تراثنا المجلد 79

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1405 ه.ق

الصفحات:

ص: 1

محتويات العدد

الفوائد البديعة من « وسائل الشيعة » (1) .

.................................................................. السيّد علي الحسيني الميلاني 7

مكانة « العقل » في التشريع .

........................................................................ السيّد علي الهاشمي 51

العزاء والرثاء سُنّة قرآنية .

....................................................................... الشيخ محمّد السند 115

معجم شواهد غريب الحديث (2) .

............................................................................ أسعد الطيّب 131

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (17) .

........................................................ السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره 231

ISSN 1016 – 4030

رجب

- ذو الحجّة

1425

ه-

مصطلحات نحوية (26) .

.................................................................. السيّد علي حسن مطر 287

من ذخائر التراث :

نُبذَةٌ من السياسة الحسينية - للعلّامة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، المتوفّىٰ سنة 1373 ه- .

................................................................. تحقيق : علي جلال باقر 301

من أنباء التراث .

........................................................... هيئة التحرير / عامر الشوهاني 410

ص: 2

الفوائد البديعة من « وسائل الشيعة » (1) .

.................................................................. السيّد علي الحسيني الميلاني 7

مكانة « العقل » في التشريع .

........................................................................ السيّد علي الهاشمي 51

العزاء والرثاء سُنّة قرآنية .

....................................................................... الشيخ محمّد السند 115

معجم شواهد غريب الحديث (2) .

............................................................................ أسعد الطيّب 131

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (17) .

........................................................ السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره 231

ISSN 1016 – 4030

رجب

- ذو الحجّة

1425

ه-

مصطلحات نحوية (26) .

.................................................................. السيّد علي حسن مطر 287

من ذخائر التراث :

نُبذَةٌ من السياسة الحسينية - للعلّامة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، المتوفّىٰ سنة 1373 ه- .

................................................................. تحقيق : علي جلال باقر 301

من أنباء التراث .

........................................................... هيئة التحرير / عامر الشوهاني 410

صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة « مصباح

السالكين » للشيخ كمال الدين

ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، المولود سنة 636 ه- ، والمتوفّىٰ بين السنوات

679 -

699 ه- ، والذي تقوم مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث بتحقيقة .

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

الفوائد البديعة من وَسَائِل الشّيعَةِ (1)

السيّد

عليّ الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله علىٰ أعدائهم أجمعين ، من الأوّلين والآخرين .

وبعد . .

فإنّه لمّا وصلنا إلىٰ أحكام نافلة الليل في بحوثنا الفقهيّة في كتاب الصلاة ، استوقفني ما جاء في إحدىٰ روايات المسألة ، ونبّهني علىٰ أمرٍ كنت في غفلة منه حتّىٰ تلك الساعة . .

وهذا أوّلاً نصّ الرواية :

« عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : قلت له : إنّ رجلاً من مواليك ، من صلحائهم ، شكا إلَيّ ما يلقىٰ من النوم ، وقال : إنّي أُريد القيام بالليل . . .

ص: 7

قلت : فإنّ من نسائنا أبكار الجارية ، تحبّ الخير وأهله وتحرص علىٰ الصلاة ، فيغلبها النوم ، حتّىٰ ربّما قضت وربّما ضعفت عن قضائه ، وهي تقوىٰ عليه أوّل الليل .

فرخّص لهنّ في الصلاة أوّل الليل إذا ضعفن وضيّعن القضاء » (1) .

فقلت في نفسي : سبحان الله ! كنّا - ولا نزال - نرجع إلىٰ كتاب وسائل الشيعة لننظر في أدلّة الأحكام الشرعيّة ، وأمّا الفوائد الأُخرىٰ المشتملة عليها تلك النصوص ، فلم نلتفت إليها ولم نهتمّ بها .

انظر إلىٰ هذه الرواية . . كيف علّم الأئمّة عليهم السلام الشيعة وأدّبوهم علىٰ الأحكام والسُنن فضلاً عن العمل بالأحكام الإلزامية ، حتّىٰ إنّ الجواري الأبكار في البيوت « تحرص » علىٰ صلاة الليل ، بحيث لمّا يغلبها النوم « تقضي » الصلاة بالنهار ، لكنّها لمّا تضعف عن القضاء « تشكو » إلىٰ وليّها ما تلقاه من غلبة النوم ثمّ من الضعف عن القضاء ، فيأتي الرجل إلىٰ الإمام عليه السلام ليسأل لها عن الوظيفة الشرعيّة في هذه الحالة ! !

نعم . . هكذا ربّىٰ أهل بيت النبيّ الشيعة ، يلتزمون بالنوافل ، حتّىٰ «أبكار الجارية» منهم ، وإلىٰ هذا الحدّ يحرصون عليها ولا يتركونها . .

وهكذا شأن أهل بيت النبيّ ، الّذين كانوا أوصياءه وخلفاءه في الغرض الذي من أجله بُعث ، كما في قوله تعالىٰ : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (2) .

وإلّا لَما أمر بالتمسّك بهم - دون غيرهم - من بعده ، في قوله صلّىٰ

__________________

(1) وسائل الشيعة 4 / 255 ح 5078 و 5079 .

(2) سورة الجمعة 62 : 2 .

ص: 8

الله عليه وآله وسلّم في حقّهم : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّىٰ يردا علَيّ الحوض » .

ولَما شبّههم في النجاة بسفينة نوح ؛ إذ قال صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق » (1) .

ولَما حثّ علىٰ الكون معهم في جميع الأحوال ، كما في الحديث الوارد عنه - في كتب الفريقين - بتفسير قوله تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (2) .

ولمّا عزمت - علىٰ أثر التدبّر في الرواية المذكورة - علىٰ دراسة شاملة لروايات كتاب الوسائل - في مفاهيمها عدا الأحكام التكليفيّة - وقفت علىٰ مناهج تربويّة راقية ، وتعاليم أخلاقيّة عالية ، وفوائد قيّمة من علوم مختلفة . . . ممّا يتجلّىٰ به جانب ممّا أفاضه الله عليهم من العلوم ، وأوقفهم عليه من الحقائق . . . ما لا يوجد في غيرهم بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم أبداً .

إنّ مَن يدرس الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام دراسة واعية ، يطّلع علىٰ بعض حالاتهم القدسيّة وملكاتهم المعنويّة ، التي جعلتهم القادة والقدوة في سبيل تحصيل المعارف الحقّة وطريق السير إلىٰ الله ، كما ورد عنهم عليهم السلام في قولهم : « بنا عُرف الله وبنا عُبد الله » (3) .

وإنّ مَن يدرس ما ورد عنهم - في الأبواب المختلفة - لا يشكّ في .

ص: 9


1- وسائل الشيعة 27 / 34 ح 33145 .
2- سورة التوبة 9 : 119 .
3- كتاب التوحيد - للشيخ الصدوق - : 152 .

إحاطتهم بكافّة العلوم ، وأنّهم هم ورثة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعنهم أُخذ ، وبواسطتهم انتشر في البلاد الإسلاميّة ، من الحجاز والعراق والشام واليمن وغيرها . .

ولذا ورد عنهم عليهم السلام : « إنّه ليس أحد عنده علم إلّا شيء خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله ليس الأمر إلّا ههنا . وأشار بيده إلى بيته » (1) .

وورد عنهم القول لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : « شرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت » (2) .

وإنّ مَن يدرس كلامهم - كما ورد عنهم - وينقله بلا دخل أو تصرّف من عنده . . . فإنّ الناس سوف يتبعونهم ، كما روي عنهم من « أنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا » (3) .

فعلينا أن ندرس كلامهم ، وأن ننقل ما درسنا منه إلىٰ الناس ، وأن يكون نقلنا له بلا تصرّف فيه ، وأمّا المخالفون لهم ، فقد سعوا في إنكاره وكتمه ، ومنعوا من نقله وتعليمه . .

وبعد ، فقد كانت تلك الرواية هي الحافز لدراسة الروايات من تلك الجهات ، وبالتالي تأليف هذا الكتاب ، ثمّ كانت الأُمور المذكورة هي الداعي إلىٰ نشره ؛ لعلّي أكون قد أدّيت بعض الواجب ، وقد سمّيته ب- :

« الفوائد البديعة من أخبار وسائل الشيعة »

وبالله التوفيق . .

ص: 10


1- وسائل الشيعة 27 / 69 ح 33223 .
2- وسائل الشيعة 27 / 69 ح 33224 . وسنشرح بالتفصيل انتشار العلوم عنهم في موضعه ؛ فانتظر .
3- وسائل الشيعة 27 / 92 ح 33297 .

(1) بُني الإسلام علىٰ خمس ، علىٰ : الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية

عقد الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله - قبل الورود في أدلّة الأحكام الشرعيّة بحسب الأبواب الفقهيّة ، ابتداءً بكتاب الطهارة وٱنتهاءً بكتاب الديّات - أبواباً بعنوان : « أبواب مقدّمة العبادات » ، فأورد في الباب الأوّل روايات كثيرة بالمضمون المذكور ، يعبّر عنها ب- : « مباني الإسلام » . . والذي نقصده نحن هو : فهم المراد من « الولاية » في هذه الروايات ، فلنذكر بعضها مرقّمةً بأرقامها ، ثمّ نتكلّم عليها :

2 - عن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس : علىٰ الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية » .

قال زرارة : وأيّ شيء من ذلك أفضل ؟

فقال : الولاية أفضل ؛ لأنّها مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهنّ .

4 - عن عمرو بن حريث أنّه قال لأبي عبد الله عليه السلام : « ألا أقصّ عليك ديني ؟

قال : بلىٰ .

ص: 11

قلت : أدين الله بشهادة أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، والولاية . . . » وذَكَر الأئمّة عليهم السلام .

« فقال : يا عمرو ! هذا دين الله ودين آبائي ، الّذي أدين الله به في السرّ والعلانيّة » .

6 - وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « وولايتنا » .

قال الشيخ الحرّ : الجهاد من توابع الولاية ولوازمها ؛ لِما يأتي ، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

7 - وفي رواية عنه : « أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، لا تصحّ واحدة منها إلّا بصاحبتها » .

9 - وفي رواية عجلان بن أبي صالح : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أوقفني علىٰ حدود الإيمان .

فقال : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، والإقرار بما جاء من عند الله ، وصلاة الخمس ، وأداء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، وولاية وليّنا وعداوة عدوّنا ، والدخول مع الصادقين » .

10 - وعن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس . . . والولاية ، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية » .

ص: 12

13 - وعن أبي عبد الله عليه السلام : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصيام شهر رمضان ؛ فهذا الإسلام » .

20 - وفي خبر عرض عبد العظيم الحسني دينه علىٰ الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام : « إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة والزكاة والصوم . . . » .

23 - وفي رواية عن « عبد الرزّاق بن همام ، عن معمر (1) بن قتادة ، عن أنس ، قال رسول الله : جاءني جبرئيل فقال لي : يا أحمد ! الإسلام عشرة أسهم . . . والعاشرة : الطاعة ، وهي : العصمة » .

24 - وعن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس . . . والولاية لنا أهل البيت . فجعل في أربع منها رخصةً ، ولم يجعل في الولاية رخصة . . . والولاية صحيحاً كان أو مريضاً أو ذا مالٍ أو لا مال له ، فهي لازمة » .

26 - وعن أبي عبد الله عليه السلام : « المحمديّة السهلة - السمحة - .

ص: 13


1- الظاهر أنّه معمر - وهو ابن راشد - وأنّه قتادة - أي ابن دعامة - فالصحيح « عن » بدل « بن » .

إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحجّ البيت الحرام ، والطاعة للإمام ، وأداء حقوق المؤمن » .

29 - وفي رواية عنه عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس دعائم : علىٰ الصلاة والزكاة والصوم والحجّ وولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده عليهم السلام » .

34 - وفي أُخرىٰ (1) عنه عليه السلام : « أيّ الأعمال أفضل بعد المعرفة ؟

فقال : ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة . . . وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا . . . » .

35 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « ثمّ الولاية ، وهي خاتمتها والحافظة لجميع الفرائض والسُنن » .

38 - وفي رواية ، عن معاذ بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام : « إنّه سُئل عن الدين الذي لا يقبل الله من العباد غيره ، ولا يعذرهم علىٰ جهله ؟ فقال :

شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، والصلاة الخمس . . . .

ص: 14


1- في هذه الرواية : « والذي بعث محمّداً - صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم - بالحقّ بشيراً ونذيراً ، لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجّة وطواف . . . » .

والايتمام بأئمّة الحقّ من آل محمّد » .

39 - وعن أبي جعفر : « عشر من لقي الله بهنّ دخل الجنّة . . . والولاية لأولياء الله ، والبراءة من أعداء الله » .

أقول :

لا ريب في أنّ الصلاة والزكاة والصيام والحجّ من فروع الدين ، ومن الأحكام الشرعيّة الضروريّة ، وأنّ الجاحد لها - بعد قيام الحجّة عليها له - كافر مرتدّ ، وقد عقد الشيخ الحرّ الباب اللاحق لهذا المعنىٰ ، وعنوانه : « باب ثبوت الكفر والارتداد بجحود بعض الضروريات وغيرها ، ممّا تقوم الحجّة فيه بنقل الثقات » . . . وجاء في جملة تلك الأخبار :

« عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال : الإسلام قبل الإيمان ، وهو يشارك الإيمان ؛ فإذا أتىٰ العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهىٰ الله عنها ، كان خارجاً من الإيمان وثابتاً عليه اسم الإسلام ، فإن تاب واستغفر عاد إلىٰ الإيمان ولم يخرجه إلىٰ الكفر والجحود والاستحلال . .

وإذا قال للحلال : هذا حرام ، وللحرام : هذا حلال ، ودان بذلك ، فعندها يكون خارجاً من الإيمان والإسلام إلىٰ الكفر » .

إلّا أنّ الكلام في : « الولاية » ؛ فما المراد منها في مباني الإسلام ؟

قد تُفسّر « الولاية » في هذه الأخبار ب- : « الحكومة » ، بأن يكون المراد : إنّ الله فرض على المؤمنين الصلاة والزكاة ونحوهما ، وفرض عليهم السعي لقيام حكومة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وذلك :

ص: 15

أوّلاً : لمجيء « الولاية » في سياق الصلاة والزكاة . . . ممّا هي من فروع الدين .

وثانياً : لوجود قرائن في نفس الأخبار علىٰ هذا المعنىٰ ، كقوله عليه الصلاة والسلام في الخبر الأوّل : « الولاية أفضل ؛ لأنّها مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهنّ » ؛ فمعنىٰ « مفتاحهنّ » أنّ الولاية ، أي « الحكومة » ،

هي الطريق والسبب الموصل إليهنّ ، و « الوالي » ، أي « الحاكم » ، هو المرشد إليهنّ ، والحامل للناس علىٰ العمل بهنّ ، ولولا الحكومة ونفوذ الكلمة لَما حصل ذلك . .

وكقوله عليه السلام : « وولايتنا » في الخبر الثالث ، وهذا هو الذي فهمه الشيخ الحرّ إذ قال : « الجهاد من توابع الولاية . . . » ؛ فلولا « الولاية »

بمعنىٰ « الحكومة » وبسط اليد ونفوذ الكلمة من « الحاكم » الشرعي ، لَما تحقّق الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين .

لكن التحقيق : أنّ المراد من « الولاية » في هذا المقام هو : « الولاية المطلقة » ، وهي : « الإمامة الكبرىٰ » و « الخلافة العظمىٰ » بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، التي من جملة شؤونها وأبعادها : « الحكومة » .

وتوضيح ذلك :

إنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم له الولاية التشريعيّة - أي الأولويّة بالناس من أنفسهم - التي دلّ عليها قوله تعالىٰ : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (1) ، وغيره من الأدلّة . . . وهذه الولاية تعمّ جميع الشؤون ، وتقتضي وجوب الإطاعة والانقياد له في أوامره ونواهيه علىٰ الإطلاق ، .

ص: 16


1- سورة الأحزاب 33 : 6 .

سواء في الأُمور الخاصّة أو العامة ، في الحرب أو السلم ، وفي غير ذلك من المجالات .

ثمّ إنّ هذه الولاية بكلّ أبعادها قد ثبتت من بعده لأمير المؤمنين عليه السلام بالأدلّة القطعيّة من الكتاب والسُنّة ، ومن ذلك حديث الغدير ، حينما خاطب صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم المسلمين مشيراً إلىٰ الآية المذكورة : « ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلىٰ . قال : فمَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . . . » .

ولذا عرّفوا الإمامة بعد النبيّ بأنّها : « رئاسة عامّة في الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبيّ » .

فكانت الرئاسة العامّة والحكومة الدنيويّة من شؤون الإمامة يتولّاها الإمام الحقّ بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وعلىٰ الناس الإطاعة المطلقة له والانصياع التام لأوامره ونواهيه . .

فما قد يترآىٰ من كلمات بعض من الترادف بين « الحكومة » و « الإمامة » فاشتباه فاحش ، بل الترادف هو بين « الخلافة » و « الإمامة » ، والتفريق بينهما اشتباه آخر .

وعليه ، فإنّ المراد من « الولاية » في أخبار مباني الإسلام هو هذا المعنىٰ ، لا الحكومة ؛ وذلك لأنّها وإن جاءت مع الصلاة و . . . في سياقٍ واحد مُعنونة بعنوان واحد ، ك- : « الأثافي » و « الدعائم » و « التكاليف » و « الفرائض » لكنّ الروايات الأُخرىٰ في الباب ، توضّح المراد وتفسّر ما يوهم الخلاف ؛ لأنّ الحديث يفسّر بعضه بعضاً (1) . . .

ص: 17


1- قاعدة حديثية مستفادة من النصوص ، يستدلُّ بها في البحوث عند الخاصّة والعامّة .

ففي الرواية ( رقم 4 ) : ذَكَر الأئمّة عليهم السلام ؛ وكان معرفتهم والقول بإمامتهم « دين الله . . . » ، إلىٰ جنب : « شهادة أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً رسول الله . . . » .

وكذلك في الرواية ( رقم 12 ) ؛ إذ جاء فيها : « عن دين الله الذي افترض الله عزّ وجلّ علىٰ العباد ، ما لا يسعهم جهله ، ولا يقبل منهم غيره ؟

فقال - عليه السلام - : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصلاة . . . والولاية » .

وفي الرواية ( رقم 20 ) : « هذا - والله - دين الله الذي ارتضاه لعباده . . . » .

وفي الرواية ( رقم 9 ) : ذكر الشهادتين ثمّ الأربعة ، ثمّ قال : « وولاية وليّنا وعداوة عدوّنا والدخول مع الصادقين » ، وكذلك في الرواية ( رقم 39 ) ، ولعلّ في قوله « والدخول مع الصادقين » إشارة إلىٰ قوله تعالىٰ : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) المتقدّم سابقاً .

ويلاحظ أنّه في الرواية ( رقم 39 ) ذكر الشهادتين و « الولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله » ضمن أُمور « عشر من لقي الله بهنّ دخل الجنّة » ، كما ذكر الولاية كذلك في الرواية ( رقم 28 ) ، وقال : « أُولئك أهل الإيمان » .

لكنّه في الرواية ( رقم 13 ) لمّا بيّن الإسلام قال : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس » ، فذكر الشهادتين والأربعة ، ولم يذكر « الولاية » .

وبذلك يظهر :

˜ أوّلاً : الفرق بين « الإسلام » و « الإيمان » .

˜ وثانياً : إنّ « الإيمان » شرط الدخول في الجنّة ؛ وهذا مفاد الرواية

ص: 18

( رقم 25 ) : عن النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنّة ربّكم » ؛ لأنّ المراد من « ولاة الأمر » هم : « الأئمّة المعصومون » ؛ إذ الأمر بإطاعة وليّ الأمر إطاعة مطلقة ، دليل علىٰ عصمة « وليّ الأمر » ، وإلّا لم يؤمر بإطاعته كذلك ، ولا أحد من الحكّام في تاريخ الإسلام بمعصوم .

˜ وثالثاً : إنّه لا يتحقّق « الإيمان » إلّا بالولاية لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم ، ولا تكفي الولاية بدون البراءة .

ثمّ إنّ الرواية ( رقم 21 ) تفيد أنّ الله فرض « الولاية » علىٰ الأُمّة « ليميّز الخبيث من الطيّب » .

وفي الرواية ( رقم 28 ) مدح عظيم للشيعة ؛ ففيها : « من عادىٰ شيعتنا فقد عادانا » ، و « من ردّ عليهم فقد ردّ علىٰ الله » ، ولا بدّ أن يكون ذلك من أجل تشيّعهم لأهل البيت عليهم السلام بالمعنىٰ الصحيح ، واتّباعهم لهم حقّ المتابعة والإطاعة ، كما هو ظاهر الرواية .

هذا ، وفي الرواية ( رقم 20 ) دلالة واضحة علىٰ اختلاف المرتبة بين « الولاية » و « الأربعة » .

وجاء في الرواية ( رقم 34 ) : « وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا » ، وفي الرواية ( رقم 33 ) : « وختم ذلك بالولاية » ، وفي الروايتين نقاط :

1 - إنّه يعتبر في « الولاية » : « المعرفة » .

2 - إنّ الأربعة - وكذا غيرها - مشروطة بمعرفة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام ؛ فلولاها لم يترتّب أثر علىٰ شيء من تلك الأُمور .

3 - الموافاة أيضاً شرط . . بأن يقدم المؤمن علىٰ الله مع « المعرفة » ؛ فلو مات - حتّىٰ مع قيامه بتلك الأعمال ، وحتّىٰ مع المعرفة - منكراً لولاية

ص: 19

أهل البيت عليهم السلام ما تُقبّل منه شيء !

وأفادت الرواية ( رقم 36 ) ترتّب أثر دنيوي كبير علىٰ « الولاية » ؛ إذ قال عليه السلام : « انّ الله يدفع بمَن يصلّي من شيعتنا عمَّن لا يصلّي من شيعتنا . . . » ، مضافاً إلىٰ أنّ « الولاية » بالمعنىٰ الصحيح لا تتحقّق إلّا بالإطاعة في الواجبات والمحرّمات وغيرها .

هذا ، وقد عقد الشيخ الحرّ العاملي ( الباب 29 ) من أبواب مقدّمة العبادات للروايات الدالّة علىٰ النقاط الثلاث المذكورة ، وقد جعل عنوانه : « باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة عليهم السلام وﭐعتقاد إمامتهم » ، وكان من جملة أخباره :

رقم 2 : « عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - قال : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمٰن : الطاعة للإمام بعد معرفته ؛ أمَا لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له علىٰ الله حقّ في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان » .

وفي عدّة روايات بأسانيد مختلفة : والله لو عبد عمره ما بين الركن والمقام ، صائماً نهاره وقائماً ليله ، ثمّ لقي الله بغير ولايتنا ، لم ينفعه ذلك شيئاً (1) .

رقم 19 : عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالىٰ : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) (2) ، قال : « ألا ترىٰ كيف اشترط ؟ ولن تنفعه التوبة والإيمان والعمل الصالح حتّىٰ اهتدىٰ ؟ والله ، .

ص: 20


1- وسائل الشيعة 1 / 122 ح 308 - 312 .
2- سورة طه 20 : 82 .

لو جهد أن يعمل ما قُبل منه حتّىٰ يهتدي . قلت : إلىٰ من جعلني الله فداك ؟ قال : إلينا » .

وقد ورد من طرق العامّة روايات تفسّر الآية المباركة كذلك ؛ كما في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق وتهذيب الكمال ، وفي التفاسير ، مثل الدرّ المنثور للسيوطي 3 / 390 ، وروح المعاني للآلوسي 11 / 45 ، وفتح القدير للشوكاني 2 / 414 ، وغيرها . .

وروى الحاكم الحسكاني (1) ، قال : « أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الفقيه (2) ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر (3) ، قال : حدّثنا موسىٰ بن هارون (4) ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسىٰ الفزاري (5) ، قال : حدّثنا عمر بن شاكر البصري (6) ، عن ثابت البناني (7) في قوله : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) ، قال : إلىٰ ولاية أهل بيته » (8) .

وكذلك ما دلّت عليه الروايات السابقة ؛ فإنّ ذلك مروي في كتب .

ص: 21


1- توجد ترجمته في تذكرة الحفّاظ 3 / 1200 ، سير أعلام النبلاء 18 / 268 ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 2 / 496 ، منتخب السياق في تاريخ نيسابور : 463 ، وغيرها .
2- المتوفّىٰ سنة 430 ؛ المنتخب من السياق : 107 ، العِبَر 2 / 262 ، شذرات الذهب 3 / 245 .
3- المتوفّىٰ سنة 369 ؛ سير أعلام النبلاء 16 / 287 .
4- المتوفّىٰ سنة 294 ؛ تاريخ بغداد 13 / 50 ، سير أعلام النبلاء 12 / 116 .
5- المتوفّىٰ سنة 245 ؛ الجرح والتعديل 1 / 196 ، الثقات 8 / 104 ، الكاشف 1 / 129 ، تهذيب الكمال 3 / 210 .
6- صحيح الترمذي 4 / 256 ، الثقات 5 / 151 .
7- تهذيب الكمال 4 / 346 ، سير أعلام النبلاء 5 / 220 ، تقريب التهذيب 1 / 115 .
8- شواهد التنزيل 1 / 492 .

العامّة وبأسانيدهم المختلفة أيضاً ، وإنْ أبدلوا لفظ « الولاية » ب- : « المحبّة » . .

قال ابن عساكر :

« أنبأنا ابن السمسار ، أنبأنا علي بن الحسن الصوري ، أنبأنا سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي بأصبهان ، أنبأنا الحسين بن إدريس الحريري التستري ، حدّثنا أبو عثمان طالوت بن عباد البصري الصيرفي ، أنبأنا فضال بن جبير ، أنبأنا أبو أُمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : خلق الله الأنبياء من أشجار شتّىٰ ، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعليّ فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمَن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوىٰ .

ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ لم يدرك محبّتنا ، لأكبّه الله علىٰ منخريه في النار ، ثمّ تلا : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (1) » (2) .

وروىٰ ابن عساكر أيضاً بإسناد له قوله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم :

« ولو أنّ أُمّتي صاموا حتّىٰ يكونوا كالحنايا ، وصلّوا حتّىٰ يكونوا كالأوتار ، ثمّ أبغضوك ، لأكبّهم الله في النار » (3) .

.

ص: 22


1- سورة الشورىٰ 42 : 23 .
2- تاريخ دمشق 42 / 65 .
3- تاريخ دمشق 42 / 66 .

(2) لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا

عن أبي عبد الله عليه السلام (1) . .

وهذه الكلمة من أحسن الكلام ، وفيها قاعدة عامّة وفائدة مهمّة في الحثّ علىٰ التعقّل والتعلّم ، والاحتياط في الأُمور ، والمحافظة علىٰ العقائد وضروريات الدين . .

إنّه قد يطلق « الجهل » ويراد منه ما يقابل : « العقل » ، وقد يطلق ويراد منه ما يقابل : « العلم » ، وكلاهما محتمل هنا ؛ فإن كان المراد هو الأوّل ، ففيه الحثّ علىٰ التعقّل والتفهّم للأُمور ، وإن كان المراد هو الثاني ، ففيه الحثّ علىٰ التعلّم . . وإلّا فالاحتياط .

وعلىٰ كلّ حال ، فإنّ مقتضى الحكمة في حال الجهل بالشيء هو « التوقّف » والسكوت حتّىٰ يرتفع الجهل ويتّضح الحال ، هذا في مطلق الأُمور ؛ لأنّ الموافقة علىٰ الشيء والقبول له ، أو الإنكار للشيء والردّ له ، مع الجهل بالحقيقة ، قد يؤدّي إلىٰ الباطل ، وترتيب الأثر عليه عملاً قد يوقع في الضلالة .

وأمّا في خصوص القضايا الراجعة إلىٰ العقيدة الثابتة بدليل قطعي ، فعن أبي جعفر عليه السلام : « كلّ شيء يجرّه الإقرار والتسليم فهو الإيمان ، .

ص: 23


1- وسائل الشيعة 1 / 32 ح 47 .

وكلّ شيء يجرّه الإنكار والجحود فهو الكفر » (1) ؛ وذلك لأنّ كثيراً من المسائل العقائديّة يعسر بل يتعذّر دركها أو فهم تفاصيلها علىٰ العقول ، حتّىٰ كبار العقلاء والعلماء ، لكن لمّا كانت من الضروريات فلا بُدّ من التسليم ، ولو علىٰ الإجمال ، ولا أقلّ من عدم الجحد والإنكار ؛ وإلّا كان من الكافرين .

.

ص: 24


1- وسائل الشيعة 1 / 30 ح 40 .

(3) كان أبي يبعث أُمّي وأُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة

عن الإمام الكاظم عليه السلام في جواب عبد الله الكاهلي ، في رواية ، قال :

« قلت لأبي الحسن عليه السلام : إنّ امرأتي وٱمرأة ابن مارد تخرجان في المآتم فأنهاهما ، فتقول لي امرأتي : إنْ كان حراماً فانهنا عنه حتّىٰ نتركه ، وإن لم يكن حراماً فلأيّ شيء تمنعناه ؟ فإذا مات لنا ميّت لم يجئنا أحد !

قال : فقال أبو الحسن عليه السلام عن الحقوق تسألني ، كان أبي يبعث أُمّي وأُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة » (1) .

وفي بيان هذه الرواية نقول :

1 - إنّ عقد المأتم علىٰ الميّت كان في عصر النبيّ والأئمّة عليهم السلام من الآداب والسُنن في مجتمع المسلمين . .

ومن الواضح أنّ أقلّ ما يجري - في مجلس من هذا القبيل - هو ذكر محاسن الميّت ورثاؤه والبكاء عليه .

ومن أخبار الباب ما عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « مات الوليد ابن المغيرة ، فقالت أُمّ سلمة للنبيّ صلّىٰ الله عليه وآله : إنّ آل المغيرة قد .

ص: 25


1- وسائل الشيعة 3 / 239 ح 3510 .

أقاموا مناحةً فأذهب إليهم ؟ فأذِن لها ، فلبست ثيابها وتهيّأت ، . . . فندبت ابن عمّها بين يدي رسول الله فقالت : . . . فما عاب رسول الله ذلك ولا قال شيئاً » (1) .

2 - إنّ المأتم لا يختصّ بالرجل ، بل كان للنساء مأتم كذلك ، فإنهنّ - وخاصّة نساء البيوتات - كنّ يحضرن المأتم المقام علىٰ الميّت .

3 - وإنّ الرجال كانوا لا يمانعون نساءهم من النوح وحضور المآتم ، بل بالعكس ؛ فإنّهم كانوا يحبّذون ذلك ويبعثون نساءهم للمشاركة مع ذوي الميّت في حزنهم وعزائهم ، ما لم يستلزم ذلك ما لا يجوز أو لا ينبغي ، فلا منع إلّا بعنوان ثانوي . .

كما في الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام : « إنّما تحتاج المرأة إلىٰ النوح لتسيل دمعتها ، ولا ينبغي لها أن تقول هجراً ، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح » (2) .

4 - إنّ الإمام أبا عبد الله الصادق عليه السلام كان يرسل أُمّه وزوجته - أُمّ الإمام الكاظم عليه السلام - لمآتم أهل المدينة ، ولا يكتفي بإرسال بعض الأخوات أو البنات أو القريبات ، ممّا يدلّ علىٰ اهتمامه بالأمر .

5 - إنّ جملة : « كان أبي يبعث » ظاهرة في الاستمرار .

6 - إنّ قول المرأة لزوجها الكاهلي : « فإذا مات لنا ميّت لم يجئنا أحد » ، يفيد : إنّ الحضور في مآتم الناس من الحقوق المتبادلة ، فإنّك إن حضرت مجلس أخيك يرىٰ نفسه ملزماً بالحضور في مجلسك إذا مات لك ميّت ؛ لأنّه يعتبر ذلك دَيْناً عليه أن يقضيه ؛ وإلّا فلا يلتزم . .

ص: 26


1- وسائل الشيعة 17 / 125 ح 22157 .
2- وسائل الشيعة 17 / 127 ح 22161 .

7 - ولذا قال الإمام عليه السلام : « تقضيان حقوق أهل المدينة » .

والمستفاد من هذه الرواية أمران : أحدهما عام ، والآخر خاصّ . .

أمّا الأوّل :

فإنّ كلّ ما كان من الآداب والعادات والتقاليد الاجتماعيّة موجباً لتقوية روابط المحبّة وأواصر الأُخوّة بين الناس من غير أن يستلزم مفسدة ، فإنّه محبّذ عند الشارع أيضاً ، مندوب إليه ومحبوب لديه .

وأمّا الثاني :

فإنّ السُنن الجارية في المجتمع في خصوص تكريم الميّت بإقامة المأتم عليه ، والبكاء والرثاء له ، وحضور الآخرين ، والمواساة لذوي الميّت وأصحاب العزاء . . كلّ ذلك قد أمضاه الشارع المقدّس قولاً وفعلاً وتقريراً . .

وممّا ورد في ذلك من رواياتنا :

عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - : « لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم - هملت عين رسول الله بالدموع ، ثمّ قال رسول الله : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون » (1) .

وعن أحدهما - عليهما السلام - : لمّا ماتت رقيّة . . . كانت « فاطمة عليها السلام علىٰ شفير القبر ، تنحدر دموعها في القبر » (2) . .

ص: 27


1- وسائل الشيعة 3 / 280 ح 3651 .
2- وسائل الشيعة 3 / 279 ح 3649 .

و « إنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم حين جاءته وفاة جعفر ابن أبي طالب وزيد بن حارثة ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً ويقول : كانا يحدّثاني ويؤنساني فذهبا جميعاً » (1) .

و « أوصىٰ أبو جعفر عليه السلام بثمانمائة درهم لمأتمه ، وكان يرىٰ ذلك من السُنّة ؛ لأنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم قال : اتّخذوا لآل جعفر طعاماً ، فقد شغلوا » (2) .

و « أوصىٰ أبو جعفر عليه السلام أن يُندب في المواسم عشر سنين » (3) .

و « ماتت ابنة لأبي عبد الله عليه السلام ، فناح عليها سنةً ، ثمّ مات له ولد آخر فناح عليه سنةً ، ثمّ مات إسماعيل فجزع عليه جزعاً شديداً فقطع النوح فقيل له : أيُناح في دارك ؟

فقال : إنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم قال - لمّا مات حمزة - : لكن حمزة لا بواكي له » (4) .

وعن أبي عبد الله عليه السلام : « لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمر رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم فاطمة - عليها السلام - أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس ثلاثة أيّام ، وتأتيها ونساؤها وتقيم عندها ثلاثة أيّام ، فجَرَت بذلك السُنّة أن يُصنع لأهل المصيبة طعاماً ثلاثاً » (5) .

وعنه : « ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة .

ص: 28


1- وسائل الشيعة 3 / 280 ح 3654 .
2- وسائل الشيعة 3 / 238 ح 3509 .
3- وسائل الشيعة 3 / 239 ح 3511 .
4- وسائل الشيعة 3 / 241 ح 3516 .
5- وسائل الشيعة 3 / 235 ح 3499 .

أيّام » (1) .

وعن عمر بن عليّ بن الحسين : « لمّا قُتل الحسين بن عليّ عليه السلام ، لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا يشتكين من حرٍّ ولا برد ، وكان عليّ بن الحسين يعمل لهنّ الطعام للمأتم » (2) .

وقد سبق أن فعلنَ ذلك لمّا قُتل الحسن بن عليّ عليه السلام بالسمّ ، وقد ذُكر ذلك في مصادر الجمهور أيضاً بترجمته ؛ قال ابن سعد : « فلمّا مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهراً » (3) .

بل رووا أنّه : « حدّت نساء بني هاشم عليه سنةً » (4) .

بل لقد عُطّلت الأسواق سبعاً ؛ قالوا : « ومكث الناس يبكون علىٰ الحسن بن عليّ سبعاً ، ما تقوم الأسواق » (5) .

وغير ذلك كثير ، ممّا فيه الأمر بمثل تلك الأُمور والتقرير لها .

بل الفعل أيضاً ؛ فقد روي في كتب الفريقين أنّ الإمام الحسن عليه السلام قد خرج إلىٰ الناس بعد استشهاد أمير المؤمنين وعليه ثياب سود (6) .

فمَن كان متّبعاً للسُنّة النبويّة ، ومقتدياً بالأئمّة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام ، لا ينكر فوائد هذه المراسم ، ولا يوسوس في شرعيّتها . .

وأمّا أتباع بعض النواصب والمبتدعة ، فلا كلام لنا معهم .

.

ص: 29


1- وسائل الشيعة 3 / 237 ح 3503 .
2- وسائل الشيعة 3 / 238 ح 3508 .
3- ترجمة الإمام الحسن من طبقات ابن سعد : 90 ، تهذيب الكمال 6 / 252 وغيرهما .
4- تاريخ دمشق 13 / 295 ، البداية والنهاية 8 / 44 .
5- منتخب مذيّل تاريخ الطبري : 19 .
6- شرح نهج البلاغة 16 / 22 .

(4) كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم ؛ ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإنّ ذلك داعية » (1) .

وفي هذه الرواية فائدة جليلة . .

إنّ الإنسان قد يكون واسطةً في التبليغ ، بأن يؤمر بتبليغ مطلب إلىٰ فرد أو أُمّة ، فإذا قام بواجب التبليغ ، بأن أدّىٰ الرسالة كما أُمر بها ، كان ممتثلاً للأمر ومؤدّياً للتكليف ، سواء علم بمضمون الرسالة أم لم يعلم ، وسواء عمل به أم لا .

وقد يتصدّىٰ الإنسان لتعليم علم من العلوم أو تدريس كتاب من الكتب ، فإنّه - إذا أحسن التعليم والتدريس - يكون قد قام بالواجب عليه ومؤدّياً للوظيفة المطلوبة منه ، وإن لم يطبّق علىٰ نفسه ما علّمه للغير ، وقد رأينا في المدرّسين لعلوم اللغة العربيّة - من النحو والصرف ونحوهما - من يتقن العلم ويحسن تدريسه ، بل يُعدّ من أفضل الأساتذة فيه ، لكنّه لمّا يتكلّم أو يقرأ يلحن .

وقد يريد الإنسان أن يكون داعياً ، وهذا يختلف عن « المبلّغ » و « المعلّم » تماماً ؛ لأنّ المقصود من « الداعوية » هو أن يدعو الناس إلىٰ .

ص: 30


1- وسائل الشيعة 1 / 76 ح 171 .

نفسه ويقول لهم : كونوا مثلي ، ولذا جاء في رواية أُخرىٰ في الباب : « كونوا دعاةً إلىٰ أنفسكم بغير ألسنتكم » (1) ، فكأنّه يطرح نفسه في المجتمع بعنوان أنّه من خرّيجي مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ومن المؤدّبين بآدابهم والحاملين لعلومهم . . . فيدعو الآخرين لأن يكونوا مثله ، ويدخلوا مدخله . .

يكونون مثله ؟ ! في أيّ شيء ؟

1 - في الفكر والعقيدة ؛ بأن يمثّل أهل البيت عليهم السلام في فكرهم : في المبدأ والمعاد ، وفي النبوّة والإمامة ، وفي سائر المعارف الدينيّة .

2 - في العبادة والعمل ؛ بأن يكون تابعاً لأهل البيت عليهم السلام في أداء الفرائض والالتزام بالنوافل والسُنن .

3 - في الأخلاق والصفات ؛ بأن يكون مبتعداً عن الصفات السيّئة ، ومتخلّقاً بالأخلاق الفاضلة الكريمة .

فمَن توفّرت فيه تعاليم أهل البيت عليهم السلام في الأبعاد الثلاثة المتعلّقة بالفكر والجوارح والنفس ، جاز له أن ينتسب حقيقةً إلىٰ مدرسة العترة الطاهرة ، ويدّعي الانتماء الواقعي إلىٰ مذهبهم ، وصلح لأن يكون داعيةً إليهم ، وكان أهلاً لأن يدعو « الناس » قاطبةً ، وحينئذٍ لا حاجة إلىٰ القول باللسان ، ولذا جاء في الرواية : « وكونوا زيْناً ولا تكونوا شيْناً » (2) ؛ لأنّ هكذا إنسان يعرّف مذهبه وٱنتمائه إليه بسلوكه بين الناس ؛ قال عليه السلام : « ليروا منكم . . . » ولم يقل : « ليسمعوا منكم » ، بل « ليروا » بالفعل « الورع والاجتهاد . . . » . .

ص: 31


1- وسائل الشيعة 1 / 76 ح 170 .
2- وسائل الشيعة 1 / 76 ح 170 .

والروايات في الوصيّة بالورع والاجتهاد كثيرة ، بل إنّ بعض الأصحاب لمّا طلب من الإمام أن يوصيه بشيء ، لم يوصه إلّا بذلك ؛ قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أوصني . قال : أُوصيك بتقوىٰ الله والورع والاجتهاد » (1) .

ومعلومٌ أنّ « الورع » فوق « التقوىٰ » .

فمَن كان ذا ورع عند الشبهات ، وذا اجتهاد في العبادات ، خاصّةً في الصلاة ، وفاعلاً للخيرات ، بجميع معاني الكلمة ، كان « زَيْناً » لأهل البيت عليهم السلام ، وقدوةً صالحةً في المجتمع ؛ لأنّ تلك الحالات والملكات الموجودة فيه « داعية » للآخرين « بغير لسان » .

فالمستفاد من النصوص في المقام - بإيجاز - هو :

إنّه لا مانع من أن يقوم الشخص بتبليغ تعاليم أهل البيت أو يتصدّىٰ لتدريس بعض علومهم عليهم السلام . . إن كان أهلاً لذلك . .

وأمّا كونه داعياً إلىٰ مذهبهم ، بأن ينصب نفسه كمعرّف لفكرهم وتعاليمهم ، فقد وضعوا له شروطاً وصفات يجب أن تتجسّد فيه ، فإذا توفّرت فيه ووصلت إلىٰ تلك المرحلة ، فلا حاجة إلىٰ « الألسنة » .

.

ص: 32


1- وسائل الشيعة 1 / 86 ح 202 .

(5) صلاة الأئمّة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة

عقد صاحب الوسائل - رحمه الله - باباً بعنوان : « باب استحباب صلاة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة بل كلّ يوم وكلّ ليلة إن أمكن » ، فروىٰ فيه :

أمير المؤمنين عليه السلام :

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن استطعت أن تصلّي في كلّ يوم ألف ركعة فصلّ ، إنّ عليّاً عليه السلام كان في آخر عمره يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة .

وعنه عليه السلام : « إن استطعت أن تصلّي في شهر رمضان وغيره في اليوم والليلة ألف ركعة فافعل ، فإنّ عليّاً عليه السلام كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة » .

الإمام الحسين عليه السلام :

وقيل لعلي بن الحسين عليه السلام : ما أقلّ ولد أبيك ؟

قال : « العجب كيف ولدت له ! كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتىٰ كان يتفرّغ للنساء ؟ » .

الإمام السجّاد عليه السلام :

وعن أبي جعفر عليه السلام : « كان علي بن الحسين يصلّي في اليوم

ص: 33

والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين . . . » .

وعنه عليه السلام : « كان علي بن الحسين عليه السلام يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة » .

وعن عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : « سمعت أبا حازم يقول : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتّىٰ خرج بجبهته آثار سجوده مثل كركرة البعير » .

الإمام الرضا عليه السلام :

عن إسماعيل بن علي ، عن أبيه أخي دعبل بن علي ، عن الرضا عليه السلام ، أنّه خلع علىٰ دعبل قميصاً من خزٍّ وقال له : « احتفظ بهذا القميص ؛ فقد صلّيت فيه ألف ليلة ، كلّ ليلة ألف ركعة ، وختمت فيه القرآن ألف ختمة » .

وعن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : جئت إلىٰ باب الدار التي حبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيّد ، وٱستأذنت عليه السجّان فقال : لا سبيل لك عليه . قلت : ولم ؟ قال : لأنّه ربما صلّىٰ في يومه وليلته ألف ركعة » .

أقول :

روي عن الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أنّه قال : « أيّها الناس ! إنّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه » (1) ؛ فكانت المعرفة شرطاً .

ص: 34


1- سفينة البحار 6 / 218 باب العين « عرف » .

للعبادة . .

كما في خبر آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام ؛ قال : « المتعبّد علىٰ غير فقهٍ كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح » ؛ ولذا فقد فُضّلت عبادة العالم علىٰ عبادة غيره بمراتب كثيرة جدّاً ، كما في الخبر : « ركعتان من عالمٍ خير من سبعين ركعة من جاهل » (1) .

هذا ، وكلّما ازدادت المعرفة بالله ازدادت العبودية له ، فأمير المؤمنين عليه السلام الذي قال : « لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً » (2) ، قال الإمام الرضا عليه السلام عنه : « كان عليّ - والله - عبداً صالحاً أخو رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله ، ما نال الكرامة من الله إلّا بطاعته لله ولرسوله » (3) .

وقد بيّن الإمام الرضا عليه السلام تلك « الكرامة » في كلام له وصف أمير المؤمنين عليه السلام فيه ؛ إذ قال : « عبدٌ اختصّه الله بقدرته ليبيّن بها فضله عنده ، وآثره بكرامته ليوجب بها حجّته علىٰ خلقه ، وليجعل ما آتاه الله من ذلك ثواباً علىٰ طاعته ، وباعثاً علىٰ اتّباع أمره ، ومؤمّناً عباده المكلّفين من غلط مَن نصبه عليهم حجّةً ولهم قدوةً » (4) .

فهي « كرامة » من الله جُعلت له « ثواباً علىٰ طاعته » ؛ ليكون « باعثاً » للمكلّفين علىٰ « اتّباع أمره » ، ولتتمّ به « حجّته » عليهم .

وهكذا كان أئمّتنا عليهم الصلاة والسلام ، فالعبادة لله عن معرفة منهم حصّلت لهم تلك المنزلة ، وكلّما ازدادوا كرامةً عند الله وقرباً منه ازدادوا .

ص: 35


1- سفينة البحار 6 / 16 باب العين « عبد » .
2- غُرر الحِكم - للآمدي - 2 / 142 .
3- بحار الأنوار 25 / 287 .
4- بحار الأنوار 25 / 277 .

خشيةً وخضوعاً له ، كما نقول في زيارتنا لهم :

« وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون ، المهديون ، المعصومون ، المكرّمون ، المقرّبون ، المتّقون ، الصادقون ، المطيعون لله ، القوّامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته . .

اصطفاكم بعلمه ، وٱختاركم لسرّه ، وٱجتباكم بقدرته ، وأعزّكم بهداه ، وخصّكم ببرهانه ، وٱنتجبكم لنوره ، وأيّدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وحججاً علىٰ بريّته . .

عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهّركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، وطهّركم تطهيراً .

فعظّمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته . . . » .

نعم ، هكذا كان أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، والشواهد علىٰ ذلك لا تحصىٰ ولا تحصر ، بل إنّه ممّا يعترف به خصومهم وأعداؤهم ، والفضل ما شهدت به الأعداء !

هذا ، وإنّ صلاة أمير المؤمنين والأئمّة الطاهرين عليهم السلام ألف ركعة في اليوم والليلة - بما لذلك من دلالات وآثار ، كما أشرنا إلىٰ بعضها في ضوء الأخبار - من جملة الأُمور المقتضية للأفضلية ، لأنّ هذه الأعمال والحالات غير مذكورة بتراجم أحدٍ من مشاهير الصحابة سوىٰ أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فيكون الأفضل فيما بينهم علىٰ الإطلاق ، وقد تقرّر في محلّه عند جمهور العلماء من الفريقين تعيّن الأفضل للإمامة والخلافة بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم .

ومن هنا ذكر ذلك العلّامة الحلّي - رحمه الله - في مناقب أمير

ص: 36

المؤمنين ، وأضاف قائلاً : وكذلك كان عليّ بن الحسين عليه السلام .

ولمّا كان ابن تيمية من القائلين بتعيّن الأفضل للإمامة ، لكنّه من النواصب المعاندين لأمير المؤمنين ، فقد اضطرّ لأن يقول في الجواب : « هذا لا يمكن إلّا علىٰ وجه يكره في الشريعة أو لا يمكن بحالٍ ، فلا يصلح ذكر مثل هذا في المناقب » (1) .

فإن كان الإشكال عدم رجحان هذا العمل ، فاندفاعه واضح جدّاً ؛ لاتّفاق الكلّ علىٰ أنّ الصلاة خير موضوع ، والإكثار منها سُنّة بلا خلاف .

وإن كان الإشكال عدم إمكانه ، فإنّ أدلّ دليل علىٰ إمكان الشيء وقوعه ؛ فأخبار صلاة أئمّتنا عليهم السلام ثابتة عند أصحابنا ، وقد أقرّ علماء العامّة بصلاة الإمام أبي عبد الله سيّد الشهداء عليه السلام (2) . .

وبصلاة الإمام السجّاد عليه السلام كذلك ؛ فقد روىٰ الذهبي والمزّي وٱبن عساكر وٱبن حجر عن مالك بن أنس ، قال : « بلغني أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلىٰ أن مات . قال : وكان يسمّىٰ زين العابدين لعبادته » (3) .

وروىٰ ابن عساكر بعدّة أسانيد عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : « كان أبي عليّ بن الحسين يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فلمّا حضرته الوفاة بكىٰ . قال : فقلت : يا أبة ! ما يبكيك ؟ فوالله ما رأيت أحداً طلب الله طلبك ، ما أقول هذا إنّك أبي . .

ص: 37


1- منهاج السُنّة 2 / 176 .
2- العقد الفريد 4 / 384 ، المختصر في أخبار البشر 1 / 191 ، وغيرهما .
3- تذكرة الحفّاظ 1 / 75 ، تهذيب التهذيب 7 / 269 ، تهذيب الكمال 13 / 241 ، تاريخ دمشق 41 / 378 .

فقال : يا بني ! إنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا كان لله عزّ وجلّ فيه المشيئة ، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه » (1) .

وممّا يجوز لنا الاحتجاج به في الردّ علىٰ كلام ابن تيمية ما ذكره الحفّاظ منهم بتراجم غير واحد من الأعلام بأنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، نذكر منهم :

1 - علي بن عبد الله بن العبّاس (2) .

2 - ميمون بن مهران الرقّي (3) .

3 - بلال بن سعد الأشعري (4) .

4 - عامر بن عبد الله الأسدي المدني (5) .

5 - مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير (6) .

6 - كهمس بن الحسن (7) .

7 - أبو عبد الله محمّد بن خفيف الشيرازي (8) . .

ص: 38


1- تاريخ دمشق 41 / 379 .
2- الطبقات الكبرىٰ 5 / 313 ، الثقات 5 / 160 ، تهذيب الكمال 20 / 390 ، البداية والنهاية 8 / 306 ، سير أعلام النبلاء 5 / 253 .
3- تاريخ دمشق 61 / 367 ، تهذيب الكمال 29 / 226 ، تذكرة الحفاظ 1 / 99 ، سير أعلام النبلاء 5 / 77 .
4- تاريخ دمشق 10 / 484 ، تهذيب الكمال 2 / 292 ، سير أعلام النبلاء 5 / 90 ، البداية والنهاية 9 / 380 .
5- تاريخ دمشق 26 / 17 ، صفة الصفوة 3 / 202 .
6- سير أعلام النبلاء 7 / 29 ، الإصابة 2 / 276 ، صفة الصفوة 2 / 176 ، ميزان الاعتدال 4 / 118 - 119 .
7- سير أعلام النبلاء 6 / 316 - 317 ، حلية الأولياء 6 / 211 ، صفة الصفوة 3 / 314 .
8- تاريخ دمشق 52 / 414 .

هذا ، وقد تقدّم عن غير واحد من أعلام العامّة القول بأنّ الإمام أبا عبد الله الحسين الشهيد عليه السلام والإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليه السلام ، كانا يصلّيان كلّ يوم وليلة ألف ركعة ، وقد روىٰ الشيخ الحرّ قول أبي حازم بذلك في الإمام السجّاد عن ولده عبد العزيز . .

أمّا « أبو حازم » فهو : سلمة بن دينار ، من رجال الصحاح الستّة عند أهل السُنّة ، وصفه الذهبي ب- : « الإمام القدوة الواعظ ، شيخ المدينة المنوّرة » ، مات سنة 133 ، 135 ، 140 ه- (1) .

وأمّا ابنه « عبد العزيز » : فمن رجالها كذلك ؛ قال ابن حجر : « صدوق فقيه » (2) .

وروىٰ الشيخ الحرّ - رحمه الله - خبر صلاة الإمام الرضا عليه السلام ألف ركعة في كلّ يوم وليلة عن الإمام نفسه في قصّة القميص الذي أعطاه دعبل الخزاعي - رحمه الله - وقد جاء الخبر في ذلك في غير واحد من مصادرنا ، ولعلّ من أقدمها رواية الشيخ الصدوق - رحمه الله ومجمل ذلك هو (3) :

قصّة القميص :

دخل دعبل علىٰ الإمام الرضا عليه السلام فقال له : يا بن رسول الله ! إنّي قد قلت فيكم قصيدةً وآليت علىٰ نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .

فقال له الإمام عليه السلام : هاتها يا دعبل . .

ص: 39


1- سير أعلام النبلاء 6 / 96 .
2- تقريب التهذيب 1 / 508 .
3- انظر تفصيل القصّة في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 263 ، إكمال الدين وتمام النعمة : 373 .

فأنشده . . . إلى أن قال :

أرىٰ

فيئهم في غيرهم متقسّماً

وأيديهم

من فيئهم صفراتِ

فجعل الإمام يردّد هذا البيت ويبكي ويقول : صدقت يا دعبل .

فقال :

إذا

وتروا مدّوا إلىٰ واتريهم

أكفّاً

عن الأوتار منقبضاتِ

فجعل الإمام يقلّب كفّيه ويقول : أجل إنّها - والله - منقبضات .

فقال :

قبور

بكوفان وأُخرىٰ بطيبةٍ

وأُخرىٰ

بفخٍّ نالها صلواتي

وقبر

ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ

تضمّنها

الرحمٰن في الغرفاتِ

فقال له الإمام عليه السلام : أفلا أُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ » .

قال دعبل : بلىٰ يا بن رسول الله .

فقال الإمام :

وقبر

بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ

ألحّت

علىٰ الأحشاء بالزفراتِ

إلىٰ

الحشر حتّىٰ يبعث الله قائماً

يفرّج

عنّا الغمّ والكرباتِ

فقال دعبل : لا أعلم قبراً بطوس ، لمَن هذا القبر ؟

ص: 40

قال عليه السلام : ذاك قبري ، ولا تمضي الأيّام والليالي حتّىٰ يصير مختلف شيعتي ، فمَن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة .

ولمّا فرغ دعبل من إنشاد قصيدته أعطاه الإمام عليه السلام صرّةً وجبّة خزّ ، وٱنصرف دعبل .

فلمّا كان في الطريق اعترض اللصوص القافلة وأخذوا كلّ ما كان معهم ، وجلسوا ناحيةً يقتسمون ما سلبوه ، فتمثّل أحدهم بقول دعبل : أرىٰ فيئهم . . . فقال له دعبل : لمَن هذا البيت ؟ قال : لرجل من خزاعة يدعىٰ : دعبل بن علي . فقال : أنا دعبل . فردّوا علىٰ القافلة جميع ما أخذوه .

ثمّ إنّ دعبل وصل إلىٰ قم ، فأنشد أهاليها القصيدة وأخبرهم بما أعطاه الإمام عليه السلام ، فسألوه أن يبيعهم الجبّة فأبىٰ ، فلحقه جماعة منهم وأخذوا منه الجبّة ودفعوا إليه ألف دينار بدلاً عنها ، فطلب منهم قطعةً منها ليضعها في كفنه فأعطوه .

وفي هذه القصّة فوائد :

أوّلاً : ذكر طرف من عبادات الإمام الرضا عليه السلام .

وثانياً : علم الإمام بالمغيّبات ؛ ففي القصّة علىٰ ذلك دلالات .

وثالثاً : مسألة التبرّك بالنبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام وعقيدة المسلمين بمختلف الفرق منذ صدر الإسلام ، ولعلّنا نشرح هذا الموضوع في الموضع المناسب إن شاء الله تعالىٰ .

ص: 41

ورابعاً : التأمّل والتدقيق في ألفاظ ومضامين النصوص الواردة قد يوصل إلىٰ معانٍ أكثر عمقاً ؛ فالنصّ المذكور يصف الّذين استولوا علىٰ القافلة ب- : « اللصوص » ، ويذكر أنّ : رئيسهم كان يصلّي ، وقد حلّ كتاف دعبل وجميع أهل القافلة ، وردّ ما أُخذ منهم إليهم ؛ لكرامة دعبل ، وهذه قرائن يمكن أن نستظهر منها أنّ هؤلاء لم يكونوا لصوصاً همّهم السلب والنهب فقط ، بل هم من المضطهدين الثائرين علىٰ ظلم الخليفة ، وأنّ استيلاءهم علىٰ القافلة هو بعض أعمالهم في محاربة الخليفة وتضعيف سلطانه في البلاد .

وجاء خبر صلاة الإمام الرضا عليه السلام عن أبي الصلت الهروي أيضاً في رواية أُخرىٰ . .

أمّا أبو الصلت الهروي - وهو عبد السلام بن صالح - : فمن علماء الحديث والكلام ، خَدَمَ الإمام الرضا وروىٰ عن كبار العلماء ورووا عنه .

وقد ذُكر في كتب الحديث والرجال ، لا سيّما بمناسبة روايته حديث « مدينة العلم » ، وهو : عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » .

هذا الحديث الصحيح الدالّ علىٰ أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام من سائر الصحابة أجمعين ، فحاول بعض النواصب الطعن فيه بالقدح في أبي الصلت ، لكنّ جماعةً من أعاظم أهل السُنّة انبروا لإثبات صحّة الحديث وللدفاع عن وثاقة أبي الصلت . وإنْ شئت التفصيل فارجع إلىٰ الجزء الحادي عشر من كتابنا الكبير نفحات الأزهار .

وتبقىٰ قضيّة سجن الإمام الرضا عليه السلام في سرخس ، وهي

ص: 42

مدينة بين « نيسابور » و « مرو » ؛ يقول الراوي : «لمّا قدم عليّ بن موسىٰ الرضا عليه السلام نيسابور أيّام المأمون ، قمت في حوائجه والتصرّف في أمره ما دام بها ، فلمّا خرج إلىٰ مرو شيّعته إلىٰ سرخس ، فلمّا خرج من سرخس أردت أن أشيّعه إلىٰ مرو ، فلمّا سار مرحلةً أخرج رأسه من العماريّة وقال لي : يا عبد الله ! انصرف راشداً فقد قمت بالواجب وليس للتشييع غاية . . . » (1) .

ومن هذا الخبر يظهر أنّ الإمام عليه السلام لم يتوقّف في « سرخس » ، بل توجّه إلىٰ مرو مباشرةً ؛ قال المسعودي : « وصل إلىٰ المأمون أبو الحسن علي بن موسىٰ الرضا وهو بمدينة مرو ، فأنزله المأمون أحسن إنزال » (2) .

ثمّ إنّه في سنة 201 جعل المأمون الإمام عليه السلام وليّ عهده ، بإشارةٍ من الفضل بن سهل الذي كان وزيره ومدبّر أُموره ، فلمّا بلغ خبره العبّاسيّين ببغداد ساءهم ذلك ، فأخرجوا إبراهيم بن المهدي وبايعوه بالخلافة ، والفضل يخفي الأخبار عن المأمون ، حتّىٰ بلغه الخبر ، فغضب علىٰ الفضل وندم من ولاية عهد الإمام عليه السلام ، فعزم علىٰ المسير إلىٰ بغداد ومعه الإمام الرضا والفضل بن سهل .

روي عن الحسن بن عباد - وكان كاتب الرضا عليه السلام - قال : دخلت عليه وقد عزم المأمون بالمسير إلىٰ بغداد ، فقال الرضا : يا بن عباد ! ما ندخل العراق ولا نراها . قال : فبكيت وقلت : آيستني أن آتي أهلي وولدي . فقال : أمّا أنت فستدخلها ، وإنّما عنيت نفسي (3) . .

ص: 43


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 147 - 148 ، وكذلك في معجم البلدان 3 / 208 .
2- مروج الذهب 4 / 28 حوادث السنة 200 ؛ وٱنظر : بحار الأنوار 49 / 142 - 143 .
3- الأنوار البهيّة - للشيخ عبّاس القمّي - : 233 - 234 .

أمّا الفضل ، فقد احتال المأمون عليه حتّىٰ قتله في حمّامٍ بسرخس ، وهناك سجن الإمام عليه السلام في دارٍ كما في الرواية عن أبي الصلت .

وأمّا الإمام عليه السلام ، فقد احتال عليه حتّىٰ سمّه ؛ قال ياسر الخادم : لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتلّ أبو الحسن عليه السلام ، فدخلنا طوس وٱشتدّت به العلّة ، فبقينا بطوسٍ أيّاماً (1) ، فلمّا قضىٰ نحبه أمر المأمون بدفنه بسناباد من طوس بجنب قبر هارون ، وذلك في سنة 203 (2) .

وينبغي الإشارة هنا إلىٰ نقاط :

1 - ذكر الخطيب البغدادي ، وعنه ابن عساكر : أنّ الإمام عليه السلام مات بسرخس (3) ، وهو غلط فاحش ، إلّا أنّ صدوره من مثلهما ليس بغريب .

2 - قد ذكرت المصادر أنّ المباشر لقتل الفضل غيلةً في الحمام بسرخس هو خال المأمون وٱسمه : غالب ، وأضافت عدّة منها أنّه قد تعاون معه في ذلك أربعة من مماليك المأمون - وفي بعضها : من خواصّه - لكنّه جعل لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار ، فقالوا له : أنت أمرتنا بقتله . فأنكر وضرب أعناقهم (4) !

3 - قد تكلّم بعض العلماء في أخبار أنّ المأمون قد سمّ الإمام عليه .

ص: 44


1- الأنوار البهيّة : 233 - 234 .
2- بحار الأنوار 49 / 142 - 143 .
3- تاريخ بغداد 10 / 182 ، تاريخ دمشق 33 / 281 - 282 .
4- سير أعلام النبلاء 10 / 284 وٱنظر الهامش ، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم 10 / 112 .

السلام ، مستدلّين بأنّه قد توجّع له وأظهر الحزن عليه ، لكنّه استدلالٌ عجيبٌ ؛ فقد رأينا المأمون يجعل عشرة آلاف دينار لمن جاء بقتلة الفضل ثمّ يضرب أعناقهم وقد أمر هو بقتله ! !

وأيضاً ، فقد أظهر حزناً شديداً لمصرع الفضل وعزّى والدته وقال : إنّ الله أخلفني عليك بدل ابنك .

فبكت وقالت : كيف لا أحزن علىٰ ولدٍ أكسبني ولداً مثلك (1) ؟

وبعد . .

فإنّ خبر سجن الإمام عليه السلام في سرخس يحتاج إلىٰ دراسة أكثر !

.

ص: 45


1- سير أعلام النبلاء 10 / 99 - 100 .

(6) امتحنوا شيعتنا بثلاث

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، قال :

« امتحنوا شيعتنا عند ثلاث : عند مواقيت الصلاة ؛ كيف محافظتهم عليها ؟ وعند أسرارهم ؛ كيف حفظهم لها عند عدوّنا ؟ وعند أموالهم ؛ كيف مواساتهم لإخوانهم فيها ؟ » (1) .

بيان :

إنّه ليس كلّ مَن يدّعي شيئاً تُسمع دعواه ، ويُقبل منه ما يقول . .

ومَن ادّعىٰ التشيّع لأهل البيت عليهم السلام تُقبل منه الدعوىٰ كيفما كان ؟ !

من الناس مَن يدّعي « الحبّ » لأهل البيت ، ومنهم مَن يدّعي « التشيّع » لهم ، لكنّ الحبّ صفة نفسانية وحالة باطنية تبرزها الإطاعة للمحبوب « فإنّ المحبّ لمَن يحبّ مطيع » ، أمّا « التشيّع » فمفهومٌ لا يتحقّق إلّا بالطاعة .

والحبّ من المفاهيم المشكّكة ، فهو يقبل القلّة والكثرة ، والشدّة والضعف ، لكنّ « التشيّع » لا يصدق إلّا بالاتّباع المطلق ؛ فمَن تابع أهل البيت عليهم السلام في بعض الأُمور ولم يتابعهم في البعض الآخر - فضلاً .

ص: 46


1- وسائل الشيعة 4 / 112 ح 4650 .

عن أنْ يخالفهم - فليس بشيعةٍ لهم . .

ولذا جاء عن الإمام عليه السلام : « والله ما أنا بإمامٍ إلّا لمَن أطاعني ، فأمّا مَن عصاني فلست له بإمام .

لِمَ يتعلّقون باسمي ؟ !

ألا يكفّون اسمي من أفواههم ؟ ! » .

أي : فالّذين يدّعون التشيّع ويقولون نحن جعفريّة ولا يطيعون عليهم أنْ يكفّوا اسم الإمام من أفواههم ، إنّه يقول : « فوالله لا يجمعني الله وإيّاهم في دار » (1) .

وقد أمر الإمام عليه السلام بامتحان من يدّعي التشيّع لهم بثلاثة أُمور كلّ منها يشير إلىٰ بعد من الأبعاد الأساسيّة في الحياة الفردية والاجتماعية :

1 - البعد العبادي :

فالصلاة - في البعد العبادي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام - : « عمود الدين ، مثلها كمثل عمود الفسطاط ، إذا ثبت العمود ثبتت الأوتاد والأطناب ، وإذا مال العمود وٱنكسر لم يثبت وتد ولا طنب » (2) .

ويقول عليه السلام : « أحبّ الأعمال إلىٰ الله عزّ وجلّ : الصلاة » (3) .

ويقول : « أوّل ما يحاسب به العبد : الصلاة ، فإنْ قُبلت قُبل سائر أعماله ، وإذا رُدّت رُدّ عليه سائر عمله » (4) . .

ص: 47


1- وسائل الشيعة 16 / 238 ح 21453 .
2- وسائل الشيعة 4 / 27 ح 4424 .
3- وسائل الشيعة 4 / 38 ح 4454 .
4- وسائل الشيعة 4 / 34 ح 4442 .

وقال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ علىٰ الصلوات الخمس لوقتهنّ ، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه فأدخله العظائم » (1) .

بل قال صلّىٰ الله عليه وآله : « ما بين الكفر والإيمان إلّا ترك الصلاة » (2) .

ولعلّه لهذا السبب قدّم الإمام عليه السلام الصلاة في الذكر علىٰ غيرها في روايتنا .

2 - البعد الاجتماعي :

الظاهر - بقرينة قوله عليه السلام : « عند عدوّنا » - أنّ المراد هو : الأسرار المتعلّقة بالمذهب لا الأسرار الشخصيّة في الشؤون الفردية ، وإنْ لم يبعد إرادتها كذلك . .

لقد لاقىٰ أهل البيت عليهم السلام منذ اليوم الأوّل أنواع الظلم والأذىٰ من الحكّام الظالمين ، فإنّهم لم يألوا جهداً مدّة ملكهم في القضاء علىٰ الأئمّة وذرّية رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، فكانوا بين قتيل وأسير وهارب وخائف ، فلا تجد في بلاد الإسلام بلدةً إلّا وفيها قبرٌ لأحدهم تشارك في قتله الأُمويّون والعبّاسيّون ، أو مات شريداً بعيداً عن أهله ووطنه . .

ثمّ بذل أعوان الظلمة غاية جهدهم معهم في إخمال ذكر أهل البيت وإطفاء نورهم ، وحملوا الناس علىٰ شتمهم وسبّهم ولعنهم علىٰ المنابر ، .

ص: 48


1- وسائل الشيعة 4 / 112 ح 4648 .
2- وسائل الشيعة 4 / 42 ح 4468 .

وإخفاء فضائلهم وستر مناقبهم .

وما لاقىٰ أهل البيت من الأعداء لوناً من الشدائد والمحن إلّا لاقاه أتباعهم ، وما قاسوا نوعاً من الظلم إلّا قاساه أشياعهم ؛ فلماذا داسوا بطن عمّار ، ونفوا أبا ذرّ ، وقتلوا حِجراً وعمرو بن الحمق . . وجرىٰ ما جرىٰ علىٰ الكميل ورشيد الهجري وميثم التمّار . . واتّصل البلاء ولا يزال إلىٰ يومنا هذا ؟ !

أمّا محو أسماء الشيعة من الديوان ، وحرمانهم من العطاء ، وردّ شهاداتهم في المحاكم . . . فهذا أقلّ ما وقع عليهم ، حتّىٰ إذا احتاج إلىٰ أكلةٍ أو شربةٍ باع ثوبه ، وإلّا عاش بحسرةٍ أو مات فقراً . .

ثمّ ما اكتفوا بذلك ، فأحدثوا المذاهب والأقوال في مقابل الدين ومذهب أهل بيت سيّد المرسلين ، ووضعوا المدارس ونصبوا فيها المدرّسين وحملوا الناس علىٰ الانتماء إليها ، حتّىٰ نشأ أبناؤهم عليها وكادوا لا يعرفون غيرها . .

في مثل هذه الظروف ، التي لا يجرأ أحد علىٰ ذكر حديث عن أمير المؤمنين وأبنائه الطاهرين ، بل لا يمكنه أن يتفوّه باسمه ، حتّىٰ جاء في رواية عن أبي عبد الله عليه السلام : « إيّاكم وذكر عليّ وفاطمة ؛ فإنّ الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة » (1) ، كان من الطبيعي أن يأمر الأئمّة عليهم السلام ب- « الكتمان » و « التقيّة » ، وينهوا عن « الإذاعة » .

ولعلّ الفرصة تسنح لنا أن نتكلّم عن ذلك ببعض التفصيل في موضع آخر إن شاء الله تعالىٰ . .

ص: 49


1- وسائل الشيعة 16 / 238 ح 21454 .

3 - البعد الاقتصادي :

يقول عليه السلام : « وعند أموالهم ؛ كيف مواساتهم لإخوانهم فيها ؟ » .

وفي رواية أُخرىٰ : « اختبروا إخوانكم بخصلتين ، فإن كانت فيهم وإلّا فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب : المحافظة علىٰ الصلوات في مواقيتها ، والبرّ بالإخوان في العسر واليسر » (1) .

و « البرّ » في « العسر واليسر » هو : « المواساة » .

وقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام وقد قيل له : إنّ الشيعة عندنا كثير . فقال : « فهل يعطف الغني علىٰ الفقير ؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيء ؟ ويتواسون ؟ فقلت : لا . فقال : ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة مَن يفعل هذا » (2) .

فهو في هذا الخبر ينفي أن يكون غير المواسي لأخيه الشيعي شيعيّاً .

وفي الخبر السابق يقول في مَن ليست فيه هذه الخصلة : « فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب » ، أي : ابتعد عنه ، قالها ثلاث مرّات لا مرّة واحدة ، وهي عبارة أُخرىٰ عن أنّه ليس من الشيعة ؛ لأنّ الأئمّة طالما يأمرون شيعتهم بالتواصل والتقارب فيما بينهم . . .

للموضوع صلة . . . .

ص: 50


1- وسائل الشيعة 12 / 148 ح 15903 .
2- الكافي 2 / 173 .

مكانة « العقل » في التشريع

السيّد عليّ الهاشمي

بسم الله الرحمٰن الرحيم

اتّفق علماء المسلمين علىٰ حرمة ممارسة الإنسان للتشريع في قبال الأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسُنّة ؛ إذ أجمعوا - ولو نظريّاً - علىٰ أنّه لا اجتهاد في مقابل النصّ ، إلّا أنّهم اختلفوا بعد ذلك في تحديد موقع العقل في الشريعة علىٰ ثلاثة أقوال :

الأوّل : جواز رجوع الفقيه إلىٰ العقل بوصفه مصدراً مستقلّاً للتشريع في طولِ الكتاب والسُنّة ، لمعرفة أحكام الموضوعات التي لم يرد نصّ من الشارع لبيان حكمها الشرعي .

الثاني : جواز اتّخاذ العقل طريقاً كاشفاً عن الأحكام الشرعية التي لا نجد دليلا عليها من الآيات والروايات .

الثالث : حصر وظيفة العقل باستنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها المتمثّلة في الكتاب والسُنّة .

وسوف نتعرّض في ما يلي لكلّ من هذه الأقوال بالبحث والنقد ، ونحاول أن نتعرَّف أيّها الحقيق بالاتّباع . .

ص: 51

أمّا القول الأوّل :

فهو يمثّل اتّجاهاً لدىٰ بعض فقهاء أهل السُنّة ، يفسح المجال لتدخّل العقل في التشريع ، بذريعة عدم بيان الشريعة لأحكام جميع الموضوعات ، وهذا الاتّجاه هو المعروف ب- : « اجتهاد الرأي » ، في قبال التعبّد بالنصوص وعدم الانسياق وراءَ الرأي والتقدير الشخصي في مجال تحديد الأحكام ، الذي كان عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام والسائرون علىٰ هداهم . .

قال ابن حزم : « فكان ممّا حدث بعده صلى الله عليه وآله وسلم أربعة أشياء غلط فيها القوم فتديّنوا بها ، ووفّق الله تعالىٰ آخرين لإسقاط القولِ بها ، ويسّرهم للثبات علىٰ ما بيّنه تعالىٰ في كتابه وعلىٰ لسانِ رسوله ، وتلك الأشياء التي حدثت هي : الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد .

فكان حدوث الرأي في القرن الأوّل . . . وحقيقة معنىٰ لفظ الرأي الذي اختلفنا فيه هو : الحكم في الدين بغير نصّ ، ولكن بما رآه المفتي أحوط وأعدل في التحريم والتحليل أو الإيجاب .

ومَن وقف علىٰ هذا الحدّ وعرف معنىٰ الرأي ، اكتفىٰ في إيجاب المنع منه بغير برهان ؛ إذ هو قول بلا برهان » (1) .

ويمكن إبطال هذا القول بالأدلّة التالية :

الدليل الأوّل :

ما دلّ من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة علىٰ انحصار حقّ .

ص: 52


1- الصادع في الردّ علىٰ من قال بالقياس والرأي والاستحسان والتعليل ، مجلّة دراسات أُصولية - قم ، العدد المزدوج ( 4 - 5 ) ، ص 237 - 238 .

التشريع بالله عزّ وجلّ ، وعلىٰ حرمة تدخّل الإنسان في مجال التشريع ، ومن ذلك :

1 - قوله تعالىٰ : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) (1) .

ومن الواضح : أنّ ما أنزله الله سبحانه علىٰ نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم منحصر بالكتاب والسُنّة ، فالآية صريحة في الدلالة علىٰ انحصار التشريع بهما ، وفي إلحاقِ من يلجأ إلىٰ استمداد الأحكام من غيرهما بالكافرين .

فإن قيل :

إنّ هذه الآية توجب الحكم بما أنزل الله تعالىٰ ، ولكنّها لم تنهَ عن الأخذ بحكم العقل في ما لم ينزل به من الله حكم .

فالجواب :

إنّ هذا يرد علىٰ فرض وجود وقائع لم ينزل بها حكم شرعي ، وهو ليس صحيحاً قطعاً ؛ لِما هو ثابت بالعديد من أدلّة الكتاب والسُنّة - التي سنعرض لها عمّا قريب - من أنّ أحكام الشريعة شاملة لكلِّ الوقائع ، وأنّه ما من واقعة إلّا ولله فيها حكم ، والروايات المفسِّرة لهذه الآية (2) تدلّ علىٰ أنّ المراد : أنّ الأحكام جميعها قد بُلّغت ، وأنّ المخالف لِما بُلّغ ونَزل في القرآن أو سُنّة النبيّ والأئمّة المعصومين عليهم السلام حاكم بغير ما أنزل الله تعالىٰ . .

ص: 53


1- سورة المائدة 5 : 44 .
2- سنورد بعضها ضمن عنوان : الدليل الثالث ، من هذا البحث .

2 - قوله تعالىٰ عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (1) .

وهو يؤكّد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مع كونه أكمل الخلق وأكرمهم علىٰ الله سبحانه ، ليس مخوّلاً بإصدار الأحكام استناداً إلىٰ عقله ورأيه الشخصي ، وإنّما هو مقيّد بتبليغ ما يتلقّاه من ربّه عن طريق الوحي ، فغيره ممّن لا يبلغ شأوه من الناس أَوْلىٰ بأن يمنع من اتّخاذ رأيه وعقله مصدراً للتشريع .

هذا وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لهشام بن الحكم : « إنّ لله علىٰ الناسِ حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام ، وأمّا الباطنة فالعقول » (2) .

ولا ينبغي أن يتوهّم من هذا الحديث أنّ العقل يقع في مرتبة النبيّ والإمام من حيث خصوصيّة كونهما مصدراً للتشريع ؛ فإنّ هذه الخصوصيّة قد نُفيت عن العقل بالأدلّة التي نسوق بعضها فعلاً في هذا البحث ، وأُثبتت للحجّة الظاهرة فقط .

قال تعالىٰ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (3) ، وقال تعالىٰ : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (4) ، فأعطىٰ بذلك حقّ الطاعة والتشريع للنبيّ والإمام ، وهما الحجّة الظاهرة ، وميّزهما بذلك عن الحجّة الباطنة ، أي : العقل .

فلا بُدّ من حمل مراد الشارع بالحديث المذكور علىٰ الجانب .

ص: 54


1- سورة النجم 53 : 3 و 4 .
2- الكافي 1 / 16 ح 12 كتاب العقل والجهل .
3- سورة النساء 4 : 59 .
4- سورة الحشر 59 : 7 .

العقائدي خاصّة دون التشريعي ، وأنّ الحجّة الباطنة تهدي الإنسان إلىٰ معرفة ربّه ، وإلىٰ إدراك أنّه ليس بوسعه أن يعرف ما يرضي الله وما يسخطه ، بل لا بُدّ له من طلب الرسل ليتعرّف منهم دين الله تعالىٰ ، ويصوغ سلوكه الفردي والاجتماعي في إطار أحكام الدين ، وسيأتي قريباً ما أقرّه الإمام الصادق عليه السلام من « أنّ مَن عَرفَ أنّ له ربّاً ، فينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يعرف رضاه أو سخطه إلّا برسول ، فمَن لم يأته الوحي ، فقد ينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة ، وأنّ لهم الطاعة المفترضة » (1) .

3 - الروايات المتضافرة في مصادر الفريقين التي تنهىٰ عن ( الابتداع ) في الدين ، وهو : إدخال ما ليس من الدين فيه .

فكلّ حكم لم يرد فيه نصّ من الشارع ، لا يجوز لأيّ أحد من الناس أن يضيفه إلىٰ الشريعة وأن يلزم به المسلمين ؛ لأنّه لو كان مراداً للشارع المقدّس لجاء به نصٌّ من الكتاب أو السُنّة .

وقد كثرت الروايات التي تذمّ الابتداع وتحذّر منه وتتوعّد عليه ؛ نظراً لِما ينتج عنه من اختلاط التشريع الإلٰهي بالأحكام الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان .

ومن هذه الروايات :

1 - قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من أَحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو ردّ » (2) . .

ص: 55


1- الكافي 1 / 168 - 169 ح 2 كتاب الحجّة .
2- كنز العمّال 1 / 219 ح 1101 .

2 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « اتّبعوا ولا تبتدعوا ؛ فقد كفيتم » (1) .

3 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا وكلّ بدعة ضلالة ، ألا وكلّ ضلالة في النار » (2) .

4 - قول أمير المؤمنين عليه السلام : « ما أُحدثت بدعة إلّا ترك بها سُنّة ، فاتّقوا البِدع ، وٱلزموا المَهْيَع » (3) .

5 - قوله عليه السلام أيضاً : « إنّما بدءُ الفتن أهواء تُتَّبَع ، وأحكام تُبتدع ، يخالَف فيها كتاب الله ، يُقلّد فيها رجالٌ رجالاً علىٰ غير دين الله » (4) .

الدليل الثاني :

ما دلَّ من الأحاديث علىٰ أنّ الإنسان ليس مكلّفاً بالتشريع ؛ لأنّه لا يمتلك القدرة علىٰ معرفة ما يرضي الله تعالىٰ وما يسخطه ، وليس لديه إحاطة بالملاكات الواقعية التي يقوم عليها التشريع وتبتني عليها الأحكام الإلٰهيّة ، ومن هذه الأحاديث :

1 - قول الإمام الصادق عليه السلام : « ليس لله علىٰ خلقه أن يعرفوا ، وللخلقِ علىٰ الله أن يعرّفهم ، ولله علىٰ الخلقِ إذا عرّفهم أن يقبلوا » (5) .

2 - عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل أنّه قال : « بالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون ، وأنّه المدبِّرُ لهم وأنّهم المدبَّرون ، وأنّه .

ص: 56


1- كنز العمّال 1 / 221 ح 1112 .
2- الكافي 1 / 57 ح 22 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 145 . . والمَهْيَع : الطريق الواسع المنبسط ، كنايةً عن سعة الشريعة ووفائها بجميع الأحكام بنحوٍ لا يترك مسوّغاً للابتداع .
4- نهج البلاغة : الخطبة 50 .
5- الكافي 1 / 164 ح 1 .

الباقي وهم الفانون . . .

قيل له : فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره ؟

قال : إنّ العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته ، علم أنّ الله هو الحقّ ، وأنّه هو ربّه ، وعلم أنّ لخالقه محبّة ، وأنّ له كراهة ،

وأنّ له طاعة ، وأنّ له معصية ، فلم يجد عقلَه يدلُّه علىٰ ذلك » (1) .

أي : لم يجد عقله يدلّه علىٰ ما يحبّه الله ولا علىٰ ما يكرهه ، حتّىٰ يعرف العصيان من الطاعة .

3 - « عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : . . . إنّ مَن عَرَفَ أنّ له ربّاً ، فينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربِّ رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يعرف رضاه أو سخطه إلّا بوحي أو رسول ، فمَن لم يأته الوحي ، فقد ينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة ، وأنّ لهم الطاعة المفترضة . . . فقال عليه السلام : رحمك الله » (2) .

الدليل الثالث :

ما دلَّ من الآيات والروايات علىٰ إكمال الدين ووفاء النصوص الشرعية ببيان أحكام جميع الموضوعات ، وأنّه ما مِن واقعة إلّا وللهِ فيها حكم ، ومنها :

1 - قوله تعالىٰ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (3) . .

ص: 57


1- الكافي 1 / 29 كتاب العقل والجهل .
2- الكافي 1 / 168 - 169 ح 2 كتاب الحجّة .
3- سورة المائدة 5 : 3 .

2 - قوله تعالىٰ : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (1) .

3 - قوله تعالىٰ : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (2) .

4 - قول الإمام الصادق عليه السلام : « ما مِن شيء إلّا وفيه كتاب أو سُنّة » (3) .

5 - قول الإمام الباقر عليه السلام : « إنّ الله تبارك وتعالىٰ لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأُمّة إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل لكلِّ شيء حدّاً ، وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه ، وجعل علىٰ مَن تعدّىٰ ذلك الحدِّ حدّاً » (4) .

6 - ما ورد عن سماعة ، أنّه سأل الإمام عليّ بن موسىٰ الرضا عليه السلام : « أكلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، أو تقولون فيه ؟

فقال : بل كلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه » (5) .

7 - « عن الإمام الرضا عليه السلام : فمَن زعمَ أنّ الله عزّ وجلّ لم يكمل دينه ، فقد ردَّ كتاب الله ، ومَن ردَّ كتاب الله فهو كافر » (6) .

8 - عن الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدّث عن شمول الشريعة : « فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيءٍ يحتاج إليه الناس ، حتّىٰ الأرش في الخدش » (7) . .

ص: 58


1- سورة الأنعام 6 : 38 .
2- سورة النحل 16 : 89 .
3- الكافي 1 / 59 ح 4 .
4- الكافي 1 / 59 ح 2 .
5- الكافي 1 / 62 ح 10 .
6- معاني الأخبار : 96 .
7- بصائر الدرجات : 198 ، باب 12 في الأئمّة أنّ عندهم الصحيفة الجامعة ح 4 ، الكافي 1 / 339 كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة ح 1 .

ويتحصّل ممّا تقدّم :

أوّلا : إنّ النصوص الواردة في الدليل الأوّل ، تدلّ علىٰ حرمة اتّخاذ العقل مصدراً مستقلّاً للتشريع .

ثانياً : إنّ نصوص الدليل الثاني توضّح علّة هذا التحريم ، وأنّها عدم قدرة العقل علىٰ إدراك ملاكات الأحكام من المصالح والمفاسد ، بل إنّ تكليف الإنسان بمعرفة الأحكام غير معقول ؛ لأنّه تكليف بغير المقدور .

ثالثاً : إنّ نصوص الدليل الثالث تثبت عدم الحاجة أصلاً إلىٰ العقل بوصفه مصدراً مستقلّاً للأحكام في طولِ الكتاب والسُنّة ؛ لأنّها تنصّ علىٰ وفاء الشريعة بأحكام جميع الوقائع ، وتنقض الأساس الذي استند إليه أصحاب القول الأوّل ، من عدمِ توفّر البيان الشرعي لأحكام بعض الوقائع .

وقد كان أصحاب القول بالرأي علىٰ وعي بأنّ الذهنية الإسلامية لا تستسيغ تدخّل الإنسان في التشريع ، ولا ترتضي تحكيم العقل في قبال النصوص الشرعية ، ولأجل ذلك حاولوا إقناع هذه الذهنية بأنّ هناك أحكاماً لم توضّحها النصوص ، الأمر الذي يضطرّنا إلىٰ الاستعانة باجتهاد الرأي لسدِّ الفراغ الحاصل في أدلّة الأحكام .

وقد كان عمر بن الخطّاب هو رائد اتّجاه تحكيم الرأي في مجال التشريع ، الأمر الذي تفطّن له وأقرّ به كثير من الباحثين ، ومنهم :

1 - الدكتور محمّد رواس قلعه چي ؛ فقد قال في مقدّمة كتابه من موسوعة فقه السلف - إبراهيم النخعي : « إنّ الأُستاذ لمدرسة الرأي هو عمر ابن الخطّاب ؛ لأنّه واجه من الأُمور المحتاجة إلىٰ التشريع ما لم يواجهه

ص: 59

خليفة قبله ولا بعده » (1) .

2 - الدكتورة نادية العمري ؛ فقد قالت : « لم يكن الاجتهاد بالرأي والعمل بالقياس وتحقيق مقاصد الشريعة بدعةً ابتدعها التابعون المقيمون في العراق ، بل كان ذلك نموّاً لاتّجاه سبقهم فيه عدد من الصحابة ، منهم عمر بن الخطّاب » (2) .

3 - الأُستاذ أحمد أمين ؛ الذي قال : « بل يظهر لي أن عمر كان يستعمل الرأي في أوسع من المعنىٰ الذي ذكرناه ؛ ذلك أنّ ما ذكرناه هو استعمال الرأي حيث لا نصَّ من كتاب ولا سُنّة ، لكنّنا نرىٰ عمر سار أبعدَ من ذلك ، فكان يجتهد في تعرّف المصلحة التي لأجلها كانت الآية أو الحديث ، ثمّ يسترشد بتلك المصلحة في أحكامه ، وهو أقرب شيء إلىٰ ما يعبّر عنه الآن بالاسترشاد بروح القانون لا بحرفيّته » (3) .

وقد كان عمر بن الخطّاب يتحدّث عن نقص الأدلّة الشرعية وكأنّه أمر مفروغ عنه ، « قال الشعبي : قال لي عمر بن الخطّاب : ما في كتاب اللهِ وقضاءِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاقضِ به ، فإذا أتاك ما ليس في كتاب اللهِ ولم يقضِ به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فما قضىٰ به أئمّة العدل ، وما لم يقضِ به أئمّةُ العدل ، فأنت بالخيار ، إن شئت أن تجتهد رأيك ، وإن شئت تؤامرني ، ولا أرىٰ مؤامرتك إيّاي إلّا أسلم لك » . أخرجه وكيع في أخبار القضاة ( 2 / 189 ) » (4) .

وقد عمد القائلون بالرأي إلىٰ دعم ما يذهبون إليه ببعض الروايات ، .

ص: 60


1- موسوعة فقه السلف 1 / 85 .
2- اجتهاد الرسول : 321 .
3- فجر الإسلام : 238 .
4- روضة الناظر وجنّة المناظر 1 / 11 مقدّمة المحقّق .

ومنها :

أوّلاً : حديث يرويه « الحارث بن عمرو ، عن رجال من أصحاب معاذ ؛ أنّ النبيّ لمّا بعثه إلىٰ اليمن ، قال : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟

قال معاذ : أقضي بكتاب الله .

قال : فإن لم يكن في كتاب الله ؟

قال معاذ : فبسُنّة رسول الله .

قال : فإن لم يكن في سُنّة رسول الله ؟

قال معاذ : أجتهد رأيي .

قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الحمدُ لله الذي وفّق رسولَ رسولِ الله إلىٰ ما يرضي رسولَ الله » (1) .

ويلاحظ علىٰ هذا الحديث :

˜ أوّلاً : مناقشة العلماء في سنده ؛ فقد ذكروا فيه : أنّه ضعيف من جهتين (2) :

الأُولىٰ : أنّه مرسل لا حجّة فيه ؛ لأنّه مرويّ عن أُناس من أهل حمص غير معروفين .

والأُخرىٰ : أنّ راويه الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة هو نفسه مجهول أيضاً . .

قال ابن الجوزي : « هذا حديث لا يصحّ . . . لأنّ الحارث بن عمروٍ .

ص: 61


1- مسند أحمد 5 / 236 ، سُنن الترمذي 3 / 616 ح 1327 وح 1328 ، سُنن أبي داود سليمان بن الأشعث 3 / 303 ح 3592 .
2- أُصول الفقه 3 / 193 .

مجهول ، وأصحاب معاذٍ من أهل حمص لا يُعرفون ، وما هذا طريقه لا وجه لثبوته » (1) .

وقال ابن حزم : « لا يصحّ ؛ لأنّ الحارث مجهول ، وشيوخه لا يُعرفون ، فلا يحلّ الاحتجاج به لسقوطه ، وهو باطل لا أصل له » (2) .

˜ ثانياً : إنّ هذا الحديث معارَض بحديث آخر رواه ابن ماجة في الواقعة نفسها بسنده « عن معاذ ، قال : لمّا بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ اليمن قال : لا تقضينَّ ولا تفصلنَّ إلّا بما تعلم ، وإن أشكل عليك أمر فقف حتّىٰ تتبيّنه ، أو تكتب إليَّ فيه » (3) .

ويعضد هذا الحديث موافقته لآيات الكتاب المتقدّمة ، التي تحرّم علىٰ الإنسان ممارسة التقنين ، وتصرّح بانحصار حقّ التشريع بالله عزّ وجلّ .

˜ ثالثاً : إنّ السيرة العملية لمعاذ تكذِّب هذا الحديث ؛ فقد روىٰ مالك في موطّئه : « أنّ معاذ بن جبل الأنصاري أخذ من ثلاثين بقرة تبيعاً ، ومن أربعين بقرة مسنّة ، وأُتي بما دون ذلك ، فأبىٰ أن يأخذ منه شيئاً ، وقال : لم أسمع من رسول الله فيه شيئاً ، حتّىٰ ألقاه فأسأله » (4) . .

فسيرة معاذ في اليمن لم تكن قائمة علىٰ اجتهاد الرأي ، وإنّما كانت علىٰ التوقّف ومراجعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في ما لا يعلم حكمه ، تطبيقاً لِما أوصاه

به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الرواية التي تقدّم ذكرها عن ابن ماجة . .

ص: 62


1- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية 2 / 758 ح 1264 .
2- الإحكام في أُصول الأحكام 6 / 373 .
3- سُنن ابن ماجة 1 / 21 ح 55 .
4- الموطّأ 1 / 260 باب : ما جاء في صدقة البقر .

˜ رابعاً : إنّه حديث واضح الاختلاق ؛ إذ كيف يُعقل أن يقرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكرة نقص الشريعة ! وكيف يرضىٰ لواليه أن يتدخّل في التشريع ، مع تصريح الآية الكريمة بأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نفسه لا ينطق عن الهوىٰ ، وأنّ ما يبلّغه منحصر بما يتلقّاه وحياً من الله عزّ وجلّ ؟ !

ثانياً : حديث رواه أبو داود ، قال : « حدّثنا إبراهيم بن موسىٰ ، حدّثنا عيسىٰ ، حدّثنا أُسامة ( هو ابن زيد ) ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، قال : سمعت أُمّ سلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : أنا أقضي بينكم برأيي في ما لم ينزل علَيَّ فيه » (1) .

وردّه ابن حزم بقوله : « أمّا حديث أُمّ سلمة فساقط لوجوه :

أوّلها : أنّه لا يصحّ ؛ لأنّ راويه أُسامة بن زيد ضعيف ؛ أيَّ الأُسامتين كان : أُسامة بن زيد الليثي ، أو أُسامة بن زيد بن أسلم .

والثاني : إنّ رأي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقّ مقطوع به ؛ وليس رأي غيره كذلك ، قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ ) (2) . . . فوضح أنّ معنىٰ قوله : ( في ما لم ينزل عليه فيه ) إنّما هو ممّا لم ينزل عليه فيه قرآن ، فيحكم بما أراه الله تعالىٰ من الوحي ، فبطل تعلّقهم بهذا الخبر لو صحَّ ، وهو لا يصحّ » (3) .

أقول :

لو صحَّ هذا الحديث لا يبطل تعلّقهم به ؛ لأنّ ما لم ينزل عليه .

ص: 63


1- سُنن أبي داود 3 / 302 كتاب الأقضية ح 3585 .
2- سورة النساء 4 : 105 .
3- الصادع : 246 - 247 .

فيه شيء شامل لكلّ من الكتاب والسُنّة ، إذ كلّ منهما وحي نازل من الله عزّ وجلّ ، ولو كان يريد بالنازل خصوص القرآن ، لَما قال : ( أقضي بينكم برأيي ) الظاهر في إرادة الرأي الشخصي ، ولقال : أقضي بينكم بما أراني الله .

ولكنّ الرواية ليست صحيحة ، لا لِما ذكره من ضعف سندها فقط ، وإنّما لمنافاتها لآيات الكتاب الصريحة في أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لا يتقوّل علىٰ الله : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) .

ويلاحظ :

أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام وقفوا موقفاً حاسماً من اتّجاه الرأي ، وشجبوه شجباً قاطعاً ، وأكّدوا في أحاديثهم ما نصّ عليه كتاب الله من كمال الدين ، وعدم جواز تدخّل الإنسان في الأحكام بالزيادة والنقصان . .

روىٰ : « حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سأله سَوْرة - وأنا شاهد - فقال : جعلت فداك بمَ يفتي الإمام ؟ قال : بالكتاب . قال : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسُنّة . قال : فما لم يكن في الكتاب والسُنّة ؟ فقال : ليس من شيء إلّا في الكتاب والسُنّة » (1) .

وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : « لو حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ مَن قبلنا ، ولكنّنا حدّثنا ببيّنة من ربّنا ، بيّنها لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، فبيّنها لنا » (2) .

« وفي هذا الحديث الشريف عبرة لمَن اعتبر ؛ لأنّه إذا كان هذا حال المعصوم لو اعتمد في استنباط الأحكام علىٰ رأيه وٱجتهاده من غير نصّ ، .

ص: 64


1- بصائر الدرجات : 408 .
2- بصائر الدرجات : 319 .

مع عصمته المانعة من الخطأ ، فكيف حال من يترك النصّ لاجتهاد ورأي ضعيف يعترف بأنّه يحتمل الخطأ والصواب ؟ ! » (1) .

وبينما يقول أصحاب الرأي : إنّ للمجتهد أجرين في حال الإصابة ، وأجراً واحداً في حال الخطأ ، نجد الإمام الصادق عليه السلام - وقد سأله أبو بصير : ترِد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سُنّة ، فننظر فيها ؟ - يقول : « لا ، أما إنّك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت علىٰ الله عزّ وجلّ » (2) .

وقد استحوذت فكرة قصور النصوص الشرعية عن الوفاء بأحكام جميع الوقائع علىٰ أذهان أصحاب هذا الاتّجاه ، فأصبحوا يناقشون أتباع خطّ الإمامة المتعبّدين بالنصوص ويحاولون إحراجهم بذِكر قضايا يتوهّمون أنّه لا نصَّ شرعياً فيها ، فكانوا يتلقّون منهم إجابات حاضرة ومحكمة تجعلهم لا يحيرون جواباً .

ومن شواهد ذلك : ما جاءَ في رجال الكشّي عن حريز ، « قال : دخلت علىٰ أبي حنيفة وعنده كتب كانت تحول في ما بيننا وبينه ، فقال : هذه الكتب كلّها في الطلاق .

قلت : نحن نجمع هذا كلّه في حرف .

قال : وما هو ؟

قلت : قوله تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) (3) . .

ص: 65


1- هداية الأبرار : 142 .
2- الكافي 1 / 56 ح 11 ، وسائل الشيعة 27 / 40 ح 33156 .
3- سورة الطلاق 65 : 1 .

فقال لي : وأنت لا تعلم شيئاً إلّا برواية ؟

قلت : أجل .

قال : ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم فأدّىٰ تسعمئة وتسعة وتسعين ، ثمّ أحدث ( يعني : الزنا ) كيف تحدّه ؟

قلت : عندي حديث ؛ حدّثني محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام : أنّ عليّاً عليه السلام كان يضرب بالسوطِ وبثلثه وبنصفه وببعضه وبقدر أدائه .

فقال لي : فإنّي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شيء ؛ فما تقول في جمل أُخرج من البحر ؟

فقلت : إن شاء فليكن جملاً ، وإن شاء فليكن بقرة ، إن كانت عليه فلوس أكلناه ، وإلّا فلا » (1) .

ويلاحظ :

أنّ مقتضىٰ ما ثبت من حرمة التشريع ، هو ما أكّدته النصوص من كمال الدين وٱستيعاب الأحكام الشرعية لجميع الوقائع ، ذلك أنّ عدم وفاء الأدلّة الشرعية بجميع الأحكام ، مع عدم السماح للإنسان بتعيين أحكام ما ليس عليه دليل شرعي ، يوقع الإنسان في العسر والحرج ، وهو أمر مخالف للحكمة ، فلا يمكن صدوره من الشارع المقدّس .

ومنه يتّضح : أنّ افتراض عدم مصادمة التشريع العقلي للتشريع الإلٰهي ؛ وأنّ أحكام العقل تكون في طول التشريع الإلٰهي لا في قباله ، هو افتراض يقوم علىٰ دعوىٰ نقص الشريعة وعدم وفائها ببيان جميع الأحكام ، وهي دعوىً ثبت بطلانها بالنصوص الدالّة علىٰ إكمال الدين وأنّه ما من .

ص: 66


1- اختيار معرفة الرجال - للشيخ الطوسي - : 448 ح 718 .

