله في تلك الحوادث حكمه
وللأرض من كأس الكرام نصيب
وكان دبيس ينشد كثيراً هذين البيتين :
إنّ الليالي للأنام مناهل
تطوى وتبسط بينها الأعمار
فقصارهنّ مع الهموم طويلة
وطوالهنّ مع السرور قصار».
قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(2) :
«لمّا وقع المسترشد العبّاسي أسيراً في جيش السلطان مسعود قتله غدراً ، وأراد أن يقتل دبيس متّهماً إيّاه أنّه قتل المسترشد وبذلك يتخلّص 1.
ص: 248
منهما ، وقد أحسّ دبيس بتغيّر نيّة السلطان فيه وحاول الهرب مراراً ولكن حالت أمور دون ذلك. ذات يوم وهم نازلون على باب مراغة جاء دبيس وجلس في باب خيمة السلطان ، فسيّر إليه بعض غلمانه ، فجاء من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه ، وكان ذلك في رابع عشر ذي الحجّة سنة (529 ه) ، وقيل : إنّ قتله كان على باب خوي ، وقيل : إنّه كان على باب تبريز. ولمّا قتل حمل إلى زوجته كهار خاتون في ماردين ، فدفن بالمشهد عند نجم الدين الغازي والد كهار خاتون».
أقول :
كم من شريف أصيل نبيل قتلته الخيانة وأفنى عطاءه الغدر وكثرة أهل الحقد والحسد ، وصاحب الترجمة أحد أولئك النبلاء الذين بذلوا الكثير من أجل رفعة الدين والعقيدة وإعلاء شأن المسلمين ، وإنّ ما ذكر هنا في هذه الترجمة الموجزة لهو نزر يسير من حياة هذا الأمير النبيل رحمه الله تعالى.
17 - الشيخ سالم ابن العودي النيلي :
هو أبو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي العودي التغلبي الحلّي ، من مشاهير شعراء عصره. ذكره العماد الأصبهاني في الخريدة(1)فقال :
«شاب شبَّت له نار الذكاء وكأنّما شاب لنظمه صرف الصهباء بصافي الماء ، ونثر فيه شؤبوب الفصاحة يسقي من ينشد شعره راح الراحة ... إلى قوله : وأنشدني الشريف قطب الدين أبو يعلى محمد بن علي بن حمزة ببغداد في ربيع الآخر سنة (559 ه) قال : أنشدني الربيب الأقساسي 9.
ص: 249
أبو المعالي ابن العودي لنفسه بالكوفة في منزلي مستهلّ صفر سنة خمسين وخمسمائة :
ما حبست الكتاب عنك لهجر
لا ولا كان عبدكم ذا تجاف
غير أنّ الزمان يحدث للمر
ء أموراً تنسبه كلّ مصاف
شيم مرّت الليالي عليها
والليالي قليلة الإنصاف».
وذكره السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء ضمن ترجمة الشيخ أبي القاسم ابن العودي الحلّي وهو غير المترجم له قائلاً :
«... وهنالك شخصية أدبية أخرى تدعى بابن العود أو بابن العودي ، وهو أبو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي التغلبي النيلي المولود سنة 478 ه- بقرية النيل من رساتيق الحلّة ، اشتهر بالشعر ، مدحه عماد الدين الأصفهاني وكان ممّن عاصره واختبره بنفسه ...».
أقول :
ذكر الخاقاني والسيّد كمال الدين أنّ ولادته كانت عام 478 ه- ، أمّا وفاته فلم يُشيروا إليها إلاّ أنّه كان حيّاً عام 554 ه- ، والله سبحانه العالم.
18 - الشيخ سعيد بن مكّي النيلي.
هو العالم النحوي الفاضل والأديب الكامل الشاعر الشيخ سعيد (سعد) بن أحمد بن مكّي النيلي الحلّي ، ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء(1) قائلاً :
«سعد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدّب الشيعي ، كان نحويّاً فاضلاً 0.
ص: 250
عالماً بالأدب مغالياً في التشيَّع ، له شعر جيّد أكثره في مديح أهل البيت ، وله غزل رقيق ، مات سنة خمس وستين وخمسمائة وقد ناهز المائة ، ومن شعره :
قمرٌ أقام قيامتي بقوامه
لِمَ لا يجود لمهجتي بذمامه
ملَّكْتهُ كبدي فأتلف مهجتي
بجمال بهجته وحسن كلامه»
وحكى الخاقاني في شعراء الحلّة قول العماد الأصبهاني في المترجم له قائلاً :
«مغالياً في التشيّع حالياً بالتورّع ، غالياً في المذهب ، عالياً في الأدب ، معلّماً في المكتب ، مقدّماً في التعصّب ، ثمّ أسنّ حتّى جاوز حدّ الهرم وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم ، وأناف على التسعين ، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد سنة (562 ه). وقال : ثمّ سمعت بأنّه لحق بالأوّلين.
قال الخاقاني معقّباً : وجاء ذكره في بعض المقالات للدكتور مصطفى جواد أنّه كان أديباً شاعراً ونحويّاً فاضلاً ومؤدّباً بارعاً من أدباء الشيعة المشهورين ، أقام بعد النيل ببغداد لقيام سوق الأدب فيها في أواسط القرن السادس وهو من أهله. وقال : وكلّ من ذكره بعد عماد الدين الأصبهاني إنّما عيال عليه وطالب إليه ...».
وذكره السيّد حسن الصدر في كتاب الشيعة وفنون الإسلام(1) قائلاً :
«... ومنهم سعد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدّب الكاتب المعروف والشاعر الموصوف ، عالم بالأدب والنحو واللغة ، ذكره العماد 9.
ص: 251
الكاتب ، قال : وكان غالياً في التشيّع حالياً بالتورّع ...».
من شعره :
دع يا سعيد هواك واستمسك بمن
تسعد بهم وتزاح من آثامه
بمحمّد وبحيدر وبفاطم
وبولدهم عقد الولا بتمامه
وترى وليّ وليِّهم وكتابه
بيمينه والنور من قدّامه
يسقيه من حوض النبيّ محمد
كأساً بها يشفي غليل أوامه
بيدي أمير المؤمنين وحسب من
يسقى به كأساً بكفّ إمامه
ذاك الذي لولاه ما اتّضحت لنا
سُبل الهدى في غوره وشامه
عَبَدَ الإله وغيره من جهله
ما زال منعكفاً على أصنامه
ما آصف يوماً وشمعون الصفا
مع يوشع في العلم مثل غلامه
ومن شعره أيضاً في مدح النبي والأئمّة عليهم السلام :
ومحمد يوم القيامة شافع
للمؤمنين وكلِّ عبد مقنتِ
وعلي والحسنان ابنا فاطم
للمؤمنين الفائزين الشيعة
وعلي زين العابدين وباقر ال-
-علم التقيُّ وجعفر هو منيتي
والكاظم الميمون موسى والرضا
علم الهدى عند النوائب عدّتي
ومحمد الهادي إلى سبل الهدى
وعليّاً المهدي جعلت ذخيرتي
والعسكريين اللذين بحبِّهم
أرجو إذا أبصرت وجه الحجّةِ
ولادته ووفاته :
ولد الشيخ المترجم له عام (467 ه) وتوفّي عام (565 ه) رحمه الله تعالى.
ص: 252
19 - الشيخ سعيد بن عبدالعزيز النيلي :
هو العالم الفاضل والأديب النحوي الشاعر الشيخ أبو سهل سعيد بن عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالمؤمن بن طيفور النيلي الحلّي. ذكره ياقوت في معجم الأدباء(1) قائلاً :
«سعيد بن عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالمؤمن بن طيفور أبو سهل النيلي ، كان شاعراً نحوياً فقيهاً طبيباً عالماً بصناعة الطبّ ، وله من التصانيف : اختصار كتاب المسائل لحنين ، وتلخيص شرح فصول بُقراط لجالينوس ، مع نكت من شرح أبي بكر الرازي ، وغير ذلك ، مات سنة عشرين وأربعمائة ، ومن شعره :
يا مفدَّى العذار والخدِّ والقدد
بنفسي وما أراها كثيرا
ومعيِّري من سقم عينيه سُقماً
دُمتُ مضنىً به ودمت مُعيرا
اسقني الراح تشفِ لوعة قلب
بات مُذ بنت للهموم سميرا».
وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(2) ناقلاً قول ياقوت فيه رحمه الله تعالى.
20 - الشيخ سعيد الهذلي الحلّي :
وهو من العلماء الأفاضل ، قال فيه صاحب أمل الآمل(3) : «الشيخ سعيد الحلّي جدّ المحقّق جعفر بن الحسن بن سعيد ، كان فاضلاً فقيهاً ، يروي عنه ولده ويروي هو عن عربي بن مسافر كما ذكره ابن داود في طريقه». 2.
ص: 253
أقول :
إنّ المترجم له هو جدّ جدّ المحقّق جعفر الحلّي وليس جدُّه المباشر ، فالمحقّق هو جعفر بن الحسن بن يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الهذلي ، وإنّ نسبه هذا أشار إليه معظم أرباب المعاجم وخصوصاً عند ذكر جدّه الشيخ الفقيه يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الهذلي صاحب كتاب الجامع ، فلاحظ ، والله سبحانه العالم.
21 - القاضي عبدالرحمن بن الحسين النيلي :
جاء في تاريخ الحلّة(1) : «... ممّن خدم في الأعمال الحلّية مع طاشتكين أبو منصور عبدالرحمن بن الحسين بن عبد الله ابن النعماني النيلي المعروف بشريح ، كان يتولّى القضاء ببلده ، والتحق بأمير الحاج طاشتكين وخدمه مدّة متولّياً بعض الأعمال له ، وكان فيه فضل وتمييز ، وله رسائل ، توفّي ليلة الأربعاء ثاني عشر ربيع الأوّل سنة (603 ه)».
22 - الشيخ عربي بن مسافر العبادي :
هو الفقيه العالم الفاضل العابد الشيخ أبو محمد عربي بن مسافر العبادي الحلّي. ذكره الحرّ العاملي في أمل الآمل(2) قائلاً :
«الشيخ عربي بن المسافر العبادي ، فاضل ، جليل ، فقيه ، عالم ، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كإلياس بن هشام الحائري وغيره ، ويروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في 9.
ص: 254
أوّلها ، قال منتخب الدين عند ذكره : فقيه صالح بحلّة».
وذكره الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين(1) ناقلاً لقول صاحب أمل الآمل فيه.
وقال العلاّمة السيّد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(2) :
«ذكر ابن مسافر (هذا) العلاّمة المحدّث النوري في مستدرك الوسائل ... إلى قوله : وفي الرياض : شيخ جليل من أصحابنا رضي الله عنهم. ثمّ قال وهذا الشيخ يروي عن جماعة أولهم :
1 - الشيخ الجليل عماد الدين الطبري صاحب بشارة المصطفى.
2 - الشيخ الأمين حسين بن طحال.
3 - الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ جمال الدين هبة الله بن رطبة السوراوي ، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.
4 - الشيخ أبو محمد الياس بن محمد بن هشام الحائري العالم الفاضل.
وأمّا من يروي عن ابن مسافر من الأعلام فهم جماعة ، منهم :
1 - الشيخ شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي الفاضل الفقيه الجليل. ش.
ص: 255
2 - الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الفقيه الجليل الخيّاط.
3 - الشيخ أبو زكريّا يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الحلّي.
4 - الشيخ محمد بن جعفر المشهدي الحائري صاحب المزار.
5 - الشيخ محمد بن إدريس الحلّي صاحب السرائر.
6 - الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن علي الدربي».
أقول :
لم أعثر على تاريخ ولادته أو وفاته أو ما هي آثاره العلمية رحمه الله تعالى.
23 - الشيخ علوي بن عبد الله الأشهب :
جاء في شعراء الحلّة(1) : «هو علوي بن عبد الله بن عبيد المعروف بالباز الأشهب من أهل الحلّة السيفية. ذكره ابن النجّار في ذيله فقال : كان شاعراً محسناً من أرباب المعاني متفنّناً في علم الأدب مليح الإيراد للشعر ، قدم بغداد ومدح بها قاضي القضاة الشهرزوري وغيره وروى بها شيئاً من شعره ، أنشدني علوي بن عبيد لنفسه ببغداد :
سل البانة الغنّاء هل مطر الحمى
وهل أنّ للورقاء أن تترنّما
وهل عذبات الرند نبّهها الصبا
لذكر الصبا قدما فقد كُنَّ نوّما
وان كانت الأيام قصَّت جناحها
فقد طالما مدّت بناناً ومعصما
بكتها الغوادي رحمة فتنفّست
وأعطت رياض الحزن سرّاً مكتّما
وشقّت ثياباً كنّ سِتراً لأمرها
فلمّا رآها الأُقحوان تبسّما0.
ص: 256
خليلي هل من سامع ما أقوله
فقد منع الجهّال أن أتكلّما
قال الخاقاني : توفّي علوي ببغداد يوم الأحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة (596 ه) ودفن بمقابر قريش - أي : الكاظمية - فيما حول قبر الإمام موسى بن جعفر عليه السلام».
24 - الشيخ علي بن أفلح الشاعر :
هو الأديب الشاعر الألمعي والكاتب الفاخر اللوذعي أبو القاسم علي بن أفلح العبسي الحلّي الملقّب ب- : جمال الدولة.
ذكره ابن الجوزي في المنتظم(1) قائلاً :
«علي بن أفلح أبو القاسم الكاتب كان فيه فضل حسن وله شعر مليح إلاّ أنّه كان متجرّئاً كثير الهجو ، وكان قد خلع عليه المسترشد بالله ولقّبه جمال الملك وأعطاه أربعة أدر في درب الشاكرية ، وكان هو قد اشترى دوراً إلى جانبها ، فهدم الكلّ وأنشأ داراً كبيرة ، وأعطاه الخليفة خمسمائة دينار وأطلق له مائة جذع ومائتي ألف آجرة وأجرى له إدراراً في كلّ سنة ، فظهر أنّه يكاتب دبيساً ، وسبب ظهور ذلك ... إلى قوله : ومن شعره يذكر به اشتياقهُ إلى أبي الحسن ابن التلميذ قوله بعد كلام جميل :
وإنّي وحقّك منذ ارتحلت
نهاري حنين وليلي أنين
وما كنت أعرف قبل امرأً
بجسم مقيم وقلب يبين
وكيف السلوّ إلى سلوتي
وحزني وفيٌّ وصبري خؤون»
وجاء في شعراء الحلّة(2) : «هو جمال الدولة أبو القاسم علي بن أفلح العبسي الحلّي ، ولد في الحلّة في الثلث الأخير من القرن الخامس للهجرة 4.
ص: 257
وبها نشأ وتأدّب في عهد الدولة المزيدية ، وأتقن فنّ الترسّل ونظم الشعر وصار كاتباً شاعراً ، واتصل بالدولة المزيدية في أيّام ملك العرب أبي الحسن سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي المزيدي مؤسّس الحلّة وصار كاتباً بين يديه في شبابه - أعني شباب ابن أفلح - ثمّ انتقل إلى بغداد بعد قتل سيف الدولة - وكان قتله سنة (501 ه) على ما هو معروف - وخالط أرباب الدولة السلجوقية وأعيان الدولة العباسية ، وجاب البلاد ولقي أكابرها ورؤساءها ، واشتهر فضله وذاع شعره ...».
من شعره :
دع الهوى لأناس يعرفون به
قد مارسوا الحبَّ حتّى لان أصعبه
بلوت نفسك فيما لست تخبره
والشيء صعب على من لا يجرّبه
أهن اصطباراً وإن لم تستطع جلدا
فربّ مدرك أمر عزَّ مطلبه
أحنو الضلوع على قلب يحيّرني
في كلّ يوم ويعييني تقلّبه
تنازعُ الريح من نجد يُهيّجه
ولا مع البرق من نعمان يطربه(1)
قال الخاقاني : «وكان قويّاً في الهجاء والوصف ، وقال في هجو ضياء الملك أبي نصر أحمد بن نظام الملك الوزير وكان قد وصل إلى بابه فمنعه البوّاب من الدخول عليه :
حمدت بوّابك إذ ردّني
وذمّه غيري على ردّه
لأنّه قلّدني نعمةً
تستوجب الإغراق في حمده
أراحني من قبح ملقاك لي
وكبرك الزائد في حدّه
فعدت لا أضرع خدّي لمن
ماء الحيا قد غاض من خدّه»7.
ص: 258
قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) :
«كان المترجم له يوالي دبيساً صاحب الحلّة ، لذا كان يراسله سرّاً ويكشف له الخطط التي تدبّرها حكومة بغداد للقضاء على الإمارة المزيدية. اتفق أن غضب ابن أفلح على بوّابه مرّةً فضربه وطرده ، فاستشفع بالناس ليعفو عنه ويرجعه ، فلم يردّه إلى عمله ، فوشى عليه عند الخليفة : أنّه يراسل دبيساً سرّاً ، فأمر الخليفة بالقبض عليه ، فهرب إلى تكريت واستجار بعاملها بهروز المملوك السلجوقي ، وفي المحرّم سنة (517 ه) أمر المسترشد بنقض داره الآنفة الذكر ، فنقضت ، وبقي ابن أفلح مدّة بتكريت ، ثمّ عفا عنه ورجع إلى بغداد. توفّي المترجم له سنة (533 ه) - وقيل سنة (535 ه) ، وقيل : (537 ه) - وعمره 64 سنة ودفن بمقبرة قريش (المشهد الكاظمي)».
أقول :
يمكننا أن نستنتج تاريخ ولادة المترجم له من طرح سني عمره من تاريخ وفاته ، وعلى فرض أنّها عام (533 ه) فيكون تاريخ ولادته حدود عام (469 ه) ، وإن صحّ هذا التقدير فيمكننا استبعاد ما ذكره الشيخ يوسف كركوش(2) عند ترجمة الأمير دبيس بن علي المزيدي جدّ الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي حيث قال : «كان أبو الحسن علي بن افلح الشاعر الشهير كاتباً بين يديه في شبيبته» ، لأنّ وفاة الأمير دبيس بن علي المزيدي كانت عام (474 ه) والتي يكون فيها عمر ابن أفلح الشاعر حدود ال(5)6.
ص: 259
سنوات ، والله سبحانه العالم.
25 - الشيخ علي بن الحسن (شُمَيم الحلّي) :
هو العالم العابد والورع الزاهد الأديب الشاعر من أكابر العلماء وأعلام المشايخ النجباء الشيخ أبو الحسن مهذّب الدين علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف ب- : شُمَيم الحلّي. ترجم له ياقوت الحموي في معجم الأدباء(1) قائلاً :
«علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف بشُمَيم الحلّي أبو الحسن النحوي اللغوي الشاعر ، مات في ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة ، أخبرني به العماد بن الحدوس العدل ، وبمنزله مات بالموصل عن سنٍّ عالية ، وهو من أهل الحلّة المزيدية ، قدم بغداد وبها تأدّب ، ثمّ توجّه تلقاء الموصل والشام وديار بكر ، وأظنّه قرأ على أبي نزار ملك النحاة. قال مؤلّف الكتاب - أي : ياقوت الحموي - : وكنت قد وردت إلى آمِدَ في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخَضِر ودخلت عليه فوجدته شيخاً كبيراً قضيف الجسم في حجرة من المسجد وبين يديه جامدانٌ مملوءٌ كتباً من تصانيفه فحسب ، فسلّمت عليه وجلست بين يديه ، فأقبل علي وقال : من أين أنت؟ قلت : من بغداد ، فهشَّ بي وأقبل يسائلني عنها وأُخبره ، ثمّ قلت له : إنّما جئت لاقتبس من علوم المولى شيئاً ، فقال لي : وأيّ علم تحبّ؟ قلت له : أحبّ علوم الأدب ، فقال : إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة ...». 0.
ص: 260
أقول :
عند اطلاع الباحث المنصف على ما ذكره ياقوت في ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي يجد أنّه قد نسب إليه أقوالاً وأفعالاً لا تتناسب ومكانة المترجم له العلمية والأدبية وأنّه قد أساء إليه في ذلك إساءة بالغة ، ويمكن للباحث المتتبّع أن يلمس ذلك التناقض الواضح في أقواله عند ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي ، وإليك بعض الفقرات المهمّة من هذه الترجمة :
قال ياقوت : «وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخضر ...».
وقال في موضع آخر(1) : «حدّثني محمد بن حامد بن محمد بن جبريل بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشر وستمائة في ربيع الأوّل منها ، قال : لمّا ورد شميم الحلّي إلى الموصل بلغني فضله ، فقصدته لأقتبس من علومه ، فدخلت عليه ، فجرى أمري على ما هو معروف به من قلّة الاحتفال بكلِّ أحد ...».
وقال في موضع آخر أيضاً(2) : «حدّثني الآمدي الفقيه قال : بلغني أنّه لمّا قدم الحلّي إلى الموصل إنثال إليه الناس يزورونه ، وأراد نقيب الموصل (وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد) زيارته فقيل له : إنّه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبداً ، فجاءه رجل وعرَّفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلوِّ منزلته من الملوك فلم يردَّ جواباً ، وجاءهُ النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن 5.
ص: 261
مجلسه ، فجلس النقيب ساعة ثمّ انصرف مُغضباً ، فعاتبه ذلك الرجل الذي كان أشار عليه بإكرامه فلم يردُّ عليه جواباً ، فلمّا كان من الغد جاءهُ وفي يد الحلّي كسرة خبز يابسة وهو يعضّ من جنبها ويأكل ، فلمّا دخل الرجل عليه قال له : بسم الله ، فقال له : وأي شيء هاهنا حتّى آكل؟! فقال له : يا رقيع من يقنع من الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنى يَذلُّ للناس مع غناه عنهم واحتياجهم إليه».
أقول :
إنّ قصد الناس إليه أينما ذهب وعلى اختلاف طبقاتهم من أُدباء وعلماء وأشراف وأعيان وسعيهم للاستفادة من علومه ومعارفه لهو الدليل الواضح على منزلة الشيخ وعلوّ شأنه في العلم والدين ، وإنّ زهده وورعه الواضح لهو أسمى وأعلى من أن يتجاوز على الآخرين أو يشتمهم.
قال ياقوت(1) وهو يشير إلى ورع الشيخ وتقواه : «... وقلت له : فأنشدني شيئاً ممّا قلت ، فابتدأ وقرأ عليّ خطبة كتاب الخمريّات ، فعلق بخاطري من الخطبة قوله : ولمّا رأيت الحكمي قد أبدع ولم يدع لأحد في اتّباعه مطمعاً وسلك في إفشاء سرّ الخمرة ما سلك آثرت أن أجعل لها نصيباً من عنايتي مع ما أنني علم الله لم المُمْ لها بلثم ثغر إثم مُذ رضعت ثديَ أُم ...».
ومن الممكن القول أيضاً : إنّه لم يجد في بعض أولئك الناس من يرتقي إلى مصاف العلماء والأُدباء وتقديرهم لجهوده في العلم والأدب ، وقد حكى ياقوت(2) قول الشيخ شميم له حين طلب منه تقييم شعره ولم 6.
ص: 262
يجد عنده التقدير المناسب : «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرّقون بين الدُّرِّ والبعر والياقوت والحجر».
وأمّا تسميته ب- : شُمَيم فقد ذكر ياقوت(1) لهذه التسمية سبباً له فيها مآدب ، فذكر قائلاً :
«قلت : لم سمّيت بالشُمَيم؟ فشتمني ثمّ ضحك وقال : اعلم أنّي بقيت مدّة من عمري (ذكرها هو ونسيتها أنا) لا آكل في تلك المدة إلاّ الطيِّب (الطين) فحسب قصداً لتنشيف الرطوبة وحدِّة الحفظ ، وكنت أبقى أيّاماً لا يجيئني الغائط ، فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين ، وكنت آخذه وأقول لمن أنبَسِطُ إليه : شُمَّهُ فإنّه لا رائحة له ، فكثر ذلك حتّى لقبت به ، أرضيت يابن الفاعلة. هذا آخر ما جرى بيني وبينه».
أقول :
من البعيد أن يكون لقب (شُمَيم) قد أتاه من هذا الفعل الذي لا يتناسب مع أخلاقه وجلالة قدره. وإنّ هناك باعتقادي سبباً آخراً لهذه التسمية أعرض عن ذكره ياقوت لسوء عقيدته في المترجم له والذي قد يكون أنّه لُقِّب ب- : شُمَيم لتمتّعه مثلاً بحاسّة شمٍّ قوية ، أو أنّ أحد آبائه لقّب بهذا اللقب نسبة إلى حادثة معيّنة ، والله سبحانه العالم.
وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(2) قائلاً :
«هو أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الملقّب بمهذّب الدين والمعروف ب- : شُمَيم الحلّي ، من مشاهير الأدباء الذين حفلت بذكرهم كتب السير والرجال ، وحياته مليئة بالأعاجيب والصور الغريبة 3.
ص: 263
والنكات العجيبة ، والحق أنّه استطاع في وقته أن ينشر اسم بلده بين البلدان ويعرّفه لدى العالم الذي كان يجهل اسم الحلّة ... إلى قوله : عرفت ممّا تقدّم من الأحاديث التي نقلها ياقوت عن شميم وما جاء فيها من إجحاف بحقّ المترجم له ، ومن يعرف ياقوت ونفسيته وعقيدته لا يستغرب منه أن يكون سلبيّاً إزاء شميم وأمثاله ممّن اختلفوا معه في الرأي ، وإذا أمعن القارئ النظر فيما مرّ يتأسّف أن يقع ذلك بين الأدباء ممّا يدعونا أن نتصوّر كثيراً من الأحاديث التي نقف عليها كهذه لا نصيب لها من الصحّة ، وقد لاحظ جمع من المترجمين كالشيخ القمّي في الكنى والألقاب(1) ما قد ذكره ابن خلّكان ونسب إليه ما لا يليق به ، ونقل عن البركات المستوفي أنّه نسب إليه ما لا يلصق به كترك الصلاة المكتوبة والمعارضة للقرآن الكريم العياذ بالله وقلّة الدين ونحو ذلك ، ولا ريب أنّ هذا بهتان عظيم ، ومنشأ ذلك أنّه كان يتشيّع ، (شنشنة أعرفها من أخزم) ...».
وذكره الخوانساري في روضات الجنّات(2) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل قائلاً :
«... وهو غير علي بن الحسن بن عنترة المعروف بشُمَيم - كزُبَير - الحسن الحلّي الشيعي النحوي الشاعر صاحب المصنّفات الجمَّة في مطالب مهمّة ...».
وجاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(3) للسيّد حسن الصدر ما نصّه : «ومنهم شميم الحلّي النحوي اللغوي من جبال العلم ، واسمه 6.
ص: 264
علي بن الحسن بن عتبة(1) بن ثابت ، كان شاعراً مشهوراً نحويّاً لغويّاً أديباً مُنشياً متبحّراً في العلوم ، قال ياقوت : كان من أهل الحلّة المزيدية - يعني : من الشيعة الإمامية ، لأنّ كلّ أهل الحلّة المزيدية إمامية - قدم بغداد وبها تأدّب ...».
نماذج من شعره :
امزج بمسبوك اللُجين
ذهباً حكته دموع عيني
لمّا نعى ناعي الفراق ببين
من أهوى وبيني
كانت ولم يُقدر لشيء
قبلها إيجاب كونِ
وأحالها التحريم لمّا
شبهت بدم الحسين
خفقت لنا شمسان من
لألائها في الخافقين
وبدت لنا في كأسها
من لونها في حُلَّتين
ومن قوله أيضاً :
ليت من طوَّل بالشام
نواه وثوى به
جعل العَوْد إلى الزوراء
من بعض ثوابه
أترى يُوطئني الدَّهر
ثرى مسك ترابه
وأرى أي نور عيني
موطئاً لي وتُرى به
مؤلّفاته :
وهي كثيرة(2) : 0.
ص: 265
1 - كتاب النكت المعجمات في شرح المقامات.
2 - كتاب أرى المشتار في القريض المختار.
3 - كتاب الحماسة ، من نظمه ، مجلّد.
4 - كتاب مَنَّاح المنى في إيضاح الكنى.
5 - كتاب دُرّة التأميل في عيون المجالس والفصول.
6 - كتاب نتائج الإخلاص في الخطب.
7 - كتاب أُنس الجليس في التجنيس.
8 - كتاب أنواع الرقاع في الأسجاع.
9 - كتاب التعازي في المرازي.
10 - كتاب خطب نسق حروف المعجم.
11 - كتاب الأماني في التهاني.
12 - كتاب المفاتيح في الوعظ.
13 - كتاب معاياة العقل في معاناة النقل.
14 - كتاب الإشارات المعرِّية.
15 - كتاب المرتجلات في المساجلات.
16 - كتاب المخترع في شرح اللمع.
17 - كتاب المحتسب في شرح الخطب.
18 - كتاب المُهتصر في شرح المختصر.
19 - كتاب التحميض في التغميض.
20 - كتاب بداية الفكر في بدائع النظم والنثر.
21 - كتاب خلق الآدمي.
22 - كتاب رسائل لزوم ما لا يلزم.
ص: 266
23 - كتاب اللزوم.
24 - كتاب لهنة الضيف المصحر في الليل المسحر.
25 - كتاب منتزه القلوب في التصحيف.
26 - كتاب المنائح في المدائح.
27 - كتاب نزهة الراح في صفات الأفراح.
28 - كتاب الخطب المستضيئة.
29 - كتاب حرز النافث من عيث العائث.
30 - كتاب الخطب الناصرية.
31 - كتاب الركوبات.
32 - كتاب شِعر الصبي.
33 - كتاب القام الإلحام في تفسير الأحلام.
34 - كتاب سمط الملك المفضَّل في مدح المليك الأفضل.
35 - كتاب مناقب الحِكم في مثالب الأمم.
36 - كتاب اللُّماسة في شرح الحماسة.
37 - كتاب الفصول الموكبية.
38 - كتاب مجتنى ريحانة الهمّ في استئناف المدح والذمّ.
39 - كتاب المناجاة.
40 - خطبة في غاية الفصاحة ، مبدؤها : الحمد لله فالقِ قِمَم حبِّ الحبيب بحسام سحِّ السُحب ، صابغ خدِّ الأرض بقاني رشيق يانع العشب ....
ص: 267
وفاته :
ذكر أرباب المعاجم ومنهم ابن خلّكان(1) أنّ المترجم له توفّي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة (601 ه) بالموصل ودفن بمقبرة المعافي بن عمران ، وقال ياقوت(2) : إنّه توفّي عن سنٍّ عالية ، رضوان الله تعالى عليه.
26 - الشيخ علي الجوزي الحلّي :
جاء في أمل الآمل(3) : الشيخ أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلّي ، عالم ، صالح ، محدّث ، يروي عن أبي جعفر ابن بابويه.
27 - القاضي أبو الحسن علي الحلّي :
جاء في تاريخ الحلّة(4) : «... وفي سنة (598 ه) يوم الخميس (14) صفر قُلِّد أبو الحسن علي بن سليمان الحلّي قضاء القضاة شرقاً وغرباً وخلع عليه بعد صلاة الجمعة وسلم عهده بذلك فقرئ بجامع القصر الشريف واسكن دار الزينبي بباب عليان ، وفي سنة (600 ه) جمادى الأوّل عقد مجلس في دار الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي حضر فيه القضاة والفقهاء والعدول والولاة وأحضر قاضي القضاة أبو الحسن علي بن عبد الله بن سليمان الحلّي وقرئ محضر يتضمّن ما كان يعتمده من أشياء تنافي العدالة ، منها أخذ الرشا على الحكم ، ووقف على ذلك وانتصب له شخص يعرف بالوكيل النيلي وحاققه [حقّق معه] وناضره بحيث ثبت عليه ، 6.
ص: 268
واستفتى الفقهاء فأفتوا بفسق من ارتكب ذلك ووجوب عزله ...».
قال السيّد هادي كمال الدين(1) عند ترجمته للقاضي أبي الحسن علي صاحب الترجمة معقّباً :
«إنّ منصب القضاء حسّاس للغاية ومهمّ جدّاً ، فإذا كان القاضي كصاحب الترجمة فاسقاً مرتشياً فماذا ينتظر منه المجتمع سوى الضرر الفادح ، سوى التفسّخ والانحطاط ، فصلاح القاضي هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم ، لأنّه يحكم بالأموال والأعراض والنسب والرشد والحجر وأمثال هذه الأحكام المهمّة ...».
28 - الشيخ علي بن شعرة الحلّي :
قال الخوانساري في روضات الجنّات(2) ضمن ترجمة الشيخ العالم محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ونقلاً عن بحار الأنوار :
«ورأيت في بعض المواضع المعتبرة صورة إجازة منه رحمه الله للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني وكان من أجلّة فقهاء الأصحاب كما يستفاد من ثناء شيخنا المذكور عليه (يقصد ابن شهرآشوب). قال المجلسي ... إلى قوله : استخرت الله وأجزت له بجميع ما كتبنا من كتب المشايخ وبجميع مسموعاتي وقراءاتي ومصنّفاتي وأشعاري. ثمّ قال في آخر ما ذكره : كتب ذلك محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني بخطّه في منتصف جمادى الآخر سنة احدى وثمانين وخمسمائة». 2.
ص: 269
29 - الشيخ علي بن حمدون الحلّي :
هو الأديب الشاعر الفاضل أبو الحسن علي بن علي بن حمدون الحلّي.
حكى يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(1) قول صاحب كتاب إنسان العيون في مشاهير سادس القرون في المترجم له قائلاً :
«علي بن علي بن حمدون أبو الحسن بن أبي قاسم الكاتب ، من أهل الحلّة السيفية ، وهو أخو الحسين ، وكان الأكبر تصرّف في الأعمال الديوانية ، وكان فاضلاً أديباً ، مدح الأكابر ، وسافر إلى الشام ، وكان غالياً في التشيّع مبالغاً في الرفض خبيث العقيدة مجاهراً بتكفير الصحابة».
قال يوسف كركوش : «هذا المؤلّف أورد في ترجمة ابن حمدون قصيدة مستدلاًّ بها على خبث عقيدته ، وهذه القصيدة هي في مدح الإمام علي عليه السلام ، منها :
أصف السيّد الذي يعجز الواصف
عن عدِّ فضله في السنين
خاصف النعل خائض الدم في بدر
وأحد والفتح خوض السفين
والقضايا التي بها حصل التمييز
بين المفروض والمسنون
سل براءة عمّن تولّت وفكِّر
إن طلبت النجاة فِكْرَ ضنين5.
ص: 270
أيولّى على البرية من ليس
على حمل سورة بأمين
إنّ في مرحب وخيبر والباب
بلاغاً لكلِّ عقل رصين
ورجوع التيميِّ أخيب بالراية
كفّاً من صفقة المغبون
وكفى فتح مكّة لمن استيقظ
أو نال رشده بعد حين
حين ولّى النبي رايته سعد
المفدّى من قومه بالعيون
فرأى أنّ عزله بعلي
هو أحمى لمجده من أفون»
30 - الشيخ علي بن نما :
هو الفاضل العالم الشيخ علي بن علي بن نما أحد أعلام أسرة آل نما الحلّيّين. ذكره صاحب روضات الجنّات(1) قائلاً :
«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة أخرى للشيخ علي بن علي بن نما ، وذكر أنّه كان من مشايخ أصحابنا من آل نما الحلّي ، وأنّه يروي عن أبي محمد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي المعروف بابن الأقساس الشاعر ، ويروي عنه السيّد الأجلّ الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني كما يظهر من مجموعة ورّام ابن أبي فراس ، فهو 1.
ص: 271
في درجة الشيخ علي ولد شيخنا الطوسي لرواية ورّام المذكور عنه بهذه الواسطة ...».
وذكره العلاّمة السيّد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(1) قائلاً :
«ومنهم علي بن علي بن نما ، ترجم له صاحب رياض العلماء وقال ...».
31 - الشيخ علي بن محمود الحمصي :
هو الفقيه الفاضل أحد أعلام آل الحمصي الرازي الشيخ جمال الدين علي ابن الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي الحلّي. ذكره صاحب روضات الجنّات(2) ضمن ترجمة والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي قائلاً :
«... ثمّ إنّ في رياض العلماء ترجمة بالخصوص للشيخ جمال الدين علي بن محمود الحمصي الأصل ثمّ الرازي ، مذكوراً فيها بعد وصفه بهذه النسبة ما صورته هكذا : فاضل عالم متكلّم كامل له كتاب مشكاة اليقين في أصول الدين ، وقد يقال : إنّه من تصانيف والده الشيخ سديد الدين محمود الحمصي أُستاذ الشيخ منتجب الدين وصاحب كتاب التعليق العراقي في الكلام».
32 - السيّد علي بن عرفة الحسيني :
جاء في فقهاء الفيحاء(3) : «هو السيّد فخر الدين علي أبو الحسن بن 5.
ص: 272
عرفة الحسيني نسباً والحلّي وطناً ومولداً ، من صدور علماء الفيحاء وفطاحل فقهائها ... إلى قوله : وقد وصفه بعض مترجميه بأنّه فاضل صالح ، يروي عنه ابن مُعَيَّة ، ولعلي بن عرفة هذا ولد نجيب هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن عرفة من مشايخ تاج الدين محمد ابن السيّد جلال الدين ...».
أقول :
الاسم الوارد في إجازة ابن مُعَيَّة هو الشيخ الأمين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلّي وليس كما ذكره صاحب فقهاء الفيحاء من أنّه ابن عرفة ، وهو من المشايخ وليس من السادات ، فلاحظ.
33 - الشيخ علي بن السكون الحلّي :
هو العالم الفاضل والأديب اللغوي النحوي الشاعر الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي بن السكون الحلّي. ذكره ابن الساعي في تاريخه(1) قائلاً :
«أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي بن السكون الحلّي ، كان عارفاً بالنحو واللغة العربية ، حسن الفهم ، جيّد النقل ، حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع في كتابه قطّ إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، توفّي في سنة ستٍّ وستمائة ...».
وقال عنه ياقوت في معجم الأدباء(2) :
«علي بن محمد بن علي بن السكون الحلّي أبو الحسن من حلّة بني مزيد بأرض بابل ، كان عارفاً بالنحو واللغة ، حسن الفهم ، جيّد النقل ، 5.
ص: 273
حريصاً على تصحيح الكتب ، لم يضع قطّ في طِرسِه إلاّ ما وعاه قلبه وفهمه لُبُّه ، وكان يجيد قول الشعر ، وحكى لي عنه الفصيحُ بن علي الشاعر أنّه كان نصيريّاً ، قال لي : ومات في حدود سنة ستمائة ، وله تصانيف».
وجاء في أمل الآمل(1) :
«الشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد بن السكون ، فاضل ، صالح ، شاعر ، أديب».
وقال الخوانساري في روضات الجنّات(2) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن محمد النحوي :
«... ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي السكوني الحلّي اللغوي النحوي الشيعي الإمامي الذي نقل في حقّه عن معجم الأدباء أنّه كان عارفاً بالنحو واللغة حسن الفهم جيّد النقل حريص على تصحيح الكتب ...».
وذكره القمّي في الكنى والألقاب(3) قائلاً :
«ابن السَكون - بفتح السين - أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي الحلّي العالم الفاضل العابد الورع النحوي اللغوي الشاعر الفقيه من ثقاة علمائنا الإماميّة ، ذكره السيوطي في الطبقات ومدحه مدحاً بليغاً ، وكان رحمه الله حسن الفهم جيّد الضبط حريصاً على تصحيح الكتب ، كان معاصراً لعميد الرؤساء راوي الصحيفة الكاملة ، وحُكي عن شيخنا البهائي أنّه قال : إنّ قائلَ : (حدّثنا) في أوّل الصحيفة السجّادية على منشئها آلاف 4.
ص: 274
السلام والتحية هو ابن السكون ، توفّي في حدود سنة (606 ه)».
أقول :
قد ذكرنا له ترجمة أخرى في كتابنا المزارات ومراقد العلماء في الحلّة الفيحاء عند تعيين مرقده في الحلّة رضوان الله تعالى عليه.
34 - الشيخ علي بن الكال الحلّي :
جاء في أمل الآمل(1) : «الشيخ علي بن نصر الله بن هارون المعروف جدّه بالكال الحلّي ، فاضل ، جليل ، يروي عنه الشيخ علي بن يحيى الخيّاط».
35 - الشيخ علي بن يحيى الخيّاط الحلّي :
جاء في أمل الآمل(2) : «الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى الخيّاط ، فاضل ، جليل ، يروي عن العلاّمة عن أبيه عن محمد بن معد عنه عن ابن إدريس وابن البطريق وغيرهما».
أقول :
الأصحّ أنّ العلاّمة يروي عن أبيه عن محمد بن معد عنه ، ولعلَّ عبارة أمل الآمل : «يروي عن العلاّمة» هي من الأغلاط المطبعية ، والله سبحانه العالم.
36 - الشيخ نظام الدين كتائب الحلّي :
جاء في أمل الآمل(3) : «الشيخ نظام الدين كتائب بن فضل الله بن كتائب الحلّي ، فقيه ، ديّن ، ورع ، قاله منتجب الدين». 1.
ص: 275
أقول :
قد ذكره السيّد الخوئي في رجاله(1) ونقلاً أيضاً عن أمل الآمل ولكن بلقب الحلبي ، فلاحظ.
37 - الشيخ محمد بن أبي الفوارس :
جاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(2) :
«ومنهم محمد بن أبي الفوارس أبو عبد الله الحلّي النحوي الإمامي ، كان من أئمّة الأدب ومهرة علم العربية ، ترجمه الجلال السيوطي ، وحكى عن ابن المستوفي في تاريخه تاريخ إربل أنّه قرأ النحو على أبي البقاء العكبري وصعد إلى الموصل فقرأ على مكّي بن ريّان ، قال : وأقام بأربل معلّماً ثمّ ترك التعليم واتصل بخدمة بعض الأمراء فنقل عنه أشياء قبيحة من شرب وغيره فعاد إلى الموصل في رجب سنة ثمان وستمائة ، قال : وكان غالياً في التشيّع إماميّاً تاركاً للصلاة».
قال السيّد حسن الصدر معقّباً : نعوذ بالله من سوء المقال وبذاءة اللسان في علماء الإسلام.
للموضوع صلة ... 5.
ص: 276
السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره
(1398)
قواعد المرام
لابن ميثم البحراني ، وهو : الشيخ المحقّق كمال الدين ميثم بن علي ابن ميثم البحراني ، تلميذ المحقّق الطوسي وشيخ العلاّمة الحلّي ، توفّي سنة 679.
كتبه لأبي المظفّر عزّ الدين عبد العزيز بن جعفر ، وفرغ منه 20 ربيع الأوّل سنة 676.
وقد ألّف الشيخ سليمان الماحوزي رسالة في ترجمة المؤلّف سمّاها : السلافة البهية في الترجمة الميثمية ، أدرجها الشيخ يوسف البحراني في أوائل كشكوله ، ذكر شيخنا أيضاً في الذريعة ج 17 ص 179 : إنّه طبع على هامش المنتخب للطريحي ، وذكر من نسخه القديمة نسخة كتبت سنة 696 عند محمد رضا المنشي الهندي بالكاظمية ، ونسخة كتبت سنة 944 عند السيّد هبة الدين ، ونسخة كتبت 699 عند فخر الدين النصيري.
ص: 277
نسخة بخطّ ضياء الدين بن سديد الدين الإسترابادي العربي ، فرغ منها أوائل شهر رمضان سنة 843 ، وقبله قواعد العقائد للمحقّق الطوسي بخطّ هذا الكاتب ، وبينهما فوائد أدبية وأشعار عربية لطيفة ، وبآخرها تملّك محمد علي بن حيدر علي الخطيب الشاهرودي وختمه ، وتاريخ ختمه 1081 ، وبأوّلها خطّ حاجي محمود بن جلال الدين الجرجاني ، ملّكه بالبيع في القرن العاشر ، وتملّك السيّد حيدر بن إبراهيم الحسيني من أعلام القرن الثالث عشر ، رقم 2308.
(1399)
القواميس
في صناعة الأُصول والكلّيّات من علم الرجال
تأليف المولى آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الدربندي ، المشتهر بالفاضل الدربندي ، المتوفّى سنة 1286.
أوّله : (سبحانك اللّهم اجعلنا من الآخذين دينهم من كتابك وسنّة رسولك ...) ، مرتّب على أحد عشر فصلاً.
نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف سنة 1286 ، وبآخرها كتاب في الدراية للمؤلّف أيضاً ، وهو كبير مبسوط ، وعليها تملّك الشيخ محمد باقر الدامغاني مؤلّف كتاب الوجيزة الموجودة في المكتبة ، تاريخ تملّكه سنة 1304 ، رقم 1907.
(1400)
القوانين المحكمة
في أُصول الفقه ، للمحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم الجيلاني نزيل قم ، المتوفّى سنة 124 ، فرغ منه سلخ ربيع الثاني سنة 1205.
ص: 278
نسخة كتابة القرن الثالث عشر في عهد المؤلّف أو قريباً منه ، في 237 ورقة ، رقم 396.
(1401)
القياس
رسالة في إبطال القياس وحرمة العمل به ، للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني الأصفهاني الحائري ، المتوفّى سنة 1206 ، شرحاً على هذا المورد من مقدّمة كتاب مفاتيح الشرائع للمحدّث المحقّق الفيض الكاشاني محسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة 1091 ، وهو : قوله رحمه الله : (على أُصول مبتدعة ... قياسات عاميّة).
نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف الأُصولية وغيرها ، بخطّ خليل ابن الشيخ إبراهيم الزاهد ، تاريخ بعضها ، سنة 1220 ، رقم المجموعة 393.
(1402)
الكائنات الجوّيّة
رسالة في الكائنات الجوّيّة من فلك ورعد وبرق وغيم وما شاكل ذلك وأسباب حدوثها ، ألّفها العلاّمة الجليل السيّد محمد باقر بن السيّد إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، لأجل السلطان حسين الصفوي في خمسة فصول ، أوّلها : (لطائف حمد وثناى از آلايش پاك وتحايف سپاس فزون از حوصله وهم وإدراك ...).
ص: 279
نسخة بخطّ نسخ جيّد كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن مجموعة في رسائل المؤلّف ، رقم 700.
