ثراثنا المجلد 74

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1424 ه.ق

الصفحات: 426

ص: 1

محتويات العدد

* كلمة التحرير :

* النجف الأشرف حاضرة العلم والتراث.

................................................................ هيئة التحرير 7

* تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (24).

................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني 13

* عدالة الصحابة (11).

........................................................... الشيخ محمّد السند 38

* مثابرة أعلام الإمامية في حفظ وإحياء تراث الطائفة .. الشيخ الهمداني نموذجاً 125

.......................................... الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني 125

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (14).

....................................... السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سّره 216

ص: 2

* مصطلحات نحوية (23).

..................................................... السيّد علي حسن مطر 273

* من ذخائر التراث :

* الكواكب الدرّية في النصوص على إمامة خبر البرّية - للسيّد صلاح بن إبراهيم بن أحمد الحسني الزيدي ، المتوفّى أوائل القرن الثامن الهجري.

............................................. تحقيق : السيّد شهيد الخطيب 311

* من أنباء التراث :

............................................................... هيئة التحرير 407

* * *

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح» للشيخ المظفّر ، محمّد حسن بن محمّد بن عبدالله النجفي (1301 - 1375 ه) ، والذي تقوم مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بتحقيقه.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

كلمة العدد :

النجف الأشرف حاضرة العلم والتراث

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت الأيدي على القلوب طوال حكم الطاغية في العراق ، خوفاً على كلّ شيء نفيس .. أرواح الناس ، حرمة المقدّسات ، ووجود الحوزة والعلماء ، وذخائر التراث!

ورغم ذهاب عصر الطاغية بالكثير منها ، بقي الكثير والحمد لله ..

وقد بذلت المرجعية والغيارى من أهل الخير والشباب المخلص ، جهوداً لحفظ ما يمكن حفظه من مكتبات النجف ، وعدم إعطاء المبرّر للسلطة أن تضع يدها عليها ، وقاموا سرّاً بتصوير مجموعات من نفائس مخطوطاتها في أقراص ، لحفظ نسختها من عاديات الزمان!

ومع سقوط الطاغية ، تنفّست النجف ومراكز العلم الصعداء ، مع كلّ ذي روح في العراق ، وفرح الجميع بمن بقي من رجال العلم ، وما بقي تراثه الثمين ، لولا غارة أعداء الأُمّة على متحف بغداد ومكتباتها بالاِحراق والسرقة!

ص: 7

فقد احتضنت هذه المدينة العريقة ، إضافة إلى ما عُرف باسمها من أماكن مقدّسة وآثار قديمة ، وعلى مدى تاريخها المضيء ، عشرات المكتبات الخاصة والعامة ، التي حوت في رفوفها - وما زالت - أُلوف المخطوطات ومئات النفائس ، رغم أنّها تعرّضت من قديم الزمان وخاصّة في عصرنا إلى أنواع الحوادث ، وتضرّرت كثيراً أو قليلاً ..

وكنموذج لما في هذه المكتبات من نفائس نذكر فقرات بخصوص إحداها ، وهي : «خزانة الروضة الحيدرية» ، نقتطفها من مقدّمة فهرس مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية ، الذي وضعه العلامّة السيّد أحمد الحسيني ، من شأنها أن تلقي ضوءاً على وضع هذه الخزانة المهمّة ، ومثيلاتها في النجف ، علماً أنّ هذا الكلام كتب سنة 1391 ه- - 1977 م ، حينما كانت المكتبات أحسن حالاً منها اليوم ..

قال : «الخزانة العلوية ثرية بالغة الثراء بما تحويه من الأعلاق النفيسة التي لا تقدّر بثمن ، ذلك لأنّ مرقد الاِمام أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه السلام كان ولا يزال مهوى أفئدة المسلمين ، فلا يخلو في وقت من الأوقات من الوافدين لزيارته من أنحاء العالم ، وكان الملوك والعظماء والأعيان وأرباب الثراء وسائر الطبقات المختلفة يتبارون في إهداء أنفس ما يملكونه من النوادر ، وأعزّ ما يجدونه من التحف للمشهد الشريف ، ومن هنا اجتمع في خزانة المشهد مع مرور السنين المتمادية ، ما يعجز عن تقييمه حتّى الخبراء.

وفي هذه التحف الشيء الكثير من المجوهرات والآثار الباقية من الشخصيات الكبيرة ، والمصنوعات اليدوية الثمينة ، وأنواع الفرش والستائر

ص: 8

والمعلّقات والمصابيح وغيرها (1).

وبضمن هذه الخزانة الأثرية مكتبة فيها أكثر من سبعمائة وخمسين نسخة مخطوطة من القرآن الكريم ، وكتب الأدعية ، وبعض الكتب القديمة الأُخرى ، هي البقية الباقية من المكتبة الشهيرة التي عرفت عند المؤرّخين ب- : مكتبة الخزانة الغروية ، والتي وصفها بعض المؤرّخين بأنّ فيها عشرات الأُلوف من المخطوطات (2).

وليس بين أيدينا ما يحدّد بالضبط المؤسّس الأوّل لهذه الخزانة وتاريخ تأسيسها ، إلاّ أنّ الذي يقال : إنّ عضد الدولة البويهي ، المتوفّى سنة 372 ه- ، كان ممّن عني بها إلى جانب عنايته بعلماء النجف وفقهائها (3).

وربّما قيل بأنّ تاريخ تأسيسها يرجع إلى القرن الثالث أو ما بعده على الظنّ القريب (4).

ولعلّ أسبق من ذكر هذه الخزانة في مؤلّفاته هو السيّد رضي الدين علي بن طاووس الحلّي ، المتوفّى سنة 664 ه- ؛ فإنّه ذكر في عدّة موارد من كتبه بعض المصادر العتيقة التي رجع إليها مصرّحاً بأنّها توجد في الخزانة الغروية (5).

وفي سنة 755 ه- أُصيب المشهد العلوي بحريق ذهب على أثره كثير ا.

ص: 9


1- وصفت الدكتورة سعاد ماهر جانباً من المنسوجات والسِجّاد والمعادن الثمينة الموجودة في الخزانة الحيدرية في كتابها مشهد الاِمام عليّ فيالنجف وما به من الهدايا والتحف ، المطبوع في القاهرة سنة 1069 م.
2- موسوعة العتبات المقدّسة ، قسم النجف 2 / 227.
3- موسوعة العتبات المقدّسة ، قسم النجف 2 / 241.
4- موسوعة العتبات المقدّسة ، قسم النجف 2 / 217.
5- راجع كتاب الطرائف والاِقبال وفلاح السائل وغيرها.

من التحف ، وكان من جملة ما أصابه الحريق المكتبة الموجودة في الصحن الشريف ، ومن التحف النادرة التي أتى عليها الحريق المذكور مصحف في ثلاثة مجلّدات بخطّ الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام (1).

وهذا الحريق مع أنّه أتلف نفائس كبيرة الأهمّية ، إلاّ أنّه لم يأت على كلّ المكتبة ، فقد يوجد فيها الآن طائفة من الكتب أُوقفت عليها قبل هذا التاريخ ، ومن بينها كتب ابن كمونة التيأوقفت في القرن السابع الهجري.

للخزانة غرفة في الصحن الشريف وعمل لها مخازن ونضد الكتب وأصلح بعضها ، وحفظ بعمله هذا النتف الباقية من تلك الكتب النادرة (2).

وقد سعى في فهرسة هذه الخزانة اثنان من الباحثين المعاصرين هما :

1 - المغفور له الشيخ آغا بزرك الطهراني ؛ فإنّ الخزانة فتحت له في حدود سنة 1350 ه- ففهرس ما فيها من الكتب ليدرجها في كتابه القيّم الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، وهناك بعض الكتب الموجودة في الخزانة ، ولم توجد في الذريعة ، وحدّثني صديق أنّه رأى عند الشيخ أوراقاً كان يكتبها داخل الخزانة ليوزّعها بعد ذلك في كتابه ، ولكن فاته توزيع بعض الأسماء الموجودة في تلك الأوراق في موسوعته.

كما أنّنا نجد كتباً يصرّح الشيخ بأنّها توجد فى الخزانة وهي غير موجودة الآن ، وظنّنا أنّها تلفت بعد اطّلاع الشيخ على محتويات الخزانة.

2 - الدكتور حسين علي محفوظ ؛ فإنّه زار الخزانة في سنة 1377 ه- ساعات قليلة وسجّل بعض المعلومات عن مخطوطات 82 كتاباً في مجلّة معهد المخطوطات المجلّد الخامس الجزء الأوّل ص 23 - 30 بتاريخ شهر 2.

ص: 10


1- موسوعة العتبات المقدّسة ، قسم النجف 2 / 225.
2- ماضي النجف وحاضرها 1 / 152.

ذي القعدة 1378 ه- ، وصرّح بأنّه استعان بما كتبه الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة».

ومن المناسب أن نذكر نموذجين من مخطوطات النجف الأشرف : كتاب مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، وكتاب ضياء العالمين ..

وعن الأوّل قال العلاّمة الطهراني ؛ في الذريعة 21 / 54 : «للشيخ أبي الفضل علي ابن الشيخ رضي الدين أبي نصر الحسن بن أبي علي المفسّر الطبرسي ، الملقّب ب- : أمين الاِسلام الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وهو ممّا ينقل عنه في البحار ... يوجد عند الميرزا محمد علي الأُردوبادي في النجف ...». انتهى.

وقد حقّقت الكتاب ونشرته مؤسسة آل البيت : لاِحياء التراث.

صورة

ص: 11

وعن الثاني قال ؛ في الذريعة 15 / 124 : «في الاِمامة ، للشريف العدل المولى أبي الحسن بن محمد طاهر الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي ، المتوفّى حدود 1140 ... في مجلّدين في أكثر من 65000 بيت ، يوجد في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين العامّة بالنجف ، والمكتبة الجعفرية في كربلاء ، ومكتبة آل كاشف الغطاء ، والمكتبة (التسترية) ، وهو مرتّب على مقدّمة ومقصدين وخاتمة ...». انتهى.

والكتاب قيد التحقيق في مؤسسة آل البيت : لاِحياء التراث.

صورة

ص: 12

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (24)

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

دلالة حديث الغدير

قال الخصم :

بعد الوجوه التي ذكرها في مناقشة سند حديث الغدير ، والتي قد تقدّم الجواب عنها وبيان واقع الحال فيها :

«خامسها : وعلى فرض ثبوت هذه الألفاظ وصحّتها ، فإنّه لا دلالة لها على ما ذهب إليه الموسوي ...» فذكر الأُمور التالية بعين ألفاظه :

1 - «لأنّ المولى لا تأتي بمعنى الأوْلى بالتصرّف عند أهل اللّغة» ونقل عن العلاّمة الدهلوي : «أنكر أهل العربية قاطبة ...».

2 - «إنّ المولى لو كان بمعنى الأوْلى لا يلزم أن تكون صلته بالتصرّف ...».

3 - «ذِكر المحبّة والعداوة دليل صريح على ...».

4 - «قال الشيخ الدهلوي : وفي هذا الحديث دليل صريح على اجتماع الولايتين في زمانٍ واحدٍ ... وفي اجتماع التصرّفين محذورات كثيرة ...».

ص: 13

أقول :

هذا عمدة ما عندهم ، والأصل في كلام الخصم هو ابن تيمية ثمّ الدهلوي ، وسيظهر أنّ الفخر الرازي - المشكّك في الثابتات - هو المروّج لهذه الشبهات ، وسيكون بحثنا مع هؤلاء وعدادهم في العلماء ، لا مع أتباعهم الجهلاء!

ولعلّ العمدة من بين الأُمور المذكورة هو الأمر الأوّل ، فنقول :

هل أنكر اللغوّيون مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى»؟

إنّ دعوى إجماع أهل العربية قاطبة مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» لا تصدر إلاّ عن جهلٍ شديد أو من متعصّب عنيد!!

وكلام المولوي عبد العزيز الدهلوي الهندي موجود في كتابه التحفة الاثنى عشرية بالفارسية (1) ، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية ملخّصاً باسم مختصر التحفة الاثنى عشرية ، وهذا نصّ ما جاء فيه في ردّ دلالة حديث الغدير :

«أمّا الأحاديث التي تمسّك بها الشيعة على هذا المدّعى فهي اثنا عشر حديثاً :

الأوّل : حديث غدير خمّ المذكور عندهم بشأنٍ عظيم ، ويحسبونه نصّاً قطعيّاً في هذا المدّعى ، حاصله : إنّ بريدة بن الحصيب الأسلمي روى أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا نزل بغدير خمّ حين المراجعة عن حجّة الوداع - وهو موضع بين مكّة والمدينة - أخذ بيد عليّ وخاطب جماعة ن.

ص: 14


1- التحفة الاثني عشرية : 208 - 210 ، ط پاكستان.

المسلمين الحاضرين فقال :

يا معشر المسلمين! ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟! قالوا : بلى. قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.

قالت الشيعة في تقرير الاستدلال بهذا الحديث : إنّ المولى بمعنى الأوْلى بالتصرّف ؛ وكونه أوْلى بالتصرّف عين الاِمامة.

ولا يخفى : إنّ أوّل الغلط في هذا الاستدلال هو إنكار أهل العربية قاطبةً ثبوت ورود المولى بمعنى الأوْلى ، بل قالوا : لم يجىَ قطّ المفعل بمعنى أفعل في موضعٍ ومادّةٍ أصلاً ، فضلاً عن هذه المادّة بالخصوص ...» (1).

أقول :

إنّه - بغضّ النظر عمّا في هذا الكلام ، كإيهامه انفراد «بريدة بن الحصيب» برواية حديث الغدير مع أنّ رواته من الصحابة يبلغون العشرات - يدّعي إجماع أهل العربية على عدم مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ..

ونحن ننقل هنا نصوص جماعةٍ من أعيان الحديث والتفسير واللّغة ، الصريحة في مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ، في جملةٍ من أشهر كتبهم في تلك العلوم :

* قال الفخر الرازي بتفسير قوله تعالى : (هي مولاكم وبئس المصير) (2)

«وفي لفظ المولى ها هنا أقوال : أحدها ... 5.

ص: 15


1- مختصر التحفة الاثني عشرية : 179 - 180 ، ط الهند.
2- سورة الحديد 57 : 15.

والثاني : قال الكلبي : يعني : أوْلى بكم. وهو قول الزجّاج والفرّاء وأبي عبيدة ...» (1).

* وقال أبو حيّان الأندلسي بتفسير قوله تعالى : (قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون) (2) :

«... وقال الكلبي : أوْلى بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل : مالكنا وسيّدنا ، فلهذا يتصرّف كيف شاء ، فيجب الرضا بما يصدر من جهته ...» (3).

فهذا رأي «محمد بن السائب الكلبي» و «الفرّاء» و «الزجاج» و «أبي عبيدة» ..

أمّا «الكلبي» فمفسر مشهور ، توفّي سنة 146.

وأمّا «الفرّاء» فهو «أبرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللّغة وفنون الأدب» (4) ، توفّي سنة 702.

وأمّا «الزجّاج» فهو «الاِمام في العربية» (5) ، توفّي سنة 113.

وأمّا «أبو عبيدة» فهو «معمر بن المثنّى التيمي البصري اللّغوي العلاّمة الأخباري ، صاحب التصانيف ، وكان أحد أوعية العلم» (6) ، توفّي سنة 210. 9.

ص: 16


1- تفسير الرازي 29 / 227.
2- سورة التوبة 9 : 51.
3- البحر المحيط 5 / 52.
4- وفيات الأعيان 5 / 225؛ وانظر : تذكرة الحفّاظ 1 / 372 ، مرآة الجنان ، العبر ، وغيرهما.
5- تهذيب الأسماء واللّغات 2 / 170.
6- العبر : حوادث 210 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 371 ، المزهر في اللّغة 2 / 249.

* وقال الفخر الرازي : «إنّ أبا عبيدة قال في قوله تعالى : (مأواكم النار هي مولاكم) : معناه : هي أوْلى بكم ؛ وذكر هذا أيضاً : الأخفش والزجّاج وعلي بن عيسى ، واستشهدوا ببيت لبيد ...» (1).

و «الأخفش» هو «من أئمّة العربية» (2) ، توفّي سنة 512.

و «علي بن عيسى» هو «الرمّاني» : «شيخ العربية» (3) ، توفّي سنة 384.

* وقال الحسين بن أحمد الزوزني (4) بشرح بيت لبيد :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنّهمولى المخافة خلفها وأمامها

«قال ثعلب : إنّ المولى في هذا البيت بمعنى الأوْلى بالشيء ، كقوله تعالى : (مأواكم النار هي مولاكم) أي : هي الأوْلى بكم ...» (5).

وهذا رأي ثعلب ؛ قال الذهبي : العلاّمة المحدّث شيخ اللّغة والعربية (6) ، المتوفّى سنة 192.

* وقال الجوهري بشرح قول لبيد :

«يريد : إنّه أوْلى موضع أن يكون فيه الخوف» (7) ..

قال الذهبي بترجمته : «والجوهري - صاحب الصحاح : أبو نصر ».

ص: 17


1- نهاية العقول في الكلام ودراية الأُصول - مخطوط.
2- وفيات الأعيان 2 / 122 ، مرآة الجنان : حوادث 215 ، وغيرهما.
3- العبر : حوادث 384 ، وفيات الأعيان 2 / 461 ، بغية الوعاة 2 / 180.
4- قال السيوطي بترجمته في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 1 / 531 : «الحسين بن أحمد الزوزني القاضي ، أبو عبدالله ، قال عبد الغافر : إمام عصره في النحو واللّغة والعربية. مات سنة 486».
5- شرح المعلّقات السبعة : 91.
6- تذكرة الحفّاظ 2 / 666 ، تاريخ بغداد 5 / 204 ، وفيات الأعيان 1 / 84.
7- صحاح اللّغة وتاج العربية ، مادّة «ولي».

إسماعيل بن حمّاد التركي اللّغوي ، أحد أئمّة اللسان ...» (1).

ووصف السيوطي كتابه الصحاح بقوله : «فهو في كتب اللّغة نظير صحيح البخاري في كتب الحديث ، وليس المدار في الاعتماد على كثرة الجمع بل على شرط الصحّة» (2).

* وقال البغوي بتفسير الآية : (مأواكم النار هي مولاكم) :

«صاحبتكم وأوْلى بكم ؛ لِما أسلفتم من الذنوب» (3).

* وقال الزمخشري بتفسيرها :

«قيل : هي أوْلى بكم ، وأنشد بيت لبيد ...» (4).

وقال في أساس البلاغة في مادّة «ولي» :

«ومولاي : سيدي وعبدي ، ومولى من الولاية : ناصر ، وهو أوْلى به» (5).

* وقال أبو الفرج ابن الجوزي بتفسير الآية :

«قال أبو عبيدة : أي أوْلى بكم» (6).

* وقال النيسابوري :

«قيل : المراد أنّها تتوّلى أُموركم كما تولّيتم في الدنيا أعمال أهل النار. وقيل : أراد هي أوْلى بكم ؛ قال جار الله : حقيقته هي محراكم ومقمنكم ، أي مكانكم الذي يقال فيه : هو أوْلى بكم ، كما قيل : هو مئنة 7.

ص: 18


1- العبر : حوادث سنة 398 ، بغية الوعاة 1 / 446.
2- المزهر في اللّغة 1 / 62.
3- تفسير البغوي - معالم التنزيل 8 / 29.
4- الكشّاف 4 / 476. يراجع
5- أساس البلاغة ، مادّة «ولي».
6- زاد المسير في التفسير 8 / 167.

للكرم ، أي : مكان لقول القائل : إنّه لكريم» (1).

وبتفسير الآية : (والله مولاكم) (2) :

«متولّي أُموركم ، وقيل : أوْلى بكم من أنفسكم ، ونصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم» (3).

* وقال القاضي البيضاوي بتفسير الآية : (هي مولاكم) :

«هي أوْلى بكم ، كقول لبيد ... حقيقته : محراكم ، أي مكانكم الذي يقال فيه : أوْلى بكم» (4) ..

* وقال النسفي كذلك بالنصّ بتفسيرها في تفسيره الشهير (5).

* وكذا بتفسير الجلالين (6) ..

* وبتفسير أبي السعود (7).

ولا يخفى : أنّ هؤلاء أئمّة التفسير عند القوم ، وكتبهم أشهر التفاسير المعتمدة في ما بينهم ..

* واعترف بذلك كبار علماء الكلام ، كالسعد التفتازاني والعلاء القوشجي وغيرهما ؛ فقد جاء في شرح المقاصد وفي شرح التجريد ، وهما من أشهر كتبهم في العقائد ما نصّه : «ولفظ (المولى) قد يراد به : المعتق ، والحليف ، والجار ، وابن العم ، والناصر ، والأوْلى بالتصرّف .. 2.

ص: 19


1- تفسير النيسابوري - غرائب القرآن 27 / 131 ، هامش تفسير الطبري.
2- سورة التحريم 66 : 2.
3- تفسير النيسابوري 28 / 101.
4- تفسير البيضاوي - أنوار التنزيل : 716.
5- تفسير النسفي - مدارك التنزيل 4 / 226.
6- تفسير الجلالين : 716.
7- تفسير أبي السعود العمادي - هامش تفسير الرازي - 8 / 72.

قال الله تعالى : (مأواكم النار هي مولاكم) أي : أوْلى بكم ؛ ذكره أبو عبيدة.

وقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ... أي : الأوْلى بها ، والمالك لتدبير أمرها.

ومثله في الشعر كثير.

وبالجملة ، استعمال المولى بمعنى : المتولّي ، والمالك للأمر ، والأوْلى بالتصرّف ، شائع في كلام العرب ، منقول عن كثير من أئمّة اللّغة. والمراد : إنّه اسم لهذا المعنى لا أنّه صفة بمنزلة الأوْلى ، ليعترض بأنّه ليس من صيغة أفعل التفضيل وأنّه لا يستعمل استعماله» (1).

أقول :

وفي هذا الكلام فوائد :

1 - مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» في الكتاب والسُنّة الصحيحة والشعر الكثير.

2 - إنّه منقول عن كثير من أئمّة اللّغة.

3 - عدم ورود الاعتراض بأنّ «المولى» لا يستعمل استعمال «الأوْلى».

وقد أشار التفتازاني والقوشجي بذلك إلى اعتراض الفخر الرازي على تلك الاستعمالات الفصيحة الشائعة ، بأنّه إذا كان «المولى» يجيء بمعنى «الأوْلى» ، فلماذا لا يصحّ أن يقال : «فلان مولى منك» بدلاً من : «أوْلى منك»؟! 3.

ص: 20


1- شرح المقاصد 2 / 290 ، شرح التجريد : 363.

هذا الاعتراض الذي أخذه الدهلوي ، وقلّده الجهلة ، في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير ، طرحه الرازي بتفسير (هي مولاكم) ؛ إذ قال - بعد ذكر قول أئمّة اللّغة بأنّ المعنى : «أوْلى بكم» :

«واعلم أنّ هذا الذي قالوه معنىً وليس بتفسيرٍ للّفظ ؛ لأنّه لو كان «مولى» و «أولى» بمعنى واحد في اللّغة ، لصحّ استعمال كلّ واحد منهما في مكان الآخر ، فكان يجب أن يصحّ أن يقال : هذا مولى من فلان ، كما يقال : هذا أوْلى من فلان ... ولمّا بطل ذلك ، علمنا أنّ الذي قالوه معنىً وليس بتفسير» (1).

ولكنّه في كتاب نهاية العقول عدل عن ذلك ؛ إذ قال : «إنّ المولى لو كان يجيء بمعنى الأوْلى لصحّ أنْ يقرن بأحدهما كلّ ما يصحّ قرنه بالآخر ، لكنّه ليس كذلك ، فامتنع كون المولى بمعنى الأوْلى ... إنّه لا يقال : هو مولى من فلان ، كما يقال : هو أوْلى من فلان ...» ثمّ قال في نهاية كلامه : «وهذا الوجه فيه نظر مذكور في الأُصول» (2).

والنيسابوري - الذي تبع الرازي في كثير من المواضع - قال هنا : بأنّ في ما ذكره بحثاً لا يخفى (3).

أقول :

وجه النظر والبحث : وجود موارد كثيرة من المترادفين لا يجوز في اللّغة قيام أحدهما مقام الآخر ، وأنّ بينهما فروقاً عديدة .. ي.

ص: 21


1- تفسير الرازي 29 / 227 - 228.
2- نهاية العقول - مخطوط.
3- تفسير النيسابوري 27 / 97 ، هامش تفسير الطبري.

مثلاً : مدلول «حتّى» و «إلى» هو الغاية ، إلاّ أنّ الثاني يدخل على الضمير دون الأوّل.

و : مدلول «الواو» و «حتّى» العاطفتين واحد ، لكنّ بينهما فروقاً ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب.

وكذا الحال في «إلاّ» و «غير» ، و «هل» و «الهمزة» الاستفهاميّتين ، كما في الأشباه والنظائر لجلال الدين السيوطي.

حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت أوْلى به ...» :

هذا ، وقد ورد حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت أوْلى به من نفسه ...» في بعض المصادر المعتبرة ، وهذا أيضاً من جملة مثبتات مجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ..

فقد أخرج الطبراني ، بإسناده عن زيد بن أرقم : «ثمّ أخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال : مَن كنت أوْلى به من نفسه فعليّ وليّه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» (1).

حديث الغدير بلفظ : «مَن كنت وليّه فعليٌّ وليّه ...» :

وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجة والطبري والحاكم والذهبي وابن كثير وغيرهم ، بأسانيد صحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوم غدير خمّ : «مَن كنت وليّه فهذا وليّه» (2). 9.

ص: 22


1- المعجم الكبير 5 / 186 مسند زيد بن أرقم.
2- مسند أحمد 5 / 350 ، 358 ، 361 ، الخصائص : 93 - 94 ، 101 ، 103 ، سُنن ابن ماجة 1 / 43 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 109 ، كنز العمّال 13 / 104 ، 105 ، 135 ، تاريخ ابن كثير 5 / 209.

وتلخص :

إنّ «المولى» يجيء بمعنى «الأوْلى». وقد اعترف بذلك أئمّة القوم في التفسير والحديث والكلام واللّغة والأدب ، وذكروا لذلك شواهد من الكتاب والسُنّة والشعر ... فسقط الاِشكال على دلالة حديث الغدير من جهة تفسير «المولى» فيه ب- : «الأوْلى» ، وظهر كذب دعوى إجماع أهل العربية على عدم مجيء مفعل بمعنى أفعل في شيء من المواد فضلاً عن هذه المادّة!

بل لقد ثبت ورود حديث الغدير بنفس لفظة «الأوْلى» بأسانيد القوم في كتبهم المعتبرة.

ما الدليل على كون صلة «الأوْلى» هو «بالتصرّف»؟

ثمّ إنّهم بعدما اضطرّوا إلى التسليم والاعتراف بمجيء «المولى» بمعنى «الأوْلى» ، جعلوا يطالبون بالدليل على كون صلة «الأوْلى» هو «بالتصرّف» ، وإنّه لماذا لا تكون الصلة «بالمحبّة» مثلاً؟

فنقول :

أوّلاً : قد ثبت أنّ «المولى» يجيء بمعنى «المتصرّف في الأمر» ؛ فقد ذكر الرازي بتفسير قوله تعالى : (واعتصموا بالله هو مولاكم) (1) : «... هو مولاكم : سيّدكم والمتصرّف فيكم ...» (2).4.

ص: 23


1- سورة الحجّ 22 : 78.
2- تفسير الرازي 23 / 74.

وقال النيسابوري بتفسير الآية : (ثمّ رُدّوا إلى اللهِ مولاهُمُ الحقّ) (1) : «والمعنى : إنّهم كانوا في الدنيا تحت تصرّفات الموالي الباطلة ، وهي النفس والشهوة والغضب ، فلمّا ماتوا تخلّصوا إلى تصرّفات مولاهم الحقّ» (2).

وثانياً : قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «متولّي الأمر» (3) ، ولا فرق بين «المتولّي» و «المتصرّف» كما لا يخفى.

ونكتفي بعبارة الفخر الرازي بتفسير قوله تعالى : (أنت مولانا فانْصُرنا على القوم الكافرين) (4) ، قال : «وفي قوله : (أنت مولانا) ، فائدة أُخرى ، وذلك : إنّ هذه الكلمة تدلّ على نهاية الخضوع والتذلّل والاعتراف بأنّه سبحانه هو المتولّي لكلّ نعمة يصلون إليها ، وهو المعطي لكلّ مكرمة يفوزون بها ، فلا جرم أظهروا عند الدعاء أنّهم في كونهم متّكلين على فضله وإحسانه ، بمنزلة الطفل الذي لا تتمّ مصلحته إلاّ بتدبير قيّمه ، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهمّاته إلاّ بإصلاح مولاه ، فهو سبحانه قيّوم السماوات والأرض والقائم بإصلاح مهمّات الكلّ ، وهو المتولّي في الحقيقة للكلّ على ما قال ، (نعم المولى ونعم النصير) (5)» (6). 1.

ص: 24


1- سورة الأنعام 6 : 62.
2- تفسير النيسابوري 7 / 128 ، وانظر : تفسير الفخر الرازي 13 / 17 - 18.
3- الكشّاف 1 / 333 ، تفسير البيضاوي : 716 ، تفسير النسفي 1 / 144 ، البحر المحيط 5 / 52 ، تفسير النيسابوري 3 / 113 ، تفسير الجلالين : 66 ، تفسير أبي السعود - على هامش تفسير الرازي - 8 / 73.
4- سورة البقرة 2 : 286.
5- سورة الأنفال 8 : 40.
6- تفسير الرازي 7 / 161.

وثالثاً : قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «المليك» ، وهل «المليك» إلاّ «المتصرّف في الأُمور»؟!

لقد نصَّ على مجيء «المولى» بالمعنى المذكور البخاري في كتاب التفسير ؛ قال : «باب (ولكلٍّ جعلنا موالي ممّا ترك الوالدان والأقربون والّذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبَهم إنّ الله كان على كلِّ شيءٍ شهيداً) (1) : وقال معمر : موالي : أولياء ، ورثة. عاقد أيمانكم : هو مولى اليمين ، وهو الحليف. والمولى أيضاً : ابن العم ، والمولى : المنعم المعتق ، والمولى : المعتق ، والمولى : المليك ، والمولى : مولىً في الدين» (2) ..

فالمولى يجيء بمعنى «المليك».

قال العيني والقسطلاني في شرحيهما على صحيح البخاري : «المولى : المليك ؛ لأنّه يلي أُمور الناس».

ورابعاً : قد ثبت مجيء «المولى» بمعنى «السيّد» ، ومن الواضح أنّ «الاِمام» و «الرئيس» و «ولي الأمر» هو : «السيّد» المطلق.

وخامساً : إنّ صلة «الأوْلى» هي لفظة «التصرّف» أو نحوها من الألفاظ الدالّة على وجوب الاِطاعة والامتثال والانقياد ... ممّا هو مقتضى الولاية العامّة ، ولقد فهم الشيخان أبو بكر وعمر من لفظ حديث الغدير الأولويّة «بالاتّباع والقرب» كما اعترف بذلك ابن حجر المكّي في مقام الجواب عن حديث الغدير ؛ إذ قال :

«سلّمنا إنّه (أوْلى) لكنْ لا نسلّم أنّ المراد أنّه أولى بالاِمامة ، بل ا.

ص: 25


1- سورة النساء 4 : 33.
2- تفسير ابن كثير 2 / 309 ، الكشّاف 1 / 333 ، تهذيب الأسماء واللّغات 4 / 196 ، النهاية - لابن الأثير : مادّة «ولي» ، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 568 ، وغيرها.

بالاتّباع والقرب منه ، فهو كقوله تعالى : (إنّ أوْلى الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه) ، ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال ، بل هو واقع إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر ، وناهيك بهما في الحديث ، فإنّهما لمّا سمعاه قالا له : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني ..

وأخرج أيضاً أنّه قيل لعمر : إنّك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحدٍ من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه [وآله]؟ فقال : إنّه مولاي» (1).

ولقد فُسّر «المولى» في قوله تعالى : (ولكلٍّ جعلنا موالي ...) ب- : «الوارث الأوْلى» ضمن وجوهٍ عديدة ؛ قال الرازي : «وكلّ هذه الوجوه حسنة محتملة» (2).

وسادساً : إنّه قد جوّز غير واحدٍ من كبار علماء القوم أن يكون «بالتصرّف» صلة للفظة «الأوْلى» ، إلاّ أنّهم توهّموا أن ذلك يستلزم أن يكون الاِمام عليه السلام متصرّفاً في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ فقال القاري بشرح حديث الغدير : «في شرح المصابيح للقاضي : قالت الشيعة : المولى هو المتصرّف ، وقالوا : معنى الحديث أنّ عليّاً رضي الله عنه يستحقّ التصرّف في كلّ ما يستحقّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم التصرّف فيه ، من ذلك أُمور المؤمنين ، فيكون إمامهم. قال الطيّبي : لا يستقيم أن يحمل الولاية على الاِمامة التي هي التصرّف في أُمور المؤمنين ؛ لأنّ المتصرّف المستقلّ في حياته صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم هو لا غير ، فيجب أن يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام 8.

ص: 26


1- الصواعق المحرقة : 26.
2- تفسير الرازي 10 / 88.

ونحوهما» (1).

أقول :

وحاصل هذا الكلام : وجود المقتضي لأن تكون الصلة «بالتصرّف» ، بل إنّ الحديث ظاهر في ذلك ، وهذا هو المطلوب ، لكنّ استقلال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتصرّف مانع من الأخذ بالظاهر ؛ قال : «فيجب أن يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما». وسيأتي الجواب عن هذا.

وهل ذكر المحبّة والعداوة دليل على الحمل المذكور؟

وقد يُدّعى أنّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذيل الحديث : «اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ...» دليل على عدم إرادة «الأوْلى بالتصرّف» من «المولى» ، وعلى هذا «فيجب أنْ يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما».

فنقول :

أوّلاً : هذا الاستدلال ممّن يقلِّد ابن تيميّة في أباطيله عجيبٌ للغاية ، وذلك لأنّ ابن تيمية يكذّب بهذه الفقرة من حديث الغدير ؛ إذ يقول (2) في وجوه الجواب عنه : «الوجه الخامس : إنّ هذا اللفظ - وهو قوله : «اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» - كذبٌ باتّفاق أهل المعرفة بالحديث ...» (3). بن

ص: 27


1- المرقاة في شرح المشكاة 5 / 568.
2- منهاج السُنّة 4 / 16 الطبعة القديمة.
3- لكنّ الفقرة هذه ثابتة بالأسانيد المعتبرة على أُصولهم؛ راجع : مسند أحمد بن

وقد عرفت الكاذب!!

وثانياً : إنّ في جملةٍ من ألفاظ هذا الدعاء في حديث الغدير كلمة «والِ من والاه ...» وكلمة «أحب من أحبّه ...» معاً ، وهذا من الشواهد على أنّ «المولى» وكذا «والِ من ولاه» ليس بمعنى «المحبّة» وإلاّ لزم عطف الشيء على نفسه ..

قال ابن كثير «قال الطبراني : ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان المديني سنة 290 ، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ...

ورواه أبو العباس ابن عقدة الحافظ الشيعي ، عن الحسن بن علي بن عفّان العامري ، عن عبيدالله بن موسى ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن بثيع ، قالوا : سمعنا عليّاً يقول في الرحبة : فذكر نحوه. فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله.

قال أبو إسحاق - حين فرغ من هذا الحديث : : يا أبا بكر! أيّ أشياخ هم؟» (1).

ورواه المتّقي عن البزّار وابن جرير والخلعي في الخلعيّات ، وقال : قال الهيثمي : رجال إسناده ثقاة. قال ابن حجر : ولكنّهم شيعة» (2). 8.

ص: 28


1- البداية والنهاية 7 / 348.
2- كنز العمّال 13 / 158.

وثالثاً : إنّه قد استبعد بعض أكابر القوم هذا الحمل ، كالحافظ محبّ الدين الطبري الشافعي ؛ إذ قال : «قد حكى الهروي عن أبي العباس : إنّ معنى الحديث : من أحبّني ويتولاّني فليحبَّ عليّاً وليتولّه.

وفيه عندي بُعد ؛ إذ كان قياسه على هذا التقدير أن يقول : من كان مولاي فهو مولى عليّ ، ويكون المولى ضدّ العدو ، فلمّا كان الاِسناد في اللفظ على العكس بعُد هذا المعنى ...» (1).

ورابعاً : إنّ قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «اللّهمّ والِ من والاه ...» دعاء دعا به بعد الفراغ من الخطبة ، ولو كانت لفظة «المولى» بحاجةٍ إلى تبيين ، فإنّ الجملة السابقة على «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ، وهي : «ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟!» أو : «ألست أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟!» وخاصّةً ما اشتمل من ألفاظ الحديث على «فاء» التفريع ؛ إذ قال : «فمن كنت مولاه ...» ، هي القرينة المعيّنة للمعنى والرافعة للاِبهام المزعوم في الكلام.

ومن رواة تلك المقدّمة في حديث الغدير :

أحمد بن حنبل ، وأبو عبد الرحمن النسائي ، وأبو عبد الله ابن ماجة ، وأبو بكر البزّار ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو جعفر الطبري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو موسى المديني ، وأبو العباس الطبري ، وابن كثير الدمشقي ..

وقد أشار النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيها إلى قوله تعالى : (النبيّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ...) (2) ، الذي نصّ المفسّرون على6.

ص: 29


1- الرياض النضرة في مناقب العشرة 1 / 205.
2- سورة الأحزاب 33 : 6.

دلالته على أولويّة النبيّ بالمؤمنين من أنفسهم في التصرّف (1).

ومن رواة حديث الغدير «بفاء التفريع» : أحمد والنسائي وابن كثير عن أبي يعلى والحسن بن سفيان ، والمتّقي عن ابن جرير والمحاملي والطبراني (2).

وصاحب التحفة الاثنا عشرية ، الذي قلّده الخصم ، قد روى الحديث بهذا اللفظ ، كما تقدّم.

وخامساً : إنّه قد ورد في بعض ألفاظ الحديث كلمة : «بعدي» مع تهنئة عمر بن الخطّاب ..

قال ابن كثير : «قال عبد الرزّاق : أنا معمر ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : نزلنا مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عند غدير خم ، فبعث منادياً ينادي ، فلمّا اجتمعنا ، قال : ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟! قلنا : بلى يا رسول الله! قال : ألست؟ ألست؟ قلنا : بلى يا رسول الله! قال : من كنت مولاه فإنّ عليّاً بعدي مولاه ، اللّهمّ والِ من ولاه وعادِ من عاداه.

فقال عمر بن الخطّاب : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن» (3).

فلو كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أراد «المحبّة» لَما كان للتقييد 9.

ص: 30


1- انظر : تفسير البغوي 5 / 191 هامش تفسير الخازن ، الكشّاف 3 / 523 ، تفسير البيضاوي : 552 ، تفسير النسفي 3 / 294 ، تفسير النيسابوري 21 / 77 - 78 هامش تفسير الطبري ، تفسير الجلالين : 552 ، إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 7 / 280 كتاب التفسير ، الدرّ المنثور 5 / 182.
2- مسند أحمد 4 / 281 ، 368 ، الخصائص : 95 ، البداية والنهاية 7 / 210 ، كنز العمّال 15 / 91 ، 92 ، 122 - 123 ، وغيرها.
3- البداية والنهاية 7 / 349.

بقوله : «بعدي» وجه ، ولَما صحّ لعمر أن يقول : «أصبحت اليوم ...».

وسادساً : إنّه لو كان المراد هو «المحبّة» فأيّ معنىً لقول بعض الصحابة - لمّا سمع عليّاً عليه السلام يناشدهم حديث الغدير : : «فخرجت وفي نفسي شيء»؟!

أخرج أحمد بإسناده عن أبي الطفيل : «فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً ، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : إنّي سمعت عليّاً يقول كذا وكذا. قال : فما تنكر؟! قد سمعت رسول الله يقول ذلك له» (1).

وأخرجه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل (2).

وسابعاً : إنّه لو كان المراد «المحبّة» فلماذا سلّم أبو أيوب وجماعته على الاِمام بالولاية ، استناداً إلى ما سمعوه من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم ؛ ورواه الأئمّة بالأسانيد الصحيحة :

«جاء رهط إلى عليّ بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا. قال : وكيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فهذا مولاه.

قال : فلمّا مضوا تبعتهم وسألت من هم؟

قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري» (3).

وهكذا .. القرائن والقضايا الأُخرى التي ذكرناها سابقاً ، والتي لم نذكرها ، كنزول الآية : (يا أيّها الرسول بلّغ ...) (4) قبل الخطبة ، ونزول ،

ص: 31


1- البداية والنهاية 7 / 346.
2- خصائص عليّ : 100.
3- مسند أحمد 5 / 419 ، المعجم الكبير 4 / 173 ، الرياض النضرة 2 / 222 ، البداية والنهاية 7 / 347 - 348 ، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 574.
4- ونزولها في يوم الغدير رواه كلٌّ من : ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ،

الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم ...) (1) بعد الخطبة ، ونزول : (سأل سائل بعذاب واقع ...) (2) لمّا اعترض الأعرابي على الخطبة ..

وكقضيّة مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الصحابة بحديث الغدير (3) ، وشعر حسّان بن ثابت في ذلك اليوم (4) ، وشعر قيس بن سعد ابن عبادة (5) ... وغيرها.

وبقي محذور اجتماع التصرّفين :

وهو ما أشار إليه شرّاح الحديث وعلماء الكلام ، من أنّ الأخذ بظاهر حديث الغدير يستلزم القول باجتماع الولايتين في آنٍ واحد ، «وفي اجتماع التصرّفين محذورات كثيرة» ، والحال أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم 6.

ص: 32


1- ونزولها في يوم الغدير رواه كلٌّ من : ابن مردويه ، وأبو نعيم ، وجماعة آخرون .. وقد تقدّم الكلام عنها في الحلقة (12) المنشورة في العدد (55 - 56) من تراثنا الصادر سنة 1419 ه- ؛ وللتفصيل راجع : نفحات الأزهار 8 / 261 - 287.
2- ونزولها في القصّة رواه جماعة من المفسّرين والمحدّثين .. وقد تقدّم البحث عنها في الحلقة (13) المنشورة في العدد (57) من تراثنا الصادر سنة 1420 ه- ؛ وللتفصيل راجع : نفحات الأزهار 8 / 325 - 381.
3- من رواة المناشدة : عبد الرزّاق ، أحمد ، البزّار ، النسائي ، أبو يعلى ، الطبراني ، الخطيب ، ابن الأثير ، ابن كثير ، ابن حجر العسقلاني ، السمهودي ، السيوطي ، وغيرهم؛ راجع : نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار 8 / 7 - 37.
4- من رواة شعر حسّان : ابن مردويه ، أبو نعيم ، سبط ابن الجوزي ، السيوطي ، وجماعة؛ راجع : نفحات الأزهار 8 / 290 - 309.
5- راجع : نفحات الأزهار 8 / 313 - 316.

هو وحده الأوْلى بالتصرّف ما دام حيّاً ..

وهذه الشبهة أهون الشُبه في المسألة ؛ وذلك لأنّا نقول بثبوت الولاية للاِمام عليه السلام في حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على حدّ ولايته ، كما هو مقتضى حديث الغدير وغيره ، وليس في «اجتماع الولايتين» أيّ محذور ، نعم ، في «اجتماع التصرّفين» محاذير - كما ذكر صاحب التحفة وغيره - لكنّ هذا إن كان هناك تصرّف ، ولا ينبغي الخلط بين «الولاية» و «التصرّف» ؛ لأنّ ثبوت الولاية لا يستلزم فعلية التصرّف ، على أنّ محذور اجتماع التصرّفين إنّما هو في حال كون تصرّفه عليه السلام على خلاف إرادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا ما لم يتّفق صدوره منه ، لا في حياته ولا بعد وفاته.

وهكذا تندفع الشبهات - التي أوردها المعتزلة على حديث الغدير ، وأخذها منهم الفخر الرازي ، ثمّ تبعه عليها المتكلّمون والمحدّثون الكبار - على الاحتجاج بحديث الغدير المتواتر سنداً ، والثابت دلالةً .. والتي ردّ عليها علماؤنا في مختلف الأدوار.

ويرى القارىَ الكريم أنّا لم ننقل إلاّ عن كتب القوم ، ولم نعتمد إلاّعلى أعلام علمائهم .. في التفسير والحديث واللّغة.

ولا بُدّ من التنبيه على أنّ ما أوردناه في حديث الغدير ملخّص من كتابنا الكبير (1) ، فمن شاء المزيد فليرجع إليه .. والله ولي الهداية.

* * * 9.

ص: 33


1- نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - في الردّ على التحفة الاثنى عشرية - قسم حديث الغدير ، الأجزاء 6 - 9.

المراجعة (62 - 64)

أربعون نصاً

قال السيّد :

«عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السُنّة صحاح متواترة ، من طريق العترة الطاهرة ، نتلو عليك منها أربعين حديثاً» ..

وقال - رحمه الله - بعد ذكرها :

«إنّما أوردنا هذه النصوص لتحيطوا بها علماً ، وقد رغبتم إلينا في ذلك».

أقول :

ولأنّ ما تصادق عليه الطرفان ، وتوافق عليه الفريقان ، حجّةٌ على الكلّ ، ولا محيص عن الأخذ به واتّباعه ..

ولأنّ بعض الجهلة قد توهّموا أنّ الاِمامية في إثبات إمامة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام عيالٌ على أهل السُنّة ، وليس لهم رواية ولا كتاب يستندون إليه في عقائدهم ، والحال أنَّ استدلال علمائنا بكتب أهل السُنّة إنّما هو من باب الاِلزام لهم ؛ عملاً بقاعدة المناظرة ، وإلاّ فإنّ المذهب الحقّ في أُصوله وفروعه في غنىً بالكتاب والسُنّة الثابتة من طريق العترة الطاهرة عن أيّ كتاب أو رواية من سائر الفرق .. ولذا خاطب السيّد أهل السُنّة بقوله :

«وحسبنا حجّةً عليكم ما أسلفناه من صحاحكم».

ص: 34

فقيل :

«إنّ الأحاديث الأربعين التي أوردها الموسوي كلّها أحاديث هالكة وموضوعة باتّفاق أهل العلم بالحديث ، وما هي إلاّ بعض ما وضعه الرافضة من أحاديث نصرةً لمذهبهم وتأييداً لباطلهم ، والدليل على ذلك من وجوه :

الأوّل : إنّها أحاديث لا سند لها صحيح ، ونحن نطالب أتباع الموسوي إثبات صحّة إسناد هذه الأحاديث ، فإنّهم قوم لا يعرفون الاِسناد وأجهل الناس به.

الثاني : إنّها أحاديث لا يعرفها أهل العلم بالحديث ، ولم يخرجوها في كتبهم ، لا الصحاح ولا الكتب الستّة ولا المسانيد.

الثالث : إنّها من رواية كذّابٍ قد حكم عليه الموسوي بأنّه صدوق ؛ لأنّه على عقيدته ومذهبه.

والقمّي إنّما هو أحد أعلام الرافضة الّذين اتّفق أهل العلم على ردّ روايتهم ؛ لأنّهم أصحاب بدعة كفريّة ، ولأنّهم يستحلّون الكذب نصرةً لمذهبهم ، كما سبق بيانه في الجزء الأوّل من كتابنا ، فكيف تقبل هذه الأحاديث وهي من مرويّاته؟

والقمّي هذا إنّما هو من سلالة القمّيّين الروافض الّذين لقبّوا أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطّاب بلقب بابا شجاع الدين ، واخترعوا له عيداً سمّوه : عيد بابا شجاع الدين ، وهو اليوم التاسع من ربيع الأوّل بزعمهم ..

وأوّل من نادى بهذا اليوم عيداً هو أحمد بن إسحاق بن عبدالله بن سعد القمّي الأحوص ، شيخ الشيعة القمّيّين ، وأطلق عليه يوم العيد الأكبر

ص: 35

ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية. انظر : ص 908 - 209 من مختصر التحفة الاثني عشرية.

والقمّي هذا إنّما هو من أحفاد الشريف القمّي الذي والى التتار ، ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار المسلمين. انظر : البداية والنهاية 14 / 9».

أقول :

هذا كلام من لا يعقل ما يتفوّه به ... فقد ذكر السيّد - رحمه الله - أنّ : «عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل السُنّة صحاح متواترة ، من طريق العترة الطاهرة ، نتلو عليك منها أربعين حديثاً» ..

فهذه النصوص :

أوّلاً : لا يعرفها أهل السُنّة ؛ فالردّ عليه بأنّها : «أحاديث لا يعرفها أهل العلم بالحديث» ما معناه؟!!

وثانياً : هي متواترة في معناها ، وهذه الأربعون طرفٌ منها ؛ فما معنى المطالبة بصحّة الأسانيد؟!

وأمّا دعوى أنّ : «أهل العلم بالحديث» هم «أهل السُنّة» والشيعة «قوم لا يعرفون الاِسناد وأجهل الناس به» ، فهي في الأصل من ابن تيميّة على غرار سائر أكاذيبه ودعاويه الفارغة وافتراءاته الفاضحة.

وأمّا تهجّمات هذا المقلّد المفتري على علماء الشيعة - وخاصّةً القمّيّين منهم - فهي دليلٌ آخر على عجزه عن الجواب العلمي ، وجهله بآداب البحث وقوانين المناظرة.

وأمّا رميه الشيخ ابن بابويه القمّي الملقّب ب- : «الصدوق» بالكذب ، فمن آيات نصبه العداء للنبيّ وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام.

ص: 36

وإنّ من أقبح أباطيل هذا الرجل وأوضح أكاذيبه قوله : «والقمّي هذا إنّما هو من أحفاد الشريف القمّي الذي والى التتار ووقف بجانبهم يوم غزوهم ديار المسلمين» ..

ففي أيّ سنة كان غزو التتار ديار المسلمين؟

ومَن هو «الشريف القمّي» الذي والاهم؟

وكيف يكون الصدوق القمّي المتوفّى سنة 381 ه- من أحفاده؟

فليجب المغفّلون الجهلة عن هذه الأسئلة!!

للبحث صلة ...

ص: 37

عدالة الصحابة (11)

الشيخ محمد السند

محطّة الفتوحات الاِسلامية

لتي وقعت على يد الخلفاء الثلاثة

وهو الأمر الثاني ممّا يتّصل بالخلاف في عدالة الصحابة ..

إنّ من الأُمور التي تسترعي اهتمام كلّ مؤمن ومسلم هو حال الدين الاِسلامي من حيث الانتشار في بلاد الأرض من جهة ، وحاله من حيث إقامة أحكامه ومعالمه في البلدان الاِسلامية نفسها من جهة أُخرى ..

فلماذا لم ينتشر في كلّ أو سائر أرجاء الكرة الأرضية؟! ولماذا لايقام الحكم العادل القويم للدين الاِسلامي بتمام أركانه وأُصوله وسائر جوانبه؟! إذ لم يقم حكم العدل منذ عهد النبيّ صلى الله عليه وآله إلى الآن ، سوى خمس سنين ، هي مدّة حكومة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، مع مواجهته للعديد من الموانع التي خلّفتها السنن الجائرة التي شيّدها مَن سبقه في الخلافة.

فهذان السؤالان يتحرّى كلّ طالب للحقيقة ، وكلّ ذي وجدان وضمير

ص: 38

ديني الجواب عنهما ، فلماذا لا تنعم البشرية جمعاً بربيع الاِسلام؟! ولماذا لا ينعم المسلمون بجميع ثمار الدين؟!

وتقف بنت المصطفى - صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما - مجيبة الأجيال عن السبب في ذلك ، وترسم لنا موطن العجز الذي أصاب المسلمين وبسببه لم يتمكّنوا من نيل هذه المنى ..

هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الدين قد بدأ وتولّد في المشيئة الاِلهية برعاية سيّد النبيّين صلى الله عليه وآله وجهود عليّ عليه السلام ، وببركتهما ترعرع وبني صرح نظام المسلمين ، ملّةً ومجتمعاً ودولةً ، كما قال صلّى الله عليه وآله وسلم لعليّ : «إنّي وأنت أبوا هذه الأُمّة ، فمن عقّنا فلعنه الله عليه ، ألا وإنّي وأنت موليا هذه الأُمّة ، فعلى من أبق عنّا لعنة الله ، ألا وإنّي وأنت أجيرا هذه الأُمّة ، فمن ظلمنا أُجرتنا فلعنة الله عليه» (1).

وقال صلى الله عليه وآله : «أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة ، ولَحقّنا عليهم أعظم من حقّ أبوي ولادتهم ؛ فإنّا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار» (2).

وقالت فاطمة عليها السلام : «أبوا هذه الأُمّة : محمد وعليّ ، يقيمان أودهم وينقذانهم من العذاب الدائم إن اطاعوهما ، ويبيعانهم النعيم الدائم إن وافقوهما» (3) ..

كما يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً الوعد الاِلهي : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِه 3.

ص: 39


1- بحار الأنوار 40 / 45 ، عن روضة الكافي والفضائل - لابن شاذان -.
2- بحار الأنوار 23 / 259 ح 23.
3- بحار الأنوار 23 / 259 ح 23.

المشركون) (1).

وقوله تعالى : (أمّن يُجيبُ المضْطَرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوءَ ويجعَلُكم خلفاءَ الأرض) (2).

وقوله : (ونُريدُ أن نَمُنّ على الّذين استُضْعِفوا في الأرض ونجعَلَهم أئمّةً ونجعَلَهم الوارثينَ * ونُمكّنَ لهم في الأرض) (3).

هذا الوعد الاِلهي الذي روى الفريقان متواتراً أنّه سينجزه الباري تعالى على يد المهدي من ولد فاطمة عليها السلام ، وهو من أهل البيت عليهم السلام ، فالدين قد بدأ بهم ، وآخره مآلاً يطبق على الأرجاء بهم أيضاً ، إلاّ أنّ السؤالين المتقدّمين يطرحان بشأن الحقب المتوسطة بين البداية والنهاية.

ونكاد نلمس الاِجابة في قول فاطمة عليها السلام في خطبتها على رؤوس المسلمين أيام السقيفة :

«وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ... فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد ، بعد اللتيا واللتي ، وبعد أن مُني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، (كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) (4) ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفىَ حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ، ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، 4.

ص: 40


1- سورة الصفّ 61 : 9.
2- سورة النمل 27 : 62.
3- سورة القصص 28 : 6.
4- سورة المائدة 5 : 64.

وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون فاكهون آمنون ، تتربّصون بنا الدوائر ، وتتوكّفون الأخبار ، وتنكصون عند النزال ، وتفرّون من القتال ..

فلمّا اختار الله لنبيّه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ، ظهرت فيكم حسيكة النفاق ، وسمُل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقلّين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر ...

هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، والرسول لمّا يُقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة؟! (ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين) (1) ...

حتّى إذا دارت بنا رحى الاِسلام ، ودرّ حلب الأيام ، وخضعت نعرة الشرك ، وسكنت فورة الاِفك ، وخمدت نيران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق نظام الدين ، فأنّى جرتم بعد البيان؟! وأسررتم بعد الاِعلان؟! وأشركتم بعد الاِيمان؟! بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم ...

ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض ، وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض ... ألا وقد قلت ما قلت على معرفة منّي بالخذلة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ...» (2).

وقالت في خطبتها الأُخرى :

«ويحهم! أنّى زعزعوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوّة والدلالة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبين بأُمور الدنيا والدين؟! (ألا ذلك هو الخسران المبين) (3) .. 5.

ص: 41


1- سورة التوبة 9 : 49.
2- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 4 / 78 - 94.
3- سورة الزمر 39 : 15.

وما الذي نقموا من أبي الحسن؟! نقموا منه والله نكير سيفه ، وقلّة مبالاته بحتفه ، وشدّة وطأته ونكال وقعته ، وتنّمره في ذات الله ، وتالله لومالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة ، لردّهم إليها ، ولحملهم عليها ، ولسار بهم سيراً سجحاً ، لا يُكلم خشاشه ، ولا يكلّ سائره ، ولا يملّ راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً فضفاضاً ، تطفح ضفتاه ولا يترنّق جانباه ، ولأصدرهم بطاناً ، ونصح لهم سرّاً وإعلاناً ، ولم يكن يحكي من الغنى بطائل - أي : لا يجمع لنفسه الثروة - ولا يحظى من الدنيا بنائل ، غير ريّ الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم - أي : لظهر لهم - الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب ، (ولو أنّ أهلَ القرى آمنوا واتّقوْا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) (1) ...

استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ... ويحهم! (أفمن يهدي إلى الحقّ أحقُّ أن يُتّبعَ أمّن لا يهدّي إلاّ أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون) (2) ...».

وبعد أن أوضحت تصوير حال الفتنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله أخذت سلام الله عليها في تصوير المستقبل المتوقّع للأُمّة الاِسلامية بسبب هذا الانحراف الذي قامت به بعض رجالاتها ، فقالت :

«أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثمّ احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً ، وذعافاً مبيداً ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ ماأسّس الأوّلون ، ثمّ طيبوا عن دنياكم نفساً ، واطمئنوا للفتنة جأشاً ، 5.

ص: 42


1- سورة الأعراف 7 : 96.
2- سورة يونس 10 : 35.

وأبشروا بسيف صارم ، وسطوة معتلّ غاشم ، وبهرج شامل دائم ، واستبداد من الظالمين يدع فيأكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرة لكم وأنّى بكم وقد عُمّيت عليكم (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) (1)» (2) ..

أي : لقد بدء تولّد انحراف الدين والنظام الاِسلامي عن مسيره ، وسينتج ذلك تفشّي الظلم والفساد في الأُمّة وهرج في مسيرها.

وهو ما حصل ؛ فإنّ الخليفة الأوّل عيّن يزيد بن أبي سفيان والياً على الشام ، كما جعل الولاة وأُمراء الجيش غالبهم من الحزب القرشي من مسلمة الفتح والطلقاء ، الّذين لم يفتؤوا يكيدوا للاِسلام عداءً ، وبالتالي فهو أوّل مَن وطّأ وأعدّ لمجيء بني أُمية إلى رأس السلطة ، والتسلّط على رقاب المسلمين والتحكّم بمصير الأُمّة.

وكذلك فعل الخليفة الثاني ؛ إذ عيّن معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام ، وعثمان - من البطن الأُموي - خليفة له من بعده ؛ بتوسّط معادلة شورى الستّة الّذين عيّنهم ، والتي كانت واضحة الرجحان لصالح عثمان.

هذا مضافاً إلى ما قام به كلّ من الأوّل والثاني من السُنن الجائرة الحائدة عن سُنن الله ورسوله ، فلم يبقيا من الاِسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه ، كما ستأتي الاِشارة إلى جملة منها ..

وقد طفقت ثروات الحزب القرشي - حزب السقيفة - في عهد الأوّلين ، فضلاً عن الثالث ، تزيد من غنائم الفتوحات حتّى بلغت أرقاماً خيالية ، كما سنوافيك بقائمة ببعضها ، وساد التمييز الطبقي والعرقي مجتمع المسلمين ؛ فقُتل الخليفة الثاني بيد أحد الموالي ، بعد أن مات الأوّل في 3.

ص: 43


1- سورة هود 11 : 28.
2- راجع : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16 / 223.

ظروف مريبة ، بسبب الاختلاف الذي جرى بين عصابة أصحاب السقيفة ، حتّى قام أهل بلاد الفتوح - وهم أهل مصر والعراق - إضافةً إلى أهل المدينة بقتل الثالث ، بسبب وصول فساد وضع المسلمين الداخلي إلى درجة المناداة بتقويم أو خلع الخليفة ..

روى الطبري من طريق عبد الرحمن بن يسار أنّه قال : لمّا رأى الناس ما صنع عثمان كتب مَن بالمدينة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله إلى مَن بالآفاق ، وكانوا قد تفرّقوا في الثغور : «إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ تطلبون دين محمد صلى الله عليه وآله ، فإنّ دين محمد قد أفسده من خلفكم وتُرك ، فهلمّوا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وآله» (1) ..

ورواه ابن الأثير أيضاً ، إلاّ أنّه بهذا اللفظ : «فإنّ دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه» (2) ..

ورواه ابن أبي الحديد بلفظ : «فاخلعوه» (3).

وهذه الصحوة التي حصلت للمسلمين في قتل عثمان لم تكن نافعة تماماً لتستأصل الداء ؛ وذلك لأنّ أُسس الانحراف في الأُمّة وبنيان الفساد قد تمّ على طول عهد الثلاثة ، ولم تكن تلك البنى لتزول بسهولة ، كما سنشير إليها ، كما لم يكن الحال الموصوف في كلام الناس مختصّاً بعهد عثمان من أنّ دين محمد صلى الله عليه وآله قد أفسده الخليفة ..

فإلى مَ يدعو المسلمون الآخرين في الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ؟!

وهل هو جهاد في سبيل الله أم في سبيل الخلافة الفاسدة؟! 8.

ص: 44


1- تاريخ الطبري 5 / 115.
2- الكامل في التاريخ 5 / 70.
3- شرح نهج البلاغة 1 / 165 وج 4 / 307 - 308.

وإلى ماذا يُدعى الآخرين؟ إلى الدين الذي قد أفسده الخلفاء؟!

ويشير الاِمام الصادق عليه السلام إلى هذه الحالة التي نخرت في داخل المسلمين والنظام الديني في صحيح أبي بكر الحضرمي : قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أهل الشام شرّ أم أهل الروم؟

فقال : «إنّ الروم كفروا ولم يعادونا وإنّ أهل الشام كفروا وعادونا» (1).

يشير عليه السلام إلى كفر إبليس لعنه الله ؛ فكفره كان جحود خليفة الله آدم عليه السلام ، ولم يكن كفره بجحود الذات الاِلهية ، ولا بجحود المعاد ، ولابجحود شريعة الله تعالى ، فقد كان يتعبّد ..

وكذلك في موثّق سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : «أهل الشام شرّ من أهل الروم ، وأهل المدينة شرّ من أهل مكّة ، وأهل مكّة يكفرون بالله جهرة» (2) ..

قال في مرآة العقول : «ويحتمل أن يكون هذا الكلام في زمن بني أُميّة ، وأهل الشام ، من بني أُميّة وأتباعهم ، كانوا منافقين يظهرون الاِسلام ويبطنون الكفر ، والمنافقون شرّ من الكفّار وهم في الدرك الأسفل من النار ، وهم كانوا يسبّون أمير المؤمنين عليه السلام وهو الكفر بالله العظيم ، والنصارى لم يكونوا يفعلون ذلك.

ويحتمل أن يكون هذا مبنياً على أنّ المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شرّ من سائر الكفّار ، كما يظهر من كثير الأخبار ، والتفاوت بين أهل تلك البلدان باعتبار اختلاف رسوخهم في مذهبهم الباطل ، أو على أنّ أكثر المخالفين في تلك الأزمنة كانوا نواصب منحرفين عن أهل البيت عليهم السلام ، 3.

ص: 45


1- الكافي 2 / كتاب : الاِيمان والكفر - باب : صنوف أهل الخلاف ح 5.
2- الكافي 2 / كتاب : الاِيمان والكفر - باب : صنوف أهل الخلاف ح 3.

لاسيّما أهل البلدان الثلاثة ، واختلافهم في الشقاوة باعتبار اختلافهم في شدّة النصب وضعفه.

ولا ريب في أنّ النواصب أخبث الكفّار ، وكفر أهل مكّة جهرة هو إظهارهم عداوة أهل البيت عليهم السلام ، وقد بقي بينهم إلى الآن ، ويعدّون يوم عاشوراء عيداً لهم ، بل من أعظم أعيادهم» (1).

أقول :

وهذه السُنن التي يجازون بها نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله لا زالت منتشرة في بلدان الشام ويسمّونه : «عيد الظفر» ، وكذلك في بعض بلدان المغرب العربي.

ومن ثمّ كان النظام الديني القائم في البلاد الاِسلامية عند أئمّة أهل البيت عليهم السلام وفقه الاِمامية ليس يشكّل دار الاِيمان وإنّما هو دار الاِسلام صورة ، ويفرّق في الأحكام الاجتماعية والسياسية والمالية والحقوقية وغيرها بين الدارين ..

ففي رواية محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : «كان ممّا قال هارون - العبّاسي - لأبي الحسن حين أُدخل عليه : ما هذه الدار؟ فقال : هذه دار الفاسقين ، قال : (سأصرف عن آياتيَ الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لايتّخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلاً) (2).

فقال له هارون : فدار مَن هي؟ 6.

ص: 46


1- مرآة العقول 11 / 219.
2- سورة الأعراف 7 : 146.

قال : هي لشيعتنا فترة ، ولغيرهم فتنة.

قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟

فقال : أُخذت منه عامرة ولا يأخذها إلاّ معمورة.

قال : فأين شيعتك؟

فقرأ أبو الحسن عليه السلام : (لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّينَ حتّى تأتِيَهم البيّنة) (1).

قال : فقال له : فنحن الكفّار؟!

قال : لا ، ولكن كما قال الله : (الّذين بدّلوا نعمتَ الله كفراً وأحلّوا قومَهم دارَ البَوار) (2).

فغضب عند ذلك وغلط عليه» (3).

وروى ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال : «أما تسمع لقول الله : (اللهُ وليُّ الّذين آمنوا يُخرِجُهم من الظلمات إلى النور) (4)؟! يخرجهم من ظلمات الذنوب الى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من الله. قال الله : (والّذين كفروا أولياؤهم الطاغوتُ يخرجونهم من النور إلى الظلمات) (5).

قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفّار حين قال : (والّذين كفروا)؟!

قال : فقال : وأيّ نور للكافر وهو كافر فأُخرج منه إلى الظلمات؟! 7.

ص: 47


1- سورة البينة 98 : 1.
2- سورة إبراهيم 14 : 28.
3- الاختصاص - للشيخ المفيد - : 262 ، تفسير العيّاشي : 2 / 29 ، بحار الأنوار 72 / 136.
4- سورة البقرة 2 : 257.
5- سورة البقرة 2 : 257.

إنّما عنى الله بهذا أنّهم كانوا على نور الاِسلام فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الاِسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب لهم النار مع الكفّار فقال : (أُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (1)» (2).

وروي في طرقهم عنه صلى الله عليه وآله : «إنّما أخاف على أُمّتي الأئمّة المضلّين ، فاذا وضع السيف في أُمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ... ولاتزال طائفة من أُمّتي على الحقّ ظاهرين ، لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله وهم على ذلك» (3) ..

وروي أيضاً في مشكاة المصابيح (4).

وقد أدرك المسلمون الحال المتردّي الذي وصلوا إليه ، وإنّ إقامة دين محمد صلى الله عليه وآله وإبعاد الزيغ والانحراف عنه في داخل البلاد الاِسلامية أوّلاً مقدّم على فتح البلدان غير الاِسلامية ، وإنّ خلع الخليفة الفاسد ونصب الخليفة العادل هو قطب الرحى الذي يدور عليه نظام الدين ونظام المسلمين ، كما قالت بنت المصطفى صلى الله عليه وآله : «وطاعتنا نظاماً للملّة» ..

هذه الحقيقة التي أدركها المسلمون في قتل عثمان هي التي أوجبت اشتعال حروب عليّ عليه السلام الداخلية - حرب الجمل وصفّين والنهروان - بدل من فتح البلدان ، وكذلك سيرة الحسنين عليهما السلام ؛ فإنّ إصلاح أُمّة محمد صلى الله عليه وآله مقدّم على دعوة الكفّار إلى الاِسلام. 5.

ص: 48


1- سورة البقرة 2 : 257.
2- تفسير العيّاشي 1 / 138 ، بحار الأنوار 72 / 135.
3- جامع الأُصول 12 / 162 و 10 / 410.
4- مشكاة المصابيح : 465.

وأي إسلام يُدعى الكفّار إليه؟!

أهو الاِسلام الذي لبني أُميّة فيه النصيب الأوفر؟!

أم الاِسلام الذي ينصّب معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن أبي سفيان ولاةً على الشام؟!

أم الاِسلام الذي يفرّق بين القرشي وغير القرشي ، والعربي وغير العربي؟!

أم الاِسلام الطبقي البرجوازي ، وإسلام الاِقطاع وتكدّس الثروات؟!

أم الاِسلام الذي يحرّم الخروج على الخليفة الجائر؟!

أم الاِسلام الذي يرى مشروعية الخليفة المتغلّب بالقوّة على رقاب المسلمين؟!

أم الاِسلام الذي يسوّغ كلّ مخالفة للأحكام والأُصول تحت ذريعة : «اجتهد فأخطأ» ، و : «تأوّل فيُعذر»؟!

أم الاِسلام الذي يمنع تدوين وحفظ أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله لطمس معالم الدين؟!

فالحقيقة التي يصل إليها الباحث في التاريخ والعلوم الاِسلامية هي : إنّ قريش وجملة من قبائل العرب لمّا شاهدوا بزوغ الدين الجديد وأنّه ستكون له القدرة والسلطة على كلّ الجزيرة العربية وغيرها من البلدان ، أخذوا بتنظيم عملية اختراق لصفوف المسلمين منذ السنوات الأُولى لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله ؛ ففي الوقت الذي كان رؤساء قريش وغيرها قد اعتمدوا المواجهة المعلنة والمصادمة الشديدة لهذا الدين ، لأنّ مصالحهم ومواقعهم القبلية مهدّدة بالخطر ، اعتمدوا - في الوقت نفسه - سياسة الاختراق هذه ، التي هي طريق طبيعي مألوف ، في كلّ عصور البشر ، بين أيّ قوّتين

ص: 49

متدافعتين ..

فأبو سفيان - وغيره من الحزب القرشي في مكّة - كان يقيم علاقة في أوائل الهجرة مع عبد الله بن أبي سلول في المدينة ، الذي أسلم في الظاهر وكان من رؤوس النفاق ، ولم يقم مثل هذه العلاقة مع مَن أسلم في مكّة في الأيام الأُولى ؛ لاختراق صفوف ونظام الاِسلام والمسلمين ، واعتماداً على هذه السياسة ، تحسّباً لنتائج المستقبل من أنّ القوّة والسلطة في الجزيرة قد تقع في يد صاحب هذا الدين الجديد.

لقد كانت القبائل النائية عن مكّة تتطلّع إلى ذلك ، فكيف لا تتطلّع قريش إليه ؛ يقول الطبري : «وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرض نفسه في الموسم إذا كان على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ، ويخبرهم أنّه نبيّ مرسل ، ويسألهم أن يصدّقوه ويمنعوه حتّى يبيّن عن الله ما بعثه به ...

حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا سلمة ، قال : قال محمد بن إسحاق : وحدّثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري : أنّه أتى بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه ، فقال رجل منهم يقال له : بيحرة بن فراس : والله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب. ثمّ قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟!

قال : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء.

قال : فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك. فأبوا عليه» (1). 4.

ص: 50


1- تاريخ الطبري 2 / 83 - 84.

فإذا كانت القبائل المتوسّطة والصغيرة تتطلّع إلى تولّي الحكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف لا تعتمد قريش سياسة وتدبير من أوائل أيامالبعثة كي تكون هي الظافرة بملك محمد صلى الله عليه وآله ، لا سيّما وأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قد كان ينبىَ ويخبر بما سيكون عليه مستقبل دين الاِسلام وأنّه سيسود البلدان؟!

فقد روى الطبري وغيره : «أنّ ناساً من قريش اجتمعوا ، فيهم أبوجهل بن هشام ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطّلب ، والأسود بن عبد يغوث ، في نفر من مشيخة قريش ، فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى أبي طالب فنكلّمه فيه فلينصفنا منه ، فيأمره فليكفّ عن شتم آلهتنا ...».

إلى أن قال : «قال صلى الله عليه وآله : أي عمّ! أوَ لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟!

قال : وإلى ما تدعوهم؟

قال : ادعوهم إلى أن يتكلّموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم» (1).

والمتتبّع في كتب التاريخ والسير يجد الكثير من هذه النماذج التي تشير إلى تحسّب القبائل وطمعها في الدعوة الجديدة ومستقبلها ، والسلطة الجديدة الآخذة في الانتشار.

ونظيره ما كانت تتنبّأ به الكهنة والمنجّمين ، وكانت قريش تعتمد عليهم كثيراً ، وقد ذكر إخبارهم بمستقبل النبيّ صلى الله عليه وآله في كتب السير والتاريخ ، بل كانت اليهود والنصارى كثيراً ما تتوعّد المشركين بالظفر عليهم 5.

ص: 51


1- تاريخ الطبري 2 / 65.

عند بعثة خاتم النبيين من مكّة ، ولذلك هاجروا من بلاد الشام واستوطنوا الحجاز انتظاراً لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله ..

وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك : (ولمّا جاءهم كتاب من عند الله مصدّقٌ لِما معهم وكانوا من قبلُ يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (1) ، بل قد ذكرت كتب السير والتاريخ أنّ اليهود - مع ذلك - كانت تترصّد اغتيال أجداد وآباء النبيّ صلى الله عليه وآله.

فمن كلّ ذلك يتبيّن أنّ خبر المستقبل كان متفشيّاً منتشراً في أرجاء مكّة والحجاز ، فكيف لا تطمع قريش في نصيب المستقبل لو قُدّر وقوعه؟!

فكانت سياستها على نمطين : المواجهة المعلنة ، والاختراق لصفوف المسلمين ؛ لكي يعضد كلّ نمط النمط الآخر.

والقرآن الكريم يشير إلى حصول الاختراق في صفوف المسلمين منذ أوائل البعثة النبوية ، نجد ذلك في رابع سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وآله ، وهي سورة المدّثر : (وما جعلنا أصحاب النار إلاّ ملائكةً وما جعلنا عدّتَهم إلاّ فتنةً للّذين كفروا ليستَيْقن الّذين أُوتوا الكتابَ ويزداد الّذين آمنوا إيماناً ولا يرتابَ الّذين أُوتوا الكتابَ والمؤمنون وليقولَ الّذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يُضلّ الله مَن يشاءُ ويهدي مَن يشاء) (2).

فهذا التقسيم القرآني فاضح لوجود فئة : (الّذين في قلوبهم 1.

ص: 52


1- سورة البقرة 2 : 89.
2- سورة المدَّثِر 74 : 31.

مرض) في أوساط المسلمين المؤمنين ، وهم ليسوا من الكفّار في العلن بل في باطنهم مرض ، وقد لاحق القرآن الكريم هذه الفئة وميّزها عن فئة المنافقين؛ إذ أنّ أهل النفاق لم يكونوا قد احترفوا الخفاء والسرية التامّة والدهاء الذي كانت تعتمده فئة (الّذين في قلوبهم مرض) في اختراق صفوف المسلمين ونظام الدين الجديد.

لاحق القرآن هذه الفئة إلى آخر حياة الرسول صلى الله عليه وآله ، وأشار إلى شبكة اتّصالاتهم مع الأطراف الأُخرى من الحزب القرشي والقبائل الأُخرى واليهود والنصارى : (يا أيُّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ ... فترى الّذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تُصيبَنا دائرة) (1).

وفي بدر : (إذ يقولُ المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ غَرّ هؤلاءِ دينُهم) (2).

وفي الخندق والأحزاب : (وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ ما وعَدَنا اللهُ ورسولُه إلاّ غرُوراً) (3).

وأنّهم كانوا على خلطة قريبة من أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله : (يا نساءَ النبيّ لستُنّ كأحدٍ من النساء إن اتّقيْتُنّ فلا تخْضَعْنَ بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرض) (4).

وأنّهم كانوا أهل جبن في الحروب : (فإذا أُنزلت سورة مُحكمة 2.

ص: 53


1- سورة المائدة 5 : 51 - 52.
2- سورة الأنفال 8 : 49.
3- سورة الأحزاب 33 : 12.
4- سورة الأحزاب 33 : 32.

وذكر فيها القتالُ رأيتَ الّذين في قلوبهم مرضٌ ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه من الموت فأوْلى لهم) (1).

وقد فسر القرآن المرض الذي في قلوب هذه الفئة بأنّه : الضغينة وعداوة الحسد ؛ ففي تتمّة الآية السابقة : (طاعةٌ وقولٌ معروف فإذا عزم الأمر فلو صَدَقوا اللهَ لكان خيراً لهم * فهل عسيْتُم إن تولّيْتُم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم * أُولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدّبرون القرآن أمْ على قلوبٍ أقفالُها* إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشيطانُ سوّلَ لهم وأملى لهم * ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّلَ الله سنُطيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفّتْهم الملائكة يضرِبون وجوهَهم وأدبارَهم * ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللهَ وكرِهوا رِضْوانَه فأحْبَطَ أعمالهم * أمْ حَسِبَ الّذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يُخرِج اللهُ أضغانَهم * ولو نشاءُ لأرَيْناكَهم فلعرفْتَهم بسيماهُم ولتعرِفَنّهم في لحن القول) (2).

فهذه الآيات تفصح عن علاقة هذه الفئة بالكفّار ، وأنّها سوف تتقلّد الأُمور وتتسلّط على رؤوس المسلمين ، وأنّ سيرتها الاِفساد في الأرض ..

نظير ما تنبّأت به الآيات في سورة البقرة : (ومن الناس مَن يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام * وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسِدَ فيها ويُهلِك الحرْثَ والنسلَ والله لايُحبّ الفساد * وإذا قيل له اتّقِ الله أخذتْهُ العزّةُ بالاِثم فحسْبُهُ جهنّمُ 0.

ص: 54


1- سورة محمد صلى الله عليه وآله 47 : 20.
2- سورة محمد صلى الله عليه وآله 47 : 21 - 30.

ولبئس المِهاد) (1).

وتجد في سورة البقرة 2 : 10 ، والتوبة 9 : 125 ، والحجّ 22 : 53 ، والنور 24 : 50 بقية الأدوار التي قاموا بها ، وفي : (لئن لم ينْتهِ المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ والمُرْجِفون في المدينة لنُغْرينّك بهم) (2) دورهم في إعاقة سياسات الرسول صلى الله عليه وآله ومسيرته.

ويشير إلى ذلك ما روي في شرح نهج البلاغة : «قال له قائل : يا أمير المؤمنين! أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم وآنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟

قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلتُ ..

إنّ العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيّامه حتّى قذفت زوجته ، ونفّرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ، ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة ، وسلّماً إلى العزّ والاِمرة ، لَما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، ولارتدّت في حافرتها وعاد تارحها جذعاً ، وبازلها بكراً.

ثمّ فتح الله عليها الفتوح فأثْرَت بعد الفاقة ، وتموّلت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها من الاِسلام ما كان سمجاً ، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، وقالت : لولا أنّه حقّ لَما كان كذا.

ثمّ نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأَُمراء القائمين بها ، فتأكّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنّا نحن ممّن خمل 0.

ص: 55


1- سورة البقرة 2 : 204 - 206.
2- سورة الأحزاب 33 : 60.

ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتّى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يعرف ونشأ كثير ممّن لا يعرف ، وما عسى أن يكون الولد لو كان؟!

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقرّبني بما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة ، بل للجهاد والنصيحة ، أفتراه لو كان له ولد هل كان يفعل مافعلت؟! وكذلك لم يكن يقرب ما قربت ، ثمّ لم يكن عند قريش والعرب سبباً للحظوة والمنزلة ، بل للحرمان والجفوة.

اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أرد الاِمرة ولا علوّ الملك والرئاسة ، وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الأُمور في مواضعها ، وتوفير الحقوق على أهلها ، والمضي على منهاج نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلى أنوار هدايتك» (1).

فهو عليه السلام يشير إلى أنّ ما دعا قريش إلى البقاء على ظاهر الاِسلام بعد موت النبيّ صلى الله عليه وآله هو : أنّها لم تكن لتسود العرب ، فضلاً عن العجم ، إلاّ باسم نبوّة النبيّ صلى الله عليه وآله ودينه المبعوث به ، وإلاّ لأبت باقي القبائل عليها ذلك ، كما هو حال توزّع القدرة بين القبائل في الجاهلية ، وإلاّ فقريش لم تكن تذعن بقلبها لبعثة النبيّ صلى الله عليه وآله وما فضّله به الله تعالى من كرامة له عليها ، كالذي حصل لجميع الأنبياء من قبله مع قومهم ، أو نظير ما حصل لعيسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل ؛ قال تعالى : (وإذ كففتُ بني إسرائيل عنك إذ جئتَهم بالبيّنات) (2) ، و : (ورسولاً إلى بني إسرائيل ... فلمّا 0.

ص: 56


1- شرح نهج البلاغة 20 / 298 - 299 الحِكم المنسوبة رقم 414.
2- سورة المائدة 5 : 110.

أحسّ عيسى منهم الكفرَ قال مَن أنصاري إلى الله) (1).

ثمّ إنّه عليه السلام بيّن عاملاً ثانياً لانشداد قريش لدين النبيّ صلى الله عليه وآله هو : غنائم الفتوح وما جلبته من ثراء ، وهو يبيّن نوايا أصحاب فتوح البلدان ، كما أنّه صلى الله عليه وآله يبيّن أنّ خطط فتوح البلدان كانت من تدبير النبيّ عليه السلام وأوامره وبشاراته في عدّة مواطن ، وتدبيره ورأيه هو صلى الله عليه وآله ..

