ثراثنا المجلد 78

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1425 ه.ق

الصفحات: 478

ص: 1

محتويات العدد

* كلمة التحرير:

* الإرهاب الفكري

................................................................. هيئة التحرير 7

* تشييد المرجعات وتفنيد المكابرات (26).

.................................................. السيّد علي الحسيني الميلاني 13

* عدالة الصحابة (13).

.......................................................... الشيخ محمّد السند 90

* زواج اُمّ كلثوم .. قراءة في نصوص زواج عمر من اُمّ كلثوم بنت عليّ (2).

.................................................... السيد علي الشهرستاني 129

* معجم شواهد غريب الحديث (1).

............................................................. أسعد الطيّب 215

محرّم - جمادى الآخرة

1425 ه-

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (16).

................................................ السيد عبد العزيز الطباطبائي 229

* مصطلحات نحوية (25).

.................................................... السيد علي حسن مطر 345

من ذخائر التراث :

* الأربعون حديثاً في المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - للحافظ أبي نُعيم الأصبهاني ، المتوفّى سنة 430 ه.

.................................................. تحيقيق : علي جلال باقر 357

* من أنباء التراث

.............................................. هيئة التحرير / عامر الشوهاني 454

ص: 2

* كلمة التحرير:

* الإرهاب الفكري

................................................................. هيئة التحرير 7

* تشييد المرجعات وتفنيد المكابرات (26).

.................................................. السيّد علي الحسيني الميلاني 13

* عدالة الصحابة (13).

.......................................................... الشيخ محمّد السند 90

* زواج اُمّ كلثوم .. قراءة في نصوص زواج عمر من اُمّ كلثوم بنت عليّ (2).

.................................................... السيد علي الشهرستاني 129

* معجم شواهد غريب الحديث (1).

............................................................. أسعد الطيّب 215

محرّم - جمادى الآخرة

1425 ه-

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (16).

................................................ السيد عبد العزيز الطباطبائي 229

* مصطلحات نحوية (25).

.................................................... السيد علي حسن مطر 345

من ذخائر التراث :

* الأربعون حديثاً في المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - للحافظ أبي نُعيم الأصبهاني ، المتوفّى سنة 430 ه.

.................................................. تحيقيق : علي جلال باقر 357

* من أنباء التراث

.............................................. هيئة التحرير / عامر الشوهاني 454

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الأربعون حديثاً في المهدي» للحافظ أبي نُعيم الأصبهاني ، المتوفّى سنة 430 ه- ، المنشورة في هذا العدد ، ص 357 - 453.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

كلمة العدد :

الإرهاب الفكري

بسم الله الرحمن الرحيم

تسامى الفكر الإسلامي الأصيل - عبر حقب التأريخ المتفاوتة - فوق كلّ التيّارات والنظريّات والمقولات والنزعات ، التي أرادت إجهاضه وشطبه ، عزله وتهميشه ، تشويهه وتحريفه ، فبقي مُمسكاً بخيوط الخلاص البشري ; لغناه الايديولوجي ذي الشمولية المترامية والتكيّف المشهود.

وحينما نخوض اليوم مواجهةً حضاريةً كبيرةً على صُعد شتّى ، ك- : نظام العولمة ونزعة التكفير وغيرهما ، فلا ريب أنّنا نتعرّض لإرهاب فكري ، منظّم أنيق جميل تارةً ، وقبيح خشن مشوِّه تارةً أُخرى.

فهو على كلا الحالين معتركٌ معرفي ثقافي مثير ، وصراع عقائدي يستنهض النهج القويم ، والقراءة الواعية ، والاستنباط الفطن ، والعزم الأكيد ; كي يكون خطابنا مستوعباً لظروف المرحلة ، ومتفوّقاً فيها.

ص: 7

ويطرح الأوّل ، المتلبّس بالأناقة والجمال «مفهوم العولمة» كمنهج وأُسلوب واستراتيجية في خوض المنافسة وإنهائها لصالحه.

فهو يتّخذ - أحياناً - من الإثارات الشعورية وتنشيط الرغبات الحسّية والمتطلّبات الحياتية ، ك- : الحرية والديمقراطية والرفاهية ، سبيلا يخترق به الحنايا والأعماق ; ليسهل حينها بذر نواة الهيمنة على العقول والأذهان ، فيسلبها فرصة التفكير العقلاني الواعي الرافض للرؤى المستوردة الرخيصة ذات المضامين المادّية المضلّة.

والإجماع منعقدٌ على كون هذا الأُسلوب من أرقى أساليب مفهوم العولمة ، وأفتك أسلحته التي تجعله ممسكاً بزمام المبادرة.

وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ مصطلح «العولمة» يرجع في جذوره - كما يقال - إلى مفهوم القرية الكونية ، الذي استنبطه أُستاذ جامعة تورنتو : «مك ليوهان» في الستّينات من استدلاله للحتمية التكنولوجية ، القائم على قاعدة التقدّم الكهربائي - الألكتروني ، المبشّر بقدوم عالم دعامته الأساسية التمدّد الآلي لحواسّ الإنسان - التكنولوجيا - الدعامة التي تصنع من إنسان عالمنا إنساناً متحوّلاً في عالَم تُحدّد مُثله ونظمه وقيمه وعلاقاته الاجتماعية والاقتصادية.

وقد جاء العصر التكنولوجي مضادّاً للحتمية التاريخية في سياق مقولة : «نهاية الايديولوجيا» ، التي نشرها «دانيال بل» عام 1959 م ، ورُوّج لها في الستّينات ، على غرار ما رُوّج لمقولة «فاكوياما» : «نهاية التأريخ» في مطلع التسعينات ، وكان الهدف من مقولة : «نهاية الايديولوجيا» و «الحتمية التكنولوجية» هو : التمهيد لمقولة : إنّ الليبرالية والديمقراطية قضية ، ولا مستقبل لغيرها ، وهي التي انتصرت في جميع أرجاء العالم.

ص: 8

وإذ تعمّقت شبكة العولمة باجتيازها مراحل عدّة ، إنّما كان ذلك عبر الحذف والنفي ، وعلى حساب الأُمم والقيم ، وانتهاك الحدود ومقدّسات الآخرين ، وتفرز القراءة الاستقرائية على أنّها ايديولوجية التسويغ بشتّى الآليات لمحاولة فرض الهيمنة والغطرسة الإنجلوسكسونية على دول العالم قاطبة.

فهي آلة حرب ، جنون ، غسل دماغ ... وتعني قبل كلّ شيء : أنّ مَن يكتب الشيكات هو الذي يصوغ القوانين ، ويملك وسائل الاتّصال ومصادر المعلومات وموظفي أدوات الاتّصال الجماعي ، من أكاديميين إلى إعلاميين إلى دعائيين وغيرهم.

وذهب آخرون إلى أنّها : عملية تاريخية تعدّ نتيجة لازمة لتفاعلات معقّدة ، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية وتكنولوجية ، وهي حقبة التحوّل الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء ، في ظلّ هيمنة دول المركز وقيادتها وسيطرتها ، بسيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافئ ; فهو إذاً انتصارٌ - إن صحّ التعبير - لنمط معيّن من أنماط الملكية والسيطرة التامّة .. إنّها رسملة العالم بما يتناسب مع المصالح الأساسية والحيوية.

ولربّما عدّها بعضهم سليلاً طبيعياً لمقولة الإسكندر المقدوني ، التي أطلقها في مأدبة «أوبيس» عام 232 ق. م ، القائلة بوحدة القلوب وبكومنويلث مشترك بين الفرس والمقدونيين على قاعدة الأُخوّة الإنسانية.

وبينهما بون شاسع ; إذ إنّ عالمية المقدوني أسقطت نظرية التفوّق الإغريقي ، ومهّدت السبيل إلى المدرسة الرواقية ، التي أسّسها «الفينيقي الصغير» : «زينون» ، ودعا فيها إلى وحدانية البشرية والشعوب ، وقيام

ص: 9

الدولة المدنية العالمية على قاعدة المساواة.

في حين تقوم عولمة عصرنا على قاعدة : «أميركا محور العالم» من خلال محاولة فرض الهيمنة بقوّة السلاح حيناً ، وبقوّة السوق حيناً آخر ، وبالغزو الثقافي ثالثاً ، و... وأنّ النظام العالمي الجديد هو إمبراطورية عالمية أميركية ، لدرجة أن تحمل الإمبراطورية العالمية هذه دمغة الروح الأميركية.

وقد صرّحت «وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي» بشخص الرئيس الأمريكي عام 2002 م بما يلي : سوف لن نسمح بأن تصبح أيّة دولة أقوى من الدولة الأميركية ، فنحن «الإمبراطورية» المهيمنة ... سوف لن نسمح بأن يسبقنا أحد في هذا الموضوع.

وبذلك فقد اتّضح خاطفاً ما يمثّله مفهوم العولمة - بنظامه الشمولي المترامي - من مصدر خطورة وقلق يرتقي معهما ، في واحدة من زواياه ، إلى أعلى مراحل الإرهاب الفكري المبرمج.

هذه حالةٌ ومصداق لأبرز محاور الصراع الحضاري المذكور ، المتأنّق بمفاهيم العصرنة والحداثة ، المتسلّح بالتقنية العالمية والتفوّق العلمي.

وأمّا الآخر ، القبيح الخشن المشوِّه ، فيتمثّل بالتيّار التكفيري ، المقترن بأقذر وسائل العنف والتدمير المباشر والتصفية الجسدية ، مع غاية في القسوة والخشونة ، تعكس الروح الهمجية والنفس الحيوانية البهيمية.

إنّها نزعةٌ وتيارٌ وموجةٌ جابت العالم الإسلامي - بل الدنيا بأسرها - ولا تستثني أحداً ، فعلماء أهل السُنّة كفّار ، ومثقّفوهم أكفر ، ومَن كان سلفياً وخالف آخر مثله في اجتهاد أو رأي فهو كافر ، أمّا الشيعة الإمامية

ص: 10

فهم ليسوا كفّاراً فحسب بل أشدّ خطراً من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم

إنّ النهج التكفيري يعدّ من أشدّ الانتكاسات التي تمرّ بها الصحوة الإسلامية ، وهو المحنة التي تواجه العقل المبدع الخلاّق ، والمعول الذي يهدم صرح الثقافة والتطوّر نحو الأفضل ، ومصداق الاستبداد والديكتاتورية والقهر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي.

وتشير دراسات علم النفس إلى أنّ الإرهابي النوعي يعاني من شعور بالإحباط كبير ، وإحساس بالفشل وعدم احترام الذات ، فيحاول أن يَظهر ; كي يسلّط الضوء على نفسه من خلال سلوكه الانحرافي ، ثمّ إنّه مهما كان خائفاً قلقاً فهو يعجز عن التعبير عن ذلك ، ورغبة الظهور تمنعه من إبدائه أبداً

وإذا أضفنا إلى هذه المعلومة ما يُنشر ضمن أدبيات الرؤية الأميركية من أنّ الخطر الذي يهدّدها قادمٌ من صوبنا ; يتضّح - حينها - عمق المواجهة التي نخوضها ، وشراسة غريمنا الذي يحيط بنا ، ليخترقنا وينال منّا ، ويمحونا بلا أيّة رحمة.

ونحن إذ نمتلك المحتوى المتكامل المستنبط من مدرسة آل البيت عليهم السلام، لا نفتقر إلاّ إلى الآلية السليمة والأُسلوب المتقن بما يتلاءم ومتطلّبات العصر.

وحينئذ لا بُدّ أن نصنع - بالرؤى المعمّقة ، والشفافيّة الأنيقة ، وسعة الصدر المعهودة ، والعقلانية الهادئة - السبل المناسبة لمواجهة حضارية مصيرية ، وليس الفلاح ببعيد عن أُمّة تترشّح قيمها من عمق القرآن الكريم

ص: 11

ومدرسة آل العصمة والطهارة عليهم السلام، ولنا في أقطابنا العظام ، ربائب الدرجة النبوية - الّذين ما برحوا يتألّقون رفعةً وسمّواً بكياستهم وحكمتهم وتدبيرهم ، المشهود بها لدى المناوئ والموالي - أُسوةٌ حسنة.

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة على نبيّنا محمد وآله الطاهرين.

هيئة التحرير

ص: 12

تشييد المرجعات وتفنيد المكابرات (26)

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

المراجعة (72) - (74)

حول عائشة وإنكارها للوصيّة

بعد أنْ أثبت السيّد - رحمه الله - أنّ أمير المؤمنين عليه السلامه و الوارث والوصيّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالاستناد إلى أحاديث القوم في أصحّ وأشهر كتبهم ، وجد نفسه مظطرّاً للتعرّض لعائشة بنت أبي بكر ; بمناسبة روايتهم عنها أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مات بلا وصيّة ..

وهو في هذا الفصل - من مراجعاته أيضاً - معتمد كذلك على كتب القوم ورواياتهم المعتبرة ، ولم يتجاوزها إلى سائر الكتب ; التزاماً منه بأُصول البحث وقواعد المناظرة ، وهو ديدن سائر علمائنا الأبرار ، كما أنّه لم ينسب إليها - أي عائشة - شيئاً من الصفات والحالات ، إلاّ في حدود ما دلّت عليه تلك الأحاديث الواردة عندهم عن الرواة الثقات.

ونحن أيضاً سوف لا نخرج عن هذا الإطار ، وبالله التوفيق.

ص: 13

قال السيّد - رحمه الله - :

«إنّ لأمّ المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ، غير أنّها ليست بأفضل أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف تكون أفضلهنّ مع ما صحّ عنها ، إذ قالت : ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خديجة ذات يوم ، فتناولتها فقلت : عجوز كذا وكذا ، قد أبدلك الله خيراً منها.

قال : ما أبدلني الله خيراً منها ; لقد آمنت بي حين كفر بي الناس ، وصدّقتني حين كذّبني الناس ، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها وحرمني ولد غيرها؟! الحديث (1).

وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيّام ، فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً! فقد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب حتّى اهتزّ مقدّم شعره من الغضب ، ثمّ قال : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ; آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء .. الحديث.

فأفضل أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خديجة الكبرى ، صدّيقة هذه الأُمّة ، وأوّلها إيماناً بالله ، وتصديقاً بكتابه ، ومواساةً لنبيّه. ك.

ص: 14


1- هذا الحديث والذي بعده من صحاح السُنن المستفيضة ; فراجعهما في أحوال خديجة الكبرى من الاستيعاب ; تجدهما بعين اللفظ الذي أوردناهما .. وقد أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما بلفظ يقارب ذلك.

وقد أُوحي إليه صلى الله عليه وآله وسلم أن يبشّرها (1) ببيت لها في الجنّة من قصب ، ونصّ على تفضيلها ، فقال : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : خير نساء العالمين أربع : ... ثمّ ذكرهنّ.

وقال : حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ..

إلى كثير من أمثال هذه النصوص ، وهي من أصحّ الآثار النبويّة وأثبتها (2).

على أنّه لا يمكن القول بأنّ عائشة أفضل ممّن عدا خديجة من أُمّهات المؤمنين ، والسنن المأثورة والأخبار المسطورة تأبى تفضيلها عليهنّ ، كما لا يخفى على أُولي الألباب ..

وربّما كانت ترى أنّها أفضل من غيرها ، فلا يقرّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ، كما اتّفق هذا مع أُمّ المؤمنين صفيّة بنت حيي ، إذ دخل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليها وهي تبكي ، فقال لها : ما يبكيك؟

قالت : بلغني أنّ عائشة وحفصة تنالان منّي ، وتقولان نحن خير من صفيّة. ء.

ص: 15


1- كما أخرجه البخاري في باب غيرة النساء ووجدهن ، وهو في أواخر كتاب النكاح 3 / 175 من صحيحه.
2- وقد أوردنا جملة منها في المطلب الثاني من كلمتنا الغرّاء ، فليراجعها من أراد الاستقصاء.

قال صلى الله عليه وآله وسلم : ألا قلتِ لهنّ : كيف تكنّ خيراً منّي وأبي هارون ، وعمّي موسى ، وزوجي محمد (1).

ومن تتبّع حركات أُمّ المؤمنين عائشة في أفعالها وأقوالها ، وجدها كما نقول.

أمّا إعراضنا عن حديثها في الوصيّة ; فلكونه ليس بحجّة ، ولا تسألني عن التفصيل».

ثمّ قال السيّد :

«أبيت - أيّدك الله - إلاّ التفصيل ، حتّى اضطررتني إليه ، وأنت عنه في غنية تامّة ; لعلمك بأنّا من ها هنا أُتينا ، وإنّ هنا مصرع الوصيّة ومصارع النصوص الجليّة ، وهنا مهالك الخمس والإرث والنحلة ، وها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة (2) ، حيث جابت في حرب أمير المؤمنين الأمصار ، وقادت في انتزاع ملكه وإلغاء دولته ذلك العسكر الجرّار.

وكان ما كان ممّا لست أذكره

فظُن خيراً ولا تسأل عن الخبرِ

فالاحتجاج على نفي الوصيّة إلى عليّ بقولها - وهي من ألدّ خصومه - مصادرة لا تُنتظر من منصف ، وما يوم عليّ منها بواحد. ل.

ص: 16


1- أخرجه الترمذي من طريق كنانة مولى أُمّ المؤمنين صفيّة ، وأورده ابن عبد البرّ في ترجمة صفيّة من الاستيعاب ، وابن حجر في ترجمتها من الإصابة ، والشيخ رشيد رضا في آخر ص 589 ج 12 من مناره ، وغير واحد من نقلة الآثار.
2- بحكم صحاح السُنّة ; فراجع من صحيح البخاري باب ما جاء في بيوت أزواج النبيّ ، من كتاب الجهاد والسير 125 / 2 تجد التفصيل.

وهل إنكار الوصيّة إلاّ دون يوم الجمل الأصغر (1) ، ويوم الجمل الأكبر ، اللّذين ظهر بهما المضمر ، وبرز بهما المستتر؟!

ومثل بهما شأنها من قبل خروجها على وليّها ووصيّ نبيّها ، ومن بعد خروجها عليه ، إلى أن بلغها موته فسجدت لله شكراً ، ثمّ أنشدت (2) :

فألقت عصاها واستقرّ بها النوى

كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

وإن شئت ضربت لك من حديثها مثلاً يريك أنّها كانت في أبعد الغايات. ن.

ص: 17


1- كانت فتنة الجمل الأصغر في البصرة لخمس بقين من ربيع الآخر سنة 36 قبل ورود أمير المؤمنين إلى البصرة ، حيث هاجمتها أُمّ المؤمنين ومعها طلحة والزبير ، وفيها عامله عثمان بن حنيف الأنصاري ، فقتل أربعون رجلاً من شيعة عليّ عليه السلامفي المسجد ، وسبعون آخرون منهم في مكان آخر ، وأُسر عثمان بن حنيف ، وكان من فضلاء الصحابة ، فأرادوا قتله ، ثمّ خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار ، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه وضربوه وحبسوه ، ثمّ طردوه من البصرة .. وقابلهم حكيم بن جبلّة في جماعة من عشيرته عبد القيس وهو سيّدهم ، وكان من أهل البصائر والحفاظ والنهى ، وتبعه جماعة من ربيعة ، فما بارحوا الهيجاء حتّى استشهدوا بأجمعهم ، واستشهد مع حكيم ابنه الأشرف ، وأخوه الرعل ، وفتحت البصرة .. ثمّ جاء عليّ ، فاستقبلته عائشة بعسكرها ، وكانت وقعة الجمل الأكبر. وتفصيل الوقعتين في تاريخي ابن جرير وابن الأثير ، وغيرهما من كتب السير والأخبار.
2- في ما أخرجه الثقات من أهل الأخبار ، كأبي الفرج الأصفهاني في آخر أحوال عليّ من كتابه مقاتل الطالبيّين.

قالت (1) : لمّا ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واشتدّ به وجعه ، خرج وهو بين رجلين ، تخطّ رجلاه في الأرض ، بين عباس بن عبد المطّلب ورجل آخر .. قال المحدّث عنها - وهو عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود - : فأخبرت عبد الله بن عباس عمّا قالت عائشة ، فقال لي ابن عباس : هل تدري مَن الرجل الذي لم تسمّ عائشة؟

قال : قلت : لا.

قال ابن عباس : هو عليّ بن أبي طالب. ثمّ قال (2) : إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير. انتهى.

قلت : إذا كانت لا تطيب له نفساً بخير ، ولا تطيق ذكره في مَن مشى معه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خطوة ، فكيف تطيب له نفساً بذكر الوصيّة وفيها الخير كلّه؟

وأخرج الإمام أحمد من حديث عائشة في ص 113 من الجزء السادس من مسنده : عن عطاء بن يسار ، قال : جاء رجل فوقع في عليّ وفي عمّار عند عائشة ، فقالت : أمّا عليّ ، فلست قائلة لك فيه شيئاً ، وأمّا عمّار ، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه : لا يخيّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما. انتهى. ج.

ص: 18


1- في ما أخرجه البخاري عنها في باب مرض النبيّ ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم ص 62 ج 3 من صحيحه.
2- هذه الكلمة بخصوصها - أعني قول ابن عباس : إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير - تركها البخاري ، واكتفى بما قبلها من الحديث ; جرياً على عادته في أمثال ذلك ، لكن كثيراً من أصحاب السُنن أخرجوها بأسانيدهم الصحيحة .. وحسبك منهم : ابن سعد في ص 29 من القسم 2 ج 2 من طبقاته ; إذ أخرجها عن أحمد بن الحجّاج ، عن عبد الله بن مبارك ، عن يونس ومعمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ; ورجال هذا السند كلّهم حجج.

وَي! وَي! تحذّر أُمّ المؤمنين من الوقيعة بعمّار لقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : لا يخيّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما ، ولا تحذّر من الوقيعة في عليّ ، وهو أخو النبيّ ، ووليّه ، وهارونه ، ونجيّه ، وأقضى أُمّته ، وباب مدينته ، ومن يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، أوّل الناس إسلاماً ، وأقدمهم إيماناً ، وأكثرهم علماً ، وأوفرهم مناقب ..

وَي! كأنّها لا تعرف منزلته من الله عزّ وجلّ ، ومكانته من قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومقامه في الإسلام ، وعظيم عنائه ، وحسن بلائه ، وكأنّها لم تسمع في حقّه من كتاب الله وسُنّة نبيّه شيئاً يجعله في مصاف عمّار.

ولقد حار فكري - والله - في قولها : لقد رأيت النبيّ وإنّي لمسندته إلى صدري ، فدعا بالطست ، فانخنث فمات ، فما شعرت ، فكيف أوصى إلى عليّ؟

وما أدري في أيّ نواحي كلامها هذا أتكلّم ، وهو محلّ البحث من نواحي شتّى ، وليت أحداً يدري كيف يكون موته - بأبي وأمّي - وهو على الحال التي وصفتها ، دليلاً على أنّه لم يوصِ ; فهل كان من رأيها أنّ الوصيّة لا تصحّ إلاّ عند الموت؟!

كلاّ ، ولكن حجّة مَن يكابر الحقيقة داحضة ، كائناً مَن كان ، وقد قال الله عزّ وجلّ مخاطباً لنبيّه الكريم ، في محكم كتابه الحكيم : (كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصيّة) (1).

فهل كانت أُمّ المؤمنين تراه صلى الله عليه وآله وسلم لكتاب الله مخالفاً ، وعن أحكامه صادفاً؟! 0.

ص: 19


1- سورة البقرة 2 : 180.

معاذ الله وحاشا لله ، بل كانت تراه يقتفي أثره ويتّبع سوَره ، سبّاقاً إلى التعبّد بأوامره ونواهيه ، بالغاً كلّ غاية من غايات التعبّد بجميع ما فيه.

ولا أشكّ في أنّها سمعته يقول (1) : ما حقّ امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين ، إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده. انتهى ..

أو سمعت نحواً من هذا ; فإنّ أوامره الشديدة بالوصيّة ممّا لا ريب في صدوره منه ، ولا يجوز عليه ولا على غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، أنْ يأمروا بالشيء ثمّ لا يأتمرون به ، أو يزجروا عن الشيء ثمّ لا ينزجرون عنه ، تعالى الله عن إرسال مَن هذا شأنه علوّاً كبيراً.

أمّا ما رواه مسلم وغيره عن عائشة ، إذ قالت : ما ترك رسول الله ديناراً ولا درهماً ولا شاةً ولا بعيراً ، ولا أوصى بشيء ; فإنّما هو كسابقه.

على أنّه لا يصحّ أن يكون مرادها أنّه ما ترك شيئاً على التحقيق ، وأنّه كان صفراً من كلّ شيء يوصي به.

نعم ، لم يترك من حطام الدنيا ما يتركه أهلها ، إذ كان أزهد العالمين فيها ، وقد لحق بربّه عزّ وجلّ وهو مشغول الذمّة بدَيْن (2) وعدات ، وعنده أمانات تستوجب الوصيّة ، وترك ممّا يملكه شيئاً يقوم بوفاء دينه وإنجاز عداته ، ويفضل عنهما شيء يسير لوارثه ، بدليل ما صحّ من مطالبة الزهراء بإرثها (3) عليها السلام. ،

ص: 20


1- في ما أخرجه البخاري في أوّل كتاب الوصايا من صحيحه ص 83 ج 2 ، وأخرجه مسلم في كتاب الوصيّة ص 10 ج 2 من صحيحه.
2- فعن معمر ، عن قتادة : أنّ عليّاً قضى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أشياء بعد وفاته ، كان عامّتها عدَة ، حسبت أنّه قال : خمس مئة ألف درهم. الحديث .. فراجعه في ص 60 ج 4 من كنز العمّال ، وهو الحديث 1170 من أحاديثه.
3- كما أخرجه البخاري في أواخر باب غزوة خيبر ، من صحيحه ص 37 ج 3 ،

على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ترك من الأشياء المستوجبة للوصيّة ما لم يتركه أحد من العالمين ...

وحسبك أنّه ترك دين الله القويم في بدء فطرته وأوّل نشأته ، ولهو أحوج إلى الوصيّ من الذهب والفضّة ، والدار والعقار ، والحرث والأنعام ، وأنّ الأُمّة بأسرها ليتاماه وأياماه المضطرّون إلى وصيّه ; ليقوم مقامه في ولاية أُمورهم وإدارة شؤونهم الدينية والدنيوية.

ويستحيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يوكل دين الله - وهو في مهد نشأته - إلى الأهواء ، أو يتّكل في حفظ شرائعه على الآراء ، من غير وصيّ يعهد بشؤون الدين والدنيا إليه ، ونائب عنه يعتمد في النيابة العامّة عليه.

وحاشاه أن يترك يتاماه - وهم أهل الأرض في الطول والعرض - كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، ليس لها من يرعاها حقّ رعايتها.

ومعاذ الله أن يترك الوصيّة بعد أن أُوحي بها إليه ، فأمر أُمّته بها ، وضيّق عليهم فيها ، فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصيّة مهما كان منكرها جليلاً.

وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ في مبدأ الدعوة الإسلاميّة قبل ظهورها في مكّة ، حين أنزل الله سبحانه : (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1) - كما بيّناه في المراجعة 20 - ولم يزل بعد ذلك يكرّر وصيّته إليه ، ويؤكّدها المرّة بعد المرّة ، بعهوده التي أشرنا في ما سبق 4.

ص: 21


1- سورة الشعراء 26 : 214.

من هذا الكتاب إلى كثير منها ، حتّى أراد وهو محتضر - بأبي وأمّي - أن يكتب وصيّته إلى عليّ ، تأكيداً لعهوده اللفظية إليه ، وتوثيقاً لعرى نصوصه القولية عليه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً. فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله (1). انتهى.

وعندها علم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه لم يبقَ - بعد كلمتهم هذه - أثر لذلك الكتاب إلاّ الفتنة ، فقال لهم : قوموا ، واكتفى بعهوده اللفظية.

ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث : أن يولّوا عليهم عليّاً ، وأن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه. لكن السلطة والسياسة يومئذ ما أباحتا للمحدّثين أن يحدّثوا بوصيّته الأُولى ، فزعموا أنّهم نسوها ..

قال البخاري - في آخر الحديث المشتمل على قولهم : هجر رسول الله (2) - ما هذا لفظه : وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه. ثمّ قال : ونسيت الثالثة.

وكذلك قال مسلم في صحيحه ، وسائر أصحاب السُنن والمسانيد.

أمّا دعوى أُمّ المؤمنين بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحق بربّه تعالى وهو في صدرها ، فمعارضة بما ثبت من لحوقه صلّى الله عليه ه.

ص: 22


1- أخرجه بهذه الألفاظ : محمد بن إسماعيل البخاري ، في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ص 118 ج 2 .. وأخرجه : مسلم في صحيحه ، وأحمد بن حنبل من حديث ابن عباس في مسنده ، وسائر أصحاب السُنن والمسانيد.
2- فراجعه في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ص118 ج2 من صحيحه.

وآله وسلّم بالرفيق الأعلى وهو في صدر أخيه ووليّه عليّ بن أبي طالب ; بحكم الصحاح المتواترة عن أئمّة العترة الطاهرة ، وحكم غيرها من صحاح أهل السُنّة ، كما يعلمه المتتبعون».

فقيل :

«لا شكّ في فضل عائشة رضي الله عنها ، فهي زوج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وأُمّ المؤمنين ، وكذا سائر أزواجه عليه الصلاة والسلام.

كما أنّه لا شكّ في فضل السيّدة خديجة رضي الله عنها ، فهي أوّل مَن أسلم من النساء ، وهي التي وقفت إلى جانبه عليه الصلاة والسلام في بداية دعوته في مكّة ، مؤيّدة ومناصرة ومواسية ، حتّى انتقلت إلى الرفيق الأعلى ، فسمّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك العام عام الحزن.

وأهل السنّة والجماعة يقدّرون لكلّ واحدة من أُمّهات المؤمنين قدرها وفضلها ، وكتبهم شاهدة ، سواء في ذلك الصحاح منها ، وكتب السنّة والمسانيد.

أمّا من حيث أفضليّة بعضهنّ على بعض ، فلا شكّ في فضل خديجة ; لما قدّمته للدعوة الإسلاميّة ، وللنبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ولهذا كان يكنّ لها عليه الصلاة والسلام الحبّ والتقدير ، حتّى بعد مماتها رضي الله عنها.

ومن المعلوم أنّه عليه الصلاة والسلام ، لم يتزوّج بغيرها إلاّ بعد مماتها رضي الله عنها ، فلا يمكن مقارنتها مع غيرها ، أمّا إذا ما قارنّا السيّدة عائشة مع غيرها من أُمّهات المؤمنين اللواتي اجتمعن معها في بيت النبوّة ، فإنّ السيّدة عائشة تفوقهنّ فضلاً ، يدرك ذلك كلّ من له معرفة بفضائل

ص: 23

أُمّهات المؤمنين ، التي ساقتها لنا الصحاح والمسانيد.

أمّا الرافضة - والموسوي واحد منهم - فإنّهم لا ينطلقون في حبّهم وكرههم وتفضيلهم لأحد على الآخر ، إلاّ من منطلق التعصّب والهوى. فأحاديث البخاري في فضل خديجة رضي الله عنها ، لا يستدلّ بها الموسوي إيماناً منه بصحّتها ، وإنّما لأنّها وافقت مذهبه وهواه ، وإلاّ فلماذا لا يقول بفضل عائشة ، وقد أخرج البخاري أحاديث كثيرة في فضلها ، بل نراه على العكس من ذلك ، يضرب بهذه الأحاديث عرض الحائط ، لا لشيء إلاّ لأنّها تخالف عقيدته ومذهبه ، فلا يذكر عنها إلاّ المثالب.

ومنطلق الرافضة في القول بفضل خديجة رضي الله عنها ، أنّها أُمّ فاطمة وجدّة الحسن والحسين رضي الله عنهما ليس إلاّ.

ومنطلق رفضهم لأحاديث عائشة في الوصيّة ، إنّما هو عدم موافقتها لمذهبهم ومعتقدهم أيضاً ، لذا قال الموسوي مبيّناً سبب إعراضهم عن حديثها : «أمّا إعراضنا عن حديثها في الوصيّة ; فلكونه ليس بحجّة».

ولو سألنا الرافضة - والموسوي واحد منهم - لماذا تركتم الاحتجاج بحديث عائشة في الوصيّة؟ لما استطاعوا أن يأتوا بجواب يطعن بحجّيته ; لأنّه حديث لا مرية في صحّته عند أهل العلم بالحديث ، وله شواهد من غير طريق عائشة ، كما سبق بيانه في الردّ على المراجعات السابقة ، عند ذلك لا يبقى سبب لعدم الاحتجاج بهذا الحديث الصحيح إلاّ التعصّب والهوى ، وهو الأساس الذي تعتمده الرافضة في قبول وردّ الرواية. فتأمّل هذا تجده واضحاً.

أمّا الأحاديث التي ساقها الموسوي في المراجعة 68 ، 70 ، فلا حجّة له فيها ; لأنّها أحاديث هالكة عند أهل العلم بالحديث ، وقد سبق بيان

ص: 24

ذلك ، وبالتالي فإنّه لا يصحّ أن يعارض بها حديث عائشة في الوصيّة ; إذ لا يصحّ أن يعارض الحديث الصحيح بأُخرى بواطيل.

وفي المراجعة رقم 73 تعجّب ممّا جاء فيها على لسان شيخ الأزهر من المداهنة والمجاملة على حساب الحقّ ، حيث أثنى على الموسوي بما ليس له أهل ، فشهد له بعدم الخداع والسلامة من الغشّ والنفاق ، ووالله إنّ الموسوي ما ترك من الخداع والنفاق والغشّ شيئاً لأحد من الناس ، وهل أتى الموسوي في مراجعاته بغير الغشّ والنفاق والخداع ، حتّى يكون بريئاً من ذلك؟

وفي المراجعة رقم 74 استجاب الموسوي إلى ما طلب منه من التفصيل في سبب الإعراض عن حديث عائشة. فليته ذكر سبباً من الأسباب التي تردّ بها الرواية عادة ، وتعدّ عند أهل العلم مطعناً يفقد الرواية حجّيتها ، لكنّه ردّ ذلك الإعراض إلى خصومة بينها وبين عليّ رضي الله عنه ، والتي دفعتها إلى إنكار وصيّة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ رضي الله عنه بالخلافة ، وجوابنا على ذلك من وجوه :

الأوّل : المطالبة بصحّة هذا الإدّعاء ، فهو اتّهام خطير لم يثبت بشيء من الكتب المعتمدة عند أهل العلم بالرواية ، ولم تنقل لنا أنّ أحداً من العلماء اتّهم عائشة بهذا الاتّهام ، ولو كان ما زعمه الموسوي حقّاً لأوضح ذلك الصحابة وبيّنوه أوضح بيان ، ولكن إقرارهم لحديثها وسكوتهم عليه مع توفّر الدواعي للإنكار عليها ولو من أهل البيت أنفسهم بما فيهم عليّ بن أبي طالب أيّام خلافته أو قبلها ، لدليل على كذب مدّعى الموسوي.

الثاني : لو سلّمنا جدلاً بما ادّعاه الموسوي من أنّ الخصومة هي التي دفعت عائشة لإنكار وصيّة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم استخلاف

ص: 25

عليّ ، فما جواب الرافضة على الروايات الأُخرى الصحيحة التي نفت أن يكون النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد أوصى لأحد بشيء عن ابن عبّاس ، وابن أبي أوفى ، فهل كان هؤلاء خصوماً لعليّ بن أبي طالب؟! بل وما جوابهم على قول عليّ يوم الجمل : «يا أيّها الناس ، إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً» ، أخرجه الإمام أحمد ، والبيهقي في الدلائل.

الثالث : أنّه نقل كلاماً مغلوطاً مبالغاً فيه ، في خبر ما كان في موقعة الجمل ، متّهماً عائشة وطلحة والزبير ، أنّهم خرجوا لقتال عليّ ، وأنّها أظهرت بذلك ما كانت تضمره من عداء له ، وأنّها سجدت شكراً لله عند موت عليّ بن أبي طالب.

في حين أنّ كتب التاريخ والرواية متّفقة على أنّها خرجت ومن معها من الصحابة مطالبين بدم عثمان ، واتّجهوا إلى البصرة ليثأروا لعثمان من قتلته الّذين لجأوا للبصرة آنذاك.

ولو أرادوا قتال عليّ كما تزعم الرافضة ، لتوجهوا إلى عليّ رضي الله عنه ، الذي كان متوجّهاً بجيشه إلى بلاد الشام.

ولمّا لم يُخَلِّ عثمان بن حنيف بينهم وبين قتلة عثمان ، كان ما كان من القتال في بداية الأمر ، وعندما قدم عليّ بن أبي طالب إلى البصرة تاركاً بلاد الشام ، دعا طلحة والزبير إلى الصلح ، فمالوا إليه جميعاً ، بما فيهم السيّدة عائشة ، وقرّر الطرفان الارتحال عن البصرة والعودة إلى المدينة ، عند ذلك سارع قتلة عثمان بقيادة عبد الله بن سبأ اليهودي المعروف بابن السوداء إلى إشعال نار الفتنة بين الطرفين ، وليس فيهم من الصحابة أحد ولله الحمد والمنّة ، فكان ما كان من الاقتتال الذي ذهب ضحيّته آلاف

ص: 26

القتلى. انظر تفصيل ذلك في البداية والنهاية لابن كثير 7 / 230 - 246.

أمّا استدلال الموسوي على كره عائشة لعليّ بحديث البخاري عن عائشة : «لمّا ثقل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، واشتدّ وجعه خرج وهو بين رجلين تخطّ رجلاه في الأرض ، بين عبّاس بن عبد المطّلب ورجل آخر ، قال عبيد الله : فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة ، فقال لي عبد الله بن عبّاس : هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تُسمّ عائشة؟ قال : قلت : لا. قال ابن عبّاس : هو عليّ». هذه رواية البخاري. الفتح 8 / 141.

لكنّ الموسوي زعم أنّ رواية البخاري هذه ناقصة ، وأنّ البخاري ترك من كلام ابن عبّاس قوله : «إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير». واتّهم البخاري أنّه تعمّد تركها جرياً على عادته.

والجواب على ذلك : أنّ البخاري رحمه الله له شروط دقيقة وشديدة في الرواية والراوي معاً ، لابدّ من تحقّقها حتّى يخرّج الرواية أو يخرّج للراوي ، وهذا أمر لا يجهله أحد من أهل العلم ، وليس هنا مجال بسطه ، وهذه ميزة امتاز بها البخاري عن غيره من علماء الحديث ، الأمر الذي جعل كتابه في الحديث أصحّ كتاب بعد كتاب الله.

ولمّا لم تتحقّق شروطه في هذه الزيادة التي اتّهمه الموسوي بتركها ، أعرض عنها ولم يخرّجها ، ولا حجّة في تخريج ابن سعد لها ; لأنّ ابن سعد لا يشترط ما اشترطه البخاري من الشروط.

وإذا ما طبّقنا شروط البخاري على هذه الرواية ، نجدها غير صحيحة ; ففي سندها يونس بن يزيد الأيلي ، قال عنه ابن سعد الذي أخرج هذه الزيادة : ليس بحجّة ، وقال وكيع : سيّ الحفظ ، وكذا فقد استنكر له أحمد ابن حنبل أحاديث ، وقال الأثرم : ضَعّف أحمد أمر يونس ، وقال الذهبي :

ص: 27

ثقة حجّة. الميزان 4 / 484.

وقال ابن حجر العسقلاني في التقريب : ثقة ، إلاّ أنّ في روايته عن الزهري وهماً ، وفي غير الزهري خطأ.

وفي سندها أيضاً معمر بن راشد ، قال ابن حجر في التقريب بعد أن وثّقه : إلاّ أنّ في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئاً ، وكذا فيما حدّث به بالبصرة ، وروايته للحديث هذا كانت في البصرة. تأمّل هذا أخي المسلم ; يتّضح لك سبب ترك البخاري لهذه الزيادة ، وكذب الموسوي على البخاري وظلمه له.

أمّا الرواية التي ساقها الموسوي ، والتي أخرجها الإمام أحمد في صفحة 113 من الجزء السادس ، عن عطاء بن يسار ، قال : جاء رجل فوقع في عليّ وفي عمّار عند عائشة ... الرواية.

ففي سندها حبيب بن أبي ثابت بن قيس ، كان كثير الإرسال والتدليس. (انظر ترجمته في تقريب التهذيب). وفي سنده أيضاً أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير. قال العجلي : يتشيّع ، وقال أبو حاتم : له أوهام. انظر ترجمته في الخلاصة ص 344.

ثمّ إنّ الرواية لم تبيّن لنا مَن هذا الرجل الذي وقع في عليّ وعمّار ، ولم توضّح لنا كلامه فيهما ، فكيف فهم الموسوي من هذه الرواية أنّ عائشة تبيح وتجيز الوقيعة بعليّ رضي الله عنه؟ على أنّه قد يكون في كلام الرجل ما يبرّر لعائشة رضي الله عنها مثل هذه الإجابة ، نقول هذا على فرض صحّة الرواية ، وقد قدّمنا ما ينفي عنها ذلك.

أمّا إنكار الموسوي حجّية حديث عائشة الصحيح : «ولقد رأيت النبيّ وإنّي لمسندته إلى صدري ، فدعا بالطشت فانخنث فمات ، فما شعرت ،

ص: 28

فكيف أوصى إلى عليّ».

فجوابه : أنّ عائشة نفت أن يكون النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أوصى لعليّ بالخلافة ; لأنّها تعلم كما يعلم كلّ الصحابة بما فيهم عليّ بن أبي طالب أنّه لم يوص لأحد بالخلافة قبل مرضه ، ويوم أن مرض كانت رضي الله عنها تمرّضه في بيتها ، ولم تفارقه حتّى مات عليه الصلاة والسلام دون أن يوصي بذلك ، فمتى كانت هذه الوصيّة المزعومة؟! تأمّل هذا تجده واضحاً.

أمّا ما رواه مسلم وغيره عن عائشة : «ما ترك رسول الله درهماً ولا شاةً ولا بعيراً ... الحديث» فقد ردّه الموسوي ، كما ردّ الحديث الذي سبقه ، ثمّ قال : على أنّه لا يصحّ أن يكون مرادها أنّه ما ترك شيئاً على التحقيق. وزعم بأنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ترك مالاً بعد مماته ، فقال : «وترك ممّا يملكه شيئاً يقوم بوفاء دينه ، وإنجاز عداته ، ويفضل عنهما شيء يسير لوارثه» ، واستدلّ على قوله هذا بمطالبة فاطمة الزهراء بإرثها.

فجواب ذلك : أنّ الأحاديث الصحيحة الثابتة متضافرة على أنّه عليه الصلاة والسلام لم يترك من حطام الدنيا شيئاً ، والأحاديث هذه ليست من طريق عائشة وحدها ، بل جاءت من طرق أخرى ، فقد أخرج البخاري بسنده عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، أخي جويريّة بنت الحارث ، قال : «ما ترك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً ، إلاّ بغلته البيضاء وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة». فتح الباري 5 / 356.

والمراد ممّا جاء في الحديث من نفي الوصيّة «ولا أوصى بشيء» إنّما

ص: 29

هو نفي لوصيّة مخصوصة ، وهي الوصيّة بالخلافة ، وليس المقصود بنفي الوصيّة مطلقاً ، يوضّح ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث طلحة بن مُصَرِّف ، قال : «سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما : هل كان النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أوصى؟ فقال : لا. فقلت : كيف كتب على الناس الوصيّة أو أُمِروا بالوصية؟ قال : أوصى بكتاب الله».

أمّا بشأن مطالبة فاطمة بإرثها من أبيها عليه الصلاة والسلام ، فجوابه من وجوه :

الأوّل : إنّ الموسوي كعادته يمتنع عن سرد كلّ رواية صحيحة إذا كانت تخالف مذهبه ، ويكتفي بالإشارة إليها بطريقة توهم القارىء بصحّة مدّعاه ، وهذا ما فعله في أمر مطالبة فاطمة رضي الله عنها بإرثها من أبيها صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. انظر إلى قوله : (بدليل ما صحّ من مطالبة الزهراء بإرثها) ، وفي التعليق على هذه العبارة اكتفى بعزوها إلى صحيحي البخاري ومسلم. وأعرض عن سرد الرواية ; لأنّها بتفصيلاتها تتعارض تماماً مع ما ادّعاه.

ونحن نسوق هنا رواية البخاري ; ليتّضح للقارىء صحّة ما قلناه في الموسوي.

قال البخاري : حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها : «أنّ فاطمة عليها السلام بنت النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ممّا أفاء الله عليه بالمدينة ، وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : لا نورّث ما تركناه صدقة ، إنّما يأكل آل محمد

ص: 30

صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من هذا المال ، وإنّي والله لا أغيّر شيئاً من صدقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ولأعملنّ فيها بما عمل به رسول الله صلّى عليه [وآله] وسلّم. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً.

فوجَدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبيّ صلّى عليه [وآله] وسلّم ستّة أشهر. الفتح 7 / 493 كتاب المغازي.

ورواه البخاري في كتاب فرض الخمس أيضاً بلفظه ، وزاد : وقالت - يعني عائشة راوية الحديث - : وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك ، وقال : لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يعمل به إلاّ عملت به ، فإنّي أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ ، فأمّا صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى عليّ وعبّاس ، وأمّا خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال : هما صدقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى ولي الأمر ، قال - يعني الزهري وهو أحد رواة الحديث - : فهما على ذلك إلى اليوم». الفتح 6 / 197.

ورواه البخاري أيضاً في كتاب الفرائض بمثله ، إلاّ أنّه ذكر هنا أنّ العبّاس أتى مع فاطمة إلى أبي بكر يلتمسان ميراثهما.

وروى بسنده إلى ابن شهاب الزهري ، قال : «أخبرني مالك بن أوس ابن الحدثان - وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذِكراً من حديثه

ص: 31

ذلك - فانطلقتُ حتّى دخلت عليه فسألته فقال : انطلقت حتّى أدخل على عمر فأتاه حاجبه يَرْفأ ، فقال : هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد؟ قال : نعم ، فأذن لهم ثمّ قال : «هل لك في عليّ وعبّاس؟ قال : نعم ، قال عبّاس : يا أمير المؤمنين! اقض بيني وبين هذا ، قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «لا نورّث ما تركنا صدقة»؟ يريد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم نفسه ، فقال الرهط : قد قال ذلك ، فأقبل على عليّ وعبّاس فقال : هل تعلمان أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال ذلك؟ قالا : قد قال ذلك ... الفتح 12 / 5 - 6.

من خلال استعراض هذه الروايات ، يتبيّن لنا الحقائق التالية :

1 - أنّ فاطمة قد طلبت إلى أبي بكر أن يعطيها ميراثها من أبيها صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

2 - أنّ فاطمة عليها السلام قد أخطأت في طلبها لهذا الميراث ; لما في ذلك من معارضة لصريح قوله عليه الصلاة والسلام : لا نورّث ما تركناه صدقة.

ولا شكّ أنّ لفاطمة عليها السلام عذرها في ذلك ; لما تعلمه من عموم آيات الميراث التي شملت كلّ وارث على الإطلاق ، ولم تستثنِ ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من هذا الحقّ ; ولعدم علمها بهذا الحديث الذي خصّص عموم آيات الميراث ، واستثنى من حكمها ورثة الأنبياء ، كما استثنى القاتل من أن يرث مقتوله ، بحديث : «لا يرث القاتل».

3 - أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان محقّاً يوم لم يستجب لطلب فاطمة ، ووجه ذلك أنّه لم يغتصب تركة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لنفسه أو

ص: 32

لأحد من أهله ، بل إنّه حرم منه ابنته عائشة زوج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وجعله في آل البيت ينفقون منه حاجتهم ويتصدّقون بالباقي ، كما كان الحال عليه في حياة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وهو في هذا متمسّك ومتّبع لقوله عليه الصلاة والسلام : لا نورّث ما تركناه صدقة. البخارى ، فتح الباري 12 / 6.

ولصريح قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : لا تقسّم ورثتي ديناراً ولا درهماً ، ما تركت بعد مؤنة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة. رواه البخاري ، فتح الباري 12 / 6.

فلا يصحّ بعد ذلك أن يُعاب على أبي بكر موقفه هذا.

4 - إنّ ما تركه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ما كان إرثاً كما فهمته فاطمة عليها السلام ، إذ لو كان إرثاً لما كان منحصراً بفاطمة ، بل هو إرث لجميع مستحقّيه ، بما فيهم زوجاته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أُمّهات المؤمنين ، وفي طليعتهنّ عائشة بنت أبي بكر الذي توفّي النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ودفن في بيتها ، وحفصة بنت عمر. فالذي وقع لفاطمة من أمر الإرث ، وقع مثله لعائشة وحفصة وسائر أُمّهات المؤمنين ، ووقع مثله أيضاً للعبّاس عمّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فما بال الرافضة يتحدّثون عن فاطمة وينسون سائر الورثة؟! وما بالهم يذمّون أبا بكر على موقفه هذا الذي تمسّك فيه بالدليل ، واتّبع وصيّة سيّد المرسلين ، ولم يحاب في ذلك أحداً من العالمين.

ولو كان ما تركه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ميراثاً ، لسارعت أزواج النبيّ إلى طلبه ، وفي مقدّمتهنّ عائشة وحفصة ، لكنّه جاء في الصحيح أنّ عائشة لم توافق بقيةّ أزواجه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على

ص: 33

طلب ميراثهنّ ; لما تعلم من عدم مشروعيّة ذلك.

فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها : أنّ أزواج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حين توفّي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر ; يسألنه ميراثهنّ ، فقال عائشة : أليس قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «لا نورّث ما تركناه صدقة؟». فتح الباري 12 / 7.

5 - أمّا قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «يوصيكم الله في أولادكم» ، فهي من قبيل العامّ المخصوص ، أي أنّه عامّ في جميع الأولاد ، مخصوص في أولاد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.

قال ابن حجر رحمه الله : وأمّا عموم قوله تعالى : (يوصيكم الله في أولادكم ...) (1) الآية ، فأُجيب عنها بأنّها عامّة فيمن ترك شيئاً كان يملكه ، وعلى تقدير أنّه عليه الصلاة والسلام خلّف شيئاً ممّا كان يملكه ، فدخوله في الخطاب قابل للتخصيص ; لِما عرف من كثرة خصائصه ، وقد اشتهر عنه : «أنّه لا يورّث» ، فظهر تخصيصه بذلك دون الناس.

وقيل : الحكمة في كونه لا يورّث حسم المادّة في تمنّي الوارث موت المورّث من أجل المال. وقيل : لكون النبيّ كالأب لأُمّته ، فيكون ميراثه للجميع ، وهذا معنى الصدقة العامّة. انتهى. الفتح 12 / 9.

6 - أمّا ما زعمه الموسوي من وصيّة النبيّ إلى عليّ في مبدأ الدعوة الإسلاميّة حين أنزل الله : (وأنذر عشيرتك الأقربين) ، فقد مضى الردّ عليها مفصّلاً في الردّ على المراجعة رقم 20. 1.

ص: 34


1- سورة النساء 4 : 11.

7 - أمّا وصيّته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم التي أراد أن يكتبها في مرض موته وتنازع الصحابة عند ذلك ، فقد زعم الموسوي أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أراد أن يوصي بولاية عليّ رضي الله عنه في حينها ، ولكنّ الصحابة تنازعوا في ذلك عنده ليحولوا بينه وبين كتابة هذه الوصيّة.

ثمّ ادّعى أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد أوصاهم بثلاثة أُمور : أوّلها ، أن يوّلوا عليهم عليّاً ، ثمّ اتّهم الشيخين أبي بكر وعمر بأنّهم منعوا المحدّثين أن يحدّثوا بالوصيّة الأُولى ، بحكم سلطتهم السياسية ، كما اتّهم المحدّثين بأمانتهم وعدالتهم يوم أن كتموا هذه الوصيّة استجابة للسلطة السياسية ، متسلّحين بسلاح النسيان.

ولا شكّ في بطلان دعوى الموسوي ، وأدلّة ذلك :

الأوّل : المطالبة بصحّة الرواية التي أوصى بها النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم للصحابة (أن يوّلوا عليهم عليّاً) ، إنّ الموسوي لم يذكر لنا كتاباً واحداً من كتب السنّة أو الصحاح أو المسانيد أخرجت هذه الرواية ، الأمر الذي يؤكّد كذبه.

بل إنّ كتب السنّة اتّفقت على ذكر وصيّتين فقط. فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما : أنّ ابن عبّاس قال : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ اشتدّ برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجعه فقال : ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيّ نزاع ، فقالوا : ما شأنه؟ أهَجَرَ؟ استفهموه ، فذهبوا يردّون عليه ، فقال : دعوني ، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ، أو قال : فنسيها.

ص: 35

فإذا كانت كتب السنّة كلّها متّفقة على هذه الرواية التي اقتصرت على وصيّتين ، فمن أين علم الموسوي الوصيّة الثالثة؟! تأمّل هذا تجده محض كذب وافتراء.

الثاني : إنّ كلام الموسوي يلزم منه القول بأنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كتم شيئاً من الوحي ، عندما تراجع عن كتابة هذا الكتاب ، بتأثير النزاع الذي حصل عنده ، ولا يخفى بطلان هذا القول ; لِما فيه من القدح بعصمة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

الثالث : إنّ تراجع النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عن الكتابة يدلّ على أنّ الذي أراد أن يكتبه لم يكن أمراً متحتّماً ; لأنّه لو كان ممّا أمر بتبليغه لم يكن يتركه لوقوع اختلافهم ، بل ولعاقب الله من حال بينه وبين تبليغه ، ولبلّغه لهم لفظاً ، كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك.

كما أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عاش بعدها أيّاماً ولم يكتبها ، وحفظوا عنه أشياء لفظاً ، فيحتمل أن يكون مجموعها ما أراد أن يكتبه. والله أعلم. الفتح 8 / 134.

الرابع : إنّ ما سمّاه ب- «بالسلطة» ، ويعني بها : (أبي بكر وعمر) (1) قد منعت المحدّثين من الحديث بالوصيّة الأُولى - أن يولّوا عليّاً عليهم - ، فهذا محض كذب واختلاق نابع من عقيدتهم الفاسدة في الصحابة عموماً ، وفي الشيخين أبي بكر وعمر خصوصاً ، حيث كفّروهم وحطّوا عليهم.

فليس بعجيب على الموسوي - وهذه عقيدته - أن يرمي خليفتي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بتهمة منع المحدّثين من رواية ما حفظوه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وإرغامهم على العبث ا.

ص: 36


1- كذا.

بسُنّة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، في الوقت الذي شهد لهم الله ورسوله بالطهارة ، والعدالة ، والنزاهة ، والأمانة ، وليس بعد شهادة الله ورسوله شهادة.

وممّا يؤكّد كذب الموسوي ، أنّ اتّهامه هذا ليس له أصل في كتاب معتبر أو رواية صحيحة.

وهنا نسأل الرافضة - والموسوي واحد منهم - : إن كان ما تزعمونه حقّ (1) ، فلماذا سكت علىّ رضي الله عنه عن هذه الوصيّة التي تعزّز من موقفه وتمنحه الشرعيّة والحقّ في المطالبة بالخلافة؟ فهل تراه سكت خوفاً وجبناً أمام سلطة أبي بكر وعمر؟ أم أنّه سكت نفاقاً؟ إنّكم أيّها الرافضة لا ترضون هذا لعليّ ولا تقولونه فيه ، وأهل السنّه يشاطرونكم الرأي في هذا ، فإذا اتّفقنا جميعاً على هذا الرأي ، فإنّ سكوت عليّ رضي الله عنه لا تفسير له إلاّ شيء واحد ، هو يقينه بأنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يوص له بخلافة أو إمارة ، كما صرّح بذلك رضي الله عنه يوم الجمل : «أيّها الناس ، إن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يعهد إلينا في هذه الدنيا شيئاً» ، أخرجه الإمام أحمد ، والبيهقي في الدلائل.

وكان يكفي الإمام عليّ رضي الله عنه لو علم بهذه الوصيّة التي أنكرها عليه الشيخان أبي بكر وعمر ، أن يقول كلمة واحدة ليجد من حوله المؤيّدين والأنصار بالحقّ ، أو بغيره ; لتوفّر الدوافع آنذاك. كلّ هذا وغيره يثبت كذب الموسوي.

الخامس : إنّ الموسوي اتّهم البخاري ومسلم بكتمان الوصيّة متعلّلين بالنسيان ، وكذا سائر أصحاب السنن والمسانيد. ا.

ص: 37


1- كذا.

وجواب ذلك - وبالله التوفيق - أن نقول : إنّ اتّهام الموسوي لأعلام أهل السُنّة بكتمان وصيّة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لا يخرج عن أمرين لا ثالث لهما :

1 - أن يكون اتّهامه جاء من غير نظر ولا بحث في الرواية وشروطها ، كما هي عليه في كتب أهل السنن ، ولا يخفى عندئذ بطلان الاتّهام في هذه الحال ; لجهل المتّهم وانعدام دليل الاتّهام. تأمّل هذا أخي المسلم تجده واضحاً ، وسيزداد عندك الأمر وضوحاً إذا عرفت أنّ الأدلّة تكذّب المتّهم ، وتتعارض مع الاتّهام ، كما سنبيّنه قريباً إن شاء الله تعالى.

2 - أن يكون اتّهامه هذا جاء بعد بحث ونظر فيما جاء في كتب السنّة بخصوص هذه الرواية ، فعندئذ يكون اتّهام الموسوي لأهل السنّة محض كذب وافتراء ، بل يكون قد باء بهذا الاتّهام ; لأنّه أنكر وكتم ما جاء فيها من بيان وإيضاح بدافع من الحقد والكراهية والتعصّب الممقوت.

وبالرجوع إلى كتب السنّة وشروطها يتأكّد ذلك الذي قلناه في الموسوي.

قال البخاري : حدّثنا قتيبة ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير ، قال : «قال ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ اشتدّ برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجعه فقال : ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيّ نزاع ، فقالوا : ما شأنه؟ أهَجَر؟ استفهموه ، فذهبوا يردّون عليه ، فقال : دعوني ، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ، أو قال فنسيتها».

ص: 38

وقد أخرج هذه الرواية الإمام مسلم ، وسائر كتب السُنّة بمثله.

ولقد كانت حجّة الموسوي في ما نسبه إلى أعلام أهل السُنّة من اتّهام بكتمان الوصيّة ، ما جاء في آخرها من القول : (.. وسكت عن الثالثة ، أو قال : فنسيتها) ، فسند السكوت والتعلّل بالنسيان - على حدّ تعبيره - للبخاري ومسلم وأصحاب السنن ، جهلاً منه أو تجاهلا ، يدفعه إلى ذلك كلّه الحقد والتعصّب ، والحرص على الطعن بهؤلاء الأئمّة الأعلام ، ليسقط عدالتهم ويسهل عليه بعد ذلك ردّ كلّ رواية لهم.

والحقيقة أنّ هذه العبارة التي اتّخذها الموسوي مطعناً وموطن اتّهام ، إنّما تعكس عدالة وضبط وأمانة الرواة أيّاً كانوا ، فعدالتهم وأمانتهم وضبطهم هو الذي منعهم من التقوّل على الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بلا علم ، وخوفهم من الوقوع بالكذب على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم هو الذي دفعهم إلى التوقّف عن ذكر الوصيّة الثالثة ، وهم غير ذاكرين لها ، لكن عين الموسوي عين سخط ، لا ترى إلاّ المساوئ ، وطبعه طبع عقرب لا يعرف إلاّ الأذى ، أتراه كيف حوّل الأمانة إلى خيانة؟ تأمّل هذا تجده جليّاً.

ثمّ إنّ الموسوي لام الرواة على نسيانهم ، وآخذهم على ذلك ، غير عالم أنّ النسيان من طبيعة الإنسان ، حتّى قيل :

وما سمّي الإنسان إلاّ لنسيه

وما القلب إلاّ لأنّه يتقلّب

وإنّ الله سبحانه لا يؤاخذ على النسيان ، وقد علّمنا أن ندعوه بذلك (ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (1).

كما أنّ الموسوي اعتبر هذا النسيان متعمّداً عندما قال : «.. فزعموا 6.

ص: 39


1- سورة البقرة 2 : 286.

أنّهم نسوها».

والجواب على ذلك : أنّ التعمّد وعدمه أمر قلبي ، لا يمكن لأحد من البشر الاطّلاع عليه ، فكيف عرفته أنت حتّى تحكم عليه؟ هل شققت على قلوبهم؟!!

وبعد هذا كلّه ، نسوق ما جاء في فتح الباري ، عند شرح هذه الرواية التي اتّخذها الموسوي مطعناً ; ليتبيّن لنا ظلمه لأعلام أهل السنّة ، وليتبيّن لنا أمانة هؤلاء في نقل الرواية ، فالبخاري ومسلم وأصحاب السنن ، ما سمعوا بالوصيّة الثالثة ولا سكتوا عنها ، وإنّما سمعوا الرواية بهذه الصورة فأدّوها كما سمعوها.

قال ابن حجر : وقوله : (وسكت عن الثالثة ، أو قال فنسيتها) يحتمل أن يكون القائل ذلك هو سعيد بن جبير ، ثمّ وجدت عن الإسماعيلي التصريح بأنّ قائل ذلك هو ابن عيينة ، وفي مسند الحميدي ، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج : قال سفيان ، قال سليمان - أي ابن أبي مسلم - : لا أدري أذكر سعيد بن جبير الثالثة فنسيتها ، أو سكت عنها ، وهذا هو الأرجح. انتهى. الفتح 8 / 135.

وهذا كلام صريح بأنّ القائل لعبارة (وسكت عن الثالثة ، أو قال فنسيتها) هو سعيد بن جبير ، والساكت عنها إنّما هو ابن عبّاس رضي الله عنه ، وقد طرأ على سعيد الشكّ في سكوت ابن عبّاس ، فقال : (أو قال نسيتها) ، وهذا دليل أمانة لا دليل خيانة كما زعم الموسوي ، وعلى فرض صحّة زعمه واتّهامه ، فما ذنب البخاري؟ وما علاقته في هذا القول؟! ولئن صحّ أن يكون دليل اتّهام لسعيد بن جبير ، فهو دليل أمانة للبخاري ; لأنّه روى قول سعيد كما سمعه.

ص: 40

أرأيت إلى ظلم الموسوي وتعصّبه الأعمى؟

وإذا كانت هذه الروايات الصحيحة متّفقة على السكوت على الوصيّة الثالثة أو نسيانها ، فكيف عرفها الموسوي بعد سكوت ابن عباس عنها أو نسيان سعيد بن جبير لها بأنّها الوصيّة لعليّ بن أبي طالب بالخلافة؟ على حين أنّ أحداً من علماء الحديث لم يقل ذلك ، بل إنّهم صرّحوا بخلافه.

قال الداودي : الثالثة الوصيّة بالقرآن ، وبه جزم ابن التين ، وقال المهلّب : بل هو تجهيز جيش أُسامة ، وقوّاه ابن بطّال ، بأنّ الصحابة لمّا اختلفوا على أبي بكر في تنفيذ جيش أُسامة قال لهم أبو بكر : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عهد بذلك عند موته. وقال عياض : يحتمل أن تكون هي قوله : «ولا تتّخذوا قبري وثناً» ، فإنّها ثبتت في الموطأ مقرونة بالأمر بإخراج اليهود ، ويحتمل أن يكون ما وقع في حديث أنس أنّها قوله : «الصلاة وما ملكت أيمانكم». انتهى. الفتح 8 / 135.

أمّا دعوى الموسوي ، بأنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لحق بربّه وهو في صدر عليّ بن أبي طالب ، فهذا محض كذب وافتراء ، ولم يثبت بكتاب معتبر ، بل إنّه معارض بالأحاديث الصحيحة المتّفقة على أنّه مات عليه الصلاة والسلام بين سحر ونحر عائشة وفي صدرها ، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل».

أقول :

إنّ في مقدّمة كلام هذا المفتري ملاحظات لا بُدّ من التنبيه عليها قبل الورود في البحث :

ص: 41

1 - لقد كان عليه التصريح بأفضليّة سيّدتنا خديجة أُمّ المؤمنين من سائر أزواج رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لكنّه قال : «أمّا من حيث أفضليّة بعضهنّ على بعض ، فلا شكّ في فضل خديجة» ، ثمّ قال : «فلا يمكن مقارنتها مع غيرها» ، ولعلّه يريد المتابعة أو المجاملة مع من زعم أفضليّة عائشة ، أو توقّف في المسألة ، من أسلافه النواصب للنبيّ وآله.

2 - لقد اتّهم الرافضة للمتقدّمين على أمير المؤمنين بالتعصّب والهوى ; لأنّهم يستدلّون بما رواه البخاري في فضل خديجة ، ويضربون عمّا رواه في فضل عائشة عرض الحائط.

وهذا منه جهلٌ أو تجاهل بقواعد البحث وأُصول المناظرة ; لأنّ المفروض هو وثاقة البخاري وصحّة رواياته عند جمهور أهل السُنّة ، فلمّا يحتجّ الإمامي بحديث من هذا الكتاب ، يريد إلزام القوم بما التزموا به ، فلا يدلّ على قبوله للبخاري وثقته برواياته حتّى يقال : «فلماذا لا يقول بفضل عائشة وقد أخرج البخاري أحاديث كثيرة في فضلها ...؟».

3 - لقد غفل أو تغافل عن أنّ للإماميّة منهجاً معيّناً في القول بفضل أحد والحبّ له ، أو الطعن فيه والبغض له ، وهذا المنهج مستمدّ من الكتاب العظيم والسُنّة الثابتة ، وعلى هذا الأساس تقول بأفضليّة سيّدتنا خديجة من سائر الأزواج ، وإن كان كونها أُمّاً لفاطمة بضعة النبيّ ، وجدّةً للحسنين سيّدي شباب أهل الجنّة فضلاً كبيراً لها ..

وعلى هذا الأساس أيضاً تقول الإماميّة بأفضليّة أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة - بعد خديجة - مع عدم كونها أُمّاً أو جدّةً لأحد من أهل البيت ، بل وعدم كونها من بني هاشم ، الّذين هم أفضل الناس في قريش ، كما في الأحاديث المتواترة الثابتة.

ص: 42

فالنبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا أعلن أنّ بغض عليّ علامة النفاق ، وأنّ الله يغضب لغضب فاطمة ، وقد قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) (1) ، كان المنطلق في عقيدة الإماميّة هو «الوحي» ، وكان ما جاء به هو «الأساس» عندهم للحبّ والبغض ... ولا يهمّهم - بعد ذلك - السخط واللّغط من هذا وذاك!!

4 - وبناءً على ما ذكرنا - في الملاحظة الثانية - يتبيّن صحّة احتجاج السيّد - رحمه الله - بالأحاديث المذكورة في المراجعة : 68 - 70 لإثبات الوصيّة لأمير المؤمنين عليه السلام.

وأمّا المناقشة في أسانيدها ، فقد اتّضح اندفاعها على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من القوم ; إذ ليس من شرط الصحّة أن لا يكون الراوي متكلّماً فيه أصلاً ، وإلاّ لزم سقوط البخاري نفسه ; لتكلّم غير واحد من أئمّتهم فيه ، ولذا أورده الذهبي في كتاب المغني في الضعفاء (2) ، ولزم سقوط كتابه كلّه عن الصحّة ; لتكلّم أئمّتهم في عدّة كبيرة من رجاله ، ولذا عقد ابن حجر العسقلاني فصلاً في مقدّمة فتح الباري للدفاع عنهم ...

5 - وقفز هذا المفتري إلى المراجعة 73 ; تغافلاً عمّا جاء في الأحاديث التي أوردها السيّد ، من الجسارة والطعن من عائشة في سيّدتنا خديجة ، كقولها : «فتناولتها فقلت : عجوز كذا وكذا» ، حتّى أنّها كانت تغضِب رسول الله بكلماتها. وكذا ما اشتملت عليه من فضل لسيّدتنا فاطمة بضعة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، إلاّ أنّه اتّهم السيّد وهو يحلف : 8.

ص: 43


1- سورة النجم 53 : 3 - 4.
2- المغني في الضعفاء 2 / 268.

«والله ، إنّ الموسوي ما ترك من الخداع والنفاق والغشّ شيئاً لأحد من الناس»!!

ثمّ قال : «وفي المراجعة 74 استجاب الموسوي إلى ما طلب منه من التفصيل في سبب الإعراض عن حديث عائشة ، فليته ذكر سبباً من الأسباب التي تردّ بها الرواية عادة ، وتعدّ عند أهل العلم مطعناً يفقد الرواية حجّيتها ، لكنّه ردّ ذلك الإعراض إلى خصومة بينها وبين عليّ رضي الله عنه ، والتي دفعتها إلى إنكار وصيّة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ رضي الله عنه بالخلافة».

أقول :

* أوّلا : إنّ الكلام في الإعراض وعدم الاعتبار بالحديث المروي عن عائشة في إنكار الوصيّة ، وكما يصحّ أن يكون السبب في الإعراض عدم صحّة سند الحديث لعدم وثاقة رواته ، كذلك يصحّ أن يكون السبب فيه عدم الوثوق بالمروي عنه - على فرض صحّة السند - بسبب وجود الخلاف بينه وبين الطرف الآخر ..

وكأنّ هذا المفتري جاهل أو يتجاهل القاعدة المقرّرة في الجرح والتعديل في هذا الموضوع ; قال ابن حجر العسقلاني : «وممّن ينبغي أن يتوقّف في قبول قوله في الجرح : مَن كان بينه وبين مَن جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد ، فإنّ الحاذق إذا تأمّل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب ، وذلك لشدّة انحرافه في النصب ، وشهرة أهلها بالتشيّع ...» (1). 8.

ص: 44


1- لسان الميزان 1 / 108.

* ثانياً : هل يمكن للنواصب والمفترين أن يدّعوا أنّ عائشة كانت من المحبّين لعليّ أمير المؤمنين ولبضعة النبيّ الطاهرة؟ وأنّه لم يكن بينها وبينهما عداوة وخصومة؟!

هذا عمدة الكلام على مقدّمة كلام المفتري.

فلننظر في ما قيل في الردّ على ما ذكره السيّد في بيان الأسباب في إعراضنا عن إنكار عائشة وصيّة النبيّ لأمير المؤمنين عليهما وآلهما الصلاة والسلام ..

قال السيّد :

«فالاحتجاج على نفي الوصيّة إلى عليّ بقولها - وهي من ألدّ خصومه - مصادرة لا تُنتظر من منصف ، وما يوم عليّ منها بواحد ، وهل إنكار الوصيّة إلاّ دون يوم الجمل الأصغر ويوم الجمل الأكبر؟!» ...

وقيل :

وجوابنا عن ذلك بوجوه :

الأوّل : المطالبة بصحّة هذا الادّعاء ...

الثاني : لو سلّمنا جدلا بما ادّعاه الموسوي ... فما جواب الرافضة على الروايات الأُخرى الصحيحة ، التي نفت أن يكون النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد أوصى لأحد بشيء ، عن ابن عباس وابن أبي أوفى ...

أقول :

إنّه بعد قيام الدليل على الوصيّة عقلاً ونقلا ، ومن ذلك حديث الثقلين ; إذ أوصى بالتمسّك بالكتاب والعترة ، وأمر باتّباعهما وإطاعتهما

ص: 45

إطاعة مطلقة ، والذي نصّ غير واحد من أعلام القوم بشرحه على أنّه وصيّة منه إلى الأُمّة إلى يوم القيامة (1).

وفي بعض ألفاظه - كما في رواية أحمد وابن أبي عاصم والطبراني وغيرهم - التصريح بأنّهما الخليفتان من بعده ، قال : «إنّي تركت فيكم خليفتين : كتاب الله وأهل بيتي ، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض» ..

قال الهيثمي : «رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات» (2).

وبيّن المناوي بشرحه : أنّ المراد من «أهل البيت» فيه «هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» (3).

نعم ، فإنّه بعد قيام الدليل على الوصيّة ، لا يُصغى إلى إنكار منكر مثل عائشة وأمثالها ...!

وأمّا حديثهم عن أبن أبي أوفى بأنّه قد أوصى بكتاب الله ، فقد أجاب السيّد : بأنّه «حقّ ، غير أنّه أبتر ; لأنّه صلّى الله عليه وآله أوصى بالتمسّك بالثقلين معاً ...» (4).

على أنّ ابن أبي أوفى من الصحابة الرواة لحديث : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» (5).ط.

ص: 46


1- استجلاب ارتقاء الغرف - للحافظ السخاوي - : 60 باب وصيّة النبيّ ... ، جواهر العقدين - للحافظ السمهودي - : 231 ذكر حثّه الأُمّة على التمسّك بعده ... الصواعق المحرقة : 90 ، شرح المواهب اللدنية 7 / 5 ، فيض القدير 2 / 174 ، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 601.
2- مجمع الزوائد 9 / 163.
3- فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3 / 14.
4- المراجعة 70.
5- مستدرك كتاب الغدير للعلاّمة المحقّق المغفور له السيّد عبد العزيز الطباطبائي - مخطوط.

وأمّا خبر إنكار ابن عباس الوصيّة فمكذوب عليه قطعاً :

أمّا أوّلا : فلأنّ ابن عباس من رواة «حديث الثقلين» و «حديث الغدير» ، وغيرهما من أحاديث خلافة أمير المؤمنين عليه السلام.

وأمّا ثانياً : فلأنّه بعد أن منع الحاضرون من أن يكتب النبيّ صلّى الله عليه وآله وصيّته قائلين : «هجر رسول الله» ، كان يبكي ويقول : «إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وبين كتابه» (1).

وأمّا أنّ الإمام عليه السلامقال يوم الجمل : «يا أيّها الناس ...» وأنّه قد رواه أحمد والبيهقي في الدلائل ، فقد راجعنا المسند ، وهذا هو الحديث فيه بالسند : «حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الرزّاق ، أنبأنا سفيان ، عن الأسود بن قيس ، عن رجل ، عن عليّ رضي الله عنه ، أنّه قال يوم الجمل : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] لم يعهد إلينا عهداً نأخذ به في إمارة ، ولكنّه شيء رأيناه من قبل أنفسنا ، ثمّ استخلف أبو بكر - رحمة الله على أبي بكر - فأقام واستقام ، ثمّ استخلف عمر - رحمة الله على عمر - فأقام واستقام حتّى ضرب الدين بجرانه» (2).

وهذا الحديث ساقط ; لأنّ الراوي عن الإمام عليه السلاممجهول ، وقد ذكر بترجمة «الأسود بن قيس» عن ابن المديني أنّه «روى عن عشرة مجهولين لا يُعرفون» (3). وابن المديني - كما هو معروف - شيخ البخاري وإمامه. 8.

ص: 47


1- رواه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم ، وسيُبحث بالتفصيل في المراجعات الآتية.
2- مسند أحمد 1 / 114.
3- تهذيب التهذيب 1 / 298.

ثمّ لماذا لم يذكر عثمان بعد أبي بكر وعمر؟ ألم يكن قد أقام واستقام مثلهما فاستحقّ الرحمة؟!

لكنّا لمّا راجعنا كتاب دلائل النبوّة وجدنا أنّ الحديث يشتمل على ذيل ، فيه طعن شديد على عثمان وطلحة والزبير ... وهو : «ثمّ إنّ أقواماً طلبوا الدنيا ، فكانت أُمور يقضي الله فيها» (1).

ثمّ إنّ بعضهم لمّا رأى شدّة هذه العبارة في الذيل ، أبدلها بعبارة خفيفة ، فوضعها باللفظ التالي : «ثمّ إنّ أقواماً طلبوا الدنيا ، يعفو الله عمّن يشاء ويعذّب مَن يشاء» (2).

وكما وقع التلاعب في المتن ، فقد وقع الاضطراب في السند ; فالراوي في المسند مجهول ..

وفي كتاب الضعفاء : «عن الأسود بن قيس العبدي ، عن سعيد بن عمرو بن سفيان ، عن أبيه ، قال : خطب عليّ ...».

وفي تاريخ دمشق رواه تارةً عن طريق أحمد ، والراوي مجهول كذلك ، وأُخرى بإسناده عن الثوري ، عن الأسود بن قيس العبدي ، عن عمرو بن شقيق ، قال : لمّا فرغ عليّ من الجمل ... (3).

قالوا : وكان الثوري يضطرب فيه ولا يثبت إسناده (4)!

وقيل :

الثالث : إنّه نقل كلاماً مغلوطاً مبالغاً فيه ، في خبر ما كان في موقعة 4.

ص: 48


1- تحفة الأحوذي 6 / 396 عن دلائل النبوّة - للبيهقي -.
2- كتاب الضعفاء الكبير 1 / 178.
3- تاريخ دمشق 30 / 292 - 293.
4- تاريخ بغداد - للخطيب البغدادي - 3 / 384.

الجمل ، متّهماً عائشة وطلحة والزبير أنّهم خرجوا لقتال عليّ ، وأنّها أظهرت بذلك ما كانت تضمره من عداء له ، وأنّها سجدت شكراً لله عند موت عليّ ابن أبي طالب.

أقول :

إنّ قضيّة خروجها - مع طلحة والزبير - على إمام زمانها ، وتسبّبها في قتل عشرات الآلاف ، من القضايا الثابتة البالغة حدّ الدراية المستغنية عن الرواية.

وأيضاً ، فقد ثبت أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرها بذلك ونهاها عن ذلك ، حتّى عدّه الحفّاظ المؤلّفون في معاجزه وإخباراته عن المغيّبات ...

ولنذكر ما جاء في شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى في الفصل المخصّص بتلك الأُمور :

«وأخبر في حديث رواه البيهقي من طرق ، وهو ممّا أخبر به من المغيّبات (بمحاربة الزبير لعليّ) وهو ظالم له.

كان صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رآهما يوماً وكلٌّ منهما يضحك ، فقال لعليّ : أتحبّه؟

فقال : كيف لا أُحبّه وهو ابن عمّتي صفيّة وعلى ديني؟!

فقال للزبير : أتحبّه؟

فقال : كيف لا أُحبّه وهو ابن خالتي وعلى ديني؟!

فقال : أما أنّك ستقاتله وأنت له ظالم.

فلمّا كان يوم الجمل قاتله ، فبرز له عليّ رضي الله عنه وقال :

ص: 49

ناشدتك الله! أسمعت من رسول الله قوله : إنّك ستقاتلني وأنت لي ظالم؟!

قال : نعم ، ولكن أنسيته.

وانصرف عنه ، فلمّا كان بوادي السباع خرج عليه ابن جرموز وهو نائم فقتله ، وأتى برأسه ، كما فصّله المؤرّخون.

وممّا أخبر به من المغيّبات : (نباح كلاب الحوأب على بعض أزواجه) ، يعني عائشة ... وأخبر صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في هذا الحديث (أنّه : يقتل حولها) ممّن كان معها (قتلى كثيرة) ، قيل : كانوا نحو ثلاثين ألفاً ، (وتنجو) ، أي تسلم هي (بعدما كادت) ، أي قاربت عدم النجاة ، (فنبحت) كلاب الحوأب (على عائشة عند خروجها إلى البصرة). وهذا الحديث صحيح كما مرّ ، روي من طرق عديدة ...» (1).

ولنختصر الكلام في المقام في نقاط :

1 - عائشة وطلحة والزبير قادة الحركة ضدّ عثمان.

وهذا ممّا لا ينكره إلاّ المكابر ، والأخبار به قطعيّة ، والشواهد عليه كثيرة ..

فمن ذلك : قولها لمروان بن الحكم وقد طلب منها الإقامة بالمدينة لتدفع عن عثمان وهو محصور : «والله لا أفعل ، وددت - والله - أنّه في غرارة من غرائري ، وأنّي طوّقت حمله حتّى ألقيه في البحر».

وقولها لابن عباس : «إيّاك أن تردّ الناس عن هذا الطاغية».

وعن سعد بن أبي وقّاص - وقد سئل : مَن قتل عثمان؟ - : «قتله سيف سلّته عائشة ، وشحذه طلحة ، وسمّه عليّ» ، قال الراوي : «قلت : 0.

ص: 50


1- نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض 4 / 169 - 170.

فما حال الزبير؟ قال : أشار بيده وصمت بلسانه».

وعن أُمّ سلمة - لمّا جاءت إليها عائشة تخادعها على الخروج معها إلى البصرة - : «أنا أُمّ سلمة ، إنّكِ كنت بالأمس تحرّضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول ، وما كان اسمه عندك إلاّ نعثلاً».

وعن الأحنف بن قيس لمّا قالت له : «ويحك يا أحنف! بمَ تعتذر إلى الله من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلّة عدد ، أو أنّك لا تطاع في العشيرة؟!

قال : يا أُمّ المؤمنين! ما كبرت السنّ ولا طال العهد ، وإنّ عهدي بكِ عام أوّل تقولين فيه وتنالين منه».

وعن المغيرة بن شعبة في جواب قولها له : «يا أبا عبد الله! لو رأيتني يوم الجمل قد أنفذت النصل هودجي حتّى وصل بعضها إلى جلدي.

قال : وددت - والله - أنّ بعضها كان قتلك.

قالت : يرحمك الله ولمَ تقول هذا؟

قال : لعلّها تكون كفّارة في سعيك على عثمان ...».

وعن عمّار رضي الله عنه - وقد رآها باكية على عثمان - : «أنتِ بالأمس تحرّضين عليه ، ثمّ أنتِ اليوم تبكينه؟!».

وعن سعيد بن العاص ، أنّه لقي مروان وأصحابه بذات عرق فقال : «أين تذهبون وثاركم على أعجاز الإبل؟! اقتلوهم ثمّ ارجعوا إلى منازلكم ، لا تقتلوا أنفسكم ...».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام- في كتاب له إلى طلحة والزبير وعائشة - :

«وأنتِ يا عائشة ، فإنّك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله ،

ص: 51

تطلبين أمراً كان عنكِ موضوعاً ، ثمّ تزعمين أنّكِ تريدين الإصلاح بين المسلمين! فخبّريني : ما للنساء وقود الجيوش ، والبروز للرجال ، والوقع بين أهل القبلة ، وسفك الدماء المحترمة؟!

ثمّ إنّكِ طلبت - على زعمك - دم عثمان ، وما أنت وذاك ، وعثمان رجل من بني أُميّة وأنت من تيم؟!

ثمّ أنت بالأمس تقولين في ملأ من أصحاب رسول الله : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ، ثمّ تطلبين اليوم بدمه!

فاتّقي الله وارجعي إلى بيتك ، واسبلي عليك سترك».

وأمّا أنّها كانت تقول : «اقتلوا نعثلاً» : فهذا موجود في رواية المحدّثين ونقل المؤرّخين ، حتّى لقد أورده اللغويّون في المعاجم اللغويّة ، في مادّة «نعثل» ; فراجع النهاية ولسان العرب وتاج العروس ، وغيرها.

2 - السبب في خروج عائشة ونكث طلحة والزبير بيعة الإمام.

قال المؤرّخون : إنّ طلحة والزبير سألا أمير المؤمنين عليه السلامأن يؤمّرهما على الكوفة والبصرة ، فقال : تكونان عندي فأتجمّل بكما ، فإنّي وحش لفراقكما.

فخرجا من عنده وطلحة يقول : ما لنا من هذا الأمر إلاّ كلحسة الكلب أنفه ... ثمّ ظهرا إلى مكّة يزعمان أنّهما يريدان العمرة ، فقال الإمام عليه السلام: بل تريدان الغدرة.

وأمّا عائشة ، فكانت تريد الأمر لطلحة ابن عمّها ، وما كانت تشكّ في أنّه هو صاحب الأمر ، فلمّا بلغها بيعة الناس للإمام عليه السلامخرجت عليه ...

ص: 52

قال الطبري : «خرج ابن عباس ، فمرّ بعائشة في الصلصل فقالت : يا ابن عباس! أنشدك الله فإنّك قد أُعطيت لساناً إزعيلاً أن تخذّل عن هذا الرجل ، وأن تشكّك فيه الناس ; فقد بانت لهم بصائرهم ، وأنهجت ورفعت لهم المنار ، وتجلّبوا من البلدان لأمر قد جمّ ، وقد رأيت طلحة بن عبيد الله قد اتّخذ على بيوت الأموال والخزائن مفاتيح ، فإن يلِ يسِرْ بسيرة ابن عمّه أبي بكر».

وقال : «إنّ عائشة لمّا انتهت إلى سرف راجعةً في طريقها إلى مكّة ، لقيها عبد ابن أُمّ كلاب - وهو عبد بن أبي سلمة ، ينسب إلى أُمّه - فقالت له : مهيم؟

قال : قتلوا عثمان ، فمكثوا ثمانياً.

قالت : ثمّ صنعوا ماذا؟

قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأُمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على عليّ بن أبي طالب.

فقالت : والله ليت أنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك. ردّوني.

فانصرفت إلى مكّة وهي تقول : قُتل - والله - عثمان مظلوماً ، والله لأطلبنّ بدمه.

فقال لها ابن أُمّ كلاب : ولمَ؟ فوالله إنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر.

قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل ...».

ص: 53

3 - الاجتماع في بيت عائشة والإجماع على الخروج على الإمام.

قالوا : فاجتمع طلحة والزبير وابن عامر ويُعلى بن أُميّة عند عائشة في بيتها ، فأداروا الرأي ، فقالوا : نسير إلى عليّ فنقاتله. فقال بعضهم : ليس لكم طاقة بأهل المدينة ، ولكنّا نسير حتّى ندخل البصرة والكوفة ، ولطلحة بالكوفة شيعة وهوى ، وللزبير بالبصرة هوى ومعونة ، فاجتمع رأيهم على أن يسيروا إلى البصرة وإلى الكوفة.

فقالت أُمّ سلمة لعائشة : يا عائشة! إنّك سدّة بين رسول الله وبين أُمّته ، حجابك مضروب على حرمته ، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه ، وسكن الله عقيرتك فلا تصحريها ، الله من وراء هذه الأُمّة ، قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد فيك عهداً ، بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد ، ما كنت قائلة لو أنّ رسول الله قد عارضك بأطراف الفلوات؟! ...

4 - قصّة كلاب الحوأب وأوّل شهادة زور في الإسلام.

قالوا : ولمّا ساروا ووصلوا إلى مكان يسمّى «الحوأب» فيه ماء ، نبحتها الكلاب ، فسألت عن الماء ، فقالوا : هذا ماء الحوأب ، فتذكّرت قول النبيّ صلّى الله عليه وآله : أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب ، تنبحها كلاب الحوأب؟!

فتوقّفت ، فدخل عليها ابن أُختها عبد الله بن الزبير ، فحلف لها بالله أنّه ليس الحوأب ، وأتاها ببيّنة زور من الأعراب ، فشهدوا بذلك ، وكانت تلك أوّل شهادة زور في الإسلام (1).ر.

ص: 54


1- مسند أحمد 6 / 97 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 165 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 6 / 165 ، مجمع الزوائد 7 / 234 ، الأنساب 2 / 286 ، الحوأب ، روضة المناظر : حوادث السنة 36 ، تذكرة الخواصّ : 68 ، وغيرها. وقد نصّ الحافظ ابن حجر وغيره على صحّة الخبر.

5 - بعض ما كان بالبصرة قبل الحرب.

قالوا : لمّا قدمت عائشة البصرة ، كتبت إلى زيد بن صوحان : من عائشة ابنة أبي بكر أُمّ المؤمنين حبيبة رسول الله ، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ، أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فأقدم وانصرنا على أمرنا هذا ، فإن لم تفعل فخذّل عن عليّ.

فكتب إليها : من زيد بن صوحان إلى عائشة ابنة أبي بكر حبيبة رسول الله ، أمّا بعد ، فإنّي ابنك الخالص إن اعتزلتِ هذا الأمر ورجعتِ إلى بيتكِ ، وإلاّ فأنا أوّل من نابذك.

قال زيد بن صوحان : رحم الله أُمّ المؤمنين ، أُمرت أن تلزم بيتها وأُمرنا أن نقاتل ، فتركت ما أُمرت به وأمرتنا به ، وصنعت ما أُمرنا به ونهتنا عنه.

ثمّ إنّها كتبت إلى حفصة بنت عمر : أمّا بعد ، فإنّي أُخبرك أنّ عليّاً قد نزل ذاقار وأقام بها مرعوباً خائفاً لِما بلغه من عدّتنا وجماعتنا ، فهو بمنزلة الأشقر إن تقدّم عقر ، وإن تأخّر نحر!

فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف ، فأمرتهنّ أن يقلن في غنائهنّ : ما الخبر ما الخبر؟ عليٌّ في السفر ، كالفرس الأشقر ، إن تقدّم عقر ، وإن تأخّر نحر.

وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك

ص: 55

الغناء ، فبلغ أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام، فلبست جلابيبها ودخلت عليهنّ في نسوة متنكّرات ، ثمّ أسفرت عن وجهها ، فلمّا عرفتها حفصة خجلت واسترجعت ، فقالت أُمّ كلثوم : لئن تظاهرتما عليه منذ اليوم لقد تظاهرتما على أخيه من قبل ، فأنزل الله فيكما ما أنزل.

فقالت حفصة : كُفّي رحمك الله.

وأمرت بالكتاب فمزّق ، واستغفرت الله.

قال الطبري : فقدموا البصرة وعليها عثمان بن حنيف ، فقال لهم عثمان : ما نقمتم على صاحبكم؟

فقالوا : لم نره أوْلى بها منّا ، وقد صنع ما صنع.

قال : فإنّ الرجل أمّرني ، فأكتب إليه فأعلمه ما جئتم له ، على أن أُصلّي بالناس حتّى يأتينا كتابه.

فوقفوا عليه وكتب.

فلمّا استوثق لطلحة والزبير أمرهما ، خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما ، قد ألبسوهم الدروع وظاهروا فوقها بالثياب ، فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر ، وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه ، وأُقيمت الصلاة ، فتقدّم عثمان ليصلّي بهم ، فأخّره أصحاب طلحة والزبير وقدّموا الزبير ، فجاءت السبابجة - وهم الشرط حرس بيت المال - فأخّروا الزبير وقدّموا عثمان ، فغلبهم أصحاب الزبير فقدّموا الزبير وأخّروا عثمان.

فلم يزالوا كذلك حتّى كادت الشمس أن تطلع ، وصاح بهم أهل المسجد : ألا تتّقون الله يا أصحاب محمد وقد طلعت الشمس؟!

فغلب الزبير فصلّى بالناس. فلمّا انصرف من صلاته صاح بأصحابه المتسلّحين : أن خذوا عثمان بن حنيف.

ص: 56

فأخذوه بعد أن تضارب هو ومروان بن الحكم بسيفيهما ، فلمّا أُسر ضُرِب ضرب الموت ، ونُتف حاجباه وأشفار عينيه ، وكلّ شعرة في رأسه ووجهه ، وأخذوا السبابجة - وهم سبعون رجلاً - فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف إلى عائشة ، فقالت لأبان بن عثمان : اخرج إليه فاضرب عنقه ; فإنّ الأنصار قتلت أباك وأعانت على قتله.

فنادى عثمان : يا عائشة! ويا طلحة! ويا زبير! إنّ أخي سهل بن حنيف خليفة عليّ بن أبي طالب على المدينة ، وأقسم بالله إن قتلتموني ليضعنّ السيف في بني أبيكم وأهليكم ورهطكم ، فلا يبقي منكم أحداً.

فكفّوا عنه وخافوا أن يوقع سهل بن حنيف بعيالاتهم وأهلهم بالمدينة ، فتركوه.

وأرسلت عائشة إلى الزبير : أن اقتل السبابجة ...

فذبحهم - والله - الزبير كما يذبح الغنم ...

وكان الغدر بعثمان بن حنيف أوّل غدر كان في الإسلام ...

6 - عاقبة الأمر.

وكان عاقبة الأمر أن قُتل الزبير بعد أن ذكّره الإمام عليه السلامبما قال له النبيّ صلّى الله عليه وآله ، على يد ابن جرموز.

فهلاّ أرجع عائشة إلى بيتها الذي أخرجها منه؟!

وكيف لم يخبرها بالحقّ الذي ذكّر به عسى أن تكفّ هي أيضاً عن المقاتلة ، فلا يكون مزيد هتك وسفك دم؟!

وأمّا طلحة ، فإنّه بعدما بعث إليه عليّ أن ألقني ، فلقيه ، قال له : أنشدك الله ، أسمعت رسول الله يقول : مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ

ص: 57

والِ من والاه وعادِ من عاداه؟!

قال : نعم.

فقال له : فلمَ تقاتلني؟!

وقال الطبري : قال له : يا طلحة! جئت بعرس رسول الله تقاتل بها وخبّأت عرسك في بيتك؟! أما بايعتني؟ ...

واشتبكت الحرب ، قال مروان : لا أطلب بثاري بعد اليوم. ثمّ رماه بسهم فقتله وهو يقول : والله إنّ دم عثمان عند هذا ، هو كان أشدّ الناس عليه ، وما أطلب أثراً بعد عين. ثمّ التفت إلى أبان بن عثمان - وهو معه - فقال : لقد كفيتك أحد قتلة أبيك. وكان طلحة أوّل قتيل ...

فهلاّ أرجعوا عائشة إلى بيت خدرها؟!

وهلاّ رجعت هي بعد أن فقد الجيش الأميرين القائدين : طلحة والزبير ، وقبل أن يقتل الآلاف من أُولئك الأراذل الأجلاف؟!

كلام ابن تيمية :

وممّا ذكرنا يظهر ما في كلام ابن تيمية ; إذ يدّعي تارةً أنّها خرجت «بقصد الإصلاح بين المسلمين» ، وأُخرى يزعم : أنّها اجتهدت «وإذا كان المجتهد مخطئاً فالخطأ مغفور بالكتاب والسُنّة» ، وثالثة يقول : إنّها ندمت على خروجها «فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتّى تبلّ خمارها» ...

وقلّده في ذلك أنصار الناكثين!!

أقول :

إن كانت تقصد الإصلاح بين المسلمين ، فإنّ الإصلاح فرع النزاع

ص: 58

والخلاف ، وهل كان بين عليّ أمير المؤمنين وبين طلحة والزبير نزاع على شيء ، أم أنّهما بايعاه ثمّ خرجا إلى مكّة ناكثين للبيعة وناقضين للعهد؟!

وأيضاً : إن كانت تقصد الإصلاح بين المسلمين ، فهل كان يكون الإصلاح في البصرة حتّى تخرج إليها في ملأ من الناس؟!

وأيضاً : إن كانت تقصد الإصلاح ، فلماذا ينهاها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؟ وتنهاها أُمّ سلمة أُمّ المؤمنين؟ وينهاها رجال المسلمين؟ وهلاّ خرجوا معها وساعدوها على الإصلاح؟!

وإن كانت مجتهدةً مخطئة في اجتهادها فلا خطأ ، بل لها أجر وإن كان أقلّ من أجرها فيما لو كانت مصيبة ، فلماذا الندم والبكاء؟!

لكنّ الرجل عندما ادّعى أنّها خرجت «بقصد الإصلاح» ، وأنّها كانت «راكبةً ، لا قاتلت ولا أمرت بالقتال» قال : «هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار»!!

كأنّ الرجل يعلم بكذب ما يقول فيخرج عن عهدته بنسبته إلى غيره!!

نعم ، خرجت في ملأ من الناس تقاتل عليّاً عليه السلامعلى غير ذنب ، وقول ابن تيمية : «هذا كذب عليها ، فإنّها لم تخرج لقصد القتال» هو الكذب ; وإلاّ فما معنى : «نسير إلى عليّ فنقاتله»؟!

وأيّ معنىً لِما كتبته إلى زيد بن صوحان؟ ولِما جاء في كتابها إلى حفصة؟!

ثمّ ألم تأمر بقتل عثمان بن حنيف بعد الغدر به؟!

ألم تأمر بقتل السبابجة من غير ذنب؟!

ألم تحرّض الأزد وبني ضبّة وسائر القبائل على القتال؟!

ص: 59

وهل كان بكاؤها بعد ذلك عن ندم أو عن خيبة أمل؟!

أليست هي التي فرحت بمقتل الإمام عليه السلاموتمثّلت قائلةً :

فألقت عصاها واستقرّ بها النوى

كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

ولنكتف بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتب الحديث والتاريخ (1).

قيل :

«أمّا استدلال الموسوي على كره عائشة لعليّ بحديث البخاري ... والجواب على ذلك : إنّ البخاري له شروط دقيقة وشديدة ... ولا حجّة في تخريج ابن سعد لها ... ففي سندها : يونس بن يزيد ... وفي سندها أيضاً : معمر بن راشد ...».

أقول :

هذا الحديث بسند صحيح في مسند أحمد : «عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة : لمّا مرض رسول الله ...» (2).

فأمّا «عبد الأعلى» فمن رجال الصحاح الستّة (3).

وأمّا «معمر» فكذلك (4). 6.

ص: 60


1- تاريخ الطبري 5 / 150 ، الاستيعاب 2 / 469 ، الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 40 ، شرح نهج البلاغة ، ومصادر أُخرى.
2- مسند أحمد بن حنبل 6 / 34.
3- تقريب التهذيب 1 / 465.
4- تقريب التهذيب 2 / 266.

وأمّا «الزهري» فكذلك (1).

وأمّا «عبيد الله بن عبد الله» فكذلك (2) ..

وكذلك سند ابن سعد ; إذ قال : «أخبرنا أحمد بن الحجّاج ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا معمر ويونس ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أنّ عائشة زوج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قالت : لمّا ثقل رسول الله واشتدّ به وجعه ، استأذن أزواجه في أن يمرّض في بيتي فأذنّ له ، فخرج بين رَجلين تخطُّ رِجلاه في الأرض ، بين ابن عباس - تعني : الفضل - وبين رجل آخر.

قال عبيد الله : فأخبرت ابن عباس بما قالت ، قال : فهل تدري مَن الرجل الآخر الذي لم تسمّ عائشة؟!

قال : قلت : لا.

قال ابن عباس : هو عليّ ، إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير ...» (3).

فأمّا «ابن سعد» ، فقد قال ابن حجر : «صدوق فاضل» ، ووضع عليه علامة أبي داود (4).

وأمّا «أحمد بن الحجّاج» وهو الخراساني المروزي ، فقد قال ابن حجر : «ثقة» ، ووضع عليه علامة البخاري (5) ; فهو من رجاله في صحيحه.

وأمّا «عبد الله بن المبارك» المروزي ، فمن رجال الصحاح الستّة ، 3.

ص: 61


1- تقريب التهذيب 2 / 207.
2- تقريب التهذيب 1 / 535.
3- الطبقات الكبرى 2 / 232.
4- تقريب التهذيب 2 / 163.
5- تقريب التهذيب 1 / 13.

وقد وصفه ابن حجر : «ثقة ، ثبت ، فقيه ، عالم ، جواد ، مجاهد ، جُمعت فيه خصال الخير» (1).

وأمّا «معمر» فمن رجال الصحاح الستّة ; كما تقدّم.

وأمّا «يونس بن يزيد» فمن رجال الصحاح الستّة كذلك (2) ، ولو فرض ضعفه فلا يضرّ ; لوثاقة «معمر» كما هو واضح.

