تراثنا المجلد 64

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1421 ه.ق

الصفحات: 454

ص: 1

محتويات العدد

*تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (18).

..................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني 7

*المسك الفتيق في ولادة عليٍّ عليه السلام بالبيت العتيق.

................................................ الشيخ محمّد باقر الإلهي القمّي 48

*كتاب سليم بن قيس الهلالي .. أقدم نصّ تاريخي عقائدي في الإسلام.

............................................ الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني 85

*معجم ما أُلّف عن أبي طالب عليه السلام.

...................................................... عبدالله صالح المنتفكي 163

*فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (8).

....................................... السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه 234

ص: 2

*مصطلحات نحوية (17).

..................................................... السيّد علي حسن مطر 265

*من ذخائر التراث :

*تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبي طالب - للسيّد الحسين ابن عبدالله الحسيني السمرقندي ، المتوفّى حدود سنة 1043 ه.

...................................... تحقيق : الشيخ محمّد كاظم المحمودي 287

*من أنباء التراث.

............................................................... هيئة التحرير 435

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة رسالة تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبي طالب عليهما السلام للسيّد الحسين بن عبدالله الحسيني السمرقندي ، المتوفّى حدود سنة 1043 ه- ، المنشورة في هذا العدد ، ص 287 - 434.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

تشييد المراجَعات وتفنيد المكابَرات (18)

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

المراجعة - 14

قال الشيخ البشري :

«ربّما اعترض بأنّ الّذين رووا نزول تلك الآيات في ما قلتم ، إنّما هم من رجال الشيعة ، ورجال الشيعة لا يحتجّ أهل السُنّة بهم ، فماذا يكون الجواب؟ تفضّلوا به إن شئتم ، ولكم الشكر».

قال السيّد :

«الجواب : إنّ قياس هذا المعترض باطل ، وشكله عقيم ، لفساد كلٍّ من صغراه وكبراه.

أمّا الصغرى ، وهي قوله : «إنّ الّذين رووا نزول تلك الآيات إنّما هم من رجال الشيعة» فواضحة الفساد ، يشهد بذلك ثقات أهل السُنّة الّذين رووا نزولها في ما قلناه ، ومسانيدهم تشهد بأنّهم أكثر طرقاً في ذلك من الشيعة ، كما فصّلناه في كتابنا تنزيل الآيات الباهرة في فضل العترة

ص: 7

الطاهرة. وحسبك غاية المرام المنتشر في بلاد الإسلام.

وأمّا الكبرى ، وهي قوله : «إنّ رجال الشيعة لا يحتجّ أهل السُنّة بهم» فأوضح فساداً من الصغرى ، تشهد بهذا أسانيد أهل السُنّة وطرقهم المشحونة بالمشاهير من رجال الشيعة. وتلك صحاحهم الستّة وغيرها تحتجّ برجالٍ من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيّع والانحراف ، ونبذوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا إليهم الغلوّ والإفراط والتنكّب عن الصراط. وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نُبزوا بالرفض ووُصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتّى احتجّوا بهم في الصحاح بكلّ ارتياح ، فهل يصغى بعد هذا إلى قول المعترض : «إنّ رجال الشيعة لا يحتجّ أهل السُنّة بهم»؟! كلاّ!

ولكنّ المعترضين لا يعلمون ، ولو عرفوا الحقيقة لعلموا أنّ الشيعة إنّما جروا على منهاج العترة الطاهرة ، واتّسموا بسماتها ، وأنّهم لا يطبعون إلاّ على غرارها ، ولا يضربون إلاّ على قالبها ، فلا نظير لمن اعتمدوا عليه من رجالهم في الصدق والأمانة ، ولا قرين لمن احتجّوا به من أبطالهم في الورع والاحتياط ، ولا شبيه لمن ركنوا إليه من أبدالهم في الزهد والعبادة وكرم الأخلاق ، وتهذيب النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكلّ دقة آناء الليل وأطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ والضبط والإتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكلّ دقّة واعتدال.

فلو تجلَّت للمعترض حقيقتهم - كما هي في الواقع ونفس الأمر - لناط بهم ثقته ، وألقى إليهم مقاليده ، لكنّ جهله بهم جعله في أمرهم كخابط عشواء ، أو راكب عمياء في ليلةٍ ظلماء ، يتّهم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، وصدوق المسلمين محمد بن علي بن بابويه القمّي ،

ص: 8

وشيخ الأُمّة محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، ويستخفُّ بكتبهم المقدسّة - وهي مستودع علوم آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويرتاب في شيوخهم أبطال العلم وأبدال الأرض ، الّذين قصروا أعمارهم على النصح لله تعالى ولكتابه ولرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولأئمّة المسلمين ولعامّتهم.

وقد علم البرّ والفاجر حكم الكذب عند هؤلاء الأبرار ، والأُلوف من مؤلّفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين ، وتعلن أنّ الكذب في الحديث من الموبقات الموجبة لدخول النار ، ولهم في تعمّد الكذب في الحديث حكم قد امتازوا به ، حيث جعلوه من مفطّرات الصائم ، وأوجبوا القضاء والكفّارة على مرتكبه في شهر رمضان كما أوجبوهما بتعمّد سائر المفطّرات ، وفقههم وحديثهم صريحان بذلك. فكيف يتّهمون بعد هذا في حديثهم وهم الأبرار الأخيار ، قوّامون الليل صوّامون النهار؟! وبماذا كان الأبرار من شيعة آل محمد وأوليائهم متّهمين ودعاة الخوارج والمرجئة والقدرية غير متّهمين؟! لولا التحامل الصريح ، أو الجهل القبيح! نعوذ بالله من الخذلان ، وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، والسلام».

أقول :

أمّا الصغرى ، فقد أوضحنا فسادها بإثباتنا نزول الآيات - التي ذكرها السيّد - في أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام ، اعتماداً على كتب أهل السُنّة فقط ، وصحّحنا أسانيد رواياتهم في ذلك على ضوء كلمات علمائهم ، بحيث لا يبقى مجال للاعتراض والمكابرة ، والحمد لله على

ص: 9

التوفيق.

وأمّا الكبرى ، فهي موضوع المراجعة الآتية.

وقد أشار السيّد رحمه الله في هذا المقام إشارةً إجماليّةً إلى أحوال العلماء الأبرار ورواة الأخبار والآثار من الشيعة الإمامية ، في العلم والزهد والضبط والأمانة والورع والاحتياط ، وأنّ الّذين تكلّموا في علماء الإمامية كانوا جاهلين بأحوالهم ... فأقول :

نعم ، قد تكلّم بعض الجاهلين أو المتعصّبين في علماء الإمامية ، وربّما اتّهم الكليني والصدوق والمفيد والطوسي ، وأمثالهم من أكابر شيوخ الإماميّة ، ولكنّ أكثر المؤرّخين من أهل السُنّة ، يترجمون هؤلاء الأعلام في كتبهم الرجالية والتاريخيّة ، ولا نجد منهم أيّ اتّهام لهم بالكذب أو بشيء من الموبقات الموجبة لدخول النار ، في حين أنّهم لما يترجمون لعلماء السُنّة يذكرون كثيراً من الكبائر والموبقات الفظيعة ، ممّا يدلّ على براءة علماء الإماميّة ونزاهتهم عن ذلك ، وإلاّ لذكروا عنهم ما ذكروا عن علماء طائفتهم ...

هذا ، ومن المناسب التوسّع في هذا المطلب ، بمراجعة كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ، فإنّه موسوعة رجالية تاريخية ضخمة ، شملت تراجم المئات من الشخصيات الإسلاميّة وأعلام الأمّة في مختلف العلوم وشتّى الطبقات ، حتّى القرن الثامن من الهجرة.

فالذهبي (1) ، وإنْ لم يذكر من أعلام الإمامية إلاّ عدداً ضئيلاً ، وهو

___فظ

ص: 10


1- هذا الفصل ملخّص من أحد موضوعات كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء للحافظ

عندما يترجم لواحدٍ منهم يحاول الاختزال والاختصار ، فلا تتجاوز ترجمته له الأسطر القلائل ، وكذلك حاله مع كلّ من يخالفه في العقيدة ، كما ذكر تلميذه السبكي - كما سيأتي - إلاّ أنّك لا تجد بترجمة واحدٍ منهم شيئاً ممّا يخلُّ بالعدالة ..

فمثلاً يقول : «الكليني : شيخ الشيعة وعالم الإمامية ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني - بنون -. روى عنه : أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره. وكان ببغداد ، وبها توفّي ، وقبره مشهور. مات سنة 328. وهو بضمّ الكاف وإمالة اللام. قيّده الأمين» (1).

ويقول : «المرتضى : العلاّمة الشريف المرتضى ، نقيب العلوية ، أبو طالب ، علي بن حسين بن موسى ، القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي. من وُلد موسى الكاظم. ولد سنة 355 ، وحدّث عن : سهل بن أحمد الديباجي وأبي عبدالله المرزباني وغيرهما. قال الخطيب : كتبت عنه. قلت : هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام عليّ رضي الله عنه ، ولا أسانيد لذلك وبعضها باطل وفيه حقّ ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها ، ولكنْ أين المنصف؟ وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي (2).

_____ه.

ص: 11


1- سير أعلام النبلاء 15 / 280 رقم 125.
2- وهذا هو الصحيح ، والكلام في ثبوت ما في «نهج البلاغة» عن أمير المؤمنين عليه السلام في موضعه.

وديوان المرتضى كبير وتواليفه كثيرة ، وكان صاحب فنون.

وله كتاب الشافي في الإمامة والذخيرة في الأُصول وكتاب التنزيه وكتاب في إبطال القياس وكتاب في الاختلاف في الفقه ، وأشياء كثيرة. وديوانه في أربع مجلّدات. وكان من الأذكياء الأولياء ، المتبحّرين في الكلام والاعتزال ، والأدب والشعر. لكنّه إماميٌّ جلد. نسأل الله العفو.

قال ابن حزم : الإماميّة كلّهم على أنّ القرآن مبدّل وفيه زيادة ونقص (1) ، سوى المرتضى ، فإنّه كفّر من قال ذلك ، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي وأبو القاسم الرازي.

قلت : وفي تواليفه سبّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فنعوذ بالله من علمٍ لا ينفع.

توفّي المرتضى في سنة 436» (2).

ويقول : «أبو جعفر الطوسي : شيخ الشيعة وصاحب التصانيف ، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي. قدم بغداد ، وتفقّه أوّلاً للشافعي (3) مر ، ثمّ أخذ الكلام وأُصول القوم عن الشيخ المفيد رأس الإماميّة ، ولزمه وبرع ، وعمل التفسير وأملى أحاديث ونوادر في مجلّدين عامّتها عن شيخه المفيد. وروى عن : هلال الحفّار والحسين بن عبيدالله الفحّام والشريف المرتضى وأحمد بن عبدون وطائفة. روى عنه ابنه أبو علي. وأعرض عنه الحفّاظ لبدعته ، وقد أُحرقت كتبه عدّة نوب في رحبة جامع

______ة.

ص: 12


1- ليس هذا عقيدة الإماميّة ، والكلام في ذلك في كتابنا التحقيق في نفس التحريف عن القرآن الشريف المطبوع مراراً.
2- سير أعلام النبلاء 17 / 588 رقم 394.
3- هذا لا أساس له من الصحّة.

القصر ، واستتر لمّا ظهر عنه من التنقُّص بالسلف. وكان يسكن بالكرخ محلّة الرافضة ، ثمّ تحوّل إلى الكوفة وأقام بالمشهد يفقّههم. ومات في المحرّم سنة 460. وكان يعدّ من الأذكياء. ذكره ابن النجّار في تاريخه. وله تصانيف كثيرة منها : كتاب تهذيب الأحكام كبير جدّاً ، وكتاب مختلف الأخبار وكتاب المفصح في الإمامة ، وأشياء ، ورأيت له مؤلّفاً في فهرسة كتبهم وأسماء مؤلّفيها» (1).

ويقول بترجمة الصدوق : «ابن بابويه. رأس الإماميّة ، أبو جعفر ، محمد بن العلاّمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة. يضرب بحفظه المثل ، يقال : له ثلاث مئة مصنّف ، منها : كتاب دعائم الإسلام ، كتاب الخواتيم ، كتاب الملاهي ، كتاب غريب حديث الأئمّة ، كتاب التوحيد ، كتاب دين الإماميّة ، وكان أبوه من كبارهم ومصنّفيهم.

حدّث عن أبي جعفر جماعة ، منهم : ابن النعمان المفيد والحسين بن عبدالله بن الفحّام وجعفر بن حسنكيه القمّي» (2).

ويقول : «الشيخ المفيد : عالم الرافضة ، صاحب التصانيف ، الشيخ المفيد ، واسمه محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الشيعي ، ويعرف بابن المعلّم. كان صاحب فنونٍ وبحوث وكلام واعتزالٍ وأدب. ذكره ابن أبي طيّ في تاريخ الإماميّة فأطنب وأسهب وقال : كان أوحد في جميع فنون العلم : الأصلين والفقه ... إلى أن قال : مات سنة 413 وشيّعه ثمانون ألفاً. 2.

ص: 13


1- سير أعلام النبلاء 18 / 334 رقم 155.
2- سير أعلام النبلاء 16 / 303 رقم 212.

وقيل : بلغت تواليفه مائتين ، لم أقف على شيء منها ولله الحمد ، يكنّى أبا عبدالله» (1).

ويقول : «الكراجكي : شيخ الرافضة وعالمهم ، أبو الفتح ، محمد بن علي ، صاحب التصانيف. مات بمدينة صور سنة 449» (2).

وهكذا .. ترجمته لعلماء الإماميّة ، في أسطرٍ قليلة ، مع أغلاطٍ وهفوات كثيرة ... إلاّ أنّك لا تجد في هذه التراجم شيئاً من الآثام والقبائح الموبقة ... وحتّى لو كان نُسب إلى أحدٍ منهم شيءٌ ممّا لا يجوز لأورده كما ذكر ذلك بتراجم علماء طائفته ، مؤكّداً على كثيرٍ من ذلك :

فقد ذكر بترجمة (زاهر بن طاهر) بعد أنْ وصفه ب- «الشيخ العالم ، المحدّث المفيد ، المعمر ، مسند خراسان ، أبو القاسم بن الإمام أبي عبد الرحمن ، النيسابوري ، الشحامي ، المستملي ، الشروطي ، الشاهد»!! وعدّد مشايخه وتصانيفه ... ذكر عن جماعةٍ أنّه كان يخلُّ بالصلوات إخلالاً ظاهراً ... (3).

وذكر بترجمة (عمر بن محمد ، المعروف بابن طبرزد) وقد وصفه ب- «الشيخ المسند الكبير الرحلة ، أبو حفص عمر بن محمد بن معمّر بن ...» وعدّد شيوخه ومن روى عنه من المشاهير كابن النجّار والكمال ابن العديم والمجد ابن عساكر والقطب ابن عصرون وأمثالهم ، ثمّ أورد قول ابن نقطة : «ثقة في الحديث» ، وقول ابن الحاجب : «كان مسند أهل زمانه» ، حتّى نقل عن ابن النجّار : «كان متهاوناً بأُمور الدين ، رأيته غير مرّة يبول من 5.

ص: 14


1- سير أعلام النبلاء 17 / 344 رقم 213.
2- سير أعلام النبلاء 18 / 121 رقم 61.
3- سير أعلام النبلاء 20 / 9 رقم 5.

قيام ، فإذا فرغ من الإراقة أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاءٍ بماءٍ ولا حجر» قال الذهبي : «قلت : لعلّه يرخّص بمذهب من لا يوجب الاستنجاء!».

ثمّ حكى عن ابن النجار : «وكنّا نسمع منه يوماً أجمع ، فنصلّي ولا يصلّي معنا ، ولا يقوم لصلاة ...».

قال الذهبي : «وقد سمعت أبا العبّاس ابن الظاهري يقول : كان ابن طبرزد لا يصلّي» (1).

ثمّ إنّ الذهبي روى خبرين بترجمة (مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي القصّاب) في سند أحدهما «زاهر» والآخر «عمر» فقال : «في الإسنادين ضعف ، من جهة زاهر وعمر ، لإخلالهما بالصلاة ، فلو كان فيَّ ورع لَما رويتُ لمن هذا نعته» (2).

لكنْ في مشايخ الذهبي غير واحدٍ من هؤلاء ، فقد نصَّ - مثلاً - بترجمة (علي بن مظفّر الإسكندراني ، شيخ دار الحديث النفيسيّة!! المتوفّى سنة 716) : «لم يكن عليه ضوء في دينه ، حملني الشره على السماع من مثله ، والله يسامحه ، كان يخلُّ بالصلوات ، ويُرمى بعظائم!!» (3).

وذكر بترجمة (الشيخ المعمّر أبو المعالي عثمان بن علي بن المعمّر ابن أبي عِمامة البغدادي البقّال) : «قال ابن النجّار : كان عسراً ، غير مرضي السيرة ، يخلُّ بالصلوات ، ويرتكب المحظورات» (4).

وبترجمة (الجعابي) الموصوف ب- «الحافظ البارع العلاّمة ، قاضي 1.

ص: 15


1- سير أعلام النبلاء 21 / 507 رقم 266.
2- سير أعلام النبلاء 10 / 317.
3- معجم الشيوخ 2 / 58 رقم 561.
4- سير أعلام النبلاء 19 / 453 رقم 261.

الموصل ، أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي» قال بعد ذكره مشايخه ، وأنّه حدّث عنه : أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص ابن شاهين وابن رزقويه وابن مندة والحاكم ... وبعد ذكر بعض الكلمات في الثناء عليه ... قال : «ونقل الخطيب عن أشياخه أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. وقال أبو عبد الرحمن السلمي : سألت الدارقطني عن ابن الجعابي ، فقال : خلّطرحمه الله وذكر مذهبه في التشيّع ، وكذا نقل أبو عبدالله الحاكم عن الدارقطني قال : وحدّثني ثقة أنّه خلّى ابن الجعابي نائماً وكتب على رجله ، قال : فكنت أراه ثلاثة أيّام لم يمسّه الماء ...» .. «قال الحاكم : قلت للدارقطني : يبلغني عن الجعابي أنّه تغيَّر عمّا عهدناه. قال : وأيّ تغيّر؟! قلت : بالله هل اتّهمته؟! قال : إي والله. ثمّ ذكر أشياء. فقلت : وضحَ لك أنّه خلط في الحديث؟! قال : إي والله ، قلت : هل اتّهمته حتّى خفت المذهب؟! قال : ترك الصلاة والدين» (1).

أقول :

لكنّ بقاء الكتابة على رجله ثلاثة أيّام ، إنّما يدلّ على عدم غسله لرجليه في الوضوء ، ولا يدلّ على عدم الوضوء وترك الصلاة ، فلعلّه كان من القائلين بالمسح في الوضوء ، تعييناً أو تخييراً ، فإنّ هذا مذهب كثيرٍ من الصحابة والتابعين والفقهاء الكبار كابن جرير الطبري - صاحب التفسير والتاريخ - وأتباعه ... (2).ه.

ص: 16


1- سير أعلام النبلاء 16 / 88 رقم 69.
2- قد بحثنا ذلك في رسالتنا : حكم الأرجل في الوضوء .. وهو من البحوث المنشورة عن مؤتمر ألفية الشيخ المفيد رحمه الله.

وأمّا شرب المسكر ، فمذكور بتراجم كثيرٍ من أعلام القوم :

ففي ترجمة (نصرك) وهو : «الحافظ ، المجوّد ، الماهر ، الرحّال ، أبو محمد ، نصر بن أحمد بن نصر ، الكندي البغدادي» : «قال أبو الفضل السليماني : يقال إنّه كان أحفظ من صالح بن محمد جزرة ، إلاّ أنّه كان يتّهم بشرب المسكر» (1).

وبترجمة (علي بن سراج) وهو : «الإمام الحافظ البارع ، أبو الحسن ابن أبي الأزهر» : «إلاّ أنّ الدارقطني قال : كان يشرب ويسكر» (2).

وبترجمة (الذهبي) وهو : «الحافظ العالم الجوّال ، أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي ثمّ النيسابوري» ذكر مشايخه ومن حدّث عنه وهم أكابر المحدّثين الحفّاظ ثمّ قال : «لكنّه مطعون فيه. قال الإسماعيلي : كان مستهتَراً بالشرب» (3).

وبترجمة (عبدالله بن محمد بن الشرقي) : «ذكر الحاكم أنّه رآه ... قال : ولم يدَعِ الشرب إلى أن مات ، فنقموا عليه ذلك ، وكان أخوه لا يرى لهم السماع منه لذلك» (4).

وبترجمة (أبو عبيد الهروي) : «قال ابن خلكان ... قيل : إنّه كان يحبّ البِذلة ، ويتناول في الخلوة ، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذّة والطرب» (5) ،.

وبترجمة (الزوزني) ، وهو : «الشيخ المسند الكبير ، أبو سعد أحمد 7.

ص: 17


1- سير أعلام النبلاء 13 / 538 رقم 271.
2- سير أعلام النبلاء 14 / 284.
3- سير أعلام النبلاء 14 / 461 رقم 251.
4- سير أعلام النبلاء 15 / 40 رقم 22.
5- سير أعلام النبلاء 17 / 147.

ابن محمد ... من مشاهير الصوفية»!! حدّث عنه : ابن عساكر والسمعاني وابن الجوزي وآخرون ، «قال السمعاني : كان منهمكاً في الشرب ، سامحه الله .. وقال ابن الجوزي : ينسبونه إلى التسمّح في دينه» (1).

أقول :

ومثل هذه القضايا في تراجمهم كثير ، وهم حفّاظ ، أئمّة ، يقتدون بهم ... وقد جاء بترجمة «الإمام!! القدوة!! العابد!! الواعظ!! محمد بن يحيى الزبيدي ، نزيل بغداد» عن السمعاني : «سمعت جماعةً يحكون عنه أشياء السكوت عنها أَوْلى. وقيل : كان يذهب إلى مذهب السالمية ، ويقول : ... إنّ الشارب والزاني لا يلام ، لأنّه يفعل بقضاء الله وقدره» (2).

فهذا مذهب القوم ، وهذه أعمالهم ...

وجاء بترجمة «الشيخ المعمَّر المحدّث!!» (أحمد بن الفرج الحجازي) من مشايخ : النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من الأئمّة ، عن محمد بن عوف : «هو كذّاب!! رأيته في سوق الرستن وهو يشرب مع مُردان وهو يتقيّأ!! وأنا مشرفٌ عليه من كوّة بيتٍ كانت لي فيه تجارة سنة 219 ...» (3).

فاجتمع عنده : الشرب! والكذب! والعبث بالمردان!!

وكان العبث بالمردان من أفعال غير واحدٍ من أعلام القوم ، فقد جاء بترجمة قاضي القضاة!! (يحيى بن أكثم) : «قال فضلك الرازي : مضيت أنا 5.

ص: 18


1- سير أعلام النبلاء 20 / 57 رقم 34.
2- سير أعلام النبلاء 20 / 318.
3- سير أعلام النبلاء 12 / 585.

وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم ، ومعنا عشرة مسائل ، فأجاب في خمسةٍ منها أحسن جواب ، ودخل غلام مليح ، فلمّا رآه اضطرب ، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في مسألةٍ. فقال داود : قم ، اختلط الرجل» (1).

وبترجمة (الخطيب البغدادي) الذي أطنب وأسهب الذهبي ترجمته بعد أن وصفه ب- «الإمام الأوحد ، العلاّمة المفتي ، الحافظ الناقد ، محدّث الوقت ... خاتمة الحفّاظ» ونحو ذلك من الألقاب ، وبعد أن أورد كلمات الأئمّة في مدحه ، قال : «كان سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور أنّه كان يختلف إليه صبي مليح ، فتكلّم الناس في ذلك» (2).

وبترجمة (ابن الأنماطي) وهو : «الشيخ العالم الحافظ ، المجوّد البارع ، مفيد الشام ، تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبدالله» عن ابن الحاجب : «وكان يُنبَز بالشرّ ، سألت الحافظ الضياء عنه فقال : حافظ ثقة مفيد إلاّ أنّه كثير الدعابة مع المُرد» (3).

وجاء بترجمة الحافظ أبي بكر أحمد بن إسحاق (الصِبغي) : «قال الحاكم : وسمعت أبا بكر ابن إسحاق يقول : خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجل كثير المجون ، فرأى أمرد ، فتقدّم فقال : السلام عليك ، وصافحه وقبَّل عينيه وخدّه ، ثمّ قال : حدّثنا الدَبَري بصنعاء بإسناده ، قال : قال رسول الله : إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه. فقلت له : ألا تستحي؟! تلوط وتكذب في الحديث!! يعني : أنّه ركّب إسناداً للمتن» (4).7.

ص: 19


1- سير أعلام النبلاء 12 / 10.
2- سير أعلام النبلاء 18 / 281.
3- سير أعلام النبلاء 22 / 174.
4- سير أعلام النبلاء 15 / 487.

هذا ، ولا أريد أنْ أُطيل في هذا المقام ، وفي كتابنا «الانتقاء» من هذا القبيل كثير ، وبعضه عجيبٌ وغريبٌ!

* * *

ص: 20

المراجعة - 16

مائة من إسناد الشيعة في إسناد السُّنّة

قال السيّد :

«نعم آتيك - في هذه العجالة - بما أمرت ، مقتصراً على ثلّة ممّن شدّت إليهم الرحال ، وامتدت نحوهم الأعناق ، على شرط أنْ لا أُكلَّف بالاستقصاء ، فإنّه ممّا يضيق عنه الوسع في هذا الإملاء ، وإليك أسماءهم وأسماء آبائهم ، مرتّبةً على حروف الهجاء».

أقول :

فأورد رحمه الله أسماء مائةٍ من رجال الصحاح ، نصَّ علماء أهل السُنّة في الجرح والتعديل على تشيّعهم ، وهم :

أبان بن تغلب القارئ الكوفي.

إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي.

أحمد بن المفضّل الحفري الكوفي.

إسماعيل بن أبان الأزدي الكوفي.

إسماعيل بن خليفة الملائي الكوفي.

إسماعيل بن زكريّا الأسدي الخلفاني الكوفي.

إسماعيل بن عبّاد ، المعروف بالصاحب بن عبّاد.

إسماعيل بن عبد الرحمن ، المعروف بالسدّي.

ص: 21

إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي.

تليد بن سليمان الكوفي.

ثابت بن دينار ، المعروف بأبي حمزة الثمالي.

ثوير بن أبي فاختة أبو الجهم الكوفي.

جابر بن يزيد الجعفي.

جرير بن عبد الحميد الضبّي الكوفي.

جعفر بن زياد الأحمر الكوفي.

جعفر بن سليمان الضبعي.

جميع بن عميرة الكوفي.

الحارث بن حصيرة الكوفي.

الحارث بن عبدالله الهمداني.

حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكاهلي.

الحسن بن حيّ الهمداني.

الحكم بن عتيبة الكوفي.

حمّاد بن عيسى الجهني.

حمران بن أعين.

خالد بن مخلّد القطواني.

داود بن أبي عوف أبو الجحاف.

زبيد بن الحارث اليامي الكوفي.

زيد بن الحباب الكوفي.

سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي.

سالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي.

ص: 22

سعد بن طريف.

سعيد بن أشوع.

سعيد بن خيثم الهلالي.

سلمة بن الفضل الأبرش.

سلمة بن كهيل.

سليمان بن صرد الخزاعي.

سليمان بن طرخان التيمي.

سليمان بن قرم الضبّي.

سليمان بن مهران ، المعروف بالأعمش.

شريك بن عبدالله القاضي.

شعبة بن الحجّاج العتكي.

صعصعة بن صوحان العبدي.

طاووس بن كيسان الخولاني.

ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي.

عامر بن واثلة الليثي المكّي أبو الطفيل.

عبّاد بن يعقوب الرواجني.

عبدالله بن داود الهمداني الكوفي.

عبدالله بن شدّاد بن الهاد الليثي.

عبدالله بن عمر ، الملقّب مشكدانة.

عبدالله بن لهيعة الحضرمي.

عبدالله بن ميمون القدّاح المكّي.

عبد الرحمن بن صالح الأزدي الكوفي.

ص: 23

عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني.

عبد الملك بن أعين.

عبيدالله بن موسى العبسي.

عثمان بن عمير الكوفي البجلي.

عديّ بن ثابت الكوفي.

عطية بن سعد العوفي.

العلاء بن صالح التيمي الكوفي.

علقمة بن قيس النخعي.

علي بن بديمة.

علي بن الجعد البغدادي.

علي بن زيد القرشي التيمي البصري.

علي بن صالح.

علي بن غراب.

علي بن قادم الخزاعي الكوفي.

علي بن المنذر الطرائفي.

علي بن هاشم بن البريد.

عمّار بن زريق الكوفي.

عمّار الدهني الكوفي.

عمرو بن عبدالله ، أبو إسحاق السبيعي.

عوف بن أبي جميلة.

الفضل بن دكين.

فضيل بن مرزوق.

ص: 24

فطر بن خليفة.

مالك بن إسماعيل ، أبو غسّان النهدي.

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير.

محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري.

محمد بن عبيدالله بن أبي رافع المدني.

محمد بن فضيل بن غزوان.

محمد بن مسلم الطائفي.

محمد بن موسى الفطري المدني.

معاوية بن عمّار الدهني.

معروف بن خرّبوذ المكّي.

منصور بن المعتمر السلمي.

المنهال بن عمرو الكوفي.

موسى بن قيس الحضرمي.

نفيع بن الحارث أبو داود النخعي.

نوح بن قيس بن رباح الحداني.

هارون بن سعد العجلي.

هاشم بن البريد الكوفي.

هبيرة بن بريم الحميري.

هشام بن زياد أبو المقدام البصري.

هشام بن عمّار الدمشقي.

هشيم بن بشير الواسطي.

وكيع بن الجرّاح الرواسي الكوفي.

ص: 25

يحيى بن الجزّار العرني الكوفي.

يحيى بن سعيد القطّان.

يزيد بن أبي زياد الكوفي.

أبو عبدالله الجدلي.

ثمّ قال السيّد :

«وهذا آخر من أردنا ذِكرهم في هذه العجالة ، وهم مائة بطل من رجال الشيعة ، كانوا حجج السُنّة ، وعيبة علوم الأُمّة ، بهم حُفظت الآثار النبوية ، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد ، ذكرناهم بأسمائهم ، وجئنا بنصوص أهل السُنّة على تشيّعهم والاحتجاج بهم ، نزولاً في ذلك على حكمكم.

وأظنّ المعترضين سيعترفون بخطئهم في ما زعموه من أنّ أهل السُنّة لا يحتجّون برجال الشيعة ، وسيعلمون أنّ المدار عندهم على الصدق والأمانة ، بدون فرقٍ بين السُنّي والشيعي.

ولو رُدّ حديث الشيعة مطلقاً لذهبت الآثار النبويّة ، كما اعترف به الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه ، وهذه مفسدة بيّنة.

وأنتم - ينصر الله بكم الحقّ - تعلمون أنّ في سلف الشيعة ممّن يحتجّ أهل السُنّة بهم غير الّذين ذكرناهم ، وأنّهم أضعاف أضعاف تلك المائة عدداً ، وأعلى منهم سنداً ، وأكثر حديثاً ، وأغزر علماً ، وأسبق زمناً ، وأرسخ في التشيّع قدماً.

ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - وقد أوقفناكم على أسمائهم الكريمة في آخر فصولنا المهمّة.

ص: 26

وفي التابعين ممّن يحتجّ بهم من أثبات الشيعة كلّ ثقة حافظ ضابط متقن حجّة ..

كالّذين استشهدوا في سبيل الله نصرةً لأمير المؤمنين ، أيّام الجمل الأصغر والجمل الأكبر وصِفّين والنهروان ، وفي الحجاز واليمن حيث غار عليهما بسر بن أرطأة ، وفي فتنة الحضرمي المرسل إلى البصرة من قبل معاوية.

وكالّذين استشهدوا يوم الطفّ مع سيّد شباب أهل الجنّة.

والّذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد ، وغيره من أُباة الضيم ، الثائرين لله من آل محمد.

وكالّذين قتلوا صبراً ، ونفوا عن عقر ديارهم ظلماً.

والّذين أخلدوا إلى التقيّة خوفاً وضعفاً ، كالأحنف بن قيس والأصبغ ابن نباتة ويحيى بن يعمر أوّل من نقّط الحروف ، والخليل بن أحمد مؤسس علم اللغة والعروض ، ومعاذ بن مسلم الهرّاء واضع علم الصرف ، وأمثالهم ممّن يستغرق تفصيلهم المجلّدات الضخمة.

ودع عنك من تحامل عليهم النواصب بالقدح والجرح ، فضعّفوهم ولم يحتجّوا بهم.

وهناك مئات من أثبات الحفظة وأعلام الهدى من شيعة آل محمد ، أغفل أهل السُنّة ذِكرهم ، لكنّ علماء الشيعة أفردوا لذِكرهم فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم ، ومنها تعرف أياديهم البيضاء في خدمة الشريعة الحنفية السمحاء.

ومن وقف على شؤونهم يعلم أنّهم مثال الصدق والأمانة والورع والزهد والعبادة والإخلاص في النصح لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه وآله

ص: 27

وسلّم ولكتابه عزّ وجل ولأئمّة المسلمين ولعامّتهم. نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم ، إنّه أرحم الراحمين».

أقول :

فقد تبيّن أنّ موضوع هذه المراجعة وجود رجال من الشيعة في الصحاح الستّة احتجّ بهم أصحابها ، فذكر السيّد رحمه الله منهم أسماء مائة رجلٍ ، ونقل كلمات العلماء فيهم الدالّة على تشيّعهم.

فما هي الصحاح الستّة؟ ومن هم أصحابها؟

وهل إنّ جميع أخبارها صحاح حقاً؟

ومن هم علماء الجرح والتعديل؟

وما هي الأُسس والضوابط في الجرح والتعديل عندهم؟

وما هو التشيّع؟ ومن هم الشيعة؟

وما هو وجه دلالة الكلمات الواردة في حقّ الرجال المذكورين على مدّعى السيّد؟

أوّلاً - الصحاح الستّة وأصحابها :

إنّ المشهور بين القوم صحّة ستّة كتب ، وهي :

1 - الصحيح ، للبخاري ، محمد بن إسماعيل ، المتوفّى سنة 256.

2 - الجامع الصحيح ، لمسلم بن الحجّاج النيسابوري ، المتوفّى سنة 261.

3 - الصحيح من سنن المصطفى ، لأبي داود ، سليمان بن الأشعث السجستاني ، المتوفّى سنة 275.

ص: 28

4 - الصحيح ، للترمذي ، محمد بن عيسى ، المتوفّى سنة 279.

5 - السنن ، للنسائي ، أحمد بن شعيب ، المتوفّى سنة 303.

6 - السنن ، لابن ماجة ، محمد بن يزيد القزويني ، المتوفّى سنة 275.

ومنهم من عدّ منها كتاب الموطأ لمالك بن أنس ، المتوفّى سنة 179 ، ولم يعدّ فيها كتاب ابن ماجة ، كابن الأثير الجزري ، صاحب كتاب جامع الأُصول.

ثمّ إنّ غير واحدٍ منهم تكلّم في كتب الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وهي المسمّاة ب- «السنن الأربعة» فنصّ على وجود الأخبار الضعيفة بل الموضوعة فيها ، ومن هؤلاء : ابن تيميّة الحرّاني ، في موارد عديدة من كتاب منهاج السُنّة كما لا يخفى على من راجعه ، ومن هنا تراهم يعبّرون ب- الصحيحين فقط ، قاصدين كتابَي البخاري ومسلم.