واقعة إلّا ولله فيها حكم .

وإذاً ، فاتّخاذ العقل مصدراً للتشريع ، الذي اصطلحوا عليه باجتهاد الرأي لا يكون إلّا في قبال النصّ ، وهو ما اتّفق المسلمون علىٰ حرمته ، وأنّ ادّعاء قصر اللجوء إلىٰ العقل علىٰ حالات عدم بيان حكم الواقعة في الكتاب والسُنّة ، هو ادّعاء لا يُراد به إلّا التغطية علىٰ الهدف الحقيقي لأصحاب هذا الاتّجاه ، الّذين أرادوا التدخّل في التشريع والتصرّف في الأحكام عن طريق الإضافة تارة ، والتغيير والتبديل تارة أُخرىٰ .

ولا أدلَّ علىٰ ذلك من أنّ الأحكام التي أصدرها أصحاب هذا الاتّجاه ، كانت كلّها من نوع الاجتهاد في مقابل النصّ ، وٱستعراض جميع هذه الأحكام يخرج بنا عن حدود هذا البحث ، فينبغي لنا تقديم نماذج يسيرة منها ، تاركين لمَن يرغب المزيد متابعة البحث في مظانّه (1) .

فمن نماذج ذلك :

1 - تشريع عمر الطلاق ثلاثاً دفعة واحدة ، أو دفعات في مجلس واحد ، بأن يقول : أنتِ طالق ثلاثاً ، أو يكرّر لفظ الطلاق بقوله : أنتِ طالق ، أنتِ طالق ، أنتِ طالق . .

فقد حكم عمر بأنّها تحسب ثلاث تطليقات حقيقية ، فتحرم المرأة علىٰ زوجها حتّىٰ تنكح زوجاً غيره ، علىٰ الرغم من أنّ الثابت شرعاً أنّ هذا الطلاق يحسب طلقة واحدة ، وأنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يعدّ مثل هذا الطلاق لعباً بالكتاب ؛ فقد أخرج النسائي « عن محمود بن لبيد ، قال : أُخبر رسول الله عن رجل طلّق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً ، فقام غضبان ثمّ .

ص: 67


1- ومنها كتاب النصّ والاجتهاد للعلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين قدس سره .

قال : أيُلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ ! » (1) .

« وعن ابن عبّاس ، قال : طلّق ركانة زوجته ثلاثاً في مجلس واحد ، فحزن عليها حزناً شديداً ، فسأله رسول الله : كيف طلّقتها ؟ قال : طلّقتها ثلاثاً في مجلس واحد ، قال : إنّما تلك طلقة واحدة ، فارتجعها » (2) .

ومع ذلك أعمل عمر رأيه في هذا الحكم المنصوص ، وٱحتسب مثل هذا الطلاق ثلاثاً .

« روىٰ مسلم عن ابن عبّاس ، قال : كان الطلاق علىٰ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إنّ الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم » (3) .

« عن طاووس ، قال : قال عمر بن الخطّاب : قد كانت لكم في الطلاق أناة فاستعجلتم أناتكم ، وقد أجزنا عليكم ما استعجلتم من ذلك » (4) .

2 - تشريع عمر صلاة ( التراويح ) في شهر رمضان ، وهي ( بدعة ) بنصّ كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وباعتراف عمر نفسه ؛ فقد جاء في مصادر العامّة الحديثية : أنّ عمر قد اطّلع في زمان خلافته علىٰ الناس ، وهم يتنفّلون ليلاً في المسجد النبوي في شهر رمضان ، فرأىٰ أن يجمعهم علىٰ قارئ واحد ، ليصلّوا النافلة جماعة ، بدلاً من أن يصلّوها فرادىٰ ، فجمعهم علىٰ أُبيّ بن كعب ، ثمّ اطّلع عليهم ليلة أُخرىٰ وهم يصلّون هذه النافلة في جماعة ، .

ص: 68


1- سُنن النسائي 6 / 104 - 105 ح 3401 ، الدرّ المنثور 5 / 427 .
2- بداية المجتهد ونهاية المقتصد 2 / 61 ، الدرّ المنثور 1 / 668 .
3- صحيح مسلم بشرح النووي 10 / 312 .
4- كنز العمّال 9 / 676 ح 27943 .

فأعجبه ذلك وقال : نِعمَ البدعة هذه (1) .

وقد جاء بعد ذلك فقهاء التبرير ، فقاموا بتقسيم البدعة إلىٰ : بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، والحقّ : إنّ هذا التقسيم إنّما يصحّ في المعنىٰ اللغوي للبدعة ، وهو : الشيء الحادث المخترع ، تبعاً لكونه نافعاً للفرد والمجتمع أو ضارّاً بهما ، وأمّا البدعة بالمعنىٰ الشرعي ، فإنّها لا تكون إلّا مذمومة وغير جائزة ؛ لأنّها تدخّل في التشريع ، وإدخال ما ليس من الدين فيه .

والذي تؤكّده المصادر : أنّ هناك محاولات جرت في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لإقامة صلاة التراويح ، وجوبهت برفض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم القاطع لها ، وتصريحه بأنّها بدعة وليست من الدين في شيء .

فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « صوم شهر رمضان فريضة ، والقيام في جماعة في ليله بدعة ، وما صلّاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في لياليه بجماعة ، ولو كان خيراً ما تركه ، وقد صلّىٰ في بعض ليالي شهر رمضان وحده ، فقام قوم خلفه ، فلمّا أحسَّ بهم دخل بيته ، فعل ذلك ثلاث ليالٍ ، فلمّا أصبح بعد ثلاث صعد المنبر ، فحمد الله وأثنىٰ عليه ثمّ قال : أيّها الناس ! لا تصلّوا النافلة ليلاً في شهر رمضان ولا في غيره جماعةً ؛ فإنّها بدعة ، ولا تصلّوا الضحىٰ ؛ فإنّها بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلىٰ النار ، ثمّ نزل وهو يقول : قليل في سُنّة خير من كثير في بدعة » (2) .

3 - تحريم عمر لمتعة الحجّ ومتعة النساء ، مع اعترافه صراحة بثبوت .

ص: 69


1- صحيح البخاري 2 / 707 كتاب صلاة التراويح .
2- دعائم الإسلام 1 / 213 .

تشريعهما ؛ إذ خطب الناس يوماً فقال : « متعتان حلالتان كانتا علىٰ عهد رسولِ الله ، وأنا أنهىٰ عنهما وأُعاقب عليهما : متعة الحجّ ، ومتعة النساء » (1) .

وفي رواية أُخرىٰ أنّه قال : « أيّها الناس ! ثلاث كنَّ علىٰ عهد رسول الله ، وأنا أنهىٰ عنهنَّ ، وأُحرّمهنَّ ، وأُعاقب عليهنَّ : متعة الحجّ ، ومتعة النساء ، وحيَّ علىٰ خير العمل » (2) .

وفي صحيح مسلم : « عن أبي نضرة ، قال : كان ابن عبّاس يأمر بالمتعة ، وكان ابن الزبير ينهىٰ عنها ، قال : فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله ، فقال : علىٰ يدي دار الحديث ، تمتّعنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلمّا قام عمر ( أي : بأمر الخلافة ) قال : إنّ الله كان يحلّ لرسوله ما يشاء بما يشاء ، وإنّ القرآن قد نزل منازله ، فأتمّوا الحجّ والعمرة كما أمركم الله ، وأبتّوا نكاح هذه النساء ، فلن أُؤتىٰ برجل نكح امرأةً إلىٰ أجل إلّا رجمته بالحجارة » (3) .

وقد علّق العلّامة المرحوم شرف الدين علىٰ قول عمر : « فأتمّوا الحجّ والعمرة كما أمركم الله » بقوله : « ما أدري والله ما المراد بهذا الكلام ، فهل كان رسول الله يتمّ الحجّ والعمرة علىٰ خلاف ما أمر الله ؟ ! وهل كان هو [ عمر ] ومخاطبوه أعرف منه صلى الله عليه وآله وسلم بأوامر الله ونواهيه ؟ ! » (4) .

وأخرج مسلم في صحيحه « عن سعيد بن المسيّب ، قال : اجتمع عليّ وعثمان بعسفان ، فكان عثمان ينهىٰ عن المتعة والعمرة ، فقال له عليّ : .

ص: 70


1- التفسير الكبير ، في تفسير قوله تعالىٰ : ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ) ( سورة البقرة 2 : 196 ) ، وقوله تعالىٰ : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) ( سورة النساء 4 : 24 ) .
2- شرح التجريد : 374 أواخر مبحث الإمامة .
3- صحيح مسلم بشرح النووي 8 / 401 باب : في المتعة بالحجّ والعمرة .
4- النصّ والاجتهاد : 186 الهامش .

ما تريد إلىٰ أمر فعله رسول الله تنهىٰ عنه ؟ ! فقال عثمان : دعنا منك ؛ فقال عليّ : إنّي لا أستطيع أن أدعك » (1) .

والذي تظهرنا عليه المصادر التاريخية والحديثية التي دُوّنت بأقلام العامّة ، أنّ أصحاب هذا الاتّجاه كانوا قد بدأوا بممارسة نشاطهم من أجل التدخّل في التشريع مقابل ما هو ثابت بالنصّ ، في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن جملة الشواهد التي يمكن تقديمها لإثبات ذلك :

1 - اعتراض عمر بن الخطّاب علىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إمضائه صلح الحديبية ؛ إذ قال له : ألستَ نبيَّ الله حقّاً ؟

قال : بلىٰ .

قال : ألسنا علىٰ الحقّ ، وعدوّنا علىٰ الباطل ؟

قال : بلىٰ .

قال : فلِم نعطي الدنيّة في ديننا إذاً ؟

فقال : إنّي رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري .

قال : أَوَليس كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت فنطّوّف به ؟

قال : بلىٰ ، فأخبرتك أنّا نأتيه العام ؟ !

قال : قلت : لا .

قال : فإنّك آتيه ومطّوّف به » (2) .

ومن هذا النصّ يتبيّن : أنّ عمر كان يعتدّ برأيه ، ولا يتعبّد بفعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا يصدر إلّا عن الوحي الإلٰهي ، ويحاول جاهداً أن يجد ثغرةً ينفذ منها لإثبات خطأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مواقفه . .

ص: 71


1- صحيح مسلم بشرح النووي 8 / 428 .
2- صحيح البخاري 2 / 978 كتاب الشروط .

2 - اعتراض عمر علىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما أمرَ أبا هريرة بقوله : اذهب ، فمَن لقيته يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة .

فكان أوّل من لقيه عمر ، فسأله عن شأنه ، فأخبره بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال أبو هريرة : « فضرب عمر بيده بين ثدييّ ، فخررتُ لأستي ، فقال : ارجع يا أبا هريرة ! فرجعت إلىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجهشت بكاءً ، وركبني عمر فإذا هو علىٰ أثري . . . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا عمر ! ما حملك علىٰ ما فعلت ؟ !

قال : يا رسول الله ! أبعثت أبا هريرة بأنّ مَن لقي الله يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة ؟ !

قال : نعم .

قال : فلا تفعل ! فإنّي أخشىٰ أن يتّكل الناس عليها ، فخلِّهم يعملون .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فخلِّهم » (1) .

والذي تفيده المصادر : أنّه « لم يكن لهذه المعارضة عنده صلى الله عليه وآله وسلم أيَّ أثر ، وقد بلَّغ تلك البشرىٰ للأُمّة بنفسه ، فسمعها منه عمر نفسه ، وعثمان ابن عفّان ، ومُعاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وعتبان بن مالك (2) ، وغيرهم ، حتّىٰ تجاوزت حدّ التواتر ، فكانت من الضروريّات بين المسلمين ، علىٰ اختلافهم في المذاهب والمشارب » (3) .

ومنه يتّضح : أنّ عبارة : ( قال رسول الله : فخلِّهم ) الواردة في المصدر ، مُقحمة في النصّ ، وموضوعة علىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويُراد بها .

ص: 72


1- صحيح مسلم بشرح النووي 1 / 182 - 184 .
2- صحيح مسلم بشرح النووي 1 / 166 - 188 .
3- النصّ والاجتهاد : 183 .

الإيهام بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحَّح رأي عمر ، ونسب نفسه إلىٰ الخطأ - حاشاه - ولأجل ذلك ذهب بعض علماء العامّة ، ك- : النووي ، والقاضي عيّاض ، إلىٰ القول : « إنّ الصواب في هذه الواقعة كان إلىٰ جانب عمر ، وٱدّعوا أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صوّبه حين عرض عليه رأيه » (1) .

والأدهىٰ من ذلك أنّ بعضهم حاول أن يؤسّس علىٰ ذلك قاعدة مفادها : « إنّ الإمام والكبير مطلقاً ، إذا رأىٰ شيئاً ورأىٰ بعض أتباعه خلافه ، ينبغي للتابع أن يعرضه علىٰ المتبوع ؛ لينظر فيه ، فإن ظهر له ما قاله التابع هو الصواب ، رجع المتبوع إليه ، وإلّا بيّن للتابع جواب الشبهة التي عرضت له .

قلتُ : إنّما يصغىٰ لهذا الكلام إذا لم يكن المتبوع نبيّاً بحقّ ، أمّا إذا كان نبيّاً فليس لأحدٍ من الأُمّة كافّة إلّا السمع والطاعة والإيمان الخالص من كلِّ شبهة » (2) .

3 - منع عمر من كتابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل وفاته كتاباً يعصم الأُمّة من الضلال ، وٱتّهامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّه يهجر ، وهي الحادثة المعروفة ب- : « رزيّة يوم الخميس » ، وهي جرأة علىٰ مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وٱجتهاد صريح في قبال النصّ ، وتحكيم للرأي الشخصي علىٰ ما يراه الله ورسوله .

ومن بواعث العجب إصرار بعضهم علىٰ تصحيح موقف عمر بقولهم : « إنّ عمر كان موفّقاً للصواب في إدراك المصالح ، وكان صاحب إلهام من الله تعالىٰ ! وهذا ممّا لا يصغىٰ إليه في مقامنا هذا ؛ لأنّه يرمي .

ص: 73


1- النصّ والاجتهاد : 184 ، صحيح مسلم بشرح النووي 1 / 183 الهامش .
2- النصّ والاجتهاد : 184 .

إلىٰ أنّ الصواب في هذه الواقعة إنّما كان في جانبه لا في جانب النبيّ ، وأنّ إلهامه يومئذٍ كان أصدق من الوحي الذي نطق به الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم » (1) .

والملاحظ :

أنّهم يجهدون لحدّ الآن لتصحيح رأي عمر بمثل هذا العذر ، مع أنّ عمر نفسه يصرّح بأنّه إنّما منع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من كتابة الكتاب ؛ لعلمه بأنّه أراد أن يسجّل خطّيّاً ما كان يؤكّده بأقواله من إمامة عليّ عليه السلام ومرجعيّته السياسية والتشريعية للأُمّة من بعده ، وأنّ عمر أدرك أنّ الكتاب سيكون وثيقة خطّيّة تقف عقبةً في وجه الاجتهاد وإعمال الرأي في أمر الإمامة . .

فقد نقل ابن أبي الحديد عن تاريخ بغداد أنّ عمر سأل ابن عبّاس عن الإمام عليّ عليه السلام : « يا عبد الله ! عليك دماء البدن إن كتمتنيها ، هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قلت : نعم . قال : أيزعم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصّ عليه ؟ قلت : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدّعيه ، فقال : صدق . فقال عمر : لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمره ذرو من قول لا يثبت حجّة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه - يعني عليّاً - فمنعتُ من ذلك ؛ إشفاقاً وحيطة علىٰ الإسلام . . . » (2) .

فهو يرىٰ نفسه أشفق علىٰ الإسلام من الله ورسوله ! ولست أدري أيّة شفقة تتحقّق في منع رسول الله من كتابة ما يعصم الأُمّة من الضلال ؟ ! .

ص: 74


1- النصّ والاجتهاد : 162 .
2- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 12 / 20 - 21 .

والذي نخلص إليه من البحث في القول الأوّل :

أوّلاً : إنّ اتّخاذ العقل مصدراً مستقلّاً للتشريع محكوم بالحرمة شرعاً ، وإنّ الشارع المقدّس قد أكمل الدين وبيّن أحكام جميع الوقائع .

ثانياً : إنّ استعمال العقل والرأي في التشريع لا يكون إلّا في قبال النصّ ، ما دامت الشريعة قد تكفّلت ببيان أحكام جميع الوقائع ، وإنّ دعوىٰ اتّخاذ العقل مصدراً للتشريع في طول الكتاب والسُنّة ، وفي خصوص الأحكام التي لم يبيّنها الشارع ، هي دعوىً باطلة يُراد بها التغطية علىٰ التدخّل في التشريع ، وخلط الأحكام الإلٰهيّة بالقوانين الوضعيّة ؛ لبطلان أرضية تلك الدعوىٰ ، وهي : وجود أحكام لم يُبيّنها الشارع ، بل إنّ الشريعة لم تترك حكماً لم تستوعبه فبقي مهملاً .

وأمّا القول الثاني :

فهو : ما يذهب أصحابه إلىٰ جواز الرجوع إلىٰ العقل بوصفه كاشفاً مستقلّا عن الأحكام الشرعية ، وهم طائفتان تختلف كلّ منهما عن الأُخرىٰ ، أوّلاً : في نوعية المسوّغ الذي يَفرِض في رأيها الرجوع إلىٰ العقل لاكتشاف الحكم الشرعي ، وثانياً : في الطريقة التي تسلكها لاستكشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل .

أمّا الطائفة الأُولىٰ :

فيمثّلها أصحاب القياس ، ويرون : أنّ مسوّغ الرجوع إلىٰ العقل إمّا عدم توفّر النصّ الشرعي علىٰ حكم الواقعة ، وإمّا عدم حصول العلم بصدور الدليل علىٰ الحكم من الشارع ؛ ذلك أنّ الروايات المنقولة لنا في

ص: 75

كتب الحديث - عدا ما ثبت بالتواتر وبالضرورة من الدين - لا طريق للعلم بصدورها واقعاً من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنّ منهج نقد السند في إثبات صحّة الحديث ، لا يثبت صحّة جميع الروايات ليسوغ العمل بها ونسبة مضامينها إلىٰ الشارع المقدّس ، ومن هنا لا بُدّ من الرجوع إلىٰ العقل لاكتشاف أحكام الموضوعات التي لا دليل صحيحاً عليها .

وأمّا طريقة اكتشاف الحكم الشرعي عقلاً لدىٰ هذه الطائفة ، فهي التي اصطلح عليها ب- : « القياس الفقهي » ، وعُرّف بأنّه : « إثبات حكم في محلّ بعلّةٍ ؛ لثبوته في محلّ آخر بتلك العلّة » (1) ؛ ذلك لأنّ الحكم يدور مدار علّته وملاكه .

وقال ابن حزم : « حَدَثَ القياس في القرن الثاني ، وقال به بعضهم ، وأنكره سائرهم وتبرّأُوا منه .

ومعنىٰ لفظ ( القياس ) الذي اختلفنا فيه هو : أنّهم قالوا : يجب أن يحكم بما لا نصَّ فيه من الدين ، بمثلِ الحكم بما فيه نصّ وفي ما أُجمع عليه من حكم الدين . .

ثمّ اختلفوا ؛ فقال حذّاقهم : لاتّفاقهما في علّة الحكم . وقال بعضهم : لاتّفاقهما في وجهٍ من الشبه » (2) .

ومن روّاد هذه الطريقة في اكتشاف الحكم الشرعي : أبو حنيفة ، الذي قيل عنه : إنّه « بلغت روايته إلىٰ سبعة عشر حديثاً أو نحوها » (3) .

ومّما استدلّوا به علىٰ صحّة طريقية القياس : الرواية المرسلة عن .

ص: 76


1- أُصول الفقه 3 / 183 .
2- الصادع : 238 .
3- مقدّمة ابن خلدون : 444 .

معاذ بن جبل التي قدّمنا ذِكرها ، وعلمت ما فيها ، وقالوا : « قد أقر النبيّ الاجتهاد بالرأي ، وٱجتهاد الرأي لا بُدّ من ردّه إلىٰ أصل ، وإلّا كان رأياً مرسلاً ، والرأي المرسل غير معتبر ، فانحصر الأمر بالقياس » (1) .

ولا شكَّ في صحّة القياس ومشروعيّته إذا كانت علّة الحكم منصوصاً عليها من قبل الشارع ، كما لو قال : ( حُرِّمت الخمر لإسكارها ) ؛ إذ العُرف يفهم من هذه العبارة : أنّ الحرمة منصبّة في الواقع علىٰ المسكر ، وأنّ الخمر فرد من أفراده ، فيقوم بتعدية الحكم الشرعي لكلّ سائل مسكر وإن لم يُسمَّ خمراً .

« فإذا وردَ نصٌّ من قبل الشارع في بيان علّة الحكم في المقيس عليه ، فإنّه يصحّ الاكتفاء به في تعدية الحكم إلىٰ المقيس بشرطين :

الأوّل : أن نعلمَ بأنّ العلّة المنصوصة تامّة ، يدور معها الحكم أينما دارت .

الثاني : أن نعلم بوجودها في المقيس » (2) .

ولكنَّ نصَّ الشارع علىٰ علّة الحكم وملاكه حالة نادرة جدّاً ؛ ولأجل ذلك نجد العاملين بالقياس يلجأُون عادة إلىٰ الظنون والاحتمالات العقلية لتشخيص علّة الحكم الثابت في الأصل واستنباطها ، ثمَّ يقومون بتسرية هذا الحكم إلىٰ موضوع آخر يماثل موضوع الأصل في توفّره علىٰ تلك العلّة المستنبطة .

إلّا أنّ هذه الطريقة لا تؤدّي إلىٰ العلم بأنّ العلّة التي افترضوها هي العلّة الحقيقية للحكم ، كما أنّ وجود تشابه وتماثل بين موضوعين في أمر .

ص: 77


1- أُصول الفقه 3 / 193 .
2- أُصول الفقه 3 / 187 .

من الأُمور لا يلزم منه تماثلهما في جميع الخصوصيّات ، ومنها علّة الحكم الشرعي ؛ ذلك لأنّ العقل لا طريق له للعلم بعلل وملاكات الأحكام الشرعية ؛ لأنّها أُمور توقيفية لا تُعلم إلّا بالسماع من الشارع المقدّس ؛ وعليه : فغاية ما يؤدّي إليه جهد القائس هو الظنّ بعلّة الحكم الشرعي ، وهو لا يغني من الحقّ شيئاً .

ولأجل ذلك نجد أئمّة أهل البيت عليهم السلام قد وقفوا موقفَ الرافض المفنّد لهذه الطريقة في تشخيص الأحكام الشرعيّة ؛ لِما تؤدّي إليه من تسرّب الأحكام العقلية الظنّية إلىٰ منظومة الأحكام الشرعية ، وتقديمها إلىٰ الأُمّة باعتبارها جزءاً من الأحكام الإلٰهية ، وقد دخل بعض الأئمّة عليهم السلام في مناظرات مباشرة مع أصحاب هذه الطريقة ، أثبتوا لهم فيها بطلانها وعدم مشروعيّتها بأدلّة قاطعة .

ومن شواهد ذلك :

1 - قول الإمام الصادق عليه السلام : « إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس ، فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بُعداً ، وإنّ دين الله لا يصاب بالمقاييس » (1) .

2 - « عن الإمام الصادق عليه السلام قال لبعض أصحابه : إيّاك وخصلتين مهلكتين : تفتي الناس برأيك ، وتدين بما لا تعلم ، إنّ أوّل من قاس إبليس ، وإنّ أوّل من سنَّ لهذه الأُمّة القياس لمعروف » (2) .

3 - ما جاء في جواب الإمام الصادق عليه السلام حينما قال له ابن شُبرمة : .

ص: 78


1- المحاسن 1 / 211 .
2- دعائم الإسلام 2 / 536 .

« يا أبا عبد الله ! إنّا قضاة العراق ، وإنّا نقضي بالكتاب والسُنّة ، وإنّه ترد علينا أشياء نجتهد فيها بالرأي . . . فأقبل أبو عبد الله عليه السلام فقال : أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب ؟ ! فقد كان عندكم بالعراق ، ولكم به خبر ؛ فأطراه ابن شبرمة ، وقال فيه قولاً عظيماً ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : فإنّ عليّاً أبىٰ أن يُدخل في دين الله الرأي ، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس » (1) .

4 - « عن ابن جميع ، قال : دخلت علىٰ جعفر بن محمّد ، أنا وﭐبن أبي ليلىٰ وأبو حنيفة . . . فقال لابن أبي ليلىٰ : مَن هذا معك ؟ قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين . قال : لعلّه يقيس أمر الدين برأيه . . . [ إلىٰ أن قال ] : يا نعمان ! حدّثني أبي عن جدّي : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أوّل مَن قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله تعالىٰ له : اسجد لآدم ، فقال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من طين ؛ فمَن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالىٰ يوم القيامة بإبليس ؛ لأنّه اتّبعه بالقياس » (2) .

5 - « عن ابن شُبرمة ، قال : دخلت أنا وأبو حنيفة علىٰ جعفر بن محمّد ، فقال لأبي حنيفة : اتقِ الله ولا تقس الدين برأيك ؛ فإنّ أوّل مَن قاس إبليس . . .

ثمّ قال جعفر عليه السلام : ويحك ! أيّهما أعظم : قتل النفس أو الزنا ؟ ! قال : قتل النفس . قال : فإنّ الله قد قبل في قتل النفس شاهدين ، ولم يقبل في الزنا إلّا أربعة .

ثمّ قال : أيّهما أعظم : الصلاة أم الصوم ؟ ! قال : الصلاة . قال عليه السلام : .

ص: 79


1- المحاسن 1 / 210 .
2- حلية الأولياء : 3 / 196 - 197 .

فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ ! فكيف يقوم لك القياس ؟ ! فاتّقِ الله ولا تقِس » (1) .

6 - « عن عثمان بن عيسىٰ ، قال : سألت أبا الحسن موسىٰ عليه السلام عن القياس ، فقال : ما لكم والقياس ؟ ! إنّ الله لا يُسأل كيف أحلَّ وكيف حرّم » (2) .

7 - « عن محمّد بن حكيم ، عن أبي الحسن عليه السلام ، قال : إنّما هلك مَن كان قبلكم بالقياس ، إنّ الله تبارك وتعالىٰ لم يقبض نبيّه حتّىٰ أكمل له جميع دينه ، في حلاله وحرامه ، فجاءَكم بما تحتاجون إليه في حياته ، وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته ، وإنّها لصحف عند أهل بيته ، حتّىٰ أنّ فيها أرش خدش الكفّ » (3) .

وقد حاول القائلون بالقياس إثبات حجّيّته وجوازه شرعاً ، وتشبّثوا لذلك بأدلّة من الكتاب والسُنّة والإجماع والعقل ، ولكنّها جميعاً أدلّة موهونة مردودة عليهم (4) .

والعجيب من أمر أصحاب القياس أنّهم تمادوا فيه حتّىٰ ذهبوا إلىٰ القول بإمكان ممارسة رسول الله نفسه للاستدلال القياسي ! بحجّة أنّ القياس يقوم علىٰ معرفة علل الأحكام الشرعية ، ومَن أعلم من النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلل الأحكام وملاكاتها !

قال الشيرازي : « ولأنّ القياس استنباط معنىٰ الأصل وردّ الفرع إليه ، .

ص: 80


1- علل الشرائع 1 / 108 - 109 .
2- الكافي 1 / 57 .
3- بصائر الدرجات : 167 .
4- لاحظ ردودها في : كتاب الأُصول العامّة للفقه المقارن - للعلّامة محمّد تقي الحكيم قدس سره - : 332 - 357 .

والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بذلك من غيره ، فهو أَوْلىٰ » (1) .

بل ذهب بعضهم إلىٰ أنّ النبيّ مأمورٌ بممارسة القياس ، وأنّ عدم ممارسته للقياس يقدح في عصمته ، واستدلّوا لذلك بقوله تعالىٰ : ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (2) بدعوى أنّه « أعلىٰ الناس بصيرةً وأكثرهم اطّلاعاً علىٰ شرائط القياس ، وما يجب ويجوز فيها ، وذلك إنْ لم يرجّح دخوله في هذا الأمر علىٰ دخول غيره ، فلا أقلّ من المساواة ، فيكون مندرجاً تحت الآية ، فكان مأموراً بالقياس ، فكان فاعلاً له ، وإلّا قدح في عصمته » (3) .

ولا يخفىٰ ما في هذه الدعاوىٰ من الهبوط بشخصية النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من مقام النبوّة الشامخ ، والاتّصال الدائم المباشر بالوحي ، ليكون بمنزلة أحد العلماء العاديّين ، فيضطرّ أحياناً لسلوك أساليبهم في معرفة الأحكام ، التي لا تؤدّي عادةً إلّا إلىٰ الظنّ بالحكم الشرعي .

وأمّا الطائفة الثانية :

من الذاهبين إلىٰ جواز الرجوع إلىٰ العقل بوصفه كاشفاً مستقلّاً عن الأحكام الشرعية ، فهي تتمثّل بما ذهب إليه معظم المتأخّرين من علمائنا ، وهم يرون : أنّ « الذي يصلح أن يكون مراداً من الدليل العقلي المقابل للكتاب والسُنّة هو : كلّ حكم للعقل يوجب القطع بالحكم الشرعي . .

وبعبارة ثانية : هو : كلّ قضيّة عقلية يتوصّل بها إلىٰ العلم القطعي بالحكم الشرعي . وقد صرّح بهذا المعنىٰ جماعة من المحقّقين المتأخّرين . .

ص: 81


1- التبصرة في أُصول الفقه : 522 .
2- سورة الحشر 59 : 2 .
3- المحصول في علم الأُصول 2 / 427 - 428 .

وهذا أمر طبيعي ؛ لأنّه إذا كان الدليل العقلي مقابلاً للكتاب والسُنّة ، فلا بُدّ أن لا يكون معتبراً إلّا إذا كان موجباً للقطع ، الذي هو حجّة بذاته ، فلذلك لا يصحّ أن يكون شاملاً للظنون وما لا يصلح للقطع بالحكم من المقدّمات العقلية » (1) .

ومسوّغ الرجوع إلىٰ العقل لاستكشاف الحكم الشرعي لدىٰ هذه الطائفة هو فقدان الدليل علىٰ بعض الأحكام - بعد صدوره من الشارع - بسبب الحوادث الطبيعيّة أو الاجتماعية التي أدّت إلىٰ تلف وضياع بعض المصادر الحديثيّة المبيّنة لأدلّة الأحكام الشرعية .

وأمّا طريقة هذه الطائفة في اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل بنحو العلم واليقين ، فقد تبلورت في تقسيم « مدركات العقل إلىٰ مستقلّة وغير مستقلّة ، وأرادوا بالمستقلّة ما تفرّد العقل بها دون توسّط بيان شرعي ، ومثّلوا له بإدراك العقل الحسن والقبح ، المستلزم لإدراك حكم الشارع بهما ، وفي مقابلها غير المستقلّة ، وهي التي يعتمد الإدراك فيها علىٰ بيان من الشارع ، كإدراكه وجوب المقدّمة عند الشارع بعد اطّلاعه علىٰ وجوب ذيها لديه ، أو إدراكه نهي الشارع عن الضدّ العام بعد اطّلاعه علىٰ وجوب ضدّه ، إلىٰ ما هنالك ممّا ذكروه من الأمثلة ، وأكثرها موضع نقاش » (2) .

فطريقة هذه الطائفة في اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل تتحدّد في قاعدتين :

أُولاهما : قاعدة الملازمة بين حكم العقل بحسن شيء أو قبحه ، .

ص: 82


1- أُصول الفقه 3 / 125 .
2- الأُصول العامّة للفقه المقارن : 381 .

وبين حكم الشارع بوجوبه أو حرمته ، « والأمثلة التي أوردوها ، كوجوب قضاء الدَين ، وردّ الوديعة ، والعدل ، والإنصاف ، وحسن الصدق النافع ، وقبح الظلم وحرمته ، إنّما هي من صغريات هذه القاعدة » (1) .

والثانية : قاعدة الملازمة بين إدراك العقل لحكم ثابت بدليل شرعي ، وبين حكم آخر للشارع مستكشَف بالملازمة المذكورة ، وقد تقدّم ذِكر بعض صغريات هذه القاعدة .

والتعقيب علىٰ رأي هذه الطائفة يقع في نقطتين :

النقطة الأُولىٰ :

تتعلّق بما ذهبوا إليه من أنّ الشارع المقدّس بيّن أدلّة أحكام جميع الوقائع وجعلها بين أيدي المكلّفين ، إلّا أنّ حوادث الدهر الطبيعية والاجتماعية أتت علىٰ بعضها وضيّعته ، فلا بُدّ لسدّ الفراغ الناجم عن ذلك من اللجوء إلىٰ العقل .

ويرِد علىٰ هذه الدعوىٰ :

˜ أوّلاً :

أنّها منافية لقوله تعالىٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (2) ، التي أكدّ فيها الله عزّ وجلّ تعهّده بحفظ دينه ، ولا معنىٰ لحفظ الدين إلّا المحافظة علىٰ مصادره وعلىٰ الأدلّة المبيّنة لأحكامه وتعاليمه ، وهي موزّعة علىٰ الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة . . .

ص: 83


1- الأُصول العامّة للفقه المقارن : 282 .
2- سورة الحجر 15 : 9 .

ولا يصحّ القول بأنّ المراد بالذِكر هو خصوص الكتاب ؛ لأنّ كلمة ( الذِكر ) تشمل بعمومها كلَّ ما أنزله الله تعالىٰ وحياً علىٰ نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء أكان وحياً بلفظه ومعناه ومتعبّداً بتلاوته وهو القرآن الكريم ، أم وحياً بالمعنىٰ فقط غير متعبّد بتلاوته ، وهو الحديث الشريف .

وقال ابن حزم : « القرآن والخبر الصحيح بعضهما مضافٌ إلىٰ بعض ، وهما شيءٌ واحدٌ في أنّهما من عند الله تعالى ، وحكمهما حكم واحدٌ في باب وجوب الطاعة لهما . . . وقال تعالىٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، وقال تعالىٰ : ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) (1) ، فأخبر تعالىٰ - كما قدّمنا - أنّ كلام نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم كلّه وحي ، والوحي بلا خلافٍ ذِكرٌ ، والذِكر محفوظ بنصّ القرآن .

فصحّ بذلك أنّ كلامه صلى الله عليه وآله وسلم كلّه محفوظ بحفظ الله عزّ وجلّ ، مضمون لنا أنّه لا يضيع منه شيء . . . فهو منقول إلينا كلّه » (2) .

واحتمال ضياع بعض أدلّة الأحكام لا منشأ له - بعد هذا - إلّا أحد أمرين ، كلاهما غير معقول بالنسبة للشارع المقدّس :

الأوّل : أنّه تعالىٰ لم يفِ بعهده ، وترك للحوادث أن تذهب ببعض النصوص المبيّنة لتعاليمه ، وهو احتمال باطل بملاحظة قوله تعالىٰ : ( إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (3) ، وقوله تعالىٰ : ( وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ ) (4) ، وقوله تعالىٰ : ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ ) (5) . .

ص: 84


1- سورة الأنبياء 21 : 45 .
2- الإحكام في أُصول الأحكام 1 / 96 - 97 .
3- سورة الرعد 13 : 31 .
4- سورة التوبة 9 : 111 .
5- سورة الحجّ 22 : 47 .

الثاني : أنّ قدرة الشارع المقدّس قد ضاقت عن السيطرة علىٰ صروف الدهر ، ممّا أدّىٰ إلىٰ فقد بعض أدلّة الأحكام ، وهذا معناه : نسبة العجز إلىٰ ساحته عزّ وجلّ ، وأنّه مغلوب علىٰ أمره ، وهو مردود بنحو قوله تعالىٰ : ( وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ ) (1) ، وقوله سبحانه : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) (2) ، وقوله : ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ) (3) .

˜ ثانياً :

إنّ ما ذكروه من تلف كتب ابن أبي عمير نتيجة دفنه لها خوفاً من السلطة ، وحرق مكتبة الشيخ الطوسي بسبب الفتنة الطائفية التي حصلت في بغداد ، وقيام المغول بإتلاف مكتبات المسلمين ، وما إلىٰ ذلك من الحوادث ، لا يتمّ الاستدلال به علىٰ ضياع أدلّة الأحكام وحصول النقص في مصادر التشريع ، بل غاية ما يثبت به ضياع بعض تلك الكتب أو بعض نسخها فقط ؛ ذلك أنّ مصنّفات المسلمين كانت واسعة الانتشار في أرجاء العالم الإسلامي ، وكانت حركة التأليف والاستنساخ قائمة علىٰ قدم وساق ، وكانت حوانيت الورّاقين التي تتولّىٰ مهمّة المطابع في عصرنا الحاضر ، ومهنة استنساخ الكتب من المهن الرائجة آنذاك ، فإذا تلفت نسخة أو أُخرىٰ من أحد الكتب في جهة ما ، بقيت لذلك الكتاب أكثر من نسخة في بقية الجهات . .

ص: 85


1- سورة يوسف 12 : 21 .
2- سورة الأنعام 6 : 18 و 61 .
3- سورة فاطر 35 : 44 .

وممّا يؤيّد ذلك أنّ المعاصرين من الباحثين ومحقّقي التراث ، غالباً ما يجدون أكثر من نسخة مخطوطة للكتاب الذي يرومون تحقيقه .

وتجدر الإشارة إلىٰ أنّ هناك مَن يشكّك في صحّة دعوىٰ إتلاف المغول لكتب التراث (1) .

˜ ثالثاً :

إنّ ممّا يبطل دعوىٰ ضياع نصوص بعض الأحكام : ما نجده بين أيدينا فعلاً من الموسوعات الحديثيّة التي تفي باستنباط أحكام جميع الوقائع ، ولا تترك حاجة أو ضرورة للاستعانة بالعقل . .

ولأجل ذلك نلاحظ : أنّه علىٰ الرغم من احتواء مصنّفات علمائنا علىٰ مباحث الأدلّة والأُصول العقلية ، فإنّ معظمهم لا يجدون أنفسهم مضطرّين إلىٰ الاستفادة منها عمليّاً ، ويصرّحون بوفاء الأدلّة الشرعية بالكشف عن أحكام جميع الوقائع .

يقول السيّد الصدر في مقدّمة رسالته العملية : إنّه اعتمد في استنباط فتاواها علىٰ « الكتاب والسُنّة النبوية الشريفة ، بامتدادها المتمثّل في سُنّة الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام باعتبارهم أحد الثقلين اللذين أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسّك بهما ، ولم نعتمد في شيء من هذه الفتاوىٰ علىٰ غير هذين المصدرين .

أمّا القياس والاستحسان ونحوهما ، فلا نرىٰ مسوّغاً شرعيّاً للاعتماد عليها ؛ تبعاً لأئمّة أهل البيت عليهم السلام . .

ص: 86


1- الإسماعيليّون والمغول ونصير الدين الطوسي : 47 - 51 .

وأمّا ما يسمّىٰ بالدليل العقلي ، الذي اختلف المجتهدون والمحدّثون في أنّه هل يسوغ العمل به أو لا ، فنحن وإن كنّا نؤمن بأنّه يسوغ العمل به ، ولكنّنا لم نجد حكماً واحداً يتوقّف إثباته علىٰ الدليل العقلي بهذا المعنىٰ ، بل كلّ ما يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت في نفس الوقت بكتاب أو سُنّة .

وأمّا ما يسمّىٰ بالإجماع ، فهو ليس مصدراً إلىٰ جانب الكتاب والسُنّة ، ولا يعتمد عليه إلّا من أجلِ كونه وسيلة إثبات للسُنّة في بعض الحالات » (1) .

وأمّا النقطة الثانية :

فالكلام فيها علىٰ القاعدتين اللتين ذكروهما لاستكشاف الحكم الشرعي عقلاً بنحو العلم واليقين ، لبيان وجود الأدلّة علىٰ ما ثبت بهما من أحكام .

˜ القاعدة الأُولىٰ :

وهي : الملازمة العقلية بين إدراك العقل العملي لحسن الأفعال أو قبحها من جهة ، وبين حكم الشارع بوجوب تلك الأفعال أو حرمتها من جهة أُخرىٰ ؛ فمن الواضح جدّاً أنّ الأحكام التي اكتشفوها عن طريق الملازمة المذكورة ، كوجوب العدل وحرمة الظلم ، وغيرهما ممّا تقدّم ذِكره ، كلّها منصوص عليها في الآيات والروايات . .

ص: 87


1- الفتاوىٰ الواضحة : 15 .

˜ وأمّا القاعدة الثانية :

وهي : الملازمة العقلية بين إدراك حكم ثابت بدليل شرعي ، وبين حكم شرعي آخر يستكشف عن طريق تلك الملازمة ؛ فسوف نستعرض باختصار أهمّ ما ذكروه من مصاديق هذه القاعدة ، وهي :

˜ أوّلاً : قاعدة الملازمة بين أمر الشارع بشيء ونهيه عن ضدّه .

والمراد بالضدّ في مصطلح الأُصوليّين : « مطلق المعاند والمنافي ، وجودياً كان أو عدمياً » (1) ، فيشمل كلّاً من الضدّ والنقيض في مصطلح المناطقة .

والملاحظ :

أنّ هذه القاعدة غير ثابتة لديهم ؛ فإنّ عمدة ما استدلّ به علىٰ هذه الملازمة مسلكان :

أوّلهما : مسلك مقدّميّة ترك الضدّ لفعلِ ضدّه .

والثاني : مسلك التلازم ، وأنّ حرمة أحد المتلازمين تستلزم حرمة ملازمه الآخر . .

ومثاله : ترك الصلاة الملازم لفعل الأكل ؛ فحرمة ترك الصلاة تستدعي حرمة ضدّه الخاصّ الذي هو : الأكل .

وقد أبطل العلماء كِلا هذين المسلكين ؛ قال الآخوند الخراساني : « إنّ توهّم توقّف الشيء علىٰ تركِ ضدّه ، ليس إلّا من جهة المضادّة والمعاندة .

ص: 88


1- كفاية الأُصول : 129 .

بين الوجودين ، وقضيّتها الممانعة بينهما ، ومن الواضحات أنّ عدم المانع من المقدّمات .

وهو توهّم فاسد ؛ وذلك لأنّ المعاندة والمنافرة بين الشيئين لا تقتضي إلّا عدم اجتماعهما في التحقّق ، وحيث لا منافاة أصلاً بين أحد العينين وما هو نقيض الآخر وبديله ، بل بينهما كمال الملاءمة ، كان أحد العينين مع نقيض الآخر وما هو بديله في مرتبة واحدة ، من دون أن يكون في البين ما يقتضي تقدّم أحدهما علىٰ الآخر .

فكما أنّ قضية المنافاة بين المتناقضين لا تقتضي تقدّم ارتفاع أحدهما في ثبوت الآخر ، كذلك في المتضادَّين ، كيف ولو اقتضىٰ التضادّ توقّف وجود الشيء علىٰ عدم ضدّه ، توقّف الشيء علىٰ عدم مانعهِ ، لاقتضىٰ توقّفَ عدمِ الضدِّ علىٰ وجود الشيء ، توقّف عدم الشيء علىٰ مانعهِ ، بداهة ثبوت المانعيّة في الطرفين ، وكون المطاردة من الجانبين ، وهو دور واضح . . .

وأمّا من جهة لزوم عدم اختلاف المتلازمين في الوجود في الحكم ، فغايته أن لا يكون أحدهما فعلاً محكوماً بغير ما حكم به الآخر ، لا أن يكون محكوماً بحكمه .

وعدم خلوّ الواقعة عن الحكم ، فهو إنّما يكون بحسب الحكم الواقعي لا الفعلي ، فلا حرمة للضدّ من هذه الجهة أيضاً ، بل علىٰ ما هو عليه ، لولا الابتلاء بالمضادّة للواجب الفعلي من الحكم الواقعي » (1) .

وقال الشيخ المظفّر رحمه الله - بعد أن أثبت أنّ الأمر بالشيء لا يقتضي .

ص: 89


1- كفاية الأُصول : 130 - 133 .

النهي عن ضدّه العامّ ، أي : نقيضه - : « إنّ القول باقتضاء الأمر بالشيء للنهي عن ضدّه الخاصّ ، يبتني ويتفرّع علىٰ القول باقتضائه للنهي عن ضدّه العامّ ، ولمّا ثبت - حسب ما تقدّم - أنّه لا نهي مولوي عن الضدّ العامّ ، فبالطريق الأَوْلىٰ نقول : أنّه لا نهي مولويّ عن الضدّ الخاصّ ؛ لِما تقدّم من ابتنائه وتفرّعه عليه ، وعلىٰ هذا فالحقّ : أنّ الأمر بالشيء لا يقتضي النهي عن ضدّه مطلقاً ، سواء أكان عامّاً أو خاصّاً » (1) .

هذا بالنسبة لحكم العقل بالملازمة ، وأمّا ما يستفاد من الدليل الشرعي ، أي : دليل الأمر بالشيء ، فإنّه كذلك لا دلالة فيه علىٰ حرمة ضدّه كما حقّقه العلماء ، من أنّه لا يدلّ عليه لا بالمطابقة ولا بالتضمّن ولا بالالتزام (2) .

قال صاحب الحدائق رحمه الله : وأمّا « استلزام الأمر بالشيء النهي عن ضدّه الخاصّ ، فلم نقف له في الأخبار علىٰ أثر ، مع أنّ الحكم في ذلك ممّا تعمّ به البلوىٰ ، وقد حقّقنا . . . أنّ التمسّك بالبراءة الأصلية [ أي : العقلية ] في ما تعمّ به البلوىٰ من الأحكام بعد تتبّع الأدلّة وعدم الوقوف علىٰ ذلك فيها ، حجّة واضحة ، ولو كان الأمر كما ذكروا ، لورد عنهم عليهم السلام النهي عن أضداد الواجبات من حيث هي كذلك . . . والتالي باطل ، علىٰ أنّه لا يخفىٰ ما في القول بذلك من الحرج المنفي بالآية والرواية ، كما صرّح به شيخنا الشهيد الثاني ، فيكون داخلاً في باب : اسكتوا عمّا سكت الله عنه » (3) . .

ص: 90


1- أُصول الفقه 2 / 297 - 299 .
2- كفاية الأُصول : 133 ، أُصول الفقه 2 / 296 .
3- الحدائق الناضرة 1 / 59 - 60 .

وقال المحقّق الأصفهاني : إنّ القول باقتضاء الأمر بالشيء للنهي عن ضدّه « يصعب الالتزام به ؛ إذ اللازم منه بطلان جميع العبادات الصادرة من المديون بفلس واحد لغريمٍ مطالبٍ ، فلا يصحّ حجّه وصلاته وٱعتكافه ، وغير ذلك من العبادات التي تضادّ الأداء ، وقلَّ مَن يسلم منه أو من نظائره ، وهذا مخالف لضرورة الفقه ، بل الدين ، كما قال بعض الأساطين » (1) .

ونقل صاحب الحدائق عن الشهيد الثاني قوله بهذا الشأن : لو كان الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضدّه ، « لم يتحقّق السفر إلّا لأوحديّ الناس ؛ لمصادمته - غالباً - لتحصيل العلوم الواجبة ، وقلّما ينفكّ الإنسان عن شغل الذمّة بشيء من الواجبات الفوريّة ، مع أنّه علىٰ ذلك التقدير موجب لبطلان الصلاة الموسّعة في غير آخر وقتها ، ولبطلان النوافل اليومية وغيرها » (2) .

¢ ثانياً : قاعدة الملازمة العقلية بين إيجاب شيء شرعاً وبين إيجاب مقدّمته شرعاً .

ولا بُدّ من الإشارة أوّلاً إلىٰ أنّ مقدّمة الواجب علىٰ نحوين :

© أوّلهما : المقدّمة الشرعية ، كمقدّمية الوضوء للصلاة ؛ وهذا النحو من المقدّمة مرتبط بالشارع المقدّس ، فهو الذي يبيّنه من خلال إيجابه ، ولولا ذلك لا يتمكّن العقل من إدراكه ليحكم بوجوبه .

© والنحو الثاني : المقدّمة العقلية ، وهي التي يتوقّف عليها تحقّق .

ص: 91


1- وقاية الأذهان : 297 ، وأشار في الهامش إلىٰ أنّ بعض الأساطين هو : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء .
2- الحدائق الناضرة 1 / 59 - 60 .

الواجب تكويناً ، كالسفر بالنسبة لأداء مشاعر الحجّ ، وهذه المقدّمة هي محلّ البحث .

وقد تعدّدت الأقوال في هذه المسألة حتّىٰ تجاوزت العشرة ، وقد أورد العلّامة المظفّر عناوين العشرة المهمّة منها ، وٱنتهىٰ إلىٰ القول بأنّ الحقّ هو عدم وجوب مقدّمة الواجب العقلية ، « كما عليه جماعة من المحقّقين المتأخّرين . . . وذلك لأنّه إذا كان الأمر بذي المقدّمة داعياً للمكلّف إلىٰ الإتيان بالمأمور به ، فإنّ دعوته هذه - لا محالة بحكم العقل - تحمله وتدعوه إلىٰ الإتيان بكلِّ ما يتوقّف عليه المأمور به تحصيلاً له .

ومع فرض وجود هذا الداعي في نفس المكلّف لا تبقىٰ حاجة إلىٰ داع آخر من قبل المولىٰ ، مع علم المولىٰ - حسب الفرض - بوجود هذا الداعي ؛ لأنّ الأمر المولويَّ - سواء كان نفسيّاً أم غيريّاً - إنّما يجعله المولىٰ لغرضِ تحريكِ المكلّف نحو فعلِ المأمور به ؛ إذ يجعل الداعي في نفسه حيث لا داعيَ ، بل يستحيل في هذا الفرض جعل الداعي الثاني من المولىٰ ؛ لأنّه يكون من باب تحصيل الحاصل » (1) .

وأشار في حاشية البحث إلىٰ أنّ أوّل من تنبّه إلىٰ ذلك وبرهن عليه ، هو أُستاذه الأصفهاني ، وعاضده عليه كلّ من السيّدين الخوئي والحكيم .

قال المحقّق الأصفهاني : « إنّ العقل يذعن بأنّ ذا المقدّمة - المفروض استحقاق العقاب علىٰ تركه لجعل الداعي نحوه - لا يوجد إلّا بإيجاد مقدّمته ، فلا محالة تنقدح الإرادة في نفس المنقاد للبعث النفسي ، .

ص: 92


1- أُصول الفقه 2 / 292 - 293 .

ولا حاجة إلىٰ جعل داعٍ آخر إلىٰ المقدّمة بنفسها » (1) .

وقال المحقّق الخوئي : « لا دليل علىٰ وجوب المقدّمة وجوباً مولويّاً شرعياً ؛ حيث إنّ العقل بعد أن رأىٰ توقّف الواجب علىٰ مقدّمته ، ورأىٰ أنّ المكلّف لا يستطيع امتثال الواجب النفسي إلّا بعد الإتيان بها ، فبطبيعة الحال يحكم العقل بلزوم الإتيان بالمقدّمة توصّلاً إلىٰ الإتيان بالواجب ، ومع هذا لو أمر الشارع بها فلا محالة يكون إرشاداً إلىٰ حكم العقل بذلك ؛ لاستحالة كونه مولويّاً » (2) .

وقال السيّد الحكيم : « أمّا صحّة البعث مولويّاً إلىٰ المقدّمة زائداً علىٰ البعث إلىٰ ذيها ، فيدفعها أنّ البعث إلىٰ ذيها كافٍ في البعث إليها في نظر العقل ، فيكون البعث إليها لغواً » (3) .

وقد أنهىٰ الشيخ المظفّر رحمه الله بحثه عن مقدّمة الواجب بقوله : « إنّه لا وجوبَ غيريَّ [ مقدّمي ] أصلاً ، وينحصر الوجوب المولوي بالواجب النفسي فقط ، فلا موقع إذن لتقسيم الواجب إلىٰ النفسي والغيري ، فليحذف ذلك من سجل الأبحاث الأُصولية » (4) .

¢ ثالثاً : مسألة اجتماع الأمر والنهي .

والمقصود بالاجتماع هنا : « الالتقاء الاتّفاقي بين المأمور به والمنهيّ عنه في شيء واحد . . . كالمثال المعروف ( الصلاة في المكان .

ص: 93


1- نهاية الدراية في شرح الكفاية 2 / 171 .
2- محاضرات في أُصول الفقه 2 / 438 .
3- حقائق الأُصول 1 / 296 .
4- أُصول الفقه 2 / 293 .

المغصوب ) . . . المفروض فيه : أنّه لا ربط لعنوان الصلاة المأمور به بعنوان الغصب المنهيّ عنه ، لكن قد يتّفق للمكلّف صدفة أن يجمع بينهما ، بأن يصلّي في مكان مغصوب . . . فيكون هذا الفعل الواحد داخلاً في ما هو مأمور به من جهة ، فيقتضي أن يكون المكلّف مطيعاً للأمر ممتثلاً ، وداخلاً في ما هو منهيّ عنه من جهة أُخرىٰ ، فيقتضي أن يكون المكلّف عاصياً به مخالفاً » (1) .

وقد اضطرّ القائلون بالجواز إلىٰ الخوض في بحوث لفظية دقيقة بعيدة عن الفهم العرفي ، كالقول بأنّ متعلّق الحكم هو العنوان لا المعنون ، أو أنّ تعدّد العنوان يوجب تعدّد المعنون ، كلّ ذلك من أجل أن ينتهوا إلىٰ تصحيح صلاة المكلّف في المغصوب ، وإن كانت له مندوحة من إتيانها فيه ؛ لتمكّنه من الصلاة في غير المغصوب !

وكلّ هذا الجهد سببه توهّم وجود وقائع لا كاشف لها من الأدلّة الشرعية ، وهو توهّم ليس له واقع .

ويلاحظ :

أنّهم انطلقوا في المثال المذكور من افتراض أنّ الشارع قد أصدر حكمين ، أوّلهما : إيجاب الصلاة ، وثانيهما : تحريم الغصب ، فاجتمعا صدفة في الصلاة في المغصوب ، فأخذوا يبحثون عن صحّة الصلاة في هذا الفرض أو عدم صحّتها .

هذا مع وجود بعض الأدلّة الشرعيّة التي تبيّن حكم هذه المسألة ، .

ص: 94


1- أُصول الفقه 2 / 314 - 315 .

وهي :

أوّلاً : ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لكميل بن زياد النخعي من قوله : « وٱنظر في ما تصلّي ، وعلىٰ ما تصلّي ، إن لم يكن من وجهه وحلّه ، فلا قبول » (1) .

ثانياً : ما جاء في المكاتبة عن صاحب الزمان - عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف - « قال : لا يحلُّ لأحدٍ أن يتصرّف في مالِ غيره بغير إذنه » (2) .

وهو دالٌّ علىٰ حرمة التصرّف الغصبي مطلقاً ، حتّىٰ لو كان ذلك التصرّف بعنوانه الأوّلي عبادة واجبة ؛ ومع اتّصاف الصلاة في المغصوب بعدم الحلّيّة ، وكونها مبغوضة للمولىٰ ، كيف يمكن التقرّب بها إليه ، لتتّصف بالقبول والصحّة ؟ !

ثالثاً : ما جاء في عوالي اللآلي : « سأله بعض أصحابه ، فقال : يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما حال شيعتكم في ما خصّكم الله به إذا غاب غائبكم واستتر قائمكم ؟

فقال عليه السلام : ما أنصفناهم إن واخذناهم ، ولا أحببناهم إذا عاقبناهم ، بل نبيح لهم المساكن لتصحّ عباداتهم » (3) .

ودلالته واضحة علىٰ عدم صحّة العبادة مع عدم إباحة المكان .

وعليه : فتصحيح الصلاة في المغصوب بناءً علىٰ إمكان اجتماع الأمر والنهي عقلاً منافٍ للأدلّة المتقدّمة ، وأمّا القول بعدم صحّتها ، فإنّه لي .

ص: 95


1- تحف العقول : 174 ، بشارة المصطفىٰ : 28 ، وسائل الشيعة 5 / 119 ح 6088 .
2- وسائل الشيعة 25 / 386 ح 32190 .
3- عوالي اللآلي 4 / 5 ح 2 ، مستدرك وسائل الشيعة 7 / 303 ح 3 .

متوقّفاً علىٰ الاستناد إلىٰ قاعدة عدم إمكان الاجتماع عقلاً ؛ ذلك أنّ مسوّغ اللجوء إلىٰ هذه القاعدة هو عدم وجود الدليل الشرعي ، وهو موجود بالأدلّة المذكورة .

¢ رابعاً : مسألة الملازمة بين النهي والفساد .

والبحث فيها عن أنّ العقل هل يدرك وجود ملازمة بين نهي الشارع عن شيء ، وبين حكم الشارع نفسه بفساد ذلك الشيء إذا ارتكبه المكلّف أم لا ؟

والشيء المنهيّ عنه ، قد يكون عبادة كالنهي عن صوم العيدين ، وقد يكون معاملة ، كالنهي عن البيع وقت النداء لصلاة الجمعة ، والنهي عن بيع الخمر والميتة والعبد الآبق .

والمراد بالفساد : ما يقابل الصحّة ، « والصحّة في العبادة والمعاملة لا تختلف ، بل [ هي ] فيهما بمعنىً واحدٍ ، وهو التماميّة » (1) ، أي : مطابقة كلٍّ منهما لِما هو معتبر فيها من الأجزاء والشرائط ، ومعنىٰ فسادهما عدم المطابقة المذكورة .

ولازم فساد العبادة عدم سقوط الأمر بها وعدم سقوط الأداء والقضاء ، ولازم فساد المعاملة عدم ترتّب أثرها عليها ، كالنقل والانتقال في عقد البيع (2) .

أمّا في ما يتعلّق بالنهي عن العبادة ، فقد ذهبوا إلىٰ أنّ العقل يدرك ثبوت الملازمة المذكورة ، وٱتّخذوا من ذلك قاعدة للحكم بفساد العبادة .

ص: 96


1- كفاية الأُصول : 182 .
2- أُصول الفقه 2 / 348 - 349 .

المنهيّ عنها إذا أتىٰ بها المكلّف .

وأمّا في ما يتعلّق بالنهي عن المعاملة ، فقد أكّدوا « أنّ استناد الفساد إلىٰ النهي إنمّا يصحّ أن يفرض ويتنازع فيه فيما إذا كان العقد بشرائطه موجوداً ، حتّىٰ شرائط المتعاقدين وشرائط العوضين ، وأنّه ليس في البين إلّا المبغوضيّة الصرفة المستفادة من النهي ، وحينئذٍ يقع البحث في أنّ هذه المبغوضيّة هل تنافي صحّة المعاملة أو لا تنافيها ؟

وأمّا إذا كان النهي دالّاً علىٰ اعتبار شيء في المتعاقدين ، أو العوضين ، أو العقد ، مثلُ النهي عن بيع السفيه والمجنون والصغير ، الدالّ علىٰ اعتبار العقل والبلوغ في البايع ، وكالنهي عن بيع الخمر والميتة والآبق ونحوها ، الدالّ علىٰ اعتبار إباحة المبيع والتمكّن من التصرّف به ، وكالنهي عن العقد بغير العربية - مثلاً - الدالّ علىٰ اعتبارها في العقد ، فإنّ النهي في كلِّ ذلك لا شكَّ في كونه دالّاً علىٰ فساد المعاملة ؛ لأنّ هذا النهي في الحقيقة يرجع إلىٰ . . . الإرشاد إلىٰ اعتبار شيء في المعاملة ، وقد تقدّم أنّ هذا ليس موضع الكلام من منافاة نفس النهي بداعي الردع والزجر لصحّة المعاملة » (1) .

وقد اختلفت الأقوال في هذه المسألة ، وفرّق المتأخّرون من العلماء بين النهي عن المعاملة بمعنىٰ السبب ، أي : العقد الإنشائي ، كالنهي عن البيع وقت النداء بصلاة الجمعة ، وبين النهي بمعنىٰ المسبّب ، كالنهي عن بيع الخمر والعبد الآبق ، وذهبوا إلىٰ أنّ النهي عن المعاملة بمعنىٰ السبب لا يلازم فسادها ، وأنّ النهي عن المسبّب يلازم الفساد . .

ص: 97


1- أُصول الفقه 2 / 355 - 356 .

ويلاحظ :

أنّ الجواب عن هذه المسألة لا يتوقّف علىٰ القول بثبوت الملازمة العقلية بين النهي والفساد ، أو عدم ثبوتها ، بل يمكن معرفته اعتماداً علىٰ فهم مفاد الأدلّة الشرعية ، ولأجل ذلك عدَّ بعض العلماء هذه المسألة من مباحث الألفاظ .

قال الآخونذ الخراساني : « لا يخفىٰ أنّ عدَّ هذه المسألة من مباحث الألفاظ إنّما هو لأجل أنّه في الأقوال قولٌ بدلالته [ أي النهي ] علىٰ الفساد في المعاملات مع إنكار الملازمة بينه وبين الحرمة » (1) .

وقال المحقّق الأصفهاني : « لا يبعد دلالة النهي عنه [ أي الفساد ] باللزوم بالمعنىٰ الأخصّ ؛ فتكون دلالته لفظيّة ، ويؤيّده فهم العرف ، ولذا ترىٰ الفقهاء يستدلّون في أبواب الفقه علىٰ الفساد بالنهي ، ولعلّ القائل بدلالته عليه شرعاً ينظر بطرف خفيّ إلىٰ هذه السيرة » (2) .

وقال الشيخ المظفّر : « قد يدّعي بعضهم أنّ هذه الملازمة - علىٰ تقدير ثبوتها - من نوع الملازمات البيّنة بالمعنىٰ الأخصّ ، وحينئذٍ يكون اللفظ الدالّ بالمطابقة علىٰ النهي ، دالّاً بالدلالة الالتزامية علىٰ فساد المنهيّ عنه ، فيصحّ أن يراد من الدلالة ما هو أعمّ من الدلالة اللفظية والعقلية » (3) .

والذي يبدو لي : أنّه لا شكَّ في دلالة صيغة النهي علىٰ الحرمة .

ص: 98


1- كفاية الأُصول : 180 .
2- وقاية الأذهان : 404 .
3- أُصول الفقه 2 / 347 .

التكليفية ، وٱستحقاق المكلّف العقاب إذا ارتكب المنهيّ عنه ، وأمّا الدلالة علىٰ الفساد فليست مستفادة من صيغة النهي ، وإنّما تستفاد من أدلّة شرعية أُخرىٰ ، ولذا يختلف حكم هذه المسألة باختلاف الموارد .

فدلالة النهي عن العبادة علىٰ فسادها ، تستفاد من علمنا بأنّ الشارع قد اشترط في صحّة العبادة أن يؤتىٰ بها بقصد القربة ، وهو لا يتأتّىٰ مع النهي عنها ، الكاشف عن حرمتها ومبغوضيّتها للشارع ؛ إذ لا يُعقل التقرّب إلىٰ المولىٰ بما هو مبغوض له ، و « لا طاعة لمَن عصىٰ الله » (1) ، كما روي عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .

وأمّا النهي عن المعاملة ، فإنّه لا يدلّ علىٰ فسادها ، إلّا إذا كان دالّاً علىٰ اعتبار شيء في العقد أو المتعاقدين أو العوضين ، كما تقدّم ذِكره ، ومرجع ذلك إلىٰ فقد العقد لبعض الشروط المعتبرة في صحّته شرعاً .

وأمّا إذا كانت المعاملة مستوفية للشرائط وتعلَّق النهي بإيقاعها في حالٍ معيّنة ، كالنهي عن البيع وقت النداء ، فإنّه لا دلالة لصيغة النهي علىٰ بطلان المعاملة وعدم نفوذها ؛ قال الآخوند : « إنّ النهي الدالّ علىٰ حرمتها لا يقتضي الفساد ؛ لعدم الملازمة فيها - لغة ولا عرفاً - بين حرمتها وفسادها أصلاً » (2) .

فصيغة النهي عن إيقاع البيع وقت النداء ، لا تدلّ علىٰ أكثر من الحرمة التكليفية والمبغوضيّة ، « ولم تثبت المنافاة لا عقلاً ولا عرفاً بين مبغوضيّة العقد والتسبّب به ، وبين إمضاء الشارع له ، بعد أن كان العقد مستوفياً لجميع الشروط المعتبرة فيه ، بل ثبت خلافها ، كحرمة الظهار ، التي .

ص: 99


1- كتاب سُليم : 408 .
2- كفاية الأُصول : 187 .

لم تنافِ ترتّب الأثر عليه من الفراق » (1) .

وقد جرىٰ المحدّث البحراني قدس سره علىٰ هذه الطريقة ، فعالج هذه المسألة في ضوء ما تقتضيه الأدلّة الشرعية ، وممّا قال بهذا الشأن : « إنّ القاعدة التي بنوا عليها الكلام في المقام من أنّ النهي في غير العبادات لا يقتضي الفساد وإن اشتهرت وتكرّرت في كلامهم . . .

إلّا أنّنا نرىٰ كثيراً من عقود المعاملات قد حكموا ببطلانها ، من حيث النهي الوارد عنها في الروايات ، ومَن تتبّع كتاب البيع وكتاب النكاح عثر علىٰ كثير منها ، كبيع الخمر والخنزير والعذرة وبيع الغرر ونحو ذلك . . .

وما ذكروه من القاعدة المشار اليها ، اصطلاح أُصولي لا تساعد عليه الأخبار بحيث يكون أصلاً كلّيّاً وقاعدة مطّردة ، بل المفهوم منها كون الأمر كذلك في بعض ، وبخلافه في آخر . . .

ويخطر بالبال ، في الجمع بين الأخبار المتصادمة في هذا المجال ، أن يقال : إنّ النهي الواقع في الأخبار إن كان باعتبار عدم قابلية المعقود عليه للدخول تحت مقتضىٰ العقد ، فإنّه يبطل العقد رأساً ، كالأشياء التي ذكرناها ؛ فإنّ الظاهر أنّ النهي عنها إنّما وقع من حيث عدم قابليّتها للانتقال إلىٰ ما أُريد نقلها إليه . .

وإن كان لا كذلك ، بل باعتبار أمر خارج من زمان أو مكان أو قيد خارج ، أو نحو ذلك ممّا لا مدخل له في أصل العوضين ، فالحكم فيه ما ذكروه من صحّة العقد ، وإن حصل الإثم باعتبار مخالفة النهي ، ومنه : البيع وقت النداء ؛ فإنّ النهي عنه وقع من حيث الزمان ، فيقال بصحّة البيع .

ص: 100


1- أُصول الفقه 2 / 354 - 355 .

حينئذٍ لعدم تعلّق النهي بذاتِ شيء من العوضين باعتبار عدم قابليّته للعوضيّة ، وإنّما وقع باعتبار أمر خارج عن ذلك وإن أثم باعتبار إيقاعه في ذلك الزمان المنهيّ عن الإيقاع فيه » (1) .

¢ خامساً : مسألة الإجزاء .

ويقع البحث في هذه المسألة عن أنّه هل توجد ملازمة عقلية بين إتيان المكلّف بالمأمور به بالأمر الاضطراري أو الظاهري ، وبين حكم الشارع بإجزاءِ ما أتىٰ به عن المأمور به بالأمر الأوّلي الاختياري ، أو الواقعي ، أم لا ؟ وقد قسّموا البحث في هذه المسألة علىٰ مقامين :

© المقام الأوّل :

في إجزاء المأمور به بالأمر الاضطراري ، ولم يتّفق العلماء هنا علىٰ القولِ بالإجزاء عقلاً ، فما هو معروف في فتاواهم من القول بالإجزاء ، لا بُدّ أن يكون مردّه إلىٰ ما استفادوه من الأدلّة الشرعية في هذا المقام .

قال الشيخ المظفّر رحمه الله : « لا شكَّ في أنّ هذه الأوامر الاضطرارية أوامر واقعية حقيقية ذات مصالح ملزمة كالأوامر الأوّلية . . . وإذا امتثلها المكلّف أدّىٰ ما عليه في هذا الحال وسقط عنه التكليف بها .

ولكن يقع البحث والتساؤل فيما لو ارتفعت تلك الحالة الاضطرارية الثانوية ، ورجع المكلّف إلىٰ حالته الأُولىٰ من التمكّن من أداءِ ما كان عليه واجباً في حالة الاختيار ، فهل يجزئه ما كان قد أتىٰ به في حال الاضطرار ، .

ص: 101


1- الحدائق الناضرة 10 / 176 - 177 .

أو لا يجزئه ، بل لا بُدّ له من إعادة الفعل في الوقت أداءً . . . أو إعادته خارج الوقت قضاءً ؟

إنّ هذا أمر يصحّ فيه الشكّ والتساؤل ، وإن كان المعروف بين الفقهاء في فتاويهم القول بالإجزاء مطلقاً أداءً وقضاءً .

غير أنّ إطباقهم علىٰ القول بالإجزاء ليس مستنداً إلىٰ دعوىٰ أنّ البديهيّة العقلية تقضي به ، لأنّه هنا يمكن تصوّر عدم الإجزاء بلا محذور عقليّ ، أعني : يمكننا أن نتصوّر عدم الملازمة بين الإتيان بالمأمور به بالأمر الاضطراري وبين الإجزاء به عن الأمر الواقعي الاختياري » (1) .

وفصّل المحقّق الأصفهاني في هذا المقام في ما يخصّ حكم العقل بالملازمة ، فقسّم المكلّف به اضطراراً إلىٰ ثلاثة أقسام :

أوّلها : أن يكون مشتملاً علىٰ عين مصلحة الواجب الأوّلي .

والثاني : أن يكون مشتملاً علىٰ مصلحة ملزمة لكنّها من غير نوع المصلحة الموجودة في الفعل الاختياري .

والثالث : أن يكون مشتملاً علىٰ مرتبة نازلة من المصلحة القائمة بالفعل الاختياري .

وذهب إلىٰ أنّ لازم الإتيان بالأوّل الإجزاء ، ولازم الإتيان بالثاني عدم الإجزاء ، وفرّق في الثالث بين ما أمكن تدارك مصلحة الفعل الاختياري فذهب إلىٰ عدم الإجزاء ، وما إذا لم يمكن ذلك فذهب إلىٰ الإجزاء (2) .

ثمّ قال : « هذا ، وأمّا الحكم بحسب الأدلّة ، فهو يختلف باختلاف .

ص: 102


1- أُصول الفقه 2 / 247 - 248 .
2- وقاية الأذهان : 198 .

الموارد . . . فإنّ إجزاء هذه الأحكام عن الواقعيّات الأوّلية تابع لما يستفاد من الأدلّة من أمر العذر الذي أخذه الشارع في موضوعاتها ، فإن علم منها أنّه العذرُ وقت العمل ، فلا شكَّ في الإجزاء ؛ لأنّ المفروض أنّها بدل عن تلك الأحكام ، ولا معنىٰ للجمع بين البدل والمبدل منه . . . وإن علم منها أنّه العذر المستوعب ، فلا حكم حتّىٰ يبحث عن إجزائه ، وعلىٰ فرض عدم استفادة أحد الأمرين من الأدلّة ، وٱنتهاء النوبة إلىٰ الأصل العملي ، فلا شكَّ أنّ الأصل عدم تلك الأحكام ، فلا بُدّ من إحراز تلك الأوامر أوّلاً ، ثمّ البحث عن إجزائها » (1) .

وقال الشيخ المظفّر - بعد أن قرّر أنّ ذهابهم إلىٰ القولِ بالإجزاء غير مستند إلىٰ دعوىٰ أنّ البديهيّة العقلية تقتضي الإجزاء - : « لا إشكال في أنّ المأتيَّ به في حال الاضطرار أنقص من المأمور به في حال الاختيار ، والقول بالإجزاء فيه ، معناه : كفاية الناقص عن الكامل ، مع فرض التمكّن من أداءِ الكامل في الوقت أو خارجه ، ولا شكَّ في أنّ العقل لا يرىٰ بأساً بالأمر بالفعل ثانياً بعد زوال الضرورة ؛ تحصيلاً للكامل الذي قد فات منه ، بل قد يلزم العقل بذلك إذا كان في الكامل مصلحة ملزمة لا يفي بها الناقص ، ولا يسدُّ مسدَّ الكامل في تحصيلها .

والمقصود الذي نريد أن نقوله بصريح العبارة : ( أنّ الإتيان بالناقص ، ليس بالنظرة الأُولىٰ ممّا يقتضي عقلاً الإجزاء عن الكامل ) ، فلا بُدّ أن يكون ذهاب الفقهاء إلىٰ الإجزاء لسرٍّ هناك » (2) .

ثمّ إنّه ذكر أربعة أُمور تصلح كلّها أو بعضها لتوجيه القول بالإجزاء ، .

ص: 103


1- وقاية الأذهان : 200 - 201 .
2- أُصول الفقه 2 / 247 - 248 .

وليس منها حكم العقل بالملازمة ، بل كلّها مستفادة من فهم النصوص الشرعية الواردة في التكاليف الاضطرارية .

والحاصل : إنّ دلالة النصوص علىٰ إجزاء الإتيان بالمأمور به بالأمر الاضطراري عن الاختياري تُغني عن القول بالملازمة العقلية المفيدة للإجزاء ، وأمّا القول بأنّ العقل يحكم بعدم الملازمة وعدم الإجزاء ، فإنّه مناف لما هو مستفاد من الأدلّة الشرعية .

© المقام الثاني :

في إجزاء المأمور به بالأمر الظاهري ، وهو : الأمر الثابت بالحجج الظاهرية ، أي : الأمارات والأُصول العملية ، فإذا أتىٰ المكلّف بالوظيفة وفقاً للحجّة الظاهرية ، ثمّ انكشف الواقع بعد ذلك ، وتبيّن أنّه غير ما قامت عليه الأمارة أو الأصل ، فهل يجب علىٰ المكلّف امتثال الأمر الواقعي أداءً في الوقت وقضاءً خارجه ، أم لا يجب عليه ذلك ، ويجزي ما أتىٰ به علىٰ طبق الأمارة والأصل ، وإن تبيّن خطَأُهما ؟

والرأي السائد لدىٰ العلماء هو عدم الإجزاء ، سواء انكشف خطأ الأمارة أو الأصل يقيناً أو بحجّة معتبرة ، ولا فرق في ذلك بين قيام الحجّة الظاهرية التي انكشف خطَأُها علىٰ الأحكام أو الموضوعات .

نعم ، ذهبوا إلىٰ الإجزاء في الأحكام ؛ للإجماع عليه ، لا لكونه مقتضىٰ القاعدة العقلية .

هذا كلّه بناءً علىٰ ثبوت الحكم الظاهري ، وهو بحاجة إلىٰ إعادة النظر ؛ لأنّه في مورد الأمارة يتوقّف علىٰ حجّيّة الظنّ ، وفي مورد الأصل العملي يتوقّف علىٰ القول بعدم توفّر الأدلّة الشرعيّة علىٰ بعض الأحكام ،

ص: 104

وكِلا الأمرين محلّ تأمّل ونظر يحتاج بيانه إلىٰ بحث مستقلّ .

والحاصل من بحث الملازمات العقلية بنوعيها : أنّ بعضها غير ثابت أصلاً ، والثابت منها لا يكشف عن أحكام ليس عليها دليل من الآيات والروايات ، بحيث يتوقّف استنباطها علىٰ تلك الملازمات .

كما أنّ الحاصل من بحث الدليل العقلي عموماً :

أوّلاً : إنّ تشريع الأحكام عن طريق العقل مستقلّاً عن الأدلّة النقلية من الكتاب والسُنّة محرّم شرعاً .

ثانياً : إنّ اكتشاف الأحكام الشرعية عن طريق القياس محرّم أيضاً ؛ لأنّه لا يؤدّي إلىٰ العلم بالحكم الشرعي ، ولا يفيد أكثر من الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً .

ثالثاً : إنّ اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق ما هو ثابت من الملازمات العقلية وإن كان جائزاً ؛ لاشتراطه بأدائه إلىٰ العلم بالحكم ، إلّا أنّه ليس ضرورياً ؛ إذ لا يتوقّف عليه الاستنباط بعد توفّر الأدلّة الشرعية الكاشفة عن أحكام جميع الوقائع .

فينبغي صرف الجهد العقلي إلىٰ اكتشاف الأحكام من أدلّتها الشرعية ، ولا حاجة لإنفاق الوقت والجهد في تأسيس قواعد لحلّ مشاكل افتراضية ليس لها وجود في مجال استنباط الأحكام .

بقيت هناك نقطتان تجدر الإشارة إليهما في ختام البحث :

النقطة الأُولىٰ :

تتعلّق بتقريب كيفية وفاء الشريعة بأحكام جميع القضايا ، بما فيها القضايا الحادثة بعد عصر التشريع ، فقد يقال بصعوبة تصوير ذلك ، بدعوىٰ

ص: 105

« أنّ النصوص التشريعية من قرآنٍ أو سُنّةٍ هي نصوصٌ متناهية ، بينما الحوادث الواقعة والمتوقّعة غير متناهية ، فلا سبيل إلىٰ إعطاء الحوادث والمعاملات الجديدة منازلها وأحكامها في فقه الشريعة إلّا عن طريق الرأي » (1) .

والجواب عن ذلك : إنّ الشارع المقدّس قد احتاط لهذا الأمر بأن شرّع الأحكام علىٰ نحوين :

أوّلهما : الأحكام الشرعية التي يتعلّق كلّ منها بموضوع خاصّ أو عنوان جزئي ، فيختصّ به ولا يتعدّاه إلىٰ غيره ، كحرمة الخمر ، ووجوب الصلاة .

وثانيهما : الأحكام الشرعية التي يتعلّق كلّ منها بعنوان عامّ أو موضوع كلّي يصلح للانطباق علىٰ أفراد ومصاديق متعدّدة ، وهذا النوع من الأحكام هو المصطلح عليه لدىٰ الفقهاء ب- : « القواعد الفقهية » التي تحدّد في ضوئها أحكام الوقائع المستجدّة التي ينطبق عليها العنوان الكلّي أو الموضوع العامّ الذي تعلّق به الحكم الشرعي .

وبتشريع هذا النحو من الأحكام تتمكّن الشريعة من الوفاء بأحكام القضايا المتجدّدة عبر الزمن ، بنحو لا يبقي فراغاً في منطقة التشريع ، ولا يترك مجالاً لدعوىٰ ضرورة الاستعانة بالعقل في صياغة الأحكام أو اكتشافها عن طريق القياس ، وما ينجم عن ذلك من تسرّب القوانين الوضعيّة إلىٰ ساحة التشريع الإلٰهي . .

ص: 106


1- موسوعة فقه السلف 1 / 82 - 83 ؛ وٱنظر : أعلام الموقّعين - لابن القيّم - 1 / 333 .

وإلىٰ هذا النوع من الأحكام الكلّيّة أو القواعد الفقهيّة تشير الأحاديث الواردة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ك- : قول الإمام الصادق عليه السلام : « إنّما علينا أن نلقي إليكم الأُصول ، وعليكم أن تفرّعوا » (1) ، وقول الإمام الرضا عليه السلام : « علينا إلقاء الأُصول وعليكم التفريع » (2) .

قال الحرّ العاملي قدس سره: « هذان الحديثان تضمّنا جواز التفريع علىٰ الأُصول المسموعة منهم ، وهي : القواعد الكلّيّة المأخوذة عنهم لا علىٰ غيرها ، فلا دلالة له [ علىٰ ] أكثر من العمل بالنصّ العامّ ، ولا خلاف فيه بين العقلاء » (3) .

وفي بصائر الدرجات : « عن موسىٰ بن بكر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الرجل يغمىٰ عليه اليوم أو اليومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك ، كم يقضي ؟

فقال : ألا أُخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه ؟ فقال : كلّ ما غلب الله عليه من أمرٍ ، فالله أعذر لعبده » (4) .

النقطة الثانية :

لو افترضنا أنّنا لم نجد في النصوص الشرعية دليلاً يحدّد حكم قضيّة ما ، فلا يسوغ لنا أن نعزو ذلك إلىٰ تفريط الشارع المقدّس في بيان حكم هذه القضيّة ، ولا إلىٰ ضياع النصّ الخاصّ بحكمها ؛ فقد تقدّم أنّ .

ص: 107


1- السرائر : 477 ، وسائل الشيعة 27 / 61 ح 33201 .
2- السرائر : 477 ، وسائل الشيعة 27 / 62 ح 33202 .
3- الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة : 214 - 215 .
4- بصائر الدرجات : 326 - 327 .

الشارع قد أكمل الدين وتعهّد بحفظه ، والتفسير الصحيح لهذه الحالة هو ما ذكره الشارع نفسه من أنّه وسّع علىٰ المكلّف وتركه مطلق العنان ، ولم يلزمه بفعل أو تركٍ تجاه هذه القضيّة .

وقد ورد بهذا الشأن كثير من الأدلّة في مصادر الفريقين ، منها :

1 - قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الحلال ما أحلّه الله في كتابه ، والحرام ما حرّم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو ممّا عفا عنه » (1) .

2 - قول الإمام عليّ عليه السلام : « إنّ الله افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً ، فلا تتكلّفوها » (2) .

3 - قول الإمام الصادق عليه السلام : « ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم » (3) .

4 - « عن عبد الأعلىٰ بن أعين ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : مَن لم يعرف شيئاً ، عليه شيء ؟ قال : لا » (4) .

5 - قول الإمام الصادق عليه السلام : « إنّ الله عزّ وجلّ احتجّ علىٰ الناس بما آتاهم وما عرّفهم » (5) .

فعدم وجود دليل خاصّ أو عامّ يبيّن حكم واقعة ما ، دليل علىٰ أنّ .

ص: 108


1- سُنن الترمذي 4 / 220 ح 1726 ، سُنن ابن ماجة 5 / 73 ح 3367 ، سُنن البيهقي 14 / 297 ح 19935 ، المستدرك علىٰ الصحيحين 5 / 158 .
2- وسائل الشيعة 15 / 260 ح 20452 ، نهج البلاغة : 487 الحكمة 105 .
3- الكافي 1 / 164 ح 3 ، التوحيد : ص 413 ح 9 .
4- الكافي 1 / 164 ح 2 ، التوحيد : 412 ح 8 .
5- التوحيد : 410 ح 2 .

حكمها الإباحة ، ولا يدلّ علىٰ نقص في التشريع أو فقدان لبعض أدلّة الأحكام ، بنحو يضطرّنا إلىٰ الرجوع إلىٰ العقل وٱتّخاذه مقنّناً أو كاشفاً عن الأحكام ، وعليه ينبغي حصر وظيفة العقل باستنباط الأحكام بالرجوع إلىٰ النصوص الشرعية من آيات الكتاب الكريم ، وأحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين .

والحمد لله ربّ العالمين .

ص: 109

مصادر البحث

1 - القرآن الكريم .

2 - اجتهاد الرسول ، لنادية شريف العمري ، مؤسّسة الرسالة / بيروت ، 1401 ه- - 1981 م .

3 - الإحكام في أُصول الأحكام ، لابن حزم علي بن أحمد الأندلسي ، تحقيق لجنة من العلماء ، ط 2 ، دار الجيل / بيروت ، 1405 ه- - 1985 م .

4 - اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق محمّد فاضل الميبدي والسيّد أبو الفضل الموسويان ، نشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي / طهران ، 1424 ه- .

5 - الإسماعيليّون والمغول ونصير الدين الطوسي ، لحسن الأمين ، مركز دراسات الغدير / قم ، 1417 ه- - 1997 م .

6 - أُصول الفقه ، للشيخ محمّد رضا المظفّر ، مطبعة النعمان / النجف الأشرف ، 1386 ه- - 1966 م .

7 - الأُصول العامة للفقه المقارن ، للسيّد محمّد تقي الحكيم ، دار الأندلس / بيروت ، 1963 م .

8 - أعلام الموقّعين ، لابن قيّم الجوزية ، تحقيق طٰه عبد الرؤوف ، دار الجيل / بيروت .

9 - بشارة المصطفىٰ لشيعة المرتضىٰ ، لمحمّد بن علي الطبري ، تحقيق جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، 1420 ه- .

10 - بداية المجتهد ونهاية المقتصد ، لمحمّد بن أحمد ، ابن رشد القرطبي ، 1389 ه- - 1969 م .

11 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد ، للشيخ محمّد بن الحسن الصفّار ، تعليق وتصحيح الميرزا محسن كوچه باغي ، منشورات الأعلمي / طهران ، 1404 ه- .

ص: 110

12 - التبصرة في أُصول الفقه ، لأبي إسحاق الشيرازي ، تحقيق محمّد حسن هيتو ، دار الفكر / دمشق ، 1403 ه- - 1983 م .

13 - تحف العقول عن آل الرسول ، لعلي بن الحسين بن شعبة الحرّاني ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفّاري ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، 1404 ه- .

14 - التفسير الكبير ( مفاتيح الغيب ) ، لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي .

15 - الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة ، للشيخ يوسف البحراني ، طبعة مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، 1377 ه- .

16 - حقائق الأُصول ، للسيّد محسن الحكيم ، النجف الأشرف ، 1372 ه- .

17 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، دار الكتاب العربي / بيروت ، 1405 ه- - 1985 م .

18 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي ، دار الفكر / بيروت ، 1414 ه- - 1993 م .

19 - دعائم الإسلام ، للقاضي أبو حنيفة النعمان ، تحقيق علي أصغر فيضي ، دار المعارف / مصر ، 1383 ه- - 1963 م .

20 - روضة الناظر وجنّة المناظر ، لابن قدامة ، عبد الله بن أحمد ، تحقيق شعبان محمّد إسماعيل ، مؤسّسة الريّان / بيروت ، 1419 ه- - 1998 م .

21 - السرائر ، لمحمّد بن إدريس الحلّي ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، 1414 ه- .

22 - سُنن ابن ماجة ، لمحمّد بن يزيد القزويني ، تحقيق بشّار عوّاد معروف ، دار الجيل / بيروت ، 1418 ه- - 1998 م .

23 - سُنن أبي داود ، لسليمان بن الأشعث ، ضبط وتعليق محمّد محيي الدين عبد الحميد ، دار الفكر / بيروت .

24 - سُنن البيهقي ، لأحمد بن الحسين ، دار الفكر / بيروت ، 1416 ه- - 1996 م .

25 - سُنن الترمذي ، لمحمّد بن عيسىٰ ، تحقيق إبراهيم عطوة عوض ،

ص: 111

دار إحياء التراث العربي / بيروت ، 1381 ه- - 1962 م .

26 - سُنن النسائي ، لأحمد بن شُعيب ، ضبط وتصحيح عبد الوارث محمّد علي ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1416 ه- - 1995 م .

27 - شرح التجريد ، لعلاء الدين علي بن محمّد القوشجي ، الطبعة الحجرية .

28 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، عزّ الدين عبد الحميد ابن هبة الله بن محمّد المدائني ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربية / مصر ، 1385 ه- - 1965 م .

29 - الصادع في الردّ علىٰ مَن قال بالقياس والرأي والاستحسان والتعليل ، لابن حزم الأندلسي ، تحقيق محمّد رضا الأنصاري ، مجلّة دراسات أُصولية / قم ، العدد المزدوج ( 4 - 5 ) لسنة 1424 ه- .

30 - صحيح البخاري ، لمحمّد بن إسماعيل ، تحقيق مصطفىٰ ديب البُغا ، دار ابن كثير ودار اليمامة / دمشق وبيروت ، 1414 ه- - 1993 م .

31 - صحيح مسلم بشرح النووي ، تحقيق خليل مأمون شيحا ، دار المعرفة / بيروت ، 1422 ه- - 2001 م .

32 - علل الشرائع ، للشيخ الصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، مؤسّسة الأعلمي / بيروت ، 1408 ه- - 1988 م .

33 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، لابن الجوزي ، تحقيق خليل الميس ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1424 ه- - 2003 م .

34 - عوالي اللآلي ، لابن أبي جمهور الأحسائي ، تحقيق مجتبىٰ العراقي ، مطبعة سيّد الشهداء / قم ، 1403 ه- - 1983 م .

35 - الفتاوىٰ الواضحة ، للسيّد محمّد باقر الصدر ، مطبعة الآداب / النجف الأشرف ، 1396 ه- .

36 - فجر الإسلام ، لأحمد أمين ، دار الكتاب العربي / بيروت ، 1969 م .

37 - الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن ، منشورات بصيرتي / قم .

ص: 112

38 - الكافي ، للكليني محمّد بن يعقوب الرازي ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، دار الكتب الإسلامية / طهران ، 1388 ه- .

39 - كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، تحقيق محمّد باقر الأنصاري ، الناشر : « دليل ما » / قم ، 1424 ه- .

40 - كفاية الأُصول ، للآخوند الخراساني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1409 ه- .

41 - كنز العمّال ، للمتّقي الهندي ، مؤسّسة الرسالة / بيروت ، 1405 ه- .

42 - المحاسن ، لأحمد بن محمّد البرقي ، تحقيق المحدّث الأُرموي ، دار الكتب الإسلامية / قم .

43 - المحصول في علم الأُصول ، لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي ، تحقيق محمّد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1420 ه- - 1999 م .

44 - محاضرات في أُصول الفقه ، لمحمّد إسحاق الفيّاض ، تقريراً لبحث السيّد الخوئي ، مطبعة النجف ، 1382 ه- - 1962 م .

45 - المستدرك علىٰ الصحيحين ، للحاكم النيسابوري محمّد بن عبد الله ،

صنعة عبد السلام علّوش ، دار المعرفة / بيروت ، 1418 ه- - 1998 م .

46 - مستدرك وسائل الشيعة ، لميرزا حسين النوري الطبرسي ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1407 ه- .

47 - مسند أحمد بن حنبل ، شرحه ووضع فهارسه حمزة أحمد الزين ، دار الحديث / القاهرة ، 1416 ه- - 1995 م .

48 - معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق ، تصحيح علي أكبر الغفّاري ، نشر جماعة المدرّسين / قم ، 1361 ه- . ش .

49 - مقدّمة ابن خلدون ، مراجعة لجنة من العلماء ، ط المكتبة التجارية / مصر .

50 - موسوعة فقه السلف - إبراهيم النخعي ، محمّد روّاس قلعه چي ، دار النفائس / بيروت ، 1406 ه- - 1986 م .

51 - النصّ والاجتهاد ، للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ،

ص: 113

مؤسّسة الأعلمي / بيروت ، 1386 ه- - 1966 م .

52 - نهاية الدراية في شرح الكفاية ، للشيخ محمّد حسين الأصفهاني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1418 ه- - 1998 م .

53 - نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ، تحقيق صبحي الصالح ، دار الكتاب اللبناني / بيروت ، 1980 م .

54 - هداية الأبرار إلىٰ طريق الأئمّة الأطهار ، للشيخ حسين الكركي ، تصحيح رؤوف جمال الدين ، النجف ، 1396 ه- .

55 - وسائل الشيعة ، للحرّ العاملي الشيخ محمّد بن الحسن ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1416 ه- .

56 - وقاية الأذهان ، للشيخ محمّد رضا الأصفهاني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1413 ه- .

ص: 114

العزاء والرثاء سُنّة قرآنية

الشيخ محمّد السند

بسم الله الرحمٰن الرحيم

يطرح بعضهم سؤالاً عن المبرّر الشرعي والأهداف الدينية وراء تكرار العزاء وإقامة المأتم علىٰ سيّد الشهداء عليه السلام وبضعة المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وسلم كلّ عام ، مع تطاول المدّة ، بنحو رتيب وندبة راتبة ، والحال إنّ الندبة والرثاء علىٰ السبط الشهيد سُنّة إلٰهية تكوينية وقرآنية ، وكذلك هو سُنّة

نبوية .

وقد أوضحت الكثير من الكتب والمراجع التاريخية والدراسات عدّة من هذه الوجوه :

فالوجه الأوّل : وهو السُنّة التكوينية الإلٰهية .

يشير إليه قوله تعالىٰ : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) (1) ؛ إذ

ص: 115


1- سورة الدُخان 44 : 29 .

أنّ الله سبحانه وتعالىٰ قد نفىٰ - في هذه الآية الكريمة - بكاء السماء والأرض علىٰ هلاك قوم فرعون الظالمين ، وهو ما يقضي بوجود شأن فعل البكاء من السماء والأرض كظاهرة كونية ، وإلّا لَما كان للنفي معنىً محصّل . .

وقد أشارت المصادر العديدة من كتب أهل سُنّة الجماعة بوقوع هذه الظاهرة الكونية عند مقتل الحسين عليه السلام من مطر السماء دماً ، وٱحمرارها مدّة مديدة ، ورؤية لون الدم علىٰ الجدران وتحت الصخور والأحجار في المدن والبلاد الإسلامية ، فلاحظ ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الحسين عليه السلام بأسانيد متعدّدة (1) .

بل قد أطلعنا أخيراً بعض المؤمنين علىٰ كتاب ( ذي أنكلوساكسون كرونكل ) ، كتبه مؤلّفه سنة 1954 م ، يشتمل علىٰ ذكر الأحداث التاريخية التي مرّت بها الأُمّة البريطانية منذ عهد المسيح عليه السلام .

وهو يذكر لكلّ سنة أحداثها ، حتّىٰ يأتي علىٰ ذكر أحداث سنة 685 م ، التي تقابل سنة 61 ه- سنة استشهاد السبط عليه السلام ، فيذكر المؤلّف أنّ في هذه السنة مطرت السماء دماً ، وأصبح الناس في بريطانيا فوجدوا أن ألبانهم وأزبادهم تحوّلت إلىٰ دم (2) . .

هذا مع أنّ الكاتب لم يجد لهذه الظاهرة تفسيراً ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلىٰ مقارنة ذلك لسنة 61 ه- . .

ص: 116


1- تاريخ مدينة دمشق 14 / 226 - 230 من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام .
2- لاحظ : ص 35 وص 38 وص 42 من كتاب The AngloSaxon Chronicle وقد سجّل الكتاب في مكتبة Eyeryman’s Libarary برقم 624 .

وأمّا الوجه الثاني : وهو كون ذلك سُنّة قرآنية .

فهو علىٰ نمطين :

الأوّل : افتراض الباري تعالىٰ مودّة أهل البيت عليهم السلام ، بل وجعل هذه الفريضة من عظائم الفرائض القرآنية ، وذلك في قوله تعالىٰ : ( ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (1) . .

فقد جعل المودّة أجراً علىٰ مجموع الرسالة المشتملة علىٰ أُصول الدين العظيمة ، ممّا يدلّل علىٰ كون هذه الفريضة في مصاف أُصول الديانة .

ثمّ بيّن تعالىٰ أنّ المودّة لها لوازم وأحكام ، منها : الاتّباع ، كما في قوله تعالىٰ : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (2) .

ومنها : الإخبات والإيمان بذلك ، كما في قوله تعالىٰ : ( وَلَٰكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ) (3) .

ومنها : الحزن لحزنهم ، والفرح لفرحهم ، كما في قوله تعالىٰ : ( إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ .

ص: 117


1- سورة الشورىٰ 42 : 23 .
2- سورة آل عمران 3 : 31 .
3- سورة الحُجرات 49 : 7 .

وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ ) (1) . .

ففد بيّن تعالىٰ - من خلال دلالة هذه الآية علىٰ أنّ العداوة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مقتضاها الحزن لفرحه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ، والفرح لمصيبته صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام - أنّ المحبّة تقتضي الحزن لمصابهم ، والفرح لفرحهم .

ونظير هذه الدلالة قوله تعالىٰ : ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) (2) . .

فعلىٰ هذه الدلالة القرآنية يكون العزاء وإقامة المأتم والرثاء والندبة علىٰ مصاب السبط عليه السلام ، بضعة المصطفىٰ ، سيّد شباب أهل الجنّة ، ريحانة الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ، من مقتضيات الفريضة العظيمة الخالدة بخلود الدين ، وهي : مودّة القربىٰ .

الثاني : ما عقدنا هذا المقال له ، وهو : إنّ القرآن قد تضمّن الرثاء والندبة علىٰ خريطة وقائمة المظلومين طوال سلسلة أجيال البشرية . .

وقد استعرض القرآن الكريم ظلامتهم ، بدءاً من هابيل إلىٰ بقية أدوار الأنبياء والرسل ، وروّاد الصلاح والعدالة ، والجماعات المصلحة المقاومة للفساد والظلم ، كأصحاب الأُخدود ، وقوافل الشهداء عبر تاريخ البشرية ، وحتّىٰ الأطفال المجني عليهم نتيجة سُنن جاهلية ، كالموؤدة ، بل قد رثىٰ وندب القرآن الناقة - ناقة صالح عليه السلام - لمكانتها .

ولم يقتصر القرآن علىٰ الرثاء والندبة لمن وقعت عليهم الظلامات ، .

ص: 118


1- سورة التوبة ( براءة ) 9 : 50 .
2- سورة آل عمران 3 : 120 .

بل أخذ في التنديد بالظالم والعتاة الظلمة ، وتوعّدهم بالعذاب والنقمة والبطش ، كما نجده في جملة من الموارد التي سنتعرّض لها - في هذا المقال - في السور القرآنية ، وهي :

الأُولىٰ : قصّة أصحاب الأُخدود في سورة البروج .

فالسورة تستهلّ بالقَسم الإلٰهي أربع مرّات : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (1) ، وهذا الابتداء بمثابة توثيق للواقعة والحادثة التي يريد الإخبار عنها ، وفي هذا منهجاً ودرساً يحثّ علىٰ توثيق الحادثة أوّلاً ، ثمّ الخوض في تفاصيلها ورسم أحداثها .

ثمّ تسرد السورة وقائع الحدث الذي جاء القسم الإلٰهي علىٰ وقوعه ، مبتدئة بلفظ : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ) (2) ، وهو أُسلوب رثاء وندبة وعزاء ، نظير قول الراثي : قتل الحسين عطشاناً . كما أن توصيفهم بأصحاب الأُخدود بيان لكيفية القتل التي جرت عليهم .

وتواصل السورة تصوير مسرح الحدث ؛ استثارة للعواطف وتهييجها ، وذلك بوصف الأُخدود : ( النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ) (3) ، وهو بيان لشدّة استعار النار التي أُجّجت لإحراقهم ، وهو وصف لبشاعة الجناية وفظاعتها .

ثمّ يتابع القرآن الكريم قوله : ( إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ) (4) ، وهو بيان للقطة أُخرىٰ من مسرح عمليات الحادثة التي أوقعها الظالمين على .

ص: 119


1- سورة البروج 85 : 1 - 3 .
2- سورة البروج 85 : 4 .
3- سورة البروج 85 : 5 .
4- سورة البروج 85 : 6 .

المؤمنين ، من إرعابهم وتهديدهم بإجلاسهم علىٰ شفير الأُخدود المتأجّج أوّلاً ، ولأجل ممارسة الضغط عليهم للتخلّي عن مبادئهم التي يتمسّكون بها ، وفيه بيان لشدّة صلابة المؤمنين مع هذا الإرعاب المسلّط عليهم .

ثمّ تتابع السورة : ( وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ) (1) ، وهذا بيان يجسّد فوران الشفقة الإلٰهية علىٰ الظلامة ، والتلهّف علىٰ ما يُفعل بالمؤمنين .

