تراثنا المجلد 68

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1422 ه.ق

الصفحات: 272

ص: 1

محتويات العدد

تشييد المراجعات وتفنيد المكابَرات (21) .

......................................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني 7

عدالة الصحابة (8) .

............................................................................... الشيخ محمّد السند 48

اللالئ الخوارزمية .

............................................................................... فارس حسّون كريم 74

دليل المخطوطات (11) - مكتبة المرتضوي .

............................................................................ السيّد أحمد الحسيني 102

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (11) .

................................................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره 151

ISSN 1016 – 4030

ص: 2

شوّال

- ذو القعدة - ذو الحجّة

1422

ه-

مصطلحات نحوية (20) .

.......................................................................... السيّد علي حسن مطر 182

من ذخائر التراث :

مقتل الإمام الحسين عليه السلام من كتاب « تاريخ الخلفاء » ، لمؤلّف مجهول ، القرن ( الثالث - الخامس ) الهجري .

............................................................................ تحقيق : الشيخ رسول جعفريان 201

من أنباء التراث .

................................................................................... هيئة التحرير 251

صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة كتاب « تاريخ

الخلفاء - القسم الخاصّ

بمقتل الإمام الحسين عليه السلام » ، لمؤلّف مجهول ، المنشور في هذا العدد ،

ص 201 - 250 .

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

تشييد المراجَعات وتفنيد المكابَرات (21)

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

أقول :

إنّ المؤاخاة كانت مرّتين ، مرّةً بمكّة بين المهاجرين ، ومرّةً بالمدينة بين المهاجرين والأنصار .

وهذا ما نصّ عليه الحفّاظ الكبار المعتمدين من أهل السُنّة ، كابن عبد البرّ ، ونقله عنه ابن حجر وأقرّه ، كما سيأتي .

وقد نقل السيّد خبر المؤاخاة الأُولىٰ واتّخاذ النبيّ عليّاً أخاً له عن المتّقي الهندي في كنز العمّال ، عن أحمد في كتاب مناقب عليّ (1) . .

وعنه ، عن ابن عساكر في تاريخ دمشق ، والبغوي والطبراني في معجميهما ، والباوردي في كتاب المعرفة ، وٱبن عدي ، وغيرهم .

ونقل خبر المؤاخاة الثانية وٱتّخاذه أخاً له كذلك عن المتّقي الهندي في كنز العمّال ومنتخب كنز العمّال ، عن الطبراني في المعجم الكبير (2) . .

ص: 7


1- انظر : كنز العمّال 13 / 105 رقم 36345 من الطبعة الحديثة .
2- وقد ذكرنا نحن هذا الحديث بسنده ولفظه ، وأثبتنا صحّته سابقاً ؛ فراجع . وهو في كنز العمّال 11 / 610 برقم 32955 من الطبعة الحديثة .

ولا يخفىٰ أنّ هؤلاء من أئمّة الحديث ومن كبار الحفّاظ .

هذا ، ولم نجد أحداً من علماء السُنّة ينكر المؤاخاة رأساً ، أو خصوص المؤاخاة بين النبيّ الأكرم والإمام عليهما السلام . . . وإنّما وجدنا ابن تيميّة يقول :

« أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع ، فإنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ أحداً » (1) .

« إنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ عليّاً ولا غيره ، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب » (2) .

« إنّ أحاديث المؤاخاة لعليّ كلّها موضوعة » (3) .

وممّا يشهد بتفرّد ابن تيميّة بهذا الرأي ، وشذوذه عن جمهور الحفّاظ ، نسبة العلماء الكبار كابن حجر وغيره الخلاف إليه وحده ، وردّهم عليه ، كما سيأتي .

فقول القائل : « فقد اختلف العلماء في صحّة المؤاخاة الأُولىٰ ، قال ابن تيميّة » فيه :

أوّلاً : لا اختلاف بين العلماء ، لا في المؤاخاة الأُولىٰ ، ولا في المؤاخاة الثانية .

وثانياً : لا اختلاف بينهم في مؤاخاة النبيّ صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم بينه وبين الأمير عليه السلام في كلتا المرّتين .

وثالثاً : إنّ المنكِر ليس إلّا ابن تيميّة . 61

ص: 8


1- منهاج السُنّة 4 / 32 .
2- منهاج السُنّة 7 / 117 .
3- منهاج السُنّة 7 / 361

ورابعاً : إنّ ابن تيميّة يدّعي أنّ جميع الأحاديث في هذا الباب كذب موضوع ، وهذا المتقوّل المعاصر يحصر روايتها بابن إسحاق ، ويدّعي اختلاف أهل الجرح والتعديل في الاحتجاج به ، فبين كلامي التابع والمتبوع اختلاف من جهتين ! !

وأمّا قول المتقوّل : « لم تثبت في كتابٍ من كتب السُنّة الصحيحة ، ولم تخرج حديثاً واحداً منها ، وإنّما جاء ذلك في كتب السير والمغازي ، من طريق محمّد بن إسحاق بن يسار ، وقد اختلف أهل الجرح والتعديل في الاحتجاج به . . . » ففيه :

أوّلاً : وجود خبر المؤاخاة بين الرسول الأعظم والإمام عليه السلام في كتب السير والمغازي يكفي للاحتجاج . .

علىٰ أنّ أحداً لا يقول - وليس له أنْ يقول - بانحصار الأحاديث الصحيحة بكتب السُنّة ، حتّىٰ الكتابين المشهورين بالصحيحين منها ، فقد ثبت في محلّه أنّ في غير الكتب المشهورة بالصحاح أحاديث صحيحة كثيرة ، وأنّه ليس كلّ ما في ما يسمّىٰ بالصحاح بصحيح .

وثانياً : إنّ الأحاديث في هذه المؤاخاة كثيرة عندهم بشهادة العلماء الثقات بينهم ؛ قال الزرقاني المالكي : « وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبيّ لعليّ ؛ وقد روىٰ الترمذي وحسّنه ، والحاكم وصحّحه ، عن ابن عمر ، أنّه صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم قال لعليّ : أما ترضىٰ أنْ أكون أخاك ؟!

قال : بلىٰ .

قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة » (1) . .

ص: 9


1- شرح المواهب اللدنّية 1 / 273 .

قلت :

وهذا لفظ الحديث عندهما :

« آخىٰ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم بين أصحابه ، فجاء عليّ تدمع عيناه فقال : يا رسول الله ! آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد .

فقال له رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : أنت أخي في الدنيا والآخرة » (1) .

وأخرجه الحاكم مرّةً أُخرى بعده بزيادة : « آخىٰ بين أبي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفّان وعبد الرحمٰن بن عوف » .

وهو موجود في غيرهما من كتب الحديث .

إذن ، فالحديث موجود في كتب السُنّة ، وبسندٍ معتبر ، وهو أكثر من حديثٍ واحد ، فمن الكاذب ؟!

وثالثاً : قد قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : « قال ابن عبد البرّ : كانت المؤاخاة مرّتين ، مرّةً بين المهاجرين خاصّة وذلك بمكّة ، ومرّةً بين المهاجرين والأنصار » ثمّ ذكر أخبار المؤاخاة عن جماعةٍ من الأئمّة ، إلىٰ أنْ قال :

« وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ علىٰ ابن المطهّر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبيّ لعليّ ؛ قال : لأنّ المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً ، ولتأليف قلوب بعضهم علىٰ بعض ، فلا معنىً .

ص: 10


1- صحيح الترمذي 5 / 595 ، المستدرك علىٰ الصحيحين 3 / 14 .

لمؤاخاة النبيّ لأحدٍ منهم ، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري .

وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس . . . » (1) .

وتبعه غيره في ذلك وفي الردّ علىٰ ابن تيميّة ، كالزرقاني المالكي (2) .

فظهر : إنّ أصل المؤاخاة ثابت ، وإنّها كانت مرّتين ، وإنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم اتّخذ في كلّ مرّةٍ عليّاً فقط أخاً له ، وإنّ إنكار ابن تيميّة مردود حتّىٰ من قبل علمائهم ، وإنّه لا منكِر للقضية غيره وإلّا لذكروه .

هذا ، ويؤيّد ذلك الأحاديث الكثيرة الوارد فيها أُخوّة أمير المؤمنين لرسول الله عليهما السلام ، وبعضها بسندٍ صحيح قطعاً ، خاصّة ما أخرجه الحاكم وصحّحه ، ووافقه الذهبي علىٰ ذلك ، كقوله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم لأُمّ أيمن : « يا أُمّ أيمن ! ادعي لي أخي .

فقالت : هو أخوك وتنكحه ؟!

قال : نعم يا أُمّ أيمن » (3) . .

وقوله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم لعليّ : « وأمّا أنت - يا عليّ ! - فأخي وأبو ولدي ومنّي وإليَّ » (4) .

ومن الأحاديث الصحيحة في المشابهة بين عليّ وهارون عليهما السلام حديث تسمية أولاده عليهم السلام باسم أولاد هارون . .

أخرجه الحاكم - وصحّحه - بإسناده عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ بن أبي طالب . . ووافقه الذهبي في تلخيصه ؛ .

ص: 11


1- فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217 .
2- شرح المواهب اللدنّية 1 / 273 .
3- المستدرك علىٰ الصحيحين وتلخيصه 3 / 159 .
4- المستدرك علىٰ الصحيحين وتلخيصه 3 / 217 .

إذ قال : صحيح ، رواه إسرائيل عن جدّه (1) .

وأخرجه الحاكم ثانيةً بسنده عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ . . . قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . . ووافقه الذهبي وقال - مشيراً إلىٰ الحديث السابق - : « مرّ عن حديث إسرائيل » (2) .

هذا ، ولا حاجة إلىٰ تصحيح غير ما ذكر من الأحاديث ؛ لكفاية هذه لمن أراد الحقّ والهداية ، ولو كان ثمّة ضعف في ما لم نذكره ، فهو يقوىٰ بما تقدّم ، وتلك هي قاعدتهم العامّة في الأبواب المختلفة .

وبما ذكرنا يظهر ما في بعض الكلمات من المكابرات .

هذا تمام الكلام في سند حديث المؤاخاة ولفظه .

وأمّا دلالته على أفضلية عليّ عليه السلام من غيره ، فلا يكابر فيها عاقلٌ ؛ ولذا تذكر هذه القضية في أبواب مناقب أمير المؤمنين في كتب الحديث ، مثل كنز العمّال وغيره ، ولولا ذلك لَما بذل ابن تيميّة جهده في ردّ أصل المؤاخاة وتكذيب خبرها ! !

حديث سدّ الأبواب (3) :

وهذا الحديث أيضاً من أشهر الأحاديث الثابتة الدالّة علىٰ أفضلية أمي .

ص: 12


1- المستدرك علىٰ الصحيحين وتلخيصه 3 / 165 .
2- المستدرك علىٰ الصحيحين وتلخيصه 3 / 168 .
3- هذا البحث ملخّص ممّا كتبناه في سالف الزمان في شأن هذا الحديث ، ضمن رسالتنا : « الأحاديث المقلوبة في فضائل الصحابة » المنشورة في مجلّة تراثنا ، العدد (27) لسنة 1412 ه- ، ثمّ طبعت مع رسائل أُخر في كتابٍ بعنوان : الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السُنّة ، صدر في قم سنة 1418 ه- .

المؤمنين عليه السلام وإمامته وخلافته العامّة . .

ذكر جماعة من مخرّجيه :

أخرجه من أئمّة أهل السُنّة وأصحاب الصحاح عندهم وكبار حفّاظهم :

1 - أحمد بن حنبل في مسنده (1) .

2 - الترمذي في صحيحه (2) .

3 - النسائي في الخصائص (3) .

4 - الحاكم في المستدرك (4) .

وقد أخرجه السيّد عنهم وعن جمع من الأئمّة غيرهم .

صحّة كثير من طرقه :

ثمّ إنّ كثيراً من طرق حديث « سدّ الأبواب إلّا باب عليّ » صحيح . .

فمنها : حديث المناقب العشر ، الصحيح قطعاً .

ومنها : ما أخرجه الحاكم وصحّحه .

ومنها : ما أخرجه الهيثمي ضمن عنوان : « باب فتح بابه الذي في المسجد » و : « باب ما يحلّ له في المسجد » و : « باب جامع في مناقبه رضي الله عنه » (5) ؛ فقد صحّح عدّةً من أحاديث القضية . .

ص: 13


1- مسند أحمد 1 / 175 وص 330 ، 2 / 26 ، و 4 / 369 .
2- صحيح الترمذي 5 / 599 باب مناقبه عليه السلام .
3- خصائص أمير المؤمنين : 13 .
4- المستدرك علىٰ الصحيحين 3 / 125 .
5- مجمع الزوائد 9 / 114 - 120 .

هذا ، وستأتي نصوص غير واحدٍ من الحفّاظ المحقّقين منهم في صحّة خبر أنّ رسول الله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم سدّ بأمر من الله الأبواب الشارعة إلىٰ مسجده ، وأبقىٰ باب عليّ مفتوحاً بأمر من الله كذلك ، بل صرّح صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم في جواب من اعترض : « ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدّها » ، وقال : « والله ما أدخلته وأخرجتكم ولكنّ الله أدخله وأخرجكم » ، قال الهيثمي : « رواه البزّار ، ورجاله ثقات » .

وممّا يدل علىٰ ثبوت القضية ودلالتها علىٰ الأفضلية : تمنّي غير واحدٍ من الأصحاب ذلك :

كقول عمر بن الخطّاب : « لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأنْ يكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أنْ أُعطىٰ حمر النعم .

قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟!

قال : تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لا يحلّ فيه ما يحلّ له ، والراية يوم خيبر .

( قال الهيثمي : ) رواه أبو يعلىٰ في الكبير ، وفيه : عبد الله بن جعفر ابن نجيح ، وهو متروك » .

قلت :

كيف يكون متروكاً وهو من رجال الترمذي وٱبن ماجة ، وهما من الصحاح الستّة عندهم ؟!

وكقول عبد الله بن عمر : « ولقد أُوتي ابن أبي طالب ثلاث خصالٍ لأنْ يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم : زوّجه رسول الله صلّىٰ

ص: 14

الله عليه [ وآله ] وسلّم ابنته وولدت له ، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر » .

( قال الهيثمي : ) رواه أحمد وأبو يعلىٰ ، ورجالهما رجال الصحيح » .

بطلان القول بوضعه :

ومن هنا يظهر أنّ القول بكونه حديثاً موضوعاً من قبل الشيعة كذبٌ وبهتان :

قال ابن الجوزي - بعد أنْ رواه ببعض طرقه - : « فهذه الأحاديث كلّها من وضع الرافضة ، قابلوا بها الحديث المتّفق علىٰ صحّته في : سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر » (1) .

وقال ابن تيميّة : « هذا ممّا وضعته الشيعة علىٰ طريق المقابلة » (2) .

وقال ابن كثير الشامي : « ومن روىٰ : إلّا باب عليّ - كما في بعض السُنن - فهو خطأ ، والصواب ما ثبت في الصحيح » (3) .

فابن كثير يقول : « هو خطأ » .

لكنّ ابن الجوزي وابن تيميّة يقولان : « موضوع » ، ويضيفان : أنّ الشيعة وضعوه علىٰ « طريق المقابلة » لحديث : « سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر » ؛ لكنّ الحديث في أبي بكر ليس : « باب أبي بكر » ، وإنّما : « خوخة أبي بكر » . .

وإذا درسنا حديث : « خوخة أبي بكر » في كتابي البخاري ومسل .

ص: 15


1- كتاب الموضوعات 1 / 366 .
2- منهاج السُنّة 3 / 9 الطبعة القديمة .
3- تفسير ابن كثير 1 / 501 .

- وهما أصحّ الكتب عندهم - عرفنا أنّ هذا هو الموضوع علىٰ « طريق المقابلة » لحديث : « سدّوا الأبواب إلّا باب عليّ » المنصوص علىٰ صحّته من قبل الجمع الكثير من أئمّتهم . .

حديث الخوخة في كتابي البخاري ومسلم :

أخرجه البخاري في أكثر من باب :

ففي « باب الخوخة والممرّ في المسجد » ؛ قال : « حدّثنا عبد الله بن محمّد الجعفي ، قال : حدّثنا وهب بن جرير ، قال : حدّثنا أبي ، قال : سمعت يعلىٰ بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : خرج رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقةٍ فقعد علىٰ المنبر ، فحمد الله وأثنىٰ عليه ثمّ قال : إنّه ليس من الناس أحد أمنّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ؛ ولو كنت متّخذاً من الناس خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن خلّة الإسلام أفضل ؛ سدّوا عنّي كلّ خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر » .

وفي « باب هجرة النبيّ وأصحابه إلىٰ المدينة » ؛ قال : « حدّثنا إسماعيل ابن عبد الله ، قال : حدّثني مالك ، عن أبي النضر مولىٰ عمر بن عبيد الله ، عن عبيد - يعني ابن حنين - ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم جلس علىٰ المنبر فقال : إنّ عبداً خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده ، فاختار ما عنده . .

فبكىٰ أبو بكر ، وقال : فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا . فعجبنا له ، وقال الناس : انظروا إلىٰ هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم

ص: 16

عن عبدٍ خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا . فكان رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم هو المخيَّر وكان أبو بكر هو أعلمنا به .

وقال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : إنّ من أمنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متّخذاً خليلاً من أُمّتي لاتّخذت أبا بكر إلّا خُلّة الإسلام ، لا يبقينّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر » .

وأخرجه مسلم في « باب فضائل الصحابة » ؛ فقال : « حدّثني عبد الله ابن جعفر بن يحيىٰ بن خالد ، حدّثنا معن ، حدّثنا مالك ، عن أبي النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن أبي سعيد : أنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم جلس علىٰ المنبر فقال : عبد خيّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده . .

فبكىٰ أبو بكر ، وبكىٰ فقال : فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا .

قال : فكان رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم هو المخيَّر وكان أبو بكر أعلمنا به .

وقال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : إنّ أمنّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر ، ولو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أُخوّة الإسلام ؛ لا يبقيّن في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر .

حدّثنا سعيد بن منصور ، حدّثنا فليح بن سليمان ، عن سالم أبي النضر ، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : خطب رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم الناس يوماً بمثل حديث مالك » .

ص: 17

نظرات في سند حديث الخوخة في الصحيحين :

لقد أخرج البخاري حديث الخوخة عن ابن عبّاس ، وهذه نظرات في سنده علىٰ أساس كلمات أئمّة الجرح والتعديل المعتمدين عند القوم :

أوّلاً : في « وهب بن وهب » كلامٌ (1) . .

وفي « جرير بن حازم » قال البخاري نفسه : « ربّما يهم » . .

وقال ابن معين : « هو عن قتادة ضعيف » . .

وأورده الذهبي في الضعفاء وقال : « تغيّر قبل موته فحجبه ابن وهب » (2) .

وثانياً : إنّ راويه عن ابن عبّاس هو : مولاه « عكرمة البربري » ؛ وقد كان يكذب علىٰ ابن عبّاس بشهادة ولده . . وتكلّم الناس فيه حتّىٰ مسلم ابن الحجّاج . . وكذّبه صريحاً : مالك بن أنس ، وٱبن سيرين ، ويحيىٰ بن معين ، وجماعة سواهم . . وتكلّموا أيضاً فيه لأنّه كان يرىٰ رأي الخوارج .

فالحديث عن ابن عبّاس ، وعكرمة كان يكذب عليه . .

والناس تكلّموا فيه من جهة انحرافه في العقيدة عن أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فلا يعتمد عليه في مثل هذه الأُمور . .

وأيضاً : شهدوا بأنّه كان كذّاباً .

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في بحوثنا (3) . .

ص: 18


1- تهذيب التهذيب 11 / 142 .
2- المغني في الضعفاء 2 / 182 ، ميزان الاعتدال 4 / 248 .
3- انظر : التحقيق في نفي التحريف : 248 - 253 عن : تهذيب الكمال 20 / 264 ، تهذيب التهذيب 7 / 263 ، الطبقات - لابن سعد - 5 / 287 ، ميزان الاعتدال 3 / 93 ، المغني في الضعفاء 2 / 84 ، الضعفاء الكبير 3 / 373 ، سير أعلام النبلاء 5 / 9 .

وأخرج البخاري حديث الخوخة عن أبي سعيد الخدري ، وفيه : « إسماعيل بن أبي أُويس » - وهو ابن اخت مالك بن أنس - :

قال النسائي : « ضعيف » .

وقال يحيىٰ بن معين : « هو وأبوه يسرقان الحديث » .

وقال الدولابي : « سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول : كذّاب » .

وقال الذهبي - بعد نقل ما تقدّم - : « ساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث ثمّ قال : روىٰ عن خاله مالك غرائب لا يتابعه عليها أحد » .

وقال إبراهيم بن الجنيد ، عن يحيىٰ : « مخلّط ، يكذب ، ليس بشيء » .

وقال ابن حزم في المحلّىٰ : « قال أبو الفتح الأزدي : حدّثني سيف بن محمّد أنّ ابن أبي أُويس كان يصنع الحديث » .

وقال العيني : « أقرّ علىٰ نفسه بالوضع كما حكاه النسائي » (1) .

وأمّا مسلم بن الحجّاج فلم يخرج حديث الخوخة عن ابن عبّاس ؛ لعدم وثاقة عكرمة عنده ! وإنّما أخرجه عن أبي سعيد الخدري بطريقين .

في أحدهما : « فليح بن سليمان » :

قال النسائي : « ليس بالقوي » .

وقال أبو حاتم ويحيىٰ بن معين : « ليس بالقوي » .

وقال يحيىٰ ، عن أبي كامل مظفّر بن مدرك : « ثلاثة يتّقىٰ حديثهم : محمّد بن طلحة بن مصرف ، وأيوب بن عتبة ، وفليح بن سليمان » .

وقال الرملي ، عن داود : « ليس بشيء » .

وقال ابن أبي شيبة : قال علي بن المديني : « كان فليح وأخوه .

ص: 19


1- الضعفاء والمتروكون - للنسائي - : 14 ، ميزان الاعتدال 1 / 222 ، تهذيب التهذيب 1 / 312 ، عمدة القاري في شرح البخاري : المقدّمة السابعة .

عبد الحميد ضعيفين » .

وذكره العقيلي والدارقطني والذهبي في الضعفاء .

وذكره ابن حبّان في المجروحين (1) .

وفي الطريق الآخر : « مالك بن أنس » :

قال المبرّد في مذهب الخوارج : « كان عدّة من الفقهاء يُنسبون إليه ، منهم : عكرمة مولىٰ ابن عبّاس ، وكان يقال ذلك في مالك بن أنس » . .

قال : « ويروي الزبيريّون أنّ مالك بن أنس كان يذكر عثمان وعليّاً وطلحة والزبير فيقول : والله ما اقتتلوا إلّا علىٰ الثريد الأعفر » (2) .

وكان يقول : أفضل الأُمّة : أبو بكر وعمر وعثمان ، ثمّ يقف ويقول : هنا يتساوىٰ الناس (3) ! !

ولم يخرج في كتابه شيئاً عن عليّ أمير المؤمنين (4) ! !

ثمّ كان من المدلّسين (5) . .

وكان يتغنّىٰ بالآلات (6) . .

ثمّ إنّ جماعة من أعلام الأئمّة تكلّموا فيه وعابوه ، كابن أبي ذؤيب ، وعبد العزيز الماجشون ، وٱبن أبي حازم ، ومحمّد بن إسحاق ، وإبراهيم ابن سعد ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وٱبن أبي يحيىٰ ، وسفيان . . .

ص: 20


1- الضعفاء والمتروكون - للنسائي - : 139 ، ميزان الاعتدال 2 / 541 ، تهذيب التهذيب 6 / 116 .
2- الكامل - للمبرّد - 1 / 159 .
3- ترتيب المدارك - للقاضي عياض المالكي - : ترجمة مالك .
4- تنوير الحوالك - للسيوطي - 1 / 7 ، شرح الموطأ - للزرقاني - 1 / 9 .
5- الكفاية في علم الرواية - للخطيب البغدادي - : 365 .
6- الأغاني 2 / 75 ، نهاية الإرب 4 / 229 .

وقال يحيىٰ بن معين : « سفيان أحبّ إليَّ من مالك في كلّ شيء » (1) .

تحريف البخاري « الخوخة » إلىٰ « الباب » :

ثمّ إنّ البخاري بعد أن أخرج الحديث عن ابن عبّاس في « باب الخوخة والممرّ في المسجد » - كما عرفت - حرّفه في « باب المناقب » ؛ إذ قال : « باب قول النبي صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر . قاله ابن عبّاس عن النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم » .

فاضطرب الشرّاح في توجيه هذا التحريف ، فاضطرّوا إلى حمل ذلك علىٰ أنّه نقل بالمعنىٰ ؛ قال ابن حجر : « وصله المصنّف في الصلاة بلفظ : سدّوا عنّي كلّ خوخة ، فكأنّه ذكره بالمعنىٰ » (2) . .

وقال العيني : « هذا وصله البخاري في الصلاة بلفظ : سدّوا عنّي كلّ خوخة في المسجد ، وهذا هنا نقل بالمعنىٰ . . . » (3) .

وهل يصدق علىٰ نقل « الخوخة » إلىٰ « الباب » أنّه نقل بالمعنىٰ ؟! علىٰ أنّ ابن حجر نفسه غير جازم بذلك ؛ فيقول : « كأنّه . . . » ! !

وكما حرّف الحديث عن ابن عبّاس ، كذلك حرّف حديث أبي سعيد الذي أخرجه في « باب هجرة النبيّ » - كما عرفت - فقال في « باب المناقب » : « حدّثني عبد الله بن محمّد ، حدّثني أبو عامر ، حدّثنا فليح ، قال : حدّثني سالم أبو النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدر .

ص: 21


1- تاريخ بغداد 10 / 223 ، وص 164 ، جامع بيان العلم 2 / 157 ، تهذيب التهذيب 7 / 432 .
2- فتح الباري 1 / 442 .
3- عمدة القاري 4 / 245 .

رضي الله عنه ، قال :

خطب رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم وقال : إنّ الله خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله . .

قال : فبكىٰ أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم عن عبد خُيِّر . فكان رسول الله هو المخيّر وكان أبو بكر أعلمنا .

فقال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : إنّ من أمَنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر ؛ ولو كنت متّخذاً خليلاً غير ربّي لاتّخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودّته ؛ لا يبقيَّن في المسجد باب إلّا سُدَّ إلّا باب أبي بكر » .

وهنا أيضاً اضطرب الشرّاح ، فراجع كلماتهم .

النظر في سند الحديث المحرَّف :

أمّا تحريفه حديث ابن عبّاس ؛ فلم يذكر له سنداً .

وأمّا تحريفه حديث أبي سعيد ؛ فهو في « باب المناقب » بالسند التالي : « حدثني عبد الله بن محمّد ، حدّثني أبو عامر ، حدّثني فليح ، قال : حدّثني سالم أبو النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري » . .

وفي باب « الخوخة والممرّ في المسجد » بهذا السند : « حدّثنا محمّد ابن سنان ، قال : حدّثنا فليح ، قال : حدّثنا أبو النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري » .

فمداره - كما ترىٰ - علىٰ « فليح بن سليمان » ، وقد عرفته سابقاً عند الكلام علىٰ رواية مسلم ، وعلمت أن لفظ الحديث عن هذا الرجل

ص: 22

« الخوخة » لا « الباب » ، فما عند البخاري هنا محرَّف قطعاً ، وقد تقدّم كلام بعض الشرّاح في محاولة توجيهه .

ثمّ إنّ في سند البخاري في « باب الخوخة والممرّ في المسجد » مشكلة أُخرىٰ ، وهي : إنّ « عبيد بن حنين » لا يروي عن « بسر بن سعيد » وهذا ما نصّ عليه القوم واضطربوا في توجيهه كذلك :

قال ابن حجر : « قال الدارقطني : هذا السياق غير محفوظ ، وٱختلف فيه علىٰ فليح . . . » ، فذكر ثلاثة أوجه مختلفة ، ثمّ شرع في الجواب عن هذا الاعتراض والدفاع عن البخاري .

هذا في مقدّمة فتح الباري ، في الحديث الرابع من الأحاديث التي اعترض فيها علىٰ البخاري .

وأمّا في شرح الحديث ، فقد حاول دفع الإشكال بأنّ الحديث عند « أبي النضر » عن شيخين هما « بسر » و « عبيد » ، وأنّ « فليحاً » كان يجمعهما مرّةً ويقتصر علىٰ أحدهما أُخرىٰ . هكذا قال ، لكنّه اضطرّ إلىٰ الاعتراف بالخطأ فقال : « فلم يبق إلّا أنّ محمّد بن سنان أخطأ في حذف الواو العاطفة ، مع احتمال أن يكون الخطأ من فليح حال تحديثه له به » .

هذا بالنسبة إلىٰ حديث « الخوخة » وألفاظه وأسانيده .

الاعتراف بحديث سدّ الأبواب ومحاولات الجمع :

ثمّ إنّ جمعاً من الحفّاظ المحقّقين اعترفوا بصحّة حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، وجعلوا يردّون علىٰ القول بوضعه بشدّة . .

قال ابن حجر بشرحه : « تنبيه : جاء في سدّ الأبواب التي حول المسجد أحاديث يخالف ظاهرها حديث الباب ، منها :

ص: 23

حديث سعد بن أبي وقّاص ، قال : أمرنا رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب عليّ . أخرجه أحمد والنسائي ، وإسناده قويّ .

وفي رواية للطبراني في الأوسط - رجالها ثقات - من الزيادة : فقالوا : يا رسول الله ! سددت أبوابنا ؟! فقال : ما أنا سددتها ولكنّ الله سدّها .

وعن زيد بن أرقم ، قال : كان لنفرٍ من الصحابة أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : سدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ . فتكلّم ناس في ذلك ؛ فقال رسول الله : إنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته . أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ، ورجاله ثقات .

وعن ابن عبّاس ، قال : أمر رسول الله بأبواب المسجد فسُدّت إلّا باب عليّ . وفي روايةٍ : وأمر بسدّ الأبواب غير باب عليّ ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره . أخرجهما أحمد والنسائي ، ورجالهما ثقات .

وعن جابر بن سمرة ، قال : أمرنا رسول الله بسدّ الأبواب كلّها غير باب عليّ ، فربّما مرّ فيه وهو جنب . أخرجه الطبراني .

وعن ابن عمر ، قال : كنّا نقول في زمن رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : رسول الله خير الناس ، ثمّ أبو بكر ، ثمّ عمر . ولقد أُعطي عليّ بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم : زوّجه رسول الله ابنته وولدت له ، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر . أخرجه أحمد ، وإسناده حسن .

وأخرج النسائي من طريق العلاء بن عرار - بمهملات - قال :

ص: 24

فقلت لابن عمر : أخبرني عن عليّ وعثمان . فذكر الحديث وفيه : وأمّا عليّ فلا تسأل عنه أحداً ، وٱنظر إلىٰ منزلته من رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه . ورجاله رجال الصحيح إلّا العلاء ، وقد وثّقه يحيىٰ بن معين وغيره .

وهذه الأحاديث يقوّي بعضها بعضاً ، وكلّ طريقٍ منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها .

وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقّاص ، وزيد بن أرقم ، وٱبن عمر ، مقتصراً علىٰ بعض طرقه عنهم ، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته ، وليس ذلك بقادح ؛ لِما ذكرت من كثرة الطرق . .

وأعلّه أيضاً بأنّه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر ، وزعم أنّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر . انتهىٰ .

وأخطأ في ذلك خطأً شنيعاً ، فإنّه سلك في ذلك ردّ الأحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة ، مع أنّ الجمع بين القصّتين ممكن . . . » (1) .

ولابن حجر كلام مثله في كتابه : القول المسدّد (2) .

وقد أورد السيوطي كلام ابن حجر في معرض الردّ علىٰ ابن الجوزي ، قال :

« قلت : قال الحافظ ابن حجر في القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد : قول ابن الجوزي في هذا الحديث أنّه باطل وأنّه موضوع ، دعوىً .

ص: 25


1- فتح الباري 7 / 11 - 12 .
2- القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد : 16 - 20 .

لم يستدلّ عليها إلّا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين ، وهذا إقدام علىٰ ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرّد التوهّم ، ولا ينبغي الإقدام علىٰ حكم بالوضع إلّا عند عدم إمكان الجمع ، ولا يلزم من تعذّر الجمع في الحال أنّه لا يمكن بعد ذلك ؛ لأنّ فوق كلّ ذي علمٍ عليم .

وطريق الورع في مثل هذا أن لا يحكم علىٰ الحديث بالبطلان ، بل يتوقّف فيه إلىٰ أن يظهر لغيره ما لم يظهر له ، وهذا الحديث من هذا الباب ، هو حديث مشهور له طرق متعدّدة ، كلّ طريق منها علىٰ انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن ، ومجموعها ممّا يقطع بصحّته علىٰ طريقة كثير من أهل الحديث .

وأمّا كونه معارضاً لِما في الصحيحين فغير مسلّم ، ليس بينهما معارضة . . .

وها أنا أذكر بقيّة طرقه ثمّ أُبيّن كيفيّة الجمع بينه وبين الذي في الصحيحين . . . » .

ثمّ قال بعد ذكر طرقٍ للحديث :

« فهذه الطرق المتضافرة بروايات الأثبات تدلّ علىٰ أنّ الحديث صحيح ذو دلالة قويّة ، وهذه غاية نظر المحدّث . . . فكيف يدّعىٰ الوضع علىٰ الأحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم ؟! ولو فتح هذا الباب لردّ الأحاديث لأدّىٰ في كثير من الأحاديث الصحيحة إلىٰ البطلان ، ولكن يأبىٰ الله ذلك والمؤمنون . . . » (1) .

وقال القسطلاني بشرح حديث الخوخة : « وعورض بما في الترمذي .

ص: 26


1- اللآلي المصنوعة 1 / 347 - 352 .

من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما : سدّوا الأبواب إلّا باب عليّ .

وأُجيب بأنّ الترمذي قال : إنّه غريب ، وقال ابن عساكر : إنّه وهم .

لكن للحديث طرق يقوّي بعضها بعضاً ، بل قال الحافظ ابن حجر في بعضها : إسناده قويّ ، وفي بعضها : رجاله ثقات » (1) .

وقال بعد ذكر طرقٍ لحديث « إلّا باب عليّ » : « وبالجملة فهي - كما قال الحافظ ابن حجر - : أحاديث يقوّي بعضها بعضاً ، وكلّ طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها » (2) .

وقال ابن عراق الكناني بعد كلام ابن الجوزي : « تعقّبه الحافظ ابن حجر الشافعي في القول المسدّد ؛ فقال : هذا إقدام علىٰ ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرّد التوهّم ، ولا معارضة بينه وبين حديث الصحيحين ؛ لأنّ هذه قصّة أُخرىٰ ، فقصّة عليٍّ في الأبواب الشارعة وقد كان أذن له أن يمرّ في المسجد وهو جنب ، وقصّة أبي بكر في مرض الوفاة في سدّ طاقات كانوا يستقربون الدخول منها . كذا جمع القاضي إسماعيل في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في مشكله . . . » (3) .

أقول :

لقد ثبت حتّىٰ الآن :

أوّلاً : صحّة حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ عليه السلام .

وثانياً : بطلان القول بكونه موضوعاً من قبل الشيعة باعتراف حفّاظه .

ص: 27


1- إرشاد الساري 1 / 453 .
2- إرشاد الساري 6 / 84 - 85 .
3- تنزيه الشريعة 1 / 384 .

المحقّقين .

وثالثاً : عدم صحّة حديث الخوخة ، بالنظر في أسانيده علىٰ ضوء كلمات أئمّة الجرح والتعديل منهم .

كلماتهم في وجه الجمع :

إلّا أن هؤلاء قائلون بصحّة حديث الخوخة أيضاً ؛ لكونه في كتابي البخاري ومسلم ، ولأنّه يدلّ علىٰ فضيلةٍ لإمامهم في زعمهم ، فانبروا للجمع بين الحديثين ، فلاحظ :

كلام ابن كثير في تاريخه (1) . .

وكلام ابن روزبهان في كتابه الباطل (2) . .

وكلام ابن حجر العسقلاني في شرح البخاري (3) والقول المسدّد (4) ، ووافقه السيوطي (5) والقسطلاني (6) . .

وكلام ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة (7) . .

وكلام المباركفوري في شرح الترمذي (8) . .

وكلام الحلبي في سيرته (9) . .

ص: 28


1- البداية والنهاية 7 / 342 .
2- إبطال الباطل ؛ انظر : دلائل الصدق 2 / 403 .
3- فتح الباري 7 / 12 .
4- القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد : 16 - 20 .
5- اللآلي المصنوعة 1 / 347 - 352 .
6- إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 6 / 83 .
7- تنزيه الشريعة 1 / 384 .
8- تحفة الأحوذي 10 / 163 .
9- إنسان العيون 3 / 460 - 461 .

أقول :

لكنّها كلمات متناقضة متهافتة . . ومحاولات باردة يائسة . . والحقيقة إنّ حديث « الخوخة » من الأحاديث الموضوعة في زمن معاوية ، فهو الحديث المقلوب .

ص: 29

المراجعة (36)

حديثُ الولاية

قال السيّد :

«حسبك منها ما أخرجه أبو داود الطيالسي - كما في أحوال عليّ من الاستيعاب - بالإسناد إلىٰ ابن عبّاس ؛ قال : قال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي (1) .

ومثله ما صحّ عن عمران بن حصين ؛ إذ قال : بعث رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم سرية ، وٱستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب ، فاصطفىٰ لنفسه من الخمس جارية ، فأنكروا ذلك عليه ، وتعاقد أربعة منهم علىٰ شكايتة إلىٰ النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، فلمّا قدموا قام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا . فأعرض عنه ، فقام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، وقام الثالث فقال مثل ما قا .

ص: 30


1- أخرجه أبو داود وغيره من أصحاب السُنن عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، عن أبي بلج يحيىٰ بن سليم الفزاري ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، عن ابن عبّاس مرفوعاً ، ورجال هذا السند كلّهم حجج . وقد احتجّ بكلّ منهم الشيخان في صحيحيهما ، إلّا يحيىٰ بن سليم ، فإنّهما لم يخرجا له ، لكن أئمّة الجرح والتعديل صرّحوا بوثاقته ، وأنّه كان من الذاكرين الله كثيراً . . وقد نقل الذهبي حيث ترجمه في الميزان توثيقه عن ابن معين ، والنسائي ، والدارقطني ، ومحمّد بن سعد ، وأبي حاتم ، وغيرهم .

صاحباه ، فأعرض عنه ، وقام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل عليهم رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، والغضب يبصر في وجهه فقال : ما تريدون من عليّ ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (1) .

وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص 356 من الجزء الخامس من مسند أحمد ، قال : بعث رسول الله بعثين إلىٰ اليمن ، علىٰ أحدهما عليّ بن أبي طالب ، وعلىٰ الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ علىٰ الناس (2) ، وإن افترقتم فكلّ واحد منكما علىٰ جنده . . ية

ص: 31


1- أخرجه غير واحد من أصحاب السُنن : كالإمام النسائي في خصائصه العلوية . وأحمد بن حنبل من حديث عمران في أوّل ص 438 من الجزء الرابع من مسنده . والحاكم في ص 111 من الجزء 3 من المستدرك . والذهبي في تلخيص المستدرك مسلّماً بصحّته علىٰ شرط مسلم . وأخرجه ابن أبي شيبة ، وٱبن جرير ، وصحّحه في ما نقل عنهما المتّقي الهندي في أوّل ص 400 من الجزء 6 من كنز العمّال . وأخرجه أيضاً الترمذي بإسناد قويّ ، في ما ذكره العسقلاني في ترجمة عليّ من إصابته . ونقله علّامة المعتزلة في ص 450 من المجلّد الثاني من شرح النهج ، ثمّ قال : رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرّة ، ورواه في كتاب فضائل عليّ ، ورواه أكثر المحدّثين .
2- ما أمّر رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم أحداً علىٰ عليّ مدّة حياته ، بل كانت له الإمرة علىٰ غيره ، وكان حامل لوائه في كلّ زحف ، بخلاف غيره ؛ فإنّ أبا بكر وعمر كانا من أجناد أُسامة ، وتحت لوائه الذي عقده له رسول الله حين أمّره في غزوة « مؤتة » ، وعبّأهما بنفسه صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم في ذلك الجيش بإجماع أهل الأخبار . . وقد جعلهما أيضاً من أجناد ابن العاص في غزوة « ذات السلاسل » ، ولهما قضية

قال : فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون علىٰ المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفىٰ عليّ امرأة من السبي لنفسه ؛ قال بريدة : فكتب معي خالد إلىٰ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، دفعت الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه ، فقلت : يا رسول الله ! هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أُطيعه ، ففعلت ما أُرسلت به .

فقال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : لا تقع في عليّ ؛ فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي (1) . انتهىٰ . من

ص: 32


1- هذا ما أخرجه أحمد في ص 356 من طريق عبد الله بن بريدة ، عن أبيه . . وأخرج - في ص 347 من الجزء 5 من مسنده - من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة ، قال : غزوت مع عليّ اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت علىٰ رسول الله ذكرت عليّاً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله يتغيّر ، فقال : يا بريدة ! ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قلت : بلىٰ يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه . انتهىٰ . وأخرجه الحاكم في ص 110 من الجزء 3 من المستدرك ، وغير واحد من المحدّثين ، وهو كما تراه صريح في المطلوب ؛ فإنّ تقديم قوله : ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قرينة علىٰ أنّ المراد بالمولىٰ في هذا الحديث إنّما هو الأوْلىٰ ، كما لا يخفىٰ . ونظير هذا الحديث ما أخرجه غير واحد من المحدّثين - كالإمام أحمد في آخر ص 483 من الجزء 3 من مسنده - عن عمرو بن شاس الأسلمي ، قال : وكان من

ولفظه عند النسائي في ص 17 من خصائصه العلوية : لا تبغضنّ يا بريدة لي عليّاً ، فإنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي .

ولفظه عند ابن جرير (1) : قال بريدة : وإذا النبيّ قد احمرّ وجهه ، فقال : من كنت وليّه فإنّ عليّاً وليّه . قال : فذهب الذي في نفسي عليه ، فقلت : لا أذكره بسوء .

والطبراني قد أخرج هذا الحديث علىٰ وجه التفصيل ، وقد جاء في ما رواه : إنّ بريدة لمّا قدم من اليمن ، ودخل المسجد ، وجد جماعة علىٰ باب حجرة النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، فقاموا إليه يسلّمون عليه ويسألونه ، فقالوا : ما وراءك ؟

قال : خير ، فتح الله علىٰ المسلمين .

قالوا : ما أقدمك ؟

قال : جارية أخذها عليّ من الخمس ، فجئت لأخبر النبيّ بذلك .

فقالوا : أخبره أخبره ، يسقط عليّاً من عينه .

ورسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم يسمع كلامهم من وراء الباب ، .

ص: 33


1- في ما نقله عنه المتّقي الهندي ص 398 من الجزء 6 من كنز العمّال . ونقله عنه في منتخب الكنز أيضاً .

فخرج مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون عليّاً ؟! من أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومن فارق عليّاً فقد فارقني ، إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، خلق من طينتي وأنا خلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (1) ، ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (2) ، يا بريدة ! أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنّه وليّكم بعدي (3) ؟!

وهذا الحديث ممّا لا ريب في صدوره ، وطرقه إلىٰ بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها .

ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عبّاس من حديث جليل (4) ، ذكر فيه عشر خصائص لعليّ ، فقال : وقال له رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي . .

ص: 34


1- لمّا أخبر أنّ عليّاً خلق من طينته صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وهو بحكم الضرورة أفضل من عليّ ، كان قوله : « وأنا خلقت من طينة إبراهيم » مظنّة لتوهّم أنّ إبراهيم أفضل منه صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وحيث أنّ هذا مخالف للواقع صرّح بأنّه : « أفضل من إبراهيم » دفعاً للتوهّم المخالف للحقيقة .
2- سورة آل عمران 3 : 34 .
3- إنّ ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص 103 من صواعقه ، أثناء كلامه في المقصد الثاني من مقاصد الآية 14 من الآيات التي ذكرها في الباب 11 من الصواعق ، لكنّه لمّا بلغ إلىٰ قوله : « أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية » ، وقف قلمه ، وٱستعصت عليه نفسه ، فقال : إلىٰ آخر الحديث ، وليس هذا من أمثاله بعجيب ، والحمد لله الذي عافانا .
4- أخرجه الحاكم في أوّل ص 134 من الجزء 3 من المستدرك . . والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّته . . والنسائي في ص 6 من الخصائص العلوية . . والإمام أحمد في ص 331 من الجزء الأوّل من مسنده . . وقد أوردناه بلفظه في أوّل المراجعة 26 .

وكذلك قوله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، من حديث جاء فيه : يا عليّ ! سألت الله فيك خمساً ، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة ، إلىٰ أن قال : وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي (1) .

ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة ، قال - كما في ترجمة وهب من الإصابة - : سافرت مع عليّ فرأيت منه جفاء ، فقلت : لئن رجعت لأشكونّه . فرجعت فذكرت عليّاً لرسول الله فنلت منه ، فقال : لا تقولن هذا لعليّ ، فإنّه وليّكم بعدي . .

وأخرجه الطبراني في الكبير عن وهب ، غير أنّه قال : لا تقل هذا لعليّ فهو أوْلىٰ الناس بكم بعدي (2) .

وأخرج ابن أبي عاصم عن عليّ مرفوعاً : ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! قالوا : بلىٰ . قال : من كنت وليّه فهو وليّه (3) .

وصحاحنا في ذلك متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة . .

وهذا القدر كافٍ لِما أردناه . .

علىٰ أنّ آية الولاية في كتاب الله عزّ وجلّ تؤيّد ما قلناه .

والحمد لله ربّ العالمين » .

أقول :

هذا الحديث يسمّىٰ في الكتب ب- : « حديث الولاية » ، وكلّ حديثٍ يراد الاستدلال به من قبل الإمامية علىٰ أهل السُنّة لا بُدّ أنْ يكون صالحا .

ص: 35


1- هذا الحديث هو الحديث 6048 من أحاديث الكنز ، في ص 396 ج 6 .
2- هذا الحديث هو الحديث 2579 من أحاديث الكنز في ص 155 ج 6 .
3- نقله المتّقي الهندي عن ابن أبي عاصم في ص 397 ج 6 من الكنز .

للاحتجاج به عليهم ؛ بأنْ يكون مرويّاً من طرقهم ، وارداً في كتبهم ، بسندٍ موثوقٍ به عندهم بناءً علىٰ أُصولهم وحسب تصريحات كبار علمائهم .

وهذا الحديث رواه السيّد - رحمه الله - عن مصادر كثيرة مع تصريح غير واحدٍ من أكابر القوم بصحّته . .

ثمّ تعرّض لدلالته علىٰ إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وخلافته بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم .

أمّا السند :

فقد قيل :

« حديث : أنا وليّ من بعدي (1) ، في سنده : أبو بلج يحيىٰ بن سليم الفزاري . . . وقال ابن تيميّة : وكذلك قوله : هو وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدي ، كذب علىٰ رسول الله . . .

أمّا حديث عمران بن حصين ، ففيه : جعفر بن سليمان الضبعي . . .

أمّا حديث بريدة ، ففيه : أجلح بن عبد الله أبو حجيّة الكندي الكوفي . . .

أمّا حديث ابن عبّاس ، الذي ذكر فيه عشر خصائص لعليّ ، وجاء في الحديث : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ، فقد بيّنا القول فيه عند التعليق علىٰ هذا الحديث في المراجعة 26 ، ونقلنا قول ابن تيميّة . . . » .

أقول :

أوّلاً : إنّ السيّد اقتصر علىٰ الأحاديث السبعة المذكورة من با .

ص: 36


1- كذا .

الاختصار ، وإلّا فإنّ حديث الولاية مخرَّج في كتب الجمهور عن أمير المؤمنين عليه السلام ، والإمام الحسن السبط عليه السلام ، وأبي ذرّ الغفاري ، وأبي سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وأبي ليلىٰ الأنصاري ، وغيرهم أيضاً (1) .

وثانياً : إنّه قد أورد هذه الأحاديث عن مصادر أهل السُنّة ، ونقل تصحيح بعض الحفّاظ منهم ، فلو كان ثمّة اعتراض فهو علىٰ علماء القوم أنفسهم .

وثالثاً : هناك تصريحاتٌ من غير واحدٍ من الأئمّة الحفّاظ المرجوع إليهم في معرفة الأحاديث بشأن حديث الولاية :

فحديث ابن عبّاس : أخرجه أبو داود الطيالسي ، قال : « حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : إنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم قال لعليّ : أنت وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدي » (2) . .

فقال الحافظ ابن عمر : « هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد ؛ لصحّته وثقة نقلته » (3) ، ونقل الحافظ المزّي هذا الكلام وأقرّه (4) .

وحديث عمران بن حصين : أخرجه ابن أبي شيبة ، قال : « حدّثنا عفّان ، ثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدّثني يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين » (5) . .

ص: 37


1- راجع كتابنا الكبير : نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار 16 / 247 - 251 .
2- مسند الطيالسي : 360 برقم 2752 .
3- الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1092 .
4- تهذيب الكمال 20 / 481 .
5- الكتاب المصنّف 12 / 79 - 80 .

فقال الحافظ السيوطي : « أخرجه ابن أبي شيبة وصحّحه » (1) ، ثمّ نصّ هو علىٰ صحّته ، ووافقه الشيخ علي المتّقي علىٰ ذلك (2) .

وكما صحّحه ابن أبي شيبة . . فقد صحّحه ابن جرير الطبري أيضاً (3) .

وصحّحه ابن حبّان أيضاً ؛ إذْ أخرجه في صحيحه (4) .

وصحّحه الحاكم النيسابوري علىٰ شرط مسلم (5) .

وأدخله النسائي في صحاحه ، كما اعترف ابن عدي والذهبي (6) .

والذهبي رواه عن أحمد والترمذي - قال : وحسّنه - والنسائي ، ووافق عليه (7) .

وقال الحافظ ابن حجر : « أخرج الترمذي بإسنادٍ قويّ عن عمران بن حصين . . . » (8) .

وحديث بريدة : رواه ابن حجر في شرح البخاري في بعض أسانيده عن أحمد والنسائي ، ثمّ قال : « وهذه طرق يقوىٰ بعضها ببعض » (9) .

وحديث ابن عبّاس ، الذي ذكر فيه عشر خصائص لأمير المؤمنين عليه السلام ، تقدَّم الكلام بشأنه ، ولا نكرّر .

ورابعاً : قد ذكر السيّد ثلاثة أحاديث أُخرىٰ ، لكنّ المعترض أغفلها ! .

ص: 38


1- القول الجليّ في مناقب سيّدنا عليّ : 60 ح 40 .
2- كنز العمّال 11 / 608 برقم 32941 .
3- كنز العمّال 13 / 142 برقم 36444 .
4- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : 6 / 269 .
5- المستدرك علىٰ الصحيحين 3 / 110 .
6- ميزان الاعتدال 1 / 410 بترجمة جعفر بن سليمان .
7- تاريخ الإسلام 3 / 630 .
8- الإصابة في معرفة الصحابة 2 / 271 .
9- فتح الباري 8 / 54 كتاب المغازي .

وخامساً : وبما ذكرنا يظهر اندفاع الإشكال في أسانيد هذه الأحاديث ، ويتمّ وثاقة « أبي بلج يحيىٰ بن سليم الفزاري » ، و « جعفر بن سليمان » ، و « أجلح بن عبد الله أبي حجيّة الكندي الكوفي » .

ومع ذلك نورد بعض الكلمات في حقّ كلّ واحدٍ منهم :

ترجمة أبي بلج :

قال الحافظ المزّي : « أبو بلج الفزاري الواسطي . . . روىٰ عنه : إبراهيم ابن المختار ، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة ، وحصين بن نمير ، وزائدة ابن قدامة ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري ، وسويد بن عبد العزيز ، وشعبة بن الحجّاج . . .

قال إسحاق بن منصور عن يحيىٰ بن معين : ثقة .

وكذلك قال محمّد بن سعد ، والنسائي ، والدارقطني .

وقال البخاري : فيه نظر .

وقال أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به .

وقال محمّد بن سعد : قال يزيد بن هارون : قد رأيت أبا بلج ، وكان جاراً لنا ، وكان يتّخذ الحمام يستأنس بهنّ ، وكان يذكر الله كثيراً وقال : لو قامت القيامة لدخلت الجنّة ، يقول : لذكر الله عزّ وجلّ .

روىٰ له الأربعة » (1) .

فأبو بلج من رجال أربعةٍ من الصحاح الستّة ، وأصحابها - وهم : أبو داود والترمذي والنسائي وٱبن ماجة - يصحّحون حديثه . . .

ص: 39


1- تهذيب الكمال 33 / 162 .

وٱبن معين وٱبن سعد والدارقطني ينصّون علىٰ وثاقته . .

وأبو حاتم يقول : صالح الحديث ، لا بأس به . .

وكبار الأئمّة كشعبة وسفيان الثوري . . . يروون عنه . .

وليس في المقابل إلّا قول البخاري : « فيه نظر » ، وهو لا يصلح لمعارضة ذلك كلّه ، كما لا يخفىٰ .

ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي :

و « جعفر بن سليمان الضبعي » من رجال البخاري ومسلم في كتابيهما (1) ، وكلّ من أُخرج له في هذين الكتابين فهو ثقة عند الجمهور .

ولذا وثّقه الذهبي فقال : « ثقة ، فقيه ، ومع كثرة علومه قيل : كان أُمّياً . وهو من زهّاد الشيعة » (2) .

وقال الحافظ ابن حجر : « صدوق زاهد ، لكنّه يتشيّع » (3) .

وذكره ابن حبّان في كتاب الثقات كتاب أتباع التابعين ، ونصّ علىٰ أنّه : « كان يبغض الشيخين » ، ثمّ أوضح السبب في توثيقه والأخذ برواياته ، وسيأتي نصّ كلامه .

ترجمة الأجلح الكندي :

و « الأجلح الكندي » من رجال البخاري في المتابعات ، ومن رجال الكتب الأربعة من الصحاح الستّة ؛ فهو ثقة عند هؤلاء (4) . .

ص: 40


1- الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 71 .
2- الكاشف في أسماء رجال الكتب الستّة 1 / 129 .
3- تقريب التهذيب 1 / 131 .
4- تقريب التهذيب 1 / 49 .

ووثّقه يحيىٰ بن معين (1) .

وعن أحمد بن حنبل : « ما أقرب الأجلح من فطر بن خليفة » (2) ، و « فطر » ثقة عند أحمد (3) .

وقال عمرو بن علي الفلّاس : « مستقيم الحديث ، صدوق » (4) .

وقال العجلي : « كوفي ثقة » (5) .

وقال يعقوب بن سفيان الفسوي : « ثقة ، حديثه ليّن » (6) .

وقال ابن عدي : « هو عندي مستقيم الحديث ، صدوق » (7) .

وقال ابن حجر : « صدوق شيعي » (8) .

بقي أمران :

1 - إنّ علماء الشيعة إنّما يحتجّون علىٰ أهل السُنّة بما يرويه رجالهم الموثّقون من قِبَل كبار علماء الجرح والتعديل ، كما يرىٰ القارئ الكريم ، وليس لأحدٍ أنْ يطالب علماء الشيعة بالاحتجاج بمَن لم يرد في حقّه أيّ جرحٍ وقدح ؛ إذْ ليس في رجالهم من اتّفق كلّهم اجمعون علىٰ توثيقه ، فإنّ البخاري نفسه - وهو صاحب أصحّ الكتب عندهم - قد قدح فيه غي .

ص: 41


1- تهذيب التهذيب 1 / 166 ، تهذيب الكمال 31 / 549 .
2- تهذيب الكمال 2 / 277 ، تهذيب التهذيب 1 / 166 .
3- تهذيب التهذيب 8 / 271 .
4- تهذيب التهذيب 1 / 166 .
5- تهذيب الكمال 2 / 277 ، تهذيب التهذيب 1 / 166 .
6- تهذيب التهذيب 1 / 166 .
7- تهذيب التهذيب 1 / 166 .
8- تقريب التهذيب 1 / 49 .

واحدٍ من أئمّتهم ، حتّىٰ ذكره الحافظ الذهبي في كتابه في الضعفاء ودافع عنه (1) .

2 - إنّ التشيّع والرفض لا يمنع من قبول الراوي عند المحقّقين منهم ، كابن حبّان ، والذهبي ، وٱبن حجر العسقلاني وغيرهم ، وقد حقّقنا ذلك في بحوثنا المتقدّمة ، ونكتفي هنا بإيراد كلام الحافظ أبي حاتم ابن حبّان بترجمة « جعفر بن سليمان » ، فإنّه قال :

« جعفر بن سليمان . . . روى عنه ابن المبارك وأهل العراق ، ومات في رجب سنة 178 ، وكان يبغض الشيخين ؛ حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا إسحاق بن أبي كامل ، ثنا جرير بن يزيد بن هارون - بين يدي أبيه - قال : بعثني أبي إلىٰ جعفر بن سليمان الضبعي ، فقلت له : بلغنا أنّك تسبّ أبا بكر وعمر . قال : أمّا السبّ فلا ، ولكنّ البغض ما شئت . قال : وإذا هو رافضي مثل الحمار .