وأمّا «الزهري» و «عبيد الله بن عبد الله» فقد تقدّما.

فظهر : إنّ رجال السند كلّهم ثقات ، ومن رجال الصحاح الستّة ..

وبعد ، فإنّ هذا المفتري نقل بعض الكلام في «يونس» و «معمر» عن كتاب تقريب التهذيب ، ولكن لم ينقل عنه كونهما من رجال الصحاح الستّة!!

وأيضاً ، فإنّ الرجلين من رجال البخاري في كتابه الموسوم ب- : الصحيح ، فأيّ معنىً لقوله : «تأمّل - يا أخي المسلم! - يتّضح لك سبب ترك البخاري لهذه الزيادة ، وكذب الموسوي على البخاري وظلمه له»؟!

إنّ تركه لهذه الجملة من الحديث لا سبب له إلاّ العناد والبغض لأمير المؤمنين عليه السلام، كما ذكر السيّد ، كما أنّ هذا هو السبب في ترك عائشة اسمه ، كما ذكر ابن عباس.

والحاصل : إنّ الطعن في سند هذا الحديث طعنٌ في الصحاح الستّة وأصحابها ، ويا حبّذا لو يصرّح القوم بعدم اعتبار تلك الكتب ، فإنّ ذلك هو الحقيقة التي يشقّ عليهم الاعتراف بها.

وإذ لم يتمكّن أئمّة القوم من ردّ هذا الحديث من ناحية السند ، فقد 6.

ص: 62


1- تقريب التهذيب 1 / 445.
2- تقريب التهذيب 2 / 386.

حاولوا تبرير صنع عائشة ، فاضطربوا في بيان معناه وتضاربت كلماتهم :

أمّا النووي ، فقد حاول التبرير بأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان معتمداً على اثنين ، لكنّ أحدهما كان هو العباس ، والآخر لم يكن واحداً معيّناً ، فلذا أبهمت ، وهذا نصّ كلامه :

«قولها : فخرج بين رجلين ، أحدهما العباس.

وفسّر ابن عباس الآخر بعليّ بن أبي طالب ، وفي الطريق الآخر : فخرج ويدٌ له على الفضل بن عباس ويد له على رجل آخر ، وجاء في غير مسلم : بين رجلين ، أحدهما : أُسامة بن زيد.

وطريق الجمع بين هذا كلّه : أنّهم كانوا يتناوبون الأخذ بيده الكريمة صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، تارةً هذا وتارةً ذاك وذاك ، ويتنافسون في ذلك ، وهؤلاء هم خواصّ أهل بيته الرجال الكبار ، وكان العباس أكثرهم ملازمةً للأخذ بيده الكريمة المباركة صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. أو أنّه أدام الأخذ بيده ، وإنّما يتناوب الباقون في اليد الأُخرى ، وأكرموا العباس باختصاصه بيد واستمرارها له ; لِما له من السنّ والعمومة وغيرهما ، ولهذا ذكرته عائشة مسمّىً وأبهمت الرجل الآخر ; إذ لم يكن أحد الثلاثة الباقين ملازماً في جميع الطريق ، ولا معظمه ، بخلاف العباس. والله أعلم» (1).

وهكذا حاول النووي الجمع ، متغافلاً عن الرواية المشتملة على الجملة المنقوصة!!

لكنّ ابن حجر العسقلاني تعرّض لذلك فقال : «زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزّاق ، عن معمر : ولكنّ عائشة لا تطيب نفساً له بخير». 7.

ص: 63


1- شرح صحيح مسلم - للنووي - على هامش إرشاد الساري 3 / 57.

ولابن إسحاق في المغازي ، عن الزهري : «ولكنّها لا تقدر على أن تذكره بخير».

ثمّ قال ابن حجر : «ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة ، فعبّر عنها بعبارة شنيعة».

ثمّ قال ابن حجر : «وفي هذا ردّ على من تنطّع فقال : لا يجوز أن يظنّ ذلك بعائشة». ثمّ ردّ على النووي قائلاً : «وردٌّ على من زعم أنّها أبهمت الثاني لكونه لم يتعيّن في جميع المسافة ... وهذا توهّم ممّن قاله ، والواقع خلافه ; لأنّ ابن عباس في جميع الروايات جازم بأنّ المبهم : عليّ ; فهو المعتمد ..

ودعوى وجود العباس في كلّ مرّة والذي يتبدّل غيره ، مردودة ; بدليل رواية عاصم التي قدمت الإشارة إليها ، وغيرها صريح في أنّ العباس لم يكن في مرّة ولا في مرّتين منها. والله أعلم» (1).

قلت :

وقد كان على ابن حجر العسقلاني أن يذكر أحمد ، وابن سعد أيضاً ، في الرواة لتلك الزيادة.

وفي عمدة القاري بعد كلام النووي : «قلت : وفي رواية الإسماعيلي من رواية عبد الرزّاق ، عن معمر : ولكنّ عائشة لا تطيب نفساً له بخير ..

وفي رواية ابن إسحاق في المغازي ، عن الزهري : ولكنّها لا تقدر على أن تذكره بخير. 3.

ص: 64


1- فتح الباري في شرح البخاري 2 / 123.

وقال بعضهم : وفي هذا ردّ على من زعم أنّها أبهمت الثاني ; لكونه لم يتعيّن في جميع المسافة ولا معظمها.

قلت : أشار بهذا إلى الردّ على النووي ، ولكنّه ما صرّح باسمه ; لاعتنائه به ومحاماته له» (1).

قلت :

والعيني لم يصرّح باسم القائل وهو ابن حجر العسقلاني ، وقد تقدّمت عبارته.

وأمّا كلام الكرماني الذي أشار إليه ابن حجر ، فهو أنّه علّق على قول ابن عباس : «هل تدري مَن الرجل الذي لم تسمّ عائشة؟» فقال : «قوله : لم تسمّ. فإن قلت : لِمَ ما سمّته؟! قلت : عدم تسميتها له لم يكن تحقيراً أو عداوةً ، حاشاها من ذلك. قال النووي : ...» (2).

فذكر الجمع الذي ذكره النووي ، كاتماً حديث الزيادة تبعاً له ، وقد عرفت الجواب عنه ..

وبذلك يتبيّن أنّها إنّما لم تسمّه عداوةً وحسداً منها له.

قيل :

وأمّا الرواية التي ساقها الموسوي والتي أخرجها الإمام أحمد ... ففي سندها : «حبيب بن أبي ثابت بن قيس» ، كان كثير الإرسال والتدليس ; انظر ترجمته في تقريب التهذيب. 2.

ص: 65


1- عمدة القاري في شرح البخاري 5 / 187 وص 190 وص 191.
2- الكواكب الدراري في شرح البخاري 5 / 52.

وفي سندها أيضاً : «أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير» ; انظر ترجمته في الخلاصة : 344.

أقول :

لقد راجعنا تقريب التهذيب في الرجلين :

أما «حبيب بن أبي ثابت» ، فقد قال ابن حجر : «ثقة ، فقيه ، جليل» ، ووضع عليه علامة الصحاح الستّة (1).

وأما «محمد بن عبد الله بن الزبير» فمن رجال الصحاح الستّة كذلك (2).

فإن كان مجرّد كون «حبيب» كثير الإرسال مضرّاً بوثاقته ، فهذا طعن في الصحاح وأصحابها ، وسقوطها عن الاعتبار رأساً ، وهو المطلوب ، ونِعم المطلوب ...

وهل يرضى هذا المفتري بأن نتّبع هذا الأُسلوب معه في ردودنا عليهم؟!

وإذ تبيّن صحّة الرواية على أُصولهم ، فما هو «المبرّر لعائشة مثل هذه الإجابة؟» عند المنصفين ، بل حتّى عند المدافعين عنها المتعسّفين؟! ليقول القائل منهم : «قد يكون في كلام الرجل ما يبرّر لعائشة ...»!!

لكنّا نقول له - كما في الحديث المتّفق عليه - : «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت». 6.

ص: 66


1- تقريب التهذيب 1 / 148.
2- تقريب التهذيب 2 / 176.

قيل :

أمّا إنكار الموسوي حجّية حديث عائشة ... فجوابه ...

أقول :

إنّ أمير المؤمنين عليه السلاموسائر الصحابة المخلصين ، يعلمون بأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله قد أدلى بوصيّته لعامّة المسلمين بالثقلين ، في مواضع متعدّدة وبألفاظ مختلفة ، بل لقد روى القوم وصيّته بهما في الساعات الأخيرة من عمره الشريف ، وفي الحجرة ناسٌ ... فدعوى أنّ الإمام وكلّ الصحابة كانوا يعلمون بأنّه لم يوصِ لأحد ... كذب واضح.

وقد عرفت أنّ علماء القوم ينصّون على أنّ حديث الثقلين كانت وصيّةً منه ، وكأنّ عائشة - التي زعمت موت النبيّ على صدرها في ما يروون - قد توهّمت أنّ الوصيّة لا تصحّ إلاّ عند الموت ...!!

لكن سيأتي ذكر المعارض لما يروون عنها ...

قيل :

أمّا ما رواه مسلم ... فقد ردّه الموسوي ... فجواب ذلك ...

أقول :

لا خلاف ولا ريب في أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد ترك أشياء ، وهذا صريح الأحاديث في مسند أحمد والصحيحين وغيرهما ، وقد نصّ عليه القاضي عبد الجبّار المعتزلي ، وأبو يعلى الفرّاء الحنبلي ،

ص: 67

وابن كثير الدمشقي ، وغيرهم (1).

وقيل :

بعد إيراد روايات في مطالبة الزهراء عليها السلام بإرثها - : «من خلال استعراض هذه الروايات ، يتبيّن لنا الحقائق التالية ...».

أقول :

لا خلاف ولا ريب في أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان أزهد العالمين في الدنيا ، وأنّه لم يترك من حطامها ما يتركه أهلها ...

ولا خلاف ولا ريب كذلك في أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من الدنيا وهو مشغول الذمّة بدَيْن وعِدات ، وعنده أمانات تستوجب الوصيّة ، وترك ما يفي بالدَيْن وإنجاز العِدة ...

فإن كان المراد من أنّه صلى الله عليه وآله وسلم «لا أوصى بشيء» ، أنّه لحق بربّه عزّ وجلّ بلا وصيّة في مثل هذه الأُمور - كما هو ظاهر الحديث ; إذ نفت الوصيّة بعد القول بأنّه : ما ترك رسول الله ديناراً ... - فهذا كذب ، ويشهد بذلك مطالبة الزهراء الصدّيقة عليها السلام بإرثها ، وكذا مطالبة الأزواج ، والعباس عمّه ، حسب الأحاديث التي يروونها.

وإن كان المراد أنّه لم يوصِ في أمر الخلافة بشيء ، فقد أشرنا إلى أنّ حديث الثقلين وأمثاله وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

وكأنّ هذا المفتري أحسّ بأنّ استدلال السيّد بمطالبة الصدّيقة الطاهرة 7.

ص: 68


1- المغني في الإمامة 20 - ق 1 - / 331 ، الأحكام السلطانيّة : 199 - 203 ، البداية والنهاية 6 / 2 - 10 ، شرح نهج البلاغة 16 / 217.

بإرثها ، ثمّ ما كان من أبي بكر تجاهها ... طعنٌ في أبي بكر ، فانبرى للدفاع عن إمامه ، قائلاً : «إنّ فاطمة عليها السلام قد أخطأت في طلبها لهذا الميراث ; لما في ذلك من معارضة لصريح قوله عليه الصلاة والسلام : لا نورّث ما تركناه صدقة».

لكنّ السيّد لم يكن من قصده التعرّض لمسألة فدك وغيرها ، بل إنّه قد أشار إلى ذلك إشارةً عابرةً ، مستدلاًّ بتلك المسألة لإثبات أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قد ترك أشياء ; فما رووه عن عائشة ليس بصحيح.

موجز الكلام في : فدك ، وحديث «إنّا معاشر الأنبياء ...» :

وقد اضطرّتنا جسارة هذا المفتري على الصدّيقة الطاهرة ، لطرح موضوع فدك بإيجاز (1) ، حتّى يتبيّن سقوط دفاعه عن إمامه ، الذي أغضب بضعة النبيّ وجعلها تدعو عليه بعد كلّ صلاة تصلّيها ... فنقول :

1 - لا خلاف في أنّ فدكاً ممّا لم يوجف عليه بخَيل ولا ركاب ، ولذا كانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

2 - قد ثبت عندنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة فدكاً (2) ، ولذا جاء في كلام مثل ابن حجر المكّي : «إنّ أبا بكر انتزع من فاطمة فدكاً» (3) ، وفي كلام التفتازاني في ردّ عمر بن عبد العزيز فدكاً إلى بني الزهراء : «ثمّ ردّها عمر بن عبد العزيز أيّام خلافته إلى ما كانت 1.

ص: 69


1- بالاستفادة من رسالة لنا مفردة في الموضوع.
2- الدرّ المنثور 4 / 177 ، مجمع الزوائد 7 / 49 ، وغيرهما عن : البزّار ، وأبي يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والحاكم ، والطبراني ، وابن النجّار.
3- الصواعق المحرقة : 31.

عليه» (1).

3 - إنّه على فرض ثبوت قوله صلّى الله عليه وآله : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ... فالحديث لا يشمل فدكاً.

4 - وحينئذ نقول : بأيّ وجه انتزع أبو بكر فدكاً من الصدّيقة الطاهرة؟!

ثمّ نقول في خصوص الحديث المذكور :

1 - إنّه قد كذّب جماعة هذا الحديث ، وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلاموالعباس ; فقد أخرج مسلم بإسناده عن مالك بن أوس ، عن عمر ، أنّه قال لهما : «لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله ، فجئتما ، أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ، فقال أبو بكر : قال رسول الله : لا نورّث ما تركناه صدقة ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ...» (2).

هذا الحديث الذي أخرجه البخاري وحرّفه بتحريفات قبيحة فاحشة (3).

2 - إنّه قد كذّبه عمر بن عبد العزيز بردّه فدكاً على أولاد فاطمة.

3 - إنّه قد كذّبته نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بمطالبتهنّ بإرثهنّ منه. وما قيل من أنّ عائشة ذكّرتهنّ فتراجعن عن ذلك ، فالجواب عنه : !!

ص: 70


1- شرح المقاصد 5 / 278.
2- صحيح مسلم 5 / 152 كتاب الجهاد - باب حكم الفيء.
3- صحيح البخاري 4 / 503 ، 5 / 188 ، 7 / 120 ، 8 / 551 ، 9 / 754 ; فراجع وتعجب!!

أوّلا : كيف علمت عائشة وحدها بذلك دونهنّ ، ودون أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟!

وثانياً : لقد رووا عن عائشة قولها : «اختلفوا في ميراثه ، فما وجدوا عند أحد في ذلك علماً ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله يقول : إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث» (1) ; فإنّه ظاهر في أنّها أيضاً لم يكن عندها علم بذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

4 - إنّه قد كذّبه أبو بكر نفسه ; فإنّ الزهراء الطاهرة قالت له : «أفي كتاب الله أن ترث ابنتك ولا أرث أبي؟ فاستعبر أبو بكر باكياً ، ثمّ نزل فكتب لها بفدك. ودخل عليه عمر فقال : ما هذا؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها ، قال : فماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟! ثمّ أخذ عمر الكتاب فشقّه» (2).

5 - وإذا انضمّت هذه الأُمور إلى انفراد أبي بكر برواية هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ... لم يبق ريب في أنّه كذب ..

أمّا انفراده بروايته ، فهو صريح الحديث المتقدّم ، وقد نصّ عليه غير واحد من أئمّة الحديث والكلام وأُصول الفقه ، ك- : القاضي العضد ، والفخر الرازي ، والغزالي ، والآمدي ، وعلاء الدين البخاري ، والتفتازاني ، والشريف الجرجاني ، وغيرهم (3).لم

ص: 71


1- تاريخ الخلفاء : 28 ، الصواعق المحرقة : 20.
2- السيرة الحلبيّة 3 / 488.
3- شرح المختصر في الأُصول 2 / 59 ، المحصول في علم الأُصول 2 / 180 ، المستصفى في علم الأُصول 2 / 121 ، الإحكام في أُصول الأحكام 2 / 75 ، كشف الأسرار في شرح الأُصول - للبزدوي - 2 / 688 ، فواتح الرحموت في شرح مسلم

6 - فيكون الحقّ مع الحافظ ابن خراش - المتوفّى سنة 283 - الذي نصّ على أنّه باطل ، واتّهم راويه مالك بن أوس بالكذب (1) ، ومن هنا ، فقد تهجّم عليه الذهبي بشدّة حيث ترجم له ، لكنّ غير واحد من الحفّاظ حرّف كلام ابن خرّاش في الحديث ، أو حاول التكتّم عليه (2)!

7 - ولقد كذّب أو شكّك فيه : الفخر الرازي ; إذ قال : «إنّ المحتاج إلى معرفة هذه المسألة ما كان إلاّ فاطمة وعليّ والعباس ، وهؤلاء كانوا من أكابر الزهّاد والعلماء وأهل الدين ، وأمّا أبو بكر ، فإنّه ما كان محتاجاً إلى معرفة هذه المسألة ألبتّة ; لأنّه ما كان ممّن يخطر بباله أنّه يورث من الرسول ، فكيف يليق بالرسول أن يبلّغ هذه المسألة إلى مَن لا حاجة له إليها ، ولا يبلّغها إلى مَن له إلى معرفتها أشدّ الحاجة؟!» (3).

أقول :

ونظير هذا : تكلّم بعض فقهاء الحنفيّة في ما رووه عن الصحابيّة بسرة بنت صفوان ، من حديث انتقاض الوضوء بمسّ الذكر ، المعارَض بحديث قيس بن طلق عن أبيه في عدم الانتقاض ; إذ قال ما نصّه : «وقد ثبت عن أمير المؤمنين عليّ وعمّار و... أنّهم لا يرون النقض ، ولو كان هذا الحديث ثابتاً لكان لهم معرفة بذلك ، والقائلون بنقض الوضوء من مسّ الذكر لم يستدلّوا بذاك الحديث ، ولم يقل أحد إنّي سمعت رسول الله ، 0.

ص: 72


1- تذكرة الحفّاظ 2 / 684 ، سير أعلام النبلاء 13 / 510.
2- تاريخ بغداد 10 / 280 ، المنتظم 12 / 362 ، طبقات الحفّاظ : 301.
3- تفسير الرازي 9 / 210.

وروى مَن روى عن بسرة ..

ويبعد كلّ البعد أن يلقي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حكماً إلى مَن لا يحتاج إليه ، ولا يلقي إلى مَن يحتاج إليه».

قيل :

وأمّا ما زعمه الموسوي من وصيّة النبيّ إلى عليّ في مبدأ الدعوة الإسلاميّة ...

أقول :

هذا ممّا لا ريب فيه ، وقد تقدّم إثباته بالأخبار المعتبرة عن كتب القوم.

قيل :

أمّا وصيّته التي أراد أن يكتبها في مرض موته ... فقد زعم الموسوي ... ثمّ ادّعى أنّ النبيّ قد أوصاهم بثلاثة أُمور : أوّلها أن يولّوا عليهم عليّاً ... ولا شكّ في بطلان دعوى الموسوي ...

أقول :

قد تغافل هنا عن الوصيّة التي أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يكتبها ، فمنع عمر بن الخطّاب وأتباعه عن ذلك ، وتجاسروا عليه بما يوجب الخروج عن الدين ... وهو من القضايا القطعيّة في تاريخ الإسلام ..

وأمّا أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى المسلمين بأن يولّوا

ص: 73

عليهم عليّاً عليه السلام ... فهذا موجود في المصادر المعتبرة عند القوم وبأسانيدهم :

أخرج الحاكم بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنّه قال : «إن وليّتموها عليّاً فهاد مهتد ، يقيمكم على صراط مستقيم» ، ثمّ قال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه» (1).

ورواه جماعة بلفظ : «إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً ، يسلك بكم الطريق المستقيم» (2).

وآخرون بلفظ : «إن تأمّروا عليّاً - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً ، يأخذ بكم الطريق المستقيم» (3).

فإن لم يكن هذا الكلام منه وصيّةً منه للأُمّة ، فما هي الوصيّة؟!

فظهر : كذب هذا المفتري .. لا كذبةً واحدة ، بل كذبات.

والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يكتم شيئاً من الوحي ، ولا تراجع عن كتابة الوصيّة بالولاية ، بل إنّ عمر وأتباعه حالوا دون كتابته أصل الوصيّة.

كما أنّ الوصيّة بالولاية ، التي رواها جمع من أئمّتهم ، ك- : أحمد بن حنبل ، والحاكم ، وغيرهما ، لم يروها البخاري ومسلم - مع كون الحديث على شرطهما ، كما نصّ عليه الحاكم - وقد رأينا كيف أنّ البخاري قد حرّف الحديث الواحد فأخرجه عدّة مرّات بتحريفات مختلفة في كتابه ، وكم له 0.

ص: 74


1- المستدرك على الصحيحين 3 / 142.
2- حلية الأولياء 1 / 64 ، كفاية الطالب : 163 ; وقال : هذا حديث حسن.
3- مسند أحمد 1 / 109 ، الإصابة 4 / 468 ، تاريخ دمشق 42 / 421 ، أُسد الغابة 4 / 31 ، تاريخ ابن كثير 7 / 397 ، كنز العمّال 11 / 630.

من نظير؟! فليس غريباً أن لا يرويا وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بصورة كاملة ..

ولا فائدة في الدفاع عنهما ، ولا في حمل دعوى النسيان على الصحّة من باب أنّ النسيان من طبيعة الإنسان ; فإنّ موضع مثل هذا الحمل هو في ما إذا لم يكن الراوي مغرضاً بيقين.

ويؤيّد ذلك : اضطرابهم في تعيين مَن نُسب إليه النسيان في روايته هذا الحديث ، كما هو واضح من العبارات التي أوردها المفتري ..

والعجب أنّه أيضاً متردّد في أنّه كان سكوتاً أو نسياناً؟!

وأمّا قول السيّد - رحمه الله - : بأنّ دعوى عائشة - بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحق بربّه وهو في صدرها - معارضة بحكم أحاديث الفريقين ، فسيأتي بيانه منه وتشييده منّا ، في المراجعة الآتية إن شاء الله تعالى.

ص: 75

المراجعة (76) - (78)

حول أُمّ سلمة وتقدّم أحاديثها

قال السيّد - رحمه الله - :

«ذكرتم في الجواب عن الأمر الأوّل : أنّ المعروف من سيرة السيّدة أنّها لا تستسلم إلى العاطفة ، ولا تراعي في حديثها شيئاً من الأغراض ، فأرجوا أن تتحلّلوا من قيود التقليد والعاطفة ، وتعيدوا النظر إلى سيرتها ، فتبحثوا عن حالها مع من تحبّ ومع من تبغض ، بحث إمعان ورويّة ; فهناك العاطفة بأجلى مظاهرها ، ولا تنسَ سيرتها مع عثمان قولاً وفعلاً (1) ، ووقائعها مع عليّ وفاطمة والحسن والحسين سرّاً وعلانيّة ، وشؤونها مع أُمّهات المؤمنين ، بل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنّ هناك العاطفة والغرض.

وحسبك مثالاً لهذا ما أيّدته - نزولاً على حكم العاطفة - من إفك أهل الزور إذ قالوا - بهتاناً وعدواناً في السيّدة مارية وولدها إبراهيم عليه السلام- ما قالوا ، حتّى برّأهما الله عزّ وجلّ من ظلمهم ، براءة - على يد أمير المؤمنين - محسوسة ملموسة (2) : (وردّ الله الّذين كفروا بغيظهم لم -.

ص: 76


1- دونك ص 77 ج 2 من شرح النهج لعلاّمة المعتزلة ، وص 457 وما بعدها ، وص 497 وما بعدها من الجلد المذكور ، تجد من سيرتها مع عثمان وعليّ وفاطمة ما يريك العاطفة بأجلى المظاهر.
2- من أراد تفصيل هذه المصيبة فليراجع أحوال السيّدة مارية رضي الله عنها في ص 39 من الجزء الرابع من المستدرك - للحاكم - أو من تلخيصه - للذهبي -.

ينالوا خيراً) (1).

وإن أردت المزيد فاذكر نزولها على حكم العاطفة ; إذ قالت (2)لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّي أجد منك ريح مغافير ; ليمتنع عن أكل العسل من بيت أُمّ المؤمنين زينب رضي الله عنها ..

وإذا كان هذا الغرض التافه يبيح لها أن تحدّث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه بمثل هذا الحديث ، فمتى نركن إلى نفيها الوصيّة إلى عليّ عليه السلام؟!

ولا تنسَ نزولها على حكم العاطفة يوم زُفّت أسماء بنت النعمان عروساً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت لها (3) : إنّ النبيّ ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له : أعوذ بالله منك. وغرضها من ذلك تنفير النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من عرسه ، وإسقاط هذه المؤمنة البائسة من نفسه.

وكأنّ أُمّ المؤمنين تستبيح مثل هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ترويجاً لغرضها حتّى لو كان تافهاً أو كان حراماً.

وكلّفها صلى الله عليه وآله وسلم مرّةً بالاطّلاع على امرأة مخصوصة ; ه.

ص: 77


1- سورة الأحزاب 33 : 25.
2- في ما أخرجه البخاري في تفسير سورة التحريم من صحيحه ص 136 ج 3 ; فراجع واعجب .. وهناك عدّة أحاديث عن عمر في أنّ المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله أنّهما : عائشة وحفصة ، وثمّة حديث طويل كلّه من هذا القبيل.
3- في ما أخرجه الحاكم في ترجمة أسماء من صحيحه المستدرك ص 37 ج 4 ، وأخرجه ابن سعد في ترجمتها أيضاً ص 104 ج 2 من الطبقات .. والقضيّة مشهورة ، نقلها في ترجمة أسماء كلّ من صاحبي الاستيعاب والإصابة ، وأخرجها ابن جرير وغيره.

لتخبره عن حالها ، فأخبرته - إيثاراً لغرضها - بغير ما رأت (1).

وخاصمته صلى الله عليه وآله وسلم يوماً إلى أبيها - نزولاً على حكم العاطفة - فقالت له : اقصد (2). فلطمها أبوها حتّى سال الدم على ثيابها.

وقالت له مرّة في كلام غضبت عنده (3) : أنت الذي تزعم أنّك نبيّ الله!

إلى كثير من أمثال هذه الشؤون ، والاستقصاء يضيق عنه هذا الإملاء ، وفي ما أوردناه كفاية لما أردناه.

وقلتم في الجواب عن الأمر الثاني : إنّ أهل السُنّة لا يقولون بالحسن والقبح العقليّين ... إلى آخر كلامكم في الموضوع.

وأنا أربأ بكم عن هذا القول ، فإنّه شبيه بقول السوفسطائيّة الّذين ينكرون الحقائق المحسوسة ; لأنّ من الأفعال ما نعلم بحسنه وترتّب الثناء والثواب على فعله ; لصفة ذاتية له قائمة به ، كالإحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل ..

ومنها ما نعلم بقبحه وترتّب الذمّ والعقاب على فعله ; لصفته الذاتية القائمة به ، كالإساءة والجور من حيث هما إساءة وجور ، والعاقل يعلم أنّ ن.

ص: 78


1- تفصيل هذه الواقعة في كتب السُنن والأخبار ; فراجع ص 294 ج 6 من كنز العمّال ، أو ص 115 ج 8 من طبقات ابن سعد حيث ترجم شراف بنت خليفة.
2- اقصد : فعل أمر من القصد ، وهو العدل .. وهذه القضيّة أخرجها أصحاب السُنن والمسانيد ; فراجع الحديث 1020 من أحاديث الكنز ، وهو ص 116 ج 7 ، وأوردها الغزالي في الباب 3 من كتاب آداب النكاح ص 35 ج 2 من إحياء العلوم ، ونقلها أيضاً في الباب 94 من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص 238 ; فراجع.
3- كما نقله الغزالي في البابين المذكورين من الكتابين المسطورين.

الضرورة قاضية بذلك ، وليس جزم العقلاء بهذا أقلّ من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين.

والبداهة الأوّليّة قاضية بالفرق بين مَن أحسن إليك دائماً وبين مَن أساء إليك دائماً ; إذ يستقلّ العقل بحسن فعل الأوّل معك ، واستحقاقه للثناء والثواب منك ، وقبح فعل الثاني ، واستحقاقه للذمّ والقصاص ، والمشكّك في ذلك مكابر لعقله.

ولو كان الحسن والقبح في ما ذكرناه شرعيّين ، لَما حكم بهما منكروا الشرائع كالزنادقة والدهرية ; فإنّهم مع إنكارهم الأديان يحكمون بحسن العدل والإحسان ، ويرتّبون عليهما ثناءهم وثوابهم ، ولا يرتابون في قبح الظلم والعدوان ، ولا في ترتيب الذمّ والقصاص على فعلهم ، ومستندهم في هذا إنّما هو العقل لا غير.

فدع عنك قول مَن يكابر العقل والوجدان ، وينكر ما عليه العقلاء كافّة ، ويحكم بخلاف ما تحكم به فطرته التي فطر عليها ; فإنّ الله سبحانه فطر عباده على إدراك بعض الحقائق بعقولهم ، كما فطرهم على الإدراك بحواسهم ومشاعرهم.

ففطرتهم توجب أن يدركوا بعقولهم حسن العدل ونحوه ، وقبح الظلم ونحوه ، كما يدركون بأذواقهم حلاوة العسل ومرارة العلقم ، ويدركون بمشامهم طِيب المسك ونتن الجيف ، ويدركون بملامسهم لين اللين وخشونة الخشن ، ويميّزون بأبصارهم بين المنظرين : الحسن والقبيح ، وبأسماعهم بين الصوتين : صوت المزامير وصوت الحمير ..

تلك فطرة الله (التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك

ص: 79

الدين القيّم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (1).

وقد أراد الأشاعرة أن يبالغوا في الإيمان بالشرع والاستسلام لحكمه ، فأنكروا حكم العقل ، وقالوا : لا حكم إلاّ للشرع ; ذهولاً منهم عن القاعدة العقليّة المطّردة - وهي : كلّ ما حكم به العقل حكم به الشرع - ولم يلتفتوا إلى أنّهم قطعوا خطّ الرجعة بهذا الرأي على أنفسهم ، فلا يقوم لهم بعده على ثبوت الشرع دليل ; لأنّ الاستدلال على ذلك بالأدلّة الشرعيّة دوري لا تتمّ به حجّة ، ولولا سلطان العقل لكان الاحتجاج بالنقل مصادرة ، بل لولا العقل ما عَبد الله عابد ، ولا عرفه من خَلقِه كلّهم واحد ، وتفصيل الكلام في هذا المقام موكول إلى مظانّه من مؤلّفات علمائنا الأعلام.

أمّا دعوى أُمّ المؤمنين بأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قضى وهو في صدرها ، فمعارضة بصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة ..

وحسبك من طريق غيرهم :

* ما أخرجه ابن سعد (2) ، بالإسناد إلى عليّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه : ادعوا لي أخي. فأتيته فقال : ادن منّي. فدنوت منه فاستند إليّ ، فلم يزل مستنداً إليّ ، وإنّه ليكلّمني حتّى أنّ بعض ريقه ليصيبني ، ثمّ نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* وأخرج أبو نعيم في حليته ، وأبو أحمد الفرضي في نسخته ، وغير واحد من أصحاب السُنن ، عن عليّ ، قال : علّمني رسول الله صلّى الله عليه 4.

ص: 80


1- سورة الروم 30 : 30.
2- في ص 51 من القسم 2 ج 2 من الطبقات ، في باب : مَن قال : توفّي رسول الله وهو في حجر عليّ ، وهذا الحديث هو الحديث 1107 من الكنز في ص 55 ج 4.

وآله وسلّم - يعني حينئذ - ألف باب ، كلّ باب يفتح ألف باب (1).

* وكان عمر بن الخطّاب إذا سُئل عن شيء يتعلّق ببعض هذه الشؤون لا يقول غير : سلوا عليّاً ; لكونه هو القائم بها ; فعن جابر بن عبد الله الأنصاري : إنّ كعب الأحبار سأل عمر فقال : ما كان آخر ما تكلّم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

فقال عمر : سل عليّاً.

فسأله كعب ، فقال عليّ : أسندت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صدري ، فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة.

قال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء ، وبه أُمروا ، وعليه يبعثون ..

قال كعب : فمَن غسّله يا أمير المؤمنين؟

فقال عمر : سل عليّاً.

فسأله ، فقال : كنت أنا أُغسّله .. الحديث (2).

* وقيل لابن عباس : أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفّي ورأسه في حجر أحد؟!

قال : نعم ، توفّي وإنّه لمستند إلى صدر عليّ.

فقيل له : إنّ عروة يحدّث عن عائشة أنّها قالت : توفّي بين سحري ونحري.

فأنكر ابن عباس ذلك قائلاً للسائل : أتعقل؟! والله لتوفّي رسول الله 4.

ص: 81


1- هذا هو الحديث 6009 من الكنز في آخر ص 392 ج 6.
2- أخرجه ابن سعد في ص 51 من القسم 2 ج 2 من الطبقات المتقدّم ذكرها ، وهذا الحديث 1106 من أحاديث الكنز في ص 55 ج 4.

وإنّه لمستند إلى صدر عليّ ، وهو الذي غسّله .. الحديث (1).

* وأخرج ابن سعد (2) ، بسنده إلى الإمام أبي محمد عليّ بن الحسين زين العابدين ، قال : قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأسه في حجر عليّ. انتهى.

قلت : والأخبار في ذلك متواترة عن سائر أئمّة العترة الطاهرة ، وإنّ كثيراً من المنحرفين عنهم ليعترفون بهذا ، حتّى أنّ ابن سعد أخرج (3) بسنده إلى الشعبي ، قال : توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأسه في حجر عليّ ، وغسّله عليّ. انتهى.

* وكان أمير المؤمنين عليه السلاميخطب بذلك على رؤوس الأشهاد ، وحسبك قوله من خطبة له (4) عليه السلام: ولقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّي لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعة قطّ ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وتتأخّر فيها الأقدام ، نجدة أكرمني الله بها ..

ولقد قُبض صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وآله وسلم والملائكة أعواني ، فضجت الدار والأفنية ، ملأ يهبط وملأ د.

ص: 82


1- أخرجه ابن سعد في الصفحة المتقدّم ذكرها ، وهو الحديث 1108 من أحاديث الكنز في ص 55 ج 4.
2- في ص 51 المتقدّمة الذكر من الطبقات.
3- في الصفحة المتقدّم ذكرها من الطبقات.
4- تجدها في آخر ص 196 ج 2 من نهج البلاغة ، وفي ص 561 ج 2 من شرح ابن أبي الحديد.

يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم ، يصلّون عليه ، حتّى واريناه في ضريحه ; فمن ذا أحقّ به منّي حيّاً وميّتاً؟!

* ومثله : قوله (1) - من كلام له عند دفنه سيّدة النساء عليهما السلام - : السلام عليك يا رسول الله ، عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك ، قَلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري ، ورقّ عنها تجلّدي ، إلاّ أنّ لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزّ ; فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ... إلى آخر كلامه.

* وصحّ عن أُمّ سلمة أنّها قالت : والذي أحلف به ، أن كان عليّ لأقرب الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عدناه غداة وهو يقول : جاء عليّ؟ جاء عليّ؟ مراراً ، فقالت فاطمة : كأنّك بعثته في حاجة؟!

قالت : فجاء بعد ، فظننت أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ..

قالت أُمّ سلمة : وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ قُبض صلى الله عليه وآله وسلم من يومه ذلك ; فكان عليّ أقرب الناس به عهداً (2). ص.

ص: 83


1- هذا الكلام موجود في آخر ص 207 ج 2 من النهج ، وفي ص 590 ج 2 من شرح ابن أبي الحديد.
2- هذا الحديث أخرجه الحاكم في أوّل ص 139 ج 3 من صحيحه المستدرك ، ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت : واعترف بصحته الذهبي ; إذ أورده في التلخيص.

* وعن عبد الله بن عمرو (1) : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه : ادعوا لي أخي ، فجاء أبو بكر فأعرض عنه ، ثمّ قال : ادعوا لي أخي ، فجاء عثمان فأعرض عنه ، ثمّ دُعي له عليّ ، فستره بثوبه وأكبّ عليه ، فلمّا خرج من عنده قيل له : ما قال لك؟

قال : علّمني ألف باب ، كلّ باب يفتح له ألف باب.

وأنت تعلم أنّه هو الذي يناسب حال الأنبياء ، وذاك إنّما يناسب أزيار (2) النساء.

ولو أنّ راعي غنم مات ورأسه بين سحر زوجته ونحرها ، أو بين حاقنتها وذاقنتها ، أو على فخذها ، ولم يعهد برعاية غنمه ، لكان مضيّعاً مسوّفاً. ء.

ص: 84


1- في ما أخرجه أبو يعلى عن كامل بن طلحة ، عن ابن لهيعة ، عن حي بن عبد المغافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، مرفوعاً. وأخرجه أبو نعيم في حليته ، وأبو أحمد الفرضي في نسخته ، كما في ص 392 ج 6 من كنز العمّال. وأخرج الطبراني في الكبير : أنّه لمّا كانت غزوة الطائف قام النبيّ مع عليّ (يناجيه) مليّاً ، ثمّ مرّ فقال له أبو بكر : يا رسول الله! لقد طالت مناجاتك عليّاً منذ اليوم ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما أنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه ; هذا الحديث هو الحديث 6075 من أحاديث الكنز في ص 399 ج 6. وكان كثيراً ما يخلو بعليّ يناجيه ، وقد دخلت عائشة عليهما وهما يتناجيان ، فقالت : يا عليّ! ليس لي إلاّ يوم من تسعة أيّام ، أفما تدعني يا بن أبي طالب ويومي؟! فأقبل رسول الله عليها وهو محمرّ الوجه غضباً .. الحديث ; راجعه أوّل ص 78 ج 2 من شرح نهج البلاغة الحميدي.
2- جمع زير ، وهو الرجل يحبّ محادثة النساء لغير سوء.

عفا الله عن أُمّ المؤمنين ، ليتها - إذ حاولت صرف هذه الفضيلة عن عليّ - نَسَبتها إلى أبيها ; فإنّ ذاك أوْلى بمقام النبيّ ممّا ادّعت ، لكنّ أباها كان يومئذ ممّن عبّأهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة في جيش أُسامة ، وكان حينئذ معسكراً في الجرف.

وعلى كلّ حال ، فإنّ القول بوفاته صلى الله عليه وآله وسلم وهو في حجرها لم يسند إلاّ إليها ، والقول بوفاته - بأبي وأُمّي - وهو في حجر عليّ مسند إلى كلّ من : عليّ ، وابن عباس ، وأُمّ سلمة ، وعبد الله بن عمرو ، والشعبي ، وعليّ بن الحسين ، وسائر أئمّة أهل البيت ; فهو أرجح سنداً وألْيَق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولو لم يعارض حديث عائشة إلاّ حديث أُمّ سلمة وحده ، لكان حديث أُمّ سلمة هو المقدّم ; لوجوه كثيرة غير التي ذكرناها ..

الأسباب المرجّحة لحديث أُم سلمة :

إنّ السيّدة أُمّ سلمة لم يصغ قلبها بنصّ الفرقان العظيم ، ولم تؤمر بالتوبة في محكم الذكر الحكيم (1).

ولا نزل القرآن بتظاهرها على النبيّ ، ولا تظاهرت من بعده على الوصيّ (2) ، ولا تأهّب الله لنصرة نبيّه عليها وجبريل وصالح المؤمنين ].

ص: 85


1- إشارة إلى قوله تعالى في سورة التحريم] 66 : 4 [: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما).
2- تظاهرها على الوصيّ كان بإنكارها الوصيّة إليه وبتحاملها عليه مدّة حياته بعد النبيّ ، أمّا تظاهرها على النبيّ ، وتأهّب الله لنصرة نبيّه عليها ، فمدلول عليهما بقوله تعالى : (وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير). [سورة التحريم 66 : 4].

والملائكة بعد ذلك ظهير.

ولا توعّدها الله بالطلاق ، ولا هدّدها بأن يبدله خيراً منها (1).

ولا ضرب امرأة نوح وامرأة لوط لها مثلاً (2).

ولا حاولت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرّم على نفسه ما أحلّ الله له (3).

ولا قام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً على منبره فأشار نحو مسكنها قائلاً : ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ، حيث يطلع قرن الشيطان (4).

ولا بلغت في آدابها أن تمدّ رجلها في قبلة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلّي - احتراماً له ولصلاته - لا ترفعها عن محلّ سجوده حتّى يغمزها فإذا غمزها رفعتها حتّى يقوم فتمدّها ثانية (5) ، وهكذا كانت.

ولا أرجفت بعثمان ، ولا ألّبت عليه ، ولا نبزته : (نعثلاً) ، ولا قالت : 1.

ص: 86


1- هذا والذي قبله إشارة إلى قوله تعالى : (عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلمات مؤمنات) .. الآية. [سورة التحريم 66 : 5].
2- إشارة إلى قوله تعالى : (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوطإلى آخر السورة). [سورة التحريم 66 : 10].
3- إشارة إلى قوله تعالى : (يا أيّها النبيّ لمَ تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغي مرضات أزواجك). [سورة التحريم 66 : 1].
4- أخرجه البخاري في باب : ما جاء في بيوت أزواج النبيّ ، من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ، وهو في ص 125 ج 2 بعد باب : فرض الخمس ، وباب : أداء الخمس بيسير .. ولفظه في صحيح مسلم : خرج رسول الله من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من ها هنا ، حيث يطلع قرن الشيطان ; فراجع ص 502 ج 2.
5- راجع من صحيح البخاري باب : ما يجوز من العمل في الصلاة ، وهو في ص 143 ج 1.

اقتلوا نعثلاً فقد كفر (1).

ولا خرجت من بيتها الذي أمرها الله عزّ وجلّ أن تقرّ فيه (2).

ولا ركبت العسكر (3) قعوداً من الإبل تهبط وادياً وتعلو جبلاً حتّى نبحتها كلاب الحوأب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنذرها (4) بذلك ، فلم ترعوِ ولم تلتوِ عن قيادة جيشها اللهام ، الذي حشّدته على الإمام. ك.

ص: 87


1- إرجافها بعثمان ، وإنكارها كثيراً من أفعاله ، ونبزها إيّاه ، وقولها : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ، ممّا لا يخلو منه كتاب يشتمل على تلك الحوادث والشؤون ، وحسبك ما في تاريخ ابن جرير وابن الأثير وغيرهما ، وقد أنّبها جماعة من معاصريها وشافهها بالتنديد بها إذ قال لها : فمنكِ البداء ومنكِ الغير ومنكِ الرياح ومنكِ المطرْ وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام وقلتِ له إنه قد كفرْ إلى آخر الأبيات ، وهي في ص 80 ج 3 من الكامل - لابن الأثير - حيث ذكر ابتداء أمر وقعة الجمل.
2- حيث قال عزّ من قائل : (وقرْنَ في بيوتكنّ ولا تبرجنّ تبرّج الجاهليّة). [سورة الأحزاب 33 : 33].
3- كان الجمل الذي ركبته عائشة يوم البصرة يُدعى : العسكر ، جاءها به يعلى بن أُميّة ، وكان عظيم الخلق شديداً ، فلمّا رأته أعجبها ، فلمّا عرفت أنّ اسمه : عسكر ، استرجعت وقالت : ردّوه لا حاجة لي فيه ، وذكرت أنّ رسول الله ذكر لها هذا الاسم ونهاها عن ركوبه ، فغيّروه لها بجِلال غير جِلاله ، وقالوا لها : أصبنا لكِ أعظم منه وأشدّ قوّة ، فرضيت به. وقد ذكر هذه القضيّة جماعة من أهل الأخبار والسير ; فراجع ص 80 ج 2 من شرح نهج البلاغة لعلاّمة المعتزلة.
4- والحديث في ذلك مشهور ، وهو من أعلام النبوّة وآيات الإسلام ، وقد اختصره الإمام أحمد بن حنبل ; إذ أخرجه من حديث عائشة في مسنده ص 52 وص 97 ج 6. وكذلك فعل الحاكم إذ أخرجه في ص 120 ج 3 من صحيحه المستدرك ، واعترف الذهبي بصحّته ; إذ أورده في تلخيص المستدرك.

فقولها : مات رسول الله بين سحري ونحري ، معطوف على قولها : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى السودان يلعبون في مسجده بدرقهم وحرابهم ، فقال لها : أتشتهين تنظرين إليهم؟ قالت : نعم ..

قالت : فأقامني وراءه وخدّي على خدّه وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة - إغراء لهم باللعب لتأنس السيّدة - ..

قالت : حتّى إذا مللت قال : حسبك؟ قلت : نعم. قال : فاذهبي (1).

وإن شئت فاعطفه على قولها : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنيّان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش ، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله؟!

قالت : فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : دعهما .. الحديث (2).

واعطفه إن شئت على قولها (3) : سابقني النبيّ فسبقته ، فلبثناه حتّى رهقني اللحم ، سابقني فسبقني ، فقال : هذه بتيك.

أو على قولها (4) : كنت ألعب بالبنات ويجيء صواحبي فيلعبن معي ، وكان رسول الله يدخلهنّ عليّ فيلعبن معي .. الحديث. ه.

ص: 88


1- هذا الحديث ثابت عنها ، أخرجه الشيخان في صحيحيهما ; فراجع من صحيح البخاري : أوائل كتاب العيدين ص 116 ج 1 .. وراجع من صحيح مسلم : باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيّام العيد ص 327 ج 1. وراجع من مسند أحمد : ص 57 ج 6.
2- أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد من حديث عائشة في المواضع التي أشرنا إليها من كتبهم في التعليقة السابقة.
3- في ما أخرجه الإمام أحمد من حديث عائشة في ص 39 ج 6 من مسنده.
4- في ما أخرجه أحمد عن عائشة ص 75 ج 6 من مسنده.

أو على قولها (1) : خِلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلاّ ما آتى الله مريم بنت عمران : نزل الملك بصورتي ، وتزوّجني رسول الله بكراً لم يشركه فيّ أحد من الناس ، وأتاه الوحي وأنا وإيّاه في لحاف واحد ، وكنت من أحبَّ النساء إليه ، ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأُمّة تهلك فيهنّ ، ورأيت جبرائيل ولم يره من نسائه أحد غيري ، وقُبض في بيتي لم يله أحد غيري (2) أنا والملك. انتهى.

إلى آخر ما كانت تسترسل فيه من خصائصها ، وكلّه من هذا القبيل.

أمّا أُمّ سلمة ، فحسبها الموالاة لوليّها ووصيّ نبيّها ، وكانت موصوفة بالرأي الصائب والعقل البالغ والدين المتين ، وإشارتها على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة ، تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها وسمو مقامها ، رحمة الله وبركاته عليها».

للبحث صلة ... ؟!

ص: 89


1- أخرجه ابن أبي شيبة ، وهو الحديث 1017 من أحاديث الجزء 7 من كنز العمّال.
2- وقع الاتّفاق على أنّه صلى الله عليه وآله وسلم مات وعليّ حاضر لموته ، وهو الذي كان يقلّبه ويمرّضه ، وكيف يصحّ أنّه قبض ولم يله أحد غيرها وغير الملك؟ فأين كان عليّ والعباس؟ وأين كانت فاطمة وصفيّة؟ وأين كان أزواج النبيّ وبنو هاشم كافّة؟ وكيف يتركونه كلّهم لعائشة وحدها؟! ثمّ لا يخفى أنّ مريم عليها السلام لم يكن فيها شيء من الخِلال السبع التي ذكرتها أُمّ المؤمنين ; فما الوجه في استثنائها إيّاها؟!

عدالة الصحابة (13)

الشيخ محمّد السند

قريش وسياسة الاختراق

عندما بدأ نجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البزوغ في أوائل البعثة ، وبدأت قريش في المواجهة والصدام مع الدعوة الجديدة ، احتملت قريش بل تشاءمت عبر الكهنة أن تكون هي الخاسرة ، وأنّه سيكون للنبيّ الهاشميّ قدرة استيلاء على قبائل العرب والبلدان ، وتدين لقدرته الأقوام ، فبدأت تخطّط للتغلغل والنفوذ في القدرة الجديدة ; كيما تستولي على مقدّرات الأُمور ولا تفقد سيطرتها السابقة.

فاتّخذت أُسلوب حرب جديدة خفيّة اختراقيّة تسلّليّة عبر صفوف المسلمين ، موازية للحرب العلنيّة ، وقد أنبأ تعالى نبيّه بأنّ قريشاً حقّ القول عليها أنّ أكثرهم لن يؤمن بقلبه ; قال تعالى : (إنّك لمن المرسلين ... لتنذر قوماً ما أُنذر آباؤهم فهم غافلون * لقد حقّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون) (1) ، أي : بقلوبهم وإن أقرّوا بلسانهم.

ص: 90


1- سورة يس 36 : 1 - 7.

في حين أنّه تعالى كشف عن وجود مخطّطهم الجديد في رابع سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي سورة المدثّر - كما تقدّمت الإشارة إلى ذلك في أوائل حلقات هذا البحث - وهو قوله تعالى : (وما جعلنا أصحاب النار إلاّ ملائكة وما جعلنا عدّتهم إلاّ فتنةً للّذين كفروا ليستيقن الّذين أُوتوا الكتاب ويزداد الّذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الّذين أُوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الّذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضلّ الله مَن يشاء ويهدي مَن يشاء ...) (1) ..

فذكر تعالى أنّ هناك في أوائل البعثة أربعة أصناف وطوائف : الّذين آمنوا ، والّذين أُوتوا الكتاب ، والّذين في قلوبهم مرض ، والكافرون.

وجعل الّذين في قلوبهم مرض في مصاف الكافرين ، وتعبير القرآن بأنّ في قلوبهم مرض أي يبطنون المرض ولا يظهرونه ، ومن ثمّ لم يندرجوا بحسب الظاهر في طائفة الكافرين ، كما لا يندرجون في طائفة الّذين آمنوا بقلوبهم.

وهذا الأُسلوب الجديد الذي اعتمدته قريش في الحرب والمواجهة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان لضمان الوصول إلى مركز القدرة ، ويشير إلى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في ما روي بسند متّصل عن ابن عباس ، قال : «كنت أتتبّع غضب أمير المؤمنين عليه السلام إذا ذكر شيئاً أو هاجه خبر ، فلمّا كان ذات يوم كتب إليه بعض شيعته من الشام ، يذكر في كتابه : أنّ معاوية وعمرو بن العاص وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ومروان ، اجتمعوا عند معاوية ، فذكروا أمير المؤمنين فعابوه ، وألقوا في أفواه الناس أنّه ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر كلّ واحد منهم ما هو أهله. 1.

ص: 91


1- سورة المدثّر 74 : 31.

فقلت : ما لك يا أمير المؤمنين الليلة؟

فقال : ... ها أنا ذا - كما ترى - مذ أوّل الليل اعتراني الفكر والسهر لما تقدّم من نقض عهد أوّل هذه الأُمّة المقدّر عليها نقض عهدها ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر مَن أمر من أصحابه بالسلام علَيّ في حياته بإمرة المؤمنين ، فكنت أُؤكّد أن أكون كذلك بعد وفاته ...

فمضى مَن مضى قال علَيّ بضغن القلوب ، وأورثها الحقد علَيّ ، وما ذاك إلاّ من أجل طاعته في قتل الأقارب مشركين ، فامتلوا غيظاً واعتراضاً ، ولو صبروا في ذات الله لكان خيراً لهم ...

يا ابن عباس! ويل لمَن ظلمني ودفع حقّي وأذهب عظيم منزلتي ، أين كانوا أولئك وأنا أُصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صغيراً لم يكتب علَيّ صلاة ، وهم عبدة الأوثان ، وعصاة الرحمن ، وبهم توقد النيران.

فلمّا قرب إصعار الخدود ، وإتعاس الجدود ، أسلموا كرهاً ، وأبطنوا غير ما أظهروا ; طمعاً في أن يطفئوا نور الله ، وتربّصوا انقضاء أمر الرسول وفناء مدّته ، لمّا أطمعوا أنفسهم في قتله ، ومشورتهم في دار ندوتهم ..

قال تعالى : (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) (1) ، وقال تعالى : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون) (2).

يا ابن عباس! ندبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته بوحي من الله ، يأمرهم بموالاتي ، فحمل القوم ما حملهم ممّا حقد على أبينا آدم من حسد اللعين له ، فخرج من روح الله ورضوانه ، وألزم اللعنة لحسده لولي الله ، 2.

ص: 92


1- سورة آل عمران 3 : 54.
2- سورة التوبة 9 : 32.

وما ذاك بضارّي إن شاء الله شيئاً.

يا ابن عباس! أراد كلّ امرئ أن يكون رأساً مطاعاً ، يميل إليه الدنيا وإلى أقاربه ، فحمله هواه ولذّة دنياه واتّباع الناس إليه أن يغصب ما جعل لي ، ولولا اتّقائي على الثقل الأصغر أن يُنبذ فينقطع ، شجرة العلم ، وزهرة الدنيا ، وحبل الله المتين ، وحصنه الأمين ، ولد رسول ربّ العالمين ، لكان طلب الموت والخروج إلى الله عزّ وجلّ ألذّ عندي من شربة ظمآن ، ونوم وسنان» (1).

فبيّن عليه السلام أنّ قريشاً لمّا قرب إصعار الخدود وإتعاس الجدود ، أي علموا بهزيمتهم في حربهم ومواجهتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طمعوا في الاختراق والنفوذ ; للاستيلاء على مقدّرات الأُمور بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن ثمّ حاولوا عدّة مرّات قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما في رجوعه من تبوك في العقبة وغيرها.

واتّخذت قريش أساليب متعدّدة للحرب الجديدة والأُسلوب المتطوّر مع الزيّ الحديث لبيئة الناس ، وهي المواجهة من خلال أدوات هذا الدين الجديد ; لضرب شخصيّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبني هاشم ، وذلك عبر الإزراء بشخصيّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والحطّ من قدره ، والتنزيل من عظمته ، وإثارة الشكوك حول عصمته ، والنيل من حكمته ، والطعن في هديه وسيرته ، وفي المقابل أخذوا يصنعون ويبنون لأنفسهم رموزاً ينسجون لها ألبسة يتطاولون فيها على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لكن عبر أُسلوب ملتو ولحن القول ، ورفع شعار الحمية للدين ، تقديماً على الله ورسوله.

واستمرّت السياسة الجديدة لقريش بهذا الأُسلوب حتّى كتبت أقلام 2.

ص: 93


1- بحار الأنوار 29 / 552 - 554 ; ورواه ابن طاووس في اليقين : 321 - 322.

بني أُميّة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كتابة بأقلام مأجورة ملؤها الإزراء بشخصيّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والتسافل بشؤون الوحي الإلهي ، والعبث بشأن الرسالة السماويّة ، وكذلك الحال في ما كتبوا من أسباب نزول الآيات من الوقائع التي صاغوها لموارد النزول للآي ، حسبما هي نظرتهم تجاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلموأهل بيته ، من الازدراء المبطن ، والتعريض به وبهم عليهم السلام.

ولو أراد المتتبّع رصد جميع ذلك لطال به الأمر إلى مجلّدات ، بل موسوعات ، ولما أتى على كلّ ما حاكوه ونسجوه لتشويه الحقيقة وسدل الستار على النور النبويّ والضياء العلويّ.

أزمة كتب السيرة وأسباب النزول :

والغريب مع كلّ ذلك اعتماد أكثر المفسّرين - حتّى الخاصّة - على كتب السيرة هذه وأسباب النزول ، التي استقى أصحابها من رواة تربطهم المصلحة النفعيّة بالبلاط الأُموي والسلطة القرشيّة في السقيفة.

واللازم على كلّ باحث - يتحرّى الحقيقة في الدين وطريقة المذهب - أن يتيقّظ إلى ما رسمه الحزب القرشي من حياكة وضيعة لصورة سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وما صاغوه من موارد أسباب النزول للآيات ، بزعم أنّها حقائق التنزيل للكتاب العزيز ، وما الكتاب الذي أسماه الجاحد المفتري سلمان رشدي ب- : (آيات شيطانيّة) ، إلاّ حصيلة ما هو موجود في صحيح البخاري وصحيح مسلم وبقيّة صحاح أهل سُنّة جماعة الخلافة ، عن كيفيّة نزول الوحي وأحوال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وقصّة الغرانيق في سورة الحجّ ، كما سلّط الضوء على خطورة صنائع عائشة ، بل إنّ في الصحاح من ذلك ما هو أدهى وأطمّ.

ص: 94

وفي قبال ذلك ، اصطنعوا صور وأحوال لشخصيّات الصحابة ، تفوق شخصية سيّد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم في الصفات والفضائل ، من الغيرة والحميّة على الدين ، في قائمة يطول مسلسل تعداد الموارد فيها ..

بل هم يصيغون المشاققة والمحاددة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم على أنّها غيرة وحميّة على الدين ، والتقديم بين يدي الله ورسوله على أنّه ثائرة لنصرة الدين ، والتمرّد والعصيان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أنّه شدّة في ذات الله!!

وعلى هذا المنطق لا بدّ من احتساب إبليس من المتنمّرين في توحيد الله ، والمتصلّبين في دين الله وطاعته!

وعلى هذا المعدّل والمنهج ترى كلّ الكتب أُلّفت وجُمعت ; فاللازم على الباحث مراجعة آثار العترة الطاهرة من أهل بيت النبوّة ; إذ يجد المتتبّع أنّهم عليهم السلام يوضّحون الخطوط العامّة والبنى الأساسيّة في سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، كما يطلعون المسترشد بهم على غوامض التنزيل للآيات القرآنيّة ، والأحداث المسطورة في الكتاب العزيز ، وما جرى من تلاعب بيد تيار الحزب القرشي في تزويرها ، وكتمان وتغيير حقائقها.

وفي الحقيقة إنّ هذه المحطّة - وهي البحث في السيرة وأسباب النزول - وإن لم يوليها كثير من الباحثين في التفسير والفقه والعقيدة عناية التمحيص والفحص والتتبّع ، واستقصاء الشواهد المزيلة لستار الإخفاء الممارس على حقائق مجرياتها ، إلاّ أنّها في غاية الخطورة والأهمّية ، لا سيّما وإنّ السيرة وأسباب النزول هي من العناصر الحسّاسة في تفسير الآيات ، وبالتالي من مكوّنات دلائل العقيدة وقواعد المعرفة الدينية.

ألا ترى إلى ما سبق - في الحلقة السابقة - من استعراض جملة من

ص: 95

كلمات أعلام أهل سُنّة الجماعة ، كيف التزموا بأنّ أحكام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هي اجتهادات تخطئ وتصيب ، وأنّ المخالفة له صلى الله عليه وآله وسلم مع التأوّل والاجتهاد المخالف محتمل للصواب؟!

فتراهم يبنون قاعدة بالغة الخطورة إلى الدرجة القصوى في الدين والعقيدة ، على مكوّنات الكتب المزبورة للسيرة وأسباب النزول ، والتي تتناقض مع محكمات الكتاب ، وتتهافت رواياتها في ما بينها عند المتأمّل البصير.

وهذه القاعدة تفتح لهم الطريق لتسويغ وتبرير التمرّد على النصّ في الخلافة والوصيّة.

ومن تلك الموارد التي خاضوا في مزايداتها بين عصمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلموعدالة الصحابة :

الصلاة على موتى المنافقين

منها : قصّة الصلاة على جنائز المنافقين ، في قوله تعالى : (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنّهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) (1).

قال السيوطي في الدرّ المنثور : «أخرج البخاري ، ومسلم ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عمر ، قال : لمّا توفّي عبد الله بن أُبي بن سلول ، أتى ابنه 4.

ص: 96


1- سورة التوبة (براءة) 9 : 84.

عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام عمر بن الخطّاب فأخذ بثوبه ، فقال : يا رسول الله! أتصلّي عليه وقد نهاك الله أن تصلّي على المنافقين؟!

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ ربّي خيّرني وقال : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم) (1) ، وسأزيد على السبعين.

فقال : إنّه منافق.

فصلّى عليه ، فأنزل الله تعالى : (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) فترك الصلاة عليهم» (2).

وأخرج أيضاً : «عن الطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس : أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال له أبوه : أي بني! اطلب لي ثوباً من ثياب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فكفّنّي فيه ، ومره أن يصلّي علَيّ.

قال : فأتاه ، فقال : يا رسول الله! قد عرفت شرف عبد الله ، وهو يطلب إليك ثوباً من ثيابك تكفّنه فيه ، وتصلّي عليه.

فقال عمر : يا رسول الله! قد عرفت عبد الله ونفاقه ، أتصلّي عليه وقد نهاك الله أن تصلّي عليه؟!

فقال : وأين؟!

فقال : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم).

قال : فإنّي سأزيد على سبعين.

فأنزل الله عزّ وجلّ : (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) .. الآية ; فأرسل إلى عمر فأخبره بذلك ، وأنزل الله : (سواءٌ 6.

ص: 97


1- سورة التوبة (براءة) 9 : 80.
2- الدرّ المنثور 3 / 266.

عليهم أستغفرتَ لهم أم لم تستغفر لهم) (1)» (2).

وأخرج رواية أُخرى : «أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كفّنه في قميصه ; فنزلت الآية ، قال : فذكروا القميص ، قال : وما يغني عنه قميصي؟ والله إنّي لأرجو أن يسلم به ألف من بني الخزرج ; فأنزل الله : (ولا تعجبْك أموالُهم وأولادُهم) (3) .. الآية» (4).

وأخرج السيوطي في ذيل الآيات السابقة على آية : (لا تصلِّ على أحد) في قوله تعالى : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنّهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين) : «عن أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، والنحّاس ، وابن حبّان ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، عن ابن عباس ، قال : سمعت عمر يقول : لمّا توفّي عبد الله بن أُبي دُعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للصلاة عليه ، فقام عليه ، فلمّا وقف قلت : أعلى عدوّ الله عبد الله بن أُبي القائل كذا وكذا ، والقائل كذا وكذا؟! أُعدّد أيّامه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبتسم ..

حتّى إذا أكثرت قال : يا عمر! أخّر عنّي ، إنّي قد خيّرت ; قد قيل لي : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة) ، فلو أعلم أنّي إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها.

ثمّ صلّى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومشى معه حتّى قام على قبره ، حتّى ة.

ص: 98


1- سورة المنافقون 63 : 6.
2- الدرّ المنثور 3 / 266 ، الطبعة القديمة.
3- سورة التوبة (براءة) 9 : 85.
4- الدرّ المنثور 3 / 266 ، الطبعة القديمة.

فرغ منه ، فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والله ورسوله أعلم.

فوالله ما كان يسيراً حتّى نزلت هاتان الآيتان : (ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) فما صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على منافق بعده حتّى قبضه الله عزّ وجلّ» (1).

وأخرج السيوطي أيضاً : «عن ابن أبي حاتم ، عن الشعبي : أنّ عمر ابن الخطّاب قال : لقد أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قطّ ، أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلّي على عبد الله بن أُبي فأخذت بثوبه فقلت : والله ما أمرك الله بهذا ، لقد قال الله : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم).

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قد خيّرني ربّي.

فقعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على شفير القبر ، فجعل الناس يقولون لابنه : يا حبّاب! افعل كذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الحبّاب اسم شيطان ، أنت عبد الله» (2).

وحكى السيوطي عن السدي : أنّ الآية نسخت الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم (3).

تدافع مضامين رواياتهم :

والروايات المزبورة لا تخلو من تقاطعات داخلية في المضمون ، بغضّ النظر عن عرضها على محكمات الكتاب والسُنّة : ن.

ص: 99


1- الدرّ المنثور ، في ذيل الآيات المذكورة.
2- الدرّ المنثور 3 / 266.
3- الدرّ المنثور ، في ذيل الآيات المذكورة في المتن.

* الأوّل :

دعوى عمر سبق النهي الإلهي عن الصلاة على المنافقين جهالةٌ ممّن تمسّك بمتشابه ; ليعترض به على ما هو برهان بيّن ومحكم مبين ; لأنّ دلالة التسوية بين الاستغفار وعدمه - في الآية - على الحرمة ، ثمّ على انطباقها على فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، تتوقّف على مقدّمات ، وهذه المقد ّمات كلّها غير تامّة ، بل ظنّية متشابهة ..

1 - استفادة الحرمة من مجرّد التسوية محلّ نظر ومنع ; فإنّه إخبار عن اللَغويّة وعدم الثمرة ، لا ثبوت المفسدة والحزازة.

نعم ، قد جاءت في آيات أُخرى وردت في النهي عن الاستغفار للكافرين المعادين لله تعالى ، نزلت في ما بعد ذلك.

2 - إنّما تتحقّق اللَغويّة وعدم الجدوائيّة من الاستغفار فيما إذا كان الاستغفار مراداً بجدّية من الكلام ، وليس إذا كان مجرّد استعمال لفظي لا يراد معناه بالإرادة الجدّية ، بل يراد منه أمراً آخر ، كما في بعض تلك الروايات المتضمّنة : «وما يُغني عنه قميصي ، والله إنّي لأرجو أن يسلم به أكثر من ألف من بني الخزرج» ; فهو ليس باستغفار حقيقي ، بل صوري يراد به أمراً آخر ..

ومضمون هذه الرواية يناقض ويكذّب دعوى نزول النهي عن الصلاة على موتى المنافقين لنسخ ما كان يفعله صلى الله عليه وآله وسلم ; لأنّ الاستغفار الصوري ليس صلاةً عليهم.

3 - إنّ إيقاع هيئة الصلاة على المنافق لا تستلزم الدعاء له والاستغفار ، بل بالإمكان تضمّنها الدعاء على المنافق ولعنه في تلك

ص: 100

الصلاة ; فتكون متضمّنة لكلّ من : التشهّد ، الصلاة على النبيّ وآله ، الدعاء للمؤمنين ، ثمّ الدعاء على المنافق ولعنه.

أو بالإمكان الاقتصار على التشهّد ، والصلاة على النبيّ وآله ، والدعاء للمؤمنين فقط ، وإنهاء الصلاة بذلك ، والدعاء للمؤمنين لا يشمل المنافق ; لعدم تحقّق الوصف ، فلا ينطبق عليه كي يكون دعاءً له واستغفاراً ..

ففقه صلاة الجنازة لا يستلزم ولا يتضمّن بالضرورة الدعاء والاستغفار للميّت إذا كان منافقاً.

وهذه الهيئة من الصلاة على المنافق لم يتركها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخر حياته ، كما جاء في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وهم أدرى بما في البيت ، ممّا يعطي أنّ مفاد قوله تعالى : (لا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) هو النهي عن الدعاء للمنافق والاستغفار له ، لا عن إقامة الصلاة عند جنازة المنافق خاليةً من الدعاء والاستغفار له ، متضمّنةً للتشهّد ، والدعاء للنبيّ وآله بالصلاة عليه وعليهم ، والدعاء للمؤمنين ، وهو غير شامل له ، فضلاً عمّا لو ضمّ إلى ذلك : الدعاء عليه ولعنه ..

وسيأتي استعراض روايات أهل بيت الطهارة والعصمة عليهم السلام في حقيقة هذه الواقعة.

عضال في مسألة معرفيّة :

فمع هذا الوصف من المقدّمات والجهات اللازم العلم والإحاطة بها ، كيف تسنّى لعمر مواجهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا سيّما بهذا النحو من الرعونة والجلافة؟!

ص: 101

والطامّة الكبرى ، تحكيمه فهمه القاصر الظنّي بمتشابهات على هدي نبي الله الوحياني ..

والمصيبة العظمى أنّ هذا ليس موقف عمر وحده ، بل موقف جمهور علماء أهل سُنّة الجماعة والخلافة ; فإنّهم يقفون تجاه هذه الواقعة موقف المخطّئ لنبيّ الله تعالى ، وأنّ الآية ناسخة لما فعله صلى الله عليه وآله وسلم ورادعة ، وأنّ الوحي طابق موقف عمر!

فهم يسوّغون لأنفسهم التمسّك بظواهر الكتاب حسب فهمهم ; للردّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل والإنكار عليه والجرأة على مقامه ، وهذا يجعل لاجتهاد المجتهد وفقاهة الفقيه حجّية أعظم من حجّية صاحب الرسالة ، وهو سيّد الرسل ، وهو نظير ما تبنّته اليهود في موقفها مع النبيّ موسى عليه السلاممن الإنكار عليه.

وعلى هذا الأساس فهم يحكّمون ظواهر الآيات القرآنيّة - وإن لم تصل دلالتها إلى درجة القطع واليقين - على محكمات وقطعيّات السُنّة النبويّة ، وهو من تحكيم المتشابه على المحكم.

فالكتاب الكريم قد تضمّن : اقتران طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بطاعة الله تعالى في جميع آياته.

والنهي عن التقدّم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

والأمر باتّباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، واتخاذه أُسوة حسنة.

والأمر بالأخذ بما أتانا ، والترك لما نهانا صلى الله عليه وآله وسلم.

ونفي الضلال والغواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

والمدح لخُلُقه صلى الله عليه وآله وسلم ; (وإنّك لعلى خلق عظيم) (1).4.

ص: 102


1- سورة القلم 68 : 4.

وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم أُرسل رحمةً للعالمين : (ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين) (1).

وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم لا يعمل ولا ينطق إلاّ عن وحي ، إمّا تسديدي ، أو تأييدي ، أو توفيقي ، أو تكليمي ، أو إيحائي ، أو غيرها من طرق وأنواع الوحي.

وأنّ الأُمّة لا يمكنها أن تستغني عن استغفاره وشفاعته صلى الله عليه وآله وسلم ; فالله تعالى لا يغفر لهذه الأُمّة ذنباً إلاّ بالتوسّل بالنبيّ والالتجاء إليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلاّ بعد شفاعته ; قال تعالى : (ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً) (2) ..

فاشترط سبحانه مجيئهم للنبيّ أوّلاً ، وهو توسّلهم به ، ثمّ استغفارهم ، وهو ندمهم ، وليس ذلك بمجرّده توبة ، بل لا بدّ من استغفار الرسول لهم ، وهو شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم لأُمّته ; كي يتوب الباري تعالى على هذه الأُمة.

وقد تقدّم دلالة : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) (3) على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كتلة ملؤها الوحي سيرةً وقولاً وفعلاً وتقريراً ; (إن هو) : أي بتمام وجوده ، والضمير عائد إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمبمقتضى السياق والجمل.

وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الأنبياء ; إذ لم يُبعث نبيّاً منهم بالنبوّة إلاّ بعد أخذ الميثاق عليه بالإقرار بنبوّة سيّد الأنبياء ، والالتزام بنصرته ، وغلّظ على الأنبياء الإصر بالوفاء بهذا الالتزام : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لَما آتيتكم 4.

ص: 103


1- سورة الأنبياء 21 : 107.
2- سورة النساء 4 : 64.
3- سورة النجم 53 : 3 و 4.

من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لِما معكم لَتؤمنُنّ به ولَتنصرُنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) (1) ..

وغيرها من المقامات العظيمة.

فمع كلّ هذا ; كيف تمنّيهم عقولهم وأنفسهم أن يحكّموا أفهامهم الظنّية القاصرة على حكم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؟!

وهذا الذي سوّلت لهم أنفسهم به قد جرّأهم - في ما بعد - على التمرّد على النصّ النبويّ في جملة من المنعطفات الخطيرة في مسيرة إرساء قواعد الدين.

* الثاني :

إذا كان الوحي الإلهي في قوله تعالى : (ولا تصلِّ على أحد منهم) مخطّئاً لفعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، والعياذ بالله تعالى ، ومقرّراً للتمرّد والعصيان عليه ومخالفته صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف يقول عمر : (لقد أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قطّ ; أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلّي ...)؟!

فإذا كان هو الراوي للواقعة والحادثة ، ويزعم نزول الآية في تقريره على ما فعله مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف تكون هذه هفوة ما أصاب مثلها قطّ في الإسلام؟!

وكيف يجعلونها منقبة له ، وهم يروون أنّه أخذ بثوب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلموتكلّم بتلك الكلمات التي نصبت منه شخصاً يدين مقام الوحي النبويّ ويحاكمه والعياذ بالله؟! 1.

ص: 104


1- سورة آل عمران 3 : 81.

لكنّ هذا الحدث هل كان هو الوحيد الذي وقفه عمر مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمأم هناك مواقف أُخرى؟!

بل له مواقف أُخرى عديدة ..

* منها : ما ورد في أسباب نزول أوّل سورة الحجرات :

وهو ما رووه في نزول قوله تعالى : (يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله واتّقوا الله إنّ الله سميع عليم * يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبَط أعمالُكم وأنتم لا تشعرون * إنّ الّذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله أُولئك الّذين امتحن الله قلوبَهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيم) (1).

فقد جعلوا التقديم بين يدي الله ورسوله في مواطن كثيرة لعمر منقبةً وحميّة للدين ، كما جعلوا التكلّم مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بخشونة وجفاء تقوىً عالية ..

ذكر السيوطي في الدرّ المنثور - في ذيل الآية - : «أخرج البخاري ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : قدم ركب من بني تميم على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال أبو بكر : أمّر القعقاع بن معبد. وقال عمر : أمّر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلاّ خلافي. فقال عمر : ما أردت خلافك. فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما ، فأنزل الله تعالى : (يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله) ، حتّى انقضت الآية». 3.

ص: 105


1- سورة الحجرات 49 : 1 - 3.

وهذا يعكس جانباً من المستوى الخلقي والدوافع والنوايا التي كانا يتمتّعان بها.

وقال : «أخرج البخاري ، وابن المنذر ، والطبراني ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كاد الخيّران أن يهلكا ، أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبيّ صلّى الله عليه وآله [وسلّم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس ، وأشار الآخر برجل آخر ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلاّ خلافي. قال : ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله تعالى : (يا أيها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ...) .. الآية.

قال ابن الزبير : فما كان عمر يُسْمِع رسول الله صلّى الله عليه وآله [وسلّم بعد هذه الآية حتّى يستفهمه» (1).

أقول :

أخطأ ابن الزبير في قوله هذا ; فإنّه في صلح الحديبية قد قام بأعنف من ذلك جفاءً ورعونةً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتشدّد في المخالفة بالكلمات الغليظة ، كما سيأتي استعراضها ..

بل في آخر أيّام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المباركة ، عندما أراد أن يكتب للأُمّة كتاباً لا تضلّ بعده ، قال مقولته المرويّة عندهم : (إنّ الرجل ليهجر) ، وأثار اللغط في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال السيوطي : «وأخرجه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة ; قال : حدّثني عبد الله بن الزبير به.4.

ص: 106


1- الدرّ المنثور 6 / 84.

وأخرج ابن جرير والطبراني من طريق ابن مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أنّ الأقرع بن حابس ... وذكر قريباً من ألفاظ الرواية السابقة.

وحكى عن مجاهد في قوله : (لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله) ; قال : لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء حتّى يقضي الله على لسانه.

وحكى عنه في قوله : (ولا تجهروا له بالقول) .. الآية ، قال : لا تنادوه نداءً ، ولكن قولوا قولاً ليّناً : يا رسول الله!» (1).

أقول :

فإذا كان رفع الصوت يحبط الله تعالى به جميع أعمال الإنسان ، حتّى إيمانه الذي هو أُمّ أعماله ; لِما في رفع الصوت من غلظة وجفاء وخشونة وجلافة ، فكيف بالاعتراض والإدانة والاستنكار والعياذ بالله تعالى؟!

بل والتطاول باليد بجرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ثوبه؟!

ويجعلون ذلك منقبة تنزل الآية بتصديقها!!

* ومنها : ما ورد في أحداث صلح الحديبية :

فقد روى السيوطي في الدرّ المنثور ، قال : «وأخرج عبد الرزّاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن المسوّر بن مخرمة ومروان بن الحكم ، قالا : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله [وسلّم زمن الحديبية ...».

ثمّ ذكر الأحداث التي جرت في الحديبية ، وصلح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع قريش. 4.

ص: 107


1- الدرّ المنثور 6 / 84.

ثمّ قال : «فقال عمر بن الخطّاب : والله ما شككت منذ أسلمت ، إلاّ يومئذ ; فأتيت النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقلت : ألست نبيّ الله؟!

قال : بلى.

فقلت : ألسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟!

قال : بلى.

قلت : فلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذن؟!

قال : إنّي رسول الله ولست أعصيه ، وهو ناصري.

قلت : أوَ ليس كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطّوف به؟!

قال : بلى ; أفأخبرتك أنّك تأتيه العام؟!

قلت : لا.

قال : فإنّك آتيه ومطّوف به.

فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر! أليس هذا نبيّ الله حقّاً؟!

قال : بلى.

قلت : ألسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟!

قال : بلى.

قلت : فلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذن؟!

قال : أيّها الرجل! إنّه رسول الله وليس يعصي ربّه ، وهو ناصره ، فاستمسكْ بغرزه تفزْ حتّى تموت ، فوالله إنّه لعلى الحقّ.

قلت : أوَ ليس كان يحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطّوف به؟!

قال : بلى ; أفأخبَرك أنّك تأتيه العام؟!

قلت : لا.

قال : فإنّك آتيه ومطّوف به.

ص: 108

قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً!!

فلمّا فرغ من قضيّة الكتاب قال رسول الله صلّى الله عليه وآله [وسلّم لأصحابه : قوموا فانحروا ثمّ احلقوا. فوالله ما قام رجل منهم حتّى قال ذلك ثلاث مرّات ، فلمّا لم يقم منهم أحد قام فدخل على أُمّ سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس» (1).

أقول :

هذه المخالفة أُخت مثيلاتها ، وإنّ ما يدركه ويفهمه من قواعد الدين حجّيته فوق حجّية نبيّ الله تعالى ، وإنّه متردّد في أنّ النبيّ على الحقّ أو لا ، وليس هذا موقفه فقط ، بل هذا ما يرسمه أهل سُنّة جماعة الخلافة والسلطان لأنفسهم ، ولا يزالون يصحّحون تلك المواقف ، بل جعلوه منهجاً وقاعدة تحت ذريعة أنّ أحكام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم اجتهادات قد لا تصيب الواقع والحقيقة.

ولم يكتف عمر بذلك ، بل عبّأ عصياناً عامّاً لدى المسلمين على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، تحت شعار : (لا نقبل الدنية في ديننا) ، وإنّ هذا الشعار هو من المحكمات التي يحكمها على نبيّ الله تعالى.

روى السيوطي - أيضاً - في سورة الفتح ، قال : «وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري في تاريخه ، وأبو داود ، وابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن مسعود ، قال : أقبلنا من الحديبيّة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فبينا نحن نسير إذ أتاه الوحي ، وكان إذا أتاه اشتدّ عليه ، فسرى عنه وبه من السرور ما شاء الله ، فأخبرنا أنّه أنزل عليه : 7.

ص: 109


1- الدرّ االمنثور 6 / 76 - 77.

(إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً) (1) ، قال : الحديبيّة».

وقال : «وأخرج البيهقي عن عروة ، قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبيّة راجعاً ، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والله ما هذا بفتح! لقد صُددنا عن البيت ، وصُدّ هدْينا.

وعكف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحديبيّة ، وردّ رجلين من المسلمين خرجا ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول رجال من أصحابه : (إنّ هذا ليس بفتح) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بئس الكلام ، هذا أعظم الفتح ; لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ، ويسألوكم القضيّة ويرغبون إليكم في الإياب ، وقد كرهوا منكم ما كرهوا ، وقد أظفركم الله عليهم وردّكم سالمين غانمين مأجورين ، فهذا أعظم الفتح ..

أنسيتم يوم أُحد ، إذ تُصعدون ولا تلوون على أحد ، وأنا أدعوكم في أُخراكم؟!

أنسيتم يوم الأحزاب ، إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، وتظنّون بالله الظنونا؟!

قال المسلمون : صدق الله ورسوله ، هو أعظم الفتوح ، والله يا نبيّ الله ، ما فكّرنا في ما فكّرت فيه ، ولأنت أعلم بالله وبالأُمور منّا.

فأنزل الله سورة الفتح» (2).

أقول :

تذكير النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة المتمرّدين عليه ب- : فرارهم في يوم 8.

ص: 110


1- سورة الفتح 48 : 1.
2- الدرّ المنثور 6 / 68.

أُحد ، وجُبْنهم في الأحزاب ، وظنّهم بالله الظنون السيّئة ، وطعنهم عليه وعلى حقانيّة فعله في الحديبيّة ، وجرأتهم بألْسِنتهم وأفعالهم ; يشير إلى قوله تعالى : (قد يعلم الله المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلاّ قليلاً * أشحّةً عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألْسِنة حِداد أشحّةً على الخير أُولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً) (1).

وذكر أيضاً رواية أُخرى ، فيها : أنّ دخول الناس في الإسلام عقب صلح الحديبيّة كان أكثر ممّا دخل فيه من قبل.

فيلاحظ أنّ عمر استمرّ في إنكاره لفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي هو بوحي منه تعالى ، وأنكر أن يكون هذا فتحاً ، واستدلّ على ذلك بما توصّل إليه اجتهاده الظنّي ، الذي جزم به في قبال الوحي النبويّ ، بل وتسبّب في جرأة بقيّة الصحابة على إنكار كون الصلح فتحاً ، وكلّ تبريرهم وعذرهم أنّهم : «ما توصّل فكرهم إلى ما فكّر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»!!

فهم ينظرون إلى الأمر بأنّهم يفكّرون ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفكّر أيضاً ، لا أنّه تجسيد للوحي الإلهي ، فيجتهدون ويجتهد ، ولهم أن يأخذوا برأيهم ويردّون على نبيّ الله تعالى ; وفتح هذا الباب يسوّغ ويبرّر لهم المخالفة لأوامر وأفعال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

* ومنها : التخلّف عن جيش أُسامة :

فقد ورد تخلّفه وآخرين عن هذا الجيش ، الذي أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 9.

ص: 111


1- سورة الأحزاب 33 : 18 - 19.

في آخر أيّام حياته المباركة بتجهيزه ، ولعَن مَن تخلّف عنه (1).

* ومنها : موقفه في أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأخيرة :

وهو : منعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفّي فيه - في حديث الكتف والدواة - من كتابة الكتاب ، وقوله : (إنّ الرجل ليهجر) ، وهذه الفظاظة والشقاق والجسارة والجرأة هي هي التي شوهدت منه وسُجّلت له في مواقف عديدة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ..

فقد أخرج البخاري في صحيحه ، بسنده إلى ابن عباس ، قال : «لمّا حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : هلمّ أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده.

فقال عمر : إنّ النبيّ قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت (2) فاختصموا ، منهم مَن يقول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبيّ ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا عنّي.

قال عبيد الله بن عبد الله بن مسعود : فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من اختلافهم ولغطهم (3). ف.

ص: 112


1- المواقف 3 / 650 ، السيرة الحلبيّة 3 / 207 ، الكامل في التاريخ 2 / 215 ، الملل والنحل - للشهرستاني - 1 / 23 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1 / 53.
2- أي : الرجال الّذين كانوا حاضرين في البيت.
3- صحيح البخاري 7 / 9 كتاب المرضى - باب : قول المريض : قوموا عنّي ، وأخرجه أيضاً في 8 / 161 كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنّة - باب : كراهية الخلاف.

وأخرجه مسلم (1) ، وأحمد بن حنبل في مسنده (2) ، وغيرهم.

واللفظة كما رواها البخاري نفسه في موضع آخر من صحيحه ، بسنده إلى ابن عباس ، أنّه قال : «يوم الخميس وما يوم الخميس. ثمّ بكى حتّى خضّب دمعه الحصباء ، فقال : اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه يوم الخميس ، فقال : ائتوني بكتاب ، أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً.

فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني ، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه» (3).

وأخرجه مسلم أيضاً بلفظ : «فقالوا : إنّ رسول الله يهجر» (4) ، وأحمد أيضاً في مسنده (5) ، وغيرها من مصادر وكتب السير والحديث.

فما أشبه موقف عمر وموقف جماعة من الصحابة بمواقفهم في الحديبيّة ، وغيرها من المواطن؟!

ولم يفتأ هذا موقفهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ; فإذا كان رفع الصوت عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحبط الأعمال كلّها ، فكيف بالتطاول بهذا الطعن الهتيك لحرمة النبوّة؟!

إنّ هذا ليدلّ على استخفاف عظيم بمقام الرسالة ; وقد قال تعالى : (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألْسِنة حِداد أشحّةً على الخير أُولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم). 6.

ص: 113


1- صحيح مسلم 5 / 75 كتاب الوصايا.
2- مسند أحمد بن حنبل 4 / 356 ح 2992.
3- صحيح البخاري : كتاب الجهاد - باب : جوائز الوفد.
4- صحيح مسلم 2 / 16 كتاب الوصيّة - باب : ترك الوصيّة.
5- مسند أحمد 1 / 222 ، و 3 / 286 ح 1935 ، و 5 / 45 ح 3111 وح 3336.

هذه صفة التسليم والطاعة لديهم ، ونعت المخبتين ، ويفسّرون ذلك بأنّه اجتهاد في مقابل اجتهاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والعياذ بالله تعالى.

* الثالث :

إسنادهم وتوصيفهم للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - الذي نصّبه الله تعالى معلِّماً للأنبياء والرسل والأُمم ، وشاهداً عليهم ، ويعلّم الكتاب والحكمة - إنّه يزيد على السبعين ليغفر الله للمنافقين ; لعدم وضوح معنى الآية : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم) ، بينما المعنى واضح لدى عمر ، الذي قال عن نفسه ما قال من أفقهيّة المرأة منه في القصّة المعروفة (1).

فلماذا هذا التطاول على مقام النبوّة والرسالة ، وهي أصل من أُصول الدين الحنيف ، والغلوّ في بعض الصحابة إلى ما فوق النبوّة ، تحت قناع عدالة الصحابة؟!

وما هذه النظرة والرؤية الساقطة المنحدرة في معرفة النبوّة ، والباري تعالى يقول : (واعلموا أنّ فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم ولكنّ الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق) (2) ; فإنّ الأُمّة لو تركها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بلا تدبير فسبيلها الشقاء والعنت.

مع أنّ الذي افتروه على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من إرادته الزيادة على السبعين في الاستغفار ، يناقضه ما رووه : «فلو أعلم أنّي إن زدت على السبعين» ; 7.

ص: 114


1- لاحظ مصادرها في : الغدير - للأميني - 6 / 95 - 98 ، ط دار الكتب الإسلاميّة.
2- سورة الحجرات 49 : 7.

فهو يفيد العلم بعدم مغفرته تعالى للمنافقين مطلقاً ، فالراوي لهذه الصورة من الحدث وقع في تهافت ، وهذا سبيل المجانب للحقيقة ، المتّخذ للزيف نهجاً!

ثمّ إنّهم زعموا - في هذه الروايات - أنّ الآية في سورة المنافقين نزلت بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «لأزيدنّ على السبعين» ، فنزلت : (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) ، وأيّ فرق في المعنى بين الآيتين عند مَن له أدنى فهم بالكلام والمحاورة واللغة العربيّة؟!

فيا لله ولهذا الإسفاف والجرأة على النبوّة والرسالة!

كلّ ذلك إنّما لجؤوا إليه وإن لزم الدواهي العظام ; لتبييض الهفوة الطامّة التي طالما مارسها الثاني تجاه مقام النبوّة.

* الرابع :

ما أشار إليه غير واحد من أهل التدبّر والنظر : أنّ آية (ولا تصلِّ على أحد منهم) كانت في الآيات النازلة في سفر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ، وهذه الغزوة كانت في رجب سنة تسع للهجرة (1) ، وكان موت عبد الله بن أُبي في ذي القعدة من سنة تسع للهجرة (2) ; فكيف ورد العكس في رواياتهم المزعومة ، من تقدّم صلاته صلى الله عليه وآله وسلم على ابن أُبي على نزول الآية؟!!

والذي يفضح ويكشف الزيف على حقيقة الأمر في ذلك أنّ جلّ 1.

ص: 115


1- تاريخ الطبري 2 / 366 ، السيرة النبويّة - لابن كثير - 4 / 3.
2- المنتظم 3 / 377 ; وانظر : البداية والنهاية - لابن كثير - 5 / 47 ، الكامل في التاريخ 2 / 291.

تلك الروايات المحكية قد تضمّنت قول عمر : «ألم ينهك الله أن تصلّي على المنافقين ..» ، ممّا يدلّل على تقدّم نزول : (ولا تُصَلِّ عَلى أحَد مِنْهُم ماتَ أبَداً) على شطّة عمر على المقام النبويّ ، إلاّ أنّه لتغطية ذلك أخذ يدّعي استظهار النهي من لغويّة الاستغفار ..

فإذا كان المنهي عنه خصوص الاستغفار ، فما بال كلّ الصلاة يُنهى عنها في زعم عمر ، وهلاّ كان المراد من النهي هو خصوص الدعاء والاستغفار للميّت دون بقيّة فقرات الصلاة؟!

وأمّا الذي في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وحقيقة ما كان من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم ، وفقه الآية عندهم عليهم السلام ، فهو :

إنّ المراد بقوله تعالى : (ولا تُصَلِّ عَلى أحَد مِنْهُم ماتَ أبَداً ولا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) ، هو : عدم الدعاء للمنافق ، وعدم الاستغفار له ، وعدم التشفّع له ، فالنهي هو عن ذلك خاصة ; لأنّ حقيقة الصلاة على الميّت هي : الدعاء له ، والاستغفار ، والتشفّع له ، إذ ليست هي صلاة ذات ركوع وسجود.

وعلى ذلك ، فليس المنهيّ عنه هو صورة إقامة صلاة الميّت عند جنازة المنافق في فقرات الصلاة الأُولى ، ممّا يشتمل على التكبيرات الأُولى ، والإقرار بالشهادتين ، والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآله ، والدعاء للمؤمنين ; لأنّ هذه الفقرات لا صلة لها بالميّت والجنازة ، وهي فقط ذكر لله تعالى وإقرار له بالربوبيّة ، وللرسول بالرسالة ، ودعاء للنبيّ وآله ، ثمّ للمؤمنين ..

بل الذي نُهي صلى الله عليه وآله وسلم عنه هو : الفقرة الأخيرة من الصلاة ، التي ترتبط بالميّت نفسه ، وتتضمّن الشهادة له بالصلاح والخير ، والدعاء والاستغفار

ص: 116

له ; ولهذا صار صلى الله عليه وآله وسلم يكبّر على جنازة المؤمن خمس تكبيرات ، وعلى جنازة المنافق أربع تكبيرات ، إلى آخر حياته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم.

ولم يقطع صلى الله عليه وآله وسلم إقامة الصلاة عند جنائز المنافقين ; بل ترك التكبيرة الخامسة فقط ; لأنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو للميّت في ما بين التكبيرة الرابعة والخامسة ويستغفر ويتشفّع له ، وهذا ما تركه صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته على جنائز المنافقين ، مكتفياً بما بين التكبيرات الأربع ممّا لا صلة له بالميّت.

وإلى هذا المعنى تشير جملة من الروايات الواردة عن أهل بيت النبوّة عليهم السلام :

ففي موثّق يونس : قال : «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الجنازة ، أُصلّي عليها على غير وضوء؟

فقال : نعم ، إنمّا هو تكبير وتسبيح وتحميد وتهليل» (1).

وفي صحيح محمد بن مسلم : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «تصلّي على الجنازة في كلّ ساعة ، إنّها ليست بصلاة ركوع وسجود» (2).

وفي معتبرة الفضل بن شاذان : عن الرضا عليه السلام ، قال : «إنّما جوّزنا الصلاة على الميّت بغير وضوء ; لأنّه ليس فيها ركوع ولا سجود ، وإنّما هي دعاء ومسألة ، وقد يجوز أن تدعو الله وتسأله على أيّ حال كنت» (3).

وغيرها من الروايات التي تبيّن أنّ حقيقة صلاة الجنازة هي : الدعاء والاستغفار للميّت.

وبالتالي ، فالذي نُهي عنه في الآية هو تلك الفقرة من الصلاة عند 7.

ص: 117


1- وسائل الشيعة 3 / 89 - أبواب صلاة الجنازة ب 7 ح 2.
2- وسائل الشيعة 3 / 90 - أبواب صلاة الجنازة ب 8 ح 1.
3- وسائل الشيعة 3 / 111 - أبواب صلاة الجنازة ب 21 ح 7.

الجنازة ، لا كلّ الفقرات.

وفي صحيح هشام بن سالم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبّر على قوم خمساً ، وعلى قوم آخرين أربعاً ، فإذا كبّر على رجل أربعاً اتُّهم - يعني بالنفاق -» (1).

وتركه صلى الله عليه وآله وسلم للتكبيرة الخامسة على المنافق هو لتركه صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء والاستغفار للمنافق ، بخلاف المؤمن.

وفي رواية إبراهيم بن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال : «كان يُعرف المؤمن والمنافق بتكبير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يكبّر على المؤمن خمساً وعلى المنافق أربعاً» (2).

وغيرها من الروايات الدالّة على أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك إقامة الصلاة عند جنائز المنافقين ، وإنّما ترك الدعاء والاستغفار لهم ، وهو الذي نهى الله عنه ، وليس النهي في الآية عن الفقرات الأُولى في الصلاة ، ممّا هو ذكْر وتسبيح وتحميد ، ودعاء للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآله ، وللمؤمنين.

قال المفيد في المقنعة : «روي عن الصادقين عليهم السلام أنّهم قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي على المؤمنين ويكبّر خمساً ، ويصلّي على أهل النفاق ... فيكبّر أربعاً ; فرقاً بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلّى على ميّت فكبّر أربعاً قطعوا عليه بالنفاق» (3).

ومن ثمّ استقرّ الحكم عند علماء الإماميّة على التفصيل المزبور في الصلاة على المؤمن وأنّها خمس تكبيرات ، والصلاة على غير المؤمن أنّها 8.

ص: 118


1- وسائل الشيعة 3 / 72 - أبواب صلاة الجنازة ب 5 ح 1.
2- وسائل الشيعة 3 / 77 - أبواب صلاة الجنازة ب 5 ح 18.
3- المقنعة : 38.

أربع تكبيرات ; عملاً بالروايات الواردة ..

ففي رواية الحسين بن النضر ، قال : قال الرضا عليه السلام : «ما العلّة في التكبير على الميّت خمس تكبيرات؟

قال : رووا أنّها اشتقّت من خمس صلوات.

فقال : هذا ظاهر الحديث ، فأمّا في وجه آخر فإنّ الله فرض على العباد خمس فرائض : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والولاية ، فجعل للميّت من كلّ فريضة تكبيرة واحدة ، فمَن قبِل الولاية كبّر خمساً ، ومَن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً ، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً ، ومن خالفكم يكبّر أربعاً» (1).

فالمؤمن حيث قَبِل ولاية الله ورسوله وآله يُكبّر عليه خمساً ، وغيره ممّن ينبذ الولاية يُكبّر عليه أربعاً.

ومن أجل ذلك ، يكون محصّل مفاد الآية هو : النهي عن الدعاء والاستغفار والتشفّع للميّت المنافق ، لا عن إقامة الصلاة عند جنازته بذكْر الله والدعاء للنبيّ وآله وللمؤمنين ، أي لا عن أصل صورة الصلاة ، ولذلك نهت الآية عن القيام على قبر المنافق ، أي عن الدعاء له والاستغفار ، كما هو الغرض المألوف من القيام عند قبره ، لا أنّ النهي حقيقة هو عن صورة القيام عند القبر وإن لم يدع ويستغفر له ، أو كان القيام عند قبره بالدعاء عليه واللعن له ، فإنّ هذا ممّا لا تنهى عنه الآية الكريمة.

وفي صحيح الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «لمّا مات عبد الله ابن أُبي بن سلول ، حضر النبيّ صلى الله عليه وآله جنازته ، فقال عمر : يا رسول الله! ألم 6.

ص: 119


1- وسائل الشيعة 3 / 77 - أبواب صلاة الجنازة ب 5 ح 16.

ينهك الله أن تقوم على قبره؟! فسكت ، فقال : ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟!

فقال له : ويلك! وما يدريك ما قلت؟! إنّي قلت : اللّهمّ احش جوفه ناراً ، واملأ قبره ناراً ، واصلِه ناراً ..

قال أبو عبد الله عليه السلام : فأبدى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يكره» (1).

وفي جوابه صلى الله عليه وآله وسلم بيان لعدم انصياع عمر وعدم انقياده لفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناشئ من عدم إخباته لوحيانيّة سير وسلوك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّه لا يضلّ ولا يغوى ولا ينطق عن الهوى ، ومن عدم فقهه لحقيقة المراد من القرآن النازل ; فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : «وما يدريك ما قلت؟!» ، أي أنّ الذي نهى الله تعالى عنه إنّما هو الدعاء والاستغفار للمنافق دون بقيّة فقرات الصلاة ، التي هي شعار ديني ، والذي دعا صلى الله عليه وآله وسلمبه إنّما هو الدعاء على المنافق.

وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «وهو - أي عمر - صاحب عبد الله بن أُبي بن سلول ; حين تقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمليصلّي عليه ، فأخذ بثوبه من ورائه ، وقال : قد نهاك الله أن تصلّي عليه ، ولا يحلّ لك أن تصلّي عليه!

فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّما صلّيت عليه كرامةً لابنه ، وإنّى لأرجو أن يسلم به سبعون رجلاً من بني أبيه وأهل بيته ، وما يدريك ما قلت؟! إنّما دعوت الله عليه» (2). 6.

ص: 120


1- وسائل الشيعة 3 / 71 - أبواب صلاة الجنازة ب 4 ح 4.
2- كتاب سليم بن قيس : 143 ، بحار الأنوار 81 / 376.

ومن الموارد الأُخرى المزايد بها بين عصمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعدالة الصحابة :

أُسارى بدر

قال تعالى : (ما كانَ لِنَبِيّ أن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا والله يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (1).

قال القرطبي في تفسيره : «روى مسلم (2) من حديث عمر بن الخطّاب ... قال أبو زميل : قال ابن عباس : فلمّا أسروا الأُسارى ، قال رسول الله لأبي بكر وعمر : ما ترون في هؤلاء الأُسارى؟

فقال أبو بكر : يا نبيّ الله! هم بنو العم والعشيرة ، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوّة على الكفّار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما ترى يا ابن الخطّاب؟

قلت : لا والله! يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكنّي أرى أن تمكّنّا فنضرب أعناقهم ، فتمكّن عليّاً من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكّنّي من فلان (نسيباً لعمر) فأضرب عنقه ; فإنّ هؤلاء أئمّة الكفر وصناديدها.

فهوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلمّا كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان ، قلت : م.

ص: 121


1- سورة الأنفال 8 : 67.
2- صحيح مسلم : كتاب الجهاد ب 18 : باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم.