ثمّ تتلو السورة : ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) (2) ، فيبيّن براءة المؤمنين في قبال شدّة الظلامة ، ومن جهة أُخرىٰ يبيّن شدّة صلابة المؤمنين وصمودهم وعلوّ مبدأهم .

ثمّ يبدأ الباري تعالىٰ بتهديد الظالمين وتنديده بهم من موقع المالك للسماوات والأرض ، والشاهد المراقب لكلّ الأُمور : ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (3) .

ثمّ يقول تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ . . . إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) (4) . .

فيسطّر تعالىٰ قاعدة وسُنّة إلٰهية عامّة من الوقوف بصفّ المظلومين ومواجهة الظالمين ، وهو بذلك يربّي المسلمين والمؤمنين والقارئ للقرآن علىٰ التضامن مع المظلومين ، والنفرة من الظالمين والتنديد بهم عبر طول .

ص: 120


1- سورة البروج 85 : 7 .
2- سورة البروج 85 : 8 .
3- سورة البروج 85 : 9 .
4- سورة البروج 85 : 10 - 14 .

التاريخ ، ولا يتخاذلوا باللامبالاة بأن يقولوا : هذه الأحداث والوقائع غابرة في التاريخ ولا تعنينا . بل يحثّ علىٰ التضامن في صفّ كلّ مظلوم من أوّل تاريخ البشرية والتنديد بكلّ ظالم .

وهذا الجوّ القرآني تراه لا يكتفي من المسلم والقارئ للسورة بالتعاطف وجيشان الأحاسيس تجاه المظلوم ، بل يستحثّهما علىٰ النفور من الظالم والتنديد به ، وإن كان ولّىٰ زمانه في غابر التاريخ .

كلّ ذلك لتطهير الإنسان من الذوبان في مسير الظالمين ، وٱنجذاباً له مع مبادئ المظلومين .

وإضافة إلىٰ إقامة الندبة والرثاء علىٰ أصحاب الأُخدود ، والتنديد بقاتليهم ، نرىٰ السورة تضمّ : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَاللهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) (1) ، فتذكّر قارئها بمسيرة بقية ظلامات الظالمين ، من عصابة جنود فرعون ، وثمود ، الّذين جنوا علىٰ ناقة صالح عليه السلام .

فالسورة ابتدأت بقَسم علىٰ تأكيد وقوع الفادحة في المؤمنين ، وتحسّر في ندبتهم ورثائهم وإظهار العزاء عليهم ، وبيان عظم التنكيل بهم ، وبراءتهم عن الجرم سوىٰ صمود الإيمان وبسالته ، ثمّ توّعدت علىٰ الانتقام بتصوير مليء بالأحاسيس الجيّاشة ؛ إثارة للعاطفة .

ثمّ إن ها هنا إلفاتات مهمّة :

الأُولىٰ : إنّ هذه السورة حيث كانت في أُسلوب أدب الرثاء والندبة والعزاء وإقامة المأتم علىٰ أصحاب الأُخدود ، فلا بُدّ أن تكون قراءة هذ .

ص: 121


1- سورة البروج 85 : 17 - 20 .

السورة في كيفية التجويد بنحو من التصوير البياني والطور الإيقاعي المناسب لجوّ معاني السورة ، وهذه الكيفية هي المعروفة بطور الرثاء والنوح .

وقد تقرّر في علم التجويد أخيراً ضرورة التصوير والترسيم البياني لجوّ معاني الكلام ، فلا تصحّ قراءة القرآن علىٰ وتيرة واحدة ، بل آيات البشارة بالجنّة والثواب والنعيم تقرأ بنحو الابتهاج والفرح ، وآيات النذر والوعيد تقرأ بكيفية الخوف والقشعريرة ، وآيات التشريع والأحكام تقرأ بكيفية التبيين والتعليم ، وآيات الحكمة والمعارف والموعظة تقرأ بنحو الطور الصوتي المناسب لجوّ الموعظة والحكمة .

فمن ذلك نستخلص : إنّ النوح والترديد الرثائي من ألحان القراءة القرآنية لهذه السور المتضمّنة للمراثي .

الثانية : إنّ الكثير من المفسّرين أشاروا إلىٰ أنّ القرآن قد نزل علىٰ أُسلوب أمثال ، ومواعظ ، وحكم ، وإنذار ، وبشارة ، وأحكام ، ومعارف ، وأخبار ، وأنباء ، و . . . ولم يشيروا إلىٰ وجود أُسلوب وأدب الرثاء والندبة في القرآن الكريم ، مع أنّه من الفصول المهمّة في الأدب والأُسلوب القرآني ، كما سنذكر نموذجاً من بعض قائمة المراثي والندب في السور القرآنية .

الثالثة : إنّ اشتمال الكتاب العزيز في العديد من السور القرآنية علىٰ المراثي والندبة والعزاء ، وهو قرآن يتلىٰ كلّ صباح ومساء ، وفي كلّ آن وزمان ، وهو عهد الله تعالىٰ إلىٰ خلقه اللازم أن يتعاهدوه بالقراءة والتدبّر كلّ يوم ، ولا سيّما في شهر رمضان الذي هو ربيع القرآن ، وذلك يقضي : دعوة القرآن لإقامة الرثاء والندبة والعزاء علىٰ ظلامات المظلومين وروّاد

ص: 122

الإصلاح الإلٰهي في البشرية في كلّ يوم ، فضلاً عن كلّ أُسبوع ، فضلاً عن كلّ شهر وكلّ موسم وكلّ سنة بنحو راتب رتيب ، في كلّ قراءة للقرآن وختمة .

فإذا كانت تلك سُنّة القرآن في ظلامات المظلومين ، حتّىٰ الناقة ، ناقة صالح عليه السلام - كما سنتعرّض لبيان الرثاء القرآني فيها - فما ظنّك ببضعة المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وسلم ، وريحانة خاتم الأنبياء ، وسيّد شباب أهل الجنّة عليه السلام ، ولا سيّما مع أمر وٱفتراض القرآن بمودّته والحزن لمصابه صلى الله عليه وآله وسلم ، كما تقدّم في النمط السابق ؟ !

الثانية : قصّة يوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام في سورة يوسف .

ويستهلّ القرآن الكريم تفصيل أحداث المأساة التي جرت عليهما بقوله تعالىٰ : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) (1) ، كما يختم كلامه في السورة : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ . . . ) (2) ؛ ليبيّن أنّ ما قصّه وسرده من فعل يوسف ويعقوب عليها السلام سُنّة تستنّ بها هذه الأُمّة .

ويبدأ الحديث عن ظلامة يوسف عليه السلام وهو في سن يافع ناعم الأظافر بقوله تعالىٰ : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ) (3) . . .

ص: 123


1- سورة يوسف 12 : 7 .
2- سورة يوسف 12 : 111 .
3- سورة يوسف 12 : 15 .

فيرسم للقارئ مسرح الحدث بتعصبّهم بجمعهم علىٰ الطفل الصغير آخذينه ليلقوه في ( غيابة ) الجبّ ؛ ليبيّن فظاعة فعلهم وأنّهم ألقوه في أعماق الجبّ ، وهذا نظير قوله تعالىٰ : ( وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) (1) ، وهذا التعبير الرثائي يشابهه ما استعمله شاعر أهل البيت عليهم السلام بقوله : « أفاطم لو خِلْت الحسين مجدّلاً » ، وهو نحو من تجييش العاطفة ليعيش السامع والقارئ الحالة المأساوية وكأنّه يخوضها .

ثمّ يقول تعالىٰ في ذيل التصوير الأوّل : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) (2) ؛ لتبيين مدىٰ شدّة القساوة الجارية علىٰ يوسف عليه السلام وهو في نعومة أظفاره ، وأنّ العناية الإلٰهية لا تتركه من دون لطفها .

وتتابع السورة آثار المصيبة علىٰ يعقوب عليه السلام : ( وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ قَالُوا تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (3) . .

فتبيّن أنّ الجزع والندبة قد اشتدّا بالنبيّ يعقوب عليه السلام إلىٰ حدّ إصابة عيناه الشريفة بالعمىٰ ، وقد اشتدّ حزنه وشكواه إلىٰ الله تعالىٰ إلىٰ درجة أن اتّهمه أبناءه بالسوء في عقله أو بدنه ، وهو معنىٰ الحرض ، والبثّ : شدّة الحزن ؛ وهذا يدلّ علىٰ أنّ الجزع من فعل الظالمين ممدوح .

ص: 124


1- سورة يوسف 12 : 102 .
2- سورة يوسف 12 : 15 .
3- سورة يوسف 12 : 84 - 86 .

وإنّما الجزع من قضاء الله وقدره هو المذموم ، وأمّا اللواذ والالتجاء إلىٰ الله تعالىٰ في الجزع والشكوىٰ والبثّ والحزن فهذا ممدوح ، وهو تنفّر من الظالمين .

الثالثة : قصّة قتل الأنبياء عليهم السلام .

وقد ندّد القرآن الكريم بقتل الأنبياء عليهم السلام ، وٱستنكر هذا الفعل ، في ما يقرب من تسعة مواضع : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) (1) .

و : ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) (2) .

و : ( قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (3) .

و : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ . . . ) (4) .

و : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) (5) .

و : ( سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) (6) . .

ص: 125


1- سورة البقرة 2 : 61 .
2- سورة البقرة 2 : 87 .
3- سورة البقرة 2 : 91 .
4- سورة آل عمران 3 : 21 .
5- سورة آل عمران 3 : 112 .
6- سورة آل عمران 3 : 181 .

و : ( . . . قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (1) .

و : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ . . . ) (2) .

و : ( كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ) (3) .

وكذلك ندّد القرآن بقتل روّاد الإصلاح الإلٰهي في البشرية : ( وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (4) .

الرابعة : قصّة الموؤدة .

قوله تعالىٰ في سورة التكوير : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) (5) . .

وهذه ندبة قرآنية للوليدة التي كانت تُقتل في زمن الجاهلية نتيجة السُنن العرفية الجاهلية الظالمة ، ويبيّن في هذا الأُسلوب الرثائي كيفية مسرح الجناية برمس الوليدة وهي حيّة في التراب مع كمال براءتها .

الخامسة : عزاء الشهداء .

وهم ممّن يُقتل في سبيل الله تعالىٰ : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي .

ص: 126


1- سورة آل عمران 3 : 183 .
2- سورة النساء 4 : 155 .
3- سورة المائدة 5 : 70 .
4- سورة آل عمران 3 : 21 .
5- سورة التكوير 81 : 8 - 9 .

سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ ) (1) .

السادسة : قصّة هابيل .

وجريمة قتله من قبل قابيل في قوله تعالىٰ : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (2) . .

فيبيّن البراءة في جانب هابيل ، والوحشية والقساوة في جانب قابيل ، والبيان يصوّر شدّة الأحاسيس من الطرفين أثناء التحامهما في الحدث ، إلّا أنّ أحاسيس هابيل مملوءة بالصفاء والإحسان ، وأحاسيس قابيل مشحونة بالعدوان والتجاوز لمقتضيات الفطرة .

السابعة : قصّة فرعون وهامان .

وما ارتكباه من طغيان وٱستكبار في الأرض : ( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ) (3) .

الثامنة : قصّة ناقة صالح عليه السلام .

قوله تعالىٰ في سورة الشمس : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا إِذِ انبَعَثَ .

ص: 127


1- سورة البقرة 2 : 154 .
2- سورة المائدة 5 : 28 - 30 .
3- سورة القصص 28 : 4 .

أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) (1) . .

فبيّن طغيان ثمود ، وأنّ الذي ارتكب الجريمة هو من الأشقىٰ في قوم ثمود ، وبيّن حرمة الناقة بإضافتها إلىٰ ذاته المقدّسة مع كونها ناقة صالح عليه السلام .

ثمّ صوّر بإحساس ملتهب عملية الجناية من المعتدي بأنّه قام بعملية العقر ، واللفظ يبيّن قساوة الفعل ، والسورة تسند الفعل إلىٰ قوم ثمود كلّهم ؛ لرضاهم بذلك ، كما سبق أن وصف المعتدي بالشقاء البالغ غايته .

ثمّ بيّن بجانب وقوفه بصفّ المظلوم وتضامنه معه تنديده بالظالم ، وٱنبعاث الغضب والنقمة الإلٰهية العاجلة ، وسخطه الشديد عليهم ، فلم يكتف برثاء المظلوم بل قرنه بشجب الظالم والإنكار عليه ، بل وإدانة قوم ثمود لموقفهم المتفاعل تأييداً للجريمة .

فإذا كان موقف القرآن من ناقة صالح عليه السلام يبدي مثل هذا التضامن معها ، وهي دابّة وآية إلٰهية ، ويدين ظلم قوم ثمود لها ، فبالله عليك ما هو موقف القرآن الكريم من بضعة سيّد النبيّين ، وأشرف السفراء المقرّبين ، وسيّد شباب أهل الجنّة عليه السلام ؟ !

وإذا كان القرآن يدعونا إلىٰ تلاوة الندبة والرثاء علىٰ ناقة صالح عليه السلام والظلامة الحادثة بآيات تتلىٰ إلىٰ يوم القيامة تتلقّىٰ منها البشرية دروساً من التربية ، ويحثّنا علىٰ إقامة هذه الندبة ، وعلىٰ التنديد بمرتكبي تلك الظلامة ، فكيف بك بالظلامة المرتكبة بسيّد شباب أهل الجنّة عليه السلام ، .

ص: 128


1- سورة الشمس 91 : 11 - 15 .

ريحانة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وما يمثّله من مبادئ وأُصول للدين الحنيف متجسّدة فيه عليه السلام ؟ !

هذه نبذة من المراثي والندب التي تصدّىٰ القرآن الكريم لاستعراضها وإقامتها في السور القرآنية ، بأُسلوب وأدب الرثاء والندب والعزاء ، ونحو من النياحة الهادفة المطلوبة لإحياء المبادئ المتمثّلة في مَن وقعت عليهم تلك الظلامات ، من أجل كونهم يحملون تلك المبادئ ويسعون لإقامتها وبنائها .

فنستخلص : أنّ الندبة والرثاء الراتب سُنّة قرآنية ، يمارسها القارئ والتالي لكتاب الله العزيز ، وهي مجلس من المجالس المقامة في أندية القرآن الكريم .

وأما الوجه الثالث - الأخير - : وهو كون العزاء والمأتم علىٰ سيّد الشهداء عليه السلام سُنّة نبوية أيضاً .

فقد كتب في بيانه جملة من الأعلام ، أذكر علىٰ سبيل المثال لا الحصر ما أشار إليه العلّامة الأميني قدس سره في سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسُنّته من كتابه سيرتنا وسُنّتنا (1) ؛ فقد ذكر اثنا عشر مأتماً ومجلساً عقدها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لندبة الحسين عليه السلام وهو يافع في نعومة أظفاره ، في ملأ من المهاجرين والأنصار في المسجد تارة ، وأُخرىٰ في بيته مع بعض زوجاته ، وثالثة مع بعض خواصّه . .

ص: 129


1- سيرتنا وسُنّتنا : سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسُنّته ؛ للعلّامة الأميني قدس سره ، ط مكتبة نينوىٰ / طهران ، وط منشورات دار الغدير ودار الكتاب / بيروت .

وقد نقل تلك الوقائع المتكرّرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الحفّاظ وأئمّة الحديث في مسانيدهم ، والمؤرّخين أصحاب السير في كتبهم ، منهم : أحمد بن حنبل في مسنده ، والنسائي والترمذي ، وٱبن عساكر في تاريخه ، وغيرهم (1) . .

فلاحظ ثمّة ما كتبوه ، وكذلك ما كتبه العلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين في كتابه المأتم الحسيني . . مشروعيّته وأسراره .

.

ص: 130


1- قد ذكرت عشرات المصادر في كتاب سيرتنا وسُنّتنا ؛ فلاحظ .

معجم شواهد غريب الحديث (2)

أسعد

الطيّب

الفصل الرابع قافية الباء المكسورة

فإِنْ تَعْهَدِيني ولي لِمَّةٌ

فإِنَّ

الحَوادِثَ أوْدَىٰ بِها

غريب الحديث - للحربي - 1 /

321 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السادس عشر -

ل م م .

كيف السُّلُوُّ وكيفَ صَبْرِي بَعْدَهُ

وإِذا

دُعِيتُ فإِنّما أُكْنَىٰ بِهِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

34 ، حديث عليّ بن الحسين عليه السلام

،

قال رجل كانت كنيته أبو عمرو مات له

ولد اسمه عمرو .

وكَأْسٍ شَرِبْتُ علىٰ لَذَّةٍ

وأُخرىٰ

تَداوَيتُ منها بِها

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

539 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث لقيط

ابن عامر وافد بني المنتفق ،

الأعشىٰ .

عَبدُ شَمْسٍ كان يَتْلُو

هاشِماً

وهُما

بَعْدُ لأُمٍّ وأبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

47 ، حديث عمر بن الخطّاب .

ص: 131

ولا عَيبَ فيهم غَيرَ أنَّ

سُيُوفَهُمْ

بِهِنَّ

فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

479 ، حديث أُمّ المؤمنين عائشة ،

النابغة .

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

538 ، حديث معاوية بن أبي سفيان ،

النابغة الذبياني .

الفائق 2 / 377 ، حرف الظاء -

الظاء

مع الراء .

النهاية 3 / 472 ، ف ل ل ، عجزه .

وكرّر عجزه 4 / 44 ، ق ر ع .

فَتًى لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ

قَريبةٌ

فيَضْوَىٰ

وقد يَضْوَىٰ رَديدُ القرائبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

737 ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة

يذكرونها ولا أعرف صاحبها .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 175 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، وفيه : « الغرائبِ » .

المجازات النبويّة : 92 ح 59 ،

وفيه : « فَتُضْوِي » .

الفائق 2 / 350 ، حرف الضاد -

الضاد مع الواو .

وركْبٍ كَأَنَّ الرِيحَ

تَطْلُبُ مِنْهُمُ

لها

سَلَبَاً مِن جَذْبِها بِالعَصائبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

188 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الفرزدق .

وحوضها الأفيح ذا النصائبِ

=

إِنّي ودلويّ لها وصاحبي

غرض المحبّ إلىٰ الحبيب الغائبِ

=

عنّي عُلَيَّةَ غير قيلِ الكاذبِ

نَجِيحٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ

نِقابٌ

يُحَدِّثُ بالغائِبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

479 ، أحاديث الحجّاج بن يوسف ،

أوس بن حجر .

الفائق 1 / 265 ، حرف الحاء -

الحاء

مع الدال ، أوس ، عجزه .

وكرّر البيت 4 / 22 ، حرف النون -

النون مع القاف ، أوس ، وفيه : « جوادٌ

كريمٌ أخو » .

سَرَوا يَرْكَبُونَ الرِيحَ

وهْيَ تَلُفُّهُمْ

إلىٰ

شُعَبِ الأَكوارِ ذاتِ الحَقائِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

ص: 132

695 ، حديث الحجّاج بن يوسف

الثقفي ، الفرزدق وذكر رَكباً .

يَمُرُّون بِالدَّهْنا خِفافاً

عِيابُهُمْ

ويَخْرُجْنَ

من دارِيْنَ بُجْرَ الحَقائِبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 454 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

تَقُولُ وقد قَرَّبْتُ كُورِي

وناقَتِي

إِليكَ

فلا تَذْعَرْ عَلَيَّ رَكائِبِي

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 38 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

القطامي وذكر امرأة استضافها .

الفائق 3 / 323 ، حرف اللام -

اللام

مع الفاء ، القطامي .

أيا جَحْمَتَيْ بَكِّي على

أُمِّ واهِب

أكِيلَةَ

قِلَّوْب بِذاتِ الذَّنائِبِ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

908 ، غريب ما روى الموالي - غريب

ما روى أُسامة بن زيد - الحديث

السادس - ج ح م .

تَقُولُ لي مائِلَةُ الذَّوائِبِ

كيفَ

أخِي في العُقَبِ النَّوائبِ

الفائق 3 / 260 ، حرف الكاف -

الكاف مع السين .

كيفَ أخِي في العُقَبِ النَّوائبِ

=

تقول لي مائلةُ الذَّوائبِ

يَلْتَهِمُ الأَرْضَ بِوَأْب حَوْأَبِ

كالقُمْعُلِ

المُنْكَبِّ فَوقَ الأَثْلَبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

3 / 231 ، ألفاظ من الحديث يرويها

أكثر الرواة والمحدِّثين ملحونة ،

بعض رجّاز الهذليّين يصف حافر

الفرس .

ما هُوَ إلّا شَرْبَةٌ بِالحَوْأَبِ

فَصَعِّدِي

مِن بَعْدِها أو صَوِّبي

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

231 ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر

الرواة والمحدِّثين ملحونة ، أنشد

أبو العبّاس ثعلب .

المجموع المغيث 1 / 519 ،

ح وأ ب .

لَتَقَيَّظَتْ عَلَكَ الحِجازِ

مُقِيمَةً

فَجَنُوبَ

ناصِفَة لِقاحُ الحَوْأَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

ص: 133

543 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث جرير بن

عبد الله البجلي ، لبيد وذكر إبلاً .

الغريبين 4 / 1318 ، ع ل ك ، لبيد

وذكر إبلاً .

ودَسْكَرَةٍ صَوْتُ أبوابِها

كَصَوْتِ

المَواتِحِ بِالحَوْأَبِ

المجموع المغيث 1 / 519 ،

ح و أ ب ، عجزه .

إِذا شِئْتَ أبْصَرْتَ مِن

عَقْبِهِمْ

يَتامَىٰ

يُعاجَونَ كالأَذْؤُبِ

الفائق 2 / 398 ، حرف العين -

العين مع الجيم .

من المُتَصَدِّياتِ بِغَيْرِ

سُوءٍ

تَسِيلَ

إِذا مَشَتْ سَيْلَ الحُبابِ

الغريبين 4 / 1066 ، ص د ى .

أقْبَلَ في المُسْتَنِّ مِن رَبابِهْ

أسْنِمَةُ

الآبالِ في سَحابِهْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 714 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وكرّر البيتين 2 / 85 ، حديث عمر

ابن الخطّاب ، راجز يصف غيثاً .

الفائق 2 / 279 ، حرف الصاد -

الصاد مع الباء ، راجز يصف غيثاً .

حَنِينَ أُمِّ البَوِّ في

رِبابِها

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

91 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

ولقد لَحَنْتُ لكُم لِكَيْما

تَفْهَمُوا

واللَّحْنُ

يَعْرِفُهُ ذَوو الألْبابِ

مجمع البحرين 6 / 307 ،

ل ح ن .

قد شانَ أبْناءَ بَني عَتّابِ

نَتْفُ

الصِّماغَيْنِ علىٰ الأَبوابِ

الفائق 2 / 316 ، حرف الصاد -

الصاد مع الميم .

. . . . . . . . . . . . . .

زايَلَتْ

عَينُ

المُخَبِّبِ دُونَ كلّ حِجابِ

المجموع المغيث 1 / 541 ،

خ ب ب .

وإِذا أتانِي سائِلٌ لم

أعْتَلِلْ

لأَلُطَّ

مِن دُونِ السَّوامِ حِجابِي

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

ص: 134

196 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، عبّاد بن

عمرو الذهليّ .

إنَّ المَوَدَّةَ والهَوادَةَ

بَيْنَنا

خَلَقٌ

كَسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

المجموع المغيث 3 / 534 ،

ي م ن ، « كسَحقِ اليُمنةِ المُنجاب »

فقط .

أسْنِمَةُ الآبالِ في سَحابِهْ

=

أقبل في المُسْتنِّ من ربابِهْ

. . . . . . . . . . . . . . .

.

شِمتُ

البَرقَ من خَلَلِ السَّحابِ

الفائق 1 / 110 ، حرف الباء -

الباء

مع الشين .

إن تُناقِشْ يَكُنْ نِقاشُكَ يا

رَ

بِّ

عَذاباً لا طَوقَ لي بالعَذابِ

أو تَجاوَزْ فَأَنتَ رَبٌّ

عَفُوٌّ

عن

مُسِيء ذُنوبُهُ كالتُّرابِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 313 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخامس عشر -

ن ق ش ، البيت الأوّل .

الفائق 4 / 16 ، حرف النون -

النون

مع القاف ، أنشد ٱبن الأعرابي

للحجّاج ، ورواهما ٱبن الأنباري

لمعاوية .

كِلاهُما حينَ جَدَّ الجَرْيُ

بَيْنَهُما

قَد

أقْلَعا وكِلا أنْفَيْهِما رابِي

مجمع البحرين 1 / 363 ،

ك ل ا .

عن مسيء ذنوبه كالتُّرابِ

=

عذاباً لا طوقَ لي بالعَذابِ

ثُمَّ قالُوا : تُحِبُّها ؟

قُلتُ : بَهْرَاً

عَدَدَ

القَطْرِ والحَصَىٰ والتُّرابِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

232 ، حديث عبد الرحمٰن بن عوف ،

عمر بن أبي ربيعة .

لهُ مَلَكٌ يُنادِي كُلَّ يَومٍ

لِدُوا

لِلمَوْتِ وٱبْنُوا لِلخَرابِ

مجمع البحرين 6 / 170 ، ل و م ،

عجزه ، عليّ عليه السلام

.

ولقد طَوَيتُكُمُ علىٰ بُلُلَاتِكُمْ

وعَلِمْتُ

ما فيكُم من الأَذْرابِ

غريب الحديث - للخطّابي -

ص: 135

1 / 241 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، وفيه : « بُلَلَاتكم » .

إنَّ جَنْبِي علىٰ الفِراشِ

لَنابي

كَتَجافِي

الأسَرِّ فَوقَ الظِّرابِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

584 ، حديث عمر بن الخطّاب .

حُوشُ الوُحوشِ مُطارةٌ عندَ

الوَغَىٰ

قُبُّ

البُطُونِ لَواحِقُ الأقرابِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 378 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، قال الشاعر في صفة خيل ،

عجزه .

مُثَفّاة إِذا عَلِقَتْ

بِقِرْنٍ

دَنا

ذاكَ القَرِينُ مِن الحِسابِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

218 ، مقطعات من الحديث بلا طرق ،

أنشد المفضّل .

وشاهِدُنا الجُلُّ والياسِمُو

نَ

والمُسْمِعاتُ بِقُصّابِها

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

30 ، حديث أبي وائل شقيق بن سلمة ،

أنشد المبرد .

ولها بِرْكَةٌ كَجُؤْجُؤٍ

هَيْقٍ

ولَبانٌ

مُضَرَّجٌ بِالخِضابِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 316 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، شاعر يصف فرساً ،

وفيه : « ولَبانٍ مُضرّجٍ » .

ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن

تِلقائِكُمْ

وخَشِيتُ

وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 134 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الهذليّ .

نحن ضَرَبْناهُ علىٰ نِطابِهْ

قُلْنا

بهِ قُلْنا بهِ قُلْنا بِهْ

الغريبين 5 / 1594 ، ق و ل ،

أنشدني الأَزهريّ .

فَراسٌ لا يَكُونُ له كِفاءٌ

إِذا

جالَ اللَّفِيفُ علىٰ العُقابِ

الغريبين 4 / 1305 ، ع ق ب .

صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ

بِراعٍ

رَدَّ

في الضَّرْعِ ما قَرا في الحِلابِ

الفائق 1 / 307 ، حرف الحاء -

ص: 136

الحاء مع اللام .

هل تَخْمِشَنْ إِبِلِي عليَّ

وُجُوهَها

أو

تَعْصِبَنَّ رُؤُوسَها بِسِلابِ

الفائق 2 / 192 ، حرف السين -

السين مع اللام ، ضمرة بن أبي ضمرة .

فَقَفَّ بِكَفِّهِ سَبْعِينَ

منها

من

السُّودِ المُرَوَّقَةِ الصِّلابَ

الغريبين 5 / 1570 ، ق ف ف .

إِغباطُنا المَيْسَ علىٰ

أصْلابِهِ

المجازات النبويّة : 298 ح 225 .

زَعَمَتْ سَخِينَةُ أن

سَتَغْلِبُ رَبَّها

ولَيُغْلَبَنَّ

مُغالِبُ الغَلّابِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

415 ، حديث معاوية بن أبي سفيان ،

كعب .

الفائق 1 / 80 ، حرف الباء -

الباء

مع الجيم ، كعب بن مالك .

بيتُ سَماعَةُ والأَمِينُ

عِمادُهُ

والأَثْرَمانِ

وفارِسُ الهَلّابِ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 378 ، حديث خالد بن الوليد ،

الطرمّاح ، وفي نسخة س : «

الشمّاخ » .

وَيَتْرُكْ مالَهُ فَرْسَىٰ ويُفْرِشْ

إلىٰ

ما كان مِن ظُفْر ونابِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 283 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 14 ، أنشده الأصمعي

لطفيل الغنويّ ، وفيه : « ويقرش » .

تُكَلِّفُني مَعِيشَةَ آلِ

زَيْدٍ

ومَن

لِي بِالصَّلائِقِ والصِّنابِ

غريب الحديث - لابن سلام -

3 / 264 ، أحاديث عمر بن الخطّاب ،

جرير .

غريب الحديث - للخطّابي - 3 / 132

،

حديث عطاء بن أبي رَباح ، جرير .

الفائق 2 / 311 ، حرف الصاد -

الصاد مع اللام ، جرير .

وأخْرَقَ مَهْبُوتِ التَّراقِي

مُصَعَّدِ ال-

-بَلاعِيمِ

رِخْوِ المَنْكِبَينِ عُنابِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

315 ، أحاديث عمر بن الخطّاب .

قُلْنا بهِ قُلْنا بهِ قُلْنا بِهْ

=

نحن ضَرَبْناهُ علىٰ نِطابِهْ

ص: 137

كأَنّما يَخْرُجُ مِن إِهابِهْ

الفائق 3 / 364 ، حرف الميم -

الميم مع الزاي ، قال بعض المولِّدين .

نَتْفُ الصِّماغَيْنِ علىٰ الأَبوابِ

=

قد شانَ أبْناءَ بَني عَتّابِ

لقد طَوَّقْتُ في الآفاقِ حتّىٰ

رَضِيتُ

من الغَنِيمَةِ بالإِيابِ

الغريبين 6 / 1875 ، ن ق ب .

المجموع المغيث 2 / 372 ، ط و ف .

إِذا أحْلَفُونِي في عُلَيَّةَ

أُجْنِحَتْ

يَمِينِي

إلىٰ شَطْرِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ

الفائق 2 / 36 ، حرف الراء -

الراء

مع التاء .

له كَفَلٌ كالدِعْصِ لَبَّدَهُ

النَّدَىٰ

إلىٰ

حارِكٍ مثلِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ

مجمع البحرين 2 / 302 ، ر ت ج ،

عجزه .

وكرّر البيت 4 / 170 ، د ع ص .

فَأَلْوَتْ بَغاياهُمْ بِنا

وتَباشَرَتْ

إلىٰ

عُرْضِ جَيْشٍ غَيرَ أن لم يُكَتَّبِ

غريب

الحديث - للحربي - 2 /

605 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع والأربعون -

ب غ ى ، طفيل ، وفيه : « جَيْشِ عُرْضٍ » .

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ

الحَصَىٰ

مكانَ

النَّبِيِّ مِن الكاثِبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

2 / 124 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، أوس

ابن حجر .

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

193 ، مقطعات من الحديث بلا طرق ،

أوس بن حجر .

حابي الشراسيف جميع الوثبِ

=

بدوسريّ عينه كالوقبِ

تَراءَتْ لنا كالشَّمْسِ تَحتَ

غَمامةٍ

بَدا

حاجِبٌ مِنها وضَنَّتْ بِحاجِبِ

المجازات النبويّة : 375 ح 290 ،

القطاميّ .

أطاعَتْ بَنُو عَمْرٍو أمِيراً

نَهاهُمُ

عن

السِلْمِ حتّىٰ كان أوّلَ واجبِ

الغريبين 6 / 1972 ، و ج ب ،

الأنصاريّ .

ص: 138

الفائق 4 / 43 ، حرف الواو -

الواو

مع الجيم .

يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَواجِبِ

إِيماءَ

بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 550 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الأَحد والأَربعون -

ن ض ب .

ودون التي يرجون بتك الرواجبِ

=

وبيعة قوم في علاءِ الأَثايبِ

إِذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ

سَمِينَةٌ

فلا

تُهْدِ منها وٱتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

3 / 33 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

وكرّره 4 / 403 ، أحاديث عروة بن

الزبير .

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

455 ، حديث عبد الله بن عبّاس .

الغريبين 4 / 1258 ، ع ر ض .

وكرّر عجزه 6 / 2002 ، و ش ق .

عدوت علىٰ أهوالِ أرض أخافُها

بِجانبِ

مَنْفُوحٍ من الحَشْوِ شَرْجَبِ

الغريبين 1 / 373 ، ج ن ب ، امرؤ

القيس .

يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدّارِ

مُغْتَرِبٌ

يا

لَلْكُهُولِ ولِلشُّبّانِ لِلعَجَبِ

مجمع البحرين 6 / 170 ، ل و م ،

عجزه .

كأَنَّما الزَّجْرُ والصَّهِيلُ

به مَرْ

حَىٰ

مِراسِ الحُرُوبِ ذُو اللَّجَبِ

المجازات النبوية : 279 ح 214 ،

الكميت بن زيد يصف السحاب .

وِراداً وَحُوَّاً مُشْرِفاً

حَجَباتُها

بَناتُ

حِصانٍ قَد تُعُولِمَ مُنْجِبِ

الفائق 1 / 328 ، حرف الحاء -

الحاء مع الواو ، طفيل .

جرجر في حنجرةٍ كالحبِّ

=

وهو إذا جرجر بعد الهبِّ

إِنِّي ودَلْوَيَّ لها وصاحِبِي

وحَوْضَها

الأَفْيَحَ ذا النَّصائِبِ

رَهْنٌ لها بِالرِيِّ غيرِ

الكاذِبِ

الفائق 2 / 94 ، حرف الراء -

الراء

مع الهاء .

ص: 139

يَمْسَحُ جُولَيْ عَيْلَمٍ رِحَبِّ

والدَّلْوُ

كالجامُوسةِ المُلَبِّي

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 333

،

حديث حذيفة بن اليمان ، عن المفضّل .

وكرّر البيت الأوّل 3 / 186 ،

حديث

الحجّاج بن يوسف .

وكيفَ تُواصِلُ مَن أصْبَحَتْ

خُلاَلَتُهُ

كأَبِي مَرْحَبِ

الغريبين 3 / 981 ، ش ر ب .

علىٰ بعيد العود مسلحبِّ

=

هيّجها لقزب قسيبِّ

إلّا محبّ وأخو محبِّ

=

لا يدرك الحاجة بعد الكربِ

بِطَخْفَةَ جالَدْنا المُلُوكَ

وخَيْلُنا

عَشِيَّةَ

بِسْطامٍ جَرَيْنَ علىٰ نَحْبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 398 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث العشرون - ن ح ب .

ماء الفحول في الظهور الحدبِ

=

إِنّ المضامين التي في الصلبِ

فإِنْ حَدَبُوا فَاقْعَسْ وإِن

هُم تَقاعَسُوا

لِيَنْتَزِعُوا

ما خلفَ ظَهرِك فَاحْدَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

560 ، حديث أبي بكر ، أبو الأسود

الدؤلي .

علىٰ البعير نائساً ذَباذبي

=

ولو رأتني والنعاس غالبي

جَزَىٰ اللهُ عَنّا جَمْرَةَ

ٱبْنَةَ نَوفَلٍ

جَزاءَ

مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذِبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

199 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، النمر بن

تولب يعاتب امرأته جمرة .

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

240 ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر

الرواة والمحدّثين ملحونة ، النّمر بن

تولب ، وفيه : « جزىٰ الله عنِّي . . . ابنة

وائل / جزاءَ خَلُوف بالخلالَةِ كاذبِ » .

رَهْنٌ لها بِالرِيِّ غيرِ الكاذِبِ

=

إنّي ودلويَّ لها وصاحبي

مَن ذا رَسُولٌ ناصِحٌ

فَمُبَلِّغٌ

عَنِّي

عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

ص: 140

إِنِّي غَرِضْتُ إلىٰ تَناصُفِ

وَجْهِها

غَرَضَ

المُحِبِّ إلىٰ الحَبِيبِ الغائِبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 202 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

شَرِيعَةُ حَقٍّ نَيِّرٍ لم

يَرُدَّها

إلىٰ

غيرِ دينِ اللهِ دِينُ مُذَبْذَبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 168 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الرابع - ش ر ع .

له جُؤْجُؤٌ حَشْرٌ كأَنَّ

لِجامَهُ

يُعالَىٰ

بهِ في رَأْسِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 218 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، امرؤ القيس .

بَسَرْتُ نَداهُ لم تَسَرَّبْ

وُحُوشُهُ

بغَرْبٍ

كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

610 ، حديث الحسن البصري ، لبيد .

فَلِلزَّجْرِ أُلْهُوبٌ

ولِلسّاقِ دِرَّةٌ

ولِلسَّوْطِ

منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 274 ، حديث أبي ذرّ جندب بن

جنادة ، امرؤ القيس .

وما ٱسْتَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن

عَهْدِ حُرَّةٍ

مِن

النّاسِ إِلّا مِنْك أو مُحارِبِ

الغريبين 4 / 1346 ، ع ه- د ،

الفرزدق .

فَخُذْ عَفْوَ مَن آتاكَ لا

تَنْزرنَّهُ

فعِنْدَ

بُلُوغِ الكَدِّ رَنْقُ المَشاربِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 402 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث .

الفائق 3 / 420 ، حرف النون -

النون مع الزاي .

تَحَوَّزُ عَنِّي خَشْيَةً أن

أضِيفَها

كما

ٱنْحازَتِ الأَفْعَىٰ مَخافَةَ ضارِبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

107 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، القطاميّ

يذكر عجوزاً استضافها فجعلت تروغ

عنه .

كَذَبْتُمْ وبَيْتِ اللهِ

يُبْزَىٰ محمّدٌ

ولَمّا

نُجالِدْ دُونَهُ ونُضارِبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

ص: 141

2 / 357 ، حديث كعب بن مالك ،

أبو طالب ، وفيه : « ونضاربُ » وهو من

أخطاء الطباعة .

صَرَمْتُمْ جُذاماً لستُمُ

لِأَبِيكُمُ

صَرَمتُمْ

وِصالاً في شُعَيبِ الأَقاربِ

أتَرْضَونَ مِن دِينِ الأَكارِمِ

والعُلا

بدِينِ

شُعَيبٍ بعْدَ دِين الأَجانِبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 433 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث والعشرون -

ج ذ م ، جنحبار سيّد قوم شعيب عليه السلام

.

= وبَيعَةِ قَومٍ في عَلاءِ

الأَثايبِ

أرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ حَتّىٰ

رأيتُها

علىٰ

الدَّفْعِ لا تَزْدادُ غَيرَ تَقارُبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

336 ، أحاديث عائشة ، قيس بن الخطيم .

ونحنُ شَغَرْنا ٱبْنَي نِزارٍ

كِلَيْهِما

وكَلباً

بِوَقْعٍ مُرْهِقٍ مُتقارِبِ

الفائق 1 / 17 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع الباء .

لو ٱنَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً

فَوقَ بَيْضِنا

تَدَحْرَجَ

عن ذي سامِهِ المُتَقارِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

358 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، قيس بن

الخطيم وذكر قوماً تراصُّوا في الحرب

وٱشتبكوا .

كأَنَّ نَعِيقَ الحَبِّ في

حاوِيائِهِ

فَحِيحُ

الأَفاعِي أو نَقِيقُ العَقارِبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

167 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

جرير .

معاذَ الإلٰهِ أن تكونَ

كَظَبْيَةٍ

ولا

دُمْيَةٍ ولا عَقِيلةِ رَبْرَبِ

الفائق 3 / 445 ، حرف النون -

النون مع الطاء ، صدره .

كأَنَّ البَرِيرَ بِحافاتِهِ

جَوالِيقُ

بالسُّوقِ من يَثْرِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 435 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، الجعدي ذكر ماءً .

جانِيكَ مَن يَجْنِي عليكَ وقَد

تُعْدِي

الصِحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ

الفائق 1 / 103 ، حرف الباء -

الباء

مع الراء ، عجزه .

ص: 142

تَبِيتُ جارَتُهُ الأَفْعَىٰ

وسامِرُهُ

رُمدٌ

به عاذِرٌ مِنْهنَّ كالجَرَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 377 ، ألفاظ من أحاديث الإسراء ،

أبو وجزة وذكر صائداً .

ذهبَ الّذينَ يُعاشُ في

أكْنافِهِمْ

وبَقِيتُ

في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ

يَتَحَدَّثُونَ مَخافَةً

ومَلاذَةً

ويُعابُ

قائِلُهُمْ وإِن لم يَشْغَبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 /

54 ، مقدّمة المؤلّف - القول فيما يجب

علىٰ من طلب الحديث من تعلّم كلام

العرب وتعرّف مذاهبها ومصارف

وجوهها ، لبيد بن ربيعة العامريّ ،

البيت الأوّل .

وكرّر البيتين 2 / 586 ، حديث

عائشة ، لبيد ، وقال : « وعن عروة . . . :

مخافةً وملالَةً . ورواه ابن المبارك :

ملاذَةً . وهو الصواب » .

المجموع المغيث 3 / 186 ،

م ج ن ، لبيد ، صدر البيت الثاني ،

وفيه : « يتحدّثون مجانةً وملالةً » .

وكرّر صدر البيت الثاني 3 / 225 ،

م ل ذ ، وفيه : « مجانةً وملاذةً » .

النهاية 2 / 89 ، خ ون ، البيت

الثاني ، لبيد بن ربيعة .

وكرّر صدر البيت الثاني 4 / 307 ،

م خ ن ، وفيه : « مَخانَةً » ، لبيد . وقال :

« وذكره أبو موسىٰ [ المدينيّ ] في

الجيم ، من المُجُون ، فتكون الميم

أصليّة » أي : مجانَةً .

وكرّر البيت الثاني 4 / 356 ، م ل

ذ ،

لبيد ، وفيه : « مَخانَةً » .

قاتَلَكَ اللهُ ما أشَدَّ عليك

ال-

-بَذْلَ

في صَوْنِ عِرْضِكَ الخَرِبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

348 ، حديث أبي الدرداء عويمر بن

مالك .

كأَنَّما يَوْمِيَ حَوْلٌ إِذا

لم

أشْهَدِ اللَّهْوَ ولم أطْرَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

3 / 688 ، حديث عبد الملك بن

مروان .

يُخَبِّرُكُم أنَّهُ ناصِحٌ

وفي

نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

762 ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة

ص: 143

يذكرونها ولا أعرف صاحبها ،

الجعدي

في وصف واشٍ .

جاد السِماكانِ بِقُرْبانِهِ

بِالدَّلْوِ

والنَّثْرَةِ والعَقْرَبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 572 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخامس والأربعون -

س م ك .

مُعَرَّقَةُ الأَلْحِي تَلُوحُ

مُتُونُها

تُثِيرُ

القَطا في مُثْقَلٍ بعدَ مُقْرِبِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1013 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ ثوبان - الحديث الثّاني -

ع ر ق .

الفائق 2 / 360 ، حرف الطاء -

الطاء مع الراء ، طفيل ، عجزه .

لا يُدْرِكُ الحاجَةَ بعدَ الكَرْبِ

إلّا

مُحِبٌّ وأخُو مُحِبِّ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

109 ، حديث عمر بن الخطّاب .

أُعْطِيكَ ذِمَّةَ والِدَيَّ

كِلَيْهِما

لَأُذَرِّفَنْكَ

المَوْتَ إن لم تَهْرُبِ

ولأَحْمِلَنْكَ علىٰ نَهابِرَ

إِن تَثِبْ

فيها

وإن كنتَ المُنَهِّتَ تَعْطَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 372 ، حديث عمرو بن العاص ،

نافع بن لقيط .

الفائق 4 / 35 ، حرف النون -

النون مع الهاء ، نافع بن لقيط ، البيت

الثاني .

عزيز المراغم والمهربِ

=

ونعشاً كفىٰ غيبة الغيّبِ

لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

ولا

ٱعْتِناقَ رُجْلةٍ عن مَوكِبِ

فَهْوَ مُمَرٌّ كَمِقاطِ

القِنَّبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

167 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

.

رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ

حُجُزاتُهُمْ

يُحَيَّوْنَ

بِالرَّيْحانِ يَوْمَ السَّباسِبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

254 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، النابغة .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 670 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، النابغة .

الغريبين 5 / 1427 ، ف ر د ،

ص: 144

النابغة ، صدره .

باشَرْتَ بِالوَجْعاءِ طَعْنَةَ

مُرْهَفٍ

حَرّانَ

أو لَثَوَيْتَ غيرَ مُحَسَّبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

719 ، حديث سماك بن حرب .

وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ

نَباتُهُ

وَلَتهُ

أهاليلُ السِماكَينِ مُعْشِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 617 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

ابن مقبل .

أمَرْتُكَ الخَيْرَ فافْعَلْ ما

أُمِرْتَ بهِ

فقد

تَرَكْتُكَ ذا مالٍ وذا نَشَبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 243 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

الفائق 2 / 131 ، حرف الزاي -

الزاي مع الراء ، « أمرتك الخير »

فقط .

تكادُ أوالِيها تُفَرِّي

جُلودَها

ويَكْتَحِلُ

التّالِي بِمَوْرٍ وحاصِبِ

الغريبين 2 / 451 ، ح ص ب ،

القُطاميّ ، عجزه .

سالَتْ هُذَيلٌ رَسُولَ اللهِ

فاحِشَةً

ضَلَّت

هُذَيلٌ بما سالَت ولم تُصِبِ

المجموع المغيث 2 / 45 ، س أ ل ،

صدره .

فَللّٰهِ عَيْنا مَن رَأىٰ مِن

تَفَرُّقٍ

أشَتَّ

وأنْأَىٰ مِن فِراقِ المُحَصَّبِ

الفائق 1 / 101 ، حرف الباء -

الباء

مع الراء ، امرؤ القيس .

يَعْصِبُ فاهُ الرِيقُ أيَّ عَصْبِ

عَصْبَ

الجُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 324 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 44 .

غريب الحديث - للحربي -

1 / 304 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الرابع - ع ص ب ،

البيت الأوّل .

رَأيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ

بعدَما

أراكَ

زَماناً حاسِراً لم تُعَصَّبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 390 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث .

ص: 145

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 160 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، وفيه : « رأيتُك حيناً

حاسراً » .

الفائق 4 / 100 ، حرف الهاء -

الهاء

مع الراء .

إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ

=

يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَواجِبِ

تَحِنُّ لِقاحُ المالِكِيِّ

صَبابةً

إلىٰ

نِهْيِ نَعْمانٍ ونِهْيِ التَناضُبِ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1060 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ ثوبان - الحديث السادس -

ن ه- ي ، طفيل .

لَعَمْرُ أبي عَمْرٍو لقد

ساقَهُ المَنَا

إلىٰ

جَدَثٍ يُؤْزَىٰ لَهُ بِالأَهاضِبِ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

986 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ ثوبان - الحديث الأَوّل - ز ي .

تَظَلُّ الأَكُفُّ يَخْتَلِفْنَ

بِحانِذٍ

إلىٰ

جُؤْجُؤٍ مِثلِ المَداكِ المُخَضَّبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 472 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الأحد والثلاثون -

ح ن ذ .

إِنَّ السُّيُوفَ غُدُوَّها

ورَواحَها

تَرَكَتْ

هَوازِنَ مِثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

2 / 207 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

،

الأخطل .

الفائق 2 / 444 ، حرف العين -

العين مع الضاد ، الأخطل .

يَرْضَىٰ إِذا رَضِيَ النِساءُ

عَجاجَةً

وإِذا

تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لم يَغْضَبِ

الفائق 2 / 397 ، حرف العين -

العين مع الجيم .

وَقَفْنا فَسَلَّمْنا فَرَدَّتْ

سَلامَنا

علينا

ولم تُرْجِعْ جَوابَ المُخاطِبِ

الغريبين 3 / 734 ، ر د د ، ذو

الرمّة .

تَرَىٰ قِصَدَ المُرّانِ

تُلْقَىٰ كَأَنَّها

تَذَرُّعُ

خُرْصانٍ بِأَيْدِي الشَّواطِبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

2 / 306 ، ش ط ب ، قيس بن الخطيم

الأنصاريّ .

ص: 146

وأذْنابُها وَحْفٌ كأَنَّ

ذُيُولَها

مَجَرُّ

أشاءٍ من سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 619 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخمسون - ش و ى ،

طفيل .

كَأَنَّ بِحاذَيْها إِذا ما

تَشَذَّرَتْ

عَثاكِيلُ

عِذْقٍ من سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1189 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان - البيت

الأوّل - ح ذ .

فَلمّا دَخَلْناهُ أضَفْنا

ظُهُورَنا

إلىٰ

كُلِّ حارِيٍّ جَدِيدٍ مُشَطَّبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 18 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، امرؤ

القيس .

فيها وإِن كنت المنهّت تعطبِ

=

لأذرفنْك الموت إن لم تهربِ

عَصْبَ الجُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ

=

يَعْصِبُ فاهُ الرِيقُ أيَّ عَصْبِ

فإن تَكُ حَرْبُ ٱبْنَيْ نِزارٍ

تواضَعَتْ

فقد

عَذَرَتْنا في كِلابٍ وفي كَعْبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

132 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الأخطل ،

ويروىٰ : « أعْذَرَتْنا » .

غريب الحديث - للحربي -

1 / 272 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الحادي عشر -

ع ذ ر .

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 358 ، حديث المقداد ، الأخطل ،

وفيه : « فقد أعْذَرَتْنا » .

كُمَيْتٍ كَلَونِ الأُرْجُوانِ

نَشَرْتَهُ

لِبَيْعِ

الرَّئِي في الصُّوانِ المُكَعَّبِ

الغريبين 3 / 697 ، ر أ ه- ،

علقمة .

ناج أمام الركب مجلعبِّ

=

بدوسريّ عينه كالوقبِ

عود كبطن الأين مجلعبِّ

=

هيجها لقزبِ قسيبِّ

مِن الغَزْوِ وٱقْوَرَّتْ

كأَنَّ مُتُونَها

زَحالِيفُ

وِلْدانٍ عَفَتْ بَعدَ مَلْعَبِ

ص: 147

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1013 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ ثوبان - الحديث الثاني -

ع ر ق .

وصدرٌ هَواءٌ تَحتَ صُلْبٍ

كأَنَّهُ

من

الهَضْبَةِ الخَلْقاءِ زُحْلُوقُ مَلْعَبِ

الغريبين 6 / 1953 ، ه- و ى ،

امرؤ القيس ، وفيه : « وبطنٌ

وصدرٌ » .

لَيسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ

وعَفْوُها

عَرَقُ

السِقاءِ علىٰ القَعُودِ اللّاغِبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

3 / 288 ، أحاديث عمر بن الخطّاب ،

ابن أحمر .

فاختلّ قومك فاشْهَدْهُم ولا

تغبِ

=

لو كنت حاضرها لم تكثر الخطبُ

وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَي

مَأْقَةٍ

متىٰ

يَدْنُ سِلْمُهُما يَشْغَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 285 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 15 ، النابغة

الجعديّ .

ويعاب قائلهم وإن لم يشغبِ

=

وبقيت في خلف كجلد الأجربِ

أبذل نصحي وأكفّ لغبي

=

إن الرفيق لاصق بقلبي

مَجَلَّتُهُمْ ذاتُ الإلٰهِ

ودِينُهُمْ

قَوِيمٌ

فما يَرجُونَ غيرَ العَواقِبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 126 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ج ل ،

النابغة ، ويروىٰ : « مَحَلَّتُهُمْ » .

المجموع المغيث 1 / 341 ، ج ل ل ،

النابغة .

الفائق 1 / 226 ، حرف الجيم -

الجيم مع اللام ، النابغة .

وقالَت له العَيْنانِ سَمْعاً

وطاعَةً

وحَدَّرَتا

كالدُّرِّ لَمّا يُثَقَّبِ

المجموع المغيث 2 / 762 ، ق و ل ،

صدره .

النهاية 4 / 124 ، ق و ل ، صدره .

. . . . . . . . . . . . . . .

. . .

إلىٰ

كُلِّ دَسْماءِ الذِراعَيْنِ والعَقْبِ

ص: 148

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

139 ، حديث عثمان .

ويَخْضِدُ في الآرِيِّ حتّىٰ

كأَنَّما

بِه

عُرَّةٌ أو طائِفٌ غيرُ مُعْقِبِ

الفائق 1 / 380 ، حرف الخاء -

الخاء مع الضاد ، امرؤ القيس .

يضع الهناء مواضع النقبِ

=

كاليوم هاني أينق صهبِ

لَجِجْنا ولَجَّتْ هذهِ في

التَّجَنُّبِ

بِشَدِّ

اللِّثامِ دُونَنا والتَّنَقُّبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 137 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج ، حُجَيَّة

ابن مُضَرِّب .

بِدَوْسَرِيٍّ عَيْنُهُ كالوَقْبِ

ناجٍ

أمامَ الرَّكْبِ مُجْلَعِبِّ

حابِي الشَّراسِيفِ جَمِيعِ

الوَثْبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

323 ، حديث سعد بن معاذ ، أنشد

ثعلب ، البيت الأوّل والثاني .

وكرّر الأبيات الثلاثة 3 / 107 ،

حديث وهب بن منبّه ، أنشد ثعلب

عن ابن الأَعرابيّ .

يَصُونُونَ أبْداناً قَدِيماً

نَعِيمُها

بِخالِصَةِ

الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

372 ، حديث زيد بن ثابت ، النابغة .

لَئِن قَطَعَ اليَأْسُ

الحَنِينَ فإِنَّهُ

رَقُوءٌ

لِتَذْرافِ الدُّمُوعِ السَّواكِبِ

المجموع المغيث 1 / 786 ، ر ق أ ،

ذو الرمّة .

كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةُ

ناصِبِ

ولَيلٍ

أُقاسِيهِ بَطِيءِ الكَواكِبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

131 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

غريب الحديث - للحربي -

2 / 795 ، غريب ما روىٰ الموالي -

الحديث الثاني من حديث زيد بن

حارثة - ن ص ب .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 610 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، النابغة ، صدره .

إِذا ما أتاهُ الرَّكْبُ مِن

نَحوِ أرْضِها

تَنَشَّقَ

يَسْتَشْفِي بِرائِحَةِ الرَّكْبِ

ص: 149

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 136 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

يَزِينُ البَيْتَ مَرْبُوطاً

ويَشْفِي

قَرَمَ الرَّكْبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 376 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثامن عشر -

ق ر م ، أبو دؤاد الإِيادي .

خَفاهُنَّ مِن أنْفاقِهِنَّ

كَأَنَّما

خَفاهُنّ

وَدْقٌ مِن سَحابٍ مُرَكَّبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

60 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، امرؤ القيس

يصف فرساً .

غريب الحديث - للحربي - 2 /

842 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ أُسامة بن زيد - خ ف ى ،

وفيه : « عَشِيٍّ مُحَلَّبِ » .

وقد أغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ-

-كَلٍ

ذي مَيْعَةٍ سَكْبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 504 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو دؤاد .

الفائق 2 / 190 ، حرف السين -

السين مع الكاف ، أبو دؤاد .

وهامةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِّ

=

وهو إذا جرج بعدَ الهبِّ

ولا اعتِناقَ رجْلةٍ عن مَوكبِ

=

لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

علىٰ عارِفاتٍ لِلطِّعانِ

عَوابِسٍ

بِهِنَّ

كُلُومٌ بينَ دامٍ وجالِبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 191 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخامس - ع ر ف .

يا ربِّ إِمّا تُعْزِزَنْ بِطالبِ

في

مِقْنَبٍ من هذهِ المَقانِبِ

مجمع البحرين 2 / 150 ، ق ن ب ،

أبو طالب .

سَبارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ

مُجْتازِ رَكْبِها

مِن

الصَّوْتِ إِلّا من ضُباحِ الثَّعالِبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 466 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثلاثون - ض ب ح ،

ذو الرمّة .

ص: 150

ولو رَأتْنِي والنُّعاسُ غالِبِي

علىٰ

البَعِيرِ نائِساً ذَباذِبي

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 432 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، أنشد أبو زيد .

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 589

،

حديث حفصة ، وفيه : « فلو رأتني » .

سَدَا بِيَدَيهِ ثُمَّ أجَّ

بِسَيْرِهِ

كَأَجِّ

الظَّلِيمِ من قَنِيصٍ وكالِبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 397 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث .

وكرّره 2 / 151 ، حديث أمير

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

الرّكّاض الزبيري [ صوابه : الدُّبَيري ] .

كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فَوقَ الأَثْلَبِ

=

يَلْتَهِمُ الأَرْضَ بِوَأْبٍ حَوْأبِ

خَفاهُنّ وَدْقٌ مِن عشيِّ

مُحَلَّبِ

=

خَفاهُنّ وَدْقٌ مِن سَحابٍ مُرَكَّبِ

كطحن الرحا حبّة المحلبِ

=

صدود الهزبر عن الثعلب

وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ يَزِينُ

وِهادَهُ

نَباتٌ

كوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

3 / 401 ، أحاديث عمر بن الخطّاب ،

لبيد .

قَد ٱفْناهُمُ القَتْلُ بَعدَ

الوَفا

ةِ

هَذَّ الأَشاءَةِ بِالمِخْلَبِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 619 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخمسون - ش و ى .

كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ

لها

حَدِيثُ

نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبٍ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 57 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الأوّل - ق ع ، طفيل .

إِنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ

ماءُ

الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ

الغريبين 4 / 1143 ، ض م ن .

هل كنتُ إِلّا مِجَنَّاً

تَتَّقُونَ بهِ

قد

لاحَ في عِرْضِ مَن باداكُمُ عَلَبِي

الفائق 3 / 23 ، حرف العين -

العين

ص: 151

مع اللام ، ابن مقبل .

وقَبْرٍ تَجاوَزْتُ نَكْراءَهُ

صُدُودَ

الهِزَبْرِ عن الثَّعْلَبِ

ولو شِئْتُ بِالرِيحِ

أذْرَيْتُهُ

كَطَحْنِ

الرَّحا حَبَّةَ المَحْلَبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 162

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وظَلَّ لِثِيرانِ الصَّرِيمِ

غَماغِمٌ

إِذا

دَعَسُوها بِالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 18 ،

مسند عبد الله بن عمر - الحديث

الأربعون - غ م .

الغريبين 4 / 1315 ، ع ل ب ،

عجزه ، وفيه : « يُدعِسُها بِالسَمْهَريِّ » .

وأصْدَرْتُهُمْ شَتَّىٰ كأَنَّ

قِسِيَّهُمْ

قُرُونُ

صُوارٍ ساقِطٍ مُتَغَلِّبِ

الفائق 2 / 323 ، حرف الصاد -

الصاد مع الياء .

إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

إِذا

أضافَ جَنْبَهُ بِجَنْبِي

أبْذُلُ نُصْحِي وأكُفُّ

لَغْبِي

ليس

كمن يَفْحُشُ أو يَحْظَنبِي

غريب الحديث - للحربي -

2 / 470 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثلاثون - ح ب ض .

لا تَرْفَعِي صَوْتاً وكُونِي

قَصِيَّةً

إِذا

ثَوَّبَ الدّاعِي وأنْكَرَني كَلْبِي

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

156 ، حديث الزبير بن العوام .

أبْأْنا بِقَتْلانا من القَوْمِ

ضِعْفَهُم

وما

لا يُعَدُّ مِن أسِيرٍ مُكَلَّبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

2 / 252 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، طفيل

الغنويّ .

والدَّلو كالجاموسةِ المُلَبِّي

=

يَمْسَحُ جُولَيْ عَيْلَمٍ رِحَبِّ

عَقِيلَةُ أخْدانٍ لها لا

دَمِيمَةٌ

ولا

ذاتُ خَلْقٍ إِن تَأَمَّلْتَ جَأْنَبِ

غريب الحديث - للحربي - 3 / 1233

،

غريب ما روىٰ الموالي - غريب حديث

عبد الله بن مسعود - ع ق ل .

بدين شعيب بعد دين الأجانبِ

=

صرمتم وصالاً في شعيب الأقاربِ

ص: 152

كِرامٌ ينالُ الماءَ قبلَ

شِفاهِهِمْ

لهم

وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانبِ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

494 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث ٱبن أبي

هالة التميمي ، أنشد الأصمعي .

في مِقْنَبٍ من هذهِ المَقانِبِ

=

يا ربِّ إِمّا تُعْزِزَنْ بِطالبِ

إِذا أضافَ جَنْبَهُ بِجَنْبِي

=

إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

شهِيَّةُ طَعْمِ الرِيقِ

يَجْرِي سِواكُها

علىٰ

بَرَدٍ عَذْبِ المُجاجَةِ أشْنَبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 188 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، طرفة .

ليس كمن يَفْحُشُ أو يَحْظَنبي

=

إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

فَهْوَ مُمَرٌّ كَمِقاطِ القِنَّبِ

=

لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

وَهْوَ إذا جَرْجَرَ بَعْدَ الهَبِّ

جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحبِّ

وهامَةٍ

كالمِرْجَلِ المُنْكَبِّ

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 253 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الأَغلب

العجليّ يصف فحلاً يهدر ، ويقال : إِنّه

لدُكين [ الراجز ] .

بِها كُلُّ خَوّارٍ إلىٰ كُلِّ

صَعْلَةٍ

ضَهُولٍ

ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 279 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الحادي عشر -

ذ ر ع ، ذو الرمّة .

كأَنَّه إِذ جالَ في التَّهَبِّي

جِنِّيُّ

قَفْرٍ طالِبٌ لِنَهْبِ

الفائق 4 / 88 ، حرف الهاء -

الهاء

مع الباء ، الأغلب .

كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ

بارِدٍ

إِن

كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهَبِي

الفائق 3 / 251 ، حرف الكاف -

الكاف مع الذال ، « كذب العتيق » فقط .

عَزِيزِ المُراغَمِ والمَذْهَبِ

=

ونَعْشَاً كَفَىٰ غيبةَ الغُيَّبِ

ص: 153

فغادَرَ صَرْعَىٰ مِن حِمارٍ

وخاضِبٍ

وتَيْسٍ

وثَوْرٍ كالهَشِيمَةِ قَرْهَبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 / 68

،

حديث مجاهد بن جبر ، امرؤ القيس .

ما إِن رَأيتُ ولا سَمِعْتُ به

كاليومِ

هانِي أيْنُقٍ صُهْبِ

مَتَبَذِّلاً تَبْدُو

مَحاسِنُهُ

يَضَعُ

الهِناءَ مَواضِعَ النقَبِ

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 320 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، دريد

ابن الصمة حين خطب الخنساء .

نَمَشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ

أكُفَّنا

إِذا

نحنُ قُمْنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 167 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، امرؤ القيس .

وأصْفَر عَطّافٍ إِذا راحَ

رَبُّهُ

غدا

ٱبنا عِيانٍ بِالشِّواءِ المُضَهَّبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 403 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، الراعي وذكر قِدْحاً .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 648 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عجزه ، وفيه :

« جَرَىٰ ٱبنا » .

تَيَمَّمْتُ لِهْباً أطْلُبُ

العِلْمَ عِندَهم

وقد

رُدَّ عِلمُ العائِفِينَ إلىٰ لِهْبِ

الفائق 2 / 251 ، حرف الشين -

الشين مع العين ، كثيّر .

يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبِهِ

ويَأْوِي

إلىٰ حُضُرٍ مُلْهِبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

522 ، حديث معاوية بن أبي سفيان ،

النابغة يصف فرساً .

الغريبين 5 / 1563 ، ق ط ع ،

الجعدي .

الفائق 3 / 209 ، حرف القاف -

القاف مع الطاء .

جِنِّيُّ قَفْرٍ طالِبٌ لِنَهْبِ

=

كأَنَّه إِذ جالَ في التَّهَبِّي

وذي إِبِلٍ يَسْعَىٰ

ويَحْسَبُها لَهُ

أخي

نَصَبٍ في رَعْيِها ودُؤُوبِ

غَدَت وغَدا رَبٌّ سِواها

يَقُودُها

وبُدِّلَ

أحْجاراً وجالَ قَلِيبِ

ص: 154

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 333 ، حديث حذيفة ين اليمان ،

النّمر بن تولب .

فَذُوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ

مُحَجَّرٍ

مِن

الغَيْظِ في أكْبادِنا والتَحَوُّبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

21 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، طفيل بن

عوف الغنويّ .

لا تَنْفِري يا ناقَ منه فإِنَّهُ

شَرّابُ

خَمْرٍ مِسْعَرٌ لِحُرُوبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 665 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، حسّان بن ثابت ،

وفيه : « يا ناقُ » .

يَنْضَحْنَ نَضْحَ مَزادِ

الوَقْرِ أتْأَقَها

شَدُّ

الرُّواةِ بماءٍ غيرِ مَشْرُوبِ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

896 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ أُسامة بن زيد - الحديث

الخامس - ن ض ح .

علىٰ دباة أو علىٰ يعسوبِ

=

كأن خوق قرطها المعقوبِ

فَصَعِّدِي مِن بَعْدِها أو صَوِّبي

=

ما هُوَ إِلّا شَرْبَةٌ بِالحَوْأبِ

ظَلَّتْ أقاطِيعُ أنْعامٍ

مُؤَبَّلَةٍ

لَدَىٰ

صَلِيبٍ علىٰ الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ

غريب الحديث - للحربي - 2 / 794 ،

غريب ما روىٰ الموالي - الحديث الثاني

من حديث زيد بن حارثة - ن ص ب .

قَوْمٍ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ

بُيُوتُهُمُ

مَأْوَىٰ

الضِيافِ ومَأْوَىٰ كُلِّ قُرْضُوبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 / 46

،

حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، سلامة بن جندل .

أذاعَ بهِ في النّاسِ حتّىٰ

كَأَنَّهُ

بِعَلْياءَ

نارٌ أُوقِدَتْ بِثَقُوبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

576 ، حديث أبي بكر ، أبو الأسود

[ الدؤلي ] .

لتركتها تحبو علىٰ العرقوبِ

=

وسقىٰ الغوادي قبره بذَنوبِ

كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ

علىٰ

دَباةٍ أو علىٰ يَعْسُوبِ

ص: 155

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

328 ،

أحاديث عائشة ، أنشدني الأَصمعيّ ،

وفيه : « فوق » وهو من أغلاط الطباعة .

يا رَخَماً قاظَ علىٰ مَطْلُوبِ

يُعْجِلُ

كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

181 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الأعشىٰ

يذكر رجلاً .

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

644 ، حديث الشعبي عامر بن شراحيل .

الفائق 2 / 376 ، حرف الطاء -

الطاء مع الياء ، الأعشىٰ .

لا يَبْعَدَنَّ رَبِيعَةُ بنُ

مُكَدَّمٍ

وسَقَىٰ

الغَوادِي قَبْرَهُ بِذَنُوبِ

نَفَرَتْ قَلُوصِي من حِجارَةِ

حَرَّةٍ

بُنِيَتْ

علىٰ طَلْقِ اليَدَينِ وَهُوبِ

لولا السِفارُ وبُعدُ خَرْقٍ

مَهْمَهٍ

لَتَرَكْتُها

تَحْبُو علىٰ العُرْقُوبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 369 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، حسّان بن ثابت ومرّ

بقبر ربيعة بن مكدّم .

الفائق 1 / 337 ، حرف حرف

الحاء - الحاء مع الواو ، البيت الأوّل .

بنيت علىٰ طلق اليدين وَهُوبِ

=

وسقىٰ الغوادي قبره بذَنُوبِ

تَطاوَلَ حَتّىٰ قُلْتُ ليسَ

بِمُنْقَضٍ

وليسَ

الذي يَهدي النُّجُوم بِآيبِ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

521 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث لقمان بن

عاد ، النابغة [ الذبياني ] 86320 وذكر

ليلاً .

ألا يا لَقَوْمِ لِلضَّلالِ

المُغالِبِ

وبَيعَةِ

قَومٍ في عَلاءِ الأَثايبِ

يُرِيدونَ منّا أن نُراجِعَ

دِينَهُمْ

ودُونَ

التي يَرجُونَ بَتْكُ الرَّواجِبِ

فلسنا نُبالِي حينَ للهِ أمرُنا

جُذاماً

دُعِينا أم لِعَمْرِو الأَطايبِ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

433 - 434 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث والعشرون -

ج ذ م ، غانم المؤمن بشعيب .

= صرمتم وصالاً في شعيب

الأقاربِ

جذاماً دعينا أم لعمرو الأطايبِ

=

وبيعة قوم في علاء الأَثايبِ

ص: 156

إِنّا إِذا ما أتانا صارِخٌ

فَزِعٌ

كانَ

الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِيبِ

الغريبين 5 / 1446 ، ف ز ع ،

سلامة .

وما لِشَآفَةٍ من غَيرِ شَيْءٍ

إِذا

وَلَّىٰ صَدِيقُكَ مِن طَبِيبِ

الغريبين 3 / 966 ، ش أ ف ، أنشد

ابن الأعرابيّ .

والعادياتُ أسابِيُّ الدِماءِ

بها

كأَنَّ

أعناقَها أنْصابُ تَرْجِيبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

155 ، أحاديث الحباب بن المنذر بن

الجموح ، سلامة بن جندل يذكر

الخيل .

أدَبٌ بَيْنَنا تَوَلَّد مِنهُ

نَسَبٌ

والأَدِيبُ صِنْوُ الأَديبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

199 ، مقطّعات من الحديث بلا طرق .

يُخالِسُ الخَيْلَ طَعْنَاً وهي

مُحْضِرَةٌ

كأَنّما

ساعِداهُ ساعِدا ذِيبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

130 ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام .

ما خفت شدّات الخبيث الذّيبِ

=

لو كنت ذا نبلٍ وذا شزيبِ

فَيُخْفِقُ مَرَّةً ويُفِيدُ

أُخْرَىٰ

ويَفجَعُ

ذا الضَغائنِ بالأَريبِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

189 ، خ ف ق ، عنترة يذكر فرسه .

أشْرَفَ ثَدْياها علىٰ التَّرِيبِ

المجموع المغيث 1 / 221 ،

ت ر ب .

وهمُ يُطْعِمُونَ إِن قَحطَ

القَطْ-

-رُ

وهَبَّت بِشَمْأَلٍ وضَرِيبِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 78 ،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،

الأعشىٰ .

لو كنتُ ذا نَبْلٍ وذا شَزِيبِ

ما

خِفْتُ شَدّاتِ الخَبِيثِ الذِيبِ

الغريبين 3 / 999 ، ش ز ب .

الفائق 2 / 243 ، حرف الشين -

الشين مع الزاي .

ص: 157

ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهم

وغَرَّهُمُ

سَنُّ

المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 453 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، النابغة الذبياني .

وكرّره 1 / 629 ، تفسير غريب

حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، النابغة .

الفائق 2 / 426 ، حرف العين -

العين مع الزاي ، النابغة .

هَيَّجَها لِقَزِبٍ قِسْيَبِّ

علىٰ

بَعِيدِ العَوْدِ مُسْلَحِبِّ

عَوْدٍ كَبَطْنِ الأَيْنِ

مُجْلَعِبِّ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1125 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ أبو رافع - ق س ب .

هَل لِشَبابٍ فاتَ مِن مَطْلَبِ

أم

ما بُكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

220 ، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه

مختلفة - البدنة ، الأسود بن يعفر .

وكرّره 1 / 499 ، تفسير أحاديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات -

حديث بن أبي هالة التميمي ، الأسود

ابن يعفر .

وكُنْتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم

أُعَرِّدْ

وقد

سَلَكُوكَ في يَومٍ عَصِيبِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 303 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الرابع عشر -

ع ص ب .

الغريبين 3 / 920 ، س ل ك ،

عجزه .

إِذا كُنتَ في قَوْمٍ عِدًى

لستَ مِنْهُمُ

فَكُلْ

ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّبِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

95 ، حديث عمر بن الخطّاب .

الفائق 2 / 401 ، حرف العين -

العين مع الدال .

يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ

=

يا رَخَماً قاظَ علىٰ مَطْلُوبِ

وكان زِيادٌ ثِمالاً لنا

ونَعْشَاً

كَفَىٰ غَيْبَةَ الغُيَّبِ

كَطَوْدٍ نَلُوذُ بِأَرْكانِهِ

عَزِيزِ

المُراغَمِ والمَهْرَبِ

غريب الحديث - للخطّابي -

ص: 158

1 / 703 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الجعدي ، وفيه :

« نلوذ بِأَكنافِهِ / عزيزَ » .

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1078 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عمّار - الحديث الأَوّل -

ر غ م ، البيت الثاني ، وفيه : « يُلاذُ

بِأَرْكانِهِ / عَزِيزِ المُراغَمِ والمَذْهَبِ » .

وَلَّىٰ حَثِيثاً وهذا الشَّيْب

يَتْبَعُهُ

لو

كانَ يُدْرِكُهُ رَكْضُ اليَعاقِيبِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

77 ، حديث عثمان بن عفّان ، سلامة

ابن جندل وذكر الشباب .

الفائق 2 / 81 ، حرف الراء -

الراء

مع الكاف ، سلامة بن جندل .

فغارَ سَهْمُ اللهِ ذي الرَّقِيبِ

المجموع المغيث 1 / 787 ،

ر ق ب .

النهاية 2 / 250 ، ر ق ب ، حديث

حفر بئر زمزم .

وبُدِّلَ أحجاراً وجالَ قَليبِ

=

أخي نصبٍ في رَعيها ودؤوبِ

يَوماي يَومُ مقامات وأنْدِيةٍ

ويَومُ

سَيْرٍ إلىٰ الأَعداءِ تَأْوِيبِ

الفائق 3 / 132 ، حرف الفاء -

الفاء

مع القاف .

ص: 159

الباب الثالث قافية التاء

الفصل الأوّل قافية التاء الساكنة

شَلَّت يدا فارِيَةٍ فَرَتْها

مَسْكَ

شَبُوبٍ ثمّ وَفَّرَتْها

الفائق 3 / 61 ، حرف الغين -

الغين

مع الراء .

مَسْكَ شَبُوبٍ ثمّ وَفَّرَتْها

=

شَلَّت يدا فارِيَةٍ فَرَتْها

والجُونُ في ألْجائِها خُرُقٌ

والطَّيْرُ

في الأَوكارِ قد خَرِقَتْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 266 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو دؤاد الإيادي .

وكرّر عجزه 3 / 135 ، حديث

مكحول .

ولقد شَفَىٰ نَفْسِي وأبْرَأ

داءَها

أخْذُ

الرِجالِ بِحَلْقِهِ حتّىٰ سَكَتْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 365 ،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،

المتلمّس يذكر مقتل عديّ بن زيد .

وفي نسخة ت : « علي بن زيد » ؟ ! .

الفائق 2 / 14 ، حرف الذال -

الذال

مع اللام ، المتلمّس .

ص: 160

الفصل الثاني قافية التاء المفتوحة

وكان ميتته افتلاتا

=

صبيرة القرشيّ ماتا

مَن يَأْمَنِ الحَدَثان بَعْ-

-دَ

صُبَيْرَةَ القُرَشِيِّ ماتا

سَبَقَتْ مَنِيَّتُهُ المَشِي-

-بَ

وكان مِيْتَتُهُ افْتِلاتا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 197 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

. « قال العنبريّ :

صبيرة . وقال غيره : ضبيرة بالضاد

المعجمة » .

حُقّانِ من عاجٍ أُجِيدا قَتّا

الفائق 3 / 156 ، حرف القاف -

القاف مع التاء .

قد رابَني أنَّ الكَرِيَّ أسْكَتا

لو

كان مَعْنِيَّاً بها لَهَيَّتا

الفائق 2 / 315 ، حرف الصاد -

الصاد مع الميم .

وَفَيْتَ بِالوَأْيِ الذي وَأيْتا

المجموع المغيث 3 / 375 ،

و أ ى ، رؤبة .

أبْلِغْ أمِيرَ المُؤمِنِي-

-نَ

أخا العِراقِ إِذا أتَيْنا

أنَّ العراقَ وأهلَهُ

عُنُقٌ

إِليكَ فَهَيتَ هَيتا

المجازات النبوية : 26 ح 9 ،

أنشدناه

شيخنا أبو الفتح عثمان بن جنّي النحوي

- رحمه الله - في حال القراءة عليه .

مجمع البحرين 2 / 229 ، ه- ي ت .

ولا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِيتا

ولا

تُمارِ الفَطِنَ العِمِّيتا

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

173 ، حديث الحجّاج بن يوسف .

ولا تُمارِ الفَطِنَ العِمِّيتا

=

ولا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِيتا

عنق إِليك فهيت هيتا

=

أخا العراق إذا أتينا

لو كان مَعْنِيَّاً بها لَهَيَّتا

=

قد رابَني أنَّ الكَرِيَّ أسْكَتا

ص: 161

الفصل الثالث قافية التاء المضمومة

إِذا رَوَّحَ الرّاعِي

اللِّقاحَ مُعَزِّباً

وأمْسَتْ

علىٰ آفاقِها غَبَراتُها

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

20 ، حديث أبي بكر ، الأعشىٰ .

لا تَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها

شاتُهْ

ولا

حِماراهُ ولا عَلاتُهْ

غريب الحديث - للخطّابي 2 /

409 ، حديث عبد الله بن عمر .

فقالَ لهُ ماذا تُرِيدُ

وقَصْرُهُ

علىٰ

مِائةٍ قد أكْمَلَتْها وُفاتُها

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 170 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الأعشىٰ .

شرق وهنّ إلىٰ الهدىٰ مِرقاةُ

=

بل ذات عرق كلّها ميقاتُ

قَرْنٌ يَلَمْلَمُ ذُو

الحُلَيْفَةِ جُحْفَةٌ

بل

ذاتُ عِرْقٍ كُلُّها مِيقاتُ

نَجْدٌ تِهامَةُ والمدينةُ

مَغرِبٌ

شَرْقٌ

وهُنَّ إلىٰ الهُدَىٰ مِرقاةُ

المجموع المغيث 2 / 699 ، أنشد

شيخنا الإمام أبو المحاسن مسعود بن

محمّد بن غانم الهروي في مواقيت

الإحرام وأجازه لنا .

ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهْ

=

لا تَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهْ

قالت قُتَيْلَةُ مالَهُ

قد

جُلِّلَتْ شَيْباً شَواتُهْ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 624 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخمسون - ش و ى ،

الأعشىٰ .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 344 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أنشد الأخفش

أبو الخطّاب أبا عمرو بن العلاء .

وكرّره 1 / 638 ، تفسير غريب

ص: 162

حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

ولكنَّهم بانُوا ولم أدْرِ

بَغْتَةً

وأفْظَعُ

شَيْءٍ حِينَ يَفْجَؤُكَ البَغْتُ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

615 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع والأربعون -

ب غ ت ، يزيد بن ضَبّة [ الثقفيّ ] .

الغريبين 1 / 197 ، ب غ ت ، عجزه.

كما بنىٰ بخت العراق القَتُّ

=

بنىٰ السّويق لحمها واللَّتُّ

فإِنَّ ٱسْتَكَ الكَوماءَ عَيبٌ

وعَوْرَةٌ

يُطَرْطِبُ

فِيها ضاغِطانِ وناكِتُ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

91 ، حديث الحسن بن أبي الحسن

[ البصريّ ] ، المغيرة بن حنباء ، عجزه .

وفي نسخة س ونسخة ط : « وناكِبُ » .

بَنَىٰ السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ

كما

بَنَىٰ بُخْتَ العِراقِ القَتُّ

الغريبين 1 / 218 ، ب ن ي .

لقد إِمْتُ حتّىٰ لامَنِي كُلُّ

صاحِبٍ

رَجاءً

لِسَلْمَىٰ أن تَئِيم كما إِمْتُ

الغريبين 1 / 127 ، أ ي م .

خَواضِعَ بِالرُّكْبانِ خُوصاً

عُيُونُها

وهنّ

إلىٰ البيتِ العَتِيقِ سَوامِتُ

الفائق 2 / 198 ، حرف السين -

السين

مع الميم ، أنشد الأصمعيّ لطرفة .

قلتُ وقَوْلي عِندَهُم مَقْتُوتُ

الغريبين 5 / 1499 ، ق ت ت ،

رؤبة .

يا ٱبنة شيخٍ ماله سُبْروتُ

=

سميتها إذ ولدت تموتُ

يا أيُّها الرّاكِبُ المُزْجِي

مَطِيَّتَهُ

سائِلْ

بَنِي أسَدٍ ما هذهِ الصَّوْتُ

وقُل لهم بادِرُوا بِالعُذْرِ وٱلْتَمِسُوا

قَولاً

يُبَرِّؤُكُمُ إِنّي أنا المَوْتُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

72 ، حديث عمر بن الخطّاب ، رويشد

الطائي .

أو رَمَّ أعظُمي مبعوتُ

=

وحياتي رهن بأن سأموتُ

كُنْ كيفَ شِئْتَ فَقَصْرُكَ

المَوتُ

لا

مَزْحَلٌ عنهُ ولا فَوْتُ

ص: 163

بَينا غِنَىٰ بَيتٍ وبَهْجَتُهُ

زال

الغِنَىٰ وتَقَوَّضَ البَيتُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 12 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

النضر بن شميل .

قولاً يبرؤكم إني أنا الموتُ

=

سائل بني أسدٍ ما هذه الصَّوْتُ

وبعدَ حيقالِ الرجالِ الموتُ

=

يا قوم قد حوقلتُ أو دنوتُ

إِنَّني كُنتُ مَيِّتاً

فَحَيِيتُ

وحَياتي

رَهْنٌ بِأَنْ سَأَمُوتُ

فأَتاني اليقينُ أنّي إِذا ما

مِتُّ

أو

رَمَّ أعْظُمِي مَبْعُوتُ

ينفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من

الكَسْ-

-بِ

ولا ينفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ

المجموع

المغيث 1 / 544 ،

خ ب ث ، البيت الأَوّل والثاني ، السموأل .

الفائق 1 / 351 ، حرف الخاء -

الخاء مع الباء ، السموأل بن عاديا .

سَمَّيْتُها إِذ وُلِدَتْ تَمُوتُ

والقَبرُ

صِهْرٌ ضامنٌ زِمِّيتُ

يا ٱبْنَةَ شَيْخٍ ما لَه

سُبْرُوتُ

غريب الحديث - لابن سلام -

2 / 50 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

يا قوم قد حَوْقَلْتُ أو دَنَوْتُ

وبعدَ

حِيقالِ الرِجالِ المَوتُ

مجمع البحرين 5 / 351 ، ح ق ل .

ما لي إِذا أجْذِبُها صَأَيْتُ

أكِبَرٌ

قد غالَنِي أم بَيتُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

167 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

.

الغريبين 6 / 1826 ، ن ز ع ، وفيه

:

« إِذا أنزعها » .

أكِبَرٌ قد غالَنِي أم بَيتُ

=

ما لي إِذا أجْذِبُها صَأَيْتُ

زال الغِنَىٰ وتَقَوَّضَ

البَيتُ

=

لا مَزْحَلٌ عنهُ ولا فَوْتُ

ألا رجل جَزاهُ اللهُ خَيراً

يَدُلُّ

علىٰ مُحَصِّلَةٍ تُبِيتُ

الغريبين 2 / 456 ، ح ص ل .

ولا ينفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ

=

وحَياتي رَهْنٌ بِأَنْ سَأَمُوتُ

ص: 164

صَحراءَ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

396 ،

ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

234 ، حديث عبد الله بن مسعود ،

قال بعض الشعراء يصف بعيراً .

الفائق 1 / 110 ، حرف الباء -

الباء

مع الشين .

سقيت منه القوم وٱستقيتُ

=

ومنهل فيه الغراب ميتُ

ومَنْهَلٍ فيهِ الغُرابُ مَيْتُ

سَقَيتُ

منه القَومَ وٱسْتَقَيْتُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 544 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

بِكَفَّيْ ماجدٍ لا عَيْبَ فيهِ

إِذا

لَقِيَ الكَرِيهَةَ يَسْتَمِيتُ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 397

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

حمزة بن عبد المطلّب .

الفائق 2 / 345 ، حرف الضاد -

الضاد

مع اللام ، حمزة بن عبد المطلّب ،

وفيه : « مستميتُ » .

حتّىٰ يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ

الفائق 1 / 358 ، حرف الخاء -

الخاء مع الذال ، رؤبة .

والقَبرُ صِهْرٌ ضامنٌ زِمِّيتُ

=

سَمَّيْتُها إِذ وُلِدَتْ تَمُوتُ

ص: 165

الفصل الرابع قافية التاء المكسورة

أصَمّ أعْمَىٰ ما يُجِيبُ

الرُّقَىٰ

مِن

طُولِ إِطْراقٍ وإِسْباتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

494 ، حديث أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة .

مَشَىٰ ٱبنُ الزُّبَيْرِ

القَهْقَرَىٰ وتَقَدَّمَتْ

أُمَيَّةُ

حتّىٰ أحْرَزُوا القَصَباتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

345 ، حديث عبد الله بن عبّاس ،

عبد الله بن الزَّبير الأسدي .

الغريبين 5 / 1514 ، ق د م .

الفائق 1 / 336 ، حرف الحاء -

الحاء مع الواو ، عبد الله بن الزَّبير

الأسدي .

رَحِمَ اللهُ أعْظُمَاً

دَفَنُوها

بِسِجِسْتانَ

طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ

الغريبين 6 / 1853 ، وفيه :

« نَضَّر الله » . وقال : « رواه الأصمعي

بالتشديد » أي تشديد « نَضَّر » . وقال :

« ورواه أبو عبيدة بالتخفيف » أي

« نَضَر » .

المجموع المغيث 2 / 361 ، ط ل ح ،

« طلحة الطلحات » فقط .

النهاية 3 / 131 ، ط ل ح .

فَهُنّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها

جُنْحُ

النَّواصي نَحْوَ ألوِياتِها

كالطَّيْرِ تَبْقِي

مُتَداوِماتِها

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

141 ، أحاديث معاذ بن جبل ، أنشد

الأَحمر في نعت الخيل . زاد في نسخة

ل : « ويروىٰ : امتيارياتها » .

الفائق 1 / 124 ، حرف الباء -

الباء

مع القاف .

حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ

والمُصَلَّىٰ

وأعْناقِ

الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ

الغريبين 6 / 1921 ، ه- د ي .

عِظامُ مَقِيلِ الهامِ غُلْبٌ

رِقابُها

يُباكِرْنَ

جَرْعَ الماءِ في السَّبَراتِ

ص: 166

مَهارِيسُ يُروِي رِسْلُها

ضَيفَ أهْلِها

إِذا

النارُ أبْدَت أوْجُهَ الخَفِراتِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

184 ، س ر ب ، الحطيئة يذكر إبله

وكثرة شحومها .

الفائق 2 / 145 ، حرف السين -

السين مع الباء ، الحطيئة ، البيت الأوّل ،

وفيه : « يباكرن حَدَّ الماءِ » .

فاجتالها بِشفرتي مِبراتِهْ

=

بينا الفتىٰ يخبط في غيساتِهْ

لَعَمْرِي لَقَدْ جَرَّبْتُكُمْ

فَوَجَدْتُكُمْ

قِباحَ

الوُجُوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

450 ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

الحطيئة .

ألا إِنَّ قَوْمِي لا تُلَطُّ

قُدُورُهُمْ

ولكِنَّها

يُوقَدْنَ بِالعَذِراتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 198 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 23 ، أنشد الزيادي عن

زيد بن كثوة العنبريّ .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 244 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، وفيه : « توقَدنَ » .

أيا أُمَّ عَمْرٍو مَن يَكُنْ

عُقْرَ دارِهِ

جَواءُ

عَدِيٍّ يَأْكُلِ الحَشَراتِ

ويَسْوَدُّ من لَفْحِ

السَّمُومِ جَبِينُهُ

ويَعْرَ

وإِن كانُوا ذَوِي بَكَراتِ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 283 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الثاني عشر - ح ش ر ، وفيه :

« وتَسوّد » .

وما ٱتَّخَذْتُ صَداماً

لِلمُكُوثِ بها

وما

انْتَقَشْتُكَ إِلّا لِلوَصَرّاتِ

الغريبين 6 / 1879 ، ن ق ش .

وكرّره 6 / 2004 ، وص ر .

الفائق 4 / 65 ، حرف الواو -

الواو

مع الصاد ، وفيه : « صَراماً . . . وما

انتقثتُكَ » .

إِذا النارُ أبْدَت أوْجُهَ

الخَفِراتِ

=

يُباكِرْنَ جَرْعَ الماءِ في السَّبَراتِ

إذ صعد الدهر إلىٰ عفراتِهْ

=

بينا الفتىٰ يخبط في غيساتِهْ

ويَعْرَ وإِن كانُوا ذَوِي

بَكَراتِ

=

جَواءُ عَدِيٍّ يَأْكُلِ الحَشَراتِ

ص: 167

بَيْنا الفَتَىٰ يَخْبِطُ في غَيْساتِهْ

إِذْ

صَعَدَ الدَّهْرُ إلىٰ عِفْراتِهْ

فَاجْتالَها بِشَفْرَتَيْ

مِبْراتِهْ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 196 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الخامس - ع ف ر ، جندل .

وحَطَّ المِنْقَرِيُّ بِها

فَخَرَّتْ

علىٰ

أُمّ القَفا واللَّيلُ عاتِ

الغريبين 4 / 1227 ، ع ت ا ، جرير

.

صَوادٍ يَنْتَظِرْنَ الوِرْدَ

مِنهُ

علىٰ

ما يَرْتَئِي مُتَتابِعاتِ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

769 ، غريب ما روىٰ الموالي - حديث

زيد بن حارثة - ر أ ى ، الشمّاخ .

هيهاتِ حَجر من صنيبعاتِ

=

يصبحن بالقفر أتاويّاتِ

فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ

قَرِيبٌ

وإِنَّكِ

بِالمَلَامَةِ لَن تُفاتِي

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

229 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، معن بن

أوس يعاتب امرأته .

أنِخْ بِفِناءِ أشْدَقَ مِن

عَدِيٍّ

ومن

جَرْمٍ وَهُمْ أهْلُ التَّفاتِي

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 449 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الطرمّاح .

الغريبين 5 / 1411 ، ف ت ى ،

الطرمّاح .

الفائق 3 / 87 ، حرف الفاء -

الفاء

مع التاء ، الطرمّاح .

إِذا شِئتَ أن تَحْيا فَمُتْ عن

عَلائِقٍ

من

الحِسِّ خَمْسٍ ثمّ عن مُدْرَكاتِها

وقابِل بِعَينِ النَّفْسِ

مِرآةَ عَقْلِها

فتِلكَ

حَياةُ النَّفْسِ بَعدَ مَماتِها

مجمع البحرين 4 / 116 - 117 ،

ن ف س .

ذات ٱنْتِباذٍ عن الحادي إِذا

بَرَكَتْ

خَوَّتْ

علىٰ ثَفِناتٍ مُحْزَئِلّاتِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

152 ، أحاديث أبي الدرداء ، شاعر

يصف ناقة .

ذوات آذان وجمجماتِ

=

ما إن رأيت من مغنياتِ

ص: 168

أصبر منهن علىٰ الصماتِ

=

ما إن رأيت من مغنياتِ

فتلك حياة النفس بعد مماتِها

=

من الحسّ خمس ثم عن مُدرَكاتِها

فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فَقَد

تَفانَوا

ونَفْسَكَ

فَابْكِها قَبلَ المَماتِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

235 ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر

الرواة والمحدّثين ملحونة .

كالطير تبقي متداوِماتِها

=

فهنّ يعلكن حدائداتِها

وأكْرَهُ أن يَعِيبَ عَلَيَّ

قَوْمِي

هِجائِي

الأَرْذَلينَ ذَوي الحِناتِ

الفائق 1 / 27 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع الحاء ، الطرمّاح .

في شَبابٍ يُحِبُّهُمْ مَن

عَراهُمْ

يَدْفَعُونَ

المَكْرُوهَ بِالحَسَناتِ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 208 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث السادس - ع ت ر ، أبو دؤاد .

يمْشِي إلىٰ رِواءِ عاطِناتِها

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 412 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عمر بن لجأ .

بِهَمْهَمَةٍ يُرَدِّدُها

حَشاهُ

قَمِينٌ

أن تَتِمَّ علىٰ اللَّهاةِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 461 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع والعشرون -

ق م ن ، الشمّاخ .

هيهاتِ من مَصبحها هيهاتِ

=

يُصبحن بالقفرِ أتاويّاتِ

المُطْعِمُونَ الطَّعامَ في

سَنَةِ ال-

أزْمَةِ

والفاعِلُونَ للزَّكَواتِ

المجموع المغيث 2 / 23 ، ز ك ا ،

سورة المؤمنون 23 : 4 ، أُميّة بن

أبي الصلت .

الفائق 2 / 119 ، حرف الزاي -

الزاي مع الكاف ، أُميّة بن أبي الصلت .

وأشْعَثَ في العِمامةِ غَيرِ

رَغْلٍ

قَدِيمٍ

عَهْدُهُ بِالفالِياتِ

ص: 169

غريب الحديث - للحربي - 2 / 589 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث السابع والأربعون - ش ع ث .

ما إِن رَأيتُ مِن مُغَنِّياتِ

ذَواتِ

آذان وجُمْجُماتِ

أصْبَرَ منهنَّ علىٰ الصُّماتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 657 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أنشد الأَصمعيّ

لراجز يصف إِبلاً .

ومَنزلٍ مِن هَوَىٰ جُمْلٍ

نزلتُ بهِ

مَئِنَّةٍ

مِن مَراصِيدِ المَنِيّاتِ

الفائق 1 / 63 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع النون .

يُصبِحنَ بِالقَفْرِ أتاوِيّاتِ

هيهاتِ

من مُصْبَحها هَيهاتِ

هيهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبعاتِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

414 - 415 ، حديث عثمان بن عفّان ،

أبو الجرّاح العقيليّ يصف الإِبل أنّها

قطعت بلاداً حتّىٰ صارت في القِفار .

الفائق 1 / 21 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع التاء ، وفيه : « عن مصبحها » .

جُنْحُ النَّواصي نَحْوَ ألوِياتِها

=

فَهُنّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها

من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

مُقَيِّظٌ

مُصَيِّفٌ مُشَتّي

جَعَلْتُهُ مِن نَعَجَاتٍ سِتِّ

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 251 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، بعض

الأعراب ، البيت الأوّل والثاني .

الفائق 3 / 172 ، حرف القاف -

القاف مع الراء ، البيت الأوّل والثاني .

غريب الحديث - لابن الجوزي -

1 / 52 ، كتاب الباء - الباء مع التاء .

علىٰ حيازيمي وعضت لبّتي

=

وحالت اللأواء دون نشغتي

بعد خداريّ أثيثِ النبتِ

=

أأن رأيت هامتي كالطستِ

وإِنّا مَسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ

الصَّبا

وإِنّا

مَسامِيحٌ إِذا الإِيرُ هَبَّتِ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

775 ، غريب ما روىٰ الموالي - حديث

زيد بن حارثة .

ص: 170

يا ليلةً مِن طُولِها وعَنائِها

علىٰ

أنَّها من دارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ

النهاية 2 / 139 ، حرف الدال -

باب

الدال مع الواو - د و ر .

إذ ردّها بكيده فارتدّتِ

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

ولكِنَّها الخَمْرُ تُكْنَىٰ

الطَّلا

كما

الذِئْبُ يُكْنَىٰ أبا جَعْدَةِ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

177 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، عبيد بن

الأبرص .

المجموع المغيث 2 / 366 ، ط ل ا ،

عبيد بن الأبرص ، وفيه : « هي الخمر

صرفاً وتكنىٰ » .

إلىٰ أمار وأمار مدّتي

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

ماء الشباب عنفوان شِرَّتِه

=

رأت غلاماً قد صرىٰ في فقرتِه

ظَلِلْتُ كأَنِّي لِلرِماحِ

دَرِيئَةٌ

أُقاتِلُ

عن أبْناءِ جَرْمٍ وفَرَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 334 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عمرو بن معديكرب .

المجموع المغيث 1 / 647 ، د ر أ ،

صدره ، عمرو بن معديكرب .

أصبح قوم يحفرون حفرتِي

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

وجاشَتْ إِليَّ النَّفْسُ

أوَّلَ مَرَّةٍ

فَرُدَّت

علىٰ مَكْرُوهِها فاسْتَقَرَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 338 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وَحَىٰ لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ

الغريبين 6 / 1979 ، و ح ى ،

العجّاج .

رَأتْ غُلاماً قد صَرَىٰ في فِقْرَتِهْ

ماءُ

الشَّبابِ عُنْفُوانَ شِرَّتِهْ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

241 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الأَغلب .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 199 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

ص: 171

الفائق 2 / 234 ، حرف الشين -

الشين مع الراء .

لَعَمْرِي لَنِعْمَتْ غَزْوَةُ

الجُنْدِ غَزْوَةً

قَضَتْ

نَحْبَها من نَيْزَكٍ فاسْتَمَرَّتِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 396 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث العشرون - ن ح ب ،

عجزه .

جَعَلْتُهُ مِن نَعَجَاتٍ سِتِّ

=

من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

أأنْ رَأيْتِ هامَتِي كالطَّسْتِ

بعدَ

خُدارِيٍّ أثِيثِ النَّبْتِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 675 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثاني والستّون -

خ د ر .

مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتّي

=

من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

لا غَرْوَ إِلّا أكْلَةٌ بِهَمْطَةِ

النهاية 3 / 364 ، غ ر ا ، في

حديث

خالد بن عبد الله .

وحالَتِ اللَّأْواءُ دُونَ نَشْغَتي

علىٰ

حَيازِيمِي وعَضَّتْ لَبَّتي

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

735 ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة

يذكرونها ولا أعرف صاحبها ، العجاج ،

البيت الأَوّل .

غريب الحديث - للحربي -

2 / 477 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الاثنان والثلاثون -

ح ز م .

إِلا بتقحيم النجاءِ الكفتِ

=

ما في انطلاق ركبه من أمتِ

أربَعْ علىٰ القَبْرِ بِظَهْرِ

الكُوفَةِ

وقل

لِكُوفان شَبِيهِ الجَنَّةِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

188 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

أنشد العَطّافيّ .

أو أدركت بالجهدِ ما قد ألَّتِ

=

أو عظة إن نفس حرّ بلّتِ

ولو خَرجَ الدَّجّالُ يَنشُدُ

دِينَهُ

لَزافَتْ

تَمِيمٌ حَولَهُ وٱحْزَألَّتِ

ص: 172

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

368 ، حديث زيد بن ثابت ، الطرمّاح .

الفائق 1 / 279 ، حرف الحاء -

الحاء

مع الزاي ، الطرمّاح .

أو عِظَةٌ إِن نَفْسُ حُرٍّ بَلَّتِ

أو

أدْرَكَتْ بِالجَهْدِ ما قد ألَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 518 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، العجّاج .