(1403)
كاشف الحقّ
هو في الحقيقة كتاب حديقة الشيعة للمولى المحقّق المقدّس الأردبيلي ، انتحله بعضهم وسمّاه بأسماء مختلفة ، منها : كاشف الحقّ.
والمنتحل سمّى نفسه محمد الأردستاني.
نسخة أُخرى اسمها كشف الحقّ ، رقمها 1609.
نسخة عتيقة قديمة قريبة من عهد المنتحل ، مكتوبة سنة 1092 ، كتبها أحد خطّاطي ذلك العصر من مهرة الخطّاطين ، كتبها بخطّ نستعليق جميل بديع ، ولعلّه من خطّاطي الهند حيث كان يعيش الأردستاني بها ، ولعلّه في حياته ؛ فإنّه فرغ من الكتاب سنة 1058 ، يقع في 443 ورقة ، مقاسها 5 / 12 × 19 ، تسلسل 595.
(1404)
كاشف الخافية
الكافية في النحو لابن الحاجب أبي عمرو عثمان بن عمر ، المتوفّى سنة 646.
وهذا الشرح بالفارسية لمحمد سعد أوّله : (سپاس بى قياس وحمد بي حدّ صانعى راست كه قوانين وضوابط علم نحو ... فقيه سرا پا تقصير محمد سعد ... اندك حذاقت وفي الجمله مهارت در أكثر فنون منقول ومعقول دست داد ... كاشف الخافيه من مسائل الكافيه نام كردم). وهو شرح مزجي.
ص: 280
نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، المتن مكتوب بالشنجرف ، في 136 ورقة ، رقم 1828.
(1405)
كاشف الرموز
ومظهر المكنوز
هو شرح مختصر ابن الحاجب الذي هو مختصر منتهى السؤول والأمل في علمي الأُصول والجدل ، والأصل والمختصر كلاهما لابن الحاجب ، والشرح هذا لضياء الدين عبد العزيز الطوسي ، المتوفّى سنة 706.
أوّله : (اللّهم طهّرني عن الأرجاس واحرسني عن الوسواس بحقّ محمد خير الناس الحمد لله الذي قلّد رقاب العباد بقلائد خطابه ... وسميته بكاشف الرموز ...) ، ذكره كشف الظنون في جملة الشروح في كلمة المنتهى ج 2 ص 1855 ، وأرّخ وفاته في معجم المؤلّفين ج 5 ص 260.
نسخة بخطّ فارسي جيّد فرغ منها الكاتب في غرّة رجب سنة 971 ، 181 ورقة ، رقم 2271.
(1406)
الكافي
أوّله : (أمّا بعد فهذا تأليف كافي في علمي العروض والقوافي والله الموفّق الأوّل أي العروض فيه مقدّمة وبيان وخاتمة فالمقدّمة في أشياء لابدّ منها ، أحرف التقطيع التي تتألّف منها الأجزاء العشرة ...).
ص: 281
نسخة بخطّ عبد الكريم بن الشيخ عزيز العذاري ، فرغ منها 24 محرّم سنة 1318 بآخر مجموعة رسائل لغوية أدبية ، رقم 395.
(1407)
الكافي
نسخة تبدأ بأوائل كتاب النكاح إلى آخر الفروع ثمّ الروضة ناقصة الآخر بخطّ علي بن محمد بن حسن بن محمد بن حسن خور اسكباني جي الأصفهاني كتبها في القرن العاشر وعليها تصحيحات وحواش في 417 ورقة ، رقم 2107.
نسخة تبدأ بكتاب الصلاة وتنتهي بنهاية كتاب النكاح بخطّ نسخ جيّد جميل كتبها بابا بن فرامرز التستري وفرغ منها 6 صفر سنة 1062 وعليها تعليقات كثيرة أكثرها للمولى ميرزا الشيرواني رحمه الله وتعليقات المجلسي الثاني رحمه الله وتعليقات حيدر علي عفي عنه ولعلّها بخطّه رقم 2104.
نسخة من الفروع تبدأ بباب أنّ الحكومة أنّما هي للإمام من كتاب القضاء إلى آخر المواريث كتبها لنفسه علي بن أبي الميامين علي بن أحمد ابن علي بن أمينا وفرغ من كتاب الوقوف في جمادى الآخرة سنة 958 وخطّه فارسي جيّد ، يقع في 110 ورقة ، رقم 2265.
(1408)
الكافي
أُصول بخطّ ميرزا ولي بن مير محمد رضا الحسيني السمناني الشيرازي كتبه في شيراز سنة 1096.
ص: 282
نسخة مصحّحة بهوامشها تصحيحات وبلاغات وحواش وبآخره مختصر في علم الدراية مرتّب على مقدّمة وأبواب ، تقع في 343 ورقة ، مقاسها 5 / 18 × 5 / 32 تسلسل 811.
نسخة من الفروع تبدأ بالجنائز وتنتهي بأواسط كتاب النكاح ، نسخة القرن الحادي عشر بخطّ نسخ جيّد عليها تصحيحات ، وبلغ مقابلة ، تقع في 358 ورقة ، رقم 2319.
(1409)
الكافي
تصنيف ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، المتوفّى سنة 329 ، أحد الكتب الأربعة الحديثية عند الشيعة ، ومن أوثق الجوامع الحديثية عندهم لقدم تأليفه ومكانة مؤلّفه.
نسخة تتضمّن الأُصول والروضة بخطّ نسخ جيّد مجدول ، وعلى الصفحة الأُولى من الأُصول والروضة زروقة وتزويق لطيف ، وعليها آثار التصحيح وخصوصاً على أوائلها ، لم يذكر الكاتب ولا تاريخ الكتابة ، إلاّ أنّ على ظهر الكتاب وقفية تاريخها سنة 1099 ، والظاهر أنّها بخطّ كاتب النسخة أو بعد كتابة النسخ بقليل ، وهو مجلّد كبير 29 × 5 / 49 تسلسل 678.
نسخة تتضمّن الأُصول فحسب بخطّ عبد الصمد بن محمد اللاهيجاني ، فرغ منها غرّة جمادى الثانية سنة 1073 ، وبقطع كبير 5 / 26 × 5 / 45 ، بخطّ نسخ جيّد في الغاية من أجمل الخطوط الموجودة في المكتبة ، على الصفحة الأُولى من جزئيه الأوّل والثاني زروقة وتزويق لطيف ، وعلى الهوامش تصحيحات بسيطة بقلم الكاتب ، تسلسل 555.
ص: 283
نسخة تتضمّن الأُصول والروضة ، ليس فيها اسم الكاتب ولا تاريخ الكتابة وإنّما في آخرها : بلغ مقابلة ، قوبل كتاب الروضة من الفاتحة إلى الخاتمة وفّقنا الله تعالى لمقابلة ما بقي والعمل بها سنة 1069 ، وعلى الهوامش تصحيحات وتعليقات قيّمة ملتقطة من كتب اللغة والتفسير والحديث ، تسلسل 463.
وكتب المهدي : إنّ عليها حواش بخطّ جدّه السيّد صدر الدين العاملي.
(1410)
الكافي
أُصول من أوّله إلى آخره ، بخطّ قوام الدين حسين بن رضي الدين محمد الحسيني ، فرغ منه سنة 1058 ، يقع في 346 ورقة ، مقاسها 20 × 5 / 25 ، تسلسل 1764.
أُصول : نسخة تامّة ثمينة ، بخطّ السيّد محمد ربيع بن شرفجهان بن أبي الصلاح بن جعفر الحسيني الأردستاني ، وكتب في آخره : إنّه فرغ منه أوائل شهر رجب سنة 1077 ، في 343 ورقة ، مقاسها 5 / 19 × 26 ، تسلسل 469.
(1411)
الكافي
أُصول : من أوائل كتاب الكفر والإيمان إلى آخر الأُصول ، كتبه عبد الحميد بن محمد مقيم الخطيب العبد العظيمي ، وفرغ منه 19 جمادى الثانية سنة 1049 ، وعليه تصحيحات وبعض الحواشي المختصرة ، يقع في 227 ورقة ، مقاسها 6 / 19 × 5 / 25 ، تسلسل 194.
ص: 284
وبخطّ بعض أحفاده ، وهو محمد مقيم بن محمد موسى الخطيب العبد العظيمي الرازي في مكتبة أنوار التنزيل للبيضاوي ، فرغ منه سنة 1178 ، تسلسل 892.
أُصول : من أوّله إلى آخر كتاب العشرة ، نسخة قيّمة ثمينة بخطوط مختلفة ، وهي مصحّحة عدّة مرّات بأيدي العلماء ومقروّة على المشايخ ، عليها بلاغات كثيرة بخطوط وعبارات مختلفة ، وممّن قرأ المولى محمد باقر القزويني قرأه مرّتين على أخيه المولى خليل القزويني شارح الكافي ، وفيه : ثمّ كتاب الإيمان والكفر ... ابن شرف الدين علي ضحى يوم السبت ، في غرّة شهر صفر سنة 987.
وهنا بالهامش : بلغت المقابلة إلى هنا - في محروسة قزوين صانها الله تعالى - في جمادى الأُولى سنة 1053 ، وقد وفّقت ثانياً بسماع معانيه وتصحيح ألفاظه إلاّ ما شذّ عند الأُستاد الشارح خليل الله بن الغازي القزويني ، ... نمّقه محمد باقر بن الغازي ... 7 جمادى الثانية سنة 1067 ، وفرغ من فضل القرآن 12 محرّم سنة 987.
وفي نهاية فضل القرآن بخطّ المولى خليل بن الغازي : قد بلغ سماع أخي وفلذة كبدي محمد باقر - وفّقه الله تعالى للسعادتين - هنا ، وأنا الفقير خليل بن الغازي القزويني عفي عنه ، وبالهامش أيضاً بلغ المقابلة من البداية إلى النهاية سنة 1068 ، كتبه في جمادى الثانية سنة 1054.
وبخطّ المولى محمد باقر - هنا - أيضاً ، قد وفّقت بسماعه ثانياً ... عند الانشاء ... الشارح في تاسع شهر ذي القعدة الحرام سنة 1068 ، يقع في 250 ورقة ، رقم 2332.
ص: 285
(1412)
الكافي
روضة الكافي بخطّ نظر علي ، كتبها سنة 1078 ، وبهوامشها حواش وتصحيحات في 203 ورقة ، مقاسها 18 × 8 / 38 ، تسلسل 996.
مجلّد يحتوي خمس كتب من الفروع ، أوّلها كتاب الصوم بخطّ علي خان ، فرغ منه أوّل شوّال عام 1050 ، وثمّ كتاب الحج بخطّه أيضاً وعليه بلاغات وتصحيحات ، ثمّ كتاب المعيشة ناقص من آخره بخطّ آخر ، ثمّ باب الغناء إلى آخر كتاب الأشربة بخطّ آخر ، ثمّ كتاب الزي والتجمّل بخطّ آخر وعليه حواش وبلاغات وتصحيحات ، ثمّ كتاب الدواجن تام بخطّ آخر وعليه أيضاً حواش وتصحيحات ، وبأوّل كتاب الدواجن وآخره بخطّ العلاّمة المجلسي : بلغ سماعاً أيّده الله تعالى.
والمجموع كتابة القرن الحادي عشر ، وقبله في 287 ورقة ، مقاسها 5 / 20 × 5 / 25 ، تسلسل 195.
وبظهر الورقة الأُولى خطّ العلاّمة آخوند ملاّ هادي بن ملاّ حسن خان الزنجاني ، كتب وقفية الكتاب : وإنّه ممّا وقفه ... مولى الأتقياء شاهويردي پيكا دام ظلّه وأهدى ثوابه إلى روح والده محمد علي پيك عليه الرحمة ، وتاريخ هذه الكتابة جمادى الثانية سنة 1137 ، وبأسفله ختم شاه ويردى ، تاريخ الختم سنة 1128.
نسخة من الروضة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمد صادق بن محبّ علي الترواسكاني من أراضي جي من نواحي أصفهان ، وفرغ منها سلخ ربيع الأوّل سنة 1090 ، والنسخة مقروّة مصحّحة ، وعليها بلاغات
ص: 286
وتصحيحات ، ومل هوامشها حواش وتعليقات من شرح الكافي للمولى صالح المازندراني وغيره من الأعلام تقع في 140 ورقة ، رقم 1980.
نسخة من الروضة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمد صادق الكرماني ، وفرغ منها ذي الحجّة سنة 1071 تقع في 162 ورقة ، وهي مصحّحة مقابلة عليها بلاغات وتصحيحات وتعليقات ، رقم 1957 ، وبأوّلها فهرس للكتاب وبهوامش تخريج آياتها الواردة في ضمن الحديث.
(1413)
الكافي
نسخة تحتوي الأُصول والروضة ما عدا كتاب العشرة من الأُصول ، وهذه النسخة بخطّ عبد الباقي بن محمد القمّي ، فرغ منها يوم الاثنين غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 1069 ، وعليها تصحيحات بقلم الكاتب ، تقع في 305 ورقة ، مقاسها 25 × 39 ، تسلسل 621.
الأُصول : نسخة القرن الحادي عشر ، كتبها محمد قلي بخطّ نسخ جيّد ، بأوّلها لوحة وبأوّل كتاب الحجّة أيضاً لوحة ، وعليها بلاغات وتصحيحات ومل هوامشها تعليقات ، رقم 1796.
نسخة تحتوي الأُصول والفروع والروضة ، بقطع كبير بخطّ نسخ جميل ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، فرغ منها الكاتب 14 شوّال سنة 1018 ، وعليها تصحيحات وبعض التعليقات ، رقم 2117.
(1414)
الكافي
نسخة كاملة أُصولاً وفروعاً وروضة في مجلّد كبير 492 ورقة ، بقطع
ص: 287
5 / 25 × 5 / 29 ، جاء في آخرها : شرعت في كتابة الكافي في روضة الرضا عليه التحيّة والثناء ، في ثالث وعشرين من شهر صفر ختم بالخير والظفر سنة ست وخمسين بعد الألف ، وقد وقع الفراغ منها في آواخر عشر الثالث من شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين بعد الألف ، وأنا أقلّ عباد الله عبد الله بن حسن علي شيخ رقّة من توابع التون.
(1415)
الكافي
المجلّد الآخر : يحتوي أربعة عشر كتاباً من كتب فروع الكافي مع الروضة فيبتدئ بكتاب العتق والتدبير إلى آخر الروضة مكتوبة في القرن العاشر ، فرغ منها الكتاب 27 رجب من سنة 993 أو سنة 973 ، شرع فيه يوم السبت 17 جمادى الأُولى من تلك السنة ، فقد كتبه في سبعين يوماً ، والتاريخ موجود في أوّله وآخره كتابة ، ولم أتأكّد أنّها سبعين أو تسعين لمشابهتهما خطأ ، واسم الكاتب ممحي وقد تناول العلماء من أعلام القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر هذا الكتاب ، وكتبوا بأوّله تملّكاتهم ، منهم : من لا يقرأ من توقيعه إلاّ كلمة الشامي ، وتاريخه سنة 998.
ومنهم : السيّد جلال الدين محمد الحسيني ، تاريخ كتابته ثاني محرّم سنة 1033.
ومنهم : درويش علي الخراساني المشهور بأفندي.
ومنهم : محمد تقي من أعلام القرن الحادي عشر في حيدر آباد ، تاريخ خطّه بالتملّك صفر سنة 1061 وعليه ختمه.
ص: 288
ومنهم : السيّد زين العابدين الحسيني وخطّه بالتملّك ، تاريخه سنة 1176 ، وعليه ختمه وعليه تملّكات وختوم أُخر ممحية ، وعليه خطّ سيّدنا العلاّمة السيّد شهاب الدين الحسيني النجفي بالإهداء إلى المكتبة 19 ذي الحجّة 1376 ، وهو من أقدم نسخ الكافي في المكتبة في 374 ورقة ، وعلى الجلد بطاقة مطبوعة لمكتبة ضياء لشكر تقي دانش حين كان في شيراز ، مقاسها 7 / 16 × 5 / 28 تسلسل 515.
(1416)
الكافي
نسخة تبدأ من كتاب الجهاد إلى آخر الروضة بخطّ محمد علي بن حاج فتح الدين ، دون تاريخ إلاّ أنّ النسخة كتابة القرن الحادي عشر ، عليه ختم يلوح منه تاريخ سنة 1061 ، وختم آخر (محمد أمين طريح) التسلسل 860 (23 × 38) 55 - 11 (321) ورقة ، وفي صفحة 206 منه نصّ على مقابلة الكتاب بخطّ بعض العلماء كتبه بالأحمر.
نسخة بخطّ نسخ ممتاز كتبه الخطّاط هداية الله الشريف ابن محمد زمان بخطّه الجميل البديع ، وفرغ منه في ذي الحجّة الحرام سنة 1099 ، وبأوّله أُصوله وأوّل فروعه لوحتان مزوّقة مذهّبة ، وبآخره بخطّ هذا الكتاب الحديث المنقول عن الإمام العسكري : صعد نادري الحقائق ذكر له في الذريعة شرحاً.
والكتاب من أوّل أُصول الكافي ثمّ فروعه إلى آخر العبادات منها أي إلى آخر كتاب الجهاد ، وكأنّه كتب الفروع قبل الأُصول إذ تاريخ فراغه عن الأُصول في ذي الحجّة سنة 1101 ، والمجموع في 433 ورقة 19 × 30 ، تسلسل 761.
ص: 289
نسخة تبتدئ من كتاب العشرة وهو آخر كتب أصول الكافي ، ثمّ فروع الكافي تمام العبادات إلى آخر الجهاد ، ثمّ كتاب المعيشة الذي هو أوّل كتب المعاملات من فروع الكافي كلّه في هذا المجلّد ، من أوّل كتاب العشرة إلى آخر كتاب المعيشة بخطّ الشيخ عبد الله بن سعيد الجزائري كتبها سنة 1054 ، وفرغ منها في 15 ربيع الثاني سنة 1055 ، في 376 ورقة ، مقاسها 3 / 21 × 4 / 29 ، عليها تصحيحات وحواش طفيفة ، تسلسل 1766.
نسخة تبدأ بكتاب الصلاة وتنتهي بانتهاء كتاب الحج بخطّ أقلّ الطلبة محمد بن عبد الباقي الكرماني ، فرغ منها 11 شوّال سنة 1147 ، وعليها حواش كثيرة ، رمزها م ق ر ره وهي كثيرة كتبها بخطّه هذا الكاتب ، وفرغ من نسخها في ذي القعدة سنة 1147 ، في 341 ورقة ، رقم 1075.
نسخة الفروع من أوّل الطهارة إلى آخر المعيشة بخطّ آقا ميرزا الديزه جردي فرغ منها سنة 1066 وعليها تصحيحات وبلاغات كثيرة وبآخرها بلاغان أحدهما : بلغ سماعاً وفّقه الله ... رقم 2129.
(1417)
الكافي
أُصول : نسخة ثمينة قيّمة ، كتبها الشيخ أحمد بن شرف الدين - من آل بنچه - بن ناصر الدين بن راشد النجفي الحلّي أصلاً ومولداً ، في عصر يوم السبت 11 ذي الحجّة سنة 984 ، كتبها لنفسه ، يظهر أنّه كان من أعلام النجف في القرن العاشر معاصراً للمقدّس الأردبيلي وأضرابه ، وعليه بلاغات وتصحيحات بخطّه وبخطّ غيره ، وعليه حواشي المولى خليل
ص: 290
القزويني ، توقيعها ملاّ خليل سلّمه الله. والحواشي فارسية مقروّة على أحد العلماء ، مكتوب بخطّه بلغ سماعاً أيّده الله تعالى ، تقع في 388 ورقة ، مقاسها 4 / 18 × 5 / 24 ، تسلسل 1763.
نسخة من أُصول الكافي من أوّله إلى آخر كتاب الحجّة ، بخطّ العلاّمة الأديب المحقّق السيّد علي الغدقوئي البروجردي ، من أعلام القرن الحادي عشر وعليه تصحيحات وحواش قليلة ، كتب بآخره الخطيب المصقّع الشيخ جواد العراقي : إنّ هذا الكتاب خطّ يد السيّد علي الغدقوئي البروجردي ، وأثنى عليه كثيراً وبالغ في الإطراء ، وتملّكه هو سنة 1323 ، يقع في 204 ورقة ، مقاسها 17 × 24 خطّ نسخ جيّد ، تسلسل 22.
نسخة من أوّل أُصول الكافي إلى آخره ، تامّ إلى آخر أُصول الكافي أي إلى نهاية كتاب العشرة ، كتبه الخطّاط الماهر أبو المعالي محمد مهدي ابن محمد سعيد الحسيني بخطّه النسخ الممتاز الفاخر ، فرغ منه يوم الأربعاء 12 ربيع الأوّل سنة 1286 ، وميّز أوائل كلّ سند بالحمرة ، كتبه حسب أمر العلاّمة الحجّة آقا محمد طاهر الرضوي ، وعليه ختمه بأوّله ثلاث لوحات مزوّقة منقّشة وأوراقه مؤطّرة بالذهب ، ظهر الصفحة وبأوّله خطّ العلاّمة الحجّة المحقّق ، أخو ملاّ علي الهمداني دام ظلّه ، بإهداء النسخة إلى المكتبة وأوراقه 288 ورقة ، مقاسها 8 / 15 × 2 / 24 ، تسلسل 279.
(1418)
الكافي
أُصول : بخطّ الخطّاط محمد أمين بن محمد حسين الخونساري - أحد خطّاطي القرن الثاني عشر - نسخة قيّمة جميلة الخطّ ، كتبت بالنسخ
ص: 291
الممتاز مؤطّرة بالذهب ، بأوّلها لوحة مزوّقة فنّية ، وعليها تصحيحات وبلاغات وحواش كثيرة بخطوط العلماء مختلفة الخطوط ، تقع في 291 ورقة ، بقطع 5 / 18 × 3 / 30 ، تسلسل 995.
مجلّد في الأُصول والعبادات ، من أوّل كتاب الكافي إلى آخر كتاب الجهاد ، فهو يتضمّن تمام الأُصول وتمام كتب العبادات من فروع الكافي بخطوط مختلفة ، فالأُصول بتمامه ومن أوّل كتاب الطهارة إلى أوائل الصلاة بخطّ موسى ابن الملاّ عبد الحقّ ابن الملاّ جار الله بن حسين بن علاء الدين اليثربي الشيباني ، كتبه في النجف الأشرف وكتب بخطّه لنفسه أربعة أبيات من الشعر ، فرغ منه في شوّال سنة 1120.
ثمّ من أوائل كتاب الصلاة يتغيّر الخطّ إلى آخر الصوم ، بخطّ إبراهيم ابن حسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن سالم المنصوري.
ومن الحج إلى آخر الجهاد ، بخطّ إبراهيم بن حسن بيگ ولعلّه نجل الشيخ حسين ابن أفضل بيگ ، فرغ منه يوم الخميس سلخ ربيع الأوّل سنة 1122 ، وكلّهم كتبوا هذا الكتاب للعلاّمة الشيخ خليفة بن بشارة - من آل أبو دبيس - وبأمره ، وأطرى عليه الكاتب ، وكتب تملّكه للكتاب في عدّة مواضع منه ، ثمّ قرأ الشيخ خليفة بن بشارة هذا الكتاب وصحّحه ، وعلّق عليه بعض الحواشي حين قراءة الكتاب على شيخه وأُستاذه العلاّمة الشيخ إبراهيم بن محمد الخمايسي في النجف الأشرف ، ثمّ كتب له شيخه إجازة في الرواية عنه بآخر الكتاب بخطّه الشريف ، وأطرى عليه تاريخ الإجازة 24 محرّم سنة 1124 ، ويقع في 322 ورقة ، مقاسها 21 × 6 / 31 ، ثمّ كتب بعد ذلك بأوّله فهرساً لطيفاً بخطّ نسخ جميل مع تعيين أرقام الصفحات تسلسل 994.
ص: 292
(1419)
الكافية
كتاب في النحو
كتب عليه إنّه الأُنموذج ، وهو يشبهه وليس به ، أوّله : (الكلمة لفظ وضع لمعنى مفرد وهي أمّا اسم كرجل وأمّا فعل كضرب وأمّا حرف كقد لأنّ الكلمة أمّا أن تدلّ على معنى في نفسه).
نسخة بخطّ رحمة الله بن عبد الكريم ، فرغ منها سنة 976 ، ضمن مجموعة بخطّه ، رقم 863.
(1420)
الكافي في الطبّ
أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد فيقول الجاني محمد المازندراني المتخلّص بالأماني : المطلب الثاني من المقالة الثانية من (الكافي) في الأدوية المركّبة وهو يشتمل على مقصدين المقصد الأوّل في قوانين تركيب الأدوية وفيه فصول ... المقصد الثاني في الأدوية المركّبة وهي مرتّبة على حروف التهجّي حرف الألف ...) ، في آخره تتمّة في ذكر الأوزان والمكاييل.
آخره : (ولمّا كان هذا القدر كافياً من كلامنا في الأدوية فاقتصرت المقالة الثانية بهذا القدر من الأدوية وشرعت المقالة الثالثة في الأمراض والفلاج وقد فرغت من تسوية هذه النسخة الشريفة الطيّبة في سلخ جمادى
ص: 293
الثانية سنة 1046 وكنت باذل الجهد في تحصيل العلوم المتعارفة والدينية في مدرسة من مدارس أصفهان ... وقد بلغ عمري 35 ...) ، ذكرت الكلام بطوله لأنّي رأيت كشف الظنون والذريعة قد أهملا ذكره.
نسخة كما ترى تحوي المقالة الثانية من الكتاب فحسب ، والظاهر أنّ الفراغ من التسويد من كلام كاتب النسخة المنتسخ عنها هذه النسخة وليس من كلام المؤلّف ، وأمّا نسختنا هذه فهي بخطّ معتاد كتبها السيّد آقا بزرگ ابن محمد باقر الحسيني الساوي في مدرسة الصفوية من مدارس أصفهان ، وفرغ منها في صفر سنة 1051 ، تقع في 111 ورقة ، رقم 660 من المكتوب في حياة المؤلّف.
ترجم له شيخنا دام ظلّه في الذريعة ج9 ق1 بعنوان الأماني وذكر وفاته 1065 عن تاريخ الأدب الفارسي ل- : براون ج4 فراجعه.
(1421)
كامل التعبير
في تعبير الأحلام ، للشيخ شرف الدين الحكيم أبي الفضل حسين [حبيش] بن إبراهيم بن محمد التفليسي ، المتوفّى سنة 629 ، ألّفه للسلطان أبي الفتح قلج أرسلان بن مسعود الرومي 558 - 578 فارسي ، رتّبه على خمسة عشر فصلاً ، ورتّبه المفصل الأخير على حروف المعجم ، وعدد من مصادره في المقدّمة ثلاثة وعشرين كتاباً في هذا الموضوع قال في كشف الظنون ج 2 ص 1380 ، ترجمة خضر بن الهادي البواريحي مولداً الموصلي مسكناً ، الكاتب من الفارسية للسلطان سليمان.
ص: 294
والظاهر أنّه السلطان سليمان العثماني ، والترجمة من الفارسية إلى التركية والأصل الفارسي مطبوع مكرّراً في الهند وإيران.
نسخة دون تاريخ من كتابة القرن الثالث عشر عليه تملّك 1269 في 165 ورقة ، مقاسها 21 × 30 ، تسلسل 1621.
نسخة كتبها أحد الخطّاطين بخطّ فارسي جميل بأمر نصر الله خان خواجة نوري من كبار الأعيان وفي رجال الدولة في عصره ، وفرغ منها في ربيع الأوّل سنة 1217 ، وبأوّلها لوحة جميلة والأوراق مؤطّرة والعناوين مكتوبة بالشنجرف والجلد مطلي بالمينا المزوّق المنقوش ، 312 ورقة ، رقم 1691.
(1422)
الكبرى
في المنطق فارسي ، للسيّد الشريف الجرجاني علي بن محمد المتوفّى سنة 816.
نسخة بخطّ أقلّ الطلاّب السيّد رضا ابن السيّد مهدي الموسوي پيشنماز الأردبيلي ، ضمن مجموعة في المنطق كلّها بخطّه ، فرغ منها في محرّم سنة 1276 ، رقم 431.
نسخة لم يعلم كاتبها ، وقبلها حاشية ميرزا علي رضا على حاشية المولى عبد الله ، فرغ منها الكاتب رضا في 27 ربيع الأوّل سنة 1266 ، ولعلّ هذا أيضاً بخطّه ، رقم 1604.
نسخة بخطّ الشيخ باقر الدامغاني وقبله الألفية لابن مالك وبعده
ص: 295
حاشية المولى عبد الله على التهذيب ، له عليهما بعض الحواشي يظهر منها فضله ، فرغ منها في جمادى الآخرة ، في مشهد الرضا في مدرسة النوّاب سنة 1243 ، في 162 ورقة ، تسلسل 1904.
(1423)
الكبرى في المنطق
للسيّد الشريف الجرجاني.
نسخة بخطّ أقلّ الطلاّب محمد يوسف بن مهدي ، فرغ منها 11 جمادى الآخرة سنة 1227 ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه وهذا آخر ما فيها ، رقمها 671.
نسخة كتبها محمد صادق بخطّ نسخ معتاد ، وفرغ منها في جمادى الأُولى سنة 171 ، وكتب بعده بخطّه الفوائد الصمدية ، رقم 2218.
(1424)
كبريت أحمر
في الأوراد = أوراد موظّفه
مرتّب على مقدّمة وفصلين أوّلها : (الحمد لله الحليم الكريم العلي العظيم ... چون مقتضاي عبوديّت حقيقي اشتغال قلب وقالب عبد است بعبادت ...).
ص: 296
مؤلّفها معلوم اسألني أُجيبك في موقعه (كبريت أحمر است).
نسخة بآخر ديوان نور علي شاه المكتوب سنة 1264 ، بخطّ فارسي جيّد ، ولعلّ الرسالة من تأليفاته أيضاً ، رقم 1416.
(1425)
كتاب الإرث
للشيخ محمد تقي بن حسين علي الهروي الحائري المتوفّى سنة 1299.
أوّله : (الحمد لله ربّ ... وبعد هذه نبذ متعلّقة بأحكام الميراث كتبتها لإيضاح مهامّ كلّ واحد من الورّاث ...).
نسخة في مجموعة ، كتبها يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني بخطّ فارسي جيّد سنة 1278 ، فهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وعليها تصحيحات رقم المجموعة 722.
(1426)
كتاب الإرث
تصنيف الشيخ زين الملّة والحقّ والدين أبي الحسن بن الحسن بن علي بن جعفر بن عثمان الخطّي تلميذ ابن المتوّج البحراني الذريعة ج 1 ص 440.
نسخة بخطّ مفضّل بن حبيب الله ، فرغ منها 21 رجب سنة 1098 ، والنسخة مصحّحة وعليها حواش بعضها (لمحرّره رحمه الله) ، فيظهر أنّ الناسخ من أهل الفضل كما دعا لنفسه عند فراغه منها بقوله : ونفعه الله باشتغاله حال حلّه وترحاله ، رقم869.
ص: 297
(1427)
كتاب التعجّب
للكراجكي.
كتابة القرن الثاني عشر ، بأوّل مجموعة قيّمة ، كتبت بخطّ نسخ جيّد جميل ، رقم 2045.
(1428)
كتاب التوحيد
للشيخ الصدوق ابن بابويه ، وهو شيخ المحدّثين أبو جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة 381.
نسخة من باب القضاء والقدر والفتنة والأرزاق والأسعار والآجال إلى نهاية الكتاب ، بخطّ العلاّمة محمد صالح نزيل الري ، فرغ منها سلخ رجب سنة 1055 ، والنسخة مصحّحة بغاية الدقّة والإتقان ، وعليها بلاغات وتصحيحات وجاء في آخرها : فرغ من مقابلته يوم الخميس تاسع شهر المولولد سنة 1059 ، وقابلته مع نسخ متعدّدة من أوّله إلى آخره فصحّ إلاّ ما زاغ عنه البصر وغفل عنه النظر ، أنا الفقير إلى عفو مولاه الآيس عمّن سواه محمد صالح نزيل الري ، بآخر مجموعة من رسائل الشيخ المفيد ، رقم 410.
نسخة قيّمة جدّاً من أحسن ما يوجد من نسخ الكتاب ، بخطّ علي أصغر بن محمد صالح معاد الحسيني الترشيزي ، كتبها في مشهد الرضا عليه السلام ، وفرغ منها 3 ذي القعدة سنة 1083 ، وعليها تصحيحات وتعليقات كثيرة ، وجاء في آخرها ما ملخّصه : عارفت الكتاب من أوّله إلى أوّل الباب الأخير ... بنسخ متعدّدة تزيد على اثني عشر ، وبالغت في تصحيحه قدر الوسع والطاقة ... في شهور سنة 1083 ، موسى الحسيني
ص: 298
المدرّس الخادم ، وأوّل أسانيده مكتوبة بالشنجرف ، وبأوّلها فائدة في حساب العقود ، وتقع في 257 ورقة ، رقم 45.
نسخة بخطّ علي أكبر بن محمد فاضل التوني ، كتبها بنسخ جيّد في مشهد الرضا ، وفرغ منها في ذي القعدة سنة 1083 ، وعليها ختم لطف الله ابن معزّ الدين محمد الحسيني وخطُّه بأوّله وآخره ، تاريخ ختمه 1114 ، وتاريخ تملّكه وخطّه 1117 ، وخطّ السيّد لطف الله الحسيني التوني ، وختمه وتاريخ ختمه سنة 1124 ، وبأوّلها قطعة من اعتقادات الصدوق ، وتقع في 182 ورقة ، برقم 492.
نسخة بخطّ العلاّمة حاج محمد بن حاج محمد قاسم الطبسي ، وأظنّه تلميذ الشيخ البهائي ، وفي المكتبة الحبل المتين بخطّه فليراجع ويشبه خطّه هذا ، وعلى كلّ فالنسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، وتقع في 172 ورقة ، رقم 986.
(1429)
كتاب الحج
للشيخ الفقيه ميرزا أبو القاسم بن محمد تقي الغروي الأردوبادي المتوفّى 5 شعبان سنة 1333 ، وللمؤلّف ثلاث مؤلّفات في الحجّ ، أحدها : مناسك الحجّ المقتصر فيه على الفتوى لعمل المقلّدين. الثاني : ما كتبه في الحجّ والمزار من أجزاء موسوعته الفقهية الكبيرة ، ذكرناه باسم سبيل الرشاد. والثالث : هذا وهو أكبر الثلاثة وأوسعها استدلالاً وبسطاً وفروعاً ، في مجلّد ضخم 337 ورقة.
أوّله : (الحمد لله الملك القدوّس السلام المؤمن المهيّمن العزيز الجبّار المتكبّر ...).
ص: 299
نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، في 337 ورقة ، ناقص من آخرها ورقة ، وبأوّلها شعر فارسي الحادي منسوب إلى ناصر خسرو ، وشعر فارسي في الردّ عليه ، والفائدة الرجالية للشيخ بهاء الدين العاملي : كلّ جميل جميل كلّ حميد حميد ... ، رقم 1877.
(1430)
كتاب الخمس
شرح على هذين الكتابين من كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي ، والظاهر أنّ الشارح هو العلاّمة بحر العلوم السيّد مهدي الطباطبائي ، المتوفّى سنة 1212 ، كما نسبه إليه العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله بخطّه ضمن مجموعة ، وقبله شرح كتاب الصلاة من الشرايع أيضاً الظاهر أنّه له ، رقم المجموعة 387.
(1431)
كتاب الدراية
للفاضل الدربندي ، المولى آغا بن رمضان بن عابد بن زاهد الشيرواني الدربندي الحائري ، المتوفّى سنة 1286.
أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّد المرسلين وخاتم النبيّين وعلى أهل بيته ...) ، وله كتاب في الرجال سمّاه القواميس في صناعة الرجال.
نسخة بخطّ الشيخ علي أكبر الخراساني ، فرغ منها 25 ذي الحجّة سنة 1280 ، كتبها للشيخ محمد باقر الدامغاني مؤلّف الوجيزة الموجودة في المكتبة ، وقبله كتاب الرجال أيضاً للدربندي ، سمّاه القواميس في
ص: 300
صناعة الرجال ، وبأوّلها تملّك الدامغاني ، تاريخه سنة 1304 ، رقم 1907.
(1432)
كتاب دزد وقاضي
رواية فارسية تمثّل سارقاً وقاضياً وما جرى بينهما ، أظنّه تأليف فوق الدين أحمد اليزدي ، المشتهر بفوقي من شعراء وكتّاب القرن الحادي عشر.
نسخة ضمن مجموعة هزلية بخطّ محمد تقي ، فرغ منها سنة 1249 ، رقم 1634.
(1433)
كتاب الدعاء
مجموعة في الأذكار والأدعية
تأليف السيّد بديع الحسيني التويسركاني ، وهي بأوّلها مجموعة آيات منتخبة من السور حسب ترتيب السور من كلّ سورة عدّة آيات ، وهذه للأوراد وتختم هذه الأوراد كأنّها رسالة مفردة ، وتاريخها سنة 1073.
ثمّ يبدأ بالأدعية والزيارات وأوراد وختوم ، ثمّ أدعية وزيارات أيّام الأسبوع ، ثمّ يقول : صحيفة دوّم در أعمال هفته ودر اين چند فصل است.
والنسخة بخطّ السيّد صالح بن السيّد حسين الحسيني ، فرغ منها سنة 1073 ، وبجانبيها وحواشيها فوائد كثيرة في الموضوع نفسه ، وبأوّله خطّ المؤلّف السيّد بديع الحسيني ، وتاريخه شهر ربيع الأوّل سنة 1073 ، تسلسل 829.
ص: 301
(1434)
كتاب الديّات
لظريف بن ناصح ، ذكره شيخنا دام ظلّه في ج 2 ص 159 ، وج 8 ص 286.
نسخة منه ملحقة بباب الديّات من كتاب جامع الشرائع ليحيى بن سعيد الحلّي بأسانيده إلى الكتاب ، ومؤلّفه ، رقم 799.
وكذا أورده الشيخ في التهذيب ، والصدوق في الفقيه.
(1435)
كتاب الزهد
للحسين بن سعيد الأهوازي.
نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، في آخر المجموعة رقم 1989 ، وأوّل المجموعة الأشعثيّات.
(1436)
كتاب الصلاة
للمحقّق الأعظم الشيخ الأنصاري ، مرتضى بن محمد أمين الدزفولي النجفي ، المتوفّى سنة 1281.
نسخة كتبت عن النسخة المكتوبة على نسخة الأصل ، فرغ منها الكاتب في صفر سنة 1287 ، وعليها خطّ تلميذ المؤلّف ، موسى بن جعفر ، تقع في 232 ورقة ، رقم 1799.
(1437)
كتاب الطهارة
للشيخ الفقيه ، ميرزا أبو القاسم بن محمد تقي الغروي الأُردوبادي ،
ص: 302
المتوفّى 5 شعبان سنة 1333 في مجلّدين ضخمين ، وللمؤلّف كتاب في الفقه فارسي في محض الفتوى لعمل المقلّدين سمّاه منهج السداد ، وآخر باللغة العربية ممزوجاً بشيء من الاستدلال سمّاه ملخّص الأحكام ، ولم يخرج منه سوى كتاب الطهارة في مجلّد ضخم ، وله موسوعة فقهيّة استدلالية مبسوطة سمّاها سبيل الرشاد في عدّة مجلّدات ، مجلّده الأوّل كتاب الطهارة ، يقع في 395 ورقة.
وهذا الكتاب ، وهو أوسع وأبسط من الجميع في مجلّدين ضخمين ، فللمؤلّف سوى الكتاب الفارسي ثلاثة كتب في مباحث كتاب الطهارة ، الأوّل : سمّاه ملخّص الأحكام. والثاني : الأوسط أوسع منه ، وهو من مجلّدات موسوعة الفقه الاستدلالي سبيل الرشاد. والثالث : أكبر الثلاثة ، وهو هذا.
أوّله : (الحمد لله والصلاة على رسول الله وأهل بيته المعصومين كتاب الطهارة وفيه فصول الأوّل في المياه وفيها أبحاث الأوّل كلّ ماء طاهر ومطهّر عن الأحداث والأخباث).
المجلّد الأوّل : بلغ إلى أحكام الجبائر ، نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، تقع في 287 ورقة ، رقم 1872.
المجلّد الثاني : يبتدئ حيث انتهى في المجلّد الأوّل وبلغ إلى الأغسال المسنونة ، ولم يتمّ كتاب الطهارة آخره فصل في الأغسال المسنونة ، نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، تقع في 245 ورقة ، رقم 1873.
(1438)
كتاب الطهارة
للفقيه المحقّق والعلاّمة المشارك في العلوم النقليّة والعقليّة الشيخ
ص: 303
محمد حسين الغروي الأصفهاني المتوفّى سنة 1361.
أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد رسله محمد وآله الطاهرين ...) ... كتاب الطهارة من الأحداث والأخباث تنطبق على الغسل والوضوء والتيمّم والغسل بالفتح وغيره ...).
آخره : (فلا ينبغي الريب في عدم كراهة التطهير بالماء المسخّن بالإضافة إلى الحي).
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، تقع في 87 ورقة ، رقم 2093.
(1439)
كتاب الطهارة والصوم
مبسوط ، لم أعرف المؤلّف ، إلاّ أنّه الفراغ من بعض مباحث الطهارة بعام 1287 ، وهو لأحد أعلام النجف الأشرف في هذه الفترة ، ينقل فيه عن الجواهر.
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في بعض مواضعها شطوب وإضافات بالهامش ، وهو كتاب الطهارة بتمامه وكتاب الصوم إلى آخر الاعتكاف ، فرغ منه في شهر رمضان ، ولعلّه في تلك السنة أي سنة 1287 ، يقع في 249 ورقة ، رقم 416.
(1440)
كتاب الغصب
شرح على هذا الكتاب من الروضة البهية للشهيد الثاني ، تأليف العلاّمة السيّد مير فتّاح ، مؤلّف كتاب العناوين.
تقرير لبحث أُستاذه الفقيه الشيخ موسى نجل الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي.
ص: 304
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة فقهيّة ، رقم 387.
(1441)
كتاب الغيبة
تأليف شيخ الطائفة وعميد الفرقة الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن ابن علي الطوسي ، المتوفّى سنة 460.
نسخة بخطّ الخطّاط محمد مهدي بن مير حيدر الكرهرودي ، فرغ منه يوم الخميس سلخ ذي القعدة الحرام سنة 1067 ، بخطّ نستعليق حسن جيّد ، يقع في 105 ورقة ، في قطع 5 / 14 × 8 / 23 ، تسلسل 337.
(1442)
كتاب الفهرست
لشيخ الطائفة وعمادها ، وهو الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
نسخة بخطّ نسخ جيّد والعناوين وأسماء الرجال مكتوبة بالحمرة ، وهي بخطّ علي بن محمد باقر ، فرغ منها في شعبان سنة 1302 ، وعلى النسخة تصحيحات وتعليقات ، رقم 1200.
(1443)
كتاب في الأخلاق
مبوّب على أربعين باباً ، وكلّه حديث حذف أسانيدها ، وأكثرها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سوى قليل معدود منها عن الأئمّة عليهم السلام ، وهو من تأليف بعض القدماء ، وأكثر أبوابه يحتوي على أربعة عشر حديثاً ، وهذا الكتاب
ص: 305
في اللغة العربية كثيرة الشبه بأخلاق محسني للمولى حسين الكاشفي ، المتوفّى سنة 911.
أوّله : (إنَّ أحسن حديث حدث من المبدأ إلى المنتهى حمد منعم أنعم على الخلق برسالة ...) ، وأسأل الله أن يجعلني ممّن حفظ على أُمّة نبيّه أربعين حديثاً من أمر الدين ...) ، وأوّل أحاديثه وآخرها : كلمة لا إله إلاّ الله حصني ... رواها في أوّل الكتاب مرسلاً وآخره مسنداً. الباب الأوّل : في التهليل الباب الأربعون في الحكم المتفرّقة ، نسخة كتابة القرن العاشر معها التنبيهات العليّة للشهيد الثاني ، تسلسل 511.
(1444)
كتاب في أُصول الدين
للسيّد مصطفى ابن السيّد حسين الموسوي آل درّاج الكربلائي ، ترجم له شيخنا الرازي في الكواكب المنتثرة ، وقال : رأيت له كتاباً في أُصول الدين والكلام كبير مبسوط ومبحث الإمامة منه في غاية البسط ، فرغ منه 3 ذي القعدة سنة 1175 ، انتهى.
وهذه النسخة في الإمامة فحسب ، وليس من أوّل مباحث الإمامة بل من الباب الثالث في تعيين الإمام إلى آخر أحوال الحجّة عليه السلام ، جاء في آخرها : قد فرغت من هذا (المختصر) ، في ضحى يوم الخميس ثالث شعبان سنة 1176 ، وهي بخطّ المؤلّف. فأمّا هذا هو قسم من كتابه الكبير الذي رآه شيخنا الرازي ، كتبها نسخة ثانية بعد عام من تأليفه ، أو أنّ هذا مختصر من ذاك الكتاب الكبير الذي رآه شيخنا وفرغ منه سنة 1175 ، اختصره بعد عام وفرغ من اختصاره سنة 1176.
ص: 306
نسخة بخطّ المؤلّف ، تقع في 93 ورقة ، مقاسها 11 × 5 / 16 ، تسلسل 152.
(1445)
كتاب في أُصول الدين
متن موجز متين لبعض القدماء ، لم أعرف المؤلّف ولا اسم الكتاب.
أوّله : (الحمد لله حقّ حمده وصلاته على خير خلقه محمد وآله.
اعلم أنّ الذي يجب على كلّ مكلّف أن يعرف الله تعالى وتوحيده وعدله وصدق وعده ووعيده ، وهذه الجملة تشتمل على ثلاثة فصول أوّلها التوحيد والثاني العدل والثالث الوعد والوعيد ...).
نسخة في 9 ورقات منضمّة إلى جعفرية المحقّق الكركي ومفتاح الغرر ، فرغ منها الكاتب في غرّة شهر رمضان سنة 1058 ، رقم 1979.
(1446)
كتاب في أُصول الدين
للعلاّمة الجليل ، المحقّق القمّي ميرزا أبي القاسم بن حسن الجيلاني ، المتوفّى (1151 - 1231).