يا رسول الله! أخبرني من أيّ شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض عليّ عذابهم أدنى هذه الشجرة ، (شجرة قريبة من نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأنزل الله عزّ وجلّ : (مَا كَانَ لِنَبِيّ أَن يَكونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ) ، إلى قوله : (فَكُلُوا مِمّا غَنِمتُم حَلالاً طيّباً) (1) ، فأحلّ الله الغنيمة لهم» (2).

الرواية يرويها مسلم بإسناده عن ابن زميل ، عن عبد الله بن عباس ، عن عمر بن الخطّاب ; فالراوي للرواية هو عمر نفسه.

وروى مسلم أيضاً بإسناده عن ابن عمر ، قال : «قال عمر : وافقت ربّي في ثلاث : في مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أُسارى بدر» (3).

قال القرطبي : «وروى يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا يحيى ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله ، قال : لمّا كان يوم بدر ، جيء بالأُسارى وفيهم العباس ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله [وسلّم : ما ترون في هؤلاء الأُسارى؟

فقال أبو بكر : يا رسول الله! قومك وأهلك ، استبقهم لعلّ الله أن يتوب عليهم.

وقال عمر : كذّبوك وأخرجوك وقاتلوك ، قدّمهم واضرب أعناقهم.

وقال عبد الله بن رواحة : انظر وادياً كثير الحطب فأضرمه عليهم. 5.

ص: 122


1- سورة الأنفال 8 : 69.
2- الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي - 8 / 46.
3- صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ب 2 ح 25.

فقال أُناس : يُأخذ بقول أبي بكر. وقال أُناس : يُأخذ بقول عمر. وقال أُناس : يُأخذ بقول عبد الله.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ... ومثلك يا عمر! لمثل نوح عليه السلام ، إذ قال : (رَّبِّ لا تَذَرْ عَلى الأرْضِ مِنَ الْكافِرينَ دَيَّاراً) (1) ، ومثلك يا عمر! مثل موسى عليه السلام ، إذ قال : (رَبنا اطْمِسْ عَلى أمْوَالِهِمْ واشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنوا حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الاْليمَ) (2) ، أنتم عالة ، فلا ينفلتنّ أحد إلاّ بفداء أو ضربة عنق ...

وفي رواية : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن كادَ ليصيبنا في خلاف ابن الخطاب عذاب ، ولو نزل عذاب ما أفلت إلاّ عمر.

وروى أبو داود عن عمر ، قال : لمّا كان يوم بدر ، وأخذ - يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - الفداء ، أنزل الله عزّ وجلّ : (ما كانَ لِنَبِيّ أَن يَكونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ) ، إلى قوله : (لَمَسَّكُمْ فيما أَخَذْتُمْ - من الفداء - عَذَابٌ عَظِيمٌ) (3) ، ثمّ أحلّ الغنائم» (4).

إلى أن قال القرطبي : «فأعلم الله سبحانه وتعالى أنّ قتل الأسرى الّذين فودوا ببدر كان أوْلى من فدائهم» (5).

ثمّ حكى القرطبي عن ابن عباس : أنّ قوله تعالى : (فَإمَّا مَنّاً بَعْدُ وإمّا فِدَاءً) (6) ، نزلت لمّا كثر المسلمون واشتدّ سلطانهم ، لكنّه أشكل 4.

ص: 123


1- سورة نُوح 71 : 26.
2- سورة يونس 10 : 88.
3- سورة الأنفال 8 : 68.
4- الجامع لأحكام القرآن 8 / 46 - 47.
5- الجامع لأحكام القرآن 8 / 48.
6- سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم 47 : 4.

على ذلك - بعدما روى عن الطبري أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال للناس بالتخيير في الأسرى بين الفداء والقتل ، بعد نزول جبرئيل عليه بذلك - بقوله : إذا كان التخيير ، فكيف وقع التوبيخ بقوله : (لَمَسَّكُمْ)؟ وأجاب : أنّ التوبيخ وقع أوّلا لحرصهم على أخذ الفداء ثمّ وقع التخيير بعد ذلك (1).

أقول :

مضافاً إلى ما سيأتي من بيان التحريف في هذه الروايات في عموم الأحداث في هذه الواقعة ، كما هو ديدنهم في أسباب النزول :

أوّلاً :

ما ذكره القرطبي متدافع مع ظاهر الآيات ، ومع كلامه في مواضع من تفسيرها ; فإنّ ظاهر مفاد الآية : أنّ الحكم تعييني لا تخييري ، أي أنّ الحرمة لأخذ الأُسارى واستبقائهم متعيّنة ، ولسان التوبيخ لسان تهديد بِعقوبة ، كما هو مفاد قوله تعالى : (لَوْلاَ كِتابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فيما أخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ; فكيف يجري استحقاق العقوبة مع الحرص على خصلة من التخيير؟!

ثانياً :

اعترف القرطبي في بداية تفسيره للآية : أنّ قول أكثر المفسّرين عندهم ولا يصحّ غيره : أنّ هذه الآية نزلت عتاباً من الله عزّ وجلّ لأصحاب نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، والمعنى : ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب 8.

ص: 124


1- الجامع لأحكام القرآن 8 / 48.

أن يكون للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أسرى قبل الإثخان ، ولهم هذا الإخبار بقوله : (تُريدُونَ عَرَضَ الدُّنيا) - أي أنّ الخطاب للأصحاب لا للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب ، ولا أراد قطّ عرض الدنيا ، وإنّما فعله جمهور مباشري الحرب ، فالتوبيخ والعتاب إنّما كان متوجّهاً بسبب مَنْ أشار على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأخذ الفدية (1).

وهذا التسالم عندهم ، الذي لا يصحّ غيره ، متناقض مع مضمون تلك الروايات التي روى غالبها عمر ، من أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان هواه في الفداء ، وأنّ العذاب لو نزل لَما نجا منه إلاّ عمر ، ولشمل رسول الله والعياذ بالله تعالى من هذا القول ، وفي ذلك بيان لفوقيّة عصمة عمر على عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

ثالثاً :

إذا كان العتاب - المتسالم عليه عندهم - هو للصحابة الّذين حرصوا على الغنيمة والفداء ، لا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف يجعلون مورد وسبب نزول الآية من الشواهد على اجتهاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ونزول الكتاب بتخطئة ذلك الاجتهاد وتصويب اجتهاد بعض الصحابة ، ك- : عمر؟!

رابعاً :

إنّ في رواياتهم المتقدّمة : أنّ عبد الله بن رواحة أيضاً أمر بقتل الأسرى ; فلماذا يخصّ النجاة من العذاب بعمر دون غيره؟!

ولماذا يكون التصويب لرأيه فقط مع أنّ عبد الله بن رواحة كان ذلك 6.

ص: 125


1- الجامع لأحكام القرآن 8 / 45 - 46.

رأيه أيضاً ، بل قد رووا أنّ سعد بن معاذ كان ذلك رأيه أيضاً (1)؟!

خامساً :

قول عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأُسارى : إنّ هؤلاء أئمّة الكفر وصناديدها ، أو : إنّ هؤلاء كذّبوك وأخرجوك وقاتلوك ، ثمّ إشارته بقتل العباس وعقيل ، قول مريب الاستهداف ; فأئمّة الكفر قد قُتلوا في بدر ، وما بقي من الأُسارى ليسوا من صناديد الكفر ; كيف وهم قد رووا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقرّ للعباس بأنّه كان مسلماً في الخفاء ، وأنّه أُخرج كُرهاً ، وكذلك بقيّة مَن كان من بني هاشم (2)؟!

وهل أنّ ذلك البعض من بني هاشم ، والعباس وعقيل ، هم الّذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكّة ، أم أنّهم كانوا المدافعين عنه ; إذ كان عقيل وإخوته يتناوبون للنوم في فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، في بيت أبي طالب ; لئلاّ تقتله قريش غيلة (3)؟!

أم أنّ وراء كلام عمر استهدافاً لبني هاشم ، وقد أكرهتهم قريش على الحرب ، إلاّ أنّهم رغم ذلك لم يخوضوا المعترك الأمامي في المواجهة؟!

سادساً :

الظاهر من كلّ ما مرّ أنّ حقيقة الحال هي : إنّ النهي الإلهي عن اتّخاذ الأسرى حتّى يُثخَن في الأرض ، هو ما دامت الحرب قائمة ولم تضع 1.

ص: 126


1- الجامع لأحكام القرآن 8 / 47.
2- الجامع لأحكام القرآن 8 / 49 - 52.
3- بحار الأنوار 19 / 1.

أوزارها ، كما سيأتي بيانه والدلائل عليه ، إلاّ أنّ موقف عمر من التحريض على قتل بعض بني هاشم المكرَهين على الخروج للحرب قد انكشفت أهدافه ; إذ اتّخذ ما نزل من الآية الناهية غطاءً لذلك ، تخيّلا منه أنّه بإمكانه استغلال مفاد الآية لهذا الهدف ، وبالتالي إلحاق الإزراء ببني هاشم بذلك.

ولكن لمّا فشلت تلك المحاولة وانفضح الهدف من وراء هذا التحامل على بني هاشم استمرّ هو في تغطية هذه الواقعة وتبديلها إلى منقبة رياديّة له يتطاول بها على مقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، واصطناع مقاماً له في الدين ومنازل الوحي ..

نظير الواقعة السابقة : الصلاة على المنافقين ; كيف حوّرها محاولا تغطية تجرّيه على مقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالتذرّع بمفاد الآية : (ولا تُصَلِّ على أحَد مِنهُم ...) ، واستمرّ في تغطية ما جرى بتبديلها إلى منقبة دينيّة يشيد الوحي بها ، وأنّه أقرب إصابة للوحي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

سابعاً :

إنّ أهل سُنّة الخلافة حيث تابعوا الخليفة الثاني في تغطية حقيقة ما حدث من تحامله على رهط النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنّ مفاد الآية هو شامل لِما بعد الحرب ، وقعوا في تدافع فقهي وتفسيري وتاريخي في السيرة ..

فهم قد قرّروا أنّ مفاد الآية قد نسخ قبل العمل به بقوله تعالى : (فَكُلوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا الله ...).

وبعضهم ذهب إلى نسخها بقوله تعالى : (فإذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَروا فَضَرْبَ الرِقَابِ حَتَّى إذا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فإمَّا مَنّاً بَعْدُ وإمّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ الله ...).

ص: 127

هذا وقد تكثّرت أقوالهم في النسبة بين الآيتين ; فجملة منهم جعلوا آية التخيير منسوخة ب- : (فاقْتُلوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدتُّموهُمْ) (1) ، و (وقاتِلوا الْمُشْرِكينَ كَافَّةً) (2) ، وبعضهم على أنّ كِلا الآيتين محكمتين ، وغيرها من أقوالهم المضطربة الكثيرة في المقام ، وهي لا ترسوا على التسليم بالمفاد الذي زعمه الخليفة للآية : (ما كانَ لِنَبِيّ ...).

للبحث صلة.6.

ص: 128


1- سورة التوبة 9 : 5.
2- سورة التوبة 9 : 36.

زواج اُمّ كلثوم .. قراءة في نصوص زواج عمر من اُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام (2)

السيّد علي الشهرستاني

البحث الفقهي

أخبار في كتب السُنّة :

ذكرنا - في الحلقة السابقة - بأنّ أهل السُنّة ذهبوا إلى وقوع الزواج من أُمّ كلثوم ، مستدلّين بنصوص من التاريخ ، وفروع من الفقه ، وقد ناقشنا بعض النصوص التاريخية منها ، وإليك الآن بعض الفروع الفقهيّة :

1 - كيفيّة الصلاة على جنازة امرأة وطفل.

قال الزيلعي في نصب الراية : «أخرج أبو داود والنسائي عن عمّار بن أبي عمّار ، قال : شهدت جنازة أُمّ كلثوم وابنها ، فجُعل الغلام ممّا يلي الإمام ، فأنكرت ذلك ، وفي القوم ابن عباس وأبو سعيد وأبو قتادة وأبو هريرة ، فقالوا : هذه السُنّة.

قال النووي رحمه الله : وسنده صحيح.

وفي رواية البيهقي : وكان في القوم الحسن والحسين وأبو هريرة

ص: 129

وابن عمر ، ونحو من ثمانين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» (1).

قال النووي - شرحاً لكلام صاحب المهذّب : والسُنّة أن يقف الإمام فيها عند رأس الرجل ، وعند عجيزة المرأة ... - : «وروى عمّار بن أبي عمّار : أنّ زيد بن عمر بن الخطّاب ، وأُمّه أُمّ كلثوم بنت عليّ رضي الله عنهم ماتا ، فصلّى عليهما سعيد بن العاص ، فجعل زيداً ممّا يليه ، وأُمّه ممّا تلي القبلة ، وفي القوم الحسن والحسين و...» (2).

وفي سُنن أبي داود ، عن عمّار مولى الحارث بن نوفل : «أنّه شهد جنازة أُمّ كلثوم وابنها ، فجعل الغلام ممّا يلي الإمام ، فأنكرت ذلك ، وفي القوم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة وأبو هريرة ، فقالوا : هذه السُنّة» (3).

وفي سُنن النسائي عن نافع قريب من ذلك (4).

2 - التكبير على الجنازة.

روى البيهقي بسنده عن الشعبي ، قال : «صلّى ابن عمر على زيد بن عمر وأُمّه أُمّ كلثوم بنت عليّ ، فجعل الرجل ممّا يلي الإمام ، والمرأة من 6.

ص: 130


1- نصب الراية 2 / 317.
2- المجموع 5 / 224.
3- سنن أبي داود 2 / 77 باب 56 ح 3193 ، مسند ابن الجعد 1 / 98 و 114 ، وأخرجه ابن أبي شيبة عن عمّار مولى بني هاشم في مصنّفه 3 / 197 باب 104 : في جنائز الرجال والنساء ، ح 8.
4- سنن النسائي 4 / 71 ، السنن الكبرى - للنسائي - 1 / 641 ح 2105 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 4 / 33 ، المصنّف - لعبد الرزّاق - 3 / 465 ح 6337 ، المنتقى من السنن المسندة - لابن الجارود - : 142 ح 545 ، سنن الدارقطني 2 / 66.

خلفه ، فصلّى عليهما أربعاً ، وخلفه ابن الحنفيّة والحسين بن عليّ وابن عباس ...» (1).

وفي نصّ عن عامر ، قال : «مات زيد بن عمر وأُمّ كلثوم بنت عليّ ، فصلّى عليهما ابن عمر ، فجعل زيداً ممّا يليه ، وأُمّ كلثوم ممّا يلي القبلة ، وكبّر عليهما أربعاً» ..

وفي آخر ، عن ابن عمر : «أنّه صلّى على أُمّ كلثوم بنت عليّ وابنها زيد ، وجعله ممّا يليه ، وكبّر عليهما أربعاً» (2).

3 - ميراث الغرقى.

ذكر الترمذي في باب ميراث الغرقى ، عن نعيم بن خالد ، عن عبد العزيز بن محمد ، حدّثنا جعفر ، عن أبيه : «أنّ أُمّ كلثوم وابنها زيداً ماتا في يوم واحد ، فالتقت الصائحتان في الطريق ، فلم يرث كلّ واحد منهما من صاحبه ...» (3).

4 - عدّة المتوفّى عنها زوجها.

عن أبي حنيفة ، عن حمّاد ، عن إبراهيم ، أنّه قال : «إنّما نقل عليّ عليه السلام أُمّ كلثوم حين قتل عمر ; لأنها كانت مع عمر في دار م.

ص: 131


1- السنن الكبرى 4 / 38 ، تاريخ دمشق 19 / 492 ، الإصابة 8 / 466 رقم 12237.
2- انظر : الطبقات الكبرى - لابن سعد - 8 / 464.
3- سنن الدارمي 2 / 379 ، ومثله في المستدرك على الصحيحين 4 / 346 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 6 / 222 ، سنن الدارقطني 4 / 40 و 45 من كتاب : الفرائض والسير ، بسنديه : عن عبد الله بن عمر بن حفص ، وجعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام.

الإمارة (1).

وعن الشعبي ، قال : نقل عليّ عليه السلام أُمّ كلثوم بعد قتل عمر بن الخطّاب بسبع ليال. ورواه سفيان الثوري في جامعه ، وقال : لأنّها كانت في دار الإمارة (2).

5 - الوكالة في التزويج.

روى الطبراني في الأوسط ، بسنده عن الحسن بن الحسن بن عليّ عليه السلام : أنّ عمر بن الخطّاب خطب إلى عليّ أُمّ كلثوم ، فقال : إنّها تصغر عن ذاك.

فقال عمر : إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة ، إلاّ سببي ونسبي ، فأحببت أن يكون لي من رسول الله سبب ونسب.

فقال عليّ للحسن والحسين : زوّجا عمّكما.

فقالا : هي امرأة من النساء ، تختار لنفسها.

فقام عليٌّ وهو مغضب ، فأمسك الحسن بثوبه وقال : لا صبر على هجرانك يا أبتاه.

لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج إلاّ روح بن عبادة ، تفرّد به سفيان 5.

ص: 132


1- الآثار - لأبي يوسف - 1 / 143 ، وانظر : المصنّف - لابن أبي شيبة - 4 / 133 عن الحكم ، والمصنّف - لعبد الرزّاق - 7 / 30 رواه بسند آخر عن معمر ، عن أيوب أو غيره : أنّ عليّاً ... ، ومثله في النوادر - للراوندي - : 186 ; عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام.
2- الأُمّ 7 / 182 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 436 ، المصنّف - لابن أبي شيبة - 4 / 133 ، الباب 175 ح 5.

عن وكيع (1).

وهناك مسائل أُخرى في الشريعة ، كجمع الرجل بين زوجة الرجل وابنته (2) ، والهديّة (3) ، والصداق (4) ، وغيرها ، سنتعرّض إليها ضمن بياننا لهذه الفروع الخمسة إن شاء الله تعالى.

أخبارٌ في كتب الشيعة :

هناك أخبار في كتب الشيعة تشابه ما نقلته كتب أهل السُنّة ، فلنبحث معاً عن ملابسات تلك الأخبار ، وهل أنّها أخبار معتمدة شيعيّة ، أم أنّها كانت لأهل السُنّة وقد دخلت في المصادر الحديثيّة الشيعيّة ثمّ منها إلى الفقه؟

1 و 2 - صلاة الجنائز وكيفيّة التكبير على الميّت.

قال الشيخ الطوسي في الخلاف : «مسألة 541 : إذا اجتمع جنازة رجل وصبي وخنثى وامرأة ، وكان الصبي ممّن يُصلّى عليه ، قُدّمت المرأة إلى القبلة ، ثمّ الخنثى ، ثمّ الصبي ...

إلى أن يقول : - دليلنا : إجماع الفرقة وأخبارهم. ً.

ص: 133


1- المعجم الأوسط 6 / 357 ; وعنه في مجمع الزوائد 4 / 272 ، السنن الكبرى 7 / 64.
2- مرّت مصادره في القول الخامس في ص 113 من الحلقة السابقة المنشورة في العدد (75 - 76) من تراثنا.
3- صحيح البخاري 3 / 222 كتاب الجهاد والسير - باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو ، وكذا في كتاب المغازي 5 / 36 باب ذكر أُمّ سليط ، كنز العمّال 13 / 623 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 12 / 76.
4- سنذكر مصادر الصداق لاحقاً.

وروى عمّار بن ياسر ، قال : أُخرجت جنازة أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلاموابنها زيد بن عمر ، وفي الجنازة الحسن والحسين عليهما السلام ، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس وأبو هريرة ، فوضعوا جنازة الغلام ممّا يلي الإمام ، والمرأة وراءَهُ ، وقالوا : هذا هو السُنّة» (1).

وقد استدلّ بعض علماء أهل السُنّة بهذه المسألة وما يليها - إلزاماً لنا - ; للدلالة على وقوع التزويج من أُمّ كلثوم.

ولنا فيه مسائل :

* الأُولى :

إنّ ما رواه الشيخ عن عمّار بن ياسر مرسل ; إذ ليس له طريق إليه ، وبتتبّعنا في كتب الحديث عند الشيعة والعامّة ، لم نحصل على خبر يروى بهذا المضمون عن عمّار بن ياسر ، إلاّ ما حكاه الشيخ في هذه المسألة.

بل كلّ ما في الأمر هو وجودها عند العامّة عن عمّار بن أبي عمّار.

فنتساءل : هل هذا هو عمّار بن ياسر ، أم غيره؟ وهذا ما سنوضّحه لك بعد قليل.

بل كيف يكون المعنيّ به عمّار بن ياسر ، ذلك الصحابي الجليل الملازم عليّاً ; إذ لو كان ذلك صحيحاً لاحتُمل أن يكون الإمام عليّ عليه السلامحاضراً جنازة ابنته أُمّ كلثوم كذلك! لكنّا نرى الخبر يقول : «في الجنازة الحسن والحسين» وليس فيه ذكر الإمام عليّ عليه السلام.

مع العلم بأنّ عمّار بن ياسر كان قد استشهد تحت لواء عليّ بن 1.

ص: 134


1- الخلاف 1 / 722 ، كتاب الجنائز مسألة 541.

أبي طالب عليه السلام في صفّين ، فلا يُعقل أن يروي واقعة قد حدثت في خلافة بعض بني أُميّة؟!

* الثانية :

إنّ الخبر - آنف الذكر - يخالف ما نقل عن زواج عبد الله بن جعفر من أُمّ كلثوم بعد زينب بنت عليّ عليه السلام ; لأنّ النصّ يقول في زوجته زينب : «فماتت عنده» (1).

ومن المعلوم أنّ وفاة السيّدة زينب كان إمّا في سنة 62 (2) ، أو 65 (3) ، أو 67 (4) ، في حين أنّ خبر الصلاة على أُمّ كلثوم كان قبل السنة الرابعة والخمسين من الهجرة يقيناً (5).

* الثالثة :

من الثابت المعلوم ، أنّ الشيخ الطوسي أتى بهذا الخبر في كتابه الخلاف استشهاداً وإلزاماً للآخرين ، لا استدلالاً به ; لأنّه كان قد قال - بعد ذكره للمسألة - : «دليلنا : إجماع الفرقة وأخبارهم ، وروى عمّار بن ياسر ، قال : أُخرجت ...».

وهذا يُفهِم بأنّ دليل الشيخ كان إجماع الطائفة وأخبارهم الواردة عن 2.

ص: 135


1- السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 70 و 71.
2- وفاة زينب الكبرى - للشيخ جعفر النقدي - : 142.
3- معالي السبطين : 689 ، مع بطلة كربلاء - لمغنية - : 90 ، أعلام النساء 1 / 508.
4- نزهة الأنام في محاسن الشام 2 / 347 و 381 ، وشرح نهج البلاغة - لابن ميثم - كما في معالي السبطين : 690.
5- للمزيد ; انظر : أعيان الشيعة 13 / 12.

الحلبي (1) ، وابن بكير (2) ، وعمّار الساباطي (3) ، و... لا خبر عمّار بن ياسر حتّى يرد الإشكال.

مضافاً إلى ذلك ، أنّا نعلم أنّ الكتب الفقهيّة عند الشيعة الإماميّة كتبت على نحوين :

أوّلهما : وفق الأُصول الحديثية والرجالية الشيعية ; فلا يُتعرّض فيها إلى آراء المذاهب الأُخرى.

وثانيهما : بملاحظة آراء أهل السُنّة والجماعة ، مع ما للشيعة من أدلّة ; وهذا ما يسمّى بالفقه المقارن ، أو فقه الخلاف.

فكتاب الشيخ الطوسي الخلاف ، هو من القسم الثاني ; إذ لم نره يذكر خبر عمّار بن ياسر في كتابه المبسوط ، أو النهاية ، أو التهذيب ، أو غيرها من كتبه الفقهية الحديثية الفتوائية ، بل ذكرهُ في كتابه الخلاف ، وهو المعني بفقه الخلاف ، وهذا يؤكّد بأنّه جاء بهذا الخبر إلزاماً للآخرين ، أو استشهاداً به على ما ذهب إليه.

وعليه ; فدليل الشيخ في هذه المسألة هو : إجماع الفرقة المحقّة ، والأخبار الواردة عن أهل بيت النبوّة عليهم السلام ، والتي وردت في صحاح أخبارهم ، لا ما ذكره عن عمّار ...!! 7.

ص: 136


1- تهذيب الأحكام 3 / 323 ح 10006 وح 10008 ، الاستبصار 1 / 471 ح 1823 وح 1825.
2- الكافي 3 / 175 ح 5 ، تهذيب الأحكام 3 / 323 ح 10007 ، الاستبصار 1 / 472 ح 1824.
3- الكافي 3 / 174 ح 2 ، تهذيب الأحكام 3 / 322 ح 10004 ، الاستبصار 1 / 472 ح 1827.

* الرابعة :

إنّ عمّاراً هذا ليس بابن ياسر ، بل هو عمّار بن أبي عمّار ، مولى بني هاشم ، وفي بعض النصوص مولى الحارث بن نوفل ، وعمّار بن أبي عمّار تابعي ، وليس بصحابي ، وقد روى عن أبي هريرة وابن عباس ، وخرّج له أبو داود في سننه (1) ، والبيهقي (2) ، والنسائي ، وغيرهم.

وعليه ; فإنّ الشيخ الطوسي ذكر خبر عمّار في الخلاف بعد ذكره دليل الشيعة ، وذلك للاستشهاد به ، لا الاستدلال.

وبنظري : إنّ الخطأ والتصحيف الواقع في كتاب الخلاف جاء من قِبَل النسّاخ ، وقَبْلَ العلاّمة الحلّي ; إذ لا يُعقل أن لا يعرف الشيخ الطوسي - وهو الإمام الرجالي المحدّث - أنّ عمّار بن ياسر قد استشهد في صفّين ، وأنّه لا يُحدّث بأمر وقع في خلافة بعض بني أُميّة!!

نعم ، إنّ أوّل من توجّه إلى أنّ عمّاراً هذا ليس بابن ياسر هو العلاّمة الحلّي (ت 726 ه) ، في كتابه منتهى المطلب ، وهو من كتب فقه الخلاف ..

فقد قال العلاّمة الحلّي في مختلف الشيعة - والذي يختصّ بنقل أقوال علماء الشيعة الإماميّة - : «... واحتجّ الشيخ في الخلاف بالإجماع ، وبما روى عمّار بن ياسر ، قال : أُخرجت جنازة أُمّ كلثوم ...» (3).

وقال في منتهى المطلب : «... لنا : رواه الجمهور عن عمّار بن أبي عمّار ، قال : شهدت جنازة أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، 5.

ص: 137


1- سنن أبي داود 3 / 77 ح 3193 ; وفيه : عمّار مولى الحارث بن نوفل.
2- السنن الكبرى 4 / 33.
3- مختلف الشيعة 2 / 315.

وابنها زيد بن عمر ، فوضع الغلام بين يدي الإمام ،والمرأة خلفه ، وفي الجماعة الحسن والحسين عليهما السلام وابن عباس وابن عمر ، وثمانون نفساً من الصحابة ، فقلت : ما هذا؟ فقالوا : هذه السُنّة ..

ومن طريق الخاصّة : ما رواه الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أحدهما ، قال ...» (1).

وقال في تذكرة الفقهاء ، وعند ذكره بعض الفروع : «ب / لو اجتمع الرجل والمرأة ، قال أصحابنا : يجعل رأس المرأة عند وسط الرجل ليقف الإمام موضع الفضيلة فيهما ، وكذا لو اجتمع ...

إلى أن يقول : - وفي أُخرى : يسوّى بين رؤوسهم كلّهم ; لأنّ أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام وزيداً ابنها توفّيا معاً ، فأُخرجت جنازتهما ، فصلّى عليهما أمير المدينة ، فسوّى بين رؤوسهما وأرجلهما. ولا حجّة في فعل غير النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام» (2).

وأنت ترى نباهة العلاّمة الحلّي ، وعدم تخطّيه عن منهجه في كتابيه ; فإنّه حينما يذكر الخبر في مختلف الشيعة - وهو المعني بفقه الإماميّة واختلاف أعلام الطائفة فيه - يذكر خبر الخلاف عن عمّار بن ياسر ; أمانة منه في النقل ، لكنّه حينما يقارن المسألة مع كتب أهل السُنّة ، نراه يشير إلى أنّ المحكيّ عن عمّار بن ياسر مرويّ في كتب الجمهور عن عمّار بن أبي عمّار التابعي ، مولى بني هاشم ، لا ابن ياسر الصحابي.

وهذا يرشدنا إلى ضرورة الاعتناء بفقه الخلاف ، ودراسته في الحوزات العلمية ; لكي نضيف إلى فقهنا ما يؤيّدنا من فقه العامّة ، نأتي به 6.

ص: 138


1- منتهى المطلب 7 / 357.
2- تذكرة الفقهاء 2 / 66.

استشهاداً لا استدلالاً ، وهو يعمّق استدلالنا وحجّتنا ; لأنّ كثيراً من الفروع الفقهيّة لو قيست مع أمثالها في كتب العامّة ، لعُرفت من خلالها أُمور كثيرة خافية علينا اليوم ; لأنّ فقهنا مهيمن وناظر على فقه العامّة ، الذي تأثّر بالسلطة والسياسة و... بشكل كبير.

إذاً دراسة الأفكار والعقائد والآراء المطروحة في زمن صدور النصّ له الارتباط الكامل في فهم المسائل المختَلف فيها عند المسلمين اليوم.

وعليه ، فلا يمكن للخصم أن يستدلّ علينا بورود خبر عمّار بن ياسر وأمثاله في مسالك الأفهام ، أو مجمع الفائدة والبرهان ، أو جواهر الكلام ، وغيرها مثلاً ; لكونها مأخوذة من كتاب الخلاف ، وقد عرفت كيفيّة دخول هذا الخبر إلى التراث الشيعي.

وقفة مع خبر عمّار :

إنّ هناك عللاً خفيّة في خبر عمّار بن ياسر = عمّار بن أبي عمّار في محكيّ الخلاف ومروي العامّة ، يجب الإشارة إلى بعضها :

أحدها : الاختلاف في زيد بن عمر ; هل مات غلاماً أم رجلاً؟ وهل هناك فرق بينهما في الاستدلال؟

ثمّ هل مات وأُمّه في يوم واحد أم على التعاقب؟

الثاني : ما المراد من قول عمّار بن أبي عمّار : «قالوا : إنّها السُنّة» ; هل يعني لزوم جعل المرأة قبلة الغلام ، والغلام قبلة الإمام؟ أم أنّهم أرادوا شيئاً آخر؟

وكيف كان التكبير في خبره؟ ولماذا لم يذكره؟

ص: 139

هل كان التكبير على الميّت أربعاً - كما صلّى ابن عمر عليهما - أم خمساً - كما عليه إجماع أهل البيت عليهم السلام -؟

وما هو حكم الصلاة على المرأة؟ هل السُنّة في أن يكون الإمام عند رأسها - كما تقوله الشيعة (1) -؟ أم عند وسطها أو عجيزتها - كما تقوله العامّة (2)

وهل السُنّة هي التسوية في الجنائز أم التدرّج فيها؟

بل مَن هو الأحقّ بالصلاة على الميّت؟ هل السُنّة أن يصلّي عليه الإمام أم أولياء الميّت؟

إلى غيرها من الفروع الفقهيّة التي يمكن أن تُبحث ضمن هذه المسألة ..

جاء في مختصر تاريخ دمشق : «... كانت في زيد وأُمّه سُنّتان : ماتا في ساعة واحدة لم يُعرف أيّهما مات قبل الآخر ، فلم يورث كلّ واحد منهما صاحبه ، ووضعا معاً في موضع الجنائز ، فأُخّرت أُمّه وقدّم هو ممّا يلي الإمام ، فجَرت السُنّة في الرجل والمرأة بذلك بعد» (3).

* أمّا الكلام عن الأمر الأوّل : هل أنّ زيداً مات رجلاً أم غلاماً؟

فقد عرّف الخليل في العين (4) ، والصاحب بن عبّاد في المحيط (5) ، 8.

ص: 140


1- انظر في ذلك : وسائل الشيعة 3 / 618 باب 27.
2- صحيح البخاري 2 / 91 كتاب الجنائز ، باب : «أين يقوم من المرأة والرجل» ، سنن الترمذي 2 / 249 أبواب الجنائز ، باب 44.
3- تاريخ دمشق 19 / 488 - 489.
4- العين 4 / 422 مادّة «غلم».
5- المحيط في اللغة 5 / 88.

وابن سيده في المحكم (1) ، والأزهري في التهذيب (2) : الغلام ب- : «الطارّ الشارب».

وفي المصباح المنير - للفيومي - : «الغلام : الابن الصغير ، ويطلق على الرجل مجازاً باسم ما كان عليه ، كما يقال للصغير : (شيخ) ، مجازاً باسم ما يؤول إليه ..

وقال الأزهري : وسمعت العرب تقول للمولود حين يولد ذكراً : (غلام) ، وسمعتهم يقولون للكهل : (غلام) ، وهو فاش في كلامهم» (3).

فالغلام حقيقة هو للابن الصغير ، وقد يطلق على الشيخ مجازاً باسم ما يؤول إليه ، حسب ما عرفت.

والآن نتساءل عن زيد بن عمر : هل مات صغيراً أم رجلاً؟

فإن قيل بموته صغيراً ، فإنّه سينافي ما دلّ على أنّه مات رجلاً ، ولو قلنا بأنّه مات رجلاً ، فيعارض كونه مات صبيّاً طفلاً صغيراً.

وإليك بعض الكلام في أنّه مات رجلاً :

* ذكر ابن حبيب (ت 245 ه) في المنمّق ، عند بيانه (حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في الإسلام) ، دور زيد بن عمر في حلّ هذا النزاع ، وأنّه قد مات على أثر شجة أصابته في ظلمة الليل (4).

* وفي أُسد الغابة : «وكان زيد قد أُصيب في حرب كانت بين 0.

ص: 141


1- لسان العرب 12 / 440 ; عن المحكم.
2- تهذيب اللغة 8 / 141.
3- المصباح المنير : 452.
4- المنمّق : 309 - 310.

بني عدي ، خرج ليصلح بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، فعاش أياماً ثمّ مات» (1) ..

وقد رثاه عبد الله بن عامر شعراً (2).

* وفي سير أعلام النبلاء : كان] زيد [من سادة أشراف قريش ، توفّي شابّاً ولم يعقّب ..

وأضاف الذهبي : وكان ذلك في أوائل دولة معاوية (3).

* وقال الزبير بن بكّار : ضرب في حرب كانت بين عدي ، في خلافة بعض بني أُميّة ، فصرع وحمل فمات (4).

وصرّحت بعض المصادر : بأنّه كان متزوّجاً وله أولاد ، أو مات بلا عقب ..

* ففي هامش تاريخ دمشق : «قال الزبير : وأمّا زيد بن عمر ، فكان له ولد فانقرضوا» (5).

* وقال محمد بن سعد في تسمية أولاد عمر بن الخطّاب : «وزيد الأكبر لا بقية له» (6).

* وقد عُدّ زيد بن عمر من العلماء ، مع ابن عباس ، بعد معاذ بن جبل ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي الدرداء ، وسلمان (7). ان

ص: 142


1- أُسد الغابة 5 / 615 ، الإصابة 8 / 465 رقم 12267.
2- أُسد الغابة 3 / 190.
3- سير أعلام النبلاء 3 / 502.
4- المغني 2 / 421 ، الشرح الكبير 2 / 345.
5- تاريخ دمشق 19 / 484.
6- الطبقات - لابن سعد - 3 / 265.
7- انظر : الآحاد والمثاني 4 / 86 ; وفيه : «عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : كان

* ولمعاوية حكاية طويلة مع زيد بن عمر ، تؤكّد على أنّه كان رجلاً يمكنه أن يعترض ويردّ معاوية (1).

* وقد ذكر ابن معين في تاريخه أسماء عدّة أشخاص كانوا أبناءً لزيد بن عمر ، ك- : عبد الرحمن ، ومحمد.

كلّ هذه النصوص توضّح لنا : بأنّ زيداً لم يكن صغيراً كما صوّرته نصوص أُخرى ، بل كان رجلاً له مكانته عند التابعين ، حتّى كانوا يعدّونه من العلماء مع ابن عباس ، بعد معاذ بن جبل ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي الدرداء ، كما مرّ عليك في خبر الطبراني في الكبير ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وغيرهما.

فلو مات زيد في خلافة بعض بني أُميّة وهو غلام ، بمعنى الطارّ الشارب ، فهذا لا يتّفق مع كونه بمنزلة ابن عباس عند الصحابة والتابعين ، وأن يعدّوه من العلماء ، وهو الآخر لا يتّفق مع تدخّله لحلّ حرب من حروب بني عدي.

فلو كان زيد قد عاش إلى خلافة بعض بني أُميّة ، فما كانت أخباره في عهد جدّه الإمام عليّ عليه السلام؟

وهل شارك في معركة الجمل وصفّين معه أم عليه؟

بل ، أيّ شيء خلّف له عمر بن الخطّاب من الميراث؟ 0.

ص: 143


1- انظر : تاريخ دمشق 19 / 484 ، الكامل في التاريخ 3 / 373 ، سير أعلام النبلاء 3 / 502 ، مختصر تاريخ دمشق 9 / 190.

وما هي كلمات حفصة وابن عمر وغيرهما من أولاد عمر في أخيهم زيد؟

ولماذا تظهر شخصية زيد بن عمر وأُمّه بعد وفاتهما في المصادر ، ولا نرى لهما ذكراً واضحاً دقيقاً قبل ذلك؟

وعلى أيّ شيء يدلّ هذا؟

كلّ هذه التساؤلات تشكّكنا في وجود شخص اسمه زيد بن عمر وأُمّه أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام (1).

نعم ، قد يكون هذا الشخص هو ابن أُمّ كلثوم بنت جرول - حسب ما قالته المصادر - وقد شارك مع أخيه عبيد الله بن عمر مع معاوية في وقعة صفّين ، ثّم إنّ المؤرّخين وبلحاظ التطبيع التاريخي والعقائدي جعلوه ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ الصغيرة! وذلك لتطبيق الأهداف التي كانوا يرجونها.

* أمّا الكلام عن الأمر الثاني : قول عمّار : «قالوا : إنّها السُنّة».

ربّما يكون هذا الكلام مبهماً ; إذ لا نعرف مراد المتكلّم - عمّار بن أبي عمّار - من نقله قولهم : «هذا هو السُنّة» ، وربّما يقال :

أوّلا : عنى بكلامه أنّ السُنّة هي تقديم الغلام إلى الإمام وإبعاد المرأة إلى القبلة.

ثانياً : أراد بها كون التكبير على الميّت أربعاً لا خمساً.

ثالثاً : أراد بأنّ الصلاة على الميّت هي للإمام والأمير ، لا لأوليائه ، وبذلك جرت السُنّة. ه.

ص: 144


1- ونحن سنعود - ضمن بحثنا عن خبر القدّاح في المواريث - إلى هذا الأمر مرّةً أُخرى بإذن الله تعالى ومشيئته.

رابعاً : المقصود من كلامهم : «هذا هو السُنّة» أي التسوية بين الموتى لا التدرّج ; لأنّ سعيد بن العاص سوّى بينهم ، والصحابة أمضوا ذلك.

وقد يقال أنّه أراد بذلك شيئاً آخر ..

فلو كان مراده القول الأوّل ، فهو صحيح ; لأنّ السُنّة عندنا هي أن يقدّم الغلام إلى الإمام وتبعد المرأة إلى القبلة ، وفي ذلك صحاح مروياتنا (1).

أمّا لو أراد بذلك القول الثاني ، فإنّه يخالف فقه أهل البيت عليهم السلام ; لأنّ أهل البيت كانوا يكبّرون خمساً ، ولا يرتضون التكبير على الميّت أربعاً ، فكيف يقبل الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام وابن الحنفيّة ما فعله ابن عمر مع أُختهم المفترضة؟!

والمطالع في فقه الطالبيّين يعرف أنّهم كانوا يصرّون على أنّ التكبير على الميّت خمسٌ ، ولا يرتضون غيره ، وهذه حقيقة ثابتة دلّت عليها نصوص كثيرة ; فلو أُريد من «هذا هو السُنّة» هو التكبير على الميّت أربع تكبيرات فهو باطل ; لمخالفته فقه الطالبيّين ، إلاّ أن نقول بأنّ أُمّ كلثوم المفترضة هي بنت أبي بكر لا بنت عليّ عليه السلام ; لمخالفة فقه عليّ عليه السلام وأهل بيته فقه الحكّام في كثير من الأُمور.

كلّ ذلك ونحن نستبعد أن يقدّم الإمام الحسن عليه السلام عبد الله بن عمر للصلاة على أُخته المفترضة ، مع علمنا باستفاضة الأخبار في استحباب تقديم الهاشمي على غيره في الصلاة على الميّت.

وكذا نستبعد أن يسمح الإمام الحسن والحسين عليهما السلام بصلاة سعيد بن العاص على أُختهم المفترضة وهم يعلمون عداءه لأهل البيت عليهم السلام.2.

ص: 145


1- انظر أحاديث الباب في : وسائل الشيعة 3 / 124 باب 32.

فقد جاء في بعض الأخبار : أنّ الإمام الحسين عليه السلام لمّا اضطر للصلاة على سعيد بن العاص قال : اللّهمّ العنه لعناً وبيلاً ، وعجّل بروحه إلى جهنّم تعجيلاً.

فقال له مَن بجنبه : أهكذا صلاتكم على موتاكم؟!

فقال : لا ، بل على أعدائنا. ذكره في الشفاء وغيره.

وفي رواية الجامع عن مولىً لبني هاشم عن دعاء الحسين بن علي عليهما السلام على سعيد بن العاص : اللّهمّ املأ جوفه ناراً ، واملأ قبره ناراً ، وأعدّ له عندك ناراً ، فإنّه كان يوالي عدوّك ، ويعادي وليّك ، ويبغض أهل بيت نبيّك.

فقلت : هكذا تصلّون على الجنازة؟!

قال : هكذا نصلّي على عدوّنا.

ويمكن أن نجاب : بأنّ الإمام الحسين عليه السلام قدّم سعيد بن العاص في الصلاة على أخيه الحسن عليه السلام ، وقوله : لولا أنّها سُنّة ما تقدّمت. كما في بعض الأخبار ، وهذا لا يمكن تفسيره مع نصب سعيد العداء لأهل البيت عليهم السلام.

فنقول لأولئك : لو صحّ الخبر فقد تكون تقية ، وقد تكون بوصية من الإمام الحسن عليه السلام واستجابة لقوله : «بأن لا يراق بسببه محجمة دم» ، وبذلك يكون المراد من قوله : لولا السُنّة في إمضاء الوصيّة (1).

هذا عن القولين الأوّل والثاني.

أمّا لو أراد القول الثالث والرابع ، فهو ممّا يجب البحث عنه ; كي 2.

ص: 146


1- انظر : هامش الأزهار 3 / 211 ، الأحكام - للإمام يحيى - : 154 ، وهامش مسند الإمام زيد : 172.

نراه هل يتّفق مع فقه أهل البيت عليهم السلام أم لا؟

كان هذا بعض الشيء عن مقصود عمّار بن أبي عمّار من جملة : «إنّها السُنّة».

والآن مع خبر القدّاح في المواريث.

3 - ميراث الغرقى والمهدوم عليهم.

روى الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في المطبوع من تهذيب الأحكام ، باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم في وقت واحد : «عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن جعفر بن محمد القمّي ، عن القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه عليه السلام ، قال : ماتت أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطّاب في ساعة واحدة ، لا يُدرى أيّهما هلك قبل ، فلم يورث أحدهما من الآخر ، وصُلِّي عليهما جميعاً» (1).

السند :

وفي هذا الإسناد : «جعفر بن محمد» ، الذي قال عنه السيّد الخوئي : «جعفر بن محمد القمّي = جعفر بن محمد الأشعري :

روى عن القدّاح ، وروى عنه محمد بن أحمد بن يحيى. ( التهذيب الجزء 9 - باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم الحديث 1295.

أقول : الظاهر اتّحاده مع جعفر بن محمد الأشعري المتقدّم» (2).9.

ص: 147


1- تهذيب الأحكام 9 / 362 ح 1295 ، وعنه في وسائل الشيعة 26 / 314 ح 33067 ; وفيه : «عن ابن القدّاح».
2- معجم رجال الحديث 5 / 99.

وقد كان رحمه الله قد قال قبل ذلك : «جعفر بن محمد الأشعري = جعفر ابن محمد القمّي :

وقع في إسناد عدّة من الروايات ، تبلغ مائة وعشرة موارد ، فقد روى عن ابن القدّاح ، ورواياته عنه بهذا العنوان تبلغ تسعة وسبعين مورداً ، وعن عبد الله بن القدّاح ، وعبد الله بن ميمون ، وعبد الله بن ميمون القدّاح ، وعبد الله الدهقان ، والقدّاح ...» (1).

إلى أن يقول : «أقول : قيل إنّ جعفر بن محمد هذا هو جعفر بن محمد بن عبيد الله الآتي ، أو جعفر بن محمد بن عيسى الأشعري ، إلاّ أنّ كلاًّ منهما وإن كان محتَملاً في نفس الأمر ، لكنّه لا دليل عليه ; فإنّ جعفر بن محمد بن عبيد الله لم يثبت أنّه كان أشعرياً ، ومجرّد رواية كلّ منهما عن ابن القدّاح لا يثبت الاتّحاد ..

كما أنّ أحمد بن محمد بن عيسى ، لم يثبت أنّه كان له أخ يسمّى ب- : جعفر.

هذا ، ومن المطمئنّ به : أنّ جعفر بن محمد الأشعري هو جعفر بن محمد بن عبيد الله الآتي ; وذلك فإنّ جعفر بن محمد الأشعري قد روى عن ابن القدّاح كثيراً ، يبلغ عددها مائة وتسعة موارد ، ولم يذكر له رواية عن غيره ، إلاّ في مورد واحد ...» (2).

وقال السيّد الخوئي رحمه الله - أيضاً - في ترجمة جعفر بن محمد بن عبيد الله : «روى عن عبد الله بن ميمون القدّاح ، ويروي عنه أحمد بن ي.

ص: 148


1- معجم رجال الحديث 5 / 68. وراجع : الأمالي - للشيخ الطوسي - : 603.
2- معجم رجال الحديث 5 / 68 - 70 ، الترجمة رقم 2246 لجعفر بن محمد الأشعري.

محمد بن عيسى. (كامل الزيارات - باب في فضل كربلاء وزيارة الحسين : 88 الحديث 11 ..

وقال الشيخ (150) : له كتاب رويناه عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن عبيد الله ، عن ابنه ، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله.

وطريقه إليه ضعيف بأبي المفضّل ، وبابن بطّة (1).

وتقدّم في جعفر بن محمد الأشعري ما له ربط بالمقام».

وقد علّق الشيخ التستري في كتابه قاموس الرجال على ما قاله الميرزا الاسترآبادي في جعفر بن محمد الأشعري - من أنّه : جعفر بن محمد بن عبد الله ، الذي يروي عن ابن القدّاح كثيراً ، أو جعفر بن محمد بن عيسى الأشعري أخو أحمد بن محمد - بقوله : «أقول : كان عليه أن يحقّق أوّلاً موضوعه وموضع وروده ، هل ورد في الأخبار أو الرجال؟ ثمّ يردّد في المراد منه» (2).

وكيف كان ، فجعفر بن محمد القمّي مشترك بين عدّة أشخاص ، منهم الثقة ، ومنهم غير الثقة.

ويمكن للمطالع وبمراجعة كتب مثل : جامع المقال في ما يتعلّق بأحوال الرجال للشيخ فخر الدين الطريحي ، أو هداية المحدّثين للكاظمي ، أو غيرها من كتب المشتركات ، أن يستعلم حال ما نحن فيه ; إذ «لمّا يعسر التمييز تقف الرواية» (3).3.

ص: 149


1- الفهرست : 23.
2- قاموس الرجال 2 / 665.
3- انظر : جامع المقال في ما يتعلّق بأحوال الرجال : 103 ، هداية المحدّثين : 183.

إذاً ، كان جعفر بن محمد مشترك بين الثقة وغيره ، فهو إمّا جعفر بن محمد الأشعري ، أو جعفر بن محمد بن عبيد الله ، أو جعفر بن محمد ابن عيسى الأشعري ، أو أنّ هؤلاء جميعاً شخص واحد (1) ، ولمّا تعسّر التمييز بينهم وقفت الرواية عن الاحتجاج بها.

مشيرين إلى أنّ الراوي (جعفر بن محمد القمّي) لم يرو عنه أحد في كتب الحديث بهذا الاسم ، إلاّ الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ، وعنه أخذ الحرّ العاملي في وسائل الشيعة ..

ففي المطبوع من تهذيب الأحكام : «عن جعفر بن محمد القمّي ، عن القدّاح» (2).

وفي نسخة صاحب الوسائل من التهذيب : «عن ابن القدّاح».

فلو كانت الرواية عن «ابن القدّاح» ، فهو عبد الله بن ميمون بن الأسود القدّاح الثقة ، حسب ما قاله النجاشي (3).

وأمّا لو كانت عن «القدّاح» ، فهو ميمون بن الأسود ، الذي عدّه الشيخ في رجاله : تارةً من أصحاب السجّاد عليه السلام (4) ..

وأُخرى من أصحاب الباقر عليه السلام ، قائلاً : «ميمون القدّاح ، مولى بني مخزوم ، مكّي» (5). 1.

ص: 150


1- انظر في ذلك : كلام الشيخ الطوسي في أماليه 3 / 6 ح 1247.
2- وروى له أيضاً في الاستبصار 1 / 477 ح 1845 ; بسنده عن محمد بن أحمد ابن يحيى ، عن جعفر بن محمد بن عبد الله القمّي ، عن عبد الله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه.
3- رجال النجاشي : 213 رقم 557.
4- رجال الشيخ الطوسي : 120 رقم 1223.
5- رجال الشيخ الطوسي : 231 رقم 3131.

وثالثةً من أصحاب الصادق عليه السلام ، قائلاً : «ميمون القدّاح المكّي مولى بني هاشم ، روى عنهما عليهما السلام».

ثمّ جاء السيّد الخوئي برواية الكليني ، التي فيها مدح لميمون القدّاح ، وقال : «وغير بعيد أن يكون ميمون القدّاح مولىً لهم سلام الله عليهم ; من جهة ولائه لهم سلام الله عليهم أجمعين.

ويظهر من الرواية شدّة اختصاصه بهم ، كما يدلّ عليه قول ابن شريح : فإنّه منهم. وفي هذا مدح عظيم.

غير أنّ الرواية ضعيفة بجهالة رواتها» (1).

وعليه ، فالرواية تعدّ مجهولة ; لعدم ورود توثيق في «جعفر بن محمد القمّي» ، وفي «القدّاح».

أمّا لو كان «ابن القدّاح» فهو ثقة ، حسب ما قاله النجاشي ، لكنّها تنحصر في نسخة صاحب الوسائل ..

أمّا نُسخ غالب فقهائنا العظام ، ك- : صاحب المستند (2) ، والجواهر (3) ، والمسالك (4) ، ومجمع الفائدة والبرهان (5) ، وكشف اللثام (6) وغيرهم ، 5.

ص: 151


1- معجم رجال الحديث 20 / 127 .. وقال الشيخ المامقاني في تنقيح المقال 3 / 265 ط قديم : «الحديث دلّ على كون الرجل إماميّاً ، ولم أقف فيه على مدح يدرجه في الحسان (وانظر : قاموس الرجال 10 / 327) ، وقد أورده ابن داود الحلّي في القسم الثاني من رجاله : 282 ، وقال : ميمون القدّاح ين ، ق] جخ [، ملعون».
2- مستند الشيعة 19 / 452 و 463.
3- جواهر الكلام 39 / 308.
4- مسالك الأفهام 13 / 270.
5- مجمع الفائدة والبرهان 11 / 529.
6- كشف اللثام 9 / 525.

فجميعها : «عن القدّاح» - لا عن ابنه - وهو مجهول.

ولمّا كان الرواي هو «القدّاح» ولم يثبت توثيق فيه ، وكان في الرواية - أيضاً - «جعفر بن محمد القمّي» المشترك في الرواية ، سقطت عن الاعتبار ، ولا يؤخذ بها.

وقد علّق العلاّمة المجلسي (ت 1110 ه) في كتابه ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار على الحديث الرابع عشر من أحاديث باب : الغرقى والمهدوم عليهم ، بقوله : «مجهول ، وجعفر بن محمد هو : ابن عبد الله المجهول» (1).

لنا هنا سؤالان :

الأوّل : هل أنّ أُمّ كلثوم وزيداً ماتا في يوم واحد ، أم لا؟

الثاني : هل يمكن تعميم نصوص توريث الغرقى والمهدوم عليهم على الّذين ماتوا حتف أنفهم - كما في رواية القدّاح - أم لا؟

أمّا الجواب عن السؤال الأوّل :

فلا يمكن البتّ فيه بهذه السرعة ; لأنّ النصوص متضاربة في ذلك ، فتارةً تصرّح بأنّ : زيد بن عمر مات وهو غلام (2).

وأُخرى : مات وهو رجل (3).

وثالثة : مات وأُمّه في يوم واحد (4). 3.

ص: 152


1- ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار 15 / 382.
2- سير أعلام النبلاء 3 / 502 ; وفيه : «توفّي شابّاً ولم يعقّب».
3- تاريخ المدينة 2 / 654.
4- أنساب الأشراف : 190 ، نسب قريش : 353.

ورابعة : لم نر قيداً فيها (1).

وخامسة : مات على أثر نزاع نشب لبني عدي (2).

وسادسة : أنّ عبد الملك بن مروان سمّ زيداً وأُمّه فماتا ، وذلك بعدما قيل لعبد الملك : هذا ابن عليّ وابن عمر ، فخاف على مُلكه فسمّهما (3).

وليس في كلّ تلك النصوص أنّه مات على أثر هدم حائط ، أو أنّه غرق في بحر ، أو ما شابه ذلك.

ولكي نقف على الحقيقة أكثر لا بُدّ من استعراض الحديث في الكتب التاريخية والروائية ..

والآن مع خبر ابن حبيب البغدادي (ت 245 ه) في كتابه المنمّق في أخبار قريش ; إذ أفرد باباً فيه بعنوان : «حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في الإسلام» ، أشار فيه إلى وجود رجلين قبل الإسلام ، كانا أشدّ الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

أحدهما : عمر بن الخطّاب.

والثاني : أبو الجهم بن حذيفة.

وقد فتح الله على عمر بن الخطّاب وهداه إلى الإسلام ، أمّا أبو الجهم ابن حذيفة فبقي على كفره ، حتّى أسلم يوم الفتح (4). 4.

ص: 153


1- السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 71.
2- الاستيعاب - بهامش الإصابة - 4 / 491 ، سير أعلام النبلاء 3 / 502 ; وفيه : «وقعت هوسة بالليل فركب زيد فيها فأصابه حجر فمات» ، السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 71 ، تاريخ دمشق 19 / 483.
3- المصنّف - لعبد الرزّاق - 6 / 164 ح 10354.
4- المنمّق : 294.

ولما أسلم عمر وسمع بقوله تعالى : (ولا تُمْسِكوا بِعَصَمِ الكوافِرِ) (1) ، طلّقّ زوجته أُمّ كلثوم بنت جرول ، والتي كانت تسمّى ب- : «مليكة» ، مع أنّه كان قد أولدها عبيد الله وزيداً و... (2).

وكان ذلك في الهدنة ، فخلف عليها أبو الجهم بن حذيفة (3).

ولمّا حدث نزاع في بني جهم جاء عبد الله وسليمان ابنا أبي الجهم إلى زيد بن عمر بن الخطّاب ; يسألاه النصر ، فأجابهما ، وقال : لا هضيمة عليكما ولا ضيم (4).

فبنو الجهم كانوا يتناقشون ويتباحثون النزاع العائلي بينهم في الصباح نظريّاً ولفظيّاً ، ويطبّقونه في المساء تطبيقاً عمليّاً ، فتدخّل زيد بن عمر لحلّ النزاع بين الإخوة ، فأصابه شيء فجرح ، وقد أدّى ذلك إلى موته ، وكان يتهم خالد بن أسلم - أخا زيد بن أسلم ، من موالي عمر بن الخطّاب - بأنّه هو ضاربُه (5) الضربة التي أدّت إلى موته.

وقد عاتب عبد الله بن عمر أخاه زيداً بقوله : اتّق الله يا زيد! لا تدري من ضربك ، فلا تتّهم خالداً ...

كلّ هذه النصوص تؤكّد على أنّ زيداً - ابن أُمّ كلثوم بنت جرول ، أو ابن أُمّ كلثوم بنت فاطمة عليها السلام - كان رجلاً مقبولاً عند الآخرين ، بحيث كان يُقدّم على إخوته ، أمثال عبد الله بن عمر وأولاده ، ولا يمكن تصوّر تقديمه على أولئك إلاّ لوجاهته ومكانته الاجتماعية. 0.

ص: 154


1- سورة الممتحنة 60 : 10.
2- البداية والنهاية 7 / 156.
3- الإصابة 2 / 519.
4- المنمّق : 301.
5- انظر : تاريخ دمشق 19 / 489 ، والمنمّق : 310.

ومن الطريف في الأمر أنّ غالب المؤرّخين يذكرون وجود ابنين لعمر بن الخطّاب :

اسم أحدهما : زيد الأكبر ; وهذا ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، الذي مات مع أُمّه في يوم واحد ، حسب ما يقولون (1).

وثانيهما : زيد الأصغر ; وهو ابن أُمّ كلثوم بنت جرول (2).

وفي المنمّق : إنّ الذي تدخّل في النزاع هو ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام ، وقد مدحه بعض الشعراء مصرّحاً بأنّه من الفاطميّين الّذين نصروهم في هذا النزاع (3).

ولو راجعت ترجمة أُمّ كلثوم بنت جرول في كتب التراجم لرأيتها قد ولدت لعمر : «عبيد الله ، وزيداً» قبل الإسلام ، فيكون زيد هذا أكبر من ابن أُمّ كلثوم بنت فاطمة عليها السلام ; فلماذا يطلق على ابن أُمّ كلثوم بنت جرول : «الأصغر» ، ويقال عن ابن أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب : «الأكبر»؟!!

هذا تساؤل يثار ويبحث عن جواب ، ولا نرى مَقْنعاً - بعد الوقوف على كلّ هذه الملابسات - بما قالوه : من أنّه سمّي الأصغر : أكبر ; كرامة لاتّصاله برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسمّي الأكبر حقيقةً : أصغر ; لأنّه ليس له نسبة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن الطبيعي لو كان هناك نزاع بين بني جهم أن يتدخّل زيد بن أُمّ كلثوم بنت جرول ; لكونه أقرب لبني جهم من ابن فاطمة وعليّ عليهما السلام ، مِ

ص: 155


1- عون المعبود 8 / 665 ، عن المنذري.
2- تاريخ الطبري 3 / 269 ، تاريخ دمشق 38 / 58.
3- المنمّق : 305 ; وفيه قول عبد الله بن أبي الجهم : وزيدٌ أتيناه فهشَّ ولم يَخِمْ لدن أن ندبناه ابن خير الفواطمِ

وذلك للعلقة الموجودة بين أولاد عمر وأولاد جهم ; لأنّ أُمّ زيد صارت زوجة أبي جهم بن حذيفة بعد عمر بن الخطّاب.

لكنّا نرى الأمر يختلف حسب فرضهم ; إذ إنّهم يذكرون أنّ زيد بن أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام هو الذي تدخّل لحلّ النزاع ، مع أنّه كان صغيراً في ذلك الوقت ، وليس بتلك المكانة التي كان يحظى بها إخوانه في بني جهم ، في حين أنّ عصبيّتهم القبليّة كانت تدعوهم لتدخّل ابن أُمّ كلثوم بنت جرول ; لأنّه هو الأكبر والأشهر والأعرف عندهم.

ولكي يتأكّد لك أنّ القوم سمّوا الأكبر بالأصغر اقرأ ما قاله ابن شبّة في تاريخ المدينة : «زيد الأصغر وعبد الله قتلا يوم صفّين ، زمن معاوية ، وأُمّهما أُمّ كلثوم بنت جرول» (1).

وبنظرنا : إنّ تسليط الضوء على هذه الفترة من تاريخ العرب وتاريخ زواج عمر من أُمّ كلثوم بنت جرول وطلاقه إيّاها ، هو اللغز الذي يمكن أن يفتح به موضوع تزويج عمر من أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام.

وأمّا الجواب عن السؤال الثاني :

فهو : إنّه لا خلاف بين الفقهاء في توريث الغرقى والمهدوم عليهم ، حسب تفصيل مذكور في كتب الفقه ، بل الإجماع - بقسميه - دالٌّ عليه ، والنصوص به متواترة ..

لكن هنا تساؤل مفادُه : هل يمكن تعميم هذا الحكم على الّذين ماتوا حتف أنفهم في يوم واحد ، لا يعلم أيّهما مات قبل الآخر ، أم أنّه يختصّ بالغرقى والمهدوم عليهم؟ 4.

ص: 156


1- تاريخ المدينة 2 / 654.

ذهب بعض الفقهاء إلى عدم ذلك ; للأصل ، والإجماع الذي نقله صاحب مسالك الإفهام ; ولرواية القدّاح.

وهناك من شكّ في الإجماع وضعّف خبر القدّاح وقال بالتوريث ; بناءً على أنّ العلّة قطعيّة ، وهي : جهالة تقدّم موت أحدهما على الآخر ، كما مال إليه صاحب الرياض.

وقد علّق صاحب الجواهر على كلام صاحب الرياض بقوله : «ومن الغريب ما في الرياض هنا من الميل إلى الأوّل] أي التوريث [، محتجّاً عليه بقوّة احتمال كون العلّة المُحتجّ بها قطعيّة منقّحة بطريق الاعتبار ، لا مستنبطة بطريق المظنّة لتلحق بالقياس المحرّم في الشريعة ...» (1).

وقال الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان : «قال [العلاّمة] في المختلف : (لنا : إنّ الأصل عدم توريث أحدهما من صاحبه ; لعدم العلم ببقائه بعده ، خرج عنه الغرقى والمهدوم عليهم ; للنصوص الدالّة عليه ، فيبقى الباقي على أصل المنع.

احتجّ ب- : أنّ العلّة : الاشتباه ، وهو موجود في القتل والحرق.

والجواب : المنع من التعليل بمطلق الاشتباه ، فجاز أن يكون العلّة الاشتباه المستند إلى أحدهما. على أنّ قول ابن حمزة لا يخلو من قوّة).

وأنت تعلم أنّ هذا الاحتجاج يدلّ على كون الأمر كذلك في مطلق الاشتباه ، ولو كان الموت حتف أنفه ، والظاهر أن لا قائل به ، بل نقل الإجماع في شرح الشرائع على عدم القائل به.

وتؤيّده رواية القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : ماتت 1.

ص: 157


1- جواهر الكلام 39 / 309 - 311.

أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطّاب في ساعة واحدة ، لا يدرى أيّهما هلك قبل ، فلم يورث أحدهما من الآخر ، وصُلّي عليهما جميعاً.

ولكنّها ضعيفة ، مع مخالفتها لبعض الأُصول» (1).

وعلى كلّ حال ، فإنّ عمدة القائل بعدم التوريث : الأصل ، لا رواية القدّاح ; فلو كانت معتبرة عندهم لَما وصلت نوبة الاستدلال إلى الأصل.

وللوقوف على تشعّبات هذه المسألة يمكنك مراجعة كتاب فقه الصادق ، للسيّد صادق الروحاني (2) ; لأنّ فيه مزيد بيان.

قال المحقّق السبزواري في آخر كتاب كفاية الأحكام ، عند ذكره الأحكام المتفرّقة لهذا الباب :

«مسائل :

الأُولى : من شروط الإرث عند الأصحاب العلم بحياة الوارث بعد موت الموروث ، فلو علم موتهما معاً لم يرث أحدهما من الآخر ، ولو اشتبه التقدّم والتأخّر والمعيّة لم يرث المشتبه عندهم ، إلاّ في ما استُثني.

ونقل في المسالك الإجماع على ذلك ، وقد روى القدّاح عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه ، قال : ماتت أُمّ كلثوم بنت عليّ ...» ..

إلى أن يقول : «وفي ثبوت الإجماع تأمّل ، والرواية ضعيفة ، ولم يذكر الأصحاب احتمال القرعة ها هنا ، وهو احتمال صحيح إن لم يثبت اجماع على خلافه ، كما هو الظاهر» (3).7.

ص: 158


1- مجمع الفائدة والبرهان 11 / 520.
2- فقه الصادق 34 / 311.
3- كفاية الأحكام : 307.

وبهذا ، فقد عرفت أنّ هناك من يذهب إلى إمكان سراية أحكام ميراث الغرقى والمهدوم عليهم إلى مَن مات حتف أنفه ; لاتّحاد العلّة في الجميع - وهي الاشتباه - إذ لا يُدرى أيّهما مات قبل الآخر.

وهذا يرشدنا إلى إمكان تخطّي رأي المشهور ، وخصوصاً لو قسنا ما نقوله مع ما جاء عن أهل السُنّة والجماعة في هذا الفرع وأمثاله ..

فإنّك لو راجعت كتب الصحاح والسُنن عند أهل السُنّة ، لوقفت على نصوص كثيرة عن زيد بن ثابت وغيره ، تؤكّد على عدم التوريث ، في حين جاء عن ابن عباس وابن مسعود وعليّ بن أبي طالب عليه السلام ما يشير إلى توريث أحدهما من الآخر.

نترك بسط الكلام عن هذا الموضوع إلى حينه.

وبهذا فقد وقفنا على عدّة أُمور :

* الأوّل : الشكّ في أصل وقوع الزواج ، وعلى فرض وقوعه ، الشكّ في ولادة زيد ، وعلى فرض ولادته أيّهما هو؟

* الثاني : التشكيك في أن يكون زيد وأُمّه قد ماتا في يوم واحد ; إذ لا نعرف سبب الموت ، هل كان بسبب هدم الحائط أو الغرق ، أو أنّ بني عدي ضربوا زيداً ، أو أنّ عبد الملك بن مروان سمّهما؟ أو ...

* الثالث : مسألة التوارث بين الأُمّ والابن وإمكان تخالفه مع فقه أهل البيت عليهم السلام.

* الرابع : إنّ قضية الزواج من أوّلها إلى آخرها تضجّ بالإشكالات والتناقضات : في كيفيّة الخطبة ، والتزويج ، والولادة ، ومَن هو المزوِّج ،

ص: 159

وما هو المهر ، وهل كان برضاً أم غصباً ، ومن هم أزواج أُمّ كلثوم بنت علي عليه السلام و...؟

وعليه ; فقد اتّضح عدم إمكان أن يلزمنا الخصم بهاتين الروايتين وأمثالهما ، والاستدلال في ضوئهما بولادة زيد من عمر بن الخطّاب وأُمّ كلثوم ; لأنّ الروايات التي أرادوا الاستدلال بها على الإنجاب كانت هذه ، وهي غير صحيحة بنظرنا ، ومخالِفة للحقائق التاريخية والأُصول الشرعية عند الشيعة الإمامية.

أمّا عندهم :

* فقد صرّح الزرقاني ب- : أنّ عمر قد مات عنها قبل بلوغها (1).

وخصوصاً لو أخذنا بنظر الاعتبار اختلاف النصوص :

* ففي أحدها : مات زيد وهو صغير (2).

* وفي آخر : إنّها ولدت له زيداً ورقيّة (3).

* وفي ثالث : فاطمة وزيداً (4).

* وفي رابع : عاش حتّى صار رجلا (5).

* وفي خامس : إنّ لزيد بن عمر عقباً (6). 4.

ص: 160


1- شرح المواهب اللدنيّة 7 / 9.
2- مختصر تاريخ دمشق 9 / 160.
3- سير أعلام النبلاء 3 / 501 ، تركة النبيّ : 95 ، الذرّيّة الطاهرة : 118 ، تاريخ الطبري 3 / 270 ، تاريخ دمشق 19 / 482.
4- المعارف : 185.
5- انظر : تاريخ دمشق 19 / 484 ، 489 ، الكامل في التاريخ 3 / 373 ، سير أعلام النبلاء 3 / 502.
6- هامش تاريخ دمشق 19 / 484.

* وفي سادس : قتل بلا عقب (1) ..

إلى غيرها من الأقوال.

وأنت تعلم بأنّ ما جاء في كيفية الصلاة على الجنائز كانت رواية عامية ، وقد ذكرها فقهاؤنا في كتبهم استشهاداً لا استدلالاً ; فلا يمكنهم أن يلزمونا بولادة زيد وموته مع أُمّه في يوم واحد طبق محكي الخلاف ، وكذا لا يمكن في ضوئه إثبات كون زيد هو ابن لأُمّ كلثوم بنت فاطمة.

أمّا رواية القدّاح ، فهي الأُخرى متروكة عند أعلامنا ; لجهالة جعفر بن محمد القمّي ، ومخالفتها لبعض أُصول المذهب.

وقد تكون جملة : «بنت علي» أو «بنت فاطمة» في هذه الأخبار هي من توضيحات الراوي ذكرها تبرّعاً من عند نفسه ، وقد يكون الراوي قد تأثّر بالإشاعات والمؤثّرات الخارجية فأضاف هذه الزيادة ، ولو علم بأنّ كلّ ذلك تحريف وتزوير لَما فعل ذلك.

بعد كلّ هذا نقول : هذه الأقوال تشكّكنا في صحّة الأخبار المنقولة عن حادثة زيد بن عمر ، وموته هو وأُمّه في يوم واحد ، وكذا ما نقل من مسألة التوريث بينهما.

4 - عدّة المتوفّى عنها زوجها.

روى الكليني : «عن حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن سنان ، ومعاويّة بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن المرأة المتوفّى عنها زوجها ، اتعتدّ في بيتها ، أو حيث شاءت؟ 3.

ص: 161


1- سير أعلام النبلاء 3 / 502 ، الطبقات الكبرى 8 / 463.

قال : بل حيث شاءت ; إنّ عليّاً لمّا توفّي عمر أتى أُمّ كلثوم فانطلق بها إلى بيته» (1) ..

وفي آخر : «فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته» (2).

فهذه الرواية هي الأُخرى لا تدلّ على الإنجاب.

فإن قيل :

إنّها تدلّ على التزويج ، وهو كاف لإثبات المراد.

قلنا :

إنّ تفسير الخبر جاء معه بقوله في الخبر الآخر : «ذلك فرج غُصبناه» (3) ، أو : «غُصبنا عليه» (4).

وأقصى ما يمكن هو الدلالة على وقوع التزويج عن إكراه ، لا عن طيب خاطر ، وهذا لا يفيد شيئاً ، بل يشير إلى المنافرة بين عليّ عليه السلاموعمر ، لا الأخوّة بينهما ، كما يريدون. 0.

ص: 162


1- الكافي 6 / 115 ح 1 ; وانظر : التهذيب 8 / 161 ، والاستيعاب 3 / 252 كذلك .. وفي السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 436 ، وكنز العمّال 9 / 694 : «عن الشعبي ، قال : نقل عليّ رضي الله عنه أُمّ كلثوم بعد قتل عمر رضي الله عنه بسبع ليال. ورواه الثوري في جامعه وقال : لأنّها كانت في دار الإمارة.
2- الكافي 6 / 115 ح 2 ، وفي النوادر - للراوندي - : 186 : «عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام : نقل عليّ بن أبي طالب ابنته أُمّ كلثوم في عدّتها حين مات زوجها عمر ابن الخطّاب ; لأنّها كانت في دار الإمارة.
3- الكافي 5 / 346 ح، وسائل الشيعة 2 / 561 ح، بحار الأنوار 42 / 106.
4- الاستغاثة 1 / 78 و 81 ، شرح الأخبار 2 / 507 ، مجموعة رسائل المرتضى / المجموعة الثالثة : 149 و 150 ، الصراط المستقيم 3 / 130.

* بل الشيخ المجلسي ذهب إلى أكثر من ذلك ، وقال : إنّ هذين الخبرين] أي خبر زرارة (1) وهشام (2) [لا يدلاّن على وقوع تزويج أُمّ كلثوم من عمر ; لمنافاتهما لِما جاء في الخرائج والجرائح عن الصفّار ... (3).

* واحتمل آخر : أنّ جملة : «ذلك فرج غُصبناه» جاءت على سبيل المجاراة مع مَن يدّعي ذلك ، وليس لها دلالة على وقوع التزويج.

* واحتمل ثالث : أنّ الجملة : «ذلك فرج غُصبناه» استفهام استنكاري من الإمام عليه السلام ، وهي الأُخرى لا دلالة لها على وقوع الزواج من أُمّ كلثوم.

* وقرأ رابع الجملة هكذا : «ذلك فرجٌ عَصَبْنَاهُ» و «ذلك فرج عَصَبْنَا عليه».

وبنظرنا : إنّ كثيراً من هذه الأقوال هي خلاف الظهور ، بل في كلام الإمام عليه السلام ما يشير إلى الإكراه والجبْر ، وهو لا يدلّ على أكثر من وقوع العقد ; إذ المتوفّى عنها زوجها تجب عليها العدّة وإن لم يدخل بها.

على أنّه ليس في تلك الأخبار دلالة على أنّ أُمّ كلثوم هي ابنة فاطمة عليها السلام ; فقد تكون ابنته من غير فاطمة عليها السلام.

وهذا القول هو الآخر بعيد ; لأنّ عليّاً عليه السلام لم يتزوّج في زمن فاطمة عليها السلام بامرأة أُخرى ، فلا يعقل أن تكون له بنت مؤهّلة للزواج من عمر ، إلاّ أن نقول بأنّها ربيبته من امرأة أُخرى ، والربيبة تعدّ في الشرع - من 6.

ص: 163


1- الكافي 5 / 346 ح 1 ، بسنده عن زرارة ، عن الصادق عليه السلام ; وفيه : «إنّ ذلك فرجٌ غُصبناه».
2- الكافي 5 / 346 ح 2 ، بسنده عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه السلام ; وفيه : أنّ عمر هدَّد باتّهام عليّ بالسرقة وقطع يده إن لم يزوّجه ابنته أُمّ كلثوم.
3- مرآة العقول 20 / 42 ; وانظر : الخرائج والجرائح 2 / 825 - 826.

حيث محرميّتها - بمنزلة البنت ، وعند العرب بمنزلة البنت مطلقاً ، حتّى في الإرث وغيره.

وعليه ، فلا دلالة لهذا الخبر على الدخول والإنجاب كذلك ، وخصوصاً لو قلنا بتنافيه مع ما رواه القطب الراوندي عن الصفّار بإسناده إلى عمر بن أُذينة.

وإنّ فقهاءنا حينما قالوا بجواز اعتداد المرأة في غير بيت زوجها ، قالوا بذلك طبقاً لروايات كثيرة في الباب عندهم ، لا لما جاء في خبر تزويج أُمّ كلثوم فقط.

5 - الوكالة في التزويج.

مرّت عليك نصوص أهل السُنّة والجماعة في إيكال الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام أمر زواج أُمّ كلثوم لابنيه الحسن والحسين عليهما السلام (1) ، لكنّ الروايات الشيعية تشير إلى أنّ الإمام قد وكّل أمرها لعمّه العباس ; اتّقاءً للحرج (2).

وهنا سؤال يطرح نفسه ، وهو : لماذا يوكل الإمام في أمر زواج أُمّ كلثوم ابنيه ، وفي آخر عمّه العباس ، ولا يزوّجها هو بنفسه؟ وعلى أيّ شيء يدلّ هذا؟

ألم يكن الأنسب - إن صحّ الخبر - أن تكون الوكالة لعمّه العباس من ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام؟! 4.

ص: 164


1- مجمع الزوائد 4 / 274 ، الأوسط 6 / 357 ، حياة الصحابة 2 / 527 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 139.
2- الكافي 5 / 346 ، الاستغاثة 1 / 81 ، بحار الأنوار 42 / 93 ، مجموعة رسائل المرتضى / المجموعة الثالثة : 149 ، مرآة العقول 20 / 44.

وهل يعقل بأنّ الحسن والحسين عليهما السلام قد أغضبا والدهما عليّاً عليه السلامكما جاء في روايات العامّة؟

بل كيف بعليّ عليه السلام يغضب من قول الحقّ ، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة يقولان ذلك ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عن عليّ عليه السلام : إنّه مع الحقّ والحقّ معه (1)؟!

أمّا لو قلنا بأنّ كلامهما كان باطلاً - والعياذ بالله - فكيف يقولان الباطل؟

ألا تذهب معي إلى أنّ تلك النصوص وضعت للتعريض بعليّ والحسن والحسين عليهم السلام؟!

إنّ مسألة التوكيل إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على عدم رضا الإمام بهذا الزواج ، لكنّ العسر والحرج هما العاملان اللّذان ألجآه عليه السلام إلى ذلك.

ولو راجعت مجمل حياة عمر لوقفت على غلظته في الأُمور ، وضربه ونفيه وحبسه للصحابة (2) ، وهو ما يتّفق مع ما جاء في روايات الشيعة من أنّه قد هدّد عليّاً بقطع يده بدعوى السرقة ، أو رجمه بدعوى الزنا ، وأنّه لبّس ذلك على عامّة الناس ; بدعوى القربى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

إنّها مسألة تحتاج إلى تدبّر وتفكّر ، فعُد معي أخي القارئ إلى ما روته الشيعة لتقف على ما وراء الحديث :

عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه السلام ، قال : «لمّا خطب عمر إلى أمير المؤمنين قال له : إنّها صبيّة. فأتى العباس فقال : ما لي؟ أبي بأس؟ ة.

ص: 165


1- انظر : الاحتجاج - للطبرسي - 1 / 191.
2- انظر مثلا : من حياة الخليفة عمر بن الخطّاب - للبكري - فصل : عمر والصحابة.

قال له : وما ذاك؟

قال : خطبتُ إلى ابن أخيك فردّني ، أما والله لأُعوِرَنَّ زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها (1) ، ولأُقيمنّ عليه شاهدين أنّه سرق ، ولأقطعنّ يمينه.

فأتاه العباس فأخبره ، وسأله أن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه (2).

وروى الكوفي في الاستغاثة ، قال : «حدّثنا جماعة من مشايخنا الثقات ، منهم جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن المفضّل ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن تزويج عمر من أُمّ كلثوم ، فقال : ذلك فرج غُصبنا عليه ..

وهذا الخبر مشاكل لِما رواه مشايخنا : إنّ عمر بعث العباس إلى عليّ صلوات الله عليه ، فسأله أن يزوّجه أُمّ كلثوم ، فامتنع عليّ من ذلك ، فلمّا رجع العباس إلى عمر يخبره بامتناع عليّ عليه السلام وأعلمه بذلك ، قال : يا عبّاس! أيأنف من تزويجي؟!] والله لئن لم يزوّجني [لأقتلنّه.

فرجع العباس إلى عليّ عليه السلام فأعلمه بذلك ، فأقام عليّ عليه السلام على الامتناع ، فأخبر العباس عمرَ ، فقال له : يا عبّاس! احضر يوم الجمعة في المسجد ، وكن قريباً منّي ; لتعلم أنّي قادر على قتله.

فحضر العباس المسجد ، فلمّا فرغ عمر من الخطبة ، قال : أيّها الناس ، إنّ ها هنا رجلاً من علية أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد زنى وهو محصن ، وقد اطّلع عليه أمير المؤمنين وحده ، فما أنتم قائلون؟! 2.

ص: 166


1- لاحظ محاولة عمر من قبل ذلك قلع ميزاب العبّاس بن عبد المطّلب عن الكعبة ; راجع : سير أعلام النبلاء 2 / 96.
2- النوادر - لأحمد بن عيسى الأشعري - : 130 ح 332 ، الكافي 5 / 356 ح 2.

فقال الناس من كلّ جانب : إذا كان أمير المؤمنين قد اطّلع عليه فما حاجته أن يطّلع عليه غيره ، وليمض في حكم الله.

فلمّا انصرف عمر ، قال للعباس : امضِ إليه فأعلمه ما قد سمعت ، فوالله لئن لم يفعل لأفعلنّ.

فصار العباس إلى عليّ عليه السلام فعرّفه ذلك ، فقال عليّ عليه السلام : أنا أعلم أنّ ذلك ممّا يهون عليه ، وما كنتُ بالذي أفعل ما يلتمسه أبداً.

فقال العباس : لئن لم تفعل فأنا أفعل ، وأقسمتُ عليك ألاّ تخالف قولي وفعلي.

فمضى العباس إلى عمر فأعلمه أن يفعل ما يريد من ذلك ، فجمع عمر الناس فقال : إنّ هذا العباس عمّ عليّ ، وقد جعل إليه أمر ابنته أُمّ كلثوم ، وقد أمره أن يزوّجني منها.

فزوّجه العباس بعد مدّة يسيرة ، فحملوها إليه» (1).

كانت هذه بعض النصوص الدالّة على توكيل العبّاس في أمر التزويج ، وهي قد تتّفق مع الأحداث آنذاك.

أمّا نصوص أهل السُنّة في توكيل الحسن والحسين عليهما السلام فهي بعيدة عن الواقع ، بُعد الأرض عن السماء ، وخصوصاً ما جاء من قولهما لعليّ عليه السلام : «يا أبتاه! مَن بعد عمر صحب رسول الله وتوفّي وهو عنه راض ، ثمّ ولي الخلافة فعدل؟!

فقال له أبوه : صدقت ...» (2). 0.

ص: 167


1- الاستغاثة 1 / 78 - 79 ، وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 14 / 443 - 444.
2- ذخائر العقبى : 170.

وفي آخر : «إنّ الحسن والحسين قالا لعليّ - إذ أمرهما بتزويجه بقوله : زوِّجا عمّكما - : هي امرأة من النساء تختار لنفسها.

فقام عليّ مغضباً ، فأمسك الحسن بثوبه ، وقال : لا صبر لي على هجرانك يا أبتاه. قال : فزوّجاه» (1).

إنّ الحسن والحسين عليهما السلام لا يخفى عليهما قول أبيهما : «أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ... حتّى إذا مضى أبو بكر لسبيله أدلى بها إلى عمر بعده ... حتّى إذا مضى عمر إلى سبيله جعلها في جماعة ، زعم أنّي أحدهم ...» (2).

كما لا يخفى عليهما ظلم عمر لأبيهما وأُمّهما ، وهجومه على دارهم ، وإسقاطه محسناً.

إنّ سيرة عليّ والحسنين عليهم السلام تأبى أشدّ الإباء هذه الفرية ، خصوصاً إذا رأيت بعين الاعتبار قول الحسين عليه السلام وهو صبي صغير لأبي بكر : «انزل عن منبر أبي» (3).

خصوصاً وأنّ الخُلق العلوي الحسني الحسيني أرفع من أن تصدر منه مثل هذه المشادّات التي كانت تصدر من غيرهم.

وقد كانت لبني هاشم وأهل البيت عليهم السلام مناكحات ومزاوجات كثيرة ، لم نعهد في واحدة منها مثل هذا الهرج والمرج الذي صوّروه في قضيّة أُمّ كلثوم ، وهذا كلّه يدلّ على ما صنعته الأصابع البكريّة العدويّة الأُمويّة في التاريخ والشريعة. 2.

ص: 168


1- المعجم الأوسط 6 / 357 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 114.
2- نهج البلاغة : الخطبة الشقشقيّة.
3- تاريخ دمشق 30 / 307 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 6 / 42.

وعلى فرض وقوع هذا الزواج المفترض فإنّ علماء الشيعة خرجوا من هذه المشكلة بأنّ الزواج يأتي على ظاهر الإسلام ; فمَن شهد الشهادتين يُزوَّج ، إلاّ الناصبي ، والأخير لا يُزوَّج إلاّ عند العسر والحرج ; إذ دلّت نصوص على ذلك.

وقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه : قال في جواب مَن قال له : قد أتيت ذنباً لا يغفر الله لك.

«قال : وما هو؟

قال : زوّجت ابنتك رجلاً من بني أُميّة.

فقال أبو عبد الله : أُسوتي في ذلك : رسول الله ، قد زوّج ابنته زينب أبا العاص بن ربيعة ، وزوّج عثمان بن عفان أُمّ كلثوم فتوفّيت ، فزوّجَه رقيّة ، بناته صلى الله عليه وآله وسلم ..

وخطب عمر إلى عليّ عليه السلام ابنتَه أُمّ كلثوم ، فردّه ، فأمّا العباس فشكا عليه وتواعد بني عبد المطّلب. فأتى العباس عليّاً فقال : يا بن أخي! قد ترى ما نحن فيه ، وقد تواعدك عمر لردّك إيّاه وتواعدنا.

ولم يزل به حتّى جعل أمرها إليه ، فزوّجها العباس منه.

فالأفضل والأعلى تزويج أهل الموافقة ومَن لا ينصب العداوة لآل رسول الله ، ونكاح المؤمن أفضل من نكاح غيره ، ولا بأس عند الضرورة بنكاح أهل الخلاف من المسلمين ، وكذلك النكاح فيهم ، وليس ذلك بمحرّم كمناكحة المشركين ، ولكن الفضل والاختيار في مناكحة أهل الموافقة ، وبعد ذلك المستضعفين» (1). ر.

ص: 169


1- انظر : هامش دعائم الإسلام 2 / 200 ; نقله عن مختصر الآثار.

فهذه النصوص لو جُمعت إلى كلام الإمام عليّ عليه السلام لعرفت مغزى كلامه عليه السلام وأخذه بيدها ; لأنّه كان قد زوّجها مكرهاً ، وكما قال الإمام الصادق : «فرج غُصبناه».

ويؤيّد ذلك : ما جاء عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه «لمّا توفّى عمر أتى أُمّ كلثوم فانطلق بها إلى بيته»!! وهذا يعني عدم قبول الإمام ببقاء أُمّ كلثوم في بيت عمر ودار الإمارة للحظة واحدة ..

وإنّ جعل الإمام عليّ عليه السلام أمر ابنته هذه دون غيرها إلى العباس هو الآخر يشير إلى عدم الرضا ، بل كرهه لهذا الزواج.

كانت هذه نظرة عابرة إلى الأخبار التي أراد الخصم أن يلزمنا بها في وقوع الزواج ، وقد وقفت على عدم دلالتها على المقصود ; إذ أنّ النصوص الموجودة عندهم - الدالّة على وقوع هذا الزواج - تشير إلى درجة كبيرة من إساءة الأدب لخليفة المسلمين عمر بن الخطّاب ، وهو ما لا يرضاه أتباعه ، أمّا النصوص الموجودة عندنا فتشير إلى الإكراه والإجبار ، وهو الآخر لا يفيدهم.

ص: 170

البحث العقائدي

هنا سؤالان يطرحان نفسيهما :

الأوّل : هل إنّ الإمام عليّاً عليه السلام زوّج أُمّ كلثوم عن طيب خاطر ، أم أنّ تزويجه إيّاها كان عن إكراه وتقيّة؟

الثاني : لو كان عمر كافراً ، فكيف بالإمام - أو وكيله - يزوّجان الكافر؟ ألا يكون الإمام معرّضاً ابنته للزنا؟

* جواب السؤال الأوّل :

ادّعى الجاحظ بأنّ الزواج كان عن طيب خاطر ; فقال في كتابه العثمانية : «ثمّ الذي كان من تزويجه أُمّ كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله من عمر بن الخطّاب طائعاً راغباً ، وعمر يقول : إنّي سمعت رسول الله يقول : إنّه ليس سبب ونسب إلاّ] وهو [منقطع ، إلاّ نسبي.

قال عليّ : إنّها والله ما بلغت يا أمير المؤمنين.

قال : إنّي والله ما أريدها لذاك (1).

فأرسلها إليه ، فنظر إليها قبل أن يتزوّجها ، ثمّ زوّجها إيّاه ، فولدت له زيد بن عمر ، وهو قتيل سودان مروان» (2). 7.

ص: 171


1- لقد وقفت على كذب دعواه هذه ، وأنّه قد ضمّها وقبّلها ، وكان طامعاً بها ; كلّ ذلك حسب النصوص التي مرّت عليك.
2- العثمانية : 236 و 237.

ويُردّ على الجاحظ بأُمور :

* الأوّل : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يزوّج ابنته فاطمة من أبي بكر وعمر وهو مختار ، فكيف بعليّ عليه السلام يزوّج أُمّ كلثوم من عمر مختاراً وعن طيب نفس؟

فلو زوّجها مختاراً كان قد خالف بذلك ما رجّحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممن عدم تزويجهم.

* الثاني : إنّ عمر نفسه كان يأبى تزوّج الشيخ الكبير بالشابّة ، كما ستأتي قضيّته في ذلك ، مضافاً إلى أنّ من البعيد جدّاً أن يُزوّج عليّ عليه السلامابنته مختاراً من شخص لا يتكافأ معها من جميع الجهات ، خصوصاً مع وجود شباب من بني هاشم - أبناء أخيه جعفر ، أو غيرهم - يرغبون في الزواج من ابنة عليّ عليه السلام ، فكان على عليّ عليه السلام - إن كان مختاراً - أن يزوّجها منهم لا من عمر ..

بل ليس لعمر أن يقدم على أُمّ كلثوم أو يصرّ على الزواج منها ، وعليّ عليه السلام يقول له : «حبستهنّ لأولاد أخي جعفر» (1).

فقد يكون في كلام الإمام إشارة إلى هذا الخبر : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى أولاد عليّ عليه السلام وجعفر فقال : «بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا» (2).

وهذا ليشير إلى أنّ الإمام كان قد أُمر بحبسهنّ لأولاد أخيه جعفر ، 4.

ص: 172


1- طبقات ابن سعد 8 / 463 وفيه : حبست بناتي على بني جعفر ... وهو أيضاً كذلك في تاريخ دمشق 19 / 486 ، والإصابة 8 / 465.
2- من لا يحضره الفقيه 3 / 393 باب الأكفّاء ح 4384.

فكيف بعمر يصرّ على الزواج من إحداهنّ وهو الذي كان يلزم الآخرين بأن ينكح الرجل لمّته من النساء ، وأن تنكح المرأة لمّتها من الرجال ، وأُمّ كلثوم ليست من لمّة عمر يقيناً ، وخصوصاً من جهة الحسب ..

فعن المجاشع الأسدي ، أنّه قال : «أُتي عمر بن الخطّاب بامرأة شابّة زوّجوها شيخاً كبيراً فقتلته ، فقال : أيّها الناس! اتّقوا الله ، ولينكح الرجل لمّته من النساء ، ولتنكح المرأة لمّتها من الرجال. يعني شبهها» (1).

فكيف خالف عمر هذه القاعدة؟! أكان مصداقاً للآية الكريمة : (أتأمرون الناس بالبرّ وتنسَوْنَ أنفسكم) (2)؟! إنّه تساؤل فقط ..

* الثالث : إنّ هناك روايات نقلت عن أهل البيت عليهم السلام تصرّح بأنّه زوّجها مكرهاً ، وقد مرّ عليك قسم من تلك الروايات ، وفي نصوص أهل السُنّة - المارّة سابقاً - ما يؤكّد ذلك ; إذ أنّ قول عمر : «قد علمنا ما بك» (3) ، أو : «لا والله ، ما ذاك بك ، ولكن أردت منعي» (4) ، أو قوله للعبّاس - كما في روايات الشيعة - : «ما لي؟ أبي بأس؟! .. أمّا والله ، لأعورنّ زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولأُقيمن عليه شاهدين بأنّه سرق» (5) ، أو قوله : «لأفعلنّ وأفعلنّ ...» ..

كلّ هذه النصوص والسير التاريخي ينقض كلام الجاحظ ، ويثبت بأنّه لو كان قد زوّجها فقد زوّجها عليه السلام مكرهاً لا عن طيب خاطر. 7.

ص: 173


1- تاريخ المدينة 2 / 769 ، كنز العمّال 15 / 716 ح 42857.
2- سورة البقرة 2 : 44.
3- الطبقات الكبرى 8 / 464.
4- الكافي 5 / 346 ، مجموعة رسائل المرتضى / المجموعة الثالثة : 149.
5- الذرّية الطاهرة : 114 ، ذخائر العقبى : 167.

* أمّا جواب السؤال الثاني :

فقد قال السمعاني في الأنساب : «لو كان أبو بكر وعمر كافرين لكان عليّ بتزويجه أُمّ كلثوم من عمر كافراً أو فاسقاً ، معرّضاً ابنته للزنا ; لأنّ وطء الكافر للمسلمة زناً محض» (1).

ويردُّ هذا الكلام :

بأنّ الأحكام الشرعية تجري على الظواهر لا البواطن ، فإن كان في نفس شخص كفرٌ أو نفاق أو ما شابه ذلك ، فليس على المكلّف أن يرتب على ذلك الآثار الشرعية ، وإنما تجري الأحكام على ظاهر الإسلام.

وهناك الكثير من المنافقين تركهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعلم ما في أنفسهم من غلّ للإسلام والمسلمين ، وقد علم بتظاهر المرأتين عليه (2) ، وتآمر أصحاب العقبة على رميه من أعلى عقبة هرش (3) ، وو ... فلم يقتل أحداً منهم ، بل كان يتألّفهم على الإسلام ويترضّاهم ، ويعطيهم من حطام الدنيا من الإبل والشاة والأغنام دون المؤمنين ، كلّ ذلك لأنّه مأمور بالتعامل مع الناس بظواهر الأُمور لا ببواطنها.7.

ص: 174


1- الأنساب - للسمعاني - 1 / 207.
2- صحيح البخاري 6 / 69 و 70 ، وج 7 / 46 ، صحيح مسلم 4 / 190 و 192 ، مسند أحمد 1 / 48 ، سنن النسائي 7 / 13 و 71 ، الدرّ المنثور 6 / 242 و 239 ، كنز العمّال 2 / 530 و 533.
3- مسند أحمد 5 / 453 ، المعجم الأوسط 4 / 146 ; وعنه في مجمع الزوائد 1 / 110 ، وج 6 / 195 ، تفسير ابن كثير 2 / 387.

فحاله حال بقيّة الأنبياء ; إذ تعامل نبيّ الله نوح ونبيّ الله لوط عليهما السلاممع المرأتين اللّتين كانتا تحتهما بالظواهر.

وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنما أقضي بينكم بالبينات والأيْمان ، فأيّما رجل قطعت له من أخيه شيئاً فإنّما قطعت له قطعة من النار» (1).

وفي آخر : «إنّما أنا بشر ، وإنّكم تختصمون إليّ ، ولعلّ أحدكم ألْحَن بحجّته من بعض ، فمَن قضيت له بشيء من مال أخيه فأخذه ، فإنّما أقطع له قطعة من النار» (2).

وقد جاء عن علي عليه السلام أنّه سئل عن الّذين قاتلهم من أهل القبلة ، أكافرون هم؟!

قال : كفروا بالأحكام ، وكفروا بالنعم ، كفراً ليس ككفر المشركين الّذين دفعوا النبوّة ولم يقرّوا بالإسلام ، ولو كانوا كذلك ما حلّت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم (3).

وقد قال الشيخ الطوسي (ت 460 ه) في تمهيد الأُصول : «وقد استقرّ في الشرع أنّ مَن أظهر الشهادتين جازت مناكحته وإن كان على ظاهر اعتقاد يحكم عليه بالكفر به ، وعمر كان مظهراً للشهادتين ، فلذلك جاز تزويجه.

وأدّل دليل على أنّ الصواب في ذلك فعله عليه السلام ، مع قيام الدلالة على 0.

ص: 175


1- الكافي 7 / 414 ، تهذيب الأحكام 6 / 229 ، معاني الأخبار : 279.
2- صحيح البخاري 3 / 162 وج 8 / 62 ، صحيح مسلم 5 / 129 ، سنن ابن ماجة 2 / 777 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 10 / 143 و 149.
3- دعائم الإسلام 1 / 388 ; وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 11 / 66 ح 12440.

عصمته وأن أفعاله حجّة ; لأنّه لو كان غير جائز لَما جاز منه عليه السلام ذلك» (1).

وقال في كتابه الاقتصاد : «على أنّه من أظهر الشهادتين وتمسّك بظاهر الإسلام يجوز مناكحته ، وها هنا أُمور متعلّقة في الشرع بإظهار كلمة الإسلام ، ك- : المناكحة والموارثة والمواكلة والصلاة على الأموات ، وغير ذلك من أحكام أُخر ; فعلى هذا سقط السؤال» (2).

وقال الحلبي (ت 447 ه) في تقريب المعارف : «على أنّ حال عمر في خلافه لا تزيد على حال عبد الله بن أبي السلول وغيره من المنافقين ، وقد كانوا يناكَحون في زمن النبيّ ; لإظهار الشهادتين وانقيادهم للملّة ، وهذه حال عمر ... فكما لم يمنع ذلك من مناكحتهم ، فكذلك هذا» (3).

وبما أنّ ظاهر عمر بن الخطّاب هو الإسلام ; إذ يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله ، فيمكن تزويجه.

هذا أوّلاً.

وثانياً :

إنّ مَن يقول : إنّ نصبهم كان ظاهراً معلناً محرزاً ، فإنّه يقول : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام إنّما جاراهم وعاملهم وفق الظاهر ولم يعاملهم على ما هم عليه في الواقع من النصب ; حفاظاً على هدف أسمى ، وهو : أن يبقوا على ظاهر الإسلام خير من أن تمحى شعائره إلى الأبد ..

فقد جاء في كتابه عليه السلام إلى أهل مصر : «حتّى رأيت راجعة الناس قد 4.

ص: 176


1- تمهيد الأُصول : 386 - 387.
2- الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : 340 - 341.
3- تقريب المعارف : 224.

رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به أعظم من فوت ولايتكم ...» (1).

وقال مثل ذلك للزهراء عليها السلام لمّا دعته لمواجهة الحاكمين ، بأنّه يريد أن يبقى ذكر الأذان على المآذن ; لأنّه كان قد وقف في آية الانقلاب (2) ، وحديث الحوض (3) على رجوع الأُمّة القهقرى وانقلابهم على أعقابهم ، فلو قاتل الإمام علي عليه السلام القوم وحرّم مناكحتهم وتوريثهم وتغسيلهم وتدفينهم لأعلنوا الكفر الصراح ولأعادوا الإسلام إلى الجاهلية المحضة ، وبعبارة أُخرى : إنّه عليه السلام رجّح الأهمّ على المهمّ في سيرته معهم.

وثالثاً :

إنّ الزواج من أُمّ كلثوم - على فرض وقوعه - كان على نحو الإكراه ، لا عن طيب خاطر ، فيكون المكرِه هو الزاني لا البنت ووليّها ..

فإنّ القائل بالتزويج من الشيعة يذهب إلى أنّ الإمام قد أجاز هذا العقد ; للحرج والتقيّة. وقد سُئل مسعود العيّاشي عن أُمّ كلثوم ، فقال : كان سبيلها سبيل آسية مع فرعون (4).0.

ص: 177


1- انظر : الغارات 1 / 305 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 17 / 151 وج 6 / 95 ، المسترشد : 412.
2- إشارة إلى قوله تعالى : (وما مُحَمدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ). سورة آل عمران 3 : 144.
3- راجع : صحيح البخاري 8 / 151 ، صحيح مسلم 4 / 1793 ، مسند أحمد 1 / 406.
4- الصراط المستقيم 3 / 130.