غير إنّهم اختلفوا في الكتابين ، فالمشهور بينهم أنّ كتاب البخاري هو أصحّ الكتابَين وقال جماعة - وفيهم بعض الأئمّة الكبار - بتقدّم كتاب مسلم.

وعلى كلّ حالٍ ، فالكتابان عند الجمهور أصحّ الكتب بعد القرآن.

لكنّ المحقّقين منهم ذهبوا إلى وجود الأحاديث والآثار الباطلة والمكذوبة في الصحيحين أيضاً ، فهناك عدد كبير من الأخبار في الكتابين تكلّم فيها العلماء ، حتّى إن بعضهم - كابن الجوزي - أورد من أخبارهما في كتابه الموضوعات ، ونصَّ ابن تيميّة على إنّ كتاب البخاري فيه أغلاط.

فمن الأحاديث التي أبطلها جماعة من الأعلام : ما أخرجه البخاري في كتاب التفسير بإسناده عن ابن عمر ، قال : «لمّا توفّي عبدالله بن أُبيّ ،

ص: 29

جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله فسأله أن يعطيه قميصه يكفّن فيه أباه ، فأعطاه ، ثمّ سأله أنْ يصلي عليه ، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، تصلّي عليه وقد نهاك ربّك أنْ تصلّي عليه؟! فقال رسول الله : إنّما خيّرني الله فقال : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إنْ تستغفر لهم سبعين مرّة) وسأزيده على السبعين. قال : إنّه منافق! قال : فصلّى عليه رسول الله. فأنزل الله : (ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره)».

وقد تكلّم في هذا الحديث عدّة من أعلام الأئمّة المحقّقين ، كالباقلاّني ، وإمام الحرمين الجويني ، والغزّالي ، والداودي ... قال الحافظ ابن حجر في شرحه :

«أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحّة هذا الحديث» فذكر كلمات بعضهم (1) وذكرها القسطلاني أيضاً وقال : «هذا عجيب من هؤلاء الأئمّة» (2).

وممّا أخرجه مسلم والبخاري وتكلّم فيه العلماء ، ما أخرجاه في قصّة الإسراء عن شريك ، عن أنس بن مالك ، قال : «ليلة أُسري برسول الله من مسجد الكعبة : أنّه جاءه ثلاثة نفر قبل أنْ يوحى إليه وهو نائم ...» فقالوا : «[قبل أنْ يوحى إليه] غلطٌ» (3).

ولنكتف بهذين الحديثين ، وقد ذكرناهما للتمثيل ، ومن شاء المزيد 9.

ص: 30


1- فتح الباري في شرح صحيح البخاري 8 / 271.
2- إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 7 / 148.
3- المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج 2 / 65 - 66 ، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري 25 / 204 ، زاد المعاد في هدي خير العباد 2 / 49.

فليرجع إلى الجزء السادس من كتابنا الكبير (1).

هذا بالنسبة إلى أحاديث الكتابين.

وأمّا بالنسبة إلى رجالهما ، فالكلام أيضاً طويل عريض ، حتّى إنّ الحافظ ابن حجر عقد في مقدّمة شرحه فصلاً حولهم ، يحاول فيه الدفاع عن كتاب البخاري (2) ، وقد كان في رجال البخاري من تكلَّم فيه أو تركه مسلم ، وفيهم من تكلَّم فيه سائر أرباب الصحاح ، وفيهم من تكلَّم فيه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم وأمثالهم من الأئمّة ...

وأنتَ إذا دقّقت النظر في دفاعه وجدته في كثيرٍ من الموارد يعتذر بما هو في الحقيقة تسليمٌ بالطعن ، كقوله : «ليس له عند البخاري سوى حديث واحد» وقوله : «هذا تعنّت زائد ، وما بمثل هذا تضعّف الأثبات ولا تردُّ الأحاديث الصحيحة» ونحو ذلك من الأعذار ، وجاء في (بكر بن عمرو أبو الصدّيق البصري الناجي) : «قال ابن سعد : يتكلّمون في أحاديثه ويستنكرونها» فقال ابن حجر في الدفاع عنه : «قلت : ليس له في البخاري سوى حديث واحدٍ عن أبي سعيد ، في قصّة الذي قتل تسعة وتسعين نفساً من بني إسرائيل ثمّ تاب. واحتجّ به الباقون» فأين الجواب؟!

وكذا الكلام في رجال صحيح مسلم ...

ولنكتف بهذا القدر ، فإنّه باب واسع ... 5.

ص: 31


1- نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار تحت عنوان : أحاديث من الصحيحين في الميزان 6 / 182 - 235.
2- الفصل التاسع ، في أسماء من طُعن فيه من رجال هذا الكتاب مرتّباً لهم على حروف المعجم والجواب عن الاعتراضات موضعاً موضعاً. مقدّمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري : 381 - 465.

ثانياً - علماء الجرح والتعديل :

وأئمّة القوم في تعديل رجال الحديث وجرحهم ، المرجوع إليهم في قبول الراوي أو ردّه ، كثيرون .. وهم يأخذون بأقوالهم ويعتمدون على آرائهم ، إلاّ أنّهم في أنفسهم أُناسٌ مقدوحون مجروحون على لسان المتأخّرين منهم والمحقّقين عندهم ، فانظر على من يعتمدون؟! ولمن يقلِّدون؟!

ولا بأس هنا بذِكر عدّةٍ من أعلام الجرح والتعديل وما قيل فيهم (1) :

1 - يحيى بن سعيد القطّان (198) :

فمنهم : القطان ، الذي وصفه الذهبي ب- «الإمام الكبير ، أمير المؤمنين في الحديث ... عُني بهذا الشأن أتمّ عناية ، ورحل فيه ، وساد الأقران وانتهى إليه الحفظ. وتكلّم في العلل والرجال ، وتخرّج به الحفّاظ ... قال علي بن المديني : ما رأيت أحداً أعلم بالرجال من يحيى ابن سعيد ...» ، والذي تقدّم كونه من رجال الصحاح الشيعة.

قال الذهبي : «قلت : كان يحيى بن سعيد متعنّتاً في نقد الرجال ، فإذا رأيته قد وثّق شيخاً فاعتمد عليه ، أما إذا ليّن أحداً فتأنَّ في أمره حتّى ترى قول غيره فيه ، فقد ليَّن مثل إسرائيل وهمّام وجماعة ، احتجّ بهم الشيخان ...» (2).3.

ص: 32


1- وهذا أيضاً فصلٌ من فصول كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء.
2- سير أعلام النبلاء 9 / 183.

2 - يحيى بن معين (233) :

ومنهم : ابن معين ، وصفه ب- «الإمام الحافظ الجهبذ شيخ المحدّثين» (1).

وذكره في ميزانه لأنّ أبا داود كان يقع فيه ، ولأنّ أحمد كان لا يرى الكتابة عنه ... (2).

وجاء بترجمته عن الحسين بن فهم : سمعت يحيى بن معين يقول : كنت بمصر ، فرأيت جاريةً بيعت بألف دينار ، ما رأيت أحسن منها ، صلّى الله عليها. فقلت : يا أبا زكريّا ، مثلك يقول هذا؟! قال : نعم ، صلّى الله عليها وعلى كلّ مليح!!

وقد حمل الذهبي ذلك على الدعابة!! (3).

3 - علي بن المديني (234) :

ومنهم : ابن المديني ، ترجم له الذهبي ب- «الشيخ الإمام الحجّة ، أمير المؤمنين في الحديث» (4) وكذا غيره ، وأكثروا من النقل عنه والاعتماد عليه في الرجال ، لكنّ الذهبي أورده في ميزانه فذكر امتناع مسلم وإبراهيم الحربي من الرواية عنه وأنّ العقيلي ذكره في كتاب الضعفاء.

وروى الخطيب في تاريخه بترجمته قصّةً بسندٍ صحيح : قال ابن أبي 2.

ص: 33


1- سير أعلام النبلاء 11 / 71 رقم 28.
2- ميزان الاعتدال 4 / 410.
3- سير أعلام النبلاء 11 / 87.
4- سير أعلام النبلاء 11 / 41 رقم 22.

دؤاد للمعتصم : يا أمير المؤمنين! هذا يزعم - يعني أحمد بن حنبل - أنّ الله يُرى في الآخرة ، والعين لا تقع إلاّ على محدود ، والله لا يُحدّ. فقال : ما عندك؟! قال : يا أمير المؤمنين! عندي ما قاله رسول الله ؛ قال : وما هو؟! قال : حدّثني غندر ، حدّثنا شعبة ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنّا مع النبيّ في ليلة أربع عشرة ، فنظر إلى البدر فقال : إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا البدر لا تضامون في رؤيته.

فقال لابن أبي دؤاد : ما تقول؟! قال : انظر في إسناد هذا الحديث. ثمّ انصرف.

فوجّه إلى علي بن المديني ، وعلي ببغداد مُمْلِق ، ما يقدر على درهم ، فأحضره ، فما كلّمه بشيء حتّى وصَلَه بعشرة آلاف درهم ، وقال : هذه وصلك بها أمير المؤمنينرحمه الله وأمر أن يُدفع إليه جميع ما استحقّ من أرزاقه ، وكان له رزق سنتين ، ثمّ قال له : يا أبا الحسن! حديث جرير بن عبدالله في الرؤية ما هو؟ قال : صحيح ، قال : فهل عندك عنه شيء؟ قال : يعفيني القاضي من هذارحمه الله قال : هذه حاجة الدهر. ثمّ أمر له بثيابٍ وطيبٍ ومركبٍ بسرجه ولجامه ، ولم يزل حتّى قال له : في هذا الإسناد من لا يُعمل عليه ولا على ما يرويه ...» (1).

وهذه القصّة مخلّة بعدالة الرجل كما هو واضح ، ولذا اضطرب الخطيب والذهبي وغيرهما كيف يجيبون عنها .. فراجع.

وأمّا ذِكر العقيلي له في الضعفاء ، فقد انزعج منه الذهبي بشدّةٍ ، فقال له : «أفما لك عقل يا عقيلي؟! أتدري في من تتكلّم؟!» قال : «وهذا أبو2.

ص: 34


1- تاريخ بغداد 11 / 466 ، سير أعلام النبلاء 11 / 52.

عبدالله البخاري ، وناهيك به! قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني» (1).

4 - الجوزجاني (259) :

ومنهم : أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الدمشقي ، فقد أكثروا من النقل عنه والاعتماد عليه في نقد الرجال ، كما لا يخفى على من يراجع كتب هذا الشأن.

وقد وصفوه بألقاب ضخمة ، فالذهبي وإنْ لم يترجم له في سير أعلام النبلاء فقد ذكره في تذكرة الحفّاظ ووصفه بالحافظ الإمام ، حدّث عنه : أبو داود والترمذي والنسائي ... ، ثمّ أورد ثقته عن النسائي وغيره.

وهم في نفس الوقت ينصّون على كونه ناصبياً! ..

قال الذهبي : قال الدارقطني : كان من الحفّاظ الثقات المصنّفين ، وفيه انحراف عن عليّ (2).

وقال ابن حجر : قال ابن حبّان في الثقات : كان حروري المذهب ، ولم يكن بداعية ، وكان صلباً في السُنّة ، حافظاً للحديث ، إلاّ أنّه من صلابته ربّما كان يتعدّى طوره. وقال ابن عديّ : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على عليّ. وقال السلمي عن الدارقطني بعد أن ذكر توثيقه : لكن فيه انحراف عن عليّ ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث ، فأخرجت جارية له فرّوجةً لتذبحها فلم تجد من يذبحها ، فقال : سبحان الله! فرّوجة لا يوجد من يذبحها وعليٌّ يذبح في ضحوة نيّفاً 9.

ص: 35


1- ميزان الاعتدال 3 / 140.
2- تذكرة الحفّاظ ، المجلّد الأوّل : 549.

وعشرين ألف مسلم.

قلت : وكتابه في الضعفاء يوضّح مقالته ، ورأيت في نسخةٍ من كتاب ابن حبّان : حَرِيزي المذهب ، وهو - بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي - نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب ، وكلام ابن عديّ يؤيّد هذا ، وقد صحّف ذلك أبو سعد بن السمعاني في الأنساب ، فذكر في ترجمة الجَريري - بفتح الجيم - أنّ إبراهيم بن يعقوب هذا كان على مذهب محمد بن جرير الطبري ، ثمّ نقل كلام ابن حبّان المذكور. وكأنّه تصحّف عليه ، والواقع أنّ ابن جرير يصلح أن يكون من تلامذة إبراهيم بن يعقوب لا بالعكس ، وقد وجدت رواية ابن جرير عن الجوزجاني في عدّة مواضع من التفسير والتهذيب والتاريخ» (1).

أقول :

أودّ التنبيه على أُمور :

الأوّل : إنّ النسائي قد وثّق هذا الناصبي ، وقد أخرج عنه هو وأبو داود والترمذي .. والمهمُّ إخراج النسائي عنه ، لأنّهم ذكروا بترجمته أنّ له في سننه شرطاً أشدّ من شرط الشيخين ، فيظهر أنّ شرطه كان متوفّراً في هذا الناصبي؟! كما كان متوفّراً في عمر بن سعد ، الذي أخرج عنه ، وقد قال يحيى بن معين : كيف يكون قاتل الحسين ثقة؟! ومع ذلك نرى القوم يصفون النسائي بالتشيّع ، لأنّه تكلّم في معاوية رئيس الفرقة الباغية!!

والثاني : إنّ تهذيب التهذيب ، تهذيب لكتاب تهذيب الكمال للحافظ 9.

ص: 36


1- تهذيب التهذيب 1 / 159.

المزّي ، والمزّي قد ذكر هذا الرجل ، ولم يتعرّض لنصبه أبداً!

والثالث : إنّ الذهبي وإنْ لم يعدّ الرجل في النبلاء ، فقد ترجم له في تذكرة الحفّاظ فلمّا أورد كلام الدارقطني بَتَره!

والرابع : إنّ ابن حجر بعد أن ذكر ما نقلناه من تهذيبه ، قال في تقريبه - وهو تلخيص التهذيب - : «ثقة حافظ ، رُمي بالنصب» (1). لكنّه في غير موضعٍ من مقدّمته يقول بعد نقل قول الجوزجاني : «قلت : والجوزجاني غالٍ في النصب» (2).

فإذا كان غالياً في النصب ، كيف يقول : رُمي بالنصب؟!

وإذا كان غالياً في النصب ، كيف يكون ثقة؟!

والخامس : إنّ صدور هكذا تصحيف من السمعاني بعيد جدّاً ، بل أظنُّ أنّ هناك تعمّداً في هذا التصحيف.

والسادس : إنّ الذهبي الذي بتر كلام الدارقطني وأورده منقوصاً ، قد وصف الرجل في ميزانه بالنصب صراحةً (3).

وكيف كان ، فقد رأيت كيف يحاولون التغطية على صحاحهم ورجالهم!!

5 - العجلي (261) :

ومنهم : أحمد بن عبدالله العجلي الكوفي ، المترجم له في سير 6.

ص: 37


1- تقريب التهذيب 1 / 47.
2- مقدّمة فتح الباري : 404.
3- ميزان الاعتدال 1 / 76.

أعلام النبلاء ب- «الإمام الحافظ الأوحد الزاهد» «له مصنّف مفيد في الجرح والتعديل ، طالعته وعلّقت منه فوائد تدلّ على تبحّره بالصنعة وسعة حفظه» (1).

وقد أكثر من النقل عنه الحافظ ابن حجر وغيره أيضاً.

وكتابه المذكور اسمه تاريخ الثقات وقد جاء فيه : «عمر بن سعد بن أبي وقّاص. كان يروي عن أبيه أحاديث ، وروى الناس عنه ، وهو الذي قتل الحسين. قلت : كان أمير الجيش ولم يباشر قتله!!» (2).

وقد أورد ابن حجر هذه الكلمة بترجمة عمر بن سعد من تهذيب التهذيب ، ثمّ قال : «وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!» (3).

قلت : وكيف يكون الموثِّق له ثقةً؟! وكيف يُعتمد على توثيقاته؟!

6 - أبو حاتم الرازي (277) :

ومنهم : محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران ، الإمام الحافظ الناقد ، شيخ المحدّثين ... كان من بحور العلم ، طوّف البلاد ، وبرع في المتن والإسناد ، وجمع وصنّف ، وجرح وعدّل ، وصحّح وعلّل ... وهو من نظراء البخاري ومن طبقته ، ولكنّه عمّر بعده أزيد من عشرين عاماً».

وتجد آراءه في الرجال واعتمادهم عليها في تهذيب الكمال وتهذيب 6.

ص: 38


1- سير أعلام النبلاء 12 / 505.
2- تاريخ الثقات : 357.
3- تهذيب التهذيب 7 / 396.

التهذيب ومقدّمة فتح الباري وميزان الاعتدال وغيرها من كتب الجرح والتعديل ، وقد جمع آراءه ابنه في كتاب الجرح والتعديل.

ومع ذلك ، فقد ذكر الذهبي بترجمته ما نصّه : «إذا وثّق أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله ، فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلاً صحيح الحديث ، وإذا ليَّن رجلاً أو قال فيه : لا يحتجّ به فتوقّف ، حتّى ترى ما قال غيره فيه ، فإنْ وثّقه أحد فلا تبني على تجريح أبي حاتم ، فإنّه متعنّت في الرجال ، قد قال في طائفةٍ من رجال الصحاح : ليس بحجّة ، ليس بقويّ ، أو نحو ذلك» (1).

7 - ابن خِراش (283) :

ومنهم : ابن خراش ، فقد أكثروا من ذِكر آرائه في الرجال ، واعتمدوا عليها في نقدهم ، وقد وصفه الذهبي لدى ترجمته بقوله : «ابن خراش الحافظ الناقد البارع ، أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف ...» لكنّهم تكلّموا فيه لأنّه قد خرَّج مثالب أبي بكر وعمر ونسبوه إلى الرفض ، وقال الذهبي : كان علمه وبالاً وسعيه ضلالاً (2) وقال ابن حجر في موضع من المقدّمة بعد إيراد رأيه - بالرغم من إكثاره من النقل عنه واعتماده عليه فيهما - : «ابن خراش مذكور بالرفض والبدعة ، فلا يُلتفت إليه» (3).

8 - أبو جعفر العقيلي (322) :

ومنهم : العقيلي ، قال الذهبي : «العقيلي : الإمام الحافظ الناقد ، أبو 1.

ص: 39


1- سير أعلام النبلاء 13 / 260.
2- سير أعلام النبلاء 13 / 509.
3- مقدّمة فتح الباري : 431.

جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حمّاد ، العقيلي ، الحجازي ، مصنّف كتاب الضعفاء (1) وقد أكثرَ عنه النقل في كتبه ، وكذا ابن حجر الحافظ ، إلاّ أنّهم قد اعترضوا عليه رأيه وردّوا قوله في موارد كثيرة ، حتّى خاطبه الذهبي - ردّاً على جرحه لعلي بن المديني - بقوله : «أما لك عقل يا عقيلي؟!» (2).

9 - أبو حاتم ابن حِبّان (354) :

ومنهم : أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، ترجمه في سير أعلام النبلاء ب- «الإمام العلاّمة ، الحافظ المجوِّد ، شيخ خراسان ...» لكن أورده في ميزانه ، وتبعه ابن حجر في لسانه.

وقد جاء فيهما : قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح - وذكره في طبقات الشافعية ، وغلط - : والغلط فاحش في تصرّفه. وصدق أبو عمرو ، له أوهام كثيرة تتبّع بعضها الحافظ ضياء الدين.

وقد بدت من ابن حبّان هفوة فطعنوه فيه بها ، قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام ...

قال أبو إسماعيل الأنصاري : سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد يقول : سمعت أبي يقول : أنكروا على ابن حِبّان قوله : النبوّة العلم والعمل ، وحكموا عليه بالزندقة وهجروه ، وكتب فيه إلى الخليفة فأمر بقتله ، وسمعت غيره يقول : ولذلك أُخرج إلى سمرقند ... (3).

ثمّ إنّهم بالرغم من كثرة النقل عنه في الجرح والتعديل ، عبّروا عنه 0.

ص: 40


1- سير أعلام النبلاء 15 / 236.
2- ميزان الاعتدال 3 / 140.
3- لسان الميزان 5 / 120.

في بعض المواضع بما لا يليق ، فمثلاً وصفه الذهبي في موضع ب- «الخساف المتهّور»! (1) وب- «الخساف المتفاصح» (2).

10 - أبو الفتح الأزدي (374) :

ومنهم : أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي ، ذكره الذهبي ووصفه ب- «الحافظ البارع ، صاحب كتاب الضعفاء» ثمّ قال بترجمته : «قلت : وعليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات ، فإنه ضعف جماعةً بلا دليل ، بل قد يكون غيره قد وثّقهم» (3).

وقال ابن حجر - بالرغم من اعتماده على آرائه في مواضع كثيرة - معلّقاً على طعنه في أحد رجال البخاري : «قد قدّمت غير مرّة أنّ الأزدي لا يعتبر تجريحه ، لضعفه هو» (4).

11 - الدارقطني (385) :

ومنهم : أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي. قال الذهبي : «الدارقطني الإمام الحافظ المجوِّد ، شيخ الإسلام ، علم الجهابذة» .. «كان من بحور العلم ومن أئمّة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله».

ثمّ نقل عن الخطيب : «حدّثني حمزة بن محمد بن طاهر : أنّ 0.

ص: 41


1- ميزان الاعتدال 4 / 8.
2- سير أعلام النبلاء 10 / 267.
3- سير أعلام النبلاء 16 / 348.
4- مقدّمة فتح الباري : 430.

الدارقطني كان يحفظ ديوان السيّد الحميري ، فنُسب لذا إلى التشيّع» (1).

أقول :

أكان يحفظ شعر السيّد الحميري ، الذي هو من أبدع مدائح أهل البيت ، وأقوى الأشعار في مناقبهم الدالّة على أفضليّتهم ، ولذا وُصف ب- «الرافضي الجلد» (2) لجودته الشعريّة فقط؟! ومن غير قبول للمعاني المشتمل عليها؟!

لا أحد يصدِّق بهذا أبداً .. ولذا نُسب إلى التشيّع!!

12 - ابن حزم (456) :

ومنهم : علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، فإنّهم ينقلون عنه كثيراً ويقبلون قوله في الرجال والحديث.

وقد جاء بترجمته (3) : «كان ممّا يزيد في شنآنه تشيّعه لأُمراء بني أُميّة ماضيهم وباقيهم ، واعتقاده بصّحة إمامتهم ، حتّى نُسب إلى النصْب».

«وقد امتُحن لتطويل لسانه في العلماء ، وشُرّد عن وطنه».

«قال أبو العبّاس ابن العريف : كان لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقين».

وقال ابن حجر : «كان واسع الحفظ جدّاً ، إلاّ أنّه لثقته بحافظته كان يهجم ، كالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الرواة ، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة. وقد تتبّع كثيراً منها الحافظ قطب الدين الحلبي ثمّ المصري 4.

ص: 42


1- سير أعلام النبلاء 16 / 449.
2- سير أعلام النبلاء 8 / 44.
3- سير أعلام النبلاء 18 / 184.

من المحلّى خاصّةً ، وسأذكر منها أشياء ...» (1).

13 - ابن الجوزي (597) :

ومنهم : أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ، له كتاب في «الضعفاء» وكتاب الموضوعات وكتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية.

قال الذهبي بترجمة أبان بن يزيد العطّار : «قد أورده العلاّمة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء ، ولم يذكر فيه أقوال من وثّقه ، وهذا من عيوب كتابه ، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق» (2).

وقال ابن حجر بترجمة ثمامة بن الأشرس بعد ذِكر قصّة : «دلّت هذه القصّة على أنّ ابن الجوزي حاطب ليلٍ لا ينتقد ما يحدّث» (3).

وقال الذهبي بترجمته عن الموقاني : «وكان كثير الغلط في ما يصنّفه ، فإنّه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره» قال الذهبي : «قلت : له وهم كثير في تواليفه» (4).

وقال السيوطي : «قال الذهبي في التاريخ الكبير : لا يوصف ابن الجوزي بالحفظ عندنا باعتبار الصنعة ، بل باعتبار كثرة اطّلاعه وجمعه» (5).

وقال السيوطي في تعقيباته : «واعلم أنّه جرت عادة الحفّاظ كالحاكم 0.

ص: 43


1- لسان الميزان 4 / 240 الطبعة الحديثة.
2- ميزان الاعتدال 1 / 16.
3- لسان الميزان 2 / 83 الطبعة القديمة.
4- تذكرة الحفّاظ 4 / 1347.
5- طبقات الحفّاظ : 480.

وابن حِبان والعقيلي وغيرهم أنهم يحكمون على حديثٍ بالبطلان من حيثيّة سندٍ مخصوص ، لكون راويه اختلق ذلك السند لذلك المتن ، ويكون ذلك المتن معروفاً من وجهٍ آخر ، ويذكرون ذلك في ترجمة ذلك الراوي يجرحونه به ، فيغترّ ابن الجوزي بذلك ويحكم على المتن بالوضع مطلقاً ويورده في كتاب الموضوعات ، وليس هذا بلائق ، وقد عاب عليه الناس ذلك ، آخرهم الحافظ ابن حجر».

14 - الذهبي (748) :

ومنهم : شمس الدين أحمد بن عثمان الذهبي ، صاحب المصنّفات الرجالية والتاريخية الكثيرة ، فإنّه الذي يرجع إليه في القرون الأخيرة ، وعلى كتبه يعتمد الباحثون والمحقّقون.

ولكنّه موصوفٌ بالتعصّب الشديد ضدّ المخالفين له في العقيدة والمذهب ، فقد وصفه تلميذه السبكي - بعد أنّ ذكره بالألقاب الفخمة ، وأثنى عليه الثناء البالغ الجميل - بما هذا نصّه : «وكان شيخنا - والحقّ أحقّ ما قيل ، والصدق أَوْلى ما آثره ذو السبيل - شديد الميل إلى آراء الحنابلة ، كثير الإزراء بأهل السُنّة ... فلذلك لا ينصفهم في التراجم ، ولا يصفهم بخير» .. «صنّف التاريخ الكبير وما أحسنه لولا تعصّب فيه» (1).

وذكر السبكي عن الحافظ العلائي أنّ الذهبي قد أثّرت عقيدته في طبعه انحرافاً شديداً عن مخالفيه ، فإذا ترجم أحداً منهم لا يبالغ في وصفه ، بل يكثر من قول من طعن فيه ... 4.

ص: 44


1- طبقات الشافعية 9 / 103 و 104.

بل قال السبكي : «والذي أدركنا عليه المشايخ النهي عن النظر في كلامه ، وعدم اعتبار قوله ، ولم يكن يستجرئ أنْ يُظهر كتبه التاريخية إلاّ لمن يغلب على ظنّه أنّه لا ينقل عنه ما يعاب عليه» (1).

أقول :

فمن كان هذا حاله مع علماء مذاهب السُنّة من الحنفية والشافعية ، ومع غيرهم من المخالفين له في العقيدة أو الفروع ، كيف يرتجى منه أن يترجم للشيخ أبي جعفر الكليني الإمامي مثلاً بأكثر من ثلاثة أسطر؟!

ومن كان لا ينصف علماء المذاهب السُنّية في التراجم ولا يذكرهم بخير ، كيف يرتجى منه أن لا يقول في حقّ الشيخ أبي جعفر الطوسي : «أعرض عنه الحفاظ لبدعته ، وكان يعدُّ من الأذكياء لا الأزكياء»؟! ولا يقول في حقّ الشيخ محمد بن النعمان المفيد : «قيل : بلغت تواليفه مئتين ، لم أقف على شيء منها ولله الحمد»؟!

هذا في كتابه سير أعلام النبلاء ، وتجد الأفظع من ذلك في حقّ الإماميّة وأئمّتهم في سائر كتبه أيضاً.

وأمّا طعنه في رواتهم في كتابه ميزان الاعتدال لأجل كونهم شيعة لعليٍّ وأهل البيت عليهم السلام ، فلا يمكن حصره ولا وصفه ...

بل إنّ الرجل من أشدّ الناس ميلاً عن أهل البيت ، ومن أميلهم إلى بني أُميّة وأتباعهم ... وقد حقّقنا ذلك في كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء.4.

ص: 45


1- طبقات الشافعية 2 / 13 - 14.

15 - ابن حجر العسقلاني (852) :

ومنهم : شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ، صاحب المصنَّفات الكثيرة في مختلف العلوم ، الملقّب عندهم بشيخ الإسلام ، والموصوف بالحافظ على الإطلاق ، والمرجوع إليه في الحديث والرجال ، وإلى يومنا هذا ...

لكنّ هذا الرجل نظر في أحوال الرواة على مبنى أنّ أكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأُمور الديانة ، بخلاف من يوصف بالرفض ، فإنّ غالبهم كاذب ولا يتورّع في الأخبار ... وقد جعل هذا الوجهَ في «توثيقهم الناصبي غالباً ، وتوهينهم الشيعة مطلقاً».

هذا ، وسيأتي الكلام على معنى «الرافضي» و «الشيعي» بالتفصيل.

ومن هنا نرى ابن حجر يقول في تقريبه بترجمة مثل عمر بن سعد ابن أبي وقّاص - بعد أن يذكر في تهذيبه قول يحيى بن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟! - : «صدوق ، لكنْ مقته الناس ، لكونه كان أميراً على الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» (1).

فهو «صدوق»!! «لكنْ مقَتَه الناس»!! أمّا هو فغير معلوم مقته إيّاه!! «لكونه كان أميراً على الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» فهو كان مجرّد أميرٍ على الجيش!! لكنْ يحيى بن معين وصفه ب- «من قتل الحسين» ، بل قال الذهبي : «باشر قتال الحسين وفَعَل الأفاعيل»!! 6.

ص: 46


1- تقريب التهذيب 2 / 56.

أقول :

ومنهم : ابن سعد صاحب الطبقات ، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك ... وسيأتي التعريف بهما ...

فهؤلاء أشهر أئمّة القوم في الجرح والتعديل ، وهم بين فاسقٍ وناصبيٍ ومتعصّبٍ ومتّهم ...

وإذا كان هذا حال علماء القوم وأئمّتهم في توثيق الرجال والرواة ، وجرحهم ، فكيف يعتمد على أقوالهم وآرائهم؟! وكيف يجوز البناء على قبولهم وردّهم؟! وأيّ قيمةٍ للعقيدة أو الأحكام الشرعية المبنيّة على أساس توثيقات هؤلاء وتجريحاتهم؟!

فهذا مجمل أحوالهم ، قبل أنْ ندرس الضوابط والقواعد المقرّرة عندهم لآرائهم وأقوالهم ...

للبحث صلة ...

ص: 47

المسك الفتيق في ولادة عليٍّ عليه السلام بالبيت العتيق

ولادة عليٍّ عليه السلام بالبيت العتيق

الشيخ محمد باقر الإلهي القمّي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المحمود في أرضه وسمائه ، المشكور على سوابغ آلائه ونعمائه ، والصلاة والسلام على أشرف رسله وأنبيائه ، محمدٍ المصطفى وعلى آله وأحبّائه ، لا سيّما ابن عمّه عليٍّ سيّد أوصيائه.

وبعد :

فلا يكاد يخفى على منصفٍ ما اختصّ الله تعالى به علياً أمير المؤمنين عليه السلام من غرر الخصائص المنيفة ، ودرر الفضائل الشريفة ، منذ ولادته إلى حين لقاء ربّه تبارك وتعالى.

ومن عيون مناقبه الكثيرة ، وخصائصه الشهيرة ، ولادته عليه الصلاة والسلام في جوف الكعبة ، زادها الله تعظيماً وتشريفاً ، من دون أن يولد فيها أحد قبله ولا بعده ، كرامةً من ربّ البيت الحرام.

وقد أجمع شيعته المرضيّون قاطبةً على ذلك ، كما صرّح به الإمام

ص: 48

الحافظ ابن شهرآشوب المازندراني رحمه الله تعالى في المناقب (1) ، وحكاه غير واحدٍ من أعلام الأئمّة ، وجهابذة الأُمّة ، حتّى طفحت بحديث الولادة أسفارهم وأشعارهم ..

بل اعترف بصحته جمهور مخالفيهم ، إلاّ من شذّ منهم كابن أبي الحديد المعتزلي ؛ إذ قال - مكابراً - في شرح نهج البلاغة : واختلف في مولد عليّ عليه السلام أين كان!! فكثير من الشيعة يزعمون أنّه وُلد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي (2).

واقتفى الديار بكري أثره ، فقال في تاريخ الخميس : ويقال كانت ولادته - يعني علياً عليه السلام - في داخل الكعبة ، ولم يثبت (3).

وحكى علي بن برهان الدين الحلبي في سيرته المسمّاة إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ، عن صاحب النور ، أنّه قال : حكيم بن حزام وُلد في الكعبة ولا يُعرف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنّ علياً عليه السلام وُلد فيها فضعيف عند العلماء (4).

وجرى القاري على ذلك في شرح الشفا ، فقد قال : لا يُعرف أحد وُلد في الكعبة غيره - يعني حكيماً - على الأشهر (5).

ثمّ حكى كلام الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين دون دعوى التواتر على ولادة عليّ عليه السلام في جوف الكعبة ، وسنذكره بتمامه إن ة.

ص: 49


1- مناقب آل أبي طالب 2 / 175.
2- شرح نهج البلاغة 1 / 14.
3- تاريخ الخميس 1 / 307.
4- إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (السيرة الحلبية) 1 / 227.
5- شرح الشفا 1 / 151 طبعة الآستانة.

شاء الله تعالى.

ولا غرو في ذلك ، فإنّ من الناس من أنكر - بوقاحةٍ - طرفاً من أحاديث فضائله المتواترة عليه الصلاة والسلام ؛ فيكون إنكاره لمثل هذا الخبر وجحده له أهون وأيسر.

وبما أنّه قد يغترّ بتلك الأقاويل ، ويعوّل على هاتيك الأباطيل ، بعض مَن لم يُحط خُبراً بحديث الولادة من أبناء العامّة ؛ فقد جمعنا طائفة من كلمات أعلامهم ، وسردنا نبذة من أقوال معتمَدي علمائهم ، في شأن انفراد الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالولادة المباركة في الكعبة البيتِ الحرام ، مشفوعةً بتزييف بعض الدعاوى الباطلة المزعومة في المقام ، في رسالة مفردة سمّيتها المَسْك الفتيق في ولادة عليّ بالبيت العتيق.

والله أسأل أن ينفع بها عباده الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ، ويهدي إلى الحقّ من صغى قلبه ، ويكشف الرين عنه ، إنّه سميع مجيب.

تنبيه :

اعلم أنّ الصحيح الثابت أنّه عليه الصلاة والسلام وُلد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.

فما في كلام بعض مَن أوردنا أقوالهم في هذه الرسالة ممّا يخالف ذلك ليس بصوابٍ ، والمعتمَد كلامه في أصل تحقّق الولادة في بيت الله الحرام حسب ، فليكن ذلك على ذُكرٍ منك ، والله المستعان.