نسخة بخطّ الشيخ حسن التوني الخراساني ، كتبها في حياة المؤلّف ، وفرغ منها 5 محرّم سنة 1220 ، والظاهر أنّه من تلامذة المؤلّف ، منضمّة إلى عجائب البلدان ، رقم 2213.
(1447)
كتاب في أُصول الدين
للشيخ حسن عبد الرزاق اللاهيجي ، سبط صدر الدين الشيرازي.
ص: 307
أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين حقّ حمده والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين خير خلقه أجمعين.
أمّا بعد بدانكه أُصول دين يعنى جبرهائى كه بناى دين بر آنهاست ...) ، مرتّب على فصول خمسة.
نسخة بخطّ فارسي معتاد ، فرغ منها الكاتب 28 شوّال سنة 1232 ، وبعده شرح أحاديث الطينة للمحقّق الخونساري ، رقم 1998.
(1448)
كتاب في أُصول الفقه
متن موجز بليغ العبارة ، إلاّ أنّه ناقص من أوّله لعلّه بمقدار نصفه ، ولهذا لم يعلم مؤلّفه.
وليست هي الزبدة ولعلّها تهذيب العلاّمة أو المعارج أو ما شاكل ذلك ، والظاهر أنّه متأخر عنهما حيث يذكر أنّ تنويع الحديث لطول المدّة.
نسخة مكتوبة في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة من تأليفات الشيخ حسن بن محمد من تلامذة الوحيد البهبهاني ، بخطّ نسخ جيّد ، رقم 712.
(1449)
كتاب في أُصول الفقه
للسيّد علي محمد من أهل القرن الثالث عشر ، كتبه على ضوء كتاب معالم الدين للشيخ حسن بن زين الدين ، فيعتبر كشرح عليه بخطّ المؤلّف ، بلغ فيه إلى مباحث خبر الواحد ، يقع في 129 ورقة بخطّه الدقيق ، مقاسها 18 × 3 / 23 ، تسلسل 261.
ص: 308
(1450)
كتاب في أُصول الفقه
قطعة من كتاب في أُصول الفقه في مباحث الألفاظ ، منه عناوينه أصل أصل ، يبدأ بمباحث مقدّمة الواجب ، وينتهي بأوائل القطع.
نسخة بخطّ نسخ جيّد ، بآخر مجموعة أُصولية ، رقم 391.
(1451)
كتاب في أُصول الفقه
الموجود منه من أوّل المفاهيم ، أوّله : (الحمد لله ربّ ... البحث في المفهوم والمنطوق وهما وصفان من أوصاف المدلول كالكلّي والجزئي ...).
ثمّ بعده أصل ، في أنّ العامّ المخصّص حجّة فيما بقى ، فيظهر أنّ عناوينه أصل أصل.
أوّله : (أصل المشهور بين أصحابنا أنّ العامّ المخصّص بالمبيّن باق على حجيّته في الباقي كما كان قبل التخصيص ...).
والمؤلّف متأخّر عن الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية ، وكثيراً ما ينقل آراء صاحب الإشارات.
قطعة فيها بحث المفاهيم والعامّ المخصّص ، كتبها يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني ، سنة 1278 ضمن المجموعة ، رقم 722.
(1452)
كتاب في أُصول الفقه
عناوينه أصل أصل ، كتب بظهر الورقة الأُولى : قد حرّرته في أرض
ص: 309
كربلاء. محمد مهدي بن حسين الموسوي ، وعليه وقفية أقلّ الطلاّب السيّد مهدي الموسى ، تاريخها صفر سنة 1246.
وكتب على الكتاب أنّه المناهج وليس به ، وكتب على مجلّده الثاني : تقريرات شريف العلماء ، وكتب الواقف اسم أبيه السيّد مهدي بن ميرزا موسى الطهراني.
وخطوط الكتاب تختلف ، كما أنّه ربّما اختلفت عناوين فيه أيضاً ، فيعنون فصلاً أو درساً ، ولعلّ الكتاب تقريرات شريف العلماء المازندراني ، كتبها في كربلاء عن بحوث أُستاذه السيّد المجاهد ، وربّما كان تقريرات السيّد محمد مهدي بن حسين الموسوي ، كتبها عن تقرير شيخه شريف العلماء ، ولم أجد ترجمة لهذا السيّد ولا أثر لهذا التقرير.
المجلّد الأوّل : يشبه المسودّة الأصلية ، من أوّل تعريف علم الأُصول إلى أوائل بحث المفاهيم ، يقع في 230 ورقة ، وبظهر الورقة الأخيرة قاعدة في كيفية الاستدلال رقم 1814 ، وتنبيه في بيان موارد النزاع اللفظي وأقسامه. توقيعه م 5 دي ، وهو مهدي صاحب التقريرات.
المجلّد الثاني : من أوّل المفاهيم ، بعبارات مغايرة صاحب التقريرات وآخره التعادل والترجيح ، وهنا الخطوط مختلفة بعضها يشبه خطّ المجلّد الأوّل مسودّة ، وبعضها مبيضّة بخطّ الغير ، يقع في 323 ورقة ، رقم 1816.
مجلّد من أوّل الأدلّة العقلية إلى آخر التعادل والترجيح ، مبيضّة بخطّ كاتب ردئ الخطّ ، مقروّة ، يقع في 181 ورقة ، رقم 1815.
للموضوع صلة ...
ص: 310
ص: 311
ص: 312
صورة
ص: 313
ص: 314
مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
تحتلّ كتب التراجم والرجال والإجازات العلمية أهمّية بالغة في تعرّف المختصّ على مقدار المكانة والوثاقة التي يحتلّها رواة العلم ونقلته ، إذ من خلال تلك الكتب نستطيع أن نضع أيدينا على النصوص التي توصّلنا إلى الحكم على الشخصيّات المترجمة في تلك الكتب.
ونلاحظ أنّ قيمة هذه المصنّفات تكمن في الآراء التي يبديها مؤلّفوها في الشخصيّات المترجمة في تضاعيف كتبهم ، ومدى معاصرتهم للشخصيّات التي ترجم لها أو واسطته بها.
إنّ الرسالة التي بين أيدينا هي من هذا النوع من المؤلّفات إذ حشد فيها مؤلّفها (الشيخ مرزوق الشويكي) أكثر من 100 ترجمة ، اشتملت على ذكر أبرز علماء الشيعة منذ عام 300 ه- وحتّى عصر المؤلّف ، إذ قال في مقدّمة رسالته «فإنّني مورد في هذه الرسالة ... بيان تاريخ بعض من ولد أو مات من من علمائنا المتمسّكين بحبل الأئمّة الاثني عشريّة ... وذلك من بعد الثلاثمائة من تلك الهجرة النبوية. لأجل ما تقدّم فقد كانت الرسالة بمسلكها هذا سائرة على منهج الأقدمين في سرد تراجم من سبقهم ومن ثمّ من عاصرهم من العلماء ، والتركيز عليهم ، وإن كان المسلك الأوّل قد
ص: 315
لا يأتي فيه بشيء جديد ، ولكن طبيعة اختيار الشخصيّات والنصوص التي يثبتها في كتابه هي المعيار في موازنة التراجم السابقة عن عصر المؤلّف والمعاصرة له.
النشاط الفكري لعلماء الشيعة في البحرين :
أنجبت البحرين مجموعة كبيرة من أعاظم علماء الإمامية في مختلف صنوف المعرفة وتكوّنت أسر علمية توارثت العلم كابراً عن كابر ، فضلاً عن خروج علماء منها ذاع صيتهم في الآفاق أمثال الشيخ ميثم البحراني (ت 679 ه) والسيّد هاشم البحراني (ت 1109 ه) والشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه). وغيرهم ممّن خدموا الثقافة والفكر الإسلامي بما أنتجته يراعاتهم من مصنّفات علمية ضخمة ظلّت مورداً لناهلي المعرفة إلى الوقت الحاضر.
شهدت قرى البحرين وضواحيها نهضة فكرية ملحوظة في بدايات القرن الثاني عشر الهجري وآواخر القرن الثامن عشر الميلادي إذ تعرّضت مدن الساحل الشرقي للجزيرة العربية إلى هجمات متكرّرة من قبائل العتوب والعمانيّين ممّا جعلها أماكن للجوء النازحين من الأحساء والقطيف بعد أن اضطهدوا من قبل المحتلّين من العمانيّين بسبب انتمائهم إلى مذهب شيعة أهل البيت عليهم السّلام ، وهذا ممّا جعل البحرين مكاناً لتلاقح الخبرات العلمية ونجد أنّ العصر الذهبي لهذه المنطقة كان في السنوات تلك ، إذ أنّ معظم التراث الفكري لعلماء البحرين قد صنّف في تلك الحقبة.
كان علم الرجال واحداً من صنوف المعرفة التي برع فيها علماء البحرين ، فنجد في ثنايا فهارس الكتب وجود أسماء عديدة لمصنّفات رجالية كتبها علماء البحرين أظهرت مكانة هذا البلد ومقامه العلمي
ص: 316
والشخصيّات التي تعاقبت على تناقل العلم ودراسته فيه ، إذ تقف أمامنا مصنّفات الشيخ سليمان الماحوزي (ت 1121 ه) عن رجال البحرين ، إذ ألّف رسالة مهمّة عن أحوال رجال البحرين ومكانتهم العلمية ثمّ تأتي الإجازة المهمّة التي كتبها الشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) لولده وابن أخيه الشيخ حسين آل عصفور (ت 1216 ه) والمسمّاة لؤلؤة البحرين والتي تعدّ من أوسع الإجازات العلمية التي كتبها علماء الشيعة في القرون المتأخّرة.
شكّلت رسالة (الدرّة البهية) أحد اللّبنات المهمّة التي تركها علماء البحرين في مجال المصنّفات الرجالية ، إذ ردمت هذه الرسالة الفجوة بين كلٍّ من كتاب لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) وكتاب أنوار البدرين للشيخ علي بن الحسن البلادي البحراني (ت 1340 ه).
مؤلِّف الرسالة :
هو الشيخ مرزوق بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد الشويكي.
أعطى مؤلِّف هذه الرسالة ترجمة وافية عن نفسه كتبها بقلمه وضمّنها في آخر رسالته هذه ، فبيّن فيها نشأته وأحواله وأساتذته الذين تلمّذ عليهم منذ نعومة أظفاره وكان أن بلغ مبلغ في العلم ، ولكنّ الذي نلاحظه في هذه الرسالة أنّه لم يذكر سنة ولادته ولكنّنا نستطيع أن نحدّدها بتقريب يكاد يكون أقرب للصواب من خلال إجازات المحدِّثين الذين أجازوه والرواية وسنوات وفياتهم ، إذ ذكر البحراني أنّ أحد أساتذته وهو جدّه لأبيه الذي ذكر تلمّذه عليه ، مع العلم أنّ وفاة جدّه هذا (عبد الله بن محمد الشويكي)
ص: 317
قد ذكرت المصادر أنّه توفّي (1185 ه)(1).
وهذا ما يعطينا بصيصاً من الضوء حول سنوات ولادته فما دام معلّمه الأوّل جدّه فيقتضي أن يكون عمره من حين تلمّذه عليه (1185 ه) وكتابة الرسالة (1214 ه) 42 سنة ونضيف عليها سنوات طفولته وتلمّذه على شيخه لا تتعدّى الخمسة عشر عاماً فيكون العقد السادس هو على أغلب الاحتمالات قد ولد فيه شيخنا المؤلِّف.
أمّا في ما يتعلّق بنشأته العلمية فقد كان لمدينته الشويكة مسكنه الأوّل أثر بارز في نشأته العلمية ، إذ كانت هذه القرية من القرى العلمية المهمة في البحرين تليها الخطّ ، إذ نبغ فيها العديد من علماء الإماميّة وشيوخهم ، إذ أوردت كتب التراجم أسماء عدد غفير منهم أسهموا برفد التراث الشيعي بالعديد من المصنّفات(2).
كان للظروف السياسية وبسبب الحروب أثر فاعل في تغيّر سكن هذا الشيخ ، فقد كانت لغزوات العتوب على مدينة الخطّ أثر في تغيّر سكن هذا الرجل(3) ، فقد اتّخذ من الشاخورة(4) ، مسكن والده موطناً له فكان لهذه المدينة أثر فاعل حسبما يقول في رسالته (وذلك من فضل الله علينا). ن.
ص: 318
إذ نجد أنّ لهذه المدينة أثر علمي واضح فقد التقى بالعديد من المشايخ الذين يذكرهم بالإجلال والإكبار في ترجمته لهم.
أساتذته :
فقد ترجم لهم في رسالته هذه وهم على التوالي :
1 - الشيخ عليّ بن سليمان بن فضائل الشويكي.
2 - السيّد محمد بن سليمان المقابي البحراني ، توفّي 1213 ه.
3 - الشيخ عبد الرضا بن حسين العصفوري ولد سنة 1185.
4 - الشيخ حسن بن حسين العصفوري ولد سنة 1180 وتوفّي سنة 1261.
5 - وشيخه على الإطلاق الشيخ حسين آل عصفور المستشهد سنة 1216 ه.
أمّا تلامذته فلم تذكر المصادر له تلاميذ درسوا عنده أو تعلّموا منه والظاهر أنّ الشيخ مرزوق الشيويكي لم يكن انتُدِبَ للتدريس حتّى يكون له تلاميذ ، فضلاً عن ذاك فإنّ عمله الذي غلب عليه (نسخ الكتب) قد هيمن عليه ، فقد كان ينسخ كتب شيخه الشيخ حسين آل عصفور حتّى إنّ جلّ كتب هذا الشيخ قد كتبها بنفسه.
إذ قال الشيخ حسين آل عصفور في خاتمة تتمّة الحدائق ما نصّه «وجرى ذلك الختام ... مستعيناً بقلم الموفّق إن شاء الله تعالى للجري بسفينة عزمه على الإعانة لنا في هذا التأليف وغيره ممّا يوجب الإجلال والإكرام وفيوض الملك العلاّم الولد الشفوق مرزوق بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين الشيويكي مولداً والنعيمي أصلاً والإصبعي مسكناً ...»(1). 7.
ص: 319
وهذا ممّا يدلّل على مكانة صاحب الترجمة عند شخصية مثل الشيخ حسين آل عصفور الذي يعدّ من أكابر علماء البحرين وزعمائهم المشار لهم بالبنان.
فضلاً عمّا تقدّم فإنّنا نجد في فهارس المكتبات الخطّية وجود نسخ متعدّدة من مؤلّفات الشيخ حسين آل عصفور مكتوبة بخطّ الشيخ مرزوق ، فقد وردت في فهرس مكتبة الشيخ محمد علي آل عصفور في بوشهر بإيران : إنّ كتاب الأنوار اللوامع في شرح الشرائع قد كتب بخطّ الشيخ مرزوق ووالده محمد وكذلك كتاب السوانح النظرية في شرح البداية الحرية لنفس المؤلَّف ، إذ كانت هذه المخطوطة بخطّ الشيخ مرزوق وكتبها سنة 1212 ه(1).
وفاته :
لم تتطرّق الكتب التي ترجمت له إلى ذكر سنة وفاته والظاهر إنّها كانت بعد كتابة رسالته هذه بقليل إذ لم يتطرّق إلى حادثة استشهاد شيخه الشيخ حسين آل عصفور سنة 1216 ه- بعد أن قتله أحد النواصب والتي هزّت البحرين ومدن العلم الشيعية في العراق وإيران ، فلو عاصر هذه الحادثة المروّعة لسجّلها حتماً وأضافها في رسالته هذه وهذا احتمال نذهب إليه ، فضلاً عن ذهاب أحد الباحثين إلى هذا الرأي أيضاً(2).
مؤلّفاته :
لم يترك الشيخ مرزوق الشويكي مؤلّفاً آخر غير رسالته (الدرّة البهية) 1.
ص: 320
والتي بقيت نسخته التي كتبها بخطّه محفوظة من الضياع في مكتبات النجف ، إذ كانت هذه النسخة من موقوفات مدرسة البروجردي الدينية في النجف(1).
ثم انتقلت بعد ذلك إلى مكتبة دار العلم للسيّد الخوئي قدس سره وبعد تهديم المكتبة على يد جلاوزة النظام البعثي حفظت أحد المكتبات الخاصّة في النجف تلك الكتب إلى أن قيّض لها الانتشار والظهور إلى العلن بعد أن قامت مؤسّسة كاشف الغطاء بتصويرها وخزنها على أقراص ليزرية مدمجة لتكون بمتناول الباحثين فالنسخة التي نحن بصددها الآن هي من مصوّرات مكتبة كاشف الغطاء في النجف الأشرف وعلى القرص (62) من مجموعة المؤسّسة.
وصف النسخة :
تقع النسخة في 17 ورقة ب- : 34 صفحة ، مكتوبة بخطّ نسخي جميل وبمداد أسود عدا العنوانات قد برّزت بالمراد الأحمر ، وبقياس للصفحة الواحدة 22 سم طولاً و16 سم عرضاً و20 سطراً ، وبورق اعتيادي. والصفحات سليمة من الخروم والمسح عدا وجود نقص صفحة في أواخر الكتاب.
إنّ هذه النسخة التي بين أيدينا هي نسخة المؤلّف وكما أشارت الكلمات الموجودة في أواخرها والتي أثبتت فيها ، فضلاً عن تأكيد الشيخ آغا بزرك على صحّة نسبة هذه النسخة إلى مؤلّفها(2).
حاولنا جاهدين أن نسدّ النقص الحاصل في الصفحة ما قبل الأخيرة 9.
ص: 321
لهذه النسخة فلم نوفق لعدم وجود نسخة أخرى لها بعد أن فتّشت معظم فهارس المخطوطات الموجودة في إيران والعراق والبحرين بل وحتّى بعض المكتبات الخاصّة.
ذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني أنّه قد كتب نسخة من هذا الكتاب ولكنّني لم أهتدِ إلى هذه النسخة حيث سألتُ أحد المتّصلين بالأستاذ المنزوي ابن الشيخ الطهراني فأجابه بعدم علمه بوجود هذه النسخة الآن في مقتنيات والده ، إذ أنّ بعض خزانة الشيخ قدس سره قد تعرّضت للضّياع والفقدان ، ويحتمل أنّ هذه النسخة هي ممّا ضاع منها.
طريقة التحقيق :
اتّبعنا في تحقيق هذه الرسالة ضبط متنها ، وتصحيح بعض الأخطاء الإملائية الموجودة فيها مع ترجمة الشخصيّات الواردة فيها والتعريف بالبلدان المذكورة فيها ، والرجوع بالإحالات الواردة فيها إلى المصادر المقتبسة منها ، فضلاً عن تخريج الأحاديث والروايات التي ضمّنها المؤلّف من كتب الحديث والأخبار ، وترقيم التراجم الواردة فيها.
وختاماً نشكر العاملين على مجلّة تراثنا الغرّاء ونخصّ بالذكر منهم سماحة الشيخ الفاضل نصير الدين كاشف الغطاء وأسرة المجلة على إتاحة فرصة نشر هذا الأثر خدمةً لتراثنا الإسلامي الخالد ، وأتقدّم بالشّكر الجزيل للأستاذ الفاضل حامد المؤمن على مراجعته عملي وتصويب بعض الهفوات الحاصلة فيه ، ونتمنّى أن يلقى هذا الجهد المتواضع قبول القارئ الكريم.
العراق
النجف الأشرف
غرّة
ربيع الأوّل 1427 ه-
ص: 322
صورة
ص: 323
صورة
ص: 324
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للتمسّك بالعروة الوثقى والحبل المتين ونظمنا في سلك ولاء الأئمّة(1) المعصومين ، وجعلنا من المتّبعين لآثارهم ، والمستضيئين بأنوارهم ، والآخذين جميع الأحكام من أخبارهم ، صلّى الله عليهم صلاةً دائمةً بدوام الأعوام والسنين ، وسلّم عليهم تسليماً دائماً كلّ وقت وحين وعلى شيعتهم ومحبّيهم المؤمنين.
وبعد ، فإننّي مورد في هذه الرسالة المسمّاة ب- : (الدرّة البهية) ، بيان تاريخ بعض من ولد أو مات من علمائنا المتمسّكين بحبل الأئمّة الاثني عشرية ، ممّن وقفت على تاريخ له في أيّ عام ولد أو مات من الأعوام الكائنة من هجرة محمد خير البرية ، وذلك من بعد الثلاثمائة من تلك الهجرة النبويّة(2) وقد اشتملت هذه الرسالة على مقدّمة وفصول عشرة وخاتمة نسأل الله حسن الخاتمة والثبات على الولاية الجعفرية والحيدرية(3) وبه نستعين إنّه خير موفِّق ومعين.
مقدّمة :
تشتمل على فائدتين : الأولى في بيان الفرقة الناجية من النار والفائزة م.
ص: 325
بالدخول في دار القرار.
اعلم - هداك الله - للطريق القويم ، وثبّتك على الصراط المستقيم ، أنّ الله من ألطافه وعدله وحكمته ، أن خلق الخلق لغاية لا للعبث ، وجعل تلك الغاية هي الطاعة له والانقياد ، فمن أطاعه وانقاد فاز بالسداد ، وحصّل الغاية والمراد ، وتبوَّأ منازل الجنان وعانق الحور ، وخدم بالولدان ، ومن حاد عن ذلك هوى في الجحيم ، ونال العذاب الأليم ، وقد أوجب على نفسه وجود الألطاف للعباد أجمعين ، فمن لطفه أن أرسل لهم الرسل مبشّرين ومنذرين(1) ، ودالّين وهادين ، فلمّا انتهت النوبة لسيّد البشر وأبي الأئمّة الاثني عشر محمد أفضل النبيّين والمرسلين ، وأشرف العالمين ، والملائكة المقرّبين ، أمره الله تعالى بتبليغ الرسالة وتبيين الحجّة والدلالة ، فصدع بما أمر ، وأعرض عمَّن أشرك(2) وكفر ، فبلّغ عن الله جميع الأحكام ، وأوضح لنا دينَ الإسلام ، وكان من ذلك أن نصَّ على الإمامة والولاية بعده لأمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين وبين ذلك غير مكان(3) وأوضح ذلك وبيّنه غاية 3.
ص: 326
البيان ، لا سيّما في يوم الغدير(1) مع حضور ذلك الجمّ الغفير ، وقال أيضاً : «إنّ الإمامة بعد عليّ عليه السلاملابنه الحسن عليه السلام ثمّ للحسين عليه السلام ثمّ إلى باقي الأئمّة التسعة الذين آخرهم صاحب الأمر(2) ، وإمام الدهر والعصر الإمام المؤتمن الحجّة ابن الحسن ، لما علم أنّ (الأُمّة ستفترق بعده على نيف وسبعين فرقة ، كما افترقت الأُمم السابقة)(3) ولا تنجو من تلك إلاّ الفرقة المحقّة وهي من اتّبعت الأئمّة الميامين وأخذت أحكامها من المعصومين وتبرّأت من الفرقة العدوية(4) والتيمية(5) والأُمويّة(6) وغيرها من الفرق الرديّة(7) ، يؤيّد ذلك بياناً ويكشفُه برهاناً ، قولُ أصدق القائلين : (وَمَا م.
ص: 327
محمد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)(1) الآية.
فلمّا قبضه الله إليه وأسكنه لديه ، كان الأمر كما أخبر وأوضح ، فافترقت بعده على تلك كما هو متَّضح ، وقد ارتدّوا على أعقابهم ، وانقلبوا على أدبارهم ، وكان ممّن لم ينقلب بالإجماع عليّ أمير المؤمنين ، حيث ثبتت له العصمة(2) المانعة له من تلك الأدناس المدلهمّة(3) ، وكلّ فرقة من هؤلاء تدعي النجاة وهيهات هيهات :
وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقرّ لهم بذاكا(4)
فليس الناجون من النار أو الفائزون بدار القرار ، إلاّ من اعتصم بعروة الأطهار وحبل الذريّة الأبرار(5). بل
ص: 328
فالفرقة الناجية هي نحن ليس إلاّ - وأُمّ الكتاب(1) ، بغير شكٍّ وارتياب ، حيث هبّت علينا النفحة القدسية ، وأفيضت علينا السوانح الإلهية والرواشح الملكوتية ونظمنا في سلك ولاء الأئمّة الاثني عشرية ، وصرنا من المحبّين لتلك الذريّة العلوية ، وتبرّأنا من أعدائهم الغوية. إذ كان نور مأخذ أحكامنا وما نعتمد عليه في حلالنا وحرامنا ومكروهنا ومندوبنا ومباحنا ، مقتبساً من مشكاة أنوارهم ، ومستنبطاً من رواياتهم وأخبارهم ، وقد تواتر بين الفريقين ، من غير شكٍّ ومَيْن عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى»(2).
فليس ركوبها إلاّ متابعتهم ، ولا التخلّف عنها إلاّ مجانبتهم ، فكان ممّن ركب في تلك السفينة ، وتعلّق بحبالها المتينة ، نحن المستخرجون من بحارها الثمينة ، وقد تواتر أيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي مخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله الذي هو الثقل الأكبر ، وذرّيّتي الذين هم الثقل الأصغر أنّهما لن 9.
ص: 329
يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(1).
إذ مبنى كلٍّ منهما على صاحبه وكان الكتاب هو الصامت ، والذرّيّة هي الناطقة فاحتاج الكتاب لمن يكشف عن مبهماته ويوضّح محكماته ومتشابهاته(2) ولن يصلح لذلك سواهم؟ إذ هم الراسخون في العلم أوّلاً هم وآخراً هم.
قال تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(3)فهم الذين أخذوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبريل عن الله.
ووالِ أُناساً أن يقال حديثهم
عن المصطفى عن جبرائيل عن الباري(4)
فأئمّتنا عليهم السلام لم يعملوا إلاّ بالكتاب والسنّة ونحن متّبعون لهم ، ولله الحمد والمنّة ، ترى الكلّ منّا لا يقول إلاّ بقول الإمام ولا يقول بقول الأنصاب والأزلام(5) ، يقول : قال الباقر قال الصادق قال الكاظم ، لا قال ى.
ص: 330
فلان وفلان كما أنّ من اعتمد على إمام من ال- : (أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(1). يقول قال فلان وقال فلان كذا وهو أي كذا.
وأئمّتنا لم تأمرنا إلاّ بالعمل بالسنّة والكتاب ، فنحن لهم متّبعون ، ولأنوارهم مقتبسون في جميع الأبواب.
الفائدة الثانية :
في ذكر اثني عشر خبراً تتبرّك به هذه الرسالة تبرّكاً بهذا العدد الشريف(2).
الأوّل : ما روي في كتاب مشكاة الأنوار(3) بسند لا يخلو عن اعتبار عن عليّ الهادي عليه السلام أنّه قال : «لولا من تبقَّى بعد غيبة قائمكم من العلماء الدالّين عليه والهادين إليه والذائدين عن دينه والمنقذين لضعفاء عباد الله من شياطين إبليس ومردته لما بقى أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون قلوب الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها أولئك هم الأفضلون عند الله». 9.
ص: 331
الثاني : ما روي فيه أيضاً عنه عليه السلام قال : «يأتي يوم القيامة علماء شيعتنا القوّامون بضعفاء محبّينا والأنوار تسطع من تيجانهم»(1).
الثالث : ما روي في الكافي(2) بسند معتبر عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء»(3).
الرابع : ما روي في الخصال عن عليّ عليه السلام قال : «إيّاكم والغلوَّ (4) فينا إنّا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم إلى أن قال خالطوا الناس بما يعرفونه ، وادعوهم وما ينكرون ولا تحمّلوهم على أنفسكم وعلينا إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلاّ مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان أنامع رسول الله وعترتي معي وسيطي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا فإنّ لكلّ أهل بيت نجبا ولنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءَنا»(5).
الخامس : ما رواه حبيب السجستاني قال الصادق عليه السلام : «إنّ الناس سلكوا سبلاً شتّى فمنهم من أخذ برأيه ، ومنهم من أخذ بهواه ، وأنتم 4.
ص: 332
أخذتم بما له أصل» يعني الكتاب والسنّة(1).
السادس : ما رواه أبو بكر الحضرمي عما في المحاسن. قال سمعت الباقر عليه السلام يقول : «من أراد أن يعلم أنّه من أهل الجنّة فَلْيَعْرِضْ حبّنا على قلبه فإنّ قبله فهو مؤمن»(2).
السابع : ما روي في المحاسن(3) عن موسى بن بكر قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام قال رجلٌ في المجلس : أسأل الله الجنّة ، فقال : «أنتم من أهل الجنّة فاسألوا الله أن لا يُخرجكم منها». فقالوا : جعلنا الله فداك نحن في الدنيا. فقال : «ألستم تقرّون بإمامتنا؟». قالوا : نعم. فقال : «هذا والله معنى الجنّة التي من أقرّ به كان من أهل الجنّة».
الثامن : ما روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من شكّ في الله فقد كفر ، ومن شكَّ في رسول الله فقد كفر ، ومن شكَّ في الأئمّة فقد كفر ، وكذلك في واحد منهم ، ومن شكّ أنّ مبغضنا في النّار فقد كفر ، ومن شكّ أنّ محبّنا في الجنّة فقد كفر ، ومن شكّ فينا في قول أو فعل فقد كفر»(4).
التاسع : ما رواه مصقلة الطحّان ، عن الصادق عليه السلام قال : «ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر ، أنّه من أهل الجنّة؟ إنّ الله ر.
ص: 333
يقول : (وَكَانَ حَقّاً عَلَينا نَصرُ المُؤمِنينَ)(1) أتشهدون على عدوِّكم بالنّار ولا تشهدون لوليّكم بالجنّة؟ ما يمنعكم من ذلك إلاّ الضعف»(2).
العاشر : ما رواه موسى بن عليّ القرشي كما في العيون(3) ، قال الرضا عليه السلام : «رفع القلم عن شيعتنا» فقلت : يا سيّدي كيف ذلك؟ قال : «لأنّهم أخذ عليهم العهد بالتقيّة(4) في دولة الباطل ، يأمن الناس ، ويخافون ويَكفَّرون فينا ولا نُكفَّر فيهم ، ويُقتَلون بنا ، ولا نُقْتل بهم ، ما أحد من شيعتنا ارتكب ذنباً أو خطأً إلاّ أناله الله في ذلك بغمٍّ يمحّصُ عنه ذنوبه ، ولو أنّه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر والرمل فينا فإن لم ينله في نفسه ففي أهله وماله ، فإن لم ينله في دنياه تخايل له في منامه ما يغتمّ به ، فيكون ذلك تمحيصاً لذنوبه»(5).
الحادي عشر : ما رواه ابن شهرآشوب(6) ، عن جابر الجعفي أنّه 6.
ص: 334
قال : قال الباقر عليه السلام : «نحن ولاة أمر الله ، وخزّان علم الله ، وورثة وحي الله ، وحملة كتاب الله ، طاعتنا فريضة وحبّنا إيمان ، وبغضنا كفر ، محبُّنا في الجنّة ومبغضنا في النار»(1).
الثاني عشر : ما رواه أبو بصير ، كما في العلل(2) ، قال : دخلت على الصادق عليه السلام ومعي رجل من أصحابنا ، فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله إنّي أغتمّ وأحزن من غير أن أعرف لذلك سبباً؟ فقال : «إنّ ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منّا لأنّا إذا دخل علينا حزن وسرور؛ كان ذلك داخلاً عليكم ، إنّا وإيّاكم من نور الله ، جعلنا الله وإيّاكم من طينة واحدة ، ولو تركت طينتكم كما أُخذت لكنّا وأنتم سواء ، لكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلولا ذلك ما ذنبتم ذنباً أبداً». قال : فقلت : جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا قال : «إي والله يا عبد الله أخبرني عن هذا أشعاع من القرص إذا طلع أهو متّصل به أو بائن؟» قالت : بائن. قال : «أليس إذا غابت الشمس وسقط(3) القرص عاد إليه كما بصل به كما بدأ منه» فقال له : نعم. فقال : «كذلك والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون والله إنّكم لتلحقون بنا يوم القيامة»(4).
تذنيب : قد أذكر بعض المشايخ وإن لم يكن له ذكر وفاة أو ميلاد 4.
ص: 335
وذلك للاستطراد ، أمّا لشهرته أو بيان نكتة ، أو لبيان مَنْ يأخذ عنه ومنه ، أو لكونه مصنِّفاً ، فيعلم تاريخ بعض الكتب وغير ذلك وهذا لا يخلّ بالمقصود.
* * *
ص: 336
الفصل الأوّل
في ذكر من مات بعد هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
1 - منهم شيخنا الإمام الأعظم ذو المجد والشرف سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، فإنّه جليل القدر كثير الرواية ، كان شيخاً للكليني ، وشيخ الطائفة وفقيهها ولقي الإمام العسكري عليه السلام توفّي رحمه الله سنة(1) الحادية بعد الثلاثمائة ، وقيل سنة الثلاثمائة ، وقيل السنة التاسعة والتسعين بعد المائتين(2).
2 - ومنهم : شيخنا محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن فإنّه كان ثقة عيناً حسن الطريقة وله إلى العسكري عليه السلاممسائل وجوابات له كتب كثيرة مات رحمه الله السنة الحادية بعد الثلاثمائة وولد سنة سبع وثلاثين ومائتين(3). روى عنه جماعة منهم ،
ص: 337
الغضائري.
3 - ومنهم : شيخنا جعفر بن عليّ بن شهريار : أبو محمد المؤمن القمّي ، فإنّه كان شيخاً من أصحابنا القمّيّين(1) ثقة عيناً ، انتقل إلى الكوفة ومات بها سنة أربعين بعد الثلاثمائة.
4 - ومنهم : شيخنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العَمْري الأسدي ، فلقد كان هو وأبوه(2) وكيلين لصاحب الأمر عجّل الله فرجه ، ولهما منزلة عظيمة عند الطائفة ، وكان محمد لمّا حضرته الوفاة حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج(3) ، وكان يتولّى هذا الأمر نحواً من خمسين سنة ، وقال عند موته : قد أمرت من قبل صاحب الأمر أن أُوصي إلى أبي القسم 3.
ص: 338
الحسين بن روح(1) ، فأوصى إليه ، وقال : «هذا وكيل صاحب الأمر وإليه ارجعوا» ، مات رحمه الله السنة الخامسة أو الرابعة بعد الثلاثمائة.
5 - ومنهم : شيخنا أحمد بن إدريس الأشعري شيخ القمّيّين ، فإنّه ثقة جليل كثير الحديث(2) ، مات رحمه الله سنة ستّ وثلاثمائة بالقرعاء(3) في طريق مكّة.
6 - ومنهم : شيخنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب ، المعروف بابن أبي الثلج ، وأبو الثلج. هو : عبد الله سمع منه التلعكبري ، وأجاز له مات رحمه الله السنة الخامسة والعشرين بعد الثلاثمائة(4).
7 - ومنهم : شيخنا الجليل العالم النبيل عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، فإنّه كان فاضلاً عالماً ، فقيهاً ، صنّف فأكثر(5) ، وقدم العراق ، في
ص: 339
واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح ، وسأله أن يوصل له رقعة إلى صاحب الأمر عجّل الله فرجه يدعوه أن يسأل الله يرزقه الولد ، فكتب قد دعونا لك ، فولد له ابنان أحدهما شيخنا الصدوق ، وكان يقول : أنا ولدت بدعوة القائم عجّل الله فرجه(1) وقد خرج له توقيعات(2) من لدن العسكري عليه السلام ، مات رحمه اللهالسنة الثامنة والعشرين بعد الثلاثمائة ودفن بقم وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم(3). ،
ص: 340
8 - ومنهم شيخنا ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، فإنّه من أجلّ علمائنا وأوثقهم وأفقههم في الحديث ، صنّف فأكثر(1) وقد عرض كتابه الكافي على صاحب الأمر عجّل الله فرجه فأقرّ بالعمل به(2) ، وقد جدّد مذهب الإمامية على رأس الثلاثمائة نقل ابن الأثير من خواصّ الشيعة أنّ لهم على رأس كلّ مائة من يجدّد لهم دينهم فعلى رأس المائتين عليّ بن موسى الرضا عليه السلاموعلى رأس الثلاثمائة الكليني وعلى رأس الأربعمائة المرتضى(3) ، مات سنة تسع أو ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة بمقبرتها.3.
ص: 341
وقيل - وهو الأصحّ - إنّه دفن ببغداد ، قبره الآن مشهور مزار(1).
ونقل بعض الثقات : أنّ بعض حكّام بغداد رأى بناء قبر ، فسأل عنه فقيل هو قبر بعض علماء الشيعة فأمر بهدمهِ فهدم فرئي بكفنه ومعه صبيٌّ آخر بكفنه أيضاً(2) ، وهذا الشيخ يروي عن جماعة من الثقات كشيخه وخاله علاّن(3) وغيره وتروي عنه جماعة كابن قولويه(4) وغيره.
9 - ومنهم شيخنا أبو الحسن عليّ بن محمد السمري فإنّه ثقة جليل فاضل عالم أوصى إليه أبو القاسم الحسين بن روح السفير وأمر باتّباعه 9.
ص: 342
مات رحمه الله سنة تسع وعشرين بعد الثلاثمائة(1) ولمّا حضرته الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمراً هو بالغه ، والغيبة التامّة هي التي وقعت بعده(2).
10 - ومنهم الشيخ أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني المعروف بابن عقدة ، فإنّه عالم جليل كثير الحديث عن أهل العصمة(3) ، فمن ذلك اعتمدت أصحابنا على روايته وإلاّ هو كان زيديّاً جاروديّاً(4). لقد صنّف فأكثر ولد السنة التاسعة والأربعين بعد المائتين ومات رحمه الله السنة الثالثة والثلاثين والثلاثمائة.
11 - ومنهم شيخنا أبو عليّ محمد بن همّام بن سهل فإنّه كان كثير الحديث والرواية ثقة شيخ أصحابنا وفقيههم له منزلة عظيمة عند 3.
ص: 343
أصحابنا(1) ، قال التلعكبري إنّه كتب إلى الإمام العسكري عليه السلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل يولد له ويعرفه أنّ له حملاً وسأله أن يدعو له في سلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم فوقّع بخطّ يده قد فعل ذلك فصحّ الحمل ذكراً فأراني الرقعة والخطّ فكان ذلك محقّقاً(2) ولد رحمه الله السنة الثامنة والخمسين بعد المائتين وتوفّي السنة السادسة والثلاثين والثلاثمائة.
12 - ومنهم شيخنا أحمد بن محمد بن عمّار أبو عليّ الكوفي(3) فإنّه ثقة جليل عالم فاضل شيخ أصحابنا كثير الحديث توفّي رحمه الله السنة السادسة والأربعين والثلاثمائة(4).
13 - ومنهم شيخنا هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد : أبو محمد التلعكبري ، فإنّه ثقة فاضل عالم صنّف فأكثر(5) ، واجتمع مع كثير من سع
ص: 344
أصحابنا فأجازوا له.
14 - منهم شيخنا الجليل شيخنا حيدر بن نعيم بن محمد السمرقندي من غلمان محمد بن مسعود العيّاشي وتلاميذه يروي جميع مصنّفات الشيعة وأُصولهم(1). سمع منه المشار إليه السنة الأربعين بعد الثلاثمائة وله أَجَازَ ، مات التلعكبري السنة الخامسة والثمانين والثلاثمائة.
15 - ومنهم شيخنا أبو غالب الزراري أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بأبي غالب البكريّون وقد خرج له توقيع من العسكري عليه السلام. وأنّه ثقة جليل عالم كثير الحديث ولد سنة خمس وثمانين ومائتين ومات رحمه الله سنة ثمان وستين بعد الثلاثمائة(2).
16 - ومنهم شيخنا محمد بن أحمد بن داوُد بن عليّ أبو الحسن شيخ هذه الطائفة وفقيهها وعالمها وشيخ القمّيّين في وقته وفقيههم مات 2.
ص: 345
السنة الثامنة والستّين والثلاثمائة(1).
17 - ومنهم شيخنا المظفّر بن محمد الخراساني المكنّى بأبي الحسن فإنّه فاضل متكلّم له كتب في الإمامة عارف بالأخبار من غلمان أبي سهل النوبختي(2) وكان مشهور الأمر سمع الحديث وأكثر مات سنة سبع وستين وثلاثمائة(3).
18 - ومنهم شيخنا حسن بن حمزة بن عليّ بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فإنّه ثقة جليل لَقِيهُ جماعة من أصحابنا وأخذوا عنه منهم التلعكبري مات سنة سبع وخمسين بعد الثلاثمائة.
19 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه القمّي فإنّه من أجلّ علماء الإمامية وأفضلهم وأكثرهم لنقل الأخبار ، صنّف فأكثر ، له نحو ثلاثمائة مُصَنَّف(4) ولد بدعوة نة
ص: 346
القائم عجّل الله فرجه(1) ، ومات رحمه اللهسنة إحدى وثمانين بعد الثلاثمائة ودفن بالرّي(2). نقل شيخنا البهائي أنّه قال سئلت قديماً عن الصدوق وزكريّا بن آدم(3) أيّهما أفضل؟ فقلت : زكريّا أفضل لتواتر الأخبار بمدحه فرأيت الصدوق بالنوم فقال لي : من أين ظهر لك فضله عليَّ فعتب عليّ ومضى عنّي(4).
20 - ومنهم شيخنا أبو عليّ بن أحمد بن الجنيد الكاتب فإنّه ثقة جليل ، صنّف فأكثر كان عنده مال وسيف للصاحب(5) ، جيّد التصنيف قيل 6.
ص: 347
أنّه نسب إلى العمل بالقياس(1) فتركت تصانيفه لذلك ، ولم نقف له ما يدلّ على هذا النقل مات السنة الحادية والثمانين بعد الثلاثمائة(2).
21 - ومنهم شيخنا جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه المكنّى أبا القاسم فإنّه ثقة جليل ، صنّف فأكثر يروي عن الكليني وكان شيخ المفيد مات رحمه اللهسنة تسع وستّين وثلاثمائة(3).
* * * 6.
ص: 348
الفصل الثاني
في ذكر من مات بعد الأربعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
22 - فمنهم شيخنا السيّد الرضي محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السلام ، فإنّه أجلّ من أن يوصف ، ولد سنة تسع وخمسين بعد الثلاثمائة ببغداد ، ومات رحمه الله يوم الأحد لثلاث بقين من المحرّم سنة ست وأربعمائة ، ودفن بداره بمسجد الأنباريّين بالكرخ ، ومضى أخوه المرتضى لمشهد الإمام الكاظم عليه السلام من جزعه عليه؛ لأنّه لا يستطيع النظر إلى جنازته ، ثمّ نقل إلى كربلاء(1) ، وقد رثاه أخوه المذكور بقصيدة منها :
يا للرجال لفجعة جذمت يدي
وودت لو ذهبت عليّ براسي
ما زلت أحذر ورْدَها حتّى أتت
فحسوتها في بعض ما أنا حاسي
ومطلتها زمناً فلمّا صمّمت
لم يثنها مطلي وطول مكاسي(2)1.
ص: 349
نقل أبو الحسن العامري قال : دخلت على المرتضى فأراني له هذين البيتين :
سرى طيفُ سُعْدى طارقاً فاستفزنّي
هبوباً وصحبي بالفلاة رقودُ
فقلت لعيني عاودي النوم واهجري
لعلّ خيالاً طارقاً سيعود(1)
فخرجت من عنده ودخلت على الرضي فعرضتها عليه فأنشد بديهاً :
فردَّتْ جواباً والدموعُ ذوارفٌ
وقد آن للشمل المشتِّ ورود
فهيهات من لقيا حبيب تعرّضت
له دون لقياه مهامهُ بيدُ(2)
فعدت إلى المرتضى بالخبر فقال يعزّ عليّ أخي قتله الذكاء(3).
23 - ومنهم ، شيخنا الإمام الأعظم المفيد محمد بن محمد بن النعمان عبد الله بن المعلّم ، من أجلّ مشايخ الشيعة ، وأنّه رئيسهم وإمامهم ، قد انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه ، ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ثلاث أو ثمان وثلاثين بعد الثلاثمائة ، ومات رحمه الله السنة الثالثة عشرة بعد الأربعمائة(4) وصلّى عليه الشريف المرتضى ودفن في داره سنين ونقل إلى في
ص: 350
مقابر قريش(1) ، بالقرب من الجواد عليه السلام ، إلى جانب قبر شيخه ابن قولويه ، وفي تاريخ ابن كثير ، بعد أن أثنى عليه غاية الثناء ، ذكر أنّ له أكثر من مائتي مصنّف ، وكان يوم وفاته مشهوراً ، وشيّعه ثمانون ألفاً من السنّة والرافضة(2)انتهى(3).
وقد خرجت له توقيعات(4) من صاحب الأمر عجّل الله فرجه ، 2.
ص: 351
ووجد على قبره مكتوباً هذه الأبيات للقائم عجّل الله فرجه :
لا صوّت الناعي بفقدك إنه
يوم على آل الرسول عظيمُ
إن كان قد غيّبت في جدث الثرى
فالعلم والتوحيد فيه مقيمُ
فالقائم المهديّ يفرح كلّما
تليت عليك من الدروس علوم(1)
نقل في كتاب مجالس المؤمنين(2) ما حاصله أنّ القاضي عبد الجبّار(3) كان ذات يوم بمجلسه ببغداد ومعه جماعة إذ دخل عليه المفيد وكان في أوّل اشتهاره وقد سمع به القاضي ولم يره فجلس بصفِّ النعال ثمّ قال : إنّ لي سؤالاً أيّها الشيخ إن أجزت لي بحضرة هؤلاء تكلّمت فقال : سل ، فقال : ما تقول في الخبر الذي يرويه الشيعة [من كنت مولاه فعليّ مولاه](4) أهو صحيح عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا؟ فقال : صحيح ، فقال : ما المراد بالمولى ، قال القاضي : إنّ هذا الخبر رواية وخلاف الشيء دراية(5) والعاقل لا يعدلها بالرواية ، فعد إلى مسألة أُخرى فقال : ما تقولها
ص: 352
في قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)[لعليّ حربك حربي وسلمك سلمي](1)؟.