وأنّ أسباب الفتح ترجع إلى عوامل عدّة لا صلة لها بالخلفاء الثلاثة ، كيف والثلاثة لا عهد لهم بالحروب وإدارتها وتدبيرها؟! إذ لم يسبق لهم خوض يذكر في القتال إلاّ ما في غزوة خيبر ؛ فقد ذكر المؤرّخون أنّ الأوّل والثاني انتدبهما النبيّ صلى الله عليه وآله لفتح الحصن ، كلّ منهما مع سرية ، فرجع كلّ منهما مع سريّته يجبّن الناس والناس يجبّنونه (2). ي.

ص: 57


1- سورة آل عمران 3 : 49 - 52.
2- المستدرك على الصحيحين 3 / 73؛ وفي كنز العمّال 13 / 122 رقم 36388 : عن ابن أبي ليلى ، بعد سؤاله عليّاً 7 عن لبسه ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء ، قال له عليه السلام : «ما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟! قلت : بلى والله كنت معكم. قال : فإن رسول الله - صلّى الله عليه وآله - بعث أبا بكر فسار بالناس ، فانهزم حتّى رجع ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتّى انتهى إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرّار. - وهذا تعريض منه عليه السلام بالشيخين في كلا الوصفين -. قال : فأرسل إليّ فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أُبصر شيئاً ، فدفع إليّ الراية ، فقلت : يا رسول الله! كيف وأنا أرمد لا أُبصر شيئاً؟! قال : فتفل في عيني ثمّ قال : اللّهمّ اكفه الحرّ والبرد. قال : فما آذاني بعد حرّ ولا برد». ونقله عن ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبزّار ، وابن جرير وصحّحه ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم ، والبيهقي في الدلائل ، والضياء المقدسي.

وحظّهم من الفرار في غزوة أُحد والخندق وحنين وغيرها هو الحظّ الأوفر في مواطن عديدة (1)..

ص: 58


1- منها : يوم أُحد ، كما حكاه تعالى ، قال : (إذ تُصْعِدون ولا تلوون على أحَد والرسول يدعوكم في أُخراكم فأثابكم غمّاً بغَمّ) - سورة آل عمران 3 : 153 .. قال الطبري وابن الأثير : «وانتهت الهزيمة بجماعة المسلمين وفيهم عثمان بن عفّان وغيره إلى الأعوص ، فأقاموا بها ثلاثاً ثمّ أتوا النبيّ صلى الله عليه وآله فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتم فيها عريضة». تاريخ الطبري 2 / 203 ، الكامل في التاريخ 2 / 110 ، السيرة الحلبية 2 / 227 ، البداية والنهاية 4 / 28 ، السيرة النبوية - لابن كثير - 3 / 55. وذكر الطبري وابن الأثير : إنّ أنس بن النضر - وهو عمّ أنس بن مالك - انتهى إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يحبسكم؟! قالوا : قتل النبيّ. قال : فما تصنعون بالحياة بعده؟! موتوا على ما مات عليه النبيّ. ثمّ استقبل القوم فقاتل حتّى قتل. (قالوا :) وسمع أنس بن النضر نفراً من المسلمين - الّذين فيهم عمر وطلحة - يقولون لمّا سمعوا أنّ النبيّ عليه السلام قُتل : ليت لنا من يأتي عبد الله بن أبي سلول ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان قبل أن يقتلونا. فقال لهم أنس : يا قوم! إن كان محمد قد قُتل فإنّ رب محمد لم يقتل ، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد ، اللّهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء وأبرء إليك ممّا جاء به هؤلاء. ثمّ قاتل حتّى استُشهد رضوان الله وبركاته عليه. شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 14 / 276 وج 15 / 20 - 25 ، لباب الآداب : 179 ، حياة محمد صلى الله عليه وآله - لهيكل - : 265 ، تفسير الرازي 9 / 67 ، الدرّ المنثور 2 / 80 - 88 ، كنز العمّال 2 / 242 ، حياة الصحابة 3 / 497 ، المغازي - للواقدي - 2 / 609 ، الكامل في التاريخ 2 / 108. وفرار أبي بكر يوم أُحد ؛ عن عائشة : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أُحد بكى. شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 15 / 23 - 24 ، الطبقات - لابن سعد - 3 / 155 ، السيرة النبوية - لابن كثير - 3 / 58 ، تاريخ الخميس 1 / 431 ، البداية والنهاية 4 / 29 ، كنز العمّال 10 / 268 - 269 ، حياة الصحابة 1 / 272 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 27 ، مجمع الزوائد 6 / 112 ، لباب الآداب : 179 ، حياة محمد صلى الله عليه وآله - لهيكل - : 265 ، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم 4 / 244. ومنها : فرار الثلاثة في يوم حنين. السيرة النبوية - لابن هشام - 4 / 85 ، صحيح البخاري : كتاب التفسير - باب قوله تعالى : (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 13 / 293 ، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم 3 / 282. ومنها : غزوة السلسلة بوادي الرمل ، وهي كخبير ، إذ بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله أوّلاً أبابكر فرجع منهزماً ، ثمّ عمر فرجع كذلك ، فبعث عليّاً عليه السلام ففتح الله عليه. الإرشاد - للشيخ المفيد - : 60 - 61. ومنها : غزوة ذات السلاسل في 7 ه- ، وكانت إمرة الجيش لعمرو بن العاص ، وفي الجيش أبوبكر وعمر وأبو عبيدة ، وكان بين عمر بن الخطّاب وعمرو بن العاص هنّات ... ذكر الحاكم في مستدركه كتاب المغازي 3 / 43 ، وبالاسناد الى عبدالله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل ، وفيهم أبوبكر وعمر ، فلمّا انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا ناراً ، فغضب عمر بن الخطّاب وهمّ أن ينال منه ، فنهاه أبوبكر وأخبره أنّه لم يستعمله رسول الله عليك إلّا لعلمه بالحرب ، فهذا عنه عمر!!! قال الحاكم - بعد إخراجه - هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. وقد أورده الذهبي في التلخيص مصرّحاً بصحّته أيضاً. وذكر فرار أبي بكر في اُحد في : الطبقات - لابن سعد - 3 / 155 ، السيرة النبوية - لابن كثير - 3 / 58 ، كنز العمّال 10 / 268 ، تاريخ الخميس 1 / 431 ، حياة الصحابة 1 / 272 ، والبداية والنهاية 4 / 29.

وقد روى فرار عمر في غزوة حنين البخاري في صحيحه باب قول الله تعالى : (ويومَ حُنَيْنٍ إذ أعجبَتْكم كثرَتُكم ...) (1).

وذكر الفخر الرازي أنّ من المنهزمين : عمر وعثمان (2). 2.

ص: 59


1- سورة التوبة 9 : 25.
2- صحيح البخاري 3 / 67.

وذكر مصحّح كتاب المغازي أنّ صاحب شرح نهج البلاغة ذكر عنه : أنّ من الفارّين ممّن ولّى : عمر وعثمان ، وأُبدلت النسخة ب- : فلان (1).

وذكر فرارهما الآلوسي (2).

وفي الدرّ المنثور روى عن عمر بن الخطّاب قوله : فلقد رأيتني أنزوِ كأنّني أُروى (3). والطبري (4).

وفي غزوة خيبر روي : «أنّه بعث رسول الله أبا بكر فرجع منهزماً ومن معه ، فلمّا كان من الغد بعث عمر فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه» (5).

وقد عيّر وأعاب سعيد بن العاص - أخ خالد بن سعيد بن العاص - عمر بن الخطّاب خوفه وجبنه عن قتال الروم. وكان عمر يقول - إذا ذكر الروم - : «والله لوددت أنّ الدرب جمرة بيننا وبينهم ، لنا ما دونه وللروم ماوراءه» ؛ لِما كان يكره قتالهم (6).

وفي معركة بدر كان موقف أبو بكر وعمر معروفاً من تثبيط رسول الله صلى الله عليه وآله عن حرب قريش ؛ إذ قالا : «إنّها والله قريش وعزّها ، والله ما ذلّت منذ عزّت ، والله ما آمنت منذ كفرت ، والله لا تسلّم عزّها أبداً ولتقتلّنك ، فاتّهب لذلك أُهبَته ، وأعدّ لذلك عدّته» (7). 8.

ص: 60


1- المغازي - للواقدي - 1 / 18.
2- روح المعاني 4 / 99.
3- الدرّ المنثور 2 / 88.
4- تاريخ الطبري 4 / 95 - 96.
5- مجمع الزوائد 9 / 124 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 37.
6- تاريخ اليعقوبي 2 / 133 وص 155.
7- المغازي - للواقدي - 1 / 48.

وروى مسلم : «إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله شاور أصحابه حين بلغه إقبال أبي سفيان فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه ، ثمّ تكلّم عمر فأعرض عنه ، فقام سعد بن عبادة ...» (1).

ثمّ قال المقداد بن عمرو : «يا رسول الله! امض لأمر الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيّها ... ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون ...

وقال سعد : لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك.

وأخذ عمر في الهجر أمام رسول الله صلى الله عليه وآله» (2).

وسنبيّن عدّة عوامل أُخرى لاحقاً هي الدخيلة في تحقّق فتح البلدان ، ك- : مبادىَ وشعارات الاِسلام ، من : العدالة ، ونفي الطبقية ، والحرية للأفراد أمام السلطة الحاكمة ..

وسيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله خلقاً وزهداً وهدياً ..

ورزح شعوب البلدان المجاورة لبلاد المسلمين تحت نير الملوكيات المستبدّة الغاشمة طوال قرون ، وتطلّعهم إلى متنفّس للحرية ، ولتبديل نظامهم السياسي والاجتماعي ..

مضافاً إلى تيقّن المسلمين من صدق بشارات الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ، التي هي تدبير وبرمجة منه لوظائف الدولة الآتية بعده صلى الله عليه وآله ..

مضافاً إلى تدبير عليّ عليه السلام في الموارد الحرجة التي وقع المسلمون فيها ؛ وإلاّ فممارسات الحزب الحاكم كانت تفتّ في عضد الأُمّة ، وهي التي سبّبت وقوف انتشار الاِسلام في ما بعد. 8.

ص: 61


1- صحيح مسلم 3 / 1404 ، البداية والنهاية - لابن كثير - 3 / 321.
2- دلائل النبوّة - للبيهقي - 3 / 107 ، المغازي - للواقدي - 1 / 48.

ويشير إلى السياسة التي مارسها الحزب القرشي لاختراق صفوف المسلمين ما تعاقدت عليه : فئة الّذين في قلوبهم مرض ، والطلقاء من قريش ، والمنافقين من الأنصار ، ومن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة وما حولها ؛ من تنفير ناقة الرسول صلى الله عليه وآله لاغتياله ، ثمّ لم يتمّ لهم ذلك ، فكرّروا المحاولة مرّة أُخرى ، ولمّا لم يُفلحوا تعاقدوا في صحيفة كتبوها على إزواء الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عن أهل بيته وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، واستودعوها أحدهم ، وجعلوه «الأمين» عليها ، وشهدها جماعة آخرون ، وكاتبها هو سعيد بن العاص الأُموي ..

وكان المتعاقدون : أصحاب العقبة (الجماعة الّذين أرادوا تنفير ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله واغتياله) وهم أربعة عشر رجلاً ، وعشرون رجلاً آخر ، فكان مجموعهم أربعة وثلاثين رجلاً.

وكانوا هؤلاء رؤساء القبائل وأشرافها ، وما من رجل من هؤلاء إلاّومعه خلق عظيم من الناس يسمعون له ويطيعون ، وقد اتّفق هواهم على عدم وصول الاِمارة لعليّ عليه السلام ، ولا تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم ، فاتّفقت كلمتهم على تقاسم القدرة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وتولية أبو بكر الخلافة كواجهة ، وتوزيع المناصب الأُخرى في ما بينهم (1). ن.

ص: 62


1- قد ذكرت مصادر عديدة مقاطع متعدّدة من هذه الأحداث ، وأوردت أسماء الجماعة المتعاقدة بالتفصيل ، منها : إرشاد القلوب - للديلمي - 2 / 112 - 135 ، المسترشد - لابن جرير الاِمامي - ، كشف اليقين - للعلاّمة الحلّي - : 137؛ نقلاً عن حجّة التفضيل - لابن الأثير - بسنده عن ربيعة السعدي ، عن حذيفة. وكتاب اليقين ، وكتاب الاِقبال - لابن طاووس - : 454 - 459 عن كتاب النشر والطي. وقد روى ابن أبي الحديد ، عن أُبيّ بن كعب : «ما زالت هذه الأُمّة مكبوبة على وجهها منذ فقد نبيّهم». وفي المصدر نفسه عن اُبيّ أيضاً : «ألا هلك أهل العقدة ، والله ما آسى عليهم ، إنّما آسى على من يُضلّون من الناس» ، وأهل العقدة : أي أصحاب الصحيفة الّذين تعاقدوا. شرح نهج البلاغة 4 / 454 وص 459. وروى ذلك ابن سعد في طبقاته 3 / 61 ق 3 ، عن جندب بن عبدالله البجلي ، وذكر قصّة مقالة اُبيّ بن كعب ، وفي ذيلها قوله : «اللّهم إنّي اُعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلّمن بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لا أخاف فيه لومة لائم». وفي موضع آخر - الطبقات 3 / 61 ق 2 - «لأقولنّ قولاً لا اُبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني» .. قال الراوي : «لمّا قال ذلك وانصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة ، فلمّا كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا أجد سكّة إلّا يلقاني الناس ، قال : قلت : ما شأن الناس؟! قالوا : مات سيّد المسلمين اُبي بن كعب». وروى ذلك الحاكم في مستدركه 2 / 226 - 227 وج 3 / 304 ، وفي سُنن النسائي في كتاب الإمامة 2 / 88 رقم 77932 ، وفي مشكاة المصابيح : 99 ، بسنده عن قيس بن عبادة ، وفيه : «ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة - ثلاثاً - ثمّ قال : والله ما آسى عليهم ولكن على من أضلّوا». وفي النهاية - لابن الأثير - «ومنه حديث اُبيّ : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة. يعني : بيعة الولاة» ، والولاة لا بيعة لهم وإنّما هي للخلفاء وقال بعضهم : إنّ موت اُبيّ بن كعب يوم الخميس ، قبل يوم الجمعة الموعود ، لعلّه خنقته الجنّ كما قُتل سعد بن عبادة بسهم الجنّ!!! ورواه عنه مثله في حلية الأولياء 1 / 252. ورواه أحمد في مسنده (مسند الانصار 20310) ، وفيه : «ثمّ حدث فما رأيت الرجال متحت - ذللت - أعناقها إلى شيء متوجّهاً إليه. قال : فسمعته يقول : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم آسى ولكن آسى على ما يُهلكون من المسلمين». وروى حادثة الاغتيال في العقبة السيوطي في الدرّ المنثور 3 / 259 - 260 ، وعبّر عنهم بأنّهم : «ناس من أصحابه» ، وروى السيوطي في ذيله : أنّ حذيفة قال : يا رسول الله! فنضرب أعناقهم؟! قال : أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا : إنّ محمّداً وضع يده في أصحابه». ومثله في دلائل النبوّة - للبيهقي - 5 / 256 - 267. وذكر ابن عبدالبرّ في الاستيعاب - في ذيل الإصابة - 2 / 372 ، في ترجمة أبي موسى الأشعري : «أنّ حذيفة قال فيه كلام كرهت أن أذكره» ، ولكنّ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13 / 314 - 315 قال : «أنّه كان من أصحاب العقبة» ، كما عن حذيفة وعمّار. ولاحظ : كنز العمّال 14 / 86. وروى ذلك عن حذيفة - أنّ أبا موسى الأشعري من المنافقين ، أي الّذين اختصّ حذيفة بمعرفتهم ، وهم أصحاب العقبة - الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 93 وج 3 / 82 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 32 / 93 ، والمزّي في تهذيب الكمال 4 / 244 ، وروى الصدوق أسمائهم في الخصال 6 / 499. وفي شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 2 / 103 : «أنّهم كانوا اثني عشر رجلاً ، منهم : أبو سفيان». وفي المحلّى - لابن حزم - 11 / 225 : «أنّه روي عن حذيفة : إنّ أبابكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقّاص من أصحاب العقبة». وروى : «إنّ عمر سأل حذيفة : يا حذيفة! أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قلت : اللّهم لا ، ولن اُبرئ أحداً بعدك. قال : فرأيت عيني عمر جاءنا - أي : هلع ذعراً -». رواه ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق 6 / 253 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 362 - 363 ، وابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2176. وروى ابن عساكر ، قال : «دخل عبدالرحمن على اُم سلمة ، فقالت : سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول : إنّ من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبداً» فخرج عبدالرحمن من عندها مذعوراً حتّى دخل على عمر ، فقال له : اسمع ما تقول اُمّك. فقام عمر حتّى دخل عليها فسألها ، ثمّ قال : فأنشىك الله أمنهم أنا؟! قالت : لا ولن اُبرئ بعىك أحداً». مختصر تاريخ دمشق 19 / 334. والذعر الذي أصابهما من قول اُمّ سلمة خوف أن ينتشر ذلك بين المسلمين.

ص: 63

وهناك شواهد تاريخية عديدة على وجود العلاقة بين فئة الّذين في قلوبهم مرض ، وهم المجموعة التي اخترقت صفوف المسلمين في الأيام الأُولى من البعثة النبوية ، وبين كفّار قريش ، الّذين تحلّوا في ما بعد إلى الطلقاء ..

ص: 64

منها : ما رواه الواقدي ، قال : «حدّثني ابن أبي سبرة ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم ، واسم أبي جهم : عبيد ، قال : كان خالد بن الوليد يحدّث وهو بالشام ، يقول : الحمد لله الذي هداني للاِسلام! لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطّاب حين جالوا وانهزموا يوم أُحد وما معه أحد ، وإنّي لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري ، فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له ، فنظرت إليه موجّهاً - أي فارّاً - إلى الشِعب» (1).

فيا ترى لماذا لا يريد خالد يوم أُحد قتل عمر بن الخطّاب ، ويخشى على حياته!!! مع أنّ خالد يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّاً وحمزة؟!!!

ومنها : ما رواه المفيد في الاِرشاد عن أبي بكر الهذلي ، عن الزهري ، عن صالح بن كيسان : «إنّ العاص بن سعيد بن أُمية عرض له عمر يوم بدر ولم يقتله ، وكان عمر ينفي عن نفسه قتل العاص ويقول : إنّ قاتله عليّ عليه السلام» (2).

ومنها : ما رواه الواقدي وغيره في غزوة الخندق ، قال : «وحمل ضرار بن الخطّاب على عمر بن الخطّاب بالرمح ، حتّى إذا وجد عمر مسّ الرمح رفعه عنه وقال : نعمة مشكورة فاحفظها يا بن الخطّاب!» (3).

وفي السيرة الحلبية : «ثمّ حمل ضرار بن الخطّاب وهبيرة بن أبيوهب على عليّ كرّم الله وجهه ، فأقبل عليّ عليهما ، فأمّا ضرار فولّى 3.

ص: 65


1- المغازي 1 / 237.
2- الارشاد 1 / 76.
3- المغازي 1 / 471 ، البداية والنهاية 3 / 107 ، طبقات الشعراء - لابن سلام - : 63.

هارباً ، وأمّا هبيرة ... فكرّ ضرار راجعاً وحمل على عمر بالرمح ليطعنه ، ثمّ أمسك وقال : هذه نعمة مشكورة أُثبتها عليك ، ويدٌ لي عندك - أي : نعمة أُخرى سابقة - غير مجزىً بها ، فاحفظها. أي : ووقع له مع عمر مثل ذلك في أُحد؛ فإنّه التقى معه ، فضرب عمر بالقناة ، ثمّ رفعها عنه وقال له : ماكنت لأقتلك يا بن الخطّاب» (1)!!!!

ومنها : رثاء عمر وأبي بكر قتلى كفّار قريش في بدر :

وكأيّن بالقليب قليب بدر

من الفتيان والعرب الكرامِ

أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا

وكيف حياة أصداء وهامِ؟!

إلى آخر الأشعار التي قالاها بعد شربهما الخمر ، لا سيّما وأنّ السكر يخرج خبايا النفس والضمير (2).

ومنها : الرسائل المتبادلة بين أصحاب السقيفة وقريش في مكّة ، كالتي جرت بين عبد الرحمن بن عوف وأُمية بن خلف (3).

ومنها : ما تقدّم في اشتراك قريش الطلقاء وأصحاب السقيفة لاغتيال النبيّ صلى الله عليه وآله.

سبب الردّة وحقيقتها :

روى أبان بن تغلب (4) قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد 4.

ص: 66


1- السيرة الحلبية 2 / 321.
2- فلاحظ : جامع البيان - للطبري - 2 / 203 وص 211 ، والمستطرف 2 / 260.
3- مختصر تاريخ دمشق - لابن عساكر - 4 / 76 ، البداية والنهاية - لابن كثير - 3 / 350 و 4 / 77.
4- الاحتجاج - للطبرسي - : 47 - 50 ، وذُكر اعتراض هؤلاء على بيعة أبي بكر في عدّة مصادر أُخرى ؛ فقد ذكر ذلك : ابن الأثير في أُسد الغابة : ترجمة خالد بن سعيد ابن العاص ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 / 17 ، وأبي الفداء في المختصر في أخبار البشر ، واليعقوبي في تاريخه 2 / 114.

الصادق عليهما السلام : جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنكر على أبي بكر وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟!

فقال : «نعم ، كان الذي أنكر على أبو بكر اثني عشر رجلاً ، من المهاجرين : خالد بن سعيد بن العاص ، وكان من بني أُمية ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذرّ الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وبريدة الأسلمي ، ومن الأنصار : أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو أيّوب الأنصاري ..

- إلى أن قال عليه السلام : - إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لهم : فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرّفوه ما سمعتم من قول رسولكم صلى الله عليه وآله ؛ ليكون ذلك أوكد للحجّة وأبلغ للعذر ، وأبعد لهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا وردوا عليه. فسار القوم حتّى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يوم الجمعة ...

- إلى إن قال عليه السلام : إنّ القوم المعترضين تكلّم واحد تلو الآخر منهم - فأوّل من تكلّم به خالد بن سعيد بن العاص ، وذكَّرهم بحديث النبيّ صلى الله عليه وآله : «ألا إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أميركم بعدي وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربّي ، ألا وإنّكم إن لم تحفظوا فيه وصيّتي وتؤازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم ، واضطرب عليكم أمر دينكم ، ووليكم شراركم ...

فقال له عمر بن الخطّاب : اسكت يا خالد! فلست من أهل

ص: 67

المشورة (1) ولا ممّن يُقتدى برأيه.

فقال خالد : اسكت يا ابن الخطّاب! فإنّك تنطق عن لسان غيرك ، وأيم الله لقد علمت قريش أنّك من ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ، وأخسّها قدراً ، وأخملها ذكراً ، وأقلّهم غناء عن الله) ، وأنّك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال ، لئيم العنصر ، ما لك في قريش من فخر ، ولا في الحروب من ذكر ...

وقال سلمان الفارسي : ... يا أبا بكر! إلى مَن تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟! وإلى مَن تفزع إذا سئلت عمّا لا تعلمه؟!

وقام أبو ذرّ فقال : يا معشر قريش! أصبتم قباحة ، وتركتم قرابة ، والله لترتدّن جماعة من العرب ، ولتشكّن في هذا الدين ، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيّكم ما اختُلف عليكم سيفان ، والله لقد صارت لمن غلب ، ولتطمعنّ إليها عين من ليس من أهلها ، وليسفكنّ في طلبها دماء كثيرة. فكان كما قال أبو ذرّ.

وقال المقداد بن الأسود : ... ولا تغررك قريش وغيرها ...

وقال : أُبيّ بن كعب : ... ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيّه وصفيّه وصدف عن أمره ، اردُد الحقّ إلى أهله تسلم ...

وقام عثمان بن حنيف فقال : فلا تكن يا أبا بكر (أوّل كافر به) (2) و (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) (3) ...». 7.

ص: 68


1- ذكر ابن الأثير في أُسد الغابة أنّ خالد بن سعيد من السابقين إلى الاِسلام ثالثاً أو رابعاً ، أي أسلم قبل أبي بكر وعمر.
2- سورة البقرة 2 : 41.
3- سورة الأنفال 8 : 27.

وما تخوّف منه هؤلاء الاثنا عشر من المهاجرين والأنصار من تمرّد القبائل العربية مسلمة الوفود بسبب تمرّد قريش نفسها وأصحاب السقيفة على وصيّة النبيّ وأمر الله ورسوله ، قد تحقّق ؛ فإنّ عصيانهم في الوصاية وارتدادهم عن عهد الله ورسوله في خلافة عليّ عليه السلام فتح الباب لسائر القبائل للارتداد عن أداء الزكاة ..

بل إنّ نصوص كتب التواريخ - كما سيأتي استعراضها - تنصّ على أنّ تمرّد القبائل في الجزيرة العربية كان بسبب إبائها خلافة أبي بكر ، واستهجانها مكانته ولآمة حسبه ونسبه ، وأنّهم قالوا : كما خانت قريش نبيّها في وصيّه فلِمَ نطيع قريش وأبا بكر في بغيهم؟!

فالزلزلة التي أصابت الاِسلام بسبب خلافة أبي بكر هي أكبر شؤم على الاِسلام ، وقد سبّبت هلاك الحرث والنسل ، كما تنبّأ القرآن الكريم بذلك ، وأشارت إليه سورة المدّثر المكّية ، رابع سورة نزولاً ؛ فقد قال تعالى في فئة الّذين في قلوبهم مرض ، وهي الفئة التي اندسّت في صفوف المسلمين في أوائل البعثة ، والتي كانت على ارتباط مع قريش الطلقاء في الخفاء : (فهل عسيْتُم إن تولّيْتم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم) (1) ، في سياق آيات (الّذين في قلوبهم مرض) ..

وكذلك قوله تعالى : (وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحبّ الفساد) (2) ؛ فقد خفرت كثير من الذمم والعهود. 5.

ص: 69


1- سورة محمد 6 47 : 22.
2- سورة البقرة 2 : 205.

قال ابن أعثم - عند ذكر ارتداد أهل حضرموت من كندة - : «فلمّا فرغ أبو بكر من حرب أهل البحرين - وسيأتي أنّ عصيانهم هو لأبي بكر وخلافته - عزم على محاربة أهل حضرموت من كندة ، وذلك أنّ عاملهم زياد بن لبيد الأنصاري كان ولاّه عليهم النبيّ صلى الله عليه وآله ، كان مقيماً بحضرموت يصلّي بهم ويأخذ منهم ما يجب عليهم من زكاة أموالهم ، فلم يزل كذلك إلى أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله لسبيله وصار الأمر إلى أبي بكر ، فقال له الأشعث بن قيس : يا هذا! إنّا قد سمعنا كلامك ودعاءك إلى هذا الرجل فإذا اجتمع الناس إليه اجتمعنا.

قال له زياد بن لبيد : يا هذا! إنّه قد اجتمع المهاجرون والأنصار.

فقال له الأشعث : إنّك لا تدري كيف يكون الأمر بعد ذلك.

قال : فسكت زياد بن لبيد ولم يقل شيئاً ، ثمّ قام إلى الأشعث بن قيس ابن عمّ له يقال له : امرؤ القيس بن عابس من كندة ، فقال له : ياأشعث! انشدك بالله وبإيمانك وبقدومك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إن نكصت أو رجعت عن دين الاِسلام ، فإنّك إن تقدّمت تقدّم الناس معك ، وإنّ هذا الأمر لا بُدّ له من قائم يقوم به فيقتل مَن خالف عليه ، فاتّق الله في نفسك ؛ فقد علمت ما نزل بمَن خالف أبا بكر ومنعه الزكاة» (1).

ويظهر من هذا النصّ التاريخي أنّ أصحاب السقيفة قد حكموا بالكفر والردّة على مجرّد مخالفة تنصيب أبا بكر وعدم تمكينه من الزكاة ، وهذا التكفير والحكم بالردّة هو بنفسه وبدوره سبباً لتطوّر مخالفة خلافة أبي بكر إلى التشكيك في الدين والرجوع حقيقه عنه. 5.

ص: 70


1- كتاب الفتوح 1 / 45.

ومن تناقضات أصحاب السقيفة وتلاعبهم في الدين ، أنّهم كفّروا مخالفي استخلاف أبي بكر ومانعيه من التسلّط على رقاب المسلمين وعلى الأموال العامّة - كالزكاة - وحكموا بإسلام عائشة وطلحة والزبير وأصحاب الجمل ، الّذين نكثوا بيعة عليّ عليه السلام وقاموا بمحاربته ، وقالوا : بأنّهم تأوّلوا واجتهدوا وأخطؤوا ..

وكذلك حكموا بإسلام معاوية وأهل الشام القاسطين في محاربتهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، وقالوا : بأنّهم اجتهدوا وتأوّلوا وأخطؤوا ..

وكذلك حكموا بإسلام خالد بن الوليد مع استحلاله لقتل مالك بن نويرة وقومه - كما سيأتي بيانه - مع بقاء مالك وقومه على إسلامهم وإيمانهم ، واستباحة خالد التزويج بزوجة مالك ..

فلماذا لا يُحكم بكفر وردّة أبي بكر وأصحاب السقيفة ، الّذين أنكروا النصّ على خلافة عليّ عليه السلام ، وخالفوا عهد الله ورسوله في الوصية؟!

حكى ابن أبي الحديد عن السيّد المرتضى في الشافي قول الجاحظ : «وقد يبلغ من مكر الظالم ودهاء الماكر إذا كان أريباً وللخصومة معتاداً أن يظهر كلام المظلوم وذلّة المنتصف ، وحدب الوامق ومِقة المحقّ» (1).

وقال ابن أعثم : «ثمّ تكلّم الأشعث بن قيس فقال : يا معشر كندة! إن كنتم على ما أرى فلتكن كلمتكم واحدة ، والزموا بلادكم وحوّطوا حريمكم وامنعوا زكاة أموالكم ؛ فإنّي أعلم أنّ العرب لا تقرّ بطاعة بني تميم بن مرّة وتدع سادات البطحاء من بني هاشم إلى غيره ، فإنّها لنا أجود ، ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا ؛ لأنّا ملوك من قبل أن يكون على وجه الأرض 4.

ص: 71


1- شرح نهج البلاغة 16 / 264.

قريشي ولا أبطحي» (1).

ويرى الباحث صدق ما أخبر به أبو ذرّ وبقية المهاجرين والأنصار الاثني عشر من تسبّب خيانة أبي بكر وأصحاب السقيفة ، وضعة مكانة أبيبكر في تمرّد القبائل وطمعها في الخلافة ، واسترابتها في الدين.

ثمّ قال ابن أعثم : «جاء لزياد بن لبيد الأنصاري العامل على كندة رجل يقال له : الحارث بن معاوية ، فقال لزياد : إنّك لتدعو إلى طاعة رجل لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد.

فقال له زياد بن لبيد : يا هذا! صدقت ، فإنّه لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ، ولكنّا اخترناه لهذا الأمر.

فقال له الحارث : أخبرني لمَ نحّيتم عنها أهل بيته وهم أحقّ الناس بها ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : (وأُولوا الأرحام بعضُهم أوْلى ببعضٍ في كتاب الله) (2)؟!

فقال له زياد بن لبيد : إنّ المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك.

فقال له الحارث بن معاوية : لا والله ، ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسداً منكم لهم ، وما يستقرّ في قلبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علماً يتّبعونه ، فارحل عنّا أيّها الرجل ؛ فإنّك تدعو إلى غير الرضا.

ثمّ أنشأ الحارث بن معاوية يقول :

كان الرسول هو المطاع فقد مضى

صلّى عليه الله لم يستخلف5.

ص: 72


1- كتاب الفتوح 1 / 47.
2- سورة الأنفال 8 : 75.

قال : فوثب عرفجة بن عبد الله الذهلي فقال : صدق والله الحارث بن معاوية ، أخرجوا هذا الرجل عنكم فما صاحبه بأهل للخلافة ولا يستحقّها بوجه من الوجوه ، وما المهاجرون والأنصار بأنظر لهذه الأُمّة من نبيّها محمد صلى الله عليه وآله.

قال : ثمّ وثب رجل من كندة يقال له : عدي بن عوف ، فقال : يا قوم! لا تسمعوا قول عرفجة بن عبد الله ولا تطيعوا أمره ؛ فإنّه يدعوكم إلى الكفر ويصدّكم عن الحقّ ، اقبلوا من زياد بن لبيد ما يدعوكم إليه وارضوا بمارضى المهاجرون والأنصار ؛ فإنّهم أنظر لأنفسكم منكم» (1).

فيظهر من هذا النصّ التاريخي أنّ منطق أصحاب السقيفة هو : الحكم بالكفر والردّة على المعترضين على أبي بكر وأصحابه بخيانة عهد الله ورسوله في وصيّه ، وإنّ حروب الردّة هي ضدّ تلك القبائل التي تمرّدت على استخلاف أبي بكر عدا تلك التي ظهر فيها الكذّابين المدّعين للنبوّة ، كمسيلمة الكذّاب وسجاح ، وِانّ الردّة شعار رفعه أصحاب السقيفة ضدّ تلك القبائل لتبرير قتالهم ، وإخماداً للمعارضة على تنصيب أبي بكر ، وساعد هذا التمويه والاِغراء والخداع تقارن هذه المعارضة مع دعاوى الكذّابين الدجّالين للنبوّة ، كمسيلمة وسجاح وطليحة بن خويلد ، فحصل اختلاط في الأوراق وهرج في تصفية الحسابات ومعادلة المواجهات.

وفي نصّ آخر ذكره ابن أعثم : «عندما وصل كتاب أبي بكر للأشعث ابن قيس وفيه : وأنهاكم أن لا تنقضوا عهده ، وأن لا ترجعوا عن دينه إلى غيره فلا تتّبعوا الهوى فيضلّكم عن سبيل الله ... 7.

ص: 73


1- كتاب الفتوح 1 / 47.

فأقبل الأشعث على الرسول فقال : إنّ صاحبك أبا بكر هذا يلزمنا الكفر بمخالفتنا له ولا يلزم صاحبه - أي : زياد بن لبيد - الكفر بقتله قومي وبني عمّي!

فقال له الرسول : نعم يا أشعث! يلزمك الكفر ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك لجماعة المسلمين» (1).

وهذا النصّ يوضّح أنّ مبنى أصحاب السقيفة أنّ الدين يتمثّل في جماعتهم ، وأنّهم جماعة المسلمين وما عداهم من المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسعد بن عبادة وسائر القبائل ليسوا بجماعة المسلمين ، وأنّ خيانة الله ورسوله في عهد الوصاية والاِمامة وإنكار ما جاء به الرسول في ذلك ليس يوجب الكفر ، فهم قد جعلوا جماعة السقيفة عدل القرآن وبديل النبوّة ، وهذا ممّا يكشف أوراق حروب الردّة ويفضح دَجليّة شعارها.

وقال ابن أعثم : إنّ أبا بكر لمّا وصله خبر كندة وعصيانها له وضعف الجيش الذي أرسله عن مقاومة كندة استشار جماعته «ثمّ انصرف أبو بكر إلى منزله وأرسل إلى عمر بن الخطّاب فدعاه ، وقال : إنّي عزمت على أن أُوجّه إلى هؤلاء القوم عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه عدل رضا عند أكثر الناس ؛ لفضله وشجاعته وقرابته وعلمه وفهمه ورفقه بما يحاول من الأُمور.

قال : فقال له عمر بن الخطّاب : صدقت يا خليفة رسول الله! إنّ عليّاً كما ذكرت وفوق ما وصفت ، ولكنّي أخاف عليك خصلة منه واحدة.

قال له أبو بكر : وما هذه الخصلة التي تخاف علَيّ منها منه؟

فقال عمر : أخاف أن يأبى القتال فلا يقاتلهم ، فإن أبى ذلك فلن تجد 4.

ص: 74


1- كتاب الفتوح 1 / 54.

أحداً يسير إليهم إلاّ على المكروه منه ، ولكن ذر عليّاً يكون عندك بالمدينة ؛ فإنّك لا تستغني عنه وعن مشورته ، واكتب إلى عكرمة بن أبي جهل» (1).

ويظهر من هذا النصّ التاريخي أنّ عمر يتخوّف من إباء عليّ عليه السلام قتال كندة ، مّما يدلّل على عدم تكفير عليّ عليه السلام لكندة وعدم قوله عليه السلام بردّتهم ..

ويظهر القول بإسلام كندة أيضاً من أبي أيوب الأنصاري عندما استشاره أبي بكر في كندة ؛ قال : «لو صرفت عنهم الخيل في عامك هذا وصفحت عن أموالهم لرجوت أن ينيبوا إلى الحقّ وأن يحملوا الزكاة إليك بعد هذا العام طائعين غير مكرهين ، فذاك أحبّ إليّ من محاربتك إيّاهم» (2) ، ولكنّ أبا بكر أبى ذلك ، ولعلّه فطن إلى أنّ أبا أيوب الأنصاري من أنصار عليّ عليه السلام.

بل إنّ عمر اعترف بإسلام أهل «دَبا» ، الّذين ناصروا كندة في تمرّدهم ؛ إذ همّ أبو بكر بقتل المقاتلة وقسمة النساء والذرّيّة ، فقال له عمر ابن الخطّاب : يا خليفة رسول الله! إنّ القوم على دين الاِسلام ، وذلك أنّي أراهم يحلفون بالله مجتهدين : ما كنّا رجعنا عن الاِسلام. ولكن شحّوا على أموالهم» (3) ، والحقيقة أنّهم أبوا إمارة أبي بكر.

وتظهر هذه الحقيقة التاريخية أيضاً من بكر بن وائل في البحرين ؛ إذ أنّ سبب تمرّدهم وردّتهم في قولهم لكسرى : «إنّه قد مضى ذلك الرجل الذي كانت قريش وسائر مضر يعتزّون به - يعنون بذلك الرسول صلى الله عليه وآله - 9.

ص: 75


1- كتاب الفتوح 1 / 57.
2- كتاب الفتوح 1 / 56.
3- كتاب الفتوح 1 / 59.

وقد قام من بعده خليفة له ، ضعيف البدن ضعيف الرأي» (1).

ويظهر أنّ سبب تمرّد وردّة بني أسد وغطفان وفزارة ، ومناصرتهم لطليحة بن خويلد الكذّاب هو ضعة أبي بكر ، وقولهم بعدم أهليّته للخلافة ؛ إذ نادوا : «لا نبايع أبا الفصيل - يعنون أبا بكر -» (2) ، وهذه التكنية تحقيراً لأبي بكر ، وإشارة إلى عمله في الجاهلية ، وهو الدلالة في بيع وشراء الاِبل.

هذه لمحة خاطفة تدلّل على أنّ تدبير الفتوحات وخططها لا تعزى إلى الثلاثة!! كيف ولا مراس لهم بالحروب وإدارتها وأُمور الجيوش؟! وقد ولّى رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم أُسامة بن زيد في جيش المسلمين لمحاربة الروم في آخر أيّام حياته ، وأنّ خطط الفتوح وتدبيرها راجعة إلى أسباب وعوامل أُخرى ..

* * * 4.

ص: 76


1- كتاب الفتوح 1 / 34.
2- كتاب الفتوح 1 / 14.

تدبير الاِمام عليّ عليه السلام

في ظفر المسلمين في الفتوحات

هناك نصوص تاريخية عديدة تبيّن تدبير عليّ عليه السلام في المنعطفات الخطيرة التي عصفت بالمسلمين ودولتهم وجيوشهم ، وكاد نظام المسلمين أن يتقوّض لولا حنكته وبصيرته في تدبير الأُمور العامّة ، وإعزاز الاِسلام ، ونصر الدين ، ورتقه ، ولولا ذلك أيضاً لتشتّت أوضاع المسلمين ؛ بسبب استخلاف أبي بكر ونبْذ أصحاب السقيفة عهد الله ورسوله في الاِمامة ، ممّادعا سائر القبائل للتمرّد والريبة في الدين ، واضطرار أبي بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة لاستشارته عند اضطراب الأمر عليهم في تدبير الأحوال الخطيرة ..

ثمّ إنّ عمدة ما حصل من الفتوحات ، وطرد الروم والقضاء على مُلك كسرى كان ببركة إشرافه وتسديده ومشورته ، بل في بعض الموارد صدرت منه المعجزات لاِنقاذ الموقف ؛ لحكمة إلهية ، وزيادة في الامتحان لهذه الأُمّة ، مع ما مر من ضعف الثلاثة في مراس التدبير ، لا سيّما وأنّ الدولة الاِسلامية تعيش حالة استنفار عسكري ، أي ما يُصطلح عليه حالياً : «دولة حرب» ، وهم أبعد ما يكونون وزناً عن التأثير في معادلة القوى في الحروب ، كما مرّ ..

ومن ثمّ قال صلى الله عيه وآله - في ما مرّ من رواية ابن أبي الحديد - : «... ثمّ نسبت - أي قريش - تلك الفتوح إلى آراء ولاتها وحسن تدبير الأُمراء القائمين بها ، فتأكّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنّا نحن ممّن

ص: 77

خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتّى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يعرف - أي فضائله ومناقبه وركنيته بعد الرسول في بنيان الدين وانتظام الاِسلام - ونشأ كثير ممّن لا يعرف ...» (1).

وقد جاءت عدّة نصوص تاريخية في ذلك :

منها : ما قاله أبو بكر لعمر عندما فشل الجيش الذي بعثه أبو بكر لقتال كندة ، ولم يفلح المدد أيضاً ، فاضطرب لذلك أبو بكر وقال : إنّي عزمت على أن أُوجّه إلى هؤلاء عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه عدل رضا عند أكثر الناس لفضله وشجاعته وقرابته وعلمه وفهمه ، ورفقه بما يحاول من الأُمور ...» (2) ..

فهذا النصّ سواء في فقرة كلام أبي بكر أو كلام عمر يكشف النقاب عن دور عليّ عليه السلام ومكانته في نفسية المسلمين وسائر القبائل المتمرّدة على استخلاف أبي بكر كما فيه إقرار واعتراف من أبي بكر بالاِحكام في تدبير عليّ عليه السلام للأُمور ، لا سيّما هذا الأمر الذي استعصى حلّه على أبي بكر ، وجزع من شدّة الورطة فلم يجد بُدّاً من الكتابة إلى الأشعث بن قيس بالرضا (3) -.

كما أنّ في كلام عمر ؛ إذ قال : «أخاف أن يأبى القتال فلا يقاتلهم ، فإن أبى ذلك فلن تجد أحداً يسير إليهم إلاّ على المكروه منه ، ولكن ذر عليّاً يكون عندك بالمدينة فإنّك لا تستغني عنه وعن مشورته» إقرار بما 3.

ص: 78


1- شرح نهج البلاغة 20 / 298 رقم 414.
2- مرّ الحديث وتخريجه في ص 74 وص 75.
3- كتاب الفتوح 1 / 53.

ذكره صاحبه وزيادة : إنّ عليّاً عليه السلام إذا أبدى قوله في عدم قتال كندة فإنّ البقية سيتأثّروا به ويمتنعوا عن مقاتلة كندة إلاّ بالاِكراه ، وإنّ دولة السقيفة لم تستطع إدارة الأُمور بدون مشورة عليّ عليه السلام. وسيأتي في بقية النصوص الكثير ممّا يعضد ذلك.

ومنها : «وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشاور جماعة من الأصحاب ، فقدّموا وأخّروا ، فاستشار عليّ بن أبي طالب ، فأشار أن يفعل ، فقال : إن فعلت ظفرت. فقال : بُشّرت بخير!

فقام أبو بكر في الناس خطيباً ، وأمرهم أن يتجهّزوا إلى الروم» (1).

وفي فتوح ابن أعثم : «فسأل أبو بكر : ومن أين علمت ذلك؟! فقال عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ...» (2) ، وفي مكان آخر : «تسامع هرقل بأنّ نبيّ الاِسلام أخبرهم بالنصر» (3).

ويظهر من هذا النصّ ، ومن الذي قبله ، وممّا يأتي من نصوص متعدّدة طمع السلطة في فراسة عليّ عليه السلام الغيبية ، وإخباره بالملاحم وعلم المنايا والبلايا ، وهي من العلوم اللدنية للأوصياء ، وما عنده عليه السلام من عهد النبيّ صلى الله عليه وآله بمصير الأُمور وأحوال البلدان ، فإنّه نُقل ذلك عنه بكثرة في كتب السير والتواريخ ، واستخبار أبي بكر وعمر عليّاً عليه السلام ، واستحفاؤهما إيّاه أحوال الأوضاع ، وفي الفتوح : تهديد وفد المسلمين جبلة - حليف هرقل بالشام - ببشارة النبيّ صلى الله عليه وآله بالنصر (4) ؛ كلّ ذلك يصبّ في النهاية في 3.

ص: 79


1- تاريخ اليعقوبي 2 / 132 - 133.
2- كتاب الفتوح 1 / 80.
3- كتاب الفتوح 1 / 83.
4- كتاب الفتوح 1 / 103.

رفعة اسميهما عند عامة الناس ، ونسبة الفتوح إليهما ، كما قال عليه السلام في مامرّ من الرواية ..

اعتراض وإجابة :

وقد يرد اعتراض في ذهن بعض من لا بصيرة له بأوصياء الأنبياء : لماذا يسدّد عليّ عليه السلام خلفاء الجور إلى أبواب الظفر والنصر ، فيعلو كعبهم واسمهم ، وتزداد فتنة الناس بضلالتهم ، وببدعهم في الدين ، وبمتاركتهم لصراط الهداية من أهل بيت النبوّة :؟!

كما أنّ بعض آخر - ممّن لا يستمسك بالبيّنات والبراهين - يموّه إرشاد علي عليه السلام لهما في تدبير الأُمور على أنّه رضىً منه بحالهما!!

وهؤلاء إذ تاركوا عيش اليقين نكسوا قلوبهم في الريب ؛ استحباباً منهم لذلك ، بدلاً من نور الحقيقة ؛ فإنّ الوصيّ عليه السلام ليس غارقاً في بحر الهوى ، كما قال عليه السلام في ذيل الرواية المزبورة : «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أرد الاِمرة ، ولا علوّ الملك والرئاسة ، وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الأُمور في مواضعها ، وتوفير الحقوق على أهلها ، والمضي على منهاج نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلى أنوار هدايتك» (1) ..

فإنّه عليه السلام ممّن طهّره الله من الرجس والهوى ، فلا يعيش إلاّ همّ إقامة الدين ونشره وانتشاره بقدر ما يتيسّر من ذلك ، وإن مانع الطامعون في الرئاسة والملك ، والحريصون على الاِمارة والعلوّ في الأرض ، والحزب القرشي والطلقاء ، عن إقامة الحقّ في جليل من الأبواب ؛ فإنّ ما لا يُدرك كلّه لا يترك جلّه ، والميسور لا يسقط بالمعسور .. 4.

ص: 80


1- شرح نهج البلاغة 20 / 299 رقم 414.

نظير ما قصّه الله تعالى من دور النبيّ يوسف عليه السلام في ملك عزيز مصر : (وكذلك مكّنّا ليوسُفَ في الأرض ولنُعلّمَهُ من تأويل الأحاديث والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون) (1) ؛ فإنّ التدبير الحسن منه كان ليوسف وإن كان يُنسب لملك مصر ، ولولا يوسف لتشتّت الأمر على ملك مصر عندما عصفت السنين بهم.

وفي هذه الحقبة والفترة تجلّى خلوص عليّ عليه السلام في تشييد الدين ؛ فأين تجد مَن غُصب حقّه ، وزُحزح عن مقامه ، وتقمّص مكانه مَن ليس بأهل له ، ومع ذلك يقوم بحفظ الدين ونشره ، مع علمه بأنّ هذا الدور أيضاً هو الآخر سوف يبتزّه الغاصبون وينسبونه لأنفسهم؟!

وممّا يشير إلى تدبير النبيّ صلى الله عليه وآله في الفتوحات ما ذكره ابن أعثم (2) في الفتوح ؛ إذ أورد رسالة عمر إلى معاوية ، التي تضمّنت عهده صلى الله عليه وآله للمسلمين بتفاصيل برامج فتوح البلدان ، حتّى أسماء المدن ، والمهمّ منها في حصول الظفر والنصر.

دوره عليه السلام في وقعة الجسر :

في وقعة «الجسر» - وهي أوّل وقعة للمسلمين مع جيوش كسرى - اضطرب تدبير الحرب والمسلمين بشدّة حتّى كاد يفلت الأمر ، فأغاث عليّ عليه السلام عمر بالمشورة المفصّلة ، وأمره بأن لا يصير إلى العدو : «فإنّك إن صرت إلى العراق وكان مع القوم حرب واختلط الناس لم تأمن أن يكون عدوّ من الأعداء يرفع صوته ويقول : قتل أمير المؤمنين! فيضطرب أمر 2.

ص: 81


1- سورة يوسف 12 : 21.
2- كتاب الفتوح 1 / 262.

الناس ويفشلوا ... ولكن أقم بالمدينة ووجّه برجل يكفيك أمر العدوّ ، وليكن من المهاجرين والأنصار البدريّين.

فقال عمر : ومن تشير علَيّ أن أوجّه به يا أبا الحسن؟!

فأشار عليه بسعد بن أبي وقّاص. وانتهت الواقعة بنصر المسلمين (1).

ومن ذلك يظهر أنّ التدبير في المفاصل الخطيرة من الفتوح كان منه عليه السلام.

وفي هذه الواقعة ذكر ابن أعثم تهديد المسلمين يزدجرد ملك الفرس ببشارة النبيّ عليه السلام بفتح فارس (2).

ومن تدابير عليّ عليه السلام البالغة الأهمّية أيضاً بثّه الخلّص الأبدال من أصحابه في جيوش الفتوح ، وكان لهم الأثر البالغ في الفتوح ، ك- : حذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر في فتوح فارس ، ومالك الأشتر في فتوح الروم ، ولاسيّما في يوم اليرموك ؛ إذ بارز وزير هرقل هامان فهزمه (3) ، وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص في فتوح الشام وفارس أيضاً ، وكذلك عبادة بن الصامت الأنصاري ، وحجر بن عدي الكندي ، والجميع كانوا أُمراء سرايا وفصائل في الكتائب ، وخالد بن سعيد بن العاص وأخوه ، وعدي بن حاتم الطائي ، وعبد الله بن خليفة ، وسلمان الفارسي ، وغيرهم ممّا يجده المتتبّع لتواريخ الفتوح ، ذكرنا جملة منهم لا على سبيل الاستقصاء والحصر ، هذا مع أنّ أقلام التاريخ غالباً سقيفية أو أُموية أو عبّاسية ، لا ترصد ولا تحبّ أن تكتب لأصحاب عليّ عليه السلام أدواراً خطيرة في الفتوح ، بل وتركّز الضوء على 8.

ص: 82


1- كتاب الفتوح 1 / 136 - 137.
2- كتاب الفتوح 1 / 157.
3- كتاب الفتوح 1 / 208.

غيرهم لترفع ذكرهم دون تيار عليّ عليه السلام.

وذكر ابن أعثم : أنّ أبا عبيدة أرسل كتاباً إلى عمر يخبره فيه أنّ أهل «إيليا» بعدما حوصروا في الشامات اشترطوا الصلح مع الخليفة كي يثقوا بالأمان ، فاستشار عمر وجوه المهاجرين والأنصار في الخروج إلى الشام ، فأشار عليه عثمان بعدم الخروج.

«فقال عمر : هل عند أحد منكم غير هذا الرأي؟!

فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : نعم ، عندي من الرأي : إنّ القوم قد سألوك المنزلة التي لهم فيها الذلّ والصَغار ، ونزولهم على حكمك عزٌّ لك وفتحٌ للمسلمين ... فإذا قدِمت عليهم كان الأمر والعافية والصلح والفتح إن شاء الله ..

وأُخرى فإنّي لست آمن الروم إن هم آيسوا من قبولك الصلح وقدومك عليهم أن يتمسّكوا بحصنهم ويلتئم إليهم إخوانهم من أهل دينهم فتشتدّ شوكتهم ويدخل على المسلمين من ذلك البلاء ، ويطول أمرهم وحربهم ، ويصيبهم الجهد والجوع ، ولعلّ المسلمين إن اقتربوا من الحصن فيرشقونهم بالنشاب أو يقذفونهم بالحجارة ، فإن أُصيب بعض المسلمين تمنّيت أن تكون قد افتديت قتل رجل مسلم من المسلمين بكلّ مشرك إلى منقطع التراب. فهذا ما عندي ، والسلام.

فقال عمر : أمّا أنت يا أبا عمرو - أي عثمان - فقد أحسنت النظر في مكيدة العدو ، وأمّا أنت يا أبا الحسن! فقد أحسنت النظر لأهل الاِسلام ، وأنا سائر إلى الشام» (1).4.

ص: 83


1- كتاب الفتوح 1 / 244.

وعند فتح المسلمين لمدينة السوس - بلدة بخوزستان (1) جنوب إيران - وجدوا جثمان النبيّ دانيال ولم يكونوا يعرفوه ورأوا أهل السوس يتبرّكون ويستسقون به ، وجسده لم يبلى ، فكتب أبو موسى إلى عمر بذلك ، فسأل عمر أكابر الصحابة عن ذلك فلم يجد عندهم فيه خبراً ، وأنّى لهم بالخبر؟! وهل يوجد الخبر إلاّ عند مَن عنده ودائع النبوّة ، وهو السبب المتّصل بين الأرض والسماء ، ومَن عنده علم الكتاب؟!

فقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «بلى هذا دانيال الحكيم ، وهو نبيّ غير مرسل ، غير أنّه في قديم الزمان مع بختنصر ومَن كان بعده من الملوك ...

قال : وجعل عليّ يحدّث عمر بقصّة دانيال من أوّلها إلى آخرها إلى وقت وفاته ، ثمّ قال عليّ : اكتب إلى صاحبك أن يصلّي عليه ويدفنه في موضع لا يقدر أهل السوس على قبره ، قال : فكتب عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري بذلك» (2).

دوره عليه السلام في معركة نهاوند :

وذكر أهل التواريخ - والنصّ لابن أعثم - : «إنّ المسلمين لمّا فتحوا خوزستان تحرّكت الفرس بأرض نهاوند ، وكتب بعضهم إلى بعض أن يكون اجتماعهم بها ، فاجتمعوا من مدن شتّى فكانوا خمسون ألفاً ومائة ألفاً مع نيف وسبعين فيلاً تهويلاً على خيول المسلمين ، وقالوا : إنّ ملك العرب الذي جاءهم بهذا الكتاب وأقام لهم هذا الدين قد هلك - يعنون بذلك 4.

ص: 84


1- هي مدينة «الشوش» حالياً.
2- كتاب الفتوح 2 / 274.

رسول الله صلى الله عليه وآله - ... فتعالوا بنا حتّى ننفي مَن بقربنا من جيوش العرب ، ثمّ إنّا نسير إليهم في ديارهم فنستأصلهم عن جديد الأرض ...

فبلغ الخبر المسلمين فكتبوا بذلك إلى عمر ، وأنّ الفرس قد قصدوهم ثمّ يأتون بعدها إلى المدينة ، وهم جمع عتيد ، وبأس شديد ، ودوابّ فره ، وسلاح شاك ، وقد هالهم ذلك وما أتاهم من أمرهم وخبرهم.

قال - الراوي الذي يروي عنه ابن أعثم - : فلمّا ورد الكتاب على عمر بن الخطّاب وقرأه وفهم ما فيه وقعت عليه الرعدة والنفضة حتّى سمع المسلمون أطيط أضراسه ، ثمّ قام عن موضعه حتّى دخل المسجد وجعل ينادي : أين المهاجرون والأنصار؟ ألا فاجتمعوا رحمكم الله ، وأعينوني أعانكم الله.

قال : فأقبل إليه الناس من كلّ جانب حتّى إذا علم أنّ الناس قد اجتمعوا وتكاملوا في المسجد وثب إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فاستوى عليه قائماً وإنّه ليرعد من شدّة غضبه على الفرس ، فحمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وصلّى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله ، ثمّ قال : أيّها الناس! هذا يوم غمّ وحزن ، فاستمعوا ما ورد إليّ من العراق - ثمّ قرأ عليهم ما وصله من الكتاب - وقال : وليست لهم - أي الفرس - همّة إلاّ المدائن والكوفة ، ولئن وصلوا إلى ذلك فإنّها بليّة على الاِسلام وثلمة لا تُسدّ أبداً ، وهذا يومله ما بعده من الأيام ، فالله الله يا معشر المسلمين! أشيروا علَيّ رحمكمالله ...

فقام طلحة والزبير وأشاروا عليه أن يعمل برأيه وما يراه ، وقام عبدالرحمن بن عوف وأشار عليه بأن يخرج بنفسه ويخرجوا معه ، وقام عثمان بن عفّان وأشار عليه بما أشار ابن عوف ، وأن يأتيه أهل الشام من

ص: 85

شامهم ، وأهل اليمن من يمنهم ، وأهل الحرمين ، وأهل المصرين : البصرة والكوفة ، فقال عمر : هذا أيضاً رأي يأخذ بالقلب ، أُريد غير هذا الرأي.

قال : فسكت الناس ، والتفت عمر إلى عليّ عليه السلام فقال : يا أبا الحسن! لم لا تشير بشيء كما أشار غيرك؟!

قال : فقال عليّ : يا أمير المؤمنين! إنّك قد علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث نبيّه محمداً صلى الله عليه وآله وليس معه ثان ، ولا له في الأرض من ناصر ، ولا له من عدوه مانع ، ثمّ لطف تبارك وتعالى بحوله وقوّته وطَوْله فجعل له أعواناً أعزّ بهم دينه ، وشدّ بهم أمره ، وقصم بهم كلّ جبّار عنيد ، وشيطان مريد ، وأرى مؤازريه وناصريه من الفتوح والظهور على الأعداء مادام به سرورهم ، وقرّت به أعينهم ، وقد تكفّل الله تبارك وتعالى لأهل هذا الدين بالنصر والظفر والاِعزاز ، والذي نصرهم مع نبيّهم وهم قليلون هو الذي ينصرهم اليوم إذ هم كثيرون ، وبعد .. فأبشر بنصر الله عزّ وجلّ الذي وعدك ، وكن على ثقة من ربّك ؛ فإنّه لا يخلف الميعاد ، وبعد .. فقد رأيت قوماً أشاروا عليك بمشورة بعد مشورة فلم تقبل ذلك منهم ، ولم يأخذ بقلبك شيء ممّا أشاروا به عليك ، لأنّ كلّ مشير إنّما يشير بما يدركه عقله.

وأُعلمك يا أمير المؤمنين إن كتبت إلى الشام أن يقبلوا إليك من شامهم لم تأمن من أن يأتي هرقل في جميع النصرانية فيغير على بلادهم ، ويهدم مساجدهم ، ويقتل رجالهم ، ويأخذ أموالهم ، ويسبي نساءهم وذرّيّتهم.

وإن كتبت إلى أهل اليمن أن يقبلوا من يمنهم أغارت الحبشة أيضاً على ديارهم ونسائهم وأموالهم وأولادهم ..

ص: 86

وإن سرت بنفسك مع أهل مكّة والمدينة إلى أهل البصرة والكوفة ثمّ قصدت بهم عدوّك انتقضت عليك الأرض من أقطارها وأطرافها ، حتّى أنّك تريد بأن يكون من خلّفته وراءك أهمّ إليك ممّا تريد أن تقصده ولا يكون للمسلمين كانفة تكنفهم ، ولا كهف يلجؤون إليه ، وليس بعدك مرجع ولاموئل ؛ إذ كنت أنت الغاية والمفزع والملجأ ، فأقم بالمدينة ولا تبرحها ؛ فإنّه أهيب لك في عدوّك وأرعب لقلوبهم ، فإنّك متى غزوت الأعاجم يقول بعضهم لبعض : إن ملك العرب قد غزانا بنفسه لقلّة أتباعه وأنصاره. فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك وعلى المسلمين ، فأقم بمكانك الذي أنت فيه وابعث مَن يكفيك هذا الأمر ، والسلام.

قال : فقال عمر : يا أبا الحسن! فما الحيلة في ذلك وقد اجتمعت الأعاجم عن بكرة أبيها بنهاوند في خمسين ومائة ألف ، يريدون استئصال المسلمين؟!

قال : فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام : الحيلة أن تبعث إليهم رجلاً مجرّباً ، قد عرفته بالبأس والشدّة ؛ فإنّك أبصر بجندك وأعرف برجالك ، واستعن بالله وتوكّل عليه واستنصره للمسلمين ، فإن استنصاره لهم خير من فئة عظيمة تمدّهم بها ، فإن أظفر الله المسلمين فذلك الذي تحبّ وتريد ، وإن يكن الأُخرى وأعوذ بالله من ذلك أن تكون ردءاً للمسلمين ، وكهفاً لهم يلجؤون إليه ، وفئة ينحازون إليها.

قال : فقال له عمر : نِعم ما قلت يا أبا الحسن! ولكنّي أحببت أن يكون أهل البصرة وأهل الكوفة هم الّذين يتولّون هؤلاء الأعاجم ؛ فإنّهم ذاقوا حربهم وجرّبوهم ومارسوهم في غير موطن.

قال : فقال له عليّ عليه السلام : إن أحببت ذلك فاكتب إلى أهل البصرة أن

ص: 87

يفترقوا على ثلاث فرق : فرقة تقيم في ديارهم يكونوا حرساً لهم يدفعون عن حريمهم ، والفرقة الثانية في المساجد يعمرونها بالأذان والصلاة ؛ لكي لا تعطّل الصلاة ، ويأخذون الجزية من أهل العهد ؛ لكي لا ينتقضوا عليك ، والفرقه الثالثة يسيرون إلى إخوانهم من أهل الكوفة ، ويصنع أهل الكوفة كصنع أهل البصرة ، ثمّ يجتمعون ويسيرون إلى عدوّهم فإنّ الله عزّ وجلّ ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم ، فثق بالله ولا تيأس من روح الله ، (إنّه لاييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون) (1).

قال : فلمّا سمع عمر مقالة عليّ كرّم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم! أعجزتم كلّكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبوالحسن ، والله! لقد كان رأيه رأيي الذي رأيته في نفسي!!!

ثمّ أقبل عليه عمر فقال : يا أبا الحسن! فأشر علَيّ الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله أمير وأستكفيه من هؤلاء الفرس.

فقال عليّ عليه السلام : قد أصبته.

قال عمر : ومَن هو؟

قال : النعمان بن مقرن المزني.

فقال عمر وجميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن! وما لها من سواه» (2).

ومعركة نهاوند تعدّ المعركة المصيرية في مواجهة المسلمين مع دولة كسرى ؛ ففي فتوح البلدان للبلاذري : «إنّ ذلك الفتح هو فتح الفتوح» (3). 4.

ص: 88


1- سورة يوسف 12 : 87.
2- كتاب الفتوح 2 / 295.
3- فتوح البلدان 2 / 374.

وفي المصادر التاريخية الأُخرى : إنّ بعد نهاوند لم تقم لدولة الفرس قائمة بعدها ، وتتالت الفتوح للمدن الأُخرى بكلّ سهولة.

فالباحث يرى مدى خطورة هذه المواجهة على كلّ من دولة كسرى ودولة المسلمين ؛ إذ لو قُدّر النصر في هذه المعركة للأكاسرة لربّما قضوا على المسلمين حتّى ألجؤوهم إلى المدينة ، كما ذكر ذلك كتاب أهل الكوفة إلى عمر ..

وكذلك يرى الباحث مدى خوف وذعر واضطراب الخليفة عمر في تدبير الأمر ، حتّى أنّ أسنانه أخذت تصطكّ فسمع المسلمون أطيط أضراسه وأخذته الرعدة والنفضة!! فبالله عليك هل يصلح لقيادة المسلمين رجل بهذه الأوصاف ، معروف بالفرار إذا اشتدّ البأس في الحروب ، تختلط عليه الأُمور إذا حمى الوطيس؟!

وهذه اللقطة التاريخية العظيمة كافية لوقوف الباحث على كون عليّ عليه السلام قطب الرحى في تدبير أُمور المسلمين والفتوح التي تتالت عليهم ، وتالله لولا رأيه الثاقب في الأُمور ، المسدّد بالعصمة ، لانتقض نظام المسلمين ولأكلتهم الدول المحيطة بهم.

ونظير هذه الحادثة حوادث أُخرى ، استعرضنا في ما سبق بعضها.

وقفة مع أصحاب كتب التاريخ :

إنّ الباحث في تاريخ المسلمين يلاحظ مدى التعتيم والتضليل لحقائق الأحداث الذي مارسه كثير من مؤرّخيهم ، مثل ابن جرير الطبري (ت 310 ه) في تاريخه ، والبلاذري (ت 279 ه) في فتوح البلدان ، وابن الأثير (ت 630 ه) في الكامل في التاريخ ، وأمثالهم ، عندما يقارن

ص: 89

ما أرّخوه بأقلامهم بما كتبه ابن أعثم الكوفي (ت 314 ه) في الفتوح ، وإن كانت هناك قصاصات كثيرة متناثرة تسرّبت في ما كتبوه رغم ما مارسوه من حذف وتعتيم ..

ففي وقعة نهاوند - مثلاً - ترى الطبري يحذف مقدّمة أحداث المعركة بجملتها ، واقتصر على خصوص إجمال المعركة من دون تفصيل هَوْلها وشدّة العناء الذي لاقاه المسلمون ، حتّى كادوا أن ينهزموا في كلّ وقعات المعركة حتّى جاء الظفر ، وما عرض على الخليفة عمر من أحوال وغير ذلك ممّا مرّ ، كما لم يذكر اسم من أشار عليه بالمكث ، كما هي عادته في موارد عديدة يتابعها الباحث ، ومشورة عليّ عليه السلام على أبي بكر وعمر ؛ فإنّه لا يأتي بالاسم ولا ينوّه بالقائل ، بل قد لا يتعرّض لحصول المشورة ويسند الرأي إلى أبي بكر وعمر ، كما أنّه لم يذكر ما جرى من مقالات بين أبي بكر ورؤوساء القبائل المتمرّدة على استخلافه ، كلّ ذلك لتغطية الحقائق وحقيقة الأُمور في الأحداث.

وأمّا البلاذري فقد ذكر مسلسل الأحداث في ما يخص معركة نهاوند موجزاً (1) ، ناسباً ذلك كلّه إلى عمر دون أن يفصح بالمشير على عمر ولاحال اضطراب عمر ، مع أنّه يصرّح بوجود الروايات المفصّلة للأحداث (2) ، ولكنّه لم يأت بمتنها بل بشيء من ألفاط صدرها وذيلها باقتضاب شديد ، مع أنّه روى أنّ الفتح فيها هو : فتح الفتوح ، ورغم ذلك فهو يوجز الحديث عنها ويعرض عن ذكر ما ورد من روايات بشأنها .. 3.

ص: 90


1- فتوح البلدان 2 / 371.
2- فتوح البلدان 2 / 373.

ولكن من بعض قصاصات فتوح البلدان للبلاذري ، وأُخرى من كتاب أخبار أصبهان (1) للحافظ الأصبهاني (ت 034 ه) ، وثالثة من كتاب الكامل (2) لابن الأثير ، وغيرها من المصادر ، ومن مجموع كلّ تلك القصاصات يقف الباحث على صدق الحقيقة عند ابن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح ، وأنّ كلّ ما ذكره له جذور في ما كتبوه ، واعترفوا ببعض خيوط الحدث.

فعلى الأُمّة الاِسلامية السلام إن كان باحثوها ينساقون وراء ظاهر ماكتبه هؤلاء المؤرّخون ممّن كانت له نزعات أُموية أو عبّاسية أو سقيفية ؛ إذ لا تجري على لسانه ولا على قلمه أي حقيقة تاريخية تتّصل بعليّ بن أبيطالب عليه السلام ، ولا يقرّ بحقيقة ما كان عليه الشيخان من تشتّت الأمر في التدبير ، إلاّ ما تداركه عليّ عليه السلام بالمشورة عليهما ، واشتداد الفتن بسبب استخلاف أبي بكر ، ونشوب الظواهر المنتكسة عن هدي الدين الحنيف ، التي زُرعت في المسلمين ثمّ تورّمت وانفجرت في عهد عثمان ، فجاء عليّ عليه السلام إلى سدّة الحكم والقيح والقروح منتشرة في جسم الأُمّة.

الملاحم التي أنبأ عليه السلام بها ودورها في الفتوح :

وذكر ابن أعثم في الفتوح : إنّ أبا موسى أراد التقدّم إلى بلاد خراسان بعد فتح المسلمين بلدان فارس وكرمان ، فنهاه عمر عن ذلك وقال : ما لنا ولخراسان وما لخراسان ولنا ، ولوددت أنّ بيننا وبين خراسان جبالاً من حديد وبحاراً وألف سدّ ، كلّ سدّ مثل سدّ يأجوج ومأجوج. 8.

ص: 91


1- أخبار أصبهان 1 / 19 - 20.
2- الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 3 / 8.

قال : فقال له عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه : ولم ذلك يا أمير المؤمنين؟!

فقال عمر : لأنّها أرض بعدت عنّا جدّاً ، ولا حاجة لنا بها (1).

قال : فقال عليّ كرّم الله وجهه : فإن كنت قد بعدك عنك خراسان فإنّ لله عزّ وجلّ مدينة بخراسان يقال لها : مرو ، أسّسها ذو القرنين ، وصلّى بها عزير ...

ثمّ ذكر عليه السلام أسماء عدّة مدن ، والملاحم التي تقع في كلّ مدينة منها ، فذكر مدن : خوارزم ، بخارا ، سمرقند ، الشاش ، فرغانة ، أبيجاب ، بلخ ، طالقان - وذكر أنّ لله عزّ وجلّ فيها كنوز لا من ذهب ولا من فضّة ، يكونون أنصاراً للمهدي عليه السلام في آخر الزمان - الترمذ ، واشجردة ، سرخس ، سجستان ، ياسوج ، نيسابور ، جرجان ، قومس ، الدامغان ، سمنان ، الري ، والديلم. ثمّ سكت عليه السلام ولم ينطق بشيء.

فقال عمر : يا أبا الحسن! لقد رغّبتني في فتح خراسان.

قال عليّ عليه السلام : قد ذكرت لك ما علمت منها ممّا لا شكّ فيه ، فالْهَ عنها وعليك بغيرها ؛ فإنّ أوّل فتحها لبني أُمية وآخر أمرها لبني هاشم ، ومالم أذكر منها لك هو أكثر ممّا ذكرته ، والسلام (2).

ولم يقدم عمر على فتحها.

وهذا النصّ التاريخي وأمثاله ممّا تقدّم وممّا هو منتشر في كتب السير والتواريخ دالّ بوضوح على أنّ مخطّط الفتوح في تفاصيله المهمّة المحورية 1.

ص: 92


1- لاحظ : تاريخ الطبري 4 / 264 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 199 ، البداية والنهاية - لابن كثير - 7 / 143.
2- كتاب الفتوح 2 / 319 - 321.

عهد معهود من النبيّ صلى الله عليه وآله إلى عليّ عليه السلام ، فضلاً عن الخطوط العامّة الكلّية التي أخبر عامّة أصحابه والمسلمين بها.

وقد وقعت وصدقت جملة ممّا أخبر به عليه السلام من الملاحم بعده ، بل وبعض منها بعد عصر مؤلّف كتاب الفتوح ، أي ما بعد القرن الرابع ، وبعضها يقارب ظهور المهدي من آل محمد : ..

وقد رصدت كثير من الكتب الملاحم التي أخبر بها عليّ عليه السلام ، ككتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ، وغيرها من الكتب.

دوره عليه السلام في النظام الاقتصادي للفتوح :

وقد شاور عمر أصحاب رسول الله في سواد الكوفة فقال له بعضهم : تقسمها بيننا. فشاور عليّاً فقال : إنّ قسَمْتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء ، ولكن تقرّها في أيديهم يعملونها فتكون لنا ولمَن بعدنا.

فقال : وفّقك الله! هذا الرأي (1).

وأنت ترى هذه السُنّة من عليّ عليه السلام ، لولاها لضاع نظام التوزيع والتقسيم في الفيء والأراضي.

* * * 2.

ص: 93


1- تاريخ اليعقوبي 2 / 151 - 152.

أخلاقيات الفتوحات وانتشار الدين

ومع كلّ ما تقدّم من كون الفتوح الاِسلامية عهد من الرسول صلى الله عليه وآله ووصيّه حملها المسلمون ، وأنّ تفاصيلها الخطيرة المؤثّرة في الظفر والنصر كان صلى الله عليه وآله قد أودعها عليّاً عليه السلام بتوسّط العلوم اللدنية التي ورّثها إيّاه : «علّمني رسول الله ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب» ..

ومع كون أصل الفتوح انتشاراً لصورة الدين في أرجاء المعمورة إلى الحدود الجغرافية التي انتهت إليها الفتوح ، إلاّ أنّ الممارسات التي اعتمدتها خلافة الشيخين - فضلاً عن العيث والعبث والخضم الذي مارسه الثالث ، وفضلاً عمّا فعله بني أُمية وبني العباس - في كيفية فتوح البلدان ، وما تلاها من كيفية إقامة نظام الحكم فيها ، حالت دون مواصلة انتشار الاِسلام إلى غيرها من البلدان ، وإلى باقي أرجاء المعمورة.

وكان هذان البعدان وهاتان السياستان حائلاً أمام وصول الاِسلام لشعوب الأرض كافّة وتحقّق الوعد الاِلهي : (ليظهره على الدين كلّه) ، وسدّاً كثيفاً مانعاً من نفوذ شعاع نوره إلى نفوس البشرية ، فكانت الكيفيّتان سدوداً اقترنت بالفتوحات.

فهنا محطّات لا بُدّ من الوقوف عندها ؛ كي يُستوفى الاِمعان والتدبّر في تحليل هذه الحقبة وما عليه المسلمون حالياً من أوضاع ..

ص: 94

المحطّة الأُولى

أسباب وعوامل الظفر في الفتوحات

فإنّ جمهرة من محقّقي الأديان والتاريخ قد عزوْها إلى أُمور :

* الأوّل : انجذاب أهل البلدان إلى مبادىَ الدين الاِسلامي العالية :

فالعدل والقسط الذي نادى به القرآن الكريم والنبيّ العظيم صلى الله عليه وآله ، والمساواة بين البشر ، وكرامة الاِنسان ، والكمالات الروحية والنفسية من المعرفة والعلم ، التي يسعى الدين لاِيصال الاِنسان إليها ، وتأمين الحياة الأُخروية الخالدة ؛ ممّا يستحسنه الاِنسان ويميل إليه بفطرته ..

لا سيّما وأنّ أهداف الجهاد قد حددّها الخالق جلّ وعلا ، بقوله تعالى : (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الّذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالمِ أهلُها واجعلْ لنا من لدُنك وليّاً واجعلْ لنا من لدُنك نصيراً * الّذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياءَ الشيطان إنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً) (1).

فأهداف الجهاد والقتال من أجلها هي رسالات الله تعالى وما تسعى لتحقيقه ، من إقامة العدل في الأرض ، ورفع الظلم عن الناس ، واستتباب الأمن بإقامة حكم الله تعالى ، لا القتال من أجل السيطرة الاستعلائية لتلبية 6.

ص: 95


1- سورة النساء 4 : 75 - 76.

الغرائز الشهوية للحاكم من العلوّ والاستكبار ، أو الاِفساد بالقوة الفاشية من الحكّام بتوسّط القتال ..

فالغاية من الجهاد هي إقامة حكم الله في الأرض ، والحقّ والعدل ، وهدم الباطل والظلم ، لا أن يستبدل باطل بلون آخر من الباطل ، والظلم بنمط آخر من الظلم ؛ بأن يخرج المستضعفين في العقيدة أو المستضعفين في الحقوق المدنية والسياسية من كفر إلى قسم آخر من الكفر ، أو من الاضطهاد الحقوقي المدني والسياسي إلى اضطهاد من شكل آخر ؛ إذ للكفر أبواب وأقسام ، كما أنّ للظلم أنواع وألوان ، بل يتحرّر الضعيف في المعرفة إلى قوي في الاِيمان والبصيرة ، والضعيف في المعيشة إلى قوي في أسباب المعاش ..

فالخطاب للمؤمنين بأن يقوموا بمسؤولية النصرة والتولّي للضعفاء ؛ لتحلّيهم بالقوّة والاِيمان والعدالة ، فالقتال والجهاد ليس هويته في الدين هو العنف والبطش الغاشم ، بل هو العنف الهادم للظلم والاستبداد ؛ محبّةً ورحمةً بالضعفاء ، لا ما يعود إلى الوازع الشخصي للمقاتل ، والنوازع الشهوية والغضبية والطغيان لبناء طواغيت بشرية جديدة ، أو لاِقامة شريعة محرّفة وسُنن باطلة وأهواء ضالّة ، بل الخلوص من كلّ الدواعي الضيّقة إلى الداعي الوسيع ، وهو سبيل الله ، الذي يعمّ خيره الجميع ؛ فلا بُدّ في حال القتال والجهاد في سبيل الله من تحديد : ما هو المطلوب إقامته بعد هدم أركان الباطل؟!

ففي صحيحة يونس بن عبد الرحمن ، قال : «سأل أبا الحسن عليه السلام رجلٌ - وأنا حاضر - فقال له : جعلت فداك! إنّ رجلاً من مواليك بلغه أنّ رجلاً يعطي سيفاً وفرساً في سبيل الله ، فأتاه فأخذهما منه [وهو جاهل

ص: 96

بوجه السبيل] ، ثمّ لقيه أصحابه فأخبروه أنّ السبيل مع هؤلاء - أي بني العباس - لا يجوز ، وأمروه بردّهما؟!

قال : فليفعل.

قال : قد طلب الرجل فلم يجده ، وقيل له : قد قضى [مضى] الرجل.

قال : فليرابط ولا يقاتل.

قلت : في مثل قزوين وعسقلان والديلم ، وما أشبه هذه الثغور؟!

فقال : نعم.

قال : فإن جاء العدوّ إلى الموضع الذي هو فيه مرابط ، كيف يصنع؟

قال : يقاتل عن بيضة الاِسلام [لا عن هؤلاء].

قال : يجاهد؟

قال : لا ، إلاّ أن يخاف على دار المسلمين.

قلت : أرأيتك لو أنّ الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ [يسع] لهم أن يمنعوهم؟

قال : يرابط ولا يقاتل ، فإن خاف على بيضة الاِسلام والمسلمين قاتَل لنفسه لا للسلطان ؛ لأنّ في دروس الاِسلام دروس ذكر محمد صلّى الله عليه وآله» (1).

وفي رواية طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «سألته عن رجل دخل أرض الحرب بأمان فغزا القوم الّذين دخل عليهم قوم آخرون؟

قال : على المسلم أن يمنع نفسه ويقاتل عن حكم الله وحكم رسوله ، وأمّا أن يقاتل الكفّار على الجور وسُنّتهم فلا يحلّ له ذلك» (2). 3.

ص: 97


1- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 6 ح 2 ، التهذيب 6 / 125 ح 219.
2- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 6 ح 3.

وفي رواية الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، قال : «كتب أبوجعفر عليه السلام في رسالته إلى بعض خلفاء بني أُميّة : ومن ذلك : ما ضيّع الجهاد الذي فضّله الله عزّ وجلّ على الأعمال ... اشترط عليهم فيه حفظ الحدود ، وأوّل ذلك : الدعاء إلى طاعة الله من طاعة العباد ، وإلى عبادة الله من عبادة العباد ، وإلى ولاية الله من ولاية العباد ... وليس الدعاء من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله» .. الحديث (1).

وفي رواية الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون ، قال : «والجهاد واجب مع الاِمام العادل [العدل]» (2).

وفي صحيح علي بن مهزيار ، قال : «كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : إنّي كنت نذرت نذراً منذ سنين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا مّما يرابط فيه المتطوّعة ، نحو مرابطتهم بجدّة وغيرها من سواحل البحر ؛ أفترى جعلت فداك! أنّه يلزمني الوفاء به أو لايلزمني ، أو أفتدي الخروج إلى ذلك بشيء من أبواب البرّ لأصير إليه إن شاء الله؟

فكتب إليه بخطّه وقرأته : إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته ، وإلاّ فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ ، وفّقنا الله وإيّاك لِما يحبّ ويرضى» (3).

وفي رواية أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «قلت له : أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله ، أهو لقوم لا يحلّ إلاّ لهم ، 1.

ص: 98


1- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 1 ح 8.
2- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 1 ح 24.
3- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 7 ح 1.

ولا يقوم به إلاّ مَن كان منهم ، أم هو مباح لكلّ مَن وحّد الله عزّ وجلّ وآمن برسوله صلى الله عليه وآله؟ ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزّ وجلّ وإلى طاعته ، وأن يجاهد في سبيل الله؟

فقال : ذلك لقوم لا يحلّ إلاّ لهم ، ولا يقوم به إلاّ مَن كان منهم.

فقلت : مَن أُولئك؟

فقال : من قام بشرائط الله عزّ وجلّ في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عزّ وجلّ ، ومن لم يكن قائماً بشرائط الله عزّ وجلّ في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد والدعاء إلى الله حتّى يحكم في نفسه بما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد.

قلت : بيّن لي يرحمك الله.