وجنّ اللواتي قلن عزّة جَلَّتِ

=

وجنّ اللواتي قلن عزّة جُنّتِ

عفر وثيران الصريم جلّتِ

=

كأنّما نجومها إِذ ولَّتِ

زَعَمَتْ تُماضِرُ أنَّنِي

إِمّا أمُتْ

يَسْدُدْ

أُبَيْنُوها الأَصاغِرُ خَلَّتِي

المجموع المغيث 1 / 21 ، أ ب ن ،

عجزه ، في كتاب الحماسة .

وإِنّي وإن صَدَّت لَمُثْنٍ

وصادِقٌ

عَلَيها

بِما كانَت إِلَينا أزَلَّتِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

15 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، كثير . قال

أبو عبيد : ويروىٰ : « لدينا

أزلتِ » .

بِأَيْدِي رِجالٍ لم يَشِيمُوا

سُيُوفَهُمْ

ولم

يُكْثِرُوا القَتْلَىٰ بها حين سُلَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 5 ،

حديث أبي بكر ، الفرزدق .

الفائق 2 / 274 ، حرف الشين -

الشين مع الياء ، الفرزدق ، وفيه : « ولم

تَكثُر » .

أخَفْجاً إِذا ما كُنتَ في

الحيِّ آمِناً

وجُبْناً

إِذا ما المَشْرفيَّةُ سُلَّتِ

الفائق 3 / 301 ، حرف اللام -

اللام

مع الباء .

فَشاوِل بِقَيْسٍ في الطِرادِ

ولا تَكُنْ

أخاها

إِذا ما المَشرِفِيّةُ سُلَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 230 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أنشدنيه أبو عمر .

مَن مُبْلِغٌ رَأْسَ العَصا

أنَّ بَيْنَنَا

ضَغائِن

لا تُنْسَىٰ وإِن هِيَ سُلَّتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

537 ، حديث الأحنف بن قيس ، أحد

الشعراء قاله في عمر بن هبيرة .

ص: 173

مُرَوَّلُ النَّعْظِ بَطِيءُ السَّلَّةِ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

789 ، غريب ما روىٰ الموالي - حديث

زيد بن حارثة - أ و ر ى .

ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ

خَفّاقَةِ الحَشا

مُنَعَّمَّةٍ

كالرِيمِ طابَتْ وطَلَّتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

572 ، حديث زياد بن أبيه .

ولو أنَّ يربُوعاً يُزقَّقُ

مَسْكَهُ

إِذاً

نَهلت منه تَمِيمٌ وعَلَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

351 ، حديث سلمان الفارسي ،

الطرمّاح .

فَلا حَمَلَتْ بعدَ

الفَرَزْدَقِ حُرَّةٌ

ولا

ذاتُ بَعْلٍ من نِفاسٍ تَعَلَّتِ

الفائق 3 / 24 ، حرف العين -

العين

مع اللام ، جرير .

بني أسدٍ إِن تَقْتُلُوني

تُحارِبُوا

تَمِيماً

إِذا الحَرْبُ العَوانُ اشْمَعلَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

211 ، حديث الزبير بن العوام .

صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلّا

بَخِيلَةً

فَمَن

مَلَّ منها ذلك الوَصْلَ مَلَّتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

465 ، حديث أُم المؤمنين عائشة ، كثيّر

وذكر امرأة .

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 331 ، حديث حذيفة بن اليمان ،

كثيّر .

الغريبين 4 / 1081 ، ص ف ح ،

كثيّر .

كأَنَّما نُجُومُها إِذ وَلَّتِ

عُفْرٌ

وثِيرانُ الصَّرِيمِ جَلَّتِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 128 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ج ل .

فاصبر علىٰ الداء الدويّ أو متِ

=

إِنّك لا تشكو إلىٰ مصمّتِ

ما في ٱنْطِلاقِ رَكْبِهِ مِن أمْتِ

إِلّا

بِتَقْحِيمِ النَّجاءِ الكَفْتِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 216 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السابع - ك ف ت .

ص: 174

تَأَرَّض أخْفافُ المُناخَةِ

منهما

مكانَ

التي قد بُعِثَتْ فازْلأَمَّتِ

الفائق 2 / 40 ، حرف الراء -

الراء

مع الجيم ، كثيّر ، وفيه : « بَعُدَت » .

ولِلأَرْضِ أمّا سُودُها

فَتَجَلَّلَتْ

بَياضاً

وأمّا بِيضُها فادْهَأَمَّتِ

الفائق 2 / 40 ، حرف الراء -

الراء

مع الجيم ، كثيّر .

زَعَمَ العَواذِلُ أنَّ ناقةَ جُنْدُبٍ

بجَبُوبِ

خَبْتٍ عُرِّيَتْ وأجمَّتِ

الفائق 1 / 210 ، حرف الجيم -

الجيم مع الزاي ، جندب .

علىٰ الّذين أسلموا وسمّتِ

=

هو الذي أنعم نعمىٰ عمّتِ

فسرّ ودادي وساء شمّتِي

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

إِنَّكَ لا تَشْكُو إلىٰ مُصَمِّتِ

فاصْبِرْ

علىٰ الدّاءِ الدَّوِيِّ أو مُتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

616 ، حديث عمر بن الخطّاب ، قال

الراجز لجمله .

هو الذي أنْعَمَ نُعْمَىٰ عَمَّتِ

علىٰ

الّذين أسلموا وسَمَّتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 3 /

673 ، حديث الزهري محمد بن مسلم

ابن عبد الله ، العجّاج .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 579 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، العجّاج .

المجموع المغيث 2 / 130 ، س م م .

الفائق 2 / 200 ، حرف السين -

السين مع الميم ، العجّاج .

وسبلاتي وبجنبي لِمَّتي

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

بنو بنيّ وبنات لابنتِي

=

وأخذ الموت بجنبي لحيتي

أصابَ الرَّدَىٰ مَن كان

يَهْوَىٰ لكِ الرَّدَىٰ

وجُنَّ

اللّواتِي قُلْنَ عَزَّةُ جُنَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 557 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، كثيّر . « وكان الرياشي

يرويه : وجُنَّ اللواتي قُلنَ عَزَّةَ جَلَّتِ .

ص: 175

وسائر الناس يروونه : وجُنَّ

اللواتي قُلنَ

عَزَّةَ جُنَّتِ » .

وكرّره 2 / 121 ، حديث عمر بن

الخطّاب ، كثيّر ، برواية الرياشي .

وقال : « ويروىٰ : جُنَّتِ » .

الغريبين 1 / 395 ، ج ل ل ، كثيّر

،

عجزه ، وفيه : « جَلَّتِ » أي أسَنَّت .

الفائق 1 / 227 ، حرف الجيم -

الجيم مع اللام ، كثيّر ، عجزه ، وفيه :

« جَلَّتِ » .

فَدَقَّتْ وجَلَّتْ وٱسْبَطَرَّتْ

وأُكْمِلَتْ

فلو

جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 613 ، حديث الحسن البصري ،

الشنفري في امرأة .

غريب الحديث - للخطّابي -

3 / 210 ، مقطّعات من الحديث

بلا طرق .

المجموع المغيث 1 / 366 ، ج ن ن ،

الشنفري ، عجزه .

النهاية 1 / 309 ، ج ن ن ،

الشنفري ،

عجزه .

وقل لِكُوفان شَبِيهِ الجَنَّةِ

=

اربَعْ علىٰ القَبْرِ بِظَهْرِ الكُوفَةِ

ألا قاتَلَ اللهُ الحَمامَةَ

غُدْوَةً

علىٰ

الغُصْنِ ماذا هَيَّجَتْ حِينَ غَنَّتِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 227 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وكرّره 1 / 656 ، تفسير غريب

حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، المجنون .

الغريبين 3 / 867 ، س ج د ، أنشد

أبو حاتم .

سُقْيا مُجَلْجِلَةٍ يَنْهَلُّ

وابِلُها

من

باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ مَهْبُوتِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

525 ، حديث معاوية بن أبي سفيان .

وقال : « ويروىٰ : مهتوت ، بتاءين ، أي

مصبوب » .

من باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ

مَهتوتِ

=

من باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ مَهْبُوتِ

ورَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها

نِضْوَتي

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

469 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث أُمّ معبد .

الغريبين 3 / 792 ، ر و ض .

ص: 176

إِلّا ٱرْتِعاصاً كارْتِعاصِ

الحَيَّةِ

الغريبين 3 / 752 ، ر ع ص .

وأخَذَ المَوْتُ بِجَنْبَيْ لِحْيَتي

وسَبَلاتِي

وبِجْنَبي لِمَّتي

أصبحَ قَوْمٌ يَحْفِرُون

حُفْرَتِي

يَدْعُونَ

باسمي وتَناسَوا كُنْيَتي

بَنُو بَنِيَّ وبَناتٌ

لابْنَتِي

فَسَرَّ

وُدّادِي وساءَ شُمَّتِي

إِذ رَدَّها بِكَيْدِهِ

فَارْتَدَّتِ

إلىٰ

أمارٍ وأمارٌ مُدَّتي

غريب الحديث - للحربي - 1 / 94 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الثاني - م ر ، العجّاج في

مرض كان مَرِضه فلمّا برأ قاله .

وفي سبيل الله ما لقيتِ

=

هل أنت إِلا إصبع دميتِ

هذا حِمامُ المَوْتِ قد صَلِيتِ

المجموع المغيث 1 / 502 ، ح م م ،

عبد الله بن رواحة .

النهاية 1 / 446 ، ح م م ، ابن

رواحة

في غزوة مؤتة .

هل أنتِ إِلّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ

وفي

سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 452 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث .

المجموع المغيث 1 / 737 ، ر ج ز .

الفائق 2 / 57 ، حرف الراء -

الراء

مع السين .

النهاية 2 / 199 ، ر ج ز .

= أنا النبي لا كذبْ

يَدْعُونَ باسمي وتَناسَوا كُنْيَتي

=

وأخَذَ المَوْتُ بِجَنْبَيْ لِحْيَتي

ص: 177

الباب الرابع قافية الثاء

الفصل الأوّل قافية الثاء الساكنة

خبيثة من أخبث الخبائثْ

=

إنا وجدنا زفر بن الحارثْ

في هذه الهنات والهنابثْ

=

إنا وجدنا زفر بن الحارثْ

بالجار يعلق حبله ضبس شبثْ

=

ليس بقسّاس ولا نمّ نجثْ

ليس بِقَسّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ

ولا

بِجَوّاظِ العَشِيّاتِ مَغِثْ

بالجارِ يَعْلَقْ حَبْلُهُ ضَبْسٌ

شَبِثْ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 257 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 1 ، قال الأَصمعيّ في

رجز له يصف رجلاً .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 317 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، البيت الأوّل والثاني ،

الأَصمعيّ في أُرجوزته .

حولك بقّيرىٰ الوليد المنتحثْ

=

كأن أثار الظرابي تنتقثْ

تراب ما هال عليك المجتدثْ

=

كأن أثار الظرابي تنتقثْ

يشكي بِعِيٍّ وَهُوَ البَلْغُ

الحَدَثْ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 439 ، حديث عبد الله بن الزبير ،

الأَصمعيّ في رجزه .

إِنّا وَجَدْنا زُفَرَ بنَ الحارِثْ

في

هذهِ الهَناتِ والهَنابِثْ

خَبِيثَةً من أخْبَثِ

الخَبائِثْ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

ص: 178

534 ، حديث معاوية بن أبي سفيان .

فاجأني ذئب به داءُ الغرثْ

=

لمّا وسطتُ القفر في جنح الملثْ

ولا بِجَوّاظِ العَشِيّاتِ مَغِثْ

=

ليس بِقَسّاسٍ ولا نَمّ نَجِثْ

وقد قضيت النسك عنّي والتفثْ

=

لمّا وسطتُ القفر في جنح الملثْ

كأَنَّ أثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ

حَولَك

بُقَّيْرَىٰ الوَلِيدِ المُنْتَحِثْ

تُرابُ ما هالَ عَليكَ

المُجْتَدِثْ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 380 ، ألفاظ من أحاديث

المولد والمبعث ، قال الأَصمعيّ في

رجزه .

ولثاً يؤرب محصاً لا ينتكثْ

=

يحمل برّ المؤتلي متىٰ يلثْ

لمّا وَسَطْتُ القَفْرَ في جنحِ المَلَثْ

وقد

قَضَيْتُ النُّسْكَ عَنِّي والتَّفَثْ

فاجَأَنِي ذِئبٌ به داءُ

الغَرَثْ

الفائق 3 / 28 ، حرف العين -

العين

مع الميم ، الأَغلب .

يحمل برَّ المُؤْتَلِي متى يَلِثْ

وَلْثاً

يُؤَرِّبْ محصاً لا يَنْتَكِثْ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

620 ، حديث محمّد بن سيرين ، قال

الأَصمعيّ في رجز له وذكر بعيراً عليه

رجل حاجّ .

ص: 179

الفصل الثاني قافية الثاء المفتوحة

تبالوا خلائقهم واحتراثا

=

عرفت خلائق مني ثلاثا

وذِفْرَىٰ ككاهِلِ ذِيخِ

الخَلِيفِ

أصابَ

فَرِيقةَ لَيلٍ فَعاثا

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

236 ، ألفاظ تعرض في أبواب الفقه

مختلفة - السباع ، كثيّر وذكر ناقة .

وكرّره 1 / 460 ، ألفاظ من

أحاديث المولد والمبعث ، كثيّر يذكر

ناقة .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 558 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، كثيّر يصف ناقة .

الفائق 3 / 99 ، حرف الفاء -

الفاء

مع الراء ، كثيّر ، عجزه .

[ بأيهٍ أنِّي ] إذا ما ذكرت

عرفت

خلائقَ منّي ثَلاثا

عفافاً ومَجداً إذا ما الرِجا

لُ

تَبالَوا خَلائِقَهُمْ وٱحْتِراثا

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 287 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 16 ، كثيّر .

وكرّرهما 2 / 385 - 386 ، حديث

عبد الله بن عمرو بن العاص ، كثيّر .

ص: 180

الفصل الثالث قافية الثاء المضمومة

وأُمراء أفْسَدُوا وعاثُوا

وعَثْعَثُوا

فكَثُرَ العَثْعاثُ

الفائق 2 / 393 ، حرف العين -

العين مع الثاء ، العجّاج .

وعَثْعَثُوا فكَثُرَ العَثْعاثُ

=

وأُمراء أفْسَدُوا وعاثُوا

وكنتُ لمّا تُلْهِني الهَنابِثُ

الغريبين

6 / 1945 ، ه ن ب ث ، رؤبة.

فإن حَفَروا بِئري حَفَرتُ

بِئارَهُم

وإِن

بَحَثُوا عَنِّي ففيهِم مَباحِثُ

الفائق 4 / 90 ، حرف الهاء -

الهاء

مع الباء ، أبو العتاهية .

نحن إذاً في الهيّبان نبحثُ

=

أكلّ يوم شاعر مستحدثُ

أكُلَّ يومٍ شاعِرٌ مُسْتَحْدَثُ

نحنُ

إِذاً في الهَيَّبانِ نَبْحَثُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

336 ، حديث أبي الدرداء عويمر بن

مالك .

ومَن يَعْمَ عن أدْنَىٰ

الأُمُورِ يَجِدْ لَهُ

أقاصِيَها

وَعْثاءَ والوَعْثُ أبْعَثُ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 732 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الواحد والسبعون -

ع ث .

فما ثنىٰ يرغث منك الرّاغِثُ

=

أرجوك إِذ أغبط دين والثُ

أرجوك إِذ أغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ

=

فما ثَنَىٰ يَرْغَث منك الرّاغِثُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 619 ، حديث محمّد بن سيرين ،

رؤبة .

ص: 181

الفصل الرابع قافية الثاء المكسورة

قنْفُذُ لَيلٍ دائِمُ

التَّبْحاثِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

440 ، حديث عبد الله بن الزبير .

كم عَمَّةٍ لك يا خُلَيدُ

وخالةٍ

خُضْرٍ

نَواجِذُها من الكُرّاثِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

373 ، حديث زيد بن ثابت ، جرير .

بِمالِيَ أو عَبث العابِثِ

= وأُوثِرُ نَفْسِي علىٰ

الوارِثِ

سَأُفْرِشُ نَفْسِي التي

خُوِّلَتْ

وأُوثِرُ

نَفْسِي علىٰ الوارِثِ

أُبادِرُ إنْفاقَ مُسْتَحْمَدٍ

بِمالِيَ

أو عَبث العابِثِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

145 ، حديث عمر بن عبد العزيز ،

عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن

مسعود .

ص: 182

الباب الخامس قافية الجيم

الفصل الأوّل قافية الجيم السّاكنة

يا حَبَّذا القَمْراءُ واللَّيلُ السّاجْ

وطُرُقٌ

مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 189 ، حديث أبي ذر جندب بن

جنادة الغفاريّ .

وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ

=

يا حَبَّذا القَمْراءُ واللَّيلُ السّاجْ

فلا يزال راكِبٌ يأتيك بجْ

=

يا ربّ إن كنت قبلت حجّتجْ

يا ربِّ إِن كنتُ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ

=

فلا يزالُ راكِبٌ يأتِيكَ بِجْ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

253 ، حديث عبد الله بن مسعود .

وكرّر البيت الثاني 2 / 485 ،

حديث

عمرو بن العاص ، وفيه : « فلا يزال

شاخِرٌ » .

نَضْحَ السُّقاةِ بِصُباباتِ

الدِلا

ساعةَ

لا يَنْفَعُها منه وَحَجْ

تَفادِياً من فَلَتان عابِسٍ

قد

كُدِّحَ اللَّحْيانِ منه والوَدَجْ

الفائق 4 / 45 ، حرف الواو -

الواو

مع الجيم ، حميد بن ثور ، وفي

ديوانه : « من فَلَتاتِ » .

قد كُدِّحَ اللَّحْيانِ منه

والوَدَجْ

=

ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَحَجْ

وإن تَجُع تأكل عتوداً أو بَذَجْ

=

قد هلكت جارتُنا من الهمجْ

مروق في الريح متلول الشرجْ

=

كأنه بالبيد لمّا أن دمجْ

ص: 183

نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ونَرْجُو

بِالفَرَجْ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 349

،

حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك .

المجموع المغيث 1 / 575 ، خ ز م .

يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ فإِذا

وَنَت

الخَيْلُ من الشَّدِّ مَعَجْ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

526 ، حديث معاوية بن أبي سفيان .

إِذا كَوَيتَ كَيَّةً فَأَنْضِجْ

تُشْفَ

بِها الدّاءُ ولا تُلَهْوِجْ

المجموع المغيث 3 / 90 ، ك و ى .

غادَرَهُ بينَ حِفافَيْ شاهِقٍ

في

ظِلِّ حَجْلاوَيْن سَيْلٌ مُعْتَلِجْ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 66 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

حميد بن ثور .

كأَنَّهُ بِالبِيدِ لَمّا أن دَمَجْ

مُرَوَّقٌ

في الرِيحِ مَتْلُولُ الشَّرَجْ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 388

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

حميد بن ثور يصف الظليم .

قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ

وإِنْ

تَجُعْ تَأْكُلْ عَتُوداً أو بَذَجْ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

165 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 360

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وكرّرهما 3 / 167 ، حديث عبد الله

ابن مروان .

إِمّا تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

ضاحَت

عِظامِي عن لَقِيٍّ مفروجْ

فقد شَهِدْتُ اللَّهْوَ غَيرَ

التَّزْلِيجْ

الفائق 2 / 333 ، حرف الضاد -

الضاد مع الحاء ، وفيه : « لَقىٰ » .

ضاحَت عِظامِي عن لَقيٍّ مفروجْ

=

إِمّا تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

تُشْفَ بِها الدّاءُ ولا تُلَهْوِجْ

=

إِذا كَوَيتَ كَيَّةً فَأَنْضِجْ

فقد شَهِدْتُ اللَّهْوَ غَيرَ التَّزْلِيجْ

إِمّا

تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

ص: 184

الفصل الثاني قافية الجيم المفتوحة

حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

ومَلَأَتْ

حُلّابُها الخَلانِجا

مِنها وثَمُّوا الأَوْطُبَ

النَّواشِجا

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

404 ، أحاديث عروة بن الزبير ، هميان

ابن قحافة يذكر الإِبل وألبانها .

وٱتَّخَذَتهُ النّائِجاتُ

مَنْأَجا

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

201 ، مقطعات من الحديث بلا طرق ،

العجّاج .

وصاحبٍ غَيرِ ذي ظِلٍّ ولا

نَفَسٍ

هَيَّجْتُهُ

بِسَواءِ البِيدِ فاهْتاجا

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

25 ، حديث أبي بكر .

غَذَوْتُ لها تِلادَ الحُبِّ

حتّىٰ

نَما

في الصَّدْرِ وٱرْتَعَجَ ٱرْتِعاجا

الفائق 2 / 67 ، حرف الراء -

الراء

مع العين ، ٱبن هرمة .

فإنَّكَ كالقَرِيحَةِ كادَ

تُمْهَىٰ

شَرُوبُ

الماءِ ثم تَعُودُ ماجا

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 470 ، حديث عبد الله بن عبّاس ،

ابن هرمة .

فَقَدْ لَجِجْنا في هَواكِ

لَجَجا

غريب الحديث - للحربي -

1 / 138 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج .

إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها

هَجَّجا

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1095 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ عمّار - الحديث الرابع - ه- ج ا .

كأنه مسرول أرندجا

=

وكلّ عيناء تزجّي بحزجا

تدعو بذاك الدججانَ الدارجا

=

باتت تداعىٰ قرباً أفايجا

ص: 185

ولم تَحَرَّجْ كُرْهَ مَن تَحَرَّجا

وَلَبِسَتْ

لِلشَّرِ جُلَّاً أخْرَجا

غريب الحديث - للحربي -

1 / 240 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع - ح ر ج .

وَلَبِسَتْ لِلشَّرِ جُلَّاً أخْرَجا

=

ولم تَحَرَّجْ كُرْهَ مَن تَحَرَّجا

وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

الفائق 2 / 58 ، حرف الراء -

الراء

مع السين ، العجّاج يصف أنفه .

رَعَىٰ بها مَرْجَ رَبِيعٍ

مُمْرِجا

المجموع المغيث 3 / 197 ،

م ر ج .

طِراباً له كل طوال أهرجا

=

صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ أهْوَجا

يا رَبِّ مَن دَلَّسَ فَلْساً بَهْرَجا

يَأْخُذُهُ

مِمَّن يَراهُ أحْوَجا

فاقْذِفْ بهِ في النّارِ حتّىٰ

يَنْضَجا

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

225 ، حديث سعد بن أبي وقّاص ،

أعرابية باعت غزلاً لها فدُلِّس

عليها

درهم فقالت .

غَمْر الأَجارِيّ مِسَحّاً مِهْرَجا

=

صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ أهْوَجا

ورَهِبَاً مِن حَنْذِهِ أن

يَهْرِجا

غريب الحديث - للحربي -

2 / 472 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الأحد والثلاثون -

ح ن ذ .

وكُلَّ عَيْناءَ تُزَجِّي بَحْزَجا

كأَنَّهُ

مُسَرْوَلٌ أرَنْدَجا

في نَعَجاتٍ من بَياضٍ نَعَجا

غريب الحديث - للحربي -

2 / 532 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السابع والثلاثون -

ن ع ج .

ما هاجَ أحْزاناً وشَجْوَاً قد شَجا

من

طَلَلٍ كَالأَتْحَمِيِّ أنْهَجا

غريب الحديث - للحربي -

2 / 503 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الرابع والثلاثون -

ن ه- ج .

ص: 186

مِنها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

=

حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

فاقْذِفْ بهِ في النّارِ حتّىٰ يَنْضَجا

=

يا رَبِّ مَن دَلَّسَ فَلْساً بَهْرَجا

حتّىٰ تَرَىٰ أعناقَ لَيلٍ

أدْعَجا

الفائق 1 / 426 ، حرف الدال -

الدال مع العين .

سَحَّاً أهاضِيبَ وبَرقاً

مُرْعَجا

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 532 ، تفسير أحاديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات -

حديث لقيط بن عامر وافد بني

المنتفق ، العجّاج .

لَأَقْحَمَ الفارِسَ عنهُ

زَعَجا

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1086 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عمّار - الحديث الثاني -

ز ع ج .

غمر الأجاريّ مسحّاً ممعجا

=

صرنا إلىٰ كلّ طوال أهوجا

في نَعَجاتٍ من بَياضٍ نَعَجا

=

وكُلُّ عَيْناءَ تُزَجِّي بَحْزَجا

مأدُ الشبابِ عيشَها المخرفجا

=

غرّاء سوّىٰ خَلقَها الخبرنجا

حتّىٰ تَرَىٰ أعْناقَ صُبْحٍ

أبْلَجا

تَسُورُ

في أعجازِ ليلٍ أدْعَجا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 377 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

المجموع المغيث 1 / 657 ، د ع ج ،

البيت الثاني ، وفيه : « يَسِير في » .

تُواضِخُ التَّقْرِيبَ قِلْواً

مِحْلَجا

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 430 ، حديث المغيرة بن شعبة ،

العجّاج .

الفائق 1 / 311 ، حرف الحاء -

الحاء مع اللام ، العجّاج .

أمَرَّ مِنها قَصَباً خَدَلَّجا

لا

قَفِراً غُسّاً ولا مُهَيَّجا

غريب الحديث - للحربي - 2 / 370 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

ص: 187

الحديث السابع عشر - ق ف ر .

وكرّرهما 574 ، غريب حديث

عبد الله بن عبّاس - الحديث الخامس

والأربعون - س م ك .

لما رَأيْتُ فالِجاً قَد فَلَجا

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

470 ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

.

مِجْعٌ خَبِيثٌ يُعاطِي الكَلبَ

طُعْمَتَهُ

فإن

رأىٰ غَفْلَةً من جارِهِ وَلَجا

الفائق 3 / 347 ، حرف الميم -

الميم مع الجيم ، أنشد الجاحظ

لحنظلة بن عَرادة .

ومَلَأَتْ حُلّابُها الخَلانِجا

=

حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

غَرّاءٌ سَوَّىٰ خَلْقَها الخَبَرْنَجا

=

مأَدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

196 ، أحاديث أبي هريرة ، العجّاج .

دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا

فَخْماً

وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

الغريبين

5 / 1420 ، ف خ م ، العجّاج .

من طَلَلٍ كَالأَتْحَمِيِّ أنْهَجا

=

ما هاجَ أحْزاناً وشَجْوَاً قد شَجا

أعظم يوم رجّة رجوجا

=

أليس يوم سمِّي الخروجا

يأخذه ممن يراه أحوجا

=

يا ربّ من دلّس فلسا بهرجا

إِلّا ٱنْتِظارَ الحاجِ مَن تَحَوَّجا

الفائق 4 / 60 ، حرف الواو -

الواو

مع السين ، العجّاج .

ألَيسَ يَومٌ سُمِّيَ الخُرُوجا

أعْظَمَ

يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا

الغريبين 2 / 540 ، خ ر ج ،

العجّاج .

فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

=

دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا

كالقَوسِ رُدَّت غَيرَ ما

تَعَوَّجا

الغريبين 3 / 733 ، ر د د ،

العجّاج .

صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ

أهْوَجا

غَمْرِ

الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجَا

ص: 188

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1068 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عمّار - الحديث الأوّل -

غ م ر . وقال : « في كتاب ابن غانم :

سِرْنا إلىٰ كلّ » .

الفائق 4 / 101 ، حرف الهاء -

الهاء

مع الراء ، وفيه : « طِراباً له كل طوال

أهوجا / . . . مِهْرَجا » .

باتَتْ تُداعِي قِرَبَاً

أفايِجا

تَدْعُو

بذاكَ الدَّجَجانَ الدّارِجا

غريب الحديث - لابن سلام -

4 / 248 ، أحاديث عبد الله بن عمر ،

أنشدني الأصمعيّ .

لا قَفِراً غُسّاً ولا مُهَيَّجا

=

أمَرَّ مِنها قَصَباً خَدَلَّجا

ص: 189

الفصل الثالث قافية الجيم المضمومة

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ

بِأَغْبارِها

إِنَّكَ

لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ

وٱصْبُبْ لأَضْيافِك من

رِسْلِها

فإنَّ

شَرَّ اللَّبَنِ الوالِجُ

غريب الحديث - لابن سلام -

4 / 163 ، أحاديث عمرو بن العاص ،

الحارث بن حلّزة ، البيت الأَوّل .

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 189 ، في الزكاة والصدقات وما

يعرض من الألفاظ في أبوابها -

الكُسْعة ، الحارث بن حلّزة .

وكرّرهما 2 / 351 ، حديث عبد الله

ابن عبّاس ، الحارث بن حلّزة .

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 645

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

البيت الأَوّل ، الحارث بن حلّزة .

وكرّر البيت الأوّل 2 / 528 ،

حديث

معاوية بن أبي سفيان ، الحارث بن

حلّزة .

أُرانِي إِذا ما أنْكَرَ

الكَلْبُ أهْلَهُ

أُفَدَّىٰ

وحِينَ الكَلْبُ جَذْلانُ يَأْجَجُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1166 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ سفينة - الحديث الرّابع -

ج ذ ل .

عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

وإِن

أقامَ بالعِراقِ دَجُّوا

ما هكذا كانَ يَكُونُ الحَجُّ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 255

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

المجموع المغيث 1 / 401 ، ح ج ج ،

وفيه : « حجّ عيسىٰ » ، البيت الأوّل

والثاني .

الفائق 1 / 412 ، حرف الدال -

الدال مع الجيم ، البيت الأوّل والثاني ،

وفيه : « حجّ عيسىٰ » .

ما هكذا كانَ يَكُونُ الحَجُّ

=

عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

وإِن أقامَ بالعِراقِ دَجُّوا

=

عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

ص: 190

وكفّ فَتَىٰ لم تَعْرِفِ

السَّلْخَ قَبْلَها

تَجُور

يداهُ في الأديم وتَخْرُجُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

3 / 697 ، حديث الحجّاج بن يوسف

الثقفي ، وفيه : « تجوز » .

مَحارِمُ اللَّيلِ لهنَّ

بَهْرَجُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

3 / 707 ، حديث الحجّاج بن يوسف

الثقفي ، أعرابي في وصف إبل تَسري .

الفائق 1 / 141 ، حرف الباء -

الباء

مع الهاء .

فَلَمّا رَأيْنَ القَوْمَ قد

ألْحَقَتْهُمُ

بِهِنَّ

نَواجٍ في الأَزِمَّةِ نُعَّجُ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 530 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السابع والثلاثون -

ن ع ج ، المُلَيح [ الهذليّ ] .

بَينا الفَتَىٰ يَسْعَىٰ

ويُسْعَىٰ لهُ

تاحَ

له من أمْرِهِ خالِجُ

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ مِن

عَيشِهِ

يَعِيثُ

فيه هَمَجٌ هامِجُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

109 ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام ، الحارث بن

حلّزة .

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 295

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

الحارث بن حلّزة ، البيت الثاني .

وكرّر البيت الثاني 2 / 228 ،

حديث

سعيد بن زيد ، الحارث بن حلّزة . وفي

نسخة ط ونسخة س : « يعيش فيه » .

الغريبين 6 / 1939 ، ه- م ج ،

ابن حلّزة ، البيت الثاني .

فإنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الوالِجُ

=

إِنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ

دُنْياكَ مَيدانٌ وأنتَ

بِظَهْرِها

كُرَةٌ

وأسبابُ القَضاءِ صَوالِجُ

مجمع البحرين 1 / 359 ، ك ر ا .

له هَيْدَبٌ دانٍ ورَعْدٌ

ولُجَّةٌ

وبَرْقٌ

تَراهُ ساطِعاً يَتَبَلَّجُ

فباتَ كِلابُ الحَيِّ

يَنْبَحْنَ مُزْنَهُ

وأضْحَتْ

بَناتُ الماء فيهِ تَغَمَّجُ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 404 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث العشرون - ن ب ح ،

الأَفوه ، وفيه : « وبرقاً » .

ص: 191

بِأَرْعَنَ مِثلِ الطَّوْدِ

تَحْسبُ أنَّهُمْ

وُقُوفٌ

لِحاجٍ والرِكابُ تُهَمْلِجُ

الغريبين 1 / 362 ، ج م د ، شاعر

يصف جيشاً .

أنتَ ٱبنُ مُسْلَنْطِحِ

البِطاحِ ولم

تُعْطَفْ

عليكَ الحُنِيُّ والوُلَجُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

225 ، حديث عبد الله بن مسعود ،

طُرَيح [ بن إسماعيل الثقفي ] .

يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

=

تاحَ له من أمْرِهِ خالِجُ

وأضْحَتْ بَناتُ الماء فيهِ

تَغَمَّجُ

=

وبَرْقاً تَراهُ ساطِعاً يَتَبَلَّجُ

تَلَقَّحُ أيدِيهِمْ كأَنَّ

زَبِيبَهُمْ

زَبِيبُ

الفُحولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّجُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

495 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث ٱبن أبي هالة

التميمي ، أنشدني شيخ من أصحاب

المعاني لبعض الشعراء يصف قوماً

يتكلّمون ويشيرون بأيديهم .

يا أيُّها الخالِفَةُ

اللَّجُوجُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

230 ، حديث سعد بن زيد .

الفائق 1 / 393 ، حرف الخاء -

الخاء مع اللام .

إِذا هَمَّ بِالإِقْلاعِ

هَبَّتْ له الصَّبا

فَعاقَبَ

نَشْءٌ بَعدَها وخُرُوجُ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

880 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ أُسامة بن زيد - الحديث

الثالث - ن ش .

كأَنَّ هادِيَهُ مِمّا

تَفَثَّجَهُ

إِذا

تَكَلَّمَ في الإِدْلاجِ مَوْلُوجُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 136 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج ،

الأحمر بن شجاع .

شَرِبْنَ بِماءِ البَحْرِ ثمّ

تَرَفَّعَتْ

متىٰ

لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

سَقَىٰ أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ

آخِرِ لَيْلَةٍ

حَناتِمُ

سُودٌ ماؤُهُنَّ نَجِيجُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

ص: 192

970 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ ثوبان - الحديث الأوّل -

ز و ى - الباب الأوّل من النحو .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 441 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو ذؤيب ، البيت

الثاني ، وفيه : « ماؤهن ثجيج » .

الفائق 3 / 162 ، حرف القاف -

القاف مع الحاء ، أبو ذؤيب ، البيت

الثاني .

مجمع البحرين 2 / 221 ، م ت ت ،

عجز البيت الأوّل .

كأنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ

تُضارِع

وشابَةَ

بَرْكٌ مِن جُذامَ لَبِيجُ

المجموع المغيث 3 / 105 ،

ل ب ج ، « بَركٌ من جُذامَ لَبِيجُ » فقط .

حناتم سود ماؤهن ثجيجُ

=

متىٰ لجج خضر لهنّ نئيجُ

حناتم سود ماؤهنّ نجيجُ

=

متىٰ لجج خضر لهن نئيجُ

ضَفادِعُهُ غَرْقَىٰ رِواءٌ

كَأَنَّها

قِيانُ

شُرُوبٍ رَجْعُهُنَّ نَشِيجُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 /

534 ، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال والوفادات - حديث لقيط بن

عامر وافد بني المنتفق ، أبو ذؤيب ،

صدره .

مِن بَعدِ خِمْسٍ وخِمْسٍ في

ذِنابَتِهِ

تُمْسِي

المَهارَىٰ بهِ فيهِنَّ تَهْيِيجُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1094 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عمّار - الحديث الرابع -

ه- ج ا .

ص: 193

الفصل الرابع قافية الجيم المكسورة

فَأَتَيْنَ مُطَّرِدَ القَمِيصِ

سَمَيْدَعاً

كالبَدْرِ

أهْيَفَ ليسَ بِالبَجْباجِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

130 ، حديث عثمان ، ٱبن ميادة .

. . . . . . . . . . . . . . .

. . .

في

ظُلْمَةٍ من بَعيدِ القَعْرِ مِرْتاجِ

الفائق 1 / 25 ، حرف الهمزة -

الهمزة

مع الجيم .

ألا سَبِيلَ إلىٰ خَمْرٍ

فَأَشْرَبَها

أم

لا سَبِيلَ إلىٰ نَصْرِ بنِ حَجّاجِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 544 ، حديث عروة بن الزبير ،

الفريعة بنت هَمّام أُمّ الحجّاج بن

يوسف .

الغريبين 6 / 1783 ، م ن ا ،

الفريعة

بنت همّام أُمّ الحجّاج بن يوسف

وكانت قبل تحت المغيرة بن شعبة .

غريب الحديث - لابن الجوزي -

2 / 376 ، كتاب الميم - باب الميم مع

العين ، فريعة بنت همّام أُم

الحجّاج بن

يوسف .

فهم رَجاجٌ وعلىٰ رَجاجِ

المجموع المغيث 1 / 735 ،

ر ج ج .

فدمّرت بقيّة الرَّجاجِ

=

قد بكرت محوةُ بالعجاجِ

قد بَكَرت مَحْوَةُ بِالعَجاجِ

=

فَدَمَّرَت بَقِيَّةَ الرَّجاجِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

144 ، حديث عمر بن الخطّاب .

من حَسَكِ التَّلْعَةِ أو مِن

حاجِها

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 253 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الراعي .

الفائق 1 / 330 ، حرف الحاء -

الحاء مع الواو .

ص: 194

ومُرسِلٍ ورَسُولٍ غيرِ

مُتَّهَمٍ

وحاجَةٍ

غَير مُزْجاةٍ مِن الحاجِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 253 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الراعي ، عجزه .

حتّىٰ سَلَكْنَ الشَّوَىٰ

مِنْهُنَّ في مَسَكٍ

مِن

نَسلِ جَوّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

180 ، حديث عبد الرحمن بن عوف

الزهري ، أبو وجزة وذكر أُتناً وردت

الماء .

تَكْسُو المَفارِقَ واللَّبّاتِ

ذا أرَجٍ

من

قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرّاجِ

الفائق 3 / 199 ، حرف القاف -

القاف مع الصاد ، الراعي .

لمّا دَعا الدَّعْوَةَ الأُولىٰ

فَأَسْمَعَنِي

أخَذْتُ

ثَوْبَيَّ فاسْتَمْرَرْتُ أدْراجِي

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 459 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الراعي .

الفائق 3 / 194 ، حرف اللام -

اللام

مع الباء ، الراعي يصف نساءً بات

عندهنّ ثمّ رجع ، وفيه : « أخذت

بُردَيَّ » .

شيبت بعذب طيّب المزاجِ

=

أحسابُكُم في العُسرِ والإلفاجِ

إِذا ما السَّوْطُ سَمَّرَ

حالِبَيْهِ

وَقَلَّصَ

بُدْنَهُ بعدَ ٱنْحِضاجِ

الفائق 1 / 290 ، حرف الحاء -

الحاء مع الضاد ، عجزه .

أحسابُكُمْ في العُسْرِ والإلفاجِ

شِيبَتْ

بعذبٍ طَيِّبِ المِزاجِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

459 ، أحاديث الحسن البصريّ ، رؤبة .

حتّىٰ ٱتَّقَوا بِالطَّاعَةِ الدُّماجِ

وتَرَكَ

النّاسَ علىٰ مِنْهاجِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 147 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، حُميد بن الأَرقط .

وتَرَكَ النّاسَ علىٰ مِنْهاجِ

=

حتّىٰ ٱتَّقَوا بِالطَّاعَةِ الدُّماجِ

فكُنتَ أذَلَّ من وَتِدٍ بِقاعٍ

يُشَجِّجُ

رَأْسَهُ بِالفِهْرِ واجِي

ص: 195

المجموع المغيث 2 / 648 ،

ف ه- ر ، عجزه .

ما زِلنَ يَنْسُبْنَ وَهناً كلّ

صادِقَةٍ

باتَت

تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أزواجِ

الفائق 1 / 204 ، حرف الجيم -

الجيم مع الراء ، أبو وجزة ، صدره .

لفاء ما تحت الثياب السيبجِ

=

كانت به خود صموت الدملجِ

وٱحتلّه غيث دراك الثجِّ

=

يا سقي وَجّ وجنوب وَجِّ

فعلمت أنّ يمينها لم تلججِ

=

لأنبهن الحيّ إن لم تخرجِ

وما العَفْوُ إِلّا لامْرِئٍ ذي

حَفِيظَةٍ

متىٰ

تَعْفُ عن ذَنبِ ٱمرئِ السوءِ يَلْجَجِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 139 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج .

ألا لا تَذَكَّرْهُ علىٰ

النَّأْيِ إِنَّهُ

متىٰ

ما تَذَكَّرْهُ علىٰ النَّأْيِ يَلْجَجِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 134 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج ،

الشمّاخ .

أطَعْتُمْ أتاوِيَّ من

غَيرِكُمْ

فلا

مِن مُرادٍ ولا مَذْحِجِ

النهاية 1 / 21 ، أ ت ى ، قالت

المرأة التي هجت الأنصار فقتلها بعض

الصحابة فأهدر صلى الله عليه وآله وسلم

دمَها ، وتريد

بالأتاويّ النبيَّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم

.

فَبَرَّزْتَ سَبْقاً إِذ

جَرَيْتَ ٱبنَ حَشْرَجِ

وجاءَ

سُكَيْتاً كلُّ أعْفَثَ أفْحَجِ

الفائق 3 / 9 ، حرف العين - العين

مع الفاء ، قدامة بن الأَخزر القشيري

في عبد الله بن الحشرج .

يُقَتِّلنا منها عُيُونٌ

كَأَنَّها

عَيُونُ

المَها ما طَرْفُهُنَّ بِحادِجِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

100 ، أحاديث عبد الله بن مسعود ،

أبو النجم .

وَرَدْناهُ في مَجْرَىٰ سُهَيلٍ

يَمانِياً

بِصُعْرِ

البُرَىٰ مِن بينِ جُمْعٍ وخادِجِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

ص: 196

126 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، شاعر

يذكر ماءً ورده .

الفائق 1 / 232 ، حرف حرف

الجيم - الجيم مع الميم ، ذو الرمّة .

بِلَيلٍ كَلَونِ السّاجِ

أسْوَدَ مُظْلِمٍ

قَليلِ

الوَعَىٰ داجٍ كَلَونِ الأَرَنْدَجِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 293 ، حديث أبي هريرة عمرو بن

عبد غنم ، الشمّاخ .

الفائق 2 / 210 ، حرف السين -

السين مع الواو ، الشمّاخ .

يا لَيْتَنِي قَبَّلْتُ غيرَ حارِجِ

قبلَ

الصَّباحِ ذاتَ خَلْقٍ باهِجِ

الغريبين 1 / 225 ، ب ه- ج .

مثل الجبوء في الصفا السمارجِ

=

يدعن بالأمالس الصهارجِ

يَدَعْنَ بِالأَمالِسِ الصَّهارِجِ

مثلَ

الجُبُوءِ في الصَّفا السَّمارِجِ

الفائق 3 / 203 ، حرف القاف -

القاف مع الصاد ، جندل بن المثنّىٰ .

قالَت بِعَيْشِ أبي ونِعْمَةِ

والدي

لَأُنَبِّهَنَّ

الحَيَّ إِن لم تَخْرُجِ

فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَولِها

فَتَبَسَّمَتْ

فَعَلِمْتُ

أنَّ يَمِينَها لم تَلْجَجِ

فَلَثَمْتُ فاهاً قابِضاً

بِقُرُونِها

شُرْبَ

النَّزِيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجٍ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 138 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج ، أنشد

ٱبن الأعرابي لرجل من طيّء .

قد سَقَطَتْ في قِضَّةٍ مِن شَرْجِ

ثُمَّ

ٱسْتَقَلَّتْ مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 106

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

في وصف دلو ، وفيه : « قَضْةٍ » .

وكرّرهما 2 / 144 ، حديث عليّ بن

أبي طالب ، بالرواية السابقة .

. . . . . . . . . . . . . . .

. . .

فلا

رَأْيُهُمْ رَأْيِي ولا شَرْجُهُمْ شَرْجِي

المجموع المغيث 2 / 184 ،

ش ر ج ، مازن بن الغَضُوبة .

النهاية 2 / 456 ، ش ر ج ، حديث

مازن .

شرب النزيف ببرد ماء الحشرجِ

=

لأنبهن الحيّ إن لم تخرجِ

ص: 197

وشُعْثٍ نَشاوَىٰ من كَرًى عندَ

ضُمَّرٍ

وباتُوا

بِجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

484 ، أحاديث عبيد الله بن زياد ، عجزه .

ليتَ شِعري أأوَّلُ الهَرْجِ

هذا

أم

زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيرِ هَرْجِ

الفائق 4 / 103 ، حرف الهاء -

الهاء

مع الراء ، ٱبن قيس الرقيّات .

إِذا رَجَّعَ التَّعْشِيرَ رَدّ

كَأَنَّهُ

بِقارِحِهِ

مِن خَلْفِ ناجِذِه شَجِي

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1175 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ سفينة - الحديث الرابع - ناجذ ،

الشمّاخ ، « كأنه . . . شجي » فقط .

المطعمون اللحم بالعشجِّ

=

خالي عويف وأبو علجِّ

يقلع بالودّ وبالصيصجِّ

=

خالي عويف وأبو علجِّ

وأشْعَثَ قد قَدَّ السِفارُ

قَمِيصَهُ

وجَرُّ

الشِواءِ بالعَصا غَيرِ مُنْضَجِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

519

، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

الطوال الوفادات - حديث لقمان بن

عاد ، الشمّاخ .

الغريبين 6 / 1850 ، ن ض ج ،

الشمّاخ .

أنا ٱبنُ رِياحٍ قَدَّنِي مِن

أدِيمِهِ

ولم

أُحْتَمَل في حَجْرِ سَوداءَ ضَمْعَجِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 231 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع - ح ج ر .

كَغِرْبانِ الكُرومِ

الدَّوالِجِ

=

كَغِرْبانِ الكُرومِ الدَّوالِحِ

. . . . . . . . . . . . . . .

واللهُ

يُصبِحُ مِن أمامِ المُدْلِجِ

المجازات النبوية : 367 ح 284 .

خالي عُوَيفٌ وأبو عَلِجِّ

المُطْعِمُونَ

اللَّحْمَ بِالعَشِجِّ

وبِالغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

يُقْلَعُ

بِالوَدِّ وبِالصِّيصَجِّ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

253 ، حديث عبد الله بن مسعود ،

البيت الثاني والثالث .

الغريبين 4 / 1323 ، ع ل ا ،

البيت

ص: 198

الثاني والثالث والرابع .

غريب الحديث - لابن الجوزي -

2 / 125 ، كتاب العين - باب العين مع

اللام ، وفيه : « المطعمان اللحم . . .

وبالغداة كِسَر » ، البيت الأوّل والثاني

والثالث .

ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

=

قد سَقَطَتْ في قَضْةٍ مِن شَرْجِ

كانَتْ بهِ خَوْدٌ صَمُوتُ الدُّمْلُجِ

لَفّاءُ

ما تَحْتَ الثِيابِ السِيْبَجِ

الفائق 3 / 101 ، حرف الفاء -

الفاء

مع الراء .

وبِالغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

=

خالي عُوَيفٌ وأبو عَلِجِّ

قبلَ الصَّباحِ ذاتَ خَلْقٍ باهِجِ

=

يا ليتني قَبَّلْتُ غيرَ حارِجِ

وكنتُ ٱمْرَءاً بِاللَّهْوِ

والخَمْرِ مُولَعاً

شَبابِيَ

حتّىٰ آذن الجِسْمُ بِالنَّهْجِ

المجموع المغيث 2 / 18 ، ز غ ب ،

« فكنت امرءاً بالزَّغْبِ والخمر مولعاً »

فقط ، مازن بن الغَضُوبة .

وكرّر في 3 / 367 ، ن ه- ج ،

« حتّىٰ . . . النهجِ » فقط .

النهاية 5 / 134 ، ن ه- ج ، في

شعر

مازن ، « حتّىٰ . . . بالنهجِ » فقط .

وكرّر صدره 2 / 238 ، ر غ ب ،

حديث مازن ، وفيه : « بالرُّغْبِ والخمر » .

يا سَقْيَ وَجٍّ وجُنُوبَ وَجِّ

وٱحتَلَّهُ

غَيثٌ دِراكُ الثَّجِّ

الفائق 1 / 186 ، حرف الجيم -

الجيم مع الباء .

أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ

عَزالِيَها

مِن

آخِرِ اللَّيلِ رِيحٌ غَيْرُ حُرْجُوجِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 242 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع - ح ر ج .

أمْرَقْتَ من جَوْزِهِ أعْناقَ

ناجِيَةٍ

تَنْجُو

إِذا قال حادِيها لها هِيجِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1095 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عمار - الحديث الرابع -

ه- ج ا ، ذو الرمّة .

ص: 199

الباب السادس قافية الحاء

الفصل الأوّل قافية الحاء الساكنة

الضّارِبِينَ اليَقْدُمِيَّ-

-ةَ

بالمُهَنَّدَةِ الصَّفائِحْ

الفائق 1 / 336 ، حرف الحاء -

الحاء

مع الواو .

وإِذا مَكُّوكُها صادَمَهُ

جانِباها

كَرَّ فِيها وسَبَحْ

الفائق 3 / 88 ، حرف الفاء -

الفاء مع

التاء ، الأعشىٰ .

يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

وربَّ

كلِّ شَيْطَنِيٍّ مُنسَرِحْ

أرْسِلْ علىٰ حوفاءَ في

الصُّبْحِ الفَضِحْ

حُوَيْرِياً

مِثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ

متىٰ نَضَتْ مِن كَعْبِها

عِرْقاً يَرَحْ

المجازات النبويّة : 147 ح 109 .

مثل جريّ الكلب لا بل أقبحْ

=

أقبح به من ولد وأشقحْ

لا أُبالي أيّ كلب قد نبحْ

=

خاب من أنت أبوه وافتضحْ

. . . . . . . . . . . . . . .

. .

.

. . . . . المرازبة الجَحاجِحْ

الفائق 1 / 15 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع الباء . وكتبه المحقق في

صورة النثر . ويعني به قول أميّة بن

أبي الصلت : « ماذا بِبَدرٍ فالعَقَنْ/قلِ

من مَرازِبةٍ جَحاجِحْ » .

وبكم في الحشر ميزاني رجحْ

=

خاب من أنت أبوه وٱفتضحْ

حُوَيْرِياً مِثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ

=

يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

فَتَرَىٰ الأَعداءَ حَوْلِي

شُزَّراً

خاضِعِي

الأَعْناقِ أمْثالَ الوَذَحْ

ص: 200

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1191 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان -

الحديث الأَوّل - ح ذ .

غريب الحديث - للخطّابي -

3 / 172 ، حديث الحجّاج بن يوسف ،

الأعشىٰ ، وفيه : « حولي شُزَّباً » .

وربَّ كلِّ شَيطَنِيٍّ مُنسَرِحْ

=

يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

تَبْتَنِي المَجْدَ وتَجْتازُ النُّهَىٰ

وتُرَىٰ

نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ

الفائق 3 / 401 ، حرف النون -

النون مع الباء ، الأعشىٰ ، عجزه .

متىٰ نَضَتْ مِن كَعْبِها عِرْقاً يَرَحْ

=

يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

بين مَخْذُولٍ كَرِيمٍ جَدُّهُ

وخَذُولِ

الرِجْلِ مِن غَيرِ كَسَحْ

غريب الحديث - لابن سلام -

4 / 283 ، أحاديث عبد الله عمرو بن

العاص ، الأعشىٰ يذكر قوماً سكروا .

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 605 ، حديث قتادة بن دعامة

السدوسي ، الأعشىٰ في وصف

سكارىٰ ، عجزه .

الفائق 3 / 262 ، حرف الكاف -

الكاف مع السين ، الأعشىٰ ، عجزه .

يا أبانا قد وَجَدْنا ما صَلَح

خابَ

من أنت أبوهُ وافْتَضَحْ

إِنّما أنْقذني مِنكَ الذي

يُنْقِذُ

الدُّرَّ من الماءِ الملحْ

يا بَنِي الزَّهْراءِ أنتُم

عُدَّتي

وبكُم

في الحَشْرِ مِيزانِي رَجَحْ

أنا قد صَحَّ وَلائي فيكمُ

لا

أُبالي أيّ كَلْبٍ قد نَبَحْ

مجمع البحرين 3 / 41 ، ح م د ،

رجل أنشد أباه عندما نهاه أبوه عن

ولاية أمير المؤمنين عليه السلام

.

أرْسِلْ علىٰ حوفاء في الصُّبْحِ الفَضِحْ

=

يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

وٱنْتَهِزِ الحَقَّ إِذا

الحَقُّ وَضَحْ

الغريبين 6 / 1899 ، ن ه- ز .

غريب الحديث - لابن الجوزي -

2 / 445 ، كتاب النون - باب النون مع

الهاء ، أبو الدحداح .

النهاية 5 / 136 ، ن ه- ز ، في

حديث

ص: 201

أبي الدحداح .

أقْبِحْ بهِ من وَلَدٍ وأشْقِحْ

مِثلِ

جُرَيِّ الكَلْبِ لا بل أقْبِحْ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 591 ، حديث أُمّ سلمة ، ويروىٰ :

« الكلب لم يُفَقِّحْ » .

مِثلِ جُرَيِّ الكَلْبِ لم يُفَقِّحْ

=

أقْبِحْ بهِ من وَلَدٍ وأشْقِحْ

وإِذا حُمِّلَ عِبْئاً بَعْضُهُمْ

وٱشْتَكَىٰ

الأَوصالَ منه وبَلَحْ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

101 ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام ، الأعشىٰ ،

عجزه .

الغريبين 1 / 210 ، ب ل ح ،

الأعشىٰ ، عجزه .

كم رَأيْنا مِن أُناسٍ هَلَكُوا

ورَأينا

المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 632 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الواحد والخمسون -

ط ل ح ، الأَعشىٰ .

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 94 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

الأَعشىٰ ، وفيه : « المَلْكَ عَمْراً » .

ولَئِنْ كُنّا كَقَومٍ هَلَكُوا

ما

لِحَيٍّ يا لَقومِ من فَلَحْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 523 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الأَعشىٰ .

الغريبين 5 / 1472 ، ف ل ح ،

الأَعشىٰ ، عجزه .

بَشَّرَك اللهُ بِخَيْرٍ

وفَلَحْ

الغريبين 5 / 1472 ، ف ل ح .

غريب الحديث - لابن الجوزي -

2 / 205 ، كتاب الفاء - باب الفاء مع

اللام ، حديث أبي الدرداء .

النهاية 3 / 469 ، ف ل ح ، في

حديث أبي الدرداء .

قد بَنَىٰ اللُّؤْمُ عَلَيْهِمْ

بَيْتَهُ

وفَشا

فِيهِمْ مع اللُّؤْمِ القَلَحْ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

244 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، الأعشىٰ .

غريب الحديث - للحربي -

2 / 825 ، غريب ما روىٰ الموالي -

الحديث الثالث من حديث زيد بن

ص: 202

حارثة - ف ش .

ينقذ الدرّ من الماء الملحْ

=

خاب من أنت أبوهُ وافتضحْ

قالت له ورياً إذا تنحنحْ

=

قالت له ورياً إذا تنحنحا

ليَ في الدُّنيا سِهامٌ

ليسَ

فِيهِنَّ رَبِيحْ

وأسامِيهِنَّ وَغْدٌ

وسَفِيحٌ

ومَنِيحْ

الفائق 3 / 391 ، حرف الميم -

الميم مع النون .

وسفيح ومَنيحْ

=

ليس فيهن رَبيحْ

وجامِلٍ خَوَّعَ مِن نِيبِهِ

زَجْرُ

المُعَلَّى أُصُلاً والمَنِيحْ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

622 ، حديث عمر بن الخطّاب .

ص: 203

الفصل الثاني قافية الحاء المفتوحة

إِنِّي لأَحْسِبُ قَولَهُ

وفِعالَهُ

يَوماً

وإِن طالَ الزَّمانُ ذُباحا

النهاية 2 / 154 ، ذ ب ح ، كعب بن

مرّة .

جئناك للرّباحَهْ

=

لبّيك حقّاً حقّا

كما ٱزْدَهَرَتْ قَيْنَةٌ

بالشِراعِ

لِأُسْوارِها

عَلَّ منها ٱصْطِباحا

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 156 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

الغريبين 3 / 841 ، ز ه- ر .

الرِفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ

سَعادَةٌ

فَاسْتَأْنِ

في رِفْقٍ تُلاقِ نَجاحا

غريب الحديث - للحربي - 354 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث السابع عشر - ر ف ق .

إن النحيم للسقاة راحَهْ

=

مالك لا تنحم يا رواحَهْ

وقد أجُوبُ البَلَدَ البَراحا

المَرْمَرِيسَ

القَفْرَةَ الصَّحْصاحا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 690 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

في قبة مملوءة أحراحا

=

أقود منها جملاً ممراحا

أقُودُ مِنها جَمَلاً مِمْراحاً

في

قُبَّةٍ مَمْلُوءَةٍ أحْراحا

المجموع المغيث 1 / 422 ، ح ر ح .

المَرْمَرِيسَ القَفْرَةَ الصَّحْصاحا

=

وقد أجُوبُ البَلَدَ البَراحا

جئناك للنصاحَهْ

=

لبّيك حقّاً حقّا

مُلْكاً عَضُوضَاً ودَماً

مُفاحا

الغريبين 5 / 1486 ، ف ي ح .

ص: 204

لم نأتِ للرّقاحَهْ

=

لبّيك حقّاً حقّا

ألا تَرَىٰ ما غَشِيَ

الأَرْكاحا

الغريبين 3 / 772 ، ر ك ح ،

القطاميّ .

كتارِكَةٍ بَيْضَها بِالعَراءِ

ومُلْبِسَةٍ

بَيْضَ أُخْرىٰ جَناحا

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

10 ،

حديث عمر بن الخطّاب ، ابن هرمة .

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

82 ، حديث سعيد بن جبير .

مالك لا تَنْحَمُ يا رَواحَهْ

إِنَّ

النَّحِيمَ لِلسُّقاةِ راحَهْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 161 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

وشَوازِباً قُبَّ البُطُو

نِ

عَوابِساً يَعْدُونَ ضَبْحا

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 399 ، حديث عبد الله بن عمر ،

أبو دؤاد الإيادي .

تَسُرُّ صَدِيقي بِالحِجازِ

ويَكْتَسِي

عَدُوِّي

بها ثَوباً من الرُّغْمِ مُوجَحا

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 113

،

حديث عمر بن الخطّاب ، ابن هرمة .

أذُوبُ اللَّيالِي أو يُجِيبَ

صَداكُما

مُقِيمٌ

علىٰ قَبْرَيكُما لَستُ بارِحا

المجموع المغيث 1 / 712 ، ذ و ب ،

في حديث قسّ ، صدره .

النهاية 2 / 171 ، ذ و ب ، حديث

قسّ ، صدره .

عُذافِرَةٌ ضَبْطاءُ تَخْدِي

كأَنَّها

فَنِيقٌ

غَدا يَحْوِي السَّوامَ السَّوارِحا

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

84 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، معن بن

أوس يصف ناقة .

في فَلْتَةٍ فَحَوَيْنَ سَرْحا

=

كأَنَّما يَقْضِمْنَ مِلْحا

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما إِن

شَحْشَحا

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

442 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

راجز يصف هدر البعير .

ص: 205

قد كاد من طولِ البِلَىٰ أن

يَمْصَحا

الفائق 4 / 81 ، حرف الواو -

الواو

مع اللام ، أبو النجم .

وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيسَهُ

ونَصَحْتُهُ

في الحَرْبِ نُصْحا

الفائق 2 / 84 ، حرف الراء -

الراء

مع الميم ، أبو دؤاد .

أحَمُّ بِأَطرافِهِ حُوَّةٌ

وسائِرُ

أجْلادِهِ واضِحَهْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 317 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الطرمّاح يصف ثوراً .

وكرّره 2 / 103 ، حديث عمر بن

الخطّاب ، الطرمّاح .

تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالةَ

دُونَنا

وما

خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

175 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، مالك بن

عوف النصريّ .

ضَمِنْتُ لِمَنْ يَبْغِي

الغِنَىٰ عندَ بابِهِ

إِذا

صُفِّحَ الجادُونَ ألّا يُصَفَّحا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 600 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، ابن هرمة .

والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُو

ﻩِ

كأَنَّما يَقْضِمْنَ مِلْحا

صادَفْنَ مُنْصِلَ آلَةٍ

في

فَلْتَةٍ فَحَوَيْنَ سَرْحا

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 127 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

أبو دؤاد الإيادي يصف خيلاً .

يا ليتَ بَعلَكِ قَد غَدا

متقلِّداً

سَيفاً ورُمْحا

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 330

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

وفيه : « ورأيت . . . في الوغىٰ » .

المجموع المغيث 1 / 824 ، ر ه- ب

،

وفيه : « ورأيت بعلَكِ في الوغىٰ » .

الفائق 1 / 405 ، حرف الخاء -

الخاء مع الياء ، عجزه .

النهاية 2 / 237 ، ر غ ب ، عجزه .

وكرّر عجزه 5 / 254 ، ه- د ا .

وبَرْبَرَ بَرْبَرَةَ

الهِبْرِقِيّ

بِأُخرىٰ

خَواذِلها الآنِحهْ

ص: 206

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

140 ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام ، الطرمّاح

وذكر ثوراً .

وغادَةٍ هارُوتُ في طَرْفِها

والشَّمْسُ

في قَرْقَرِها جانِحَهْ

الفائق 3 / 176 ، حرف القاف -

القاف مع الراء ، أبو نؤاس .

قالت له وَرْياً إذا تَنَحْنَحا

غريب الحديث - لابن سلام - 1 / 35

،

حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، وفيه : « تَنَحْنَحْ » .

غريب الحديث - للحربي - 2 /

756 ، غريب ما روىٰ الموالي - حديث

زيد بن حارثة .

الغريبين 6 / 1993 ، و ر ى .

الفائق 3 / 238 ، حرف القاف -

القاف مع الياء .

يَكْسِرُ عن أُمِّ الفِراخِ

الرَّنْحا

الفائق 2 / 93 ، حرف الراء -

الراء

مع الواو ، رؤبة .

وٱزْجُرُوا الطَّيْرَ فإِن

مَرَّ بِكُمْ

ناغِقٌ

يَهْوِي فَقُولُوا سَنَحا

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1184 ، غريب ما روىٰ الموالي -

حديث سلمان ، غ ق .

يَأْخُذُ فيها الحَيَّةَ النَّبُوحا

ثُمّ

يَبِيتُ عِندَهُ مَسْدُوحا

غريب الحديث - للحربي -

2 / 404 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث العشرون - ن ب ح ،

أبو النجم .

يَلْتَحْنَ وَجْهاً بِالحَصَىٰ

مَلْتُوحا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 120 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو النجم يصف

عانة طردها مسحلها وهي تعدو وتثير

الحصا في وجهه .

ثُمّ يَبِيتُ عِندَهُ مَسْدُوحا

=

يَأْخُذُ فيها الحَيَّةَ النَّبُوحا

كأَنَّ الظِباءَ كُشُوحُ

النِساءِ

يَطْفُونَ

فَوقَ ذُراهُ جُنُوحا

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

57 ، حديث عمر بن الخطّاب ، الهذليّ

وذكر سيلاً .

وكرّره 2 / 266 ، حديث سلمان

ص: 207

الفارسي ، أبو ذؤيب .

علىٰ أنَّ دِينِي قَد يُوافِقُ

دِينَهُمْ

إِذا

نَكَسُوا أفْراعَها وذَبِيحَها

غريب الحديث - للحربي -

1 / 180 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخامس - ف ر ع ،

عمرو بن قميئة .

وكرّره 183 ، نفس الباب ، عمرو بن

قميئة .

وصاحبَ صِدْقٍ كَسِيدِ الضَّرا

ءِ

يَنْهَضُ في الغَزْوِ نَهْضاً نَجِيحا

وَشِيكَ الفُضُولِ بَعِيدَ

القُفُو

لِ

إِلّا مُشاحاً به أو مُشِيحا

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 439 ، حديث عبد الله بن الزبير ،

أبو ذؤيب يقول في هذه الغزاة في

عبد الله بن الزبير .

ثَلاثاً فلما ٱسْتُجِيلَ

الجَهامُ

عَنهُ

وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا

الغريبين 1 / 386 ، ج و ل ، أبو

ذؤيب .

وقد بلغَ الضُّراحَ وساكِنِيهِ

نَثاكَ وزارَ مَن سَكَنَ

الضَّرِيحا

المجموع المغيث 2 / 320 ،

ض ر ح ، المعرّي .

الفائق 2 / 336 ، حرف الضاد -

الضاد مع الراء ، المعرّي .

لا منفِشاً رِعياً ولا مُرِيحا

=

قُبّاً أطاعت راعياً مُشيحا

قُبّاً أطاعَتْ راعِياً مُشِيحا

لا

مُنْفِشاً رِعْياً ولا مُرِيحا

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

134 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو النجم

في الجِدّ يذكر العير والأُتُن .

إِلا مُشاحاً به أو مُشِيحا

=

يَنْهَضُ في الغَزْوِ نَهْضاً نَجِيحا

امْتَحَضا وسَقَّيانِي ضَيْحا

وقد

كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

12 ، حديث أبي بكر .

وقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا

=

امْتَحَضا وسَقَّيانِي ضَيْحا

ص: 208

الفصل الثالث قافية الحاء المضمومة

وقد كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ

سَمْراءَ حِقْبَةً

فَبُحْ

لَانَ منها بِالذي أنتَ بائِحُ

المجموع المغيث 2 / 239 ، تلان .

وتُدْخِلُ في الظِلِ الزَّناءِ

رُؤُوسَها

وتَحْسَبُها

هِيماً وهُنَّ صَحائِحُ

الفائق 2 / 125 ، حرف الزاي -

الزاي مع النون ، ابن مقبل .

عليهن لم تنجُ الفَرُورُ

المُشائِحُ

=

عليهن لم تنج الفرور المشايحُ

فَدُرْنا كما دارَتْ علىٰ

قُطْبِها الرَّحَىٰ

ودارَتْ

علىٰ هامِ الرِجالِ الصَّفائِحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

475 ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

.

وَقَفْنا فَقُلْنا إِيهِ

سِلْماً فَسَلَّمَتْ

كما

ٱنْكَلَّ بِالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 694 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

يا بُؤسَ لِلحَرْبِ التي

وَضَعَتْ

أراهِطَ فاسْتَراحُوا

مجمع البحرين 1 / 367 ، حرف

اللام .

وكرّره 6 / 171 ، ل و م .

أعَلَىٰ العَهْدِ أصْبَحَتْ

أُمُّ عَمْرٍو

لَيْتَ

شِعْري أم غالَها الزُّمّاحُ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 401 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث العشرون - ح ب ن ،

قيس بن رِفاعة .

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فباتَتْ

تُجاذِبُهُ

وقد عَلِقَ الجَناحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 294 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

لقد بَلَغُوا الشّفاء

فَخَيَّرُونا

بِقَتْلَىٰ

من يُقَتِّلُنا رِياحُ

ص: 209

الغريبين 5 / 1501 ، ق ت ل ،

الأخطل .

كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني

شُلَيلٍ

إِذا

هَبَّتْ لِقارِئِها الرِياحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 /

206 ، في النكاح والطلاق وما يعرض

في الألفاظ في أبوابها - القرء ، مالك

ابن الحارث الهذليّ .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 697 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

الغريبين 5 / 1517 ، ق ر أ ،

عجزه .

لَظًىٰ تَلْفَحُ الحِرْباءَ

حتّىٰ كأَنَّهُ

أخُو

جَرِماتٍ بَزَّ ثَوْبَيهِ شابِحُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

14 ، حديث أبي بكر ، ذو الرمّة .

فَقُل لِلحَوارِّياتِ يَبْكِينَ

غَيْرَنا

ولا

تَبْكِنا إِلّا الكِلابُ النَوابِحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

16 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

الغريبين 2 / 508 ، ح و ر ،

أبو خَلْدَة .

ولو رآنِي الشُّعراءُ دَبَّحُوا

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

275 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، العجّاج .

تَفاقَدَ الذّابِحُو عُثْمانَ

ضاحِيَةً

أيَّ

قَتِيلٍ حَرامٍ - ذُبِّحُوا - ذَبَحُوا

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

98 ، حديث الحسن بن أبي الحسن

[ البصريّ ] ، أيمن بن خُرَيم .

كأَنَّ خُزَامَىٰ عالِجٍ في ثِيابِها

بُعَيْدَ

الكَرَىٰ أو فَأْرُ مِسْكٍ يُذَبَّحُ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1193 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان -

الحديث الأوّل - ذ ب ح .

يَقُولُ تَرَبَّحْ يَغْمُرِ

المالُ أهْلَهُ

كُبَيْشَةُ

والتَّقْوَىٰ إلىٰ اللهِ أرْبَحُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1069 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ عمّار - الحديث الأوّل - غ م ر .

شَهِدْتُ بهِ في غارَةٍ

مُسْبَطِرَّةٍ

يُطاعِنُ

أُولاها فِئام مُصَبِّحُ

ص: 210

كما ٱنْتَفَجَتْ من الظِباءِ

جَدايَةٌ

أشَمّ

إِذا ذَكَّرْتُهُ الشَّدَّ أفْيَحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

393 ، حديث أنس بن ملك ، المرقش

الأصغر يذكر فرساً .

علىٰ حِمْيَرِيّاتٍ كَأَنَّ

عُيُونَها

ذِمامُ

الرَّكايا أنْكَزَتْها المَواتِحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

42 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، ذو الرمّة

يصف عيون الإبل وأنّها قد غارت من

طول السير .

لأبعد منا سيبك المتمتحُ

=

إليك ولكنّا بقربك نبجحُ

يَرُوقُ العُيُونَ النّاظِراتِ

كأَنَّهُ

هِرَقْلِيُّ

وَزْنٍ أحْمَرُ التِبْرِ راجِحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 517 ، حديث عبد الرحمٰن بن

أبي بكر ، كثيّر .

وما الفَقْرُ مِن أرْضِ

العَشِيرَةِ ساقَنا

إِلَيكَ

ولكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ

وأنتَ ٱمْرُؤٌ تُعْطِي

الجَزِيلَ وتَنْتَجِي

لأَبْعَدَ

منّا سَيْبُكَ المُتَمتّحُ

فإِن تَنْأَ دارٌ يا بنَ

مَرْوانَ غَرْبَةٌ

بِحاجَةِ

ذي قُرْبَىٰ بِزَنْدِكَ يَقْدَحُ

فيا رُبَّ مَن يُدْنَىٰ

ويُحْسَبُ أنَّه

يَوَدُّك

والنّائِي أوَدُّ وأنصحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

301 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

. الراعي . قال

في هامش نسخة ل : « وجدنا في نسخة

أُخرىٰ هذه الأبيات الثلاثة أيضاً . . . » ،

الأبيات 2 ، 3 ، 4 .

الغريبين 1 / 142 ، ب ج ح ،

الراعي ، البيت الأوّل .

لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَىٰ

أسِيلَةٌ

وخَدٌّ

كَمِرآةِ الغَرِيبَةِ أسْجَحُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 284 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثاني عشر -

ح ش ر .

فَرُدِّي فُؤادِي أو أثِيبي

ثَوابَهُ

فقد

يَمْلِكُ المَرْءُ الكَرِيمُ فَيُسْجِحُ

الفائق 2 / 157 ، حرف السين -

السين مع الجيم ، ابن مقبل .

وأطْعُنُ بالقَوْمِ شَطْرَ

المُلُو

كِ

حتّىٰ إِذا خَفَقَ المُجْدَحُ

ص: 211

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

260 ، أحاديث عمر بن الخطّاب .

بِحاجَةِ ذي قُرْبَىٰ

بِزَنْدِكَ يَقْدَحُ

=

إِلَيكَ ولكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ

إِذا ٱمْتَنَحَتْهُ من مَعَدٍّ

عِصابَةٌ

غَدا

رَبُّهُ قَبلَ المُفِيضِينَ يَقْدَحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 621 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

ابن مقبل وذكر قدحاً .

تَبَصَّرْتُهُم حتّىٰ إِذا حال

دُونَهُم

رُكامٌ

وحاد ذُو غَذامِيرَ صَيْدَحُ

الفائق 3 / 58 ، حرف الغين -

الغين

مع الذال ، أوس .

وإِنّي لأَكْنُو عن قَذُورَ

بِغَيْرِها

وأُعْرِبُ

أحْياناً بِها فَأُصارِحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

303 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

ومَبْنِيَّة تَلْغَىٰ الرُّواةُ

بِذِكْرِها

قَضَيْتُ

وأجْراها القَرِينُ المُضارِحُ

الفائق 2 / 366 ، حرف الضاد -

الضاد مع الراء .

إِذا غَيّرَ النَّأْيُ

المُحِبِّينَ لم أجِدْ

رَسِيسَ

الهَوَىٰ من ذِكرِ مَيّةَ يَبْرَحُ

غريب الحديث - لابن سلام -

4 / 427 ، أحاديث إبراهيم النخعي ،

ذو الرمّة .

لقد طالَ ما أخْفَيْتُ حُبَّك

في الحَشا

وفي

القَلْبِ حتّىٰ كادَ في القَلْبِ يَجْرَحُ

قَدِيماً ولم يَعْلَمْ بذلك

عالِمٌ

وإِن

كان مَوْمُوقاً يَوَدُّ ويَنْصَحُ

غريب الحديث - للحربي - 2 /

848 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ أُسامة بن زيد - أ خ ف ى ،

تميم بن أُبيّ [ بن مقبل ] .

قَعَدْتُ له والقَومُ صَرعَىٰ

كأَنَّهُمْ

لَدَىٰ

العِيسِ والأَكوارِ خُشْبٌ مُطَرَّحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 454 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، جميل بن معمر .

الفائق 1 / 370 ، حرف الخاء -

الخاء مع الشين ، جميل بن معمر .

وباتَ يُغَنِّي في الخَلِيجِ

كَأَنَّهُ

كُمَيْتٌ

مُدَمًّى ناصِعُ اللَّونِ أقْرَحُ

ص: 212

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 418 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، ابن مقبل .

ولمّا قَضَيْنا مِن مِنًى كُلَّ

حاجَةٍ

ومَسَّحَ

بِالأَرْكانِ مَن هُوَ ماسِحُ

المجموع المغيث 3 / 206 ،

م س ح ، عمر بن أبي ربيعة .

وأسْحَم مَيّال علىٰ جِيدِ

ظَبْيَةٍ

دَعاهُ

طَلًى أحْوَىٰ بِرَمّانَ راشِحُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 289 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثاني عشر -

ر ش ح .

به اسْتَوْدَعَتْ أوْلادَها

خُذُلُ المَها

مَطافِيلُها

والمُشْدِناتُ المَراشِحُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 289 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثاني عشر -

ر ش ح .

وكرّره 3 / 974 ، غريب ما روىٰ

الموالي - غريب ما روىٰ ثوبان -

الحديث الأوّل - ز و ى - الباب الأوّل

من النحو .

تَرَكْتِ بنا لَوْحاً ولو شِئتِ

جادَنا

بُعَيْدَ

الكَرَىٰ ثَلْجٌ بِكِرمانَ ناصِحُ

الغريبين 6 / 1846 ، ن ص ح ،

جرير بن الخطفي ، وفيه : « بنا أزماء

أوشيت » .

لو كَلَّمَتْ دَهْماءُ أخْرَسَ

كاظِماً

لَبَيَّنَ

بِالتَّكْلِيمِ أو كادَ يُفْصِحُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1214 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ عتبة بن غزوان - الحديث

الثالث - ك ظ م .

يودّك والنائي أودّ وأنصحُ

=

إليك ولكنّا بقربك نبجحُ

وإِن كان مَوْمُوقاً يودّ

وينصحُ

=

وفي القلب حتّىٰ كاد في القلب يجرحُ

فأَضحَىٰ له جِلْبٌ بِأَكنافِ

شُرْمَةٍ

أجَشُّ

سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أفْضَحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 169 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، ابن مقبل ،

عجزه .

ص: 213

فاسْتَوْرَدَتْهُمْ سُيُوفُ

المُسلِمينَ علىٰ

تَمامِ

ظِمْءٍ كما يُسْتَوْرَدُ النَّضَحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 274 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أيمن بن خزيم .

قَطَعْتُ إلىٰ مَعْرُوفِها

مُنْكَراتِها

إِذا

خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَضِّحُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 / 73

،

حديث عمر بن الخطّاب ، الفرزدق .

مُؤَلَّلةٌ تَهْوِي جَمِيعاً كما

هَوَىٰ

عن

النِيقِ فِهْرُ البَصْرَةِ المُتَطَحْطِحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 299 ، حديث عتبة بن غزوان ،

الطرمّاح يصف القطا .

تَرْعَىٰ جَناباً طَيِّباً

ثُمَّ تَنْتَحِي

لأَعْيَطَ

مِن أقْرابِهِ المِسْكُ يَنْفَحُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 295 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث عشر -

ن ف ح ، تميم بن أُبيّ .

أُناسٌ إِذا قِيلَ ٱنْفِرُوا قد

أُتِيتُمُ

أقاموا

علىٰ أثقالِهِمْ وتَلَحْلَحُوا

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 416 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث .

الفائق 3 / 309 ، حرف اللام -

اللام

مع الحاء ، أنشد أبو عمرو لابن مقبل ،

وفيه : « بِحيٍّ إِذا قيل اظْعَنُوا قد » .

ولَستُ لأَحْناكِ العَدُوِّ

بعدوةٍ

ولا

حَمْضَةٍ يَنْتابُها المُتَمَلِّحُ

الفائق 3 / 328 ، حرف اللام -

اللام

مع القاف ، ابن هرمة .

وفِتْيانِ صِدْقٍ قد رَفَعْتُ

عَقِيرَتي

لهم

مَوْهِناً والزِقُّ رَيّانُ مُجْنِحُ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1006 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ ثوبان - الحديث الثاني - عُقْر

وعَقَر .

ذكرتُكِ إِذ مَرَّتْ بنا أُمُّ

شادِنٍ

أمامَ

المَطايا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

225 ، أحاديث أبي بكر ، ذو الرمّة

يذكر امرأة شبّهها بظبية .

وقد أسْهَرَتْ ذا أسْهُمٍ باتَ

جاذِلاً

له

فَوقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ

ص: 214

غريب الحديث - للحربي - 3 /

1167 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ سفينة - الحديث الرابع -

ج ذ ل .

نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيلَ

مُشْتَجِراً

كأَنَّ

عَيْنِيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

171 ، حديث سعد بن أبي وقاص ،

أبو ذؤيب .

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1193 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان -

الحديث الأوّل - ذ ب ح ، أبو ذؤيب .

أخُو بَيَضاتٍ رائحٌ

مُتَأَوِّبٌ

رفيقٌ

بِمَسْحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ

الفائق 1 / 54 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع اللام ، صدره .

لها قَرِدٌ كَجُثْوِ النَّمْلِ

جَعْدٌ

يَغَصُّ

بهِ العَراقِي والقُدُوحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 408 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، بشر بن أبي خازم

يصف ناقة .

وأكْرِمْ كَرِيماً إِن أتاكَ

لِحاجَةٍ

لِعاقِبَةٍ

إِنَّ العِضاهَ تُرَوِّحُ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

195 ، حديث علي بن أبي طالب عليه السلام

.

لَعَيْناكَ يَومَ البَيْنِ

أسْرَعُ واكِفاً

مِن

الفَنَنِ المَمْطُورِ وَهْوَ مَرُوحُ

إِذا قُلْت يَفْنَىٰ ماؤُها

اليومَ أصْبَحَتْ

غَداً

وَهْيَ رَيّا المَأْقِيَيْنِ نَضُوحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 146 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو حيّة

النميري .

الفائق 3 / 341 ، حرف الميم -

الميم مع الهمزة ، أبو حيّة النميري ،

البيت الثاني .

. . . . . . . . . . . . . . .

. .

وأضْمَرَ

أضغاناً عَلَيَّ كُشُوحُها

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 345 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 57 .

غَداً وَهْيَ رَيّا

المَأْقِيَيْنِ نَضُوحُ

=

مِن الفَنَنِ المَمْطُورِ وَهْوَ مَرُوحُ

ص: 215

وأمّا الغراب فالغريب المطوّحُ

=

عقاب وشحّاجٌ من الطير متيحُ

فكيفَ بِأَطْرافِي إِذا ما

شَتَمْتَنِي

وما

بَعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 226 ، ألفاظ تعرض في أبواب من

الفقه مختلفة - عصبة الرجل ، أنشد

أبو زيد لعون بن عبد الله بن عتبة بن

مسعود .

وطَلْحٌ فَنِيلَتْ والمَطِيُّ

طُلُوحُ

=

هُدًى وبَيانٌ بِالنَّجاحِ يَلُوحُ

وقالَ صِحابِي هُدْهُدٌ فوقَ

بانَةٍ

هُدًى

وبَيانٌ بِالنَّجاحِ يَلُوحُ

وقالوا حَماماتٌ فَحُمَّ

لِقاؤُها

وطَلْحٌ

فَنِيلَتْ والمَطِيُّ طُلُوحُ

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 94 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

الضحّاك العُقَيلي .

ومُسْتَشْحِجاتٍ بالفِراقِ

كأَنَّها

مَثاكِيلُ

من صُيّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 383 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، ذو الرمّة وذكر الغِربان .

يُحاذِرْنَ مِن أدْفَىٰ إِذا ما

هُوَ انْتَحَىٰ

عليهِنَّ

لم يَنْجُ الفَرُورُ المُشايِحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 309 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

وتفسير

غريبه ومعانيه - 31 ، ذو الرمّة وذكر

حميراً ، وفيه : « تَنْحُ . . . المشائحُ » .

الفائق 3 / 366 ، حرف الميم -

الميم مع السين ، ذو الرمّة ، وفيه :

« الفَرودُ » وهو تحريف .

جَرَىٰ يومَ جِئْنا بالرِكابِ

نَزُفُّها

عُقابٌ

وشَحّاجٌ من الطَّيرِ مِتْيَحُ

فأَمّا العُقابُ فهي منها

عُقُوبَةٌ

وأمّا

الغُرابُ فالغَرِيبُ المُطَوَّحُ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

515 - 516 ، حديث شريح بن الحارث

القاضي .

المجموع المغيث 2 / 531 ،

ع ي ف ، جران العود ، البيت الأَوّل .

بُغايَةً إِنَّما يَبْغِي

الصِّحابَ مِنَ ال-

-فِتْيانِ

في مِثْلِهِ الشُمُّ الأَناجِيحُ

غريب الحديث - للحربي -

ص: 216

2 / 607 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع والأربعون -

ب غ ى ، أبو ذؤيب .

يا ليت شِعرِي هل تَمُوتُ الرِيحُ

فَأَسْكُنَ

اليَومَ وأسْتَرِيحُ

المجموع المغيث 3 / 235 ،

م و ت .

فَأَسْكُنَ اليومَ وأسْتَرِيحُ

=

يا ليت شِعرِي هل تَمُوتُ الرِيحُ

بَدَرْتَ إلىٰ أُولاهُمُ

فَوَزَعْتَهُمْ

وشايَحْتَ

قبلَ اليومِ إِنّكَ شِيحُ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

135 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو ذؤيب .

غُرابٌ وظَبْيٌ أعْضَبُ

القَرْنِ نادَيا

بِصُرْمٍ

وصِرْدانُ العَشِيِّ تَصِيحُ

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 79

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

المجموع المغيث 2 / 263 ،

ص ر د ، عن أبي العبّاس ثعلب .

ومَتْلَفٍ مِثلِ فَرْقِ

الرَّأْسِ تَخْلِجُهُ

مطارِبٌ

زَقَبٌ أميالُها فِيحُ

الفائق 2 / 360 ، حرف الطاء -

الطاء مع الراء ، أبو ذؤيب .

أشمّ إِذا ذكّرته الشدَّ أفيحُ

=

يطاعن أولاها فئام مصبِّحُ

فَبِينِي علىٰ نَجْمٍ شَخِيسٍ

نُجُومُهُ

وأشْأَمُ

طَيْرِ الزّاجِرِينَ سَنِيحُها

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 517 ، حديث شريح بن الحارث

القاضي ، ابن قميئة ، عجزه .

بِأَيدِيهِمُ مَقْرُومَةٌ

ومَغَالِقٌ

تَعُودُ

بِأَرْزاقِ العِيالِ مَنِيحُها

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 622 ، حديث عمر بن الخطّاب ،

ابن قميئة .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 521 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، ابن قميئة ، وفيه :

« تَعودُ » .

ص: 217

الفصل الرابع قافية الحاء المكسورة

لَيسَتْ بِسَنْهاءَ ولا

رُجَّبِيّةٍ

ولكن

عَرايا في السِنِينِ الجَوائِحِ

غريب الحديث - لابن سلام -

1 / 231 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، شاعر

الأنصار يصف النخل .

وكرّره 4 / 154 ، أحاديث الحباب

ابن المنذر بن الجموح ، لبعض الأنصار

في المرجّب يصف النخل .

كَأْسَاً من الذِيفانِ

والذُّباحِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1193 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن

غزوان - الحديث الأوّل - ذ ب ح ،

العجّاج .

هذا مُقام قَدَمي رَباحِ

غُدْوَةَ

حتّىٰ دَلَكَتْ بِراحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

371 ، أحاديث أبي وائل .

المجموع المغيث 1 / 145 ،

ب ر ح .

الفائق 1 / 436 ، حرف الدال -

الدال مع اللام ، وفيه : « ذَبَّبَ حتّىٰ » .

النهاية 1 / 114 ، ب ر ح .

مجمع البحرين 2 / 342 ، ب ر ح ،

وفيه : « ذَبَّبَ حتّىٰ » .

يَخْمِشْنَ حُرَّ أوجُهٍ صِحاحِ

في

السُّلُبِ السُّودِ وفي الأَمْساحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

190 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، لبيد يذكر

نساءً في مأتم عمّه أبي براء .

الغريبين 3 / 915 ، س ل ب ،

البيت الثاني ، لبيد ، وفيه : « وفي

الأَمساجِ » وهو خطأ طباعيّ .

فَجِئْتُ بِعُطْبَتِي أسْعَىٰ

إِليَها

فما

خابَ ٱعْتِطابي وٱقْتِداحِي

الفائق 2 / 446 ، حرف العين -

العين مع الطاء ، ابن هرمة .

ومدره الكتيبة الرداحِ

=

وأبِّنا مُلاعب الرماحِ

ص: 218

إِنَّ ٱمْرَءاً أمِنَ

الحَوادِثَ سالِماً

ورَجا

الخُلُودَ كضارِبٍ بِقِداحِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

256 ، حديث عبد الله بن مسعود ،

عن أبي زيد .

دَلُوكٌ لِلقعُودِ

بِمَأْبِضَيْها

ذَرُومُ

اللَّيلِ صَنْبَرَةٌ وَذاحِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1191 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان -

الحديث الأوّل - ح ذ ، وفيه : « ذَلولٌ » .

و « في كتاب غانم : دَرُومٌ بالدال » .

ألَسْتُم خَيرَ مَن رَكِبَ

المَطايا

وأنْدَىٰ

العالَمِينَ بُطُونَ راحِ

النهاية 5 / 107 ، ن ق ص ، جرير ،

صدره .

غُدْوَةَ حتّىٰ دَلَكَتْ بِراحِ

=

هذا مُقامُ قَدَمي رَباحِ

دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرْضِ

هَيْدَبُهُ

يكادُ

يَدْفَعُهُ مَن قام بِالرّاحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 4 /

448 ، أحاديث عامر الشعبيّ ،

عَبيد

يذكر سحاباً قد تدلّىٰ حتّىٰ لصق

بالأرض أو قرب منها .

فساغَ لِيَ الشَّرابُ وكنتُ

قِدْماً

أكادُ

أغَصُّ بِالماءِ القَراحِ

غريب الحديث - للحربي - 2 / 713 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث السابع والستون - س غ .

تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ

بَنِيها

بِأَنْفاسٍ

من الشَّبِمِ القَراحِ

غريب الحديث - للحربي - 2 / 411 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الأحد والعشرون - س غ ب .

فأَنتَ من الغَوائلِ حينَ

تُرمَىٰ

ومِن

ذَمِّ الرِجالِ بِمُنْتزاحِ

الفائق 1 / 21 ، حرف الهمزة -

الهمزة مع التاء ، « بمنتزاح » فقط .

طرق

الجدّ غير طرق المِزاحِ

=

وصدور القنا بوجه وقاحِ

في السُّلُبِ السُّودِ وفي الأَمْساحِ

=

يَخْمِشْنَ حُرَّ أوجُهٍ صِحاحِ

ص: 219

فجاؤُونا لهم سُكُرٌ عَلَينا

فأَجلَىٰ

اليَومُ والسَّكْرانُ صاحِي

الفائق 1 / 160 ، حرف الثاء -

الثاء

مع الهمزة ، صدره .

فَثَجَّ أعلاهُ ثمّ ٱرْتَجَّ

أسْفَلُهُ

وضاقَ

ذَرْعاً بِحَمْلِ الماءِ مُنْصاحِ

المجموع المغيث 2 / 298 ،

ص و ح ، عبيد بن الأبرص في صفة

السحاب .

الفائق 2 / 31 ، حرف الراء -

الراء

مع الباء ، عبيد بن الأبرص في صفة

السحاب .

هُدْلاً مَشافِرُها بُحَّاً

حَناجِرُها

تُزْجِي

مَرابِيعَها في قَرقَرٍ ضاحِي

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

240 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، عبيد بن

الأبرص في صفة الإبل .

لَيالِيَ تَسْتَبِيكَ بذِي

غُرُوبٍ

يُشَبَّهُ

ظَلْمُهُ خَضِلَ الأَقاحِي

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 275 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، بشر بن أبي خازم .

الفائق 2 / 379 ، حرف الظاء -

الظاء مع اللام ، بِشر .

يَتَلَقَّىٰ

النَّدَىٰ بِوَجْهٍ صَبِيحٍ

وصُدُورَ

القَنا بِوَجْهٍ وَقاحِ

فَبِهذا وذا تَتِمُّ المَعالِي

طُرُقُ

الجِدِّ غيرُ طُرْقِ المِزاحِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

163 ، حديث علي بن أبي طالب عليه السلام

.

ربَّ عاتٍ أتَوا بهِ في وَثاقٍ

خاضِعٍ

أو برَأْسِهِ في مِلاحِ

الفائق 3 / 388 ، حرف الميم -

الميم مع اللام .

رأيتُ فَضِيلَةَ القُرَشِيّ

لمّا

رَأيتُ

الخَيْلَ تُشْجَرُ بِالرِماحِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

198 ، حديث علي بن أبي طالب عليه السلام

،

أبو صخر الهذلي .

الفائق 4 / 48 ، حرف الواو -

الواو

مع الحاء ، الهذليّ ، عجزه .

وأبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ

ومِدْرَهَ

الكَتِيبَةِ الرَّداحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

ص: 220

305 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، لبيد .

الغريبين 3 / 732 ، ر د ح ، البيت

الثاني .

ولا إلىٰ السماح من طماحِ

=

فما إلىٰ نجران من رواحِ

ونَحنُ علىٰ جَوانِبِها قُعُودٌ

نَغُضُّ

الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 2 /

304 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

، بشر بن

أبي خازم يذكر سفينة كان فيها .

ورَنَّقَت المَنِيَّةُ فَهْيَ

ظِلٌّ

علىٰ

الأَبْطالِ دانِيَةُ الجَناحِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 708 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أبو صخر الهذليّ .

المجموع المغيث 2 / 387 ،

ظ ل ل .

الفائق 2 / 23 ، حرف الراء -

الراء

مع الجيم ، في بيت الحماسة .

ما هَيَّجَ الشَّوْقُ من آثارِ

أطْلالِ

أضْحَتْ

كَمِثْلِ الوَحْيِ من واحِ

غريب الحديث - للخطّابي - 3 /

12 ، حديث علقمة بن قيس .

لِقَدَرٍ كانَ وَحاهُ الواحِي

المجموع المغيث 3 / 394 ،

و ح ى .

فما إلىٰ نَجْرانَ من رَواحِ

ولا

إلىٰ السَّماحِ من طِماحِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 392 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث التاسع عشر -

ط م ح .

فما شَجَراتُ عِيصِكَ في

قُرَيشٍ

بِعَشّاتِ

الفُرُوعِ ولا ضَواحِي

غريب الحديث - للحربي -

2 / 573 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الخامس والأربعون -

س م ك .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 244 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، جرير .

شايَحْنَ مِنهُ أيَّما شِياحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 1 /

134 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

.

ص: 221

يَحْكِي سُعالَ الشَّرِقِ

الأَبَحِّ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 160 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

كوم الهجان وكل طرف سابحِ

=

قبراً بمرو علىٰ الطريق الواضحِ

كَلَوْنِ الغَرِيِّ الفَرْدِ

أجْسَدَ رَأْسَهُ

عَتائِرُ

مَظْلُومِ الهَدِيِّ المُذَبَّحِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 209 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السادس - ع ت ر .

رَمَىٰ الله في عَيْنَي

بُثَيْنَةَ بِالقَذَىٰ

وفي

الغُرِّ من أنْيابِها بِالقوادِحِ

رَمَتْنِي بِسَهْمٍ رِيْشُهُ

الكُحْلُ لَم يُصِبْ

ظَواهِرَ

جِلْدي وَهْوَ في القلبِ جارِحِي

غريب الحديث - للحربي - 2 /

756 ، غريب ما روىٰ الموالي - حديث

زيد بن حارثة - و ر ى ، جميل ، البيت

الأوّل .

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

324 ، حديث سعد بن عبادة ، جميل .

الغريبين 1 / 252 ، ث ر ب ، البيت

الأوّل .

ظَواهِرَ جِلْدي وَهْوَ في

القلبِ جارِحِي

=

وفي الغُرِّ من أنْيابِها بِالقوادِحِ

إلىٰ إِناء كالمجنّ الرحرحِ

=

يعدو بدلو ورشاء مصلحِ

كأَنّ المَطايا لَيْلَةَ

الخِمْسِ عُلِّقَتْ

بِوَثّابَةٍ

تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

441 ، أحاديث علي بن أبي طالب عليه السلام

،

الطرمّاح الطائيّ .

فيا صُبْحُ كَمِّشْ غُبَّرَ

اللّيلِ مُصعِدَاً

بِبَمٍّ

ونَبِّهْ ذا العِفاءِ المُوَشّحِ

المجازات النبوية : 341 ح 264 ،

الطرمّاح بن حكيم .

فَبَلِّغْ بني سَعْدِ بنِ بَكرٍ

مُلِظَّةً

رَسُولَ

ٱمرئٍ بادِي المودَّةِ ناصِحِ

الفائق 3 / 317 ، حرف اللام -

اللام

مع الظاء ، أبو وجزة .

إِنَّ السَّماحَةَ والمَرُوءَةَ

ضُمِّنا

قَبرَاً

بِمَرْوَ علىٰ الطّرِيقِ الواضِحِ

ص: 222

فإِذا مَرَرْتَ بِقَبْرِه

فاعْقِرْ بِهِ

كُومَ

الهِجانِ وكُلَّ طِرفٍ سابحِ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

999 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ ثوبان - عُقْر وعَقَر ، الصَّلَتان ،

البيت الثاني ، وفيه : « وإذا » .

غريب الحديث - للخطّابي - 1 /

369 - 370 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، زياد الأعجم يرثي

المغيرة بن المهلّب .

إِنِّي من القَوْمِ الّذينّ

عَلِمْتُمُ

إِذا

أوْلَمُوا لم يُولِمُوا بِالأَنافِحِ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 324 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السادس عشر -

ل مّ ، الشمّاخ .

. . . . . . . . . . . . . .

كَغِرْبانِ

الكُرومِ الدَّوالِحِ

المجموع المغيث 2 / 548 ،

غ ر ب ، الكميت ، وفيه : « الدوالجِ » .

الفائق 3 / 360 ، حرف الميم -

الميم مع الراء ، وفيه : « الدوالجِ » .

النهاية 3 / 352 ، غ ر ب ،

الكميت .

يَعْدُو بِدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ

إلىٰ

إِزاءٍ كالمِجَنِّ الرَّحْرَحِ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

1 / 381 ، ألفاظ من أحاديث المولد

والمبعث ، وأنشدني عبد الرحمٰن [ ابن

أخي الأصمعيّ ] عن عمّه [ الأصمعيّ ]

للأغلب الراجز يذكر ساقياً ، وفيه :

« إلىٰ إِناءٍ » .

غريب الحديث - للخطّابي - 1 / 83

،

تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

،

الأغلب العجلي ، وفيه : « مصلحْ . . .

الرحرحْ » .

أُحاذِرُ يا صَمْصامُ إِنْ

مِتُّ أن يَلِي

تُراثِي

وإِيّاكَ ٱمْرُؤٌ غَيرُ مُصْلِحِ

إِذا جِئْتَها تَبْكِي بَكَتْ

وتَذَكَّرَتْ

مع

الشَّجْوِ صَوْلاتِ ٱمْرِئٍ غَيرِ زُمَّحِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 479 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الاثنان والثلاثون -

ز م ح ، الطرمّاح يقول لابنه صمصامة

يخوّفه أن يزوّج أُمّه بعدَه .

عَشِيَّةَ رُحْنا سائِرينَ

وزادُنا

بَقِيَّةُ

لَحْمٍ مِن جَزُورٍ مُمَلَّحِ

ص: 223

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 572 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عروة [ بن

الورد ] .

يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِيادِ

كأَنّه

فَتًى

فارسيٌّ في سَراوِيلِ رامِحِ

المجموع المغيث 2 / 82 ،

س ر و ل .

الفائق 1 / 365 ، حرف الخاء -

الخاء مع الراء ، قال يصف ثوراً .

فإن تَقْصُدِي فالقَصْدُ مِنِّي

تَحِيَّةٌ

وإِن

تَجْمَحِي تَلْقَي لِجامَ الجَوامِحِ

غريب الحديث - للحربي - 3 /

906 ، غريب ما روىٰ الموالي - غريب

ما روىٰ أُسامة بن زيد - الحديث

السادس ، ج م ع ، جرير .

مع الشَّجْو صولات ٱمرئٍ غير

زُمَّحِ

=

تراثي وإِياك ٱمرؤ غير مصلحِ

لِأَخْفافِها بِاللَّيلِ وَقْشٌ

كأَنَّهُ

علىٰ

الأَرْضِ تَرْشافُ الظِباءِ السَّوانِحِ

الفائق 4 / 74 ، حرف الواو -

الواو

مع القاف .

وناصِرُكَ الأَدْنَىٰ عليهِ

ظَعِينَةٌ

تَمِيدُ

إِذا ٱسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّحِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 449 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث السادس والعشرون -

ر ن ح .

وكرّره 3 / 1135 ، غريب ما روىٰ

الموالي - غريب ما روىٰ سفينة -

الحديث الثاني - م د .