قال الحديث صحيح ، فقال : ما تقول في أصحاب الجمل فإنّهم بناء على ماتقول كفّار؟ ، فقال القاضي : تابوا ، فقال : الحرب دراية والتوبة رواية وقد قرَّرت في حديث الغدير أنّ الرواية لا تعارض الدراية ، فتحيّر القاضي وصار مبهوتاً ، فقال : من أنت؟ قال : خادمك محمد بن محمد بن النعمان ، فقام وأخذ بيده وأجلسه مكانه ، فقال له : أنت المفيد حقّاً ، والحكاية طويلة أخذنا بعضها ، أو روي في نقل آخر بغير هذه الكيفية(2).
24 - ومنهم شيخنا عليّ بن عبدالرحمن بن عيسى بن عروة بن الجرّاح القنّاني(3) ، أبو الحسن الكاتب ، فإنّه ثقة جليل ، سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، مات سنة ثلاثة عشرة بعد الأربعمائة(4).
25 - ومنهم شيخنا أبو عبد الله الغضائري ، الحسين بن عبيدالله ، فإنّه ثقة جليل ، نبيل عالم فاضل ، كثير السماع ، عارف بأحوال الرجال(5) ، له 7.
ص: 353
تصانيف كثيرة ، سمع منه الشيخ وأجاز له ، مات نصف شهر صفر السنة الحادية عشرة بعد الأربعمائة.
26 - ومنهم شيخنا الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمد بن يوسف المعروف بأبي القسم فإنّه ثقة جليل شيخ من شيوخ أصحابنا مات السنة السابعة عشرة بعد الأربعمائة(1).
27 - ومنهم شيخنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر المكنّى بأبي محمد فهو ثقة جليل أحد مشايخ الشيخ الطوسي صنّف فأكثر مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة(2).
28 - ومنهم شيخنا السيّد المرتضى عليّ بن الحسين أخو الرضي لأبويه فهو ممّن انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه كان فاضلاً محقّقاً مجتهداً صنّف فأكثر ولد في رجب سنة خمس وخمسين بعد الثلاثمائة ومات رحمه اللهلخمس بقين من ربيع الأوّل سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة(3) ودفن بداره ونقل إلى كربلاء ودفن مع أبيه وأخذ الرضي وكان يلقّب بذي المجدين 5.
ص: 354
وعلم الهدى وأُمّه فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن بن الناصر الأصمّ(1) وقد خلّف ثمانين ألف مجلّد ، وصنّف كتاباً سمّاه الثمانيني ، وخلّف من كلّ شيء ثمانين ، وعمره ثمانين سنة ، وثمانية أشهر ، فمن أجل ذلك سمّي بالثمانيني(2) لقد قرأ مع أخيه على المفيد وعلى ابن نباتة(3).
حكي أنّ المفيد رأى(4) في منامه فاطمة الزهراء عليها السلام دخلت عليه ، وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها الحسن والحسين ، وهما صغيران فسلّمتهما إليه ، وقالت له : علّمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً ، فلمّا تعالى نهار ذلك اليوم ، دخلت عليه فاطمة بنت الناصر ، ومعها المرتضى والرضي صغيرين ، فقام فسلّم عليها فقالت له : علّم ابني هذين الفقه ، فبكى وقصّ عليها المنام وتولَّى تعليمهما وكان المرتضى يجري على تلامذته رزقاً ، فكان للشيخ الطوسي كلّ شهر اثنا عشر ديناراً ولابن البرّاج ثمانية(5) ومن 7.
ص: 355
تلامذته سلاّر بن عبد العزيز الديلمي(1) ، وقد تلمّذ سلار أيضاً على المفيد وعلى الشيخ ، وأصاب الناس قحط في بعض السنين ، فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوت لحفظ نفسه ، فحضر مجلسه ، واستأذن أن يقرأ عليه شيئاً من علم النجوم ، فإذن له وأمر له بجائزة تجري عليه فقرأ عليه ، برهة ثمّ أسلم(2).
29 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم شيخ الطائفة ورئيسها محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي ، فإنّه ممّن انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه واشتهر بشيخ الطائفة(3) ، وقد اذعن له المخالف والموالف ، تلمّذ على جماعة منهم المفيد والمرتضى ، صنّف فأكثر ، ولد في النصف من شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وقدم العراق في سنة ثمانين 8.
ص: 356
وأربعمائة ومات رحمه اللهليلة الثانية والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالغريّ(1) ودفن بداره.
نقل في كتاب [حياة القلوب] ، وكتاب [مجالس المؤمنين](2) ، أنّ بعض المعاندين من المخالفين عرضوا على الخليفة العبّاسي أنّ الشيخ الطوسي سبّ الصحابة في كتاب [المصباح](3) في دعاء عاشوراء ، فأمر الخليفة بإحضاره مع الكتاب فأحضر معه واستفسر منه الأمر فأنكر ففتح الكتاب وأراه العبارة وهي :
[اللّهمّ خصّ أوّل ظالم باللّعن وابدأ به الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثم الرابع والعن يزيد الخامس](4) ، فقال الشيخ بديهة : ليس المراد ما عرض به المعاندون؛ بل المراد بأوّل ظالم قابيل قاتل هابيل وهو أوّل من بدأ بالقتل وسنّه ، والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح واسمه قيدار بن سالف ، وبالثالث قاتل يحيى بن زكريّا ، وبالرابع ابن مجلم قاتل عليٍّ عليه السلام ، فلما سمع منه 1.
ص: 357
الخليفة ذلك رفع شأنه وأكرمه وقتل من سعى به.
30 - ومنهم شيخنا أبو العبّاس النجاشي ، أحمد بن عليّ بن العبّاس ، فإنّه كان شيخاً فاضلاً عالماً محقّقاً(1) ، عارفاً بأحوال الرجال(2) ، معاصراً للشيخ الطوسي والمرتضى ، قرأ على المفيد ولد في صفر سنة اثنتين وسبعين بعد الثلاثمائة ، ومات رحمه الله في جمادى الأولى السنة الخامسة بعد الأربعمائة(3).
* * * 8.
ص: 358
الفصل الثالث
في ذكر من مات بعد الخمسمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
31 - فمنهم : شيخنا الشيخ أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، فإنّه شيخ فاضل عالم ثقة جليل محقّق صنّف فأكثر مات رحمه اللهسنة ثمان وأربعين وخمسمائة(1) ، ونقل إلى المشهد الرضوي(2) ، يروي عنه جماعة منهم الشيخ منتجب الدين(3) وابن شهرآشوب زين الدين محمد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني السروي(4) ، ومن مشايخ ابن شهرآشوب الشيخّة
ص: 359
أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي(1) ، صاحب كتاب «الاحتجاج»(2) ، ولقد غلط من نسب الاحتجاج لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي(3) ، ويروي أيضاً عن أبي جعفر مهدي بن أبي حرب الحسين المرعشي ، عن الصدوق جعفر بن محمد بن أحمد الدورويستي ، عن أبيه عن الصدوق محمد بن بابويه ، وكان جعفر بن محمد بن الدورويستي(4) ثقة عيناً معاصراً 4.
ص: 360
للشيخ يروي عن المفيد والمرتضى وله أولاد وأولاد أولاد فضلاء علماء.
32 - منهم الشيخ نجم الدين عبد الله بن جعفر(1).
33 - ومنهم الحسن بن جعفر(2) فإنّه فاضل شاعر صاحب هذين البيتين :
بغض الوصيِّ(3) علامة مكتوبة(4)
كتبت على جبهات أولاد الزنا
من لم يوالِ في الأنام وليَّه
سيّان عند الله صلّى أم(5)
زنى(6)
34 - والشيخ منتجب الدين يروي عن المرتضى والمجتبى ابني الداعي الحسيني ، عن المفيد عبدالرحمن بن أحمد الحسيني النيسابوري 5.
ص: 361
الفصل الرابع
في ذكر من مات بعد الستمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
35 - فمنهم شيخنا السيّد فخار بن معد بن فخار الموسوي الحائري ، فإنّه فاضل ، يروي عنه المحقّق(1) ، وهو يروي عن شاذان بن جبرئيل القمّي(2) ، وعن ابن إدريس(3) ، مات رحمه الله سنة ثلاثين وستمائة(4) ، ذكر محمد بن أحمد بن صالح شمس الدين السبعي العيني الإحسائي(5) أنّ هذا السيّد قدم إلى بلادنا وخدمته ، وقد أجاز لي ، وقال ستعرف فيما بعد حلاوة ما خصصتُك به. 8.
ص: 363
36 - ومنهم شيخنا المحقّق نجيب الدين بن نما ، فإنّه رئيس هذه الطائفة وفقيههم ، كان محقّقا مدقّقاً ، يروي عن ابن إدريس الحلّي ، مات السنة الخامسة والأربعين بعد الستمائة(1) ، وله أولاد فضلاء علماء منهم جعفر(2) مصنّف مقتل أبي عبد الله(3).
37 - ومنهم أحمد(4) ، وهذا ابن فاضل عالم ، يروي عن أبيه عن جدّه ، ويروي عنه الشيهد الأوّل.
38 - ومنهم شيخنا الشيخ حسن بن عليّ بن داوُد الحلّي(5) ، فإنّه فقيه عالم جليل القدر كامل أديب ، صنّف فأكثر ، تروي عنه جماعة ، منهم : المحقّق والسيِّد جمال الدين بن طاووس(6) ، ولد خامس جمادى(7) الآخر سنة سبع وأربعين وستمائة.ي.
ص: 364
39 - ومنهم شيخنا الأجلّ ، الإمام رضي الدين ، الأنبل السيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووسي(1).
40 - ومنهم أخوه لأبويه شيخنا السيّد أحمد(2) ، أُمّهما بنت الشيخ مسعود الورّام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان المالكي الأشتري(3)والشيخ مسعود تلميذ سديد الدين الحمصي(4) وأُمّ أُمّهما بنت الشيخ الطوسي وأجاز لها ولاُختها(5).يث
ص: 365
له كتب ، منها كتاب [فلاح السائل](1) ، وكتاب [غياث الورى](2) ، وله ابن عالم فاضل ، اسمه محمد مجد الدين(3) ، وآخر اسمه قوام الدين أمير الحاجّ درج(4) ، وأمّا السيّد أحمد فإنّه مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، لقد صنّف فأكثر من ذلك كتاب [البشرى](5).
41 - ومنهم شيخنا ابن السيّد أحمد المذكور ، السيّد الأجلّ عبد الكريم فإنّه سيّدنا الأعظم غياث الدين الزاهد العابد صاحب كتاب 0.
ص: 366
[فرحة الغري] ، ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة ومات رحمه الله في شوّال سنة ثلاث وتسعين وستمائة(1).
له ابن عالم فاضل محقّق ، اسمه رضي الدين أبو القاسم عليّ درج وأولد رضيّ الدين الإمام العالم ، محمد جمال الدين الملقّب بالمصطفى.
42 - ومنهم شيخنا الأعظم العلاّمة الخواجة(2) نصير الملّة والحقّ والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي فإنّه عالم فاضل جليل نبيل له مصنّفات كثيرة(3) في الحكمية(4) والشرعية(5) ولد يوم السبت حادي عشر شهر جمادى الأولى سنة السابعة والتسعين بعد الخمسمائة ، وتوفّي رحمه اللهببغداد ثامن عشر ذي الحجّة سنة الثالثة والسبعين بعد الستمائة ، قد تلمّذ عليه الشيخ ميثم(6) في الحكمة وتلمّذ هو عليه في الأحكام ، الشرعية كان ه.
ص: 367
كلّ منهما شيخ الآخر.
كان هذا الشيخ الطوسي له يد في علم الرصد(1) ، قد أمره بتعليمه هولاكو خان(2) ، واختار مراغة من تبريز لبناء الرصد فرصد فيها(3) ، واستنبط في عدّة من الآلات الرصدية ، وكان من أعوانه على الرصد جماعة من العلماء ، أرسل إليهم هولاكو خان وأحضرهم.
43 - ومنهم مؤيّد الدين شيخنا العالم الفاضل فإنّه كان طبيباً حاذقاً متبحّراً في جميع العلوم مات سنة أربع وستّين وستمائة(4). 17
ص: 368
44 - ومنهم العلاّمة قطب الدين محمود الشيرازي ، صاحب [شرف الأشراف] [والكلّيّات](1).
45 - ومنهم شيخنا العلاّمة الفيلسوف ، الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني فإنّه عالم فاضل محقّق مدقّق ، يكفيك شاهداً على جلالة قدره تسميته بالعالم الربّاني(2) ، لقد صنّف فأكثر ، له على نهج البلاغة ثلاثة شروح(3) مات رحمه اللهسنة تسع وسبعين بعد الستمائة ودفن بهلتا(4) قرية بالبحرين ، تروي عنه جماعة ، كالعلاّمة والخواجة والسيِّد عبد الكريم بن طاووس ، نقل في مجالس المؤمنين ما حاصله : أنّ الشيخ كان معتكفاً في زوايا الخمول مشتغلاً بالتحقيق ، فكتب إليه أهل العراق يلومونه على الجلوس في زوايا الخمول ، فكتب في جوابهم هذين البيتين : ).
ص: 369
طلبت فنون العلم أبغي بها العلا
فقصّرني عما سموت به القلُّ
تبيّن لي أنّ العلوم(1)
بأسرها
فروع وأنّ المال فيها هو الأصل
فلمّا وصلهم ذلك كتبوا إليه : أنّك أخطأت فلو قلبت لأصبت. فكتب لهم جواب الكتاب وكتب فيه هذه الأبيات وهي قديمة :
قد قال قومٌ بغير علم(2)
ما المرءُ إلا بأكبريهِ
فقلتُ قولَ امرء حكيم
ما المرءُ إلا بدرهميهِ
من لم يكنْ درهم لديهِ
لم تلتفتْ عرسُهُ إليه(3)
ثمّ إنّه سافر لزيارة أئمّة العراق ، وقدم الحلّة ليقيم على أُولئك الحجّة ، فدخل بعض المدارس المشحونة بالعلماء فسلّم ، فردّ عليه بعضهم السلام بالاستثقال حين دخل عليهم بثياب خلقة ، فجلس في صفِّ النّعالِ ولم يلتفتوا إليه ، فوقعت بينهم مسألة مشكلة كلّت فيها أفهامهم ، فأجابهم بتسعة أجوبة جيّدة. فقال بعضهم بطريق السخرية : أخليلك(4) طويلب علم؟ ثمّ حضر الطعام فلم يواكلوه؛ بل أفردوه على حدة ، ثمّ إنه عاد إليهم في اليوم الثاني لابساً أفخر الثياب ، فلمّا سلَّم قاموا له تعظيماً وبالغوا في ملاطفته وأجلسوه في صدر المجلس ، ولمّا شرعوا في المباحثة تكلّم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها فاستحسنوها ، فلمّا حضرت المائدة ، بادروا معه بأنواع الأدب ، فألقى في الطعام كمّه ، فلمّا شاهدوا منه ذلك تعجّبوا واستفسروه عن هذا الخطاب ، فقال : إنّكم ما أتيتم بهذا إلاّ لأجل الثياب ، ن.
ص: 370
وإلاّ فأنا صاحبكم أمس مع أنّي جئتكم أمس بهيئة الفقراء بسجيّة العلماء ، واليوم بلباس الجبّارين ، وتكلّمت بكلمات الجاهلين ، فقد رجّحتم الجهل على العلم ، والغنى على الفقر ، وأنا صاحب الأبيات التي في أصالة المال وفرعية العلم ، فاعترفوا له بخطئهم واعتذروا له(1).
46 - ومنهم شيخنا العلاّمة نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الهذلي ، ابن عمّ المحقّق المجتهد يحيى بن سعيد ، فإنّه فاضل عالم محقّق مدقّق. مصنّف ، ماتَ رحمه الله شهر ذي الحجة السنة التاسعة والثمانين بعد الستمائة(2) ، وعنه تروي جماعة كالعلاّمة.
47 - ومنهم شيخنا المحقّق نجم الدين أبو القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد ، الملقّب بالمحقّق ، فإنّه عالم فاضل انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه صنّف فأكثر(3) ، كان يروي عن أبيه وجدّه وجماعة وتروي عنه جماعة كالعلاّمة ، وهو ابن اخته ، ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة توفّي سنة ستّ وعشرين وسبعمائة وفي (أمل الآمل)(4) أنّه مات سنة ستّ وسبعين ل.
ص: 371
وستمائة ولقد كان في أوّل زمانه شاعراً فمن شعره قوله :
يا راقداً والمنايا غير راقدة
وغافلاً وسهام الموت ترميه
بم اكتراثك والأيّام مرصدة
والدهر قد ملأ الأسماع داعيه
أما رأتك الليالي قبح رحلتها
وغدرها بالذي كانت تصافيه
رفقاً بنفسك يا مغرور أنّ لها
يوماً تشيب النواصي من دواهيه
ومنه ما كتب لأبيه :
ليهنك أَنّي كلُّ يوم إلى العلا
أُقدِّمُ رجلاً لا يزلُّ لها النعل
وغير بعيد أن تراني مقدَّماً
على الناس حتّى قيل ليس له مثل
تطاوعني بكر المعاني وعونها
وتنقاد لي حتّى كأنّي لها بعل
ويشهد لي بالفضل كلّ مبرّز
ولا فاضل إلاّ ولي فوقه فضل(1)
فكتب إليه أبوه لئن أحسنت في شعرك فقد أسأت في حقِّ نفسك وذكر له ذمّاً في الشعر ، قال المحقّق رحمه الله فوقفت عن الشعر واشتغلت بما هو أهمّ منه(2).
* * * 9.
ص: 372
الفصل الخامس
في ذكر من مات بعد السبعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
48 - فمنهم شيخنا آية الله في العالمين المشتهر بالعلاّمة الحسن بن يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّي(1) فإنّه فاضل عالم جليل نبيل محقّق ومدقّق صنّف ما يزيد على ستمائة مصنّف قد انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه وقد أذعن له المخالف والمؤالف ولد تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة ومات رحمه الله حادي عشر المحرّم سنة [ستّ] وعشرين وسبعمائة كان يروي عن جماعة كثيرة منهم والده وتروي عنه جماعة منهم محمد بن جهم الحلّي(2) ومنهم ابنه وغيرهما كالسيّدين الأعظمين ضياء الدين والسيِّد عميد الدين(3) ابني المرتضى محمد بن عليّ بن محمد الأعرج الحسيني(4). ين
ص: 373
والعلاّمة خالهما ، ومن لطائفه العجيبة أنّه ناظر أهل الخلاف في مجلس سلطان خدابنده(1) ، وبعد إتمام المناظرة وحقّية مذهب الإمامية ، خطب خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على نبيّه والأئمّة ، فلمّا سمع منه ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين ، قال : ما الدليل على جواز الصلاة على آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال العلاّمة : (الذين إذا أصابتهم مصيبة) الآيتين(2).
فقال بطريق المكابرة : ما المصيبة التي أصابت آله حتّى يستحقّون بها الصلاة؟ فقال : من أشنعها أن حصل من ذراريهم مثلك يرجّح المنافقين الجهّال عليهم! فضحك الحاضرون وتعجّبوا من بداهته(3).
إذا العلويّ تابع ناصبيّاً
بمذهبه فما هو من أبيه
وصار الكلب خيراً منه طبعاً
لأنّ الكلب طبع أبيه فيه(4)
وفي هذه المناظرة ، صنّف كتاب (كشف الحقّ ونهج الصدق)(5) ، ثمّ قّ
ص: 374
أسلم السلطان وأتباعه وانتشر مذهب الإمامية ، ورجعت المذاهب الأربعة بالخزي والدمار ، فيا لها من فضيلة ومنقبة ، قيل إنّه وزع تصنيفه على أيّام عمره من ولادته إلى موته ، فكان قسط كلّ يوم كرّاساً(1) ، نقل بعض المتأخّرين أنّه ذكر لشيخنا المجلسي فقال : ونحن الحمد لله لو عدت تصانيفنا على أيّامنا لكانت كلذلك فقال له بعض الحاضرين : إلاّ أنّ تصانيف مولانا الآخوند(2) مقصورة على النقل وتصانيف شيخنا العلاّمة مشتملة على التحقيق فسلّم له ذلك(3).
49 - ومنهم شيخنا الأجلّ طمّان ، وقيل : طومان بن أحمد العاملي فإنّه فاضل عالم محقّق(4) ، يروي عن نجيب الدين بن نما وعن السيّد ،
ص: 375
فخار بن معد الموسوي ، وعن الشيخ شمس الدين محمد بن صالح ، وعن ابن إدريس ، وجماعة غيرهم ، وقد ذكر الشهيد الأوّل : أنّ والده محمد يروي عنه ، والشيخ أيضاً يروي عن شيخنا السيّد عليّ بن محمد بن الحسن بن زهرة(1) ، وهذا السيّد قد أجاز له مع أخويه ، العلاّمة المقال على الجميع أولاد بن زهرة(2) ، مات رحمه الله السنة الثامنة والعشرين بعد السبعمائة(3).
50 - ومنهم شيخنا السيّد عميد الدين عبد المطّلب ، فإنّه فاضل ، أثنى عليه مشايخنا في إجازاتهم ، وكذا أخوه ضياء الدين عبد الله ، وكذا والدهما السيّد محمد بن عليّ بن محمد الأعرج الحسيني(4).
فإنّهم كلّهم أجلاّء ، مات السيّد المذكور عاشر شعبان السنة الرابعة والخمسين بعد السبعمائة ببغداد ، ودفن بالغريّ وكان مولده السنة الحادية 3.
ص: 376
والثمانين بعد الستمائة.
51 - ومنهم شيخنا قطب الدين محمد بن محمد بن محمد الرازي ، البويهي ، فإنّه عالم فاضل محقّق(1) ، روى عن العلاّمة ، وروى عن جماعة منهم الشهيد الأوّل ، وكان من أولاد الصدوق ، لقد صنّف فأكثر له كتاب [المطالع](2) و [القطبي](3) توفّي رحمه الله السنة ستّة وستّين وسبعمائة بدمشق.
52 - ومنهم شيخنا فخر الملّة والحقّ والدين ، أبو طالب محمد بن العلاّمة ، فإنّه سلطان العلماء وخاتمة المجتهدين ، صنّف فأكثر(4) ولد ليلة العشرين من جمادى الأولى السنة الثانية والثمانين بعد الستمائة ، وتوفّي رحمه اللهيوم الجمعة خامس عشر جمادى الثانية ، سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
نقل أنّه في السنة العاشرة فاز برتبة الاجتهاد كما يشعر به كلامه في 3.
ص: 377
شرحه قواعد(1) أبيه ، ولقد تعجّب الشهيد الثاني(2) من ذلك؛ بل العجب من تعجبه حيث نقل أسامي كثيرين رزقهم الله العلم في أقلّ من هذه السنّ(3) ، فمنه : ما نقله عن الشيخ تقيّ الدين الحسن بن داود إنّ السيّد غياث الدين - وكان صديقاً له - قد استقلّ بالكتابة في أربعين يوماً ، واستغنى عن المعلّم وهو ابن أربع سنين ، ومنه ما نقله عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ، أنّه قال : رأيت صبياً له أربع سنين حمل إلى المأمون العبّاسي وكان قارئاً للقرآن وناظر في الرأي والاجتهاد ، ولكن يبكي كلّما جاع.
كان هذا الشيخ يروي عن جماعة ، منهم والده ، وتروي عنه جماعة ، منهم المحقّق المدقّق الشيخ أحمد بن عبد الله البحراني(4) ، ومنهم الشيخان المحقّقان نظام الدين وظهير الدين عليّ بن عبد الحميد النيلي(5) ، وعليّ بن دة
ص: 378
يوسف بن عبد الجليل النيلي ، هذان الشيخان يروي عنهما ابن فهد الحلّي(1) ومنهم الشهيد الأوّل.
53 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم الشهيد السعيد شمس الدين محمد ابن مكّي العاملي الجزيني(2) ، فإنّه محقّق مجتهد ، وكذا والده ، لقد صنّف فأكثر مات مقتولاً سنة ستّ وثمانين وسبعمائة(3) ، نقل أن سبب قتله كان بفتوى ابن جماعة الشافعي ، بعدما حبس سنةً وفي مدة الحبس صنّف [اللمعة](4) ، وكان لم يحضره غير كتاب [المتخصر النافع] ، ثمّ بعد القتل صلب ورجم وحرق ، وحكى الشهيد الثاني في [اللمعة](5) ، كلاماً في سبب ة.
ص: 379
قتله وما فعل به ، ونقل شيخنا الشيخ سليمان بن عبد الله أنّ سببه أن وشيَ به تقي الدين الجبلي(1) ، بعد ارتداده عن مذهب الإمامية ، ثمّ أقام مقامه شخصاً آخر ... اسمه يوسف بن يحيى ، وكتب محضر شنّع فيه على الشهيد بأقاويل شنيعة على العامّة صحيحة عندنا ، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفساً من أهل الجبل من الشيعة ، وارتدّوا وكتبوا تعصّباً مع ابن يحيى ، وكتب في المحضر ما يزيد على الألف من أهل السواحل والمتسنّنة ، وأثبتوا ذلك عند القاضي - قاضي بيد مرو - وقاضي صيدا ، وأتوا به إلى ابن جماعة ، فنفذه إلى القاضي وقال له احكم فيه بمذهبك وإلاّ عزلتك.
وجمع الملك (بيدمرو) جميع القضاة وأحضر الشهيد ، وقرأ عليه المحضر فأنكره ، وذكر أنّه لم يعتقده مراعياً للتقية فلم يقبل منه ، فقالوا : ثبت عليك شرعاً فقال : الغائب مع حجّته ، وما أنا أبطل شهادة هؤلاء ، فلم يقبل منه ، فقال الشهيد للقاضي : أنا شافعي وأنت إمام المذهب احكم فيّ بمذهبك - وإنّما قال : أنا شافعي لأنّ الشافعي يجوّز توبة المرتدّ - فقال على مذهبي يجب حبسك سنة ثمّ تستتاب ، أمّا الحبس فقد حبست ولكن تب إلى الله واستغفر فقال : ما فعلت ما يوجب خوفاً من أن يستغفر فيثبت عليه الذنب فاستغلطه ، فأبى فسارّه ساعةً. ثمّ قال استغفرت. قد ثبت الحدّ 7.
ص: 380
عليك ، ثمّ قال للمالكي قد استغفر فاحكم فيه أنت فقام المالكي وصلّى ركعتين ثمّ قال : حكمت بإهراق دمه ففعل به ما ذكرنا(1).
كان يروي عن جماعة منهم : السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معيّة الحسيني الديباجي ، الفاضل العالم الشاكر الماهر(2) ، قد أجاز له ولولديه محمد وعليّ(3) ولأُختهما ستّ المشايخ(4) ، وكان السيّد يروي عن العلاّمة وأولاد ابن طاووس وجماعة ، ومن شعر هذا السيّد قوله :
يَعزُّ على أسلافكم يا بني العلا
إذا نال من أعراضكم شتم شاتم
بنوا لكم مجد الحياة فما لكم
أسأتم إلى تلك العظام الرمائم1.
ص: 381
أرى ألف بان لا يقوم بهادم
فكيف ببان خلفه ألف هادم(1)
وتروي عن الشهيد جماعة ، منهم الشيخ زين الدين بن عليّ الحلّي الفاضل العالم المصنّف له كتاب [التنقيح](2) ، و [نهج المسترشدين](3) ، وكان فراغه منه سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وغيرهما ، ومنهم السيّد حسن بن نجم الدين(4) والشيخ عليّ بن الخازن(5).
* * * 9.
ص: 382
الفصل السادس
في ذكر من مات بعد الثمنمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
54 - منهم شيخنا الشيخ أحمد بن شمس الدين بن محمد بن فهد العبّاس جمال الدين الحلّي ، فإنّه فاضل عالم محقّق ، صنّف فأكثر توفّي رحمه اللهالسنة الحادية والأربعين بعد الثمانمائة ، وقد بلغ من العمر خمساً وثمانين سنة(1) وكان قد أجاز له الشهيد الأوّل ، ويروي هو أيضاً عن السيّد المرتضى بهاء الدين عليّ بن عبد الكريم الحسيني النجفي(2) ، وعن ظهير الدين عليّ بن يوسف النيلي ، وتروي عنه جماعة منهم الشيخ عليّ بن هلال الجزيني(3) ، والشيخ رضيّ الدين حسين الشهير بابن راشد 4.
ص: 383
القطيفي(1).
وكان ابن فهد معاصراً للشيخ أحمد بن فهد بن محمد بن حسن بن إدريس الإحسائي(2) ، وكانا كلاهما شرحا [إرشاد](3) العلاّمة ، فكثيراً ما يحصل الاشتباه عنهما(4) والنقل ، وكان ابن فهد الإحسائي له كتاب [خلاصة التنقيح](5) ، فرغ منه سنة ستّ وثمانمائة ، كان يروي عن جمال الدين ويقال فخر الدين ، وشهاب الدين أحمد بن متوّج ، وكان يروي هو عن شيخنا الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن ، وعليّ بن محمد بن 3.
ص: 384
سبع المشتهر بالسبعي ، الفقيه المصنّف(1) له كتاب [شرح القواعد](2) ، فرغ منه سنة ستّ وثلاثين وثمانمائة وغَيرهُ وكان ابن المتوّج يروي عن ابن العلاّمة ، وكان ابن متوّج تروي عنه جماعة : منهم الشيخ عليّ بن إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور الإحسائي ، وهذا الشيخ يروي عنه ابنه المحقّق الفيلسوف العلاّم الربّاني محمد المشتهر بابن أبي جمهور الإحسائي ، فإنّه كان متكلّماً عالماً فقيهاً صنّف فأكثر له كتاب [شرح زاد المسافرين](3) ، وقد فرغ منه سنة ثمان وسبعين وثمانمائة(4).
* * * 5.
ص: 385
الفصل السابع
في ذكر من مات بعد التسعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
55 - فمنهم شيخنا الجليل ، الشيخ عليّ بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي الدين ، فإنّه كان فاضلاً عالماً محقّقاً ، تروي عنه جماعة منهم ابنه شيخنا زين الدين الشهيد الثاني ، مات رحمه الله السنة الخامسة والعشرين بعد التسعمائة(1).
56 - ومنهم شيخنا نور الدين عليّ بن عبد العالي الميسي ، فإنّه فاضل عابد ورع تقيّ زاهد ، توفّي رحمه الله السنة الثامنة والثلاثين بعد التسعمائة(2) ، ولم نرَ له مصنَّفا ، كان يروي عن جماعة منهم : السعيد بن عمّ الشهيد محمد بن محمد بن داوُد الشهير بابن الجزيني المؤذّن(3) ، عن الشهيد الأوّل وكان يروي عن جماعة منهم الشهيد الثاني.
57 - ومنهم شيخنا نور الدين عليّ بن عبد العالي الكركي الشهير 1.
ص: 386
بالمحقّق الثاني ، فإنّه عالم موفّق مدقّق مجتهد ، صنّف فأكثر كان معاصراً للشيخ عليّ المتقدّم ، مات رحمه الله السنة الأربعين بعد التسعمائة(1) ، وهو يروي عن عليّ بن هلال الجزائري ، عن ا بن فهد عن الشهيد الأوّل ، ويروي عنه درويش محمد بن حسن النظري(2) كان أوّل من نشر الحديث بعد دولة الصفوية(3) ، وكان من علماء طهماسب الصفوي ، وقد جعل أمور مملكته كلّها بيده ، وكتب رقماً(4) إلى جميع مملكته بامتثال ما يأمر به الشيخ عليّ ، وكان الشيخ يكتب إلى جميع البلدان بدستور العمل في الخراج(5) ، وما يصلح به أُمور الرعية ، وأمر بإخراج جميع علماء المخالفين ، وأمر كلّ بلاد وقرية بأن ينصبوا لهم إماماً للجماعة. 2.
ص: 387
وكان معاصراً أيضاً للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي(1) ، إلا أنّ هذا الشيخ جاء العراق فأقام بالحلّة.
نقل أنّ الشيخ إبراهيم دخل عليه صاحب الأمر في صورة رجل يعرفه ، الشيخ فسأله أي الآيات في المواعظ أعظم؟ قال : (إنّ الذين يلحدون في آياتنا) الآية(2) ، فقال : صدقت يا شيخ فخرج عنه فسأل بعض أهل بيته خرج فلان؟ فقالوا : ما رأينا أحداً دخل ولا خرج(3) ، كان يروي عن الشيخ عليّ بن عبد العال ، وكان له معه معارضات ومنقاضات ورسائل وجوابات(4).
تروي عنه جماعة ، منهم شيخنا معزّ الدين محمد بن تقي الحسيني الإصفهاني ، وله أجاز ، ويظهر من الإجازة أنّ الشيخ عليّ بن هلال كان 1.
ص: 388
عمّه ، ومنهم شيخنا شمس الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي(1) ، والسيِّد شريف الدين الحسيني المرعشي التستري ، وأبو القاضي نور الله التستري والسيِّد نعمة الله الجزائري.
58 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم ، الشهيد الثاني زين الدين بن عليّ المعروف (بابن الحجّة) فإنّه من أعيان هذه الطائفة وشيوخها وفقهائها ، لقد صنّف فأكثر(2) ، وقد ألّف تلميذه الشيخ محمد بن عليّ بن الحسن العودي العاملي(3) كتاباً ذكر فيه جملة من أحوال الشيخ من مبدئه وإلى مآله(4) وذكر أنّه كان ينقل الحطب بالليل على حمار لعياله ، ولد ثالث عشر شهر شوّال 6.
ص: 389
السنة الحادية عشرة بعد التسعمائة ، ومات مقتولاً السنة السادسة والستّين بعد التسعمائة ، قال بعض الأُدباء في تاريخ وفاته :
تاريخ وفاة ذلك الأوّاه
الجنّة مستقرّهُ والله(1)
قرأ على جماعة ، منهم والده ، ومنهم الشيخ عليّ بن عبدالعالي الكركي ، ومنهم السيّد حسن بن جعفر(2) ، ومنهم شمس الدين محمد بن مكّي(3) ، والشيخ أحمد بن جابر ، وقرأ على جماعة من العامّة ، وقرأ بمصر على ستّة عشر رجلاً ، وسافر إلى قسطنطينة ، فأعطوه المدرسة العظمى ببعلبك ، ودرَّس في المذاهب الخمسة ، نقل في سبب قتله أنّه قبض بمكّة بأمر السلطان سليم ملك الروم(4) ، في المسجد الحرام وأُخرج إلى بعض دور مكّة وحبس شهراً وعشرة أيّام ثمّ ساروا به إلى قسطنطينة وقتلوه ، وبقي مطروحاً ثلاثة أيّام ، ثمّ ألقوا جسده بالبحر ، كذا وجد بخطّ البهائي(5).
وفي أمل الآمل أنّ سببه أنّه ترافع رجلان فحكم لأحدهما وغضب الآخر ، فوشي فيه قاضي صيدا واسمه معروف ، وكان الشهيد مشتغلاً بشرح اللمعة ، مختفياً عن الناس في كرم له ، فأرسل القاضي بطلبه فأتوا 4.
ص: 390
(جبع)(1) ، فقالوا إنّه سافر ، ثمّ أنّ الشيخ أراد الحجّ ، وكان قد حجّ مراراً ، فسافر في محمل مغطّى ، فكتب القاضي إلى سلطان الروم : أنّ هنا رجلاً مبدعاً خارجاً عن الأديان الأربعة ، فأرسل السلطان في طلبه ، وقال : أتوا به حيّاً حتّى نباحثه ، فاجتمعوا به في مكّة ، فقال لمن اجتمع معه : تكون معي نحجّ وأفعل ما تريد ، فلمّا فرغ سار معه لبلاد الروم ، فلمّا وصل ، جاء رجل فقال من هذا؟ فقال رجل من الإمامية أريد توصيله للسلطان ، فقال له أما تخاف أنّك إن وصلته سالماً يكون فيه سبب هلاكك؟ لأنّ له أُناساً قريبين من السلطان ، والرأي أن تقتله هنا ، وتأخذ رأسه فقتله في مكانه في ساحل البحر ، وكان هناك جماعة من التركمان ، فرأو الأنوار تلك الليلة تنزل من السماء إلى ا لأرض ، فدفنوه هناك وبنوا عليه قبّة ، ولمّا رأى السلطان رأس الشيخ ، قال لمن أتى به إنّي أمرتك تأتي به حيّاً لم قتلته؟ فقتله(2).
59 - ومنهم شيخنا الأجلّ : عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمذاني العاملي الجبعي ، فهو عالم فاضل محقّق صنّف فأكثر ، ولد حادي المحرّم السنة الثامنة عشرة بعد التسعمائة ، ومات رحمه اللهالسنة الرابعة والثمانين بعد التسعمائة(3) ، كان يروي عن جماعة منهم الشهيد الثاني.6.
ص: 391
نقل أنّه سافر لمكّة قاصداً الجوار بها إلى أن يموت ، فرأى في المنام أنّ القيامة قد قامت ، وجاء الأمر من الله أن ترفع أرض البحرين ومن فيها ، إلى الجنّة ، فلمّا رأى هذه الرؤيا رجع عن مكّة وأتى البحرين(1) ، ولمّا سمع به علماء البحرين أحبّوا الاجتماع معه يوم الدرس ، وكان يوماً تجتمع فيه جملة العلماء ، وكان منهم الشيخ داوود بن شافيز(2) ، وكان كثير الجدل وبينه وبينهم منافرة ، فلم يحضر معهم ، فلمّا سمعوا بذكر الشيخ اصطلحوا معه فحضروا جميعاً ، وكان الشيخ أعلم الجميع ، فصار بينه وبين الشيخ داوُد منازعة ، مع أنّه لا نسبة بينه وبينه ، فلمّا انقضى المجلس انشدّ الشيخ :
أناس في أوال قد تصدَّوا
لمحو العلم واشتغلوا بلم لم
متى ما جئتهم لم تلق فيهم
سوى حرفين لم لم لا نسلم(3)
فأقام بالبحرين حتّى مات بقرية المصلّى(4) ، ورثا ابنه البهائي بقصيدة أوّلها :
قف بالطلول وسلها أين سلماها
وروِّ من جرع الأجفان جرعاها
ومنها :
يا جيرة هجروا واستوطنو هجرا
واهاً لقلبي المعنّى بعدكم واهان.
ص: 392
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت
ثلاثة كنَّ أمثالاً وأشباها
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها
جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها
حويت من درر العلياء ما حويا
لكنَّ دَرَّك أعلاها وأغلاها(1)
60 - ومنهم شيخنا الزاهد العابد الشيخ أحمد بن محمد الأردبيلي ، فإنّه عالم فاضل ورع ، لم يسمع بمثله في الزهد والورع ، صنّف فأكثر(2) ، وله كرامات كثيرة ، نقل شيخنا المجلسي في (بحاره) في جملة من رأى القائم عجّل الله فرجه ، أنّ شيخنا الأردبيلي ممّن تفتّحت له أبواب الروضة الغروية ، وكلّمه الإمام عليّ عليه السلام ، وأمره بالمضي إلى الكوفة ، فمضى فرأى بها القائم ، فسأله عن مسائل فأجابه عنها(3).
أيضاً إنّه كان في عام الغلاء يقاسم الفقراء من عنده ، وقد فعل ذلك مراراً فغضبت امرأته وعاتبته ، ومضى عنها للكوفة للاعتكاف ، فلمّا كان 7.
ص: 393
اليوم الثاني جاء رجل بدواب محمّلة حنطة وشعيراً طيّباً فقال : هذا بعثه لكم صاحب المنزل ، وهو معتكف في المسجد ، فلمّا جاء من الاعتكاف أخبرته بذلك ، فحمد الله ولم يكن له من خبر(1) ، توفّي رحمه الله السنة الثالثة والتسعين بعد التسعمائة ، كان يروي عنه جماعة ، منهم : السيّد محمد «صاحب المدارك ومحقّق المعالم» ، وعبد الله بن الحسين التستري.
* * * 9.
ص: 394
الفصل الثامن
في ذكر من مات بعد الألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
61 - فمنهم شيخنا الإمام الأعظم بهاء الملّة والحقّ والدين ، محمد بن الحسين العاملي ، فإنّه عالم فاضل فقيه محقّق مدقّق غائص بحار جميع العلوم العقلية والنقلية والحكمية ، ولد رحمه الله ببعلبك السنة الثالثة والخمسين بعد التسعمائة ، ومات رحمه الله السنة الحادية والثلاثين بعد الألف(1) ، باصبهان(2) ، ودفن بمشهد الرضا عليه السلام ، وقد صنّف فأكثر ، كان شاعراً ماهراً ، وقد اجتمع مع أبي البحر جعفر الخطّي(3) ، وكان البهائي منشئاً قصيدة غرّاء اعتجبت بها أوّلها(4) : رِ
ص: 395
فأعرضها على جماعة كان الشيخ معهم ولم يعرفه ، فقال : هل أحد في هذا العصر يجاريها؟ فقال الشيخ : نعم أنا أُجاريها فأخذ في إنشاء قصيدة أوّلها :
هي الدار تستقيك مدمعها الجاري(1)
وقد أثنى على شيخنا البهائي فيها بما لا مزيد عليه ، ولم تمض إلاّ ساعة فعرضها عليه فتعجّب ، وأنشد :
قصيدتك الغرّاء يا فرد عصره
تنوب عن الماء الزلال لمن يظما
فنروى متى نروي بدائع نظمها
ونظما إذا لم تروِ يوماً لما نظما(2)
ويعجبني نقل حكاية للبهائي ، وهي مباحثة جرت بينه وبين عالم من أعلم أهل مصر ، وكان البهائي يظهر له دين السنّة ، فقال له : ما تقول الرافضة الذين من قبلكم في الشيخين؟ فقال : ذكروا لي حديثين عجزت عن جوابهما فقال : ما هما؟ قلت : يقولون إنّ مسلماً روى في صحاحه أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «من آذى فاطمة الزهراء عليها السلام فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر»(3).
وروى بعد هذا الحديث بخمس أوراق إنّ فاطمة عليها السلام خرجت من 9.
ص: 396
الدنيا ساخطة عليهما(1) فما التوفيق بينهما؟
فقال له : دعني الليلة ، فلمّا جاء الصبح ، جاء ذلك العالم فقال للبهائي ألم أقل لك إنّ الرافضة تكذب في نقل الأحاديث! البارحة طالعت الكتاب فرأيت بين الحديثين أكثر من ذلك ، وهذا غاية اعتذاره عنهما(2).
62 - ومنهم شيخنا المولى عبد الله التستري بن حسين ، فإنّه فاضل عالم ، فقيه عالم قد أثنى عليه تلميذه المجلسي ، وتلميذه الآخر السيّد مصطفى ، له كتب كثيرة ، توفّي رحمه الله سنة الحادية والعشرين بعد الألف(3).
63 - ومنهم شيخنا الميرزا محمد بن عليّ بن إبراهيم ، فإنّه عالم فقيه فاضل محقّق مدقّق عارف بأحوال الرجال ، له كتب كثيرة توفّي رحمه الله بمكّة 0.
ص: 397
سنة ثمان وعشرين بعد الألف(1) ، يروي عن الشيخ إبراهيم بن عبد العالي الميسي(2).
64 - ومنهم شيخنا المولى محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي ، فإنّه كان عالماً فاضلاً(3) محقّقاً مدقّقاً فقيهاً أخباريّاً(4) أوّل من يه
ص: 398
فتح باب الطعن على المجتهدين ، وقسّم الفرقة المحقّة إلى مجتهد وأخباري(1) ، صنّف فأكثر ، توفّي رحمه الله السنة الثالثة وقيل السادسة والثلاثين بعد الألف ، تلمّذ على سيّد المدارك(2) ومحقّق المعالم(3).
65 - ومنهم شيخناالشيخ الأجلّ السيّد ماجد بن هاشم بن عليّ بن مرتضى بن عليّ بن ماجد الحسيني الجدّ حفصيّ(4) فإنّه كان عالماً فاضلاً محقّقاً أوّل من نشر علم الحديث بشيراز ، صنّف فأكثر كان شاعراً ماهراً 6.
ص: 399
توفّي بشيراز السنة الثامنة والعشرين بعد الألف(1).
66 - كان شيخاً لشيخنا ملاّ محسن الكاشي ، محمد مرتضى المحدّث الفقيه الأخباري الكثير(2) الطعن على المجتهدين(3) لا سيّما في رسالته «سفينة النجاة»(4) حتّى أنّ فيها نسبة كثير من العلماء إلى الكفر ، لا سيّما قوله فيها (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تُكُن مَعَ الْكَافِرِينَ)(5) ، وهو تفريط وغلوّ بحت. صنّف ما يزيد على مائتي كتاب ورسالة كان فراغه من المفاتيح(6) عام اثنين وأربعين وألف ومن كتابه (الكلمات المكنونة في بيان التوحيد)(7) سنة تسعين بعد الألف وتتلمذ في الأُصول على السيِّد اء
ص: 400
صدرا(1) ، وكان قد زوّجه ابنته ، حكى شيخنا السيّد نعمة الله الجزائري تلميذه : أنّه كان نشوؤه بقم(2) ، ولمّا سمع بقدوم السيّد ماجد إلى شيراز ، أراد الارتحال لأخذ العلوم منه ، فردّد والده في الرخصة ، ثمّ بنوا الرخصة ، وعدمها على الاستخارة؛ ففتح القرآن فخرجت :
(فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَة)(3).
ثمّ تفاءَل أيضاً بالديوان المنسوب إلى عليّ عليه السلام فخرج :
تغرّب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرّج همٍّ واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
وإن قيل في الإسفار همٌّ وغربة
وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته
بدار هوان بين واش وحاسدِ(4)5.
ص: 401
فسافر إليه ، وقرأ عليه جملة من العلوم(1). كان يروي عنه المجلسي ، والسيّد نعمة الله الجزائري.
67 - ومنهم شيخنا الأعلم ، الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، فإنّه فاضل عالم محقّق مدقّق ، صنّف فأكثر ، قرأ أوّلاً على أبيه ، ثمّ على سيّد المدارك ، ثمّ سافر إلى مكّة ، فاجتمع فيها بالميرزا محمد الأسترآبادي ، فقرأ عليه الحديث ، ولد عاشر شعبان سنة ثمانين وتسعمائة بمشهد الحسين ، وتوفّي سنة الثلاثين بعد الألف(2).