فقال : إنّ الله عزّ وجلّ أخبر في كتابه الدعاء إليه ، ووصف الدعاة إليه ، فجعل ذلك لهم درجات يعرّف بعضها بعضاً ، ويستدلّ ببعضها على بعض ؛ فأخبر أنّه تبارك وتعالى أوّل من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتّباع أمره ، فبدأ بنفسه ؛ فقال : (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي مَن يشاء إلى صراطٍ مستقيم) (1).

ثمّ ثنّى برسوله ؛ فقال : (ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادِلْهم بالتي هي أحسنُ) (2) - يعني : القرآن - ولم يكن داعياً إلى الله عزّ وجلّ مَن خالف أمر الله ويدعو إليه بغير ما أمر في كتابه الذي أمر أن لا يُدعى إلاّ به ، وقال في نبيّه صلى الله عليه وآله : (وإنّك لتهدي إلى صراطٍ 5.

ص: 99


1- سورة يونس 10 : 25.
2- سورة النحل 16 : 125.

مستقيم) (1) - يقول : تدعو -.

ثمّ ثلّث بالدعاء إليه بكتابه أيضاً ؛ فقال تبارك وتعالى : (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم - أي : يدعو - ويبشّر المؤمنين) (2).

ثمّ ذكر من أذِن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه ، فقال : (ولتكن منكم أُمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهَوْن عن المنكر وأُولئك هم المفلحون) (3).

ثمّ أخبر عن هذه الأُمّة وممّن هي ، وأنّها من ذرّيّة إبراهيم صلى الله عليه وآله وذرّيّة إسماعيل عليه السلام من سكّان الحرم ، ممّن لم يعبدوا غير الله قطّ ، الّذين وجبت لهم الدعوة - دعوة إبراهيم وإسماعيل - من أهل المسجد ، الّذين أخبر عنهم في كتابه أنّه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، الّذين وصفناهم قبل هذه في صفة أُمّة إبراهيم ، الّذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : (أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومَن اتّبعني) (4) ..

يعني : أوّل من اتّبعه على الاِيمان به والتصديق له بما جاء من عند الله عزّ وجلّ من الأُمّة التي بُعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ، ممّن لم يشرك بالله قط ولم يلبس إيمانه بظلم ، وهو الشرك.

ثمّ ذكر أتباع نبيّه صلى الله عليه وآله وأتباع هذه الأُمّة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجعلها داعية إليه ، وأذِن له في الدعاء إليه ، فقال : (يا أيّها النبيُّ حسْبُك اللهُ ومَن اتّبعك من المؤمنين) (5).4.

ص: 100


1- سورة الشورى 42 : 52.
2- سورة الاِسراء 17 : 9.
3- سورة آل عمران 3 : 104.
4- سورة يوسف 7 12 : 108.
5- سورة الأنفال 8 : 64.

ثمّ وصف أتباع نبيّه صلى الله عليه وآله من المؤمنين ؛ فقال عزّ وجلّ : (محمدٌ رسول الله والّذين معه أشدّاءُ على الكفّار رحماء بينهم تراهم رُكعّاً سُجّداً) (1) .. الآية.

وقال : (يوم لا يخزي الله النبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيْمانهم) (2) - يعني : أُولئك المؤمنين -.

وقال : (قد أفلح المؤمنون) ، ثمّ حلاّهم ووصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم إلاّ مَن كان منهم ؛ فقال - في ما حلاّهم به ووصفهم - : (الّذين هم في صلاتهم خاشعون * والّذين هم عن اللغو معرضون * ... أُولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) (3).

وقال في صفتهم وحليتهم أيضاً : (والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخَرَ) (4) - وذكر الآيتين - ، ثمّ أخبر أنّه اشترى كان على مثل صفتهم (أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجَنّة) ؛ قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أرأيتك يا نبيّ الله! الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتّى يقتل إلاّ أنّه يقترف من هذه المحارم ، أشهيد هو؟

فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله : (التائبون - من الذنوب - العابدون - الّذين لا يعبدون إلاّ الله ولا يشركون به شيئاً - الحامدون - الّذين يحمدون الله على كلّ حال في الشدّة والرخاء - السائحون - وهم الصائمون - الراكعون الساجدون - وهم الّذين يواظبون على الصلوات الخمس 8.

ص: 101


1- سورة الفتح 48 : 29.
2- سورة التحريم 66 : 8.
3- سورة المؤمنون 23 : 1 - 11.
4- سورة الفرقان 25 : 68.

والحافظون لها والمحافظون عليها في ركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي أوقاتها - الآمرون بالمعروف - بعد ذلك والعاملون به - والناهون عن المنكر - والمنتهون عنه -) (1) ..

قال : فبشّر من قُتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنّة.

ثمّ أخبر تبارك وتعالى أنّه لم يأمر بالقتال إلاّ أصحاب هذه الشروط ؛ فقال عزّ وجلّ : (أُذِن للّذين يقاتَلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير * الّذين ...) (2) ، وإنّما أذِن للمؤمنين الّذين قاموا بشرائط الاِيمان التي وصفناها ، وذلك أنّه لا يكون مأذوناً في القتال حتّى يكون مظلوماً ، ولايكون مظلوماً حتّى يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتّى يكون قائماً بشرائط الاِيمان التي اشترط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين ..

فإذا تكاملت شرائط الله عزّ وجلّ كان مؤمناً ، وإذا كان مؤمناً كان مظلوماً ، وإذا كان مظلوماً كان مأذوناً له في الجهاد ؛ لقول الله عزّ وجلّ : (أُذِن للّذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير).

وإن لم يكن مستكملاً لشرائط الاِيمان فهو ظالم ممّن ينبغي ويجب جهاده حتّى يتوب ، وليس مثله مأذوناً له في الجهاد والدعاء إلى الله عزّ وجلّ ؛ لأنّه ليس من المؤمنين المظلومين الّذين أُذن لهم في القرآن في القتال ... ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم ...

ولا يكون مجاهداً من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه ومنعه منه ، ولا يكون داعياً إلى الله عزّ وجلّ من أمر بدعائه مثله إلى التوبة 9.

ص: 102


1- سورة التوبة 9 : 112.
2- سورة الحجّ 22 : 39.

والحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به ، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه ...

ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين : لا تجاهدوا. ولكن نقول : قد علّمناكم ما شرط الله عزّ وجلّ على أهل الجهاد ... فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك ، وليعرضها على شرائط الله عزّ وجلّ ...» (1).

وفي صحيح عبد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام : «... أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف» (2).

وفي موثّق سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «لقى عبّاد البصري عليّ بن الحسين عليه السلام في طريق مكّة فقال له : يا عليّ بن الحسين! تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحجّ ولينه ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله) (3) َ .. الآية.

فقال عليّ بن الحسين صلوات الله عليه : أتمّ الآية.

فقال : (التائبون العابدون ...) .. الآية.

فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحجّ» (4) .. 3.

ص: 103


1- انظر : وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 9 ح 1.
2- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 9 ح 2.
3- سورة التوبة 9 : 111.
4- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 12 ح 3.

وفي رواية أُخرى : إنّ السائل قرأ الآية إلى : (والحافظون لحدود الله).

قال : فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : «إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئاً» (1).

وفي رواية أبي بصير ، عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يخرج المسلم في الجهاد مع مَن لا يؤمن على الحكم ولا ينفذ في الفيء أمر الله عزّ وجلّ ، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان معيناً لعدوّنا في حبس حقّنا ، والاِشاطة بدمائنا ، وميتته ميتة جاهلية» (2).

وروى الطوسي والمفيد بسند إلى عليّ عليه السلام ، أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال له : «يا عليّ! إنّ الله تعالى قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي.

فقلت : يا رسول الله! وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟

قال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله وهم مخالفون لسُنّتي ، وطاعنون في ديني.

فقلت : فعلام نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله؟

فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي» .. الحديث (3).7.

ص: 104


1- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 12 ح 6.
2- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 6 ح 8.
3- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 26 ح 7.

وفي رواية الهيثم الرمّاني عن الرضا عليه السلام : إنّ عليّاً عليه السلام ترك جهاد أعدائه خمساً وعشرين سنة لقلّة أعوانه عليهم ، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وآله ؛ إذ ترك صلى الله عليه وآله جهاد المشركين ثلاث عشرة سنة في مكّة ، وتسعة عشر شهراً في المدينة لقلّة أعوانه عليهم (1).

ومن كلّ ذلك يتبيّن أنّ تحديد القيادة التي تقود وتحكم أمر مصيري في البديل الذي يراد بناؤه ، وبالتالي الأهداف المراد إقامتها ، فليس الجهاد من أجل جمع الثروات والأموال وتوسيع السلطة ، بل هو لاِقامة العدل والفضيلة والاِيمان ، وهذا يتوقّف على القائد والوليّ المتّصف بذلك كي تتحقّق هذه الأهداف.

ومن ثمّ أُطلق على النظام البديل الذي حلّ في البلدان المفتوحة : دار الاِسلام ، لا دار الاِيمان ، في روايات وفقه أهل البيت عليهم السلام ، وقد مرّت بعض تلك الروايات ..

وبعضها يتضمّن تسميتها ب- : دار الفاسقين ؛ إذ أنّ الاِسلام يجتمع مع الفسق ، والتسمية تتبع نظام الحكم وصفة الحاكم.

ويطلق عليها أيضاً : دار التقية ، كما في رواية الفضل عن الرضاعليه السلام (2) ..

ودار الهدنة ، كما في صحيح محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام : «إنّ القائم - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل» (3). 2.

ص: 105


1- انظر : وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 30 ح 1.
2- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 26 ح 9.
3- وسائل الشيعة - أبواب جهاد العدوّ ب 25 ح 2.

والوجه في ذلك كلّه أنّ دين الاِسلام ليس شعاراً أجوف خال ولقلقة لسان ، بل هو نظام متكامل مجموعي موحّد.

* الثاني - من أسباب الظفر - : انجذاب البلدان المجاورة إلى سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله المباركة :

فإنّه تسامع بها الأطراف والنواحي المختلفة من البلدان ، وطار صيتها كنموذج للحاكم المثالي هدياً وزهداً وخلقاً ، وأخذت القلوب تخفق لمثل هذا الحلم الذي لم تعهده البشرية من قبل ، وفي هذا المجال هناك ملف كبير جدّاً من الموارد التي يقف عليها المتتبّع.

* الثالث : معاناة الشعوب :

مكابدة الشعوب البشرية في البلاد عبر التاريخ لأنواع الظلم والاستعباد ، وتطلّعها إلى النجاة والتحرّر من تسلّط الملوك الغاشمين ، ولتبديل نظامهم الاجتماعي والسياسي المبني على فرض الكثير من القيود والأغلال.

وقد أعانوا جيوش المسلمين في اكتشاف مواقع الضعف والاختراق في جيوش كسرى وقيصر ، وهناك مسلسل للشواهد على ذلك في كتب الفتوح للبلدان.

* الرابع : بشائر القرآن والنبيّ صلى الله عليه وآله بالفتوحات :

هذه البشائر كانت عهدٌ عهد به النبيّ صلى الله عليه وآله كوظيفة ومسؤولية على المسلمين ، ممّا كان يبعث الأمل عند المسلمين ، ويرفع من هممهم.

ص: 106

* الخامس : تدبير النبيّ صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام :

وذلك بعهده تفاصيل خطط الفتوح في المواضع الشريانية إلى عليّ عليه السلام ، مضافاً إلى تدبير عليّ عليه السلام بما يشير به على الثلاثة كلمّا اضطرب عليهم الأمر وتشتّتت لديهم الأُمور واستعصت ، كما مرّ استعراض مقتطفات من ذلك.

* السادس : قوّة البناء الاجتماعي الديني :

الذي بناه النبيّ صلى الله عليه وآله على أنقاض المجتمع الجاهلي ، والذي حمل الكثير من عناصر الاِعجاز الحضاري ، مثل : روح التضحية والفداء والشهادة ، والتشكيلة الجديدة للعلائق الاجتماعية - وإن كان هذا البناء هو في طوره الأوّل في النمو ، وقد اعتوره آثار وبقايا الجاهلية السابقة ، المتمثّلة بتدبير السقيفة وتغيير رأس نظام المسلمين - لا سيّما وأنّ المسلمين شاهدوا أيّام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله تحقّق الوعد الاِلهي بنصر الروم ، بل العرب ، على الفرس وكسرى ؛ فقد كانت قبائل العرب - وفيها الكثير ممّن أسلم - ترفع شعار : «يا محمد يا محمد» في معركة ذي قار فهزموا عدوهم ، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله : «أوّل معركة انتصف فيها العرب من العجم ، وبي نُصروا» (1) ..

مضافاً إلى ناموس العدالة والمساواة والسوية بين آحاد المسلمين ، 7.

ص: 107


1- الأغاني 20 / 132 - 138 ، الطبقات - لابن سعد - 7 / 77 ، الطبقات - لخليفة - : 87 ، مسند أحمد : 129 ، تاريخ الخميس 1 / 406 ، معجم القبائل - لكحالة - 1 / 97.

الذي أصبح أصلاً اجتماعياً عظيماً يهدّد كلّ أمير أو خليفة يحاول أن يعتمد الاِقطاع القبلي الجاهلي أساساً في سياسته وحكمه للمسلمين ، وإلى درجة يهابها ويحسب لها ألف حساب.

وهذه الظاهرة هي التي حاكمت الخليفة الثالث وقضت عليه ، وهي التي خنقت وحاصرت حزب السقيفة والحزب القرشي عن التلاعب في كلّ مقدرات المسلمين إلى حدّ ما نسبياً ، لكن هذه الظاهرة النيرة سرعان ماتضاءلت عند وصول الأُمويّين إلى سدة الحكم ، وذلك لأنّ النور لا بُدّ له من مدد ، وقد ضيّع المسلمون المدد ، وهو رأس السلطة الهادي إلى الحقّ ، الاِمام المعصوم.

* * *

ص: 108

المحطّة الثانية

الممارسات المرتكبة في البلدان المفتوحة

نتعرّض - في هذه المحطّة - إلى مقتطفات من ملف هذه الممارسات ، وما ارتكب منها في أثناء الفتح وما بعده ، والتي عادت بانتكاس الخطّ البياني لانتشار الاِسلام. فنذكر نتفاً من ذلك :

* الأوّل : إدخال الطلقاء من قريش في سدّة الأُمور :

وهؤلاء حديثي عهد بالاِسلام وأحكامه ، لم يسلموا طوعاً ورغبة ، بل رهبة منهم على نوازع الجاهلية وأخلاقها ، فصبغت سلوكياتهم الأحداث ..

فقد ذكر اليعقوبي : أنّ أبا بكر لمّا أراد غزو الروم أشار عليه الصحابة بأن لا يفعل ، وأشار عليه عليّ عليه السلام بأن يفعل وبوقوع الظفر ، فأمر الناس بالتجهّز إلى الروم والخروج ، وجعل أميرهم خالد بن سعيد ، وكان خالد من عمّال رسول الله باليمن ، فقدم وقد توفّي رسول الله فامتنع عن البيعة ومال إلى بني هاشم ، فلمّا عهد أبو بكر لخالد قال له عمر : أتولّي خالداً وقد حبس عنك بيعته وقال لبني هاشم ما قد بلغك؟ فوالله ما أرى أن توجّهه. فحلّ لواءه ، ودعا يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ، فعقد لهم (1).

وهذه سياسة اتّبعتها سلطة السقيفة لاِبعاد المهاجرين والأنصار وتقريب الطلقاء. 3.

ص: 109


1- لاحظ : تاريخ اليعقوبي 2 / 133.

ونظيره عندما استعصى الأمر على أبي بكر في مواجهة قبائل كندة والأشعث بن قيس ، فعزم على الاستعانة بعليّ عليه السلام في المواجهة ، فمنعه عمر من ذلك ؛ تخوّفاً من موقف عليّ عليه السلام بعدم حكمه بردّتهم ، وأمره بتأمير عكرمة بن أبي جهل (1).

ولمّا استتمّت فتوح فارس وكان لعمّار بن ياسر الدور الكبير في تجهيز الجيوش فيها ، كتب أهل الكوفة إلى عمر يشكونه من عمّار ويسألونه أن يعزله عنهم ، فقال عمر : أيّها الناس! ما تقولون في رجل ضعيف غير أنّه مسلم تقي ، وآخر فاجر قويّ ، أيّهما أصلح للاِمارة؟!

فأشار عليه المغيرة بن شعبة بأنّ : القوي الفاجر فجوره على نفسه وقوّته لك وللمسلمين.

فقال عمر : صدقت يا مغيرة! اذهب فقد ولّيتك الكوفة (2).

وهذا النصّ يظهر لنا منطق سلطة السقيفة في تنصيب أُمراء الجيوش والولاة بأنّ الفجور غير ضارّ ، وهو مع قوّة بطش الأمير والوالي أصلح من التقي والمتورّع عن المحارم ، وإلاّ فكيف يكون عمّار بن ياسر ضعيفاً في ولايته على الكوفة مع أنّه هو الذي عبّأ أهل الكوفة مرّات وكرّات لحرب دولة الأكاسرة ، ويكون المغيرة بن شعبة أصلح لولاية الكوفة مع فجوره واشتهاره بالزنا في البصرة؟!

وقد اعتُرض على عمر في سياسته هذه ؛ وتعرّض للمساءلة عن سبب استعماله سعيد بن العاص ومعاوية وفلاناً وفلاناً من المؤلّفة قلوبهم 1.

ص: 110


1- كتاب الفتوح - لابن أعثم - 1 / 57.
2- كتاب الفتوح 2 / 321.

ومن الطلقاء ، وتركه استعمال المهاجرين والأنصار (1).

واعترض حذيفة على عمر : إنّك تستعين بالرجل الفاجر.

فقال عمر : إنّي لأستعمله لأستعين بقوّته ، ثمّ أكون على قفائه (2).

وقد دافع البيهقي عن فعل عمر بأنّ : «ذلك في المنافقين الّذين لم يُعرفوا بالتخذيل والاِرجاف. والله أعلم» (3). رغم أنّ عمر روى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قوله : «من استعمل فاجراً وهو يعلم أنّه فاجر فهو مثله» (4) ، وقال عمر : «نستعين بقوّة المنافق وإثمه عليه» (5).

والمتتبّع لأُمراء الجيوش والولاة في عهد الثلاثة يرى الكثير منهم من المؤلّفة قلوبهم والطلقاء من قريش ، أو مسلمة قبيل الفتح ، كخالد بن الوليد وأمثاله ، والسبب الحقيقي وراء ذلك هو أنّ جماعة السقيفة إنّما أتوا إلى السلطة بفضل قوّة الاِرهاب القبلي الذي مارسه حزب قريش وبنو أُمية على المسلمين في المدينة أيام السقيفة - كما ترصده الأحداث آنذاك - وتعاقد الصحيفة التي مرّت الاِشارة إليها ، فمصدر قوّة الخلفاء لم يكن من المهاجرين والأنصار بل من الحماية القبلية من قريش الطلقاء وحلفائها.

روى ابن أعثم رسالة عمر إلى يزيد بن أبي سفيان : «اعلم أنّه بعد أن مات كلّ من الأُمراء أبو عبيدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل وخالد بن الوليد فإنّ زمام أُمور جيش المسلمين قد سُلّمت لك ، فنفّذ ما جاء في هذه 4.

ص: 111


1- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 9 / 28 - 30.
2- كنز العمّال 5 / 771 ، السُنن الكبرى - للبيهقي - 9 / 36.
3- السُنن الكبرى - للبيهقي - 9 / 36.
4- كنز العمّال 5 / 761.
5- كنز العمّال 4 / 614.

الرسالة كما هو معهود بك من شهامة كاملة وحصافة في الرأي!!!!» (1).

وحينما مات يزيد بن أبي سفيان والي عمر على الشام اغتمّ أبو سفيان فقال له عمر : سأرسل ولدك الآخر معاوية. فسُرّ أبو سفيان بذلك وقال : ... لقد وصلت الرحم ... وقالت هند : ... ولتكن إمارة الشام مباركة على معاوية» (2).

وهذه نبذة ممّا يجده المتتبّع في كتب السير والتواريخ.

* الثاني : التكالب على الأموال والثروات والشهوات :

وهذا الملف أيضاً حافل ، نقتصر منه على نتف ؛ فقد ذُكر أنّه دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي بكر في مرضه الذي توفّي فيه فقال : «كيف أصبحت يا خليفة رسول الله؟!

فقال : أصبحت مولّياً ، وقد زدتموني على ما بي أن رأيتموني استعملت رجلاً منكم فكلّكم قد أصبح وارم أنفه ، وكلّ يطلبها لنفسه» (3).

وذيل كلامه وإن كان يبيّن التكالب على الخلافة نفسها فيما بين أصحاب السقيفة أنفسهم ، إلاّ أنّ صدره عامّ لمطلق إمارة الجيش والسرايا والولاة.

وروى إبراهيم بن عبد الرحمن - بن عوف - أنّ رجلاً قال لأبيه : «قد جئت لأمر وقد رأيت أعجب منه ؛ هل جاءكم إلاّ ما جاءنا؟! أم هل علمتم إلاّ ما علمنا؟! 7.

ص: 112


1- كتاب الفتوح 1 / 244.
2- كتاب الفتوح 1 / 262.
3- تاريخ اليعقوبي 2 / 137.

قال عبد الرحمن : لم يأتنا إلاّ ما قد جاءكم ، ولم نعلم إلاّ ما علمتم.

قال : فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون فيها ، ونخفّ في الجهاد وتتشاغلون عنه ، وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب نبيّنا صلى الله عليه وآله؟!

قال عبد الرحمن : لم يأتنا إلاّ ما جاءكم ، ولم نعلم إلاّ ما قد علمتم ، ولكنّا بلينا بالضرّاء فصبرنا وبلينا بالسرّاء فلم نصبر» (1).

وهذا النصّ التاريخي يبيّن مدى إقبال وحرص أصحاب السقيفة على الدنيا ، ممّا سبّب الريبة في الدين لدى عامّة الناس ؛ إذ يرون جملة من الصحابة التي كانت تحيط بالنبيّ صلى الله عليه وآله هم رؤوس للأطماع الدنيوية ، ومن ثمّ كان أحد الأسباب الكبرى لتمرّد أو ردّة القبائل العربية هو مشاهدتهم خيانة صحابة الرسول صلى الله عليه وآله لعهد الله ورسوله في الاِمارة لعليّ عليه السلام.

وكتب عمر إلى عياض بن غنم بأنّه : قد بلغه أنّ يزيد بن أبي سفيان أرسل إليه مدداً بقيادة بسر بن أرطأة إلاّ أنّه رفض المدد ..

فأجابه عياض : أنّ بسر بن أرطأة قد طالبه بجزء من غنائم مدينتي الرقّة والرها ، فقال له : لا حقّ لك بالغنائم ؛ لأنّهما فتحتا قبل وصوله ، ووعده بالشركة في غنائم الفتوح اللاحقة. فرفض بسر بن أرطأة ولم يرض ، وخشي عياض أن يحصل شيء من التمرّد واختلاف قلوب العساكر ، فأمره بالعودة (2).

ولمّا فتح المسلمون بعض مدن فارس ، كالسوس وتستر ، اختصم أهل البصرة وأهل الكوفة حتّى كاد أن يقع بينهم شيء من المكروه (3). 6.

ص: 113


1- البدايه والنهايه - لابن كثير - 4 / 77.
2- كتاب الفتوح 1 / 255.
3- كتاب الفتوح 1 / 286.

وقد نازع رجل من عنز ، يقال له : ضبّة بن محصن العنزي ، أبا موسى الأشعري في الغنائم ، فأرسله إلى عمر بن الخطّاب ، وعنّفه عمر قبل أن يسأله عن سبب المنازعة ، فغضب العنزي وأراد الانصراف ، ثمّ سأله عن السبب؟ فقال : لأنّه - أي أبو موسى الأشعري - اختار ستّين غلاماً من أبناء الدهاقين فاتّخذهم لنفسه ، وله جارية يقال لها : عقيلة ، يغذّيها بجفنة ملآنة عراقاً - المفطام من الغنم إذا كان عليه شيء من اللحم - ويعشّيها بمثل ذلك ، وليس منّا من يقدر على ذلك ، وله خاتمان يختم بهما ، وله قفيزان يكتال بأحدهما لنفسه ويكيل بالآخر لغيره ، وأنّه يمنع من غنيمة رامهرمز خصوص أهل الكوفة - بدعوى إعطائهم الأمان مدّة - دون أهل البصرة.

وقد تكرّرت هذه الدعوى ضدّ أبي موسى الأشعري في عدّة مدن ، فأحضر عمر أبا موسى وساءله عن ذلك ، إلاّ أنّه لم يتعدّ المشادّة فقط ، ومع ذلك أبقاه عمر في عمله ، وأخذ عقيلة منه بثمنها ، وكانت عند عمر إلى أن قتل عنها ، كما جاء نصّ ذلك باللفظ عند ابن أعثم (1) ، والظريف تخصيص عمر الجارية لنفسه كمعالجة للحيف والجور الحاصل.

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة : أنّ أبا بكرة وزياداً ونافعاً وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار ، فهبّت ريح فرأوا المغيرة بين رجلي امرأة - أُمّ جميل - يزني بها ، فقال له أبو بكرة : إنّه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا.

قال : وذهب ليصلّي بالناس الظهر فمنعه أبو بكرة ، وقال له : والله لاتصلّي بنا وقد فعلت ما فعلت. 9.

ص: 114


1- كتاب الفتوح 2 / 288 - 289.

فقال الناس : دعوه فليصلّ فإنّه الأمير ، واكتبوا إلى عمر.

فلمّا شهدوا عليه عنده وبقي زياد قال عمر : ما يثني زياد عن الشهادة. مع أنّ ما قاله زياد يلازم تحقّق الزنا (1).

وذكرت عدّة من المصادر عن المأمون العبّاسي إفصاحه عن هذه الظاهرة في المناظرة التي جرت بينه وبين فقهاء العامّة ؛ فقد روى صاحب كتاب البرهان بسنده المتّصل عن أبي إسماعيل (2) ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ، والصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (3) ، عن أبي إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد ، واللفظ له ، قال : بعث إليّ وإلى عدّة من المشايخ يحيى ابن أكثم القاضي ، فأحضرنا وقال : ...

ثمّ قال المأمون : يا إسحاق! أوَ ما علمت أنّ جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا أشاد بذكر عليّ وبفضله ، وطوّق أعناقهم ولايته وإمامته ، وبيّن لهم أنّه خيرهم من بعده ، وأنّه لا يتمّ لهم طاعة الله إلاّ بطاعته ، وكان في جميع ما فضّله به نصّ على أنّه وليّ الأمر بعده ، قالوا : إنّما ينطق النبيّ صلى الله عليه وآله عن هواه ، وقد أضلّه حبّه ابن عمّه وأغواه. وأطنبوا في القول سرّا ً ؛ فأنزل الله المطّلع على السرائر : (والنجم إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحيٌّ يوحى) (4)؟!4.

ص: 115


1- الأغاني - لأبي الفرج - 4 / 146 - 147 ، شرح نهج البلاغة 3 / 162 ، سُنن البيهقي 8 / 235 ، تاريخ الطبري 4 / 207.
2- بحار الأنوار 72 / 147.
3- عيون أخبار الرضا 2 / 84.
4- سورة النجم 53 : 1 - 4.

ثمّ قال : يا إسحاق! إنّ الناس لا يريدون الدين إنّما أرادوا الرئاسة ، وطلب ذلك أقوام فلم يقدروا عليه بالدنيا فطلبوا ذلك بالدين ، ولا حرص لهم عليه ، ولا رغبة لهم فيه ؛ أما تروي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال : يذاد قوم من أصحابي عن الحوض فأقول : يا ربّ أصحابي أصحابي. فيقال لي : إنّك لاتدري ما أحدثوا بعدك ورجعوا القهقرى؟!

وقد روى الحديث الذي ذكره المأمون العبّاسي البخاري ومسلم في صحيحهما في كتاب الفتن ، إضافة إلى العديد من الروايات الأُخرى عن إحداث الصحابة في الدين وتبديلهم ، والحيلولة بينهم وبين الحوض.

وروى البخاري أيضاً حول الفتوح حديثاً بسنده عن هند بنت الحارث الرواسية ، قالت : «إنّ أُمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وآله قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة فزعاً يقول : سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟! وماذا أنزل من الفتن؟! مَن يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه - لكي يصلّين؟ رُبّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» (1).

وقال ابن حجر : «قال ابن بطال : في هذا الحديث : في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسببه ، أو أن يبخل به فيمنع الحقّ ، أو يبطر صاحبه فيسرف ، فأراد صلى الله عليه وآله تحذير أزواجه من ذلك كلّه ، وكذا غيرهنّ ممّن بلغه ذلك» (2).

ولا يخفى أنّ ذيل الحديث دالّ على سوء عاقبة بعض الأزواج ؛ فإنّ التعبير ب- : «كاسية في الدنيا» للدلالة على الشرف بالزواج منه صلى الله عليه وآله ، و : «العارية في الآخرة» كناية عن سوء المنقلب في الآخرة. 3.

ص: 116


1- صحيح البخاري : كتاب الفتن - ب 5 : باب ظهور الفتن.
2- فتح الباري 13 / 23.

وأمّا نزو خالد بن الوليد على الدماء والنساء فقد ذكرت كتب التواريخ أنّ في حروب الردّة مع كندة أوهم مجاعة الحنفي ابن الوليد في حرب اليمامة - التي تزعمّها مسيلمة الكذّاب ، وقتل فيها أعداد كبيرة من المسلمين وقرّاء القرآن وحفّاظه - على الصلح لصالح قومه ، ثمّ خطب خالد ابنة مجاعة فزوّجه إيّاها مباشرة بعد الحرب ولمّا تجفّ دماء المسلمين ومن دون مراعاة للروح المعنوية والنفسية للمسلمين ، وقال حسّان في ذلك :

أترضى بأنّا لا تجفّ دماؤناوهذا عروس باليمامة خالد (1) إلاّ أنّ أبا بكر لم يعزله وأبقاه (2).

وقصّة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة مشهورة معروفة ، وأنّه عرف إسلامه وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله ، إلاّ أنّ خالداً رأى امرأته فأعجبه جمالها فقتل مالك وجماعة من قومه وتزوّج امرأته ، فاستنكر أبو قتادة على أبي بكر ذلك وحلف ألاّ يسير تحت لواء خالد ؛ لأنّه قتل مالكاً مسلماً وغدر به وفجر بامرأته (3).

وكذلك شأن خالد لمّا قتل ضرار بن الأزور فتزوّج امرأته وهي في عدّتها (4).

وقد عقد الشيخ الأميني قدس سره في الغدير فصلاً عن الكنوز المكتنزة لدى أكابر الصحابة ، ك- : طلحة بن عبيد الله التيمي ، عبد الرحمن بن عوف 8.

ص: 117


1- لاحظ بقية الأبيات في : مجموعة الوثائق السياسية : 351 ، نقلاً عن كتاب الردّة - للواقدي - : 98 - 100.
2- الفتوح 1 / 36 ، تاريخ اليعقوبي 1 / 131.
3- تاريخ اليعقوبي 1 / 132 ، الغدير - للأميني - 7 / 163 وج 10 / 341.
4- حياة الصحابة 2 / 413 ، كتاب عمر بن الخطّاب - لعبد الكريم الخطيب - : 177 - 178.

الزهري ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقّاص قائد جيوش الفتوح ، والزبير ابن العوّام ، وغيرهم ك- : يعلى بن أُمية ، أبي سفيان ، مروان ، ومَن شاكلهم من بقية الطلقاء (1) ..

فقد كان طلحة يغلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف ، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار ، وكان غلّته كلّ يوم ألف وافٍ ، والوافي وزن الدينار ، وأنّه ترك ألفي ألف درهم - أي ميليوني درهم - ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار ، وذكرت أرقام كبيرة جدّاً لكلّ واحد منهم ؛ فلاحظ ما نقله الأميني عن مصادر السير والتواريخ العديدة من هذه الأرقام الدالّة على ثراء فاحش جدّاً (2).

وقد تقدّم الاعتراض على عمر في استعماله سعيد بن العاص ومعاوية وغيرهم من الطلقاء ، مع أنّ سعيد هذا يقول بأنّ : هذا السواد - العراق - بستان لأغيلمة من قريش.

واعترض شبل بن خالد عليهم : ما لكم يا معشر قريش؟! أما فيكم صغير تريدون أن ينبل ، أو فقير تريدون غناه ، أو خامل تريدون التنويه باسمه؟! علامَ أقطعتم هذا الأشعري - يعني أبا موسى - العراق يأكلها هضماً.

وهذه النصوص تدلّ على مدى تحكّم الحزب القرشي الطليق في مقاليد الحكم أيام حكومة الشيخين فضلاً عن الثالث ، وأنّ الثلاثة ما كانوا إلاّ واجهة لتحكّم الحزب في مقاليد الأُمور ، وأنّ هذا الحزب هو الذي جاء بالثلاثة ضمن مخطّط أُعدّ بإتقان منذ أوائل البعثة النبوية. 1.

ص: 118


1- الغدير 8 / 282.
2- لاحظ : الغدير 8 / 242 - 291.

* الثالث : سياسات الخلفاء في بلدان الفتوح :

أمّا الثالث فلا نجد حاجة للاِشارة إلى عبثه ولعبه (1) ..

وأمّا الثاني فقد كان جملة من ولاته مَن هم من الطلقاء ، كما تقدّم ، ومن ولاته أيضاً : عتبة بن أبي سفيان على الطائف ، وأبو هريرة على البحرين ، وعمرو بن العاص على مصر ، ومعاوية بن أبي سفيان على الشام.

وكان من جملة ولاته أيضاً مَن هم من أصحاب السقيفة ، كسعد بن أبي وقّاص على الكوفة ، وأبو موسى الأشعري على البصرة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح على موضع من الشام ، وخالد بن الوليد على موضع آخر لفترة.

ولمّا رأى عمر استثراء ولاته قام بمشاطرة أموالهم ، فأخذ منهم النصف وأبقى لهم النصف ، فاعترض عليه أبو بكرة - وكان أحد ولاته - قال له : والله لاِن كان هذا المال لله فما يحلّ لك أن تأخذ بعضاً وتترك بعضاً ، وإن كان لنا فما لك أخذه.

فقال له عمر : إمّا أن تكون مؤمناً لا تغلّ ، أو منافقاً أفك.

فقال له : بل مؤمن لا أغلّ (2).

وقد تقدّم دفع عمر الحدّ عن المغيرة بن شعبة لمّا زنى بأُمّ جميل.

وقام الشيخان بمنع تدوين الأحاديث النبوية وإحراق الكتب التي جُمعت فيها ، والمعاقبة على ذلك بشدّة ، والمنع من نشر وانتشار أحاديث 1.

ص: 119


1- لاحظ : الغدير 8 / 97 - 300.
2- شيخ المضيرة - لأبي رية - : 86 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 157 ، سير أعلام النبلاء - للذهبي - 2 / 218 ، الطبقات - لابن سعد - 3 / 221 ، تاريخ الخلفاء : 241.

رسول الله صلى الله عليه وآله من الصحابة إلى سائر الأمصار والتابعين (1).

كما أحرق عمرو بن العاص أكبر مكتبة في الاسكندرية بأمر عمر ؛ ذكر ذلك جرجي زيدان ، واستشهد بقول عبد اللطيف البغدادي والمقريزي والحاج خليفة (2).

ولقد صدق قول رسول الله صلى الله عليه وآله لكعب بن عجزة : «أعاذك الله ياكعب من إمارة السفهاء.

قال : وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟

قال : أُمراء يكونون بعدي لا يهدون بهديي ، ولايستنّون بسُنّتي ، فمَن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأُولئك ليسوا منّي ولست منهم» .. الحديث (3).

وقال صلى الله عليه وآله : «إنّه سيكون بعدي أُمراء ، فمَن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه وليس بوارد حوضي» (4).

وقد روى الشافعي من طريق وهب بن كيسان ، عن ابن الزبير ، قوله : «كلّ سُنن رسول الله صلى الله عليه وآله قد غُيّرت ، حتّى الصلاة» (5). 8.

ص: 120


1- تاريخ المدينة المنوّرة 3 / 800 ، كنز العمّال 2 / 285 ، تذكرة الحفّاظ - للذهبي - 1 / 7 ، سُنن ابن ماجة 1 / 12 ، شرح نهج البلاغة 3 / 120 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 1 / 102 ، الطبقات - لابن سعد - 6 / 2 وج 5 / 181.
2- تاريخ التمدّن الاِسلامي : 46 ، نقلاً عن كتاب مختصر الدول - لأبي الفرج الملطي : 18 - ط بوك أُكسفورد.
3- المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 4 / 422.
4- تاريخ بغداد 2 / 107 وج 5 / 362 ، مسند أحمد 4 / 267.
5- كتاب الأُمّ 1 / 208.

وقد اعترض الصحابة على عمر فعله وسُنّته بتقديم بعض الناس على بعض في الأموال بمزية ، كتقديم : زوجات النبيّ صلى الله عليه وآله أُمّهات المؤمنين على غيرهنّ ، والبدري على مَن سواه ، والمهاجرين على الأنصار ، والعرب على الموالي (1).

وقد كانت سياسة وسُنّة عمر بن الخطّاب في الحكم مبنية على التفريق بين العرب والعجم في عدّة أحكام ، منها : ما تقدّم في العطاء من بيت المال ..

ومنها : ما رواه مالك بسنده : أبى عمر بن الخطّاب أن يورّث أحداً من الأعاجم إلاّ أحداً ولد في العرب (2).

وهذه العصبية تجلّت في غير هذين الموردين أيضاً ..

وقد ذُكر في تقسيم غنائم الفتوح أنّه كان يعطي للهجين سهماً وللعربي سهمين ، مع أنّهم أبلوا بلاءً حسناً كالعرب (3).

ومنها : منعه الموالي من دخول المدينة ، ولم يكن دخول أبي لؤلؤة مولى المغيرة بن شعبة إلاّ بالتماس من المغيرة ، وكذا آحاد من الموالي.

* * * ك.

ص: 121


1- الأموال - لأبي عبيدة - : 224 - 227 ، سُنن البيهقي 6 / 349 - 350 ، تاريخ عمر بن الخطّاب - لابن الجوزي - : 79 - 83.
2- الموطّأ 2 / 12.
3- كتاب الفتوح - لابن أعثم - 1 / 210 - غنائم اليرموك.

علامات أوقفت انتشار الاِسلام

أخلاقيات السقيفة في الفتوح والحكم

الأُولى :

ما تقدّم مفصّلاً من ريبة القبائل العربية في الجزيرة في الدين بسبب استخلاف أبي بكر وإزواء الخلافة عن أهل بيت النبوة عليهم السلام ، وتمرّدهم على أبي بكر ، ووصول الأمر إلى ردّة بعضهم.

الثانية : عصيان أهل البلاد المفتوحة :

وتجلّى ذلك في قيام الموالي بقتل الخليفة الثاني بعد أن رأوا أنّهم قد خُدعوا بأمل المساواة والعدالة في ظلّ دين الاِسلام ؛ إذ وجدوا أنّ نظام السقيفة يستحقرهم ويعدّهم مواطنون في الدين من الدرجات الدانية ، ومن ثمّ بدأت تظهر الحركات والمسارات الشعوبية منادية بإحياء النزعة القومية والعرف العِرقي مقابل العِرق العربي ، فكأنّهم انطبع لديهم أنّ الدين الاِسلامي وسيلة اتّخذها العرب للسيادة على الشعوب والقوميات الأُخرى ، وهذا الملف الشعوبي طويل الذيل لا يكاد يخلو منه كتاب تاريخ أو كتاب تراجم رجال.

وهكذا الحال بالنسبة لأهل مصر والعراق ؛ إذ ثاروا على الخليفة الثالث فقتلوه عندما شاهدوا استئثار عشيرته بالمال ، وعيثهم بمقدّسات الدين.

بينما نرى أنّ مَن اغتال عليّ عليه السلام ليس من أهل البلاد المفتوحة ، بل

ص: 122

هو من أصحاب الانحراف الفكري الشذوذي من المسلمين ، وهم الخوارج ، أي أصحاب نظرية فكرية ممسوخة عن ثوابت الدين الحنيف.

أمّا الأوّل فذُكر أنّه سُمّ ، وقيل : لعلّه لتقاطع المصالح بين جماعة السقيفة بين بعضهم البعض ، ولا مجال لذكر مؤشّرات ذلك في المقام.

الثالثة :

دخول الروم وأوربا عموماً في الدين المسيحي بعد أن كانوا وثنيّين في القرن الثاني الهجري ، كما تذكر المصادر التاريخية وهذه حادثة مرّة على كلّ مسلم ومؤمن ..

فأين ذهب نور الدين القويم ، وأين ذهبت جاذبية مبادئه العالية؟!

وأين هو نور جاذبية سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله؟!

وأين هي ظاهرة : (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) (1)؟!

وأين هو الوعد الاِلهي : (ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِهَ المشركون) (2)؟!

والغريب أنّ الجانب والعامل المؤثّر لدخول البلدان الأُوروبية في الديانة المسيحية هو شعار الرحمة والعطف واللين والسماحة ، الذي رفعه القساوسة والأساقفة من رجال المسيحية ، بينما تسامع أهل الروم ومن والاهم من جيوش الفتوح سواء داخل الجزيرة أو في بلاد العراق وفارس ومصر والشام عن سياسات نظام السقيفة في تلك البلدان ، إلى أن بلغت 9.

ص: 123


1- سورة النصر 110 : 2.
2- سورة الصفّ 61 : 9.

ذروتها في عهد الأُمويّين ، التي مرّ علينا بعضاً منها في كيفية الممارسات في كلا البعدين في خصوص عهد الشيخين.

والغريب ممّن يبصر الفساد والانحراف في النظام السياسي والديني في عصر الأُمويّين والعبّاسيّين ويتعامى عن جذوره في نظام السقيفة!!

الرابعة :

بقاء الصورة المظلمة في أذهان كثير من شعوب دول العالم عن دين الاِسلام نتيجة الممارسات القديمة على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وكذلك الممارسات الحديثة الداخلية في البلدان الاِسلامية ؛ فإنّ الملاحظ أنّ عوامل ضعف المسلمين وتضعضعهم واستشراء الفساد في النظام الاجتماعي ترجع بالأساس إلى نوعية الطبقة السياسية الحاكمة ، وهي وليدة عوامل عدّة تتناهى إلى عامل أخير ، هو : المذاهب الدينية المبرّرة لمشروعية الحاكم مهما كانت أوصافه وأحواله ما لم يظهر منه كفراً بواحاً ؛ كما روى ذلك البخاري في صحيحه في كتاب الفتن : «والخارج على جماعة المسلمين ونظامهم مهما بلغ في الفساد مهدور الدم» ، إلى غير ذلك من ثوابت مذاهب السقيفة.

للبحث صلة ...

ص: 124

مثابرة أعلام الإمامية في حفظ وإحياء تراث الطائفة .. الشيخ الهمداني نموذجاً

الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني

بسم الله الرحمن الرحيم

لكثير من علماء وأعلام الشيعة الاِمامية أعمال متفرّدة وجهود كبيرة في المحافظة على تراث الطائفة الحقّة وإحيائه ؛ ليكون رافداً ثرّاً للمسلمين ، في حاضرهم ومستقبلهم ، وفي مختلف جوانب الحياة ..

والعلاّمة النسّاخة الشيخ شير محمد الهمداني الجورقاني النجفي واحد من أُولئك الأعلام ، ممّن أفنى عمره الشريف في هذا السبيل ، تأليفاً ، وانتخاباً ، واستنساخاً ؛ إذ عُرف باستنساخه لكثير من مصادر ومراجع وكتب الطائفة ، وهو ما سيكون محور بحثنا في هذا المقال.

كان رحمه الله ممّن أحسّ بكلّ وجوده بأهمّية المخطوطات في أصالتنا العقائدية والاجتماعية في الجانب العلمي والبُعد التراثي والديني والتأريخي ، وعرف أنّها عبارة أُخرى من الحصيلة النهائية للجهود المضنية التي بذلها الآباء في الدين والعلم ، وتوارثها الأبناء خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل في سبيل الرقيّ العلمي والتسامي الروحي ، وللحفاظ على الجذور العلمية

ص: 125

والأُسس الاعتقادية والمباني الدينية.

وانطلاقاً من الجانب الاعتقادي للتراث كان الشيخ رحمه الله ينظر إلى تلك المخطوطات من ناحية المسؤولية ، فيرى أنّ المصادر والأسانيد ، كلّما كانت صلتها وثيقة بالدين والمذهب ازدادت أهمّيتها أكثر فأكثر ؛ لِما في حفظها من تشييد لأركان الاِسلام ، واطّلاع على حقائق مذهب أهل البيت عليهم السلام.

وكان شيخنا قد عرف أيضاً ما تكتسب بعض المصنّفات الحديثية الموغلة في القدم من أهمّية كبيرة على غيرها من الكتب الأُخرى ؛ لوجود النقل عن المعصوم عليه السلام فيها ، الذي يعدّ من المصادر الأساسية للتشريع ، إضافة إلى الواجب المفروض علينا في الأخذ بالدقّة والاحتياط في تحصيل مختلف مواضيع مسائل الشريعة السمحاء عن تلك المصنّفات الأصليّة.

وفي الجانب التراثي تنبّه الشيخ الهمداني إلى أنّه ليست بالقليل تلك الكتب التي لم تطبع ولم تشهدها المكتبات ، وظلت حبيسة خزائن المخطوطات تترقّب الظهور ، في الوقت الذي افتقدتها المكتبة الاِسلامية وحرمتها الأوساط والمحافل الدينية والعلمية.

كما عرف أنّ ليس للمشكلة حلّ إلاّ الكتابة ، التي قد عبّر عنها الاِمام الصادق عليه السلام بقوله : «بالكتابة تقيّد أخبار الماضين للباقين ، وأخبار الباقين للآتين ، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ؛ ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض ، ودَرَست العلوم ، وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم ، وما روي لهم ممّا لا يسعهم جهله» (1) .. 2.

ص: 126


1- بحار الأنوار 3 / 82.

كما رغَّب عليه السلام في الكتابة قائلاً : «كتبوا ، فإنّكم لا تحفظون إلاّبالكتاب» (1) ..

وقال عليه السلام أيضاً : «أما إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا» (2).

ثمّ ممّا أحسّ به شيخنا رحمه الله مشكلة تلف المخطوطات أو فقدانها ؛ لعلل وأسباب مختلفة ، لعلّ من أهمّها جمود حركة الاستنساخ ، وربّما تعطيلها أو ندرتها ؛ أثر الركود العلمي والثقافي الناجم عن الأوضاع الاجتماعية المختلفة ، والذي أدّى إلى وضع النسخ القديمة في معرض الزوال دون أن يستنسخ عليها نسخة جديدة تحفظها من الاندثار.

ولقد نهضت محاولات عديدة ومثمرة من أجل صيانة المخطوطات وحفظ متونها ، إحداها ما قام به الشيخ رحمه الله ، فقد تتبّع الكتب المخطوطة القيّمة أينما وجدت ، وقام باستنساخ بعضها وتحقيق بعضها الآخر ، في مدىً عميق من عمره المبارك ، استغرق أكثر من خمسين عاماً. منطلقاً من قول الاِمام الحسن المجتبى عليه السلام : «إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمَن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته» (3) ، وقول الاِمام الصادق عليه السلام : «احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها» (4).

وقد مرّت فترات زمنية مهمّة في التاريخ شكَّلت انعطافة كبيرة في المجال العلمي ؛ نتيجة ما قدّمه النسّاخ من أعمال وجهود محمودة خلال 0.

ص: 127


1- بحار الأنوار 2 / 153 ح 46.
2- بحار الأنوار 2 / 153 ح 47.
3- بحار الأنوار 2 / 152 ح 37.
4- بحار الأنوار 2 / 152 ح 40.

تلك الفترات ، من تكثير لنسخ الكتب والمصادر المختلفة وتوزيعها في الأمصار ، فتمكَّن علماؤنا أن يستثمروا هذه الفرص السانحة ، فقاموا بنشر علومهم المختلفة ، التي هي الامتداد الطبيعي لعلوم أهل البيت عليهم السلام ، واستمر هذا الازدهار العلمي في رُقي ونمو إلى أوان ظهور المطابع.

ولذلك فعندما ظهرت المطابع شعر شيخنا بحساسية الموقع وعرف أنّ تحقيق وطبع المخطوطات عامل مهمّ وله فضل كبير في إحياء التراث وحفظ المخطوطات ونشرها ، فقام بإعداد بعض المصادر الشيعية الأصلية للطبع باستنساخها وتحقيقها وإخراجها بصورة تليق بالثقافة الاِسلامية ؛ شعوراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في خدمة أهل البيت عليهم السلام ونشر علومهم.

وقد شكر الله سعي أمثاله - ممّن أعطى ما أمكنه في سبيل نشر التراث الفكري للمسلمين - على لسان رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله ؛ إذ قال : «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم ، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات» (1) ..

ويزداد الأمر أهمّيةً في ما يتّصل بأصحاب الولاية الاِلهية العظمى المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ؛ فقد قال صلى الله عليه وآله : «من كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن نظر إلى كتابة من فضائله غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالنظر» (2).4.

ص: 128


1- بحار الأنوار 2 / 144 ح 1.
2- بحار الأنوار 26 / 229 ح 10 ، 38 / 196 ح 4.

وقد وفّق الباري تعالى واحد من ذوي الاختصاص والهمّة ، صديق الشيخ المترجم له ، العلاّمة المحقّق السيّد محمد حسين الجلالي حفظه اللهتعالى ، لتتبّع ما خطّه يراع هذا الشيخ الجليل ، استنساخاً وتأليفاً ، في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف ؛ إذ نقلت كتب الشيخ الهمداني إليها ، فتكلَّف - حفظه الله - عناء العمل في هذه الخدمة الجليلة وقام بإحصاء وإعداد فهرس خاصّ لِما وجده محفوظاً في المكتبة من مخطوطات كتبها الشيخ عليه السلام ، جاء غنيّاً في جوانبه ، وأحصى فيه 107 مخطوطات.

ونحن في هذا المقال نذكر أوّلاً ترجمة الشيخ شير محمد الهمداني ، جمعناها من عدّة مصادر تعرّضت لترجمته ، إضافة إلى ما حصلنا عليه من سؤال عدّة من معاصريه وذوي قرابته وأصدقائه من أهل بلدته ، ونثنّي بجولة خاطفة في ما خطّه رحمه الله بيمينه المباركة ، وأخيراً نورد فهرست مستنسخاته الذي نظَّمه ودوَّنه العلاّمة الجلالي - حفظه الله -.

ومن الله جلّ شأنه نستمدّ العون والتوفيق لنشر ما اندثر من مؤلّفات أصحابنا الاِمامية رضوان الله تعالى عليهم ، وإليه نبتهل أن يتقبّل عملنا خالصاً لوجهه تعالى ، ويعمّ النفع به لكلّ راغب ، إنّه وليّ التوفيق.

ص: 129

أوّلاً - ترجمة الشيخ الهمداني

هو الشيخ شيرمحمد بن صفرعلي بن شيرمحمد الجورقاني ، الهمداني مولداً ، والنجفي مسكناً ومدفناً.

* ولادته ووفاته :

وُلد رحمه الله في المحرّم من سنة 1302 ه- في قرية «جورقان» الواقعة على بعد فرسخ من مدينة همدان في الطريق إلى طهران.

هاجر الشيخ إلى النجف الأشرف في ربيع الأوّل من سنة 1338 ه- ، وسكنها في ما بقي من حياته ؛ إذ توفّي بها في 28 جمادى الآخرة من سنة 1390 ه- عن عمر 88 سنة.

* أُسرته وأولاده :

كان رحمه الله من أُسرة معروفة بالنجابة والتصلّب في المحبّة والولاء لآلبيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتزوّج من أُسرة علمية في بلده ، وُلد له ابنان ، درجوا أطفالاً ، ولذلك بقي الشيخ بلا عقب ، ورجعت زوجته إلى إيران بعد وفاته ، وتوفّيت بعد وفاته بثمان سنوات.

* خُلقه ومنظره :

كان رحمه الله متوسّط القامة ، كثيف اللحية ، ضعف بصره في آخر عمره ، قليل الكلام ، منزوياً عن الناس ، مشتغلاً بما يرجع إلى إحياء التراث ،

ص: 130

ولذلك كان لا يحفل بمجلس لا صلة له بأمر الكتب ، كما كان يوصي أصدقائه أن لا يأتوا بأحد إلى بيته لكثرة أشغاله ، مع أنّه كان رجلاً متواضعاً في لقائه بالناس ، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة ، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً وكان لا يترك المصافحة.

وكان دقيقاً في جميع أُموره ، ولا يقدم على عمل إلاّ بمبانٍ دينية واعتقادية وأخلاقية ، كما كان في كلامه وكتابته دقّة وظرافة خاصّة ، وكان جيّد الخطّ أيضاً.

* نشأته العلمية :

تعلّم الشيخ رحمه الله وقرأ مبادىَ العلوم والمقدّمات على عدد من العلماء في همدان ، فقرأ المعالم والمطوّل على السيّد حسين الشوريني ، وأتمّ قراءة السطوح على الشيخ محمد هادي الطهراني والسيّد عبدالحسين بن فاضل الدزفولي الهمداني.

ثمّ هاجر إلى النجف في السادسة والثلاثين من عمره برفقة عدد من معاصريه ، منهم : الشيخ محمد الأنواري ، وأخيه الشيخ حسين الأنواري ، والشيخ حيدر الأنصاري ..

وقد حضر على بعض علمائها يومئذ ، ك- : آية الله الشيخ ضياءالدين العراقي ، آية الله الميرزا حسين النائيني ، الشيخ على أصغر الخطائي ، السيّد محمد الفيروزآبادي ، والشيخ مهدي المازندراني ، وحضر في الرجال على السيّد أبي تراب الخوانساري ، وحضر بحثه في الفقه أيضاً ، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر ، وبلغ درجة الاجتهاد.

فكان في مستوىً عالٍ من العلم والتحقيق ، حاملاً للقرآن ، حافظاً

ص: 131

للأخبار ، متبحّراً في العقائد والأخلاق ، ورغم درسه الفقه وأُصوله وتعمّقه فيهما إلاّ أنّه تركهما وولع بإحياء التراث الحديثي والعقائدي.

وكان من فتاواه : جواز التقليد الابتدائي للميت ، كفاية الأغسال المستحبّة عن الوضوء ، عدم وجوب الخمس في عصر الغيبة ، وجوب صلاة الجمعة ، عدم جواز التصوير حتّى بالكاميرا ، وكان يرى الدولة في زمانه غاصبةً فلا يجوز المشاركة معها في مثل الاتّصال بالكهرباء وأخذ السجل ، أي ما يعرف بالجنسية أو بطاقة الأحوال المدنية ، ونحوه.

من تلامذته : الشيخ سيفالله النورمحمدي ، الشيخ محمدجواد المظفّر ، والشيخ معراج الشريفي.

وكان رحمه الله يدرّس اللمعة في أوّل الأمر ، واشتغل ببحث الخمس وصلاة الجمعة والحجّ ، وكان يعظ في درسه أيضاً.

له إجازة في الرواية عن أُستاذه السيّد أبي تراب الخوانساري ، وعن العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني (1).

* كلمات العلماء فيه :

ذكره رحمه الله عدد من معاصريه بكلّ تقدير واحترام ، وذكروا علمه الجمّ ، وتتبّعه الواسع ، وتقواه وورعه ، ووثاقته ، وجِدِّه في إحياء التراث ..

قال العلاّمة الطهراني : «عالم تقي وفاضل جليل ، وقد حاز من كلّ دروسه القسط الأوفر ، كما أنّه من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين» (2).9.

ص: 132


1- نقباء البشر 2 / 850.
2- نقباء البشر 2 / 849.

قال العلاّمة محمدهادي الأميني : «عالم فاضل ، مجتهد جليل ، مؤلّف متتبّع ، محقّق ورع ، تقي صالح ، وكان من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين والورع» (1).

قال العلاّمة السيّد محمدحسين الجلالي : «كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة» (2).

* زهده والثقة به :

كان رحمه الله شديد المراعاة للتقوى ، وممّن لم يتّجه إلى الدنيا أو يبهره بريقها ، ويعظ - دوماً - غيره بتركها ، وكانت له صلة وصداقة خاصّة بالشيخ محمد علي الخراساني المعروف بالتقوى والورع ..

في أوّل اشتغاله بالعلوم الدينية كان يصل إليه أمر معاشه من قبل بعض من يعرفه ، ولم يقدم بنفسه لأخذ الراتب الشهري ، حتّى قام بعض أصدقائه بأخذه وإيصاله إليه.

وكان له بيت حقير جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت لمِا أصاب رجلها من وجعٍ أعجزها عن المشي.

وكان رحمه الله مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته.

ولأنّه كان يرى الدولة في زمانه غاصبةً كان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه ، كالاتّصال بالكهرباء والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره ، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ، ويقول : لو أمكنني ما استفدت من الماء الذي 1.

ص: 133


1- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (3 /) : 1343.
2- فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني - مخطوط : 1.

يأتي إلى البيوت من عند الدولة. ولم يأخذ السجل ، وهو ممّا سبّب له مشاكل عدّة رحمه الله ، عند مجيئه إلى ايران ؛ إذ وردها بدون جواز سفر ، وعند دفنه رحمه الله كذلك ، وكان محترزاً عن الدهن النباتي لِما سمع في شأنه وأصله.

وكان يقول أيضاً : «لقد جئنا إلى النجف لنشتغل فيها بالعلم 5 سنوات إلى 6 سنوات ثمّ نرجع ، إلاّ أنّ قضية الحجاب واتّحاد اللباس في إيران صرفنا عن الرجوع».

كلّ هذه الأُمور فرضت أن يكون الشيخ موضع ثقة عند الكلّ ، حتّى كان من يريد أن يوصل إلى أولاده أو أقربائه أو أصدقائه بالنجف مالاً كان يكتب بالحوالة إلى الشيخ فكان هو الذي يأخذ النقود من أصحاب الحوالة ويوصلها إلى أهلها.

وكان موضع ثقة عند آية الله السيّد الحكيم ، وآية الله السيّد عبدالهادي الشيرازي ، وآية الله السيّد الخوئي ، كما كان أصحاب الكتب المخطوطة يثقون به عندما يأخذها للاستنساخ والمقابلة ونحوهما.

* حالاته الروحية :

كان الشيخ الهمداني رحمه الله من أصحاب الروحيات المعنوية ، شاكراً مديماً للذكر ، مواظباً على المستحبّات وكذلك الزيارات ، ومن البكائين في الدعاء والزيارة.

ينظر إلى الكتب الحديثية بتقدير خاصّ ، ويحترمها مثل القرآن ، حتّى أنّه يقرؤها بالتجويد.

وفوق كلّ ذلك كان شديد المحبّة لآل البيت النبوي : ومتصلّباً في ولائهم ، كلّما ذكر اسم مولانا أمير المؤمنين رحمه الله يجري دمعه ويبكي على

ص: 134

مظلوميته كثيراً.

وكان يزور أمير المؤمنين عليه السلام كلّ صباح بخضوع ، وكلّما دخل الصحن الشريف اشتغل بالمناجاة مع مولاه أمير المؤمنين عليه السلام إلى حدٍّ يغفل فيه عن من حوله ، وكان يجلس في الاِيوان قبال الضريح المقدّس ويشتغل بزيارةٍ «أمين الله» بخضوع وبكاء يغبطه به الّذين يمرّون عليه وهو في تلك الحالة.

كان ممّن يواظب على الذهاب إلى كربلاء لزيارة الاِمام الحسين عليه السلام في كلّ ليلة جمعة ، ومن عادته في كلّ سنة أن يسافر إلى كربلاء والكاظمية وسامرّاء ، يبقى في كلّ منها عشرة أيام.

وجاء مرّة واحدة إلى مشهد الرضا عليه السلام عن طريق البصرة وعبادان ، وزار في سفره هذا السيّدة معصومة عليها السلام بقم ، ثمّ ذهب إلى مدينة همدان وأقام هناك عدّة أشهر ، وكان قليل السفر ، ولم يوفّق للحجّ.

ثمّ إنّ من دأبه اليومي المشي الكثير ؛ لِما أوصاه الطبيب بذلك لتطهير الأمعاء ، فكان يخرج كلّ يوم عند العصر باتّجاه بحر النجف وبيده سبحته ويمشي حدود ساعتين ونصف الساعة ، ويصلّي ويرجع بعد الصلاة ماشياً ، فيبلغ مسيره عشرة كيلومترات.

* وفاته ومدفنه :

انتقل الشيخ شير محمد الهمداني إلى جوار رحمة ربّه في 28 جمادى الآخرة من سنة 1390 ه- بالنجف الأشرف ..

وقد يذكر في تاريخ وفاته سنة 1381 ه- ، وهو ليس صحيحاً ؛ أوّلاً : لِما عرفناه من بعض أقربائه ممّن حضره عند وفاته ، وصرّح السيّد الجلالي

ص: 135

أيضاً بذلك في فهرسته ، وثانياً : لِما جاء في فهرست مستنسخاته من أنّ تاريخ عدد منها كان في السنين 1382 ، 1383 ، 1387 ، 1389 ه- ، وهذا يدلّ على أنّه كان حيّاً في تلك السنين.

ونقل عن زوجته أنّها قالت : صلّى الشيخ العشائين على سطح داره ، ثمّ نزل وغسل يده وجلس على المائدة ووضع إصبعه في الملح وقال : «بسم الله الرحمن الرحيم» فوقع على الأرض ولم يتحرّك بعد.

وأوّل من أُخبر بوفاته الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي ، وأخبر هو الشيخ عليأكبر الهمداني والسيّد علي الشاهرودي والسيّد المستنبط ، وبات بعضهم عند جنازته تلك الليلة ، وصباحاً قام عدد من العلماء بغسله وتكفينه ، وحضر في تشييعه حدود 300 شخصاً من الخواص ، وصلّى على جنازته الشيخ حسين الأنواري ، ودفن في مقبرة خاصّة للشيخ الأنواري المذكور في وادي السلام بالنجف.

وأقيمت له مجالس الفاتحة من قبل العلماء ، وخاصّة آية الله السيّد الخوئي ، وأرسل آية الله السيّد الشاهرودي الخبر برقياً إلى بلدة همدان ، كما أرسلت رسالة خاصة في ذلك إلى أخي زوجته الشيخ أبي طالب الديني.

* * *

ص: 136

ثانياً - جولة خاطفة في مخطوطات الشيخ

ينقسم ما خطَّه الشيخ شير محمد الهمداني بيمينه المباركة إلى تصنيفات ومستنسخات ، فنذكر أوّلاً مصنّفاته ثمّ مستنسخاته ، وبما أنّه كان من المولعين بإحياء التراث فإنّ الفصل المشبع في هذا الباب يتعلّق بمستنسخاته.

مصنّفاته :

اشتملت تأليفات الشيخ رحمه الله على : تقريرات شيوخه في الفقه والأُصول ، وهي غير مهذّبة. وحواشٍ على خمسة من كتب الرجال والحديث ، ومنتخبات من عدّة كتب من مصادر العامّة يبلغ عددها 6 كتب ، ومستدرك على كتاب واحد ، وهناك كتاب ألَّفه بتحمّل المشاقّ في إنجازه ، هو الوحيد الذي وصل إلينا من كتبه ، وبذلك بلغت مصنّفاته 14 كتاباً ، هي :

* الف - التأليف :

1. كلمة الحقّ.

مخطوط في مجلّدين : الأوّل في 550 صفحة ، والثاني في 530 صفحة ، وأصل النسخة في مكتبة السيّد محمد النبوي بمدينة دزفول ، وتوجد نسخة مصوّرة عنها في مركز إحياء التراث الاِسلامي بقم المقدّسة في مجلّدين رقمهما 56 ، 57 ، ونسخة مصوّرة أُخرى في مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام المختصّة في مشهد الاِمام الرضا عليه السلام.

ص: 137

ذُكر الكتاب في فهرس المركز بهذا النصّ : «كتاب في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأكثرها منقولة عن طرق الخاصّة ، وهو مجلّدان كبيران ، في الأوّل منهما روايات غير مبوّبة في المناقب ، وأمّا الثاني فهو في عشرة فصول كما يلي :

الأوّل : في طرق قول رسول الله صلى الله عليه وآله : «مثل أهل بيتي ...». الثاني : في طرق قول رسول الله صلى الله عليه وآله : «أعطاهم الله فهمي وعلمي». الثالث : في طرق قوله صلى الله عليه وآله : «إنّهم لا يدخلونكم في باب ضلال». الرابع : في أنّ أهل الذكر هم الأئمّة عليهم السلام. الخامس : في ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمّة عليهم السلام. السادس : في شيء من الأخبار الواردة في ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام. السابع : في جملة من الأخبار الواردة في وجوب طاعة الأئمّة عليهم السلام. الثامن : في جملة من أخبار الشفاعة. التاسع : في جملة من الأخبار الواردة في اتّباع الأئمة : والمعتقدين بإمامتهم. العاشر : في جملة من الأخبار الواردة في محبّي أهل البيت عليهم السلام.

والنسخة بخطّ النسخ (خطّ المؤلّف) ، فرغ من المجلّد الأوّل في 25 شعبان 1382 في النجف ، والمجلّد الثاني مشوّش الخطّ في أواخره ، ولعلّ ذلك لتأليفه في أواخر عمره» (1).

* ب - التقريرات :

2. تقريرات شيوخه في الفقه والأُصول.

وقد كتب في أوائل وروده النجف - حينما كان مقبلاً على الدرس - كتاباً في حجّية الظن والاستصحاب والخبر الواحد ، ورتّبه بصورة : «قال 9.

ص: 138


1- فهرس مركز إحياء التراث الإسلامي 1 / 69.

الأُستاذ : ... أقول : ...» ، وقد بقي ناقصاً غير مبوَّب ولا مهذَّب بعدما أقبل على العقائد والحديث وعُني بأمر المخطوطات.

* ج - التعليقات :

3. الحاشية على فهرست الشيخ الطوسي.

4. الحاشية على رجال النجاشي.

5. الحاشية على الهداية.

6. الحاشية على نهج البلاغة.

7. الحاشية على كتاب «حجّة الذاهب إلى إيمان أبي طالب عليه السلام».

* د - المستدركات :

8. مستدرك الاِيقاظ من الهجعة.

استدرك فيه لِما فات الشيخ الحرّ العاملي في كتاب الاِيقاظ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام ، في مجموعة رقمها 3231.

* ه- - المنتخبات :

9. سند الخصام.

في مجلّدين ، يحتوي على ما انتخبه من مسند أحمد بن حنبل ، ومن غيره كما صرّح به في آخر الكتاب ، والمجلّد الثاني انتهى إلى الجزء السادس من أصل الكتاب ، وهو الطبعة الأُولى من مسند أحمد ، فرغ من الانتخاب في شوّال سنة 1376 ه- ، والمجلّدان في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمهما 3241 و 3242.

ص: 139

10. المنتخب من «ربيع الأبرار» للزمخشري.

فرغ من الانتخاب في ربيع الآخر سنة 1389 ه- ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمها 3240.

11. المنتخب من «المجموع الرائق من أزهار الحدائق».

استخرجها من نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت قبل 300 سنة ، وفرغ منها في شعبان سنة 1373 ه- ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3207.

12. الأخبار المنتخبة من «البيان والتبيّن» للجاحظ.

انتخبها من نسخة تاريخها سنة 1018 ه- ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة 1361 ه- ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3221.

13. الأحاديث المنتخبة من «المستدرك على الصحيحين» للحاكم.

فرغ منها في شعبان سنة 1353 ه- ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3230.

14. الأحاديث المنتخبة من «الاستيعاب» لابن عبدالبرّ.

انتخبها من الطبعة الأُولى لكتاب الاستيعاب ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة 1361 ه- ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3221.

وفي ما يأتي صورة الصفحات الأُولى والأخيرة لكل من المجلّد الأوّل والثاني من كتاب كلمة الحقّ ، وهو المؤلَّف الفريد الذي وصل إلينا من مؤلّفات الشيخ شير محمد الهمداني رضوان الله عليه.

ص: 140

صورة

ص: 141

صورة

ص: 142

صورة

ص: 143

صورة

ص: 144

مستنسخاته :

كان للشيخ رحمه الله صلة خاصّة بآثار السابقين المخطوطة ، دافعه في هذا الأمر إحساسه بالمسؤولية تجاهه رحمه الله بمقتضى ما امتلكه من قدرات فنية وعلمية ، وزمانه الذي كان يعيشه ، وكان رحمه الله يرى وجوب إحياء المخطوطات ؛ إذ قوام الدين بها من جهة ، وأنّها حصيلة عطاء تفقّه العلماء في الدين وما رقمته أيديهم في سبيل ذلك من جهة أُخرى ..

وقد كانت حصيلة ما قام به رحمه الله من جهد علمي في هذا الجانب : إنجاز عملية الاستنساخ لأكثر من 100 كتاب من أهمّ الآثار.

ونحن نورد أوّلاً كلمات بعض معاصريه والمتّصلين به في أمر المخطوطات ، ثمّ نلقي نظرة إلى نشاطاته في هذا المضمار ..

* كلمات العلماء عن نشاطه في الاستنساخ :

1 - قال العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني : «ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب الحديث غير المطبوعة ، وإحياء مؤلّفات الاِمامية الأكابر في القرون الأُولى ، وقد لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقّاً متنوّعة ، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من أربعين مؤلّفاً كبار وصغار من جيّد الآثار ومهامّ الأسفار ، ويمتاز ما نسخه بالدقّة والصحّة ، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة ، وضبط هذه المؤلّفات الجليلة وصانها من الضياع والتلف ، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة هذا الفن ورجال هذا العلم» (1). 5.

ص: 145


1- نقباء البشر 2 / 849 رقم 1365.

2 - قال العلاّمة السيّد صادق آل بحر العلوم معبّراً عن الشيخ الهمداني بكلّ تقدير واحترام ، وذلك في مقدّمة كتاب سليم : «هذه تحقيقات ثمينة وفوائد نافعة أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق ، أكثر الله في رجال العلم أمثاله ... ونظراً لِما في هذه الفوائد والتحقيقات من الأهمّية حول كتابنا مثَّلناها للنشر ، شاكرين لهذا الأُستاذ المحقّق ما تفضَّل به علينا من نسخته ... وعلَّق عليها تعليقاته الثمينة ، فنسخته هذه هي غاية في الضبط والاِتقان» (1).

3 - قال العلاّمة الشيخ محمد هادي الأميني : «إنّه كان مولعاً بنسخ الكتب المخطوطة وإحياء تراث علماء الاِمامية ، فبذل مساعيه وجهوده في هذا السبيل ، كما أنّه تصدّى للتأليف والبحث» (2).

4 - قال العلاّمة محمدحسين الجلالي : «كان الشيخ آية في ... والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً ، كما فعل بكتاب سليم ابن قيس الهلالي ، فإنّه استنسخه أربع مرّات بالاِضافة إلى المقابلات المتعدّدة» (3).

* استمراره في استنساخ الكتب :

استمرّ رحمه الله في أمر الاستنساخ طيلة خمسين عاماً ، وهو جهد كبير 1.

ص: 146


1- مقدّمة كتاب سليم - طبعة النجف - : 3.
2- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (3 /) : 1343.
3- فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني - مخطوط : 1.

وعمل جليل ينبىَ عن جذور عميقة في اعتقاد وثقافة عمله ، وكان بدأ ذلك منذ نزوله النجف سنة 1328 ه- إلى سنة 1389 ه- ، أي إلى سنة واحدة قبل وفاته عندما كان في سنّ 87 من عمره الشريف ، وكان رحمه الله لا يترك الاستنساخ في أسفاره إلى كربلاء والكاظمية وسامراء ، كما جاء في وصف بعض مستنسخاته.

ونظرة خاطفة إلىالتواريخ المذكورة في وصف مخطوطاته تبيّن أنّ هذا الاستمرار كان بجدّ ونشاط عال تارة ، وتنخفض سرعته وسِعته تارة أُخرى ، وفي ما يأتي تفاصيل ذلك :

- من أوائل سنة 1339 إلى 1342 : استنساخ 4 كتب ، ومقابلة كتاب واحد.

- من اوائل سنة 1342 إلى أواخر سنة 1345 : استنساخ كتاب واحد ، ومقابلة كتاب واحد.

- من أواخر سنة 1345 إلى أوائل سنة 1360 : استنساخ 50 كتاباً ، ومقابلة 5 كتب ، وتأليف واحد.

- من أوائل سنة 1360 إلى أوائل سنة 1361 : استنساخ 4 كتب ، وتأليف واحد.

- من أوائل سنة 1361 إلى أوائل سنة 1368 : استنساخ 15 كتاباً ، ومقابلة كتاب واحد.

- من أوائل سنة 1368 إلى أوائل سنة 1369 : استنساخ 3 كتب ، ومقابلة كتاب واحد.

- من سنة 1370 إلى 1380 : استنساخ 10 كتب ، ومقابلة كتاب واحد ، وتأليف واحد.

ص: 147

- من سنة 1380 إلى 1389 : استنساخ 3 كتب ، ومقابلة كتابين.

والعلّة في هذا الاختلاف ربّما تكون بسبب اشتغاله في أوّل وروده النجف بتحصيل العلم والحضور في مجالس الدرس ، وبالتالي ضيق الوقت للاستنساخ ، ولكنّه انصرف بعد ثلاث سنوات من اشتغاله بالفقه وأُصوله لاِحياء التراث وأقبل عليه بجدّ خاصّ ، فنراه في الخمس عشرة سنة الأُولى من تلك السنين - وهي ما بين 43 إلى 58 من عمره - في نشاط تامّ في مهمّته ؛ إذ استنسخ فيها كتباً كثيرة بلغت 50 كتاباً.

وبعد ذلك نشاهد فترة فتور في العمل ، لعلّه لجهة سفره إلى إيران في تلك السنين ، مع استمرار نشاطه بما فيه من ا لبطء ؛ والمحتمل قوياً أنّه كان بسبب سنّه وكثرة أشغاله الجانبية ، وهو ما بين 59 إلى 66 من عمره.

وفي الفترة بين 68 إلى 78 من عمره نراه قدّم عشر نسخ نسخها بيده وتأليف واحد ومقابلة واحدة ، وهو عمل كبير بالنسبة إلى تلك السنين من عمره ، وفي العشر الأواخر من عمره اشتغل بتأليف كتابه الكبير كلمة الحقّ ومعه استنسخ ثلاثة كتب وقابل كتابين ، وهذا ينبىَ عن جدّه التامّ في سنّ جاوز الثمانين من عمره المبارك.

* اهتمامه بالمصادر الحديثية والعقائدية :

كان الشيخ رحمه يسعى لاختيار ما هو الأهم من تراث الطائفة ومصادرها ؛ لأنّه كان متصلّباً في عقيدته متفقّهاً في دينه ، مقدِّماً في ذلك كتب الحديث والتاريخ ..

وقد دقّق النظر في انتخاب الأهمّ ثمّ المهمّ من مصادرنا ؛ إذ أنّ 65 كتاباً من مجموع 107 كتب نسخها بيده كانت من مصادر الدرجة الأُولى

ص: 148

لحديث الشيعة ، وكلّها من مصادر بحار الأنوار ، ممّا لم يطبع بعضها حتّى الآن ، مع مسيس الحاجة إليها ، أو طبع في السنين الأخيرة ، كما أنّ بعضها طبع على نسخة الشيخ في النجف ولم يطبع بعدها إلى اليوم.

ولا يخفى ما لاِحياء المهمّ من التراث وجعله في متناول أيدي المؤلّفين والمحقّقين من أثر بالغ في علميّة كتبهم ، والحصول على المباني الاعتقادية الأصلية.

ونثبت هنا أسماء تلك المصادر الحديثية والتاريخية المهمّة التي قام الشيخ رحمه الله باستنساخها وإحيائها :

1. إثبات

الرجعة ، للفضل بن شاذان.

2. الاختصاص ،

للمفيد.

3. الأربعين ،

لمنتجب الدين.

4. الأربعين ،

لأبي حاتم.

5. الاستخارات ،

لابن طاووس.

6. الأُصول

الستّة عشر ، لعدد من

المتقدّمين.

7.

الاِفصاح ، للمفيد.

8. إلزام

الناصب ، للصيمري.

9. الأمالي ،

للمفيد.

10. إيضاح

دفائن النواصب ، لمحمد

ابن أحمد بن شاذان.

11. الاِيقاظ

،

للحرّ العاملي.

12. بشارة

المصطفى ، للطبري.

13. تأويل

الآيات ، للنجفي.

14. تفسير

العيّاشي.

15. تفسير

فرات.

16. التمحيص.

17. ثاقب

المناقب ، لابن حمزة الطوسي.

18. جامع

الأحاديث ، لأحد مشايخ الصدوق.

19. الجعفريات.

20. خصائص

الأئمّة عليهم السلام للسيّد الرضي.

21. دعائم

الاِسلام ، للقاضي نعمان ابن محمد.

22. دعوات

الراوندي.

23. دلائل

الاِمامة ، للطبري.

24. رجال

البرقي.

25. رسالة

أبي غالب الزراري.

26. سعد

السعود ، لابن طاووس.

ص: 149

27. شرح

عقائد الصدوق ، للمفيد.

28. صحيفة

الاِمام الرضا عليه السلام.

29. الصراط

المستقيم ، للبياضي.

30. صفات

الشيعة ، للصدوق.

31. الطُرف ،

لابن طاووس.

32. عيون

المعجزات ، للحسين

بن عبدالوهّاب.

33. الفرقة

الناجية ، للقطيفي.

34. الفصول

المختارة ، للسيّد المرتضى.

35. فضائل

الشهور الثلاثة ، للصدوق.

36. فضائل

الشيعة ، للصدوق.

37. فلاح

السائل ، لابن طاووس.

38. قرب

الأسناد ، للحميري.

39. كامل

الزيارات ، لابن قولويه.

40. كتاب

درست بن أبي منصور.

41. كتاب

الزهد ، للأهوازي.

42. كتاب

سلام بن أبي عمرة.

43. كتاب

سليم بن قيس الهلالي.

44. كفاية

الطالب ، للكنجي.

45. مثير

الأحزان ، لابن نما.

46. المحاسن ،

للبرقي.

47. المحتضر ،

للحسن بن سليمان.

48. مختصر

البصائر ، للحسن بن سليمان.

49. مختصر

المواليد.

50.

المزار ، لابن المشهدي.

51. المسائل

العكبرية ، للمفيد.

52. المسائل

العشرة في الغيبة ، للمفيد.

53.

المسترشد ، للطبري.

54. مستطرفات

السرائر ، ....

55. المسلسلات ،

للقمّي.

56. مشكاة

الأنوار ، للطبرسي.

57. مصادقة

الاِخوان ، للصدوق.

58. مصباح

الأنوار ، ....

59. مصباح

الزائر ، لابن طاووس.

60. مقتضب

الأثر ، لأحمد بن محمّد ابن عياش.

61. المناقب

والمثالب ، للقاضي نعمان المصري.

62. نهج

الاِيمان ، لابن جبر.

63. نوادر

علي بن أسباط.

64. الهداية

الكبرى ، للخصيبي.

65. اليقين ،

لابن طاووس.

ص: 150

* انتقاؤه النسخ القيّمة فنّياً :

إنّ عمل الشيخ في المخطوطات أعطاه خبرة في جوانبها الفنيّة ، قدمها في التاريخ ، مقابلتها على نسخ معتدّ بها ، وسائر الخصائص التي تمتاز بها النسخ القيّمة عن غيرها ، وذلك بيّن في النسخ التي انتسخ عليها مخطوطاته ..

وهذه نماذج من النسخ المتقدّمة في التاريخ ، ممّا انتقاه الشيخ رحمه الله للاستنساخ :

1. استنسخ كتاب درست بن أبي منصور عن نسخة مستنسخة على نسخة قوبلت على نسخة الأصل سماعاً عن التلعكبري في سنة 374 ه.

2. قابَلَ كتاب مقتضب الأثر على نسخة مستنسخة على نسخة تاريخها سنة 575 ه.

3. استنسخ كتاب سليم على نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة 609 ه.

4. استنسخ كتاب الأربعين لمنتجبالدين عن نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة 613 ه.

5. استنسخ كتاب الاستخارات لابن طاووس عن نسخة منتسخة على نسخة قديمة لعلها في زمن مصنّفها ، أي سنة 660 ه.

6. استنسخ كتاب فلاح السائل عن نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة 663 ه- ، أي عصر المؤلّف.

7. استنسخ كتاب الأربعين لمحمد بن زهرة عن نسخة منتسخة على نسخة تاريخها سنة 860 ه- ، بخطّ المؤلّف.

ص: 151

8. استنسخ كتاب مختصر لعلاء بن رزين عن نسخة منتسخة على نسخة بخطّ الشهيد الأوّل عن خطّ ابن إدريس تاريخها سنة 860 ه.

9. استنسخ كتاب كفاية الطالب عن نسخة عليها تمّلك بتاريخ سنة 887 ه- ، وآخر بتاريخ سنة 957 ه.

10. استنسخ كتاب الفرقة الناجية عن نسخة تاريخها سنة 951 ه.