* * *

ص: 50

في سرد نبذة

من كلمات أكابر العلماء وأرباب السير والتواريخ

في ولادة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

بالبيت العتيق زاده الله شرفاً

ونقتصر في ذلك على إيراد ما وسعنا الوقوف عليه على العُجالة ، وفيه غُنية - إن شاء الله تعالى - لمن ألقى السمع وهو شهيد.

وإذا تأمّلت هذه النقول بإمعانٍ أذعنت بأنّ حديث الولادة مشتهر بين أهل الإسلام قاطبةً ، منذ الصدر الأوّل إلى اليوم ، فلا يبقى مجال لتفوّه المغرضين الناصبين ، والمفسدين المشاغبين ، ولو بكلمة تمسّ هذا الأمر المتواتر ، بل ينقطع دونه لسان كلّ جاحد مكابر ، والله وليّ الهداية والتوفيق.

* قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري - في عدّ فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبه - : العِرق صحيح من آدم عليه السلام ، والنسب صريح ، والمولد مكان معظّم (1) ... إلى آخره.

قلت :

أراد بالمكان المعظّم : جوف البيت الحرام الذي وُلد فيه عليّ عليه السلام ، وتراه قد أرسل ذلك إرسال المسلّمات. 3.

ص: 51


1- ينابيع المودّة : 153.

والجاحظ مع كونه متّهماً في عليٍّ وآل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، حتّى إنه يُضرب به المثل في المناصبة والبغضاء لهم ، إلاّ إنّه لم يسعه إنكار الولادة في الكعبة لاشتهارها بين أهل الإسلام شهرةً عظيمة لا يقوى على جحدها إلاّ مكابر عنيد ، أو جاهل بليد.

ولو كان قد ثبت عنده في ولادة حكيم بن حزام بالكعبة شيء لَما جاوزه إلى عليّ عليه السلام ، كما لا يخفى على من عرف ديدنه في مثل ذلك .. والحقّ ينطق منصفاً وعنيداً.

* وقال الشيخ الإمام الحافظ الفقيه أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي ، المعروف بالقفّال : لم يولد في الكعبة إلاّ عليّ عليه السلام (1).

وكذا قال شيخ الإسلام إبراهيم بن محمد الجويني (2).

* وقال الإمام الحافظ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (3).

* وأخرج الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب عن الحاكم أيضاً نحو ذلك ..

قال : أخبرنا الحافظ أبو عبدالله محمد بن محمود النجّار ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفّار بنيسابور ، أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ النيسابوري ، قال : وُلد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة ، في 4.

ص: 52


1- إحقاق الحقّ 7 / 489.
2- فرائد السمطين 1 / 425.
3- المستدرك على الصحيحين 3 / 483 ذ ح 6044.

بيت الله الحرام ، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ؛ إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم (1).

* وقال شمس الدين أبو المظفّر يوسف بن قزأوغلي ، الشهير بسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواصّ : روي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليٍّ عليه السلام ، فضربها الطلق ، ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها (2).

* وقال حمد الله بن أتابك بن حمد المستوفي القزويني (3) في تاريخ گزيده - ما ترجمته وملخّصه - : إنّ مولده عليه السلام كان سنة ثلاثين من عام الفيل الموافقة لسنة 912 الإسكندريّة ، لثمان سنين مضين من ملوكية پرويز ، وكان في الكعبة ، حيث كانت أُمّه في الطواف ، فبان عليها أثر الطلق ، فأشارت إلى البيت ووضعته في جوفه.

* وقال نور الدين علي بن محمد بن الصبّاغ المكّي المالكي في كتابه الفصول المهمّة : وُلد عليّ عليه السلام بمكّة المشرّفة بداخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصمّ ، رجب الفرد ، سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة ..

قال : ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لتكرمته ..

قال : ومن كتاب المناقب ، لأبي المعالي الفقيه المالكي ، روى خبراً 8.

ص: 53


1- كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : 407.
2- تذكرة الخواصّ : 10.
3- عدّه في «أنساب النواصب» من العامّة ؛ كما في الذريعة 3 / 281 رقم 1038.

يرفعه إلى عليّ بن الحسين رضي الله عنهما ، أنّه قال : كنّا عند الحسين رضي الله عنه في بعض الأيّام وإذا بنسوة مجتمعين ، فأقبلت امرأة منهنّ علينا فقلت لها : مَن أنتِ يرحمكِ الله؟

قالت : أنا زيدة ابنة العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها : هل عندك من شيء تحدّثينا به؟

قالت : إي والله ، حدّثتني أُمّ عمارة بنت عبادة بن فضلة بن هالك بن عجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً ، فقلت له : ما شأنك؟

قال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة من الطلق ؛ ثمّ أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعبة ، فدخل بها وقال : اجلسي على اسم الله ، فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاماً نظيفاً منظَّفاً لم أر أحسن وجهاً منه ، فسمّاه أبو طالبٍ علياً ، وقال شعراً :

سمّيته بعليٍّ كي يدوم له

عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومُه

وجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحمله معه إلى منزل أُمّه.

قال عليّ بن الحسين : فوالله ما سمعت بشيء حسن قطّ إلاّ وهذا من أحسنه (1).

* وقال الصفوري في نزهة المجالس : رأيت في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ، أنّ علياً رضي الله عنه ولدته أُمّه بجوف الكعبة - شرّفها الله - وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، ذلك أنّ فاطمة بنت أسد رضي الله عنها أصابها 6.

ص: 54


1- الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : 30 - 31 ، نور الأبصار : 156.

شدّة الطلق ، فأدخلها أبو طالب الكعبة فطلقت طلقة فولدته يوم الجمعة في رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ..

قال الصفوري : وأما حكيم بن حزام فولدته أُمه في الكعبة اتّفاقاً لا قصداً (1).

قلت : سيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني بسط الكلام في دعوى ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام وبيان بطلانها.

* وذكر الشيخ عبد الرحمن الجامي حديث الولادة في شواهد النبوّة وأسنده إلى بعضهم (2).

وفي كتاب روضة الصفا ، للمؤرّخ الشهير الضليع محمد خاوند شاه ما ترجمته ملخّصاً : كان ميلاده عليه السلام في جوف الكعبة ، فإنّ أُمّه كانت تطوف بالبيت ، أو أنّ المشيئة الإلهيّة أجاءتها إلى فنائه وكانت في أوان الطلق ، فكانت ولادته فيها ..

قال : ولم تتح هذه السعادة لأيّ أحدٍ منذ بدء الخليقة إلى الغاية ، وإنّ لصحّة هذا الخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيت لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد.

شد او در بيت الحرامش صدف

كسى را ميسَّر نشد اين شرف (3)

* وقال علي بن برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبيّة : إنّه عليه السلام وُلد في الكعبة وعمره - يعني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثون سنة (4). 7.

ص: 55


1- نزهة المجالس 2 / 204.
2- انظر : عليّ وليد الكعبة : 122.
3- انظر : عليّ وليد الكعبة : 60.
4- السيرة الحلبيّة 1 / 227.

* وقال صفيّ الدين أحمد بن محمد بن باكثير الحضرمي في كتابه وسيلة المآل بذِكر فضائل الآل : كانت ولادته - يعني علياً عليه السلام - بالكعبة المشرّفة ، وهو أوّل من وُلد بها ، بل لم يُعلم أنّ غيره وُلد بها (1).

* وقال الشيخ العلاّمة محمود بن محمد بن علي الشيخاني المدني في كتابه الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام ، إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم (2).

* وقال الشيخ عبد الحقّ بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في مدارج النبوّة ما ترجمته : قالوا : إنّ ولادته - يعني علياً عليه السلام - كانت في جوف الكعبة (3).

* وقال شاه وليّ الله أحمد بن عبد الرحيم المحدّث الدهلوي في كتابه إزالة الخفاء : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة ، فإنّه وُلد في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ، ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده (4).

* ونقل الأمير محمد صالح بن عبدالله الكشفي الترمذي في المناقب ، عن داود النباكتي - ما ترجمته - أنّه قال : لم يحظَ أحد قبل الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت (5).

* وقال أحمد بن منصور الكازروني في مفتاح الفتوح : ولدت فاطمة 4.

ص: 56


1- وسيلة المآل بذكر فضائِل الآل : 282 - نسخة مخطوطة.
2- الصراط السوي في مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : 152 - نسخة مخطوطة.
3- انظر : عليّ وليد الكعبة : 123.
4- انظر : عليّ وليد الكعبة : 2.
5- انظر : عليّ وليد الكعبة : 124.

علياً عليه السلام في الكعبة (1).

* وقال شاه محمد حسن الجشتي في كتابه مرآة التصوّف - ما ترجمته - : إنّه عليه السلام وُلد في الكعبة في ثامن عشر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل عند الضحى (2).

* وقال العلاّمة السيّد محمد بن أبي بكر الشلي العلوي الحسيني في المشرع الرويّ : ولد عليّ رضي الله عنه وكرّم وجهه يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل في جوف الكعبة على قول صحيح (3).

* وقال محمد بن رستم الحارثي البدخشاني في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا - بعدما ذكر أنّ ولادة عليّ عليه السلام كانت بمكّة في البيت الحرام - : ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه قبله ولا بعده ، وهي فضيلة خصّه الله بها (4) ..

وقال أيضاً في نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار : كانت ولادة عليّ عليه السلام يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة بمكة ، وروي أنه ما وُلد في البيت الحرام أحد سواه لا قبله ولا بعده (5).

* وقال محمد بن أحمد بن محمد بن رمضان نشانجي زاده في كتابه مرآة الكائنات - ما ترجمته - : وُلد عليه السلام ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون 5.

ص: 57


1- انظر : عليّ وليد الكعبة : 121.
2- مرآة التصوّف (آئينه تصوّف) : 9.
3- صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر : 62.
4- انظر : عليّ وليد الكعبة : 125.
5- نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار : 115.

سنة ، كانت أُمّه فاطمة زائرة البيت فولدته فيه لحكمة لله سبحانه فيه ..

قال : ولم يُرزق هذا غيره وغير حكيم بن حزام (1).

وسيأتي البحث في الفقرة الأخيرة من كلامه إن شاء الله تعالى.

* وقال الشيخ العلاّمة محمد مبين بن محبّ الله بن أحمد السنهاني اللكهنوي الأنصاري في كتابه وسيلة النجاة : ولادة معدن الكرامة في جوف الكعبة ، ولم يولد فيها غيره ، وقد خصه الله تعالى بهذه الفضيلة ، وشرّف الكعبة بهذا الشرف (2).

* وقال عمر بن محمد بن عبد الوهّاب في كتابه النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : مولده عليه السلام في الكعبة المعظّمة ، ولم يولد بها سواه (3).

* وقال الشيخ العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبدالله الآلوسي ، مفتي بغداد ، في الخريدة الغيبيّة ، في شرح قول عبد الباقي العمري الموصلي في عينيته العصماء :

أنت العَليُّ الذي فوق العُلا رُفعا

ببطن مكةَ وسْطَ البيت إذ وُضعا

ما هذا لفظه : وكون الأمير كرّم الله وجهه وُلد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذُكر في كتب الفريقين السُنّة والشيعة ..

قال : ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه ، وأحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه في ما هو قِبلة للمؤمنين ، سبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين (4). 5.

ص: 58


1- مرآة الكائنات 1 / 383.
2- وسيلة النجاة : 60.
3- النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : 16 - نسخة مخطوطة.
4- الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة : 15.

وقال أيضاً عند قول العمري :

وأنت أنت الذي حطّتْ له قَدمٌ

في موضعٍ يدَه الرحمنُ قد وَضَعا

ما لفظه : أحبّ عليه الصلاة والسلام - يعني علياً - أن يكافئ الكعبة حيثُ وُلد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها ، فإنّها - كما ورد في بعض الآثار - كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول : أي ربّ! حتّى متى تُعبد هذه الأصنام حولي؟! والله تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك (1).

* وقال الشيخ محمد صدّيق بن حسن بن علي القنوجي البخاري في كتابه تكريم المؤمنين بتقويم الخلفاء الراشدين : ولادته عليه السلام في مكّة المكرّمة في جوف بيت الله الحرام ، ولم يولد أحد غيره في هذا المكان المقدّس (2).

* وقال الشيخ العلاّمة محمد حبيب الله الشنقيطي ، شيخ الأزهر ، في كتابه كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب : من مناقبه كرّم الله وجهه أنّه وُلد في داخل الكعبة (3).

* وقال عبد الحميد الدهلوي في كتابه سير الخلفاء - ما ترجمته ملخّصاً - : عن غير واحد من المؤرّخين أنّه عليه السلام وُلد في مكّة المكرّمة يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يتولّد أحد قبله في حصار البيت (4). 2.

ص: 59


1- الخريدة الغيبيّة : 30.
2- تكريم المؤمنين بتقويم الخلفاء الراشدين : 99.
3- كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب : 37.
4- سير الخلفاء 8 / 2.

* وقال صدر الدين أحمد البردواني في كتابه روائح المصطفى - ما ترجمته - : كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة بعد عام الفيل بثلاثين سنة يوم الجمعة ثالث عشر رجب (1).

* وذكر السيّد علي جلال الدين الحسيني المصري في كتابه الحسين : أنّ علياً عليه السلام وُلد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ..

قال : قال الشيخ المفيد : ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ..

وقال عبد الباقي أفندي الموصلي العمري :

أنت العليّ الذي فوق العُلا رُفعا

ببطن مكّة وسط البيت إذ وُضعا (2)

* وقال عبد المسيح الأنطاكي من قصيدة علويّة مباركة تربو على خمسة آلاف بيت :

في رحبة الكعبة الزهرا قد انبثقت

أنوارُ طفل وضاءت في مغانيها

ومنها قوله :

إنّ الرضيع الذي شام الضياء

ببيت الله عزّته لا عزّ يحاكيها

ومنها قوله :

وهنّ أُعجبن بالمولود شمن به

شبلاً ببنيته سبحان بانيها

وعلّق على ذلك بقوله : ومن بشائر سعده عليه صلوات الله أنّه وُلد في الكعبة كرّمها الله ، ولدته أُمّه فيها (3). 2.

ص: 60


1- روائح المصطفى : 10.
2- الحسين 1 / 16.
3- مجلّة «العمران» المصريّة : 61 - 62.

هذا ، وقد بلغ حديث الولادة مبلغاً من الاشتهار بين الأنام حتّى نظمه بعض أُدباء النصارى في ملحمته الموسومة ب- : عيد الغدير (1).

وبالجملة ، فلا أظنّ أنّ هناك منصفاً يرتاب - بعد ذلك كلّه - في أنّ أمير المؤمنين علياً عليه الصلاة والسلام إنّما وُلد في الكعبة البيت الحرام ، وأنّ كلام الجاحد المكابر للحقّ أشبه بالهذيان ، ومجموع ما تقدّم يدلّ على أنّ للقصّة أصلاً أصيلاً ، وإن اختلفوا في تفاصيلها ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

تتمة :

* روى الحافظ ابن شهرآشوب رحمه الله في المناقب ، عن يزيد بن قعنب وجابر الأنصاري قصة الولادة المباركة في الكعبة (2) ..

* ورواها مختصرةً الأمير محمد صالح بن عبدالله الترمذي في مناقبه ، عن يزيد بن قعنب (3).

* وروى حديث الولادة أيضاً الشيخ الإمام أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدّس الله سرّه القدوسي في أماليه ، بسنده عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن العبّاس بن عبد المطّلب (4) ..

* وكذا رواه الحافظ ابن شهرآشوب رحمه الله في المناقب (5).

* * * 9.

ص: 61


1- هو الشاعر المسيحي بولس سلامة.
2- مناقب آل أبي طالب 1 / 358 - 359 ، عليّ وليد الكعبة : 21 - 29.
3- انظر : عليّ وليد الكعبة : 22.
4- الأمالي - للشيخ الطوسي - : 706 - 709 ح 1511.
5- مناقب آل أبي طالب 1 / 359.

في تفنيد دعوى

ولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام

وإذ فرغنا بحمد الله تعالى ومنه من تحقيق القول بولادة أبي الحسنين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في البيت العتيق وتثبيته بشهادة مشايخ الجمهور وأكابرهم ، وبيان ثبوت تواتره بين المسلمين وبلوغه الغاية في الاشتهار بين الأُمة - وإن نازع في ذلك بعض النواصب - فينبغي صرف عنان الكلام إلى ما ذكره بعضهم من ولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام ..

فنقول - وبالله تعالى التوفيق ، وبيده أزمّة التحقيق - :

حسبُك في تفنيد هذه الدعوى الزائفة وإبطالها أنه لم يحفل بها إلاّ نفر من القوم ؛ استناداً إلى ما لا ينهض حجّةً في المقام ، كما سيأتي بيانه تفصيلاً إن شاء الله تعالى ..

بل عرفت في ما تقدّم من كلام ثلّةٍ من العلماء أنّ الكلمة لم تتّفق على وضع حكيمٍ في الكعبة ، بل جزم بعضهم بنفي ولادته فيها.

ومع ذلك فقد أرسل شرذمة يسيرة ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام إرسال المسلّمات - كما تقدّم عن بعضهم - ، وإليه ذهب :

أبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة (1).5.

ص: 62


1- صفة الصفوة 1 / 725.

والحافظ جمال الدين أبي الحجّاج المزّي في تهذيب الكمال (1).

والحافظ شمس الدين أبي عبدالله الذهبي في سير أعلام النبلاء (2).

والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (3).

وقال في الإصابة : حكى الزبير بن بكّار أنّ حكيماً وُلد في جوف الكعبة (4).

وقال ابن عبد البرّ القرطبي في الاستيعاب بترجمة حكيم بن حزام : وُلد في الكعبة ، وذلك أنّ أُمّه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل ، فضربها المخاض ، فأُتيت بنطع فولدت حكيم بن حزام عليه (5).

وقال عزّ الدين ابن الأثير الجزري بترجمة حكيم في أُسد الغابة : وُلد في الكعبة ، وذلك أنّ أُمّه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل ، فأخذها الطلق ، فولدت حكيماً بها (6) ..

وأنت ترى أنّ جُلّ اعتماد هؤلاء في نقلهم على رواية «الزبير بن بكّار» ، وهو ممّن لا يوثق به ولا يعتمد على روايته ، ولا كرامة.

ولنذكر أوّلاً روايته ثمّ نبيّن ما فيها من المقال ، لتنكشف لك حقيقة الحال ..

قال الزبير بن بكّار في كتابه جمهرة نسب قريش : حدّثني مصعب بن عثمان ، قال : دخلت أُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوةٍ من قريش - وهي5.

ص: 63


1- تهذيب الكمال 7 / 173.
2- سير أعلام النبلاء 3 / 46.
3- تهذيب التهذيب 1 / 586.
4- الإصابة 1 / 349.
5- الاستيعاب 1 / 320.
6- أُسد الغابة 2 / 45.

حامل متمٌّ بحكيم بن حزام - فضربها المخاض في الكعبة ، فأُتيت بنطعٍ حيث أعجلها الولاد فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع (1).

قلت :

يقع الكلام في هذا النقل من ثلاث جهات يظهر بها ما فيه ..

أمّا الجهة الأُولى :

فإنّ الزبير بن بكّار ضعيف ، تكلّموا فيه وطعنوه ..

قال أحمد بن علي السليماني فى كتاب الضعفاء : منكَر الحديث ، كما في ميزان الاعتدال والسير للذهبي وتهذيب التهذيب (2).

وفي الميزان أيضاً ، بترجمته : إنّه ممّن يضع الحديث (3).

واعترف الحافظ شهاب الدين أبو الفضل ابن حجر بترجمته في التهذيب أنّه : قد روى أشياء كثيرة منكَرة في كتابه النسب ، عن الضعفاء ، مثل : محمد بن زبالة ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، وعامر بن صالح الزبيري ، وغيرهم (4).

وذكر ابن الأثير الجزري في الكامل في التاريخ أنّه : استحلفه رجل من الطالبيين بين القبر والمنبر الشريفين ، فحلف كاذباًرحمه الله فرماه الله بالبرص (5). 2.

ص: 64


1- جمهرة نسب قريش 1 / 353.
2- ميزان الاعتدال 2 / 66 ، سير أعلام النبلاء 12 / 314 ، تهذيب التهذيب 2 / 185.
3- ميزان الاعتدال 2 / 66.
4- تهذيب التهذيب 2 / 185.
5- أبو هريرة : 122.

وأمّا الجهة الثانية :

فإنّه ممّن ناصب العداوة للإمام عليّ عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام ..

فقد حكى العزّ ابن الأثير في تاريخه - في سيرة المعتصم العباسي - : أنّه كان ينال من العلويّين ومن جدّهم عليّ عليه السلام ؛ فأجمعوا على قتله ، فهرب منهم إلى عمّه مصعب بن عبدالله بن مصعب ، فسأله أن يكلّم المعتصم في تأمينه ، فلم يجد عنده ما أراد ؛ إذ لم يكن عمّه على رأيه من مكاشفة العلويّين.

وكأنّه قد ورث العداوة والبغضاء لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جدّه وأبيه ..

فقد كان أبوه «بكّار» من المكاشفين للإمام الرضا عليه السلام في النصب والعداوة ، فدعا عليه الرضا عليه السلام فسقط من قصره فاندقّ عنقه (1).

وجدّه «عبدالله بن مصعب» هو الذي أفتى هارونَ بقتل يحيى بن عبدالله بن الحسن ، قال : اقتله يا أمير المؤمنين وفي عنقي دمه.

فقال الرشيد : إنّ عنده صكاً منّي أعطيته فيه الأمان!

فقال عبدالله بن مصعب : لا أمان له يا أمير المؤمنين .. وعمد إلى يحيى وانتزع الصكّ منه قهراً ومزّقه بيده ..

عداوةً ورثوها عن جدّهم ، ورثها عدوٌّ عن عدوٍّ ، من عبدالله بن الزبير حتّى انتهت إلى الزبير بن بكّار ، كما قال الإمام ابن شرف الدين العاملي رحمه الله ورضي عنه وأرضاه (2). 3.

ص: 65


1- أبو هريرة : 122.
2- انظر : هامش كتاب أبو هريرة : 123.

ومن توغّل في مناصبة آل الرسول عليهم الصلاة والسلام لا يستبعد منه أن يصرف مناقبهم عنهم ويعزوها إلى غيرهم ، أو ينفيها من رأسٍ ، أو يضع لأعداء الله ورسوله ما يعارضها ويناقضها.

وابن بكّار متّهم في نقله هذا ؛ إذ إنّ ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة أمر اختصّه به ربّ البيت جلّ وعلا ، فكيف يطيق الزبير - وأضرابه - الصبر على ذلك ، ويدع تلك الخصيصة بكراً لم تمسّها يد خيانة وإثم ، بل ديدن أُولئك النواصب - والعياذ بالله - السعي في إطفاء نور الله تعالى ، (ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نورَه ولو كره الكافرون) (1) ..

فلا ينثنون عن الاجتهاد في صَرف المناقب والفضائل عن أهلها إلى من ليس أهلاً لها ممّن انكشف أمره وظهرت سريرته.

وحسبُك تصديقاً لذلك ما أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : أنا معمر ، قال : سألت الزهري : مَن كان يكتب الكتاب يوم الحديبية؟

فضحك وقال : هو عليّ ، ولو سألت هؤلاء - يعني بني أُميّة - قالوا : عثمان (2).

وقد عمد كَذَبَتُهم إلى معارضة الأحاديث الواردة في فضل عليٍّ وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فوضعوا لأعدائِهم مثلها ، وكالوا لهم بمكيال الجزاف ما كالوا - كما لا يخفى على من ألمَّ بطرف من أحاديث الفضائل وسبر غورها - امتثالاً لأمر معاوية - ابن آكلة الأكباد ، اللعين ابن ة.

ص: 66


1- سورة التوبة 9 : 32.
2- فضائل الصحابة 2 / 91 ، طبعة مكّة المكرّمة.

اللعين على لسان سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم (1) - في ما كتبه إلى عمّاله في جميع الآفاق : أن لا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّه أحبّ إليّ ، وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (2).

وإذا أمعنت النظر في ما سقناه لك لا أظنّك ترتاب - بعدئذٍ - في أنّ حديث ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ممّا قُصد به مناقضة هذه المنقبة الشريفة ، والخصيصة المنيفة التي ثبتت لأمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فأيّ وزنٍ يقام لمثل هذه المفتعَلات ، لا سيّما من مثل هذا الناصب العنيد ، فتنبّه لذلك - يرحمك الله - فإنّه ممّا تنكشف به حقيقة الأمر في هذا المقام ، والله سبحانه وتعالى وليّ الهداية والتوفيق.

وأمّا الجهة الثالثة :

فإنّ مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير بن العوّام ، الذي روى عنه الزبير بن بكّار مجهول الحال لا يعرف عنه شيء ، وهو إن لم يكن كصاحبه الزبير فلن يكون أهون منه شرّاً ، فإنّ آل الزبير شجرة خبيثة ملعونة ، كما لا يخفى على من وقف على مشاهدهم مع آل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. 4.

ص: 67


1- ورد لعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم له ولأبيه ولعمرو بن العاص في كثير من مصادر القوم ، فانظر مثلاً : وقعة صِفّين : 218 - 221 ، مسند أحمد 4 / 421 ، المعجم الكبير 11 / 32 ح 10970 ، تاريخ الطبري 5 / 622 حوادث سنة 284 ه.
2- شرح نهج البلاغة 11 / 44.

هذا ، مضافاً إلى أنّ مصعب بن عثمان الزبيري يروي في الجمهرة عن عامر بن صالح بن عبدالله بن عروة بن الزبير ، وقد قال فيه ابن معين : كان كذّاباً ، وقال فيه أيضاً : كذّاب خبيث ، عدوّ الله.

وقال ابن عديّ : عامّة حديثه مسروق من الثقات ، وأفراد ينفرد بها.

وقال الأزدي : ذاهب الحديث.

وقال ابن حبّان : كان يروي الموضوعات عن الثقات ..

وغير ذلك ممّا تجده مسطوراً بترجمته في تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب (1).

ومصعب هذا هو الواسطة بين الزبير وبين عامر بن صالح ، ولا إخاله يقصر عنهما في شيءٍ من ذلك ، فكيف يُعتمد على كتاب الزبير مع هذا الذي بينا لك من حاله وكشفنا عن مكنون أمره.

وليت شعري كيف تقوم الحجّة بمثل هذا الإسناد المشتمل على أشقياء النواصب؟!

أم كيف يُركن إلى ذلك القول ويحتفل به ومصعب بن عثمان لم يدرك ولادة حكيم بن حزام التي كانت قبل الإسلام ، ولم يُعلَم المحكي عنه في هذا النقل؟!

ومن هنا يظهر لك ما في كلام مَن حكينا عنه القول بولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام في أوائل هذا الباب مرسلاً إيّاه إرسال المسلّمات ، وملقياً القول في ذلك على عواهنه من دون تدبّر فيه!

فهذا الخبر ظاهر النكارة ، جليّ الشذوذ ، بيّن الإرسال ، وما هذا حاله 1.

ص: 68


1- تهذيب الكمال 14 / 46 ، سير أعلام النبلاء 4 / 429 ، تهذيب التهذيب 3 / 50 - 51.

كيف يعارض ما هو أمر مشهور في الدنيا ، كما قال العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي البغدادي (1) -.

* وممّن روى ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة : أبو عبدالله الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين ..

قال : سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب ، قال : سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهّاب يقول : سمعت عليّ بن عثّام العامري يقول : وُلد حكيم بن حزام في جوف الكعبة رحمه الله دخلت أُمّه الكعبة ، فمخضت فيها ، فولدت في البيت (2).

قلت :

مع إنّ القول بولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام شاذٌّ ، لم يذهب إليه إلاّ شرذمة قليلة لا يعبأ بهم ، فإنّ ذلك مجرّد دعوىً من ابن عثّام ، وغاية ما هنالك أنّه قد يكون بلغه القول بولادة حكيم بن حزام في جوف البيت العتيق - زاده الله شرفاً - عمّن لا يقصر حاله عن مثل أشقياء آل الزبير وأضرابهم من المنافقين الناصبين ، وإلاّ فمجرّد قول ابن عثّام لا تقوم به حجّة ألبتة ..

هذا ، مع إنّ أبا الحسن عليّ بن عثّام بن عليّ العامري الكلابي الكوفي أكثر ما حمل عنه الحكايات ، والزهديّات ، والتفسير ، وأقاويله في الرجال (3). 8.

ص: 69


1- راجع ص 58.
2- المستدرك على الصحيحين 3 / 482 ح 6041.
3- انظر : سير أعلام النبلاء 10 / 570 ، تهذيب التهذيب 4 / 228.

وأنت خبير بأنّ من أصناف الوضّاعين قوم يُنسبون إلى الزهد كما هو مذكور في كتب الموضوعات (1) ، ولست أعني أنّ كلّ زاهدٍ وضّاع - حاشا لله - بل المقصود أنّ أكثر هؤلاء القوم لا يتحاشون الكذب ولو على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يتحرّجون من ذلك ؛ لتظاهرهم بالزهد وهم خلوٌّ منه في الوقت نفسه!

وقد ذكر شيخنا العلاّمة الأميني - رحمه الله تعالى - في كتابه الغدير طائفة من أُولئك الزهّاد الكذّابين والمتقشّفين الوضّاعين (2).

وقال يحيى بن سعيد القطّان : لم نرَ الصالحين في شيءٍ أكذب منهم في الحديث (3).

وقال أيضاً : ما رأيت الكذب في أحدٍ أكثر منه في من يُنسب إلى الخير والزهد (4).

فلا يبعد أن يكون إخبار ابن عثّام من هذا القبيل جرياً على ديدن زهّاد ذلك الزمان ، أو أن يكون قلّد في ذلك بعض من سبقه ممّن يقول 0.

ص: 70


1- انظر ذلك - على سبيل المثال - في ترجمة : * جعفر بن الزبير ؛ قال عنه ابن حبّان : يروي عن القاسم وغيره أشياء موضوعة ، وكان ممّن غلب عليه التقشّف. تهذيب التهذيب 2 / 92 طبعة حيدر آباد الدكن ، اللآلئ المصنوعة 1 / 17. * إبراهيم بن محمد الآمدي الخوّاص ؛ أحد الزهّاد ، قال ابن طاهر : أحاديثه موضوعة. لسان الميزان 1 / 99 رقم 294 طبعة حيدر آباد الدكن. * معلّى بن صبيح الموصلي ؛ قال ابن عمّار : كان من عبّاد الموصل ، وكان يضع الحديث ويكذب. لسان الميزان 6 / 64 رقم 947 طبعة حيدر آباد الدكن.
2- الغدير 5 / 275 - 296.
3- انظر : صحيح مسلم - المقدّمة - 1 / 13 ، تاريخ بغداد 2 / 98.
4- نقله عنه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2 / 390.

بهذا القول ويذهب إلى هذا الرأي ، والله أعلم بحقائق الأُمور.

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك أيضاً في باب مناقب حكيم ابن حزام ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا مصعب بن عبدالله - وذكر نسب حكيم - ، قال : وأُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزّى ، كانت ولدت حكيماً في الكعبة وهي حامل ، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة ، فولدت فيها ، فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ..

قال : ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.

قال الحاكم : وَهَم مصعب في الحرف الأخير ، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (1).

وقد تابع الذهبي في تلخيص المستدرك أبا عبدالله الحاكم في تعقّبه على مصعب ، وهذا يدلّ على إنّ ولادة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في الكعبة أمر متسالم عليه ، حتّى إنّ الذهبي - على تعنّته - لم يسعه إلاّ إقرار الحاكم على تعقّبه.

وبهذا جاز حديث الولادة في الكعبة القنطرة ؛ إذ سلم من طعنه ، وما ذلك إلاّ لاشتهاره في الآفاق ، واجتماع الكلمة على صحّته بالاتّفاق.

وقد ظهرت في هذه الرواية نزعةٌ لرجلٍ من آل الزبير ، أعني مصعب ابن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير أبو عبدالله الزبيري ، فإنه وإن لم يسند ما ذكره إلى قائلٍ يوثَق بقوله ويُسكَن إلى نقله ، بل 3.

ص: 71


1- المستدرك على الصحيحين 3 / 483.

أرسل دعوىً شبه الريح ، إلاّ إنّه أفصح بقوله : «ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد» عمّا كمن في نفسه ، وانطوت عليه سريرته من نفي هذه الخصيصة الشريفة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، سعياً في قلب الحقائق وإطفاءً لنور الله.

وبهذا ونظائره يتقرّر لديك صحّة ما أسلفناه في شأن آل الزبير وأضرابهم بالنسبة إلى مناقب آل البيت الكرام ، عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وفضائلهم التي ملأت الخافقين.

وجُلّ أحاديث ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام ينتهي إسنادها إلى شقيّ من أشقياء آل الزبير ، أخذ ذلك بعضهم عن بعض.

وأبو عبدالله الحاكم وإن لم يردّ دعوى مصعبٍ وغيره ولادةَ ابن حزام في البيت العتيق هنا صريحاً ، إلاّ إنّه صرّح بنفيها في ما أخرجه الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في كتابه كفاية الطالب ..

قال : أخبرنا الحافظ أبو عبدالله محمد بن محمود النجّار ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفّار بنيسابور ، أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ النيسابوري ، قال : وُلد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجبٍ سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ، إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم (1).7.

ص: 72


1- كفاية الطالب : 407.

* وممّن روى ولادة حكيم بن حزام في الكعبة البيت الحرام : أبو الوليد محمد بن عبدالله بن أحمد الأزرقي في كتابه أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار ..

قال : حدّثني محمد بن يحيى ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبدالله بن أبي سليمان ، عن أبيه : أنّ فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسد ابن عبد العزّى - وهي أُمّ حكيم بن حزام - دخلت الكعبة وهي حامل فأدركها المخاض فيها ، فولدت حكيماً في الكعبة ، فحُملت في نطع وأُخذ ما تحت مَثْبرها فغسل عند حوض زمزم ، وأُخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لَقىً (1).

قلت :

من وقف على كتاب الأزرقي وأمعن النظر في أسانيد أحاديثه وآثاره ، ظهر له اشتمالها على مَن رُمي بالكذب واختلاق الحديث ، كمحمد بن عمر الواقدي ، ومَن تركوا حديثه ، كعبد العزيز بن عمران ، وغيرهما ممّن لم يحتجّوا بحديثه ، وقد روى عنهم في مواضع كثيرة من كتابه المذكور ، وهذا ممّا يوهن الاعتماد عليه ، ويوجب التثبّت في ما يرويه ..

قال الشيخ محمد عبد العزيز الخولي : للأزرقي كتاب في تاريخ مكّة ، محشوّ بكثير من الأخبار الملفّقة والخرافات الموضوعة كثيراً ، فليحذر المرء كثيراً من أمثلة هذه الكتب (2).

والمنصف اللبيب إذا نظر في إسناد هذه الرواية علم أنّه ممّا لا تقوم 6.

ص: 73


1- أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار 1 / 174.
2- انظر : هامش سبل السلام - شرح بلوغ المرام - بتحقيق الخولي 2 / 206.

به حجّة ، لاشتماله على مَن لا يحتجّ به ..

* أمّا عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري المدني الأعرج ، المعروف بابن أبي ثابت ؛ فقد نصَّ ابن معين على أنّه لم يكن من أصحاب الحديث.

وقال عثمان الدارمي ، عن يحيى : ليس بثقة .. وعنه أيضاً ، قال : قد رأيته ببغداد وكان يشتم الناس ويطعن في أنسابهم ، ليس حديثه بشيء.