إذاً ، هو من قبيل قوله تعالى : (إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيِمانِ) (1).

وليس ببعيد أن يكون سببه : الإكراه والجَبْر ; لأنّ تاريخ السلطويّين حدّثنا بوقوع مثل ذلك الإكراه كثيراً ، وإليك مثالين لذلك :

* الأوّل :

أكره الحجّاج الثقفي أسماء بن خارجة الفزاري ، وسعيد بن قيس الهمداني - وهما من أنصار عليّ أمير المؤمنين عليه السلام - على تزويج ابنتيهما من رجل أوديّ خامل العشيرة ، من أتباع الحجّاج ..

فقد روى ابن الكلبي عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن السائب ، قال : «قال الحجّاج يوماً لعبد الله بن هاني ، وهو رجل من بني أَوْد - حي من قحطان - : ... والله ما كافأتك بعد! ثمّ أرسل إلى أسماء بن خارجة سيّد بني فزارة : أن زوّج عبد الله بن هاني بابنتك.

فقال : لا والله ولا كرامة!

فدعا بالسياط ، فلمّا رأى الشرّ قال : نعم أُزوّجه.

ثمّ بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني - رئيس اليمانية - : زوّج ابنتك من عبد الله بن أود.

فقال : ومَن أوْد؟! لا والله لا أزوّجه ولا كرامة!

فقال : عليّ بالسيف.

فقال : دعني حتّى أُشاور أهلي. فشاورهم ، فقالوا : زوّجه! ولا تعرّض نفسك لهذا الفاسق. فزوَّجَه. 6.

ص: 178


1- سورة النحل 16 : 106.

فقال الحجّاج لعبد الله : قد زوّجتك بنت سيّد فزارة وبنت سيّد همدان وعظيم كهلان ، وما أود هناك؟!

فقال : لا تقل - أصلح الله الأمير - ذاك ; فإنّ لنا مناقب ليست لأحد من العرب.

قال : وما هي؟

قال : ما سُبّ أمير المؤمنين عبد الملك في ناد لنا قطّ.

قال : منقبة والله.

قال : وشهد مِنّا صفّين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلاً ، ما شهد منّا مع أبي تراب إلاّ رجل واحد ، وكان والله ما علمته امرأ سوء.

قال : منقبة والله.

قال : ومنّا نسوة نذَرْن إن قتل الحسين بن عليّ أن تنحر كلّ واحدة عشر قلائص ، ففعلن.

قال : منقبة والله.

قال : وما منّا رجل عُرض عليه شتم أبي تراب ولعنه إلاّ فعل وزاد ابنيه حسناً وحسيناً وأُمّهما فاطمة.

قال : منقبة والله» (1).

* الثاني :

وقفت أخيراً - أثناء بحثي في حياة أجدادي وأعمامي وأبنائهم في كتب النسب - على واقعة أدمَتْ قلبي ، كانت قد وقعت لإحدى بنات عمومتي ، وذلك بعد قيام الطالبيين في المدينة والعراق وخراسان في عهد 1.

ص: 179


1- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 4 / 61.

المهدي والرشيد ، وسجن الرشيد للإمام موسى بن جعفر عليه السلام ..

فقد كان لجدّنا : الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عدّة من الأولاد ، أعقب منهم خمسة ، أحدهم جدّنا الحسن المحدّث ، والآخر عبد الله العقيقي ، فولد لعبد الله ولدين : بكر والقاسم ، وبنت هي : زينب بنت عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين عليه السلام ، تزوّجها هارون الرشيد ، وفارقها ليلة دخوله بها ، يقال : دخل عليها تلك الليلة خادم مع تكّة ، يريد أن يربطها بتلك التكّة ; كيلا تمتنع على هارون ، فلمّا دنا منها الخادم ركضته برجلها فكسرت ضلعين من أضلاعه ، ففارقها الرشيد ولم يدخل بها ، وكان يبعث إليها في كلّ سنة أربعة آلاف دينار جائزة لها (1).

كان هذا نصّ أبو نصر البخاري.

وقال العمري النسّابة : «وأمّا زينب : فذكر صاحب المبسوط العمري : أنّ الرشيد زفّ زينب بنت عبد الله من الحسين الأصغر ، فدخل خادم ليربطها بتكّة ، فرفسته فدقّت له ضلعين ، فخاف الرشيد وردّها من غدها إلى الحجاز ، وأجرى عليها أربعة آلاف دينار في السنة ، وأدرّها المأمون بعد ذلك» (2).

وقال ابن الطقطقي مثل ذلك (3).

نعم ، قد يكون في اعتقاد الحجّاج بن يوسف وقبله عمر بن الخطّاب بأنّ في مثل هذا التزاوج يقع التآلف والتآخي ، وأنّ العداوة ستتبدّل إلى 3.

ص: 180


1- معالم أنساب الطالبيين في شرح كتاب «سرّ الأنساب العلويّة» : 223.
2- المُجدي في أنساب الطالبيين : 206.
3- الأصيلي في أنساب الطالبيين : 283.

أُخوّة ، وبذلك ترتفع الضغينة بين الطرفين ..

وقد يكون أنّه أراد إذلال الطالبيين ; كما في بعض النصوص :

قال الشافعي : «لمّا تزوّج الحجّاج بن يوسف ابنة عبد الله بن جعفر ، قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان : أتركت الحجّاج يتزوّج ابنة عبد الله بن جعفر؟!

قال : نعم ، ما بأس بذاك؟!

قال : أشدّ البأس والله.

قال : وكيف؟!

قال : والله يا أمير المؤمنين لقد ذهب ما في صدري على الزبير منذ تزوّجت رملة بنت الزبير.

قال : فكأنّه كان نائماً فأيقظه.

قال : فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها ، فطلّقها» (1).

لكنّ الموجود في البداية والنهاية - لابن كثير - في حوادث سنة 80 ه- ، ترجمة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : «حتّى زوّج] عبد الله بن جعفر [الحَجّاج بنت رسول الله ، وكان الحجّاج يقول : إنّما تزوّجتها لأذلّ بها آل أبي طالب ...» (2).

إذاً ، لم يكن الزواج في مثل هذه الأُمور زواجاً أصيلا واقعيّاً ، بل هناك مسائل سياسيّة يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار ، وأن تلحظ في مثل 2.

ص: 181


1- تاريخ دمشق 12 / 125 ، البداية والنهاية 9 / 141 ، مختصر تاريخ دمشق 6 / 205.
2- البداية والنهاية 9 / 42.

وقوع هكذا تزاوج ، ولا يجوز الاكتفاء بالمدّعيات والقبول بما يقولون وأنّهم يطلبون نسباً وسبباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!

ورابعاً :

إنّ القول بوقوع التزويج لا يضرّ بعقائد الشيعة على جميع التقادير ، وإليك بعض أقوالهم :

* قال الشيخ المفيد في جواب المسائل السرويّة : «ثمّ إنّه لو صحّ] أي التزويج [لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدّمين على أمير المؤمنين :

أحدهما : إنّ النكاح إنّما هو على ظاهر الإسلام ، الذي هو : الشهادتان ، والصلاة إلى الكعبة ، والإقرار بجملة الشريعة ...

والوجه الآخر : إنّ مناكحة الضالّ - ك- : جحد الإمامة ، وادّعائها لمن لا يستحقّها - حرام ، إلاّ أن يخاف الإنسان على دينه ودمه ، فيجوز له ذلك ، كما يجوز له إظهار كلمة الكفر المضادّة لكلمة الإيمان ...

وأمير المؤمنين عليه السلام كان مضطرّاً إلى مناكحة الرجل ; لأنّه يهدّده ويواعده ، فلم يأمنه على نفسه وشيعته ، فأجابه إلى ذلك ضرورةً. كما قلنا : إنّ الضرورة تشرّع إظهار كلمة الكفر ...

وليس ذلك بأعجب من قول لوط : (هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم) (1) ، فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته وهم كفّار ضلاّل قد أذن الله تعالى في هلاكهم. 8.

ص: 182


1- سورة هود 11 : 78.

وقد زوّج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام : أحدهما : عتبة بن أبي لهب ، والآخر : أبو العاص بن الربيع ، فلمّا بُعث صلى الله عليه وآله وسلم فرّق بينهما وبين ابنتيه ...» (1).

* وقال الشريف المرتضى في كتابه الشافي : «... وأمّا تزويجه بنته فلم يكن ذلك عن اختيار ...» ..

ثمّ ذكر - رحمه الله - الأخبار السابقة الدالّة على الاضطرار ، ثمّ قال : «على أنّه لو لم يجرِ ما ذكرناه لم يمتنع أن يزوّجه عليه السلام ; لأنّه كان على ظاهر الإسلام والتمسّك بشرائعه ، وإظهار الإسلام يرجع إلى الشرع فيه ، وليس ممّا تحظره العقول ، وقد كان يجوز في العقول أن يبيحنا الله تعالى مناكحة المرتدّين على اختلاف ضروب ردّتهم ، وكان أيضاً يجوز أن يبيحنا أن ننكح اليهود والنصارى ، كما أباحنا عند أكثر المسلمين أن ننكح فيهم ، وهذا إذا كان في العقول سائغاً فالمرجع في تحليله أو تحريمه إلى الشريعة.

وفعل أمير المؤمنين عليه السلام حجّة عندنا في الشرع ، فلنا أن نجعل ما فعله أصلا في جواز مناكحة مَن ذكروه ، وليس لهم أن يلزموا به على ذلك مناكحة اليهود والنصارى وعبّاد الأوثان ; لأنّهم إن سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز ، وإن سألوا عنه في الشرع فالإجماع يحظره ويمنع منه» (2).

* وقد قال الشريف المرتضى أيضاً جواباً لما وجّه إليه بهذا الصدد : «اعلم أنّا قد بيّنا في كتابنا الشافي في الجواب عن هذه المسألة ، وأزلنا 8.

ص: 183


1- المسائل السرويّة : 91 - 93 ; وعنه في بحار الأنوار 42 / 107.
2- الشافي 3 / 272 - 273 ، بحار الأنوار 42 / 108.

الشبهة المعترضة بها ، وأفردنا كلاماً استقصيناه واستوفيناه في نكاح أُمّ كلثوم ، وإنكاح بنته صلى الله عليه وآله وسلم من عثمان بن عفّان ، ونكاحه هو أيضاً عائشة وحفصة ، وشرحنا ذلك فبسطناه.

والذي يجب أن يُعتمد في نكاح أُمّ كلثوم ، أنّ هذا النكاح لم يكن عن اختيار ولا إيثار ، ولكن بعد مراجعة ومدافعة كادت تفضي إلى المخارجة والمجاهرة ..

فإنّه روي : أنّ عمر بن الخطّاب استدعى العباس بن عبد المطّلب فقال له : ما لي؟ أبي بأس؟!

فقال له ما يجب أن يقال لمثله في الجواب عن هذا الكلام.

فقال له : خطبتُ إلى ابن أخيك عليّ بنته أُمّ كلثوم ، فدافعني ومانعني ، وأنف من مصاهرتي ، والله لأعورنّ زمزم ، ولأهدمنّ السقاية ، ولا تركت لكم يا بني هاشم منقبة إلاّ وهدمتها ، ولأُقيمنّ عليه شهوداً يشهدون عليه بالسرقة ، وأحكم بقطعه.

فمضى العباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما جرى ، وخوّفه من المكاشفة التي كان عليه السلام يتحاماها ويفتديها بركوب كلّ صعب وذلول ، فلمّا رأى ثقل ذلك عليه ، قال له العباس : ردّ أمرها إليّ حتّى أعمل أنا ما أراه ، ففعل عليه السلام ذلك ، وعقد عليها العباس.

وهذا إكراه يحلّ له كلّ محرّم ، ويزول معه كلّ اختيار ، ويشهد بصحّته ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام من قوله وقد سئل عن هذا العقد؟ فقال عليه السلام : ذلك فرج غُصبنا عليه.

وما العجب من أن تبيح التقيّة والإكراه والخوف من الفتنة في الدين ، ووقوع الخلاف بين المسلمين ، لمَن هو الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،

ص: 184

والمُستخلف على أُمّته ، أن يمسك عن هذا الأمر ويخرج نفسه منه ، ويظهر البيعة لغيره ، ويتصرّف بين أمره ونهيه ، وتنفذ عليه أحكامه ، ويدخل في الشورى التي هي بدعة وضلال وظلم ومحال ، ومن أن يستبيح - لأجل هذه الأُمور المذكورة - عليٌّ ما لو ملك اختياره لَما عقد عليه؟ ...

وقد تبيح الضرورة أكل الميتة وشرب الخمر ، فما العجب ممّا هو دونها؟

فأمّا من جحد ... وقوع هذا العقد وأنّها ولدت أولاداً من عمر [فليس بمصيب ; لأنّ ذلك] معلوم مشهور ، ولا يجوز أن يدفعه إلاّ جاهل أو معاند ، وما الحاجة بنا إلى دفع الضرورات والمشاهدات في أمر له مخرج من الدين؟» (1).

ولم يكن الأمر بشدّة وقساوة ما قاله الشريف المرتضى على منكر إيلادها أولاداً ، بحيث لو أنكر أحد الإيلاد لأنكر ضروريّاً من الضرورات والمشاهدات ; إذ أنّ هناك بعض علماء الأحناف قد أنكر وقوع هذا الزواج ، كالشيخ محمد إن شاء الله الحنفي المحمدي ، في كتابه السرّ المختوم في ردّ زواج أُمّ كلثوم.

وقد مرّ عليك كلام الزرقاني المالكي في المواهب اللدنيّة بالمنح المحمدية ، وغيره (2) ; إذ ذهبوا إلى : وقوع التزويج ، لكنّ عمر مات قبل الدخول بها.

ونحن في مناقشتنا لنصّي زرارة وهشام السابقين (3) ، ونصّ المتوفّى م.

ص: 185


1- مجموعة رسائل المرتضى / المجموعة الثالثة : 149 - 150.
2- في القول السابع من الأقوال الواردة في الموضوع ، في أوّل المقال.
3- انظر : الكافي 5 / 346 ح 1 و 2 باب تزويج أُمّ كلثوم.

عنها زوجها (1) ، لم نقف على وقوع إيلاد أُمّ كلثوم ، فكيف اعتبر الشريف المرتضى أنّ ولادتها أولاداً من عمر أمرٌ معلوم مشهور؟!

وخصوصاً لو أضفنا إليه كلام الشيخ المجلسي وغيره من إنكار وقوع الزواج (2) أساساً ، فضلاً عن الإيلاد.

نعم ، إنّ ذلك مشهور عند مدرسة الخلفاء ، لكنّ إثباته يحتاج إلى مزيد دراسة وتحقيق ، وإنّما رجونا في هذا المقال التنبيه على أنّ القول بوقوع الزواج لا يضرّ المعتقَد الشيعي بقدر ما يضرّ الاعتقاد السنّي ; لأنّ له مخرج من الدين عندنا ، وليس له مخرج من الدين عندهم ، وعند عمر بن الخطّاب على وجه الخصوص ، وما حكيناه عن الآخرين لم يكن على حدّ التبنّي ، بل ذكرناه على نحو التنزّل والافتراض.

وبهذا ; فقد اتّضح لك : إنّ القول بوقوع الزواج لا يضرّ بنا ، لكن لا يحقّ لنا القول بأنّه من الضرورات المشهورات ..

كما لا يمكننا القول بتواتر الأخبار في ذلك ، كما ادّعاه الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال ; إذ قال : «فلم ينكره محقّق مُحَقّقاً ; فأخبارُنا به متواترة في نكاحها وعدّتها ، فضلاً عن أخبار العامّة واتّفاق السير ..

فرواه زرارة وهشام بن سالم عن الصادق عليه السلام ، وعقد الكليني له باباً ، وروى عن زرارة : كون ذلك غصباً. وروى عن هشام ، قال : قال الصادق عليه السلام : لمّا خطب عمر قال له أمير المؤمنين : إنّها صبيّة. فلقي عمر 6.

ص: 186


1- انظر : الكافي 6 / 115 ح 1 و 2 ، والنوادر - للراوندي - : 186 كذلك.
2- لمنافاة ذلك لخبر الخرائج والجرائح 2 / 825 - 826.

العباس فقال له : ما لي؟ أبي بأس؟ أما والله لأعورنّ زمزم ، ولا أدع لكم ...» (1).

فكلامه - رحمه الله - غير صحيح على إطلاقه ; حيث إنّ الأخبار ليست متواترة كما قاله ، بل أقصى ما يمكن القول عنها أنّها : مستفيضة ، وهناك كثير من المحقّقين قد أنكروا وقوع الزواج ; مستدلّين بأخبار وأدلّة مذكورة في كتبهم (2).

أمّا ما قاله بأنّ : الأخبار متواترة في نكاحها وعِدتها ، فهو الآخر غير صحيح ; إذ شكّ بعض من العامّة والخاصّة في وقوع الزواج ، والدخول بها ، حسب ما اتّضح لك سابقاً.

وإنّ خبر تزويج عمر بجنّية كاف لتضعيف كلام التستري.

أمّا ما روي عن الإمام عليّ عليه السلام من أنّه لمّا توفّي عمر أتى أُمّ كلثوم فانطلق بها إلى بيته ، فليس فيه دلالة على أنّها كانت بنتاً له من فاطمة ; فقد تكون ربيبته من أسماء ، أو من غيرها.

وعليه ، فلا تتّفق كتب السير على هذا الكلام حسب ما ادّعاه الشيخ التستري ، ولا اعتبار لأخبار العامّة عند الشيخ نفسه ، فكيف قال الجملة السابقة وبضرس قاطع؟! ».

ص: 187


1- قاموس الرجال 12 / 216.
2- قال الشيخ الطوسي (ت 460 ه) في جواب مَن ادّعى وقوع التزويج : «قلنا : في أصحابنا مَن أنكر هذا التزويج ، ومنهم مَن أجازه ...». الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : 340 - 341 ، تمهيد الأُصول : 386 - 387. وقد مرّ - في ص 35 - كلام المجلسي - بعد ذكر خبري زرارة وهشام - : «أقول : هذان الخبران لا يدلاّن على وقوع تزويج أُمّ كلثوم ... ضرورة وتقيّة ، وورد في بعض الأخبار ما ينافيه ، مثل ما رواه القطب الراوندي عن الصفّار ...».

بقي هنا شيء :

هو أنّ بعض الجهلة من أهل السُنّة أرادوا بنقلهم النصوص السابقة ، وإثارتهم لهذه المسألة بين الحين والآخر ، التأكيد على وقوع هذا الزواج من أُمّ كلثوم ; اعتقاداً منهم بأنّ ذلك سيفيد معتقدهم ، ويبلور أُطروحتهم ، في حين أنّ الأمر لم يكن كذلك ، وأنّه إن دلّ على شيء فقد دلّ على ما يسيء إلى الخليفة عمر ، ويشوّه صورته وموقعه بين المسلمين ; لأنّ تلك النصوص لا تشير إلاّ إلى الأهواء الجامحة في نفسه ، وخصوصاً لو وقفت على مقولته : «ما بقي شيء من أمر الجاهلية ، إلاّ أنّي لست أبالي أيّ الناس نكحتُ وأيّهم أنْكحتُ» (1).

ومثله ما قالته له زوجته - حينما كان يريد الحاجة - : «ما تذهب إلاّ إلى فتيات بني فلان ; تنظر إليهنّ» (2).

إنّ دعوى القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعيدة عن واقع الأُمور ; فإنّ نفسيّة عمر تؤكّد شيئاً آخر ، حسب ما عرفته من النصوص السابقة ، وباعتقادي أنّ تناقل هذه النصوص هي إساءة لعمر أكثر من كونها مكرمة أو فضيلة له.

نعم ، إنّهم رجوا من نقلهم نصوص التزويج أن تتحوّل الكراهية بين عمر وعليّ عليه السلام إلى محبّة وصداقة وتزاوج ، وهذا لا يمكن أن يؤثّر في 9.

ص: 188


1- الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 289 ، كنز العمّال 16 / 377 ح 45787 (عب ، وأبو سعيد).
2- المصنّف - لعبد الرزّاق - 7 / 303 ، المعجم الكبير 9 / 338 ، مجمع الزوائد 4 / 304 ; عن الطبراني ، والحديث عن عمر ، تاريخ دمشق 69 / 189.

ترسيخ ما ادّعوه ، وأن يقبل في حدود الألفاظ بعيداً عن المواقف ; لأنّ حقائق التاريخ تتقاطع مع هذه المقولة ..

فلو ألقيت نظرة سريعة على ما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من : غصب الخلافة ، وأخذ البيعة من عليّ عليه السلام قسراً ، وتهديد فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بإحراق دارها ، وإسقاط ولدها محسناً عليه السلام ، وعدم تولية أحد من بني هاشم السراية والولايات ، وو و... لعرفت أنّ الخلاف كان كبيراً لا يُحلّ بقضيّة تزويج إكراهي مفترض.

كلّ هذه الأُمور تشير إلى سقم تلك الدعاوي ; فإنّ التراب لا يتحوّل إلى ذهب - كما يتصوّرون - بالألفاظ والمدّعيات ، فلو أرادوا القول بوقوع التزويج استناداً إلى نصوص معيّنة ، فإنّ عليهم أن يلتزموا بتواليه الفاسدة ، وإن لم يقبلوا التوالي فليس لهم الاستناد إلى تلك النصوص ; إذ لا يجوز تبعيض الصفقة ، والأخذ ببعضها وترك الآخر.

وهذه الاختلافات - بل المتناقضات في بعض الأحيان - تدعونا لأن نقوم بدراسة شاملة لجميع جوانب الحدث ، غير مكتفين بالمشهور المتناقل على الألسن.

فيجب علينا أن نعرف :

* مَن هي أُمّ كلثوم؟

* وما هي أدوارها؟

* وهل وقع خلط بين مَن سُمّيت ب- : «أُمّ كلثوم» في تلك الفترة من التاريخ؟

ص: 189

* وهل حقّاً أنّها ابنة فاطمة عليها السلام (1)؟

* ومَن هم الناس في تلك الفترة؟

* وما هي الاتّجاهات الفكرية والعقائدية والسياسية السائدة آنذاك؟

* ومَن الذي زوّج أُمّ كلثوم : أبوها عليّ عليه السلام ، أم أخواها الحسن والحسين عليهما السلام ، أم عمّها العباس؟

* ومَن هم أزواج أُمّ كلثوم بعد عمر ، إن كان قد تزوّجها : عون بن جعفر ثمّ عبد الله بن جعفر (2) ، أم محمد ثمّ عبد الله (3) ، أم عون ثمّ محمد ثمّ عبد الله (4)؟

* وهل أنّها ولدت لأولاد جعفر ، أم تركتهم بلا عقب (5)؟

* بل هل أنّها ولدت لعمر أم لا (6)؟

* ولو كانت الإجابة بالإيجاب ; فهل هو زيد فقط - كما نقل عن 2.

ص: 190


1- جاء في : الجوهرة في نسب الإمام عليّ عليه السلام وآله - لمحمد بن أبي بكر التلمساني البري - : 45 : «... ولمّا دخل أهله] أي أهل الحسين بن عليّ عليهما السلام [على يزيد بن معاوية بالشام وهم في حالة سيئة ... قالت له أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام من غير فاطمة عليها السلام : يا يزيد! بنات رسول الله سبايا أذلّة! ...
2- انظر : سير أعلام النبلاء 3 / 502 ، أُسد الغابة 5 / 616.
3- انظر : ذخائر العقبى : 171 ، المعارف : 122.
4- البداية والنهاية 5 / 330 ، سير أعلام النبلاء 3 / 502 ، الإصابة 8 / 465 ، الطبقات الكبرى 8 / 463.
5- قال ابن سعد في الطبقات 8 / 463 : «ولم تلد لأحد منهم شيئاً». ومثل ذلك قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 502. أمّا البيهقي فقد قال في السنن الكبرى 7 / 71 : «فولدت لمحمّد بن جعفر جارية يقال لها بثينة».
6- سير أعلام النبلاء 3 / 502.

الزهري وغيره (1) - أم أنّها رقيّة كذلك - كما قاله البلاذري وغيره (2) - أم فاطمة - كما قاله ابن قتيبة (3) -.

* ومَن الذي صلّى عليها : سعيد بن العاص (4) ، أم عبد الله بن عمر (5)؟

* وهل أنّها ماتت وابنها في يوم واحد (6) ، أم على التعاقب (7)؟

* وهل أنّ زيد بن عمر له أعقاب أم لا؟

* ولماذا لقّب زيد بن عمر من أُمّ كلثوم بنت جرول ب- : «الأصغر» ، مع أنّه الأكبر حقيقة؟ وهل يصحّ ما ادّعوه من أنّهم لقّبوه بذلك كرامة لجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكونه ابن فاطمة الزهراء عليها السلام؟ ».

ص: 191


1- البداية والنهاية 5 / 314 ، ذخائر العقبى : 170 - 171 ، مآثر الإنافة 1 / 89 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 71.
2- سير أعلام النبلاء 3 / 501 ، الاستيعاب - بهامش الإصابة - 4 / 491 ، أنساب الأشراف : 190.
3- المعارف - لابن قتيبة - : 185.
4- ذخائر العقبى : 171 ، الطبقات 8 / 465 ، سنن النسائي 4 / 71 ، سير أعلام النبلاء 3 / 502.
5- الطبقات 8 / 464 ، الاستيعاب - بهامش الإصابة - 4 / 492. وفي مختصر تاريخ دمشق 9 / 162 : «قيل : إنّ سعيد بن العاص صلّى عليها ، والمحفوظ أنّ عبد الله بن عمر صلّى عليها في إمارة سعيد بن العاص ، وكبّر أربعاً ، وخلْفه الحسن والحسين وابن الحنفيّة وابنّ عباس ، وغيرهم».
6- الطبقات 8 / 464 ، سنن النسائي 3 / 71 ، مختصر تاريخ دمشق 9 / 161 ، تهذيب تاريخ دمشق 6 / 29 ، الاستيعاب 4 / 491 ، التهذيب 9 / 362 ، المعارف : 188.
7- صرّح ابن أبي شيبة في مصنّفه : «بأنّ عبد الملك بن مروان سمّه ; خوفاً من أن ينازعه الخلافة ; لأنّه ابن الخليفتين ، وهذا يشير إلى أنّه كان حيّاً إلى أواخر القرن الأوّل الهجري ، في حين أنّ أُمّ كلثوم كانت قد ماتت قبل ذلك ، فقد يكون الذي صلّى عليه ابن عمر هو زيد بن أُمّ كلثوم بنت جرول».

* وما هو المهر الذي أمهرها عمر : هل هو عشرة آلاف دينار (1) ، أم أربعون ألف دينار (2) ، أم أربعة آلاف درهم (3) ، أم أربعون ألف درهم (4) ، أم أربعون ألفاً بلا تعيين (5) ، أم مائة ألف بلا تعيين (6) ، أم غيرها؟

* بل كيف يمهرها عمر هذا المبلغ الضخم بقوله : وأعطيت هذا المال العريض إكراماً لمصاهرتي إيّاه (7). وهو الذي هدّد مَن زاد في مهور النساء بجعل ما زاد على مهر السُنّة في بيت المال ، فاعترضت عليه تلك المرأة بقوله تعالى : (وآتيتم إحداهنّ قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً) (8) ، ثمّ رضوخ عمر لكلامها وقوله : كلّ الناس أفقه من عمر حتّى ربّات الحجال في خدورهنّ (9). أو : امرأة أصابت ورجل أخطأ (10)؟!

وجاء في كتاب السرائر : «خطب الناس عمر بن الخطّاب ، وذلك قبل أن يتزوّج أُمّ كلثوم بيومين ، فقال : أيّها الناس! لا تغالوا بصدقات 8.

ص: 192


1- تاريخ اليعقوبي 2 / 149.
2- التراتيب الإداريّة 2 / 405.
3- الدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور : 69.
4- الإصابة 4 / 492 ، أُسد الغابة 5 / 615 ، البداية والنهاية 5 / 230 ، 7 / 156 ، الطبقات 8 / 340 ، 464 ، سير أعلام النبلاء 3 / 501 ، المجموع - للنووي - 6 / 327 ، المصنّف - لابن أبي شيبة - 3 / 319 ، كنز العمّال 13 / 625 ، عمدة القاري 20 / 137 ، مختصر تاريخ دمشق 9 / 161 ، المنتظم 4 / 237.
5- سير أعلام النبلاء 3 / 501 ، الطبقات 8 / 463 ، نهاية الأرب 19 / 391 ، تاريخ عمر بن الخطّاب : 267.
6- أنساب الأشراف : 190.
7- التراتيب الإداريّة 2 / 405.
8- سورة النساء 4 : 20.
9- انظر في ذلك : كنز العمّال 16 / 534 - 542.
10- مجمع الزوائد 4 / 284 ، السنن الكبرى 7 / 233 ، إرشاد الساري 8 / 57 ، الدرّ المنثور 2 / 133 ، كنز العمّال 8 / 288.

النساء ; فإنّه لو كان الفضل فيها لكان رسول الله يفعله ، كان نبيّكم يصدق المرأة من نسائه : المحشوّةَ ، وفراشَ الليف ، والخاتم ، والقدح الكثيف ، وما أشبهه. ثمّ نزل المنبر ، فما قام إلاّ يومين أو ثلاثة حتّى أرسل في صداق بنت عليّ أربعين ألفاً» (1).

إنّه ليثير الاستغراب حقّاً؟!

إنّ إعطاء عمر هذه الأرقام الخياليّة من الأموال - أربعين ألف دينار ، عشرة آلاف دينار ، مائة ألف - لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي للناس في ذلك الزمن ، بل لا يتّفق مع ما قيل عن زهد عمر وارتزاقه من بيت المال ، بل يبعث على التساؤل والتشكيك في صحّة هذه النقول.

ومثل ذلك يأتي كلامنا في ما نقل عن أزواج أُمّ كلثوم بعد عمر ; فلو صحّ أنّ أُمّ كلثوم قد تزّوجت عوناً بعد عمر ، ثمّ تزوّجها أخوه محمد بعده ، فكيف يمكننا أن نقبل بهذا ونحن نقرأ في كتب التواريخ : أنّ عوناً ومحمداً ابنا جعفر قد استشهدا بتستر في إيران سنة 17 للهجرة (2) ، مع وقوفنا على أنّ عمر كان قد تزوّج بأُمّ كلثوم سنة 17 للهجرة ، ودخل بها في ذي القعدة من تلك السنة ، حسب ما يقوله المؤرّخون (3)؟!

فمتى تزوّجها عون ومحمد ، في حين أنّ زوجها الأوّل عمر بقي إلى سنة 23 للهجرة؟!

ومثل ذلك تأتي إشكاليّة زواجها من عبد الله بن جعفر ; إذ أنّ في النصوص : أنّ عليّاً عليه السلام زوّجها بعون ومحمد وعبد الله أبناء أخيه جعفر بن 7.

ص: 193


1- السرائر 3 / 637 قسم المستطرفات : ما استطرفه من رواية ابن قولويه.
2- الإصابة 4 / 619 رقم 6122.
3- تاريخ الطبري 3 / 168 ، ثقات ابن حبّان 2 / 217.

أبي طالب ، فلو صحّ هذا النقل فكيف يتطابق مع ما ثبت من أنّ عبد الله بن جعفر كان زوج العقيلة زينب ، التي شهدت واقعة الطفّ سنة 60 للهجرة وماتت في 15 رجب سنة 62 ، أو 65 ، أو سنة 74 ، وهي عند عبد الله بن جعفر؟!

فكيف يصحّ القول بأنّ عليّاً زوّج أُمّ كلثوم من عبد الله بن جعفر بعد أخويه محمد وعون ، في حين أنّ الإمام عليّ عليه السلام كان قد استشهد سنة 40 للهجرة؟!

بل ماذا نقول في ما جاء في أنساب الأشراف ، قال : «كتب معاوية إلى مروان - وهو على المدينة - أن يخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر ، وأمّها أُمّ كلثوم بنت عليّ ، وأُمّها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، على ابنه يزيد ، ويقضي عن عبد الله دينه ، وكان خمسين ألف دينار ، ويعطيه عشرة آلاف دينار ، ويصدقها أربعمائة ، ويكرمها بعشرة آلاف دينار.

فبعث مروان إلى ابن جعفر فأخبره ، فقال : نعم ، وأستثني رضاء الحسين بن عليّ.

فأتى الحسين فقال له : إنّ الخال والد ، وأمر هذه الجارية بيدك. فأشهد عليه الحسين بذلك ...».

وزوّجها من القاسم بن محمد بن جعفر (1).

بل كيف يمكن الجمع بين الأُختين؟!

اللّهمّ إلاّ أن يقال : بأنّ أُمّ كلثوم هذه لم تكن من عليّ وفاطمة عليهما السلام ، بل هي ربيبته ، أي أنّها بنت أسماء زوجة الإمام عليّ عليه السلام ، أو بنت زوجة 8.

ص: 194


1- أنساب الأشراف / ترجمة معاوية ، ورواه ابن عساكر في ترجمة مروان 57 / 245 - 246 ; انظر : هامش شواهد التنزيل 2 / 208.

أُخرى ، والربيبة تعدّ بمنزلة البنت.

وهذا القول هو الآخر يجب أن يُدرس ، وأن لا يؤخذ على علاّته ; لأنّ كتب التواريخ ذكرت لأسماء ابناً واحداً ، وهو محمد بن أبي بكر ، أمّا أُمّ كلثوم بنت أبي بكر فقالوا عنها أنّها بنت حبيبة بنت خارجة الخزرجيّة ، فهي أُخت محمد ، لكن من أبيه لا من أُمّه.

بل كيف نرى أُمّ كلثوم تولد لعمر ثلاثة أولاد : زيد ورقية وفاطمة ، ولا نراها تولد لأبناء جعفر بن أبي طالب أي ولد - وفي قول يتيم أولدت لمحمد فقط -.

وهكذا الأمر : نرى أولاد جعفر بن أبي طالب يزوّجون من أُمّ كلثوم الواحد منهم تلو الآخر ، كلّ ذلك بعد أن تزوّجها عمر.

هل جاء ذلك لتصحيح كلام الإمام عليّ ورضوخاً لأُمنيته ; لأنّه كان قد قال لعمر : حبستهنّ لأولاد أخي جعفر؟!

وهل جاء كلّ هذا صدفة ، أم هناك أشياء أُخرى وراء الكواليس لم يكشف الستار عنها؟!

بلى ، إنّ أغلب الأقوال المطروحة تحتاج إلى بحث ودراسة ، وهذا هو الذي دعانا إلى أن نتريّث في إعطاء نظرنا النهائي في هذا الموضوع ، مكتفين بالتعليق على أشدّ الأقوال وأشهرها على مواقع الإنترنيت ، مؤكّدين للقارئ بأنّ أمر الزواج لم يكن ثابتاً متواتراً كما يتصوّره بعضهم ، بل هناك ملابسات كثيرة يجب دراستها.

إذاً ، لا يمكننا القبول بهذه الأخبار على علاّتها ; إذ إنّ شخصيّة أُمّ كلثوم يكتنفها كثير من الغموض من البداية إلى النهاية ، وعلى الباحث والمؤرّخ أن يدرس كلّ ما جاء عنها في التاريخ ، وأن لا يكتفي بدراسة حالة

ص: 195

معيّنة منها ; لأنّ شخصيّتها كامنة في مواقفها وأقوالها ، وهذه النصوص كما تراها مضطربة اضطراباً شديداً جدّاً ، فلا يجوز النظر إلى جانب وترك الآخر ; لأنّ ذلك خيانة للعلم والتحقيق ..

فممّا يجب على المحقّقين والباحثين هو الرجوع إلى النصوص مع ملابساتها ، فإن أمكنهم الخروج بنتيجة مطلوبة فنعم النتيجة ، وإلاّ فليؤمنوا بأنّ هذه التناقضات أكبر دليل على أنّ في هذا الأمر لغزاً قد يكون متعمّداً ، وقد يكون جاء من حالة التشابه بين الأسماء ووحدة المواقف ، والأوّل أقرب للأحداث والملابسات ، وهو ما ندعو الباحثين إلى التريّث فيه ، وعدم ترجيح رأي على آخر ; لأنّ الوقوف على دور السياسة والأهواء والمصالح في مثل هذه الأُمور كفيل بأن يحلّ لنا هذا الموضوع.

إنّ اختلاف النصوص والمدّعيات تدعونا إلى ضرورة بحث ودراسة مثل هذه الأُمور ، بل تشكّكنا في صحّتها ، وتجعلنا نميل إلى عدم ثبوت الأمر ، إنّها تناقضات في التاريخ والشريعة يجب حلّها ، تاركين ذلك لحين وقته ..

سائلين المولى سبحانه أن يوفّقنا لتقديم دراسة موسّعة عن هذا الموضوع ; ترفع فيها كلّ الإشكالات المطروحة في هذه القضيّة ، على أمل اللقاء مع القرّاء في وقت آخر إن شاء الله تعالى.

تلخّص ممّا سبق عدّة أُمور :

* الأوّل :

إنّ عمر بن الخطّاب لم يكن معصوماً ، وقد أخطأ في فهم كثير من الأحكام الشرعية عن اجتهاد أو مصلحة أو ... كما يدّعون ، وإنّ المصالح

ص: 196

المدّعاة لم تكن شرعية ، بل هي مصالح شخصية وهمية.

الثاني :

إنّ عمر بن الخطّاب لم يُعِر للقربى منزلة ، لا في أوّل الإسلام ولا في فتوّته ، ولم يكن على وفاق مع بني هاشم ، وإنّ دعوى الحصول على القرابة ما هو إلاّ غطاء يبتغي من ورائه أُمور خفيّة ، وإذا صحّ مدّعاه فكان الأوْلى به أن يحاول المصاهرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة من خلال إحدى بناته ، لا من خلال بنت بنته.

نعم ، أقدم على خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام فقط ; ربّما منافسة لعليّ عليه السلام ، فردّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهى كلّ شيء.

الثالث :

إنّ النساء كنّ يكرهن الزواج من عمر ; لكونه شديداً غليظاً ، يدخل عابساً ويخرج عابساً ، ويعتبرهنّ لعبة ، وقد أقدم على الزواج من أُمّ كلثوم بنت أبي بكر ، وأُمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة ، وأُمّ سلمة المخزومية ، وخطب إلى قوم من قريش فردّوه ، وقد عارك عاتكة بنت زيد فغلبها على نفسها فنكحها ، فلمّا فرغ قال : أُفّ ، أُفّ ، أُفّ ، أفّف بها ، ثمّ خرج من عندها وتركها لا يأتيها.

الرابع :

وقفنا على دور بعض أعداء الإمام عليّ عليه السلام ، ك- : عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، في تطبيق وتطبيع هذا الزواج المفترض ، وأنّ عائشة استعانت بهما لدفع عمر عن الزواج بأُمّ كلثوم بنت أبي بكر ، وأنّهما أرادا

ص: 197

بسعيهما خدمة عمر والإزراء بعليّ عليه السلام معاً.

الخامس :

إنّ نصوص أهل السُنّة تشير إلى كون أمر الزواج سياسي عاطفي ، وإنّ عمر بن الخطّاب كان يطلب اللذّة بدعوى الحصول على القربى ، أمّا النصوص الشيعيّة - الدالّة على الزواج - فتؤكّد على الإكراه والجبر من قبل عمر.

السادس :

تعريض المغيرة بن شعبة بعمر بن الخطّاب ، لمّا قال له وهو بالموسم وقد رأى أُمّ جميل : أتعرف هذه المرأة يا مغيرة؟! قال : نعم ، هذه أُمّ كلثوم بنت عليّ. معرّضاً بعمر ; لتفكيره الدائمي بها ، وإصراره على الزواج منها ، وأنّ هذه الحالة قد ساءت كثيراً من الناس ; لكثرة تردّده على عليّ ، ممّا ألجأ عمر أن يصعد المنبر ويدافع عن نفسه ويقول : أيّها الناس! أنّه والله ما حملني على الإلحاح على عليّ بن أبي طالب في ابنته ، إلاّ أنّي سمعت رسول الله يقول : ...» (1).

السابع :

ناقشنا في البحث الفقهي الروايات الحاكية لزواج أُمّ كلثوم في كتب الشيعة ، مشيرين إلى كيفيّة دخول تلك الأخبار إلى المصادر الحديثية الشيعية ثمّ منها إلى الفقه ، ومدى حجّيتها ودلالتها في تلك الفروع. ك.

ص: 198


1- مناقب الإمام عليّ - لابن المغازلي - : 110 ; وانظر : تاريخ بغداد 6 / 182 كذلك.

الثامن :

فتحنا - ولحدّ ما - أثناء البحث الكثير من المواضيع المرتبطة بالموضوع ، كتناسب ما ورد عن أُمّ كلثوم بنت جرول الخزاعية ، زوجة عمر قبل الإسلام ، لِما قيل عن أُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام نتيجة تشابه الاسم ، وهل أنّ زيداً كان ابناً لبنت جرول أم لبنت عليّ عليه السلام؟ وهل أنّه مات صبيّاً أو غلاماً أو رجلا؟ وأمثالها ، موضحين مدى دلالة تلك النصوص على ما نحن فيه.

التاسع :

إنّ القول بوقوع الزواج لا يسيء إلى الفكر الشيعي ، بقدر ما يسيء إلى الفكر السُنّي ; لأنّ له مخرج في الدين عند الشيعة ، وعدمه عند السُنّة ، وأنّ طرح هذه المسألة بين الحين والآخر لا يخدم الطرف السنّي ، بل يشدّد الأزمة ولا يحلّها ، ويوقف القارئ الشيعي على ظلامة أهل البيت عليهم السلام أكثر ممّا مضى ; لأنّه يؤكّد صحّة ما نقل عن الظلم الذي وقع عليهم.

وفي المقابل يشير إلى المستوى الخلقي لعمر بن الخطّاب ; إذ أنّ الكشف عن الساق والضمّ إلى الصدر والتقبيل ، لا يتلاءم مع الفكر الإسلامي الأصيل ، وهذا ما لا يرتضيه السُنّي.

ولو قرأت كلام سبط ابن الجوزي لرأيته مستاءً من وجود هكذا نصوص في كتب قومه ; إذ قال : «وذكر جدّي في كتاب المنتظم : أنّ عليّاً بعثها إلى عمر لينظرها ، وأنّ عمر كشف ساقها ولمسها بيده.

قلت : هذا قبيح والله ، لو كانت أمَة لَما فعل بها هذا ..

ص: 199

ثمّ بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية ; فكيف ينسب إلى عمر هذا؟!» (1).

هذا كلام ابن الجوزي ، وقد ذكره في كتابه تذكرة الخواصّ ، وهو أحد أعلام العامّة ، ولم يأتِ في كتب الشيعة حتّى يقال : إنّه من وضعهم.

العاشر :

وصلنا إلى أنّ أُمّ كلثوم المدّعى الزواج بها ، فيها الكثير من الغموض : في أصل وجودها! ومقدار عمرها! ومَن هم أزواجها؟ وكيف خطبة عمر لها؟ ومَن كان وليّها الذي تولّى تزويجها؟ وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة؟ وهل ولدت أم لا؟ ومَن هم أولادها؟ وهل حقّاً أنّها بنت عليّ عليه السلامأم ربيبته؟ ولو كانت ابنته ; فهل هي من فاطمة عليها السلام أو من غيرها؟ ومتى ماتت وكيف؟ ومَن صلّى عليها؟

فالقضية من البدء إلى الختام محلّ نقض وإبرام ، وتحتاج إلى وقت كثير للخروج بنتيجة ، وحيث لم يسعنا الوقت لمناقشة جميع تلك الأقوال ، فقد اكتفينا بالتعليق على أشدّ الأقوال وأشهرها على مواقع الأنترنيت ; لنؤكّد بأنّ القول بهذا لا يضرّ بالشيعة بقدر ما هو مضرّ بأهل السُنّة ، محيلين القارئ الكريم إلى وقت آخر للبتّ في هذا الزواج اللغز.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. 8.

ص: 200


1- تذكرة الخواصّ : 288.

فهرس المصادر

1 - الآثار ، لأبي يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي (ت 182 ه).

2 - الآحاد والمثاني ، لابن أبي عاصم (ت 287 ه) ، تحقيق : الدكتور باسم فيصل أحمد الجوابرة ، دار الدراية ، ط 1 ، 1411 ه.

3 - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ، مع ملحقاته ، للقاضي التستري السيّد نور الله الحسيني المرعشي (ت 1019 ه) ، مع تعليقات السيّد المرعشي النجفي ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم.

4 - الأدب المفرد ، للبخاري محمد بن إسماعيل (ت 256 ه) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، مؤسسة الكتب الثقافية ، ط 3 ، 1409 ه.

5 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1431 ه.

6 - الاستبصار في ما اختلف من الأخبار ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت 460 ه) ، تحقيق : السيّد حسن الخرسان ، تصحيح الشيخ محمد الآخوندي ، دار الكتب الإسلاميّة / قم.

7 - الاستغاثة ، للكوفي علي بن أحمد بن موسى ، (ت 352 ه).

8 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البر يوسف بن عبد الله ابن محمد القرطبي (ت 463 ه) ، تحقيق : محمد علي البجاوي ، دار الجيل / بيروت ، ط 1 ، 1412 ه.

وطبعة بهامش الإصابة، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، 1238 ه.

9 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، لابن الأثير محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني (ت 630 ه) ، منشورات إسماعيليان / طهران.

10 - الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي

ص: 201

(ت 852 ه) ، دراسة وتحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد عوض ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1415 ه.

وطبعة مطبعة السعادة / مصر ، أُوفسيت دار صادر.

11 - الأصيلي في أنساب الطالبيين ، لابن الطقطقي صفي الدين محمد (ت 709 ه) ، جمعه ورتّبه وحقّقه السيّد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، 1418 ه.

12 - أعلام النساء ، عمر رضا كحالة ، مؤسسة الرسالة / بيروت ، ط 5 ، 1404 ه.

13 - إعلام الورى بأعلام الهدى ، للطبرسي الفضل بن الحسن (ت 548 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلاملإحياء التراث / قم ، 1417 ه.

14 - أعيان الشيعة ، للسيّد محسن الأمين ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات / بيروت.

وطبعة أُخرى.

15 - الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن ، جمعية منتدى النشر / النجف الأشرف.

16 - الأُمّ ، للشافعي محمد بن إدريس (ت 204 ه) ، دار الفكر / بيروت ، ط 2 ، 1403 ه.

17 - الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة الدينوري عبد الله بن مسلم (ت 276 ه) ، تحقيق : الدكتور طه محمد الزينبي ، مؤسسة الحلبي وشركاؤه / القاهرة ، وطبع بالأُوفسيت مكتبة أمير / إيران ، 1413 ه.

18 - الأنساب ، للسمعاني عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي (ت 562 ه) ، تقديم وتعليق : عبد الله عمر البارودي ، دار الجنان / بيروت.

19 - أنساب الأشراف ، للبلاذري الإمام أحمد بن يحيى بن جابر (ت 279 ه).

20 - الأنوار العلوية ، للنقدي الشيخ جعفر (ت 1370 ه) ، المطبعة الحيدرية / النجف ، ط 2 ، 1381 ه.

ص: 202

21 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، للشيخ محمد باقر المجلسي (ت 1110 ه) ، مؤسسة الوفاء / بيروت ، ط 3 ، 1403 ه.

22 - البدء والتاريخ ، للمقدسي مطهر بن طاهر (ت 507 ه) ، مكتبة الثقافة الدينية / القاهرة.

23 - البداية والنهاية ، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774 ه) ، تحقيق : علي شيري ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ط 1 ، 1408 ه.

24 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت 463 ه) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1417 ه.

25 - تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت.

وطبعة : محمد أبو الفضل إبراهيم كذلك.

26 - تاريخ مدينة دمشق ، لابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت 571 ه) ، تحقيق : علي شيري ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1415 ه.

27 - تاريخ المدينة المنورة ، لابن شبّة أبو زيد عمر بن شبّة النميري المصري (ت 262 ه) ، تحقيق : فهيم محمد شلتوت ، دار التراث / بيروت ، ط 1 ، 1410 ه.

28 - تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم ، لابن الخشّاب البغدادي عبد الله بن النصر (ت 567 ه) ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، ط 1 ، 1406 ه.

29 - تاريخ اليعقوبي ، لابن واضح اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب العبّاسي (ت 284 ه) ، مؤسسة نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام / قم ، أُوفسيت عن دار صادر / بيروت.

30 - التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ، للسخاوي شمس الدين (ت 902 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1993 م.

31 - تذكرة الفقهاء ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 ه) ، المكتبة الرضوية لإحياء الآثار الجعفرية / مشهد.

وطبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، 1414 ه.

ص: 203

32 - التراتيب الإدارية (نظام الحكومة النبوية) ، للكتاني عبد الحي الإدريسي الحسني الفاسي (ت 1383 ه) ، دار الكتاب العربي / بيروت.

33 - تركة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، للبغدادي حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن زيد (ت 267 ه) ، تحقيق : أكرم ضياء العمري ، ط 1 ، 1404 ه.

34 - تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، لابن كثير إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774 ه) ، دار المعرفة / بيروت ، ط 1 ، 1412 ه.

35 - تفسير المنار ، للشيخ محمد عبده.

36 - تقريب المعارف ، للحلبي (ت 447 ه)

37 - تلخيص الشافي ، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت 460 ه).

38 - تمهيد الأُصول في علم الكلام ، للشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، ط 1 ، جامعة طهران / طهران.

39 - تنزيه الأنبياء ، للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت 436 ه) ، دار الأضواء / بيروت ، ط 2 ، 1409 ه.

40 - تنقيح المقال ، للمامقاني الشيخ عبد الله (ت 1351 ه) ، ط القديمة.

41 - تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، تحقيق : السيّد حسن الخرسان ، تصحيح : الشيخ محمد الآخوندي ، دار الكتب الإسلامية / قم ، ط 4.

42 - تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني (ت 528 ه) ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1404 ه.

43 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، ليوسف المزّي (ت 742 ه) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، مؤسسة الرسالة / بيروت ، ط 4 ، 1406 ه.

44 - تهذيب اللّغة ، للأزهري محمد بن أحمد (ت 370 ه) ، تحقيق : عبد العظيم محمود ، مراجعة : محمد علي النجار ، الدار المصرية للتأليف والترجمة.

45 - الجامع الصغير ، للسيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري (ت 911 ه) ، تحقيق : محمد عبد الرؤوف المناوي ، دار طائر العلم / جدّة.

ص: 204

46 - جامع المقال في ما يتعلّق بأحوال الرجال ، للشيخ فخر الدين الطريحي (ت 1085 ه) ، تحقيق : محمّد كاظم الطريحي ، مطبعة سيّد الشهداء عليه السلام / قم ، 1405 ه.

47 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، للنجفي الشيخ محمد حسن (ت 1266 ه) ، تحقيق : الشيخ عباس القوجاني ، دار الكتب الإسلامية / قم.

48 - الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله ، للبري محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني ، تحقيق : الدكتور محمد النوبخي ، طبع : مؤسسة الأعلمي / بيروت ، نشر : مكتبة النوري ، ط 1 ، 1402 ه.

49 - حياة الصحابة ، للكاندهلوي محمد بن يوسف الهندي.

50 - الخرائج والجرائح ، لقطب الدين الراوندي (ت 573 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام / قم ، 1409 ه.

51 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 ه) ، دار المعرفة / بيروت ، ط 1 ، 1365 ه.

52 - دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطّاب وسياسته الإدارية ، لعبد السلام بن محسن آل عيسى ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة ، ط 1 ، 1423 ه.

53 - دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام ، للقاضي المغربي النعمان بن محمد بن منصور (ت 363 ه) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، دار المعارف / بيروت ، 1383 ه.

54 - دلائل النبوّة ، للأصبهاني إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي (ت 535 ه) ، تحقيق : محمد محمد الحداد ، دار طيبة / الرياض ، ط 1 ، 1409 ه.

55 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، للطبري محبّ الدين أحمد ابن عبد الله (ت 694 ه) ، مكتبة القدسي عن نسخة دار الكتب المصرية ، ونسخة الخزانة التيمورية ، ط 1 ، 1356 ه.

56 - الذرّيّة الطاهرة النبوية ، للدولابي محمد بن أحمد بن حماد (ت 310 ه) ، تحقيق : سعد المبارك الحسن ، الدار السلفية / الكويت ، ط 1 ، 1407 ه.

ص: 205

57 - رجال ابن داود ، للحلّي تقي الدين ابن داود (ت 707 ه) ، المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف.

58 - رجال النجاشي (فهرست أسماء مصنّفي الشيعة) ، للنجاشي الشيخ أبي العباس أحمد بن علي (ت 450 ه) ، تحقيق : السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسسة النشر الإسلامي / قم ، ط 5 ، 1416 ه.

59 - الروضة الفيحاء في تواريخ النساء ، للخطيب العمري ياسين بن خير الله بن محمود الموصلي الحنفي (ت 1232 ه).

60 - زينب الكبرى ، للنقدي الشيخ جعفر.

61 - سنن ابن ماجة ، لابن ماجة القزويني محمد بن يزيد (ت 275 ه) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر / بيروت.

62 - سنن أبي داود ، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه) ، تحقيق : سعيد محمد اللحام ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1410 ه.

63 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، لمحمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 ه) ، تحقيق : عبد الوهّاب عبد اللطيف ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1403 ه.

64 - سنن الدارقطني ، للدارقطني علي بن عمر (ت 385 ه) ، تحقيق : مجدي بن منصور بن سيد الشورى ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1417 ه.

65 - سنن الدارمي ، للدارمي عبد الله بن بهرام (ت 255 ه) ، مطعبة الاعتدال / دمشق.

66 - سنن سعيد بن منصور ، لسعيد بن منصور (ت 227 ه) ، تحقيق : الدكتور سعد بن عبد الله آل حميد ، دار العصيمي / الرياض ، ط 1 ، 1414 ه.

67 - السنن الكبرى ، للبيهقي أحمد بن الحسين بن علي (ت 458 ه) ، دار الفكر / بيروت.

68 - السنن الكبرى ، للنسائي أحمد بن شعيب (ت 303 ه) ، تحقيق : الدكتور عبد الغفّار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1411 ه.

ص: 206

69 - سنن النسائي (المجتبى) ، للنسائي أحمد بن شعيب (ت 303 ه) ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1348 ه.

70 - سير أعلام النبلاء ، للذهبي شمس الدين محمّد بن أحمد (ت 748 ه) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة / بيروت ، ط 9 ، 1413 ه.

71 - سيرة ابن إسحاق ، لمحمد بن إسحاق بن يسار (ت 151 ه) ، تحقيق : محمد حميد الله ، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

72 - الشافي في الإمامة ، للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت 436 ه) ، تحقيق : السيّد عبد الزهراء الخطيب ، 1410 ه.

73 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، للقاضي النعمان المغربي (ت 363 ه) ، تحقيق : السيّد محمد الحسيني الجلالي ، مؤسسة النشر الإسلامي / قم.

74 - شرح الأزهار - المسمّى ب- : المنتزع المختار من الغيث المدرار ، لعبد الله بن مفتاح ، مكتبة التراث الإسلامي / اليمن ، ط 1 ، 1424 ه.

75 - شرح المواهب اللدنّية ، للزرقاني محمد بن عبد الباقي بن يوسف ألمالكي (ت 1122 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1417 ه.

76 - الشرح الكبير على متن المقنع ، لابن قدامة الحنبلي عبد الرحمن بن أبي عمر (ت 682 ه) ، دار الكتاب العربي / بيروت.

77 - شرح نهج البلاغة ، للبحراني ميثم بن علي بن ميثم (ت 679 ه) ، طبع : جامعة المدرّسين / قم ، 1362 ه. ش.

78 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد (ت 656 ه) ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، أُوفسيت عن طبعة دار إحياء الكتب العربية / بيروت ، ط 2 ، 1378 ه.

79 - شواهد التنزيل ، للحسكاني عبيد الله بن أحمد (ت ق 5) ، تحقيق : الشيح محمد باقر محمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة التابع لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، ط 1 ، 1411 ه.

80 - صحيح البخاري ، للبخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي

ص: 207

(ت 256 ه) ، دار الفكر / بيروت ، أُوفسيت عن طبعة دار الطباعة العامرة / اسطنبول ، 1401 ه.

81 - صحيح مسلم ، للقشيري النيسابوري مسلم بن الحجّاج (ت 261 ه) ، دار الفكر / بيروت.

82 - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم ، للبياضي زين الدين علي ابن يونس العاملي (ت 877 ه) ، تحقيق : محمد باقر البهبودي ، المكتبة الرضوية لإحياء الآثار الجعفرية / مشهد ، ط 1 ، 1384 ه.

83 - الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة ، للشهيد الثالث القاضي نور الله التستري (ت 1019 ه) ، عني بتصحيحه : السيّد جلال الدين المحدّث ، طبع في مطبعة نهضت / طهران ، 1987 م.

84 - الطبقات الكبرى ، لمحمّد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري ، المعروف ب- : ابن سعد (ت 230 ه) ، دار صادر / بيروت.

85 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، لابن عنبة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني (ت 828 ه) ، تحقيق : محمد حسن آل الطالقاني ، المكتبة الحيدرية / النجف الأشرف ، ط 3 ، 1380 ه.

86 - كتاب العين ، للفراهيدي الخليل بن أحمد (ت 175 ه) ، تحقيق : الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي ، دار الهلال.

87 - العثمانية ، للجاحظ عمرو بن بحر بن محبوب (ت 255 ه).

88 - عيون الأخبار ، للدينوري عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 ه).

89 - عون المعبود شرح سنن أبي داود ، للعظيم آبادي ، محمد شمس الحقّ (ت 1329 ه) ، دار الكتب العلميّة / بيروت ، ط 2 ، 1415 ه.

90 - الغارات ، للثقفي ، إبراهيم بن محمد الكوفي (ت 283 ه) ، تحقيق : السيّد جلال الدين المحدّث ، مطبعة بهمن.

91 - غوامض الأسماء المبهمة ، لابن بشكوال خلف بن عبد الملك (ت 578 ه) ، تحقيق : الدكتور عزّ الدين - محمد كمال الدين ، عالم الكتب / بيروت ، ط 1 ، 1407 ه.

ص: 208

92 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ط 4 ، 1408 ه.

93 - فتح القدير ، للشوكاني محمد بن علي بن محمد (ت 1250 ه) ، عالم الكتب / بيروت.

94 - الفتوحات الإسلامية ، لأحمد زيني دحلان ، ط مصطفى محمد / مصر.

95 - فقه الصادق ، للسيّد محمد صادق الحسيني الروحاني ، مؤسسة دار الكتاب / قم ، ط 3 ، 1414 ه.

96 - قاموس الرجال ، للتستري الشيخ محمد تقي (ت 1416 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين / قم ، 1410 ه.

97 - الكافي ، للكليني محمد بن إسحاق الرازي ، (ت 9 / 328 ه) ، صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية / طهران ، ط 3 ، 1987 م.

98 - الكامل في التاريخ ، للشيباني محمد بن محمد بن عبد الواحد (ت 630 ه) ، تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 2 ، 1415 ه.

99 - الكامل في الضعفاء ، لابن عدي أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 ه) ، تحقيق : الدكتور سهيل زكار - قراءة وتدقيق : يحيى مختار غزاوي ، دار الفكر / بيروت ، ط 3 ، 1409 ه.

100 - كشف اللثام ، للفاضل الهندي بهاء الدين محمد بن الحسن بن محمد الأصفهاني (ت 1137 ه) ، تحقيق : مؤسسة النشر الإسلامي / قم.

101 - كفاية الأحكام ، للسبزواري المولى محمد باقر بن محمد مؤمن (ت 1090 ه) ، مدرسة صدر مهدوي / أصفهان.

102 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، للمتّقي الهندي علاء الدين علي بن حسام (ت 975 ه) ، تحقيق : الشيخ بكري حياني والشيخ صفوت السقّا ، مؤسسة الرسالة / بيروت.

ص: 209

103 - لسان العرب ، لابن منظور الأفريقي المصري محمد بن مكرم (ت 711 ه) ، دار صادر / بيروت ، ط 1.

104 - مآثر الإنافة في معالم الخلافة ، للقلقشندي أحمد بن عبد الله (ت 821 ه) ، تحقيق : عبد الستّار أحمد فراج ، مطبعة حكومة الكويت ، ط 2 ، 1985 م.

105 - المُجدي في أنساب الطالبيين ، للعمري علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي ، تحقيق : الشيخ أحمد المهدوي الدامغاني ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، ط 1 ، 1409 ه.

106 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للهيثمي نور الدين (ت 807 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1408 ه.

107 - مجمع الفائدة والبرهان ، للأردبيلي أحمد (ت 993 ه) ، تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي والشيخ علي الاشتهاردي ، مؤسسة النشر الإسلامي / قم ، سنة 1416 ه.

108 - مجموعة رسائل المرتضى ، للشريف المرتضى (ت 436 ه) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، دار القرآن الكريم / قم ، 1405 ه.

109 - المجموع شرح المهذّب ، للنووي محيي الدين بن شرف (ت 676 ه) ، دار الفكر / بيروت.

110 - المحيط في اللّغة ، للصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت 385 ه) ، تحقيق : الشيخ محمد حسن آل ياسين ، عالم الكتب / بيروت ، 1414 ه.

111 - مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور محمد بن مكرم (ت 711 ه) ، تحقيق : الدكتور نسيب نشاوي ، دار الفكر / دمشق ، ط 1 ، 1405 ه.

112 - مختلف الشيعة ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت 726 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي / قم ، ط 1 ، 1412 ه.

113 - مدينة المعاجز ، للسيّد هاشم البحراني (ت 1107 ه) ، تحقيق : الشيخ عزّة الله المولائي الهمداني ، مؤسسة المعارف الإسلامية / قم ، ط 1 ، 1413 ه.

114 - مرآة العقول ، للشيخ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت

ص: 210

1110 ه) ، دار الكتب الإسلامية / طهران ، 1398 ه.

115 - مروج الذهب ومعادن الجوهر ، للمسعودي علي بن الحسين بن علي (ت 346 ه) ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار المعرفة / بيروت ، ط 1 ، 1402 ه.

116 - مستدرك سفينة البحار ، للشيخ علي النمازي الشاهرودي (ت 1405 ه) ، تحقيق : الشيخ حسن بن علي النمازي ، مؤسسة النشر الإسلامي / قم.

117 - المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري أبي عبد الله محمد ابن عبد الله (ت 405 ه) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1411 ه.

118 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، للميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، ط 2 ، 1408 ه.

119 - المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، للطبري الإمامي ، محمد ابن جرير بن رستم (ت أوائل ق 4) ، تحقيق : الشيخ أحمد المحمودي ، مؤسسة الثقافة الإسلاميّة لكوشانبور ، ط 1.

120 - مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، للنراقي أحمد بن محمد مهدي (ت 1245 ه) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / مشهد ، ط 1 ، 1419 ه.

121 - مسند ابن الجعد ، للجوهري علي بن الجعد بن عبيد (ت 230 ه) ، تحقيق : عبد بن محمد البغوي وعامر أحمد حيدر ، دار الكتب العلمية / بيروت.

122 - مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه) ، دار صادر / بيروت.

123 - المصباح المنير ، للفيومي أحمد بن محمد بن علي المقري (ت 770 ه) ، المكتبة العلمية / بيروت.

124 - المصنّف في الأحاديث ، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي (ت 235 ه) ، تحقيق : سعيد اللحّام ، دار الفكر / بيروت ، ط 1 ، 1409 ه.

125 - المصنّف ، لعبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ه) ، تحقيق :

ص: 211

حبيب الرحمن الأعظمي ، المجلس العلمي / بيروت.

126 - المعارف ، لابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت 276 ه) ، دار الكتب / مصر ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، 1390 ه.

127 - معالم أنساب الطالبيّين في شرح كتاب «سرّ الأنساب العلوية» لأبي نصر البخاري ، للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة ، تحقيق سلمان السيّد هادي آل طعمة ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، 1422 ه.

128 - معالي السبطين ، للمازندراني الحائري محمد مهدي بن عبد الهادي.

129 - مع بطلة كربلاء ، للشيخ محمد جواد مغنية.

130 - المعجم الأوسط ، للطبراني سليمان بن أحمد (ت 360 ه) ، تحقيق : إبراهيم الحسيني ، دار الحرمين.

131 - معجم رجال الحديث ، للخوئي السيّد أبو القاسم الموسوي (ت 1413 ه) ، ط 5 ، 1413 ه.

132 - المعجم الكبير ، للطبراني سليمان بن أحمد (ت 360 ه) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، مكتبة ابن تيمية / القاهرة.

133 - المغني ، لابن قدامة الحنبلي عبد الله بن أحمد بن محمد (ت 620 ه) ، تحقيق : جماعة من العلماء ، دار الكتاب العربي / بيروت.

134 - ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ، للشيخ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1110 ه) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي - وباهتمام السيّد محمود المرعشي ، ط : مطبعة الخيام / قم ، 1406 ه.

135 - ملحقات إحقاق الحقّ ، للسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / قم ، ط 1 ، 1408 ه.

136 - مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب محمد بن علي بن شهرآشوب (ت 588 ه) ، تصحيح وشرح : لجنة من أساتذة النجف ، المطبعة الحيدرية / النجف الأشرف ، 1375 ه.

137 - المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم ، لابن الجوزي عبد الرحمن بن

ص: 212

علي بن محمد (ت 597 ه) ، تحقيق : محمد ومصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ط 1 ، 1412 ه.

138 - المنتقى من السنن المسندة ، لابن الجارود النيسابوري يد الله بن الجارود (ت 307 ه) ، تحقيق : عبد الله عمر البارودي ، مؤسسة الكتاب الثقافية / بيروت ، ط 1 ، 1048 ه.

139 - منتهى المطلب ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 ه) ، مركز البحوث الإسلامية التابعة للروضة الرضوية.

وطبعة الحاج أحمد - تبريز.

140 - من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت 381 ه) ، تحقيق : علي أكبر غفاري ، جماعة المدرسين / قم ، ط 2 ، 1404 ه.

141 - المنمّق في أخبار قريش ، للبغدادي محمد بن حبيب (ت 245 ه) ، صحّحه وعلّق عليه : خورشيد أحمد فاروق ، عالم الكتب / بيروت.

142 - الموطّأ ، لمالك بن أنس (ت 179 ه) ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ط 1 ، 1406 ه.

143 - نسب قريش ، لمصعب بن عبد الله الزبيري (ت 236 ه).

144 - نصب الراية لأحاديث الهداية ، للزيعلي جمال الدين (ت 762 ه) ، تحقيق : أيمن صالح شعباني ، دار الحديث / القاهرة ، ط 1 ، 1415 ه- / 1995 م.

145 - نزهة الأنام في محاسن الشام ، للبدري عبد الله بن محمد المصري الدمشقي (ت 850 ه).

146 - نظم درر السمطين ، للمرندي الحنفي محمد بن يوسف بن الحسن (ت 750 ه) ، سلسلة من مخطوطات مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة ، ط 1 ، 1377 ه.

147 - نهاية الأرب في فنون الأدب ، للنويري البكري أحمد بن عبد الوهّاب (ت 733 ه) ، أُوفسيت عن ط 1 / مصر ، 1351 ه- / 1933 م.

148 - النوادر ، للراوندي فضل الله بن علي الحسني (ت 571 ه) ، تحقيق :

ص: 213

سعيد رضا علي عسكري ، دار الحديث / بيروت ، ط 1 ، 1407 ه.

149 - النوادر ، لأحمد بن عيسى الأشعري (ت 260 ه) ، تحقيق : مؤسسة الإمام المهدي (عج) / قم ، ط 1 ، 1408 ه.

150 - نور الأبصار ، للشبلنجي الشافعي مؤمن بن حسن (ق 3 ه) ، مطبعة عاطف / مصر.

151 - هداية المحدّثين «مشتركات الكاظمي» ، للكاظمي محمد أمين بن محمّد علي (ق 11 ه) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، مطبعة حيدري / طهران.

152 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، للشيخ الحرّ العاملي محمد بن الحسن (ت 1104 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم ، ط 2 ، 1414 ه.

153 - وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، لابن خلكان أحمد بن محمد (ت 681 ه) ، تحقيق : الدكتور عباس فاضل ، دار الثقافة / بيروت ، 1968 م.

154 - ينابيع المودّة لذوي القربى ، للقندوزي الحنفي الشيخ سليمان بن إبراهيم (ت 1294 ه) ، تحقيق : السيّد علي جمال أشرف الحسيني ، دار الأُسوة / قم ، ط 1 ، 1416 ه.

ص: 214

معجم شواهد غريب الحديث (1)

أسعد الطيّب

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي سيّدنا محمّد خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، وعلي آله الطيّبين الطاهرين.

وبعد ..

فإن الحاجة إلي المعاجم والفهارس حاجة أساسيّة لكشف كنوز الفكر والثقافة والتراث، وقد سبق سلفنا إلي صنع معاجم وفهارس احتاجوها في علم الحديث في زمنهم، ككتب أطراف الحديث، وكتب الوفيات في ضبط أوقات وفيات المحدّثين، وهي فهارس محضة تدلّ الباحث فيها علي مراده في سرعة ويسر بمقياس ذلك الزمان.

واليوم فإنّ الحاجة إلي المعاجم والفهارس أصبحت ضرورة لا بدّ منها؛ لمعرفة ما في تراثنا من المعارف والمعلومات، فنشأت - بضرورة الزمن - معاجم الألفاظ التي تفهرس كلّ لفظة وردت في كتاب المطلوب

ص: 215

فهرسته، وآختصّت هذه المعاجم بالقرآن الكريم وكتب الحديث والكتب المهمّة جدّاً، مثل نهج البلاغة والصحيفة السجاديّة.

ومعاجم أُخري استحدثت في هذا الزمن، وهي معاجم الشواهد الشعريّة، وكان أسبقها معجم شواهد العربيّة لعبد السلام محمّد هارون، وهو مختصّ بكتب النحو.

ثمّ أخذت المعاجم تتري في هذا الباب ، مثل معجم شواهد البلاغة، والمعجم المفصّل في شواهد اللّغة، وغيرهما. وقد شاء اللّه لهذا النوع من المعاجم الذيوع والانتشار.

وقد جلت بقلمي في هذا الميدان ، فصنعت قبل عدّة سنين معجم شواهد علوم القرآن الكريم ، جمعت شواهده الشعريّة من ثلاثين كتاباً أساسيّاً من كتب تراثنا، استغرفت فترة طويلة من تاريخنا، من سنة 207 ه- إلي سنة 791 ه. وقد تمّ والحمد للّه.

وقد استحدثت له طريقة في ترتيب أشاره غاية في اليسر والسرعة ، سيأتي الحديث عنها ..

وبعد أن وفّقني اللّه جلّ جلاله لإتمامه رأيت أن أشفعه بمعجم أكسره علي غريب الحديث النبويّ الشريف، وتمّ لي ما أردت بفضل اللّه تعالي ومَنّه، وكان هذا المعجم الماثل بين أيدينا.

وقد اتّبعت في فهرسة أشعاره فهرسة سابقه، وإليك ما قلت هناك مع تغيير يناسب المقام، واللّه المعين.

قلت :

وطال تقليبي لظهر هذا الأمر وبطنه؛ لأنّي أريد لمعجمي اليُسر

ص: 216

والسهولة للباحثين والقرّاء، إلي أن استقرّ رأيي علي ترتيب الراغب في مفردات ألفاظ القرآن ، فوجدته من بين المعاجم ذا الترتيب الأيسر الأسهل، وقد سارت علي ترتيبه جميع المعاجم العربيّة الحديثة، فرأيت اتّباع ترتيبه ... ولكن معكوساً!

أمّا الترتيب الكلّي لهذا المعجم، فقد كسرته علي ثلاثين باباً : ثمانية وعشرين للحروف، من الهمزة «ء» إلي الياء «ي» ، ثمّ باباً للألف المقصورة «ي» ، ثمّ باباً لأجزاء الأبيات.

وقد رتّبت الرجز مع الشعر في كلّ باب، وقبل الرجز وضعت علامة النجمة«*».

وأمّا الترتيب الجزئي، فكما يلي :

1 - يكتب البيت كاملاً.

2 - تُرَتّب كتب غريب الحديث ترتيباً تاريخيّاً حسب وفيات مصنّفيها.

3 - ترتّب المعلومة الواحدة هكذا : اسم الكتاب، ثمّ رقم الجزء والصفحة «مثلاً 1/20» ثمّ الباب أو الفصل أو مجموع أحاديث فلان أو المادّة، ثمّ اسم الشاعر إن وجد، ثمّ ما استشهد به صاحب الكتاب من صدر بيت أو قطعة منه أو كلمة، ثمّ الاختلاف في الرواية عن البيت المصدّر قبل ذكر كتب الغريب مع ذكر رقم البيت المختلف، ثمّ الإفادات والزيادات إن وجدت.

4 - ترتّب الأبواب علي حروف الهجاء، ثمّ تقسّم إلي أربعة فصول؛ مثلاً :

الباب الأوّل : قافية الهمزة.

ص: 217

الفصل الأوّل : قافية الهمزة الساكنة.

الفصل الثاني : قافية الهمزة المفتوحة.

الفصل الثالث : قافية الهمزة المضمومة.

الفصل الرابع : قافية الهمزة المكسورة.

الباب الثاني : قافية الباء.

وهكذا ...

5 - ترتّب القوافي علي حرف الرويّ ، ثمّ الحرف الذي يسبقه، ثمّ الأسبق، وهكذا رجوعاً إلي أن يتميّز أحد البيتين عمّا قبله أو بعده، وهو ماقتله من قبل : ترتيب مفردات ألفاظ القرآن معكوساً.

6 - وقد اتّبعت في الحروف التي تترك بعد حرف الرويّ ما ذكره مصنّفو كتب فنّ القافية ..

وأمّا ما قبل حرف الرويّ، فقد سرت علي هذا النظام :

أ - ألف ولام التعريف «أل» تلغي، إلّا إذا سبق هذه اللّام حرف يَحذف ألفها؛ مثل : لِلبيت.

ب - الألف المحذوفة إملاءً تعتبر موجودة؛ مثل : للرحمن، إله، هذا ، وهذا خاصّ بكلمة القافية فقط.

ج - علامات الإعراب لا تعتبر.

د - الحرف المشدّد حرف واحد.

ه- - الخالي من «أل» التعريف يقدّم علي المعرّف بها.

و - اعتبار الكلمة بلفظها لا بمعناها.

ز - الهمزة علي أيّ حرف وقعت - ء أ ؤ ئ - فهي همزة.

ح - تعتبر الألف المقصورة ألفاً.

ص: 218

ط - ترتّب حروف الرويّ هكذا :

ء ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه- وي ي «الألف المقصورة».

وترتّب الحروف قبل الرويّ هكذا :

آ ء ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه- وي ..

وهاك عدّة أمثله من هذه القوافي في قافية الهمزة :

الفصل الثاني : قافية الهمزة المضمومة :

آءُ. الظباءُ. الإتاءُ. الشتاءُ.

7 - يستشهد صاحب الكتاب كثيراً ببيتين أو ثلاثة أبيات أو أكثر، فالترتيب في هذا المعجم يكون للبيت الأوّل، أمّا الأبيات الباقية فأصنع لها إحالات توضع في مكانها ضمن الترتيب المذكور في الفقرة الخامسة؛ وإليك مثلاً من ذلك :

لَئِنْ كانَت الدُّنْيا له قد تَزَيَّنَتْ

علي الأَرضِ حتّي ضاقَ عنها فَضاؤُها

لقد كان حُرّاً يَسْتَحِي أّن يَضِيمَهُ

أَلا تِلكَ نَفْسٌ طِينَ مِنها حَياؤُها

فالبيت الأوّل - مع الثاني - يرتّب حسب كلمة «فضاؤُها» ، والبيت الثاني يحال علي البيت الأوّل، هكذا :

أَلا تِلكَ نَفْسٌ طِينَ مِنها حَياؤُها

= علي الأَرْضِ حتّي ضاقَ عنها فَضاؤُها

ويرتّب ضمن المعجم حسب كلمة «حياؤُها».

ص: 219

8 - إذا استشهد أحد أصحاب كتب غريب الحديث بجزء بيت - صدر أو قطعةٍ منه أو كلمةٍ - ولم يكن البيت من الأبيات التي عرفت فوافيها، يؤخّر هذا الجزء المستشهَد به إلي آخر الباب الثلاثين : أجزاء الأبيات التي لم تُعرف قوافيها ..

وأمّا إذا استشهد بعجز بيت، فإنّه يأخذ مكانه، كما فيالفقرة الخامسة، وتوضع في مكان الصدر الذي لم نعرفه عدّة نقاظ؛ فإن عرفنا الصدر وضعناه وأشرنا إلي أنّ المفسّر استشهد بعجز البيت فقط ، كما في الفقرة الخامسة أيضاً.

الكتب المعتمدة في هذا المعجم :

وإليك قائمة بأسمائها، مرتّبة حسب وفيات مؤلّفيها، مع تعريف مفصّل بها :

1 - غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (224 ه).

طبع دائرة المعارف العثمانيّة بحيدر آباد الدكن في الهند، في السلسلة الجديدة لمطبوعاتها، برقم 92 / 1 - 4 ، سنة 1384 / ه- / 1964 م ، 4 مجلّدات.

وطريقته : «حديث فلان، حديث فلان».

ويجيء في هذا المعجم باسم : «غريب الحديث - لابن سلام -».

2 - غريب الحديث، لأبي محمّد عبداللّه بن مسلم قتيبة الدينوري الكوفي البغدادي (- 276 ه).

تحقيق الدكتور عبداللّه الجبوري، نشر وزارة الأوقاف في الجمهوريّة العراقيّة، في سلسلة إحياء التراث الإسلامي، الكتاب 23، الطبعة الأولي

ص: 220

1397 ه- / 1977 م ، مطبعة العاني، 3 مجلّدات.

وطريقته : «حديث فلان، حديث فلان» ، وعناوين أُخر، مثل : «تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات».

ويجيء في هذا المعجم باسم : «غريب الحديث - لابن قتيبة -».

3 - غريب الحديث، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، (- 285 ه).

تحقيق الدكتور سليمان بن إبراهيم بن محمّد العايد، نشر جامعة أُمّ القري، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، كليّة الشريعة والدراسات الإسلامية مكّة المكرّمة، سلسلة من التراث الإسلامي، الكتاب الرابع والثلاثون، طبع دار المدني في جدّة، الطبعة الأُولي 1405 ه/ 1985 م.

والموجود الباقي من الكتاب هو المجلّد الخامسة، وضاعت المجلّدات الأربعة الأُولي، 3 مجلّدات.

وطريقته : «حديث فلان - رقم الحديث - المادّة اللغويّة».

ويجيء في هذا المعجم باسم : «غريب الحديث - للحربي -».

4 - غريب الحديث، لأبي سليمان حَمْد بن محمّد بن إبراهيم بن الخطّاب البستي الشافعي الخطّابي - نسبة إلي زيد بن الخطّاب بن نفيل، أخي عمر بن الخطّاب الخليفة - (- 388 ه).

تحقيق عنبدالكريم إبراهيم العزباوي، نشر جامعة أُمّ القري، كليّة الشريعة والدراسات الإسلاميّة مكّة المكرّمة، سلسلة من التراث الإسلامي، الكتاب السابع عشر، طبع دار الفكر في دمشق ، الطبعة الأُولي 1402 - 1403 ه- / 1982 - 1983 م، 3 مجلّدات.

ص: 221

وطريقته : «حديث فلان. حديث فلان».

ويجيء في هذا المعجم باسمك «غريب الحديث - للخطّابي -».

5 - الغريبين في القرآن والحديث، لأبي عبيد أحمد بن محمّد الهروي (- 401 ه).

تحقيق أحمد فريد المزيدي ، نشر مكتبة نزار مصطفي الباز في المملكة العربيّة السعوديّة، والمكتبة العصريّة في صيدا بلبنان، الطبعة الأُولي 1419 ه- / 1999 م، 6 مجلّدات، أرقام صفحاتها متسلسلة إلي 2063 صفحة.

طريقته : مرتّب علي الموادّ اللغوية.

يجيء في هذا المعجم باسم : «الغريبين».

6 - المجازات النبويّة، لأبي الحسن محمّد بن الحسين الموسوي، المعروف ب- : الشريف الرضي (- 404 ه).

تحقيق الدكتور طه محمّد الزيني، الأُستاذ بالأزهرن طبع مؤسّسة الحلبي في مصر، وقد طمس ناشر الكتاب بالأوفست مشخصات الطبعة الأُولي ، مجلّد واحد.

طريقته : يسوق أحاديث مختلفة، كلّ حديث مستقلّ.

يجيء في هذا المعجم باسم : «المجازات النبويّة».

7 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، لأبي موسي محمّد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسي أحمد المديني الحافظ (- 581 ه).

تحقيق عبدالكريم العزباوي، نشر جامعة أُمّ القري، مركز البحث العمليم وإحياء التراث الإسلامي، كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية مكّة المكرّمة، سلسلة من التراث الإسلامي ، الكتاب الخامس والاربعون، طبع

ص: 222

دار المدني في جدّة، الطبعة الأولي 1406 ه- / 1986 م، 4 مجلّدات.

وطريقته : مرتّب علي الموادّ اللغوية.

ويجيء في هذا المعجم باسم : «المجموع المغيث».

8 - الفائق في غريب الحديث، لمحمود بن عمر الزمخشري، المقلّب ب- : «جار اللّه» (- 583 ه)، صاحب تفسير الكشّاف.

تحقيق علي محمّد البجاوي، ومحمّد ابوالفضل إبراهيم، وهي الطبعة المحقّقة الأُولي، وقد طمست دارالفكر - التي أعادت طبع الكتاب بالأُوفست - مشخّصات الكتاب، 4 مجلّدات.

طريقته : «حرف الجيم - الجيم مع الدال».

يجيء في هذا المعجم باسم : «الفائق».

9 - غريب الحديث، لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمّد ابن علي بن الجوزي (- 597 ه).

تحقيق الدكتور عبدالمعطي أمين قلعجي، نشر دار الكتب العلمية في بيروت، الطبعة الأولي 1405 ه/ 1985 م، مجلّدان.

طريقته : «حرف الفاء - الفاء مع الدال».

يجيء في هذا المعجم باسم : «غريب الحديث - لابن الجوزي -».

10 - النهاية في غريب الحديث والأثر، لأبي السعادات مجد الدين المبارك بن محمّد بن محمّد ، المعروف ب- : ابن الأثير الجزري (- 606 ه).

تحقيق طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمّد الطنّاحي، تاريخ مقدّمة المحقّقين للكتاب : 1383 ه/ 1963 م، 5 مجلّدات.

طريقته : مرتّب حسب الموادّ اللغويّة.

يجيء في هذا المعجم باسم : «النهاية».

ص: 223

11 - مجمع البحرين ومطلع النيّرين، لفخر الدين الطريحي (- 1087 ه).

تحقيق السيّد أحمد الحسيني، مقدّمة المحقّق بتاريخ 1359 ه، 6 مجلّدات.

طريقته : مرتّب حسب الموادّ اللغويّة.

يجيء في هذا المعجم باسم : «مجمع البحرين».

هذا ،وأسأل اللّه مجيب الدعوات أن يغفر لي ولو الدّين وأن يرحمهما كما ربّياني صغيراً، وأن يجزيهما بالإحسان إحساناً وبالسيّئات عفواً وغفراناً ، إنّه هو الغفور الرحيم.

والحمد للّه أوّلاً وآخراً.

ص: 224

الباب الأوّل

قافية الهمزة

الفصل الأوّل

قافية الهمزة الساكنة

والنّاعِجاتِ المُسْرِعاتِ النَّجاءْ

= وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُهُ لِلفَناءْ

ذو طُرَّةٍ ناشٍ ولا ذُو رِداء

= وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُهُ لِلفَناءْ

يَجْتَهِدِ الشَّدَّ بِأَرْضٍ فَضاءْ

= وكلُ خَلْقٍ عُمْرُهُ لِفَناءْ

لم تُزْرغِ الأَمطارُ بَقْلاً بِماءْ

= وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُهُ لِلفَناءْ

ليس لِشَيْءٍ غَيرِ تَقْوَي جَداءْ

وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُهُ لِلفَناءْ

إِنّ أَبا بَكْرٍ هو العُشْبُ إِذ

لم تُرْزغِ الأَمطارُ

بَقْلاً بِماءْ

المُعْطِيَ الجُرْدَ بأَرْسانِها

والنّاعِجاتِ المُسْرِعاتِ النَّجاءْ

واللّهِ لا يُدرِكُ أَيّامَهُ

ذو طُرَّةٍ ناشٍ ولا ذُو رِداء

من يّسْعَ كي يُدرِكَ أَيّامَه

يَجْتَهِدِ الشَّدَّ بأَرْضٍ فَضاءْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 20، حديث عمر بن الخطّاب ، خفاف ابنندبة السلمي ، وفيه

: 2 لم «لم تزرع».

المجموع المغيث 1 : 306، ج د ا، خفاف بن

ندبة ، وفيه : 2 - «هو الغيث إذا».

الفائق

1 / 194 ، حرف الجيم - الجيم مع الدال، خفاف بن ندبة السلمي ، وفيه : 2 - «هوالغيث».

النهاية

1 / 249، ج د ا، خفاف بن ندبة ، يمدح أبابكر، البيت الأوّل، وفيه : 1 - «جَدا ...

لِلفَنا» بدون همزة.

وكرّر

عجز البيت الثالث 5/ 80، ن ع ج، خفاف بن ندبة، وفيه : المسرعات بالنجا».

ص: 225

الفصل الثاني

قافية الهمزة المفتوحة

مَلَكْتُ كَفِّي فأَنهرْتُ فَتْقَها

يَرَي قائِمٌ مِنْ دُونِها ما وَراءَها

الغريبين

6/1899 ، ن ه- ر ،قيس ابن الخطيم.

طَعَنْتُ آبنَ عَبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ

ثائِرِ

لها نَفَذٌ لَو لا الشَّعاعُ أَضاءَها

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 568 ، حديث أبي بكر، قيس بن الخطيم، يصف طعنة.

وكرّرره

1 / 277، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك ، قيس بن الخطيم.

وكرّره

2 / 277، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك، قيس بن الخطيم

إِنّا إذا ما مُمْتَرُو الحَرْبِ بَلَّحُوا

نُقِيمُ بِآسادِ العَرينِ لِواءَها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 203، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قيس بن الخطيم.

ص: 226

الفصل الثالث

قافية الهمزة المضمومة

أَصَكَّ مُصَلَّم الأُذُنينِ

أَجْنَي له بالسِّيِّ تَنُّومٌ واَءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 86، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، زهير ، يذكر الظليم.

* وظَلَّ منه هَرِجاً حِرْباؤُهْ

= في يَومِ قَيْظٍ رَكَدَتْ جَوْزاؤُهْ

عَنَنَاً باطِلاً وظُلْماً كما تُعْ-

-تَرُ عَن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 196، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث بن حلّزة اليشكري، يذكر

قوماً أخذوهم بذنب غيرهم.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 278، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث غريب الحديث - للحربي -

1 / 209، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السادس - ع ت ر، الحارث بن حلّزة،

وفيه : «يُعتر».

وكرّره

1 / 235، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث التاسع - ح ج ر ن الحارث بن حلّزة،

بالرواية السابقة.

الغريبين

4 / 1224 ، ع ت ر، ابن حلّزة.

الفائق

2 / 280، حرف الصاد - الصاد مع الباء، ابن حلّزة.

هُنالِكَ لا أُبالِي نَخْلَ سَقْي

ولا بَعْلٍ عَظُمَ الإِتاءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 69، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عبدالله بن رواحة.

المجازات

النبويّة : 287 ح 218، عبدالله بن رواحة، وفيه : «أبالي طّلْعَ بَعْلٍ ولا سقي

... الإناءُ».

إذا نَزَلَ الشِّتاءُ بِأَرْضِ قَوْم

تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 466، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

ص: 227

الطوال والوفادات - حديث أُمّ معبد،

الحطيئة، وفيه : «الشِّتاء بجازِ».

الغريبين

3 / 971، ش ت ت ، الحطيئة.

إذا بَلَغَ الفَتَي مِائَتَئْنِ عاماً

فقد ذَهَبَ اللَّذاذَةُ والفَتاءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 289، أحاديث عمران بن الحصين.

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 945، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أُسامة بن زيد - الحديث

الثامن - ف ت.

لَهُم أَذْرُعٌ بادٍ نَواشِرُ لَحْمِها

وبَعضُ الرِّجِّالِ في الحُرُوبِ غُثاءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 97، حديث الحسن بن أبي الحسن (البصري)، المُكَعْبر الضبّي.

هُدُوَّاً لأياً ما اسْتَقَلُّوا

لِوِجْهَتِهِمْ وقد تَلَعَ الضَّحاءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 238، تفسيرغريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بشر بن أبي خازم.

الفائق

3 / 244، حرف الكاف -

الكاف مع الباء، بشر بن أبي خازم.

نُوَلِّيها

المَلامَةَ إِن أَلامَتْ

إذا

ما كان مَغْثٌ أو لِحاءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 132، حديث عثمان، حسّان.

يَعِيشُ المّرْءُ ما آسْتَحْيي بِخَيْرٍ

ويّبْقَي العُودُ ما بَقِيَ اللَّحاءُ

المجازات

النبويّة : 106 ح 73.

أُنِيخُها

ما بَدَا لي ثمّ أَبْعَثُها

كَأَنّها

كاسِرٌ في الجَوِّ فَتْخاءُ

304،

حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عجزه.

ودَعَوْتُ رَبِّي بِالسَّلامةِ جاهِداً

لِيُصِحَّنِي فإذا السَّلامَةُ داءُ

المجازات

النبويّة : 431 ح 348، لبيد بن ربيعة.

المجموع

المغيث 3 / 495، ه- ر م، النمر بن تولب.

يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيها أَنِيضٌ

أَصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 134، غريب حديث عبدالله بن

ص: 228

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (16)

عبّاس - الحديث الثالث - ل ج.

فحقَّ لِكُلِّ مُحْصَنَةٍ هِداءُ

= أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أَم نِساءُ

وإن شَرّاً كما مُثِلَ الحِذاءُ

= وكُلُّ صَحابةٍ لَهُمُ جَزاءُ

علي أَهْلِها والمُقْتِرُونُ بُراءُ

= فَأَنْتَ إِذاً والمُقْتِرُونَ سواءُ

أو نَقَشْتُمْ فالنَّقشُ يَجْشَمُهُ النّا

سُ وفيه الصَّحاحُ والأَبراءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 201، حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث بن حلّزة، يعاتب قوماً.

أَم عَلَيْنا جَرّا حَنِيفَةَ أَم ما

جَمَّعَتْ مِن مُحارِبٍ غَبْراءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 465، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث بن حلّزة

إذا أَنا لم آمَنْ عَلَيكَ ولم يَكْنْ

لِقاؤُكَ إِلّا مِن وَراءُ وَراء

الفائق

3 / 93، حرف الفاء - الفاء مع الدال ، من نسخة «ش» وكتبه المحقّق في التعليق.

جّزّي اللهُ الموَالِيَ مِنك نَصْفاً

وكُلُّ صَحابةٍ لّهُمُ جَزاءُ

بِفِعلِهمُ فإِن خَيْراً فخَيرُ

وإن شَرّاً كما مُثِلَ الحِذاءُ

الفائق

3 / 345، حرف الميم - الميم مع التاء، أنشد بن الأعرابي لمسلم بن معبَد الوالبي.

هَجَوْتَ مُحَمَّداً فأَجَبْتُ عنهُ

وعندَ اللهِ في ذاكَ الجَزاءُ

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 1093، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي عمّار - الحديث الرابع،

ه- ج ا.

* في يَومِ قَيْظٍ رَكَدَتْ جَوْزاؤُهْ

وظَلَّ منه هَرِجاً حِرْباؤُهْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 321، حديث عبدالله بن عمر بن الخطّاب، أبو النجم.

الفائق

2 / 52، حرف الراء - الراء مع الدال، أبو النجم.

وإِنّ كَنائِني لَنِساءُ صِدْقٍ

فما أَلَّي بَنِيَّ ولا أَساؤَوا

ص: 229

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 518، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الربيع بن ضبع الفزاري،

وفيه : «وما ألّي».

الفائق

1 / 65، حرف الهمزة - الهمزة مع الواو ، الربيع بن ضبع الفزاري.

آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفزَعَها القُنَ-

-اصُ عَصْراً وقد دَنا الإِمْساءُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 180، ذكر الألفاظ في الفقه والأحكام وآشتقاقها - الأذان،

الحارث بن حلّزة.

وما أّدرِي وسَوفَ إخالُ أَدْري

أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أَم نِساءُ

فإِنْ تَكُنِ النِساءُ مُخَبَّآتٍ

فّحقَّ لِكُلِّ مُحْصَنَةٍ هِداءُ

غريب

الحديث، لابن سلام - 2 / 187، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زهير، البيت الثاني.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 526، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، البيت الأوّل.

المجموع

المغيث 2 / 767 ، ق وم ، زهير، البيت الأوّل.

الفائق

1 / 60 ، حرف الهمزة - الهمزة مع النون، زهير، عجز البيت الأوّل.

مجمع

البحرين 6/ 147، ق وم ، زهير ، البيت الأوّل.

تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ

تُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ

المجموع

المغيث 3/ 130 ، ل ط م، حسّان، عجزه، وفيه : «يُلَطِّمُهُنّ».

وكرّر

صدره 3 / 216، م ط ر، حسّان.

الفائق

2/ 365، حرف الطاء - الطاء مع اللام، حسّان.

النهاية

3 / 137 ، ط ل م ، عجزه، وفيه : «تُلَطِّمُهُنّ» ، وذكر الرواية المشهورة «تُلَطِّمُهُنّ».

وكرّر

عجزه 4/ 201، ل ط م، حسّان ، وفيه : «يُلَطِّمُهُنّ» ، وقال : ويروي : «يُلَطِّمُهُنّ».

وكرّر

البيت 4/ 339، م ط ر، حسّان، وفيه : «يُلَطِّمُهُنّ».

فإنْ تَكَ قُرْحَةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ

فإِنّ اللهَ يَشّفي مَن يَشاءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 /

ص: 230

171، حديث عبدالرّحمن بن محمّد ابن الأشعث،

أنشد الأصمعي.

الفائق

1 / 269، حرف الحاء - الحاء مع الدال.

لَئِن كانَت الدٌّنْيا له قد تَزَيَّنَتْ

علي الأرْضِ حتّي ضاقَ عنها فَضاؤُها

لقد كان حُرّاً يَسْتَحِي أَن يَضِيمَهُ

أّلا تِلكَ نَفْسٌ طِينَ مِنها حَياؤُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 225، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنشد الأحمر. وفي نسخة

منه : «طِين فيها».

مَسا مِيحُ الفَعالِ ذَوُو أَناةٍ

مَراجِيحٌ وأَوجُهُهُمْ وِضاءُ

مجمع

البحرين 1 / 441 ، وض ا، عجزه.

وكرّر

البيت 1 / 465 ، ون ا.

وكرّر

صدره 2 / 374 ، س م ح.

وله رَبابٌ هَيدَبٌ لِرَفِيفِهِ

قَبْلَ التَّبَعُّقِ دِيمَةٌ وَطْفاءُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 236 ، حديث عبداللّه بن مسعود، ابن مُطير، يصف مطراً.

أَذلِكَ أَم أَقَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ

عَليهِ مِن عَقِيقَتِهِ عِفاءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2 / 128، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زهير.

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 46، مسند عبدالله بن عبّاس- الحديث الأوّل - ع ق.

تَحَمَّل أَهْلُها مِنها فَبانُوا

علي آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 389، حديث صفوان بن محرز ، زهير.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 693، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زهير بن أبي سُلمي،

وفيه : «فبادوا ... آثار ما ذهب».

وجِبْريلٌ رَسُولُ اللهِ فِينا

ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءُ

المجموع

المغيث 3 / 56، ك ف أ، عجزه.

الفائق

3/ 268، حرف الكاف - الكاف مع الفاء.

النهاية

4 / 181، ك ف أ، حسّأن، عجزه.

ص: 231

أَيُّها الشّامِتُ المُقَرِّشُ عنّأ

عندَ عَمْرٍو ، وهَل لِذاكَ بَقاءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 37 ، تفسيرغريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والحارث بن حلّزة.

كأَنَّ دَنانِيراً علي قَسَماتِهِمْ

وإن كان قد شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ

الغريبين

5 / 1544 ، ق س م.

جَرَتْ سُنُحاً فقَلتُ لها أَجِيزِي

نَوًي مَشْمُولَةً فَمَتَي اللِّقاءُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 517، حديث شريح بن الحارث القاضي ، زهير.

المجموع

المغيث 2 / 531، ع ي ف.

فإِنَّ أَبي ووالِدَهُ وعِرْضِي

لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ وِقاءُ

غريب

الحديث، للخطّابي - 2 / 489 ، حديث عمرو بن العاص، حسّان.

الغريبين

4 / 1254 ، ع ر ض، حسّان.

النهاية 3 / 209، ع ر

ض ، حسّان.

فِإِنَّ الحَقَّ مَقطعُهُ ثَلاثٌ

يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جِلاءُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 123، غريب حديث عبدالله بن عبّاس - الحديث الثالث - ج ل ، زهير.

ذبِأرِزَةِ الفَقارَةِ لم يَخُنْها

قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 38، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زهير.

الغريبين

2/ 606، خ ون ، زهير.

حَشَي رَهْطِ النَّبِيِّ فإِنَّ مِنهُمْ

بُحُوراً لا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ

الغريبين

2 / 450 ، ح ش ا.

فَذِرْوَةُ فالجَنابُ كأَنَّ خُنْسَ النَّ-

-عاجِ الطّاوِياتِ بها مُلاءُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 337، غريب حديث عبدالله بن عبّاس - الحديث السادس عشر - م

ل ، زهير.

زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ من ضَرَ بَ العَيْ-

-رَ مَوالٍ لَنا وأَنّا الوَلاءُ

ص: 232

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 315، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث بن حلّزة.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 417، حديث أبي هريرة، الحارث بن حلّزة.

وفي

نسخة «د» : «موالي لنا».

كأَنَّ بَريقَهُ بَرَقانُ سَحْلٍ

جَلَا عن مَتْنِهِ حُرُضٌ وماءُ

الفائق

2 / 159 ، حرف السين - السين مع الحاء.

فَتُجْمَعُ أَيْمُنٌ منّا ومِنكُمْ

بِمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بِها الدِّماءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 406 ، أحاديث عروة بن الزبير، زهير.

الغريبين

6 / 2059، ي م ن، زهير.

مُكْفَهِرًاً على الحَوادِثِ

لا يّرْ

تُوهُ للدَّهْرِ مُؤبِدٌ صَمّاءُ

غريب

الحديث - لا بن سلام - 4 / 138، أحاديث معاذ وذكر الجبل الحارث بن حلّزة، وذكر الجبل

وآرتفاعه.