جَرَىٰ ٱبنُ لَيلَىٰ جِرْيَةَ السَّبُوحِ

جِرْيَةَ

لا كابٍ ولا أنُوحِ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

49 ، حديث عمر بن الخطّاب .

جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أنُوحِ

=جَرَىٰ

ٱبنُ لَيلَىٰ جِرْيَةَ السَّبُوحِ

لو كُنتَ عَيراً كنتَ عَيْرَ

مَذَلَّةٍ

ولو

كُنتَ كِسْراً كُنتَ كِسْرَ قَبِيحِ

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

580 ، حديث عائشة .

وقَوْلِي كُلَّما جَشَأَتْ

وجاشَتْ

مَكانَكِ

تُحْمَدِي أو تَسْتَرِيحي

ص: 224

غريب الحديث - للخطّابي -

2 / 515 ، حديث البراء بن مالك أخي

أنس ، عمرو بن الإطنابة .

المجموع المغيث 1 / 384 ،

ج ي ش ، عمرو بن الإطنابة .

عوجاء من تتابع التطريحِ

=

قلت لعنس قد ونت طليحِ

قَطَعَها بِنَفَسٍ مُرِيحِ

عَطْفَ

المُعَلَّىٰ صُكَّ بالمَنِيحِ

غريب الحديث - لابن سلام - 3 /

471 ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

العجّاج يذكر فرساً سبق خيلاً .

وإِقْدامِي علىٰ المَكْرُوهِ

نَفْسِي

وضَرْبِي

هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 626 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عمرو بن الإطنابة ،

عجزه .

سَلِ الدارَ من جَنْبَي حِبَرٍّ

فَواهِبٍ

إلىٰ

ما رَأىٰ هَضْبُ القَلِيبِ المُضَيَّحِ

المجازات النبويّة : 266 ح 207 .

لئن مَرَّ في كِرْمانَ لَيلِي

فَرُبَّما

حَلَا

بينَ تَلَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

غريب الحديث - للحربي - 1 / 92 ،

غريب حديث عبد الله بن عبّاس -

الحديث الثاني - م ر ، الطرمّاح .

إِذا تَكَأْكَأْنَ علىٰ

النَّضِيحِ

المجموع المغيث 3 / 4 ، ك أ ك أ .

الفائق 3 / 241 ، حرف الكاف -

الكاف مع الهمزة .

قُلْتُ لِعَنْسٍ قد وَنَتْ طَلِيحِ

عَوْجاءَ

من تَتابُع التَّطْرِيحِ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 632 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الواحد والخمسون -

ط ل ح .

عَطْفَ المُعَلَّىٰ صُكَّ بالمنيحِ

=

قَطَعَها بِنَفَسٍ مُرِيحِ

ص: 225

الباب السابع قافية الخاء

الفصل الأوّل قافية الخاء المفتوحة

أمْسَىٰ حَبِيبٌ كالفَرِيجِ رائِخا

الفائق 3 / 96 ، حرف الفاء -

الفاء

مع الراء ، أنشد ابن الأعرابيّ .

لا خيرَ في الشَّيخِ إِذا ما

جَخَّىٰ

الفائق 1 / 191 ، حرف الجيم -

الجيم مع الخاء .

وكرّره 2 / 418 ، حرف العين -

العين مع الراء .

تحت رواق البيت يغشى الدُّخّا

=

وسال غرب عينه فلخّا

أفْلَحَ مَن كانت لهُ مِزَخَّهْ

يَزُخُّها

ثمّ ينامُ الفَخَّهْ

غريب الحديث - لابن قتيبة - 2 /

140 ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام

، كان من مزح عليّ أن

يقول .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 178 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، عليّ بن أبي طالب

كان يقول ، وفيه : « طوبىٰ لمَن

كانت » .

الغريبين 3 / 817 ، ز خ خ ، عليّ

.

وكرّر البيتين 5 / 1419 ، ف خ خ .

الفائق 2 / 107 ، حرف الزاي -

الزاي مع الخاء ، عليّ عليه السلام

.

غريب الحديث - لابن الجوزي -

1 / 433 ، كتاب الزاي - باب الزاي مع

الخاء ، عليّ عليه السلام

.

النهاية 2 / 299 ، ز خ خ ، عليّ .

وكرّر البيتين 3 / 418 ، ف خ خ ،

عليّ .

ص: 226

لما تمطّىٰ بالفَريِّ المفخضَهْ

=

كأنّما أصاب ظهري زلّخَهْ

يَزُخُّها ثمّ ينامُ الفَخَّهْ

=

أفْلَحَ مَن كانت لهُ مِزَخَّهْ

وعاد وَصلُ الغانِياتِ كَخّا

الفائق 3 / 248 ، حرف الكاف -

الكاف مع الخاء ، أنشد أبو عمرو .

وسالَ غَرْبُ عَيْنِهِ فَلَخّا

تَحْتَ

رِواقِ البيتِ يَغشى الدُّخّا

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 635 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

.

المجموع المغيث 1 / 645 ،

د خ خ ، البيت الثاني ، وفيه : « عند

رواق » .

الفائق 1 / 420 ، حرف الدال -

الدال مع الخاء ، البيت الثاني ، وفيه :

« عند رواق » .

كأَنَّما أصاب ظَهْرِي زُلَّخَهْ

لمّا

تَمَطَّىٰ بِالفَرِيِّ المِفْخَضَهْ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 308 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، البيت الأوّل .

الغريبين 3 / 826 ، ز ل خ ، وفيه

:

« زُلّخا » ، البيت الأوّل .

الفائق 2 / 120 ، حرف الزاي -

الزاي مع اللام ، وفيه : « كأنّ ظهري

أخذته » .

لم يدع النخّ لهن مخّا

=

لا تَضْرِبا ضرباً ونخّا نخّا

لا تَضِْربا ضَرْباً ونُخّا نُخّا

=

لم يَدَع النَّخُّ لهنَّ مُخّا

غريب الحديث - للخطّابي - 2 /

177 ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام

،

راجز سرق إبلاً .

الفائق 2 / 107 ، حرف الزاي -

الزاي مع الخاء .

ص: 227

الفصل الثاني قافية الخاء المفتوحة

أرىٰ فِتْنَةً هاجَتْ وباضَتْ

وفَرَّخَتْ

ولو

تُرِكَتْ طارَتْ إليكَ فِراخُها

المجموع المغيث 2 / 604 ،

ف ر خ .

الفائق 3 / 110 ، حرف الفاء -

الفاء

مع الراء .

تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

بِيَ

الجَحِيمَ حينَ لا مُسْتَصْرَخُ

لَعَلِمَ الجُهّالُ أنِّي

مِفْنَخُ

غريب الحديث - لابن قتيبة -

2 / 482 ، حديث أُمّ المؤمنين عائشة ،

العجّاج .

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 262 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، العجّاج ، البيت

الثالث .

المجموع المغيث 2 / 642 ،

ف ن خ ، العجّاج ، البيت الثالث .

أشمّ بذّاخ نمتني البذّخُ

=

إذا ٱزدهاهم يوم هيجا أكمخوا

بِيَ الجَحِيمَ حينَ لا مُسْتَصْرَخُ

=

تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

وأُمُّ مَثْوايَ لُباخِيَّةٌ

وعِندَها

المُرِّيُّ والكامَخُ

المجموع المغيث 2 / 199 ،

م ر ر .

إِذا ٱزْدَهاهُمْ يَومُ هَيجا أكْمَخُوا

أشَمُّ

بَذّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ

غريب الحديث - للحربي -

2 / 487 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الثالث والثلاثون -

ك م ه- .

لَعَلِمَ الجُهّالُ أنِّي مِفْنَخُ

=

تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

قاع وإِن يترك فشول دوَّخُ

=

لفحلنا إِن سرّه التنوّخُ

ص: 228

لِفَحْلِنا إِن سَرَّهُ التَّنَوُّخُ

قاعَ

وإِن يُتْرَكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ

غريب الحديث - للحربي -

1 / 60 ، غريب حديث عبد الله بن

عبّاس - الحديث الأوّل - ق ع .

ص: 229

الفصل الثالث قافية الخاء المكسورة

كأَنّ ملءَ القلب والفتاخِ

=

أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

منها برخص عنقر النقاخِ

=

أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

أسْقَىٰ دِيارَ خُرَّدٍ بِلاخِ

مِن

كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ

كأَنَّ مِلْءَ القُلْبِ

والفِتاخِ

مِنها

بِرَخْصٍ عُنْقُرُ النُّقاخِ

غريب الحديث - للحربي -

3 / 1047 ، غريب ما روىٰ الموالي -

غريب ما روىٰ ثوبان - الحديث الرابع -

ف ت خ .

من كل هيفاء الحشا دلاخِ

=

أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

تمطّت فحطّت بين أرجاء سربخِ

=

بلبّاتها مدبوغة لم تُمرّخِ

غَدَتْ في رَعِيلٍ ذِي أداوَىٰ

مَنُوطَةٍ

بِلَبّاتِها

مَدْبُوغَةٍ لم تُمَرَّخِ

إِذا سَرْبَخٌ غَطَّتْ مَجالَ

سَرابِهِ

تَمَطَّتْ

فَحَطَّتْ بينَ أرْجاءِ سَرْبَخِ

غريب الحديث - للخطّابي -

1 / 640 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، أنشد الأصمعي

لشاعر يصف القطا .

ص: 230

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (17)

السيّد

عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

( 932 ) ساقى نامه

فارسي ، أوّله :

الا

اى دل مانده از كار وزار

بمستى

وديوانگى سر برآر

وآخره :

درود

فراخور بحال نبى

ز

من بر نبى باد وآل نبى

كه

شد نظم اين گوهر آبدار

ز

تاريخ هجرت شد ستى هزار

نسخة ضمن مجموعة بخطّ فارسي جميل ، تاريخ المجموعة سنة 1113 ، رقم 1468 .

( 933 ) السامي في الأسامي

فارسي .

للميداني ، [ العلّامة أبي الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم

ص: 231

الميداني النيسابوري ، والميداني نسبة إلىٰ « ميدان زياد » ، محلّة في نيسابور ، الكاتب اللغوي ، تلميذ الواحدي المفسّر ، توفّي سنة 518 ه- .

والكتاب قاموس من الكلمات العربية إلىٰ الفارسية ، في أربعة أقسام علىٰ الترتيب الموضوعي ، فرغ من تأليفه في 14 رمضان سنة 497 ه- . انظر : الذريعة 22 / 410 رقم 7654 ] .

نسخة بخطّ نسخ معرب ، كتبها السيّد كمال الحسيني النيشابوري ، وفرغ منها في 15 جمادىٰ الآخرة سنة 1058 ، في 212 ورقة ، تسلسل 438 .

( 934 ) سبب إجابة الدعاء ، وكيفية الزيارة

للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفّىٰ سنة 428 .

أجاب به عن سؤال الشيخ أبي سعيد أبي الخير ، المتوفّىٰ سنة 440 .

أوّله : « سلام الله وبركاته وتحياته علىٰ أفضل المتأخّرين . . . عن سبب إجابة الدعاء ، وكيفية الزيارة وحقيقتها . . . » .

وهذه إحدىٰ المسائل الخمسة التي سأل عنها الشيخ أبو سعيد ، وفي هذه المجموعة جواب مسألة أُخرىٰ أيضاً من مسائله ، تقدّمت في حرف « الجيم » بعنوان : الجواب .

وأمّا سبب إجابة الدعاء هذا فقد ذكره المهدوي في فهرس مصنّفات ابن سينا ص 6 ، وذكر إنّه مطبوع في ليدن سنة 1894 ، وبالقاهرة في مجموعة جامع البدائع ، وذكر له ترجمة إلىٰ الفارسية وأُخرىٰ إلىٰ الفرنسية وذكر إنّ لرشيد الدين فضل الله أيضاً رسالة في هذا الموضوع .

ص: 232

[ وٱنظر : الذريعة 5 / 173 رقم 752 ] .

نسخة ضمن مجموعة فلسفية من رسائل ابن سينا وغيره ، كتبت في القرن الحادي عشر ، برقم 597 .

( 935 ) سبب المنامات الصادقة والكاذبة والقوىٰ النفسانية

الظاهر إنّها للمحقّق الطوسي نصير الدين محمّد بن محمّد ، المتوفّىٰ سنة 672 ، أو لابن سينا ، أو للفارابي .

أوّله : « اعلم أنّ للإنسان قوىٰ خمسة باطنة ، منها : المتخيّلة » .

نسخة ضمن مجموعة من الرسائل الفلسفية ، مكتوبة في القرن الحادي عشر ، رقم 558 .

( 936 ) سبحة الأبرار

فارسي ، مثنوي ، عرفاني أخلاقي .

من نظم : مولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمٰن الجامي ، المولود سنة 817 ، والمتوفّىٰ سنة 898 . .

من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهر من أن يُعرّف ، ترجم له جمع كثير ، وأفرد الأُستاذ علي أصغر حكمت - المعاصر - كتاباً خاصّاً حافلاً في حياة جامي ، ووصف كتابه سبحة الأبرار ص 195 ؛ قال : نظمه سنة 887 .

[ وهو ثاني المثنويات السبعة للمؤلّف ، الموسومة : « هفت اورنگ » . الذريعة 12 / 213 رقم 1405 ] .

ص: 233

نسخة قيّمة ، كتابة القرن العاشر ، مجدولة بالذهب ، 54 ورقة ، 8 / 15 × 8 / 23 ، منضمّة إلىٰ تحفة الأحرار ، له أيضاً ، تسلسل 1361 .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، بخطّ فارسي جيّد ، ناقصة الأوّل ، 80 ورقة ، رقم 1360 .

( 937 ) سبيل الرشاد « الفقه الاستدلالي »

تأليف : العلّامة الفقيه الشيخ ميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأُردوبادي ، المتوفّىٰ 5 شعبان سنة 1333 .

له مؤلّفات جليلة في الفقه والأُصولين والردود علىٰ الشبهات ، وكلّها بخطّ يده موجودة في مكتبتنا ، أهداها ورثته جزاهم الله خيراً ، منها هذا الكتاب المبسوط ، عدّة مجلّدات ضخام ، في أبواب الفقه من العبادات والمعاملات ، من الطهارة إلىٰ الميراث بأدلّتها التفصيلية .

سمّاه المصنّف عند أواخر تأليفه له باسم : سبيل الرشاد ؛ نصّ علىٰ ذلك في كتاب الإرث منه ، الموجود بخطّه ، قال فيه : « وبعد ، فهذا مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد . . . » . .

وبما أنّ شيخنا - دام ظلّه - لم يعثر علىٰ اسم له في أوّله ذكَره في الذريعة [ 16 / 282 رقم 1220 ] باسم : « الفقه الاستدلالي » منتزعاً اسماً له من واقعه ، وفاته ذِكْره في حرف السين .

كما إنّ هناك خبط من الناسخ في حرف الفاء ؛ فقد ذكر أنّ اسم هذا الكتاب : بحر الحقائق ، وأنّه موجود في الحسينية ، وهذا خطأ من الناسخ ؛

ص: 234

بل بحر الحقائق اسم ل- : « الفقه الاستدلالي » للشيخ عبد الصمد الهمداني .

كتاب الطهارة :

في مجلّد ضخم ، من أوّله إلىٰ آخر الأواني ، وهو آخر كتاب الطهارة ، فرغ منه يوم الخميس 11 محرّم سنة 1303 . .

أوّله : « الحمد لله الذي أنزل علىٰ عبده الكتاب . . . وبعد ، كتاب الطهارة ، وهو مرتّب علىٰ أبواب أربعة : الأوّل : في المياه . . . » .

نسخة الأصل بخطّ يد المصنّف ، وبآخرها فائدة : في طرق رواية المؤلّف ومشايخه في الحديث ، بخطّه أيضاً ، وبأوّله تاريخ ولادة المؤلّف سجّلها بخطّه ، وهو جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1274 . .

وكتب بأوّله بخطّه : « إنّ الحكومة العثمانية أصدرت أمراً في سنة 1316 بعمارة الصحن العلوي في النجف الأشرف وتجديد رخام البلاط المفروش ، فظهر في الجهة الشمالية ما بين باب الطوسي وبين الإيوان تحت الأرض في السرداب غرفاً مبنية عامرة ، مزيّنة بأحسن أنواع القاشاني ، وعثروا علىٰ ألواح قبور من القرن التاسع والعاشر ، أكثرها من أُسر الملوك ، فسُجّل ما عُثر عليه من نصوص الألواح وتواريخها » .

وٱعلم أنّ للمؤلّف - غير فقهه الفارسي الذي سمّاه : منهج السداد - ثلاثة كتب في مباحث الطهارة : أحدها هذا ، وثانيها أبسط من هذا في مجلّدين ضخمين سجّلناه باسم : كتاب الطهارة [ يأتي في حرف الكاف ] ، وثالثها في مجلّد سمّاه : ملخّص الأحكام ؛ يأتي في حرف الميم .

رقم 1874 .

ص: 235

كتاب الصلاة :

من أوّل مباحث الصلاة إلىٰ آخرها وهو صلاة المسافر ، وٱنتهىٰ إلىٰ أماكن التخيير . .

أوّله : « لك الحمد يا مَن خلق الأرض والسماوات . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، 328 ورقة ، رقم 1875 .

كتاب الزكاة والخُمس والصوم والحجّ والمزار :

كتاب الزكاة ، إلىٰ ص 203 ، وأوّله : « الحمد لله الذي خلق فهدىٰ ، والصلاة والسلام علىٰ عروته الوثقىٰ . . . » .

ثمّ كتاب الخمس ، إلىٰ ص 280 ، وأوّله : « الحمد لله الحكيم في فعاله ، المتعالي في عزّه وجلاله » .

ثمّ كتاب الصوم ، يبدأ من ص 282 إلىٰ ص 440 .

ثمّ كتاب الحجّ ، يبدأ من ص 442 ، وأوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . كتاب الحجّ . الحجّ : إتيان بيت الله . . . » . . وهو إلىٰ آخر كتاب المزار إلىٰ ص 712 ، وهو آخر هذا المجلّد .

رقم 1876 .

كتاب الجهاد وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

ينتهي الجهاد ب- ص 155 ، وبه يبتدئ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلىٰ آخر هذا المجلّد وهو ص 168 ، ولم يتمّه المؤلّف .

نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، رقم 1885 .

ص: 236

كتاب المتاجر :

أوّله : « الحمد لله الذي هدانا بخير دليل إلىٰ خير دين . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، 118 ورقة ، رقم 1880 .

كتاب الصيد والذباحة :

أوّله : « الحمد لله خالق البرايا بقدرته ، واهب العطايا بفضل رحمته . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ولم يكمله ، 82 ورقة ، رقم 1882 .

كتاب المزارعة :

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . قالوا : المزارعة معاملة . . . » .

نسخة الأصل في مجموعة من مؤلّفاته كلّها بخطّه ، ويبدأ هذا بالورقة 25 أ ، وهذا الكتاب لم يتمّه المؤلّف بل كتب منه خمسة أوراق فقط ، رقم المجموعة 1879 .

كتاب الإرث وكتاب القضاء :

أوّل كتاب الإرث « الحمد لله الواحد الأحد الصمد . . . وبعد ، فهذا مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد ، وفيه : مقدّمات ومقاصد ولواحق ، والمقدّمات أربع . . . » .

وبعده كتاب القضاء ، وأوّله : « كتاب القضاء وهو بالمد ، وقد يقصر ، لمعان عشرة ذكرها الصدوق في التوحيد . . . » .

ص: 237

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، 55 ورقة ، رقم 1878 . .

كتاب الميراث بخطّه أيضاً ، من أوّله إلىٰ الورقة 15 ب ، والقضاء يبدأ من الورقة 16 أ .

( 938 ) سبيل النجاة

فارسي .

للسيّد محمّد حسين الشهرستاني الحائري ، المتوفّىٰ سنة 1315 .

في الردّ علىٰ طريق الحياة الذي نشره الپادري المسيحي في الهند في التبشير بالنصرانية ، فرغ منه في شوّال سنة 1301 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، مع كتابه الآخر ترياق فاروق ، الذي هو في الردّ علىٰ الشيخية [ المذكور برقم 321 ] ، تاريخ كتابتها سنة 1304 ، رقم 1927 .

( 939 ) سخنان حكمت آموز

فارسي .

هي قصار كلمات الحكماء وأقوال قادة الفكر ، وأكثره بل كلّه مترجم عن كلام الأجانب من فلاسفة الغرب .

نسخة بآخر كتاب نتيجة النتائج في أُصول الفقه ، رقم 2163 .

ص: 238

( 940 ) سراج الطبيب

فارسي .

تأليف : الطبيب النطاسي ميرزا حسن بن رضا الشيرواني .

أورد فيه من مجرّبات أُستاذه ميرزا محمّد الأحمد آبادي ، وقد أطراه كثيراً ، وهو معجم في العقاقير والمعاجين والأدوية المركّبة .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتبها عبد الصمد الطبيب ابن الحاج عابدين الطبيب ابن حكيم آقاسي ابن آبا سميع الطبيب ، وفرغ منها في 29 صفر سنة 1261 ، وملء هوامشها وأوراق طرفيها فوائد طبّية ، 34 ورقة ، رقم 471 .

( 941 ) سرگذشت مادموازل دمنت پانسيه

فارسي .

ترجمه من الفرنسية إلىٰ الفارسية : محمّد حسن خان اعتماد السلطنة ، وطبع في إيران سنة 1312 .

نسخة أربعة أجزاء في مجلّد بخطّ الخطّاط علي بن إسماعيل الأصفهاني ، كتبها بخطّ فارسي جيّد جميل ، فرغ منها في شوّال سنة 1314 ، وكذلك بخطّ حسن الأنصاري وفتح الله ، كتب كلّ منهم جزءاً منها بأمر ظل السلطان ابن ناصر الدين شاه ، والمجموع 432 ورقة ، رقم 1279 .

ص: 239

( 942 ) سرمايه ايمان

فارسي ، في الكلام .

للحكيم المحقّق عبد الرزّاق بن علي بن الحسين اللاهيجي القمّي ، الملقّب ب- : « الفياض » ، تلميذ المولىٰ صدر الدين الشيرازي وصهره .

رتّبه علىٰ : مقدّمة في الاصطلاحات المنطقية ، وخمسة أبواب في أُصول الدين الخمسة ، وهو مختصر كتابه الآخر الكبير گوهر مراد ، وكلاهما فارسيان مطبوعان ، فرغ منه المؤلّف في العشر الأوّل من شهر رمضان سنة 1057 كما في نسختنا ، وذكر شيخنا في حرف السين [ الذريعة 12 / 172 رقم 1147 ] أنّه توفّي سنة 1051 .

نسخة بخطّ علي ميرزا بن علي خان ، فرغ منها في 5 شهر رمضان سنة 1247 ، بخطّ نسخ جميل ، أهداها معصوم علي بن رحمت علي العارف النعمت اللّهي إلىٰ مكتبة مخبر الملك الشخصية في ذي القعدة سنة 1313 ، وفي آخرها : « قد تمّت مقابلته في هذه الليلة ، وهي غرّة ذي الحجّة سنة 1247 » ؛ فهي مقابلة ومصحّحة ، ونقل في الآخر صورة خطّ المصنّف ممّا يظهر أنّها مقابلة علىٰ نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، 89 ورقة ، رقم 1670 .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بالخطّ الفارسي الجميل ، حرّرها العبد الضعيف « قرچقاي » ، ويظهر من عباراته أنّه من تلامذة المؤلّف ، وقد فرغ منها في 4 رجب سنة 1065 ، ضمن مجموعة هو أوّلها ، من 1 - 72 أ ، رقم المجموعة 1520 .

ص: 240

نسخة إلىٰ أواسط الباب الثالث ، وفي أواسطها أيضاً نقص إلّا أنّها كتابة القرن الحادي عشر ، مصحّحة ، عليها بلاغات ، وعليها تملّك الشيخ رضا وختمه ، تاريخ ختمه سنة 1118 ، وكتب بخطّه الفارسي الجميل بيتين فارسية ، تاريخ كتابته هذه سنة 1128 ، وعليها تملّك الشيخ محمّد هادي ابن الحسن الزنجاني ، تقع في 48 ورقة ، 5 / 9 × 20 ، تسلسل 494 .

( 943 ) سرور الشيعة

فارسي .

تأليف : عبد الله بن نوروز علي البروجردي .

في تاريخ النبيّ والأئمّة من آله عليهم السلام ، وذكر مناقبهم ومصائبهم ، في أربعة عشر باباً في كلّ باب فصول .

أوّله : « شكر وسپاس وحمد بى قياس سزاوار حضرتى است كه ذات او از صفت امكان . . . » .

نسخة بخطّ أقلّ الطلبة : محمّد علي بن محمّد باقر القزويني ، فرغ منها في جمادىٰ الآخرة سنة 1254 ، بخطّ نسخ جيّد ، في 205 أوراق ، رقم 1851 .

( 944 ) سرور المؤمنين

فارسي .

تأليف : السيّد أحمد بن محمّد الحسيني الأردكاني اليزدي ، من

ص: 241

أعلام القرن الثالث عشر .

في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، كبير مبسوط ، في ستّة مجلّدات ، وجاء في أوّل المجلّد السادس ، الذي فرغ منه سنة 1239 ، ما معرّبه : « هذا آخر مجلّدات كتاب سرور المؤمنين ، فيه ذكر شهادته ومدفنه وما إلىٰ ذلك » . .

نسخة تحتوي المجلّدات الستّة بالقطع الرحلي ، بخطّ النسخ الجيّد ، كتبها الخطّاط عبد الكريم الكهدوئي اليزدي عن نسخة خطّ المؤلّف وفي حياته في سنة التأليف نفسها ، وفرغ منها في 12 شوّال سنة 1239 ، كتبها لأجل الشاه زاده محمّد ولي ميرزا ابن عطا ميرزا ، حاكم يزد حينذاك ، في 500 ورقة ، ناقصة من أوّلها ورقتان ، تسلسل 240 .

( 945 ) السعديّة

في أُصول الدين وفروعه .

تصنيف : العلّامة الحلّي ، آية الله ابن المطهّر ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهّر الأسدي ، المتوفّىٰ سنة 726 .

كتبها لوزير خدابنده : سعد الدين محمّد الساوجي ، الشهيد سنة 711 ، فسُمّيت الرسالة باسمه : السعدية ، طُبعت في طهران سنة 1315 ضمن مجموعة تسمّىٰ : كلمات المحقّقين .

نسخة ضمن مجموعة هي آخرها ، كتبها أبو جعفر بن بهاء الدين بن إبراهيم المظاهري الأسدي ، نزيل بار فروش ، وفرغ منها في 16 ربيع الأوّل سنة 1136 ، رقمها 836 .

ص: 242

( 946 ) سفينه عراقى

فارسي .

هو مجموعة تحتوي فوائد متفرّقة كثيرة ، من منظوم ومنثور ، عربي وفارسي ، من تاريخ وأدب وحديث وتفسير وكلام . .

جمعها ودوّنها : العلّامة الخطيب الشيخ جواد بن جلال الدين العراقي .

نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، أهداها مع مكتبته القيّمة إلىٰ مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام ، رقم 96 .

( 947 ) سفينة النجاة

فارسي .

للمولىٰ علي أصغر بن محمّد يوسف القزويني . .

تلميذ المولىٰ خليل بن الغازي القزويني ، وأخيه المولىٰ محمّد باقر ، وله حاشية علىٰ حاشية أُستاذه الخليل علىٰ عدّة الأُصول للشيخ الطوسي ، نسخة منها في المكتبة .

وكتابه هذا في الأدعية والزيارات ، مرتّب علىٰ مقدّمة وخمس مقالات ، المقدّمة في : فضل الدعاء وآدابه ، ومقالاته موجودة متفرقة في عدّة مكتبات ؛ ذكر تفاصيلها شيخنا الحجّة - دام ظلّه - في الذريعة [ 12 / 199 رقم 1336 ] ، وذكر أنّ المقال الرابع منه طبع في لكهنو سنة 1263 .

ص: 243

نسخة كاملة تحتوي المقدّمة وكلّ المقالات ، بخطّ عنايت الله بن مظفّر الدين ، فرغ منها في رابع رجب سنة 1126 ، ولعلّه في حياة المؤلّف ، بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والنسخة مصحّحة ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، في 353 ورقة ، رقمها 1240 . .

ويُظنّ أنّها مقابلة ومكتوبة عن خطّ المؤلّف ؛ لقرب العهد .

( 948 ) السلاميّة

تأليف : العلّامة المولىٰ محمّد طاهر القمّي .

رسالة وجيزة في أحكام السلام المحلّل في الصلاة ، [ مرتّبة علىٰ مقدّمة وثلاثة فصول . الذريعة 12 / 214 رقم 1411 ] .

نسخة بخطّ ملّا عبّاس علي بن كربلائي غلام رضا المشهدي الحجّار ، فرغ منها في غرّة شهر شوّال سنة 1307 ، في 29 ورقة ، مقاسها 4 / 11 × 17 ، تسلسل 291 .

( 949 ) سلسبيل

منظومة فارسية في علم الصنعة والكيمياء من العلوم الغريبة .

أوّلها :

اول

دفتر بنام آن مليك

كه

بود ملكش مجلّى از شريك

لعلّها لمظفّر علي شاه الكرماني .

نسخة ضمن مجموعة في الصنعة ، تبدأ بص 268 ، رقم المجموعة 1750 .

ص: 244

( 950 ) سلسلة أمراض عصبانى

فارسي ، في الطبّ .

لأحد المعاصرين ، لم نعرف مؤلّفه .

جاء في أوّله هذا العنوان : « جزء سوم از كتاب دوم : در امراض سلسلة عصبانى . فصل اول : در امراض نخاع » .

نسخة ناقصة الآخر ، تقع في 110 أوراق ، تسلسل 1237 .

( 951 ) سلسلة الذهب

لعبد الرحمٰن السيوطي ، المتوفّىٰ سنة 911 .

في الأدب ؛ وهو جزء من كتابه الأشباه والنظائر ، ومطبوع في ضمنه بالهند .

نسخة في مجموعة رقم 1755 .

( 952 ) سلسلة الذهب

مثنوي ، عرفاني أخلاقي ، فارسي .

لمولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمٰن الجامي ، المولود سنة 817 والمتوفّىٰ سنة 898 . .

من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهر من أن يُطنب في إطرائه ، ترجمه

ص: 245

جمع ، وأفرد الأُستاذ علي أصغر حكمت - المعاصر - كتاباً حافلاً خاصّاً في حياة جامي ، ووصف كتابه هذا في ص 185 منه وصفاً دقيقاً .

وسلسلة الذهب [ سادس المثنويات السبعة للمؤلّف ، الموسومة : « هفت اورنگ » . الذريعة 12 / 216 رقم 1424 ] ، يحتوي علىٰ دفاتر ثلاثة ، وفيه قصيدة الجامي التي ترجم بها قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام .

مجلّد يحتوي الدفاتر الثلاثة بأجمعها : الأُولىٰ والثانية والثالثة ، نسخة قيّمة جدّاً ، ولعلّها نسخة ملوكية ، بخطّ أحد خطّاطي القرن العاشر ، أوائل العاشر أو أواخر التاسع ، والنسخة مجدولة بالذهب ، وبأعلىٰ الصفحة الأُولىٰ منها لوحة مزوّقة بديعة ، وبهوامش الصفحة الأُولىٰ من الدفتر الثاني تزويق بالذهب نُقش عليه أوراد ذهبية خفيفة اللون بديعة ، والعناوين إمّا بالذهب اللامع الممتاز أو بالشنجرف الفاخر الناتئ المحسوس ، وعلىٰ ص 32 منه خطّ بعض رجال البلاط ؛ ذكر أنّ السلطان خاقان أعظم اسكندر بهادرخان تفأل بديوان حافظ عند إرسال إلىٰ ولده إلىٰ فتح . . .

ولم أُشخّص هذا السلطان : أهو اسكندر من الأمراء الشيبانية ، الذي تولّىٰ الحكم في بخارىٰ وسمرقند سنة 968 ، أم اسكندر شاه من سلسلة سلاطين گجرات ، الذي تولّىٰ سنة 932 ؟

وعلىٰ كلّ فالنسخة من أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر كما ذكرنا ، وهي في 226 ورقة ، مقياسها 2 / 16 × 5 / 23 ، تسلسل 1364 .

نسخة خزائنية إلىٰ آخر الدفتر ، كتبها أحد خطّاطي القرن العاشر بخطّ فارسي رائع ، بأوّلها لوحة جميلة ، وبظهر الورقة الأُولىٰ طرّة لاجوردية أنيقة ، والعناوين بالذهب أو اللازورد أو الشنجرف ، وبأوّلها ختم : « من

ص: 246

كتب الفقير مصطفىٰ دايه زاده » تاريخه 1150 ، 43 ورقة ، رقم 1439 .

نسخة تحتوي الدفاتر الثلاثة ومعها [ المثنوي الرابع ، الذي يأتي في حرف اللام : ] ليلىٰ ومجنون للجامي أيضاً ، وهي نسخة خزائنية بها أربع لوحات ، بخطّ فارسي رائع ، كتبها الخطّاط علي تقي بن عبد القادر بن محمّد بن حاجي ، وفرغ من الدفتر الثالث غرّة ربيع الأوّل سنة 1089 ، قد سقطت أو سُرقت الورقة الأُولىٰ ، رقم 1357 .

نسخة ناقصة الأوّل قليلاً ، تقع في 159 ورقة ، مقاسها 7 / 11 × 18 ، تسلسل 590 .

( 953 ) سلم العلوم

في المنطق .

أوّله : « سبحانه ما أعظم شأنه لا يُحد ولا يُتصوّر . . . » .

نسخة بخطّ السيّد محمّد يوسف بن السيّد هادي بن محمّد جان ، كتبها في القرن الثالث عشر ، وبأوّلها ختمه ، وتاريخ ختمه 1262 ، بأوّل مجموعة منطقية كلّها لمؤلّف السلم وبخطّ محمّد يوسف هذا ، رقم 2009 .

( 954 ) السلم المرونق

وهو أُرجوزة في المنطق ، نظم بها إيساغوجي .

والناظم : الشيخ عبد الرحمٰن بن محمّد الصغير الأخضري ، المتوفّىٰ سنة 983 .

ص: 247

نظمها وهو ابن 21 سنة في سنة 941 .

أوّلها :

الحمد

لله الذي قد أخرجا

نتائج

الفكر لأصحاب الحجىٰ

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم 2046 ، وبظهر الورقة الأُولىٰ فوائد كثيرة منطقية ونحوية ، منظومة ومنثورة ، وتغزّل لطيف مضمنّاً فيه اصطلاحات علم المنطق .

( 955 ) سنا برق شرح دعاء رجب

وهو دعاء يُقرأ في كلّ يوم من أيام شهر رجب ، أوّله : « اللّهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك . . . » .

شرحه العلّامة السيّد جعفر الكشفي الدارابي ، وهو شرح فلسفي عرفاني .

نسخة تقع في 205 أوراق ، تسلسل 589 .

( 956 ) سه أصل

رسالة عرفانية فلسفية أخلاقية ، فارسية ، في ثلاثة فصول : في معرفة النفس ، وذم حبّ الجاه والمال والتمتّعات الشهوية ، وفي تسويلات النفس الأمّارة .

للحكيم المتألّه صدر الحكماء المتألّهين صدر الدين الشيرازي ، المشتهر ب- : المولىٰ صدرا ، المتوفّىٰ سنة 1050 .

ص: 248

[ طبع بمباشرة الدكتور حسين نصر بطهران سنة 1340 ه- ش . ولاحظ : الذريعة 12 / 261 رقم 1722 وص 263 رقم 1738 ، وج 21 / 263 رقم 4954 ] .

نسخة تمّت في شهر جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1296 ، وٱسم الكاتب مُمحىٰ ، في 30 ورقة ، مقاسها 8 / 9 × 3 / 15 ، تسلسل 335 .

( 957 ) سهام نافذه

فارسي ، في الردّ علىٰ فرقة البابية .

للشيخ ميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأُردوبادي ، المتوفّىٰ 5 شعبان سنة 1333 .

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . أمّا بعد بر ضمير منير آگاهان . . . » .

فرغ منه في 22 جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1325 .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة من مؤلّفاته كلّها بخطّه ، ويبدأ هذا الكتاب بالورقة 34 أ - إلىٰ 70 أ ، رقم 1879 .

( 958 ) سؤال الملوك

فارسي ، في علم الحروف .

مرتّب علىٰ مقدّمة وأصلين وخاتمة ، ألّفه بأمر معزّ الدولة والدنيا والدين أمير زاده بايسنقر .

أوّله : « حمد بى نهايت حضرت بارى را كه عين بصيرت آدمى را . . . »

ص: 249

نسخة بخطّ شرف جهان عبد الرشيد بن عبد الفتّاح الخزاعي النطنزي ، فرغ منها ليلة الأربعاء غرّة ربيع الآخر سنة 1038 ، ضمن المجموعة رقم 9 / 1754 .

( 959 ) سؤال وجواب

فارسي .

للزعيم الفقيه السيّد محمّد باقر بن محمّد نقي الشفتي الموسوي ، المشتهر ب- : حجّة الإسلام ، زعيم أصفهان في عصره ، المتوفّىٰ سنة 1260 .

وطبع من هذا الكتاب مجلّده الأوّل في حياته عام 1247 إلىٰ كتاب الوديعة .

نسخة تامّة تشتمل علىٰ المطبوع منه وغير المطبوع من أوّل الكتاب إلىٰ الحدود والديات ، ثمّ خاتمة في المسائل المتفرّقة ، ورسالة مستقلّة في الحدود للمؤلّف أُلحقت بآخر كتاب الحدود ، وهي نسخة قيّمة ، مكتوبة في حياة المؤلّف بخطّ نسخ جيّد ، وبأوّلها فهرس الكتاب ، بخطّ الخطاط السيّد محمّد بن أبي الحسن الموسوي ، مجدولة باللاجورد والشنجرف ، وتقع في 369 ورقة ، رقم 516 .

( 960 ) سؤال وجواب

فارسي .

هي مسائل سئل عنها المحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم بن حسن القمّي

ص: 250

الجيلاني ، المتوفّىٰ سنة 1231 ، فأجاب عليها ، وهي مسائل متفرّقة .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بآخر مرشد العوام المكتوبة سنة 1227 ، رقم 2280 . .

كما أنّ بأوّل مرشد العوام أيضاً عدّة مسائل متفرّقة سئل عنها المؤلّف مع جواباته عليها .

( 961 ) سؤال وجواب

فارسي ، فتوائي فقهي . .

وهو إمّا من فتاوىٰ السيّد حجّة الإسلام الشفتي ، مولانا محمّد باقر ابن محمّد نقي ، أو من فتاوىٰ ميرزا أبو القاسم الجيلاني ، وهو : المحقّق القمّي .

أوّله : « الحمد لله الذي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائه . . . » .

وهي خطبة أنشأها منشئها وأثبتها هنا ليُستفاد منها عند العقد ؛ فتكون خطبة النكاح .

نسخة بآخر جواهر المسائل [ المذكور برقم 458 ] ، من فتاوىٰ حجّة الإسلام الشفتي ، المكتوب سنة 1249 ، وبينهما : منظومة في منزوحات البئر ، من فتاوىٰ المحقّق القمّي ، رقم 2281 .

( 962 ) سور من القرآن الكريم وأدعية مأثورة مشهورة

ممّا يتلىٰ آناء الليل وأطراف النهار ، أوّلها سورة يس . .

ص: 251

نسخة كتبها الخطّاط القدير محمّد حسين بن رمضان الأصفهاني بخطّه البديع الفاخر الجميل ، بأمر : والا شأن عبّاس قلي خان ، وفرغ منها سنة 1266 ، مجدولة مذهّبة ، وبعض الأدعية تُرجمت إلىٰ الفارسية بين السطور ، وبأخرها طلسمات وختومات وأذكار وأدعية بغير خطّ الكاتب ملحقة بها ، وعليها تاريخ ولادات ذرّيّة عبّاس قلي خان ، وبعض رباعيات أبي سعيد أبي الخير ، تقع في 108 أوراق ، مقاسها 5 / 12 × 20 ، تسلسل 818 .

( 963 ) سير العباد إلىٰ المعاد

نظم فارسي ، هو أحد المثنويات الستّ للحكيم سنائي ، طبع بتصحيح سعيد نفيسي بطهران سنة 1356 .

نسخة بخطّ نستعليق جيّد ، في 24 ورقة ، مقاسها 13 × 20 ، تسلسل 1340 .

( 964 ) السير والسلوك

للسيّد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ، المتوفّىٰ سنة 1259 .

كتبها لملّا أمين عند تجواله في قرية سيروان من قرىٰ رشت ، وفرغ منها في 11 صفر سنة 1238 ، وقد ترجمها إلىٰ الفارسية بعض تلامذة المؤلّف ، الذريعة 12 / 282 .

ص: 252

نسخة مكتوبة في عصر المؤلّف أو قريباً منه ، ضمن مجموعة تضمّ ثلاثة من كتبه هو أوسطها ، رقم 1552 .

( 965 ) سيف الأُمة وبرهان الملة

فارسي .

في الردّ علىٰ شبهات الفادري النصراني هنري مارتين الإنجليزي .

وهو تأليف : المولىٰ أحمد بن محمّد مهدي النراقي الكاشاني ، المتوفّىٰ سنة 5 / 1244 .

كتبه باسم السلطان فتح علي شاه ، ورتّبه علىٰ ثلاثة أبواب ، وفرغ منه يوم السبت 17 صفر سنة 1233 ، طبع بإيران سنة 1267 وسنة 1331 . .

وبأوّله فهرس مبسوط كتبه ولده المولىٰ محمّد ، المتوفّىٰ سنة 1297 بأمر والده .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بعد عام من تأليفه ، فرغ الكاتب منها في جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1234 ، في 233 ورقة ، مقاسها 15 × 22 ، تسلسل 1582 .

( 966 ) سى فصل

فارسي ، في التقويم . .

مطبوع عدّة مرّات ، ولعلّه للمحقّق الطوسي خواجة نصير الدين .

ص: 253

نسخة ضمن مجموعة بخطّ محسن بن عبّاس الرشتي ، كتبها في أصفهان ، وفرغ منها سنة 1243 ، وبجانبيها فوائد رياضية ، رقم المجموعة 234 .

نسخة رقمها 1734 .

( 967 ) شأن نزول آيات

فارسي ، مرتّب علىٰ حسب السور .

لميرزا طاهر الأديب ابن أحمد الأديب ابن أبي الحسن الكاشاني .

نسخة المسودة الأصلية بخطّ المؤلّف ، وهو خطّ فارسي دقيق ، في 48 ورقة ، رقم 1607 .

( 968 ) شارع النجاة

فارسي ، في الفقه .

تأليف : السيّد المحقّق محمّد باقر الداماد الحسيني .

نسخة كتبها عبرت الصاحبي النائيني في سنة 1342 ، بخطّ نسخ جيد ، وكتب العناوين والأحاديث بخطّ أخشن ، 73 ورقة ، رقم 1228 .

( 969 ) الشافي

تصنيف : زعيم الفرقة وعميدها علم الهدىٰ السيّد الشريف المرتضىٰ .

ص: 254

ردّ به علىٰ كتاب المغني للقاضي عبد الجبّار المعتزلي .

نسخة بخطّ هادي بن إبراهيم الخاتون آبادي ، فرغ منها سنة 1103 ، وعبائر القاضي ممتازة بالخطّ الأحمر عليها ، في 328 ورقة ، مقاسها 5 / 17× 25 ، تسلسل 630 .

( 970 ) الشافية

في الصرف .

لابن الحاجب ، أبي عمرو عثمان بن عمر المالكي ، المتوفّىٰ سنة 646 .

نسخة بخطّ أحد مهرة الخطّاطين المتفنّنين ، كتبها بخطّ نسخ جيّد جميل ، وفرغ منها سنة 1097 ، وكتب في هوامشها « حاشية الجاربردي » بأجمعها بخطّ نسخ تعليق جميل للغاية ، وأبدع في رسم الحواشي بأشكال الحيوان ، كالطيور والسباع وغيرها ، والأشجار والقناديل ، وما أشبه ذلك من أشكال جميلة رائعة ، وبآخرها هذا البيت :

لو

كان قلبي أبا سفيان وٱنقلبت

هند

أباه لأضحىٰ قلب جدّهم

أوراقه 99 ورقة ، تسلسل 1564 .

نسخة ضمن مجموعة أوّلها زبدة الأُصول ، [ المذكور برقم 918 ] ، رقم 711 .

نسخة ضمن مجموعة في الصرف ، قبلها شرح الشافية للنظّام ، وبعدها المراح ، والثلاثة بخطّ نسخ جميل ، كتبها محمّد سميع بن علي رضا ، وفرغ من الأُولىٰ سنة 1094 ، رقم المجموعة 1945 .

ص: 255

( 971 ) الشافي في شرح « الكافي »

تأليف : المولىٰ خليل بن الغازي القزويني ، ولد سنة 1001 ، وتوفّي في 3 شهر رمضان سنة 1089 ؛ كما يظهر من هذه النسخة .

ألّفه باسم سلطان العلماء الحسين بن محمّد الآملي ، المعروف ب- : خليفة سلطان الحسيني ، وشرع فيه في بيت الله الحرام سنة 1057 ، شرع من أوّل الأُصول ، وخرج منه إلىٰ آخر أبواب الطهارة ، ولم يتمّ شرحه لسائر الأبواب ، كما ذكره شيخنا في الذريعة 13 / 6 .

ترجم له شيخنا الرازي - مدّ ظله - في الروضة النضرة في أعلام القرن الحادي عشر ، وقال : « نُصّب مدرّساً في حضرة عبد العظيم بالري وله ثلاثون سنة ثمّ عُزل ، وجاور بيت الله سنين ثمّ رجع إلىٰ وطنه ، ومقبرته إلىٰ جنب مدرسته » .

وترجم له في الرياض .

وترجم له العلّامة النوري في خاتمة المستدرك ص 413 ، في مشايخ المجلسي ، وعدّه ممّن يروي عن الشيخ البهائي .

وترجم له في الأمل ، وقال : « فاضل علّامة ، حكيم متكلّم ، محقّق مدقّق ، فقيه محدّث ، جامع للفضائل ، ماهر معاصر ، له مؤلّفات : شرح الكافي فارسي ، شرح الكافي عربي ، شرح عدّة الأُصول ، رسالة الجمعة ، الرسالة النجفية ، الرسالة القمّية ، المجمل في النحو ، رموز التفاسير . .

رأيته في مكّة في الحجّة الأُولىٰ ، كان مجاوراً بها مشغولاً بتأليف

ص: 256

حاشية مجمع البيان » .

وترجم له في السلافة .

نسخة تبدأ بشرح أوّل كتاب الطهارة ، وتحتوي علىٰ شرح جميع أبواب الطهارة ، وتنتهي إلىٰ أوّل كتاب الحيض ، في 113 ورقة ، مقاسها 5 / 12 × 3 / 19 . .

وهي نسخة ثمنية قيّمة ، مكتوبة في قزوين في حياة المؤلّف وعلىٰ نسخة الأصل بلا فصل ؛ إذ فرغ منه المصنّف - كما في آخره - في يوم الخميس حادي عشر شهر شعبان المعظّم سنة 1089 ، بدار الموحّدين ، والنسخة بخطّ أحد تلامذة الشارح وهو : العلّامة الشيخ حسين بن أفضل بيك ، ثمّ قرأها علىٰ الشارح نفسه وكتب بهامش منتهىٰ شرح الحديث السادس من الباب الخامس عشر باب السواك ص 68 ما نصّه : « قرأت إلىٰ هنا عند الاستاد الشارح الأعظم ملّا خليل بن الغازي القزويني ، رحمه الله تعالىٰ وثبّته بالقول الثابت ، في مجالس آخرها أواخر شهر شعبان المعظّم سنة 1089 هجرية . العبد حسين بن أفضل بيك » ، فهذه أوّل نسخة انتسخت من نسخة الأصل بعد أيام .

ثمّ كتب في آخر النسخة : « هو ، بلغ قبالاً من أوّله إلىٰ هنا ، في دار الموحّدين قزوين ، في المدرسة الخليلية ، مع أُمّ النسخ ، وصُحّح بقدر الجهد والطاقة في مجالس ، آخرها يوم السبت الخامس والعشرين من شهر شوّال ، بعد وفاة الشارح باثنين وخمسين يوماً - اللّهمّ ارحمه وثبّته بالقول الثابت - سنة 1089 هجرية ، العبد حسين بن أفضل بيك » ؛ فيعلم أنّ وفاة المولىٰ خليل كانت في 3 شهر رمضان سنة 1089 .

وعلىٰ النسخة خطّ العلّامة الأميني ببعض ما أثبتناه هنا .

ص: 257

( 972 ) شاهنامه

فارسي .

[ الشاهنامه اسم للكتاب الذي يُؤلّف في ترجمة السلطان وأحواله وغزواته وفتوحاته وسائر ما يتعلّق به ، ومعظم هذه الكتب نظم .

وهذا الكتاب للشاعر الحكيم أبي القاسم الحسن بن إسحاق ابن شرف شاه الطوسي ، الشهير ب- : الفردوسي ( 323 - 411 ه- ) .

منظوم في ستّين ألف بيت ، تضمّن تواريخ سلاطين الفرس ، وكثير من الحكم والمواعظ والنصائح والترغيب والفلسفة والأخلاق والغزل والأمثال ، وغير ذلك من فنون الشعر وأبوابه ، وقد بقي مشغولاً في نظمها ثلاثين سنة ، وأتمّها سنة 400 ه- . الذريعة 13 / 16 رقم 49 ] .

نسخة لم يذكر فيها الكاتب ولا تاريخ الكتابة لكنّها تامّة ، ومن كتابة أحد خطّاطي القرن العاشر ، نستعليق جميل ، وهي ثلاثة أجزاء في مجلّد صفحاته مجدولة ومؤطّرة ، وبأعلىٰ صفحة أوّل كلّ جزء منه لوحة منمّقة وفي تضاعيفها رسوم وتصاوير تمثّل الحروب والمصارعات ، وهي تسعة رسوم صوّرتها ريشة الفنّان في طي صحائف : 25 ، 26 ، 29 ، 95 ، 132 ، 147 ، 169 ، 172 ، و 524 ، والمجموع 389 ورقة ، بقطع 3 / 17 × 29 ، تسلسل 1576 .

نسخة كسابقتها لم يذكر فيها الكاتب ولا تاريخ الكتابة ، من كتابة أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، مجدولة مؤطّرة مذهّبة مُزَورقة ، وعلىٰ

ص: 258

صفحتيها الأُولىٰ والثانية لوحات وتزويق وتنميق بديع ، تقع في 517 ورقة ، مقاسها 5 / 18 × 7 / 28 ، تسلسل 1344 .

نسخة كتابة القرن التاسع والعاشر ، بخطّ فارسي جيّد ، وكانت ناقصة فتُمّمت في القرن الثالث عشر بخطّ رديء ، والمجموع 250 ورقة ، رقم 1385 .

( 973 ) شرائط الطريقة

فارسي ، في العرفان .

تأليف : السيّد أبي القاسم الذهبي الشيرازي ، المتوفّىٰ سنة 1286 .

فرغ من تأليفه سنة 1282 .

نسخة بخطّ السيّد صادق الشهشهاني الأصفهاني ، فرغ منها في ذي الحجّة سنة 1299 ، وهي مقابلة ومصحّحة وعليها بلاغات ، في 196 ورقة ، تسلسل 352 .

( 974 ) شرائط الوضوء

فارسي .

الظاهر أنّها للشيخ محمّد تقي بن علي محمّد النوري ، المتوفّىٰ سنة 1263 - والد المحدّث النوري - لأنّه ملحق بآخر كتابه هداية الأنام

المكتوب في حياته ووقفه هو بخطّه .

نسخة بآخر هداية الأنام ، رقم 1222 .

ص: 259

( 975 ) شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام

للمحقّق الحلّي ، [ الشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيىٰ الهذلي ( 602 - 676 ه- ) . .

أحد المتون الفقهية المهمّة الكاملة ، الجامعة للفروع ، يمتاز بالأُسلوب السهل والدقّة والإيجاز في اللفظ ، والأمانة الموضوعية في عرض ونقل الآراء ، والمنهجيّة في البحث .

وقد عُني به العلماء والفقهاء درساً وتدريساً وشرحاً وتعليقاً منذ عصر تأليفه إلىٰ الآن ، وعليه شروح وحواشٍ كثيرة لعدد كبير من أجلّة العلماء والفقهاء ، وقد ترجم إلىٰ عدّة لغات وطبع مراراً ، مستقلّاً تارة وضمن شروحه أُخرىٰ ، في بيروت والنجف وبغداد وطهران وقم ] .

يحتوي علىٰ 13000 مسألة ، كما في آخر مجموعة رقم 768 [ في المكتبة ، ضمن فائدة لبعض الأفاضل في إحصاء مسائل بعض الكتب الفقهية وتعيين ما تحويه من الفروع ] .

نسخة إلىٰ كتاب الإيمان ، كتابة القرن الثالث عشر ، 190 ورقة ، رقم 2134 .

نسخة إلىٰ آخر النفقات ، كتابة القرن العاشر ، سوىٰ عدّة أوراق من أوّلها ؛ فإنّها كانت ناقصة فتمّمت في ما بعد ، ملء هوامشها تعليقات المحشّين ، رقم 2158 .

نسخة كتبها أمين الدين محمّد الكرماني بخط نسخ جيد جميل ،

ص: 260

وفرغ منها سنة 1024 ، مصحّحة مقروءة ، عليها بلاغات وتصحيحات : « بلغ قراءة الله تعالىٰ » في أكثر أوراقها ، وعلىٰ الورقة 96 ختم نصّه : « صالح برورجشى بگو يا على مدد » ، تاريخه 1049 ، وملء هوامشها تعليقات المحشّين أو فوائد منقولة عن كتب الفقه ، وعلىٰ الورقة الأخيرة كتابة بخطّ فارسي جميل ، كتبها مرتضىٰ بن محمّد مصطفىٰ الحسيني سنة 1254 وسنة 1257 ، وبآخرها تفسير « الأشبه » و « الأظهر » ونظائرهما ، الواقعة في الشرائع ، 275 ورقة ، رقم 1900 . .

نسخة بخطّ السيّد جعفر بن محمّد الحسيني ، كتبها بخط نسخ جيد ، وفرغ منها في ذي القعدة سنة 1058 ، وعليها ختم فيّاض علي خان بهادر ، تاريخه 1205 ؛ وأظنّه شيخ الإسلام خان الذي أطراه الكاتب علىٰ ظهر الورقة بقوله : « قد أعطاني هذا الكتاب . . . شيخنا الكامل وأُستاذنا الفاضل . . . وحيد عصره وفريد دهره ، ذي الفضائل والأخلاق ، المشتهر في الآفاق ، عمدة الفضلا ، وزبدة العلما ، شيخ الإسلام خان . . . » ، 421 ورقة ، رقم 1894 .

نسخة بخطّ نسخ جميل ، كتبها عبد اللطيف بن علي رضا ، وفرغ منها في 4 ذي الحجّة سنة 1076 ، رقم 2022 .

نسخة بخطّ مطيع بن محمود ، فرغ منها ضحوة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادىٰ الآخرة سنة 1118 ، في 237 ورقة ، مقاسها 19 × 30 ، تسلسل 1080 .

نسخة كتابة القرن العاشر ، وهي إلىٰ آواخر كتاب الوصية ، 176 ورقة ، 18 × 4 / 25 ، تسلسل 272 .

نسخة قيّمة بخطّ العلّامة الشيخ قنبر علي التويسركاني ، من أعلام

ص: 261

القرن الحادي عشر ، فرغ منها في شهر رمضان سنة 1056 ، وبآخرها : « ربّ وفّقني لقراءته ومطالعته وتدريسه . . . » ، وكتب في هوامشها حواشٍ كثيرة وفوائد منقولة عن الكتب الفقهية ، وعليها بعض التعاليق للعلّامة السيّد محمّد تقي بن أحمد الطالقاني بخطّه الشريف ، وعليها بلاغات وتصحيحات ، وحواشِ الشهيد الثاني بتوقيع : « زين » ، وهي كثيرة ، وحواشٍ كثيرة توقيعها : « ع ر » ، في 247 ورقة ، مقاسها 7 / 19 × 5 / 25 ، تسلسل 1704 .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقص من أوّلها بمقدار ورقتين أو أقلّ ، وعليها تصحيحات وتعليقات ، 357 ورقة ، رقم 783 .

نسخة كتابة القرن العاشر ، مصحّحة ، عليها تصحيحات وحواشٍ كثيرة وتعاليق لبعض العلماء بخطوطهم ، منها : تعاليق السيّد علي الحسيني بخطّه ، تقع في 226 ورقة ، مقاسها 16 × 24 ، تسلسل 204 .

نسخة فرغ الكاتب من جزئها الأوّل في صفر سنة 1043 ، وهي بخطوط مختلفة إلّا أنّها مقابلة مصحّحة مقروءة علىٰ مشايخ الفقه بدقّة وإمعان ؛ ففي هوامشها : « بلغ سماعاً وفّقه الله تعالىٰ » ، وفي الأكثر مكتوب في كلّ صحيفة مرّتين ، وتقع 275 ورقة ، مقاسها 18 × 24 ، تسلسل 219 .

نسخة الجزء الثاني ، يبدأ بكتاب النكاح ، نسخة قيّمة مصحّحة ، بخطّ الخطّاط فرج الله الشوشتري ، كتبها بخطّه النسخ الجميل الفاخر بأمر العلّامة العارف الصالح المتّقي السيّد محمّد جعفر الحسيني المشهدي ، فرغ منها ضحوة يوم الاثنين 17 صفر سنة 1014 ، وهي نسخة جميلة ، والعناوين مكتوبة أكثرها بالحمرة ، وبعضها بماء الذهب وبعضها باللاجورد ، وعليها حواشٍ كثيرة كتبها بخطّه النستعليق الجيّد ، بعضها حواشِ الشهيد

ص: 262

الثاني ، وحواشِ الشيخ علي ، وحواشِ : « ع ب سلمه الله » ، تقع في 223 ورقة ، مقاسها 3 / 18 × 25 ، تسلسل 273 .

( 976 ) شرح « آداب البحث »

المتن للسمرقندي محمّد بن أشرف الحسيني . .

والشرح لقطب الدين محمّد الگيلاني .

ذكر في كشف الظنون أنّه كتبه سنة 891 ، والظاهر أنّه خطأ ؛ إذ أنّ تاريخ نسختنا سنة 869 ، وهو إن كان تاريخ الكتابة أو تاريخ التأليف ، وسواء كانت النسخة بخطّ المؤلّف أو بخطّ غيره ، يدلّ علىٰ أنّ تاريخ سنة 891 خطأ .

أوّله : « الحمد لله الذي هدانا إلىٰ سواء السبيل ، وأرشدنا في اقتناء الفضائل بالبرهان والدليل ، والصلاة علىٰ محمّد المبعوث للعدل والتكميل ، أمّا بعد . . . » .

نسخة بخطّ جيّد ، فرغ منها الكاتب في شعبان سنة 869 ، والنسخة مقروءة مصحّحة ، وملء هوامشها حواشٍ وتعليقات ، من الورقة 20 ب إلىٰ الورقة 48 أ ، رقم 1832 .

( 977 ) شرح « آداب البحث »

المتن للسمرقندي محمّد بن أشرف الحسيني ، المتوفّىٰ حدود سنة 600 . .

ص: 263

وعليه عدّة شروح ، وهذا الشرح لم يُعرف شارحه ، وهو ب- : « قال : أقول : » . .

أوّله : « وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكّلت وإليه أُنيب . . . الحمد لله علىٰ ما يتناصر من سوابق كرمه ، ويترادف من لواحق نعمه . . . وعلىٰ آله مصابيح الدجىٰ ومفاتيح الحجىٰ » .

نسخة ضمن مجموعة قيّمة ، أوّلها آداب البحث [ المذكور برقم 2 ] ، وهذا الشرح ثاني ما فيها ، يبدأ بالورقة 6 ب إلىٰ 20 أ ، وبعدها شروح أُخرىٰ علىٰ المتن ، كتبت المجموعة سنة 870 بخطّ جميل ، رقم 1832 .

( 978 ) شرح « آداب المناظرة »

المتن للقاضي عضد الدين عبد الرحمٰن بن أحمد العضدي ، المتوفّىٰ سنة 756 . .

والشرح للمير أبي الفتح بن مير مخدوم حفيد المير السيّد الشريف الجرجاني ، المتوفّىٰ سنة 976 .

قال شيخنا - دام ظلّه - [ في الذريعة 13 / 54 رقم 173 ] : تعرّض فيه لِما ذكره أُستاذه غياث الدين منصور في حاشيته علىٰ هذه الرسالة ، وذكر أنّ منه نسخة في طهران ، وتاريخ كتابتها بمشهد الرضا عليه السلام سنة 996 .

نسخة بخطّ محمّد الملّا سهام ، كتبها سنة 1290 ، وعلىٰ النسخة حواش كثيرة ل- : « محمّد بن حسين » ، و « عبد الله » ، و « منه » ، و « شريف » ،

ص: 264

و « أحمد بن حيدر » ، في 49 ورقة ، رقم 1176 .

( 979 ) شرح أبيات عرفانية

من شعر العارف الرومي جلال الدين والعطار النيشابوري

فارسي ، للشيخ صفي الدين . .

وأظنّه الشيخ صفي الدين الأردبيلي ، جدّ السلاطين الصفوية ؛ إذ أنّه منقول من كتاب صفوة الصفا .

والأبيات تبلغ بضعة عشر بيتاً ، كلّها فارسية كشرحها ، منقولة بخطّ فارسي دقيق جميل ، بآخر الجزء الثاني من شرح توحيد الصدوق للقاضي سعيد القمّي ، المنتسخ سنة 1099 ، رقم 485 .

( 980 ) شرح « إثبات الجوهر المفارق »

المتن لسلطان المحقّقين نصير الملة والدين محمّد بن الحسن الطوسي ، المتوفّىٰ سنة 672 . .

والشرح للمحقّق الدواني جلال الدين محمّد بن أسعد الصديقي ، المتوفّىٰ سنة 908 .

نسخة ضمن مجموعة فلسفية ، كتبت في القرن الحادي عشر ، بخطّ فارسي جيّد ، رقم 597 .

ص: 265

( 981 ) شرح « الاثني عشرية »

المتن للشيخ جمال الدين الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الشهيد الثاني العاملي ، [ صاحب المعالم ، المتوفّىٰ سنة 1011 ه- ] .

والشرح لابنه الشيخ محمّد ، المتوفّىٰ سنة 1030 .

أوّله : « نحمدك يا من جعل الحمد ذريعة لإتمام نعمه . . . » .

نسخة بخطّ عبد علي بن محمّد علي بن جمال المظاهري أصلاً ، والبرغوني لقباً ، كتبها بخطّ نسخ جيّد في حياة المؤلّف ، وفرغ منها في كربلاء سلخ ذي الحجّة سنة 1022 ، وعليها حواشٍ : « منه مدّ ظله العالي » كثيرة . .

والنسخة قد قرأها المؤلّف وكتب بهوامشها حواشٍ مبسوطة كثيرة بخطّه الشريف ، كما أنّ علىٰ النسخة تصحيحات وبلاغات ، وبآخرها : « بلغ قبالاً » ، 158 ورقة ، رقم 2015 .

( 982 ) شرح « الاثني عشرية الصلاتية »

الاثنا عشرية الصلاتية للشيخ البهائي ، المتوفّىٰ سنة 1031 ؛ فإنّ له - قدّس سرّه - اثنا عشريات خمس : في الطهارة ، في الصلاة ، في الصوم ، في الزكاة ، وفي الحجّ . .

فرغ منها يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سنة 1012 ، وعليها حواشي وشروح ذكرها شيخنا في الذريعة [ 13 / 62 ] . .

ص: 266

ومنها : هذا الشرح ، للعلّامة المحقّق المشارك في العلوم الشيخ عبد الحسين بن قاسم الحلّي النجفي ، المتوفّىٰ سنة 1375 .

فرغ منه في 18 ذي الحجّة سنة 1323 في النجف الأشرف .

نسخة الأصل في المكتبة بخطّه الشريف ، فيها شطوب وتصحيحات وإضافات بالهوامش ، بآخرها : « تمّ المجلّد الأوّل علىٰ يد مؤلّفه » ، ناقص من أوّلها أوراق ، وتقع في 327 ورقة ، رقمها 419 .

أهداها المؤلّف نفسه مع مكتبته بأجمعها إلىٰ مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في تاريخ 18 ربيع الآخر سنة 1375 ، وهي مكتبة مشهورة بنفائسها ، غنية بالنوادر القيّمة ، تكرّر ذكرها في أجزاء الذريعة وغيره .

نسخة في 386 ورقة ، مقاسها 14 × 19 ، تسلسل 421 .

( 983 ) شرح « الآجرومية »

المقدّمة الآجرومية في النحو لأبي عبد الله محمّد بن داود الصنهاجي ، المعروف ب- : ابن آجرّوم ، ومعناه بلغة البربر : « الفقير الصوفي » ، ولد سنة 682 وتوفّي سنة 723 . .

ألّفها بمكّة المكرمة ، متداولة ، يقرأُها المبتدؤون ، وعليها شروح كثيرة ، عدّد منها جملة كثيرة في كشف الظنون ، وجملة كثيرة أُخرىٰ في ذيله ، وجملة في الذريعة ، ولم يذكروا هذا الشرح . .

وهو لزين الدين جبرئيل ؛ علىٰ ما في مقدّمته ، وهو متقدّم علىٰ القرن الثالث عشر .

نسخة كتبت بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها كاتبها في 29 شعبان سنة

ص: 267

1255 ، دعا للمؤلّف بالرحمة ، وتقع في 90 ورقة ، مقاسها 16 × 22 ، تسلسل 526 .

( 984 ) شرح أحاديث الطينة

فارسي .

للمحقّق آقا حسين الخونساري .

أوّله : « وسيله ساز سعادات جاودانى شكر وسپاس . . . » .

نسخة ناقصة الآخر ، بخطّ فارسي معتاد ، في مجموعة كتبت سنة 1232 ، رقم 1998 .

( 985 ) شرح الإخلاص إلىٰ العتبة الرضوية وكشف الاختصاص بالحضرة العلية العلوية

فارسي .

وهو أربعون حديثاً في فضل زيارة الإمام علي بن موسىٰ الرضا عليه السلام .

أوّله : « حمد وسپاس خداوندى را سزا است كه قبه زرنگار بارگاه رفيعش را . . . » .

صدّره باسم السلطان شاه طهماسب الصفوي ، ورتّبه علىٰ مقدّمة فيها مطالع ثلاثة ؛ ثالثها في ترجمة الشيخ الصدوق ، ومقصد واحد ؛ هو الأربعون حديثاً في فضل زيارته عليه السلام بشرحها ، وخاتمة في كيفية زيارته .

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها كلب علي بن مسعود الطالقاني ،

ص: 268

وفرغ منها في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1069 ، في 120 ورقة ، رقم 659 .

( 986 ) شرح الأربعين حديثاً

تأليف : شيخ الإسلام والمسلمين ، بهاء الملة والدين محمّد بن عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّىٰ سنة 1030 .

فرغ منه في صفر سنة 995 ؛ قال المصنّف :

لقد

تمّ تأليف هذا الكتاب

وتمّ

الأحاديث تاريخه

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في ربيع الأوّل سنة 1047 ، وعليها ختم محمّد حسين بن بديع الزمان الحسيني ، تاريخه 1119 ، وعليها تملّك أقلّ الطلّاب السيّد يحيىٰ بن أبي الفتح الطباطبائي سنة 1057 ، في 202 ورقة ، رقم 344 .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، 199 ورقة ، رقم 320 .

نسخة نفيسة جميلة ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الثاني عشر ، كتبها بخطّ نسخ جميل رائع ، مجدولة بالذهب ، وعليها حواشِ العلّامة المولىٰ إسماعيل المازندراني بخطّ فارسي بديع ، وبأوّلها فهرس مطالب الكتاب ، في 185 ورقة ، رقم 53 .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، مجدولة بالذهب ، رقم 1020 .

نسخة بخطّ عبّاس بن الله ويردي الطالقاني ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها في ربيع الأوّل سنة 1155 ، 144 ورقة ، رقم 490 .

ص: 269

( 987 ) شرح « أُرجوزة في الميراث »

الأُرجوزة من نظم : العلّامة الشيخ محمّد علي بن محمّد الأعسم النجفي ، المتوفّىٰ سنة 1233 .

أوّلها :

نحمدك

اللّهمّ يا مَن شرعا

دينا

به النبي طٰه صدعا

شرحها ابن الناظم : الشيخ عبد الحسين الأعسم .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، منضمّة إلىٰ « شرح كتاب البيع من قواعد العلّامة » للشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، رقم 2278 .

( 988 ) شرح « الأسباب والعلامات »

في الطبّ . .

المتن للشيخ نجيب الدين محمّد بن علي بن عمر السمرقندي ، المقتول بهراة سنة 618 . .

والشرح للشيخ برهان الدين نفيس بن عوض بن حكيم الكرماني ، المتوفّىٰ سنة 853 .

شرح مزجي في غاية التحقيق ، ألّفه في سمرقند ، وفرغ منه في أواخر صفر سنة 827 ، وأهداه إلىٰ السلطان ألغ بيك بن شاهرخ بن الأمير تيمور گورگان ، وبعده ألّف شرح موجز القانون المشهور ب- : شرح نفيسى .

ص: 270

والكتاب مطبوع في كلكتا .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ولكن نصفها الأخير جُدّدت كتابته في سنة 1267 ، بخطّ آقا بابا بن محمّد مهدي ، في 312 ورقة ، تسلسل 1521 .

نسخة بخطّ أحمد بن محمّد الموسوي ، فرغ منها في شهر رمضان سنة 1077 ، وعليها تعليقات منه وفوائد منقولة من كتب الطبّ ، وعليها بلاغات وتصحيحات : « بلغ قبالاً وتصحيحاً » ، وعليها ختوم جمع من الأطبّاء ؛ فقد تناولتها أيدي الأطبّاء فصحّحوا وعلّقوا ، وتقع في 270 ورقة ، مقاسها 3 / 19 × 25 ، تسلسل 549 .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة من أوّلها عدّة أوراق ، وملحقة بآخرها فائدة في سقي السموم وطرق وقايتها ودفعها وعلاجها ، ثمّ لدغ الحشرات ولسع الأفاعي ونهش الهوام وطرق علاجها ؛ وهو شرح مزجي للمتن يظهر أنّه من الكتاب ، لكنّ النسخ الأُخرىٰ خالية منها ، وتقع في 235 ورقة ، رقمها 1539 .

نسخة بخطّ نسخ جميل ، كتابة القرن الثالث عشر ، ناقصة من آخرها وريقات ، 180 ورقة ، رقم 1541 .

( 989 ) شرح « الأسماء الحسنىٰ »

بالفارسية ، وهي 99 اسماً له جلّ شأنه وعزّ اسمه .

أوّله : « ايضاً در شرح وخواص نود ونه نام بارى تعالى بفارسى ، روايت ميكند شيخ حسن بن حسين بابويه . . . » .

ص: 271

نسخة بآخر نسخة من كتاب عدّة الداعي لابن فهد الحلّي ، المكتوبة سنة 1266 ، في 8 أوراق ، رقم 658 .

( 990 ) شرح « الإشارات »

المتن لابن سينا ، [ للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفّىٰ سنة 428 ] .

والشرح لقاضي القضاة سراج الدين أبو الثنا محمّد - وفي كشف

الظنون : محمود ؛ وذكر أنّه توفّي سنة 682 - ابن أبي بكر بن أحمد الأرموي .

أوّله : « الحمد لله الموفِّق علىٰ ما وفَّق ، وأسأله هداية من سلك طريق الحقّ فاستبق . . . » .

فرغ منه في 6 ربيع الآخر سنة 659 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السيّد حمزة بن عزّ الدين أبي طالب الطباطبائي عن نسخة مكتوبة في 8 جمادىٰ الأُولىٰ سنة 716 ، وفرغ منها في شوّال سنة 1087 ، ثمّ قابلها معها وصحّحها عليها بعض العلماء وكتب في آخرها : « بلغ مقابلة وتصحيحاً بقدر الوسع والطاقة . . . » ، وعليها ختم السيّد محمّد رضا بن محمّد صفي الحسيني الكاشاني ، تاريخه سنة 1185 ، وخطّه بتملّك الكتاب ، وعليها ختم علوي خان ، تاريخه 1308 ، وعليها خط محمّد علي بن عبد الله الكرماني وختمه وتاريخ تملّكه لها سنة 1213 ، في 326 ورقة ، رقم 1094 .

ص: 272

( 991 ) شرح « أشعار ناصر خسرو »

لحسام الدين بن يحيىٰ اللاهيجي .

أوّله : « نحمدك يا رافع لواء الحمد علىٰ لسان الأنام ، ويا دليل المضلّين في فيافي الآثام . . . » .

وهو شرح فارسي فلسفي عرفاني ، ذكر في أوّله : أنّ فاضلين من أعلام عصره قد شرحا هذه الأبيات فشرحها هو أيضاً ، والأشعار ستّة أبيات ، أوّلها :

در

آشيان چرخ دو مرغان زير كند

كاندر

فضاى ربع زمين دانه ميخورند

نسخة بخطّ الشيخ محمّد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه من تلامذة المؤلّف ، كتبها ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف كلّها بخطّه الفارسي اللطيف ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، فرغ منها سنة 1090 ، وعليها حواشٍ من المؤلّف ، رقمها 566 .

( 992 ) شرح « أُصول الكافي »

تأليف : صدر المتألّهين محمّد بن إبراهيم ، الشهير ب- : الملّا صدرا الشيرازي ، المتوفّىٰ سنة 1050 ، فرغ منه سنة 1044 .

[ خرج منه كتاب العقل والتوحيد والحجّة ، وقد طبع في طهران مع كتابه : مفاتيح الغيب . الذريعة 13 / 99 رقم 313 ] .

ص: 273

المجلّد الأوّل يحتوي شرح كتاب العقل والجهل فحسب ، من أوّله إلىٰ آخره ، وهو أوّل كتب أُصول الكافي ، وتاريخ الكتابة والكاتب مجهولان ؛ لأنّ نصف الصفحة الأخيرة التي كان فيها ذكرهما قد قُصّت ، والظاهر أنّه عمداً ، ثمّ صُحِّف بورق أبيض ، وبالهامش هكذا : « وكتب المؤلّف الشارح ، بيده الحانية وآلته الفانية في شهور أربعة وأربعين بعد الألف حامداً لله مصلّياً مستغفراً ، محمّد بن إبراهيم ، المشتهر ب- : صدرا . . . » إلىٰ آخره . .

بخطّ نستعليق جيّد ، يقع في 261 ورقة ، مقاسها 5 / 19 × 8 / 28 ، تسلسل 25 .

نسخة بخطّ صالح بن ناصر اليمني مولداً ، المكّي وطناً ، الإمامي مذهباً ، كتبها عن نسخة منقولة عن الأصل بخطّ المؤلّف ، فرغ منها في 22 ذي القعدة سنة 1069 ، 365 ورقة ، رقم 2272 .

( 993 ) شرح « الألفية »

المتن للشهيد الأوّل ، [ الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي الجزيني العاملي ، المستشهَد سنة 786 .

وهي في واجبات الصلاة ، أنهاها إلىٰ ألف ، فسمّاها الألفيّة ، مذكورة برقم 144 ] . .

والشرح للشيخ الفقيه المحدّث عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّىٰ سنة 984 ، والد الشيخ البهائي .

فرغ منه في هراة أواخر محرّم سنة 981 ، والنسخة الأصلية في مكتبة

ص: 274

الإمام الرضا عليه السلام .

نسخة قيّمة ، مكتوبة علىٰ نسخة الأصل ، كتابة أواخر القرن العاشر وأوائل الحادي عشر ، قريباً من عصر المؤلّف ، في 138 ورقة ، رقم 1077 .

( 994 ) شرح « الألفية »

المتن للشهيد الأوّل . .

والشرح للسيّد نظام الدين عبد الحي بن عبد الوهّاب بن علي الحسيني الاسترآبادي الجرجاني الأشرقي .

هاجر من استرآباد سنة 903 إلىٰ هراة وكان قاضياً بها علىٰ عهد السلطان طهماسب الصفوي ، كما انّه استقام مدّة في كرمان مدرّساً بها ، وفرغ من كتاب المعضلات سنة 959 ، وهو ابن السيّد عبد الوهّاب الاسترآبادي ، معرّب الفصول النصيرية وشارحها .

له شرحان علىٰ الألفية : الأوّل مبسوط ، كما قال : فشرحتها شرحاً أطنبت فيه من السؤال والجواب وأكثرت الفوائد . .

والشرح الثاني أصغر منه ، وهو هذا ، ألّفه في كرمان ، وصدّره باسم السلطان طهماسب الصفوي .

أوّله : « اللّهمّ إنّا نحمدك علىٰ ما علّمتنا من قواعد العقائد الدينية ، وألهمتنا من شرائع المعارف اليقينية . . . » .

فرغ منه في 28 شوّال سنة 945 ، وله ترجمة في الروضات ورياض العلماء .

نسخة بخطّ فارسي جميل جيّد ، كتبها عطاء الله بن أمير إسلام علىٰ

ص: 275

عهد المؤلّف - الشارح - وعلىٰ عهد السلطان طهماسب ، ولعلّ النسخة خزائينة كتبت له ؛ لأنّها بخطّ جميل رائع وٱسم السلطان مكتوب بالذهب ، وفرغ منها في 23 ربيع الأوّل سنة 949 ، ودعا للمؤلّف بقوله : « سلّمه الله تعالىٰ وأبقاه » ، وقد علمتَ أنّ المؤلّف فرغ من تأليف كتاب المعضلات بعد هذا التاريخ بعشر سنين ، رقم 2036 .

( 995 ) شرح « ألفية ابن مالك »

المتن لابن مالك النحوي ، [ الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمّد ابن عبد الله بن مالك الطائي الجبائي ( 600 - 672 ) ] . .

والشرح لابن الناظم بدر الدين .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، في 266 ورقة ، رقم 913 ، وبقي من آخرها بمقدار ورقة لم يكملها الناسخ .

( 996 ) شرح « ألفية ابن مالك »

لابن عقيل .

نسخة بخطّ محمّد ربيع المشتهر ب- : « رئيس » ، كتبها في أصفهان ، وفرغ منها في 6 محرّم سنة 1104 ، وعليها تعليقات كثيرة رمزها : « غني » ، في 231 ورقة ، رقم 854 .

نسخة بخطّ محمّد معصوم بن محمّد ملّا شاه محمّد الكرماني ، فرغ منها في 2 جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1014 ، في 190 ورقة ، رقم 197 .

ص: 276

نسخة بخطّ السيّد إبراهيم الحسيني ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها في عشرين شعبان سنة 1266 ، وبآخرها القصيدة النونية لابن صاحب في المؤنّثات السماعية ، 195 ورقة ، رقم 1903 .

( 997 ) شرح « ألفية ابن مالك »

والشرح هذا للشيخ محمّد مقيم بن حاجي صفي القزويني .

أوّله : « الحمد لله الذي جعلني من المستقرين ولم يجعلني من المستودعين . . . » .

ألّفه لابنه محمّد وبطلب منه .

نسخة فرغ منها الكاتب في 24 صفر سنة 1260 ، في 265 ورقة ، رقم 1825 .

( 998 ) شرح « أنا النقطة »

فارسي .

للشيخ محمّد تقي حجة الإسلام نيّر التبريزي المامقاني ، المتوفّىٰ سنة 1312 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، ناقصة من خطبة الكتاب عدّة أسطر ، والظاهر أنّها مكتوبة في حياته ، وعلىٰ بعض هوامشها تعليقات بخطّ فارسي جيّد ، وناقصة من آخرها أيضاً ، بأوّل المجموعة رقم 1362 .

ص: 277

( 999 ) شرح « أنا نقطة تحت الباء »

فارسي .

أوّله : « الحمد لله مفيض الحكم ، والصلاة علىٰ محمّد وآله وسلم ، دى جاپك ناگاه از عراق وفاق وسر حد استنطاق رقمى از عزيزى در رسيد ومستشعر باستكشاف معنى : أنا نقطة تحت الباء . . . » .

نسخة بخطّ شرف جهان النطنزي ، وهو : عبد الرشيد بن عبد الفتّاح ، فرغ منها في محرّم سنة 1028 ، وهي ثالث ما في المجموعة رقم 3 / 1754 .

( 1000 ) شرح « الإيساغوجي »

الإيساغوجي : كلمة يونانية معناها : الكلّيات الخمس ، وهي : الجنس ، والفصل ، والنوع ، والعرض الخاص ، والعرض العام ، وهي ممّا يُبحث عنه في علم المنطق .

والمتن المتداول منه هو تصنيف أثير الدين مفضّل بن عمر الأبهري ، المتوفّىٰ سنة 663 . .

وهو مشتمل علىٰ أُمّهات مسائل المنطق ، ولكن اشتهر باسم جزئه الإيساغوجي ، وعليه شروح كثيرة ، عدّ جملة منها في كشف الظنون 1 / 206 ، ومنها هذا الشرح ، وقد ذكره في كشف الظنون في آخر الشروح إلّا أنّه لم يعيّن مؤلّفه . .

ص: 278

وحيث أنّ المؤلّف - الشارح - كتب هذا الشرح باسم السلطان الناصر محمّد بن الملك المنصور قلاون ، المتوفّىٰ سنة 741 ، علمنا أنّه أوّل الشروح عليه ، وأنّ الشارح إمّا معاصر للماتن أو متأخّر عنه قليلاً ، وبما أنّه قد نسب الإيساغوجي إلىٰ الأبهري جزماً ، فنسبته إلىٰ الشريف الجرجاني ، كما علىٰ النسخة ، باطلة .

وعلىٰ أي حال فهو شرح ب- : « قال : أقول : » ، والنسخة بخطّ عبد السلام بن إسماعيل ، كتبها في مدرسة محمّد بن بدال خان بن سلام خان الفافوالاني في هراة سنة 1223 ، في 86 ورقة ، تسلسل 1179 .

( 1001 ) شرح « الايساغوجي »

المتن لأثير الدين الأبهري . .

والشرح لحسام الدين حسن الكاتي ، المتوفّىٰ سنة 760 .

أوّله : « الحمد لله الواجب وجوده ، الممتنع نظيره ، الممكن سواه . . . وعلىٰ آله المختصّين بمَن لا يدرك أمره غيره . . . » .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبت في القرن الثاني عشر ، وكتب المتن بأعلىٰ الصفحات ، وبعده « مناجاة خواجه عبد الله أنصاري » ، رقم 1723 .

نسخة بخطّ أقلّ الطلّاب السيّد رضا بن السيّد مهدي الموسوي پيشنماز الأردبيلي ، فرغ منها في جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1277 ، بآخر مجموعة في المنطق كلّها بخطّه ، رقم 431 .

ص: 279

( 1002 ) شرح « الايساغوجي »

المتن لأثير الدين مفضل بن عمر الابهري . .

والشرح لعثمان الدين بن يحيىٰ بن علي الفارسي .

وهو شرح مزجي ، أوّله : « نحمدك يا مَن بالحمد حقيق ، ونشكرك يا ملهم التصوّر والتصديق . . . » .

نسخة بخطّ إسماعيل بن حكمة الله بن فضل الله المطلي ، فرغ منها في 2 محرّم سنة 984 ، كتب المتن بالشنجرف ، وتقع في 13 ورقة ، رقم 1724 .

( 1003 ) شرح « بحث الشمول » في علم الخلاف والجدل

وهو شرح مزجي في ورقتين ، أوّله : « الحمد لله المنعم بالنعم الباطنة والظاهرة . . . وعلىٰ آله وأصحابه . . . وبعد ، فلمّا تعسّر علىٰ بعض الإخوان بحث الشمول في علم الخلاف أردت أن أُحشّي ما قرّره قطب الملة والدين الكلاني . . . » .

نسخة كتابة القرن العاشر ، بآخر المجموعة رقم 1832 ، من الورقة 81 أ إلىٰ 82 ب ، والظاهر أنّه بخطّ الشارح ، كتبه علىٰ الأوراق الأخيرة البيضاء في هذه المجموعة .

ص: 280

( 1004 ) شرح « بداية الهداية »

المتن للشيخ المحدّث الحرّ العاملي في الواجبات والمحرّمات المنصوصة .

والشرح هذا للسيّد الأمير بهاء الدين محمّد النائيني المختاري ، المتوفّىٰ بعد سنة 1131 .

نسخة بخطّ محمّد بن عبد الباقي ، فرغ من كتاب الطهارة في 26 صفر سنة 1152 ، والنسخة إلىٰ أواخر صلاة المسافر ، وهو آخر كتاب الصلاة ، ولا أدري أنّ المؤلّف هل جاوز هذا الحد أم لا ؟ !

وبأوّله خطّ العلّامة الشيخ علي مؤلّف أنوار البدرين ، وخطّ ابنه ، وخطّ شيخنا العلّامة الرازي ؛ عيّن فيه الكتاب ومؤلّفه ، وقال : « ذكرته في الذريعة 13 / 224 » ، رقم 135 .

( 1005 ) شرح « بيت گلشن راز »

وهو :

تفكر

رفتن از باطل سوى حق

بجزو

اندر بديدن كل مطلق

و « گلشن راز » لمحمود الشبستري .

والشرح فارسي ، أوّله : « ومنه العون في التتميم ، بعد الحمد لله بما يستحقّه ، والصلاة علىٰ نبيّه كما هو حقّه ، نمود ميشود كه از ديوان وزارت

ص: 281

كه مركز رايت اقبال . . . » .

نسخة بخطّ شرف جهان الخزاعي عبد الرشيد بن عبد الفتّاح النطنزي ، كتب بعض ما في المجموعة سنة 1028 ، وهي ثاني ما في المجموعة رقم 2 / 1754 .

( 1006 ) شرح « بيست باب »

فارسي .

المتن في معرفة التقويم والنجوم ، لنظام الدين البيرجندي عبد العلي ابن محمّد ، المتوفّىٰ سنة 934 . .

والشرح للمولىٰ مظفّر بن محمّد قاسم الجنابذي المنجّم .

ألّفه سنة 1005 ، وكتبه باسم السلطان شاه عبّاس الصفوي ، المتوفّىٰ سنة 1038 ، وقرّظه الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي ، وطبع بإيران سنة 1271 .

نسخة ناقصة الآخر قليلاً ، كتابة القرن الثالث عشر ، بأوّل مجموعة رقم 1312 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب سنة 1124 ، في 128 ورقة ، رقم 1136 .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها الكاتب في 3 شوّال سنة 1208 ، وبظهر الورقة الأخيرة أشعار فارسية ، رقم 2306 .

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن الحادي عشر ، وبأوّلها صورة تقريظ الشيخ بهاء الدين العاملي عليه ، سقطت ورقة من أوّل التقريظ ،

ص: 282

وعليها تعاليق : « منه مدّ ظلّه السامي » ، و « منه رحمه الله » ، 139 ورقة ، رقم 2307 .

( 1007 ) شرح « بيست باب »

بيست باب مختصر من كتاب صد باب ، كلاهما في الاسطرلاب ، وكلاهما فارسي ، وكلاهما للمحقّق الطوسي ، خواجة نصير الدين محمّد ابن محمّد بن الحسن الطوسي ، المتوفّىٰ سنة 672 ، وعليه شروح . .

وهذا الشرح لنظام الدين عبد العلي بن محمّد البيرجندي ، المتوفّىٰ سنة 934 .

ألّفه باسم خواجة ناصر الدين ، فرغ منه في جمادىٰ الآخرة سنة 889 .

نسخة قيّمة ، مكتوبة في القرن العاشر ، قريباً من عهد المؤلّف إن لم تكن بخطّه ، وعليها تصحيحات ؛ فهي مقروءة علىٰ أهل الفنّ ومصحّحة ، بأوّلها تاريخ الابتداء بالقراءة والدراسة عام 1104 ، وبآخرها : « بلغ من أوّله إلىٰ آخره » ، وعليها بعض التعليقات : « منه » ، وبعض الحواشي لغيره ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والمتن ممتاز بخطّ بالشنجرف عليه ، في 78 ورقة ، رقم 1649 .

( 1008 ) شرح « تجريد الأُصول »

المتن في أُصول الفقه ، تأليف : المحقّق النراقي ، المولىٰ مهدي بن أبي ذر الكاشاني ، المتوفّىٰ سنة 1209 . .

ص: 283

والشرح لابنه المولىٰ أحمد ، مؤلّف مستند الشيعة ، وغيره من الكتب ، المتوفّىٰ سنة 1245 .

وهو شرح كبير في سبع مجلّدات ، فرغ منه سنة 1222 .

أوّله : « خير الكلام حمد الملك العلّام ، الذي خلق الأنام ، وشرع لهم الشرائع والأحكام » .

المجلّد الأوّل بخطّ أقلّ الطلبة : الشيخ محمّد علي بن أحمد بن صالح ، كتبه في حياة المؤلّف ؛ فقد فرغ المؤلف من هذا المجلّد في 9 محرّم سنة 1216 ، وفرغ الكاتب من كتابته في 12 شهر رمضان سنة 1216 ، فالفاصل بينهما ثمانية أشهر ، ولعلّها أوّل نسخة استنسخت عن نسخة خطّ المصنّف ، ولعلّه من تلاميذ المصنف ، ويقع في 279 ورقة ، رقم 1781 .

( 1009 ) شرح « تجريد الكلام »

المتن لسلطان المحقّقين نصير الملّة والدين محمّد بن الحسن الطوسي . .

والشرح لعلاء الدين علي بن محمّد القوشجي ، المتوفّىٰ سنة 879 .

وهو المعروف ب- : « الشرح الجديد » .

نسخة بخطّ فارسي ، كتبها القاضي أحمد بن يوسف ، وفرغ منها في شوّال سنة 1279 ، في 310 ورقة رقم 123 .

المجلّد الثاني ، من أوّل المقصد الثالث : في إثبات الصانع ، وهو أوّل مباحث الإلٰهيات بعد الأُمور العامّة والجواهر والأعراض ، إلىٰ نهاية الكتاب

ص: 284

بخطّ نسخ معتاد ، والمتن مكتوب بالشنجرف ، وبالهوامش تعاليق كثيرة ، نسخة القرن العاشر أو الحادي عشر ، 64 ورقة ، رقم 1984 .

المجلّد الثاني ، وفيه المقصد الثاني : في الجواهر والأعراض فقط ، كتابة القرن الحادي عشر سوىٰ الأوراق الأخيرة ؛ فإنّها متأخّرة ، وهي بخطّ نسخ جيّد ، عليها تعليقات ونقول عن سائر شروح التجريد ، رقم 115 .

نسخة تبدأ بأوّل الشرح بإسقاط خطبة الشارح وتنتهي ، بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها الكاتب في ربيع الآخر سنة 1100 ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، وعليها حواشٍ منه ، وتقع في 145 ورقة ، رقم 620 .

( 1010 ) شرح « التذكرة النصيرية »

التذكرة في الهيئة ، لسلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي ، المتوفّىٰ سنة 672 ، وعليها شروح ، منها هذا الشرح . .

وهو : للمولىٰ عبد العلي بن محمّد بن الحسين البيرجندي ، المتوفّىٰ سنة 934 .

أوّله : « الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور . . . » .

فرغ منه في ربيع الأوّل سنة 913 .

ذكره شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة [ 13 / 144 رقم 487 ] بعنوان : « شرح التذكرة النصيرية » ، و [ في 14 / 61 رقم 1743 ] بعنوان : « شرح مختصر الهيئة » .

نسخة بخطّ حسين بن محمّد باقر ، فرغ منها سنة 1236 ، وفي

ص: 285

آخرها : « وٱعلم أنّ هذه النسخة العزيزة نقلتها من نسخة صحيحة غاية الصحّة ، مرّن عليها عدّة من مهرة الرياضيين والمنجّمين وقوبلت مع نسخة الأصل ، وقابلت هذه النسخة أيضاً معها في غاية الدقّة . . . » .

139 ورقة ، رقم 2126 .

( 1011 ) شرح « التصريف »

المتن لعزّ الدين الزنجاني ، ويسمّىٰ ب- : « العزي » .

والشرح لسعد الدين التفتازاني ، مسعود بن عمر ، ألّفه وهو ابن ستّة عشر سنة .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، كتبها حسين بن حاجي الوان ، وملء هوامشها تعليقات ، 106 أوراق ، رقم 2042 .

للموضوع صلة . . .

ص: 286

مصطلحات نحوية (26)

السيّد علي حسن مطر

خمسون - مصطلح اسم المفعول

ورد مصطلح « اسم المفعول » في كتاب سيبويه ( ت 180 ه- ) إلىٰ جانب « اسم الفاعل » ، فقد عقد باباً بعنوان : « ما جرىٰ في الاستفهام من أسماء الفاعلين والمفعولين مجرىٰ الفعل » (1) ، ذكر فيه أنّ اسم الفاعل والمفعول يجري مجرىٰ فعله ويعمل عمله في المعرفة كلّها والنكرة ، ومثّلَ لذلك ثمّ قال : « فمفعول مثلُ يُفْعَل ، وفاعل مثل يَفْعَل » (2) .

وقال المبرّد ( ت 285 ه- ) : « اسم المفعول جارٍ علىٰ الفعل المضارع الذي معناه ( يُفْعَلُ ) ، تقول : . . . زيدٌ مضروب سوطاً ، كما تقول : زيدٌ يُضْرَبُ سوطاً » (3) .

وقال الزمخشري ( ت 538 ه- ) في تعريفه لاسم المفعول : « هو

ص: 287


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 108 .
2- الكتاب 1 / 109 .
3- المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 2 / 119 .

الجاري علىٰ يُفْعَلُ من فعله ، نحو : مَضْرُوب ؛ لأنّ أصله مُفْعَل » (1) .

وقال ابن الحاجب في شرحه : « وخصَّ مضروباً ؛ لأنّ غيره من أسماء المفاعيل جارٍ علىٰ الفعل من غير تغيير ، وأمّا مضروب وبابه فليس جارياً علىٰ الفعل ، فقال : ( أصله : مُفْعَل ) إثباتاً لجريانه علىٰ الفعل ، وإنّما غُيِّر إلىٰ لفظ مفعول ؛ لأنّه لو بقي علىٰ ( مُفْعَل ) لم يعلم أهو اسم مفعول ل- : ( أفْعَلَ أو فَعَلَ ) (2) ، فغيّروا مفعولَ فَعَلَ ليتبيّن » (3) .

إلّا أنّه أورد عليه بقوله : « والكلام في الجاري مثله في ما تقدّم في اسم الفاعل » (4) . .

ويفهم ممّا ذكره هناك : أنّه يشكل علىٰ هذا التعريف بأنّه : إن أراد بالجاري الواقع موقع ( يُفعَلُ ) باعتبار المعنىٰ ، وردَ عليه اسم المفعول إذا كان لِما مضىٰ ؛ فإنّه ليس واقعاً موقع ( يُفْعَلُ ) ، وإنّما هو واقع موقع ( فُعِلَ ) وهو اسم مفعول ، وإن أراد بالجاري علىٰ ( يُفْعَل ) أنّه علىٰ مثل حركاته وسكناته ، وردَ عليه أنّ ثمّة أشياء تجري علىٰ ( يُفعَل ) بهذا الاعتبار ، وليست باسم مفعول (5) ، نحو : مُصْحَف ومُرْهف .

وعرّفه المطرزي ( ت 610 ه- ) بقوله : « اسم المفعول : كلّ اسم اشتقّ لذات مَن وَقَع عليه الفعل ، وهو يعمل عملَ ( يُفْعَلُ ) مِن فِعله ، نحو : زيدٌ .

ص: 288


1- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 229 .
2- أي لنحو : أكْرَمَ وأغْلَقَ ، أو لنحو : ضَرَبَ ودَفَعَ .
3- الإيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق إبراهيم محمّد عبد الله 1 / 618 .
4- الإيضاح في شرح المفصّل 1 / 618 .
5- قارن بما ذكره في 1 / 612 .

مُكْرَمٌ أصحابُه ، كما تقول : زيدٌ يُكْرَمُ أصحابُه » (1) .

والذي يميّز هذا التعريف عمّا سبقه ، أنّه لم يأخذ عمل اسم المفعول في تعريفه ، وإنّما ذكره بعد ذلك ؛ لأنّه ليس من مقوّماته الذاتية . ومراده ب- : ( الفعل ) في التعريف : المصدر ؛ لأنّهم يسمّون المصدر فعلاً وحَدَثاً .

وعرّفه ابن الحاجب ( ت 646 ه- ) في الكافية بأنّه : « ما اشتقّ من فعلٍ لِمَنْ وقع عليه » (2) ، وهو بمضمون تعريف المطرّزي ، إلّا أنّه أكمل ؛ لقوله : ( اشتقّ من فعل ) .

وقال الرضي الاسترابادي في شرحه : « وسُمّيَ اسم المفعول ، مع أنّ اسم المفعول في الحقيقة هو المصدر ؛ إذ المراد : المفعول بهِ الضرب ، أي : أوقعته عليه ، لكن حذف حرف الجر ، فصار الضمير مرفوعاً ، فاستتر » (3) .

وتابعه علىٰ هذا التعريف كلّ من :

الأردبيلي ( ت 647 ه- ) ؛ قال : « هو المشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه الفعل ، ويعملُ عمل ( يُفعَلُ ) من فعله ، أي : يعمل عمل المضارع المبني للمفعول المشتقّ من مصدره ، نحو : زيدٌ مضروب غلامُه » (4) .

وٱبنِ هشام ( ت 761 ه- ) ؛ قال : « هو ما اشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه ، كمضروب ومُكْرَم . . .

وفي قولي في حدّه : ( ما اشتقّ من فعل ) من المجاز ، ما تقدّم شرحه .

ص: 289


1- المصباح في علم النحو ، ناصر بن أبي المكارم المطرزي ، تحقيق ياسين محمود الخطيب : 63 .
2- شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 427 .
3- شرح الرضي علىٰ الكافية 3 / 427 .
4- شرح الأُنموذج في النحو ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : 128 .

في حدّ اسم الفاعل ، وقولي : ( لمَن وقع عليه ) مُخرج للأفعال الثلاثة ، ولاسم الفاعل ، ولاسمي الزمان والمكان .

ومثّلتُ ب- : ( مَضروبٍ ومُكْرَم ) ؛ لأنبّه علىٰ أنّ صيغته من الثلاثي علىٰ زنة مفعول ، كمضروبٍ ومقتول . . . ومن غيره بلفظِ مضارعِهِ بشرط ميم مضمومة مكان حرف المضارع [ وفتح ما قبل آخره ] كمُخَرج ومُستخرَج » (1) .

وما ذكره من أنّ في قوله : ( ما اشتقّ من فعل ) من المجاز ما تقدّم في شرح اسم الفاعل ، يريد به الإحالة إلىٰ قوله هناك : « وفيه تجوّز ، وحقّه ما اشتقّ من مصدر فعل » (2) ؛ لأنّ الاشتقاق إنّما يكون من المصدر لا من الفعل .