68 - ومنهم شيخنا الشيخ علي ابنه ، فإنّه فاضل عالم جليل ، صنّف فأكثر(3) كان معاصراً لصاحب الذخيرة(4) والكفاية(5) ، ولد سنة ثلاث عشر بعد الألف.
69 - ومنهم شيخنا محمد باقر الأسترآبادي المعروف ب- : الداماد ، فإنّه عالم فاضل محقّق ، معاصر للبهائي ، صنّف فأكثر ، مات سنة الحادية ه.
ص: 402
والأربعين بعد الألف(1).
70 - ومنهم شيخنا محمد بن إبراهيم صدر الدين المشهور بملاّ صدرا فإنّه كان عالماً حكيماً فلسفيّاً محقّقاً مدقّقاً توفّي رحمه الله في دولة السلطان شاه عبّاس(2) سنة الخمسين بعد الألف.
71 - ومنهم شيخنا الشيخ زين الدين بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن الشهيد الثاني ، فإنّه عالم فاضل محقّق ، مدقّق زاهد ورع ماهر شاعر(3) ، قرأ على أبيه ، ومحمد أمين الأسترآبادي ، وقرأ عليه الحرّ العاملي محمد بن الحسن ، وكان يتعجّب من جدّه الشهيد والشهيد الأوّل ومن العلاّمة من قرّائهم على العامّة(4) وهو كذلك ، وقد أثنى عليه أخوه الشيخ عليّ وذكر أنّه سافر إلى مكّة ، وأقام بها ثمّ سافرت أنا إلى مكّة ، وقرأت 3.
ص: 403
عليه ، ولد سنة التاسعة بعد الألف ومات سنة الرابعة والستّين بعد الألف ، ودفن بمكّة مع أبيه(1).
72 - ومنهم شيخنا الثقة الأمين السيّد نور الدين بن السيّد عليّ ، أخو السيّد محمد صاحب المدارك لأبيه ، وأخو الشيخ حسن لأُمّه ، فإنّه فاضل جليل محقّق مدقّق توطّن مكّة(2) ، ذكره السيّد علي خان في (السلافة)(3) ، وأثنى عليه ، صنّف فأكثر ، قرأ على أبيه وأخويه ، وكان له ابنان فاضلان عالمان ، أحدهما السيّد جمال الدين والآخر السيّد حيدر(4) ، ولد سنة السبعين بعد التسعمائة ، ومات سنة ثمان وستّين وألّف.
73 - ومنهم شيخنا الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، عالم فاضل محقّق 4.
ص: 404
مدقّق ، صنّف فأكثر(1) كان مولده شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة ، كان معاصراً لشيخنا الأمجد السيّد محمد صاحب المدارك ، وكانا يرويان عن الأردبيلي ووالد البهائي ، ووالد السيّد محمد ، وكانت بينهما ألفة شديدة ، كانا في حياتهما إذا سبق أحدهما إلى المسجد يجيئ الآخر يصلّي خلفه مقتدياً به ، ولمّا توفّي السيّد محمد وقف الشيخ على قبره وكتب(2) : (رِجَالٌ صَدَقُوا) الآية(3). نقل أنّه لمّا ورد كتاب المدارك(4) وكتاب المنتقى(5) النجف الأشرف ورآهما الأردبيلي قال : هذه بضاعتنا ردّت إلينا.
74 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم مصنّف كتاب الوسائل(6) الشيخ ة.
ص: 405
محمد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الحرّ العاملي المشغري ، فإنّه عالم فاضل محقّق مدقّق ، محدّث أخباري ، شاعر ماهر ، صنّف فأكثر(1) ولد سنة الثالثة والثلاثين بعد الألف ، قرأ على جماعة ، منهم والده وعمّه الشيخ محمد بن عليّ(2) ، وجدّه لأُمّه عبد السلام(3) ، وخاله لأبيه الشيخ عليّ بن محمود والشيخ حسين الظهري ، وقد اجتمع مع شيخنا الشيخ سليمان بن عبد الله جدّ شيخنا الشيخ حسن.
75 - ومنهم شيخنا العلاّمة الشيخ علي بن سليمان بن حسن بن سليمان بن درويش البحراني القدمي الملقّب ب- : زين الدين ، المشتهر في ديار العجم ب- : أُمّ الحديث ، فإنّه فاضل عالم ، أوّل من نشر علم الحديث بالبحرين ، صنّف فأكثر ، توفّي سنة الرابعة والستّين والألف(4) ، ثمّ سافر إلى هو
ص: 406
العجم وأخذ علم الحديث عن البهائي ، ورجع للبحرين ونشره فيها ، وكان الشيخ محمد استاذه السابق يحضر حلقة هذا الشيخ فعوتب على ذلك بأنّه بالأمس كان استاذه واليوم تلميذه؟ ، فقال : إنّه فاق عليَّ وعلى غيري في علم الحديث(1).
76 - ومنهم شيخنا الشيخ جعفر بن كمال الرويسي البحراني ، فإنّه كان فاضلاً عالماً فقيهاً محدّثاً موفّقاً ، توفّي رحمه الله في بلاد حيدر آباد ، سنة الثانية والتسعين بعد الألف(2).
كان معاصراً لشيخنا الشيخ عبد الكريم الكزركاني(3) وقد خرجا من البحرين لضيق المعيشة ، ومضيا إلى شيراز ، وكانت مشحونة بالعلماء ، ثمّ اتفقا على أن يمضي كلّ منهما لناحية ، فمضى شيخنا الشيخ جعفر للهند في 7.
ص: 407
حيدر آباد ، وبقي الثاني بشيراز ، فكان من الوفق الإلهي ، أن صار كلّ واحد منهما بعد الافتراق مرجعاً لتلك البلاد وعالمها ورئيسها(1).
77 - ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن صالح(2) ، عمّ الشيخ أحمد وآل الشيخ يوسف ، فإنّه كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً ، وكان مع اشتغاله بالتدريس مشغولاً بأمر التجارة ، وكان تجّار البحرين يشترون اللؤلؤ ويقصدونه أوّلاً ويبيعون عليه قبل غيره ، نقل أنّه اشترى لؤلؤة من رجل من بني جمرة ، وهي لؤلؤة كبيرة بقيمة قليلة ، فاتّفق أنّ الشيخ أعطاها من يصلحها ، فأصلحها فباعها بخمسين توماناً ، فأرسل للذي اشتراها منه سابقاً ، وقال له : أنا أخذت رأسمالي منها وخذ أنت الفائدة ، فأبى فاتّفقا على الصلح بشيء منها(3) ، توفّي رحمه الله سنة الخامسة والثمانين بعد الألف(4).
* * * 8.
ص: 408
الفصل التاسع
في ذكر من مات بعد المائة والألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
78 - ومنهم شيخنا الشيخ سليمان بن عليّ بن راشد أبي ظبية الشاخوري البحراني ، فإنّه كان مجتهداً صرفاً محقّقاً مدقّقاً ، توفّي السنة الحادية بعد المائة والألف(1) ، ورثاه السيّد عبد الرؤوف الجدحفصي(2)بقصيدة تضمّنت تاريخ وفاته ، وهي قوله :
صاح الغراب بغاقَ في رجب على
موت الفقيه فأيّ دمع يدخر(3)
والتأريخ هو لفظ غاق.
صنّف فأكثر ، إلاّ أنّ له رسالة في تحريم صلاة الجمعة في زمن الغيبة مطلقاً(4) ، وقد نقضها شيخنا الشيخ أحمد بن يوسف ، وقد أجاده ووافق الصواب في نقضه ، كان شيخنا سليمان بن عبد الله جدّ شيخنا لاُمّه ملازماً له للقراءة ، فعيب عليه ، فأنشد في ردّهم يقول :
عاتبوني لمّا لزمت سليمان
وجانبت جملة العلماءِ3.
ص: 409
فتمثّلت في المقال ببيت
قاله مفلقٌ من الشعراءِ
ينزِلُ الطيرُ حيث يلتقط الحبّ
ويأبى منازل الكرماء(1)
هكذا سمعت من شيخنا الشيخ حسين أيّده الله.
79 - ومنهم شيخنا العلاّمة الربّاني الشيخ سليمان بن عبد الله بن عليّ بن حسين بن يوسف بن عمّار البحراني السراوي(2) ، ساكن ماحوز(3)جدّ شيخنا لأُمّه ، فإنّه جليل فاضل متكلّم محقّق مدقّق ، صنّف فأكثر ، انتهت إليه رئاسة بلاد البحرين في زمنه ، ولقد كان شاعراً ماهراً بليغاً فصيحاً ، ولد سنة الخامسة والسبعين بعد الألف ، وتوفّي سنة الحادية والعشرين والمائة بعد الألف.
وسمعت من شيخنا : أنّ جدّه المزبور اجتمع مع عالم من العامّة فتباحث معه فأذعن لشيخنا بالفضل ، فقال : يا حيف إنّك بحراني! فقال الشيخ : بأيّ شيء؟ فقال : ما سمعنا بحديث في مدح البحرين؟ فقال الشيخ : الله إلى الآن ما وفقت على الحديث الذي يدلّ على مدحها؟ فقال :2.
ص: 410
لا ، فقال له : قد روي في كتاب «مشكاة الأخبار»(1) من يدلّ على مدحها ، وحاصله : أنّ الله قد خيّر نبيّه بين المهاجرة من مكّة إلى المدينة وقنّسرين والبحرين ، فاختار المدينة لقربها ، ولم يختر قنّسرين لبعدها ، والبحرين من حيث البحر ، فلو لم تكن البحرين أرضاً مقدّسة لما أمره بالمهاجرة إليها! فقال العامّي : إنّي قد قرأت هذا الكتاب أربعين مرّة فلم أر هذا الحديث ، فقال : شيخنا عليَّ بالكتاب فقال : إنّه لم يوجد الآن عندي ، وكان الكتاب يصحبه شيخنا فقام فأراه الحديث فكأنّما ألقمه حجراً(2).
وذكر أيضاً أنّه مرّ برجل عامّي يدرس بمكّة المشرّفة في تفسير القرآن في هذه الآية : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)(3) ، فقال : هذه الآية تبطل ما قالته الشيعة من عدم مجاهدة المنافقين كما هو ظاهر منها ، 3.
ص: 411
فقال له شيخنا : وكان الشيخ لم يعرفه أنّ سيبويه ذكر في مواضع كثيرة من كتابه أنّ الواو بمعنى الباء ، والمعنى جاهد الكفّار بالمنافقين(1).
فقال العامّي : إن كان لي حدس فهذا هو الشيخ سليمان البحراني المشهور.
80 - ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف ، صاحب كتاب «الحياض»(2) ، الخطّي أصلاً البحراني مسكناً ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً ، كان في زمنه مشاراً إليه ببلاد البحرين ، وقد سافر إلى أصبهان واجتمع مع شيخنا المجلسي ، وقد أجاز له ، واجتمع مع محمد باقر الخراساني صاحب الكفاية ، وكان يخلو معه يومين في الإسبوع للمذاكرة والاستفادة توفّي رحمه الله بالطاعون في العراق(3) مع أخويه الفاضلين العالمين الشيخ يوسف والشيخ حسين في حياة أبيهم سنة الثانية بعد المائة والألف ، وتوفّي والدهم سنة الثالثة بعد المائة والألف في مقابي ، وكان له أيضاً ابن فاضل عالم كان يروي عنه اسمه الشيخ محمد ، وقد قرأ هذا على شيخنا ق.
ص: 412
الشيخ جدّ شيخنا لأبيه.
81 - ومنهم شيخنا الشيخ محمد بن ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي(1) ، فإنّه فقيهاً مجتهداً محقّقاً مدقّقاً(2) ، قال شيخنا الشيخ عبد الله بن صالح رأيته في أوّل عمره وصلّيت معه مقتدياً به ، وكان الشيخ سليمان العلاّمة زوّجه ابنته.
نقل أنّه قد وقع بينهما بحث في أنّ وضع الجبهة هل هو جزء من السجود أم لا؟ فلو تليت العزيمة على ساجد فهل يكفيه الاستمرار على السجود أو يرجع رأسه ثمّ يضعه؟ فادّعى الشيخ أنّه غير جزء والاستمرار غير كاف ، وخالفه الشيخ سليمان فوقعت بينهما مشاجرة عظيمة إلى أن قال الشيخ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(3). يريد هذا اعتقادك لأنّك مجتهد لا يجوز ذلك تقليدي ، وهذا اعتقادي ، فقال له بكلام خشن : هذا كلام جهل ، حيث التفت إلى أصل نزول الآية ، فقال شيخنا : إنّما هو بالحجج لا بالتشنيع ، ولم يمكنه الردّ عليه فافترقا على غضب ، ثمّ إنّ الشيخ محمد عرض له مرض عظيم فعاده شيخنا وتوفّي رحمه الله في ذلك المرض سنة الخامسة بعد المائة والألف(4) ، كان يخ
ص: 413
يروي عن المجلسي وغيره(1).
82 - ومنهم شيخنا العالم العلاّمة ، المشتهر بآية الله السيّد هاشم بن السيّد سليمان بن السيّد إسماعيل بن السيّد عبد الجواد الكتكاني البحراني ، فإنّه عالم فاضل ، فقيه محدّث ، متتبّع للأخبار ، صنّف فأكثر ، إلاّ أنّا لم نقف له على كتاب فتاوى في الأحكام الشرعية ، وإنّما كتبه مجرّد نقل أخبار وجمع ، وذلك من شدّة ورعه ، وتوفّي رحمه الله في نعيم ودفن بتوبلي سنة السابعة بعد المائة والألف(2).
سمعت من شيخي أنّ جماعة يسيرون بالشطّ فوق عن البصرة فرأوا مشحوفاً(3) يسير فقالوا : من فيه؟ فقالوا : السيِّد هاشم نريد أن ندفنه بالنجف ، فأرّخوا ذلك اليوم ، فلمّا أتوا البحرين سألوا عن أيّ يوم مات فيه السيّد؟ فقالوا لهم : يوم كذا ساعة كذا ، فرأوا التاريخ فإذا هو ذلك اليوم الذي رأوا فيه المشحوف هو يوم وفاته ، وليس من الغريب ، وإن كان من الغريب ، وهذا يدلّ على أنّ الملائكة تنقل أرواح المؤمنين لقبور ق.
ص: 414
الأئمّة عليهم السلام ، كما هو متواتر من مذهبنا(1).
83 - ومنهم شيخنا المجلسي(2) صاحب كتاب (بحار الأنوار)(3)محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود عليّ ، فإنّه كان إماماً في وقته في علم الحديث ، شيخ الإسلام (بسلطة إصفهان)(4) ، وقد روّج علم الحديث ونشره في بلاد العجم ، لقد صنّف ما يزيد على مائة كتاب ، وقد برز من كتاب بحار الأنوار خمسة وعشرون مجلّداً ، ولد رحمه الله سنة السابعة والثلاثين بعد الألف وتوفّي رحمه اللهسنة الحادية عشر بعد المائة والألف ، كان يروي عن جماعة منهم والده المحقّق المدقّق الفيلسوف ، وتروي عنه جماعة ، حتّى ).
ص: 415
أنّه قيل إنّ في زمنه صار من تلاميذه ألف مجتهد(1).
84 - ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن صالح الدرازي البحراني ، فإنّه كان فاضلاً عالماً زاهداً ورعاً فقيهاً محقّقا مدقّقاً ، ولد سنة السابعة والخمسين بعد الألف ، ومات رحمه الله في صفر سنة الرابعة والعشرين بعد المائة والألف(2).
85 - ومنهم شيخنا الشيخ أحمد بن إبراهيم بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطيّة بن شيبة ، جدّ شيخنا لأبيه ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مجتهداً صرفاً ، لا يملّ من البحث ، ولا يغتاظ ، لقد صنّف فأكثر(3) ، توفّي رحمه الله في بلدة الخطّ(4) ، بعد أخذ الخوارج ف.
ص: 416
البحرين(1) ، في صفر سنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف ودفن بمقبرة الحياكة(2).
86 - ومنهم شيخنا الشيخ عليّ بن الشيخ جعفر بن الشيخ عليّ بن سليمان القدمي ، فإنّه عالم فاضل ، قد تولّى الأمور الحسبية في بلاد البحرين(3) ، وقد توفّي بكازرون(4) سنة الحادية والثلاثين بعد المائة والألف.
87 - ومنهم شيخنا الشيخ محمد بن يوسف بن كنبار ، النعيمي أصلاً ، البلادي مسكناً ، فإنّه عالم فاضل فقيه مجتهد محدّث ، توفّي رحمه اللهبالخطّ ، ودفن بمقبرة الحياكة ، في ذي القعدة سنة الثلاثين بعد المائة والألف(5). نة
ص: 417
88 - ومنهم شيخنا المحدّث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح بن جمعة بن عليّ بن أحمد السماهيجي ، الإصبعي مسكناً ، فإنّه كان فاضلاً عالماً أخباريّاً صرفاً ، صنّف فأكثر(1) ، ذكر مصنّفاته في إجازته للشيخ الفاخر الشيخ ناصر الجارودي الخطّي ، كان معاصراً لشيخنا الشيخ أحمد جدّ شيخنا ، وقد وقع بينهما مسائل وجوابات ومعارضات ومناقضات ، توفّي رحمه الله ببهبهان لمّا أخذت الخوارج البحرين(2) سنة الخامسة والثلاثين بعد المائة والألف ، كان يروي عن جماعة منهم الشيخ سليمان بن عبد الله.
89 - ومنهم شيخنا السيّد محمد بن السيّد عليّ بن السيّد حيدر الدائر على الألسن بالسيّد محمد حيدر ، وهذا السيّد كان فاضلاً عالماً متبحراً صنّف فأكثر(3) ، قد اجتمع معه شيخنا الشيخ أحمد بمكّة سنة الخامسة عشر بعد المائة والألف ، فكان يصفه بجليل الوصف ، وكان هذا السيّد يروي عن جماعة منهم الفاضل الشريف أبو الحسن محمد طاهر النباطي(4) ، الفاضل 8.
ص: 418
العالم وقد اجتمع معه أيضاً الشيخ أحمد في النجف الأشرف سنة الخامسة والعشرين بعد المائة والألف ، قد صنّف فأكثر كان يروي عن المجلسي وغيره.
90 - ومنهم شيخنا أحمد بن الشيخ عبد الله بن حسن البلادي ، فإنّه فاضل عالم ، وكان أبوه فاضلاً عالماً محقّقاً ، صنّف فأكثر ، وقد قرأ عليه شيخنا ، الشيخ يوسف عمّ شيخنا توفّي الشيخ أحمد رحمه الله في شهر رمضان سنة السابعة والثلاثين بعد المائة والألف(1).
91 - ومنهم شيخنا الشيخ عبد الله بن عليّ البلادي البحراني ، فإنّه فاضل عالم فقيه متبحّر مصنّف ، توفّي رحمه الله سنة الثامنة والأربعين بعد المائة والألف(2) ، سنة جلوس نادر شاه(3) في السلطنة ، ودفن بشيراز وتاريخ تلك السنة (الخير فيما وقع) ، وقد عكس التاريخ فقيل (لا خير فيما وقع).
92 - ومنهم شيخنا الشيخ حسين بن محمد بن جعفر الماحوزي ، ي.
ص: 419
شيخ الشيخ يوسف ، فإنّه فاضل محقّق مدقّق ، عاش تقريباً من تسعين سنة ، ولم يتغيّر ذهنه ، إلاّ إنّا لم نقف له على مصنّف ، مات رحمه الله سنة الحادية والسبعين بعد المائة والألف(1) ، كان قد قرأ عليه جماعة كثيرة : كشيخنا الشيخ يوسف وكشيخي الأوحد الأوّاه جدّي لأبي.
93 - الشيخ عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد النعيمي البحراني ساكن الخطّ المشتهر بالشويكي(2) ، ولهذا كان كثيراً ما يشير في قصائده إلى نسبته لها كقوله في قصيدة يمدح بها الأئمّة :
لئن كنت شويكيّاً فلا
عجب فالشوك منه الورد يجنا
كقوله في قصيدة يُرثي بها الحسينعليه السلام :
أهديتكم من ورد الشوكي مدحة
دانت لها البلغاء والشعراء1.
ص: 420
ولقد كان فاضلاً عالماً شاعراً ماهراً ، له من الشعر ما ينيف على خمسة عشر ألف بيت ، وله بنود(1) كلّها في مدح الأئمّة الاثني عشر وفاطمة وسيّد البشر ، مات رحمه الله سنة الخامسة والثمانين بعد المائة والألف.
94 - ومنهم شيخنا الأعظم البهيّ : الشيخ عبد عليّ بن الشيخ أحمد ، فإنّه كان عالماً فاضلاً محققاً مدقّقاً أخباريّاً ، صاحب كتاب «الإحياء»(2) ، كان عمّاً لشيخنا ، وأباً لزوجته وكان كثير التتبّع للأخبار ، ولد رحمه الله سنة السادسة عشرة بعد المائة والألف ، وتوفّي رحمه الله سنة السبعين بعد المائة والألف(3).
وقد كان له ابنان ، أحدهما : الشيخ أحمد(4) ، فقد كان هذا الشيخ أوّل عمره فاضلاً عالماً محقّقاً ، قد قرأ عليه شيخنا برهة ، إلاّ أنّه اشتغل بصلاح 5.
ص: 421
أمور البحرين عن الدرس والتدريس ، فعاشوا تحت ضلاله في غاية السرور والاطمئنان حتّى أخذت العتوب بلاد البحرين(1) من سلطان العجم(2) ، فرفع الأمر من يده ، مات في ذي الحجّة سنة الثامنة بعد المائتين والألف(3).
وثانيهما شيخنا ذو الفخر والشرف الشيخ خلف ، العالم الفاضل المحقّق المدقّق ، غائص بحار الأخبار ، كان قد سكن القطيف ، قرأ عليه جماعة منهم والدي الأمجد الشيخ محمد الفاضل المتكلّم الشاعر الماهر الفصيح(4) ، ثمّ سكن الدروق مدّة ومات رحمه الله بالبصرة ، ودفن بالنجف سنة5.
ص: 422
الثامنة بعد المائتين والألف(1) ، وقد كان له ابنان فاضلان عالمان أحدهما الشيخ محمد(2) ، والثاني الشيخ يوسف(3) ، وله ابن ابن فاضل عالم اسمه الشيخ حسن بن الشيخ محمد ، ولقد توفّي الشيخ محمد ابنه بحياته سنة السابعة بعد المائتين والألف ، ولقد عاصرنا هؤلاء الأولاد الثلاثة واستفدنا منهم حرسهم الله تعالى.
95 - ومنهم شيخنا الإمام الأعظم المحقّق العلاّمة الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد ، عمّ شيخنا ، فإنّه كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً ، لم يكن له في عصر ثان ، لقد صنّف فأكثر ، واشتهرت مصنّفاته وكتبه لا سيّما كتاب (الحدائق)(4) ، فإنّه كتاب لم يكن له نظير ، ولا ينبئك مثل خبير ، كان شيخاً 6.
ص: 423
لشيخنا ، وقد أجاز له ، وكتب له مع ابن عمّه الشيخ خلف إجازة لم يكن مثلها ، جمعت أحوال العلماء(1). ولد سنة السابعة بعد المائة والألف ومات رحمه اللهسنة السادسة والثمانين بعد المائة والألف(2) ، وقد كان لهذا الشيخ ابن عالم فاضل محقّق اسمه الشيخ محمد ، وقد كان للشيخ محمد(3) ، ابنان فاضلان عالمان ، قد اجتمعنا بهما في حدود سنة الرابعة عشر بعد المائتين والألف ، أحدهما : الشيخ موسى(4) ، والآخر الشيخ عبد عليّ(5) ، حرسهما الله تعالى ، الآن مسكنهما مع والدهما في فسا(6). 0.
ص: 424
96 - ومنهم شيخنا الأمجد والد شيخنا الشيخ حسين ، أخو الشيخ يوسف لأبيه ، والشيخ عبد علي لأبويه ، فإنّه فاضل عالم محقّق ، مدقّق غائص للأخبار ، صاحب كتاب (مرآت الأخبار في أحكام الأسفار)(1) ، فإنّه كتاب جليل ، ولد سنة الثالثة عشر بعد المائة والألف ، وقد كان له أربعة أولاد ، وأحدهم شيخنا الشيخ حسين الآتي ذكره ، وثانيهم الشيخ أحمد(2) ، فإنّه عالم فاضل فقيه محقّق مدقّق ، وثالثهم الشيخ عليّ(3) فإنّه كان متكلّماً فاضلاً شاعراً ، كان له ابن فاضل عالم اسمه الشيخ محمد(4). قد عاصرناه ، وأفدناه واستفدنا منه ، ورابعهم الشيخ عبد الله ، وقد كان لوالد شيخنا ثلاثة أخوة ، كلّهم أبناء الشيخ أحمد غير الشيخ يوسف ، والشيخ عبد عليّ ، أحدهم : قد شاهدناه في آخر عمره ، وهو الشيخ عبد الله ، وقد اختلّ عقله 6.
ص: 425
إلاّ عن ذكر(1) مات رحمه الله سنة بعد المائتين والألف ودفن بشاخورة(2) ، والآخران الشيخ عليّ(3) ، والشيخ عبد النبيّ(4) ، إلا أنّهما ماتا وقد بلغ كلٌّ منهما تقريباً أربعين سنة ، وقد كانوا هؤلاء الثلاثة علماء فضلاء محقّقين.
خاتمة :
في ذكر مشايخي الأعلام الذين قرأت عليهم وذكر بعض من أحوالي ، يقول جامع هذه الرسالة : فقير ربّه السبحاني مرزوق بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد البحراني.
كان مولدي بالخطّ في المدارس ، ومسكني الشويكية. مسكن أبي وجدّي ، وقد كان والد جدّي بحرانيّاً ، إلاّ أنّ الأقضية ساقته للخطّ ، وسكن الشويكية ، فبقى مدّة قليلة بالخطّ ، وكان أوّل قراءتي على يدي شيخي الأوحد العليّ ، الشيخ عبد عليّ بن سليمان بن فضائل الشويكي ، 1.
ص: 426
ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً ورعاً ، كانت قراءته على شيخنا : الشيخ عبد عليّ عمّ شيخنا ، وعلى السيّد محمد المقابي(1) ، وكان أوّل من حثّني على سلوك هذا المسلك فجزاه الله خير الجزاء.
قد قرأت عليه (قطر النّدى)(2) ، وشيئاً من (ابن الناظم)(3) ، ولقد كنت عنده يوماً من الأيّام ، فأخبرني برؤيا من مدّة بعيدة ، وقال : إنّي كنت ليلة نائماً فرأيت كأنّ رجلاً ناولني قدحاً فيه لبن ، فقال لي : اشرب فأخذته وشربت ، وكان جدّك الشيخ عبد الله عندي حاضراً مع أبيك ، فناولته فشرب منه ، ثمّ ناولته إيّاك ، فشرب أيضاً ، فبقي في القدح شيء من اللبن ، فتعجّبت من الرؤيا والآن انكشف لي حقيقة ذلك ، وذلك أنّ جدّك كان يقرأ عليَّ في علم الحديث ، وبعده قرأ أبوك على يدي شيئاً من الإلهيات ثمّ قرأت أنت الآن عليَّ ، فهذا بقيّة قد كان ذلك ، مات رحمه الله سنة الثالثة عشر بعد المائتين والألف بالبحرين.
ولقد سافر والدي للبحرين ، فبقي مدّة في خدمة شيخنا بالشاخروة ، 5.
ص: 427
حيث إنّ شيخنا يصنّف ووالدي يكتب ما يملي عليه ، فصار في الخطّ بعض الخوف ، فطرّش لنا الوالد ، فسرنا نحوه مع العيال ، وسكنّا بالشاخورة ، وذلك من فضل الله علينا ، فكان قراءتي فيها عند شيخي الأمجد الفاضل الأوحد المحقّق الشيخ عبد الرضا(1) بن شيخنا في ابن الناظم ، ولقد كان مولده أيّده الله تعالى سنة الخامسة والثمانين بعد المائة والألف ، ثمّ انتقلت بالقراءة على يد أخيه لأبويه العلاّمة المحقّق الورع المدقّق الأجلّ المؤتمن الشيخ حسن(2) حرسه الله من صروف الزمن ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً له كتاب شرح منظومة والده ، شارحة الصدور(3) وكتاب شرح النفحة القدسية(4) لم يكمل وله كتاب الدروس في ية
ص: 428
النحو لم يكمل قرأت عليه بقية علم النحو وكذا علم الصرف والآن أقرأ عليه شرح زاد المسافرين(1) تصنيف شيخنا ابن أبي الجمهور ، ولد سلّمه الله تعالى وأبقاه سنة الثانية والثمانين بعد المائة والألف وقد قرأت على أخيه لأبويه الأوحد العالم الأمجد شخينا الشيخ محمد(2) مضى من الشرائع وقابلت عنده شيئاً من اللمعة ، وله أيّده الله تعالى سنة التاسعة والستّين بعد المائة والألف.
وقد قرأت على شيخنا الفاخر المحقّق الباهر السيّد عبد القاهر بن السيّد حسين بن السيّد عليّ عليّ التوبلي البحراني(3) زبدة البهائي(4) ولقد كان هذا السيّد عالماً فاضلاً محقّقاً مدقّقاً له يد طولى في الآليّات سيّما في الأُصول والحساب ، شديد المحبّة والملازمة لشيخنا. 9.
ص: 429
ولد حرسه الله سنة الحادية والخمسين بعد المائة والألف ولقد كان له ابن فاضل عالم محقّق(1) عاصرناه وإستفدنا منه.
وله أيّده الله تعالى .......(2) بعد المائة والألف.
ولقد كنت من سنة الثامنة بعد المائتين والألف إلى سنة الرابعة عشرة بعد المائتين والألف ملازمة لخدمة شيخي وأُستاذي ومن عليه في جميع أحوالي اعتمادي ، الشيخ المتبرّأ من الريب شيخ الكلّ في الكلّ ونور العين الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد المشتهر بابن عصفور بالملآب على حالة تصنيفه ، حيث كان والدي ملازماً للكتابة عنده ، كنت إذا غبت حضر أبي كنت معه ألتقط منه درر الأحكام وأسلكها في نظام ، عقد خاطري أي نظام ، ملازماً للدرس بمجلسه الشريف حرسه الله من جميع الأخاويف ، وقد قرأت عليه من الإلهيّات والفقه كثيراً.
كان هذا الشيخ أجلّ من أن يذكر فضله ، وشرفه أعظم من أن يشتهر ، قد أنتهت إليه رئاسة الأمامية في زمانه ودهره حيث لم تسمع الآذان ولم تبصر الأعيان مماثلاً له في عصره قد بلغ النهاية وجاز الغاية كان محقّقاً مدقّقاً مصنّفاً شاعراً ماهراً ورعاً زاهداً أديباً ، ملاذاً للأنام وحرزاً للأيتام ، لم نره قطّب في وجه أحد إلاّ حالة غضبه للأحد(3).
صار لي آثر وأعطف من الوالد العطوف ، والأب الرؤوف. يؤيّد ذلك ة.
ص: 430
إنّي كنت يوماً من الأيّام معي بعض المرض ، وكنت معه فلمّا فرغ من التصنيف وقت الظهر إنصرفت عنه نحو البيت فنمت فرأيت كأنّي جالس وأبي معي وفي يده رمّانة جيّدة فقال لي كلها حيث إنّك مريض وكان والدي مسافراً للخطّ لبعض الحوائج فأكلتها ، ولمّا أتيت لخدمة شيخي وفهم أنّي مريض لم أتغدّ أمر برمّانة كأنّها تلك بعينها ، فقال لي : كلها. فأكلتها فأخبرته بعد بالرؤيا فقال لي : أنا أبوك الحقيقي.
بل أشفق عليك منه ، وهو في مقاله صادق كفاه الله شرّ العوائق.
كان أيّده الله كثيراً ما يخبرنا بالأشياء التي لم تقع فتكون على وفق ما يخبرنا به ، كان عنده من علم الغيب ، وقد شاهدنا منه كرامات لا تحصى ، كان رحيماً رؤوفاً كثير الغضِّ عمّن أساء إليه صابراً على أعظم الأحوال ، جواداً كريماً ، يكلّ عنه وصف الواصفين ونعت الناعتين ، لقد صنّف فأكثر وقد ذكر أكثر كتبه معدّدة في إجازاته إليّ(1) ، لا زال محروساً من الشرور وكيد الدهور.
ولد أيّده الله وأبقاه سنة السابعة والأربعين بعد المائة والألف ، وكان(2) له أولاد ثلاثة غير أولئك الثلاثة (3) أحدهم اسمه الشيخ عبد علي ، م.
ص: 431
ولقد كان هذا الشيخ عالماً فاضلاً محقّقاً متكلّماً مجتهداً إلاّ أنّ الدهر لم يسمح به مات رحمه الله الثامنة بعد المائتين والألف ، ولقد خلّف ابناً اسمه خلف تاريخ ولادته.
لا شكّ فيه لابنه خلف ، وثانيهم اسمه الشيخ عليّ ولقد كان عالماً فاضلاً متكلّماً مات في العام الذي(1) مات فيه أخوه الشيخ عبد علي إلاّ أنّه بشهر رجب وذلك بذي القعدة.
وثالثهم العالم الأوحد الشيخ أحمد حرسه الله الأحد ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً قد عاصرناه واستفدنا منه.
ولد أيّده الله سنة التسعين بعد المائة والألف وفّقه الله للسلوك في جادّة هذه المسالك وكفانا وإيّاه شرّ العوانف والمهالك بمحمد وآله الميامين الطاهرين.
كتب الشيخ في نهاية هذه الرسالة : «وجرى ذلك وحرّر بقلم مؤلّفه أقلّ البشر علماً وعملاً المتمسّك بحبل الأئمّة الاثني عشر فعلاً وقولاً المحتاج لرحمة ربّه الجاني مرزوق بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد البحراني باليوم الخامس من شهر جمادى الأولى سنة 1214 ه- جامعاً مصلّياً مستغفراً.
* * * ي.
ص: 432
فهرس المصادر
1 - القرآن الكريم.
2 - الاحتجاج ، لأحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي ، تحقيق إبراهيم البهادري ، ط 5 ، قم 1424.
3 - أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، لستيفن همسلي لونكريك ، ترجمة جعفر الخيّاط ، ط6 ، 1980.
4 - الأزهار الأرجية في الآثار الغرجية ، لفرج العمران القطيفي ، النجف : 1968.
5 - أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً ، لسالم النويدري ، ط1 ، بيروت : 1992.
6 - أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين ، مطبعة الإتقان ، بيروت : 1959.
7 - أمل الآمل في علماء جبل عامل ، لمحمد بن الحسن الحرّ العاملي ، تحقيق أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ، النجف 1385 ه.
8 - أمل الآمل ، لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ، تحقيق ، أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ، النجف : 1385 ه.
9 - أنوار البدرين في تراجم علماء الإحساء والقطيف والبحرين ، لعلي البلادي (ت 1340 ه) ، مطبعة النعمان ، النجف 1377 ه.
10 - بحار الأنوار ، لمحمد باقر المجلسي ، تحقيق جواد العلوي ، دار الكتب الإسلامية ، دت.
11 - البداية والنهاية ، لابن كثير ، دار ابن كثير ، بيروت د. ت.
12 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، لمحمد بن القاسم الطبري ، المطبعة الحيدرية ، النجف 1369 ه.
13 - بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفّار القمّي ، تصحيح ميرزا محسن ، منشورات الأعلمي ، طهران 1404 ه.
14 - تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر ، لجعفر عبّاس الحميدي وآخرون ، جامعة بغداد : 1991.
ص: 433
15 - تذييل سلافة العصر ، لعبد الله الجزائري ، تحقيق ، هادي الموسوي ، المكتبة الأدبية المختصّة ، ط1 ، قم : 1420 ه.
16 - التفسير العيّاشي ، لمحمد بن مسعود العيّاشي ، إيران ، د ت.
17 - جامع الأصول في أحاديث الرسول ، لابن الأثير مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد ، تحقيق : عبد القاهر الأرناؤوط ، دار الفكر ، بيروت 2000.
18 - جغرافية الخليج العربي ، لمحمد متولّي ، محمود أبو العلا ، ط2 ، الكويت : 1985.
19 - جهود الشيخ المفيد ومصادر استنباطه ، لصاحب محمد حسين نصّار ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الآداب ، 1989.
20 - حياة المحقّق الكركي ، لمحمد الحسّون ، ط1 ، قم : 1423 ه.
21 - الخصال ، لعليّ بن محمد بن بابويه الصدوق ، تحقيق عليّ أكبر غفّاري ، طهران 1389.
22 - خطط بغداد في كتاب ياقوت الحموي ، لعبّاس عاجل ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الآداب ، 2001.
23 - خطط بغداد وأنهارها القديمة ، لشريك مكسمليان ، ترجمة خالد إسماعيل ، المجمع العلمي العراقي ، 1986.
24 - دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ، لميرزا حسين النوري ، قم : 1378 ه.
25 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه) ، دار الفكر ، بيروت.
26 - دراسة لتاريخ الإمارات العربية ، قاسم ، جمال زكريّا ، دار البحوث العلمية ، الكويت 1974.
27 - الدراية في علم مصطلح الحديث ، لزين الدين بن محمد العاملي ، مطبعة النعمان ، النجف ، د ت.
28 - ديوان الإمام عليّ ، جمع وترتيب عبد العزيز الكرم ، دت.
29 - ديوان الشريف المرتضى ، لمحمد بن الحسين المرتضى ، تحقيق رشيد
ص: 434
الصفّار ، دار إحياء الكتب العربية ، 1958.
30 - الديوان ، للشريف المرتضى عليّ بن الحسين بن موسى (ت 436 ه) ، القاهرة 1958.
31 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني ، ط1 ، طهران : 1956.
32 - رجال النجاشي ، لأبي العبّاس النجاشي ، طهران ، دت.
33 - الرجال ، للحسن بن داود الحلي ، المطبعة الحيدرية النجف 1972.
34 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، لزين الدين بن محمد العاملي ، منشورات جامعة النجف الدينية ، الآداب ، النجف : 86.
35 - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكلّ مصر ، لعليّ خان المدني ، المكتبة المرتضوية ، طهران 1324 ه.
36 - سلسلة المعارف الإسلامية ، التقية في الفكر الإسلامي ، مركز الرسالة ، 1420 ه.
37 - سلسلة المعارف الإسلامية ، العصمة ، أدلّتها ، حقيقتها ، مركز الرسالة ، ط1 ، 1420 ه.
38 - شهداء الفضيلة ، لعبد الحسين بن أحمد الأميني ، مطبعة العربي النجف 1936.
39 - الشيخ الكليني وكتابه الكافي في الفروع ، لثامر هاشم العميدي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الكوفة ، كلّية الفقه ، 1989.
40 - الشيعة في إيران ، لرسول جعفريان ، مؤسّسة الطبع للأستانة الرضوية 1420.
41 - صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجّاج النيسابوري ، بيروت 2000 م.
42 - طبقات أعلام الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني ، دار الكتاب العربي ، ط1 ، بيروت : 1971.
43 - العبيدي ، لخضير لقمان البحرين ، مطبعة الزمان ، بغداد ، دت.
44 - العلاقات العمانية الفارسية ، لعليّ عظم محمد الكردي ، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة بغداد ، كلّية التربية ، 1989.
ص: 435
45 - العلاّمة الحلّي ، لمحمد مفيد آل ياسين ، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة بغداد 1974.
46 - علل الشرائع ، للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، تحقيق ، محمد صادق بحر العلوم ، المكتبة الحيدرية ، النجف : 1963.
47 - علماء البحرين ، لعبد العظيم المهتدي ، دروس وعبر ، مؤسّسة البلاغ الإسلامي ، ط1 ، بيروت ، 1994.
48 - علوم القرآن ، لمحمد باقر الحكيم ، مجمع الفكر الإسلامي ، قم 1419.
49 - عمان في عهد أحمد بن سعيد ، لفاضل محمد عبد الحسين ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلّية الآداب 1990.
50 - عيون أخبار الرضا ، للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، المطبعة الحيدرية ، النجف 1970.
51 - الغدير ، لعبد الحسين بن أحمد الأميني ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1977.
52 - الغيبة ، لمحمد بن الحسن الطوسي ، ط 1 ، تبريز : 1323 ه.
53 - فرحة الغريّ ، لجمال الدين ابن طاووس ، تحقيق : تحسين الموسوي ، مركز الغدير ، قم 1419 ه.
54 - فرق الشيعة ، للحسين بن موسى النوبختي ، الطبعة الحيدرية ، النجف ، دت.
55 - الفرقة الناجية ، لمحمد الموسوي الشيرازي ، دار الأمين ، ط2 ، بيروت : 2004.
56 - الفضائل ، لشاذان بن جبرئيل القمّي ، تحقيق ، محمود البدري ، قم 1381.
57 - الفكر السلفي عند الشيعة ، لعليّ حسين الجابري ، مؤسّسة الكتاب الجامعي ، بيروت 1971.
58 - فلاح السائل ، لعليّ بن موسى ابن طاووس ، النجف 1960.
59 - الفنون الشعرية غير المعرّبة ، لرضا محسن حمّود القريشي ، وزارة
ص: 436
الإعلام العراقية : 1976.
60 - الفوائد المدنية ، لمحمد أمين الأسترآبادي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم 1424 ه.
61 - الفهرست ، لمحمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق ، عبد العزيز الطباطبائي ، 1420.
62 - الكافي في الاصول ، لمحمد بن يعقوب الكليني ، طهران : 1388 ه.
63 - كامل الزيارات ، لجعفر بن محمد ابن قولويه ، تحقيق جواد القيّومي ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، 1417 ه.
64 - كتاب سيبويه ، لسيبويه ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ، ط3 ، القاهرة 1988.
65 - كشف الحقّ ونهج الصدق ، للعلاّمة الحلّي ، بغداد 1321 ه.
66 - الكشكول ، ليوسف البحراني ، مطبعة النعمان ، النجف 1961.
67 - الكنى والألقاب ، لعبّاس القمّي ، مطبعة العرفان ، صيدا : 1358 ه.
68 - لسان العرب ، لابن منظور جمال الدين ، دار صادر ، بيروت 1375 ه.
69 - لؤلؤة البحرين ، ليوسف البحراني ، مطبعة النعمان ، النجف 1964.
70 - مجالس المؤمنين ، لنور الله المرعشي التستري (ت 1019 ه) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران 1367 ه.
71 - مجلّة التراث ، العدد 3 سنة 1998.
72 - مجلّة التراث ، بيروت 1999.
73 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي ، دار إحياء التراث العربي بيروت - 1379 ه.
74 - المحاسن ، لأبي جعفر محمد بن خالد البرقي ، المطبعة الحيدرية ، النجف 1964.
75 - المراجعات ، لعبد الحسين شرف الدين ، مؤسّسة النعمان ، النجف الأشرف 1969.
76 - المراسم في الفقه الإمامي ، لحمزة بن عبد العزيز سلاّر الديلمي (ت 463 ه) ، تحقيق : محمود البستاني ، دار الزهراء ، بيروت 1980.
ص: 437
77 - مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، لعليّ بن الحسن الطبرسي ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث ، قم : 1420 ه.
78 - مصباح المتهجّد ، لمحمد بن الحسن الطوسي ، دار مطبعة علمي ، د ت.
79 - مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال ، لآغا بزرك الطهراني ، ط1 ، إيران 1959.
80 - معارف الرجال ، لمحمد حسن حرز الدين ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف 1964.
81 - معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، دار صادر ، بيروت.
82 - معجم رجال الحديث ، لأبو القاسم الخوئي ، مكتبة الآداب ، النجف 1973.
83 - مكتبة العلاّمة الحلّي ، لعبد العزيز الطباطبائي ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم 1416.
84 - مكتبة العلاّمة الحلّي ، لعبد العزيز الطباطبائي ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم : 1416 ه.
85 - مناقب عليّ بن أبي طالب ، لابن مردويه أبي بكر بن موسى ، دار الحديث ، قم 1420 ه.
86 - منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ، لمحمد بن عليّ الأسترآبادي ، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قم 1422 ه.
87 - موسوعة طبقات الفقهاء ، تأليف اللّجنة العلمية في مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام باشراف العلاّمة جعفر السبحاني ، قم ، إيران.
88 - نسب قريش ، للمصعب الزبيري ، دار المعارف مصر 1976.
89 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، لمحمد بن الحسن الحرّ العاملي ، تحقيق ، عبد الرحمن الربّاني ، طهران : 1376 ه.
90 - هدية الأحباب ، لعبّاس بن محمّدرضا القمّي (ت 1359 ه) ، ترجمة هاشم الصالحي ، ط 1 ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : 1420 ه.
ص: 438
ص: 439
ص: 440
صورة
ص: 441
ص: 442
مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطّاهرين.
قال الله جلّ شأنُه : (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(1).
وبعد :
فقد ثبت في فنّ العرفان النظريّ أنّ اسم الله تعالى «أجلُّ لفظ في الممكنات ، لأعظم معنى في الموجودات جميعاً ، بَهَتَ في عذوبة لفظه كلّ سالك مجذوب ، وتحيّرَ في عظمة معناه جميعُ أرباب القلوب ، تتدفّقُ المحبّةُ عن الاسم ، فكيف بالمعنى؟ فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا)(2)(3).
ولذا ، فقد شغل هذا الاسم العظيم أفكار العلماء والعارفين ، فكثر القول فيه ، وتعدّدت الآراء في أصله واشتقاقه ، وكلّ أعرب عن رأيه ، ومن 2.
ص: 443
هذا الخضمّ الفكري هذه المحاورة والمناظرة بين الشّيخ عليّ البحرانيّ مع سعد الدين التفتازاني - مع الفارق الزّمني بين العلَمين - ضمن منهج لبيان فكرة ، ومخالفة رأي في علميّة اللفظ الجليل (الله) سبحانه ، يتّصل بعرض الأدلّة ، والتّأكيد على متابعة السبيل بالبرهان والدليل : نقلاً وعقلاً ، والإفادة منهما في مقارعة الحجّة ، والصّدق العلمي والموضوعي.