الغريبين

3 / 713 ، ر ت و ، الحارث بن حلّزة.

يُبارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ

علي أَكْتافِها الأَسَلُ الظِّماءُ

النهاية

1 / 123، ب ر ا، حسّان.

وكرّر

صدره 3 / 30، ص ع د، حسّان.

يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويَرُشُّ أَرْيَ ال-

-جَنُوبِ علي حَواجِبِها العَماءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2 / 8، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زهير، يذكر ظِباءً.

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 758، غريب ما روي الموالي - حديث زيد بن حارثة - ور ي.

وكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدِي بنا أَعْ-

-صَمَ يَنجابُ عَنْهُ العَماءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2 / 8، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الحارث ابن حلّزة اليشكري.

ولا سقي وإن عَظُمَ الإِناءُ

= ولا بَعْلٍ وإِن عَظُمَ الإِتاءُ

ص: 233

وآنَيْتُ العَشاءَ إِلي سُهَيل

أَو الشِّعْرَي فَطَالَ بِيَ الأناءُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 75، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الحطيئة.

وكرّره

4 / 60، أحاديث عبدالله بن مسعود ، الحطيئة، وفيه : «وأكريت العّشاء» ويروي : «وآنَيْت

العَشاء».

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/ 90، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الحطيئة، وفيه : «وأَكْرَيتُ

العّشاء».

غريب

الحديث - للحربي - 2/ 577، غريب حديث عبدالله بن عبّاس - الحديث الخامس والأربعون

س م ك ، الحطيئة.

الغريبين

1 / 117 ، أ ن ي.

الفائق

1/ 60، حرف الهمزة - الهمزة مع النون ، الحطيئة.

كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ

= حَياؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الحَياءُ

ليتَ شِعْري وأَينَ مِنِّيَ لَيْتٌ

إِنَّ لَوّاً وإِنَّ لَيتاً عَناءُ

المجموع

المغيث 1 / 101 ، أ ن ن ، «إنّ لوّاً، وإنّ ليتاً» فقط.

الفائق

1 / 64، حرف الهمزة - الهمزة مع النون ، عجزه.

تَقُولُ لهُ الظَّعِينَةُ أَغَنِ عَنِّي

بَعِيرَكَ حيثُ ليس بهِ غَناءُ

الغريبين

3 / 1391، غ ن ا ، النابغة.

يَجُرُّونَ البُرُودَ وقد تَمَشَّت

حُمَيّا الكَأسِ فِيهِم والغِناءُ

الغريبين

5/ 1458 ، ف ض ل، زهير، صدره.

* إذا جَرَي بينَ الفَلا رَهاؤهْ

وخَشَعَتْ من بُعْدِهِ أَصْواءُهُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 533، تفسير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والفوادات -

حديث لقيط بن عامر وافد بني المنتفق، رؤبة، وذكر السراب.

الفائق

4 / 106، حرف الهاء - الهاء مع الضاد، رؤبة.

بَسَأْتَ بِنَيْئِها وَجَوِِيتَ عَنها

وعِندِي لو أَرَدْتَ لها دَواءُ

ص: 234

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 435 ، أحاديث إبراهيم النخعي، زهير.

إذا كُنْتَ ذا مالٍ ولم تَكُ مُنْفِقَاً

فَأَنْتَ إذاً والمُقْتِرُون سواءُ

علي أّنَّ لِلأَموالِ يَوماً تِباعَةٍ

علي أَهْلِها والمُقْتِرونَ بُراءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 88 ، تفسير

غريب

حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* وخَشَعَتْ من بُعْدِهِ أَصْواءُهُ

= إِذا جَرَي بينَ الفَلا رَهاؤُهْ

واُعْرِضُ عن مَطاعِمَ قد أَراها

تَعَرَّضُ لِي وفي البَطْنِ انْطِواءُ

الغريبين

2 / 547، خ ر ف.

كيف نَوْمِي علي الفِراشِ ولَمّا

تَشْمَلِ الشَّامَ غارَةٌ شَعْواءُ

الغريبين

5/ 1661 ، ك ي ف.

وبَلْدَةٍ قالِصَةٍ أَمْواؤُها

الفائق

3 / 393 ، حرف الميم - الميم مع الواو.

أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي

فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 335، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك، حسّان بن ثابت.

المجموع

المغيث 3 / 275، ن خ ب ، حسّان.

* أَلا تِلكَ نَفْسٌ طِينَ مِنها حَياؤُها

= علي الأرضّ حتّي ضاقَ عنها فَضاؤُها

أَأَطْلُبُ حاجَتِي أَم قد كَفانِي

حَياؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الحيّياءُ

إذا أَثْنَي عليكَ المَرْءُ يَوماً

كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 710، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أُميّة بن أبي الصلت،

يمدح عبداللّه بن جُدحان.

مجمع

البحرين 1 / 141، د ع ا، البيت الثاني.

مَوْتُ التَّقِيّ حياةٌ لا آنْقِطاعَ لها

قد ماتَ قَومٌ وهُم في النّاس أَحياءُ

المجموع

المغيث 3 / 237 ، م وت.

ص: 235

بُدِّلْتُ مِن جِدَةِ الشَّبِيَبةِ وال-

أَبْدالُ ثَوبُ المَشِيبِ أَردَؤُها

مُلاءَةً غَيْرَ جِدِّ واسِعَةٍ

أَخِيطُها تارَةً وأَرْفَؤُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 296 - 297، تفسير غيريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

المجموع

المغيث 1/ 780،

ر ف أ، البيت الثاني، وفيه : «عِمامةً غير».

أَكْرَم

ضَنْءٍ وضِءْضِيءٍ غُرِسا

في

الحَيّ ضِؤْضِؤُها ومَضْنَؤُها

الفائق

2 / 325، حرف الضاد - الضاد

مع الهمزة، حفص الأُموي، الضاد مع الهمزة ، حفص الأُموي، وفيه : «ضئضيؤو مضاؤُها»

، وفي نسخة «ه» : «ومضناها».

ص: 236

الفصل الرابع

قافية الهمزة المكسورة

يا لَقَومي لِلسَّوْأَةِ السَّوْءاءِ

= في شَرابٍ ونِعْمَةٍ وشِواءِ

وإذا تَتَبَّعَتِ الجّلائِفُ مالَنا

خُلِطَتْ صَحِيحَتُنا إلي جَرْبائِهِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 180، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* زَمْزَمةُ المَجُوسِ في حِجائِها

الغريبين

2/ 412 ، ح ج ي، عن ابن الأَعرابي ، وفيه : «حجايها».

* فاضْرِبْ وُجُوهَ الغُدُرِ الأعداءِ

حتّي يُجِيبُوك إلي السَّواءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 187، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

أَنتَ آبنُ مُعْتلَجِ البِطا

حِ كُدَيِّها وكَدائِها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 385 ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه

: «أنا ابن».

المجموع

المغيث 3 / 24، ك د ا.

*منه بِمَخْضُوبَينِ مِن صَفرائِهْ

= يُبادِرُ الحَوْضَ إلي إِزائِهْ

بّيْضاءَ تَصْطادُ العَفِيفَ وتَسْتَبِي

بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِم القُرّاءِ

والمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفِتْيانِ النَّدَي

خُلُقُ الكَريمِ وليسَ بِالوُضّاءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 264 - 265 ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنشدني أبو صدقة المنيري.

كان الذي يَشْخَصُ مِن وَرائِهِ

= إذا عَلَا الزِّيزاءَ مِن زِيزائِهِ

يُبادِرُ الحَوْضَ إِلي إِزائِهْ

منه بِمَخْضُوبَينِ مِن صَفرائِهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/83، تفسير غريب حديث

ص: 237

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي كُلِّ أَنتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ

تَشُدُّ لأقْصاها عَزِيمَ عَزائِكا

مُوَرِّثَةٍ عزّاً وفي الحَيِّ رِفْعَةً

لِما ضاعَ فيها مِن قُرُوءِ نِسائِكا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 280 ، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الأعشي، البيت الثاني.

وكرّره

4 / 334، أحاديث عائشة، الأعشي، يمدح رجلاً بغزوة غزاها.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 205، في النكاح والطلاق وما يعرض من الألفاظ في أبوابها

- القرء، الأعشي.

الغريبين

5 / 1517، ق ر أ، الأعشي، البيت الثاني.

* إذا عَلَا الزِّيزاءَ مِن زِيزائِهِ

كان الذي يَشْخَصُ مِن وَرائِهِ

كَلُمْعَةٍ بِالثَّوبِ مِن خَفائِهِ

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 987، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي ثوبان - الحديث الأوّل - زي.

لِما ضاعَ فيها مِن قُرُوءِ نِسائِكا

= تَشُدُّ لِأَقْصاها عَزِيمَ عَزائكا

خُلُقُ الكَريمِ وليسَ بِالوُضّاءِ

= بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِمِ القُرّاءِ

*في قَصَبٍ تَنْضَحُ في أَمعائِها

طَبْطَبَةُ المِيثِ إلي جِوائِها

الفائق

2 / 354، حرف الطاء - الطاء مع الباء عمر بن لجأ، يصف إيلاً تشرب.

* كَلُمْعَةٍ بِالثَّوبِ مِن خَفائِهِ

= إذا عَلَا الزِّيزاءَ مِن زِيزائِهِ

* جَرَّ العَرُوسِ جانِبَيْ خِفائِها

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 839، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي أُسامة بن زيد - خ ف ي.

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

فأَجَبْنا أَن ليسَ حِينَ بَقاءِ

المجموع

المغيث 3 / 172، لا، صدره.

ثمّ لمّا رآه رانَتْ بِهِ الخَمْ-

-رُ وأَن لا تَرِينَهُ بِاتِّقاءِ

غريب

الحديث - لابن سلام -

ص: 238

3 / 271، أحاديث عمر بن الخطّاب، أبو زبيد،

في صفة رجل شرب حتّي غلبه الشراب سُكْراً.

في القَلْبِ منهُ لِكُلِّهِنَّ مَوَدَّةٌ

إِلّا لِكُلِّ دَمِيَمةٍ زَلّاءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 375، تفسيرغريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بِالدِّماءِ

= وَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالفِناءِ

في رَوْضَةٍ أُنُفٍ تَيَمَّمْنا بِها

مَيْشاءَ رائِقَةٍ بُعَيْدَ سَماءِ

غريب

الحديث ، للخطّابي - 2/ 394 ، حديث عبدالله بن عمر ، عمر أبي ربيعة.

فَأَوْهِ من الذِّكْرَي إِذا ما ذَكَرْتُها

ومن بُعدِ أَرض بَينَنا وسَماءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 339، الحديث أبي الدرداء، عويمر بن مالك.

كُلَّ يَوم بِأُقْحُوانٍ جَديدٍ

تَضْحَكُ الأَرضُ مِن بُكاءِ السَّماءِ

غريب

الحديث - للخطّابي -

1/ 671، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ابن

مُطير.

فلا يُرمَي بِيَ الرَّجَوانِ أَنِّي

أَقَلُ النّاسِ مَن يُغْنِي غَنائِي

الفائق

2 / 45 ، حرف الراء - الراء مع الجيم.

ألا يا حَمْزَ لِلشُّرُف النِّواءِ

وَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالفِناءِ

ضَع الِّسكِّينَ في اللَّبّاتِ منها

وضَرّجْهُنَّ حَمْزَةُ بِالدِّماءِ

وَعجِّلْ مِن أَطايِبِها لِشَرْبٍ

طَعاماً من قَدِيرٍ أَو شِواءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 651، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صدر البيت الأوّل.

وكرّر

البيت الأوّل 1 / 652.

وكرّره

3 / 243، ألفاظ من الحديث، يرويها أكثر الوراة والمحدّثين ملحونة.

الغريبين

6 / 1897، ن وا ، وفيه: «يا حمز للشرف»، وسقطت من أوّله كلمة «ألا».

الفائق

2 / 235، حرف الشين - الشين مع الراء، وفيه : «من قديدٍ» وهو تحريف من محقّقه.

ص: 239

غريب

الحديث - لابن الجوزي - 1 / 531، كتاب الشين - باب الشين مع الراء، صدر البيت الأوّل.

وكرّره

2 / 443، كتاب النون - باب النون مع الواو.

النهاية

2 / 462، ش ر ف.

وكرّر

عجز البيت الأوّل 3 / 281، ع ق ل.

وكرّر

صدر البيت الأوّل 5 / 132، ن وا ، وفيه : «يا حمزُ للشُّرُفِ».

* طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلي جِوائِها

= في قَصَبٍ تَنْضَحُ في أَمعائِها

* هاوٍ تَضِلُّ الرِّيحُ في خَوائِهْ

الفائق

2/ 396، حرف العين - العين مع الجيم، أبو النجم، برواية : «ويضل الطيرُ في خَوائه»

بدون «هاوٍ».

تَجانَفُ عَن جَوِّ اليَمامَةِ ناقَتِي

وما عَدَلَتْ عن أَهْلِها لِسِوائِكا

المجموع

المغيث 2 / 154، س وا، الأعشي.

* حتّي يُجِيبُوك إلي السَّواءِ

= فاضّرِبْ وُجُوهَ الغُدُرِ الأَعْداءِ

طَعاماً من قَدِيرٍ أَو شِواءِ

= وَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالفِناءِ

ظَلَّ ضَيفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا

في شَرابٍ ونِعْمَةٍ وشِواءِ

لم يَهَبْ حُرْمَةَ النَّديم وحُقَّتْ

يا لَقَومي لِلسَّوْأَةِ السَّوْءاءِ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 153، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أبو زبيد.

الغريبين

6 / 1954، ه- ي ب، البيت الثاني.

الفائق

2 / 206، حرف السين - السين مع الواو ، البيت الثاني، أبو زُبيد.

ليس من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْتِ

إِنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحياءِ

المجموع

المغيث 3 / 237، م وت.

مجمع

البحرين 2 / 223، م وت.

في ظِلِّ دانِيَةِ الغُصُونِ وَرِيقَةٍ

نَبَتَتْ بِأَبْهَرَ طَيِّبِ الثَّرْياءِ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 347، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عمر بن أبي ربيعة.

ص: 240

الباب الثاني

قافية الباء

الفصل الأوّل

قافية الباء الساكنة

خاظٍ كعِرقِ السِّدْر يَسْ-

-بِقُ غارَةَ الخُوصِ النجائِبْ

غريب

الحديث لابن قتيبة - 1 / 261، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وتفسير غريب ألفاظه ومعانيه -

4 ، الهذلي، يصف حماراً.

* بل بَلَدٍ ذي صُعُدٍ وأَصْبابْ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 122، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، رؤبة.

وكرّرة

3 / 27، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، رؤبة.

عَجِبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا

إذ نَبِيعُ بِالمِعْزَي اللِّجاب

الفائق

3/ 305، حرف اللام - اللام مع الجيم.

*والعُرْبُ في عَفافَةٍ وإِعرابْ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 53، أحاديث عمر بن الخطّاب، رؤبة بن العجّاج.

الفائق

2 / 419، حرف العين - العين مع الراء، رؤبة ، يصف نساء جمعن العفاف عند الغرباء والإعراب

عند الأزواج.

لَهِجَ الفَصِيلُ بِرَضْعها

فَصَدَرْتُها رِجْلَ الغُرابْ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 425، غريب حديث عبدالله بن عبّاس - الحديث الاثنان والعشرون.

*طَيَّ القَسامِيّ بُرُودُ العَصّابْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة -

ص: 241

2/ 480، حديث أُمّ المؤمنين عائشة، رؤبة.

* مُبارَكَ الأَعراقِ في الطّابِ الطّابْ

بينَ أَبي العاصِ وآلِ الخطّابْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 84، حديث طاووس بن كيسان البيت الأوّل.

الفائق

2 / 373، حرف الطاء - الطاء مع الياء.

* بينَ أَبي العاصِ وآلِ الخَطّابْ

= مبارَكَ الأَعْراقِ في الطّابِ الطّابْ

* خبزاً بسمن فهو عند الناس جَبّْ

= من زوّد اليوم لنا فقد غلبْ

* خرجت أبغيها الطعام في رجبْ

= يا سيّد الناس وديّان العربْ

قلتُ كفِّي لكِ رَهْنٌ بِالرِّضَّي

فَاقْبُلي يا هنِدُ قالت : قد وَدَبْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 519 ، حديث عقيل بن أبي طالب، عمر بن أبي ربيعة.

دَلَجي إذا ما اللَّيلُ جَ-

-نَّ علي المُقَرَّنَةِ الحَباحِب

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 584، حديث عمر بن الخطّاب، الهذلي.

الفائق

3 / 67، حرف الغين - الغين مع السين ، الهذلي.

* أَنا النَّبِيُّ لا كّدِبْ

أَنا آبنُ عبدِ المُطَّلِبْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 452، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث، وقال : «فأمّا ما

روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم ... فليس هذا شعراً

وإن وافق في الوزن الشعر».

المجموع

المغيث 1 / 736، ر ج ز.

وكرّر

البيت الثاني 1 / 738 - 739، الموضع السين.

الفائق

2 / 57، حرف الراء - الراء مع السين.

النهاية

2 / 199، ر ج ز.

مجمع

البحرين 2/ 158، ك ذ ب.

* مقشقش يبرئ منهم من جربْ

= إِنّي أنا القطران أشفي ذا الجربْ

* إِنِّي أَنا القَطِرانُ أَشْفِي ذا الجَرَبْ

عِندِي طِلاءٌ وهِناءٌ لِلنُّقَبْ

ص: 242

مُقَشْقِشٌ منهم من جَربْ

وأَكْشِفُ إِذا الرِّيقُ عَصَبْ

الفائق

3 / 199، حرف القاف - القاف مع الشين.

* فخلفتني بنزاع وحربْ

= يا سيّد الناس وديّان العربْ

* إليك أشكو ذربة من الذِّربْ

= يا سيّد الناس وديّان العربْ

* كالذئبة الغبساء في ظلّ السّربْ

= يا سيّد الناس وديّان العربْ

*أَكَلَ الدَّهرُ عليهِمْ وشَربْ

المجازات

النبويّة : 235 ح 190.

أَخْضَرُ الجِلْدَةِ من بَيتِ العَرَبْ

= يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلي عَقْدِ الكَرَبْ

* يا سَيِّدَ النّاسِ ودّيانَ العَرَبْ

إليكَ أَشكُو ذِرْبَةً من الذِّرَبْ

كالذّئبَةِ الغَبْساءِ في ظلّ السَّرَبْ

خرجتُ أَبْغِيها الطّعامَ في رَجَبْ

فَخَلَفَتْني بنِزاع وحَرَبْ

أَخْلَفَت الوَعْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ

وقَذَفَتْني بي عِيضٍ مُؤْ

وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَن غَلَبْ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 507، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث اخامس الثالثون

- ن ش د ، البيت الأوّل ، وفيه : «يا مالك» الملك وديّان».

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 240، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، الأعشي الحرمازي عبداللّه

بن الأعور.

الغريبين

1 / 77، أ ش ب ، البيت السابع والثامن، الأعشي الحرمازي، يخاطب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في شأن امرأته.

وكرّر

البيت الثاني 2 / 672، ذ ر ب، أعشي بني مازن.

وكرّر

في 4 / 1349، ع ي ص، البيت السابع.

وكرّر

البيت الرابع والخامس والسادس 5 / 1688، ل ط ط ، الأعشي الحرمازي.

المجموع

المغيث 2 / 537، غ ب س، البيت الثالث، الأعشي.

الفائق

1 / 449، 450 ، حرف الدال - الدال مع الياء - الأعشي الحرمازي، عبداللّه بن لبيد

الأعور.

ص: 243

وكرّر

البيت الأخير 1 / 450، كرّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

النهاية

1 / 51، أ ش ب، الأعشي الحرمازي ، يخاطب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في شأن امرأته، البيت

السابع.

وكرّر

البيت الخامس 1 / 359، ح ر ب، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت الخامس 2 / 66، خ ل ف، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت الأوّل 2 / 148، د ي ن، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت الثاني 2 / 156، ذ ر ب، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت السابع 3 / 329، ع ي ص ، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت الثالث 3 / 393، غ ب س ، الأعشي الحرمازي.

وكرّر

البيت السادس 4 / 250، ل ط ط ، الأعشي الحرمازي.

من يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً

يَمْلأُ إِلي عَقْدِ الكَرَبْ

وأَنا الأَخْضَرُ مَن يَعْرِفُني

أَخْضَرُ الجِلْدَةِ من بَيتِ العَرَبْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 433، تفسير غريب حديث

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ،

العبّاس بن الفضل اللهبي، البيت الأوّل.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 372 ، حديث زيد بن ثابت، الفضل بن العبّاس اللهبي ، البيت

الثاني.

فما كان ذَنْبُ بني مالكٍ

بأَن سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبّْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 430، حديث أبي هريرة.

رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْضُهُ

وسَمينِ الجِسمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 348، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك، مسكين الدارمي.

الغريبين

4 / 1254، ع وض ، مسكين الدارمي.

يَزِينُ شُعُورِيَ ما قُلْتُ فِيكَ

إذا زانَ شَعْرَ المُقِصِّ النَّسَبْ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 146 ، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ت الحديث الرابع - ش ع

ر، الكميت.

ص: 244

* وقَذَقَتْني بين عِيصٍ مُؤْتَشِبْ

= يا سَيِّدَ الناسِ ودَيّانَ العَرَبْ

* وأَكْشِفُ الغُمَّي إِذا الرِّيقُ عَصَبْ

= إِنّي أَنا القَطِرانُ أَشْفِي ذا الجَرَبْ

* أَزَلٌ إِن قِيدَ وإِن قامُ نَصَبْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3 / 690، حديث عبدالملك بن مروان.

وإِن مَنْطِق زَلَّ عن صاحِبِي

تَعَقَّبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ

الفائق

3 / 17، حرف العين - العين مع القاف.

* عندي طِلاءٌ وهِناءٌ لِنُّقَبْ

= إِنِّي أَنا القَطِرانُ أَشْفِي ذا الجَرَبْ

لا تَلُمْها إِنَّها مِن أُمَّةٍ

مِلْحُها مَوضُوعَةٌ فَوقَ الرُّكَبْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 572 ، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، مسكين الدارمي، وفي

نسخة «ت» : «إنّها من نِسْوَةٍ».

* وكي يقود ذا الجلبْ

= أضربه لكي يلبْ

* أَنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ

= أَنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ

* من زَوَّدَ اليَومَ لنا فقد غَلَبْ

خُبْزَاً بِسَمْنٍ فهو عند النّاسِ جَبّْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 108 ، حديث مؤرّق بن المشمرِج العجلي.

* وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَن غَلَبْ

= يا سَيِّدَ الناسِ ودَيّانَ العَرَبْ

* أَضْرِبُهُ لِكَي يَلَبْ

وكَي يَقُودَ ذا الجَلَبْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 157، حديث الزبير بن العوّام ، صفيّة بنت عبدالمطّلب.

الغريبين

1 / 352، ج ل ب، صفيّة بنت عبدالمطّلب، تلاعب ابنها الزبير.

الفائق

3 / 300، حرف اللام - اللام مع الباء، صفيّة بنت عبدالمطّلب،

ص: 245

برواية النهاية الآتية.

النهاية

1 / 281 ، ج ل ب، وكتبه المحقّق بصورة النثر، وفيه ك «ويقود الجيش ذا الجلب».

*أَخْلَفَت الوَعْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ

= يا سَيِّدَ الناسِ ودَيّانَ العَرَبْ

كُلُّ قَومٍ صِيغَةٌ من آنُكٍ

وبَنُو العَبّاسِ عِقْيانُ الذَّهَبْ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 53، مسند عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأوّل - ع ق ن وفيه

: «صيقة»، وهو خطأ طِباعي.

واللّهِ لو لا. وَجَعٌ بِالعُرقُوبْ

لَكُنتُ أَبقَي عَسَلَاً مِن الذِّيبْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 370، حديث زيد بن ثابت.

فَتَبَّعْتُهُ طَعْنَةً نَثْرةً

يَسِلُ علي اصَّدْر منها صَبِيبْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 129، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ويروي : «ثَرَّة».

لَكُنتُ أَبْقَي عَسَلَاً مِن الذِّيبْ

= واللّه ِ لو لا وَجَعٌ بِالعُرقُوبْ

ص: 246

الفصل الثاني

قافية الباء المفتوحة

* بكرٌ وبكر أكرم الناس أبا

= يجدع من عاداه جدعاً موعبا

* وتشبه الضرائبُ الضرائبا

= والخارب اللصّ يحبُّ الخاربا

أَتَيْتُكَ إِذ لم يَبْقَ في النّاس سَيِّدٌ

ولا جابِرٌ يُعْطِي اللُّهَي والرَّغائِبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 110 ، حديث عمر بن الخطّاب.

المجموع

المغيث 3 / 165، ل ه- ا.

وعَمَّ طُوفانُ الظَّلامِ الأَثْأَبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 593، حديث مجاهد بن جُبير، أبو النجم.

نَعَم فَانْهَلَّ دَمْعُكَ غَيرَ نَزْرٍ

كما عَيَّنْتَ بِالسَّرَبِ الطِّبابا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 651، تفسير غريب حديث

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، جرير.

وإِنَّ مُهاجِرَينِ تَكَنَّفاها

غَداتَئِذٍ لقد ظَلَما وحَابا

غريب

الحديث - للخطّابي ت 1 / 607، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

ولمّا تَلْتَبِسْ خَيلٌ بِخَيلٍ

فَيَطَّعِنُوا فيَظْظَرِبُوَا اضْطِرابا

الغريبين

5 / 1670، ل ب س ، بشر، وفيه : «تَلَبَّسُ» ، وهو خطأ طباعي.

إذا حَلَّتْ بَنُو لَيْثٍ عُكاظاً

رَأَيْتَ علي رُؤُسِهِمُ الغُرابا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 506 ، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

حديث ابن أبي هالة التميمي ، الهذالي.

الفائق

1 / 13، باب الهمزة - الهمزة مع الباءء الهذلي.

ص: 247

وخُورُ مُجاشِع تَرَكُوا لَقِطياً

وقالُوا حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرابا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 385، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث، جرير.

قِرابَ حِضْنِكَ لا بِكْرٌ ولا نَصَفٌ

تُولِيكَ كَشْحَاً لَطِيفاً ليسَ مِجْشابا

الفائق/

1 / 215، حرف الجيم - الجيم مع الشين ، عجزه.

تُؤَمِّلُ أَن أَؤُوبَ لها بِنَهْبٍ

ولم تَعْلَمْ بِأَنَّ السَّهْمَ صَابا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 493 ، تفسير

غريب

حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، بشر بن أبي بكر، بشر

بن أبي خازم.

إِذا سَقَظَ السَّماءُ بِأَرضِ قَومٍ

رَعَيناهُ وإِن كانُوا غِضابا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 440، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث، [معاوية بن مالك،

معوِّد الحكماء العامري].

المجازات

النبويّة : 224 ح 180.

المجموع

المغيث 2 / 131، س م ا.

وإِنَّ الوائِلِيَّ أَصابَ قَلْبِي

بِسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ نِكْسَاً لُغابا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 434، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، بشر بن أبي خازم.

أَعَدَّ اللّهُ لِلشُّعَراءِ منّي

صَواعِقَ يُخْضِعُونَ لَها الرِّقابا

الفائق

1 / 378، حرف الخاء - الخاء مع الضاد ، جرير.

فَابْكِي أَخاكِ لأيْتامٍ وأَرْمَلَةٍ

وآبْكِي أَخاكِ إِذا جاوَرْتِ أَجنابا

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 69، حديث مجاهد بن جبر، الخنساء.

المجموع

المغيث 1 / 361، ج ن ب ، الخنساء ، عجزه.

الفائق

1 / 240، حرف الجيم - الجيم مع النون، الخنساء.

نُمَيْرٌ جَمْرَةُ العَرَبِ الّتي لم

تَزَلْ في الحَرْبِ تَلْتَهِبُ آلْتِهابا

ص: 248

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 314، حديث معاذ بن جبل، النميري.

* لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ

جاريةً خِدَبَّهْ

تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبَهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 412، حديث عبداللّه بن عمر. ذكر البيت الأوّل او الثاني

وقال : «وفي رواية أُخري» وساق البيت الثالث.

الغريبين

1 / 136، ب ب ب.

الفائق

1 / 72، حرف الباء، الباء مع الباء ، البيت الأوّل والثاني.

النهاية

1 / 92، ب ب ة، هند بنت أبي سفيان ترقّص عبداللّه بن الحارث الملقّب ب- : بّبَّة،

البيت الأوّل والثاني.

وكررّهما

2 / 12، خ د ب، أُمّ عبداللّه بن الحارث بن نوفل.

إِنّي آمْرُؤٌ من بَني خُزَيمَةَ لا

أُحُسِنُ قَتْوَ المُلُوكِ والخَبَبا

غريب

الحديث عبيداللّه بن عبداللّه بن عتبة.

* إِنّي لَأَرْجُو تَرَوا جَدْبَبّا

في عامِكُم ذا بَعدَما أَخْصَبَّا

إِذا الدَّبَي فوقَ المُتُونِ دّبّا

وهَبَّت الرِّيحُ بِمُورٍ هَبّا

يَتْرُكَ ما أَبْقَي الدَّبَي سَبْسَبّا

أَو كَحَرِيقٍ وافَقَ القَصْبَبْا

غريب

الحديث - للخطّابي 3 / 53، حديث سليمان بن يسار، وفيه : «بقي الدبي».

*أَملح لا لذّاً ولا محبَّبا

= لكلّ دهرٍ قد لبست أَثوُبا

* أَو كَحَريقٍ وافَقَ القَصْبَبّا

= إِنْي لَأَرْجُوا أَن تَرَوا جَدْبَبّا

لعارٍ ضريك ثوبه قد تهبّبا

= إذا وَأَيتَ الوَأْيَ كنتَ كضامِنْ

دّيْناً أَقَرَّ بِهِ وأَحْضَرَ كاتِبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 561، حديث وهب بن منبّه، أبو الأسود، وسقطت منه كلمة

: «به».

ص: 249

أفادَتْكُمُ النَّعماءُ مِنّي ثَلاثةً

يَدي وَلِساني والضَّميرَ المُحَدَّبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 346، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

الفائق

1 / 314، حرف الحاء - الحاء مع الميم.

مجمع

البحرين 3 / 39، ح م د.

بِالأَرضِ أَسْتاهُهُمْ عَجْزاً وأَنْفُهُمُ

عِندَ الكّواكِبِ بَغْياً يا لْذا عَجَبا

ولو أَصابُوا كُراعاً لا طَعامَ بها

لم يُنْضِجُوها ولو أُعطُوا لها حَطَبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 80، حديث عمر بن الخطّاب ، النابغة الجعدي ، يهجو قوماً.

الفائق

4 / 126، حرف الياء - الياء مع التاء ، الجعدي.

يا قوم إِنّي قد رَأَيتُ عَجَبا

حِمارَ قَبّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَهْرُبا

غريب

الحديث - للخّطابي - 1 / 151 تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

تَمْشِي القَطُوفُ إِذا غَنّي الحُداةُ

بها

مَشْيَ النَجِيبَةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُجبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 187، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ابن هرمة.

لستُ بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ

إٍذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 99، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثاني - م ر.

وأّفَعُ عن أَعراضِكُم وأُعِيرُكُم

لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ مِلْحَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 62 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الأعشي.

* إذا الدَّبَي فوقَ المُتُونِ دَبّا

= إِنّي لَأَرْجُو أَن تَرَوا جَدْبَبّا

ونَقَزَ الظَّهائِرُ الجَنادِبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 611، حديث عمر بن الخطّاب.

الفائق

4 / 21، حرف النون - النون مع القاف.

ص: 250

*جاريةً خِدَبَّهْ

= لأُنكِحَنَّ بَبَّهْ

* ضرّابة بالمشفر الأذِبَّهْ

= يا أوهبَ الناسِ لعنسِ صلبّهْ

وأَعْطِي فوقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهُمُ

وأَظْلِمُ أو جّميِعاً مُؤَرَّبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 24، حدث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أبو زبيد.

* والخارِبُ اللّص يُحِبُّ الخارِبا

وتلكَ قُرْبَي مِثلَ أَن تُناسِبا

وتُشْبِهُ الضَّرائِبُ الضَّرائِبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 266، حديث عبداللّه بن مسعود.

كأنَّ شُجاعاً أَقْرَعَ الرَّأْسِ يَقَّيِ

إِذا ما تَلاقَي الخَيْلُ أَو جِلْدَ أَجْرَبا

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 1020، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي ثوبان - الحديث الثاني - ق ر ع.

ماذا عليهِ لو أَعانَ بِلِقْحَةٍ

علي نَحْبِ مَولاهُ أَعان وأَحربا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 171، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

يا صاحِبَيّ تَرَحَّلا وتَقَرَّبا

فلقد أَنَي لِمسُافِرْ أَنَ يَطْرَبا

الغريبين

5 / 1520، ق ر ب.

...........

فَقد نَطَقَ اليَوْم الحَمامُ لِيطْربا

الغريبين

6/ 1856، ن ط ق.

يا رّبَّةَ البَيْتِ قُومِي غَيرَ صاغِرَةٍ

ضُمِّي إِليك رِحالَ القَوْمِ والقُرُبا

غريب

الحديث - للخطّاب - 1/ 578، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، مرّة بن محكان، يريد

: خذي سيوفهم وأَعلميهم أنّهم في دار عزّ وأمان.

أَرَي الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي

وفي كُلِ مَمْشيً أَرصَدَ النّاسُ عَقْرَبا

غريب

كُلِّ مَمْشيً أَرصَدَ النّاسُ عَقْرَبا غريب الحديث - للحربي - 2 / 684، غريب حديث

عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثالث والستّون - ه- ر.

ص: 251

..........

عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 697، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع والستّون

- ع ر د.

قَومٌ إذا عَقَدُوا عَقْداً لِجارِهُمُ

شَدُّوا العِناجَ وشّدُّ وا فَوقَهُ الكَرَبا

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 528 ، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السابع والثلاثون

- ع ن ج.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 319، حديث أَبيّ بن كعب.

*خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَهْرُبا

= يا قومِ إِنِّي قد رَأَيتُ عَجَبا

..........

أُمّ الحُلَيسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ

مجمع

البحرين 1/ 368، حرف اللام.

* وآنتعل الظلّ فكان جوربا

= إذا زفا الحادي المطّي اللغَّا

إذا ما أّديمُ القَوم أَنْهَجَهُ البِلَي

تَفَرَّي ولو كَتَّبْتُهُ فَتَحَزَّبا

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 503 ، غريب الحديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع والثلاثون

ت ن ه- ج.

* حين رمي الأحزاب والمحزِّبا

= لقد وجدت مصعباً مستصعبا

حَتَّي إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَهُ

أَضرِي آبنِ قُرّانَ باتَ الوَحْشَ والعَزَبا

الفائق

4 / 48، حرف الواو ، - الواو مع الحاء، الأعشي ، «باب الوحش والعزبا» فقط.

* وتلكَ قُرْبَي مثلَ أَن تُناسِبا

= والخارِبُ اللِّصُّ يُحِبُّ الخارِيا

* يَتْرُكَ ما بقي الدَّبَي سَبْسَبّا

= إِنّي لَأَرْجُوا أَن تَرَوا جَدْبَبّا

أَيا هِندُ لا تَنْكحِي بُوهَةً

عليه عَقِيقتُهُ أَحْسَبا

مُرَسَّعَةٌ وَسْطَ أَرباعِهِ

به عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرنبا

ص: 252

لِيَجْعَلَ في رِجْلِهِ كَعْبَها

حِذارَ المَنِييَّةِ أن يَعْطَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 281 ، أحاديث عبداللّه بن عمرو بن العاص، أحاديث عبداللّه

بن عمرو بن العاص، امرؤ القيس.

غريب

الحديث ت للحربي - 1 / 45، مسند عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأوّل - ع ق، امرؤ القيس،

البيت الاوّل.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 268، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، البيت الأوّل.

الغريبين

3 / 740، ر س ع، امرؤ القيس، البيت الثاني ، وفيه : «وسط أَرفاعِهِ».

الفائق

2 / 58 ، حرف الراء - الراء مع السين ، البيت الثاني ، وفيه : «وسط أَرفاغِهِ».

وكرّر

البيت الأوّل 2 / 228، حرف الشين - السين مع الذال ، امرؤ القيس.

............

تَحْسَبُ فَوقَ الشَّوْلِ منها أَخْشَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 108 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أنشد الأصمعي.

*يهامر السهل ويولي الأخشبا

= تكسو حروف حاجبيه الأثلبا

..........

في قُتْرَةٍ من أَثْلِ ما تَخَشَّبا

غريب

الحديث - للحربي - 2/ 546، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأربعون - خ ش

ب.

* والخشبيّ الأَعجم المخشَبا

= لقد وجدت مصعباً مستصعبا

* قتادة تعلّقت بنشبَهْ

= علقتهم إنّي خلقت عصبَهْ

..........

ومَحْجُ أَرْياحٍ يُبارِينَ الصَّبا

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 910، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي أُسامة بن زيد - الحديث السادس - م ح ج، العجّاج.

* في عامِكُم ذا بَعدَما أَخْصَبَّا

= إِنِّي لَأَرْجُو أَن تَرَوا جَدْبَبّا

ص: 253

عَلِقْتُهُمْ إِنّي خُلِقتُ عُصْبَهْ

قَتادَةً تَعَلَّقَتْ بِنُشْبَهْ

الغريبين

4 / 1282، ع ص ب.

الفائق

2 م 439، حرف العين - العين مع الصاد. وكرّره قال : «وعن شمر : بلغني أنّ العرب تقول

: علقتُهم إنّي خلقتُ نُشْبَهُ / قَتادةً مَلْوِيَّةً بِعُصْبَهْ».

النهاية

3 / 246، ع ص ب ، الزبير، حين توجّه نحو البصرة لحرب الجمل.

سَقْيَاً لِعَهْدِ خَلِيلٍ كان يَأْدِمُ

لي

زادِي ويُذْهِبُ عَن زَوجاتِيَ الغَضبا

غريب

الحديث - للحربي - 3/ 1143 ، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي سفينة - الحديث الثاني - أ د م.

أَبَني حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهاءَ كُمْ

إِنّي أَخافُ عليكُمُ أَن أَغْضَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 427، أحاديث إبراهيم النخعي، جرير.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 462، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس.

الغريبين

2 / 477، ح ك م ، جرير.

لم يُنْضِجُوا ها ولو أُعْطُوا لها حَطَبا

= عِندَ الكَواكِبِ بَغْياً يا لِذا عَجَبا

..........

وجالَ في جِحاشِهِ وطَرْطَبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 91، حديث الحسن بن أبي الحسن (البصري).

* وكلّ جرداء شموس شطبَهْ

= يا أوهبَ الناسِ لعنسٍ صلبَهْ

التّابعُ الحَقَّ لا تُثْنَي فَرائِصُهُ

يُقَوِّمُ الحَقَّ إِن هو مالَ أَو شَطَبا

الفائق

2 / 245، حرف الشين - الشين مع الطاء.

حِذارَ المنِيةِ أن يَعْطَبا

= عليه عَقِيقتُهُ أَحْسَبا

كَذَبتُ عليكم أَوْعِدُوني وَعلِّلُوا

بِيَ الأَرْضَ والأَقوامَ قِرْدانَ مَوْظَبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 592، حديث عمر بن الخطّاب، خداش بن زهير.

ص: 254

الفائق

3 م 251، حرف الكاف - الكاف مع الذال ، صدره.

* أنجل ثرثاراً مثعاً مَثعَبا

= ضرباً هذاذيه وطعناً ذِعلبا

تراح فتكسوها السنام المرعّبا

= إذا ما جناب الناس أصبح أشهبا

* لقد وَجَدتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا

حينَ رَمَي الأحْزابَ والمُحَزِّبا

والخَشَبِيَّ الأَعْجَمَ المُخَشِّبا

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 545، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأربعون - خ ش

ب.

*تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبَهْ

= لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ

ثمّ ارْتَمَيْنا بِقَولٍ بَينَنا دُوَلٍ

بينَ الهَنانَيْنِ لا جِدّاً ولا لَعِبا

الفائق

2/ 259، حرف الصاد - الصاد مع الراء، ابن أحمر.

*يَجْدَعُ مَن عاداه جَدْعاً مُوعِبا

بَكرٌ وبَكرٌ أَكْرَمُ النّاسِ أَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/ 204 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أبو النجم.

وخَصْمَميْ ضِرارٍ ضَوَي تُدْرَإٍ

متي يَأْتِ سِلْمُهما يَشْغَبا

الغريبين

4 / 1122، ض ر ر، النابغة.

الفائق

2 / 335، حرف الضاد - الضاد مع الراء ، الجعدي.

* إذا زَفَا الحادِي المَطِيَّ اللُّغَّبا

وآنْتَعَلَ الظِّلَّ فكانَ جَوْرَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 61، أحاديث عبداللّه بن سلام، العجّاج، البيت الثاني.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 178، في الصلاة وأوقاتها وما يعرض من الألفاظ في أبوابها

- الأذان.

وقد رَمَي بِسُراهُ اليومَ مُعْتَمِداً

في المَنْكِبِيَنِ وفي السّاقَينِ والرَّقَبَةْ

الفائق

3 / 333، حرف اللام - اللام مع الواو ، النمر بن تولب.

إذا ما تَلَقَّتْهُ الجَراثِيمُ لم يَجِمْ

وطَفَّفَها وَثْباً إذا الجَرْيُ عَقَّبا

الفائق

2/ 365، حرف الطاء - الطاء

ص: 255

مع الفاء، أنشد الكسائي لجحاف بن حكيم،

يصف فرساً

...........

أَسْفَل من أُخْرَي ثَنايا المَنْقَبَهْ

الفائق

4 / 17 ، حرف النون - النون مع القاف.

ولو خِفْتُ أَنِّي إِن كَفَفْتُ تَحِيَّتِي

تَنَكَّبَ عَنّي رُمْتُ أَن يَتَنكَّبا

الفائق

2 / 45، حرف الراء - الراء مع الجيم.

سأَغْسِلُ عَنِّي العارَ بِالسَّيْفِ جالِباً

عَلَيَّ قَضاءُ اللّهِ ما كان جالِبا

المجموع

المغيث 2 / 563، غ س ل، سعد بن ناشب، صدره.

* تَكْسُو حُرُوفَ حاجِبَيْهِ الأَثْلَبا

يُهامِرُ السَّهْلَ وَيُولِي الأَخْشَبا

غريب

الحديث - للحربي - 2 م 544، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأربعون - خ ش

ب.

* يا أَوهَبَ النّاسِ لِعَنْسٍ صُلْبَهْ

ضَرّابةٍ بِالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ

وكلِّ جَرداءَ شَمُوسٍ شَطْبَهْ

الفائق

3 / 104، حرف الفاء - الفاء مع الراء ، النابغة.

* ضَرْباً هَذاذَيْه وطَعْناً ذِعْلِبا

أَنْجَلَ ثَرْثاراً مَثَعّاً مَثْعَبَا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 107، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أبو النجم، يصف الضرب والطعن

بكثرة الدم.

وقد تَثَلَمَ أَنيابي وأَدْرَكَني

قِرْنٌ عَلَيَّ شَدِيدٌ فاحِشُ الغَلَبَهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 321، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، النمر بن تولب.

الفائق

2/ 145، حرف السين - السين مع الهمزة، النمر بن تولب.

تَجُولُ خَلاخِيلُ النِّساءِ ولا أَري

لِرَمْلَةَ خَلْخالاً يَجُولُ ولا قُلْبا

الفائق

2/ 374، حرف الظاء - الظاء مع الباء.

أَوْدَي الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلبِهْ

وقد بَرِئْتُ وما بِالصَّدْرِ من قَلَبَهْ

المجموع

المغيث 2 / 743،

ص: 256

ق ل ب، عجزه، النمر بن تولب.

قَوْمٌ هَمُ الرَّأْسُ والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ

ومن يُسَوِّي بأَنْفِ الناقةِ الذَّنَبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 549 تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطول والوفادات - حديث

ذي المشعار مالك بن نمط الهمداني.

*حِمارَ قَبّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا

= يا قومِ إِنِّي قد رَأَيتُ عَجَبا

به عَسمٌ يبتغي أرنبا

= عليه عقيقته أحسبا

* وهَبَّت الرَّيحُ بِمُورٍ هَبّا

= إِنِّي لَأَرْجُو أَن تَرَوا جَدْبَبّا

أَنْشَأْتُ أَسْأَلُهُ ما بالُ رُفْقَتِهِ

حَيَّ الحُمُولَ فإِنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 88، أحاديث عبداللّه بن مسعود، ابن أحمر.

صَرَمْتُ ولم أَصرِمْكُمُ وكَصارِمٍ أَخٌ قد طَوَي كَشْحاً

وأَبَّ ليذهبا

غريب الحديث - لابن قتيبة - 1 / 345، حديث

النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وتفسير

غريبه ومعانيه - 57، الأعشي.

وكانت لِعَبّاسٍ ثَلاثٌ يَعُدُّها

إذا ما جَنابُ الناسِ أَصْبَحَ أَشْهَبا

فسِلْسِلَةٌ تَنْهَي الظَّلُومَ وجَفْنَةٌ

تُراحُ فتكْسُوها السَّنامَ المُرَعَّبا

وحُلَّةُ عَصْبٍ ما تَزالُ مُعَدَّةً

لعارٍ ضَرِيكٍ ثَوْبُهُ قد تَهَبَّبا

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 241، حديث العبّاس بن عبدالمطّلب، ابن هرمة.

وهَمٌّ تَعَنّانِي وأَنتِ أَجلْتِهِ

فَعَنَّي النَّدامَي والغُرَيْرِيَّةَ الصُّهْ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 129، غريب الحديث الثالث - ج ل ، أُطَيْط.

تَرَوَّحْنا مِن اللَّعْباءِ عَصْراً

وأَعْجَلْنا الإِلاهَةَ أَن تَرُوبا

الغريبين

1 / 95، أ ل ه، عجزه.

*لِكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا

حَتّي آكْتَسَي الرّأْسُ قِناعاً أَشْيَبا

ص: 257

أَمْلَحَ لَذّاً ولا مُحَبَّبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 2/ 206 - 207، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 297، حديث خبّاب بن الأرت.

عَشَوتُ إليها إذا ما الظَّلامُ

أَلْبَسَنا حَبَشِيَّاً مَجُوبا

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/ 556، حديث سعيد بن المسيّب، الأعشي ، وذكر امرأة.

...........

هَواجِرٌ تَحْتَلِبُ الصَّبِيبا

الغريبين

4 م 1058، ص ب ب.

فَأَرضَوهُ عَنَّي ثمَّ أَعْطوهُ حَقَّهُ

وما كنتُ قَلَّاً قبلَ ذلك أَزْيَبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/

92، أحاديث عبداللّه بن مسعود، الأعشي.

*حَتّي اكْتَسَي الرَّأْسُ قِناعاً أَشْيَبا

= لِكُلِّ دّهْرٍ قد لّبِسْتُ أَثْوُبا

فَظَلَّتْ تَكُوسُ علي أَكْرُعٍ

ثلاثٍ وغادرت أُخري خَضِيبا

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 412، حديث عبداللّه بن عمر، عمرة بنت الخنساء، (أُخت العبّاس

بن مرداس) ، وأُمّ÷ا الخنساء، ترثي أخاها وتذكر أنّه كان يعرقب الإبل حتّي تركب رؤوسها.

ليس إِيّايَ وإِيّا

ك ولا نَخْشَي رَقِيبا

الفائق

3 / 339، حرف اللام - اللام مع الياء.

ص: 258

الفصل الثالث

قافية الباء المضمومة

جاءَتْ من البِيضِ زُعْراً لا لِباسَ لها

إِلّا الدَّهاسُ وأُمٌّ بَرَّةٌ وأَبُ

المجازات

النبويّة : 269 ح 209.

ومَلْجَأُ مَهْرُوئِينُ يُلْقَي بهِ الحَيا

إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ والأَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2/ 686، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثالث والستّون

- ه- ر.

وَلَّوا تَكُبُّهُمُ الرِّماحُ كأَنَّهُمْ

أَثْلٌ جَأَفْتَ أُصولَهُ أو أَثْأَبُ

الفائق

1 / 183، حرف الجيم، الجيم مع الهمزة ، زيد الفوارس.

وبُدِّلَ الفَيجُ بالزَّرافَةِ وال-

أَيّامُ خُونٌ جَمٌ عَجائِبُها

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 482، أحاديث الحجّاج بن يوسف، عدي بن زيد.

* ويرجع المسكين وهو خائبُ

= أوصيك أن يحمدك الأقاربُ

فَعاجُوا فَأَثْنَوا بِالذي أَنتَ أَهْلُهُ

ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقائِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 672، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، نُصيب.

وكرّره

2 / 273، حديث أبي ذر جندب بن جنادة، نُصيب.

النهاية

1 / 350، ح د ث ، نُصيب.

هِيَ

آبْنَةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسْعِينَ آزَرَتْ

أَخا

ثِقَةٍ تَمْري جَباها ذَوائِبُه

الفائق

1 / 328، حرف الحاء - الحاء مع الواو ، شاعر يصف كنانته.

*وفي

الدِّهاسِ مِضْبَرٌ موائبُ

=

وفي الدِّهاسِ مِضْبَرٌ مُوائمُ فَلَمّا جَلاها بالإِيامِ تَحَيَّزَتْ ثُباتٍ عليها

ذُلُّها واكْتِئابُها

ص: 259

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 118، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثالث - ج ل.

فلا تَذْهَبْ بِعَقْلِكَ طاخِياتُ

مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنَّ بابُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/ 197، حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، النابغة. وفي نسخة من مخطوطاته

: «طاميات».

وكرّره

4/ 492، أحاديث لا يعرف أصحابها.

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 725، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثامن والستّون

- خ ط.

كَأَنَّ اللَّيلَ مَوْصُولٌ بِلَيْلٍ

إِذا زارَتْ سُكَيْنَةُ والرَّبابُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 546، حديث المغيرة بن شعبة.

الفائق

2 / 134، حرف الزاي - الزاي مع الواو.

فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ السِّبابُ

= فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبابُ

وإن يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً

فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبابُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2/ 298، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، النابغة، عجزه.

ويروي

: «السِّبابُ».

وكرّر

عجزه 4 / 383، حديث صلة ابن أشيم ، النابغة. ويروي : «السِّبابُ».

المجازات

النبويّة : 319 ح 244.

المجموع

المغيث 2/ 390، ظ ن ن، عجزه، النابغة.

وكرّر

عجزه 3 / 217، مظنّة.

فلو شَهِدَ الزَّيدانِ زّيْدُ بنُ مالكٍ

وزَيْدُ مَناةٍ حين عَبَّ عُبابُها

الفائق

2 / 385، حرف العين - العين مع الباء، دختنوس بنت حاجب بن زرارة.

بَشَرْتُ عِيالِي إِذ رَأَيتُ صَحِيفَةً

أَتَتْك من الحَجّاجِ يُتْلَي كِتابُها

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 233، حديث عبداللّه بن مسعود.

الغريبين

1 / 179، ، ب ش ر.

ص: 260

حَلَفْتُ له بِطه والمَثانِي

لقد فَنِيَتْ وقد بَقِيَ الكِتابُ

أَلَظَّ بها رَمادِيٌ أَزُومٌ

له ظُفُرٌ تَخَرَّمَها ونابُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 238، حديث أبي عبيدة بن الجراح.

شّدِيدُ وَهصٍ قَلِيلُ الرَّهْصِ مُعْتَدِلٌ

بِصَفْحَتَيْهِ من الأَنساعِ أَندابُ

الغريبين

6 / 2038، وه- ص، النمر ابن تولب.

وحظّك من تذكّرها العذابُ

= بفيَّ وفيكَ من ليلي الترابُ

بِلادٌ بها عَقَّ الشَّبابُ تَمِيمَتِي

وأَوّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرابُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 268، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

كِلانا يا مُعاذُ يُحِبُّ لَيلَي

بِفيَّ وفِيكَ مِن لَيلَي التُّرابُ

شَرِكْتُكَ في هَوَي مَن كانَ حَظّي

وحَظَّكَ مِن تَذَكُّرِها العَذابُ

المجازات

النبويّة

: 141 ح 106.

ولقد شهٍدْتُ التّاجِرَ ال-

أُمّانَ مَوْرُداً شَرابُهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 264، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، الأعشي.

تكفت قد حلّت وطاب شرابُها

= وعزّ عليهم بيعها وآغتصابُها

فَهَبْ لي خُنَيْسَاً وآتَّخِذْ فيهِ مِنَّةً

بِحَوبَةِ أُمٍّ ما يَسُوغُ شَرابُها

الفائق

1 / 330، حرف الحاء - الحاء مع الواو ، الفرزدق ، عجزه.

فإِنَّكَ سوفَ تَعْقِلُ أَو تَناهَي

إِذا ما شِبْتَ أَو شابَ الغُرابُ

الغريبين

1 / 368، ج م ل ، النابغة.

فَطافَ بِها أَبناءُ آلِ مُعَتِّبٍ

وعَزَّ عَليهِمْ بَيْعُها وآغْتِصابُها

أَتَوْها بِرِبحٍ حاوَلَتْهُ فَأَصْبَحَتْ

تُكَفَّتُ قَد حَلَّتْ فَطابَ شَرابُها

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 217، غريب حديث عبداللّه بن

ص: 261

عبّاس - الحديث السابع - ك ف ت، أبو ذؤيب.

وأعْلاظُ النُّجُومِ مَعَلَّقاتٌ

كَخَيلِ القِرْقِ ليس لها النِّصابُ

الفائق

3 / 183، حرف القاف - القاف مع الراء.

بِمُشَذَّبٍ كالجِذْعِ صا

كَ علي حواجِبِهِ خِضابُهْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 489، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

حديث ابن أبي هالة التميمي.

وأَفْلَتَهُنَّ عِلباءُ جَريصاً

ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3/ 752، أحاديث سمعت أصحاب اللغة يذكرونها ولا أعرف صاحبهان

امرؤ القيس.

وتنصبّ أَلهاباً مصيفاً شعابهاً

= إذا صفرَّ ليط الشمس حان انقلابُها

لَهِنَّكِ مِن عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ

مَلِيحَةُ أَطْرافِ البَنانِ كَعابُ

المجموع

المغيث 1 / 36، أ ج ن، أنشد الكسائي.

يظلُّ علي الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ

مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 315، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أبو ذؤيب، وذكر نحلاً ، وفيه

: «مواضيع».

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 9، مسند عبداللّه بن عمر - بقيّة الحديث التاسع والثلاثين

- ج ر س، أبو ذؤيب، وفيه : «زُغْبُ الريشِ صهبٌ».

عَصَيْتُ إِلَيها القَلْبَ إِنّي لأَمْرِه

سَميِعٌ فما أَدري أَرشدٌ طِلابُها

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 538، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

حديث لقيط بن عامر وافد بني المنتفق، أبو ذؤيب.

بِأَرْي التّي تَهْوِي إِلي كلِّ مُغْرِب

إِذا آصْفَرَّ لِيطُ الشَّمسِ حنَ انْقِلابُها

جَوارِسُها تَأوِي الشُّعُوفَ دَوائِباً

وتَنْصَبُّ أَلهاباً مَصِيفاً شِعابُها

غريب

الحديث - للحربي - 2/

ص: 262

757 ، غريب ما روي الموالي - حديث زيد بن حارثة

- ور ي.

وما هَرَّها كَلْبِي لِيُعْبِدَ نَفْرَها

ولو نَبَحَتْنِي بِالشَّكاةِ كِلابُها

الفائق

3 / 403، حرف النون - النون مع الباء، أبو ذؤيب.

له ظفر تخرّمها ونابُ

= لقد فنيت وقد بقي الكتابُ

إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها

كَقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرًاً صِيابُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 433، تفسير حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، أبو ذؤيب ، عجزه.

هو الظَّفِرُ المَيْمُونُ إِن راحَ أَو

غدا

بهِ الرَّكْبُ والتِّلْعابَةُ المُتَحَبِّبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 161، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام، العُجَير، يمدح رجلاً.

المجموع

المغيث 3/ 131، ل ع ب.

فَراحَ مُنْصَلِتاً يَحْدُو حَلائِلَهُ

أَدْنَي تَقاذُفِهِ التَّقْرِيبُ الخَبَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 م 630، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة ، يصف عَيراً

وأُتناً.

مُنْهَرِتَ الشِّدقِ لم تَنْبُتْ قَوادِمُهُ

في حاجِبِ العَيْنِ مِن تَسْبِيدِهِ زَبَبُ

غريب

الحديث - لابن اسلام - 1/ 627، س ب د، قال النابغة في قِصَر الشَّعر، يذكر فرخ القطاة

حين حمّم ريشه.

وقال

في صفحة 267 أيضاً : ويروي : «تَسْقِي أُزَيْغِبَ تُرْوِيهِ مُجاجَتُها / في جانبِ

العَينِ ...».

أَتَخْطُبُ فِيهِمْ بعدَ قَتْلِ رِجالِهِمْ

لَسَرْعانَ هذا والدِّماءُ تَصَيَّبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 421، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

به مُرَعٌ يَخْرُجْنَ من خَلْفِ وَدْقِهِ

مَطافِيلُ جُونٌ ريشُها مُتَصَبِّبُ

الفائق

3 / 361، حرف الميم - الميم مع الراء.

ص: 263

فإِنَّ لنا إِخْوَةً يَحْدِبُونَ

عَلَينا وعن غَيرِنا غَبَّبُوا

الغريبين

4 / 1357 ، غ ب ب، المسيّب بن علي.

تَنَصَّبَتْ حَولَهُ يَوماً تُراقِبُهُ

صُحْرٌ سَماهِيجُ في أَحشائِها قَبَبُ

مجمع

البحرين 2 / 311، س م ح ج، ذو الرمّة.

وكرّر

عجزه 2 / 311، س م ح ج، ذو الرمّة.

صُداعٌ وتَوْصِيمُ العِظام وفَتْرَةٌ

وغَثْيٌ مع الإِشْراقِ في الجَوْفِ لاتِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 445، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

وَفراءَ غَرْفِيَّةً أَثْأَي خَوارِزُها

مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَينَها الكُتَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 571 ، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرّمة.

أُنْبِئْتُ أَنّ بَني جَدِيلَةَ أَوْعَبُوا

نُفَراءَ من سَلْمَي لنا وتَكَتَّبُوا

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/ 204، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، عَبيد.

الفائق

4 / 72، حرف الواو - الواو مع العين - أوس.

ومالَ الوَلاءُ بالبَلاءِ فمِلتُمُ

وما ذاك قالَ اللّهُ إِذ هُوَ يَكْتُبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 269، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الجعدي.

وكُنتُ آمْرَءاً في الوَعْثِ مِنِّي فُرُطَةٌ

فكلُّ رُيُودٍ حالِقٍ أَنا واثِبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/ 490، حديث أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة، الهذلي.

لا عَيبَ فيها إذا ما اعْتَرَّفارِسُها

شَأْوَ الفُجاءَةِ إِلّا أَنَّها تَثِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 626، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ، الحديث الخمسون - ش وي.

مَيْلاءَ من مَعْدِنِ الصِّيرانِ قاصِيَةً

أَبْعارُهُنَّ علي أَهْدافِها كُثَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2/ 123، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة،

ص: 264

يذكر أرطاة عندها أبعار الصيران.

وكرّرة

2 / 210، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرّمة.

الفائق

3 / 400، حرف النون، النون مع الباء، ذوالرمّة، عجزه، وفيه : «علي أبدانِها».

وليلة ذات أَهْوالٍ كَواكِبُها

مِن دُونِها المُعْطُ من نِينانَ والكُثُبُ

الفائق

3 / 374، حرف الميم ، الميم مع العين، ابن ميّادة، عجزه.

إذا يدعي لها يثبُ

= فتي قوم إذا رهبُوا

فقامَ فأَدْنَي مِن وِسادِي وِسادَهُ

طَوِي البَطْنِ مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ شَرْجَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 386، حديث جابر بن عبداللّه ، العُجَيْر.

الفائق

2/ 239، حرف الشين - الشين مع الراء ، العجير.

لَيلَكَ ذا لَيلَكَ الطَّوِيلَ كما

عالَجَ تَبْرِيحَ غُلِّهِ الشَّجِبُ

غريب

الحديث - لابن سلام -

4 / 456، أحاديث الحسن البصري، الكميت.

حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَكّاءُ مقبِلَةً

للماءِ فيالنَّحْر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 167، أحاديث عتبة بن غزوان ، النابغة الذبياني، يصف القطاة.

غريب

الحديث - للحربي - 3/ 1188، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي عتبة بن غزوان - الحديث

الأوّل - ح ذ.

ومَن مثل ما لاقي ابن عفّان يعجبُ

= عليه بأصلال تعرّي وتخشبُ

زارَ الخَيالُ لِمَيّ هاجِعاً لَعِبَتْ

بهِ التَّنائِفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ

أَخا تَنائِفَ أَغْفَي عندَ ساهِمِمَةٍ

بِأَخْلَقِ الدُّفِّ مِن تَصْدِيرِها جُلَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ الحديث الحادي والأربعون - خ ل ق، البيت الثاني.

وكرّر

هما 3/ 942، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أُسامة بن زيد

ص: 265

الحديث الثامن - ت ن فن ذوالرمّة.

كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَر

صَقْبانِ لم يَتَقَرَّفْ عَنْهُما النَّجَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 159، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع - ع ش ر،

ذو الرمّة.

لِذِي رِشْدَةٍ مِن أُمِّهِ أَو لِبِغْيَةٍ

فَيَغْلِبُها فَحْلٌ علي النَّسْلِ مُنْجِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 605، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث التاسع والأربعون

ت ب غ ي.

وحَمَّجَ لِلجَبانِ المَوْ

تُ حَتّي قَلْبُهُ يَجِبُ

غريب

الحديث ت للخطّابي - 3 / 143، حديث عمر بن عبدالعزيز، أبو العيال الهذلي.

الغريبين

2 / 490، ح م ج.

الفائق

1 / 318، حرف الحاء - الحاء مع الميم.

وكُلُّكُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِهِ

وشِبْعُ الفَتَي لُؤْمٌ إذا جاعَ صاحِبُهْ

الفائق

2 / 218، حرف الشين -

الشين مع الباء.

فَكَفَّ مِن غَرْبِهِ والغُضْفُ يَسْمَعُها

خَلْفَ السَّبِيبِ من الإِجْهادِ تَتْتَحِبْ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 399 ، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث العشرون - ن ح

ب.

فَراحَ يُبارِي أَعْوَجيّاً مُصَدَّراً

طَوِيلَ عذارِ الخَدِّ جُؤْجُؤُهُ رَحْبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 271، غريب حديث عبداللّه بن عبّأس - الحديث الحادي عشر - ع

ذ ر، خنساء.

وَوَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها

ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 316، حديث عبداللّه بن عمر بن الخطّاب، الكميت ، يذكر

جدباً.

عَيْناً مُطَحْلِبَةَ الأَرْجاءِ طامِيَةً

فيها الضَّفادِعُ والحِيتانُ تَصْطَخِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 633، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الواحد والخمسون

-

ص: 266

ط ح ل.

ونِعْمَ النَّدامَي هُمْ غَداةَ رَأَيتُهُمْ

علي الدّامِ تُجْرَي خَيْلُهُمْ وتُؤَدَّبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 1147، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي سفينة - الحديث الثاني

- أ د م ، طفيل.

ونِعمَ وَليُّ الأَمْرِ بَعدَ وَلِيِّهِ

ومُنْتَجَعُ التَّقْوَي ونِعْمَ المُؤَدِّبُ

المجازات

النبويّة : 218 ح 176، الكميت بن زيد يمدح الإمام عليّاً عليه السلام.

مجمع

البحرين 1/ 456، ول ا، الكميت ، وفيه : «ونعم المقَرَّبُ».

فيالَكَ من خَدِّ أَسِيلٍ ومَنْطِقٍ

رَخيمٍ ومن خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُهْ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 308 ، أحاديث عمر بن الخطّاب، ذو الرمّة.

الغريبين

1 / 318، ج د ب، ذو الرمّة.

الفائق

1 / 195، حرف الجيم - الجيم مع الدال، «ومن وجهٍ نعلّل جاذُبه» فقط.

غريب

الحديث - لا بن الجوزي -

1 / 141، كتاب الجيم - باب الجيم مع الدال،

ذو الرمّة.

وهُمْ رَأَمُوها غيرَ ظَأْرٍ وأَشْبَلُوا

عليها بِأَطْرافِ القَنا وتَحَدَّبوا

المجازات

النبويّة : 29 ح 10، الكميت الأسدي.

تُرِيكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيرَ مُقْرِفَةٍ

مَلْساءَ ليس بِها خالٌ ولا نَدَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 595، حديث مجاهد بن جبير، ذو الرمّة، وذكر امرأة.

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 365، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السابع عشر - ق

ر ف.

المجموع

المغيث 2 / 138، س ن ن ، ذو الرمّة.

وإذا تَكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَي لها

وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَي جُنْدَبُ

المجموع

المغيث 1 / 533، ح ي س، الحارث ، عجزه.

وكرّر

البيت 3 / 34، ك ر ك ر، الأشتر.

ص: 267

أَلم تَرَ أَنَّ اللّهَ أَعْطاكَ سُورَةً

يُرَي كُلُّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذَبْذَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 637، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، النابغة.

أَمّا إذا آسْتَقْبَلْتَهُ فَكَأَنَّهُ

في العَينِ جِذْعُ من أَراكٍ مُشَذَّبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/218، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، قال الشاعر يصف فرساً.

غُضْفٌ مُهَرَّتَهُ الأَشداقِ ضارِيَةٌ

مِثْلُ السَّراحِينِ في أَعْناقِها العَذَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 295، حديث أبي هريرة عمرو بن عبد غنم، ذو الرمّة ، وذكر

كلاباً، عجزه.

وقد عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً فَزادَني

إِلي مَرَضِي أَن أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ

الغريبين

1 م 146، ب ح ر، نُصيب.

وكرّر

2 / 547، خ ر ف، نُصيب، وفيه : «إلي ظَمَئِي».

وَتَبَدَّلُوا اليَعْبُوبَ بَعدَ إِلهِهِمْ

صَنَمَاً فَقِرُّوا يا جَدِيلُ وأَعْذِبوا

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 467، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عبيد بن الأبرص.

الفائق

2 / 406، حرف العين - العين مع الذال ، عبيد بن الأبرص.

وقد تَوَجَّسَ رْكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ

لِنَبْأَةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِهِ كَذْبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 303، حديث عبادة بن الصامت ، ذو الرمّة.

وكرّره

2 / 449 ، حديث عبداللّه بن عبّاس ، ذو الرّمة، وفيه : «نَدِسٌ».

النهاية

4 / 159، ك ذ ب، «ما في سمعه كذبُ» فقط.

المجمع

المغيث 3 / 27، ك ذ ب، «ما في سمعه كذبُ» فقط، ذو الرمّة.

تَأَوَّبَنِي هَمٌ مع اللَّيلِ مُنْصِبُ

وجاءَ مِن الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 795، غريب ما روي الموالي - الحديث الثاني من حديث زيد بن

حارثة - ن ص ب، طفيل.

ص: 268

لَئِنْ كنتَ قد بُلِّغْتَ عَنِّي خِيانَةً

لمُبْلِغُكَ الواشِي أَغَشُّ وأّكْذّبُ

ولكنِّني كُنتُ آمْرَءاً لِيَ جانِبٌ

من الأَرْضِ فيه مُسْتَمازٌ ومذهَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 127، حديث إبراهيم بن يزيد النخعي، النابغة، البيت الثاني.

الغريبين

3 / 791، ر ود، وفيه : «مستراد ومَطْلَبُ».

الفائق

3 / 398، حرف الميم - الميم مع الياء ، النابغة، البيت الثاني.

ولَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخاً لا

تَلُمُّهُ

على شَعَثٍ أَيُّ الرِّجالِ المُهَذَّبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 323، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السادس عشر - ل

م م.

وكرّره

2 / 589، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السابع والأربعون - ش ع ث.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 133، حديث عثمان ، النابغة.

يَلُفُّ طَوائفَ الفَرسا

نِ وَهْوَ بِلَفّهِمْ أَرِبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 458، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث، أبو العيال الهذلي

، يصف رجلاً ويرثي ابن عمٍّ له.

الغريبين

1/ 63، أ ر ب.

الفائق

1 / 35، حرف الهمزة - الهمزة مع الراء.

وَلَا نْتَشَلَتْ عُضْوَينِ مِنها يُحابِرٌ

وكان لِعَبدِ القَيْسِ عُضْوٌ مُؤَرَّبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 25 - أ ر بن الكميت بن زيد الأسدي.

وبَيْتٍ بِمَهْواةٍ هَتَكْتُ سَماءَهُ

إِلي كَوكَبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 463، حديث أُم المؤمنين عائشة، ذو الرمّة ، وفيه : «بيت».

إِذا قَصُرَت أَسْيافُن كان وَصْلُها

خُطانا إلي أَعدائِنا فنُضارِبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 129، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قيس بن الخطيم.

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 180، حديث الحجّاج بن يوسف.

ص: 269

الفائق

1 / 114، حرف الباء - الباء مع الشين - ابن حطّان.

ولو تُنْقَبُ الأَضْلاعُ أُلفِيَ تَحْتَها

لِحُبِّكِ أَوساطَ الفُؤادِ مَطارِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3/ 195، مقطعات من الحديث بلا طرق، كثّير.

فَقُلتُ آنْجُوَا عنها نَجا الجِلدِ إِنَّهُ

سَيُرْضِيكُما منها سَنامٌ وغارِبُهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 374، حديث عبداللّه بن سلام.

ولكنْ دِيافيٌ أَبُوهُ وأُمُّهُ

بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ

النهاية

2 / 45، خ ط أ.

*أُوصِيك أَن يَحْمَدَكَ الأَقارِبُ

ويَرْجِعَ المِسْكِينُ وَهْوَ خائِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/446، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِلفَتَي مِن حَياتِهِ

فَقِيراً ومن مَولًي تَدِبُّ عَقارُبهْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3 / 762، أحاديث سمعت أصحاب اللغة يذكرونها ولا أعرف صاحبها،

أبو النشناش، أحد اللّصوص.

مُدَخاءُ كُلُّهُمْ إِذا ما نُوكِرُوا

يُتْقَي كما يُتْقَي الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 672، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الواحد والستّون

- م د خ.

*شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مَجَرَّبُ

النهاية

1/ 136، ب ط ل، مرحب اليهودي.

رَمَ فَأَخطَأَ والأَقْدارُ غالِبَةٌ

فانْصَعْنَ والوَيْلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 318، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

غريب

الحديث - للخطّابي ت 1 / 237، تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

الفائق

4 / 94، حرف الهاء - الهاء مع الجيم، ذو الرمّة.

ص: 270

كَأَنَّه حَبَشِيٌ يَبْتَغِي أَثَرَاً

أَو مِن مَعاشِرَ في آذانِها الخُرَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 256، أحاديث عبداللّه بن عمر، ذو الرمّة، يذكر ظليماً.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 430، حديث المغيرة بن شعبة، ذو الرمّة ، وذكر ظليماً.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 376، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

الفائق

1 / 362، حرف الخاء - الخاء مع الراء، ذو الرمّة ، عجزه.

يَحْمِلْنَ فَوقَ الصُّدُورِ أَسْقِيَةً

لِغَيرِهِنَّ العِصامُ والخُرَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 255، أحاديث عبداللّه بن عمر، الكميت ، يذكر القطا وأنّهن

يحملن الماء غلي فراخهنّ.

وفي الشَّرائِع من جِلّان مُقْتَنِصٌ

رَثُّ الثِّيابِ خَفِيُّ الصَّوْتِ مُنْزَرِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/ 166، غريب حديث عبداللّه بن

عبّاس - الحديث الرابع - ش ر ع، ذو الرمّة.

ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنْسِكِبُ

كَأَنَّهُ من كُلًي مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/650، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذوالرمّة ، عجزه.

أرضٌ عن الخَيْرِ والسُّلطانِ نائِيَةٌ

فالأَطْيَبانِ بها الطُّرثُوثُ والصَّرَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 428، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث.

ولكن يُجابُ المُسْتَغِيثُ وخَيْلُهُمْ

عليها كُماةٌ بِالمَنِيَّةِ تَضْرِبُ

الغريبين

4 / 1119، ض ر ب.

...........

رِجْلا عُقابٍ يَوم دَجْنٍ تُضْرَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 78، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

والقُرْطُ في حُرَّةِ الذِّفْرَي مَعَلَّقُهُ

تَباعَدَ الحَبْلُ مِنها فَهْوَ يَضْطَرِبُ

ص: 271

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 260، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة، وفيه :

«مُعَلَّقةٌ» وهو تصحيف.

لما أَتَيْتُكَ أَرْجُو فَضْلَ نائِلِكُمْ

نَفَحْتَنِي نَفْحَةً طابَت لها العَرَبُ

المجموع

المغيث 3 / 326، ن ف ح.

ولستُ بِنَحْوِيِّ يَلُوكُ لِسانَهُ

ولكن سَلِيقِيٌ أَقُولُ فأُعْرِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 3/ 60، حديث أبي الأسود الدؤلي.

المجموع

المغيث 2 / 115، س ل ق.

الفائق

2/ 195، حرف السين - السين مع اللام.

النهاية

2/ 391، س ل ق.

مجمع

البحرين 5/ 187، س ل ق.

ومثلَ ابنِ غَنْمٍ ذُخُولٌ تُذُكِّرَتْ

وقَتلَي تَياسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 252، أحاديث عمر بن الخطّاب،

أوس بن حجر.

تأوّلها منّا تقيّ ومعربُ

= تأوّلها منّا تقي ومعزبُ

فّدِفْءُ آبنِ مَرْوانٍ ودِفْءُ آبنِ أُمِّهِ

يَعِيشُ به شَرْقُ البِلادِ وغَرْبُها

الفائق

3 / 435، حرف النون - النون مع الصاد.

وأَدْرَكَ المُتَبَقِّي من ثَمِيلَتِهِ

ومن ثَمائِلِها وآسْتُنْشِئَ الغّرَبُ

الفائق

1 / 122، حرف الباء - الباء مع القاف، ذو الرمّة، صدره.

وكرّر

ي 2 / 197، حرف السين - السين مع الميم ، ذو الرمّة، «وآسْتُنْشِئَ الغَرَبُ» فقط.

أَعَهْدَكَ من أُولَي الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ

علي دُبُرٍ هَيهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 279، أحاديث عمر بن الخطّاب، الكميت.

يا سَعْدُ إِمّا أَهْلِكَنَّ فإِنَّنِي

أُوصِيكَ إنَّ أَخا الوَصاةِ الأَقْرَبُ

ص: 272

لا أَعرِفَنَّ أَباكَ يُحْشَرُ بَعْدَكُم

نَقِباً يَخِرُّ علي اليَدَينِ ويُنْكَبُ

وآحْمِلْ أَباكَ علي بَعِيرٍ صالِح

وَتَقِ الخِيانَةَ إِنَّ ذلك أَصْوَبُ

فَلَقَلَّ لِي مِمّا جَمَعْتُ مَطِيَّةٌ

في الحَشْرِ أَرْكَبُها إِذا قِيلَ آرْكَبُوا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/ 370، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم،خزيمة بن أشيم الفقعسي

، أوصي آبنه سعداً عند موته.

نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ

شَعائِرَ قُربانٍ بِهِمْ يُتَقَرَّبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 145، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع - ش ع ر.

ومنتجع التقوي ونعم المقرّبُ

= ومنتجع التقوي ونعم المؤدِّبُ

حَلَقْتُ فلم أَتْرُك لِنَفْسِكَ رِيبَةً

وليسَ وَراءَ اللّهِ للمَرْءِ مَهْرَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 761، غريب ما روي الموالي - حديث زيد بن حارثة - ور ا.

الغريبين

6/ 1992، ور ء، النابغة، عجزه ، وفيه : «للمرء مذهبُ».

النهاية

5 / 178، ور ا، النابغة، بالرواية السابقة.

مجمع

البحرين 1 / 434، ور ا، عجزه، النابغة، بالرواية السابقة.

أَفَرَّ صِياحُ القَومِ عَزْمَ قلوبِهِمْ

فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ

النهاية

3 / 227، ع ز ب، في حديث عاتكة ، عجزه.

وكرّر

البيت 3 / 427، ف ر ر، في حديث عاتكة.

وكرّر

عجزه 5 / 285، ه- وا، في حديث عاتكة.

وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً

تَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 252، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عبيد بن الأبرص، يذكر الخيل.

تَجْلُو البَوارِقُ عن مُجْرَمِّزٍ لَهِقٍ

كأنّه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 231، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه

ص: 273

مختلفة - النَفل، ذو الرمّة ، وذكر الثور.

غريب

الحديث - للخطّابي - 3/ 88، حديث الحسن بن أبي الحسن (البصري) ، ذو الرمّة.

وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيْمَ

آيَةً تَأَوَّلَها مِنّا تَقِيٌّ ومُعْزِبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 94 ، أحاديث عبداللّه بن مسعود، الكميت ، «هكذا رواها الأموي

بالزاي، وأبو عمرو بالراء».

شَخْتُ الجُزارَةِ مثلُ البَيْتِ سائِرُهُ

مِن المُسُوحِ خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/ 317، أحاديث عمر بن الخطّاب ، ذو الرمّة يصف الظليم.

وكرّره

3 / 327، أحاديث عمر بن الخطّاب، ذو الرمّة، يصف الظليم.

لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ ما دامَ جِذْمَهَمْ

عليهِ بأَصْلالٍ تُعَرَّي وتُخْشَبُ

لِيَبْكُوا علي خَيرِ البَرِيَّةِ كُلِّها

تَخَوَّنَهُ رَيْبٌ من الدَّهْرِ مُعْطِبُ

ويا عجباً لِلدَّهْرِ كيفَ أَصابَهُ

ومِن مثلِ ما لاقَي آبنُ عَفّانَ يُعْجَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 431 - 432، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الثالث والعشرون

- ج ذ م ، تميم بن أُبي، يرثي عثمان بن عفّان.

يَسْتَلُّها جَدْوَلٌ كالسَّيْفِ مُنْصَلِتٌ

بَينَ الأَشاءِ تَسَامَي حولَه العُشُبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 125، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة ، وفيه

: «مثل الأشاء.

إني آمرُؤٌ عتَفِي الحاجاتِ أَطْلُبُها

كما آعْتَفَي سَنِقٌ يُلْقَي له العُشُبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 352، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ابن ميّادة.

الفائق

2 / 139، حرف الزاي - الزاي مع الهاء ، ابن ميّادة.

إلي لَوائِحَ مِن أَطلالِ أَحْوِيَةْ

كأَنّها خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ

غريب

الحديث للخطّابي - 1 / 404، تفسيرغريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلمن ذو الرمّة.

ص: 274

فبِتُّ كأَنَّ العائِداتِ فَرَشْنَنِي

هَراساً به يُعْلَي فِراشِي ويُقْشَبُ

الفائق

3 / 198، حرف القاف - القاف مع الشين - النابغة.

مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطمارِ ليس له

إِلّا الضِّراءَ وإِلّا صَيْدَها نَشَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 48، حديث عمر بن الخطّاب، ذو الرمّة، وذكر الصائد.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 395، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

حَتّي إِذا ما آنْجَلَي عن وَجْهِهِ فَلَقٌ

هادِيهِ في أُخْرَياتِ اللَّيلِ مُنْتَصِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 350، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السابع عشر - ف

ر قن ذو الرمّة.

ولا سَمُراتِي يَبْتَغِيهنَّ عاضِدٌ

ولا سَلَماتِي في بَجِيلَةَ تُعْصَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3 / 700، حديث الحجّاج بن يوسف

الثقفين الكميت.

إذا مالكٌ أَلقَي العِمامةَ فاحذَروا

بَوادِرَ كَفَّي مالِكٍ حينَ تُعْصَبُ

المجازات

النبويّة: 200 ح 156، الفرزدق.

لَدَيهِ لأَنضاءِ الخَصاصِ مَوارِدٌ

بأَذْرائها يَأْوِي الضَّرِيكُ المُعَصَّبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 262، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث العاشر - ذ ر،

تميم.

وكرّره

2 / 305، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع عشر - ع ص ب.

رَأَي دُرَّةً بَيضاءَ يَحْفِلُ لَونها

سُخامٌ كغِرْبانِ البَريرِ مُقَصَّبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 435، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث، بشر (بن أبي خازم)

، وذكر امرأة.

كأَنَّ راكِبَها يَهْوِي بِمُنْخَرَقٍ

من الجَنُوبِ إِذا ما رَكْبُها نَصِبُوا

ص: 275

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 795، غريب ما روي الموالي - الحديث الثاني من حديث زيد بن

حارثة - ن ص ب.

وكانَتْ لهم في أَهْلِ نَعمانِ بُغْيَةٌ

وهَمُّكَ ما لم تُمْضِهِ لكَ مُنْصِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 607، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث التاسع والأربعون

- ب غ ي ، الهذلي.

كأَنَّ فُؤادِي في يدٍ خَبَثَتْ بهِ

مُحاذَرَة أَن يَقْضِبُ الحَبْلَ قاضِبُهْ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3 / 678 ، حديث شميط بن عجلان.

ولقد جَرَي لَهُمُ فلم يَتَعَيَّفُوا

تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 262، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، عجزه.

ما نَقَمَ النّاسُ مِن أُمَيَّةَ إلّا

أَنَّهم يَحْلُمُونَ إن غَضِبُوا

غريب

الحديث - لا بن الجوزي - 2 / 434، كتاب النون - باب النون مع

القاف.

خَزابً أَدرَكَتْهُ بعدَ جولَتِهِ

من جانب الحَبْلِ مَخلُوطاً بها الغَضَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 360، حديث يزيد بن شجرة، ذو الرمّة ، يذكر ثوراً فرّ من

الكلاب ثمّ كرّ عليها.

وكُلَّما هَبَطا من شَأْوِ شَوْ طِهِما

مِن الأماكِنِ مَخْلُوطاً به الغَضَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 626، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الخمسون - ش وي.

ولقد أَتانا عَن تَمِيم أَنَّهُمْ

ذَئِرُوا لِقَتْلَي عامِرٍ وتَغَضَّبُوا

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 85، عبيد بن الأبرص.

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 255، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث العاشر - ذ ر ،

عَبيد، وفيه ك «ولقد أتاني.

عَزِة إذا سمع الشَّماعة يغضبُ

= رعش المفاصل صلبُه متحنِّبُ

ص: 276

كأَنّهُ كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِيَةٍ

مَسَوَّمٌ في سَوادِ اللَّيلِ مُنْقَضِبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 32، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة، يصف ثوراً.

فباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِزُهُ

تَذَؤُابُ الرِّيحِ والوَسْواسُ والهِضَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/ 294، أحاديث معاوية بن أبي سفيان، ذو الرمّة.

الفائق

3 / 435، حرف النون ، النون مع الصاد ، ذو الرمّة ، وفيه : «وباتَ في دِ ف ءِ أرطاةٍ

ويُشْئِزُهُ تذاؤب».

............

سَحابته ما شِمْتُها فَهْيَ تَهْضِبُ

غريب

الحديث - لا بن قتيبة - 1 / 531، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

حديث لقيط بن عامر وافد بني المنتفق، المكميت.

فهل أَنت إن ماتَتْ أَتانُكَ راحِلٌ

إِلي آلِ بِسطامِ بنِ قَيْسٍ فَخاطِبُ

مجمع

البحرين 6 / 197، أ ت ن.

قد كان بَعْدَك أَنباءٌ وهَنْبَثَةٌ

لو كُنتَ حاضِرَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ

إنّا فَقَدناكَ فَقدَ الأَرضِ وابِلَها

فاخْتَلَّ قومُكَ فاشْهَدْهُم ولا تَغِبِ

غريب

الحديث ت لا بن قتيبة - 1 / 590، حديث عمر بن الخطّاب، فاطمة عليهما السلام، قالت بعد موت أبيها

صلى الله عليه وآله وسلم.

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 534، حديث معاوية بن أبي سفيان، البيت الأوّل.

الغريبين

6 / 1945، ه- ن ب ث، صدر البيت الأوّل.

الفائق

1 / 66، حرف الهمزة - الهمزة مع الواو ، البيت الاوّل، وفيه : «لو كنت شاهِدَها».

وكرّر

البيتين 4 / 116، حرف الهاء - الهاء مع النون ، فاطمة عليها السلام، وفيه : «لو كنتَ

شاهدَها».

غريب

الحديث - لابن الجوزي - 2 / 502 ، كتاب الهاء - باب الهاء مع النون ، صدر البيت الأوّل.

النهاية

5 / 277، ه- ن ب ث، قالت فاطمة الزهراء عليها السلام بعد موت أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه : «لم يَكْثُر

الخَطْبُ».

مجمع

البحرين 2 / 269،

ص: 277

ه- ن ب ث، فاطمة عليهما السلام، وفيهك

لو كنتَ شاهدَها».

حتّي إذا مَعْمَعانُ الصيفِ هَبّ لها

بِأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ وا لرُّطُبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 367، حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتفسير غريبه ومعانيه - 67، ذو

الرمّة.

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 115، حديث بكر بن عبداللّه المازني ، ذوالرمّة ، وفيه :

«الصيف هاج لها ... والرُّطْبُ».

تخونه ريب من الدهر معطبُ

= عليه بأصلال تعرّي وتخشبُ

أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ دُونَ شِعارِها

يُبَكِّلُهُ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقْطِبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 616، حديث الحسن البصري، المرّار.

أَرَّي بِكَفَّيْهِ وأَقْسَعَ رَأْسَهُ

وحَظْرَبَ نَفْخاً مَسْكَهُ فَهْوَ حاظِبُ

فَلَمّا وَجَدْتُ القَيْظَ يَزْداد فَتْرَةً

وأَيْقَنْتُ

أَنَّ الضَّبَّ لا بُدَّ ذاهِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2/ 785 - 786، غريب ما روي الموالي - حديث زيد بن حارثة - أ ر

ي.

وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ

كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 445، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام، حسّأن.

وكرّره

4 / 400، أحاديث سعيد بن المسيّب، حسّان.

غريب

الحديث - للخطّابي - 3 / 43،حديث سعيد بن المسيّب ، وفيه : «سوداءُ نُوِبيَّةٌ».

وشَكَّ نُحُورَ السَّابِقَينِ كِلاهُما

كما شَكَ أَعْشارَ الإِناءِ المُشاعِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 161 ، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع - ع ش

ر.

لَعَمْرِي لأْواتُ المَكاكِيّ بِالضُّحَي

وشُحْمٌ تَنادَي بالعَشِي نَواعِبُهْ

أَحَبُّ إِلينا من فَرارِيجٍ قَرْيَةٍ صِغارٍ

ومِن دِيكٍ تَنُوسُ غَباغِبُهْ

غريب

الحديث - للحربي -

ص: 278

2/ 491، غريب حديث عبداللّه بن عبّأس - الحديث

الثالث والثلاثون - م ك ا، الغَطَمَّش (الضبّي) ، وفيه : «وشَحْمٌ».

تَخالُ بها سُعْراً إذا العِيسُ هَزَّها

ذَمِيلٌ وتَوضِيعٌ من السَّيرِ مُتعِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 32، حديث أبي بكر.

إِنّي ورَبِّ مِنّي وكُلِّ هَدِيَّةٍ

ممّا تَشُجُّ لها تَرائِبُ يَرْعَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 94، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ساعدة بن جؤيّة الهذلي.

وما ليَ إِلّا آلَ أَحمدَ شِيعَةٌ

وما ليَ إِلّا مَشْعَبَ الحقِّ مَشْعَبُ

مجمع

البحرين 2 / 90، ش ع ب، الكميت.

بزينب لا تعدَمكما أَبداً كعبُ

= وقل إِن تملِّينا فما ملّ القلبُ

صغارٍ ومن ديك تَنُوسُ غَباغبُهْ

= وشحم تنادي بالعشيّ نَواعبُهْ

فلَو كُنتَ حُرَّاً يا بنَ قَيسِ بنِ عاصِمٍ

لَما بِتَّ شَبْعاناً وجارُكَ ساغِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 411، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الأحد والعشرون

- س غ ب.

المجموع

المغيث 2 / 93 ، س غ ب.

وأَرغَبُ فيها عن لَقِيطٍ ورَهْطِهِ

ولكنّني عن سِنْبِسِ لست أَرْغَبُ

الغريبين

2 / 672، ذ ر أ.

أَشْداقُها كَصُدُوعِ النَّبْلِ في قُلَلٍ

مِثل الدَّحارِيجِ لم يَنْبُتْ بها الزَّغَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 62، غريب حديث عبداللّه بن عبّأس - الحديث الرابع والأربعون

- ز غ ب.

يَبِيتُ إِذا ما لاحَ مِن نَحوِ أَرْضِهِ

سَنا البَرقِ يَكْلَفا خَفْيَهُ ويُراقِبُهْ

الفائق

3 / 211، حرف القاف - القاف مع العين.

وما يَسْتَوي الصّابِي ومَن تَرَكَ الصِّبا

وإِنَّ الصِّبا لَلْعَيْشُ لو لا العَواقِبُ

ص: 279

غريب

الحديث - للخطّابي - 3/124، حديث إبراهيم بن يزيد النخعي، أنشد ثعلب.

تَزدادُ لِلعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ

وتَحْرُّجُ العَيْنُ فِيها حينَ تَنْتَقِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 241، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث التاسع - ح ر ج.

أَفَعَنْكَ لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَهُ

غابٌ تَشَيَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبٌ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 576، حديث أبي بكر ، ساعدة (بن جؤيّ الهذلي)، عجزه.

عَلَيهِ زادٌ وأَهدامٌ وأَخْفِيَةٌ

قد كادَ يَجْتَرُّها عَن ظَهْرِهِ الحَقَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4 / 40، أحاديث أبي ذرّ الغفاري ، ذو الرمّة.

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 839، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أُسامة بن زيد - خ

ف ي.

الفائق

1 / 386، حرف الخاء - الخاء

مع الظاء، ذوالرمّة ، صدره.

لا أَمم دارها ولاسقبُ

= لا أَمم دارُها ولا صقبُ

كُوفِيَّةٌ نازِخٌ مَحَلَّتُها

لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2 / 235، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ابن قيس الرقيّات.

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 1115، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أبو رافع - س ق ب،

وفيه : «ولا سقَبُ».

المجموع

المغيث 2 / 101، س ق ب، عجزه، وفيه : «ولا سقَبُ».

الفائق

2 / 307، حرف الصاد - الصاد مع القاف، عجزه ، ابن قيس الرقيّات.

أَبَنِي لُبَيْنَي إِنَّ أُمَّكُمُ

أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ

أَكَلَتْ خَبِيثَ الزّادِ فاتَّخَمَتْ

منهُ وشَمَّ خِمارَها الكَلبُ

غريب

الحديث - لا بن قتيبة - 2 / 532، حديث الأحنف بن قيس.

ص: 280

فَدارَتْ رَحانا واسْتَدرَتْ رَحاهُمُ

سَرَاةَ النَّهارِ ما تُوَلَّي المَناكِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 550، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، شاعر يصف حرباً.

تَلَوّمَ يَهياهٍ وقد مضَي

من الليلِ جَوزٌ وآسْبَطَرَّتْ كَواكِبُهْ

الفائق

4 / 60، حرف الواو - الواو مع السين.

فباتَ عَذُوباً لِلسَّماءِ كَأَنَّهُ

سُهَيْلٌ إذا ما أَفْرَدَتْهُ الكَواكِبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/ 468، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام، النابغة الجعديّ يصف

ثوراً.

في الحشر أَركبها إذا قيل اركبُوا

= أُوصيك إنّ أخا الوصاة الأقربُ

وصَوَّحَ البَقْلَ نأّجٌ تَجِيءُ بهِ

هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/467، حديث عبداللّه بن عبّاس ،

ذو الرمّة.

لنا

إبِلانِ فيهِما ما عَلِمْتُمُ فعن أيّها ما شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا الفائق 2 / 24،

حرف الراء - الراء مع الباء ، صدره.

وعادِيَةٍ سَوْمَ الجَرادٍ شَهِدْتُها

لها قَيْرَوانٌ خَلْفَها مُتَنَكِّبُ

المجموع

المغيث 2 / 771، ق ي ر، عجزه.

علي صَلَوَيْهِ مُرْهَفاتٌ كأَنَّها

خَوافِيَ رِيشٍ بُزَّ عَنْهُنَّ مَنْكِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 849، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي أُسامة بن زيد - أ خ ف ي، عجزه.

نقباً يخرّ علي اليدين وينكبُ

= أوصيك إنّ أخا الوصاة الأقربُ

أَفِينا تَسُومُ السّاهِرِيَّةَ بَعدَما

بَدا لكَ في شَهْرِ المُلَيْساءِ كَوكَبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 216، حديث طلحة بن عبيداللّه ، زيد

ص: 281

ابن كُلثوم.

وخَصْفاءَ في عام مَياسِيرُ شاؤُهُ

لها حولَ أَطْنابِ البُيُيوتِ لَبالِبٌ

الفائق

3 / 301، اللام - اللام مع الباء ، أنشد أبو الجرّاح.

ويَشْبَحُ بِالكَفَّيْنِ شَبْحاً كَأَنَّهُ

أَخو فَجْرِةٍ عالَي به الجِذْعَ صالِبُهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 14، حديث أبي بكر ، ذو الرمّة، يصف الحرباء.

الفائق

2 / 219، حرف الشين - الشين مع الباء ، ذو الرّمة.

ولو أَنَّ مَحْمُوماً بِخَيْبَرَ مُدْنَفاً

تَنَشَّقَ رَيّاها لَأَقْلَعَ صالِبُهْ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 311، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الخامس عشر - ن

ش ق، المتلمّس.

لم يَبْقَ منها إِلّا مَراوِحُ طايا

تٍ وَبُورٌ تَضْغُو ثَعالِبُها

الفائق

3 / 417، حرف النون - النون مع الدال ، عدي بن زيد.

إذا نُسِبُوا لم يَعْرِفُوا غَيرَ ثَعْلَبٍ

أَبيِهمْ ومِن شَرِّ السِّباعِ الثَّعالِبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/238، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه مختلفة - السباع ، دريد.

يُثِيرُونَ ما تَحْتَ الحَصَي من لَباتِهِ

كما يَخْتَفِي البَهْشَ الدَّفِينَ الثَّعالِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2/842، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي أُسامة بن زيد - خ ف ي.

وجاءَت بِنَسْج من صَناع ضَعِيفَةٍ

تَنُوُسُ كأَخْلاقِ الشُّفُوفِ ذَالِيُهْ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 589، حديث حفصة، ذو الرمّة.

مَبْسُورةً شارِفاً مُصَرّمةً

مَحْلُوبُها الصّابُ حِينَ تُخْتَلَبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 610، حديث الحسن البصري، الكميت ، وذكر الحرب وشبّهها

بناقة.

المجازات

النبويّة : 44 ح 25، الكميت الأسدي ، يصف حرباً ، وفيه : «تحتلُبه».

ص: 282

جُرْدً جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ علي ال-

أَوْرَقِ لا رَجْعَةٌ ولا جَلَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 222 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الكميت، يصف الأثافي.

بأخلق الدّف من تصديرها جُلَبُ

= به التّنائف والمهريّة النُّجُبُ

*إلا ذئاراً بيديهِ جُلَبُهْ

= لا يهب الطيب ولا يستوهبُهْ

علي تِلكَ إِجْريّايَ وَهْيَ ضَرِيبتِي

وإن أَجْلَبُوا طُرّاً علَيَّ وأَحْلَبُوا

غريب

الحديث - للخطّابي - 1 / 399، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، الكميت.

كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللّهِ لا تَنْكِحُونَها

بَني شابَ قَرْناها تَصُرُّ وتَحْلُبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 412، حديث معاوية بن أبي سفيان.

وكأَنَّ ما جَرَسَتً علي أَعْضادِها

حين اسْتَقَلَّ بها الشَّرائِعُ مَحْلَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 9، مسند عبداللّه بن عمر - بقيّة الحديث التاسع والثلاثين

- ج ر س ، ساعدة.

كأَنَّ أَعناقَها كُرَاثُ سائِفَةٍ

طارَت لَفائِفُهُ أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 549، حديث صلة بن أشيم، ذو الرمّة ، وذكر الرئال.

فانْصَاعَ جانِبُهُ الوَحْشِيُّ وآنْكَدَرَتْ

يَلْحَبَنَ لا يَأتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام ت 3 / 158، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة، يصف ثوراً أفزعته الكلاب

فانصرف.

الغريبين

5 / 1609، ك د ر، ذو الرمّة، يصف كلب صيد.

الفائق

2 / 213، حرف السين - السين مع الهاء، ذو الرمّة ، صدره.

من الأرض فيه مستراد ومطلبُ

= لمبلغك الواشي أغش وأَكذبُ

لَدْنٌ بِهَزّ الكَّفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ

فيه كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعلبُ

الفائق

1/99، حرف الباء - الباء

ص: 283

مع الراء، «كما عَسَلَ ... الثّعلبُ» فقط.

بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَن يَرْحَلَ

الرَّكْبُ

وقُلْ إِن تَمَلِّينا فما مَلَّكِ القَلْبُ

خَلِيلَيَّ مِن كَعْبٍ أَلِمّا أَلِمّا

هُدِيتُما

بِزَينَبَ لا تَعْدَمْكُما أَبداً كَعْبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/327، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ، الحديث السادس عشر - ل م

م، نُصَيب.

منه وشمّ خمارها الكلبُ

= أمّة وإنّ أباكم وقبُ

أَبأْنا بِقَتْلانا مِن القَومِ مِثْلَهُمْ

وبِالمُوثَقِ المَطْلُوبِ منّا مُكَلَّبُ

المجموع

المغيث 3 / 11، ك ب ل، عجزه.

ووهم

المحقّق حيث أثبت رواية أبي عمرو الشيباني في «الجيم» وهي : «المطلوب منهم» ، والصواب

ما في نسخ «المجموع المغيث» ، انظر تعليقة المحقّق رقم (1).

أَخُوك الذي إِن رِبْتَهُ قال إِنَّما

أَرَيْتَ وإِن عاتَبْتَهُ لانَ جانِبُهْ

الغريبين

3 / 803، ر ي ب.

حَلَفْتُ لَئِن عُدْتُمْ لَنَصْطَلِمَنَّكُمْ

بِجَأْواءَ تُرْدِي حافَتَيهِ المَقانِبُ

النهاية

1 / 233، ج أ ي، حديث عاتكة بنت عبدالمطلب.

وكرّر

عجزه 2 / 217، ر د ا، حديث عاتكة.