11. استنسخ كتاب صحيفة الرضا عليه السلام عن نسخة تاريخها سنة 971 ه- ، وأُخرى تاريخها سنة 948 ه- ، وأُخرى تاريخها سنة 1044 ه.

ومن نماذج النسخ التي لها مزايا تراثية :

1. استنسخ الرسالة في نسب عبدالعظيم عليه السلام عن نسخة بخطّ ابنالمحاسن.

2. استنسخ كتاب الأربعين عن نسخة عتيقة تاريخ وقفها سنة 1039 ه.

3. استنسخ كتاب الأربعين لابن حاتم الشامي عن نسخة عتيقة في مكتبة الشيخ النجفآبادي.

4. استنسخ كتاب تأويل الآيات عن نسخة بها زيادة على سائر النسخ.

5. استنسخ كتاب ثاقب المناقب عن نسخة عتيقة عليها النصّ بأنّ الحسن بن علي الطبري صرَّح بالنسبة إلى المؤلّف.

6. استنسخ كتاب قرب الأسناد عن نسخة قوبلت على نسخة تاريخها سنة 1033 ه- ، بخطّ زينالدين العاملي.

7. صحَّح وقابل كتاب محاسن البرقي على ثلاث نسخ تاريخ إحداها

ص: 152

سنة 1077 ه- وأُخرى سنة 1088 ه.

* دقّته في ضبط ما يتعلّق بالنسخ :

قد مرّ في كلمات العلماء بشأنه أنّ ما استنسخه الشيخ رحمه الله يمتاز بالدقّة والصحّة والاِتقان ، وفي ما يلي نعرض بعض ما كان يتّبعه في هذا الصدد :

1. يفحص عن النسخ كثيراً في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ، في مكتباتها وفي بيوت علمائها.

2. كان أصحاب المخطوطات يعطونها له لاِحيائها ؛ لأنّه كان معتمداً عندهم.

3. يذكر - أحياناً - في نسخته مكان النسخة المنتسخ عليها ، واسم صاحبها ، مثل الشيخ عباس القمّي ، والسيّد حسن الصدر ، والشيخ الأُردوبادي ، والشيخ السماوي.

4. يذكر خصوصيات النسخة المنتسخ عليها بدقّة ، كاسم الناسخ ، وتاريخ الاستنساخ ، وحتّى تاريخ الوقف واسم الواقف ، وملحقاتها وتعليقاتها.

5. يذكر خصوصيات كتابته للنسخة ، من تاريخ الاستنساخ ، ومكانه ، ومن ساعده في الكتابة والمقابلة.

6. كان يقوم بمقابلة النسخ وإصلاحها ، وقد تكون المقابلة على نسخ متعدّدة.

7. كان يكتب مؤيّدات الأحاديث في هامش الكتاب.

ص: 153

* اتّصاله بالخبراء في أمر المخطوطات :

من الطبيعي لمن يعمل في إحياء التراث أن يكون متّصلاً بخبراء هذا الفنّ ، وقد صرّح رحمه الله بذلك في بعض مستنسخاته ، كما أخبرنا بذلك بعض أصدقائه ، فمن هؤلاء المعروفين في زمانهم :

1. الميرزا محمد الطهراني ، صاحب المكتبة الشخصية المعروفة في سامراء.

2. الشيخ عبدالحسين الطهراني ، صاحب المكتبة المعروفة في كربلاء.

3. الشيخ محمدعلي الغروي الأُردوبادي.

4. السيّد عبدالرزاق الموسوي المقرّم.

5. السيّد حسن الصدر.

6. الشيخ آغا بزرگ الطهراني.

7. السيّد صادق آل بحرالعلوم.

8. السيّد أحمد المستنبط.

9. الشيخ عبدالحسين الأميني.

10. الشيخ محمد السماوي.

* مقابلته للنسخ :

من الأُمور التي تنبىَ عن جدّه ومثابرته في سبيل إحياء التراث قيامه بمقابلة النسخ بعضها على بعض ، وهو أمر يحتاج إلى تحمّل كبير وجدّ

ص: 154

متواصل ، ويثمر زيادة صحّة النسخ التي يستنسخها ..

وقد ورد تصريحه بمقابلة عشرة من مستنسخاته في النسخ نفسها ، كما صرّح بأسماء بعض من ساعده في المقابلة ، وهم :

1. السيّد أحمد المستنبط.

2. السيّد حسين الهمداني.

3. الشيخ معراج الهمداني.

4. الشيخ حسن علي الهمداني.

* طبع ونشر مستنسخاته :

كان استنساخ الشيخ للكتب ومقابلته لها في أوان ظهور المطابع ، ولعلّ هذا كان ممّا أثار وجده في إحياء التراث أيضاً ، ولذلك كان لمستنسخاته أثراً كبيراً في إخراج الكتب المطبوعة بأحسن ما يمكن ، فكان الكتاب يطبع على نسخته ، أو يقابل على نسخته ، أو يستفاد من إفاداته بشأن ذلك الكتاب ونسخته ..

ولقد صرَّح آقا بزرك الطهراني بأنّ صاحب المطبعة الحيدرية بالنجف قد نشر جملة من هذه الكتب على نسخة المترجم له (1) ، كما نشر جملة منها بطهران ناشرون آخرون ، وقد ورد التصريح بذلك في مقدّمات بعض تلك الكتب ، كما لم يصرّح بذلك في عدد منها .. 0.

ص: 155


1- نقباء البشر 2 / 850.

وفي ما يلي نعرض نماذج نصوص وردت في الكتب المطبوعة على نسخ الشيخ الهمداني تصرّح بذلك :

1. كتاب سليم :

الذي استنسخ الشيخ الهمداني أربع نسخ منه ، وحقّق عنها ، وقابل نسخها ، واستدرك على أحاديثها ، ثمّ قدّمها للطبع ..

جاء في أوّل الطبعة النجفية لهذا الكتاب النصّ التالي : «هذه تحقيقات ثمينة ، وفوائد نافعة حول كتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي ، أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق ، أكثر الله في رجال العلم أمثاله ونفع به ، وكان قد ألحقها بنسخته من الكتاب ، ونظراً لما في هذه الفوائد والتحقيقات من الأهمّية حول كتابنا هذا مثّلناها للنشر ، شاكرين لهذا الأُستاذ المحقّق ماتفضّل به علينا من نسخته التي نسخها بخطّه ، وعلّق عليها تعليقاته الثمينة ، وهي التي نشرناها في هوامش الكتاب ، فنسخته هذه هي غاية في الضبط والاِتقان ، وتعدّ الأصل لنشر هذا الكتاب لأوّل مرّة».

ولم يصرّح باسمه في هذا النصّ ؛ لظروف التقية المتعلّقة بموضوع الكتاب في زمان طبعه ، ولذلك صرّح العلاّمة الطهراني باسمه في الذريعة 1 / 158 قائلاً : «قد جمعها (أي أحاديث سليم المروية في الكتب الحديثية) عن تلك الكتب ، الفاضل المعاصر الشيخ شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني النجفي ، وقد جعلها في ذيل نسخته التي كتبها عن نسخة الشيخ الحرّ ، وقابلها وصحّحها بغاية بذل الجهد مع نسخ أُخرى كراراً ، وعيَّن مواضع الخلاف والوفاق بين النسخ ، فللّه درّه وزيد خيره وبرّه ، فصارت نسخته هذه أتمّ النسخ وأكملها وأصحّها».

ص: 156

2. المسلسلات ، لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمّي :

جاء في آخر المطبوع منه سنة 1369 ه- بطهران ما يلي : «يقول شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، واتّفق لي الفراغ في السادس والعشرين من جمادى الثانية سنة 1352 من الهجرة المقدّسة ، بمشهد سيّدي ومولاي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

يقول شيرمحمد : فتقابلت هذه النسخ بنسخة عتيقة ، لعلّها كتبت منذ ستّمائة سنة أو ما قاربها ، وهي أصل أصل هذه النسخة.

يقول شيرمحمد : ثمّ عثرت على نسخة الأصل ، وهي مطابقة للمتن».

3. فلاح السائل ، لابن طاووس :

جاء في آخر المطبوع منه بطهران ما يلي : «بخطّ الشيخ شيرمحمد الهمداني في سنة 1357 ، وكان فيها زيادات مفقودة في الأُولى ، أثبتنا بعضها بين الهلالين ، فقابلناهما معاً ، فخرج من الطبع على أصحّ ما يمكن».

4. تفسير فرات :

جاء في آخر المطبوع منه بالنجف ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها إلاّ قليلاً من أوّلها نسخته من نسخة أُخرى ، واتّفق الفراغ

ص: 157

بعون الله تعالى في الثامن من شهر رجب من السنة الرابعة والخمسين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدّسة ، بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

أقول : نسخة الأصل للشيخ محمدعلي الغروي الأُردوبادي ، التي انتسخها في سنة 1334».

5. دلائل الاِمامة ، للطبري :

جاء في المطبوع منه سنة 1383 ه- في المطبعة الحيدرية بالنجف مايلي : «هذا آخر ما كان في نسخة العلاّمة الثقة الشيخ شيرمحمد الهمداني الجورقاني حفظه الله تعالى».

6. المحتضر ، للشيخ حسن بن سليمان الحلّي :

جاء في آخر النسخة التي طبعتها المطبعة الحيدرية بالنجف سنة 1370 ه- ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها ، واتّفق الفراغ بعون الله تعالى يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي الحجّة من سنة 1362 ، بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام».

7. المسترشد ، للطبري :

جاء في أوّل المطبوع منه في المكتبة الحيدرية بالنجف ما يلي : «إنّ أقدم نسخة من الكتاب موجودة عند العالم الفاضل السيّد آغا التستري ،

ص: 158

ونسخة تامّة منه في مكتبة الحسينية الشوشترية بالنجف ، فاستنسخ عليها الفاضل الثبت الثقة الشيخ شيرمحمد الهمداني الجورقاني ، وقابلها مع النسخة الأُولى ، ونسخ على نسخته جماعة من أهل الفضل حتّى ... طبع هذا الكتاب القيّم على النسخة التامّة» ..

ويقول عن ذلك في الذريعة 21 / 9 : «واستنسخ الفاضل الشيخ شيرمحمد الهمداني نسخة تامّة عن هاتين النسختين ، ثمّ استنسخ عن نسخته نسخ أُخرى موجودة بحمد الله تعالى».

8. نوادر الراوندي :

جاء في آخر الطبعة النجفية منها ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، واتّفق لي الفراغ بعون الله تعالى في غرّة شهر ذيالقعدة من سنة 1361 ، بمشهد سيّدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام».

9. الفصول العشرة في الغيبة ، للشيخ المفيد :

جاء في آخر المطبوع منه بالنجف ما يلي : «يقول الفقير إلى الله الغني شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : قد نسخت هذه النسخة إلى أوائل الفصل السادس من نسخة العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني ، المقيم بسامرّاء ، وباقيها من نسخة العالم النبيل السيّد محمدصادق آلبحرالعلوم ، واتّفق لي الفراغ بعون الله تعالى يوم 14 من محرّم 1363 ، بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام».

ص: 159

10. الاِفصاح في الاِمامة ، للشيخ المفيد :

جاء في آخر الطبعة النجفية منه ما يلي : «صحّح مقابلةً من أوّله إلى تمامه على نسخة العلاّمة الشيخ شيرمحمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني دام بقاه».

11. سعد السعود ، لابن طاووس :

جاء في آخر المطبوع منه بالنجف سنة 1369 ه- ما يلي : «وقد قوبلت على نسخة العلاّمة الجليل الشيخ شيرمحمد بن صفرعلي الجورقاني أدام الله ظلّه في شهر ذيالقعدة الحرام سنة 1365 في النجف».

* * *

ص: 160

ثالثاً - فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني

قام سماحة العلاّمة المحقّق السيّد محمدحسين الحسيني الجلالي حفظه الله بفهرسة مستنسخات الشيخ الهمداني ، التي كانت قد نقلت إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، فأكرم به من عمل قام به في وقته واستثمر الفرصة في أوآنها ، فشكر الله سعيه ؛ إذ ضبطه بدقّة تليق بمكانة الشيخ الهمداني الذي لم يُعرف قدره إلى اليوم.

وقد تفضَّل - حفظه الله - بإرساله إليَّ عندما كنت مشتغلاً بتحقيق كتاب سليم بن قيس الهلالي ، وطلب منّي أن أقوم بإحياء ذكرى الشيخ الهمداني ، وأُضمَّنها هذا الفهرس ، وقد قدَّم - حفظه الله - مقدّمة لفهرسه في صفحة واحدة ، ثمّ رتّبها على الترتيب الألفبائي وبتفكيك المجاميع.

يقول السيّد الجلالي عن عمله في هذا الفهرس : «وقد استملكت إدارة مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام العامّة بالنجف الأشرف مخطوطات مكتبته (أي مكتبة الشيخ الهمداني) ، وقد عمدت إلى فهرس مستنسخاته ، وهي تبتدىَ بالتسلسل العام (3207) وتنتهي ب- (3259) ما عدا ما يتخلَّل بين الرقمين من مستنسخات غيره ، وإليك لمحة عنها في 105 نسخ».

هذا وقد صرَّح السيّد الجلالي بأنّ النسخ المنقولة إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام ليست جميع مستنسخات الشيخ الهمداني ؛ إذ قال : «وبالرغم من أنّ التي نذكرها هي القسط الأكبر من مستنسخاته إلاّ أنّ هناك أشياء مفقودة ، منها نسخة كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام للحِبَري ، استنسختُه من نسخة الدكتور حسين علي محفوظ وقدّمتُها

ص: 161

للشيخ رحمه الله فاستنسخها ، ولم توجد بين هذه الكتب».

وقد كان للشيخ رحمه الله في بيته خزانة كتب صغيرة تضمّ 60 كتاباً من الكتب الدراسية ، مثل اللمعة والمعالم وغيرهما ، وبجنبها مخطوطاته ، فأمّا الكتب الدراسية فقد اشتراها بعد وفاته الشيخ نصرالله الخلخالي ووقفها على مدرسة البادكوبي ، وأمّا مخطوطاته فنقلت إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام التي أسّسها العلاّمة الأميني بالنجف ..

فهذا الفهرس الذي بين أيدينا هو ما انتقل من مستنسخاته إلى مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام وليس كلّ مستنسخاته ، كما أنّه يضمّ عدد من مؤلّفاته ، ولأنّه رتّب فيه المخطوطات على الترتيب الألفبائي نراه أثبت لكلّ مخطوط منها رقم لترتيبه في الفهرس ورقم لترتيبه في رفّ المكتبة ، ولذا عند ذكر المجاميع أشار إلى رقم الكتاب داخل المجموعة ، مثلاً : 1 / 3207 ، أي الكتاب الأوّل في المجموعة رقم 3207.

وقد التزم حفظه الله في فهرسته ، رغم عدم ذكره نوع القطع بالنسبة للكتاب ولا عدد صفحاته ، بمراعاة النقاط التالية :

1. رقم الكتاب في المكتبة ، وإذا كانت مجموعة فرقم المجلّد ثمّ رقم الكتاب داخل المجموعة.

2. اسم الكتاب.

3. اسم المؤلّف.

4. تاريخ الاستنساخ ، بالتاريخ القمري في الجميع.

5. النسخ المنتسخ عليها ، وخصوصياتها من حيث المقابلة والتصحيح والتعليق.

6. الاِشارة إلى نقص بعض النسخ أو إلحاق شيء بآخرها.

ص: 162

7. الاِشارة إلى مقابلة النسخة على نسخ أُخرى ، مع ذكر خصوصياتها ومَن ساعد في مقابلتها.

وإتماماً للعمل نورد أوّلاً تعريفاً بالكتب حسب الأرقام ، مع الاِشارة إلى كتب كلّ مجموعة ، ثمّ نورد نصّ ما كتبه السيّد الجلالي حفظه الله ..

وفي ما يأتي صورة للصفحات الأُولى والثانية والأخيرة من مخطوطة الفهرس ، الذي انتسخ منه أخوه العلاّمة السيّد محمدرضا الجلالي في النجف الأشرف نسخته التي اعتمدناها في هذا المقال.

ص: 163

صورة

ص: 164

صورة

ص: 165

صورة

ص: 166

قائمة مخطوطات الشيخ الهمداني

حسب ترتيبها في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام

إنّ مجموع المجلّدات من كتب الشيخ التي وضعت الأرقام عليها في المكتبة بلغ 39 مجلّداً ..

17 منها كتب مستقلّة ، حملت الأرقام : 3208 ، 3209 ، 3210 ، 3213 ، 3218 ، 3223 ، 3224 ، 3225 ، 3228 ، 3231 ، 3232 ، 3234 ، 3236 ، 3240 ، 3241 ، 3242 ، 3259.

و 22 مجلّداً منها مجاميع ، ضمّت ما بين كتابين إلى تسعة كتب ، حملت الأرقام : 3207 ، 3211 ، 3212 ، 3214 ، 3215 ، 3216 ، 3217 ، 3219 ، 3220 ، 3221 ، 3222 ، 3226 ، 3227 ، 3229 ، 3230 ، 3233 ، 3235 ، 3237 ، 3238 ، 3239 ، 3243 ، 3258.

وفي ما يلي قائمة مخطوطات الشيخ حسب ترتيبها في المكتبة ، علماً بأنّ الأرقام متسلسلة إلى 3243 ، ثمّ ينتقل إلى 3258 ، فيكون قد تخلَّل بين الرقمين خمسة عشر مخطوطة لغيره رحمه الله :

3207 - مجموعة فيها أربعة كتب :

1 - كتاب الاستخارات ، لابن طاووس.

2 - المنتخب من المجموع الرائق ، للشيخ الهمداني.

3 - كتاب الأربعين ، لأبي الفوارس.

4 - دعوات الراوندي.

ص: 167

3208 - نهج الاِيمان ، لابن جبر.

3209 - مصباح الزائر وجناح المسافر ، لابن طاووس.

3210 - كامل الزيارات ، لابن قولويه.

3211 - مجموعة فيها كتابان :

1 - كفاية الطالب ، للكنجي.

2 - إلزام الناصب ، للصيمري.

3212 - مجموعة فيها سبعة كتب :

1 - قرب الأسناد ، للحميري.

2 - مصادقة الاِخوان ، للصدوق.

3 - فضل شهر رجب ، للصدوق.

4 - فضل شهر شعبان ، للصدوق.

5 - فضل شهر رمضان ، للصدوق.

6 - صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام.

7 - الأربعين ، لأخي ابن حمزة.

3213 - تأويل الآيات الظاهرة ، لشرفالدين.

3214 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - تفسير فرات.

2 - صفات الشيعة ، للصدوق.

3 - شرح قصيدة الأشباه ، للمفجع.

3215 - مجموعة فيها ستّة كتب :

1 - المسائل العشرة في الغيبة ، للشيخ المفيد.

2 - المحتضر ، للحسن بن سليمان.

ص: 168

3 - مختصر المواليد.

4 - نوادر الراوندي ، لقطبالدين الراوندي.

5 - رجال البرقي.

6 - كتاب سليم بن قيس الهلالي.

3216 - مجموعة فيها كتابان :

1 - سعد السعود ، لابن طاووس.

2 - القراءة أو القراءات ، للسياري.

3217 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - الأمالي ، للشيخ المفيد.

2 - الفصول المختارة ، للسيّد المرتضى.

3 - الاِفصاح ، للشيخ المفيد.

3218 - الصراط المستقيم ، للبياضي.

3219 - مجموعة فيها تسعة كتب :

1 - كتاب سليم بن قيس الهلالي.

2 - كتاب الأربعين عن الأربعين ، لابن حاتم.

3 - كتاب الزهد ، للحسين بن سعيد.

4 - رسالة في تزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر ، للسيّد المرتضى.

5 - كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة).

6 - نوادر علي بن أسباط.

7 - رسالة في نسب عبد العظيم ، للصاحب بن عبّاد.

8 - مختصر أصل العلاء بن رزين.

ص: 169

9 - المقتضب في النصّ على الأئمّة الاثني عشر عليه السلام ، لأحمد بن محمد بن عياش.

3220 - مجموعة فيها خمسة كتب :

1 - صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام.

2 - كتاب في المعجزات.

3 - دلائل الاِمامة ، للطبري.

4 - الأحاديث الخمسة عشر ، للفارسي.

5 - الأربعين.

3221 - مجموعة فيها خمسة كتب :

1 - الفرقة الناجية ، للقطيفي.

2 - الأخبار المنتخبة من كتاب البيان والتبين ، للشيخ الهمداني.

3 - الأحاديث المنتخبة من كتاب الاستيعاب ، للشيخ الهمداني.

4 - الاِيقاظ من الهجعة ، للحرّ العاملي.

5 - مستدرك الاِيقاظ ، للشيخ الهمداني.

3222 - مجموعة فيها ستّة كتب :

1 - جامع الأحاديث ، للقمّي من مشايخ الصدوق.

2 - كتاب سليم بن قيس الهلالي.

3 - عيون المعجزات ، للحسين بن عبدالوهّاب.

4 - التمحيص.

5 - شرح عقائد الصدوق ، للشيخ المفيد.

6 - المسائل الحاجبية (العكبرية) ، للشيخ المفيد.

3223 - دعائم الاِسلام ، للقاضي نعمان بن محمد.

ص: 170

3224 - مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الأوّل.

3225 - مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الثاني.

3226 - مجموعة فيها أربعة كتب :

1 - فضل الشيعة ، للصدوق.

2 - كتاب في ما يتعلق بقضاء حقوق المؤمنين ، للصوري.

3 - مشكاة الأنوار ، للطبرسي.

4 - التهاب نيران الأحزان (مثير الأحزان) ، لابن نما الحليّ.

3227 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - الأربعين آيةً المنزلة بشأن أهل البيت عليهم السلام.

2 - الهداية ، للخصيبي.

3 - رسالة أبي غالب الزراري.

3228 - المزار ، لابن المشهدي.

3229 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - اليقين.

2 - نوادر الأثر في أنّ عليّاً خير البشر ، لجعفر بن أحمد القمّي.

3 - المسترشد في الاِمامة ، للطبري الاِمامي.

3230 - مجموعة فيها ستّة كتب :

1 - بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله ، للطبري.

2 - الأربعين عن الأربعين ، لمنتجبالدين.

3 - ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور.

4 - الأحاديث المنتخبة من المستدرك للحاكم ، للشيخ الهمداني.

5 - المسلسلات ، للقمّي.

ص: 171

6 - كتاب سليم بن قيس الهلالي.

3231 - المحاسن ، للبرقي.

3232 - فلاح السائل ، لابن طاووس.

3233 - مجموعة فيها كتابان :

1 - المناقب والمثالب ، للقاضي نعمان المصري.

2 - إرشاد القلوب ، للديلمي.

3234 - تفسير العيّاشي.

3235 - مجموعة فيها أربعة كتب :

1 - مختصر البصائر ، للشيخ حسن بن سليمان.

2 - خصائص الأئمة عليهم السلام ، للسيّد الرضي.

3 - إيضاح دفائن النواصب ، لمحمد بن أحمد بن شاذان.

4 - طرف من الأنباء والمناقب ، لابن طاووس.

3236 - ثاقب المناقب ، لابن حمزة الطوسي.

3237 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - الاِتقان في أُصول الفقه ، للطهراني.

2 - إزاحة الريب ، للكوهكمري.

3 - رسالة في علم الباري تعالى.

3238 - مجموعة فيها كتابان :

1 - الأُصول الستّة عشر.

2 - الجعفريات.

3239 - مجموعة فيها كتابان :

1 - الاختصاص ، للشيخ المفيد.

ص: 172

2 - إثبات الرجعة ، للفضل ابن شاذان.

3240 - المنتخب من كتاب ربيع الأبرار للزمخشري ، للشيخ الهمداني.

3241 - سند الخصام في ما انتخب من مسند أحمد بن حنبل ، للشيخ الهمداني ، المجلّد الأوّل.

3242 - سند الخصام في ما انتخب من مسند أحمد بن حنبل ، للشيخ الهمداني ، المجلّد الثاني.

3243 - مجموعة فيها ثلاثة كتب :

1 - مستطرفات السرائر ، لابن إدريس.

2 - قطعة من كتاب الاعتقادات ، للصدوق.

3 - النوادر من كتاب من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق.

3258 - مجموعة فيها ستّة كتب :

1 - كتاب الاِرث.

2 - رسالة في الرضاع ، للطهراني.

3 - كتاب للمحسن بن محمدتقي.

4 - رسالة للطهراني.

5 - رسالة (؟).

6 - رسالة (؟).

3259 - مجموعة فيها فوائد متفرّقة.

ص: 173

فهرست مستنسخات

الشيخ شير محمد الهمداني النجفي

المولود سنة 1302 ه- والمتوفّى سنة 1390 ه-

كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً ، كما فعل بكتاب سليم بن قيس الهلالي ، فإنّه استنسخه أربع مرّات بالاِضافة إلى المقابلات المتعدّدة.

وبالرغم من أنّ [المخطوطات] التي نذكرها هي القسط الأكبر من مستنسخاته إلاّ أنّ هناك أشياء مفقودة ، منها نسخة كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام للحِبَري ، استنسختُه من نسخة الدكتور حسين علي محفوظ وقدّمتُها للشيخ رحمه الله فاستنسخها ، ولم توجد بين هذه الكتب.

وقد استملكت إدارة مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام العامّة بالنجف الأشرف مخطوطات مكتبته ، وقد عمدت إلى فهرس مستنسخاته ، وهي تبتدىَ بالتسلسل العام (3207) وتنتهي ب- (3259) ما عدا ما يتخلَّل بين الرقمين من مستنسخات غيره ، وإليك لمحة عنها في 105 (1) نسخ.

محمدحسين الحسيني الجلالي د.

ص: 174


1- بلغ المجموع 107 نسخ ، وذكر هذا العدد لأنّه عدّ اثنين منها ضمن تسلسل واحد.

فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني

حسب الترتيب الألفبائي

(1)

الاِتقان في أُصول الفقه

للشيخ محمدهادي بن محمدأمين الطهراني.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني ضمن مجموعة مؤرّخة سنة 1341 ه. تسلسل 1 / 3237.

(2)

إثبات الرجعة

تأليف : أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل النيسابوري.

نبذة يسيرة من كتاب إثبات الرجعة ، جاء في آخرها : «هذا ماوجدناه منقولاً من رسالة إثبات الرجعة للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ، وقد قوبل بأصله. محمد الحرّ».

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1350 ه- عن النسخة التي كانت لصاحب الوسائل. تسلسل 2 / 3239.

(3)

الاختصاص

المنسوب إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي.

ص: 175

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1350 ه- عن نسخة كتبها ميرزا محمد بن حاجي شاه محمد - ساكن بلدة أصفهان - سنة 1087 ه- عن نسخة عتيقة ، وقد تملّكها الحرّ العاملي في التاريخ نفسه سنة 1087 ه- ، وقال الناسخ الهمداني : «هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وهي نسخة العالم الجليل صاحب الوسائل ، وقوله : تمّ كتاب الاختصاص ... إلى آخره = [للشيخ المفيد قدّس سره] كان بخطّه المبارك ...». تسلسل 1 / 3239.

(4)

كتاب؟ (إرشاد القلوب)

تأليف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1370 ه- عن نسخة قيّمة ، وقابلها في صفر سنة 1371 ه- ..

ولم يظهر اسم الكتاب إلاّ أنّ المؤلّف صرّح باسمه في موضعين : في الفصل الثالث عشر والخامس عشر. تسلسل 2 / 3233.

(5)

إزاحة الريب

في شرح رواية علي بن مهزيار في الخمس.

تأليف : محسن بن محمدتقي الكوهكمري.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني ضمن مجموعة مؤرّخة سنة 1341 ه. تسلسل 2 / 3237.

ص: 176

(6)

كتاب في الاستخارات

لابن طاووس ، رضيالدين أبي الحسن علي بن طاووس.

[وقد صرّح الشهيد في كتاب الذكرى عند ذكر صلاة الاستخارة بنسبة الكتاب إلى المؤلّف].

استنسخه الشيخ الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1382 ه- عن نسخة السيّد مرتضى الحسيني النجومي الكرمانشاهي ، التي كتبها في التاريخ نفسه أيضاً عن نسخة الشيخ محمد السماوي في شعبان سنة 1335 ه- ، عن نسخة قديمة وصفها بقوله : «وفرغ من كتابتها على نسخة قديمة لعلّها في زمن مصنّفها رضي الله عنه ، إلاّ أنّها سقيمة». تسلسل 1 / 3207.

(7)

قطعة من كتاب الاعتقادات

يحتوي على حديث سليم بن قيس الهلالي ، استخرجها عن نسخة من الاعتقادات للشيخ الصدوق مؤرّخة سنة 1078 ه- ، بخطّ محمدجعفر ابن عبدالله الخرّمآبادي في أصفهان. تسلسل 2 / 3243.

(8)

الاِفصاح في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام

تأليف : الشيخ المفيد.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة

ص: 177

1350 ه. تسلسل 3 / 3217.

(9)

التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1369 ه. تسلسل 4 / 3226.

(10)

إلزام الناصب

للمفلح بن حسن الصيمري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1347 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الموسوي الأصفهاني النجفي في ربيع الأوّل سنة 1339 ه- ، وهو تاريخ المحاصرة في النجف ، ثمّ قابلها الشيخ في رجب سنة 1350 ه- على نسخة تاريخها سنة 1036 ه- في دار الملك بشيراز.

لم يذكر اسم الكتاب على أصل الكتاب لكنّه أورده في ظهر المجموعة. تسلسل 2 / 3211.

(11)

إيضاح دفائن النواصب

تأليف : الشيخ أبي الحسن محمد بن أحمد بن شاذان.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1346 ه- عن

ص: 178

نسخة الشيخ عبدالحسين [الأميني] ، عن نسخة الميرزا محمد علي الأُوردبادي ، وقابلها على نسخة مؤرّخة سنة 1036 ه- ، ونسخة مؤرّخة سنة 1350 ه. تسلسل 3 / 3235.

(12)

الاِيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

تأليف : الحرّ العاملي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1359 ه- عن نسخة بخطّ محمدكاظم بن محمدهاشم القائني في سنة 1202 ه. تسلسل 4 / 3221.

(13)

الأحاديث الخمسة عشر

التي رواها الحسن بن ذكوان الفارسي.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1367 ه- من نسخة السيّد حسين الهمداني في عشر صفحات. تسلسل 4 / 3220.

(14)

الأحاديث المنتخبة من كتاب «الاستيعاب» لابن عبدالبرّ

انتخاب الشيخ شير محمد الهمداني.

النسخة بخطّه في ربيع الآخر سنة 1361 ه- ، انتخبها من الطبعة الأُولى ، طبعة دائرة المعارف النظامية بحيدرآباد الدكن سنة 1318 ه. تسلسل 3 / 3221.

ص: 179

(15)

الأحاديث المنتخبة من «المستدرك» للحاكم

انتخاب الشيخ شير محمد الهمداني.

النسخة بخطّه مؤرّخة في شعبان سنة 1353 ه. تسلسل 4 / 3230.

(16)

الأخبار المنتخبة من كتاب «البيان والتبيّن» للجاحظ

انتخاب الشيخ شير محمد الهمداني.

النسخة بخطّه في ربيع الآخر سنة 1361 ه- ، انتخبها عن نسخة مؤرّخة سنة 1018 ه. تسلسل 2 / 3221.

(17)

كتاب الأربعين

تأليف السيّد محيالدين أبي حامد محمد بن عبدالله بن زهرة الحسيني ، أخي السعيد أبي المكارم ابن حمزة ، صاحب الغنية.

انتسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1349 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني ، وهي بخطّ محمدمهدي الحسيني الموسوي الطباطبائي في سنة 1303 ه- عن نسخة عليها ما نصه : «كتبها من نسخة بخطّ محمد بن مكّي عن نسخة من خطّ جامعها السيّد أبي حامد ابن زهرة الحسيني ، محمد بن علي بن حسن الياني (ظ) سنة 860 بكَرَك». تسلسل 7 / 3212.

ص: 180

(18)

كتاب الأربعين

لبعض علماء العامّة.

أوّله : «قال الراجي رحمة ربّه ، المستغفر من ذنبه ، أسعد بن إبراهيم ابن الحسن بن علي الاِربلي : كنت سمعت على كثير من مشايخ الحديث ...».

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1368 ه- ، وكتب في آخرها : «قد قابلت هذه النسخة بما في كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق ، من نسخة نقلها عن نسخة جلالالدين محمد بن المعمر الطاهر ، وهو استخرجها ونسخها من خزانة مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان بين النسختين اختلافاً كثيراً لم أكتب أنا إلاّ بعضه وبقي الباقي». تسلسل 5 / 3220.

(19)

كتاب الأربعين آية المنزلة في شأن أهل البيت عليهم السلام

مجهول المؤلّف.

أوّله : «الحمد لله عالم السرّ والخفيات ... وبعد .. فلمّا وفّقني الله تعالى في ريعان صبائي ...».

استنسخه النسّاخة الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1357 ه- ، وكتب في آخرها : «... هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها ، وكانت نسخة عتيقة ، وعلى ظهرها أنّها من الكتب الموقوفة التي

ص: 181

وقفها المولى فتحالله الواعظ التبريزي ، تاريخ الوقف سنة 1039 ...». تسلسل 1 / 3227.

(20)

كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام

تأليف : جمالالدين يوسف بن حاتم ، الفقيه الشامي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1346 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني ، ثمّ قابلها سنة 1347 ه- بنسخة عتيقة كانت بخطّ محمد بن علي بن حاجي قاسم الأسترآبادي في مكتبة الشيخ علي محمد النجفآبادي الأصفهاني. تسلسل 2 / 3219.

(21)

كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين

تأليف : الشيخ منتجب الدين بن بابويه.

انتسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1351 ه- عن نسخة بخطّ فضل بن محمد بن فضل العبّاسي في سنة 1020 ه- ، عن نسخة بخطّ الشيخ عبدالنبيّ بن أسعد ، عن نسخة بخطّ محمد بن محمد ابن علي الحمداني القزويني في سنة 613. تسلسل 2 / 3230.

(22)

كتاب الأربعين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام

لمحمد بن أبي الفوارس.

ص: 182

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1373 ه- ، وقال في آخر النسخة : «هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وكانت نسخة عتيقة ، إلاّ أنّها لا تخلو من سقط وتصحيف». تسلسل 3 / 3207.

(23)

أصل سليم بن قيس الهلالي

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1346 ه- عن نسخة بخطّ السيّد محمد الموسوي الخوانساري في سنة 1272 ه- ، وصحّحها على نسخة مملوكة للحرّ العاملي في سنة 1087 ه- ، وألحق بالنسخة أحاديث منقولة عن أصل سليم عن : الغيبة للنعماني ، والدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم ، وباب الاِشارة والنصّ على الحسن بن علي عليه السلام من كتاب الحجّة من الكافي. تسلسل 1 / 3219.

(24)

أصل سليم بن قيس الهلالي

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1362 ه- عن نسخة عتيقة.

أوّله : «وبعد ، فهذه جملة من الأخبار النبوية جمعها سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله. قال : قال لنا أمير المؤمنين عليه السلام : من الناس مَن يدخله الله الجنّة بغير حساب ...».

ص: 183

وآخره : «فلمّا سمع ذلك معاوية أمر للحسن والحسين عليهم السلام بألف ألف درهم لكل واحدٍ بخمسمائة ألف. وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين».

وكتب في الهامش ما نصه :

«يقول شير محمد : وفي النسخة العتيقة هكذا : (تمّ كتاب سليم بن قيس الهلالي) ، وبهامشها هكذا : (صورة تاريخ المنتسخ غرّة ربيع الآخر من سنة تسع وستّمائة)».

ثمّ كتب نسخة أُخرى تعزى إلى سليم أوّلها : «وكنّا جلوساً حول أمير المؤمنين عليه السلام».

والحديث الأخير : «... قلت : جعلت فداك ليس شيء ممّا قلت إلاّ وقد صحّ غير الولاية ، أعامّة لجميع بني هاشم؟».

[قال الجلالي : النسختان من أصل سليم - أعني الأُولى التي تاريخ المستنسخ عنها سنة 609 ه- ، والثانية التي تعزى إلى سليم - كلاهما في مجلّد واحد ، في مكتبة السيّد المستنبط ، وقد استنسخ الشيخ الهمداني من تلك النسخة ، كما واستنسخت أنا النسخة الأُولى فقط]. تسلسل 2 / 3222.

(25)

أصل سليم بن قيس الهلالي

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1353 ه- عن نسخة تاريخ استنسخها سنة 1087 ه- ، وقد تملّكها الشيخ محمد الحرّ صاحب الوسائل ، وهي مملوكة الشيخ محمد السماوي. تسلسل 6 / 3230.

ص: 184

(26)

أصل سليم بن قيس الهلالي

نسخة تضمّ قطعة من كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ناقصة الآخر ، استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1361 ه- قبل أن يعلم بطبعها ، ولمّا علم بذلك تركها. تسلسل 6 / 3215.

(27)

الأُصول الستّة عشر

وهي ستّة عشر أصلاً من الأُصول الأربعمائة ، التي هي المصادر الأوّلية لأحاديث الشيعة ، وهي حسب تسلسلها كالآتي :

1 - أصل علاء بن رزين.

2 - أصل زيد الزراد.

3 - كتاب أبي سعيد عباد العصفري.

4 - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط.

5 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.

6 - كتاب نوادر علي بن أسباط.

7 - كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة).

8 - كتاب حسين بن عثمان.

9 - كتاب محمد بن مثنّى الحضرمي.

10 - كتاب عبدالملك بن حكيم.

11 - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي.

ص: 185

12 - كتاب خلاد السندي.

13 - كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط.

14 - كتاب زيد النرسي.

15 - مسائل علي بن جعفر.

16 - كتاب ديات ظريف بن ناصح.

وقد استنسخ الشيخ الهمداني هذه الأُصول في ربيع الأوّل سنة 1348 ه- بالنجف الأشرف ، وقابلها في محرّم سنة 1360 ه- مع نسخة الشيخ النوري. تسلسل 1 / 3238.

(28)

الأمالي

للشيخ المفيد.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1349 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني في سنة 1339 ه- ، عن نسخة مؤرّخة سنة 1101 ه. تسلسل 1 / 3217.

(29)

بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

تأليف : محمد بن أبي القاسم الطبري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1362 ه. تسلسل 1 / 3230.

ص: 186

(30)

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

تأليف : السيّد شرف الدين النجفي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1364 ه- عن نسخة عتيقة ، لها زيادة على نسخ شاهدها من هذا الكتاب ، وهذه الزيادة في سِوَرٍ ، أوّلها سورة الأحقاف وآخرها سورة القدر. تسلسل 3213.

(31)

تفسير العيّاشي

النصف الأوّل استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1353 ه- عن نسخة عتيقة سقيمة ، صحَّحها بمراجعة تفسير البرهان والصافي عن العيّاشي وبقي الباقي ، ثمّ قابلها بالنسخة المطبوعة مع السيّد أحمد المستنبط في سنة 1387 ه. تسلسل 3234.

(32)

تفسير فرات

تأليف : فرات بن إبراهيم الكوفي.

نسخة بخطّ الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1354 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمدعلي الأُوردبادي في سنة 1334 ه- ، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1083 ه- في سنة 1364 ه- ، كما وقابلها ابتداء من سورة يوسف بنسخة السيّد حسن الصدر. تسلسل 1 / 3214.

ص: 187

(33)

التمحيص

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1356 ه- في كربلاء أيّام إقامته للزيارة. تسلسل 4 / 3222.

(34)

(التنزيل والتحريف)

كتاب القراءة (القراءات)

تأليف : أبي عبدالله أحمد بن محمد السياري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1365 ه- عن نسخة الشيخ محمد بن طاهر السماوي ، عن نسخة سقيمة جدّاً عند السيّد حسن الصدر في رمضان سنة 1346 ه- في بغداد بجانب الكرخ. تسلسل 2 / 3216.

(35)

ثاقب المناقب

تأليف : أبي جعفر عمادالدين محمد بن علي [بن حمزة المشهدي] الطوسي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في صفر سنة 1377 ه- عن نسخة عتيقة ، عليها النصّ بأنّ الحسن بن علي الطبري صرّح بالنسبة إلى المؤلّف في كتاب أسرار الاِمامة.

ص: 188

ونصّ بأنّ الكتاب عارية من آقا ضياء النوري بخطّ السيّد حسن الصدر.

ونصّ تملّك السيّد محمد بن السيّد أحمد بن السيّد مصطفى في بغداد في سنة 1378 ه. تسلسل 3236.

(36)

جامع الأحاديث

تأليف : الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمّي ، من مشايخ الصدوق.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1352 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني النجفي سنة 1339 ه. تسلسل 1 / 3222.

(37)

الجعفريات أو الأشعثيات

استنسخه الشيخ الهمداني في ذيالحجّة سنة 1348 ه- بالنجف الأشرف ، وقابلها في محرّم سنة 1360 ه- مع نسخة الشيخ النوري. تسلسل 2 / 3238.

(38)

خصائص الأئمّة عليهم السلام

تأليف : السيّد الرضي.

ص: 189

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في رمضان سنة 1346 ه- عن نسخة الشيخ هادي كاشف الغطاء. تسلسل 2 / 3235.

(39)

دعائم الاِسلام والحلال والحرام

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في صفر سنة 1354 ه- عن نسخة الميرزا عبدالحسين التبريزي ، ونسخة السيّد عليأكبر بن الحسين القزويني في سنة 1285 ه- ، ثمّ قابلها الشيخ بالنسخة المطبوعة في مصر 1389 ه. تسلسل 3223.

(40)

دعوات الراوندي

وهو كتاب مجهول بدون عنوان ، إلاّ أنّ الناسخ وهو النسّاخة الشيخ شير محمد الهمداني ذكر على ظهر المجموعة اسم الكتاب الأخير بعنوان : «دعوات الراوندي».

وقد استنسخها الشيخ المذكور في شعبان سنة 1373 ه- عن نسخة مملوكة للشيخ محمدرضا بن فرجالله ، وهي نسخة المحدّث النوري ، تملّكها النوري في سنة 1278 ه- ، وهي مع ملتقطات من أخبار خصال الصدوق في مجلّد. تسلسل 4 / 3207.

(41)

دلائل الاِمامة

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1367 ه- عن

ص: 190

نسخة السيّد حسين بن علي الهمداني ، ونسخة الشيخ محمد السماوي ، وهما انتسخا نسختيهما من نسخة بخطّ الشيخ عباس القمّي. تسلسل 3 / 3220.

(42)

رجال البرقي

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1360 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة 1342 ه. تسلسل 5 / 3215.

(43)

رسالة

تأليف : الشيخ محمدهادي الطهراني.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1339 ه. تسلسل 4 / 3258.

(44)

رسالة

مجهولة المؤلّف ، إلاّ أنّها بخطّ الشيخ شير محمد الهمداني ، يستظهر أنّها للشيخ محمدهادي الطهراني ، الذي سبق له كتابان في أوّل

ص: 191

المجموعة. تسلسل 5 / 3258.

(45)

رسالة

مجهولة المؤلّف ، إلاّ أنّها بخطّ الشيخ شير محمد الهمداني ، يستظهر أنّها للشيخ محمدهادي الطهراني ، الذي سبق له كتابان في أوّل المجموعة. تسلسل 6 / 3258.

(46)

رسالة أبي غالب الزراري

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1357 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني العسكري ، نزيل سامراء ، ثمّ قابلها على نسخة الشيخ عبدالحسين الطهراني بكربلاء في يوم عرفة بدون التاريخ. تسلسل 3 / 3227.

(47)

رسالة في تزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته

من عمر بن الخطّاب

تأليف : السيّد المرتضى علم الهدى.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في المحرّم سنة 1346 ه. تسلسل 4 / 3219.

ص: 192

(48)

رسالة في الرضاع

تأليف : محمدهادي بن محمدأمين الطهراني.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1339 ه. تسلسل 2 / 3258.

(49)

(رسالة في علم الباري تعالى)

رسالة فارسية.

جاء في أوّلها : «در اين ايام در صفحات زنجبار شخصى منكر علم خداوند عزّ وجل ...».

وجاء في آخرها : «اين مجملى است از احوال اين دشمنان دين وتفصيل را در رساله بيان كردهايم ولله الحمد ، قد فرغ من تحريره العبد الجاني شير محمد بن صفر علي الهمداني ، يوم الجمعة في 28 ذيالقعدة من سنة 1341 ه».

والرسالة مجهولة المؤلّف ، ويبعد أن تكون من تأليف الناسخ ؛ لِما هو المعهود منه من كثرة النسخ وعدم التصريح بأنّها تأليفه. تسلسل 3 / 3237.

(50)

رسالة في نسب عبدالعظيم

تأليف : الوزير الصاحب بن عباد.

ص: 193

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1346 ه- عن نسخة بخطّ ابن المحاسن قدس سره ، مع فوائد تاريخية بخطّه على النسخة. تسلسل 7 / 3219.

(51)

سعد السعود

تأليف : علي بن موسى بن جعفر بن طاووس.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1365 ه- عن نسخة سقيمة فيها سقط وتصحيف كثير ، ثمّ قال : «قابلتها في شوّال سنة 1365 ه- بنسخة جيء بها من طهران ، وهي أصل هذه النسخة ، تاريخها سنة 1363 ه». تسلسل 1 / 3216.

(52)

سند الخصام في ما انتخب عن مسند الاِمام ابن حنبل

تأليف : الشيخ شير محمد بن صفر علي الهمداني.

الجزء الأوّل من الكتاب بخطّ المؤلّف ، أتمّه في صفر سنة 1383 ه- ، يحتوي الكتاب على ما انتخب من المسند للاِمام أحمد بن حنبل ، وماانتخب من غيره ، كما صرّح بذلك في آخر الكتاب ..

ويظهر من تاريخ انتخاب الجزء السادس سنة 1376 ه- أنّه لم ينتقِ من الكتاب مرتّباً ، راجع الرقم 3242. تسلسل 3241.

ص: 194

(53)

سند الخصام في ما انتخب عن مسند الاِمام ابن حنبل

تأليف : الشيخ شير محمد بن صفر علي الهمداني.

المجلّد الثاني من الكتاب بخطّه ، انتهى إلى الجزء السادس من الطبعة الأُولى من مسند الاِمام أحمد بن حنبل ، وقد فرغ منه في شوّال سنة 1376 ه. تسلسل 3242.

(54)

شرح عقائد الصدوق

تأليف : الشيخ المفيد.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1349 ه. تسلسل 5 / 3222.

(55)

شرح قصيدة الأشباه

تأليف : محمد بن أحمد بن عبدالله البصري ، المعروف بالمفجع.

والقصيدة في 109 أبيات.

انتسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1354 ه- عن نسخة بخطّ أحمد بن نجفعلي الأميني التبريزي في سنة 1354 ه- ، وكان قد أهداها الشيخ الأميني الناسخ إلى الشيخ محمد السماوي.

[ولا يخفى أنّ هذه النسخة أهداها الشيخ السماوي إلى شيخنا الشيخ

ص: 195

آغا بزرك الطهراني]. تسلسل 3 / 3214.

(56)

صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1348 ه- ، وقابلها بنسخة بخطّ عزير بن محمد السمناني في سنة 971 ه.

وقد نقل الشيخ الناسخ زيادة هي ثلاثة أحاديث ، قال إنّه وجدها في نسخة عتيقة ، ولكن لم يعلم مراده منها ؛ فراجعها. تسلسل 6 / 3212.

(57)

صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1363 ه- ، في بلدة الكاظمية ، عن نسخة بخطّ شاه محمد القائيني سنة 948 ه.

[وأظنّ أنّ الدكتور حسين علي محفوظ طبع الصحيفة اعتماداً على هذه النسخة ، وهي في خزانة الشيخ ميرزا علي الأُوردبادي].

ثمّ قابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1044 ه- في سنة 1369 ه. تسلسل 1 / 3220.

(58)

الصراط المستقيم

تأليف : علي بن يونس البياضي.

ص: 196

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في صفر سنة 1362 ه- عن نسخة السيّد عبدالله بن السيّد نجف الرضوي في سنة 1256 ه- ، عن نسخة مؤرّخة سنة 1061 ه. تسلسل 3218.

(59)

صفات الشيعة

تأليف : أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ، الشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة 381 ه.

انتسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شهر الصيام من سنة 1354 ه- عن نسخة الشيخ أحمد بن نجف علي الأميني في ذيالحجّة من سنة 1353 ه. تسلسل 2 / 3214.

(60)

طرف من الأنباء والمناقب

في شرف سيّد الأنبياء والأطائب

تأليف : علي بن موسى بن طاووس.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذي القعدة من سنة 1346 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد علي الأُوردبادي في سنة 1332 ه. تسلسل 4 / 3235.

(61)

عيون المعجزات

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1357 ه- ، ولم

ص: 197

يظهر مؤلّفه لديه ، عن نسخة عند السيّد حسين الهمداني في النجف ، كانت مملوكة للشيخ الحرّ العاملي ، تملّكه في سنة 1087 ه. تسلسل 3 / 3222.

(62)

الفرقة الناجية

تأليف : الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1361 ه- عن نسخة بخط فرجالله بن سالم البكا الجزائري في سنة 951 ه. تسلسل 1 / 3221.

(63)

الفصول المختارة

عن كتابي المجالس والعيون والمحاسن ، للشيخ المفيد.

تأليف : السيّد المرتضى الحسيني الموسوي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1350 ه- عن نسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني النجفي. تسلسل 2 / 3217.

(64)

فضائل شهر رجب

تأليف : الشيخ الصدوق.

ص: 198

تسلسل 3 / 3212.

(65)

فضائل شهر رمضان

تأليف : الشيخ الصدوق.

تسلسل 5 / 3212.

(66)

فضائل شهر شعبان

تأليف : الشيخ الصدوق.

تسلسل 4 / 3212.

وهذه الكتب الثلاثة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1349 ه- عن نسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني ، والشيخ ميرزا محمد الطهراني ، ثمّ قابلها بنسخة أُخرى.

(67)

فضائل الشيعة

تأليف : الشيخ الصدوق.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في يوم الغدير من سنة 1367 ه. تسلسل 1 / 3226.

ص: 199

(68)

فلاح السائل ونجاح المسائل ، المجلّد الأوّل

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1357 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني العسكري ، عن نسخة بخطّ محمد جعفر بن محمد كاظم الطباطبائي في سنة 1354 ه- ، عن نسخة بخطّ جعفر بن محمد بن سويد بمحلّة المفتدد ببغداد في سنة 663 ه. تسلسل 3232.

(69)

قرب الأسناد

تأليف : عبدالله بن جعفر الحميري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1349 عن نسخة الميرزا محمدعلي الأُوردبادي ، عن نسخة استُنسخت عن نسخة الميرزا حسين النوري ، ثمّ قابلها في سنة 1359 ه- بنسخة مؤرّخة سنة 1033 ه- بخطّ زينالدين بن محمد بن الحسن العاملي. تسلسل 1 / 3212.

(70)

كامل الزيارات

نسخة استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1345 ه- ، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1347 ه- ، وبنسخة مؤرّخة سنة

ص: 200

1083 ه- ، وبنسخة السيّد حسن الصدر. تسلسل 3210.

(71)

كتاب؟

تأليف : محسن بن محمدتقي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1337 ه. تسلسل 3 / 3258.

(72)

كتاب الاِرث

تأليف :؟

يظهر من الكتاب الذي يليه أنّه تأليف الشيخ محمدهادي بن محمد أمين الطهراني.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر من سنة 1339 ه. تسلسل 1 / 3258.

(73)

ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1354 ه- عن نسخة بخطّ عليأكبر بن الحسين الحسيني في سنة 1286 ه- ، عن نسخة في آخرها ما نصه : «قوبل مع نسخة في آخرها : (فرغت من نسخة من أصل أبي الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمّي ، سماعاً له

ص: 201

عن الشيخ أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيّده الله ، بموصل في يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذيالقعدة سنة 374)». تسلسل 3 / 3230.

(74)

كتاب الزهد

تأليف : أبي محمد الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران الأهوازي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في المحرّم سنة 1346 ه. تسلسل 3 / 3219.

(75)

كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة)

من الأُصول الأربعمائة.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1346 ه. تسلسل 5 / 3219.

(76)

كتاب في ما يتعلّق بقضاء حقوق المؤمنين

تأليف : الشيخ سديدالدين أبي علي بن طاهر الصوري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1368 ه. تسلسل 2 / 3226.

ص: 202

(77)

كتاب في المعجزات

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1366 ه- عن نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد ، جاء بها العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني من طهران ، ثمّ قابلها مع الشيخ حسنعلي الهمداني. تسلسل 2 / 3220.

(78)

كفاية الطالب

في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام

تأليف : أبي عبدالله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالقعدة سنة 1347 ه- ، وعلى النسخة صورة تملّك عبدالله بن فتحالله بن عبدالملك بن إسحاق بن عبدالملك بن فيحان في سنة 887 ه- ، وصورة تملّك محمد بن إبراهيم ابن عبدالله بن فتحالله بن ... فيحان في سنة 957 ه. تسلسل 1 / 3211.

(79)

مجموعة

تحتوي على فوائد متفرّقة ؛ منها قطعة من مبحث التعارض ، منقولة عن الشيخ محمدهادي الطهراني صاحب محجّة العلماء.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني بدون التاريخ. تسلسل 3259.

ص: 203

(80)

المحاسن

تأليف : أحمد بن أبي عبدالله البرقي.

استنسخه بخطّ النسخ حسنعلي الهمداني سنة 1344 ه- ، وهذه النسخة ليست من مستنسخات الشيخ شير محمد الهمداني ، وإنّما أدرجناها هنا لأنّه صحّحها ثلاث مرّات : مرّة بنسخة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، وأُخرى بنسخة مؤرّخة سنة 1077 ه- ، وهي التي اشتراها السيّد أبو الحسن الأصفهاني من كتب السيّد أبي تراب الخوانساري ، وثالثة بنسخة مؤرّخة سنة 1088 ه- ، وكان التصحيح مع الشيخ حسنعلي الهمداني. تسلسل 3231.

(81)

المحتضر

تأليف : الشيخ الحسن بن سليمان بن محمد الحلّي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالحجّة سنة 1362 ه- عن نسخة بخطّ السيّد محمدصادق بحرالعلوم في سنة 1362 ه- ، عن نسخة بخطّ الشيخ محمد السماوي. تسلسل 2 / 3215.

(82)

مختصر أصل علاء بن رزين

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1346 ه- عن نسخة بخطّ حسين الأهري في سنة 1337 ه- ، عن خطّ محمد بن

ص: 204

المكّي ، عن خطّ محمد بن إدريس سنة 860 ه. تسلسل 8 / 3219.

(83)

مختصر البصائر

تأليف : سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1346 ه- عن نسخة محمدقاسم بن شجاعالدين النجفي في سنة 1079 ه. تسلسل 1 / 3235.

(84)

مختصر في المواليد

أوّله : «أخبرنا الاِمام الفاضل العلاّمة محبّالدين أبو عبدالله محمد ابن محمد بن الحسين ابن النجّار البغدادي ، المحدّث بالمدرسة الشريفة المستنصرية ...».

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالقعدة سنة 1361 ه. تسلسل 3 / 3215.

(85)

المزار

تأليف : محمد بن المشهدي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1359 ه- عن نسخة مملوكة للشيخ محمدعلي الأُوردبادي ، وقال عنها الناسخ : «نسخة

ص: 205

عتيقة جيّدة ذهب عنها أوراق من أوّلها وآخرها ومن أثنائها ، قد تمّمها الشيخ الجليل الشيخ عباس القمّي أطال الله بقاءه ...».

وإليك نصّ ما كتبه الشيخ القمّي :

«قد وقع الفراغ من تتميم استكتاب هذه النسخة الشريفة التي تدعى بالمزار الكبير في اصطلاح صاحب البحار ، في يوم الجمعة السادس عشر من محرّم الحرام كتبها ... عباس بن محمدرضا القمّي ... سنة 1320 ه». تسلسل 3228.

(86)

المسائل الحاجبية (العكبرية)

وهي إحدى وخمسون مسألة سأل الحاجب بها الشيخ المفيد رحمه الله.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في شعبان سنة 1356 ه- في كربلاء ، أيام إقامته للزيارة ، عن نسخة جاء في آخرها : «هذا آخر ما نقلنا من المسائل المسمّاة بالمسائل العكبرية ، وذلك في سنة 1219 ه». تسلسل 6 / 3222.

(87)

المسائل العشرة في الغيبة

تأليف : الشيخ المفيد.

استنسخها الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1363 ه- عن نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني ، والسيّد محمدصادق بحرالعلوم. تسلسل 1 / 3215.

ص: 206

(88)

مستدرك الاِيقاظ

تأليف : الشيخ شير محمد الهمداني.

استدرك ما فات الحرّ العاملي في الاِيقاظ من الهجعة ، بخطّه ، غير مؤرّخة. تسلسل 5 / 3221.

(89)

المسترشد في الاِمامة

تأليف : أبي جعفر الطبري الاِمامي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1348 ه- عن نسخة بخطّ السيّد محمدرضا بن أبي القاسم بن فتحالله بن نجمالدين الملقّب بآغا ميرزا الحسيني الخلخالي الاسترآبادي الحلّي أخيراً ، المتوفّى بعد الثلاثمائة والألف. تسلسل 3 / 3229.

(90)

مستطرفات السرائر

تأليف : الشيخ محمد بن إدريس الحلّي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني بدون التاريخ. تسلسل 1 / 3243.

ص: 207

(91)

المسلسلات

تأليف : الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمّي.

استنسخه الشيخ محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1352 ه. تسلسل 5 / 3230.

(92)

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار

تأليف : [الشيخ أبي الفضل علي] بن الحسن بن الفضل الطبرسي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1367 ه- عن نسخة بخطّ هادي الحسيني الكوبناني في سنة 1115 ه. تسلسل 3 / 3226.

(93)

مصادقة الاِخوان

تأليف : الشيخ الصدوق.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1349 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة 1339 ه. تسلسل 2 / 3212.

ص: 208

(94)

مصباح الأنوار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام

المجلّد الأوّل

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في رجب سنة 1356 ه- عن نسخة قال إنّها عتيقة ، لعلّها كتبت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد. تسلسل 3224.

(95)

مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار عليه السلام ، المجلّد الثاني

تأليف : الشيخ هاشم بن محمد.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في محرّم سنة 1351 ه- ، وكتب عليه ما نصه : «قطعة من كتاب في الاِمامة ، لأحد علمائنا المتقدّمين ، وأظنّ قوياً أنّه تأليف الشيخ الثقة الجليل أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الاِمامي ، مؤلّف كتاب المسترشد وغيره.

نسختها من قطعة عتيقة ، لعلها كتبت منذ أربعمائة سنة أو أزيد ...» ..

ثمّ عدل عما تقدّم ، وكتب ما نصه : «يقول شير محمد : قد وصل إليَّ المجلّد الأوّل من هذا الكتاب وتبيّن أنّ هذه القطعة قطعة من كتاب مصباح الأنوار ، تأليف : الشيخ الفاضل الجليل الشيخ هاشم بن محمد ، على ما ذكره العلاّمة المجلسي وصاحب الوسائل ، ويظهر من نفس الكتاب أيضاً ؛ حيث قال في غير موضع : (قال هاشم بن محمد)». تسلسل 3225.

ص: 209

(96)

مصباح الزائر وجناح المسافر

تأليف : علي بن موسى بن جعفر بن طاووس.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1372 ه- ، ثمّ قابلها بنسخة عتيقة تاريخها سنة 1084 ه- مع الشيخ معراج الهمداني. تسلسل 3209.

(97)

المقتضب

في النصّ على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الأُولى سنة 1346 ه- عن نسخة بخطّ السيّد حسّون ، الشهير ب- : «البراثي النجفي» ، في سنة 1312 ه- ، عن نسخة عبود بن الشيخ مهدي بن عبدالغفّار القزويني ، ثمّ قابلها بنسخة بخطّ عليمحمد بن محمدجعفر بن محمدرحيم بن محمدصالح بن محمدشفيع بن حسنعلي النجفآبادي الأصفهاني في سنة 1346 ه- ، عن نسخة محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالكريم في سنة 575 ه. تسلسل 9 / 3219.

(98)

المناقب والمثالب

تأليف : القاضي نعمان المصري.

ص: 210

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في شوّال سنة 1370 ه- عن نسخة جيّدة عتيقة ، إلاّ أوراقاً من أوائلها. تسلسل 1 / 3233.

(99)

المنتخب من كتاب ربيع الأبرار للزمخشري

انتخاب الشيخ شير محمد الهمداني.

فرغ من انتخابها في ربيع الآخر سنة 1389 ه. تسلسل 3240.

(100)

المنتخب من المجموع الرائق من أزهار الحدائق

انتخاب : الشيخ شير محمد الهمداني.

جاء في آخره (الورقة 47) : «يقول ... شير محمد بن صفرعلي الهمداني الجورقاني : هذا تمام ما انتخبته واخترته من كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق ، أخرجتها من نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد ، إلاّ أنّها لا تخلو من تصحيف وسقط ، واتّفق الفراغ ... في شعبان سنة 1373 ه». تسلسل 2 / 3207.

(101)

نهج الاِيمان في المناقب والاِمامة

تأليف : الشيخ زينالدين علي بن يوسف بن جبير.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في جمادى الآخرة سنة 1378 ه- عن نسخة عتيقة جدّاً ، لعلّها انتسخت منذ ستّمائة سنة أو أزيد ،

ص: 211

والنسخة ناقصة منها فصول. تسلسل 3208.

(102)

نوادر الأثر في عليّ خير البشر

تأليف : أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمّي ، نزيل الري.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1347 ه- عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني 1304 ه- أو 1044 ه. تسلسل 2 / 3229.

(103)

نوادر الراوندي

تأليف : أبي الرضا فضلالله بن علي الراوندي.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ذيالقعدة سنة 1361 ه- ، وفيها مواضع سقط. تسلسل 4 / 3215.

(104)

نوادر علي بن أسباط

من الأُصول الأربعمائة.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الآخر سنة 1346 ه. تسلسل 6 / 3219.

ص: 212

(105)

النوادر من كتاب من لا يحضره الفقيه

تأليف : الشيخ الصدوق.

استنسخه الشيخ شير محمّد الهمداني ، غير مؤرّخة. تسلسل 3 / 3243.

(106)

الهداية

تأليف : الحسين بن حمدان الخصيبي.

مرتّب على أسماء النبيّ صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء عليها السلام والأئمّة عليهم السلام.

استنسخه النسّاخة الشيخ شير محمّد الهمداني في رجب سنة 1358 ه- في النجف الأشرف ، وقد علّق على مواضع كثيرة منها تعليقات نافعة. تسلسل 2 / 3227.

(107)

اليقين

تأليف : السيّد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس.

استنسخه الشيخ شير محمد الهمداني في ربيع الأوّل سنة 1347 ه- عن نسخة بخطّ محمدكاظم بن محمدزمان الأنصاري سنة 1044 ه. تسلسل 1 / 3229.

* * *

ص: 213

مصادر الترجمة

أُعدّت ترجمة العلاّمة الشيخ شير محمد الهمداني استناداً إلى عدّة من المصادر التي تعرّضت لذكره رحمه الله ، إضافة إلى ما حصلنا عليه من سؤال عدّة أشخاص ممّن كانوا يعرفونه عن سيرته وأحواله ، بعدما اتّصلنا بهم في سنة 1416 ه- في مدينة قم المقدّسة ومدينة همدان ، وهم ممّن كان من المتّصلين بالشيخ في أمر المخطوطات ، أو كان من أهل بلدته همدان ، أو كان من أقربائه ..

* أمّا المصادر فهي :

1 - نقباء البشر ، آغا بزرگ الطهراني ، دار المرتضى للنشر ، مشهد ، الطبعة الثانية ، 1404 ه.

2 - الذريعة ، آغا بزرگ الطهراني ، المكتبة الاِسلامية ، طهران ، الطبعة الثانية ، 1387 ه.

3 - معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام ، للشيخ محمدهادي الأميني ، الطبعة الثانية ، 1413 ه.

* وأمّا الأشخاص فهم :

1 - العلاّمة السيّد عبدالعزيز الطباطبائي.

2 - العلاّمة السيّد أحمد الحسيني الاِشكوري.

3 - العلاّمة السيّد محمدحسين الحسيني الجلالي.

ص: 214

4 - العلاّمة الشيخ محمد الغروي.

5 - فضيلة الشيخ حبيبالله الديني الهمداني ، ابن أخ زوجة الشيخ شير محمد الهمداني.

6 - فضيلة الشيخ علي أكبر الوحيد الهمداني.

7 - فضيلة الشيخ سيفالله النورمحمدي النجفآبادي.

8 - فضيلة الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي الهمداني.

9 - فضيلة الشيخ علي الربّاني الهمداني.

* * *

ص: 215

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (14)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

(673)

ديوان دولت

فارسي.

للشاهزاده محمد علي ميرزا ابن السلطان فتح عليشاه القاجاري ، المعروف ب- : «دولت شاه» ، والملقّب في شعره : «دولت».

ولد سنة 1203 ومات سنة 1237 ، ترجم له في مجمع الفصحا 1 / 26 ، والذريعة 9 / 331 ؛ وذكر أن الديوان طبع في طهران سنة 1320 ، وراجع : فهرس المجلس 2 / 674.

يحتوي ديوانه : الغزل الرقيق ، وقصائد في التوحيد ، ومدح النبيّ صلى الله عليه وآله ، والنصح والحكايات ، ثمّ يعقد فصلاً لمراثي آل البيت عليهم السلام.

نسخة قريبة من عصر الناظم أو في عهده ، بخطّ أحد خطّاطي ذلك العصر ، خطّ فارسي جميل ، ناقصة الطرفين ، مجدولة بالذهب واللاجورد ، في 149 ورقة ، رقمها 1367 ..

ص: 216

ولعلّ هذه أيضاً بخطّ نصير الخطّاطين ، كاتب النسخة الموجودة في المجلس.

(674)

ديوان سنائى [غزنوى]

فارسي.

[للحكيم السنائي ، أبي المجد مجدود بن آدم ، أو أبي الحسن علي ابن آدم (464 - 525 ه). الذريعة 9 / 471.]

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها محمد شفيع بن ميرزا محمد جعفر الآشتياني ، فرغ منها ليلة السابع والعشرين من شعبان سنة 1272 ، في 234 ورقة ، رقم 1341.

(675)

ديوان شاه نعمةالله ولى كرمانى

فارسي.

[لنور الدين نعمة الله بن مير عبد الله (730 - 834 ه). الذريعة 9 / 1215.]

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السيّد محمد الحسيني البرغاني ، وفرغ منها في 13 صفر سنة 1296 ، وهذا منتخب من ديوانه ؛ فإنّ ديوانه أكبر وأكثر من هذا.

في 78 ورقة ، رقم 1339.

ص: 217

(676)

ديوان شباب

فارسي.

لواحد من شعراء بلاط ناصر الدين شاه [القاجاري ، المقتول سنة 1313 ه].

نسخة ضمن مجموعة من الدواوين الفارسية ، هو آخرها ، بخطّ محمد تقي بن محمد باقر الهمداني ، رقمها 1657.

(677)

ديوان الشريف المرتضى

[علم الهدى ، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي (355 - 436 ه).]

نسخة الجزء الأوّل والثاني بخطّ العلاّمة الأديب الشيخ عبد الحسين الحلّي ، المتوفّى سنة ..... ، فرغ منهما سنة 1320 وقابلهما وصحّحهما ، وهي غير منظّمة على القوافي ، في 109 أوراق ، رقم 411.

نسخة بخطّ السيّد مصطفى بن محمد حسين الحسيني العاملي ، فرغ منها 7 رجب سنة 1299 في النجف ، وبأوّلها بخطّ العلاّمة الشيخ عبدالحسين الحلّي ما نصّه : «قد تضمّن هذا المجلّد الجزء الخامس والجزء السادس من ديوان شعر سيّدنا الشريف المرتضى ، أمّا الجزء السادس فهو تام ، وأمّا الجزء الخامس فقد سقط منه قصائد كثيرة» ، ثمّ عدّد

ص: 218

القصائد غير الموجودة في الخامس ، ثمّ كتب بخطّه أنّ ديوان السيّد في أجزاء ستّة ، ثمّ عيّن أوّل كلّ جزء وآخره ..

وبآخرها أُرجوزة في الميراث للشيخ موسى شرارة العاملي ، ورسالة ابن زيدون ، رقم 412.

(678)

ديوان شفائى اصفهانى

فارسي.

[للحكيم الشاعر ملاّ شرف الدين حسن بن حكيم ملاّ الأصفهاني ، المشتهر ب- : الشفائي ، المتوفّى في رمضان سنة 1037 ه- في أصفهان.

كان من علماء الدولة الصفوية في عصر الشاه عباس الماضي ، ومن مشاهير الأطبّاء ، وكان معاصر للشيخ البهائي (ت 1030 ه) وللسيّد الداماد (ت 1041 ه). الذريعة 9 / 529 رقم 2942.]

نسخة ثمينة ، مجدولة مذهبّة مزوّقة ، بأوّلها لوحة ، وتقع في 228 ورقة ، تسلسل 1392.

(679)

ديوان صائب

فارسي.

لمحمد علي بن عبد الرحيم الأصفهاني التبريزي ، المشتهر ب- : «صائب التبريزي».

ص: 219

ترجم له الحزين في تذكرته : 120 ، وعنه نقل في الذريعة [9 / 569 رقم 3148] قال : ولد بأصفهان سنة 1016 ، وصار «ملك الشعراء» للشاه عباس الثاني ، وتوفّي بأصفهان سنة 1081 أو 1077 ، وله دواوين متعدّدة.

وترجم له في براون 4 / 167 ، وترجم له في خزانة عامرة : 287 - 293.

طبعت كلّيّات أشعاره ومنتخب أشعاره مكرّراً في إيران والهند وتركيا ؛ إذ له فيها شهرة عظيمة ، ولعلّه أشهر منه في إيران.

وترجم له تربيت في دانشمندان آذربايجان : 217 ، وفهرس سپهسالار 2 / 622 ، وفهرس المجلس الاِيراني 3 / 326.

وأبسط من كتب في حياته هو الأُستاذ أميري الفيروزكوهي ، الذي أشرف على طبع كلّيّاته وقدّم لها مقدّمة وافية في 47 صفحة.

نسخة منتخب غزليّاته ، كتابة القرن الثاني عشر ، في 85 ورقة ، قياسها 7 / 14 x 5 / 23 ، تسلسل 1328.

نسخة تحتوي جميع غزله بل تزيد على كلّيّاته المطبوعة عام 1336 ، على أنّها ناقصة الآخر شيئاً قليلاً ، والنسخة قيّمة ثمينة ؛ لقِدمها ، فإنّها كتبت في قرن عاش فيه الشاعر ، ولعلّها مكتوبة في حياته ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر بخطّ نستعليق جيّد مجدول مذهّب ، في 209 أوراق ، بقطع 3 / 12 x 21 ، والورقة الأُولى كانت ناقصة فتُمّمت في القرن الثالث عشر ؛ يظهر ذلك من تذهيبها وخطّها ، تسلسل 1327.

نسخة قيّمة ، فرغ منها الكاتب ، وهو حسن الاِيزونادي ، في

ص: 220

3 جمادى الآخرة سنة 1109 ؛ فهي قريبة من عهد الناظم ، وتقع في 186 ورقة ، رقم 1326.

(680)

ديوان صاحب مازندرانى

فارسي.

[للميرزا محمد تقي بن زكي العليآبادي المازندراني ، المعروف ب- : «آقا» ، المتوفّى سنة 1256 ه.

كان وزيراً لعبد الله ميرزا حاكم «خمسه وسهرورد» ، جاء طهران في 1234 ه- ولقّبه الشاه ب- : «صاحب ديوان» ، فتخلّص ب- : «صاحب» و : «صاحب ديوان».

ديوانه في ستّة آلاف بيت ، وكلّيّاته تشتمل على قطعات نثرية هي : تاريخ طائفة قاجار ، حكايات على طراز گلستان ، مكاتيب ومراسلات ، ثمّ القصائد والقطعات والغزل والرباعيات والمثنويات. الذريعة 9 / 575 رقم 3175.]

نسخة بخطّ فارسي رائع في منتهى الروعة والجمال ، كتبها ذوالفقارخان ابن صدر السلطنة النوري مقرّب الخاقان الملقّب ب- : «مؤتمن السلطان» ميرزا آقاخان بن ميرزا أسداللهخان «لشكر نويس باشى» ..

كان والده وزير الدفاع ورئيس الدولة ، وكان خطّ ذو الفقار من أجمل خطوط عصره ، وربّما كان لا يفوقه أحد في هذا الفنّ ، فكتب هذه النسخة

ص: 221

في شبابه بأمر من والده ضمن مجموعة أدبية قيّمة كلّها بخطّه الرائع البديع ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة 1257 ، وبآخرها خطّ أخيه صدر السلطنة ميرزا حسينقليخان صدر السلطنة ، وزير المعارف في عصره ، رقم المجموعة 1415.

(681)

ديوان صبا

ديوان فارسي من نظم فتحعليخان الكاشاني ، الملقّب : «صبا».

نسخة بخطّ السيّد أبي الحسن بن السيّد محمد رضا الحسيني پشتمشهدي الكاشاني ، فرغ منها 24 محرّم سنة 1240 ، رقم 1435.

(682)

ديوان الضيائي

هو ديوان أشعار العلاّمة السيّد ضياء الدين عبد الله بن أبي تراب بن عبد الفتّاح الحسيني الطباطبائي التبريزي ظاهراً ..

مؤلّف تجريد البلاغة ، وناظم الشهب الثواقب في ردّ الناصب ، وله العروة الوثقى ، والظاهر أنّه في الفقه ، وقرّظ عروته هذه نجم شعراء العجم ميرزا عبد الرسول ، المتخلّص ب- : «آزاد» بقصيدة عربية موجودة في ديوانه.

وحيث أنّ له : «نظيم لطيف» وهو منظومة في تعليم اللغة التركية بالفارسية علمنا أنّه من آذربايجان ، ومن التواريخ الموجودة في ديوانه

ص: 222

هذا علمنا أنّه ولد في أواخر القرن الثاني عشر وبقي إلى أواسط القرن الثالث عشر وربّما تجاوزها.

نسخة لا يعلم أنّها بخطّ الناظم أم لا ، ولكن بالهوامش تعليقات بخطّ الناظم ، وهي في مجموعة من مؤلّفاته ومنظوماته ، أوّلها «ديوانه» ، رقم المجموعة 953.

(683)

ديوان طالب

فارسي.

نسخة ناقصة الطرفين بخطّ أحد خطّاطي القرن الثاني عشر ، مجدولة مذهّبة ، في 126 ورقة ، رقم 1409.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن العاشر أو الحادي عشر ، بها لوحتان : إحداها بأوّلها ، والثانية بأوّل المقطّعات ، والنسخة ناقصة الآخر ، مؤطّرة مجدولة مزيّنة نفيسة ، 142 ورقة ، رقم 670.

(684)

ديوان طرزى [طرشتى افشار]

فارسي ، أوّله :

ابتداء باسم ربي الأعلى

آنكه هستيده هر دو عالم را

يظهر من أواخر شعره أنّه معاصر للسلطان صفي الصفوي.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، وفي آخره بند فارسي : «بحر طويل» ، والنسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة أدبية رقم 347.

ص: 223

(285)

ديوان ظهير فاريابى

فارسي.

[لظهير الدين أبي الفضل طاهر بن محمد الفاريابي ، من بلاد خراسان ، المتخلّص ب- : «ظهير» ، المتوفّى سنة 598 ه.

ذُكر أنّ ديوانه في أربعة آلاف بيت تقريباً. الذريعة 9 / 659 رقم 4647.]

نسخة فرغ منها الكاتب غرّة جمادى الأُولى سنة 1120 ، في 91 ورقة ، رقم 1432.

(686)

ديوان عارف

فارسي.

نسخة ضمن مجموعة دواوين ، بخطّ محمد تقي بن محمد باقر الهمداني ، تاريخ المجموعة 1349 ، رقمها 1657.

(687)

ديوان عاشق

فارسي.

نسخة القرن الثاني عشر ، ناقصة من أوّلها ورقة ، 135 ورقة ، رقم

ص: 224

2155.

(688)

ديوان عرفى

فارسي.

نسخة بخطّ السيّد شكر الله بن محمد باقر الطباطبائي البيدگلي ، فرغ من غزليّاتها في 24 شعبان سنة 1297 ، ويقع الديوان في 221 ورقة ، رقم 1382.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة الأوّل ، 154 ورقة ، رقم 1414.

(689)

ديوان عشقى

فارسي.

هو ديوان الشاعر ميرزاده عشقي الهمداني ، [المير محمد رضا المعروف ب- : «ميرزاده عشقى» ، وهو ابن الحاج السيّد أبي القاسم الكردستاني ، المولود بهمدان في 1312 ه- ، والمقتول غيلة سنة 1342 ه. الذريعة 9 / 724 رقم 4993.]

نسخة بخط الشاعر بيدار ، فرغ منها 23 ربيع الآخر سنة 1343 ، بخطّ فارسي جميل ، في 22 ورقة ، رقم 1394.

ص: 225

(690)

ديوان عطار

فارسي.

نسخة بخطّ فارسي جميل جيّد ، فرغ منها الخطّاط في ذي الحجّة سنة 1231 ، في 188 ورقة ، رقم 1375.

(691)

ديوان عماد فقيه كرمانى

فارسي.

[هو الخواجة عماد الدين علي الكرماني العارف ، معاصر الحافظ الشيرازي ، مات بكرمان في 772 أو 773 ه. الذريعة 9 / 766 رقم 5185.]

نسخة كتبها السيّد محمد الهاشمي الكرماني ، نزيل طهران ، فرغ منها سادس شهر رمضان سنة 1367 ، في 358 ورقة ، مقاسها 18 * 23 ، تسلسل 253.

(692)

ديوان غمام همدانى

فارسي.

[للميرزا محمد الشهير ب- : «يوسف زاده» ابن يوسف الحسيني ، المولود في النجف سنة 1292 ه- ، الذريعة 9 / 792 رقم 5331.]

ص: 226

نسخة الجزء الثالث يحتوي 1410 أبيات ، بخطّ حسن الهمداني ، الملقّب : «حريريان» ، كتبه عام سنة 1323 بخطّه النستعليق الجيّد ، في 74 ورقة ، مقاسها 5 / 16 * 21 ، تسلسل 189.

(693)

ديوان فرات [يزدى]

فارسي.

لعباس فرات ، [واسمه عباس بن محمد كاظم.

وهو ابن أُخت المضطّر اليزدي ، ولد سنة 1273 ه- ش ، ونشأ بأصفهان. الذريعة 9 / 816 رقم 5507.].

نسخة بخطّ نستعليق جميل ، كتابة القرن الحاضر ، فيها قصائد وغزليّات وقطعات ورباعيات ، كلّها في 24 ورقة ، مقاسها 3 / 13 * 20 ، تسلسل 188.

(694)

ديوان فرخى سيستانى

فارسي.

[وهو الحكيم أبو الحسن علي بن جولوغ (قلوع) السنجري ، المتوفّى سنة 429 ه.

قيل : إنّ ديوانه يزيد على اثني عشر ألف بيت. الذريعة 9 / 819 رقم 5525.]

نسخة ناقصة الطرفين ، تبدأ من أوائل روي الراء وتنتهي إلى أواخر

ص: 227

روي النون ، بخطّ أحد الخطّاطين الماهرين في خطّ النستعليق ، كُتب على النسخة أنّها : «ديوان فرخى ، بخطّ الخطّاط سلطاني الكرمانشاهي» ، وهذا الخطّ أيضاً يشبه خطّ الكتاب ؛ لعلّه بخطّ الكاتب ، وتقع في 71 ورقة ، مقاسها 3 / 9 * 3 / 17 ، تسلسل 1386.

(695)

ديوان فروغى بسطامى

فارسي.

[هو الميرزا عباس بن آقا موسى.

المولود في العراق سنة 1213 ه- ، المتوفّى في طهران سنة 1268 أو 1274 ه. الذريعة 9 / 827 رقم 5560.]

نسخة ضمن مجموعة هو أوّلها ، بخطّ محمد تقي بن محمد باقر الهمداني سنة 1349 ، في 103 أوراق ، رقمها 1657.

(696)

ديوان فيضى دكنى

فارسي.

هو ديوان الشاعر أبي الفيض بن الشيخ مبارك الناگوري.

ولد سنة 954 ه- ، وتلمذ على أبيه ، ومهر في علوم التفسير واللغة والطب والرياضي والتاريخ والعلوم الأدبية ، وفي عام 974 صار ملك الشعراء في بلاط «أكبر شاه» بالهند ، وكان يتلقّب ب- : «الفيضي» ثمّ غيّر لقبه وتلقّب ب- : «الفياضي» ، وتوفّي سنة 1004. راجع التفاصيل عنه في فهرست

ص: 228

سپهسالار 2 / 520.

نسخة تحتوي غزليّاته ، ناقصة الطرفين ، والموجود من قافية الباء إلى قافية الواو ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر قريباً من عصر المؤلّف ، كتبها بخطّ تعليق جميل رائع للغاية ، والعناوين بالشنجرف ، والنسخة مؤطّرة مزوّقة مذهّبة ، وعليها تملّك فرهاد ميرزا القاجاري بخطّه سنة 1304 ، في 52 ورقة ، رقم 1408.