وقد وضعتها - وأنا على هدي طريق التّحقيق - في فقرتين :
الأولى : تناولت فيها حياة المؤلّف - البحراني - بشيء من الإيجاز ، بالإفادة من المظانّ الّتي ترجمت له. ومن بعْدُ ، دراسة الرّسالة ، وذلك بعرضها منهجاً وأسلوباً.
أمّا الفقرة الثانية : فقد جعلتها في متن النّصّ نفسه وتحقيقه ، وبذل الجهد في الوصول به إلى صورة قريبة من مراد المؤلّف ؛ تمثيلاً لمبدأ التّحقيق العلمي الدّقيق.
ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت أرحم الرّاحمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* * *
ص: 444
الفقرة الأولى
الشيخ علي بن عبدالله البحراني
اسمه ونسبه(1) :
هُوَ العالم الرّبّانيّ الجليل ، الشّهيد الشّيخ عليّ بن عبد الله بن علي بن عبدالله بن علي ، الستري البحراني ، نزيل مسقط(2).
مولده ونشأته :
ولد الشيخ فِي قرية تدعى (مهزة) فِي جزيرة (سترة) البحرانيّة ، سنة 1256 ه- ، ونشأ فيها(3).
دراسته وثقافته العلمية :
وتربّى تربية علمية تحت رعاية والده الشّريف ، فقرأ عليه قدس سره أوّليات العلم ، وأبجديات اللغة ، وفنون الأدب ، في النّحو ، والصّرف ، والمعاني ، 4.
ص: 445
والبيان ، والمنطق ، ومن بعد ذلك مراحل البحث المتقدّمة ، ومراتبه العالية في الفقه والأصول وغيرها ، وقرأ على نخبة من أفاضل علماء البحرين ، قال صاحب أعيان الشيعة : «كان شريكاً في البحث مع الشّيخ أحمد بن صالح آل طعّان ، والسيّد ناصر آل أبي شبانة حتّى بلغ درجة سامية في العلم والفضل ..»(1).
وقد وُهِب الشيخ علي قدس سره - علاوة على ذلك - خصائص ومؤهّلات علميّة جعلته مميّزاً في ميادين المعرفة ، وبارعاً في مجالات الفنون والأدب ، حاذقاً فيها ، غير مقتصر على فنّ دون آخر ، بل أخذ يغرف من روافد المعرفة ما استطابت به نفسه ، يقول البلادي عنه في أنوار البدرين : «سمعت مستفيضاً أنّ له قدس سره حافظة عظيمة في التّواريخ والحديث والسير والأدب وأشعار العرب وله أشعار رائقة جيّدة بليغة ، قرأ عند والده الشيخ عبد الله بن الشيخ علي (المتقدّم ذكره) .. وقراءته بالنسبة إلى علمه وتحصيله قليل يسير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل الكبير ، وسمعت شيخنا العلاّمة الصّالح يذكر أنّ قراءته على أبيه قليلة جدّاً ، ولكنّه ذو حافظة وذكاء مفرط ...»(2).
تنقّلاته :
وفي تنقّلاته تذكر المصادر أنّه هاجر قدس سره في حياة والده من البحرين إلى عمان وسكن مدينة (مطرح) إحدى المدن العُمانية المطلّة على الخليج ، واستقرّ فيها ، فتصدّر كرسيّ الفتوى والإمامة ، وسائر الأمور الدينيّة ، فكان 6.
ص: 446
مرجع التقليد في تلك النواحي(1) ، وهدى الله به أهل تلك الدّيار ، وأخرجهم من الضّلال ، ولاسيّما الطّائفة المعروفة ب- : (الحيدرآبادية) ، فكانوا ببركته ذوي معرفة ودين ، وثبات ويقين ، بعد أن كانوا أصحاب جهل وتهاون بالدين ، وأقام بها مدّة مديدة في غاية الإعزاز والإكرام ، مشتغلاً بالتصنيف والعبادة والمطالعة والتأليف والتّدريس ، متصدّياً لأجوبة المسائل وإيضاح الدلائل ، ثمّ بعد ذلك حدثت قضية أوجبت خروجه منها ، وسكن بلدة (لنجة) من توابع إيران على الخليج ، إلى أن أدركه الأجل المحتوم ؛ بسبب من أيد آثمة قاتلة دسّت له السمّ ؛ فقضى نحبه مظلوماً ، شهيداً ، صابراً ، محتسباً(2).
مكانته وأقوال العلماء فِيه :
حفل ذكر الشيخ ومكانته العلمية بالتبجيل والتّعظيم والمدح وثناء العلماء وتقديرهم ، فكلّ من ذكره من علماء التّراجم أشار إلى مكانته المميّزة ، وثقافته الواسعة ، وعلمه الغزير ، وتحقيقه النافع ، وجهاده الطويل.
فقد قال عنه البلادي ، هو : «العالم العامل ، والمجتهد الكامل ، المحقّق المجاهد لأعداء الدين ، والمرابط في سبيل الله في الثغر الذي يلي إبليس الغوي اللعين .. كان رحمه الله تعالى من العلماء الأعلام ، والفقهاء الكرام والنقّاد الكرام العظام ومن رؤساء أهل النقض والإبرام والاجتهاد التامّ ، ومن نظر إلى مصنّفاته وتحقيقاته عرف صدق ما قلناه وحقيقة ما 6.
ص: 447
ذكرناه ...»(1).
وقال عنه صاحب مستدركات أعيان الشيعة : «فقيه متبحّر ، أصوليّ محقّق ، أديب شاعر»(2). وقال عنه مصنّف تاريخ البحرين : «تصدّر القضاء في اللنجة ، وهو من فضلاء المعاصرين ، ومجاز من علماء عصره»(3).
إجازته العلمية :
وأمّا في إجازته ووصفه ، فقد قال الميرزا حبيب الله الرشتي عنه في إجازة له ، قال : «قد استجازني العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، محقّق الحقائق ، ومستخرج الدقائق ، ومهذّب القواعد المحكمة ، وموضّح الإشارات المبهمة»(4).
وفاته ومدفنه :
وبعد أن أفنى الشيخ الجليل علي البحراني عمره في العلم والتأليف ، ورحاب المعرفة وخدمة الملّة والمذهب ، قضى نحبه رحمه الله شهيداً مسموماً في بلدة (لنجة) ، في شهر جمادى الأولى من سنة 1319 ه(5) ، وقيل(6) : في سنة 1318 ه- ، ودفن في المقبرة المعروفة ب- : (مقبرة الحرم) الّتي تقع 6.
ص: 448
جنوباً من قرية (جد علي)(1).
آثاره ومؤلّفاته :
لقد كان لحذق الشيخ قدس سره ، وفرط ذكائه ، وقوّة حافظته ، أن ترك مؤلّفات كثيرة ، وتصنيفات رشيقة ، وتحقيقات أنيقة ، تدلّ على غزارة علمه ، وسعة اطّلاعه ، وطول باعه ، وجامعيّته في العلوم والفنون ، كالعقائد والأصول والفقه والنحو والمنطق والأخلاق والأدب ، فاشتهرت وذاع صيتها في البلاد الإسلامية ، قال البلادي البحراني بعد أن ذكر من مؤلّفاته - الّتي سنأتي على ذكرها - اثني عشر مؤلّفاً بين كتاب ورسالة ، قال : «والظّاهر أنّ له عندنا من المصنّفات غير ما ذكرناه لكن عدّدنا ما رأيناه ، وأكثرها ولله الحمد عندنا ، وأكثر كتبه مطبوع الآن ...»(2).
ومن هذه المؤلّفات(3) :
1 - الأجوبة العلية للمسائل المسقطية(4) ، في الأصول الدينية والفقهية.
قال البلادي : «قد جمعها تلميذه وابن أخته الشابُّ الأسعد الشيخ أحمد ابن الحاجّ محمد بن سرحان البحراني ورتّبها على ترتيب الفقه وهو 7.
ص: 449
كتاب نفيس وجامع أنيس ...»(1).
2 - إعجاز القرآن.
3 - ديوان شعر.
4 - رسالة عملية في الطهارة والصلاة.
5 - رسالة في بعض مسائل التوحيد.
6 - رسالة في التقيّة وأحكامها.
7 - رسالة في الفرق بين الإسلام والإيمان وتحقيقهما.
8 - رسالة في تحريم التشبيه.
9 - رسالة في المتعة وفضلها(2).
10 - رسالة في نفي الاختيار في الإمامة عقلاً ونقلاً ، قال البلادي عنها : «هي رسالة حسنة جيّدة محكمة الأدلّة»(3).
11 - رسالة في وجوب الإخفات بالبسملة في الأخيرتين وثالثة المغرب لمن قرأ الفاتحة ، خلافاً للمشهور وفاقاً لابن إدريس رحمه الله الحلّي ، قال البلادي : «وهذه الرسالة قد نقضها العلاّمة الشيخ أحمد بن صالح البحراني نقضاً جيّداً وهو عندنا»(4).
12 - شرح الحدود في النحو.
13 - قامعة أهل الباطل(5) ، في الردّ على بعض الحنفيّين المحرّمين لتعزية الإمام الحسين عليه السلام.5.
ص: 450
14 - لسان الصدق في الردّ على كتاب لبعض أحبار النصارى ، قال البلادي : «لقد أجاد بما أجاب وطابق الواقع والصواب وقد ذكر في آخره خاتمة جيّدة في الإمامة وختمه بقصيدة فريدة متضمّنة لما قرّره في الكتاب»(1). وقد طبع في الهند ، ثمّ أُعيد طبعه في مصر(2).
15 - منار الهدى في إثبات النّصّ على الأئمّة الأمناء ، قال البلادي في وصفه وتقريضه : «تعرّض فيه لنقض كلام ابن أبي الحديد المعتزلي وأصحابه ، ولردّ كلام القوشجي في شرح التجريد وأضرابه من معتزلة وأشاعرة ، وهو كتاب جليل ، ومصنّف عديم المثيل ، محكم الدليل ، هاد إلى سواء السبيل ، يستحقّ أن يكتب بالتبر على الأحداق ، لا بالمداد على الأوراق ، كما لا يخفى على أولي الفضل والحُذّاق ، وقد قلت فيه مادحاً ، وله مقرّظاً ؛ نصرة للحقّ وأهله وتقرّباً لله ورسوله وآل رسوله وإن لم أجتمع بصاحبه :
هذا منار الهدى حقّاً وذا علمه
هذا لسان الهدى حقّاً وذا قلمه
فالزم محجّته واسلك طريقته
تلق النّجاة يقيناً حين تلتزمه
فالحقّ نور عليه للهدى علم
من أمَّه مستنيراً قاده علمه
ولنا عليه أيضاً تقريظ آخر في أبيات جيّدة تقارب عشرين بيتاً ذكرناها في كتابنا المسمّى ب- : جنّات تجري من تحتها الأنهار في المناظيم العلمية والمدائح والمراثي وسائر الأشعار ...»(3).5.
ص: 451
16 - واسطة العقد الثمين في الصلاة(1).
17 - وله مجلّد كبير يحتوي على مجموعة من الرسائل في مجموعة من العلوم بلغت سبع وعشرين رسالة كلّها بخطّ المؤلّف رحمه الله ، المتميّز بالدّقّة والوضوح ، وهي نسخة فريدة توجد في مركز إحياء التّراث الإسلامي بقم(2) ، والمخطوط الذي نعمل على تحقيقه - الآن - من هذه المجموعة ، قال البلادي - بعد أن فرغ من ذكر بعض من مصادره - قال : «وله أجوبة مسائل كثيرة وجوابه في غاية البسط والإيضاح والاستدلال كما هو الغالب في أجوبة أمثاله من علماء بلادنا الأبدال ، شكر الله سعيهم الجميل وأثابهم بالأجر الجزيل»(3).
الدراسة :
وصف الرسالة :
وهي عبارة عن رسالة مختصرة في محاورة السعد التفتازاني ، ومعارضته في الاسم المعظّم (الله) ، حوت ثلاث فوائد ، ذكرها المؤلّف في بداية الرّسالة ، إذ قال(4) : «إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ ى.
ص: 452
الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي(1) ، فِي مَبْحث مِن مَبَاحِثِهِ» ، أي : في مبحث تعريف المسند إليه من مباحث علم المعاني في شرح المطوّل على تلخيص المفتاح.
ومن ثمّ بنى الفوائد الثلاث على قوله : «وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ ، فَبِالحَرِيّ بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الحُجَّةِ ، وَإِصْدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيضاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ». وهي :
الفَائِدَةُ الأُولَى : في اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله) ، وفي أصله الاشتقاقي ، وعلّته الإعلالية ، وعزو بعض الآراء إلى أصحابها ، وترجيح بعضها بالدليل النّقلي ، ومن هناك ختم الفائدة بإطباق علماء العربية على القول باختصاصه بالحقّ سبحانه.
الفَائِدَةُ الثانية : في معنى وضع الألفاظ ، وتناول فيها الوضع وحدّه ، وطريق معرفته عند علماء العربيّة والأصوليّين ، .. قال : «الوَضْعُ فِي اصْطِلاحِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّة ، والأصُولِ : هُوَ تَعْيينُ اللفْظِ لِلدّلالةِ عَلَى المَعْنَى بِنَفْسهِ».
الفَائِدَةُ الثالثة : في الكلّيّ وحقيقته وتقسيمات المنطقيّين والأصوليّين فيه ...
وفي خاتمة الرّسالة جعل البحراني إيراد نصّ التّفتازاني ، والجواب ة.
ص: 453
عن إشكالية التّوجيه فيه.
منهج الرّسالة وأسلوبها :
عندما نتصفّح الرّسالة نجد مجموعة من الأسس والمراجع الّتي قد أفاد منها المؤلّف في بناء هيكلها العلمي ، ومِن ثَمّ في الطّرح والمناقشة ، منها :
ما هو نقلي متمثّلاً بأصول نحويّة كالسماع ، والاستشهاد اللغوي ، والاستعمال عند علماء العربيّة ، والأصول.
والآخر عقليّ ، في كلّيّات القياس المنطقي والأصولي .. وكذا في العرفان على سبيل الإشارة أو اللمحة العابرة ، وقد تقدّم شيءٌ من ذلك ، في بيان الغرض من تأليف هذه الرسالة.
لقد كانت سبيل البحراني في عرض المادّة موزّعة بين توضيح الأصول والكُلّيّات ، ومن بعدُ الحوار والمناقشة وبيان الرّأي : من ذلك ، مثلاً في الكُلّي وحقيقته ، قوله : «الكلّيّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كُلّيٌّ ، أَيْ : مَفْهُومٌ لا يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوّرهِ مِنْ وُقُوعِ الشّركةِ فِيْهِ. وَحَقِيْقَتُهُ : هُو مَا يَصْدقُ فِي الذِّهْنِ عَلَى أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة بِالحَقَائِقِِ ، ك- : (الجِنْسِ ، والعَرْضِ العَامِّ) ، أَوْ مُتّفِقَة بِالحَقَائِقِ ، ك- : (النَّوعِ ، والفَصْلِ ، والخَاصّةِ) ، بِوَضْع وَاحد هُو مِن هَذهِ الحَيْثِيَّةِ ...».
ثم يوضّح بعض مفاصل الحدّ مع مراجعه ، فيقول : «وَقَوْلِي فِي التّعريفِ : (بِوَضْع وَاحِد) ؛ لإخْرَاجِ المُشْتَركِ ؛ فَإِنّهُ ، وَإِنْ صَدَقَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَرْد وَاحد ، إلاّ أنّهُ يَصْدُقُ عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ مَعَانِيهِ ، بِتَعْيين خَاصّ لِذَلِكَ المَعْنَى ، فَهُوَ مُتَعَدِّدُ الوَضْعِ ، بِخِلافِ الكُلِّيّ ، ك- : (حَيْوَان ، إِنْسَان) ،
ص: 454
فَإنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا مَوْضُوعٌ لِمَعْنىً مُفْرَد ، يُوْجدُ ذَلِكَ المَعْنَى فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، فَيَصْدُقُ ذَلِكَ المَوضُوعُ عَلَى كُلّ مِنْها بِوَضْعهِ الأوّلِ ، مِنْ غَيْرِ احْتِيَاج إِلَى اسْتِئْنَافِ وَضْع آخَرَ ، وَيُحْمَلُ عَلَى كُلّ مِنْها حَمْلاً حَقِيقِيّاً ، كَمَا يُقالُ : الإنْسانُ حَيوانٌ ، والفَرَسُ حَيْوَانٌ ، وزَيْدٌ إنْسانٌ ، وَعَمْرٌو إنْسانٌ. وَهَذَا ، أيْضاً ، وَاضِحٌ بَيّنٌ فِي مَبْحَثِ الوَضْعِ مِن مَبْسُوطاتِ كُتُبِ المَنْطِقِ ، والأصُولِ».
أو الإشارة إلى الفكرة ، وعدم التفصيل فيها ؛ لأنّها معروفة ، كقوله : «وهَذَا الحُكْمُ مَعْلومٌ بَيْنَ أَهْلِ العِرْفَانِ ، وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الشّيخُ الرَّئِيْسُ ابنُ سِيْنَا فِي مَواضِعَ مِنْ كِتَابِ الشِّفَاءِ». وقوله : «إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَعَانِي المَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ المَنْطِقِ ، والأُصُولِ».
أو تلخيص رأي وتصحيحه ، ومن ثمّ اتخاذه ، ومن ذلك قوله : «ويُعْزَى هَذَا المَذْهَبُ إِلَى الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِي. وَعَلَى مَا أَفَادَ يَكُونُ الاسْمُ عَلَماً مُرْتَجَلاً مِنْ جُمْلَةِ الأعْلامِ المُرْتَجَلَةِ ، كَ- : (زَيْد ، وَعَمْرو)».
وكذلك قوله في اشتقاق الاسم المعظّم من : (إِله) ، قال : «وَيُصَحّحُ هَذَا المَذْهَبَ قَوْلُ مَوْلانَا أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفرِ بنِ مُحَمد الصّادقِ عليهما السلام ، فِي خَبَرِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ. يَاهِشَامُ ، اللهُ مُشتَقٌّ مِن : إلِه ، وإِله يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، والاِسْمُ غَيرُ المُسمّى ، .. الخبر» ، ثمّ قال : «وَأَصَحُّ مَذاهِبِ الاشْتِقَاقِ الأوّلُ».
أمّا طريقته في مناقشة التفتازاني ، فقد اتّسمت بالموضوعية ، والحوار العلمي المبني على الأدلّة المتنوّعة ، نقلاً وعقلاً ، كإيراد النّصّ كُلّه ، وتلخيص رأيه ، ومساجلة فقراته ، قال : «وَإِذَا اتّضحَ مَا أَفَدْنَاهُ مِنَ الفَوائِدِ ،
ص: 455
فَاعْلَمْ أَنّ سَعْدَ الدّين التّفْتَازَانِي قَالَ فِي مَبْحَثِ إِيَرادِ المُسْنَدِ إِلَيْهِ مُعَرَّفاً بِالعَلَميّة مَعَ لَفْظِ التّلخِيْصِ ...». ثمّ يورد النّصّ كاملاً.
ثمّ قال : «وَحَاصِلُهُ الاسْتِدْلالُ عَلَى ثُبُوتِ العَلَميَّةِ فِي الاسْمِ الكَرِيْمِ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدِهْمَا : عَدَمُ إفَادَةِ كَلِمَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ : بِعَلَمِيَّتِهِ.
وَالثَّانِي : لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشَّيءِ مِنْ نَفْسهِ ، أَو الكَذِبُ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ بِهِ أَيْضاً ، وَكُلّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ ؛ فَيَثْبُتُ المَطْلُوبُ».
ثمّ يدحض رأي التفتازاني بعد الحوار وجدل الأدلّة ، فيثبت رأيه بالموضوع على أصل لغويٍّ باعتماد السّماع ، لا التّعليل والقياس المنطقي البعيد عن واقع الاستعمال اللغوي ، قال : «وَأَقُولُ : إنّ مِنَ المَقْطوعِ بِهِ عِنْدِي كَوْنُ الاسْمِ الكَرِيمِ عَلَماً عَلَى ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ - جلّ وعلا - ؛ لِنَقْلِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ ذَلِكَ ، كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الفَائِدَةِ الأُوْلَى ، لا لِمَا ذَكَرَهُ المُشَارُ إِلَيْهِ. [ويعني : التفتازاني] وَالجَوَابُ عَنِ الوَجْهَيْنِ مَعاً ، فَإِنَّهُمَا : إِثْبَاتٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَويِّ بِالقِيَاسِ ، وَالْلُّغَةُ لا تَثْبُتُ قِيَاساً بِاتّفَاق».
وهو نتيجة لمقدّمة قد فرغ منها في الفائدة الثانية ، عندما ذكر الوضع ، وطريق معرفته ، فقال : «وَطَرِيْقُ مَعْرِفَتِهِ النَّقْلُ ، أَيْ : نَقْلُ أَهْلِ اللّغةِ : أَنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ، وَلا يَثْبُتُ بِالتّعْلِيْلِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ العُلُومِ ، فَقَدْ صَرَّحَ الأصُوُلِيّونَ : بِأَنّ اللُغَةَ لا تَثْبُتُ قِيَاساً. يَعْنِي ؛ لا يُقَالُ : إِنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ؛ لِعِلّةِ كَذَا ، بَلْ يَكُونُ ثُبُوتُهُ مَوْقُوفاً عَلَى السَّمَاعِ المُسْتَفَادِ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ اللُغَةِ فَقَطْ».
ص: 456
رأيه في الموضوع :
ومن ثمّ خلص إلى رأي أعرب عنه قوله : «وَالحَاصِلُ : أَنَّ عَلَمِيَّةَ الاسْمِ المُعَظَّمِ ثَابِتَةٌ بِالنَّقْلِ لا بِمَا ذَكَرَهُ التِّفْتَازَانِي مِنَ التَّعْلِيْلِ المَرْدُودِ بِمَا سَمِعْتَهُ ، وَفِيْهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ عَرَفَ وَأَنْصَفَ».
النسخة المعتمدة :
لقد كان الاعتماد في التّحقيق على نسخة واحدة فريدة مكتوبة بخطّ المؤلّف رحمه الله ، مع مجموعة من الرّسائل بلغت (27) السبع والعشرين رسالة ، وقد وقعت النّسخة المخطوطة منها برقم (24) الرابعة والعشرين ، من المجموعة كلّها ، المرقّمة ب- : (146) ، المحفوظة في خزانة مركز إحياء التّراث الإسلامي في قم المقدّسة في إيران ، والمذكورة في فهرست المخطوطات العربية في المركز : 1/116.
وصف المخطوط :
تقع الرسالة في ثماني صفحات بقياس : (25×16 سم) ، في متوسّط عدد كلمات (16) كلمة في السطر الواحد ، وفي كلّ صفحة (17) سطراً.
مكتوبة بخطّ النسخ الاعتيادي كتابة واضحة مقروءة ، مع قلّة الأخطاء النّحوية والإملائية ، وقد ذيّلت الصّفحات بكلمة أو كلمتين ؛ للتصفّح أو التعقيب في أسفل الجهة اليسرى من جهة القارئ ، فضلاً عن ترقيمها في أعلاها.
ص: 457
نسبة الرسالة :
أمّا نسبتها ، فقد جاءت واضحة في المخطوط - فضلاً عن إشارة مركز إحياء التراث الإسلامي إليها - بعنوانها مع ذكر مؤلّفها مرّتين : الأولى : في بداية الرّسالة ، فقد جاء فيها : «فَيَقُولُ المُفْتَقِرُ إِلَى وُجُودِ رَبّهِ الصَّمَدانِّي عَليّ ابن عَبْدِ اللهِ البَحْرَانِي : إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي ، فِي مَبْحث مِن مَبَاحِثِهِ».
والمرّة الثانية : في نهايتها مع تعيين تأريخ نسخها بالنّصّ : «حَرَّرَهُ تُرَابُ أَقْدامِ العُلَمَاءِ علىُّ بن عبدِ اللهِ البَحْرَاني ، عَاشِر ذِي القُعْدَةِ الحَرَامِ ، سَنَة 1315 ه».
وقد خُتِمَت بختم المركز في منتصف الجهة اليمنى من على جهة القارئ.
تسمية الرسالة :
يبدو أنّ مركز إحياء التّراث الإسلامي قد طاب له انتخاب وسم الرّسالة ب- : (شرح لفظ الجلالة) على الرّغم من أنّها ليست كذلك ، وإنّما هي بالعنوان الّذي تصدّرها وهو : «هَذِه معارضة ومناظرة للعلاّمة المحقّق المدقّق الشّيخ علي خلف المرحوم الشيخ عبدالله بن الشّيخ علي مع الفاضل المحقّق سعد الدين التفتازاني».
وهو أمر بارز في الرّسالة كموضوع لها ، بيد أنّ العنوان الّذي اتُّخِذَ - على بلاغته - من باب تسمية كلّ موضوع باسم جزئه ؛ لأنّ الرّسالة قد تناولت لفظ الجلالة في منحاه الاشتقاقي ، وشرحه اللغوي ، وهو ما أعربت
ص: 458
عنه الفائدة الأولى منها ، لكنّنا سوف نضيف للعنوان الذي آثره المركز تسمية الرّسالة بالمناظرة أيضاً ؛ على ما جاء في معنى الأصل.
منهجنا فِي التّحقيق :
كان اقتضاء العملية التحقيقيّة في الرسالة ؛ إخراجاً لنصّها بصورة علمية على ما يرضاه المؤلّف رحمه الله ؛ على ما يأتي :
تحرير النّصّ على وفق القواعد الإملائيّة النحوية المعروفة ، وضبط ما يحتاج إِلَى ذَلِكَ.
تحريك النّصّ ، بنية وتركيباً ، قدر المستطاع.
توثيق الآيات القرآنيّة ووضعها بَين قوسين مشجّرين ، هكذا : [(....)] فِي المتن ، والإشارة إِلَى مكانها من السّورة مع رقمها فِي الهامش ، ومن ثمّ إثبات تمام الآية كاملاً.
تخريج الأبيات الشعرية التي تمثّل بها المؤلّف ، والإحالة على المصادر الّتي وردت فيها.
الإحالة على المصادر الرئيسة الّتي أفاد منها المؤلّف ، فِي مسائل كثيرة ، مِنْهَا آراء العلماء ، وكذلك الخلاف ..
ترجمة الأعلام الّذين أخذ عنهم المؤلّف ، والتّعريف بهم ، مع مظانّ ذلك.
المقارنة في عدد من المسالك الّتي وردت في الكتب العربية : المعجمية والصّرفيّة والنّحويّة ، وكتب علوم القرآن.
التّعقيب على ما يشكل من الأمور.
جعلنا عنوانات جانبية فِي بداية الفوائد ، وقد وضعناها بَين قوسين
ص: 459
معقوفين ، هكذا : [...].
ما أضفناه على النّصّ صيّرناه بين قوسين معقوفين ، هكذا : [...] ، مع الإشارة إليه فِي الهامش.
وضعنا خطّين مائلين مع قوسين معقوفين ، هكذا : ([....]//) ووضعنا أرقام الصفحات الّتي كَانَت فِي أعلى كلّ صفحة ، داخل القوسين ؛ فكان بذلك توضيحاً لرقم الصّفحة مع نهايتها ، وبداية الأخرى الّتي تليها من المخطوط.
وبعد :
فالله ندعو أن يمنّ علينا بمعرفة اسمه ورسمه ، ويجعلنا من العرفاء به ، بمحمد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) آمين ربّ العالمين.
عماد جبّار كاظم
ص: 460
صورة
ص: 461
صورة
ص: 462
الفقرة الثانية
بِسْم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ القَدِيْمِ الأزلىِّ ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي وُجُوبِ وُجُودِهِ ثَان(1) ، الأَحَدِي الذَّاتِ ، الَّذِي لا تَلْحَقُهُ الأَحْوَالُ ، وَلا المَعَانِي ، وَالصَّلاةُ وَالسّلامُ عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ بِالقُرْآنِ العَظِيْمِ ، وَالسَّبْعِ المَثَانِي ، نَبِيِّنَا مُحَمد ، وَآلِهِ المُبَرَّزِيْنَ بِالفَضْلِ عَلَى كُلِّ قَاص وَدَان(2).
وَبَعْدُ :
فَيَقُولُ المُفْتَقِرُ إِلَى وُجُودِ رَبّهِ الصّمداني عَليّ بْن عَبْدِاللهِ البَحْرَانِي : إنّ هَذَا كَلامٌ أَلّفْتُهُ ، وَجَمَعْتُهُ فِي مُنَاظَرَةِ الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي(3) ، فِي مَبْحث مِن .
ص: 463
مَبَاحِثِهِ(1).
وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ(2) ، فَبِالحَرِيّ(3) بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ(4) العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الْحُجَّةِ ، وَإِصْدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيْضَاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ.
الفَائدَةُ الأُولَى :
[اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله)]
إِنّ عُلَمَاءَ العَرَبِيَّةِ قَدِ اخْتَلَفُوا(5) فِي لَفْظِ الاسْمِ المُعَظَّمِ ، فَمِنْهُم مَنْ .
ص: 464
ذَهَبَ إِلَى أَنّهُ اسْمٌ أَصْلِيٌّ ، غَيْرُ مُشْتَقّ مِنْ شَيء ، جُعِلَ ابْتِدَاءً عَلَماً عَلَى
ص: 465
ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ - جَلّ وَعَلاَ - ؛ إذْ لا يُشتَرَطُ فِي كُلِّ اسْم أَنْ يَكُونَ مُشْتَقّاً(1). .
ص: 466
ويُعْزَى(1) هَذَا المَذْهَبُ إِلَى الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ .
ص: 467
الفَرَاهِيْدِي(1).
وَعَلَى مَا أَفَادَ يَكُونُ الاسْمُ عَلَماً مُرْتَجَلاً(2) مِنْ جُمْلَةِ الأعْلامِ المُرْتَجَلَةِ ، [359]// كَ- : (زَيْد ، وَعَمْرو).
وَجَمْهُورُ النّحْويّينَ أَثْبَتُوا أنّهُ مُشْتَقٌ(3) ، ثُمّ اخْتَلَفُوا أَيْضاً ،9.
ص: 468
فَمِنْهُم(1) مَنْ ذَهَبَ إِلَى أنّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : (أَلِهَ إلهة) ، فَهُوَ : (إلآه) ، عَلَى .
ص: 469
وَزْنِ : (فِعَال) ، مَكْسُورِ الفَاءِ ، كَ- : (عِصَام ، وَزِمَام) ، بِمَعْنى : مَأْلُوه ، أَيْ : مَعْبُود ، كَ- : (كِتَاب) ، بِمَعْنَى : مَكْتُوب. ثُمّ زِيْدَتْ فِيْهِ (أَلْ) ، وَحُذِفَتْ(1) مِنْهُ الهَمْزَةُ ، الّتِي هِي فَاؤُهُ ، فَصَارَ (الله) عَلَى وَزْنِ : (العَال) ، ثُمّ جُعِلَ عَلَماً على الذّاتِ الوَاجِبِ الوُجُودِ.
وَيُصَحّحُ هَذَا المَذْهَبَ قَوْلُ مَوْلانَا أَبِي عَبْدِاللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمد الصّادقِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)(2) ، في خَبَرِ هِشَامِ بنِ الحَكَمِ(3). .
ص: 470
يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشتَقٌّ مِن : إلِه ، وإِله(1) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، والاِسْمُ غَيْرُ المُسَمَّى ، فَمَنْ عَبَدَ الاسْمَ دُوْنَ المُسَمَّى ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَمْ يَعْبُدْ شَيئاً. وَمَنْ عَبَدَ الاِسْمَ ، والمُسَمَّى ، فَقَدْ أَشْرَكَ. وَمَنْ عَبَدَ المُسَمَّى بِوُقُوعِ الاِسمِ عَلَيْهِ ، فَقَدْ وَحّدَ اللهَ ...(2) الخَبَر. .
ص: 471
وَمِنْهُم(1) مَنْ ذهَبَ إلى أنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : لاه ، بِمْعنَى : اسْتَتَرَ ، فَهُوَ لاه. ار
ص: 472
وَأصْلُهُ : لَيِهَ ، فَهُوَ لَيِهٌ ، ك- : (فَرِحَ ، فهو فَرِحٌ). قُلِبَتْ يَاؤُهُ فِي الفِعْلِ وَالصِّفَةِ ألِفاً ؛ لِتَحَرّكِهَا ، وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فِيْهِمَا مَعاً. فَوَزْنُهُ : (فَعِل) ، ثُمّ زِيدَتْ فِيْهِ (أَلْ) ، فَصَارَ (الله) ، عَلَى وَزْنِ : (اَلْفَعِلُ) ، ثُمّ جُعِلَ عَلَماً عَلَى ذَاتِ البَارِئِ القَادِرِ - تَبَاركَ وَتَعَالى.
وَقَدْ يَجيئ فِي كَلامِ العَرَبِ بِحَذْفِ (أَلْ) فِي النِّدَاءِ ، كَقَوْلِ عَبْدِ المُطّلِبِ(1) : .
ص: 473
لاهُمَّ إنَّ المَرْءَ يَمْ-
-نَعُ رِحْلَهُ(1) ، فَامْنَعْ
حِلالَك(2)
يَعْنِي : يَا اللهُ.
وَفِي غَيْرِهِ ، كَقَوْلِ(3) ذِي الإصْبِعِ العُدْوَانِي(4) :
لاهِ ابنِ عَمِّكَ لا أَفْضَلتَ فِي حَسَب
عَنِّي وَلا أَنْتَ ديّانِي فَتَخْزُونِي(5).
ص: 474
أي : للهِ.
ص: 475
وَعَلَى هَذَيْنِ المَذْهَبَيْنِ(1) ، فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنَ الوَصْفِيّةِ إِلَى العَلَمِيَّةِ.
وَفِي اشْتِقَاقِهِ ، أَيْضاً أَقْوَالٌ أُخَرُ(2) :
مِنْهَا : إنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ : الوَلَهِ(3) ، وَهُوَ : التَّحَيّرُ(4)..
ص: 476
وَمِنْهَا : إنّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : أَلِهَ ، إِلَيْهِ ، بِمَعْنَى : فَزِعَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل(1) ، أَوْ بِمَعْنَى : سَكَنَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل آخَرَ(2)..
ص: 477
وَلِكُلّ مِنْ هَذهِ [360]// المَذَاهِبِ وَجْهٌ. وَأَصَحُّ مَذاهِبِ الاشْتِقَاقِ الأوّلُ(1).
وكُلُّهُم مُتَّفِقُونَ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بالوَاجِبِ الحَقِّ ، لا يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ بِوَجْه مِنَ الوُجُوهِ(2).
الفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ :
[فِي الوضع ومعناه]
فِي مَعْنَى وَضْعِ الألفاظِ.
الوَضْعُ فِي اصْطِلاحِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّة ، والأصُولِ : هُوَ تَعْيينُ اللفْظِ ؛ لِلدّلالةِ عَلَى المَعْنَى بِنَفْسهِ(3). .
ص: 478
والقَيْدُ الأَخِيْرُ ، لإخْراجِ المَجازِ ؛ لأنّهُ يَدُلُّ عَلَى مَا أُريدَ بِهِ بالقَرِيْنةِ(1) ، ولا فَرْقَ فِي المَعْنى بَينَ أنْ يَكونَ مُفْرَداً ، أَو مُرَكّباً ، وَبَيْنَ أَن يَكونَ شَخْصِيّاً حَقِيْقِيّاً ، ك- : (زَيْد) ، أَوْ جُزْئِيّاً مُطْلَقاً ، ك- : (بَعْض) ، أَو كُلّيّاً ، ك- : (إنْسان) ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَعَانِي المَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ المَنْطِقِ(2) ، والأُصُولِ(3).
وَهُو أَخَصُّ مِنَ الاسْتِعْمَالِ مُطْلَقاً عَلَى مَا يَذْهَبُ إِلَيهِ مُعْظَمُ الأصُولِيّينَ. ا.
ص: 479
وَطَرِيْقُ مَعْرِفَتِهِ النَّقْلُ ، أَيْ : نَقْلُ أَهْلِ الّلغةِ : أَنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ، وَلا يَثْبُتُ بِالتّعْلِيْلِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ العُلُومِ ، فَقَدْ صَرَّحَ الأُصُوْلِيّونَ : بِأَنّ اللُغَةَ لا تَثْبُتُ قِيَاساً(1). يَعْنِي ؛ لا يُقَالُ : إِنَّ هَذَا اللفْظَ مَوْضُوعٌ لِهَذَا المَعْنَى ؛ لِعِلّةِ كَذَا ، بَلْ يَكُونُ ثُبُوتُهُ مَوْقُوفاً عَلَى السَّمَاعِ المُسْتَفَادِ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ اللُغَةِ فَقَطْ.
الفَائِدَةُ الثّالثةُ :
[فِي الكلّي وحقيقته]
الكُلِّيّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كُلّيٌّ ، أَيْ : مَفْهُومٌ لا يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوّرهِ مِنْ وُقُوعِ الشّركةِ فِيْهِ(2).
وَحَقِيْقَتُهُ : هُو مَا يَصْدقُ فِي الذِّهْنِ عَلَى أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة بِالحَقَائِقِِ ، ك- : (الجِنْسِ ، والعَرْضِ العَامِّ) ، أَوْ مُتّفِقَة بِالحَقَائِقِ ، ك- : (النَّوعِ ، والفَصْلِ ، والخَاصّةِ) ، بِوَضْع وَاحد هُوَ مِنْ هَذهِ الحَيْثِيَّةِ ، لا يَجِبُ أَنْ يَكونَ لهُ أفرادٌ مَوْجودةٌ في الخَارِجِ ، بَلْ جَازَ أن يَكُونَ لهُ أَفْرَادٌ خَارِجِيَّةٌ ، وَجَازَ ألاّ يَكُونَ ، وَجَازَ أنْ ينْحَصِرَ فِي فَرْد وَاحِد.
وهَذَا الحُكْمُ مَعْلومٌ بَيْنَ أَهْلِ العِرْفَانِ ، وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الشّيخُ 8.
ص: 480
الرَّئِيْسُ ابنُ سِيْنَا(1) فِي مَواضِعَ مِنْ كِتَابِ الشِّفَاءِ(2).
وَقَدْ قَسّمَ المَنْطِقِيّونَ في مُقَدِّماتِ المَنْطِقِ الكُلِّيَّ إِلَى : مَا لَيْسَ لَهُ فِي الخَارِجِ أَفْرَادٌ [361]// أَصْلاً ، كَالعَنْقَاءِ عَلَى القَوْلِ بِعَدَمِ وُجُودِهَا(3) ، وَإِلَى مَا لَه فِي الخَارِجِ أَفْرَادٌ غَيْرُ مُتَنَاهِية ، كَالنّفوسِ البشريّةِ ، عَلَى مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ جَمْهُورُ الحُكَمَاءِ ، أَوْ جَمِيْعُهُمْ ، وَإِلَى مَا لَهُ فِيهِ أَفْرَادٌ مُتَنَاهِيَةٌ ، كَالكَوَاكِبِ السّيّارةِ ، وَإِلَى مُنْحَصِر فِي فَرْد وَاحد ، كَالشَّمْسِ ، وَالقَمَرِ.
وَيَجْرِي مَجْرَى كُلّ مِنْ هَذهِ الأقْسامِ مَا أَشْبَهَهُ مِنَ المَفْهُومَاتِ الكُلّيّةِ ، كَمَا لا يخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ فِي تِلْكَ الصِّناعَةِ يَدٌ ، وَلَهُ بِهَا خِبْرَةٌ.
وَقَوْلِي فِي التّعريفِ(4) : «بِوَضْع وَاحِد» ؛ لإخْرَاجِ المُشْتَركِ ؛ فَإِنّهُ ، وَإِنْ صَدَقَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَرْد وَاحد ، إلا أنّهُ يَصْدُقُ عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ ر.
ص: 481
مَعَانِيهِ ، بِتَعْيين خَاصّ لِذَلِكَ المَعْنَى ، فَهُوَ مُتَعَدِّدُ الوَضْعِ ، بِخِلافِ الكُلِّيّ ، ك- : (حَيْوَان ، إِنْسَان) ، فَإنَّ كُلاً مِنْهُمَا مَوْضُوعٌ لِمَعْنىً مُفْرَد ، يُوْجدُ ذَلِكَ المَعْنَى فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، فَيَصْدُقُ ذَلِكَ المَوضُوعُ عَلَى كُلّ مِنْها بِوَضْعهِ الأوّلِ ، مِنْ غَيْرِ احْتِيَاج إِلَى اسْتِئْنَافِ وَضْع آخَرَ ، وَيُحْمَلُ عَلَى كُلّ مِنْها حَمْلاً حَقِيقِيّاً ، كَمَا يُقالُ : الإنْسانُ حَيوانٌ ، والفَرَسُ حَيْوَانٌ ، وزَيْدٌ إنْسانٌ ، وَعَمْرٌو إنْسانٌ.
وَهَذَا ، أيْضاً ، وَاضِحٌ بَيّنٌ فِي مَبْحَثِ الوَضْعِ مِن مَبْسُوطاتِ كُتُبِ المَنْطِقِ(1) ، والأصُولِ(2).
وإذَا تقرّرَ هَذا ، فَاعْلَمْ أنّ الكُلّيَّ المُنْحَصِرَ خَارِجاً فِي فَرْد وَاحِد - إذا أُطْلِقَ - انْصَرَفَ الذِّهنُ مِنْهُ إِلَى ذَلِكَ المُفْرَدِ المَعْرُوفِ مِنْهُ ، وَلا يَنْصَرِفُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَلا يَتَرَدَّدُ فِيهِ ، أَلا تَرَى أنّهُ لَو قَالَ إنْسانٌ لآخَرَ : لا أُكَلِّمُكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ ، أَوْ غَربَتْ. أَوْ قَالَ لَهُ : لا أَصْحَبُكَ مَا بَزَغَ قَمَرٌ ، وَأَفَلَ ، لا يَنْصَرِفُ ذِهْنُ المُخَاطَبِ وَالسّامِعِ إلاّ إِلَى ذَيْنِك الجِسْمَيْنِ المُنِيْرَينِ ، ولا يَتَوَهَّمُ أَحَدٌ مِنَ العَارِفِيْنَ بانْحِصَارِ مَعْنَاهُمَا فِيْهِمَا ؛ إِرَادَةَ المُتَكَلّمِ غَيْرَهُمَا مِنْ نَوْعَيْهِمَا ؛ لِعِلْمِهِ بِعَدَمِ وُجُودِ فَرْد غَيْرِهِمَا يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ اللفْظُ ، بَلْ يَجْرِيَانِ فِي انْصِرَافِ الإطْلاقِ إِليْهِمَا خَاصّةً ، مَجْرَى العَلَمِ بِالغَلَبَةِ(3) ، مِثْلُ : (البَيْت) فِي [362]// 6.
ص: 482
قَوْلِهِ تَعَالى : (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)(1) لا مَجْرَى النَّكِرَةِ المَحْضَةِ ، وَاسْمِ الجِنْسِ ، وإنْ كَانَ مِثْلُهُمَا(2) نَكِرَةً.
واسْمُ الجِنْسِ فِي اصطلاحِ النُّحَاةِ(3) ؛ لِشيوعهِ فِي أَفْرَاد ذِهْنِيَّة ، أَوْ تَقْدِيريَّة. وَهَذا ظَاهِرٌ لِكُلّ ذِي فَهْم ، وَمَعْرِفَة.
وَإِذَا اتّضَحَ مَا أَفَدْنَاهُ مِنَ الفَوائِدِ ، فَاعْلَمْ أَنّ سَعْدَ الدّين التّفْتَازَانِي قَالَ فِي مَبْحَثِ إِيَرَادِ المُسْنَدِ إِلَيْهِ مُعَرَّفاً بِالعَلَمِيَّةِ مَعَ لَفْظِ التّلخِيْصِ(4) ، [قال](5) : «نَحْو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(6) ، فَاللهُ أَصْلُهُ الإلَهُ ، حُذِفَتْ الهَمْزَةُ ، وَعُوّضَ 1.
ص: 483
عَنْهَا(1) حَرْفُ التَّعْرِيْفِ ، ثُمَّ جُعِلَ عَلَماً لِلذَّاتِ الوَاجَبِ الوُجُودِ الخَالِقِ لِكُلِّ شَيء. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ اِسمٌ لِمَفْهُومِ الوَاجِبِ لِذَاتِهِ ، أَو المُسْتَحِقِّ لِلعُبُوديّةِ لَهُ ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا كُلّيّ انْحَصَرَ فِي فَرْد ، وَاحِد(2) ، فَلا يَكُونُ عَلَماً ؛ لأنّ مَفْهُومَ العَلَمِ جُزْئِيٌّ ، فَقَدْ سَهَا(3).
ألا يَرَى(4) أَنّ قَوْلَنا : (لا إِلَهَ إلاّ اللهُ) كَلِمَةُ تَوْحِيْد بالاِتّفَاقِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَوَقّفَ عَلَى اعْتِبَارِ عَهْد ، فَلَوْ كَانَ (اللهُ) اسْماً لِمَفْهُومِ المَعْبُودِ بِالحَقِّ ، أَوِ الوَاجِبِ لِذَاتِهِ ، لا عَلَماً لِلْفَرْدِ المَوْجُودِ مِنْهُ لَمَا أَفَادَ التَّوْحِيْدَ ؛ لأنَّ المَفْهُومَ مِنْ حَيْثُ هُوَ يَحْتَمِلُ الكَثْرَةَ.
وَأَيْضاً فَالمُرَادُ بالإلهِ فِي هَذِهِ الكَلِمَةِ(5) : إمّا المَعْبُودُ بِالحَقِّ ، فَيَلْزِمُ اسْتِثْنَاءُ الشَّيءِ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مُطْلَقُ المَعْبُودِ ، فَيَلْزِمُ الكَذِبُ ، لِكَثْرَةِ المَعْبُودَاتِ البَاطِلَةِ ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِلَه ، بِمَعْنَى : المَعْبُودِ بِحَقٍّ(6).
وَاللهُ عَلَماً لِلْفَرْدِ المَوْجُودِ مِنْهُ(7) ، والمَعْنَى : لا مُسْتَحِقَّ لِلْعُبُودِيَّةِ لَهُ فِي الوُجُودِ ، أَوْ مَوْجُودٌ إلاّ الفَرْدُ الَّذِي هُوَ خَالِقُ العَالمِ.