ولو آنَّها ضَحِكَتْ فَتُسْمِع نَغْمَها

رَعِشَ المَفاصِلِ صُلْبُهُ مُتَحَنِّبُ

طالَت مَعِيشَتُهُ ودَبَّ علي العَصا

فَقَذالُهُ مِثلُ الثَّغامَةِ أَشهبُ

تَرَكَ النِّساءَ بِحِقْبَةٍ مِن عَيْشِهِ

عَزِهٌ إذا سَمِعَ الشَّماعَةَ يَغْضَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 701، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ت الحديث الخامس والستون

- ش م ع.

حتّي أُشِبَّ لها وطالَ إيابُها

ذو رُجْلَةٍ شَثْنُ البَرائِنِ جَحْنَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2 / 417، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الاثنان والعشرون

- ر ج ل.

ص: 284

وطائِفَةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبُكُمْ

وطائفةٌ قالو مُسِيءٌ ومُذْنِبُ

الغريبين

2 / 527، خ ب ث ، الكميت.

*كأَنَّما ذُرَّ عليهِ الزَّرْنَبُ

= وابِأَبي أَنتِ وفُوكِ الأَشْنَبُ

لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ

وفي اللِّثاثِ وفي أَنيابِها شَنَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/5، أحاديث الزبير بن العوّام، ذو الرمّة، يذكر امرأة.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 497، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

ابن أبي هالة، ذو الرمّة.

غريب

الحديث - للحربي - 1 / 327، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث السادس عشر - ل

م م.

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/598، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

* وابِأَبي أَنتِ وفُوكِ الأَشْنَبُ

كأَنَّما ذُوَّ عليهِ الزَّرْنَبُ

الفائق

3 / 51، حرف الغين - الغين مع الثاء.

مجمع

البحرين 1/ 428، حرف الواو ، البيت الأوّل.

إِذا أَرَدْنا آنْكِناناً فيه عَنَّ لهُ

دُونَ الأَرُومَةِ من أَطْنابِها طُنُبُ

غريب

الحديث - للخطّابي ت 1 / 300، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة، وذكر ثوراً

آوي إلي شجرة.

كَأَنَّما

نَفَضَ الأَحْمالَ ذاوِيَةً

علي

جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3 / 365، أحاديث عمر بن الخطّاب، ذو الرمّة.

............

حتّي تكادُ تَفَرَّي عَنْهُما الأُهُبُ

الفائق

3/ 364، حرف الميم - الميم مع الزاي.

وعندَه لِلنَّدَي والحَزمِ أَقْرِيَةٌ

وفي الحُرُوبِ إِذا ما شاكَت الأُهُبُ

ص: 285

الفائق

2 / 99، حرف الراء - الراء مع الياء ، الكميت.

وأَبقنت أنّ الضّبَّ لا بدّ ذاهبُ

= وحَظْرَبَ نفخاً مسكه فهو حاظبُ

فَأَقْبِلْ علي أَفْواقِ سَهمِكَ إنَّما

تَكَلَّفْتَ مِن أَشياءََ ما هُو ذاهِبُ

الفائق

3 / 148، حرف الفاء - الفاء مع الواو ، عَبيد.

يَخْطُوا علي مُعَج غَوج مَعاقِمُها

يَحْسَبْنَ أَنَ تُراثَ الأَرْضِ مُنتَهَبُ

غريب

الحديث - لابن سلام ت 4 / 71، أحاديث عبداللّه بن مسعود، النابغة ، يذكر فرساً.

لا تَذْهَبُ الأَحْسابُ مِن عُقْرِ دارِنا

ولكنَّ أَشْباحاً مِن المالِ تَذْهَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3/1002، غريب ما روي الموالي - حديث ما روي ثوبان - الحديث الثاني

- عُقْر وعَقَر، طفيل.

وليس وراء اللّه للمرء مذهبُ

= وليس وراء اللّه للمرء مهربُ

من الأرض فيه مستماز ومذهبُ

= لمبلغك الواشي أَغش وأكذبُ

أَلا للّهِ دَرُّكَ مِن

فَتَي قَوم إِذا رَهبُوا

فكان أَخي لِشُرْطَتِهِمْ

إذا يُدْعَي لها يَثِبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2/ 251، حديث عبداللّه بن مسعود، الهذلي.

الفائق

2 / 238، حرف الشين - الشين مع الراء، الهذلي.

وحائِلِ من سَفِيرِ الحَوْلِ جائِلُهُ

حَولَ الجَراثِيمِ في أَلْواتِهِ شُهُبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 64، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة، ويروي : «وجايلٍ».

فقذاله مثل الثغامة أَشهبُ

= رعش المفاضل صلبُه متحنِّبُ

كأَنَّ علي أَعرافِهِ ولِجامِهِ

سَنا ضَرَمٍ مِن عَرْفَجٍ يَتَلَهَّبُ

غريب

الحديث - للحربي -

ص: 286

3/1104، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي

عبّاد - ض ر م.

وبِالبِيْضَةِ المَوْقُوعِ وَسْطَ عَقارِها

عَقارٌ تَداعَي وَسْطَهُ الجَيْشُ مُنْهِبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 972، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي ثوبان - الحديث الأوّل

- ز وي - الباب الأوّل من النحو ، طفيل.

* لا يَهَبُ الطِّيبَ ولا يَسْتَوْهِبُهْ

إِلَا ذِئاراً بِيَدَيهِ جُلَبُهْ

غريب

الحديث - للحربي - 1/263، غريب حديث عبداللّه بن عبّأس - الحديث العاشر - ذ ر.

إذا غِبْتَ عنّا غاب عنّا رَبِيعُنا

ونُسْقَي الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ

الغريبين

4 / 1389، غ م م، الحطيئة، يمدح سعيد بن العاص.

هَوَتْ أُمُّهُ ما يَبْعَثُ الصُّبْحَ غادِياً

وما ذا يُؤَدِّي اللَّيلُ حِينَ يَؤُوبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2/95، حديث النبيّ ، كعب بن سعد الغنوي، يرثي أخاه.

الغريبين

1/251، ت ر ب.

المجموع

المغيث 3 / 470، ه- ب ل. وفي نسخة أ : «وما ذا يُرَي في الليل».

الفائق

2/417، حرف العين - العين مع الراء ، صدره.

النهاية

5 / 240، ه- ب ل، وفيه : «يُرَي في الليل».

فَرفَعَتْهُ ووَضَعَتْهُ

فَكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ

الغريبين

1 / 308، ج ب ب، عبيد اين الأبرص، يصف عقاباً أو لقوةً اصطادت ثعلباً وألقته علي

وجه الأرض.

قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشِيحاً

وصاحِبي بازِلٌ خَبُوبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 1/ 135، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عَبيد بن الأبرص.

هل كَهْلُ خَمْسِينَ إِن شاقَتْهُ منزِلةٌ

مَسَفَّهُ رَأْيُهُ فيها ومَسْبُوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/232، ألفاظ تعرض في أبواب من

ص: 287

الفقه مختلفة - الثّيب، الواقفي.

صُبَّتْ عليهِ ولم تَنْصَبَّ من أَمَم

إِنّ الشَّقاءَ علي الأَشْقَيْنَ مَصْبُوبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3/1116، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أبو رافع - س ق ب.

*يَأْوِي إِلي ساحَتِهِ المُثَوِّبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/715، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد مَنَّت الخَذْواءُ مَنَّاً عليكُمُ

وشَيطانُ إِذ يَدعُوهُمُ ويُثَوِّبُ

الفائق

1 /180، حرف الثاء - الثاء مع الواو ، طفيل.

وآبن آبّنِها مِنَّا ومِنْكُم وبَعْلُها

خُزَيْمَة والأَرحامُ وَعثاءُ حُوبُها

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 220، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الكميت، يعاتب جذاماً.

بهجر وأما النفس فاغتل حُوبُها

= وداويت أقواماً مِراضاً قلوبُها

وتُخْبِرُني شَيْبانُ أَن لن تَعُقَّنِي

بَلَي جَيْرِ إِن فارَقْتَني وتَحُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/607، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، المنخلّ السعدي، وفيه

: «يعقّني».

وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِن الماءِ غائِرٌ

به كفَّ عنه الحِيبَةَ المُتَحَوِّبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/386، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث - الكميت ، وذكر ذئباً

أطعمه وسقاه، وفيه : «غابرٌ».

فَذاكَ عَصْرٌ وقد أَرانِي

تَحْمِلُنِي نَهْدةٌ سَرْحُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/670، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، عَبيد الأبرص.

*فظلّ لا يلحي ولا يحوبُ

= عضّ علي شبدعه الأريبُ

فلا تَتْرُكِي نَفْسِي شَعاعاً فإِنَّها

من الوَجْدِ قد كادت عليكِ تَذُوبُ

ص: 288

غريب

الحديث - لا بن قتيبة - 1/568، حديث أبي بكر.

الغريبين

3/1011، ش ع ع.

إلي شَجَرٍ أَلْمَي الظِّلالِ كأَنَّهُ

رَواهبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/294، حديث أبي هريرة عمرو بن عبد غنم ، حميد بن ثور.

وإِنَّ طَبِيباً يَشْعَبُ القَلْبَ بعدَما

تَصَدَّعَ من وَجْدٍ بها لَكَذُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 498، حديث عبداللّه بن عمرو بن العاص ن آبن الدمينة.

وإِنَّ طَبِيباً يَشْعبُ القَلْبَ بعدَما

تَصَدَّعَ من وَجْد بها لَكَذُوبُ

الفائق

3 / 252 ن حرف الكاف - الكاف مع الذال، أنشد أبو عمرو بن العلاء.

أَرْضَ تَوارَثَها شَعُوبُ

فَكُلُّ مَن حَلَّها مَحْرُوبُ

إِمّا قَتِيلاً وإمّا هالِكاً

والشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ

غريب

الحديث - للحربي ت 2 / 874، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أُسامة بن زيد ت الحديث

الثالث - ش ن.

إذا لاحَ بَرْقُ الغَوْرِ غَوْرِ تِهامَةٍ

تَجَدَّدَ مِن شَوْقٍ عَلَيَّ ضُرُوبُ

فَطَوْراً تَراهُ ضاحِكاً في آبْتِسامَةٍ

وطَوْراً تَراهُ قد علاهُ قُطُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/671، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

إِن تَسْأَلُوا الحَقَّ نُعْطِ الحَقَّ

سائِلَهُ

والدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ والسَّيْفُ مَقْرُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/578، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

سيكفيك صَرْبَ القَومِ لَحْمٌ مُغَرَّضٌ

وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ مَشُوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/428، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث.

غريب

الحديث ت للخطابي - 2 / 564، حديث عبداللّه بن الزبير،

ص: 289

وفيه : «مَشِيبُ».

وتقِ الخيانَةَ إِن ذلك أَصوابُ

= أوصيك إِن أخا الوصاةِ الأَقربُ

فَلَسْت لإِنْسِيّ ولكن لِمَلأَكٍ

تَحَدَّرَ مِن جَوِّ الماءِ يَصُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/492، تفسيرغريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، عجزه.

وطَوْراً تَراهُ قد علاهُ قُطُوبُ

= تَجَدَّدَ مِن شَوْقٍ عَلَيَّ ضُرُوبُ

دِيارٌ لِمَيٍّ أَصْبَحَ اليَوْمَ أَهْلُها

علي طِيَّةٍ زَوراءَ شَتَّي شُعُوبُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/459، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ذو الرمّة.

..........

وما

إن طِبُّها إلّا اللُّغُوبُ المجموع المغيث 1 / 104، إ ن.

لهنَّ ولِلمَشِيبِ ومَن عَلاهُ

من الأَمثالِ قائِبَةٌ وقُوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/586، حديث عمر بن الخطّاب، الكميت ، وذكر النساء.

فمل يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مِثْلَ أُمِّنا

ولا كَأَبِينا عاشَ وَهْوَ رَقُوبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 3/108، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

وكان السَّوْفُ للفِتْيانِ قُوتاً

تَعِيشُ به وهُنِّئَت الرَّقُوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 527، تفسير أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم الطوال والوفادات -

حديث لقمان بن عاد، الكميت، وذكر سنة جدب.

تُرادَ علي ماءِ الحِياضِ فإن تَعَفْ

فإنَّ المُنَدَّي رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ

الفائق

3 /418، حرف النون - النون مع الدال ، وفيه : «تُرادي» وهو تحريف.

عَفَتْ مِثْلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ فَأَصْبَحَتْ

بها كِبْرياءُ الصَّعْبِ وهي رَكًوبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/ 194، حديث أبي ذرّ جندب بن جنادة

ص: 290

الغفاري ، حميد بن ثور، يذكر داراً.

غريب

الحديث ت للخطّابي ، 2/294، حديث مصعب بن عمير، حميد بن ثور ن يصف داراً، وفيه :

«فهي ركوبُ».

مُعالِيةٌ لا هَمَّ إِلّا مُحَجَّرٌ

وحَرَّةُ لَيْلَي السَّهْلُ منها فَلُوبُها

غريب

الحديث - لابن سلام - 1 / 314، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، بشر بن أبي خازم، يذكر كتيبة.

ومُرْسَي

حِراءٍ والأَباطِحُ كُلُّها

وحيثُ

آلتَقَتْ أَعلامُ ثَوْرٍ وَلُوبُها

المجموع

المغيث 1/ 284، ث ور.

............

إِنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوبُ

المجموع

المغيث 2 / 281، ص ل ب، العبّاس بن عبدالمطلّب.

النهاية

3 / 45، ص ل ب، في حديث العبّاس.

تَداوَيتُ مِن لَيلَي بِهِجْرانِ بَيْتِها

وداوَيتُ أَقْواماً مِراضاً قُلُوبُها

فَأَمّا الذي داوَيتُ بِالهَجْرِ فاشْتَفَي

بِهَجْرٍ وأَمّا النَّفْسُ فاغْتَلَّ حُوبُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/607، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

لِتَبْكِ الباكِياتُ أَبا خُبَيْبٍ

لِدَهْرٍ أّو لنائِبَةٍ تَنُوبُ

وقَعْبِ وجِيئَةٍ بُلَّتْ بماءِ

يكون إِدمُها لبنٌ حَلِيبُ

الفائق

3/ 85، حرف الفاء - الفاء مع الهمزة.

تَخَشْخَشُ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ

كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/582 ن تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

وكرّره

2/189، حديث عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

دبور ومطلعها إليه جنوبها

= إلي الجدي والشمال حتّي مغيبها

تُقَدَّمُ قَيسٌ كلَّ يَومِ كَريهَةٍ

ويُثْنَي عليها في الرَّخاءِ ذُنُوبُها

ص: 291

وأَعْمَدُ من قَومٍ كَفَاهُم أَخُوهُمُ

صِدامَ الأَعادِي حينَ فُلَّتْ نُيوبُها

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/55، أحاديث عبداللّه بن مسعود، ابن ميّادة المرّي، كذا ولعلّه

: «ويُنْثَي».

الفائق

2 / 18، حرف الذال - الذال مع الميم ، ابن ميّادة، البيت الثاني.

وفي كُلِّ حَيّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ

فَحُقَّ لِشَأسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ

غريب

الحديث - للخطّابي ت 2/ 520، حديث عقيل بن أبي طالب، علقمة بن عبدة.

* لنا ذَنوب وله ذنوبُ

= إنّا إذا نازعنا شريبُ

أَقْفَزَ مِن أَهْلِهِ مَلْحُوبُ

فَالقُطَّبِيَاتُ فَالذَّنُوبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2/370، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ت الحديث السابع عشر - ق ف

ر، عبيد بن الأبرص.

واهِيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ

أَو هَضْبَةٌ دونَها لُهُوبُ

الغريبين

6 / 1763، م ع ن، عَبيد.

عَظيمُ رَمادِ البَيْتِ يَحْتَلُّ بيته

إلي هَدَفٍ لم يَحْتَجِبْهُ غُيُوبُ

غريب

الحديث ت لابن قتيبة - 1/578، حديث أبي بكر ، كعب الغنوي.

صِدامَ الأعادي حين فُلَّت نيوبُها

= ويثني عليها في الرَخاء ذنوبُها

وكانَ له يَوماً إذا جاعَ أو بَكي

مِن الزّادِ عندِي حُلْوُهُ وأَطايِبُهْ

غريب

الحديث - للحربي - 3/ 989، غريب ما روي الموالي -

غريب

ما روي ثوبان ت الحديث الأوّل - ز ا د.

بُوَيْزِلُ عامٍ لا قَلُوصٌ مُمَلَّةٌ

ولا عَوْزَمٌ في السِّنِّ فانٍ شَبِيبُها

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/525، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، الراعي.

ولا

كَلْبَ إِلّا والِجٌ أَنفَهُ آسْتَهُ

وليس

بمها إِلّا صَباً وصَبِيبُها

ص: 292

الغريبين

4/1058، ص ب ب، عجزه.

فَأَوْرَدْتُها ماءً كَأَنَّ جِمامَهُ

من الأَجْنِ حِنّاءٌ وصَبِيبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/169، حديث عقبة بن عامر، علقمة بن عبدة.

الفائق

2/284 ، حرف الصاد - الصاد مع الباء ، علقمة.

فإِن تَسْأَلوني بِالنِّساءِ فإِنَّني

بَصِيرٌ بِأَدْواءِ النِّساءِ طبيبُ

غريب

الحديث ت لابن سلام - 2 / 44، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، علقمة بن عبدة.

إذا آسْتَوْكَفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَسُوفُها

كما جَسَّ أَحشاءَ السًّقِيمِ طَبِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/ 371، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، حميد بن ثور ، وذكر الحمر.

كالبّرْقِ والرِّيحِ مَرّا منهما عَجِلٌ

ما في آجتهادٍ عن الإسراعِ تَغْبِيبُ

الفائق

3 / 47، حرف الغين - الغين

مع الباء، امرؤ القيس.

فقُلْتُ لها فِيئِي إليَكِ فإنَّني

حَرامٌ وإنّي بعد ذاك لَبِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 م 227، حديث سعيد بن زيد ، أنشد أبو عبيدة.

...........

ليسَ لِمَن ضُمِّنَهُ تَرْتِيبُ

الغريبين

4 / 1114، ض م ن.

كأَنَّ أَطْباءَها في الصَّيْفِ إِذ غَرَزَتْ

أَو لَجَّبَتْ أَو دَنا منهنَّ تَلْجِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2/510، حديث شريح بن الحارث القاضي، الواقفي،وفيه : «غزرت».

وداع دَعا يا مَنْ يُجِيبُ إِلي النَّدَي

فلم يَسْتَجِبْهُ عِندَ ذاكَ مُجِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/362، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

بِنَفْسِي وأَهْلِي مَن إذا عَرَضُوا لَهُ

بِبَعْضِ الأَذَي لم يَدْرِ كَيفَ يُجِيبُ

ص: 293

ولم يَعتَذِرْ عُذرَ البَرِيءِ ولم يَزَلْ

به صَعْقَةٌ حَتّي يقالَ مُرِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/332، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ابن الدمينة.

يا رُبَّ هاءِ صَرًي وَرَدْتُهُ

سَبِيلُهُ خائِفٌ جَدِيبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 2/242 ، حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عبيد الأبرص.

عَلَّقْتُ بِالذِّئبِ حَبْلاً ثمّ قُلتُ

لهُ

يَا آلْزَمْ طَرِيقَكَ وآسْلَم أَيُّها

الذِّيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/27، تفسيرغريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

يَأْوِي إِليكم بلا مَنِّ ولا جَحَدٍ

مَن ساقَهُ السَّنَةُ الحَصّاءُ والذِّيبُ

الفائق

2 / 327، حرف الضاد - الضاد مع الباء، أبو ذؤيب، عجزه.

أَمْسَي بِوَهْبَيْنِ مُجْتازاً لِمَرْتَعهِ

مِن ذي الفَوارِسِ تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيبُ

الغريبين

2/ 637، د ا ع، ذو الرمّة.

أَفْلِحْ بما شِئتَ فقد يُبْلَغُ بال-

-ضَّعْفِ وقد يُخْدَعُ الأَريبُ

غريب

الحديث - لابن سلام - 4/38، أحاديث أبي ذرّ الغفاري ، عبيد بن الأبرص.

وكرّره

4 / 67، أحاديث عبداللّه بن مسعود ن عبيد الأسدي.

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1 / 173، ذكر الألفاظ في الفقة والأحكام وآشتقاقها - الصلاة

وما يتعلّق بها، عَبيد، وفيه : «الأديبُ».

*عَضَّ علي شِبْدِعِهِ الأريبُ

فَظَلَّ لا يَلْحَي ولا يَحُوبُ

الفائق

2/220، حرف الشين - الشين مع الباء.

*إِنّا إِذا نازَعَنا شَرِيبُ

لنا ذَنُوبٌ ولهُ ذَنُوبٌ

فإِن أَبي كانَ لهُ القَلِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/388، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث.

ص: 294

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/123، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، البيت الأوّل والثاني.

صَنَعْتَ إِلَيَّ ما سَيَغبُّ عِندِي

وذُخْرٌ ما لحاقته الصَّريبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/427، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، الكميت ، يمدح رجلاً.

إذا ما مَضَي القَرْنُ الذي أَنتَ مِنْهُمُ

وخُلِّقْتَ في قَرْنٍ فَأَنتَ غريب

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/224، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

وكرّره

2 / 296، حديث خبّاب بن الأرثّ.

المجموع

المغيث 2 / 699، ق ر ن، أنشد ثعلب.

مجمع

البحرين 6/298، ق ر ن.

فمن يكُ أَمْسَي بِالمَدِينةِ رَحلُهُ

فإِنِّي وقيّارٌ بها لَغَرِيبُ

المجموع

المغيث 1 / 826،

ر ه- ب، البرجمي.

فإِنِّي وصَعْبَةَ فِيما تَرَي

بَعِيدانِ والوُدُّ وُدٌّ قَريبُ

فإِلّا يكن نَسَبٌ ثاقِبٌ

فعِندَ الفَتاةِ جَمالٌ وطِيبُ

الفائق

1 / 140، حرف الباء - الباء مع الهاء ، أبو سفيان بن حرب ، يذكر الصعبة بنت الحضر

مي بعد طلاقه إيّاها وقد تبعتها نفسه، وهي أُمّ طلحة بن عبيداللّه.

قد يُوْصَلُ النّازِحُ النّائِي وقد

يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَيِة القَريبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3/1113، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي صهيب ت س ه- م.

به صقعة حتّي يقالَ مُريبُ

= ببعض الأذي لم يدرِ كيف بجيبُ

وتَبْكِيهِ شُعْثٌ خِماصُ البُطُونِ

أَضَرَّ بِهِم زَمَنٌ أَزْيَبُ

الفائق

2/141 ، حرف الزاي - الزاي مع الياء، سالم المحاربي، يرثي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.

ص: 295

فَاسْتَدْبَرُوهُمْ يَكْفِتُونَ عُرُوجَهُمْ

مَرَّ الجَهامِ إذا زَفَتْهُ الأَزْيَبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/216، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس ت الحديث السابع - ك ف ت.

أَو جَدْوَلٍ في ظِلالِ نَخْلٍ

لِلماءِ مِن تَحتِهِ قَسِيبُ

غريب

الحديث - للحربي - 3 / 1126، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أبو رافع - ق س ب،

عَبيد.

منّا الذي ما عدا أَن طَرَّ شارِبُهُ

والعانِسُونَ وفينا المُرْدُ والشِّيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 1/31، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه مختلفة - ألثّيّب، قيس

بن رفاعة الواقفي.

وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ مَشِيبُ

= وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ مَشُوبُ

طَحَي بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَرُوبُ

بُعَيْدَ الشَّبابِ عَصْرَ مَشِيبُ

الغريبين

4 / 1163، ط ح ي، علقمة بن عبدة ، صدره.

والشيب شين لمَن يشيبُ

= فكلّ من حلّها محروبُ

وإِنَّكَ إِلّا تُرْضِ بَكْرَ بنَ وائلٍ

يَكُنْ لكَ يَومٌ بِالعِراقِ عَصِيبُ

غريب

الحديث - للحربي - 1/303، غريب حديث عبداللّه بن عبّاس - الحديث الرابع عشر - ع ص

ب.

لستُ لِمُرَّةَ إن لم أُوفِ مَرْقَبَةً

يَبْدُو لِيَ الحَرْثُ منها والمَقاضِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 3/699، حديث الحجّاج بن يوسف الثقفي، عروة بن مرّة.

فعِندَ الفَتاةِ جَمالٌ وطِيبٌ

= بَعِيدانِ والوُدُّ وُدٌّ وُدٌ قَريبُ

لقد عَلِمَ الحَيُّ اليَمانُونَ أَنَّني

إذا قِيلَ أَمّا بعدُ أَنِّي خَطِيبُها

مجمع

البحرين 3/16، ب ع د، قُسّ بن ساعدة الإيادي.

ص: 296

عَيْناك دَمْعُهُما سَرُوبُ

كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ

غريب

الحديث - للحربي - 2/ 875، غريب ما روي الموالي - غريب ما روي أسامة بن زيد - الحديث

الثالث - ش ن، عَبيد.

المجموع

المغيث 2 / 167، ش أ ن، عجزه، عَبيد.

أَخالَ بها كَفَّه مُدبِراً

وهل يُنْجِيَنَّكَ رَكْضٌ وَعِيبُ

غريب

الحديث - لابن قتيبة - 2 / 451، حديث أُمّ المؤمنين عائشة، بعض العبديّين.

علي أَحْوِذِيَّيْنِ اسْتَقَلَّتْ عَليهِما

نَجاةً ترَاها لَمعةً فَتَغِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/270، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، حميد بن ثور.

تُبادِرُ أَطْفالاً مَساكِينَ دُونَها

فَلاً ما تَخَطّاهُ العُيونُ رَغِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 336، حديث أبي الدرداء عويمر

ابن مالك ، حميد بن ثور ، يصف القطا.

مَهَبُّ الصَّبا من مَطْلَعِ الشَّمْسِ

واصِلٌ

إِلي الجَدْي والشّمالِ حتّي مَغِيبُها

وبين سُهَيلٍ والغُروبِ تَفَرَّدَت

دَبُورٌ ومَطْلَعُها إِليه جَنوبُها

مجمع

البحرين 1 / 261، ص ب ا.

يكون إدمها لبنٌ حليبُ

= لدهر أو لنائبة تنوبُ

بِها جِيَفُ الحَسْرَي فَأَيْما عِطامُها

فَبِيضٌ وأَيْما لَحْمُها فَصَلِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 91، حديث عمر بن الخطّاب.

لَعَمْرُكَ إِنِّي في نَوائِبَ تَلْتَحِي

لِحاءَ الفَتَي عن عُودِهِ لَصَلِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 1/121، تفسير غريب حديث رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، المتلمّس.

* فإِن أَبي كانَ لهُ القَلِيبُ

= إِنّا إِذا نازَعَنا شَرِيبُ

ص: 297

فَأَخْلَسَ منها البَقْلُ لَوناً كأَنَّهُ

عَلِيلٌ بماءِ الرَّيْقُهانِ ذَهِيبُ

المجموع

المغيث 1/831، ر ه- ق، حميد بن ثور، عجزه.

الفائق

2 / 94، حرف الراء - الراء

مع الهاء ، حميد بن ثور، عجزه.

..........

أَهابَ بِأَحْزانِ الفُؤادِ مُهِيبُ

غريب

الحديث - للخطّابي - 2 / 562، حديث عبداللّه بن الزبير.

ص: 298

فهرس

مخطوطات

مكتبة

أمير المؤمنين العامة

الأشرف

النجف

(16)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي (قدس سره)

(872)

رسالة في النيّة

أوّلها : «في حقيقة النيّة. النيّة : إرادة تفعل بالقلب ، من الفاعل ...».

نسخة ضمن المجموعة رقم 2183.

(873)

رسالة في النيّة

للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي.

نسخة كتبت في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة جمعها الشيخ عبد الحسين الحلّي ، وكتب عليها تملّكه سنة 1322 ، رقم 627.

(874)

رسالة في النيّة

وطريق تحصيل خلوصها ، وتحصيل حضور القلب في العبادات ،

ص: 299

والقصد في الطاعات ، بأيّ شيء يتحصّل ، بذكر أو فعل أو رياضة أو الترقّي للنفس في الكمالات القدسيّة ..

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة 1241.

كتبها في جواب ملاّ علي أكبر بن ملاّ محمد سميع ; إذ سأله عن ذلك ، فألّف هذه الرسالة في جوابه وبالتماسه.

نسخة كتبت في حياة المؤلّف ، عن نسخة منقولة عن خطّه ، ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف ، بخطّ نسخ جيّد ، سنة 1236 ، رقم 1663.

(875)

الرسالة القدسيّة

في أسرار النقطة الحسّية

للعارف المعروف السيد علي بن شهاب (الدين محمّد) الهمداني ، المتوفّى سنة 786.

أوّلها : «الحمد لله الذي ظهر بما شاء بمشيئته الأزليّة ، واستتر عمّن شاء بأستار عزّته السرمديّة».

نسخة بخطّ الخطّاط إسماعيل المراغي ، كتبها بخطّه النسخ الممتاز ، مجدولة بالشنجرف واللاجورد ، ضمن مجموعة عرفانيّة كلّها بخطّه ، رقم 1515.

( 876)

الرسالة القطبيّة

متن موجز في العقائد.

ص: 300

نسخة بخطّ السيّد مير حسن التقوي الأخوي الطهراني الشيرازي الموسوي ، كتبها بخطّه الفارسي الجميل ، وفرغ منها في ذي القعدة سنة 1284 ، في مجموعة قيّمة كلّها بخطّه ، رقم 2 / 1547 ..

وبعدها فائدة في خواصّ سورة الفاتحة والمداومة على قراءتها.

(877)

رسالة كلاميّة

متن موجز في الكلام والاعتقادات ، لبعض الزيديّة.

أوّلها : «الحمد لله حقّ حمده ، وصلاته على خير خلقه محمد وآله ، اعلم إنّ الذي يجب على كلّ مكلّف : أن يعرف الله ...».

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في غرّة شهر رمضان سنة 1058 ، بآخر مجموعة ، أوّلها : الجعفريّة ، للمحقّق الكركي ، رقم 1979.

(878)

رسالة للدواني

[للمحقّق الدواني ، جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي ، المتوفّى سنة 908 ه].

أوّلها : «الوجود ، أي بانضمامها إلى الماهيّات ، يترتّب عليها آثارها المختصّة بها ، موجود ...».

نسخة ضمن مجموعة فلسفيّة ، مكتوبة في القرن الحادي عشر ، رقم 558.

ص: 301

(879)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في إثبات تحريم الاستنجاء بالطعام

[للشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن أحمد الميسي العاملي ، المتوفّى سنة 1032 ه.

هذه الرسالة وما بعدها - إلى (888) - إضافة إلى 3 رسائل أُخرى ، قد ذكرت سابقاً بعنوان : رسائل الشيخ لطف الله الميسي بتسلسل (737) في الحلقة (14) ، المنشورة في العدد 73 - 74 ، وذكرت الثانية منها (2 / 1988) : رسالة في مَن مات عن زوجة وأولاد ... بتسلسل (870) في الحلقة (15) ، المنشورة في العدد 75 - 76 ، ويأتي ذكر الأُولى منها (1 / 1988) : ماء الحياة في حرف الميم ، والأخيرة (13 / 1988) : الوثاق والعقال في حرف الواو].

كتبها انتصاراً وتأييداً للمحقّق الكركي [الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي ، المتوفّى سنة 940 ه] ودفاعاً عنه ; إذ اعترض بعضهم على قوله هذا في جامع المقاصد ، فكتب المؤلّف هذه الرسالة ردّاً عليه ودفاعاً عن المحقّق ، فرغ منها في أصفهان ، في شهر رمضان سنة 1015.

أوّلها : «الحمد لله مظهر كلام المحقّقين ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة قيّمة من رسائله ، رقم 11 / 1988 ، من الورقة 104 أ إلى 105 ب.

ص: 302

(880)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في أنّ المتنجّس يطهر بالتقطير والتبخير

وهي في الاستدلال على أنّ الشيء المتنجّس يطهر بالتقطير والتبخير ، فإنّ الاستحالة مطهِّرة له ; ردّاً على مَن قال بخلاف ذلك ، فرغ منها في ثامن ذي الحجّة سنة 1010.

أوّلها : «الحمد لله مطهّر قلوب العارفين عن نسات الخطأ والخطل ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة قيّمة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 8 / 1988 ، من الورقة 83 ب إلى الورقة 92 أ.

(881)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في ثبوت الهلال بالشياع

وثبوت الشياع بالبيّنة ، ولزوم اتّباع الفقيه إذا ثبت عنده الهلال.

وقد صادف أنْ ثبت هلال شهر رمضان عام 1010 في قزوين عنده ، فعارضه كثير من الناس ، فألّف هذه الرسالة ، وأجاب عن جميع الشبهات والاعتراضات التي أوردوها عليه.

أوّلها : «الحمد لله الذي أظهر نور الشمس والقمر للمبصرين ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، كتبها في قزوين ، وملأ هوامشها بالتعليقات في أصفهان ، ضمن مجموعة قيّمة من رسائله ، رقم 12 / 1988 ، من الورقة 106 ب إلى 113 أ.

ص: 303

(882)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في الجواب عن اعتراضات بعض معاصريه

في حاشيته على شرح الشرائع ، للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، المستشهَد سنة 966.

أوّلها : «وبه نستعين على الاهتداء إلى الصراط المستقيم ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة قيّمة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 5 / 1988 ، من الورقة 62 ب إلى 64 ب.

(883)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في الجواب عن بعض الشبه والاعتراضات

التي وجّهت عليه في بعض ألفاظ عقد نكاح صدر منه في مجلس.

أوّلها : «وبه نستعين على كلّ شيطان رجيم ، الحمد لله الكريم الخبير العليم ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في مجموعة قيّمة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 4 / 1988 ، من الورقة 56 ب إلى 61 ب.

(884)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في الجواب عن عدّة اعتراضات

وجّهها إليه بعض معاصريه ، فأجابه بهذه الرسالة ، ودافع عن نفسه ،

ص: 304

وفنّد الشبه ، ودفع الاعتراضات وبيّن وجه المعذرة فيها ..

وفيها فوائد كثيرة.

أوّلها : «ونعوذ به من شرّ كلّ شيطان رجيم ، الحمد لخالق البرايا ومجزل العطايا ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في مجموعة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 3 / 1988 ، من الورقة 36 أ إلى 55 أ.

(885)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في شرح حديث مشكل في الاستحاضة

أوّلها : «الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام في كلّ وقت وحين ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في مجموعة قيّمة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 6 / 1988 ، من الورقة 65 ب إلى 73 أ.

(886)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في عدم التداخل في الأغسال

أوّلها : «الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ، محمد وعترته الطيّبين الطاهرين ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة قيّمة من رسائله ، رقم 10 / 1988 ، من الورقة 100 ب إلى 103 ب.

ص: 305

(887)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في المحاكمة بين المحقّق الداماد وبين بعض معاصريه

وقد اختلفا في مسألة فقهيّة ، وهي : إنّه إذا أخّر البائع تسليم المبيع بعد قبض الثمن ، فهل للمشتري الخيار في الفسخ أم لا؟

وكان سيّد المحقّقين يقول بثبوت الخيار للمشتري.

أوّلها : «وبه نستعين ، الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ، محمد سيّد المرسلين ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في مجموعة قيّمة من رسائله ، كلّها بخطّه ، رقم 7 / 1988 ، من الورقة 74 ب إلى 82 ب.

(888)

رسالة للشيخ لطف الله الميسي

في مسألة : سراية عتق شقص من مملوك إلى بقيّته

أوّلها : «الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيّين وعترته الطاهرين ، وبعد ، فهذه شذرة من لُجَين ... مسألة : إذا أعتق شخص شقصاً من مملوك مختصّ أو مشترك ، فهل يسري عليه باقيه؟ ... أم لا؟ ...».

فالرسالة في تحرير هذه المسألة ، واختار المؤلّف عدم السراية ، وشرع في إقامة الأدلّة على ما اختاره ، وله حواش كثيرة مبسوطة.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله القيّمة ، رقم 9 / 1988 ، من الورقة

ص: 306

93 ب إلى الورقة 95 أ.

(889)

رسالة لعلماء ما وراء النهر

وهي في جواب رسالة علماء مشهد الرضا عليه السلام أرسلوها إليهم ، ثمّ أجابهم علماء مشهد الرضا ثانياً.

وموضوع المراسلات : ردود ونقود بخصوص عقائد الشيعة والمذهب الشيعي ; إذ أنّ أعلام ما وراء النهر من العامّة ، وعلماء مشهد الرضا عليه السلام من الشيعة ، فدارت بينهما محاورات ومراجعات بأدب وعفاف ، باللغة الفارسية ..

وهذه المراسلات وقعت في القرن العاشر ; حيث إنّ كتابة النسخة سنة 1022.

والموجود في النسخة جواب أعلام ما وراء النهر لعلماء المشهد ، ثمّ جواب علماء مشهد عن هذا الجواب ، والمتصدّي لجوابهم : المولى محمد ، خادم الروضة المقدّسة.

نسخة منضمّة إلى كتاب الأنوار البدريّة ، بخطّ القاضي عبد الرحيم ابن عبد اللطيف شهاب ، كتبها سنة 1022 ، وقبله حكاية ديك الجنّ مع هارون الرشيد ، رقم 158.

(890)

الرسالة اليوسفيّة

للمحدّث الجليل السيّد ماجد بن السيّد هاشم البحراني الأوالي

ص: 307

الصادقي ، المتوفّى ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1028.

وهو من مشايخ المحدّث الفيض الكاشاني ، ترجم له في أنوار البدرين : 58.

وهي في العقائد والطهارة والصلاة موجزاً.

أوّلها : «الحمد لله على الإيمان ، والسلام والهداية إلى دار السلام ...».

نسخة بخطّ السيّد حسن الحسيني الجيلاني ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1063 ، وفي الهوامش تعليقات : «منه رحمه الله» ، وتقع في 24 ورقة ، رقم 2153.

(891)

الرضاع

للشيخ الفقيه المحدّث الشيخ عزّ الدين حسين بن عبد الصمد العاملي الجبعي الهمداني ، المتوفّى سنة 984.

ألّفه بإشارة من السلطان شاه طهماسب الصفوي.

أوّله : «أحمدك يا مَن جعل الحمد ذريعة للفوز يوم لقائه ... وبعد ، فقد صدرت إشارة من تجب طاعته على كافّة المؤمنين ... محيي سنن آبائه البررة المعصومين ... شاه طهماسب ... وهي معتمدة على مقدّمة وفصول وخاتمة ...».

نسخة بخطّ الشيخ عبد محمد بن الشيخ مساعد بن بديع الحويزي ، كتبها بنفسه لنفسه ، وفرغ منها سنة 1094 ، ضمن مجموعة بخطّه ، رقم 7 / 2299.

ص: 308

(892)

الرضاع

للسيّد بحر العلوم ، وهو العلاّمة الفقيه السيد مهدي الطباطبائي ، المتوفّى سنة 1212.

لعلّه شرح على الشرائع.

نسخة ضمن مجموعة فقهيّة ، رقم 387.

(893)

الرضاع

للمحقّق الكركي ، وهو المحقّق الثاني ، الشيخ الفقيه نور الدين علي ابن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي ، المتوفّى سنة 940.

فرغ منه المؤلّف في 11 ربيع الآخر سنة 916 ، وطبع ضمن رسائل في الرضاع والخراج.

نسخة قيّمة بخطّ محمد بن يوسف بن علم ، فرغ منها في 19 رجب سنة 983 ، بآخر مجموعة رقم 837.

(894)

الرضاع

للعلاّمة الجليل معزّ الدين السيد مهدي بن الحسن القزويني الحلّي ، المتوفّى سنة 1300.

أوّله : «الحمد لله الذي خلق الإنسان فجعله بشراً سويّاً ...».

ص: 309

رتّبها على مقدّمة وثلاث لمعات وخاتمة ، وفرغ منها في الجانب الشرقي من مدينة بغداد ، عشيّة يوم الاثنين ، تاسع عشر ذي القعدة سنة 1276.

نسخة بأوّل مجموعة من رسائل المؤلّف ، مكتوبة في حياته ، رقم 1706.

(895)

الرضاع

للشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني ، نزيل النجف الأشرف ، وهو مبسوط ، وإن عبّر هو عنها ب- : الوجيزة.

نسخة بخطّ حسين البهبهاني ، فرغ منها في 14 ذي الحجّة سنة 1328 ، ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف ، رقم 472.

(896)

الرعاية

في شرح «البداية في علم الدراية»

المتن والشرح كلاهما للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشامي ، المستشهَد سنة 966.

فرغ منه هزيع ليلة الثلاثاء الخامس من ذي الحجّة سنة 959 ، وطبع على الحجر بإيران ، وعلى الحروف في النجف الأشرف.

نسخة بخطّ محمد قاسم بن الفقيه محمد ، فرغ منها غدوة يوم الجمعة 15 ذي الحجّة سنة 1103 ، ثمّ قابلها وصحّحها بحسب الجهد

ص: 310

والطاقة ، وفرغ منها سنة 1114 ، وبظهر الورقة الأخيرة : أصحاب الإجماع ، وتقع في 67 ورقة ، مقاسها 11 × 4 / 17 ، رقم 424.

نسخة بخطّ العلاّمة السيد عبد الله بن أبي تراب بن عبد الفتّاح الحسيني ، فرغ منها في ربيع الأوّل سنة 1226 ، وعليها حواش كثيرة للكاتب ، هذا توقيعها : «عب» ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه ، رقم 93.

(897)

رعنا وزيبا

أُسطورة أدبيّة روائيّة ، فارسيّة.

لميرزا برخوردار بن محمود التركماني الفراهي ، المتلقّب ب- : «ممتاز» ، مؤلّف محبوب القلوب.

طبع في خاتمة كتابه محبوب القلوب.

نسخة بخطّ الخطّاط السيد عزيز الدين ، فرغ منها في 2 رجب سنة 1212 في خاتمة محبوب القلوب ، الذي كتبه بخطّه التعليق الجيّد البديع ، مؤطّرة بماء الذهب واللاجورد ، والعناوين بالشنجرف ، والنسخة خزائنيّة ، بأوّلها لوحة فنّية ، وجلدها أيضاً فاخر ممتاز ، رقم 1309.

(898)

رفيق توفيق

فارسي.

وهو كتاب أخلاقي مبسوط قيّم.

للمولى محمد علي القزويني، ولد وطلب العلم في قزوين، ثمّ هاجر

ص: 311

إلى أصفهان.

وكتب هذا الكتاب وصدّره باسم السلطان المعاصر له : شاه سليمان الصفوي.

أوّله : «رفيق توفيق سالكان رسوم وآداب ، وأنيس شفيق ساكنان محافل عقول وألباب ...».

صرّح باسم الكتاب في نهاية الخطبة الطويلة في الورقة 36 ، ورتّبه على اتّصال وحرفين.

نسخة فرغ منها الكاتب في 12 شعبان سنة 1113 ، في أصفهان ، ولعلّه في حياة المؤلّف ، وتقع فى 276 ورقة ، رقم 1256.

(899)

الرواشح السماويّة في شرح أحاديث الإماميّة

وهو شرح على الكافي.

تأليف : السيد محمد باقر بن محمد الحسيني ، المشتهر ب- : الداماد الاسترآبادي ، المتوفّى سنة 1040.

شرح خطبته ، ثمّ عنون تسعاً وثلاثين راشحة في مباحث علم الدراية ، وأخيرتها في بعض المباحث الأُصولية.

ثمّ بدأ في شرح أحاديث الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ثمّ كتاب التوحيد ، إلى باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة ، عند جواب الصادق عليه السلامعن تفسير : (وهديناه النجدين) [سورة البلد 90 : 10].

طبع بطهران إلى آخر الراشحة 39 ، سنة 1311. كذا ذكر شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة 11 / 257.

ص: 312

نسخة بخطّ النسخ الجيّد ، وعليها حواش وتعليقات كثيرة من المؤلّف وغيره ، وهي أيضاً إلى الراشحة 39 ، وتقع في 79 ورقة ، رقم 112.

نسخة أيضاً إلى الراشحة الأخيرة ، منضمّة إلى قرّة العيون للفيض الكاشاني (ت 1091) ، المكتوبة في أصفهان سنة 1274 ، وهما كتابة كاتب واحد ، رقم 348.

(900)

روض الجنان

في شرح إرشاد الأذهان

المتن للعلاّمة الحلّي ، آية الله جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي.

وروض الجنان للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، المستشهَد سنة 966 ، طبع بإيران.

الجزء الأوّل ، من أوّله إلى آخر كتاب الصلاة ، بخطّ صالح بن محمد ابن عبد الإله بن محمود السلامي ، فرغ منه ضحى يوم الخميس عاشر جمادى الآخرة سنة 986 ..

فهي نسخة قيّمة إذ بين الانتهاء من نسخها واستشهاد مؤلّفها عشرون سنة ، ولعلّها منتسخة عن نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ولعلّ الكاتب من تلاميذه.

عليها تصحيحات ، وعليها خطّ العلاّمة ملاّ پروانه العبّاسي ، ترجم له شيخنا في أعلام القرن الحادي عشر ، وهو العلاّمة الشيخ محمد تقي بن الله قلي الأكليسي ، الشهير ب- : ملاّ پروانه العبّاسي الصفوي ، ثمّ العبّاسي

ص: 313

العبد العظيمي ; فبأسفله ختم محمد تقي العبد العظيمي ، وتاريخه سنة 1053 ..

تقع في 228 ورقة ، مقاسها 21 × 3 / 30 ، رقم 718.

(901)

الروض

في شرح اللمعة الدمشقيّة

في الفقه.

المتن للشهيد الأوّل محمد بن مكّي ، المستشهَد سنة 786.

وعليها شروح كثيرة ، منها هذا الشرح ، وهو شرح الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المستشهَد سنة 966 ، فرغ منه سنة 955.

وهو من الكتب الدراسية ; ولهذا طبع مرّات متعدّدة ، آخرها طبعة مصر في مجلّدين. [وطباعته مستمرّة منذ كتابة هذا الفهرس].

كما أنّ عليه حواش كثيرة لجمع من الأعلام ، تجد أكثرها في الجزء السادس من الذريعة.

الجزء الأوّل ، نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، وعليها حواش كثيرة لجمع من المحشّين ، كتبها محمد نظام الخوانساري في محرّم سنة 116 ، عن نسخة صحيحة معتمدة ، عليها إجازة الشيخ محمّد بن علوان الجزائري ، من تلامذة الشيخ البهائي ، بقراءة تلميذه محمد صادق بن زين العابدين جميع ذلك الجزء عليه ، فأجاز له بالرواية عنه ، وصورتها منقولة في نسختنا هذه ، تاريخها : شعبان سنة 1068.

ص: 314

كما إنّ بآخر النسخة ما نصّه : «قد بلغ مطالعةً وتصحيحاً وتعليقاً بحسب الوقوف ، الفقير إلى ربّه الغني عبد العالي بن محمد مقيم الخونساري الفريدني ، في شهر رمضان المبارك سنة 116» ..

في 171 ورقة ، رقم 1711.

الجزء الأوّل ، كتابة القرن الثاني عشر ، ويقع في 210 أوراق ، رقم 267.

الجزء الأوّل ، بخطّ الخطّاط محمد تقي بن عبد العظيم الآشتياني ، بالخطّ الفارسي ، فرغ منه في محرّم سنة 1258 ، ويقع في 135 ورقة ، رقم 1073.

الجزء الأوّل ، فرغ منه الكاتب في 10 صفر سنة 1261 ، ويقع في 170 ورقة ، رقم 251.

الجزء الأوّل ، بخطّ الخطّاط محمد تقي بن أفضل ، كتبه بالخطّ الفارسي الجيّد الجميل ، وهو مصحّح بالهوامش ، تصحيحات وتعليقات كثيرة من المؤلّف ، رمزها : «منه رحمه الله» ، وبعضها لآقا رضي ، وكثير منها لسلطان العلماء ، فرغ منه في 7 شهر رمضان سنة 1072 ، ويقع في 250 ورقة ، رقم 1522.

الجزء الثاني ، كتابة القرن الحادي عشر ، ليس لها تاريخ ، وهي مصحّحة ، بهوامشها تصحيحات وبلاغات ، وحواشِ المؤلّف : «منه رحمه الله» ، وحواشي المحقّق جمال الدين الخوانساري مكتوبة في حياته : «جم عفي عنه».

وبآخرها ما هذا نصّه : «قد فرغت من مطالعته ومقابلته ومباحثته في سنة ثمانين وألف ، حامداً لله ومصلّياً على نبيّه المصطفى وآله الشرفاء ،

ص: 315

وكتبه محمد بن علي ، المشتهر بباقر التبريزي ، عُفي عنه» ، وله عليه بعض الحواشي ، رمزها : «م ح ق عفي عنه».

وعلى النسخة تعليقات كثيرة لا توقيع لها ، بخطوط مختلفة ، فكأنّما تداولتها أيدي ثلّة من الأعلام بالبحث والتحقيق ، فكتبوا عليها تعليقات بخطوطهم ، وفي أواسطها بعض السقط ، وقد أكمله بعضهم في ما بعد.

ويقع في 228 ورقة ، رقم 561.

الجزء الثاني ، بخطّ أقلّ الطلبة محمد خان بن عاشور بك السركاني ، فرغ منه في العشر الأُخر من ذي القعدة سنة 1106 ، في أصفهان ، في المدرسة الشفيعيّة ، ويقع في 200 ورقة ، رقم 57.

الجزء الثاني فرغ منه الكاتب في مدرسة المروي في طهران ، 12 ربيع الأوّل سنة 1264 ، ويقع في 137 ورقة ، رقم 268.

الجزء الأوّل والثاني ، ينقص من آخره صفحة ، فلم يُعرف الكاتب ولا تاريخ الكتابة ، لكنّه كتابة القرن الحادي عشر ، وعليه حواشِ المؤلّف : «منه رحمه الله» وحواشِ الآخرين ، ويقع في 279 ورقة ، رقم 386.

الجزء الأوّل والثاني ، والنسخة بخطّ محمد تقي بن عبد الباقي الگلبايگاني ، بالخطّ الفارسي الجميل ، والنسخة مقابلة ومصحّحة ، بآخرها : «بلغ قبالاً بعون الله تعالى وحسن توفيقه» ، وعليها تعليقات المؤلّف ، وتعليقات كثيرة رمزها : «آ ب عفي عنه» ..

والنسخة موقوفة على العلاّمة المولى أبو الحسن الشريف الفتوني العاملي وأولاده ، تاريخ الوقف سنة 1150 ، ولعلّه هو صاحب التعليقات ، رمز إلى نفسه : «آ ب».

ص: 316

فرغ منها في جمادى الأُولى سنة 1070 ، وتقع في 302 ورقة ، رقم 907.

مجلّد فيه الجزء الأوّل والثاني ، فرغ الكاتب من الأوّل في 12 جمادى الأُولى سنة 1086 ، ومن الثاني في 5 ربيع الآخر سنة 1087 ، والنسخة مصحّحة ، وعليها : «بلغ مقابلة». وتقع في 384 ورقة ، رقم 901.

مجلّد فيه الجزء الأوّل والثاني ، بخطّ نجف علي بن سليمان الخاتون آبادي ، فرغ من الجزء الثاني غرّة شهر ذي الحجّة سنة 1095 ، وعليه حواشِ المؤلّف ، وحواشِ سلطان العلماء ، وحواشِ الشيخ جعفر قاضي أصفهان ، توقيعها : «شيخ جعفر سلّمه الله» ; فهي مكتوبة في حياته ..

والنسخة مصحّحة نفيسة ; لأنّها مقروءة على المحقّق جمال الدين الخوانساري ، صاحب الحاشية على الكتاب ، وعليه حواشيه : «جم مدّ ظلّه» ..

وجاء في نهاية الجزء الأوّل بالفارسية ما تعريبه : «في تاريخ يوم الأربعاء تاسع جمادى الأُولى سنة 1113 ، انتهينا من المجلّد الأوّل عند آقا جمال ، من أوّله إلى آخره ، وقابلنا كتاب التهذيب عنده إلى باب : (لا تجوز الصلاة للرجال في الإبريسم المحض) ، وتوقّفنا من السير ; لأجل رحلة شيخنا إلى الحجّ».

يقع في 425 ورقة ، رقم 541.

نسخة بخطّ محمد سعيد بن مظفّر المازندراني ، بخطّ نسخ جميل ، فرغ منها في 8 شهر رمضان سنة 1191 ، في المدرسة الفخريّة في أصفهان ، وملء هوامشها تعليقات المحشّين ، رقم 2103.

ص: 317

نسخة كتبت بخطوط مختلفة ، آخرها بخطّ محمد صالح بن ميرزا علي الكوكدي الگلپايگاني ، فرغ منها في مدرسة الجدّة العلية في أصفهان ، في غرّة شهر رمضان سنة 1077 ، والنسخة مقروءة مصحّحة ، وعليها تعليقة : «سلطان سلّمه الله» ، وتقع في 360 ورقة ، رقم 137.

نسخة المجلّد الأوّل ، بخطّ نسخ جيّد ، كتبها أقلّ الطلبة الشيخ علي نقي بن ملاّ إبراهيم الثمامي اللاهيجي ، في المدرسة الأكبرية في لاهيجان ، وفرغ منها في 28 محرّم سنة 1106 ، وتقع في 238 ورقة ، رقم 2127.

(902)

روضة الشهداء

فارسي ، في مقتل الحسين عليه السلام.

للمولى كمال الدين حسين بن علي الهروي الكاشفي ، المتوفّى سنة 910.

نسخة القرن العاشر ، وهو قرن المؤلّف ، مبتورة الطرفين ، بخطّ نستعليق ، وتقع في 135 ورقة ، رقم 527.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، عليها ختم تاريخه : 1187 ، ولكنّها كانت ناقصة الآخر ، فتمّمها محمد طاهر بن علي أكبر ، في سنة 1234 ، وتقع في 283 ورقة ، رقم 286.

نسخة بخطّ محمد باقر بن علي نقي الفلاّحي ، فرغ منها سلخ شوّال سنة 1215 ، وتقع في 222 ورقة ، رقم 1850.

نسخة بخطّ جيّد ، كتبها محمد بن حيدر المالواجردي ، وفرغ منها في العشر الأُول من ربيع الأوّل سنة 1018 ، وكتب في آخرها اسم السلطان

ص: 318

شاه عباس الأوّل الصفوي ، المشتهر ب- : «الكبير» و : «الماضي» ، والعناوين والأبواب مكتوبة بالشنجرف ، فلعلّها كتبت له ..

وهي ناقصة من أوّلها بمقدار ورقة ، ولعلّها كانت فيها لوحة فأُخذت ، رقم 1854.

(903)

روضة الصفا

[في سيرة الأنبياء والخلفا

فارسي.

لمحمد مير خواند بن خاوند شاه بن محمد بن السيد برهان الدين ، المتوفّى سنة 903.

تاريخ كبير في ستّة مجلّدات ، يشتمل على أحوال الأئمّة الاثني عشر أيضاً. الذريعة 11 / 296 رقم 1781].

المجلّد الأوّل ، نسخة خزائنيّة ، بخطّ نسخ رائع ، كتبها أحد خطّاطي القرن العاشر ، بأوّلها لوحة رائعة غاية في الجمال ، والصفحتين الأُولى والثانية مزيّنة بالذهب والنقول خلال أسطرها ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والأوراق مؤطّرة مجدولة بحاجة إلى التجليد ، رقم 1262.

المجلّد الأوّل ، بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتابة القرن الحادي عشر ، والورقة الأُولى ساقطة ، وكان في آخره نقص ، فتُمّم في سنة 1105 ، ويقع في 307 أوراق ، رقم 767.

المجلّد الأوّل ، نسخة خزائنيّة ، كتبها بخطّ فارسي جميل الخطّاط ضياء الدين ... وفرغ منها في 22 ربيع الآخر سنة 1128 ، بأوّلها لوحة

ص: 319

جميلة ، والصفحتين الأُوليين مزوّقة بالأوراد والزهور ، والعناوين مكتوبة بالذهب ، والأوراق مؤطّرة ، والجلد مطلي بالمينا ، منقوش بالأزهار والأوراد من الطرفين ، وتقع في 271 ورقة ، رقم 1260.

المجلّد الأوّل ، بخطّ فارسي جميل للغاية ، ناعم رقيق ، بالقطع الكبير ، وأوراقها مؤطّرة بالذهب ، فرغ منه الكاتب في صفر سنة 1259 ، ويقع في 253 ورقة ، رقم 1261.

المجلّد الثاني ، نسخة خزائنيّة جميلة قيّمة ، بخطّ نسخ جميل رائع ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، وفرغ منها سلخ رجب سنة 1018 ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وأوراقها مؤطّرة ، وبأوّلها لوحة جميلة بديعة ، والصفحتين الأُوليين مزوّقة بماء الذهب ، وتقع في 363 ورقة ، رقم 1259.

المجلّد الثاني ، بخطّ فارسي جميل رائع ; وهو في السيرة النبويّة ببسط وإسهاب ، مؤطّر مزوّق ، كتبه الخطّاط إمام قلي بن داود بك ، وفرغ منه في غرّة شعبان سنة 1075 ، بأوّله لوحة ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، ويقع في 300 ورقة ، رقم 316.

المجلّد الرابع والخامس ، بخطّ فارسي رائع ، بالقطع الكبير ، كتبه الخطّاط حيدر محمد الكاتب ، وفرغ من القسم الرابع في مشهد الرضا عليه السلام ، في 21 ذي القعدة سنة 966 ، وعدّة من الأوراق الأخيرة خطّها أنعم ممّا قبله ، وكلاهما فارسي جميل ، رقم 1264.

المجلّد الخامس ، بخطّ فارسي جميل للغاية ، كتبه أحد خطّاطي العهد الصفوي في القرن العاشر ، وفرغ منه في 24 محرّم سنة 984 ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والأوراق مجدولة باللازورد ، ويقع في 307

ص: 320

أوراق ، رقم 1646.

المجلّد الخامس ، نسخة خزائنيّة ، بخطّ نسخ جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن العاشر ، وهو محمود مراد بن بيري ، كتب اسمه وتاريخه في نهاية المجلّد السادس الآتي برقم 1072 ، وقد فصل بينهما عند تجليدهما ، بأوّلها لوحة جميلة ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والأوراق مؤطّرة مجدولة ، وفرغ منها في ربيع الآخر سنة 995 ، وتقع في 186 ورقة ، رقم 1263.

المجلّد الخامس ، بخطّ فارسي جميل ، كتبه مظفّر حسين بن مردوست ببلبدي ، وعليه خطّ السيد محمد جعفر السلامي الحسيني وختمه ، وتاريخه : سنة 1062 ، وفرغ منها في شوّال سنة 1011 ، رقم 318.

المجلّد السادس ، نسخة خزائنيّة قيّمة ، بخطّ نسخ رائع ، كتبها الخطّاط محمود بن مراد بن بيري ، وفرغ منها في ربيع الآخر سنة 995 ، بأوّلها لوحة جميلة للغاية ، وأوراقها مؤطّرة مزيّنة ، وتقع في 336 ورقة ، رقم 1072.

المجلّد الأخير وهو الخامس ، نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، بخطّ فارسي جيّد جميل ، مجدولة مزوّقة ، وتقع في 312 ورقة ، رقم 317.

(904)

روضة العارفين

فارسي ، في التصوّف والعرفان.

لمحمد بن عنايت الله البسطامي البايزيدي.

ص: 321

أوّله : «زيبا ترين رقمى كه موحّدان صوامع معرفت ديباچه كتاب يشهده المقرّبون سازند ...».

نسخة بخطّ محمد مهدي الحسيني الكشميري ، كتابة القرن الحادي عشر ، عليها كتابة تاريخها : 1199 ، وتقع في 251 ورقة ، مقاسها 13 × 20 ، رقم 1503 ..

ونسخة منه في مكتبة المجلس الإيراني ، وأُخرى في مكتبة سپهسالار.

(905)

الروضة والغدير

هو تفسير آيات الأحكام مبسوطاً.

تأليف : الصدر القدوة الفهّامة بدر الدين تاج العترة محمد بن الهادي ابن تاج الدين ; راجع : معجم المؤلّفين 12 / 84.

أوّله : «الحمد لله الرحمن الرحيم ، الواحد الكريم ، الأزلي القديم ، الحيّ العظيم ... وأتكلّم على كلّ آية شرعيّة بأربعة فصول : الأوّل : في اللغة. الثاني : في النزول. الثالث : في المعنى. الرابع : في الأحكام ... وسمّيته : كتاب الروضة والغدير في بيان ما تحتاجه الآيات الشرعية من التفسير ، وسمّيته أيضاً : كتاب الأنوار المضيئة في تفسير الآيات الشرعية ...».

وهو على حسب السور.

نسخة كاملة في جزءين ، بخطّ زيد بن علي الشحّامي ، فرغ منها في 12 شهر رمضان سنة 1170 ، وتقع في 192 ورقة ، رقم 2284.

ص: 322

(906)

روضة المتّقين

للمحدّث التقي المولى محمد تقي المجلسي ، المتوفّى سنة 1070.

وهو شرحه باللغة العربية على كتاب من لا يحضره الفقيه ، لرئيس المحدّثين الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة 381 ، فرغ منه سنة 1063.

وله شرح آخر عليه باللغة الفارسية ، اسمه : اللوامع القدسيّة.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، من مبحث العول من كتاب الميراث ، إلى نهاية الكتاب ، وأكثر من ثلث هذا المجلّد في شرح المشيخة التي بآخر من لا يحضره الفقيه ، فرغ منها الكاتب ، وهو محمد جعفر بن خدابخش ، في ذي الحجّة سنة 1255 ، وتقع في 225 ورقة ، رقم 2243.

(907)

روضة الواعظين

للفتّال النيسابوري أبي الحسن الفارسي.

نسخة القرن العاشر ، بخطّ نسخ جيّد.

وما في آخرها : «فرغ من تحريره ... محمد بن أبي حرب بن الحسين الحسيني ، لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة 589» ، فهو للنسخة المنتسخ عنها هذه النسخة ، وليس تاريخاً لهذه النسخة نفسها ، وقد صرّح به في الهامش أيضاً ، وتقع في 271 ورقة ، رقم 1973.

ص: 323

(908)

الرياض

في أُصول الفقه.

للمحقّق الكاظمي ، وهو الشيخ أسد الله بن إسماعيل الدزفولي الكاظمي ، المتوفّى سنة 1237.

أوّله : «الأوّل : في الأوامر. وفيه مطالب : الأوّل : في الأحكام اللفظيّة ...».

نسخة من أوّل الأوامر إلى آخر المفاهيم ، بخطّ المؤلّف نفسه ، ولعلّه لم يؤلّف غير هذا المقدار ، وهي بآخر مجموعة رقم 392.

(909)

رياض السالكين

في شرح الصحيفة السجّادية.

للسيّد علي خان المدني.

الجزء الثاني ، كتابة القرن الثالث عشر ، الأدعية والعناوين مكتوبة بالحمرة ، وتقع في 273 ورقة ، رقم 501.

الجزء الأوّل ، من أوّل الكتاب إلى آخر الروضة الثالثة عشرة ، نسخة كتبها عبد الله بن قاسم الغطّاوي في مكّة - شرّفها الله - في حياة المؤلّف ، فرغ منها المؤلّف في 24 ذي القعدة سنة 1103 ، وفرغ منها الكاتب في 25 جمادى الآخرة سنة 1105.

والظاهر أنّها على النسخة الأصليّة بخطّ المؤلّف ، ولعلّها أوّل نسخة

ص: 324

انتسخت منه بعد سنة وأشهر من تأليفه ، وعدّة أوراق من أوّلها مكتوبة حديثاً ، وتقع في 301 ورقة ، رقم 476.

(910)

رياض العابدين

في شرح صحيفة سيّد الساجدين

فارسي.

لبديع الزمان القهپائي الهرندي.

شرح ممزوج ، كتبه باسم السلطان شاه صفي الصفوي ، الذي توفّى سنة 1052.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، تقع في 210 أوراق ، رقم 89.

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، ساقطة من أوّلها عدّة أوراق ، في شرح أسناد الصحيفة ، تقع في 209 أوراق ، رقم 333.

(911)

رياض العارفين

وحدائق المكاشفين

فارسي.

للأديب الكبير رضا قلي خان هدايت.

وهو معجم تراجم شعراء الفرس وأُدبائها ، وربّما يقال له : «تذكرة المحقّقين».

ص: 325

نسخة قيّمة مكتوبة في حياة المؤلّف ، ثمّ راجعها المؤلّف وصحّحها بخطّه وعلّق عليها ، وكتب بأوّلها خطّه ، تاريخه : سنة 1263.

ثمّ أهدى النسخة رئيس الكتّاب ميرزا حسين سنة 1311 إلى مكتبة الوزير مخبر الدولة ، وكتب عليها خطّه بالإهداء وبالشهادة بتصحيح المؤلّف للنسخة ، تقع في 142 ورقة بقطع كبير ، رقم 1612.

(912)

رياض المسائل

في تحقيق الأحكام بالدلائل

للسيّد علي بن محمد الطباطبائي الحائري ، المتوفّى سنة 1236.

شرح على المختصر النافع ، للمحقّق الحلّي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي ، المتوفّى سنة 672.

الجزء الأوّل ، من أوّله إلى آخر الصوم ، فرغ منه المؤلّف في 26 ربيع الأوّل سنة 1196 ، نسخة بخطّ محمد أمين بن ملاّ ولي ، فرغ منها في محرّم سنة 1265 ، كتبها في أردبيل للحليلة الجليلة بنت الآخوند ملاّ إبراهيم ..

وهي نسخة مصحّحة ، وبهوامشها حواش كثيرة من المؤلّف وغيره ، وبظهر الورقة الأُولى صورة إجازة الأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني - المتوفّى سنة 1208 - لتلميذه وابن أُخته مؤلّف الكتاب.

في 316 ورقة ، مقاسها 6 / 21 × 5 / 30 ، تسلسل 861.

الجزء الأوّل ، من أوّله إلى آخر الصوم ، فرغ منه الكاتب في العشر الأُخر من ربيع الأوّل سنة 1250 ، وتقع في 225 ورقة ، مقاسها 21 × 30 ، تسلسل 222.

ص: 326

الجزء الأوّل ، بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، وعليها تصحيحات ، وعليها تعليقات ل- : «مهدي» ، وبخطّه ، 301 ورقة ، رقم 2148.

الجزء الثاني ، من أوّل كتاب التجارة إلى آخر الطلاق ، نسخة بخطّ أحد الخطّاطين ، وبآخرها خطّ بعض العلماء بمقابلة الكتاب على نسخة صحيحة مقابلة مع الأصل بخطّ المؤلّف ، فرغ من المقابلة في 25 محرّم سنة 1250 ..

وعليها حواش كثيرة للعلماء ، بعضها بخطوطهم ، منهم السيد أبو القاسم الحسيني التفرشي ; له حواش كثيرة بخطّه الشريف.

تقع في 248 ورقة ، مقاسها 19 × 30 ، رقم 223.

الجزء الثاني ، من كتاب التجارة إلى آخر اللعان ، نسخة بخطّ مهدي ابن محمد طاهر ، كتبها قبل سنة 1238 ; فإنّه فرغ في تلك السنة من كتابة تمام الكتاب ، وتاريخ وقفيّتها : سنة 1293 ، وتقع في 215 ورقة ، مقاسها 5 / 19 × 29 ، تسلسل 880.

الجزء الثاني ، بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، في 194 ورقة ، رقم 2149.

نسخة فيها الزكاة والخمس والصوم ، بخطّ أقلّ الطلبة مهدي بن محمد علي الإيرواني ، فرغ منها في كربلاء في 22 شهر رمضان سنة 1226 ; فهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وعليها حواشي : «منه سلّمه الله تعالى دام ظلّه العالي» ، وتقع في 137 ورقة ، مقاسها 14 × 6 / 20 ، تسلسل 917.

ص: 327

نسخة من الجزء الأوّل كتاب الطهارة ، بخطّ ميرزا محمد كاظم بن ميرزا محمد ، التبريزي الأصل ، الهروي المسكن ، كتبها في كربلاء في حياة المؤلّف ، ولعلّه من تلامذته ، وفرغ منها في 17 جمادى الأُولى سنة 1231 ، وتقع في 149 ورقة ، مقاسها 15 × 5 / 21 ، تسلسل 940.

نسخة من أوّل كتاب العتق إلى آخر كتاب الديّات ، بخطّ محمد مهدي بن محمد طاهر ، فرغ منها سنة 1238 ، وتقع في 213 ورقة ، مقاسها 6 / 19 × 29 ، تسلسل 942.

نسخة من العتق إلى آخر الديّات - الذي هو آخر الكتاب - فرغ منها الكاتب سنة 1251 ، وتقع في 210 أوراق ، مقاسها 21 × 5 / 30 ، تسلسل 224.

نسخة فيها من كتاب النكاح إلى كتاب الأطعمة والأشربة ، كتبت للسيّد محمد إبراهيم ، بأمر الآخوند ملاّ علي النوائي ، في رجب سنة 1259 ، في 212 ورقة ، رقم 1076.

نسخة من أوّل كتاب التجارة إلى آخر الوصيّة ، بخطّ أحد طلاّب كربلاء ، وهو خلف بن الحاج عسكر ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1263 ، وتقع في 281 ورقة ، مقاسها 15 × 22 ، تسلسل 876.

نسخة من كتاب المتاجر إلى آخر كتاب الوصيّة ، بخطّ نسخ جيّد ، جاء في آخرها : «على يد الفقير ... جعفر بن إبراهيم المرندي ، ولقد بذلت الجهد في تصحيحه من نسخة الأصل ، وقرأته بقدر الوسع ، وفرغت من كتابته في يوم الأربعاء في شهر شعبان سنة 1263» ، وتقع في 233 ورقة ، رقم 1844.

نسخة تبدأ بصلاة الجمعة وتنتهي بنهاية الاعتكاف ، وهو نهاية كتاب

ص: 328

الصوم ، بخطّ نسخ جيّد ، كتبها المولى رفيع ، في المشهد الرضوي ، أوان اشتغاله هناك بطلب العلم ، وفرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1264 ، وختمه : «يا رفيع الدرجات» ، وتقع في 201 ورقة ، رقم 1935.

نسخة تبدأ بكتاب التجارة وتنتهي بانتهاء كتاب الحوالة ، فرغ منها الكاتب في صفر سنة 1265 ، وعليه تملّك العلاّمة السيد أبي القاسم بن السيد سامع الطباطبائي اليزدي الفراشاهي النصرآبادي الكربلائي ، بالشراء من الآخوند المولى رفيع اليزدي الندوشني الحائري ، بخطّه الشريف ، وتاريخه أواخر صفر سنة 1265 ، وتقع في 349 ورقة ، مقاسها 21 × 8 / 29 ، تسلسل 226.

نسخة من أوّله إلى آخر كتاب الجهاد ، وعليها تصحيحات وحواشي ، وهي بخطّ رحيم بن محمد نصير ، فرغ منها ومن مقابلتها وتصحيحها من أوّلها إلى آخرها ، بكمال العناية وتمام الضبط ، كما قال : «بالغت في تصحيحه كما هو حقّه ...» ، وفرغ من ذلك كلّه في أواسط صفر سنة 1266 ، في 264 ورقة ، مقاسها 7 / 20 × 30 ، تسلسل 225.

نسخة من أوّله إلى آخر كتاب الجهاد ، في 368 ورقة ، مقاسها 20 × 30 ، تسلسل 879.

المجلّد الأوّل فيه كتاب الطهارة ، من أوّله إلى آخره ، كتابة القرن الثالث عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، في 200 ورقة ، رقم 2147.

نسخة الجزء الثاني ، وهو كتاب الصلاة ، وهو المجلّد الأوّل ، فرغ منه المؤلّف في أواسط صفر سنة 1194 ، والنسخة بخطّ السيد علي بن محمد الحسيني السناباذي ، كتبها على نسخة مكتوبة على نسخة الأصل ، وتقع في 221 ورقة ، مقاسها 6 / 15 × 9 / 21 ، تسلسل 941.

ص: 329

نسخة تحتوي كتاب الخمس والصوم والاعتكاف والزكاة وزكاة الفطرة ، كتبها بغير ترتيب الرياض ; فإنّ الرياض ترتيبه : الزكاة ثمّ الخمس ثمّ الصوم والاعتكاف ، والناسخ مجهول ولم يؤرّخ ، تقع في 132 ورقة ، مقاسها 6 / 15 × 21 ، تسلسل 252.

نسخة من أوّل الحجّ إلى آخر اللعان ، عليها آثار المقابلة وبعض حواشِ المؤلّف ، وتقع في 500 ورقة ، مقاسها 21 × 31 ، تسلسل 851.

(913)

رياض المؤمنين

تأليف : الشيخ محمد علي بن الحسين البهشتي.

واسمه تاريخه سنة 1238 ، في مقتل الحسين عليه السلام ; لخصه من بحار الأنوار ، والتزم نقل الروايات المعتبرة عند العلاّمة المجلسي في بحاره وجلائه ، ورتّبه على مقدّمة واثنتي عشرة روضة وخاتمة.

ورأى شيخنا العلاّمة الرازي - دام ظلّه - منه نسخة إلى أواخر الروضة التاسعة ، كما أنّ نسختنا هذه أيضاً كذلك ..

وأحتمل اتّحاد المؤلّف مع مؤلّف حلية المرتّلين ، وهو : محمد علي ابن الحسين البهشتي القارئ النجفي.

نسخة إلى أواخر الروضة التاسعة ، وبآخرها : «تمّ الجزء الأوّل من رياض المؤمنين على يد ... محمد إبراهيم بن محمد نصير ، العاملي الأصل ، القزويني المسكن» ، فرغ منها يوم الخميس غرّة شهر رجب سنة 1303 ، وتقع في 223 ورقة ، مقاسها 7 / 16 × 4 / 21 ، تسلسل 1146.

ص: 330

(914)

رياض الناصحين

فارسي.

تأليف : محمد بن محمد الجامي الحنفي ..

تلميذ جلال الدين أبي محمد بن نجم الدين محمد بن عبيد الله القائني البخاري الهروي.

رتّبه على مقدّمة وخمسة أقسام وخاتمة ، في كلّ منها أبواب ، في كلّ منها فصول : القسم الأوّل : في الاعتقادات. الثاني : في الأعمال. الثالث : في الأخلاق. الرابع : في التروك. الخامس : في العلم.

رتّبه حسب ترتيب كتاب تحرير الفرائض لأُستاذه المذكور ، وذكر أنّه استخرجه من 444 كتاباً ، وسمّاها في خطبة الكتاب ، وصدّره باسم السلطان أبي المظفّر شاهرخ.

أوّله : «الحمد لله الذي نوّر قلوب العارفين بآثار أشعّات أنوار الجمال ... حمد بى حد ، وسپاس بى قياس ، مر صانع عليم ، ومبدع حكيم را كه نقش بند قدرت ...».

يظهر أنّه ألّفه سنة 834 ; راجع مادّة تأريخه في آخره.

نسخة خزائنيّة مجدولة بالذهب واللازورد ، بأوّلها لوحة فنّية ، وهي بخطّ فارسي رائع ، كتبها أحد الخطّاطين في نواحي هراة وأمثالها ، وفرغ منها سنة 1015 ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وتقع في 188 ورقة ، رقم 2238.

ص: 331

(915)

رياض الناظر

في محسنات الكاتب والشاعر

في علم البلاغة وأنواع التشبيه والاستعارة.

للشيخ محمد الحائري الطهراني.

أوّله : «الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علّمه البيان ، وعرّفنا بدائع معاني القرآن ...».

ألّفه للأمير عبد الحسين خان ، ويظهر منه أنّه ضليع بالأدب ، قويّ في النظم ، بليغ في النثر ، فرغ منه في منتصف شهر صفر سنة 1304.

نسخة بخطّ أقلّ الطلبة علي بن الشيخ محمد باقر الدامغاني ، كتبها سنة 1306 ، وتقع في 62 ورقة ، رقم 1893.

(916)

زاد المسافرين

[في معرفة النفس والمبدأ والمعاد]

فارسي.

لناصر خسرو [العلوي البيدخشاني ، المتوفّى سنة 481.

ويتألّف من مقدّمة ومقالة وخاتمة ، ذكر في مقدّمته : أنّه ألّفه للمستنصر بالله الفاطمي سنة 453. الذريعة 12 / 10 ، رقم 55 [.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها في ليلة التاسع من جمادى الآخرة سنة 1311 ، في 397 صفحة ، مقاسها 14 × 15 / 21 ، تسلسل 1119.

ص: 332

(917)

زاد المعاد

فارسي.

للمجلسي [محمد باقر بن محمد تقي ، المتوفّى سنة 1110.

كتبه باسم الشاه سلطان حسين سنة 1107 ، مرتّب على أربعة عشر باباً وخاتمة. الذريعة 12 / 10 ، رقم 57].

نسخة كتبت في القرن الثاني عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، وبهوامشها تصحيحات ، وبآخرها خطّ العلاّمة الأديب رضا قلي خان هدايت ، مؤلّف مجمع الفصحاء ، توهّم أنّ النسخة بخطّ المؤلّف ، وأنّها نسخة الأصل ; إذ وجد فيها تاريخ فراغ المؤلّف ، ولم يجد تاريخ فراغ الناسخ ولا اسم الكاتب ، وكتب أنّه : ظفر بالنسخة في تبريز سنة 1282 ..

تقع في 464 ورقة ، رقم 1741.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، والأدعية بخطّ نسخ جيّد ، مؤطّرة مجدولة ، بأوّلها لوحة ، وبآخرها فوائد وملحقات في الأذكار والأحراز ، وكتب أعمال الشهور في المتن متسلسلة إلى النهاية ، ثمّ كتب الزيارات بالهامش من الورقة الأُولى متسلسلة إلى النهاية ، فرغ منها الكاتب في ذي القعدة سنة 1116 ، وتقع في 338 ورقة ، رقم 1211.

نسخة بخطّ نسخ رائع جميل ، بخطّ الخطّاط الماهر محمد محسن الأصفهاني ، فرغ منها سنة 1144 ، ثمّ قوبلت مع نسخة الأصل بخطّ المصنّف وصحّحت عليها سنة 1180 ، وصرّح بذلك في آخرها ، والنسخة مجدولة بالذهب ، وبأوّلها لوحة جميلة ، وبهوامش الصفحتين الأخيريتين

ص: 333

منها أوراد ونقوش ذهبيّة ، في 224 ورقة ، رقم 1210.

نسخة بخطّ الخطّاط محمد صادق بن محمد حسين النطنزي ، كتبها بخطّ نسخ جميل رائع ، بأمر السيد عبد المجيد الطباطبائي ، وفرغ منها في 5 شهر رمضان سنة 1151 ، مؤطّرة مجدولة ، رقم 2202.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها الخطّاط إبراهيم بن أبي الحسن الخوراسكاني الأصفهاني ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة 1221 ، والنسخة مجدولة ، وبأوّلها لوحة جميلة ، 269 ورقة ، رقم 1212.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، 270 ورقة ، رقم 723.

نسخة بخطّ الخطّاط الماهر جعفر بن محمد علي الرضوي ، بخطّ نسخ جميل رائع ، فرغ منها في 19 شعبان سنة 1228 ، كتبها بأمر العلاّمة السيد مهدي ، مصحّحة ومؤطّرة بالذهب ، وجلدها قيّم ، وبأوّلها لوحة فنّية جميلة رائعة ، وخلال أسطر الصفحات الأُولى والثانية والأخيرة تذهيب ، وبهوامش الصفحتين الأوليّين أوراد ونقوش ، وبالتذهيب والشنجرف واللازورد ، وتقع في 262 ورقة ، رقم 324.

نسخة بخطّ الخطّاط المجيد أحمد بن محمد شرف محمديّة ، فرغ منها في 10 جمادى الآخرة سنة 1228 ، بنسخ جميل رائع ، والنسخة مؤطّرة بماء الذهب ، وبأوّلها لوحة جميلة فنّية ، وأسطر الصفحتين الأُوليين مخلّلة بالذهب ، وبهوامش الصفحتين الأُوليين نقوش وأوراد ذهبيّة جميلة ، وجلادها فاخر رائع ، 320 ورقة ، رقم 657.

نسخة تحوي قسم أعمال السنة دون الزيارات ، بخطّ نسخ جيّد ، كتبها إبراهيم بن محمّد صالح ، وفرغ منها في ربيع الأوّل سنة 1241 ،

ص: 334

وبأوّلها لوحة ، في 163 ورقة ، رقم 1209.

نسخة بخطّ السيد علي نورزني ، فرغ منها في 22 ربيع الأوّل سنة 1253 ، في 297 ورقة ، رقم 618.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، وأسطر الصفحتين الأُوليين مخلّلة بالذهب ، 101 ورقة ، رقم 1205.

(918)

زبدة الأُصول

في أُصول الفقه.

تصنيف : شيخ الإسلام مفخرة المسلمين بهاء الملّة والدين ، محمد ابن الحسين العاملي ، المشتهر ب- : الشيخ البهائي ، المتوفّى سنة 1031.

وهو من المتون المتداولة عليه شروح وحواش كثيرة ، فرغ منه المؤلّف ثاني عشر محرّم سنة 1081.

نسخة بخطّ المفضّل بن حاج حسب الله ، فرغ منها في صفر سنة 1098 ، وملء هوامشها حواشي ، وله بيتان في تقريظه كتبهما في أوّله ، وهما :

فيا درّةً قد ساد فيها محمد

وزبدة ألفاظ صفت وفصولُ

حوت من قوانين العلوم وجيزها

معان وأضحت للأُصول أُصولُ

ونقل تقريظاً آخر للشيخ صالح بن حسن.

نسخة ضمن مجموعة ، أوّلها زبدة الأُصول ، ثانيها شافية ابن الحاجب في الصرف ، ثالثها تفسير الفاتحة من كتاب مجمع البيان ، في 18 ورقة ، مقاسها 15 × 21 ، تسلسل 711.

ص: 335

نسخة بخطّ الشيخ محمد بن أبي العسكر ، وعليها تعاليق المصنّف ، معها معالم الدين في الأُصول ، فرغ منها يوم الأحد سنة 1095 ، رقم 857.

نسخة بخطّ السيد عبد الله بن محمد الحسيني المازندراني ، فرغ منها في 26 شهر رمضان سنة 1022 ، وتقع ضمن مجموعة رقم 836.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبت في القرن الثالث عشر ، وملء هوامشها حواش وتعليقات من المؤلّف وغيره ، وبآخرها أُرجوزة في أُصول الفقه ، لعلي بن الحسن الآراني الكاشاني ، والزبدة إلى الورقة 81 ب ، رقم 1536.

نسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، قريباً من عصر المؤلّف ، وملء هوامشها تعاليق المؤلّف رحمه الله ، رقم 2039.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمد حسين بن محمد باقر الهمداني ، وفرغ منها أواخر ذي القعدة سنة 1185 ، وعليها حواش كثيرة منه رحمه الله ، وتقع في 60 ورقة ، رقم 2146.

(919)

زبدة البيان في براهين أحكام القرآن

للمحقّق المقدّس المولى أحمد الأردبيلي ، المتوفّى سنة 993.

كتاب في تفسير الآيات القرآنيّة الكريمة الخاصّة بالأحكام الشرعيّة ، والمعروفة ب- : «آيات الأحكام» ، وعليه شروح وتعليقات لكثير من الفقهاء والمفسّرين.

ص: 336

نسخة إلى آخر الحجّ بخطّ مير محمد مؤمن الحسيني (1) ، ومن أوّل الجهاد إلى آخر الكتا

ب بخطّ محمد مقيم بن محمد باقر الأصفهاني الكنكازي ، فرغ منها صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من ذي القعدة سنة 1061 ، وعليها تعليقات منه رحمه الله ، وعليها تعليقة ميرزا محمد الاسترآبادي رحمه الله ..

والنسخة مقابلة مقروءة ، عليها بلاغات ، وبالهامش بخطّ المير محمد مؤمن الحسيني : «قد كنت كاتباً وفارغاً لكاتب الأجزاء المكتوبة ، من أوّلها إلى هنا ، لأخي الحفي الحري مولانا محمد مقيم ، لا زال مقيماً لتحصيل العلوم الدينيّة ، أنا العبد الفقير المقرّ بالتقصير مير محمد مؤمن الحسيني».

تقع في 210 أوراق ، مقاسها 19 × 23 ، تسلسل 838.

نسخة بخطّ محمد باقر بن حاج زمان الشيرازي ، فرغ منها في شهر شوّال من سني القرن الثاني عشر ، عليها حواش منه رحمه الله وحواشي فيض رحمه الله ، وعليها تصحيحات ، وعليها ختوم ممحيّة ، تقع في 245 ورقة ، مقاسها 13 × 5 / 24 ، تسلسل 61.

نسخة مصحّحة ، بخطّ محمد علي بن ملاّ عزيز الله ، فرغ منها في محرّم سنة 1112 ، تقع في 280 ورقة ، رقمها 1778.

نسخة كتبت بتاريخ واحد وبخطوط مختلفة ; فإنّها من أوّلها إلى ».

ص: 337


1- وهو : مير محمّد بن دولت محمّد الحسيني الاسترآبادي ، المستشهد في مكّة سنة 1088. ترجم له في الأمل ، وفي الروضة النضرة ؛ قال في الأمل : «عالم فاضل ، فقيه محدّث ، صالح عابد ، من مشايخ العلّامة المجلسي وغيره».

الورقة 164 أ بخطّ خشن رديء مقروء ، ثمّ من 164 ب بخطّ فارسي دقيق جيّد ، فرغ منها الكتاب في 15 ذي القعدة سنة 1089 في أصفهان في مدرسة الجدّة الصغيرة ، وعليها : «بلغ سماعاً» وتصحيحات ، 277 ورقة ، رقم 1083.

(920)

زبدة البيان

في تفسير آيات قصص القرآن في قصص الأنبياء

للشيخ محمد بن محمود بن علي الطبسي ، من أعلام القرن الحادي عشر.

كتابه هذا يشتمل على سيرة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الطاهرة من عترته عليهم السلام ، وله تكملة ، فرغ منه ومن تكملته في تواريخ النبيّ والأئمّة في منتصف ذي الحجّة سنة 1083 ، بعدما بدأ بتأليفه في شهر رمضان سنة 1082.

وله كتاب آخر في تاريخ الملوك ، من الصفويّة وغيرهم.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، تحتوي الكتاب وتكملته ، والظاهر أنّها بخطّ المؤلّف ، وعليها تعليقات منه ، في 383 ورقة ، رقم 977.

(921)

زبدة التصانيف

فارسي ، في العقائد والفروع والقصص والتواريخ.

تأليف : المولى حيدر علي بن محمد الخوانساري ..

ص: 338

من أعلام القرن الحادي عشر البارزين في أصفهان ، أُستاذ المحقّق آقا حسين الخوانساري.

كتبه باسم الشاه عبّاس الصفوي ، وفرغ منه سنة 1038 = «(أحسنت أحسنت) از پى تاريخش» من رباعي أرّخ به تأليف الكتاب.

والكتاب مطبوع على الحجر سنة 1278 ، ذكره شيخنا في الذريعة 12 / 22 ، وفهرس جامعة طهران 3 / 2267 ، وسپهسالار : 1812 و 6461.

نسخة تاريخها ثالث رجب سنة 1085 ، تقع في 381 ورقة ، مقاسها 5 / 22 × 5 / 33 ، تسلسل 1644.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة من آخرها ورقة ، وأُلصق بدلها ورقتان من طوطي نامه لنجومي ، في 466 ورقة ، رقم 1579.

(922)

زبدة الرجال

للشيخ حسن بن محمد ..

كتبه كمقدّمة لكتابه أنوار البصائر.

وهو من تلامذة الفقيه الأكبر ، الرجالي المحقّق : الوحيد البهبهاني.

أوّله : «الحمد لله ربّ ... أمّا بعد ، فهذه زبدة الرجال الراوين لأخبار الآل ، أذكرهم في هذه الرسالة لاعتمادي عليهم ، وأضمّ إلى ذلك كلّيات في دراية الحديث ، وفي معرفة التمييز عند الاشتراك ، وكلّيات أُخر ... ورتّبتها على مقدّمة وأبواب ذوات فصول ...».

نسخة ضمن مجموعة رجاليّة ، كتابة القرن الثالث عشر - قرن المؤلّف - رقم 920.

ص: 339

(923)

زبور إلهى

بالباء الموحّدة.

فارسي ، في الدعاء.

تأليف : المولى العلاّمة محمد ، المشتهر ب- : علم الهدى ، نجل المحقّق الفيض الكاشاني.

نسخة كتابتها في 2 ذي القعدة سنة 1117 ، والظاهر أنّها مكتوبة في حياة المؤلّف ، ولعلّ الكاتب محمد يونس الموجود اسمه بأسفل الكتاب منحرفاً ، تنقص من أوّلها مقدار صفحة أو ورقة ، وتقع في 226 ورقة ، مقاسها 12 × 18 ، تسلسل 290.

(924)

الزكاة

رسالة فارسيّة مختصرة في أحكام الزكاة ومصارفها.

لشيخ الإسلام العلاّمة المحدّث المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة 1110.

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف الفارسيّة ، كلّها بخطّ محمد حسين بن محمد أمين ، كتبها بخطّ نسخ جيّد بتاريخ 1125 ، وعليها تملّك حفيد المؤلّف : السيد عبد الباقي الخواتون آبادي الحسيني ، وهذه الرسالة من الورقة 185 ب إلى 189 أ ، رقم المجموعة 654.

ص: 340

(925)

زهر الحديقة

هو شرح لغز النحو.

المتن للشيخ بهاء الدين محمد بن عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّى سنة 1031.

شرحه تلميذه محمد صادق بن محمد علي السركاني ، (وفي الذريعة : التويسركاني) ، في حياة أُستاذه ; عندما أرسل إليه أُستاذه المؤلّف نسخة من المتن فشرحه.

نسخة مكتوبة في حياة الشارح ، وعليها حواش كثيرة للشارح : «منه دام ظلّه» ، وهي كثيرة ملأت الهوامش والحواشي ، بخطّ كاتب الكتاب ، وهو : «قرچقاي» ، وفرغ منها في 20 جمادى الآخرة سنة 1062 ، ضمن مجموعة كلّها بخطّ هذا الكاتب ، تبدأ من الورقة 122 ب وتنتهي بالورقة 133 أ ، رقم المجموعة 1520.

(926)

الزهرة البارقة

في معرفة الحقيقة والمجاز

تأليف : حجّة الإسلام الشفتي ، السيد محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة 1260.

وفيه كثير من المباحث الأُصوليّة ، مرتّب على مقدّمة وأبواب وخاتمة.

ص: 341

نسخة كتبها السيد إبراهيم بن إسماعيل الموسوي ، وفرغ منها يوم الاثنين 16 شعبان سنة 1235 ، في حياة المؤلّف ، وعليه حواش كثيرة : «منه دام ظلّه العالي» ، في 203 أوراق ، مقاسها 6 / 14 × 7 / 20 ، تسلسل 586.

قطعة من أوّل الكتاب إلى عدّة كراريس ، ضمن مجموعة رقم 392.

نسخة تضمّ عدّة أوراق من أوّله ، ضمن المجموعة رقم 2046.

(927)

الزهرات الذويّة

في الروضة البهيّة

هو حاشية على الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة ، في الفقه.

واللمعة الدمشقيّة للشهيد الأوّل ، محمد بن مكي العاملي الجزيني ، المستشهَد سنة 786.

وشرحه الروضة البهيّة للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي ، المستشهَد سنة 966.

وهذه الحاشية لحفيده : الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد ، المولود سنة 1014 ، والمتوفّى سنة 1104.

وهو مبسوط كبير في جزءين ، فرغ منه يوم الأربعاء 27 جمادى الآخرة سنة 1057. الذريعة 12 / 67.

نسخة تتضمّن جزءيه الأوّل والثاني ، كتبها الخطّاط المجيد محمد بن رضا الرشتي الكهدمي ، في مدينة أصفهان ، بخطّه النستعليق الجميل ، فرغ منها في محرّم سنة 1246 ، عن نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف ، ونقل ما كان له عليها من تعليقات ، وهي كثيرة ، توقيعها : «منه دام ظلّه» ..

ص: 342

وهي مجدولة بماء الذهب ، وبآخرها رسالة للمؤلّف في الإجابة عن اعتراضات سلطان العلماء على جدّه الشهيد الثاني ، ودفع ما أورده عليه في حاشيته على الروضة البهيّة.

وتقع في 393 ورقة ، تسلسل 556.

(928)

زيج ألغ بيك

فارسي.

[لألغ بيك محمد بن شاهرخ.

مرتّب على أربع مقالات : الأُولى في معرفة التواريخ ، والثانية في معرفة الأوقات والطوالع ، والثالثة في معرفة سير الكواكب ومواضعها ، والرابعة في سائر الأعمال النجومية. الذريعة 12 / 83 ، رقم 558.]

نسخة بخطّ نسخ ، كتابة القرن الثالث عشر ، بآخر المجموعة رقم 918.

(929)

زيج خاقانى

فارسي.

تكميل للزيج الإيلخاني.

لغياث الدين جمشيد بن مسعود الكاشاني ، في القرن الثامن.

نسخة ملحقة ب- : جوامع أحكام النجوم ، لفريد خراسان ، [المتقدّم برقم 449] ، إلاّ أنّها ناقصة الأوّل ، والموجود من المقالة الثالثة إلى نهاية

ص: 343

الكتاب ، كتابة القرن العاشر ، رقم 1322.

(930)

ساقى نامه

أوّله :

بنام حكيمى كه دل رام اوست

مه ومهر درد ته جام اوست

نسخة بخط تعليق بديع ، ضمن مجموعة تاريخها سنة 1113 ، رقم 1468.

(931)

ساقى نامه

للشاعر الهزلي النقاد فوق الدين ملاّ أحمد اليزدي ، المتلقّب ب- : «فوقي» ، من شعراء القرن الحادي عشر ، وسافر إلى الهند وتوفّى بها.

ومنظومته هذه انتقادية فكاهية هزلية أوّلها :

جوى حاصلم نيست چون از هنر

كجا چينم از نجل دانش ثمر

ويوجد في مكتبة المجلس النيابي الإيراني ، كما في فهرسها 3 / 375 ، وذكره شيخنا في الذريعة 12 / 113.

نسخة ضمن مجموعة من آثاره وكلّها هزلية وخلاعية وانتقادية ، بخطّ محمد تقي ، كتابتها سنة 1249 ، رقم المجموعة 1634.

للموضوع صلة ...

ص: 344

مصطلحات نحوية (25)

السيّد علي حسن مطر

تسع وأربعون - مصطلح اسم الفعل

تعرّض سيبويه (ت 180 ه) لاسم الفعل بقوله : «هذا باب من الفعل ، سُمّي الفعل فيه بأسماء لم تؤخذ من أمثلة الفعل الحادث ...

ومنه قوله : تَراكِها من إبل تَراكِها ..

فهذا اسم لقوله : أُترُكْها.

وقال : مَناعِها مِن إبل مَناعِها ..

وهذا اسم لقوله : امنَعْها.

واعلم أنّ هذه الحروف التي هي أسماء للفعل لا تظهر فيها علامة المضمر ; وذلك أنّها أسماءٌ ، وليست على الأمثلة التي أُخذت من الفعل الحادث في ما مضى ، وفي ما يُستقبل ، وفي يومك» (1).

وقال المبرّد (ت 285 ه) : «هذا باب ما جرى مجرى الفعل وليس

ص: 345


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 241 - 242.

بفعل ولا مصدر ، ولكنّها أسماء وضعت للفعل تدلّ عليه ، فأجريت مجراه ما كانت في مواضعها ... وذلك قولك : صَهْ ومَهْ ، فهذا إنّما معناه : أُسكتْ واكفُفْ» (1).

وعبّر عنه ابن السرّاج (ت 416 ه) ب- : «اسم الفعل» (2) ، وذكره هو والرمّاني (ت 384 ه) ضمن الأسماء التي تعمل عمل الفعل ، وقالا : «الأسماء التي سمّوا الفعل بها» (3).

وقد بيّن ابن بابشاذ (ت 469 ه) وجه الإتيان بهذه الأسماء في الكلام بقوله : «فإن قيل لك : فلمَ أُتي بها في الكلام؟ فقل : للاختصار والإيجاز ; لأنّك تستعملها للواحد والاثنين والجمع ، والمذكّر والمؤنّث ، بلفظ واحد ، فتقول : صَهْ يا زيدُ ، صَهْ يا زيدان ، صَهْ يا زيدون ، صَهْ يا هندُ ، صَهْ يا هندان ، صَهْ يا هندات ، بخلاف اسكت في جميع ذلك» (4).

وسوف نجد نحاةً آخرين يذكرون هذا التوجيه ، ك- : ابن الخشّاب وابن يعيش.

وأمّا الزمخشري (ت 538 ه) فقد قال : إنّ أسماء الأفعال «على ضربين : ضرب لتسمية الأوامر ، وضرب لتسمية الأخبار ، والغلبة للأوّل ، 5.

ص: 346


1- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 3 / 202.
2- الموجز في النحو ، أبو بكر محمد بن السرّاج ، تحقيق مصطفى الشويمي وبن سالم دامرجي : 74.
3- أ - الموجز في النحو : 76. ب - منازل الحروف ، الرمّاني عليّ بن عيسى ، ضمن كتاب «رسائل في اللغة والنحو» ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف يعقوب مسكوني : 72.
4- شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 1 / 185.

وهو ينقسم إلى متعدّ للمأمور وغير متعدّ له ، فالمتعدّي نحو قولك : رُوَيدَ زيداً ، أي : أرْوده وأمهِله ... وغير المتعدّي نحو قولك : صَهْ ، أي : اسكت ... وأسماءُ الأخبار نحو : هيهات ذاك ، أي : بَعُد ... وأُفّ ، بمعنى اتضجر ، وأُوّه ، بمعنى أتوجع» (1).

والجديد هنا هو : ما ذكره من أنّ اسم الفعل يكون للفعل المضارع ، وليس مقصوراً على فعل الأمر والماضي.

وقال ابن يعيش (ت 643 ه) : «إنّ باب أسماء الأفعال الأغلب فيها الأمر ; لأنّ الغرض منها - مع ما فيه من المبالغة - الاختصار ، والاختصار يقتضي حذفاً ، والحذف يكون مع قوّة العلم بالمحذوف ، وهذ حكم مختصّ بالأمر ; لِما ذكرنا ... إلاّ أنّه لمّا كان الحذف أيضاً قد يقع في بعض الأخبار ; لدلالة الحال على المراد ، ووضوح الأمر فيه ، وكونه محذوفاً كمنطوق به ، لوجود الدليل عليه ، استعمل في الخبر بعضُ ذلك ، فجاءت فيه كما جاءت في الأمر ، إلاّ أنّها قليلة بالإضافة إلى ما جاء في الأمر» (2).

وعبارة ابن يعيش هذه منقولة بالنصّ تقريباً عمّا ذكره ابن الخشاب (ت 567 ه) في كتابه المرتجل الذي هو شرح لكتاب الجُمل لعبد القاهر الجرجاني (3).