قال أبو حاتم : وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلىٰ أهل البيت ، ولم يكن بداعيةٍ إلىٰ مذهبه . .

وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف في أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره جائز ، فإذا دعا إلىٰ بدعته سقط الاحتجاج بأخباره ، ولهذه العلّة تركنا حديث جماعة ممّن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات ، وٱحتججنا بأقوامٍ ثقات انتحالهم سوء غير أنّهم لم يكونوا يدعون إليه . وٱنتحال العبد بينه وبين ربّه .

ص: 42


1- المغني في الضعفاء 2 / 268 .

إن شاء عذّبه عليه وإنْ شاء غفر له . وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات علىٰ حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا » (1) .

هذا بالنسبة إلىٰ السند باختصار .

وأمّا الدلالة :

فقد ذكر السيّد - رحمه الله - في الجواب عمّا يقال من كون « الوليّ » مشتركاً لفظيّاً ما نصّه :

« ذكرتم في جملة معاني الوليّ : إنّ كلّ من ولي أمر أحد فهو وليّه ، وهذا هو المقصود من الوليّ في تلك الأحاديث ، وهو المتبادر عند سماعها ، نظير قولنا : ولي القاصر أبوه وجدّه لأبيه ، ثمّ وصي أحدهما ، ثمّ الحاكم الشرعي ؛ فإنّ معناه أنّ هؤلاء هم الّذين يلون أمره ويتصرّفون بشؤونه .

والقرائن علىٰ إرادة هذا المعنىٰ من الوليّ في تلك الأحاديث لا تكاد تخفىٰ علىٰ أُولي الألباب ؛ فإنّ قوله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم : « وهو وليّكم بعدي » ظاهر في قصر هذه الولاية عليه ، وحصرها فيه (2) ، وهذا يوجب تعيين المعنىٰ الذي قلناه ، ولا يجتمع مع إرادة غيره ؛ لأنّ النصرة والمحبّة والصداقة ونحوها غير مقصورة علىٰ أحد ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض . .

وأيّ ميزة أو مزية أراد النبيّ إثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليّه ، إذا كان معنىٰ الوالي غير الذي قلناه ؟! .

ص: 43


1- كتاب الثقات 6 / 140 .
2- لأنّ معنىٰ قوله : « وهو وليّكم بعدي » أنّه هو لا غيره وليّكم بعدي .

وأيّ أمرٍ خفيّ صدع النبيّ في هذه الأحاديث ببيانه ، إذا كان مراده من الوليّ : النصير أو المحبّ أو نحوهما ؟!

وحاشا رسول الله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم أن يهتمّ بتوضيح الواضحات ، وتبيين البديهيات . .

إنّ حكمته البالغة ، وعصمته الواجبة ، ونبوّته الخاتمة لأعظم ممّا يظنّون .

علىٰ أنّ تلك الأحاديث صريحة في أنّ تلك الولاية إنّما تثبت لعليّ بعد النبيّ صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم ، وهذا يوجب تعيين المعنىٰ الذي قلناه ، ولا يجتمع مع إرادة النصير والمحبّ وغيرهما ؛ إذ لا شكّ باتّصاف عليّ بنصرة المسلمين ومحبّتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوّة ، وٱشتدّ ساعده في حضن الرسالة ، إلىٰ أن قضىٰ نحبه عليه السلام ، فنصرته ومحبّته وصداقته للمسلمين غير مقصورة علىٰ ما بعد النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، كما لا يخفىٰ .

وحسبك من القرائن علىٰ تعيين المعنىٰ الذي قلناه ، ما أخرجه الإمام أحمد في ص 347 من الجزء الخامس من مسنده ، بالطريق الصحيح عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة ، قال : غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت علىٰ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ذكرت عليّاً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله يتغيّر ، فقال : يا بريدة ! ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟!

قلت : بلىٰ يا رسول الله .

قال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . انتهىٰ .

وأخرجه الحاكم في ص 110 من الجزء الثالث من المستدرك ،

ص: 44

وصحّحه علىٰ شرط مسلم . .

وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلّماً بصحّته علىٰ شرط مسلم أيضاً .

وأنت تعلم ما في تقديم قوله : « ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟! » من الدلالة علىٰ ما ذكرناه . .

ومن أنعم النظر في تلك الأحاديث وما يتعلّق بها لا يرتاب في ما قلناه . والحمد لله » .

أقول :

ومن القرائن : الحديث الذي استدلّ به السيّد - وأغفله المعترض - أنّ النبيّ قال لعليّ : « سألت الله فيك خمساً » ؛ فإنّه حديث واضحٌ في الدلالة علىٰ المطلوب ، وقد رواه عدّة من أعلام القوم ، كالرافعي والخطيب البغدادي وغيرهما . . .

ونحن نورده من كتاب الرافعي ، فإنّه قال بترجمة « إبراهيم بنّ محمّد الشهرزوري » :

« إبراهيم بن محمّد بن عبيد بن جهينة ، أبو إسحاق الشهرزوري : ذكر الخليل الحافظ : إنّه كان يدخل قزوين مرابطاً ، وأنّه سمع بالشام ومصر والعراق ، وروىٰ بقزوين الكتاب الكبير للشافعي ، سمعه منه : أبو الحسين القطّان ، وأبو داود سليمان بن يزيد . .

قال : وأدركت من أصحابه : علي بن أحمد بن صالح ، ومحمّد بن الحسين بن فتح كيسكين .

وروىٰ أبو إسحاق عن هارون بن إسحاق الهمداني ، وعن عبيد الله ابن سعيد بن كثير بن عفير ، والربيع بن سليمان .

ص: 45

وسمع بقزوين : أبا حامد أحمد بن محمّد بن زكريا النيسابوري .

وحدّث بقزوين سنة 298 فقال :

ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، ثنا إبراهيم بن رشيد أبو إسحاق الهاشمي الخراساني ، حدّثني يحيىٰ بن عبد الله بن حسين بن حسن بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ رضي الله عنه ، عن النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قال :

سألت الله - يا عليّ ! - فيك خمساً ، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً ، سألت الله أن يجمع عليك أُمّتي فأبىٰ علَيّ ، وأعطاني فيك : أنّ أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ، معك لواء الحمد ، وأنت تحمله بين يديّ ، تسبق به الأوّلين والآخرين ، وأعطاني أنّك أخي في الدنيا والآخرة ، وأعطاني أن بيتي مقابل بيتك في الجنّة ، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي » (1) .

فهذا الحديث من جملة القرائن لحديث المؤاخاة ، ولحديث الولاية ، وفيه عدّة من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ، منها : كونه عليه الصلاة والسلام وليّ المؤمنين بعد رسول الله صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم ، فيدلُّ لفظ « الولاية » علىٰ مرتبةٍ ومنقبة ليست لأحدٍ بعد رسول الله ، فليس معناها « النصرة » وغيرها من معاني « الوليّ » بناءً علىٰ كونه مشتركاً لفظيّاً .

ترجمة الرافعي :

ثمّ إنّ الرافعي - الراوي للحديث المذكور - المتوفّىٰ سنة 623 ه- ، من كبار الأئمّة الأعلام من أهل السُنّة : .

ص: 46


1- التدوين بذكر أهل العلم بقزوين 2 / 126 .

قال الذهبي : « كان مع براعته في العلم صالحاً زاهداً ذا أحوالٍ وكرامات ونسك وتواضع » (1) .

وقال اليافعي : « الإمام الكبير ، العلّامة البارع الشهير ، الجامع بين العلوم والأعمال الصالحات ، والزهد والعبادات والتصانيف المفيدات النفيسات . . . ومن كراماته : أنّه أضاءت له شجرة في بيته لمّا انطفأ السراج الذي يستضيئ به عند كتبه بعض مصنّفاته » (2) .

وقال الأسنوي : « كان إماماً في الفقه والتفسير والحديث والأُصول وغيرها ، طاهر اللسان ، في تصنيفه كثير الأدب شديد الاحتراز في المنقولات » (3) .

وهكذا قال غيرهم . .

وهل يبقىٰ كلام بعد هذا في ثبوت الحديث ودلالته يا منصفون ؟ ! !

ثمّ إنّ السُنّة الثابتة والقرآن الكريم متصادقان دائماً ، وهنا نجد « حديث الولاية » متصادقاً مع « آية الولاية » في الدلالة علىٰ مطلوبنا ؛ ولذا أشار السيّد في نهاية البحث إلىٰ تلك الآية ، وسنوضّح كيفية الاستدلال بها ، ونتعرّض هناك لشبهة اشتراك لفظ « الوليّ » مرّةٌ أُخرىٰ .

للبحث صلة . . . .

ص: 47


1- سير أعلام النبلاء 22 / 252 .
2- مرآة الجنان 4 / 56 .
3- طبقات الشافعية 1 / 281 .

عدالة الصحابة (8)

الشيخ محمّد السند

واقعتان خطيرتان في الصحبة أهل العقبة - المظاهرة

يشير القرآن الكريم في سورة التوبة ( براءة ) وسورة التحريم إلىٰ تصاعد حدّة العداء للنبيّ صلى الله عليه وآله لدى جماعة ممّن كان معه وممّن يحيط به ، وكذلك كتب الحديث والسيَر والتواريخ ، وقد بلغ هذا العداء ذروته بتدبيرهم محاولتين للفتك به صلى الله عليه وآله :

الأُولىٰ :

في رجوعه من تبوك عند العقبة ، ومدبّريها عُرفوا ب- : أهل العقبة . .

قال تعالىٰ : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) (1) .

ص: 48


1- سورة التوبة ( براءة ) 9 : 65 - 66 .

وقال تعالىٰ في السورة نفسها أيضاً : ( يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) (1) . .

قال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآيات الأُولىٰ : « قيل : نزلت في اثني عشر رجلاً وقفوا علىٰ العقبة ليفتكوا برسول الله صلى الله عليه وآله عند رجوعه من تبوك ، فأخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم ، وعمّار كان يقود دابّة رسول الله صلى الله عليه وآله وحذيفة يسوقها ، فقال لحذيفة : اضرب وجوه رواحلهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّه فلان وفلان . حتّىٰ عدّهم كلّهم .

فقال حذيفة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم ؟!

فقال : أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم .

عن ابن كيسان .

وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام مثله ، إلّا أنّه قال : ائتمَروا بينهم ليقتلوه ، وقال بعضهم لبعض : إن فطن نقول : إنّا كنّا نخوض ونلعب ، وإن لم يفطن نقتله » .

وفي ذيل الآيات اللاحقة قال : « وقيل : نزلت في أهل العقبة ؛ فإنّهم ائتمروا في أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وآله في عقبة عند مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا انساع راحلته ، ثمّ ينخسوا به ، فأطلعه الله تعالىٰ علىٰ .

ص: 49


1- سورة التوبة ( براءة ) 9 : 74 .

ذلك ، وكان من جملة معجزاته ؛ لأنّه لا يمكن معرفة مثل ذلك إلّا بوحي من الله تعالىٰ . .

فسار رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة وعمّار وحذيفة معه ، أحدهما يقود ناقته والآخر يسوقها ، وأمر الناس كلّهم بسلوك بطن الوادي ، وكان الّذين همّوا بقتله اثني عشر رجلاً أو خمسة عشر رجلاً علىٰ الخلاف فيه ، عرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسمّاهم بأسمائهم واحداً واحداً .

عن الزجّاج والواقدي والكلبي ، والقصّة مشروحة في كتاب الواقدي . .

وقال الباقر عليه السلام : كانت ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب » (1) .

وقال الزمخشري في ذيل الآية 74 : « أقام رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ، ويعيب المنافقين فيسمع من معه منهم ، منهم الجلاس بن سويد . . . - إلىٰ أن قال : - فتاب الجلاس وحسنت توبته .

( وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ) : وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام .

( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) : وهو الفتك برسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وذلك : عند مرجعه من تبوك تواثق خمسة عشر منهم علىٰ أن يدفعوه عن راحلته إلىٰ الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل ، فأخذ عمّار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها ، فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح ، فالتفت فإذا قوم متلثّمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا » (2) . .

ص: 50


1- مجمع البيان - للطبرسي - 5 / 70 - 78 .
2- الكشّاف - للزمخشري - 2 / 291 .

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشّاف في ذيل كلام الزمخشري المتقدّم : « أخرجه أحمد من حديث أبي الطفيل ، قال : لمّا قفل رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم من غزوة تبوك أمر منادياً ينادي لا يأخذنّ العقبة أحد ، فإنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم يسير وحده . .

فكان النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم يسير وحذيفة رضي الله عنه يقود به ، وعمّار رضي الله عنه يسوق به ، فأقبل رهط متلثّمين علىٰ الرواحل حتّىٰ غشوا النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فرجع عمّار فضرب وجوه الرواحل ، فقال النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لحذيفة : قُد قُد . فلحقه عمّار فقال : سُق

سُق . حتّىٰ أناخ ، فقال لعمّار : هل تعرف القوم ؟!

فقال : لا ، كانوا متلثّمين ، وقد عرفت عامّة الرواحل .

فقال : أتدري ما أرادوا برسول الله ؟!

قلت : الله ورسوله أعلم .

فقال : أرادوا أن يمكروا برسول الله فيطرحوه من العقبة .

فلمّا كان بعد ذلك وقع بين عمّار رضي الله عنه وبين رجل منهم شيء ممّا يكون بين الناس ، فقال : أنشدكم الله ، كم أصحاب العقبة الّذين أرادوا أن يمكروا برسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ؟!

فقال : ترىٰ أنّهم أربعة عشر ، فإن كنت فيهم فهم خمسة عشر . .

ومن هذا الوجه رواه الطبراني والبزّار ، وقال : روي من طريق عن حذيفة ، وهذا أحسنها وأصلحها إسناداً .

ورواه ابن إسحاق في المغازي ، ومن طريقه البيهقي في الدلائل ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة بن اليمان ،

ص: 51

قال : كنت آخذاً بخطام ناقة رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم أقود به ، وعمّار رضي الله عنه يسوق الناقة حتّىٰ إذا كنّا بالعقبة وإذا اثني عشر راكباً قد اعترضوه فيها ، قال : فانتهت إلىٰ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم فصرخ بهم فولّوا مدبرين » (1) .

وقال الفخر الرازي في تفسيره الكبير - بعد أن ذكر أسباباً أُخرىٰ لنزول هذه الآيات - : « قال القاضي : ( يبعد أن يكون المراد من الآية هذه الوقائع ؛ وذلك لأنّ قوله : ( يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ) إلىٰ آخر الآية ، كلّها صيغ الجموع ، وحمل صيغة الجمع علىٰ الواحد ، خلاف الأصل .

فإن قيل : لعلّ ذلك الواحد قال في محفل ورضي به الباقون .

قلنا : هذا أيضاً خلاف الظاهر ؛ لأنّ إسناد القول إلىٰ من سمعه ورضي به خلاف الأصل . .

ثمّ قال : بلىٰ الأوْلىٰ أن تُحمل هذه الآية علىٰ ما روي : أنّ المنافقين همّوا بقتله عند رجوعه من تبوك ، وهم خمسة عشر تعاهدوا أن يدفعوه عن راحلته إلىٰ الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل ، وكان عمّار بن ياسر آخذاً بالخطام علىٰ راحلته وحذيفة خلفها يسوقها ، فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح ، فالتفت فإذا قوم متلثّمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا . .

والظاهر أنّهم لمّا اجتمعوا لذلك الغرض ، فقد طعنوا في نبوّته ونسبوه إلىٰ الكذب والتصنع في إدّعاء الرسالة ، وذلك هو قول كلمة الكفر . .

ص: 52


1- ذيل الكشّاف 2 / 292 .

وهذا القول اختيار الزجّاج ) .

فأمّا قوله : ( وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ) ، فلقائل أن يقول : إنّهم أسلموا ، فكيف يليق بهم هذا الكلام ؟! والجواب من وجهين :

الأوّل : المراد من الإسلام : الذي هو نقيض الحرب ؛ لأنّهم لمّا نافقوا ، فقد أظهروا الإسلام ، وجنحوا إليه ، فإذا جاهروا بالحرب ، وجب حربهم .

والثاني : أنّهم أظهروا الكفر بعد أن أظهروا الإسلام .

وأمّا قوله : ( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) ، المراد : إطباقهم علىٰ الفتك بالرسول ، والله تعالىٰ أخبر الرسول عليه السلام بذلك حتّىٰ احترز عنهم ، ولم يصلوا إلىٰ مقصودهم . .

- إلىٰ أن قال في ذيل الآيات الثلاث التي تتلو الآية المزبورة - : اعلم أنّ هذه السورة أكثرها في شرح أحوال المنافقين ، ولا شكّ أنّهم أقسام وأصناف ، فلهذا السبب يذكرهم علىٰ التفصيل » (1) .

أقول :

قد مرّ بنا في الحلقات السابقة (2) أنّ سورة التوبة ( البراءة ) سمّيت : « الفاضحة » ؛ فعن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عبّاس : سورة التوبة ؟

فقال : التوبة ؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل : « ومنهم . . » حتّىٰ ظننّا أن لن يبقىٰ منّا أحد إلّا ذُكر فيها . . .

ص: 53


1- التفسير الكبير - للرازي - 16 / 136 - 138 .
2- راجع : الحلقة (3) من هذا المقال ، المنشورة في تراثنا ، العددان الثالث والرابع [ 59 - 60 ] لسنة 1420 ه- .

وكذلك سمّيت : « المبعثرة » ؛ لأنّها تبعثر عن أسرار المنافقين . .

وسمّيت : « البحوث » ؛ لأنّها تذكر المنافقين وتبحث عن سرائرهم . .

و « المدمدمة » ، أي : المهلكة . .

و « الحافرة » ؛ لأنّها حفرت عن قلوب المنافقين . .

و « المثيرة » ؛ لأنّها أثارت مخازيهم وقبائحهم . .

و « العذاب » ؛ روىٰ عاصم بن زر بن حبيش ، عن حذيفة ، قال : يسمّونها سورة التوبة وهي سورة العذاب (1) .

فترىٰ أن سورة التوبة ( البراءة ) مليئة بالإشارة إلىٰ أقسام المذمومين ممّن كان في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله بظاهر الإسلام ، وأبرز ما فيها الكشف عن أفضع عملية حاول جماعة منهم ارتكابها ، وهي الفتك بالنبيّ صلى الله عليه وآله .

والجدير بالانتباه أنّ هذه السورة من أواخر السور نزولاً ؛ فهي نزلت قبيل عام الفتح وعند غزوة تبوك ، وقد صوّرت - بتفصيل - الأجواء التي كان يعيشها النبيّ صلى الله عليه وآله بالنسبة إلىٰ من حوله .

حذيفة وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام أعلم الناس بالمنافقين :

فقد ورد هذا المضمون في الحديث النبوي الشريف (2) ، وكذلك في عدّة روايات قد مرّت في ما سبق ، وهو بروز الصحابي حذيفة بن اليمان في علمه ومعرفته بالمنافقين ، والظاهر أنّ هذه الواقعة - وهي محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله - هي مربض الفرس ، والحادثة العظمىٰ التي أطلعت حذيفة على .

ص: 54


1- مجمع البيان - للطبرسي - 5 / 3 - 4 .
2- تفسير البرهان 2 / 812 سورة التوبة ( براءة ) ط الحديثة - قم ، وكذا في مصادر العامّة .

رؤوس شبكة النفاق ، ومن المهمّ أن نتتبّع خيوط وتفاصيل الحادثة ؛ لترتسم لنا منظومة هذه الشبكة والمجموعة ، وهل هي من دائرة الصحابة المحيطة بالنبيّ صلى الله عليه وآله ، أو من الدائرة المتوسطة ، أو الدوائر البعيدة ؟!

وها هنا - في البدء - عدّة موارد وتساؤلات مطروحة :

الأُولىٰ :

ما مرّ من قول ابن كيسان وروايته : أنّ حذيفة قد قال للنبيّ صلى الله عليه وآله عقب الحادثة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم ؟! فأجابه صلى الله عليه وآله : « أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم » ؛ فقوله صلى الله عليه وآله يفيد أنّ المجموعة التي قامت بهذا التدبير هي من خواصّ الصحابة المحيطين به .

الثانية :

إنّ في كثير من الروايات لدىٰ الفريقين التعبير عنهم بفلان وفلان و . . . من دون ذكر أسمائهم ؛ فما هذه الحشمة عن ذكر أسمائهم وعدّتهم بكاملها ؟! ولم هذا التحاشي عن التصريح إلىٰ الكناية المبهمة ؟! ومن هم هؤلاء الّذين يتحفّظ عن ذكر أسمائهم ؟! أترىٰ لو كانوا من الأباعد في الصحبة يُتستّر عليهم ؟! أو لو كانوا من المشهورين علناً بالنفاق لكان يتخفّىٰ عليهم ؟!

وهذا مؤشّر مهمّ يضع بصماته علىٰ هذه الجماعة .

الثالثة :

قول الباقر عليه السلام : إنّ ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب .

ص: 55

الرابعة :

إنّه وقع بين عمّار رضي الله عنه وبين رجل من تلك المجموعة شجار بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله ، وأشار عمّار ولمّح بين ملأ من الناس إلىٰ كون ذلك الرجل منهم .

الخامسة :

إنّ سرّ معرفة حذيفة بالمنافقين وٱختصاصه بهذه المعرفة هو مشاهدته لهذه الواقعة ، وهذا يفيد أنّ أصحاب هذه المجموعة لم يكونوا مشهورين في العلن لدىٰ عامّة المسلمين بأنّهم من المتمرّدين والمنافقين ، بل كانوا يتستّرون في عداوتهم وكيدهم للدين والنبيّ صلى الله عليه وآله ؛ وإلّا لَما اختصّ حذيفة بمعرفتهم كخصيصة أشاد بها النبيّ صلى الله عليه وآله لحذيفة . .

ولماذا لم تشمل هذه المعرفة أصحاب السقيفة والخلفاء الثلاثة ، بينما اختصّ بها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وحذيفة ؟!

السادسة :

من الملاحظ والملفت للنظر أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لم يصطحب علىٰ العقبة إلّا عمّار وحذيفة وسلمان والمقداد ، حسب اختلاف الروايات ، بينما باقي الصحابة - كالصاحب في الغار ، وغيره من أصحاب السقيفة - لم يكونوا معه صلى الله عليه وآله . .

وستأتي تتمّة للموارد الفاحصة لأوراق هذه الحادثة .

قال السيوطي في الدرّ المنثور :

ص: 56

« وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه ، قال : رجع رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم قافلاً من تبوك إلىٰ المدينة ، حتّىٰ إذا كان ببعض

الطريق مكر برسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ناس من أصحابه ، فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق ، فلمّا بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه ، فلمّا غشيهم رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم أُخبر خبرهم ، فقال : من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنّه أوسع لكم .

وأخذ رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم العقبة وأخذ الناس ببطن الوادي إلّا النفر الّذين مكروا برسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لمّا سمعوا ذلك استعدّوا وتلثّموا وقد همّوا بأمر عظيم . .

وأمر رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وعمّار بن ياسر رضي الله عنه فمشيا معه مشياً ، فأمر عمّار أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة يسوقها .

فبينما هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه فغضب رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم وأمر حذيفة أن يردّهم ، وأبصر حذيفة رضي الله عنه غضب رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضرباً بالمحجن ، وأبصر القوم وهم متلثّمون لا يشعروا إنّما ذلك فعل المسافر ، فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة رضي الله عنه وظنّوا أنّ مكرهم قد ظهر عليه فاسرعوا حتّىٰ خالطوا الناس .

فأقبل حذيفة رضي الله عنه حتّىٰ أدرك رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فلمّا أدركه قال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وٱمش أنت يا عمّار .

فاسرعوا حتّىٰ استووا بأعلاها ، فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس ، فقال النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لحذيفة : هل عرفت يا حذيفة من

ص: 57

هؤلاء الرهط أحداً ؟!

قال حذيفة : عرفت راحلة فلان وفلان ، وقال : كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثّمون .

فقال النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : هل علمتم ما كان شأنهم وما أرداوا ؟!

قالوا : لا والله يا رسول الله

قال : فإنّهم مكروا ليسيروا معي حتّىٰ إذا طلعت في العقبة طرحوني منها .

قالوا : أفلا تأمر بهم يا رسول الله فنضرب أعناقهم .

قال : أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا أنّ محمّداً وضع يده في أصحابه . فسمّاهم لهما وقال : اكتماهم » .

ثمّ إنّ السيوطي ذكر رواية البيهقي بطريق آخر ، فيها ذكر أسمائهم ، قال : « وأخرج ابن سعد ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، قال : لم يخبر رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم بأسماء المنافقين الّذين تحسّوه ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة رضي الله عنه ، وهم اثنا عشر رجلاً ليس فيهم قرشي وكلّهم من الأنصار ومن حلفائهم » .

ثمّ ذكر السيوطي رواية أُخرىٰ عن البيهقي أيضاً في الدلائل ، وذكر سرد الواقعة إلىٰ أن قال : « قلنا : يا رسول الله ! ألا تبعث إلىٰ عشائرهم حتّىٰ يبعث إليك كلّ قوم برأس صاحبهم .

قال : لا ، إنّي أكره أن تحدّث العرب بينها أن محمّداً قاتل بقوم حتّىٰ إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم . ثمّ قال : اللّهمّ ارمهم بالدبيلة .

قلنا : يا رسول الله ! وما الدبيلة ؟

ص: 58

قال : شهاب من نار يوضع علىٰ نياط قلب أحدهم فيهلك » (1) .

ويستفاد من هذه الروايات عدّة موارد أُخرىٰ كشواهد مقرّبة إلىٰ معرفة هذه المجموعة - مضافاً إلىٰ ما تقدّم - .

السابعة :

قد عبّر الراوي الأخير لهذه الواقعة عن تلك المجموعة بأنّهم : « ناس من أصحابه صلى الله عليه وآله » ، ولا يخفىٰ أنّ التعبير لدىٰ الرواة بوصف الصحبة يخصّ من يتّصل بصحبة وبعلاقة قريبة ، فلم يكن تعبيرهم بلفظ الصحبة عن كلّ من أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله ، بل هو وصف خاص لدىٰ الرواة لخصوص مَن هو ممّن حواليه صلى الله عليه وآله ، بخلاف أصحاب التراجم والرجال ؛ إذ أنّهم اصطلحوا علىٰ تعاريف عدّة للصحابي ، شملت بعضها كلّ من رأىٰ النبيّ صلى الله عليه وآله وإن لم يروِ عنه ، أو كلّ من أدركه وروىٰ عنه ولو بعض روايات قليلة ، أو حتّىٰ رواية واحدة أو اثنتين . .

فالاستعمال الجاري لدىٰ الرواة أنّهم لا يطلقون لفظ الصحبة إلّا علىٰ الخواصّ ، وممّن هم حواليه علىٰ علاقة متميزة به صلى الله عليه وآله ، كما في الاستعمال العرفي الدارج حالياً ، فإنّه لا يقال أصحاب فلان إلّا علىٰ من لهم صلة خاصّة بذلك الشخص .

هذا مضافاً إلىٰ قرائن أُخرىٰ في هذه الروايات :

منها : إضافة اللفظ إلىٰ الضمير « من أصحابه » ؛ فإنّه يختلف في الظهور عن تعبير : « من الصحابة » ؛ إذ الأوّل أكثر تخصّصاً . .

ص: 59


1- الدرّ المنثور 3 / 259 - 260 .

ومنها : أنّهم أرادوا أن يسلكوا العقبة مع الرسول صلى الله عليه وآله في بدء الأمر من دون الناس الّذين كانوا يمشون ببطن الوادي ، فقال صلى الله عليه وآله لهم - بعدما أُخبر خبرهم - : « من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي ، فإنّه أوسع لكم » ؛ وهذا يفيد أنّهم ممّن يتعارف مشيه مع الرسول قريب منه في الأسفار والحركة ، وهذه الصفة لا تكون للأباعد .

ومنها : جواب حذيفة - عندما سأله النبيّ صلى الله عليه وآله عن معرفة الرهط الّذين همّوا بذلك الأمر العظيم - بأنّه رأىٰ راحلة فلان وفلان ؛ وهذا يفيد أنّ الرهط هم من وجوه المسلمين ، وممّن لحذيفة خلطة قريبة معهم ، وليسوا من الأباعد كي تخفىٰ رواحلهم ودوابّهم علىٰ حذيفة .

ومنها : قوله صلى الله عليه وآله - عندما طلب منه حذيفة وعمّار قتل الرهط - : « إنّي أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا أنّ محمّداً وضع يده في أصحابه » ؛ ومنه يتبيّن أنّ الرهط والمجموعة هم ممّن ناصر النبيّ صلى الله عليه وآله بحسب الظاهر ، وكانوا ممّن حوله من الخواصّ الّذين لهم علاقة متميزة به أمام مرأىٰ الناس ، ومن الّذين لا يتوقّع الناس معاداتهم له صلى الله عليه وآله ، بل كان الإقدام علىٰ قتلهم من قبله صلى الله عليه وآله مستنكراً عند الناس ، وهذا ظاهر في عدم كونهم من أوساط الناس أو من الأباعد .

ومنها : قوله صلى الله عليه وآله لحذيفة وعمّار لمّا أطلعهم بأسمائهم : « اكتماهم » ؛ فما وجه الأمر بالكتمان لو كان هؤلاء الرهط من أوساط الناس ، ومن حلفاء الأنصار ونحوهم ، كما روىٰ ابن سعد أنّهم لم يكونوا من قريش بل من الأنصار وحلفائهم ؟!

لا ريب أنّ علّة الأمر بالكتمان ظاهرة في كون هؤلاء الرهط هم ممّن يحسب علىٰ النبيّ صلى الله عليه وآله بصحبة خاصّة ، ممّن يؤدّي فضحه وكشفه - لا سيّما

ص: 60

بمثل هذا الفعل الشنيع المنكر ، الذي هو علىٰ أُصول الكفر الباطني - إلىٰ حدوث بلبلة واضطراب في أوساط الناس وعامّتهم ممّن لا يعرف من الإسلام إلّا رسمه ، ومن الدين إلّا طقوساً ظاهرية . .

فحفاظاً منه صلى الله عليه وآله علىٰ عدم إثارة الفتنة بين عامّة الناس بذلك ، وعدم تزلزل إسلامهم أمر بالكتمان ؛ ولا سيّما أنّ قوله تعالىٰ في الآية السابقة لهذه الآيات : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (1) في تفسير أهل البيت عليهم السلام - كما روىٰ ذلك الطبرسي في مجمع البيان (2) ، وغيره من مفسري الإمامية ، وبطرق مسندة عنهم عليه السلام - : « جاهد الكفّار بالمنافقين » ، قالوا : لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يكن يقاتل المنافقين وإنّما كان يتألّفهم ؛ لأنّ المنافقين لا يُظهرون الكفر ، وعلْم الله تعالىٰ بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يُظهرون الإيمان . فعلىٰ هذا التفسير كان صلى الله عليه وآله مأموراً بأن يستبقيهم ويجاهد بهم الكفار . .

ثمّ أنّه من الغريب من ابن سعد أنّه يروي أنّهم ليسوا من قريش بل من الأنصار وحلفائهم ، ويروي - في الوقت نفسه - أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم يخبر بأسمائهم غير حذيفة ، فكيف نفىٰ كونهم من قريش ؟!

والغريب منه أيضاً نفي كونهم من حلفاء قريش ؛ إذ نسبهم إلىٰ الأنصار وحلفائهم خاصّة . .

ولا غرابة في ذلك ؛ فإنّ أصحاب السقيفة لم يواجههم في السقيفة إلّا الأنصار وحلفائهم - إلّا القليل - ولم يعقد البيعة في السقيفة إلّا قريش وحلفائها . .

ص: 61


1- سورة التوبة ( براءة ) 9 : 73 .
2- مجمع البيان 5 / 77 .

ومنها : قوله صلى الله عليه وآله في الرواية الأُخرىٰ المتقدّمة : « إنّي أكره أن تحدّث العرب بينها أنّ محمّداً قاتل بقوم حتّىٰ إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم » ؛ فإنّه صلى الله عليه وآله وصف هؤلاء الرهط بأنّهم : « قوم قاتل بهم » و : « أظهره الله بهم » ، ولو بنظر عامّة الناس وأذهان العرب ، فهل هذا الوصف ينطبق إلّا علىٰ الخواصّ ممّن هاجر من الأوائل معه صلى الله عليه وآله . .

وهو صلى الله عليه وآله قد بيّن أنّ عامّة أذهان الناس ، التي تنظر إلىٰ مجريات الأحداث بسطحية وتحكم عليها حسب ظواهرها لا حقيقتها ، تستنكر الاقتصاص من هؤلاء الرهط ومعاقبتهم وفضحهم علىٰ الملأ ؛ إذ كانوا قد أوجدوا - بحسب الظاهر - لأنفسهم مكانة وٱختصاص لدىٰ النبيّ صلى الله عليه وآله في أعين الناس ، لدرجة كان يصعب معها كشف زيف هذه الصنيعة ، ولم يكن من الهيّن واليسير بيان الحقيقة لعقول الناس القاصرة ، التي لا تزن الأُمور حسب الواقع بل حسب الظواهر .

الثامنة :

إنّ هؤلاء الرهط تميّزوا بأنّهم دعا صلى الله عليه وآله عليهم بأن يبتليهم الله تعالىٰ بالدبيلة ، وسيأتي في روايات أُخرىٰ كالتي أوردها صحيح مسلم وغيره أنّها تشير إلىٰ تلك الجماعة .

التاسعة :

إنّ اقتران حذيفة وعمّار في هذه الواقعة أمر تكرّر في الروايات والنقول التاريخية ، أي اقترنا في معرفة هؤلاء الرهط ، وهذه علامة سيتمّ الاستفادة منها في الموارد الروائية اللاحقة بشأن المنافقين .

ص: 62

والملفت للنظر أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لمّا أخبره الوحي بنيّة تلك الجماعة الفتك به لم يستعن صلى الله عليه وآله بأحد من خواصّ أصحابه سوىٰ حذيفة وعمّار وسلمان والمقداد ، فما شأن البقية من الخواصّ ؟!

لماذا لم يستأمنهم صلى الله عليه وآله ويأمنهم في الدفاع عنه وحمايته ؟! أم أنّ الحال كان علىٰ عكس ذلك .

وأمّا أبا ذرّ فلم يكن عنده راحلة في غزوة تبوك ، فكان يتأخّر عن جيش الرسول صلى الله عليه وآله في سيره ماشياً علىٰ قدميه ، كما ذكرت ذلك مصادر السِيَر والتواريخ .

العاشرة :

إنّ هذه الواقعة الخطيرة في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله ومسيرة الدين متّفق علىٰ وقوعها في كتب حديث الفريقين وكتب السير والتواريخ ، سواء كانت هي سبب نزول الآيات ، كما هو الأقوىٰ الظاهر ، أم كان السبب للنزول واقعة أُخرىٰ .

قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب في ترجمة أبي موسىٰ الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم ، أنّه : « ولّاه عمر البصرة في حين عزل المغيرة عنها ، فلم يزل عليها إلىٰ صدر من خلافة عثمان ، فعزله عثمان عنها وولّاها عبد الله بن عامر بن كريز ، فنزل أبو موسىٰ حينئذ بالكوفة وسكنها .

فلمّا دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولّوا أبا موسىٰ وكتبوا إلىٰ عثمان يسألونه أن يولّيه ، فأقرّه عثمان علىٰ الكوفة إلىٰ أن مات .

وعزله عليّ رضي الله عنه عنها فلم يزل واجداً منها علىٰ عليّ حتّىٰ جاء منه ما قال حذيفة ؛ فقد روي فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره والله يغفر له .

ص: 63

ثمّ كان من أمره يوم الحكمين ما كان » (1) . .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج :

« قلت : الكلام الذي أشار إليه أبو عمر بن عبد البرّ ولم يذكره ، قوله فيه - وقد ذُكر عنده ، أي عند حذيفة ، بالدين - : أمّا أنتم فتقولون ذلك ، وأمّا أنا فأشهد أنّه عدوّ لله ولرسوله وحرب لهما ، في الدنيا ( وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (2) . .

وكان حذيفة عارفاً بالمنافقين ، أسرّ إليه رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم وأعلمه أسماءهم .

وروي أنّ عمّاراً سئل عن أبي موسىٰ ، فقال : لقد سمعت فيه من حذيفة قولاً عظيماً ، سمعته يقول : صاحب البرنس الأسْود . ثمّ كلح كلوحاً علمت منه أنّه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط .

وروي عن سويد بن غفلة ، قال : كنت مع أبي موسىٰ علىٰ شاطئ الفرات في خلافة عثمان ، فروىٰ لي خبراً عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : سمعته يقول : إنّ بني إسرائيل اختلفوا ، فلم يزل الاختلاف بينهم ، حتّىٰ بعثوا حكمين ضالّيْن ضلّا وأضلّا من اتّبعهما ، ولا ينفكّ أمر أُمّتي حتّىٰ يبعثوا حكمين يَضلان ويُضلّان .

فقلت له : احذر يا ابا موسىٰ أن تكون أحدهما !

قال : فخلع قميصه ، وقال : أبرأ إلىٰ الله من ذلك ، كما أبرأ من قميصي هذا » . .

ص: 64


1- الاستيعاب - في ذيل الإصابة - 2 / 372 .
2- سورة غافر 40 : 51 و 52 .

ثمّ ذكر ما قاله أبو محمّد بن متّويه في كتاب الكفاية : « أمّا أبو موسىٰ فإنّه عظم جرمه بما فعله ، وأدّىٰ ذلك إلىٰ الضرر الذي لم يخف حاله ، وكان عليّ عليه السلام يقنت عليه وعلىٰ غيره فيقول : اللّهمّ العن معاوية أوّلاً وعَمْراً ثانياً وأبا الأعور السلمي ثالثاً وأبا موسىٰ الأشعري رابعاً .

وروي عنه عليه السلام أنّه كان يقول في أبي موسىٰ : صبغ بالعلم صبغاً وسلخ منه سلخاً » (1) .

وقال المزّي في تهذيب الكمال : « وعمل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم علىٰ زبيد وساحل اليمن - وهذا قبل تبوك كما لا يخفىٰ - .

وٱستعمله عمر بن الخطّاب علىٰ الكوفة والبصرة ، وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالأُردن ، وشهد خطبة عمر بالجابية ، وقدم دمشق علىٰ معاوية .

- إلىٰ أن قال : - وقال مجالد ، عن الشعبي : كتب عمر في وصيّته : أن لا يقرّ لي عامل أكثر من سنة ، وأقرّوا الأشعري أربع سنين » (2) .

وفي تاريخ دمشق عن أبي تحيىٰ حكيم ، كنت جالساً مع عمّار فجاء أبو موسىٰ ، فقال [ عمّار ] : ما لي ولك ؟!

قال : ألست أخاك ؟!

قال : ما أدري ، إلّا أنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يلعنك ليلة الجمل .

قال : إنّه استغفر لي .

قال عمّار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار » (3) . .

ص: 65


1- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 13 / 314 - 315 .
2- تهذيب الكمال 4 / 244 .
3- تاريخ دمشق 32 / 93 ، كنز العمّال 13 / 608 ح 37554 .

وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن شقيق : « كنّا مع حذيفة جلوساً فدخل عبد الله وأبو موسىٰ المسجد ، فقال - أي حذيفة - : أحدهما منافق . ثمّ قال - أي حذيفة - : إنّ أشبه الناس هدياً ودلّاً وسمتاً برسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله » (1) .

وروىٰ الشيخ المفيد في أماليه عن عليّ عليه السلام - بشأن أبي موسىٰ - :

« والله ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً ، ولقد كان الّذين تقدّموني استولوا علىٰ مودّته ، وولّوه وسلّطوه بالإمرة علىٰ الناس ، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه ، فأقررته علىٰ كره منّي له ، وتحمّلت علىٰ صرفه من بعد » (2) .

وذكر المسعودي في مروج الذهب : « إنّ أبا موسىٰ ثبّط الناس عن عليّ عليه السلام في حرب الجمل ، فعزله عن الكوفة وكتب إليه : « اعتزل عملنا يا بن الحائك مذموماً مدحوراً ، فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنّات وهنيّات » (3) .

وذكر ابن سعد في الطبقات عن أبي بردة - وهو ابن أبي موسىٰ الأشعري - : « . . . إذ دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية : إن وليت من أمر الناس شيئاً فاستوصِ بهذا ، فإنّ أباه كان أخاً لي - أو خليلاً أو نحو هذا من القول - غير أنّي قد رأيت في القتال ما لم ير » (4) .

هذا ، ويستفاد من الموارد والنصوص الآنفة عدّة أُمور : .

ص: 66


1- سير أعلام النبلاء 2 / 393 رقم 82 ، تاريخ دمشق 32 / 93 .
2- الأمالي - للمفيد - : 295 رقم 6 .
3- مروج الذهب 2 / 367 ، تاريخ الطبري 4 / 499 - 500 .
4- الطبقات الكبرىٰ 4 / 112 ، تاريخ الطبري 5 / 332 ، سير أعلام النبلاء 2 / 401 رقم 82 .

الحادية عشرة :

إنّ أحد أعضاء مجموعة أهل العقبة والرهط هو عبد الله بن قيس بن سليم ، المشتهر ب- : أبي موسىٰ الأشعري ، صاحب البرنس الأسْود ، وهو أوّل بصمات المجموعة يجدها المتتبّع بوضوح ، ومنه تتلاحق بقية البصمات .

الثانية عشرة :

ما تقدّم من قول عليّ عليه السلام من أنّ الخلفاء قبله « استولوا علىٰ مودّته ! ! وولّوه وسلّطوه بالإمرة علىٰ الناس » ، وقال عليه السلام له : « فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنّات وهنيّات » ؛ فما هو يا ترىٰ سبب مودّتهم له بالدرجة الشديدة ، كما عبّر عليه السلام : « استولوا علىٰ مودّته » ؟! وما هو سبب توليتهم وتسليطهم له ، علىٰ نقيض نفرة حذيفة وعمّار له ، وتنويههم وتصريحهم بأنّه من مجموعة أهل العقبة ؟!

الثالثة عشرة :

ما تقدّم من تصريح معاوية بخلّته لأبي موسىٰ الأشعري ، كما في شدّة مودّة الخلفاء السابقين له أيضاً ، وتوافقهم علىٰ توليته وتسليطه علىٰ إمارة علىٰ الناس .

ذكر الطبري في تاريخه عن جويرية بن أسماء : « قدم أبو موسىٰ علىٰ معاوية فدخل عليه في برنس أسْود ، فقال : السلام عليك يا أمين الله ! ! ! قال : وعليك السلام .

ص: 67

فلمّا خرج قال معاوية : أقدم الشيخ لأُولّيه ، ولا والله لا أُولّيه » (1) .

وروىٰ الثقفي في الغارات عن محمّد بن عبد الله بن قارب : « إنّي عند معاوية لجالس ، إذ جاء أبو موسىٰ فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! ! قال : وعليك السلام ، فلمّا تولّىٰ قال : والله لا يلي هذا علىٰ اثنين حتّىٰ يموت » (2) .

يظهر من ذلك شدّة حرص أبي موسىٰ الأشعري علىٰ تولّي الإمارة ، وأنّ سيرته في هذا الحرص - بالتالي - توضّح لنا معالم دواعي مشاركته في عملية الفتك بالنبيّ صلى الله عليه وآله ، وأنّ دواعي المجموعة هي الوصول إلىٰ سدّة الحكم والإمارة في ظل أجواء الدين الجديد ، لا كبقية المنافقين ممّن يريد إعادة الكفر والشرك مرّة أُخرىٰ جهاراً . .

فالظاهر إنّ هذه المجموعة رأت الفرصة متاحة للوصول إلىٰ السلطة في ظلّ الدعوة للإسلام ؛ إذ لم تكن متاحة لهم في ظلّ سُنن الملّة الجاهلية ، التي تحكمها القوانين القبلية والعشائرية ، وهم ليسوا بذوي حسب ونسب قبلي يؤهلهم إلىٰ ذلك .

ويتوافق هذا الشاهد في توضيح معالم دواعي أهل العقبة - وهي الوصول إلىٰ سدّة الحكم في ظلّ الدعوة الجديدة - مع الشاهد المتقدّم سابقاً عنهم من أنّهم من خاصّة أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله بنظر الناس وعامّة المسلمين ، أي أنّهم رسموا وصنعوا لأنفسهم صورة لمكانة دينية في أذهان المسلمين ، وهذه الصورة هي السلّم والطريق لوصولهم لأمارة الحكم ؛ ففي ظلّ الدعوة الجديدة يغيب المعيار القبلي والتحالفات العشائرية ، ومعيار القدرة المالية ، .

ص: 68


1- تاريخ الطبري 5 / 322 ، الكامل في التاريخ 2 / 527 ، أنساب الأشراف 5 / 50 .
2- الغارات 2 / 656 .

وينفتح باب تقنين جديد لعلاقات المجتمع وشرائعه ، ومن الممكن أن يسنّوا - حينئذ - ما يوافق تمركز القدرة لهم دون ما يرسمه الدين ، ودون ما يرسمه ويقننه الدين الإسلامي ، ودون ما كانت ترسمه شريعة الجاهلية السابقة . .

فلا القدرة الشرعية الدينية المتمثّلة بالنبيّ صلى الله عليه وآله ووصيّه أمير المؤمنين ابن عمّه عليه السلام ، ولا القدرة التقليدية القبلية ، بل السماح ببروز قدرة ثالثة في ظلّ الأجواء الجديدة إلّا أنّها وليد اصطناعي من هذه المجموعة .

وروىٰ الواقدي في المغازي حادثة العقبة كما مرّ وذكر في ذيلها قول رسول الله صلى الله عليه وآله عندما سئل عن قتل أُولئك الرهط : « إنّي لأكره أن يقول الناس أنّ محمّد لمّا انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه .

فقال : يا رسول الله ! فهؤلاء ليسوا بأصحاب .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أليس يظهرون شهادة أن لا إلٰه إلّا الله ؟!

قال : بلىٰ ، ولا شهادة لهم !

قال : أليس يظهرون أنّي رسول الله ؟!

قال : بلىٰ ، ولا شهادة لهم !

قال : فقد نُهيت عن قتل أُولئك » .

وروىٰ عن أبي سعيد الخدري : « قال : كان أهل العقبة الّذين أرادوا بالنبيّ صلى الله عليه وآله ثلاثة عشر رجلاً ، قد سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله لحذيفة وعمّار رحمهما الله » .

وروىٰ عن جابر بن عبد الله : « قال : تنازع عمّار بن ياسر ورجل من المسلمين في شيء فاستبّا ، فلمّا كاد الرجل يعلو عمّاراً في السباب قال

ص: 69

عمّار : كم كان أصحاب العقبة ؟

قال : الله أعلم .

قال : أخبرني عن علمكم بهم ؟!

فسكت الرجل ، فقال من حضر : بيّن لصاحبك ما سألك عنه .

وإنّما يريد عمّار شيئاً قد خفي عليهم ، فكره الرجل أن يحدّثه ، وأقبل القوم علىٰ الرجل فقال الرجل : كنّا نتحدّث أنّهم كانوا أربعة عشر رجلاً .

قال عمّار : فإنّك إن كنت منهم فهم خمسة عشر رجلاً .

فقال الرجل : مهلاً ، أذكرك الله أن تفضحني .

فقال عمّار : والله ما سمّيت أحداً ، ولكنّي أشهد أن الخمسة عشر رجلاً اثنا عشر منهم حرب لله ولرسوله ( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) » (1) .

ويستفاد من هذه الموارد أُموراً :

الرابعة عشرة :

ما تقدّم من أنّ أهل العقبة والرهط هم ممّن يحيط بالنبيّ صلى الله عليه وآله لدرجة عدّهم - عند الناس - من أصحابه في مقابل بقية الناس . .

وقد روىٰ الصدوق في الخصال ، بإسناده إلىٰ حذيفة بن اليمان أنّه قال : « الّذين نفروا برسول الله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور ، وأبو الدواهي ، وأبو المعازف ، وأبوه ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة ، وأبو الأعور ، والمغيرة ، وسالم مولىٰ أبي حذيفة .

ص: 70


1- المغازي 2 / 1042 - 1045 .

وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسىٰ الأشعري ، وعبد الرحمٰن ابن عوف ، وهم الّذين أنزل الله عزّ وجلّ فيهم : ( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) » (1) .

الخامسة عشرة :

إنّ الرجل الذي تنازع معه عمّار فتسابّا يشهد نقل الواقدي أنّه بقدر عمّار في قرب الصحبة من النبيّ صلى الله عليه وآله ، ولو بنظر الناس ؛ إذ كيف يسأله عمّار عن عدّة أهل العقبة وعن علمه بهم مع كونه من الأباعد وأوساط الناس . .

كما أنّ تعبير الآخرين أنّ الرجل صاحب عمّار ، شاهد علىٰ كونه ممّن يحيط بالنبيّ صلى الله عليه وآله ، ومن ثمّ هو علىٰ علقة قريبة من عمّار .

كما أن تعبير عمّار وخطابه له : « أخبرني عن علمكم بهم » دالّ علىٰ كون كلّ مجموعة أهل العقبة هم من قبيل ذلك الرجل ، أي من الدائرة القريبة من النبيّ صلى الله عليه وآله .

كما أنّ تحاشي عمّار عن ذكر أسماء هؤلاء - مضافاً إلىٰ كونه وصية النبيّ صلى الله عليه وآله له ولحذيفة في تلك الواقعة ، ولو بحسب ما دام النبيّ صلى الله عليه وآله حياً - هو لمكانة أُولئك الرهط في أعين الناس ، فكان من المشقّة والصعوبة بمكان كشف الحقائق والأوراق لعامّة الناس .

روىٰ ابن عبد البرّ في الاستيعاب في ترجمة حذيفة : « من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله و . . . وكان عمر بن الخطّاب يسأله عن المنافقين .

ص: 71


1- الخصال : 496 حديث 6 .

وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وآله . . . وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفّين وكانا قد بايعا عليّاً بوصية أبيهما بذلك إيّاهما » (1) .

وروىٰ المزّي في تهذيب الكمال ، عن قتادة : « قال حذيفة : لو كنت علىٰ شاطئ نهر ، وقد مددت يدي لأغترف فحدّثتكم بكلّ ما أعلم ما وصلت يدي إلىٰ فمي حتّىٰ أُقتل ! ! » .

وقال عطاء بن السائب ، عن أبي البختري : « قال حذيفة : لو حدّثتكم بحديث لكذّبني ثلاثة أثلاثكم - أي كلّكم - .

قال : ففطن له شاب فقال : من يصدّقك إذا كذّبك ثلاثة أثلاثنا ؟!

فقال : إنّ أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله عن الخير وكنت أسأله عن الشر .

قال : فقيل له : ما حملك على ذلك ؟

فقال : إنّه من اعترف بالشر وقع في الخير » .

وروىٰ عن النزّال بن سبر : « كنّا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان : يا أبا عبد الله ! ما هذا الذي يبلغني عنك .

قال : ما قلته .

فقال عثمان : أنت أصدقهم وأبرّهم .

فلمّا خرج قلت : يا أبا عبد الله ! ألم تقل ما قلته ؟!

قال : بلىٰ ، ولكنّي أشتري ديني ببعضه مخافة أن يذهب كلّه »

وروىٰ عن بلال بن يحيىٰ : « بلغني أنّ حذيفة كان يقول : ما أدرك .

ص: 72


1- الاستيعاب - بذيل الإصابة - 1 / 277 - 278 .

هذا الأمر أحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله إلّا قد اشترىٰ بعض دينه ببعض .

قالوا : فأنت ؟!

قال : وأنا . . والله إنّي لأدخل علىٰ أحدهم ، وليس من أحد إلّا وفيه محاسن ومساوئ ، فأذكر من محاسنه وأعرض عن ما سوىٰ ذلك ، وربّما دعاني أحدهم إلىٰ الغذاء فأقول : إنّي صائم ولست بصائم » (1) .

ويستفاد من هذه الموارد أُموراً :

السادسة عشر :

إنّ أسرار المنافقين - وعمدتها أسماء مجموعة أهل العقبة - لا يحتمل غالب الناس وعامّة المسلمين كشفها والإعلان عنها ، كما صرّح بذلك حذيفة ، بل لقتلوه كما قال . .

كما إنّ حذيفة يصرّح بانسياق وذهاب كثير من الصحابة وراء الدنيا وتكالبهم عليها ، ونكث العهود التي أخذها الله ورسوله عليهم .

السابعة عشرة :

إنّه كانت بين حذيفة وعثمان منافرة ومراقبة ومواجهة بسبب ما يعرفه حذيفة من أسماء أهل العقبة ، وكان منها ما يمسّ عثمان وأمثاله من جماعته من الصحابة .

للبحث صلة . . . .

ص: 73


1- تهذيب الكمال 2/ 75 - 77 .

اللالئ الخوارزمية

فارس حسّون كريم

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وسلامه علىٰ حبيبه وصفيّه محمّد ، وعلىٰ أهل بيته الّذين طهّرهم تطهيراً .

لقد كان من الممكن أن يكون يوم العاشر من شهر محرّم الحرام رقماً عاديّاً شأنه كشأن يوم العاشر من أي شهر قمري يمرّ علينا ، غير أنّ العاشر من المحرّم حاز علىٰ أهمّيّة خاصّة انفرد بها عن سواه وذلك أنّه قد صار هذا اليوم تاريخاً يعرفه القاصي والداني .

نعم ، لقد كتبه الإمام الحسين بن علي عليه السلام بدمائه الطاهرة ، فأعطاه قيمة كبيرة ، إذ قرنه بشهادته الخالدة بتلك الصورة المفجعة .

وكما أنّه عليه السلام أعطىٰ هذا الزمن قدسيّة ، وشرّفه بذكره معه فإنّه عليه السلام طهّر وقدّس تلك البقعة التي نالت شرف احتضان دمائه الزاكية .

لقد حاربوه وضيّقوا عليه في ساعات معدودة ، وفرضوا عليه الإقامة في أرض محدودة ، وسفكوا دمه ، فأحيوا ذكره إلىٰ يوم القيامة .

ص: 74

يقول الأُستاذ عبد الحسيب طه : فكانت القصائد الباكية ، والخطب الرائعة ، والأقوال الدامية ، صدىً لهذه الدماء المسفوحة ، والجثث المطروحة ، تبعث ذكراها في كلّ قلب حزناً ، فيبعث الحزن أدباً ، يصوّر الآلام ، ويعلن الفضائل ، ويستميل القلوب ، ويسجّل العقائد ، ويشرح القضية الشيعية ، ويحتجّ لها في صراحة وعنف ، فيتناولها من أطرافها ، مفتناً في كلّ ذلك ، فمفاضلة جريئة ، ومعارضة شديدة ، ومناقشة فقهية ، ودعاية حزبية . . . (1) .

أمّا هو عليه السلام فقد حاربهم الدهر كلّه ، ودكّ مواضعهم أينما حلّوا ، وسلب عن أعينهم لذيذ منامها ، ومن ثمّ أهلكهم فانطمس ذكرهم ، وإن ذكرهم ذاكر فاللعن قرينهم .

وها هو ذكر الحسين عليه السلام علىٰ مرّ العصور ، فهو يذكر في كلّ زمان ومكان ، ويحتفل بذكره كلّ شيء ، فلم يقتصر ذكره علينا ، بل ذكره في عرش الله .

وقد صدق فيه وفي أخيه الحسن عليه السلام قول رسول الله صلى الله عليه وآله : « إنّ حبّ الحسن والحسين قذف في قلوب المؤمنين والمنافقين والكافرين » (2) ولم تقتصر تلك المحبّة علىٰ جيل دون جيل ، بل إنّه ثروة الأُمّة في كلّ عصر ومصر ، ومن حقّ كلّ الأجيال أن تتعرّف عليه ، وتقتدي به ، وتسلك سلوكه ، ليؤول مصيرها بقربه في الجنّة التي هو سيّد شبابها جميعاً (3) . .

ص: 75


1- أدب الشيعة : 170 .
2- المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 383 ، عنه بحار الأنوار 43 / 383 .
3- روىٰ الطوسي في الأمالي : 312 ح 81 بإسناده عن عليّ عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، عنه بحار الأنوار 43 / 265 ح 19 ، وعوالم العلوم 16 / 38 ح 1 وص 97 ح 2 .

وعلىٰ الرغم من أنّ الدنيا قد طوت مراحل كثيرة ، ودرست تقاليد وعادات لا تحصىٰ إلّا أنّ الذكر أو المنهج الحسيني قد واكب الدنيا ، وسيكون ذلك حتّىٰ قيام مهديّ آل محمّد عليه السلام الّذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً (1) .

ومن هنا فإنّ الشعراء والأُدباء الحسينيّين يرمزون دوماً باسمه عليه السلام إلىٰ الإسلام والهداية والحقّ والجهاد مثلما يرمزون باسم أعدائه إلىٰ الشرّ والفساد والطغيان . وما نظمه هؤلاء فيه وحده يفوق ما نظم في عظماء الدنيا قاطبة .