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ(8) صَاحِبِ الكَشَّافِ(9) : إِنّ اللهَ مُخْتَصٌّ بِالمَعُبُودِ 6.
ص: 484
بِالحَقِّ ، لَمْ يُطْلَقْ عَلَى غَيْرِهِ ، أَيْ : بِالفَرْدِ المَوْجُودِ الَّذِي يُعْبَدُ بِالحَقِّ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَ(1)»(2) ، هَذَا كَلامُهُ(3) فِي المَقَامِ بِتَمَامِهِ.
وَحَاصِلُهُ : الاسْتِدْلالُ عَلَى ثُبُوتِ العَلَميَّةِ فِي الاسْمِ الكَرِيْمِ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدِهْمَا : عَدَمُ إفَادَةِ كَلِمَةِ : [363]// (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ : بِعَلَمِيَّتِهِ.
وَالثَّانِي : لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشَّيءِ مِنْ نَفْسهِ ، أَو الكَذِبُ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ بِهِ أَيْضاً ، وَكُلّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ ؛ فَيَثْبُتُ المَطْلُوبُ.
وَأَقُولُ : إنّ مِنَ المَقْطوعِ بِهِ عِنْدِي كَوْنُ الاسْمِ الكَرِيمِ عَلَماً عَلَى ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ - جلّ وعلا - ؛ لِنَقْلِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ ذَلِكَ ، كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الفَائِدَةِ الأُوْلَى ، لا لِمَا ذَكَرَهُ المُشَارُ إِلَيْهِ(4).
وَالجَوَابُ عَنِ الوَجْهَيْنِ مَعاً ، فَإِنَّهُمَا : إِثْبَاتٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَويِّ بِالقِيَاسِ ،ي.
ص: 485
وَالْلُّغَةُ لا تَثْبُتُ قِيَاساً بِاتّفَاق(1).
وَالجَوَابُ عَنِ الأوّلِ بِخُصُوصِهِ : إِنَّ إِفَادَةَ كَلِمَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لا تَتَوَقّفُ عَلَى عَلَمِيَّةِ الاسْمِ الشَّرِيْفِ ، وَإنَّمَا تَتَوَقَّفُ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بِذَاتِ الوَاجِبِ بِوَجْه مِنَ وُجُوهِ الاخْتِصَاصِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا : 3.
ص: 486
عَدَمُ إطْلاقِ هَذَا الاسْمِ عَلَى غَيْرِهِ. وَالقَائِلُ بأنّه اسْمٌ لِمَفْهُوم كُلّيّ ، يَقُولُ بِانْحِصَارِ ذَلِكَ المَفْهُومِ فِيْهِ ، وَعَدَمِ وُجُودِ فَرْد غَيْرِهِ فِي الخَارِجِ لِذَلِكَ الكُلِّيِّ ، فَحَصَلَ الاختصاصُ الَّذِي تَتَوقّفُ عَلَيْهِ تِلْكَ مالإفَادَةُ المَذْكُورةُ ، كَمَا يَحْصُلُ الاخْتِصَاصُ المُجَوّزُ لِلابْتِدَاءِ بِالنَّكِرَةِ ، فِي نَحْوِ : (فِي الدَّارِ رَجُلٌ) ، بِجَعْلِ الخَبَرِ ظَرْفاً مُقَدَّماً ، فَزَالَ الإِيرَاد بِهَا.
وَأَمَّا اعْتِبَارُ العَهْدِ ، فَيَقُومُ مَقَامَهُ سَبْقُ العِلْمِ بِانْحِصَارِ هَذَا المَفْهُومِ فِي ذَلِكَ الشَّخْصِ ؛ فَيُعْلَمُ عِنْدَ الإطلاق إِرَادتُهُ مِنْهُ بِخُصُوصِهِ ؛ لاِنْتِفَاءِ غَيْرِهِ ، فَيَكُونُ فَهْمُهُ مِنْهُ مُتَعَيّناً ، وَأَسْبَقَ إِلَى الذّهْنِ فِي المَعْهُودِ.
وَأمّا قَوْلُهُ : «لأنّ المَفْهُومَ مِنْ حَيْثُ هُوَ يَحْتَمِلُ الكَثْرَةَ»(1) ، فَهُوَ صَحِيْحٌ ، لَكِنْ لا يَصْلُحُ دَلِيْلاً عَلَى مَا رَامَه(2) ، وَهُوَ عَدَمُ إِفَادَةِ : (لا إلهَ إلا اللهُ) التّوْحِيْدَ ، إِذَا قِيْلَ : بِأنَّ اللهَ اسمٌ لِمَفْهُوم كُلّيّ انْحَصَرَ فِي فَرْد ؛ وَذَلِكَ لأنّ احْتِمَالَ المَفْهُومِ لِلْكَثْرَةِ لا يَعْنِي إِرَادَةَ [364]// الكَثْرَةِ مِنْهُ ، وَالعِلْمُ بِانْحِصَارِهِ فِي فَرد خَاصّ ، يُزِيْلُ عَنْهُ ذَلِكَ الاحْتِمَالَ ، فَلا يَبْقَى فِيْهِ احْتِمَالُ كَثْرَة أَصْلاً. وَالمَفْرُوضُ فِيْمَا نَحْنُ فِيْهِ ذَلِكَ ، فَالتّوحِيْدُ مُسْتَفادٌ مِنَ الْكَلِمَةِ الجَلِيْلَةِ يَقِيْناً ؛ لِزَوَالِ احْتِمَالِ الكَثْرَةِ بِتَعَيّنِ الفَرْدِ ألبَتَّةَ.
وَالجَوَابُ عَنِ الثَّانِي ، بِخُصُوصِهِ : فَبِاخْتِيَارِ الشّقِّ الأوّلِ مِنْ شَقّي التّرْدِيْدِ ، وَضْعِ لُزُومِ مَا ذَكَرَهُ(3). ةِ
ص: 487
وَإِيْضَاحُ المَرَامِ يَتَوَقَّفُ عَلَى تَمْهِيْدِ كَلام ، فَنَقُولُ : لا مُنَافَاةَ بَيْنَ كَوْنِ المَعْنَى كُلَّيّاً ذِهْناً ، وَجُزْئِيّاً حَقِيْقِيّاً خَارِجاً ، فَيَجُوْزُ أَنْ يَكُونَ مَفْهُومٌ مِنَ المَفْهُومَاتِ كُلّيّاً مِنْ جِهَةِ التَّصَوّرِ الذِّهْنِيّ ، بِمَعْنَى : حُكْمِ الذِّهْنِ بِصِحّةِ وُجُودِهِ فِي أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة ، وَمِصْدَاقُهُ شَخْصِيّاً مِنْ جِهَةِ الخَارِجِ ، بِمَعْنَى : أَنّ ذَلِكَ المَفْهُومَ الكُلِّيَّ فِي الذِّهْنِ لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي نَفْسِ الأمْرِ إلاّ فِي ذَلِكَ الفَرْدِ ، وَلَمْ يُطْلَقْ إلاّ عَلْيِهِ ، وَلا يَلْزِمُ مِنْ ذَلِكَ تَنَاقُضٌ ؛ لاخْتِلافِ الجِهَتَينِ ، وَهَذَا مَعَ جَوَازِهِ عَقْلاً وَاقِعٌ فِي الاسْتِعْمَالِ ، كَمَا فِي (شَمْس ، وقَمَر) ، فَإنَّ مَفْهُومَيْهِمَا الذِّهْنِيّينِ كُلّيّانِ باتّفَاقِ النُّحَاةِ(1) ،
وَالمَنْطِقِيّينَ(2) ، وَغَيْرِهِم(3) ، وَمِصْدَاقَيْهِمَا الخَارِجِيَّينِ اللّذَينِ(4) لا يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مِنْهُمَا إلاّ فِيْهِ ، وَلا يُطْلَقُ إلاّ عَلَيْهِ شَخْصِيَّانِ بِاتِّفَاق أَيْضاً.
فَقُوْلُنَا : لا مَعْبُودَ بِالحَقِّ إلاّ اللهُ ، وَإِنْ كَانَ المَعْبُودُ بِالحَقِّ ، وَاللهُ مُتّحِدَينِ فِي الخَارِجِ ؛ لِوُقُوعِهِمَا فِيْهِ عَلَى شَيء وَاحِد ، وَهُوَ الوَاجِبُ الحَقُّ - جَلّ اسْمُهُ - إلاّ أنّهُ مَفْهُومُ المُعْبُودِ بِالحَقِّ - هُنَا - أَعَمُّ مِنَ (الله) بِالنَّظَرِ إِلَى ).
ص: 488
الخَارِجِ ، فَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ جُزْئِيٌّ حَقِيْقِيٌّ فِي الخَارِجِ مِنْ مَفْهُوم كُلِّيّ فِي الذِّهْنِ ، فَمَرْجِعُهُ إِلَى اسْتِثْنَاء خَاصّ مِنْ عَامّ بِاخْتِلافِ الجِهَتَينِ ، وَلَيْسَ فِي مِثْلِ هَذَا اسْتِحَالةٌ ، وَلا لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشّيء مِنْ نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا يَلْزِمُ ذَلِكَ لَوْ قُصِدَ اسْتِثْنَاءُ مُسَمَّى (الله) [365]// فِي الخَارِجِ مِنْ مُسَمَّى المَعْبُودِ بِالحَقِّ فِيْهِ ؛ لأنّ قَضِيَّةَ اتّحَادِهِمَا خَارِجاً حَاكِمَةٌ عِنْدَ إِرَادَةِ هَذَا بِلُزُومِ اسْتِثْنَاءِ الشّيء مِنْ نَفْسِهِ ، لَكِنَّهُ غَيْرُ مَقْصُود ، وإنّمَا المَقْصُودُ اسْتِثَناءُ مُسَمَّى (الله) فِي الخَارِجِ مِنْ مَفْهُومِ المَعْبُودِ بِالحَقِّ فِي الذِّهْنِ ، وَلَيْسَ هُمَا بِمُتَّحِدَينِ ؛ فَمَا ذَكَرَهُ غَيْرُ لازم ، وَهَذَا غَيْرُ خَفِيّ عَلَى العَارِفِ المُنْصِفِ.
وأمّا دَعْوَاهُ أنّ مَا ذَكَرَهُ مَعْنَى كَلامِ الكشّافِ(1) ، فَغَيْرُ مُتّجِه ؛ لأنّ أَقْصَى ».
ص: 489
مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ
كَلامُ الكَشَّافِ ، [هُو (1)] اخْتِصَاصُ الاسْمِ الكَرِيْمِ بِالمَعْبُودِ بِالحَقِّ ، وَعَدَمُ إِطْلاقِهِ عَلَى غَيْرِهِ. يَعْنِي : عَدَمُ اَسْتِعْمَالِهِ فِي غَيْرِهِ ، وَالاخْتِصَاصُ أَعَمُّ مِنَ العَلَمِيَّة ؛ لأنَّه يَكُونُ بِهَا(2).
وَانْحِصَارُ الكُلّيِّ فِي فَرْد وَاحِد ، كَمَا فِي : (شَمْس) ، وَبِالعَهْدِ ، وَبالإِشَارَةِ ، وَالمَوْصُولِيَّةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَلا دَلالَةَ للأعَمِّ عَلَى الأَخَصِّ ، وَأَكْثَرُ هِذِهِ الوُجُوهِ(3) ، وَإِنْ كَانَ مَفْقُوداً فِي المَقَامِ ، إِلاّ أَنَّ الأوّلَيْنِ لا دَلالَةَ عَلَى نَفْيهِمَا ، وَكَلامُهُ(4) يَحْتَمِلُ إِرَادَةَ كُلّ مِنْهُمُا ، وَالتَّخْصيصُ بِأَحَدِهِمَا فِي كَلامِهِ فَاقِدُ الدَّلِيْلِ.
وَالحَاصِلُ : أَنَّ عَلَمِيَّةَ الاسْمِ المُعَظَّمِ ثَابِتَةٌ بِالنَّقْلِ لا بِمَا ذَكَرَهُ التِّفْتَازَانِي مِنَ التَّعْلِيْلِ المَرْدُودِ بِمَا سَمِعْتَهُ ، وَفِيْهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ عَرَفَ وَأَنْصَفَ.
حَرَّرَهُ تُرَابُ أَقْدامِ العُلَمَاءِ علىُّ بن عبدِاللهِ البَحْرَاني ، عَاشِر ذِي القُعْدَةِ الحَرَامِ ، سَنَة 1315 ه.
* * * ي.
ص: 490
1 - القرآن الكريم.
2 - ابن سينا ، تأليف الدكتور: أحمد فؤاد الأهواني ، سلسلة نوابغ الفكر العربي ، 22 ، دار المعارف ، مصر ، 1958 م.
3 - الإتقان فِي علوم القرآن ، السّيوطي (جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت 911 ه) ، تح: طه عبد الرؤوف سعد ، المكتبة التوفيقية ، مصر ، القاهرة ، (د. ت).
4 - الاحتجاج ، الطبرسي (أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب) ، تعليق: السيّد محمد باقر الخرسان ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، 1386 ه- ، 1966 م.
5 - الإحكام في أصول الأحكام ، الآمدي (سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد ت 631 ه) ، علّق عليه: الشّيخ عبد الرزاق عفيفي ، ط 2 ، مؤسسة النور ، بيروت ، 1402 ه.
6 - أخبار النّحويّين البصريّين ، السيرافي (أبو سعيد الحسن بن عبد الله ت 368 ه) ، اعتنى بنشره: فريتس كرنكو ، بيروت المطبعة الكاثوليكية - خزانة الكتب العربية ، 1936 م.
7 - أدب الكاتب ، ابن قتيبة (أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ، ت 276 ه) ، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد ، المطبعة الرحمانية ، مصر ، (د. ت).
8 - ارتشاف الضرب من لسان العرب ، أبو حيّان الأندلسي (ت 745 ه) ، تحقيق وتعليق ، د. مصطفى أحمد النماس ، ط 1 ، مطبعة النسر الذهبي ، القاهرة ، 1404 ه- ، 1984 م.
9 - الأزهية في علم الحروف ، الهروي (علي بن محمد) ، تح: عبد المعين الملوحي ، مطبوعات مجمع اللغة العربية ، بدمشق ، ط 1 ، 1981 م.
10 - أسرار العربيّة ، أبو بركات الأنباري (عبد الرّحمن مُحَمد بن أبي سعيد ،
ص: 491
ت 577 ه) ، تح: مُحَمد بهجت البيطار ، مطبعة التّرقّي ، دمشق ، 1377 ه- - 1957 م.
11 - الإشارات والتنبيهات ، ابن سينا (الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا ت 428 ه) ، تح: مجتبى الزارعي ، ط 1 ، مكتب الإعلام الإسلامي ، قم ، 1423 ه.
12 - الأشباه والنظائر فِي النّحو ، السيوطي (جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت 911 ه) ، وضع حواشيه: غريد الشيخ ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان 1422 ه- ، 2001 م.
13 - اشتقاق أسماء الله ، الزجاجي (أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق) تح: د. عبد الحسين المبارك ، ط 2 ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، لبنان ، 1986 م.
14 - إصلاح المنطق ، ابن السكّيت (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ، ت 244 ه) ، تح: عبد السلام هارون ، ط 4 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1949 م.
15 - أصول الفقه ، تأليف: الشيخ محمد رضا المظّفر ، ط 3 ، بغداد ، 1971 م.
16 - أصول الكافي ، الكليني (ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق ت 329 ه) ، صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري ، ط 3 ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، 1388 ه.
17 - إعراب الْقُرآن ، النحّاس (أحمد بن محمد بن إسماعيل ، ت 337 ه) ، ط 1 ، دار الضياء ، دار إحياء التراث الإسلامي ، بيروت 2005 م.
18 - إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، ابن خالويه (أبو عبدالله الحسين بن أحمد ت 370 ه) ، دار التربية للطباعة والنشر والتوزيع ، (د. ت).
19 - الأعلام ، (تراجم) ، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1984 م.
20 - أعيان الشّيعة ، السّيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق وتخريج: حسن الأمين: دار التّعارف للمطبوعات ، بيروت ، 1403 ه- - 1983 م.
21 - الأغاني ، أبو فرج الأصفهاني (ت 356 ه) ، ط 2 ، دار الفكر ، بيروت ، 1409 ه- ، 1989 م.
ص: 492
22 - الاقتراح في علم أصول النحو ، السيوطي (جمال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت 911 ه) ، تح: محمد حسن محمد إسماعيل ، ط2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 2006 م.
23 - الاقتضاب في شرح أدب الكتاب ، ابن السيّد البطليوسي (أبو محمد عبد الله بن محمد ، ت 521 ه) ، تح: أ. مصطفى السقّا ، ود. حامد عبد المجيد ، دار الشؤون الثقافية العامّة ، بغداد ، 1990 م.
24 - أمالي ابن الحاجب ، ابن الحاجب (أبو عمرو عثمان بن الحاجب ت 646 ه) ، دراسة وتحقيق: د. فخر صالح سليمان قداره ، دار عمّار ، الأردن ، دار الجيل ، بيروت ، (د. ت).
25 - الأمالي الشجرية ، ابن الشجري (أبو السعادات هبة الله بن علي) ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت لبنان ، (د. ت).
26 - أمالي الشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي (شريف المرتضى ، ت 436 ه) ، تح: السيّد محمد بدر الدين النعساني ، ط 1 ، مطبعة آية الله المرعشي النجفي ، قم ، 1403 ه.
27 - إنباه الرواة على أنباء النحاة ، القفطي (جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف ، ت 646 ه) ، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الكتب بالقاهرة ، 1950 م.
28 - الأنساب ، السمعاني (أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني ، ت 562 ه) ، تقديم وتعليق: عبدالله عمر البارودي ، ط 1 ، دار الجنان ، بيروت ، 1408 ه.
29 - الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل ، تأليف عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (ت 805 ه) ، تصحيح وتعليق: فاتن محمد خليل اللبون ، ط 1 ، مؤسّسة التاريخ العربي ، بيروت ، لبنان ، 1420 ه- ، 2000 م.
30 - الإنصاف فِي مسائل الخلاف بَيْن النّحويّين البصريّين والكوفيّين ، الأنباري (أبو بركات كَمَال الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد ، ت 577 ه) ، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار إحياء التراث الإسلامي ،
ص: 493
(د. ت).
31 - أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ، تأليف الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني (ت 1340 ه) ، ط 1 ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان ، 1414 ه- ، 1994 م.
32 - أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي (عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي ، أبو سعيد ت 691 ه) ، تح: عبد القادر عرفات العشا حسّونة ، دار الفكر ، بيروت ، 1416 ه- ، 1996 م.
33 - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام الأنصاري (جمالُ الدّينِ عَبْدُ اللهِ بن يوسف ، ت 761 ه) ، تح: محيي الدين عبد الحميد ، المكتبة العصرية ، صيدا ، بيروت ، 2004 م.
34 - بحار الأنوار ، محمد باقر المجلسي (ت 1111 ه) ، ط 2 ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت لبنان ، 1402 ه- ، 1983 م.
35 - البحر المحيط (تفسير) ، أبو حيّان الأندلسي (ت 745 ه) ، حقّقه: عادل أحمد عبد الموجود ، وآخرون ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1422 ه- ، 2001 م.
36 - البداية والنهاية ، ابن كثير (أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ، ت 774 ه) ، تح: علي شيري ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1408 ه.
37 - بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، الفيروزآبادي (مجد الدين محمد بن يعقوب ت 817 ه) ، تح: محمد علي النجّار ، القاهرة ، 1964 م.
38 - بغية الوعاة في طبقات الّلغويّين والنّحاة ، السّيوطيّ (جلال الدين عبد الرحمن ، ت 911 ه) ، تح: مُحَمد عبد الرحيم ، ط 1 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان ، 1426 ه- ، 2005 م.
39 - البيان في تفسير القرآن - المدخل ، السيّد أبو القاسم الخوئي ، مطبعة العمال المركزية ، بغداد ، 1410 ه- ، 1989 م.
40 - تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد مرتضى الزبيدي (ت
ص: 494
1205 ه) ، دار الحياة ، بيروت.
41 - تأريخ آداب اللغة العربية ، جرجي زيدان ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، 1967 م.
42 - تاريخ الأمم والملوك ، الطبري (أبو جعفر محمد بن جرير) ، راجعه وصحّحه نخبة من العلماء الأجلاّء ، مطبعة بريل بمدينة ليدن ، 1879 م.
43 - تاريخ البحرين ، الشيخ محمد آل عصفور ، (مخطوط). عن حديث (حبّنا أهل البيت) ، للبحراني.
44 - التّبيان في إعراب الْقُرآن ، العكبري (أبو البقاء محبّ الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين ، ت 616 ه) ، تح: علي محمد البجاوي ، ط 1 ، إحياء الكتب العربية ، بيروت ، 1988 م.
45 - التّطوّر الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ، تأليف: د. عودة خليل عودة ، ط 1 ، مكتبة المنار ، الأردن ، 1405 ه- ، 1985 م.
46 - التطوّر النحوي للغة العربية ، المستشرق الألماني ، مجموعة من المحاضرات ألقيت في الجامعات المصرية ، سنة 1929 ، ترتيب ، د. رمضان عبد التواب ، ط 4 ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 2003 م.
47 - التّعريفات ، الجرجاني (علي بن محمد بن علي ت 816 ه) ، تح: إبراهيم الأبياري ، ط 1 ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 1405 ه.
48 - تفسير أبي السعود ، المسمّى (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) ، تأليف: أبو السعود محمد بن محمد العمادي ، ت 951 ه- ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.
49 - تفسير أسماء الله الحسنى ، الزجّاج (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ت 311 ه) ، دار الثقافة العربية ، دمشق ، 1974 م.
50 - تفسير البغوي ، البغوي ، ت510 ه- ، تح: خالد عبد الرحمن العك ، دار المعرفة ، بيروت ، (د. ت).
51 - تفسير الثعلبي ، الثعلبي (ت427 ه) ، مراجعة الأستاذ: نظير الساعدي ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، 1422 ه- ، 2002 م.
ص: 495
52 - تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير (عماد الدين أبو الفداء إسماعيل الدمشقي ت 774 ه) ، قدم له: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، دار المعرفة بيروت ، لبنان ، 1412 ه- ، 1992 م.
53 - التفسير الكبير ، المسمّى ب(مفاتيح الغيب) ، الرازي (فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ، ت604 ه) ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 2000 م.
54 - تقريب الوصول إلى علم الأصول ، المالكي (أبو القاسم محمد بن أحمد الغرناطي ت 741 ه) ، تح: محمد حسن إسماعيل ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1424 ه- ، 2003 م.
55 - تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ، ت 852 ه) ، ط 1 ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، 1984 م.
56 - تهذيب اللغة ، الأزهري (أبو منصور محمد بن أحمد ت370 ه) ، عبد السلام محمد هارون ، مراجعة محمد علي النجّار ، (د. ت).
57 - تهذيب المقال فِي تنقيح كتاب الرجال ، السيّد محمد علي الموحّد الأبطحي ، ط 1 ، نكارش ، قم ، 1412 ه.
58 - التوحيد ، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد علي بن الحسين بن بابويه القمّي ت 381 ه) ، صحّحه وعلّق عليه: السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية في قم.
59 - الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ، القرطبي (أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري 671 ه) ، تح: أحمد عبد العليم البردوني ، دار إحياء التراث العربي ، لبنان.
60 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري (أبو جعفر محمد بن جرير ت 310 ه) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان ، 1408 ه- ، 1988 م.
61 - الجنى الداني ، المرادي (الحسن بن القاسم المرادي ، ت 749 ه) ، تح: د. فخر الدين قباوة ، أ. محمد نديم فاضل ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 1992 م.
ص: 496
62 - حاشية الشريف الجرجاني على المطوّل شرح تلخيص المفتاح ، السيّد الشريف الجرجاني (ت 816 ه) ، صحّحه وعلّق عليه: أحمد عرفة عناية ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، 1425 ه- ، 2004 م.
63 - حاشية الصبّان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ، الصبّان (أبو العرفان محمد بن عليّ ، ت 1206 ه) ، تح: محمد بن الجميل ، ط 1 ، مكتبة الصفا ، القاهرة ، 1423 ه- ، 2002 م.
64 - حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ، القونوي (عصام الدين إسماعيل بن محمد الحنفي ت 1195 ه) ، صحّحه وضبطه وخرّج آياته: عبدالله محمود محمد ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1422 ه- ، 2001 م.
65 - حاشية ملاّ عبدالله على التهذيب في المنطق ، الملاّ عبد الله ، ط 2 ، مطبعة أمير ، قم ، إيران.
66 - حديث (حبّنا أهل البيت) ، للمؤلّف (علي البحراني) ، تح: مشتاق المظفّر ، نُشِر في مجلّة تراثنا ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم المقدّسة ، إيران ، العدد: 57 ، 1420.
67 - حروف المعاني ، الزجّاجي (أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاجي 340 ه) ، تح: د. علي توفيق الحمد ، ط 1 ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، 1984 م.
68 - خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب على شواهد شرح الكافية ، البغدادي (الشيخ عبد القادر بن عمر ، ت 1093 ه) ، مكتبة المثنّى ، بغداد ، (د. ت).
69 - الخصائص ، ابن جنّي (أبو الفتح عثمان ، ت 392 ه) ، تح: محمد علي النجّار ، ط 1 ، دار الكتب ، بيروت ، 1988 م.
70 - خلاصة عبقات الأنوار ، تأليف: السيّد حامد النقوي مطبعة الخيّام ، مؤسّسة البعثة قسم الدراسات الإسلامية ، طهران ، إيران ، 1405 ه.
71 - الدّرر الكامنة فِي أعيان المائة الثامنة ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ت 852 ه) ، دار الكتب الحديثة ، مصر ، (د. ت).
ص: 497
72 - الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون ، الحلبي (أحمد بن يوسف ت 756 ه) ، تح: أحمد محمد الخراط ، ط 1 ، دار العلم ، دمشق ، 1986 م.
73 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، السيوطي (عبد الرحمن جلال الدين ت 911 ه) دار الفكر ، بيروت ، 1993 م.
74 - دروس في علم الأصول ، الحلقة الأولى؛ تأليف السيّد محمد باقر الصدر ، ط 5 ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1418 ه.
75 - الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة ، محمد محسن آغا بزرك الطهرانيّ (ت 1389 ه) ، ط 1 ، دار الأضواء بيروت ، 1403 ه- - 1983 م.
76 - رجال ابن داوود ، ابن داوود الحلّي (ت 740 ه) ، تحقيق وتقديم: السيّد محمد صادق آل بحر العلوم ، منشورات مطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ،1392 ه- ، 1972 م.
77 - روح المعاني فِي تفسير الْقُرآن العظيم والسبع المثاني ، أبو الفضل محمود الآلوسي (ت 1270 ه) ، تح: د. محمد السيِّد ،ط 3 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1404 ه.
78 - زاد المسير في علم التفسير ، ابن الجوزي (أبو الفتح جمال الدين عبد الرحمن بن علي ت 597 ه) ، المكتب الإسلامي للطباعة ، دمشق ، 1964 م.
79 - زبدة الأصول ، الشيخ البهائي (محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي ت 1031 ه) ، تح: فارس حسّون كريم ، ط 1 ، مدرسة ولي العصر عليه السلام ، العلمية ، قم ، 1422 ه.
80 - الزينة في معاني الكلمات الإسلامية ، الرازي (أبو حاتم أحمد بن محمد بن حمدان ت 322 ه) ، تح: حسن فيض الله ، ط 3 ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، 1985 م.
81 - سير أعلام النبلاء ، الذهبي (شمس الدين محمد بن أحمد ، ت 748 ه) ، تح: شعيب الأرنؤوطي ، ومأمون الصاغي ، ط 1 ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت - لبنان ، 1981 م.
ص: 498
82 - شذرات الذّهب في أخبار من ذهب ، ابن عماد الحنبلي (أبي الفلاح عبد الحي ، ت 1089 ه) ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، (د. ت).
83 - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، ابن عقيل (بهاء الدين عبدالله بن عقيل ، ت 769 ه) ، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط 2 ، دار الفكر ، دمشق ، 1985 م.
84 - شرح أصول الكافي ، محمد صالح المازندراني (ت 1081 ه) ، مع تعاليق الميرزا أبي الحسن الشعراني ، ضبط وتصحيح: السيِّد علي عاشور ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، 1421 ه- ، 2000 م.
85 - شرح التّسهيل ، ابن مالك (أبو عبدالله محمد جمال الدين ، ت 672 ه) ، تح: عبد الرحمن السيّد ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 2005 م.
86 - شرح التصريح على التوضيح ، الأزهري (خالد بن عبدالله ، ت 905 ه) ، دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه ، (د. ت).
87 - شرح جمل الزجّاجي ، ابن هشام الأنصاري (عبدالله جمال الدّين بن يوسف ، ت 761 ه) ، دراسة وتحقيق: د. علي محسن عيسى مال الله ، ط 1 ، عالم الكتب ، بيروت ، 1985 م.
88 - شرح قطر الندى وبل الصدى ، ابن هشام الأنصاري (أبو محمد عبد الله جمال الدّين بن يوسف ، ت 761 ه) ، تح محيي الدين عبد الحميد ، ط 7 ، منشورات الفيروزآبادي ، قم ، 1382 ه.
89 - شرح الكافية الشافية ، ابن مالك (عبد الله بن مالك الأندلسي النحوي ت 672 ه) ، محمد علي معوّض ، عادل أحمد عبد الموجود ، ط 1 ، دار الكتب العلمية بيروت ، لبنان ، 2000 م.
90 - شرح الكافية في النحو ، لابن الحاجب (جمال الدّين أبي عمرو عثمان بن عمر ، ت 646 ه) ، شرحه رضيّ الدين الاسترآباذي (محمد بن الحسن ، ت 686 ه) ، وضع هوامشه: د. أميل يعقوب؛ ط 1 ، مؤسّسة التأريخ العربي ، بيروت ، لبنان ،1427 ه- ، 2006 م.
91 - شرح مراح الأرواح في التّصريف ، بدر الدّين محمد بن أحمد العيني ،
ص: 499
تح: أحمد عبد الستّار الجواري ، مطبعة الرشيد ، بغداد ، 1990 م.
92 - شرح المفصّل ، للزمخشري (ت 538 ه) ، ابن يعيش (أبو البقاء موفّق الدين بن عليّ ، ت 643 ه) ، عالم الكُتُب ، بيروت ، (د. ت).
93 - شروح الشمسية ، للقزويني ، مجموعة حواشي وتعليقات ، وهي لكلّ من: القطب الرازي ، والشريف الجرجاني والعلاّمة السيالكوتي ، والدسوقي ، والدواني ، والشربيني ، مع الرسالة الشمسية نفسها ، في ذيل الكتاب ، ط 1 ، مطبعة قلم ، قم ، إيران ، 1427 ، 2007 م.
94 - الشفاء ، المنطق ، 3 - العبارة ، ابن سينا ، تح: محمود الخضري ، مراجعة: د. إبراهيم مدكور ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1390 ه- ، 1970 م ..
95 - شهداء الفضيلة ، الشيخ عبد المحسن الأميني ، دار الشهاب ، قم المقدّسة ، إيران.
96 - الصّحاح ، تاج الّلغة وصحاح العربيّة؛ الجوهري (أبو نصر إسماعيل بن حمّاد ، ت 395 ه) ، تحقيق: عبد الغفور عطّار ، ط 4 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ، 1407 ه- ، 1987 م.
97 - طبقات المفسّرين ، السيوطي (جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت 911 ه) ، تح: لجنة من العلماء بإشراف دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، (د. ت).
98 - طرائف المقال ، السيّد علي البروجردي ت1313 ه- ، تح: السيِّد مهدي الرجائي ، ط 1 ، م مطبعة: بهمن ، قم ، 1410 ه.
99 - العين (معجم) ، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه) ، تح: د. مهدي المخزومي ، ود. إبراهيم السامرّائي ، ط 4 ، مؤسّسة دار الهجرة ، إيران ، 1409 ه.
100 - الفائق في غريب الحديث ، الزمخشري (جار الله محمود بن عمر ت 538 ه) ، وضع حواشيه: إبراهيم شمس الدين ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، 1417 ه- ، 1996 م.
101 - الفراهيدي عبقري من البصرة ، تأليف: د. مهدي المخزومي ، ط 2 ، دار
ص: 500
الشؤون الثقافية العامّة ، بغداد ، 1989 م.
102 - الفصول الغرويّة في الأصول الفقهية ، الشيخ محمد حسين بن عبد الرحيم الطهراني الحائري (ت 1250 ه) ، دار إحياء العلوم الإسلامية ، قم- إيران ، 1404 ه.
103 - الفصول المهمّة في أصول الأئمّة ، تأليف محمد بن الحسن الحرّ العاملي ، تح: محمد بن محمد الحسن القائيني ، ط 1 ، مؤسّسة معارفة الإسلامية للإمام الرضا عليه السلام ، 1418 ه.
104 - الفهرست ، ابن النديم (محمد بن إسحاق ، ت 385 ه) ، تح: رضا تجدّد ، قم ، (د. ت).
105 - فيض القدير فِي شرح الجامع الصغير ، محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1331 ه) ، تح: عبد السلام هارون ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1415 ه- ، 1994 م.
106 - القاموس المحيط ، الفيروزآبادي (مجد الدّين محمد بن يعقوب الشّافعي ، ت 817 ه) ، دار الفكر ، بيروت ، (د. ت).
107 - قوانين الأصول ، المحقّق الفقيه الميرزا أبو القاسم القمّي (ت 1231 ه) ، نشر المطبعة العلمية الإسلامية.
108 - الكامل في التاريخ ، ابن الأثير (ت 630 ه) ، دار صادر ، دار بيروت ، 1386 ه- ، 1966 م.
109 - كتاب سيبويه ، (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، ت 180 ه) ، تح: عبد السّلام محمد هارون ، ط 3 ، الناشر مكتبة الخانجي ، مطبعة المدنيّ ، القاهرة ، 1408 ه- - 1988 م.
110 - الكشّاف عَن حقائق غوامض التنزيل فِي وجوه التأويل ، الزّمخشري (جار الله محمود بن عمر ت 538 ه)؛ منشورات محمد علي بيضون ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 1415 ه- ، 1995 م.
111 - كشف المعنى عن سرّ أسماء الله الحسنى ، ابن العربي (محيي الدين أبو عبدالله محمد ت 638 ه) ، تح: د. بابلو بينيتوُ ، تقديم: آية الله حسن الممدوحي ، مراجعة: فارس حسّون ، ط1 ، منشورات مكتبة بخشايش ، إيران.
ص: 501
112 - كفاية الأصول؛ الآخوند محمد كاظم الخراساني ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم المشرّفة ، 1409 ه.
113 - الكنى والألقاب ، الشيخ عبّاس القمّي ، مكتبة الصدر ، طهران. (د ، ت).
114 - اللباب في علل البناء والإعراب ، العكبري (أبو البقاء محبّ الدين ، ت 616 ه) ، تح: غازي مختار طليمات ، ط 1 ، دار الفكر ، دمشق ، 1995 م.
115 - لسان العرب (معجم) ، ابن منظور (أبو الفضل جمال الدّين محمد بن مكرم ، ت 711 ه) ، ط 1 ، دار إحياء التراث العربي ، قم ، إيران ، 1405 ه.
116 - لسان الميزان ، ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي ، ت 852 ه) ، ط 2 ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، لبنان ، 1390 ه- ، 1971 م.
117 - مجالس العلماء ، الزجّاجي (أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق) ، تح: عبد السلام محمد هارون ، ط 2 ، مطبعة المدني ، القاهرة ، 1403 ه- ، 1983 م.
118 - مجمع البحرين ، فخر الدّين الطّريحي ، ت 1085 ه- ، تح: السيّد أحمد الحسيني ، ط 2 ، مكتب نشر الثقافة الإسلاميّة ، 1408 ه.
119 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي (أبو علي الفضل بن الحسن) ، من أعلام القرن السادس ، تح: لجنة من العلماء والمحقّقين الإحصّائيّين ، ط 1 ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ،بيروت ، لبنان ، 1415 ه- ، 1995 م.
120 - مجيب الندا في شرح قطر الندى ، الفاكهي (جمال الدين عبدالله بن أحمد بن علي ت 972 ه) ، تعليق وتخريج: محمود عبد العزيز محمود ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1426 ه- ، 2006 م.
121 - مختصر المعاني ، سعد الدين التفتازاني ، ط 1 ، دار الفكر ، قم ، 1411 ه.
122 - المخصّص ، ابن سيده الأندلسي (أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي ، ت 458 ه) ، دار الفكر ، بيروت ، 1398 ه- ، 1978 م.
123 - المخطوطات العربيّة في مركز إحياء التراث الإسلامي ، تأليف السيّد أحمد الحسيني ، ط1 ، سرور ، إيران ، 1424 ه.
124 - المزهر فِي علوم اللغة وأنواعها ، السيوطي (جمال الدين عبد الرحمن بن
ص: 502
أبي بكر ، ت 911 ه) ، ضبطه وصحّحه: فؤاد علي منصور ، دار الكتب العلمية ، ط 1 ، 1998 م.
125 - مستدركات أعيان الشيعة ، تأليف: حسن الأمين ، دار المعارف للمطبوعات بيروت ، 1418 ه- ، 1997 م.
126 - مستدرك سفينة البحار ، الشيخ علي النمازي الشاهرودي ، تحقيق ونشر: حسن علي النمازي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، التابعة لجماعة المدرّسين في قم المشرّفة ، 1418 ه.
127 - المستصفى في علم الأصول ، الغزالي (أبو حامد محمد بن محمد ت 505 ه) ، صحّحه محمد عبد السلام عبد الشافي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، (د. ت).
128 - مشكل إعراب الْقُرآن ، القيسي (أبو محمد مكّي بن أبي طالب ، ت 437 ه) ، دراسة وتحقيق: حاتم صالح الضامن ، بغداد ، 1973 م.
129 - المطوّل ، شرح تلخيص مفتاح العلوم ، التفتازاني (سعد الدين مسعود بن عمر ت 792 ه) ، تح: عبد الحسين الهنداوي ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، 2001 م.
130 - معاني القرآن ، الزجّاجي (أبو إسحاق إبراهيم بن السري ت 311 ه) ، شرح وتحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي ، دار الحديث ، القاهرة ، 1424 ه- - 204 م.
131 - معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ، مراجعة وزارة المعارف العمومية ، دار مأمون ، (د. ت).
132 - معجم المؤلّفين ، عمر رضا كحالة ، دار إحياء التّراث العربي ، بيروت ، (د ، ت).
133 - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ، تأليف يوسف إليان سركيس ، منشورات آية الله العظمى المرعشي النجفي ، (د. ت).
134 - مغني اللبيب عن كُتُب الأعاريب ، ابن هشام الأنصاريّ (أبو محمد عبدالله جمال الدّين بن يوسف ، ت 761 ه) ، تحقيق وتعليق: د. مازن المبارك ، د. محمد علي حمد الله ، ط 1 ، مؤسّسة الصّادق ، طهران.
ص: 503
135 - مفتاح السّعادة ، طاش كبري زادة؛ تح: كامل بكري وعبد الوهاب أبو النور ، مطبعة الاستقلال ، مصر ، 1968 م.
136 - مفردات ألفاظ القرآن ، العلاّمة الرّاغب الأصفهاني المتوفّى في حدود 425 ه- ، تح: صفوان عدنان داوودي ، دار القلم ، دمشق ، دار الشامية ، بيروت ، ط 4 ، 1425 ه.
137 - المقتضب ، المبرّد (محمد بن يزيد المبرد ، ت 285 ه) ، تح: عبد الخالق عضمية ، القاهرة ، مصر ، 1386 ه.
138 - المقرّب ، ابن عصفور (علي بن مؤمن بن محمد الإشبيلي ، ت 669 ه) ، د. عبد الستّار الجواري ، و : عبدالله الجبوري ، ط 2 ، مطبعة العاني ، بغداد ، 1971 م.
139 - منتظم الدرّين ، في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين ، الشيخ محمد علي آل نشرة البحراني ، (المخطوط).
140 - المنخول من تعليقات الأصول ، الغزالي (أبو حامد محمد بن محمد ت 505 ه) ، ط 3 ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، لبنان ، 1419 ه- ، 1998 م.
141 - المنطق ، تأليف الشيخ محمد رضا المظفّر ، ط 3 ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، 1388 ه.
142 - المنطق التقليدي ، المدخل؛ تأليف: د. مهدي فضل الله ، ط 2 ، دار الطليعة ، بيروت ، 1979 م.
143 - مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، السيّد عبد الأعلى الموسوي السبزواري ، ط 3 ، مطبعة الديواني ، بغداد ، 1409 ه- ، 1989 م.
144 - نتائج الفكر في النّحو ، السهيلي (أبو القاسم عبد الرحمن بن عبدالله ت 581 ه) ، حقّقه وعلّق عليه: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، وعلي محمد معوّض ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1412 ه- ، 1992 م.
145 - نزهة الألباء فِي طبقات الأدباء ، الأنباري (أبو بركات كَمَال الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد ، ت 577 ه) ، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة المدني ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر الفجالة ، القاهرة ، (د. ت).
146 - نفحات الأزهار ، السيِّد علي الميلاني ، ط 1 ، سنة 1414 ه.
ص: 504
147 - نقد الآراء المنطقية وحلّ مشكلاتها ، تأليف: الحجّة الشيخ علي كاشف الغطاء ، ط 1 ، مطبعة سليمان زاده ، قم ، 1427 ه.
148 - نقد الرجال ، السيِّد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي ، ط 1 ، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، لإحياء التراث ، قم ، 1418 ه.
149 - النكت في تفسير كتاب سيبويه ، الأعلم الشنتمري (يوسف بن سليمان ابن عيسى ت 476 ه) ، ضبط نصّه: د. يحيى مراد ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1425 ه- ، 2004 م.
150 - النّهاية في غريب الحديث والأثر ، ابن الأثير (مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد ت 606 ه) ، خرّج أحاديثه وعلّق عليه: أبو عبد الرحمة صلاح ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، 1418 ه- ، 1998 م.
151 - نهاية النهاية ، المولى محمد كاظم الخراساني ، (د. ط. ت)
152 - نور البراهين ، نعمة الله الموسوي الجزائري ت 1112 ه- ، تح: السيّد مهدي الرجائي ، ط 1 ، مؤسّسة النشر الإسلامي في قم المقدّسة ، 1417 ه.
153 - هديّة العارفين أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين ، إسماعيل باشا البغدادي ، (ت 1339 ه) ، دار إحياء التراث الإسلامي ، بيروت ، (د. ت).
154 - هشام بن الحكم ، رائد الحركة الكلامية في الإسلام ، تأليف الشيخ عبدالله نعمة ، ط 2 ، دار الفكر اللبناني ، 1405 ه- ، 1985 م.
155 - همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السّيوطيّ (جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت911 ه) ، تح: عبد الحميد الهنداوي ، المكتبة التوفيقية ، مصر ، القاهرة (د ، ت).
156 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان ، ابن خلّكان (أبو العبّاس شمس الدّين أحمد بن محمد بن أبي بكر ، ت681 ه) ، تح: د. إحسان عبّاس ، دار الثّقافة ، بيروت ، لبنان ، 1397 ه- ، 1977 م.
* * *
ص: 505
هيئة التحرير
كتب
صدرت محقّقة
*
سلوة الحزين وتحفة العليل.
تأليف
: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه).
هو
الكتاب المعروف ب- : دعوات
الراوندي
، من سلسلة مصادر بحار الأنوار ، يعدّ من جملة المصادر الحديثية عند الشيعة ،
معتمدٌ عليه عند المحدّثين ، اعتنى بذكر الأدعية والصلوات والتسبيحات والعوذات ،
ومدى الالتزام بها في مختلف المجالات ، تزكيةً للنفس وتقويةً لمعنوية الروح
وطهارتها ، اشتمل على مقدّمة في المرض والابتلاء وأربعة أبواب في : الدعاء ، ذكر
الصحّة وحفظها وما يتعلّق بها ، وذكر المرض ومنافعه العاجلة
والآجلة وما يجري مجراها ، وأحوال
الموت وأهواله. كما قدّمت له مقدّمة للتعريف بالكتاب وما تضمّنه ، وترجمة
المولّف ، ومنهجية التحقيق.
تحقيق
: عبد الحليم عوض الحلّي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 443.
نشر
: منشورات (دليل ما) - قم - إيران / 1427 ه.
*
كتاب فكّر.
هو
الكتاب المعروف ب- : توحيد
المفضّل
، أملاه الإمام الصادق عليه السلام على أبي محمّد
المفضّل بن عُمَر الجعفي الكوفي ، يعدّ من الكتب المعتمدة لدى علمائنا في علم
الكلام يحتوي على أهمّ
ص: 506
المطالب الحقّة في التوحيد المطابقة
لما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ، اشتمل على
خمس مجالس تتكلّم عن أحوال العالم المادّي والاستدلال من خلالها على وجود الخالق
، وأنّ المخلوقات في هذا العالم تخضع لنظام علمي بتدبير العزيز الحكيم ، كما
ذكرت مقدّمة مفيدة في ما هدف إليه الكتاب مع ذكر منهجية التحقيق العلمية وما
اعتمد فيها من النسخ.
تحقيق
: الشيخ قيس العطّار.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 320.
نشر
: منشورات (دليل ما) - قم - إيران / 1427 ه.
*
حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم.
تأليف
: الشيخ باقر شريف القرشي.
كتاب
يتناول بدراسة تحليلية سيرة الإمام المهدي (عج) ، ولادته وغيبته وظهوره وما يجري
من أحداث وفتن ، فتناول في بحوثه إعطاء لمحة عن صفات الإمام المهدي (عج) ،
وعناصره النفسية ؛ كما يعرض ما لاقاه السادة العلويّون وشيعتهم من صنوف التنكيل
والاضطهاد من حكّام عصورهم ؛ ويستعرض كذلك سياسة الإمام (عج) ،
ومنهج حكمه عند ظهوره ؛ وكذلك يبحث عن
أصحابه الذين يستعين بهم الإمام (عج).