وقال محمد بن يحيى الذهلي : عَلَيَّ بدنة إنْ حدّثت عنه حديثاً. وضعّفه جدّاً.

وقال البخاري : منكَر الحديث ، لا يُكتب حديثه.

وقال النسائي : متروك الحديث .. وقال مرّةً : لا يُكتب حديثه.

وقال ابن حبّان : يروي المناكير عن المشاهير.

وقال أبو حاتم : ضعيف ، منكَر الحديث جدّاً.

وقال ابن أبي حاتم : امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه ، وتركَ الرواية عنه.

وقال الترمذي والدارقطني : ضعيف (1).

* وأمّا عبدالله أبي سليمان الأُموي ، مولى عثمان أبي أيّوب ؛ فمتّهم في نقله ؛ لانتسابه إلى بني أُميّة ، الشجرة الملعونة في القرآن (2)..

ص: 74


1- انظر : تاريخ بغداد 10 / 441 ، ميزان الاعتدال 2 / 632 ، تهذيب التهذيب 3 / 469.
2- ورد ذلك في كتب الحديث والتاريخ وفي تفسير قوله تعالى : (والشَجَرةَ الملعونةَ في القُرآن) سورة الإسراء 17 : 60 ، انظر مثلاً : تفسير ابن جزّي الكلبي 2 / 174 ، تفسير القرطبي 10 / 183 - 481 ، تفسير الفخر الرازي 20 / 239 ، زاد المسير 5 / 40 - 42 ، البحر المحيط 6 / 54 - 55 ، تفسير ابن كثير 3 / 48 ، فتح الباري 8 / 508 ح 4716 ، مجمع البيان 6 / 250 ، شرح نهج البلاغة 9 / 220 وج 12 / 81 ، مسند أحمد 2 / 522 ، مجمع الزوائد 5 / 240 - 241 ، تاريخ الطبري 5 / 621 حوادث سنة 284 ه- ، الخلفاء الراشدون - للذهبي - : 209 و 210 ، البداية والنهاية 6 / 176 - 177 و 182 ، تاريخ الخلفاء - للسيوطي - : 16.

فظهر من جميع ما ذكرنا أنّ رواية الأزرقي ساقطة ، لا يؤخذ بها ولا يعرّج عليها ، والله الموفّق والمستعان.

ثمّ اتّفق لي أن رأيت في كتاب جمهرة النسب من كتب أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ما هذا لفظه : حكيم بن حزام بن خويلد ، عاش عشرين ومائة سنة ، وكانت أُمّه ولدته في الكعبة (1).

قلت :

إنّ القوم قد شنّعوا على الكلبي وتكلّموا فيه فلم يرضَوه ..

فقد ذكره الذهبي في تذكرة الحفّاظ وقال : أحد المتروكين ، ليس بثقة ، ثمّ رماه بالرفض (2) ..

وقال بترجمته في ميزان الاعتدال وسير أعلام النبلاء : قال الدارقطني وغيره : متروك ، وقال ابن عساكر : رافضي خبيث (3).

وحكى الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ، عن يحيى بن معين أنّه قال : غير ثقة ، وليس عن مثله يُروى الحديث ..

وذكره العُقيلي وابن الجارود وابن السكن وغيرهم في الضعفاء (4).7.

ص: 75


1- جمهرة النسب : 72.
2- تذكرة الحفّاظ 1 / 343.
3- لسان الميزان 6 / 196 ، سير أعلام النبلاء 10 / 101.
4- لسان الميزان 6 / 197.

وهذا الكلام من أهل الجرح والتعديل في ابن الكلبي حجّة ظاهرة في ردّ ذلك النصّ ودفعه ؛ فلم يبقَ - والحمد لله - متشبَّث للناصبة ، ولا مستمسك لدعواهم الباطلة في ولادة حكيم بن حزام في الكعبة المشرّفة ، (فقطع دابرُ القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين) (1).

هذا ، وإنّا لنعلم أنّ تلك الطعون وهاتيك القوادح التي رُمي بها ابن الكلبي لم تُبْنَ على أصل متين ، ولا على أساس رصين ، وإنّما هي شنشنة نعرفها من أخزم.

فإذا قيل في الرجل : «رافضي» فقد قُضي عليه وأُهلك وإن كان أمير المؤمنين في الحديث ، وأمّا إذا كان ناصبيّاً أو خارجيّاً سبّاباً لعليّ - والعياذ بالله - قيل : هو صاحب سُنّة ، ولنا صدقه وعليه بدعته ، وغير ذلك من سفاسف أُمورهم ، كما لا يخفى على من وقف على كتبهم وعرف موازينهم في الجرح والتعديل.

يا ناعي الإسلام قم فانْعه

قد مات عُرفٌ وبدا منكرُ

وبالجملة ، فإنّما حكينا كلامهم في ابن الكلبي لتُقطع بذلك حجّة النواصب وتُدحض ، ولئلاّ يطمعوا في روايته ، وإلاّ فنحن لا نحفل بشيءٍ من تلك الأقاويل.

والذي يقوى في النفس ويكاد يجزم به كلّ بحّاثة لبيب ، وتتّفق عليه كلمة أهل التحقيق والتنقيب ، أنّ عبارة : «وكانت أُمّه ولدته في الكعبة» من دسّ بعض مَن لا خلاق له في الآخرة في كتاب الجمهرة. 5.

ص: 76


1- سورة الأنعام 6 : 45.

ويؤيّد ذلك أنّ نسخ الجمهرة التي بأيدي الناس اليوم هي من رواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكّري ، عن شيخه أبي جعفر محمد بن حبيب بن أُميّة البغدادي ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ..

والسكّري قد زاد في متن جمهرة النسب أشياء نبّه على بعضها بقوله : «قال أبو سعيد» ، وزاد أشياء أُخر لم ينبّه على إنّها من زياداته لأمرٍ ما ، الله أعلم بهرحمه الله فلذلك قد يظنّ بعض مَن لا فطنة له بدقائق الأُمور أنّها من الأصل ، وليس كذلك (1).

وما نحن فيه من هذا القبيل ، إذ كيف يثبت ابن الكلبي في جمهرته قولاً لم يذهب إليه إلاّ شواذّ الناس - ممّن لا يخفى أمره وحاله - في التشبّث بتلك المقالة الواهية ، ويدع ذِكر ما اشتهر بين الخلائق وتواتر بين الأنام منذ الصدر الأوّل.

وإذا كان هشام بن السائب رافضيّاً - كما زعموا - فإنّ الرافضة قد اتّفقوا قولاً واحداً على أنّه لم يولد في الكعبة المعظّمة مولود سوى عليّ بن أبي طالب عليه السلام لا قبله ولا بعده ..

وحينئذٍ فإمّا أن يكون ابن الكلبي قد اقتصر في أصل الجمهرة على ذِكر ولادة عليّ عليه السلام في البيت الحرام حسب ، أو ذَكر مع ذلك ولادة حكيم ابن حزام قولاً ، أو أهمل ذكرهما جميعاً ، فينكشف بذلك تصرّف السكّري وقبح صنيعه.

وليته اقتصر على كتاب هشام ، بل عمد إلى كتاب المحبر لشيخه ابن حبيب البغدادي ، فزاد عليه ودسّ فيه ما شاء ، دون أن ينبّه على 0.

ص: 77


1- كما ذكر ذلك الدكتور حسن ناجي في مقدّمة «الجمهرة» ص 10.

ذلك (1) -.

ومَن كان هذا ديدنه في تحريف المتون والتلاعب بها ، كيف يؤتمن على روايته للكتب ويُعتمد على ما يحكيه من النصوص؟!!

ولا أحسبك تلتفت بعد ظهور أمره وانكشاف خيانته إلى ما لفّقه الخطيب البغدادي في تاريخه إذ قال بترجمته : كان ثقة ديِّناً صادقاً (2) ..

أو تصغِ إلى إطراء ياقوت الحموي إيّاه في معجم الأُدباء بقوله : الراوية الثقة المكثر (3).

فالسكّري لم يكُ أميناً في ما يرويه كما اتّضح لك أمره ، وإذا ذهبت أمانة الرجل ذهب منه كلّ شيءٍ ، والعياذ بالله.

هذا ، وقد تحصّل من جميع ما سلف أنّ القول بولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام لا أصل له ، وأنّ هذه الأباطيل إنّما نصرت بالبراطيل ، فلا مناصّ حينئذٍ من الإذعان بتفرّد أمير المؤمنين ، وقائِد الغرّ المحجَّلين ، أسد الله الغالب ، عليّ بن أبي طالب ، صلوات الله وسلامه عليه بالولادة المباركة في البيت العتيق ، تشريفاً من الله وتكريماً ، وتبجيلاً له وتعظيماً ، بشهادة ما تقدّم من كلام أعيان العلماء ، وأعلام المحقّقين الفضلاء.

(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

* * * 4.

ص: 78


1- كما نبّه عليه محقّق كتاب «المحبَّر» في ص 509.
2- تاريخ بغداد 7 / 296.
3- معجم الأُدباء 8 / 94.

والحمد لله أوّلاً وآخراً ، وباطناً وظاهراً ،

وصلّى الله على سيّدنا محمد خير الأنبياء والمرسلين ،

وعلى آله الأئمّة الهداة المهديين الطيّبين الطاهرين.

وافق الفراغ من تبييض هذه الرسالة ضحى يوم الاثنين ثالث عشر شهر رجب الأصبّ ، من شهور سنة أربع عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبويّة المباركة ببلدة «قم» المقدّسة ، على يد العبد محمد باقر المدعوّ بالإلهيّ القمّي ، حامداً مصلّياً مسلّماً.

* * *

ص: 79

المصادر

1 - أبو هريرة ، للإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين ، ط المطبعة الحيدريّة / النجف الأشرف ، سنة 1384 ه.

2 - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ، للقاضي الشهيد السيّد نور الله المرعشي التستري ، ط مكتبة السيّد المرعشي العامّة / قم.

3 - أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار ، لأبي الوليد محمد بن عبدالله الأزرقيّ ، ط منشورات الشريف الرضي / قم ، سنة 1411 ه- ، بالتصوير على طبعة دار الأندلس / بيروت ، سنة 1403 ه.

4 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البرّ النمري القرطبي - المطبوع بهامش الإصابة - الطبعة الأُولى سنة 1328 ه.

5 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، لعزّ الدين ابن الأثير الجزريّ ، ط دار الشعب ، سنة 1393 ه.

6 - الإصابة في تمييز الصحابة ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، الطبعة الأولى سنة 1328 ه.

7 - الأمالي ، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسيّ ، ط حجريّة بطهران ، سنة 1313 ه.

8 - إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (السيرة الحلبيّة) ، لعليّ بن برهان الدين الحلبيّ ، ط مكتبة مصطفى البابي الحلبي / مصر.

9 - البحر المحيط في تفسير القرآن ، لمحمد بن يوسف أبي حيّان الأندلسيّ ، ط مطبعة السعادة / القاهرة ، سنة 1328 ه.

10 - تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ط مصر.

11 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، ط مطبعة السعادة / القاهرة ، سنة 1349 ه.

ص: 80

12 - تاريخ الخلفاء ، لجلال الدين السيوطي ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط مطبعة السعادة / القاهرة ، سنة 1371 ه.

13 - تاريخ الخميس ، لحسين بن محمد الديار بكري ، ط مؤسّسة شعبان / بيروت.

14 - تذكرة الحفّاظ ، للحافظ شمس الدين الذهبي ، ط حيدرآباد ، سنة 1377 ه.

15 - تذكرة خواصّ الأُمّة في مناقب الأئمّة ، لأبي المظفّر يوسف بن قزأوغلي المعروف بسبط ابن الجوزي ، ط مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام / بيروت ، سنة 1401 ه.

16 - تفسير القرآن العظيم ، لإسماعيل بن كثير الدمشقي ، ط دار العلم / بيروت.

17 - التفسير الكبير ، لفخر الدين الرازي ، ط المطبعة البهيّة / مصر.

18 - تكريم المؤمنين بتقويم الخلفاء الراشدين ، لمحمد صدّيق بن حسن القنوجي البخاري ، ط الهند ، سنة 1307 ه.

19 - تهذيب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلانيّ ، ط دار إحياء التراث العربي / بيروت ، سنة 1412 ه.

20 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، لجمال الدين يوسف المِزّي ، تحقيق بشّار عوّاد ، ط مؤسّسة الرسالة / بيروت ، سنة 1403 ه.

21 - الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ، لأبي عبدالله محمد بن أحمد القرطبي ، ط مطبعة دار الكتب / القاهرة.

22 - جمهرة النسب ، لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، تحقيق الدكتور ناجي حسن ، ط عالم الكتب ومكتبة النهضة / بيروت ، سنة 1407 ه.

23 - الحسين عليه السلام ، لعليّ جلال الدين الحسيني المصري ، ط مصر.

24 - الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة ، لشهاب الدين محمود بن عبدالله الآلوسي البغدادي.

ص: 81

25 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرگ الطهراني ، تصوير دار الأضواء / بيروت.

26 - روائح المصطفى ، لصدر الدين أحمد البردواني ، ط كانپور ، سنة 1302 ه.

27 - زاد المسير في علم التفسير ، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزيّ ، ط المكتب الإسلامي للطباعة والنشر / قم ، ط الأُولى سنة 1388 ه.

28 - سبل السلام - شرح بلوغ المرام - ، لمحمد بن إسماعيل الأمير اليمني الصنعاني ، تحقيق عبد العزيز الخولي ، تصوير دار المعرفة / بيروت.

29 - سير أعلام النبلاء ، لشمس الدين الذهبي ، ط مؤسّسة الرسالة / بيروت ، ط الرابعة سنة 1406 ه.

30 - سير الخلفاء ، لعبد الحميد الدهلوي.

31 - شرح الشفا ، للملاّ علي القاري الحنفي - مطبوع بهامش نسيم الرياض للخفاجي - ، ط اسطنبول.

32 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ، ط مصر ، سنة 1385 ه.

33 - صحيح مسلم ، لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، ط دار الفكر / بيروت ، سنة 1398 ه.

34 - الصراط السوي في مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، لمحمود بن محمد بن علي الشيخاني ، نسخة مخطوطة بالمكتبة الناصريّة بلكهنو.

35 - عليٌّ وليد الكعبة ، للعلاّمة الحجّة الشيخ محمد علي الأُردوبادي ، ط النجف الأشرف.

36 - الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب ، للعلاّمة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي ، تصوير دار الكتاب العربي / بيروت.

37 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن حجر العسقلانيّ ، ط دار الريّان للتراث / مصر ، سنة 1407 ه.

38 - فرائد السمطين في فضائل الرسول والبتول والمرتضى

ص: 82

والسبطين عليهم السلام ، لمحمد بن إبراهيم الحموي ، ط مؤسّسة المحمودي / بيروت ، سنة 1400 ه.

39 - الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة عليهم السلام ، لعليّ بن محمد بن الصبّاغ المالكي ، ط مطبعة العدل / النجف الأشرف.

40 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل ، تحقيق وصيّ الله بن محمد عبّاس ، الطبعة الأُولى سنة 1403 ه.

41 - كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، للحافظ محمد بن يوسف الگنجي الشافعي ، ط طهران سنة 1303 ه.

42 - كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، لحبيب الله بن الشنقيطي / ط مصر.

43 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، للحافظ جلال الدين السيوطي ، تصوير دار المعرفة / بيروت ، سنة 1403 ه.

44 - لسان الميزان ، للحافظ ابن حجر العسقلانيّ ، ط حيدرآباد ، سنة 1331 ه.

45 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، للإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسيّ ، تصوير المكتبة العلمية الإسلاميّة / طهران.

46 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدين الهيثمي ، ط مطبعة القدسي ، سنة 1352 ه.

47 - المحبَّر ، لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي ، ط بيروت.

48 - مرآة التصوّف (آئينة تصوّف) ، لشاه محمد حسن الچشتي ، ط لامبور ، سنة 1311 ه.

49 - مرآة الكائنات ، لمحمّد بن أحمد بن محمّد بن رمضان نشانچي زادة.

50 - المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، ط حيدرآباد ، سنة 1344 ه.

51 - مسند أحمد بن حنبل ، لأحمد بن حنبل الشيباني ، ط المطبعة الميمنيّة / مصر ، سنة 1313 ه.

ص: 83

52 - معجم الأُدباء ، لياقوت بن عبدالله الرومي البغدادي الحموي ، ط دار صادر / بيروت ، سنة 1399 ه.

53 - المعجم الكبير ، للحافظ سليمان بن أحمد الطبرانيّ ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، ط دار إحياء التراث العربي / بيروت.

54 - مناقب آل أبي طالب ، لمحمد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني ، ط طهران.

55 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، للحافظ شمس الدين الذهبيّ ، تحقيق علي بن محمد البجاوي ، ط عيسى البابي الحلبي ، سنة 1382 ه.

56 - نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار ، لمحمد بن رستم البدخشاني ، تصوير مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام بأصبهان.

57 - نزهة المجالس ، لعبد الرحمن الصفوري الشافعي / ط مصر.

58 - النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم ، لعمر بن محمد بن عبد الوهّاب ، نسخة مخطوطة بمكتبة آيا صوفيا / تركيا.

59 - نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار ، لمؤمن بن حسن الشبلنجي ، تصوير منشورات الشريف الرضيّ / قم.

60 - وسيلة المآل بذكر فضائِل الآل ، لأحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي ، نسخة مخطوطة في مكتبة السيّد المرعشي العامّة / قم ، تاريخ كتابتها سنة 1280 ه.

61 - وسيلة النجاة ، لمحمد مبين السنهاني اللكهنوي ، ط مطبعة گلشن فيض / لكهنو.

62 - وقعة صِفّين ، لنصر بن مزاحم المنقري ، تحقيق عبد السلام هارون ، تصوير مكتبة السيّد المرعشي العامّة / قم.

63 - ينابيع المودّة ، للشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزيّ ، تصوير مكتبة بصيرتي / قم.

* * *

ص: 84

كتاب سليم بن قيس الهلالي .. أقدم نصّ تاريخي عقائدي في الإسلام

محمّد باقر الأنصاري الزنجاني

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يوجد عند المسلمين بعد كتاب الله تعالى ومواريث الأنبياء التي عند أهل البيت عليهم السلام كتاب أقدم من كتاب سُليم بن قيس رضوان الله عليه.

وهي ميزة عظيمة لهذا النصّ التاريخي العقائدي ؛ لأنّ مؤلفه قدس سره أوّل من فكّر في تدوين العقائد والتاريخ الإسلاميّين ، ثمّ قام بذلك وحده في ظروف خطيرة دون أن يجد مَن يُعينه في مهمّته ؛ وقد خاطَرَ بحياته الشريفة من أجل جمعه وتأليفه ؛ ثمّ استنساخه وحفظه والوصية به وإيصاله إلى الأجيال من بعده.

وما ذلك إلاّ لأنّه كان يحسُّ بمسؤوليةٍ شرعية للقيام بهذه المهمّة التاريخية ، وقد شاء الله تعالى أن يتفرّد عن جيله وينهض بمسؤولية هذا الأمر الخطير ، ويقدّم للأُمّة الإسلامية قصة الوجه الآخر لتاريخها.

وقد تلقّت الأجيال كتاب سُليم في جميع العصور الإسلامية باهتمام خاصّ ، وحافَظَ عليه العلماء كأقدم تراث عقائدي وعلمي في الإسلام ،

ص: 85

ورجعوا إليه في مختلف العلوم الإسلامية ، كالفقه والأُصول والرجال والحديث والتاريخ والتفسير وغيرها.

وفي القرن الماضي طُبع كتاب سُليم ، وترجم إلى اللغة الأُردية ، وطبع.

وفي عصرنا هذا تمّ تحقيقه ، وترجم إلى الفارسية وطبع أيضاً.

ميزات الكتاب :

يكفي كتاب سُليم أنّه تراثٌ علميٌّ ممتازٌ من أقدم ما وصلنا في الثقافة الإسلامية ، إلاّ أنّ له مع ذلك ميزاتٍ مهمّةٍ تضاعف من قيمته ، نجملها في النقاط التالية :

الميزة الأُولى : موضوعه :

وهو عقائد الإسلام وتاريخه ، وهذا يدلّ على حسن اختيار المؤلّف ؛ إذ اختار من المسائل الإسلامية ما هو في الدرجة الأُولى من الأهمّية ، فقد ألّف سُليم كتابه في موضوع العقائد أو التاريخ العقائدي ، وقد بلغت أهمّيّته أنّ أحداً لا يمكنه أن يمرّ به دون أن يُعنى بمعرفة الحقيقة المقابِلة لِما قالَته ودوّنَته في مصادرها دولةُ الخلافة وأتباعها الّذين سَيْطروا على تاريخ الإسلام وعلى أفواه المسلمين!

فكتاب سُليم يكشف عن الوقائع التي حدثت في مرض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته ، وكيف وصل زعماء قريش إلى السلطة ، وكيف اضطهدوا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بيت العصمة والطهارة ، ثمّ حكموا باسم

ص: 86

النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وباسم الإسلام.

الميزة الثانية : ظرف تأليفه :

فقد كتبه مؤلّفه سُليم رحمه الله في عصر المنع المطلق لتدوين أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، حتّى ما يتعلّق منها بالسنن والأحكام الشرعية ، بل لقد منعت الدولة حتّى مجردّ روايتها (1).

في مثل تلك الظروف الخانقة قام سُليم بن قيس بتسجيل هذه الحقائق التاريخية والعقائدية وتأليفها في كتاب ، وجمع أحاديثه الشريفة عن عدد من الأئمّة الأطهار عليهم السلام والصحابة الأبرار.

وكان سُليم يكتبها في كتابه ويحتفظ بها على خوف ووجل ؛ لأنّ الدولة وعملاءها لو اطّلعوا عليه لكان ذلك كافياً لإقدامهم على قتله وإعدامه!!

الميزة الثالثة : الفترة التي أرّخ سُليم أحداثها :

فقد كانت أكثر فترة حساسيةً وتأثيراً على عقائد المسلمين ، وذلك أنّ 2.

ص: 87


1- تذكرة الحفّاظ 1 / 5 و 7 و 13 ، الطبقات الكبرى 3 / 287 وج 5 / 40 و 188 ، الإتقان في علوم القرآن 2 / 5 ، فتح الباري 8 / 17 ، سيرة ابن الجوزي : 109 ، إحياء علوم الدين 1 / 30 ، تاريخ مختصر الدول : 180 ، سنن الدارمي 1 / 50 و 54 و 55 و 125 ، المستدرك على الصحيحين 1 / 104 - 110 ، مختصر جامع بيان العلم : 36 و 37 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 3 / 120 ، تاريخ ابن كثير 8 / 107 ، مجمع الزوائد 1 / 149 ، كنز العمال 1 / 228 و 229 وج 5 / 237 و 239 ، الموطأ 1 / 5 ، جامع بيان العلم 2 / 112 و 141 و 191 ، تاريخ دمشق 1 / 384 ، تفسير ابن كثير 4 / 233. وانظر : الغدير 6 / 297 - 302.

جميع عقائد المسلمين ومذاهبهم قد تكوّنت بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بسبب ما حدث عند وفاته وبعد وفاته من اختلاف ؛ فجميع ما طرح من عقائد وأحكام خلال أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا كلّه يرجع إلى تلك الفترة الحسّاسة.

وقد أرّخ سُليم بن قيس لتلك الفترة بكلّ جرأة وصراحة ، فكان عمله عملاً فريداً من نوعه ، وبهذا احتلّ مكانة الدرجة الأُولى بعد أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام الّذين قاموا بكشف حقائق تلك الفترة.

إنّ الأجيال المسلمة مَدينة لهذا المؤلّف الشجاع الذي سدّ فراغاً لم يسدّه غيره ، ودوّن حقائق ما جرى عند وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسلّمها إلى الأجيال.

الميزة الرابعة : الدقّة والإتقان في أخذ أحاديثه وتسجيلها (1) :

فإنّ كتاب سُليم بعد التدقيق والتمحيص والمقايسة مع المصادر الأُخرى ، يعدّ من مصادر الدرجة الأُولى في الدقّة والإتقان ، وهذه ميزةٌ تزيد من قيمة كتابه ، خاصة إذا لاحظنا أنّ إتقان الجوانب الثقافيّة أمرٌ مشكلٌ في ظروف الخوف الذي يُضطرّ الناس فيه إلى كتمان علمهم وعملهم وإخفاء مكتوباتهم.

الميزة الخامسة : تدوينه جرائم حكّام عصره :

فقد دوّن ما يتعلّق بالّذين كان يعيش معهم! واستطاع أن يخفي 1.

ص: 88


1- يراجع : كتاب سُليم - المطبوع في ثلاثة مجلّدات - 1 / 285 - 291.

ذلك عن عيونهم ، فلو أنّ سُليماً - طوال نصف القرن الذي استغرقه تأليف كتابه وتدوين موادّه من الصحابة والتابعين - قد تهاون يوماً في الحذر والحيطة من الحكومات لَما بقي منه ولا من كتابه أثرٌ إلى اليوم!

وقد روى التاريخ عنه أنّه لشدّة حرصه على كتابه فقد كان يحمله معه في أسفاره وتنقّلاته العديدة.

وبسبب هذه الميزات كلّها ينبغي أن ننظر إلى كتاب سُليم على أنّه أوّل نصٍّ متقن في أخطر الموضوعات الإسلامية ، تمَّ تدوينه في فترة حسّاسة وظروف صعبة! وأن نُكْبر مؤلّفه لِما عاناه في سبيل ذلك.

وقد حفظ الله كتابه عبر القرون والأجيال حتّى وصل إلينا ، وتمَّ تحقيقه وطبعه بطبعات عديدة في عصرنا.

* * *

ص: 89

موضوعاتٌ حديثية

لم يؤلِّف فيها أحدٌ أقدم من سُليم

أولاً : أحاديث أساسية في العقائد :

1 - حديث الغدير.

2 - حديث الثقلين.

3 - حديث المنزلة.

4 - حديث السفينة.

5 - حديث باب حطّة.

6 - حديث الحوض.

7 - حديث سدّ الأبواب.

8 - حديث الكساء وآية التطهير.

9 - حديث المباهلة.

10 - حديث الكتف.

ثانياً : مسائل عقائدية مهمّة :

1 - معنى الإسلام والإيمان ، وشروطهما ، ودرجاتهما.

2 - معنى إقامة النبيّ والإمام الحجّة لله تعالى ، ومن هم حجج الله تعالى على الناس ، وكيفيّة تبليغهم وإقامتهم الحجّة لله تعالى.

3 - عقيدة المسلمين في القرآن وأنّه الثقل الأكبر ، وبيان من هم المفسّرون الشرعيّون له ، وقد تضمّن كتابه تفسير عددٍ من آيات القرآن

ص: 90

الكريم وسبب نزولها.

4 - عقيدة المسلمين في الخلافة والإمامة ، وضرورتها وحدودها ، وتسمية مستحقّيها ، وبيان غاصبيها.

5 - بيان معنى فريضة الولاية لأولياء الله تعالى ، والبراءة من أعدائه ، وتعيين من هم أولياء الله وأعداؤه.

6 - بيان أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم التي نصّ فيها على إمامة الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام وذِكر أسمائهم.

7 - بيان عددٍ من الأحاديث التي صدرت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مناقب أهل البيت عليهم السلام وأفضليّتهم على جميع الأُمّة.

8 - بيان العلم ومعدنه وأنواعه ، وأنّ أهل البيت عليهم السلام هم معدن علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وبيان جهل غاصبي الخلافة ، وانخفاض مستوى ثقافتهم ، وعدم معرفتهم عقائد الإسلام ، ولا جواب ما يرد عليهم من المسائل العادية.

9 - بيان بعض ما ورد في الكتب السماوية في البشارة بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام.

10 - ذِكر أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم التي أخبر فيها عن ظلم قريش وغيرها لأهل البيت عليهم السلام ، واضطهادهم وغصب حقّهم.

11 - كما تضمّن كتاب سُليم إشاراتٍ إلى ما كان يصدر في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المنافقين عامة ، وغاصبي الخلافة خاصة.

12 - بيان الضلال الذي حدث في الأُمّة ، وكشف أوّل من فتح بابه على الأُمّة ، وأدخل المسلمين فيه.

13 - بيان معاداة قريش والمنافقين وغيرهم لأهل البيت عليهم السلام ،

ص: 91

وبغضهم لهم وحسدهم إيّاهم.

14 - بيان العقيدة الإسلامية في الإمام المهديّ عليه السلام ، وأحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في التبشير به وعلامات ظهوره.

15 - كما تضمّن كتاب سُليم بعض أحوال يوم القيامة وأحوال أهل الجنّة والنار ، والمستحقّين بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لدخول الجنّة أو النار من هذه الأُمّة.

16 - بيان معنى الشفاعة ، ومن يَشفع ، ومن يُشفع لهم يوم القيامة.

ثالثاً : مسائل تاريخية مهمّة :

1 - أحاديث مهمّة عن حروب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بدر وأُحد وخيبر والخندق وصلح الحديبية وفتح مكّة وحنين وتبوك ، وغيرها.

2 - بيان موارد مواساة عليّ عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإيثاره إيّاه وفداؤه إيّاه بنفسه.

3 - بيان عددٍ من أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم التي نصّ فيها على خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، من أوّل بعثته إلى يوم الغدير.

4 - أحاديث إشهاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عند إقامة الحجّة عليهم وعلى الأُمّة بولاية عليّ عليه السلام بعده ، وخاصّةً من غصب منهم الخلافة بعده.

5 - جانب من مؤامرات المنافقين لقتل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

6 - خبر الصحيفة التي كتبها المنافقون من قريش ومن تبعهم ، ضدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ، وذِكر أصحابها.

7 - أخبار هامّة عن الأيّام الأخيرة والساعات الأخيرة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ص: 92

8 - أخبار دقيقة ومفصّلة عن قضايا السقيفة ، واستعجال أصحابها واغتنامهم فرصة انشغال عليّ وأهل البيت عليهم السلام بجنازة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - ثمّ تدبيرهم الهجوم المكرّر على بيت فاطمة عليها السلام وإحراق بابه ، ودخولهم بيتها بغير إذن ، وإجبارهم أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه على البيعة ، وما جرى لفاطمة عليها السلام في هذه الهجومات ، وإسقاطها جنينها المحسّن عليه السلام.

9 - قصّة ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما جرى بشأن الخلافة بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، وبرنامج الغاصبين ضدّ أمير المؤمنين عليه السلام.

10 - ما جرى على شيعة أهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذِكر جوانب عن نفي أبي ذرّ إلى الربذة ، وبيان جانب من ظلم معاوية للشيعة واضطهادهم وتقتيلهم.

11 - نماذج من دفاع أهل البيت عليهم السلام عن مذهبهم وشيعتهم.

12 - برنامج غاصبي الخلافة في منع الحديث ومعاقبة المحدّثين ، واختلاقهم الأحاديث.

13 - بيان بدع أعداء أهل البيت عليهم السلام ، وأغراضهم من البدعة ، وذِكر نماذج من البدع المبتدَعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

14 - التأريخ لجانب من الأُمور المالية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبيان خطّة غاصبي الخلافة في منع أهل البيت عليهم السلام من الإرث ومصادرة الأموال والأوقاف التي بأيديهم ، خاصة غصب فدك وما يتعلّق بها من القضايا.

15 - الإخبار عن عدد من الملاحم والفتن.

16 - نماذج من المجالس المنعقدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحتجاجات أهل البيت عليهم السلام على الصحابة في تلك المجالس ، ومناشدات أهل البيت عليهم السلام الناس ليشهدوا بمناقبهم وبوصية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

ص: 93

لهم ، وإقرار الناس وشهادتهم ذلك.

17 - قصص أهل الكتاب مع أهل البيت عليهم السلام وإقرارهم بفضلهم ومقامهم.

18 - قضايا تتعلّق بموت أبي بكر وقتل عمر وعثمان.

19 - وثائق شعرية تُعدّ من أقدم ما قيل من الشعر في القضايا الإسلامية.

20 - وثائق تاريخية في القضايا الإسلامية يختصّ سُليم بنقلها ، مثل رسالة معاوية إلى زياد.

21 - قضايا من حروب الجمل وصِفّين والنهروان.

22 - بعض الرسائل المهمّة المتبادلة بين أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية.

23 - شهادة أمير المؤمنين عليه السلام.

24 - أخبار هامّة عمّا جرى من الفتن بعد أمير المؤمنين عليه السلام في زمن معاوية.

25 - صلح الإمام الحسن عليه السلام وما وقع بينه وبين معاوية.

* * *

ص: 94

ترجمة سُليم

حياة سُليم (1) في لحمة خاطفة :

التابعي الكبير أبو صادق سُلَيْم بن قَيْس الهِلالي العامِري الكوفي (2) ، من خواصّ أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام ، وأدرك الإمام الباقر عليه السلام أيضاً (3).

وُلد سُليم بن قيس قبل الهجرة بسنتين (4) ، وكان عمره عند وفاة :

ص: 95


1- جميع مراحل حياة سُليم مستفاد من متن كتابه ، وأشرنا إلى سائر المصادر في ذلك أيضاً.
2- جاء ضبط اسم سُليم في المصادر التالية : خلاصة الأقوال : 82 ، عوائد الأيّام : 290 ، ضوابط الأسماء : 39 ، روضات الجنّات 4 / 65 ، رجال البرقي : 4 ، فهرست النجاشي : 6 ، فهرست الشيخ الطوسي : 81 رقم 336 ، رجال الشيخ الطوسي : 91 ، فهرست النجاشي : 6 ، اختيار معرفة الرجال 1 / 321 ، خلاصة الأقوال : 86.
3- رجال البرقي : 4 و 7 و 8 و 9 ، رجال الشيخ الطوسي : 43 و 68 و 74 و 91 و 124 ، الفهرست - لابن النديم - : 275 ، خلاصة الأقوال : 83 ، الاختصاص : 2 ، مناقب ابن شهرآشوب 3 / 201 ، استقصاء الإفحام 1 / 859. ثمّ إنّ محتوى كتابه وأحاديثه أقوى شاهد على أنهّ من أصحاب الأئمّة الخمسة المذكورين عليهم السلام ، كما في الأحاديث 7 ، 10 ، 24 ، 26 ، 37 ، 38 ، 67 ، 69 ، 74 ، 76 ، ومفتتح الكتاب ، بالإضافة إلى أنّ سُليماً روى أكثر من نصف أحاديثه - 50 حديثاً - عن أمير المؤمنين عليه السلام رحمه الله وقد أورده في أصحابهم كلّ من تعرّض لترجمته.
4- يدلّ على ذلك الحديث 34 من كتاب سُليم ، إذ يسأل أبان سُليماً عن سنّه في أواخر وقعة صِفّين ، وهذا نصّه : «قال أبان : وسمعت سُليم بن قيس يقول : وسألته : هل شهدت صِفّين؟ قال : نعم ؛ قلت : هل شهدت يوم الهرير؟ قال :

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنتا عشرة سنة ، ولم يكن في المدينة زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا زمن أبي بكر ، وإنّما دخل المدينة شابّاً في أوائل إمارة عمر قبل السنة 16 الهجرية.

وكان المجتمع الإسلامي بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ممنوعاً من الحديث مطلقاً ومن تدوينه والتأليف فيه (1).