ولم ينحصر ذكر الحسين عليه السلام في طائفة معيّنة من الشعراء - كالشيعة مثلاً - بل ذكره شعراء سائر مذاهب المسلمين ، وأكثر من ذلك فقد ذكره شعراء غير المسلمين أيضاً .

ومن الشعراء المسلمين الّذين ذكروا الحسين وأهل بيته عليهم السلام الموفّق ابن أحمد المكّي الحنفي - الّذي ستتعرّف عليه من خلال الأسطر التالية - فهو قد خصّه عليه السلام بمؤلَّف مستقلّ سمّاه مقتل الإمام الحسين عليه السلام . .

ص: 76


1- انظر : مسند أحمد بن حنبل 3 / 17 و 28 ، المستدرك علىٰ الصحيحين 4 / 558 ، حلية الأولياء 3 / 101 ، تذكرة الخواصّ : 363 ، عقد الدُرر : 39 .

ترجمة الناظم (1)

اسمه ومدّة عمره :

الموفّق (2) بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق (3) بن المؤيّد المكّي الحنفي ، المعروف ب- : « أخطب خوارزم » .

كانت ولادته سنة 484 ه- / 1091 م ، ووفاته سنة 568 ه- / 1172 م .

ما قيل فيه :

1 - قال ابن عساكر في ترجمة الحسن بن سعيد بن عبد الله الدياربكري : . . . وكان مشهوراً بالفضل (4) .

2 - قال القفطي : أديب ، فاضل ، له معرفة تامّة بالأدب والفقه ، يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة ، وينشئ الخطب به ، أقرأ الناس عل .

ص: 77


1- تجد ترجمته أيضاً في : إنباه الرواة علىٰ أنباه النحاة 3 / 332 رقم 779 ، الجواهر المضيّة 3 / 523 رقم 1718 ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين 7 / 310 رقم 2557 ، بغية الوعاة 2 / 308 رقم 2046 ، الفوائد البهية - لمحمّد عبد الحيّ - : 41 ، روضات الجنّات 8 / 124 ، الكنىٰ والألقاب 2 / 11 ، أعيان الشيعة 6 / 325 ، الأعلام - للزركلي - 7 / 333 ، معجم المؤلّفين 13 / 52 ، الغدير 4 / 531 رقم 51 . إضافة إلىٰ ما كتبه الفاضلان : الشيخ مالك المحمودي والشيخ محمّد السماوي في مقدّمتي تحقيقيهما لكتابي المناقب ومقتل الحسين عليه السلام .
2- في الفوائد البهية : 41 : موفّق الدين أحمد بن محمّد ، وهو تصحيف ، إذ إنّ الناظم ذكر اسمه في شعره موفّقاً - كما سيأتي - .
3- في العقد الثمين 7 / 310 : موفّق بن أحمد بن محمّد .
4- تاريخ مدينة دمشق 4 / 177 - 178 .

العربيّة وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب (1) .

3 - قال الفاسي المكّي : العلّامة ، خطيب خوارزم ، كان أديباً ، فصيحاً ، مفوّهاً ، خطب بخوارزم دهراً ، وأنشأ الخطب ، وأقرأ الناس (2) .

4 - قال السيوطي : قال الصفدي : كان متمكّناً في العربية ، غزير العلم ، فقيهاً ، فاضلاً ، أديباً ، شاعراً ، قرأ علىٰ الزمخشري ، وله خطب وشعر (3) .

5 - قال العلّامة الأميني : كان فقيهاً ، غزير العلم ، حافظاً طائل الشهرة ، محدّثاً كثير الطرق ، خطيباً طائر الصيت ، متمكّناً في العربية ، خبيراً علىٰ السيرة والتاريخ ، أديباً ، شاعراً ، له خطب وشعر مدوّن (4) .

6 - قال السيّد ابن طاووس : أخطب خطباء خوارزم ، من أعظم علماء المذاهب الأربعة ، وقد أثنوا عليه في ترجمته ، وذكروا ما كان عليه من المناقب (5) .

أساتذته ومشايخه :

1 - إبراهيم بن علي الرازي - نزيل همدان - .

2 - أبو الحسن بشران العدل - لقيه ببغداد - .

3 - أبو الفضل بن عبد الرحمٰن الحفربندي .

4 - أحمد بن محمّد بن المؤيّد المكّي - أبوه - . .

ص: 78


1- إنباه الرواة 3 / 232 رقم 779 .
2- العقد الثمين 7 / 310 .
3- بغية الوعاة 2 / 308 .
4- الغدير 4 / 533 .
5- اليقين باختصاص مولانا عليّ بإمرة المؤمنين : 166 .

5 - أحمد بن محمّد بن بندار .

6 - جار الله محمود بن عمر الزمخشري .

7 - الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني .

8 - سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي .

9 - شهردار بن شيرويه الديلمي .

10 - عبد الرحمٰن بن أميرويه الكرماني .

11 - عبد الكريم بن محمّد السمعاني .

12 - عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني .

13 - علي بن الحسن الغزنوي ، الملقّب بالبرهان .

14 - علي بن عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي .

15 - عمر بن محمّد بن أحمد النسفي .

16 - الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الإسفراييني .

17 - المبارك بن محمّد السقطي .

18 - محمّد بن أحمد المكّي - أخوه - .

19 - محمّد بن الحسن البخاري .

20 - محمّد بن الحسين الاسترآبادي .

21 - محمّد بن أبي جعفر الطائي .

22 - محمّد بن عبد الملك بن الشعار .

23 - محمّد بن محمّد الشيحي ، الخطيب بمرو .

24 - محمّد بن منصور بن علي المقري ، المعروف بالديواني .

25 - منصور بن نوح الشهرستاني .

وغيرهم .

ص: 79

تلامذته والراوون عنه :

1 - أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم .

2 - أحمد بن الموفّق المكّي - ولده - .

3 - جمال الدين بن معين .

4 - طاهر بن أبي المكارم عبد السيّد بن علي الخوارزمي .

5 - عبد الله بن جعفر بن محمّد الحسني .

6 - محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني .

7 - مسلم بن علي .

8 - ناصر بن أحمد بن بكر النحوي .

9 - برهان الدين أبو المكارم ناصر بن عبد السيّد المطرّزي الخوارزمي .

مؤلّفاته :

1 - الأربعون في مناقب النبيّ الأمين ووصيّه أمير المؤمنين عليه السلام .

2 - ديوان شعره (1) .

3 - ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام (2) .

4 - قضايا أمير المؤمنين عليه السلام (3) .

ص: 80


1- كشف الظنون 1 / 815 .
2- ذكره ابن شهرآشوب في المناقب .
3- ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب .

5 - الكفاية ، في علم الأعراب (1) .

6 - المسانيد علىٰ البخاري .

7 - مقتل أمير المؤمنين عليه السلام (2) .

8 - مقتل الحسين عليه السلام (3) .

9 - المناقب (4) .

10 - مناقب أبي حنيفة (5) .

وقد عمدنا إلىٰ الأبيات التي نظمها المؤلّف في أهل البيت عليهم السلام فاستخرجناها من كتابيه : مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، طبعة أنوار الهدىٰ / قم 1418 ه- ، والمناقب طبعة مكتبة نينوىٰ الحديثة / طهران 1965 م وطبعة مؤسّسة النشر الإسلامي / قم 1411 ه- ، وكذلك ما ورد منها في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ، طبعة مؤسّسة العلّامة / قم ، ثمّ رتّبناها حسب القافية ، وأعربنا ما أمكننا منها مع تعيين وزنها الشعري ، كما شرحنا ما ورد فيها من ألفاظ غريبة - قدر المستطاع - اعتماداً علىٰ كتب اللغة .

وأخيراً نحمده تعالىٰ أن وفّقنا لما فيه إحياء تراثنا الإسلامي العزيز ، سائليه عزّ وجلّ أن يمنّ علينا بالمزيد ، إنّه نعم المولىٰ ونعم المعين . .

ص: 81


1- كشف الظنون 2 / 1498 .
2- ينقل عنه الميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء .
3- طبع بتحقيق الشيخ محمّد السماوي في النجف الأشرف ، وأُعيد طبعه أخيراً وصدر ضمن منشورات أنوار الهدىٰ ، قم - إيران .
4- طبع أخيراً بتحقيق الشيخ مالك المحمودي ، وصدر ضمن منشورات جماعة المدرّسين ، قم - إيران .
5- طبع قديماً في حيدر آباد - الهند - سنة 1321 ه- ، وطبع أيضاً في بيروت سنة 1401 ه- ضمن منشورات دار الكتاب العربي .

قافية الهمزة

قوله - من الطويل - في رثاء الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام (1) :

نَعَمْ بِادِّكاري (2) كَرْبلاءَ ومَنْ بها

تَفاقَمَ كَرْبي وٱسْتَحَمَّ

بَلائي

وأنفدَ عَيْني ماؤُها

بِبُكائِها

عَلَيْهِمْ وقدْ

أمْدَدْتُها بِدِمائي

فيا وَيْحَ قَوْمٍ

قَتَّلوهُمْ إذا بَدا

شَفيعُهُمُ مِنْ

جُمْلَةِ الخُصَماءِ

وساقُوا بَني بِنْتِ

النبيِّ مُحَمَّدٍ

إلىٰ الشامِ في

السَوْقِ العَنيفِ كَشاءِ (3)

قافية الباء

قوله - من السريع - في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام (4) :

إنَّ عَلِيَّ بْنَ

أبي طالِبٍ

خيْرُ الوَرىٰ

والْغالِبِ الطّالِبِ

يا طالِباً مِثْلَ

عَلِيٍّ وهَلْ

في الْخَلْق مِثْلُ

الفَتىٰ الطّالِبي

فَتْوىٰ رَسولِ اللهِ

أنْ لا فَتىٰ

إلَّا عَلِيَّ بْنَ

أَبي طالِبِ .

ص: 82


1- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 179 - 180 .
2- من الدِكر ، وهو الذِكر ، كما قال تعالىٰ في سورة القمر 54 : 15 ، 17 ، 22 ، 32 ، 40 ، 51 : ( فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) . انظر : لسان العرب 4 / 290 مادّة « دكر » . والمراد هنا : بتذكّري ، أو : حين أتذكّر .
3- الشاء : جمع شاة . النهاية - لابن الأثير - 2 / 522 مادّة « شيه » .
4- المناقب : 6 ، وط قم : 37 .

وذو الْفِقارِ

الْعَضْبُ (1)

لَمْ يَحْكِهِ

سَيْفٌ وَإنَّ

السَّيْفَ بِالضّارِبِ (2)

قوله - من الكامل - في أمير المؤمنين علي عليه السلام (3) :

أسَدُ الإلٰهِ

وسَيْفُهُ وقَناتُهُ

كالظُّفْرِ (4) يَوْمَ صِيالِهِ

والنَّابِ

جاءَ النِداءُ مِنَ

السَماءِ وسَيْفُهُ

بِدَمِ الكُماةِ (5) يَلِجُّ (6) في التِسْكابِ

لا سَيْفَ إلّا ذو

الفِقارِ ولا فَتىً

إلّا عَلِيُّ هازِمُ

الأحْزابِ

قوله - من الكامل - في مدح أمير المؤمنين عليه السلام (7) :

نَسَبَ المُطَهَّرِ

بَيْنَ أنْسابِ الوَرىٰ

كالشَّمْسِ بَيْنَ

كَواكِبِ الأنْسابِ .

ص: 83


1- العضب : السيف القاطع . لسان العرب 1 / 609 مادّة « عضب » .
2- أورد ابن شهرآشوب في المناقب 3 / 69 هذه الأبيات : إنّ عليَّ بن أبي طالبِ خيرُ الوَرىٰ والطالب الغالبِ خيرُ الورىٰ والطالب الغالبِ بَعْدَ النبيّ ابن أبي طالبِ يا طالباً مِثلَ عليٍّ وهَلْ في الخلق مِثلُ الفتىٰ الطالبِ وأورد أيضاً في ص 88 هذه الأبيات : فَتوىٰ رسولِ الله أن لا فتىٰ إلّا عليّ بن أبي طالبِ وذو الفقار العَضبُ لم يحكِهِ سَيْفٌ وإنّ السَّيفَ بِالضاربِ قَدِ اصْطَفَىٰ الغالِبُ زَوْجَ البَتولْ بَعْدَ أبيها مِنْ بَني غالِبِ وأخرج السيّد الأمين في أعيان الشيعة 6 / 325 البيتين الأخيرين نقلاً عن ابن شهرآشوب 3 / 88 .
3- المناقب : 6 ، وط قم : 38 ، فرائد السمطين 1 / 258 ؛ ولعلّ هذه الأبيات هي جزء من بائيّته الطويلة الآتية .
4- في الفرائد : كالصقْر .
5- جمع الكَمِيّ ، وهو الشجاع ؛ لأنّه تكمّىٰ في سلاحه ، أي تغطّىٰ به . المحيط في اللغة 6 / 348 مادّة « كمىٰ » .
6- في الفرائد : يلحّ ؛ وهو الأنسب .
7- المناقب : 14 ، وط قم : 48 . وهذان البيتان أيضاً لعلّهما من بائيّته الطويلة الآتية .

والشَّمْسُ إنْ

طَلَعَتْ فَما مِنْ كَوْكَبٍ

إلّا تَغَيَّبَ في

نِقابِ حِجابِ

قوله - من الكامل - في مدح أمير المؤمنين عليه السلام (1) :

هَلْ أبْصَرَتْ

عَيْناكَ في المِحْرابِ

كأبي تُرابٍ مِنْ

فتىً مِحْرابِ (2)

للهِ دَرُّ أبي

تُرابٍ إنَّهُ

أسَدُ الحروبِ (3) وزينَةُ المِحْرابِ

هوَ ضارِبٌ وسُيوفُهُ

كثَواقِبٍ

هوَ مُطْعِمٌ

وجِفانُهُ (4)

كَجِوابي (5)

هو ماهِدٌ أرْضَ

الدِماءِ ومُطْلِعٌ

شُهُبَ الأسِنَّةِ في

سَماءِ ضِرابِ (6)

هو قاصِمُ الأصْلابِ

غيرُ مُدافَعٍ

يَوْمَ الهياجِ

وقاسِمُ الأسْلابِ

إنّ النبيَّ مدينةٌ

لعُلومِهِ

وعَليٌّ الهادي لها

كالبابِ (7)

لولا عَليٌّ ما ٱهْتَدىٰ

في مُشْكِلٍ

عُمَرٌ ولا أبْدىٰ

جواباً لِصَوابِ (8)

قدْ نازَعَ الطَيْرَ

النبيَّ وَردّهُ

مَنْ رَدَّهُ

فاصْدُقْ بغَيْرِ كِذابِ (9)

وطَهارَةُ الهادي

عَليٍّ أشْعَرَتْ

بطَهارَةِ الأرْحامِ

والأصْلابِ

ما ٱرْتابَ في فَضْلِ

المُحِقِّ المُهْتَدي

غيرُ الغَويِّ

المُبْطِلِ المُرْتابِ

قدْ حازَ غاياتِ

العُلىٰ لمّا كَبا

منْ دونِهِنَّ

مُشَمِّراً لطِلابِ .

ص: 84


1- المناقب : 287 - 288 ، وط قم : 397 - 399 .
2- محراب : شديد الحرب ، شجاع . القاموس المحيط 1 / 53 مادّة « حرب » .
3- في ط طهران والكنىٰ والألقاب وأدب الطفّ : الحراب .
4- جمع جَفْنة ، وهي القَصعة . الصحاح 5 / 2092 مادّة « جفن » .
5- جمع الجابِية : الحوض الذي يُجْبىٰ فيه الماء للإبل . لسان العرب 14 / 129 مادّة « جبي » .
6- لم يرد هذا البيت في الكنىٰ والألقاب وأدب الطفّ ، وفي ط طهران : سماء ترابِ .
7- ورد هذا البيت في : المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 35 ، أعيان الشيعة 6 / 325 .
8- وردت هذه الأبيات في : الكنىٰ والألقاب 2 / 12 ، أدب الطفّ 3 / 187 .
9- في ط قم : فاصْدُقْ وقُلْ بكِذابِ .

فَتَحَ المُبَشِّرُ

بابَ مَسْجِدِهِ لهُ

إذْ سَدَّ فيهِ (1) سائِرَ الأبْوابِ (2)

نَزعَ العِدىٰ

أسْنانَهم لمّا مُنوا

مِنْهُ بِلَيْثٍ

كاشِرِ الأنْيابِ

كالشَهْدِ مَوْلانا

عَليُّ المُرْتَضىٰ

للأوْلياءِ ولِلْعِدىٰ

كالصّابِ (3)

في السِلْمِ طَوْدٌ (4) في الحُرُوبِ

عَقيقةٌ (5)

بالعَدْلِ راضٍ

لِلْهَضيمَةِ آبي

فإلى الثُرَيّا كَمْ

أثارَ عَجاجَةً

مَنْ كُلِّ رَأسٍ في

الثَرىٰ مُنْسابِ

غَيْثٌ هَطولٌ يَوْمَ

بَسْطِ حَرائِبٍ

لَيْثٌ صَؤولٌ يَوْمَ

قَبْضِ حِرابِ (6)

إنَّ الوَصِيَّ

مُجَنْدِلٌ عَمْرو الضبا (7)

في اللهِ بَيْنَ

دَكادِكٍ (8)

ورَوابي (9)

إنَّ الوَصِيَّ لَمُلْقِحٍ

لوَقائعٍ

وَلَدَتْ حُتوفَ

أُسودِها في الغابِ

إنَّ الوَصِيَّ لَفي

صِباهُ جامِعٌ

عَزْمَ الكُهولِ إلىٰ

صِيالِ (10)

شَبابِ .

ص: 85


1- في المناقب - لابن شهرآشوب - : عنه ، وفي الأعيان : عنهم .
2- ورد هذا البيت في : المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 193 ، أعيان الشيعة 6 / 325 .
3- الصاب : عصارة شجر مرّ . مجمع البحرين 2 / 103 مادّة « صوب » .
4- الطَود : الجبل . ترتيب القاموس المحيط 3 / 106 مادّة « طود » .
5- العقيقة : اسم السهم . أقرب الموارد 2 / 811 مادّة « عقق » . ويقال : عَقَّ البرق وٱنعقَّ : انشقَّ . وعقيقته : شُعاعه ، ومنه قيل للسيف : كالعقيقة ؛ وقيل : العقيقة والعقق : البرق ، إذا رأيته في وسط السحاب كأنّه سيف مسلول . المحكم والمحيط الأعظم 1 / 55 مادّة « عقق » ؛ وفي ط طهران : غَضَنْفَرٌ .
6- جمع حَريبة ، وحَريبة الرجل : مالُه الذي يعيش به . ترتيب كتاب العين 1 / 362 مادّة « حرب » .
7- يقال للرجل إذا كان خَبّاً مَنوعاً : إنّه لَخَبّ ضبّ . والضَبّ : الحقد في الصدر . وأضبّ الرجل علىٰ حقدٍ في القلب وهو يُضبّ إضباباً . تهذيب اللغة 11 / 477 مادّة « ضبّ » .
8- الدكْدك والدكداك من الرمل : ما تكبّس وٱستوىٰ . نزهة النظر : 274 مادّة « دكك » .
9- جمع الرابية : ما ارتفع من الأرض . شمس العلوم 4 / 2381 .
10- المصاولة : المواثبة ، وكذلك الصِيال والصيالة . لسان العرب 11 / 387 مادّة « صول » ؛ وفي ط طهران : « حزم » بدل « عزم » .

إنَّ الوَصِيَّ أبا

تُرابٍ دَسَّ في

بَطْنِ التُّرابِ

جَماجِمَ الأتْرابِ

إنَّ الوَصِيَّ

لَمَوْضِعِ الأسْرارِ إذْ

زَمَّ (1) النبيُّ مَطِيَّهُ

لِذِهابِ

إنَّ الوَصِيَّ أخا

النبيِّ المُصْطَفىٰ

زَمَنَ الصبا ما

جَرَّ ذَيْلِ تصابي

إنَّ الوَصِيَّ

ضَميرُهُ لَمْ يَنْسَدِلْ

يَوْماً عَلَىٰ

الأحقادِ للأصْحابِ

إنَّ الوَصِيَّ كَمَنْ

عَلِمتُمْ لُبَّهُ

مُتَثَبِّتٌ في

مَدْحَضِ الألْبابِ

إنَّ الوَصِيَّ عن

الفَواحِشِ مُعْرِضٌ

ومُعَرِّضٌ لكَتائِبٍ

وكِتابِ

وَرِثَ السَماحَةَ

والحَماسَةَ مَعْشَراً

جُبِلوا بأجْمَعِهِمْ

عَلىٰ الأنْجابِ

وجلَتْ خطابَتُهُ

عَرائِسَ خُرَّداً (2)

للخاطِبينَ كَثيرَةَ

الخُطّابِ

ولَهُ مَناقِبُ مَدَّ

مَدْحي ضَبْعَهُ

فيها وأكْثرها وراءَ

نِقابِ

أعْرَبتُ عَنْها

مِلْءَ حَيْزومي (3)

ولَمْ

أقْطَعْ مَطالِعَ

حِلْيَةِ الأعْرابِ

يا عاتبي بهوىٰ

عَليٍّ زِدْتَهُ

صِدْقاً هَوايَ

فَزِدْ بِكَمْتِ عِتابِ

أهْوىٰ جَديدَ

القَلْبِ في إيمانِهِ

رَثَّ العِمامَةِ

باليَ الجِلْبابِ (4)

أرْهَبْتَني

بِلَوائِمٍ لَفَّقْتَها

لمّا عَلِمْتَ

بشَأْنِهِ إعْجابي

وأهَبْتَ نَحْوي

بالمَلامِ بأنَّني

بِهَوىٰ عَليٍّ قَدْ

مَلَأْتُ إهابي (5)

ولَقَدْ أتىٰ هٰذا

الفَتىٰ ما قدْ أتىٰ

في (

هَلْ أَتَىٰ )

فإلىٰ مَتىٰ إرْهابي .

ص: 86


1- زمّ الشيء يزمّه زمّاً فانزمّ : شدّه ، الزمّ : مصدر ؛ زممت البعير : إذا علّقت عليه الزِمام ، تقول : زممتُ البعير : خَطَمْته . لسان العرب 12 / 272 مادّة « زمم » .
2- الخريدة : جمعها خَرائد وخُرُد وخُرّد : الفتاة العذراء ، الحيّية ، اللؤلؤة التي لم تثقب . الرائد 1 / 621 ؛ وفي ط قم : « للفاضلين » بدل : « للخاطبين » .
3- الحيزوم : الصدر او وسطه . المعجم الوجيز : 148 مادّة « حزم » .
4- الجلباب : ثوب أوسع من الخِمار ودون الرداء . . ما يغطّىٰ به من ثوب وغيره . المصباح المنير : 104 .
5- الإهاب : الجلد . كتاب العين 4 / 99 مادّة « أهب » .

إنْ كانَ أسْبابُ

السَعادَةِ جَمّةً

فَهَوىٰ عَليٍّ

أَأْكَدُ الأسْبابِ

وكَسَوْتُ أعْقابي

بِنَظْمي مِدْحةً

حُلَلاً تجدُّ علَيَّ

بِالأحْقابِ

حَسَناهُ وهوَ

وفاطِمٌ أهْواهُمُ

حَقّاً وأُوصي

بالهَوىٰ أعْقابي

قوله - من الوافر - في مدح أمير المؤمنين عليّ عليه السلام (1) :

ألا هَلْ مِنْ فَتىً

كَأبي تُرابِ

إمامٌ طاهرٌ (2) فَوْقَ التُّرابِ

إذا ما مُقْلَتي

رَمَدَتْ فَكُحلي

تُرابٌ مَسَّ نَعْلَ

أبي تُرابِ

مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ

كَمِصْرِ عِلْمٍ

أميرُ المُؤْمِنينَ

لَهُ كَبابِ

هُوَ البَكّاءُ في

المِحْرابِ لكِن

هوَ الضَّحَّاكُ في

يَوْمِ الحِرابِ

هوَ الْمَوْلىٰ

المُفَرِّقُ في المَوالي

حَرائِبَ قَدْ حَواها

بِالحِرابِ (3)

وعَنْ حَمْراءِ

بَيْتِ المالِ أمْسىٰ

وعَنْ صَفْرائِهِ

صِفْرَ الوِطابِ (4)

شَياطينُ الوَغىٰ (5) دُحِروا دُحوراً

بِهِ إذْ سَلَّ

سَيْفاً كَالشِّهابِ

نَعَمْ زَوْجُ

البَتولِ أخو أبيها

أبُو السِّبْطَيْنِ

رَوَّاضُ الصِّعابِ (6) .

ص: 87


1- المناقب : 289 ، وط قم : 399 ، الغدير 4 / 531 ، أدب الطفّ 3 / 185 ، وقد وردت بعض أبيات هذه القطعة في مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 181 - 182 .
2- في ط قم : وأنّىٰ مِثْلُهُ .
3- لم يرد هذا البيت في الغدير وأدب الطفّ .
4- الوطاب : جمع الوطب ، وهو سِقاء اللَّبن ، وهو جلد الجَذَع فما فوقه . المعجم الوسيط 2 / 1041 مادّة « وطب » .
5- الوَغَىٰ : غَمْغَمة الأبطال في الحرب ، وكذلك أصوات البعوض والنحل إذا اجتمعت ، ونحو ذلك . ترتيب كتاب العين 3 / 1970 مادّة « وغي » .
6- لم يرد هذا البيت والّذي بعده في الغدير وأدب الطفّ . وراضه يروضه رَوضاً ، ورياضاً ، ورياضة : ذلَّله . يقال : راض المهرَ ، وراضَ نفسه بالتقوىٰ ، وراضَ القوافي الصعبة . المعجم الوسيط 1 / 382 .

عَلِيٌّ ما عَلِيٌّ

ما عَلِيٌّ

فَتىٰ يَوْم

الكَتيبَةِ والكتابِ

عَلِيٌّ بِالهِدايَةِ

قَدْ تَحَلّىٰ (1)

ولَمّا يَدَّرِعْ (2) بُرْدَ الثّيابِ (3)

عَلِيٌّ كاسِرُ

الأصْنامِ لَمّا

عَلا كَتْفَ النبيِّ

بلا احْتجِابِ (4)

عَلِيٌّ في النسِاءِ

لَهُ وَصِيٌّ

أمِينٌ لَمْ يُمانِعْ

(5)

بالحِجابِ (6)

عَليٌّ إنْ غَزا

قَوْماً تَجِدْهُمْ

مُرادَ الطَيْرِ

مُنْتَجَعَ الذُّبابِ

عَليٌّ قَرْنُهُ

العاتي قِرابٌ

إذا شامَ (7) الحِسامَ مِنَ

القِرابِ (8)

عَليٌّ إنْ أتَوْهُ

بِمُعْضلاتٍ

مُعَقَّدَةٍ لَهُ فَصْلُ

الخِطابِ

عَليٌّ عانَقَتْ

يُمْناهُ طُرّاً

كُعوبَ رِماحِهِ دونَ

الكِعابِ

عَليٌّ ضارِبٌ

بِضُباً كَشُهْبٍ

مضِيفٌ في جِفانٍ

كالجوابي

عَليُّ عابِسٌ طَلِقُ

المُحَيّا (9)

مضاعُ المالِ

مَحْمِيُّ الْجنابِ (10)

عَليُّ (11) بَراءَةٍ وغَديرُ

خُمٍّ

ورايةُ خَيْبَرٍ

ضِرْغامُ غابِ (12) .

ص: 88


1- في أدب الطفّ : تجلّىٰ .
2- درع المرأة : قميصها . والدرّاعة ، والمِدْرعة ، والمِدْرع واحد . وٱدَّرعها إذا لبسها . النهاية - لابن الأثير - 2 / 114 مادّة « درع » .
3- في الغدير وأدب الطفّ : الشباب .
4- ورد هذا البيت في المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 139 .
5- في نسخة من المناقب : يصانع .
6- ورد هذا البيت في المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 134 ، ولم يرد في أدب الطفّ
7- شِلتُ السيف : سللته . المحيط في اللغة 7 / 398 مادّة « شيم » .
8- القِراب : غِمد السيف والسكّين ، ونحوهما . لسان العرب 1 / 667 مادّة « قرب » .
9- المحيّا : الوجه . كتاب العين 3 / 318 مادّة « حيو » .
10- لم ترد هذه الأبيات الستّة في الغدير وأدب الطفّ .
11- في الغدير وأدب الطفّ : حَديثُ . وورد هذا البيت في الغدير بعد البيت الآتي .
12- في الغدير وأدب الطفّ : وراية خيبر فصل الخطاب .

عَليُّ قاتِلٌ عَمْرَو

بْنَ وِدٍّ

بِضَرْبٍ عامِرُ

البَلَدِ الخرابِ

عَليُّ تارِكٌ

عَمْراً كَجِذْعٍ

لَقىً (1) بَيْنَ الدَّكادِكِ

وَالرَوابي (2)

فَفَضَّلَهُ النبيُّ

بِصِدْقِ ضَرْبٍ

علىٰ مَن صَدَّقوهُ

في الثَوابِ

عَليُّ في مِهادِ

المَوْتِ عارٍ

وأحْمَدُ مُكْتَسٍ

غابَ اغْتِرابِ

يَقولُ الرُوحُ بَخْ

بَخْ يا عَليُّ

فَقَدْ عَرّضْتَ

روحَكَ لانْتِهابِ (3)

عَليُّ أحْمَسُ

الأصْحابِ قِدْماً

وأسْمَحُهُمْ

بِنَيْلٍ مُسْتَطابِ

وأعْلَمُهُمْ (4) وأقْضاهُمْ بِعِلْمٍ

بَعيدِ القَعْرِ

رَجّافِ العُبابِ (5)

مُؤَدٍّ في الرُكوعِ

زَكاةَ مالٍ

حَوَتْهُ حِرابُه

يَوْمَ الحِرابِ

عَلِيُّ الضَّيْفِ

والسَّيْفُ المُؤْتىٰ

وصَوْمُ الصَّيْفِ

والخَيْرُ الحِسابِ (6)

نَعَمْ يَوْم

العَطاءِ لَهُ عَطاءٌ

حِسابٌ لَيْسَ

يَدْخُل في الحِسابِ

فَنازَعَ صِهْرَهُ الطَّيْرَ

المُهادىٰ

وكانَ يَردّ مِنْهُ

بِالكِتابِ (7)

هُما مَثَلاً

كَهارونٍ وموسىٰ

بِتَمْثيلِ النبيِّ

بِلا ارْتِيابِ

بَنىٰ في المَسْجِدِ

المخصُوص باباً

لَهُ إذْ سَدَّ

أبْوابَ الصحابِ

كَأنَّ النّاسَ

كُلَّهُمُ قُشورٌ

ومَوْلانا عَلِيٌّ كَاللُّبابِ .

ص: 89


1- اللَقىٰ : ما طُرح وتُرك لهوانه . المعجم الوسيط 2 / 836 مادّة « لقي » .
2- لم يرد هذان البيتان في أدب الطفّ .
3- ورد هذان البيتان فی المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 65 .
4- في ط قم : وهو أعلمهم ؛ وكذا يستقيم الوزن ، وفي ط طهران : وأخْطَبُهُم .
5- الرجّاف : البحر ، سمّي به لاضطرابه وتحرّك أمواجه . وعباب الماء : أوّله ومعظمه . نزهة النظر : 307 مادّة « رجف » وص 535 : مادّة « عبب » .
6- الحِساب : العدّ ، والكثير الكافي . وفي التنزيل العزيز : ( جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ) [ سورة النبأ 78 : 36 ] . المعجم الوسيط 1 / 171 مادّة « حسب » .
7- الأبيات التسعة المتقدّمة لم ترد في الغدير وأدب الطفّ .

ولايَتُهُ بِلا

رَيْبٍ كَطَوْقٍ

عَلىٰ رَغْم

المَعاطِسِ (1)

في الرِقابِ

إذا عُمَرٌ تَخَبَّطَ

في جَوابٍ

ونَبَّهَهُ (2) عَلِيٌّ لِلصَّوابِ (3)

يَقولُ وخالِقي (4) لَوْلا عَليٌّ

هَلَكْتُ هَلَكْتُ في

دَرْكِ (5)

الجَوابِ (6)

فَفاطِمَةٌ ومَوْلانا

عَليٌّ

ونَجْلاهُ سُروري في

اكْتِئابي (7)

ومَنْ يَكُ دَأْبُهُ

تَشْييدَ بَيْتٍ

فَها أَنا حُبُّ (8) أهْلِ الْبَيْتِ

دَأْبي

وإنْ يَكُ حُبُّهُمْ

هَيْهاتَ عاباً (9)

فَها أنا مُذْ عَقلتُ

قَرينَ (10)

عابِ (11)

لَقَدْ قَتَلوا

عَليّاً إذْ تَخَلَّىٰ (12)

لِسِبْحَتِهِ فَهَلّا

(13)

في الضِّرابِ

وقدْ قَتَلوا الرِضا

الحَسَنَ المُرَجّىٰ

جَوادَ العُرْبِ

بالسُمِّ المُذابِ

وقدْ مَنَعوا

الحُسَيْنَ الماءَ ظُلْماً

وكانَ الماءُ وِرْداً

للكِلابِ (14)

ولولا زَيْنَبٌ

قَتَلوا عَليّاً (15)

صَغيراً قَتْلَ بَقٍّ

أوْ ذُبابِ (16) .

ص: 90


1- المَعْطِس : الأنف . المعجم الوسيط 2 / 608 مادّة « عطس » ؛ والمراد : قهر الخصوم .
2- في أدب الطفّ : ينبّهه .
3- في الغدير وأدب الطفّ : بِالصَّواب .
4- في ط قم : بعَدْلِهِ .
5- في الغدير وأدب الطفّ : ذاك .
6- ورد هذا البيتان في المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 32 .
7- في المقتل والغدير وأدب الطفّ : الكتاب .
8- في المقتل والغدير وأدب الطفّ : مَدْحُ .
9- العَيْب والعاب : الوَصْمة . القاموس المحيط : 152 مادّة « عيب » .
10- في المقتل : قريب .
11- أثبتنا هذا البيت من المقتل والغدير وأدب الطفّ .
12- في المقتل : تَجَلّىٰ ، وفي الغدير وأدب الطفّ : مُذْ تَجلّىٰ .
13- في ط طهران : تَحَلّىٰ بسِبْحَتِهِ ، وفي المقتل والغدير وأدب الطفّ : لأهْلِ الحَقِّ فَحْلاً .
14- عجز البيت في المقتل والغدير وأدب الطفّ هكذا : وجُدِّلَ بالطِّعانِ وبالضِّرابِ .
15- أي الإمام السجّاد علي بن الحسين عليه السلام .
16- لم يرد هذا البيت في المقتل وأدب الطفّ .

وقدْ صَلَبوا إمامَ

الحَقِّ زَيْداً

فَيا للهِ مِنْ

ظُلْمٍ عِجابِ

بَناتُ مُحَمَّدٍ في

الشَّمْسِ عَطْشىٰ

وآلُ يَزيدَ في ظِلِّ

القِبابِ

لآلِ يَزيدَ مِنْ

أدَمٍ (1)

خِيامٌ (2)

وأصْحابُ الكِساءِ

بِلا ثِيابِ

يَزيدُ وجَدُّهُ

وأباهُ أُقلي (3)

وألْعَنُ والدِّيانةُ

لا تُحابي

قوله - من الطويل - في سبايا أهل البيت عليهم السلام (4) :

بَناتُ زِيادٍ في القُصورِ

قَدِ اسْتَوَتْ

عَلىٰ سُرُرِ

العَلْياءِ مِنْ كُلِّ جانِبِ

وإنَّ بَناتَ

الْهاشِمِيِّ مُحَمَّدٍ

رَسولِ الْهُدىٰ

نُكِّبْنَ سَيْرَ السَباسِبِ (5)

سَوافِرُ يَنْدُبْنَ

الحُسَيْنَ بِنَوْحَةٍ

تحِلُّ بِها

الأحْزانُ خَيْطَ السَواكِبِ

قوله - من الطويل - في رثاء الإمام الحسين عليه السلام (6) :

إذا ذَكَرَتْ نَفْسي

مَصائِبَ فاطِمٍ

بأوْلادِها هانَتْ

عَلَيَّ مَصائِبي

ولَمْ أتَذَكَّرْ

مَنْعَهُمْ عَنْ مَشارِبٍ

عَلىٰ ظَمَأٍ إلّا

وعِفْتُ مَشارِبي

أسيغُ مِياهي

بَعْدَهُمْ ثُمَّ أدَّعي

بأنّيَ في دَعْوَىٰ

الهَوىٰ غَيْرُ كاذِبِ

سَقَوْا حَسَناً

سُمّاً ذعافاً (7)

وجَدَّلوا

أخاهُ حُسَيْناً

بالقَنا والقَواضِبِ .

ص: 91


1- الأديم : الجلد ، والأدم : اسم للجمع . القاموس المحيط : 1389 مادّة « أدم » .
2- في نسخة من المناقب : قباب .
3- قَلاه قِلىً وقِلاءً ومَقْلِيَةً : أبغضه ، وكرهه غاية الكراهة فتركه . القاموس المحيط : 1709 مادّة « قلا » .
4- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 180 - 181 .
5- السباسب : جمع السَّبْسَب : المفازة ، أو الأرض المستوية البعيدة . القاموس المحيط : 123 مادّة « سبب » .
6- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 181 .
7- الذُّعاف : السَمّ . القاموس المحيط : 1048 مادّة « ذعف » .

فَضائِلُهُمْ

لَيْسَتْ تُعَدُّ وتَنْتَهي

وإنْ عُدِّدَتْ

يَوْماً قطارَ السَحائِبِ

وإنَّ يَزيداً رامَ

أنْ يَتَسَفَّلوا

وأنْ يَتَرَدَّوْا في

مَهاوي الْمَعاطِبِ (1)

وقَدْ رَفَعَ

العَدْلُ الْمُهَيْمِنُ حالَهُمْ

بِمَنْزِلَةٍ

قَعْساءَ (2)

فَوْقَ الكَواكِبِ (3)

قافية الراء

قوله - من السريع - في أنّ عليّاً عليه السلام خير الخلق بعد النبيّ صلى الله عليه وآله (4) :

إنّ عَليّاً سَيّدُ

الأوْصِياءْ

مَولَىٰ أبي بَكْرٍ

ومَوْلىٰ عُمَرْ

أقْصَرَ عَنْ

أسْيافِهِ قَيْصَرٌ

وإنَّ كِسْرىٰ عَن

قَناهُ انْكَسَرْ

انْحَجَرَتْ آسادُ يَوْمَ

الوْغىٰ

لَمَّا اكْتَسىٰ

لِلْحَرْبِ جِلْدَ الثمَرْ

لَمْ يَتَقَلَّدْ

سَيْفَهُ في الْوَغىٰ

إلَّا وَنادَىٰ

الدِّينُ جاءَ الظَّفَرْ

وهَلْ أتىٰ مَدْحُ

فَتىً هَلْ أَتىٰ

لِغَيْرِهِ في (

هَلْ أَتَىٰ )

(5)

إذْ نَذَرْ

فيا لَها مِنْ سِيَرٍ

في العُلىٰ

تُتْلىٰ عَلىٰ الناسِ

كَمِثْلِ السُوَرْ .

ص: 92


1- المعاطب : جمع معطب ، عَطِب : هلك . القاموس المحيط : 149 مادّة « عطب » ؛ والمراد : موضع العطب والهلاك .
2- القعساء من النمل : الرافعة صدرها وذنبها . نزهة النظر : 700 مادّة « قعس » ؛ والمراد هنا : منيعة ، ثابتة .
3- وردت الأبيات الثلاثة الأخيرة في مقتل الإمام الحسين عليه السلام 1 / 17 بهذه الصورة : يَزيدُ لَظىً قد رام أن يتسفّلوا وأن يتردّوْا في مهاوي المعاطبِ وقد رَشَحَ العدلُ المهيمنُ حالَهُمْ بمنزلةٍ قعساءَ فوقَ الكواكبِ فضائلُهم ليست تُعدُّ فَتنتهي وإنْ عُدِّدتْ يوماً قَطار السحائبِ أقول : يزيد لظىً : أي يزيد النار .
4- المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 68 .
5- أي في سورة الإنسان .

قافية اللام

قوله - من الوافر - في رثاء الإمام الحسين عليه السلام (1) :

لَقَدْ ذَبَحوا

الحُسَيْنَ ابْنَ البَتولِ

وقالوا نَحْنُ

أشْياعُ الرَسولِ

بِقَطْرَةِ شِرْبَةٍ

بَخِلوا عَلَيْهِ

وخاضَ كِلابُهُمْ

وَسْطَ السُيولِ

قصارىٰ هَمّهمْ ريحٌ

شِمالٌ

وكاساتٌ مِنَ

الرَّاحِ الشَّمولِ (2)

وإنَّ مُوَفَّقاً (3) إنْ لَمْ يُقاتِلْ

أمامَكَ يا بْنَ

فَاطِمَةَ البَتولِ

فَسَوْفَ يَصوغُ فيكَ

مُحَبَّراتٍ (4)

تَنَقَّلُ في

الحُزونِ (5)

وفي السُهولِ

قوله - من البسيط - في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام (6) :

هٰذي المَكارِمُ لا

قَعْبانِ (7)

مِنْ لَبَنٍ

شِيبا (8) بِماءٍ فَعادا

بَعْدُ أبْوالا

قافية الميم

قوله - من المتقارب - في طوبىٰ (9) : .

ص: 93


1- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 179 .
2- الشَّمول : الخمر ؛ لأنّها تشمل بريحها الناس . لسان العرب 11 / 369 مادّة « شمل » .
3- يعني نفسه - الموفّق الخوارزمي - .
4- إشارة إلىٰ قصائده .
5- الحَزْن : ما غلظ من الأرض . ترتيب القاموس المحيط 1 / 636 مادّة « حزن » .
6- المناقب : 10 ، وط قم : 42 .
7- القَعْبٌ : قدح ضخم غليظ . المعجم الوسيط 2 / 748 مادّة « قعب » . وقعبان : مثنّىٰ قعب .
8- شاب الشراب يشوبه : إذا خَلَطه بماءٍ . المحيط في اللغة 7 / 394 مادّة « شوب » .
9- المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 236 .

فَطوبىٰ لِمَنْ ظلَّ

طوبىٰ لَهُمْ

وطوباهُمُ ثُمَّ

طوباهُمُ

قافية النون

قوله - من البسيط - في مدح أمير المؤمنين عليّ عليه السلام (1) :

لَقَدْ تَجَمَّعَ في

الهادي أبي الحَسَنِ

ما قَدْ تَفَرَّقَ في

الأصحابِ مِنْ حَسَنِ

ولَمْ يَكُن في

جَميعِ الناسِ مِنْ حَسَنٍ

ما (2) كانَ في الضَّيْغَمِ

العادي أبي الحَسَنِ

هَلْ كانَ فيهِمْ

وإنْ تَصْدُقْ حمدتُ بِهِ

ما كانَ فيهِ مِنَ

التَّحْقيقِ واللَسَنِ

هَلْ أوْدَعَ اللهُ

إيّاهُم وإنْ فضلوا

ما أوْدَعَ اللهُ

إيّاهُ مِنَ الزكَنِ (3)

هَلْ فيهِمُ مَنْ

لَهُ زَوْجٌ كَفاطِمَةٍ

قُلْ لا وإنْ ماتَ

غَيْظاً كُلُّ ذي إحَنِ (4)

هَلْ فيهِمُ مَنْ

لَهُ في (5)

وُلْدِهِ وَلَدٌ

مِثْلُ الحُسَيْنِ

شَهيدِ الطَّفِّ والحَسَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ

لَهُ عَمٌّ يُوازِرهُ

كَمِثْلِ حَمْزَةَ في

أعْمامِ ذا (6)

الزَّمَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ

لَهُ صِنْوٌ يُكانِفُهُ

كَجَعْفَرٍ ذي المَعالي

الباسِقِ (7)

الفَنَنِ (8) .

ص: 94


1- المناقب : 291 - 292 ، وط قم : 402 - 403 .
2- أضفنا « ما » ليستقيم الوزن .
3- الزَكَن : التفرّس والظنّ . الصحاح 5 / 2131 مادّة « زكن » .
4- الإحنة : الحِقد . الجمع : إحَن . المعجم الوجيز : 8 مادّة « إحن » .
5- في المناقب - لابن شهرآشوب - : من .
6- كذا الأصوب ، وفي المصدر : ذي .
7- بسق الرجل : علا ذكره في الفضل . المعجم الوسيط 1 / 57 مادّة « بسق » .
8- الفنن : الغصن . لسان العرب 13 / 327 مادّة « فنن » . وفي المناقب - لابن شهرآشوب - : الفطن . ووردت الأبيات الأربعة المتقدّمة في المناقب - لابن شهرآشوب - 2 / 171 .

هَلْ فيهِمُ مَنْ

تَوَلّىٰ يَوْمِ خَنْدَقِهِمْ

قِتالَ عَمْرٍو

وعَمْرٌو خَرَّ لِلذّقِنِ

هَلْ فيهِمُ يَوْمَ

بَدْرٍ مَنْ كَفىٰ قُدُماً

قَتلَ الْوَليدِ

الهِزَبْرِ الباسِلِ الحَزَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ

رَمىٰ في حينِ سَطْوَتِهِ

بِبابِ خَيْبَر لَمْ

يضْعُفْ ولَمْ يَهِنِ

هَلْ فيهِمُ مُشْتَرٍ

بِالنَّفْسِ جَنَّتَهُ

أكْرِمْ بِمَثْمَنِهِ

الغالي وَبِالثَّمَنِ

هَلْ فيهِمُ غَيْرُهُ

مَنْ حازَ مُجْتَهِداً

عِلْمَ الفَرائِضِ

والآدابِ والسُّنَنِ

هَلْ سابِقٌ مِثْلُهُ

في السابِقينَ لَهُ

فَضْلُ السِّباقِ

وَما صَلّىٰ إلىٰ الوَثَنِ (1)

وَهَلْ أتىٰ (

هَلْ أَتَىٰ )

إلَّا إلىٰ أسَدٍ

فَتىٰ الكَتائِبِ

طَوْدَ الحِلْمِ في المِحَنِ

أطاعَ في النَّقْضِ

والإبْرامِ خالِقَهُ

وقَدْ عَصىٰ نَفْسَهُ

فِي السِّرِّ والعَلَنِ

قَدْ كانَ يَلْبَسُ

مِسْحاً (2)

بالِياً خَلِقاً

مَعَ التَّمَكُّنِ

مِمّا حِيكَ في عَدَنِ

ما كانَ في زُهْدِهِ

أوْ عِلْمِهِ دَرَنٌ

وإنْ مَضىٰ عُمْرهُ

في ثَوْبِهِ الدَّرِنِ

الناسُ في سَفْحِ

عِلْمِ الشَّرْعِ كُلُّهمُ

لٰكِنْ عَليّ أبو

السِّبْطَيْنِ في القُنَنِ (3)

ويَوْمُهُ حَرْبٌ

أسَدُ الحَرْبِ ضَيْغَمُها (4)

ولَيْلُهُ سبحَةٌ

طَرّادَةُ الرَسَنِ

يا أحْبَسَ النّاسِ

والهَيْجاءُ لاقِحةٌ

يا أَسْمَحَ النّاسِ

بِالدُنْيا (5)

بِلا مِنَنِ

ما في السُّيوفِ كَسَيْفٍ

شِمتَهُ حَتَفاً

وإنْ جَلَتْهُ

زَماناً خِطَّةُ اليَمَنِ

ولا كَصِهْرِكَ في

الأصْهارِ مِنْ أحَدٍ

ولا كَمِثْلِكَ في

الأخْتانِ مِنْ خَتَنِ .

ص: 95


1- أورد في أدب الطفّ 3 / 187 الأبيات التالية من هذه القصيدة : لقد تجمّع في الهادي أبي حسن ما قد تفرّق في الأصحاب من حسن ولم يكن في جميع الناس من حسن ما كان في المرتضىٰ الهادي أبي الحسن هل سابق مثله في السابقين لقد جلّىٰ إماماً وما صلّىٰ إلىٰ وثن
2- المِسح : الكساء من الشعر . لسان العرب 2 / 596 مادّة « مسح » .
3- قُنّة كلّ شيء : أعلاه . والقُنّة : الجبل المنفرد المرتفع في السماء ، الجمع : قُنَن . المعجم الوسيط 2 / 763 .
4- كذا ورد صدر البيت في المصدر ، ولا يخلو من اضطراب .
5- في نسخة من المصدر : في الدنيا .

تَبّاً لِباغِيَةٍ

شاموا قَواضِبَهُمْ

لِنَصْرِهِمْ آلَ

حَرْبٍ مَصْدَرِ الفِتَنِ

قدْ فَضَّلوا نَجْلَ (1) حَرْبٍ مِنْ

ضَلالَتِهِمْ

عَلىٰ إمام الهُدىٰ

الراضي الرِضا الفَطِنِ

يَرْجونَ جَنَّتَهُمْ

هَيْهاتَ قدْ طَلَبوا

ماءَ الرَكايا (2) بِلا دَلْوٍ ولا

رَسَنِ (3)

وهُمْ يُلاقونَهُ في

قَعْرِ نارِهِمُ

مَعَ الشَياطينِ

مَقْرونينَ في قَرَنِ (4)

قوله - من الطويل - في تشريد أهل البيت عليهم السلام (5) :

أيَأْمَنُ وَحْشُ

البَرِّ غَائِلَةَ الوَرىٰ

وآلُ النبيِّ

المُصْطَفىٰ غَيْرُ آمِنِ

تَكَدَّرَتِ الدُنْيا

عَلَيْهِمْ وَقَدْ صَفَتْ

لِكُلِّ عَنيدٍ

شاطِرٍ (6)

مُتَماجِنِ

قافية الياء

قوله - من الوافر - في رثاء الإمام الحسين عليه السلام (7) :

لَقَدْ قَتَلوا

التَقِيَّ ابْنَ التَقِيِّ

بِأسْيافِ الشَقِيّ

ابْنِ الشَقيِّ

وقَدْ ذَبَحُوا

الحُسَيْنَ بِكَرْبَلاءٍ

لأمْرِ عُبَيْدٍ

الباغي الدَّعيِّ

وأهْدَوْا رَأْسَهُ

في رَأْسِ رُمْحٍ

لِنَحْوِ يَزيدٍ

العاتي البَغيِّ .

ص: 96


1- في ط طهران : آل .
2- الرَكْوة : البئر ، الجمع : الرَكايا . القاموس المحيط 4 / 336 مادّة « ركا » .
3- الرَسَن : الحَبْل . القاموس المحيط 4 / 227 مادّة « رسن » .
4- القَرَن : الحبل الذي يشدّان به . ومنه حديث ابن عبّاس : الحياء والإيمان في قَرَن ، أي مجموعان في حبل أو قِران . لسان العرب 13 / 336 مادّة « قرن » .
5- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 180 .
6- شَطَر عن أهله شُطوراً ، وشُطورة ، وشَطارة : نَزَح عنهم مُراغِماً وأعْياهم خُبْثاً ، والشاطر مأخوذ منه . المحكم والمحيط الأعظم 8 / 13 مادّة « شطر » . الشاطر : الخبيث الفاجر . المعجم الوسيط 1 / 482 .
7- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 180 .

وساقُوا نِسْوَةَ

المُخْتارِ أسْرىٰ

وقالوا نَحْنُ

أَشْياعُ النبيِّ

وأجْرُ رَسولِ رَبِّ

العَرْشِ لمّا

أشارَ بِهِ وِدادُ

بَني عَليِّ

قوله - من الكامل - في رثاء الإمام الحسين عليه السلام (1) :

مَنْ يَكْتَسِبْ

سَخَطَ النبيِّ مُحَمَّدٍ

لِينالَ في الدُنْيا

رِضى ابْنِ مُعاوِيَهْ

حَرُمَ الشَفاعَةَ في

الحِسابِ وسِيقَ في

زُمَرِ الضَلالَةِ

نَحْوَ نارٍ حامِيَهْ

فجَزاءُ قَوْمٍ

حارَبوا مِنْ دونِهِ

وٱسْتُشْهِدُوا

غُرَفُ الجِنانِ العالِيَهْ

وجَزاءُ مَنْ قَتَلَ

الحُسَيْنَ وحِزْبَهُ

يَوْمَ الجَزاءِ

خُلودُهُ في الهاوِيَهْ

.

ص: 97


1- مقتل الإمام الحسين عليه السلام 2 / 178 .

فهرس المصادر

1 - القرآن الكريم .

2 - أدب الطفّ ، لجواد شبّر ، نشر دار المرتضىٰ - بيروت 1409 ه- .

3 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين - بيروت 1984 م .

4 - أعيان الشيعة ، للسيّد محسن الأمين العاملي ، نشر دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1403 ه- .

5 - أقرب الموارد ، لسعيد الخوري الشرتوني ، نشر مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم 1403 ه- .

6 - الأمالي ، للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة - قم 1414 ه- .

7 - إنباه الرواة علىٰ أنباه النحاة ، لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي ، نشر دار الفكر العربي - القاهرة ، ومؤسّسة الكتب الثقافية - بيروت 1406 ه- .

8 - بحار الأنوار ، للشيخ محمّد باقر المجلسي ، نشر مؤسّسة الوفاء - بيروت 1403 ه- .

9 - بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة ، لجلال الدين عبد الرحمٰن السيوطي ، نشر المكتبة العصرية - بيروت .

10 - تاريخ مدينة دمشق ، لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي ، نشر دار الفكر - بيروت 1417 ه- .

11 - تذكرة الخواصّ ، لسبط بن الجوزي ، نشر مكتبة نينوىٰ الحديثة - طهران .

12 - ترتيب القاموس المحيط ، للأُستاذ الطاهر أحمد الزاوي ، نشر دار

ص: 98

المعرفة - بيروت 1399 ه- .

13 - ترتيب كتاب العين ، للأُستاذ أسعد الطيّب ، نشر دار الأُسوة - قم 1414 ه- .

14 - تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمّد بن أحمد الأزهري ، نشر المؤسّسة المصريّة العامّة للتأليف والأنباء والنشر - مصر 1384 ه- .

15 - الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة ، لأبي محمّد عبد القادر بن محمّد القرشي الحنفي ، نشر دار العلوم - الرياض 1398 ه- .

16 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الاصبهاني ، نشر دار الكتاب العربي - بيروت 1387 ه- .

17 - الرائد ، لجبران مسعود ، نشر دار العلم للملايين - بيروت 1986 م .

18 - روضات الجنّات ، للميرزا محمّد باقر الخوانساري ، نشر مكتبة إسماعيليّان - قم 1390 ه- .

19 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ، لنشوان بن سعيد الحميري ، نشر دار الفكر - دمشق ، ودار الفكر المعاصر - بيروت 1420 ه- .

20 - الصحاح ، لإسماعيل بن حمّاد الجوهري ، نشر دار العلم للملايين - بيروت 1404 ه- .

21 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، لتقي الدين محمّد الحسني الفاسي المكّي ، نشر مؤسّسة الرسالة - بيروت 1406 ه- .

22 - عقد الدرر في أخبار المنتظر ، ليوسف بن يحيىٰ المقدسي الشافعي ، نشر مكتبة عالم الفكر - القاهرة .

23 - عوالم العلوم والمعارف ، للشيخ عبد الله البحراني الأصفهاني ، تحقيق

ونشر مؤسّسة الإمام المهدي (عج) - قم 1405 ه- .

24 - الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب ، للشيخ عبد الحسين الأميني ، تحقيق ونشر مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة - قم 1416 ه- .

ص: 99

25 - فرائد السمطين ، لاِبراهيم الجويني ، نشر مؤسّسة المحمودي - بيروت 1398 ه- .

26 - الفوائد البهيّة ، لمحمّد عبد الحيّ ، نقلنا عنه بالواسطة .

27 - القاموس المحيط ، لمجد الدين محمّد الفيروزآبادي ، نشر مؤسّسة الحلبي - القاهرة . ونشر مؤسّسة الرسالة - بيروت 1407 ه- .

28 - كتاب العين ، لأبي عبد الرحمٰن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، نشر دار الهجرة - قم 1405 ه- .

29 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، للأديب مصطفىٰ بن عبد الله حاجي خليفة ، نشر مكتبة المثنّىٰ - بغداد .

30 - الكنىٰ والألقاب ، للشيخ عبّاس القمّي ، نشر مكتبة بيدار - قم 1358 ه- . ش .

31 - لسان العرب ، لابن منظور المصري ، نشر أدب الحوزة - قم 1405 ه- .

32 - مجمع البحرين ، لفخر الدين الطريحي ، نشر المكتبة الرضوية - طهران 1395 ه- .

33 - المحكم والمحيط الأعظم ، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيدة المرسي المعروف بابن سيده ، نشر دار الكتب العلميّة - بيروت 1421 ه- .

34 - المحيط في اللغة ، للصاحب إسماعيل بن عبّاد ، نشر عالم الكتب - بيروت 1414 ه- .

35 - المستدرك علىٰ الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، نشر دار المعرفة -

بيروت 1406 ه- .

36 - المسند ، لأحمد بن حنبل ، نشر دار الفكر - بيروت .

37 - المصباح المنير ، لأحمد بن محمّد المقري الفيّومي ، نشر دار الهجرة - قم 1405 ه- .