ويمكن الجواب عنه ، بأنّهم يعبّرون عن المصدر بالفعل ؛ فلا تجوّز .

وعرّفه الإشبيلي ( ت 688 ه- ) بقوله : « اسم المفعول : الصفة الجارية علىٰ الفعل المبني للمفعول ، في حركاته وسكناته » (3) .

وقد تنبّه الإشبيلي إلىٰ أنّ هذا التعريف لا يشمل اسم المفعول من الفعل الثلاثي ، نحو : مَضْروب ؛ فإنّه لا يُماثل الفعل ( ضُرِبَ ) في حركاته وسكناته ، فأخذ يعتذر من ذلك ويوجّهه بقوله : « ولا تجد هذا ينكسر إلّا في اسم المفعول من الفعل الثلاثي وهو مفعول ؛ فإنّه ليس بجارٍ علىٰ الفعل ، لكنّه استغني به عن الجاري ، ولزم لزوم الجاري . . . والدليل علىٰ .

ص: 290


1- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد : 396 .
2- شرح شذور الذهب : 385 .
3- البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ، 2 / 997 .

ذلك : أنّ العربَ أعملته كما أعملت اسم الفاعل وٱسم المفعول من غير الثلاثي » (1) .

أقول :

إنّ عدم جامعية هذا الحدّ يعدّ نقطة ضعف فيه ، رغم ما ذكره من الاعتذار ، وكان ينبغي له صياغته بنحو يجعله جامعاً لأفراده ، كما فعل غيره من النحاة .

وعرّفه ابن هشام ( ت 761 ه- ) بصياغة تخصّه ، فقال : « هو ما دلّ علىٰ حَدَثٍ ومفعوله » (2) .

قال الأزهري : « فخرج بقوله : ( ومفعوله ) ما عدا اسم المفعول من الصفات والمصادر والأفعال الدالّة علىٰ الأحداث » (3) .

وجاء في حاشية الشيخ ياسين العليمي : « قال الدنوشري : إنّما لم يقل : ( ما دلّ علىٰ حدث وحدوث ) ؛ لأنّه لا فائدة لذكر الحدوث في حدّه ؛ لأنّه ليس في المشتقّات ما يدلّ علىٰ حدثٍ ومفعوله غيره ، حتّىٰ يذكر لأجل الاحتراز به عن شيء آخر ، بخلاف اسم الفاعل ؛ فإنّه شاركه في الدلالة [ علىٰ الحدث ] وفاعِلِهِ الصفةُ المشبّهة وأفعل [ التفضيل ] ، فلا بُدّ من ذكره في حدّه حتّىٰ يحترز به منهما ، انتهىٰ ، وهو كلام الحفيد برمّته » (4) . .

ص: 291


1- البسيط في شرح جمل الزجاجّي 2 / 997 .
2- أوضح المسالك إلىٰ ألفية ابن مالك ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد 2 / 259 .
3- شرح التصريح علىٰ التوضيح ، خالد الأزهري 2 / 71 .
4- حاشية ياسين العليمي علىٰ شرح التصريح 2 / 71 .

وتابعه الأشموني ( ت 900 ه- ) علىٰ هذا الحدّ (1) .

وعرّفه الفاكهي ( ت 972 ه- ) بقوله : « ما اشتقّ من مصدر فعلٍ لمَن وقع الفعل عليه » (2) .

وقد تابع فيه ابن الحاجب ، لكنّه قال : ( ما اشتقّ من مصدر فعل ) لكي لا يرتكب التجوّز المحتمل في عبارة ابن الحاجب وغيره في قوله : ( ما اشتقّ من فعلٍ ) .

.

ص: 292


1- شرح الأشموني علىٰ ألفية ابن مالك ، تحقيق حسن حمد 2 / 229 .
2- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيب الإبراهيم : 143 - 144 .

واحد وخمسون - مصطلح اسم التفضيل

عبّر سيبويه ( ت 180 ه- ) عن اسم التفضيل ب- : « أفعل منك » ، وقال : « اعلم أنّك إنّما تركت صرف ( أفعل منك ) ؛ لأنّه صفة » (1) .

وقال المبرّد ( ت 285 ه- ) : « إنّ ( أفعل ) يقع علىٰ وجهين :

أحدهما : أن يكون نعتاً قائماً في المنعوت ، نحو : أحمر وأصفر وأعور .

والوجه الآخر : أن يكون للتفضيل ، نحو : هذا أفضل من زيد ، وأكبر من عبد الله » (2) .

وهو واضح في تسميته إياه ب- : « أفعل التفضيل » .

وقال المكودي في توضيحه : « أفعل التفضيل ، مضاف ومضاف إليه ، وإنّما أُضيف إلىٰ التفضيل ؛ لأنّه دالّ عليه ، وٱحترز به من ( أفعل ) الذي ليس للتفضيل كأحمر وأشهر » (3) .

وعبّر عنه الزبيدي ( ت 379 ه- ) ب- : « أفعل صفةً » ، وقال : « أفعل التي توصل ب- ( مِن ) لا تنصرف . . . لأنّها نعتٌ ، مثل : أحمر . . . تقول : مررت برجل أكرم من زيد ، فأكرم نعت لرجل ، ولكنّه لا ينصرف ؛ لأنّه .

ص: 293


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 3 / 202 .
2- المقتضب ، المبرّد ، تحقيق محمّد عبد الخالق عظيمة 3 / 245 .
3- شرح الألفية ، عبد الرحمٰن المكودي ، ضبط وتخريج إبراهيم شمس الدين : 188 .

علىٰ مثال : أفعل صفة » (1) .

وسمّاه الرمّاني ( ت 384 ه- ) ب- : « الصفة غير المشبّهة ، نحو : زيد أفضل أباً ، وزيد خير منك أخاً » (2) .

وأسماه الزمخشري ( ت 538 ه- ) ب- : ( أفعل التفضيل ) ، قال في المفصّل : « أفعل التفضيل قياسه أن يصاغ من ثلاثي غير مزيد فيه ، ممّا ليس بلونٍ ولا عيبٍ » (3) .

وقال في الأنموذج : « وأفعل التفضيل لا يعمل في الظاهر ، فلا يقال : مررت برجل أفضل منه أبوه » (4) .

وأسماه أيضاً ب- : « اسم التفضيل » (5) .

وقد اقترح بعض النحاة اسماً ثالثاً ، وهو : « أفعل الزيادة » ؛ فقد جاء في حاشية السجاعي علىٰ قطر الندىٰ : « اعترضه المصنّف في حواشي التسهيل بأنّ الأحسن الترجمة ب- : ( أفعل الزيادة ) ؛ لأنّه قد يبنىٰ لِما لا تفضيل فيه ، نحو : أبخل وأجهل .

ويمكن أن يجاب ب- : أنّ هذه العبارة صارت في الاصطلاح اسماً للدالّ علىٰ الزيادة » (6) ، أي : سواء أكانت زيادة في التفضيل أو التنقيص . .

ص: 294


1- الواضح في علم العربية ، محمّد بن الحسن الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : 150 .
2- منازل الحروف ، علي بن عيسىٰ الرمّاني ، ضمن كتاب ( رسائل في النحو واللغة ) تحقيق مصطفىٰ جواد ويوسف يعقوب مسكوني : 72 .
3- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 232 .
4- شرح الأنموذج ، عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسين عبد الجليل يوسف : 128 .
5- المفصّل في علم العربية : 218 .
6- حاشية السجاعي علىٰ قطر الندىٰ : 109 - 110 .

وجاء في حاشية الصبّان : « قيل : أوْلىٰ منه التعبير ب- : اسم التفضيل ؛ ليشمل : خيراً وشرّاً ؛ لأنّهما ليسا علىٰ زنة أفعل ، وأوْلىٰ منهما التعبير ب- : ( اسم الزيادة ) ؛ ليشمل نحو : أجهل وأبخل ، ممّا يدلّ علىٰ زيادة النقص لا علىٰ الفضل .

ويدفع الأوّل ب- : أنّ قوله : ( أفعل ) أي : لفظاً أو تقديراً ، وخيرٌ وشرٌ من الثاني ، ويدفع الثاني ب- : أنّ المراد بالفضل : الزيادة مطلقاً ، في كمال أو نقص » (1) .

ويلاحظ :

إنّ النحاة ما زالوا إلىٰ الآن يستعملون كلّاً من هذين الاسمين : « أفعل التفضيل » و « اسم التفضيل » عنواناً للمعنىٰ الاصطلاحي ، ولم ينفرد به أحدهما دون الآخر .

ولعلّ ابن الحاجب ( ت 646 ه- ) أوّل من عرّفه بقوله : « اسم التفضيل : ما اشتقّ من فعل لموصوف بزيادة علىٰ غيره » (2) .

وقال الجامي في شرحه : « ( ما اشتق ) ، أي : اسم اشتق ( من فعلٍ ) ، أي : حدثٍ ( لموصوف ) قام به الفعل أو وقع عليه . . . ( بزيادة علىٰ غيره ) في أصل ذلك الفعل . . .

فقوله : ( ما اشتق من فعل ) شامل لجميع المشتقّات .

وقوله : ( لموصوف ) يخرج أسماء الزمان والمكان والآلة ؛ لأنّ المراد بالموصوف : ذاتٌ مبهمة ، ولا إبهام في تلك الأسماء . .

ص: 295


1- حاشية الصبّان علىٰ شرح الأشموني 3 / 43 .
2- شرح الكافية ، الرضي الاسترابادي ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 447 .

وقوله : ( بزيادة علىٰ غيره ) يخرج اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة » (1) .

وأشكل عليه الرضي بأنّه « ينتقض بنحو : فاضل وزائد وغالب ، ولو احترز عن مثله بأن قال : ما اشتق من فعل لموصوف بزيادة علىٰ غيره فيه ، أي : في الفعل المشتقّ منه ، لانتقض بنحو : طائل ، أي : زائد في الطول علىٰ غيره ، وشبهه من اسم الفاعل المبني في باب المغالبة» (2) .

وممّن تابع ابن الحاجب علىٰ هذا التعريف : الأردبيلي ( ت 647 ه- ) في شرحه لأنموذج الزمخشري (3) ، والفاكهي ( ت 972 ه- ) (4) .

وقال ابن مالك ( ت 672 ه- ) في أُرجوزته النحوية :

صُغ

من مصوغٍ منه للتعجّبِ

أفْعَلَ

للتفضيل وأْبَ اللذْ أُبي

قال الخضري : يؤخذ من هذا أنّه يعرّف « أفعل التفضيل بأنّه : الوصف الموازن لأفعل ، أي : ولو تقديراً ، الدالّ علىٰ زيادة صاحبه في أصل الفعل ، فالوصف جنس ، والموازن لأفعل ، مخرج لغيره من صيغ اسم الفاعل والتعجّب ، والدال . . . إلىٰ آخره ، مخرج لموازنه من ذلك » (5) . .

ص: 296


1- الفوائد الضيائية ، عبد الرحمٰن الجامي ، تحقيق أُسامة طه الرفاعي 2 / 211 .
2- شرح الكافية 3 / 447 .
3- شرح الأُنموذج ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : 30 .
4- شرح الحدود النحوية ، عبد الله بن أحمد الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيّب الإبراهيم : 144 .
5- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي 2 / 588 .

أقول :

ويستفاد هذا التعريف نفسه من قول ابن مالك في عمدة الحافظ ؛ إذ قال : « يُصاغ للتفضيل وصف علىٰ أفعل ممّا صيغ منه فعل التعجّب » (1) .

وعرّفه الرضي الاسترابادي ( ت 686 ه- ) بأنّه : « المبني علىٰ أفْعَل لزيادة صاحبه علىٰ غيره في الفعل ، أي : في الفعل المشتق هو منه ، فيدخل فيه : خيرٌ وشرٌ ؛ لكونهما في الأصل : أخْيَر وأشَرّ ، فخُفّفا بالحذف لكثرة الاستعمال » (2) .

وقوله : ( المبني علىٰ أفعل ) احتراز عما أورده من النقض علىٰ تعريف ابن الحاجب بنحو : فاضل وطائل ؛ فإنّها وإن كانت مشتقّات تدلّ علىٰ زيادة الموصوف علىٰ غيره في أصل الفعل ( الحَدَث ) ، إلّا أنّها ليست علىٰ وزن أفعل .

ويستفاد من قول ابن الناظم ( ت 686 ه- ) : « يبنىٰ الوصف علىٰ أفعل للدلالة علىٰ التفضيل » (3) ، أنّه يوافق علىٰ مضمون تعريف الرضي ، إلّا أنّه يأخذ ( الوصف ) جنساً للتعريف ، ممّا يجعله أكمل .

وتابعه علىٰ مضمونه أيضاً : الأزهري ( ت 905 ه- ) ، بقوله : « هو الوصف المبني علىٰ أفعل لزيادة صاحبه علىٰ غيره في أصل الفعل » (4) . .

ص: 297


1- شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ، ابن مالك ، تحقيق عدنان عبد الرحمٰن الدوري : 756 .
2- شرح الكافية 3 / 447 .
3- شرح ألفية ابن مالك ، بدر الدين ابن الناظم : 186 .
4- شرح التصريح علىٰ التوضيح ، خالد الأزهري 2 / 100 .

وعرّفه ابن هشام ( ت 761 ه- ) بقوله : « اسم التفضيل هو : الصفة الدالّة علىٰ المشاركة والزيادة » (1) .

وعرّفه الفاكهي ( ت 972 ه- ) بمثل تعريف ابن الحاجب المتقدّم ، وقال في شرحه : « ( ما اشتق ) ، أي : أُخذ ( من فعل ) ثلاثيٍ متصرّف تامٍّ مجرّدٍ لفظاً وتقديراً » (2) .

فتعقّبه بعضهم بقوله : « هذا القيد ( مجرّد لفظاً وتقديراً ) لا لزوم له ؛ لأنّ المزيد خارج بقيد : ثلاثي » (3) .

ص: 298


1- شرح قطر الندىٰ ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد : 280 .
2- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيّب الإبراهيم : 144 .
3- شرح الحدود النحوية : 145 الهامش .

صورة

ص: 299

ص: 300

من ذخائر التراث :

صورة

ص: 301

ص: 302

مقدّمة التحقيق

بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الّذي لا إلٰه إلّا هو الحيّ القيّوم ، والصلاة والسلام علىٰ المبعوث رحمةً للعالمين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيّين ، وعلىٰ أهل بيته الطيّبين الطاهرين ، واللعن الدائم علىٰ أعدائهم ومن والاهم أجمعين ، من الآن إلىٰ قيام يوم الدين .

أمّا بعد . .

الحديث عن السياسة والسياسيّين بالمفهوم العام والمطلق وعلىٰ مرّ العصور يعني الحديث عن تجاذبات ومشادّات واختلافات في وجهات النظر المتباينة بين هذا وذاك ، سواء بين جماعتين مختلفتين ، أو بين أنصار الجماعة الواحدة ، وذلك بسبب الاختلاف الحاصل في الآراء والأفكار والرؤىٰ التي تتبنّاها كلّ جهة أو كلّ شخص .

ومن أجل أن يمرّر كلّ طرف سياسته الخاصّة ، أو يفرض آراءه ومعتقداته وأفكاره ، عليه أن يعتمد علىٰ مبدأ المناورة والتلاعب بالألفاظ ، وقد يصل الأمر أحياناً إلىٰ حدّ التنازل عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها ،

ص: 303

وٱعتماد مبدأ ( الغاية تبرّر الوسيلة ) من أجل الوصول إلىٰ ما يصبو إليه .

وقد نقل لنا التاريخ القديم والحديث كيف أنّ الّذين اشتغلوا بالأُمور السياسية والقضايا السلطوية كانت لهم أساليب وطرق نستطيع أن نعدّها غير شرعية - والمقصود بغير الشرعية هنا إمّا أن تكون مخالفة للشرائع السماوية ، أو للقوانين الوضعية المانعة لمثل هذه الأساليب ، وهذا ممّا يمكن القول عنه بالمصطلح الرياضي الحديث « الضرب تحت الحزام » - للوصول إلىٰ المناصب العليا والتبختر ببهرج السلطة والصول .

وهذه السياسات المتّبعة للوصول إلىٰ السلطة وسدّة الحكم تدفع بالفرد إلىٰ التشبّث بها والاستماتة من أجلها ولو كان الثمن هو تحوّله إلىٰ دكتاتور ومجرم وقاتل للنفس المحترمة ومرتكب لكلّ كبيرة ، كما فعل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس .

فهذا يزيد بن معاوية ارتكب أبشع الجرائم ، وٱستباح كلّ محرّم ، من أجل الحفاظ علىٰ تركة أبيه وسلطانه ، والجلوس مجلسه ، وهذا هارون الرشيد الخليفة العبّاسي يقول لابنه وفلذة كبده : « والله لو نازعتني الملك لأخذت الذي فيه عيناك ، فإنّ الملك عقيم » (1) .

وعصرنا الحاضر مليء بمثل هذه الأُمور ، فمعظم الثورات والانقلابات - إنْ لم نقل كلّها - التي تحدث هنا وهناك من أنحاء العالم ، وبالأخصّ عالمنا العربي والإسلامي ، قوامها القتل والتدمير والعنف وسفك الدماء وإزالة الخصوم والمعارضين لهم بشتّىٰ الوسائل .

فكلّ الأُمور التي ذكرناها هي ضمن سلوك وسياسة أُناس عاديّين .

ص: 304


1- ٱنظر : الاحتجاج 2 / 166 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 86 .

تتحكّم فيهم الأهواء ، انطلاقاً من الأنانية ، تؤثّر فيهم المطامع الدنيوية والمصالح الشخصية ، وهوىٰ النفس .

أمّا عندما يكون الحديث عن سياسة وسلوك رجل مثل الإمام الحسين عليه السلام ، الذي عصمه الله تعالىٰ من كلّ خطأ وزلل ، بنصوص قرآنية وأحاديث نبويّة شريفة لا تكاد تخفىٰ علىٰ ذوي العقول النيّرة والضمائر الحيّة البعيدة عن التعصّب الجاهلي ، فالأمر يكون مختلفاً تماماً .

فالإمام الحسين عليه السلام ليست السلطة مبتغاه ، ولا الحكم غاية مناه ، فهو كالكعبة يؤتىٰ ولا يأتي ، وأفعاله لا تكون انعكاساً لنزواته وشهواته الدنيوية وأهوائه ، أو طبقاً لدوافع عاطفية أو عشائرية ناتجة عن خلاف بينه وبين بني أُميّة ، أو غيرهم ؛ فإنّ كلّ هذه الأُمور لا تعني عند الإمام الحسين عليه السلام شيئاً ، وإنّ ما يعنيه هو :

1 - موقفه الشرعي من بني أُميّة الّذين تسلّقوا إلىٰ قمّة السلطة ، وتربّعوا علىٰ كرسي الحكم ، وٱتّخذوا عباد الله خولاً ، ومال الله دولاً ، دون أن يكونوا أهلاً لقيادة هذه الأُمّة .

أضف إلىٰ ذلك علمه سلام الله عليه بمدىٰ أثر هذا الأمر علىٰ جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي لم يُرَ مبتسماً بعد أن أراه الله عزّ وجلّ نَزوَ بني أُميّة علىٰ منبره نَزوَ القردة (1) .

2 - خوفه علىٰ مستقبل الإسلام وشريعة جدّه صلى الله عليه وآله وسلم ، هذه الشريعة التي أصبحت عرضةً للتحريف والتزييف من قبل حكّام الجور والظلم ، .

ص: 305


1- ٱنظر تفسير قوله تعالىٰ : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) ، سورة الإسراء 17 : 60 ، في تفاسير الفريقين .

ولا سيّما بني أُميّة ، هذه الشريعة التي ضحّىٰ من أجل تثبيت دعائمها جدّه وأبوه وأخوه ، روحي وأرواح العالمين لهم الفداء ، فقد قال عليه السلام في وصيّته لأخيه محمّد بن الحنفيّة حين أراد الخروج من المدينة :

« . . . وأنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي صلى الله عليه وآله وسلم ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهىٰ عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فمَن قبلني بقبول الحقّ فالله أَوْلىٰ بالحقّ ، ومَن ردَّ علَيَّ هذا أصبر حتّىٰ يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين » (1) .

ومن هنا ، فإنّ سياسة الإمام عليه السلام كانت مدروسة بدقّة ، وخطواته كانت بأوامر إلٰهيّة ، فهو ممّن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إذ قال سلام الله عليه ، عندما حاول بعضهم أن يثنيه عن المسير - وذلك لقصور أفكارهم وعدم إدراكهم مقاصده السامية - أو الخروج والمسير دون أخذ العيال والنساء معه ، قال : « إنّ الله شاء ذلك ، وجدّي أمرني به » ، وقال عليه السلام مبرّراً لأخذه العيال معه : « إنّ الله شاء أن يراهنّ سبايا » .

فتشكيك المشكّكين بسياسة الإمام عليه السلام ما هو إلّا وجهات نظر

ضيّقة لا تتعدّىٰ كونها من أشخاص ينظرون إلىٰ الإمام عليه السلام كنظرتهم لأيّ قائد عسكري فاشل ، لم يحسب لمعركته مع يزيد بن معاوية الحسابات الدقيقة والصحيحة ، دون النظر إلىٰ عصمته ومنزلته ومكانته الإلٰهيّة .

أو من أشخاص يحاولون تبرير ما قام به حكّام بني أُميّة من تدمير للمبادئ وللقيم السماوية ومكارم الأخلاق التي بُعِثَ النبيّ .

ص: 306


1- بحار الأنوار 44 / 329 - 330 .

المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وسلم ليتمّمها ، وضحّىٰ من أجلها ولده وريحانته الحسين عليه السلام .

وبسبب هذه الأفكار القاصرة والرؤىٰ الضيّقة ترانا نسمع بين حين وآخر تساؤلات لا ترقىٰ إلىٰ مستوىٰ تضحية الإمام الحسين عليه السلام ، تساؤلات لو فكّر بها أصحابها بعيداً عن التعصّب والهوىٰ لكانوا قد وفّروا علىٰ أنفسهم عناء البحث عن أجوبة مقنعة لها ؛ لأنّ للإمام الحسين عليه السلام سياسة واضحة كوضوح الشمس ، لا تحتاج إلىٰ مزيد من التفكير للوصول إلىٰ مغزاها . .

فهو عليه السلام لم يستخدم وسائل غير شرعية ولا أسلحة محرّمة دولياً في حربه من أجل الدفاع عن شريعة جدّه ، بل استخدم سلاح التضحية بالنفس - والجود بالنفس أقصىٰ غاية الجود - والأولاد والأموال من أجل رفع كلمة الإسلام وجعلها هي العليا ، ودحض كلمة الباطل المتمثّلة بيزيد وأعوانه وجعلها هي السفلىٰ .

ومن بين الّذين وقفوا في وجه هؤلاء المشكّكين - بالأدلّة والبراهين القاطعة - الشيخ كاشف الغطاء قدس سره ، الذي عُرف بمواقفه العظيمة في الدفاع عن مذهب ونهج أهل البيت عليهم السلام ، من خلال قلمه السيّال ، الّذي ما انفكّ يردّ المشكّكين وأصحاب العقول المتحجّرة .

فكانت هذه الرسالة التي بين أيدينا من جملة رسائله التي سارع فيها للدفاع عن حقيقة السياسة الحسينية ، هذه الحقيقة التي حاولت يد الغدر والخيانة - من أصحاب الأقلام المأجورة من قبل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس ، ومَن لفّ لفّهم ، وإلى يومنا هذا - تشويهها وطمس معالمها ، لكي لا يتسنّىٰ للناس معرفة مقدار التضحية العظيمة التي ضحّىٰ بها الإمام الحسين عليه السلام من أجل الحفاظ علىٰ بيضة الإسلام ، ولكي لا يطّلع الناس

ص: 307

علىٰ سوءات بني أُميّة .

ونتيجةً لهذه المحاولات الدنيئة نرىٰ أنّ بعض ضعاف النفوس أخذوا يتخبّطون في وصفهم لقيام الإمام الحسين عليه السلام . .

فمنهم من جعلها خروجاً عن طاعة الإمام ، حتّىٰ ولو كان هذا الإمام جائراً وفاسقاً وفاجراً .

ومنهم من جعلها إلقاءً للنفس بالتهلكة ؛ لأنّه كيف لمثل الحسين وأنصاره الّذين لا يتجاوزون السبعين نفراً أن ينتصروا علىٰ يزيد وجيش يزيد البالغ - علىٰ رأي المقلّين - 18 ألف نفر .

ومنهم من جعلها صراعاً علىٰ السلطة بين بني هاشم وبين بني أُميّة ؛ لذا لا ينبغي التدخّل في صراع نشب بين أبناء العمومة .

فجاءت هذه الرسالة لتضع حدّاً لهذه الشكوك ، ولتزيل الغشاوة عن أعين الناظرين إلىٰ السياسة الحسينية ، هذه السياسة التي أصبحت منهجاً لكلّ ثوار العالم الّذين يرفضون الخضوع للظلم والظالمين علىٰ مرّ العصور والقرون .

ص: 308

ترجمة المؤلّف (1)

هو : الشيخ محمّد حسين بن الشيخ علي بن محمّد رضا بن موسىٰ بن الشيخ جعفر - صاحب « كشف الغطاء » - ابن الشيخ خضر بن يحيىٰ ، الذي يرجع نسبه إلىٰ مالك الأشتر ، وهو من خاصّة أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

وُلد في النجف الأشرف في العراق سنة 1294 ه- ، الموافق 1877 م .

بدأ دارساً المقدّمات - من نحو ، صرف ، بلاغة ، ومنطق - علىٰ أساتذة هذه العلوم يومذاك في المساجد والمدارس الحاشدة بالجموع الغفيرة من روّاد العلم علىٰ اختلاف قومياتهم ، فقد كانت النجف الأشرف مصدر إشعاع علمي تشدّ له الرحال من أقطار نائية ، وبدأ يتقدّم في هذا الميدان وكأنّه في حلبة سباق يطمح أن يحوز علىٰ قصب السبق ، وأنهىٰ هذه العلوم في مدّة زمنية قياسية قلّ نظيرها ، وأصبح مؤهّلاً بعد اجتيازه لهذه العلوم - المقدّمات - أن يرقىٰ إلىٰ علم الأُصول الذي هو - في الحقيقة - الجهاز الذي من خلاله يستنبط الفقيه فتاواه لتحديد سلوك مقلّديه وفق الشريعة الإسلامية .

درس الفقه علىٰ فقيهين كبيرين يشهد لهما القاصي والداني بغزارة علمهما ، وهما : الملّا رضا الهمداني والسيّد محمّد كاظم اليزدي ، وتتلمذ .

ص: 309


1- ٱنظر ترجمة الشيخ مفصّلاً في : مقدّمة جنّة المأوىٰ ، ومقدّمة المراجعات الريحانية ، والعبقات العنبرية في طبقات الجعفرية ، وشعراء الغريّ ، ومصادر كثيرة أُخرىٰ .

في الأُصول علىٰ الملّا محمّد كاظم الخراساني ، صاحب « كفاية الأُصول » ، الذي هو بدوره صاحب مدرسة أُصوليّة .

وافته المنية يوم الاثنين 18 ذي القعدة 1373 ه- ، الموافق 1954 م ، في إيران ، في مدينة ( كرند ) التي سافر إليها وهو يحمل معه آلام المرض ، وحُمل جثمانه من إيران إلىٰ مدينة النجف الأشرف حيث وادي السلام ( مقبرة النجف الأشرف ) ، ودُفن في قبره الذي أعدّه لنفسه عندما شعر بدنوّ أجله وقرب ساعته .

وأرّخ وفاته الشيخ علي البازي قائلاً :

مدينةُ

العلم بكتْ قطبَها

ومَن

إلىٰ الإسلام إنسان عين

الحجّة

العظمىٰ ، مثال التقىٰ

فقيه

شرع ، شافع النشأتين

( أبا حليم ) كيف يجدي البُكا

عليك

والنوح وصفق اليدين ؟ !

الدينُ

قد أصبح ينعاك والأيّام

التي

بها انجلىٰ كلّ رين

قد

فقدت خيرة تأريخها

(

وٱفتقدت فيك الإمام الحسين )

منهجيّة التحقيق :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة علىٰ النسخة المطبوعة في قم ، الصادرة عن دار الكتاب للطباعة والنشر ، والمطبوعة بالأُوفسيت علىٰ نسخة الكتاب الصادرة عن المطبعة الحيدرية في النجف عام 1368 ه- ،

ص: 310

وٱقتصرتُ في ذلك علىٰ الخطوات التالية :

1 - ضبط النصّ ، من حيث التقطيع والتوزيع والتصحيح .

2 - تصحيح الأخطاء المطبعيّة والإملائية الواضحة دون الإشارة إليها .

3 - استخراج الآيات القرآنية .

4 - استخراج النصوص والأقوال الأُخرىٰ الواردة في الرسالة من المصادر المنقولة عنها مباشرة أو بالواسطة ، وقد ٱقتصرت فيها علىٰ ذِكرِ بعضِ أهمّ المصادر المخرِّجة لها ؛ إذ لو أردنا التوسّع في ذِكر المصادر لخرج بنا المقام عن هدف الرسالة المؤلّفة لأجله ، والتفصيل موكول إلىٰ مظانّه ممّا أُلّفَ في خصوص منهج وسياسة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام .

4 - استخراج الأبيات الشعرية التي وردت في الرسالة ، مع ترجمة مختصرة لقائلها .

5 - التعريف ببعض الأعلام والوقائع المذكورة في الرسالة .

6 - توضيح المطالب المهمّة ، بشرحها والتعليق عليها ، أو إحالتها علىٰ مصادرها الأصلية .

7 - شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة .

8 - أدرجتُ عدّة عناوين لتوضيح رؤوس المطالب ووضعتها بين العضادتين [ ] .

9 - ألحقتُ بأصل رسالتنا هذه رسالةً صغيرةً كانت قد وردت إلىٰ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء قدس سره من مدينة مشيغن في أمريكا ،

ص: 311

بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة 1358 ه- ، من المدعوّ عبد الله برّي ، وردّ الشيخ قدس سره عليها ، الذي كتبه بتاريخ 27 ربيع الآخر سنة 1358 ه- ؛ المنشورين في كتابه « جنّة المأوىٰ » ؛ لصلتهما الوثيقة بموضوع رسالتنا ، إتماماً للفائدة .

10 - أبقيتُ علىٰ الهوامش التي أدرجها الشيخ كاشف الغطاء والسيّد القاضي الطباطبائي (1) ، وألحقت بالأُولىٰ جملة « منه قدس سره » ، وأضفت إليها التخريجات الجديدة وفق المصادر التي اعتمدتها في التحقيق ، وجعلتها بين العضادتين [ ] . .

ص: 312


1- هو : السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي التبريزي ، وُلد في تبريز سنة 1331 ه- ، عالم فاضل ، درس المقدّمات في تبريز عند والده السيّد محمّد القاضي وعمّه السيّد أسد الله القاضي وغيرهما من أساتذة الحوزة العلمية هناك ، ثمّ سافر إلىٰ مدينة قمّ المقدّسة سنة 1357 ه- ، فأخذ عن علمائها حتّىٰ مرحلة البحث الخارج ، وفي سنة 1369 ه- وبعد أن أكمل مرحلة السطوح شدّ الرحال إلىٰ مدينة جدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، إلىٰ حيث القبّة التي يرقد تحتها باب مدينة علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، إلىٰ النجف الأشرف ، للاغتراف من نمير علمائها ، والارتشاف من مناهل فطاحلها ، ثمّ عاد إلىٰ مدينته تبريز سنة 1372 ه- بعد أن حاز علىٰ درجة الاجتهاد ، وٱتّجه نحو التأليف والتحقيق وإقامة صلاة الجماعة مع أداء واجباته الدينية الأُخرىٰ . له مؤلّفات عديدة ، منها : كتاب في علم الكلام ، أجوبة الشبهات الواهية ، رسالة في إثبات وجود الإمام عليه السلام في كلّ زمان ، عائلة عبد الوهّاب ، حديقة الصالحين . ومن أعماله : جمع وترتيب كتاب « جنّة المأوىٰ » لأُستاذه الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء ، مع إضافة بعض البحوث العلميّة والتاريخية والتعليقات النافعة إليه ، وسعىٰ في طبعه ونشره لأوّل مرّة في تبريز . استشهد قدس سره في تبريز في 11 ذي الحجّة 1399 ه- .

وفي الختام :

أُسدي جزيل شكري إلىٰ كلّ من أسهم وأعان في نشر هذه الرسالة إلىٰ الملأ العلمي ، ولا سيّما الأخ الشيخ علاء السعيدي ، الذي لفت نظري إلىٰ هذه الرسالة القيّمة وضرورة تحقيقها ونشرها ، وإلىٰ سماحة العلّامة السيّد عليّ الخراساني لِما أتحفني به من ملحوظاته النافعة ، وإلىٰ الأخ المحقّق السيّد محمّد علي الحكيم ، الذي أعانني في إبراز الرسالة بما يليق بها .

ولا يفوتني أن أشكر هيئة تحرير مجلّة « تراثنا » لِما بذلوه في هذا المجال . .

داعياً المولىٰ العليّ القدير أن يوفّقنا جميعاً لِما فيه خدمة المذهب الحقّ مذهب أهل البيت عليهم السلام وبثّ علومهم ونشرها ، إنّه نِعم المولىٰ والمجيب ، وآخر دعوانا أنِ . .

« اللّهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن ، صلواتك عليه وعلىٰ آبائه ، في هذه الساعة ، وفي كلّ ساعة ، وليّاً وحافظاً ، وقائداً وناصراً ، ودليلاً وعيناً ، حتّىٰ تسكنه أرضك طوعاً ، وتمتّعه فيها طويلاً » .

والحمد لله أوّلاً وآخراً ، وصلّىٰ الله علىٰ سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ، وسلّم تسليماً كثيراً .

علي جلال باقر الداقوقي

ص: 313

[ كتاب الشيخ عبد المهدي مطر (1) ]

بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ

دفع إليَّ (2) حضرة الإمام الحجّة - والدي - دامت بركاته كتاباً كان قد ورد إليه ، هذا نصّه :

من الناصرية ، 20 شوّال سنة 1348 ه- .

سيّدي حجّة الإسلام ، ومرجع الأنام ، آية الله الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء مُدّ ظلّه .

إنّ بعض المواضيع التي ليست بذات أهمّية ربّما تعرض عليها عوارض التشكيك وطوارئ النقد فتكون أهمّ نقطة يوجه إليها السؤال ، فالعفو إن كان السؤال هذا شيء من الركّة في البصيرة ، أو الضعف في العارضة ، إذا كانت الظروف قد طوّرته إلىٰ هذا الحدّ . .

ص: 314


1- هو الشيخ عبد المهدي بن عبد الحسين مطر ، وُلد سنة 1318 ه- ، شيخ من شيوخ الأدب والشعر ، وعالم حاز المرتبة العليا في الفقه ، له مصنّفات كثيرة ، منها : تقريب الوصول ، ذكرىٰ عَلمين من آل مطر - وفيه نسبه الكامل - ، تقريرات المرجع الأكبر السيّد أبو القاسم الخوئي ، دراسات في قواعد اللغة العربية ، وله كتاب في الدراية والكلام ، وله ديوان مخطوط ومرتّب علىٰ حروف الهجاء نشرت الصحف أكثره . أقام فترة من الزمن في النجف الأشرف وكان من خيرة أساتذة كلّية الفقه ، توفّي سنة 1975 م . ٱنظر : أدب الطفّ 10 / 292 .
2- المتحدّث هو : الشيخ عبد الحليم ابن الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء .

مولاي ! يسأل المشكّك أو الناقد عمّا إذا كان الحسين عليه السلام عالماً بقتله في خروجه إلىٰ ( كربلاء ) وسبي عياله ، فقد عرَّضَ بعِرْضِهِ إلىٰ الهتك ، وليس في تعريضه هذا شيء من الحسن العقلي المعنوي يوازي قبح الهتك ، وكُنْتُ قد أجبتُ : أنّ الهتك فيه مزيد شناعة لأعمال الأُمويّين لم تكن تحصل بقتل الحسين عليه السلام فحسب ، وكانت الغاية للحسين عليه السلام في خروجه إطفاء نائرة الأُمويّين ، والبروز في المظلومين بكلّ مظاهرها ، من قتل ، وحرق ، وسبي .

غير أنّ المشكّك لم يقنع أن تكون وسائل الإطفاء قد قلّت علىٰ الحسين عليه السلام وهو بذلك المظهر الديني ، حتّىٰ احتاج إلىٰ عرض عائلته علىٰ الهتك .

فالأمل أن تفيضوا علينا من فيوضات أنواركم وجليّ بيانكم ؛ ليقف المشكّك والناقد علىٰ صراط الاعتقاد .

خادمكم

عبد المهدي

ص: 315

[ جواب الشيخ عبد الحليم كاشف الغطاء ]

وعلمت أنّ هذا الكتاب من الفاضل الأديب الشيخ عبد المهدي مطر دام فضله ، وبعد أن استوفيته بالنظر أمرني الوالد أن أكتب في هذا الموضوع جواباً علىٰ ذلك السؤال ، وأن أعتمد علىٰ نفسي بدون الاستعانة بكاتب أو كتاب إلّا ما يقضي به التاريخ ، فكتبت ما يلي :

الشكّ علّة البدع ، ومنشأ الفساد ، وٱختلاف العقائد ، ما من أمرٍ إلّا معرض له (1) ، كثيراً ما يطرأ علىٰ فكر المرء فيغيّر مجراه ويفسد عليه معتقده ، حتّىٰ من البعيد أن يخلو منه امرؤٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ لذلك من الصالح للمرء إزالته بأن ينظر فيه من هو أحصف عقلاً ، وأثبت رأياً ، وأسمىٰ فكراً .

ومن تلك التي تلاعبت دول الشكّ في أسبابها ، وكثر اللغط بها : هي الواقعة الشهيرة ، وحقّاً إنّها الواقعة ، جلّت وعظمت (2) ، وبالحريّ أن تداولتها الشكوك ، وتلاعبت بها الأفكار ، وشخصت إليها الأنظار .

والآن فلنداول فكرنا فيها إجابة للطلب ، وإن كنّا لسنا من أصحاب الأفكار السامية والآراء الثاقبة ، لكنّ الفكر يظهر من الردّ والبدل علىٰ نتيجة ناجعة .

فنقول : إنّا إذا نظرنا إلىٰ تاريخ الحروب والوقائع نرىٰ : .

ص: 316


1- كذا في الأصل ، ولعلّ الأقرب إلىٰ الصواب : ما من امرئٍ إلّا معرّضٌ له ، أو ما من أمرٍ إلّا عرضةً له ، أي : عرضةً للشكّ .
2- أي واقعة الطفّ الأليمة في كربلاء ، في عاشوراء سنة 61 ه- .

منها ما ظهر باسم الحقّ والواجب الديني ، وهي التي تقع بين منتحلي الأديان والفرق وأصحاب الحقوق والسيادة ، وهي محلّ البحث ومجال النظر .

ومنها ما ظهر بمظهر حربي سياسي صرف ، وهي الحروب السياسية التي تقع بين الأُمم .

وبما أنّ واقعة الطفّ واقعة مذهبية داخلية ظهرت باسم الحقّ والواجب الديني ، لا يمكن الغور في البحث عنها إلّا بعد أن نبيّن ذاتية الحسين عليه السلام من الجهة الدينية عندنا ، ونجعلها مقياس البحث .

فالمعتقد فيها أنّها ذاتٌ مقدّسةٌ لا يعتبر بها الخطأ والزلل ، تَعْلَمُ بالمغيّبات قبل وقوعها بإذن الله ، وهذا الاعتقاد هو داعي البحث ومجلس الشك .

فالحسين عليه السلام كما كان عالماً بقتله في خروجه ، كذلك كان عالماً بقتله في بقائه ؛ إذ من المعلوم ما للأُمويّين من الضغائن والأحقاد القديمة علىٰ بني هاشم ، فهم يتطلّبون أدنىٰ حجّة وفرصة للفتك بهم .

فيزيد (1) الجائر لمّا رأىٰ ما للعلويّين من التعصّب والتصلّب عليه ، .

ص: 317


1- هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وُلد سنة 22 وقيل سنة 27 هجرية ، ثاني ملوك الدولة الأُموية ، ترعرع في تدمر فنشأ نشأة بدوية ، وكان دائم الشغل بالصيد والعبث واللهو والشراب ، يدخل المغنّين إلىٰ قصر معاوية « الخضراء » في جوف الليل مع علم معاوية . أُمّه : ميسون بنت بحدل بن حنيف الكلبية ، و « كلب » قبيلة كانت نصرانية ، أسلمت بعد الفتح الإسلامي للشام . كان يزيد أوّل من سنّ الملاهي في الإسلام ، وآوىٰ المغنّين ، وأظهر الفسق وشرب الخمر ، وكان ينادم عليها جون - مولاه - والأخطل الشاعر ، وظهر الغناء بمكّة والمدينة في أيّامه ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان يفعل فعل المجوس من نكح الأُمهات والمحارم ، ويتّخذ الغلمان والقيان . ذكر المؤرّخون أنّه أمر مسلم بن عقبة باستباحة المدينة ثلاثة أيّام في وقعة الحرّة ، وقتل أهلها الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وحتّىٰ بقية صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وأمر أيضاً الحصين بن نمير بإحراق الكعبة بالمنجنيق ورميها بالنار والحجارة حتّىٰ هدّمت وأُحرقت البنية . إضافة إلىٰ كلّ هذه الأفعال الشنيعة ، فإنّه ارتكب جريمة يندىٰ لها جبين البشرية ووجه التاريخ إلىٰ يوم القيامة ، ألا وهي جريمة قتل سبط النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأخذ عياله ونسائه سبايا ، فهذه الجريمة النكراء هي وحدها كافية بأن تخرج يزيد اللعين من الدين والملّة . ٱنظر : الطبقات الكبرىٰ - لابن سعد - 4 / 212 ، أنساب الأشراف 5 / 299 - 376 ، الإمامة والسياسة 1 / 234 - 239 وج 2 / 5 - 17 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 154 - 168 ، تاريخ الطبري 5 / 623 ، الفتوح - لابن أعثم - 3 / 180 - 188 ، البدء والتاريخ 2 / 241 - 244 ، العقد الفريد 3 / 362 ، مروج الذهب 3 / 67 - 72 ، الأغاني 8 / 336 ، البداية والنهاية 8 / 181 - 189 . وللمزيد من التفصيل راجع : كتاب « يزيد في محكمة التاريخ » لجواد القزويني .

تأهّب للانتقام ، فأوصىٰ جميع ولاته وعمّاله بالحسين عليه السلام شرّاً حتّىٰ ولو وجد [ متعلِّقاً ] في أستار الكعبة ، لكنّ لين العمّال وتردّدهم في اقتحام مهلكة جهنّمية كهذه ممّا أمهل الحسين عليه السلام أن يصل كربلاء ، ولذلك ترىٰ يزيداً أكْثَرَ من عزل الولاة والعمّال أيّام الحسين عليه السلام ، وأنّ الحسين خاطر الموت قبل أن يصل كربلاء مرّتين ولكنّ قضاء الله حال دون ذلك :

أوّلاً : في المدينة ، وذلك أنّ خالد بن الحكم أو الوليد بن عتبة (1) .

ص: 318


1- الصحيح هو : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ولّاه معاوية علىٰ المدينة سنة 58 بعد أن عزل عنها مروان . بعث له يزيد بن معاوية رسالة يطلب فيها منه أن يأخذ البيعة له من الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام بعد هلاك أبيه . ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 252 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 154 ، الكامل في التاريخ 3 / 377 .

والي المدينة أرسل إلىٰ الحسين وٱبن الزبير رسولاً ، فذهبا معاً إليه ، وكان عنده مروان بن الحكم ، فقالا للحسين عليه السلام : بايع !

فقال : « لا خير في بيعة سرّاً . . . » إلىٰ آخره .

فقال مروان : أُشدد يدك يا رجل فلا يخرج حتّىٰ يبايعك ، فإن أبىٰ فاضرب عنقه .

وقال الزبير : قد علمت أنّا كنّا قد أبينا البيعة إذ دعانا إليها معاوية وفي نفسه علينا ما لا نجهله ، ومتىٰ ما نبايعك ليلاً علىٰ هذه الحالة ترىٰ أنّك قد أغصبتنا علىٰ أنفسنا ، دعنا حتّىٰ نصبح وتدعو الناس إلىٰ البيعة فنأتيك ونبايعك بيعة سليمة ، ولم يزالا به حتّىٰ خلّىٰ عنهما وخرجا .

فقال مروان : تركتهما ؟ ! والله لن تظفر بمثلها منهما أبداً !

فقال : ويحك ! أتشير علَيَّ أن أقتل الحسين ؟ ! فوالله ما يسرّني أنّ لي الدنيا وما فيها ، وما أحسب أنّ قاتله يلقىٰ الله بدمه إلّا خفيف الميزان يوم القيامة .

فقال مروان مستهزئاً : إن كنت إنّما تركت ذلك لذلك فقد أصبت (1) .

وعلىٰ أثر ذلك عزل خالد ، أو الوليد (2) . .

ص: 319


1- ٱنظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : 177 ، أنساب الأشراف 5 / 313 - 317 ، تاريخ الطبري 3 / 269 - 270 ، مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 15 - 20 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 1 / 268 ، البداية والنهاية 8 / 118 ، تاريخ ابن خلدون 3 / 24 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 96 - 98 .
2- الصحيح هو : الوليد ، كما سبق أن أشرنا ، وقد عزله يزيد عن المدينة وولّىٰ بدلاً عنه عمرو بن سعيد الأشدق . ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 304 حوادث سنة 60 ه- ، الكامل في التاريخ 3 / 380 حوادث سنة 60 ه- ، تاريخ ابن خلدون 3 / 25 حوادث سنة 60 ه- . الأمَة ؛ يعني منفعتها . ٱنظر : تاريخ دمشق 14 / 216 ترجمة الإمام الحسين بن عليّ عليه السلام . أقول : فوالله ما التفرّق والذلّ الذي يعيشه المسلمون عامّةً ، والعرب خاصّةً ، من بعد ذاك اليوم إلىٰ يومنا هذا ، وإلىٰ يوم الوقت المعلوم ، إلّا نتيجة الجريمة الشنعاء التي ارتكبها يزيد وأعوانه ، بقتلهم سيّد شباب أهل الجنّة ابن بنت رسول الله وريحانته الإمام الحسين عليه السلام ، وخذلان غيرهم ، ورضا وسكوت آخرين ، من قبل وقعة الطفّ الفظيعة وحتّىٰ زماننا هذا ، فحقّ عليهم دعاؤه عليه السلام : « اللّهمَّ إنْ متّعتَهم إلىٰ حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، وٱجعلْهم طَرَائقَ قِدَداً ، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبداً ؛ فإنّهم دَعَونا لِيَنْصرونا ، ثمَّ عَدَوْا علينا فقتلونا » . ٱنظر : الإرشاد 2 / 110 - 111 .

ثانياً : لمّا صادف عليه السلام الحرّ الرياحي وعارضه ، وقال له الحسين عليه السلام : « ثكلتك أُمّك . . . » إلىٰ آخره (1) .

وما ذكرنا ذلك إلّا ليطّلع الناقد علىٰ تشدّد يزيد في طلب الحسين عليه السلام ، وأن لا بُدّ من قتله ما دام ممتنعاً !

وبما أنّ القتل كان عند العرب أمراً هيّناً لا أثر له في نفوسهم ، آثر الحسين عليه السلام القتل في خروجه مع الهتك ، لِما له من التأثير العظيم علىٰ نفوس العرب ، ومن العاقبة الوخيمة علىٰ بني أُميّة ، حذراً من أن يقتل في حرم جدّه ، ويذهب دمه هدراً بلا تأثير عظيم علىٰ العالم الإسلامي ، ولا الحصول علىٰ شرف خالد يستحقّ تمام الإعظام للعلويّين ، أو الحصول به علىٰ أتباع يتظلّمون لهم ويتطلّبون بحقوقهم (1) . م

ص: 320


1- لقد أورد ابن عساكر حديثاً أحببت أن أذكره هنا لمناسبته للمقام ، قال : وأنا موسىٰ بن إسماعيل ، نا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، قال : حدّثني من شافه الحسين ، قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه ؟ قالوا : هذه لحسين . قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن ، قال : والدموع تسيل علىٰ خدّيه ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأُمّي يا بن رسول الله ! ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد ؟ ! فقال : هذه كتب أهل الكوفة إليَّ ، ولا أراهم إلّا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلّا انتهكوها ، فيسلّط الله عليهم من يذلّهم ، حتّىٰ يكونوا أذلّ من فرم

وأمّا ما قلت من أنّه ليس هناك حسن معنوي يوازي قبح الهتك . .

فهل هناك حسن معنوي أكبر من تلك المحاسن التي تقدّمت ، من شرف خالد ، وإظهار مظلوميّته ، والحصول علىٰ أتباع ، إلىٰ غير ذلك ؟ ! والهتك - وإن كان قبيحاً في حدّ ذاته - لم يظهر هنا للعالم بمظهر القبح ، بل ظهر بمظهر المظلومية .

وأمّا ما قلت : إنّ وسائل الإطفاء لم تك قد قلّت علىٰ الحسين عليه السلام . .

فذلك صحيح ، لم تك قد قلّت عليه ، لكنّ تلك الوسائل لا تلبث أن يتلاشىٰ أثرها بزوال الحسين كأن لم تك شيئاً ؛ فإنّا إذا نظرنا إلىٰ الوسائل التي يتّخذها الثائر بحدّها تنحصر :

أوّلا : بوسيلة سياسية ؛ دعايةً تكون في بادئ أمرها سلمية تجعل الأُمّة تستفزّ من تلك الدولة حتّىٰ تثور عليها ، وذلك بأن تنشر بينها مثالب تاريخ تلك الدولة وفظائع أعمالها ، وهذه لا تكون إلّا بعد مضيّ مدّة من الزمن علىٰ الدولة ، حتّىٰ تتراكم عليها مثالب التاريخ ، وأنّه يحتاج في

ص: 321

نشرها وتشكيل جمعيّتها إلىٰ زمن غير قصير ، وأنّها تحتاج إلىٰ سياسة ودهاء وكذب ، وهذه لا يمكن أن يقوم بها رجل كالحسين عليه السلام ظاهر في أوائل الدولة ، مُعَرَّضٌ - بامتناعه عن البيعة - للقتل ، غير لائق به الكذب .

ثانياً : بوسيلة حربية ؛ وهي تقوم بإشهار السيف ، وهي التي لا مَفَرَّ للحسين منها ، وهو أن يشهر السيف في مكّة والمدينة ، فيذهب مع أصحابه الثائرين من أهل المدينة ليس له أثر في التأريخ عظيم ، فإنّه لا يلاقي من تلك الفجائع التي تأخذ بالقسط الأوفر من التأثير علىٰ النفوس ، فيذهب الحسين في المدينة كما ذهب أصحابه ، من عبد الله بن الزبير وغيره من أهل المدينة ، لا أثر لهم في صفحات المجد والتأريخ ، فقط أنّه يمتاز عليهم بما له من الحسب الشريف ، وهذا لا يزيد كفّة الميزان شيئاً يذكر ما لم يباشره شيء آخر .

فيتّضح من ذلك للناقد أن لا سبيل له في الانتقاد علىٰ الحسين عليه السلام في خروجه ، وهو يرىٰ أنّ الوسائل التي بيد الحسين عليه السلام لا تضع أثراً خالداً ، ويرىٰ أن لا بُدّ له من القتل ، وإذا قتل بصورة بسيطة غير مفجعة لم تؤثّر علىٰ النفوس أثراً كبيراً ، فنقول : قُتل كأصحابه ، وأكثر العرب يموت قتلاً .

وهذا آخر ما تفضّل به عَلَيَّ الفكر ؛ والسلام .

ص: 322

[ عرض الجواب علىٰ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ]

ثمّ إنّي رفعت هذا البيان وعرضته علىٰ مطالع والدي ، الحجّة السامية ، وبعد أن استوفاه بالنظر ، قال : إنّه وإن كان علىٰ مقربة من الصواب ، ولكن لا أحسب أنّ الخصم أو المشكّك يقنع به ، ولا تزاح عنه به العلّة ، ولا تنقطع به الخصومة ، والمسألة تحتاج إلىٰ تشريح من البيان أوسع من هذا .

ثمّ أوعز بالحضور لديه في أوقات فراغه ، والجلسات التي ينتهزها من متراكم أشغاله ، بالبحث والمطالعة والتدريس وفصل الخصومات ، فأملىٰ علَيَّ في عدّة مجالس عدّة وجوه حاسمة للشبهة ، وقاطعة للحجاج ، فجاءت رسالة من أبدع ما يكون في بابها ، بل هي باكورة الإبداع في موضوعها .

ص: 323

[ جواب الشيخ كاشف الغطاء ]

قال دامت بركاته وٱمتدّت فيوضاته :

كَتَبْتَ إليَّ أيّها الفاضل - مدّك الله منه بالعون والعناية - تذكر سؤال الناقد المشكّك عن الحسين عليه السلام إذا كان عالماً بقتله في خروجه إلىٰ كربلاء وسبي عياله ، فقد عَرَّضَ بِعِرْضِهِ إلىٰ الهتك .

وأنّك أجبت : ب- « أنّ الهتك فيه مزيد شناعة لأعمال الأُمويّين لم تكن تحصل بقتله فحسب » ، وذكرت أنّ المشكّك لم يقنع بهذا الجواب ، وطلبت منّا جليّ البيان ليقف المشكّك علىٰ صراط الاعتقاد .

فنقول والله المستعان :

أوّلاً : إنّ هذا السؤال وأمثاله من البحث والنظر الذي يتمخّض عن الاعتراض والتحدّي لأعمال الأئمّة ، بل ولأعمال رسول الله وخلفائه المعصومين سلام الله عليهم ، لا موقع له علىٰ أُصول مذهبنا معشر الإمامية ، الّذين قادنا الدليل والبرهان إلىٰ القول بعصمة أُولئك النفر المخصوص (1) .

فليس عندنا في مناهجهم الخاصّة ، وأعمالهم التي تصدر عنهم طول حياتهم بين البشر ، إلّا كمثل رَجُلٍ عَرَفَ مِنْهُ المَلِكُ تمام الكَفاءَةِ ، وأحْرَزَ مِنْهُ صِدْقَ الطاعةِ ، فأرسلَه سفيراً إلىٰ قومٍ ، يَبُثُّ بينهم الدعاية ، ويقوم فيهم بالإرشاد والهداية ، وزوّده بمناهج مخصوصة ، وألزمه أن لا ينحرف .

ص: 324


1- راجع مباحث الإمامة في : دلائل الصدق 4 / 205 وما بعدها .

عنه قيد شعرة .

ولكلّ واحد من الأنبياء والأئمّة سجلٌّ خاصٌّ به ، من بدء قيامه بالسفارة والدعوة إلىٰ منتهىٰ أجله ، حسب المصالح ومناسبات الظروف الخاصّة ، والحِكَمِ التي اقتضت لذلك المَلِك الحَكيم أن يسجّلها علىٰ ذلك السفير ، مِن قتل ، أو سمّ ، أو أسر ، أو غير ذلك من قضايا التضحية والمفاداة .

وعبء السؤال وعبء البحث عن تلك الحِكَم والأسرار مطروحٌ عن الرعية ، وهو تكلّفٌ زائد ، بل ربّما يكون نفس السفير غير واقف عليها تماماً ، إنّما يجد في سجلّ أحواله : عليك أن تبذل نفسك للقتل في الوقت الفلاني ؛ فيقول : سمعاً وطاعة ؛ وليس له حقّ السؤال والمراجعة عن الحكمة أو المصلحة بعد أن كان من اليقين علىٰ مثل ضوء الشمس أن قضايا ذلك الحَكَم (1) وعزائِمَهُ كُلُّها مُنبَعِثَةٌ عن أقصىٰ ما يمكن من الصلاح ومعالي الحكمة ، ليس في الإمكان أبدع ممّا كان .

وكلّ هذه النظريات سلسلة عقائد يبتني بعضها علىٰ بعض ، وكلّها مدعومة بالحجّة والبرهان ممّا تمخّضت عن عقول الفلاسفة وآراء الحكماء من معاهد العلم والتأريخ ، وكلّها فروع أصل واحد ، ينتهي إليه البحث والجدل ، وتنقطع عن الخصومة .

وما هو إلّا إثبات العناية الأزلية والقوّة القاهرة الشاعرة ، وأنّها هي المدبّرة لهذه العوامل ، لا الطبيعة العمياء والمادّة الصمّاء الفاقدة للحسّ .

ص: 325


1- كذا في الأصل ، والظاهر أنّه تصحيف : « الحكيم » ، بقرينة : « الملِك الحكيم » التي جاءت قبل عدّة أسطر .

والشعور (1) ، وبعد إثبات تلك العناية ورسوخ الاعتقاد بها يهون ويسهل إثبات ما يتفرّع عليها من تلك النظريات .

وأنّ مِنْ لازم تلك العناية ، بعث الهُداة والمُرشدين البالغين أقصىٰ مراتب الكمال البشري ؛ لتكميل الناقصين من بني جنسهم ، ولا يتسنّىٰ التكميل والاهتداء إلّا بالتسليم والانقياد لهم ، واليقين بعصمتهم عن الخطأ والخطيئة ، وأنّهم مؤيدون بتلك العناية .

وبعد الإلزام بكلّ هاتيك المبادئ عن براهينها ، لا يبقىٰ مجال للشكّ والارتياب ، والنقد والاعتراض في شيء من أعمالها مهما كانت في الفظاعة والاستنكار في مطارح العقول المحدودة والأفكار المحجوبة .

( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (2) .

ولعلّ إلىٰ ذلك أشاروا سلام الله عليهم بقولهم - إنْ صحّ الحديث - : « نحن أسرار الله المودعة في هياكل البشرية ؛ يا سلمان ! أنزلونا عن الربوبية ثمّ قولوا فينا ما استطعتم ، فإنّ البحر لا ينزف ، وسرّ الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لِم ؟ وممَّ ؟ وبمَ ؟ فقد كفر » (3) .

ولعلّ المراد بالكفر معناه الأوّل ، وهو الظلام . . .

ص: 326


1- إشارة إلىٰ المادّيّين الّذين يسلّمون بوجود المادّة وحدها ، وبها يفسّرون الكون والمعرفة والسلوك ، ويقولون بأنّ الطبيعة هي المدبّرة لعوامل الكون .
2- سورة النساء 4 : 65 .
3- اللمعة البيضاء - للتبريزي - : 64 - 65 عن معاني الأخبار ، الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة - للسيّد عبد الله شبّر - : 201 .

.....................................

إنْ

صحّ أنّ الليلَ كافِرْ (1)

يعني : إنْ تعرّضَ لتلك الاعتراضات فقد ظَلمَ وأظلمَ كمن خاض في لُجٍّ من الظلمات .

وما ذكرتُ هذ النبذة إلّا للإشارة إلىٰ جواب ذلك السؤال من الوجهة الدينية محضاً ، وإن كنت أعلم أنّ ذلك ممّا لا يُعَوِّل عليه المشكّك الناقد ، ولا يعتدّ به المُعْتَرِضُ المُتَحَيِّر ، سيّما لو كان ممّن لا يعرف الحسين عليه السلام كما تعرفه علماء الشيعة وخواصّها ، إماماً معصوماً لا يتطرّق إليه العبث والعيث (2) ، فضلا عن الغلط والاشتباه ، بل غاية ما يقول فيه أنّه من عَلِيّةِ الرجال وأفاضلهم ، نسباً ونفساً وشجاعة وبراعة ، لكن لا يمنع كُلُّ ذلك مِنْ أنْ يجري عليه ما يجري علىٰ غيره مِن نوابغ الدهر ، وأفذاذ البشر ، من الصواب تارة ، والخطأ أُخرىٰ ، والاستقامة أحياناً ، والالتواء حيناً ، وكرم سجاياه وعظم مزاياه لا يقع سدّاً بين العقول وبين النقد عليه في بعض سيرته وسياسته ، إن لم يكن في كلّها ؛ والكمال لله . .

ص: 327


1- عجز بيت من قصيدة للشاعر بهاء الدين زهير ، المتوفّىٰ 656 ه- ، وتمامه في الديوان ، ص 156 : لي فيكَ أجرُ مجاهِدٍ إنْ صحَّ أنّ الليلَ كافِرْ والكَفر - لغةً - : ستر النعمة ، وأصله الكَفر - بالفتح - ؛ أي : الستر ، ومنه سُمّيَ المزارع كافراً لستره البذر ، وقيل : الليل كافر ؛ لأنّه يستر بظلمته كلّ شيء ، وكَفَر الليلُ الشيءَ ، وكَفر عليه ؛ بمعنىٰ غطّاه . ٱنظر : تفسير الطبري 1 / 143 ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير 1 / 22 ، لسان العرب 12 / 120 مادّة « كفر » ، تاج العروس 7 / 452 مادّة « كفر » .
2- العَيْثُ : مصدر عاثَ يعيثُ عَيثاً وعُيوثاً وعَيثاناً : أفسد وأخذ بغير رفق ، وقيل : هو الإسراع في الفساد . ٱنظر : لسان العرب 9 / 491 مادّة « عيث » .

وحينئذ فلنفرض الحسين عليه السلام - كما يفترضه السائل - زعيماً من الزعماء يرىٰ نفسه بما أُوتي من شرف الحسب والنسب أَوْلىٰ بالخلافة من يزيد ، وأحقّ بالمُلكِ منه ، ولا جرم أنّه يبذل كلّ ما في وسعه لاستعادة ذلك الحقّ المغصوب منه ومن أبيه .

أوّلاً : فعلىٰ الأقلّ أنّه لا يبايع يزيد ويصير رعية له ، مع ما هو المعلوم من المجاهرةِ بإحياءِ كُلِّ رذيلة ، وإماتةِ كُلِّ فضيلةٍ (1) .

وعليه : فالجواب الذي ذكرته إذا كُسي حلّة أُخرىٰ من البيان لم يكن للخصم لو أنصف أن لا يقتنع به .

وهل من سبيل إلىٰ الكشف عن نفسية يزيد وخسّة طبعه وعدم أهليّته ، من حيث لؤم عنصره ، وخبث سريرته ، وقبح سيرته - مع قطع النظر عن الدين والشرع - أقرب وأصوب وأعمق أثراً في النفوس عامّة والعرب خاصّة والمسلمين بالأخصّ من هتك حرم النبوّة صلى الله عليه وآله وسلم وودائع الرسالة ، وجلبهم أُسارىٰ من بلد إلىٰ بلد ، ومن قفر إلىٰ قفر ؟ !

وهل أعظم فظاعة وشناعة من التشفّي والانتقام بالنساء والأطفال بعد قتل الرجال ؟ !

وأيُّ ظفرٍ وغلبةٍ علىٰ يزيد أعظم من إشهار هذه الجرائم عنه ؟ !

أمّا القتل ؛ فقد كان عند العرب أهون شيء ، وهو أمر معتاد متعارف لا شيء فيه من الفظاعة والغرابة ، فكان الحسين عليه السلام أعرف أنّ يزيد وٱبن زياد من خبث الذات وسوء الملَكة مستعدّان لتلك الجرائم ؛ فأراد أن يبرزها منهم إلىٰ الوجود وتكون الناس منهم علىٰ بيّنة محسوسة ، !

ص: 328


1- كما مرّ في ترجمته في الصفحة 317 ؛ فراجع !

ثمّ يكون الغالب بعدها هو المغلوب ، والقاهر هو المقهور .

نعم ، يزيد قتل الحسين عليه السلام وأنصارَه ، ولكنّ الحسين قتل يزيد وكلَّ بني أُميّة بأعظم من قتلهم له بألف مرّة ؛ قتلهم يزيد يوماً واحداً ، وقتلوه وقومه إلىٰ آخر الأبد .

فأي الظفرين أعظم ؟ ! وأيّ القتلين أكبر ؟ !

وهذه الفلسفة قد أدركها حتّىٰ الباحثون من الأجانب عن الإسلام ، وقد ألمح إليها المستشرق الألماني ( المسيو ماربين ) ، حيث قال : « لمّا كان الحسين يعلم عداوة بني أُميّة وبني هاشم ، ويعرف أنّه بعد قتله يأسِرونَ عياله وأطفاله ، وذلك يؤيّد مقصده ويكون له أثر عظيم في قلوب المسلمين ، سيّما العرب ، كما وقع ذلك ، جلبهم معه وجاء بهم من المدينة . . .

إلىٰ أن قال : ولمّا كانت أنظار المانعين محدودة ، وأفكارهم قاصرة ، ولا يدركون مقاصد الحسين العالية ، وآخر ما أجابهم به : إنّ الله شاء ذلك ، وجدّي أمرني به (1) ، فقالوا : إن كنت تمضي إلىٰ القتل فما وجه حملك النسوة والأطفال ؟

فقال : إنّ الله شاء أن يراهنّ سبايا » (2) . انتهىٰ (3) .

أقول : وهذا الجواب ليس كما تخيَّلَهُ المستشرق جواباً إقناعياً ، :

ص: 329


1- ٱنظر : البداية والنهاية 8 / 131 .
2- الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 128 ، بحار الأنوار 44 / 364 ، ينابيع المودّة 2 / 60 . وٱنظر : أُسد الغابة 1 / 498 رقم 1173 ، ترجمة الإمام الحسين - لابن سعد - : 59 ، تاريخ دمشق 14 / 209 .
3- السياسة الإسلامية - لماربين - :

ودفعاً وقتياً ، بل له مقامه الراهن من الحقيقة ، ولعلّ الله سبحانه ، وجدّه صلى الله عليه وآله وسلم ، إنّما أمراه بذلك كي يُفتضَح يزيد ويظهر حاله للناس ، نحن لا نقول : إنّ الطريق لهتك يزيد انحصرت بهتك العيال ؛ ولكن نقول : إنّه كان أحد الطرق التي لها التأثير الكبير في المقصود .

والقول : إنّه لا يجوز في الدِّين أن يُعَرِّضَ نساءه للهتك مهما كان الأمر ؛ فهو منبعث عن البساطة والسذاجة ، فإنّ الذي لا يساعد عليه الدِّين ، بل ولا تسمح به الغيرة ، هو تعريض الإنسان عِرْضَهُ للهتك الموجب لِما يمسّ الشرف ، ويخدش رواق العفّة والصيانة ، وسرادق النجابة والحصانة .

أمّا الهتك الذي تستحكم به عرىٰ القدس والطهارة والعزّة والمنعة ، فذلك ممّا لا يشين ولا يهين ، وتلك الحرائر صلوات الله عليهنّ مهما سَفِرْنَ فَهُنَّ محجّبات ، ومهما تَبَذَّلْنَ فهنّ مَصونات ، وهنّ بحيث النجم من يد المتناول (1) .

يَشُعُّ

علىٰ وجهِ البراقِعِ نورُها

فيحسب

راءٍ أنَّهُنَّ سَوافِرُ (2)

__________________

(1) المراد أنّ حرائر الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام كالنجم في البعد وعلوّ المرتبة ، وفي منزلة يستحيل معها الوصول إليهن أو مسّهنَّ بما يخدش عفّتهنَّ ، روحي وأرواح العالمين لهنّ فداء .

(2) البيت للشاعر جواد بدقت الأسدي ، ضمن قصيدة من 35 بيتاً ، مطلعها :

بواعث

أنّي للغرام مؤازرٌ

رسوم

بأعلىٰ الرقمتين دوائرُ

إلىٰ أن يقول :

يطوف

علىٰ وجه البراقع نورها

فيحسب

راءٍ أنّهنَّ سوافِرُ

ويقول في آخر القصيدة :

فيا

ليت صدري دون صدرك موطئٌ

ويا

ليت خدّي دون خدّك عافرُ

والشاعر هو : جواد بن محمّد حسين الأسدي الحائري ، الشهير ب- ( بدقت ) أو ( بذكت ) ، وُلد في كربلاء عام 1210 ه- .

كان فاضلاً أديباً مشهورَ المحبّة لأهل البيت عليهم السلام ، ومن مشاهير شعراء القرن الثالث عشر ، ساجل العديد من شعراء عصره ، أمثال الشيخ صالح الكوّاز كما ذكر ذلك الشيخ اليعقوبي في « البابليّات » .

نَظمَ في مختلف أبواب الشعر فأجاد وأبدع ، له ملحمة رائعة يمتدح بها أهل البيت عليهم السلام ، توفّي سنة 1281 ه- .

ٱنظر : أدب الطفّ 7 / 144 - 151 .

ص: 330

والغرضُ : إنّ هذا الجواب محكم رصين ، وله حظّه من الحقيقة ، وإذا لم يقنع به الناقد والمشكّك فهناك :

وجه ثانٍ وجيه أيضاً ، وهو : إنّ الحسين عليه السلام في كلّ أدواره وأطواره ، ومنذ نشأ وشبّ إلىٰ آخر نفَس من حياته كانت شيمته الشمم والشهامة ، وعزّة النفس والإباء والكرامة ، تتجلّىٰ وتشعّ من جميع حركاته وسكناته ، وكلّ أحواله وملَكاته ، ولو ذهبنا إلىٰ سرد الشواهد علىٰ هذا لجاء كتاباً مفرداً ، ومجموعاً وافياً .

ويخطر لي أنّ الحسن عليه السلام لمّا صالح معاوية علىٰ الشروط التي لم يفِ بشيء منها ، وكان قد حضر عند معاوية مع خواصّ أصحابه للبيعة ، فبايع الحسن ومن معه ، وطلب معاوية البيعة من الحسين عليه السلام ، فقال : دعه ! فإنّه لا يبايع ، ولكن لا يأتيك منه سوء .

فقال : حسبنا منه ذلك (1) .

وبعد أن تمّ الأمر لمعاوية كان الحسين عليه السلام إذا اجتمع به في حشد من محافل الشام أو الحجاز يناضله ويناظره فيرضخه من القو .

ص: 331


1- ٱنظر : مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب - 4 / 40 .

بالصَّلادِم (1) ، ويصكّ جبهته بما هو أمضّ من الصَّوارِم (2) - ورُبّ قول أنفذ من صول (3) - ، ومعاوية يحتمل كلّ ذلك منه لِما يعلم من عزّة نفسه وشدّة شكيمته .

مرّ علىٰ الحسين عشرون عاماً - مدّة خلافة معاوية - ما ذاق فيها طعم الخضوع والاستكانة ، حتّىٰ إذا هلك معاوية وٱمتنع عن البيعة ليزيد ، ورأىٰ من السداد الهجرة عن المدينة ؛ ليعرف العالم الإسلامي امتناعه عن البيعة ، فخرج من المدينة بأهل بيته قاصداً مكّة ، ولزم الطريق الأعظم ( الدرب السلطاني ) ، فقيل له : « لو تنكّبت الطريق كما فعل ابن الزبير ؟

فقال : لا والله لا أُفارقه أو يقضي الله ما هو قاضٍ » (4) .

فالحسين - وعلىٰ ذِكره السلام ، هو يحمل بين جنبيه هذه النفس الكبيرة - لمّا أراد الخروج من مكّة إلىٰ العراق أبت نفسه الكريمة ، وأنفت همّته القعساء (5) أن يخرج هو وولدانه وغلمانه علىٰ ظهور خيولهم خروج .

ص: 332


1- الصِّلْدِمُ والصُّلادِمُ - : الشديدُ الحافر ، وقيل : الصِّلْدِمُ : القويّ الشديد من الحافِر ، وجمعه : صَلادِم - بالفتح - ، وفرسٌ صِلْدِمٌ - بالكسر - : صُلْبٌ شديد ، ورأسٌ صِلْدِمٌ وصُلادِمٌ - بالضمّ - : صُلْب . وهي هنا كناية عن قوّة حجّة الإمام الحسين عليه السلام وبلاغته . ٱنظر : لسان العرب 7 / 387 مادّة « صلدم » .
2- أي : أحدّ من السيوف .
3- من حِكَمِ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ٱنظر : نهج البلاغة : 545 رقم 394 .
4- مقتل الإمام الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 30 .
5- القَعَس : نقيض الحَدَب ، وهو خروج الصدر ودخول الظهر ؛ قَعِسَ قَعَساً ، فهو أقْعَس ومُتقاعس ، والمرأة قعساء ، والجمع : قُعْس . و « همّته القعساء » هنا كناية عن علوّ همّة الإمام الحسين عليه السلام وٱرتفاع عزيمته وسموّ شأنه . ٱنظر : لسان العرب 11 / 243 مادّة « قعس » .

المتشرّد الخائف ، والنافر الفزع ، ولم يرض لنفسه إلّا أن يظهر بأسمىٰ مظاهر الأُبَّهَةِ والهَيْبَةِ والجَلالِ والحِشْمَةِ في الموكب الملوكي ، وفخامة الملك والسلطان .

ومن المعلوم أنّ لحمل الحرم والعائلة من لوازم الفخامة والعظمة ، وشوكة المناطق والسرادق ، ما لا يحصل بدونها ، ولو خرج سلام الله عليه من أوطانه وترك عقائله في عقر دارهم لكان خروجه أشبه ما يكون بصعاليك العرب وأهل الغزو والغارات والمتلصّصين ، وحاشا لسيّد أهل الإباء أن يرضىٰ لنفسه بتلك المنزلة والخطّة السافلة ، بل سار بأهله وذراريه ليكون علىٰ مهاد الدعة والسكينة والهدوء والطمأنينة ، كَسَيْر أكبر ملك من ملوك الدنيا وأوسعهم في القدرة والسلطان .

ولا تخالنّ في كلمتي هذه ضرباً من الخيال ، أو شيئاً من المبالغة والغلوّ ؛ كلّا ، فإنّك لو نظرت إلىٰ بعض الخصوصيات في سيره لوجدت منها أوثق شاهد لك علىٰ ما ادّعيناه .

أنْعِمِ النظر في قصّة الحرّ التي اتّفقت علىٰ نقلها أرباب المقاتل وأُمناء التاريخ والسيَر (1) ، حيث التقىٰ بالحسين في قفر من الأرض لا ماء فيه ولا كلاء ، وقد أمضّ به وبأصحابه العطش ، وَهُمْ زُهاءَ ألف فارس علىٰ ألف فرس ، فقال الحسين عليه السلام لفتيانه : « اسقوا القوم وأوردوهم الماء ، ورشّفوا الخيل ترشيفاً » ، ففعلوا وأقبلوا يملأُون القِصاع (2) .

ص: 333


1- تقدّمت الإشارة إلىٰ ذلك في الصفحة 320 ه- 1 ؛ فراجع !
2- القَصْعَةُ : الصَّحفة أو الضَّخمة منها تشبع العشرة ، والجمع : قِصاعٌ وقِصَعٌ وقَصَعات . ٱنظر مادّة « قصع » في : لسان العرب 11 / 193 ، تاج العروس 11 / 375 .

والطِساس (1) من الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس ، فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقي آخر حتّىٰ سقوها عن آخرها .

فانظر أوّلاً وٱعجب ما شئت بهذا الحنان والرحمة والعطف والإشفاق ، فإنّ القوم الّذين سقاهم الحسين عليه السلام كانوا أعداءه ، وقد جاءُوا مِنْ قِبَل ابن زياد للقبض علىٰ الحسين عليه السلام ، حتّىٰ إنّ عليّ بن طعّان المحاربي - وهو عراقي من أصحاب الحرّ - لم يعرف كيف يشرب من الراوية (2) وكيف يخنث (3) السقاء كما يفعله الحجازي ، فكان يشرب والماء يسيل علىٰ أشداقه وثيابه ، فنزل الحسين عليه السلام بنفسه وخنث السقاء حتّىٰ شرب وٱرتوىٰ (4) .

وٱعجب ثانياً لإيثاره بالماء في بادية قحلاء وصحصحان أجرد (5) ، والماء فيه أعزّ من الذهب ، وقد لا يجدونه في يومين أو ثلاثة أو أكثر ، .

ص: 334


1- الطَّسُّ : الطَّسْتُ من آنية الصفر ، أُنثىٰ تُذكَّر ، وهي فارسية ، والجمع : طِساس . ٱنظر : تاج العروس 3 / 90 مادّة « طست » وج 8 / 340 مادّة « طسس » .
2- الراوية : هو البعير أو البغل أو الحمار يُستقىٰ عليه الماء ، والراوية هنا هي المِزادة والوعاء الذي يكون فيه الماء ، سمّيت راوية لمكان البعير الذي يحمله . ٱنظر : لسان العرب 5 / 380 مادّة « روي » .
3- خَنَثَ : ثَنَىٰ وكَسَرَ ، خنَثَ فَمَ السِّقاء : ثنىٰ فاهُ وكَسَرَه إلىٰ الخارج ، فشرب منه ، وإن كَسَرَهُ إلىٰ الداخل فقد قَبَعَهُ . ٱنظر : تاج العروس 3 / 207 مادّة « خنث » .
4- ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 305 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 1 / 329 - 330 .
5- الصَّحْصَحُ والصِّحصحاحُ والصَّحصحان : كلّه ما استوىٰ من الأرض وجَرَد ، والجمع : الصحاصِحُ ؛ والصَّحصحُ : الأرض الجرداء المستوية ذات حصىً صغار ، وأرض صحاصحُ وصحصحان : ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء . ٱنظر : لسان العرب 7 / 288 مادّة « صحح » .

فأيٌّ سخاء هذا السخاء ؟ ! وأيُّ نفس تلك النفس ؟ !

وٱعجب ثالثاً - وهو محلّ الغرض - كم كانت سعة ذلك الموكب السلطاني وإدارة ذلك الركاب الملوكي ؟ !

وكم كان يحمل من الماء ؟ ! حيث سقىٰ نفسه وأعداءه ، سقىٰ ألف فارس وألف فرس ، وعلىٰ أقلّ تقدير أنّ النفوس التي كانت مع الحسين عليه السلام ، من أولاده وأنصاره وعيالاتهم ألف نفس ، وحمولهم (1) ( المِكارَهْ ) التي تحمل خيامهم وأمتعتهم ، وما إليها من قدور وقصاع وطساس ، ونحو ألفين من الخيل والبغال غير الإبل ، فتكون النفوس المحتاجة إلىٰ الإرواء بالماء في ذلك الموكب - علىٰ أقلّ التقادير - خمسة آلاف أو أربعة آلاف نسمة ، غير الفضلة الاحتياطية التي سقىٰ منها الحرّ وأصحابه وخيولهم .

فالموكب الذي يحمل من الماء ما يروي ستّة آلاف أو سبعة آلاف نسمة ، كم ترىٰ يكون ضخامة ملكه وفخامة سلطانه ؟ !

وإذا صحّ ما رواه الطريحي في « مجمع البحرين » من أنّ الحسين عليه السلام لمّا نزل كربلاء اشترىٰ أرض نينوىٰ والغاضرية من بني أسد بستّين ألف درهم ، وٱشترط عليهم أن يدلّوا زوّاره علىٰ قبره ويضيّفوهم ؛ انتهىٰ بمعناه (2) ؛ فكم كان معه من الأموال والنقود التي يكون فضلتها ستّون ألفاً ؟ !

وأزيدك شاهداً علىٰ ذلك من عظمة الملك والسلطان قضية محمّد .

ص: 335


1- الحُمُول : الإبل وما عليها من الهوادج والأثقال . ٱنظر : لسان العرب 3 / 334 مادّة « حمل » .
2- ٱنظر : مجمع البحرين 5 / 461 مادّة « كربل » .

بشير الحضرمي (1) - الذي رواه السيّد ابن طاووس وغيره حين قيل له ليلة

عاشوراء ليلة القلق والأرق ، الليلة التي كانت المَنايا فيها علىٰ الحَوايا (2) ، والحِمام يحوم فيها علىٰ الخيام - قيل له : « إنّ ابنك أُسر في ثغرَي الريّ ؛ فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما أُحبّ أن يؤسر وأنا أبقىٰ بعده ؛ فسمع الحسين عليه السلام قوله ، فقال له : رحمك الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك .

فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك .

قال : فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه .

فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار » (3) . .

ص: 336


1- كذا في الأصل ، والظاهر أنّ كلمة « بن » ساقطة ؛ لأنّ بعض المصادر التي نقلت القصّة ذكرت أنّه « محمّد بن بشير الحضرمي » ؛ كما في : ترجمة الإمام الحسين ومقتله - لابن سعد - : 71 ، تاريخ دمشق 14 / 182 ، اللهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 153 ، بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2592 ، تهذيب الكمال 4 / 483 . ومصادر أُخرىٰ ذكرت أنّه « بشير بن عمرو الحضرمي » ؛ كما في : مقتل الحسين - لأبي مخنف - : 156 ، تاريخ الطبري 3 / 330 . وترجم له صاحب « تنقيح المقال » قائلاً : « بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي ، كان من حضرموت وعداده في كندة ، وكان تابعيّاً ، وله أولاد معروفون بالمغازي ، وكان ممّن جاء إلىٰ الحسين عليه السلام أيّام المهادنة » . ٱنظر : تنقيح المقال 1 / 173 رقم 1331 .
2- الحويَّة : كساء محشوُّ حول سنام البعير ، وهي السويّة ، والحويّة لا تكون إلّا للجمال ، والسويّة قد تكون لغيرها ، لذا تقول العرب : المَنايا علىٰ الحَوايا ؛ أي قد تأتي المنيّة للشجاع وهو علىٰ سرجه . ٱنظر : لسان العرب 3 / 409 مادّة « حوا » .
3- ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين ومقتله - لابن سعد - : 71 رقم 292 ، تاريخ دمشق 14 / 182 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 153 - 154 ، بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2592 ، تهذيب الكمال 4 / 483 ، بحار الأنوار 44 / 394 .

وعليه : فيكون قيمة كلّ ثوب مئتي دينار ( مئة ليرة ذهب ) .

وأنا لا أدري ما كانت تلك الثياب التي قيمة الواحد مئة ليرة ؟ ! وكم كان معه مثلها ؟ ! ولماذا يحملها وأمثالها معه في تلك المراحل ؟ !

هذه سؤلة لعلّك في غنىً عن الجواب عنها ، ولكن أيّها الناقد المشكّك ! أتحسب أنّ الحسين عليه السلام كان صعلوكاً من صعاليك العرب ، ولئيماً من لئامها ، كابن الزبير ، الذي يقول لجنده : « أكلتم تمري وعصيتم أمري » (1) ؟ !

ويقول للوافد عليه ، المستجدي منه ، بعد أن قال له : إنّ ناقتي قد نقبت (2) .

فقال : ارقعها بهلب (3) ، وٱخصفها بسبت (4) .

فقال الوافد : لعن الله ناقةً حملتني إليك .

فقال : إنّ وراكبها » (5) . .

ص: 337


1- ٱنظر : شرح نهج البلاغة 2 / 123 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 266 .
2- النَّقِبْ : رقّة الأخفاف ، نَقِبَ البعيرُ ينقبُ فهو نَقِبٌ ، بالكسر إذا رقّت أخفافه . ٱنظر : لسان العرب 14 / 249 مادّة « نقب » .
3- الهُلْبُ : الشَّعر كلّه ، وقيل : هو في الذَّنَب وحده ؛ وقيل : هو ما غلظ من الشعر ، والهُلْبةُ شعر الخنزير الذي يخرز به . ٱنظر : لسان العرب 15 / 111 مادّة « هلب » .
4- السِّبْتُ - بالكسر - : جلود البقر المدبوغة بالقَرظ ، تحُذىٰ منه النَّعال السبتية . ٱنظر : لسان العرب 6 / 140 مادّة « سبت » .
5- ٱنظر : الأغاني 1 / 18 - 19 ، تاريخ دمشق 28 / 261 وج 48 / 285 ، النهاية في غريب الحديث والأثر 1 / 78 ، شرح نهج البلاغة 20 / 139 . وذكر القصّة ابن منظور في لسان العرب 1 / 244 مادّة « أنن » وقال : « إنّ وراكبها » ؛ يعني : نعم مع راكبها .

لا يا هذا ! الحسين أكبر ممّا تظنّ ، الحسين أكبر من أن يتخلّص من طواغيت بني أُميّة الّذين أرادوا سفك دمه في حرم الله فتنتهك به حرمة الحرم ، كما فعل ابن الزبير وفعلوا به ، هو أكبر من أن يخلص بنفسه ويترك عياله يشرئبّون إليه ويتطلّعون إلىٰ أخباره ويناشدون الركبان عنه .

وأمّا ما تخيَّلْتَهُ من أنّ هتك الحريم لا يقدم الغيور عليه مهما كان الأمر ، فهو وَهمٌ زائف ، وقد عرَّفناك أنّ الهتك المُشين هو الذي يلمس أذيال العفّة ، ويمسّ ذلاذل (1) الشرف ، لا الذي تستحكم به أسوار الصون وسياج العفاف .

وبعد هذا كلّه ، فهل أقنعك هذا الوجه ، وعرفت كيف كانت منزلة الحسين عليه السلام من عظمة الشأن وسموّ السلطان ؟ !

وهناك وجه ثالث لحمل العيال ، وهو : كما كانت العرب عليه من أنّهم إذا أرادوا أن يستميتوا في الحرب ، ويصبروا للطعن والضرب ، جعلوا الحريم خلفهم ، وٱستقبلوا العدوّ ، فأمّا الحتف أو الفتح ، ويستحيل عندهم النكوص أو الفرار ، وترك الحريم للذلّ والإسار ، ويشهد لهذا عدّة وقائع لا تغيب عن الضليع في تاريخ العرب (2) ، عليه حَمَلَ العيال كي يستميت أصحابه دونها ، وينالوا درجة السعادة بالشهادة كما فعلوا .

وهناك وجه رابع لعلّه أوجه من تلك الوجوه ، وأقربها إلىٰ الحقيقة ، وإنْ كانت للحسين عليه السلام ملحوظة وراء التعبّد والانقياد والرضا والتسليم .

ص: 338


1- ذلاذل القميص : ما يَلي الأرض من أسافله ، الواحد ذُلذُلٌ . ٱنظر : لسان العرب 5 / 57 مادّة « ذلل » .
2- ٱنظر : تاريخ الطبري 1 / 476 - 482 أحداث معركة ذي قار ، وج 2 / 166 أحداث غزوة حنين سنة 8 ه- .

للمشيّة القاهرة ، وكانت سياسة عن فلسفة نظرية ، وتدابير بشرية ، فهي هذه الملاحظة التي سوف نبديها ونشير إليها علىٰ الجملة حيث لا سعة للتفصيل .

تقول أيّها الناقد : « إنّ الحسين عليه السلام كان يعلم أنّه يقتل » . .

نعم ، وأنا أقول كذلك ، بل يعلم أنّ جميع مَنْ معه مِن الرجال ، بل وكثير من الأطفال يُقتلون حتّىٰ الرضيع (1) ، ولا يفلت إلّا وَلَدهُ زين العابدين من أجل العلّة والمرض .

فلمّا عَلِمَ ذلك كُلّه ، وَعَلِمَ أنّ بني أُميّة وأشياعهم سوف يموّهون ، بل كانوا قد موّهوا علىٰ المسلمين أنّ الحسين عليه السلام خارج علىٰ إمام زمانه ، وهو يزيد المنصوب بالنصّ عليه بالاستخلاف من الخليفة الذي قبله وهو معاوية ، فالحسين عليه السلام بخروجه باغٍ ، وحكم الباغي القتل ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ) (2) ، فتكون هذه الفتوىٰ وهذا التمويه أعظم علىٰ الحسين مِن قتله .

وهذا الطلاء المبهرج ، وإنْ كان لا يخفىٰ علىٰ العارفين والنياقدة ، ولكنّهم بالضرورة خاضعون للسلطة ، قد شملتهم الذلّة ، وأخملتهم القلّة ، وألجمهم الخوف والتقيّة ، سيّما بعد الفراغ من أمر الحسين عليه السلام ، فلا رحمة لأحد بعده ولا حرمة ، والناس كما قال هو سلام الله عليه يوم الطفّ ، وكما هو حالهم اليوم : « عبيد الدنيا ، والدين لعق علىٰ .

ص: 339


1- ٱنظر : مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 140 ، تاريخ الطبري 3 / 332 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 168 - 169 .
2- سورة الحجرات 49 : 9 .

ألسنتهم » (1) ، فمن ذا يقدر أن ينبس (2) بالحقيقة ، فضلاً عن الإصحار (3) بها ، وسيوف يزيد وٱبن زياد فوق أرؤسهم ، وأموالهم نصب أعينهم ؟ !

وتعلم كيف يلعب الرجاء والخوف في النفوس ، فحينئذ فلا يمرّ حول أو حولان إلّا وقد سجّل التاريخ أنّ الحسين عليه السلام - وأستغفر الله - باغٍ عاتٍ وقد قُتل بحكم شريعة جدّه .

وبَعّدَ الناقدُ فريتَه بقوله : هلّا بايع كما بايع أخوه الحسن عليه السلام ودفع عن نفسه وأهله القتل ؟ !

كيف ؟ ! وقد قال بعض النواصب في القرون الوسطىٰ : إنّ الحسين قتل بسيف شريعة جدّه (4) . ر

ص: 340


1- ٱنظر : تحف العقول : 174 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 1 / 337 ، كشف الغمّة 2 / 32 .
2- نَبَسَ ينبسُ نبساً : وهو أقلّ الكلام : وما نبس ، أي : ما تحرّكت شفتاه بشيء ، وما نبس بكلمة ؛ أي : ما تكلّم . ٱنظر : لسان العرب 14 / 20 مادّة « نبس » .
3- الإصحار : المجاهرة بالشيء ، وأبرز له ما في نفسه صَحاراً : أي : جاهره به جهاراً . ٱنظر : لسان العرب 17 / 289 مادّة « صحر » .
4- أقول : لقد وصل ببعضهم الكره والبغض ونصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام إلىٰ درجة النطق بمثل هذه التفاهات والترّهات ، بل قالوا كلمة الكفر ، ومن أمثال هؤلاء النواصب : أبو بكر بن العربي محمّد بن عبد الله ، المتوفّىٰ سنة 543 ه- ، راجع تفاهاته في كتابه المسمّىٰ « العواصم من القواصم » ص 211 - 216 . وعبد الرحمٰن بن خلدون ، المتوفّىٰ سنة 808 ه- ، راجع مخاريقه في « مقدّمته » ص 170 - 171 . وقد تصدّىٰ لإمثال هؤلاء النواصب ، وردّ علىٰ ترّهاتهم وخرافاتهم المحققُ الكبير

وهذه عند الحسين - وهو عَلَمُ الحقّ ، ومنارُ الهُدىٰ ، وجسمُ روحِ الغيرة والإباء - رزيّة لا رزيّة فوقها ، ومصيبة لا مصيبة أعظم منها .

فعلىٰ من يعتمد الحسين عليه السلام في دفع هذه الغائلة (1) ، وتفنيد هذه الضلالة ، وإنقاذ المسلمين من هذه الورطة المهلكة ؟ !

أَعَلىٰ رجال وكلّهم سوف يقتلون معه بعلم منه ؟ !

أم علىٰ زين العابدين ، وهو أسير مشغول بعلّته ، وقتله أهون عليهم من قتل ذبابة ؟ !

فمَن يقوم للحسين بهذه المهمّة بعد قتله ؟ !

ومَن ذا يقرع بالحجّة ، ويوضح المحجّة ، ويكشف الحقيقة ، ويتعقّب القضية ، ويخطب في النوادي الحاشدة ، والجوامع الحافلة ، تلك الخطبة البليغة ، والحجج الدامغة ؟ !

تصوّر ذلك العصر مليّاً ، وٱستوسع التأمّل في تلك الأوضاع ، وٱنظر هل كان من الممكن أن يقوم بشيء من ذلك أكبر رجل باسل ؟ !

وهب أنّ الممكن أن يفادي رجلٌ بنفسه للحقّ وإبداء الحقيقة ، ولكن هل يمهلوه إلىٰ أن يستوفي الغرض ويبلغ الغاية ؟ !

أَوَليس عبد الله بن عفيف الأزدي ، ذلك البصير الذي ذهبت عيناه ، واحدة يوم الجمل والأُخرىٰ بصفّين ؛ نعم ، ذهبت عيناه ، ولكن فتح الله له في قلبه عشرة عيون ، وسقط الجهاد عنه بيده ، ولكن جاهد في لسانه .

ص: 341


1- الغائلة : الحِقد الباطن . ٱنظر : لسان العرب 10 / 161 مادّة « غيل » .

بعشرة أسياف إلىٰ أن أحرز الشهادة في هذا السبيل .

فإنّه لمّا سمع خطبة ابن زياد علىٰ منبر الكوفة بعد قتل الحسين عليه السلام وهو يقول : « الحمد لله الذي نصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب » ، نهضت به الحمية والحماية للحقّ ، وفادىٰ بنفسه في ذلك الحشد الرهيب ، فقام وقطع عليه خطبته قائلاً له : « إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت ومن استعملك يا عدوّ الله ، تقتلون أولاد النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام علىٰ منابر المسلمين .

فغضب ابن زياد وقال : من هذا المتكلّم ؟ !

فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله !

أتقتل الذرّيّة الطاهرة الّذين أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنّك علىٰ دين الإسلام ؟ !

وا غوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علىٰ لسان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم (1) ؟ ! د

ص: 342


1- هنا إشارة إلىٰ تفسير الآية الكريمة : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) سورة الإسراء 17 : 60 ، التي نزلت في بني أُميّة الّذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، وقد نقلت ذلك كتب التفسير والحديث والتاريخ ، ٱنظر مثلاً : تفسير الثعلبي 6 / 111 ، تفسير ابن جزيّ الكلبي 2 / 174 ، تفسير القرطبي 10 / 183 - 184 ، تفسير الفخر الرازي 20 / 239 ، زاد المسير 5 / 40 - 42 ، البحر المحيط 6 / 54 - 55 ، تفسير ابن كثير 3 / 48 ، تفسير البيضاوي 1 / 575 ، الكشّاف 2 / 455 ، الدرّ المنثور 5 / 309 - 310 ، تفسير غرائب القرآن - للنيسابوري - 4 / 361 - 362 ، فتح القدير 3 / 238 - 240 ، فتح الباري 8 / 508 ح 4716 ، عمدة القاري 19 / 30 ، لباب النقول في أسباب النزول - بهامش تفسير الجلالين - : 235 ، مجمع البيان 6 / 250 ، شرح نهج البلاغة 9 / 220 وج 12 / 81 ، مسند أحمد

فازداد غضب ابن زياد حتّىٰ انتفخت أوداجه ، وقال : عَلَيَّ به !

فقام الجلاوزة فأخذوه ، وقامت الأشراف من الأزد عشيرته فخلّصوه ، وٱنطلقوا به إلىٰ منزله » .

ولكن هل خلص ونجا من ذلك الطاغية ؟ ! وهل كان آخر أمره إلّا أن أُحضر بين يديه فضرب عنقه صبراً وصلب جثمانه في السبخة (1) في قصّة طويلة ، وما ظفر ابن زياد به إلّا بعد حرب سجال وتحريشٍ منه خبيثٍ بين اليمانية والمضرية علىٰ قاعدة التفرّق (2) .

نعم ، ما أنكر علىٰ ابن زياد إلّا عبد الله بن عفيف رضوان الله عليه ، وإلّا ذلك الصحابي الضعيف بكلّ مواقع الضعف ، ألا وهو زيد بن أرقم ، فإنّه حين رأىٰ رأس الحسين عليه السلام بين يدَي بن زياد وهو يضربه بعوده ، قال له : « ارفع عودك عن هاتين الشفتين ! فوالله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّلهما .

ثمّ بكىٰ زيد ، فقال له ذلك الخبيث : أتبكي لما فتح الله للأمير ؟ ! لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لأخذت الذي فيه عيناك !

فخرج زيد وهو يقول : ملَكَ عبدٌ حرّاً ، أنتم يا معشر العرب عبيد .

ص: 343


1- السبخة : أرضٌ ذات ملح ونَزٍّ ، وجمعها سِباخ . ٱنظر : لسان العرب 6 / 148 مادّة « سبخ » .
2- ٱنظر : أنساب الأشراف 3 / 413 - 415 ، تاريخ الطبري 3 / 337 ، مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 152 - 156 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 58 - 62 ، الردّ علىٰ المتعصّب العنيد : 44 ، الكامل في التاريخ 3 / 436 .

بعد اليوم ، قتلتم ابن بنت رسول الله وأَمَّرْتُم ابن مرجانة » (1) .

ولا أستحضر مُنْكِراً علىٰ ابن زياد غير هذين الرجلين ، وكلماتهما وإنْ كانت ذات قيمة ثمينة في مثل تلك الأيّام العصيبة والمواقف الرهيبة ، ولكن أيّ شيء لها من التأثير ؟ !

وما ميلها في تلك التيارات الجارفة والزوابع القاصفة ؟ !

وهل هي إلّا كلمات قيلت وذهبت أدراج الرياح ؟ !

وهل كانت تكفي لإيجاد بواعث الثورة ، وتكوين الانقلاب علىٰ بني أُميّة وتحرير النفوس وغليان الأفكار وتأجيج النار لطلب الثار ؟ !

كلّا ثمّ كلّا ، فإنّ الأمر يحتاج إلىٰ أكثر من ذلك ، يحتاج إلىٰ المثابرة والتعقيب في الخطب الرنانة والكلمات المهيّجة ، وتشهير المثالب والمساوئ ، ونقد السيّئات ونعيها علىٰ تلك الدولة الغاشمة والسلطة الظالمة والحكومة الجائرة .

فإنّ بهذا ومثله تتكوّن في الأُمّة روح ثورة وٱنفجار يكتسح ظلم الظالمين ، وتقتلع عروق الجور والاستبداد .

قل لي برأيك أيّها الناقد ، أيّ رجالات ذلك العصر كان يقدر علىٰ القيام بتلك المهمّة ، ويقوىٰ علىٰ النهوض بذلك العبء ؟ !

أليس قصارىٰ أمره مهما كان من البسالة والجرأة أن يقول الكلمتين والثلاث ، فيقال : خذوه فاقتلوه فاصلبوه في السبخة أو في الكناسة ؟ ! .

ص: 344


1- ٱنظر : أنساب الأشراف 3 / 412 - 413 ، تاريخ الطبري 3 / 336 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 58 - 62 ، الردّ علىٰ المتعصّب العنيد : 44 ، الكامل في التاريخ 3 / 436 ، أُسد الغابة 2 / 21 ترجمة الإمام الحسين ، البداية والنهاية 8 / 152 .

أليس زين العابدين عليه السلام مع أنّه عليل أسير - والأسير لا يُقتل - قد أمر ابن زياد بقتله لجواب خفيف وقول طفيف ، فإنّ ابن زياد بعد أن فرغ من تحدّي زينب وأخرجته بقوّة العارضة والبيان من الميدان مكعوماً (1) بالخزي والخذلان التفت إلىٰ زين العابدين ، فقال : « من هذا ؟ !

فقيل له : هو عليّ بن الحسين عليه السلام .

فقال : أليس قد قتل الله عليّاً ؟ !

فقال سلام الله عليه : كان لي أخ يقال له عليٌ قتله الناس .