قطعة بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتابة القرن العاشر أو الحادي عشر ، مجدولة بالذهب ، ناقصة الطرفين ، والموجود 62 ورقة منه ، رقم 1311 ..

ولعلّه مشوّش في التجليد ؛ لأنّه غير مرتّب على الحروف.

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ناقصة الطرفين ومن أواسطها والموجود 86 ورقة ، مقاسها 6 / 12 * 23 ، تسلسل 358.

(697)

ديوان قاآنى

فارسي.

[وهو حبيب الله بن محمد علي «گلشن» ، من «ايلزنگنه» بكرمانشاه.

ولد بشيراز سنة 1222 ه- ، ومات سنة 1272 ه- ، وكان ماهراً في الأدب والرياضيات والكلام والفلسفة والمنطق ، وتعلّم اللغة الفرنسية. الذريعة 9 / 857 رقم 5717.]

نسخة بخطّ الخطّاط السيّد مهدي أمير جوانبخت ، كتبها بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها سنة 1378 ، وكتب في أوّلها ترجمة الناظم ،

ص: 229

والكاتب هو الذي أهداها للمكتبة ، 360 ورقة ، رقم 2318.

نسخة فيها منتخب من قصائده ، بأوّلها قطعة من كتاب پريشان للناظم ، وتبدأ القصائد والأشعار من الورقة 18أ إلى الورقة 197 ، وبعدها قصيدة لميرزا نور الله ضياء وغيره ، كما جاء بأوّل النسخة أشعار لناصر خسرو وغيره ، رقم 1194.

(698)

ديوان كمالى

فارسي.

للشاعر الأصفهاني حيدر علي بن محمد مهدي الكمالي الأبرقوي.

ولد سنة 1288 ، هاجر إلى طهران وأسّس الحزب الاشتراكي المعتدل ، ونشر جريدة «پيكار» سنة 1329 فأغلقها ناصر الملك ، ثمّ انتُخب نائباً في المجلس ، وتوفّي سنة 1355.

طبع بعض شعره في استانبول ، وطبع ديوانه في طهران سنة 1370 في 288 صفحة.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، لعلّها خطّ المؤلّف ، وإلاّ فهي مكتوبة في حياة الناظم وفي مقدّمتها ترجمة حياته مبسوطة ، ذكر فيها أنّه الآن يتعاطى بيع الشاي ، في 50 ورقة بقطع كبير ، رقم 1336.

(699)

ديوان المتنبّي

[هو أبو الطيّب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي

ص: 230

الكندي الكوفي (303 - 354 ه). انظر : الذريعة 9 / 44 وص 958.]

نسخة ناقصة الطرفين ، رقمها 2150.

نسخة مكتوبة لأمير الديوان «مهر علي خان» في جمادى الآخرة سنة 1264 ، في 126 ورقة ، رقم 1196.

(700)

ديوان مجمر

فارسي.

للشاعر القدير السيّد حسين مجمر الزواري الأصفهاني.

نسخة بخطّ فارسي جميل جيّد ، كتبها السيّد محمد علي بن محمد إسماعيل الحسيني القائني ، وفرغ منها في 25 صفر سنة 1277 ، في 57 ورقة ، رقم 1378.

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، بخطّ فارسي جميل ، 137 ورقة بالقطع الصغير ، رقم 1377.

نسخة من غزليّات مجمر ، بخطّ حاج علي [بن] شيخ ربيع ، فرغ منها في 24 جمادى الآخرة سنة 1252 ، في 54 ورقة ، رقم 1677.

(701)

ديوان مجنون [ليلى]

نسخة منضمّة إلى ديوان مغربى ، مكتوبة بالخطّ الفارسي الجيّد ، وترجمتها إلى الفارسية مكتوبة بالحمرة خلال السطور ، بخطّ محمد نصير

ص: 231

ابن محمد صادق النصيري ، فرغ منها سنة 1258 ، وبآخرها «غزليّات الشاعر أمير معزي» ، رقم 1379.

نسخة في مجموعة أوّلها «ديوان الحماسة» لأبي تمام ، وثانيها هذا الديوان ، كتب بنسخ جيّد مجدول سنة 1284 ، رقم 136.

(702)

ديوان مسعود سعد سلمان

فارسي.

الشاعر الطائر الصيت مسعود بن سعد بن سلمان.

من أشهر شعراء الفرس ، هاجر والده سعد من همدان إلى غزنين على عهد السلطان محمود بن سبكتكين وأقام بها ، فكان من رجال البلاط وتولّى المناصب الراقية قرابة ستّين عاماً ، وكان سيّد الشعراء إلاّ أنّ أكثر شعره قد ضاع.

وأمّا ابنه مسعود فهو في الطليعة من كبار شعراء القرنين الخامس والسادس ، وله ثلاثة دواوين : ديوان فارسي وهو هذا ، وديوان عربي ، وديوان [هندي].

واختلف في ولادته بين 435 إلى 440 ، وفي مولده بين لاهور وهمدان وجرجان وغزنين ، وقد أيّد الأُستاذ السهيلي في كتابه الخاصّ في حياة شاعرنا سمّاه : حصار ناى بأنّ ولادته في 335 في لاهور ، واحتجّ على ذلك ببعض أشعاره.

وهو من شعراء بلاط الملوك الغزنوية ومن أُمرائها الكبار ، يتصرّف فيه الزمان بين الاِمارة والمقام الرفيع وبين الاعتقال والحبس والقيود

ص: 232

والأغلال ، فأمّا كراسيها وأمّا لحودها ؛ فقد تجرّع آلام السجن ومرارات القيود طيلة 23 عاماً وقصائده التي نظمها في السجون لها أثرها الخاصّ ، وهي تعدّ من أرقى القصائد الفارسية ..

ورتّب ديوانه معاصره الشاعر الشهير الحكيم سنائى ، وتوفّي شاعرنا عام 515.

نسخة قيّمة ، كتبها جماعة من معاريف إيران لمكتبة الأمير عزّ الدولة عبد الصمد القاجاري (1) ، يزيدون على عشرة أنفس كلّ منهم له خطّ جيّد حسن ، كتبوها بطلب من الأمير على نسخة الأُستاذ الأديب محمد كاظم خان الشيباني الكاشاني ، وفرغوا منها في جمادى الآخرة سنة 1280 في طهران ، ووضعوا فهارس لقصائد الديوان وغزليّاته ومقطوعاته ، ثمّ صحّحوه ، وكتب بآخره شمس الأُدباء بخطّه الجيّد الجميل بمقابلة هذه النسخة مع أصلها مع كمال الدقّة وتمام العناية في التطبيق على الأصل ؛ قال : «وربّما اشترك المسيو يسلي معنا في مجالسنا للتصحيح» ، وتاريخ انتهائهم من التصحيح : شعبان سنة 1280 ؛ فقد صحّحوا النسخة بعد إتمام الكتابة طيلة شهر رجب ، كما وصحّحها الأمير عزّ الدولة بنفسه ..

وعلى النسخة ثلاثة أختام مختلفة لعزّ الدولة ، وعليها ختم حسين قلي خان القاجاري وخطّه بأنّ الكتاب : «صار جزء من مكتبة الأمير الأرفع الأعظم عزّ الدولة - روحي فداه - في همدان» ، قياس أوراقها 16 * 7 / 26 ، تسلسل 1371. ت.

ص: 233


1- النواب عبد الصمد ميرزا عزّ الدولة ترجم له في المآثر والآثار ، وذكر أنّه تولّى لحكومة همدان ثلاث مرّات.

(703)

ديوان مشتاق على شاه

فارسي.

والظاهر أنّها مجموعة شعرية فيها أشعار قيّمة ، بأوّلها أشعار كثيرة لنور علي شاه ظاهراً وغيره.

نسخة في 139 ورقة ، رقم 1440.

نسخة ضمن مجموعة ، أوّلها ديوان مظفّر علي شاه ، ثمّ هذا الديوان ، رقم المجموعة 1739.

(704)

ديوان مظفّر على شاه

فارسي.

نسخة ضمن مجموعة هو أوّلها ، وبعده ديوان مشتاق علي شاه ، رقم المجموعة 1739.

(705)

ديوان مغربى

فارسي.

وهو محمد بن عزّ الدين بن عادل بن يوسف التبريزي ، المشتهر ب- : «محمد شيرين» ، والملقّب ب- : «مغربى» ، المولود سنة 749 ، والمتوفّى سنة 809.

ص: 234

نسخة كلّها غزليّات فارسية منسّقة حسب القوافي ، وبآخرها «ترجيع بند» ثمّ رباعيات ، فرغ منها الكاتب في 15 ربيع الآخر سنة 1257 ، معها ديوان مجنون ليلى و «غزّليات أمير معزي» ، رقم 1379.

(706)

ديوان (موسى وخضر) فارسى

فارسي ، على وزن المثنوي.

أوّله :

اى منزه پردار پرده در

وى بهر پرده در اواز پرده در

يثني فيه على السيّد كاظم الرشتي ثناءً بليغاً.

نسخة بخطّ فارسي جيّد جميل رائع ، كتبت على عهد المادح والممدوح ، وبآخرها «نان وحلوا» ، رقم 1626.

(707)

ديوان ناصر خسرو

فارسي.

[ناصر بن خسرو بن حارث بن عيسى بن حسن بن محمد بن موسى ابن الاِمام الجواد عليه السلام ، العلوي الاِسماعيلي المتخلّص ب- : «حجّت» ، المولود سنة 394 ه- ، والمتوفّى سنة 481 ه. الذريعة 9 / 1154 رقم 7446.]

نسخة بخطّ محمد يوسف بن محمد إبراهيم ، كتبها بالخطّ الفارسي ، فرغ منها سنة 1250 ، في 170 ورقة ، رقم 1434.

ص: 235

(708)

ديوان نشاط

فارسي.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، في 109 أوراق ، رقم 1380.

(709)

ديوان نظام

فارسي ، أوّله :

ذوق مصيبتى كو تا سركنم فغانرا

ويران كنم بآهى بنياد آسمانرا

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، مكتوبة في القرن الحادي عشر ، ناقصة الآخر ، بآخر مجموعة أدبية ، وبالورقتين الأخيرتين والورقة الأُولى شعر فارسي كثير ، رقم المجموعة 347.

(710)

ديوان نظيرى

فارسي.

هو ديوان الشاعر الفارسي محمد حسين نظيري النيشابوري الجويني الأصل ، من شعراء القرن العاشر. [المتوفّى سنة 1023 أو 1021 ه. الذريعة 9 / 1213 رقم 6885].

ص: 236

نسخة بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، كتبها بخطّ فارسي جميل رائع ، والنسخة مذهّبة مؤطّرة مجدولة ، وبأوّلها شيء من ترجمة الشاعر ، في 17 ورقة ، رقمها 1436.

نسخة بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، قيّمة مجدولة بالذهب ، بأوّلها لوحة ، لعلّها أكمل النسخ الموجودة من ديوان هذا الشاعر ، الذي قالوا : إنّ فيه عشرة آلاف بيت ، وهذه النسخة لعلّها تزيد على هذا الرقم ؛ إذ هي في 550 صفحة ، في كلّ صفحة 15 بيتاً ، وأوّل هذا الديوان :

إذا ما شئت أن تحيا حياة حُلوة المحيا

برسرائى برادر سرز مستورى برون نه يا

وهو يحتوي القصائد ، والغزل ، والمدح والرثاء في آل البيت عليهم السلام ، وملوك الهند في عصره ، و «ترجيع بند» ، وغير ذلك كلّه. رقم 1388.

(711)

ديوان نوائى

للوزير الأديب أمير علي شير نوائي الچغتائي.

باللغة التركية ، أوّله :

أشرقت من عكس شمس الكأس أنوار الهدى

يارعكسين مي داآلورديب جام دين جيقدىصدا

نسخة بخطّ محمد دوردي خواجة بن مير محمد خواجة قوليدا ، كتبها سنة 1299 ، في 207 أوراق ، رقم 1413.

ص: 237

(712)

ديوان نور على شاه

فارسي.

[لمحمد علي بن فيض علي شاه الميرزا عبد الحسين المتخلّص في ديوانه الأوّل : «نور» ، وفي الديوان الثاني : «نور علي شاه» ، التوني الطبسي الأصفهاني (ت 1212 ه). الذريعة 9 / 1231.]

نسخة بخطّ فارسي جيّد جميل ، فرغ منها الكاتب في شعبان سنة 1264 ، وبعدها رسالة عرفانية في الأوراد والأذكار ، وجام گيتى نما لغياثالدين منصور الدشتكي.

رقم 1416.

(713)

ديوان وحدت

فارسي.

نسخة بخطّ فارسي رائع خشن ، في 24 ورقة ، رقم 1391.

(714)

ديوان وفائى

فارسي.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتب في القرن الثالث عشر ، بآخر المجموعة رقم 786.

ص: 238

(715)

ديوان يغماى جندقى

فارسي.

[كان اسمه أوّلاً رحيم ابن الحاج إبراهيمقلي ، وكان يتخلّص : «مجنون» ، ثمّ بدّل اسمه إلى : «أبو الحسن» وتخلّص : «يغما».

ولد في «خور» من قرى «بيابانك» من قصبة «جندق» ، حدود سنة 1196 ه- ، وتوفّي بها سنة 1276 ه. الذريعة 9 / 1313 رقم 8422.]

نسخة مكتوبة عام 1281 ، ولا أظنّها احتوت جميع ما في ديوانه المطبوع ، وتقع في 171 ورقة ، مقاسها 5 / 14 * 2 / 23 ، تسلسل 190.

(716)

ذخائر الأسماء

فارسي ، في الجفر ، في استخراج الأسماء الحسنى ، ويقال له : «ذخيرة الأسماء».

وهو تأليف : السيّد كمال الدين حسين بن علي الأخلاطي الحسيني الأفطسي.

أوّله : «بعد از حمد وثناء ايزد دانا حى توانا ، ونعت ونواء سيد بطحا رسول مزكّى ، ورفع لواء ولى والا ، علي أعلى ...» ، عناوينه : «ذخيرة : ... ذخيرة :». [انظر : الذريعة 10 / 5 رقم 32 وص 13 رقم 65].

لخّصه محمود الدهدار ، وسمّاه : جواهر الأسرار في الجفر المنقول عن الأئمة الأطهار ؛ قال شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة 5 / 262 أنّه : «ذكر

ص: 239

في أوّله أنّ كتابه هذا خلاصة ما ذكره قدوة المحقّقين السيّد كمال الدين حسين الأخلاطي في كتابه ذخائر الأسماء ، الذي أدرج فيه ما وصل إليه من الأئمّة : وبعض العرفاء الكمّلين ...».

نسخة بخطّ السيّد حكيم الطباطبائي ، فرغ منها أواخر شهر رمضان سنة 1049 ، بأوّل مجموعة كلّها في الجفر ، رقم المجموعة 1508.

(717)

الذخيرة

تصنيف : علاء الدين علي الطوسي ، المتوفّى سنة 887.

يقول المؤلّف في المقدّمة : «فسموت به فخراً وسمّيته : ذخراً» ، ولكن طبع في «حيدرآباد» باسم : «الذخيرة».

نسخة قديمة كتابة القرن العاشر ، ناقصة من آخرها قليلاً ، تقع في 135 ورقة ، مقاسها 5 / 12 * 7 / 17 ، تسلسل 914.

نسخة قيّمة كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر بنسخ جيّد جميل مؤطّر بماء الذهب واللازورد ، إلاّ أنّ الورقة الأُولى ساقطة ؛ والظاهر أنّها كان بها لوحة ، 133 ورقة ، رقم 1557.

(718)

ذخيرة المآل في مناقب الآل

تأليف : الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي الشاعر.

وهو شرح على منظومته التي سمّاها : عقد جواهر اللآل في فضائل

ص: 240

(مدح) الآل.

أوّله : «الحمد لله الذي جعل أهل البيت كسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها أهلكه الغرق ، وسمّاهم : باب حطّة ، من دخله غفر له ومن خرج منه فسق ...».

فرغ المؤلّف من تبييضه في 3 جمادى الآخرة سنة 1203.

ترجم له في أبجد العلوم 3 / 939 ، فقال : «أخذ العلم عن عبد الخالق المزجاتي ، وعن عمّه محمد بن بكري ، والسيّد إبراهيم بن محمد ، والشيخ إبراهيم الزمزمي مفتي الشافعية في أُمّ القرى ... وللشيخ أحمد (المؤلّف) مؤلّفات ورسائل ومنظومات ومسائل يطول ذكرها ، منها : النفحة القدسية في وظائف العبودية ، وعقد جواهر اللآل في مدح الآل وعليه شرح وتقاريظ من جمع جمّ ، منهم : السيّد الجليل علي بن محمد بن أحمد بن إسحاق ، كتبه بمكّة المشرّفة سنة 1203.

وللسيّد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل منه إجازة في الحديث المسلسل بالأوّلية ..

وله مناقب وفضائل شهيرة ، وكان لا يسمع بذي فضيلة في أي جهة من الجهات إلاّ وتعرّف به واستطلع حقيقة فضله ، ومكث على هذه الحالة دهراً طويلاً ، ثمّ آثر الخلوة والعزلة إلى ان انتقل إلى جوار رحمة الله».

وترجم له أيضاً في التاج المكلّل.

نسخة إن لم تكن بخطّ المؤلّف فهي قريبة من عصره أو هي مكتوبة في عصره ، وعلى ظهر الورقة الأُولى منها خطّ العلاّمة الشيرواني اليمني ، مؤلّف نفحة اليمن ، تاريخه سنة 1224 ..

وكانت النسخة في ملك السيّد العلاّمة سبط الحسن الهنسوي ، وهو

ص: 241

الذي أهداها للمكتبة ، وكتب بخطّه في أوّلها ترجمة المؤلّف في ثلاث أوراق ، كلّ ورقة نقلها عن مصدر خاصّ ، 188 ورقة ، رقم 2004.

(719)

ذخيرة المعاد في شرح الاِرشاد

[وهو شرح لكتاب] إرشاد الأذهان إلى أحكام الاِيمان للعلاّمة الحلّي (648 - 726 ه).

للمحقّق السبزواري ، المولى محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني ، المولود سنة 1017 ، والمتوفّى سنة 1090.

أسهب في العبادات وأجمل في المعاملات ، وعكس في كتابه كفاية الأحكام ؛ فأجمل في العبادات وأسهب في المعاملات ، فرغ من المجلّد الأوّل سنة 1050.

طبع بإيران سنة 1274 ، وعليه شرح يسمّى : مستقصى الاجتهاد ، وعليه حواشٍ متعدّدة.

نسخة تحوي كتاب الزكاة والصوم ، والزكاة بخطّ محمد إسماعيل بن عبد الكريم ، فرغ منه في جمادى الآخرة سنة 1153 ، بخطّ النسخ ، وكتاب الصوم والاعتكاف بخطّ تعليق جميل مصحّح ، عليه تصحيحات ، ولعلّه أقدم من كتاب الزكاة ولكن لا تاريخ له.

في 237 ورقة ، رقم 803.

نسخة من أوّل كتاب الصلاة إلى مبحث السلام ثمّ سجود التلاوة ، في 216 ورقة ، مقاسها 15 * 21 ، تسلسل 104.

نسخة من أوّل الصلاة إلى سجود التلاوة أيضاً ، وهي غير مؤرّخة

ص: 242

إلاّ أنّها قديمة كتبت قبل سنة 1129 ؛ فإنّ عليها تعليقات العلاّمة الجليل آقاحسين الجيلاني ، المتوفّى سنة 1129 ، بخطّه الشريف ..

والنسخة بخطّ أحد خطّاطي العهد الصفوي الزاهر ، كتبه بخطّه النسخ الجيّد ، وبآخرها فائدة في بيان ما اصطلحوا عليه من أفعال الصلاة ب- : الركن ، والاستدلال لهذا الاصطلاح ، من إفادات العلاّمة السيّد مرتضى القاشاني رحمة الله عليه.

في 213 ورقة ، مقاسها 6 / 15 * 7 / 21 ، تسلسل 795.

نسخة الجزء الثاني ، تبدأ بصلاة الجمعة إلى آخر كتاب الصلاة ، فرغ منه مؤلّفه في جمادى الآخرة سنة 1053 ، وفرغ الكاتب وهو محمد يوسف ابن مرتضىقلي أفشار من كتابة النسخة في يوم الأحد 22 ذي الحجة سنة 1123 ..

وعليها تعليقة الشيخ عبد العالي (1) : «عفى عنه» ، والعلاّمة السيّد مرتضى القاساني : «رضي الله عنه» ، وعليها تعاليق العلاّمة ميرزا محمد التنكابني الشهير ب- : «سراب».

نسخة تبدأ بكتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الثالث عشر ، وهو حسين بن علي أصغر الگلپايگاني ، عليها تصحيحات ، تقع في 210 أوراق ، مقاسها 4 / 20 * 31 ، تسلسل 531.

نسخة الجزء الأوّل ، من أوّل الكتاب ، أي من أوّل كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الصلاة ، فرغ منه مؤلّفه في جمادى الآخرة سنة 1053 ، ا.

ص: 243


1- وهو الشيخ عبد العالي نجل المحقّق الكركي ، له شرح على إرشاد الأذهان للعلاّمة الحلّي ، الذي هو متن الذخيرة ، وهذه التعاليق منقولة عن شرحه ، كما صرّح بذلك في بعضها.

بخطّ الخطّاط حسين بن علي أصغر الگلپايگاني ، فرغ منها في 15 جمادى الأُولى سنة 1261 ، عليها تصحيحات ، في 304 أوراق ، مقاسها 20 * 30 ، تسلسل 530.

نسخة من أوّل الكتاب إلى أواخر الحجّ ، وفيه إنّه : «فرغ المؤلّف من الصوم سنة 1055» ، وتاريخ هذه النسخة سنة 1194 ، وتقع في 469 ورقة ، مقاسها 21 * 30 ، تسلسل 379.

(720)

الذريعة

في أُصول الفقه.

للسيّد الأجلّ الشريف المرتضى ، ذي المجدين أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي ، المتوفّى سنة 436.

فرغ منه المؤلّف في 11 شوّال سنة 430.

نسخة بخطّ محمد صالح بن علي الطالقاني ، فرغ منها في منتصف جمادى الأُولى سنة 1042 ، في 163 ورقة ، رقم 776.

(721)

ذريعة الاستغناء في تحقيق مسألة الغناء

للمولى حبيب الله بن علي مدد الكاشاني الساوجي الأصل ، المتوفّى سنة 1340 ه.

أوّله : «بديعاً أنطق عنادل بساتين العرفان ، بمطربات النغمات ومعجبات الألحان ، والصلاة والسلام على محمد عندليب الحقّ ...».

ص: 244

رتّبها على مقدّمات ومقاصد وخاتمة.

نسخة بخطّ العلاّمة الشيخ أبي الفضل الريزي الأصفهاني ، منضمّة إلى تقريراته [لأمالي أُستاذه العلاّمة المحقّق ، الشيخ محمد كاظم الهروي ، المشتهر بالآخوند الخراساني ، المتوفّى سنة 1329 ، والمثبّتة بعنوان : تقريرات المحقّق الخراساني] ، رقم 665.

(722)

ذريعة الضراعة

في الأدعية التي يناجى بها المولى سبحانه وتعالى ، ممّا يؤثر عن أئمّة المسلمين من العترة الطاهرة ، ولا سيّما الاِمام الرابع زين العابدين وسيّد الساجدين علي بن الحسين عليهما السلام ، ممّا في الصحيفة الكاملة وغيرها.

تأليف : المحقّق المحدّث الفيض الكاشاني ، محمد حسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة 1091.

أوّله : «الحمد لله الذي يسمع الدعاء ، ويجيب النداء ...».

نسخة كتبها محمد يوسف بخطّ نسخ جيّد ، وكتب العناوين بالشنجرف ، والنسخة من القرن الثالث عشر ، كتبها لمحمد إبراهيم خان قراگزلو ، وبآخرها فهرس الكتاب ، 168 ورقة ، رقم 1860.

(723)

ذكرى الشيعة

للشهيد الأوّل ، [الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن مكّي العاملي (734 - 786 ه)].

ص: 245

نسخة القرن الحادي عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، بأوّلها ختم الشيخ فضل الله النوري ؛ ، وبآخرها خطّ السيّد صفي الدين محمد بن عبدالوهّاب الحسيني القمّي وختمه وتاريخ تملّكه سنة 1128.

وخطّ والده عبد الوهّاب وختمه.

وخطّ ابنه شرف الدين بن صفي الدين محمد وختمه ، وتاريخ تملّكه سنة 1151.

وخطّ حسين بن محمد بن علي بن غلول الأحسائي البحراني سنة 1218.

وخطّ محمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي البحراني سنة 1210 ، كتب بخطّه فائدة مختصرة في الأوزان ..

وبأوّل النسخة أيضاً خطّه ، وكذلك خطّ محمد حسين الأحسائي العيثاني البحراني ، وهو حسين بن محمد بن علي بن عيثان ، وهو بعينه ابن غلول الأحسائي المتقدّم ، وتاريخ التملّك في كليهما سنة 1218 ، وهنا كتب أنّه بالاِرث ؛ فيظهر أنّه ابن محمد بن علي بن إبراهيم كاتب الفائدة سنة 1210.

والنسخة مقابلة مصحّحة ، عليها بلاغات ، رقم 2111.

(724)

راحة الأرواح ومؤنس الأشباح

فارسي.

في تواريخ النبي وعترته الأئمّة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم.

تأليف : أبي علي (سعيد - خ. ل) الحسن بن الحسين (أو ابن محمد)

ص: 246

البيهقي السبزواري ، الملقّب المشتهر ب- : «الشيعي».

ألّفه باسم السلطان نظام الدين يحيى ابن الصاحب الأعظم شمس الدين خواجة كراني ، الذي توفّي سنة 759.

ذكره شيخنا في الذريعة 10 / 55 ، وذكر أنّه : فرغ من تأليفه سنة 757 ، وفي آخر نسخة المكتبة أنّه : فرغ من تأليفه في الخامس من ربيع الآخر سنة 753.

ترجم له سيّدنا الأمين وسيّدنا صدر الدين في تأسيس الشيعة : 417 ، ومن مؤلّفاته في المكتبة : مصابيح القلوب ، نسختان قديمتان قيّمتان.

نسخة من كتابة القرن العاشر ، تقع في 182 ورقة ، مقاسها 5 / 11 * 6 / 20 ، تسلسل 947.

(725)

ربيع الأسابيع

للمحدِّث الجليل المولى محمد باقر بن محمد تقي ، العلاّمة المجلسي ، المتوفّى سنة 1110.

وهو - فارسي - في أعمال أيام الأُسبوع ، كتبه باسم الشاه سليمان ، وفرغ منه في 22 جمادى الأُولى سنة 1099.

ثلثا الكتاب في فضائل الجمعة وليلتها وأعمالهما ، والثلث الآخر في باقي أيام الأُسبوع ، وقد طبع بإيران.

نسخة بخطّ ميرزا أبي القاسم بن ميرزا حسين الخوانساري ، فرغ منها في 6 محرّم سنة 1267 ، خطّ نسخ حسن ، تقع في 129 ورقة ، مقاسها

ص: 247

8 / 13 * 21 ، تسلسل 280.

(726)

رتبة الحكيم

في الكيمياء.

للحكيم المجريطي أبي محمد مسلمة بن أحمد بن عمر بن وضّاح ، إمام الرياضيين بالأندلس ، توفّي سنة 395.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، وهي مصحّحة ، عليها تصحيحات وبلاغات ، في 92 ورقة ، رقم 1568.

(727)

رجال الكشي

«رجال الكشّي» اسمه : معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين ، وهو تأليف : أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، تلميذ العيّاشي ، وشيخ جعفر بن قولويه ، والتلعكبري ، وهو في طبقة الكليني.

وأصل هذا الكتاب مفقود لا نعلم بوجوده ، والموجود المطبوع هو اختيار الشيخ الطوسي من هذا الكتاب ، الذي سمّاه : اختيار الرجال ، واشتهر ب- : «رجال الكشّي».

نسخة قيّمة نفيسة للغاية ، بخطّ السيّد محمد بن أحمد بن ناصرالدين الحسيني العاملي الكركي ؛ ترجم له المحدّث الحرّ في أمل

ص: 248

الآمل 1 / 184 ، ووصفه ب- : الفضل والصلاح ، وقال : «حسن الخطّ» ، وقال : «من تلامذة الشهيد الثاني» [المستشهَد سنة 965 ه] ، وترجم له شيخنا في الروضة ، وترجم لولده بدر الدين بن محمد ، تلميذ صاحب المعالم [نجل الشهيد الثاني (ت 1011 ه)] ..

فرغ منها يوم الأربعاء تاسع صفر سنة 984 ، وقال : «وهي ثاني نسخة من الكشّي ، نسخت الأُولى والثانية في قزوين». وهي إلى نهاية الجزء السادس.

وبآخرها : «فرغت من مقابلة هذا الكتاب في 22 ربيع الأوّل سنة 1323 ، وأنا الفقير محمد رضا الطبيب شيخ الحكماء» ، ثلاثة أوراق من أوّلها بخطّ شيخ الحكماء هذا ، وعمل له فهرساً ومقدّمة في ترجمة الكشّي ، وملحق به كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب.

وهي في 224 ورقة ، تسلسل 40.

نسخة القرن العاشر ، مصحّحة ، ناقصة من أوّلها ورقة ، رقم 2182.

(728)

رجال النجاشي

[عمدة الأُصول الأربعة الرجالية ، نظير الكافي بين الكتب الأربعة.

للعالم النقّاد البصير الشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي ، (372 - 450 ه). الذريعة 10 / 154 رقم 279.]

نسخة بخطّ نسخ خشن جيّد ، وأسماء الرجال مكتوبة بالحمرة ، كتبها محمد حسين الحائري سنة 1302 ، 210 أوراق ، رقم 1198.

ص: 249

(729)

الرجعة وظهور الحجّة

للسيّد ميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترآبادي ، الشهيد في مكّة سنة 1088.

فرغ منه في رجب سنة 1069.

أوّله : «الحمد لله على نعمائه ، والشكر على آلائه ...».

نسخة القرن الحادي عشر ، لعلّها مكتوبة في حياة المؤلّف ، بخطّ نسخ جيّد ، في 69 ورقة ، رقم 1134.

(730)

رجوم الشياطين وإفناء المارقين

في الردّ على مير كريم قاضي «بادكوبا» من بلاد القفقاز ، في تفسيره المطبوع بالتركية.

تأليف : العلاّمة الجليل الشيخ أبو القاسم ابن محمد تقي الأُردوبادي الغروي ، المتوفّى سنة 1333.

وهو باللغة التركية الدارجة في القفقاز ، فرغ منه عاشر جمادى الآخرة سنة 1329.

أوّله : «الحمد لله الذي مهد لعباده أعلام الهداية ...».

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، وبعده منهج السداد - فارسي ناقص - للمؤلّف أيضاً ..

في 147 ورقة ، رقم 1888.

ص: 250

(731)

الرحمة في الطبّ والحكمة

للشيخ مهدي بن علي بن إبراهيم الصبيري اليمني المهجمي المقرىَ ، المتوفّى سنة 815.

نسخة ضمن مجموعة بخطّ سعيد بن قابل النجدي الشافعي ، فرغ من المجموعة سنة 996 ، رقم المجموعة 840.

(732)

الردّ على شبهات ابن كمونة

وهي سبع شبه ، أوردها ابن كمونة اليهودي ، المعاصر لابن سينا.

ردّ عليه وأجاب عنها المحقّق الطوسي ، سلطان المحقّقين خواجة نصير الدين الطوسي.

نسخة كتبها الخطّاط إسماعيل المراغي في القرن الثالث عشر بخطّ نسخ ممتاز ، ضمن مجموعة عرفانية كلّها بخطّه ، مجدولة باللاجورد والشنجرف ، كانت في خزانة صدر السلطنة ، رقم المجموعة 1515.

(733)

الردّ على النصارى

لنصراني أسلم.

أوّله : «بلغني عن الشيخ أطال الله بقاءه وأرشده هداه ، أنّه لمّا بلغه إسلامي ...».

ص: 251

نسخة كتبت في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة جمعها العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله ، وكتب عليها تملّكه سنة 1322 ، رقم 627.

(734)

الردّ على النيچرية [الطبيعيين]

ألّفه السيّد جمال الدين الأسدآبادي ، الشهير ب- : الأفغاني ، بالفارسية ، وعرّبه تلميذه الشيخ محمد عبده ، بمساعدة عارف أفندي أبي تراب الأفغاني ، وطبع المعرّب في بيروت سنة 1304 ، والأصل بإيران ، وهذا هو المعرّب.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، في 53 ورقة ، رقم 1124.

(735)

رسائل دهدار

هي مجموعة قيّمة - بالفارسية - من رسائل محمد بن محمود بن محمد الدهدار العياني الشيرازي اليافاني الخفري ، العارف الفاضل المشهور ، ولد سنة 947 ، وتوفّي سنة 1016.

وفيها رسالة عرفانية ، جاء في آخرها : «تمّت هذه الفوائد».

2 - رسالة توحيد.

3 - خلاصة الترجمان في شرح خطبة البيان.

4 - الكواكب الثواقب.

5 - إشراق النيّرين.

ص: 252

6 - العشرة الكاملة.

7 - ألف الاِنسانية.

8 - ينبوع الحياة ، لبابا أفضل الكاشاني.

9 - شرح رسالة الطير لابن سينا ، والشارح : عمر بن سهلان الساوي.

نسخة بخطّ فارسي جميل رائع ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، رقم 2005.

(736)

رسائل الشيخ علي نقي ابن الشيخ أحمد الأحسائي

وهي ثلاث رسائل ..

أُولاها : في علم الباري سبحانه وتعالى ، والدفاع عن والده ، والردّ على من نسبوا إلى والده : إنّ الله لا يعلم بالأشياء قبل إيجادها.

الثانية : في تفسير قوله تعالى : (فكان قوب قوسين أو أدنى) (1).

الثالثة : في إثبات المعاد الجسماني ، والذبّ عن والده ؛ إذ اتّهموه بإنكار ذلك.

والظاهر أنّ الأُولى بخطّه ، فرغ منها في الليلة التاسعة من شهر جمادى الأُولى سنة 1238 ، والأخيرتان بخطّ محمد ولي ، وتاريخ فراغ الكاتب سنة 1206 ، وهو سهو جزماً ، ومجموعها 93 ورقة ، مقاسها 14 * 19 ، تسلسل 362 ، تأتي كلّ منها في محلّها. 9.

ص: 253


1- سورة النجم 53 : 9.

(737)

رسائل الشيخ لطف الله الميسي

هي مجموعة قيّمة من رسائل العلاّمة الفقيه ، الورع الجليل ، الشيخ لطفالله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن أحمد الميسي العاملي ، المتوفّى سنة 1032 ه- ، وهو من أحفاد المحقّق الشيخ علي بن عبد العالي الميسي العاملي.

1 - ماء الحياة.

2 - رسالة في مَن مات عن زوجة وأولاد ثمّ مات أحد الأولاد ثمّ تنازع الورثة في أنّ الأب مات قبل أو الابن.

3 - رسالة في الجواب عن عدّة اعتراضات وجّهت إليه.

4 - رسالة في الجواب عن بعض الشبه والاعتراضات وجّهت إليه في بعض ألفاظ عقد نكاح صدر منه في مجلس.

5 - رسالة في الجواب عن اعتراضات بعض معاصريه في حاشيته على شرح الشرائع للشهيد الثاني.

6 - رسالة في شرح حديث مشكل في الاستحاضة.

7 - رسالة في إثبات الخيار للمشتري إذا أخّر البائع تسليم المبيع ؛ ألّفه انتصاراً للسيّد الداماد ، ومحاكمة بينه وبين من خالفه في ذلك.

8 - رسالة في أن المتنجّس يطهر بالتبخير والتقطير ؛ ردّاً على مَن خالف في ذلك.

9 - رسالة في مَن اعتق شقصاً من مملوك مختصّ أو مشترك.

10 - رسالة في عدم التداخل في الأغسال.

ص: 254

11 - رسالة في تحريم الاستنجاء بالطعام ؛ انتصاراً للمحقّق الكركي ، ودفاعاً عنه.

12 - رسالة في ثبوت الهلال بالشياع وثبوت الشياع بالبينة.

13 - الوثاق والعقال في إثبات الخيار للصغير بعد البلاغ إذا عقد عليه الولي بأقلّ من مهر المثل.

وهذه المجموعة القيّمة الفريدة إن لم تكن كلّها بخطّه فإنّ بعضها بخطّه جزماً ، 138 ورقة ، رقم 1988.

(738)

الرسائل والمسائل

فارسي.

للمولى أحمد بن محمد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني.

فرغ منه المؤلّف في ضحوة يوم الجمعة ثامن وعشرين ذي الحجة سنة 1230.

نسخة كتبت في عهد المؤلّف ، فرغ الكاتب من بعضها في رجب سنة 1237 ، في 141 ورقة ، رقم 781.

(739)

رسائل الهمم العليا في جواب مسائل الرؤيا

للشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر الأحسائي ، المتوفّى سنة 1241.

ص: 255

وقد كُتب في ترجمة حياته كتابان بالفارسية ، أحدهما للأُستاذ مرتضى المدرّسي الچهاردهي ، والثانية ...

وهذه الرسالة أو العجالة هي في حلّ مسألتين ؛ رأى شيخه ، الشيخ حسين العصفوري (وقد أطراه كثيراً) في عالم الرؤيا أنّ والده الشيخ محمد وقد ناول ابنه الشيخ أحمد أربع مسائل ليوصلها إلى أخيه الشيخ حسين العصفوري ، وقد أوصلها إليه فحفظ منها اثنين :

إحداها : في القرعة ، وكيف تجعل الأعلى أسفل والأسفل أعلى؟! وكيف يتحوّل الذاتي عن ذاتيّته؟!

والأُخرى : هل الظنون تدفع بالظنون؟ وهل الظنون تتولّد من الظنون؟

كتبها في حياة أُستاذه الشيخ حسين - المتوفّى سنة 1216 - وقدّم مقدّمة في الرؤيا وأحاديثها وتصحيحها.

أوّلها : «الحمد لله الذي نور قلوب عباده المؤمنين ، وفتح عيون بصائرهم لمشاهدة الحقّ المبين ...».

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، مكتوبة في حياته ، وهذه تبدأ من ص 374 إلى ص 388 ، تسلسل 693.

(740)

رسالتان

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.

في بيان عقائده وآرائه ، والدفاع عمّا اعتُرض به عليه.

ص: 256

تاريخ ثانيتهما ثامن ذي القعدة سنة 1240 ، أوردهما معاصره المعترض عليه كثيراً المولى محمد جعفر الاسترآبادي الطهراني - المتوفّى سنة 1263 - في كتابه حياة الأرواح بتمامهما وبنصّهما حرفياً ، ثمّ قال ماملخّصه : إنّ هذا إمّا تأويل لِما صدر عنه سابقاً ؛ والتأويل لا يقبل منه ، بل هو مأخوذ بظواهر ما صدر منه من دون قرينة ، أو إنّ هذا رجوع عمّا صدر منه وعمّا كان يعتقده سابقاً.

والرسالة الأخيرة هذه كتبها قبل وفاته بسنة واحدة ؛ فإنّه توفّي سنة 1241.

نسخة من هاتين الرسالتين في كتاب حياة الأرواح للاسترآبادي في الباب الخامس ، الذي هو في المعاد ، أُولاهما تبدأ من السطر الخامس من ص 84 ، ممتازة بخطّ أحمر فوقه ، وتنتهي بانتهاء السطر الثاني من ص 86.

والثانية تبتدأ من السطر الثالث من ص 86 ، وتنتهي في السطر التاسع من ص 87 ، تسلسل 130.

(741)

رسالة ابن زيدون

نسخة بآخر ديوان الشريف المرتضى ، بخطّ السيّد مصطفى بن محمد حسين الحسيني العاملي ، رقم 422.

(742)

الرسالة الاستصحابية

للشيخ محمد حسين النوري ، نزيل كرمانشاه.

ص: 257

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة ، ولم يكملها بل بلغ إلى التنبيه الأوّل من تنبيهات الاستصحاب ، وخطّه فارسي جيّد ، والرسالة عربية ، في 30 ورقة ، تسلسل 1924.

(743)

رسالة الألوان

هكذا كتب الناسخ على نسختنا ..

وإنّما هي رسالة للمحقّق الطوسي نصير الدين ، أجاب فيها عن سؤال [تلميذه] نجم الدين الكاتبي [عمر بن علي] القزويني ، المتوفّى سنة 693 أو 675 ؛ فقد سأله عن قول الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا ، المتوفّى سنة 428 : «إنّ الحرارة تفعل في الرطب سواداً وفي ضدّه بياضاً ، والبرودة تفعل في الرطب بياضاً وفي ضدّه سواداً».

وكُتب في الفهارس باسم : «رسالة في الجواب عن سؤال نجم الدين» ، وكذا ذكره الأُستاذ المدرّس الرضوي في ما ألّفه - بالفارسية - عن حياة المحقّق الطوسي ، وأورده هناك في آثاره برقم 74 ، وذكر أنّ : «منه نسخة عتيقة في المكتبة الرضوية في مشهد ، وأُخرى بخطّ السيّد حيدر الآملي في تاريخ 761 في المكتبة المركزية بجامعة طهران».

نسخة ضمن مجموعة فلسفية ، كتبت في القرن الحادي عشر بخطّ فارسي جيّد ، بتواريخ مختلفة ، تاريخ بعض رسائلها سنة 1058 ، وبعضها سنة 1079 ، رقم 597.

ص: 258

(744)

رسالة بحث النسب

لعصام الدين الاسفرائني.

أوّلها : «سبحانك يا مَن لا شريك له ، بل لا نسبة بينه وبين ...».

نسخة القرن العاشر ، ثاني رسالة في المجموعة رقم 1500.

(745)

رسالة بسيط الحقيقة كلّ الأشياء (؟!)

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة 1241.

ردّ فيها على القائلين به ، وزيف هذا القول.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، مكتوبة بخطّ محمد إسماعيل الشهير ب- : آقا بابا الاسترآبادي عام 1234 ، رقمها 231.

(746)

رسالة توحيد دهدار

أوّلها : «حمد وسپاس بى قياس مر خداوندى را كه در مشكاة دل انسان چراغ ، ولكن ويسعني قلب عبدي المؤمن ...».

مرتّبة على مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة ، المقدّمة في بيان شرف الاِنسان وفضله.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، بخطّ فارسي جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، من الورقة 22 ب إلى 28 أ ، رقم 2 / 2005.

ص: 259

(747)

رسالة الجاحظ

هي رسالة منسوبة إلى الجاحظ ، أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، الأديب البصري ، المتوفّى سنة 255.

وهي في تفضيل عليّ عليه السلام ، وإثبات إمامته ، وتقدّمه وتفضيله على غيره.

وجدها الشيخ أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي ، المتوفّى سنة 692 ، نسخت من مجموع الأمير أبي محمد الحسن بن عيسى ابن المقتدر بالله ، فأدرجها كلّها في كتابه القيّم : كشف الغُمّة في معرفة الأئمّة.

أوّلها : «هذا كتاب من اعتزل الشك والظنّ والدعوى والأهواء ، وأخذ باليقين والثقة من طاعة الله ...».

آخرها : «فسقط ابن عباس وبقي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، فهو أحقّ بالاِمامة لمّا اجتمعت عليه الأُمّة ؛ لدلالة الكتاب والسُنّة عليه».

نسخة بخطّ بهاء الدين محمد بن محمد القارىَ ، كتبها بخطّ نسخ جيّد على هامش مجموعة كلّها بخطّه ، كتبها في مكّة سنة 1073 ، رقم 37.

(748)

رسالة الجاحظ

في تفضيل بني هاشم

منقولة من كتاب كشف الغُمّة للاِربلي علي بن عيسى ، المتوفّى سنة 692.

ص: 260

أوّلها : «اعلم حفظك الله أنّ أُصول الخصومات معروفة ، وأبوابها مشهورة ...».

نسخة بخطّ بهاء الدين محمد بن محمد القارىَ ، كتبها بخطّ نسخ جيّد على هامش مجموعة كلّها بخطّه ، كتبها سنة 1073 ، رقم 37.

(749)

الرسالة الحرفية

للسيّد الشريف الجرجاني ، علي بن محمد ، المتوفّى سنة 816.

أوّلها : «اعلم أنّ نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى محسوساتها ...».

نسخة بخطّ شيخ علي بن محمد خان الرشتي اللاهيجي ، بآخر مجموعة كلّها بخطّه ، فرغ منها 14 محرّم سنة 1267 ، رقم 149.

نسخة القرن العاشر ، بأوّل المجموعة رقم 1500.

(750)

رسالة حسنية

فارسية.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، بخطّ محمد الملقب : «آقا بابا» ، فرغ منها في 27 ربيع الأوّل سنة 1228 ، بأوّل مجموعة رقم 1294.

نسخة بخطّ فارسي جيّد جميل ، كتبها محمد علي بن محمد الآشتياني ، وفرغ منها سنة 1258 ، بأوّلها لوحة ، وفي طرفيها أشعار فارسية ، في 75 ورقة ، رقم 349.

ص: 261

(751)

رسالة حسنية الجارية

وهي مناظرة علمية ، ناظرت فيها جارية تسمّى : «حسنية» مع إبراهيم النظّام النيسابوري على عهد هارون الرشيد في بلاطه وبحضرته ، وهي بأُسلوب روائي.

نسبها في رياض العلماء إلى الشيخ أبو الفتوح الرازي ، من أعلام القرن السادس ..

ثمّ إنّ المولى إبراهيم عثر على نسختها في دمشق عام 958 ، فحملها إلى إيران وترجمها إلى الفارسية ، والترجمة الفارسية مشهورة متداولة ، مطبوعة مع حلية المتّقين للعلاّمة المجلسي مراراً عديدة ..

وأمّا النصّ العربي فهذه أوّل نسخة منه أعثر عليها ، على أنّه مختصر ملخّص وليس الموجود كلّه ؛ فإنّ الترجمة الفارسية أطول من هذا بكثير.

نسخة بخطّ العلاّمة السيّد عبد الحي بن عبد الرزّاق الرضوي الكاشاني ، كتبها سنة 1145 ، وهي ناقصة الورقة الأُولى والموجود 4 أوراق ، بأوّل المجموعة رقم 37.

(752)

الرسالة الخلافية

رسالة فقهية فارسية فتوائية.

للمحقّق السبزواري ، المولى محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري ، المتوفّى سنة 1090.

ص: 262

كتبها للشاه عباس الصفوي الثاني ، وهي في مقدّمة في معرفة الله ، ثمّ أبواب العبادات إلى الاعتكاف.

نسخة بخطّ محمد باقر بن محمد قلي السبزواري ، فرغ منها في 11 جمادى الأُولى سنة 1129 ، تقع في 103 أوراق ، مقاسها 12 * 3 / 18 ، تسلسل 622.

(753)

رسالة دهدار

أوّلها : «وقت اين نمود بى بود در بيان تنزلات حضرت وجود در مراتب موجود بطريق اجمال گره از رشته مقال چنين گشود كه بموجب : (كنت كنزاً ...) واين ضعيف از قدوة العرفاء المتأخّرين شيخ محمد چشتى قدس سره شنيده ...».

جاء في آخرها : «تمّت هذه الفوائد بعون الله وتوفيقه».

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، بأوّل مجموعة من رسائله ، رقم 2005.

(754)

الرسالة الذهبية

في الطبّ

[مشهورة ب- : طبّ الاِمام الرضا عليه السلام ، يقال أنّه كتبها للمأمون العباسي ، وهي في تعليم حفظ صحّة البدن وتدبيره بالأغذية والأشربة والألبسة والأدوية الصالحة والفصد والحجامة والسواك والحمّام والنورة ،

ص: 263

وغير ذلك.

قيل : إنّه أوّل كتاب دوّن في الاِسلام في علم الطبّ وحفظ صحّة الأبدان ، ولكونه كذلك ؛ فقد قدّره المأمون وقرّضه وأمر بكتابته بماء الذهب وسمّاه ب- : الذهبية. الذريعة 10 / 46 رقم 266.]

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمد علي بن محمد صالح بن علي الشيباني الشيرازي المكّي في مكّة المكرّمة على هامش المجموعة رقم 37 ، وفرغ منها ليلة 27 شهر رمضان سنة 1073.

(755)

الرسالة الروحية

في : الروح ، والنفس وأقسامها ، والعقل ، والحياة ومعانيها ، والفروق بينها ..

تنسب إلى سلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي ، محمد بن محمد ابن الحسن الطوسي ، المتوفّى سنة 672.

نسخة ضمن مجموعة من رسائل الشيخ أحمد الأحسائي ، كتبت سنة 1234 ، برقم 231.

(756)

الرسالة السهوية

للشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، المتوفّى سنة 413.

كتبها في مبحث سهو النبيّ صلى الله عليه وآله ، واستدلّ على نفي ذلك ، وردّ فيه

ص: 264

على الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة 381.

نسخة بخطّ هذا الجاني عبد العزيز بن جواد الطباطبائي اليزدي ، كتبتها في سامراء في مكتبة المرحوم الحجّة ميرزا محمد الطهراني في رجب عام 1368 ، وهي ضمن مجموعة أوّلها نفحات اللاهوت للمحقّق الكركي ، تسلسل 787.

(757)

رسالة عرفان

«فوائد سعد الدين الكاشغري»

فارسية ، عرفانية.

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المولى عبد الرحمن الجامي ، بخطّ فارسي جميل ، تاريخها سنة 881 ، رقمها 1482.

(757)

رسالة عرفانية

أوّلها :

«أقول وروح القدس ينفث في نفسي

فإنّ وجود الحقّ من عدد خمس

اعلم أنّ العوالم الكلّية خمسة : الأوّل : عالم اللاهوت ...».

وهي فارسية ممزوجة بالعربية.

نسخة ضمن مجموعة عرفانية ، بخطّ الخطّاط إسماعيل المراغي ،

ص: 265

والمجموعة كانت في خزانة صدر السلطنة ، رقم 1515.

(759)

رسالة عرفانية

رسالة عرفانية فلسفية فارسية.

للحكيم العارف غياث الدين حسام الدين بن يحيى اللاهيجاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ظاهراً ؛ إذ أنّها ضمن مجموعة رسائل كلّها له بخطّ كاتب واحد.

أوّله : «بر رأى اولوا الالباب مخفي وپوشيده نخواهد بود كه اصحاب ايقان وارباب عرفان بسا مراتب حقايق را در لباس مثال وجلباب خيال ...».

أدرج فيها أُسطورة مصري يسمّى : ماهان ، وشرح الأُسطورة شرحاً فلسفياً ، وهي نظير قصّة حي بن يقظان.

نسخة بآخر مجموعة من رسائل حسام الدين بن يحيى اللاهيجي ، والظاهر أنّ هذا أيضاً له ، وكلّها بخطّ الشيخ محمد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه من تلامذة المؤلّف ، فرغ من كتابة بعضها سنة 1090 ، وهي ناقصة الآخر ، رقم 566.

(760)

رسالة عرفانية

فارسية.

أوّلها : «مشهود راى محبت اقتضا انكه صاحب رأى صائب وفكر

ص: 266

ثاقب كه ديده بصيرتش بكحل الجواهر تأييد ربانى يافته واشعه نيّر توفيق بر منظر انتباه ومطرح استشعارش تافته داند وبنيه كه غرض تنزل غيب هويت بعالم شهود تحقق وجود انسان است ...».

نسخة بخطّ نسخ جيّد جميل ، بآخر مجموعة عرفانية ، كتابة القرن الثالث عشر ، رقم 708.

(761)

الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية

في العلوم الغريبة ، في عشرين باباً.

نسخة ناقص من أوّلها ورقة ، وتاريخها سنة 1133 ، وعليها بعض الحواشي للسيّد محمد علي الفسوي الحسيني بخطّه ، ومعها مفتاح المنجّمين ، رقم 1320.

(762)

الرسالة الفخرية في معرفة النيّة

تأليف : فخر المحقّقين ، الشيخ فخر الدين أبو طالب محمد بن الحسن بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة 771.

كتبها لبعض الأجلّة.

نسخة بآخر كتاب المقنعة للشيخ المفيد ، ومعها : «رسالة في الكبائر» ، وهي غير مؤرّخة إلاّ أنّها من كتابة القرن العاشر ، وصحّحها بعض أعلام القرن الحادي عشر ، وكتب في آخرها : «تمّ يوم الأحد الثاني عشر

ص: 267

من شهر شعبان من شهور سبع وسبعين بعد الألف من الهجرة ، على الهاجر مائة ألف تحية» ..

في 9 أوراق ، بقطع 5 / 14 * 25 ، تسلسل 641.

وللمولى محمد جعفر الشريعتمدار الاسترآبادي ، المتوفّى سنة 1263 ، كتاب الاِشارات إلى كيفية النيّة في العبادات.

(763)

رسالة فلسفية

فارسية.

أوّلها : «حمد بى حد مرا حدى را كه گرد ثنويت گرديد پرده عزت وحدش راه نيافته ... وبر آل واصحاب كرام ... اما بعد بدانكه همچنانكه تمايز علوم باعتبار تمايز موضوعاتست همچنين شرافت علم ومعرفت نيز باعتبار شرافت معلومات ومعرفاتست بى علم حكمت الهى ... ودر آن علم بسائلى عزيزى از محرر اين رساله سلطان حسين گيلانى نور بصريه التماس تحرير آن ان نموده است ... مرتب بر ده فصل گردانيد ... فصل اول در اثبات واجب الوجود بالذات ، فصل دوم در اثبات توحيد ، فصل سوم در اثبات انكه از واحد از جميع جهات ... فصل چهارم در بيان انكه صادر اول حادث بالذات است ، فصل پنجم در بيان كيفية صدور ممكنات ، فصل ششم در بيان عدد عقول ، فصل هفتم در اثبات احتياج معلول در بقاء ...».

وهو من أصحابنا ؛ ينقل عن صدر الدين الشيرازي ، وعن صاحب المدارك.

ص: 268

نسخة ناقصة من آخرها ورقة أو اكثر ، كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم 1971.

(764)

رسالة في الاجتهاد والتقليد

للشيخ عبد اللطيف بن علي الجامعي.

أوّله : «أمّا بعد حمد الله على نواله ، والصلاة على أشرف رسله سيّدنا محمد وآله ...».

وهو نقد لكلامٍ للشيخ حسن نجل الشهيد الثاني - صاحب المعالم - في مبحث الاجتهاد والتقليد.

نسخة كتبها أحمد بن حاجي محمد ، فرغ منها في عصر يوم الأحد تاسع عشر شوّال سنة 1094!؟ [كذا في الأصل] ، ضمن المجموعة رقم 627.

(765)

رسالة في الاحتكار

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمد تقي الغروي الأُردوبادي النجفي ، المتوفّى في 5 شعبان سنة 1333.

أوّلها : «الاحتكار لغة : حبس الطعام ، وفي النهج في كتابه إلى مالك الأشتر ...».

ص: 269

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة كبيرة من رسائله كلّها بخطّه ، من الورقة 88 - 89 ، رقم 10 / 2048.

(766)

رسالة في الأحراز والأدعية والعوذ والرقى

مرتّب على أبواب.

أوّله : «اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون ...».

لمعرفة السارق ، لقطع اللسان ، لأنواع المؤذيات ، باب لدفع الأجنة ، باب إذا تعسّرت المرأة ، باب رجوع الآبق.

ينقل فيه عن مصباح الكفعمي.

نسخة بخطّ نسخ خشن جيّد ، كتبها أقلّ الكتّاب علي ابن الحاج محمد بن رمضان القطيفي ، فرغ منها 16 رجب سنة 1358 ، في 23 ورقة ، ضمن المجموعة رقم 859 ، من الورقة 29 - 51.

(767)

رسالة في إحصاء آي القرآن

وكلماته وحروفه وإحصاء تعداد كلّ حرف من الحروف ، مثلاً : حرف «الألف» تكرّر ذكره مائة ألف وثمانية وأربعون ألف وثمانمائة مورد ، وكذا سائر الحروف ، وهي تأليف بعض المحقّقين ، كما جاء في آخرها.

ص: 270

نسخة قديمة ملحقة بكتاب معاني الأخبار ، بخطّ أحمد بن محمد ابن أحمد بن وليد ، تسلسل 478.

(768)

رسالة في الأعداد

فارسية ، في العلوم الغريبة!

تأليف : خسرو بن محمد علي رنگي.

أوّلها : «الحمد لله الذي خلق الأشياء ذا[ت] خواص رحمة للعباد ...».

نسخة مكتوبة بتعليق جيّد سنة 1305 ، وقبلها «رسالة في الرمل» للمحقّق الطوسي ، رقم 357.

(769)

رسالة في أنّ كلام الله عبارة عن اللفظ والمعنى

لصاحب المواقف ، [القاضي عضد الدين الأيجي ، المتوفّى سنة 756 ه].

أوّله : «استقرّ رأي صاحب المواقف على أنّ كلام الله عبارة عن اللفظ والمعنى ، وكتب فصلاً مفرداً من غير أن يلحقه بشيء من تصانيفه ، فقال : اعلم أنّ الأصحاب لمّا رأوا اجتماع النتيجتين المتنافيتين ...».

نسخة ضمن مجموعة بخطّ يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني ، كتبها سنة 1278 ، رقم 722.

ص: 271

(770)

رسالة في أنّ موضوع الطبيعي : الجسم

في أنّ موضوع الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن.

لمجب الله البهاري ، صاحب سلم العلوم.

أوّلها : «اعلم أنّهم ذهبوا إلى أنّ موضوع الطبيعي : الجسم ، من حيث يتحرّك ويسكن ، وها هنا إشكال مشهور ...».

نسخة بخطّ السيّد محمد يوسف بن هادي بن محمد جان ، كتبها في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة منطقية بخطّه ، رقم 2009.

للموضوع صلة ...

ص: 272

مصطلحات نحوية (23)

السيّد علي حسن مطر

اثنان وأربعون - مصطلح اسم الاِشارة

* لغةً :

الاِشارة : مصدر الفعل (أشارَ) ، وهو مستعمل لغة في عدّة معانٍ ؛ إذ يقال : «أشار الرجلُ يشير إشارةً : إذا أومأَ بيديه ... وأشار عليه بالرأي ، وأشار يشير إذا ما وجّه الرأي ... وأشار النارَ ... دَفعها» (1).

وسيتّضح أنّ أوفق المعاني اللغوية بالمعنى الاصطلاحي النحوي هو المعنى المأخوذ من الاستعمال الأوّل للفعل ، بمعنى : الاِيماء.

* اصطلاحاً :

عبَّر النحاة القدماء عن اسم الاِشارة ب- : (الاسم المبهم) ، وذكر بعضهم اسم الاِشارة في معرض التعريف بهذا الاسم.

قال سيبويه (ت 180 ه) : «وأمّا الأسماء المبهمة ، فنحو : هذا وهذهِ

ص: 273


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «شور».

وهذان وهاتان وهؤلاء ... وإنّما صارت معرفة لأنّها صارت أسماء إشارة إلى الشيء دون سائر أُمّته» (1).

وقال المبرّد (ت 285 ه) : «ومن الأسماء : المبهمة ، وهي التي تقع للاِشارة ، ولا تخصّ شيئاً دون شيء ، وهي : هذا ، وهذاك ، وأُولئك وهؤلاء ونحوه» (2).

ويلاحظ : أنَّ المبرّد جعل (المبهم) عنواناً لكلّ من اسم الاِشارة والاسم الموصول (3) ، وتابعه على ذلك كثير من النحاة بعده (4).

وممّا ذكروه في علّة تسمية هذه الأسماء بالمبهمات : «أنّها لا يشار بها إلى شيء فيقتصر بها عليه حتّى لا تصلح لغيره ، ألا ترى أنّك كما تقول : ذا زيدٌ ، تقول : ذا عمروٌ؟! بل وينتقل هذا الاسم في الاِشارة به إلى الأنواع المختلفة والأجناس المتباينة ؛ فتقول : ذا فرسي ، وذا رمحي ، وذا ثوبي ... فيقع اسم الاِشارة كما ترى على هذه المختلفات ، ولا يختصّ بواحد منها دون آخر ، وهذه حقيقة الاِبهام» (5).

وقد عبّر ابن السرّاج (ت 316 ه) عن اسم الاِشارة بأنّه : «الاسم 4.

ص: 274


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 2 / 5.
2- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 3 / 186.
3- المقتضب 3 / 186 ، 197.
4- أ - المرتجل ، ابن الخشّاب ، تحقيق علي حيدر : 301 - 306. ب - المقدّمة الجزوليّة ، أبو موسى الجزولي 14 / أ؛ نقلاً عن حاشية شرح المقدّمة الجزوليّة للشلوبيني ، تحقيق تركي العتيبي. ج - المصباح في علم النحو ، المطرزي ، تحقيق ياسين الخطيب : 101. د - الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 330 - 331.
5- المرتجل : 304.

الذي يُشار به إلى المسمّى» (1).

وعنونه الزبيدي (ت 397 ه) ب- : «اسم المُشار إليه» (2).

واستعمل ابن معطي (ت 628 ه) عنوان : «الاِشارة» (3).

وعبّر ابن عصفور (ت 669 ه) ب- : «المُشار» (4).

واستعمل ابن مالك (ت 672 ه) تعبيرين ، هما : «المُشار به» ، و «ذوالاِشارة» (5).

وأوّل من وجدته يستعمل عنوان : (اسم الاِشارة) هو ابن جنّي (ت 392 ه) ؛ قال : «وأمّا أسماء الاِشارة : ف- (هذا) للحاضر ، والتثنية في الرفع (هذان) وفي الجرّ والنصب (هذين) ...» (6) ، ثمّ شاع استعماله بعد ذلك بالتدريج.

ولمّا كانت أسماء الاِشارة محصورة عدداً ، لم يهتمَّ النحاة بصياغة حدٍّ لاسم الاِشارة ، واكتفى أغلبهم في مقام التعريف به بتعداد أفراده ، أو ذكر نماذج منها.

وأوّل من وجدته يعرّف اسم الاِشارة ابن الحاجب (ت 646 ه) ؛ قال : هو : «ما وضع لمُشار إليه» (7) .. 1.

ص: 275


1- الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي 2 / 2.
2- الواضح في علم العربية ، محمد بن الحسن الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : 34.
3- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 230.
4- أ - المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 298. ب - شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 135.
5- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 21.
6- اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 104.
7- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 2 / 471.

وقد تابعه الأشموني (ت 900 ه) على هذا التعريف (1) ..

وقال الرضيّ في شرحه : «فإن قلت : المضمرات وجميع المظهرات ، وخاصّة ما فيه لام العهد ، داخلة في الحدّ ؛ لأنّ المضمر يُشار به إلى المعهود عليه ، والمظهرات إن كانت نكرة يشار بها إلى واحد من الجنس غير معيّن ، وإن كانت معرفة فإلى واحد معيّن.

فالجواب : إنّ المراد بقولنا : (مُشار إليه) : ما أشير إليه إشارة حسيّة ، أي بالجوارح والأعضاء ، لا عقلية ، والأسماء المذكورة ليست كذلك ؛ فإنّها للمُشار إليه إشارة عقلية ذهنية ، فلم يحتج في الحدّ إلى أن يقول : المُشار إليه إشارة حسيّة ؛ لأنّ مطلق الاِشارة حقيقة في الحسيّة دون الذهنية» (2).

وقال الجامي : «فلا يرد ضمير الغائب وأمثاله ؛ فإنّها للاِشارة إلى معانيها إشارة ذهنية لا حسيّة ، ومثل : (ذلكم الله ربّكم) (3) - ممّا ليس الاِشارة إليه حسيّة - محمول على التجوّز» (4).

وقد ردّ ابن الحاجب إشكال الدور عن تعريفه هذا ، بأنّ : «المحدود : ما يقال له في اصطلاح النحاة : اسم الاِشارة ، وقولنا [في الحدّ] : (المُشار إليه) أراد به الاِشارة اللغوية لا الاصطلاحية ، ومفهوم الاِشارة اللغوية غير محتاج إلى الاكتساب ، ولا تتوقّف معرفته على معرفة المحدود ... حتّى يلزم الدور» (5) .. 3.

ص: 276


1- شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق حسن حمد 1 / 119.
2- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 472.
3- سورة الأنعام 6 : 102.
4- الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أُسامة الرفاعي 2 / 93.
5- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 473.

وعقّب عليه الرضيّ بملاحظتين :

أولاهما : إنّ هذا الردّ لا يدفع الاِشكال ؛ لأنّ الاِشارة في قوله : (أسماء الاِشارة) لغوية أيضاً ؛ إذ معناه : الأسماء التي بها تحصل الاِشارة اللغوية ، كما أنّ قوله : (مُشار إليه) لغوي.

والثانية : إنّ الاِشكال غير وارد أصلاً ؛ لأنّ الاِشارة جزء المحدود ، ولا يلزم من توقّف المحدود على الحدّ وعلى كلّ جزء منه ، توقّف جزء المحدود أيضاً عليهما ؛ إذ ربّما كانت معرفة ذلك الجزء ضرورية أو مكتسبة بغير ذلك الحدّ (1).

وقد وردت هاتان الملاحظتان في حاشية الصبّان بنحو يوهم أنّ أُولاهما للصبّان وثانيتهما للدماميني (2) ، والحقّ سبق الرضيّ لذكرهما.

وعرّف ابن عصفور (669 ه) اسم الاِشارة بأنّه : «ما عُلِّق في أوّل أحواله على مسمّىً بعينه في حال الاِشارة إليه» (3).

وقوله : (في حال الاِشارة إليه) احتراز من دخول بقيّة المعارف.

وعرّفه ابن مالك (ت 672 ه) بأنّه : «ما وُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه» (4) كى ..

وتابعه عليه ابن هشام (ت 761 ه) (5) ، والأزهري (ت 509 ه) (6) .. 2.

ص: 277


1- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 473.
2- حاشية الصبّان على شرح الأشموني 1 / 138.
3- المقرّب : 298.
4- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد : 39.
5- أ - شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 1 / 306. ب - شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد : 139.
6- شرح الأزهرية ، الشيخ خالد الأزهري : 92.

وقال السلسيلي في شرحه : «ما وُضع لمسمّىً : جنس يشمل كلّ ماوُضع لمسمّىً ، وإشارة إليه ، خرج بذلك ما سوى اسم الاِشارة» (1).

وقال ابن الناظم في تعريفه : «ما دلّ على حاضر أو منزّل منزلة الحاضر ، وليس متكلّماً ولا مخاطباً» (2).

وعرّفه جمال الدين الفاكهي بأنّه : «اسم مظهر دلّ بإيماءٍ على حاضر أو منزّل منزلته» (3) ..

وقال في شرحه : «(دلّ بإيماءٍ) أي : إشارة (على) اسمِ (حاضرٍ) حضوراً عينيّاً أو ذهنيّاً ، نحو : (تلك الجنّة) (4) ، (أو) على اسمِ (منزّلٍ منزلته) أي : [منزلة] الحاضر ، كقوله : أولئك آبائي فجئني بمثلهم» (5).

* * * 8.

ص: 278


1- شفاء العليل في شرح التسهيل ، محمد بن عيسى السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي 1 / 255.
2- شرح ابن الناظم على الألفية : 30.
3- شرح الحدود النحوية ، جمال الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الاِبراهيم : 117.
4- سورة مريم 19 : 63.
5- شرح الحدود النحوية : 117 - 118.

ثلاث وأربعون - مصطلح الاسم الموصول

* لغةً :

الموصول : اسم مفعول من الفعل (وَصَلَ) المتعدّي ، ذلك أنّ هذا الفعل يُستعمل لغةً متعدّياً تارة ولازماً أُخرى ؛ يقال : «وَصَل الشيءَ بالشيءِ يصِلُه وصْلاً وصِلَةً ... [ويقال] : وصَل الشيءُ إلى الشيءِ وصولاً ... انتهى إليه وبَلَغه» (1).

وسوف تتّضح من خلال البحث المناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.

* اصطلاحاً :

وأقدم من وجدته يستعمل الموصول بمعناه الاصطلاحي هو المبرّد (ت 285 ه) ؛ إذ عقد باباً بعنوان : (باب الصلة والموصول) ، وقال فيه : «إنّ الصلة موضحة للاسم ، فلذلك كانت في هذه الأسماء المبهمة ، ألا ترى أنّك لو قلت : جاءَ الذي ، أو : مررت بالذي ، لم يدلّك ذلك على شيء حتّى تقول : مررتُ بالذي قام ، فإذا قلت ذلك وضعت اليد عليه؟» (2).

وعبّر الرمّاني (ت 384 ه) عن اسم الموصول ب- : «الاسم الناقص» (3).9.

ص: 279


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «وصلَ».
2- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 3 / 191 ، 197.
3- الحدود في النحو ، الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : 47 ، 49.

وأسماه ابن الأنباري (ت 577 ه) ب- : «اسم الصلة» (1).

والملاحظ : أنّ سيبويه وإن لم يضع عنواناً خاصّاً للأسماء الموصولة ، إلاّ أنّه سجّل في كتابه : أنّ هذه الأسماء تتميّز بحاجتها إلى الصلة (2) ، التي عبّر عنها في موضع آخر ب- : الحشو (3).

وقال الزبيدي (ت 379 ه) في التعريف بالاسم الموصول : «اعلم أنّ من الأسماء ما لا يتمّ بنفسه حتّى يوصل بغيره ، فيكون اسماً ، فمنها : الذي والتي ... ولا بُدّ أن يكون في الصلة ذِكر من الموصول يرجع إليه ويتعلّق به» (4) ، ومراده بالذِكر ما اصطلح على تسميته في ما بعد ب- : (الضمير العائد).

وعرّفه الرمّاني في موضع بأنّه : «الذي يحتاج إلى صلة» (5) ، وفي موضع آخر بأنّه : «الذي لا يقوم بنفسه في البيان ، نحو : الذي ومن وما» (6) ؛ ولأجل ذلك أسماه ب- : «الاسم الناقص» ، في قبال «الاسم التامّ ، وهو الذي يقوم بنفسه في البيان عن معناه» (7).

وقال ابن بابشاذ (ت 469 ه) عن الأسماء الموصولة : هي التي «لاتتمّ إلاّ بصلة وعائد» (8) ، أي : التي لا تحصل دلالتها على معناها إلاّ بهما. 6.

ص: 280


1- أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري ، تحقيق فخر صالح قدارة : 326.
2- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 2 / 105.
3- الكتاب 3 / 69.
4- الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : 126.
5- الحدود في النحو : 47.
6- الحدود في النحو : 49.
7- الحدود في النحو : 49.
8- شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 1 / 176.

وعرّفه الزمخشري (ت 538 ه) بأنّه : «ما لا بُدَّ له في تمامه اسماً من جملة تردفه من الجمل التي تقع صفات ، ومن ضمير فيها يرجع إليه ، وتسمّى هذه الجملة صلةً ، ويسمّيها سيبويه الحشو ، وذلك قولك : الذي أبوه منطلق» (1) ..

«وقوله : (من الجمل التي تقع صفاتٍ) ، يريد : من الجمل التي توضح وتبيّن ، وهي الجمل المتمكّنة في باب الخبر» (2).

وعرّفه ابن الحاجب (ت 646 ه) بقوله : «الموصول : ما لا يتمّ جزءاً إلاّ بصلةٍ وعائد» (3).

قال ابن هشام : «ومعناه : إنّك إذا قلت : قامَ الذي ، فلا تتمّ فاعلية (الذي) إلاّ بقولك : قام أبوه ، أو : خرج أخوه ، ونحو ذلك ، وهذا الحدّ حسنٌ ، وهو أوْلى من قولِ الزمخشري : ما لا يتمّ اسماً إلاّ بصلة وعائدٍ ؛ فقد ردّ أبو عمروٍ بأنّ : (الذي) ثابت الاسمية في نفسه مع قطع النظر عن الصلة» (4).

وقال الرضيّ في شرحه : «انتصابُ (جزءاً) على أنّه خبر (يتمّ) ؛ لتضمّنه معنى (يصيرُ) ... فمعنى يتمّ جزءاً : يصير جزءاً تاماً ... أي : يصير جزء الجملة ، ونعني بجزء الجملة : المبتدأ والخبر والفاعل ، وجميع الموصولات لا يلزم أن تكون أجزاء الجمل ، بل قد تكون فضله ، لكنّه أراد أنّ الموصول هو الذي لو أردت أن تجعله جزء الجملة لم يمكن إلاّ بصلةٍ 4.

ص: 281


1- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 142.
2- شرح المفصّل ، ابن يعيش 3 / 150.
3- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 5.
4- شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 1 / 314.

وعائد ... أي : ضمير يعود إليه ؛ قال (1) : هو احتراز عمّا يجب إضافته إلى الجملة ك- : (حيثُ وإِذ) ؛ فإنّه لا يتمّ إلاّ بالجملة أيضاً ، وليس موصولاً في الاصطلاح» (2).

وقال ابن مالك (ت 672 ه) في تعريف الاسم الموصول : هو «ماافتقر أبداً إلى عائدٍ أو خَلَفِه وجملة صريحة أو مؤوّلة غير طلبية ولاإنشائية» (3) ..

وذكر السلسيلي في شرحه : «ما افتقر إلى عائد ، احترز به من : حيثُ وإذ وإذا ؛ فإنّها تحتاج إلى جملة ولم تحتج إلى عائد.

واحترز بقوله : (أبداً) من النكرة الموصوفة بجملة ؛ فإنّها حال وصفها بها تحتاج إلى ما ذكر ، لكن الموضع بحقّ الأصالةِ لمفرد تؤوّل الجملة به ؛ فالافتقار إلى المفرد لا إلى الجملة ، وإنْ صدقَ في الظاهر أنّها تفتقر إلى الجملة ، لم يصدق أنّها تفتقر أبداً ، ويغني ذكر المفرد عنها أو خَلَفه ...

والمراد ب- : (الجملة الصريحة) : كالتي مركّبة من فعل وفاعل ، أو من مبتدأ وخبر ، والمراد ب- : الجملة المؤوّلة : الظرف والجار والمجرور.

وقوله : (غير طلبيّة) ؛ لأنّ المقصود بالصلة توضيح الموصول ، والطلبية لم يتحصّل معناها بعد ...

و (لا إنشائية) ؛ قال المصنّف (4) : لأنّ معناها مقارنٌ لحصول لفظها ، 9.

ص: 282


1- أي : ابن الحاجب في شرحه لكافيته.
2- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 5 - 6.
3- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 33.
4- أي : ابن مالك في شرحه للتسهيل : 209.

فلا يصلح وقوعها صلة» (1).

وعقّب أبو حيّان على ما يُستفاد من عبارة ابن مالك من تقسيم الجملة إلى خبرية وطلبية وإنشائية بأنّ : «في ما قاله نظراً ؛ لأنّ ليس إِلاّإنشائية وخبرية ، فهذا الذي قسّمه إلى ثلاثة غير ما قالوه» (2).

والجديد في تعريف ابن مالك : ذكره لقيد الدوام والتأبيد في حاجة اسم الوصول للصلة والعائد.

وقوله : (أو خَلَفه) ، تنبيهاً إلى أنّ ربط الموصول بجملة الصلة يحصل أحياناً بالاسم الظاهر لا الضمير ..

قال الأشموني (ت 900 ه) الذي أخذ بهذا التعريف في شرحه للألفية : «وقوله : (أو خلفه) ، لاِدخال نحو قوله :

سعادُ التي أضناك حبُّ سعاداوإعراضُها عنكَ استمرَّ وزادا

... ممّا وردَ فيه الربط بالظاهر» (3).

وقال الصبّان : «إنّ العائد هو الضمير ، وخَلَفُه هو الاسم الظاهر ... ومن اقتصر على العائد أراد مطلق الرابط» (4).

وعرّفه ابن الناظم (ت 676 ه) بأنّه : «ما افتقر إلى الوصل بجملة معهودة ، مشتملة على ضمير لائق بالمعنى» (5) ..

فقيّد جملة الصلة بكونها : (معهودة) ، للتمييز بين الاسم الموصول 1.

ص: 283


1- شفاء العليل في شرح التسهيل ، محمّد بن عيسى السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي 1 / 219 - 220.
2- شرح اللمحة البدريّة 1 / 220.
3- شرح الأشموني على الألفيّة ، تحقيق حسن محمد 1 / 146.
4- حاشية الصبّان على شرح الأشموني 1 / 146.
5- شرح ابن الناظم على الألفية : 31.

وبين النكرة الموصوفة بجملة ؛ ذلك أنّ الاسم الموصول إنّما كان من جملة المعارف «لأنّه موضوع على أن يستعمله المتكلّم به في معلوم عند المخاطب بواسطة جملة الصلة ، ومن أجل هذا تجدهم يشترطون في جملة الصلة أن تكون معهودةً للمخاطب ، بخلاف الجملة التي تقع صفة للنكرة ، فإنّهم لم يشترطوا فيها ذلك ، فإذا قلت : لقيتُ مَنْ ضربتُه ، فإذا اعتبرت (مَن) موصولة ، كان المعنى : لقيتُ الشخص المعروف عندكَ بكونك قد ضربته ، وإن اعتبرت (مَن) موصوفة ، كان المعنى : لقيت شخصاً موصوفاً بكونه مضروباً لك ، فتخصّص الموصول بالوضع ، وتخصّص الموصوفة طارىَ» (1).

وعرّفه ابن هشام (ت 761 ه) بتعريفين :

* أوّلهما : «هو الاسم المفتقر إلى صلةٍ وعائد» (2) ، وهو بهذا يقتصر في تعريفه على بيان الركنين الأساسيّين له ، ويترك ذكر تفاصيلهما إلى شرح التعريف.

* وثانيهما : «ما افتقر إلى الوصل بجملة خبرية أو ظرف أو مجرور تامّين أو وصف صريح ، وإلى عائدٍ أو خَلَفه» (3).

وشرحه قائلاً : إنّ الظرف والجار والمجرور الواقعين صلةً «شرطهما أن يكونا تامّين ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (وله مَن في السماواتِ والأرضِ ومَن عندَه لا يستكبرون عن عبادته) (4) .. 9.

ص: 284


1- شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، حاشية : 124.
2- شرح قطر الندى : 124.
3- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 141.
4- سورة الأنبياء 21 : 19.

واحترزت ب- : (التامّين) من الناقصين ، وهما اللّذان لا تتمّ بهما الفائدة ؛ فلا يقال : جاء الذي اليومَ ، ولا : جاءَ الذي بكَ» (1).

وأمّا تقييده الوصف بكونه صريحاً ، فمراده : أن يكون «خالصاً من غلبة الاِسميّة ؛ [فإِنّ] هذا يكون صلة للألف واللام خاصّة ، نحو : الضارب والمضروب» (2).

وقال الأزهري (ت 905 ه) في تعريف الاسم الموصول : «ما افتقر إلى الوصلِ بجملة خبريّة أو ظرف أو مجرور تامّين وإلى عائد» (3).

* * * 3.

ص: 285


1- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 141.
2- شرح شذور الذهب : 141.
3- شرح الأزهرية ، الشيخ خالد الأزهري : 93.

أربع وأربعون - مصطلح التنازع

* لغةً :

للتنازع في اللّغة عدّة معانٍ (1) ، منها :

1 - التخاصم ، وتنازعَ القومُ : تخاصموا.

2 - التجاذب ، والمنازعة في الخصومة : مجاذبة الحجج في ما يتنازع فيه الخصمان.

3 - التعاطي ، وقوله تعالى : (يَتَنازَعونَ فيها كَأْساً لا لَغْوٌ فيها وَلأتَأْثيمٌ) (2) ، أي : يتعاطون ، والأصل فيها : يتجاذبون.

* اصطلاحاً :

التنازع من المباحث النحوية المعقّدة ، وإذا تحرّينا التوضيح والتبسيط ، قبل الدخول في تفاصيل البحث ، قلنا : إنّ مرادهم بالتنازع زيادة عدد العوامل في الكلام على عدد المعمولات ..

ففي مثل قولنا : (ضربتُ وضربني زيدٌ) ، هناك فعلان يتنازعان العمل في (زيد) ، أوّلهما يقتضي نصبه مفعولاً ، والثاني يقتضي رفعه فاعلاً ، وقد اتّفق النحاة على جواز إعمال أحد الفعلين فقط على نحو التخيير في لفظ (زيد) ، وإعمال الآخر في ضميره.

وقد رجّح البصريون إعمال الثاني ؛ لأنّه أقرب إلى المعمول كما في 3.

ص: 286


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «نزع».
2- سورة الطور 52 : 23.

المثال ، ورجّح الكوفيون إعمال الأوّل ؛ لأنّه أسبق ذكراً ، فيقال على رأيهم : (ضربت وضربني زيداً).

والملاحظ : أنَّ النحاة طرحوا هذا البحث أوّل الأمر ، دون أن يجعلوا له عنواناً اصطلاحياً معيّناً ، ثمّ استعملوا كلمة «الاِعمال» عنواناً له ، قبل أن يستقرّ بناؤهم على استعمال مصطلح «التنازع» ..