ص: 100

38 - معجم المؤلّفين ، لعمر رضا كحّالة ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت .

39 - المعجم الوجيز ، لمجموعة من المؤلّفين ، نشر دار الثقافة - قم 1411 ه- .

40 - المعجم الوسيط ، لمجموعة من المؤلفين ، نشر ناصر خسرو - طهران .

41 - مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزمي ، تحقيق ونشر أنوار الهدىٰ - قم 1418 ه- .

42 - المناقب ، لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزمي ، نشر مكتبة نينوىٰ الحديثة - طهران 1965 م ، ومؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين - قم 1411 ه- .

43 - مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب المازندراني ، نشر مؤسّسة العلّامة - قم .

44 - نزهة النظر في غريب النهج والأثر ، لعادل عبد الرحمٰن البدري ، نشر مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم 1421 ه- .

45 - النهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير الجزري ، نشر المكتبة الإسلاميّة .

46 - اليقين باختصاص مولانا عليّ بإمرة المؤمنين ، للسيّد علي بن طاووس الحلّي ، نشر دار الكتاب - قم 1413 ه- .

ص: 101

دليل المخطوطات (11) - مكتبة المرتضوي

مخطوطات مكتبة المرتضوي

( مشهد - إيران )

السيّد

أحمد الحسيني

بسم الله الرحمٰن الرحيم

المغفور له العلّامة السيّد أبو الحسن المرتضوي كان من علماء طهران الأجلّاء ، له مكتبة عامرة بالمطبوعات والمخطوطات ، أُهديت جملة من مخطوطاتها إلىٰ بعض المكتبات العامّة بوصية منه والباقي منها أمانة لدىٰ سماحة العلّامة السيّد جعفر سيدان في مشهد ، هذا ما سنحت الفرصة للفهرسة منها :

ص: 102

( 1 )

آتشكده

آزر

(

تراجم - فارسي )

تأليف : لطف علي بن آقاخان آذر بيكدلي ( 1195 ) .

يوم الأربعاء 13 صفر 1259 ، ثمانية أيام بعد عيد النيروز .

( 2 )

الاحتجاج

علىٰ أهل اللجاج

(

حديث - عربي )

تأليف : أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ( ق 6 ) .

من القرن الحادي عشر ، نسخة مجدولة مذهّبة نفيسة ،

بأوّلها لوحة فنية ، والصفحتان الأُولىٰ والثانية بين سطورهما

تذهيب .

( 3 )

اختيارات

أيام

(

نجوم - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ( 1110 ) .

من القرن الثالث عشر .

( 4 )

إرشاد

القلوب

(

حديث - عربي )

تأليف : أبي محمّد الحسن بن محمّد الديلمي ( ق 8 ) .

غفّار بن محمّد عظيم الخوئي ، أوائل جمادىٰ الآخرة

ص: 103

1242 ، الجزءان الأوّل والثاني .

( 5 )

أساس

المباني در ترجمة حرز الأماني

(

قراءة - فارسي )

تأليف : أبي الحسن علي بن الحسن الزواري ( ق 10 ) .

ترجمة وشرح جيّد لقصيدة حرز الأماني ووجه التهاني ، لأبي محمّد قاسم بن فيرة الشاطبي ( 590 ) .

يشرح كلّ بيت منها بثلاثة عناوين : « اللغة ، الإعراب ، حاصل المعنىٰ » ، وفي العنوان الأخير يحاول الشارح إيضاح ما يريده الشاطبي ولا يتطرّق إلىٰ مباحث مفصّلة .

أوّله : « سپاس بى قياس حضرت متكلمى را رواست كه نظم با نظام تنزيل را از شائبه تغيير وتبديل نگاه داشت . . . » .

آخره : « وٱحشرنا في زمرة محبّيهم إلىٰ يوم الدين ، بجاه سيّد المرسلين والأئمّة المعصومين ، صلوات الله عليهم أجمعين » .

لطف الله بن شكر الله الطبيب الكاشاني ، 21 ربيع الأوّل

959 ، نسخة نادرة نظيفة جيّدة .

( 6 )

أُصول

الدين

(

كلام - فارسي )

تأليف : الشيخ حسين بن محمّد الكربلائي الحائري ( ق 13 ) .

مختصر جدّاً في أُصول الدين ، في أصول خمسة ومقدّمة .

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . اين رساله ايست مختصر در بيان

ص: 104

اصول دين اسلام بر سبيل اجمال كه بر كافه مكلفين لازم است دانستن آن . . . » .

محرّم 1245 .

( 7 )

الأمالي

(

حديث - عربي )

تأليف : شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسي (460) .

سلطان بن طاهر ، جمادىٰ الأُولىٰ 1080 ، في مكّة

المكرّمة ، نسخة مصحّحة ، عليها بعض التعاليق .

( 8 )

بحر

الغرائب

(

علوم غريبة - فارسي )

تأليف : ؟

شرح الأسماء الحسنىٰ والأوصاف الإلٰهية ، علىٰ ضوء ما ذكره المشتغلون بالتصوّف والعلوم الغريبة ، وفيه إشارة إلىٰ تكسير الأسماء ووفق الأعداد وطريقة صنع الألواح ، مع التصريح والتوضيح لِما رمز إليه المشتغلون بهذه الشؤون (1) .

أوّله : « سالك طريق طريقت هادى راه شريعت عارف صمدانى ابو سعيد ابو الخير خراساني . . . » .

سنة 1298 في كربلاء . .

ص: 105


1- لعلّه المذكور في الذريعة 3 / 42 ، تأليف الشيخ محمّد بن محمّد بن أبي سعيد الهروي ، إلّا أنّ خطبة الكتاب محذوفة من النسخة التي نصفها هنا .

( 9 )

البركات الرضوية في تلخيص الفوائد الأُصولية

( أصول الفقه - عربي )

تأليف : السيّد محمّد بن محمود العصّار الطهراني ( 1355 ) .

محاولة لتخليص علم الأُصول عن الزوائد والفضول - علىٰ حدّ تعبير المؤلّف - وهو تلخيص كتاب فرائد الأُصول للشيخ مرتضىٰ الأنصاري ( 1281 ) .

يذكر البحوث الضرورية من هذا الفن بالعربية أوّلاً ، ثمّ بالفارسية ، حتّىٰ يتمكّن من الاستفادة منها أهل اللغتين ، كتبه بعد الهجرة من طهران إلىٰ المشهد الرضوي والاشتغال بالتدريس ، وأتمّه في مدينة طبس عند سفره إليها في يوم الاثنين ثالث ذي القعدة سنة 1342 .

سمّاه السيّد بالاسم المذكور لأنّه ألّفه في مشهد .

أوّله : « اللّهمّ يا مخلّص النار من الشجر والحجر ، والشجر من النوىٰ والمدر ، ويا منجي يونس من بطن الحوت . . . » .

آخره : « فعلىٰ من يريد الاطّلاع عليه الرجوع إلىٰ ما هناك » .

لعلّه بخطّ المؤلّف .

( 10 )

تحفة

الأحرار

(

شعر - فارسي )

نظم : نور الدين عبد الرحمٰن بن أحمد الجامي ( 898 ) .

يوم السبت 22 ذي الحجّة 1246 ، مخروم الأوّل .

ص: 106

( 11 )

تحفة

الأمير

(

تجويد - فارسي )

تأليف : السيّد محمّد بن مهدي الحافظ الحسيني ( ق 13 ) .

مختصر جدّاً في قواعد التجويد وآداب تلاوة القرآن الكريم .

أوّله : « منعمى را سپاس وشكر سزاست كه زبانها بحمد او گوياست ودرود بى پايان بر سيد انام وبر اوصياى كرام . . . » (1) .

سنة 1255 ، نسخة مجدولة نظيفة .

( 12 )

تذكرة

الأئمّة

(

فضائل المعصومين - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ( 1110 ) .

إسماعيل بن محمّد علي التيجاني الايجي الأصبهاني ،

يوم الأربعاء ثالث جمادىٰ الآخرة 1223 .

( 13 )

تذكرة

العارفين

(

أخلاق - فارسي )

تأليف : ملّا جعفر بن علي العقدائي اليزدي ( ق 13 ) .

مجالس مرتّبة للوعّاظ والخطباء ، فيها استعراض لبعض مناقب وفضائل الإمام الحسين عليه السلام وٱستشهاده بكربلاء وٱستشهاد أهل بيته وأصحابه ، وفيها إرشادات ومواعظ دينية مع إيراد بعض الشعر المناس .

ص: 107


1- تختلف ديباجة الكتاب في مختلف النسخ .

للموضوعات المبحوث عنها .

الكتاب في مجلّدين يحتويان علىٰ ثلاثين « محفل » وخاتمة ، بدأ المؤلّف بتأليف المجلّد الأوّل في 22 رمضان المبارك سنة 1237 .

بخطّ المؤلّف .

( 14 )

تذكرة

الكتّاب

(

شعر - فارسي )

جمع : لطف علي بن آقاخان آذر بيكدلي ( 1195 ) .

محسن بن عبد المطّلب ، جمادىٰ الآخرة 1214 في

يزد ، النسخة مخرومة الأوّل .

( 15 )

ترجمة

قطب شاهي

(

حديث - فارسي )

ترجمة : الشيخ محمّد بن علي ابن خاتون العاملي ( بعد 1055 ) .

كلب حسين البروجردي ، 11 جمادىٰ الآخرة 1071 .

( 16 )

ترجمة

مفتاح الفلاح

(

دعاء - فارسي )

ترجمة : جمال الدين محمّد بن الحسين الخوانساري ( 1125 ) .

أوّله مخروم : « فرقدان سا يكى از آيات باهره اش كه بى اغراق فزون از قطرات باران شكستن طاق كسرىٰ . . . » .

من القرن الثاني عشر ، ترجمة بعض الأدعية بين السطور

ص: 108

غير مكتوبة .

( 17 )

ترجمة

مهج الدّعوات ومنهج العنايات

(

دعاء - فارسي )

ترجمة : ؟

أوّلها : « بعد از حمد وصلوات ، چنين گفت افضل علماء اشرف مجد آل رسول . . . » .

مسعود بن شير علي الرستمداري ، 24 رمضان 995 ، في

المشهد الرضوي ، صححّه تقي الدين محمّد علىٰ نسخة المولىٰ

أحمد المقدّس الأردبيلي .

( 18 )

تمهيد

القواعد الأُصولية والعربية

(

أُصول ونحو - عربي )

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي ( 966 ) .

يوم الأحد سادس رجب 1117 ، بآخره فهرس الكتاب

المسمّىٰ كشف الفوائد ، غير تامّ في الكتابة .

أبو القاسم بن العبّاس الموسوي اللاهيجي ، سلخ شهر

رمضان 1227 .

( 19 )

ثمرة

الفؤاد

(

عرفان - عربي )

تأليف : قطب الدين محمّد بن علي الشريف اللاهيجي ( بعد 1075 ) .

ص: 109

رضا قلي بن إسماعيل رحيمي الحاجي آبادي ، سابع

شهر رمضان 1360 في مدرسة الحجّة ، الورقة الأولىٰ غير

مكتوبة .

( 20 )

ثواب

الأعمال وعقاب الأعمال

(

حديث - عربي )

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي ( 381 ) .

محمّد جعفر بن عبد الواسع الجيلاني ، العشر الثاني من

ربيع الأوّل 1064 ( آخر ثواب الأعمال ) ، عقاب الأعمال مخروم

الآخر .

( 21 )

جارح العينين في مصيبة مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام

( سيرة المعصومين - عربي )

تأليف : السيّد مير محمّد صادق بن محمّد باقر الواعظ الأصبهاني ( ق 13 ) .

في أحوال الإمام الحسين عليه السلام وٱستشهاده بكربلاء ، مبدوءاً ببعض أحوال النبيّ والزهراء وعليّ والحسن عليهم السلام ، استخرجه من كتاب بحار الأنوار للعلّامة المجلسي ، ومدح في أوّله فتح علي شاه القاجار ، وهو في تسعة وعشرين فصلاً ، وبآخره ملحق في أحوال المختار بن أبي عبيد الثقفي .

أوّله : « الحمد لله الذي هدانا إلىٰ الطريق المستقيم ، وجعلنا من

ص: 110

أُمّة حبيبه وصفيّه خاتم النبيّين محمّد المصطفىٰ ، ومن شيعة وليّه أمير المؤمنين . . . » .

محمّد إسماعيل الحسيني الواعظ الأصبهاني ، أخو

المؤلّف .

( 22 )

جام

جم

(

شعر - فارسي )

نظم : ركن الدين أوحدي الأصبهاني المراغي ( 738 ) .

من أواخر القرن الثالث عشر .

( 23 )

جام

جهان نما

(

فلسفة - فارسي )

تأليف : ؟

سابع شهر رمضان 1264 .

( 24 )

جامع المقال في ما يتعلّق بأحوال الحديث والرجال

( دراية - عربي )

تأليف : الشيخ فخر الدين بن محمّد علي الطريحي النجفي ( 1087 ) .

قريب من عصر المؤلّف .

ص: 111

( 25 )

جمال

الصالحين

(

حديث - فارسي )

تأليف : ميرزا حسن بن عبد الرزّاق اللاهيجي ( 1121 ) .

ملّا مراد بن ملّا حسن شكوري كليجاني ، يوم الثلاثاء 29

ذي القعدة 1103 ، في خدمة الشيخ محمّد رضا .

( 26 )

جُنّة

الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية

(

دعاء - عربي )

تأليف : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي ( 905 ) .

من القرن الثاني عشر ، نسخة

مجدولة مصحّحة ، عليها

تعاليق المؤلّف ، وفي الصفحة الأُولىٰ منها لوحة ذهبية عادية .

من القرن الثالث عشر ، مخروم الأوّل والآخر ، عليه تعاليق

كثيرة

( 27 )

الجُنّة

الواقية والجَنّة الباقية

(

دعاء - عربي )

تأليف : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي ( 905 ) .

من القرن الثاني عشر .

( 28 )

جوامع

الجامع

(

تفسير - عربي )

تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ( 574 ) .

ص: 112

محمّد صادق بن محمّد علي البيارجمندي ، يوم الأربعاء

17 جمادىٰ الآخرة 1130 ، نسخة مصحّحة ، عليها بعض

التعاليق .

( 29 )

جواهر

التفسير لتحفة الأمير

(

تفسير - فارسي )

تأليف : كمال الدين حسين بن علي الكاشفي البيهقي ( 910 ) .

سمّي في هذه النسخة : « جامع التفسير » .

أوّله : « نبدأ والله عليم حكيم ، زينت فاتحه هر كتاب وزيور خاتمة هر خطاب . . . » .

من القرن الثاني عشر .

( 30 )

جواهر

القرآن

(

علوم القرآن - عربي )

تأليف : أبي حامد محمّد بن محمّد الغزالي ( 505 ) .

أحمد الحسيني القوشي ، يوم الخميس 23 ربيع الآخر

1080 ، نسخة مجدولة ، مخرومة الأوّل .

( 31 )

جوك

باشست

(

فلسفة - فارسي )

تأليف : نظام پانى پتى ( ق 10 ) .

يوم الجمعة ثامن جمادىٰ الآخرة 1224 ، بأوّله معجم

ص: 113

فارسي للألفاظ الغريبة الواردة في

الكتاب .

( 32 )

حاشية

« أنوار التنزيل »

(

تفسير - عربي )

تأليف : بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي ( 1030 ) .

الحاشية الثانية .

محمّد صادق بن قنبر علي التولياني ، نسخة مصحّحة من

القرن الثاني عشر ، مخرومة الأوّل .

( 33 )

حاشية

« أنوار التنزيل »

(

تفسير - عربي )

تأليف : ؟

حاشية توضيحية مختصرة جدّاً .

أوّلها مخروم : « ولذلك فضل ما حكي التفضيل من وجهين . . . » .

آخرها : « فينبغي أن يحمل علىٰ التغليب لأنّ الثقل علىٰ الأرض يختصّ بالإنسان » .

رابع شهر رمضان 935 ، في المسجد الجامع لمدينة لار .

( 34 )

حاشية

« حاشية الخفري علىٰ شرح التجريد »

(

كلام - عربي )

تأليف : جمال الدين محمّد بن الحسين الخوانساري ( 1125 ) .

محمّد بن مهر علي المشكناني ، سنة 1236 في مدرسة

ص: 114

كاسه گران بأصبهان .

( 35 )

حاشية

« شرح الإشارات والمحاكمات »

(

فلسفة - عربي )

تأليف : ملّا ميرزا جان حبيب الله الباغنوي الشيرازي ( 994 ) .

محمّد كاظم التنكابني ، يوم الجمعة 15 جمادىٰ الأُولىٰ

1091 ، في مدرسة ملّا عبد الله بأصبهان .

( 36 )

حاشية

« شرح التجريد الجديد »

(

كلام - عربي )

تأليف : شمس الدين محمّد الجيلاني ، ملّا شمسا ( ق 11 ) .

حسين بن كمال الدين ، منتصف جمادىٰ الآخرة 1060 ،

في المشهد الرضوي .

( 37 )

حاشية

« عدّة الأُصول »

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : المولىٰ خليل بن الغازي القزويني ( 1089 ) .

محمّد شفيع بن ناد علي القمّي ، جمادىٰ الآخر 1086 ،

عليه تعاليق المصنّف .

( 38 )

حاشية

« المطوّل »

(

بلاغة - عربي )

تأليف : السيّد مير شريف علي بن محمّد الجرجاني ( 825 ) .

ص: 115

محرّم 1145 ، قسم علم البيان .

( 39 )

حاشية

« وافية الأُصول »

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : السيّد صدر الدين محمّد بن محمّد باقر القمّي ( بعد 1160 ) .

محمّد تقي ، يوم الخميس 12 جمادىٰ الأُولىٰ 1215 ،

كتب المتن في أعلىٰ الصحائف والحواشي ، علىٰ الورقة الأُولىٰ

تملّك عبد الجواد الحسيني الذي قرئ الكتاب لديه ظاهراً .

( 40 )

حجّة

بقية الله

(

متفرّقة - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد كاظم بن محمّد شفيع الهزارجريبي ( 1243 ) .

عبد الوهّاب بن محمّد حسن الكاتب الأصبهاني ، سنة

1273 .

( 41 )

الحدود

والديات

(

فقه - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ( 1110 ) .

سنة 1269 ، بآخره فوائد مختلفة .

ص: 116

( 42 )

حياة

الأرواح

(

كلام - عربي )

تأليف : المولىٰ محمّد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الاسترآبادي ( 1263 ) .

في أُصول الدين علىٰ وفق أُصول المذهب الاثني عشري ، مع الإشارة إلىٰ جملة من الأدلّة العقلية والنقلية المرتبطة بالمسائل . .

وهو في مقامات خمس في الأُصول الخمسة ، تتقدّمها مقدّمة في تعريف علم الكلام . تمّ تأليفه في سنة 1243 .

أوّله : « الحمد لله الواجب بالذات ، المنتهي إليه سلسلة الممكنات ، المتعالي بكمال ذاته وعينية صفاته الذاتية عن نقائص الإمكان . . . » .

آخره : « ومن تولّاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه ونحو ذلك . اللّهمّ ارزقنا كلّ ذلك » .

من عصر المؤلّف .

( 43 )

الخرائج

والجرائح

(

حديث - عربي )

تأليف : قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ( 573 ) .

من القرن الحادي عشر ، مخروم الأوّل والآخر .

ص: 117

( 44 )

خرقه

بخيه

(

طبّ - فارسي )

تأليف : مرتضىٰ قلي بن حسن خان شاملو ( ق 11 ) .

ذكر في الذريعة 7 / 149 أنّ هذا الكتاب تأليف محمّد بن محمّد مؤمن الطبيب ، نسبه شاملو إلىٰ نفسه .

يوم الثلاثاء عاشر شوّال 1236 ، بآخر الكتاب أُضيفت

فوائد طبّية وأدعية وطلسمات .

( 45 )

خلاصة

الأقوال في أحوال الرجال

(

رجال - عربي )

تأليف : العلّامة الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 726 ) .

ذو القعدة 1032 .

( 46 )

درّة

الغوّاص في أوهام الخواص

(

أدب - عربي )

تأليف : أبي محمّد القاسم بن علي الحريري ( 516 ) .

أبو طالب الحسيني ، 25 شوّال 1296 ، نسخة نظيفة ،

عليها بعض التعاليق .

( 47 )

ديوان

أمير المؤمنين عليه السلام

(

شعر - عربي )

منسوب إلىٰ : الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

ص: 118

من القرن الثالث عشر .

( 48 )

ديوان

بحر العلوم

(

شعر - عربي )

نظم : السيّد حسين بن محمّد رضا بحر العلوم النجفي ( 1306 ) .

مجموعة قصائد نظمها الشاعر في المناسبات المختلفة ، في فصلين ، الأوّل : في مدح ورثاء الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، الثاني : في العلماء والأخلّاء . له مقدّمة منثورة للناظم نفسه .

أوّله : « أحمدك اللّهمّ علىٰ تظافر آلائك التي لا تحصىٰ ، وتوافد نعمائك التي لا تستقصىٰ ، حمداً دائماً لا نفاد له أبداً » .

لعلّه بخطّ الناظم ، في الهوامش تصحيحات وإضافات .

( 49 )

ديوان

مجنون العامري

(

شعر - عربي )

نظم : قيس بن ملوّح العقيلي المجنون العامري .

عبد الله بن محمّد باقر ، سنة 1296 .

( 50 )

ذريعة

النجاح

(

دعاء - فارسي )

تأليف : السيّد مير محمّد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي ( 1116 ) .

قريب من عصر المؤلّف ، الورقة الأُولىٰ كتبت حديثاً .

ص: 119

( 51 )

روضة

المتّقين في شرح أخبار الأئمّة الطاهرين

(

حديث - عربي )

تأليف : المولىٰ محمّد تقي بن مقصود علي المجلسي الأصبهاني ( 1070 ) .

محمّد مقيم بن محمّد باقر الكنكازي ، يوم الثلاثاء غرّة

ربيع الآخر 1065 ، المجلّد الأوّل والثاني وفيه خرم بعد الورقة

الأُولىٰ .

( 52 )

رياض

الأحزان

(

سيرة المعصومين - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد علي بن محمّد البرغاني القزويني ( 1272 ) .

أوراق من أوّل المجلّد الخامس ، كتبت بخطّ جيّد في

عصر المؤلّف مع زخرفة .

( 53 )

رياض العارفين في شرح صحيفة سيّد الساجدين

( دعاء - فارسي )

تأليف : المولىٰ بديع الزمان القهبائي الهرندي ( ق 11 ) .

عاشر محرّم 1183 ( مُحي رقم المائة من النسخة ) ،

مصحّحة ، عليها بعض التعاليق .

ص: 120

( 54 )

زبدة

الحقائق

(

تصوّف - فارسي )

تأليف : الشيخ عزيز الدين بن محمّد النسفي النخشبي ( ق 7 ) .

محرّم 1038 في هراة ، كتب لميرزا محمّد جعفر .

( 55 )

الزهرات

الزوية في الروضة البهية

(

فقه - عربي )

تأليف : الشيخ علي بن محمّد بن الحسن العاملي ( 1104 ) .

محمّد علي ، من القرن الثالث عشر ، من أوّل الطهارة إلىٰ

آخر كتاب الزكاة .

( 56 )

شرح

الأسباب والعلامات

(

طب - عربي )

تأليف : برهان الدين نفيس بن عوض الكرماني ( 842 ) .

عبد الرزّاق بن الحسن ، 24 ذي القعدة 1043 ، نسخة

مصحّحة ، عليها تعاليق قليلة وبأعلىٰ أكثر الصحائف كتبت

وصفات طبّية .

( 57 )

شرح

ألفية ابن مالك

(

نحو - عربي )

تأليف : بدر الدين محمّد بن محمّد بن مالك الطائي الجياني ( 686 ) .

من القرن الثالث عشر ، مخروم الآخر .

ص: 121

( 58 )

شرح

تشريح الافلاك

(

فلك - عربي )

تأليف : ؟

أوّله : « الحمد لله الذي جعل في السماء بروجاً . . . » .

من القرن الثالث عشر

( 59 )

شرح

دعاء السمات

(

دعاء - عربي )

تأليف : الشيخ محمّد بن عبد الله بن علي البلادي البحراني ( ق 12 ) .

شرح ممزوج ، فيه شيء من التطويل والتفصيل ، اهتمّ الشارح فيه بمباحث أدبية وكلامية وعقائدية جيّدة ، مع نقل لبعض الشواهد الحديثية المناسبة لمقاطع الشرح ، تمّ تأليفه يوم الأحد خامس محرّم سنة 1166 .

أوّله مخروم : « عن حواس الخلق ، ونقل أيضاً - طاب ثراه - عن الباقر عليه السلام : والله أحد ، أي : المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه » .

بخطّ المؤلّف .

( 60 )

شرح

دعاء الصباح

(

دعاء - عربي )

تأليف : المولىٰ إسماعيل بن محمّد حسين الخواجوئي المازندراني ( 1173 ) .

نسخة حديثة ، علىٰ الأوراق الأُولىٰ تعاليق من : « علي »

ص: 122

وبخطّه .

( 61 )

شرح

دعاء الصباح

(

دعاء - عربي )

تأليف : السيّد نور الدين بن شفيع الحسيني الأراكي ( ق 14 ) .

شرح مختصر ممزوج ، فيه إشارات إلىٰ مطالب عقلية ، كتبه الشارح في إسلامبول بعد شرحه الفارسي علىٰ الدعاء نفسه ، وأتمّه في يوم الجمعة 16 أو 17 من شهر شوّال سنة 1336 .

أوّله : « اعلم أنّه مذهب الإمامية يلزم أن يكون النبيّ والإمام معصومين من الذنوب ومن السهو والنسيان . . . » .

آخره : « وٱعلم أنّ النسبة بينهما عموم من وجه ، ولا أعلم أنّ أيّهما أرجح ؛ لعدم نسخة منه عندي . والله الهادي » .

بخطّ المؤلّف .

( 62 )

شرح

دعاء الصباح والمساء

(

دعاء - عربي )

تأليف : محمّد صادق بن زين العابدين ( ق 11 ) .

شرح متين للدعاء السادس من أدعية الصحيفة السجّادية ، والشارح يهتمّ فيه بالمباحث الكلامية والعقائدية ، إلى جانب توضيح ما يحتاج إلىٰ التوضيح من المفردات اللغوية وما يستصعب من المسائل الأدبية ؛ وعلىٰ الكتاب تعاليق جيّدة مفيدة منه ، تعين علىٰ فهم ما في المتن .

أوّله : « الحمد لله فالق الإصباح ، وخالق المساء والصباح ، ومزوّج

ص: 123

الأرواح بالأشباح ، والصلاة علىٰ سيّد البشر . . . » .

آخره : « وإلّا سكن في زاوية الخمول ، وأقام مقامه مقام الذلول المعقول ، والله هو المعطي المسؤول ، وهو المرجوّ والمأمول » .

بخطّ أحد تلامذة الشارح ، كتب المتن بالحمرة ، وعليه

تعاليق الشارح .

( 63 )

شرح

الشافية

(

تصريف - عربي )

تأليف : فخر الدين أحمد بن الحسن الجاربردي ( 746 ) .

من القرن الثاني عشر ، الأوراق الأخيرة كتبها فضل الله في

سنة 1224 بأمر مولانا أحمد شيخ الإسلام طهران ، كتب المتن

في أعلىٰ الصحائف ، وعلىٰ الأوراق الأُولىٰ تعاليق .

( 64 )

شرح

الكافي

(

حديث - عربي )

تأليف : صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 1050 ) .

محمّد بن أحمد الحسيني الأصبهاني القهپائي ، يوم

السبت ثامن ربيع الأوّل 1228 .

( 65 )

شرح

الكافي

(

حديث - عربي )

تأليف : حسام الدين محمّد صالح بن أحمد المازندراني ( 1086 ) .

قريب من عصر المؤلّف ، من أوّل الكتاب إلىٰ آخر

ص: 124

الحجّة .

من القرن الثاني عشر ، مصحّح في الهوامش ، كتاب

الدعاء إلىٰ آخر الأُصول وكتاب الروضة .

أبو الفتح بن محمّد الحسيني الخوراسكاني ، من القرن

الثاني عشر ، كتاب الحجّة إلىٰ الإيمان والكفر .

( 66 )

شوارق

الإلهام في شرح تجريد الكلام

(

كلام - عربي )

تأليف : ميرزا عبد الرزّاق بن علي بن الحسين الفيّاض اللاهيجي ( 1072 ) .

أوّله مخروم : « المسألة الثانية : في اشتراك الوجود معنىً ، اتّفق جمهور المحقّقين علىٰ أنّ للوجود مفهوماً واحداً . . . » .

من القرن الثاني عشر ، نسخة مصحّحة ، عليها تعاليق

المؤلّف وغيره .

( 67 )

الصحيفة

السجّادية

(

دعاء - عربي )

إنشاء : الإمام السجّاد علي بن الحسين عليه السلام .

عبد الصمد بن محمّد بن شمس الدويشلي اللاهيجاني ،

يوم الأربعاء رابع شهر صفر 1064 ، نسخة مجدولة ، ليس فيها

قسم الملحقات .

ص: 125

( 68 )

صلاة

الجمعة

(

فقه - عربي )

تأليف : ميرزا محمّد بن عبد الفتّاح سراب التنكابني ( 1124 ) .

من عصر المؤلّف .

( 69 )

الصواعق

المحرقة

(

حديث - عربي )

تأليف : شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي ( 973 ) .

السيّد محمّد بن محمود الحسيني التوقاتي ، يوم الجمعة

17 جمادىٰ الآخرة 1060 ، في مدينة أنطاكية ، نسخة مجدولة

جيّدة ، بأوّلها لوحة فنّية ، قابلها محمّد كاظم بن محمّد حسين

الموسوي الكروني الأصبهاني ، وأتمّ المقابلة في ليلة 17 محرّم

1334

( 70 )

طبّ

(

طبّ - فارسي )

تأليف : ؟

مجموعة من التعاليم الطبّية ، اختارها المؤلّف من مصنّفات أفضل المتبحّرين ( حكيم محمّد حسين ) ، وهي مختصرة فيها أربع مقالات ذات أبواب ، هذا ملخّص عناوينها :

مقالت اول : در علم نظرى طب ، 17 باب .

مقالت دوم : در علم عملى طب ، 59 باب .

ص: 126

مقالت سوم : در ذكر ادويه مفرده ، 28 باب .

مقالت چهارم : در ذكر ادويه مركبه ، 29 باب .

أوّله : « سپاس خداوندى را كه ذات او بهيچ ذات نماند وصفات او بهيچ صفات نماند خيال در عالم جلال او نگنجد » .

من القرن الثالث عشر ، في النسخة خروم ، وبآخرها

فوائد ورسالة « كسب نامه » لهيبة الله بن عبد الله الكوفي ، وهي

في آداب التصوّف .

( 71 )

الطبّ

الكيمياوي

(

طبّ - عربي )

تأليف : براكلسوس الجرمني .

من القرن الثالث عشر ، مخروم الآخر ، وبأوّله وآخره

فوائد متفرّقة كثيرة .

( 72 )

عدّة

الداعي ونجاح الساعي

(

دعاء - عربي )

تأليف : أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي ( 841 ) .

محرّم 1081 ، نسخة مصحّحة ، وعليها تعاليق لغوية كثير

منها فارسية .

( 73 )

العروة

الوثقىٰ

(

فقه - عربي )

تأليف : سلمان بن الخليل .

ص: 127

يذهب المؤلّف في هذا الكتيّب الاستدلالي إلىٰ حرمة صلاة الجمعة في زمن غيبة الإمام عليه السلام ، وهو مقدّم إلىٰ الشاه سليمان الصفوي ، ومؤلَّف بطلب الأمير محمّد جعفر السبزواري حين زيارة المؤلّف المشهد الرضوي .

الاسم الكامل للكتاب : العروة الوثقىٰ لرفع الحيرة العظمىٰ عن الصلاة الوسطىٰ في الغيبة الكبرىٰ .

أوّله : « سبحان الملك القدّوس العزيز ، الوهّاب ذي المنن ، الذي بعث في الأُمّيّين رسولاً منهم تلا عليهم آياته . . . » .

آخره : « وهو ظاهر علىٰ من يخاف من الوعيد ، أو يلقىٰ السمع وهو شهيد ، لا علىٰ من بصره اليوم حديد » .

من القرن الثاني عشر ، نسخة مجدولة جيّدة .

( 74 )

عموم

قدرة الله تعالىٰ

(

كلام - عربي )

تأليف : محمّد بن محمّد علي الهرندي الأصبهاني ( 1243 ) .

بحث استدلالي ، يردّ المؤلّف فيه علىٰ شبهة أوردها أحد الطلبة - السيّد يوسف المازندراني - تتعلّق بقدرة الله تعالىٰ ، وذلك أيام دراسة المؤلّف حاشية جمال الدين الخوانساري لدىٰ الميرزا أبي القاسم الحسيني المدرّس .

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . هذه رسالة شريفة فيها هدىً ونور مبين ، إنّا صنّفناها عربية لعلّكم فيها ترغبون . . . » .

آخره : « فكم من سفينة عقل تغرق في لجج هذا القمقام ، وعلىٰ الله

ص: 128

التوكّل وبه الاعتصام ، إنّه وليّ الفضل والإنعام » .

محمّد بن عبد الله ، سنة 1223 ، عليه تعاليق المؤلّف .

( 75 )

عيون

أخبار الرضا عليه السلام

(

حديث - عربي )

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي ( 381 ) .

صدر الدين محمّد بن ملّا حسين السالكدهي ، من أعمال

لاهيجان ، 12 ربيع الآخر 1073 .

( 76 )

غاية

المأمول في شرح زبدة الأُصول

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : الفاضل الجواد بن سعد الله الكاظمي ( ق 11 ) .

يوم الاثنين 29 صفر 1226 .

( 77 )

غرر

الحكم ودرر الكلم

(

أدب - عربي )

تأليف : أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد الآمدي ( 510 ) .

علي أصغر بن علي أكبر الكرماني ، من القرن الحادي

عشر ، ألحق بآخر الكتاب خطبة الزهراء عليها السلام

المعروفة ، التي

خطبتها في مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله

، وبهوامشها تعاليق جيّدة .

( 78 )

قراءات

سبع

(

قراءة - فارسي )

تأليف : سلطان علي الحافظ الأوبهي .

ص: 129

مختصر جدّاً ، علىٰ ترتيب السور في القراءات السبع وٱختلاف القرّاء في بعض كلمات القرآن الكريم ، قدّمه المؤلّف إلىٰ ملك زمانه من دون التصريح باسمه .

أوّله : « قرائت سور نجات ورستگارى وتلاوت صحف شرف وبختيارى جز بترتيل حمد حضرت بارى . . . » .

من القرن العاشر ، نسخة مجدولة جيّدة الخطّ .

( 79 )

قرابادين

شفائى

(طبّ

- فارسي)

تأليف : السيّد مظفّر بن محمّد الحسيني الشفائي ( 963 ) .

يوم الجمعة 17 جمادى الأُولىٰ 1151 ، كُتب بطلب ميرزا

محمّد شفيع الطبيب .

( 80 )

القصيدة

الأزرية

(

شعر - عربي )

نظم : الشيخ كاظم بن محمّد الأزري البغدادي ( 1211 ) .

قصيدة هائية معروفة في مناقب أهل البيت عليهم السلام ، تسمّىٰ : « قرآن الشعر الأكبر وفرقان الفضل الأزهر » ، وتعرف بالاسم الذي ذكرنا .

نسخة حديثة مجدولة .

( 81 )

الكافي

(

حديث - عربي )

تأليف : ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني ( 328 ) .

ص: 130

مرتضىٰ قلي بن أصلان ، سنة 1070 ، نسخة مصحّحة ،

عليها تعاليق بخطوط مختلفة ، كتبها الكاتب لنفسه ثمّ وهبها

لملّا محمّد جعفر بن ميرزا حبيب الله ، بأوّلها فهرس للأحاديث

كُتب حديثاً .

( 82 )

كتاب

الدعاء

(

دعاء - عربي )

تأليف : ؟

منتخبات من كتب أدعية معروفة ك- : مصباح الكفعمي ، وأدرج المؤلّف فيه كتاب خلاصة الأذكار للمولىٰ محسن الفيض الكاشاني .

بخطوط مختلفة ، بعضه بخطّ عبد الوهّاب بن محمّد

مهدي الموسوي الأصبهانی ، بتاريخ 11 شوّال 1266 ، في

أصبهان ، خلاصة الأذكار بخطّ محمّد حسن القزويني وبتاريخ

1266 . .

( 83 )

كشف

الآيات

(

علوم القرآن - عربي )

تنظيم : ميرزا محمّد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي ( نحو 1100 ) .

من القرن الثاني عشر ، نسخة مجدولة مذهّبة ، بأوّلها

لوحة فنّية .

ص: 131

( 84 )

كشف

الغمّة في معرفة الأئمّة

(

سيرة المعصومين - عربي )

تأليف : أبي الحسن علي بن عيسىٰ الإربلي ( 692 ) .

حاتم بن علي الحميري ، يوم الأربعاء 27 ذي الحجّة

1079 ، نسخة جيّدة مجدولة ، علىٰ الورقة الأُولىٰ تملّكات منها

تملّك كمال الدين بن محمّد بن ناصر بن حسن .

( 85 )

كشف

المحجّة في شرح خطبة اللمّة

(

أدب - عربي )

تأليف : ؟

شرح مختصر جيّد علىٰ خطبة الزهراء عليها السلام ، التي خطبتها في مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله احتجاجاً علىٰ المهاجرين والأنصار ، كتبه الشارح بطلب بعض العلماء ، وحاول فيه توضيح بعض ما أشكل منها .

أوّله : « الحمد لله الذي جعل كلام أوليائه دليلاً قاطعاً علىٰ ولايتهم ، وبرهاناً ساطعاً علىٰ عصمتهم وإمامتهم . . . » .

آخره : « وأُمّ الطحال بغي في الجاهلية ، فضرب بها المثل ؛ يقال : أزنىٰ من أُمّ طحال . انتهىٰ » .

من القرن الثالث عشر .

( 86 )

كشف

المحجّة لثمرة المهجة

(

أخلاق - عربي )

تأليف : رضي الدين علي بن موسىٰ ابن طاووس الحلّي ( 664 ) .

ص: 132

من القرن الثالث عشر .

( 87 )

كنوز

العارفين ورموز الواصلين

(

عرفان - عربي )

تأليف : نور علي بن محمّد قاسم .

فوائد وعوائد استفادها المؤلّف من كتاب أُستاذه المولىٰ محمّد صالح المازندراني الذي ألّفه في شرح أُصول الكافي وروضته ، فاستخلص منه

آراءه وربّما ذكر بعض نصوص أقواله بعنوان : « قال مرشدي » ، ألّفه لانتفاع الطلّاب ، لا سيّما ولده سمّي حبيب الله ، وهو في مقدّمة ومشكاة ولمعة وتنويرات وخاتمة . هذه عناوين ما في النسخة :

المقدّمة : في بيان النفس الناطقة وحالاتها .

المشكاة : في أنّ الغرض الأصلي من خلق الإنسان معرفته .

اللمعة : في إثبات وجوب الرجوع إلىٰ الأئمّة عليهم السلام .

جملة من أبحاث هذا الكتاب في النصف الثاني منه كتبت بالفارسية .

أوّله : « الحمد لله الذي كشف عن صفات كماله ببسط بساط الوجود علىٰ ممكنات لا تحصىٰ ، ووضع عليها موائد كرمه التي لا تتناهىٰ . . . » .

من القرن الثالث عشر ، وهو مخروم الآخر .

( 88 )

الكواكب

الدرّية في مدح خير البريّة (

قصيدة البردة )

(

شعر - عربي )

نظم : شرف الدين محمّد بن سعيد البوصيري ( 694 ) .

ص: 133

من أوائل القرن الرابع عشر ، بخطّ نستعليق جيّد .

( 89 )

الكيمياء

(

كيمياء - فارسي )

تدوين : ؟

تعاليم كيمياوية دوّنت علىٰ غير ترتيب خاصّ ، وبعضها ذكرت مع تسمية المصدر المنقول عنه .

بخطّ المدوّن ، نسخة حديثة .

( 90 )

مائة

كلمة

(

أدب - عربي )

جمع : أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( 255 ) .

ربيع الأوّل 991 ، الكلمات مترجمة ، منظوماً إلىٰ

الفارسية ، كتبت الكلمات بخطّ الثلث الجيّد والترجمة

بالنستعليق .

( 91 )

متشابه

القرآن والمختلف فيه

(

علوم القرآن - عربي )

تأليف : رشيد الدين محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ( 588 ) .

سنة 1091 ، نسخة مصحّحة مجدولة .

ص: 134

( 92 )

المجالس

(

متفرقة - فارسي )

تأليف : ؟

مجالس مرتّبة للخطباء والوعّاظ ، كلّ مجلس مبدوء بآية قرآنية ثمّ ما يناسبها ، وأكثر مباحثها كلامية عقائدية .

بخطّ المؤلّف .

( 93 )

مجموعة

(

متفرّقة - فارسي وعربي )

جمع : ؟

فيها فوائد وأشعار مختلفة فارسية وعربية ، غير منسّقة بتنسيق خاصّ .

بخطوط مختلفة .

( 94 )

مجموعة

شعرية

(

شعر - فارسي )

جمع : ميرزا مرتضىٰ بن محمّد واعظ زادة الطهراني ( ق 14 ) .

مجموعة أكثر شعرها في مراثي الإمام الحسين عليه السلام ، جمعها المؤلّف لخطبه ومنابره في سنة 1336 .

بخطّ المؤلّف .

ص: 135

( 95 )

مجموعة

شعرية

(

شعر - فارسي )

جمع : ؟

فيه أشعار من : سعدي الشيرازي ، محتشم الكاشاني ، المولوي الرومي ، هاتف ، نيازي .

نسخة بياضية جميلة الخطّ ، مخرومة الأوّل والآخر .

( 96 )

مجموعة

شعرية

(

شعر - فارسي )

جمع : ؟

القصائد المجموعة في هذه النسخة كلّها في مراثي أهل البيت عليهم السلام ، ولعلّها لأحد الخطباء الذاكرين ، جمعها لمنابره .

من القرن الثاني عشر ، نسخة بياضية مجدولة جميلة

الخطّ ، بأوّلها لوحة فنّية .

( 97 )

مجموعة فيها :

1

- شرح الأبيات المشكلة

(

أدب - عربي )

تأليف : علي بن محمّد بن عبد الله الطبيب الأفرزي .

شرح لأبيات مشكلة من جهة الأعراب أو اللغة أو المعنىٰ ، يتداولها الطلّاب للامتحان ، كتبها المؤلّف لتمرين الناشئة في العربية .

أوّله : « الحمد لله خالق الإنسان من ماء مهين . . . » .

ص: 136

آخره : « أبدل من تاء التأنيث هاء في الوقف ، كما في رحمة ، وهي حال من الضمير في لم تقرب ، والله أعلم » .

2 - النافع يوم المحشر في شرح الباب الحادي عشر

( كلام - عربي )

تأليف : أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلّي ( 826 ) .

الكتاب الأوّل بتاريخ يوم الاثنين عاشر ربيع الآخر

1078 ، الكتاب الثاني نسخته حديثة الكتابة ، بآخر المجموعة

أوراق مبعثرة من كتب في النحو ، فارسية وعربية .

( 98 )

مجموعة فيها :

1

- الوجيزة

(

دراية - عربي )

تأليف : بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي ( 1030 ) .

2 - منبع الحياة في حجيّة قول المجتهد من الأموات

( أُصول الفقه - عربي )

تأليف : السيّد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري ( 1212 ) .

نسخة حديثة ، كتبت بخطّين .

( 99 )

مجموعة فيها :

1

- نور الهداية

(

عقائد - فارسي )

تأليف : جلال الدين محمّد بن أسعد الدواني ( 908 ) .

ص: 137

2 - نبراس الضياء في معنى البداء

(

فلسفة - عربي )

تأليف : الميرداماد محمّد باقر بن محمّد الحسيني الاسترآبادي (1041) .

هذه النسخة غير تامّة في الكتابة .

3

- زبدة الأُصول

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي ( 1030 ) .

الكتاب الأوّل والثاني بتاريخ 1245 ، الكتاب الثالث يوم

الجمعة 22 محرّم 1234 .

( 100 )

مجموعة فيها :

1

- تذكرة الأئمّة

(

فضائل المعصومين - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ( 1110 ) .

2

- مصباح الشريعة

(

حديث - عربي )

منسوب إلىٰ : الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام .

3

- الدرّة النجفية

(

فقه - عربي )

نظم : السيّد محمّد مهدي بن المرتضىٰ بحر العلوم النجفي ( 1212 ) .

نسخة حديثة ، الأوراق الأخيرة من الكتاب الأوّل وجميع

الكتاب الثاني بخطّ الحاج محمّد صادق الخوانساري .

( 101 )

مجموعة فيها :

1

- الكبرىٰ

(

منطق - فارسي )

تأليف : السيّد مير شريف علي بن محمّد الجرجاني ( 816 ) .

ص: 138

2 - نظم اللآلي في تجويد كلام الله المتعالي

(

تجويد - فارسي )

نظم : السيّد أبو القاسم القاري ( ق 11 ) .

3

- سوانح حجاز

(

شعر - فارسي )

نظم : بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملي ( 1030 ) .

من القرن الثالث عشر ، نظم اللآلي كتب في سنة 1219 .

( 102 )

مجموعة فيها :

1

- رياض المرتاضين

(

دعاء - عربي )

انشاء : ؟

دعاء أنشأه منشئه مدرجاً فيه بعض الصفات والنعوت الإلٰهية والصلوات علىٰ النبيّ والعترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام .

أوّله : « اللّهمّ فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمٰن الرحيم . . . » .

2

- تفسير سورة الإخلاص

(

تفسير - عربي )

تأليف : الحافظ رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلّي ( بعد 811 ) .

تفسير مختصر لسورة التوحيد ( الإخلاص ) في فصول قصيرة ، يحاول الحافظ فيه إثبات الواجب علىٰ طريقته الخاصّة .

أوّله : « الحمد لله ربّ العزّة والكبرياء ، والصلاة علىٰ سيّد الأرض والسماء ، محمّد وآله النهج القويم إلىٰ النجاة والبقاء . . . » .

آخره : « بيان المدار هو أنّه لو كان متحيّزاً لكان مركبّاً ومؤلّفاً ، وهو

ص: 139

محال ؛ فكونه متحيّزاً محال » .

العشرة الأُولىٰ من شهر رجب 1235 ، بعد الرسالتين

أدعية منشأة فيها بعض الفضائل .

( 103 )

مجموعة فيها :

1

- الدرّة النجفية

(

فقه - عربي )

نظم : السيّد محمّد مهدي بن المرتضىٰ بحر العلوم النجفي ( 1212 ) .

2

- منهج السلامة في ما يتأكد صيامه

(

فقه - عربي )

نظم : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي ( 905 ) .

3

- أُرجوزة في الرضاع

(

فقه - عربي )

نظم : السيّد صدر الدين محمّد بن صالح العاملي ( 1263 ) .

أوّلها :

إن أحرز الرضاع شرطه

نشر

تحريم تزويج وتحليل

نظر

4 - خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث

(

فقه - عربي )

نظم : الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ( 1104 ) .

محمّد بن زين العابدين الموسوي ، سنة 1242 ، في

أصبهان ، مع المجموعة قصائد في المراثي وغيرها .

( 104 )

مجموعة فيها :

1

- شرح قصيدة الحميري العينية

(

أدب - عربي )

تأليف : كمال الدين محمّد بن محمّد الفسوي ، ميرزا كمالا ( ق

ص: 140

12 ) .

2

- مناظرة مع بعض علماء حلب

(

عقائد - عربي )

كتبها : عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ( 984 ) .

سنة 1176 ، مع الكتابين أبحاث وفوائد مختلفة .

( 105 )

مجموعة فيها :

1

- جامع الفوائد

(

طبّ - فارسي )

تأليف : يوسف بن محمّد بن يوسف اليوسفي الهروي ( 950 ) .

2

- مأكول ومشروب

(

طب - فارسي )

نظم : يوسف بن محمّد بن يوسف اليوسفي الهروي .

حسين بن محمّد باقر الطبيب ، سنة 1244 ، في بعض

أوراق المجموعة فوائد طبّية متفرّقة .

( 106 )

مجموعة فيها :

1

- الفوائد الحائرية ( القديمة )

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد أكمل الوحيد البهبهاني ( 1206 ) .

2

- الفوائد الحائرية ( الجديدة )

(

أُصول الفقه - عربي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد أكمل الوحيد البهبهاني .

ص: 141

محمّد حسن بن محمّد بن محمّد الحسيني ، سنة

1310 .

( 107 )

مجموعة فيها :

1

- فرهاد وشيرين

(

شعر - فارسي )

نظم : كمال الدين وحشي البافقي اليزدي ( 991 ) .

2

- ليلىٰ ومجنون

(

شعر - فارسي )

نظم : مكتبي الشيرازي ( 928 ) .

3

- بحر الجواهر في علم الدفاتر

(

حساب - فارسي )

تأليف : ميرزا عبد الوهّاب بن محمّد أمين الشاهشاهاني الأصبهاني ( ق 13 ) .

قواعد عامّة في علم الحساب ومسك الدفاتر التجارية ، ألّف الكتاب بطلب من بعض الأصدقاء ، وهو في بحرين فيهما شطوط وأنهر ورشحات وسحب ، ثمّ ساحل ، بهذه العناوين :

بحر أول : در علم حساب وتوابع آن .

بحر دوّم : در قوانين دفتر داري .

ساحل : در مضافات القاب .

أوّله : « پس از حمد يزدان پاك ودرود نامعدود بر روان مصدوقه لولاك لما خلقت الأفلاك وآل اطهار آن بزرگوار » (1) . .

ص: 142


1- مقدّمة الكتاب تختلف في النسخ ، والمذكورة هنا كما في نسختنا هذه .

حسن بن غلام علي بن رضا علي بن علي رضا بن نظر

علي خدابنده لو ، يوم الثلاثاء خامس شوال 1269 ( آخر

المنظومة الثانية ) .

( 108 )

مجموعة فيها :

1

- حاشية شرح الإشارات والمحاكمات

(

فلسفة - عربي )

تأليف : ملّا ميرزا جان حبيب الله الباغنوي الشيرازي ( 994 ) .

آخر النسخة مخروم .

2

- حاشية شرح التجريد الجديد

(

كلام - عربي )

تأليف : شمس الدين محمّد بن أحمد الخفري ( 957 ) .

علاء الدين محمّد بن سليمان البسطامي ، سنة 1099 ،

في أصبهان .

( 109 )

مجموعة فيها :

1

- مرآة الآخرة

(

عقائد - عربي )

تأليف : المولىٰ محسن بن المرتضىٰ الفيض الكاشاني ( 1091 ) .

2

- أُصول المعارف

(

عقائد - عربي )

تأليف : المولىٰ محسن بن المرتضىٰ الفيض الكاشاني .

3

- الحقّ المبين في كيفية التفقّه في الدين

(

عقائد - عربي )

تأليف : المولىٰ محسن بن المرتضىٰ الفيض الكاشاني .

ص: 143

4 - سفينة النجاة إلىٰ طريق الحقّ وسبيل الهداة

( أُصول الفقه - عربي )

تأليف : المولىٰ محسن بن المرتضىٰ الفيض الكاشاني .

5

- تفسير سورة الضحىٰ والانشراح

(

تفسير - فارسي )

تأليف : ؟

تفسير مختصر جدّاً علىٰ طريقة العرفاء والصوفية للسورتين .

أوّله : « بسم الله . . اضافه اسم به الله بيانى است واسم عبارت است از تعيين ذات بصفتى از صفات والفاظ اسم اسم است . . . » .

آخره : « اكنون چه قطره اى از بحر محيط تأويل اين دو سوره كريمه بر ساحل بيان واقتصار مترشح آمد » .

من القرن الثالث عشر ، بين الرسالة الرابعة والخامسة

اندرجت قصيدة فارسية وصورة رسالة آقا محمّد البيدآبادي

إلىٰ ملّا عبد الله البيدگلي .

( 110 )

مجموعة فيها :

1

- الصحائف

(

تاريخ - فارسي )

تأليف : فروغ الدين الأصبهاني ( ق 13 ) .

يبدو أنّ الكتاب تاريخ عام مختصر جدّاً ، في الباب الأوّل منه تاريخ الأنبياء والأوصياء والأولياء والخلفاء ، وهذه القطعة هي الطبقة الثانية من الباب الأوّل في أحوال الأئمّة الطاهرين عليهم السلام ، في فصول اثني عشر بعدد الأئمّة .

ص: 144

2 - الأنساب

(

أنساب - فارسي )

تأليف : فروغ الدين الأصبهاني .

مختصر جدّاً ، بدأه المؤلّف بآدم أبي البشر عليه السلام ، ثمّ بعض الأنبياء المعروفين ، ثمّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، وذكر بعض أولادهم وأحفادهم .

بخطّ المؤلّف ، وهو من أعلام أواخر القرن الثالث عشر

ولعلّه بقي إلىٰ أوائل القرن الرابع عشر .

( 111 )

محضر

الشهود في ردّ اليهود

(

عقائد - فارسي )

تأليف : الحاج بابا بن محمّد إسماعيل القزويني ( ق 13 ) .

يوم السبت 17 رجب 1260 .

( 112 )

المختصر

( في شرح التلخيص )

(

بلاغة - عربي )

تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ( 793 ) .

شهر صفر 1049 ، نسخة مصحّحة ، علىٰ أوائلها تعاليق .

( 113 )

المختصر

النافع

(

فقه - عربي )

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيىٰ بن سعيد الحلّي ( 676 ) .

ص: 145

عبد الجواد بن عبد الرحيم ، ثاني شهر رجب 1337 ،

مصحّح ، وعليه تعاليق .

يوم الثلاثاء أوّل محرّم 1030 .

( 114 )

مشارق

الأمان ولباب حقائق الإيمان

(

فضائل المعصومين - عربي )

تاليف : الحافظ رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلّي ( بعد 811 ) .

أوّله : « الحمد لله المتفرّد بالأزل والأبد ، والصلاة علىٰ أوّل العدد . . . » .

عبد الله بن محمّد رضا الأصبهاني ، يوم الخميس سلخ

جمادىٰ الآخرة 1283 .

( 115 )

مصباح

المتهجّد

(

دعاء - عربي )

تأليف : شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسي ( 460 ) .

محمّد صفي بن محمّد صالح اليزدي ، سنة 1094 في

النجف الأشرف .

( 116 )

مطلب

السؤال

(

طب - فارسي )

تأليف : السيّد أحمد بن محمّد حسين الشريف التنكابني ( بعد 1250 ) .

ص: 146

في الكلّيّات الطبّية باختصار ، قدّمه المؤلّف إلىٰ السلطان محمّد شاه القاجار ، وهو في ثلاث مقالات ، فيها مطالب مجموعها خمسة عشر مطلباً ، هذا مختصر عناوين المقالات :

مقالهٔ اولى : در شرافت علم طب ووصاياى اطبا .

مقالهٔ ثانيه : در معرفت امراض متشابهه ومعالجات آنها .

مقالهٔ ثالثه : در اجوبه بعضى اسئله .

أوّله : « الله أحمده استمداداً لحفظ الصحّة الحاصلة . . اما بعد چون اين فقير قليل الحسنات وحقير كثير السيئات . . . » .

آخره : « ولهذا كثيراً ما يتولد في المعدة الحارة الصفراء الكراثية الزنجارية أيضاً » .

من عصر المؤلّف .

( 117 )

مفاتيح

النجاة عباسى

(

دعاء - فارسي )

تأليف : المولىٰ محمّد باقر بن محمّد مؤمن المحقّق السبزواري ( 1090 ) .

من القرن الحادي عشر ، نسخة مجدولة مصحّحة ، في

الصفحة الأُولىٰ منها لوحة فنّية ، وبين السطور في الصفحتين

الأُولىٰ والثانية مذهّبة .

( 118 )

مفتاح

الفلاح

(

دعاء - عربي )

تأليف : بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملی ( 1030 ) .

ص: 147

محمّد قلي رزمي ، سنة 1057 ، ألحق بالكتاب أدعية

كثيرة .

خداداد بن محمّد تاجواني ، من قرىٰ أصبهان ، عشرون

جمادىٰ الآخرة 1229 .

( 119 )

مقتل

الحسين عليه السلام

(

سيرة المعصومين - عربي )

تأليف : ؟

كتاب كبير في استشهاد الإمام الحسين عليه السلام علىٰ ما جاء في الأحاديث والتواريخ الشيعية ، وكثيراً ما يعالج المؤلّف بعض ما ينقله بما يرتئيه ، وهو متأخّر تأليفاً ، فيه نقول عن كتب مؤلّفة في القرن الحادي عشر والثاني عشر . لعلّه بعض أقسام كتاب كبير في تواريخ المعصومين عليهم السلام .

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . روضة : في أنّه عليه السلام لم يكن في عنقه وذمّته عقد بيعة وعهد لزوم طاعة . . . » .

من القرن الرابع عشر ، مخروم الآخر .

( 120 )

من

لا يحضره الفقيه

(

حديث - عربي )

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمّد بن علي ابن بابويه القمّي ( 381 ) .