فقال ابن زياد : بل الله قتله !

فقال الإمام : ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) (2) .

فقال له : أَوَبِكَ جرأةٌ علىٰ ردّ جوابي ؟ ! يا غلمان ! خذوه فاضربوا عنقه !

فتعلّقت به زينب ، وقالت : يا بن زياد ! حسبك من دمائنا ما سفكت ، فإن عزمت علىٰ قتله فاقتلني معه .

فقال الطاغية : عجباً للرحم ! فوالله لَوَدَّتْ أن تموتَ دونه ، اتركوه لِما به » (3) .

وما تركه رحمةً لها ، ولكن قد رأىٰ أنّ العلّة والإسار والأغلال .

ص: 345


1- الكعام : شيء يجعل علىٰ فم البعير ، كعم يكعمُ كعماً ، فهو مكعوم وكعيم : شدّ فاه ، والجمع : كُعُم . ٱنظر : لسان العرب 12 / 110 مادّة « كعم » .
2- سورة الزمر 39 : 42 .
3- ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين - لابن سعد - : 79 ، تاريخ الطبري 3 / 337 ، مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 150 - 151 ، الكامل في التاريخ 3 / 435 .

والجامعة (1) ستقضي عليه وتكفي ابن زياد مؤنة قتله .

فإنّ سلامة زين العابدين وبقاء حياته كان من خوارق العادة ، وعلىٰ خلاف مجاري الأسباب ، ولو قُتل أو مات في تلك البرهة لانقَطَعَ نسل الحسين ، ولكن مشيئة الله سبحانه وقضاءه السابق بأنّ الأئمّة من ذرّيّته لا يردّ ولا يُغلب ، وكانت زينب هي السبب في حفظه علىٰ الظاهر .

فليكن هذا وجهاً خامساً لحمل العيال ، فلعلّ الحسين عرف العلّة والمرض لا يكفي في سلامة ولده ، وأنّهم قد يقتلونه علىٰ مرضه ، وأنّ لزينب موقفها الباهر في المفاداة والدفاع عنه .

وكلّ غرضنا من سحب أذيال هذا المقال ، أن يتجسّم لديك كيف كان الحال في كمّ الأفواه ، وعقل الألسن ، وإرجاف القلوب ، ومشق الحسام لضرب الهام علىٰ أقلّ الكلام .

إذاً فمَن يَردّ تلك الأمانة ويؤدّي تلك الوديعة ، وديعة الحقّ ، وأمانة الصدق ، والانتصار للحقيقة ، وإزهاق الباطل ؟ !

نعم ، قُمْنَ بكلّ تلك الوظائف علىٰ أوفىٰ ما يرام ، وأتمّ ما يحصل به الغرض ، قُمْنَ به ودائع النبوّة وحرائر الوحي والرسالة ، نهضن بتلك الأعباء الثقيلة التي تعجز عنها الأبطال وأُسود الرجال .

كأنّ الحسين عليه السلام علم - ولا شكّ أنّه علم - أنّه سيُقتل هو وجميع أهل بيته وأنصاره ، ولا يبقىٰ رجل يتسنّىٰ له الكشف لجمهرة ذلك الخلق التعس عن فظاعة تلك الجناية وشناعة تلك الجرائم السيّئة ، ولو أهمل .

ص: 346


1- الجامعة : الغُلُّ ؛ لأنّها تجمع اليدين إلىٰ العنق . ٱنظر : لسان العرب 2 / 359 مادّة « جمع » .

هذه الناحية المهمّة لذهب قتله سدىً ، ولفات الغرض والغاية ، فلم يجد بُدّاً من حمل تلك المصونات معه لتكميل ذلك المشروع الذي ابتذل نفسه ونفوس أعزّته في سبيله .

وعلم سلام الله عليه أنّ بني أُميّة مهما بلغوا في خرق النواميس وهتك الحرمات والتجاوز علىٰ الشناشن (1) العربية ، والشرائع الإسلامية ، ولكنّهم لا يقدرون علىٰ قتل النساء ؛ لا يقدرون علىٰ قتل امرأة مصابة مفجوعة تكلّمت بشيء من الكلام تبريداً وتسكيناً للوعتها .

ويوم الطفّ وإنْ قَتَلَ حزبُ بني أُميّة عدّةً من النساء الوديعات (2) ، ٰ

ص: 347


1- الشِّنْشِنة : الطبيعة والخليقة والسَّجيّة ، والشناشن العربية : يعني السجايا والأخلاق والطبائع العربية . ٱنظر : لسان العرب 7 / 220 مادّة « شنن » .
2- استُشهدت مع الإمام الحسين عليه السلام يوم الطفّ امرأةٌ واحدة ، هي : أُمّ وهب النمرية القاسطية ، ذكر ذلك الطبري في تاريخه ، بعد أن سرد قصّة التحاقها هي وزوجها عبد الله بن عمير الكلبي بركب الإمام عليه السلام يوم الطفّ ، وخروج زوجها للمبارزة والقتال بين يدي الإمام عليه السلام ، وخروجها هي أيضاً للقتال شاحذةً همّة زوجها ، مناصرةً لإمام زمانها ، ولكنّ الإمام عليه السلام منعها وردّها إلىٰ الخيام ، قائلاً لها : ارجعي رحمك الله إلىٰ النساء ، فإنّه ليس علىٰ النساء قتال . قال : وخرجت إلىٰ زوجها بعد أن استشهد حتّىٰ جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئاً لك الجنّة ؛ فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام له يسمّىٰ رستم : اضرب رأسها بالعمود ! فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها . تاريخ الطبري 3 / 321 - 322 و 326 ، وٱنظر : أنساب الأشراف 3 / 398 ، الكامل في التاريخ 3 / 422 ، البداية والنهاية 8 / 145 . إلّا أنّ ابن أعثم الكوفي وٱبن شهر آشوب والخوارزمي وٱبن طاووس رووا أنّها كانت مع ولدها وهب وزوجته ، التي حاولت أن تثنيه عن الخروج والقتال مع الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام في بادئ الأمر ، لكنّ أُمّه كانت تشدّ من أزره وتحثّه علىٰ

كما قتلوا الأطفال (1) ، ولكنّ الحربَ لها أحكام وشواذّ لا تجري في غيرها .

لا ، وكلّا ، لا يستطيع ابن زياد - مهما طغىٰ وتجبّر - أن يقتل ساعة السلم امرأة عزلاء ، أسيرة بين يديه ، لا تحمل من السلاح إلّا قلبها ولسانها ، قلبها درعها ، ولسانها [ سيفها ] ، لا يستطيع أن يقتل امرأة مهما تجرّأت عليه ، بل ولا يستطيع أن يمدّ يده إليها فيضربها (2) . !

ص: 348


1- وٱستُشهد مع الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم الطفّ من الأطفال الّذين لم يبلغوا الحلم خمسة ، وهم : عبد الله بن الحسين الرضيع ، وعبد الله بن الحسن ، ومحمّد بن أبي سعيد ، والقاسم بن الحسن ، وعمرو بن جنادة الأنصاري ؛ وقد ذكر أصحاب السير والتواريخ كيفية استشهادهم . ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 331 - 334 ، الكامل في التاريخ 3 / 428 - 433 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - : 2 / 21 - 22 ، مناقب آل أبي طالب 4 / 104 .
2- أقول : إنّ ابن مرجانة وأمثاله لا يتوانون ولا يتورّعون عن الاعتداء علىٰ حُرَمِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهمّه بضرب عقيلة الطالبيّين زينب عليها السلام ، التي اعتادت أن ترىٰ مثل هذه الاعتداءات من هؤلاء القوم وأسيادهم ؛ فمِن قبلُ رأت كيف عاملوا أُمّها الزهراء عليها السلام ولم يرعوا لها حرمة بمجرّد غياب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف قادوا أباها عليّاً عليه السلام ليأخذوا منه البيعة قهراً ، وكيف رموا نعش أخيها الإمام الحسن المجتبىٰ عليه السلام بالنبل ، لَدَليل علىٰ ذلك ، إلّا أنّ الله تعالىٰ قيّض وجود بعض الّذين تحرّكهم الشيم والسجايا والأعراف العربية ، وليس الورع والتقوىٰ والمودّة في القربىٰ التي أمر بها الكتاب العزيز ، ووصّىٰ بها النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ممّا حال دون ذلك . فانظر وتأمّل !

إنّ زينب العقيلة لمّا سوّدت وجه ابن زياد ولطمته تلك اللطمة السوداء بقولها : « ثكلتك أُمّك يا بن مرجانة ! » ، اسودّت الدنيا في عينه ، حيث عرف والحاضرون ما أرادت ، فَهَمَّ أن يضربها ، ولكنّ عمرو بن حريث ، وهو من أكبر القوّاد في جند ابن سعد ، وكان أميراً علىٰ الرجّالة بعد أن كان من خواصّ أمير المؤمنين في صفّين ، أنكر عليه وجاءه بحجّة ، وهي أنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، فقال ابن زياد : « أما تراها كيف تجرّأت علَيَّ ؟ ! » (1) .

كان الحسين وأنصاره قد وقفوا يوم الطفّ موقفاً تجسّمت فيه روح الشجاعة والبسالة ، وأصبح المثل الأعلىٰ للعزم والإقدام والاستهانة بهذه الحياة في سبيل العزّ والإباء ، ودون موارد الذلّ !

وقفوا موقفاً ما حدّثنا التاريخ بمثله ، ولا سمع الدهر بنظيره !

وقف سبعون رجلا في مقابل سبعين ألفاً ، ومددهم إلىٰ الكوفة ، بل إلىٰ الشام متواصل ، وهؤلاء لا مدد لهم ، هؤلاء علىٰ شاطئ النهر يكرعون منه ، وينتهلون كلّ حين ، وأُولئك قد حُبسوا عن الماء يومين أو ثلاث ، والعطش وحرّ الهجير ورمال الصحراء أحرق أجسادهم ، وفتّت أكبادهم ، وأطفالهم يتصارخون من العطش نصب أعينهم ، وعلىٰ احتفاف أضعاف ذلك الرزايا والمحن بهم .

نعم ، ومع كلّه ما هانوا ولا استكانوا ، ولا فشلوا ولا ذلّوا ، بل كانوا يزدادون بشراً وطلاقة ، وعزماً وصلابة ، وعزّاً وشهامة .

حقّاً إنّه لموقف باهر ، ومقام قاهر ، وحديث مدهش ، ونفوس .

ص: 349


1- ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 337 .

غريبة ، بل وفوق الغرابة بمكان !

ولكن ألا أدلّك علىٰ أدهىٰ من موقف أنصار الحسين عليه السلام وأدهش وأبهىٰ وأبهر ؟ ! هو موقف عقائل النبوّة في مجلس يزيد وٱبن زياد !

أتستطيع أن تستحضر في نفسك ، وتتمثّل في أُمّ رأسك مجلس ابن زياد في قصر الإمارة بالكوفة وقد أَدْخَلوا عليه السبايا والرؤوس ، وفيهنّ الحرّة الحوراء زينب الكبرىٰ ، وهو سكران بنشوة الفتح والظفر ، ورؤساء الأرباع والأسباع (1) ، ورؤوس القبائل مثول بين يديه ، والدنيا مقبلة بكلّ وجهها عليه ؟ !

دخلت عليه تلك العقيلة وجلست ناحية متنكّرة ، فأبت نفسه الخبيثة أن يصفح صفح الكرام ، ويغضي إغضاء الأماجد ، أبت نفسه إلّا إظهار الشماتة ، ولؤم الملَكة ، وخبث الظفر ، وسوء الاستيلاء ، وقبيح الأثرة ، فسأل - ولا شكّ أنّه . . . . . . . . (2) ، ويهتكها - وهو المهتوك - وقال : « مَن هذه المتنكّرة ؟ !

فقيل له : هي زينب بنت عليّ عليه السلام .

فقال لها قول الشامت الشاتم : أرأيت كيف صنع الله بأخيك الحسين والعتاة المردة من أهل بيته ؟ ! .

ص: 350


1- الأرباع : جمع الرَّبْع ؛ أي المنزل والمحلّة والدار . والأسباع : جمع السُّبْع - بالضمّ - : وهي جزء من سبعة . ٱنظر : لسان العرب 5 / 115 مادّة « ربع » ، تاج العروس 11 / 199 مادّة « سبع » . ورؤساء الأرباع والأسباع كناية عن رؤساء العشائر والأحياء والمجاميع التي كانت حاضرة مجلس ابن زياد حين دخول حرم رسول الله سبايا إلىٰ قصره .
2- كذا في الأصل ، والظاهر أنّ هناك سقطاً في الفقرة .

فقالت - قول الثابت الجَنان ، المتدرّع بدلاص (1) اليقين والإيمان ، المستحقر له ولكلّ ما له من قوّة وسلطان - : ما رأيت إلّا جميلاً ، أُولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلىٰ مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم فانظر لمن الفلج (2) ؟ ! ثكلتك أُمّك يا بن مرجانة !

فلمّا لطمته بهذه اللطمة السوداء لم يجد سبيلاً للتشفّي منها والانتقام إلّا بأسوأ الكلام من السباب والشتيمة ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم ، وأكذب أُحدوثتكم .

فقالت - غير طائشة ولا مذعورة - : إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا .

وقف الحسين وأنصاره ظهيرة عاشوراء وهم علىٰ خيولهم الجياد ، وفي أيمانهم البيض الحداد (3) ، وعلىٰ متونهم السمر الصِّعاد (4) ، قد رفلوا بأبراد العزّ ، وتكلّلوا بتيجان الشرف ، لا يُقتل منهم واحد حتّىٰ يَقتلوا ألفاً من عدوّهم (5) ، وهم ضاحكون مستبشرون ، ثقة بما يصيرون إليه بَعدُ من .

ص: 351


1- الدِّلاص من الدروع : الليّنة ، ودرعٌ دِلاص : برّاقة ملساء ليّنة بيّنة الدَّلَصِ ، والجمع : دُلُصٌ . ٱنظر : لسان العرب 4 / 388 مادّة « دلص » .
2- الفَلْجُ : الظَّفَرُ والفوز ، وقد فَلَجَ الرجلُ علىٰ خصمه يفلجُ فلجاً . ٱنظر : لسان العرب 10 / 314 مادّة « فلج » .
3- البيض الحِداد : السيوف الحداد القاطعة التي شُحذت ومُسحت بحجر أو مبرد . ٱنظر : لسان العرب 1 / 555 مادّة « بيض » وج 3 / 80 مادّة « حدد » .
4- الصعدَةُ : القناة ، وقيل : القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلىٰ التثقيف ، والجمع : صِعاد ، وقيل : هي نحوٌ من الألّةِ ، والألَّةُ أصغَرُ من الحربة . ٱنظر : لسان العرب 7 / 344 مادّة « صعد » .
5- جهة الالتئام دقيقة مع ما سبق في صحيفة 349 : « وقف سبعون رجلاً في مقابل سبعين ألفاً » ، بالمبالغة هنا والحقيقة هناك . منه قدس سره .

منازل الفردوس الأعلىٰ في دار النعيم .

كان هذا موقف الحسين وأنصاره يوم الطفّ .

ووقفت زينب بنت عليّ عليه السلام والخفيرات من أهل بيتها في مجلس ابن زياد وهم في قيد الإسار ، وذلّ الصغار ، لا ترىٰ أمام عينها إلّا عدوّاً شاتماً ، أو كاشحاً (1) شامتاً ، أو قاتلاً لحُماتها وسُراتها ، واليتامىٰ والأيامىٰ حولها ، كلّ هذه الشؤون والشجون ممّا تذيب القلب ، وتذهل اللبّ ، وتطيش عندها الأحلام ، وتخرس الألسنة ، وتموت الفطنة ، ولا يستطيع أجلد إنسان أن ينبس بكلمة في مثل تلك الكوارث .

أفهل تخشىٰ - لو تصوّرت مزايا تلك الرزايا لزينب - أن تقول : إنّ موقفها عند ابن زياد كان أعظم من موقف أنصار الحسين يوم الطفّ عند جند ابن سعد ؟ !

قل ولا تخف ، وعلَيَّ الإثبات .

هل أحسستَ في تلك الساعة الرهيبة من زينب أمام عدوّها القاسي الظالم الشامت الشاتم أن تلجلج لسانها ؟ ! أو اضطرب جَنانها ؟ ! أو ظهر عليها ذرّة من الذلّ والاستكانة ؟ ! أو خضعت فانقطعت؟ ! أو عجزت عن ارتجال الخطب البليغة التي لو جاء بها الوادع الساكن والمطمئنّ الآمن بعد ليالٍ وأيّام لكانت آية من آيات الإبداع ، ورمزاً من رموز البراعة ؟ !

فكيف وقد اندفعت بها في حشد الرجال علىٰ سبيل الارتجال ، .

ص: 352


1- الكاشح : العدوّ المبغض الذي يضمر لك العداوة ويطوي عليها كشْحَهُ ، أي : باطنه . ٱنظر : لسان العرب 12 / 99 مادّة « كشح » .

وهي علىٰ ما عرفتَ من الوضع ؛ عنه يقال في الشدّة : « بين ذارعي وجبهة الأسد » (1) ، تتقاذفها لهوات الكُرب ، وتلوكها وتمضغها أنياب النوب ، حتّىٰ إنّ ابن زياد أعجَمَ عُودَها (2) ، فرآها صلباً مرّاً ، لا يلين لغامز ، ولا يلذّ لماضِغ ، وأنّها لا تنقطع ولا تكلّ ، ولا تعرف للرهبة وللخوف معنىً ، وخشي أن لا تُبقي من هتكه وفضيحته باقية ، وأن تقلب عليه الرأي العامّ ، وتُحْدِث في جماعته فتقاً لا يرتق ، غيَّرَ من خطّته ، وتنازل عن غُلوائه (3) وشدّته ، فكان آخر كلامه معها بعد أن شفت غليلها منه : لعمري إنّها لسجّاعة ، ولقد كان أبوها أسجع منها (4) ؟ !

لا يا بن مرجانة ! ما هي بسجّاعة ، هي أُمثولة الصبر والثبات ، ورمز غلبة الحقّ علىٰ الباطل ، وٱحتقار الحكم الزائف والملك الزائل ، وسلطنة .

ص: 353


1- عجز بيت للفرزدق ، وتمامه : يا مَن رأىٰ عارضاً أسرَّ به بين ذراعي وجبهة الأسدِ ٱنظر : شرح ديوان الفرزدق : 215 ، كتاب سيبويه 1 / 180 ، إملاء ما مَنَّ به الرحمٰن : 480 تفسير سورة الروم ، خزانة الأدب 2 / 281 - 282 . وأورده صاحب مغني اللبيب : 498 رقم 707 وفي ص 809 رقم 1047 دون أن ينسبه لأحد .
2- العَجْمُ : عَضٌّ شديدٌ بالأضراس دون الثنايا ، وعجم الشيء يعجمه عجماً وعجوماً : عضّه ليعلم صلابته مِن خَورِه ورَخاوَته . ٱنظر مادّة « عجم » في : لسان العرب 9 / 70 ، تاج العروس 17 / 463 . وأعجمَ عودَها : يعني اختبر قوّتها وصلابتها سلام الله عليها .
3- الغُلْواء ؛ سرعةُ الشباب وشِرّته ، وغُلَواءُ كلّ شيء أوّلُه وشِرَّته . ٱنظر : لسان العرب 10 / 114 مادّة « غلا » .
4- ٱنظر : تاريخ الطبري 3 / 337 ، مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 150 ، الكامل في التاريخ 3 / 435 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 47 - 48 .

الخداع والمكر .

لا يا بن مرجانة ! هذه زينب بنت عليٍّ الذي عَلَّمَ الناس الفصاحة ، والبراعة ، والشجاعة ، والسجاعة .

هذه زينب بنت الزهراء البتول ، لا كمرجانة وسميّة ذوات الأعلام في الجاهلية والإسلام (1) .

هذه زينب بنت الطاهرة العذراء ، لا كهند الخرقاء (2) ، صاحبة القارعة (3) والفاكّة (4) ، التي يقول فيها حسّان شاعر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : .

ص: 354


1- سميّة : هي جارية للحرث بن كلدة ، الطبيب الثقفي ، كانت من البغايا ذوات الرايات بالطائف ، وتسكن حارة البغايا خارجاً عن الحضر ، وتؤدّي الضريبة للحرث ، وكان قد زوّجها من غلام رومي له اسمه : عبيد ، وفي أحد أسفار أبي سفيان للطائف طلب من أبي مريم الخمّار بغيّاً ، فقدّم له سميّة فعلقت بزياد ووضعته علىٰ فراش عبيد سنة إحدىٰ من الهجرة ، وكان يُنسب إليه ، ألحقه معاوية بأبيه أبي سفيان فقيل له : زياد بن أبي سفيان . ومرجانة : هي زوجة زياد بن أبي سفيان ، وأُمّ عبيد الله بن زياد . ٱنظر : الاستيعاب 2 / 523 رقم 825 ، أُسد الغابة 2 / 119 رقم 1800 ، مروج الذهب 3 / 6 .
2- الخُرق : الجهل والحُمق ؛ خَرُقَ خُرقاً ، فهو أخرق ، والأُنثىٰ خرقاء ، وٱمرأة خرقاء : أي غير صَنَاع ولا لها رِفق ، فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً . ٱنظر : لسان العرب 4 / 74 مادّة « خرق » .
3- قارعة الدارِ : ساحَتها ، وقارعة الطريق : أعلاه ، وقيل : وسطه ، وقيل : هو نفس الطريق . وصاحبة القارعة : كناية عن المرأة التي تكثر الجلوس علىٰ قارعة الطريق ولا يسلم من لسانها المارّة ، ولا تبالي بما يقال فيها . ٱنظر : لسان العرب 11 / 123 مادّة « قرع » .
4- الفاكُّ : الهَرمُ من الإبل والناس ، فَكَّ يَفُكُّ فكّاً وفكوكاً ، وشيخ فاكٌّ إذا انفرج لحياه من الهَرم . ٱنظر : لسان العرب 10 / 307 - 308 مادّة « فكك » .

لمنِ

الصبيُّ بجانبِ البطحاءِ

.....................................

البيتين (1) .

وما كانت تلك الشجاعة منها سلام الله عليها في مرّة أو مرّتين ، بل كانت كلّما ضاق الأمر ، واشتدّت المحنة ، وتجمهر المتفرّجون عليهم عند دخولهم الكوفة ، وعند خروجهم منها ، وفي قصر الإمارة ، وفي مجلس ابن زياد ؛ في كلّ ذلك تتحدّىٰ فتُدْهش ، وتحتجّ فتُفْلج ، وتخطب فتُعْجب ، تخطب خطبة البليغِ المُدِرِّ (2) ، والمِصْقَعِ (3) المُفَوَّهِ (4) الذي تهيّأت له كلّ أسباب الدَّعَة (5) والراحة والفراغ والطمأنينة .

دخل السبي إلىٰ الكوفة بحال ( يذوب الصفا منها ويشجي .

ص: 355


1- قال حسّان بن ثابت لهند ابنة عتبة بن ربيعة : لِمَنْ الصَّبِيُّ بِجانِبِ البَطْحاءِ ملقىً عليه غَيرَ ذي مَهْدِ نَجَلَتْ بِهِ بيضاءُ آنِسَةٌ مِن عَبْدِ شَمْسٍ صَلْتَةُ الخَدِّ ٱنظر : ديوان حسّان بن ثابت 1 / 396 .
2- المُدِرُّ : المكثِر السَّيّال ، ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ، إذا كثر مطرها ، وسماء مِدرارٌ أي : تدرّ المطر . وهي هنا كناية عن غزارة علم عقيلة بني هاشم السيّدة زينب سلام الله عليها وبلاغتها . ٱنظر : لسان العرب 4 / 324 - 326 مادّة « درر » .
3- المِصْقَعُ : البليغ الماهر في خُطبته ، والجمع : مصاقِع . ٱنظر : تاج العروس 11 / 275 مادّة « صقع » .
4- المُفَوَّهُ : الرجل الذي يجيد القول . ٱنظر : لسان العرب 10 / 356 مادّة « فوه » .
5- الدَّعَةُ : السكينة والوقار والتَّرَفُّه . ٱنظر : لسان العرب 15 / 250 - 251 مادّة « ودع » .

المحصبُ ) (1) ، فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال عليّ بن الحسين عليه السلام وقد أنهكته العلّة : « تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم ، فالحَكَمُ بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء » (2) .

ثمّ تعاظمت الفجيعة فصار الرجال والنساء يبكون معاً ، فقال عليه السلام : « أتبكون وتنوحون لنا ؟ ! فمن قتلنا ؟ ! » (3) .

قال بشر بن خزيم الأسدي (4) : ونظرت إلىٰ زينب بنت عليّ عليه السلام ،

ص: 356


1- عجز بيت للشيخ هاشم الكعبي ، من قصيدة طويلة يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام في 99 بيتاً ، مطلعها : مُنىٰ القلب أن تدنو منّي بعولةٍ وللركب قصدٌ دون ذاك ومطلبُ إلىٰ أن يقول : ورحن كما شاء العدوّ بعولةٍ يذوب الصفا منها ويشجي المحصبُ ويقول في آخر القصيدة : ولي منك موعودٌ أرجىٰ نجاحه وموعدك الحقّ الذي ليس يكذبُ والناظم هو : الشيخ هاشم بن حردان الكعبي الدورقي ، وُلد ونشأ في ( الدورق ) مسكن عشائر كعب في الأهواز ، ثمّ سكن كربلاء والنجف ؛ وهو من فحول الشعراء وفي طليعتهم ، نظم في رثاء أهل البيت عليهم السلام فأكثر وأبدع وأجاد ، له ديوان أكثره في الأئمّة عليهم السلام ويضمّ بين دفّتيه عشرين قصيدة حسينية أو أكثر ، توفّي سنة 1231 ه- . ٱنظر : الديوان : 1 - 6 ، أدب الطفّ 6 / 218 .
2- الكلام لأُمّ كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام كما في : ينابيع المودّة 3 / 86 ، بحار الأنوار 45 / 115 .
3- ٱنظر : مقتل الحسين - لابن أعثم الكوفي - : 147 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 45 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 192 .
4- كذا في الأصل ، وقد اختلف أصحاب السير والتواريخ في ضبط اسمه ، ففي بلاغات النساء : 74 - 77 : حذام الأسدي ، ومرّة أُخرىٰ حذيم ، وفي الأمالي - للشيخ المفيد - : 312 : حذلم بن ستير ، وفي نسخة بدل : حذلم بن بشير ،

يومئذ فلم أرَ خفرة قطّ أنطق منها كأنّما تنطق عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد أومأت إلىٰ الناس أن اسكتوا ، فارتدّت الأنفاس ، وسكنت الأجراس (1) ، ثمّ قالت :

« الحمد لله ، والصلاة علىٰ أبي محمّد وآله .

أمّا بعد . .

يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل (2) والغدر ! أتبكون ؟ ! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثلكم كمثل التي ( نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) (3) .

وٱندفعت كالسيل المنحدر ، إلىٰ أن قالت :

أتبكون وتنتحبون ؟ !

إي والله فابكوا كثيراً وٱضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها .

ص: 357


1- الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ : الصوت الخفي ، والحركة والصوت من كلّ ذي صوت ، والجَرَسُ : الذي يُضرَب به ، والجمع : أجراس . ٱنظر : لسان العرب 2 / 248 مادّة « جرس » .
2- الختل : تخادع عن غفلة ، خَتَله يختُله ويختِله ختلاً وختلاناً ، وخاتلهُ : خدعه عن غفلة ، والختل : الخديعة . ٱنظر : لسان العرب 4 / 24 مادّة « ختل » .
3- سورة النحل 16 : 92 .

وشنارها (1) .

ويلكم ! أتدرون أيَّ كبدٍ لرسول الله فريتم ؟ ! وأيَّ كريمة له أبرزتم ؟ ! وأيَّ دم له سفكتم ؟ !

أفعجبتم أن قطرت السماء دماءً ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ) (2) وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفنّكم الجهل ، فإنّه لا يحفزه البِدار (3) ، ولا يخاف فوت الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد .

قال : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارىٰ يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخاً يبكي حتّىٰ اخضلّت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم ، كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ، لا يذلّ ولا يخزىٰ » (4) . .

ص: 358


1- الشِّنار : أقبح العيب والعار . ٱنظر : لسان العرب 7 / 211 مادّة « شنر » .
2- سورة فصّلت 41 : 16 .
3- بادَرَ الشيء مبادَرَةً وبِداراً وٱبتَدَرَهُ وبَدَرَ غيره إليه يَبْدُرُه : عاجَلهُ ، ولا يحفزه البِدار ؛ أي لا تدفعه المعاجلة ، والضمير عائد إلىٰ الله سبحانه وتعالىٰ . ٱنظر : لسان العرب 1 / 340 مادّة « بدر » .
4- ٱنظر : الأمالي - للشيخ المفيد - : 321 - 324 ، الأمالي - للطوسي - : 91 المجلس الثالث رقم 142 ، الاحتجاج 2 / 109 - 114 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 45 - 47 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 192 - 194 . وقد أورد ابن طيفور الخطبة كاملة ، إلّا أنّه نسبها إلىٰ أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : « . . . ، عن حذام الأسدي - وقال مرّة أُخرىٰ : حذيم - ، قال : قَدمْت الكوفة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت أُمّ كلثوم - رضي الله عنها - ولم أرَ خفرة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعفي ، وقد اخضلّت لحيته من دموع عينه ، وهو يقول : كهولكم خيرُ الكهول ونَسْلُهُمُ إذا عُدَّ نسلٌ لا يبورُ ولا يُخزىٰ » ٱنظر : بلاغات النساء : 74 - 77 .

ثمّ خطبت أُمّ كلثوم بخطبة بليغة (1) .

ثمّ خطبت فاطمة الصغرىٰ بخطبتها التي تقول في أوّلها : « الحمد لله عدد الرمل والحصىٰ ، وزنة العرش إلىٰ الثرىٰ . . . » (2) إلىٰ آخر ما قالت .

هذا كلّه وهم سائرون يساقون في السبي علىٰ الهوادج والمحامل ، وفي الكوفة ، وعند ابن زياد .

ولكن هلمّ معي ندخل مع هذا السبي إلىٰ الشام وننظر كيف دخوله علىٰ يزيد ووقوفهم بين يديه ، ولنستبق إلىٰ مجلس يزيد نتبوّأ لنا موقفاً منه قبل ازدحام المتفرّجين وتزاحم النظّارة . .

ووقفنا في حاشية النادي الأُموي نتطلّع . .

هذا يزيد جالس علىٰ السرير فوق المصطبة العالية ، وهو مخمور يرنّح (3) أعطافه (4) من خمرتين : خمرة العُقار (5) ، وخمرة الانتصار ، ومنتشٍ .

ص: 359


1- ٱنظر : بلاغات النساء : 74 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 198 .
2- الاحتجاج 2 / 104 - 108 رقم 169 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 194 - 197 .
3- التَّرَنُّحُ : تَمَزُّز الشراب ، ورَنَّحَ الرجلُ وغيره وتَرَنّحَ : تمايل من السُكر وغيره . ٱنظر : لسان العرب 5 / 331 مادّة « رنح » .
4- العِطفُ : المَنكِبُ ، منكِب الرجل عطفه ، وإبطه عِطفُهُ ، والعُطوف : الآباط ، وعِطفا الرجل والدابّة : جانباه عن يمين وشمال ، وشِقّاه من لَدُن رأسه إلىٰ وركه ، والجمع أعطاف وعِطاف وعُطوف : وعِطفا كلّ شيء : جانباه . ٱنظر : لسان العرب 9 / 269 مادّة « عطف » .
5- العُقار : الخمر ، سُمّيت بذلك لأنّها عاقرت العقل ، يقال : عاقره إذا لازمه وداوَمَ عليه ، والمعاقرة : إدمان شرب الخمر . ٱنظر : لسان العرب 9 / 317 مادّة « عقر » .

بنشوتين : نشوة الملك ، ونشوة الفتح والظفر (1) ، ودونه طواغيت بني أُميّة من الأعياص والعنابسة (2) من بني عبد شمس ، وهم علىٰ كراسي الذهب والعاج ، يرفُلون (3) بحلل الديباج . .

وهذه أقداح الشراب والخمور ، ونخب الفرح والسرور تدار عليه وعليهم ، والأعواد والمزامير تضرب لديهم . . .

ص: 360


1- أقول : نقل لنا أصحاب السير والتواريخ أنّ الله عزّ وجلّ نغّص نشوة يزيد بقتله أبي عبد الله الحسين عليه السلام في لحظات ، ولم يدعه يهنأ بهذه النشوة ؛ ذلك حين جبهه يحيىٰ بن الحكم أخو مروان ، قائلاً : لهام بِجَنبِ الطَّفِّ أدنىٰ قرابةً مِن ابنِ زياد العبدِ ذي الحسب الوغلِ سُميّة أضحىٰ نسلُها عَدَد الحصىٰ وبنتُ رسولِ الله أضحتْ بلا نسلِ وكذلك عندما اعترض عليه أبو برزة الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قائلاً : « ويحك يا يزيد ! أتنكث بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة ؟ ! أشهد لقد رأيت النبيّ يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ، ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقتل الله قاتِلَكُما ولعنه ، وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيراً » . ٱنظر : أنساب الأشراف 3 / 412 ، تاريخ الطبري 3 / 338 - 341 ، البدء والتاريخ 2 / 242 .
2- كان لأُميّة بن عبد شمس من الوَلَد أحدَ عشرَ ذكراً ، كلُّ واحد منهم يُكنّىٰ باسم صاحبه ، فمنهم : الأعياص ، وهم : العاص وأبو العاص ، والعيص وأبو العيص ، والعويص لا كَنِيَّ له . والعنابس ، وهم : حرب وأبو حرب ، وسفيان وأبو سفيان ، وعمرو وأبو عمرو ؛ وإنّما سُمّوا العنابس لأنّهم ثبتوا مع أخيهم حَرب بن أُميّة بعكاظ ، وعقلوا أنفسهم وقاتلوا قتالاً شديداً فشُبِّهوا بالأسد ، والأسود يقال لها العنابس ، واحدها عنبسة . ٱنظر : الأغاني 1 / 17 - 18 ، لسان العرب 9 / 415 مادّة « عنبس » .
3- الرَّفْلُ : جَرُّ الذيل ورَكْضُه بالرِّجْل ، ورَفَلَ الرَّجُلُ في ثيابه يَرفُلُ إذا أطالها وجرّها متبختراً . ٱنظر : لسان العرب 5 / 275 - 276 مادّة « رفل » .

فبينما [ هم ] علىٰ هذا ومثله ، إذ أدخلوا سبي آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مربّقين (1) بالحبال ، بين نساء وأطفال . .

هناك استفزّته نشوة الأُنس والطرب ، وتمنّىٰ حضور أشياخه قتلىٰ بدر ، من عتبة وشيبة والوليد (2) ؛ ليشاهدوا أخذه بثأرهم ، وقيامه بأوتارهم ، وأنّه زاد علىٰ أخذ الثار بقتل الرجال وسبي العيال ، قائلاً :

ليت

أشياخي ببدر شهدوا

.................................. (3)

__________________

(1) الربقة : الحبل ، أو عروة في الحبل تُجعل في عنق الحيوان ، والربق بالفتح : مصدر قولك : رَبَقْتُ الشاة والجدي أرْبُقُها وأربِقُها ربقاً ، وربَّقها : شدّها في الربقة .

ٱنظر : لسان العرب 5 / 123 مادّة « ربق » .

(2) لقد برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وٱبنه الوليد يوم بدر إلىٰ القتال ، فبرز لهم الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وحمزة عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعبيدة بن الحارث ؛ فقتل أميرُ المؤمنين الوليدَ بن عتبة ، وقتل حمزةُ شيبةَ بن ربيعة ، وٱختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت صاحبه ، وكرَّ الإمام عليّ عليه السلام علىٰ عتبة فقتله .

وعتبة بن ربيعة ، هو والد هند زوجة أبي سفيان ، أُمّ معاوية وجدّة يزيد ؛ لذا هو يستذكر هنا أجداده من مشركي قريش الّذين هلكوا في معركة بدر الكبرىٰ علىٰ يد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، ويعدّ انتصاره علىٰ الإمام الحسين عليه السلام هو أخذٌ بثارات بدر .

ٱنظر: تاريخ الطبري 2 / 32 .

(3) صدر بيت للشاعر عبد الله بن الزِّبعْرىٰ من قصيدة قالها يوم أُحد ، جاءت في 16 بيتاً ، مطلعها :

يا

غرابَ البينِ ما شئت فقلْ

إنّما

تندبُ أمراً قد فُعِلْ

ثمّ يقول :

ليت

أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع

الخزرج من وقع الأسلْ إلىٰ أن يقول :

بسيوف

الهند تعلو هامهم

عَلَلا

تعلوهُمُ بَعدَ نَهَلْ

هكذا أوردها ابن هشام في السيرة النبويّة 4 / 92 - 93 ، وٱنظر نسبة القصيدة وبعض أبياتها في : طبقات فحول الشعراء 1 / 237 - 239 ، الحيوان - للجاحظ - ج 5 م 2 / 344 ، مقاتل الطالبيّين : 119 ، المؤتلف والمختلف - للآمدي - : 194 - 195 .

أمّا بالنسبة للأبيات التي كان يتغنّىٰ بها يزيد - ورأس الإمام الحسين عليه السلام بين يديه مرّة ، وأُخرىٰ عندما أرسل مسلم بن عقبة رؤوس أهل المدينة له بعد وقعة الحرّة المشهورة - فقد ذكرها الخوارزمي في مقتل الحسين 2 / 65 - 66 ، قال : فكشف عن ثنايا الحسين بقضيبه - أي : يزيد - فقال له بعض جلسائه : ارفع قضيبك ! فوالله ما أُحصي ما رأيت شفتَي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في مكان قضيبك يقبّله ، فأنشد يقول :

1

- يا غراب البين ما شئت فقلْ

إنّما

تندبُ أمراً قد فُعِلْ

2 - كلّ مُلك ونعيم زائل

وبنات

الدهر يلعبن بكلْ

3 - ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع

الخزرج من وقع الأسلْ

4 - لأهلّوا واستهلّوا فرحاً

ثمّ

قالوا : يا يزيد لا تشلْ

5 - لست من خِندفَ إن لم أنتقم

من

بني أحمد ما كان فعلْ

6 - لعبت هاشم بالملك فلا

خبر

جاء ولا وحيٌ نزلْ

7 - قد أخذنا من عليٍّ ثارنا

وقتلنا

الفارسَ الليثَ البطلْ

8 - وقتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه

ببدرٍ فاعتدلْ

إنّ الأبيات من 4 - 7 المذكورة أعلاه لم ترد في السيرة النبويّة - لابن هشام - ؛ لذا ذهب بعض أصحاب السير والتواريخ إلىٰ أنّها من إنشاء يزيد وزياداته علىٰ القصيدة :

˜ يقول ابن أعثم في مقتل الحسين ، ص 160 : ثمّ زاد فيها - أي في القصيدة - هذا البيت :

لستُ

من عتبة إن لم أنتقم

من

بني أحمد ما كان فْعل

˜ ويقول سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ ، ص 235 : قال الشعبي : وزاد فيها يزيد ، فقال :

لعبتْ

هاشم بالملك فلا

خبر

جاء ولا وحيٌ نزلْ

لستُ

من خندف إن لم أنتقم

من

بني أحمد ما كان فعلْ

˜ ويقول ابن كثير في البداية والنهاية 8 / 180 : وقد زاد بعض الروافض فيها ، فقال :

لعبتْ

هاشم بالملك فلا

خبر

جاء ولا وحيٌ نزلْ

˜ وأورد صاحب العقد الفريد 3 / 374 البيتين 3 و 4 المذكورين أعلاه ، وعلّق عليهما المحقّق قائلاً : بأنّ البيت الثاني من إضافات يزيد .

˜ ويقول الطبري في تاريخه 5 / 623 : فقال - أي يزيد - مجاهراً بكفره ، ومظهراً لشركه ؛ وذكر الأبيات 8 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، المذكورة أعلاه .

أقول : إنّ قصيدة ابن الزِّبَعْرىٰ هذه كانت من الشهرة بمكان حتّىٰ كان يتناقلها الرواة من قبل أن يتغنّىٰ ويتمثّل بأبياتها يزيد ، وبعد أن تمثّل بها يزيد وأضاف فيها ما أضاف من الأبيات - في مجالس الشرب والغناء التي كان يقيمها وهو واضع رأس الإمام الحسين عليه السلام أمامه - ، تناقلها الرواة كلٌّ حسب هواه ، فمنهم من لم يشأ إظهار كفر يزيد بحذفه بعض ما أضافه يزيد من الأبيات ، ومنهم من اتّهم بعضَ الشيعة بوضعها ، ومنهم من نقلها كما هي أمانةً للتاريخ ، مضيفين إليها ما في ذاكرتهم من الأبيات ؛ ولذا كان هذا الاختلاف في بعض ألفاظ الأبيات التي رويت علىٰ لسانه .

والحاصل : إنّ النتيجة واحدة ، سواء كانت الأبيات ليزيد أو لابن الزِّبعرىٰ ، فترديد يزيد وتغنّيه بها علىٰ إثر ما يعدّه انتصاراً في واقعتين كبيرتين - بل في جريمتين كبريتين - سوّدتا وجه التاريخ ، دليل علىٰ كفره وشركه وٱنحرافه عن الدين والملّة .

ص: 361

ص: 362

هنالك قامت العقيلة زينب فقالت ، وٱسمع ما قالت ، وٱنظر كيف خطبت ، وهل راعها أو هالها شيء من تلك المظاهر الهائلة ، وتأمّل في فقرات خطبتها التي قصمت بها الفَقار (1) من ظهر يزيد ، وكانت أشدّ عليه من ضرب الحسام في يد الضرغام ، وٱنظر كيف صيّرته - وهو بتلك .

ص: 363


1- الفِقرة والفَقَرَة والفَقار - بالفتح - : واحدة فَقار الظهر ، وهو ما تنضّد من عظام الصلب من لَدُن الكاهل إلىٰ العَجب ، والجمع : فِقَر وفَقار ، وقيل : فِقْرات وفِقَرات . ٱنظر : لسان العرب 10 / 300 مادّة « فقر » .

الأُبّهة - أحقر من قلامة (1) ، وأقذر من قمامة ، قامت صلوات الله عليها فقالت :

« صَدَقَ اللهُ كَذلِكَ حينَ يَقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (2) .

أَظَنَنْتَ يا يَزيد حَيْث أَخَذْتَ عَلَيْنا أَقطارَ الأَرْضِ وَآفاقَ السَماءِ ، فَأصْبَحْنا نُساقُ بَيْنَ يَدَيْكَ كَما تُساقُ الأُسارىٰ ، أنّ بِنا عَلىٰ اللهِ هَواناً وَبِكَ عَلَيهِ كَرامَة ، وَأنّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ

عِنْدَه ؟ ! فَشَمَخْتَ بِأنْفِكَ ، وَنَظَرْتَ في عطْفِكَ ، جَذلان مَسْروراً ، حَيْث رَأيْتَ الدُنْيا لَكَ مُستَوْسِقة (3) ، وَالأُمور مُتّسِقَة ، وَحِينَ صَفا لَكَ مُلْكُنا وَسُلطانُنا .

فَمَهْلاً مَهْلاً ! أَنَسيتَ قَولَ اللهِ عَزّ وَجَلّ : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (4) ؟ !

أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ؟ ! قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت . . . .

ص: 364


1- القُلامة : اسم ما قطع من طرف الظفر . ٱنظر : لسان العرب 11 / 291 مادّة « قلم » .
2- سورة الروم 30 : 10 .
3- وسقَ : وسقه يَسِقُه وسقاً ووسوقاً ؛ أي : ضَمَّهُ وجمعه وحمله ، وٱستوسقت الإبل ؛ أي : اجتمعت ، استوسقَ لك الأمر : أمكنَك ، ومستوسقة : مجتمعة . ٱنظر : تاج العروس 13 / 481 مادّة « وسق » .
4- سورة آل عمران 3 : 178 .

وكيف يُرتجىٰ مراقبة مَن لفظ فوه أكبادَ الأزكياء ، ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ !

ثمّ تقول غير مستعظم ولا متأثّم :

لأهلّوا

وٱستهلّوا فرحاً

.................................. (1)

تهتف بأشياخك ، زعمت أنّك تناديهم ، فلَتَرِدَنَّ وشيكاً مَورِدَهُمْ ، وتودّنّ أنّك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت ، حسبك بالله حاكماً ، وبمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) (2) وأيُّكُم ( شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ) (3) .

أقول : ألا بحرمة الإنصاف والحقيقة قل لي : أتستطيع ريشة أعظم مصوّر وأبدع ممثّل أن يمثّل لك حال يزيد وشموخه بأنفه ، وزهوّه بعطْفه ، وسروره وجذله باتّساق الأُمور وانتظام الملك ، ولذّة الفتح والظفر ، والتشفّي والانتقام ، بأحسن من ذلك التصوير والتمثيل ؟ !

وهل في القدرة والإمكان لأحد أن يدمغ خصمه بتلك الكلمات وهي علىٰ الحال الذي عرفت ؟ !

ثمّ لم تقنع منه بذلك حتّىٰ أرادت أن تمثّل له وللحاضرين عنده ذلّة الباطل وعزّة الحقّ ، وعدم الاكتراث والمبالاة بالقوّة والسلطة ، والهيبة والرهبة . .

ص: 365


1- راجع ما تقدّم في الصفحة 361 ه- 3 .
2- سورة الكهف 18 : 50 .
3- سورة مريم 19 : 75 .

أرادت أن تُعَرِّفَهُ خِسَّةَ قدره ، وضعة مقداره ، وشناعة فعله ، ولؤم فرعه وأصله ، وتعاليها عن حواره ، وترفّعها عن مخاطبته ، فقالت وتعاظمت بحقّ وٱستطالت :

ولئن جرّت علَيَّ الدواهي مخاطبتك أنّي أستصغر قدرك وأستعظم تقريعك ، وأستكبر توبيخك ، لكنّ العيون عبرىٰ ، والصدور حرّىٰ ، ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء .

ثمّ أرادت أن تجسّم له عياناً مقام العزّة ، وموضع الصبر والجلد والثبات والسكينة . .

أرادت أن تعرِّفَهُ والناسَ جميل النظر في العاقبة ، وأنّ الأُمور بعواقبها ، والأعمال بخواتمها ، وأنّ شرف الغاية - كما يقال - يبرّر الواسطة (1) . .

أرادت أن تعرّفه شرف آبائها وأبنائها ، وأنّ القتل والشهادة ما زادهم إلّا فخاراً ، وما جلب لعدوّهم إلّا عاراً وناراً ، فقالت وما أبلغ ما قالت : !

ص: 366


1- أقول : نعم ، إنّ شرف الغاية يبرّر الواسطة ، ولكن لا يكون ذلك إلّا لمَن عصمه الباري عزّ وجلّ عن كلّ خطأ وزلل ، فتقييم المعصوم لشرف الغاية ونوع الوسيلة يكون تقييماً إلٰهيّاً لا يستند إلىٰ الهوىٰ والرغبات الشخصية ، فكلّ الوسائل التي يتّبعها للوصول إلىٰ الغاية لا تخرج عن كونها وسائل شرعية . ولعِلم المصنّف قدس سره بأنّ مقولة : « شرف الغاية يبرّر الواسطة » علىٰ إطلاقها غير صحيحة ؛ لتعذُّر تشخيص الغاية الشريفة من غيرها ممّن هم دون مرتبة العصمة ، الّذين تتعدّد اجتهاداتهم وآراؤهم تبعاً لأهوائهم وتصوّراتهم في تقييم الغايات وتشخيص الوسائل الصحيحة للوصول إليها ؛ لذا اعترضها بقوله : « كما يقال » ؛ فلاحظ !

فكِد كيدك ، وٱسعَ سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذِكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا تَرْخُصُ عنك عارها ، وهل رأيك إلّا فند ، وأيّامك إلّا عدد ، وجمعك إلّا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله علىٰ الظالمين .

فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، وهو حسبنا ونعم الوكيل (1) .

هذا قليل من كثيرِ تلك الخطبة ، التي هي آية في البلاغة والفصاحة ، ومعجزة من معجزات البيان !

وهل يختلجك الشكّ والريب بأنّ كلّ فقرة منها كانت علىٰ يزيد أشدّ من ألف ضربة ؟ !

وهل تشكّ أنّ هذه الخطبة وأمثالها كانت هي الضربة القاضية علىٰ مُلك يزيد ومعاوية ؟ !

وهل أبقت لهم من باقية ؟ !

وهل يبقىٰ لك شكٌّ بعدُ أنّ مواقف زينب وأُمّ كلثوم وفاطمة الصغرىٰ ورباب وسكينة ، في الكوفة والشام ، بل في كلّ موقف ومقام ، كان لا يقصر - إنْ لم يتفوّق - علىٰ موقف حُماتهنّ وسُراتهنّ يوم الطفّ ؟ !

وهل تشكّ وترتاب في أنّ الحسين سلام الله عليه لو قُتل هو .

ص: 367


1- ٱنظر : بلاغات النساء : 70 - 73 ، مقتل الحسين - للخوارزمي - 2 / 74 ، الاحتجاج 2 / 122 - 130 رقم 173 ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : 215 - 218 ، بحار الأنوار 45 / 134 .

ووُلْدُهُ ولم يتعقّبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحدّيات لذهب قتله جُباراً (1) ، ولم يطلب به أحد ثاراً ، ولضاع دمه هدراً ، ولم يكن قتله إلّا قتل عبد الله بن الزبير وأخيه مصعب وأمثالهما ممّن خَمَدَ ذِكرهم وضاع وترهم ؟ !

نعم ، لا يرتاب لبيب عارف بأسباب الثورات ، وتكوين انقلابات الأُمم ، وتهييج الرأي العامّ ، أنّ أقوىٰ سبب لذلك هو الخطابة والسحر البياني الذي يؤثّر في العقول وينير العواطف !

وإذا استحضرت واقعة الطفّ المفجعة وتوالبها (2) ، تعلم حقّاً أنّه ما قلب الفكرة علىٰ بني سفيان ، وٱنقرضت دولة يزيد بأسرع زمان ، إلّا من جرّاء تلك الخطب والمقالات التي لم يقدر أيّ رجل في تلك الأوقات الحرجة والأوضاع الشاذّة علىٰ القيام بأدنىٰ شيء منها ، فقد تسلسلت الثورات والفتن علىٰ يزيد من بعد فاجعة الطفّ إلىٰ أن هلك .

بل ما نهضت جمعية التوّابين ، وتلاهم قيام المختار لأخذ الثار (3) ، .

ص: 368


1- الجُبار : الهَدَرُ ، ذهب دمه جُباراً ؛ أي هدراً . ٱنظر : لسان العرب 2 / 168 مادّة « جبر » .
2- التولب : ولَد الأتان من الوحش إذا استكمل الحول . وهنا كناية عمّا أولدته واقعة الطفّ من الحروب والثورات التي اندلعت علىٰ بني أُميّة بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام . ٱنظر : لسان العرب 2 / 41 مادّة « تلب » .
3- راجع رسالة « أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثار » للسيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق فارس حسون كريم ، المنشورة علىٰ صفحات مجلّة « تراثنا » ، العدد المزدوج 66 - 67 ، السنة السابعة عشرة / ربيع الآخر - رمضان 1422 ه- .

وتعقّبتها واقعة الحرّة (1) ، التي هلك بعدها يزيد بأيّام قليلة ؛ ما كان كلّ ذلك إلّا من أثر تلك المواقف المشهودة لزينب وأخواتها .

فكان الحسين عليه السلام يعلم أنّ هذا عمل لا بُدّ منه ، وأنّه لا يقوم به إلّا تلك العقائل ، فوجب عليه - حتماً - أن يحملهنّ معه ، لا لأجل المظلومية بسبيهنّ فقط ، كما شرحناه في الجواب الأوّل (2) ، بل لنظر سياسيّ وفكر عميق ، وهو تكميل الغرض وبلوغ الغاية من قلب الدولة علىٰ يزيد ، والمبادرة إلىٰ القضاء عليها قبل أن تقضي علىٰ الإسلام وتعود الناس إلىٰ جاهليّتها الأُولىٰ !

فقد أصبح الدين علىٰ عهد يزيد هو دين القرود والفهود ، دين .

ص: 369


1- هذه الواقعة هي عارٌ في جبين يزيد بن معاوية ، وجريمة أُخرىٰ تضاف إلىٰ جريمته الكبرىٰ التي ارتكبها بقتله الإمام الحسين عليه السلام . في هذه الواقعة من المآسي والويلات تكاد السماوات يتفطّرن من هولها ، فقد استباح مسلم بن عقبة وجنوده وبأمر من يزيد مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيّام ، وٱعتدوا علىٰ العذارىٰ من بنات المهاجرين والأنصار ، وقتلوا الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال اللائذين بقبر سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ، حتّىٰ إنّه لم يبق بعدها بدريّ ، وأمر بعد ذلك بالبيعة ليزيد وعلىٰ أنّهم خَوَلٌ وعبيد له ، إنْ شاء استرقّ وإنْ شاء أعتق ، فبايعوه علىٰ ذلك ، وفيهم جابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري وغيرهم من بقيّة الصحابة . ثمّ بعث مسلم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلىٰ يزيد ، فلمّا أُلقيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الزِّبعْرىٰ يوم أُحد : ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسلْ ٱنظر : أنساب الأشراف 5 / 337 - 355 ، الإمامة والسياسة 1 / 234 - 239 ، البدء والتاريخ 2 / 243 - 244 ، العقد الفريد 3 / 372 - 374 ، تاريخ الطبري 5 / 623 ، البداية والنهاية 8 / 177 - 180 ، وفيات الأعيان 6 / 276 ، الفخري - لابن الطقطقي - : 119 ، الإتحاف بحبّ الأشراف : 66 .
2- ٱنظر : الجواب الأوّل في الصفحة 324 وما بعدها .

الخمور والفجور ، والضرب بالعود والطنبور ، وأوشك أن يذهب دين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أدراج الرياح ، وتكون نبوّته كنبوّة مسيلمة (1) وسجاح (2) ، ونظرائهم (3) . .

ص: 370


1- هو : مُسيلمة بن حبيب من بني تميم ، متنبّئ ، كان يسجع لقومه السجعات مضاهاةً للقرآن ، وضع عنهم الصلاة ، وأحلّ لهم الخمر والزنا ! وُلد باليمامة قبل ولادة والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان من المعمّرين ، تلقّب بالجاهلية ب- « الرحمٰن » ، وعرف ب- « رحمٰن اليمامة » ، قالوا في وصفه : كان رُوَيْجِلاً ، أُصيغر ، أُخينس ، كان اسمه مَسْلَمة ، وسمّاه المسلمون مُسيلمة تصغيراً له ، قُتل في غزوة اليمامة عام 12 ه- ، وكان عمره آنذاك 150 سنة . ٱنظر : تاريخ الطبري 2 / 199 - 200 ، تاريخ الخلفاء - للسيوطي - : 89 ، شذرات الذهب 1 / 23 .
2- هي : سجاح بنت الحارث بن سويد ، وقيل : بنت غطفان التغلبية التميمية ، تكنّىٰ أُمّ صادر ، كانت رفيعة الشأن في قومها ، شاعرة ، أديبة ، عارفة بالأخبار ، لها علم بالكتاب أخذته عن نصارىٰ تغلب ، وكانت متكهّنة قبل ادّعائها النبوّة ، وهي مع ادّعائها النبوّة فقد كذّبت بنبوّة مسيلمة الكذّاب ، ثمّ آمنت به ، فتزوّجها من غير صداق ! ثمّ أصدقها بأن وضع عن قومها صلاتَي الفجر والعشاء الآخرة ! ! وقيل : إنّها عادت إلىٰ الإسلام بعد مقتل مسيلمة ، فأسلمت وهاجرت إلىٰ البصرة ، وتوفّيت بها في زمان معاوية نحو سنة 55 ه- . ٱنظر : مروج الذهب 2 / 303 ، الإصابة 7 / 723 رقم 11361 ، البداية والنهاية 6 / 239 - 241 حوادث سنة 11 ه- ، تاريخ الخميس 2 / 159 ، لسان العرب 6 / 174 مادّة « سجح » ، الأعلام 3 / 78 .
3- من أمثال : طُليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي ، شهد معركة الخندق مع الأحزاب ، وأسلم سنة 9 ه- ، ثمّ ارتدّ وٱدّعىٰ النبوّة في عهد أبي بكر ، ثمّ كانت له وقائع كثيرة مع المسلمين ، ثمّ خذله الله وهرب حتّىٰ لحق بأعمال دمشق ، ونزل علىٰ آل جَفْنَة ، ثمّ أسلم وقدم مكّة معتمراً ، ثمّ خرج إلىٰ الشام مجاهداً ، وشهد اليرموك ، وشهد بعض حروب الفرس ، وقُتل بنهاوند سنة 21 ه- . ٱنظر : الاستيعاب 2 / 773 رقم 773 ، أُسد الغابة 2 / 477 رقم 2639 ، تاريخ دمشق 25 / 149 - 172 رقم 2992 ، الإصابة 3 / 542 . والأسود العنسي ، عيهلة بن كعب بن عوف العنسي المذحجي ، قيل : إنّه كان أسود الوجه فسمّي الأسود للونه ، متنبّئ مشعوذ ، من أهل اليمن ، أسلم لمّا أسلمت اليمن ، وٱرتدّ في أيّام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فكان أوّل مرتدّ في الإسلام ، وٱدّعىٰ النبوّة ، قُتل قبل وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بخمسة أيّام ، وكان ظهوره في سنة 10 ه- . ٱنظر : الكامل في التاريخ 2 / 201 ، البداية والنهاية 6 / 228 .

إذاً ، فجزىٰ الله تلك الحرائر بحسن صنيعهنّ عن الإسلام أحسن الجزاء ، وكلّ مسلم مدين بالشكر لهنّ وللحسين عليه السلام إذا كان مسلماً حقّاً ويرىٰ للإسلام حقّاً عليه .

وعلىٰ هذا ، فيحقّ للجنس اللطيف - كما يسمّونه اليوم - أن يفخر علىٰ الجنس الآخر بوجود مثل تلك العليّات العلويّات فيه ، وقد تجلّىٰ وٱتّضح أنّ هذا الجنس الشريف قد يقوم بأعمال كبيرة يعجز عنها الجنس الآخر ولو بذل كلّ ما في وسعه ، وأنّ له التأثير الكبير في قلب الدول والممالك ، وتحوير الأفكار ، وإثارة الرأي العامّ .

وهذه نكتة واحدة من نكات السياسة الحسينية ، وغور نظره في الشؤون الدولية لو قطعنا النظر عن الوحي والإمامة ، وجعلناه كواحد من الناس قد ثار علىٰ عدوّ له متغلّب عليه ، يريد الانتقام منه ، يريد أن ينقله من عرشه إلىٰ نعشه ، ومن قصره إلىٰ قبره ، ومن ملكه إلىٰ هلكه ، ويريد أن يقضي علىٰ دولة أبيه ودولته ، ولا يدع حظّاً في الملك لولده وذرّيّته .

ومن تصفّح سيرة معاوية ، وجهوده العظيمة ، وتدابيره العميقة مدّة عشرين سنة ، يعرف عظيم مساعيه ، وكم كان حريصاً علىٰ توطيد دعائم الملك ليزيد ، وحبسه أبداً عليه وعلىٰ ولده ، حتّىٰ دسّ السمّ إلىٰ

ص: 371

الحسن عليه السلام وقتله مقدّمة لاستخلاف يزيد ، وكم استعمل العامِلَين القويَّين السيف والدينار ، والرغبة والرهبة ، في تمهيد عرش يزيد وإعطائه صولجان الملك وتاج الخلافة الذي انتزعه من بني هاشم ، وأعمل التدابير المبرمة في أن لا يعود إليهم أبداً .

ولكنّ الحسين وعلىٰ ذِكره آلاف التحيّة والسلام بتفاديه وتضحيته ، وتدابيره الفلسفية ، وإحاطته بدقائق السياسة ، ثَلَّ (1) ذلك العرش ، وهدم ذلك البنيان الذي بناه معاوية في عشرين سنة ، هدمه في بضعة أيّام ، وما أثمر ذلك الغرس الذي غرسه معاوية ليزيد إلّا العار والشنار ، والخزي المؤبّد ، واللعنة الدائمة ، وصار معاوية المثل الأعلىٰ للخداع والمكر ، والظلم والجور ، والرمز لكلّ رذيلة ، ومعاداة كلّ فضيلة .

كلّ ذلك بفضل السياسة الحسينية وعظيم تضحيته ، وصار هو وأهل بيته - إلىٰ الأبد - المثل الأعلىٰ لكلّ رحمة ونعمة ، وبركة وسلام ، فما أكبره وما أجلّه !

وقد بقيت هناك دقائق وأسرار لم يتّسع الوقت لنظمها في هذا السلك ، ولقد كنت أتمنّىٰ منذ عشرين سنة أن أنتهز من عمري فرصة ، وآخذ من مزعجات أيّامي مهلة ، لأكتب كتاباً في دقائق السياسة الحسينية ، وأسرار الشهادة ، بما لم يكتبه كاتب ، ولا حامَ حول شيء منه مؤلّف ، ولا تفوّه وألَمّ خطيبٌ ببعضه ، ولكنّ حوادث الأيّام وتقلّبات الصروف لا تزال تدفعني من محنة إلىٰ محنة ، ومن كارثة إلىٰ أُخرىٰ . .

ص: 372


1- ثُلَّ عَرْشُ فلان ثَلّاً : هُدِم وزالَ أمرُ قومه . ٱنظر : لسان العرب 2 / 123 مادّة « ثلل » .

كأُرجوحة

بين الخَصاصة والغنىٰ

ومنزلة

بين الشقاوة والعمىٰ (1)

حتّىٰ أصبحت كالآيس من الحصول علىٰ تلك الأمنيّة ، ولا يأس من روح الله .

وهذا الذي ذكرنا هنا طرف من سياسة الحسين عليه السلام ، وناحية من نواحيها ، ذكرنا منه ما يتعلّق به الغرض في الجواب ، ودفع الشكّ والارتياب .

وفي الختام ، أرجع فأقول : ما أدري ، هل اندفع بهذه الوجوه الأربعة أو الخمسة اعتراض الناقد أو المشكّك علىٰ الحسين عليه السلام في حمل العيال ؟ !

وهل انكشف الستار عن تلك الأسرار (2) ؟ !

فإنْ كان كلّ ذلك البيان لم يقنعه ، ولم يدفع شكّه وريبه ، فأمره إلىٰ الله ، ولا أحسبه إلّا ممّن قال فيه سبحانه : ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ) (3) .

والله وليّ التوفيق لنا ولهم ، وبه المستعان . .

ص: 373


1- البيت للشريف الرضي ، وروايته في الديوان : بأُرجوحة بين الخصاصة والغنىٰ ومنزلة بين الشقاوة والنُّعمىٰ ٱنظر : الديوان 2 / 352 .
2- ويحتمل البعض أنّ وجه حمل الحسين عليه السلام للعيال معه أنّه كان يخشىٰ عليهنّ الأسر والسبي لو تركهنّ في بيوتهنّ بالمدينة ؛ لأنّ بني أُميّة كانوا يتوسّلون إلىٰ أخذ البيعة منه بكلّ وسيلة ، وحينئذ فإمّا أن يبايع أو يتركهنّ في الأسر ؛ فإن صحّ ، فهو وجه خامس أو سادس . منه قدس سره .
3- سورة الأنعام 6 : 25 .

ربيع 2 سنة 1358 ه-

سؤال من أمريكا - مشيغن

سيّدي الحجّة آل كاشف الغطاء . .

أُتيح لي أن أطّلع علىٰ كتاب « السياسة الحسينية » ، لجامعه : ولدكم المحروس عبد الحليم ، وما دار به من بحوث حول الحسين وسياسة الحسين عليه السلام ، فخرجت من هذه المطالعة علىٰ وشك الاعتقاد الراسخ من أنّ الحسين لم يُقتل إلّا لأجل شيء معنويّ ، وهذا الشيء المعنوي لا يزال مجهولاً عند الباحثين عن تأريخ الحرب الأُموية ، وعند أتباع الحسين عليه السلام الّذين يتحرّون جميع الأساليب المؤثّرة ، ويزيدونها علىٰ النواجيد (1) الحسينية إثارة للذكريات الدفينة (2) التي تمجّد موقف دُ

ص: 374


1- النَّجدة : الثِّقلُ والشِّدّة ، والفزع والهول ، والمنجود : المكروب . ٱنظر : لسان العرب 14 / 49 مادّة « نجد » .
2- أقول : إنّ حادثة الطفّ الفجيعة ، وجريمة القتل الشنيعة ، التي راح ضحيّتها حجّة الله علىٰ خلقه الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته والخيرة من أصحابه ، ليست كالحوادث التاريخية الأُخرىٰ التي كلّما مرّ عليها الزمان يعتريها النسيان وتصبح في خبر كان . فتضحية الإمام الحسين عليه السلام هذه أحيت ديناً من الفناء ، وأنقذت أُمّةً من الضياع والضلال ، فلولا هذه التضحية لَما بقي من الإسلام إلّا اسمه ومن القرآن إلّا رسمه ؛ لذا اقترن اسمه عليه السلام مع الدين اقتراناً ، فصارت أسرار ومزايا شهادته عليه السلام تتجدّد بتجدّد الزمان ، وتطلع كلّ يوم علىٰ البشر طلوع الشمس والقمر ، لا ينتهي أمدها ، ولا ينطفئ نورها ، ولا تبرد حرارتها . قال الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام : « نظر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ الحسين بن عليّ عليهما السلام وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال : إنّ لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً . ثمّ قال عليه السلام : بأبي قتيل كلّ عبرة . قيل : وما قتيل كلّ عبرة يا بن رسول الله ؟ قال : لا يذكره مؤمنٌ إلّا بكىٰ » . ٱنظر : مستدرك الوسائل 10 / 318 كتاب الحجّ ح 14 . وقال الشاعر : كذب الموتُ فالحسينُ مخلّدُ كلّما مرّ الزمانُ ذِكرُه يتجدّدُ

الحسين عليه السلام ، وتخذل موقف يزيد والأُمويّين الّذين عاصروه ومشوا علىٰ مبادئه وسننه الظالمة .

إنّ الحسين لم يُقتل لأجل الدين الإسلامي كما تقول الشيعة بذلك ، ولم يُستشهَد طلباً للمُلك والسلطان ، بل قُتل عليه السلام محافظاً علىٰ معنويّاته الهاشميّة التي هي علّة وجود الأُمّة العربيّة وبعثها من جديد ، متمتّعة بجميع أساليب الثقافة ووسائل النجاح الاقتصادي المادّي .

وهذه القَتْلَةُ التي يقولون عنها : إنّها كانت في سبيل الله ، وسبيل المحافظة علىٰ معنويّة آل محمّد في سبيل الله أيضاً ، هي الشيء المعنوي الذي لا يزال مخبّأً عن أعين الباحثين .

ونحن إذا قلنا : إنّ الحسين عليه السلام مات دفاعاً عن شرف الدين ؛ نكون قد أسأنا إلىٰ الدين الإسلامي نفسه ، الذي ليس يقوم علىٰ قَتْلة الحسين عليه السلام أو استشهاد أيّ نبيّ من الأنبياء ، وليس هو صورة مادّية يملكها فرد من البشر لتموت بموته وتحيا بحياته .

والأفضل لكلّ مقتصد ، أن يجعل هذه القضيّة قضية عائليّة تتفاوت

ص: 375

عن حدّ وقوعها بين سموّ مبادئ الحسين وبين انحطاط مبادئ يزيد .

وقد أدرك ولدكم - حرسه الله - في جوابه علىٰ كتاب الشيخ عبد المهدي شيئاً من هذا ؛ إذ قال : إنّ الذي عرّض الحسين للقتل هو تمنّعه عن المبايعة ليزيد ، وفي عدم القيام بهذه المبايعة يتعرّض الحسين لأن يقتل بسيوف الأُمويّين ، حتّىٰ ولو كان في عقر داره دون أن يضطرّ إلىٰ الخروج لمحاربة يزيد وأتباعه ، وأن يعرّض نساءه وأطفاله للهتك الذي هو صورة القبح عند طبقات الأشراف الّذين منهم الحسين ، كما زعم غير واحد في افترائه علىٰ الحسين وعائلة الحسين .

إنّ هذا الافتراض ممكن الوقوع أكثر من غيره ، ومبايعة الحسن لمعاوية التي ظلّت أسبابها مغمضة في بحثكم (1) ، هي التي أجّلت وقوع

الحرب الأُموية إلىٰ ما بعد وفاة معاوية ، ويظهر أنّ الحسن بتعهّده لمعاوية أنّه لا يرىٰ من الحسين شيئاً - كما جاء برسالة سماحتكم - وقف وقفة المشفق الذي لا يريد أن يُفجَع بأخيه وهو حيّ ، أراد بمبايعته أن يحجب دماء الأبرياء التي أباحها يزيد في تعنّته وطغيه وفساده وٱعتدائه علىٰ أخيه الحسين .

ولكنّ السياسة لعبت دورها يومذاك ؛ إذ مات معاوية الذي كان عنده مخافة من الله أكثر من ولده يزيد (2) ، وإذا توفّي الحسن - الذي يعدّ بحقّ .

ص: 376


1- للاطّلاع علىٰ تفاصيل صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية ، والظروف التي أحاطت بالإمام عليه السلام وٱضطرته إلىٰ هذا الصلح ، راجع كتاب « صلح الحسن » للشيخ راضي آل ياسين قدس سره، ففيه بيان ما كان بين الإمام وٱبن أبي سفيان .
2- ليس عنده ولا عند ولده يزيد شيء من مخافة الله ، ولكنّ معاوية عنده سياسة وتدبّر دنيوي ويزيد ليس عنده دين ولا سياسة . كاشف الغطاء .

نبراس السياسة الهاشمية المؤدّية إلىٰ إعمال السلام القومي - الذي وقف حائلاً في حياته دون وقوع حرب طاحنة كالحرب الأُموي ، فيما لو ضمّ صوته إلىٰ صوت أخيه الحسين في زمن معاوية ، الذي تعود مبايعته لهذا السبب الوفاقي - علىٰ ما أظنّ - لا لأسباب الخوف والوجل الذي عزاه كثير من ضعفاء العقول والنوايا (1) السيّئة للحسن .

أمّا قضيّة العادة العربيّة التي قلتم - سماحتكم - : إنّها دفعت بالحسين أن يصحب أولاده ونساءه معه مستميتاً في سبيل الكرامة والشرف ؛ فهذه تخضع - علىٰ خروجها عن قلم سماحتكم - لضروب النقد والاعتراض ؛ إذ كان الدين الإسلامي ، أو التعاليم الإسلامية - بتعبير أصحّ - حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسماع أحاديثهم إلّا من وراء الحجاب ، وأرجعتها إلىٰ بيتها حيث تقوم بتربية وتهذيب أولادها وتدبير شؤون منزلها ، الذي يعدّ نصف الحياة الزوجية - إذا لم تكن كلّها - في نظر قانون الزواج المدني والديني ، فكيف بالحسين خرق حجاب هذا النظام وأصحب عائلته وتابعيه معه جرياً علىٰ العادة العربية المعروفة قبل ظهور الإسلام وبعده ؟ !

وتعلمون أنّ العادة التقليدية غير حكم الدين التشريعي ، فحكم الدين أسمىٰ مكانة في نفس الحسين من عاطفة العادة ، فهل هناك ضرورة حيويّة دفعت بالحسين أن لا يكترث بتعاليم الدين ، ويتّبع ما أوحته عاطفة العادة التي تعدّ ملغاة بحكم هذه التعاليم ؟ ! .

ص: 377


1- النيّة : عمل القلب ، وهي مؤنّثة لا غير ، وتُجمع جمع مؤنّث سالم ؛ لذا يكون جمعها ب- « النيّات » لا « النوايا » التي هي خطأ شائع . ٱنظر : لسان العرب 14 / 342 مادّة « نوي » .

هذا ما نريد الإجابة عليه مفصّلاً .

وهناك شيء آخر يخضع للنقد الشخصي ، وهو : إنّ الخمسة أثواب التي أعطاها الحسين إلىٰ محمّد بن بشير الحضرمي - ( 23 - 24 ) (1) السياسة الحسينية - كان يزيد ثمن الواحد منها علىٰ المئة ليرة عثمانية ، لا يتوافق اقتناؤها بهذا الثمن الباهظ من قبل الحسين مع دواعي الزهد التي كانت متجسّمة في أبيه وجدّه سيّد الرسل ؛ إذ عرفنا عن طرق الأحاديث المرويّة أنّ عليّاً والد الحسين كان يرتدي الصوف علىٰ بدنه داخلاً ويلبس الأطمار الرخيصة خارجاً ، دلالةً علىٰ زهده وورعه وتقواه ، أو تقليداً للنبيّ الذي هو المثل الأعلىٰ للأُمّة الإسلامية ، والذي جعل بهذه الارتداء أُمثولة عزاء للفقير الذي لا يستطيع أن يلبس ثوباً يساوي ثمنه مئة ليرة عثمانية ونحوها ، كما استطاع الحسين أن يلبس (2) مثل هذا الثوب ويهب خمسة علىٰ غراره إلىٰ أحد أتباعه من الفقراء ؟ !

إنّ هذه الرواية - علىٰ ما فيها من استقراء في النقل - تصوّر لنا الحسين مسرفاً ، طامعاً في خير الدنيا أكثر من خير الآخرة ، بينما لو رجعنا إلىٰ استقصاء ورع الحسين وزهده وتقواه لوجدنا ذلك أنّه لا يتوافق ورغبة الحسين في تضميد عواطف الفقراء المجروحة ، والترفيه علىٰ كلّ بائس محتاج !

ولو أنّ راوياً عزا ذلك إلىٰ الحسن ، الذي كان له مَيلٌ خاصٌّ وصِفةٌ خاصّة بهذا الثراء الدنيوي لأمكننا أن نصدّق ذلك ؛ بدليل أنّ الحسن نشأ علىٰ الأُبّهة والمجد في زمن جدّه وأبيه . .

ص: 378


1- ٱنظر ما تقدّم في الصفحة 336 .
2- لم يلبس الحسين تلك الثياب ، وإنّما كان يقتنيها ليعطيها . كاشف الغطاء .

وأمّا الحسين فمن المعروف عنه أنّه كان لا يعرف قيمة للدنيا ، ولو عرف لها قيمة لبايع يزيد ، وبذلك كان أضاف إلىٰ ثرائه ثراءً آخرَ يدفعه له يزيد بدلاً عن تلك المبايعة ، التي كانت منعت هذه الحرب وذلك الهتك ، وحوّلت معنويّة الحسين من رجل شريف نزيه حافظ علىٰ مبدأ أجداده ومعنويّة هذا المبدأ إلىٰ رجل مادّي عبث بكلّ شيء ، وخضع لكلّ شيء بتأثير المادّة (1) .

ورواية أُخرىٰ لا تتوافق وصحّة النقل - وهي واردة بجواب .

ص: 379


1- أقول : إنّ هذه الفقرة تتضمّن من التناقضات الشيء الكثير الذي يستوقف أي قارئ ، منها : قوله : « إنّ الحسن نشأ علىٰ الأُبّهة والمجد في زمن جدّه وأبيه » . ˜ وهذا خلاف العقل والمنطق ؛ إذ كيف عاش الحسن بهذا الوصف والحسين علىٰ العكس منه وقد ترعرعا سويةً في كنف أبيهما وجدّهما وتعلّما منهما الزهد والإيثار ؟ ! فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أمير المؤمنين عليه السلام يميّزان بين الحسن والحسين ؟ ! ألم تنزل آية الإطعام فيهم جميعاً ؟ ! أم هل كان الحسن ابن حرّةٍ والحسين ابن أَمة فقيرة ؟ ! كلّ هذه الاستفهامات تلجئنا إلىٰ اليقين القطعي أنّ مثل هذه المقولات وغيرها هي محض افتراءات وأكاذيب وضعها رواة بني أُميّة للنيل من منزلة الإمام الحسن عليه السلام ، وهيهات ! ˜ وقوله : « وأمّا الحسين فمن المعروف عنه أنّه كان لا يعرف قيمة للدنيا » . وهذا - أيضاً - خلاف منهج الإمام الحسين عليه السلام ؛ لأنّ قيمة الدنيا عنده عليه السلام معنوية أكثر ممّا هي مادّية ، فهو لا ينظر إلىٰ الدنيا علىٰ أنّها دار بقاء ومتاع ونزوات وشهوات وملذّات ، وإنّما ينظر إليها من منطلق قوله تعالىٰ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ؛ ولذا فالدنيا عند الحسين عليه السلام دار عبادة وطاعة للباري عزّ وجلّ ، والدين هو الوسيلة التي يحافظ بها الإنسان علىٰ الدنيا ، فإذا ذهب الدين ذهبت الدنيا ، وخوفاً علىٰ الدين من الاندراس وعلىٰ الدنيا من الخراب وٱنتشار الفساد - بسبب ما يفعله بنو أُميّة - ضحّىٰ الإمام عليه السلام بنفسه وأهل بيته .

سماحتكم - من أنّ زيد بن أرقم قال ليزيد يوم كان يضرب رأس الحسين بعوده : ارفع عودك عن هاتين الشفتين ! فوالله طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّلهما ؛ إذ إنّه من المعروف أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبّل الحسين في نحره علىٰ اعتبار أنّه سيموت مقتولاً ، ويقبّل الحسن في فمه علىٰ اعتبار أنّه سيموت مسموماً ، فكيف تناقض المعنىٰ الذي وقع فعلاً كما أشار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؟ !

وكيف انتقل تقبيل فم الحسن إلىٰ فم الحسين الذي مات منحوراً علىٰ قفاه ، ولم ينتقل تقبيل نحر الحسين إلىٰ نحر الحسن الذي مات مسموماً في فمه (1) ؟ ! .

ص: 380


1- أقول : لو تجشّم الكاتب قليلاً من عناء البحث في بطون الكتب التي روت فضائل الأئمّة عليهم السلام ، لَما حارَ في أمر تقبيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للحسن والحسين عليهما السلام . فقد روىٰ أحمد بن حنبل في مسنده ، عن يعلىٰ العامري ، أنّه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ طعام دُعوا له ، قال : فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذه ، قال : فطفق الصبي ها هنا مرّة وها هنا مرّة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضاحكه حتّىٰ أخذه ، قال : فوضع إحدىٰ يديه تحت قفاه والأُخرىٰ تحت ذقنه فوضع فاه علىٰ فيه فقبّله ، وقال : حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط . مسند أحمد 4 / 172 . وهذا الحديث وما سبقه ممّا تقدّم - عن زيد بن أرقم ، في الصفحة 344 ، من تقبيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفتَي الإمام الحسين عليه السلام ، وما تقدّم في الصفحة 360 الهامش رقم 1 ، عن أبي برزة الأسلمي - من ترشيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفتَي الحسن والحسين ، كُلّها تفيد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبّل الحسنين من شفتيهما . نعم ، اشتهر عنه صلى الله عليه وآله وسلم بأنّه كان يكثر من تقبيل الحسن عليه السلام من فمه والحسين عليه السلام من نحره ؛ لعلمه صلوات الله وسلامه عليه بكيفية استشهادهما عليهما السلام ، ولكن هذا لا يدلّ علىٰ التخصيص . ٱنظر : فضائل الصحابة - لأحمد بن حنبل - 2 / 968 رقم 1361 ، تاريخ بغداد 2 / 204 ، المستدرك علىٰ الصحيحين 3 / 177 - 178 ، شرح الأخبار 3 / 112 ح 1049 .

وفي الاستعراض الديني لأهل البيت نجد اعتراضاً علىٰ الحديث الذي ورد بلسان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال مخاطباً سلمان الفارسي : « نحن أسرار الله المودعة في هياكل البشرية .

يا سلمان ! أنزلونا عن الربوبية ثمّ قولوا فينا ما استطعتم ، فإنّ البحر لا ينزف ، وسرّ الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لِمَ ؟ ! وممَّ ؟ ! وبمَ ؟ ! فقد كفر » .

إذ إنّ من يتأمّل المعاني الاستهلاليّة من الحديث ، يجد أنّ منها ما يعدّ استكباراً في الأرض ، وهو يخالف بمنطوقه إرادة الله التي جاءت في القرآن ، فمحت آية الاستكبار الخليقة بالمستضعفين من الناس .

ويجد أنّ كلمة « أسرار الله المودعة » التي عمّت جميع « هياكل البشريّة » تتعرّض للشرّ حيناً ، وللخير حيناً آخر ، وتنقل من الزهد والتقوىٰ دوراً ، وإلىٰ الفساد والإثم والفوضىٰ دوراً آخر ، حيث كانت هياكل البشر الطاهرة فيها .

فهل كان الرسول يعني أنّه هو وذرّيّته سرّ الله المودع في هياكل البشرية الطاهرة فقط ؟ ! أو في جميع الهياكل ؟ ! سواء كانت طاهرة أو خبيثة ، مجرمة أو مصلحة ، مدنّسة أو غير مدنّسة ؟ !

هذا سؤال نطرحه أمام سماحتكم من الشطر الأوّل من الحديث .

وأمّا الشطر الآخر ، فيه : « ومن قال : لِمَ ؟ ! وممّ ؟ ! وبِمَ ؟ ! فقد

ص: 381

كفر » ، فيكفينا أن نقول : إنّ فيه حَجْراً لعقل الإسلام الذي خُلق حرّاً طليقاً بحكم التشريع الإسلامي ، ونتساءل كيف أباح النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لنا إدراك الله عن طريق العقل بعد التفكير والتكييف والمقارنة والمشابهة والظنّ والشكّ والريبة وما أشبه ذلك ، ثمّ تكون هذه الأشياء كلّها شرعية بنظر القانون الإسلامي ، ولم يبح لنا إدراك كنه « أسرار الله المودعة ، وسرّ الله الذي لا يعرف ، وكلمة الله التي لا توصف » المتجسّمة في شخصه وشخص ذرّيّته من بعده ؟ !

إنّ هذا المنع المجرّد عن العقل والرويّة يعرّض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - إذا كان صادراً عنه - إلىٰ عدّة انتقادات عقليّة ، أهمّها : إنّه أباح للعقل أن يدرك الله تعالىٰ عن طريق الظنّ والتفكير الذي حرّمه لإدراك شخصه ، وبذلك جعل نفسه فوق الله تعالىٰ ، وإنْ كانت هذه النفس هي خليقة الله والخاضعة لأمر الله !

هذا ، فضلاً عن أنّ هذا الادّعاء المتجسّم في كلمة « سرّ الغيب الذي لا يعرف ، وكلمة الله التي لا توصف » يجعل للشكوك والأوهام سبيلاً للوقوف حائلاً بين حكم العقل وعاطفة الاعتقاد ، ولماذا لا يُعرف رسول الله الذي هو كلمة الله ، وله أعمال وأقوال تدلّ علىٰ شخصه وتنمّ عن سجاياه وأخلاقه ؟ !

ومتىٰ كانت أعمال الرجل وأقواله وتصرّفاته الدينيّة والاجتماعية بين أيدينا ، يمكننا أن نحكم علىٰ شخصيّته من أنّها شخصية صالحة إذا كانت أعماله وأقواله توافق الصلاح ، وأن نحكم علىٰ هذه الشخصية من أنّها شخصية مجرمة فاسدة فيما إذا كانت أعماله وأقواله تأتي الفساد ، وترتكب الإجرام والفوضىٰ الاجتماعية !

ص: 382

لا أعتقد أنّ هذا القول يصدر عن نبيٍّ - كمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم - كان متواضعاً جدّاً ، وهو كإنسان بسيط يمشي في الأسواق ، ويأكل ويشرب ، فكيف به كنبيّ يقول مثل هذا القول الذي هو من صفات الإلٰهيّة ؟ !

بل أعتقد أنّ هذا الحديث من جملة الأحاديث التي دسّتها اليهود دسّاً في كتب الإسلام ؛ انتقاصاً من قيمة الدعوة المحمّدية ، التي هي أسمىٰ من كلّ شيء ظهر علىٰ وجه الأرض .

أمّا إذا كان هناك ما يدعو إلىٰ الاعتقاد بصحّتها ، فأرجو من سماحتكم أن تتفضّلوا ببيان ذلك ولو مفصّلاً .

ص: 383

من مدرسة كاشف الغطاء الكبرىٰ في النجف الأشرف 27 ربيع 2 سنة 1358 ه-

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد والمجد

إلىٰ الحبر الفاضل ، بل الإنسان الكامل ، وما أعزّ الكمال في الإنسان !

كان قد وردني منك كتاب فيه شيء من الإطناب ، ذكرت فيه بعض الملاحظات علىٰ بعض مندرجات « السياسة الحسينية » ، ووعدتك أن أُجيبك ، إن لم يكن عن كلّها فعن بعضها علىٰ الأقلّ ، في كتاب أرجو أن يكون قد وصلك في البريد مع كتاب « أصل الشيعة » ، هديّة للسيّد فائز حسين ، أمين النهضة العربية الهاشميّة ، حرسه الله وإيّاك .

تقول - أيّدك الله - في كتابك : « ونحن إذا قلنا : إنّ الحسين عليه السلام مات دفاعاً عن شرف الدين ، نكون قد أسأنا إلىٰ الدين الإسلامي . . . » إلىٰ آخر ما أبديت في هذا الموضوع ، وكأنّه غاب عنك أنّنا حيث نقول : مات أو قتل دفاعاً عن الدين ؛ لا نريد أنّ الدين الإسلامي يموت بموته ويحيا بحياته ، بل نريد العكس ، يعني أنّ الدين يحيا بموته ويموت باستبقاء حياته !

ص: 384

وهذه حال جميع من قتل في سبيل الله ، الّذين يقول الله جلّ شأنه عنهم : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ ) (1) ، مثل : حمزة ، وجعفر ، وعبيدة بن الحارث ، وسعد بن الربيع (2) ، وأمثالهم ، ممّن بذلوا حياتهم في الدنيا لحياة الدين ، فوجدوا خيراً من تلك الحياة عند الله تعالىٰ ؛ فهم عند الله أحياء غير أموات وإن كانوا بالنظر إلىٰ الدنيا أمواتاً غير أحياء .

ولا يلزم من هذا أن يكون الدين الإسلامي صورة مادّية يملكها فرد من البشر كما تخيّلت .

ضرورة أنّ الدين هو عبارة عن تلك الأحكام والقوانين التي جاء بها الرسول الأمين من ربّ العالمين ، وحياتها وموتها بالعمل بها وعدم العمل بها .

ولمّا سلك يزيد في خلافته مسلكاً يوجب إبطال العمل بشرائع الإسلام ، حيث صار يجاهر بشرب الخمور وٱرتكاب الفجور وترك الصوم والصلاة ، والناس يتّبعونه طبعاً ؛ لأنّ « الناس علىٰ دين ملوكهم » كما قيل (3) ، وكأنّه بهذا يريد القضاء علىٰ الإسلام وموته ؛ لذلك ضَحّىٰ الحسين عليه السلام بحياته وحياة خيرة أهل بيته وأصحابه ، إنكاراً علىٰ يزيد ، وإبطالاً لمساعيه ، وإحياءً للدين ، ولحمل الناس علىٰ العمل بشرائعه ، كما .

ص: 385


1- سورة آل عمران 3 : 169 .
2- سعد بن الربيع الخزرجي ، أحد نقباء الأنصار من شهداء أُحد ؛ ٱنظر ترجمته في تنقيح المقال ج 2 ص 13 ط النجف . القاضي الطباطبائي .
3- ٱنظر : فتح الباري 7 / 114 ، تذكرة الموضوعات - للفتني - : 183 ، وصول الأخيار إلىٰ أُصول الأخبار : 30 ، كشف الغمّة 2 / 230 ، سير أعلام النبلاء 17 / 507 رقم 328 .

قال سلام الله عليه ، أو قيل عنه :

إن

كان دينُ محمّد لم يستقم

إلّا

بقتلي يا سيوف خذيني ! (1)

فحقّاً أنّ الحسين - سلام الله عليه - ما بذل نفسه إلّا دفاعاً عن شرف الدين وتفادياً للمبدأ المقدّس ، ولا نكون بهذا قد أسأنا إلىٰ الدين ، بل أحسنّا إليه حيث جعلناه فوق نفس الإمام المعصوم ، وأنّه يفدىٰ بأعزّ النفوس .

ومن الغريب قولك - حرسك الله - علىٰ قولنا : « أنّ العادة العربية دفعت بالحسين عليه السلام أن يصحب أولاده ونساءه معه مستميتاً في سبيل الكرامة والشرف » ، فقلتم : إنّ التعاليم الإسلامية حرمت المرأة [ من ] مخالطة الرجال وسماع أحاديثهم إلّا من وراء حجاب !

أليس من الغريب أن تقول - وأنت بهذه الثقافة - : إنّ الدين الإسلامي حرم المرأة من مخالطة الرجال ، فتجعل ذلك وصمة شنعاء ولطخة سوداء في جبين الدين الإسلامي ؟ !

كيف يقال هذا وهذه الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت مشرّع الدين الإسلامي ، خطبت في المسجد النبويّ في حشد المهاجرين والأنصار تلك الخطبة البليغة الغرّاء التي تستغرق ما يقرب من ساعة ، وكلّهم .

ص: 386


1- البيت للشيخ محسن أبو الحَبّ ، كما جاء في تراث كربلاء : 86 . والشيخ أبو الحَبّ خطيب بارع ، وشاعر واسع الآفاق خصب الخيال ، وُلد سنة 1235 ه- ، ونشأ بعناية أبيه وتربيته وتحدّر من أُسرة عربية تعرف ب- ( آل أبي الحَبّ ) ، توفّي ليلة الاثنين 20 ذي القعدة عام 1305 ه- ، ودُفن في الروضة الحسينية المقدّسة إلىٰ جوار مرقد السيّد إبراهيم المجاب . ٱنظر : أدب الطفّ 8 / 54 - 57 .

يسمعون ويشهدون ؟ ! (1) .

وهذه عائشة ما زالت مدّة عمرها تخطب (2) ، وتحدّث الرجال بالأحاديث النبويّة ، وإذا نظرت إلىٰ كتب صحاح إخواننا السُنّيّين تجد الربع أو الثلث تقريباً ينتهي سنده إلىٰ عائشة ، حتّىٰ نسبوا إلىٰ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « خذوا ثلث دينكم من الحميراء » (3) .

وهل أوّل جواز الاختلاط من أنّها قادت جيشاً جرّاراً وجنداً قهّاراً إلىٰ حرب البصرة ، وحاربت أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أعاظم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الأنصار والمهاجرين (4) .

دع عنك هذا ! وراجع كتاب « بلاغات النساء » وأمثاله ، وٱنظر إلىٰ النساء اللاتي كنّ يخطبن في الجيوش في صفّين ويحرّضن أهل العراق .

ص: 387


1- ٱنظر : بلاغات النساء : 54 - 69 ، شرح الأخبار 3 / 40 ، معاني الأخبار : 355 ، دلائل النبوّة - لابن جرير الطبري - : 30 - 41 ، الاحتجاج 1 / 253 - 292 ، شرح نهج البلاغة 16 / 232 - 234 ، كشف الغمّة 2 / 480 - 494 ، جواهر المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب 1 / 155 - 169 .
2- ٱنظر : بلاغات النساء : 35 .
3- ٱنظر : النهاية في غريب الحديث 1 / 438 مادّة « حمر » ، الإحكام في أُصول الأحكام 1 / 211 مسألة 11 ، لسان العرب 3 / 317 مادّة « حمر » ، البداية والنهاية 3 / 103 ، السيرة النبويّة - لابن كثير - 2 / 137 .
4- إشارة إلىٰ حرب الجمل ، التي قادتها عائشة لمحاربة إمام زمانها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وكان معه الأجلّاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أمثال : عبد الله بن عبّاس ، وعمّار بن ياسر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومالك الأشتر ، وحُجر بن عَديّ ، وأمثالهم . ٱنظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : 135 حوادث سنة 36 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 78 - 82 ، تاريخ الطبري 3 / 11 - 66 ، مروج الذهب 2 / 355 - 374 ، الكامل في التاريخ 3 / 99 - 149 .

علىٰ حرب أهل الشام (1) !

وٱنظر إلىٰ كلام الوافدات (2) علىٰ معاوية بعد أن تمّ الأمر له ، وكيف كانت تلك النسوة أجرأ من اللبوة ، وأقوىٰ قلباً من الصخور .

أُنظر إلىٰ الخنساء (3) يوم حرّضت أولادها الأربعة في بعض حروب المسلمين حتّىٰ قُتلوا جميعاً (4) .

وبعد هذا ، فهل تجد من الصحيح قولك : « إنّ الإسلام حرم المرأة من مخالطة الرجال » ؟ !

ألم تكن النساء تضمّد الجرحىٰ وتسقي العطاشىٰ ، وتزغرد وتهلهل وتحرّض المقاتلين علىٰ الهجوم في حرب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وحرب الوصيّ عليه السلام ؟ !

دع وٱنظر إلىٰ صفايا النبوّة وحرائر الرسالة وبنات سيّد الموحّدين .

ص: 388


1- مثل كلام الزرقاء بنت عديّ بن غالب ، وبكارة الهلالية ، وأُمّ سنان بنت خيثمة بن خرشة . ٱنظر : بلاغات النساء : 90 - 93 ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب 2 / 235 - 237 .
2- مثل كلام سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية ، وآمنة بنت الشريد زوجة عمرو ابن الحمق الخزاعي رضي الله عنه ، التي حبسها معاوية سنتين . ٱنظر إلىٰ : « بلاغات النساء » لابن طيفور ، و « أعلام النساء » لعمر رضا كحّالة ، وأمثالهما من الكتب . القاضي الطباطبائي .
3- هي : الخنساء بنت عمرو بن الشريد ، اتّفق أهل العلم بالشعر أنّه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها ، ووفدت الخنساء علىٰ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم ، وتوفّيت سنة 646 ميلادية . القاضي الطباطبائي .
4- ٱنظر ترجمة الخنساء في : الاستيعاب 4 / 1827 - 1829 رقم 3317 ، أُسد الغابة 6 / 88 - 90 رقم 6876 ، الإصابة 7 / 613 - 616 رقم 11106 .

ويعسوب الدين عليه السلام ، من زينب وأُمّ كلثوم وسكينة وخطبهنَّ في كربلاء والكوفة والشام ، وفي مجلس يزيد وٱبن زياد ، في النوادي والمجتمعات ، فهل مع هذا كلّه تقول : إنّ التعاليم حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسماع أحاديثهم وأرجعتها إلىٰ بيتها ؟ !

أمّا آية الحجاب ، فهي واردة في خصوص نساء النبيّ عليه السلام ، وكان الأعراب الّذين أخبر الله جلّ شأنه عنهم بقوله تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (1) يؤذون نساء النبيّ بالهجوم عليهنّ في منازلهنّ ، فنهاهم الله عن ذلك ، راجع سورة الأحزاب (2) .

نعم ، إنّ التعاليم الإسلامية حرّمت علىٰ النساء مطلقاً التبرّج وإظهار الزينة للرجال : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) (3) ، وأين هذا من .

ص: 389


1- سورة [ الحجرات ] 49 آية : 4 . القاضي الطباطبائي . وٱنظر تفسير الآية الكريمة - مثلاً - في : تفسير الطبري 11 / 381 - 382 ، تفسير الفخر الرازي 28 / 117 ، مجمع البيان 9 / 195 ، الدرّ المنثور 7 / 552 - 554 .
2- ٱنظر مثلاً : تفسير الفخر الرازي 25 / 224 - 226 ، مجمع البيان 8 / 152 ، الدرّ المنثور 6 / 639 - 643 .
3- سورة [ الأحزاب ] 33 آية 33 . قال الجصّاص - المتوفّىٰ 370 ه- - : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) يعني إذا خرجتنّ من بيوتكنّ ، قال : كانت لهنّ مشية وتكسّر وتغنّج فنهاهنّ الله عن ذلك ، وقيل : هو إظهار المحاسن للرجل ، وقيل : الجاهلية الأُولىٰ ما قبل الإسلام ، والجاهلية الثانية حال من عمل في الإسلام بعمل أُولئك ، فهذه الأُمور كلّها ممّا أدّب الله تعالىٰ به نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صيانة لهنّ ، وسائر نساء المؤمنين مرادات بها . ( ا . ه- ) . ٱنظر : أحكام القرآن ج 3 ص 443 ط مصر [ 3 / 529 ] . القاضي الطباطبائي .

حرمة المخالطة ؟ !

ولو سلّمنا تنازلاً بحرمة المخالطة ، فأيّ منافاة بهذا لِما أبديناه وأريناه من أنّ حمله لنسائه وأولاده استماتة في سبيل الكرامة والشرف ؟ ! فإنّ حمله لهنّ لا يستلزم المخالطة بوجه ، وإلّا لَما جاز لامرأة أن تسافر من محلّ إلىٰ آخر أبداً !

وأغرب من ذلك ، بل وأعجب جدّاً قولك - أيّدك الله وسدّدك - : « وهناك شيء آخر يخضع للنقد الشخصي ، وهو أنّ الخمسة أثواب يزيد ثمن الواحد منها علىٰ مئة ليرة عثمانية لا يتوافق اقتناؤها مع دواعي الزهد التي كانت متجسّمة في أبيه وجدّه سيّد الرسل . . . » إلىٰ آخر ما أفضت به وأفدت في هذه الناحية .

وكأنّك - عافاك الله - تحسب أنّ الزهد هو الفقر والفَلاكة (1) وعدم الوجدان ، وأنّ الغناء والثروة تنافي الزهد ؟ !

لا يا عزيزي ، أعزّك الله ! حقيقة الزهد هو عدم الحرص علىٰ المال ، وعدم المبالاة في الدنيا ، وأن يكون وجود المال وعدمه عنده سواء ؛ وقد جمع الله الزهد في كلمتين : ( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا .

ص: 390


1- الفَلَاكَةُ : الفقر ، والمَفْلُوكُ : الفقير ، وجمعه : مَفَاليك ، وهي كلمة فارسية الأصل . هذا ، وقد ألّف الدلجي ، أحمد بن عليّ بن عبد الله الشافعي ، المتوفّىٰ سنة 838 ه- ، كتاباً حول الفقر والفقراء بحث فيه عن أسبابه وعلله وذويه وحالتهم ، وأورد فيه أشهر من عضّهم الفقر بنابه وأناخ عليهم الدهر ، سمّاه « الفَلَاكَةُ والمَفْلُوكون » . ٱنظر : هديّة العارفين 1 / 124 ، إيضاح المكنون 2 / 320 ، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 1 / 877 ، المعجم المجمعي 6 / 112 مادّة « فلك » .

بِمَا آتَاكُمْ ) (1) ، وحقيقة الزهد لا تظهر ولا تتجلّىٰ إلّا مع توفّر النعم وغزارة المال وبذله ، وعدم الحرص ، والتعفّف عن رذيلة الشحّ والبخل ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (2) .