في هذه الظروف الثقافية التي واجهها سُليم أوقف نفسه على المحافظة على سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام بتدوين أحاديثه وتاريخ الإسلام الصحيح ، الخالي من التلاعب والتشويه ، فبدأ بالتعرّف على الصحابة واحداً واحداً وسماع الأحاديث منهم ، واتّصل بأمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه ، كسلمان وأبي ذرّ والمقداد وغيرهم ، وكان سُليم يكتب ما يسمعه منهم ، واستمرّ ذلك طيلة 25 سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعندما جاء عهد أمير المؤمنين عليه السلام سنة 35 كان سُليم قد أصبح من خلّص أصحابه والمضحّين من أجله ، وهو أمر يتّضح من جميع ما أورده سُليم في كتابه.

شهد سُليم مع أمير المؤمنين عليه السلام وقعة الجمل في سنة 35 ، وكتب كثيراً من جزئيّات ما وقع في تلك الوقعة وبعدها.

وشهد سُليم وقعة صِفّين في سنة 36 من أوّلها إلى آخرها ، وكان من شرطة الخميس المتقدّمين في الحرب ، وكان حاضراً ليلة الهرير العاشر من 3.

ص: 96


1- انظر : ه- 1 ص 3.

صفر سنة 38 ، والتي هي آخر وقعات صِفّين وأشدّها ، وكان حاضراً أيضاً في ما جرى بين الحكمَين بعد ذلك ، ورجع معه عليه السلام إلى الكوفة.

شهد سُليم وقعة النهروان في سنة 39 ، وكان بعدها في الكوفة إلى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام في شهر رمضان سنة 40 ، وقد أورد في كتابه بعض الخطب التي ألقاها الإمام عليه السلام.

والذى يلوح من كتاب سُليم أنّ اشتغاله بتدوين قسم كبير من كتابه كان من سنة 12 إلى سنة 40 ه- ، وهي توافق السنين 14 إلى 42 من عمره ، وجَمَع الربع الأخير من كتابه في الأربعين سنة الأخيرة من عمره.

وكان سُليم رحمه الله رجلاً كتوماً سيرته الخفاء والكتمان ، ويبغض الاشتهار ، وبذلك تمكّن من حفظ نفسه من زياد وابن زياد وأمثالهم ، كما تمكّن بكتمانه من تدوين كتابه وتأليفه وجمعه وحفظه.

وليس بعيداً أنّه كان في أثناء معركة كربلاء مسجوناً في سجن ابن زياد مع الكثيرين الّذين سجنهم من أهل الكوفة.

ولمّا قدم الحجّاج الثقفي الكوفة سنة 75 بدأ يطلب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان في من طلبه سُليم ، وذلك أنّه كان من أخصّ خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام ، فهرب منه سُليم ومعه كتابه أينما كان يذهب وينتقل ، وقد ساح متخفّياً من بلد إلى بلد حتّى وقع في أرض فارس بمدينة كبيرة تسمّى «نوبندجان» بالقرب من شيراز ، فأوى إلى تلك البلدة ، وهناك تعرّف عليه أبان بن أبي عيّاش راوي كتابه.

ومرض سُليم بعدما دخل بلاد فارس ، فاختار أباناً لتسليمه الكتاب ، فدعاه وخلا به وأخبره عن المشاقّ التي تحمّلها في سبيل كتابه وكيفية جمعه وتأليفه ، واشترط عليه أن يدفعه عند موته إلى من يثق به من

ص: 97

الشيعة ، ثمّ قرأ الكتاب كلّه عليه ، ثمّ ناوله إيّاه مناولة.

ولم يلبث سُليم بعد ذلك إلاّ قليلاً حتّى فارقت روحه الدنيا ، وكان ذلك في سنة 76 من الهجرة ، عن عمر مبارك بلغ 78 سنة ، صرف أكثر من 60 سنة منها في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.

وثاقة سُليم وجلالة شأنه :

يدلّ على وثاقة سُليم العالية النصوص المذكورة في كتب العلماء التي تؤكّد أنّه كان فوق الوثاقة :

1 - قال ابن النديم والعقيقي : «كان (سُليم) شيخاً متعبّداً له نور يعلوه» (1) ز ، وقد قال أبان في مفتتح الكتاب : «لم أر رجلا كان أشدّ إجلالا لنفسه ، ولا أشدّ اجتهاداً ، ولا أطول حزناً ، ولا أشدّ خمولاً لنفسه ، ولا أشدّ بغضاً لشهرة نفسه ، منه».

2 - ذكره البرقي في رجاله ، وعدّه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ونقله عنه العلاّمة في «الخلاصة» (2) ، وقد نصّ أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث 38 من الكتاب على أنّه من الأصفياء الأولياء ذوي الخبرة في الدين.

3 - قد مرّ ذِكر الرواية التي رواها الشيخ المفيد في كتاب «الاختصاص» الدالّة على أنّ سُليماً كان من شرطة الخميس ، وبملاحظة ما ورد في شأن شرطة الخميس يُعلم جلالة سُليم.

4 - أورد الكشّي في رجاله روايتين تدلاّن على تصديق الأئمّة عليهم السلام ى.

ص: 98


1- الفهرست - لابن النديم - : 275 ، خلاصة الأقوال : 83.
2- رجال البرقي : 4 ، خلاصة الأقوال : 192 باب الكنى.

لسُليم (1) ص ، وهما موجودتان في مفتتح كتاب سُليم ، وفي الحديث 10 منه عيناً.

5 - ذكره الشيخ أبو العباس النجاشي في رجاله «في عداد المتقدّمين في التصنيف من سلفنا الصالح» (2).

6 - قال العلاّمة الحلّي في «الخلاصة» : «روى الكشّي أحاديث تشهد بشكره ... والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه» ، ثمّ أورده في أولياء أمير المؤمنين عليه السلام (3).

7 - قال عنه العلاّمة السيّد محمد باقر الداماد في تعليقته على «أُصول الكافي» : «صاحب أمير المؤمنين عليه السلام ومن خواصّ أصحابه ... وهو من الأولياء المتنسكين ، والحقّ عندي فيه - وفاقاً للعلاّمة وغيره من وجوه الأصحاب - تعديله» (4).

8 - ذكره العلاّمة المجلسي في «البحار» في عداد الثقات العظام ، والعلماء الأعلام (5).

9 - قال العلاّمة السيّد الخوانساري في «روضات الجنّات» : «قد كان من قدماء علماء أهل البيت عليهم السلام وكبراء أصحابهم ... ولم ينقل إلى الآن رواية في مذمّته كما روي في مدحه وجلالته ، ولا وجد بيننا ناصٌّ على 2.

ص: 99


1- اختيار معرفة الرجال 1 / 321 ح 167.
2- الفهرست - للنجاشي - : 6.
3- خلاصة الأقوال : 83 و 192.
4- تعليقة السيّد الداماد على أُصول الكافي : 145 ، ونقل المحدّث القمّي هذا الكلام في سفينة البحار 1 / 652.
5- بحار الأنوار 53 / 122.

جهالته فضلا عن خلاف عدالته» (1).

10 - قال السيّد محسن الأمين العاملي في «أعيان الشيعة» : «إنّ المترجَم (أي سُليم) ... يكفي فيه عدّ البرقي إيّاه من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام وكونه صاحب كتاب مشهور» (2).

11 - قال العلاّمة المامقاني في «تنقيح المقال» : «هو من الأولياء المتنسكين والعلماء المشهورين بين العامة والخاصة ، وظاهر أهل الرجال أنّه ثقة معتمَد عليه ، وقد يُطمئنّ بوثاقة الرجل من عدّ الشيخ في باب أصحاب السجّاد عليه السلام إيّاه صاحب أمير المؤمنين عليه السلام وجعله إيّاه من أوليائه ، وغير ذلك» (3).

12 - قال المحقّق الخبير السيّد حسن الصدر في كتابه «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» : «سُليم - بالتصغير - ابن قيس الهلالي ، التابعي ، صاحب عليّ عليه السلام ، والملازم له وللحسنين عليهما السلام ، المنقطع إليهم ، أوّل من كتب الحوادث الكائنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثقة صدوق ، متكلّم فقيه ، كثير السماع» (4).

13 - قال المتتبّع الخبير المولى هاشم الخراساني في كتابه «منتخب التواريخ» : «سُليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي ، كان من عظماء الرجال في الغاية» (5) ث.

14 - قال المحقّق الخياباني في «ريحانة الأدب» : «هو من أكابر 0.

ص: 100


1- روضات الجنّات 4 / 65 و 73.
2- أعيان الشيعة - الطبعة القديمة - 35 / 293.
3- تنقيح المقال 2 / 54.
4- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 282 و 357.
5- منتخب التواريخ : 210.

أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجّاد والباقر عليهم السلام ، كان محبوباً لدى حضراتهم في الغاية ، وكان بمنزلة الأركان الأربعة ، ووردت أخبار كثيرة في مدحه ، وهو من أولياء أهل بيت العصمة عليهم السلام» (1).

15 - قال العلاّمة الأميني في كتابه «الغدير» : «هو ممّن يُحتجّ به وبكتابه عند الفريقين» ، وعبّر عنه ب- «التابعي الكبير ، الصدوق الثبت» (2).

16 - قال العلاّمة السيّد محمد صادق بحر العلوم في مقدّمته ل- كتاب سُليم : «قد أدرك سُليم خمسة من الأئمّة عليهم السلام واتّصل بهم ... وكان موثّقاً عندهم ، مقتبساً من علومهم الفياضة ، وكان متصلّباً في دينه ، مناوئاً لأعداء آل البيت النبوي ، مجاهراً بالعداء لهم» (3).

17 - قال العلاّمة السيّد الخوئي في «معجم رجال الحديث» : «ثقة جليل القدر عظيم الشأن ، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنّه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام» (4).

* * * 0.

ص: 101


1- ريحانة الأدب 6 / 369.
2- الغدير 1 / 66 و 163 وج 2 / 34.
3- راجع مقدّمة الطبعة الأولى من كتاب سليم ، بالقطع الرقعي ، من الطبعات النجفية.
4- معجم رجال الحديث 8 / 220.

شهرة الكتاب

1 - ذِكر الكتاب في تراجم سُليم :

ممّا يلاحظ بشأن كتاب سُليم أنّ كلّ من ترجم سُليماً ذكر كتابه ، وإليك نماذج من ذلك :

1 - قال المؤرّخ المسعودي ، المتوفّى 346 : «... والقطعيّة بالإمامة الاثني عشرية منهم ، الّذين أصلهم في حصر هذا العدد ما ذكره سُليم بن قيس الهلالي في كتابه» (1).

2 - قال ابن النديم ، المتوفّى 380 : «أوّل كتاب ظهر للشيعة كتاب سُليم بن قيس الهلالي ... وهو كتاب سُليم بن قيس المشهور» (2).

3 - قال الشيخ النجاشي ، المتوفّى 450 : «ها أنا أذكر المتقدّمين في التصنيف من سلفنا الصالح ، وهي أسماء قليلة ...» ثمّ بدأ بالطبقة الأُولى وذكر منهم سُليماً ، فقال : «سُليم بن قيس الهلالي له كتاب ، يكنّى أبا صادق ، أخبرني علي بن أحمد ...» (3).

4 - قال الشيخ النعماني ، المتوفّى 462 : «ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهم السلام خلاف في أنّ كتاب سُليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها ؛ لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن 6.

ص: 102


1- التنبيه والإشراف : 198.
2- الفهرست - لابن النديم - : 275 الفنّ الخامس من المقالة السادسة.
3- رجال النجاشي : 6.

رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذرّ ، ومن جرى مجراهم ممّن شهد رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها» (1).

5 - قال الشيخ الطوسي ، المتوفّى 465 : «سُليم بن قيس الهلالي يكنّى أبا صادق ، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيّد ...» (2).

6 - قال الحافظ ابن شهرآشوب ، المتوفّى 588 : «سُليم بن قيس الهلالي ، صاحب الأحاديث ، له كتاب» (3).

2 - اشتهار الكتاب في كلّ العصور :

من خصائص كتاب سُليم اشتهاره ككتاب معتبر معروف عند الشيعة في كلّ العصور ، عند المخالف والمؤالف ، ويؤيّد ذلك مَن روى أحاديث سُليم ، إذ تدلّ على اشتهار الكتاب وتداوله بصفته مصدراً إسلامياً طيلة أربعة عشر قرناً.

وهناك شهادات من العلماء باشتهار الكتاب في كلّ عصر ، حتّى إنّ غير الشيعة اعترفوا بأنّ الكتاب مشهور بين الشيعة وإنّهم يعتمدون عليه.

وقد ذكر ذلك ابن النديم ، المتوفّى 385 (4) ؛ والنعماني ، المتوفّى5.

ص: 103


1- الغيبة : 61.
2- الفهرست - للطوسي - : 81 رقم 336.
3- معالم العلماء : 58 رقم 390.
4- الفهرست - لابن النديم - : 275.

462 (1) ، وابن الغضائري ، المتوفّى 411 (2) ، وابن أبي الحديد ، المتوفّى 656 (3) ، والسبكي ، المتوفّى 967 (4).

ونكتفى هنا بكلمة الشيخ النعماني ، فقد قال : «ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهم السلام خلاف في أنّ كتاب سُليم ابن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها ... وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها».

وذكره الشيخ الحرّ العاملي والسيّد هاشم البحراني والعلاّمة المجلسي والمحدّث النوري والمحدّث القمّي والعلاّمة الطهراني والسيّد الأمين العاملي والعلاّمة الأميني والعلاّمة المرعشي في عداد الكتب التي تواترت عن مؤلّفيها ، وعُلمت صحّة نسبتها إليهم ... كوجودها بخطّ أكابر العلماء ، وتكرّر ذِكرها في مصنّفاتهم ، وأنّه كتاب مشهور معتمد متداول من العصور القديمة ، نقل عنه المصنّفون في كتبهم ، وللأصحاب إليه طرق كثيرة ، وأنّه من الأُصول الشهيرة عند الخاصة والعامة (5).

وهناك شهادات من عدّة من الأعاظم تدلّ على أنّ كلّ واحد منهم -.

ص: 104


1- الغيبة : 61.
2- خلاصة الأقوال : 83.
3- شرح نهج البلاغة 12 / 216.
4- الذريعة 2 / 153 ، نقله عن «محاسن الوسائل» للسبكي (مخطوط).
5- وسائل الشيعة 20 / 36 ، غاية المرام : 549 الباب 54 ، بحار الأنوار 1 / 32 ، بحار الأنوار - الطبعة القديمة - 8 / 198 ، مستدرك الوسائل 3 / 73 ، نفس الرحمن : 56 ، الكنى والألقاب 3 / 243 ، الذريعة 2 / 153 ، أعيان الشيعة 25 / 293 ، الغدير 1 / 195 - الهامش - ، إحقاق الحقّ 2 / 421 ، الهامش -.

رأى عدّة نسخ خطّية من الكتاب ، وهو يدلّ على تداول نسخه عند المتقدّمين والمتأخّرين ، وكانوا يُعنَون بمقابلتها والاحتفاظ بها ، ومنهم الشيخ الحرّ العاملي والفاضل التفريشي والميرزا الاسترآبادي والعلاّمة المجلسي والشيخ أبو علي الحائري والعلاّمة الطهراني والشيخ شير محمد الهمداني ، وغيرهم ... (1).

* * *

_________

(1) وسائل الشيعة 20 / 210 ، نقد الرجال : 159 الهامش ، منهج المقال : 171 ، منتهى المقال : 153 ، الذريعة 2 / 156 ، كتاب سليم - المطبوع في النجف - : المقدّمة ص 19.

ص: 105

كلمات الأئمّة المعصومين عليهم السلام

في تأييد الكتاب وأحاديثه

1 - الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1) :

قال سُليم في الحديث العاشر :

قلت لعليّ عليه السلام : يا أمير المؤمنين! إنّي سمعتُ من سلمان والمقداد وأبي ذرّ شيئاً من تفسير القرآن ومن الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ثمّ سمعتُ منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيتُ في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تُخالِف الّذي سمعتُه منكم ، وأنتم تزعمون أنّ ذلك باطل ، أَفَترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمّدين ويُفسّرون القرآن برأيهم؟!

قال : فأقبل عليه السلام علَيَّ فقال لي : «يا سُليم! قد سألت فافهم الجواب ، إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وخاصّاً وعامّاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووَهماً ...».

فقد دلّت هذه الرواية على تصديق أمير المؤمنين عليه السلام ما يرويه سُليم. 7.

ص: 106


1- انظر : مختصر إثبات الرجعة - المطبوع في مجلّة «تراثنا» ، العدد 15 - : 201 ح1 ، بصائر الدرجات : 198 ح3 ، الكافي 1 / 62 ، المسترشد : 36 ، الاعتقادات - للصدوق - : 22 ، الخصال : 255 باب الأربعة ح131 ، إكمال الدين : 284 ح 37 ، رجال الكشّي 1 / 321 ح167 ، الاستنصار - للكراجكي - : 10 ، الغيبة - للنعماني - : 49 ، شواهد التنزيل 1 / 148 ح202 وج 1 / 35 ح41 ، تحف العقول : 131 ، تفسير العيّاشي 1 / 14 ح2 وص253 ح177.

2 - الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام :

قال سُليم بعد تمام الحديث العاشر :

ثمّ لقيت الحسن والحسين عليهما السلام بالمدينة بعدما قتل أمير المؤمنين عليه السلام فحدّثتُهما بهذا الحديث عن أبيهما ، فقالا : صدقتَ ، قد حدّثك أبونا عليٌّ عليه السلام بهذا الحديث ونحن جلوس ، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما حدّثك أبونا سواء لم يزد فيه ولم ينقص منه شيئاً.

3 - الإمام عليّ زين العابدين عليه السلام :

قال سُليم بعد تمام الحديث العاشر :

ثمّ لقيت عليّ بن الحسين عليهما السلام وعنده ابنه محمد بن علي عليهما السلام ، فحدّثته بما سمعت من أبيه وعمّه وما سمعت من عليّ عليه السلام ، فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : قد أقرأني أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السلام وهو مريض وأنا صبي.

ثمّ قال محمد عليه السلام : وقد أقرأني جدّي الحسين عليه السلام بعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وهو مريض - السلام.

قال أبان : فحدّثتُ عليّ بن الحسين عليه السلام بهذا الحديث كلّه عن سُليم ، فقال : صدق سُليم ، قد جاء جابر بن عبدالله الأنصاري إلى ابني وهو غلام يختلف إلى الكُتّاب فقبله وأقرأه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السلام.

ص: 107

4 - الإمام محمد الباقر عليه السلام :

قال أبان بعد تمام الحديث العاشر :

فحججت بعد موت عليّ بن الحسين عليه السلام ، فلقيت أبا جعفر محمد ابن عليّ عليه السلام ، فحدّثته بهذا الحديث كلّه ، لم أترك منه حرفاً واحداً ..

فاغرورقت عيناه ثمّ قال : صدق سُليم ، قد أتاني بعد أن قُتل جدّي الحسين عليه السلام وأنا قاعد عند أبي ، فحدّثني (وفي نسخة أُخرى : فحدّثه) بهذا الحديث بعينه ، فقال له أبي : صدقت ، قد حدّثك أبي بهذا الحديث بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام ونحن شهود ؛ ثمّ حدّثاه بما هما سمعا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

5 - الإمام جعفر الصادق عليه السلام :

قال حمّاد بن عيسى - الذي نقل كتاب سُليم عن ابن أُذينة ، عن أبان ، عن سُليم - بعد تمام الحديث العاشر :

قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبدالله عليه السلام فبكى وقال : صدق سُليم ، فقد روى لي هذا الحديث أبي ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السلام ، عن أبيه الحسين بن عليّ عليه السلام ، قال : سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنين عليه السلام حين سأله سُليم بن قيس.

أقول : انظر كيف حاز الرجل نصيبه الأوفر من تقرير حديثه من عند الأئمّة عليهم السلام ، فقد صدّقه خمسة من أئمّتنا عليهم السلام ، وذلك في حديث يرجع إلى تصديق كتابه وأحاديثه من عند أمير المؤمنين عليه السلام كما مرّ عليك.

ص: 108

6 - الإمامان عليّ السجّاد ومحمد الباقر عليهما السلام (1) :

قال الإمام الباقر عليه السلام : هذه وصية أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي نسخة كتاب سُليم بن قيس الهلالي دفعها إلى أبان وقرأها عليه ، قال أبان : وقرأتُها على عليّ بن الحسين عليه السلام فقال : صدق سُليم ، رحمه الله.

7 - الإمام عليّ السجّاد زين العابدين عليه السلام (2) :

قال أبان :

حججتُ من عامي ذلك - أي عام وفاة سُليم - فدخلتُ على عليّ بن الحسين عليه السلام ، وعنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وكان من خيار أصحاب عليّ عليه السلام - ولقيتُ عنده عمر بن أبي سلمة ابن أُمّ سلمة زوجة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ..

فعرضتُه عليه وعلى أبي الطفيل وعلى عليّ بن الحسين عليه السلام ذلك أجمع ثلاثة أيّام ، كلّ يوم إلى الليل ، ويغدو عليه عُمَر وعامر ، فقرآه عليه ثلاثة أيّام ، فقال عليه السلام لي (3) : «صدق سُليم ، رحمه الله ، هذا حديثنا كلّه نعرفه».

أقول : إنّ المؤلّف ليفتخر بكلّ حرف نوراني في كلمة صدرت عن ..

ص: 109


1- الكافي 1 / 297 ، من لا يحضره الفقيه 4 / 139 ح 484 ، الغَيبة - للطوسي - : 117 ، التهذيب 9 / 176 ح 714 ، إعلام الورى : 207 ، الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم (مخطوط).
2- مفتتح كتاب سُليم 2 / 559 الطبعة الحديثة ، مختصر بصائر الدرجات : 40 ، رجال الكشّي 2 / 321.
3- وفي نسخة أُخرى : فقرأتُه عليهم فقالوا لي ...

مقام العصمة ، وأن يضعه في غرّة كتابه.

فهنيئاً لسُليم هذه الموهبة الإلهية ، ورحمة الله عليه كما ترحّم عليه الإمام عليه السلام ، فلم يسبقه ولم يلحقه كتاب يجلس حجّة الله لقراءته واستماعه بالكيفية التي مرّت عليك ، فإنّه لم يعهد ذلك عن الأئمّة عليهم السلام إلاّ لعدد قليل من الكتب من مؤلّفات أصحابهم ، وأقدمها كتاب سُليم رحمه الله.

8 - الإمام جعفر الصادق عليه السلام (1) :

قال الإمام الصادق عليه السلام : من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سُليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً ، وهو أبجد الشيعة ، وهو سرّ من أسرار آل محمد عليه السلام.

* * * ي.

ص: 110


1- تنقيح المقال 2 / 54 ، مستدرك الوسائل 3 / 183 ، الذريعة 2 / 152 ، تكملة الرجال 1 / 467 عن خطّ العلاّمة المجلسي في هوامش «مرآة العقول» ، مختصر بصائر الدرجات - لسعد بن عبدالله القمّي ، بإسناده ، نقله العلاّمة الطهراني عنه في «الذريعة» المخطوطة بيده ، الموجود في مركز إحياء التراث الإسلامي بقم ، ويوجد في نسخة العلاّمة المجلسي التي تاريخها سنة 609 ، ونسخة الشيخ الحرّ العاملي التي استنسخت في سنة 1087 على نسخة عتيقة ، ونسخة مكتبة كلّية الحقوق / رقم 29 د ، ونسخة مكتبة ملك ، ونسخة صاحب «الروضات» ، ونسختين في مكتبة آستان قدس - الروضة الرضوية - بمشهد ، رقمهما 8130 و 9719 ، ونسخة السيّد أبو القاسم الخوانساري في بومبي بالهند ، ونسخة السيّد الجلالي.

سموّ مكانة كتاب سُليم عند العلماء

1 - كلمات العلماء في كتاب سُليم :

وإليك ما ورد على لسان العلماء بشأن كتاب سُليم :

1 - عمر بن أبي سلمة ، المتوفّى 83 : «ما فيه حديث إلاّ وقد سمعته من عليّ عليه السلام ومن سلمان وأبي ذرّ ومن المقداد» (1).

2 - أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، المتوفّى 100 : «ما فيه حديث إلاّ وقد سمعته من عليّ صلوات الله عليه ، ومن سلمان وأبي ذرّ ومن المقداد» (2).

3 - المؤرّخ المسعودي ، المتوفّى 346 : «... والقطعيّة بالإمامة الاثني عشرية منهم ، الّذين أصلهم في حصر هذا العدد ما ذكره سُليم بن قيس الهلالي في كتابه» (3).

4 - ابن النديم ، المتوفّى 380 : «أوّل كتاب ظهر للشيعة كتاب سُليم ابن قيس الهلالي ... وهو كتاب سُليم بن قيس المشهور» (4).

5 - الشيخ النجاشي ، المتوفّى 450 : «ها أنا أذكر المتقدّمين في التصنيف من سلفنا الصالح ، وهي أسماء قليلة ...» ثمّ بدأ بالطبقة الأُولى وذكر منهم سُليماً ، فقال : «سُليم بن قيس الهلالي له كتاب ، يكنّى أبا ة.

ص: 111


1- راجع مفتتح كتاب سُليم.
2- راجع مفتتح كتاب سُليم.
3- التنبيه والإشراف : 198.
4- الفهرست : 275 الفنّ الخامس من المقالة السادسة.

صادق ، أخبرني علي بن أحمد ...» (1).

6 - الشيخ الطوسي ، المتوفّى 465 : «سُليم بن قيس الهلالي ، يكنّى أبا صادق ، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيّد ...» (2).

7 - الشيخ النعماني ، المتوفّى 462 : «ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهم السلام خلاف في أنّ كتاب سُليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها ؛ لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذرّ ، ومن جرى مجراهم ممّن شهد رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها» (3).

8 - الحافظ ابن شهرآشوب ، المتوفّى 588 : «سُليم بن قيس الهلالي ، صاحب الأحاديث ، له كتاب» (4).

9 - السيّد أحمد بن موسى آل طاووس ، المتوفّى 677 : «تضمّن الكتاب ما يشهد بشكره وصحّة كتابه» (5).

10 - العلاّمة محمد تقي المجلسي ، المتوفّى 1070 : «إنّ الشيخين الأعظمين حكما بصحّة كتابه ، مع إنّ متن كتابه دالٌّ على صحّته» وقال في ما حكي عنه : «كفى باعتماد الصدوقين ، الكليني والصدوق ابن بابويه 2.

ص: 112


1- رجال النجاشي : 6.
2- الفهرست للطوسي : ص 81 رقم 336.
3- الغيبة : ص 61.
4- معالم العلماء : ص 58 رقم 390.
5- التحرير الطاووسي : 136 رقم 175 ، ونقله عنه في تنقيح المقال 2 / 52.

عليه ... وهذا الأصل - عندي - ومتنه دليل صحّته» (1).

11 - الشيخ الحرّ العاملي ، المتوفّى 1104 : «الفائدة الرابعة : في ذِكر الكتب المعتمدة التي نقلتُ منها أحاديث هذا الكتاب ، وشهد بصحّتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلّفيها أو علمت صحّة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شكّ ولا ريب ، كوجودها بخطّ أكابر العلماء ، وتكرّر ذِكرها في مصنّفاتهم ، وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة ، أو نقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة ، وغير ذلك ...» ثمّ عدّ تلك الكتب .. إلى أن قال : «وكتاب سُليم ابن قيس الهلالي» (2).

12 - العلاّمة التفريشي : «والصدق مبين في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوّله إلى آخره» (3).

13 - السيّد هاشم البحراني ، المتوفّى 1107 : «وهو - أي كتاب سُليم - كتاب مشهور معتمَد ، نقل عنه المصنّفون في كتبهم» (4).

14 - العلاّمة محمد باقر المجلسي ، المتوفّى 1111 ؛ فقد أورد جميع كتاب سُليم متفرّقاً في أجزاء بحار الأنوار ، وعدّه من مصادره في مقدّمة بحار الأنوار وقال : «كتاب سُليم بن قيس الهلالي في غاية الاشتهار ... والحقّ أنّه من الأُصول المعتبرة» ..

وقال مثل ذلك تلميذه العلاّمة الشيخ عبدالله البحراني في كتابه م.

ص: 113


1- روضة المتّقين 14 / 372 ، تنقيح المقال 2 / 53.
2- وسائل الشيعة 20 / 36 و 42.
3- نقد الرجال : 159.
4- غاية المرام : 546 الباب 54 من فصل فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

«عوالم العلوم» (1).

وقال في موضع آخر : «... كتاب معروف بين المحدّثين ، اعتمد عليه الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء ، وأكثر أخباره مطابقة لِما روي بالأسانيد الصحيحة في الأُصول المعتبرة» ..

وقال مثل ذلك الشيخ يوسف البحراني في الدرر النجفية (2).

15 - المولى حيدر علي الشيرواني : «وبذلك يُعلم صحّة كتاب سُليم ابن قيس الهلالي ، فإنّه ورد من طرق عديدة حسنة وصحيحة عن ثقات أصحاب الأئمّة عليهم السلام وأجلاّئهم كعمر بن أُذينة و... الرواية كثيراً في أُمور شتّى ومهمّات ، فكيف يُتصوّر خفاء ذلك على الأئمّة عليهم السلام أو إغضائهم عن ذلك وترك النهي عنه وعن اعتقاد صحّته وروايته» (3).

16 - العلاّمة المير حامد حسين الهندي : «كتاب سُليم بن قيس الذي يمكننا أن نقول في حقّه إنّه أقدم وأفضل من جميع كتب الإمامية الحديثية كما اعترف المجلسي بذلك في مجلّد الفتن من البحار» (4).

وقال : «أكثر روايات كتاب سُليم معاضدة بروايات صحيحة وأحاديث معتمَدة» (5).

17 - العلاّمة الخوانساري ، المتوفّى 1313 : «أمّا كتابه المشار إليه فهو 9.

ص: 114


1- بحار الأنوار 1 / 32 ، عوالم العلوم 1 / 17 مخطوطة في مكتبة آية الله المرعشي العامّة بقم.
2- بحار الأنوار - الطبعة القديمة - 8 / 198 ، الدرر النجفية : 281.
3- رسالة في استنباط الإحكام في زمن الغيبة (مخطوط) ، والكلام المنقول يوجد في أواخر الكتاب.
4- عبقات الأنوار 2 / 61.
5- استقصاء الإفحام 1 / 579.

أوّل ما صنّف ودُوِّن في الإسلام وجمع فيه الأخبار كما في البال ... وفيه من النوادر المستطرفة جمٌّ غفير» (1).

18 - المحدّث النوري ، المتوفّى 1320 : «كتابه من الأُصول المعروفة وللأصحاب إليه طرق كثيرة» (2).

وقال : «إنّه كتاب مشهور معروف ، نقل عنه أجلّة المحدّثين» (3).

19 - المولى محمد هاشم الخراساني ، المتوفّى 1352 : «كتاب سُليم ابن قيس الذي ودّعه إلى أبان بن أبي عيّاش ، معروف» (4).

20 - المحدّث القمّي ، المتوفّى 1359 : «هو أوّل كتاب ظهر للشيعة ، معروف بين المحدّثين ، اعتمد عليه الشيخ الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء رضوان الله عليهم» (5).

21 - العلاّمة المامقاني ، قال بعد إيراد ما يؤيّد جلالة الكتاب : «إنّ كتاب سُليم بن قيس في غاية الاعتبار» وقال في موضع آخر : «كتابه صحيح» (6).

22 - العلاّمة الخياباني : «كتابه معروف ، وهو من الأُصول الأربعمائة المشهورة ، وهو أوّل كتاب ظهر في الشيعة ... واعتمد عليه الصدوق والكليني وغيرهما من أكابر المحدّثين اعتماداً تامّاً» (7). 9.

ص: 115


1- روضات الجنّات 4 / 67.
2- مستدرك الوسائل 3 / 733 الفائدة السادسة.
3- نفَس الرحمان في فضائل سلمان : 56.
4- منتخب التواريخ : 210.
5- الكنى والألقاب 3 / 243.
6- تنقيح المقال 2 / 52 و 54.
7- ريحانة الأدب 6 / 369.

23 - العلاّمة الطهراني ، المتوفّى 1389 : «أصل سُليم بن قيس الهلالي ، وهو من الأُصول القليلة التي أشرنا إلى أنّها أُلّفت قبل عصر الصادق عليه السلام» وقال في موضع آخر : «كتاب سُليم هذا من الأُصول الشهيرة عند الخاصة والعامة» (1).

24 - العلاّمة السيّد حسن الصدر ، المتوفّى 1354 : «له - أي لسُليم - كتاب جليل عظيم ، روى فيه عن عليّ عليه السلام وسلمان الفارسي وأبي ذرّ الغفاري والمقداد وعمّار بن ياسر وجماعة من كبار الصحابة» (2).

25 - العلاّمة السيّد أحمد الصفائي الخوانساري ، المتوفّى 1359 : «إنّ كتابه من أكبر الأُصول القديمة ، والمحكوم بالصحّة ، والمعروض على الأئمة عليهم السلام ، فحكموا بصحّته وصحّة أحاديثه» (3).

26 - العلاّمة الأميني : «كتاب سُليم من الأُصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمَد عليها عند محدّثي الفريقين وحملة التاريخ ... وحول الكتاب كلمات درّيّة أفردناها في رسالة ، وإنّما ذكرنا هذا الإجمال لتعلم أنّ التعويل على الكتاب ممّا تسالم عليه الفريقان ، وهو الذي حدانا إلى النقل عنه في كتابنا هذا» (4).

27 - العلاّمة السيّد محمد صادق آل بحر العلوم ، قال بعدما أورد كلمات بعض الأعاظم حول الكتاب : «قد حقّق هؤلاء الأعاظم صحّة نسبة الكتاب إلى سُليم ، وأنّه معتبر غاية الاعتبار ، وأخباره صحيحة موثوق ش.

ص: 116


1- الذريعة 2 / 152 و 153.
2- الشيعة وفنون الإسلام : 68.
3- كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار 2 / 130.
4- الغدير 1 / 195 الهامش.

بها ... فإذاً الكتاب لا شبهة فيه ولا ريب يعتريه» (1).

28 - العلاّمة المرعشي النجفي ، المتوفّى 1411 : «هو من أقدم الكتب عند الشيعة وأصحّها ، بل حكم بعض العامة بصحّته أيضاً» وقال : «هو كتاب معروف ، مطبوع منتشر في الأقطار ، معتمَد عليه عند أصحابنا وأكثر القوم - أي العامة - ، ممدوح من ساداتنا الأئمّة المعصومين عليهم السلام» (2).

هذا نزر من شهادات الأعلام المحقّقين رحمهم الله في حقّ هذا الكتاب واعتباره ، وصحّة نسبته إلى مؤلّفه ، وقد اقتصرنا هنا على إيراد الصريح من كلامهم ، وإلاّ فلكثير من الأعاظم بحوث مفصّلة في اعتبار الكتاب ، نكتفي بذِكر أسماء عدّة منهم :

1 - الشيخ الطوسي ، في الفهرست : 81.

2 - الشيخ النجاشي ، في الفهرست : 6.

3 - الشيخ النعماني ، في الغَيبة : 61.

4 - المسعودي ، في التنبيه والإشراف : 198.

5 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّي ، في مختصر البصائر : 40.

6 - ابن شهرآشوب ، في معالم العلماء : 58.

7 - الشيخ الكشّي ، في اختيار معرفة الرجال 1 / 321.

8 - السيّد أحمد بن طاووس ، في التحرير الطاووسي : 136.