قال سيبويه (ت 180 ه) : «هذا باب الفاعلين والمفعولين اللّذين كلّ واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يَفْعَلُ بهِ ، وما كان نحو ذلك ، وهو قولك : ضربتُ وضربني زيدٌ ، وضربني وضربتُ زيداً ، تحملُ الاسم على الفعل الذي يليه ، فالعامل في اللفظ أحدُ الفعلين ، وأمّا في المعنى فقد يعلم أنَّ الأوّل قد وقع ، إلاّ أنّه لا يعمل في اسم واحدٍ نصب ورفع» (1).

وقوله : «وما كان نحو ذلك» إشارة إلى أنّ بحث التنازع لا يختصّ بما إذا كان العامل فعلاً ، بل يشمل ما يعمل عمل الفعل من الأسماء ، كما سيتّضح من خلال البحث.

وقوله : «أن الفعل الأوّل قد وقع» يعني وقوعه على المعمول من جهة المعنى.

وقال المبرّد (ت 285 ه) : «باب من إعمالِ الأوّل والثاني ، وهما الفعلان اللذان يعطف أحدهما على الآخر ، وذلك قولك : ضربتُ وضربني زيدٌ ، ومررتُ ومرَّ بي عبدُالله ...

فهذا اللفظ هو الذي يختاره البصريون ، وهو إعمال الفعل الآخر في اللفظ ، وأمّا في المعنى ، فقد يعلم السامع أنَّ الأوّل قد عمل كما عمل الثاني فحذف لعلم المخاطب ... 4.

ص: 287


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 73 - 74.

ومَن أعملَ الأوّل قال : ضربتُ وضربني زيداً ، وضربتُ وضرباني أخويك ؛ لأنّه أراد : ضربتُ زيداً وضربني ، وضربتُ أخويك وضرباني» (1).

ويلاحظ : أنّه استعمل كلمة «الاِعمال» أوّل مرّة ، ولكنّه لم يطرحها عنواناً لبحثٍ كليّ ومفهوم عام ، يقوم بتوضيح حدّه وبيان تفاصيله ، وإنّما قصر الكلام على بعض مصاديقه.

واستعمل مصطلح «الاِعمال» ابن أبي الربيع الاِشبيلي (ت 688 ه) في شرحه على جمل الزجّاجي (2).

وتعرّض ابن معطي (ت 628 ه) للتنازع في البحث الذي عقده لبيان أقسام تفسير الضمير ، ومنها تفسيره ب- : «مفرد ، يجري بوجوه الاِعراب ، ويقع في عطف الفعل على الفعل ، [قائلاً] : وحقيقة هذا الباب : أن يتنازع فعلان كلاهما اسماً واحداً .. فمذهب البصريّين في هذا الباب أن يعطوا الظاهر للثاني ، والضمير للأوّل ، ولا يحذف إن كان مرفوعاً ، ويحذف إن كان منصوباً أو مجروراً ... والكوفيون بعكسهم» (3).

ونلاحظ هنا : أنّ ابن معطي يستعمل كلمة «يتنازع» التي ستمهّد لاشتقاق كلمة «التنازع» وجعلها عنواناً للباب.

وقد عقّب ابن أياز على قول ابن معطي : «أن يتناع فعلان» بأنّه : «لوقال عِوَض (فعلان) عاملان ، لكان أجود ؛ لأنَّ العامل قد يكون فعلاً وغير فعل ، وهذا الباب غير مختصّ بالفعل ، بل قد يكون في الاسمين ، 9.

ص: 288


1- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 4 / 72 ، 75.
2- البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الاشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي 1 / 303.
3- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 227 - 229.

كقول كثير : وعزَّة ممطولٌ مُعَنّىً غريمها ، وفي اسم وفعل ، كقوله سبحانه : (هاؤم اقرؤوا كتابيه) (1)» (2).

وأوّل من استعمل كلمة «التنازع» عنواناً اصطلاحياً ، هو الشلوبين (ت 645 ه) ؛ إذ قال تحت عنوان «باب التنازع» : «إذا تنازع فعلان معمولاً واحداً ، فالمختار إعمال الثاني ، وإذا أعمل فيه الثاني حذف مع الأوّل نحو : ضربت وضربني الزيدون ، ما لم يكن مرفوعاً ، نحو : ضرباني وضربت الزيدَين» (3).

ومثله عبارة ابن الحاجب (ت 646 ه) في كافيته : «وإذا تنازع الفعلان ظاهراً بعدهما ...».

ويرد عليهما نفس ما أورده ابن أياز على عبارة ابن معطي ، إلاّ أن يعتذر عنهما بما ذكره كلّ من الرضيّ (ت 686 ه) ، والجامي (ت 898 ه) في شرحهما على كافية ابن الحاجب ..

قال الرضيّ : «واعلم أنّه لو قال : الفعلان فصاعداً أو شبههما ليشمل اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة ، نحو : أنا قاتل وضارب زيداً ، وليشمل أيضاً أكثر من عاملين ، نحو : ضربت وأهنت وأكرمت زيداً ، لكان أعمّ ، لكنّه اقتصر على الأصل وهو الفعل ، وعلى أوّل المتعدّدات وهو الاثنان» (4).

وقال الجامي : «واقتصر على الفعل ؛ لأصالته في العمل ، وإنّما قال 1.

ص: 289


1- سورة الحاقّة 69 : 19.
2- المحصول ، ابن أياز : 74 / ب ؛ نقلاً عن حاشية الفصول الخمسون : 228.
3- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف المطوّع : 252.
4- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 201.

(الفعلان) مع أنّ التنازع قد يقع في أكثر من فعلين ؛ اقتصاراً على أقلّ مراتب التنازع ، وهو الاثنان» (1).

وعرّفه ابن مالك (ت 672 ه) في التسهيل بأنّه : «تنازعُ عاملين فصاعداً معمولاً واحداً» (2).

ولا يرد عليه ما تقدّم ، وإنّما يرد عليه أنّه قيّد المعمول بكونه واحداً ، مع أنّه قد يكون أكثر من واحد.

وعرّفه ابن عصفور (ت 669 ه) بأن : «يجتمع عاملان فصاعداً ، ويتأخّر عنهما معمول فصاعداً ، وكلّ منهما يطلبه من جهة المعنى» (3).

وعرّفه أبو حيّان (ت 745 ه) بأنّه : «اقتضاء عاملين فأكثر معمولاً فأكثر» (4).

والمراد بالاقتضاء : طلب العمل.

ولو أنّه قيّد العامل فأكثر بالتقدّم ، وقيّد المعمول فأكثر بالتأخّر ، لكان تعريفه أكمل.

وطرح ابن هشام (ت 761 ه) ثلاثة تعاريف للتنازع :

* أوّلها : «أن يتقدّم فعلان متصرّفان ، أو اسمان يشبهانهما ، أو فعل متصرّف واسم يشبهه ، ويتأخّر عنهما معمول غير سببيّ مرفوع ، وهو ب.

ص: 290


1- الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أُسامة طه الرفاعي 1 / 262.
2- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 86.
3- المقرِّب ومعه مُثُلُ المقرِّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 329.
4- غاية الاِحسان في علم اللسان ، أبو حيّان النحوي ، مخطوط ، الورقة 5 / ب.

مطلوب لكلّ منهما من حيث المعنى» (1).

* والثاني : «أن يتقدّم من جنس الفعل أو شبهه عاملان فصاعداً ، ويتأخّر معمول فصاعداً» (2) ..

وهذا أخصر من الأوّل ، وكان بإمكانه أن يستغني عن عبارة «من جنس الفعل أو شبهه» اكتفاء بقوله : «عاملان» ، ويؤخذ عليه أنّه لم يذكر اقتضاء العوامل المتقدّمة العمل في المعمولات المتأخّرة ، أو كون المتأخّر مطلوباً لذلك المتقدّم.

* والثالث : «أن يتقدّم عاملان أو أكثر ، ويتأخّر معمول أو أكثر ، ويكون كلّ من المتقدّم طالباً لذلك المتأخّر» (3).

وقال في شرحه : «مثال تنازع العاملين معمولاً واحداً : قوله تعالى : (آتوني أُفرِغْ عليه قِطْراً) (4) ؛ وذلك لأنّ (آتوني) فعل وفاعل ومفعول ، يحتاج إلى مفعولٍ ثانٍ ، و (أُفرغ) فعل وفاعل يحتاج إلى مفعول ، ويتأخّر عنهما (قطراً) ، وكلّ منهما طالب له.

ومثال تنازع أكثر من عاملين معمولاً واحداً : (كما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم) ، ف(على إبراهيم) مطلوب لكلّ واحدٍ من هذه العوامل الثلاثة. 6.

ص: 291


1- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد 2 / 21.
2- شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 2 / 87.
3- شرح قطر الندى وبلّ الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد : 222.
4- سورة الكهف 18 : 96.

ومثال تنازع أكثر من عاملين أكثر من معمول : قوله عليه الصلاة والسلام : (تسبّحون وتحمدون وتكبّرون دُبَرَ كلّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين) ، ف(دُبر) منصوب على الظرفية ، و (ثلاثاً وثلاثين) منصوب على أنّه مفعول مطلق ، وقد تنازعهما كلّ من العوامل الثلاثة السابقة عليهما» (1).

وعرّفه ابن عقيل (ت 769 ه) بقوله : «التنازع عبارة عن توجّه عاملين إلى معمول واحد» (2).

وقال المكودي (ت 807 ه) في تعريفه : «أن يتقدّم عاملان ويتأخّر عنهما معمول واحد ، وكلّ واحد من العاملين يطلبه من جهة المعنى» (3).

ويشكل على هذين التعريفين : تقييدهما العامل باثنين والمعمول بواحد ، مع أنّ كلاًّ منهما قد يزيد على ذلك ، ويمكن دفع الاِشكال بأنّهما قد اقتصرا على أقلّ ما يتحقّق به التنازع ، ولكنّ الأكمل في التعريف ما ذكره بعض النحاة من أنّ التنازع : أن يتقدّم عاملان فأكثر ، ويتأخّر معمول فأكثر ، ويكون كلّ المتقدّم طالباً للعمل في ذلك المتأخّر.

* * * 1.

ص: 292


1- شرح قطر الندى وبلّ الصدى : 222 - 223.
2- شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1 / 545.
3- شرح المكودي على الألفية ، ضبط وتخريج إبراهيم شمس الدين : 101.

خمس وأربعون - مصطلح الاشتغال

* لغةً :

الاشتغال : مصدر الفعل «اشتغل» ، الذي هو صيغة «افتعل» من الفعل «شَغَل».

قال ابن فارس : «الشين والغين واللام أصل واحد يدلّ على خلاف الفراغ ، تقول : شغلت فلاناً ، فأنا شاغله ، وهو مشغول» (1).

والفارق بين الفعلين «شَغلَ» و «اشتغل» : أنَّ أوّلهما متعدٍّ بنفسه ، والثاني متعدّ بالحرف ، وهو تارة يتعدّى ب(الباء) وأُخرى ب(عن) ، تقول : اشتغلت بالشيء ، أي : تلهَّيت به ، وتقول : اشتغلت عن الشيء ، أي : تلهَّيت بغيره عنه.

* اصطلاحاً :

وأمّا في اصطلاح النحاة فالمراد به اشتغال خاصّ ، هو : تلهّي العامل النحوي عن المعمول بضميره أو ما يلابس ضميره.

ولم يطرح النحاة الأوائل كلمة «الاشتغال» بوصفها عنواناً اصطلاحياً للمعنى النحوي ، وإن كانت مشتقّات هذه الكلمة تتردّد في أثناء كلامهم على معناها .. ».

ص: 293


1- معجم مقاييس اللّغة ، أحمد بن فارس ، تحقيق عبدالسلام هارون ، مادّة «شغل».

فقد تعرّض سيبويه (ت 180 ه) لمبحث الاشتغال تحت عنوان : «ما يكون فيه الفعل مبنيّاً على الاسم» ؛ قال : «فإذا بنيت الفعل على الاسم ، قلت : زيدٌ ضربته ، فلزمته الهاء ، وإنّما تريد بقولك : (مبني عليه الفعل) أنّه في موضع منطلق ، إذا قلت : عبدُ الله منطلقٌ ...

وإنّما حسن أن يبنى الفعل على الاسم حيث كان معملاً في المضمر وشغلته به ، ولولا ذلك لم يحسن ؛ لأنّك لم تشغله بشيءٍ.

وإن شئت قلت : زيداً ضربته ، وإنّما نصبه على إضمار فعل هذا يفسِّره ، كأنّك قلت : ضربتُ زيداً ضربته ، إلاّ أنّهم لا يظهرون هذا الفعل هنا ؛ للاستغناء بتفسيره» (1).

وتعرّض المبرّد (ت 285 ه) لمسألة الاشتغال في مواضع متفرّقة من كتابه المقتضب ، دون أن يعقد لها عنواناً خاصّاً (2).

وأمّا أبو علي الفارسي (ت 377 ه) فقد تطرّق للمسألة في باب الابتداء بقوله : «وممّا يرتفع بالابتداء (عبدُاللهِ) في نحو : عبدُاللهِ ضربته ... فالاختيار الجيّد في (عبداللهِ) الرفعُ ، و (ضربته) في موضع خبره ...

ويجوز أن ينصب (عبدالله) بفعل مضمر يكون الذي ظهر تفسيره ، كأنّك قلت : ضربتُ عبدَاللهِ ضربته .. فاستُغني عن إظهار هذا الفعل لدليل الثاني عليه» (3).0.

ص: 294


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 80 - 81.
2- المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرّد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 2 / 76 ، 299.
3- المقتصد في شرح الاِيضاح ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق كاظم بحر المرجان 1 / 229 - 230.

ووضع الحريري (ت 516 ه) للمسألة عنوان : «ما شُغَل عنه الفعل» ؛ قال : «اعلم أنَّ قولهم : زيداً ضربته ، وما جرى مجراه ، يسمّى : ما شغل عنه الفعل ، يعني به : اشتغال الفعل بالهاء التي في آخره عن العمل في زيد» (1).

وعنونه الزمخشري (ت 538 ه) ب- : «ما أضمر عامله على شريطة التفسير» ؛ قال : «ومن المنصوب باللازم إضماره : ما أضمر عامله على شريطة التفسير في قولك : (زيداً ضربته) ، كأنّك قلت : (ضربت زيداً ضربته) ، إلاّ أنّك لا تبرزه ؛ استغناءً عنه بتفسيره» (2).

وتابعه ابن الحاجب (ت 646 ه) على استعمال هذا العنوان (3).

واستعمل الشلوبين (ت 645 ه) عنوان : «اشتغال الفعل عن المفعول به» (4).

وعنونه ابن مالك (ت 672 ه) ب- : «اشتغال العامل عن الاسم السابق بضميره أو ملابسه» (5).

ولعلَّ أوّل من اقتصر على استعمال كلمة «الاشتغال» عنواناً اصطلاحياً هو ابن عصفور الاشبيلي (ت 669 ه) (6). 1.

ص: 295


1- شرح ملحة الاِعراب ، القاسم بن علي الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : 149.
2- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 48 - 49.
3- أ - الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي 1 / 39. ب - شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 437.
4- شرح المقدّمة الجزولية ، أبو علي الشلوبين ، تحقيق تركي العتيبي 2 / 759.
5- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق كامل بركات : 80.
6- أ - المقرّب ومعه مُثل المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 130. ب - شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 361.

وأمّا التعريف الاصطلاحي للاشتغال ، فأوّل من وجدته يطرحه - في حدود ما توفّر لي من المصادر - هو ابن الحاجب النحوي (ت 646 ه) ؛ فقد قال في شرح الوافية : «وضابطه : أن يتقدّم اسم وبعده فعل أو ما يقوم مقام الفعل ، مسلَّطاً على ضميره أو متعلّقه تسلّط المفعولية على وجه لوقدِّم على الأوّل لنصبه» (1).

وذكر ما يقاربه في الاِيضاح (2).

وقال في الكافية : «هو كلّ اسم بعده فعل أو شبهه مشتغل عنه بضميره أو متعلّقه ، لو سُلّط عليه هو أو مناسبه لنصبه» (3).

وفرق هذا التعريف عن سابقه : تصريحه بأنّ ما يفترض تسلّطه على الاسم ناصباً له ، ليس هو الفعل دائماً ، إذ قد يكون «ما يناسب الفعل» في بعض الحالات ، كما سنوضّحه.

ومراده ب(ما يقوم مقام الفعل) و (شبه الفعل) في التعريفين : ما يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل والمفعول.

«قوله : (كلّ اسم بعده فعل) احتراز عن نحو : زيدٌ أبوك ...

قوله : (أو شبهه) ؛ ليشمل نحو : زيداً أنا ضاربه ، أو : أنا محبوس عليه ...

قوله : (مشتغل عنه بضميره) ، أي : عن العمل في ذلك الاسم المتقدّم بالعمل في الضمير الراجع إليه ... ولولا ذلك لعمل فيه ، وهو احتراز عن نحو : زيداً ضربتُ ، فإنّه ليس من هذا الباب ؛ لأنّ عامله ظاهر وهو الفعل 7.

ص: 296


1- شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : 205 - 206.
2- الاِيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي 1 / 310.
3- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 437.

المؤخَّر ، وعن نحو : زيدٌ قامَ وزيدٌ قائم أيضاً ، لأنّ هذا الفعل وشبهه لا يعملَ الرفع في ما قبله حتّى يقال : إنّه اشتغل عنه بضميره ...

وقوله : (أو متعلّقه) أي : مشتغل بضميره أو بما يتعلّق به ذلك الضمير ، والتعلّق يكون من وجوه كثيرة ، نحو كونه مضافاً إلى ذلك الضمير ، نحو : زيداً ضربت غلامَه» (1).

وقوله : (أو مناسبه) يريد به إدخال نحو : زيدٌ مررت به ، وزيدٌ ضربتُ أَخاه ، إذ لا يمكن أن ينصب زيدٌ بالفعل نفسه مع الاحتفاظ بصحّة المعنى ، وإنّما ينصب بما يناسب الفعل ، بأن يقال : جاوزت زيداً مررتُ به ، وأهنت زيداً ضربتُ أخاه.

وقد عقّب الرضي على هذه العبارة قائلاً : «قوله : (أو مناسبه لنصبه ...) الظاهر أنّها ملحقة ولم تكن في الأصل ؛ إذ المصنّف لم يتعرّض لها في الشرح (2) ، والحقّ أنّه لا بُدّ منها ، وإلاّ خرج نحو : زيداً مررتُ به ، وأيضاً نحو : زيداً ضربت غلامه ؛ لأنّه لا بُدّ هنا من مناسب حتّى ينصب زيداً ؛ لأنَّ التسليط يعتبر فيه صحّة المعنى ، ولو سلّطت (ضربت) على (زيداً) في هذا الموضع لنصبه ، لكن لا يصحّ المعنى ؛ لأنّك لم تقصد أنّك ضربت زيداً نفسه ، بل قصدت إلى أنّك أهنته بضرب غلامه ، فالمناسب إذن يُطلب في موضعين :

أحدهما : أن يكون الفعل أو شبهه واقعاً على ذلك الاسم ، معنىً ، لكن لا يمكنه أن يتعدّى إليه إلاّ بحرف جرّ ، نحو : زيداً مررتُ به ...

والثاني : أن لا يكون الفعل الظاهر أو شبهه واقعاً عليه ، بل على ة.

ص: 297


1- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 439 - 440.
2- أي : في شرحه على رسالته الكافية.

متعلّقه ... نحو : زيداً ضربتُ غلامَه ، أو مررتُ بغلامِهِ» (1).

وعرّفه ابن عصفور (ت 669 ه) بقوله : «الاشتغال هو : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل ، متصرّف أو ما جرى مجراه ، قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في سببيّه ، ولو لم يعمل فيه ، لعمل في الاسم المشتغل عنه أو في موضعه» (2).

وفرقه عن تعريف ابن الحاجب في نقطتين :

الأُولى : أنّه قيد الفعلَ بكونه متصرّفاً ، متحرّزاً بذلك «من غير المتصرّف ، نحو : نعم وبئس وأفعال التعجّب ، وما جرى مجراها في عدم التصرّف» (3).

الثانية : بيانه أنّ العامل إذا لم ينشغل بالضمير أو سببيّه ، فإنّه يكون عاملاً إمّا في الاسم المتقدّم أو في موضعه ؛ قال : «ومثال عمله في موضعه قولك : (أزيد قام أبوه؟) ، ألا ترى أنّ (قام) لو لم يعمل في الأب ، لم يعمل في زيد ؛ لأنّ الفاعل لا يتقدّم على الفعل ، لكن يعمل في ظرف أو مجرور إن وقع موقعه» (4).

ولكن يلاحظ على ابن عصفور أنّه لم يضمِّن التعريف أنّ الناصب للاسم المتقدّم قد يكون ما يناسب العامل المذكور.

وعرّفه ابن هشام (ت 761 ه) بتعريفين : 0.

ص: 298


1- شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 448 - 449.
2- أ - المقرِّب ، ومعه مُثُلُ المقرِّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 130. ب - شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 361.
3- شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 361.
4- المقرّب ومعه مُثل المقرّب ، ابن عصفور : 130.

* أوّلهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل عامل في ضميره ، ويكون ذلك الفعل بحيث لو فرِّغ من ذلك المعمول وسلِّط على الاسم الأوّل لنصبه» (1).

وعلّق عليه السجاعي (ت 1195 ه). بأنّه : «لم يقل (عامل) ليشمل الاسم ؛ لأنَّ فيه تفصيلاً ، وهو : أنّه إن كان وصفاً بأن كان اسم فاعل أو اسم مفعول أو من أمثلة المبالغة عمِلَ ، وإلاّ فلا ، ويشترط أن يكون صالحاً للعمل في ما قبله باعتبار ذاته» (2).

أقول :

إنّ إبدال كلمة «فعل» ب«عامل» يفيد كمال التعريف ، ولا ضير في وجود التفصيل ؛ إذ يمكن إرجاء ذكره إلى شرح التعريف.

ويلاحظ عليه أيضاً : أنّه حصر عمل الفعل في ضمير الاسم المتقدّم ، دون أن يضيف إليه سببيَّ الضمير.

* وثانيهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل أو وصف صالح للعمل في ما قبله ، منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره أو ملابسه» (3).

وبقوله : «أو وصف» و : «أو ملابسه» تدارك للنقص الموجود في تعريفه الأوّل.

وأمّا ابن عقيل (ت 769 ه) فقد قال في تعريفه : «الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في 4.

ص: 299


1- شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 216.
2- حاشية أحمد السجاعي على شرح قطر الندى : 77.
3- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 214.

سببيّه» (1).

ويؤخذ عليه : تعبيره بكلمة «فعل» ، وكان عليه أن يبدلها بكلمة «عامل» أو يعطف عليها «أو شبهه» ونحوها.

وعرّفه الأشموني (ت 900 ه) بقوله : «حقيقة باب الاشتغال : أن يسبق اسم عاملاً منشغلاً عنه بضميره أو ملابسه ، لو تفرّغ له هو أو مناسبه لنصبه لفظاً أو محلاًّ» (2).

وإنّما ينصب الاسم السابق لفظاً أو محلاًّ تبعاً لكونه معرباً أو مبنيّاً ، ومثالهما على التوالي : زيداً ضربته ، وهذا ضربته.

ولا ضرورة لتنويع نصب الاسم السابق في متن التعريف.

وعرّفه الأزهري (ت 905 ه) قائلاً : «وحدّه : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو اسم يشبهه ناصب لضميره أو لملابس ضميره بواسطة أو غيرها ، ويكون ذلك العامل بحيث لو فرّغ من ذلك المعمول وسلِّط على الاسم المتقدّم لنصبه» (3).

ويلاحظ عليه : أنّه لم يذكر أنّ العامل قد يكون مناسبَ الفعل ، وأنّ العمل قد يكون في موضع الاسم المتقدّم.

وعرّفه السيوطي (ت 911 ه) بقوله : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر فعل أو شبهه قد عمل في ضميره أو سببيّه ، لولا ذلك لعمل فيه أو في موضعه» (4).

ويلاحظ عليه : أنّه لم يُشر إلى أنّ العامل في الاسم المتقدّم قد يكون 1.

ص: 300


1- شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد 1 / 517.
2- شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق حسن حمد 1 / 427.
3- شرح التصريح على التوضيح ، الشيخ خالد الأزهري 1 / 296.
4- البهجة المرضية ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق مصطفى الدشتي 1 / 171.

مناسب ما هو مذكور من الفعل أو شبهه.

وعرّفه الفاكهي (ت 972 ه) بقوله : «حدّ الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو وصف صالح للعمل مشغول عن نصبه لفظاً أو محلاًّ بالنصب لمحلِّ ضميره أو لملابِسه بواسطة أو غيرها» (1).

ومراده بنصب ملابس الضمير بغير واسطة نحو : زيداً ضربت أخاه ، وبنصبه بواسطة نحو : زيداً مررت بغلامِهِ.

ولا بُدّ من الاِشارة في خاتمة البحث إلى أنّ بعض الملاحظات المتقدّمة على التعاريف المذكورة ناشئة من إرادة تضمين التعريف جميع المعلومات التفصيلية الخاصّة بالمعرَّف ، وهو لزوم لما لا يلزم ، إذ يكفي أن يتضمّن التعريف بيان العناصر الأساسية للمعرَّف ، ويترك بيان تفاصيله لشرح التعريف.

والذي أرجّحه أن يقال في تعريفه : الاشتغال : أن يتقدّم اسم على عاملٍ في ضميره أو سببيّه.

ثمّ يقال في شرحه : أنّ العامل قد يكون فعلاً متصرّفاً ، أو اسماً عاملاً عمل الفعل ، وأنّ عدم اشتغال العامل بالضمير أو سببيّه يؤدّي إلى انتصاب الاسم المتقدّم بعاملٍ مضمرٍ ، مفسَّر إمّا بالعامل المذكور ، وإمّا بما يناسبه.

* * * 1.

ص: 301


1- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمد الطيّب الاِبراهيم : 151.

ستّ وأربعون - مصطلح المصدر

* لغةً :

المصدر في اللغة : موضع الصدور ..

قال ابن فارس : «الصاد والدال والراء أصلان صحيحان ، أحدهما يدلّ على خلافِ الوِرْد ، والآخر صدر الاِنسان وغيره.

فالأوّل قولهم : صَدَرَ عن الماءِ ، وصدرَ عن البلادِ ، إذا كان وردَها ثمّ شَخَص عنها (1).

وقال ابن منظور : «أصدرته فَصَدرَ ، أي : رجعته فرجَعَ ، والموضع مصدر» (2).

وإنّما جعل المصدر بهذا المعنى عنواناً للمعنى الاصطلاحي النحوي ؛ نظراً لرجوع المشتقّات إليه وصدورها عنه.

* اصطلاحاً :

استعمل سيبويه (ت 180 ه) كلمة «المصدر» عنواناً للمعنى الاصطلاحي إلى جانب كلمات أُخرى هي : الحَدَث والحَدَثان والفعل ..

ومن شواهد ذلك قوله : «واعلم أنّ الفعل الذي لا يتعدّى الفاعلَ يتعدّى إلى اسم الحدثان الذي أخذ منه ... ألا ترى أنّ قولك : (قد ذهبَ) بمنزلة قولك : قد كان منه ذهابٌ ... ».

ص: 302


1- معجم مقاييس اللّغة ، ابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون ، مادّة «صدر».
2- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «صدر».

قولك : ذهبَ عبد الله الذهابَ الشديدَ ، وقعد قعدَة سَوْءٍ ، وقعد قعدتين ، لمّا عمِلَ في الحَدَث ، عمل في المرّة منه والمرّتين» (1).

وقال الزمخشري : «المصدر سُمّي بذلك لأنّ الفعل يصدر عنه ، ويسمّيه سيبويه : الحَدَث والحدثان ، وربّما سمّاه الفعل» (2).

وأقدم تعريف اصطلاحي وجدته للمصدر قول المبرّد (ت 285 ه) : «المصدر اسم الفعل» (3).

وقال محقّق كتاب المقتضب في حاشية الصفحة نفسها : يريد من الفعل : الحَدَث ، وقد وقع مثل ذلك في كتاب سيبويه».

وقد أخذ بهذا التعريف الزجّاجي (ت 337 ه) ، فقال : «والمصدر ... يعمل عمل اسم الفاعل ؛ لأنّه اسم الفعل» (4) ، وقال أيضاً : «والحدث : المصدرُ ، وهو اسم الفعل ، والفعل مشتقّ منه» (5).

وقال ابن الحاجب في شرحه : «قوله : (اسم الفعل) أي : المصدر دالٌّ على الفعل الحقيقي ، وهو المعاني وما أُجري مُجراها من النسب ، وقوله : (والفعل مشتقّ منه) يعني [أنّ] الفعل الصناعي اللفظي قسيم الاسم والحرف الدالّ على حدثٍ وزمانٍ مشتقّ منه ، أي : من المصدر على ما هو مذهب البصريّين .. 7.

ص: 303


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 34 - 35.
2- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 31.
3- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 3 / 68.
4- الاِيضاح في علل النحو ، أبو القاسم الزجّاجي ، تحقيق مازن المبارك : 135.
5- الجمل ، الزجّاجي ، تحقيق ابن أبي شنب : 17.

فالمصدر : الألفاظ التي هي أسماء الأحداث ، كالقيام والقعود والأكل والخروج» (1).

وشرحه ابن أبي الربيع الاِشبيلي قائلاً : «قوله : (والحَدَث : المصدر) يريد أنّ الحدث هو الذي صدر منه الفعل ، أي : خرج ، فالأصل القيام ، فلمّا أرادوا الاِخبار بإيقاعه في زمن ماضٍ ، قالوا : قام ، فقام ماضٍ ، والقيام المصدر ..

وقوله : (وهو اسم الفعل) أي : الاسم المأخوذ منه الفعل ، كما تقول : تراب الآنية ، أي : التراب المعمول منه الآنية ، وذهبُ السوار ، أي : الذهب الذي عمل منه السوار ، فكما أنّ السوار إنّما يدلّ على الذهب بذاته لابشكله ... كذلك الفعل يدلّ على ما أُخذ منه - وهو الحَدَث - بحروفه ، ويدلّ على المعنى الزائد الذي به استحقّ أن يقال له فعل ، بالشكل والبنية ...

وقوله : (والفعل مشتقّ منه) ، هذا اللفظ أجلى في ما أراد من القولين المتقدّمين ، فهذه ثلاث جمل معناها واحد ، ويسمّى هذا : التتبيع» (2).

وعرّفه الرمّاني (ت 384 ه) بأنّه : «اسم لحادث يوجد فيه الفعل» (3).

والظاهر من كلامه : أنّ الفعل الاصطلاحي من الماضي والمضارع والأمر إنّما يتحقّق بالمصدر الذي هو الحدث ، نحو : ضرب يضرب اضرب ، فهذه الأفعال إنّما توجد بالضرب. 9.

ص: 304


1- الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي 4 / 48.
2- البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الاِشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي 1 / 168 - 169.
3- الحدود في النحو ، علي بن عيسى الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق مصطفى جواد ، ويوسف مسكوني : 39.

وعرّفه ابن جنّي (ت 392 ه) بأنّه : «اسم دلّ على حدثٍ وزمان مجهول» (1).

ويلاحظ : أنّ المصدر ليست فيه دلالة وضعية على الزمان ، وإن كان يدلّ عليه التزاماً ؛ إذ لا بُدّ للحدث أن يقع في زمان ما ، هذا مع أنّ الدلالة على الزمان ليست من ذاتيات المعرَّف (المصدر) لتذكر في تعريفه.

وعرّفه الزمخشري (ت 538 ه) بقوله : «المصدر : هو الاسم الذي يشتقّ منه الفعل» (2) ..

وقال الأردبيلي في شرحه : «فقوله : (الاسم) شامل لجميع الأسماء ، وقوله : (يشتقّ منه الفعل) يخرج غيره» (3).

ويؤخذ على هذا التعريف أنّه : لم يبيّن ماهية المصدر الذي يشتقّ منه الفعل.

وعرّفه ابن الحاجب (ت 646 ه) بقوله : «المصدر : اسم الحدث الجاري على الفعل» (4).

ولا ترد على هذا التعريف المؤاخذة التي سجّلناها على تعريف الزمخشري ، وقد تابعه عليه ابن هشام الأنصاري (ت 761 ه) (5) ، وقال 1.

ص: 305


1- اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 48.
2- شرح الانموذج في النحو ، جمال الدين الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : 124.
3- شرح الانموذج في النحو : 124.
4- أ - شرح الكافية ، الرضيّ ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 399. ب - الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي 3 / 51.
5- أ - شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد : 381. ب - شرح قطر الندى وبلّ الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد : 291.

في شرحه : «واحترزت بقولي : (الجاري على الفعل) من اسم المصدر ؛ فإنّه وإن كان اسماً دالاًّ على الحدث ، لكنّه لا يجري على الفعل ، وذلك نحو قولك : (أعطيت عطاءً) ، فإنّ الذي يجري على أعطيت إنّما هو (إعطاء) ؛ لأنّه مستوفٍ لحروفه ، وكذا (اغتلستُ غُسلاً) ، بخلاف اغتسل اغتسالا» (1).

وممّا ذكره الرضيّ في شرح هذا التعريف : «يعني ب(الحدث) معنىً قائماً بغيره ، سواء صدر عنه كالضرب والمشي ، أو لم يصدر كالطول والقِصَر.

و (الجري) في كلامهم يستعمل في أشياء ..

يقال : (هذا المصدر جارٍ على هذا الفعل) أي : أصل له ومأخذ اشتقّ [الفعل] منه ...

ويقال : (اسم الفاعل جارٍ على المضارع) أي : يوازنه في الحركات والسكنات.

ويقال : (الصفة جارية على شيء) أي : ذلك الشيء صاحبها ...

والأوْلى : صيانة الحدّ عن الألفاظ المبهمة ...

وقوله : (الجاري على الفعل) احتراز من [نحو] العالمية والقادرية» (2) خط ، أي من المصادر الصناعية ؛ لأنّها ليست مصدراً لاشتقاق الفعل.

وممّا تقدّم يتّضح وجود فرق بين تفسير الرضيّ لقيد (الجري) في التعريف ، وبين تفسير ابن هشام له ، فالرضيّ فسّره بكون المصدر مأخذاً 0.

ص: 306


1- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 382.
2- شرح الكافية ، الرضيّ 3 / 399 - 400.

لاشتقاق الفعل ، محترزاً بذلك عن دخول المصدر الصناعي ، بينما يفسّره ابن هشام بمعنىً آخر غير المعاني الثلاثة التي ذكرها الرضي ، وهو : استيفاء المصدر لحروف فعله ، ويحترز به من دخول اسم المصدر.

وأمّا ابن مالك (ت 672 ه) فقد عرّف المصدر بأنّه : «الاسم الموضوع بأصالة الدالّ على المعنى الصادر من المحدِّث به ، أو القائم به ، أو الواقع عليه» (1) ..

وقال في شرحه : «تقييد وضع المصدر بالأصالة مخرج لاسم المصدر ، وهو ما وافق في المعنى مصدر غير الثلاثي كغُسلٍ وقُبْلةٍ وعَوْنٍ ؛ فإنّها أسماء مصادر ؛ لأنّها وافقت في الوزن الشكر والقدرة والصَّوْن ، لكنّ هذه مصادر ؛ لأنّ أفعالها ثلاثية ، والغُسل والقبلة والعون أسماء مصادر ؛ لأنّ أفعالها : اغتسل وقبّل وأعان ، ومصادرها : اغتسال وتقبيل وإعانة ، فوضع هذه مقدّم بالرتبة على وضعِ تلك ، فلهذا نسب وضع المصدر إلى الأصالة.

والدالّ على معنىً صادرٍ من المحدِّث به ك- : نطق ، والدالّ على معنىً قائمٍ به ك- : علم ، والدالّ على معنىً واقع عليه ك- : بخت وزكام ، ممّا لا يكون فعله مستنداً إلى فاعل ، بل واقعاً على مفعول» (2).

وعرّفه الرضيّ (ت 686 ه) بأنّه : «اسم الحدث الذي يشتقّ منه الفعل» (3) ..

فاستعمل عبارة : (يشتقّ منه الفعل) عوضاً عن : (يجري على 9.

ص: 307


1- شرح عمدة الحافظ وعدّة اللافظ ، ابن مالك ، تحقيق عدنان الدوري : 689.
2- شرح عمدة الحافظ وعدّة اللافظ : 689 - 690.
3- شرح الكافية ، الرضي 3 / 399.

الفعل) ؛ صيانة للحدِّ من الألفاظ المبهمة ، نظراً إلى ما ذكره من أن الجري يستعمل في كلامهم في ثلاثة معان ، أحدها : اشتقاق الفعل من المصدر.

وعرّفه الفاكهي (ت 973 ه) بأنّه : «اسم دالّ بالأصالة على معنىً قائمٍ بفاعل ، أو صادرٍ عنه ، إمّا حقيقة أو مجازاً ، أو واقع على مفعول» (1).

وهو تعريف ابن مالك المتقدّم نفسه ، إلاّ أنّه أضاف إليه تقسيم المعنى الصادر من الفاعل إلى حقيقة ومجاز.

والذي أستحسنه : أن يقتصر في تعريف المصدر على أنّه : «اسم الحدث» ؛ لأنّ ما عدا ذلك كاشتقاق الفعل منه ، ونحو علاقته بالفاعل من القيام به أو الصدور عنه ، وغير ذلك ، ليس من ذاتيات المعرّف التي لا بُدّ من ذكرها في متن التعريف ، فينبغي إرجاء ذكرها إلى بيان التفاصيل المتعلّقة به.

* * *

ص: 308

من ذخائر التّراث

ص: 309

ص: 310

صورة

ص: 311

ص: 312

مقدّمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الّذي هدانا بلطفه للاِيمان ، وأوضح لنا سبل البرهان ، وعرّفنا دينه القويم وكتابه ، وما أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والحمد لله الّذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين ، وعترته الأنوار الباهرة الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، ورزقنا البراءة من أعدائهم بالحجج الدامغة إلى قيام يوم الدين.

أمّا بعد ..

فالشريعة الاِسلامية هي خاتمة لكلّ الشرائع السابقة ومهيمنة عليها ، وهي الرسالة الجامعة لكلّ الرسالات السابقة ؛ فقد أعادت البشرية إلى الهدى بعد الضلال ، وإلى النور بعد الظلام ، ووضّحت لهم المنهج التكاملي الصحيح وطريق السعادة الكبرى ، واجتثّت رواسب الشرك والوثنية من عقول الجاهلية التي كانت تلهث وراء عبادة الأصنام والأوثان من دون أي تدبّر وتفكّر في أنّها جمادات لا تغن ولا تسمن.

ص: 313

فوقف صاحب هذه الرسالة الخاتمة أمام هؤلاء ليواجههم بأساليب جديدة للمعالجة ووسائل ناجحة ومتميّزة ، وإعدادهم لمقارعة تلك المفاهيم والتوجّهات الجاهلية ، فنجح في ذلك كلّه وأرسى دعائم الرسالة وقيمها السامية ، فارتقى بهم إلى مدارج الكمال وحوّلهم إلى خير أُمّة أُخرجت للناس فجعلهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..

وقبل أن يلتحق الرسول صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى وضّح للأُمّة المنهج الذي تنتهجه بعده ، والخليفة المؤهّل الذي سيكون بعده صلى الله عليه وآله قائداً مقتدراً لهذه الأُمّة ليوصلها إلى شاطىَ النجاة ، ولم يتركها هملاً بدون هادٍ ومرشد ؛ إذ كان متيقّناً من وجود مَن سيخالفه ، من خلال ظهور بوادر هذا الخلاف في حياته صلى الله عليه وآله ..

فهذا خالد بن الوليد أرسله داعياً لبني جذيمة ولم يرسله مقاتلاً ولكنّ خالد وضع السيف فيهم ليأخذ بثأر عمّه بن المغيرة عندما قتلوه في الجاهليّة ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام ليعطي الدية لهم.

وهذا عمر بن الخطّاب يعترض على النبيّ صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية ، كما خالف هو مع أبي بكر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يطيعاه عندما أمرهما بقتل الرجل المارق الذي كان يصلّي ، كما أنّهما هربا أكثر من مرّة من الزحف ، وخير مصداق لذلك هو تخلّفهما عن جيش أُسامة ، بل طعنوا حتّى في إمرته.

وأبرز خلاف ظهر بشكل علني بين المسلمين هو قبيل رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، وهو الذي بدأه عمر بن الخطّاب حينما طلب النبيّ صلى الله عليه وآله من الحاضرين أن يأتوه بدواة وكتف ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فقال عمر : إنّ الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله.

ص: 314

وافترق المسلمون فرقتين ، إحداهما امتثلت قول عمر ، والأُخرى قالت بوجوب تنفيذ طلبه صلى الله عليه آله ، فكثر اللغط والاختلاف حتّى قال صلى الله عليه وآله : «قوموا عنّي ، لا ينبغي التنازع عندي».

فخرج ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (1).

وغير ذلك من المخالفات منهما ومن بعض الصحابة.

لكن مع كلّ هذا نجد أنّه صلى الله عليه وآله كان واقفاً على خطورة الموقف ، وعظم مقام القيادة ؛ إذ كان يعرِّف للأُمّة إمامها وقائدها والقائم بأعباء الخلافة والاِمامة من بعده حيناً بعد آخر ، وبأساليب متعدّدة مختلفة ..

فتارة يشبّهه بهارون عليه السلام (2).

وأُخرى يجعله وأولاده : أحد الثقلين والعِدْل للقرآن (3).

وثالثة بأنّهم كسفينة نوح (4).

إلى غير ذلك من النصوص الجليّة والواضحة التي تؤكّد وتشير إلى حقيقة أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يترك خلافة وإمامة الأُمّة سدىً ، ولم يفوّضها إلى شورى الأُمّة ومفاوضاتها أو منافساتها ، أو إلى بيعة شخص معيّن ، بل عالجها في حياته بأنجح الطرق وأفضلها ، وبأحسن الأساليب .. 4.

ص: 315


1- الطبقات - لابن سعد - 2 / 244 ، صحيح البخاري 1 / 39 كتاب العلم - باب 39 ، صحيح مسلم 3 / 1259 ، الملل والنحل - للشهرستاني - 1 / 22.
2- المعجم الكبير - للطبراني - 4 / 184 ح 4087 ، حلية الأولياء 7 / 196 ، المناقب - للمغازلي - : 27 - 37 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 100 ح 8448.
3- مسند أحمد 3 / 14 ، المسترشد : 559 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 109 ، المناقب - للمغازلي - : 234.
4- العمدة - لابن البطريق - : 358 ح 693 - 697 ، تاريخ بغداد 12 / 91 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 150 ، الصواعق المحرقة : 234.

فأوصى بها صلى الله عليه وآله بأمر الله عزّ وجلّ إلى الأئمّة الأطهار : من ولده ، الّذين هم حجج الله في أرضه وحكمهم كحكمه تعالى ، فوجبت طاعتهم بنصّ الكتاب العزيز : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) (1) ، وأوجب العمل بأوامرهم.

ولقد استفاضت الأدلّة لاِثبات أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يترك الأُمّة بدون هادٍ ومرشد من أوّل دعوته ، ابتداءً بحديث الدار أو إنذار العشيرة (2) ، وختاماً بآية الاِبلاغ وإكمال الدين (3) ، أو بحديث الدواة والكتف وكتابة الكتاب لهم (4).

وهذه الرسالة التي بين يدي القارىَ العزيز هي للسيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن يحيى الحسني الزيدي ، يورد فيها بعض هذه الأدلّة المثبتة لاِمامة وخلافة عليٍّ صلى الله عليه وآله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل ، ومن بعده الأئمّة الأطهار :.

المؤلّف في سطور :

هو السيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد ابن يحيى بن يحيى الحسني الزيدي ، من علماء الزيديّة .. 4.

ص: 316


1- سورة النساء 4 : 59.
2- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 341 ح 408 ، مسند أحمد 1 / 111 ، تفسير الطبري 19 / 74 ، شواهد التنزيل 1 / 420 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 48 ح 8381 ، كفاية الطالب : 204.
3- سورة المائدة 5 : 3 و 67؛ وراجع تفسير هاتين الآيتين ، وكذلك الكتب التي تروي واقعة الغدير في يوم حجّة الوداع.
4- صحيح البخاري 1 / 39 باب كتابة الصلح ، الملل والنحل - للشهرستاني - 1 / 22 ، تذكرة الخواصّ : 65 ، الطبقات - لابن سعد - 2 / 244.

ذكر محمد بن زبارة الحسني اليمني في كتابه المسمّى : ملحق البدر الطالع من بعد القرن السابع قائلاً : إنّ صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين بن يحيى الحسني روى عن : الاِمام المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى ، والقاضي ابن يحيى صاحب شعلل ، والأمير الهادي بن تاج الدين ، والسيّد علي بن المرتضى ... وغيرهم.

وكان علاّمة كبيراً ، ونحريراً خطيراً ، وله رسائل ومسائل ، وهو متمّم شفاء الأمير الحسين بن محمد ، وسكن الشرف الأعلى ، وقد أثنى عليه الاِمام المهدي محمد بن المهدي في رسالة له سنة 702 ، ومات صاحب الترجمة في أوّل القرن الثامن رحمه الله تعالى (1).

أقول :

لا بأس بالوقوف هُنيهة للتنبيه على مسألة مهمّة جدّاً ، وهي : توضيح الفرق بين الزيدية والشهيد زيد بن علي عليه السلام.

الشيعة الاثنا عشرية ترى وتعتقد في زيد غير ما تعتقد به الزيدية ، فالزيدية تعتقد : إنّ كلّ مَن قام بالسيف من ذرّية عليّ عليه السلام فهو إمام مفترض الطاعة ، وعلى هذا سيكون زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : هو الاِمام من بعد أبيه ؛ لأنّه نهض بالسيف وقاتل واستُشهد عليه السلام.

أمّا نحن فنعتقد أنّ زيداً نهض بالسيف ليؤدّي واجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والطلب بدم جدّه الاِمام الحسين عليه السلام ، فقتل شهيداً مظلوماً ، ولم يدّعي الاِمامة لنفسه بل كان أعرف الناس بمقام 8.

ص: 317


1- البدر الطالع - للشوكاني - (ملحق البدر الطالع 2) : 103 ح 178.

أخيه الاِمام الباقر وعمّه الاِمام الصادق عليه السلام.

وقد ذكر الشيخ المفيد ذلك في كتابه الاِرشاد قائلاً : وكان زيد بن علي بن الحسين عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم ، وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً ، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويطالب بثارات الحسين عليه السلام ، واعتقد فيه كثير من الشيعة الاِمامة ، وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد فظنوه يريد بذلك نفسه ، ولم يكن يُريدُها به لمعرفته عليه السلام باستحقاق أخيه للاِمامة من قبله ، ووصيّته عند وفاته إلى أبي عبد الله عليه السلام (1).

النسخة المخطوطة المعتمدة في التحقيق :

في بداية عملي اعتمدت النسخة التي استنسخها السيّد حسين الحسيني الشيرازي ، في الثالث عشر من شهر شوّال المكرّم لسنة ألف وأربعمائة وخمس هجرية ، المحفوظة في مكتبة مركز إحياء التراث الاِسلامي في مدينة قم المقدّسة ، برقم 476.

ثمّ لاحظت فيها - أثناء العمل - بعض الأخطاء ، ووجدت بياضات بدل بعض الكلمات التي لم تستنسخ ، فرجعت إلى النسخة المخطوطة نفسها ، المحفوظة في مكتبة السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي العامّة في مدينة قم ، برقم 840 ..

وهي مصوّرة لنسخة محفوظة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء باليمن ، برقم 2 / 722 فهرست مخطوطات الجامع الكبير. 2.

ص: 318


1- الاِرشاد - للشيخ المفيد - 2 / 171 وص 172.

تقع في 24 صفحة ، تبدأ من صفحة 176 - 199 ، وكلّ صفحة تحتوي على 19 سطراً.

وفي هذه النسخة المصوّرة واجهت بعض الصعوبات أيضاً ؛ لوجود كثرة السواد وعدم التنقيط في الأغلب ، ولكن بعد التوكّل على الله تعالى والرجوع إلى المصادر التي في متناول أيدينا تغلّبت على كثير منها.

منهجية التحقيق :

1 - تقطيع النصّ وتقويمه.

2 - تخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.

3 - توضيح وشرح بعض النصوص.

4 - توضيح بعض المفردات اللغوية.

5 - ما أضفناه للضرورة جعلناه بين معقوفين.

السيّد

شهيد الخطيب

20

محرّم الحرام سنة 1424 ه-

ص: 319

صورة

ص: 320

صورة

ص: 321

الكواكب الدُرّية

في النصوص على إمامة خير البريّة

وذكر نجاة أتباع الذُرّية

ممّا ولي تأليفه : الأمير المعظّم الكبير ، علم العترة النبويّة ، وتاج الذرّية العلويّة ، صلاح الدنيا والدين ، محيي علوم آبائه الأكرمين :

صلاح ابن أمير المؤمنين إبراهيم بن

أحمد بن محمد بن غني بن يحيى ابن

الهادي إلى الحقّ ابن رسول الله

صلّى الله عليه وعليهم أجمعين.

ص: 322

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ أعن

الحمد لله الذي اختار آل محمد عليهم السلام على علمٍ على العالمين ، وافترض مودّتهم على كافّة خلقه أجمعين ، وجعلهم الولاة على عباده إلى يوم الدين ، وقمع بسطوتهم عُتاة الجبابرة المتمرّدين ، وأطفأ بهم نيران شبهات المموّهين ، وفي ذلك ممّا يقول الرسول الأمين صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيّبين : «في كلّ خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» (1).

أمّا بعد ..

فإنّها ظهرت مقالة من بعض من ينتمي إلى العلم ، ويدّعي بزعمه أنّه من أُولي الفهم ، وهي :

إنكار النصّ على أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليه صلوات ربّ العالمين. 1.

ص: 323


1- ورد الحديث في المصادر بزيادة : «ألا إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا بمن تفدون في دينكم» ، وسيأتي ذكر هذا الخبر مع هذه الزيادة في ص 378. راجع هذه المصادر : كمال الدين - للشيخ الصدوق - : 221 ح 7 ، قرب الاِسناد : 77 ح 250 ، تنبيه الغافلين - للبيهقي - : 152 ح 63 ، ذخائر العقبى : 17 ، جواهر العقدين 1 - ق 2 - / 91 ، الصواعق المحرقة : 231.

فلمّا بلغ ذلك إليّ اعتقدت وجوب الردّ عليه ، وتصويب أسنّة الطعن والتشنيع إليه ؛ لكون ذلك بدعة يجب إنكارها ، ومقالة يقبح إظهارها ، ولِما روي عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً» (1).

وقصدت بذلك الخروج عن عهدة ما يجب من حقّ أمير المؤمنين عليه السلام ، والتعرّض لِما ورد في الأثر عن سيّد البشر وهو قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرةً ، فمن ذكر فضيلة من فضائله غفر الله له ما تقدّم من ذنبه ، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» ..

ثمّ قال : «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه» (2).

ولمّا كان أهل هذه البدعة ينتمون إلى العلم والزهادة ، ويتحلّون في ظاهر أمرهم بالعبادة ، فبُثَّت بدعتهم ، وقُبِلَت شبهتهم ، وكثر اغترار الجاهل بهم ، وذلك مصداق ما قاله أمير المؤمنين ، عليه سلام ربِّ العالمين : «قطع ظهري اثنان : عالم فاسق يصدّ الناس عن علمه بفسقه ، وذو بدعة ناسك 9.

ص: 324


1- مسند الشهاب 1 / 318 ح 537. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : تاريخ بغداد 10 / 264 ، حلية الأولياء 8 / 200 ، تاريخ مدينة دمشق 54 / 199 ح 11447 ، كنز العمّال 3 / 82 ح 5598.
2- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 201 ح 216 ، المناقب - للخوارزمي - : 2 ، كفاية الطالب : 252 ، فرائد السمطين 1 / 19.

يدعو الناس إلى بدعته بنسكه» (1) ..

فإذا كان الأمر كذلك فعلى الغافل أن ينظر في معرفة الحقّ ليعرف أربابه ، ومعرفة الباطل لتجنّب نصابه (2) ؛ قال أمير المؤمنين عليه السلام : «الحقّ لايعرف بالرجال ، وإنّما الرجال يعرفون بالحقّ ، اعرف الحقّ تعرف أهله قلّوا أم كثروا ، واعرف الباطل تعرف أهله قلّوا أم كثروا» (3).

وإذا أردنا أن نتكلّم في إبطال شبهته ، ومحو بدعته ، أوردنا النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين تصريحاً وتعريضاً ، فقلنا : الدليل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بغير فصل : الكتاب ، والسُنّة ، وإجماع العترة.

* أمّا الكتاب :

[آية الولاية]

فقوله تعالى : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (4).

ونحن نتكلّم في أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ نتكلّم في دلالتها على إمامته .. 5.

ص: 325


1- ورد الحديث بألفاظ مختلفة ؛ كما في : الخصال - للشيخ الصدوق - : 69 ح 103 ، روضة الواعظين : 6 ، منية المريد : 74 ، الصواعق المحرقة : 200.
2- النصاب : مأخوذ من النصب ، وهو : التعب والعناء ؛ راجع : لسان العرب 1 / 758.
3- ورد بتفاوت في الألفاظ ؛ وهو : قوله عليه السلام للحارث بن حوط : «يا حارث! إنّه ملبوس عليك ، إنّ الحقّ لا يعرف بالرجال ، اعرف الحقّ تعرف أهله» ؛ التبيان - للشيخ الطوسي - 1 / 190 ، مجمع البيان 1 / 188 - 189 ، تفسير القرطبي 1 / 340 ، روضة الواعظين : 31 ، الطرائف - لابن طاووس - : 136 ح 215.
4- سورة المائدة 5 : 55.

أمّا أنّها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، فذلك إجماع العترة الطاهرة ، وهو إجماع أهل النقل كافّة ، وإجماعهم كافٍ في باب الأخبار ، ولو أردنا تفصيل الرواية (1) وأسماء الرواة (2) لطال الكلام ، والغرض الاختصار ، وهو موجود بحمد الله تعالى ومنّه.

وأمّا وجه الدلالة ، فهو : إنّ الله أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى 0.

ص: 326


1- تواترت الأخبار في سبب نزول الآية : دخل سائل فقير إلى مسجد رسول الله 6 وكان المسلمون في تلك الساعة منهمكون بالعبادة والأعمال الأُخرى ، فسأل فلم يعطه أحد شيئاً إلاّ عليّاً عليه السلام ، أعطاه خاتمه وهو في حالة الركوع .. انظر : ما ذكره الحسكاني في شواهد التنزيل 1 / 179 ح 235 ، بالاِسناد إلى أبيذرّ رحمه الله تعالى ، قال : أما إنّي صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان عليٌّ راكعاً فأومأ بخنصره إليه ، وكان يتختّم بها ، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرّع النبيّ صلى الله عليه وآله -بعد أن سأل مِن السائل وأجابه بأنّ ذلك الراكع هو الذي أعطاني الخاتم - إلى اللهعزّ وجلّ ، فقال : «اللّهمّ إنّ أخي موسى سألك ، قال : (ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحلُل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركْه في أمري) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : (سنشدّ عضدك بأخيك) ، اللّهمّ وأنا محمد نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّاً أخي ، اشدد به أزري». قال - أبو ذرّ - : فوالله ما استتمّ رسول الله الكلام حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله وقال : يا محمد! هنيئاً لك ما وهب لك في أخيك. قال : وماذا يا جبرائيل؟ قال : أمر الله أُمّتك بموالاته إلى يوم القيامة ، وأنزل عليك : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وهناك روايات أُخرى وبألفاظ متعدّدة ، وسيذكر المصنّف أحدها في ص 178.
2- من رواة هذه الواقعة : أبو ذرّ الغفاري ، عمّار بن ياسر ، جابر بن عبدالله الأنصاري ، سلمة بن كهيل ، أنس بن مالك ، ابن عباس ، عمرو بن العاص ، المقداد بن الأسود الكندي ؛ راجع ذلك في : شواهد التنزيل 1 / 173 ح 231 - 240.

الزكاة في حال ركوعه ، وهو أمير المؤمنين دون غيره ، فيجب أن تثبت له الولاية.

والولاية : ملك التصرّف ، وذلك معنى الاِمامة.

أمّا إنّ الله أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى الزكاة في حال الركوع ، فذلك ظاهر في سياق الآية.

وأمّا أنّ ذلك هو أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فلأنّا قد بيّنّا أنّ الآية نزلت فيه دون غيره. وقد روي أنّ عمر بن الخطّاب قال : تصدّقت بنيّف وعشرين صدقة وأنا راكع لعلّه أن ينزل فيّ ما نزل في عليّ عليه السلام فلم ينزل فيّ شيء (1).

وأمّا إنّ الولاية ها هنا هي ملك التصرّف ؛ فلوجهين :

أحدهما : إنّ ذلك هو السابق إلى الاِفهام عند إطلاق هذه اللفظة ، وذلك دلالة كونها حقيقة فيه.

الوجه الثاني : إنّ هذه اللفظة ، وإن كانت مشتركة عادة ، يجب حملها على جميع المعاني ؛ قضاءً لحقّ الاشتراك ؛ إذ لا مانع يمنع من ذلك ، وهي صالحة لاِفادة جميعها ، ولا وجه يقضي تخصيص بعضها دون البعض ..

لأنّا إمّا أن نحملها على جميعها ، فهو الذي نقول.

وإمّا أن لا نحملها على شيء من هذه المعاني ، فيكون ذلك إلحافاً لكلام الحكيم ، ما لهذا (2) والعبث الذي لا فائدة فيه ، وذلك لا يجوز ، فلذلك يجب حملها على جميع المعاني ، وهناك يدخل ملك التصرّف ، وهو الذي أردناه. ه.

ص: 327


1- شرح الأخبار 2 / 346 ح 697 ، سعد السعود : 196.
2- في الأصل : ما لهذه ؛ والصحيح ما أثبتناه.

وأمّا إنّ ذلك معنى الاِمامة ؛ فلأنّا لا نعني بقولنا : «فلان إمام» إلاّ أنّه يملك التصرّف على الناس في أُمور مخصوصة وتنفيذ أحكام شرعيّة ؛ فثبتت دلالة الآية على إمامته عليه السلام.

[آية الاِنذار]

ومن ذلك قوله تعالى : (إنّما أنت منذر ولكلّ قومٍ هادٍ) (1) :

قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ عليه السلام : «أنا المنذر وأنت الهادي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي» (2).

وعنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ليلة أُسري بي ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطانيه ، سمعت منادياً من خلفي : يا محمد! إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد ، قلت : أنا المنذر فمن الهادي؟ قال : عليّ الهادي المهتدي ، القائد أُمّتك إلى جنّتي غرّاء محجّلين برحمتي» (3).

وفي هذا لطيفة ، وهي : إنّ الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المنذر فلا منذر معه في وقته ، فكذلك عليّاً هو الهادي فلا هادي معه في وقته ..

ومصداق ذلك ما روي عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة إلاّمن قبل الباب» (4) ؛ فلا جرم أنّ من قدّم غير أمير المؤمنين فقد خالف ،

ص: 328


1- سورة الرعد 13 : 7.
2- الطرائف - لابن طاووس - : 79 ح 107 ، تفسير الرازي 19 / 14 ، تفسير الطبري 13 / 72 ، الدرّ المنثور 4 / 608 ، كنز العمّال 11 / 620 ح 33012.
3- شواهد التنزيل 1 / 296 ح 403.
4- المناقب - للمغازلي - : 85 ح 126 ، العمدة - لابن البطريق - : 294 ح 486 ،

أمر الله ، لأنّه تعالى يقول : (وأتوا البيوت من أبوابها) (1).

* وأمّا نصوص السُنّة الشريفة :

فمنها : حديث الغدير (2) :

وهو : ما روي أنّه لمّا نزل قوله تعالى : (يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) (3) .. الآية ، قام رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خمّ ، وأخذ بيد عليّ ورفعها حتّى رأى بعضهم بياض إبطه ، ثمّ قال : «ألست أوْلى بكم من أنفسكم؟!» قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «اللّهمّ اشهد». ثمّ قال : «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» ، فقام عمر فقال : بَخٍ بَخٍ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (4). 3.

ص: 329


1- سورة البقرة 2 : 189.
2- تواتر هذا الحديث عند فرق المسلمين كافّة ؛ فقد رواه أئمّة المحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين ، مثل : ابن إدريس الشافعي ، أحمد بن حنبل ، ابن ماجة ، الترمذي ، النسائي ، أبو يعلى الموصلي ، الحاكم النيسابوري ، المغازلي ، الكنجي الشافعي ، الذهبي ، المتّقي الهندي ، البلاذري ، ابن قتيبة ، الخطيب البغدادي ، ابن عبد البرّ ، الشهرستاني ، ابن عساكر ، ياقوت الحموي ، ابن الأثير ، ابن كثير الشامي ، ابن حجر العسقلاني ، ابن الصبّاغ المالكي الحلبي ، الطبري ، الثعلبي ، الواحدي ، القرطبي ، الفخر الرازي ، والآلوسي البغدادي ، وغيرهم.
3- سورة المائدة 5 : 67.
4- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 50 ح 2 المجلس الأوّل ، روضة الواعظين : 350 ، العمدة - لابن البطريق - : 344 ح 667 ، شواهد التنزيل 1 / 158 ح 213.

وروى ابن عباس رضى الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «لمّا أُسري بي إلى السماء سمعت تحت العرش : إنّ عليّاً راية الهدى ، وحبيب من يؤمن بي ، بلّغ يا محمد!» ، ونزل قوله تعالى : (ياأيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ...) (1) .. الآية.

وفي رواية أُخرى : «وإنّي لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً ، وإنّك رسول الله وإنّ عليّاً وزيرك» ، فكره رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يحدّث الناس بها ؛ لأنّهم كانوا قريبي العهد بالجاهليّة ، حتّى مضى ستّة أيّام ، فنزل : (فلعلّك تارك بعض ما يوحى إليك) (2) .. الآية ، فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى كان يوم الثامن ، ثمّ نزل : (يا أيّها الرسول بلغّ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) (3).

والكلام من هذا الخبر يقع في مكانين : أحدهما في صحّته ، والثاني في وجه دلالته ..

أمّا صحّته ، فهو معلوم بالتواتر بين خلف الأُمّة وسلفها ، ولم يخالف فيه أحد من رواة الحديث ، ورواه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مائة ، منهم العشرة (4) ، ولا شكّ في بلوغه حدّ التواتر ، بن

ص: 330


1- مائة منقبة - لابن شاذان - : 115 المنقبة 56 ، فرائد السمطين 1 / 158 ح 120 ، شواهد التنزيل 1 / 187 ح 243 ؛ وفيها : عن أبي هريرة ، وليس عن ابن عباس.
2- سورة هود 11 : 12.
3- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 436 ح 576 ، بحار الأنوار 37 / 110 ، شواهد التنزيل 1 / 192 ح 250.
4- المقصود بالعشرة هم : الاِمام علي بن أبي طالب 7 ، أبو بكر ، عمر بن

ولايمكن لأحد (1) إنكاره إلاّ من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان.

وأمّا وجه دلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، فهو : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا قرّر ثبوت ولايته بقوله : «ألست أوٌلى بكم من أنفسكم» عطف على ذلك قوله : «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه». و «مولى» في اللغة بمعنى «أوْلى» (2) ، فيجب أن نحمل عليه كلامه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. والأوْلى هو الأحقّ والأملك ، وذلك معنى الاِمامة.

أمّا إنّ لفظة «مولى» تستعمل في اللغة بمعنى «أوْلى» فيدلّ عليه قوله تعالى ، في قصّة أهل النار : (مأواكم النار هي مولاكم) (3) ومنه قول لبيد :

فَغَدت كلا الفَرجَين (4)

تحسبُ أنّه

مولى المخافة خلفُها وأمامُها (5)

بمعنى : أوْلى بالمخافة.

وأمّا إنّه يجب أن نحمل عليه كلام الرسول صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، فالذي يدلّ على ذلك : أنّا متى حملنا لفظة «مولى» التي في الخبر على معنى «أوْلى» كان الكلام مرتبطاً بعضه ببعض ، فيكون أكمل للمعنى ، وأتّم للنظم ، وأحسن للاتّصال ، وذلك هو الواجب في كلام الفصحاء .. 3.

ص: 331


1- في الأصل : أحد ؛ والصحيح ما أثبتناه.
2- يقول إسماعيل بن عبّاد في كتابه المحيط في اللغة 10 / 380 : و «المولى» تكون بمعنى الأوْلى ، كقوله تعالى : (هيَ مولاكم) ، أي : هي أوْلى بكم.
3- سورة الحديد 57 : 15.
4- الفرجين : مفرده الفَرْج ، وهو : المخُوف - أي الواسع - ؛ راجع : تهذيب اللغة 11 / 45 ، ومقصوده هنا : الواسع من الأرض والثغر.
5- ديوان لبيد : 173.

ولأنّ مقدّمة الكلام الذي بدأه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وهي قوله : «ألست أوْلى بكم من أنفسكم» ، ثمّ عطف عليه بقوله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، دليلٌ على أنّه لم يرد بذلك غير المعنى الذي قرّرهم عليه دون ما عداه [من] محتملاتها ، وأنّه قصد بالمعطوف معنى ماهو معطوف عليه ، فصار كأنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : من كنت أوْلى به من نفسه فعليّ أوْلى به من نفسه.

توضيح ذلك : ما رويناه مسنداً عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حين سُئل : ما أراد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بقوله لعليّ يوم الغدير : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ... الخبر؟

قال جعفر عليه السلام : «سُئل عنها والله رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم فقال : الله مولاي أوْلى بي من نفسي لا أمر لي معه ، وأنا مولى المؤمنين وأوْلى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ، ومن كنت مولاه أوْلى به من نفسه لا أمر له معي فعليّ مولاه أوْلى به من نفسه لا أمر له معه» (1).

وأمّا إنّ الأوْلى هو الأحقّ والأملك : فذلك ظاهر ؛ فإنّه لا فرق بينهما من جهة المعنى ، ولهذا لا يصحّ أن يقال : فلان أحقّ وأملك وليس بأوْلى ، وهو أوْلى وليس بأحقّ ولا أملك ، بل يُعدّ ذلك مناقضة من جهة المعنى.

وأمّا أنّ ذلك معنى الاِمامة : فلما قدّمنا من أنّا لا نعني بقولنا : فلان إمام ، إلاّ أنّه يملك التصرّف على الكافّة ؛ فثبت بذلك ما رمناه من دلالة الخبر على إمامته عليه السلام.

وأما قول من قال من المعتزلة بأنّ مقدّمة الحديث ، وهي قوله صلّىالله عليه [وآله] وسلّم : «ألست أوْلى بكم من أنفسكم» غير ظاهر 4.

ص: 332


1- بشارة المصطفى : 92 ح 24.

ظهور نفس الخبر فذلك من جملة تهمهم واختراعاتهم ؛ فإنّ هذه المقدّمة نُقلت متّصلة بالحديث بلا اختلاف بين الرواة ، فيجب كونها معلومةً (بيّنة ، ومنهم) (1) ثل أرباب الأحاديث.

وكذلك قول من قال منهم : الحديث ورد في شأن زيد بن حارثة وعليّ عليه السلام ، وأنّهما تخاصما ، فقال عليّ لزيد : أنت مولاي. فقال : بل أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (2) .. الخبر.

وذلك محال ظاهر الاستحالة ؛ لأنّ زيد رحمة الله عليه استشهد في غزوة مؤتة ، وهي في جمادى في سنة ثمان من الهجرة ، وحديث الغدير كان في حجّة الوداع - بلا خلاف بين أهل النقل - في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، ومات رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة. وإنّما هذا من المعتزلة يوصل إلى معارضة حجج الله وإطفاء نور خليفة رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم. (وسيعلمُ الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون) (3).

ومنها : حديث المنزلة :

وهو : ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليّ : 7.

ص: 333


1- العبارة لم تكن واضحة في المخطوطة ، وما في المتن أثبتناه استظهاراً لمقتضى سياق العبارة.
2- الأربعين في أُصول الدين - لفخر الدين الرازي - 2 / 299.
3- سورة الشعراء 26 : 227.

«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، ولو كان لكنته» (1)

ونحن نتكلّم في صحّة هذا الحديث أوّلاً ، ثمّ نبيّن وجه دلالته على إمامته عليه السلام.

أمّا صحّته (2) ، فاعلم أنّه لا خلاف في صحّة هذا الحديث وكونه معلوماً بين أهل النقل ، ولم ينكره أحد من الأُمّة.

وأمّا وجه دلالته (3) ، فهو : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّمنا

ص: 334


1- الأمالي - للشيخ الطوسي - : 548 ح 1168 وص 598 ح 1242 ، تاريخ بغداد 2 / 289 ح 1376 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 176 ح 8605 ، لسان الميزان 5 / 377 - 378 رقم 1227.
2- أقول : إنّ هذا الحديث ظاهر ومشتهر ، وبلغ حدّ التواتر والشيوع حتّى أنّ إمام الفئة الباغية معاوية رواه ؛ يقول ابن عساكر في تاريخه ، والسمهودي في جواهره ، والمغازلي في مناقبه ، وأحمد بن حنبل في فضائله : إنّ رجلاً سأل معاوية عن مسألة ، فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم منّي. قال - الرجل - : قولك يا أمير المؤمنين أحبّ إليّ من قول عليّ. قال - معاوية - : بئس ما قلت ولؤم ما جئت به ، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يغرُّه بالعلم غرّاً ، ولقد قال له : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي». انظر : تاريخ مدينة دمشق 42 / 170 ، جواهر العقدين 2 / 328 ، المناقب - للمغازلي - : 34 ح 52 ، الفضائل - لابن حنبل - : 197 ح 275.
3- أقول : يكون الاستدلال على إثبات جميع منازل هارون لعليّ عليه السلام بالعمومين الواردين في الحديث : الأوّل : بواسطة اسم الجنس المضاف إلى المعرفة : «بمنزلة هارون» ؛ فإنّ «المنزلة» اسم جنس وأُضيفت إلى «هارون» وهو معرفة ، وقد ذكر الأُصوليون أنّ اسم الجنس إذا أُضيف إلى معرفة فإنّه يدل على العموم ، وهذه بعض الشواهد : أ : قال السبكي في كتابه الاِبهاج في شرح المنهاج 2 / 101 - 102 : وهنا تنبيهان : أحدهما : إنّ العموم في ما ذكر مختلف ، فالداخل على اسم الجنس يعمّ الأفراد ، أعني كلّ فرد فرد ، والداخل على الجمع يعمّ المجموع ؛ لأنّ الألف واللام والاِضافة يعمّان ما دخلا عليه. ب : قال عضد الملّة والدين في كتابه شرح مختصر المنتهى 1 / 216 : ومنها - أيّ من صيغ العموم - اسم الجنس كذلك ، أيّ معرّفاً تعريف جنس. ج : قال القرافي في كتابه شرح تنقيح الفصول : 179 : فمنها : كلّ ، جميع ... واسم الجنس إذا أُضيف ، والنكرة في سياق النهي ، فهذه عندنا للعموم. العموم الثاني : الاستثناء : أ : قال البيضاوي في منهاج الوصول 2 / 107 : فقد ذكر علماء الأُصول أنّ المعيار للعموم هو جواز الاستثناء ، فإنّه يخرج ما يجب اندراجه لولاه. ب : قال الاِسمندي في بذل النظر : 168 : ومن حقّ الاستثناء أن يخرج من اللفظ ما لولاه لوجب دخوله فيه ، فلولا أنّه يقتضي العموم لَما صحّ الاستثناء منه. ج : قال أبو إسحاق الشيرازي في شرح اللمع 1 / 99 فقرة 382 : فأمّا الاستثناء فإنّه يوجب تخصيص اللفظ العام. فإذاً من خلال هذين العمومين نقول : إنّ جميع ما كان ثابت لهارون عليه السلام من المهام والمناصب أثبته الرسول صلى الله عليه وآله إلى عليّ عليه السلام إلا ما أخرجه الدليل ، وهو النبوّة ؛ فعليّ عليه السلام ثابته بعد الرسول بلا فصل.

أثبت لعليّ عليه السلام جميع منازل هارون من موسى إلاّ النبوّة ، ومن منازله الخلافة والشركة في الأمر ، وذلك معنى الاِمامة.

أمّا إنّه أثبت له جميع منازل هارون من موسى إلاّ النبوّة ، فذلك ظاهر في كلامه ، حيث قال : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ثمّ استثنى النبوّة ، فدلّ ذلك على دخول سائر المنازل ؛ إذ من حقّ الاستثناء الحقيقي أن يخرج من الخطاب ما لولاه لوجب دخوله تحته.

وأمّا إنّ ذلك من منازله ، فيدلّ على ذلك : ما حكاه الله سبحانه عن موسى عليه السلام بقوله : (وقال موسى لأخيه هارون اخلُفْني في

ص: 335

قومي وأصلح) (1) ، وقوله : (وأشركْه في أمري) (2) ، فأجابه تعالى : (قد أُوتيت سؤلك يا موسى) (3) ؛ فيجب أن تثبت هذه المنزلة لأميرالمؤمنين عليه السلام.

يؤيّد ذلك ما روى أبو ذرّ رضى الله عنه : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم يوم تصدّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه في ركوعه رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهمّ إنّ موسى سألك فقال : (ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحلُل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركْه في أمري) (4) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : (سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما ...) (5) ..

اللّهمّ وأنا محمد نبيّك وصفيّك ، اللّهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّاً ، اشدد به أزري».

قال أبو ذرّ : فما استتمّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال : يا محمد! اقرأ. قال : وما أقرأ؟ قال : اقرأ : (إنّما وليّكم الله ورسوله ...) .. الآية (6).0.

ص: 336


1- سورة الأعراف 7 : 142.
2- سورة طه 20 : 32.
3- سورة طه 20 : 36.
4- سورة طه 20 : 25 - 32.
5- سورة القصص 28 : 35.
6- مجمع البيان 3 / 419 - 420 ، خصائص الوحي المبين : 78 - 80 ح 13 ، العمدة - لابن البطريق - : 119 - 121 ح 158 ، نهج الاِيمان : 136 - 138 ، الطرائف - لابن طاووس - : 47 ح 40.

وأمّا أنّ ذلك معنى الاِمامة : فلأنّا لا نعني بالاِمامة إلاّ ملك التصرّف على الكافّة ، ولا شكّ في كون ذلك ثابتاً للرسول صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وإذا كان كذلك وجب ثبوته لأمير المؤمنين عليه السلام ؛ لأجل مشاركته للرسول في أمره.

يزيد ذلك وضوحاً : ما قد ثبت بالاِجماع من الآية أنّه لا يجوز أنّ [يكون] هارون رعيّة لأحد من أُمّة موسى ، فكذلك يجب في أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يكون رعيّة لأحدٍ من أُمّة محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. غير أنّ أكثر هذه الأُمّة تركت رشدها ، ورفضت هارونها ، واتّبعت سامريّها ؛ تصديقاً لما قاله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «لتركبّن سُنن من كان قبلكم ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» (1).

ولله القائل :

ما كان قبلهم قوم موسى

لم يطيعوه بكر الليالي

قدّموا من (2) هارون

فأضحوا أُمثولةً في النكالِ

وأخذت أُمّة النبيّ فعال الحا

سدين الطغاة حذو النعالِ

أتواصوا بذاك أم ذاك أمر

فيه يلقى شأنه الاِشكالِ (3)؟!ل.

ص: 337


1- تفسير العيّاشي 1 / 303 سورة المائدة آية 68 ، تفسير القمّي 2 / 413 سورة الانشقاق ، شرح نهج البلاغة 9 / 286. وورد بلفظ : «لتسلكنّ ...» ؛ انظر : تفسير الاِمام الحسن العسكري 7 : 481 ، مصنّفات الشيخ المفيد 7 / 30 مسألة أُخرى في النصّ على عليّ عليه السلام ، عوالي اللآلي 1 / 314 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 1 / 129 ، مجمع الزوائد 7 / 260.
2- في المخطوطة يوجد بياض.
3- لم نعثر على هذا القول.

ومنها : حديث أسد بن غويلم :

وهو : ما روى الناصر للحقّ عليه السلام بإسناده إلى عبد الله أنيس ، قال : برز يوم الفتح أسد بن غويلم قاتل العرب ، يجيل فرسه ويدير رمحه وهو يقول :

وحُرد سعال وزغف مذالِ

وسمر عوال بأيدي رجالِ

كآشاد دمش وآسال حبش

عداه الخميس ببعض صعالِ

حمد الصواب وحو الرقاب

إذا ما العقاب عداه النزالِ

يكيد الكروب ويجري الهبوب

ويروي الكعوب دماً غير آلِ (1)

ثمّ سأل البراز فأحجم الناس معاً ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «من خرج إلى هذا المشرك فقتله فله على الله الجنّة والاِمامة بعدي».

فأحجم الناس ، وقام عليّ يهزّ العروا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «ما لك؟» قال : «ظمآن إلى البراز ، سِغْت إلى القتال».

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «نحن بنو هاشم حود محد ، لا نجبن ولا نغدر ، أنا وعلي من شجرة واحدة لا تختلف أوراقها ، اخرج إليه ولك الاِمامة من بعدي».

فخرج وضربه في مفرق رأسه والناس ينظرون ، فبلغ سيفه إلى السرج ، وخرّ نصفين ، وانهزم المشركون ، فآب عليّ يهزّ سيفه وهو يقول :

ضربته بالسيف وسط الهامه

بضربةٍ صارمة هدّامهي.

ص: 338


1- لم نعثر على هذه الأبيات ، ولم تكن واضحة في المخطوطة ، ونقلناها كما هي.

فبتّكت من جسمه عظامه

وبيّعت من رأسه عظامه

أنا عليّ صاحب الصمصامه

وصاحب الحوض لدى القيامه

أخو نبي الله ذي العلامه

قال إذ عمّمني العمامه :

أنت الذي بعدي له الاِمامه (1)

ومنها : ما روى الثعلبي :

وهو من المخالفين ، في تفسير قوله تعالى : (سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ) (2) بإسناده ، قال : سُئل سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ : (سأل سائل بعذاب واقع) في من نزلت؟

فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدّثني جعفر ابن محمّد ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : «لمّا كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خمّ نادى الناس فاجتمعوا ، وأخذ بيد عليّ صلّى الله عليهما فقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ..

فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهو في ملأ من أصحابه فقال : يا محمد! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسوله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض هذا حتّى رفعت 1.

ص: 339


1- هذه الأبيات ناظرة إلى واقعتين : الأحزاب وقتل عمرو بن ودّ العامري ، وفتح مكّة وقتل أسد بن غويلم ؛ فالأبيات الأوّل والثالث والرابع قالها عليه السلام يوم الأحزاب ، والأبيات الأوّل الثاني والأخير عندما قتل أسد بن غويلم. راجع : المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 160 وص 171 ، تنبيه الغافلين : 52.
2- سورة المعارج 70 : 1.

بضبع ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا شيء منك أم من الله؟

فقال رسول الله : «والذي لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله».

فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللّهمّ إن كان مايقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم. فماوصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع) (1) (2).

ومنها : ما ورد في تفسير قوله تعالى : (عمّ يتسائلون * عن النبأ العظيم) :

وهو : ما روي مسنداً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال : الأمر من بعدك لمن؟ قال : (لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى). فأنزل الله تعالى : (عمّ يتسائلون) يعني : سألك أهل مكّة عن خلافة عليّ ، (عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون) : فمنهم المصدّق ومنهم المكذّب بولايته ، (كلاّ سيعلمون * ثم كلاّ سيعلمون) (3) : وهو ردّ عليهم ، سيعرفون خلافته أنّها حقّ إذ يُسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميّت لا في غرب ولا في شرق ، ولا برّ ولا بحر ، إلاّ مُنكر ونكير يسألانه ، يقولان 5.

ص: 340


1- سورة المعارج 70 : 1 - 2.
2- تفسير الثعلبي 10 / 35 ، تفسير القرطبي 18 / 279 ، شواهد التنزيل 2 / 286 ح 1030 - 1031 ، تذكرة الخواصّ - لابن الجوزي - : 37.
3- سورة النبأ 78 : 1 - 5.

للميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟» (1).

فكان عليّ عليه السلام يقول لأصحابه : «أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف فيّ جميع الأُمم ، والله ما لله نبأ أعظم منّي» (2).

ومصداق ذلك ما روي في تفسير قوله تعالى : (وقفوهم إنّهم مسؤولون) (3) ؛ قال : عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام (4).

وممّا يدلّ على صحّة إمامته عليه السلام

أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم اختاره لمؤاخاته بأمر الله تعالى ، واختاره يوم المباهلة ، ويوم سدّ الأبواب ، ويوم براءة ..

ولم يؤمِّر عليه أحداً في حياته ، وأمَّر على أبي بكر وعمر عمرو بن العاص (5) وأُسامة بن زيد وغيرهما (6) .. 3.