ص: 148

شهريار بن الحاج أبو القاسم الشهميرزادي ، يوم السبت

من شهر رمضان 1092 ، صحّحه الكاتب ، وعليه بعض

التعاليق .

( 121 )

المنتخب

في جمع المراثي والخطب

(

سيرة المعصومين - عربي )

تأليف : الشيخ فخر الدين بن محمّد علي الطريحي ( 1087 ) .

إسماعيل بن محمّد علي البروجردي ، يوم الأربعاء 15

رجب 1276 ، نسخة مجدولة ، جيّدة الخطّ .

( 122 )

نزهة

القلوب وفرحة المكروب

(

غريب القرآن - عربي )

تأليف : أبي بكر محمّد بن عبد العزيز السجستاني ( 330 ) .

يوم الاثنين 12 ذي القعدة 1127 .

( 123 )

نور

الثقلين

(

تفسير - عربي )

تأليف : الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ( ق 11 ) .

قريب من عصر المؤلّف ، عليه تعاليقه ، وهو مخروم

الأوّل ، سورة الأعراف إلىٰ الكهف .

علي بن أحمد الحسيني ، ثالث ذي الحجّة 1065 ،

المجلّد الأوّل ، وهو مكتوب علىٰ نسخة المصنّف .

ص: 149

( 124 )

نور

العيون

(

عقائد - فارسي )

تأليف : السيّد محمّد باقر بن محمّد تقي الرضوي الأصبهاني القمّي ( ق 12 ) .

من القرن الثاني عشر ، قطعة من أوّل الكتاب .

ص: 150

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (11)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

( 505 ) الحاشية علىٰ « شرح التجريد »

تجريد الكلام [ في تحرير عقائد الإسلام ] أو « تجريد الاعتقاد في الكلام » ، تصنيف : المحقّق الطوسي ، نصير الملّة والحقّ والدين الخواجه نصير الدين الطوسي ، المتوفّىٰ سنة 672 ه- .

كتاب جليل ، قليل الحجم ، عظيم النفع ، غنيّ عن التعريف ، [ وعليه حواشٍ لا تحصىٰ وشروح كثيرة ] ، شرحه العامّة والخاصّة .

وممّن شرحه من العامّة : علاء الدين علي بن محمّد القوشجي ، المتوفّىٰ سنة 879 ه ، ويعرف ب- : الشرح الجديد ؛ مطبوع .

وعلىٰ هذا الشرح حواشٍ كثيرة . .

وممّن علّق عليه : المحقّق الدواني ، جلال الدين محمّد بن أسعد ، المتوفّىٰ سنة 908 ه- .

له علىٰ هذا الشرح - المعروف ب- : الشرح الجديد - حواشٍ ثلاث ، حاشية قديمة ، وحاشية جديدة ، وحاشية أجدّ . .

ص: 151

ألّف الحاشية القديمة باسم السلطان يعقوب بابندري ، فكتب المولىٰ صدر الدين الدشتكي حاشية علىٰ الشرح الجديد ، وٱعترض علىٰ الدواني كثيراً . . ثمّ كتب المحقّق الدواني أيضاً حاشية جديدة ، وأجاب عن اعتراضات صدر الدين الدشتكي . . ثمّ كتب صدر الدين أيضاً حاشية أُخرىٰ ، أجاب عن جواباته . . ثمّ كتب المحقّق الدواني حاشية أجدّ ، وتسمّىٰ هذه الحواشي ب- : الطبقات الجلالية والصدرية .

يراجع تفصيله في : زندگاني دواني : 115 وص 157 ، وحبيب

السير ، وروضات الجنّات ، ومجالس المؤمنين ، وكشف الظنون 1 / 349 ، وفهرس دانشگاه 3 - ق 1 - / 232 ، [ وٱنظر : الذريعة 3 / 352 ] .

نسخة من الحاشية القديمة للدواني علىٰ الشرح الجديد للتجريد للقوشجي ، فرغ منها الكاتب في العشر الثاني من ربيع الأوّل سنة 1123 ، وهي إلىٰ آخر الأُمور العامّة . . مقابلة ، مصحّحة ، بالهوامش تصحيحات وبلاغات ، وعليها حواشٍ منه كثيرة بأوائلها ، ثمّ حواشٍ لبعض العلماء بخطّه ولم يوقّع .

في 187 ورقة ، مقاسها 5 / 12 × 24 ، تسلسل 1125 .

نسخة فرغ منها الكاتب في رجب سنة 984 ، عليها تملّك أبو المحسن ابن مولانا سليمان في سنة 998 ، وتملّك محمّد باقر بن محمود بن حسن بن علي بن إبراهيم بأوّله وآخره بخطّ قديم ، وبخطّه كلمة حكمية من قصار كلمات مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وعليها حواشٍ منه ، وعليها تصحيحات وحواشٍ بخطّ بعض العلماء ولم يوقّع .

في 203 ورقات ، 10 × 18 ، تسلسل 681 .

ص: 152

نسخة كتابة القرن العاشر ، عليها تملّك محمّد علي بن عضد الدين مسعود ، ثمّ من بعده تملّكها محمّد كاظم ، بخطّه وختمه ، وتاريخ ختمه سنة 1095 ، وعليها حواشٍ منه ، وحواشِ : « جمۤ رحمه الله » ، وحواشِ : « هي » ، و : « جلال الدين استرابادي » ، وحواشِ : « م ن مدّ ظلّه » ، وكتب بعضهم بأوّل الكتاب أنّ هذه الحواشي للمحشّي الباغنوي الشيرازي ، وعليها بلاغات وتصحيحات .

تقع في 309 أوراق ، 10 × 16 ، تسلسل 672 .

[ إضافة إلىٰ نسخ أُخرىٰ من ] الحاشية القديمة علىٰ شرح التجريد :

نسخة بخطّ محمّد معين اللاهيجي ، فرغ منها سنة 1088 ، عليها تصحيحات وحواشٍ كثيرة منه رحمه الله ، وحاشيتين للمير صدر الدين رحمه الله ، 137 ورقة ، مقاسها 12 × 23 ، رقم التسلسل 1749 .

نسخة بخطّ السيّد صفي الدين محمّد بن فخر الدين محمّد الحسيني الاسترآبادي ، فرغ منها في بلدة أصفهان سنة 1089 ، عليها حواشٍ « منه » ، وحواشِ : « جلال الدين الاسترآبادي » ، وحواشِ : « جم » ، وتصحيحات وبلاغات وحواشٍ بخطّ بعض العلماء ولم يوقّع ، وحواشِ : « ع ا ﻩ » . . وعليها ختم الشيخ عبد الحسين الطهراني ، شيخ العراقين ، ختم التملّك لا ختم الوقفية .

تقع في 258 ورقة ، 10 × 18 ، تسلسل 1113 .

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن الحادي عشر ، بأوّلها خطّ المولىٰ محمّد نصير بن محمّد مؤمن اشكاوري - لعلّه الاشكوري - وخطّ ابنه محمّد مهدي ؛ كتب أنّه : « انتقل منه دام ظلّه العالي » ، 164 ورقة ، رقم 1217 .

ص: 153

نسخة بخطّ السيّد هدايت الله بن شاه حسن الحسني الحسيني ، كتبها بخطّ نسخ جميل ، وفرغ منها 8 شهر رمضان سنة 984 ، ناقصة من أوّلها بمقدار أربعين ورقة ، والموجود من أواسط مبحث : إنّ الوجود خير ، قبل مبحث المعقولات الثانية ، 319 ورقة ، رقم 1111 .

( 506 ) الحاشية علىٰ « شرح التجريد »

ومتن التجريد للمحقّق الطوسي .

والشرح الجديد لعلاء الدين القوشجي .

وهذه الحاشية علىٰ قسم الإلٰهيات خاصّة وهو المقصد الثالث من الكتاب .

للمحقّق المقدّس الأردبيلي ، المولىٰ أحمد ، المتوفّىٰ سنة 993 .

نسخة - بحذف الخطبة - تبدأ من أوّل الشرح .

أوّلها : « قال - رحمه الله - : وصفاته : أي في إثباتها . . . » .

كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة الآخر ، بلغت إلىٰ أواسط مبحث الإمامة ، في 81 ورقة ، رقم 313 .

( 507 ) الحاشية علىٰ « شرح التجريد »

تجريد الكلام للمحقّق الخواجه نصير الدين محمّد بن محمّد الطوسي .

ص: 154

والشرح الجديد عليه للمولىٰ علي القوشجي .

وهذه الحاشية للحكيم الفيّاض عبد الرزّاق بن علي بن الحسين اللاهيجي ، [ المتوفّىٰ سنة 1051 ه- ] ، تلميذ صدر الدين الشيرازي وصهره .

نسخة بخطّ محمّد محسن بن ملّا معصوم البازواري المازندراني ، كتبها في أصفهان وفرغ منها سلخ شعبان سنة 1216 ، رقم 1122 .

نسخة فرغ منها الكاتب في غرّة ربيع الآخر سنة 1121 ، في 54 ورقة ، رقم 617 .

( 508 ) الحاشية علىٰ « شرح التصريف »

التصريف لعزّ الدين أبي المعالي أو أبي الفضائل إبراهيم بن عبد الوهاب الزنجاني ، المتوفّىٰ بعد سنة 655 ، ونسبةً إليه يسمّىٰ : « العزّي في التصريف » .

والشرح لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ، المتوفّىٰ سنة 791 .

والحاشية هذه عليه ، لا أدري لمن هي ؛ فقد ذكر شيخنا - دام ظلّه - [في الذريعة 6 / 120] علىٰ شرح التصريف أربع حواشٍ ، ليست هذه منها ؛ لأنّ أصحاب الحواشي الأربعة من أعلام القرن الثالث عشر والرابع عشر ، وهذه الحاشية كتبت سنة 1097 ، فلا تكون إحداها . .

نعم ، ذكر في كشف الظنون عدّة حواشٍ علىٰ شرح التصريف يمكن أن تكون هذه إحداها ، أو تكون غيرها .

أوّلها : « أمّا بعد حمد الله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله . . فهذه حواشٍ كتبتها علىٰ مواضع من شرح تصريف العلّامة التفتازاني ، أرجو أن

ص: 155

يعمّ نفعها ، ويكثر وقعها . . . » .

وهو شرح ممزوج ، ويجوز أن يكون المحشّي هو كاتب النسخة .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، والمتن معلّم بحمرة ، وكتب المتن بالهوامش أيضاً ، وعليها تعليقات وحواشٍ جاء في آخرها : « بقلم أقلّ الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، الراجي رحمة ربّه القاهر ، حسن بن ناصر بن حسلاوي بن ظيغم بن جبر الحرائي ( الخبرائي ) . . . وكان الفراغ من هذه الحاشية . . . تاسع عشر من شهر عاشور سنة 1097 ، في المدرسة المحسنية في سيرجان » ؛ فيجوز أن يكون الكاتب هو المحشّي ، وعليها ختمه .

31 ورقة ، رقم 1836 .

( 509 ) الحاشية علىٰ « شرح حكمة العين »

[ حكمة العين في الفلسفة الإلٰهية والطبيعية ، لأبي الحسن علي بن عمر القزويني الشهير ب- : دبيران الكاتبي ، المتوفّىٰ سنة 675 ه- ، تلميذ الخواجه نصير الدين الطوسي .

له شروح ، أشهرها شرح شمس الدين محمّد بن مبارك شاه ، الشهير ب- : ميرك البخاري .

وعلىٰ هذا الشرح حواشٍ عديدة .

انظر : الذريعة 6 / 121 ، وكشف الظنون 1 / 685 ] .

وهذه الحاشية أوّلها : « قوله : مبدعه ومكوّنه ومحدِثه . . الإبداع : هو أن يكون من الشيء وجود من غير توسّط مادّة أو آلة أو زمان ، والتكوين : هو أن يكون من الشيء وجود مادّي ، والإحداث : هو أن يكون من الشيء

ص: 156

وجود زماني . . . » .

وأحتمل أن تكون للسيّد الشريف الجرجاني [ المتوفّىٰ سنة 816 ه- ] علىٰ شرح ميرك البخاري ، وهي المطبوعة بهامش المتن في . . . سنة 1904 .

نسخة بخطّ السيّد بهاء الدين ، قيّمة ، قليلة الإعجام والنقط ، منضمّة إلىٰ حاشية الشريف الجرجاني علىٰ شرح الإشارات للمحقّق الطوسي ، كتبها

عن نسخة الأصل بخطّ المؤلّف سنة 872 ، رقم 1786 .

( 510 ) الحاشية علىٰ « شرح حكمة العين »

حكمة العين لدبيران الكاتبي .

والشرح لشمس الدين محمّد بن مبارك شاه ميرك البخاري .

وهذه الحاشية لكمال الدين محمّد بن معين الدين الفسوي الشيرازي .

أوّلها : « الحمد لله الذي روىٰ غليل المعرفة بعيون الحكمة . . . وعلىٰ آله الطاهرين الّذين بنصبهم رفع لواء كمال الدين وإتمام النعمة ، وبعد . . فهذه حواشٍ علّقها أفقر . . . علىٰ الشرح المشهور لحكمة العين وحواشيه المشهورة إسعافاً لِما اقترحه جماعة من الخلّان أوان مباحثتها معهم . . . » إلىٰ أواخره : « قال الشارح : » ، وأواخره : « قال المحشّي : » .

نسخة مكتوبة في حياته ، ولعلّها بخطّ بعض تلامذته ، وعليها حواش : « منه سلّمه الله » ، بخطّ فارسي جيّد ، لم يتمّها الكاتب أو المؤلّف ، كتابة القرن الحادي عشر ، في 115 ورقة ، رقم 2305 .

ص: 157

( 511 ) حاشية علىٰ « شرح الدواني علىٰ العقائد العضدية »

[ العقائد العضدية للقاضي عضد الدين الايجي ، المتوفّىٰ سنة 756 ، والشرح لجلال الدين الدواني ، المتوفّىٰ سنة 908 ، وعلىٰ هذا الشرح عدّة حواشٍ . ( انظر : الذريعة 6 / 125 ) . .

وهذه الحاشية ] للخيالي [ ، المولىٰ أحمد بن موسىٰ ، المتوفّىٰ سنة 862 ] .

نسخة بخطّ أحمد بن ملّا مغربي جماعت ملّا برهانلو ، كتبها لأجل ملّا إمام قلي ، وفرغ منها في شوّال سنة 1117 ، وقبلها متنها ، وهو شرح العقائد العضدية للدواني بخطّ هذا الكاتب ، وهما في مجلّد واحد ، رقم 145 .

( 512 ) الحاشية علىٰ « شرح العقائد النسفية »

العقائد للنسفي ، وهو : الشيخ نجم الدين أبو حفص عمر بن محمّد النسفي ، المتوفّىٰ سنة 537 .

والشرح للعلّامة سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ، المتوفّىٰ سنة 791 ، فرغ منه في شعبان سنة 768 .

والحاشية للمولىٰ أحمد بن موسىٰ الخيالي ، المتوفّىٰ سنة 862 .

طبعت بالقاهرة سنة 1329 - مع حواشٍ عدّة علىٰ هذه الحاشية - في مجلّدين .

ص: 158

نسخة بخطّ محمّد رحيم شيخ ابن نور محمّد شيخ انده خودي ، كتابة القرن الحادي عشر ، في 78 ورقة ، مقاسها 13 × 19 ، تسلسل 508 .

( 513 ) الحاشية علىٰ « شرح مختصر ابن الحاجب »

المتن في أُصول الفقه لابن الحاجب ، [ أبي عمرو عثمان بن عمر ابن الحاجب المالكي ، المتوفّىٰ سنة 646 ه- ] .

والشرح للقاضي عضد الدين [ عبد الرحمٰن بن أحمد الايجي ، المتوفّىٰ سنة 756 ه- . ( انظر : الذريعة 6 / 129 ) ] .

وهذه الحاشية لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني .

نسخة قيّمة ، بخطّ العلّامة الشيخ محمّد حسين بن شمس الدين محمّد الأصفهاني ، فرغ منها في 7 شعبان سنة 1037 ، بخطّ فارسي جيّد ، وبأوّلها تملّك حفيده تاج الدين بن محمّد محسن ، وبعده إلىٰ ابنه عبد الباقي ، 211 ورقة ، رقم 2301 .

( 514 ) الحاشية علىٰ « شرح مختصر المنتهىٰ »

صنّف ابن الحاجب كتابا كبيراً في أُصول الفقه ، سمّاه : منتهىٰ السؤال والأمل في علمي الأُصول والجدل ، ثمّ لمّا رأى ضخامة الكتاب ورغبة الناس

عنه لخّصه هو فكان مختصر المنتهىٰ ، وٱشتهر ب- : « مختصر ابن الحاجب » فتداولته أيدي الطلبة وصار كتاباً دراسياً ، فعلّقوا عليه شروح متعدّدة .

والشرح للقاضي عضد الدين الايجي .

ص: 159

وعلىٰ هذا الشرح حواشٍ متعدّدة ، للتفتازاني والجرجاني وغيرهما ، ومنها هذه الحاشية . .

وهي حاشية المحقّق جمال الدين بن حسين الخوانساري ، نزيل أصفهان ، المتوفّىٰ سنة 1125 .

وهي حاشية علىٰ « شرح العضد علىٰ المختصر » وعلىٰ « حاشية التفتازاني علىٰ شرح العضد » ؛ فإذا علّق علىٰ « شرح العضد » قال : « قال الشارح » ، وإذا علىٰ حاشيته - للتفتازاني - قال : « قوله » .

وهذه الحاشية كبيرة مسهبة ، في عدّة مجلّدات ، أطراها صاحب

الروضات ، والظاهر أنّها في ستّ مجلّدات .

نسخة تضمّ قطعة تحتوي - علىٰ التقريب - المجلّد الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس ؛ فإنّها تبتدئ بمبحث المبادئ ممّا يوافق صفحة 115 من الجزء الأوّل من المطبوع ، وتنتهي بمبحث النسخ المطابق لصفحة 185 من الجزء الثاني ، وهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، كتبها محمّد يوسف بن محمود وفرغ منها أواخر رجب سنة 1091 ، وعليها حواشٍ كثيرة من المؤلّف وغيره ، في 247 ورقة ، رقمها 2311 .

نسخة تضمّ الجزء السادس الذي يبدأ من مباحث دلالة النهي علىٰ الفساد إلىٰ أواخر المفاهيم ، والنسخة السابقة تزيد من آخرها علىٰ هذه النسخة شيئاً قليلاً ، وأمّا من أوّلها فكثير ، وهذه النسخة بخطّ محمّد جعفر ابن ملّا محمّد شفيع الجابري الأنصاري ، فرغ منها سنة 1132 ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف .

والنسخة الأُولىٰ أشدّ مطابقة مع المطبوع من المتن من هذه النسخة ؛ فلاحظ .

ص: 160

وكتب بآخر هذه : « هذا آخر ما كتبه جمال المجتهدين علىٰ شرح

المختصر » ، وكتب السيّد أحمد الحسيني في آخرها : « قوبل مع النسخة التي قوبلت بحضرة المحشّي ، بل معه رحمه الله » ، وبأسفلها ختم هذا الكاتب ، وتاريخه سنة 1112 ، رقمها 1553 ، وهي في 207 صفحات .

( 515 ) الحاشية علىٰ « شرح مطالع الأنوار »

مطالع الأنوار في علم المنطق ، تصنيف : القاضي سراج الدين محمود ابن أبي بكر الأُرموي ، المتوفّىٰ سنة 689 .

وشرحه لقطب الدين محمّد بن محمّد الرازي البويهي النحتاني ، المتوفّىٰ سنة 766 ، المجاز من العلّامة الحلّي ، سمّاه لوامع الأسرار في شرح مطالع الأنوار ، ألّفه لغياث الدين الوزير ، وعليه حواشٍ كثيرة .

والحاشية هذه للسيّد الشريف علي بن محمّد الجرجاني ، المتوفّىٰ سنة 816 ؛ علّقها عليه حين قرأه علىٰ مبارك شاه المنطقي ، المتوفّىٰ سنة 816 . . وعلىٰ هذه الحاشية حواشٍ لجمع من الأعلام .

نسخة بخطّ محمّد كاظم بن علي الطالقاني ، كتبها في أصفهان في مدرسة المولىٰ عبد الله التستري ، وفرغ منها 15 شهر رمضان سنة 1037 ، عليها حواشٍ : « منه رحمه الله » ، رقم 1140 .

نسخة بخطّ زين العابدين بن عبد الرحيم ، كتبها في أردبيل ، وشرع فيها في ذي الحجّة سنة 1082 وفرغ منها يوم الخميس 10 ربيع الأوّل سنة 1083 ، وعليها حواشٍ : « منه ره » ، وحواشٍ : « عماد الدين ره » ، وحواشٍ : « سعد ره » ، وحواشٍ : « نور الله ره » ، و : « محيي الدين » ،

ص: 161

و : « حاجي پاشاه » ، و : « فاضل » ، و : « داود » ، و : « معين » ، و : « محمّد شاه

رحمه الله » ، و : « مۤ نۤ » ، و : « سيّد علي » ، و : « عۤ اۤ بۤ » ، و : « قاضي » ، و : « عبد الرحيم » ، و : « السيّد ولي الدين » . .

في 144 ورقة ، 15 × 20 ، رقم 874 .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، في 211 ورقة ، في 8 / 11 × 6 / 18 ، تسلسل 510 .

( 516 ) الحاشية علىٰ « شرح مطالع الأنوار »

للمولىٰ داود .

نسخة القرن الحادي عشر ، بخط نسخ جيّد ، ناقصة من أوّلها ورقة ، وبآخرها تملّك محمّد حسين بن محمّد علي المازندراني المشهدسري ، 253 ورقة ، رقم 2302 .

( 517 ) حاشية علىٰ « شرح المنظومة »

« منظومة السبزواري » في قسمين : القسم الأوّل في المنطق وٱسمه : اللآلي المنتظمة ، والقسم الثاني في الفلسفة وٱسمه : غرر الفرائد . .

وهي من نظم : الحكيم المتألّه الحاجّ المولىٰ هادي بن مهدي السبزواري ، الملقّب ب- : « أسرار » ، المتوفّىٰ سنة 1289 ه- .

وشرحهما هو بنفسه ، وشرحه متداول ، مطبوع ، يعرف ب- : شرح

المنظومة ، وعليه حواشٍ ، منها هذه الحاشية . .

ص: 162

وهي حاشية الحكيم الهيدجي ، محمّد بن معصوم علي الهيدجي الزنجاني ، المدرّس في طهران ، والمتوفّىٰ سنة 1349 .

وهي مطبوعة ، وبآخرها ترجمة المحشّي والشارح السبزواري ، كما في نسختنا هذه .

نسخة بخطّ تلميذه العلّامة الشيخ محمّد بن محمّد باقر بن محمّد صالح الهمداني الكبودراهنگي ، كتبها في حياة المؤلّف وفرغ منها 14 رجب سنة 1340 ، وكتب بآخر النسخة حياة الشارح السبزواري وحياة المؤلّف المحشّي ، والمجموع 108 أوراق ، رقم 1175 .

( 518 ) الحاشية علىٰ « شرح المواقف »

[ المتن للقاضي عضد الدين الايجي ، وعليه شروح . .

وهذا ] الشرح للسيّد الشريف الجرجاني ، [ المتوفّىٰ سنة 816 ه- ] .

وهذه الحاشية للمولىٰ عبد الباقي بن محمّد حاجي بن صدر الدين الصراني .

نسخة قديمة كتابة القرن الحادي عشر ، بأوّل مجموعة فلسفية رقم 558 .

( 519 ) الحاشية علىٰ « الشفاء »

المتن لابن سينا ، [ الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله ، المتوفّىٰ سنة 428 ه- ] ، وعليه حواشٍ متعدّدة . .

ص: 163

والظاهر أنّ هذه الحاشية للمحقّق الخوانساري آقا حسين .

نسخة تضمّ قطعة منها ، مكتوبة سنة 1246 ، ومعها قطعة من مفاتيح

الغيب لصدر الدين الشيرازي ، برقم 1110 .

( 520 ) الحاشية علىٰ « الصحيفة السجّادية »

للمحقّق الداماد ، [ محمّد باقر الحسيني ، المتوفّىٰ سنة 1041 ه- ] .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في صفر سنة 1104 ، في 105 ورقة ، رقم 821 .

نسخة بخطّ شيخ علي بن ملّا محمّد صادق اللاهيجي ، فرغ منها 21 محرّم سنة 1266 ، رقم 149

نسخة بخطّ محمّد باقر بن شاهي المازندراني البازواري ، فرغ منها في صفر سنة 1097 ، في 149 ورقة ، رقم 1530 .

( 521 ) كتاب في النحو مسجّل باسم : « حاشية علىٰ عوامل الجرجاني »

نسخة تضمّ مختصر في العوامل ، أوّله : « الحمد لله علىٰ جزيل نواله ، والصلاة علىٰ نبيّه محمّد وآله الطاهرين أجمعين . . هذا مختصر في حصر العوامل ، علىٰ ما ذكره الشيخ الإمام . . . الجرجاني » . .

وعليه شروح وتعاليق كثيرة ، عربية وفارسية ؛ ففي كلّ صفحة ثلاث أسطر متفارقات من المتن والبقية ملء الصفحة شروح ، بخطّ محمّد شريف

ص: 164

ابن مير حاتم ، كتبها سنة 1036 ، بآخرها : « تمّت كتابة العوامل » ، ومعه كتاب المراح ، تسلسل 643 .

( 522 ) الحاشية علىٰ « فرائد الأُصول »

[ المعروف ب- : « الرسائل » ، للشيخ الأعظم مرتضىٰ بن محمّد أمين الأنصاري ، المتوفّىٰ سنة 1281 ه- ، يضمّ خمس رسائل في أبحاث أُصول الفقه العملية : القطع ، الظنّ ، البراءة ، الاستصحاب ، والتعادل والترجيح . .

وهذه الحاشية ] أوّلها - بعد البسملة - : « قوله : المكلّف الملتفت ( كذا ) إلىٰ الحكم الشرعي . والمراد من المكلّف : المكلّف الشأني لا الفعلي . . . » .

نسخة ناقصة الآخر ، بخطّ المصنّف المسودّة الأصلية ، بخطّ فارسي مقروء ، ضمن مجموعة أُصولية ، رقم 391 .

( 523 ) الحاشية علىٰ « فرائد الأُصول »

لعلّها للعلّامة الشيخ محمود ذهب ، المتوفّىٰ سنة 1325 ؛ إذ إنّها في أوّل مجموعة فيها بعض رسائله ، ولم أتأكّد فيه بشيء .

أوّلها : « الحمد لله ربّ . . . قول المصنّف رحمه الله : اعلم أنّ المكلّف . . . . مراده قدّس سرّه من المكلّف : ليس الذي تنجّز عليه الخطاب كما هو الظاهر ؛ لامتناع كونه مقسّماً بين الملتفت وغيره . . . » .

وذكر له شيخنا في الذريعة [ 6 / 161 ] حاشية علىٰ الفرائد ، وذكر أنّه فرغ منها في رجب سنة 1295 ، وأنّه رأىٰ نسختها عند السيّد إبراهيم شبّر ،

ص: 165

وهي بخطّ تلميذ المؤلّف السيّد مصطفىٰ العاملي ، فرغ منها سنة 1312 . .

وهذه النسخة من كتب مكتبة العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله ، وعليها تملّكه بتاريخ سنة 1330 ؛ فليست هي النسخة التي رآها شيخنا - دام ظلّه - عند السيّد إبراهيم شبّر .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، بأوّل مجموعة رقم 391 .

( 524 ) الحاشية علىٰ « فرائد الأُصول »

للمحقّق الخراساني ، الشيخ محمّد كاظم بن حسين الهروي ، المشتهر ب- : الآخوند الخراساني ، المتوفّىٰ سنة 1329 في النجف الأشرف . .

فرغ منها في رجب سنة 1301 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، مكتوبة في حياته ، ولعلّها بخطّ بعض تلامذته ، وعليها حواشِ المؤلّف ، 94 ورقة ، رقم 1805 .

نسخة مكتوبة في حياته بخطّ بعض تلامذته ، وعليها حواشٍ : « منه دام ظلّه » ، رقم 2317 .

( 525 ) الحاشية علىٰ « فرائد الأُصول »

« الرسائل » في أُصول الفقه ، وٱسمها : فرائد الأُصول ، لكنّها اشتهرت ب- : « الرسائل » . . تصنيف : الفقيه المحقّق الشيخ مرتضىٰ بن محمّد أمين الدزفولي الأنصاري ، المتوفّىٰ سنة 1281 .

وهذه الحاشية للشيخ محمود بن محمّد الذهب الظالمي النجفي ،

ص: 166

المتوفّىٰ سنة 1325 .

ذكرها شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة 6 / 161 ، وذكر أنّها بلغت إلىٰ آخر الشبهة المحصورة ، ولكنّ الموجود في المكتبة إنّما هي الحاشية علىٰ الاستصحاب .

نسخة تضمّ قطعة من أوّل الاستصحاب ، وهي إلىٰ القول العاشر من الأقوال المنقولة في الاستصحاب ، وهي إن لم تكن بخطّ المحشّي فهي مكتوبة في حياته ، وربّما كان عليها خطّه في بعض الموارد ؛ إذ إنّها ممّا جمعه العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي في مجموعة سنة 1324 ، قبل وفاة المؤلّف بسنة واحدة ، رقم 389 .

( 526 ) الحاشية علىٰ « الفوائد الضيائية »

المتن شرح علىٰ الكافية في النحو ، لابن الحاجب ، [ المتوفّىٰ سنة 646 ه- ] ؛ لعبد الرحمٰن الجامي ، المتوفّىٰ سنة 898 . .

وهذه الحاشية لتلميذه عبد الغفور .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها الكاتب 15 صفر سنة 964 ، كتبها ميركي بن حسين الأصفهاني ، في 150 ورقة ، رقم 649 .

( 527 ) الحاشية علىٰ « الفوائد الضيائية »

للسيّد نعمة الله الجزائري ، [ المتوفّىٰ بعد سنة 1112 ه- ] .

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، في 83 ورقة ، رقم 143 .

ص: 167

( 528 ) الحاشية علىٰ « القوانين »

القوانين المحكمة في أُصول الفقه ، للمحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم الجيلاني .

والحاشية هذه للشيخ محمّد باقر بن علي أكبر الدامغاني .

أوّلها : « الحمد لله ربّ . . . » ؛ وهي كالشرح الممزوج علىٰ المتن .

نسخة الأصل بخطّ المحشّي رحمه الله ، ناقصة الآخر ، الموجود إلىٰ أواخر علائم الحقيقة والمجاز ، كتبه بخطّه المعتاد الدقيق ، بأوّل مجموعة من رسائله ومؤلّفاته ، كلّها بخطّه ، رقم المجموعة 1936 .

( 529 ) الحاشية علىٰ « الكبرىٰ »

الكبرىٰ في المنطق ، باللغة الفارسية ، تصنيف : السيّد الشريف الجرجاني ، علي بن محمّد ، المتوفّىٰ سنة 816 ، وعليه حواشٍ كثيرة ، وترجم إلىٰ العربية باسم : الفتوحات المنطقية ، موجود في المكتبة .

وهذه الحاشية لعصام الدين الإسفرائني ، إبراهيم بن محمّد بن عرب شاه ، المتوفّىٰ سنة 943 .

نسخة قريبة من عصر المصنّف ، وتقع في 73 ورقة ، مقاسها 13 × 5 / 18 ، تسلسل 563 .

نسخة أقدم منها ، تاريخها سلخ ذي القعدة الحرام سنة 873 ، فهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وهي مقابلة ومصحّحة علىٰ نسختين ؛ كما جاء

ص: 168

في آخرها : « قابلتها تصحيحاً وحيداً مع نسختين . . . 13 شهر رمضان سنة 1244 ، محمّد علي الموسوي » ، في 91 ورقة ، رقم 2416 .

( 530 ) الحاشية علىٰ « مجيب الندا - شرح قطر الندىٰ »

قطر الندىٰ وبلّ الصدىٰ في النحو ، لابن هشام ، صاحب المغني ، المتوفّىٰ سنة 762 .

وشرحه مجيب الندا ، لأحمد بن عبد الله جمال الفاكهي ، المتوفّىٰ 13 رجب سنة 924 .

وهذه الحاشية عليه للشيخ ياسين بن زين الدين العليمي الحمصي الشافعي ، المتوفّىٰ سنة 1061 .

أوّلها : « الحمد لله الذي لا يخيب من نحاه ، الفاعل لما يشاء فلا رادّ لمفصول قضاه » .

نسخة تامّة ، بخطّ نسخ جيّد دقيق ، كتبت في القرن الحادي عشر ، ولعلّها في حياة المؤلّف ، وعليها كتابةٌ تاريخها سنة 1090 ، رقم 2031 .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، عليها خطّ الشيخ طاهر بن عبد علي الحچامي ، وختمه : « يا قاهر يا علي قي طاهر بن عبد علي » ، تاريخه 1263 ، رقم 2032 .

( 531 ) الحاشية علىٰ « المختصر »

[ مفتاح العلوم ليوسف بن محمّد بن علي السكاكي ، المتوفّىٰ سنة

ص: 169

626 ه- ، وهو في ثلاثة أقسام : الصرف ، النحو ، والمعاني والبيان .

ولخّص قسمه الثالث جلال الدين محمّد بن عبد الرحمٰن القزويني ، المعروف ب- : خطيب دمشق ، المتوفّىٰ سنة 739 ه- ، وهو متن شرحه كثيرون . ( انظر : الحلقة السابقة / تسلسل 492 ، والذريعة 6 / 70 ) ] .

وللتفتازاني علىٰ تلخيص الخطيب القزويني شرحان ، اشتهر أحدهما ب- : المطوّل ، والثاني ب- : مختصر المعاني أو « مختصر التلخيص » ، وكلاهما دراسي متداول ، وعليهما حواشٍ متعدّدة . .

ومن الحواشي علىٰ المختصر حاشية نظام الدين عثمان الخطائي ، المتوفّىٰ سنة 901 .

وهي علىٰ الأوائل فحسب ؛ إذ بلغ فيها إلىٰ : « تعريف المسند إليه بالضمير » .

وأوّلها : « نحمدك اللّهمّ علىٰ ما أعطيتنا من سوابغ النعم وبوالغ الحكم ، ونصلّي علىٰ نبيّك الهادي للعرب والعجم . . . » ، لا ما ذكر في كشف الظنون من أنّ أوّلها : « لك اللّهمّ الحمد والمنّة . . . » .

وللمولىٰ عبد الله اليزدي الشاه آبادي ، المتوفّىٰ سنة 981 ، كما نقل عن أحسن التواريخ ، لا سنة 1015 كما ذكر في كشف الظنون ؛ حاشية علىٰ حاشية الخطائي هذه ، موجودة في المكتبة أيضاً . [ مرّت بتسلسل 492 ] .

نسخة بخطّ عابد بن رضا ، كتبها بخطّ نسخ جيّد خشن ، وفرغ منها 20 شهر رمضان سنة 1071 ، وإلىٰ منتصف الكتاب كتب المتن بأعلىٰ الصفحات ، وعلىٰ النسخة تصحيحات وتعليقات .

60 ورقة ، رقم 1170 .

ص: 170

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السيّد شرف الدين بن حبيب الله الحسيني المازندراني ، وفرغ منها 11 صفر سنة 1024 ، وبعدها معها حاشية المولىٰ عبد الله اليزدي علىٰ حاشية الخطائي هذه ، رقم 2044 .

( 532 ) الحاشية علىٰ « المختصر النافع »

للمحقّق الكركي ، نور الدين علي بن عبد العالي العاملي ، المتوفّىٰ سنة 940 .

أوّلها : « الحمد لله والصلاة علىٰ محمّد وآله وبعد . . فهذه فوائد علّقتها علىٰ كتاب النافع مختصر الشرائع لبيان ما يعتمد عليه من الفتوىٰ . . . قوله : الماء المطلق . . . لم يتعرّض لتعريف المطلق هنا الكاشف لحقيقته . . . » .

والظاهر أنّه علّقها علىٰ هوامش نسخة من المتن ، ثمّ دوّنها النسّاخ ، فترىٰ في نسخها اختلافاً في نقل المتن قلّة وكثرة ، وغير ذلك من الاختلافات اليسيرة ، وربّما أسقط بعضها أو أُضيف إليها من حواشِ غيره علىٰ تلك النسخة .

توجد منها في المكتبة الرضوية في مشهد نسختان :

إحداهما رقم 174 : وهي إلىٰ أواسط صلاة الجمعة ، كتبت سنة 957 ، وقال كاتبها - وهو موسىٰ بن رحلة بن فضل البريهي الملدي - : « إلىٰ هٰهنا وجدناه مكتوباً من حاشية النافع » .

والنسخة الثانية رقم 177 : تنتهي إلىٰ أواخر صلاة الجنازة ، قوله : « وكذا إذ كان إتمامه لها ماشياً » ؛ راجع : فهرس المكتبة 2 / 52 وص 53 .

ص: 171

وذكر هذه الحاشية شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة [ 6 / 194 ] ، وذكر نسختي الرضوية ، وذكر أنّ أكملهما المنتهية إلىٰ صلاة الجمعة ، وقد علمت أنّ النسخة رقم 177 أكمل ؛ لأنّها انتهت إلىٰ صلاة الجنازة ، ففيها زيادة علىٰ النسخة الأُولىٰ صلاة العيدين والكسوفين والجنازة ، وفي مكتبتنا نسخة تامّة إلىٰ نهاية الكتاب برقم 1777 ، يأتي الكلام عليها .

نسخة تنتهي إلىٰ أواخر صلاة الجنازة ، كالنسخة الرضوية المرقّمة 177 ، آخرها : « وكذا إذ كان إتمامه لها ماشياً ، وصلّىٰ الله علىٰ سيّدنا محمّد وآله أجمعين الطيّبين الطاهرين » . .

بأوّل مجموعة من مؤلّفات المحقّق الكركي ، فبعدها : حاشيته علىٰ الشرائع ، ثمّ صيغ العقود له ، ثمّ قاطعة اللجاج ، كلّها بخطّ عبد الواحد بن عبد الرحيم الاسترآبادي ، فرغ من المجموعة 25 رجب سنة 964 .

وبآخر المجموعة : « بلغت المقابلة بحسب الجهد والطاقة بنسخة مصحّحة قد قوبلت بنسخة مؤلّفها قدّس الله روحه » .

وهي من أوّل المجموعة إلىٰ الورقة 40 أ ، وعليها تملّك السيّد أفضل ابن خليل الله الحسني الطباطبائي الميبدي ، وتملّك ابنه معزّ الدين محمّد .

رقم 1968 .

نسخة القرن العاشر أو الحادي عشر ، وهي تامّة إلىٰ نهاية كتاب الديات من المختصر النافع ؛ ولكنّها إلىٰ صلاة الجنازة - الورقة 87 - مستقيمة كسائر النسخ ، وتزيد علىٰ بقية النسخ عدّة تعليقات ، ثمّ يضطرب الأمر ؛ فربّما يذكر في نهاية التعليقة : « الإرشاد » ، أو : « شهيد » أو : « يع » ، أي : حواشِ المؤلّف علىٰ الشرائع ، ثمّ سقط وتشويش ، ثمّ تستمرّ التعاليق

ص: 172

إلىٰ نهاية كتاب الديات ، ولا أدري هل البقية أيضاً للمحقّق ، أو كانت لغيره فدُوّنت هنا ؟ فكانت علىٰ نسخة المتن التي علّق المحقّق حواشيه علىٰ هوامشها فظُنّ أنّها له ، والله العالم . .

عليها كتابة تاريخها 1115 ، وعليها ختم صفية سلطان بنت محمّد صالح الحسيني ، 232 ورقة ، رقم 1777 .

( 533 ) الحاشية علىٰ « المطوّل »

المتن للتفتازاني . [ راجع : الحاشية علىٰ المختصر ] .

والحاشية هذه للسيّد الشريف الجرجاني ، علي بن محمّد ، المتوفّىٰ سنة 816 .

نسخة ناقصة من آخرها شيء يسير ، كتابة القرن الثالث عشر ، 161 ورقة ، رقم 233 .

نسخة تامّة من آخرها ، ناقصة من أوّلها الخطبة فقط ؛ فقد أسقطها الناسخ وبدأ بأوّل التعليق ، فرغ منها الكاتب 21 جمادىٰ الآخرة سنة 1237 ، جلدها مزوّق قيّم ، 86 ورقة ، رقم 1842 .

( 534 ) الحاشية علىٰ « معالم الدين »

[ معالم الدين وملاذ المجتهدين ، للشيخ أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي ، الشهيد الثاني ، المتوفّىٰ سنة 1011 ه- .

كتاب فقهي استدلالي ، من أشهر تصانيف المؤلّف ، حتّىٰ إنّه يُعرف

ص: 173

بصاحب المعالم ، وكان مداراً للتدريس في الحوزات العلميّة منذ تأليفه ، تضمّنت مقدّمته ، التي دوّنت مستقلّة ، وعُرفت ب- : معالم الأُصول تحريراً لمباحث أُصول الفقه ، وعلّقت عليها حواشٍ كثيرة ، مبسوطة ومختصرة . .

منها هذه الحاشية ] للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، محمّد باقر بن محمّد أكمل ، المتوفّىٰ سنة 1208 ( 1205 ) .

نسخة رقم 946 ، ومعها مقدّمة الواجب للمحقّق الخوانساري .

( 535 ) [ الحاشية علىٰ « المعالم »

للشيخ الوحيد أيضاً ، وهي المعروفة ب- : ] الحاشية الأخيرة للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ؛ [ إذ المشهور أنّ له حواشٍ كثيرة علىٰ المعالم ] .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها حسن بن أمير التوني ، وبأوّلها خطّ شيخنا الرازي - دام ظلّه - شخّص الكتاب وعيّن المؤلّف بخطّه الشريف ، وقبلها تمهيد القواعد للشهيد [ الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، المستشهَد سنة 965 ه- ] ، تاريخه سنة 1233 ، رقم 1922 .

( 536 ) الحاشية علىٰ « المعالم »

للشيخ حسن بن محمّد الحائري من تلامذة الوحيد البهبهاني ، هاجر من كربلاء إلىٰ إيران سنة 1216 .

وله كتاب أنوار البصائر وزبدة الرجال وغيرهما .

نسخة لعلّها بخطّه ، بأوّل مجموعة من تأليفاته ، رقم 712 .

ص: 174

نسخة الأصل - المسودّة - بخطّ المصنّف ، بآخر مجموعة من مؤلّفاته ، كلّها بخطّه ، رقم 1736 .

( 537 ) الحاشية علىٰ « المعالم »

معالم الدين في أُصول الفقه ، للشيخ حسن نجل الشهيد الثاني زين الدين بن أحمد ، وتوفّىٰ سنة 1011 ، وعليه حواشٍ كثيرة لجملة من الأعلام . .

منها هذه الحاشية ، وهي للسيّد علاء الدين حسين بن رفيع الدين محمّد المرعشي الآملي الأصفهاني ، المشتهر ب- : « خليفة سلطان » ، المتوفّىٰ سنة 1064 .

طبعت مع حاشية المولىٰ صالح المازندراني بطهران سنة 1274 .

نسخة بخطّ محمّد بن جعفر الگلپايگاني ، فرغ منها في ذي القعدة سنة 1203 ، ولعلّه من تلاميذ الوحيد البهبهاني ، وهي ضمن مجموعة أُصولية بخطّ هذا الكاتب ، أوّلها فوائد الوحيد البهبهاني وآخرها هذه الحاشية ، في 52 ورقة ، تسلسل 141 .

نسخة بخطّ الخطّاط محمّد صادق بن محمّد حسين المنشي ، كتبها بخطّه الفارسي الرائع البديع ، وفرغ منها سنة 1239 ، وهي 87 ورقة ، رقم 433 .

نسخة بخطّ ناصر بن الحاجّ حسين زبالة الكاظمي ، فرغ منها 14 رجب سنة 1186 ، في 72 ورقة ، رقم 919 .

ص: 175

نسخة بخط نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب 12 شوّال سنة 1201 ، 42 ورقة ، رقم 930 .

نسخة كتبت بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب 7 ربيع الآخر سنة 1268 ، بأوّل المجموعة رقم 1946 .

( 538 ) حاشية علىٰ « المعالم »

للمولىٰ صالح المازندراني . [ حسام الدين محمّد صالح بن أحمد - صهر المولىٰ محمّد تقي المجلسي - المتوفّىٰ 1081 ] .

نسخة إلىٰ مباحث الأوامر ، ضمن مجموعة رقم 1755 .

نسخة تامّة بخطّ السيّد محمّد باقر بن أحمد الحسيني ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها 18 ربيع الأوّل سنة 1269 ، وبآخرها : « بلغ قبالاً » ، وتقع في 130 ورقة ، رقم 1847 .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، بخطّ السيّد حسين بن أبي القاسم بن السيّد حسين الموسوي الحسيني ، فرغ منها 9 ربيع الآخر سنة 1133 ، وبأوّلها وآخرها ختم السيّد محمود بن علي نقي الطباطبائي ، وتاريخ ختمه 1125 ، وبأوّلها خطّه أيضاً ، رقم 2018 .

( 539 ) الحاشية علىٰ « المعالم »

معالم الدين للشيخ حسن نجل الشهيد الثاني زين الدين بن أحمد ، المتوفّىٰ سنة 1011 .

ص: 176

وهذه الحاشية للمحقّق المدقّق المولىٰ ميرزا الشيرواني ، محمّد بن الحسن ، المتوفّىٰ سنة 1098 .

وله عليها حاشيتان : عربية وفارسية ، وهذه حاشيته العربية . ( الذريعة 6 / 210 ) .

نسخة بخطّ النسخ تعليق ، تاريخها 3 صفر سنة 1236 ، في 77 ورقة ، تسلسل 910 .

نسخة ناقصة الآخر ، ضمن مجموعة رقم 1312 .

نسخة بخطّ داود بن أبي الحسن الرضوي ، كتبها بالنسخ الجيّد في أصفهان في مدرسة « كاسه كران » ، وفرغ منها سنة 1248 ، وعليها تعاليق المؤلّف وغيره ، وبأوّلها فوائد في التجرّي ، في 92 ورقة ، رقم 813 .

نسخة بخطّ الشيخ علي الأعسم ، كتبها في 11 جمادىٰ الأُولىٰ سنة 1233 ، ضمن مجموعة أُصولية بخطّه ، رقم 393 .

نسخة كتبها أقلّ الطلّاب الشيخ محمّد تقي ابن المرحوم ملّا علي نقي الشاهجاني الثمامي ، كتبها بخطّ فارسي جيّد في المدرسة الصالحية في قزوين ، وفرغ منها سنة 1290 ، وقبلها « حاشية داود علىٰ شرح الشمسية » ، رقم 2108 .

نسخة بخطّ محمّد مهدي ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها سنة 1201 ، 82 ورقة ، رقم 931 .

نسخة بخطّ العلّامة السيّد عبد الحسين بن علي أصغر الحسيني المرعشي التستري ، وفرغ منها 16 جمادىٰ الآخرة سنة 1302 ، بخطّ فارسي جيّد ، 144 ورقة ، رقم 1804 .

ص: 177

( 540 ) الحاشية علىٰ « المعالم »

لم أعرف المؤلّف ؛ إذ لم ينطبق ما فيها علىٰ شيء من الحواشِ الموجودة في المكتبة ، للمدقّق الشيرواني ، والوحيد البهبهاني ، والمولىٰ صالح المازندراني ، وخليفة سلطان ، ولكن يقال إنّ للوحيد حواشٍ متعدّدة عليه ، لعلّ هذه إحداها ، أو هي لغيره .

نسخة تضم قطعة ناقصة الأوّل والآخر ، إلىٰ أوائل مباحث الأوامر ، مشوّهة التجليد ، ضمن مجموعة رقم 392 .

( 541 ) الحاشية علىٰ « المكاسب »

المكاسب في الفقه ، استدلالي ، في أحكام التجارات والبيوع والخيارات ، ويقال لها : المتاجر أيضاً .

تصنيف : الفقيه المحقّق الشيخ مرتضىٰ الأنصاري التستری ، المتوفّىٰ سنة 1281 .

مطبوع مرّات متعدّدة ، وهو كتاب دراسي ، وهو آخر الكتب الدراسية في منهج الطلّاب الدينيّين .

وعلىٰ الكتاب حواشٍ كثيرة لجمع من الأعلام ، أكثرها مطبوعة ، تجد أسماء كثير منها في السادس من كتاب الذريعة [ ص 216 - 221 ] .

ومنها هذه الحاشية ، وهي من أحسنها وأشهرها ، وهي للفقيه الأعظم السيّد محمّد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي اليزدي ، المتوفّىٰ 27 رجب

ص: 178

سنة 1327 ، مطبوعة عدّة مرّات .

وهذه النسخة في مجلّدين ، مكتوبة في حياة المؤلّف علىٰ نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ومصحّحة عليها . .

الجزء الأوّل : في المكاسب المحرّمة ، إلىٰ آخر البيع ، ويقع في 252 ورقة ، التسلسل 785 .

الجزء الثاني : في الخيارات ، في 217 ورقة ، تسلسل 788 .

( 542 ) الحاشية علىٰ « من لا يحضره الفقيه »

[ أحد المجاميع الحديثية الأربعة المعتمدة عند الإمامية ، للشيخ الصدوق ، محمّد بن علي بن بابويه القمّي ، المتوفّىٰ سنة 381 ه- ، وعليه حواشٍ كثيرة . .

وهذه الحاشية ] للشيخ بهاء الدين محمّد بن عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد العاملي ، المتوفّىٰ سنة 1030 .

نسخة بأوّل من لا يحضره الفقيه ، بالخطّ الدقيق ، بخطّ أبو الفتح بن محمّد الحسيني الخوراسكاني ، فرغ من الفقيه سنة 1041 ، رقم 873 .

( 543 ) الحاشية علىٰ ميراث « القواعد »

حاشية علىٰ كتاب الميراث من كتاب قواعد الأحكام للعلّامة الحلّي ، ابن المطهّر ، وهو : آية الله جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، المتوفّىٰ سنة 726 .

ص: 179

والمحشّي هو : الشيخ آقا محمّد هادي نجل العلّامة المحدّث المولىٰ صالح المازندراني ، [ المتوفّىٰ سنة 1120 ه- . انظر : الذريعة 6 / 172 ] .

وميراث القواعد من المباحث المشكلة جدّاً ، فيه فروع غريبة عويصة ، ومسائل حسابية ورياضية .

نسخة بخطّ كاظم بن أمين ، فرغ منها 20 شوّال سنة 1129 ، في 144 ورقة ، رقم 605 .

( 544 ) حاشية في الفلسفة

أوّلها : « قوله : فناسب . . . الىٰ آخره . . حاصل وجه المناسبة : أنّه لمّا كان وجود العرض متوقّفاً على وجود الجوهر . . . » .

وهي - كما ترىٰ - من أوّل مباحث الجواهر والأعراض من متن فلسفي أو كلامی ، والمتن متأخّر عن الفخر الرازي ؛ ينقل عنه ، ولعلّه من شروح التجريد .

نسخة بآخر مجموعة فلسفية ، كتبت بخطّ فارسي جميل في القرن الحادي عشر ، رقم 1971 .

( 545 ) حاشية في المنطق

نسخة كتابة القرن العاشر ، عليها تملّك جمال الدين المطهّر حسين ابن مرتضىٰ ، من أعلام القرن العاشر ، بخطّه وختمه ، وعليه تملّك المولىٰ رفيع الدين بن نور الدين محمّد الجيلاني ، بخطّه وختمه . .

ص: 180

وعلىٰ هذه الحاشية حواشِ : « ملّا داود » ، وحواشِ : « ع » ، وحواشِ : « منه سلّمه الله » ، و : « منه » ، و : « منه رحمه الله » ، وعليها تصحيحات ، وعليها حواشِ : « معين » ، وعليها حواش : « لمحرّره » ، يظهر منها فضله ، وأنّه من الأعلام .

فالنسخة بخطّ بعض أعلام القرن العاشر ، كتبها في حياة المحشّي ، ثمّ توفّي المحشّي في الأثناء ؛ ففيما بعد عليها حواشٍ : « منه رحمه الله » .

وعليها بلاغات وحواشٍ للباوردي .

تسلسل 603 .

( 546 ) الحاصل من المحصول

المحصول في أُصول الفقه ، للفخر الرازي ، المتوفّىٰ سنة 606 .

لخّصه القاضي محمّد بن الحسين بن عبد الله الأُرموي ، المتوفّىٰ سنة 656 ، وسمّاه : الحاصل من المحصول .

أوّله : « وصلّىٰ الله علىٰ سيّدنا محمّد وآله وسلّم ، الخير دأبك اللّهمّ والشرّ قضاؤك ، أنت الأزلي في ذاتك . . . » .

نسخة كتبها أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عطاء الله المالكي الحدلفي ، وفرغ منها 19 ربيع الآخر سنة 685 بالاسكندرية ، وفي آخرها : « قوبل بأنّه صحّحه حسب الطاقة فصحّ » ، وبأوّلها ختم : « لك البهاء كلّه (1085) » . 126 ورقة ، رقم 2234 .

للموضوع صلة . . .

ص: 181

مصطلحات نحويّة (20)

السيّد

علي حسن مطر

سبع وثلاثون - مصطلح الجمع

لغةً :

الجمع لغة : الضمّ ، يقال : « جمعَ الشيءَ عن تفرقةٍ يجمعه جمعاً » (1) ، وقال ابن فارس : « الجيم والميم والعين أصل واحد يدلّ علىٰ تضامِّ الشيء » (2) .

اصطلاحاً :

وقد استعمل لفظ « الجمع » بالمعنىٰ الاصطلاحي منذ بدايات الدرس النحوي ؛ إذ نجده في مواضع كثيرة من كتاب سيبويه (3) ، وٱستعمل آخرون - كالزمخشري وٱبن معطي - لفظ « المجموع » (4) .

ص: 182


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة « جمع » .
2- معجم مقاييس اللغة ، ابن فارس ، مادّة « جمع » .
3- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 2 / 48 ، 3 / 322 ، 417 ، 484 .
4- أ - شرح الأُنموذج في النحو ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي : 95 ، 98 .

وأقدم ما وجدته من تعاريف الجمع اصطلاحاً قول الرمّاني ( ت 384 ه- ) : « الجمع : صيغة مبنيّة من الواحد للدلالة علىٰ العدد الزائد علىٰ الاثنين » (1) . .

فقوله : « صيغة مبنيّة من الواحد » ، لإخراج ما دلّ علىٰ أكثر من اثنين ولا يسمّىٰ جمعاً اصطلاحاً ، كاسم الجنس وٱسم الجمع ، نحو : تمر ، ورهط .

وقوله : « للدلالة علىٰ العدد الزائد علىٰ الاثنين » ، لإخراج المثنّىٰ ؛ فإنّه أيضاً صيغة مبنيّة من الواحد ، ولكنّه ليس جمعاً .

وتابعه علىٰ هذا التعريف ابن الأنباري ( ت 577 ه- ) ، وعقّب عليه موضّحاً : « والأصل فيه : العطف ، كالتثنية ، إلّا أنّهم لمّا عدلوا عن التكرار في التثنية طلباً للاختصار ، كان ذلك في الجمع أوْلىٰ » (2) .

وعرّفه ابن برهان ( ت 456 ه- ) بقوله : « الجمع : ضمّ غير المفرد إلىٰ المفرد » (3) .

ويلاحظ عليه : أنّه تعريف للجمع بمعناه المصدري بوصفه فعلاً يمارسه الجامع ، وليس تعريفاً للجمع بوصفه عنواناً لمعناه الاصطلاحي ، وهذه الملاحظة ترد أيضاً علىٰ التعريفين التاليين للجزولي وٱبن عصفور . .

قال الجزولي ( ت 607 ه- ) : « الجمع : ضمّ واحد إلىٰ أكثر منه بشر .

ص: 183


1- الحدود النحوية ، الرمّاني ، ضمن كتاب رسائل في اللغة والنحو ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : 39 .
2- أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري ، تحقيق محمّد حسين شمس الدين : 46 .
3- شرح اللمع ، ابن برهان العكبري ، تحقيق فائز فارس 1 / 24 .

اتّفاق الألفاظ » (1) .

وأوضح الشلوبين : أنّ قيد « اتّفاق الألفاظ » لإخراج ما يفهم منه الجمع ، وليس جمعاً اصطلاحياً ، « كالغنم والرهط والنفر والإبل . . . لأنّه ليس له واحد من لفظه ، ولا يكون الجمع عندهم إلّا ما له واحد من لفظه » (2) .

وعرّفه ابن عصفور ( ت 669 ه- ) بأنّه : « ضمّ اسم إلىٰ أكثر منه بشرط اتّفاق الألفاظ والمعاني ، أو كون المعنىٰ الموجب للتسمية فيهما واحداً » (3) . .

وأوضحه في « شرحه لجمل الزجّاجي » بقوله : « فقولنا : ( ضمّ اسم ) ، تحرّز من الفعل والحرف ؛ لأنّهما لا يجمعان . .

وقولنا : ( إلىٰ أكثر منه ) ، تحرّز من التثنية ؛ لأنّها ضمّ اسم إلىٰ مثله . .

وقولنا : ( بشرط اتّفاق الألفاظ ) تحرّز من اختلافها . .