أمّا الفقير المعدم ، الذي لا يجد ولا يملك شيئاً ، فأيّ زهد له ؟ ! وأيّ فضيلة له بذلك الزهد القهري ؟ ! وقد سئل الحسن البصري : « أنت أزهد أم عمر بن عبد العزيز - وهو خليفة المسلمين - ؟ فقال : عمر بن عبد العزيز أزهد منّي ؛ لأنّه وجد فعفّ ، وتمكّن فكفّ ؛ ولعلّ الحسن لو وجد وتمكّن لاستخفّ ، وأكل فأسرف » (3) .

˜ وأمّا رسول الله وأمير المؤمنين - صلوات الله عليهما وآلهما - حيث كانوا يأكلون الشعير ويلبسون الصوف ، فليس لأنّهم كانوا لا يتمكّنون من المآكل الطيّبة والملابس الليّنة ، ولكنّهم كانوا يحتقرون الدنيا ونعيمها الفاني ، ويقولون عن أهل الدنيا : « أُولئك قومٌ عجّلت لهم طيّباتهم ، ونحن أُخّرت طيّباتنا » (4) .

˜ ولأمير المؤمنين عليه السلام في « نهج البلاغة » كلام مع العلاء بن عاصم ، الذي ترك الدنيا ولبس الصوف ، فقال له : « يا عُدَيَّ (5) نفسه ! لقد استهام ة

ص: 391


1- سورة [ الحديد ] 57 آية 23 . القاضي الطباطبائي .
2- سورة [ الحشر ] 59 آية 9 ، سورة [ التغابن ] 64 آية 16 . القاضي الطباطبائي .
3- ٱنظر : ربيع الأبرار 1 / 811 نحوه .
4- المستدرك علىٰ الصحيحين 4 / 117 ح 7072 ، زاد المسير 7 / 177 ، مجمع البيان 9 / 131 ، الترغيب والترهيب 4 / 62 ح 120 .
5- عُدَيّ تصغير عدوّ . القاضي الطباطبائي . أقول : وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 11 / 33 رقم 202 إضافة

بك الخبيث ( يعني : الشيطان ) .

فقال : يا أمير المؤمنين ! هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك ؟ !

قال : ويحك ! إنّي لستُ كأنت ، إنّ الله تعالىٰ فرض علىٰ أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس ؛ كي لا يتبيّغ (1) بالفقير فقره » (2) .

˜ وللباقر والصادق عليهما السلام مع سفيان الثوري وأصحابه من متقشّفة ذلك العصر ومتصوّفة تلك الأيّام ، حيث كانوا يعترضون علىٰ الأئمّة عليهم السلام إذا وجدوا عليهم بعض الملابس الفاخرة قائلين : « إنّ جدّكم رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ما كانوا يلبسون هذه الملابس ؟ !

فيقول لهم الإمام : ذاك حيث إنّ الزمان قلّ ، أمّا إذا درّت الدنيا أخلافها فأَوْلىٰ الناس بها أولياء الله » ؛ أو ما هو بهذا المضمون (3) .

˜ وللرضا عليه السلام كلامٌ عالٍ شريفٌ في هذا الموضوع (4) . ي

ص: 392


1- تبيّغ : هاج ، تبيّغ به الدم ؛ أي هاج به ، وتبيّغ بالفقير فقره ؛ أي : هاج عليه وحمله علىٰ المنكر من الأعمال . ٱنظر : لسان العرب 1 / 558 مادّة « بيغ » .
2- نهج البلاغة ج 1 ص 423 ط مصر [ ص 324 - 325 رقم 209 ] ، شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 111 ط مصر [ 11 / 32 - 33 رقم 202 ] . القاضي الطباطبائي .
3- ٱنظر : كشف الغمّة 2 / 157 ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال 3 / 425 رقم 933 ، سير أعلام النبلاء 6 / 261 - 262 رقم 117 ، بحار الأنوار 47 / 221 ح 7 .
4- نقل الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 279 رقم 81 حديثاً عن الإمام الرضا عليه السلام ، عن أبيه موسىٰ بن جعفر عليه السلام ، قال : سئل الصادق عليه السلام عن الزاهد في

ولقد كان لأمير المؤمنين عليه السلام في المدينة من الضياع والبساتين والمزارع ، كعين أبي نيزز والبغيبغة وغيرها (1) ، ما يدرّ كلّ سنة بأُلوف الدنانير ، وقد أوقفها جميعاً في سبيل الله ، وكان يضرب بالمسحاة بيده في عقار الله ، لا حرصاً علىٰ الدنيا والأموال ، ولكن حرصاً علىٰ الإنفاق في سبيل الله والإحسان علىٰ الضعفاء من عباد الله (2) . .

ص: 393


1- ٱنظر في ما يخصّ أملاك أمير المؤمنين عليه السلام التي تصدّق بها : تاريخ المدينة 1 / 219 - 228 ، الكامل في اللغة والأدب 2 / 153 - 155 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - لسليمان الكوفي - 2 / 81 - 83 ، معجم ما استعجم 1 / 262 ، الإصابة 7 / 343 رقم 10660 ، معجم البلدان 4 / 198 رقم 8699 . وأبو نيزر - الذي تنسب إليه العين - هو مولىً للإمام عليّ عليه السلام ، كان ابناً للنجاشي ملك الحبشة - الذي هاجر إليه المسلمون - لصُلبه ، وجده الإمام عليّ عليه السلام عند تاجر بمكّة فاشتراه منه وأعتقه مكافأةً بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه ، وذكروا أنّ الحبشة مَرِجَ عليها أمرُها بعد موت النجاشي ، وأنّهم أرسلوا وفداً منهم إلىٰ أبي نيزر وهو مع الإمام ليُمَلّكوه عليهم ويتوّجوه ولا يختلفوا عليه ، فأبىٰ ، وقال : ما كنت لأطلب الملك بعد أن مَنَّ الله علَيَّ بالإسلام . ٱنظر ترجمته في المصادر المذكورة آنفاً .
2- قال السيّد رضي الدين بن طاووس الحسني قدس سره في كتابه القيّم « كشف المحجّة » ما هذا لفظه : وٱعلم يا ولدي محمّد . . . أنّ جماعة ممّن أدركتهم كانوا يعتقدون أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جدّك محمّداً وأباك عليّاً صلوات الله عليهما كانا فقيرين لأجل ما يبلغهم إيثارهم بالقوت وٱحتمال الطوىٰ والجوع والزهد في الدنيا ، فاعتقد السامعون لذلك الآن أنّ الزهد لا يكون إلّا مع الفقر ، وتعذّر مع الإمكان . وليس الأمر كما اعتقده أهل الضعف ، المهملين للكشف ؛ لأنّ الأنبياء عليهم السلام أغنىٰ أهل الدنيا ؛ بتمكين الله جلّ جلاله لهم ممّا يريدون منه جلّ جلاله من الإحسان إليهم ، ومن طريق نبوّتهم كانوا أغنىٰ أُممهم وأهل ملّتهم ، ولولا اللطف برسالتهم ما كان لأهل وقتهم مال ولا حال ، وإنّما كانوا عليهم السلام يؤثرون بالموجود ولا يسبقون الله جلّ جلاله بطلب مال يريد أن يطلبوه من المفقود . وقد وهب جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أُمَّك فاطمة صلوات الله عليها فدكاً والعوالي من جملة مواهبه ، وكان دخلها ، في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري : أربعة وعشرون ألف دينار كلّ سنة ، وفي رواية غيره : سبعون ألف دينار ، وهي وزوجها المعظّم والواهب الأعظم من أعظم الزهّاد والأبرار ، وكان يكفيهم منها أيسر اليسير ، ولكنّ العارفين ما ينازعون الله جلّ جلاله في تملّك قليل ولا كثير ، ولكنّهم كالوكلاء والأُمناء والعبيد الضعفاء ، فيصرفون في الدنيا وفي ما يعطيهم منها كما يصرّفهم هو جلّ جلاله ، وهم في الحقيقة زاهدون فيها وخارجون عنها . ووجدت في أصل ، تاريخ كتابته سبع وثلاثين ومئتين . . عن مولانا عليّ أبيك أمير المؤمنين عليه السلام : تزوّجت فاطمة عليها السلام وما كان لي فراش ، وصدقتي اليوم لو قُسّمت علىٰ بني هاشم لوسعتهم . وقال في الكتاب : إنّه عليه السلام وقف أمواله وكانت غلّته أربعين ألف دينار ، وباع سيفه وقال : من يشتري سيفي ؟ ! ولو كان عندي عشاء ما بعته . وروىٰ فيه أنّه قال مرّةً عليه السلام : من يشتري سيفي الفلاني ؟ ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته ؛ قال وكان يفعل هذا وغلّته أربعون ألف دينار من صدقته . . . ورأيت في كتاب إبراهيم بن محمّد الأشعري ، الثقة ، بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قُبض عليٌّ عليه السلام وعليه دين ثمانمئة ألف درهم ، فباع الحسن عليه السلام ضيعة له بخمسمئة ألف درهم فقضاها عنه ، وباع ضيعة أُخرىٰ له بثلاثمئة ألف درهم فقضاها عنه ؛ وذلك أنّه لم يكن يذر من الخمس شيئاً وكان تنوبه نوائب . ورأيت في كتاب عبد الله بن بكير ، بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، أنّ الحسين عليه السلام قُتل وعليه دين ، وأنّ عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام باع ضيعة له بثلاثمئة ألف ليقضي دين الحسين عليه السلام . . . وكان وقف جدّك أمير المؤمنين عليه السلام علىٰ أولاده خاصّة من فاطمة عليها السلام لها عامل من ذرّيّته ، فكيف وقع الضعفاء أنّه كان فقيراً وأنّ الغنىٰ لا يكون لمن جعله الله جلّ جلاله من خاصّته ؟ ! وهل خلق الله جلّ جلاله الدنيا والآخرة إلّا لأهل عنايته ؟ ! ( ا . ه- ) . [ ٱنظر : كشف المحجّة : 123 - 126 ] . وغير خفيٍّ علىٰ القارئ الكريم أنّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام استخرج عيوناً بكدّ يده بالمدينة وينبع وسويعة ، وأحيىٰ بها مواتاً كثيراً ، ثمّ أخرجها عن مُلكه وتصدّق بها علىٰ المسلمين ، ولم يمت وشيء منها في مُلكه ، وجملة من وصاياه عليه السلام في صدقاته وموقوفاته مروية في الجامع الكبير « الكافي » للكليني رحمه الله [ 7 / 47 - 55 ] ؛ فراجع . ولم يورّث أمير المؤمين عليه السلام بنيه قليلاً من المال ولا كثيراً إلّا عبيده وإماءه وسبعمئة درهم من عطائه تركها ليشتري بها خادماً لأهله قيمتها ثمانية وعشرون ديناراً ، علىٰ حسب المئة أربعة دنانير ، هكذا كانت المعاملة بالدراهم إذ ذاك . وكان أمير المؤمنين عليه السلام يعمل بيده يحرث الأرض ويستقي الماء ويغرس النخل ، كلّ ذلك يباشر بنفسه الشريفة ولم يستبْقِ منه لوقته ولا لعقبه قليلاً ولا كثيراً ، وإنّما كان صدقة ، وقصّة عين أبي نيزر معروفة ، نقلها أبو العبّاس المبرّد في « الكامل » ؛ ٱنظر : ج 3 ص 937 ط مصر [ 2 / 153 - 155 ] . وقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله ضياع كثيرة جليلة جدّاً بخيبر وفدك وبني النضير ، والحوائط السبعة مشهورة وقد أوصىٰ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلىٰ ابنته الصدّيقة الطاهرة عليها السلام . وروي أنّ هذه الحوائط كانت وقفاً ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ منها ما ينفقه علىٰ أضيافه ومن يمرّ به ، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها ، فشهد عليّ عليه السلام وغيره أنّها وقف . وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وادي نخلة وضياع أُخرىٰ كثيرة بالطائف . عن أبي بصير ، قال : لمّا بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أنّ طلحة والزبير يقولان : ليس لعليّ مال ؛ فشقّ ذلك عليه ، وأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته ، حتّىٰ إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مئة ألف درهم فنثرت بين يديه ، فأرسل إلىٰ طلحة والزبير ، فأتياه ، فقال لهما : هذا المال والله لي ، ليس لأحد فيه شيء ؛ وكان عندهما مصدّقاً ، فخرجا من عنده وهما يقولان : إنّ له لمالاً . ٱنظر : الجامع الكبير « الكافي » [ 6 / 440 ] ، والبحار [ 41 / 125 - 126 ] ، وشرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - ج 3 ص 433 ط مصر [ 15 / 146 وما بعدها ] ، وسيرة ابن هشام ج 2 ص 40 ط مصر [ 4 / 321 - 327 ] . القاضي الطباطبائي .

ص: 394

ص: 395

وكانت قِنية (1) تلك الأثواب الثمينة تمسّ ورع الحسين عليه السلام وزهده لو كان يشحّ بها ويحرص عليها ، أمَا وقد بذلها في فكّ الأسير المجاهد في سبيل الله فتلك فضيلة للحسين عليه السلام ، وكرامة تزيد في علوّ ورعه وزهده ، ورغبته في تضميد عواطف الفقراء المجروحة ، والترفيه عن كلّ بائس محتاج .

ولعلّك - عافاك الله - حسبت أنّ الحسين عليه السلام يلبس تلك الثياب ويتظاهر فيها بالبذخ والخيلاء ، أو نحو ذلك ممّا ينافي تلك القدسيّة السامية ؟ !

كلّا يا عزيزي ! فإنّ الحسين سلام الله عليه لو ملَكَ الدنيا كلّها لوهبها لحظة واحدة في سبيل الله ، وفي سبيل البرّ والمعروف ، وما كان يضع شيئاً من تلك الثياب علىٰ بشرة بدنه الشريف ، وإنّما يقتنيها ليجود بها ويعطيها ويضعها في مواضعها اللائقة بها .

وقد ورد في بعض الأخبار أنّه سلام الله عليه لمّا استُشهد كان عليه من الدين سبعة آلاف دينار ذهباً ، أو سبعون ألفاً ، وأنّ عليّ بن الحسين لمّا رجع إلىٰ المدينة امتنع عن الطعام والمنام إلىٰ أن قضاها عن أبيه (2) .

والخلاصة : إنّ الزهد هو قطع العلاقة عن الدنيا ، وعن حبّ المال ، لا عدم وجود المال ، وليس الزهد هو لبس الثياب الممزّقة والأطمار .

ص: 396


1- قَنا يَقْنُو قَنْواً وقُنْواناً ، والمصدر القِنيان والقُنيان ، وتقول : اقتنىٰ يقتني اقتناءً ، وهو أن يتّخذه لنفسه لا للبيع ، ويقال : هذه قِنيَةٌ وٱتّخذها قِنيةً للنسل لا للتجارة . ٱنظر : لسان العرب 11 / 329 مادّة « قنا » .
2- كشف المحجّة : 125 .

المرقّعة والمآكل الخشنة !

وٱسمح لي - يا نور عيني - أن أقول لك : إنّ أكثر الناس لا يعرفون من حقيقة الزهد شيئاً ، والموكب العظيم الذي سار فيه الحسين عليه السلام من الحجاز إلىٰ العراق ، وسقىٰ في قفر الأرض بِحَرّ الهجير ألف فارس وألف فرس (1) أعظم من قضية الثياب الخمسة .

أمّا زيد بن أرقم وقوله : « إرفع عودك عن هاتين . . . » إلىٰ آخره . .

فلعلّ تقبيل رسول الله شفتَي الحسين عليه السلام من جهة أنّه تعالىٰ أعلمه أنّهما موضع ضرب يزيد وٱبن زياد الّذين قرعوا ثغر الحسين عليه السلام بالخيزرانة (2) .

وأمّا حديث : « نحن أسرار الله المودعة . . . » إلىٰ آخره . .

فحيث إنّه من الأسرار التي لا يليق إفشاؤها (3) ، مضافاً إلىٰ ضيق .

ص: 397


1- إشارة إلىٰ قضية الحرّ رحمه الله ولقائه مع سيّد الشهداء عليه السلام ، ومنعه الإمام عليه السلام من الدخول إلىٰ الكوفة ، مذكورة في كتب التاريخ والمقاتل ، لا حاجة إلىٰ ذكرها ، ومن شاء أن يطّلع فعليه بالمراجعة إلىٰ مظانّها . القاضي الطباطبائي .
2- نقل العلّامة الزمخشري قضية زيد بن أرقم مع ابن زياد بهذه الصورة ، قال في « الفائق » ما هذا لفظه : ابن زياد لعنه الله - دخل عليه زيد بن أرقم وبين يديه رأس الحسين - عليه وعلىٰ أبيه وجدّه وأُمّه وجدّته من الصلوات أذكاها ، ومن التحيّات أنماها - وهو ينكته بقضيب معه ، فغشي عليه ، فلمّا أفاق قال له : ما لك يا شيخ ؟ ! قال : رأيتك تضرب شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّلهما ؛ فقال ابن زياد لعنه الله : أخرجوه ! فلمّا قام ليخرج قال : إنّ محمّديكم هذا لدحداح . ٱنظر : الفائق ج 3 ص 329 ط مصر 1364 ه- [ 1 / 419 مادّة « دحح » ] . القاضي الطباطبائي . وراجع أيضاً : ما تقدّم من المصادر في ص 344 ه- 1 .
3- أقول : لقد ورد عن الأئمّة عليهم السلام ما يؤكّد علىٰ كتمان أسرارهم وعدم إذاعة أمرهم في المجالس العامّة ، وفي المحافل التي يغلب عليها الجهل ونصب العداوة لهم عليهم السلام ، وذلك حذراً من عدم استطاعة العقول الضيّقة من تحمّل تلك الأسرار ، ومن ثُمَّ تأويلها حسب الأهواء ممّا يدفع ببعضهم إلىٰ الغلوّ لدرجة العبودية ، وبعضهم الآخر إلىٰ التكذيب بها فالبغض إلىٰ درجة نصب العداء لهم وتكفير شيعتهم والموالين لهم . يقول أمير المؤمنين الإمام عليٌّ عليه السلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحمله إلّا عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يعي حديثنا إلّا صدور أمينة وأحلام رزينة . ٱنظر : نهج البلاغة : 280 من كلامه في صعوبة الإيمان . وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلّا ملَكٌ مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه ، وما أنكرت فرُدّوه إلينا . ٱنظر : بصائر الدرجات : 41 ح 4 . وإلىٰ ذلك يشير الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام حين قال : إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط ، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله . ٱنظر : أُصول الكافي 2 / 251 باب الكتمان ح 5 .

المجال وطول المقال ، فالأجدر عدم الخوض فيه .

ونسأله تعالىٰ أن يعصم أفهامنا وأقلامنا من الهفوات .

وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكّلت وإليه أُنيب .

محمّد الحسين آل كاشف الغطاء

ص: 398

ثبت مصادر ومراجع التحقيق

1 - في البدء : كلام الله المجيد .

2 - الإتحاف بحبّ الأشراف ، لعبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي ،

نشر المطبعة الأدبية ، مصر .

3 - الاحتجاج ، للطبرسي أحمد بن علي بن أبي طالب ( ت 520 ) ، تحقيق إبراهيم البهادري وآخرين ، نشر دار الأُسوة ، قم 1416 .

4 - أحكام القرآن ، للجصّاص أبي بكر أحمد بن علي الرازي ( ت 503 ) ، تحقيق صدقي محمّد جميل ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

5 - الإحكام في أُصول الأحكام ، للآمدي علي بن أبي علي ( ت 631 ) ، تحقيق إبراهيم العجوز ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

6 - أدب الطفّ ، للسيّد جواد شُبّر ، نشر مؤسّسة التاريخ العربي ، بيروت 1422 .

7 - الإرشاد ، للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ( ت 413 ) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، نشر دار المفيد ، بيروت .

8 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البَرّ ( ت 463 ) ، تحقيق علي محمّد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 .

9 - أُسد الغابة ، لعزّ الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمّد الجزري ( ت 630 ) ، تحقيق ونشر دار الفكر ، بيروت 1409 .

10 - الإصابة ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي ( ت 852 ) ، تحقيق علي محمّد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 .

11 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين ، بيروت 1997 .

ص: 399

12 - الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسن ( ت 356 ) ، شرح عبد علي مهنّا وسمير جابر ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1412 .

13 - الأمالي ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي ( ت 381 ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة ، طهران 1417 .

14 - الأمالي ، للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ( ت 413 ) ، نشر دار المفيد ، بيروت 1414 .

15 - الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة الدينوري عبد الله بن مسلم ( ت 276 ) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1410 .

16 - إملاء ما منّ به الرحمٰن ، للعكبري عبد الله بن الحسين ( ت 616 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

17 - أنساب الأشراف ، للبلاذري أحمد بن يحيىٰ ( ت 279 ) ، تحقيق سهيل زكّار وآخرين ، نشر دار الفكر ، بيروت 1417 .

18 - الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ، للسيّد عبد الله شُبّر ، نشر مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1403 .

19 - إيضاح المكنون في الذيل علىٰ كشف الظنون ، لإسماعيل باشا البغدادي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1413 .

20 - بحار الأنوار ، للمجلسي محمّد باقر بن محمّد تقي ( ت 1110 ) ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1403 .

21 - البدء والتاريخ ، لأحمد بن زيد البلخي ( ت 322 ) ، تحقيق خليل عمران المنصور ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 .

22 - البداية والنهاية ، لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري ( ت 771 ) ، تحقيق مجموعة من الأساتذة ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 .

23 - بغية الطلب في تاريخ حلب ، لابن العديم عمر بن أحمد ( ت 660 ) ، تحقيق سهيل زكّار ، نشر دار الفكر ، بيروت .

24 - بلاغات النساء ، لابن طيفور أحمد بن طاهر ( ت 280 ) ، تحقيق

ص: 400

عبد الحميد الهنداوي ، نشر دار الفضيلة ، القاهرة .

25 - تاج العروس ، لمحمّد بن محمّد مرتضىٰ الحسيني الزبيدي ( ت 1205 ) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

26 - تاريخ ابن خلدون ، لابن خلدون عبد الرحمٰن بن محمّد الحضرمي ( ت 808 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1413 .

27 - تاريخ الأُمم والملوك ( تاريخ الطبري ) ، لمحمّد بن جرير الطبري ( ت 310 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

28 - تاريخ الخلفاء ، لجلال الدين السيوطي عبد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت 911 ) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1415 .

29 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي ( ت 463 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

30 - تاريخ خليفة بن خيّاط ، لخليفة بن خيّاط العصفري البصري ( ت 240 ) ، تحقيق سهيل زكّار ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

31 - تاريخ الخميس ، لحسين بن محمّد بن الحسن الدياربكري ( ت 966 ) ، نشر مؤسّسة شعبان ، بيروت .

32 - تاريخ دمشق ، لابن عساكر أبي قاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي ( ت 571 ) ، تحقيق أبي سعيد عمر بن غرامة العَمري ، نشر دار الفكر ، بيروت 1415 .

33 - تاريخ المدينة المنوّرة ، لعمر بن شبّة النميري البصري ( ت 262 ) ، تحقيق فهيم محمّد شلتوت .

34 - تاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب ( ت 292 ) ، تحقيق عبد الأمير مهنّا ، نشر مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1413 .

35 - تحف العقول عن آل الرسول ، للحسن بن علي بن شعبة الحرّاني ( ت 381 ) ، تحقيق حسين الأعلمي ، نشر مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1423 .

36 - تذكرة الخواصّ ، لسبط ابن الجوزي يوسف بن فرغلي البغدادي ( ت

ص: 401

654 ) ، نشر مكتبة الشريف الرضي ، قم 1418 .

37 - تذكرة الموضوعات ، لمحمّد طاهر بن علي الهندي الفتني ( ت 986 ) ، نشر أمين دمج ، بيروت .

38 - ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، لابن سعد محمّد بن سعد الهاشمي ( ت 230 ) ، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، بيروت 1416 .

39 - الترغيب والترهيب ، للمنذري عبد العظيم بن عبد القوي ( ت 656 ) ، نشر دار مكتبة الحياة ، بيروت 1411 .

40 - تفسير ابن كثير ، لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير ( ت 774 ) ، نشر دار الجيل ، بيروت .

41 - تفسير البحر المحيط ، لأبي حيّان الأندلسي محمّد بن يوسف ( ت

754 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1403 .

42 - تفسير البيضاوي ، للبيضاوي عبد الله بن عمر ( ت 791 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1408 .

43 - تفسير التسهيل لعلوم التنزيل ، للكلبي محمّد بن أحمد بن جزيّ ( ت 292 ) ، نشر دار الفكر .

44 - تفسير الثعلبي ، لأبي اسحاق أحمد الثعلبي ( ت 427 ) ، تحقيق علي عاشور ونظير الساعدي ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1422 .

45 - تفسير الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي عبد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت 911 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

46 - تفسير الطبري ، لمحمّد بن جرير الطبري ( ت 310 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1412 .

47 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للحسن بن محمّد القمّي النيسابوري ( ت 728 ) ، تحقيق زكريّا عميرات ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1416 .

ص: 402

48 - تفسير الفخر الرازي ، لمحمّد بن عمر فخر الدين الرازي ( ت 606 ) ، تحقيق خليل محيي الدين ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

49 - تفسير القرطبي ، للقرطبي محمّد بن أحمد الخزرجي ( ت 671 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 .

50 - تفسير الكشّاف ، للزمخشري جار الله محمود بن عمر الخوارزمي ( ت 538 ) ، نشر دار الفكر .

51 - تنقيح المقال في علم الرجال ، لعبد الله المامقاني ( ت 1351 ) ، تحقيق محيي الدين المامقاني ، نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1423 .

52 - تهذيب الكمال ، ليوسف بن عبد الرحمٰن المزّي ( ت 742 ) ، تحقيق أحمد علي عبيد وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

53 - جنّة المأوىٰ ، للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ( ت 1373 ) ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1408 .

54 - جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، لمحمّد ابن أحمد الدمشقي الباعوني ( ت 871 ) ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، نشر دار إحياء الثقافة الاسلامية ، قم 1415 .

55 - الحيوان ، لعمرو بن بحر الجاحظ ( ت 255 ) ، تحقيق يحيىٰ الشامي ، نشر دار ومكتبة الهلال ، بيروت 1997 .

56 - الخلفاء الراشدون ، للذهبي محمّد بن أحمد بن عثمان ( ت 748 ) ، تحقيق حسام الدين القدسي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 .

57 - دلائل الإمامة ، لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف 1383 .

58 - دلائل الصدق ، لمحمّد حسن المظفّر ( ت 1375 ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1422 .

59 - ديوان بهاء الدين زهير ، ( ت 656 ) ، نشر دار صادر ، بيروت 1400 .

ص: 403

60 - ديوان حسّان بن ثابت ، تحقيق وليد عرفات ، نشر دار صادر ، بيروت .

61 - ديوان الشريف الرضي ، ( ت 406 ) ، تحقيق إحسان عبّاس ، نشر دار صادر ، بيروت 1994 .

62 - ديوان الفرزدق ، ( ت 114 ) ، نشر دار صادر ، بيروت .

63 - ديوان هاشم الكعبي ، ( ت 1231 ) ، نشر منشورات الرضي ، قم 1364 ه- ش .

64 - ربيع الأبرار ، للزمخشري محمود بن عمر ( ت 538 ) ، تحقيق سليم النعيمي ، نشر دار الذخائر ، قم 1410 .

65 - رجال الطوسي ، للشيخ الطوسي أبي جعفر محمّد بن الحسن ( ت 460 ) ، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف 1381 .

66 - الردّ على المتعصّب العنيد ، لأبي الفرج عبد الرحمٰن ابن الجوزي ( ت 597 ) ، تحقيق محمّد كاظم المحمودي ، 1403 .

67 - زاد المسير ، لأبي الفرج عبد الرحمٰن ابن الجوزي ( ت 597 ) ، تحقيق أحمد شمس الدين ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1414 .

68 - سير أعلام النبلاء ، للذهبي محمّد بن أحمد بن عثمان ( ت 748 ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين ، نشر مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1414 .

69 - السيرة النبوية ، لعبد الملك بن هشام الحميري البصري ( ت 213 ) ، تحقيق طٰه عبد الرؤوف سعد ، نشر دار الجيل ، بيروت .

70 - السيرة النبوية ، لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري ( ت 771 ) ، تحقيق مصطفىٰ عبد الواحد ، نشر دار الفكر ، بيروت .

71 - شذرات الذهب ، لأبي الفلاح عبد الحيّ الحنبلي ( ت 1089 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

72 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، لأبي حنيفة النعمان بن

ص: 404

محمّد التميمي ( ت 363 ) ، تحقيق السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم 1414 .

73 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي عزّ الدين عبد الحميد ابن هبة الله المدائني ( ت 656 ) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1416 .

74 - شعراء الغريّ ، لعلي الخاقاني ، نشر مكتبة المرعشي ، قم 1408 .

75 - طبقات فحول الشعراء ، لمحمّد بن سلّام الجمحي ( ت 231 ) ، تحقيق محمود محمّد شاكر ، نشر دار المدني ، جدّة .

76 - الطبقات الكبرىٰ ، لمحمد بن سعد الهاشمي ( ت 230 ) ، تحقيق محمّد عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1410 .

77 - العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ، للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ( ت 1373 ) ، تحقيق السيّد جودت القزويني ، نشر بيسان للنشر والتوزيع ، بيروت 1418 .

78 - العقد الفريد ، لأحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي ( ت 327 ) ، نشر دار الأندلس ، بيروت 1416 .

79 - عُمدة القاري بشرح صحيح البخاري ، لبدر الدين بن أحمد العيني ( ت 855 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت .

80 - العواصم من القواصم ، لمحمّد بن عبد الله بن العربي المعافري

المالكي ( ت 543 ) ، تحقيق محبّ الدين الخطيب ، نشر دار البشائر ، دمشق .

81 - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي ( ت 381 ) ، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي ، نشر مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1404 .

82 - الفائق في غريب الحديث ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري ( ت 538 ) ، تحقيق علي محمّد وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت 1399 .

83 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن

ص: 405

علي ( ت 852 ) ، تحقيق عبد العزيز بن باز ومحمّد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1410 .

84 - فتح القدير ، للشوكاني محمّد بن علي الصنعاني ( ت 1250 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1403 .

85 - الفتوح ، لأحمد بن أعثم الكوفي ( ت 314 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1406 .

86 - الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ، لابن الطقطقي محمّد بن علي بن طباطبا ، تحقيق عبد القادر محمّد مايو ، نشر دار القلم العربي ، حلب 1418 .

87 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل ( ت 241 ) ، تحقيق وصي الله بن محمّد عبّاس ، نشر دار ابن الجوزي ، الرياض 1420 .

88 - فيض القدير شرح الجامع الصغير ، للمناوي محمّد بن عبد الرؤوف ( ت 1031 ) ، تحقيق أحمد عبد السلام ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 .

89 - الكافي ( الأُصول ) ، للكليني محمّد بن يعقوب الرازي ( ت 329 ) ، تحقيق ونشر دار الأُسوة للطباعة والنشر ، طهران 1418 .

90 - الكافي ( الفروع ) ، للكليني محمّد بن يعقوب الرازي ( ت 329 ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، نشر دار الكتب الإسلامية ، طهران 1367 .

91 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير علي بن محمّد الجزري ( ت 630 ) ، تحقيق عبد الله القاضي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 .

92 - الكامل في اللغة والأدب ، لمحمّد بن يزيد أبي العبّاس المبرّد النحوي ( ت 285 ) ، نشر مؤسّسة المعارف ، بيروت .

93 - كتاب سيبويه ، لعمرو بن عثمان بن قنبر ( ت 180 ) ، تحقيق عبد السلام محمّد هارون ، نشر دار الجيل ، بيروت .

94 - كشف الغمّة ، لأبي الحسن علي بن عيسىٰ بن أبي الفتح الأربلّي ( ت 693 ) ، تحقيق هاشم الرسولي المحلّاتي ، نشر مكتبة بني هاشم ، قم 1381 .

ص: 406

95 - كشف المحجّة ، للسيّد ابن طاووس علي بن موسىٰ بن جعفر ( ت 664 ) ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف 1370 .

96 - لباب النقول في أسباب النزول ، لجلال الدين السيوطي ، عبد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت 911 ) ، تحقيق حسن تميم ، نشر دار إحياء العلوم ، بيروت 1414 .

97 - لسان العرب ، لابن منظور محمّد بن مكرم ( ت 711 ) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1408 .

98 - اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام ، لمحمّد بن علي بن أحمد التبريزي ( ت 1310 ) ، تحقيق السيّد هاشم الميلاني ، نشر دفتر نشر الهادي ، قم 1418 .

99 - مجمع البحرين ، لفخر الدين بن محمّد علي الطريحي ( ت 1058 ) ، تحقيق السيّد أحمد الحسيني ، نشر مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1403 .

100 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي أبي علي الفضل بن الحسن ( ت 548 ) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 .

101 - مجمع الزوائد ، لعلي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ( ت 807 ) ، نشر دار الكتب العليمة ، بيروت 1408 .

102 - المراجعات الريحانية ، للشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء ( ت 1373 ) ، تحقيق السيّد محمّد عبد الحكيم الصافي ، نشر دار الهادي ، بيروت 1424 .

103 - مروج الذهب ، لعلي بن الحسين المسعودي ( ت 346 ) ، تحقيق يوسف أسعد داغر ، نشر دار الأندلس ، 1416 .

104 - مستدرك الوسائل ، لحسين النوري الطبرسي ( ت 1320 ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1411 .

105 - المسند ، لأحمد بن حنبل ( ت 241 ) ، نشر دار صادر ، بيروت .

106 - معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي ( ت

ص: 407

381 ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، نشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم 1361 .

107 - معجم البلدان ، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي ( ت 626 ) ، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

108 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد ، لعبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي ( ت 487 ) ، تحقيق مصطفىٰ السقّا ، نشر عالم الكتب ، بيروت 1403 .

109 - المعجم المجمعي ، لعبد الحسين محمّد علي بقّال ، نشر مؤسّسة الطباعة والنشر ، طهران 1416 .

110 - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ، ليوسف إليان سركيس ، نشر عالم الكتب .

111 - مغني اللبيب ، لجمال الدين بن هشام الأنصاري ( ت 761 ) ، تحقيق مازن المبارك وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت 1412 .

112 - مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصفهاني ( ت 354 ) ، تحقيق أحمد صقر ، نشر مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1408 .

113 - مقدّمة ابن خلدون ، لعبد الرحمٰن بن محمّد بن خلدون الحضرمي ( ت 808 ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1413 .

114 - مقتل الحسين عليه السلام ، لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم ( ت 568 ) ، تحقيق محمّد السماوي ، نشر أنوار الهدىٰ ، قم 1418 .

115 - مقتل الحسين عليه السلام ، لأبي مخنف لوط بن يحيىٰ بن سعيد بن مخنف الأزدي ( ت 157 ) ، تحقيق حسن الغفاري ، نشر مكتبة المرعشي ، قم 1398 .

116 - مقتل الحسين عليه السلام وقيام المختار ، لابن أعثم الكوفي ( ت 314 ) ، نشر أنوار الهدىٰ ، قم 1421 .

117 - الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف ، للسيّد ابن طاووس علي بن موسىٰ بن جعفر ( ت 664 ) ، تحقيق فارس الحسّون ، نشر دار الأُسوة ، قم 1414 .

118 - مناقب آل أبي طالب ، لمحمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( ت 588 ) ، تحقيق يوسف البقاعي ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1412 .

ص: 408

119 - مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، لمحمّد بن سليمان الكوفي القاضي ( ت ق 3 ) ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، نشر إحياء الثقافة الإسلامية ، قم .

120 - المؤتلف والمختلف ، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي ( ت 370 ) ، تحقيق عبد الستّار أحمد فرّاج ، نشر دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة 1381 .

121 - نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ، للسيّد علي الحسيني الميلاني ، نشر دار المؤرّخ العربي ورابطة أهل البيت عليهم السلام الإسلامية العالمية ، بيروت 1418 .

122 - النهاية في غريب الحديث والأثر ، لأبي السعادات المبارك بن محمّد ابن الأثير الجزري ( ت 606 ) ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ، نشر المكتبة العلمية ، بيروت .

123 - نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ( ت 406 ) ، تحقيق صبحي الصالح ، نشر دار الكتاب المصري ، بيروت 1411 .

124 - هديّة العارفين ، لإسماعيل باشا البغدادي ( ت 1339 ) ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1413 .

125 - يزيد في محكمة التاريخ ، للسيّد جواد القزويني ، 1420 .

126 - ينابيع المودّة ، لسليمان بن إبراهيم القندوزي ( ت 1294 ) ، تحقيق السيّد علي جمال أشرف ، نشر دار الأُسوة ، قم 1416 .

ص: 409

من أنباء التراث

هيئة

التحرير / عامر الشوهاني

كتب صدرت

محقّقة

مخزن المعاني في ترجمة المحقّق

المامقاني قدس سره .

تأليف : العلّامة الثاني الشيخ

عبد الله

المامقاني ( 1290 - 1351 ه- ) .

كتاب أفرده المصنّف لترجمة والده

العلّامة الشيخ محمّد حسن المامقاني

( 1238 - 1323 ه- ) ، فقيه ومرجع الطائفة

في زمانه ، وهو بمثابة دراسة عن أُسرته

وتاريخها ، مع التذييل بما يناسب المقام

لتكميل وإحياء هذا الأثر ، وإعداده ليكون

مقدّمة لموسوعته الرجالية الكبيرة : تنقيح

المقال في أحوال الرجال .

يشتمل علىٰ : مقدّمة في بيان شطر

من

ترجمة جدّه : المولىٰ عبد الله بن محمّد

باقر بن علي أكبر بن رضا المامقاني ( ت

1246 ه- ) ، وخاتمة تضمّنت ترجمة

المصنّف نفسه ، ذكر فيها شيء من أحواله

ودراسته ، والكتب والرسائل والحواشي

التي صنّفها قدس سره،

وثمانية فصول لترجمة

الشيخ محمّد حسن : ولادته حتّىٰ سفره

إلىٰ تبريز ، نبذة من مجاري حالاته ، بعض

ما جرىٰ عليه بعد وروده العراق ، شمائله

وأخلاقه وآدابه وطبائعه ، زوجاته وأولاده ،

مصنّفاته ومستنسخاته ، أسفاره ، أمراضه

ووفاته قدس سره وقصائد في

رثائه ، مع تذييل

تضمّن نصوص إجازاته في الاجتهاد

والرواية ، وذكر طرقه وأسانيده وشيوخه

في الرواية .

وقد أضاف المحقّق اثني عشر فائدة

في ذكر : بيت المامقاني ، بعض ما قيل في

الشيخ محمّد حسن رحمه الله

، بعض تلامذته

ص: 410

والمجازين

منه رواية أو اجتهاداً أو معاً ،

بعض ما قيل في الشيخ المصنّف ، بعض

تلامذته وجملة ممّن أجازهم ، مكتبته ،

بعض مواقفه ومقتطفات من حياته ، مجمل

من حياة ولده الشيخ محيي الدين - مؤلّف

مستدركات التنقيح - صور وآثار ،

ومصادر

ترجمة المصنّف ووالده قدّس الله سرّهما .

تحقيق

واستدراك : الشيخ محمّد رضا

المامقاني .

نشر

: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - قم / 1423 ه- .

فضائل أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام .

تأليف

: إمام الحنابلة أحمد بن حنبل

الشيباني ( 164 - 241 ه- ) .

قسم

مستلّ من كتاب فضائل

الصحابة

للمصنّف ، الذي يروي فيه طائفة من

الفضائل في حقّ الصحابة ، رواه عنه : ابنه

عبد الله ( 213 - 290 ه- ) ، وٱستدرك عليه ؛

إذ هو راوي كتب أبيه ومشاركه في الكثير

ممّا رواه ، ويستدرك عليه أحياناً ، ورواه

عن عبد الله : تلميذه أبي بكر أحمد بن

جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي

( 264 - 368 ه- ) ، وقد استدرك أيضاً علىٰ

روايات أحمد وٱبنه في هذا الكتاب . .

يتعرّض

في فصل من فصوله إلىٰ ذكر

فضائل أهل البيت عليهم السلام ؛ فقد حشد وسط

كتابه جملة عظيمة من الأخبار والروايات

التي تروي فضائل زعيم أهل البيت الإمام

عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ أعقبها بفضائل

الزهراء البتول عليها السلام ، ثمّ ولديها السبطين

الحسن والحسين عليهما السلام .

يحتوي

علىٰ 439 حديثاً .

حُقّق

اعتماداً علىٰ نسخة مخطوطة ،

ذكرت مواصفاتها في المقدّمة ، إضافة إلىٰ

طبعة فضائل

الصحابة

بتحقيق : وصي الله

ابن محمّد عبّاس ، الصادرة ضمن

اصدارات جامعة أُمّ القرىٰ بمكّة المكرّمة

سنة 1403 ه- .

تحقيق

: حسين حميد السنيد .

نشر

: المجمع العالمي لأهل

البيت عليهم السلام

- قم / 1425 ه- .

استخراج المرام من استقصاء الإفحام ،

ج 1 - 3 .

تأليف

: السيّد علي الحسيني الميلاني .

استقصاء

الإفحام وٱستيفاء الانتقام في

نقض منتهىٰ الكلام

، للسيّد مير حامد

حسين اللكهنوي صاحب عبقات

الأنوار

،

( 1246 - 1306 ه- ) ، وهو ردّ لما جاء في

كتاب منتهىٰ

الكلام

للمولوي حيدر علي

ص: 411

الفيض آبادي ( ت 1299 ه- ) .

وهو كتاب - بالفارسية - اشتمل

علىٰ

بحوث ودراسات ونقود وردود لدفع الشبه

والاعتراضات عن جملة من العقائد ، وردّ

التهم عن بعض الأعلام ، والتكلّم عن

بعض الكتب المعروفة عند الإمامية ،

وللتحقيق عن موقع علوم : العقائد والتفسير

والحديث والفقه ، وعن حال مؤسّسيها عند

أهل السُنّة ، وبيان حال علمائهم وأشهر

كتبهم المعتمدة في هذه العلوم .

مرتّب في : مقدّمة تعرّضت لما

تمتاز

به العلوم الدينية وأعلامها عند الإمامية عن

سائر الفرق ، وللتعريف بالكتاب ومواضيعه

ومؤلّفه وأُسرته الأبرار . وأربعة أبواب في :

مسائل اعتقادية ، كتب تفسير القرآن

والمفسّرين عند أهل السُنّة ، الصحاح

الستّة وأصحابها ، وفي أئمّة المذاهب

الأربعة . وملحقات تضمّنت بحوثاً في

مسائل فقهية ، وفي القياس والاستحسان .

وخاتمة اشتملت علىٰ بحث في حديث

الحوض ومفاده ، وعرض لما ورد عن أهل

البيت عليهم السلام

في الصحابة ، وعن نوادر

الأخبار في أمر الخلافة .

تضمّنت جهود التأليف : نقل الكتاب

للعربية ، مع التلخيص الدقيق ، والتنسيق

- بالجمع والتبويب والعرض - لمواضيعه ،

مع الإضافة والتعليق ، وتوثيق

النصوص .

صدر في قم سنة 1425 ه- .

حديث الولاية . .

ومَن روىٰ غدير خمّ

من الصحابة .

تأليف : الحافظ أبي العبّاس أحمد

بن

محمّد بن سعيد الكوفي ، المعروف

ب- : ابن عُقدة ، المتوفّىٰ سنة 333 ه- .

جمعٌ لما رواه الحافظ ابن عقدة في

كتابه - المفقود - الذي أفرده لجمع طرق

خبر الغدير وحديث الولاية : « مَن كنت

مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ،

وعادِ مَن عاداه » ، والذي روىٰ فيه نصّ

النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

علىٰ أمير المؤمنين عليه السلام

بالولاية من 105 طرق ، وذكر فيه 98 من

أسماء الصحابة ممّن روىٰ هذا الحديث .

حوىٰ الكتاب 142 رواية ل- 49

صحابياً

وصحابية ، وإضافة 4 روايات كمستدركات ؛

جُمعت بعد استقصاء وتتّبع في مصنّفات

الكثير من الحفّاظ والأعلام ممّن رووا

الحديث بأسانيدهم إلىٰ ابن عقدة ، أو

مباشرة من كتابه .

وقد ضمّ الكتاب بين دفتيه أيضاً

ثلاث

رسائل لثلاثة من معاصري المصنّف ، ممّن

روىٰ حديث الغدير بطرق كثيرة ، استلّت

رواياتهم من مصنّفاتهم ، وجمعت فيها :

ص: 412

الأُولىٰ : للحافظ أحمد بن شُعيب

النسائي ( ت 303 ه- ) ، حوت 20 رواية

عن 9 من الصحابة ، جُمعت من كتبه :

السُنن الكبرىٰ ،

خصائص أمير المؤمنين

عليّ عليه السلام ، وفضائل الصحابة .

والثانية : للحافظ سليمان بن أحمد

الطبراني ( ت 360 ه- ) ، حوت 45 رواية

عن 18 من الصحابة ، جُمعت من كتبه :

المعجم الكبير ،

المعجم الأوسط ، المعجم

الصغير ، ومسند الشاميّين .

والثالثة : لأبي بكر محمّد بن

الحسين

ابن عبد الله الآجري ( ت 360 ه- ) ، حوت

20 رواية عن 14 من الصحابة ، جُمعت

من كتابه : الشريعة

.

جمع وتحقيق : أمير التقدّمي

المعصومي .

نشر : « دليل ما » - قم / 1422 ه-

.

الأُصول الستّة عشر

، من الأُصول

الأوّلية .

مجموعة قديمة من الأُصول الأوّلية

لكتب الرواية ، المدوّنة في عصر الأئمّة

المعصومين عليهم السلام

، لعلّها أقدم ما سلم من

الاندراس والضياع ، وهي ستّة عشر أصلاً

من الأُصول الأربعمائة - المصادر الأوّلية

لأحاديث الشيعة - ولعلّها أهمّ كتاب من

نوعه ؛ إذ يشتمل علىٰ حقائق مهمّة

عن

كيفية الرواية في كتب المتقدّمين .

عكست - للأجيال المتأخّرة - صورة

عن طبيعة ومعالم أُصول القدماء ، شكلاً

ومضموناً ، وعن الأحاديث الموجودة

فيها ، وكيفية أخذ أصحاب الجوامع

الحديثية من هذه الأُصول .

تختلف الأحاديث المروية في هذه

الأُصول من حيث الصورة والشكل ؛ فقسم

منها معظمه مروي عن الأئمّة عليهم السلام

، وقسم

آخر عنهم أيضاً لكن مع واسطة أو أكثر ،

وقسم بجميعه مع الواسطة .

تتألّف من طائفتين : الأُولىٰ

برواية

هاورن بن موسىٰ التلعكبرّي ، عن الشيخ

محمّد بن همّام ، أو عن أبي العبّاس

ابن عقدة ، وتشتمل علىٰ كتب : زيد الزرّاد ،

أبي سعيد عبّاد العصفري ، عاصم بن حميد

الحنّاط ، زيد النرسي ، جعفر بن محمّد بن

شريح ، محمّد بن مثنّىٰ الحضرمي ، محمّد

ابن جعفر القرشي ، درست بن أبي منصور

الواسطي . والثانية برواية هارون التلعكبرّي

أيضاً عن أحمد بن محمّد بن سعيد

الهمداني ، وتشتمل علىٰ كتب : عبد الملك

ابن حكيم ، مثنّىٰ بن الوليد الحنّاط ، خلّاد

السدي ، حسين بن عثمان ، عبيد الله بن

يحيىٰ الكاهلي ، سلام بن أبي عمرة ، وعلىٰ

ص: 413

خبر

في الملاحم ، ونوادر علي بن أسباط .

حقّقت

اعتماداً علىٰ سبع نسخ رئيسية ،

أربع مخطوطة ، وثلاث مطبوعة ، وعدّة

نسخ أُخرىٰ ثانوية ، ذكرت مواصفات

النسخ في المقدّمة .

تحقيق

: ضياء الدين المحمودي .

نشر

: دار الحديث - قم / 1423 ه- .

رؤية الله وفلسفة الميثاق والولاية .

تأليف

: العلّامة السيّد عبد الحسين

شرف الدين الموسوي ( 1290 - 1377 ه- ) .

رسالتان

في كتيب واحد ، تناولتا

مسألتين من مسائل العقيدة الإسلامية ،

الأُولىٰ مسألة رؤية الباري تعالىٰ البصرية ،

وهل هي ممكنة مع تنزيهه سبحانه ، أم

هي مع التنزيه ممتنعة مستحيلة ؟

وتعرض

أدلّة لامتناع الرؤية - بعد

تحرير محلّ النزاع - من وجوه عقلية ،

وآيات قرآنية ، ونصوص لأئمّة العترة

الطاهرة عليهم السلام

، متضمّنة الاستدلال علىٰ

حجّيّة قولهم وفعلهم وتقريرهم عليهم السلام ، مع

نظرة في أدلّة جواز الرؤية ، والأحاديث

الواردة بشأنها في صحيحي البخاري

ومسلم ، إضافة إلىٰ خاتمة في ذكر

مجموعة من الوضّاعين دسّوا أنفسهم في

صفوف المحدّثين ، ووضعوا أحاديثاً في

الرؤية

؛ تثبيتاً لآرائهم ، وٱحتجاجاً علىٰ من

خالفهم فيها .

والثانية

كانت جواباً لأسئلة بشأن الآية

رقم 172 من سورة الأعراف ، وهي : « آية

الميثاق » ، والآية رقم 3 من سورة المائدة ،

وهي : « آية إكمال الدين » ، وتضمنّت بياناً

لدلالة الآيتين علىٰ نبوّة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة

أئمّة الهدىٰ عليهم السلام ، وجواباً لعدم

تصريح

القرآن تصريحاً واضحاً بخلافة أمير

المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام

.

سبق

أن نشرت الرسالة الثانية محقّقة

علىٰ صفحات نشرتنا هذه «

تراثنا »

بتحقيق

علي جلال باقر في العدد الثاني (62)

لسنة 1421 ه- .

تحقيق

: مهدي الأنصاري القمّي .

نشر

: دار اللوح المحفوظ - طهران /

1423 ه- .

دلائل الصدق لنهج الحقّ ، ج 6 .

تأليف

: العلّامة الشيخ المظفّر ، محمّد

حسن بن محمّد بن عبد الله النجفي

( 1301 - 1375 ه- ) .

أثر

قيّم ، يضمّ مباحث جليلة في

العقائد الإسلامية ، وهو مناقشة علمية

موضوعية في مسائل خلافية مهمة عديدة ،

وردت في كتاب إبطال

الباطل

للفضل بن

ص: 414

روزبهان

الأصفهاني ، الذي ألّفه للردّ علىٰ

كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق ، للعلّامة

الحلّي ( 726 ه- ) ، الذي أثبت فيه ما تذهب

إليه الإمامية - بعد مناقشة آراء مخالفيهم -

بأُسلوب رصين ونقاش علمي نزيه .

ويعدّ

مكمّلاً ومتمّماً لما في إحقاق

الحقّ ، للشهيد

الثالث القاضي السيّد نور الله

التستري ، المستَشهد سنة 1019 ه- ، من

ردود علىٰ أباطيل كتاب الفضل المذكور .

اشتمل

علىٰ مقدّمة بثلاثة مطالب ، ثمّ

مباحث التوحيد والعدل والنبوّة ، ثمّ الإمامة

وبعض فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، ثمّ

سيرة الخلفاء والصحابة والمعاد .

وهو

يذكر أوّلاً كلام العلّامة ، ثمّ ردّ

ابن روزبهان ، ثمّ نقضه للردّ حرفاً بحرف ،

ولم يفته منه شيء أصلاً ، مع أدب كامل

ومجاملة تامّة .

حُقّق

اعتماداً علىٰ 3 نسخ ، مخطوطة

ومطبوعتين ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة .

اشتمل

هذا الجزء علىٰ : تتمّة الرابع من

مباحث الإمامة : في تعيين إمامة عليّ عليه السلام

بالسُنّة ، وتضمّن 28 حديثاً ، ثمّ الخامس :

ذكر بعض الفضائل التي تقتضي وجوب

إمامته عليه السلام

: قبل الولادة ، وحال الولادة ،

وفضائله عليه السلام

بعد الولادة في ثلاثة أقسام :

نفسانية : إيمانه ، علمه وٱستناد العلوم كلّها

إليه

، الإخبار بالغيب ، شجاعته ، زهده ،

كرمه ، وٱستجابة دعائه وحُسن خُلُقه

وحلمه . بدنية : عبادته ، جهاده . وخارجية :

نسبه ، زوجته وأولاده ، محبّته ، وفي أنّه

صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن .

تحقيق

ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث / فرع دمشق - 1426 ه- .

كتاب التعارض .

تأليف

: الفقيه المحقّق السيّد محمّد

كاظم الطباطبائى اليزدي ، مرجع الطائفة في

عصره ، صاحب العروة

الوثقىٰ

، ( 1247 -

1337 ه- ) .

مباحث

تناولت إحدىٰ مسائل علم

أُصول الفقه ، وهي : مسألة التعارض ،

المعرَّفة ب- : تنافي الدليلين وتمانعهما

باعتبار المدلولين وبتنافي مدلولي الدليلين .

اشتملت

علىٰ : مقدّمة فيها أربعة أُمور :

عنوان المسألة بباب التعارض ، المراد

بالتعارض ، متعلّق التعارض - القطعيّين أم

الظنّيّين - وإمكان التعارض عقلاً بين

الدليلين وعدمه . . ومقامات ثلاثة : أحكام

التعارض : قاعدة الجمع مهما أمكن ،

الأصل في المتعارضَين ، ونفي المتعارضين

لثالث . . التعادل : إمكانه ووقوعه ، حكم

المتعادلين ، وتنبيه علىٰ عدّة أُمور متعلّقة

ص: 415

بالخبرين

المتعارضين . . والترجيح : وجوب

الترجيح وعدمه ، رواياته والإشكالات

المورَدة عليها ، اعتبار الترتيب بين

المرجّحات وعدمه ، إنّ المدار في الترجيح

علىٰ الواقع ، التعدّي عن المرجّحات

المنصوصة وعدمه ، بيان أقسامها وذكر

أحكامها ، أنواع المرجّحات الصدورية

وأصنافها ، المرجّحات المضمونية ،

وتعارض المرجّحات مع بعضها وخلاصة

البحث في ذلك . .

تحقيق

وتعليق : الشيخ حلمي

عبد الرؤوف السنان .

نشر

: مؤسّسة منشورات مدين - قم /

1426 ه- .

تحية القاري لصحيح البخاري .

تأليف

: الشيخ محمّد عليّ عز الدين ،

( 1238 - 1301 ه- ) .

دراسة

في مجموعة من أحاديث

الجامع

الصحيح

للبخاري محمّد بن

إسماعيل ( ت 256 ه- ) ، بلغت 141

حديثاً ، اختارها وٱستخرجها المصنّف

باعتماد طبعة مصر في زمانه .

تضمّنت

نقد وبيان الوضع والافتراء

والبُعد عن الصحّة وضرورة التأويل لهذه

الأحاديث ، بتجرّد عن العصبيّات ، واعتماد

ميزان

العقل وما تواتر عليه النقل .

فرغ

منه في 10 جمادىٰ الآخرة سنة

1291 ه- .

حُقّق

اعتماداً علىٰ مخطوطة واحدة ،

ذكرت مواصفاتها في المقدّمة .

تحقيق

: محمّد سعيد الطريحي .

نشر

: دار المرتضىٰ بيروت / 1423 ه- .

المناقب والمثالب .

تأليف

: أبي حنيفة النعمان بن محمّد

التميمي المغربي - قاضي مصر من قبل

المعزّ الفاطمي - المتوفّىٰ سنة 363 ه- .

كتاب

يشتمل علىٰ عرض - باختصار

وإيجاز - لسيرة أشخاص وأحداث جرت

في صدر تاريخ المسلمين ، وقبله في

الجاهلية ، باعتماد المشهور المعروف في

كتب السير والأنساب والأخبار ، متعرّضاً

لذكر مناقب بني هاشم ومثالب بني أُميّة ،

وقِدم العداوة بينهما ؛ من حيث ابتدأت ،

وكيف تشعّبت ، وإلىٰ حيث انتهت ، ذاكراً

فضل هاشم وولده علىٰ أخيه عبد شمس

وولده ، علىٰ الموازنة رجلاً برجل ؛ وذاكراً

شرف كلّ واحد من آباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

وأبنائه ، وضِعة مَن كان في عصره ممّن

عاداه وناوأه من بني أُمية .

وممّا

ذكر : مناقب عبد مناف بن قصي

ص: 416

وٱبنه هاشم وٱبنه عبد المطّلب وٱبنه

عبد الله ، ومثالب عبد شمس وٱبنه أُمية

وٱبنه حرب ، نور النبوّة ، بشارة الولادة ،

حلف الفضول ، مناقب أبي طالب ومثالب

مَن ناوأه من بني أُمية وغيرهم ، مَن نصب

الحرب والعداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

منهم

وممّن تآلفوه من قبائل قريش ، نكت من

أخبارهم ومَن والاهم من قريش بعد

الفتح ، ما جاء من القول في جملتهم ،

مناقب أمير المؤمنين عليه السلام

ومثالب معاوية ،

بيان إمامة عليّ عليه السلام

، مناقب الحسن

والحسين عليهما السلام

، مثالب يزيد ومروان ،

خلافة مروان بن الحكم ، مناقب علي بن

الحسين زين العابدين ومثالب عبد الملك

ابن مروان ، مناقب محمّد بن علي وٱبنه

جعفر عليهما السلام

ومثالب مَن ولي من بني مروان

أيّامهما ، زيد بن علي عليه السلام

، خلافة الوليد

ابن عبد الملك ، مثالب المتغلّبين بأرض

الأندلس ، المهدي الموعود عليه السلام

وبعض

روايات الظهور ، وخلافة عبد الرحمٰن بن

معاوية بن هشام بن عبد الملك وولده .

حُقّق اعتماداً علىٰ نسختين

مخطوطتين

ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة .

تحقيق : ماجد بن أحمد العطية .

نشر : مؤسّسة الأعلمي - بيروت /

1423 ه- .

شرح أساس النحو .

تأليف : السيّد علي بن محمّد عليّ

الموسوي البهبهاني ( 1303 - 1359 ه- ) .

كتاب يشتمل علىٰ مباحث استدلالية

في أُصول وقواعد اللغة العربية ، ومبانيها

وأُسسها ، وهو شرح كتبه المصنّف لمتن

كتابه أساس النحو

الموجز المختصر ؛ لحلّ

غوامضه وكشف أستاره ، طبع مع متنه سنة

1385 في طهران .

وتضمّن : مقدّمات يستحقّ تقديمها

:

تعريف النحو وموضوعه وفائدته ، الكلمة ،

الكلام ، الجملة ، أقسام الكلمة ، أنواع

الإعراب ، المعرفة والنكرة ، الضمير ، اسم

الإشارة ، والمعرّف باللام . . أساس في

حكم أركان الكلام : الفاعل ، المبتدأ

والخبر ، المضاف ، الاشتغال ، والتنازع . .

أساس في المعاني المعتورة التابعة

للإسناد : المتعلّق بالمسند : المفعول به ،

والمتعلّق بالمسند إليه : المستثنىٰ والحال ،

المفعول له ، المفعول المطلق ، المفعول

فيه ، المفعول معه ، والمنصوب علىٰ

التوسّع . .

أساس في الإضافة . . أساس في

الأسماء المتّصلة بالفعل : اسم الفاعل ، اسم

المفعول ، الصفة المشبّهة ، اسم التفضيل . .

ص: 417

وأساس

في التوابع : النعت .

حُقّق

اعتماداً علىٰ الموجود من نسخة

الأصل بيد المصنّف .

تحقيق

: محمّد حسين أحمدي

الشاهرودي .

نشر

: « دار العلم » البهبهاني - قم /

1422 ه- .

رحلة في الآفاق والأعماق . . شرح

دعاء كميل .

تأليف

: الشيخ حسين أنصاريان .

دعاء

كميل ، مدرسة كبرىٰ تنطوي علىٰ

مضامين عرفانية سامية ؛ لاشتماله علىٰ

الكثير من المسائل ذات الأهمّية البالغة في

الحياة الروحية والإنسانية ، ويعدّ من أهمّ

الأدعية التي وردت في التراث الدعائي

لأهل البيت عليهم السلام ؛ إذ هو كلمات سيّدنا

الخضر عليه السلام

، جرت علىٰ لسان مولانا أمير

المؤمنين عليه السلام ، وعلّمها تلميذه وصاحبه

وحافظ سرّه ، ومَن عُرف الدعاء باسمه :

كميل بن زياد النخعي ( 12 - 82 ه- ) ،

الذي قُتل صبراً علىٰ يد حاكم العراق

الدموي الحجّاج بن يوسف الثقفي ، في

محبّة أمير المؤمنين عليه السلام ، رضوان الله تعالىٰ

عليه .

وهذا

الشرح قوامه العلوم والمعارف

والفكر

الأصيل ؛ إذ يستند إلىٰ أُسس وركائز

قرآنية وروائية وعرفانية ، فهو يورد فقرة

فقرة من الدعاء ، ثمّ شرح ما يمكن من

معاني مفرداتها ضمن شرحها الإجمالي ،

بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

الشريفة وروايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام ،

المرتبطة بتلك المعاني .

تعريب

: كمال السيّد .

نشر

: مؤسّسة أنصاريان - قم / 1425 ه- .

طبعات جديدة

لمطبوعات سابقة

اقتصادنا المُيسّر .

إعداد

: السيّد علي حسن مطر .

كتاب

يتضمّن صورة ميسّرة شاملة

للمذهب الاقتصادي الإسلامي ، يمكن أن

يستوعبها غير المتخصّصين ، استُقيت مادّته

من مؤلّفات آية الله العظمىٰ السيّد محمّد

باقر الصدر قدس سره ( 1353 - 1400 ه- ) ، وفي

مقدّمتها كتاب اقتصادنا ، الذي أُخذت منه

معظم مادّة البحث ، مع الاستعانة بكتب :

البنك

اللاربوي

، المدرسة

الإسلامية

،

وبعض أجزاء سلسلة الإسلام

يقود الحياة

.

شمل

الإعداد : اختيار المادّة ، وترتيبها ،

وأُسلوب العرض ، مع خلاصة في خاتمة

ص: 418

كلّ بحث تضمّنت الأفكار الأساسية

الواردة

فيه ، ومجموعة من الأسئلة لاختبار مدىٰ

استيعاب مطالبه .

وتضمّنت مباحثه : الأدلّة علىٰ

وجود

الاقتصاد الإسلامي ، وبعض مبادئه ، نوعه ،

طريقة الإسلام ونظريته في توزيع الثروات

الطبيعية ، كيف يتحدّد ثمن السلعة ، نظرية

توزيع الثروة المنتجة ، نظرية مكافأة

مصادر الإنتاج ، ووسائل تنميته ، العلاج

الإسلامي للمشكلة الاقتصادية ، تداول

الثروة ، مسؤولية الدولة ، شكل الإنتاج

وطريقة التوزيع ، هدف الإنتاج ، الإطار

العام للاقتصاد الإسلامي ، وأخيراً القرض

الربوي والقرض الإسلامي .

سبق أن صدر في قم سنة 1418 ه- ،

وأعادت نشره منشورات « ناظرين » في قم

سنة 1425 ه- بعد التنقيح والتصحيح .

المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي .

تأليف : السيّد ثامر هاشم العميدي

.

بحث عن الإمام الحجّة المنتظر

عجّل

الله تعالىٰ فرجه الشريف ، وحقيقته في

الفكر الإسلامي .

تعرّض إلىٰ بعض الآيات القرآنية

المفسّرة بالإمام المهدي وظهوره ،

والأحاديث النبوية الشريفة الخاصّة بذلك ؛

مَن أخرجها من الحفّاظ والمحدّثين

، مَن

رواها من الصحابة ، طرقها في كتب السُنّة

إجمالاً ، ذكر بعض العلماء ممّن صرّح

بصحّتها ، وممّن صرّح بتواترها .

ثمّ الأحاديث التي تثبت نسب

الإمام

المهدي ؛ وكونه ابن الإمام الحسن بن علي

العسكري عليهما السلام

، وأنّه التاسع من ولد الإمام

السبط الحسين عليه السلام

، وأنّه من ولد فاطمة

الزهراء عليها السلام

، وأنّه آخر الخلفاء - الأئمّة -

الاثني عشر ، وأنّه الذي بشّر الرسول

المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وسلم

بخروجه آخر الزمان ليملأ

الارض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً

وجَوراً ، وردّ الأخبار المعارِضة لهذه

الأحاديث .

كما تضمّن البحث ردّ الشبهات

المثارة

للتشكيك بصحّة هذه الأحاديث ؛ منها عدم

ورود أحاديث المهدي في الصحيحين ،

وتضعيف ٱبن خلدون لبعضٍ منها ،

وكذلك إجابة علمية علىٰ أسئلة مهمة

تتعلّق ب- : الإمامة للصبي ، طول عُمُر الإمام ،

غيبته الطويلة ، كيفيّة الاستفادة من الإمام

الغائب ، وفائدة انتظاره .

أصدره سابقاً مركز الرسالة ضمن :

سلسلة المعارف الإسلامية ، برقم 1 ، في

قم سنة 1417 ه- .

وأعاد المركز نفسه إصداره بعد

إجراء

ص: 419

تصحيحات

وإضافات من المؤلّف ، سنة

1425 ه- .

أحكام المدينة المنوّرة .

تأليف

: الشيخ علي الكوراني العاملي .

مباحث

وردود علمية علىٰ ما جاء في

خطبة الجمعة للشيخ صلاح البدير في

الحرم النبوي الشريف ، في موسم الحج

لسنة 1422 ه- ، من فتاوىً فظيعة ،

ومغالطات وتحريفات لأحكام الإسلام ؛ إذ

جعل هذا الخطيب منبر مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

منبراً لأفكاره الشاذّة ، وأخرج خطبة معدّة

مكتوبة ، شنّ فيها هجوماً خشناً علىٰ الّذين

يخالفونه في الرأي ، وهم كلّ المسلمين

بكلّ مذاهبهم ، وٱتّهمهم بالشرك والكفر

والضلال ! !

تضمّنت

: الخطبة بلا بسملة ، الصلاة

البتراء في الخطبة ، معنىٰ الإحداث في

المدينة المنوّرة ، مزاعم هذا الخطيب

بشأن : زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم غير مستحبّة ،

المشي لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حرام ،

التوسّل بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم شرك بالله تعالىٰ ،

الدعاء عند قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسيلة للشرك ،

مراسم احترام قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بدعة ،

وجوب هدم القبّة النبوية وإخراج القبر ،

تحريم التبرّك بآثار النبيّ وآله عليهم السلام ،

وأخيراً

: الردّ علىٰ نهيه عن زيارة معالم

المدينة .

صدر

في قم سنة 1423 ه- وأعادت

دار الهدىٰ في قم نشره سنة 1424 ه- ،

بعد الإضافة والتنقيح .

الحقوق الاجتماعية في الإسلام .

تأليف

: عبّاس ذهيبات .

بحث

يتناول نظرة الإسلام الشمولية ،

وما يفرضه من عناية ورعاية لحقوق

الإنسان والمجتمع ، وحفظها وصيانتها لكلّ

منهما ، ولِما يترتّب لهما إثر العلاقة

المترابطة بينهما .

اشتملت

فصوله الثلاثة علىٰ مباحث

متعدّدة ، تناول فيها الحقوق العامّة للإنسان

وأهمّ أنواعها ، والحقوق الاجتماعية ذات

الصبغة القانونية ، وذات الصبغة الأخلاقية ،

مع شيء من التفصيل في موضوع حقّ

الجوار .

ومحور

البحث كان بخصوص الحقوق

العائلية لأهمّيتها الاجتماعية الكبيرة ، بتقدير

أنّ الأُسرة هي اللبنة الأساسية في البناء

الاجتماعي ، مشيراً إلىٰ ما يفرضه الإسلام

من حقوق وواجبات للأبوين ، وللأولاد ،

ثمّ الحقوق المتبادلة بين الزوجين .

اعتمد

البحث علىٰ النصوص القرآنية

ص: 420

وأحاديث

السُنّة النبوية المطهّرة ، وما ورد

عن أهل البيت الطاهرين عليهم السلام ، خصوصاً

رسالة الحقوق للإمام السجّاد

عليّ بن

الحسين عليهما السلام التي تعدّ لائحة

قانونية مهمّة

ووثيقة تاريخية قيّمة .

أصدره

سابقاً مركز الرسالة ضمن :

سلسلة المعارف الإسلامية ، برقم 4 ، في

قم سنة 1417 ه- ، وأعاد المركز نفسه

إصداره بعد إجراء تصحيحات وإضافات

من المؤلّف ، سنة 1425 ه- .

فلسفتنا المُيسّرة .

تأليف

: السيّد علي حسن مطر .

كتاب

يشتمل علىٰ بحوث فلسفية

مختصرة ( 18 بحثاً ) ، مع خلاصة في

خاتمة كلّ بحث تضمّنت أبرز الأفكار

الواردة فيه وأسئلة لاختبار مدىٰ استيعاب

مطالبه .

انتخبت

هذه البحوث من كتاب

فلسفتنا لآية الله العظمىٰ السيّد محمّد باقر

الصدر قدس سره ( 1353 - 1400 ه- )

عدا البحث

الأخير ؛ إذ انتُخب من كتابه الرسول

والمرسِل والرسالة .

وكانت

الأبحاث بعناوين : المعرفة

حقيقتها ومصدرها ، كيف نميّز الحقيقة من

الخطأ ، مبدأ العلية ، التجربة واليقين

الرياضي

، حقيقة الإدراك ، تطوّر المعرفة ،

الوجود الخارجي والوجود الذهني ، حقيقة

الوجود الخارجي ، مبدأ العالم ، حقيقة

الحركة ، بطلان القول بالتناقض ، كيفية

التطوّر ، ترابط أجزاء الوجود ، خصائص

مبدأ العلية ، العلّة المادية والعلّة الفاعلية ،

المادّة العلمية والمادة الفلسفية ، والدليل

الفلسفي علىٰ وجود الله تعالىٰ .

صدر

سابقاً في قم سنة 1418 ه- ،

وأعادت منشورات « ناظرين » نشره بعد

التعديل والإضافة ، في قم سنة 1425 ه- .

كتب صدرت

حديثاً

المذاهب والفرق في الإسلام . .

النشأة والمعالم .

تأليف

: صائب عبد الحميد .

دراسة

تسعىٰ لتقديم أقرب الصور إلىٰ

الحقيقة في موضوع نشأة المذاهب والفرق

وفي معالمها الأساسية ، وهي بتقسيم

جديد بعد أن كانت موزّعة علىٰ مباحث

في كتاب : تاريخ

الإسلام السياسي

والثقافي - مسار الإسلام بعد الرسول

ونشأة المذاهب

، الذي صدر للمؤلّف سنة

1417 ه- في قم .

في

أربعة فصول ، كلّ منها في عدّة

ص: 421

مباحث

: في تسمية المذاهب والفرق :

أُسس خاطئة في التمييز ، تحديد أُصول

المذاهب ، وجذور التسمية وأسبابها . .

الواقع التاريخي للخلافة ونظام الغَلَبة

وأثرهما في نشأة المذاهب والفرق : نشأة

التسمية ب- : « أهل السُنّة والجماعة » ،

والصحيح في معناها ، التمييز بين « أهل

السنّة » و « أهل البدعة » ، المارقون ، مرحلة

الانقسامات ، الجبرية ، المفوّضة ( القدرية ) ،

والمرجئة . . أثر الكلام والفلسفة في النشأة

والمعالم : المعتزلة ، الأشاعرة ، الماتريدية ،

وطوائف وفرق المسلمين في تفسير

صفات الله عزّ وجلّ . . دور التطرّف الديني

في تكوين بعض المذاهب والفرق : ظهور

الغلوّ بين المسلمين ، تعدّد طوائف الغلاة ،

وموقف أهل البيت عليهم السلام من الغلوّ والغلاة

.

صدر

ضمن : سلسلة المعارف

الإسلاميّة برقم 46 .

نشر

: مركز الرسالة - قم / 1425 ه- .

الموسوعة الكبرىٰ عن فاطمة الزهراء

عليها السلام ، ج 1 و 2 و 3 و 20 .

تأليف

: الشيخ إسماعيل الأنصاري

الزنجاني الخوئيني .

موسوعة

جامعة شاملة ، بتنظيم وترتيب

موضوعي ، لما أمكن جمعه من الأحاديث

والنصوص

الواردة عن سيّدة النساء عليها السلام ،

ومكانتها وسيرتها المباركة وخصائصها .

استغرقت

سنين من التتبّع والاستقصاء

لأكثر من ثلاثين ألف من المصنّفات التي

دوّنها المتقدّمون والمتأخّرون عنها عليها السلام من

الخاصّة والعامّة .

مرتّبة

بذكر النصّ ، ثمّ مصادره ، ثمّ ذكر

السند ومأخذه ، وترقيم كلّ من المصادر

والأسانيد ، وإذا تكرّر النصّ يُذكر جزء منه

مع الإحالة إلىٰ موضعه الأوّل ، مع فهارس

فنية لكلّ مجلّد في ختامه .

في

20 جزءاً ، في 3 أقسام - قُسّمت

إلىٰ مطافات ، والمطافات إلىٰ فصول - :

ق 1 : الزهراء عليها السلام قبل هذا العالم ، وق

2 :

حياتها وسيرتها عليها السلام في هذا العالم : من

ولادتها إلىٰ زواجها ، زواجها ، مع أبيها

والأصحاب ، بعد وفاة أبيها إلىٰ شهادتها ،

شهادتها ، حياتها الشخصية ، مختصّاتها ،

محبّوها وأعداؤها ، أوصافها ، وما يتعلّق

بها ، وق 3 : أحوالها عليها السلام

بعد هذا العالم .

تضمّن

ج 1 : المقدّمة : تعريف بمنهج

ومراحل العمل ، إحصائيات لما كُتب ولمَن

كتب عن الزهراء عليها السلام ، أسماء 2248 من

المصادر المعتمدة ، وموجز من حياتها ، ثمّ

مطافات ق 1 الثلاثة : بداية خلقها ، خلقها

قبل آدم عليه السلام ، وخلق نورها عليها السلام .

ص: 422

وج

2 : المطاف الأوّل من ق 2 : من

ولادتها عليها السلام

إلىٰ زواجها ، في ستّة فصول :

انعقاد نطفتها ، تاريخ وكيفية ولادتها ،

إقامتها بمكّة ، هجرتها ، وإقامتها بالمدينة .

وج

3 : ثلاثة فصول من المطاف الثاني

- زواجها - من ق 2 : كفويتها لعليّ عليه السلام ،

زواجها بأمر الله ، وخطبتها عليها السلام .

وتضمّن

ج 20 : مطافات ق 3 الخمسة :

جلالتها ، وشفاعتها يوم المحشر ، ما يجري

عند لقائها أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وٱبنها

الحسين عليه السلام

، وقدومها الجنّة ومنزلها عليها السلام

في الفردوس الأعلىٰ .

نشر

: منشورات « دليل ما » - قم / ج 1

وج 2 وج 20 سنة 1422 ه- ، وج 3 سنة

1423 ه- .

دروس في فقه المعاملات ( البيع ) .

تأليف

: السيّد محمّد كاظم

المصطفوي .

دروس

فقهية تشتمل علىٰ مباحث

استدلالية موجزة ، خاصّة بكتاب البيع

ومسائله وما يرتبط بها من متعلّقات ، من

خلال عرض ونقل أقوال الفقهاء الكبار في

كلّ مسألة ، مع خلاصة بشكل نقاط لكلّ

مبحث في آخره ، وأسئلة تخص

موضوعه . .

والكتاب

حلقة في سلسلة يصدرها

مكتب تدوين المناهج الدراسية ، التابع

للناشر ، برقم (39) ، وٱشتمل علىٰ 52

بحثاً .

نشر

: المركز العالمي للدراسات

الإسلامية قم / 1424 ه- .

الموجز في تاريخ النبيّ والأئمّة عليهم السلام .

تأليف

: السيّد محمّد حسين

الطباطبائي اليزدي .

موجز

يشتمل علىٰ ذكر ما يتعلّق

بتواريخ : الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمير

المؤمنين عليّ عليه السلام ، والزهراء البتول عليها السلام ،

والسبطان : الحسن والحسين عليهما السلام ، وأئمّة

المسلمين التسعة من ذرّية الحسين عليهم السلام .

يذكر

لكلّ معصوم : كنيته ، تاريخ

ولادته ، تاريخ وفاته ، اسم أُمّه ، أسماء

أولاده وأُمّهاتهم ، عدد أزواجه ، أسماء مَن

عاصر من حكّام الجور ، مدّة حياته ، قبره ،

وبابه عليه السلام

.

ويذكر

للزهراء عليها السلام

: كنيتها ، تاريخ

ولادتها ، تاريخ وفاتها ، اسم أُمّها ، مدّة

حياتها ، وقبرها . ولصاحب الزمان الحجّة

المنتظر عليه السلام

: كنيته ، تاريخ ولادته ، اسم

أُمّه ، أسماء مَن عاصر من حكّام الجور ،

مدّة حياته ، وأبوابه الأربعة .

ص: 423

ذكرت

اعتماداً علىٰ كتب : تاريخ

الأئمّة

لابن أبي الثلج ( ت 325 ه- ) ، مسارّ

الشيعة

للشيخ المفيد ( ت 413 ه- ) ، تاج

المواليد

للشيخ الطبرسي ( ت 548 ه- ) ، المستجاد

من كتاب الإرشاد

للعلّامة الحلّي ( ت

726 ه- ) ، توضيح

المقاصد

للشيخ البهائي

( ت 1031 ه- ) ، البحار للعلّامة المجلسي

( ت 1110 ه- ) ، كشف

الغُمّة

للإربلي ( ت

693 ه- ) ، ورجال

النجاشي

( ت 450 ه- ) .

نشر

: « نشر سپاس » - طهران / 1421 ه- .

دراسة وتحليل لاختلافات الأدعية

والزيارات .

تأليف

: الشيخ نبيل شعبان .

دراسة

تسعىٰ لتشخيص وبيان أسباب

حدوث الاختلافات في نصوص الأدعية

والزيارات الواردة عن المعصومين عليهم السلام ،

التي يقرأها ويزاولها الناس عبادةً لربّهم

وتقرّباً إليه جلّ وعلا ، وطلباً لقضاء

حوائجهم منه تعالىٰ ؛ بأمل خلق ثقافة

دُعائية خالية من التعصّب والتزمّت ؛ إذ

تركت هذه الاختلافات آثاراً انعكست علىٰ

الموروث الثقافي والتراثي والحضاري .

وهي

في قسمين : الأوّل يشتمل علىٰ

عرض نماذج من الاختلافات في الأدعية

في مصادرها المختلفة ، وهي إمّا بسيطة

تتضمّن

زيادة أو نقصان أو تبدّل ألفاظ ،

بإضافة حرف أو كلمات علىٰ متن الدعاء ،

بين مصدر وآخر ، أو معقّدة تتضمّن الكثير

من التبدلات والتحورات التي تطرأ علىٰ

الدعاء ، حتّىٰ تكاد أن تفقد الدعاء وحدته

أحياناً . . والثاني يشتمل علىٰ ذكر جملة

من الأسباب والتفسيرات التي أدّت إلىٰ

هذه الاختلافات ، مستخلَصة من القرائن

والأدلّة المتعلّقة بكلّ موضوع .

نشر

: أنوار الزهراء عليها السلام - قم / 1425 ه- .

شهداء المنبر الحسيني في العراق ،

ج 1 .

تأليف

: الشيخ حمزة الخويلدي .

كتاب

يشتمل علىٰ تراجم لأكثر من

مائة خطيب من خطباء المنبر الحسيني ،

الّذين استشهدوا بشتّىٰ أساليب القتل

والاغتيال بيد السلطة الطاغية في العراق

خلال فترة حكم البعث الجائر ، منذ عام

1968 وحتّىٰ انهيار النظام عام 2003 م ؛

جُمعت ممّا نَقله عنهم ذووهم ومقرّبوهم

وأصدقاؤهم وممّن يعرفهم من الخطباء

أساتذة الحوزة ، أو ممّا كُتب عنهم في

المؤلّفات والنشرات .

بدأ

العمل بهذا الكتاب منذ نحو عشر

سنوات ، ويتعرّض في ترجمة كلّ خطيب

ص: 424

إلىٰ

ذكر : ولادته ونشأته ، نبذة من سيرته

ومواقفه الجهادية ، معاناته وطريقة

استشهاده .

اشتمل

هذا الجزء علىٰ أسماء 52

خطيباً ، مرتّبة أبجدياً .

نشر

: المركز الثقافي - بيروت /

2003 م .

الموسوعة الفقهية الميسّرة ، ج 2 -

6 .

تأليف

: الشيخ محمّد علي الأنصاري .

موسوعة

تشتمل علىٰ عرض الفكر

الفقهي والأُصولي ، وفق الترتيب الهجائي

للموضوعات الفقهية ، مع موضوعات علم

الأُصول كملحق خاصّ ، بأُسلوب مختصر

وخال من التعقيد والاستدلالات إلّا نادراً ؛

متعرّضةً لأقوال ثلاثة من كبار الفقهاء

المعاصرين في الفقه ، وثلاثة من أعلام

المدرسة الأُصولية الحديثة في الأُصول ،

مع ترجمة مختصرة للفقهاء والأُصوليّين

الّذين تذكر آراؤهم في كل جزء من أجزاء

هذه الموسوعة . .

بدأ

ج 2 ، الصادر سنة 1418 ه- ، في

الفقه ، من كلمة « إرادة » وٱنتهىٰ بكلمة

« استعمال » ، وكذلك في الأُصول . . وج 3 ،

الصادر سنة 1420 ه- ، في الفقه من كلمة

«

استغاثة » وٱنتهىٰ بكلمة « اضطراري » ،

وفي الأُصول من كلمة « استفصال » وٱنتهىٰ

بكلمة « اضطرار » . . وج 4 ، الصادر سنة

1422 ه- ، في الفقه من كلمة « إطاعة »

وٱنتهىٰ بكلمة « أكيلة » ، وفي الأُصول من

كلمة « اطّراد » وٱنتهىٰ بكلمة « الأقلّ

والأكثر » . . وج 5 ، الصادر سنة 1424 ه- ،

في الفقه من كلمة « ألبسة » وٱنتهىٰ بكلمة

« أنين » ، وفي الأُصول من كلمة « إلحاق »

وٱنتهىٰ بكلمة « انقلاب النسبة » ، مع ملحق

بتراجم أئمّة المسلمين الاثني عشر عليهم السلام ،

مبتدئاً بأمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، ومنتهياً

بالإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالىٰ

فرجه الشريف . . وج 6 ، الصادر سنة

1425 ه- ، في الفقه من كلمة « إهاب »

وٱنتهىٰ بكلمة « بلّور » ، وفي الأُصول من

كلمة « إهمال » وٱنتهىٰ بكلمة « بعث » ، مع

ملحق بترجمة سيّدة نساء العالمين فاطمة

الزهراء عليها السلام .

نشر

: مجمع الفكر الإسلامي - قم .

أُمّهات المعصومين عليهم السلام . . سيرة

وتاريخ .

تأليف

: عبد العزيز كاظم البهادلي .

عرض

مختصر لجوانب من السيرة

العطرة والتاريخ المضيء المُشرق لأُمّهات

ص: 425

المعصومين

الأربعة عشر عليهم السلام ، يشتمل

علىٰ ذكر اسمها ، بيتها وآبائها ، خطوبتها

وزواجها ، ولادتها المعصوم ، ووفاتها ، مع

شيء من التفصيل في قِسمِه الأوّل ،

وبالخصوص في حياة الزهراء عليها السلام .

في

قسمين ، الأوّل في ذكر أُمّهات

أصحاب الكساء : الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،

الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

، فاطمة

الزهراء عليها السلام ، والإمامين السبطين

الحسن

والحسين عليهما السلام ، وهنّ : آمنة بنت

وهب ،

فاطمة بنت أسد ، خديجة الكبرىٰ ،

وفاطمة الزهراء ، سلام الله عليهنّ .

والثاني

: أُمّهات الأئمّة : السجّاد عليه السلام

:

شهربانو ( سلامة ، مريم . . . ) ، الباقر عليه السلام

:

فاطمة بنت الإمام الحسن السبط عليه السلام

،

الصادق عليه السلام : فاطمة بنت القاسم

بن

محمّد بن أبي بكر ، الكاظم عليه السلام

: حميدة

المصفّاة بنت صاعد ، الرضا عليه السلام

: نجمة

( أروىٰ ، سكينة النوبية . . . ) ، الجواد عليه السلام

:

خيزران ( سبيكة ، ريحانة . . . ) ، الهادي عليه السلام

:

سمانة ( جمانة . . . ) ، العسكري عليه السلام

:

سوسن ( حديث ، سليل . . . ) ، وأُمّ الإمام

المنتظر عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف :

نرجس ( صقيل ، مليكة ، حكيمة . . . ) .

صدر

ضمن : سلسلة المعارف

الإسلامية برقم 47 .

نشر

: مركز الرسالة - قم / 1425 ه- .

جناية البخاري . . إنقاذ الدين من إمام

المحدثين .

تأليف

: زكريا أوزون .

كتاب

يشتمل علىٰ أبحاث لمناقشة

ومعالجة موضوع الحديث النبوي

الشريف ، اعتماداً علىٰ الجهد والبحث

العلمي الموضوعي ، وإعمال العقل

والتخلّص من أوهام النقل ؛ من خلال

انتقاء مجموعة من الأحاديث المتناقضة

الواردة في صحيح

البخاري

- ووافقه فيها

مسلم في صحيحه - المنافية أيضاً للثوابت

والمعطيات العلمية ، والنظم والأعراف

السائدة اليوم ، والتي تتعارض مع العلم

والمنطق والذوق السليم .

قسمت

أبحاث الكتاب إلىٰ فصول ،

كلّ منها في أربع فقرات : توطئة ، تحتوي

علىٰ مقدّمة الموضوع المدروس ، متن

الحديث ، وفيها نصّ الحديث الحرفي مع

ذكر الكتاب والباب الذي ورد فيه ، الشرح

والمناقشة ، تحتوي علىٰ شرح الحديث

حسب ما جاء في كتب الأثر والتراث مع

التعليق عليه ومناقشته ، والنتيجة ، تحتوي

علىٰ خلاصة ما تمّ التوصّل إليه من خلال

الفقرات التي سبقتها .

ص: 426

نشر : « رياض الريّس » - بيروت /

2004 م .

موسوعة الإجماع في فقه الإمامية ،

ج 1 .

تأليف : الشيخ أحمد المبلّغي .

موسوعة فقهية خاصّة بالإجماعات

وشؤونها ومواردها في فقه الإمامية ، تسعىٰ

- من خلال البحث والتتبّع - لتشكيل ملفّ

معلوماتي لكلّ مسألة فقهية ادُّعي تحقّق

الإجماع فيها ، يتضمّن تحليلات دقيقة من

زوايا مختلفة وجوانب متعدّدة ، يمكن

للمستنبط الاستعانة بها في الاستنباط

والتعرّف علىٰ سير الفتوىٰ في مسألة معيّنة ؛

وتهدف لبيان تصحيح الاستنتاجات ، معرفة

أهل الاتّفاق ، وتعيين ناقل الإجماع .

مع مقدّمة علمية اشتملت علىٰ جملة

مباحث تاريخية وأُصولية خاصّة بالإجماع ،

تضمّنت عرض أدلّة أهمّيته في الفقه

والأُصول ، تعريفه ، تاريخه ، أحكامه ،

أقسامه ، ودراسة عن الإجماع المنقول .

عرضت الإجماعات بترتيب الأبواب

والمسائل الفقهية المعروفة ، من الطهارة

إلىٰ الديات ، مع مراعاة تقدّم وتأخّر مسائل

الباب ومطالبه .

ينتظم عرض الكلام عن كلّ إجماع في

محورين رئيسيّين : وضع عنوان أصلي

للمسألة الإجماعية ، روعي فيه اختيار

العبارة المشهورة ، الأكثر وضوحاً ، بين

ناقلي الإجماع ، وبالعنوان المتّفق عليه من

حيث القيود ، والاستعانة كذلك بفهم

بعضهم للعبارة الإجماعية ، والتقيّد بالعبارة

الأقرب إلىٰ عبارة الناقل ، ثمّ المعلومات

ذات العلاقة بالمسألة ، ويتم ب- : توضيح

الإجماع فيها ، بيان معقِده ، مَن أفتىٰ به ،

الناقلون له ، ثمّ نقده من خلال إحرازه ،

وبيان اعتباره .

اشتمل هذا الجزء علىٰ إجماعات

كتاب

الطهارة .

نشر : مؤسّسة « بوستان كتاب قم »

-

قم / 1425 ه- .

أحاديث في الدين والثقافة

والاجتماع ، ج 1 و 2 .

تأليف : الشيخ حسن بن موسىٰ

الصفّار .

مجموعة خطب ومحاضرات المؤلّف ،

ألقاها في مسجد « الفتح » بالقطيف علىٰ

منبر الجمعة ، ثمّ نُشرت عبر موقعه علىٰ

الإنترنت ، وهي نتاج جهود بُذلت لتقديم

خطاب ديني يتّصف بمواكبة تطوّرات

العصر ، ويأخذ أوضاع المجتمع والبيئة

ص: 427

المحلية بعين الاعتبار ، ويقدّم

ما يمكن من

الحلول والمعالجات لمشاكل المجتمع

وقضاياه ، وهي محاولة للارتقاء بالتوجيه

الديني إلىٰ المستوىٰ المطلوب لعرض

القيم الرفيعة للدين الحنيف في مواجهة

تحدّيات العصر الراهن .

اشتمل ج 1 علىٰ ما أُلقي خلال سنة

1420 ه- ، وج 2 علىٰ ما أُلقي خلال سنة

1421 ه- ، إضافة لبعض الكتابات المتفرّقة

وخطب بعض المناسبات ، والمقابلات

الصحفية ، ومقدّمات بعض الكتب .

بعض العناوين في الجزءين : نحو

حياة عائلية سعيدة ، النجاح في العلاقات

الاجتماعية ، التعامل الإنساني في سيرة

الإمام عليّ عليه السلام

، النهي عن المنكر شفقة

وإصلاح ، رسالات الأنبياء إيمان وتطبيق ،

البعد الاجتماعي في حياة الإمام

الحسين عليه السلام ، الإمام

المهدي بين العقل

والنقل ، اختيار الزوج بين الفتاة وأهلها ،

شهر رمضان وعادات خاطئة ، حُلُم الإمام

الحسن عليه السلام نهج للتسامح

الاجتماعي ، ليلة

القدر قرارت التحوّل والتغيير ، الفراغ

الروحي قلق وٱضطراب ، ذوو الرأي

ومسؤولية الحوار ، الاستطاعة للحجّ

وتحديد الأولويات ، الإمامة بين النصّ

والشورىٰ ، آفاق أُخرىٰ للعمل الديني ،

أخطار المخدّرات وسبل الوقاية

منها . .

المناسبات الدينية والقدوة الرسالية ، خطر

العداوة ، ثورة الحسين عليه السلام

وثروة المعرفة ،

الشباب أسرع إلىٰ كلّ خير ، اختلاف الرأي

لا يوجب العداوة ، حركة الوعي والثقافة

في المجتمع ، واقع الإنسان بين الأمل

والعمل ، احترام الناس من أهمّ العبادات ،

الاعتذار من الخطأ سلوك حضاري ، بناتنا

في طريق العلم ، المواجهة مع اليهود ،

الإمام المهدي عليه السلام

وبشائر الأمل ،

الاستهلاك وعادات الإسراف ، رعاية

الطفل ، المجتمع واليتيم ، صور من حياة

الإمام الجواد عليه السلام

.

نشر : مؤسّسة البلاغ ودار الواحة

-

بيروت / 1422 ه- .

الشريف المعتمد شاه عبد العظيم

الحسني . . حياته ومسنده .

تأليف : عبد الزهراء عثمان محمّد

.

كتاب في قسمين ، الأوّل : محاولة

لدراسة سيرة الشريف الثقة أبي القاسم

عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن

الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن

أبي طالب عليهم السلام

، هذا العالم الكبير المعتمد

عند الأئمّة من آل البيت عليهم السلام

، الذي يعدّ

من أجلّاء تلاميذ الإمامين محمّد الجواد

ص: 428

( 220 ه- ) وعليّ الهادي ( 254 ه- ) عليهما السلام ،

والذي ورد في حقّه نصوص تؤكّد مكانته

العلمية وعلوّ شأنه ودرجة وثاقته العالية

جدّاً ؛ اعتماداً علىٰ ما حفظته كتب التاريخ

والرجال وكتب السيرة والحديث من

الشيء اليسير عنه رضوان الله تعالىٰ عليه . .

والثاني

: يشتمل علىٰ مسنده ، الذي

يتضمّن ما أسنده إلىٰ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

أو إلىٰ أحد الأئمّة الهداة عليهم السلام

إمّا مباشرة

أو بالواسطة ، ويضمّ ما تيسّر جمعه من

رواياته ، التي تكاد تشمل مختلف أبواب

المعرفة والثقافة الإسلامية ؛ رُصدت في

كتب أحاديث مدرسة أهل البيت عليهم السلام

.

تضمنّت

: هويته الشخصية وشيء من

سيرته ، مكانته العلمية وموقعه الديني ،

جلالته وشخصيته الدينية ، الوضع الثقافي

وطبيعة الظرف السياسي الذي عاشه رحمه الله ،

وما تعرّض له العلويّون في عهد المتوكّل

العبّاسي ، ثمّ رواياته في أبواب : التوحيد

وصفات الله جلّ وعلا ، الأحكام وثواب

بعض الأعمال ، النوادر ، تفسير ووصايا

الأئمّة عليهم السلام

وزيارتهم ، فرائض الإسلام ،

القائم من آل محمّد عليه السلام ، الأخلاق ، كبائر

الذنوب ، من سيرة الأنبياء والأوصياء ،

مكانة الحسين عليه السلام ، خصائص الزهراء عليها السلام ،

وفي الحكمة .

نشر

: دار الهادي - بيروت / 1422 ه- .

عصمة الأنبياء عليهم السلام في القرآن .

بقلم

: محمود نعمة الجياشي .

بحث

يسعىٰ لبيان الملامح الحقيقة

والأركان الرئيسية لمسألة عصمة الأنبياء ،

الأكثر أهمّية من بين مسائل النبوّة العامّة ،

الشاملة لجميع الرسل والأنبياء عليهم السلام ، التي

لا تختصّ بنبيّ دون آخر ؛ لما يمثّله الأنبياء

من دور خطير وعظيم في حياة البشرية

جمعاء ؛ ولتوضيح البعد الحقيقي الذي

يمثّله الأنبياء في العقيدة الإلٰهية الصحيحة ،

وكيف يكون هؤلاء المقدّسون عليهم السلام طرقاً

لمعرفة الله عزّ وجلّ ؛ مستضيئاً بالمنهج

القرآني في تناوله لموضوع النبوّة . .

وهو

تقريراً لإحدىٰ عشرة محاضرة

عقائدية في الموضوع ألقاها السيّد كمال

الحيدري علىٰ تلامذته .

في

قسمين ، تضمّن الأوّل : مقدّمات

تأسيسية : النبوّة والإنسان علىٰ ضوء

القرآن ، الصعود إلىٰ الله جلّ وعلا ، دور

الأنبياء ودرجاتهم في القرآن ، تفاوت

الخطاب مع الله ومع الناس ، والمنهج

القرآني في البحث بشأن الأنبياء . . والثاني :

مباحث في مراحل العصمة وطرق إثباتها ،

من خلال بيان المقصود من العصمة في

ص: 429

كلّ

مرحلة ، وٱستقصاء الأدلّة القرآنية التي

تثبتها ، مع ذكر الآثار المترتّبة عليها ، وما

يتّصل بها من تفاصيل أُخرىٰ ؛ تضمّنت :

العصمة في : الواجبات وترك المحرّمات ،

تلقّي الوحي وإبلاغه ، تطبيق ما نزل إليهم

من الوحي والشريعة ، وأخيراً العصمة

في أُمورهم الدنيوية وشؤون حياتهم

الاعتيادية .

نشر

: دار فراقد - قم / 1424 ه- .

الإمام الحسن العسكري عليه السلام . . سيرة

وتاريخ .

تأليف

: علي موسىٰ الكعبي .

دراسة

- موثّقة بالمصادر المعتبرة - في

سيرة وتاريخ أحد عظماء أهل البيت عليهم السلام :

الإمام الحادي عشر من أئمّة المسلمين ،

أبو محمّد الحسن العسكري عليه السلام ؛ منذ

نشأته حتّىٰ وفاته في سامراء شهيداً بعد

سنين من المحنة وفصول من الجهاد .

في

سبعة فصول : الحياة السياسية في

عصر الإمام ( 232 - 260 ه- ) ، وأهمّ سمات

هذا العصر . الإمام والسلطة : مراقبته وفرض

الإقامة الجبرية عليه ، إيداعه السجن ،

ملاحقة شيعته ومواليه ، ومواقف حكّام

عصره

من العبّاسيّين خلال فترة حكمهم .

الهوية الشخصية للإمام : نسبه ، والدته ،

ألقابه ، حليته ، بوّابه ، شاعره ، عمره ومدّة

إمامته ، زوجته ، ولده ، وإخوته . إمامته :

نص آبائه ونصّ أبيه عليه ، مزاعم بعض

المرتابين بإمامته ، موقفه تجاه المدعيات

الباطلة ، الرسائل والتواقيع التوجيهية ،

وإظهار الدلالة . منزلته ومكارم أخلاقه في :

العلم ، العبادة ، الزهد ، والكرم والسماحة .

عطاؤه العلمي : دوره في ترسيخ العقائد :

كلماته في التوحيد وفي الإمامة ، التمهيد

لغيبة ولده الإمام الحجّة المنتظر - عجّل

الله تعالىٰ فرجه الشريف - وردّ الشبهات

وملاحقة الأفكار المنحرفة ، ثمّ دوره في

التصنيف والحفاظ علىٰ أُصول الشريعة

وتبليغ أحكامها وإيصال سُنن المصطفىٰ

جدّه صلى الله عليه وآله وسلم وآبائه الكرام عليهم السلام إلىٰ الأُمّة ،

علىٰ يد طائفة من الثقات والمصنّفين من

أصحابه . والفصل السابع : تاريخ وسبب

استشهاده ، مقدار عمره ، تصرّف السلطة ،

الصلاة عليه ، وفضل بقعته وزيارته عليه السلام

.

صدر

ضمن : سلسلة المعارف

الإسلاميّة برقم 36 .

نشر

: مركز الرسالة - قم / 1425 ه- .

* * *

ص: 430

ص: 431

ص: 432

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.