ص: 341


1- اليقين - لابن طاووس - : 410 ، نهج الاِيمان : 507 وص 553 ، شواهد التنزيل 2 / 318 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 96.
2- تفسير أبي حمزة الثمالي : 350 ، تفسير فرات الكوفي : 533 ح 685 - 686 ، شواهد التنزيل 2 / 317.
3- سورة الصافّات 37 : 24.
4- المناقب - للكوفي - 1 / 136 ح 75 ، منهاج الكرامة : 127 ، كفاية الطالب : 247 ، شواهد التنزيل 2 / 108 ح 789 ، المناقب - للخوارزمي - : 195 ، فرائد السمطين 1 / 79.
5- أمَّرَ رسول الله صلى الله عليه وآله عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل ؛ راجع : منهاج الكرامة : 100 ، تاريخ مدينة دمشق 2 / 22 - 23 ح 422 ، السيرة النبوية - لابن كثير - 3 / 516 ، الاِصابة - لابن حجر - 2 / 253 ، البداية والنهاية 4 / 273.
6- منهاج الكرامة : 100 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 1 / 226 ، إعلام الورى - للطبرسي - 1 / 263.

ولم يؤمِّر أبا بكر إلاّ يوم خيبر فهرب (1) ، ويوم براءة فعزله أمير المؤمنين ، على ما سيأتي.

وقد قال الله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة) (2).

ولله القائل :

ما كان ولّى أحمد والياً

على عليّ فتولّوا عليه

هل في رسول الله من أُسوة

لو يقتدي القوم ممّا سُنّ فيه (3)

لكنّهم اختاروا غير خيرة الله ، وخالفوا أمر رسول الله.

أمّا حديث المؤاخاة

فهو : ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لمّا آخى بين أصحابه قال عليّ : «يا رسول الله! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علَيّ فلك العتبى والكرامة».

فقال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ر.

ص: 342


1- الاِرشاد (مصنّفات الشيخ المفيد 11) : 125 - 126 ، مصنّف ابن أبي شيبة 14 / 464 ح 18729 ، الخصائص - للنسائي - : 39 ح 14 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 37 ، كنز العمّال 10 / 463 ح 30120 ، مجمع الزوائد 9 / 124.
2- سورة الأحزاب 33 : 24.
3- نسب ابن شهرآشوب في مناقبه - 2 / 163 - البيت الأوّل إلى منصور النميري ، ونسب البيت الثاني كذلك في مناقبه - 3 / 26 - إلى ابن الوزير.

ورفيقي» ، ثمّ تلا : (إخواناً على سرر متقابلين) (1) (2).

وقد روي حديث المؤاخاة من طرق مختلفة ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الحديث.

فانظر أيّها المسترشد : هل يكون أخو عمر أو أخو خارجة بن زيد (3) إماماً لأخي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!

كلاّ وحاشى ، بل هو الاِمام والخليفة. عميت أعين البصائر ، وأُظهرت ضغائن الضمائر ، والله المنصف المنتصف ممّن ظلم ، وكفى به حسيباً.

وأمّا اختياره له يوم المباهلة

فهو : ما روي في قصّة وفد نجران : أنّه لمّا نزل قوله تعالى (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) (4) .. الآية ، خرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم محتضناً للحسن آخذاً بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفهما ، وهو يقول : «إذا دعوت فأمّنوا». 1.

ص: 343


1- سورة الحجر 15 : 47.
2- منهاج الكرامة : 144 ، فرائد السمطين 1 / 120 - 121 ح 83 ، الفضائل - لأحمد ابن حنبل - 2 / 638 ح 1085 ، كنز العمّال 13 / 105 ح 36345.
3- هذه إشارة إلى أنّ الرسول صلى الله عليه وآله عندما آخى بين المسلمين فإنّه آخى بين أبي بكر وعمر ، وعلى رواية بين أبي بكر وخارجة بن زيد. تاريخ مدينة دمشق 30 / 94 ، السيرة الحلبية 2 / 90. فلو جازت إمامة أبي بكر لعليّ عليه السلام لكان رسول الله صلى الله عليه وآله مأموماً لأبي بكر! لأنّ الرسول لم يؤاخِ الاِمام عليّ عليه السلام إلاّ لوجود مقارنة ومماثلة بينهما.
4- سورة آل عمران 3 : 61.

فقال أُسقف النصارى : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا ؛ فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فصالحوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ..

وقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «والذي نفسي بيده لو لاعنتهم بمن تحت الكساء لاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على الشجر ، ولَما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى هلكوا» (1).

فقال الله (إنّ هذا لهو القصص الحقّ وما من إله إلاّ الله وإنّ الله لهو العزيز الحكيم) (2) ُ. ية

ص: 344


1- نهج الاِيمان : 346 - 347 ، العمدة - لابن البطريق - : 189 ح 290. وورد بتفاوت يسير جدّاً في الألفاظ في : إقبال الأعمال : 513 ، كشف الغمّة 1 / 234 ، تفسير الطبري 3 / 213 ، تفسير الكشّاف 1 / 434 ، تفسير الرازي 8 / 85.
2- سورة آل عمران 3 : 62.المباهلة. وهذه الآية تكون من الأدلّة المتينة على إمامة الاِمام عليّ عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله بلا فصل ، وبالتالي يجب على المسلمين طاعة الاِمام عليه السلام كما وجبت عليهم طاعة الرسول صلى الله عليه وآله.

وأخبر تعالى بأنّ المراد بالأبناء : الحسن والحسين ، والنساء : فاطمة ، والأنفس : نفسه ونفس عليّ ، صلّى الله عليهم جميعاً ، ولا خلاف في ذلك بين الأُمّة ..

وأنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يُخرج معهم غيرهم من أهله وأقاربه.

فإذا كان عليّ عليه السلام نفس الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم - أي كنفسه - فكيف يسوغ لمسلم أن يقدّم أحداً على نفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!

لقد ضلّ من اختار غير خيرة الله ، وحكم بضدّ حكمه ، وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها معرضون ، ويتلونها وهم عنها عمون ، وما يعقلها إلاّالعالمون.

ومّما يعضد ما ذهبنا إليه : من أنّ نفس أمير المؤمنين عليه السلام كنفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخُلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة ، وأنا أصلها وفاطمة فرعها ، وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا ورقها ، فمن تعلّق نجا ، ومن زاغ هوى ، ولو أنّ عبداً عَبَد الله بين الصفا والمروة ألف ألف عام حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار». ثمّ قرأ : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في

ص: 345

القربى) (1) (2).

ومن شرط المحبّة الاتّباع ؛ قال الله تعالى : (قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله) (3) ، فمن خالف منهاج آل محمد عليهم السلام ، وولّى عليهم غيرهم ، فلم يودّهم ، ومن لم يودّهم فقد ظلم رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أُجرته ، وقد قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «يقول ربّكم : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته : أحدهم استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُوَفِّه أجره ...» (4) ، فكيف بمن ظلم إجارة الرسول ، وأخو زوج البتول؟!

نعوذ بالله من الجهالة ، ونسأله العصمة من الضلالة.

وممّا يؤيّد ذلك : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «يا عليّ! خلق الله نوراً فجزّأه ، خلق العرش من جزء ، والكرسيّ من جزء ، والجنّة من جزء ، والكواكب من جزء ، والملائكة من جزء ، وسدرة المنتهى من جزء ، والشمس والقمر من جزء ، وأمسك جزءاً تحت بطنان العرش حتّى خلق آدم ، فأفرغ الله في جبينه ، فكان ينقل ذلك من أب إلى أب إلى عبدالمطّلب ، ثمّ صار نصفين : فنقل جزءاً إلى عبد الله ، ونصفاً إلى أبيطالب ، خلقت أنا من جزء وأنت من جزء ، الأنوار كلّها من نوري 4.

ص: 346


1- سورة الشورى 42 : 23.
2- مجمع البيان 9 / 28 - 29 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 65 ح 8412 ، كفاية الطالب : 317 ، شواهد التنزيل 2 / 141 ح 837.
3- سورة آل عمران 3 : 31.
4- تذكرة الفقهاء 2 / 290 المخطوطة ، مسند أحمد 2 / 358 ، صحيح البخاري 3 / 118 ، سنن ابن ماجة 2 / 816 ح 2442 ، مسند أبي يعلى الموصلي 11 / 444 ح 6571 ، مشكل الآثار 4 / 142 ، المعجم الصغير - للطبراني - 2 / 43 - 44.

ونورك يا عليّ» (1).

وهذا المعنى قد رواه أهل الحديث مستفيضاً بينهم.

وأمّا حديث الأبواب

فهو : ما روي مسنداً من طرق شتّى ، ولم يختلف فيه أحد من أهل الحديث ، وهو : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران أن : ابنِ لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنت وهارون وابنا هارون : شبّر وشبير. وإنّ الله أوحى إليّ أن : ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ وابنا عليّ. سدّوا هذه الأبواب».

فلمّا أمر إلى أبي بكر : سُد بابك. قال : هل فعل هذا بأحد قبلي؟ قيل : لا. قال : سمعاً وطاعة.

فجاء الرسول إلى عمر فقال : إنّ النبيّ يقول : سُد بابك. فقال : هل فعل هذا بأحد قبلي؟ قال : بأبي بكر. قال : بأبي بكر أُسوة ، ولكنّي أرغب إلى رسول الله في مثل خوخة أنظر منها إلى المسجد. فقال رسول الله : «لاوالله ولا مثل رأس أُبرة».

فلمّا جاء حمزة رضى الله علنه قال : أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك؟ فقال : «والله ما أنا أخرجتك ولا أنا أسكنته» (2). ،

ص: 347


1- ورد مؤدّاه في : الخصال : 481 - 483 ، معاني الأخبار : 306 - 308 ، بشارة المصطفى : 286 - 287 ، المناقب - للمغازلي - : 87 ح 130 ، المناقب - للخوارزمي - : 88 ، فرائد السمطين 1 / 41 - 44.
2- ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : نهج الاِيمان : 443 ، إعلام الورى 1 / 320 ،

وروى أبو ذرّ رضى الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول لسلمان حين سأله : من وصيّك؟ فقال : «وصييّ وأعلم من أخلِف بعدي : علي بن أبي طالب» ..

وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد وأسكن عليّاً عليه السلام : «إنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى». ثمّ قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ رجالاً وجدوا من إسكاني عليّاً وإخراجهم ، بل الله أسكنه وأخرجهم» (1)

وروي : إنّه لمّا سدّ الأبواب نفَس ذلك رجال على عليّ ، فوجدوا في أنفسهم ، وتبيّن فضله عليهم وعلى غيرهم ، فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقام خطيباً فقال : «إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّاً في المسجد ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى وأخيه : (أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة) (2) وأمره : لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلاّ هارون وذرّيّته ، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي دون أهلي ، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ وذرّيّته ، 7.

ص: 348


1- تنبيه الغافلين : 126 وص 162. وورد هذا الحديث مجَزّءاً ؛ فانظر : شواهد التنزيل 1 / 77 ح 115 ، كفاية الطالب : 292 ، لسان الميزان 2 / 102 رقم 416 ، مجمع الزوائد 9 / 113.
2- سورة يونس 10 : 87.

فمن ساءه فها هنا» وأومى بيده نحو الشام (1). وهذا رواه المخالفون. ه.

ص: 349


1- علل الشرائع : 202 باب 154 ، العمدة - لابن البطريق - : 178 ح 275 ، الطرائف - لابن طاووس - : 61 - 63 ح 61 ، كشف الغمّة 2 / 332 ، المناقب - للمغازلي - : 255 ح 303. أقول : إنّ حديث «سدّ الأبواب» هو دليل واضح على أفضلية وعلوّ درجة وكمال مرتبة الاِمام عليّ عليه السلام. وعلى هذا الأساس فالعقل يحكم بأنّ من كان أبهر فضلاً وأعلى درجة وأكمل مرتبة في الدين يكون الأوْلى في التقديم والأحقّ بالتعظيم والخلافة ، وهذا لا شكّ فيه. ولأجل هذه المنزلة الرفيعة التي نالها الاِمام عليه السلام من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وضع بعض الوضّاعين رواية محرّفة ، شاع تداولها في زمن بني أُميّة ، يذكر فيها : أنّ الباب التي أمر الرسول بإبقائها مفتوحة على المسجد هي باب أبي بكر ، وسنورد نصّ ما قاله ابن خلدون في تاريخه 4 / 850 .. يقول : أوصى الرسول في حال مرضه بثلاث : أن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ... ثمّ قال : سدّوا هذه الأبواب في المسجد إلاّ باب أبي بكر ، فإنّي لا أعلم امرءاً أفضل يداً عندي في الصحبة من أبي بكر ، ولو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبابكر خليلاً ... انتهى كلام بن خلدون. ولنا وقفة قصيرة مع روايته هذه ، التي يشمّ منها رائحة البغض والعداء لخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل : أوّلاً : من المتّفق عليه أنّ الجماعة عندما اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله في حال مرضه وقال لهم : «اعطوني دواة وقرطاس لأكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً» ، فقال عمر : إنّ الرجل ليهجر ، وغلب عليه الوجع. فتخاصموا في ما بينهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : «اخرجوا ، لا ينبغي عندي النزاع» ، فخرجوا وكان من ضمنهم الأوّل ؛ فكيف يقول الرسول : سدّوا الأبواب إلاّ باب أبي بكر. والرسول صلى الله عليه وآله أخرجهم من بيته؟! ثانياً : كيف يتحدّث الرسول صلى الله عليه وآله مع أبي بكر والحال أنّه تخلّف عن جيش أُسامة ، ومن المتّفق عليه أنّه صلى الله عليه وآله لعن المتخلّفين عن جيش أُسامة لحسدهم وحقدهم عليه ، كما فعلوا ذلك مع أبيه.

وممّا يؤيّد ذلك أيضاً : ما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة».

فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمّي ، أنت ومن؟

قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أنا على دابّة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة ، بيده لواء الحمد بين يدي العرش ينادي : لاإله إلاّ الله ، محمد رسول الله» ، قال : «فيقول الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو حامل عرش ربّ العالمين. فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : معاشر الآدميّين! ما هذا ملكاً مقرّباً ، ولا نبيّاً مرسلاً ، ولا حامل العرش ، هذا الصدّيق الأكبر ، هذا عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه» (1).

وعنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ اللواء عموده من زبرجدة ، خلقه الله من قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة ، مكتوب على رداء ذلك اللواء : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، آل محمد خير البريّة ، 7.

ص: 350


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 48 ، كفاية الأثر : 101 ، الأمالي - للشيخ الطوسي - : 345 ح 711 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 267.

صاحب اللواء إمام القوم».

فقال عليّ : «الحمد لله الذي هدانا بك وشرّفنا وكرّمنا».

فقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أما علمت أنّ من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله معنا؟!» ، وتلا قوله تعالى : (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (1).

ولا خلاف بين أهل النقل أنّ عليّاً عليه السلام صاحب لواء الحمد يوم القيامة ..

وممّا يؤيّد ذلك : ما رويناه عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة صفّ الله عزّ وجلّ لي عن يمين العرش قبّة من ذهب حمراء ، وصفّ لاِبراهيم قبّة من ذهب حمراء ، وصفّ لعليّ في ما بينهما قبّة من ذهب حمراء ، فما ظنّك بحبيب بين خليلين؟!» (2).

ومن ذلك : ما روي مشهوراً عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة وحشر الناس يوضع منبر من نور يمين العرش ، وآخر من يسار العرش ، الأوّل لي والثاني لاِبراهيم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ويوضع كرسي من نور بينهما لك يا عليّ ، فما ظنّك بحبيب بين حبيبين؟!» (3). ل.

ص: 351


1- سورة القمر 54 : 55.
2- الفضائل - لابن شاذان - : 123. وورد بتفاوت يسير جدّاً في الألفاظ في : تفسير فرات الكوفي : 456 ح 597 ، كشف اليقين : 385 - 386 ، كشف الغمّة 1 / 321.
3- المناقب - للمغازلي - : 219 ح 265. وورد في العمدة - لابن البطريق - : 382 ح 753 : «إذا كان يوم القيامة ضرب الله عزّ وجلّ ...».

ومن ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة فلايدخلها إلاّ من معه براءة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام» (1).

ومن ذلك : ما رويناه بإسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «عليّ يوم القيامة على الحوض ، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب» (2).

فانظر أيّها المسترشد رحمك الله : هل يجوز أن يكون له عليه السلام الحلّ والعقد في البراءة والجواز في القيامة ، وهو صاحب اللواء ، وصاحب الحوض ، وصاحب الكرسي والقبّة بين إبراهيم وأخيه محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، ويكون الخليفة غيره؟!

كلاّ وحاشى ؛ لولا اتّباع الأهواء المضلّة عن السبيل ، ومحبّة هذا العاجل العليل ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد كلامه في من تقدّمه : «كأنّهم لم يسمعوا الله تعالى يقول : (تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين) (3)» ، ثمّ قال : «بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حَلِيت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها» (4). -

ص: 352


1- كشف اليقين : 304. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : بشارة المصطفى : 196 ، روضة الواعظين : 128 ، المناقب - للخوارزمي - : 229.
2- المناقب - للمغازلي - : 119 ح 156 ، العمدة - لابن البطريق - : 300 ح 502 ، كشف اليقين : 303.
3- سورة القصص 28 : 83.
4- علل الشرائع : 151 ، معاني الأخبار : 361 - 362 ، الاِرشاد - للشيخ المفيد -

وأمّا حديث براءة

فهو : ما روي أنّ سورة براءة لمّا نزلت في سنة تسع أمرّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أبا بكر إلى مكّة يحجّ بالناس ، ودفعها إليه ليقرأها عليهم ، فلمّا مضى بها أبو بكر وبلغ ذا الحليفة نزل جبرئيل عليه السلام إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأمره بدفع براءة إلى عليّ عليه السلام ليقرأها على الناس ..

فخرج عليّ عليه السلام على ناقة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم العضباء حتّى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه ، فرجع أبو بكر وقال : يا رسول الله! هل نزل فيّ شيء؟

قال : «لا ، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي» (1). ».

ص: 353


1- مصنّف ابن أبي شيبة 12 / 84 ح 12184 ، سنن الترمذي 5 / 275 ح 3090 - 3091 ، الخصائص - للنسائي - : 93 ح 77 ، تفسير الطبري 10 / 47 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 51 ، المناقب - للخوارزمي - : 101 ، شواهد التنزيل 1 / 235 ح 315 ، تفسير الرازي 15 / 218. أقول : اتّفق المفسّرون ورواة الحديث على أنّ الذي بلّغ سورة براءة لأهل مكّة هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعثها أوّل الأمر مع أبي بكر فتطاير فرحاً حتّى قال لرسول الله صلى الله عليه وآله بعدما أخذها منه علي عليه السلام : يا رسول الله! أهّلتني لأمر طالت الأعناق إليّ فيه فلمّا توجّهت إليه رددتي عنه ، ما لي؟ هل نزل فيّ شيء؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وآله : «لا ، ولكن الأمين هبط إليّ وقال : إنّ الله يقول لك : لايؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك. وعليّ منّي ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ»هذا ما تواترت عليه التفاسير والأخبار ، ولم يقدر أحد على تحريفه ، ولكن بعضهم رأى أنّ الالتزام بهذا يعني منقصة لأبي بكر واعتراف بإمامة عليّ عليه السلام ؛ لذلك قدّموا تأويلات باهتة لهذه الحادثة لكي يرفعوا من شأنه ، ولنا وقفة قصيرة مع ماذكره الرازي في تفسيره من هذه التأويلات .. قال الرازي في تفسيره الكبير - 15 / 218 - : اختلفوا في السبب الذي لأجله أمر عليّاً بقراءة هذه السورة عليهم وتبليغ هذه الرسالة إليهم ، فقالوا : السبب فيه أنّ عادة العرب أن لا يتولّى تقرير العهد ونقضه إلاّ رجل من الأقارب ، فلو تولاّه أبو بكر لجاز أن يقولوا : هذا خلاف ما نعرف فينا من نقض العهود. فربّما لم يقبلوا ، فأُزيحت علّتهم بتولية ذلك عليّاً رضى الله عنه .. وقيل : لمّا خصّ أبا بكر بتوليته أمير القوم ، خصّ عليّاً بهذا التبليغ ؛ تطييباً للقلوب ورعايةً للجوانب .. وقيل : قرّر أبا بكر على الموسم ، وبعث عليّاً خلفه لتبليغ هذه الرسالة ؛ حتّى يصلّي خلف أبي بكر ، ويكون ذلك جارياً مجرى التنبيه على إمامة أبي بكر ، والله أعلم. انتهى كلام الرازي. والظاهر أنّ الرازي اكتفى بنقل الأقوال ولم يردّها ؛ لوجود مأربه فيها. ولكن هذه الأقاويل لن يصدّقها الجاهل فضلاً عن العالم ؛ لوجود ردود كثيرة عليها ، فمنها : 1 - قولهم : أنّ عادة العرب في الجاهلية أن لا يتولّى تقرير ... نقول : عندما جاء رسول الله بالرسالة الاِسلامية ألغى العادات والتقاليد الجاهلية التي لا تتلائم مع الدين الاِسلامي ؛ فقد قال يوم فتح مكّة عند الكعبة : «ألا كلّ مأثرةٍ أو دمٍ أو مالٍ يدّعى فهو تحت قدميَّ هاتين ، إلاّ سدانة البيت وسقاية الحاج» ، راجع : مسند أحمد 5 / 412 ، مصنّف عبد الرزّاق 9 / 282 ح 17213 ؛ إذاً فكيف يصحّ منه صلى الله عليه وآله أن يلغي سُنّة ثمّ بعد ذلك يرجعها رعايةً لعادة العرب في الجاهلية. 2 - قولهم : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أرسل عليّاً تطييباً للقلوب ورعاية للجوانب. نقول : إنّه أرسله بأمرٍ من السماء ، وهذا يدلّ على أنّه مأمور من قبل الله تعالى ، هذا أوّلاً. وثانياً : إنّ الإمام عليه السلام على يقين بصحّة كلّ فعل يفعله الرسول أو قول يقوله صلّى الله عليه وآله ، فلما يتأذّى من عدم إرساله ببراءة ، ليبعثه بها - بعد ذلك - تطييباً لقلبه ورعايةً لجوانبه؟!.3 - قولهم : إنّ الرسول صلّى الله عليه وآله أرسل أبابكر ، ثمّ أتبعه عليّاً عليه السلام ، وذلك إشارة منه صلّى الله عليه وآله بإمامة أبي بكر. نقول : هذا يعني إمامة أكثر الصحابة ، لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله عند خروجه من المدينة يولّي عليها ابن اُم مكتوم وغيره ، ويولّي آخر على مكّة بعد الفتح ، ويولّي آخرون في الغزوات ، فهل يعني هذا أنّهم أئمّة؟! ثمّ إنّ عليّاً عليه السلام هو نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فإذا كان أبو بكر إماماً عليه فهذا يعني كون الرسول مأموماً وأبوبكر إماماً. وهذا لا يقوله جاهل فضلاً عن العالم. أضف إلى ذلك أنّه صلّى الله عليه وآله لم يجعله عليه السلام تحت إمرة أحد قط ، بل يكون هو الامام وغيره المأموم ، على العكس من أبي بكر ، إذ نراه مأموراً ومن ضمن جيش اُسامة الذي تخلّف عنه هو وعمر.

ص: 354

وهذا الحديث قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الحديث ، ولا نعلم فيه خلافاً ، فهل ترى أيّها الطالب للنجاة أوَ مَنْ عزله الله تعالى ولم يقمه مقام أمير المؤمنين عليه السلام في تبليغ آيات قلائل يكون أوْلى بالاِمامة باختيار خمسة (1) ممّن اختاره الله تعالى ورسوله؟!

معاذ الله ، ما كان لهم أن يختاروا غير من اختاره الله ، ويؤخّروا من قدّم الله ويقدّموا من أخّر الله ، وهو يقول عزّ من قائل : (ويختار ما كان لهم الخِيَرَة) (2) ، لكنّهم بدّلوا وغيّروا ، وفعلوا غير ما به أُمروا.

ومن النصوص الصريحة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : حديث النجم ؛ وهو : ما روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سُئل عن الاِمام بعده؟ فقال : «من ينزل الكوكب في داره منذ الليلة».

فانتظر الناس ، فلمّا قرب وقت الصبح وإذا بكوكب نزل في حجرة 8.

ص: 355


1- الظاهر أنّ نظر المؤلّف كان إلى خمسة من أصحاب السقيفة : عمر ، أبو عبيدة الجرّاح ، بشير بن سعد الخزرجي ، أُسيد بن حضير ، وسالم مولى أبي حذيفة ؛ فهم أقطاب اجتماع السقيفة ، وإلاّ فغيرهم كثير قد بايعوا أبا بكر في ذلك الوقت.
2- سورة القصص 28 : 68.

فاطمة عليها السلام ، فقال أهل النفاق : ولّى ابن عمّه رقاب الناس ، لقد شغف محمد بهذا الاِنسان وبهواه. فأنزل الله تعالى قوله : (والنجم إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) (1) (2).

وروي عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو ؛ فهو خليفتي عليكم بعدي ، والقائم فيكم بأمري».

فلمّا كان من الغد انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتّى وقع في حجرة علي بن أبي طالب عليه السلام ، فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى. فأنزل الله تعالى : (والنجم إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) (3) ..

وهذا نصّ جليّ على إمامته عليه السلام.

فهل بقي لمعتلّ علّة لولا كثرة الحسد لأهل هذا البيت الشريف؟! وقد قال الله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) (4).4.

ص: 356


1- سورة النجم 53 : 1 - 4.
2- ورد مؤدّاه في : المناقب - للمغازلي - : 266 ح 313 وص 310 ح 353 ، كفاية الطالب : 260 - 261 ، ميزان الاعتدال 2 / 45 رقم 2756 ، لسان الميزان 2 / 449.
3- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 680 ح 928 ، شواهد التنزيل 2 / 204 ح 914 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 14 - 15.
4- سورة النساء 4 : 54.

ومن ذلك حديث بيعة العشير

وهو : أنّه لمّا نزل قوله تعالى : (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1) جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عشيرته ، وكانوا أربعين رجلاً ، والقصّة طويلة ذكرنا منها موضع الحاجة ، وهو قوله : «فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي في الدنيا والآخرة ، وله الخلافة من بعدي؟».

فما تحرّك أحد ، فقام عليّ وهو أصغرهم سنّاً ومدّ يده ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «اجلس». فأعاد القول ، فلم يقم سواه ، فقال له : «اجلس». فجلس ، وقال ثالثاً ، فقام عليّ ومدّ يده فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وبايعه (2). له

ص: 357


1- سورة الشعراء 26 : 214.
2- لم تُعدّ حادثة يوم الدار من الحوادث الغير معلنة والغير واضحة ، بل تعدُّ من الحوادث والمواقف العلنية ، والتي وقعت بمرأى ومسمع أكابر قريش وصناديدهم من كلا المعسكرين - معكسر الاِيمان ومعسكر الشرك - والاِمام عليّ صلى الله عليه وآله آنذاك في طور الصبى. فبعد أن دوّى صوت الأمين جبرئيل عليه السلام قائلاً للرسول صلى الله عليه وآله : إنّ الله يأمرك أن تبلِّغ رسالته إلى عشيرتك الأقربين : (وأنذر عشيرتك الأقربين). جمع صلى الله عليه وآله عشيرته وباتّفاق مع عليّ عليه السلام ، وبعد أن أكلوا وشربوا وقف خطيباً فيهم - للمرّة الثالثة ؛ إذ في الأُولتين كان أبو لهب يسبقه - قائلاً : «يا بني عبد المطلب! إنّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به ، إنّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله عزّ وجلّ أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصييّ وخليفتي فيكم؟ فلم يجبه أحد إلاّ عليّ عليه السلام ، قال : «أنا يا رسول الله ...» فأمره الرسول صلى الله عليه وآله بالجلوس فجلس. وبعد أن كرّرها الرسول صلى الله عليه وآله ثلاثاً لم يجبه أحد ، إلاّ عليّ عليه السلام ، فالتفت إليهم قائلاً : «إنّ هذا أخي ووصييّ وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا». فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ، وجعله عليك أميراً. هذا هو سردٌ إجمالي لهذه الواقعة ، فإذا تدبّرنا فيها نجدها أوّل موقف رسالي في الاِسلام طرح رسول الله صلى الله عليه وآله فيه عليّاً خليفةً ووصيّاً له من بعده بقوّة. لا يقال : إنّ هذا يدلّ على إثبات خلافته عليه السلام على عشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله. لأنّا نقول : من المسلّم أنّ عشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله من أشرف وأفضل القبائل حسباً ونسباً في داخل مكّة وخارجها ، فإذا ارتضى الرسول صلى الله عليه وآله لعليّ أن يكون خليفته على عشيرته ، فمن طريق أوْلى يرتضيه خليفة ووصيّاً وإماماً على المسلمين كافّة بعده. إذاً ما جرى تبعاً لهذه الآية الكريمة يعدّ من الأدلّة الواضحة والصريحة في إثبات الوصية والاِمامة لعليّ عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل. ومَن أراد الوقوف على تفصيل هذه الواقعة فليراجع هذه المصادر : علل الشرائع : 170 ح 2 باب 133 ، إعلام الورى 1 / 322 ، المناقب - للكوفي - 1 / 370 ح 294 ، مسند أحمد 1 / 111 وص 159 ، الخصائص - للنسائي - : 83 ح 66 ، تاريخ الطبري 2 / 320 - 321 ، شواهد التنزيل 1 / 371 ح 514 وص 420 ح 580 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 46 - 50 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 31 ، كفاية الطالب : 204 - 207 ، البداية والنهاية 3 / 39 - 40 ، تفسير ابن كثير 3 / 363 - 364.

وله الأُخوّة والخلافة ؛ ويشهد لذلك ما روي أنّه : لمّا تحاكم عليّ والعباس عليهما السلام إلى أبي بكر في ميراث النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال العباس : فبماذا أوجبتم وراثة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعليّ عليه السلام وأنا عمّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهو ابن عمّه؟

فقال أبو بكر : على الخبير هجمتم ، تذكر يا عباس يوم كنّا في شعب أبي طالب أربعين رجلاً ، لم يكن فيكم من غيركم غيري ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلاّ كان له وصيّ

ص: 358

وخليفة ، فمن يكن منكم وصيّي وخليفتي ووارث أمري ، يقضي ديوني وينجز وعدي ويبرىَ ذمّتي؟».

قال : فسكتوا ولم يجبه أحد ، فقلت يا عباس : ومن يقدر على ذلك وأنت أسخى من الريح؟

قال : فقام في الثالثة فقال : «يا معشر بني هاشم! كونوا في الاِسلام رؤوساً ولا تكونوا أذناباً إن كان فيكم ، وإلاّ في غيركم».

قال : فقام أحمشكم ساقاً وأعظمكم بطناً وهو هذا - وأشار إلى عليّ عليه السلام - فقال : «أنا أكون وصيّك وخليفتك ووارث أمرك ، أقضي ديونك وأنجز مواعيدك وأُبرىَ ذمّتك» ، أتعرف هذا له يا عباس من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!

فقال : نعم يا أبا بكر.

قال : فلأيّ شيء تخاصمه وأنت تعرفه له من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!

فقال العباس : وأنت لماذا تونّيت (1) عليه في حقّه وتعرف هذا له من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!

فقال أبو بكر : أخرجوهما عنّي ، مكيد من بني هاشم (2).

ومن النصوص الجليّة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : تسميته تعالى [له عليه السلام] ب- : «أمير المؤمنين» ، وتسمية جبريل ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [له عليه السلام بذلك] بأمر الله سبحانه .. 1.

ص: 359


1- تونّيت : مأخوذ من التواني ؛ وهو : التقصير ؛ لسان العرب 15 / 415 مادّة «وني».
2- ورد مؤدّاه في : المسترشد - للطبري - : 577 ح 249 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 60 - 61.

وذلك ما رويناه مسنداً إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ورأسه في حجر دحيّة بن خليفة الكلبي ، فسلّمت عليه ، فقال لي دحيّة : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، وإمام المتّقين.

ثمّ قال لي : تعال خذ رأس نبيّك في حجرك ، فأنت أحقّ بذلك.

فلمّا دنوت من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ووضعت رأسه في حجري لم أر دحيّة ، وفتح الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [عينه] وقال : يا علي! من كنت تكلّم؟ قال : قلت : دحيّة.

فقصصت عليه القصة ، فقال : لم يكن ذلك دحيّة وإنّما كان جبريل عليه السلام ، أتاك ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء» (1).

فهل ترى أيّها الطالب النجاة : إنّ من سمّى نفسه بإمرة المؤمنين ، أو سمّاه عمر وأبو عبيدة ، مثل من سمّاه الله تعالى وجبرئيل ومحمد صلّى الله عليهما؟!

وروينا عن عبدالله بن بريدة ، قال : جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سبعة رهط وأنا ثامنهم فقال : «أنتم شهداء الله في الأرض أبديتم أم كتمتم» ، ثمّ قال : «يا أبا بكر! قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين» ، فقال أبو بكر : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : «نعم هو الذي أمرني» ، قال عليّ : «اللّهمّ اشهد». 6.

ص: 360


1- المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 67 ، اليقين - لابن طاووس - : 314 ، نهج الاِيمان : 466.

ثمّ أمر عمر بن الخطّاب ، فقال : هذا رأي رأيته أو وحي نزل؟ قال : «بل وحي نزل» ، فقال : سمعاً وطاعة ، فقال عليّ : «اللّهمّ اشهد».

ثمّ قال للمقداد بن الأسود ، فقام ولم يقل مثل مقالة الأوّلين ، فأتاه رضى الله عنه فسلَّم عليه.

ثمّ قال لأبي ذرّ ، فسلَّم عليه.

ثمّ قال لحذيفة ، فقام فسلَّم عليه.

ثمّ أمرني ، فسلّمت عليه ، وأنا أصغر القوم سنّاً ، وأنا ثامنهم.

فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأنا غائب ، فلمّا قدمت وجدت أبا بكر قد استخلف ، فدخلت عليه فقلت : يا أبا بكر! أما تحفظ سلّمنا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بإمرة أمير المؤمنين؟!

فقال : بلى.

فقلت : ما لك فعلت الذي فعلت؟!

قال : إنّ الله تعالى يحدث الأمر بعد الأمر ، ولم يكن الله تعالى ليجمع الخلافة والنبوّة في أهل بيت (1).

فانظر إلى هذا الكلام الفاضح ؛ إذ جعل أبو بكر كون آل محمد أهل بيت النبوّة سبباً لتأخّرهم عن الخلافة! إنّ في هذا وأمثاله لبلاغاً لمن آثر الآخرة ، واطّرح الحاضرة ، فلم يكن من أرباب الصفقة الخاسرة! 6.

ص: 361


1- ورد منسوباً إلى أبي حمزة الثمالي ، وفي بعض المصادر إلى بريدة ، وهناك تفاوت في ألفاظه كما في : الأُصول الستّة عشر : 90 ، الخصال : 461 - 465 ، الأمالي - للشيخ المفيد - : 18 - 19 ، اليقين : 206 - 207 ، التحصين : 537 - 538 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 66.

ومن جملة ذلك : حديث الأسماء

وهو : ما روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «إنّ الله تعالى كتب على ساق العرش قبل أن يخلق آدم : محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فلمّا خلق آدم عليه السلام رأى تلك الأسماء تتلألأ فقال : ياربّ من هؤلاء؟

فقال : هم من ذرّيّتك ، آخر نبيّ من أولادك ، أكرم الخلق علَيّ. فلمّا وقع منه ما وقع قال : بحقّ الخمسة إلاّ عفوت عنّي» (1).

وقد روينا عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «رأيت ليلة أُسري بي على ساق العرش مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته» (2).

ومنها : حديث السفرجلة

وهو : ما روى ابن عباس ، قال : نزل جبرئيل عليه السلام في بعض الحروب فناول عليّاً سفرجلة ، ففتقها فإذا في وسطها حريرة خضراء مكتوب عليها : «تحيّة الغالب الطالب على عليّ بن أبي طالب» (3). .

ص: 362


1- ورد باختلاف في الألفاظ في : تفسير فرات الكوفي : 56 - 58 ح 16 - 15 ، قصص الأنبياء - للراوندي - : 44 ح 10 - 11 ، فرائد السمطين 1 / 36.
2- كفاية الأثر : 118 وص 245 ، شرح الأخبار 1 / 210 ح 179 ، تاريخ بغداد 11 / 173 ح 5876 ، شواهد التنزيل 1 / 224 ح 300.
3- ورد هذا الحديث في المصادر بعنوان : «حديث الأُترجة» ، وفيه اختلاف يسير في الألفاظ ، كما في : نوادر المعجزات : 86 ، نهج الايمان : 634 ، دلائل الاِمامة : 84 - 85 ح 22 ، المناقب - للخوارزمي - : 105 - 106 ، المناقب - لابن شهرآشوب- 2 / 262 ، الصراط المستقيم 1 / 244 ، كفاية الطالب : 78.

ومنها : حديث اللوزة

وهو : ما رويناه عن أنس بن مالك : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم جاع جوعاً شديداً فهبط عليه جبرئيل عليه السلام بلوزة خضراء من الجنّة ، فقال : افككها. ففكّها فإذا فيها مكتوب : «بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته به» (1).

ومنها : حديث التفّاح

وهو : ما روى سادات آل محمد عليهم السلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ناول عليّاً تفّاحاً ، فسقط من يده وصار نصفين ، وخرج من وسطه مكتوب : «تحيّة من الطالب الغالب لعليّ بن أبي طالب عليه السلام» (2).

ومنها : حديث الرمّانة

وهو : ما روى ابن عباس ؛ ، قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه ظ.

ص: 363


1- نسب بعضهم هذا الحديث إلى ابن عباس ؛ كما في العمدة - لابن البطريق - : 381 ح 749 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 262. ونسبه الحسكاني إلى أنس ابن مالك ؛ شواهد التنزيل 1 / 225 ح 301.
2- نهج الاِيمان : 634 ، الصراط المستقيم 1 / 244 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 262 ، وأورده ابن شاذان في كتابه المائة منقبة : 122 المنقبة الثانية والستّون ، باختلاف في اللفظ.

[وآله] وسلّم يطوف بالكعبة إذ بدت رمّانة من الكعبة ، واخضرّ المسجد لحسن خضرتها ، فمدّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده فتناولها ومضى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في طوافه ، فلمّا انقضى طوافه صلّى في المقام ركعتين ، ثمّ فلق الرمّانة قسمين كأنّها قدّت ، فأكل النصف وأطعم عليّاً عليه السلام النصف ، فرنحت أشداقهما لعذوبتها ، ثمّ التفت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى أصحابه فقال : «إنّ هذا قطف من قطوف الجنّة ، ولا يأكله في الدنيا إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ ، ولولا ذلك لأطعمناكم» (1).

ومنها : حديث البساط

وهو : ما رويناه بالاِسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك ، قال : أُهدي لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بساط من خندف (2) فقال لي : «ياإنس! ابسطه». فبسطته ، ثمّ قال لي : «ادع العشرة». فدعوتهم ..

فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً ، ثمّ رجع فجلس على البساط فقال : «يا ريح احملينا». فحملتنا الريح ، فإذا البساط يدفّ بنا دفّاً (3) ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». ثمّ قال : «تدرون في أي مكان أنتم؟!». قلنا : لا. ».

ص: 364


1- المناقب - للكوفي - 1 / 548.
2- ورد في بعض المصادر : «بَهَنْدَِف» ، بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وكسرها ؛ قال صاحب معجم البلدان 1 / 516 : هي بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان ، بين بادَرَيا وواسط ، وكانت تُعدُّ من أعمال كَسكَر.
3- الدف : تحريك الطائر جناحيه ؛لسان العرب 9 / 104 مادّة «دفف».

قال : «هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم ، قوموا فسلّموا على أصحابكم».

فقمنا رجل رجل فسلّمنا عليهم فلم يردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : «السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء».

فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قال : فقلت : ما لهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟!

فقال لهم : «ما بالكم لا تردّوا على إخواني؟!».

فقالوا : إنّا معاشر الصدّيقين لا نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّاً أو وصيّاً.

ثمّ قال : «يا ريح احملينا». فحملتنا تدفّ بنا دفّاً ، ثمّ قال : «يا ريح ضعينا». فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة ، فقال عليّ : «ندرك النبيّ في آخر ركعة» ، فطوينا وأتيناه ، وإذا النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقرأ في آخر ركعة : (أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) (1) (2).

ومنها : حديث مَلَكي عليّ عليه السلام

وهو : ما روي أنّ عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه أقبل إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعنده جبريل ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمد! هذا عليّ قد جاء يمشي الهوينا ، وهو إمام الهدى ، وقائد البررة ، وقاتل 6.

ص: 365


1- سورة الكهف 18 : 9.
2- المناقب - للكوفي - 1 / 552 ح 491 ، المناقب - للمغازلي - : 232 ح 280 ، العمدة - لابن البطريق - : 372 ح 732 ، نهج الاِيمان : 214 ، سعد السعود : 227 ، الطرائف - لابن طاووس - : 83 ح 116.

الفجرة ، والمتكلّم بالعدل والتوحيد ، والنافي عن الله الجور ، يا محمد! إنّ ملائكة عليّ يفتخرون على سائر الملائكة أنّهم ما كتبوا على عليّ كذباً قط (1) ..

وفي رواية أُخرى : إنّ حافظي عليّ يفتخران على سائر الحفظة ، وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله بشيء يسخطه (2).

ومنها : حديث [ردّ] الشمس

وهو : ما روت أسماء بنت عميس ، قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ عليه السلام ، فلم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّ عليّاً كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس». فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعدما غربت (3) ..

وفي رواية : فقام عليّ فصلّى العصر ، فلمّا قضى صلاته غابت الشمس ، فإذا النجوم مشتبكة (4).1.

ص: 366


1- الأربعون حديثاً - لابن بابويه الرازي - : 61 الحديث 31.
2- العمدة - لابن البطريق - : 360 ح 699 - 700 ، المناقب - للمغازلي - : 127 ح 168 - 169 ، المناقب - للخوارزمي - : 225 - 226 ، تاريخ بغداد 14 / 50 ح 7391.
3- نهج الاِيمان : 70 ، المناقب - للمغازلي - : 96 ح 140 ، مشكل الآثار 4 / 388 ، التذكرة - لابن الجوزي - : 53 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 353 - 354 ، مجمع الزوائد 8 / 297 ، لسان الميزان 4 / 276 رقم 777 ، الخصائص الكبرى - للسيوطي - 2 / 82.
4- العمدة - لابن البطريق - : 375 ، الطرائف : 84 ح 118 ، نهج الاِيمان : 71 ، المناقب - للمغازلي - : 98 ح 141.

فانظر أيّها الطالب لنجاة نفسه ، الخائف لما يلاقيه في رمسه ، إلى هذه الشواهد لأمير المؤمنين عليه السلام ما أظهرها ، والدلائل ما أبهرها وأنورها.

فلقد شهدت له عليه السلام على غيره بالكمال ، وحيازة مكارم الحلال : شهادة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بأنّه خليفته ووصيّه والقائم بالأمر بعده ..

وشهادة أهل الكهف : بالوصية ..

وأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [أصحابه] أن يسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ..

(أفما) (1) كان للمخالف في هذا معتصم شاف ، وملاذ كاف؟!

بلى والله ، وإنّما الدنيا - كما ورد في الأثر عن سيّد البشر : - «حلوة خضرة» (2).

ولله القائل :

لئن صبرت عن فتنة المال أنفُس

لَما صبرت عن فتنة النهي والأمر (3)

ولنقتصر على هذا القدر من النصوص الدالّة على إمامة أمير ت.

ص: 367


1- في المخطوطة : «فما» ؛ وما أثبتناه هو الصحيح والمناسب.
2- الرسالة السعدية : 159 ، شرح الأخبار 1 / 318 ، ونسبه الكليني في الكافي 8 / 256 ح 368 إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذلك البحراني في تحف العقول : 180.
3- قال أحمد المرتضى في كتابه شرح الأزهار 1 / 74 : إنّ هذا البيت قاله حسّان بن ثابت ، وذكره ضمن أبيات ثلاثة : يقولون سعداً شقّت الجنّ بطنه ألا ربّما حقّقت أمرك بالغدرِ وما ذنب سعدٌ أنّه بال قائماً ولكنّ سعداً لم يبايع أبا بكرِ لئن سلمت عن فتنة المال أنفُس لَما صبرت عن فتنة النهي والأمرِ ولكنّا بعد البحث والتنقيب في ديوان حسّان وغيره لم نعثر على هذه الأبيات.

المؤمنين عليه السلام وإن كانت أكثر من أن تحصى ؛ فقد روينا عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «لو كانت البحار مداداً والغياض أقلاماً والاِنس كتّاباً والجنّ حسّاباً ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب» (1).

وإذا كان هذا قول الرسول الزكيّ ، عليه صلوات الربّ العليّ ، فمن رام غير ذلك فقد رام شططاً.

[* وأمّا إجماع العترة :]

وأمّا دلالة إجماع أهل البيت : على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فنحن نتكلّم في ذلك في مكانين :

أحدهما : إنّ آل محمد : مجمعون على ذلك.

والثاني : إنّ إجماعهم حجّة واجبة الاتّباع.

أمّا أنّهم مجمعون على ذلك ، فذلك أظهر من أن يذكر ، وكلّ أحد يعلمه ، المخالف والمؤالف ؛ فلا يحتاج إلى استشهاد.

وأمّا أنّ إجماعهم حجّة يجب اتّباعها ويحرم خلافها ، فالذي يدلّ على ذلك الكتاب والسُنّة.

أمّا الكتاب :

فقوله تعالى : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) (2). 3.

ص: 368


1- التفضيل - للكراجكي - : 40 ، كشف الغمّة 1 / 112 ، الطرائف - لابن طاووس - : 138 ح 216 ، إرشاد القلوب - للديلمي - 2 / 209 ، المناقب - للخوارزمي - : 2 ، فرائد السمطين 1 / 16 ، كفاية الطالب : 251 ح 833.
2- سورة الأحزاب 33 : 33.

ونحن نتكلّم في أنّ المذكورين في هذه الآية هم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبناءهما : ، ثمّ نذكر وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجة.

أمّا أنّها أُنزلت فيهم دون غيرهم ، فالذي يدلّ على ذلك : ما روت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) ..

قالت : وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، ورسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وفاطمة وعليّ والحسن والحسين : ، وأنا على باب البيت جالسة ، فقلت : يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟!

قال : «إنّك على خير ، إنّك من أزواج النبيّ» صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم ، وما قال إنّي من أهل البيت (1).

وفي بعض الأحاديث : «لستِ منهم وإنّك لعلى خير» (2).

وبالاِسناد عن عائشة ، وقد سألها سائل عن عليّ عليه السلام ، فقالت : سألتني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقد جمع رسول الله صلّى الله عليه 4.

ص: 369


1- الخصال : 403 ح 113 باب السبعة ، شرح الأخبار 3 / 13 ح 945 ، تنبيه الغافلين : 151 ، خصائص الوحي المبين : 102 ح 36 ، شواهد التنزيل 2 / 82 ح 757 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 145 ح 3455 ، الدرّ المنثور 6 / 604.
2- لم نعثر على هذا النصّ في المصادر ، ولكن من مفهوم بعض النصوص يستنتج ذلك ؛ فإنّه ورد في بعضها أنّ أُمّ سلمة قالت : قلت : يا رسول الله! ألست من أهل البيت؟! قال : «أنت من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله» .. فإذاً من هذا الجواب نستنتج أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لها : لست من أهل البيت ، ولكنّك من أزواج النبيّ ؛ راجع : شواهد التنزيل 2 / 59 ح 706 ، خصائص الوحي المبين : 105 ح 44.

[وآله] وسلّم ثوب عليهم ثمّ قال : «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

قالت : فقلت : يا رسول الله! أنا من أهلك؟

قال : «تنحّي ، إنّك إلى خير» (1).

وبالاِسناد عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيّار ، عن أبيه ، قال : لمّا نظر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : «من يدعو؟» - مرّتين -. قالت زينب : أنا يا رسول الله.

فقال : «ادعي لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين».

قالت : فجعل حسناً عن يمينه ، وحسيناً عن شماله ، وعليّاً وفاطمة تجاهه ، ثمّ غشّاهم كساءً خيبرياً ، ثمّ قال : «اللّهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً ، وهؤلاء أهل بيتي». فأنزل الله عزّ وجلّ : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً).

فقالت زينب : يا رسول الله! ألا أدخل معكم؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مكانك ، فإنّك على خير إن شاء الله» (2).

وقد روى هذا الحديث كافة أهل الكتب المرويّة ، وإنّما ذكرنا رواية نساء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على الخصوص لنقطع بذلك من يريد إدخال نساء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في جملة أهل 4.

ص: 370


1- الطرائف : 127 ح 196 ، العمدة - لابن البطريق - : 39 ح 23 ، شواهد التنزيل 2 / 38 ح 684. وورد بتفاوت يسير في اللفظ ؛ فراجع : الصراط المستقيم 1 / 186 ، خصائص الوحي المبين : 106 ح 48 ، تفسير الثعلبي 8 / 43.
2- العمدة - لابن البطريق - : 40 ح 24 ، الطرائف : 127 ح 197 ، شواهد التنزيل 2 / 32 ح 673 - 674.

البيت : واختصاصهنّ بالآية ؛ إذ لا شيء أقوى من إقرار المرء على نفسه ..

فثبت أنّ الآية نازلة في أهل البيت : دون غيرهم.

وأمّا وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّة ، فهو : إنّ الله تعالى أخبر بإرادته إذهاب الرجس عنهم ، والرجس ها هنا هو : رجس الذنوب ؛ وذلك معنى العصمة بشهادة الله تعالى وشهادة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ..

وما أراده سبحانه من فعل نفسه فإنّه يقع لا محالة ؛ لأنّ إرادة العزم عليه تعالى محال ..

فمن قال بأنّ : إرادته فعله. فلا شكّ أنّه ما أراد إلاّ ما فعل ، ومن قال : إرادته إرادة قصد. فلا بُدّ أن يفعل ما قصده ، وإلاّ كانت إرادته عزماً لا قصداً ، وذلك لا يجوز عليه تعالى.

وفي ذلك كون : إجماعهم حجّة واجبة الاتّباع.

وأمّا دلالة السُنّة الشريفة :

فمنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» (1). ل.

ص: 371


1- إنّ حديث الثقلين مروي بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة حتّى بلغ درجة التواتر ، بل هو من أشهر المتواترات. ويعدّ من الأدلّة القوية والحجج الجلية على خلافة وإمامة عليّ عليه السلام من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله بلا فصل ولكن بعضهم حاول تحريف وتأويل هذا الحديث ، سائرين على نهج من تقدّمهم من المروّجين والداعين إلى بني أُميّة وبني العباس ؛ ظنّاً منهم أنّه يمكن القضاء على أهل البيت : وعلى شيعتهم. فحاول بعضهم بتأويل الحديث ، وآخر بتحريفه ، وثالث بتكذيب رواته ، ولم يلتفتوا إلى صحاحهم ومصادرهم المعتبرة ، فإنّها مليئة بفضائل أهل بيت العصمة والطهارة : ، وإكمالاً للفائدة سنورد نصّ ما ذكره ابن حجر في صواعقه المحرقة بخصوص هذا الحديث وتصحيحه له. قال في صفحة 224 : ومن ثمَّ صحّ أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي». وقال في صفحة 231 - 232 : تنبيه : سمّى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم القرآن وعترته - وهي بالمثنّاة الفوقية : الأهل والنسل والرهط الأدنون - : ثقلين ؛ لأنّ الثقل : كلّ نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك ؛ إذ كلّ منهما معدن للعلوم اللدنية ، والأسرار والحِكَم العليّة ، والأحكام الشرعيّة ، ولذا حثَّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم ، وقال : «الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت». وقيل : سمّيا ثقلين ؛ لثقل وجوب رعاية حقوقهما. ثمّ الّذين وقع الحثّ عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب الله وسُنّة رسوله ؛ إذ هم الّذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ، ويؤيّده : «ولا تُعَلّموهم فإنّهم أعلم منكم». وتميّزوا بذلك عن بقيّة العلماء ؛ لأنّ الله أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وشرّفهم بالكرامات الباهرة ، والمزايا المتكاثرة ، وقد مرّ بعضها ، وسيأتي الخبر الذي في قريش : وتعلّموا منهم فإنّهم أعلم منكم. فإذا ثبت هذا العموم لقريش فأهل البيت أوْلى منهم بذلك ؛ لأنّهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقيّة قريش. وفي أحاديث الحثّ على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهّل منهم للتمسّك به إلى يوم القيامة ، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ؛ ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض.. ثمّ يقول ابن حجر : ثمّ أحقّ منْ يُتمسّك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبيطالب كرّم الله وجهه ؛ لِما قدّمناه من مزيد علمه ، ودقائق مستنبطاته ، ومن ثمّ قال أبو بكر : عليّ عترة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. أي : الّذين حثّ على التمسّك بهم. فخصه ؛ لِما قلنا ، وكذلك خصه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بما مرّ يوم غدير خمّ. انتهى كلام ابن حجر. فإذاً مهما أراد هؤلاء من محاولات التأويل والتحريف لهذا الحديث أو لغيره لم يفلحوا ، كما قال الله جلّ جلاله في كتابه الكريم : (يريدون أن يطفؤوا نور الله بافواههم ويأبى الله ألا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون). إذاً فدلالة الحديث واضحة وصريحة على وجوب التمسّك بالثقلين وعدم مخالفتهم ، وكذلك على أنّ المتخلّف عنهما ضال وغير مهتدي ، وأيضاً على عصمة أهل البيت عليهم السلام ؛ لأنّهما عدلٌ للكتاب ، وكذلك لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر باتّباعهما مطلقاً ، فإذا لم يكونا معصومين لَما أمر رسول الله صلّى الله عليه وآلأه وسلّم بمتابعتهما ، وأوجب التمسّك بهما ؛ فإذاً الخلافة والإمامة يجب ان تكون لهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا فصل. أما المصادر التي ذكرت هذا الحديث فهي كما ذكرنا اَنفاً أنّها متواترة وكثيرة جّاً ، وورد فيها بألفاظ مختلفة ، وإليك بعضها : اصول الكافي 2 / 415 ، كمال الدين - للشيخ الصدوق - : 237 ح 54 ، كشف المغمّة 1 / 50 ، العمدة - لابن البطريق - : 68 ح 81 - 89 ، سنن الدارمي 2 / 431 - 432 ، مسند أحمد 3 / 17 ، فضائل الصحابة 2 / 585 ح 990 ، سنن الترمذي 5 / 663 ح 3788 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 109 ، حلية الأولياء 1 / 355 ح 57 حذيفة بن أسيد ، تاريخ بغداد 8 / 442 ح 4551 ، المناقب - للمغازلي - : 234 ح 281 - 284.

ص: 372

ونحن نتكلّم في صحّة هذا الحديث ، ثمّ نذكر وجه دلالته ..

أمّا صحته :

فاعلم أنّ هذا الحديث متّفق عليه بين جماعة الأُمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم ؛ فقد رواه : أمير المؤمنين عليه السلام ، وابن عباس ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وأبو سعيد

ص: 373

الخدريّ ، وعائشة ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وحذيفة بن أُسيد ، وأبوذرّ الغفاري ، رضي الله عنهم (1) ..

ولو لم يروه إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام وتواتر عنه لكان معلوماً ؛ لأنّه مقطوع على عصمته ، وكذلك أبو ذرّ رضى الله عنه معصوم عندنا في باب الاِخبار ؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» (2) ؛ فدلّ ذلك على صحّة هذا الحديث.

وأمّا وجه دلالته :

ففي ذلك مسالك :

منها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مخاطباً أُمّته : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا». فأبان بذلك موضع الاستخلاف في عترته ، حتّى لا يقصد منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعد التمسّك بهم والاتّباع لهم إلاّ وجهه. 2.

ص: 374


1- ورواه غيرهم من الصحابة : الاِمام الحسن بن علي عليه السلام ، سلمان الفارسي ، أبوالهيثم بن التيهان ، حذيفة بن اليمان ، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، أبوهريرة ، عبدالله بن حنطب ، جبير بن مُطعِم ، البرّاء بن عازب ، أنس بن مالك ، طلحة بن عبدالله التيمي ، عبدالرحمن بن عوف ، سعد بن أبي وقّاص ، أبو قدامة الأنصاري ، أُمّ سلمة ، أُمّ هاني ، وغيرهم كثير ؛ راجع في ذلك : مجمع الزوائد - للهيثمي - 9 / 163 ، الدرّ المنثور - للسيوطي - 2 / 285.
2- المناقب - للكوفي - 1 / 350 ح 276 ، كمال الدين : 60 ، علل الشرائع : 177 ح 2 باب 141 ، معاني الأخبار : 179 ، كفاية الأثر : 71 ، روضة الواعظين : 283 - 284 ، مسند أحمد 5 / 197 ، سنن الترمذي 5 / 669 ح 3801 - 3802 ، المستدرك على الصحيحين - للحاكم - 3 / 342.

ومنها : أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم شبّه العترة بالكتاب ، والكتاب حجّة ، فلا بُدّ أن يكون آل محمد : متى أجمعوا حجّة ؛ لتطابق المثال.

ومنها : إخباره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّ عترته لا تفارق الكتاب حتّى اللقاء على الحوض ، والمراد بذلك : حكم الكتاب ، فمعناه أنّ الكتاب والعترة (يمتان متاً) (1) واحداً ؛ لأنّهم تراجمة كتاب الله وحفظة وحيه عن تمويه المموّهين وتأويل الجاهلين.

ومن أدلّة السُنّة الشريفة على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى» (2) ، وفي بعض الأخبار : «هلك» (3).

وهذا الخبر ممّا ظهر واشتهر ، وتلقّته الأُمّة بالقبول ، ولم ينكره أحد 2.

ص: 375


1- لم تكن العبارة واضحة في النسخة.
2- حديث السفينة يعدّ من الأحاديث الصحيحة المستفيضة ، بل المتواترة ، ورواه جلّ الصحابة والتابعين بألفاظ مختلفة ذات مضمون واحد. وهذا الحديث يؤكّد لنا عدّة أُمور ، هي : إنّ وجوب متابعة أهل البيت : مطلقة ، وإنّهم أفضل الخلق بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وإنّ النجاة تكون في متابعتهم ، وإنّهم معصومون ، وإنّ المتخلّف عنهم ضالّ وهالك لا محالة. وهناك دلالات أُخرى كثيرة. أمّا مصادره فلا تحصى كثرة ، هذه بعضها : المناقب - للكوفي - 2 / 146 ح 624 ، بصائر الدرجات : 317 ، دعائم الاِسلام 1 / 80 ، العمدة - لابن البطريق - : 358 ح 693 - 697 ، المعجم الكبير - للطبراني - 3 / 37 ح 2636 ، المستدرك على الصحيحين 2 / 343 ، تاريخ بغداد 12 / 91 ح 6507 ، المناقب - للمغازلي - : 132 ح 173 - 176 ، الصواعق المحرقة : 234 ، كنز العمّال 12 / 95 ح 34151.
3- المناقب - للمغازلي - : 132 ح 173 ، ميزان الاعتدال 4 / 167 رقم 8728 ، الصواعق المحرقة : 234 ، كنز العمّال 12 / 94 ح 34144 ، إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت عليهم السلام : 47 ح 26 ، الجامع الصغير 1 / 373 ح 2442.

من رواة الحديث ، بل رواه المخالف والمؤالف.

ووجه دلالته - على أنّ إجماع أهل البيت حجّة - ظاهر من حيث حكمه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم - وهو لا ينطق عن الهوى (إن هو إلاّوحي يوحى) - بنجاة من تمسّك بآل محمد عليهم السلام ، والنجاة شائعة في ما يَقْفوهم فيه مشايعهم ومتابعهم من قول وعمل واعتقاد. ولَما حكم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغرق المتخلّف عنهم ، أو هلاكه على حسب الرواية ، مبيّناً بذلك كونه عاصياً لربّه ، وضالاًّ عن منهاج دينه ..

وقد بالغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في بيان ذلك أشدّ المبالغة بتمثيل عترته : بسفينة نوح صلّى الله عليه وسلّم ، وقد علمنا أنّه لم ينجُ من أُمّة نوح إلاّ من ركب في السفينة ، وكذلك يهلك من أُمّة محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتمسّك بعترته الطاهرة الأمينة ؛ وإلاّ كان تمثيل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لا معنى له.

ومن جملة الأدلّة على صحّة إجماع الآل : قد ظهر واشتهر عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ممّا يوجب إلينا الكيس (1) والنعت البليغ لعترته أهل بيته : بكونهم ورّاث حكمته ، وخزنة علمه ، وهداة أُمّته ، وأملاك الأمر ، وولاة الحلّ والعقد ، وأنّهم - على الحقيقة - السادة وغيرهم المسود ، والمتَّبعون والناس أتباع ..

وجاء في ذلك من الأخبار ما لا يحصى باستقصاء :

فمنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي كباب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له» (2) ، و : «هم كالكهف لأصحاب 2.

ص: 376


1- الكِيسُ : المعروف ؛ راجع : المحيط في اللغة 6 / 298.
2- بصائر الدرجات : 317 ، المعجم الصغير 2 / 22 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت عليهم السلام : 48 ح 28 ، الصواعق المحرقة : 234 ح 352.

الكهف» (1) ، و : «هم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة» (2).

ومنها : ما ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم) ، قال : قال مسلم بن حيّان : إنّ بريدة قال : صراط محمد وآله (3).

ومنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون ، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون» (4) ، وروي : «فإذا انقرضوا صبّ الله عليهم البلاء صبّاً» (5).

ومنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي كالنجوم ، كلّما أفل نجم طلع نجم» (6).4.

ص: 377


1- المسترشد : 406 ، تفسير العيّاشي 1 / 102 ح 300 ، الغيبة - للنعماني - : 44.
2- تفسير العيّاشي 1 / 102 ح 300 ، الغيبة - للنعماني - : 44.
3- تفسير الثعلبي 1 / 120 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 89 ، شواهد التنزيل 1 / 57 ح 86.
4- ورد باختلاف في الألفاظ - والمعنى واحد - في : المناقب - للكوفي - 2 / 142 ح 623 ، شرح الأخبار 2 / 502 ح 888 ، الغارات - للثقفي - 2 / 852 ، كمال الدين : 205 ح 17 - 19 ، الأمالي - للشيخ الطوسي - : 379 ح 812 ، ذخائر العقبى : 17 ، الصواعق المحرقة : 351.
5- كتاب الأربعين - للشيرازي (ت 1098 ه) - : 377 ؛ ولم أجد الحديث في غيره.
6- المناقب - لابن شهرآشوب - 4 / 193. وورد بلفظ : «غاب» بدل : «أفل» ، مع زيادة : «إلى يوم القيامة» ؛ راجع : كمال الدين : 241 ، التحصين - لابن طاووس - : 621 ، فرائد السمطين 2 / 244. وورد أيضاً بزيادة : «إنّهم أئمّة هداة مهديّون» ؛ راجع : الغيبة - للنعماني - : 84 ، الفضائل - لابن شاذان - : 134.

ومنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «اللّهمّ اجعل العلم في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي» (1) ، وقوله عليه السلام : «قدِّموهم ولا تَقَدَّموهم ، وتعلَّموا منهم ولا تعلِّموهم ، ولا تخالفوهم فتضلّوا ، ولاتشتموهم فتكفروا» (2).

ومنها : قوله عليه السلام : «إنّ [لله] عند كلّ بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الاِسلام وليّاً من أهل بيتي موكّلاً ، يعلن الحقّ وينوّره ، ويردّ كيد الكائدين ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وتوكّلوا على الله» (3) ..

(على الله توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجّنا برحمتك من القوم الكافرين) (4).

وقوله عليه السلام : «في كلّ خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا بمن تفدون في دينكم» (5).

وهذه الأخبار وإن لم تتواتر لفظاً فقد تواترت معنىً ؛ لأنّها تواردت مطابقة على معنىً واحد من مخبرين شتّى ، فلو جاز أن تجمع 3.

ص: 378


1- كفاية الأثر : 138 وص 165.
2- ورد مؤدّاه في : المعجم الكبير - للطبراني - 5 / 166 ح 4971 ، مجمع الزوائد 9 / 164 ، الصواعق المحرقة : 230.
3- ورد الحديث بهذه الصورة : «إنّ لله عند كلّ بدعة تكون بعدي يُكاد بها الاِيمان وليّاً من أهل بيتي موكّلاً به يذبّ عنه ، ينطق بإلهام من الله ، ويعلن الحقّ وينوّره ، ويردّ كيد الكائدين ، ويعبّر عن الضعفاء ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، وتوكّلوا على الله» ؛ راجع : المحاسن 1 / 329 ح 669 ، الكافي 1 / 54 ح 5 باب البدع والرأي والمقاييس.
4- سورة يونس 10 : 85 و 86.
5- مرّت تخريجاته في ص 323.

آل محمد : على ضلالة لَما حسن منه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن يغوينا باتّباع مناهجهم ؛ لأنّ ذلك تغرير وتلبيس ، وهو صلّى الله عليه [وآله] وسلّم منزّه عن ذلك.

ومن جملة ما يستدلّ به على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : ما قد ثبت أنّ المعلوم ضرورة من دين النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجوب تعظيم أهل بيته عليهم السلام ؛ لمكانتهم منه ، ولزوم توقيرهم ، وفرض مودّتهم ، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل ، ولله القائل :

وكيف يصحّ في الاِفهام شيء

إذا احتاج النهار إلى دليل (1)

لكنّنا نذكر من الأحاديث التي وردت في هذا المعنى طرفاً على وجه الاستظهار ..

فمنها : ما روي مشهوراً أنّه لمّا نزلت آية المودّة وهي قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى) ، قالوا : يا رسول الله! مَن قرابتك الّذين (2) وجب علينا مودّتهم؟

قال : «عليّ وفاطمة وأبناؤهما» (3) عليهم السلام.

وهذا التفسير قد رواه كافّة أهل الكتب المشهورة في الأخبار من مؤالف ومخالف.

ومنها : ما روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (ومن يقترف حسنة 8.

ص: 379


1- ذكره الأربلي في كشف الغمّة 1 / 6 بلفظ : «وليس يصحّ» ؛ ولم نعرف قائله.
2- في المخطوطة : الذي ؛ وما أثبتناه من المصادر.
3- العمدة - لابن البطريق - : 47 ، الطرائف : 112 ح 167 ، فضائل الصحابة 2 / 669 ح 1141 ، تفسير الثعلبي 8 / 310 ، شواهد التنزيل 2 / 30 ح 822 - 827 ، تفسير الرازي 27 / 166 ، البحر المحيط - لأبي حيّان - 7 / 516 ، تفسير ابن كثير 4 / 122 ، فرائد السمطين 2 / 13 ، الدرّ المنثور 7 / 348 ، مجمع الزوائد 9 / 168.

نزد له فيها حسناً) (1) ، قال : المودّة لآل محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم (2).

ومنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لو أنّ عبداً عبد الله سبحانه بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يقل بحبّ أهل البيت أكبّه الله على منخريه في النار» (3) ، [و :] «لا يؤمن أحد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهل بيتي أحبّ إليه من أهل بيته ، وتكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته» (4).

ومنها : قوله عليه السلام : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا ، (فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً) (5)» (6).

ومنها : قوله عليه السلام : «من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وورثته الطاهرين ، أئمّة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة» (7) .. -

ص: 380


1- سورة الشورى 42 : 23.
2- تفسير الثعلبي 8 / 314 ، وكذلك ذكر هذا القول : ابن البطريق في العمدة : 55 ح 3 ، وابن الصبّاغ في الفصول المهمّة : 29 ، والسمهودي في جواهر العقدين 1 / 213 ، والزمخشري في الكشّاف 3 / 468.
3- نهج الاِيمان : 451 ، الصراط المستقيم 2 / 49 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 230. وورد بتفاوت في الألفاظ في : كشف الغمّة 1 / 92 ، اليقين - لابن طاووس - : 150 ، تاريخ بغداد 13 / 122 ح 7106 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 328 ح 8888.
4- المناقب - للكوفي - 2 / 134 ح 619 ، الأمالي - للشيخ الصدوق - : 414 ح 542 ، جواهر العقدين 1 / 228.
5- سورة المزّمل 73 : 19 ، وسورة الاِنسان 76 : 29.
6- ذخائر العقبى : 16 ، جواهر العقدين 1 / 91 ، الصواعق المحرقة : 231.
7- ورد بزيادة في ألفاظه في : بصائر الدرجات : 68 - 72 ، المناقب - للكوفي -

وفي رواية : «فهم الأولياء الأئمّة من بعدي ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وهم عترتي من لحمي ودمي ، إلى الله عزّ وجلّ أشكو من ظالمهم من أُمّتي ، لا أنالهم الله عزّ وجلّ شفاعتي» (1).

ومنها : قوله عليه السلام : «إنّ الله فرض فرائض ، ففرضها في حال وحقّقها في حال من الأحوال» (2).

ومنها : قوله عليه السلام : «حُرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم ، وعلى المعين عليهم ، (أُولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم) (3)» (4). :

ص: 381


1- الموجود في المصادر هكذا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل جنّة عدنٍ غرسها ربي بيده ، فليتولَّ عليّاً عليه السلام وليعادِ عدوّه ، وليأتمّ بالأوصياء من بعده ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وهم عترتي من لحمي ودمي ، إلى الله أشكو من أُمّتي المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وأيْمُ الله لَيَقتُلُنّ ابني بعدي الحسين عليه السلام ، لا أنالهم الله شفاعتي» ؛ راجع : بصائر الدرجات : 68 ، الاِمامة والتبصرة : 172 ح 24 ، الأمالي - للشيخ الصدوق - : 88 ح 60 ، أُصول الكافي 1 / 209.
2- لم نجده بهذه الصيغة ، بل وجدناه بصيغةٍ أُخرى منسوباً إلى الاِمام أبو جعفر عليه السلام ، قال : فإنّ الله عزّ وجلّ أحلّ حلالاً وحرّم حراماً ، وفرض فرائض ، وضرب أمثالاً ، وسنّ سُنناً ، ولم يجعل الاِمام القائم بأمره شبهة في ما فرض له من الطاعة أن يسبقه بأمرٍ قبل محلّه ، أو يجاهد فيه قبل حلوله ، وقد قال الله عزّ وجلّ في الصيد : (ولا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) ، أفقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرّم الله؟! وجعل لكلّ شيءٍ محلاًّ ، وقال الله عزّ وجلّ : (وإذ حللتم فاصطادوا) ... إلى آخره ؛ راجع : أُصول الكافي 1 / 357.
3- سورة آل عمران 3 : 77.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 34 ح 65. وورد في كشف الغمّة 1 / 389 بزيادة :

ومنها : ما روي مشهوراً عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «كنت آخذ البيعة لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على السمع والطاعة في العسر واليسر ، وأن يقيم ألسنتنا بالعدل ، وأن لا يأخذنا في الله لومة لائم ، فلمّا ظهر الاِسلام وكثر أهله قالوا (1) : يا علي! الحقّ فيها : على أن تمنعوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعترته من بعده ما منعتم منه أنفسكم وذراريكم» ..

قال علي عليه السلام : «فوضعها من الله على رقاب القوم ، وفى بها من وفى وهلك بها من هلك» (2).

فإذا وجبت محبّة آل محمد : قطعاً ، وكان ذلك ديناً وشرعاً ، علمنا أنّ الحقّ لا يخرج من أيديهم ، وأنّهم لا يجمعون على ضلالة إلى انقطاع التكليف.

وبعد ..

فإنّ الله تعالى قد جعل الصلاة على آل محمد في الصلاة شرعاً وديناً ، وجعل ذلك ركناً من أركان الصلاة ، والصلاة أعلى درجات الرحمة ، فلو جاز أن يجمعوا على ضلالة لَما غمرهم ثوبها المسدول ، وشرفها المصون المبذول.

فانظر يا طالب النجاة رحمك الله : ما أظهر الحجّة ، وأبْيَن المحجّة ، 1.

ص: 382


1- في المخطوطة : «قال» ، وما أثبتناه من المصادر ؛ وهو الصحيح.
2- ورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : أُصول الكافي 8 / 261 ح 374 ، تنبيه الغافلين : 41.

لمن لم يغلب حيرته ، ويعمي الجهل بصيرته.

اللّهمّ إنّا نسألك أن تجعلنا من أتباعهم ؛ لنظفر بالسلامة ، ونفوز في القيامة ، يوم يدعى كلّ أُناس بإمامهم (1).

* * * ).

ص: 383


1- إشارة إلى الآية 71 من سورة الاِسراء : (يوم ندعو كلّ أُناس بإمامهم).

فصل يختم به

وهو الكلام في أنّ الفرقة الناجية هم أتباع آل محمد عليهم السلام دون غيرهم.

فاعلم - أرشدك الله - أنّه لا خلاف بين أهل الملّة أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «ستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، الناجية منها فرقة واحدة وباقيها في النار» (1) ..

وأجمعت أيضاً على أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى» (2) ، فكان ذلك بياناً للفرقة الناجية ، بحيث لم يبق للشكّ مدخل ؛ إذ قد علمنا أنّ أُمّة نوح صلّى الله عليه وسلّم هلكت إلاّ من ركب معه في السفينة ، كذلك يهلك من أُمّة نبيّنا صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتّبع آل محمد عليهم السلام.

ولأنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال فيهم : «وهم كالكهف لأصحاب الكهف» ، و : «هم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة» ، و : «هم باب حطّة من دخله غفر له» (3).7.

ص: 384


1- الاقتصاد - للشيخ الطوسي - : 213 ، الصراط المستقيم 2 / 96. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : الخصال : 585 ح 11 أبواب السبعين وما فوقه ، أُصول الكافي 8 / 224 ح 283 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 89.
2- مرّت تخريجاته في ص 375.
3- مرّت تخريجات هذه الأحاديث في ص 376 - 377.

وقد علمنا أنّ أُمّة موسى عليه السلام لم ينج منهم إلاّ من دخل باب حطّة ، ولا نجا من أُمّة أهل الكهف غيرهم.

ولله القائل في آل محمد حيث يقول :

لم ينج بالكهف سوى عصبة

فرّت عن الدار وأربابها

ولا نجا في يوم نوح سوى

سفينة الله وأصحابها

ألم يكن في المغرقين ابنه

إذا غاب عن حوزة ركّابها

وهل نجا بالسلم إلاّ الأُولى

رقوا إلى السلم بأسبابها

أو أدرك الغفران من لم يلج

بالأمس في الحطّة من بابها

أُعيذكم بالله أن تجمحوا

عن عترة الحقّ وأحزابها (1)

وممّا يؤيد ما ذهبنا إليه في هذه الجملة :

ما رويناه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : افترقت أُمّة أخي موسى على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة ، وافترقت أُمّة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة ، وستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلاّ فرقة واحدة. ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم» (2).في

ص: 385


1- راجع : الغدير 5 / 660 ؛ وقد نسب العلاّمة الأميني قدس سره هذه الأبيات إلى أحد أئمّة الزيدية في الديار اليمنية ، ولم نعثر على قائلها.
2- الظاهر أنّها ليست رواية واحدة ، بل روايتان متداخلتان ، فالصدر يشير إلى رواية والذيل إلى أُخرى. انظر الصدر في : الخصال : 585 ح 11 أبواب السبعين فما فوقها ، أُصول الكافي

وما رويناه عن القاضي العالم إسحاق بن أحمد بن عبد الوارث رحمة الله عليه من كتاب الحبوة يرفعه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «من قال : لا إله إلاّ الله مخلصاً ، فله الجنّة».

فقال عمر بن الخطّاب : خاصّة أم عامّة؟!

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «بل هي خاصّة لعليّ وأتباعه».

فقال : يا رسول الله! ادع الله لنا أن يجعلنا من أتباعه.

قال لهما : «إن سرّكما أن تكونا من أتباعه فلا تعصيا أمره» (1).

فإذا كان كذلك فما ظنّك بمن أخّره عن مرتبته وسنّ التقدّم عليه وعلى ذرّيّته إلى يوم القيامة؟!

وما رويناه عن أبي ذرّ رحمة الله عليه : قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في مرضه الذي توفّي فيه فوجدته مغمىً عليه ملقىً في حجر عليّ بن أبي طالب ، فجلست حتّى أفاق من غيبته ، ففتح عينيه إليّ وقال : «يا أبا ذرّ! أيّما عبد مؤمن يصلّي ركعتين في ظلام الليل لم يرد بها أحداً إلاّ الله دخل الجنّة ...» ، إلى أن قال - بعد كلام حذفناه - : «ياأبا ذرّ! فأزيدك؟». قلت : نعم. د.

ص: 386


1- ورد بتفاوت في الألفاظ في : ثواب الأعمال - للشيخ الصدوق - : 22 ، بشارة المصطفى : 245 ، أعلام الدين - للديلمي - : 357 ح 19 عظمة ثواب كلمة التوحيد.

قال : «من حشره الله محبّاً لهذا - وجعل يده على صدر عليّ عليه السلام - دخل الجنّة» (1).

وما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «يا عليّ! إنّ الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك (2) ، ولمحبّي شيعتك ، ولمحبّي محبّي شيعتك ، فأبشر فإنّك الأنزع (3) البطين ، منزوع من الشرك بطين من العلم» (4).

وما رويناه عن الباقر محمّد بن عليّ عليه السلام عن آبائه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لأصحابه : «خذوا بحجزة (5) هذا الأنزع - يعني عليّاً عليه السلام - فإنّه الصدّيق الأكبر والهادي لمن اتّبعه ، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله ، ومن تركه مرق من دين الله ، ومن تخلّف عنه محقه الله ، ومن ترك ولايته أضلّه الله ، ومن أخذ بولايته هداه الله» (6).

وما رويناه عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ما أحبّنا أهل البيت رجل فزلّت قدم فثبتته قدم حتّى ينجيه الله يوم القيامة» (7). قّ

ص: 387


1- عثرنا على ذيل الحديث فقط في تنبيه الغافلين : 197 ح 96.
2- في المخطوطة : وشيعتك. وما أثبتناه من المصادر.
3- النزع : انحسار مقدّم شعر الرأس عن جانبي الجبهة ؛ راجع : لسان العرب 8 / 352.
4- عيون أخبار الرضا 7 2 / 47 ح 182 ، الأمالي - للشيخ الطوسي - : 293 ح 570 ، بشارة المصطفى : 285 ، المناقب - للخوارزمي - : 209.
5- الحُجْزة : موضع شدّ الاِزار ، واحتَجَزَ بالاِزار إذا شدّه على وسطه ، فاستعاره للالتجاء والاعتصام والتمسّك بالشيء والتعلّق به ؛ راجع لسان العرب 5 / 332.
6- ورد بتقدّم وتأخّر في الألفاظ ، كما في كامل الزيارات : 50 ح 10 ب 14 ، وفي تنبيه الغافلين : 100 ح 34 ورد بلفظ : «خذوا بجرة هذا الأنزع» ؛ قال : والجرة معناها : الذيل.
7- درر الأحاديث النبوية : 51 ، الأحكام في الحلال والحرام - للاِمام الهادي إلى الحقّ

وما رويناه عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : (فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم) (1) : قال : «نزلت فينا وفي شيعتنا ؛ وذلك إنّا نشفع ويشفع شيعتنا ، فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال : (فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم)» (2).

وما رويناه عن الصادق عليه السلام أيضاً ، عن آبائه ، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ في السماء حرساً وهم الملائكة ، وفي الأرض حرساً وهم شيعتك يا عليّ» (3) ، وفي بعض الأخبار : «لن يبدّلوا ولن يغيّروا» (4).

وما رويناه عن الناصر للحقّ عليه السلام بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : قال : «يدخل من أُمّتي سبعون ألفاً بغير حساب».

قال عليّ : «من هم يا رسول الله؟».

قال : «هم شيعتك وأنت إمامهم» (5). 0.

ص: 388


1- سورة الشعراء 26 : 100 - 101.
2- تفسير فرات الكوفي : 298 ح 402 ، شرح الأخبار 3 / 452 ح 1325 ، تنبيه الغافلين : 127 ح 51 ، شواهد التنزيل 1 / 418 ح 578 - 579.
3- شرح الأخبار 3 / 456 ح 1339 ، المناقب - للخوارزمي - : 235 ، تنبيه الغافلين : 127 ح 51.
4- لم نجده في المصادر المتوفّرة لدينا.
5- المناقب - للكوفي - 2 / 285 ح 751 ، تنبيه الغافلين : 127 - 128 ح 151 ، المناقب - للخوارزمي - : 235 ، مشكاة الأنوار : 174 ح 448. وورد بتفاوت يسير في الألفاظ في : الاِرشاد - للمفيد - 1 / 42 ، العمدة - لابن البطريق - : 371 ح 729 ، الفضائل - لابن شاذان - : 151 ، الصراط المستقيم 1 / 280.

وما رويناه عن الباقر عليه السلام : قال : «إنّ نبي الله قال : إنّ عن يمين العرش رجالاً وجوههم من نور ، عليهم ثياب من نور ، ما هم بنبيين ولاشهداء ، يغبطهم النبيّون والشهداء. قيل : من هم؟ قال : أُولئك أشياعنا وأنت إمامهم يا عليّ» (1).