وقولنا : ( والمعاني ) ، تحرّز من اتّفاق الألفاظ واختلاف المعاني ، نحو : عين وعين وعين . إذا أردت بإحداها العضو المبصر ، وبالأُخرىٰ عين السحاب ، وبالأُخرىٰ عين الماء » (4) .

وقال في المقرّب : « فإذا اختلفت الأسماء في اللفظ لم تجمع إلّا أن نغلّب أحدهم علىٰ سائرها نحو قولهم : الأشاعثة ، في الأشعث وقومه ، وهو موقوف علىٰ السماع . . .

ص: 184


1- شرح المقدّمة الجزولية الكبير ، أبو علي الشلوبين ، تحقيق تركي العتيبي 1 / 312 .
2- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف المطوّع : 125 .
3- أ - شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 145 . ب - المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 443 .
4- شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور 1 / 145 .

وإذا اتّفقت الألفاظ والمعاني ، أو المعنى الموجب للتسمية ، وكانت نكراتٍ جُمعت ، نحو قولك في المتّفقة الألفاظ والمعاني : زيدون ورجال ، وفي المتّفقة الألفاظ والمعنى الموجب للتسمية : الأحامرة ، في اللحم والخمر والزعفران ، قال :

إنّ الأحامرةَ

الثلاثة أتلفتْ

مالي ، وكنتُ بهنَّ

قِدماً مولعا

الرّاح واللحم السمين

وأطّلي

بالزعفرانِ فلا أزال

مولّعا » (1)

وأمّا ابن الحاجب ( ت 646 ه- ) فقد عرّف الجمع بأنّه : « ما دلّ على آحادٍ مقصودة بحروفِ مفردِهِ بتغيير مّا » (2) .

وقال الرضي شارحاً هذا التعريف : « قوله : ( ما دلّ على آحادٍ ) ، يشمل المجموع وغيره من اسم الجنس كتمر ونخل ، وٱسم الجمع كرهط ونفر (3) ، والعدد كثلاثة وعشرة . .

ومعنىٰ قوله : ( مقصودة بحروفِ مفردهِ بتغيير مّا ) ، أي : تقصد تلك الآحاد ، ويدلّ عليها بأن يؤتىٰ بحروف مفردِ ذلك الدالّ عليها مع تغيير مّا في تلك الحروف . . .

ودخل في قوله : ( بتغيير مّا ) جمعا السلامة ؛ لأنّ الواو والنون في آخر الاسم من تمامه ، وكذا الألف والتاء ، فتغيّرت الكلمة بهذه الزيادات إلىٰ صيغة أُخرى . . .

ص: 185


1- المقرّب ، ابن عصفور : 443 .
2- أ - شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 3 / 365 . ب - الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمودي 3 / 45 - 46 .
3- في هذه النقطة خلاف بين بعض المتقدّمين أشار إليه الرضي في شرحه علىٰ الكافية - 3 / 367 - بقوله : « وعند الفرّاء : كلّ ما له واحد من تركيبه سواء كان اسم جمع كبقر وركب ، أو اسم جنس كتمر وروم ، فهو جمع » .

وخرج بقوله : ( مقصودة بحروف مفرده بتغيير مّا ) اسم الجمع ، نحو : إبل وغنم ؛ لأنّها وإن دلّت علىٰ آحادٍ ، لكن لم يقصد إلىٰ تلك الآحاد ، بأن أُخذت حروف مفردها وغُيّرت تغييراً مّا ، بل آحادها ألفاظ من غير لفظها ، كبعير وشاة . . .

ويخرج أيضاً اسم الجنس الذي يكون الفرق بينه وبين مفرده إمّا بالتاء ، نحو : تمرة وتمر ، أو بالياء ، نحو : روميٌّ وروم ؛ وذلك لأنّها لا تدلّ علىٰ آحادٍ ؛ إذ اللفظ لم يوضع للآحاد ، بل وضع لِما فيه الماهية المعيّنة » (1) .

وقال ابن مالك ( ت 672 ه- ) في تعريف الجمع : « ما له واحدٌ من لفظه صالح لعطف مثليه أو أمثاله عليه دون اختلافِ معنىً » (2) .

وقال أيضاً في التسهيل : « كلّ اسم دلّ علىٰ أكثر من اثنين . . . فإن كان له واحد يوافقه في أصلِ اللفظِ دون الهيئة ، وفي الدلالة عند عطف أمثاله عليه ، فهو جمع » (3) .

وشرحه السلسيلي قائلاً : « مثال الذي يوافقه في أصلِ اللفظ دون الهيئة كرجال ، فرجل يوافقه في أصلِ اللفظ دون الهيئة ، وٱحترز [ بذلك ] من ( جُنُب ) ومن ( فُلك ) للمفرد والجمع ؛ فإنّهما متوافقان في اللفظ والهيئة ، فلا يكون المرادُ به الجمعُ جمعاً للمراد به المفرد ، بل هو من الألفاظ التي اشترك فيها المفرد وغيره . . .

ص: 186


1- شرح الرضي علىٰ الكافية 3 / 365 - 366 .
2- شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي 1 / 191 .
3- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّد كامل بركات : 267 .

وٱحترز بقوله : ( وفي الدلالة . . . إلىٰ آخره ) من نحو : ( قريش ) ، فليس جمعَ قرشيٍّ ؛ لأنّه وإن وافقه في أصلِ اللفظ فهو مخالف في الدلالة عند العطف ؛ لأنّ مدلول قُرشِيٍّ وقُرشِيٍّ وقُرَشِيٍّ ، جماعة منسوبة إلىٰ قريش » (1) .

وعرّفه ابن الناظم ( ت 686 ه- ) بقوله : « الموضوع للآحادِ المجتمعة هو الجمع » (2) .

وقد خالف ابن الناظم أباه في هذا التعريف ؛ إذ لم يشترط كون الجمع له واحد من لفظه ، وقال بشأن التفريق بين الجمع وٱسم الجمع وٱسم الجنس : « إنّ الدالّ علىٰ أكثر من اثنين بشهادة التأمّل :

إمّا أن يكون موضوعاً للآحاد المجتمعة دالّاً عليها دلالة تكرار الواحد بالعطف . .

وإمّا أن يكون موضوعاً لمجموع الآحاد دالّاً عليها دلالة المفرد علىٰ جملة أجزاء مسمّاه . .

وإمّا أن يكون موضوعاً للحقيقة ملغىً فيها اعتبار الفردية والجمعية إلّا أنّ الواحد ينتفي بنفيه .

فالموضوع للآحاد المجتمعة هو الجمع ، سواء كان له واحد من لفظه مستعمل ، كرجال وأُسود ، أو لم يكن ، كأبابيل .

والموضوع لمجموع الآحاد هو اسم الجمع ، سواء كان له واحد من لفظه ، كركب وصحب ، أو لم يكن ، كقومٍ ورهطٍ . .

ص: 187


1- شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، أبو عبد الله السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي 3 / 1027 .
2- شرح ابن الناظم علىٰ الألفية : 14 .

والموضوع للحقيقة بالمعنىٰ المذكور هو اسم الجنس ، وهو غالب في ما يفرَّق بينه وبين واحده بالتاء ، كتمرة وتمر ، وعكسه جبأة وكمأة » (1) .

وقد أخذ بهذا التعريف كلّ من الأشموني ( ت 900 ه- ) (2) ، والفاكهي ( ت 972 ه- ) (3) .

89

ص: 188


1- شرح ابن الناظم علىٰ الألفية : 14 - 15 .
2- حاشية الصبّان علىٰ شرح الأشموني 4 / 153 .
3- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي : 89

ثمان وثلاثون - مصطلح جمع المذكّر السالم

قبل أن يستقرَّ « جمع المذكر السالم » عنواناً لمعناه الاصطلاحي النحوي ، عبّر النحاة عن المعنىٰ بعناوين متعدّدة ، أهمّها :

أوّلاً : الجمع علىٰ حدّ التثنية ؛ وقد استعمله سيبويه ( ت 180 ه- ) في كتابه ، قال : « وإذا جمعت علىٰ حدّ التثنية لحقتها زائدتان . . واو مضموم ما قبلها في الرفع ، وفي الجرّ والنصب ياء ، مكسور ما قبلها » (1) . .

قال المبرّد في بيان تسميتهم إيّاه جمعاً علىٰ حدّ التثنية : « وإنّما كان كذلك ؛ لأنّك إذا ذكرت الواحد ، نحو قولك : مسلم ، ثمّ ثنّيته أدّيت بناءه كما كان ، ثمّ زدت عليه ألفاً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، فإذا جمعته علىٰ هذا الحدّ أدّيت بناءه أيضاً ، ثمّ زدت عليه واواً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، ولم تغيّر بناء

الواحد عمّا كان عليه » (2) .

وقال ابن يعيش : « ويقال جمع علىٰ حدّ التثنية لسلامة صدره كما كان المثنّىٰ كذلك . . . وإنّما جعل التثنية أصلاً في السلامة لأنّ المثنّىٰ لا يكون إلّا سالماً ، والجمع قد يكون منه سالم وغير سالم » (3) .

ويلاحظ : أنّ ذكره لحركة ما قبل الواو والياء ، احتراز من دخول المثنّىٰ في التعريف في حالتي النصب والجر ؛ فإنّه وإن كان منتهياً بالياء .

ص: 189


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 18 .
2- المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 1 / 5 - 6 .
3- شرح المفصّل ، ابن يعيش 5 / 2 .

والنون أيضاً ، إلّا أنّ حركة ما قبل الياء فيه هي الفتح لا الكسر .

وقد استعمل هذا العنوان كثير من النحاة بعد سيبويه ، كالمبرّد (1) ، وٱبن السرّاج (2) ، والزجّاجي (3) ، والفارسي (4) ، والزبيدي (5) ، والزمخشري (6) .

ثانياً : الجمع الصحيح ؛ عبّر به المبرّد ( ت 285 ه- ) (7) ، وٱستعمله غيره من بعده ، كالحريري ( ت 516 ه- ) (8) ، والسرمري ( ت 776 ه- ) (9) .

ثالثاً : جمع السلامة ، عبّر به ابن السرّاج ( ت 316 ه- ) (10) ، وآخرون (11) .

رابعاً : جمع التصحيح ، عبّر به ابن جنّي ( ت 392 ه- ) (12) .

ص: 190


1- المقتضب ، المبرّد 1 / 5 .
2- الموجز في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق مصطفىٰ الشويمي وبن سالم دامرجي : 97 .
3- الإيضاح في علل النحو ، أبو إسحاق الزجّاجي ، تحقيق مازن المبارك : 121 .
4- الإيضاح العضدي ، أبو علي الفارسي ، تحقيق حسن الشاذلي فرهود 1 / 21 .
5- الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : 19 .
6- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 16 .
7- المقتضب ، المبرّد 1 / 5 .
8- شرح علىٰ متن ملحة الإعراب ، أبو القاسم الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : 16 .
9- شرح اللؤلؤة ، يوسف بن محمّد السرمري ، مصوّرتي عن مخطوطة المكتبة الظاهرية : 23 .
10- الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي 1 / 48 .
11- أ - الإيضاح في علل النحو ، الزجّاجي : 125 . ب - الإيضاح العضدي ، أبو علي الفارسي 1 / 21 . ج - الواضح في علم العربية ، الزبيدي : 206 . د - المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : 435 .
12- اللمع في العربية ، عثمان بن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 20 .

وآخرون (1) .

خامساً : الجمع الذي علىٰ هجاءَين ، عبّر به الحريري (2) ، وغيره (3) . .

قال ابن يعيش : « قالوا : جمع علىٰ هجاءَين لأنّه يكون مرّة بالواو والنون ، ومرّة بالياء والنون » (4) .

سادساً : وعبّروا أيضاً ب- : « الجمع المسلّم » (5) ، و « جمع الصحّة » (6) ، و « الجمع بالواو والنون والياء والنون » (7) ، و « الجمع السالم » (8) .

وأقدم من وجدته يستعمل عنوان « جمع المذكّر السالم » هو الشلوبيني ( ت 645 ه- ) (9) ، وٱبن الحاجب ( ت 646 ه- ) (10) ، ثمّ شا .

ص: 191


1- أ - شرح المفصّل ، ابن يعيش 5 / 2 . ب - تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّد كامل بركات : 13 .
2- شرح علىٰ متن ملحة الإعراب ، الحريري : 17 .
3- أ - شرح المفصّل ، ابن يعيش 5 / 2 . ب - شرح الألفيّة ، ابن مالك 3 / 249 .
4- شرح المفصّل ، ابن يعيش 5 / 2 .
5- الأُصول في النحو ، ابن السّراج 1 / 48 .
6- أ - المرتجل ، ابن الخشّاب ، تحقيق علي حيدر : 61 . ب - شرح اللؤلؤة ، السرمري : 36 .
7- المصباح في النحو ، ناصر المطرزي ، تحقيق عبد الحميد سيّد طلب : 45 .
8- أ - حاشية السيرافي علىٰ كتاب سيبويه ، حاشية الكتاب 2 / 244 ، تحقيق عبد السلام هارون . ب - شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 1 / 133 .
9- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف أحمد المطوّع : 126 .
10- أ - شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 74 . ب - الفوائد الضيائية ، عبد الرحمٰن الجامي ، تحقيق أُسامة طٰه الرفاعي 1 / 203 .

استعماله بعدئذٍ حتّىٰ ٱستقر عنواناً للمعنىٰ الاصطلاحي ، وإن ظلّت بعض العناوين السابقة مستعملة إلىٰ جانبه مدّة من الزمن .

لعلّ أقدم تعريف لجمع المذكّر السالم هو ما ذكره ابن السرّاج ( ت 316 ه- ) بقوله : « هو الذي يسلم فيه بناء الواحد ، وتزيد عليه واواً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، نحو : مسلمون ومسلمين » (1) .

وعرّفه الزجّاجي ( ت 337 ه- ) بقوله : « هو أن تضمّ أسماءً بعضها إلىٰ بعض متّفقة في الألفاظ » (2) .

ويلاحظ علىٰ هذا التعريف :

أوّلاً : إنّه ليس تعريفاً لحقيقة جمع المذكّر السالم ، وإنّما هو تعريف له بمعناه المصدري ، بوصفه عملاً يمارسه من يقوم بالجمع .

ثانياً : إنّه ليس مانعاً من دخول الأغيار ؛ إذ يشمل جمع المؤنّث السالم ، نحو : قطارات .

وعرّفه أبو علي الفارسي ( ت 377 ه- ) بأنّه : الجمع الذي « يسلم فيه بناء الواحد ، كما يسلم في التثنية ، ولا يغيّر نظمه عمّا كان عليه في الإفراد . . . وتلحقه في الرفع واو مضموم ما قبلها ، وفي الجرّ والنصب ياء مكسور ما قبلها ، وتلحق بعد الواو والياء نون مفتوحة » (3) .

وهذا تعريف سليم لجمع المذكّر السالم ، ولا ترد عليه الإشكالات الواردة علىٰ ما تقدّمه . .

ص: 192


1- الأُصول في النحو ، ابن السرّاج 1 / 48 .
2- الإيضاح في علل النحو ، الزجّاجي : 121 - 122
3- الإيضاح العضدي ، أبو علی الفارسی 1 / 21 .

وعرّفه ابن جنّي ( ت 293 ه- ) بأنّه : « ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه [ و ] يكون في الرفع بالواو والنون ، وفي الجرّ والنصب بالياء والنون » (1) .

وعرّفه ابن بابشاذ ( ت 469 ه- ) بأنّه : « كلّ جمع لمذكّر علمٍ يعقل ، أو لصفات من يعقل مثل : الزيدين والمسلمين » (2) .

وقد اعتمد ابن بابشاذ في الاحتراز من دخول نحو : رجال وعمّال في التعريف ، علىٰ ما ذكره قبل ذلك بقوله : إنّ من أنواع الجمع نوعاً « رفعه بالواو المضمُوم ما قبلها . . . ونصبه وجرّه بالياء المكسور ما قبلها » (3) . .

إلّا أنّ هذا لا يزيل تماماً مسحة الضعف الفنّي من التعريف .

وعرّفه أبو البقاء العكبري ( ت 616 ه- ) بأنّه : « ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه » (4) .

ولم يلتفت إلىٰ عدم مانعيّة التعريف من دخول نحو : قطارات ، ممّا دلّ علىٰ الجمع وسلم فيه بناء الواحد ، مع أنّه ليس جمعاً مذكّراً سالماً ، وإنّما تطرّق لذكر الخلاف في دخول « بنون » في التعريف ، فقال : « فأمّا ( بنون ) فقال عبد القاهر رحمه الله : ليس بسالم ؛ لسقوط الهمزة منه ، وقال غيره : هو سالم ، وإنّما سقطت الهمزة ؛ إذ كانت زائدةً توصّلاً إلىٰ النطق بالساكن ، وقد استُغني عنها » (5) . .

ص: 193


1- اللمع في العربية ، ابن جنّي : 20 .
2- شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ 1 / 133 .
3- شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ 1 / 133 .
4- اللباب في علل البناء والاعراب ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق غازي مختار طليمات 1 / 112 .
5- اللباب في علل البناء والإعراب ، العكبري 1 / 112 .

وعرّفه ابن الناظم ( ت 686 ه- ) بأنّه : « ما سلم فيه لفظ الواحد . . . ويلحق آخره واو مضموم ما قبلها رفعاً ، وياء مكسور ما قبلها جرّاً ونصباً ، يليهما نون مفتوحة » (1) .

وهو في هذا التعريف تابع لِما ذكره أبو عليّ الفارسي ، وقد تقدّم .

وعرّفه الفاكهي ( ت 972 ه- ) بأنّه : « ما دلّ علىٰ أكثر من اثنين بزيادة في آخره ، مع سلامة بناء واحده » (2) .

وواضح أنّ هذا التعريف ليس مانعاً من دخول المجموع بالألف والتاء ، نحو : مطارات ، وحمّامات .

وقال ابن مالك في تعريف « جمع المذكّر السالم » : هو : « جعل الاسم القابل دليل ما فوق اثنين . . . بزيادة في الآخر ، مقدّر انفصالها لغير تعويض . . . [ والزيادة ] في الرفع واو بعد ضمّةٍ ، وفي الجرّ والنصب ياءٌ بعد كسرة ، تليهما نون مفتوحة » (3) .

وواضح أنّ هذا تعريف لهذا الجمع بالمعنىٰ المصدري ، وبوصفه فعلاً يمارسه من يقوم بالجمع ، وليس تعريفاً للمعنىٰ الاصطلاحي الذي وضع له اللفظ .

وقد قال السلسيلي في شرح هذا التعريف : « قوله : ( جعل ) ، ليس المراد بالجعل وضع الواضع . . . بل الجعل تصرّف الناطق بالاسم علىٰ ذلك الوجه . . . .

ص: 194


1- شرح ابن الناظم علىٰ الألفية : 15 .
2- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيّب الإبراهيم : 92 .
3- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك : 12 - 13 .

قوله : ( القابل ) ، احترز من الذي لا يقبل [ الجمع ] . . .

وقوله : ( بزيادة في الآخر ) ، هذه الزيادة هي الواو والنون . . .

قوله : ( مقدّر انفصالها ) أي : انفصال الزيادة ، احترز من زيادة ( صنوان ) ؛ فإنّها كزيادة زيدين في سلامة النظم معها ، إلّا أنّ زيادة زيدين مقدّرة الانفصال ؛ لأنّ نونه تسقط للإضافة ، وزيادة صنوان ونحوه ليس كذلك .

قوله : ( لغير تعويض ) ، احترز من ( سنين ) ونحوه ؛ فإنّه جمع تكسير جرىٰ في الإعراب مجرىٰ الصحيح ، ومعنىٰ التعويض فيه : أنّ واحده منقوص يستحقّ أن يجبر بتكسير ، كما جبر يدٌ ودمٌ حين قيل فيهما : يُدي ودُمي ، فزيد آخره زيادة جمع الصحيح عوضاً من الجبر الفائت » (1) .

وقد تنبّه النحاة بالتدريج إلىٰ أنّ هناك أسماءً تعرب بالواو والنون رفعاً ، وبالياء والنون نصباً وجرّاً مع أنّها ليست بجمع مذكّر سالم اصطلاحاً ، فطرحوا طريقة جديدة لتمييز هذا الجمع عن غيره ، بتقسيمه إلىٰ ما يكون واحده جامداً أو صفة ، واشترطوا لجمع كلٍّ منهما جمعاً سالماً ، شروطاً معيّنة ، فإذا فقد أحدُ هذه الشروط من جمعٍ ما ، لا يعدّونه جمع مذكّر سالم ، وإن أُعرب بالواو والنون ، أو بالياء والنون ، وإنّما هو ملحق بجمع المذكّر السالم .

وممّن تعرض لذلك أبو علي الشلوبيني ( ت 645 ه- ) ، قال : إنّ جمع السلامة من المذكّر « يكون واحده جامداً أو صفة ، فإن كان جامداً .

ص: 195


1- شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، محمّد بن عيسىٰ السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي 1 / 133 ، 141 .

اشترط في جمعه هذا الجمع اجتماع أربعة شروط فيه : الذكورية في المعنى ، والعلمية ، والعقل ، وخلوّه من هاء التأنيث . . . وإن كان صفة اشترط فيه ثلاثة شروط : الذكورية لفظاً ومعنىً ، والعقل ، وأن لا يمتنع مؤنّثه من الألف والتاء » (1) .

وما لم تتوفّر فيه تلك الشروط من الجامد والصفة ، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم .

قال ابن مالك ( ت 672 ه- ) في أُرجوزته :

وارفع بواوٍ وبيا ﭐجرر

وﭐنصبِ

سالمَ جمعِ عامرٍ

ومذنبِ

وشبهِ ذينِ ، وبه

عشرونا

وبابُهُ أُلحقَ

والأهلونا

وقد ترك هذا تأثيره في طريقة التعريف بهذا الجمع ، فاصبحوا يجعلون جنسه : ( ما سلم فيه بناء الواحد ) ، ويجعلون فصله : توفّر الشروط المذكورة .

قال ابن عقيل ( ت 769 ه- ) في تعريفه : « هو ما سلم فيه بناء الواحد ، ووجد فيه الشروط التي سبق ذكرها ، فما ليس له واحد من لفظه ، أو له واحد غير مستكمل للشروط ، فليس بجمع مذكّر سالم ، بل هو ملحق به . .

فعشرون وبابه - وهو ثلاثون إلىٰ تسعين - ملحق بجمع المذكّر السالم ؛ إذ لا يقال : عشر ، وكذلك ( أهلون ) ملحق به ؛ لأنّ مفرده وهو ( أهل ) ليس فيه الشروط المذكورة ، لأنّه اسم جنس جامد ، كرجل ، وكذلك ( أولو ) ؛ لأنّه لا واحد له من لفظه ، وعالَمون جمع ( عالَم ) ، وعالم كرجل اسم جنس 26

ص: 196


1- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني : 126

جامد ، وعِليّون : اسم لأعلىٰ الجنّة ، وليس فيه الشروط المذكورة ، لكونه لِما لا يعقل ، وأرضون : جمع أرض ، وأرض : اسم جنس جامد مؤنّث ، والسنون : جمع سنة ، والسنة : اسم جنس مؤنّث ، فهذه كلّها ملحقة بالجمع المذكّر [ السالم ] لِما سبق من أنّها غير مستكملة للشروط » (1) .

.

ص: 197


1- شرح ابن عقيل علىٰ الألفية ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد 1/ 63 . وٱنظر أيضاً : شرح الأشموني علىٰ ألفية ابن مالك ، تحقيق حسن حمد 1 / 59 - 62 ، همع الهوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد السلام هارون وسالم مكرم 1 / 151 - 158 .

ص: 198

ص: 199

ص: 200

من ذخائر التراث :

صورة

ص: 201

ص: 202

مقدّمة التحقيق :

بسم الله الرحمٰن الرحيم

النصّ الذي سوف تقرؤه . . قسم من كتاب تاريخ الخلفاء لمؤلّف مجهول ، من أعلام القرن الثالث ( إلىٰ الخامس ) الهجري ، وقد نشره - بشكل فاكسيميل - المستشرق الروسي بطرس غريازنيويج في سنة 1960 م . .

والذي يبدو من ظاهر الكتاب أنّ المصنّف اجتهد وسعىٰ أن يعرض تاريخ الإسلام والمسلمين بشكل عامّ وبأُسلوب متين ، وفق المنهج الرائج والمتّبع في القرنين الثالث والرابع الهجري ، الذي يمكن ملاحظته في كتب عديدة مثل : الأخبار الطوال ، تاريخ اليعقوبي ، الإمامة والسياسة . . . وغيرها .

ويتبيّن من النظرة الفاحصة إلىٰ النصّ أنّه نصّ قديم كتبه مؤرّخ عراقي ؛ إذ المؤرّخين العراقيّين في ذلك العهد كانوا يميلون إلىٰ بني العبّاس - غالباً - ضدّ بني أُمية ، وهو ما كان يدفعهم إلىٰ تدوين تاريخ كربلاء - عند ذكرهم لأحداثها - بتفصيل أكثر . .

والكتاب الذي بأيدينا هو كذلك ؛ فقسماً كبيراً منه - قياساً إلىٰ حجمه الكلّي - قد خصّص لأحداث كربلاء ، لكنّ هذا لا يعني أنّ مصنّفه شيعي

ص: 203

إمامي المذهب .

وعلىٰ كلّ حال فالكتاب لم يُنشر مصحّحاً في ما سبق - حسب علمنا - ونحن نضع بين يدي القرّاء الكرام القسم الخاصّ بأحداث كربلاء وواقعة الطفّ الخالدة منه ، موردين هنا خلاصة لما جاء في مقدّمة طبعته - باللغة الروسية - المشار إليها آنفاً :

( إنّه : في سنة 1915 ، اشترىٰ و . آ . إيوانف ، العالم الروسي المتخصّص في التاريخ الإيراني ، نسخة كتاب الخلفاء لحساب Museum Asiatic ، وهي في الأصل وقف للمكتبة المعروفة ب- : « كتابخانه » ، وهي إحدىٰ المكتبات المشهورة في آسيا الوسطىٰ ، أسّسها خواجه محمّد پارسا ( 822 ه- ) في القرن التاسع الهجري .

ونسخته بدون جلد ولا تاريخ وقد لحقت بها أضرار ، ويظهر أنّه فُقد منها صفحات . . ويظهر من شهادة خبراء الخطوط أنّها كتبت في أوائل نصف القرن الثالث عشر الميلادي .

قرأ هذه النسخة V. I. BeIyaev . لأوّل مرّة في سنة 1932 .

أمّا العالم المؤرّخ A. M. BeIenitskii . فقد أعدّ لها فهرساً ، ونشره Yakubovskii في سنة 1950 .

وفي سنة 1960 نشر الكتاب بشكل فاكسيميل مع ترجمته وتعليقات عليه ، كما نشر CI. Cahen . مقالة عن العبّاسيّين بالاستفادة من هذا الكتاب .

يتضمن الكتاب تاريخ الخلفاء من العقد الثالث للقرن السابع الميلادي إلىٰ سنة 750 ميلادية .

وهو في أصله قسمان ، القسم الأوّل - كما نظنّ - 235 صفحة ، يشمل مقدّمة المؤلّف وسيرة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وتاريخ خلافة أبي بكر وعمر

ص: 204

وعثمان وعلي والحسن ، وخلافة بني أُمّية وبني مروان .

والقسم الثاني : « أخبار الدولة الهاشمية ( المباركة ) العبّاسية » ويشمل تاريخ الدولة العبّاسية من ابتدائها إلىٰ زمان المؤلّف .

والنسخة التي بأيدينا فيها من أواسط خلافة عمر بن الخطّاب إلىٰ أوّل بيعة الخليفة العبّاسي الأوّل أبي العبّاس السفّاح في 13 ربيع الآخر سنة 132 هجرية .

وطريقة البحث في هذا الكتاب أنّ المؤلّف يذكر اسم الخليفة بشكل كامل نسبياً ، ومكان وزمان ولادته ، وزمان تسلّمه الخلافة وعمره يومذاك ، ويذكر قصصاً مختلفة عن حياة الخليفة وعقيدته ، وبياناً عن عاداته وسلوكه ، وهي قصص توضّح خصائص الخليفة بصفته مسلماً وحاكماً . .

كما يذكر المؤلّف قصصاً لأهم المسائل والحوادث التي وقعت في زمن خلافته ، والحوادث التي وقعت لأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله في خلافته ، ثمّ يسرد آخر أيّام حكمه وما فيها من حوادث ، ثمّ مرضه ، ومحل وفاته وزمانه بشكل دقيق ، وعمره يوم موته . .

كما يذكر قصصاً عن كبار القادة والأُمراء عند وفاة الخليفة ، ويعدّد زوجاته وأولاده ، ويورد قصائد أو أبيات شعرية قيلت فيه .

لا يمكن تعيين الاسم الأصلي للكتاب ، والقرائن الوحيدة التي تشير إلىٰ مؤلّفه يمكن الحدس منها أنّه تمّ تأليفه في حدود سنة 1017 و 1018 ميلادية ( 407 و 408 هجرية ) .

وهذه القرائن وبعض الجزئيات الأُخرىٰ المرتبطة بالمؤلّف تدلّ دلالة ظنّية علىٰ أنّه كان يعيش في الكوفة ، وكان علىٰ صلة قريبة بأتباع بني العبّاس ، ويبدو أنّه فرع من أُسرة أصفهانية تدعىٰ أُسرة الوثاب ( وأبوهم

ص: 205

القارئ المشهور يحيىٰ بن وثاب ) وهو مولىٰ عبد الله بن عبّاس جدّ العبّاسيّين .

وقد ألّف كتابه إجابة لطلب شخص مرموق - لعلّه كان ذا منصب - منهم . . وقد رأى أنّ واجبه في تأليفه بصفته مؤرّخاً أن يجعله تاريخاً يتضمّن دروساً أخلاقية تربوية ، وسعىٰ أن يكون أثراً روائياً موثّقاً وكتاباً جامعاً كاملاً في تاريخ الخلفاء .

ومن وجهة نظر مؤرّخ ، فهو دورة للتاريخ العربي ؛ بسبب طريقته في عرض المواد ، وأُسلوبه الأدبي الخاصّ الذي يحكم مؤلّفه ويمثّل حيوية فكره ونظرته الخاصّة للأشخاص والحوادث . .

وأخيراً لا بُدّ أن نذكّر بميل المؤلّف إلىٰ مذهب السُنّيين وٱتّجاتهم السياسية ، الأمر الذي يتّفق مع خطّ العائلة العبّاسية ؛ ولذا تجد فيه مواقفه المضادّة للتشيّع لعلي وأهل بيته بشكل صريح ) . انتهت مقدّمة الكتاب .

وقد قام الدكتور عبد العزيز الدوري بنشر كتاب باسم : أخبار الدولة العبّاسية ، في بيروت - دار الطليعة / 1971 م ، لمؤلّف مجهول ، قيل أنّه من القرن الثالث ، وقد لخّصه آخر في أوائل القرن الخامس . .

وقد رأىٰ الدوري أنّه يوجد تشابه وثيق بين القسم الثاني من هذا الكتاب ( من صفحة 235 - 294 ) ، وبين كتاب أخبار الدولة العبّاسية .

ونضيف إليه أنّ مؤلّف كتاب أخبار الدولة العبّاسية من معاصري علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، المتوفّىٰ حدود سنة 285 ه- ؛ لأنّه روىٰ عنه مباشرة بدون واسطة . . ففي ص 32 ، من طبعة الدكتور الدوري قال :

أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، عن أبيه ، عن الزبيري ، بإسناد له يرفعه ، قال : بينا عمر جالس في جماعة من أصحابه ، فتذاكروا

ص: 206

الشعر ، فقال : من أشعر الناس ؟ فاختلفوا ، فدخل عبد الله بن عبّاس ، فقال عمر : قد جاءكم ابن بجدتها ، وأعلم الناس . مَن أشعر الناس يا ابن عبّاس ؟

قال : زهير بن أبي سلمىٰ المزني . . . إلىٰ آخره .

أمّا الذي اخترناه من كتاب تاریخ الخلفاء هذا فهو - كما قلنا سابقاً - القسم الذي أرّخ فيه لمقتل الإمام الحسين عليه السلام ، فقد جاء هذا القسم بتفصيل أكثر من بقية الحوادث التي أرّخ لها الكتاب ؛ وسببه كما نصّ المؤلّف في آخره أهمّية هذه الحادثة .

وقد اعتمد هذا المؤرّخ السُنّي اعتماداً كليّاً علىٰ رواية أبي مخنف لوط بن يحيىٰ - المتوفّىٰ سنة 158 ه- - للمقتل ، وربّما أضاف مواضيع جزئية ، أو استعمل عبارات أُخرىٰ .

النسخة المعتمدة :

وهي المخطوطة الوحيدة للكتاب ، ومحفوظة في المتحف الآسيوي في روسيا ، مطبوعة بشكل فاكسيميل ، ولم تعرف نسخة أُخرىٰ له لحدّ الآن .

والنسخة ناقصة الأول والآخر ، إذ تبدأ من أواسط خلافة عمر ، وتنتهي ببداية الخلافة العبّاسية .

تشتمل علىٰ 299 ورقة أبعادها 12 × 20 ، وكلّ صفحة تحتوي علىٰ 18 سطراً ، وخطّها يعود إلىٰ القرن الخامس الهجري .

الشيخ رسول جعفريان

ص: 207

صورة

ص: 208

صورة

ص: 209

خلافة يزيد بن معاوية :

هو أبو خالد يزيد بن معاوية بن حرب بن صَخْر بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف . ومعاوية هو أوّل من استخلف ابنه ؛ وأوّل مَن جعل وليّ العهد في صحّته ؛ وكان السّبب في ذلك أنّه عزل المغيرة بن شعبة عن الكوفة ، فاحتال المغيرة وأشار عليه بالبيعة ليزيد ، وذكر له : إنّه كان دعا أهل الكوفة إلىٰ بيعته فأجابوه ، فأعجبه قوله وولّاه الكوفة ثانياً ، وأمره بأن يَروض أهلها علىٰ ما قاله وأشار به ، وأن يُعلمه خبرهم ، ففعل وكتب إليهم برضاهم (1) !

ثمّ مات الحسن بن علي سنة تسع وأربعين كما ذكرناه (2) .

ويقال : إنّ معاوية سمّ سعد بن أبي وقّاص (3) لأنّه كان يعلم أنّ بيعة يزيد أمر لا يتمّ مع حياته . .

وكان يقول : لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي (4) . خذ

ص: 210


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 302 ، الإمامة والسياسة 1 / 187 .
2- قال المؤلّف في ص 53 / ب من الكتاب نفسه : ويقال بعد انصرافه [ الحسن عليه السلام ] إلىٰ المدينة ، دسّ معاوية علىٰ امرأته جَعْدة بنت الأشعث بن قيس وسألها أن تسقيه السمّ ليزوّجها معاوية من يزيد ؛ فسمّته ، وهذا خبر مشهور .
3- روىٰ أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر بن حفص ، قال : تُوُفّي الحسن بن عليّ ، وسعد بن أبي وقّاص بعد ما مضىٰ من إمارة معاوية عشر سنين ، وكانوا يرون أنّه سقاهما . مقاتل الطالبيين : 81 ، وراجع ص 80 . وقال في موضع آخر : ودسّ معاوية إليه [ الحسن عليه السلام ] - حين أراد أن يعهد إلىٰ يزيد بعده - وإلىٰ سعد بن أبي وقّاص سُمّاً ، فماتا منه في أيام مقاربة . مقاتل الطالبيين : 60 .
4- وقال المؤلّف في ص 69 / أ - في قصّة معاوية لمّا كان في المدينة ويريد أخذ

وكان يقول ليزيد : ما ألقىٰ الله بشيء هو أعظم في نفسي من استخلافي إيّاك .

ويروىٰ عن بشير بن شكل (1) ، أنّه قال : رأيْتُ معاوية في المنام ، فقلت له : ألسْتَ معاوية ؟! فقال : أنا حيارىٰ ، تركْتُ أهلي حيارىٰ ، لا مسلمين ولا نصارىٰ .

وقام يزيد بالأمر في رجب سنة ستّين ، وكان ابن خمس وثلاثين سنة ؛ وأُمّه ميسون بنت مالك بن بحدل الحارثي (2) ؛ ولذلك يقول زُفَر بن الحارث الكلابي :

أفي الله أمّا بحْدلٌ

وٱبن بحدَل

فيحيا وأمّا ابن

الزُّبَير فيُقْتلُ

كذَبْتم وبَيتِ الله

لا تقتلونَهُ

ولمّا يَكن يومٌ

أغرُّ مُحجّلُ (3)

ويزيد هو الذي أوقع بالحسين بن عليّ رضوان الله عليه ، وهو الذي قتل أهل المدينة وخرّبها يوم الحرّة ، وهو الذي رمىٰ بيت الله بالمجانيق وهدمه وأحرقه (4) . .

ص: 211


1- كذا في الأصل . ولعلّه : شحل .
2- ميسون بنت بحدل بن أنيف بن ولجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارث الكلبي . تاريخ الطبري 5 / 499 .
3- تاريخ الطبري 5 / 543 .
4- قال البلاذري : قالوا : كان يزيد بن معاوية أوّلَ من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء ، والصيد ، وٱتّخاذ القيان والغلمان ، والتفكّه بما يَضحك منه المترفون من القرود ، والمعاقرة بالكلاب والديكة . .

وقد أشار إليه ابن الجهم في مزدوجته (1) التي يقول فيها :

ثمّ تولّىٰ أمرهم

يزيد

لا جازم الرأي ولا

سديد

وكان هدم الكعبة

المصونة

ووقعة الحرّة

بالمدينة

ومقتل الحسين في

زمانه

أعوذ بالرحمٰن مِن

خذلانه

وذلك أنّ يزيد لمّا دفن أباه في داره المعروفة بالخضراء ، صعد المنبر وأُرتج عليه ، فجلس ، فقام إليه الضحّاك بن قيس وصعد إليه ؛ فقال : ما جاء بك ؟!

قال : أُكلّم الناس وآخذ عليهم ، فإنّي أعرف بهم .

فقال : اجلس يا بن أمّ ضحّاك ، وقال : أيّها الناس ! إنّ معاوية كان حَبلاً من حبال الله ، مدّه ما شاء ثمّ قطعه ، وهو دون من كان قبله وفوق من يكون بعده ، ولا أزكّيه علىٰ الله ، فإن يغفر له فبفضله وإن يعذّبه فبذَنْبه ، وقد ولّيْتُ الأمر من بعده ولست أعتذر من جهلٍ ، وعلىٰ رِسْلكم إن كره الله شيئاً غيّره (2) .

ثمّ إنّ الأربعة الّذين وصّاه بهم معاوية - وهم الحُسَين ، وٱبن الزبير ، وٱبن عمر ، وٱبن أبي بكر - امتنعوا من بيعته ، وخرج الحُسَين وٱبن الزبير إلىٰ مكّة من المدينة لمّا أخذهما عامل يزيد بالبيعة له . وأمّا عبد الرحمٰن وعبد الله فلم يتشدّد عليهما العامل بالمدينة فبقِيا بها . .

ص: 212


1- راجع : ديوان علي بن الجهم ، تحقيق : خليل مردم بك ، دمشق / 1949 م ؛ والقصيدة المزدوجة طبعت في مجلّة كلية الآداب لجامعة بغداد ، بتحقيق : بطرس غريازنيويج ، العدد الخامس ، سنة 1962 م ، ص 381 - 384 .
2- انظر : البداية والنهاية 8 / 153 .

ولمّا قدِم الحسين مكّة اجتمع إليه الناس ؛ وٱبن الزبير لزم جانب الكعبة ، فهو قائم يصلّي عامّة النهار ، ثمّ يأتي الحسين فيشير عليه بالخروج على يزيد ، وكان الحسين أثقل خلق الله عليه ؛ لأنّه يعرف إنّ أهل الحجاز لا يميلون إليه ما دام يقيم الحسين فيهم ، فهو يريد خروج الحسين من الحجاز (1) .

وبلغ أهل العراق امتناع الحسين من البيعة ليزيد وأنّه لحق بمكّة ، فأرجفوا بيزيد وكاتبوا الحسين : إنّا قد اعتزلنا ، فلسْنا نصلّي بصلاتهم ولا إمام لنا ، فلو أقبلْتَ إلينا رجونا أنْ يجمعنا اللهُ بك علىٰ الإيمان .

وٱجْتمع رؤساء الشيعة مثل سليمان بن صُرَد والمُسيّبُ بن نجبة وأشباهُهما وكتبوا للحُسَين بن عليّ : من شيعة [ أمير ] المؤمنين : أمّا بعد . . فَحَيِّ هلا ، فإنّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل ، ثمّ العجل . والسلام (2) .

ثمّ اجتمعوا ثانية فكتبوا : من شَبَث بن رِبْعي وحجّار بن أبجر ويزيد ابن الحارث بن رُوَيم وعمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عُمَير : أمّا بعد . . فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار ، فإذا شئت فاقدم علىٰ جنودٍ مجنّدة لك ، والسلام (3) . 53

ص: 213


1- قال أبو مخنف : وهو [ الحسين عليه السلام ] أثقل خلق الله علىٰ ابن الزبير ، قد عرف أنّ أهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه أبداً ما دام حسين بالبلد ، وأنّ حسيناً أعظم في أعينهم وأنفسهم منه ، وأطوع في الناس منه . تاريخ الطبري 5 / 351 .
2- هذا كتاب هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي [ من شهداء كربلاء ] ؛ انظر : تاريخ الطبري 5 / 353 . وأمّا كتاب سليمان بن صُرَد وأصحابه ففي ص 352 .
3- تاريخ الطبري ، 5 / 353

ثمّ لا يزالون يكتبون بذلك حتّىٰ جمع عنده خرجين مملوءين من كتبهم في ذلك ، واجتمعت الرسلُ عند الحسين وقرأ الكتب ، وكتب أجوبتهم .

وأنفذ مسلم بن عقيل بن أبي طالب مع الرسل ، وقال له : اعرف أحوال الناس ، فانظر ما كتبوا به ؛ فإن كان صحيحاً قد اجتمع عليه رؤساءهم وتابعَهم من يوثَق به ، خرجنا إليهم .

فسار مسلم إلىٰ الكوفة ، والعامل بها حينئذ النعمان بن بشير الأنصاري من قِبَل يزيد ؛ فلمّا حصل عندهم دَبّوا إليه (1) ، وبايعه منهم اثني عشر ألف .

فقام عبد الله بن مُسْلم الحضرمي إلىٰ النعمان بن بشير ، فقال له : أنت ضعيفٌ أو متضعّف ، فسدْتَ البلاد وليس يصلح ما ترىٰ إلّا الغَشْم (2) .

فقال النعمان : لإن أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبُّ إليّ من أن أكون قويّاً وأنا في معصية الله ، وما كنتُ لأهتك سِتْراً سَتَرُهُ الله . .

فكتب بقول النعمان إلىٰ يزيد ، وقال في الكتاب : فإن كانتْ لك حاجة في الكوفة فابعث إليها رجلاً قويّاً ينفّذ أمرك ويعمل بمثل عملك ؛ فإنّ النعمان ضعيف .

فلمّا قرأ يزيد كتابه شاور كاتبه سَرجون بن منصور ، فقال له : أكنت قابلاً من معاوية لو كان حيّاً ؟!

قال : نعم .

[ قال : ] فاقبل منّي ، إنّه ليس للكوفة إلّا عبيد الله بن زياد ، فَوَلّه . . .

ص: 214


1- تاريخ الطبري 5 / 347 .
2- الغشم : الظلم .

وكان يزيد ساخطاً عليه قد نوىٰ أن يعزلَه من البصرة ، فكتب إليه برضاه وأنّه ولّاه الكوفة مع البصرة ، وأمره بطلبِ مسلم وقتله (1) .

وأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتّىٰ دخل الكوفة متلثّماً ، فلا يمرّ علىٰ مجلس من مجالسهم فيسّلم إلّا قالوا : وعليكَ السلام يا بن بنت رسول الله ! يظنّونه الحسين بن عليّ حتّىٰ نزل القصر واجماً كئيباً لِما رأىٰ .

ثمّ جمع الناس وخطبهم وأعلمهم نيّة يزيد إلىٰ سامعهم ومطيعهم ، والشدّة علىٰ مريبهم وعاصيهم ، ووعد وأوعد (2) ، وختم الخطبة بأن قال : ليتّق امرؤٌ علىٰ نفسه ، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد (3) .

ثمّ دعا الناس وقال : اكتبوا إليّ العُرَفاء (4) من فيكم من طِلْبة أمير المؤمنين ، وأهل الريب الّذين رأيهم الخلاف ، فمن كتبهم لنا فهو بريءٌ ، ومن لم يكتب لنا فليضمن ما في عرافته أن لا يخالفنا منهم مخالفٌ ولا يبغي علينا منهم باغ ؛ فمن لم يفعل ذلك فبرئت منه الذّمّة ودمه حلال وماله مباح ، ومن وجد في عرافته من طِلْبة أمير المؤمنين أحدٌ صُلِب علىٰ باب داره (5) .

ثمّ إنّ عبيد الله دسّ من يتعرّف حال الرجل الذي يأخذ البيعة علىٰ .

ص: 215


1- تاريخ الطبري 5 / 348 .
2- قال البلاذري : وخطب [ ابن زياد ] الناس فأعلمهم أنّ يزيد ولّاه مصرهم ، وأمره بإنصاف مظلومهم ، وإعطاء محرومهم ، والإحسان إلىٰ سامعهم ومطيعهم ، والشدّة علىٰ عاصيهم ومريبهم ، ووعد المحسن وأوعد المسيء . أنساب الأشراف 2 / 78 .
3- تاريخ الطبري 5 / 359 .
4- في تاريخ الطبري : اكتبوا إليّ الغرباء ومن فيكم .
5- تاريخ الطبري 5 / 359 .

أهل الكوفة ، فاحتال الرجل حتّىٰ توصّل إلىٰ ذلك (1) .

وكان مسلم بن عقيل انتقل إلىٰ دار هانئ بن عروة لمّا دخل عبيد الله البلد ، وكتب إلىٰ الحسين ببيعة بضعة عشر ألفاً منهم ويأمره بالقدوم عليه . .

وقدم شريك بن الأعور من البصرة ، وكان من شيعة عليّ (2) ، فنزل بقرب هانئ بن عروة ، وأصابته علّة بقي معها في بيته ، وقال لهانىء بن عروة : مُر مُسْلماً يكون عندي ، فإنّ عبيد الله يعودني .

فقال شريك لمسلم حين حصل عنده : أرأيتك إن أمكنْتُكَ من عبيد الله أتضربه بالسيف ؟!

قال : نعم .

وأظهر شريك زيادة علىٰ ما به المرض وهو نازلٌ في بعض دور هانئ ؛ فجاء عبيد الله يعود شريكاً ، فقال شريك لمسلم : إذا تمكّن عبيد الله فإنّي مطاوله الحديث ، فاخرج إليه بسيفك وٱقْتله ، فليس بينك وبين القصر من يحوله ، وإن شفانيَ الله كفيْتُكَ البصرة .

فقال هانئ : إنّي أكره قتل رجلٍ في منزلي .

وشَجّعه شريك وقال : هي فرصة فإيّاك أن تضيّعها ، فانتهزْها ؛ فإنّه عدوّ الله ، وعلامتك أن أقول : اسقوني ماءً .

فجاء عبيد الله حتّىٰ دَخَل وسأل شريكاً ، فلمّا طال سؤاله وليس أحد يخرج ، خشي أن يفوته ؛ قال : اسقوني ماءً وَيْحكم ما تنتظرون ؟! اسْقونيه .

ص: 216


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 362 ، أنساب الأشراف 2 / 79 ، الأخبار الطوال : 235 .
2- قال أبو حنيفة الدينوري : وكان شريك من كبار الشيعة بالبصرة ، فكان يحثّ هانئاً علىٰ القيام بأمر مسلم . الأخبار الطوال : 233 . وقال البلاذري : وكان شريك شيعياً شهد الجمل وصفّين مع عليّ . أنساب الأشراف 2 / 79 .

ولو كان روحي فيها . حتّىٰ قالها مرّتين أو ثلاثاً .

فقال عبيد الله : ما شأنه ؟ أترونه يَهْجر ؟!

قال هانئ : نعم أصلحك الله ، هذا دَيْدنه منذ الصبح .

ففَطِنَ موْلىً لعبيد الله قائمٌ علىٰ رأسه ؛ فغمزه ، فقام عبيد الله ، فقال له شريك : انتظر أصلحك الله ! فإنّي أريدُ أن أوصي إليك .

قال : سأعود إليك .

فلمّا خرج قال شريك لمسلم : ما منعك من قتله ؟!

قال : خصلتان : أمّا إحداهما فكراهة هانئ أن يقتل في داره رجل ، وأمّا الأُخرىٰ ، فسمعت عليّاً يقول : سمعت النبي عليه السلام يقول : « الإيمان قيّد الفتك ، فلا يفتك مؤمن » (1) .

فلبث شريك ثلاثاً ومات ، فدعا عبيد الله هانئاً ، فأبىٰ أن يجيئه إلّا بأمان ؛ فقال : ما له وللأمان ، أأحدث حدثاً ؟!

فجاء بنو عمّه ورؤساء عشيرته ، فقالوا : لا تجعل علىٰ نفسك سبيلاً وأنت بريء .

فأتي به ، فلمّا حصل عنده ، قال عبيد الله : إيهٍ يا هانئ ! ما هذه الأُمور التي تربّص في دارك لأمير المؤمنين وعامّة المسلمين ؟!

قال : وما ذاك أيّها الأمير ؟

قال : جئت بمسلم وأدخلتَهُ دارك ، وجمعت الرجال والسلاح حواليك ، وظننْتَ أنّ ذلك يخفىٰ ؟!

قال : ما فعلتُ وليس مسلم عندي . .

ص: 217


1- انظر : الأخبار الطوال : 235 ، تاريخ الطبري 5 / 363 ، وص 365 .

قال : بلىٰ قد فعلْتَ .

قال : ما فعلتُ .

فلمّا كثر الكلام في ذلك ويأبىٰ هانئ إلّا مجاحدة ، دعا عبيد الله ذلك الدسيس الذي دسّه وكان افتتن بهم ويدخل إليهم ، فقال لهانئ : أتعرف هذا الرجل ؟!

فعلم هانئ أنّه كان عَيْناً عليهم ، فسقط في يده ، ثمّ راجعتْه نفسه ، فقال : اسمع أيّها الأمير ! فإنّي والله الذي لا إله إلّا هو أصدقك ؛ ما دعوتُهُ ولكن نزل علَيّ فاستحييْتُ من ردّه ولَزِمني ذمامُهُ ، فأدخلتُه داري وأضفته ، فإن شئْتَ أعطيتك الآن موثقاً وما تطمئنّ إليه أنّي لا أبغيك سوءاً ولا غائلة ، وإن شئتَ أعطيْتُكَ رهينة في يدك حتّىٰ أنطلق إليه وآمره أن يخرج من داري إلىٰ حيث شاء من الأرض ، فأخرُجَ من ذمامه .

قال : والله لا تفارقني حتّى تأتيني به .

فقال : لا والله لا أجيئك به أبداً ، أنا أجيئك بضيفي حتّىٰ تقتلَهُ ؟!

قال : والله لتأتينّي به (1) .

وقام الناس إليه يناشدونه في نفسه ويقولون : إنّه سلطانٌ وليس عليك في دفعه إليه عارٌ ولا نقصة .

فقال : بلىٰ والله علَيّ في ذلك العار والخزي ، أدفع ضَيفي وجاري إلىٰ قاتله وأنا صحيح أسمع وأرىٰ ، شديد الساعد وكثير الناصر ؟!

قال عبيد الله : ادْنوه منّي . فأُدني منه وله ضفيرتان قد رجّلهما ، فأمر بضفيرتيه ، فأمسك بهما وٱستعرض وجهه بقضيب في يده ، فلم يزل .

ص: 218


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 366 - 365 .

يضرب وجهه وأنفه وجبينه حتّىٰ نثر لحم خدّيه وهشم أنفه وتلوّىٰ هانئ وضرب بيده إلىٰ قائم سيف شرطيٍّ ممّن حضر ، فمانعه الرجل ، وقال عبيد الله : أحروريٌّ سائر اليوم ؟! حلّ لنا قتلك .

فقال أسماء بن خارجة : أمرتنا أن نجيء بالرجل حتّىٰ إذا جئناك به فعلتَ به ما نرى وزعمت أنّك تقتله ؟!

فقال عبيد الله : إنّك ههنا . وأمر به فَلُهِزَ وتُعْتِع ساعة ، ثمّ تُرِك ، فجلس (1) ، وأمر بهانئ فجعل في بيت ووكّل به من يحرسُهُ ، فبلغ ذلك مَذحِجاً فأقبلت إلىٰ القصر ، فقيل لعبيد الله : هذه مذحج وقد اجتمعت بالباب !

فقال لشريح القاضي ، ادخل إلىٰ صاحبهم فانظر إليه ، ثمّ اخرج إليهم وأعْلِمهم أنّه حيٌّ سالم . وإنّما عاتبه كما يعاتب الأمير رعيّته ، فانصرفوا .

وبَلَغ مُسْلماً ما جرىٰ ؛ فأمر أن ينادي بشعار « يا منصور أمِت » ، وكان بايعه ثمانية عشر ألفاً ، وحوله منهم أربعة آلاف ؛ فاجتمعوا إليه وأقبل القصر (2) ؛ فتحرّز عبيد الله وغلّق الأبواب ، وأحاط مسلم بالقصر ، وٱمْتلأ المسجد والسوق ، وما زالوا يتوثّبون حتّىٰ المساء (3) .

وضاق بعبيد الله الأمر وكان أكبر همّه أن يمسك باب القصر ، وليس في القصر معه إلّا ثلاثون رجلاً من الشُرَط وعشرون من أشراف الناس .

ففتح عبيد الله الباب الذي يلي الروميّين ليدخل إليه من يأتيه ، ودع .

ص: 219


1- في تاريخ الطبري 5 / 367 : فأمر به فَلُهِز وتُعْتع به ، ثمّ ترك فحبس . والتعتعة : الحركة العنيفة .
2- في تاريخ الطبري 5 / 369 : عن عبّاس الجدلي : خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف ، فما بلغنا القصر إلّا ونحن ثلاثمائة .
3- في تاريخ الطبري 5 / 370 : يثوّبون حتّىٰ المساء .

كُثيّر بن شهاب الحارثي ، فأمره بأن يخرج فيمن أطاعه من مذحج ، فيخذّل الناس عن مسلم ويخوّفهم عقوبة السلطان وغائلة أمرهم (1) .

وأمر محمّد بن الأشعث بمثل ذلك ، ممّن أطاعه من كندة ، وأن يرفع راية الأمان لمن جاءه من الناس .

وأشرف الباقون من القصر ونادوا الناس : الحقوا بأهاليكم ولا تعجّلوا الشرّ ولا تتعرّضوا للقتل ؛ فإنّ أمير المؤمنين قد بعث جنوده من الشام ، وقد أعطىٰ الله الأمير عهداً لئن تممتم (2) علىٰ حربكم ولم تنصرفوا من عشيّكم (3) أن يحْرم ذرّيّتكم العطاء وأن يأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب (4) .

فأخذ الناس لمّا سمعوا هذا وأشباهه يتفرّقون (5) ، وكانت المرأة تأتي إلىٰ ابنها وأخيها وتقول : انصرف ، فإنّ الناس يكفونك . ويقول الرجل لابنه ولأخيه : غداً تأتيكم جنود الشام فما تصنعون ؟! فينصرف به .

فما زال الناس يتفرّقون حتّىٰ أمْسىٰ مُسْلم وليس معه إلّا ثلاثون نفراً ، فصلّىٰ بهم مسلم ، فلمّا رأىٰ أنّه أمسىٰ وليس معه إلّا هؤلاء خرج متوجّهاً نحو كندة ، فما بلغ أبواب المسجد إلّا ومعه عشرة ، ثمّ خرج من الباب فإذا ليس معه اثنان ، ثمّ التفت فإذا ليس معه من يدلّ علىٰ الطريق ولا من يواسيه بنفسه إن اعترض له عدوّ ، فبقي متلدّداً في أزقّة الكوفة لا يدري أين يمرّ ! .

ص: 220


1- كذا في الأصل ؛ والمحتمل : وغاية أمرهم .
2- في تاريخ الطبري : أتممتم .
3- لعلّها : عشيّتكم .
4- تاريخ الطبري 5 / 370 .
5- في تاريخ الطبري : ينصرفون .

فمشىٰ حتّىٰ انتهىٰ إلىٰ باب امرأة كانت أمّ ولد للأشعث ، فزوّجها أسيداً الحضرمي فولدتْ له بلالاً ، وكان بلال خرج مع الناس وأُمّه قائمة تنتظره ؛ فسلّم مُسلم عليها ، وقال لها : يا أَمَة الله ! اسقني ماء .

فدخلت فسقتْهُ ، فجلس إليها ؛ فقالت : يا عبد الله ! اذهب إلىٰ أهلك .

فسكت . ثمّ عادت ، فسكت ، فقالت : يا سبحان الله ! ما يحسن لك الجلوس علىٰ بابي ، قم انصرف .