9 - العلاّمة الحلّي ، في خلاصة الأقوال : 83.

10 - المحقّق الداماد ، في الرواشح السماوية : 98 الراشحة 29.

11 - العلاّمة المجلسي الأوّل ، في روضة المتّقين 14 / 371. ش.

ص: 117


1- كتاب سُليم - المطبوع في النجف - : 15.
2- إحقاق الحقّ 1 / 55 الهامش ، وج 2 / 421 الهامش.

12 - العلاّمة المجلسي ، في بحار الأنوار 1 / 32 ، وج 8 / 195 - الطبعة الحجرية - ، وج 22 / 150.

13 - السيّد حامد حسين ، في استقصاء الإفحام 1 / 457 - 567 ، و 593 - 604 ، و 616 - 635 ، و 853 - 861 ، وج 2 / 360.

14 - العلاّمة الخوانساري ، في روضات الجنّات 3 / 30 ، وج 4 / 71.

15 - الوحيد البهبهاني ، في التعليقة على منهج المقال : 171.

16 - العلاّمة الحائري ، في منتهى المقال : 153.

17 - المحقّق الاسترآبادي ، في منهج المقال : 15 و 171.

18 - السيّد البروجردي ، في نخبة المقال : 50.

19 - الفاضل التفريشي ، في نقد الرجال : 159.

20 - العلاّمة الخواجوئي ، في الفوائد الرجالية : 323 و 327 و 328.

21 - الشيخ الحرّ العاملي ، في وسائل الشيعة 20 / 36 و 42.

22 - العلاّمة الكاظمي ، في تكملة الرجال 1 / 467.

23 - السيّد الأمين العاملي ، في أعيان الشيعة 5 / 50 وج 35 / 293.

24 - العلاّمة الطهراني ، في الذريعة 2 / 159 - 152 وج 6 / 336 وج 12 / 227 وج 17 / 276.

25 - السيّد الصدر ، في الشيعة وفنون الإسلام : 68 ، وتأسيس الشيعة لفنون الإسلام : 272.

26 - السيّد الصدر ، في دائرة المعارف الشيعية 5 / 41.

27 - السيّد إعجاز حسين ، في كشف الحجب والأستار : 445.

28 - المحدّث القمّي ، في الكنى والألقاب 3 / 243.

29 - السيّد شرف الدين ، في مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام : 16.

ص: 118

30 - العلاّمة المامقاني ، في تنقيح المقال 2 / 152.

31 - العلاّمة الزنجاني ، في الجامع في الرجال 1 / 11 وج 2 / 331.

32 - المحقّق الخياباني ، في ريحانة الأدب 6 / 369.

33 - العلاّمة الأميني ، في الغدير 1 / 195.

34 - العلاّمة التستري ، في قاموس الرجال 4 / 452.

35 - السيّد الصفائي ، في كشف الأستار 2 / 132 و 123.

36 - ثقة الإسلام ، في مرآة الكتب 3 / 153.

37 - المحدّث النوري ، في مستدرك الوسائل 3 / 733.

38 - الفاضل القائيني ، في معجم مؤلّفي الشيعة : 360.

39 - السيّد الخوئي ، في معجم رجال الحديث 1 / 102 وج 8 / 225.

40 - الشيخ الأعلمي ، في مقتبس الأثر ومجدّد ما دثر 19 / 255.

41 - السيّد صادق بحر العلوم ، في مقدّمة كتاب سُليم.

42 - السيّد الروضاتي ، في الدرر واللآلي (مخطوط).

43 - السيّد الأبطحي ، في تهذيب المقال 1 / 186.

44 - خانبابا مشار ، في فهرست كتابهاي چاپي عربي : 729.

45 - ابن النديم ، في الفهرست : 275.

46 - القاضى السبكي ، في محاسن الوسائل في معرفة الأوائل (مخطوط).

47 - الزركلي ، في الأعلام 3 / 119.

48 - المستشرق بروكلمان ، في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 3 / 335.

ص: 119

2 - اعتماد العلماء على الكتاب :

ممّا يدلّ على عظمة الكتاب وغاية اعتباره ، أنّهم نقلوا أحاديث سُليم في كتبهم ومرويّاتهم منذ القرن الأوّل إلى يومنا هذا ، في سلسلة مترابطة لم تنقطع في عصر من العصور ، ممّا يكشف عن اعتمادهم عليه.

وتبدأ هذه السلسلة بمن أيّد كتاب سُليم من الصحابة والتابعين في عصر المؤلّف ، مثل سلمان وأبي ذرّ والمقداد ، ونظرائهم.

ولقد عرض أبان - بعد سُليم - الكتابَ على أبي الطفيل وعمر بن أبي سلمة والحسن البصري ، وقرأوا جميع الكتاب وصدَّقوه بأجمعه.

ويكفي في ذلك أن نلاحظ رواة كتاب سُليم وأحاديثه ، فإنّ أكثرهم من المشايخ الثقات ، كعمر بن أُذينة ، وحمّاد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى ، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ، والفضل بن شاذان ، ومحمّد بن أبي عمير ، وابن أبي جيّد ، ويعقوب بن يزيد ، وعبدالله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن همّام بن سهيل ، وهارون بن موسى التلعكبري ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، والحسين بن سعيد ، والخزّاز القمّي ، وابن الوليد ، وابن الغضائري ، وغيرهم من أعاظم المحدّثين.

ثمّ يصل الدور إلى المؤلّفين ، كابن الجحام ، وفرات بن إبراهيم ، والصفّار ، والكليني ، والنعماني ، والصدوق ، والمفيد ، والسيّد المرتضى ، والكراجكي ، والشيخ الطوسي ، والطبرسيَّين ، وابن شهرآشوب.

ثمّ إلى من بعدهم من المؤلّفين ، كالعلاّمة ، والمحقّق ، والشهيد ، والقاضي التستري ، والشيخ البهائي ، والشيخ الحرّ العاملي ، والمجلسيَّين ،

ص: 120

والبحرانيَّين ، والمير حامد حسين ، إلى غيرهم من أعاظم مؤلّفي الشيعة ومشايخهم.

فإنّ كلّ هؤلاء اعتمدوا على كتاب سُليم ورووا أحاديثه في مؤلّفاتهم ، وتكرّرت مناولته وقراءته بينهم ، وتحمّل روايته ونقله.

وهؤلاء ليسوا ممّن يستهان بهم وبآرائهم وبكتبهم التي صارت اليوم مصادر للشيعة ومرجعاً لمعالمها.

3 - رواة الكتاب من المشايخ العظام :

قد اتّضح أنّه عند النظر إلى الطرق والرواة لكتاب سُليم يُعلم أنّ أكثر رواته من المشايخ العظام ، وإليك جدولاً بأسمائهم :

1 - عمر بن أُذينة ، المتوفّى 168.

2 - إبراهيم بن عمر اليماني.

3 - معمر بن راشد البصري ، المتوفّى

152.

4 - نصر بن مزاحم المنقري ، المتوفّى

212.

5 - أبو خالد الكابلي.

6 - عبدالله بن شريك العامري.

7 - محمد بن خالد الضبّي.

8 - سعيد بن خيثم الهلالي.

9 - عبادة بن زياد الأسدي.

10 - عبدالله بن مسكان.

11 - عبدالله بن المغيرة البجلي.

12 - المفضّل بن عمر الجعفي.

13 - محمد بن إسماعيل الزعفراني.

14 - حمّاد بن عيسى ، المتوفّى 209.

15 - عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني ،

المتوفّى 211.

16 - محمد بن أبي عمير الأزدي ،

المتوفّى 217.

17 - محمد بن إسماعيل بن بزيع.

18 - الحسين بن سعيد الأهوازي.

19 - علي بن مهزيار الأهوازي.

20 - العباس بن معروف.

ص: 121

21 - محمد بن عيسى.

22 - عبد الرحمن بن أبي نجران

التميمي.

23 - الحسن بن علي بن فضّال التيملي ،

المتوفّى 224.

24 - يعقوب بن يزيد السلمي.

25 - علي بن يحيى السلماني.

26 - أحمد بن محمد بن عيسى.

27 - إبراهيم بن هاشم القمّي.

28 - الفضل بن شاذان النيسابوري ،

المتوفّى 260.

29 - علي بن الحسن بن فضّال.

30 - الحسن بن موسى الخشاب.

31 - محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب

، المتوفّى 262.

32 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي ،

المتوفّى 274.

33 - إبراهيم بن محمد الثقفي ،

المتوفّى 283.

34 - الحسين بن الحكم الحبري ،

المتوفّى 286.

35 - عبدالله بن جعفر الحميري ، كان

حياً سنة 350.

36 - سليمان بن سماعة الضبّي الكوفي.

37 - سعد بن عبدالله الأشعري ،

المتوفّى 299 أو 351.

38 - محمد بن مسعود العياشي (القرن

الثالث).

39 - محمد بن الحسن الصفّار ،

المتوفّى 295 أو 300.

40 - فرات بن إبراهيم الكوفي المتوفّى

307.

41 - علي بن إبراهيم القمّي ، كان

حيّاً سنة 307.

42 - محمد بن العباس بن الماهيار ،

كان حياً سنة 328.

43 - محمد بن يعقوب الكليني ،

المتوفّى 329.

44 - علي بن الحسين بن بابويه القمّي ،

المتوفّى 329.

45 - عبد العزيز بن يحيى الجلودي ،

المتوفّى 330.

46 - المظفّر بن جعفر بن المظفّر

ص: 122

العلوي السمرقندي.

47 - محمد بن همّام بن سهيل الأسكافي

المتوفّى 332.

48 - أحمد بن محمد بن سعيد (ابن

عقدة) ، المتوفّى 333.

49 - محمد بن جرير الطبري الآملي

(القرن الرابع).

50 - محمّد بن علي ماجيلويه القمّي.

51 - محمد بن الحسن بن الوليد ، كان

حياً سنة 343.

52 - محمد بن يحيى العطّار الأشعري

القمّي.

53 - محمد بن موسى بن المتوكّل.

54 - علي بن الحسين المسعودي ،

المتوفّى 346.

55 - علي بن محمد بن الزبير القرشي ،

المتوفّى 348.

56 - أحمد بن موسى بن مردويه ،

المتوفّى 352.

57 - محمد بن أحمد الجرجرائي ،

المتوفّى 378.

58 - الشيخ الصدوق محمد بن علي

ابن بابويه ، المتوفّى 381.

59 - الحسن بن علي الحرّاني (القرن

الرابع).

60 - علي بن محمد الخزّاز القمّي

(القرن الرابع).

61 - هارون بن موسى التلعكبري ،

المتوفّى 385.

62 - محمد بن أحمد بن شاذان القمّي

(القرن الرابع).

63 - الحسين بن بسطام الزيّات

النيسابوري ، المتوفّى 401.

64 - عبدالله بن بسطام الزيّات

النيسابوري.

65 - الحسين بن عبيدالله الغضائري ،

المتوفّى 411.

66 - الشيخ المفيد ، المتوفّى 413.

67 - السيّد المرتضى علي بن الحسين ،

المتوفّى 436.

68 - ابن أبي جيّد علي بن أحمد القمّي

الأشعري.

69 - ابن عبدون أحمد بن عبد

الواحد.

ص: 123

70 - جعفر بن محمد بن أحمد

الدوريستي.

71 - محمد بن علي الكراجكي ،

المتوفّى 449.

72 - أحمد بن علي النجاشي ، المتوفّى

450.

73 - محمد بن عبدالله بن عبد

المطّلب الشيباني.

74 - الشيخ الطوسي محمد بن الحسن ،

المتوفّى 460.

75 - محمد بن إبراهيم النعماني ،

المتوفّى 462.

76 - الحسين بن عبد الوهاب ، المعاصر

للرضي والمرتضى.

77 - أبو الصلاح بن نجم الدين الحلبي.

78 - الحاكم الحسكاني ، المتوفّى 483.

79 - الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي

، المتوفّى 515.

80 - محمد بن أحمد بن شهريار ، كان

حياً سنة 516.

81 - أبو الحسن العريضي (القرن

السادس).

82 - ابن الكمال محمد بن هارون ،

المتوفّى 597.

83 - الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي.

84 - شهرآشوب السروي المازندراني

(القرن السادس).

85 - الفضل بن الحسن الطبرسي ،

المتوفّى 548.

86 - الخطيب الخوارزمي ، المتوفّى 568.

87 - الحسين بن أبي طاهر الجاواني

(القرن السادس).

88 - الحسن بن هبة الله السوراوي

(القرن السادس).

89 - هبة الله بن نما الحلّي (القرن

السادس).

90 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي

المتوفّى 620.

91 - محمد بن علي بن شهرآشوب ،

المتوفّى 588.

ص: 124

92 - شاذان بن جبرئيل القمّي ،

المتوفّى 660.

93 - علي بن موسى آل طاووس ، المتوفّى

664.

94 - محمد بن الحسين الرازي (القرن

السابع).

95 - السيّد شمس الدين فخار بن معد

الموسوي.

96 - المحقّق الحلّي ، المتوفّى 676.

97 - يوسف بن حاتم الدمشقي العاملي ،

المتوفّى 676.

98 - علي بن عيسى الإربلي ، المتوفّى

692.

99 - علي بن يوسف المطهّر الحلّي ، كان

حياً سنة 703.

100 - إبراهيم بن محمد الحموئي ،

المتوفّى 722.

101 - العلاّمة الحلّي الحسن بن مطهّر

، المتوفّى 726.

102 - الحسن بن أبي الحسن الديلمي

(القرن الثامن).

103 - علي بن شهاب الدين الهمداني ،

المتوفّى 786.

104 - رجب البرسي الحلّي ، المتوفّى

773.

105 - الحسن بن سليمان الحلّي ، كان

حياً سنة 803.

106 - علي بن محمد البياضي العاملي ،

المتوفّى 877.

107 - إبراهيم بن سليمان القطيفي ، كان

حياً سنة 927.

108 - المقدّس الأردبيلي أحمد بن محمد

، المتوفّى 993.

109 - علم بن سيف بن منصور النجفي ،

كان حياً سنة 937.

110 - شرف الدين بن علي الاسترآبادي ،

المتوفّى 940.

111 - محمد بن إسحاق الحموئي ،

المتوفّى حدود 950.

112 - الحسن بن الشهيد الثاني ،

المتوفّى 1011.

113 - السيّد نور الله الحسيني التستري

الشهيد سنة 1019.

114 - الشيخ بهاء الدين محمد

ص: 125

العاملي ، المتوفّى 1030.

115 - المجلسي الأوّل محمد تقي ،

المتوفّى 1070.

116 - السيّد مصطفى التفريشي ، كان

حياً سنة 1015.

117 - السيّد محمد الميرلوحي ،

المتوفّى بعد 1083.

118 - محمد علي بن أحمد الاسترآبادي

، المتوفّى 1094.

119 - الشيخ الحرّ العاملي ، المتوفّى

1104.

120 - السيّد هاشم البحراني ، المتوفّى

1107.

121 - العلاّمة الشيخ محمد باقر

المجلسي ، المتوفّى 1111.

122 - عبد علي بن جمعة الحويزي ،

المتوفّى 1112.

123 - السيّد نعمة الله الجزائري ،

المتوفّى 1112.

124 - محمد بن عبد النبي النيشابوري

، المتوفّى 1232.

125 - الفاضل الهندي محمد بن تاج

الدين ، المتوفّى 1135.

126 - السيّد مير محمد أشرف العاملي

، المتوفّى 1145.

127 - الشيخ يوسف البحراني ، المتوفّى

1186.

128 - الشيخ عبدالله بن نور الدين

البحراني.

129 - أبو علي محمد الحائري ،

المتوفّى 1216.

130 - أحمد بن محمد مهدي النراقي ،

المتوفّى 1244.

131 - الشيخ مرتضى الأنصاري ، المتوفّى

1281.

132 - السيّد إسماعيل بن أحمد العلوي

الطبرسي.

133 - سليمان بن إبراهيم القندرزي ،

المتوفّى 1294.

134 - السيّد مهدي القزويني ، المتوفّى

1300.

135 - السيّد حامد حسين الهندي ،

المتوفّى 1306.

136 - السيّد إعجاز حسين الكنتوري.

ص: 126

137 - السيّد محمد باقر الخوانساري ،

المتوفّى 1313.

138 - الشيخ حسين النوري الطبرسي ،

المتوفّى 1320.

139 - الشيخ عبدالله المامقاني ،

المتوفّى 1353.

140 - العلاّمة الأميني النجفي ،

المتوفّى 1390.

* * *

ص: 127

أسانيد كتاب سُليم

لكتاب سُليم 22 سنداً موثوقاً بها ، وذلك أنّ الأسانيد الموجودة في مفتتح نسخ الكتاب بنفسها تتضمّن 18 طريقاً ، ورواتها في جميع الطبقات أعاظم العلماء ، بالإضافة إلى طرق أُخرى سنبيّنها ، وإليك تفاصيلها :

* من 1 - 16 : وهو السند المذكور في مفتتح عدد من نسخ الكتاب ، كنسخة الشيخ الحرّ العاملي ونسخة العلاّمة المجلسي ، وهذا بيانه :

يتّصل الإسناد إلى الشيخ الطوسي بأربع طرق هكذا :

1 - هبة الله ، عن المقدادي ، عن ابن الشيخ ، عن الشيخ الطوسي.

2 - الحسن بن هبة الله ، عن ابن الشيخ ، عن الشيخ الطوسي.

3 - ابن الكال ، عن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ الطوسي.

4 - ابن شهرآشوب ، عن جدّه ، عن الشيخ الطوسي.

ويتّصل الإسناد من الشيخ الطوسي إلى سُليم بأربع طرق : 1 - الشيخ ، عن ابن أبي جيّد ، عن ابن الوليد ، وماجيلويه عن الصيرفي ، عن أبان ، عن سُليم.

2 - الغضائري ، عن التلعكبري ، عن أبي علي بن همّام ، عن الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أُذينة ، عن أبان ، عن سُليم.

3 - الغضائري ، عن التلعكبري ، عن أبي علي بن همّام ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن

ص: 128

أُذينة ، عن أبان ، عن سُليم.

4 - الغضائري ، عن التلعكبري ، عن أبي علي بن همّام ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أُذينة ، عن أبان ، عن سُليم.

وعلى هذا ، فإذا ضربت عدد الأسانيد الأربعة المنتهية إلى الشيخ في عدد الأسانيد الأربعة المنتهية من الشيخ إلى سُليم ، تحصل 16 طريقاً كلّها صحيحة معتبرة.

* 17 : السند المذكور في مفتتح عدد آخر من نسخ الكتاب ، كنسخة صاحب «روضات الجنّات» والمحدّث النوري ، وهي أسانيد صحيحة ، ورجالها مقبولون بين الفريقين ، وهذا نصّه :

«محمد بن صبيح بن رجاء ، عن عصمة أبي عصمة البخاري ، عن أحمد بن المنذر الصنعاني ، عن عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني ، عن معمر ابن راشد البصري ، عن أبان ، عن سُليم».

وقد ثبت توسّط ابن أُذينة بين معمر وبين أبان في محلّه.

* 18 : السند المذكور في مفتتح عدد آخر من نسخ الكتاب ، وهذا نصه :

«الحسن بن أبي يعقوب الدينوري ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني ، عن أبيه ، عن أبان ، عن سُليم».

* 19 : السند المذكور في «الذريعة» : «إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن أبان ، عن سُليم».

* 20 و 21 : السند المذكور في فهرستي الشيخ والنجاشي ، وهو يتضمّن طريقين :

ص: 129

1 - ابن أبي جيّد ، عن ابن الوليد ، عن ماجيلويه ، عن الصيرفي ، عن حمّاد وعثمان ابنَي عيسى ، عن أبان ، عن سُليم.

2 - ابن أبي جيّد ، عن ابن الوليد ، عن ماجيلويه ، عن الصيرفي ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر ، عن سُليم.

* 22 : السند المذكور في رجال الكشّي : «محمد بن الحسن ، عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر ، عن ابن أُذينة ، عن أبان ، عن سُليم».

4 - القرائن على أنّ رواية القدماء عن سُليم كانت عن كتابه :

هناك قرائن متوفّرة على أنّ ما نقله المتقدّمون في مؤلّفاتهم عن سُليم كانت عن كتابه ، وإن لم يصرّحوا بذلك عند النقل ، وهي تتلخّص بما يلي :

أوّلاً : إنّ القدماء كابن شاذان والصفّار والكليني والصدوق والنعماني والمفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي وأضرابهم استخرجوا أكثر أحاديث كتبهم عن الأُصول الأربعمائة المتداولة في زمانهم ، وبما أنّ كتاب سُليم من أقدم تلك الأُصول وأشهرها ، فمن البعيد أنّهم نقلوا عن سُليم من غير كتابه ، خصوصاً بعد تداول ذِكر كتاب سُليم على لسان المتقدّمين.

ثانياً : إنّ مثل النعماني الذي كان تلميذاً للكليني وأعانه على تأليف «الكافي» قد شهد بأنّ كتاب سُليم من أكبر ما رواه حملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها ، وأنّه من الأُصول التي ترجع إليها الشيعة وتعوّل عليها (1). 1.

ص: 130


1- الغَيبة : 61.

فبملاحظة كلامه يبعد عدم تداوله بين أكابر المحدّثين مثل الكليني والصفار.

ثالثاً : صرّح بعضهم باسم كتاب سُليم ، كالنعماني ، وكذلك الشيخ المفيد والنجاشي والشيخ الطوسي ، وقد صرّح الشيخ المفيد في آخر «تصحيح الاعتقاد» بوجود كتاب سُليم عند الشيخ الصدوق ، وأنّ روايته لحديث سُليم إنّما هي من كتابه ، كما أنّ بعضهم بدأ في السند باسم سُليم ، أو ذكره مرفوعاً إلى سُليم بإسقاط الواسطة ، كالحسين بن سعيد والسيّد المرتضى والصدوق والطبرسي وابن شاذان والرازي والعلاّمة الحلّي والشيخ حسن بن سليمان الحلّي (1) ، فإنّ هذا كلّه يؤكّد على أنّهم نقلوا من نفس الكتاب.

رابعاً : إنّ ما نقلوه من أحاديث سُليم يوجد في نسخ الكتاب الموجودة في زماننا بعينها ، وإذا لاحظنا وجود عدّة أحاديث ممّا يرويه الراوي الواحد في النسخ الموجودة ، فإنّ ذلك يدلّ على نقلهم عن نسخة الكتاب المتداولة.

خامساً : إنّ الشيخ الطوسي والنجاشي والنعماني - وهم من القدماء الّذين كانوا من الخبيرين بالكتب - قد ذكروا طرقهم إلى كتاب سُليم في الفهرستين والغَيبة (2) ، ونقلوا أحاديثه في كتبهم الحديثية ، وعليه يبعد نقلهم لها عن غير نسخهم. 5.

ص: 131


1- كتاب الزهد : 7 ح 12 ، الشافي : 255 ، الاحتجاج 2 / 15 ، مختصر إثبات الرجعة : 255 ح 1 ، نزهة الكرام : 661 ، إثبات الوصية : 7 ، مختلف الشيعة 2 / 34 ، مختصر البصائر : 40 ، المحتضر : 59 و 60.
2- الفهرست - للطوسي - : 81 ، الفهرست - للنجاشي - : 6 ، الغَيبة - للنعماني - : 45.

سادساً : إنّ الأسانيد في مرويّات بعضهم تتّحد مع أسانيد المرويّات عن سُليم في كتب الآخرين ، كما إنّ عدّةً من الأسانيد التي ذكروها تنطبق تماماً على الأسانيد الموجودة في مفتتح نسخ كتاب سُليم الموجودة في زماننا ، وهذا يرشدنا إلى أنّ تلك الأسانيد كلّها إلى كتاب سُليم ، لا إلى نفس سُليم بعنوانه راوياً لذلك الحديث.

سابعاً : إنّ بعضهم أورد مفتتح كتاب سُليم الذي يتضمّن قصّة مناولة سُليم كتابه لأبان بن أبي عياش وقراءته عليه ، ومناولة أبان لعمر بن أُذينة وقراءته عليه ، وبيان المسير التاريخي للكتاب ، وهذا يدلّ على رؤيتهم للكتاب ونقلهم عنه.

ثامناً : إنّ ما ذكروه من الأسانيد تطابق في الطبقة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ما في مفتتح النسخ الموجودة لكتاب سُليم ، وهذا من أكبر القرائن على وجود نسخ عندهم مطابقة للنسخ الموجودة اليوم ، فإنّ جميع أسانيد الشيخ الطوسي والصدوق والكليني تنتهي إلى ابن أبي عمير ، أو إلى أحمد ابن محمد بن عيسى ، أو إلى حمّاد بن عيسى ، أو يعقوب بن يزيد ، أو محمد بن الحسن بن الوليد.

تاسعاً : إنّ بعض الناقلين لأحاديث سُليم لم يذكروا السند ، بل رفعوا الحديث إلى سُليم ، مع إنّهم يذكرون الإسناد إلى غيره عندما ينقلون عنه ؛ وهذا يرجّح أنّهم نقلوا عن كتابه ، وهؤلاء مثل الحسين بن سعيد في كتاب البهار ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والطبرسي في الاحتجاج ، وشاذان في الفضائل ، والرازي في نزهة الكرام.

عاشراً : ممّا يدلّ على اعتمادهم على كتاب سُليم أنّ عدّة من أعاظم الفقهاء استشهدوا بأحاديث سُليم ، وأسندوا إليها فتاواهم في الأحكام

ص: 132

الشرعية (1) ، ولا يخفى مستوى الدقّة والاحتياط الشديد التي يلتزم به فقهاؤنا في مقام الإفتاء ، وهذا يدلّ على اعتمادهم عليه في تلك الأُمور الدقيقة.

هذا ، وهناك قرائن أُخرى تدلّ على المقصود ، وذلك بالتدبّر والتدقيق في كيفية نقلهم لحديث سُليم ، والمقارنة بين المتون والأسانيد وملاحظة مدى توافقها.

ويمكننا أن نجمع القرائن المذكورة في كلمة واحدة ، فنقول :

إنّ أحاديث كتاب سُليم نُقلت بصورة مجموعة ، ولم يكن سُليم من المشتهرين بنقل الأحاديث المفردة ، حتّى تُنقل أحاديثه بصورة متفرّقة ، وبعد إضافة القرائن المذكورة يُعلم أنّ كلّ ما نُقل عن سُليم فهو منقول عن كتابه.

وذلك بملاحظة أسانيد الروايات المنقولة عن سُليم واتّحادها في أكثر الطبقات ، وتماثلها في كثير من الكتب ، وبالنظر إلى وجود أكثر تلك الأحاديث المنقولة في كتبهم في نسخ كتاب سُليم.

بذلك كلّه يستكشف وجود نسخ معتبرة من كتاب سُليم عندهم ، اعتمدوا عليها ونقلوا عنها أحاديثه ، بالأسانيد الموجودة في صدر نسخهم.

هذا ، وقد صرّح عدّة من الأعاظم بأنّ رواية القدماء عن كتاب سُليمب.

ص: 133


1- مختلف الشيعة 2 / 34 ، منتهى المطلب 1 / 551 ، المعتبر : 4 و 295 ، مجمع الفائدة والبرهان 1 / 274 ، كشف اللثام 1 / 122 ، الدرر النجفية : 84 و 281 و 287 ، مستند الشيعة 2 / 84 ، الرسائل - للشيخ الأنصاري - : 36 ، الخمس - للشيخ الأنصاري - : أواسط الكتاب.

كانت اعتماداً عليه ، وذلك مثل المجلسيَّين والوحيد البهبهاني والمحقّق الخوانساري وغيرهم (1) ، وملخّص كلماتهم ما يلي :

اعتمد على كتاب سُليم الكليني والصدوق وغيرهما من أكابر المحدّثين القدماء اعتماداً تامّاً ، وما في الكافي والخصال من أسانيد متعدّدة صحيحة ومعتبرة ، فالظاهر منهما روايتهما عن سُليم من كتابه ، وإسنادهما إليه هو إسناد إلى ما رواه فيه ...

والظاهر من روايتهما صحّة نسخة كتابه الذي كان عندهما كما يظهر من الكشّي والنجاشي والفهرست أيضاً ، بل ربّما يظهر منهم صحّة نفس كتابه لا سيّما من الكافي ، فإنّ الشيخ الكليني حيثما يخرّج أحاديث الرجل يورد في أوّل الباب - على ما اطّلعت عليه ، إلاّ في موضع أو موضعين - قرينةً على أنّ كتابه عنده معتمَد واضح الحديث ، يتعيّن عليه العمل بما فيه ، فإنّ من طريقة الكليني وضع الأحاديث المخرّجة الموضوعة على الأبواب على الترتيب بحسب الصحّة والوضوح.

* * * 0.

ص: 134


1- الذريعة 2 / 154 ، التعليقة على منهج المقال : 171 ، تنقيح المقال 2 / 53 و 54 ، روضات الجنّات 4 / 68 و 70 ، روضة المتّقين 14 / 372 ، بحار الأنوار - الطبعة القديمة - 8 / 198 ، ريحانة الأدب 6 / 369 ، كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار 2 / 130.

نسخ كتاب سُليم

العناية بحفظ نسخ الكتاب :

تداولت الأيدي الأمينة نسخ كتاب سُليم طيلة أربعة عشر قرناً ، وقام العلماء بحفظ هذا الأثر القيّم من التراث الشيعي الخالد منذ القرن الأوّل ، وعبر العصور إلى زماننا هذا ، قرناً بعد قرن ، وجيلاً بعد جيل ، في سلسلة مترابطة لم تنقطع.

وتَمثّل ذلك في روايتهم للكتاب ، وقراءته ، ومناولته ، وإجازته ، واستنساخه ، ورواية أحاديثه ، والاحتفاظ بنسخه ، وتكثير مخطوطاته ، وأخيراً بطباعته وترجمته ، ونشره في أرجاء العالم.

وهناك شهادات من عدّةٍ من الأعاظم تدلّ على أنّ كلّ واحد منهم رأى عدّة نسخ خطّية من الكتاب ، وهذا يدلّ على تداول نسخه عند المتقدّمين والمتأخّرين ، وأنّهم كانوا بصدد مقابلتها وضبطها والمحافظة عليها (1).

أسماء الّذين تداولوا نسخ الكتاب في كلّ قرن :

نذكر هنا أسماء الّذين نصّوا على وجود نسخة الكتاب عندهم ، أو شهدوا برؤيتهم لها عيناً ، ويلوح ذلك من كلماتهم ، ومن كيفية نقلهم 9.

ص: 135


1- وسائل الشيعة 20 / 21 ، نقد الرجال : 159 الهامش ، منهج المقال : 171 ، منتهى المقال : 153 ، الذريعة 2 / 156 ، كتاب سُليم - المطبوع في النجف - : المقدّمة ص 19.

لأحاديث سُليم (1) ، ونوردها على ترتيب القرون ، وبملاحظة تاريخ وفياتهم :

القرن الأوّل : انتقلت النسخة من يد سُليم إلى أبان بن أبي عياش.

القرن الثاني : تداولتها أيدي ثلاثة أشخاص من أعاظم رواة هذا القرن ، وهم عمر بن أُذينة ومعمر بن راشد البصري وإبراهيم بن عمر اليماني ، أخذوها عن أبان.

القرن الثالث : كُثّرت نسخه بمعرفة أئمّتنا عليهم السلام على أيدي هؤلاء : حمّاد بن عيسى ، أخوه عثمان بن عيسى ، عبد الرزّاق بن همّام ، ابن أبي عمير ، يعقوب بن يزيد ، أحمد بن محمد بن عيسى ، إبراهيم بن هاشم ، محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عبدالله بن جعفر الحميري ، سعد بن عبدالله الأشعري.

القرن الرابع : قام العلماء بنشره بأحسن قيام ، فكان منهم : علي بن إبراهيم ، الشيخ الكليني ، والد الصدوق ، محمد بن همّام بن سهيل ، ابن عقدة ، ماجيلويه ، أحمد بن محمد بن الوليد ، محمد بن يحيى العطّار ، المسعودي ، الشيخ الصدوق ، هارون التلعكبري ، ابن النديم ، أبو طالب محمد بن صبيح بن رجاء.

القرن الخامس : صار الكتاب مشهوراً غاية الاشتهار ، ورواه مثل : النعماني وابن الغضائري وابن أبي جيّد والشيخ النجاشي والشيخ الطوسي ، وقد صرّح باشتهاره الشيخ المفيد.

القرن السادس : استمرّ العلماء في اقتناء نسخه ، فمنهم : أبو علي ابن 8.

ص: 136


1- يراجع عن تفاصيل الإسناد الذي استخرج منه هذا الترتيب : طبعة كتاب سُليم في ثلاث مجلدات : 1 / 204 و 205 وج 3 / 961 و 1028.

الشيخ الطوسي ، ابن شهريار الخازن ، شهرآشوب - جدّ صاحب المناقب - ، أبو الحسن العريضي ، محمد بن هارون بن الكال ، أبو عبدالله المقدادي ، الحسن بن هبة الله السوراوي ، هبة الله بن نما ، محمد بن علي بن شهرآشوب.

ثمّ استُنسخت على نسخهم نسخ كثيرة وتداولها الناس إلى اليوم ، وقد شهد باشتهارها في ذلك القرن ابن أبي الحديد.

القرن السابع : كانت نسخ الكتاب منتشرة محتفَظاً بها ، فممّن أشار إليها من رجال هذا القرن : أبو منصور الطبرسي - صاحب الاحتجاج - ، السيّد أحمد بن طاووس ، شاذان بن جبرئيل - صاحب الفضائل - ، محمد ابن الحسين الرازي - صاحب نزهة الكرام -.

وكان قد بقيت من المائة السابعة نسخة قيّمة وصلت إلى يد العلاّمة المجلسي ، تاريخها 609 ، وتكاثرت النسخ المنتسخة عليها.

القرن الثامن : كانت نسخ من الكتاب عند العلاّمة الحلّي والديلمي - صاحب إرشاد القلوب - ، والحافظ رجب البرسي.

القرن التاسع : كانت نسخ من الكتاب عند العلاّمة البياضي - صاحب الصراط المستقيم ، والحسن بن سليمان الحلّي - صاحب مختصر البصائر -.

القرن العاشر : كانت نسخ من الكتاب عند الشهيد الثاني والعلاّمة القطيفي - صاحب الفرقة الناجية - ، والحموئي الخراساني - صاحب منهاج الفاضلين -.

القرن الحادي عشر : كانت نسخ من الكتاب عند العلاّمة المجلسي الأوّل والفاضل التفريشي والميرزا الاسترآبادي.

القرن الثاني عشر : كانت نسخ منه عند الشيخ الحرّ العاملي والسيّد

ص: 137

البحراني والعلاّمة المجلسي والمير محمد أشرف والوحيد البهبهاني والفاضل الهندي.

القرن الثالث عشر : كانت نسخ منه عند الشيخ أبي علي الحائري والشيخ عبدالله البحراني والسيّد مهدي القزويني - صاحب الصوارم الماضية -.

القرن الرابع عشر : كانت نسخ منه عند المير حامد حسين والسيّد الخوانساري والمحدّث النوري والمحدّث القمّي والعلاّمة المامقاني والعلاّمة الطهراني والعلاّمة الأميني والشيخ شير محمد الهمداني والسيّد صادق بحر العلوم.

وقد طبع الكتاب في أوائل النصف الثاني من هذا القرن ، وانتشرت نسخه في البلاد.