وقال ابن الحاجب (ت 646 ه) : «أسماء الأفعال : ما كان بمعنى الأمر أو الماضي ، مِثلُ : رُويدَ زيداً ، أي : أمهله ، وهيهاتَ ذاكَ ، أي : بَعُدَ» (4).3.

ص: 347


1- المفصل في علم العربية ، جارالله الزمخشري ، ص 151 - 152.
2- شرح المفصّل ، ابن يعيش ، تحقيق إميل بديع يعقوب 3 / 19.
3- المرتجل ، ابن الخشّاب ، تحقيق علي حيدر : 250.
4- شرح الكافية ، الرضي الاسترابادي ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 83.

وفي كلامه أوّل محاولة لتعريف (اسم الفعل) ، بأنّه : اسم بمعنى فعلِ الأمر أو الفعل الماضي.

وقال الرضيّ الاسترابادي في شرحه للكافية : «والذي حملهم على أنّ قالوا : إنّ هذه الكلمات وأمثالها ليست بأفعال ، مع تأديتها معاني الأفعال : أمرٌ لفظيّ ، وهو : أنّ صِيَغَها مخالفة لصيَغ الأفعال ، وأنّها لا تتصرّف تصرّفها ، وتدخل اللام على بعضها ، والتنوين في بعض» (1).

ويلاحظ على تعريف ابن الحاجب : أنّه لم يذكر فيه ما كان من الأسماء بمعنى الفعل المضارع.

وقد اعتذر عنه الجامي بأنّ الكلام في الأسماء المبنيّة ، فلأجل ذلك اقتصر على ذكر الأسماء التي «بمعنى الأمر والماضي ، اللّذين هما من أقسام المبني الأصل ; فعلّة بنائها كونها مشابهة لمبنيّ الأصل ..

فما قيل : إنّ (أُفّ) بمعنى : اتضجّر و (أُوّه) بمعنى : أتوجّع ، فالمراد به : تضجّرتُ وتوجّعتُ ، عبّر عنه بالمضارع لأنّ المعنى على الإنشاء» (2).

وقال الرضيّ : «ويجوز أن يقال : إنّ أسماءَ الأفعال بُنيت لكونها أسماءً لما أصله البناء ، وهو مطلق الفعل ، سواء بقي على ذلك الأصل كالماضي والأمر ، أو أخرج عنه كالمضارع ، فعلى هذا لا يحتاج إلى العذر المذكور» (3). 3.

ص: 348


1- شرح الكافية 3 / 83 - 84.
2- الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أُسامة طه الرفاعي 2 / 111.
3- شرح الكافية 3 / 83.

أقول :

إنّه لا شكّ في أنّ ماكان بمعني المضارع نحو : أُفٍّ وأُوّه من أسماء الأفعال، ولا شكّ في بنائها أيضاً ، فكان من اللازم ذكرها في التعريف حفاظاً علي تماميّته، ولا بأس بعد ذلك بإيراد كلام كلٍّ من الجامي والرضيّ؛ دفعاً لما قد يرد من إشكال علي ذكرهما فيه.

وعرّفه ابن مالك (ت 672 ه) بثلاثة تعاريف :

* أوّلها : ما ذكره في التسهيل بقوله : «أسماء الأفعال : الفاظ تقوم مقامها، غيرَ متصرّفة تصرّفها، ولا تصرّف الأسماء» (1)

وسيأتي الإشكال علي أخذه (اللفظ) في جنس التعريف.

وقال السلسيلي في شرحه : «(تقوم مقامها)» أي : مقام الأفعال، (غيرَ متصرّفة تصرّفها) بمعني : أنّ أبنيتَها لا تختلف لا ختلاف الزمان، كما تختلف أبنية الأفعال لذلك ... (ولا تصرّف الأسماء)، أي : ولا تتصرّف أيضاً تصرّف الأسماء في كونها تستعمل مبتدأة وفاعلة وغير ذلك» (2).

وتابعه السيوطي (ت 911 ه) عليه بقوله : «هي أسماء قامت مقامَها - أي : مقام الأفعال - في العمل غير متصرّفة ، لا تصرّف الأفعال؛ إذ لا تختلف في أبنيتها لا ختلاف الزمان، ولا تصرّف الأسماء؛ إذ لا يسند إليها فتكون مبتذأة أو فاعلة، ولا يخبر عنها فتكون مفعولاً بها أو مجرورة. 9.

ص: 349


1- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، تحقيق محمّد كامل بركات : 210.
2- شفاء العليل في إيضاح التسهيل، محمّد بن عيسي السلسيلي، تحقيق عبداللّه البركاتي 2/ 869.

وبهذا القيد خرجت الصفات والمصادر؛ فإنّها وإن قامت مُقام الأفعال في العمل ، إلّا أنّها لا تتصرّف تصرُّف الأسماء، فتقع مبتدأة وفاعلاً ومفعولاً ...

وقولي في صدر الحدّ : (هي أسماءٌ) أحسن من قول التسهيل : (هي الفاظ) إلي آخره؛ لأنّه يدخل فيها إنّ وأخواتها؛ فإنّها ألفاظ قامت مقام الأفعالن فعملت غير متصرّفة تصرّفها ولا تصرّف الأسماء، وهي حروف لا أسماء أفعالن ولذا احتاج إلي أخراجها، فزاد في الكافية قوله : (ولا فضلة) ، وقال في شرحها : إنّه أخرج الحروف؛ لأنّ الحرف أبداً فضلة في الكلام» (1).

أقول :

ومثل هذه الملاحظة ترد أيضاً علي مَن أخذ (ما) في جنس التعريف - كما سيأتي - وإن كان من الواضح أنّ المراد بها وباللفظ خصوص الاسم.

* وثانيها : أنّ اسم الفعل : «كلّ اسم لازم النيابة عن فعل، دون تعلّق بعامل» (2).

وقال في شرحه : «تصدير الحدّ بذكر الاسم مخرج الحروف؛ فإنّها تشارك أسماءَ الأفعال في لزوم النيابة عن الأفعال دون تعلّق بعامل. 6.

ص: 350


1- همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد العال سالم مكرم 5/ 119 - 120
2- شرح عمدة الحافظ وعدّة اللافظ، ابن مالك ، تحقيق عدنان عبدالرحمن الدوري : 736.

وقولي : (دون تعلّق بعامل) مخرج ل- (رُوَيْدَ) المضاف، ونحوه من المصادر التي لا تنصرف، قال الأخفش في مسائله الصغري : ومن العرب مَن يجعل (رُوَيدَ) مصدراً، فيقول : رُوَيدَ زيدٍ عمراً، كقولك : ضَرْبُ زيدٍ عمراً، ورُوَيدَكَ عمراً، مثلُ : ضربكَ عمراً» (1).

* وثالثها : ما ذكره في أُرجوزته الألفية بقوله :

مانابَ عن فعلٍ كشتّانَ وصَهْ

هو اسمُ فعلٍ، وكذا أوّه ومَهْ

وقال المكودي في شرحه : «شملَ قوله : (ما ناب عن فعلٍ) اسم الفعل وأسم الفعال والمصدر النائب عن الفعل ، وخرج بالمثال : اسم الفاعل، والمصدر؛ لأنّ معناه : كشتّان في كونه غير معمول ولا فضلة، فهو تتميم للحدّ» (2).

وعرّفه ابن الناظم (ت 686 ه) بقوله : «أسماء الأفعال : ألفاظ نابت عن الأفعال معنيً وآستعمالاً» (3).

وتابعه علي هذا الحدّ كلّ من ابن هشام، وابن عقيل، والأزهري، والسيوطي ..

قال ابن هشام (ت 761 ه) في شرح التعريف : «والمراد بالاستعمال كونه عاملاً غير معمول، فخرجت الصمادر والصفات ، في نحو : ضرباً زيداً، وأقائم الزيدان؟ فإنّ العوامل تدخل عليها» (4). 6.

ص: 351


1- شرح عمدة الحافظ : 736 - 737.
2- شرح ألفية ابن مالك، علي بن صالح المكودي، ضبط وتخريج إبراهيم شمس الدين : 232.
3- شرح ألفية ابن مالك، بدر الدين ابن الناظم : 236.
4- أوضح السمالك إلي ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد 3 / 116.

وقال ابن عقيل (ت 672 ه) في شرحه علي الألفيّة : «أسماء الأفعال : ألفاظٌ تقوم مقام الأفعال في الدلالة علي معناها وفي علمها، وتكون بمعني الأمر - وهو الكثير فيها - كَ : مَهْ ، بمعني : اكفُفْ ... وتكون بمعني الماضي، ك- : شتّانَ، بمعني : افترق ... وبمعني المضارع ك- : أوّه، بمعني : أتوجّع» (1).

وقال الأزهير (ت 905 ه) : «اسم الفعل ماناب عن الفعل معنيً وآستعمالاً ... والمراد ب- (المعني) : كونه يفيده الفعل الذي هو نائب عنه من الحدث والزمان، والمراد ب- (الاستعمال) : كونه أبداً عاملاً غير معمول لعامل يقتضي الفاعلية أو المفعولية، فخرجت الحروف نحو : إنّ وأخواتها؛ فإنّها وإن نابت عن الفعل في المعني والاستعمال ، لكنها قد تهمل إذا اتّصلت بها (ما) الكافّة، فليست أبداً عاملة، وخرجت المصادر والصفات النائبة عن أفعالها في نحو : ضرباً زيداً؛ فإنّه العوامل اللفظية والمعنوية تدخل عليها فتعمل فيها، ألا تري أنّ (ضرباً) منصوب بما ناب عنه وهو (إضرِبْ) ، و (أقائِم) مرفوع بالابتداء؟» (2).

أقول :

لو أنّ الأزهري أخذ (الاسم) في جنس التعريف، لخرجت الحروف منذ البداية، وآنحصرت فائدة قيد (الاستعمال) بالاحتراز عن دخول 6.

ص: 352


1- شرح ابن عقيل علي الألفيّة، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد 2 / 302 - 303.
2- شرح التصريح علي التوضيح، خالد الأزهري 2 / 196.

المصادر والصفات النائبة عن أفعالها، وإن كان هذا القيد صالحاً لإخراج الحروف أيضاً.

ولا بن هشام تعريف آخر قال فيه : «اسم الفعل هو : ما نابَ عن فعل، ولم يكن كالجزء، ولم يتأثّر بعامل ..

ف- (ما ناب عن فعل) جنس يشمل المصدر ك- (ضرباً زيداً) ،وآسم الفعلِ ك- (ضرابِ زيداً) بمعني : اضربه، والحرف، نحو : هل قام زيدُ، بمعني : استفهم عن قيامه.

فخرج الحرف بقولنا : (ولم يكن كالجزء) ، والمصدرُ بقولنا : (ولم يتأثّر بعاملٍ) ؛ لأنّ المصدر يتأثّر بعامل المنوب عنه» (1).

وعرّفه الأشموني (ت 900 ه) بأنّه : «ما نابَ عن فعلٍ في العملن ولم يتأثّر بالعوامل، ولم يكن فضلةً» (2) ..

وتابعه الفاكهي (ت 972 ه) علي هذا التعريف (3).

قال الأشموني : «ف- (ما ناب عن فعلٍ) جنس يشمل اسم الفعل وغيره ممّا ينوب عن الفعل.

والقيد الأوّل وهو (ولم يتأثّر بالعوامل) فصل يخرج المصدر الواقع بدلاً من اللفظ بالفعل وآسم الفاعل ونحوهما.

والقيد الثاني، وهو : (ولم يكن فضلة) لإخراج الحروف؛ فقد بان لك أنّ قوله : (ك- : شتّان) تتميم للحدّ، فشتّان ينوب عن (افترقَ) ، 8.

ص: 353


1- شرح اللمحة البدرية، ابن هشام، تحقيق هادي نهر 2/ 79.
2- شرح الأشموني علي الألفية، تحقيق حسن حمد 3 / 91.
3- شرح الحدود النحوية، علي بن محمّد الفاكهي، تحقيق محمّد الطيب الإبراهيم : 138.

وصه ينوب عن (اسكت) ، وكلّها لا تتأثّر بالعوامل، وليست فضلات؛ لاستقلالها» (1).

ويلاحظ علي ابن هشام في تعريفه الأخير : أنّه لو أخذ (الاسم) في جنس التعريف لم يكن بحاجة إلي أخراج الحرف بإضافة قيد (ولم يكن كالجزء).

وترد الملاحظة نفسها علي تعريف الأشموني أيضاً؛ فإنّه لو أخذ (الاسم) جنساً للتعريف، لم يكن بحاجة إلي إضافة قيد (ولم يكن فضلة) لإخراج الحروف. 1.

ص: 354


1- شرح الأشموني علي الألفية 3 / 91.

من ذخائر التراث

ص: 355

ص: 356

صورة

ص: 357

ص: 358

مقدّمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أضاء الأرض والسماء بنور النبوّة المحمدية ، وزيّنهما بنجوم أهل بيته الأطهار ، حجج الله الأبرار ، الأئمّة المعصومين الأخيار ، من وُلد فاطمة وعليّ الكرّار عليهم السلام.

والصلاة والسلام على المبعوث للأنام ، بالرحمة والهداية والسلام ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى أخيه ووصيّه أمير المؤمنين الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، وعلى ابنته سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين الزهراء البتول عليها السلام ، وعلى الزكي المجتبى الحسن بن عليّ ، وعلى الشهيد في كربلاء الحسين بن عليّ ، والسجّاد عليّ بن الحسين ، والباقر محمد ابن عليّ ، والصادق جعفر بن محمد ، والكاظم موسى بن جعفر ، والرضا عليّ بن موسى ، والجواد محمد بن عليّ ، والهادي عليّ بن محمد ، والعسكري الحسن بن عليّ ، والخلف القائم المهديّ محمد بن الحسن.

أما بعد ..

ممّا لا شكّ فيه أنّ حديث الثِّقْلَين «إنّي قد تركت فيكم ما إنْ

ص: 359

تمسكتم به لن تضلّوا بعدي ; الثِّقْلَين ، وأحدهما أكبر من الآخر ; كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهلُ بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض» (1) المرويّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ود

ص: 360


1- مسند أحمد 3 / 14 و 17 و 26 و 59 وج 4 / 367 و 371 ، فضائل الصحابة - لأحمد - 1 / 211 ح 170 وج 2 / 708 ح 968 وص 723 ح 990 وص 747 ح 1032 وص 978 ح 1382 و 1383 وص 988 ح 1403. وانظر : الجمع بين الصحيحين - للحميدي - 1 / 515 ح 841 ، سنن الترمذي 5 / 621 - 622 ح 3786 و 3788 ، السنن الكبرى - للنسائي - 5 / 45 ح 8148 وص 130 ح 8464 ، سنن الدارمي 2 / 292 ح 3311 ، مسند البزّار 3 / 89 ح 864 ، مسند أبي يعلى 2 / 297 ح 1021 وص 303 ح 1027 وص 376 ح 1140 ، المعجم الكبير 3 / 65 - 67 ح 2678 - 2683 وج 5 / 166 - 167 ح 4969 - 4971 وص 169 - 170 ح 4980 - 4982 ، المعجم الأوسط 4 / 81 ح 3439 وص 155 ح 3542 ، المعجم الصغير 1 / 131 و 135 ، مصنّف ابن أبي شيبة 7 / 418 ح 41 ، مسند عبد بن حميد : 114 ح 265 ، الطبقات الكبرى - لابن سعد - 2 / 150 ، المنمق : 25 ، السُنّة - لابن أبي عاصم - : 337 ح 753 وص 629 - 631 ح 1548 - 1558 ، صحيح ابن خزيمة 4 / 62 - 63 ح 2357 ، أنساب الأشراف 2 / 357 ، الجعديات 2 / 302 ح 2722 ، نوادر الأُصول 1 / 163 ، الذرّيّة الطاهرة : 168 ح 228 ، جواهر العقدين : 238 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 118 ح 4576 و 4577 وص 160 - 161 ح 4711 ، حلية الأولياء 1 / 355 رقم 57 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 2 / 148 وج 7 / 30 وج 10 / 114 ، الاعتقاد على مذهب السلف - للبيهقي - : 185 ، تاريخ بغداد 8 / 442 رقم 4551 واقتصر فيه على ذِكر الثِّقْل الأوّل وأسقط الثِّقْل الثاني فلم يذكره!! ، مناقب الإمام عليّ عليه السلام- لابن المغازلي- : 214 - 215 ح 281 - 284 ، فردوس الأخبار 1 / 53 - 54 ح 197 ، مصابيح السُنّة 4 / 185 ح 4800 وص 189 ح 4815 ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 47 ، تاريخ دمشق 42 / 219 - 220 ، كنز العمّال 1 / 185 - 187 ح 943 - 953 وج 13 / 104 ح 36340 و 36341. والحديث أخرجه أبو داود في سننه 4 / 295 ح 4973 ، إلاّ أنّ يد الخيانة والتحريف حذفته ولم تذكر من الحديث إلاّ قوله : «أمّا بعد»! والحديث موجود

- والوارد من طرق الفريقين - بالتواتر ممّا لا يقبل التشكيك فيه ولو بنسبة الواحد من المليون ، يحتوي على معان عظيمة وكبيرة.

وفي هذه المقدّمة البسيطة نحاول أن نسلّط الضوء على إحدى هذه المعاني العظيمة والتي هي مورد البحث والتمحيص في هذه الرسالة والدالّة على وجود الإمام المهديّ عليه السلام وبقائه طول هذه المدّة.

فلو رجعنا إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثِّقْلَين» أي : إنّي مخلّف لكم وتارك لكم شيئين عظيمين ، وفي بعض الروايات : «تارك فيكم خليفتين» (1) ، والخطاب هنا إلى الأُمّة جمعاء ، من يومهم ذاك إلى قيام الساعة «ما إنْ تمسكتم بهما» أي : تمسّكتم بهذين الشيئين العظيمين وجعلتموهما نصب أعينكم «لن تضلّوا بعدي أبداً» أي : سوف لن تتيهوا في الأرض ، ولن يحيد أحدكم عن الطريق الصحيح المؤدّي إلى الله عزّ وجلّ ، وهنا كلمة «أبداً» يراد بها استمرارية الشيء وديمومته إلى قيام يوم الساعة.

ثمّ إنّ تأبيد عدم الضلال موقوف على تأبيد ما يتمسّك به ، فلو أتينا إلى الثِّقْل الأوّل ، ألا وهو كتاب الله ، لوجدنا أنّه هو الكتاب المنزل المحفوظ منذ نزوله إلى يومنا هذا ، وسيبقى كذلك إلى يوم يبعثون ، من دون أيّ تغيير أو تحريف ، بدليل الآيات والروايات الكثيرة التي وردت بشأن حفظ القرآن ، نذكر منها : 9.

ص: 361


1- ينابيع المودّة 1 / 105 ح 25 عن تفسير الثعلبي ، مسند أحمد 5 / 182 و 189.

* قوله تعالى : (وإنّه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (1).

* وقوله تعالى : (إنا نحن نزّلنا الذِّكر وإنا له لحافظون) (2).

* وقوله تعالى : (إنّ علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه * ثمّ إنّ علينا بيانه) (3).

* وقوله تعالى : (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين) (4).

ولا يخفى أنّه لو كان فيه أيّ تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان لسقطت عنه المصداقية ، ولكان محلاًّ للشكّ والظنّ ، ولَما أصبح هدىً للمتقين ، بل كان طريقاً إلى ضلالتهم ، معاذ الله.

ومنها :

* قول الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، عندما سُئل : ما تقول في القرآن؟

قال : «هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد» (5).

* وقول الإمام الرضا عليّ بن موسى عليه السلام أيضاً عندما سُئل : ما تقول في القرآن؟ 1.

ص: 362


1- سورة فصّلت 41 : 41 - 42.
2- سورة الحجر 15 : 9.
3- سورة القيامة 75 : 17 - 19.
4- سورة البقرة 2 : 2.
5- التوحيد : 224 ح 3 ، الأمالي - للصدوق - : 638 - 639 ح 861.

فقال : «كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا» (1).

وقوله عليه السلام أيضاً : «إنّ محض الإسلام : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ... وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه ، وصفيّه ، وصفوته من خلقه ، وسيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين ، وأفضل العالمين ، لا نبيّ بعده ، ولا تبديل لملّته ، ولا تغيير لشريعته ، وأنّ جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحقّ المبين ، والتصديق به وبجميع مَن مضى قبله مِن رسل الله وأنبيائه وحججه ، والتصديق بكتابه الصادق العزيز ، الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ، وأنّه المهيمن على الكتب كلّها ، وأنّه حقٌّ مِن فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصّه وعامّه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه ، وقصصه وأخباره ، لا يقدر أحدٌ من المخلوقين أن يأتي بمثله» (2).

* وفي الخطبة رقم 1 من الخطب الواردة في «نهج البلاغة» ، قال الإمام أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام : «كتاب ربكم فيكم ، مبيّناً حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصّه وعامّه ، وعبره وأمثاله ، ومرسَله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ، مفسّراً مجمله ، ومبيّناً غوامضه ، بين مأخوذ ميثاق في علمه ، وموسّع على العباد في جهله ، وبين مثبت في الكتاب فرضه ، ومعلوم في السُنّة نسخه ، ومرخّص في الكتاب تركه ، وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله ، ومباين بين محارمه ، من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه ، وبين 9.

ص: 363


1- التوحيد : 223 224 ح 2 ، الأمالي - للصدوق - : 639 ح 863.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 129.

مقبوله في أدناه ، موسّع في أقصاه» (1).

بدلالة هذه الآيات والروايات تكون نفوسنا قد اطمأنّت إلى أنّ الثِّقْلَ الأوّل هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، من دون أيّ تحريف أو نقص أو زيادة ، والتمسّك به حقاً يهدينا إلى الصراط المستقيم ، صراط الثِّقْل الثاني ، الذين أنعم الله عليهم.

والثِّقْل الآخر ، المتمثّل بعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ، الّذين قَرَنَهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بكتاب الله عزّ وجلّ ، فيجب أن تكون لهم استمرارية الوجود ، حتّى يكونوا مصداق كلامه صلى الله عليه وآله وسلم ، وليتسنّى للأُمّة التمسّك بهم ، كما هو الحال في الثِّقْل الأوّل ، ولو لم يكن لهذا الثِّقْل وجود مستمرّ إلى يومنا هذا وحتّى قيام الساعة ، لانتفى معنى كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، الذي هو أحد العترة الطاهرة ، وبشهادة الإمام العسكري عليه السلام يسقط الثِّقْل الآخر ، وبسقوط أحد الثِّقْلَين لا يبقى أيّ معنىً للحديث ، من حيث اقتران الثِّقْلَين أحدهما بالآخر ، ومن حيث ديمومتهما إلى قيام يوم الساعة ، وهذا مناف أيضاً لقوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى * إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى) (2) أي : أنّ كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو ككلام الله ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

علاوة على أنّ هناك روايات كثيرة تدلّ على وجود الحجّة ، وعلى عدم خلوّ الأرض من إمام ، وأنّ من مات بلا إمام مات ميتةً جاهليّة ، ونحو ذلك ، فتكون أصلا للدين ألبتة.

منها : رواية مسلم ، عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 4.

ص: 364


1- نهج البلاغة : 44 الخطبة رقم 1.
2- سورة النجم 53 : 3 و 4.

يقول : «مَن خلع يداً مِن طاعة لقيَ الله يوم القيامة لا حجّة له ، ومَن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية» (1).

وعن مسلم أيضاً ، والبخاري ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : «مَن كره مِن أميره شيئاً فليصبر عليه ، فإنّه مَن خرج مِن السلطان شبراً مات ميتةً جاهلية» (2).

ورواية أحمد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «مَن مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية» (3).

.. إلى نحو ذلك مما لا يحصى.

ومنها : الروايات التي وردت من طرقنا الخاصّة بعدم خلوّ الأرض من حجة إلى قيام يوم الساعة ..

كرواية الشيخ النعماني - صاحب كتاب «الغَيبة» - ، عن المفضّل بن عمر ، قال : «قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال على منبر ».

ص: 365


1- صحيح مسلم 6 / 22 ، وانظر : التاريخ الكبير - للبخاري - 5 / 205 ، مسند أبي عوانة 4 / 416 ح 7153 - 7157 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 8 / 156 ، مصابيح السُنّة 3 / 9 ح 2765 ، مشكاة المصابيح 2 / 335 رقم 3674.
2- صحيح مسلم 6 / 21 ، صحيح البخاري 9 / 84 ح 5 و 6 وص 113 ح 7 ، وانظر : سنن الدارمي 2 / 166 - 167 ح 2515 ، مسند أحمد 1 / 275 و 297 و 310 ، المعجم الكبير 12 / 124 ح 12759 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 8 / 157 ، شرح السُنّة 6 / 38 ح 2458.
3- مسند أحمد 4 / 96. وانظر : مسند أبي يعلى 13 / 366 ح 7375 ، المعجم الكبير 19 / 388 ح 910 ، المعجم الأوسط 6 / 128 ح 5820 ، مسند الشاميّين - للطبراني - 2 / 438437 ح 1654 ، مسند الطيالسي : 259 ح 1913 ، السُنّة - لابن أبي عاصم - : 489 ح 1057 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 49 ح 4554 ، حلية الأولياء 3 / 224 وقال : «هذا حديث صحيح ثابت».

الكوفة : إنّ من ورائكم فتناً مظلمة ، عمياء منكسفة ، لا ينجو منها إلاّ النومة.

قيل : يا أمير المؤمنين! وما النومة؟

قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه ; واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزّ وجلّ ، ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة لله لساخت بأهلها ، ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه ، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ، ثمّ تلا : (يَا حَسْرَةً على العِبادِ ما يَأتيهم من رَسول إلاّ كانوا به يستهزئون) (1)» (2).

ورواية الخزّاز القمّي الرازي - صاحب «كفاية الأثر» - ، عن محمد ابن عثمان العَمْري ، عن أبيه ، يقول : «سُئل أبو محمد الحسن بن عليّ عليه السلام - وأنا عنده - عن الخبر الذي رويَ عن آبائه ، أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وأنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

فقال عليه السلام : إنّ هذا حقٌّ كما إنّ النهار حقّ.

فقيل له : يا بن رسول الله! فمَن الحجة والإمام بعدك؟

قال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، مَن مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أمَا إنّ له غَيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذِّب فيها الوقاتون ، ثمّ يخرج ، فكأنّي أنظر إلى الأعلام 2.

ص: 366


1- سورة يس 36 : 30.
2- الغَيبة - للنعماني - : 143 باب 10 ح 2.

البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة» (1).

وروى الشيخ الصدوق في «كمال الدين وتمام النعمة» ، عن صفوان ابن يحيى ، عن أبي الحسن الأوّل - يعني : موسى بن جعفر عليه السلام - ، قال : ما ترك الله عزّ وجلّ الأرض بغير إمام قطّ منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي به إلى الله عزّ وجلّ ، وهو الحجّة على العباد ، مَن تركه ضلّ ، ومَن لزمه نجا ، حقّاً على الله عزّ وجلّ» (2).

.. إلى نحو ذلك ممّا لا يحصى.

وبما أننا على يقين بأنّ الدين الإسلامي هو خاتمة الأديان السماوية ولا ننتظر ديناً آخر غيره لإصلاح البشر ، وبعدما انتشر الفساد في هذا العالم الرحب بشكل كبير حتّى ضاق متّسع العدل والصلاح فيه ، وبعدما باتت أغلب دول المسلمين لا تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية ولو بالجزء اليسير منها ، كان لزاماً علينا أن ننتظر الفرج بعودة الدين الإسلامي إلى ما كان عليه زمن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، من قوّة ومتانة ، بحيث يتمكّن من إصلاح ما فسد وإخراج البشرية من غطرسة الظلم والفساد إلى دوحة العدل والإصلاح.

وبما أنّ الدين الإسلامي لا يمكن له أن يعود كما كان بقوّته وسيطرته وبسط نفوذه إلاّ إذا كان على رأسه مصلح عظيم يلمّ شتات الأُمّة ويجمع كلمتهم ، ويردّ عن الدين كلّ أباطيل المبطلين ، ويمحو كلّ البدع والضلالات التي أُلحقت به ، وذلك بالألطاف الإلهية والعناية الربّانية التي 2.

ص: 367


1- كفاية الأثر : 296 باب ما جاء عن أبي محمد الحسن بن عليّ عليه السلام ، ونحوه في : كمال الدين وتمام النعمة 2 / 409 باب 38 ح 9.
2- كمال الدين وتمام النعمة 1 / 221 ح 2.

تسدّده وتجعل منه منقذاً لهذه الأُمّة وهادياً لها إلى الصراط المستقيم ، له الرئاسة المطلقة والمنزلة العظمى والقدرة الجبّارة لينشر العدل في الأرض بعدما عمّ الظلم والفساد أرجاءها.

إذاً ، فالبشارة بظهور المهديّ من وُلد فاطمة عليها السلام ، وآخر ركن من أركان الثِّقْل الثاني في آخر الزمان ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً ، ثابتٌ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد سجّلتها أقلام العلماء والحفّاظ والمفسّرين على اختلاف مشاربهم ، وعلى مرّ العصور ، في ما رووه من الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن هؤلاء : الحافظ أبو نعيم الأصبهاني ، صاحب المؤلّفات الكثيرة والتصانيف الشهيرة ، الذي جمع أربعين حديثاً حول الإمام المهديّ عليه السلام ، وأنّه لا تنقضي الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، وأنّه من وُلد فاطمة عليها السلام ، وأنه كذا وكذا وكذا ... إلى آخره من الروايات التي تصف أحواله عليه السلام.

عنوان الرسالة :

اختلف العلماء وأصحاب السير في عنوان الرسالة التي اشتملت على الأربعين حديثاً عن الإمام المهديّ عليه السلام.

يقول صاحب «الطرائف» السيّد ابن طاووس : «جمع الحافظ أبو نعيم كتاباً في ذلك نحو ستّ وعشرين ورقة من أربعين حديثاً ، وسمّاه : كتاب ذِكر المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه» (1). 9.

ص: 368


1- الطرائف : 179.

ويضيف : «وقد وقفت على كتاب قد ألّفه ورواه وحرّره أبو نعيم الحافظ ، واسمه أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد ، وهذا المؤلّف من أعيان رجال الأربعة المذاهب ، وله تصانيف وروايات كثيرة ، وقد سمّى أبو نعيم الكتاب المشار إليه : كتاب ذِكر المهديّ ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته ، ثمّ ذكر في صدر الكتاب تسعة وأربعين حديثاً أسندها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلميتضمّن البشارة بالمهديّ عليه السلام ، وأنّه مِن وُلد فاطمة عليها السلام ، وأنّه يملأ الأرض عدلا ، وأنّه لا بُدّ من ظهوره ، ثمّ ذكر بعد ذلك حديثاً ، معنىً بعد معنىً ، وروى في كلّ معنىً أحاديث بأسانيدها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

فقال أبو نعيم بعد رواية التسعة والأربعين حديثاً مشاراً إليها في حقيقة ذِكر المهديّ ونعوته وخروجه وثبوته ما هذا لفظه : وبخروجه يرفع عن الناس تظاهر الفتن وتلاطم المحن ، ويمحق الهرج ; وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وأربعين حديثاً بأسانيدها.

ثمّ قال أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : إعلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ المهديّ سيّد من سادات أهل الجنّة ; وروى عن النبيّ في صحّة هذا المعنى ثلاثة أحاديث.

ثمّ ذكر أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : ذِكْر جيشه وصورته وطول مدّته وأيّامه ; وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحد عشر حديثاً.

ثمّ ذكر ما هذا لفظه : بالعدل وَفِيّ ، وبالمال سَخيّ ، يحثوه حثواً ولا يعدّه عداً ; وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - بإسناده - تسعة أحاديث.

ثمّ ذكر أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : ذكر البيان عن الروايات

ص: 369

الدالة على خروج المهديّ وظهوره ، ثمّ روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في صحّة هذا المعنى أربعة أحاديث.

ثمّ ذكر ما هذا لفظه : ذِكر البيان في أنّ توطئة أمر المهديّ وخلافته وجيشه من قبل المشرق ; فروى في هذا المعنى وصحّته عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمحديثين.

ثمّ ذكر أبو نعيم الحافظ - أيضاً - ما هذا لفظه : ذِكر بيان القرية التي يكون منها خروج المهديّ ; وروى في صحّة ذلك حديثين يرفعهما إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

ثمّ ذكر أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : ذِكر بيان أنّ مِن تكرمة الله لهذه الأُمّة أنّ عيسى بن مريم يصلّي خلف المهديّ ; ثمّ روى في صحّة هذا المعنى ثمانية أحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

ثمّ ذكر أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : ذِكر ما ينزل الله عزّ وجلّ من الخسف والنكال على الجيش الّذين يرمون الحرم تكرمة للمهديّ ; ثمّ روى في صحّة هذا المعنى خمسة أحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيدها.

ثمّ ذكر أبو نعيم الحافظ ما هذا لفظه : ذِكر المهديّ أنّه من وُلد الحسين ، وذِكر كنيته وموته حين يبعث ; وروى أبو نعيم في صحّة هذا المعنى تسعة أحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيدها.

ثمّ ذكر أبو نعيم - أيضاً - ما هذا لفظه : ذِكر فتح المهديّ المدينة الرومية وردّ ما سبى ملكها من بني إسرائيل إلى بيت المقدس ; وروى في صحة هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أحاديث بأسانيدها.

ثمّ ذكر أبو نعيم الحافظ ما هذا لفظه : ما يكون في زمان المهديّ من

ص: 370

الخصب والأمن والعدل ; وروى في صحّة هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمبإسناده سبعة أحاديث.

فجملة الأحاديث المذكورة في كتاب ذِكر المهديّ عليه السلام ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته ، المختصّة بهذا المعنى - المقدّم ذِكرها - مئة وستّة وخمسون حديثاً ، وأمّا طرق هذه الأحاديث فهي كثيرة تركت ذِكرها في الكتاب كراهية الإكثار والإطناب» (1).

ويقول صاحب «كشف الغمّة» : «ووقع إليَّ أربعون حديثاً جمعها الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله - رحمه الله - في أمر المهديّ عليه السلام ، أوردتُها سرداً كما أوردها» (2).

ويقول الكنجي الشافعي في «البيان في أخبار صاحب الزمان» بعد ذِكر حديث مطوّل عن عليّ الهلالي ، عن أبيه : «هكذا ذكره صاحب حلية الأولياء في كتابه المترجم ب- : ذِكر نعت المهديّ عليه السلام» (3).

وأورد المقدسي الشافعي في «عقد الدرر» معظم هذه الأحاديث قائلا بعد إيرادها : «أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهديّ».

ويقول محقّق كتاب «عقد الدرر» في المقدّمة : «وقد عمد المؤلّف إلى كتاب (الفتن) لأبي عبد الله نعيم بن حمّاد المروزي ، وإلى كتاب (السنن) لأبي عمرو الداني المُقري ، وإلى كتاب (الملاحم) لأبي الحسين ابن المُنادي ، وإلى كتب أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (430 ه) في : (مناقب المهديّ) و (حلية الأولياء) و (صفة المهديّ) و (فوائد 9.

ص: 371


1- الطرائف : 181 - 183.
2- كشف الغمة 2 / 467.
3- البيان في أخبار صاحب الزمان : 479.

أبو نعيم) و (عواليه) ، وإلى كتاب أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 ه) (البعث والنشور) ، فنقل كثيراً ممّا فيها إلى هذا الكتاب» (1).

ويقول صاحب كتاب «العَرف الوردي» : «هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهديّ ، لخّصت فيه الأربعين التي جمعها أبو نعيم ، وزدت عليه ما فاته» (2).

يقول العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي (قدس سره) في «أهل البيت عليهم السلامفي المكتبة العربية» : «الأربعون حديثاً في المهديّ عليه السلام ، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، المتوفّى سنة 430 ه- ، وهو أربعون حديثاً مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المهديّ المنتظر.

نسخة منه ضمن مجموعة في مكتبة العلاّمة السيّد محمد صادق آل بحر العلوم في النجف الأشرف ، بخطّه.

ونسخة أُخرى منه بخطّ فخر الدين ، فرغ منها في 19 رجب سنة 838 ، محذوفة الأسانيد ، في مكتبة فخر الدين النصيري في طهران ، أدرجها بكاملها في المجلّد الخامس من كتابه : گنجينه خطوط عُلَما.

نقل عنه الأربلي في كشف الغمّة 1 / 154 ، ثمّ أورده بتمامه في 2 / 467 من طبعة إيران ، محذوفة الإسناد ، وفي طبعة أُخرى 3 / 257.

وفي بحار الأنوار 51 / 78 - 85 ، وفي أعيان الشيعة 2 / 50 ، وفي گنجينه خطوط عُلَما / المجلّد الخامس. 5.

ص: 372


1- عقد الدرر : 11.
2- العَرف الوردي : 25.

وهو مطبوع ضمن كتاب : غاية المرام ; للسيّد هاشم البحراني : 699 - 701 ، حيث أدرجه فيه في الباب 141 ، في إمامة الإمام الثاني عشر من طرق العامة ، محذوف الأسانيد مقتصراً على المتون.

وطبع أيضاً في نامه دانشواران 2 / 711 بحذف أسانيده من الطبعة الأُولى في ترجمة أبي نعيم الأصبهاني ، وفي الطبعة الثانية الحروفية في 7 / 8 - 21 ، عن مخطوطة كانت في مكتبة ملك زاده وزير العلوم ، ويظهر أنّها كانت مسندة فحذفوا أسانيده مخافة التطويل» (1).

ونقل الشيخ البلاغي (قدس سره) في «نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابيّاً» روايتين ، إحداهما عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيها : «الخلف الصالح من وُلدي ، وهو المهديّ ، اسمه : محمد ، وكنيته : أبو القاسم ، يخرج في آخر الزمان ، يقال لأُمّه : نرجس» (2).

والأُخرى عن الإمام الرضا عليه السلام يقول فيها : «الخلف الصالح من وُلد الحسن بن عليّ العسكري ، هو صاحب الزمان ، وهو المهديّ» (3).

ونسبهما إلى الحافظ أبي نعيم في (أربعينه) ، إلاّ أنّ الروايتين وبهذا النصّ لم تردا في متن رسالتنا هذه.

فلعلّ الشيخ (قدس سره) وقع نظره عليهما في نسخة أُخرى من نسخ الأربعين ، أو أربعين آخر لغير أبي نعيم ، فتكون نسبته للروايتين إلى (أربعين) أبي نعيم من سهو قلمه الشريف ; والله العالم.7.

ص: 373


1- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية : 31 رقم 44.
2- نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً : 94 ح 57.
3- نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً : 107 ح 77.

ويظهر من هذا كلّه أنّ لأبي نعيم الأصبهاني رسالة مختصرة تتضمّن أربعين حديثاً منتقاة في الإمام المهديّ عليه السلام ، يذكر فيه علامات ظهوره المبارك ، وصفاته الكريمة ، ونسبه الشريف ، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما تملأ ظلماً وجوراً ، وأنّ الأُمّة تتنعّم في زمانه نعيماً لم تتنعّم مثله قطّ ، البرّ والفاجر.

ص: 374

ترجمة المؤلف (1)

اسمه ونسبه :

هو : أبو نُعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ، الإمام الحافظ ، الثقة العلاّمة ، شيخ الإسلام ، المهراني الأصبهاني ، سبط الزاهد محمد بن يوسف البنّاء. صاحب كتاب «حلية الأولياء» ، كان من أعلام المحدّثين ، وأكابر الحفّاظ والثقات.

ولد في أصفهان في شهر رجب سنة 336 ه- في بيت علم وأدب ، فقد كان والده من المحدّثين وعلماً من أعلام البلد.

وكديدن كبار العلماء قام أبو نُعيم برحلات عديدة طلباً للعلم والمعرفة ، امتدّت على طول البلاد وعرضها آنذاك ، حتّى وصل إلى الأندلس مروراً ببغداد ومكّة والبصرة والكوفة ونيسابور ، ولقي في كلّ بلد الأئمة الّذين كانوا فيها وسمع منهم.

ألمّ أبو نُعيم بكثير من فنون العلم ، فمن ذلك أنّه كان محدّثاً ومؤرّخاً ومفسراً وفقيهاً وقارئاً ، وله مصنفات عديدة في كلِّ فنّ من هذه الفنون. 6.

ص: 375


1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية : تذكرة الحفّاظ 3 / 1092 رقم 993 ، وفيات الأعيان 1 / 91 رقم 33 ، طبقات الشافعية الكبرى 4 / 18 رقم 254 ، سير أعلام النبلاء 17 / 453 رقم 305 ، تنقيح المقال 6 / 249 رقم 1096.

شيوخه :

لأبي نُعيم شيوخ كثيرون ، نقتصر على ذِكر بعضهم :

1 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، المعروف بأبي الشيخ الأنصاري.

2 - أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد النيسابوري ، صاحب التصانيف الكثيرة.

3 - أبو القاسم الطبراني ، صاحب التصانيف.

4 - القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن العسّال.

5 - أبو بكر بن الهيثم الأنباري.

بعض تلامذته :

1 - الخطيب البغدادي ، صاحب «تاريخ بغداد».

2 - هبة الله بن محمد الشيرازي.

3 - أبو بكر بن علي الذكواني.

4 - القاضي أبو علي الوخش.

5 - أبو صالح المؤذّن.

بعض مؤلفاته :

1 - حلية الأولياء.

ص: 376

2 - معرفة الصحابة.

3 - دلائل النبوّة.

4 - المستخرج على البخاري.

5 - تاريخ أصفهان.

6 - المستخرج على مسلم.

7 - الأربعون حديثاً منتقاة في شأن المهديّ عليه السلام ، وهي الرسالة التي بين أيدينا.

8 - معجم الصحابة.

9 - عمل اليوم والليلة.

10 - صفة الجنة.

أقوال بعض العلماء فيه :

* قال الخطيب البغدادي : لم أرَ أحداً أُطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين ، هما : أبو نُعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدي الأعرج.

* وقال ابن خلكان : الحافظ المشهور صاحب كتاب «حلية الأولياء» ، كان من أعلام المحدّثين وأكابر الحفّاظ الثقات ، أخذ من الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به.

* وقال الذهبي : الحافظ الكبير ، محدّث العصر ، الصوفي الأوّل.

* وقال السبكي : الإمام الجليل الحافظ ، الصوفي الجامع بين الفقه والتصوّف ، والنهاية في الحفظ والضبط ... أحد الأعلام الّذين جمع الله لهم بين العلوّ في الرواية والنهاية في الدارية.

ص: 377

* وقال ابن مردويه : كان أبو نُعيم في وقته مرحولا إليه ، ولم يكن في أُفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه ، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده ، فكان كلّ يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر ، فإذا قام إلى داره ربّما كان يقرأ عليه في الطريق جزء ، وكان لا يضجر ، ولم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع.

* وقال حمزة بن العباس العلوي : كان أصحاب الحديث يقولون : بقي أبو نُعيم أربع عشرة سنة بلا نظير ، لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى إسناداً منه ولا أحفظ.

وفاته :

اختلف العلماء والمؤرّخون في يوم وشهر وفاة أبي نُعيم ، إلاّ أنّهم اتّفقوا على سنة وفاته ، فمنهم من قال بأنّه توفّي في العشرين من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين ، ومنهم من قال : بأنه توفّي في الثامن والعشرين من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين ، ومنهم من قال بأنّه توفّي في الثامن والعشرين من صفر سنة أربعمئة وثلاثين ، ومنهم من قال بأنّه توفّي في الثاني عشر من المحرّم سنة أربعمئة وثلاثين.

وبهذا أصبح من الواضح والثابت أنّ سنة الوفاة غير مختلف فيها ، وأنّ الفارق بين هذه التواريخ لا يتعدّى الشهر ، وبهذا يكون أبو نُعيم قد عاش أربعة وتسعين عاماً.

دُفن في بلدته أصفهان ، في المقبرة المعروفة المشهورة ب- : آب بخشگان ، قبره في آخرها مما يلي المشرق.

ص: 378

ترجمة صاحب «كشف الغمة» (1)

هو : الشيخ أبو الحسن بهاء الدين عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي ، كان عالماً ، فاضلا ، محدّثاً ، ثقة ، شاعراً ، أديباً ، جامعاً للفضائل والمحاسن.

اشتُهِر في الإنشاء والأدب العربي الجديد أثر انقراض أثر الدولة العباسية ببغداد.

كان والده أميراً حاكماً بأربل أيّام الصاحب تاج الدين محمد بن الصلايا الحسين.

كتب لمتولّي أربل ، ثمّ عمل ببغداد في ديوان الإنشاء.

مصنفاته :

له مصنفات عديدة منها :

1 - كشف الغمة في معرفة الأئمة.

كتاب جامع حسن ، فرغ من تأليفه سنة 678 ه.

2 - المقامات الأربع. ».

ص: 379


1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية : فوات الوفيات 2 / 57 - 60 رقم 347 ، كشف الظنون 2 / 1492 و 1939 ، هدية العارفين 5 / 714 ، الأعلام 4 / 318 ، معجم المؤلّفين 2 / 484 رقم 9805 ، معجم رجال الحديث 13 / 114 رقم 8360 ، وانظر : مقدّمة «كشف الغمة».

3 - رسالة الطيف.

توجد نسخة مخطوطة منها في مكتبة الفاتيكان.

4 - نزهة الأخيار في ابتداء الدنيا وقدر القويّ الجبّار.

5 - العشّاق وخلوة المشتاق.

6 - حياة الإمامين زين العابدين ومحمد الباقر عليهما السلام.

7 - حدائق البيان في شرح التبيان ; في المعاني والبيان.

8 - ديوان شعر.

شيوخه في الرواية :

1 - رضي الدين السيّد عليّ بن طاووس.

2 - السيّد جلال الدين عليّ بن فخار.

3 - تاج الدين أبو طالب عليّ بن أنجب ، الشهير بابن الساعي البغدادي.

4 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي.

5 - كمال الدين أبو الحسن عليّ بن وضاح.

الرواة عنه :

1 - الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي.

2 - الشيخ رضي الدين عليّ بن المطهّر.

3 - السيّد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني.

4 - الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم.

ص: 380

شعره :

له شعر كثير في مدائح الأئمة عليهم السلام ، ذكر جملة منها في كتابه «كشف الغمة» ، منها قوله في قصيدة :

وإلى أمير المؤمنين بعثتُها

مثل السفاين عمن في تيّارِ

تحكي السهام إذا قطعن مفازةً

وكأنّها في فقة الأوتارِ

تنحو بمقصدها أغرّ شأي الورى

بزكاء أعراق وطيب نجارِ

حمّال أثقال ومسعف طالب

وملاذ ملهوف وموئل جارِ

شرف أقرّ به الحسود وسؤدد

شاد العلاء ليعْرب ونزارِ

وقوله من أُخرى :

سل عن عليّ مقامات عرفن به

شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحلِ

مآثر صافحت شهب النجوم عُلا

مشيدة قد سمت قدراً على زحلِ

كم من يد لك فينا يا أبا حسن

يفوق نائلها صوب الحيا الهطلِ

وقوله من قصيدة في مدح الإمام الحسن عليه السلام :

إلى الحسن بن فاطمة أُنيرت

بحقّ أينق المدح الجيادِ

أقرّ الحاسدون له بفضل

عوارفه قلائد في الهوادِ

وقوله من قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام :

إنّ في الرزء بالحسين الشهيدِ

لعناء يودي بصبر الجليدِ

إنّ رزء الحسين نجل عليّ

هدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ

ص: 381

وقوله من قصيدة في مدح الإمام الرضا عليه السلام :

والثمِ الأرض إن مررت على

مشهد خير الورى عليّ بن موسى

وأبلِغَنه تحيةً وسلاماً

كشَذا المِسك من عليِّ بن عيسى

وقوله من قصيدة في مدح الإمام المهديّ عليه السلام :

عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى

وعن بانتي سلع وعن علمي حزوى

غرامي بناء عن عناني وفكرتي

تمثّله للقلب في السرّ والنجوى

من النفر الغرّ الّذين تملكوا

من الشرف العادي غايته القصوى

هم القوم من أصفاهم الودّ مخلِصاً

تمسّك في أُخراه بالسبب الأقوى

هم القوم فاقوا العالمين مآثراً

محاسنها تجلى وآياتها تروى

ص: 382

ترجمة صاحب «العَرف الوردي» (1)

هو : الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الشافعي الخضيري السيوطي ، صاحب المصنّفات الكثيرة الشهيرة ، عالم حافظ مشارك في أنواع العلوم.

وُلد في القاهرة سنة 849 ه- ، ونشأ بها يتيماً بعد أن توفّي والده سنة 855 ه- - الذي كان من فقهاء الشافعية - وهو في السادسة من عمره ، لكنّ الله منحه ذاكرة خصبة ، وذكاء وقّاداً ، وقدرة على الحفظ والاستنباط استطاع من خلال ذلك شقّ طريقه في ميدان الدرس ، فبعد أن حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره قرأ على جماعة من العلماء بلغوا نحواً من خمسين.

ولمّا بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزوياً عن أصحابه جميعاً ، فألّف أكثر كتبه ، والتي قيل : إنّها بلغت نحو ستمئة مصنف.

شيوخه :

لجلال الدين السيوطي العديد من المشايخ ، نذكر منهم على سبيل 8.

ص: 383


1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية : شذرات الذهب 8 / 51 - 55 ، الضوء اللامع 4 / 65 - 70 رقم 203 ، النور السافر : 51 - 54 ، الأعلام 3 / 301 ، معجم المؤلّفين 2 / 82 رقم 6792 ، وقد ترجم لنفسه ترجمة وافية في حسن المحاضرة 1 / 288 - 294 رقم 78.

المثال لا الحصر :

1 - علم الدين صالح البلقيني.

2 - شهاب الدين أحمد بن عليّ الشارمساحي.

3 - شرف الدين المناوي.

4 - تقي الدين الشبلي الحنفي.

5 - محيي الدين محمد بن سليم الكافيجي.

6 - سيف الدين محمد بن محمد الحنفي.

7 - شمس الدين محمد بن موسى السيرائي الحنفي.

8 - قاضي القضاة العزّ أحمد بن إبراهيم الكناني.

9 - بدر الدين محمد بن الحافظ ابن حجر.

10 - الحافظ تقي الدين ابن فهد.

تلاميذه :

أخذ عنه العلم وتخرّج عليه كثيرون ، نذكر منهم :

1 - عليّ بن محمد الشاذلي.

2 - شمس الدين محمد الداوودي.

3 - شمس الدين محمد الشامي.

4 - شمس الدين محمد بن علي ، الشهير بابن طولون الدمشقي.

5 - محمد بن بدر الدين بن محمد رضي الدين الغزي.

6 - شمس الدين محمد بن محمد ، الشهير بابن العجيمي المقدسي الشافعي.

ص: 384

مصنفاته في أهل البيت عليهم السلام :

ألّف السيوطي كتباً ورسائل في أهل بيت النبيّ عليهم السلام ومناقبهم وفضائلهم ، منها :

1 - كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس.

2 - إحياء الميت بفضائل أهل البيت عليهم السلام.

3 - الثغور الباسمة في مناقب السيّدة فاطمة.

4 - العَرف الوردي في أخبار المهدي.

5 - شدّ الأثواب في سدّ الأبواب ; مطبوع ضمن كتابه «الحاوي للفتاوي».

6 - القول الجليّ في فضائل عليّ.

مصنفاته الأُخرى :

وله تصانيف كثيرة ومؤلّفات عديدة في شتّى أبواب العلم ، من أشهرها :

1 - الجامع الكبير.

2 - الجامع الصغير.

3 - تفسيره المعروف ب- «الدرّ المنثور».

4 - تنوير الحوالك.

5 - الأشباه والنظائر.

6 - بغية الوعاة.

ص: 385

7 - تاريخ الخلفاء.

8 - تدريب الراوي.

9 - اللآلئ المصنوعة.

10 - الحاوي للفتاوي.

11 - حسن المحاضرة.

12 - الخصائص.

13 - طبقات الحفاظ.

14 - تفسير الجلالين.

15 - الإتقان في علوم القرآن.

16 - إتمام الدراية لقرّاء النقاية.

وهذه كلّها مطبوعة .. إلى غيرها من مصنفاته الكثيرة الحسنة.

وفاته :

توفّي السيوطي في 19 جمادى الأُولى سنة 911 ه- بمنزله بروضة المقياس ، ودفن في حوش قوصون خارج باب القرانة.

ص: 386

النسخ المعتمدة :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على :

1 - صورة نسخة مخطوطة بخطّ فخر الدين ، فرغ من كتابتها في 19 رجب سنة 838 ه- ، محذوفة الأسانيد ، مدرجة بكاملها في المجلّد الخامس من كتاب : گنجينه خطوط عُلَما ، من ص 1420 - 1432.

وجعلتها نسخة الأصل.

2 - كتاب «كشف الغمّة» ، لأبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي (ت 693 ه) ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاّتي ، نشر مكتبة بني هاشم ، قم 1381 ه.

يقول فيه : «ووقع إليَّ أربعون حديثاً جمعها الحافظ أبو نُعيم أحمد ابن عبد الله - رحمه الله - في أمر المهديّ عليه السلام ، أوردتها سرداً كما أوردها ، واقتصرت على ذِكر الراوي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم» (1).

ورمزت لها بالحرف «ك».

3 - كتاب «العَرف الوردي» ، لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق مصطفى صبحي الخضر ، نشر دار الكوثر ، دمشق 1422 ه.

يقول في مقدّمته : «هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهديّ ، لخّصت فيه الأربعين التي جمعها أبو نُعيم ، وزدت عليه ما فاته» (2). 5.

ص: 387


1- كشف الغمة 2 / 467.
2- العَرف الوردي : 25.

ورمزت لها بالحرف «ع».

4 - كتاب «نامه دانشواران» ، في ج 7 / 8 - 21 من الطبعة الثانية ، فقد أورد الأربعين حديثاً في نهاية ترجمة أبي نعيم الأصبهاني ، نقلا عن مخطوطة كانت في مكتبة ملك زادة وزير العلوم ، ويظهر أنّها كانت مسندة فحذفوا أسانيدها روماً للاختصار.

ورمزت لها بالحرف «ن».

منهجية التحقيق :

اقتصرتُ في تحقيق هذه الرسالة على :

1 - مقابلة جميع الأحاديث مع النسخ المعتمدة في تحقيق هذه الرسالة.

2 - جعلت الأحاديث الأربعين التي في النسخة المخطوطة بخطّ فخر الدين في المتن ، واعتمدتها أصلا ، وأشرت في الهامش إلى الاختلافات الواردة فيها مع بقية النسخ ، وذكرت - كذلك - الجزء والصفحة التي جاء فيها الحديث في النسخ الأُخرى المعتمدة في هذا العمل.

3 - ضبط النصّ ، من حيث التقطيع والتصحيح.

4 - استخراج جميع الأحاديث النبوية الشريفة ، وإرجاعها إلى مصادرها الأصلية ، وقد اقتصرت فيها على ذِكرِ بعضِ أهمّ المصادر المخرِّجة لها من مصادر أهل السُنّة ، ورتبتها حسب التسلسل الزمني لوفيات مؤلّفيها ; إذ لو أردنا التوسّع في ذِكر المصادر ولا سيّما المصادر الخاصّة بنا لطال بنا المقام ، والتفصيل مرهونٌ في مظانّه ممّا أُلفَ في أحوال

ص: 388

ومختصّات الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

5 - شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة.

6 - ترجمة بعض الأعلام الواردة أسماؤهم في السند والمتن.

7 - العناوين الرئيسة للأحاديث أثبتناها من نسختَي «ك» و «ن».

8 - وسعياً منّا لتوفير الجهد على القارئ الكريم بالبحث عن أحوال صاحب الرسالة ، فقد كتبنا له ترجمة مختصرة في المقدّمة جمعناها من مصادر مختلفة ، وكتبنا - كذلك - ترجمة مختصرة لكلٍّ من صاحب «كشف الغمّة» أبي الفتح الأربلّي ، وصاحب «العَرف الوردي» الحافظ جلال الدين السيوطي.

وفي الختام :

لا يسعني إلاّ أن أُقدّم خالص شكري وتقديري للّذين تجشّموا عناء توفير النسخة المخطوطة ، المحفوظة في «گنجينه خطوط عُلَما» ، ونسخة كتاب «نامه دانشواران».

ولا يفوتني أيضاً أن أُقدّم شكري وامتناني الكبيرين للأخوين الفاضلين الأُستاذ المحقّق السيّد محمد علي الحكيم ، والأُستاذ المحقّق جواد حسين الورد ، على مساهمتهما معي في إخراج هذا الجهد البسيط ووضعه بين يدي القارئ الكريم.

ونسأل المولى العليّ القدير أن يوفّقنا جميعاً لِما فيه خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام وبثّ علومهم ونشرها ، وأن يتقبّل منّا هذه البضاعة المزجاة ويوفي لنا الكيل ، ويتصدّق علينا ، إنّه نعم المجيب.

ص: 389

وأُهدي هذا الجهد المتواضع إلى روح والدي رحمه الله ، الذي كان يهوى أبا حسن ، وإلى والدتي التي شربت حبّ الوصيّ وغذّتنيه باللبن ، فصرت منه ومنها أهوى أبا حسن.

وآخر دعوانا أن :

«اللّهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن ، صلواتك عليه وعلى آبائه ، في هذه الساعة ، وفي كلّ ساعة ، وليّاً وحافظاً ، وقائداً وناصراً ، ودليلا وعيناً ، حتّى تسكنه أرضك طوعاً ، وتمتّعه فيها طويلا».

والحمد لله أوّلا وآخراً ، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمد وآله الطيّبين الطاهرين ، وسلّم تسليماً.

علي

جلال باقر

10

ربيع الآخر 1424 ه-

ذكرى

ميلاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام

والد

الإمام الحجّة المنتظر المهديّعليه السلام

ص: 390

صورة

ص: 391

صورة

ص: 392

صورة

ص: 393

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين حقّ حمده ،

وصلاته وسلامه على سيّدنا محمد

رسولِه وعبدِه

أمّا بعد :

فهذا أربعون حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

في شأن المهديّ صلوات الله عليه ..

ص: 394

الحديث الأوّل

[مدّة ملك المهديّ ، وتنعّم الأُمة في زمانه] (1)

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أنّه قال :

«يكون في (2) أُمّتي المهديّ ، إنْ أقصر (3) عمره فسبع سنين ، وإلاّ فثمان ، وإلاّ فتسع (سنين) (4) ، تنعّم (5) أُمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قطّ ، البرّ والفاجر ، يرسل [الله] (6) السماء عليهم مدراراً ، ولا تؤخر (7) الأرض شيئاً من نباتها» (8).8.

ص: 395


1- أضفناه لتوحيد النسق.
2- في «ك» و «ن» : «من».
3- في «ك» و «ع» و «ن» : «قصر».
4- لم ترد في «ك» و «ن».
5- في «ك» و «ع» و «ن» : «تتنعّم».
6- أثبتناه من «ك» و «ع» و «ن».
7- في «ك» و «ع» و «ن» : «لا تدّخر».
8- انظر : سنن ابن ماجة 2 / 1366 ح 4083 ، مسند أحمد 3 / 21 ، سنن الترمذي 5 / 439 ذ ح 2232 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 234 إلى قوله : «فتسعاً» وص 223 من قوله : «تنعّم أُمّتي» ، مصنّف عبد الرزّاق 11 / 371 - 372 ح 20770 ، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 184 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8675 ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 252 ح 551 ، الإفراد - للدارقطني - كما في كنز العمّال 14 / 274 ح 38706 ، عقد الدرر : 238. وراجع : كشف الغمّة 2 / 467 ، العرف الوردي : 44 ح 47 ، نامه دانشواران 7 / 8.

الحديث الثاني

في ذِكر المهديّ وأنه من عترة الرسولصلى الله عليه وآله وسلم

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أنّه قال :

«تُملأ الأرض ظلماً وجوراً ، فيقوم رجل من عترتي فيملأُها قسطاً وعدلا ، يملك سبعاً أو تسعاً» (1).9.

ص: 396


1- انظر : مسند أحمد 3 / 28 وص 70 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8674 ، عقد الدرر : 16 ، فرائد السمطين 2 / 322 ح 573. وراجع : كشف الغمّة 2 / 468 ، العرف الوردي : 45 ح 48 ، نامه دانشواران 7 / 9.

الحديث الثالث

[في مدّة ملكه] (1)

(عن أبي سعيد الخدري) (2) ، أنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3) :

«لا تنقضي الساعة (4) حتّى يملك الأرض رجل من أهل بيتي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جوراً ، ويملك (5) سبع سنين» (6).9.

ص: 397


1- أضفناه لتوحيد النسق.
2- في «ك» و «ن» : «وعنه».
3- في «ك» و «ع» و «ن» : «قال النبيّ».
4- في «ع» : «الدنيا».
5- في «ك» و «ع» و «ن» : «يملك».
6- انظر : مسند أحمد 3 / 17 ، الإحسان بتريب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6787 ، مسند أبي يعلى 2 / 367 ح 1128 وص 274 ح 987 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 600 ح 8669 ، تاريخ أصبهان - لأبي نُعيم - 1 / 115 ، عقد الدرر : 236. وراجع : كشف الغمّة 2 / 468 ، العرف الوردي : 45 ح 49 ، نامه دانشواران 7 / 9.

الحديث الرابع

في قوله لفاطمة عليها السلام : المهديّ من وُلدك

(1) عن عليّ بن الحسين ، عن أبيهعليهم السلام ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة عليها السلام :

«المهديّ من وُلْدِك» (2).9.

ص: 398


1- في «ك» و «ن» زيادة : «عن الزهري».
2- مقاتل الطالبيّين : 138 ، تاريخ دمشق 19 / 475 وفيه : «أبشري! المهديّ منكِ» ، ذخائر العقبى : 236 ، وانظر : سنن ابن ماجة 2 / 1368 ح 4086 ، سنن أبي داود 4 / 104 ح 4284 ، التاريخ الكبير - للبخاري - 3 / 346 رقم 1171 ، الفتن - لنعيم ابن حماد - : 231 ، المعجم الكبير 23 / 267 ح 566 ، تاريخ الرقة : 95 ح 143 و 144 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8671 و 8672 ، الملاحم - لابن المنادي - : 179 ح 120 و 121 عن أُمّ سلمة ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 258 ح 566 وص 261 ح 576 وص 263 ح 582 ، عقد الدرر : 21 ، ذخائر العقبى : 236. وراجع : كشف الغمّة 2 / 468 ، العرف الوردي : 56 ح 84 ، نامه دانشواران 7 / 9.

الحديث الخامس

قوله عليه السلام : إنّ منهما مهديّ هذه الأُمة

يعني : الحسن والحسين عليهما السلام

عن عليّ بن عليّ الهلالي (1) ، عن أبيه ، قال :

«دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الحالة التي قُبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه ، فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (طرفه إليها) (2) ، فقال :

حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟!

فقالت : أخشى الضيعة من بعدك.

فقال : يا حبيبتي! أمَا علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلكِ ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إياه.

يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا :

أنا خاتم النبيّين ، وأكرم النبيّين على الله عزّ وجلّ ، (3) وأنا أبوك. ».

ص: 399


1- في «ك» و «ن» : «عن عليّ بن هلال» ، وفي «ع» : «عن عليّ الهلالي». وانظر ترجمته في : معرفة الصحابة - لأبي نُعيم - 4 / 1975 رقم 2034 ، أُسد الغابة 3 / 624 رقم 3790 ، الإصابة 4 / 573 رقم 5700.
2- في «ك» و «ن» : «إليها رأسه».
3- في «ك» و «ن» زيادة : «وأحبّ المخلوقين إلى الله عزّ وجلّ».

ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله ، وهو بعلك ..

وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله ، وهو حمزة بن عبد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك ..

ومنا مَن له جناحان (أخضران) (1) يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء ، وهو ابن [عمّ] (2) أبيك وأخو بعلك ..

ومنّا سبطا هذه الأُمة ، وهما ابناكِ الحسن والحسين ، وهما سيّدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما والذي بعثني بالحقّ خير منهما ..

[يافاطمة!] (3) والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّة ..

إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً (4) ، وتظاهرت الفتن ، وتقطّعت (5) السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عند ذلك منهما مَن يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً ، يقوم بالدين في آخر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان) (6) ، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جوراً. ».

ص: 400


1- لم ترد في «ك» و «ن».
2- أثبتناه من «ك» و «ن» ، وهو الصحيح.
3- أثبتناه من «ك» و «ن» ، وهو الأنسب للسياق.
4- الهَرْج : شدّة القتل وكثرته ، والفتنة والاختلاط ; انظر مادّة «هرج» في : الصحاح 1 / 350 ، لسان العرب 15 / 69. والمَرْجُ : الفِتْنَةُ المُشكِلةُ ، والفساد ; وفي الحديث : كيف أنتم إذا مَرِج الدِّين؟! أي : فسَدَ وقَلِقَت أسبابه ، والمَرْجُ : الخلط ; انظر : لسان العرب 13 / 65 مادّة «مرج». والمراد هنا : كثرة الحروب واشتداد الفتن والاضطراب بين الناس.
5- في «ك» و «ن» : «وانقطعت».
6- ما بين القوسين لم يرد في «ن».

يا فاطمة! لا تحزني ولا تبكي ، فإنّ الله عزّ وجلّ أرحم بك وأرأفُ عليك مني ، وذلك لمكانك مني وموقعك من قلبي ، قد زوّجك الله زوجَك وهو أعظمهم حسباً (1) ، وأكرمهم منصباً ، وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سَألتُ ربّي عزّ وجلّ أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي.

قال عليٌّ (2) : فلمّا قُبض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم تبق فاطمة [بعده] (3) إلاّ خمسة وسبعين يوماً [حتى] (4) ألحقها الله به عليهما السلام» (5). يه

ص: 401


1- كان في الأصل : «حسناً» ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه من «ك» و «ن».
2- هو أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ; ويعضده أنّ في «ك» : «عليٌّ عليه السلام» ، وفي المعجم الكبير : «عليٌّ رضي الله عنه» ، وفي المعجم الأوسط : «عليُّ بن أبي طالب». والظاهر أنّ عليّ بن هلال - الراوي للحديث - أراد التأكيد على أنّ الزهراء عليها السلامكانت أوّل أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لحوقاً به ، وذلك بإتمام روايته للحديث بحديث عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، يذكر فيه مدّة بقاء الزهراء عليها السلامبعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وما في «ن» : «عليّ بن هلال» فإنه غلط واضح ; فلاحظ!
3- أثبتناه من «ك» و «ن».
4- أثبتناه من «ك» و «ن».
5- المعجم الكبير 3 / 57 - 58 ح 2675 ، المعجم الأوسط 6 / 409 ح 6540 ، تاريخ دمشق 42 / 130 ، عقد الدرر : 151 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 478 ، فرائد السمطين 2 / 84 ح 403 ، مجمع الزوائد 9 / 165. وأورد أبو نُعيم صدر الحديث لغاية قوله : «وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إياه» في معرفة الصحابة 4 / 1976 ح 4962 ، وكذا ابن الأثير في أُسد الغابة 3 / 624 رقم 3790 ، وابن حجر في الإصابة 4 / 573 رقم 5700. وراجع : كشف الغمة 2 / 468 - 469 ، العرف الوردي : 57 ح 86 ذكر فيه

الحديث السادس

في أنّ المهديّ هو الحسيني

عن حذيفة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكّرنا بما هو كائن ، ثمّ قال :

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا من وُلدي ، اسمه اسمي.

فقام سلمان فقال : يا رسول الله! من أيِّ وُلدك هو؟

قال : مِن وَلَدي هذا ; وضرب بيده على الحسين عليه السلام» (1). 1.

ص: 402


1- المنار المنيف : 148 ح 339 عن الطبراني ، التذكرة - للقرطبي - : 615 ، عقد الدرر : 24 عن «صفة المهديّ» لأبي نُعيم ، ذخائر العقبى : 236 ، فرائد السمطين 2 / 325 - 326 ح 575 ، وانظر : سنن أبي داود 4 / 104 ح 4282 ، المعجم الكبير 10 / 137 ح 10230 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 576 ح 5923 عن ابن مسعود. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 ، نامه دانشواران 7 / 11.

الحديث السابع

في القرية التي يخرج منها المهديّ

عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يخرج المهديّ من قرية يقال لها : كرعة» (1).».

ص: 403


1- الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 295 رقم 1435 وفيه : «من قرية باليمن يقال لها : كرعة» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 511 عن أبي الشيخ في «عواليه» وأبي نُعيم في «مناقب المهديّ» ، الحاوي للفتاوي 2 / 66 عن أبي بكر المقري في «معجمه» ، معجم البلدان 4 / 513 رقم 10209 وفيه كما في «الكامل» لابن عديّ. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 ، العرف الوردي : 56 ح 83 ، نامه دانشواران 7 / 11. هذا ، وقد روى أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ الخزّاز القمّي الرازي في كفاية الأثر : 147 - 151 حديثاً طويلا ، بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : «قال عليّ عليه السلام : كنت عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أُمّ سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه ، منهم : سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعبد الرحمن بن عوف ; فقال سلمان : يا رسول الله! إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً وسبطين ، فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق ساعة ثمّ قال : يا سلمان! إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ ، وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سبط ، فوالذي نفسي بيده لأَنا خير الأنبياء ، ووصيّي خير الأوصياء ، وسبطاي خير الأسباط ... إلى أن قال : فيخرج] يعني : المهديّ [من اليمن ، من قرية يقال لها : كرعة ، على رأسه عمامة ، متدرّع بدرعي ، متقلد بسيفي ذي الفَقار ، ومناد ينادي : هذا المهديّ خليفة الله فاتّبعوه ; يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، ذلك عندما يصير الدنيا هرجاً ومرجاً ، ويغار بعضهم على بعض ، فلا الكبير يرحم الصغير ، ولا القوي يرحم الضعيف ، فحينئذ يأذن الله له بالخروج».

الحديث الثامن

في صفة وجه المهديّ

عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«المهديّ رجل من وُلدي ، وجهه كالكوكب الدُّرّي» (1).2.

ص: 404


1- كنز العمّال 14 / 264 ح 66 عن الروياني في «مسنده» ، عقد الدرر : 18 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ» ، ذخائر العقبى : 236 ، ميزان الاعتدال 6 / 37 رقم 7120 ، لسان الميزان 5 / 24. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 ، العرف الوردي : 55 ح 80 ، نامه دانشواران 7 / 12.

الحديث التاسع

في صفة لونه وجسمه

عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«المهديّ رجل من وُلدي ، لونه لون عربي (1) ، وجسمه جسم إسرائيلي (2) ، على خدّه الأيمن خال ، كأنّه كوكب دُرّي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً ، يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجوّ (3)» (4). 2.

ص: 405


1- اللون العربي : أي حنطي أو أبيض ، وقد ورد في صفة الإمام المهديّ عليه السلام أنّ لونه لون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أبيض مشرب بحمرة. انظر : مسند أحمد 1 / 116 ، فتح الباري 13 / 264 ، كنز العمّال 7 / 161 ح 18524 وص 173 ح 18561 ، شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
2- الجسم الإسرائيلي : أي طويل مملوء كأبناء يعقوب عليه السلام المعروفين بالأجسام المملوءة. انظر : شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار 3 / 378 ح 1251.
3- وهذه كناية عن شمول عدله وخيره جميع المخلوقات.
4- انظر : جواهر العقدين : 307 عن الروياني في «مسنده» ، عقد الدرر : 34 عن الطبراني في «معجمه» ، فردوس الأخبار 2 / 359 ح 6940 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 501. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 ، العرف الوردي : 55 ح 81 ، نامه دانشواران 7 / 12.

الحديث العاشر

في صفة جبينه

عن أبي سعيد الخدري ، أنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«المهديّ منا ، أجلى الجبين (1) ، أقنى الأنف (2)» (3). 2.

ص: 406


1- أجلى الجبين : الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته. انظر مادّة «جلا» في : النهاية في غريب الحديث 1 / 290 ، لسان العرب 2 / 344.
2- أقنى الأنف : القنا في الأنف : طوله ودقة ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. انظر مادّة «قنا» في : النهاية في غريب الحديث والأثر 4 / 116 ، لسان العرب 11 / 330.
3- انظر : سنن أبي داود 4 / 105 ح 2485 ، مصنّف عبد الرزّاق 11 / 372 ح 20773 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 225 ، مصابيح السُنّة 3 / 492 ح 4212. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 ، العرف الوردي : 27 ح 4 ، نامه دانشواران 7 / 12.

الحديث الحادي عشر

في صفة أنفه

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال :

«المهديّ منّا أهل البيت ، رجل من أُمّتي ، أشمّ الأنف (1) ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً» (2). 2.

ص: 407


1- أشمّ الأنف : الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا ; ورجل أشمّ الأنف : أي طويل الرأس بيّن الشمم فيها. انظر : لسان العرب 7 / 206 مادّة «شمم».
2- انظر : المستدرك على الصحيحين 4 / 600 ح 8670 ، ونحوه في مسند أحمد 3 / 17 ، عقدالدرر : 33 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 500. وراجع : كشف الغمّة 2 / 469 - 470 ، العرف الوردي : 27 ح 5 ، نامه دانشواران 7 / 12.

الحديث الثاني عشر

في خاله على خدّه الأيمن

عن أبي أُمامة الباهلي (1) ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد (2) رجل من آل هرقل ، تدوم سبع سنين.

فقال له رجل من عبد القيس ، يقال له : المستورد بن نحلان (3) : يا رسول الله! من إمام الناس يومئذ؟

قال : المهديّ من وُلدي ، ابن أربعين سنة ، كأنّ وجهه كوكب ظ!

ص: 408


1- هو : أبو أُمامة صُدّى بن عجلان بن الحارث ، وقيل : عجلان بن عمرو بن وهب ، الباهلي السهمي ، سكن مصر ، ثمّ انتقل منها فسكن حمص من الشام ، وكان من المكثرين في الرواية. توفّي في حمص سنة إحدى وثمانين ، وقيل : سنة ستّ وثمانين ، وله إحدى وتسعون سنة ، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في قول بعضهم. انظر : معرفة الصحابة 3 / 1526 رقم 1489 ، الاستيعاب 4 / 1602 رقم 2853 ، أُسد الغابة 2 / 398 رقم 2495 وج 5 / 16 رقم 5688 ، الإصابة 3 / 420 رقم 4063.
2- في «ع» : «يدَي».
3- كذا في الأصل ، وفي «ك» و «ن» : «غيلان» ، ولم يرد اسم الرجل في «ع». وقد اختُلِف فى اسم أبيه اختلافاً كبيراً مردّه إعجام الحروف وتشابه رسم الكلمة ، ففي المعجم الكبير : «خيلان» ، وفى مسند الشاميّين وأُسد الغابة : «جيلان» ، وفي الإصابة : «حيلان» ، وفي البيان في أخبار صاحب الزمان : «غيلان» نقلا عن الطبراني ; فلاحظ!

دُرّيّ ، في خدّه الأيمن خالٌ أسود ، عليه عباءتان قطوانيتان (1) ، كأنه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوز ، ويفتح مدائن الشرك» (2). 2.

ص: 409


1- القطوانيّتان ; تثنية القطوانية : وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل ; نسبة إلى قَطَوان - محرّكة - ; وهي موضع بالكوفة تنسب لها الأكسية القطوانية. انظر : تاج العروس 2 / 89 مادّة «قطا».
2- المعجم الكبير 8 / 101 ح 7495 ، مسند الشاميّين 2 / 410 ح 1600 ، وأخرجه أبو موسى المديني في «معجمه» كما في أُسد الغابة 4 / 378 ، عقد الدرر : 36 ، الإصابة 6 / 89 - 90 رقم 7933 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 514 ، فرائد السمطين 2 / 314 ح 565 ، مجمع الزوائد 7 / 318 ، كنز العمّال 14 / 286 ح 38680. وراجع : كشف الغمّة 2 / 470 ، العرف الوردي : 54 ح 78 ، نامه دانشواران 7 / 12.

الحديث الثالث عشر

قوله عليه السلام : المهديّ أفرق الثنايا

(عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه) (1) ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا (2) ، أجلى (3) الجبهة ، يملأ الأرض عدلا ، يفيض المال فيضاً» (4).3.

ص: 410


1- في «ك» و «ن» : «عن عبد الرحمن بن عوف».
2- يعني انفراجها وتباعدها عن بعضها ; انظر : لسان العرب 10 / 245 مادّة «فرق».
3- في «ع» : «أعلى».
4- الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 423 ، عقد الدرر : 16 و 34 و 170 عن أبي نُعيم في «عواليه» وفي «صفة المهديّ» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 515 ، فرائد السمطين 2 / 331 ح 580 - 582 ، المنار المنيف : 146 - 147. وراجع : كشف الغمّة 2 / 470 ، العرف الوردي : 45 ح 51 ، نامه دانشواران 7 / 13.

الحديث الرابع عشر

في ذِكر المهديّ وهو إمام صالح

عن أبي أُمامة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر الدجّال ، وقال :

«فتنفي المدينةُ الخبيث (1) كما ينفي الكِير (2) خبيث (3) الحديد ، ويدعى ذلك اليوم : يوم الخلاص.

فقالت أُمّ شريك (4) : فأين العرب يا رسول الله يومئذ (5)؟!

قال : هم يومئذ قليل ، وجلّهم ببيت المقدس ، وإمامهم المهديّ ، رجل صالح» (6). ،

ص: 411


1- في «ك» و «ع» و «ن» : «الخبث».
2- الكِير : الزِّقّ الذي يَنْفُخ فيه الحدّاد ، والجمع أكيارٌ وكِيرة ; انظر : لسان العرب 12 / 200 مادّة «كير».
3- في «ك» و «ع» و «ن» : «خبث».
4- أُمُّ شريك : هي غزية - وقيل : غُزَيلة - بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر ابن رواحة بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ، القرشية العامرية ، كانت عند أبي العَكَرِ بن سُمَى بن الحارث الأزدي الدوسي ، فولدت له شريكاً ، وكانت قد أسلمت بمكة. قيل : إنّها التي وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فتزوّجها ولم يدخل بها ; لأنّه كره غيرة نساء الأنصار. انظر : معرفة الصحابة 6 / 3517 رقم 4111 ، الاستيعاب 4 / 1942 رقم 4169 ، أُسد الغابة 6 / 352 رقم 7489 ، الإصابة 8 / 238 رقم 12099.
5- في «ك» و «ن» : «فأين العرب يومئذ يا رسول الله؟!».
6- انظر : سنن ابن ماجة 2 / 1361 ح 4077 ، سنن أبي داود 4 / 115 ح 4322 ،

الحديث الخامس عشر

في ذِكر المهديّ ، وأنّ الله يبعثه غياثاً للناس

عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

«يخرج المهديّ في أُمّتي ، يبعثه الله غياثاً للناس ، تنعم الأُمّة ، وتعيش الماشية ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحاً» (1).3.

ص: 412


1- المستدرك على الصحيحين 4 / 601 ح 8673 ، وانظر : مسند أحمد 3 / 21 - 22 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 223 ، عقد الدرر : 155 و 167 ، فرائد السمطين 2 / 316 ح 566 - 569. وراجع : كشف الغمّة 2 / 470 ، العرف الوردي : 45 ح 50 ، نامه دانشواران 7 / 13.

الحديث السادس عشر

في قوله عليه السلام : على رأسه عمامة (1)

عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يخرج المهديّ وعلى رأسه عمامة (2) ، فيها مناد ينادي : هذا المهديّ خليفة الله فاتبعوه» (1).4.

ص: 413


1- الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 296 ، عقد الدرر : 135 عن أبي نُعيم في «مناقب المهديّ». وراجع : كشف الغمّة 2 / 470 ، العرف الوردي : 38 ح 30 ، نامه دانشواران 7 / 14.

الحديث السابع عشر

في قوله عليه السلام : على رأسه مَلَك

عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يخرج المهديّ وعلى رأسه مَلَك ينادي : (إنّ) (1) هذا المهديّ فاتبعوه» (2). 4.

ص: 414


1- لم ترد في «ك» و «ن».
2- مسند الشاميّين 2 / 71 - 72 ح 937 ، تلخيص المتشابه 1 / 417. وراجع : كشف الغمّة 2 / 471 ، العرف الوردي : 38 ح 31 ، نامه دانشواران 7 / 14.

الحديث الثامن عشر

في بشارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أُمته بالمهديّ

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«أُبشّركم بالمهديّ (1) ، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس ، وزلازل ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت (جوراً وظلماً) (2) ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً».

فقال له رجل : وما صحاحاً؟

قال : «السوية بين الناس» (3). :

ص: 415


1- في «ع» زيادة : «رجل من قريش ، من عترتي».
2- في «ك» و «ن» : «ظلماً وجوراً».
3- انظر : مسند أحمد 3 / 37 و 52 ، الملاحم - لابن المنادي - : 183 - 184 ح 128 ، مجمع الزوائد 7 / 313 وقال : «قلت : رواه أحمد بأسانيد ، وأبو يعلى باختصار كثير ، ورجالهما ثقات» ، كنز العمّال 14 / 261 - 262 ح 38653 عن أحمد والباوردي في «المعرفة» ، عقد الدرر : 164 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 505 ، فرائد السمطين 2 / 310 ح 561 ، ميزان الاعتدال 5 / 120 رقم 5725. وراجع : كشف الغمّة 2 / 471 ، العرف الوردي : 29 ح 8 ، نامه دانشواران 7 / 14. وكان في «ع» زيادة بعد كلمة «الناس» ، نصّها : «ويملأ قلوب أُمة محمد غنىً ، ويسعهم عدله حتّى إنّه يأمر منادياً فينادي : مَن له حاجة إليّ؟ فما يأتيه أحد إلاّ رجل واحد يأتيه فيسأله ، فيقول : ائت السادن حتّى يعطيك ; فيأتيه ، فيقول : أنا رسول المهديّ إليك لتعطيني مالا ; فيقول :

الحديث التاسع عشر

في اسم المهديّ

عن عبد الله بن عمر ، أنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً» (1).4.

ص: 416


1- أخرجه الحافظ أبو نُعيم في «صفة المهديّ» كما في عقد الدرر : 29 - 30 ، وأخرجه - عن ابن مسعود بهذا اللفظ - الطبراني في المعجم الكبير 10 / 133 ح 10214 ، وأبو داود والترمذي كما في مطالب السؤول : 313 ، وابن حبّان في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6785 ، والبزّار في مسنده 5 / 225 - 226 ح 1832 ، والشاشي في مسنده 2 / 110 - 111 ح 635 ، والداني في الفتن : 258 ح 564 ، وانظر : البيان في أخبار صاحب الزمان : 480 - 481. وراجع : كشف الغمة 2 / 471 ، نامه دانشواران 7 / 14.

الحديث العشرون

في كنيته

عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي ، وخلقه خلقي ، يكنّى أبا عبد الله» (1).4.

ص: 417


1- عقد الدرر : 31 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 510. وراجع : كشف الغمّة 2 / 471 ، العرف الوردي : 46 ح 52 ، نامه دانشواران 7 / 14.

الحديث الحادي والعشرون

في ذِكر اسم أبيه

عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، (يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً) (1)» (2).».

ص: 418


1- في «ع» : «فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
2- عقد الدرر : 29 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ» ، وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 193 ، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10213 ، مسند الشاشي 2 / 110 ح 634 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 227 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 489 ذ ح 8364. وراجع : كشف الغمّة 2 / 471 ، العرف الوردي : 31 ح 11 ، نامه دانشواران 7 / 15. أقول : وقد تناول السيّد ثامر العميدي بحثَ الأحاديث التي وردت فيها عبارة «واسم أبيه اسم أبي» ، في مقالة له نشرتها مجلّة «تراثنا» الغرّاء في العددين الثالث والرابع من السنة الحادية عشرة / رجب - ذو الحجّة 1416 ه- ، تحت عنوان «تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهديّ عليه السلام بكتب الفريقين». ونظراً لأهميّة هذه المقالة ، فإنا نورد فقرات منها ، خدمةً للقرّاء الأعزّاء والباحثين عن حقيقة نسب الإمام المهديّ عليه السلام. يقول الأُستاذ العميدي : «إنّ تشخيص اسم والد الإمام المهديّ عليه السلام في كتب الحديث يعدُّ من موارد الاختلاف المهمّة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا البحث ، خصوصاً وأنّ منكري الاعتقاد بصحّة أحاديث المهديّ قد تذرّعوا في إنكارهم بأنّ الأحاديث الواردة في هذا الحقل لم تتّفق على اسم معيّن ، بل وحتّى القائلين بتواتر أحاديث المهديّ من علماء الإسلام لم تتفق كلمتهم على اسم المهديّ الكامل تبعاً لاختلاف الموارد في بيان اسم أبيه. فبعضها يقول : إنّ اسم والد المهديّ (عبد الله) كاسم والد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، لحديث (اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي) ، وهو ما سيأتي مفصلا. وبعضها ينفي ذلك ويقول : إنّ اسم والده هو (الحسن) ، وبالتحديد الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي عليهما السلام ، وقد تبنّى هذا القول الشيعة الإمامية الاثني عشرية برمّتهم ، ووافقهم عليه جملة من علماء أهل السُنّة أيضاً كما ستأتي الإشارة إليه في محله». ويضيف الأُستاذ العميدي قائلا : «هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبي المهديّ ، ألا وهو (عبد الله) كاسم أبي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. ونودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأُمور وهي : ... إلى أن قال : وبعد بيان هذه الأُمور نستعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي : * الحديث الأوّل : (لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي). وأهمّ من أخرج هذا الحديث : ابن أبي شيبة ، والطبراني ، والحاكم ; كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. كما أخرجه من الشيعة : المجلسيُّ الثاني في (بحار الأنوار) ، عن الإربلي ، ونقله الأخير عن كتاب «الأربعين» لأبي نُعيم الأصبهاني. * الحديث الثاني : (لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي). والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني ، وكذلك الخطيب البغدادي ، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود بسنده عن ابن مسعود أيضاً ، ولم يخرجه الشيعة. * الحديث الثالث : (المهديّ يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي). وأهمّ من أخرجه من أهل السُنّة : الخطيب البغدادي ، وابن حجر ; وقد أخرجاه من طريق عاصم - أيضاً - ، بسنده عن ابن مسعود. وأخرجه من الشيعة : ابنُ طاووس ، نقلا عن ابن حماد. هذا ، وقد وقع في سند الخطيب لهذا الحديث : أبو نُعيم ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن حماد ; فهؤلاء كلّهم من رواته. وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن ، ومن أخرجها من العلماء - كما تقدّم - أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الّذين أوردوها عنهم ، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود ، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام. إنّ ممّا يلحظ على الأحاديث المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحدِّثين ، مع تصريحهم بأنّ الأكثر والأغلب على رواية : (واسمه اسمي) فقط ، من غير زيادة (واسم أبيه اسم أبي). فالحديث الأوّل مثلا ، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة. كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً ، وقال : (وفي الباب : عن عليّ ، وأبي سعيد ، وأُمّ سلمة ، وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح). أما الطبراني ، فقد أخرج الحديث الأوّل بأكثر من عشرة طرق من غير هذه الزيادة ، وذلك في الأحاديث التي تحمل الأرقام التالية : 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230 ، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحدِّثين. وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح مَن أورد الحديث الأوّل بعدم وجود (واسم أبيه اسم أبي) في أكثر كتب الحفّاظ ، قال المقدسي الشافعي بعد أن أورد الحديث عن أبي داود : (أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كتبهم ، منهم : الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه ، والإمام أبو داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقي ، والشيخ أبو عمرو الداني ، كلّهم هكذا) ، يريد : (اسمه اسمي) فقط بدون زيادة (واسم أبيه اسم أبي). ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود ، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه ، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة ، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها ، ولا يُتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً ، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهميّتها في النقض على ما يدّعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّ عليه السلام. ومن هنا يتبيّن أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة عن عاصم; ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمد بن عبد الله بن الحسن ، أو ابن المنصور الخليفة العباسي. وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتةً ، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق ، وهو حديث : (إنّ المهديّ اسمه محمد بن عبد الله ، في لسانه رتةٌ)! هذا ، وقد ردّ زيادةَ (واسم أبيه اسم أبي) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُنّة ، منهم الآبري (ت 363 ه) على ما في (البيان) للكنجي الشافعي ; إذ روى الكنجي عن كتاب أبي الحسن الآبري المسمّى ب- (مناقب الشافعي) ، فقال : (ذَكَرَ هذا الحديث ، وقال فيه : وزاد زائدة في روايته : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلا منّي - أو : من أهل بيتي - ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قِسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً). ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نُعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم ، والتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ : (واسمه اسمي) فقط ، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ : (واسم أبيه اسم أبي) ، في ما صرّح به الكنجي الشافعي في كتابه (البيان)». ويقول أيضاً : «وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها ، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام ; إلاّ أنّه استنكرها بقوله : (وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية ، والقول الفصل في ذلك : إنّ الإمام أحمد - مع ضبطه وإتقانه - روى هذا الحديث في مسنده] في [عدّة مواضع : واسمه اسمي). ومن هنا يتّضح : أنّ حديث : (واسم أبيه اسم أبي) لا يصحّ في حسابات فنّ الدراية أن يكون متعارضاً مع أحاديث كون اسم والد المهديّ هو الحسن عليه السلام ، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين ، مع موافقته لحديث : (واسمه اسمي) المرويّ عن عليّ عليه السلام ، وابن مسعود ، وأبي سعيد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وأُمّ سلمة ، وغيرهم. هذا ، زيادة على إطباق كلمة أهل البيت عليهم السلام من لدن الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام على ذلك ، مضافاً إلى تأييد مئة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الإمام الحسن العسكري ، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم ، ورتّبناهم بحسب القرون ، ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاءً بالقرن الرابع عشر الهجري. وهذا ما يجعل حديث : (واسم أبيه اسم أبي) على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر ، ممّا يجب طرحه أو تأويله ، وسيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّ عليه السلام». انتهى ما نقلناه عن مجلة «تراثنا».

ص: 419

ص: 420

ص: 421

الحديث الثاني والعشرون

في ذِكر عدله

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لتُملأنّ الأرضُ ظلماً وعدواناً ، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتّى يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً (1) وعدواناً» (2). ،

ص: 422


1- في «ك» و «ن» : «جوراً».
2- كنز العمّال 14 / 266 ح 38670 عن الحارث بن أُسامة في «مسنده» ، حلية الأولياء 3 / 101 ، عقد الدرر : 19 ، وانظر : المعجم الأوسط 8 / 217 ح 8325 ،

الحديث الثالث والعشرون

في خلقه

(1) عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يخرج رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، وخلقه خلقي ، يملأُها قسطاً وعدلا (2)» (3).5.

ص: 423


1- في «ك» و «ن» هنا زيادة : «عن زرّ». وزرّ هو : زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي ، من أسد بن خزيمة ، يكنّى أبا مريم ، وقيل : أبا مطرف ، كان فاضلا عالماً بالقرآن ، توفّي سنة ثلاث وثمانين ، وهو ابن مئة سنة وعشرين سنة. انظر : حلية الأولياء 4 / 181 رقم 274 ، أُسد الغابة 2 / 101 رقم 1735 ، الإصابة 2 / 633 رقم 2973.
2- في «ع» زيادة : «كما ملئت ظلماً وجوراً».
3- المعجم الكبير 10 / 136 - 137 ح 10229 ، مسند البزّار 5 / 207 ح 1808 ، التاريخ الكبير - للبخاري - 6 / 227 رقم 2245 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6876 ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 255 ح 557 ، عقد الدرر : 31 ، كنز العمال 14 / 273 ح 38702. وراجع : كشف الغمّة 2 / 471 ، العرف الوردي : 46 ح 54 ، نامه دانشواران 7 / 15.

الحديث الرابع والعشرون

في عطائه

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يكون عند (1) انقطاع من الزمان ، وظهور من الفتن ، رجل يقال له : المهديّ ، يكون عطاؤه هنيئاً» (2).5.

ص: 424


1- في «ك» و «ن» : «عن».
2- انظر : مسند أحمد 3 / 80 ، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 185 ، الفتن - لنعيم ابن حمّاد - : 224 ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 235 - 236 ح 510 ، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 514 ، تاريخ بغداد 10 / 48 رقم 5178 ، عقد الدرر : 63 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 506 ، البداية والنهاية 6 / 184. وراجع : كشف الغمّة 2 / 472 ، العرف الوردي : 46 ح 55 ، نامه دانشواران 7 / 15.

الحديث الخامس والعشرون

في ذِكر المهديّ وعمله بسُنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يخرج رجل من أهل بيتي ، ويعمل بسُنتي ، وينزل الله له البركة (1) من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها (2) ، (ويملأُها عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً) (3) ، ويعمل على هذه الأُمة سبع سنين ، وينزل بيت المقدس» (4).5.

ص: 425


1- في «ع» : «القطر».
2- في «ك» و «ن» : «بركاتها».
3- في «ك» و «ن» : «وتُملأ به الأرض عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً» ، وفي «ع» : «تُملأ الأرض منه قسطاً وعدلا».
4- انظر : المعجم الأوسط 1 / 421 ح 1079 ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 263 ح 585 ، عقد الدرر : 20 وقال : «أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه ، وأخرجه الحافظ أبو نُعيم في صفة المهديّ» ، مجمع الزوائد 7 / 317 وقال : «قلت : رواه الترمذي وابن ماجة باختصار» ، المنار المنيف : 151 ح 343. وراجع : كشف الغمّة 2 / 472 ، العرف الوردي : 43 ح 41 ، نامه دانشواران 7 / 15.

الحديث السادس والعشرون

في مجيئه وراياته

عن ثوبان (1) ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فَأْتُوها ولو حَبْواً (2) على الثلج ، فإنّ فيها خليفة الله المهديّ» (3).ع!

ص: 426


1- هو : ثوبان بن بُجدد - وقيل : ابن جحدر - ، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يكنّى أبا عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، والأوّل أصحّ ، وهو من حِمير من اليمن ، وقيل : هو من السراة ، موضع بين مكّة واليمن ، وقيل : هو من سعد العشيرة من مذحج ، أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعتقه. ثبت على ولاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يزل معه سفراً وحضراً إلى أن توفّي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فخرج إلى الشام فنزل مدينة حمص ، وتوفيّ بها سنة 54 ه. انظر : المعجم الكبير 2 / 91 رقم 172 ، معرفة الصحابة - لأبي نُعيم - 1 / 501 رقم 422 ، أُسد الغابة 1 / 296 رقم 624.
2- حَبا حُبُوَّاً : مشى على يديه وبطنه ، وحَبَا الصَّبِيُّ حَبْواً : مشى على اسْتِه وأشرف بصدره ; انظر : لسان العرب 3 / 36 مادّة «حبا».
3- مسند أحمد 5 / 277 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 188 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531 ، الملاحم - لابن المنادي - : 194 ح 138 ، البدء والتاريخ 1 / 188 ، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 516 ، عقد الدرر : 125. وراجع : كشف الغمّة 2 / 472 ، العرف الوردي : 47 ح 56 ، نامه دانشواران 7 / 16. أقول : لعلّ المراد من جملة «فيها خليفة الله المهديّ» أنّ فيها دعوته وأنصاره ، وقد أوضحنا في هامش الحديث السابع بأنّ مبدأ خروج الإمام المهديّ عليه السلام يكون من المسجد الحرام في مكة المكرّمة ، فراجع!

الحديث السابع والعشرون

في مجيئه من قبل المشرق

عن عبد الله (1) ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبلت فتية من بني هاشم ، فلمّا رآهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم اغرورقت عيناه وتغيّر لونه ، قالوا (2) : ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟! فقال :

«إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً ، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود ، فيَسألون الحقَّ فلا يُعطونه ، فيقاتلون فينصرون فيُعطون ما سألوا ، فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي ، فيملأُها قسطاً كما مَلَأُوها جوراً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج (3)» (4). بن

ص: 427


1- في «ك» و «ن» : «عن عبد الله بن عمر» ، وفي «ع» : «عن ابن مسعود».
2- في «ك» و «ن» : «فقالوا : يا رسول الله» ، وفي «ع» : «فقلت».
3- في «ع» زيادة : «فإنه المهديّ».
4- سنن ابن ماجة 2 / 1366 ح 4082 ، مصنف ابن أبي شيبة 8 / 697 ح 74 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 188 ، مسند البزّار 4 / 354 - 355 ح 1556 و 1557 وص 310 ح 1491 ، مسند الشاشي 1 / 347 ح 329 ، مسند أبي يعلى 9 / 17 ح 5084 نحوه مختصراً ، الكنى والأسماء 2 / 26 مختصراً ، الملاحم - لابن المنادي - : 193 ح 136 ، العلل الواردة في الأحاديث النبويّة - للدارقطني - 5 / 184 السؤال رقم 808 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 511 ح 8434 ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 251 ح 547 عن عبد الله بن مسعود ، عقد الدرر : 124 عن عبد الله بن

الحديث الثامن والعشرون

في مجيئه وعود الإسلام به عزيزاً

عن حذيفة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [يقول] (1) :

«ويح هذه الأُمّة من ملوك جبابرة (2) ، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين (3) ، إلاّ مَنْ أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه (ويفرّ منهم) (4) بقلبه ، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً قصم كلّ جبار عنيد ، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أُمةً بعد فسادها.

فقال عليه السلام (5) : يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، تجري الملاحم على يديه ، ويظهر الإسلام ، ولا يخلف وعده ، وهو سريع الحساب» (6).».

ص: 428


1- أثبتناه من «ك» و «ع» و «ن».
2- في الأصل : «الجبابرة» ، ولعلّه تصحيف ، وما أثبتناه من «ك» و «ع» و «ن».
3- في الأصل : «المطيعون» ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه هو الصحيح ، كما في «ك» و «ع» و «ن».
4- في «ع» : «ويقوّمهم».
5- لم ترد في «ع».
6- عقد الدرر : 62 - 63 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ».

الحديث التاسع والعشرون

في تنعّم الأُمة في زمن المهديّ عليه السلام

عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال :

«(1) يتنعّم (2) أُمّتي في زمان (3) المهديّ نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ ، يرسل [الله] (4) السماء عليهم مدراراً ، ولا تدع (5) الأرض شيئاً من نباتها (إلاّ أخرجته) (6)» (7). 7.

ص: 429


1- في «ع» زيادة : «يكون في أُمّتي المهديّ ، إن قصر عمره فسبع سنين ، وإلاّ فثمان ، وإلاّ فتسع سنين».
2- في «ك» و «ع» و «ن» : «تتنعّم» ، وفي بعض المصادر : «تنعم».
3- في «ك» و «ن» : «زمن» ، وفي «ع» : «زمانه».
4- أثبتناه من «ك» و «ع» و «ن».
5- في «ع» : «ولا تدّخر».
6- ما بين القوسين لم يرد في «ع».
7- الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 223 ، عقد الدر : 144 - 145 عن الطبراني في «معجمه» وأبي نعيم في «صفة المهديّ» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 519. وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 44 ح 47 ، نامه دانشواران 7 / 17.