وما رويناه عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : قال : «حدّثني محمد بن عليّ ، قال : حدّثني عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب ، عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، قال : يا عليّ! إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر ليلة البدر ، وقد فرجت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، وأعطوا الأمن والأمان (2) ، وارتفعت عنهم الأحزان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، شِرْكُ نعالهم يتلألأ نوراً ، على فوق بيض لها أجنحة ، قد ذلّلت من غير مهانة ، ونجبت من غير رياضة ، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير ؛ لكرامتهم على الله تعالى» (3).

وقد ورد في تفسير قوله تعالى : (ولله جنود السماوات والأرض) (4) أنّهم : الذرّيّة (5).34

ص: 389


1- ورد باختلاف يسير في ألفاظه في : قرب الاِسناد : 61 ح 193 عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، الأمالي - للشيخ الصدوق - : 315 ح 368 عن أنس بن مالك ، روضة الواعظين : 296 ، مشكاة الأنوار : 152 ح 368.
2- في المخطوطة : والاِيمان ، وما أثبتناه من المصادر.
3- المناقب - للمغازلي - : 296 ح 339 ، العمدة - لابن البطريق - : 371 ح 730.
4- سورة الفتح 48 : 4 و 7.
5- لم نعثر على هكذا تفسير ؛ ولكن ابن حمزة في كتابه الثاقب في المناقب : 34

وما رويناه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضى الله عنه : قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فلمّا نظر إليه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : «هذا أخي قد أتاكم» ، ثمّ التفت إلى الكعبة ثمّ قال : «وربّ هذا البيت إنّ هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة» (1).

وما رويناه عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام أنّه قال : لو نزلت راية من السماء لم تنصب إلاّ في الزيدية (2).

وقد روى ذلك غيره من أئمّتنا : عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

وما رويناه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «ألا كلّ راية ليست لنا فهي ضلالة» (3).

وما رويناه عن الحاكم ؛ يرفعه إلى ابن عباس رضى الله عنه : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رجع من سفر وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة 5.

ص: 390


1- تفسير فرات الكوفي : 585 ح 754 ، شواهد التنزيل 2 / 361 ح 1139. وورد بتفاوت يسير في اللفظ في : الأمالي - للشيخ الطوسي - : 251 ح 448 ، المناقب - للخوارزمي - : 62 ، بشارة المصطفى : 149 ح 104 ؛ فقد ورد في هذه المصادر : (فقال النبيّ صلى الله عليه وآله : «قد أتاكم أخي» ، ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال : «والذي نفس محمد بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» ... إلى آخره).
2- لم نجد هذا الحديث حتّى في مصادر الزيدية المتوفّرة لدينا.
3- لم نجد هذا الحديث في ما استقصيناه من مصادرنا ، بل الموجود : «كلّ رايةٌ ترفع أو تخرج قبل قيام القائم عليه السلام صاحبها طاغوت» ، وهذا لا علاقة له بقول الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام المذكور ؛ كتاب الغيبة - للنعماني - : 115 ح 12 ب 5.

بليغة وهو متّكىَ ، ثمّ قال : «أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي وأُرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض ، ألا وأنّي انتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك ، ألا إنّه سترد علَيّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأُمّة : راية سوداء ، فتقف ، فأقول : مَن أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب.

فأقول : أنا محمد نبيّ العرب والعجم.

فيقولون : نحن من أُمّتك.

فأقول : كيف خلّفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟

فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم.

فأُولّي وجهي عنهم ، فيصدرون (1) عطاشاً قد اسودّت وجوههم.

ثمّ ترد راية أُخرى أشدّ سواداً من الأُولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد.

فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أُمّتك.

فأقول : كيف خلّفتموني في الثقلين : كتاب الله ، وعترتي؟

فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلناهم (2) ومزّقناهم كلّ ممزّق.

فأقول لهم : إليكم عنّي. فيصدرون (3) عطاشاً مسودّة وجوههم.

ثمّ ترد علَيّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟ ح.

ص: 391


1- في المخطوطة : فيصدّون ، وما أثبتناه من المصادر ؛ وهو الصحيح.
2- في المخطوطة : فخذلنا ، وما أثبتناه من المصادر ؛ وهو الصحيح.
3- في المخطوطة : فيصدّون ، وما أثبتناه من المصادر ؛ وهو الصحيح.

فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أُمّة محمد ، ونحن بقيّة أهل الحقّ ، حملنا كتاب ربّنا فأحللناه ، أحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّيّة محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فنصرناهم في كلّ مانصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناوأهم.

فأقول لهم : أبشروا ، فأنا نبيّكم محمد ، ولقد كنتم كما وصفتم. ثمّ أسقهم فيصدرون رواة» (1).

اللّهمّ إنّي أسألك أن تحشرنا في زمرتهم ، وتمنّ علينا بالكون في جملتهم.

وروينا عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنّة بغير حساب ، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي : عليّ بن أبي طالب ، ومن سرّه (ألاّ يدخل الجنّة) (2) فليترك ولايته ؛ فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه ، وإنّه الصراط المستقيم ، وإنّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة» (3).

فيا أيّها الطالب النجاة! تأمّل - أرشدك الله - هذه الآثار العجيبة ، والفضائل الغريبة ؛ لعلّك ممّن وفى آل محمد حقّهم ، وسلّم لهم سبقهم ، 1.

ص: 392


1- نسبه ابن نما الحلّي في مثير الأحزان : 19 - 20 إلى عبد الله بن يحيى ، ونسبه السيّد ابن طاووس في الملهوف على قتلى الطفوف : 94 - 96 إلى رواة الحديث ، ولم يذكر الاسم.
2- في المصادر : أن يلج النار.
3- الأمالي - للشيخ الصدوق - : 363 ح 447 ، شواهد التنزيل 1 / 58 ح 90 ، بشارة المصطفى : 64 ح 51.

واعترف لهم بالزعامة ، وشهد لهم بما أوجبه الله ورسوله من الاِمامة ، ليفوز في القيامة ، وينجو من أهوال الطامّة ، فإنّك لا تجد لخصومهم مثل هذا أثراً والحمد لله.

وما قصدت بما أوردته إلاّ المصلحة لمن بلغه من الحُِلاّل (1) ، والنُفاعة (2) مع به لكافّة الاِخوان ، ففي الآثار لهادوا (3) النصائح.

وعن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها حتّى يؤدّيها كما سمعها ليردّه بها عن ردىً ، أو يدلّه على هدىً ، وأنّها لتعدل إحياء نفس ، (ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً) (4)» (5).

ولا شيء أعظم من نصيحة الدين ، ولا هديّة أكبر ممّا يكون به الفوز عند ربّ العالمين ، (من اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلُّ عليها) (6) ، (وما ربُّك بظلاّمٍ للعبيد) (7).6.

ص: 393


1- الحُلاّل أو الحِلأل ، بضمّ الحاء وتشديد اللام في الأُولى ، وكسر الحاء وفتح اللام في الثانية : جماعة الحالِّ ، وهو في حِلَّة صدْقٍ ومحلَّة صدْقٍ ؛ راجع : المحيط في اللغة 2 / 314. وفي لسان العرب 11 / 165 قال : الحِلأل بالكسر : القوم المقيمون المتجاورون ، يريد بهم : سكّان الحَرَم.
2- النفاعة : اسم ما انتفع به ؛ راجع : لسان العرب 8 / 359.
3- لم تكن العبارة واضحة وفي المخطوطة يوجد فراغ.
4- سورة المائدة 5 : 32.
5- ورد بتفاوت في الألفاظ كما في : جامع بيان العلم وفضله 1 / 261 ح 323 ، الجامع الصغير 2 / 487 ح 7847.
6- سورة الاِسراء 17 : 15.
7- سورة فصّلت 41 : 46.

وصلّى الله على رسوله سيّدنا محمد النبيّ الأُمّي وعلى آله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم.

وكان الفراغ من ساحته عشية الجمعة بعد صلاة العصر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل ، الواقع في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة من هجرة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

تَمّ الفراغ من استنساخ هذا الكتاب ، أصيل يوم الثالث عشر من شهر شوّال المكرّم لسنة ألف وأربعمائة وخمس من الهجرة النبوية الشريفة في مكتبة السيّد شهاب الدين المرعشي بقم عن النسخة المصوّرة من المكتبة المتوكّلية في اليمن ، وأنا العبد الراجي رحمة ربّه أقلّ الطلاب السيّد حسين الحسيني الشيرازي.

* * *

ص: 394

مصادر التحقيق

1 - الاِبهاج في شرح المنهاج ، للشيخ علي بن عبد الكافي السبكي (ت 756 ه) ، مكتبة الكلّيّات الأزهرية / القاهرة ، 1401 ه.

2 - الاحتجاج ، للطبرسي ، أحمد بن علي بن أبي طالب (ت 520 ه) ، تحقيق إبراهيم البهادري وآخرين ، نشر دار الأُسوة / قم ، 1416 ه.

3 - الأحكام في الحلال والحرام ، للاِمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين ، مكتبة زمار الوطنية / اليمن ، 1413 ه.

4 - إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت عليهم السلام ، لعبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، دار العلوم ، مركز الدراسات والبحوث العلمية / بيروت ، 1408 ه.

5 - الأربعون حديثاً ، للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي ، من أعلام القرن السادس ، تحقيق ونشر مدرسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم ، 1408 ه.

6 - الأربعين ، للشيرازي (ت 1098 ه) ، مطبعة الأمير / قم ، 1418 ه.

7 - الأربعين في أُصول الدين ، لفخر الدين الرازي محمد بن عمر (ت 606 ه) ، مكتبة الكلّيّات الأزهرية ومطبعة دار التضامن / القاهرة.

8 - الاِرشاد ، للشيخ المفيد ، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (ت 413 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء التراث / قم ، 1413 ه.

9 - إرشاد القلوب ، لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ، من أعلام القرن السابع ، منشورات الرضي / قم.

10 - الاِصابة في تمييز الصحابة ، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، دار صادر / بيروت.

ص: 395

11 - الأُصول الستّة عشر ، لزيد الزراد ، منشورات دار الشبستري - قم / 1405 ه.

12 - أُصول الكافي ، لثقة الاِسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 9 / 328) ، دار الكتب الاِسلامية / طهران ، 1388 ه.

13 - أعلام الدين في صفات المؤمنين ، للشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، مؤسسة آل البيت : لاِحياء التراث / قم ، 1408 ه.

14 - إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ الطبرسي ، الفضل بن الحسن (ت 548 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت : لاِحياء التراث / قم ، 1417 ه.

15 - إقبال الأعمال ، للسيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر ابنطاووس الحلّي (ت 664 ه) ، دار الكتب الاِسلامية / طهران.

16 - الاقتصاد ، لشيخ الطائفة ، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، منشورات چهلستون / طهران ، 1400 ه.

17 - الأمالي ، للشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة / قم ، 1417 ه.

18 - الأمالي ، للشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، دار الثقافة / قم ، 1414 ه.

19 - الأمالي ، للشيخ المفيد (ت 413 ه) ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم ، 1403 ه.

20 - الاِمامة والتبصرة ، لعلي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 329 ه) ، مؤسسة آل البيت : لاِحياء التراث / فرع بيروت ، 1407 ه.

21 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، للشيخ محمد باقر ابن محمد تقي المجلسي (ت 1110 ه) ، مؤسسة الوفاء / بيروت ، 1403 ه.

22 - البداية والنهاية ، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري الدمشقي (ت 774 ه) ، دار الفكر / بيروت 1402 ه.

23 - البدر الطالع ، لمحمّد بن عليّ بن محمد الشوكاني (ت 1250 ه) ،

ص: 396

دار المعرفة / بيروت.

24 - بذل النظر ، لمحمد بن عبد الحميد الأسمندي الحنفي (ت 552 ه) ، مكتبة دار التراث / القاهرة ، 1412 ه.

25 - بشارة المصطفى ، لعماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري الاِمامي ، من أعلام القرن السادس ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم ، 1420 ه.

26 - بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفّار ، مؤسسة الأعلمي / طهران ، 1404 ه.

27 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، أحمد بن علي (ت 463 ه) ، دار الكتاب العربي / بيروت.

28 - تاريخ الطبري (تاريخ الأُمم والملوك) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) ، دار سويدان / بيروت ، 1387 ه.

29 - تاريخ مدينة دمشق ، لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت 571 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1418 ه.

30 - التحصين ، للسيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت 664 ه) ، دار العلوم / بيروت ، 1410 ه.

31 - تذكرة الخواصّ ، لسبط ابن الجوزي ، يوسف بن فرغلي البغدادي (ت 654 ه) ، مؤسسة أهل البيت عليهم السلام / بيروت ، 1401 ه.

32 - تذكرة الفقهاء ، للعلامّة الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 ه) ، طبعة حجرية ، منشورات المكتبة المرتضوية لاِحياء الآثار الجعفرية.

33 - تفسير ابن كثير ، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت 774 ه) ، دار المعرفة / بيروت ، 1406 ه.

34 - تفسير أبي حمزة الثمالي ، مطبعة الهادي / قم ، 1420 ه.

35 - تفسير البحر المحيط ، لأبي حيّان ، دار الفكر / بيروت ، 1403 ه.

ص: 397

36 - تفسير التبيان ، للشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

37 - تفسير الاِمام الحسن العسكري عليه السلام ، تحقيق ونشر مدرسة الاِمام المهدي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - / قم ، 1409 ه.

38 - تفسير الثعلبي ، لأبي إسحاق أحمد ، المعروف ب- : الاِمام الثعلبي (ت 427 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، 1422 ه.

39 - تفسير الطبري (جامع البيان) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) ، دار المعرفة / بيروت.

40 - تفسير العيّاشي ، لمحمد بن مسعود بن عيّاش السلمي ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، المكتبة العلمية الاِسلامية / طهران.

41 - تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) ، لفخر الدين الرازي (ت 606 ه) ، الطبعة الثالثة.

42 - تفسير فرات ، لفرات بن إبراهيم الكوفي ، تحقيق محمد الكاظم ، طهران ، 1410 ه.

43 - تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، لمحمد بن أحمد القرطبي (ت 671 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، أُوفسيت 1965 م.

44 - تفسير القمّي ، لعلي بن إبراهيم القمّي ، من أعلام القرن الرابع ، مطبعة النجف ، 1387 ه.

45 - تفسير الكشّاف ، لجار الله الزمخشري (ت 538 ه) ، دار المعرفة / بيروت.

46 - التفضيل ، للشيخ محمد بن علي الكراجكي (ت 449 ه) ، مؤسسة أهل البيت : ، مؤسسة البعثة / طهران ، 1403 ه.

47 - تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين ، لأبي سعيد محسن بن كرامة الجشمي البيهقي (ت 494 ه) ، تصحيح محمد رضا الأنصاري ، مكتبة متحف

ص: 398

ومركز وثائق مجلس الشورى الاِسلامي / طهران ، 1378 ه- ش.

48 - تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت 370 ه) ، المؤسّسة المصرية العامّة للتأليف والأنباء والنشر ، 1384 ه.

49 - الثاقب في المناقب ، لابن حمزة ، عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي الطوسي ، من أعلام القرن السادس ، مطبعة الصدر / قم ، 1412 ه.

50 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق / طهران ، 1391 ه.

51 - جامع بيان العلم وفضله ، لابن عبد البرّ يوسف بن عبد الله القرطبي المالكي (ت 463 ه) ، دار ابن الجوزي / السعودية ، 1416 ه.

52 - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1401 ه.

53 - جواهر العقدين ، لنور الدين علي بن عبد الله السمهودي (ت 911 ه) ، مطبعة العاني / بغداد ، 1407 ه.

54 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني (ت 430 ه) ، دار الكتاب العربي / بيروت ، 1405 ه.

55 - خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ، للحافظ النسائي ، أحمد بن شعيب (ت 303 ه) ، مكتبة المعلاّ / الكويت ، 1406 ه.

56 - الخصائص الكبرى ، للسيوطي (ت 911 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت.

57 - خصائص الوحي المبين ، لابن البطريق ، يحيى بن الحسن الحلّي (ت 600 ه) ، دار القرآن الكريم / قم ، 1417 ه.

58 - الخصال ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم ، 1403 ه.

59 - دُرر الأحاديث النبوية ، للهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم

ص: 399

ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط عليه السلام (ت 298 ه) ، مؤسسة الأعلمي / بيروت ، 1402 ه.

60 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، للسيوطي (ت 911 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1403 ه.

61 - دعائم الاِسلام ، للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي (ت 363 ه) ، تحقيق آصف علي أصغر فيضي ، دار المعارف / القاهرة ، 1383 ه.

62 - ديوان لبيد ، للبيد بن ربيعة العامري ، المتوفّى في عهد عثمان بن عفّان ، دار صادر / بيروت.

63 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، لمحبّ الدين الطبري المكّي ، أبي العبّاس أحمد بن محمد (ت 694 ه) ، مؤسسة الوفاء / بيروت ، 1401 ه.

64 - روضة الواعظين ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت 508 ه) ، منشورات الرضي / قم.

65 - سعد السعود ، للسيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت 664 ه) ، تحقيق فارس الحسّون ، منشورات دليل / قم ، 1421 ه.

66 - سنن ابن ماجة ، للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت 273 أو 275 ه) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر / بيروت.

67 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، لمحمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 ه) ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

68 - سنن الدارمي ، لعبد الله بن بهرام الدارمي (ت 255 ه) ، دار الفكر / بيروت - القاهرة ، 1398 ه.

69 - السيرة النبوية ، لابن كثير أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت 774 ه) ، تحقيق مصطفى عبد الواحد ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

ص: 400

70 - شرح الأخبار ، للقاضي النعمان المغربي (ت 363 ه) ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم ، 1409 ه.

71 - شرح تنقيح الفصول ، لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي (ت 684 ه) ، المكتبة الأزهرية للتراث ، 1414 ه.

72 - شرح اللمع ، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي (ت 476 ه) ، دار الغرب الاِسلامي / بيروت ، 1408 ه.

73 - شرح مختصر المنتهى ، لعضد الملّة والدين (ت 756 ه) ، طبع حسن حلمي الريزوي ، 1307 ه.

74 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، عزّ الدين عبد الحميد ابن هبة الله بن محمد المدائني (ت 656 ه) ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي 1 ، دار إحياء الكتب العربية ، 1404 ه.

75 - شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني ، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد من أعلام القرن الخامس ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت ، 1393 ه.

76 - صحيح البخاري ، لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

77 - صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1398.

78 - الصراط المستقيم ، للشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي (ت 877 ه) ، تحقيق محمد باقر البهبودي ، المطبعة الحيدرية / النجف ، 1384 ه.

79 - الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة ، لأحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت 974 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1414 ه.

80 - الطبقات الكبرى ، لمحمد بن سعد بن منيع الزهري (ت 230 ه) ، دار صادر / بيروت ، 1405 ه.

ص: 401

81 - الطرائف ، للسيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت 664 ه) ، مطبعة الخيّام / قم ، 1400 ه.

82 - علل الشرائع ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، دار إحياء التراث العربي ، منشورات المكتبة الحيدرية ، 1385 ه.

83 - العمدة ، لابن البطريق (ت 600 ه) ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم ، 1407 ه.

84 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية ، لابن أبي جمهور ، محمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي (ت 940 ه) ، مطبعة سيّد الشهداء / قم ، 1403 ه.

85 - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، منشورات جهان / طهران.

86 - الغارات ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (ت 283 ه) ، تحقيق السيّد جلال المحدِّث ، منشورات «انجمن آثار ملي» / إيران.

87 - الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب ، لعبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت 1389 ه) ، مركز الغدير للدراسات الاِسلامية / قم ، 1416 ه.

88 - الغيبة ، للشيخ محمد بن إبراهيم النعماني ، من أعلام القرن الرابع ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق ، طهران.

89 - فرائد السمطين ، لاِبراهيم بن محمد الجويني الخراساني (ت 730 أو 722 ه) ، مؤسسة المحمودي / بيروت 1398 ه.

90 - الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهم السلام ، لابن الصبّاغ المالكي ، علي بن محمد بن أحمد (ت 855 ه) ، مطبعة العدل / النجف الأشرف.

91 - الفضائل ، لأبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل (ت 660 ه) ، مطبعة أمير / قم ، 1363 ه- ش.

92 - فضائل الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام ، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه).

ص: 402

93 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه) ، مؤسسة الرسالة / بيروت ، 1403 ه.

94 - قرب الاِسناد ، لأبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري ، من أعلام القرن الثالث ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليه السلام / قم ، 1413 ه.

95 - قصص الأنبياء ، لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه) ، مجمع البحوث الاِسلامية / مشهد ، 1409 ه.

96 - كامل الزيارات ، لأبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي (ت 368 ه) ، مكتبة الصدوق / طهران ، 1417 ه.

97 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبيالفتح الاِربلي (ت 693 ه) ، المطبعة العلمية / قم ، 1381 ه.

98 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه) ، مؤسسة الطباعة والنشر / طهران ، 1416 ه.

99 - كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ، لأبي القاسم علي بن محمد الخزاز القمّي ، من أعلام القرن الرابع ، مطبعة الخيام / قم ، 1401 ه.

100 - كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، للكنجي الشافعي ، أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي (المقتول 658 ه) ، تحقيق محمد هادي الأميني ، دار إحياء تراث أهل البيت : ، طهران 1970 م.

101 - كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة المدرّسين / قم ، 1405 ه.

102 - كنز العمّال في سُنن الأقوال والأفعال ، للمتّقي الهندي ، علي بن حسام الدين (ت 975 ه) ، مؤسّسة الرسالة / بيروت ، الطبعة الخامسة ، 1405 ه.

103 - اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) ، دار المعرفة / بيروت ، 1403 ه.

104 - لسان الميزان ، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر

ص: 403

العسقلاني (ت 852 ه) ، مؤسسة الأعلمي / بيروت ، 1406 ه.

105 - المائة منقبة ، لسديد الدين شاذان بن جبرائيل (ت 660 ه) ، تحقيق نبيل رضا علوان ، الدار الاِسلامية / بيروت ، 1409 ه.

106 - مثير الأحزان ، لابن نما الحلّي ، الشيخ جعفر بن محمد بن جعفر بن أبي البقاء الربعي الأسدي (ت 645 ه) ، مؤسسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم 1406 ه.

107 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الطبرسي (ت 548 ه) ، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاِسلامية - رابطة الثقافة والعلاقات الاِسلامية ، 1417 ه.

108 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدين علي ابن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه) ، دار الكتاب العربي / بيروت 1402 ه.

109 - المحاسن ، للمحدِّث الجليل أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280 ه) ، المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت : ، 1413 ه.

110 - المحيط في اللّغة ، للصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت 385 ه) عالم الكتب - لبنان - بيروت - الطبعة الاُولى سنة 1414.

111 - المستدرك على الصحيحين ، لأبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت 406 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1398 ه.

112 - المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، للحافظ محمد بن جرير بن رستم الطبري الاِمامي ، المتوفّى أوائل القرن الرابع ، تحقيق أحمد المحمودي ، مؤسسة الثقافة الاِسلامية / إيران ، 1415 ه.

113 - مسند أبي يعلى الموصلي ، للحافظ أحمد بن علي بن المثنّى التميمي (ت 307 ه) ، دار المأمون للتراث / دمشق ، 1404 ه.

114 - مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل (ت 241 ه) ، دار الفكر / بيروت ، 1398 ه.

115 - مسند الشهاب ، للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي

ص: 404

الشافعي (ت 454 ه) ، مؤسسة الرسالة / بيروت ، 1405 ه.

116 - مشكاة الأنوار ، لأبي الفضل علي الطبرسي ، من أعلام القرن السادس ، مؤسسة دار الحديث الثقافية / قم ، 1418 ه.

117 - مشكل الآثار ، لأبي جعفر الطحّاوي ، أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحنفي (ت 321 ه) ، دار صادر / بيروت.

118 - المصنّف في الأحاديث والآثار ، لمحمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي (ت 235 ه) ، الدار السلفية / بومباي الهند.

119 - مصنّفات الشيخ المفيد ، للشيخ المفيد (ت 413 ه) ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد / قم ، 1413 ه.

120 - معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، دار المعرفة / بيروت ، 1399 ه.

121 - معجم البلدان ، لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، 1399 ه.

122 - المعجم الصغير ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه) ، دار الكتب العلمية / بيروت ، 1403 ه.

123 - المعجم الكبير ، للحافظ الطبراني (ت 360 ه) ، دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ومكتبة ابن تيمية / القاهرة.

124 - الملل والنحل ، لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني (ت 548 ه) ، تحقيق محمد سيّد گيلاني ، دار المعرفة / بيروت.

125 - الملهوف على قتلى الطفوف ، للسيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت 664 ه) ، دار الأُسوة / قم ، 1417 ه.

126 - المناقب ، لأبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السّروي المازندراني (ت 588 ه) ، دار الأضواء / بيروت ، 1412 ه.

127 - المناقب ، لأخطب خوارزم ، أبي المؤيد الموفّق بن أحمد بن محمد

ص: 405

البكري المكّي الحنفي (ت 568 ه) ، مكتبة نينوى الحديثة / طهران.

128 - المناقب ، للحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي ، من أعلام القرن الثالث ، مجمع إحياء الثقافة الاِسلامية / 1412 ه.

129 - المناقب ، لابن المغازلي ، أبي الحسن علي بن محمد الشافعي ، (ت 483 ه) ، تحقيق محمد باقر البهبودي ، منشورات دار الأضواء / بيروت ، 1403 ه.

130 - منهاج الكرامة ، للعلاّمة الحلّي (ت 726 ه) ، تحقيق عبد الرحيم المبارك ، مؤسسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث الاِسلامية / مشهد - إيران.

131 - منهاج الوصول ، للقاضي البيضاوي (ت 685 ه) ، مكتبة الكلّيّات الأزهرية / القاهرة ، 1401 ه.

132 - منية المريد في آداب المفيد والمستفيد ، للشهيد الثاني ، زين الدين ابن علي بن أحمد العاملي الشامي (المستشهد سنة 965 ه) ، مجمع الذخائر الاِسلامية / قم ، 1402 ه.

133 - ميزان الاعتدال ، للذهبي ، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 ه) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، دار المعرفة / بيروت.

134 - نهج الاِيمان ، لزين الدين علي بن يوسف بن جبر ، من أعلام القرن السابع ، تحقيق السيّد أحمد الحسيني ، مجتمع امام هادي عليه السلام / مشهد ، 1418 ه.

135 - نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة ، للحافظ الطبري الاِمامي ، المتوفّى أوائل القرن الرابع ، تحقيق ونشر مؤسسة الاِمام المهدي عليه السلام / قم ، 1410 ه.

136 - اليقين ، للسيّد رضي الدين علي ابن طاووس الحلّي (ت 664 ه) ، دار العلوم / بيروت ، 1410 ه.

* * *

ص: 406

من أنباء التراث :

كتب صدرت محقّقة

* جواهر

الكلام في شرح شرائع الاِسلام ، ج 11 - 14.

تأليف : الشيخ محمد حسن النجفي ، المتوفّى سنة 1266

ه.

موسوعة فقهية كاملة - تقع في 44 جزءاً - شاملة

لأبواب الفقه وكتبه كلّها ، جامعة لأُمّهات المسائل وفروعها ، محتوية على وجه

الاستدلال مع دقّة النظر ونقل الأقوال ؛ تُعدّ من أجود الشروح وأغناها لكتاب شرائع

الاِسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقّق

الحلّي ، الشيخ أبي القاسم نجمالدين جعفر بن الحسن بن يحيى الهذلي (602 - 676

ه) ؛ وهو من المتون الفقهية المهمّة ، وموضع عناية العلماء والفقهاء درساً

وتدريساً ، وشرحاً وتعليقاً ،

المطبوع مراراً ، والمترجم إلى عدّة لغات.

استغرق تأليف الكتاب ما يزيد على 30 سنة ، ومطبوع

مكرّراً.

اشتملت الأجزاء الستّة الأُولى على كتاب الطهارة

والأجزاء الأربعة الأُخرى على أركان كتاب الصلاة ، الأوّل : مقدّمات - سبع -

الصلاة ، والثاني : أفعال الصلاة.

اشتمل الجزء 11 على خاتمة في قواطع الصلاة ، إضافة

إلى الركن الثالث : في بقية الصلوات : صلاة الجمعة ، صلاة العيدين : صلاة الآيات

(الكسوف).

الجزء 12 : تتمّة الركن الثالث : الصلاة على

الأموات ، والصلوات المرغبات ، ثمّ الركن الرابع والأخير : في التوابع ، وفيه

فصول ، الأوّل : الخلل الواقع في الصلاة ،

الجزء 13 : تتمّة فصول التوابع ، الثاني : في قضاء

الصلوات ، الثالث : في

ص: 407

الجماعة.

الجزء 14 : تتمّة الفصل الثالث من التوابع ، وفيه

12 مسألة في أحكام الجماعة ، وخاتمة في أحكام المساجد ، ثمّ الفصل الرابع : صلاة

الخوف والمطاردة وأحكامهما ، الفصل الخامس : في صلاة المسافر : شروط التقصير

الستّة ، البحث في القصر ، واللواحق في سبع مسائل.

صدر الجزء 11 سنة 1422 ه- ، والأجزاء 12 و 13 و 14

سنة 1424 ه.

تحقيق : الشيخ علي الدبّاغ.

نشر : مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة

المدرّسين في الحوزة العلمية.

* القول

الصراح في البخاري وصحيحه الجامع.

تأليف : شيخ الشريعة الأصبهاني ، الميرزا فتح الله

بن محمد جواد النمازي (1266 - 1339 ه).

دراسة في شأن البخاري ، محمد بن إسماعيل (ت 256

ه) وكتابه المشهور بالصحيح ،

تتعرّض - من خلال النظر بعين الاِنصاف - إلى ما فيه من الاِشكال الموهِن

للادّعاء بأنّه أصحّ كتاب بعد كتاب الله عزّ وجلّ ؛ إذ تناولت في مباحث حديثية

بعض رواياته الموضوعة ، وفي

أُخرى رجالية جملة من رواته.

في ثلاثة فصول : الاِلزامات ؛ وتضمّن : طائفة من

روايات فضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقب الاِمام أمير المؤمنين عليّ عليه

السلام ، التي عاند في إنكارها بعض قليل وثبتت عند كثير من أكابر علماء العامّة

، عدم رواية البخاري عن الاِمام الصادق عليه السلام ، مع العترة الطاهرة ، بيان

حال يحيى بن سعيد القطّان ، اعتقاد البخاري بخلق القرآن ، والتعريف بالبخاري ..

الروايات المُتكلّم فيها : جملة من الأحاديث الباطلة ؛ بمقتضى أُصول العامّة

وقواعدهم ، أو حكم بوضعها كثير من علمائهم وأعلامهم ، أو استشكلوا فيها ..

ومشاهير الرواة في حديث السُنّة : جملة ممّن اعتمد البخاري روايتهم من

الوضّاعين الكذّابين والخوارج والنواصب ؛ بمقتضى تصريحات علمائهم ونقّادهم في

الحديث والرجال.

والمؤلّف لم يسمّ كتابه ، بل استكتب تلميذه الشيخ

آقا برزك الطهراني (1293 - 1389 ه) لنفسه نسخة منه وسمّاه ب- : «القول الصراح

في نقد الصحاح».

حُقّق اعتماداً على مخطوطة واحدة ، ذكرت مواصفاتها

في المقدّمة.

تحقيق : الشيخ حسين الهرساوي.

نشر : مؤسسة الاِمام الصادق عليه السلام -

ص: 408

قم / 1422 ه.

* مصابيح

الظلام في شرح «مفاتيح الشرائع» ، ج 1 - 11.

تأليف : العلاّمة الوحيد البهبهاني ، الشيخ محمد

باقر بن محمد أكمل (1117 - 1205 ه).

شرح على مفاتيح

الشرائع للمحدّث الفقيه المحقّق الفيض الكاشاني محمد

محسن بن مرتضى (1007 - 1091 ه) ، وهو كتاب يشتمل - رغم وجازته وتجرّده عن

الفروع المتشعّبة - على أُمّهات مسائل الأحكام الشرعية ، على ما ظهر للمصنّف من

الاستنباط ، مع ذكر الأقوال فيها والدلائل ، اعتماداً على كلام الله عزّ وجلّ

وكلام رسوله الأكرم صلى الله عيله وآله وكلام أهل البيت عليهم السلام ، مع

الاِشارة في كلّ حكم إلى الحديث الوارد فيه ؛ بذكر درجة اعتباره ، أو جملة من

ألفاظه المتضمّنة موضع الحاجة منه ، حسبما رآه ، وهو مرتّب على 12 كتاباً

وخاتمتين في فنّين : فنّ العبادات والسياسات ، وفيه كتب : الصلاة ، الزكاة ،

الصيام ، الحج ، النذور والعهود ، والحسبة والحدود ، وخاتمة في الجنائز ، وفنّ

العادات والمعاملات ، وفيه كتب : المطاعم والمشارب ، المناكح والمواليد ،

المعايش

والمكاسب ، العطايا والمروات ، القضاء والشهادات ،

والفرائض والمواريث ، وخاتمة في الحيل الشرعية ، في كلّ كتاب مقدّمة وأبواب وفي

كلّ باب مفاتيح.

وقد أصدره مجمع الذخائر الاِسلامية في قم سنة 1401

ه- ، في ثلاثة أجزاء ، بتحقيق السيّد مهدي الرجائي.

والشرح هذا يشتمل على ذكر قول الفيض ثمّ شرحه ،

واستعراض أدلّة إثباته غالباً ، وردّه أحياناً ، واشتمل على : مفاتيح الصلاة ،

وثلاثة أبواب من الأبواب الأربعة لكتاب مفاتيح الزكاة فقط.

حُقّق اعتماداً على 9 نسخ مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها

في المقدّمة.

تحقيق ونشر : مؤسسة العلاّمة المجدّد الوحيد

البهبهاني - قم / 1424 ه.

* البراهين

القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة ، ج 1.

تأليف : محمد جعفر بن سيف الدين الاسترابادي

(1198 - 1263 ه) ، المعروف ب- : شريعتمدار.

شرح - بأُسلوب : قال : ... أقول : ... - لكتاب تجريد

الكلام في تحرير عقائد الاِسلام أو «تجريد

الاعتقاد في الكلام» ، للمحقّق الطوسي الخواجه نصير الدين

ص: 409

(597 - 672 ه) ، وهو كتاب جليل في تحرير عقائد

الاِمامية ، يعدّ - رغم وجازته - من أُمّهات كتب علم الكلام ، الذي يبحث في

العقيدة وما ينبغي الاعتقاد به ، والاستدلال عليه ، والدفاع عنه. وله شروح

كثيرة ، شرحه الخاصة والعامّة ، وحواشٍ أكثر على تلك الشروح ، وطبع مستقلاًّ

ومع بعض شروحه مكرّراً. وهو مرتّب في ستّة مقاصد ، كلّ منها في مجلّد : الأُمور

العامّة ، الجواهر والأعراض ، إثبات الصانع تعالى وصفاته وأفعاله المتعلّقة

بمباحث العدل ، النبوّة ، الاِمامة ، والمعاد.

حُقّق اعتماداً على نسختين كاملتين للكتاب متكوّنة

من 9 مخطوطات لمباحثه المتفرّقة ، والمؤمّل إصداره في 4 أجزاء.

اشتمل هذا الجزء على : تمهيد يعرّف بالأصل ومصنّفه

، وبالشرح هذا وشارحه ، مقدّمة تضمّنت : تعريف علم الكلام وبيان موضوعه وفائدته

، وأنّه أشرف العلوم ، وفي الفرق بين أُصول الدين وبين أُصول المذهب ، ومقصدين ؛

تضمّن الأوّل - في الأُمور العامة - مباحث في : الوجود والعدم ، الماهية

ولواحقها ، والعلّة والمعلول ، وتضمّن الثاني - في الجواهر والأعراض - مباحث في

: الجواهر ، الأجسام ، بقيّة أحكام الأجسام ، الجواهر

المجرّدة ، وفي الأعراض.

إعداد وتحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الاِسلامية

- قم.

نشر : مؤسسة «بوستان كتاب قم» - قم / 1424 ه.

* الاثنا

عشريات الخمس ، في : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، والحجّ.

تأليف : الشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد بن حسين

بن عبد الصمد الحارثي (951 - 1030 ه).

كتاب يشتمل على خمس رسائل للمصنّف رحمه الله ،

بوّبها على أساس العدد 12 ، شملت مواضيعها مختلف العلوم.

الأُولى في مسائل الطهارة في 12 مطلباً ، والثانية

في واجبات الصلاة اليومية ومستحبّاتها في 12 فصلاً ، والثالثة في مسائل الزكاة

المالية وزكاة الفطرة في 12 مطلباً ، مع خاتمة في أحكام الخمس ، والرابعة في 8

فصول ، كلّ منها في اثني عشر من الأُمور المتعلّقة بالصوم ، مع مقدّمة وخاتمة ،

والخامسة في 23 فصلاً ، كلّ منها في 12 مسألة ، في : شرائط ، واجبات ، محرّمات ،

مكروهات ، وآداب متعلّقة بمناسك الحجّ والعمرة.

ص: 410

والرسالة الثانية طبعت لأوّل مرّة بتحقيق الشيخ محمد

الحسّون في العدد 12 من نشرتنا هذه تراثنا

سنة 1408 ه- ، وأعادت مكتبة السيّد المرعشي العامّة في قم طبعها بالتصوير سنة

1409 ه- ، بعد إضافة فهارس فنية من المحقّق.

تحقيق : مسعود شكوهي.

نشر : منشورات إعجاز - قم / 1423 ه.

* معالم الدين

في فقه آل ياسين ، ج 1.

تأليف : شمس الدين محمد بن شجاع القطّان الأنصاري

الحلّي (كان حيّاً سنة 832 ه).

كتاب يشتمل على مسائل - فتاوى - شرعية ، مجرّدة عن

الاستدلال وذكر الروايات واستعراض الأقوال غالباً ، ويعدّ دورة فقهية كاملة ،

شاملة لكتب وأبواب الفقه من الطهارة إلى الديات ، مع التركيز على الاِشارة إلى

عامّة مسائل الباب ، حتّى يكون شاملاً للفروع المذكورة في الكتب الفقهية

المتداولة.

مرتّب على أربعة أقسام : العبادات ، العقود ،

الاِيقاعات ، والأحكام.

حُقّق اعتماداً على ثلاثة نسخ مخطوطة ، ذكرت

مواصفاتها في المقدّمة.

اشتمل هذا الجزء على القسم الأوّل : في العبادات ،

وضمّ كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصدقة ، الخُمس ، الصوم ، الاعتكاف ،

الحجّ ، الجهاد ، والقسم الثاني : في العقود ، وضمّ كتب : الصلح ، التكسّب ،

البيع ، الديون ، الحَجْر ، الاِجارات ، الأمانات ، وكتاب العطايا.

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري.

نشر : مؤسسة الاِمام الصادق عليه السلام - قم /

1424 ه.

* تسهيل

الروضة في شرح اللمعة ، ج 1.

الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد

الثاني ، الشيخ زين الدين ابن علي بن أحمد العاملي ، (911 - 965 ه) : شرح مزجي

مفصّل لكتاب اللمعة الدمشقية في فقه

الاِمامية ، للشهيد الأوّل الشيخ محمد بن مكّي

العاملي (734 - 786 ه) ، وهو من المتون الفقهيّة المعروفة المتداولة الكاملة -

من الطهارة إلى الديات - المطبوع مستقلاًّ ومع شروحه وحواشيه الكثيرة مراراً ،

ولأهمّيّة وشمولية الشرح هذا ، فقد اعتمدته الحوزات العلمية في التدريس وإلى

الآن.

وهذا الكتاب تهذيب وتصرّف فيهما ؛

ص: 411

لتقليل حجمه وزيادة تناسبه مع ما اختص به من سنوات

دراسية في الحوزات العلمية ، شمل إزالة غموض عبارات ، وحذف مباحث ، وتثبيت

عناوين من نصوص الدرس ، وإضافة مطالب إلى النصوص ، وتعليقات توضيحية ، مع رعاية

الاختصار وعدم التطويل.

اشتمل هذا الجزء على العبادات ، وضمّ كتب : الطهارة

، الصلاة ، الزكاة ، الخمس ، الصوم ، الحجّ ، وكتاب الجهاد.

إعداد وتحقيق : الشيخ علي الطهماسبي الآملي.

نشر : منشورات «صالحان» - قم / 1424 ه.

* كشف اللثام

عن قواعد الأحكام ، ج 8 - 11.

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسن

الأصفهاني (1062 - 1137 ه) ، المعروف ب- : الفاضل الهندي.

متن فقهي ، يعدّ من الشروح المهمّة لكتاب قواعد

الأحكام للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر

الأسدي (648 - 726 ه) ، وهو موسوعة فقهية شاملة ومستوعبة - باختصار - لآراء

أغلب فقهاء الاِمامية ، المتقدّمين والمتأخّرين ؛ إذ

ينقل المؤلّف الكثير من أقوالهم من كتبهم الفقهية

مباشرة وبلا واسطة.

تضمّن الكتاب شرح كتب الطهارة ، والصلاة - إلى

أحكام قواطع السفر - ثمّ الحجّ ، النكاح ... إلى بقيّة أبواب الفقه المعروفة.

تمّ تحقيق الكتاب - الذي يصدر لأوّل مرّة -

اعتماداً على 12 نسخة مخطوطة ، 4 منها لكتاب الطهارة ، و 2 لكتاب الصلاة ،

والبقيّة للأبواب الأُخرى ، إضافة إلى نسخة واحدة مطبوعة على الحجر.

اشتملت الأجزاء 1 و 2 على كتاب الطهارة ، 3 و 4 على

ما تمّ شرحه من كتاب الصلاة ، و 5 و 6 على كتاب الحجّ ، و 7 على كتاب النكاح ..

اشتمل الجزء 8 على كتابي : الفراق والعتق ، وصدر

سنة 1422. والجزء 9 على كتب : الأيمان وتوابعها ، الصيد والذبائح ، والفرائض ،

وصدر سنة 1423. والجزء 10 على كتابي : القضاء والشهادات ، والحدود ، وصدر سنة

1424. والجزء 11 والأخير على : كتاب الجنايات (القصاص والديات) ، وصدر سنة 1424

ه- أيضاً.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة

لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية - قم.

ص: 412

* مسند أبي

حمزة الثمالي.

جمع وترتيب : عبد الرزّاق محمد حسين حرز الدين.

استقصاء وجمع لِما ورد من روايات عن التابعي الجليل

: ثابت بن دينار الأزدي الكوفي ، المولود حدود سنة 30 أو 40 والمتوفّى سنة 148

ه- ، والذي كان ملازماً الاِمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام (38 - 95

ه) ويعدّ من أصحابه.

اعتمد - في هذا الجمع - على الأُصول ثمّ الكتب

الحديثية حسب تسلسلها التاريخي ، ثمّ مقابلتها مع ما نقله كلّ من العلاّمة

المجلسي (ت 1110 ه) في بحار الأنوار ،

والحرّ العاملي (ت 1104 ه) في وسائل

الشيعة من تلك المصادر ، إضافة إلى مصادر العامّة

والزيدية ؛ إذ رووا عنه ؛ وخرّجوا حديثه.

عرضت نصوص الروايات - سنداً ومتناً - كما هي دون

حذف أو إضافة أو تحوير ، مع اختيار ما علا - قرب - سنده ما كان إلى ذلك

سبيلاً.

رُتّبت باتّباع طريقة الشيخ الكليني (ت 328 ه) في

تبويبه كتابه الكافي ،

مع إضافة أبواب أُخر اقتضتها الضرورة ، وتوزّعت على كتب : فضل العلم ،

التوحيد ، الحُجّة ، الاِيمان والكفر ، الدعاء ،

العِشرة ، الطهارة ، الجنائز ، الصلاة ، الزكاة والخمس ، الصيام ، الحجّ ،

الجهاد ، المعيشة ، النكاح ، العتق والتدبير ، العقيقة ، الطلاق ، الأطعمة

والأشربة ، الزي والتجمّل ، الدواجن ، الوصايا ، المواريث ، الحدود والديات ،

القضاء والأحكام والأيْمان ، الصحابة ، القصص ، الطرائف ، وملحق في ما لم تثبت

روايته.

أحصى الكتاب 567 رواية.

نشر : منشورات دليل - قم / 1420 ه.

* رسالة في

تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام.

تأليف : العلاّمة الشيخ محمد تقي التستري ،

المتوفّى سنة 1415 ه.

رسالة تشتمل على ذكر جوامع أحوال المعصومين الأربعة

عشر عليهم السلام : الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، والاِمام أمير المؤمنين

عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، والصدّيقة الزهراء فاطمة عليها السلام ،

وولداهما الاِمامان السبطان الحسن والحسين عليهما السلام ، والأئمة التسعة من

ولد الحسين عليهم السلام ، تضمّنت : مواليدهم ، وفياتهم ، مولدهم ومدفنهم ،

أُمّهاتهم ، أزواجهم ، أولادهم ، في الممدوحين من أولادهم ولو بالواسطة ، في من

ورد فيه قدح من ولدهم ، ومكارم أخلاقهم وعلوّ

ص: 413

مقامهم عليهم السلام.

حقّقت الرسالة اعتماداً على نسخة الأصل بخطّ

المؤلّف ، منضمّة إلى الجزء الأخير من كتابه قدس سره قاموس

الرجال في طبعة المؤسسة الناشرة سنة 1417 ه.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة

لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية - قم / 1423 ه.

* تهذيب الأُصول

، ج 1 و 2.

تأليف : الشيخ جعفر السُبحاني.

تقرير المؤلّف لأبحاث أُستاذه الاِمام الخميني قدس

سره السيّد روح الله الموسوي (1320 - 1409 ه- / 1279 - 1368 ش) ، يشتمل على لبّ

ما أفاده في محاضراته لتدريس مباحث الأُصول ، التي ألقاها قدس سره على تلامذته

قبل أكثر من خمسة عقود ، ويتضمّن آرائه ومبانيه قدس سره الأُصولية.

يشتمل التقرير - المطبوع سابقاً بدون تحقيق ، والذي

أشرف السيّد الاِمام قدس سره على ما كُتب منه ، وأعاد النظر ودقّق فيه - على

مقدّمة في أربعة عشر أمراً اشتملت على موضوعات لها ارتباط بالمسائل المُعنونة في

المباحث الأُصولية ، ومقاصد في : الأوامر ، النواهي ، المفاهيم ، العامّ والخاصّ

، المطلق والمقيّد ، وفي الأمارات

المعتبرة عقلاً وشرعاً.

تحقيق ونشر : مؤسسة تنظيم ونشر آثار الاِمام

الخميني قدس سره - قم / 1423 ه.

* مسند

الاِمام الباقر عليه السلام ، ج 1 - 6.

جمع وترتيب : الشيخ عزيز الله العطاردي.

جمع لما ورد من آثار تخصّ الخامس من أئمّة

المسلمين ، الاِمام الباقر عليه السلام محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن

أبي طالب عليهم السلام ، اشتملت على ذكر فضائله ومناقبه ، وأخباره وآثاره في

معالم الدين والأحكام والسُنن ، بعد استقصائها وتتبّعها في المصادر المشهورة

والكتب المعروفة ، مرتّبة على كتب حسب الموضوع ، وكلّ كتاب في أبواب ..

في ثلاثة أقسام : خصائصه ونصوص إمامته ومكارم

أخلاقه ، ما ورد عنه عليه السلام في الأُصول والفروع والأحكام والسُنن والأدعية

وتفسير القرآن ، ومعجم لمَن حدّث عنه عليه السلام ومختصر من حالاتهم.

اشتمل أوّل الأجزاء على : نبذة من حياته عليه

السلام ، وما روي عنه ضمن كتب : العقل ، العلم ، التوحيد ، الأنبياء عليهم

السلام ، الاِمامة ، والغَيْبة. والثاني على كتب : فضائل أهل البيت عليهم السلام

، الأصحاب ، فضائل

ص: 414

الشيعة ، الاِيمان والكفر ، الآداب والمعاشرة ،

المواعظ ، وتفسير القرآن. والثالث على : تتمّة كتاب تفسير القرآن ، وكتب :

الدعاء ، الاحتجاجات ، والطهارة. والرابع على كتب : الصلاة ، الصوم ، المعيشة ،

الزكاة ، السفر ، الحجّ ، الزيارة ، الجهاد ، والنكاح. والخامس على كتب : الطلاق

، الأولاد ، التجمّل والزينة ، الدواب ، الأطعمة ، الأشربة ، العِتْق ، الصيد

والذباحة ، القضاء والشهادات ، الأيمان والنذور ، الحدود ، الديات ، الوصية ،

المواريث ، الجنائز ، الحشر والبعث ، والحِكم والنوادر. والسادس على : ما روي

عنه عليه السلام من طرق الزيدية والاِسماعيلية والعامّة ضمن أبواب ، وأسماء

الرواة عنه عليه السلام مرتّبة حسب حروف الهجاء.

نشر : منشورات عطارد - طهران / 1381 ه. ش.

* مباني

الأحكام في أُصول شرائع الاِسلام ، ج 1.

تأليف

: الشيخ مرتضى الحائري اليزدي ، المتوفّى سنة 1406 ه.

دورة كاملة في أُصول الفقه ، هي

مجموع دروس المصنّف قدس سره في حلقته الدراسية

لمباحث هذا العلم ، في ثلاثة مجلّدات ، ضمّ أوّلها المباحث الابتدائية من علم

الأُصول إلى نهاية مباحث الألفاظ ، وثانيها يبدأ بأوّل مباحث القطع وينتهي

بقاعدة لا ضرر ، وثالثها مباحث الاستصحاب إلى آخر الاجتهاد والتقليد ، مع تعليقة

له قدس سره على بعض مباحث الجزءين الأوّل والثاني ، أُضيفت في هوامشهما ، تضمنّت

مطالب من الدورة الثانية لتدريس أُصول الفقه.

اشتمل هذا الجزء - الذي فرغ منه المصنّف في شعبان

سنة 1387 ه- - على مباحث : الوضع ، الصحيح والأعمّ ، المشتقّ ، الأوامر ،

النواهي ، المفاهيم ، العامّ والخاصّ ، المطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن.

حُقّق اعتماداً على نسخة الأصل بخطّ المصنّف قدس

سره.

إعداد وتحقيق : الشيخ محمد حسين أمراللّهي

اليزدي.

نشر : مؤسسة النشر الاِسلامي التابعة لجماعة

المدرّسين في الحوزة العلمية - قم / 1424 ه.

* * *

ص: 415

طبعات

جديدة

لمطبوعات

سابقة

* نصائح الهدى

والدين إلى من كان مسلماً وصار بابيّاً.

تأليف : العلاّمة المجاهد الشيخ محمد جواد

البلاغي (1282 - 1352 ه).

كتاب علمي تاريخي كلامي ، يردّ فيه مؤلّفه على

دعاوى فرق الضلالة : البابية والبهائية والأزلية بشكل خاصّ ، وهو ردٌّ على كلّ

من يدّعي السفارة والنيابة والمهدوية والنبوّة والاِلوهية ، ويفنّد أكاذيبهم

ومفترياتهم ، مع إثبات أنّ الاِمام المهديّ المنتظر هو الابن الصُلْبي للاِمام

الحسن العسكري عليهما السلام ؛ ويورد فيه المؤلّف قدس سره أكثر من 100 حديث من

أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام من

كتب الفريقين المعتمدة للردّ على مدّعياتهم.

حُقّق اعتماداً على نسخة الكتاب المطبوعة في بغداد

سنة 1339 ه.

نشرته منشورات دليل في قم سنة 1423 ه- ، بتحقيق :

السيّد محمد علي الحكيم ، وطبعته دار المحجّة البيضاء في بيروت سنة 1424 ه-

بعد تصحيح الأخطاء

وتعديل مقدّمة التحقيق.

* مجموعة

نفيسة ، في تاريخ الأئمّة عليهم السلام.

مجلّد يضمّ مجموعة رسائل شريفة موجزة ، تتناول

أخبار الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والزهراء عليها السلام وأئمّة المسلمين

من أهل بيته الكرام الأطهار عليهم السلام ومواليدهم ووفياتهم ، إضافة إلى ذكر

طرف من سيرة حياتهم المباركة عليهم السلام ، وهي :

1 - تاريخ

الأئمّة ، لابن أبي الثلج البغدادي ، أبي بكر محمد بن

أحمد بن عبد الله بن إسماعيل (237 - 325 ه).

2 - مسارّ

الشيعة ، للشيخ المفيد ، أبيعبد الله محمد بن محمد

بن النعمان الحارثي البغدادي (336 - 413 ه).

3 - تاج

المواليد ، في مواليد الأئمّة ووفياتهم ، للشيخ

الطبرسي ، أبي علي الفضل بن الحسن (ت 548 ه).

4 - تاريخ

مواليد الأئمّة ووفياتهم ، لابن الخشّاب البغدادي ، أبي

محمد عبدالله بن أحمد بن أحمد النحوي (ت 568 ه).

5 - ألقاب

الرسول وعترته صلوات الله وسلامه عليهم ، لبعض قدماء

المحدّثين والمؤرّخين.

ص: 416

6 - المستجاد

من كتاب الاِرشاد ، للعلاّمة الحلّي ، أبي منصور الحسن

بن يوسف بن المطهّر (648 - 726 ه).

7 - توضيح

المقاصد ، للشيخ البهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد

الحارثي العاملي (953 - 1031 ه).

نشرته سابقاً مكتبة السيّد المرعشي العامّة في قم

سنة 1409 ه- ، وأعادت نشره - بصفٍّ جديد - دار القارىَ في بيروت سنة 1422 ه.

* ماضي

الوهّابيّين وحاضرهم.

تأليف : السيّد مرتضى الرضوي.

مباحث مختصرة في مناقشة وردّ عقائد الضالّ المضلّ

محمد بن عبد الوهّاب (1111 - 1207 ه) وفرقة الوهّابيّة الضالّة المنتسبة

إليه ؛ مثل : تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه ، توحيد الاِلوهية والربوبية ، عدم

توقير النبيّ صلى الله عليه وآله ، وتكفير المسلمين من غير أتباعهم ، وكذلك

إنكار فضائل الأنبياء والأولياء ، وإنكار الشفاعة والتوسّل بهم إلى الله سبحانه

وتعالى ، والتبرّك بزيارة مراقدهم عليهم السلام.

تعرّض الكتاب لذكر منشأ هذه الفرقة وبعض عقائدها ،

وذكر تاريخ آل سعود ، وكيفية استيلائهم على بلاد المسلمين من

خلال دعم ونشر دعوة الوهّابيّة بقوّة السيف وإبادة

مخالفيهم في عقائدهم ، وذكر أصلهم ونسبهم ، وبعض ما فعلوه وما يفعلوه في حكمهم

لهذه البلاد.

وأورد آراء 93 من علماء وأعلام العامّة ، في ما

صنّفوه ردّاً على هذه الفرقة ومعتقداتها الباطلة.

كما أُلحق به معجم

ما ألّفه علماء الأُمّة الاِسلامية للردّ على خرافات الدعوة الوهّابيّة ،

للسيّد عبد الله محمد علي ، المنشور في نشرتنا هذه تراثنا ، العدد الرابع

(17) لسنة 1409 ه.

طبع في إيران سنة 1409 ه- ، بعنوان : صفحة

عن آل سعود الوهّابيّين ، وأُعيد طبعه في بومباي /

الهند في السنة نفسها بعنوان : صفحة

عن الوهّابيّين وآراء علماء السُنّة في الوهّابيّة ،

وأعادت طبعه - بعد التنقيح - دار الاِرشاد في بيروت مؤخّراً.

* زبدة البيان

في براهين أحكام القرآن.

تأليف : الشيخ أحمد المقدَّس الأردبيلي ، المتوفّى

سنة 993 ه.

كتاب يشتمل على تفسير الآيات القرآنية الكريمة

الخاصّة بالأحكام الشرعية - وحسب كتب الفقه المعروفة - أي الآيات

ص: 417

التي يُستفاد منها في استنباط الأحكام الفقهيّة

ومسائل الحلال والحرام ، المعروفة ب- : «آيات الأحكام» ؛ وهي أساس دراسة الفقه ،

ولا يمكن للفقيه الاستغناء عنها في اجتهاداته واستنباطاته.

والكتاب عليه شروح وتعليقات لكثير من الفقهاء

والمفسّرين.

حُقّق اعتماداً على 7 نسخ مخطوطة ذكرت مواصفاتها في

المقدّمة.

أصدره سابقاً مؤتمر المقدَّس الأردبيلي ، المنعقد

في أردبيل إحياءً لذكراه قدس سره سنة 1417 ه- ، بتحقيق الشيخ رضا استادي والشيخ

علي أكبر زمانينژاد ، وأعادت إصداره «مؤسسة منشورات مؤمنين» في قم سنة 1421

ه.

كتب

صدرت حديثاً

* الأذان ..

بين الأصالة والتحريف.

تأليف : السيّد عليّ الشهرستاني.

حلقة أُخرى من حلقات الدراسة الموسّعة : التشريع

وملابسات الأحكام عند المسلمين ، التي

تتناول كلّيّات عقائدية تاريخية فقهية ، لا تشعّبات وتفريعات ولا ما يتعلّق

بآداب وسُنن ، معتمدة منهجاً مبنياً على ضرورة دراسة

الحدث متناً وسنداً ، مع بيان الجذور السياسية

والاجتماعية للأحداث ، وتسليط الضوء على العلل والأسباب التي أدّت إلى اختلاف

المسلمين في الأحكام الشرعية ، وتوضيح ملابسات التشريع ، وصدر منها حلقتان

تناولتا الجانبين التاريخي والروائي في موضوع «الوضوء».

تضمّن الكتاب مباحث في الأصيل والمحرّف من الأذان ؛

فجاء في تمهيد ، وثلاثة أبواب : «حيّ على خير العمل» .. الشرعية والشعارية ،

«الصلاة خير من النوم» .. شِرعة أم بِدعة؟! و «أشهد أنّ عليّاً وليّ الله» بين

الشرعية والابتداع.

اشتمل على تمهيد بشأن الآذان : معناه لغةً

واصطلاحاً ، تاريخه ، بدايته عند أهل السُنّة والجماعة وعند أهل البيت عليهم

السلام ، ثمّ وقفة وتحقيق مع أحاديث رؤيا بدء الأذان وفي ما وراء نظرية الرؤيا ،

الأذان بيان لأُصول العقيدة ، وآثاره في الحياة الاجتماعية ..

وعلى الفصول الأربعة للباب الأوّل فقط ، الأوّل :

جزئية الحيعلة الثالثة ، الاتّفاق على أصل شرعيّتها ، انفراد العامّة بدعوى

النسخ فيها من بعد ، أسماء من أذّن بها من الصحابة والتابعين وأهل البيت عليهم

السلام ، وإجماع العترة.

ص: 418

الثاني : حذف العيلة الثالثة ، وامتناع بلال -

مؤذّن الرسول صلى الله عليه وآله - عن التأذين.

الثالث : الحيعلة دعوة إلى الولاية ، بعض أدلّة

الولاية ، وما وراء حذفها.

والرابع : التاريخ العقائدي والسياسي للحيعلة ،

وكيف صارت شعاراً لنهج التعبّد المحض ، وحذفها شعاراً سياسياً لخصوم أصحاب هذا

النهج.

نشر : مؤسسة الاِمام عليّ عليه السلام - قم /

1424 ه.

* الأدلّة

الجليّة على جواز التقيّة.

تأليف : السيّد جواد القزويني.

مباحث في مسألة التقيّة ، التي أجازتها الشريعة

الاِسلامية السمحاء للفرد المؤمن ؛ لدرء الخطر والضرر على عقيدته ونفسه ..

تعرض أدلّة جواز التقيّة ، وتسعى لبيان أنّها ليست

وليدة زمن معيّن ، وليست من مبتكرات الشيعة الاِمامية ، بل هي قديمة في تاريخ

البشرية ، وأنّ الأنبياء عليهم اسلام أوّل من عمل وتديّن بها.

في ستّة فصول ، تضمّن الأوّل : تعريف التقيّة

والاِكراه ، وبيان أركان وأنواع الاِكراه ، وأركان وأقسام وأحكام التقيّة ،

الثاني : التقيّة في زمان أنبياء الله : آدم ، إبراهيم ، يوسف ، وموسى عليهم

السلام ، تقية أصحاب

الكهف ، وفي زمان النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله

: تقيّة مؤمن قريش أبي طالب عليه السلام ، والصحابي الجليل عمّار بن ياسر ،

والتقيّة بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ، الثالث : عرض مختصر لِما مرّت

به الشيعة وبعض رجالاتها في العصرين الأُموي والعبّاسي ، الرابع : أدلّة جواز

التقيّة من : القرآن الكريم ، السُنّة النبوية الشريفة ، الاِجماع ، والعقل ،

الخامس : ردّ بعض الشبهات التي أُثيرت على الشيعة وعملهم بالتقيّة ، والفصل

الأخير تضمّن خمس مسائل هي تساؤلات قد ترد على ذهن بعض الناس ، لها علاقة بموضوع

التقيّة ، وفيها فوائد ، إضافة للخاتمة.

نشر : مركز الاِمام السجاد عليه السلام للدراسات

الحوزوية - قم / 1424 ه.

* الخلاصة

الفلسفية.

تأليف : السيّد علي حسن مطر الهاشمي.

كتاب دراسي مخصّص لطلاّب مرحلة السطوح في الحوزات

العلمية ، يشتمل على خلاصة تستوعب معظم المادّة الفلسفية المقرّر دراستها

حاليّاً في الحوزة ، وتحاول أن تجمع للطالب بين عمق الفكرة ووضوح العبارة ، مع

تجنيبه التعقيد اللفظي

ص: 419

قدر المستطاع ، انتُخبت مادّتها من عدّة مصادر ،

ذُكرت أهمّها في المقدّمة.

في

سبعة فصول ، اشتمل أوّلها على بحوث تمهيدية تضمّنت : نبذة تاريخية عن الفلسفة ،

الفلسفة في الشرق الاِسلامي ، الفلسفة والعلم ، الميتافيزيقا ، موضوع الفلسفة

وخصائصها ، مبادئها وهدفها ، أُسلوب البحث الفلسفي ، العلاقة بين الفلسفة

والعلوم ، الفلسفة والعرفان وعلم الكلام ، وضرورة الفلسفة ، فيما اشتملت بقية

الفصول على مباحث : علم المعرفة ، معرفة الوجود ، العلّة والمعلول ، المجرّد

والمادّي ، الثابت والمتغيّر ، وأخيراً معرفة الله عزّ وجلّ.

نشر : مؤسسة ذو الجناح - قم / 1424 ه.

* المواجهات

.. حوار بين الشيعة والسُنّة.

كتاب يشتمل على الحلقات الستّ للبرنامج الاِذاعي

«مواجهات» ، الذي بثّته إذاعة الصوت الاِسلامي لولاية «نيو ساوث ويلز» في سدني /

استراليا - مباشرة - في شهر رمضان المبارك 1420 ه- ، والذي جمع اثنين من علماء

طائفتين كبيرتين من المسلمين : الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي

إستراليا ، والشيخ الدكتور عبد الجبّار شرارة المرشد

الديني في مركز أهل البيت عليهم السلام الاِسلامي ، في حوار علمي موضوعي ، تناول

موضوعات حسّاسة كثر فيها الجدل ، وتعدّدت فيها الآراء ، واستغلّت سياسياً في

فترات تاريخية متعاقبة ، وتحوّلت إلى مصادر إثارة وفتنة ؛ كان الهدف منه :

الوصول إلى فهم مشترك للأُصول والعقائد والأحكام عند الطائفتين حتّى يقف

المسلمون على أرضية مشتركة لمواجهة التحدّيات الخطيرة التي تواجههم.

تضمّنت الحلقات : مسألة نزول القرآن الكريم وجمعه

وتدوينه وسلامته من التحريف ، مسائل فقهية مهمّة تتعلّق بمواقيت الصلاة وبالجمع

بين الصلاتين وبالسجود على الأرض ، قضية الاِمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى

فرجه الشريف ، مَن هم أهل البيت عليهم السلام تحديداً؟ وما هو الموقف الصحيح في

مودّتهم؟ وحديث الاثني عشر خليفة أو أميراً كلّهم من قريش ، حواراً مفتوحاً مع

جمهور المستمعين مباشرة ، حوى أسئلة ومناقشات مهمّة ، موضوعات عقائدية : التقية

، البداء ، النكاح المنقطع ، مسألة ألفاظ الأذان.

صدر مؤخّراً في إستراليا.

ص: 420

المركز الرئيسي للتوزيع : مركز أهل البيت :

الاِسلامي - سدني.

* فِرَق أهل

السُنّة .. جماعات الماضي وجماعات الحاضر.

تأليف : صالح الورداني.

عرض لفرق أهل السُنّة ، الكبرى والبارزة ، على

مستوى الماضي والحاضر ، واتّجاهاتها القديمة والمعاصرة التي ارتبطت بالواقع

والأحداث اليومية.

يتضمّن رصد الحالة العقائدية والفكرية لهذه الفرق ،

والصراعات والنزاعات بينها ، والتي وصلت إلى حدّ التكفير وإراقة الدماء ،

وكذلك رصد دور الحكّام في واقع هذه الفرق وفي مواجهة الفرق المخالفة ؛ بهدف كشف

دور السياسة والمذهبية في التعتيم على حقيقة الدين ، وبثّ الفُرقة بين المسلمين

، وفرض الروايات الزائفة التي وطّنت العقائد والمفاهيم الفاسدة ، وأضفت عليها

القداسة حتّى طغت على ما هو الصحيح منها ، ووطّنت الخلافات وبرّرتها ، وأعطت

السلاح لأهل الفرق ليستبيحوا به بعضهم بعضاً.

والكتاب خطوة على طريق تصحيح الكثير من المفاهيم

الخاطئة الموروثة.

تضمّن العرض مباحث : أصل الفُرقة

والخلاف ، الحكّام والفرق ، الاِطار المذهبي لأهل

السُنّة ، مناقشة روايات الفرقة الناجية وتأويلها بأهل السُنّة ، فرق الماضي ،

فرق الرواة ، فرق الحاضر ، النتائج ، والخاتمة ..

ثمّ ملاحق : قراءة في الفَرق

بين الفِرق للبغدادي ، صور من صراعات فرق أهل

السُنّة ، رموزها ، نماذج من مراجعها في الفقه والعقائد والحديث والرجال ، أهمّ

كتب العقائد لديها ، و 3 جداول لبيان : أهمّ نقاط خلافها مع الفرق الأُخرى ،

نشأتها التاريخية ومواطنها ، والراحلة والقادمة منها في محيط أهل السُنّة.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1424 ه.

* عيون الغرر

في فضائل الآيات والسِوَر.

جمع وإعداد : مشتاق المظفّر.

جمع لما ورد من أحاديث وروايات في فضائل سور وآيات

الذكر الحكيم ، بعد استقصائها وتتّبعها في مصادر متنوّعة عديدة ، للحديث

والتفسير والدعاء ..

رُتّبت بتبويبها حسب تسلسل سور القرآن الكريم ، مع

مقدّمة في اثني عشر فصلاً : توقير كتاب الله العزيز ، آداب قراءة القرآن ، فضلها

، كيفيّتها ، أهل البيت عليهم السلام

ص: 421

وقراءة القرآن ، تعليم القرآن وتعلّمه ، قراءة

القرآن في البيوت ، التعوّذ من الشيطان عند قراءة القرآن ، فضل الاستماع للقرآن

، ماينبغي أن يقال عند قراءة بعض الآيات ، ما يستحبّ قراءته في الفرائض والنوافل

، القراءة والنظر في القرآن. ثمّ أُضيف فصلان في ختام فضائل السور ، اختصّ

أوّلهما بفضل قراءة عدد من الآيات ، وبفضل آيات معيّنة من بعض السور ، وفضل قصار

السور ، واختصّ ثانيهما بفضل آية الكرسي العظيمة.

صدر في قم سنة 1424 ه.

* كتاب وعتاب.

تأليف : الشيخ قيس بهجت العطّار.

رسالة عتاب مفتوحة إلى جامعة الأزهر الشريف ، أحد

المراكز العلمية التي لها مستواها المرموق في العالم العربي والاِسلامي ، على

منحها «ماجستير في العلوم الاِسلامية» بدرجة «ممتاز» لرسالة : السُنّة

النبوية في كتابات أعداء الاِسلام ، قُدّمت

لقسم الحديث النبوي بكلّية أُصول الدين ، وأُجيزت بتاريخ 15 / 4 / 1999 م ..

وهي - مع أنّها لم تقدّم جديداً ، بل تجميعاً

وترديداً لأقوال سابقة - مملوءة بالأخطاء النحوية ، والتهافتات والتناقضات

التي يفترض أن لا يقع في مثلها أدنى طلاّب العلوم

الدينية بضاعةً.

وهذا الكتاب ليس ردّاً لأبواب وفصول ومسائل الرسالة

، بل ملاحظات عابرة عمّا ورد فيها من أفكار ورؤىً ، وما تضمّنته من مغالطات

صريحة ، وخلط فاحش ، وافتراء محض ، وادّعاء مبني على الجهل بعيد عن الحقيقة ،

وكذب بواح ، وتعصّب ممقوت ، وتمحّل ممجوج ، وتحامل مُغرِض.

وهو في بابين : الاِشكالات العامّة : التهافتات

الناتجة من النقل العشوائي ؛ مع : الخوارج ، حديث الغدير ، والصحابة. عدم

التفريق بين حجيّة السُنّة وما هو الحجّة ؛ أحاديث عرض السُنّة على القرآن.

إنّ منكري السُنّة هم من العامّة لا الاِمامية. الجهل بمباني وكلمات الاِمامية ؛

بكيفية اتّصال أسانيد الكتب الأربعة ، وبطريقة التعامل معها ، وبحجيّة الاِجماع

عندهم. الجهل بموقف الاِمامية من الصحابة. ادّعاء أنّ الكافي

أصحّ كتاب بعد القرآن. إنّ الاِمامية لا تقول بكفر الصحابة كلّهم. وعدم التفريق

بين الكفر الصراح والارتداد ..

والاِشكالات الخاصّة : ادّعاء وحدوية منهج الصحابة

والتابعين ، حمل التكذيب على معنى التخطئة ، إنكار وجود مدرستين أو طائفتين

وإشكالية الحديبية ، التفريق بين

ص: 422

التدوين والكتابة ، مَن دعا عليه المعصوم.

وخاتمة تضمّنت ردوداً سريعة على بعض آخر من

المفتريات والمتناقضات.

نشر : دار الغدير - قم / 1424 ه.

* ملامح

المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام.

تأليف : السيّد شهاب الدين العذاري.

بحث يسعى لتحديد معالم منهج التربية الصحيحة

للاِنسان ، فكراً وسلوكاً ، فرداً ثمّ مجتمعاً ، استهداءً بأحاديث وروايات

ووصايا وإرشادات الأئمّة المعصومين عليهم السلام وسيرتهم العملية ، وهو المنهج

الواقعي الشمولي المتكامل ، الذي يصلح لكلّ زمان ومكان ؛ إذ هو صادر عن أئمّة

الهدى عليهم السلام وعن الرسول الأكرم عليهم السلام ومرجعه إلى الباري تعالى ،

خالق الاِنسان المحيط بحركاته وسكناته .. ويسعى أيضاً لوضع بعض القواعد

التأسيسية لمن أراد التوسّع في بحث الموضوع.

في أربعة فصول : أثر الوراثة والمحيط في البناء

التربوي ، دور القيم المعنوية والنفسية في المجال التربوي ودور طرق تقييم النفس

في التربية ، خصائص المربّين وأساليب التربية ، وخصائص ومزايا المنهج التربوي

عند أهل البيت عليهم السلام.

صدر ضمن : «سلسلة المعارف الاِسلامية» برقم 42.

نشر : مركز الرسالة - قم / 1423 ه.

* أطيب البيان

لمعالم سور القرآن.

تأليف : علي الاِبراهيمي.

بحوث موضوعية في آيات القرآن الكريم ، تشتمل على

بعض المفاهيم والموضوعات التي تضمّنتها القصار من سوره المباركة ، معروضة بشكل

أسئلة مختصرة مع أجوبتها ، إضافة إلى ذكر : فضل السورة ، بعض خواصّها ، موضوعها

، ومعاني مفرداتها ، وأحياناً سبب نزولها ؛ اعتماداً على مجموعة من كتب التفسير

المعتبرة.

تضمّن الكتاب 820 سؤالاً ، ويبدأ من سورة الناس /

114 - سورة الانشقاق / 84.

نشر : منشورات «محبّين» - قم / 1423 ه.

* حياة أمير

المؤمنين عليّ عليه السلام.

تأليف : السيّد أصغر ناظم زادة القمّي.

بحوث مختصرة تتناول تاريخ الاِمام أمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب عليه السلام وسيرته ومكارم أخلاقه ومناقبه وفضائله ، تشتمل على

معظم مراحل حياته الشريفة ، من الولادة ومبادىَ الدعوة ، فالهجرة

ص: 423

والغزوات والحروب والحكومة ، حتّى ارتحاله إلى

الرفيق الأعلى ، ويقتصر النقل فيها على طرق العامّة في الغالب.

والكتاب في ثمان فصول : ملامح من شخصيته عليه

السلام ، موضعه في غزوات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، شأنه عليه السلام

في آيات القرآن الكريم والسُنّة النبوية الشريفة ، مناقبه ومكارم أخلاقه عليه

السلام ، معجزاته وإخباره بالمغيّبات ، عليّ عليه السلام والاِمامة والحكومة ،

مظلوميته وشهادته ، ونبذة من أقواله وحِكَمه ، صلوات الله وسلامه عليه.

نشر : «كوثر ولايت» - قم 1424 ه.

* معجم

الملاحم والفتن ، ج 1 - 4.

جمع وإعداد : السيّد محمود بن مهدي الموسوي

الأصفهاني.

استقصاء وجمع لما ورد من روايات عمّا يجري في آخر

الزمان ، وتحقّق أشراط الساعة ، وظهور الثاني عشر من أئمّة المسلمين عليهم

السلام ، الاِمام صاحب الزمان الحجّة المنتظر - عجّل الله تعالى فرجه الشريف -

ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وعلامات ذلك الظهور ، وحال الدنيا والناس في تلك

الفترة ، ومدة حكومته في الأرض ، وأحوال السفياني ، والدجّال ، وغيرها من أحداث

..

وزّعت الروايات ضمن عناوين منتقاة من مفرداتها ،

ورُتّبت العناوين حسب حروف الهجاء.

صدر في قم سنة 1420 ه.

* الافتراء

على الأنبياء والأوصياء والأولياء.

تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

كتاب يجمع - بعد الاستقصاء والتتّبع - ما جاء من

آيات قرآنية كريمة وما ورد من أحاديث وروايات وأخبار تشتمل على اتّهام وبهتان

وقول زور وافتراء أوردها الجهلة وأهل الضلالة والمعاندين والكفرة بحقّ : الله

تبارك وتعالى ، القرآن الكريم ، الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته

الكرام المعصومون الأربعة عشر عليهم السلام ، الرسل والأنبياء عليهم السلام ،

الملائكة عليهم السلام ، بعض الأعلام ، بعض الأقوام والطوائف ، أمكنة معيّنة ،

أزمنة محدّدة ، وأخيراً بحقّ بعض الأعمال والأفعال ..

لبيان مدى مظلوميّة هؤلاء والتعريف ببعض ظلاماتهم

وما جرى عليهم في الدنيا من المحن والمصائب والبليّات.

اعتُمد في الجمع 15 مصدراً ، ذكرت أسماؤها في أوّل

الكتاب.

ص: 424

نشر : منشورات ناجي الجزائري - قم / 1382 ه. ش.

* أحكام

المرأة في الاِسلام.

جمع وإعداد : السيّد مرتضى الميلاني.

جمع لما أُتيح استقصاؤه من مسائل شرعية واستفتاءات

تختصّ بالمرأة في كلّ مراحل وأنماط حياتها ، أو التي تشترك بها مع الرجل في

المهمّة منها أيضاً ، في الأبواب الفقهية المعروفة.

اعتُمد في الأصل على الرسائل العملية للسيّد

الاِمام الخميني (1320 - 1409 ه) ، فكان المتن في هذا الكتاب موافقاً للنصّ

الوارد في كتاب تحرير الوسيلة

له قدس سره ، مع ذكر وجوه الاختلاف مع المتن بشكل تامّ تقريباً على ضوء رأي

سماحة السيّد السيستاني ، وكذلك وجه الاختلاف لبعض المسائل والاستفتاءات

الضرورية التي أمكن الحصول عليها للمراجع : السيّد الخوئي (ت 1413 ه) ، سماحة

السيّد الخامنئي ، وسماحة الشيخ ميرزا جواد التبريزي ، إضافة إلى ملحق بمجموعة

من الاستفتاءات المشتركة بين الرجل والمرأة وبعض الاصطلاحات الفقهية.

نشر : مؤسسة منشورات «مدين» - قم / 1424 ه.

كتب

قيد التحقيق

* الاِفصاح عن

أحوال رواة الصحاح.

للشيخ المظفّر ، محمد حسن بن محمد بن عبدالله

النجفي (1301 - 1375 ه).

أثر قيّم ، فريد في بابه ، مخصّص لاستقصاء وجمع

الرواة ممّن اعتُمدت روايته في الصحاح الستّة - اثنين منها على الأقلّ - وهو مع

ذلك قد طعن فيه اثنين من علماء العامّة - أو أكثر - المعتمدين في الجرح والتعديل

في كتبهم الرجالية ، وجاء في حقّه من الكلمات ما يقتضي عدم جواز العمل بروايته.

مرتّب على حروف الهجاء ، متعرّضاً لذكر من عُرف

باسمه ، ثمّ من عُرف بكنيته ، مستخدماً رموزاً معروفة عند العاملين في هذا الحقل

، معتمداً - في هذا الاستقصاء - ما ورد بشأنهم في كتابي ميزان

الاعتدال للذهبي (ت 748 ه) ، وتهذيب

التهذيب لابن حجر العسقلاني (ت 852 ه).

فرغ مؤلّفه رحمه الله منه سنة 1360 ه- ، وكان قد

كتب مختصراً منه مقدّمةً لكتابه دلائل

الصدق الذي فرغ منه سنة 1350 ه.

ص: 425

تقوم

بتحقيق الكتاب - الذي لم يطبع سابقاً - مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء

التراث اعتماداً على نسخة مصوّرة لنسخة المؤلّف المحفوظة عند نجله.

* كتاب

الألفين الفارق بين الصدق والمين.

تأليف : العلاّمة الحلّي ، الشيخ جمال الدين أبي

منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (648 - 726 ه).

سفر قيّم ، قال مصنّفه رحمه الله في مقدّمته :

«فأوردت فيه من الأدلّة اليقينية والبراهين العقلية والنقلية ألف دليل على

إمامة سيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ، وألف دليل

أُخرى على إبطال شبه الطاعنين ، وأوردت فيه من الأدلّة على إمامة باقي الأئمّة

عليهم السلام ما فيه كفاية للمسترشدين ... وقد رتّبته على مقدّمة ومقالتين

وخاتمة» ..

في حين ورد في آخره - بعد الدليل الثامن والثلاثين

بعد الألف - : «فهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب من الأدلّة الدالّة على

وجوب عصمة الاِمام عليه السلام ، وهي ألف دليل ، (وهو بعض الأدلّة) فإنّ الأدلّة

على ذلك لا تحصى ، وهي براهين قاطعة ، لكن اقتصرنا على ألف دليل

(لقصور الهمم) عن التطويل» ..

الموجود منه رتّبه ولده - بعد وفاته - :

فخرالمحقّقين ، الذي عبّر عنه في أحد المواضع ب- : «الألفين في عصمة الأئمّة».

والظاهر أنّه لم يتمّ ما صرّح به في مقدّمته ، أو

إنّ عبث أيدي بالكتاب أوصله إلينا بهذا المقدار ؛ إذ اشتمل على المقدّمة فقط دون

المقالتين والخاتمة ، والتي كانت في سبعة مباحث ، ستّة منها تضمّنت كلّيّات عن

الاِمامة والاِمام ، وسابعها تضمّن 1038 دليلاً على إثبات عصمة الاِمام الواجب

تنصيبه للاِمامة ، بأمر الله تعالى.

طُبِع في النجف سنة 1969 م بمقدّمة للسيّد محمد

مهدي الخرسان ، وفي إيران والعراق عدّة مرّات ، ثمّ طبعته مؤسّسة الأعلمي في

بيروت - بصفٍّ جديد - وأعادت طبعه - بالتصوير - مؤسسة دار الهجرة على الطبعة

البيروتية ، ودار الكتاب على الطبعة العراقية ، في قم سنة 1406 ه.

تقوم بتحقيقه مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاِحياء

التراث اعتماداً على 3 مخطوطات محفوظة في مكتبة الاِمام الرضا / مشهد ، برقم 28

كتبت سنة 784 ه- ، ورقم 29 ، ورقم 9803 كتبت سنة 951 ه- ، ورابعة في مكتبة «ملّي

ملك» في طهران برقم 2132 كتبت سنة 757 ه.

* * *

ص: 426

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.