القرن الخامس عشر : توجد عدّة نسخ مخطوطة منه في المكتبات العامة والخاصة ، في إيران والعراق والهند وغيرها.

وقد طُبع الكتاب في هذا القرن مراراً بطبعات متعدّدة ، وانتشر في الأقطار ، كما تُرجم إلى الفارسية والأُوردية ، ونُشرت الترجمتان.

القراءة والمناولة في نقل كتاب سُليم :

من طرق تحمّل الحديث ونقله التي تزيد في قيمة السند أن يقرأ المؤلّف أو الراوي كتابه ثمّ يناوله إيّاه ، أو يقرأ المتناول فيستمع إليه المؤلّف أو الراوي فيصدّقه.

وقد تكرّر ذلك في نقل كتاب سُليم ، وعثرنا منه على الموارد التالية :

1 - المناولة بين سُليم وأبان ، وقراءة سُليم جميع الكتاب لأبان في

ص: 138

سنة 76 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب.

2 - قراءة أبي الطفيل وعمر بن أبي سلمة جميع الكتاب على الإمام زين العابدين عليه السلام طيلة ثلاثة أيّام في سنة 77 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب.

3 - المناولة بين أبان وابن أُذينة ، وقراءة أبان له في سنة 138 ، نصٌّ على ذلك في مفتتح الكتاب.

4 - القراءة في سنة 520 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا : «حدّثني ... أبو عبدالله المقدادي ... قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين وخمسمائة».

5 - القراءة في سنة 560 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا : «أخبرني الحسن بن هبة الله بن رطبة ، عن المفيد أبي علي ، عن والده في ما سمعته يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما في المحرّم سنة ستّين وخمسمائة».

6 - القراءة والمناولة في سنة 565 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا : «أخبرني ... هبة الله بن نما ... قراءة عليه بداره بحلّة الجامعيّين في جمادى الأُولى سنة خمس وستّين وخمسمائة».

7 - القراءة في سنة 567 ، نصّ على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا : «أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبدالله محمد بن علي بن شهرآشوب قراءة عليه بحلّة الجامعيّين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة».

الأسانيد الموجودة في أوّل النسخ :

ممّا يُعجب المحقّق وجود الأسانيد المتسلسلة إلى المؤلّف سُليم في

ص: 139

مفتتح نسخ الكتاب ، وأنّ المذكور في أوّل النسخ ليس سنداً واحداً ، بل أسانيد متعدّدة تبلغ 18 طريقاً (1) ، وأكثر رجالها من المشايخ العظام (2) وهي هكذا :

* أسانيد شيخ الطائفة إلى كتاب سُليم ، وهي مذكورة في مفتتح عدد من النسخ ، كنسخة الشيخ الحرّ العاملي والعلاّمة المجلسي وغيرهما ، وهي هكذا (3) :

أسانيد أربعة إلى الشيخ الطوسي :

أخبرني الرئيس العفيف أبو البقاء هبة الله بن نما بن عليّ بن حمدون رضي الله عنه ، قراءة عليه بداره بحلّة الجامعيّين ، في جمادى الأُولى سنة خمس وستّين وخمسمائة ، قال : حدّثني الشيخ الأمين العالم أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور ، قراءةً عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه ، في رجب سنة تسعين وأربعمائة.

وأخبرني الشيخ الفقيه أبو عبدالله الحسن بن هبة الله بن رطبة ، عن الشيخ المفيد أبي علي ، عن والده ، في ما سمعتُه يُقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين بن عليّ صلوات الله عليه ، في المحرّم 6.

ص: 140


1- قد مرّ بيانها عند ذِكر أسانيد الكتاب.
2- يراجع عن تراجمهم المفصّلة : كتاب سُليم - المطبوع في ثلاثة مجلّدات - 1 / 209 و 253.
3- يراجع : كتاب سُليم - المطبوع في ثلاثة مجلّدات - 1 / 316.

من سنة ستّين وخمسمائة.

وأخبرني الشيخ المقرئ أبو عبدالله محمد بن الكال ، عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.

وأخبرني الشيخ الفقيه أبو عبدالله محمّد بن عليّ بن شهرآشوب ، قراءةً عليه بحلّة الجامعيّين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة ، عن جدّه شهرآشوب ، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه.

الأسانيد الأربعة للشيخ الطوسي إلى سُليم :

قال : حدّثنا ابن أبي جيّد ، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد بن أبي القاسم الملقّب بماجيلويه ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي.

قال : قال الشيخ أبو جعفر : وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله ، قال : أخبرنا أبو علي بن همّام بن سهيل ، قال : أخبرنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخّطاب وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي.

* أسانيد عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الصنعاني ، وهى مذكورة في مفتتح عدد من النسخ ، كنسخة صاحب الروضات وصاحب العبقات

ص: 141

والمحدّث النوري والشيخ كاشف الغطاء ، هكذا (1) :

«حدّثني أبو طالب محمد بن صبيح بن رجاء بدمشق سنة 334 ، قال : أخبرني أبو عمرو عصمة بن أبي عصمة البخاري ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن المنذر بن أحمد الصنعاني بصنعاء - شيخ صالح مأمون ، جار إسحاق بن إبراهيم الدبري - ، قال : حدّثنا أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الصنعاني الحميري ، قال : حدّثنا أبو عروة معمر بن راشد البصري ، قال : دعاني أبان بن أبي عيّاش قبل موته بشهر فقال : «إنّي رأيت الليلة ...» وساق القول بعين ما في قول ابن أُذينة في السند السابق ، ثمّ قال في آخره : «قال عمر بن أُذينة : ثمّ دفع إليّ أبان كتابَ سُليم بن قيس».

* أسانيد إبراهيم بن عمر اليماني ، وهي مذكورة في مفتتح عدد من النسخ ، كنسخة الحموئي الخراساني وأبي عبدالله المجتهد الموسوي ، هكذا (2)» :

«الحسن أبي يعقوب الدينوري ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عمّه عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني ، عن أبيه هلال بن نافع ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي».

* * * 4.

ص: 142


1- يراجع كتاب سُليم - المطبوع في ثلاثة مجلّدات - 1 / 318.
2- يراجع كتاب سُليم - المطبوع في ثلاثة مجلّدات - 1 / 324.

مخطوطات الكتاب

بلغت النسخ المخطوطة لكتاب سُليم 70 نسخة ، وهي ما ورد النصّ عليها في كتب المؤلّفين ، أو الكتب الرجالية ، أو فهارس المخطوطات ، أو شهد بوجودها أصحابها الحاضرون ، أو هي الآن موجودة في المكتبات ، ومذكورة في فهارسها ، أو جاء ذِكرها في سائر المخطوطات.

ومن اللازم أن أُشير هنا إلى نكتة هامة ، وهي أنّ عدّة من المتقدّمين كالشيخ النعماني والشيخ المفيد والشيخ محمد الرازي والشيخ حسن بن سليمان الحلّي وغيرهم ، يحصل اليقين من تعابيرهم بوجود نسخة عندهم.

كما إنّ مثل الصدوق والكليني وغيرهما من أعاظم المحدّثين لا يشكّ في أنّ نسخة الكتاب كانت موجودة عندهم.

وقد نصّ عدد من المصادر على وجود نسخ الكتاب في عدد من البلاد ، فمن العراق في كلٍّ من الكوفة والنجف وكربلاء والحلّة وبغداد والبصرة ، ومن الشام في دمشق ، ومن الحجاز في مكّة والمدينة ، ومن اليمن في صنعاء وبندر المخا ، ومن إيران في مشهد وقم وطهران ويزد وأصفهان وشيراز ونوبندجان وزنجان وخرمشهر ، ومن الهند في لكهنو وفيض آباد وبومبي.

والموجود اليوم من نسخ الكتاب 29 نسخة ، وقد كان عندنا منها 23 نسخة ، وحصّلنا نسختنا المطبوعة بالمقابلة عليها جميعاً.

وقد أوردنا وصف جميع المخطوطات في طبعة الكتاب في ثلاثة

ص: 143

مجلّدات (1) ، ونكتفي هنا بوصف النسخ المختارة :

1 - نسخة الشيخ الحرّ العاملي :

في مكتبة السيّد الحكيم بالنجف ، في مجموعة رقمها 316.

جاء ذكرها في وسائل الشيعة 2 / 210 ، وإثبات الهداة 1 / 29 ، ونشرة جامعة طهران لتعريف المخطوطات 5 / 423 ، ورسالة أبي غالب الزراري - مقدّمة السيّد الجلالي - : 84 ، وفهرست مخطوطات مكتبة السيّد الحكيم العامة بالنجف 1 / 56 ، والذريعة 2 / 156 وج 25 / 201 وج 22 / 367 ، والاختصاص - مقدّمة السيّد الخرسان - : 7.

وهى نسخة استكتبها العلاّمة الشيخ الحرّ العاملي ، وعليها خطوط الشيخ الحرّ ، وتصحيحاته ، وتملّك الشيخ الحرّ في 1087 ، وولده الشيخ محمد رضا الحرّ سنة 1108 ، وتملّك مبارك بن علي الجارودي سنة 1189 ، ثمّ تملّك ولد هذا الجارودي ، ثمّ حفيده ، وتملّك علي بن حسن ابن علي بن سليمان البحراني سنة 1315 ، وختم الشيخ محمد السماوي سنة 1354 ، وأخيراً ختم مكتبة السيّد الحكيم التي ابتاعت كتب الشيخ السماوي ، وفي ظهر النسخة هذه الرواية : «من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سُليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابنا شيئاً ، وهو أبجد الشيعة ، وهو سرّ من أسرار آل محمد عليهم السلام».

والنسخة في 58 ورقة ، 5 / 12 × 4 / 18، سم ، كتبها حاجي ميرزا محمد بن شاه محمد ، نزيل أصفهان ، في 10 ذي الحجّة الحرام سنة 5.

ص: 144


1- كتاب سُليم 1 / 329 و 395.

1085 عن نسخة عتيقة التسويد ، امتثالاً لأمر العالم الحسيب النسيب التقي النقي السيّد حيدرا.

وجاء في النسخة أنّها قوبلت مع نسخة أُخرى فصحّ وطابق ما انتسخ منه ، واستظهر في الذريعة 2 / 158 مقابلتها - أي نسخة الشيخ الحرّ - على نسخة العلاّمة المجلسي.

2 - نسخة العلاّمة المجلسي :

جاء ذِكرها في بحار الأنوار 1 / 15 وج 1 / 76.

أورد العلاّمة المجلسي جميع كتاب سُليم في موسوعته القيّمة بحار الأنوار موزّعاً ذلك على أجزائه ال- 110 ، كلّ حديث في بابه المناسب له. ولهذا نعدّ نسخة المجلسي من النسخ الموجودة ، وهي تتمثّل في نسخة منتزعة عن البحار ، استخرجناها بعد الاستقصاء في جميع مجلّداتها.

3 - نسخة الشيخ شير محمد الهمداني :

في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمها3230.

جاء ذِكرها في الذريعة 1 / 158 ، وفهرست مستنسخات الشيخ الهمداني - للسيّد الجلالي - ، وفي كتاب سُليم - الطبعة النجفية ، مقدّمة السيّد بحر العلوم - : 3 ، وإليك وصفها :

النسخة في مجموعة تضمّ 6 كتب ، سادسها كتاب سُليم ، نسخها الشيخ الهمداني في شعبان سنة 1353 عن نسخة الشيخ محمد الحرّ ، وقابلها مع عدّة نسخ أهمّها نسخة السيّد محمد باقر الخوانساري.

ص: 145

ثمّ إنّ الشيخ الهمداني ألحق بأوّل نسخته تحقيقات ثمينة حول كتاب سُليم ، وجمع الأحاديث المروية عن سُليم في كتب القدماء ممّا لا توجد في كتابه ، وجعلها في ذيل نسخته ، وطبع الكتاب في النجف على هذه النسخة المنتسخة على نسخة الشيخ الحرّ كما صرّح بذلك في آخر المطبوعة.

4 - نسخة السيّد الجلالي :

جاء ذِكرها في دائرة المعارف الشيعية 5 / 42 ، وفهرست مستنسخات الشيخ الهمداني - للسيّد الجلالي - (مخطوط).

تفضّل السيّد الجلالي في سنة 1410 بإرسال نسخة مصوّرة عن نسخته التى نسخها بيده إليّ ، وهي عندي ، وإليك وصفها :

تقع في 33 ورقة في القطع المتوسط 5 / 21 × 18 سم ، في كلّ صفحة 21 سطراً ، استنسخها السيّد الجلالي بخطّ النسخ على نسخة قديمة للسيّد المستنبط في سنة 1385 ، وكان في آخر نسخة السيّد المستنبط صورة تاريخ المنتسخ عنها هكذا : «غرّة ربيع الآخر من سنة تسع وستّمائة» ، قابَلَ النسخة بنسخة أُخرى كانت بحوزة الشيخ شير محمد الهمداني.

5 - نسخة مكتبة السيّد الروضاتي الخاصة بأصفهان :

ذكرها صاحب المكتبة في رسالته «الدرر واللآلي» - مخطوط - : 33 ، نقلاً عن كتابه «تكملة الذريعة».

رأيت النسخة في سنة 1410 في مدينة قم المقدّسة ، فقد تفضّل سماحة صاحب المكتبة بإرسالها إلى من أصفهان ، وإليك وصفها :

ص: 146

نسخة في القطع المتوسّط 5 / 17 × 11 سم ، في 112 ورقة ، وكتبه بخطّ النسخ محمد بن زين العابدين الموسوي في 1288 ، وفي النسخة صورة خاتم حفيد صاحب الروضات ، ولا شبهة أنّه استنسخ النسختين عن النسخة العتيقة التي كانت في مكتبة أخيه صاحب الروضات.

وهي موافقة للنسخة التي استكتبها في 1270 - أي نسخة المحدّث النوري -.

6 - نسخة مكتبة الشيخ علي حيدر الخاصة بقم :

في مجموعة رقمها 296.

رأيت النسخة في المكتبة بمدينة قم المقدّسة في سنة 1411 ، وحصلت منها على نسخة مصوّرة ، وإليك وصفها :

نسخة في القطع المتوسط 5 / 19 × 13 سم ، في 151 ورقة ، كتبها بخطّ النسخ محمد مؤمن الجربادقاني في سنة 1059.

7 - نسخة مكتبة آستان قدس بمشهد :

رقمها 2035.

جاء ذِكرها في الفهرست الألفبائي الجديد للمكتبة : 312 ، وفي فهرست المكتبة القديم ، قسم الأخبار 5 / 150.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1406 ، وإليك وصفها :

نسخة في القطع الصغير 15 × 10 سم ، في 108 ورقة ، كلّ صفحة 15 سطراً ، كتبها بخطّ النستعليق محمد تقي في المخا مرفأ باليمن ، وتاريخ النسخة يرجع إلى القرن الثالث عشر.

ص: 147

8 - نسخة مكتبة آستان قدس بمشهد :

في مجموعة رقمها 8130.

جاء ذِكرها في الفهرست الألفبائي للمكتبة : 312.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1406 وهذا وصفها :

نسخة في القطع الوزيري ، في 107 ورقة ، كلّ صفحة 22 سطراً ، كتبها بخطّ النسخ السيّد محمد حسين بن زين العابدين الأُرموي في النجف في سنة 1346 ، والنسخة مجموعة تتضمّن 20 كتاباً كلّها من الأُصول الأربعمائة ، وأوّلها كتاب سُليم بن قيس ، ذكر الكاتب أنّه نسخها على نسخة عتيقة ، وقابلها بنسخة منتسخة عن نسخة الشيخ الحرّ ، وأورد في الهوامش مواضع الاختلاف بين النسختين.

ثمّ قال الكاتب بعد إتمام أحاديث نسخته المنتسخ عليها : «هذا آخر نسخة سُليم رحمة الله عليه في نسخة قديمة ، وفي نسخة أُخرى وهي التي نسخت الكتاب منها بعد ذلك ما هذا ألفاظه : هذه صورة نسخة كانت بأيدينا من كتاب سُليم ، ووجد بعض الأخلاّء نسخة في محروسة أصفهان وذكر أنّها نسخة المرحوم المجلسي المتقدّم ، وفي آخرها زيادة على ما في نسختنا هذه ، حديث همّام المعروف وأربعة أحاديث أُخرى هذه صورتها» ثمّ أورد الأحاديث.

9 - نسخة مكتبة آستان قدس بمشهد :

في مجموعة رقمها 9719.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1413 ، وحصلت على نسخة

ص: 148

مصوّرة عنها ، وإليك وصفها :

مجموعة في 106 ورقة 19 × 10 سم ، كلّ صفحة 22 سطراً ، وهي تتضمّن 6 كتب ، رابعها كتاب سُليم ، في 28 ورقة ، كتبه بخطّ النستعليق محمد بن محمود الطبسي ، في منتصف شعبان 1080 ه- ، والنسخة في القطع الرقعي الصغير ، وعلى هوامشه تصحيحات وبلاغات.

10 - نسخة مكتبة كلّية الإلهيات بمشهد :

في مجموعة رقمها 456.

جاء ذِكرها في نشرة جامعة طهران لتعريف المخطوطات 5 / 65 ، وفي فهرست مكتبة كلّية الإلهيات 1 / 362.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1408 ، وإليك وصفها :

مجموعة تحتوي ثلاثة كتب ، أوّلها كتاب سُليم ، وهي 175 ورقة ، 32 × 20 سم ، كلّ صفحة 25 سطراً في القطع الكبير ، كتبهابخطّ النسخ الجيّد محمد طاهر بن كمال الدين الشوشتري في 1082 ه.

11 - نسخة مكتبة جامعة طهران :

في مجموعة رقمها 575.

جاء ذِكرها في فهرست مخطوطات مكتبة جامعة طهران (المشكاة) 5 / 1485.

رأيت النسخة في المكتبة سنة 1409 ، وهذا وصفها :

نسخة في القطع الصغير ، وهي مجموعة تتضمّن خمسة كتب ، ويقع

ص: 149

آخرها كتاب سُليم ، في 84 ورقة ، تاريخها سنة1160.

12 - نسخة مكتبة جامعة طهران ، رقمها 669 :

جاء ذِكرها في فهرست مخطوطات مكتبة جامعة طهران (المشكاة) 5 / 1486.

رأيت النسخة في المكتبة سنة 1409 ، وهذا وصفها :

نسخة في القطع الوزيري ، في 55 ورقة ، 5 / 17 × 22 سم ، في كلّ صفحه 15 سطراً ، نسخت بخطّ النسخ الجيّد ، بدون تاريخ ولا اسم الناسخ ، وبعد تمام الكتاب أورد ما مرّ في النسخة 8 من قوله : «هذه صورة نسخة كانت بأيدينا من كتاب سُليم ، ووجد بعض الأخلاّء نسخة في محروسة أصفهان ...» ، ثمّ أورد الأحاديث ، وكتب في هامش الصفحة الأخيرة هذه العبارات : «صورة خطّ المجلسي في الهامش» ، ويستظهر من هذا أنّ الناسخ رأى نسخة المجلسي الأوّل بعينها.

13 - نسخة مكتبة جامعة طهران :

رقمها 2200.

جاء ذِكرها في فهرست مكتبة جامعة طهران 9 / 883.

رأيت النسخة في المكتبة سنة 1409 ، وهذا وصفها :

نسخة في القطع المتوسّط ، 47 ورقة ، 22 × 13 سم ، كلّ صفحة 17 سطراً ، وجميع صفحاتها مذهّبة ، كتبها بخطّ النستعليق الجيّد حبيب الله بن محمد علي ، المتخلّص بقاآني ، في سنة 1252.

ص: 150

14 - نسخة مكتبة جامعة طهران :

رقمها 6808.

جاء ذِكرها في فهرست مكتبة جامعة طهران 16 / 365 ، وذكر في أوّل المجلّد 16 من الفهرست : أنّ هذه النسخة مع عدّة نسخ أُخرى ممّا ابتاعته مكتبة جامعة طهران من مخطوطات مكتبة الشيخ علي العلومي اليزدي في مدينة يزد.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1409 ، وعندي نسخة مصوّرة عنها ، وهذا وصفها :

نسخة في القطع الوزيري ، في 70 ورقة ، 14 × 21 سم ، كلّ صفحة 15 سطراً ، كتبها بخطّ النسخ علي بن محمد الآزاداني في 23 ربيع الأوّل سنة 1282.

15 - نسخة كلّية الحقوق في مكتبة جامعة طهران :

فى مجموعة رقمها 178 ج.

جاء ذِكرها في فهرست مكتبة كلّية الحقوق : 420.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1409 ، وعندي نسخة مصوّرة عنها ، وهذا وصفها :

مجموعة في القطع الوزيري ، في 131 ورقة ، تضمّنت كتابين ثانيهما كتاب سُليم ، في 62 ورقة ، وهي بخطّ النسخ ، وليس عليها تاريخ الفراغ ولا اسم الكاتب ، وصرّح في النسخة بأنّها منتسخة على نسخة المحدّث

ص: 151

النوري ، ويستفاد منه أنّ تاريخ استنساخ النسخة كانت حدود سنة 1320 وهي سنة وفاة المحدّث النوري.

بقي أن أُشير إلى نكتة ، وهي أنّ الراجح في نظري أنّ جملة «وجد بعض الأخلاّء في محروسة أصفهان نسخة ذكر أنّها نسخة المجلسي المتقدّم ...» إلى آخر ما ذكر في النسختين 8 و 12 و 18 ، كلّها منقولة عن المحدّث النوري ، وهو الذي وجد بعضُ أخلاّئه نسخة المجلسي الأوّل في أصفهان ، وذلك أنّ قول هذا القائل يُفهم منه أنّ نسخته انتسخت على نسخة المحدّث النوري من أوّلها إلى آخرها بما فيها من الإضافات والهوامش.

16 - نسخة كلّية الحقوق في مكتبة جامعة طهران :

رقمها 29 د.

جاء ذِكرها في فهرست مكتبة كلّية الحقوق : 420.

رأيت النسخة في مكتبة جامعة طهران ، فقد نُقلت مخطوطات مكتبة كلّية الحقوق إليها ، وحصلت على نسخة مصوّرة منها ، وذلك في سنة 1409 ، ويوجد الميكروفيلم منها في مكتبة آية الله المرعشي بقم ، رقمه 783 ، كما توجد نسخة مصوّرة عنها في نفس المكتبة ، وإليك وصف النسخة :

نسخة في القطع الصغير ، 74 ورقة ، 5 / 17 × 5 / 11 سم ، في كلّ صفحة 15 سطراً ، وكتبت بخطّ النسخ الجيّد بأمر العلاّمة المجلسي بأصفهان في سنة 1107 ، في أوّلها صورة وقف الكتاب ، وتحتها صورة خاتم

ص: 152

المجلسي هكذا : «محمد باقر العلوم» ، وهذه النسخة انتسخت على نسخة الأُمّ المؤرّخة سنة 609 التي وجدها العلاّمة المجلسي.

17 - نسخة مكتبة ملك بطهران :

رقمها 729.

جاء ذِكرها في فهرست المكتبة في قسم الكتب العربية 1 / 587.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1413 ، وعندي نسخة مصوّرة منها ، ويوجد الميكروفيلم منها في مكتبة آستان قدس بمشهد ، وإليك وصف النسخة :

كتبت بخطّ النسخ في سنة 1282 ، على نسخة تاريخ المنتسخ عنها تسع وستّمائة ، وهي في 74 ورقة ، 7 / 21 × 1 / 11 سم.

18 - نسخة مكتبة مجلس الشورى الجديد بطهران :

في مجموعة رقمها 652.

جاء ذِكرها في الذريعة 2 / 159 ، وفى فهرست مكتبة مجلس السنا السابق في طهران 2 / 4.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1415 ، وهذا وصفها :

مجموعة تضمّنت 6 كتب ، ثانيها كتاب سُليم ، في 65 ورقة ، 12 × 7 سم ، كتبها بخطّ النسخ أبو محمد الحسن بن علي السجّاد الغفّاري الكربلائي ، في الخامس من ذي الحجّة 1306 في كربلاء.

ص: 153

وقال في الورقة 66 منه : «هذه صورة نسخة كانت بأيدينا من كتاب سُليم بن قيس ، ووجد بعض الأخلاّء نسخة في محروسة أصفهان ، ذكر أنّها نسخة المرحوم المجلسي المتقدّم ...» إلى آخر ما مرّ في النسخة 8 فراجع.

ثمّ إنّه يوجد على النسخة خاتم مكتبة السيّد محمد مهدي راجه في الهند في سنة 1335 ، ثمّ نقلت من الهند إلى مكتبة مجلس الشورى في طهران.

19 - نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران :

في مجموعة رقمها 5366.

جاء ذِكرها في فهرست مكتبة مجلس الشورى القديم 16 / 274.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1413 ، وحصلت على نسخة مصوّرة عنها ، وهذا وصفها :

مجموعة في 196 ورقة ، تتضمّن كتابين ثانيهما كتاب سُليم ، في 35 ورقة ، والنسخة في القطع الرقعي الصغير ، كلّ صفحة 19 سطراً ، كتبت بخطّ النستعليق ، وعلى هوامشها تصحيحات ، الكاتب والتاريخ مجهولان ، إلاّ أنّ تاريخ النسخة يرجع إلى القرن 11 الهجري.

20 - نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران :

رقمها 7699.

جاء ذِكرها في فهرست المكتبة 26 / 192.

رأيت النسخة في المكتبة في سنة 1413 ، وحصلت على نسخة

ص: 154

مصوّرة عنها ، وإليك وصفها :

نسخة في القطع المتوسّط ، 17 × 25 سم ، وهي في 78 ورقة ، في كلّ صفحة 14 سطراً ، كتبه بخطّ النسخ الجيّد محمد كاظم الخوئيني الزنجاني في سنة 1310 ه- في بلدة زنجان ، عن نسخة ميرزا أبي عبدالله المجتهد الموسوي.

21 - نسخة مكتبة مدرسة السيّد الخوئي بمشهد :

في مجموعة رقمها 87.

جاء ذِكرها في فهرست المكتبة : 56 ، وإليك وصفها :

مجموعة في 209 ورقة ، 21 × 16 سم ، تضمّنت ثلاثة كتب أوّلها كتاب سُليم ، في 77 ورقة ، كتبها بخطّ النسخ في سنة 1337 ، وقابلها الناسخ ثمّ السيّد كاظم الطباطبائي التبريزي.

22 - نسخة مكتبة مدرسة إمام العصر عليه السلام بشيراز :

في مجموعة رقمها 256.

جاء ذِكرها في فهرست المكتبة 1 / 109 ، وعندي نسخة مصوّرة عنها ، وهذا وصفها :

مجموعة تضمّ 7 كتب ، سابعها كتاب سُليم بن قيس ، في 60 ورقة ، 23 × 12 سم ، تاريخ كتابتها 27 محرّم سنة 1112 ، وصرّح في الكتاب الأوّل بكتابتها في مكّة المكرّمة عند الكعبة الشريفة.

ص: 155

23 - نسخة مكتبة مدرسة إمام السيّد الگلبايگاني بقم :

في مجموعة رقمها 30 / 50.

جاء ذِكرها في فهرست المكتبة : 87 ، وعندي نسخة مصوّرة عنها ، وهذا وصفها :

مجموعة تضمّ كتابين ، ثانيهما كتاب سُليم بن قيس ، في 37 ورقة ، 28 × 23 سم ، تاريخ كتابتها سنة 1113 ، كتبها شمس ابن سليمان الطالقاني.

* * *

ص: 156

طبعات الكتاب

طبع الكتاب لأوّل مرّة قبل أكثر من ستّين عاماً ، كما طبع منتخبه قبل إخراج أصله ، وطبعت ترجمته بالأُوردية لأوّل مرّة قبل ثلاثين عاماً ، وطبعت ترجمته بالفارسية لأوّل مرّة قبل عشرين عاماً ، وطبعت ترجمته بالانكليزية قبل سنة.

وهذا مجمل طبعاته :

1 - طبعة النجف ، المكتبة الحيدرية ، على نسخة الشيخ الحرّ ، والمقابلة على نسخة أُخرى ، وبمقدّمة موجزة للسيّد محمد صادق آل بحر العلوم ، في سنة 1361 ه- ، بالقطع الرقعي ، في 192 صفحة ..

ومرّة أُخرى بمقدّمة مفصّلة للسيّد بحر العلوم ، إضافة إلى ما حقَّقه الشيخ شير محمد الهمداني ، في سنة 1366 ه- ، في 212 صفحة ..

ومرّة أُخرى في 236 صفحة ، ومرّة أُخرى في 270 صفحة ، بالقطعين الرقعي والوزيري.

صدرت هذه الطبعة في النجف عدّة مرات.

وأُعيد إصدار هذه الطبعة في قم عدّة مرّات ، من قبل دار الكتب الإسلامية ، حدود سنة 1395 ه.

وأُعيد إصدارها أيضاً في بيروت عدّة مرّات ، من قبل دار الفنون ومكتبة الإيمان في سنة 1400 ه- ، ومؤسّسة الأعلمي في سنة 1412 ه.

2 - طبعة بيروت ، مؤسّسة البعثة ، بمقدّمة السيّد علاء الدين الموسوي ، مع إبقاء المتن كما كان في الطبعة النجفية ، في سنة 1407 ه- ،

ص: 157

بالقطع الوزيري ، في 215 صفحة.

وأعادت المؤسّسة نفسها طبعه في طهران سنة 1408 ه- ، في 328 صفحة ، مع إضافة الفهارس.

3 - طبعة قم ، مؤسّسة نشر الهادي ، بتحقيق محمد باقر الأنصاري ، سنة 1415 ه- ، ثلاث مجلّدات بالقطع الوزيري : المجلّد الأوّل إلى ص 552 وهو المقدّمة ، والمجلّد الثاني إلى ص 957 وهو متن الكتاب ، والمجلّد الثالث إلى ص 1472 وهو التخريجات والفهارس.

وأعادت المؤسّسة نفسها طبعه سنة 1416 ه- ، مع إضافة ملحق يحوي بعض المعلومات الجديدة.

4 - طبعة قم ، مؤسّسة نشر الهادي ، في 640 صفحة ، سنة 1420 ه- ، مجلّد واحد بالقطع الوزيري ، وهو تلخيص لمقدّمة الطبعة السابقة ، مع إبقاء المتن كما كان ، مع حذف كثير من الهوامش ، وتلخيصٍ في التخريجات السابقة ، وإضافة التخريج الموضوعي ، وحذف كثير من الفهارس.

* * *

ص: 158

منتخب الكتاب

عثرنا على كتاب منتخب كتاب سليم بن قيس في موردين :

1 - للشيخ عبد الحميد بن عبدالله الكُرْهرودي ، طبع قبل سنة 1360 ه.

2 - للسيّد محمد علي الشاه عبد العظيمي ، ذكره فى الذريعة (1) ، لم يطبع ولم نعثر عليه.

* * * 1.

ص: 159


1- الذريعة 22 / 411.

ترجمة الكتاب

إلى الفارسية :

* ترجمه المحدّث الخبير الحاجّ إسماعيل الأنصاري ، وسمّاه : أسرار آل محمد عليهم السلام ، وصدر لأوّل مرّة سنة 1400 ه- ، ثمّ أُعيد طبعه مرّات عديدة في طهران وقم ومشهد وغيرها ، بالقطعين الوزيري والجيبي ، وهي مطابقة للنسخة المطبوعة في النجف ، في 270 صفحة ..

وقد لخّص فيه مقدّمة الطبعة النجفية ، وألحق به المستدركات التي جاءت فيها.

ثمّ أعادت طبعه بحلّة جديدة مؤسّسة العلاّمة ، ومؤسّسة المعارف الإسلامية بقم سنة 1413 ه- ، بالقطع الوزيري ، في 621 صفحة ، وأعادتا طبعه سنة 1414 و 1415 ه.

وفي سنة 1416 قام الوالد المحترم بترجمة جديدة للكتاب طبقاً للطبعة الجديدة في ثلاث مجلّدات ، ونشرت الترجمة مؤسّسة الهادي في قم سنة 1416 ه- ، بالقطع الوزيري ، في 776 صفحة ، وأُعيد طبعها سنة 1417 و 1418 و 1419 و 1420 و 1421 ه- ، ونشرت هذه الترجمة الفارسية بالقطع الجيبي أيضاً.

* ترجمه المرحوم العلاّمة الشيخ محمد باقر الكمره اى - المتوفّى سنة 1414 ه- - ملفّقاً بمتنه العربي ، ونشرته مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام سنة 1412 ه- ، بالقطع الرقعي ، في 556 صفحة.

* ترجم الدكتور محمود رضا افتخار زاده ما اقتبسه من الكتاب

ص: 160

وصدر بعنوان : تاريخ سياسى صدر إسلام ؛ إذ اختار 66 حديثاً من أحاديث الكتاب ممّا يتصّل بموضوعه ، وقسّم الكتاب موضوعياً إلى سبعة فصول ، وقدّم له مقدّمة في 72 صفحة ، نشرته «منشورات رسالت قلم» في طهران سنة 1419 ه- ، بالقطع الوزيري ، في 480 صفحة.

إلى الأُوردية :

ترجمه المرحوم الشيخ ملك محمد شريف بن شيرمحمد الشاه رسولْوي المُلتاني في سنة 1375 ه- ، وأصدرته مكتبة الساجد في الملتان في باكستان سنة 1391 ه- ، في 237 صفحة ..

وأُعيد طبعه في 288 صفحة سنة 1400 ه- ، كما وأُعيد طبعه بالقطع الرقعي وبشكل جديد في سنة 1415 ه- ، طبعته مكتبة إبلاغ العمران في لاهور في باكستان.

وترجمه أيضاً العلاّمة المرحوم السيّد ذيشأن حيدر الجوادي بالهند ، وطبعته مكتبة الجواد في مدينة بنارس بالهند سنة 1420 ه.

إلى الإنكليزية :

* ترجمه السيّد علي يوسف ، مع مقدّمة مختصرة ، وصدر بعنوان : The Book of Sulaim bin Qays Alhilali ، وطبعته بشيكاغو في أمريكا مؤسسة The Open School سنة 1419 ه- ، بالقطع الرحلي ، في 160 صفحة.

* * *

ص: 161

وهنا تمّ استعراض لمحة عن تاريخ كتاب سُليم ، وهو في الواقع رسم لصورة عن جهاد علمي وإيثار ديني ، يهيّىَ الفكر لقراءة حصيلة 60 عاماً من عمر مؤلّفه ، كما ويؤدّي إلى إكبار وتقدير ما تحمّله العلماء لحفظ هذا التراث القويم بما أنّه أوّل أثر إسلامي بقي من يوم تأليفه.

شكر الله مساعيهم ، والحمد لله أوّلاً وآخراً.

* * *

ص: 162

معجم ما أُلّف عن أبي طالب عليه السلام

عبدالله صالح المنتفكي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين ، وآله الهداة الميامين.

الحمد لله الذي جعلنا من أهل التمييز ، وأخرجنا من الجهالة بنور التعقّل ، وأضاء لنا طريقنا بالإسلام ، وأبعدنا عن ساحة التعرّب وأدخلنا في صيرورة التحضّر.

فالحضارة الإنسانية تنحصر بين الحرف والرقم ، وتتمثّل الحروف بالكلمات.

ولكلّ كلمة معنىً ، ولكلّ مصطلح دلالته.

وبالكلمة سجّل الإنسان خصائص حضارته المتميّزة وأحداث تاريخه المهمّة.

فالحضارة هي : مجموع الثقافات المتنوّعة لأفراد الأُمّة.