يضمّ
هذا الكتاب عدّة عناوين رئيسية هي : مشرق النور ؛ عناصره النفسية وسيرته ؛ من
تراثه الرائع ؛ الغيبة الصغرى والكبرى ، أضواء على غيبة الإمام (عج) ؛ المبشّرون
بظهوره ؛ ظهور المصلح العظيم فكرة مقدّسة وقديمة ؛ مؤمنون ومنكرون ، علامات
ظهوره (عج) ؛ زمان ظهوره (عج) ومكانه.
عمد
المحقّق الى مراجعة النصوص والأخبار في الكتاب واستخراج مصادرهاوتوثيقها ،
بالإضافة إلى تقويم النصّ.
تحقيق
: مهدي باقر القرشي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 352.
نشر
: مجمع الذخائر الإسلامية - قم - إيران/ 1427 ه.
*
مقالة في تحقيق إقامة الحدود في هذه الأعصار.
تأليف
: السيِّد محمّد باقر الشفتي (ت 1260 ه).
كتاب
فقهي استدلالي ، يتناول أحد
ص: 507
المباحث الفقهية المهمّة ، والتي تعدّ
من شؤون الدولة الإسلامية ، ألا وهو مبحث إقامة الحدود في عصر الغيبة ، وقد
اعتمد فيه على أُسلوب طرح الأسئلة ثمّ الإجابة عليها بالأدلّة والأقوال الواردة
في المسألة ويناقشها بما يحتمل النصّ من جميع الوجوه ، ثمّ يتبنّى رأياً يسنده
بالأدلّة والأقوال الصريحة.
تضمّ
هذه المقالة بين طيّاتها - بعد سرد مقدّمة في حياة المؤلّف والتحقيق ، تتألّف من
فصلين - أربعة مقامات بعد ذكر معنى الحدّ في اللغة والشرع ، والأقوال في جواز
إقامة الحدّ وعدمه ، هي : في جواز إقامة المولى الحدود على مماليكه ؛ في جواز
إقامة الزوج الحدود على زوجته ، وفيه ثلاثة مطالب ؛ في جواز إقامة الوالد الحدّ
على ولده وعدمه ؛ في أصل المطلب.
اعتمد
في تحقيق هذه المقالة على نسختين خطّيّتين ، بالإضافة الى تقويم النصّ ،
واستخراج الروايات من الكتب الأربعة ، كما وضع للكتاب فهارس فنّية تسهيلاً
للطالب.
تحقيق
: علي أوسط ناطقي ولطيف مرادي.
الحجم : وزيري.
عدد
الصفحات : 232.
نشر
: منشورات (بوستان كتاب) - قم - إيران / 1427 ه.
*
الردّ على النصارى.
تأليف
: الشيخ محمّد بن عبدالله آل عيثان (ت 1331 ه).
كتاب
عقائدي ، هدفه الردّ على كتاب ألّفه أحد قضاة النصارى واسمه (الباكورة) ، والذي
خلط فيه لإثبات دعواه بين الآيات القرآنية وكلام الإنجيل ، زيادة في تشكيك
وتضليل مَنْ لا معرفة له ولا بصيرة ، أو السيطرة على عقول بعض العوامّ من
المسلمين ، خصوصاً الذين هم بمنأى عن البلاد الإسلامية ، فانبرى المؤلف للردّ
على الكتاب ومؤلّفه بل وحتّى معتقده ، نصرةً للرسالة وصاحب الرسالة (صلى الله
عليه وآله وسلم) ، بدلائل وبراهين.
أسفر هذا الكتاب عن أربعة مقامات ،
الأوّل : في إثبات الدين الإسلامي ونبوّة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله
وسلم) ؛ الثاني : في الاستدلال على أفضلية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله
وسلم) ؛ الثالث : في الردّ على دعوى سلامة التوراة من التحريف ؛ الرابع : في
بيان اعتقاد صاحب الكتاب
ص: 508
وأتباعه ؛ وخاتمة تضمّ بين طيّاتها بعض
المسائل المهمّة.
اعتمد
في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة له ، ثمّ قام باستخراج الأحاديث والآيات
والأقوال ، وترجمة للأعلام ، وفهارس للآيات والأحاديث والمواضيع في آخره ،
وتصدّرت الكتاب مقدّمة تناولت حياة المؤلّف بقلم السيّد هاشم الشخص.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 307.
نشر
وتحقيق : مؤسّسة أمّ القرى للتحقيق والنشر - بيروت - لبنان.
*
البرهان على وجود صاحب الزمان.
تأليف
: السيّد محسن الأمين العاملي الحسيني.
كتاب
عقائدي ، يهتمّ في الردّ على قصيدة صدرت لأحد الشعراء في حقّ صاحب العصر والزمان
(عج) ، يستدلّ فيها بأنّ المهدي (عج) لم يولد بعد ، بل سيولد في آخر الزمان ،
متجاهلاً كلّ الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته
عليهم السلام في ولادته وآبائه ،
وأنّه الثاني عشر من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقام المصنّف
بإنشاء قصيدة يردّ بها
مزاعم من كتب تلك القصيدة ، مشفّعاً
لها ببعض الأدلّة من الروايات ، وحوادث ، وآثار تدلّ على وجوده (عج) ، بالإضافة
إلى من قال بوجوده (عج) من علماء العامّة.
يشتمل
هذا الكتاب على : قصيدة الناظم ؛ القصيدة الجوابية للسيّد ؛ في المعمّرين ؛ شرح
القصيدة ؛ الاتّفاق على خروج المهدي (عج) ؛ القائلون بوجود المهدي (عج) من علماء
السنّة ؛ بعض الأدلّة على وجود المهدي (عج) ؛ في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام.
نشر
وتحقيق : مركز الدراسات التخصّصيّة في الإمام المهدي - النجف الأشرف - العراق /
1427 ه.
*
مختصر كفاية المهندي لمعرفة المهدي (عج).
تأليف
: السيّد محمد مير لوحي الأصفهاني.
كتاب
عقائدي ، وسيرة ، يضمّ الروايات المتعلّقة بالإمام الثاني عشر (عج) بالخصوص ،
وقد تميّز عن غيره بأنّه جمع عشرات الأحاديث التي رواها الفضل بن شاذان والتي
أوردها في كتابيه إثبات الرجعة والغيبة ، والتي تثبت عقيدة
ص: 509
الشيعة في المهدي(عج).
اشتمل
هذا الكتاب على ثلاث مقدّمات للمركز ، والمحقّق ، والمؤلّف ؛ بالإضافة إلى
أربعين حديثاً عن المهدي (عج) ، وعدد من الحكايات والتشرّفات لمن رأى المهدي (عج)
، والعلامات في اشتراط الساعة.
اعتمد
في تحقيق هذا الكتاب على مراحل هي : ترجمة الكتاب من اللغة الفارسية إلى العربية
؛ استخراج الروايات والأحاديث الواردة فيه من مصادرها ؛ الاعتماد في تحقيق
الكتاب على نسختين إحداهما مخطوطة والاُخرى مطبوعة للكتاب.
تحقيق
وترجمة : السيّد ياسين الموسوي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 266.
نشر
: مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي (عج) - النجف الأشرف - العراق /
1427 ه.
*
النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
تأليف
: الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني.
وهو
الكتاب الأوّل من سلسلة (الغدير الموضوعية) ، وهي فهرسة
موضوعية لكتاب الغدير تقع ضمن المواضيع
السبعة والعشرين المختارة منه ، والذي أحد مواضيعها هو هذا الكتاب ، فجمع فيه
كلّ ما يتعلّق بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
اعتمد
في إعداد هذا الكتاب على الطبعة المحقّقة من قبل مركز الغدير للدراسات الإسلامية
، وكذلك على مصادر تحقيقها.
ضمّ
هذا الكتاب الكثير من المباحث أهمّها : فضله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ زواجه
(صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ استحباب التسمية باسمه (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛
روايات تستلزم حطّاً من مقام النبوّة ؛ الاجتهاد في مقابل رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) ؛ الكذّابين والوضّاعين والموضوعات على النبي الأمين (صلى الله
عليه وآله وسلم) ؛ رحلته (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جرى على أهل بيته عليهم السلام بعده ؛ حول زيارته
(صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ كلماته (صلى الله عليه وآله وسلم).
إعداد
وتحقيق : محمد حسن الشفيعي الشاهرودي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 896.
نشر
: مؤسّسة ميراث النبوّة - قم - إيران / 1427 ه.
* * *
ص: 510
طبعات
جديدة
لمطبوعات
سابقة
*
الدعاء .. حقيقته - آدابه - آثاره.
تأليف
: علي موسى الكعبي.
دراسة
مبسّطة عن «مخّ العبادة ، الذي لا يهلك معه أحد» ، تعكس بأُسلوب بسيط ما يتعلّق
بموضوع الدعاء ، الوسيلة التي تتجلّى فيها معاني العبودية لله تعالى والتقرّب
إليه سبحانه ، وتذلّل الإنسان وافتقاره الدائم لرحمته ولطفه جلّ وعلا.
تعتمد
هذه الدراسة على ما ورد من آيات الذكر الحكيم ، وما جاء من أحاديث الرسول الكريم
(صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام.
تضمّنت
أربعة فصول : مفهوم الدعاء وعلاقته بالعبادة ، آداب الدعاء وشروطه ، العوامل
المؤثّرة في استجابة الدعاء وأسباب تأخّر الإجابة ، والدعوات المستجابة وغير
المستجابة ، وآثار الدعاء العاجلة في الدنيا ، والآجلة في الآخرة ، وأنّ الدعاء
يردّ القضاء المبرم ويدفع البلاء عن الإنسان ، ولا يتنافى مع الاعتقاد بالقضاء
والقدر.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 116.
نشر
: مركز الرسالة - قم - إيران / 1426 ه.
*
آداب الأُسرة في الإسلام.
تأليف
: السيّد سعيد كاظم العذاري.
بحث
يعتمد النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة وروايات المعصومين عليهم السلام ، لبيان ما وضعه
دين الإسلام للأُسرة من آداب وقواعد وفقه ، ونظام متكامل شامل لجميع جوانبها
النفسية والسلوكية ؛ لضمان تكوين الأُسرة السليمة - إذ هي اللبنة الأُولى في
بناء المجتمع - ابتداءً بمقدّماتها ، مروراً بمراحل نشأتها وتكوينها ونموّها ،
وصولاً إلى الثمرات والنتائج الطيّبة المرجوّة للفرد والمجتمع ، دنياً وآخرة.
اشتملت
فصوله على : مقدّمات تشكيل الأُسرة ، الأحكام العملية لبنائها ، الحقوق الأُسرية
، الخلافات الزوجية ومعالجاتها ، الأُسرة والمجتمع ، وأحكام العلاقة بين الجنسين.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 144.
ص: 511
نشر
: مركز الرسالة - قم - إيران / 1426 ه.
كتب
صدرت حديثاً
*
تطوّر كتابة السيرة النبوية عند المؤرّخين المسلمين حتّى نهاية العصر العبّاسي.
تأليف
: عمّار عبّودي محمد حسين نصّار.
رسالة
جامعية ، اهتمّت بدراسة المصنّفات والأبحاث التي تناولت سيرة الرسول الأكرم
محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم)منذ صدر الإسلام وحتّى نهاية العصر
العبّاسي ، ثمّ الأبحاث التي تناولت مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ،
وأهل بيته ، وأزواجه ، وشمائله ، وأخلاقه ، وأعلام النبوّة ، ودلائلها ، وأورد
في ثنايا بحثه أسماء عدد من المؤلّفين والمؤلّفات في هذه المواضيع ، وأشار إلى
بعض الآراء والتعليقات.
يحتوي
هذا الكتاب أو الرسالة على مقدّمة وأربعة فصول ، وكلّ فصل يحتوي على مبحثين ،
وربّما ضمّ مدخلاً كذلك والفصول عبارة عن : السيرة النبوية ومصادرها الأولى حتّى
ظهور السيرة الشاملة ؛ كتابة السيرة
الشاملة المستقلّة للرسول (صلى الله
عليه وآله وسلم) وتطوّرها ؛ السيرة النبوّية المدمجة ضمن المصنّفات التاريخية ؛
التصنيف المستقلّ لجوانب السيرة ومفرداتها.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 423.
نشر
: دار الشؤون الثقافية العامّة - بغداد - العراق / 2005 م.
*
العصمة حقيقتها - أدلّتها.
تأليف
: الشيخ محمد حسين الأنصاري.
قدّم
الكتاب بحثاً في موضوع العصمة في الإمامة ، واعتمد أوّلاً في تقديم الدليل
العقلي ، ثُمَّ الكتاب ، ثمّ السنّة ومدى دلالة ومطابقة الدليل العقلي للشرع ،
كما حاول أن يمزج بين الدليلين في مواضع مهمّة اُخرى ليكون الدليل أقوى وأوضح
حين يأتي النقل مطابقاً للعقل.
اشتمل
على أربعة فصول في تعريف العصمة ، ودراسة الأقوال المختلفة فيها ، والأدلّة
العقلية عليها ، وإثبات عن طريق الكتاب والسنّة ، ثمّ أُلحق ذلك بتتمّة في إثبات
عصمة الزهراء عليها السلام.
ص: 512
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 142.
نشر
: مركز الرسالة - قم - إيران / 1426 ه.
*
حديث الاقتداء بالشيخين.
تأليف
: السيّد علي الحسيني الميلاني.
كتاب
من سلسلة أبحاث (اعرف الحقّ تعرف أهله) برقم (6).
تناول
فيه المؤلّف الحديث المعتمد عليه عند أهل السنّة في صحاحهم : (اقتدوا باللذين من
بعدي أبي بكر وعمر) ، حيث استندوا إليه في بحوثهم العلمية وجعلوه من أقوى الحجج
في مبحث الإمامة ، كما رجّحوا به فتوى الشيخين في المسألة إذا خالفهما غيرهما من
الأصحاب ، واحتجّوا به لحجّية اتفاقهما وعدم جواز مخالفتهما في ما اتفقا عليه من
مباحث الاُصول ، فنقده المؤلّف من حيث السند ، ودقّق النظر في كتبهم على ضوء
كلمات أساطينهم ، كما عثر على تصريحات لجماعة من كبار أئمّتهم تطعن في شأنه ،
وقد كانت للمؤلّف تأمّلات في معناه ومتنه.
اشتمل
الكتاب على : نظرات في
أسانيد حديث الاقتداء ، كلمات الأئمّة
وكبار العلماء حول سند حديث الاقتداء ، تأمّلات في متن ودلالة الحديث.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 84.
نشر
: مركز الحقائق الإسلامية - قم - إيران / 1427 ه.
*
لمحات في أحكام الشريعة الإسلامية.
تأليف
: السيّد فاضل الموسوي الجابري.
الكتاب
هو رسالة قدّمت عرضاً موجزاً علميّاً في أحكام الشريعة الإسلامية على ضوء مدرسة
أهل البيت عليهم السلام ، وقد عرّفت الفقه
في اللغة والاصطلاح ، ودوره في الحياة ، وأحكامه الأوّليّة والثانوية ، ومميّزات
فقه أهل البيت ، ودور الاجتهاد في خلود الشريعة ، وهيكلية الفقه الإمامي. وقد
تناولت أبواب الفقه بدءاً من باب الطهارة وانتهاءاً بالقصاص والديّات من باب
المعاملات ، وقد أعرضت عن العبيد وإلاماء وغيرها من الأبواب التي تغرّبت عن
عصرنا الحاضر تقريباً ، كما أعرضت عن التفاصيل وذكر الآراء والاجتهادات ،
ص: 513
واعتمدت في عرضها على الرأي المشهور ؛
ليكون هذا العرض كلّيّاً.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 146.
نشر
: مركز الرسالة - قم - إيران / 1426 ه.
*
موسوعة الحسنيّين ج (1 - 5).
تأليف
: السيّد أبو مقداد الميّالي.
قدّم
الكتاب دراسة تاريخية للنسب العلوي الشريف ومذهب أهل البيت عليهم السلام ، تناول من خلالها
سلالة المنحدرين من نسل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وثوراتهم وتضحياتهم لرسالة السماء
الخالدة ، محلّلاً فيها مواقفهم المشرّفة عبر التاريخ ، وقد ركّز البحث فيها على
السيّدين الجليلين محمّد ذو النفس الزكيّة وإبراهيم شهيد باخمرى رضي الله عنه.
اشتمل
كلّ جزء من هذه المجموعة على مقدّمة ومواضيع ، وكانت عناوين الأجزاء كالتالي
بحسب ترتيبها : النسب العلوي الشريف ونسب الحسنيّين ، حول العباسيّين وبدء
حركتهم وشخصيّاتهم ، قبسات من حياة الإمام الصادق عليه السلام ولمع من سيرته ، دراسات وثائقية وبحوث
تحليلية عن حياة محمّد النفس الزكية ،
وعن حياة إبراهيم بن عبدالله شهيد باخمرى.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ج 1 : 391 ، ج 2 : 627 ، ج 3 : 312 ، ج 4 : 514 ، ج 5 : 467.
نشر
: رشيد - قم - إيران / 1427 ه.
*
آفاق الإحياء والتجديد في الفكر الإسلامي ج (1 -2).
تأليف
: السيّد عمّار أبو رغيف.
كتاب
في جزءين مستقلّين ، يدور البحث فيهما حول مواجهة التراث الإسلامي الأصيل لموجة
الفكر المعاصر والحداثة ، حيث عدّه المؤلّف صراعاً تكوينيّاً ، معتمداً في بحثه
على ثلاث ركائز : الإسلام والفكر الإسلامي ، مرجعية الفكر في هذا التراث الذي لا
يمكن تجاوزه والفكر الذي يصحّ نقده واستبداله ، ضرورة التجديد ومواكبة الزمكانية
في طرح الإسلام والفكر الإسلامي.
اشتمل
الجزء الأوّل على : الرأي السديد ، التجديد في ضوء إشكالية الزمان والمكان ،
ضمور ونموّ التنظير
ص: 514
الإسلامي ، أسلمة المعرفة ، ومحاولات
تطبيقها ، وخاتمة البحث في ثلاث ملاحظات : ضرورة التواصل الفكري ، ضرورة الروح
العملي ، التقدير السليم لواقع التحدّي الغربي.
وقد
اشتمل الجزء الثاني على : أسلمة العلوم وأدلجة المعرفة ، الآيديولوجيا ، أسلمة
التاريخ ، أسلمة علمي الاجتماع والنفس ، مفهوم أسلمة المعرفة ، إشكالية ردنر ،
الرؤية الكونية وأسلمة المعرفة ، فلسفة العلم المعاصر وميتافيزيقيا المعرفة ،
الحكمة الخالدة والعلوم المقدّسة ، مفهوم العلم والمعرفة العلمية ، قيمة العناصر
الميتافيزيقية ، علم الاجتماع نموذجاً ، أين يقف مشروع أسلمة المعرفة في هذا
المشهد؟
الحجم
: رُقعي.
عدد
الصفحات : ج 1 : 74 ، ج 2 : 69.
نشر
: دار الفقه للطباعة والنشر - إيران / 1426 ه.
*
مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية.
تأليف
: الشيخ محمّد جعفر شمس الدين.
أعدّ
الكتاب بحوثاً كانت هي المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية ، كان قد ألقاها
المؤلّف بشكل محاضرات على طلاّب السنة
الأُولى في كلّيّة الحقوق في الجامعة الإسلامية في لبنان ، ليبيّن من خلالها
تبلور فكر الإسلام وثقافته ، ومدى تأثيره على الفكر البشري المعاصر والقوانين
العالمية ، بعد أنْ أقرّ مؤتمر القانون الدولي في لاهاي عام 1932 م : أنّ
التشريع الإسلامي مستقلٌّ قائمٌ بذاته وليس مأخوذاً من غيره.
اشتمل
على مقدّمة وتمهيد وأربعة مباحث بمواضيعها في : العقيدة الإسلامية ، الشريعة ،
مصادر الشريعة الإسلامية ، والاجتهاد والتقليد.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 168.
نشر
: دار الهادي - بيروت - لبنان / 1426 ه.
*
حكم الأرجل في الوضوء.
تأليف
: السيّد علي الحسيني الميلاني.
كتاب
من سلسلة أبحاث (اعرف الحقَّ تعرف أهله) برقم (4) ، أعدّه المؤلّف بمناسبة ذكرى
مرور ألف عام على وفاة الشيخ أبي عبدالله المفيد البغدادي قدس سره ، وقد تناول فيه
بحثاً فقهيّاً لا يزال محلّ
ص: 515
اختلاف المسلمين ، أثبت فيه المسح على
الرجلين في الوضوء استناداً إلى الكتاب والسنّة والإجماع ، بعد أن كانت مسألة
المسح شعاراً ورمزاً لمذهب الإمامية ، وقد استند في بحثه على أخبار الفريقين ،
حيث كان أكثر اعتماده على النقل من كتب السنّة.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 118.
نشر
: مركز الحقائق الإسلامية - قم - إيران / 1427 ه.
*
صلاة أبي بكر في مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
تأليف
: السيّد علي الحسيني الميلاني.
كتاب
من سلسلة أبحاث (اعرف الحقّ تعرف أهله) برقم (10) ، عبارة عن رسالة وجيزة تناول
فيها المؤلّف البحث عن الخبر القائل بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر
في أيّام مرضه قبل ارتحاله أبا بكر بالصّلاة بالمسلمين ، وأنّه (صلى الله عليه
وآله وسلم) خرج إلى المسجد وصلّى خلفه معهم ؛ فقد بحثه من جميع جوانبه لاسيّما
سنده وما قيل فيه حتّى توصّل إلى حقيقة الأمر.
اشتمل
الكتاب على المواضيع
التالية : أسانيد الحديث ونصوصه ،
نظرات في أسانيد الحديث ، حديث عائشة ، تأمّلات في متن الحديث ومدلوله.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 118.
نشر
: مركز الحقائق الإسلامية - قم - إيران / 1427 ه.
*
سبحة كربلاء.
تأليف
: الشيخ علي الكوراني.
كتاب
يضمّ مجموعة مقالات في مواضيع متعدّدة ، ففيها الموضوع الأدبي ، والموضوع الفقهي
، والعقائدي ، والاجتماعي ؛ والمصنّف بدوره أخذ عنوان الكتاب من عنوان أحد
مقالاته ، وعدد هذه المقالات ثمانية ، تُفهم موضوعاتها من عناوينها والتي هي :
سُبحة كربلاء ، صنعوها في البحرين ، بحثاً عن النور ، عليّ الأكبر شبيه جدّه
المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الوحدة الإسلامية من وجهة نظر أهل البيت عليهم السلام ، كلمة حول الزيارة
الجامعة ، أجوبة على أسئلة بعض علماء الطالبان ، ما روي في سهو النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ونومه عن الصّلاة.
الحجم
: وزيري.
ص: 516
عدد
الصفحات : 185.
نشر
: دار جواد الأئمّة - بيروت - لبنان / 1426 ه.
*
موسوعة الوقف في الفقه الإسلامي ج (1 - 11).
إعداد
: يعقوب جعفري.
كتاب
، فقهي ، يهتمّ - كما يظهر من عنوانه - بمسألة الوقف ، وأحكامه ، والآراء التي
تطرح حوله من علماء المسلمين ؛ بحيث يطرح في هذا الكتاب كلّ ما يتعلّق بالوقف من
الفتاوى من جميع المذاهب الإسلامية ، فالكتاب مقسّم إلى سبعة أقسام ، يتضمّن كلّ
قسم الوقف لدى أحد المذاهب الإسلامية ، مرتّبة حسب حروف الهجاء وهي : الإمامية ،
الحنابلة ، الحنفية ، الزيدية ، الشافعية ، المالكية ، والمتفرّقات.
مع
ذكر المصادر المأخوذة منها مواضيع المسألة ؛ حيث استفيد من مئة وخمسة وتسعين
كتاباً في هذا الباب ، منها ثمانية وستّون كتاباً من كتب الإمامية ، وثلاثة
وعشرون للحنابلة ، وأربعة وعشرون للحنفية ، وللزيدية اثنا عشر ، وللشافعية أربعة
وثلاثون ، وللمالكية سبعة وعشرون ، وستّة كتب
متفرّقة.
إشراف
ومراجعة : محمّد علي خسروي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : كلّ جزء ما يقارب 600 صفحة.
نشر
: منظّمة الأوقاف والشؤون الخيرية - طهران - إيران / 1427 ه.
*
المقتل الحُسينيّ المأثور.
تأليف
: الشيخ محمّد جواد الطبسي.
قدّم
الكتاب عرضاً تاريخيّاً لنهضة الإمام الحسين عليه السلام ، وما جرى له على أرض كربلاء ، برواية
المعصومين عليهم السلاموسيرتهم في تعظيم
شعائر الإمام الحسين عليه السلام وتخليدها ، والبكاء
على الحسين عليه السلام ، معتمداً في ذلك
على الكتب الروائية والتاريخية المعتبرة.
اشتمل
على ستّة فصول في : سيرة المعصومين عليهم السلام حول مأساة الإمام الحسين عليه السلام ، الأخبار الغيبية
بشهادة الإمام الحسين عليه السلام ، أحداث كربلاء
ومأساة الإمام الحسين عليه السلام ، أحداث ما بعد
الشهادة ، أهل البيت عليهم السلام وأحداث الكوفة
والشام ، أهل البيت عليهم السلام في المدينة
المنوّرة.
ص: 517
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 303.
نشر
: سلمان آزاده للطباعة والنشر - قم - إيران / 1427 ه.
*
السجود على التربة الحسينية.
تأليف
: السيّد محمد مهدي الموسوي الخرسان.
كتاب
يتناول بأسلوب علمي واحتجاجي عقيدة الشيعة الاثني عشرية في مسألة السجود على
التربة الحسينية ، باعتبارها مصداق من مصاديق السجودٌ على الأرض ، وأنّها سنّة
معهودة للأمّة ، كما ناقش موضوع التقارب بين المذاهب وأنّ الاختلاف الفقهي بين
الشيعة وغيرهم ماهو إلاّ كسائر الاختلافات الفقهية السائدة بين سائر المذاهب من
غير الشيعة مع وجود المشتركات بينها فلا يوجب الاختلاف الفقهي الرفض والتكفير.
اشتمل
الكتاب على تمهيد في التقارب بين المذاهب وعلى بابين لكلِّ باب خمسة مباحث
وخاتمة ؛ الباب الأوّل في معنى السجود لغةً وشرعاً ، وجوب السجود كتاباً وسنّةً
، واجبات السجود في الشريعة الإسلامية ، ذكر
الصحابة الذين كانوا يرون وجوب السجود
على الأرض ، ذكر التابعين الذين كانوا يرون وجوب السجود على الأرض والخاتمة في :
نبذة تاريخية عن المسجد والسجّادة والسجّاد. الباب الثاني في : ماهية التربة ،
الشيعة يسجدون على الأرض وهي طاهرة ، تفاضل البقاع من الأرضين ، وجه تفضيل
التربة الحسينية بالسجود عليها ، خصائص التربة الحسينية ، والخاتمة في : مسائل
شرعية إسلامية أجمع المسلمون على شرعيّتها فعمل بها الشيعة وتركها غيرهم.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 408.
نشر
: قلم الشرق - كربلاء - العراق / 1426 ه.
*
الخلفاء الاثنا عشر.
تأليف
: الشيخ جعفر الباقري.
دراسة
مستقلّة تمتاز بالموضوعية ، وبحث مستفيض من خلال مصادر أهل العامّة ، وخصوصاً
الكتاب الذي يعتبر من أكثر المصادر اعتباراً ووثاقة عندهم ألا وهو صحيح البخاري ؛ وهذه الدراسة
تتمحور حول بيان حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يفصح فيه عن
ص: 518
خلفائه من بعده وعددهم كما أسفر عنه
عنوان الكتاب أعلاه ، وقد تمّ تقسيم البحث فيه إلى أربعة فصول تضمّ : نظرة على
رواة حديث (الخلفاء) في مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ الهياكل اللفظية لحديث (الخلفاء)
في مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ القواسم المشتركة لحديث (الخلفاء) الاثني عشر من
مصادر (مدرسة الخلفاء) ؛ كتمان أسماء الخلفاء الاثني عشر في مصادر (مدرسة
الخلفاء).
علماً
أنّ هذا الكتاب هو الرابع من سلسلة (ردّ الشبهات) لمركز الأبحاث العقائدية.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 233.
نشر
: مركز الأبحاث العقائدية ، قم - إيران / 1427 ه.
*
حياة الإمام المهدي (عج) وهم أم حقيقة.
تأليف
: السيّد محمود الموسوي.
كتاب
عقائدي استدلالي ، تدور أحداثه حول حياة الإمام الثاني عشر من أئمّة آل البيت عليهم السلام ، وردّ ما قيل : من
أنّه لا حقيقة على ما تدّعيه الشيعة
بوجوده وأنّه وهم ، بأدلّة عقلية
ونقلية ، وذلك من خلال ما أورده العلماء. من أقوال حول المهدي (عج) في مختلف
العصور.
ضمّت
هذه الرسالة أربعة فصول هي : في التنبيهات والأُمور المهمّة ويشتمل على ثمانية
تنبيهات ، خامسها فيه مباحث ، الاستدلال العقلي على وجود المهدي (عج) فعلاً ،
الاستدلال النقلي ، خاتمة في بيان الاعترافات بحياته (عج).
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 183.
نشر
: دار الهادي للطباعة والنشر - بيروت - لبنان / 1427 ه.
*
الموسوعة الفقهية الميسرة ج 7.
تأليف
: الشيخ محمد علي الأنصاري.
موسوعة
تشتمل على عرض الفكر الفقهي والأُصولي ، وفق الترتيب الهجائي للموضوعات الفقهية
، مع موضوعات علم الأُصول كملحق خاصّ ، بأُسلوب مختصر وخال من التعقيد
والاستدلالات إلاّ نادراً ؛ متعرّضةً لأقوال ثلاثة من كبار الفقهاء المعاصرين
في الفقه ، وثلاثة من
ص: 519
أعلام المدرسة الأُصولية الحديثة في
الأُصول ، مع ترجمة مختصرة للفقهاء والأُصوليّين الّذين تذكر آراؤهم في كلِّ جزء
من أجزاء هذه الموسوعة ..
وهذا
هو الجزء السابع من هذه الموسوعة ، ويبدأ هذا الجزء في الفقه بكلمة (بلوغ) وينتهي
بكلمة (تثويب) ، والأصول بكلمة (بناء) وينتهي بكلمة (تبعية) بالإضافة إلى الملحق
الأصولي.
الحجم
: رحلي.
عدد
الصفحات : 669.
نشر
: مجمع الفكر الإسلامي - قم - إيران / 1427 ه.
*
موجز دائرة معارف الغيبة.
إعداد
وتأليف : مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي (عج).
كتاب
تناول بعض المصطلحات والعناوين الخاصّة ببحث الغيبة ، وإمامة المهدي المنتظر
عجّل الله فرجه الشريف وتعدّ هذه العناوين ب- : خمسة آلاف عنوان ، جمع منها في
هذا الموجز خمسمائة عنوان ، وهو مقدّمة لمشروع موسوعي كبير في هذا الباب.
يبدأ
هذا الموجز بحرف الألف ، وينتهي بحرف الياء ، فمن موضوعاته
المدرجة في هذا الكتاب : الأبدال ؛ بئر
معطّلة ؛ تكريت ؛ ثورة صاحب الزنج ؛ جيش الخسف ؛ حمش الساقين ؛ خوز ؛ دابّة
الأرض ؛ ذي الذنب ؛ ركود الشمس ؛ سبايا الكوفة ؛ الشيصباني ؛ الصيحة ؛ طلوع
الشمس من مغربها ؛ العصائب ؛ ...
نشر
: مركز الدراسات التخصّصيّة في الإمام المهدي (عج) - النجف الأشرف - العراق /
1427 ه.
*
تهذيب شرح نهج البلاغة ج (1 - 2).
تأليف
: السيّد عبد الهادي الشريفي.
وهو
كما يظهر من العنوان تهذيب ، واختصار لشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي
، عن طريق استخلاص المحور الرئيسي وهو الخطبة ، أو الكلام ، أو الرسالة مع الشرح
، دون الالتفات إلى سائر المحاور ، التي أسهب فيها المؤلّف.
اعتمد
في تثبيت النصّ ، وتقويمه ، وضبطه على عدد من النسخ المطبوعة والتي قد قوبلت مع
مجموعة من النسخ الخطّية.
وقد
تمّ في هذا الكتاب شرح الألفاظ
ص: 520
الغريبة التي أهمل الشارح بيان معانيها
، مع مناقشة بعض البحوث التي تبنّاها الشارح ، مناقشة موضوعية موجزة بالإضافة
إلى تخريج الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة من مصادرها ، وإرجاع النصوص
التاريخية والكلامية والأدبية لأصحابها.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ج 1 : 712 ، ج 2 : 800.
نشر
: مركز بحوث دار الحديث - قم - إيران / 1426 ه.
*
جزاء الأعمال ونكال الأفعال في القرآن.
تأليف
: السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.
هذا
الكتاب هو الكتاب العشرون من موسوعة (جزاء الأعمال في دار الدنيا) ، يذكر فيه
الآيات القرآنية التي تتضمّن ذكر الآثار الوضعية للأعمال السيّئة وجزائها في دار
الدنيا.
يحتوي
هذا الكتاب على أربعة عناوين موضوعية هي : جزاء الأعمال والمعاريف ، جزاء
الأشخاص والأفراد الذين لم يُصرَّح بأسمائهم ، جزاء الأقوام
والأُمم والملل والأهالي ، جزاء
الأقوام والأُمم والملل التي لم يُصرَّح بأسمائها.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ج 1 : 248 ، ج 2 : 600.
نشر
: منشورات ناجي الجزائري - قم - إيران / 1427 ه.
*
التنظير المنهجي عند السيِّد محمد تقي الحكيم رحمه الله.
تأليف
: الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد.
يستعرض
الكتاب مسألة المعضل الفكري في الأُمّة الإسلامية ، ويناقشها قديماً وحديثاً ،
وكيف تحوّلت إلى مذاهب تنتهج ، ويعالجها بالأُسلوب العلمي عند العلاّمة السيّد
محمد تقي الحكيم رحمه الله ، في تنظيراته لحلّ
المعضل الفكري على الأُصول والقواعد العامّة للفقه المقارن ، بعدما قدّم بحثاً
تمهيديّاً عن النجف الأشرف وعن شخصيّته العلمية اشتمل الكتاب على مبحثين ،
الأوّل في : إشكالية المنهج العلمي ، والثاني في : تنظيرات السيّد محمد تقي
الحكيم لحلّ المعضل الفكري.
الحجم
: وزيري.
ص: 521
عدد
الصفحات : 152.
نشر
: المؤسّسة الدولية للدراسات والنشر - العراق.
*
تاريخ المراقد (الحسين وأهل بيته وأنصاره) ج (1 - 3).
تأليف
: الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي.
هذه
الأجزاء الثلاثة من دائرة المعارف الحسينية التي تناولت تاريخ مرقد أبي الأحرار
أبي عبدالله الحسين عليه السلاموآثاره المعنوية
الخالدة في أمّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم تقتصر عليه فحسب
بل عمد المؤلّف إلى جميع المراقد المرتبطة به عليه السلام وبنهضته المباركة حتّى مدفن الرأس
الشريف وما وقع فيه من خلاف ، كما تطرّق إلى ذكر المقامات كمقام ابن سعد ومقام
السيّدة زينب عليها السلاموالأماكن الأثرية
كمكان ولادته ومسكنه وأمثالهما ، كما بحث المؤلّف عن صحّة انتساب المراقد إلى
أصحابها وما دار حولها من معالم أثرية وتاريخية وسياسية ونشاطات ومشاريع ، وقد
وضع جدولين يحصي أحدهما القيّمين على هذه المراقد وعدد الزائرين ونوعيّاتهم
والآخر يختصّ بملوك ورؤساء الدول الإسلامية الذين
كان لهم الدور المؤثّر في إحياء هذه
المراقد أو طمس معالمها.
هذا
وقد صدر الجزء الأوّل من هذه المجموعة سنة 1419 ه- والجزء الثاني سنة 1424 ه-
والجزء الثالث سنة 1426 ه.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ج 1 : 413 ، ج 2 : 649 ، ج 3 : 614.
نشر
: المركز الحسيني للدراسات ، لندن.
*
مقدّمة في علم الأخلاق.
تأليف
: السيّد كمال الحيدري.
كتاب
في علم الأخلاق ، يبيّن المساوئ والمحاسن الأخلاقية اعتماداً على ما أشار إليه
القرآن الكريم ، من خلال آياته التي تحثّ على تعالي النفس الإنسانية ورقيّها بتزكيتها
وتقواها ، ومن خلال الآيات التي تشير إلى سيرة الرَّسول الأعظم (صلى الله عليه
وآله وسلم) وأخلاقه الكريمة.
اشتمل
الكتاب على تمهيد وثلاثة بحوث في : تعريف علم الأخلاق ، إمكانية تغيير الأخلاق ،
طرق إصلاح أخلاق الإنسان.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 153.
ص: 522
نشر
: دار فراقد - قم - إيران / 1426 ه.
*
الرّفق في المنظور الإسلامي.
تأليف
: أبو زلفى الخزاعي.
كتيِّب
بيَّن مفهوم الرفق في الإسلام بعرض موجز من خلال الآيات الكريمة والآحاديث
الشريفة ، ودور الدين الحنيف في تربية الإنسان ، وقد تناول الرفق في القرآن
الكريم ، والسنّة المطهّرة ، وآفاقه وفلسفته ، بالإضافة إلى خاتمة بهذا المعنى.
الحجم
: رقعي.
عدد
الصفحات : 69.
نشر
: مركز الرسالة - قم - إيران / 1426 ه.
*
أخلاقيّات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
تأليف
: الشيخ عبدالله أحمد اليوسف.
كتاب
يتناول السيرة الأخلاقية للرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) في دراسة
تحليلية ، لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية ، والدعوة للتحلّي بأخلاقيّات
الإسلام الفاضلة في الاقتداء بسيرة رسول الأخلاق ، والإنسانية ، والرحمة (صلى
الله عليه وآله وسلم).
يشتمل
هذا الكتاب على أربعة فصول هي : أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في
التعامل والسلوك ؛ أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في التعامل مع
الشباب ، أخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربية الأطفال ،
وأخلاقيّات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في العمل الإسلامي.
الحجم
: رُقعي.
عدد
الصفحات : 124.
نشر
: دار القارئ - بيروت - لبنان / 1426 ه.
*
الحسين الكريم في القرآن العظيم.
تأليف
: الشيخ محمد صادق الكرباسي.
الكتاب
هو جزء من دائرة المعارف الحسينية ، يستعرض فيه المؤلّف الآيات القرآنية في شأن
أهل البيت عامّة وبشأن الحسين عليه السلام خاصّة ، اعتماداً على الأحاديث النبوية الشريفة لدى
الفريقين والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، فقد أورد الآية أوّلاً ثمّ تفسيرها
ومن ثمّ عمد إلى سرد الأحاديث الداعمة لتأويلها حسب عصر المروي عنه ، كما ناقش
الأحاديث ، وقد رقّم الآيات برقم تسلسلي ، هذا وقد قدَّم مقدّمة
ص: 523
في التفسير وماهيته والتأويل وماهيّته
، كما أجاب فيها عن العديد من التساؤلات.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 448.
نشر
: المركز الحسيني للدراسات ، لندن / 1426 ه.
*
جواهر الحكمة.
تأليف
: محمد محمّدي الري شهري.
كتاب
حكم ، ومعرفة ، يجمع أحاديث الإمام الحسين عليه السلام الحكمية من مصادر الفريقين ، ويعرضها
بطريقة جديدة وسهلة.
كما
تحتوي هذه المجموعة على بعض الأحاديث ، والروايات التي رواها عليه السلام عن جدّه المصطفى
(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام.
يقع
هذا المبحث في عشرة أبواب هي : الحكم العقلية والعلمية ؛ الحكم العقائدية
والسياسية ، الحكم العبادية ؛ الحكم الأخلاقية والعملية ؛ جوامع «الحكم ؛ نوادر
الحكم ؛ الحكم المنظومة ؛ التمثيل في كلام الإمام عليه السلام ؛ الديوان المنسوب إلى الإمام عليه السلام.
علماً
أنّ كلّ باب يحتوي على عدّة فصول تابعة لها. هذا وساعده في الإعداد
السيّد محمود طباطبائي نژاد ، السيّد
روح الله الطبائي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 598.
نشر
: مؤسّسة دار الحديث - قم - إيران / 1427 ه.
*
تصحيح القراءة في نهج البلاغة ردّاً على (قراءة في نهج البلاغة) للدليمي.
تأليف
: الشيخ خالد البغدادي.
هذا
هو الكتاب الثاني من (سلسلة ردّ الشبهات) التي تعنى بالردّ على من يحاول النيل
من مذهب أهل البيت عليهم السلاموذلك بأُسلوب علمي ،
ومن خلال مصادر أهل العامّة أنفسهم ، ومن تلك السلسلة الكتاب المشار إليه والذي
ارتأى مؤلّفه توضيح بل تصحيح ما نمّقه صاحب كتاب قراءة
في نهج البلاغة من مقطوعات اقتطعها من خطب وكلمات أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ،
ليوحي أنّ ما تدّعيه الشيعة في حقّ أهل البيت عليهم السلام باطل ، فقام المؤلّف بمناقشة ذلك كلّه
بروية ، وتأنّ ، وشفّافية ، وذلك من خلال نفس كتاب نهج
البلاغة
ليعلم الجميع بأنّ الدليمي إمّا أنّه لم يقرأ
ص: 524
الكتاب بكامله ، أو أنّه لم يفهم
معانيه ، أو أنّه اتّبع هواه.
خرج
هذا الكتاب باثني عشر فصلاً هي : مع الدليمي في مقدّمته ؛ عدالة الصحابة ؛ موقف
الإمام عليه السلام من الصحابة ؛ موقف
الإمام عليه السلام من الشورى والنصّ ؛
موقف الإمام عليه السلام من أهل الجمل ؛
موقف الإمام عليه السلام من معاوية وحزبه ؛
العلوم التي رزقها الإمام عليه السلاموأهل البيت عليهم السلام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الفرق بين الوحي
والإلهام ؛ علّة وجود الحجج بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ الاستدلال
على عصمة الإمام عليه السلام ؛ الوسائط المشروعة
بين الخالق والمخلوق ؛ مهمّة ولاة الأمر في الإسلام.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 382.
نشر
: مركز الأبحاث العقائدية - قم - إيران / 1427 ه.
*
حِكَم لقمان.
تأليف
: محمد محمّدي الري شهري.
كتاب
أخلاق ، ومواعظ ، وحكمة ؛ فهو يجمع بين دفّتيه ما جاء عن لقمان الحكيم عليه السلام ، من حِكَم ووصايا
ودروس
أخلاقية في كتاب الله الكريم ، أو في
غيره من الأحاديث والروايات ، وما تناقلته الكتب عنه ، بالإضافة إلى إرجاع
الأحاديث ، والأقوال إلى مصادرها.
يحتوي
هذا الكتاب على عشرة فصول بالإضافة إلى المدخل ، وهي : حياة لقمان ؛ حِكَم
لقمان في القرآن الكريم ؛ قصص من حِكَم لقمان حِكَم حول العلم والمعرفة ؛
عوامل بناء النفس ؛ آفات بناء النفس ؛ الآداب الأخلاقية والاجتماعية ؛ أمثال من
الحِكَم ؛ نوادر الحِكَم ؛ جوامع الحِكَم.
الحجم
: رُقعي.
عدد
الصفحات : 200.
نشر
: دار الحديث للطباعة والنشر - قم - إيران / 1427 ه.
*
من بلاغة الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة.
تأليف
: عادل حسن الأسدي.
دراسة
وشرح لأهمّ الصور البلاغية للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة
خاصّة ، حيث يورد الخطبة أو الرسالة أو الحكمة ويبيّن صورها البلاغية ليكون
شاملاً
ص: 525
لجميع ما ورد في النهج ، بالإضافة إلى
شرح معاني بعض المفردات من الخطبة
أو
الرسالة ، وكذلك الإشارة الى بعض التعليقات لشارحي النهج الشريف ، بالإضافة إلى
بيان بعض الاستعارات وتقويم النصّ.
يضمّ
هذا الكتاب تمهيداً ، وثلاثة أبواب ، وملحقاً للمصطلحات البلاغية ؛ أمّا التمهيد
فيشتمل على : مميّزات الخطب وأنواعها ، مميّزات الرسائل وأنواعها ، مميّزات
الأقوال والحكم ، أقوال العلماء والأُدباء في بلاغة الإمام علي عليه السلام أثر نهج البلاغة في
الأدب العربي ؛ والأبواب هي : الصور البلاغية في الخطب ، الصور البلاغية في
الرسائل ؛ الصور البلاغية في الحكم.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : 660.
نشر
: مؤسّسة المحبّين - قم - إيران / 1427 ه.
*
موسوعة عبدالله بن عباس ج (1 - 5).
تأليف
: السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان.
قراءة
في التاريخ الإسلامي ، ودراسة تحليلة لشخصيّة الصحابي الجليل ابن عمِّ رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) وحَبر الأُمّة وترجمان القرآن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، اعتنت بتنزيه هذه
الشخصية الفذّة من الملابسات والمتناقضات القائمة حولها ، كما بيّنت مقامه
الشامخ ، ومدى تأثيره وسبره في مجالات التفسير والحديث والفقه والأدب.
اشتملت
الأجزاء الخمسة حسب ترتيبها على العناوين التالية : أحداث ربع قرن منذ ولادة ابن
عباس وحتّى وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أحداث ما بعد وفاة
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى نهاية عهد عثمان ، ومن أوّل خلافة
الإمام علي عليه السلامحتّى شهادته سنة 40
ه- ، وسيرة ابن عباس في ولايته على البصرة وما رافقها من أحداث ، وبداية حكومة
بني اُمية وحتّى وفاته رضي الله عنه سنة 68 ه.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ج 1 : 488 ، ج 2 : 358 ، ج 3 : 286 ، ج 4 : 382 ، ج 5 : 521.
نشر
: مركز الأبحاث العقائدية - النجف الأشرف - العراق / 1428 ه.
ص: 526