فقال : يا أمَةَ الله ! ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة ، فهل لك في أجرٍ ومعروفٍ ، فلعلّي أُكافيكِ به بعد اليوم ؟

فقالت : وما ذلك ؟

قال : أنا مسلم بن عقيل ، كذّبني هؤلاء القوم وغرّوني .

قالت : ادخل .

ولم يكن بأسرع أن جاء ابنها ، فقالت : يا بنيّ ! مكرمةٌ وافَتْك . وأخذَتْ عليه الأيْمان أن لا يخبر أحداً ، فحَلَفَ . وأخبرتْه الخبر وٱضطجع وسكت .

وأخذ ابن زياد يتجسّس خبر مسلم ، فلا يحسّ له ولا لأصحابه صوتاً ، فأمر بفتح الباب الذي في السُدّة وخرج منه حتّىٰ دخل المسجد الجامع ونادىٰ : برئت الذمّة من رجلٍ من الشرطة والعُرَفاء والمناكب والمقاتلة صلّىٰ العتمة إلّا في المسجد . فلم يكن إلّا ساعة حتّىٰ امتلأ المسجد ، فصلّىٰ بالناس ثمّ قال :

إنّ ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتىٰ ما رأيتم من الشقاق والخلاف ؛ فبرئت الذمّة من رجل وجدناه في داره ، ومن جاءنا به فله ديته . .

ص: 221

ثمّ ترعّد (1) الناس وحضّهم علىٰ الطاعة ، فنزل ودخل القصر .

وأصبح ابن تلك العجوز ، فغدا إلىٰ عبد الرحمٰن بن محمّد بن الأشعث فأخبره بمكان مسلم عنده ، وكان أبوه محمّد عند ابن زياد ، فجاء إليه عبد الرحمٰن ودنا منه وسارّه ، فقال ابن زياد : ما يقول لك ابنك ؟!

فقال : إنّه يقول : إنّ ابن عقيل في دارٍ من دورنا .

فنَخَسَ في جنبه بالقضيب وقال : فاتني به الساعة (2) .

وجاء محمّد إلىٰ تلك الدار ، فلمّا سمع مسلم بوقع الحوافر بادر إلىٰ الباب وخرج إليهم وأقحموا عليه ، فردّهم حتّىٰ ضربه رجلٌ منهم بالسيف ، فقطع شَفَتَه وكسر ثناياه ، وضربه مُسلم ضربة علىٰ رأسه كادت تأتي عليه ولكن سَلِم .

فلمّا رأىٰ الناس ذلك ، أخذ الناس يرمونه بالنار (3) من فوق السطوح ، فأقبل محمّد وقال : إنّك قد أُثخنْتَ وعجزْتَ ، فلِم تقتُل نفسك ؟! وأقْبِل إليّ ولك الأمان .

فقال : آمنٌ أنا ؟!

قال : نعم . وقال القوم أيضاً .

فأمكن من نفسه ، وحَمَلُوه فنزع سيفه من عاتقه ، فقال لمحمّد : أراك تعجز عن أماني ، فهل لك في خير ؟

قال : ما ذاك ؟ .

ص: 222


1- كذا في الأصل ؛ ولعلّه : توعّد .
2- راجع : تاريخ الطبري 5 / 373 .
3- في تاريخ الطبري : فأخذوا يرمونه بالحجارة ويُلْهبون النار في أطنان القصب ، ثمّ يَقْلبونها عليه من فوق البيت .

قال : تستطيع أن تبعَثَ رجلاً من عندك علىٰ لساني يبلغ حسيناً ، فإنّي أراه قد خرَجَ أو هو خارج غداً ، فيقول له : إنّ ابن عقيل بعثني إليك وهو أسيرٌ لا يرىٰ أنّه يُمسي حتّىٰ يُقتَل ، وهو يقول لك : ارجع بأهل بيتك ولا يغرّك أهل الكوفة ، فقد كذّبوني وكذّبوك وليس لمكذوب رأي .

فقال محمّد : والله لأفعلنّ ، ولأُخبرنّ الأمير أنّي آمنتك .

فأنفذ رجلاً علىٰ راحلة إلىٰ الحسين من وقته ، وحمله إلىٰ ابن زياد ، وقال له : إنّي قد آمنته .

فقال : وما أنت والأمان ؟! إنّما بعثناك لتحمله إلينا لا لتعطيه الأمان !

فلمّا حُمل إليه ، قال له : ايهٍ يا بن عقيل ! أتيْتَ الناس وأمرهم مجتمع وكَلِمتهم واحدة لتُشتّت بينهم ، وتَحمل بعضَهم علىٰ بعض ؟!

قال : كلّا ! لستُ لذلك أتيْتُ ، ولكن أهل المصر زعموا أنّ أباك قَتَلَ خيارَهم وعمل فيهم أعمال كسرىٰ وقيصر ؛ فأتيناهم لنأمر بالمعروف والعدل ، ونَدْعو إلىٰ حكم الكتاب .

وتراجعا ؛ فقال له ابن زياد : قَتَلني الله إن لم أقتلك شرّ قتْلةٍ لم يُقْتلها أحدٌ في الإسلام !

قال : إنّك أحقّ مَن أحدث في الإسلام حدثاً لم يكن فيه ، وإنّك لا تدع سوءَ القِتلة ، وقبح المُثلة ، وخُبث السريرة (1) ، ولؤم الغلبة ، لأحد من الناس أحقّ بها منك (2) .

فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم حسيناً وعليّاً رضوان الله عليهما ، .

ص: 223


1- في تاريخ الطبري 5 / 376 : وخبث السيرة .
2- في تاريخ الطبري : ولؤم الغلبة ، ولا أحد من الناس أحقّ بها منك .

وأمسك مسلم ، ثمّ قال : اصعدوا به إلىٰ فوق القصر ، فاضْربوا عنقه ثمّ أتْبِعوا جسده رأسه .

فصعد وهو يقول : اللّهمّ احْكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا .

وأشرف به علىٰ موضع الحذائين (1) ، فضربت عنقه وأُتبع جسده رأسه .

ثمّ أمر بهانئ بن عروة بعد قتل مسلم أن يُخرج إلىٰ السوق فتُضْرب عنقه ، فأُخْرج إلىٰ سوق الغنم وهو مكتوفٌ ، فجعل يقول : وا مَذْحجاه ولا مَذحج لي اليوم . فلم ينصره أحد حتّىٰ قُتِل ، وأمر بكلّ من عرفه ممّن خرج مع مسلم بأن تُضْرب عنقه ، وأنفذ برأسه ورؤوس القوم إلىٰ يزيد ، وكتب إليه بالقصّة .

ثمّ إنّ الرسول الذي أنفذه محمّد بن الأشعث لقي حسيناً وهو بزبالة ، فأخبره الخبر وأبلغه الرسالة ، فقال له : كلّ ما حمّ نازلٌ وعند الله نحتسب أنفسنا .

وكان عبد الله بن مُطيع لقي الحسين وهو متوجّه نحو الكوفة من مكّة ، فقال : جعلني الله فداك ! أين تريد ؟!

قال : الكوفة .

قال : جعلتُ فداك ! لا تقربها ، فإنّها بلدة مشؤومة ؛ قُتِل بها أبوك ، وخُذِل أخوك فيها وٱغْتِيل بطعنة كادت تأتي علىٰ نفسه ، الزم الحرم ؛ فإنّك سيّد العرب ، لا يعدل بك أهل الحجاز أحداً ، ويتداعىٰ الناس إليك من كلّ جانب (2) . .

ص: 224


1- في تاريخ الطبري : إلىٰ موضع الجزّارين اليوم .
2- راجع : الأخبار الطوال : 228 - 229 .

وكان محمّد بن الحنفيّة لقاه عند خروجه وقال : يا أخي ! أنت أعزّ خلق الله علَيّ ولستُ ادّخرك نصيحتي ؛ تنحّ عن الأمصار ما استطعت ، ثمّ ابْعث رسُلَك إلىٰ الشام (1) ! فادْعهم إلىٰ نفسك ، فإن بايعوك حَمِدْتَ الله عليه ، وإن اجتمع علىٰ غيرك لم يَنْقصِ الله بذلك دينَك ولا عقلَك ، ولا يُذهب به مروّتك ولا فضلك . .

إنّي أخاف أن تأتي مصراً من الأمصار فيختلف الناس بينهم ، فمنهم طائفة معك وأُخرىٰ عليك ، فيقتتلون ، فتكون لأوّل الأسنّة ، فإذا خير هذه الأُمّة نفساً وأباً وأُمّاً أضْيَعُها دَماً وأذلّها أهْلاً .

قال له : فأين أذهب يا أخي ؟!

قال : انزل مكّة ، فإن اطمأنّت بك الدار فسبيل ذلك ، وإن نَبَتْ بك لحقتَ بالرمال وشِعَف الجبال ، وتنقّلتَ من بلد إلىٰ بلد حتّىٰ يفرق لك الرأي ؛ فتستقبل الأُمور استقبالاً ، ولا تستدبرها استدباراً .

قال : يا أخي ! قد أشفقت ونصحت (2) .

وقال له ابن عبّاس : يا بن عمّ ! إنّه قد أرجف الناس أنّك سائرٌ إلىٰ العراق ، فبيّن لي ما أنت صانعٌ ؟!

فقال له : إنّي قد أجمعتُ المسير إلىٰ العراق ، وفي آخر يومَيّ هذين إن شاء الله .

قال ابن عبّاس : أُعيذك بالله من ذلك ! فاخبرني رحمك الله ، أتسير إلىٰ قومٍ قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادَهم ونفَوْا عدوّهم ؟! فإن كانوا فعلوا .

ص: 225


1- كذا في الأصل ؛ ولكن في تاريخ الطبري : تنحّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثمّ ابعث رسلك إلىٰ الناس فادْعهم إلىٰ نفسك .
2- تاريخ الطبري 5 / 341 - 342 .

ذلك ؛ فسِرْ إليهم ، وإن كانوا إنّما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهرٌ ، وعمّالهم يحبّون بلادهم ؛ فإنّهم دعوك إلىٰ الحرب ، لا آمن أن يغرّوك فيخذلونك فيكونوا أشدّ الناس عليك .

قال الحسين : أستخير الله وأنظر (1) .

ثمّ جاءه من الغد ابن عبّاس ، فقال له : ابن عمّ ! إنّي أتصبّر ولا أصبر ، إنّي أتخوّف عليك في هذا الوجه الهلاك ؛ إنّ أهل العراق غدروا بأبيك وأخيك ، فأقِمْ بهذا البلد فإنّك سيّد الحجاز ، فإن كان أهل العراق دعوك فاكْتُب إليهم فلينفوا عدوّهم ثمّ أقدم عليهم ، فإن أبيتَ إلّا الخروج فسِرْ إلىٰ اليمن فإنّ به حُصُوناً وشِعاباً ولأبيك بها شيعة ، فإنّي أرجو أن يأتيك ما تحبّ في عافية .

فقال : يا بن عمّ ! إنّي أعلم أنّك ناصحٌ شفيقٌ ، ولكنّي قد أجمعتُ علىٰ المسير .

قال ابن عبّاس : فإن كنْتَ سائراً فلا تَسرِ بنسائك وصبيتك ، فوالله إنّي أخاف أن تُقْتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه . .

والله الذي لا إلٰه إلّا هو لو أعلم أنّي لو أخذْتُ بشَعْرك وناصيتك حتّىٰ يجتمع عليك وعلَيّ الناس أطعتني وأقمتَ ، لفعلتُ (2) !

فلمّا أبىٰ عليه ؛ قال له : قد أقررْتَ عين ابن الزبير بتخليتك إيّاه الحجاز وهو اليوم لا يُنْظر إليه معك .

وخرج من عند الحسين ومرّ بعبد الله بن الزبير ، ثمّ قال : قرّت عينك يا بن الزبير ، وأنشد : .

ص: 226


1- تاريخ الطبري 5 / 383 .
2- تاريخ الطبري 5 / 384 .

يا لك من قُبَّرة

بمَعْمر

خلا لك الجوّ فبيضي وٱصْفري

ونقّري ما شِئتِ أنْ

تُنَقّري

قال : وما ذاك ؟!

قال : هذا الحسين يخرج إلىٰ العراق ويخلّيك والحجاز (1) !

وأعجب من كلّ شيء ما يروىٰ عن ابن عبّاس ، أنّه قال : رأيت في ما يرىٰ النائم رسول الله صلّىٰ الله عليه وسلّم نصف النهار أشعث أغبر في يده قارورة فيها دمٌ ، فقلت : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ! ما هذا ؟!

قال : هذا دم الحسين ودم أصحابه لم أزل ألتقطه (2) منذ اليوم . فأُحصي ذلك اليوم فوُجِد اليوم الذي قتل فيه (3) .

وخرج الحسين في نسائه وصبيانه وأهل بيته ، فلقي الفرزدق الشاعر بالصفاح ، فقال له الحسين : بَيّن لنا نبأُ الناس خلفك ؟

فقال : الخبير سألت . . قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أُميّة ، والله يفعل ما يشاء .

فقال الحسين : صدقت ، الأمر لله يفعل ما يشاء . ثمّ حرّك راحلته وقال : السلام عليك . وٱفترقا (4) . .

ص: 227


1- تاريخ الطبري 5 / 383 - 384 ؛ مع تلخيص وتغيير في العبارة ، وفي مقاتل الطالبيين - ص 111 - أضاف مصرع آخر : هذا حسين خارجاً فاستبشري .
2- في الأصل : أتلقّطه .
3- بحار الأنوار 45 / 231 ، معالم المدرستين 3 / 174 ، عن مسند أحمد 1 / 242 ، وص 282 ، فضائل الصحابة : ح 20 ، وح 22 ، وح 26 ، المستدرك علىٰ الصحيحين 4 / 398 ، مجمع الزوائد 9 / 193 - 194 ، تاريخ الخميس 2 / 300 ، الرياض النضرة : 148 .
4- تاريخ الطبري 5 / 386 .

وسار الحسين حتّىٰ نزل شراف ، وأمر فتيانه فاستقوا من الماء ، ثمّ ساروا صدر يومهم ، فقال رجل : الله أكبر !

فقال الحسين : ممّ كبّرت ؟!

قال : رأيت النّخل !

فقال رجلان أسديان كانا معه : إنّا رأينا هذا المكان وليس فيه نخل ، ولم يكن قطّ . ثمّ قالا : إنّها لهَواديَ الخيل .

فقال الحسين : صدقتما والله ، أنا أرىٰ ذلك . ثمّ قال : أما لنا ملجأ نلجأ إليه ونجعله في ظهورنا ونستقبل القوم في وجهٍ واحد ؟

فقالوا له : نعم ، هذا ذو حُسُم إلىٰ جنبك تميل إليه .

فأخذ إليه ومال معه أصحابه ؛ فما كان بأسرع من أن طلعت عليهم هوادِيَ الخيل ؛ فلمّا رأونا قد عدلنا (1) عن الطريق عدلوا كأنّ أسنّتهم اليعاسيب ، وكأنّ راياتهم أجنحة الطير ، فسبقهم الحُسَين ونزل وضربوا أبنيتهم . .

وجاءهم القوم وهم ألف رجل مع الحرّ بن يزيد التميمي ، فأقبل حتّىٰ وقف هو وخيله مقابل الحسين في حَرّ الظهيرة ، فأمر الحسين أن يسقىٰ القوم ، فقام فتيانه يسقون الخيل بالأتوار والطساس حتّىٰ أرووهم (2) .

فحضرت الصلاة فأذّن مؤذّن الحسين (3) ، ثمّ أقام ، فخرج الحسين في إزار ونعلَين ، فقال :

أيّها الناس ! إنّها معذرةٌ إلىٰ الله وإليكم ، إنّي لم آتكم حتّىٰ أتتني .

ص: 228


1- كذا في الأصل ؛ والظاهر : رأوهم قد عدلوا .
2- تاريخ الطبري 5 / 400 - 401 .
3- كان مؤذّن الحسين عليه السلام : حجّاج بن مسروق الجعفي .

كتبكم ، وقَدِم علَيّ رُسُلكم : أن أقْدِم علينا ، فإنّه ليس لنا إمام . فإن كنتم علىٰ ذلك ؛ فإنّي قد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئنُّ إليه من عهودكم ؛ أقْدِم مصركم ، وإن كنتم لِمقدمي كارهين ؛ انصرفت عنكم إلىٰ المكان الذي أقبلت منه . فسكتوا عنه . .

فقال الحسين للحرّ بن يزيد : تريد أن تصلّي بأصحابك ؟

قال : لا ، بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك .

فصلّىٰ بهم الحسين ، وٱنصرف الحرّ إلىٰ مكانه ، وأخذ كلّ رجل منهم بعنان دابّته وجلس في ظِلّها ، ثمّ دَنا العصر فأمَر الحسين بالرحيل ، وقام يصلّي فصلّىٰ القوم بصلاته ، ثمّ التفت إليهم وأعاد عليهم قريباً من قوله الأوّل (1) .

فقال الحرّ : إنّا والله ما ندري هذه الكتب والرسل التي تذكر ! فدعا الحسين بخرجَين مملوءين كتباً فنثرها بين أيديهم .

فقال الحرّ : لسنا من هؤلاء الّذين كتبوا إليك هذه الكتب ، وإنّما أُمِرنا نحن أن لا نفارقك إن لقيناك حتّىٰ نقدمك الكوفة علىٰ الأمير عبيد الله بن زياد .

فقال الحسين : الموت أدنىٰ من ذلك إليك . ثمّ قال لأصحابه : قوموا وٱركبوا . فركب جميعهم وأرادوا أن ينصرفوا ، فحال القوم بينهم وبين الانصراف ؛ فقال الحسين للحرّ : ثكلتك أُمّك ! ما تريد ؟! .

ص: 229


1- في تاريخ الطبري 5 / 402 : ثمّ قال : أمّا بعد . . أيّها الناس ! فإنّكم إن تتّقوا وتعرفوا الحقّ لأهله ؛ يكن أرضَىٰ لله ، ونحن أهل البيت أوْلىٰ بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أنتم كرهتمونا ، وجهلتم حقّنا ، وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمتْ به رسُلكم ؛ انصرفت عنكم .

فقال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي ما تركْتُ أُمّه كائناً من كان ، ولكن لا سبيل إلىٰ ذكر أُمّك إلّا بأحسن ما نقدر عليه .

فقال الحسين : فما تريد ؟!

قال : أريد أن أنطلق بك إلىٰ عبيد الله .

فقال له : إذاً لا أتْبعك .

فقال له الحرّ : إذاً لا أدَعك .

فترادّا الكلام ؛ فلمّا طال قال له الحرّ : إنّي لم أُؤمر بقتالك ، ولكن أُمرت أن لا أُفارقك حتّىٰ أقدمك الكوفة ؛ فإذا رأيت حيطانها فخُذ طريقاً لا يدخلك المدينة ولا يؤدّيك إليها ولا يردّك عنها ، يكون بيني وبينك نصفاً وتكون بالخيار بين أن تكتب إلىٰ يزيد إذا أردت أو إلىٰ ابن زياد ، فلَعَلّ الله يأتي بأمر يرزقني فيه العافية أن ابتلي بشيء من أمرك .

فتراضيا وتياسَرَ الحرّ عن طريق القادسية وسارا ، وأخذ الحسين يخطبهم ويذكّرهم بالله ويدلّهم علىٰ نفسه ومكانه من النبوّة والحكمة وٱستحقاقه للإمامة دون الفَجَرة الفَسَقة .

فقال له الحرّ : أُذكّرك الله في نفسك ؛ فوالله لئن قاتلت لتقتلنّ .

فقال له الحسين : أفبالموت تخوّفني ؟! وأنشد :

سأمضي فما بالموتِ

عارٌ علىٰ الفَتىٰ

إذا ما نَوىٰ حقّاً

وجاهدَ مُسْلما

وآسىٰ الرجالَ

الصالحينَ بنفسِه

وفارق الشرّ أن يعيش

ويرغما (1)

وكان يسير الحرّ ناحية والحسين ناحية ، فبينا هم كذلك إذ طلع أربعة من الفرسان ، فعدلوا إلىٰ الحسين ، فسلّموا عليه . فمنعهم الحرّ أن يسيروا .

ص: 230


1- في تاريخ الطبري 5 / 404 : وفارق مثبوراً يغشُّ ويُرْغما ، وفي هامشه : عن الكامل في التاريخ - لابن الأثير - : وخالف مثبوراً وفارَق مُجْرما .

معه ، وقال : هؤلاء لم يأتوا معك وإنّما هم أهل الكوفة .

قال الحسين : هم بمنزلة من جاء معي ؛ فإنّهم أنصاري وأعواني ، وقد أعطيتني أن لا تَعرض لي بشيء حتّىٰ آتي الكوفة ، فإن تمّمت علىٰ ما كان بيني وبينك وإلّا ناجزتك . قال : فكفّ عنهم الحرّ (1) .

فقال الحسين : أخبروني عن خبر الناس وراءكم ؟!

فقالوا : أمّا أشراف الناس فقد أُعْظمت رشوتهم وملئت غرائزهم وٱستميل ودّهم وٱستخلصت نصيحتهم وهم ألبٌ عليك ؛ وأمّا سائر القوم فأفئدتهم معك وسيوفهم غداً مشهورةٌ عليك !

قال : أخبروني عن رسولي إليكم ؟!

قال : من هو ؟

قال : قيس بن مسهّر الصيداوي .

قال : نعم ، أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلىٰ ابن زياد ، فأمره ابن زياد بلعنك ولعن أبيك ؛ فصلّىٰ عليك وعلىٰ أبيك ولعن ابن زياد وأباه ودعا الناس إلىٰ نصرتك وأخبرهم بمقدمك ، فأمره (2) ابن زياد فرمي به من طمار القصر ، فمات .

فتغرغرت (3) عينا الحسين بالدموع ولم يملك دفعه ، ثمّ قرأ : ( فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) (4) .

فقال له : ما نرىٰ معك من يقاتل ، ولو لم يقاتلك إلّا هؤلاء الّذين .

ص: 231


1- تاريخ الطبري 5 / 405 .
2- كذا في الأصل ؛ والظاهر : فأمر به .
3- كذا في الأصل ؛ وفي تاريخ الطبري : فتقرقرت .
4- سورة الأحزاب 33 : 23 .

أراهم ملازمين لك لكفىٰ بهم هذا ، وقد رأينا قبل خروجنا من الكوفة ما لم نرَ قط ، فننشدك الله إن قدرت أن لا تتقدّم شِبْراً إلّا فعلْت ، وههنا بلد يمنعك فسِرْ بنا حتّىٰ نقدمك جبلنا الذي يدعىٰ أجأ وسَلَمىٰ ، وهما جبلا طيّ ، ووالله قد امتنعنا بهما من ملوك تُبّع وغسّان وحِمْيَر ، ونحن زعماء لك بعشرين ألف عنان يقاتلون دونك (1) .

فقال الحسين : جزاكم الله خيراً وقومكم ، إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم من أهل الكوفة قولٌ لسنا نقدر معه علىٰ الانصراف ، ولا ندري علامَ تنصرف بنا وبهم الأمور العاقبة .

فودّعوه وقالوا : نحن حملنا ميرة لقومنا من الكوفة ، فنحن نؤدّيها إليهم وننصرف إليك (2) .

وسار الحسين حتّىٰ بلغ إلىٰ الموضع الذي نزل فيه ، فإذا راكبٌ علىٰ نجيب له وعليه سلاح مُقبلاً من الكوفة ، فوقفوا جميعاً ينتظرونه ، فلمّا انتهىٰ إليهم سلّم علىٰ الحرّ وأصحابه ودفع إلىٰ الحرّ كتاباً من عبيد الله ، فإذا فيه :

أمّا بعد . . فَجَعْجِع بالحسين وأصحابه حيث يبلغُك كتابي ويَقدُم عليك رسولي ، فلا تُنْزله إلّا بالعراء ، من غير حِصْن وعلىٰ غير ماء ، وقد أمرتُ رسولي حتّىٰ يلزمك ، فلا تردّه إلّا بإنفاذ أمري (3) . .

ص: 232


1- في تاريخ الطبري 5 / 406 : فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم .
2- هذا كلام الطرمّاح بن عدي فقط ، وليس كلام الأربعة الّذين لحقوا بالحسين عليه السلام ، وهم بقوا مع الحسين حتّىٰ قتلوا بكربلاء . فالطرمّاح ذهب إلىٰ قومه ولمّا أراد أن يأتي إلىٰ كربلاء أُخبر أن الحسين عليه السلام قد قُتل ، فرجع .
3- تاريخ الطبري 5 / 408 .

فلمّا قرأ الكتاب الحرّ عرضه علىٰ الحسين وأراده علىٰ النزول هناك علىٰ غير ماء وفي غير قرية . فقالوا : دعنا ننزل في هذه القرية - يعنون الغاضرية - .

فقال : لا والله ، ما أستطيع هذا ، أما تَرَوْن الرجل قد بَعَثه عَيْناً ؟!

فقال زهَير بن القين : يا بن بنت رسول الله ! قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعد مَن لا قِبَل لنا به .

فقال الحسين : لا أبدؤهم بالقتال .

قال زهير : فسِرْ بنا إلىٰ هذه القرية القريبة ، فإنّها حصينة وهي علىٰ شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم ، فقِتالهم اليوم أسهل منه غداً .

فقال الحسين : وأيّة قرية هي ؟

فقال : العَقْر .

فقال : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العقر .

ثمّ نزل ، وذلك يوم الخميس الثاني من المحرّم سنة إحدىٰ وستّين .

وكان عبيد الله قد ولّىٰ عمر بن سعد بن أبي وقّاص الري ، وكتب عهده عليها وجهّز معه أربعة ألف ؛ لغلبة الديلم عليها . فخرج عمر وقد كان عسكر بحمّام أعين ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، كتب إليه عبيد الله بن زياد أن : سر إلىٰ الحسين ، فإذا فرغنا ممّا كان بيننا وبينه سرت إلىٰ عملك .

فكتب إليه : إن رأيت أن تعفيني فعلت .

فقال : نعم ، علىٰ أن تردّ علينا عهدنا .

فاستعظم عمر بن سعد أمر الحسين وٱستشار نصحاءه فلم يشر عليه أحد ، ثمّ حلي في قلبه الري وملكه ، وأقبل حتّىٰ نزل عند الحسين في

ص: 233

غد يوم نزل به الحسين .

فبعث إلىٰ الحسين من يسأله عمّا جاء به ، فجاء رسوله وسلّم عليه وبلّغه الرسالة ، فذكر أنّ : أهل مصركم كتبوا إليّ أن أقدم ، فأمّا إذ كرهوني فإنّي أنصرف عنهم .

فانصرف الرسول بالجواب ، فقال عمر بن سعد : إنّي لأرجُو أن يعافيني الله من حربه . وكتب بذلك إلىٰ عبيد الله .

واشتدّ علىٰ الحسين وأصحابه العطش ؛ فدعا العبّاس بن عليّ أخاه وأنفذ معه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً مع عشرين قِرْبة ليلاً ، وكان عمرو بن الحجّاج الزبيدي قد أرسله عمر بن سعد في خمسمائة علىٰ الشريعة يمنعون الحسين وأصحابه الماء .

فقال عمرو : مَن الرجل وما جاء به ؟!

فقال العبّاس (1) : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا (2) عنه .

فقال : اشْرب هنّأك الله .

فقال : والله ما أشرب والحسين ومَن ترىٰ من أصحابه عطاش !

قال : لا سبيل إلىٰ سقي هؤلاء ، وإنّما وُضِعنا هٰهنا لنمنعهم الماء .

فقال العبّاس لرجّالته : امْلئوا قِرَبكم . وشَدّ علىٰ القوم وقاتَلهم حتّىٰ ملئوا قِرَبهم وٱنصرفوا ، فأدخلوها علىٰ الحسين وأصحابه .

وبعث الحسين إلىٰ عمر بن سعد : الْقني الليلة بين عسكري وعسكرك . فخرج في نحوٍ من عشرين فارساً ، وكذلك الحسين في مثل أُولئك ، فلمّا التقيا أمر الحسين أصحابه أن يتنحّوا ، وكذلك عمر ، وٱنكشفوا .

ص: 234


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 412 ؛ ففيه أنّ هذا الكلام من نافع بن هلال الجملي .
2- حلأه عن الماء : طرده ومنعه منه .

عنهما حتّىٰ جلسا بحيث لا يسمع أصواتهما ، فتكلّما حتّىٰ ذهب هزيعٌ من الليل ، ثمّ انصرف كلّ واحدٍ منهما ، وتحدّث الناس بينهم بالظنون .

فكتب عمر إلىٰ عبيد الله : أمّا بعد . . فإنّ الله قد أطفأ النائرة ، وأصلح أمر الأُمّة ؛ هذا الحسين قد أعطاني أن يرجع إلىٰ المكان الذي جاء منه ، أو أن يسير إلىٰ أيّ ثغر من الثغور شئنا فيكون رجلاً من المسلمين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد ! فيضع يده في يده فيرىٰ فيه رأيه ؛ وفي هذا لكم رضىً وللمسلمين صلاح (1) .

فلمّا قرأ عبيد الله الكتاب ، قال : هذا كتاب رجلٍ ناصحٌ لأميره مشفقٌ علىٰ قومه ، قد قبلتُ .

فقام شمر بن ذي الجوشن وقال : تقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلىٰ جنبك ؟! وإنّما وافىٰ ليزيل سلطانك ، ووالله لإن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكوننّ أوْلىٰ بالقوّة والعزّ ، ولتكوننّ أوْلىٰ بالضعف والعجز ، فلا تعطه هذه المنزلة ؛ فإنّها من الوَهْن ، ولكن لينزل على .

ص: 235


1- تاريخ الطبري 5 / 414 . ولكن بالنسبة إلىٰ ما كتب عمر بن سعد إلىٰ ابن زياد من أنّ الحسين عليه السلام يريد أن يأتي الشام فيضع يده في يد يزيد ! ! فأبو مخنف روىٰ خبراً في تكذيبه ؛ هذا نصّه : قال أبو مخنف : فأمّا عبد الرحمٰن بن جندب ، فحدّثني عن عقبة بن سمعان [ الذي كان حاضراً في كربلاء وممّن صار مجروحاً وبرئ بعد ، وكان أبو مخنف يروي بعض أخبار وقعة كربلاء منه مع واسطة أو واسطتين ] ، قال : صحبْتُ حسيناً فخرجتُ معه من المدينة إلىٰ مكّة ، ومن مكّة إلىٰ العراق ، ولم أفارقه حتّىٰ قُتل ، وليس من مخاطبته الناس كلمة واحدة بالمدينة ولا مكّة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر إلىٰ يوم مقتله إلّا وقد سمعتها ، لا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ، ولا أن يسيّره إلىٰ ثغرٍ من ثغور المسلمين ، ولكنّه قال : دعوني فلأذهبْ في هذه الأرض العريضة حتّىٰ ننظر ما يصير أمر الناس . تاريخ الطبري 5 / 413 - 414 .

حكمك ؛ فإن عاقبت فأنت أوْلىٰ بالعقوبة (1) ، وإن عفوْت كان ذلك لك ، ولقد بلغني أن عمر والحسين يجلسان فيتحدّثان عامّة الليل .

فقال عبيد الله : نِعْمَ الرأي رأيْتَ .

ثمّ قال لشمر : اخرج أنت بجواب عمر بن سعد ، ولتَعرض (2) علىٰ الحسين وأصحابه النزول علىٰ حكمي ، فإن فعلوا فابْعث بهم إليّ سِلْماً ، وإن أبوا فقاتلهم ، فإن فعل عمر فاسْمع منه وأطِع له ، وإن أبىٰ فأنت الأمير علىٰ الناس ، وثِبْ عليه وٱضْرب عنقه وٱبعث برأسه إليّ .

ثمّ كتب كتاباً إلىٰ عمر بن سعد علىٰ هذه الجملة ، وقدم شمر بالكتاب ، فقرأه وقال لشمر : ويلك ! لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما قدمْتَ به ؛ إنّك أنت ثَنَيْتَه عمّا كتبْتُ به إليه ، وقد والله أفسدت علينا أُموراً رجونا معها الصلاح ، والله يا شمر ! لا يستسلم الحسين نفسه ؛ إنّ نفسه لأبيّة (3) .

فقال له شمر : أخبرني ما أنت صانع ؟ أتمضي لأمر أميرك ؟! وإلّا فخلّ بيني وبين العسكر !

فقال : ولا كرامة لك ، أنا أتولّىٰ ذلك .

وينسب هذان البيتان إليه :

أأترك ملك الري والري

رغبة

أم أرجع مأزوراً بقتل

حسينِ

وفي قتله النار التي

ليس دونها

حجاب وملك الري قرّة

عيني (4)ول

ص: 236


1- في تاريخ الطبري : فإن عاقبتَ فأنت وليُّ العقوبة .
2- في تاريخ الطبري : واليعرض !
3- في تاريخ الطبري : إنّ نفساً أبيّة لبَيْن جَنْبيه .
4- الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 556 ، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

فركب عمر بن سعد بالناس وزحف بهم ، والحسين جالسٌ أمام بيته محتبياً بسيفه ، فقال له العبّاس : يا أخي ! أتاك القوم .

فنَهَض وقال : يا عبّاس ! اركب بنفسي يا أخي أنت حتّىٰ تلقاهم فتقول لهم : ما بدا لكم ؟! وتسألهم عمّا جاء بهم .

فجاء العبّاس مع عشرين فارساً مستقبلاً لهم ، فقال لهم : ما جاء بكم وما بدا لكم ؟!

فقالوا : إنّ أمر الأمير جاءنا بكَيْت وكَيْت .

قال : فلا ترجفوا (1) حتّىٰ أرجع إليه وأعرض عليه ما ذكرتم .

فانصرف يركض حتّىٰ أخبره الخبر وترك أصحابه يخاطبون القوم ، ثمّ أقبل العبّاس يركض فقال لهم : إنّ أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشيّة حتّىٰ ينظر في هذا الأمر ، فإنّ الذي جئتم به لم يجرِ فيه المنطق (2) ؛ فإذا أصبحنا التقينا ، فإمّا رضيناه فاستسلمنا ، وإمّا كرهناه فرددناه . .

ص: 237


1- في تاريخ الطبري : لا ترجعوا ؛ والصحيح : « لا ترجفوا » ؛ الرجف : أي الفتنة .
2- في تاريخ الطبري 5 / 417 : فإنّ هذا لم يجرِ بينكم وبينه فيه منطقٌ .

وكان الحسين قال للعبّاس : ارجع إليهم فإن استطعْتَ أن تؤخّرهم إلىٰ غدوة وتدفعهم عنّا هذه العشيّة ؛ لعلّنا نصلّي لربّنا ونستغفر ونوصي إلىٰ أهلنا .

ثمّ جاءهم رسول عمر ، فقام بحيث يسمعون الصوت وقال : قد أجّلناكم إلىٰ غدٍ ؛ فإن استسلمتم سرّحناكم إلىٰ أميرنا ، وإن أبيْتم فلسنا تاركيكم .

فجمع الحسين أصحابه ، فحمد الله وأثنىٰ عليه وصلّىٰ علىٰ النبيّ صلّىٰ الله عليه ؛ ودعا دعاءً كثيراً ، ثمّ قال :

أمّا بعد . . فإنّي لا أعرف أهل بيتٍ أبرّ ولا أوصلَ من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي خير جزاء ، وإنّي لا أظنّ يومنا من هؤلاء إلّا غَبْرا (1) ، وإنّي قد أذنْتُ لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم منّي ذمام ، وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، ليأخذ كلّ امرئ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم ؛ فإنّ القوم إنّما يطلبوني ولو قد أصابوني للَهَوْا عن غيري .

فقال له إخوته : لمَ نفعل ذلك ؟! لنبقىٰ بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبداً ، قبّح الله العيش بعدك . وتكلّم أهله بذلك كلّهم .

ثمّ قام مُسْلم بن عوسجة الأسديّ : فقال : أنحن نخلّي عنك ولم نعذر فيك ؟! والله لو لم يكن معي سلاحي لقذفتهم بالحجارة دونَك حتّىٰ أموت .

[ وقال سعيد بن عبد الله الحنفي : والله لا نخلّيك حتّىٰ ] (2) ( و ) يعلم .

ص: 238


1- في تاريخ الطبري 5 / 418 : وإنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً .
2- ما بين المعقوفين من تاريخ الطبري .

الله إنّا حفظنا عيبة رسول الله ، والله لو علمتُ أنّي أُقتَل ثمّ أُحْيا ، ثمّ أُقتل ثمّ أُحْرَق ثمّ يُذرّىٰ بي ، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتُك ، فكيف وهي قتلة واحدة ، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً .

ثمّ قام زُهَير بن القين ، فقال مثل ذلك ، وكلّهم يتكلّم بما يقرب من ذلك ، وكانوا اثنين وثلاثين رجلاً من الفرسان وأربعين رجّالة .

ثمّ أوصىٰ لأُخته علیه السلام ، فقال : يا أُخته ! إنّي أُقسم عليكِ فبرّي (1) قسمي : لا تشقّي علَيّ جيباً ، ولا تخمشي وجهاً ، ولا تَدْعي علَيّ بالويل والثَبور ؛ إن أنا أهلكْتُ .

فبكَتْ وٱرتفعَت الأصوات من جهة النساء ، وقالت أُخته : بأبي أنت وأُمّي أبا عبد الله ! استقتلْتَ [ نفسي فداك ] (2) ؟!

فردّد غصّته ، ثمّ قال : لو ترِك القَطا [ ليلاً ] لنام .

فلطمت وجهها وخّرت مغشيّاً عليها ، فصبّ الحسين علىٰ وجهها الماء ، وعزّاها بكلامٍ طويل .

فلمّا أصبحوا - وذلك يوم الجمعة ، وقيل : يوم السبت - وكان يوم عاشوراء ، فخرج الحسين وعبّأ أصحابه ، وأمر بأطناب البيوت ، فقرّبت حتّىٰ دخل بعضها من بعض ، وجعلوا وراء ظهورهم ليكون الحرب من وجهٍ واحد ، وأمر الحسين بمسك فميث في جَفْنة عظيمة ، وأطّلىٰ ، وركب دابّته ، ودعا بمُصْحف فوضعه أمامَه ، وٱقتتل أصحابه بين يديه قتالاً شديداً .

فحرّك الحرّ بن يزيد دابّته حتّىٰ استأمن إلىٰ الحسين ، فقال له .

ص: 239


1- في تاريخ الطبري : فأبرّي قسمي .
2- ما بين المعقوفين من تاريخ الطبري .

بأبي أنت وأُمّي ! ما ظننت الأمر ينتهي بهؤلاء القوم إلىٰ ما أرىٰ ، وظننْتُ أنّهم سيقبلون منك إحدىٰ الخصال التي تعرضها عليهم ، فقلْتُ في نفسي : لا أُبالي أن أطيع القوم في بعض أُمورهم ! وأمّا الآن فإنّي جئتُكَ تائباً مواسياً

لك بنفسي حتّىٰ أموت بين يديك ، أترىٰ لي توبة ؟!

قال : نعم ، يتوب الله عليك ويغفر لك ، انْزل .

قال : أنا فارساً خيرٌ لك منّي راجلاً ، أُقاتلهم علىٰ فرسي ساعة ، وإلىٰ النزول ما يصير آخر أمري . ثمّ بارز فقتل واحداً بعد آخر .

ولم يبارز واحدٌ من أصحاب الحسين إلّا ويقتل عدّة منهم ؛ فقال عمرو بن الحجّاج رافعاً صوته : يا حَمقىٰ ! أتدرون من تُقاتلون ؟! فرسان المصر وقوماً مستميتين ، والله لا يبرز لهم منكم أحدٌ إلّا قُتل ، لا تبرزوا لهم ؛ فإنّهم قليلٌ ، وقلّ ما يبقون ، وجهدهم العطش .

فقال عمر بن سعد : لقد صدقْتَ . وأرسل في الناس ، فعزم عليهم أن : لا يبارز رجل منكم رجلاً منهم . .

فأخذت الخيل تحمل وأصحاب الحسين تثبت ، وإنّما هم اثنان وثلاثون فارساً ، إن قُتل منهم واحد واثنان يبين عليهم ، وإن قتلوا أضعافهم لا يبين علىٰ القوم (1) . فقال عمر : فليتقدّم الرُماة إلىٰ هذه العُدَّة اليسيرة ، فليرشقوهم بالنبل .

فتقدّموا فلم يلبثوا أن عقروا خيلهم فصاروا رجّالة (2) ، وقاتلوا قتالاً لم يُرَ أعظم منه ولا أشدّ .

ووصل الناس إلىٰ الحسين ، فقاتل بين يديه كلّ من معه حتّىٰ سقطوا ، .

ص: 240


1- تاريخ الطبري 5 / 439 .
2- تاريخ الطبري 5 / 437 .

وجعل أصحابه يستقبلون بين يديه ويُسلّمون عليه ويودّعونه ، ثمّ يقاتلون حتّىٰ يُقْتلوا .

فكان أوّل قتيل من آل أبي طالب علي بن الحسين الأكبر ، ثمّ عبد الله ابن مسلم بن عقيل ، ثمّ محمّد بن عبد الله بن جعفر ، ثمّ جعفر بن عقيل .

قال عبد الله بن عمّار : ثمّ رأينا غلاماً كأنّ وجهه شقّة قمر ، في يده سيف ، وعليه قميص ونعلان وقد انقطع شِسْع أحدهما ، فحمل عليه رجلٌ فضربه علىٰ رأسه ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عمّاه !

فجلّىٰ الحسين كما يجلّي الصقر ، ثمّ شدّ علىٰ الرجل بسيفه ، فاتّقاه ، فضرب ساعده فأطنّها من المِرفق ، وتنحّىٰ الغلام وٱنجلت الغبرة ، فرأيت الحسين قائماً علىٰ رأسه وهو يفحص برجلَيْه الأرض والحسين يقول : بُعْداً لقوم قَتَلوك ، ومن خصمهم جدّك . ثمّ قال : عزّ والله علىٰ عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك ، أو يُجيبك فلا ينفعك . .

ثمّ احتمله فكأنّي أنظر إلىٰ رجلَيِ الغلام يخطّان في الأرض ، وقد وضع الحسين صدره علىٰ صدره ، فقلت في نفسي : ما يصنع به ؟! فجاء به حتّىٰ ألقاه مع ابنه عليّ والقتلىٰ حوله من أهل بيته ، فسألْتُ عن الغلام ، فقيل : هو القاسم بن الحسن بن عليّ عليهم السلام .

ومكث الحسين طويلاً من النهار ، كلّما انتهىٰ إليه رجلٌ انصرف عنه وكره أن يتولّىٰ قتله ، حتّىٰ أتاه سنان بن أنس ، فضربه علىٰ رأسه بالسيف ، فقطع بُرنس خزٍّ كان عليه ، وأدمىٰ رأسه ، فألقىٰ ذلك البُرنس ودعا بقلنْسُوَة فلَبِسَها وٱعتمّ ، وكان قد أعيا وجهدَه العطش ولم يبقَ له قوّة ، فدنا إلىٰ الماء

يشربه ، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه ، وجعل يتلقّىٰ الدم من فيه فيرمي به نحو السماء ويقول : اللّهمّ اغْضب لابن بنت نبيّك ، اللّهمّ

ص: 241

لا أكن أهون عليك من ناقة [ صالح ] . .

ثمّ حمد الله وأثنىٰ عليه ، وصلّىٰ علىٰ جدّه صلّىٰ الله عليه ، وقال : اللّهمّ أحْصِهم عدداً ، وٱقْتلهم بَدَداً ، ولا تذر منهم أحداً (1) .

ثمّ أقبل إليه شمر بن ذي الجوشن في نحو من عشرة رجّالة من أهل الكوفة ، وطلب منزل الحسين الذي فيه ثقله ، فمشي بينهم وحالوا بينه وبين رَحْله ؛ فقال الحسين : ويلكم ! إن لم يكن فيكم دينٌ فكونوا في دنياكم أحراراً (2) ، امنعوا أهلي من طغامكم وجهّالكم .

فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك . وأقدم عليه بالرجّالة .

قال عبد الله بن عمّار (3) : فلقد رأيته وهو يحمل علىٰ من في يمينه فيطردُهم ، وعلىٰ من في شماله فيطردُهم ، وعليه قميص خزّ وهو معتمٌّ ، فوالله ما رأيته مكثوراً [ قطّ قد ] (4) قُتِل ولدُه وأهل بيتُه وأصحابُه أربط جأشا .

ص: 242


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 449 .
2- في تاريخ الطبري 5 / 450 : إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً .
3- عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث البارقي : كان في كربلاء في جيش ابن زياد ، روىٰ عنه أبي مخنف بعض الأخبار ، ومنها هذا الخبر : عن « الحجّاج [ بن علي ] ، عن عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث البارقي ، وعُتِب عليه بعد ذلك مشهده قتل الحسين ، فقال : إنّ لي عند بني هاشم لَيَداً . قلنا له : وما يدك عندهم ؟! قال : حملتُ علىٰ حسين بالرُمح فانتهيْتُ إليه ، فوالله لو شئت طعنته ، ثمّ انصرفت عنه غير بعيد وقلت : ما أصنع بأن أتولّىٰ قتله ؟! يقتله غيري ! . . . » حتّىٰ يصل إلىٰ ما في المتن . تاريخ الطبري 5 / 451 - 452 . وروى عنه أبو مخنف روايتين في قصّة صفّين . راجع : تاريخ الطبري 4 / 565 - 566 .
4- ما بين المعقوفين من تاريخ الطبري .

منه ، ولا أمضىٰ جَناناً منه ، ولا أجرأ مقدماً ، والله ما رأيْتُ قبلَه ولا بعدَه مثلَه ؛ أن كانت الرجّالة تنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزىٰ إذا شدّ فيها الذئب .

وكأنّي بزينب أُخته - وهو علىٰ تلك الحال - قد خرجتْ وأنا أنظر إلىٰ قُرْطها يجول بين أُذُنها وعاتقها وهي تقول : لَيْتَ السماء انطبقَتْ علىٰ الأرض . .

وكان قد دنا عمر بن سعد ، فقالت : يا بن سعد ! أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟! وكأنّي أنظر إلىٰ دموع ابن سعد تسيل علىٰ خدّيه ولحيته وصرف وجهه عنها .

ونادىٰ في الناس شمرٌ وقال : ما تنتظرون بالرجل ؟! اقتلوه ثكلتكم أُمّهاتكم .

فحُمِل عليه من كلّ جانب وضرِب علىٰ كتفه وعاتقه وطعن ، فقال شمر لخولي بن يزيد الأصبحي : انزل إليه فحزّ رأسه . فأراد ذلك ، فأرْعد وضعف ، فقال له سنان بن أنس - وهو الذي طعنه - : فتّ الله عضدَيْك . ونزل فَذَبَحَهُ وأخذ رأسَه ، وسلب جسَدَه حتّىٰ سراويله وتُرِك مجرّداً .

ومال الناس علىٰ الإبل والمتاع فانتهبوه ، وٱنتهبوا النساء ، حتّىٰ جاء عمر بن سعد ، فقال : لا يدخلنّ هذا البيت التي فيه النساء أبداً ، ولا يعرض لهذا الغلام المريض أحد . يعني علي بن الحسين الأصغر (1) .

وقُتِل من أصحاب الحسين اثنان وسبعون رجلاً ، سبعة منهم لصلب عليّ عليه السلام ، وتسعة منهم ولد عقيل بن أبي طالب مع مسلم الذي تقدّم .

ص: 243


1- راجع : تاريخ الطبري 5 / 454 .

ذكره . وفي ذلك يقول شاعرهم :

عين جودِي بعبرةٍ

وعويلِ

وٱندبي وإن ندبتِ آل

الرسولِ

سبعة (1) كلّهم لصْلبِ عليٍّ

قد أُصيبوا وتسعة (2) لعقيلِ (3)

وسرّح الرأس إلىٰ عبيد الله ، فحدّث حُمَيد بن مسلم ، قال : كنْتُ عند ابن زياد حين عُرض عليّ الأصغر ، فقال له : ما اسمُك ؟

قال : عليُّ بن الحسين .

قال : أوَ لَم يقتل الله علي بن الحسين ؟!

فسكت عليّ ، فقال له : لِمَ لا تتكلّم ؟!

قال : قد كان لي أخٌ يقال له عليّ بن الحُسين أيضاً .

قال : فقد قتلَهُ الله ؟!

فسكت عليّ ، فقال : ما لك لا تتكلّم ؟!

فقال : ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) (4) ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَ .

ص: 244


1- عند الجاحظ : تسعة .
2- عند الجاحظ : سبعة .
3- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 15 / 236 ، عن الجاحظ في رسالته حول بني أُمية وبني هاشم ؛ والشاعر هو - كما صرّح به البلاذري - : سراقة [ بن عتّاب أبو عمرو ] البارقي ، والشعر علىٰ ما في أنساب الأشراف 3 / 223 هكذا : عين بكّي بعبرة وعويلِ وٱندبي إن ندبت آل الرسولِ خمسة منهم لصلب عليٍّ قد أبيدوا وسبعة لعقيلِ وراجع : زفرات الثقلين - للمحمودي - 1 / 103 ، كنىٰ الشعراء - لمحمّد بن حبيب البغدادي - : 292 (عن هامش الزفرات) . وراجع أيضاً : بحار الأنوار 5 / 291 مع بقية الأشعار ؛ وذكر أنّه لواحد من الشعراء .
4- سورة الزمر 39 : 42 .

تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) (1) .

فقال : أنت والله منهم ! ويحكم ! انظروا هل أدرك هذا ؟! فإنّي أحسبه رجلاً .

فكشف عنه بعض أصحابه ، فقال : نعم قد أدرك .

فقال : اقتله !

فقال عليّ : فوكّل بهؤلاء النسوة من يكون مَحْرماً لَهُنّ يسير معهُنّ إن كنْتَ مسلماً !

فقال ابن زياد : نعم دعوه ، أنت تسير معهنّ . وبعث معهنّ به إلىٰ الشام (2) !

فقال : إنّ يزيد لمّا وردت عليه كتب البشارة دمعَتْ عينه وكان القادم عليه زَحْر بن قيس ، فقال : ما وراءك ؟!

فخبّره أنّ الحسين قُتل ، وقُتل من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً وستّين من شيعته .

وقال : كنتُ أرضىٰ من طاعَتِكم بدون قتل الحسين ! لعن الله ابن سميّة ورحم الله الحسين . ولم يُعْطِ لِزَحر بن قيس شيئاً !

وأقيم عليه في داره مناحة ثلاثة أيّام ، ثمّ أمر بحمل عليّ بن الحسين إلىٰ المدينة مع النساء مكرّمين ، وقال لعليّ : كاتِبني بحوائجك (3)قع

ص: 245


1- سورة آل عمران 3 : 145 .
2- تاريخ الطبري 5 / 458 ؛ مع اختلاف يسير في العبارة .
3- بالنظر لما عُرف عن يزيد بن معاوية ، وفي ما يتعلّق بمثل هذه الأخبار ؛ هناك رأيان - قابلان للبحث والنقاش - يمكن افتراضهما : الأوّل : إنّ مؤرّخو الأُمويّين قد وضعوا مثل هذه الأخبار لتبرئة بني أُميّة ممّا وقع

ويقال : إنّه أنشد لمّا وضعت الرُّؤوس بين يَدَيْه :

نفلّق (1) هاماً من رجالٍ

أعزّةٍ

علينا وهم كانوا أعقّ

وأظلما (2)

وما يروىٰ عنه أنّه أنشد قول ابن الزِبعرىٰ لمّا وضعت الرؤوس عنده :

ليْتَ أشياخي ببدرٍ

شهدوا

جَزَعَ الخزرج من وقع

الأسَلْ

فاستهلّوا وأهلّوا

فَرَحاً

ثمّ قالوا يا يزيد لا

تَشلْ

لسْتُ من خندف إن لم

أنتقم

من بني أحمد ما كان

فَعَلْ

فلم يجتمع عليه الرواة (3) ؛ ولو صحّ ذلك منه لم يشكّ في كفره ! !

ولكنّه يروىٰ إنّه كان ينكت أسنان الحُسين بقضيب كان في يده وأنشد : يفلّقن هاماً . . البيت ، فكان عنده أبو برزة الأسلمي فقال : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟! والله لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً ، لربّم .

ص: 246


1- في تاريخ الطبري : يفلّقْن .
2- والشعر لحصين بن همّام المرّي ، من المفضلية : 12 . راجع : تاريخ الطبري 5 / 390 ، وص 460 ، وص 465 .
3- البدء والتاريخ - للمقدسي - 6 / 12 ، الآثار الباقية - لأبي ريحان البيروني - : 422 ، روضة الواعظين - للفتّال النيشابوري - : 191 ، المناقب - لابن شهرآشوب - 4 / 181 ، بحار الأنوار 45 / 157 ، الاحتجاج - للطبرسي - 2 / 122 ، تفسير القمّي 2 / 86 ، الخرائج والجرائح 2 / 580 ، مقاتل الطالبيّين : 119 ، بلاغات النساء : 21 . وفي معظم المصادر المذكورة التصريح بأنّ يزيد قد أنشد هذه الأبيات .

رأيت رسول الله صلّىٰ الله عليه يَرشفه ؛ أمّا إنّك يا يزيد ! تجيءُ يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجيء هذا ومحمّد شفيعه . ثمّ قام وولّىٰ (1) .

قد بسطنا الكلام في أيّام الحسين ومقتله فَضْل بسطٍ وإن كان ذلك في جنب ما ذكره الرواة قليلاً مختصراً ؛ لأنّ مثله من الحوادث لم يكن قبله في الإسلام ولا يكون بعده ، وظننا أنّه لم يكن في سائر الأديان وإلىٰ يومنا هذا مثله ولا ما يقرب منه . .

وليتهم إذ لم يكونوا أصحاب دين محمّد كانوا من الساسة للدنيا والقيّمين بمروّات أهلها .

اللّهمّ جدّد اللعن عليهم ، وعلىٰ من يَبْخل عليهم باللعن ، وكن المنتقم لأهل بيت نبيّك بفضلك ورحمتك .

.

ص: 247


1- تاريخ الطبري 5 / 465 ؛ وراجع ص 390 .

فهرس مصادر التحقيق

1 - الآثار الباقية عن القرون الخالية ، لأبي ريحان محمّد بن أحمد البيروني ( ت 440 ) ، تصحيح پرويز اذكائي ، ميراث مكتوب - طهران 1380 ه- ش .

2 - الاحتجاج ، لأحمد بن علي الطبرسي ( ت 560 ) ، تحقيق إبراهيم البهادري ومحمّد هادي به ، منشورات الأُسوة - قم 1413 ه- .

3 - الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة الدينوري عبد الله بن مسلم ( ت 276 ) ، تحقيق علي شيري ، دار الأضواء - بيروت 1410 ه- .

4 - الأخبار الطوال ، لأبي حنيفة الدينوري أحمد بن داود ( ت 282 ) ، تصحيح عبد المنعم عامر ، القاهرة 1960 م .

5 - أنساب الأشراف ، لأحمد بن يحيىٰ البلاذري (ت 279) ، تصحيح محمّد باقر المحمودي ، بيروت 1398 ه- .

6 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، للشيخ محمّد باقر المجلسي ( ت 1110 ) ، مؤسّسة الوفاء - بيروت 1403 ه- .

7 - البداية والنهاية ، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري ( ت 771 ) ، دار الكتب العلمية - بيروت 1415 .

8 - البدء والتاريخ ، للمقدسي ، دار صادر - بيروت .

9 - بلاغات النساء ، لابن طيفور أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر ( ت 380 ه- ) ، منشورات مكتبة بصيرتي - قم 1361 ه- .

10 - تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ، لحسين بن محمّد الدياربكري ( ت 966 ) ، دار صادر - بيروت .

11 - تاريخ الطبري ( تاريخ الأُمم والملوك ) ، لمحمّد بن جرير الطبري ( ت 310 ) ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف - القاهرة .

12 - تفسير القمّي ، لعلي بن إبراهيم القمّي ( من أعلام القرنين الثالث والرابع الهجريين ) ، بتصحيح السيّد طيب الجزائري ، مؤسّسة دار الكتاب - قم

ص: 248

1404 ه- .

13 - حياة الإمام الحسين ، لباقر شريف القرشي ، مدرسة الأيرواني - قم 1974 م .

14 - الخرائج والجرائح ، لقطب الدين الراوندي ( ت 573 ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة الإمام المهدي ( عج ) - قم 1409 ه- .

15 - ديوان علي بن الجهم ، تحقيق : خليل مردم بك ، دمشق 1949 م .

16 - روضة الواعظين ، لمحمّد بن الفتّال النيسابوري ( ت 508 ) ، منشورات الشريف الرضي - قم .

17 - الرياض النضرة ، لأبي جعفر أحمد المعروف بمحب الدين الطبري ( ت 694 ) ، مطبعة دار التأليف 1953 م .

18 - زفرات الثقلين ، لمحمّد باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم 1412 ه- .

19 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي عزّ الدين عبد الحميد ابن هبة الله المدائني ( ت 656 ) ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم - القاهرة 1378 ه- .

20 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل ( ت 241 ) .

21 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير علي بن محمّد الجزري الشيباني ( ت 630 ) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت 1412 ه- .

22 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، لعلي بن فخر الدين عيسىٰ الإربلي ( ت 693 ) ، تبريز 1381 ه- .