الحديث الثلاثون

في ذِكر المهديّ وهو سيّد من سادات الجنة

عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«نحن سبعة (1) بنو (2) عبد المطّلب سادات (3) أهل الجنّة ، (أنا ،وأخي عليّ ، وعمّي حمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهديّ) (4)» (5). 8.

ص: 430


1- لم ترد في «ك» و «ن».
2- في «ع» : «وُلد».
3- في «ع» : «سادة».
4- في «ع» : «أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهديّ».
5- الفتن - لابن كثير - : 27 عن البخاري في «التاريخ» ، سنن ابن ماجة 2 / 1368 ح 4087 ، عقد الدرر : 144 عن الطبراني في «معجمه» ، المستدرك على الصحيحين 3 / 233 ح 4940 ، تاريخ أصبهان - لأبي نُعيم - 2 / 95 رقم 1196 ، تاريخ بغداد 9 / 434 رقم 5050 ، تلخيص المتشابه 1 / 197 ، مناقب الإمام عليّ عليه السلام - لابن المغازلي - : 95 ح 71 ، فردوس الأخبار 1 / 47 ح 145 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 488 ، فرائد السمطين 2 / 32 ح 370. وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 28 ح 7 ، نامه دانشواران 7 / 17 - 18.

الحديث الحادي والثلاثون

في مُلكه

عن أبي هريرة ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة ، لملك فيها رجل من أهل بيتي» (1). 8.

ص: 431


1- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 576 ح 5922 ، الملاحم - لابن المنادي - : 183 ، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10216 عن ابن مسعود ، عقد الدرر : 18 ، وانظر : سنن الترمذي 4 / 438 ذ ح 2231 نحوه. وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 48 ح 58 ، نامه دانشواران 7 / 18.

الحديث الثاني والثلاثون

في خلافته

عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة ، (1) لا يصير إلى واحد منهم ، ثمّ تجيء (2) الرايات السود (3) ، فيقتلونهم (4) قتلا لم يقتله قوم ، ثمّ يجيء خليفة الله المهديّ ، فإذا سمعتم به فَأْتُوه فبايعوه (5) ، فإنه خليفة الله المهديّ» (6). 8.

ص: 432


1- في «ك» و «ن» زيادة : «ثمّ».
2- في «ع» : «تطلع».
3- في «ع» زيادة : «من قِبل المشرق».
4- في «ع» : «فيقتلونكم».
5- في «ع» زيادة : «ولو حبواً على الثلج».
6- سنن ابن ماجة 2 / 1367 ح 4084 ، مسند الروياني 1 / 251 ح 637 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 510 ح 8432 ، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 515 ، الملاحم - لابن المنادي - : 194 نحوه ، السنن الواردة في الفتن - للداني - : 252 ح 549 ، عقد الدرر : 58 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 489. وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 35 ح 22 ، نامه دانشواران 7 / 18.

الحديث الثالث والثلاثون

في قوله عليه السلام : إذا سمعتم بالمهديّ فأتوه فبايعوه

عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«تجيء الرايات السود من قبل المشرق ، كأنّ قلوبهم زبر الحديد (1) ، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم (2) ولو حَبْواً على الثلج» (3). 8.

ص: 433


1- زبر الحديد : القطعة الضخمة منه ، والجمع : زُبَرٌ ، قال الله تعالى : (آتوني زُبَرَ الحديد) ، وزُبُرٌ - بالرفع أيضاً - ، قال الله تعالى : (فتقطّعوا أمرهم بينهم زُبُراً) ، أي : قطعاً ; انظر : لسان العرب 6 / 12 مادّة «زبر».
2- في «ع» : «فليبايعهم».
3- الحاوي للفتاوي 2 / 64 عن الحسن بن سفيان في «مسنده» ، عقد الدرر : 129 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ» ، وانظر : مسند أحمد 5 / 277 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 188 ، الملاحم - لابن المنادي - : 194 ، البدء والتاريخ 1 / 188 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531 ، دلائل النبوّة - للبيهقي - 6 / 516. وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 48 ح 59 ، نامه دانشواران 7 / 18.

الحديث الرابع والثلاثون

في ذِكر المهديّ وبه يؤلِّف الله بين قلوب العباد

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال :

«قلت : [يا رسول الله! أَمِنّا آل محمد المهديُّ أم من غيرنا؟ فقال] (1) (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (2) :

لا ، بل منا ، يختم الله به الدين كما فتح بنا ، وبنا يُنقذون من الفتنة (3) كما أُنقذوا من الشرك ، وبنا يؤلِّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً (4) كما ألّف بينهم (5) بعد عداوة الشرك ، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم» (6).9.

ص: 434


1- ما بين القوسين المعقوفتين أثبتناه من «ك» و «ع» و «ن».
2- لم يرد في «ع».
3- في «ك» و «ن» : «الفتن».
4- لم ترد في «ع».
5- في «ع» : «بين قلوبهم».
6- المعجم الأوسط 1 / 97 - 98 ح 157 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 229 عن ابن أبي حاتم في «العوالي» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 507 عن أبي نُعيم في «الحلية» ، كنز العمّال 14 / 598 - 599 ح 39682 عن الخطيب في «التلخيص» ، عقد الدرر : 142 عن أبي نُعيم في «صفة المهديّ». وراجع : كشف الغمّة 2 / 473 ، العرف الوردي : 40 ح 34 ، نامه دانشواران 7 / 19.

الحديث الخامس والثلاثون

في قوله عليه السلام : لا خير في العيش بعد المهديّ

عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة ، لطوّل الله تلك الليلة حتّى يظهر (1) رجلٌ من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي (2) ، يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويقسم المال بالسويّة ، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأُمة ، فيمكث (3) سبعاً أو تسعاً ، ثمّ (4) لا خير في العيش (5) بعد المهديّ» (6).9.

ص: 435


1- في «ك» و «ع» و «ن» : «يملك».
2- راجع بشأن هذه العبارة ما تقدّم في الحديث الحادي والعشرين ، الهامش رقم 3.
3- في «ك» و «ن» : «فيملك».
4- لم ترد في «ك» و «ن».
5- في «ك» و «ع» و «ن» : «عيش الحياة».
6- انظر : المعجم الكبير 10 / 135 ح 1022 ، المعجم الأوسط 2 / 48 ح 1255 ، مسند الشاشي 2 / 109 ح 632 إلى قوله : «وجوراً» ، عقد الدرر : 169. وراجع : كشف الغمّة 2 / 474 ، العرف الوردي : 48 ح 60 ، نامه دانشواران 7 / 19.

الحديث السادس والثلاثون

في ذِكر المهديّ وبيده تفتح القسطنطينية (1)

عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال :

«لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، يفتح القسطنطينية (2) ، وجبل الديلم (1) ، ولو لم يبق (من ،

ص: 436


1- الدَّيْلَمُ : جيلٌ من الناس سُمّوا بأرضهم ، وليس باسم لأب لهم ، قيل : هم الترك ، وهم بنو الديلم بن باسل بن ضبّة بن أُدّ طابخة بن إلياس بن مُضر ، وضعهم بعض ملوك العجم في جبال قرب جيلان فربلوا بها ، وقال المنجّمون : الديلم في الإقليم الرابع ، طولها خمس وسبعون درجة ، وعرضها ستّ وثلاثون درجة وعشر دقائق ; وتقع جنوب بحر الخزر. انظر : معجم البلدان 2 / 614 رقم 5179 ، لسان العرب 4 / 395 مادّة «دلم» ،

الدنيا) (1) إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يفتحها» (2). 9.

ص: 437


1- ما بين القوسين لم يرد في «ك» و «ع» و «ن».
2- انظر : سنن ابن ماجة 2 / 928 - 929 ح 2779 ، فردوس الأخبار 2 / 202 ح 5168 ، عقد الدرر : 216 وقال : «أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في البعث والنشور ، والحافظ أبو نُعيم الأصبهاني» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 516 ، فرائد السمطين 2 / 318 ح 570 ، المنار المنيف : 147 ح 336. وراجع : كشف الغمّة 2 / 474 ، العرف الوردي : 48 ح 61 ، نامه دانشواران 7 / 19.

الحديث السابع والثلاثون

في ذِكر المهديّ وهو يجيء بعد ملوك جبابرة

عن قيس بن جابر ، عن أبيه ، عن جدّه (1) ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

«سيكون بعدي خلفاء (أُمراء) (2) ، وبعد (3) الأُمراء ملوك (جبابرة) (4) ، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً (5)» (6).67

ص: 438


1- هكذا رواه الأوزاعي : «عن قيس بن جابر ، عن أبيه ، عن جدّه» .. ورواه ابن لهيعة هكذا : «عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر ، عن أبيه ، عن جدّه» .. فعلى طريق الأوزاعي يكون الصحابي اسمه «ماجد الصدفي» ، وعلى طريق ابن لهيعة يكون اسم الصحابي «جابر بن ماجد الصدفي» ، والظاهر أنّ طريق ابن لهيعة هو الصحيح ; إذ لا يُعرف في الصحابة من اسمه «ماجد» ، وإنّما «جابر بن ماجد» الذي وفد على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح مصر. وعليه يكون الضمير في «جدّه» يعود إلى «عبد الرحمن بن قيس». انظر : الجرح والتعديل 2 / 494 رقم 2029 وج 5 / 277 رقم 1317 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 67 ، معرفة الصحابة - لأبي نعيم - : 2 / 553 رقم 461 ، الاستيعاب 1 / 221 رقم 288 ، الإكمال - لابن ماكولا - 7 / 154 ، أُسد الغابة 1 / 310 رقم 653 ، فتح الباري 6 / 677 ح 3517.
2- في «ك» و «ع» و «ن» بدل ما بين القوسين : «ومن بعد الخلفاء أُمراء».
3- في «ك» و «ع» و «ن» : «ومن بعد».
4- في «ع» بدل ما بين القوسين : «ومن بعد الملوك جبابرة».
5- في «ع» زيادة : «ثمّ يؤمر بعده القحطاني ، فوالذي بعثني بالحقّ ما هو بدونه».
6- المعجم الكبير 22 / 374 - 375 ح 937 ، الفتن - لنعيم بن حمّاد - : 67

الحديث الثامن والثلاثون

في قوله عليه السلام : منّا الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم

(عن أبي هريرة ،) (1) عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«منا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه» (2).0.

ص: 439


1- ما بين القوسين لم يرد في «ك» و «ع» و «ن».
2- عقد الدرر : 25 عن أبي نُعيم في «مناقب المهديّ» ، كنز العمّال 14 / 266 ح 38673 عن كتاب «المهديّ» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 500 ، المنار المنيف : 147 ح 337. وراجع : كشف الغمّة 2 / 474 ، العرف الوردي : 49 ح 63 ، نامه دانشواران 7 / 20.

الحديث التاسع والثلاثون

وهو يكلّم عيسى بن مريم عليه السلام

عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«ينزل عيسى بن مريم عليه السلام ، فيقول أميرهم المهديّ : تعال صلِّ بنا! فيقول : ألا إنّ بعضَكم على بعض أُمراء تكرمة من الله (عزّ وجلّ) (1) لهذه الأُمة» (2).0.

ص: 440


1- ما بين القوسين لم يرد في «ع».
2- انظر : صحيح مسلم 1 / 95 ، مسند أحمد 3 / 345 و 384 ، مسند أبي يعلى 4 / 59 ح 2078 ، مسند أبي عوانة 1 / 99 ح 317 ، الجمع بين الصحيحين 2 / 397 ح 1665 ، عقد الدرر : 229 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 496. وراجع : كشف الغمّة 2 / 474 ، العرف الوردي : 49 ح 64 ، نامه دانشواران 7 / 20.

الحديث الأربعون

في قوله عليه السلام في المهديّ

(1) عن عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«لن تهلك أُمة أنا في أوّلها ، وعيسى بن مريم في آخرها ، والمهديّ في وسطها» (2).1.

ص: 441


1- في «ك» و «ن» زيادة : «وبإسناده يرفعه إلى محمد بن إبراهيم الإمام ، حدّثه أنّ أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين حدّثه ، عن أبيه ، عن جدّه ، ...».
2- أخرجه عن ابن عباس بهذا اللفظ : أحمد في «مسنده» ، وأبو نُعيم في «عواليه» ، كما في عقد الدرر : 146 ، والكنجي الشافعي في البيان : 508 ، والحاكم في «تاريخ نيسابور» كما في كنز العمّال 14 / 269 ح 38682 ، والثعلبي في عرائس المجالس : 404 ، وابن المغازلي في مناقب الإمام عليّ عليه السلام : 313 ح 449 ، والديلمي في فردوس الأخبار 2 / 180 ح 4908 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5 / 394 - 395 وج 47 / 521 - 522 ، فرائد السمطين 2 / 339 - 340 ذ ح 592 و 593 ، الصواعق المحرقة : 253. وراجع : كشف الغمّة 2 / 474 - 475 ، العرف الوردي : 49 - 50 ح 65 ، نامه دانشواران 7 / 20. أقول : روي هذا الحديث - أيضاً - بطرق أُخرى وبألفاظ مختلفة عمّا ورد في المتن .. ففي الفتن - لنعيم بن حماد - : 353 ، عن كعب الأحبار ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «كيف تهلك أُمة أنا أوّلها والمسيح آخرها». وفي نوادر الأُصول : 156 الأصل 122 ، قال : «وفي رواية أُخرى : (ليدركنّ المسيح من هذه الأُمة أقوام ، إنّهم لمثلكم أو خيرٌ منكم - ثلاث مرّات - ، ولن يخزي الله أُمة أنا في أوّلها والمسيح في آخرها)». وفي تفسير الطبري 3 / 288 ح 7133 ، عن كعب الأحبار ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «كيف تهلك أُمة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها». وفي المستدرك على الصحيحين 3 / 43 ح 4351 ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، قال : لما اشتدّ جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مَن قُتل يوم مؤتة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ليدركنّ الدجّالُ قوماً مثلكم أو خير منكم - ثلاث مرّات - ، ولن يخزي الله أُمة أنا أوّلها وعيسى ابن مريم آخرها». قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وفي أخبار الدول : 76 : «... والشهداء من أهل بيتي في وسطها». إذاً ، فالوسطية التي جاءت في الحديث المذكور ، والآخرية التي وردت في بقية الأحاديث ، لا تعني بالضرورة أنّ هناك فترة زمنية طويلة بين ظهور الإمام المهديّ عليه السلام وبين نزول النبيّ عيسى عليه السلام ، لكي يكون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أوّلها والمهديّ عليه السلام في وسطها وعيسى عليه السلام في آخرها ، وإنّما المراد بالوسط - هنا - هو ما بعد الأوّل وقبل الآخر ، بغضّ النظر عن الفاصلة الزمنيّة التي ما بين كلّ منهم عليهم السلام ، فقد دلّت الأحاديث الكثيرة المرويّة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الإمام يظهر أوّلا ، ثمّ ينزل المسيح ويصلّي خلفه ويكون من أعوانه. وبما أنّ الوسط فترة زمنية غير محدّدة ، وهو امتداد ما بين الأوّل إلى الآخر ، فإنّ كون المهديّ في هذا الوسط دليل واضح على امتداد حياته مع امتداد هذه الفترة الزمنيّة غير المحدّدة ; لأنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله في أيّ فترة من عمرها ، وإلاّ لساخت بأهلها كما جاءت به الروايات ، أو : لهلكت الأُمّة ومَن عليها ، كما هو واضح من معنى الحديث المذكور في المتن ; ولذا فإنّ الحديث يدلّ دلالة واضحة على وجود الإمام المهديّ عليه السلام وولادته وبقائه حيّاً طوال هذه الفترة الزمنية. ويعضد ذلك حديث الثِّقْلَين وغيره من الأحاديث التي تدلّ على بقاء أهل البيت محفوظين كحفظ الكتاب العزيز حتّى يردا على الحوض .. وأمّا الحكمة من وراء تغييبه وإخفائه فتتلخّص في ما روي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : سمعته يقول : إنّ لصاحب هذا الأمر غَيبة لا بُدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل! فقلت له : ولم جعلت فداك؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه! قلت : وما وجه الحكمة من غَيبته؟ قال : وجه الحكمة في غَيبته وجه الحكمة في غَيبات من تقدّمه من حجج الله عزّ وجلّ ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة في ما أتاه الخضر عليه السلام إلى وقت افتراقهما. يا بن الفضل! إنّ هذا الأمر أمرٌ من الله ، وسرّ من أسرار الله ، وغيب من غيب الله ، ومتّى علمنا أنّه جلّ وعزّ حكيم صدّقنا أنّ أفعاله كلّها حكمة وإنْ كان وجهها غير منكشف. انظر : منتخب الأنوار المضيئة : 81.

ص: 442

ص: 443

ثبت مصادر ومراجع التحقيق

1 - القرآن الكريم.

2 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ، لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 ه) ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، نشر دار الفكر ، بيروت 1407 ه.

3 - أخبار الدول وتذكار الأُول ، لبدر الدين حسن بن عمر بن حبيب الحلبي (ت 779 ه).

4 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البَرّ (ت 463 ه) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 ه.

5 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، لعزّ الدين ابن الأثير أبي الحسن علي ابن محمد الجزري (ت 630 ه) ، تحقيق ونشر دار الفكر ، بيروت 1409 ه.

6 - الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، تحقيق علي بن محمد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 ه.

7 - الاعتقاد على مذهب السلف ، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1406 ه.

8 - الإكمال ، لعلي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا (ت 475 ه) ، تحقيق ونشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1411 ه.

9 - أنساب الأشراف ، لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279 ه) ، تحقيق سهيل زكّار ورياض زركلي ، نشر دار الفكر ، بيروت 1417 ه.

10 - الأمالي ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية في مؤسّسة البعثة ، قم 1417 ه.

11 - أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية ، للسيّد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 ه) ، إعداد مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1417 ه.

ص: 444

12 - البدء والتاريخ ، لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي (ت 322 ه) ، تحقيق عمران المنصور ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 ه.

13 - البيان في أخبار صاحب الزمان (ذيل كفاية الطالب) ، للحافظ محمد ابن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 ه) ، تحقيق محمد هادي الأميني ، نشر دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام ، طهران 1404 ه.

14 - تاج العروس ، لمحمد مرتضى الزبيدي الحنفي (ت 1205 ه) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 ه.

15 - تاريخ أصبهان ، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (ت 430 ه) ، تحقيق سيّد كسروي حسن ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1410 ه.

16 - تاريخ البخاري ، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري (ت 256 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

17 - تاريخ بغداد ، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

18 - تاريخ دمشق ، لأبي قاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر (ت 571 ه) ، تحقيق أبي سعيد عمر بن غرامة العَمري ، نشر دار الفكر ، بيروت 1415 ه.

19 - تاريخ الرقّة ، لعلي بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحرّاني (ت 334 ه) ، تحقيق إبراهيم صالح ، نشر دار البشائر ، دمشق 1419 ه.

20 - تاريخ النور السافر ، لمحيي الدين عبد القادر العيدروسي ، نشر دار الكتب العلميّة.

21 - التذكرة في أحوال الموتى وأُمور الآخرة ، لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر القرطبي (ت 671 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1410 ه.

22 - تذكرة الحفاظ ، لأبي عبد الله شمس الدين محمد الذهبي (ت 748 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

23 - تفسير الطبري ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) ،

ص: 445

نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1412 ه.

24 - تلخيص المتشابه ، لأحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 ه) ، تحقيق سكينة الشهابي ، نشر دار طلاس ، دمشق 1985 م.

25 - التوحيد ، للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (ت 381 ه) ، تحقيق هاشم الحسيني الطهراني ، منشورات جماعة المدرّسين ، قم 1416 ه.

26 - الجرح والتعديل ، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت 327 ه) ، نشر الكتب العلمية ، بيروت.

27 - الجعديات (مسند علي بن الجعد ، المتوفّى 230 ه) ، لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي (ت 317 ه) ، تحقيق رفعت فوزي عبد الله ، نشر مكتبة الخانجي ، القاهرة 1415 ه.

28 - الجمع بين الصحيحين ، لمحمد بن فتوح الحميدي (ت 488 ه) ، تحقيق علي حسين البوّاب ، نشر دار ابن حزم ، بيروت 1419 ه.

29 - جواهر العقدين ، لعلي بن عبد الله السمهودي (ت 911 ه) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 ه.

30 - الحاوي للفتاوي ، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي (ت 911 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 ه.

31 - حسن المحاضرة ، لجلال الدين عبد الرحمن بن محمد السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق خليل المنصور ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1418 ه.

32 - حلية الأولياء ، لأبي نُعيم الأصبهاني (ت 430 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

33 - دلائل النبوّة ، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1405 ه.

34 - ذخائر العقبى ، لأحمد بن محمد بن الطبري المكّي (ت 694 ه) ، تحقيق أكرم البوشي ، نشر مكتبة الصحابة ، جدّة 1415 ه.

ص: 446

35 - الذرّيّة الطاهرة ، لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي (ت 310 ه) ، تحقيق محمد جواد الحسيني الجلالي ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1407.

36 - السُنة ، لأبي بكر أحمد بن أبي عاصم الضحّاك (ت 287 ه) ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني ، نشر المكتب الإسلامي ، بيروت 1413 ه.

37 - سنن ابن ماجة ، لابن ماجة محمد بن يزيد القزويني (ت 273 ه) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

38 - سنن أبي داود ، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 ه.

39 - سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت 279 ه) ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، نشر دار الكتب العلمية.

40 - سنن الدارمي ، لأبي محمد عبد الله بن بهرام الدارمي (ت 255 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 ه.

41 - السنن الكبرى ، لأحمد بن شعيب النَّسائي (ت 303 ه) ، تحقيق عبد الغفّار سليمان وكسروي حسن ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1411 ه.

42 - السنن الكبرى ، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت.

43 - السنن الواردة في الفتن ، لعثمان بن سعيد الداني (ت 444 ه) ، تحقيق أبو عمر نضال عيسى العبوشي ، نشر بيت الأفكار الدولية.

44 - سير أعلام النبلاء ، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ه) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1414 ه.

45 - شذرات الذهب ، لأبي الفلاح عبد الحيّ الحنبلي (ت 1089 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414 ه.

46 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، لأبي الفضل عيّاض اليحصبي (ت 544 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1409 ه.

47 - صحيح ابن خزيمة ، لأبي بكر محمد بن خزيمة (ت 311 ه) ،

ص: 447

تحقيق محمد مصطفى الأعظمي ، نشر المكتب الإسلامي ، بيروت 1412 ه.

48 - الصواعق المحرقة ، لأحمد بن حجر الهيتمي (ت 974 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1414 ه.

49 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، لشمس الدين بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 ه) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 ه.

50 - شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، لأبي حنيفة النعمان بن محمد المغربي (ت 363 ه) ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1414 ه.

51 - طبقات الشافعية الكبرى ، لتاج الدين أبي نصر عبد الوهّاب بن عليّ ابن عبد الكافي السُبكي (ت 771 ه) ، تحقيق عبد الفتّاح محمد الحلو ومحمود محمدالطناحي ، نشر دار هجر ، القاهرة 1413 ه.

52 - الطبقات الكبرى ، لابن سعد (ت 230 ه) ، تحقيق محمد عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1410 ه.

53 - الطرائف ، لعلي بن موسى بن طاووس (ت 664 ه) ، تحقيق مهدي الرجائي ، نشر مؤسسة البلاغ ، بيروت 1419 ه.

54 - عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات (بحاشية حياة الحيوان الكبرى) ، لكمال الدين الدميري (ت 808 ه) ، نشر دار الفكر ، بيروت.

55 - عرائس المجالس (قصص الأنبياء) ، لأبي إسحاق أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي (ت 427 ه) ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1414 ه.

56 - العرف الوردي ، لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق مصطفى صبحي الخضر ، نشر دار الكوثر ، دمشق 1422 ه.

57 - عقد الدرر ، ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي (ت القرن 7 ه) ، تحقيق عبد الفتّاح محمد الحلو ، نشر مكتبة عالم الفكر ، مصر 1399 ه.

58 - العلل الواردة في الأحاديث النبويّة ، لعلي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني (ت 385 ه) ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي ، نشر دار طيبة، الرياض 1424 ه.

ص: 448

59 - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1404 ه.

60 - الغَيبة ، لمحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (ت القرن 4 ه) ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1403 ه.

61 - فتح الباري ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1410 ه.

62 - الفتن ، لنعيم بن حمّاد المروزي (ت 229 ه) ، تحقيق سهيل زكّار ، نشر المكتبة التجارية ، مكة المكرّمة.

63 - فرائد السمطين ، لإبراهيم بن محمد بن المؤيّد الجويني الخراساني (ت 730 ه) ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، نشر مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ، بيروت 1398 ه.

64 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه) ، تحقيق وصي الله ابن محمد عباس ، نشر دار ابن الجوزي ، الرياض 1420 ه.

65 - فردوس الأخبار ، لشيرويه بن شهردار الديلمي (ت 509 ه) ، تحقيق مكتب البحوث والدراسات ، نشر دار الفكر ، بيروت 1418 ه.

66 - فوات الوفيات ، لمحمد بن شاكر الكتبي (ت 764 ه) ، تحقيق إحسان عباس ، نشر دار صادر ، بيروت.

67 - كشف الغمة ، لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي (ت 693 ه) ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاّتي ، نشر مكتبة بني هاشم ، قم 1381 ه.

68 - كشف الظنون ، لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني ، المعروف بحاجي خليفة (ت 1067 ه) ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1413 ه.

69 - كفاية الأثر ، لأبي علي بن محمد بن علي القمّي الرازي (ق 4 ه) ، تحقيق عبد اللطيف الكوه كمري ، انتشارات بيدار ، قم 1401 ه.

70 - كمال الدين وتمام النعمة ، للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن

ص: 449

الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفّاري ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1416 ه.

71 - الكنى والأسماء ، لأبي بشر الدولابي (ت 310 ه) ، نشر مجلس دائرة المعارف النظامية ، حيدر آباد الهند 1322 ه.

72 - كنز العمّال ، لعلي المتّقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (ت 975 ه) ، تحقيق بكر بن حيّان ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1413 ه.

73 - لسان العرب ، لابن منظور (ت 711 ه) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1408 ه.

74 - لسان الميزان ، لابن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت 1406 ه.

75 - مجلّة تراثنا ، العددان الثالث والرابع من السنة الحادية عشرة / رجب - ذو الحجّة 1416 ، نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1416 ه.

76 - مجمع الزوائد ، لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1408 ه.

77 - مراصد الاطّلاع ، لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحقّ البغدادي (ت 739 ه) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412 ه.

78 - المستدرك على الصحيحين ، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 ه) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1411 ه.

79 - مسند أحمد بن حنبل ، (ت 241 ه) ، نشر دار صادر ، بيروت.

80 - مسند أبي عوانة ، ليعقوب بن اسحاق الأسفرائيني (ت 316 ه) ، تحقيق أيمن بن عارف الدمشقي ، نشر دار المعرفة ، بيروت 1419 ه.

81 - مسند أبي يعلى ، لأحمد بن علي بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه) ، تحقيق حسين سليم أسد ، نشر دار المأمون ، دمشق 1410 ه.

82 - مسند البزّار ، لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزّار (ت 292 ه) ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله ، نشر مكتبة العلوم والحكم ،

ص: 450

المدينة المنوّرة 1409 ه.

83 - مسند الروياني ، لأبي بكر محمد بن هارون الروياني الرازي الآملي الطبري (ت 307 ه) ، تحقيق صلاح بن محمد بن عويضة ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 ه.

84 - مسند الشاشي ، للهيثم بن كليب الشاشي (ت 335 ه) ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله ، نشر مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنوّرة 1410 ه.

85 - مسند الشاميّين ، لسليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني (ت 360 ه) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1417 ه.

86 - مشكاة المصابيح ، لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي (ت 741 ه) ، تحقيق سعيد محمد اللحّام ، نشر دار الفكر ، بيروت 1411 ه.

87 - مصابيح السُنّة ، للحسين بن مسعود بن محمد البغوي (ت 516 ه) ، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، نشر دار المعرفة ، بيروت 1407 ه.

88 - المصنّف ، لأبي بكر عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ه) ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ، نشر المكتب الإسلامي ، بيروت 1403 ه.

89 - مصنّف ابن أبي شيبة ، لعبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي (ت 235 ه) ، تحقيق سعيد اللحّام ، نشر دار الفكر ، بيروت 1409 ه.

90 - مطالب السؤول ، لمحمد بن طلحة النصيبي الشافعي (ت 652 ه) ، تحقيق عبد العزيز الطباطبائي ، نشر مؤسسة البلاغ ، بيروت 1419 ه.

91 - المعجم الأوسط ، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه) ، تحقيق أيمن صالح شعبان ، نشر دار الحديث ، القاهرة 1417 ه.

92 - معجم البلدان ، لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 ه) ، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

93 - معجم رجال الحديث ، للسيّد أبو القاسم الخوئي (ت 1413 ه) ،

ص: 451

1413 ه.

94 - المعجم الصغير ، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه) ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1417 ه.

95 - المعجم الكبير ، لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني (ت 360 ه) ، تحقيق حمدي عبد المجيد ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1417 ه.

96 - معجم المؤلّفين ، لعمر رضا كحّالة ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1414 ه.

97 - معرفة الصحابة ، لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني (ت 430 ه) ، تحقيق عادل يوسف العزازي ، نشر دار الوطن ، الرياض 1419 ه.

98 - مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصفهاني (ت 354 ه) ، تحقيق أحمد صقر ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1408 ه.

99 - الملاحم ، لأحمد بن جعفر بن محمد ابن المنادي (ت 336 ه) ، تحقيق عبد الكريم العقيلي ، نشر دار السيرة ، قم 1418 ه.

100 - مناقب الإمام عليّ عليه السلام ، لابن المغازلي علي بن محمد الشافعي (ت 483 ه) ، تحقيق جعفر هادي الدجيلي ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1412 ه.

101 - المنار المنيف ، لابن القيّم الجوزية محمد بن أبي بكر الحنبلي الدمشقي (ت 751 ه) ، نشر مكتب المطبوعات الإسلامية ، حلب.

102 - منتخب الأنوار المضيّة لعلي بن عبد الكريم النيلي النجفي (ق 9 ه) ، تحقيق عبد اللطيف الكوه كمري ، نشر مطبعة خيّام ، قم 1401 ه.

103 - منتخب عبد بن حميد (ت 249 ه) ، تحقيق صبحي البدري ومحمود محمد الصعيدي ، نشر عالم الكتب ، بيروت 1408 ه.

104 - المنمّق في أخبار قريش ، لمحمّد بن حبيب البغدادي (ت 245 ه) ، تحقيق خورشيد أحمد فاروق ، نشر عالم الكتب ، بيروت 1405 ه.

105 - ميزان الاعتدال ، لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه) ، تحقيق عبد الفتّاح أبو سِنّة ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1416 ه.

ص: 452

106 - نامه دانشواران ناصري ، نشر مؤسسة مطبوعاتي دار الفكر ، قم.

107 - نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً ، لمحمد جواد البلاغي (ت 1352 ه) ، تصحيح وإعداد محمد علي الحكيم ، نشر مؤسسة دليلنا ، قم 1423 ه.

108 - النهاية في غريب الحديث والأثر ، لأبي السعادات المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري (ت 606 ه) ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ، نشر المكتبة العلمية ، بيروت.

109 - النهاية في الفتن والملاحم ، لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه) ، تحقيق أحمد عبد الشافي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1411 ه.

110 - نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي (ت 406 ه) ، ضبط النصّ صبحي الصالح ، نشر دار الكتاب اللبناني ، بيروت 1411 ه.

111 - نوادر الأُصول ، لمحمّد بن علي الحكيم الترمذي (ت بعد 318 ه) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1413 ه.

112 - هدية العارفين ، لإسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) ، نشر دار دار الكتب العلميّة ، بيروت 1413 ه.

113 - وفيات الأعيان ، لأبي العبّاس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلّكان (ت 681 ه) ، تحقيق إحسان عبّاس ، نشر دار صادر ، بيروت.

ص: 453

من أنباء التراث

هيئة التحرير / عامر الشوهاني

كتب

صدرت محقّقة

*

التوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شُبَه الأعور.

تأليف : الشيخ خضر بن محمّد بن عليّ الرازي الحَبْلرودي،

من أعلام القرن التاسع الهجري.

مباحث في موضوعات متعدّدة مهمّة تضمنّت ردوداً علي ما

في كتاب الشيخ يوسف الأعور الناصبي ابن المخزوم المنصوري الواسطي ، الذي ألّفه في

حدود سنة 700 ه- ، من إنكار لفضائل أئمّة المسلمين عليهم السلاممن

أهل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،

ومن شبه وأباطيل وآفتراءات متنوّعة بحقّ الطائفة الحقّة ..

مرتّب بذكر قول الأعور الناصبي أوّلاً، ثمّ نقض شبهاته،

ودحض حججه الباطلة،

بأدلّة قاطعة، بترتيب : «قال : - قلت :». وفرغ من تأليفه

في الحلّة سنة 839 ه.

من المواضيع التي تناولتها هذه البحوث : حقّية مذهب

الشيعة بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، والاستدلال

بالكتاب الكريم والسُنّة النبوية الشريفة، إثبات إمامة الإمام أمير المؤمنين عليّ

بن أبي طالب عليه السلام، وبطلان إمامة وخلافة مَن تقدّمَة، وبعض

مثالبهم، وأدلَة الآيات والأحاديث علي وجوبها، وإنكار أو تأويل نصوصها، حروبه عليه السلامو خروج

معاوية ثمّ الخوارج عليه عليه السلام، وكيفية استشهاده

عليه السلام، الخلاف

في بعض مسائل الأُصول ومسائل الفروع، حدوث المذاهب الأربعة والمناقشة فيها، إيمان

أبوي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وعمّه أبي طالب،

حول بناته صلى الله عليه وآله وسلم، وبعض

التأويلات.

حقّق اعتماداً علي نسختين مخطوطتين

ص: 454

ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة.

تحقيق : السيّد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة السيّد المرعشي رضي اللّه الكبري - قم

/ 1424 ه.

*

تذكرة الفقهاء، ج 14.

تأليف : العلّامة الحلّي، الشيخ جمال الدين أبي منصور

الحسن بن يوسف بن المطّهر الأسدي (648 - 726 ه).

أهمّ وأوسع كتاب الفقه الاستدلالي المقارن، يوجد منه

من أوائل كتاب الطهارة إلي كتاب النكاح، لخّص فيه مصنّفه قدس سره فتاوي علماء المذاهب

المختلفة وقواعد الفقهاء في آستدلالاتهم، مشيراً في كلّ مسألة إلي الخلاف الواقع

فيها، ويذكر ما يختاره وفق الطريقة المثلي وهي طريقة الإمامية، ويوثّقه بالبرهان

الواضح القويّ.

حقّق اعتماداً علي 15 نسخة مخطوطة، منها ما هو مقروء

لي المصنّف قدس سره، ومنها ما عليه إجازة مهمّة ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدّمة

، ومن المتوقّع أن يصدر في 20 جزءاً.

صدر منه ثلاثة عشر جزءاً تضمّنت كتب : الطهارة، الصلاة،

الزكاة، الصوم، الحجّ والعمرة، الجهاد، والبيع ، الديون

وتوابعها، وهذا الجزء اشتمل علي توابع الديون : التفليس،

الحَجْر، والضمان، الكفالة، والحوالة.

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - قم / 1425 ه.

*

معدن الجواهر ورياضة الخواطر.

تأليف : العلّامة الكراجكي ، الشيخ أبي الفتح محمّد

بن علي بن عثمان، المتوفّي سنة 449 ه.

جمع لطائفة من الآثار المتضمّة جواهر الألفاظ ودررها،

وعيون المعاني وغررها،وهي تشمتمل علي ما ورد من كلماتٍ قصار وحِكَمٍ عن الرسول الأكرم

صلى الله عليه وآله وسلم، وعن

أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام، وعن الأئمّة

الأطهار عليهم السلام، إضافة

إلي ما نقل عن الأعلام والمفكّرين المسلمين وغير المسلمين، وعن الفلاسفة الماضين.

مرتّب في أبواب متسلسلة بتسلسل الأعداد، من 1 - 10،

علي توالي الآحاد، وهو يذكر أوّلاً شيئاً ممّا اُثر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ

بعض حِكم الأئمّة عليهم السلام، ثمّ طائفة ممّا

جاء عن أعلام المسلمين ، ثمّ طرائف ممّا نقل عن بعض الفلاسفة الماضين، بلا ذكرٍ للأسانيد،

ولا تعقيبات

ص: 455

علي الحِكم.

أحصي الكتاب 296 أثراً متنوّعاً، وأبوابه كانت في ذكر

ما جاء في الأعداد : واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستّة، سبعة، ثمانية، تسعة،

وعشرة.

تحقيق : علي رضا هزار.

نشر : منشورات «دليل ما» - قم/ 1422 ه.

*محاضرات

حول المهدي - عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف - ج 1.

إعداد : مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي -

عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف -.

مجموعة محاضرات لجمع من العلماء والخطباء ، تناولت -

بالبحث والتحليل - مواضيع متعدّدة متعلّقة بالثاني عشر من أئمّة المسلمين عليهم السلام، الإمام

الحجّة المنتظر المهدي - عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف -.

تضمّن هذا الجزء تسع محاضرات، كان بعضها بمناسبة ولادته

الشريفة في 15 شعبان المبارك سنة 255 ه، وبعضها في مناسبات أُخري مختلفة، وبعناوين

: «فهم حركة الإمام المهدي» للسيّد محمّد باقر الحكيم قدس سرة، «نسب الإمام المهدي»

للسيّد كاظم السرابي، «محن وآلام صاحب

الزمان عليه السلام» ،

للسيّد حسين الحكيم ، «الإمام المهدي والخلاص العالمي» للسيّد داخل الموسوي، «الإيمان

بالإمام المهدي» للسيّد علاء الموسوي ، «إثبات ظهور المهدي» للسيّد منير الخبّاز،

«أدلّة وجود الإمام المهدي» للشيخ باقر المقدسي ، «ولادة الإمام الحجّة عليه السلام» للشيخ

إبراهيم النصيراوي ، وأخيراً «قضايا العصر» للشيخ عبدالحميد المهاجر.

تحقيق ونشر : مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي

- عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف - النجف الأشرف / 1425 ه.

*أبو

الشهداء الحسين بن علي عليه السلام.

تأليف : عبّاس محمود العقّاد (1889 - 1963 م).

عرض أدبي موضوعي لواجد من كبار الأُدباء، يجمع بين قدم

المادّة التاريخية وهي النهضة الخالدة لسيّد الشهداء سبط النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الإمام

الحسين بن عليّ عليه السلام، وبين حداثة المعالجة للقضايا الحيوية

المرتبطة بالإمام السبط عليه السلامو ثورته المباركة،

والظروف التي كانت تحيط به؛ لبيان أحقيّته عليه السلامو ضلال

من حاربه وقتله.

يعتمد التحليل الفنّي والنفسي للأحداث

ص: 456

والمواقف والشخصيات، من خلال المقارنة والموازنة بين

طرفي واقعة الطلف الخالدة في : الطبائع والأمزجة، الأشخاص؛ أفراداً ، اَباءً وأجداداً

، بيوتاً ونسباً ، نشأة وصفات وخُلقاً، أسباب النزاع، الفكر والعقيدة والمبادي ،

الأعوان، مجريات المعركة في كربلاء والنتائج التي حقّقها كلّ منهما ، وقتياً ومستقبلياً.

من عناوينه : طبائع الناس تاريخياً، الخصومة وأسبابها،

الخصمان والموازنة بينهما : اختلاف النشأة، مكانة الحسين وصفاته وخلقه ووفائه وشجاعته،

وخلق يزيد ، أعوان التفريقين، خروج الحسين، كربلاء وحرب النور والظلام، مصرع الحسين،

شجاعة جنده، وخسّة ووحشية أعدائه، جريرة كربلاء، ثورة المدينة وثورة المختار الثقفي،

نهاية المطاف : مَن الظافر؟ أبو الشهداء في عالم الجمال.

تضمّنت مقدّمة التحقيق ترجمة موجزة للإمام عليه السلام، تناولت

: اسمه ونسبه، أُسرته، روايته وخطبه وأدعيته، ثورته، نبذة من حِكمه وقبس من فضائله،

استشهاده ومدفنه، مراثيه، إقامة العزاء والبكاء عليه، ما قيل وما أَلّف عنه وعن ثورته

الخالدة.

تحقيق : محمّد جاسم الساعدي.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين

المذاهب - طهران / 1425 ه.

*

طرق حديث الغدير ..

برواية ابن أبي شبية، وآبن حنبل، وآبن أبي عاصم.

جمع لطرق الحديث النبوي الشريف : «مَن كنت مولاه فعليّ

مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه» ، المعروف ب- : «حديث الغدير» ، برواية

ثلاثة من أعلام العلماء المعتمدين :

ابن أبي شيبة، عبداللّه بن محمّد بن إبراهيم أبي شيبة

بن عثمان الواسطي الكوفي (ت 235 ه) ، من كتابه المصنّف.

أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه) ، من كتابيه المسند

وفضائل الصحابة، وآبنه عبداللّه (ت 290 ه) ، في زيادات

الكتابين ، وبرواية راويهما : أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي (ت 368 ه)

في زيادات الثاني.

والفقيه القاضي أحمد بن عمرو بن الضّحاك أبو عاصم الشيباني،

المعروف ب- : ابن أبي عاصم (ت 287 ه) ، من كتابيه : السُنّة

والآحاد والمثاني ..

وقد رووه عن : البراء بن عازب، بريدة بن الحصيب، جابر

بن عبداللّه، حُبشي بن جنادة، (حذيفة بن أُسيد

ص: 457

الغفاري أو زيد بن أرقم) ، أبي أيّوب خالد بن زيد الأنصاري،

زاذان بن عمر الكندي ، زياد بن أبي زياد، زيد بن أرقم، زيد بن يُثَبْع الكوفي ، أبي

سعيد سعد بن مالك الخدري ، سعد بن أبي وقّاص، سعيد بن وهب، طلحة بن عبيداللّه ، أبي

الطفيل عامر بن واثلة، أبي هريرة (عبدالرحمن الدوسي)، عبدالرحمن ابن أبي ليلي، عبداللّه

بن عبّاس، عبداللّه بن عمر،أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وعميرة

بن سعد.

جمع وتحقيق : أمير التقدّمي المعصومي.

نشر : منشورات الدليل - قم / 1421 ه.

*شرح

توحيد الصدوق ، ج 3.

تأليف : القاضي سعيد القمّي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد

(1049 - 1107 ه).

شرح لكتاب التوحيد لصدوق

الطائفة، أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، الجامع للأخبار المتضمّنة

لبراهين وقواعد التوحيد القويمة؛ التي حوت ما روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من

أحاديث شريفة، وعن الأئمّة عليهم السلاممن مرويات في توحيد

اللّه سبحانه وتعالي في ذاته وصفاته وأفعاله، وماورد عنهم عليهم السلام

في تفسير آيات الكتاب الحكيم التي تدّل ظواهرها علي

التشبيه والتجسيم، وهو في سبعة وستّين باباً.

اعتمد هذا الشرح علي الآيات الكريمة والأحاديث والروايات،

إضافة إلي عرض الآراء ونقل الأقوال لكثير من المتقدّمين والمتأخّرين، في الموضوعات

الفلسفية والكلامية المختلفة، ومشحون بالتحقيقات الحكمية والمفاهيم العرفانية.

الجزءان الأوّل والثاني نشرتهما سابقاً مؤسّسة الطباعة

والنشر في طهران سنة 1415 و 1416 ه؛ اشتمل الأوّل علي شرح أحاديث الباب الأوّل ووالثاني،

وحُقّق اعتماداً علي 3 نسخ مخطوطة، وأُضيف إليه تعليقات الشيخ علي النوري (ت

1246 ه) الموجودة علي نسخة رابعة، والثاني علي شرح أحاديث الأبواب 3 - 27، وحُقّق

اعتماداً علي 6 نسخ مخطوطة.

وآشتمل هذا الجزء الأخير علي شرح أحاديث الأبواب 28

- 41؛ إذ لم يُعثر علي جزء الكتاب الرابع ،وحُقّق اعتماداً علي 4 نسخ مخطوطة، ذكرت

مواصفات النسخ المخطوطة في مقدّمة كلّ جزء.

تصحيح وتعليق : نجف قلي الحبيبي.

نشر : مؤسّسة الطباعة والنشر، التابعة لوزارة الثقافة

والإرشاد الإسلامي - طهران/

ص: 458

1423 ه- (1381 ه. ش).

*

كتاب المراتب.

تأليف : الشيخ العلّامة أبي القاسم إسماعيل بن أحمد

البُستي المعتزلي، المتوفّي حدود سنة 420 ه.

كتاب يشتمل علي ذكر فضائل ومناقب وخصائص أمير المؤمنين

وسيّد الوصيّين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه.

وهي ممّا روي فيه عليه السلاممن

طريق الآحاد والتواتر، دون الاقتصار علي أحدهما، مع التحدّي بقبول ما يرويه الخصم

ممّا تفرّد به غيره وليس له عليه السلام مثله، وإن كان

من طريق الآحاد.

يذكر فضائله عليه السلامبثلاثة

أنواع : ما زاد علي الصحابة في ما شاركهم فيه، ما تجمّع فيه وقد تفرّق في جميعهم،

وما تفرّد به ولا مشارك له منهم البتّة يتعرّض الكتاب في أوّله إلي بيان القول بالتفضيل

وأنّه يقع في ثلاث مسائل : مَن الأفضل في ما يحتاج الإمام إليه من الفضائل؟ مَن الأفضل

عنداللّه في الثواب؟ مَن أجمع لخصال الفضل ممّن رويت لنا فضائلهم، في الصدر الأوّل؟

ويثبت أنّ الإمام عليه السلامهو الأفضل في الأبواب

الثلاثة.

ثمّ يتعرّض لبيان ما يَشْرُف به المرء علي غيره، وأنّه

منقسم إلي خمسة وعشرين نوعاً تفرّد عليه السلامفي

كلّ نوع منها بمزايا وخصائص لم يُشاركه فيها أحد.

عدّ الكتاب 450 خصلة تفرّد بها عليه السلام.

حُقّق اعتماداً علي نسخة مخطوطة واحدة، ذكرت مواصفاتها

في المقدّمة.

تحقيق : محمّد رضا الأنصاري القمّي.

نشر : الدليل - قم / 1421 ه.

*تحقيق دقيق .. حول

المجمرات.

تأليف : علي العطائي الأصفهاني.

كتيب يشتمل علي بحث استدلالي في الجمرة والجمرات، معناها

وماهيتّها، وتحديد موضعها وما يرمي الحاج منها، ضمن أداء مناسك الحجّ وتكاليفه الواجية

عليه.

جمع - للاستدلال لما يذهب إليه - عبارات الفقهاء والمحدِّثني،

والمناسِبة للمقام ، المساعِدة في فهم الروايات، وما ورد في وصف الجمرات وأماكنها

في بعض الكتب التاريخية، ثمّ التحقيق والتدقيق فيها، ثمّ تقديم بعض القرائن الخارجية

وبعض الروايات؛ للوصول إلي النتيجة النهاية للبحث.

إضافة إلي ملحق اشتمل علي ذكر

ص: 459

رواية مهمّة ، وإفادات أحد العلماء، وعبارات بعض كتب

العامّة المتعلّمة بهذا الشأن.

تعريب : علي الدريع.

نشر : منشورات «أمير العلم» - قم / 1424 ه.

*

رسالة «طرق حديث» مَن كنت مولاه فعليّ مولاه.

تأليف : الحافظ الذهبي، شمس الدين محمّد بن أحمد بن

عثمان بن قايماز الشافعي الدمشقي (673 - 748 ه).

كتاب أفرده الحافظ المؤلّف لجمع طرق الحديث النبوي الشريف،

الّذي رواه الجمّ الغفير والعدد الكثير : «مَن كنتُ مولاه فعليُّ مولاه» مقرّاً بتواتره،

وقاطعاً بصدوره عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

ذكر في هذه الرسالة 125 طريقاً ، عن أكثر من ثلاثين

صحابياً، صنّفها إلي : صحيحة ، حسنة، ضعيفة، ومطّرحة.

ذكر أنّه أفردها بالتصنيف في كتابيه : تذكرة الحفّاظ

: 1043، وسير أعلام النبلاء 17/169.

حُقّقت اعتماداً علي نسخة مخطوطة واحدة، ذكرت مواصفاتها

في المقدّمة.

كان المحقّق العلّامة السيّد عبد العزيز

الطباطبائي (1348 - 1416 ه) قد حقّقه وأعده للنش لكنّه

لم يطبع في حياته قدس سره.

إعداد : مكتبة المحقّق الطباطبائي قدس سره.

نشر : منشورات «دليل ما» - قم / 1423 ه.

*الإمام

الصادق عليه السلام.

تأليف : المستشار عبدالحليم الجندي.

عرض لسيرة الإمام السادس من أئمّة المسملين الصادق جعفر

بن محمّد عليهما السلام

(80 - 148 ه) ، وترجمة لحياته المباركة.

تناول في قسمين : شخص الإمام عليه السلام.

والبيئة التي أنتجته، وعلمه ومدرسته عليه السلام؛ تعرّض

في الأوّل لظهور الإسلام وبطولات الإمام عليّ عليه السلامإلي

جوار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وتألّقه وأولاده

منفاطمة الزهراء عليهما السلام في صدارة الأشخاص

والأحداث : عليّ عليه السلام أخو النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ومع

الخلفاء ، الشيعة، الإمام السبط أبو الشهداء عليه السلام، وريحانة

النبيّ في كربلاء.

أهل البيت عليهم السلام، بين

أبناء عليّ عليه السلامو بني العبّاس ، والإمام عليه السلام والمنصور

العبّاسي.

أحوال المدينة المنّورة وأهلها أيّأم ولاتها الأُمويّين

والعبّاسيّين، وآنطلاق السُنّة والعلم والفقه منها علي بد الأئمّة : السجّاد (38

- 94 ه) الباقر (57 - 114 ه) والصادق عليهم السلام، ثمّ

مجلس الإمام

ص: 460

الصادق عليه السلامو مَن

يشرُف بالانتهاء إليه من أئمّة الفكر الإسلامي في مختلف العلوم.

وفي القسم الثاني تعرّض إلي الخطوط العامّة للبنيان

العظيم لفكر الشيعة الجعفرية الإمامية : المدرسة الكبري ، كتاب الأُصول، التدوين،

مشيخة العلماء، الرواة ، التلاميذ، بعض الأُمور الأساسية في فكر هذه المدرسة، وخصوصاً

مسألتي : الحديث وشروط قبوله، والإمامة، وعشرة مسائل خلافية، منها : الجمع بين الصلاتين،

الأذان، المسح علي الرِجلين ، متعة النساء، البداء ، والرجعة.

منهج الإمام الصادق العلمي ، كما رسم خطوطه بالفعل والقول

: التجربة والاستخلاص ، السياسة والاجتماع، والمنهج الاقتصادي.

وأخيراً : رحيل الإمام عليه السلام، عدالة

السماء ، والإسماعيلية.

تحقيق : الشيخ أحمد جاسم المالكي.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب - طهران

/ 1424 ه.

*الصحيفة

السجّادية بنظم الشاعر عبدالمنعم الفرطوسي.

الصحيفة السجّادية : مجموعة الأدعية المشهورة المأثورة

عن الإمام السجّاد زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام، الجامعة

للمعارف

والأخلاق الإسلامية السامية، المتضمّنة أروع المعاني

وأدقّها في تصوير صلة الإنسان بربّه، وبالطريقة المثلي والأُسلوب المتين الأمثل لمخاطبة

الربّ العظيم تبارك وتعالي ضمن إطار الدعاء والمناجاة والتضرّع والتوّسل والابيتهال

إليه جلّ وعلا، وهي تراثاً ربّانياً فريداً يظّل علي مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل

هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب؛ إذ تزداد حاجة الإنسانية إلي هذا التراث المحمّدي العلوي

كلّما إزداد الشيطان إغراءً والدنيا فتنةً.

وقد طبعت الصحيفة سابقاً عشرات المرّات ، وعليها شروح

وتعليقات من أكابر العلماء وأعلام الطائفة.

وطبعت هذه المرة مع ما نظمه الشاعر الولائي الشيخ عبدالمنعم

الفرطوسي رحمة اللّه، المتوفّي سنة 1983 م / 1404 ه- - من أبيات شعرية جسّدت محتوي

الدعاء ومعاينه، وقد بلغت 4500 بيتاً ..

وهذه الأبيات جزء صغير من الأثر الفكري الأدبي الكبير

للشاعر : «ملحمة أهل البيت عليهم السلامالكبري» ، وهي

قصيدة في ثمانين - وعلي قول : خمسين - ألف بيت، نظم فيها : أُصول الدين، وأُسس العقيدة،

وبعض المعالم العامّة للشريعة السمحاء، والسيرة المباركة للمعصومين الأربعة

ص: 461

عشر عليهم السلام، وحياتهم وأضواء

من علومهم وحكمتهم وعطائهم الفكري والروحي، بدءأً بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآنتهاءً

بالإمام المنتظر - عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف -.

مرتّبة بذكر الأدعية علي شكل مقاطع، ثمّ ما يخصّ كلّ

مقطع من الأبيات الشعرية ضمن عناوين مستقاة من كلمات الدعاء نفسه أو من محتواه.

اعتُمدت - لإنجاز العمل - طبعتين للصحيفة السجّادية،

إضافة إلي طبعة «الملحمة» في ثمان مجلّدات ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة ...

تحقيق : الشيخ حسين الفرطوسي.

نشر : مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام- بيروت

/ 2005 م.

*

موسوعة أحكام الأطفال وأدلّتها، ج 1.

تأليف : جمع المحقّقين : محمّد جواد الأنصاري ، إبراهيم

البهشتي، عبّاس علي البيوندي، عبدالحسين الجمالي، علي السعيدي ، والسيّد علي أكبر

الطباطبائي.

ورتّبها : الشيخ قدرة اللّه الأنصاري، موسوعة فقهية

استدلالية مقارنة، تشمتمل علي جمع للمسائل والأحكام التي

ترتبط بالطفل - بأي نحو من الارتباط - مع أدلّتها، ورتّبت

طبقاً للمراحل والتطوّرات التي يمرّ بها الطفل : ما قبل الولادة ، المهد، الطفولة

المبكّرة، الطفولة الوسطي، التمييز إجمالاً ، التمييز كاملاً ، ومرحلة الرشد والكمال،

مع عرض الآراء المشهورة لفقهاء الشيعة وأهل السنّة ، وآستدلالاتهم، وإبداء الرأي

والحكم في بعض المسائل.

وآعتمد في توثيق آراء كلّ مذهب علي مصنّفاته الموثوقة

لديه ، والإحالة علي المصادر المعتمدة عند أصحابه.

تهدف إلي تسهيل العمل علي الفقهاء والمحقّقين، ولتكون

مصدراً مناسباً لهم في الاستنباط، وترويجاً لعلوم أهل البيت عليهم السلامو رواياتهم،

وتعريف المسلمين عموماً بأحكام الأطفال، وكيفية تنشئتهم علي أساس الإسلام.

مرتّبة في أبواب، والباب في فصول، والفصل في مباحث ،

والمبحث في مطالب ،والمطلب في فروع.

اشتمل هذا الجزء علي أربعة أبواب : بيان وظائف الأبوين

قبل الترويج وفي أيام الحمل وبعد الولادة، الحضانة، نفقة الأطفال، وفي الولاية علي

الأطفال.

تحقيق ونشر : مركز فقه الأئمّة الأطهار عليهم السلام- قم

/ 1425 ه.

ص: 462

* فضائل أهل البيت عليهم السلاممن كتاب «فضائل الصحابة».

تأليف : أحمد بن حنبل الشيباني (164 - 241 ه).

فضائل الصحابة كتاب

يشتمل علي جمع من الفضائل المروية في حقّ الصحابة، رواه عنه : ابنه عبداللّه بن أحمد

ابن محمّد بن حنبل (213 - 290 ه) ، وآستدرك عليه؛ إذ هو راوي كتب أبيه ومشاركه في

الكثير ممّا رواه، ويستدرك عليه أحياناً ، ووراه عن عبداللّه تلميذه : أبي بكر القطيعي،

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك (264 - 368 ه) ، وقد استدرك أيضاً علي روايات أحمد

وآبنه عبداللّه في هذا الكتاب ..

يتعرّض في فصل من فصوله إلي ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام؛ فقد

حشد وسط كتاب جملة عظيمة من الأخبار والروايات التي تروي فضائل زعيم أهل البيت الإمام

عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ثمّ أعقبها بفضائل

الزهراء البتول عليهما السلام، ثمّ ولديها السبطين الحسن والحسين عليهما السلام.

يحتوي علي 457 حديثاً، 272 منها من رواية أحمد ، و

78 من رواية عبداللّه ، والباقي من رواية القطيعي.

حُقّق اعتماداً علي نسخة كاملة من فضائل

الصحابة، المطبوع محقّقاً، ونسخة من فضائل

أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، المستلّ

منه والمطبوع مستقلّاً ومحقّقاً أيضاً ، إضافة إلي نسخة مطبوعة من مسند

أحمد، ذُكرت مواصفات النسخ في المقدّمة.

تحقيق : محمّد كاظم المحمودي.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

- طهران / 1425 ه.

*

مسائل كثر حولها النقاش والجدل.

تأليف : الشيخ زين آل سميط الحسيني الشافعي.

رسالة مختصرة بصورة السؤال والجواب البيان أحكام بعض

المسائل الخلافية الخاصّة ببعض عقائد المسلمين، كثُر بشأنها الكلام والجدل بينهم،

استناداً إلي الأدلّة والبراهين من آيات الذكر الحكيم وصحاح ومسانيد وكتب السُنّة

الشريفة، وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء.

اشتملت علي 17 فصلاً ، كلّ فصل تضمّن جواباً لسؤال أو

لبضعة أسئلة : التوسّل بالأنبياء والأولياء، معني الاستغاثة وطلبها من غير اللّه

تعالي، نفع الأموات

ص: 463

للأحياء، التبرّك بآثار الصالحين، زيارة قبور الأنبياء

والصالحين وغيرهم، الأموات يشعرون ويسمعون، قراءة القرآن علي القبور وإهداء ثوابها

للأموات، التمسّح بالقبور وتقبيلها، الذبح بأبواب الأولياء وتقديم النذور إليهم،

الأيْمان والحلف بغير اللّه تعالي والقصد من الحلف بالقبور أو بأصحابها، كرامات الأولياء

في الحياة وبعد الممات، ورؤية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في

المنام وفي اليقظة، حياة سيّدنا ا لخضر عليه السلام، الاستشفاء

بالقرآن والأسماء الإلهية، عمل المولد والاجتماع له وأقسام البدعة، الاجتماع علي

الذكر وآستحبابه مع رفع الصوت، والحثّ علي محبّة أهل البيت عليه السلامو التحذير

من بغضهم.

حقّقت الرسالة اعتماداً علي نسخة الأصل بيد المؤلّف.

تحقيق : محمّد نور سويد.

صدر في الكويت سنة 1424 ه.

*مصباح

الفقيه، ج 12.

تأليف : الشيخ رضا بن محمّد هادي الهمداني، المتوفّي

سنة 1322 ه.

أثر فقهي، يشتمل علي مباحث فقهية استدلالية، مشحون بالتحقيق

والتدقيق، وفيه كثير من مهمّات المباحث الأُصولية.

خرج منه كتب : الطهارة، الصلاة، الزكاة ، الخمس، الصوم

، وكتاب الرهن.

وهو شرح مزجي - بأُسلوب سهل وبيان متين - للمحقّق لشرائع

الإسلام في مسائل الحلال والحرام الحلّي (602 -

676 ه) ، الذي يعدّ أحد المتون الفقهية المهمّة الكاملة، الجامع للفروع ، التي تُدرَّس

في الحوزات العلمية لحدّ الآن.

حُقّق اعتماداً علي 21 نسخة مخطوطة، 10 لكتاب الطهارة،

و 7 لكتاب الصلاة، وواحدة لكلّ من كتب الزكاة والخمس والصوم والرهن.

اشتمل هذا الجزءعلي : القيام والقراءة والركوع ، من

كتاب الصلاة.

تحقيق : الشيخ محمّد الباقري والشيخ نو علي النوري.

نشر : «برك طوبي» - قم / 1425 ه.

*

إرشاد القلوب إلي الصواب المنجي مَن عمل به أليم العقاب، ج 1 و 2.

تاليف : الحسن بن أبي الحسن محمّد الديليمي ، من أعلام

القرن الثامن الهجري.

أثر جليل، في جزءين ؛ الأوّل في المواعظ والنصائح، والأخلاق

محاسنها ومساوئها، في خمسة وخمسين باباً، والجزء الثاني مرتّب في أبواب، في

ص: 464

مناقب أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلامو فضائله

وغزاوته وعجائب أحكامه وآحتجاجاته مع جميع الفرق، وفضائله بعد اسشهاده عليه السلام، وفضائل

مشهده الشريف، والباب الأخير : في صفات أعدائه.

طبع الكتاب في إيران سنة 1318 ه، وفي النجف سنة

1342 ه، وطبع في قم سنة 1407 ه، كاملاً في مجلّد واحد، بالتصوير علي طبعة النجف

المذكورة.

حُقّق الكتاب اعتماداً علي ثلاث نسخ مخطوطة ورابعة مطبوعة،

ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.

تحقيق : السيّد هاشم الميلاني.

نشر : دار الأُسوة - قم / 1424 ه.

*

ما يحتاجه الشباب.

تأليف : الشيخ أحمد الصادقي.

عرض لحاجات الإنسان المادّية والمعنوية، التي تساعده

لبلوغ وتحقيق حياة سليمة وشريفة، وطرح حلول ومعالجات لتلبية هذه الحاجات، متناولاً

فترة ومرحلة الشباب، الأهمّ والأخطر في حياة الإنسان، التي تتحدّد فيها معالم الأُطر

الأساسية لشخصية، الفكرية والثقافية والاجتماعية، التي تجعل منه في ما بعد

عنصراً نافعاً أو مضرّاً لمجتمعه ولبني جنسه ..

مع التنبيه علي الطريقة الإسلاميّة في التعامل مع ظاهرة

الشباب، من خلال ذكر ما ورد من أمثلة عن كيفيّة تعامل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع

الشباب ، وكذا أئمّة أهل بيت النبّوة عليهم السلام، وكيفيّة

تأثّر الشباب بالرسالة السماوية، وذكر بعضهم أمثال : زيد بن حارثة، ومصعب بن عمير،

وزيد ابن ثابت، وأُسامة بن زيد، وغيرهم.

استعرض حاجة الشباب المادّية والمعنوية في أبواب متداخلة

: لنتعرّف أنفسنا، البلوغ وآثاره وأحكامهن علاقات الفتيان والفتيات، معرفة الحدود

وتجاوزها، استيعاب أقوال الآخرين ، ابن العصر، التأثير والتأثّر، الأشجار الخضراء،

آفات الشباب الأخلاقية، الانحرافات الجنسية والسقوط الأخلاقين النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والشباب،

جذوة الأمل،التوبة والتطهير، بارقة النجاة، اجتياز العقبات، الإسلام والرياضة، أبطال

الإيمان، العمل والبطالة، عُقَد الحقارة ومخاطرها، وطرق علاجها، الزواج المدروس،

مشاكل الزواج، وعدوة عامّة اللزواج ..

ترجمة : للسيّد علي الهاشمي.

نشر : ناظرين - قم / 1425 ه.

ص: 465

*

الرواشح السماويّة.

تاليف : السيّد محمّد باقر بن محمّد الحسيني، المشتهر

ب- : المحقّق الميرداماد، المتوفّي سنة 1041 ه.

من الكتب المهمّة في علم الدراية، بدأ بشرح خطبة الكليني،

ثقة الإسلام الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن اسحاق، المتوفّي سنة 329 ه.

في كتاب الكافي، ثمّ تسعاً وثلاثين راشحة أكثرها في

مسائل علم الدراية ، وبعضها في : أحوال بعض الرواة، أبحاث لغوية، ومباحث في أٌصول

الفقه.

والرواشح كانت في : اصطلاحات علم الدراية، تعريف الحديث

الصحيح، طبقات أصحاب الإجماع، صحّة وحُسن أحاديث بعض الرواة، ترجمة وتوثيق وتمييز

بعض آخر، الجرح والتعديل ، حكم الفقهاء بصحّة حديث، الألفاظ المستعملة في الجرح والتعديل

، المجهول الاصطلاحي واللغوي، أصحاب الرواية واللقاء، آداب النجاشي في النقل، الفرق

بين المشْيَخَة والمَشِيْخَة، ألفاظ السعي والغيّ والرشد، ضوابط النسبة، اختلاف صيغ

الرواية في كلام المحدّثين ، الأُصول الأرعمانة، الفرق بين التخريج والتخرّج، اشتراط

العدد في

المزكّي والجارح وعدمه في الرواية، تعارض الجرح والتعديل

، رواية الثقة تعديل أم لا؟ ما يستثني من رواية الثقة، تعيين ابن الغضائري، ترتيب

أقسام الحديث الخمسة الأصلية، الأقسام الفرعية للحديث، الفرق بين الحديث القدسي والقرآن،

في أقسام موارد حكم العقل.

حُقّق اعتماداً علي ثلاث مخطوطات، ذكرت مواصفاتها في

المقدّمة.

تحقيق : غلام حسين قيصريه ها ونعمة اللّه الجليلي.

نشر : دار الحيدث للطباعة والنشر - قم / 1422 ه.

طبعات

جديدة

لمطبوعات

سابقة

*ثورة

زيد بن علي عند أهل البيت عليهم السلام.

تأليف : الشيخ نوري حاتم الساعدي.

دراسة لثورة زيد بن الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليهم السلام، وبيان

دوافعهاو وأهدافها، بعد استعراض طبيعة وخصائص الحكم الأُموي الظالم في عصر الثورة

، ثمّ عرض لوقائعها ومناقشة عوامل

ص: 466

كما تناولت الدراسة موقف الإمام الصادق عليه السلاممن

ثورة عمّه زيد رضوان اللّه عليه، ورأي أئمّة أهل البيت عليهم السلامفي

مسألة تولّي السلطة وشرعية الوسائل الموصلة إليها.

فكانت فصولها السبعة : شخصية زيد، الملامح العامّة لعصر

الثورة، دوافع الثورة وأهدافها، وقائعها، عوامل فشلها، تقييمها، والثورة عند أهل

البيت عليهم السلام: نظريه

قيادة الإمام للسلطة ن موقف الإمام الصادق عليه السلام من

ثورة زيد عليه رضي عنه اللّه.

سبق أن نشر الكتاب مركز الغدير للدراسات الإسلامية في

قم سنة 1416 ه، وأعادات نشره جامع الإمام الباقر عليه السلام للعلوم

الإسلامية في قم سنة 1425 ه.

*

شرح الحلقة الثالثة، القسم 1.

تأليف : السيّد علي حسن مطر.

كتاب يشتمل علي مجموعة من الأسئلة والأجوية، لشرح مادّة

الحلقة الثالثة من دروس في علم الأُصول للسيّد

الشيهد محمّد باقر الصدر (1353 - 1400 ه) ، وهو من كتب الدراسة في الحوزات العلمية؛

موزّعة بترتيب يهدف غلي توضيح مواد هذه الحلقة، وتيسير دراستها وفهمها للطلّاب وإعانة

مدرّسي الكتاب في

ما يتعلّق بوضع الأسئلة الامتحانية وتصحيحها؛ توفيراً

للجهد والوقت.

سبق أن صدر في قم سنة 1418 ه، وأعادت منشورات «ناظرين»

طبعه بعد التصحيح والتنقيح، في قم سنة 1426 ه.

كتب

صدرت حديثاً

*

وسائل الإنجاب الصناعية.

تأليف السيّد محمّدرضا السيستاني.

دراسة فقهية، تعتمد فقه أتباع أهل البيت عليهم السلام؛ سعياً

لتغطية تطورات الطبّ الحديث في مسألة علاج العقم ومساعدة الّذين لا يتسنّي لهم الإنجاب

بصورة طبيعية، وهي محاولة للإجابة علي الكثير من الأسئلة الفقهية والتساؤلات المطروحة

بشأن موقف الشريعة الإسلامية السمحاء من استخدام الوسائل والأساليب الصناعية الحديثة

لحلّ هذه المشكلة.

في ثلاثة فصول رئيسية : مشروعية الإنجاب بالوسائل الصناعية

: حقن المرأة بالسائل المنوي، لزوجها أو لرجل آخر، زرع البويضة المنتزعة من امرأة،

في رحمها، أو رحم أمراة أُخري ، أو رحم حيوان أو نحوه، وزرع الأعضائ التناسلية

.. ما يقتون باستخدام هذه الوسائل من أُمور

ص: 467

محرّمة شرعاً : بيان الدليل علي حرمتها وحدود ما يفي

بإثباته، وما يسّوغ ارتكاب المحرّمات منها من العناوين الثانوية المرخصّة .. وفي

ما يلحق استخدام تلك الوسائل من أحكام وآثار شرعية : العدّة، نفقة الحامل، الانتساب

، التبنّي ، الإرث والرضاع والنكاح والإجهاض.

إضافة إلي 12 ملحقاً ، اشتملت علي مباحث فقهية ورجالية

: حكم المطلّقة الرجعية قبل انقضاء عدّتها، انقطاع العلقة الزوجية وعدمه بوفاة أحد

الزوجين، قاعدة الفِراش، تفسير علي بن إبراهيم

القمّي، كتاب الجعفريات (الأشعثيات)

، مسائل علي بن جعفر، رجال

ابن الغضائري، كتاب اختيار الرجال، للشيخ

الطوسي (ت 460 ه) ، وفي أحوال : علي بن سالم الكوفي، المعلّي بن خنيس، مسعدة بن

صدقة ، والحسين بن يزيد النوفلي.

نشر : دار المؤرخ العربي - بيروت / 1425 ه.

*

الإمام الحسن عليه السلام .. رائد التخطيط الرسالي.

تأليف : الدكتور محمّد حسين الصغير.

دراسة في قيادة الإمام عليه السلامالاستراتيجية

من خلال استقراء وتحليل أحداث

ومواقف من تاريخه السياسي الحافل، فكراً إنسانياً ونموذجاً

رسالياً، صالحاً لقيادة الأُمة بعد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، ومنظّماً

لمستقبلها بما هو أجدي عائدية علي المدي البعيد؛ فقد حارب عليه السلاممعاوية

بسِلْمْه، وحقّق في صلحه معه ما لا يحقّقه الفاتحون في القتال، وممّهداً لثورة أخيه

الإمام الحسين عليه السلامالكبري الخالدة في ثري الطلف، التي أطاحت

بالحكم الأُموي؛ إذ كان له الدور الأساسي البارز في التخطيط لها وتنظيم الأُمّة لاستقبالها.

في ثلاثة فصول : قيادة الأُمّة في ضوء المنطق الرسالي

: القيادة في ظلّ القرآن، المؤهّلات القيادية للإمام عليه السلام، مهمّاته

سفيراً لأبيه وممثَلاً له، آطَلاعه علي مناخ الكوفة الاجتماعي المتعدّد ،وحياتها

العقلية المتباينة، مبايعة الناس له، جيشه قد تملّكه الخور والتردّد وكره القتال

ومال إلي الدعة والسلم. والتخطيط الرسالي الرائد وآنتهاكات الحكم الأُموي : الإمام

وطبيعة مجتمع الكوفة المتناقض، رفضه الخذلان والاستسلام وتأجيله الحرب إلي حين، الصلح

الاستراتيجي المشروط، المعارضة ومنهجية الحكم الأُموي ، الجديد في برنامج معاوية

السلطوي : ملاحقة أتباع أهل البيت عليهم السلام، سياسة

الإرهاب الدموي،

ص: 468

وآنتصاره عليه السلامعقائدياً.

والتخطيط الرسالي عند الحسن عليه السلاميمهّد لثورة الحسين

عليه السلام: اضطلاعه

بالريادة، المقدّمات التي فرضت عليه خيار الصلح ، قراره السياسي النابع من صميم مصلحة

الإسلام العليا في ضوء المسؤولية الرسالية، فضح سياسة النظام الأُموي وكشف سوأته،

ظواهر الثورة المضادّة، التنظير الرسالي الموحّد ، الدعوة إلي الإطاحة بالحكم الأُموي

، والإمام الحسين عليه السلاميهيّي مناخ الثورة.

نشر : مؤسّسة العارف للمطبوعات - بيروت / 1423 ه-

*موسوعة

الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ج 1 - 11.

تأليف : باقر شريف القرشي.

موسوعة تعرض صور متعدّدة من السيرة العطرة المباركة

لسيّد الوصييّن ، بطل الإسلام وناصره، المحامي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،

الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه.

اشتملت علي : نسبه الوضّاح، نشأته، عناصره النفسية،

آيات قرآنية نازلة فيه لوحده، ومع أهل البيت عليهم السلام، ومع

غيرهم، أحاديث نبوية شريفة في بيان مكانته ومنزلته وفضله، وأحداث بدايات الدعوة

الإسلامية .. الإم في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وجهاده

وغزواته ، السقيفة وعهد الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

.. بعض ما أثر عنه عليه السلام من تفسير آيات

الذكر الحكيم، مرتّب حسب ترتيب السور القرآنية .. أدعيته، مع تعليق مختصر لكل دعاء

.. مسنده، وتضمّن بعض ما ورد عنه من أحاديث رواها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

.. بعض وصاياه التربوية الخالدة، لابنائه ولأعلام أصحابه، ومواعظه، وحِكَمه القصار؛

الشاملة لمناحي حياة الإنسان، وتعالج مختلف شؤونه .. ما أُثر عنه عليه السلامفي

بيان فضل العلم التي أسّسها، وبعض ما أخبر به من الملاحم والمغيّبات؛ تحقّق بعضها،

وبعضها ارتبط بأحداث آخر الزمان .. احتجاجاته علي الخلفاء، والمتمرّدين ، ومناظراته

مع النصاري واليهود والزنادقة والمنجّمين .. قضاؤه، وبعض نوادر ما قضي به في عهد

الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلمو الخلفاء .. ولاته

وعمّاله علي الأقطار والأقاليم ، وما قنّنه لهم من الواجبات والسمؤوليات .. حكومة

الإمام ، وحروبه الثلاثة ضدّ الناكثني والقاسطين والمقارين, وما لاقاه من جهد وعناء،

وآستشهاده صلوات اللّه وسلامه عليه.

نشر : مؤسّسة الكوثر للمعارف

ص: 469

الإسلامية - قم / 1423 ه-

*

الدعاء .. عند أهل البيت عليهم السلام.

تأليف : الشيخ محمّد مهدي الآصفي.

مباحث لبيان «الدعاء» ، وما يرتبط به من آداب وشروط

وعمل وآستجابة وعوائق ووسائل، في ضوء ما ورد من الآيات القرآنية الكرمية،والأحاديث

النبوية الشريفة، وروايات المعصومين عليهم السلام.

تضمّنت : تعريف الدعاء وبيان أركانه الأربعة، قيمته،

والإعراض عنه إعراضٌ عن اللّه سبحانه وتعالي .. استجابته، وأنّه مع العمل مفتاحان

لرحمة اللّه جلّ وعلا .. آدابه وشروطه .. العوائق والعقبات التي تحبس الدعاء والأعمال

عن الصعود إلي اللّه تعالي، وعوامل صعودها إليه تعالي .. الوسائل التي نبتغيها إلي

اللّه في الدعاء : الإطار العام لدعاء كميل - كنموذج - وفكرة تصميمه .. ما ينبغي

من الدعاء .. الحبّ الإلهي في أدعيه أهل البيت عليهم السلام، وما

تضمّنته من صور ومعاني زاخرة بمفاهيم الحب والشوق والأُنس باللّه وإلي اللّه .. مصادر

الأدعية في تراث أهل البيت عليهم السلام .. أثر الدعاء

ودوره في تغيير وتبديل القضاء والقدر الإلهي .. الأبعاد التوحيدية والسياسية لزيارة

قور الأنبياء

وخلفائهم عليهم السلامو أولياء

اللّه والصالحين من عباداللّه : دراسة لبعض المفاهيم الواردة في نصوص الزيارات :

العلاقة السياسية والحركية بين الأمّة والإمام ، والعلاقة الشخصية بين الزائر والإمام،

وأنّ الدعاء من الجيل اللاحق للجيل السابق هو أحد طرق التواصل بين حلقات أُسرة التوحيد

عبر التاريخ، وربط الحاضر بالماضي والفروع بالأُصول.

نشر : المركز العالمي للدراسات الإسلامية - قم /

1422 ه.

*دفاع

عن القرآن الكريم.

تأليف : السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي.

مباحث لرّد ودفع تهمة التحريف المزعومة ضدّ القرآن الكريم

التي يثيرها أعداء الإسلام بين الحين والآخر، بهدف التفرقة بين طوائف المسلمين ،

والتشكيك في أقدس نصّ عندهم، تضمّنت تفنيد بعض ما طرحوه من شبهات ، وما أثاروه من

أوهام في وجه سلامة القرآن وقدسه.

تمحورت علي دعوي الزيادة والنقيصة في القرآن الكريم،

محاولةً إبراز أسباب المشكلة ودواعيها، وكشف بعض الأساليب الماكرة للمثيرين لها،

وإثبات حقيقة صيانته

ص: 470

من كلّ ريب وشائبة، وأنّ النصّ القرآني الموجود هو المتواتر

دون نقصان أو زيادة منذ عصر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وبإشرافه،

وعلي أيدي أصحابه الكرام وآعترافهم.

الكتاب في أربعة فصول، مع خاتمة ضمّت حوارات عن الموضوع

جرت علي الإنترنيت؛ إذ نشر سابقاً في الموقعين :

www.aljalali.8k.com

www.anqelfire.com/ns/nosoos

وتناولت فصوله : الغُلاة في كلّ من القرآن والسُنّة،

الّذين عظَموا أحدهما علي حساب الآخر : رافعي شعار «حسبنا كتاب اللّه»، والحشوية

والمقلّدة من أهل الحديث .. ما نسب إلي الصحابة من اختلافهم في نصّ القرآن .. بلاغة

القرآن، أحكامه ، قطعيّته، تواتره، الإجماع عليه، إعجازه الخالد، بين الرواية والدراية،

تأثير الزيادة والنقصان علي إعجاز القرآن، ومصطلحات وألفاظ قد استعملت في غير معانيها

.. ثمّ وقفة مع تصرّفات مشبوهة لأعداء الإسلام، وخصوصاً ممّن يدّعون الانتماء إلي

هذا الدين، ويصرّون علي اتّهام طائفة مهمّة من المسلمين باعتقاد وقوع التحريف في

القرآن، وعرض أدلّة بطلان فرضية نسخ التلاوة ، بعد بيان الفرق بينها وبين التأويل.

صدر سنة 1421 ه.

*

الصلاة .. واجباتها وأحكامها.

تأليف : السيّد عبدالكريم الحسيني القزويني.

كتيب مختصر في تعليم الصلاة، وبيان واجباتهاو أحكامها،

مرتّب علي شكل أسئلة وأجوبة، وبأُسلوب تعليمي مبّسط، مشفوع بالصور التوضيحية.

اشتمل علي مقدّمة - مختصرة - في بيان أقسام العبادات

، منافع عامّة للصلاة، والصلاة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبوية الشريفة.

نشر : منشورات القدس - قم / 1425 ه- (1383 ه. ش).

*

مباني الفقه الفعّال ، ج 1.

تأليف : علي أكبر السيفي المازندراني.

كتاب يشتمل علي مباحث في مباني بعض القواعد الفقهية

الأساسية، التي لها دور مفتاحي في استنباط الأحكام المبتلي بها؛ في أربع محاور أساسية

: القواعد العامّة السارية في جميع أبواب الفقه، من العبادات والمعاملات، القواعد

العبادية السارية في أبواب العبادات كلّها أو بعضها، القواعد المعاملية السارية في

ص: 471

مختلف أبواب العاملات، القواعد الجزائية السارية في

أبواب القصاص والديات والحدود والتعزيرات.

اشتمل هذا الجزء علي البحث في القسم الأوّل من القواعد

العامّة، وتضمّن قواعد : اختلال النظام، أصالة الإباحة والحلّية، أصالة الصحّة، الاضطرار

، حرمة الإعانة علي الإثم ، حرمة إهانة المحترمات، حرمة المّيت المسلم، سوق المسلمين،

العدل والإنصاف، نفي سبيل الكفّار علي المسلمين، وقاعدة وجوب تعظيم الشعائر.

نشر : مؤسّسة النشر الإسلام التابعة لجماعة المدّرسين

في الحوزة العلمية - قم / 1425 ه.

*اطلالة

علي الوقف وقوانينه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تأليف : أمجد الكيلاني

خلاصة موجزة تسلّط الضوء علي الوقف ، وأهمّ قوانينه

وضوابطه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اشتملت علي ذكر موادّ القانون المدني

الإيراني الخاصّة بالوقف، ثمّ توضيح ما في كلّ مادّة - ضمن عناوين رئيسية مأخوذة

من هذه الموادّ - مشفوعاً بذكر مسائل شرعية خاصّة بالمادّة نفسها، أوردها السيّد

الإمام

الخميني قدس سره (1320 - 1409 ه) في رسالته العلمية

تحرير الوسيلة.

في بابين ، اشتمل الأوّل علي : تعريف الوقف، ثمّ بعض

أدلّة شرعيّته؛ من آيات الذكر الحكيم وأحاديث وروايات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل

بيته علهيم السلام، والثاني آشتمل علي : 37 مادّة عالجت مواضيع : العمري والرقبي

والسكني، الوقف ، عقده وأنواعه وأركانه، قبض الموقوفة وتسلّمها، إدارة الأوقاف (الولاية

علي الوقف) ، النظارة في الأوقاف ،وأُجور التولية والنظارة.

نشر : منظّمة الأوقاف والشؤون الخيرية - قم / 1383 ه.

ش.

*

تولّي الإمام .. وحدة التعيين وتعدّدية الاجتهاد.

تأليف : السيّد سعيد العذاري.

مباحث تتضّمن استقراءً لطرق تولّي الإمم ، المختلف فيها

بين المسلمين من عصر صدر الإسلام إلي يومنا هذا، من خلال المقارنة بين آراء مدرسة

أهل البيت عليهم السلام، والمدارس

الأُخري؛ اعتماداً علي أُمّهات المصادر القديمة والحديثة، والروايات المعتبرة عند

الفريقين.

في ثلاثة فصول : الأوّل : تمهيدي،

ص: 472

وتضمّن مباحث في معني الإمام والإمامة، بعض المفاهيم

المرتبط بهذ المعني ، التي قد تكون مساوقة ومرادفة له، أو واقعة في أحد مراتبه ومستوياته

العملية.

والثاني : طرق تولّي الإمام في الصدر الأوّل وتضمّن

أربعة مباحث : النصّ وضرورته، النصّ علي الإمام عليّ عليه السلام، الإثبات

الواقعي للنصّ ، والشوري، والثالث : طرق تولّي الإمام في عصر المعصومين عليهم السلام، وتضمّن

مبحثين : إمامة أهل البيت عليهم السلام، وطرق تولّي الإمام

عند المذاهب الأُخري.

نشر : مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي - قم /

1425 ه.

*

القرآن وفضائل أهل البيت عليهم السلام.

تأليف : محمّد الصالحين الأنديمشكي.

محاولة تعتمد منهج التفسير الروائي لآيات الذكر الحكيم

في جانب في جوانبه؛ فهي جمع وترتيب لِما ورد من آيات كريمة نازلة في أهل بيت العصمة

والطهارة عليهم السلام، وآثار

شريفة مفسّر للآيات بما يتعلّق بحقّهم وشأنهم عليهم السلام، بعد

استقصاء وتتّبع في كتب ومصادر التفسير والحديث والفضائل وغيرها، مرتّبة ومطبوعة في

حاشية المصحف الشريف.

مع ذكر معاني بعض الكلمات والمفردات القرآنية بما هو

مذكور في تفسير مجمع البيان، لأمين

الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفّي سنة 548 ه.

اشتمل علي اكثر من 1000 حديث ورواية، وعلي شرح وتوضيح

لأكثر من 3000 كلمة قرآنية.

نشر : منشورات «ذوي القربي» - قم / 1425 ه.

*

الحضور في زمن الغيبة.

تاليف : الشيخ حسن موسي الصفّار.

قراءة مبسّطة لموضوع الاحتفاء بليلة النصف من شعبان،

ليلة ولادة الإمام الحجّة المنتظر - عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف - والتي تعدّ الليلة

المباركة الثانية بعد ليلة القدر في الفضل والمنزلة ؛ اعتماداً علي مصادر الإماميةو

غير هم.

تتعرّض أوّلاً إلي اتّفاق المسلمين علي الإيمان بظهور

الإمام المهدي عليه السلام، ليملاً الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت

ظلماً وجوراً ، وأنّه من عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، من

ولد فاطمة عليهما السلام، ثمّ

أدلّة ولادته، ووجوده المبارك، وظيفة المؤمنين به في تحمّل مسؤولية استحضار نهجه

في عصر غيبته،

ص: 473

هموم الطائفة والتحدّيات التي تواجهها الأُمّة، التحدّي

الحضاري المعرفي وما يمكن أن يقدّمه الإسلام من حلول ومعالجات لقضايا الحياة وأزمات

العصر، المناسبات الاجتماعية العامّة، الاحتفاء بليلة النصف من شعبان ، الجذور الدينية

: إشارة أغلب المفسّرين - لأوّل سورة الدخان - إلي وجود رأي بأنّ تلك الليلة المباركة

هي ليلة النصف من شعبان، أحاديث وروايات المعصومين عليهم السلامفي

فضلها وفضل العبادة فيها، تحويل القِبلة من بيت المقدس غلي الكعبة، ولادة الإمام

الحجّة المتنظر عليه السلام فيها،ويرامج الاحتفاء بهذه الليلة : العبادية،

التوعية والإرشاد، ودَوْر العادات والتقاليد الاجتماعية في إحياء هذه المناسبة ،

والتنبيه علي بعض الممارسات الخاطئة التي تصرف - بقصد او بدونه - المعني والهدف الحقيقي

لمثل هذه المناسبات.

نشر : دار المحجّة البيضاء - بيروت / 1425 ه.

*

الحقيقة كما هي.

تأليف : جعفر الهادي.

عرض مبسّط ومختصر لعقائد وضرورات الطائفة الجعفرية الإمامية،

ومواقفها الفكرية والفقهية والجهادية؛

لتوضيح بطلان ما يثار ضدّ هذه الطائفة من اتّهامات وشبهات،

وليطّلع المسلمون علي الجوامع والفوارق بينهم، ويعرفون أنّ ما يجمعهم أكثر ممّا يفرّقهم.

صدر مؤخّراً.

*صيانة

العلوم الإسلامية ودور علم الرجال فيها.

تأليف : عبدالرسول الغفّاري.

دراسة تشتمل علي مباحث عديدة، لبيان أهميّة علم الرجال

ودوره في العلوم الإسلامية من زاوية علم الرجال.

في خمسة أبواب لكلّ منها عدّة فصول، الأوّل في ثلاثة

فصول : تعريف علم الرجال وموضوعه، وقول بعض الأخباريَين بحرمة التأليف فيه والردّ

عليهم، تطّور علم الرجال خلال أربعة عشر قرناً وأشهر مَن صنّف فيه من كلّ قرن، وحاجة

الفقيه والمحدّث إلي علم الرجال، مع الإشارة إلي الأُصول الحديثية الأربعة، والثاني

في أربعة فصول : أهمّية هذا العلم في : الحديث، الفقه والأُصول، التفسير، وفي التاريخ

، الثالث في سنّة فصول في : أصحاب الإجماع، مَن شهد له الثقات بالوَثاقة، أصحاب الأُصول

المعتمدة، أصحاب الكتب المعروضة علي

ص: 474

الإمام ، مَن وثّقه الأئمّة وأمروا بالرجوع إليه ، ومَن

لا يروي إلّا عن ثقة، الرابع في الأُصول الرجالية الخمسة، وكتابين من المتأخّرين

، والخامس في : علم الجرح والتعديل ، في ثلاثة فصول : تزكية الراوي، ذكر السبب في

الجرح والتعديل ، وتعارض الجرح والتعديل ، وخاتمة تضمّنت خمس فوائد. نشر : دار الهادي

- بيروت / 1425 ه.

*

القرآن والعقلية العربيّة.

تأليف : الشيخ نعمة هادي الساعدي.

دراسة تتناول أثر القرآن الكريم في تحرير العقلية العربية

من موروثها العقائدي والإيماني والعبادي والاجتماعي، المبني علي الأوهام والأساطير

والخرافات، وا لمتّصف بالعناد والتعصّب والتمسّك بمقّدسات الآباء والآجداد، وبلورتها

وإعدادها لدعوة إلي الإيمان باللّه ربّاً وبالإسلام شريعة، وتقبّل الدعوة الإسلامية

والاعتراف بالنبوّة، والإقرار بالحشر والمعاد.

تعرّضت في فصولها إلي ما أرّخته آيات وسور الذكر الحكيم

لأحداث تلك الفترة؛ فهي المصدر الموثوق المعتمد، فقد حكي القرآن الكريم عمّا خاضة

من

صراع فكري مع الانسان العربي في بداية الدعوة الإسلامية،

وعمّا واجهته هذه الدعوة في أيّامها الأُولي مع خصومها المشركين، وعمركة الجدل معهم،

كما حكي عن أحاسيس وأفكار ومشاعر إنسان المجتمع العربي وطبيعته، وموقف العقل العربي

من الدعوة، وآحتجاجه عليه بالأدلّة والبراهين المحكمة، وبيّن موقفه وعزمه وثباته

نم أجل تحرير هذا الإنسان من موروثه، وخلق تفكير جديد لديه في الخالق تعالي وآثاره،

وغرس عقيدة التوحيد في الفرد والمجتمع ؛ لبناء الأُمّة الإسلامية الصالحة.

نشر : دار الهدي - قم / 1424 ه.

*

المعارضة السياسية في تجربة أمير المؤمنين عليه السلام.

تأليف : عبدالزهراء عثمان محمّد.

دراسة سياسية تستلهم أحداثاً ووقائع تاريخيه جرت بعدالرسول

الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،

سعياً لتقديم تصوّر سياسي عن موقع وحقوق المعارضة في المجتمع الإسلامي، وحدود حركتها

في الواقع ، وتتناول العديد من المفاهيم : الحرية السياسية في الإسلام وحدودها، الحدود

بين المعارضة السياسية والتمرّد العسكري، والرأي والرأي الآخر،

ص: 475

الحوار السياسي، الأحزاب السياسية، الممنوع والمسموح

في المعارضة، حقوق المعارضة سياسياً ومالياً وإعلامياً وثقافياً، ومتي تكون خطراً

علي المصلحة العامّة؟

من خلال التركيز علي التجربة العملية لأمير المؤمنين

الإمام عليّ عليه السلاممع معارضيه السياسيين، أفراداً ومجموعات

منظّمة، وآستخلاص القيم والضوابط والأفكار التي ترشّحت من هذه التجربة العتيدة، التي

لم يشهد لها تاريخ المسلمين مثيلاً من حيث التسامح وآحترام الرأي الآخر، والتأسيس

لأُطروحة التعامل الإسلامي مع الاجتهادات السياسية المختلفة في المجتمع من قِبل أعلي

موقع في دنيا المسملين بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم علماً

ومكانة وتجربة وإحاطة بأسرار الرسالة الخاتمة، وعرض اللائحة القانونية لحقوق العارضة

التي بشّر بها الإمام عليه السلام، وأجراها عملياً

ما استطاع إلي ذلك سبيلاً.

اشتملت علي بداية تضمّنت : موقع الإمام كما تحدّده النصوص،

مكانة الإنسان في الشريعة الإسلامية، أرضية المعارضة في عهده عليه السلامو عوامل

نشوئها، تجربة عثمان : دكتاتورية الأرستقراطية، الثورة الشعبية ونهاية عثمان ، مبايعته

عليه السلامو هو

كاره للحكومة، البرنامج التغييري وآفاق

الإصلاح ، والخطوط العريضة لمسيرته عليه السلام في

الحكم .. ثمّ حركة المعارضة في الصدر الأوّل : عوامل نشوئها، أهدافها ، والموقف الرسمي

منها، وفي عهد الإمام عليه السلام: مفرداتها، توجّهاتها،

وموقف عليه السلاممنها.

نشر : دار الهادي - بيروت / 1424 ه.

*

الحياة الفكرية في النجف الأشرف (1921 - 1945 م).

تأليف : محمّد باقر أحمد البهادلي.

بحث لبيان طبيعة الحياة الفكرية في هذه المدينة المقدّسة

، لفترة محصورة بين سنّة 1921 - 1945 م ؛ سعياً لإعطاء صورة عن واقع تلك الحياة ،

بمقوّماتها وطبيعتها وأفكارها، في مقدّمة وخمسة فصول وخاتمة، مع ملاحق تضمّنت قوائم

لتلك الحقبة، بأسماء شعراء، وكتب مطبوعة في النجف، ووثائق وآستفتاءات ومراسلات.

المقدّمة اشتملت علي خلاصة لما ورد في فصول البحث، ووصف

لمصادره، والفصول تضمّنت : البيئة الفكرية للنجف : تسميات وموقع ونشأة المدينة ،

الوضع السياسي (1900 - 1920 ه) ، الوضع الاجتماعي والفكري ، وتركيب المجتمع والأُسر

العلمية فيها .. عوامل إزهار الحركة الفكرية : مجالس الافتاء ، الأدب،

ص: 476

والواعظ والعزاء الحسيني، والروافد العلمية وأثرها في

الوعي الفكري : التعليم الأوّلي، الصحافة ، والمكتبات، والطباعة وحركة النشر .. الفكر

الديني وآتّجاهاته : المرجعية الدينية : مفهومها، مراحلها، شخصياتها، وخصائصها، الحوزة

العلمية : مفهومها وعناصرها الأساس، وطبيعة،وأماكن الدراسة فيها ونتائجها .. فكرة

الإصلاح وآتّجاهاته، وأقسام الفكر الإصلاحي : طبيعته، مَن دعا إليه ، نتائجه، وآفاقه

.. والفكر السياسي وميدانه : النظرية السياسية، العمل الحزبي وموقف العلماء منه،

المواقف السياسية الصادرة من النجف، والأدب والسياسة الداخلية والخارجية .. أمّا

الخاتمة فتضمّنت نتائج البحث.

مصادر الكتاب عديدة متنّوعة، منها ملفّات البلاط الملكي

ووزارة الداخلية، ورسائل وبحوث متعلّقة بالموضوع.

نشر : «أحقاف» - قم / 1425 ه.

*

هذه أُصول دينك الخمسة.

تأليف : شبيب اللواتي.

كتيب يشتمل علي عرض أُصول الدين الحنيف الخمسة، بأُسلوب

مبسّط، مبني علي شكل دروس يلقيها معلّم علي طلبته، وحوارات تضمّنت أسئلة وأجوبة بينهم.

مرتّب علي ستّة أيّام : يوم السبت الدرس الأوّل في أُصول

الدين وفروعه، ولكلّ يوم بعده درس لكلّ أصل : الأحد : التوحيد ، الاثنين : العدل

، الثلاثاء : النبوّة، الأربعا : الإمامة، والخميس : المعاد.

نشر : دار الأنصار - قم / 1425 ه.

كتب

قيد التحقيق

*

مصباح السالكين.

للشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، المولود

سنة 636 ه- والمتوفّي بين السنوات 679 - 699 ه.

شرح لكتاب نهج

البلاغة الذي جمعه السيّد الشريف الرضيّ أبو الحسن محمّد ابن

الحسين بن موسي الموسوي (359 - 406 ه) خلال 17 عاماً تقريباً ، يُعدّ الكتاب الوحيد

الذي جمع بأُسلوب فريد روايات منتقاة من بليغ آثار الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي

طالب عليه السلاممن

خطب ورسائل وحِكم ، والذي وصف بأنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين .. والذي

حظي - عبر القرون ، استنساخاً وشرحاً وتعليقاً - بالعناية البالغة من قبل أعلام البلاغة

والأدب ، وحملة العلم والحديث جيلاً بعد جيل .. وتمّ شرحه

ص: 477

بشروح عديدة وألّفت عنه مؤلّفات كثيرة.

ألّفة للخواجه علاء الدين عطا الملك الجويني الوزير

(ت 680 ه) ، في خمسة مجلّدات ، فرغ منه سنة 677 ه، يعتمد الحكمة والفلسفة الإسلامية،

إضافة إلي اللغة والأدب والتاريخ، ويهدف إلي إظهار كنوز وآستكشاف رموز كلام الإمام

عليه السلام.

وهو الشرح الكبير للمؤلّف ؛ إذ له ثلاثة شروح : كبير،

متوسّط ، وصغير.

يتعرّض لذكر الخطبة أوّلاً ، ثمّ ذكر مناسبتها، ثمّ

المعني اللغوي لمفرداتها، ثمّ شرح مفصّل لموضوع ومضمون ما ورد فيها، مع بيان الأسرار

الحكمية والعرفانية التي تضمّنتها.

تقوم بتحقيقه مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث اعتماداً علي نحو 15 نسخة مخطوطة للكتاب، بعضهاكاملة وبعضها غيركاملة.

*

نخبة المقال في منتخب الأمثال.

للشيخ حبيب اللّه بن علي مدد بن رمضان الساوجي الكاشاني،

المولود في كاشان سنة 1262 ه، والمتوفّي بها سنة

1340 ه.

كتاب يضمّ مجموعة من الأمثال المعروفة المتدوالة بين

الناس ، قديماً وحديثاً ، المنثورة في الكتب الخاصّة بهذا الفنّ، وفي غيرها منا الكتب

، نثراً ونظماً، إضافة إلي مجموعة من الامثال والاشعار الفارسية؛ وبيان لمناسباتها

ومعاني مفردات ألفاظها، إضافة إلي ذكر ما يقتضيه الحال من أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال

المعصومين عليهم السلام، وخصوصاً

حِكَم وكلمات الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، التي

يتعرّض لذكرها كثيراً ..

والكتاب في مقدّمة وأبواب وخاتمة، وكلّ باب يشتمل علي

فصول مرتّبة علي حروف الهجاء، إلّا أنّه في الأمثال المبدوءة بالهمزة راعي مجموعها

مع الألف واللام وإن كان أوّلها في أصل بنية الكملة حرفاً غير الهمزة، مخالفاً في

ذلك مسلك المؤلّفين في هذا الفن؛ إذ أنّهم يراعون أصل بنية الكلمة في الترتيب الهجائي.

تقوم بتحقيقه مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث اعتماداً علي نسخة الأصل بخطّ المصنّف.

ص: 478

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.