23 - مجلّة كلية الآداب لجامعة بغداد ، العدد الخامس ، سنة 1962 م ،

24 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، لعلي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ( ت 807 ) ، دار الكتاب العربي - بيروت 1402 ه- .

25 - المستدرك علىٰ الصحيحين ، للحاكم النيسابوري محمّد بن عبد الله ( ت 406 ) ، دار الفكر - بيروت 1398 ه- .

26 - مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل ( ت 241 ) ، دار الفكر - بيروت .

ص: 249

27 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، لمحمّد بن طلحة النصيبي الشافعي ( ت 652 ) ، مؤسّسة أُمّ القرىٰ - بيروت 1420 ه- .

28 - معالم المدرستين ، للسيّد مرتضىٰ العسكري ، مؤسّسة البعثة - طهران 1992 م .

29 - مقاتل الطالبيين ، لأبي الفرج الأصفهاني ( ت 356 ) ، تصحيح أحمد صقر ، منشورات الشريف الرضي - قم .

30 - مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب المازندراني ( ت 588 ) ، المطبعة العلمية - قم .

31 - المناقب والمثالب ، لقاضي نعمان ، مخطوط .

ص: 250

من أنباء التراث

كتب صدرت محقّقة

دلائل

الصدق لنهج الحقّ ، ج 1 .

تأليف

: العلّامة الشيخ المظفّر ، محمّد

حسن بن محمّد بن عبد الله النجفي

( 1301 - 1375 ه- ) .

أثر قيّم ، يضمّ مباحث جليلة في

العقائد الإسلامية ، وهو مناقشة علمية

موضوعية في مسائل خلافية مهمة عديدة ،

وردت في كتاب إبطال

الباطل للفضل بن

روزبهان الأصفهاني ، الذي ألّفه للردّ علىٰ

كتاب نهج الحقّ وكشف

الصدق ، للعلّامة

الحلّي ( 648 - 726 ه- ) ، الذي أثبت فيه

ما تذهب إليه الإمامية - بعد مناقشة آراء

مخالفيهم - بأُسلوب رصين ونقاش علمي

نزيه .

ويعدّ مكمّلاً ومتمّماً لما جاء

في كتاب

إحقاق

الحقّ ، للشهيد الثالث القاضي السيّد

نور الله التستري ، المستَشهد سنة 1019 ه- ،

من ردود علىٰ أباطيل ابن روزبهان في

كتابه المذكور .

اشتمل علىٰ مقدّمة بثلاثة مطالب ،

ثمّ

مباحث التوحيد والعدل والنبوّة ، ثمّ

مباحث الإمامة وبعض فضائل الإمام أمير

المؤمنين عليّ عليه السلام

، ثمّ سيرة الخلفاء

والصحابة والمعاد .

وهو يذكر أوّلاً كلام العلّامة ،

ثمّ ردّ

ابن روزبهان ، ثمّ نقضه للردّ حرفاً بحرف ،

ولم يفته منه شيء أصلاً ، مع أدب كامل

ومجاملة تامّة .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ ثلاث

نسخ ،

كلّ منها في ثلاثة أجزاء : مخطوطة بخطّ

المصنّف قدس سره ، فرغ منها

في ربيع الآخر سنة

ص: 251

1350 ه- ، مطبوعة في زمانه قدس سره

، قد أشرف

علىٰ تصحيحها بنفسه ، الجزء الأوّل في

طهران سنة 1369 ه- ، الثاني في النجف

الأشرف سنة 1372 ه- ، والثالث في

طهران سنة 1373 ه- ، ومطبوعة بعد وفاته

في القاهرة سنة 1396 ه- .

اشتمل هذا الجزء علىٰ مقدّمة

للكتاب

بقلم السيّد علي الميلاني ، ومقدّمة

التحقيق ، ومقدّمة المصنّف بمطالبها الثلاثة :

أخبار العامّة حجّة عليهم ، لا قيمة

لمناقشتهم في السند ، ومناقشة الصحاح

الستّة مع تحقيق حال جمع من رواتها ،

جاء في حقّهم من كلمات علماء العامّة

ما يقتضي عدم جواز العمل بروايتهم .

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لاِحياء التراث / فرع دمشق - 1422 ه- .

روض

الجنان في شرح إرشاد

الأذهان ، ج 1 و 2 .

تأليف : الشهيد الثاني ، الشيخ

زين

الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي

( 911 - 965 ه- ) .

شرح مزجي - فرغ منه سنة 949 ه- -

لكتاب إرشاد الأذهان

إلىٰ أحكام الإيمان ،

للعلّامة الحلّي الشيخ الحسن بن يوسف

ابن المطهّر الأسدي ( 648 - 726 ه- ) ،

الذي يعدّ من كتب الفقه الجليلة ،

موجز

خالٍ من الاستدلال ، وهو دورة فقهية

كاملة ، يبدأ من كتاب الطهارة وينتهي

بالديات ، يحتوي علىٰ 15000 مسألة ،

وعليه ما يقرب من 50 شرحاً وحاشية .

عثر منه علىٰ شرح كتابي الطهارة

والصلاة فقط ؛ فقد اشتمل الجزء الأوّل

علىٰ كتاب الطهارة ، وتضمّن : أقسامها ،

أسباب الوضوء وكيفيته ، أسباب الغسل ،

أسباب التيمّم وكيفيته ، ما تحصل به

الطهارة ، ما يتبع الطهارة ، وأحكام الأواني .

فيما اشتمل الجزء الثاني علىٰ

كتاب

الصلاة ، وتضمّن : مقدّماتها : أقسام

الصلاة ، أوقاتها ، الاستقبال ، ما يصلّىٰ فيه ،

الأذان والإقامة ، ثمّ ماهيّتها : كيفية الصلاة

اليومية ، صلاة الجمعة ، صلاة العيدين ،

صلاة الكسوف ، الصلاة علىٰ الأموات ،

الصلوات المنذورات ، والنوافل ، وأخيراً

اللواحق : الخلل الواقع في الصلاة ، صلاة

الجماعة ، صلاة الخوف ، وصلاة السفر .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ

مخطوطتين ،

إضافة إلىٰ المطبوعة علىٰ الحجر ، ذكرت

مواصفات النسخ في المقدّمة .

تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات

الإسلامية .

نشر : مركز النشر التابع لمكتب

الإعلام

ص: 252

الإسلامي - قم / 1422 ه- .

الفرقة

الناجية ، ج 1 .

تأليف : سلطان الواعظين ، السيّد

محمّد الموسوي الشيرازي ( 1314 -

1391 ه- ) .

حوارات ومناقشات للمؤلّف ، جمعت

بينه وبين مجموعة من طلبة الجامعة ؛ إذ

عُقدت لقاءات بينهما في بيته بطهران في

شهر شعبان 1380 ه- ، لفترة من الزمن

- يومين في كلّ أُسبوع - من أجل الحوار

والاستيضاح ، والحصول علىٰ إجابة لسؤال

تقدّموا به إليه . .

والسؤال كان في خمسة فروع بشأن

حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

- الوارد

بألفاظ مختلفة - : « ستفترق أُمّتي بعدي

علىٰ ثلاث وسبعين فرقة ، يهلك اثنان

وسبعون فرقة وتنجو واحدة » .

تضمّن الكتاب مباحث عديدة لبيان

تحقّق ما أخبر به النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم

من

افتراق المسلمين ، وأسباب فرقتهم ، ومَن

كان السبب الرئيسي فيها ، وما يرتبط بذلك

من مواضيع مهمّة ، إضافة إلىٰ دراسة

تفصيلية موسّعة لِما ذكره الشهرستاني

الشافعي ( 479 - 548 ه- ) في كتابه الملل

والنحل من الاختلافات التي انشعبت في

الإسلام .

اشتمل هذا الجزء علىٰ جواب فرعين

من فروع السؤال الخمسة : بيان صحّة

حديث الافتراق ، وروده في الكتب

المعتبرة ، وأنّه قد نقله علماء الشيعة

والعامّة ، ثمّ : كيف - إذا كان صحيحاً -

تبدّدت جهود الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

ودعوات القرآن نحو وحدة المسلمين ؟!

وفي أيّ زمان حدثت هذه التفرقة ؟! ومَن

كان سببها ؟! وهل صحيح أنّ موجدها هو

عبد الله بن سبأ ؟!

تعريب وتحقيق : فاضل الفراتي .

نشر : مكتبة الأمين - قم / 1422

ه- .

جواهر

الكلام في شرح شرائع

الإسلام ، ج 9 - 10 .

تأليف : الشيخ محمّد حسن النجفي ،

المتوفّىٰ سنة 1266 ه- .

موسوعة فقهية كاملة - تقع في 44

جزءاً - شاملة لأبواب الفقه وكتبه كلّها ،

جامعة لأُمّهات المسائل وفروعها ، محتوية

علىٰ وجه الاستدلال مع دقّة النظر ونقل

الأقوال ؛ تُعدّ من أجود الشروح وأغناها

لكتاب شرائع الإسلام

في مسائل الحلال

والحرام للمحقّق الحلّي ، الشيخ أبي

القاسم

نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيىٰ

ص: 253

الهذلي ( 602 - 676 ه- ) ؛ وهو من

المتون

الفقهية المهمّة ، وموضع عناية العلماء

والفقهاء درساً وتدريساً ، وشرحاً وتعليقاً ،

المطبوع مراراً ، والمترجم إلىٰ عدّة لغات .

استغرق تأليف الكتاب ما يزيد علىٰ

30 سنة ، ومطبوع مكرّراً .

اشتمل الجزء التاسع علىٰ المقدّمة

السابعة للركن الأوّل من الأركان الأربعة

لكتاب الصلاة ، إضافة إلىٰ الركن الثاني :

أفعال الصلاة : النية ، تكبيرة الإحرام ،

القيام ، والقراءة ، فيما اشتمل الجزء العاشر

علىٰ تتمّتها : الركوع ، السجود ، التشهّد ،

والتسليم .

تحقيق : الشيخ علي الدبّاغ .

نشر : مؤسّسة النشر الإسلامي

التابعة

لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية -

قم / 1422 ه- .

المبسوط .

تأليف : شيخ الطائفة ، أبي جعفر

محمّد

ابن الحسن الطوسي ( 385 - 460 ه- ) .

أثر فقهي فتوائي جليل ، يشتمل علىٰ

كتب الفقه التي فصّلها الفقهاء وهي نحو

من ثمانين كتاباً ، يذكر المصنّف قدس سره

كلّ

كتاب منها علىٰ غاية ما يمكن تلخيصه من

الألفاظ ، مقتصراً علىٰ مجرّد الفقه دون

الأدعية والآداب ، مرتّباً

المسائل الفقهية في

فصول ضمن أبواب ، جامعاً بين النظائر ،

ذاكراً أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون ،

مبدياً رأيه وفق ما يقتضيه المذهب الحقّ

وتوجبه أُصوله ، مستدلّاً لبعضها عند

الضرورة .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ 18

مخطوطة

لكتب الفقه المختلفة ، ذكرت مواصفاتها

في المقدّمة .

تضمّن هذا الجزء كتب : الطهارة ،

الحيض ، الصلاة ، الجنائز ، الزكاة ، قسمة

الزكوات والأخماس والأنفال ، الصوم ،

الاعتكاف ، الحجّ ، الضحايا والعقيقة ،

الجهاد ، الجزية ، وكتاب قسمة الفيء

والغنائم .

تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر

الإسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة

العلمية - قم / 1422 ه- .

سعد

السعود للنفوس ، منضود من

كتب وقف علي بن موسىٰ بن

طاووس .

تأليف : السيّد رضي الدين عليّ بن

موسىٰ بن جعفر بن طاووس الحسني

الحلّي ( 589 - 664 ه- ) .

كتاب يشتمل علىٰ مقتطفات ممّا

وقفه

ص: 254

المصنّف علىٰ أولاده من مصاحف

معظّمة

وربعات مكرّمة وكتب سماوية ، ومن كتب

تفاسير القرآن الكريم وما يختصّ به من

تصانيف التعظيم ، ممّا حوته مكتبته

الكبيرة ، مع وصف مفصّل لكلّ نسخة ،

وتحديد موضع ما ينقله منها بدقّة ، مرتّب

في بابين ، وكلّ باب في فصول . .

الباب الأوّل لذكر ما اقتطفه من

آية أو

آيات من المصاحف والربعات ؛ مشيراً إلىٰ

ما فيها من دلائل توحيد الله سبحانه وعلمه

وقدرته وأمثال ذلك ، ثمّ ما اقتطفه من

صحائف إدريس عليه السلام

وسننه ، التوراة ،

الزبور ، والإنجيل ؛ ممّا يرتبط بأحوال

الأنبياء عليهم السلام

وأخبارهم ، مع بعض

المناقشات والتوضيحات .

والثاني لذكر ما اقتطفه من مقاطع

معيّنة

من كتب التفسير وعلوم القرآن ، ثمّ شرحه

وردّ ما فيه من إشكالات ، وعرض الرأي

المختار فيه ، وغالب المنقول في هذا الباب

ما يتعلّق بالإمامة ، وأهل البيت عليهم السلام

،

ومسائل العقيدة ، وما يدلّ علىٰ نصرة

المذهب الحقّ .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ 3

مخطوطات

وواحدة مطبوعة ، إضافة إلىٰ ما متوفّر من

مصادر الكتاب ، وكتاب بحار

الأنوار ،

ذكرت مواصفات النسخ في المقدّمة ، التي

تضمّنت أيضاً عرضاً لمؤلّفات

المصنّف

والتعريف بها وبنسخها وطبعاتها ، وكذلك

عرضاً لمصادر الكتاب مع توضيحات عن

المصدر ومؤلّفه .

تحقيق : الشيخ فارس تبريزيان .

نشر : منشورات دليل - قم / 1421

ه- .

تحرير

الأحكام الشرعية علىٰ مذهب

الإماميّة ، ج 4 - 5 .

تأليف : العلّامة الحلّي ، الشيخ

جمال

الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن

المطهّر الأسدي ( 648 - 726 ه- ) .

من المتون الفقهيّة المهمة للعلّامة

قدس سره

صاحب الموسوعات الفقهية والمصنّفات

الأُصولية والكلامية ، وهو دورة كاملة من

الطهارة إلىٰ الديات .

يشتمل علىٰ معظم المسائل الفقهية

،

مع إيراد أكثر المطالب التكليفية الشرعية

الفرعية ، من غير تطويل بذكر حجّة

ودليل ، مقتصراً علىٰ مجرّد الفتوىٰ ، تاركاً

الاستدلال ، مستوعباً الفروع والجزئيات ،

مستخرجاً لفروع لم يسبق إليها . . مرتّباً

علىٰ ترتيب كتب الفقه في أربع قواعد

في : العبادات ، المعاملات ، الإيقاعات ،

والأحكام .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ نسختين

:

ص: 255

مطبوعة في إيران سنة 1314 ،

ومخطوطة

ذكرت مواصفاتها في مقدّمة التحقيق .

اشتمل الجزء الرابع علىٰ تتمّة

كتاب

النكاح ، إضافة إلىٰ كتب : الفراق ، العتق ،

الأيمان ، النذر ، الإقرار ، الجعالة ، اللقطة ،

إحياء الموات ، الغصب ، الشفعة ، الصيد

والذبائح ، وكتاب الأطعمة والأشربة . . فيما

اشتمل الجزء الخامس علىٰ كتب :

الميراث ، القضاء ، الشهادات ، الحدود ،

الجنايات ، الديات .

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري .

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام

-

قم / 1421 ه- و 1422 ه- .

منهج

المقال في تحقيق أحوال

الرجال ، ج 1 - 2 .

للميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم

الاسترآبادي ، المتوفّىٰ سنة 1028 ه- .

من الكتب الرجالية المهمّة ،

معروف

ب- : الرجال الكبير ، في ثلاثة مجلّدات ،

فرغ من الأوّل سنة 984 ه- ، والثاني سنة

985 ه- ، والثالث سنة 986 ه- .

مرتّب في مقدّمة وأصل وخاتمة في

عشرة فوائد ، والأصل يشتمل علىٰ أسماء

الرجال مرتّبة حسب الحروف الهجائية ، ثمّ

الكنىٰ ، ثمّ الأنساب والألقاب ، ثمّ أسماء

النساء ، ذاكراً في كلّ ترجمة ما

وصل إليه

من أقوال العلماء المتقدّمين والمتأخّرين

وحتّىٰ من علماء المخالفين ، مبدياً رأيه

عند اقتضاء الحاجة .

وقد كتب العلّامة الوحيد

البهبهاني

محمّد باقر بن محمّد أكمل ( 1117 -

1205 ه- ) تعليقات علىٰ معظم تراجم

الكتاب ، مع مقدّمة في خمسة فوائد

رجالية مهمّة ، ضمّنها مبانٍ رجالية ، لم

يُسبق إليها ، فصارت مرجعاً ضرورياً لمن

جاء بعده .

تمّ تحقيق الكتاب اعتماداً علىٰ 6

نسخ

مخطوطة : نسخة في 3 أجزاء ، كتب الأوّل

سنة 1023 ه- ، والآخران سنة 1016 ه- ،

ونسخة منقولة عن خطّ المصنّف ، كتبت

سنة 1021 ه- ، ونسخة قوبلت مرّتين مع

نسخة خطّ المصنّف ، كتبت سنة 1051 ه- ،

ونسخة كتبت سنة 1054 ه- ، ونسخة كتبت

سنة 1068 ه- ، ونسخة قيل بأنّها بخطّ

المؤلّف ؛ لكن تبيّن أنّها ليست كذلك ، بل

لم يذكر كاتبها ولا تاريخ كتابتها . .

وكذلك تمّ تحقيق تعليقات العلّامة

الوحيد اعتماداً علىٰ 3 نسخ مخطوطة :

نسخة كتبت سنة 1210 ه- ، ونسخة كتبت

سنة 1239 ه- ، والأخيرة لم يذكر كاتبها

ولا تاريخ كتابتها . .

ص: 256

وفوائده الرجالية اعتماداً علىٰ 3

نسخ

مخطوطة أيضاً : نسخة كتبت سنة 1287 ه- ،

والبقية لم يذكر كاتبها ولا تاريخ كتابتها .

إضافة إلىٰ نسخة مطبوعة علىٰ

الحجر

في إيران سنة 1306 ه- ، ضمّت الكتاب

والتعليقات والفوائد ، ملحقاً بها كتاب أمل

الآمل للشيخ محمّد بن الحسن الحُرّ

العاملي ( 1033 - 1104 ه- ) .

ذكرت مواصفات النسخ المخطوطة

جميعها في المقدّمة .

اشتمل الجزءان علىٰ المقدّمة ،

وعلىٰ

الفوائد الرجالية الخمسة للعلّامة الوحيد

البهبهاني ، وعلىٰ بداية حرف الهمزة .

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث - قم / 1422 ه- .

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان علىٰ

الرجعة .

تأليف : المحدّث الشيخ محمّد بن

الحسن الحرّ العاملي (1033 - 1104 ه) .

بحث يسعىٰ لإثبات الرجعة ، إحدىٰ

مسائل الاعتقاد التي تعدّ من ضروريات

مذهب الإمامية ، ويعدّ الاعتقاد بها من

مظاهر الإيمان بالقدرة الإلٰهيّة المطلقة ؛

ملخّصها : إنّ الخالق جلّ وعلا يعيد في

آخر الزمان وقبل يوم القيامة طائفة من

الأموات إلىٰ الدنيا في صورهم

التي كانوا

عليها ، ممّن محضوا الإيمان محضاً وعلت

درجتهم فيه ، أو ممّن محضوا الكفر محضاً

وبلغوا الغاية في الفساد والطغيان ، فينتصر

لأهل الحقّ من أهل الباطل .

يستعرض - لهذا الإثبات - الأدلّة

والطرق المتعدّدة العقلية والنقلية ؛ مستدلّاً

بالكتاب العزيز والسُنّة النبوية الشريفة ،

وروايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام

، معتمداً

كتب الحديث والكلام والتفسير مع شرح

وتوضيح لمبهمات الأُمور .

مرتّب في 12 باباً تشتمل علىٰ

أكثر من

600 حديث ورواية ، و 64 آية مباركة ؛

الأوّل في 12 مقدّمة ، ذكرت في آخرها

مصادر الكتاب ، والثاني عشر في جواب

ستّة شبهات لمنكري الرجعة ، وتضمّنت

البقية : الأدلّة علىٰ صحّة الرجعة وإمكانها

ووقوعها ، الآيات الدالّة علىٰ ذلك ، إثبات

أنّ ما وقع في الأُمم السابقة يقع مثله في

هذه الأُمّة ، وأنّ الرجعة قد وقعت في هذه

الأُمم ، وقعت لأنبياء وأوصياء سابقين ،

وقعت في هذه الأُمّة في الجملة ، وقعت

للنبيّ العظيم صلى الله عليه وآله وسلم

والأئمّة عليهم السلام

في هذه

الأُمّة في الجملة ، والأخبار الواردة برجعة

بعض الناس ، وبعض الأنبياء والأئمّة عليهم السلام

،

ثمّ في أنّه هل بعد دولة الإمام المهدي عليه السلام

ص: 257

دولة أم لا ؟!

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ نسختين

،

مخطوطة ومطبوعة ، ذكرت مواصفاتهما

في المقدّمة .

تحقيق : مشتاق المظفّر .

نشر : منشورات « دليل ما » - قم /

1422 ه- .

أربع

رسائل كلامية .

كتاب يجمع بين دفتيه أربع رسائل :

المقالة التكليفية

والباقيات الصالحات ،

للشهيد الأوّل ، شمس الدين أبي عبد الله

محمّد بن محمّد بن مكّي الجزيني

العاملي ( 734 - 786 ه- ) .

والرسالة

اليونسية في شرح المقالة

التكليفية والكلمات النافعات في شرح

الباقيات الصالحات ، للعلّامة البياضي

،

الشيخ زين الدين أبي محمّد علي بن

محمّد بن يونس العاملي النباطي ( 791 -

877 ه- ) .

اشتملت الأُولىٰ علىٰ مباحث في

خمسة فصول عن التكليف : ماهيته ،

متعلّقه ، وغايته ، ثمّ أحاديث وروايات في

الترغيب والترهيب .

وٱشتملت الثانية علىٰ شرح مختصر

للتسبيحات الأربع : سبحان الله ، والحمد

لله ، ولا إلٰه إلّا الله والله

أكبر .

فيما تضمّنت الثالثة والرابعة

شرحاً

مبسوطاً مفصّلاً لهما ، بترتيب : « قال : -

أقول : » ، مع شرح المفردات وتوضيح

الآراء وٱستيفاء المعنىٰ المراد .

تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات

الإسلامية .

نشر : مركز النشر التابع لمكتب

الإعلام

الإسلامي - قم / 1422 ه- .

طرفٌ

من الأنباء والمناقب في شرف

سيّد الأنبياء وعترته الأطائب وطرف

من تصريحه بالوصية بالخلافة لعليّ

ابن أبي طالب عليه السلام

.

تأليف : السيّد رضي الدين عليّ بن

موسىٰ بن جعفر بن طاووس الحسني

الحلّي ( 589 - 664 ه- ) .

كتاب مخصّص لذكر ما ورد صريحاً

من طرق آل محمّد صلى الله عليه وآله

في إثبات الولاية

والإمامة والوصية لأمير المؤمنين الإمام

عليّ عليه السلام ، ممّا لا

مجال فيه للتأويل

والتمحّل والحمل علىٰ الوجوه البعيدة

والغريبة ؛ إذ اشتمل علىٰ أخبار - مرتّبة في

33 طرفة - تدلّ في جملتها علىٰ أنّ

الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله

أوصىٰ وأوضح الأُمور

للمسلمين ، ودلّهم علىٰ الهداة من بعده

ص: 258

إلىٰ يوم الدين ، قبل أن يرحل من

الدنيا .

تضمّنت وصيّته صلى الله عليه وآله

بالإمامة والخلافة

لأمير المؤمنين عليه السلام

ومن بعده للمعصومين

من ولده عليهم السلام

، وكيفية أخذه البيعة له ،

ووصيته له بأن يدفنه هو لا غيره ، وغيرها

من الأخبار التي تدور في مدار الوصية .

وقد نقل أكثر ما ورد فيه عن كتاب

الوصية لأبي موسىٰ الضرير عيسىٰ بن

المستفاد البجلي ، المتوفّىٰ سنة 220 ه- ، من

أصحاب الإمامين الكاظم والجواد عليهما السلام

.

اشتمل علىٰ ملحق بعنوان : « التحف

في توثيقات الطرف » ؛ لتوثيق ما ورد في

الكتاب من الجهتين السندية والدلالية بما

رواه أعلام العلماء وخرّجوه في كتبهم

المعتمدة ؛ بتقديم المصادر التي ذكرت

الطرفة كاملة أو مختصرة أو بعضها ، ثمّ

القرائن والشواهد والمتابعات والأدلّة العامّة

التي تدلّ علىٰ مضمون الطرفة إجمالاً ، ثمّ

توثيق المفردات الأساسية المهمّة من كلّ

طرفة من مصادر أُخرىٰ وبطرق متعدّدة .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ خمس

نسخ

مخطوطة ، إضافة إلىٰ نسخة مطبوعة ،

ذكرت مواصفات النسخ في المقدّمة .

تحقيق وتوثيق : الشيخ قيس العطّار

.

نشر : منشورات تاسوعاء - مشهد /

1420 ه- .

رياض

المسائل في تحقيق الأحكام

بالدلائل ، ج 15 .

تأليف : الفقيه الأُصولي ، السيّد

علي بن

محمّد علي الطباطبائي ( 1161 - 1231 ه- ) .

من كتب فقه الإماميّة القيّمة ،

استدلالي

مبسوط ، حاوٍ للأبواب الفقهيّة - عدا

كتابي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

والمفلّس - ، حسن الترتيب ، كثير الفوائد ،

مع إحاطةٍ بشتّىٰ جوانب البحث ، ونقلٍ

للروايات والكلمات بعبارات موجزة بليغة ؛

إذ يورد محلّ الشاهد من النصّ الروائي

بنحو من الاختصار والدقّة الرفيعة .

ولمتانة البحث وقوّة الاستدلال

فيه ، مع

دقّة عباراته وسهولتها ؛ انتشر انتشاراً واسعاً

في الأوساط والحوزات العلميّة .

وهو شرح مزجي دقيق ومتين لكتاب

المختصر النافع

للمحقّق الحلّي ، نجم الدين

جعفر بن الحسن الهذلي ( 602 - 676 ه- ) ،

وهو الشرح الكبير للمصنّف ؛ إذ له شرح

ثانٍ صغير مختصر من هذا الكبير ، مطبوع

محقّقاً في 3 مجلّدات .

تمّ تحقيقه اعتماداً علىٰ 14 نسخة

مخطوطة لكتب الفقه المتعدّدة ، إضافة إلىٰ

المطبوعة علىٰ الحجر .

اشتمل هذا الجزء علىٰ كتب :

القضاء ،

ص: 259

الشهادات ، وكتاب الحدود

والتعزيرات .

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث / 1422 ه- .

الفوائد العلية في شرح التحفة

الدمستانية .

تأليف : العلّامة الشيخ محمّد علي

بن

مسعود بن سليمان الجشّي القطيفي ، من

أعلام القرن الثالث عشر الهجري .

شرح - غير تامّ - لأُرجوزة مختصرة

في

علم الكلام بعنوان : تحفة

الباحثين في

أُصول الدين للشيخ حسن بن محمّد بن

خلف البحراني الدمستاني - المتوفّىٰ سنة

1181 ه- - وهي أُرجوزة في معرفة أُصول

الدين ، الواجبة علىٰ عامّة المكلّفين .

تناول الشرح أُمّهات مسائل علم

الكلام ، متعرّضاً لآراء فرق المسلمين ،

ونقل استدلالاتهم ومناقشتها ، متوسّعاً في

بعض الموضوعات ، متضمّناً : شرح مقدّمة

الناظم ، بيان موضوع المنظومة ، ثمّ مبحث

توحيد الله سبحانه ، صفاته جلّ وعلا

الثبوتية ، شرح بعض صفاته تعالىٰ ، ونفي

الصفات الزائدة علىٰ ذاته تعالىٰ .

تمّ التحقيق اعتماداً علىٰ نسخة

مخطوطة واحدة ، ذكرت مواصفاتها في

المقدّمة .

تحقيق ونشر : شركة دار المصطفىٰ صلى الله عليه وآله

لإحياء التراث - بيروت / 1422 ه- .

طبعات جديدة

لمطبوعات سابقة

المبادئ العامّة لتفسير القرآن الكريم

بين النظرية والتطبيق .

تأليف : الدكتور محمّد حسين

الصغير .

دراسة في مباحث عديدة تتناول

الأُسس والمبادئ العامّة ومعالم وظواهر

تفسير القرآن الكريم ، وأُصوله ومبادئه

وتطبيقاته ، تضمّنت عرض ومناقشة آراء

ووجوه وٱجتهادات خاصّة بالتفسير وآدابه

ومصادره ومناهجه ومراحله ، وتعرض

منهجاً موضوعياً وتسلسلياً تفصيلياً للتفسير

وفق أساليب مقترحة ؛ مواكبة للتجديد

والتطوير في عملية التفسير ، ولضرورة

التخصّص في مفرداته وموضوعاته .

وهي في بابين : التفسير في

المستوىٰ

النظري ، في خمسة فصول ، معالم

التفسير : التفسير في اللغة ، في الاصطلاح ،

الفرق بين التفسير والتأويل ، أهمّية

التفسير ، وأقسامه ، آداب التفسير : الآداب

الموضوعية ، النفسية ، والفنية ، مصادر

التفسير : النقلي ، العقلي ، واللغوي ، مناهج

ص: 260

التفسير : المنهج القرآني ،

الأثري ، منهج

الرأي ، اللغوي ، البياني ، الصوفي أو

الباطني ، العلمي ، التاريخي ، الموضوعي ،

ومناهج أُخرىٰ ، مراحل التفسير : مرحلة

التكوين ، التأصيل ، ومرحلة التجديد . .

والتفسير في المستوىٰ التطبيقي ،

في

فصلين ، التفسير التسلسلي الموضوعي ،

في اثني عشر بحثاً لتفسير سورة الزخرف

موضوعياً ، والتفسير التسلسلي التفصيلي ،

في أحد عشر بحثاً لتفسير سورة الفاتحة

تفصيلياً ؛ تطبيقاً لهذين المنهجين .

وخاتمة تضمّنت : خلاصة ونتائج ،

وملخّص تاريخي بطائفة من كتب التفسير

عند المسلمين .

سبق أن طبعت الكتاب - بدون الباب

الثاني - المؤسّسة الجامعية للدراسات

والنشر والتوزيع في بيروت سنة 1983 م .

وأصدرت هذه الطبعة المنقّحة

المزيدة

دار المؤرّخ العربي في بيروت سنة

1420 ه- .

الوهّابية والتوحيد .

تأليف : الشيخ علي الكوراني

العاملي .

بحث تناول عقيدة فرقة الوهّابية

الضالّة

وجذورها في توحيد الباري عزّ وجلّ

ورأيهم في صفاته جلّ وعلا ، مثبتاً أنّهم

يذهبون إلىٰ تشبيهه سبحانه وتعالىٰ

بخلقه ؛

إذ يعتقدون بوجوب الأخذ بظواهر بعض

آيات وأحاديث الصفات كما هي ، دون

تأويلها بما ينزّه الخالق جلّ وعلا عن

الشرك والتبعيض والتجسيم .

اشتملت فصوله علىٰ : خلاصة مسألة

الرؤية ، مذاهب المسلمين في آيات

الصفات وأحاديثها : المتأوّلين ، التفويض

وتحريم التأويل ، ومذهب التجسيم ،

الحنابلة والتجسيم ، ابن تيمية مجدّد

تجسيم الحنابلة ، الذهبي وارث ابن تيمية ،

معبود الوهّابيّين : الإشكالات الواردة

عليهم : الآيات والأحاديث التي تخالف

مذهبهم ، والتجسيم الذي يوجبه التفسير

بظاهر اللغة الحسّي ، من ردود علماء

المسلمين علىٰ تجسيم الوهّابيّين ، من

بحوث الفلاسفة والمتكلّمين في نفي

الجسمية والجهة ، المجسّمون مبرّؤون

والشيعة متّهمون في كتب الفرق والملل

والنحل ، نموذج من أكاديمية الوهّابيّين ،

النابغة هشام بن الحكم ، وأخيراً نماذج من

نصوص الشيعة في التوحيد .

صدرت طبعته الأُولىٰ سنة 1419 ه-

،

وأعادت نشره - بعد المراجعة والتنقيح -

دار السيرة في بيروت سنة 1422 ه- .

نشر : دار السيرة - بيروت / 1422

ه- .

ص: 261

المستشرقون والدراسات القرآنية .

تأليف : الدكتور محمّد حسين

الصغير .

دراسة تعرض جهود المستشرقين في

الدراسات القرآنية المتنوّعة وتتناول

بالبحث الموضوعي عطاءهم الفكري ،

وتشير إلىٰ أبرز أعمالهم في هذا المجال ،

التي اتّسم بعضها بالموضوعية ، وبعضها

بتبعات الهوىٰ وملامح التبشير .

تشتمل علىٰ : عرض أبرز البحوث

القيّمة في الدراسات القرآنية ، نقد وجهات

النظر الضيّقة ، تحليل أفضل المعطيات

العلمية للجهود الاستشراقية ، وفهرسة

أغلب ما صدر من بحوث ومؤلّفات

وتحقيقات مع الإشارة إلى زمان ومكان

الطبع والنشر قدر الإمكان .

مرتّبة في مدخل تضمّن تعريف

الاستشراق وبيان دوافعه ، وفصول ثمانية

تضمّنت موضوعات ترتّبت حسب أهمّيتها

عند المستشرقين أو بحسب ما أنتجوه

فيها ؛ من خلال استقراء متنوع للجهود

والأعمال التي قدّموها : تاريخ القرآن ،

ظاهرة الوحي والمستشرقون ، ترجمة

القرآن - الكلّية والجزئية - التحقيق

والفهرسة والتدوين ، الدراسات الموضوعية

في القرآن الكريم - العقائد والديانات ،

الفنّ القصصي ، فقه اللغة العربية

، بلاغة

القرآن ، وبحوث أُخرىٰ - ، تقويم الجهود

الاستشراقية في الدراسات القرآنية ، الأبعاد

الفنية لترجمة القرآن ، ومشكلاتها البلاغية

عند المستشرقين ، معجم الدراسات

الاستشراقية للقرآن الكريم .

سبق

أن طبعته المؤسّسة الجامعية

للدراسات والنشر والتوزيع في بيروت سنة

1983 م ، وأعادت نشره دار المؤرّخ

العربي في بيروت - بصفّ جديد - سنة

1420 ه- .

كتب صدرت حديثاً

محنة

فاطمة الزهراء عليها السلام

بعد وفاة

رسول الله صلى الله عليه وآله

.

تأليف : الشيخ عبد الله الناصر .

جمع وٱستقصاء لما ورد من أخبار

تخصّ ظلامة سيّدة نساء العالمين بضعة

سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله

الزهراء البتول عليها السلام

من المصادر المعتمدة عند العامّة فقط .

وإثبات ذلك من النصوص الشريفة

التي جاءت علىٰ لسان الزهراء عليها السلام

من

خلال محاوراتها مع الخليفة وخطبها

وسائر احتجاجاتها العامّة وكلمات أمير

المؤمنين عليه السلام وبعض الصحابة

، مع كلمات

ص: 262

بعض علماء العامّة في مظلوميّتها

وما جاء

من الشعر في ذلك .

اشتمل الكتاب علىٰ : وصايا النبيّ صلى الله عليه وآله

بأهل بيته عليهم السلام

والتحذير من بغضهم

وعدائهم ، نبذة موجزة في فضائل فاطمة

الزهراء عليها السلام

، ثمّ فصول خمسة تضمّنت :

اقتحام بيتها ، إحراقه ، ضربها وإسقاط

جنينها المحسن عليه السلام

، قصّة فدك ( النحلة ،

الميراث ، سهم ذوي القربىٰ ) ، فدك

والخلفاء ، وتفرقتها بين أيدي رجال

السلطة الأُموية والعبّاسية وأتبعاهم ، ثمّ

خطبها عليها السلام

وٱحتجاجاتها وسخطها علىٰ

القوم ، وأخيراً ظلامتها عليها السلام

في الشعر .

نشر : أنوار الهدىٰ - قم / 1422

ه- .

حديث

الولاية .

تأليف : السيّد علي الحسيني

الميلاني .

كتيّب يشتمل علىٰ بحث مختصر في

حديث - متفّق عليه - ورد عن الرسول

الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

- بألفاظ متعدّدة - خاطب فيه

الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

: « أنت وليّ

كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة » ، ودلالته علىٰ

إمامته عليه السلام من جهات

عديدة .

اشتمل علىٰ عرض بأسماء رواة هذا

الحديث ، نصّه وتصحيحه ، دلالته علىٰ

عصمة أمير المؤمنين عليه السلام

، وعلىٰ ولايته ،

وأنّ بغضه عليه السلام

مخرج عن الإسلام وأنّ

علىٰ المبغض له أن يجدّد إسلامه ويشهد

الشهادتين من جديد .

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلّف ،

أُلقيت ضمن ندوات أقامها مركز الأبحاث

العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية

اللازمة ضمن سلسلة

الندوات العقائدية .

نشر : مركز الأبحاث العقائدية -

قم /

1421 ه- .

حقيقة

مصحف فاطمة عليها السلام

عند

الشيعة .

تأليف : أكرم بركات العاملي .

بحث يسعىٰ للوصول إلىٰ بيان حقيقة

ما ورد في أخبار أئمّة أهل البيت عليهم السلام

من

إطلاق لفظ « مصحف » علىٰ كتاب منسوب

إلىٰ سيّدة نساء العالمين الزهراء عليها السلام

، الذي

تشعّب الناس في أمره بين طاعن بمن

يعتقد به وبين مفتخر بالاعتقاد به ،

مستعرضاً الجدل الدائر حوله ، مجيباً علىٰ

أسئلة عديدة تطرح بشأنه .

يشتمل علىٰ بيان معنىٰ المصحف في

اللغة ، كتب أُخرىٰ منسوبة للزهراء عليها السلام

،

هوية مصحف فاطمة عليها السلام

: كاتبه ، ممليه ،

محتواه ، حجمه ، مصاحف الصحابة ،

المصاحف المحرّفة ، روايات التحريف ،

ص: 263

مصحف الإمام عليّ عليه السلام

وخصائصه ، شبهة

حديث الملك معها عليها السلام

، المحدَّثات في

القرآن ، المحدَّثون عند أبناء العامّة ، أسئلة

بشأن المصحف ، مناسبة إملاء المصحف

علىٰ الزهراء عليها السلام

والغاية من ذلك ، وأخيراً

أين هو مصحف فاطمة عليها السلام

الآن ؟! وهل

هو كتاب الجفر أم لا ؟!

نشر : دار الصفوة - بيروت / 1418

ه- .

معجم

طبقات الإرث . . التعليمي

والعملي .

تأليف : الشيخ محمّد الجواهري .

جمع وترتيب لمسائل طبقات ورثة

المتوفّىٰ ، مع تفصيل كلّ طبقة من خلال

بيان ما يُتصوّر لهذه المسائل من صور .

وقد ذكر لكلّ مسألة جدولاً خاصّاً

بها

تذكر فيه صورها ، والتي رقمّت برقم عام

لسهولة الاستخراج ، المتضمّنة بيان الحكم

وطريقة التقسيم مقترنة بمثال توضيحي

وتطبيقي .

اشتمل علىٰ 14 مسألة للطبقة

الأُولىٰ :

الأبوان والأولاد وإن نزلوا ، في 74 صورة ،

و 13 مسألة للطبقة الثانية : الأُخوة

- وأولادهم وإن نزلوا - والأجداد ، في 100

صورة ، و 9 مسائل للطبقة الثالثة : العمومة

والخؤولة ، في 32 صورة ، وصورة واحدة

للطبقات الرابعة : ولاء العتق ،

والخامسة :

ولاء ضمان الجريرة ، والسادسة : ولاء

الإمامة .

وملحق بذكر نماذج لاستخراج

المسألة

المتعلّقة بميراث الغرقىٰ والمهدوم عليهم ،

وميراث الخنثىٰ .

صدر في قم سنة 1422 ه- .

آية

الولاية .

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني

.

كتيّب يشتمل علىٰ بحث مختصر في

الآية المباركة : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ

وَرَسُولُهُ

وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ

وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

( سورة

المائدة 5 : 55 ) . المعروفة بآية الولاية .

والبحث كان في ثلاث جهات : شأن

نزول الآية وأنّها نزلت في الإمام أمير

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

عندما

تصدّق بخاتمه علىٰ السائل أثناء الصلاة

وفي حال الركوع ، من خلال استعراض

أقوال المفسّرين والمحدّثين ومناقشة رأي

ابن تيمية بهذا الخصوص . . وجه

الاستدلال بالآية علىٰ الإمامة ومعنىٰ

الولاية . . ثمّ الإجابة علىٰ اعتراضات -

أربع - تتعلّق بتفسير الآية والتشكيك في

مدلولها .

ص: 264

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلّف ،

أُلقيت ضمن ندوات أقامها مركز الأبحاث

العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية

اللازمة ضمن سلسلة

الندوات العقائدية .

نشر : مركز الأبحاث العقائدية -

قم /

1421 ه- .

المعاد

يوم القيامة .

تأليف : علي موسىٰ الكعبي .

بحث في المعاد ، وهو أصل ثابت من

أُصول الاعتقاد ، يتناول مفهومه ، أدلّته ،

بيان حقيقته ، الردّ علىٰ شبهات المنكرين ،

وما يتّصل به من فصول .

تضمّنت فصول البحث : معنىٰ المعاد

وآثار الاعتقاد به : في إطار السلوك ، وإطار

النفس . . أدلّة حتمية المعاد ووجوبه : من

القرآن الكريم ، السُنّة المباركة ، الإجماع ،

والعقل . . حقيقة الروح والمعاد : الروح في

القرآن والحديث ، وأدلّة القائلين بتجرّد

الروح ، كيفية المعاد : جسماني أم

روحاني ؟ ردّ شبهات منكري المعاد

الجسماني . . منازل المعاد : الموت

وغمراته ، البرزخ وعذابه ، أشراط الساعة ،

مشاهد القيامة ، صفة الجنّة وأهلها

ونعيمها ، صفة النار وأهلها وعذابها .

صدر ضمن : سلسلة المعارف

الإسلامية برقم 39 .

نشر : مركز الرسالة - قم / 1422

ه- .

علم

النسب . . لغته ، مصطلحه ،

رموزه ، ق 1 - 3 .

تأليف : الشيخ محمّد رضا

المامقاني .

بحث مرتّب - معجمياً هجائياً - في

مدخل وثلاثة فصول - أقسام - لاستقصاء

وجمع الألفاط والمصطلحات والرموز

الخاصّة بعلم النسب ، والمستعملة في

كتب الأنساب والمشجّرات والمبسوطات ،

مع شرح وتوضيح لمعانيها وما يقصد بها .

اشتمل الجزء - القسم - الأوّل علىٰ

المدخل ، وتضمّن : معنىٰ النسب لغة

وٱصطلاحاً ، أهمّية علم النسب وموقعه ،

تدوين النسب وأطواره ، أوّل من ألّف في

الأنساب ، وأنساب آل أبي طالب ، ثمّ أُمور

تمهيدية : الأُسس والقواعد لثبوت النسب

عند النسّابة ، أوصاف العالم بالنسب ،

المشجّرات وأوّل من صنّف فيها ،

المبسوط ، والفرق بينه وبين المشجّر . . ثمّ

الفصل الأوّل الذي تضمّن الألفاظ اللغوية

- النسبية - المستعملة في مقام النسب ،

ما كان منها دالّاً علىٰ الرابطة النسبية أو

السببية ، أو متداولاً في المدح والذم في

مقام النسب والانتساب ، أو ما دلّ علىٰ

ص: 265

الجماعات والمفردات ، أو كان فيها

من

المشترك اللفظي أو المعنوي ، مع فوائد

عشرة خاصّة بهذه الألفاظ .

وتضمّن القسم الثاني المصطلحات

النسبية التي يكثر تداولها عند النسّابين في

كتبهم ، مع فوائد عشرة تتعلّق بها .

وتضمّن الثالث : الحروف الرمزية

النسبية ، والعلامات الرمزية النسبية ، ممّا

تعارفه النسّابة من رموز وإشارات في

مصنّفاتهم ، ثمّ فوائد خمسة تخصّ

الرموز ، وتنبيهات - 22 - عامّة . . وخاتمة

تضمّنت ألفاظ لغوية مستعملة في مقام

النسب والانتساب والقرابة ، بملاحظة

الاستخدام اللغوي للكلمة في إطار

السياقات المتشابهة ، والتي ورد بعضها في

الفصل الأوّل وبعضها في الفصل الثاني .

صدرت الأقسام الثلاثة للكتاب ضمن

سلسلة « إلىٰ التراث ... » بأرقام 3 و 4 و 5 .

نشر : مولود الكعبة - قم / 1422

ه- .

السيرة

المحمّدية .

تأليف : الشيخ جعفر السُبحاني .

دراسة تحليلية لشخصية وحياة

الرسول

الأكرم خاتم الأنبياء ، المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وسلم

،

تناولت الحوادث والوقائع المهمّة في

سيرته المباركة ، اعتماداً علىٰ المصادر

المدوّنة في القرون الإسلامية

الأُولىٰ .

وهو تلخيص لكتاب المؤلّف سيّد

المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم

، المنشور في جزأين من

قبل مؤسّسة النشر الإسلامي في قم ،

بتعريب الشيخ جعفر الهادي سنة 1412

و 1413 ه- ، الذي يعرض سيرة الرسول

الأمين صلى الله عليه وآله وسلم

بشكل مختصر يسهل تداوله

والاطّلاع عليه .

في قسمين - في 10 فصول - : تناول

الأوّل أحداث مكّة المكرّمة ، وتعرّض

لذكر : أحوال الجزيرة والمناطق المجاورة ،

والتعريف بأسلاف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

. .

مولده المبارك ، طفولته ، كفالة عمّه له ،

فترة شبابه ، عمله ، زواجه ، وأولاده . .

الحالة الدينية في الجزيرة عند البعثة

النبوية ، إيمان النبيّ وآباؤه وكفلاؤه قبل

الإسلام ، الوحي ، أوائل المؤمنين بالنبيّ

وبالدين الإسلامي ، دعوة الأقربين ، الدعوة

العامّة وردّ فعل قريش تجاهها ، والأساليب

المتعدّدة لمنع انتشار الدعوة الجديدة . .

الهجرة إلىٰ الحبشة ، الإسراء والمعراج ،

السفر إلىٰ الطائف ، بيعة العقبة ، والهجرة

الكبرىٰ إلىٰ المدينة .

فيما تناول الثاني أحداث المدينة

المنوّرة ، وتعرّض لذكر وقائع سنوات

الهجرة : الأُولىٰ والثانية ، الثالثة والرابعة ،

ص: 266

الخامسة والسادسة ، السابعة

والثامنة ،

التاسعة والعاشرة والحادية عشرة ، وأخيراً

قصص وروايات مختارة من الكتاب .

تلخيص : الدكتور يوسف جعفر سعادة

.

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام

- قم /

1420 ه- .

الإرشاد إلىٰ قواعد الإلزام واللزوم

والاقتصاص .

تأليف : الشيخ محمّد بن محمّد

الحسين القائني .

كتاب يشتمل علىٰ جملة من المسائل

الاستدلالية في إحدىٰ القواعد الفقهية ،

المعتمدة في بعض أحكام المعاملات ،

وهي قاعدة الإلزام ، ومضمونها العام : « مَن

دان بدين قوم لزمتْه أحكامهم » .

اشتمل علىٰ مباحث تتعرّض لأدلّة

القاعدة وموارد جريانها ، مستدلّاً لقواعد

أُخرىٰ متفرّعة عليها ؛ وفقاً لموضوعات

مداليل النصوص الخاصّة بهذه القاعدة ،

ومعنوناً لها ب- : قاعدة اللزوم ، وقاعدة

الإلزام ، وقاعدة الاقتصاص ، ثمّ تتعرّض

لبيان الوجوه التي يمكن أن يُستدلّ بها

للقاعدة ، ثمّ اثنتي عشرة جهة للبحث في

القاعدة .

نشر : منشورات نصايح - قم /

1422 ه- .

البصيرة والعمىٰ في كلام الباري

وأُولي النهىٰ .

إعداد : جمع من الفضلاء .

مجموعة من آيات الذِكر الحكيم ،

وأحاديث وروايات وأدعية ، واردة عن

الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

وأئمّة الهدىٰ عليهم السلام

،

مرتّبة في مقصدين ، تضمّ مواضيع عديدة

خاصّة بمفردتي « البصيرة » و « العمىٰ » ؛

قيمة البصيرة ، تعريفها ، وبيان : آثارها ،

مجالاتها ، موجباتها ، موانعها ، قدوة فاقدي

البصيرة ، مَن البصير ؟ آثار عدمها ، آثار

مخالفتها ، تكاليف البصير ، بواعثها ،

أدعيتها ، وأشعارها . . ثمّ تعريف العمىٰ ،

وبيان : مساوئه ، مجالاته ، آثاره ، بواعثه ،

قدوته ، موانعه ، أدعيته ، وأشعاره .

إشراف : م . ب علم الهدىٰ .

نشر : شركة ميقات - طهران / 1421

ه- .

قاعدة

لا ضرر ولا ضرار .

تأليف : الشيخ عبّاس عبّاس نژاد

البيرجندي النجفي رحمه الله

.

مباحث وتحقيقات في هذه القاعدة

الفقهية المعروفة ، التي تعدّ من القواعد

الأساسية التي يُستنبط منها الكثير من

ص: 267

المسائل الشرعية ، وكبرىٰ كلّية

تنطبق

عليها عدّة كثيرة من الموضوعات المبتلىٰ

بها عند المكلّفين .

وهي تقريرات المؤلّف لمباحث

ودروس أُستاذه السيّد محمّد الحسيني

الروحاني المتعلّقة بهذه القاعدة ، وصدرت

بعد تصحيح وتنقيح بعض أبنائه .

تضمّنت : البحث في سند الروايات

الواردة في القاعدة ، بيان معنىٰ الضرر

والضرار ، البحث في فقه الحديث ، أقوال

بعض الأعلام والإشكالات الواردة عليها ،

الإشكالات الواردة علىٰ القاعدة ، وأخيراً

البحث في تنبيهات القاعدة .

نشر : منشورات « سنبلة » - مشهد /

1422 ه- .

المناهج التفسيرية في علوم القرآن .

تأليف : الشيخ جعفر السُبحاني .

دراسة موجزة تتكفّل ببيان طرق

وأساليب المفّسرين - صحيحها وسقيمها -

والأداة والوسيلة التي يعتمدوها في كشف

الستر عن وجة الآية أو الآيات ، دون

الاتجاهات التفسيرية - الأغراض والأهداف

المتوخّاة للمفسّر - .

اشتملت علىٰ مباحث تمهيدية لها

أهمّية في التفسير ، وصلة بالمناهج

التفسيرية : التفسير وحاجة القرآن

إليه ،

مؤهّلات المفسّر ؛ العلوم التي يتوقّف

عليها التفسير ، وشروط التفسير ، القرآن

قطعي الدلالة ، والتفسير بالرأي ، ثمّ صور

عشر لفروع منهجين أصليّين في التفسير ،

العقلي : التفسير بالعقل الصريح ، في ضوء

المدارس الكلامية ، علىٰ ضوء السنن

الاجتماعية ، حسب الأُصول العلمية

الحديثة ، حسب التأويلات الباطنية ،

والتفسير حسب تأويلات المتصوفّة . .

والنقلي : تفسير القرآن بالقرآن ، التفسير

البياني للقرآن ، باللغة والقواعد العربية ،

وتفسير القرآن بالمأثور عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

والأئمّة عليهم السلام

، ثمّ خاتمة تضمّنت : المحكم

والمتشابه في القرآن ، التأويل فيه ، القرّاء

السبعة والقراءات السبع ، وعوامل نشوء

الاختلاف في القراءات ، صيانة القرآن من

التحريف ، وردّ شبهات مثارة بشأن ذلك ،

وأخيراً النسخ في القرآن الكريم .

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام

- قم /

1422 ه- .

المعجم

الأُصولي .

تأليف : الشيخ محمّد صنقور علي .

كتاب يشتمل علىٰ شرح مصطلحات

أُصولية وتحرير مسائل علم الأُصول ،

ص: 268

مرتّبة حسب الترتيب الهجائي ،

اعتماداً

علىٰ مصادر أُصولية وفقهية عديدة ، لعدّة

من العلماء والفقهاء المتأخّرين

والمعاصرين .

صدر في قم سنة 1421 ه- .

سيرة

الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

في

البغاة .

تأليف : علي هجراني التبريزي .

عرض مختصر موجز لجانب من سيرة

الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

، يتعلّق

بسيرته ومواقفه مع البغاة في زمانه .

تضمّن كذلك : بيان ما هو البغي

ومن

هم البغاة في الفقه الإسلامي ؟ وشروط

قتالهم ، عدالته عليه السلام

في تقسيم الفيء ،

وتعجيله في تقسيم المال علىٰ مستحقّيه ،

وبعض فضائله ومناقبه وعجائب ما قضىٰ

به عليه السلام ، مع نبذة من

سيرة الإمام المنتظر

حين قيامه - عجّل الله تعالىٰ فرجه

الشريف - في بغاة عصره .

نشر : مولود الكعبة - قم / 1422

ه- .

دعوة

الحقّ .

تأليف : السيّد حسين الحسيني

الزرباطي .

مباحث عديدة تضمّنت : خلاصة

موجزة من معتقدات الإمامية في

الأُصول

ورأيهم في مسألة الجبر والتفويض ، ثمّ

عرضاً للمسائل التي يعترض فيها مخالفيهم

عليهم ويؤاخذوهم بها ، كقولهم بالإمامة

والعصمة والاعتقاد بالمهدي الموعود

- عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف - والرجعة

والمتعة والتقية وتهمة القول بتحريف

القرآن ، وغيرها من المسائل .

تمّ اعتماد كتب وصحاح ومسانيد

العامّة في تخريج الأحاديث النبوية الشريفة

والروايات والآثار التي استدلّ بها الإمامية

علىٰ معتقداتهم .

نشر : دار التفسير - قم / 1422 ه-

.

كتب قيد التحقيق

موسوعة

آثار العلّامة البلاغي .

العلّامة المجاهد الشيخ محمّد

جواد

البلاغي ( 1282 - 1352 ه- ) واحد من

أعلام العلماء المتأخّرين ، له ما يقرب من

40 مصنَّفاً - ما بين مخطوط ومطبوع - .

يقوم قسم إحياء التراث الإسلامي

في

مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية في

مدينة قم بجمع وتحقيق تراثه وآثاره

وإصداره في دورة كاملة ، بعد استقصاء

ما يمكن من مؤلّفاته ؛ إذ تمّ جمع 20 من

ص: 269

مجموع 23 مؤلّفاً مطبوعاً من

آثاره لحدّ

الآن ، ولا زال السعي جارياً لتحصيل باقي

مصنّفاته .

وسيتمّ إصدار مصنّفاته المستقلّة

في

مجلّدات كاملة ، كتفسير آلاء الرحمٰن ،

والرحلة المدرسية ، والهدى إلىٰ دين

المصطفىٰ . . وغيرها .

والرسائل ستصدر في مجاميع حسب

مواضيعها : رسائل في ردّ المسيحيّين ،

رسائل في ردّ الفرق الضالّة ، رسائل

الأُصول والفقه ، رسائل العقود المفصّلة .

وسيخصّص أوّل مجلّدات الموسوعة

للترجمة الكاملة لحياة الشيخ العلّامة

البلاغي : الشخصية ، الاجتماعية ، العلمية ،

والسياسية ، فيما سيخصّص الأخير منها

للفهارس الفنية الكاملة .

أخبار

الزينبات .

للسيّد أبي الحسين يحيىٰ بن الحسن

ابن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي

ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام

،

المدني العقيقي ، المتوفّىٰ سنة 277 ه- .

أثرٌ قيّم ، يشتمل علىٰ ذكر 34

امرأة

ممّن اسمها زينب من ولد أبي طالب عليه السلام

ومن ولد ولده .

تأتي أهمّية الكتاب من خلال ما

تناوله

بخصوص عقيلة بني هاشم السيّدة زينب

بنت أمير المؤمنين عليهما السلام

، ودورها الفعّال

بعد واقعة الطفّ المؤلمة وٱستشهاد أخيها

الإمام الحسين عليه السلام

في إدامة ثورته ونهضته

المباركة في المدينة المنوّرة ؛ ممّا اضطرّ

السلطة الأُموية الغاشمة إلىٰ إبعادها عن

المدينة وتهجيرها ، فاستقرّ بها المطاف في

مصر ، علىٰ ما ذكره المصنّف .

طبع الكتاب سنة 1333 ه- في مصر ،

ثمّ طبع ثانية في إيران ، وترجم إلىٰ

الفارسية أيضاً .

يقوم بتحقيقه : فارس حسّون كريم

معتمداً في عمله علىٰ نسختين للكتاب

مطبوعتين قديماً .

ص: 270

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.