والثقافة هي : منظومة المعلومات المخزونة في ذهنية الفرد.

ص: 163

ومجموعة هذه الثقافات المتنوّعة يكوّن تلك الحضارة ويرفع صرحها عالياً.

وقد تنوّعت حضارات الأُمم وتمايزت ، ولكلّ حضارة أساس ومقوّم ، وأساس الحضارة الإسلامية «الدين» ، ومقوّمها الدعوة المحمدية «محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم بدعوته».

والحدث - عموماً - يكشف عن نفسه من خلال الكلمات والمواقف المنبعثة من المبادئ والقيم التي يؤمن بها الإنسان ، والتي أصبحت عنده قيمة ورمزاً ..

وهي التي أنزلتها السماء أو سنّها لنفسه ليستمدّ منها طاقته الروحية.

وهذه المبادئ والقيم تمثّلت عنده من خلال الكلمة والموقف ، خيراً أو شرّاً.

فالكلمة : شعارٌ ورمزٌ ومسؤوليةٌ ودعوةٌ في أُفق الهدف.

والموقف : كلمة حية متحرّكة ومتجسّدة في واقع الحياة.

وهذا التلازم المعنوي المترابط بمتانةٍ بين الكلمة والموقف وبين المبدأ والقيم ، لا ينفكّ إلاّ عند ضعاف النفوس أو ضعف المبادئ!

إذاً كيف لنا أن نعرف خلجات الإنسان ومعتقداته؟ ومن خلال ماذا؟

نعرف ذلك من خلال :

1 - المبادئ.

2 - الأقوال.

3 - الأفعال.

4 - التلازم والانسجام التامّ بينها.

وتعرف المبادئ ذات القيمة المؤثّرة من خلال المعتقد ، سماوياً كان

ص: 164

أو وضعياً.

والمعتقد هو الذي يحدّد لنا هوية الإنسان في الدنيا ، ويصوّر لنا عاقبته في الآخرة.

إذاً كيف يصوّر لنا الإسلام هذه الهوية؟

الإسلام هو القانون الذي يمنهج لنا أعمال الإنسان ، ووفقاً لانطباق الأعمال مع القانون أو بُعدها عنه توضع الصورة المطلوبة لتحديد الهوية الشخصية.

فالمسلم الواعي لا يطرح رأياً عشوائياً ، ولا يتخذ حكماً مسبقاً ، ولا يبني أحكاماً لا أُسس لها في موارد الفقه الإلهي ، وإنّما يأخذ بأُصول التشريع الإسلامي ويبني عليها أحكامه بعد إحاطته التامّة بالعلوم اللازمة والتي تجعله قادراً على استنباط الأحكام من مواردها الخاصة ، وهي الكاشفة عن وجه الحقيقة الشرعية ، والتي تمنحه القدرة على معرفة المباني السليمة والأحكام الصحيحة ، وتعطيه النتائج المرجوّة في طلب الحقّ والوصول إلى الحقيقة.

ومن هنا أقول : كيف لنا أن نقف الموقف الشرعي السليم والمبرئ للذمّة تجاه أبي طالب؟

يتّضح لنا الموقف من خلال الحديث النبوي الشريف ، المروي عن الإمام عليّ الرضا عليه السلام : «الإيمان : عقد بالقلب ، ولفظ باللسان ، وعمل بالجوارح» (1) ، وقال صلىّ الله عليه وآله وسلّم : «الإيمان قول مقول ، وعمل معمول ، وعرفان العقول» (2). 2.

ص: 165


1- معاني الأخبار : 186 ح 2.
2- أمالي المفيد : 275 ح 2.

فدلائل الإيمان عند الإنسان ثلاثة ، أوّلها القلب ، ولا يعلم ما في القلب إلاّ الله تعالى ، ثمّ يعلم الإنسانُ ذلك من خلال الدلالتين الأُخريين.

فإنّ الإيمان القلبي يفيض على الدلالتين فيظهران ويوضحان ما في القلب من إيمان ، وذلك من خلال اللسان بالقول ، والأركان (أعضاء جسم الإنسان) بالحركة والسَعَيان.

فإذا كان عملُ الإنسان يوافق قولَه ، صَدقَ عليه الإيمان القلبي ، بقوله وفعله ، ولا يصدُق في قوله إلاّ إذا وافق قوله عمله وعمله قوله.

وبعد أن عرفنا كيف يمكن أن نعرف الإيمان عند الإنسان ، يأتي السؤال : هل كان أبو طالب مؤمناً أم لا؟

وهذا الخلاف الطويل الأمد كيف نضعه من هذا الفهم للإيمان؟ فإذا كان قلب أبي طالب عامراً بالإيمان ، فإنّه يفيض عليه بالإحسان والعمل الصالح ومطابقة الأقوال للأفعال.

وبهذه الصورة نحتاج إلى أن نتعرّف على أقوال وأفعال أبي طالب ، وهي كثيرة ..

فإنّ أقواله - نظماً ونثراً - توافق أفعاله ، وهذا يشير إلى إيمانه وقوّة عقيدته ، إذ إنّ مطابقة القول الحسن للفعل الأحسن دليل قاطع على ما يكنّه من صلابة في الإيمان.

إذ إنّه عمل قولاً وفعلاً بما كان يعتقده في قلبه ، وهذا أصدق دلائل الإيمان القلبي.

وبهذا نعلم أنّ أبا طالب - ووفقاً لهذه النظرة إلى الإيمان - كان مؤمناً.

وقد أتت المؤلّفات المفردة عنه بالشواهد على ذلك ، وفيها ما يشفي العليل ويروي الغليل.

ص: 166

ونستفيد من هذا الفهرست - الذي بين يديك - في الاستدلال على إيمانه ، فإنّ علماء الإسلام الّذين أفردوا حوله المؤلّفات المفيدة ، ومنذ عصر التأليف ، وعلى مختلف مستوياتهم العلمية ومشاربهم المذهبية ، وفي جميع أطوار التاريخ الإسلامي ، فإنّه لم يخلُ مؤلّف منهم عن القول بإيمان أبي طالب ، فقد اتّفقوا جميعاً على ذلك وتسالموا عليه.

ومن مضمون اتّفاقهم هذا تكون معنا وثيقة علمائية تاريخية متّفق عليها.

وهذا الاتّفاق وإن خالفه بعضهم ، فخلافهم لا يُعتدّ به ؛ لأنّه خلاف الواقع وخلاف المُجمَع والمتّفق عليه ، ومخالف للدليل الصحيح والحجّة الثابتة ، ومخالفتهم لا تثبت أمام النقد والتمحيص في حالة الترجيح بين الأدلّة الخلافية ، فتسقط جميعها عن حدّ الاعتبار المأخوذ به في علم الدراية.

وهنا يسقط الرأي المخالف لإيمان أبي طالب ويبقى الدليل القوي على إيمانه مخلّداً.

ثمّ اعلم عزيزي القارئ أنّ أبا طالب كان موحّداً قبل البعثة ، وعارفاً بحال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك عارفاً بالبشائر الدالّة على بعثته قبل البعثة.

فهل تكون نتيجة الموحّد ، العارف بدلائل النبوّة والمنتظر لها ، والذي عاش إرهاصاتها ، الكفر بها؟!

اعلم أنّ هذا لا يصحّ أبداً ، وما ظهر من أبي طالب من أفعال كداعيةٍ للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وكفالةٍ وتأييدٍ ونصرةٍ بالقول والفعل والمال والولد خلاف الكفر ، بل دليل على ثباته بالمعرفة على الإيمان بالرسالة والرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وبهذا نخلص إلى النتيجة التالية :

ص: 167

إنّ الإيمان قد عمر قلب أبي طالب ففاض قولاً وعملاً صالحاً ذاد به عن الإسلام حتّى الرمق الأخير من حياته ، فقد توفّي عليه السلام ودُفن في شِعب أبي طالب بُعيد أيّام الحصار الذي كان يمرّ به الإسلام ، فكانت نتيجته الجنّة والرضوان.

واعلم أنّ أوّل من عمل على إقامة مجلس عزاء تأبيني في ذكرى وفاته هو : الشيخ عبد الحميد بن إبراهيم بن حسين الهلالي ، وذلك سنة 1380 ه- / 1960 م ، في النجف الأشرف بالعراق.

وإنّ أوّل من ألّف حول أبي طالب هو : أبو هفّان عبدالله بن أحمد العبدي البصري (ت 257 ه).

أما أبو طالب فهو : عبد مناف (1) (عمران) (2) بن عبد المطّلب (شيبة الحمد) بن هاشم (عمرو) بن عبد مناف (المغيرة) بن قصيّ.

وُلد بمكّة المكرّمة قبل مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بخمس وثلاثين سنة وقبل الهجرة بخمس وثمانين سنة (3) ، وتوفّي في النصف من شوّال في السنة العاشرة من البعثة ، وقيل : في آخر شوّال وأوّل ذي القعدة (4) وهو ابن بضع وثمانين سنة ، وكانت وفاته بمكّة ودُفن بالحجون (5).

أُمّه : فاطمة بنت عمرو بن عائد المخزومية.

زوجته : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ. 0.

ص: 168


1- المناقب - لابن شهرآشوب - 1 / 36.
2- عمدة الطالب : 20.
3- الأعلام - للزركلي - 4 / 166.
4- أنساب الأشراف 1 / 405 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 90.
5- سفينة البحار 2 / 140.

وُلده : 1 - طالب ، وبه يكنّى بل يسمّى (1).

2 - عقيل.

3 - جعفر الطيّار.

4 - أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ، وهو أصغرهم سنّاً وأعظمهم شأناً ، وبين كلّ واحد منهم وبين الآخر عشر سنوات.

أمّا الإناث ، فهنّ :

1 - أُمّ هاني ، واسمها هند ، وقيل : فاختة.

2 - جمانة.

3 - أسماء.

4 - ريطة.

هذا المعجم :

وأمّا هذا المعجم الذي بين يديك ، فهو مستلٌّ من الجزء الأوّل المسمّى «معجم المصنّفات والمصنّفين حول أبي طالب» من «الموسوعة الإسلامية في أبي طالب» ، نسأل الله التوفيق لإتمام هذا المشروع.

وقد رتّبناه على المواضيع ، وكلّ موضوع رتّبناه على الحروف الهجائية ، وجعلناه في الأقسام العشرة التالية :

1 - ما أُلّف في إيمان أبي طالب ودفع شبهة التكفير عنه.

2 - مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة في إيمان أبي طالب وأدبه.

3 - ما أُلّف في تاريخ حياته ودفاعه عن الإسلام. 6.

ص: 169


1- مروج الذهب 1 / 404 ، الإصابة 4 / 115 - 116.

4 - ما كتب في فضائل ومناقب أبي طالب.

5 - في ما رواه أبو طالب عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.

6 - ديوان أبي طالب (جمعاً وشرحاً وتحقيقاً).

7 - شرح قصيدة أبي طالب اللامية.

8 - دراسات في أدب أبي طالب.

9 - أبو طالب في الشعر الإسلامي.

10 - مؤلّفات في أبي طالب مترجمة إلى لغات أُخرى.

والحمد لله أوّلاً وآخراً ، وصلّى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

* * *

ص: 170

القسم الأوّل

ما أُلِّف في

إثبات إيمانه ودفع شبهة التكفير عنه

1 / 1 - أبو طالب المسلم.

من : موسوعة التاريخ الإسلامي ، رقم 6.

تأليف :أ. م. مغنية (أحمد محمد مغنية).

ط 1 : بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1982 ، 59 ص ، 24 × 17 سم.

2 / 2 - أبو طالب مؤمن قريش (إيمان أبي طالب).

دراسة تحليلية.

ترجم إلى اللغتين الفارسية والأُوردية.

تأليف : الشيخ عبدالله بن علي بن حسن بن مهدي بن كاظم بن علي ابن عبدالله بن مهدي الخنيزي القطيفي النجفي ، المولود بالقطيف سنة 1350 ه- / 1931 م.

ط 1 : النجف ، منشورات المؤسّسة الثقافية ، 1961.

ط 2 : بيروت ، دار ومكتبة الحياة ، 1962.

ط 3 : بيروت ، دار ومكتبة الحياة ، 1964 ، 427 ص ، 24 × 17 سم.

ط 4 : بيروت ، دار التعارف ، 1978.

ط 5 : بيروت ، مؤسّسة البلاغ ، 1997 ، 440 ص ، 24 × 17 سم.

ص: 171

انظر : نقباء البشر 4 / 1393.

3 - إتحاف الطالب بنجاة أبي طالب.

تأليف : محمد فتحا بن محمد ضمّا ، المعروف ب- : جنون الصغير.

انظر : رقم 4 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

4 - إثبات إسلام أبي طالب.

تأليف : مولانا محمد معين التتوي الحنفي.

انظر : رقم 5 من قسم مؤلّفات أصحاب المذاهب الأربعة.

3 / 5 - إسلام أبي طالب (رسالة).

تأليف : الشيخ عبد الحسين بن محمد علي بن يحيى بن عطوة بن يحيى بن حسين بن عبدالله بن علي بن نعمة العاملي ، المعاصر ، المولود سنة 1925 م.

شاهدنا المخطوطة لديه ، بحدود 50 صفحة.

4 / 6 - إسلام أبي طالب (الجواب الصائب عن شبهة إيمان أبي طالب).

رسالة فارسية مختصرة.

تأليف : الشيخ عباس بن المولى حاجي القمّي النجفي الحائري الطهراني (1298 - 1360 ه).

انظر : آثار الحجّة 1 / 225 ، الذريعة 5 / 170 رقم 741 ، معجم رجال

ص: 172

الفكر والأدب 1 / 382 و 3 / 1016 ، دانشمندان 4 / 427 ، نقباء البشر 3 / 991 ، معجم المؤلّفين 5 / 59.

5 / 7 - إسلام أبي طالب.

من خلال الآيات والأحاديث والأشعار والوقائع التاريخية.

تأليف : الدكتور لبيب بن وجيه بن داود بن سليم بن علي بن محمد بيضون ، المعاصر ، المولود بحيّ الأمين في دمشق سنة 1938 م.

ط 1 : دمشق ، 40 ص ، 24 × 17 سم.

6 / 8 - أسمى المطالب في إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ كاظم بن عبد الواحد بن صالح بن محمد بن جبر الحلفي المخزومي ، المولود في النجف سنة 1356 ه- / 1937 م ، والمتوفّى سنة 1396 ه.

ط 1 : النجف الأشرف.

انظر : معجم المؤلّفين 3 / 29 ، معجم رجال الفكر والأدب 1 / 435 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 370 ، مجلّة «المورد» ع 9 ع 4 س 1981 ص 768 رقم 297.

9 - أسنى المطالب في إيمان أبي طالب.

تأليف : السيّد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الشهرزوري.

انظر : رقم 8 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

ص: 173

10 - أسنى المطالب في نجاة أبي طالب.

تأليف : أحمد زيني دحلان.

انظر : رقم 7 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

7 / 11 - إيمان أبي طالب.

تأليف : أحمد بن داود بن علي القمّي.

انظر : رجال النجاشي : 70.

8 / 12 - إيمان أبي طالب.

تأليف : السيّد جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عبدالله محمد الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان ابن داود بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى بن الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهما السلام ، الطاووسي العلوي الفاطمي الحسني الحلّي ، المتوفّى سنة 673 ه.

انظر : أعيان الشيعة 3 / 190 ، ريحانة الأدب 8 / 73 ، الذريعة 2 / 512 رقم 2011 ، الغدير 7 / 402 ، لؤلؤة البحرين : 245 (الهامش).

9 / 13 - إيمان أبي طالب.

تأليف : أحمد بن القاسم الكوفي (ت 411 ه).

ص: 174

رآه النجاشي بخطّ الحسين بن عبيدالله الغضائري.

انظر : فهرس النجاشي : 69 ، أعيان الشيعة 3 / 68 ، الغدير 7 / 401 ، الذريعة 2 / 512 رقم 2008 ، كشف الأستار 1 / 65.

10 / 14 - إيمان أبي طالب.

تأليف : أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الجرجاني (الجرجرائي) الكاتب المحدّث ، صديق النجاشي ، المتوفّى سنة 450 بمصر.

انظر : رجال النجاشي : 63 ، الغدير 7 / 401 ، شهداء الفضيلة : 39 ، أعيان الشيعة 3 / 77 ، كشف الأستار 1 / 66 ، الذريعة 2 / 512 رقم 2009 ، ريحانة الأدب 5 / 10.

11 / 15 - إيمان أبي طالب.

تأليف : أبي علي أحمد بن محمد بن عمّار الكوفي ، شيخ الأصحاب ، المتوفّى سنة 346 ه.

انظر : أعيان الشيعة 3 / 140 ، الذريعة 1 / 311 رقم 1613 و 2 / 512 رقم 2010 ، الغدير 7 / 401 ، فهرس الطوسي : 57 ، فهرس النجاشي : 134 ، كشف الأستار 1 / 76 ، معالم العلماء : 18.

12 / 16 - إيمان أبي طالب.

بالأُوردية.

تأليف : الشيخ تاج الدين بن ميان مهر الدين الحيدري چوهان ،

ص: 175

المولود في گوجرا نواله سنة 1934 م.

انظر : تذكرة علماى إماميه باكستان : 64.

13 / 17 - إيمان أبي طالب.

لبعض المؤلّفين ، يحتمل أنّه :

السيّد أبو عبدالله حسين المجتهد بن ضياء الدين أبي تراب الحسن ابن شمس الدين أبي جعفر محمد الحسيني الموسوي الكركي العاملي القزويني الأردبيلي ، المعروف بالأمير السيّد حسين المجتهد ، المتوفّى بأردبيل 1001 ه.

وعدّ بتآليفه في آخر كتابه «دفع المناواة» (أو : المنافاة) في التفضيل والمساواة في شأن عليٍّ بالنسبة إلى سائر أهل البيت :.

نسخة عتيقة مخرومة الأوّل ، ضمن مجموعة عند السيّد هاشم السبزواري بالكاظمية.

انظر : إحياء الداثر : 72 ، الذريعة 2 / 512 رقم 2012 ، تاريخ كرك نوح : 111 ، رياض العلماء 2 / 67.

14 / 18 - إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ أبي الحسن شمس الدين سليمان بن عبدالله بن علي ابن حسن بن أحمد بن يوسف بن عمّار البحراني الستراوي الماحوزي الدونجي (1075 - 1121 ه).

مقدّمة «الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين» له : 12.

ص: 176

15 / 19 - إيمان أبي طالب.

تأليف : أبي محمد سهل بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن سهل الديباجي البغدادي (286 - 380 ه).

انظر : رجال النجاشي : 133 ، الغدير 7 / 401 ، الذريعة 2 / 513 رقم 2013.

16 / 20 - إيمان أبي طالب.

تأليف : سهل بن اليسع بن عبدالله القمّي.

انظر : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم : 199.

17 / 21 - إيمان أبي طالب.

تألبف : السيّد ظفر حسن بن دلشاد علي بن إمداد علي بن حمايت علي النقوي الآمروهي الهندي ، المولود سنة 1307 ه- / 1889 م.

انظر : نقباء البشر 3 / 978 ، المستدرك - لكحّالة - : 309.

18 / 22 - إيمان أبي طالب.

تأليف : المولوي محمد حسن بن الميرزا محمد أكبر بن يوسف علي الشيرازي القندهاري الأفغاني ، المولود بقندهار سنة 1319 ه- / 1901 م.

مخطوط.

انظر : معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1021 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 451.

ص: 177

19 / 23 - إيمان أبي طالب.

المؤلّف : مجهول.

نسخة في مكتبة جامعة طهران ، رقم 2 / 10031.

انظر : فهرست مكتبة جامعة طهران 18 / 135.

20 / 24 - إيمان أبي طالب.

المؤلّف : مجهول.

نسخة في مكتبة المرعشي بقم ، ضمن مجموعة برقم 255 ، من 65 ب - 72 ب.

انظر : فهرس مكتبة المرعشي 1 / 282.

21 / 25 - إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ المفيد ، ابن المعلّم ، أبي عبدالله محمد بن محمد ابن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن نعمان بن سعيد بن جبير بن وهب ابن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار (الداري) بن الريّان بن قطر بن زياد بن الحارث بن كعب بن غلة بن خالد بن ملك بن أدد بن زيد ابن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الحارثي البغدادي (338 - 413 ه).

حقّقه الشيخ محمد حسن بن محمد رضا بن عبد الحسين بن باقر ابن محمد حسن بن ياسين بن محمد علي بن محمد رضا آل ياسين ، المولود سنة 1350 ه- / 1931 م.

ص: 178

نسخة في مكتبة الحكيم في النجف الأشرف.

ونسخة في مكتبة مجلس الشورى بطهران.

ونسخة في مكتبة ملك بطهران ، مجموع رقم 6151.

ط 1 : النجف ، المطبعة والمكتبة الحيدرية ، 1953.

ط 1 - 2 : بغداد ، دار التضامن (النهضة) ، (سلسلة النفائس الأُولى للمخطوطات) ، 1374 ه- ، و 1384 ه- / 1963 ، ص 65 - 84 ، 24 × 17 سم.

ط 1 : قم ، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة ، 50 ص ، 24 × 17 سم ، ملحقاً بكتابه «الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين».

ط 1 : قم ، ضمن «عدّة رسائل للشيخ المفيد».

ط 1 : بيروت ، مؤسّسة المفيد ، ضمن موسوعة مؤلّفات الشيخ المفيد.

انظر : رجال النجاشي : 399 ، إيضاح المكنون 1 / 160 ، أعيان الشيعة 9 / 423 ، مستدركات أعيان الشيعة 7 / 291 ، كشف الحجب والأستار : 447 ، ريحانة الأدب 5 / 263 ، الغدير 7 / 401 ، الذريعة 2 / 513 ، معجم رجال الحديث 17 / 203 ، الأعلام 7 / 21 ، معالم العلماء : 102 ، فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم 1 / 82 ، فهرس مكتبة مجلس الشورى 7 / 27.

22 / 26 - إيمان أبي طالب.

تأليف : القاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد ابن حيّون التميمي المغربي ، المتوفّى سنة 363 ه.

انظر : معجم ما أُلّف عن الرسول 6 : 56 ، أعيان الشيعة

ص: 179

10 / 223.

23 / 27 - إيمان أبي طالب (البيان عن خيرة الرحمن في إيمان أبي طالب وآباء النبيّ).

تأليف : أبي الحسن علي بن هلال (بلال) بن أبي معاوية بن أحمد الأزدي المهلّبي البصري ، من أعلام القرن الرابع الهجري.

انظر : فهرس الطوسي : 126 ط 3 ، رجال النجاشي ، 202 ، الغدير 7 / 401 ، الذريعة 3 / 171 رقم 607 ، معالم العلماء : 67.

24 / 28 - إيمان أبي طالب (الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب).

تأليف : السيّد شمس الدين أبي علي فخار بن مُعد بن فخار بن أحمد بن محمد بن محمد - المكنّى بأبي الغنائم - بن الحسين شبثي بن محمد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم الموسوي الحائري ، المتوفّى سنة 630 ه.

حقّقه وعلّق عليه السيّد محمد صادق بن حسن بن إبراهيم بن حسين بن محمد رضا بن محمد مهدي بحر العلوم ، المولود في النجف سنة 1315 ه- / 1897 م ، والمتوفّى بها سنة 1397 ه.

ط 1 حجرية : النجف ، المطبعة العلوية ، 1351 ه- ، 136 ص.

ط 1 : تحقيق السيّد محمد صادق بحر العلوم ، النجف ، المطبعة العلوية ، 1932 ، 136 ص ، وط 2 : النجف ، 1965.

وحقّقه الدكتور السيّد محمد بن علي بن هادي بحر العلوم ، المولود

ص: 180

سنة 1347 ه- / 1928 م ، وقدّم له الكاتب المصري عبد الفتّاح عبد المقصود.

ط 3 : بيروت ، دار الزهراء ، 1987 ، 484 ص ، 24 × 17 سم.

ط 1 : قم ، مطبعة سيّد الشهداء ، 1990 ، 441 ص ، 24 × 17 سم.

25 / 29 - إيمان أبي طالب وأحواله وأشعاره.

تأليف : الشيخ الميرزا محسن آغا بن الميرزا محمد آغا - المعروف ب- : بالا مجتهد - بن المولى محمد علي القرهداغي التبريزي ، من علماء القرن الثالث عشر الهجري.

نسخة عند ولده ميرزا محمد في تبريز.

انظر : الذريعة 2 / 513 رقم 2015 ، الغدير 7 / 402 ولم يذكر اسم المؤلّف ، مستدركات أعيان الشيعة 1 / 192.

26 / 30 - بحث في إسلام أبي طالب عمّ النبيّ.

المؤلّف : مجهول.

نسخة في الجامع الكبير في صنعاء ، ضمن مجموع.

انظر : مجلّة المورد ، مج 3 ، ع 2 ، س 1974 ، ص 205.

27 / 31 - بغية الطالب في إسلام أبي طالب.

تأليف : المفتي الشريف المير عباس (محمد عباس) ابن علي أكبر ابن محمد جعفر بن أبي طالب بن نور الدين بن نعمة الله بن عبدالله بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن غياث الدين بن مجد الدين بن نور الدين بن سعد الدين بن عيسى بن موسى بن عبدالله بن الإمام موسى

ص: 181

الكاظم عليه السلام الجزائري الموسوي التستري الهندي اللكهنوي ، المولود في لكهنو (1224 ه- - 1306 ه- / 1889 م).

انظر : أعيان الشيعة 7 / 412 ، الغدير 7 / 204 ، الذريعة 3 / 134 رقم 454 ، معجم المؤلّفين 10 / 120 ، تكملة نجوم السماء 2 / 73.

28 / 32 - بغية الطالب في إسلام (حال) أبي طالب.

في بيان أحواله وإثبات إيمانه وحسن عقيدته.

تأليف : السيّد محمد بن حيدر بن نور الدين علي بن علي نور الدين ابن حسين بن أبي الحسن محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن نجم بن الحسين بن محمد بن موسى بن يوسف بن محمد بن معالي بن علي الحائري بن عبدالله بن محمد بن علي - المعروف بابن الديلمية - بن أبي طاهر بن الحسين القطعي بن موسى الأصغر بن أبي سبحة إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام الموسوي الحسيني العاملي المكّي (1071 - 1139 ه).

وذكر نسبه صاحب «طبقات أعلام الشيعة» وفيه اختلاف.

فرغ منه سنة 1096 ه.

ألّفه بأمر الوالي السيّد عبدالله خان بن علي خان بن خلف المشعشعي الحويزي.

رتّبه على مقدّمة وعدّة فصول.

نسخة في مكتبة الشيخ محمد طاهر السماوي في النجف الأشرف ، بخطّ المولى الشيخ محمد كاظم الشريف النجفي ، فرغ منها سنة 1164 ه.

نسخة في مكتبة الحكيم في النجف ، بخطّ الشيخ محمد طاهر

ص: 182

السماوي ، فرغ منها سنة 1364 ه- ، برقم 491 ، في 17 ورقة ، 5 / 17 × 2 / 11 سم.

انظر : الذريعة 3 / 135 رقم 456 ، أعيان الشيعة 6 / 171 ، طبقات أعلام الشيعة (الكواكب المنتثرة) مج 6 / 663 ، فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم ج 1 ق 1 / 91.

33 - بغية الطالب لإيمان أبي طالب.

تأليف : أبي الفضل جلال الدين السيوطي.

انظر : رقم 9 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

34 - بلوغ المآرب في نجاة آبائه وعمّه أبي طالب.

تأليف : سليمان الأزهري اللاذقي.

انظر : رقم 10 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

29 / 35 - جزء من كتاب الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب.

تأليف : الشيخ عبد الحسين بن أحمد بن نجف علي (أمين الشرع) ابن الله يار بن محمد التبريزي الأميني النجفي (1320 - 1390 ه).

عُنِيَ بنشره حسن إيراني.

وما يتعلّق بأبي طالب في :

1 - الجزء السابع ، ص 330 - 409.

2 - الجزء الثامن ، ص 13 - 29 ، المجموع 105 صفحة.

ط 4 : بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1977 ، 24 × 17 سم.

ص: 183

30 / 36 - حاشية على كتاب الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (حجّية الذاهب إلى إيمان أبي طالب).

تأليف : الشيخ شير محمد بن صفر علي بن شير محمد الهمداني النجفي (همدان 1302 - النجف 1381 ه).

انظر : معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1343.

31 / 37 - حياة أبي طالب.

في إثبات إيمان أبي طالب.

بالأُوردية.

تأليف : الشيخ خالد الأنصاري الهندي (1).

ط 1 : پريس في بهوبال (الهند) ، مطبعة علوي ، 1951.

32 / 38 - رسالة في إسلام أبي طالب.

تأليف : السيّد الميرزا أبي القاسم أمين الدين محمد بن كاظم بن الأمير محمد حسين بن محسن بن سليم بن الأمير برهان الدين السيّد علي شاهي بن حسن بن عبدالله بن علي بن سليمان بن أحمد بن محمد بن داود بن إبراهيم بن علي بن خليل بن إبراهيم السمين بن تاج الدين بن عزّ الدين بن عبد الرحيم بن قاسم بن إبراهيم بن حسين بن موسى بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم 7 الموسوي الزنجاني (1224 - ا.

ص: 184


1- لعدم معرفتي مذهب المؤلّف فقد أدرجتُ هذا الكتاب هنا.

1292 ه).

انظر : الفهرست لمشاهير علماء زنجان : 100 - 102.

33 / 40 - رسالة في إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ محمد حسين بن علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر بن خضر بن يحيى بن سيف الدين المالكي آل كاشف الغطاء (النجف 1294 - كرند / إيران 1373 ه).

قال في رسالة منه للشيخ سليمان الأحمد أنّه سوف يرسلها للطبع بعد شهر رمضان.

انظر : كتاب «الإمام الشيخ سليمان الأحمد سيرة حياة مثلى» : 75.

34 / 41 - رسالة في صحّة إيمان أبي طالب.

المؤلّف : مجهول.

نسخة في مكتبة السيّد جلال الدين الأُرموي رحمه الله.

انظر : مقدّمته لكتاب «الإيضاح» لابن شاذان : 67.

35 / 42 - الرغائب في إيمان أبي طالب.

تأليف : السيّد محمد مهدي بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل ابن محمد الغياث بن علي - المعروف بمشعل الغريفي - ابن أحمد المقدّس - المشهور بحمزة الشرقي - ابن هاشم بن علوي عتيق الحسين بن الحسين بن الحسن بن عبدالله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي بن سليمان بن جعفر بن موسى بن محمد بن علي بن علي بن

ص: 185

الحسن بن محمد بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام الموسوي الغريفي البحراني (1299 - البصرة 1343 ه).

انظر : الذريعة 11 / 241 رقم 1472 ، مقدّمة المرعشي لكتاب «لباب الأنساب» 1 / 127.

36 / 43 - سلوة الشيعة.

في تحقيق إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ معين الدين (فخر الزمان) أبو المحاسن مسعود بن علي بن أحمد بن العباس الصواني البيهقي (ت 544 ه- / 1149 م).

انظر : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم : 199.

44 - السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب.

تأليف : أبي الهدى محمد الصيادي الرفاعي.

انظر : رقم 16 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

37 / 45 - الشهاب الثاقب لرجم مكفّر أبي طالب.

تأليف : الميرزا نجم الدين محمد جعفر الشريف بن الميرزا محمد ابن رجب علي الطهراني العسكري (سامرّاء 1313 ه- / 1895 م - 1395 ه- / 1974 م).

مخطوط.

انظر : الغدير 7 / 403 ، عليٌّ وبنوه : 413.

ص: 186

38 / 46 - العرفان في دلائل إيمان حضرة عمران.

بالأُوردية.

تأليف : السيّد خورشيد حسين بن حكيم علي شاه الشيرازي (كجرات 1915 - 1982 م).

انظر : تذكرة علماى إماميه باكستان : 93.

47 - عصمة النبيّ ونجاة أبويه وعمّه.

تأليف : محمد زكي إبراهيم.

انظر : رقم 18 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

39 / 48 - عقيدة أبي طالب.

من : سلسلة أضواء إسلامية ، رقم 12.

تأليف : الدكتور السيّد طالب بن شبّر بن داود الحسيني الرفاعي ، المعاصر ، المولود سنة 1350 ه.

ط 1 : بيروت ، دار الأضواء ، 1986 ، 78 ص ، 14 × 11 سم.

ط 2 : بيروت ، دار الأضواء ، 1989 ، 80 ص ، 17 × 12 سم.

ط 3 : بيروت ، دار الأضواء ، 1990 ، 78 ص ، 21 × 14 سم.

40 / 49 - فتح الغالب در (في) شرح المطالب در (في) إثبات إيمان حضرت أبي طالب.

بالأُوردية.

ص: 187

تأليف : ذاكر حسين حكيم كهمبان.

مطبوع.

انظر : قاموس الكتب 1 / 845.

50 - فيض الواهب في نجاة أبي طالب.

تأليف : أحمد فيضي الجورمي الحنفي.

انظر : رقم 21 من قسم مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة.

41 / 51 - القول الواجب في إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ محمد علي بن الميرزا جعفر علي الفصيح الهندي ، نزيل مكّة ، المتوفّى بعد 1299 ه.

فرغ منه سنة 1299 ه.

نسخة في مكتبة السيّد حسن الصدر رحمه الله بالكاظمية.

انظر : الذريعة 17 / 215 رقم 1172 ، الغدير 7 / 402.

42 / 52 - مطلوب الطالب در (في) إيمان أبي طالب.

بالأُوردية.

تأليف : كاظم حسين بن ملك مكهنا خان أثير جاروي الباكستاني النجفي القتيل ، المولود سنة 1941 م.

ص: 188

مطبوع.

انظر : مجلّة المظفّر - صفحة الغلاف الأخير - ، تذكرة علماى إماميه باكستان : 233.

43 / 53 - مقصد الطالب في إيمان آباء النبيّ وعمّه أبي طالب.

فارسي.

تأليف : شمس الدين (العلماء) الميرزا محمد حسين بن علي رضا الربّاني الگرگاني ، الشهير بجناب الحاجّ (1263 - 1345 ه).

ط 1 حجرية : بومبي ، 1311 ه- ، 88 ص ، 21 × 14 سم.

انظر : الغدير 7 / 402 ، فهرست كتابهاي چاپي فارسي 4 / 4899.

44 / 54 - منى الطالب في إيمان (نجاة) أبي طالب.

تأليف : الشيخ أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد المفيد الرازي النيسابوري الخزاعي ، من علماء القرن الخامس الهجري.

انظر : الذريعة 23 / 212 رقم 8669 ، الفوائد الرضوية : 387 ، الغدير 7 / 401 ، فهرست منتجب الدين : 157 ، معجم المؤلّفين 8 / 252 و 9 / 247 ، طبقات أعلام الشيعة (النابس في أعلام القرن الخامس) : 149 ، أمل الآمل 2 / 240 ، ريحانة الأدب 2 / 134 ، روضات الجنّات 5 / 23 ، كشف الحجب والأستار : 568 رقم 3196.

ص: 189

45 / 55 - منية الراغب في إيمان أبي طالب.

تأليف : الشيخ محمد رضا بن عباس بن علي بن حسن بن عبدالله الخراساني الگنابادي الطبسي النجفي (مشهد 1322 - قم 1404 أو 1405 ه).

صحّحه وأخرجه : عماد الدين الطبسي.

قرّظه : السيّد شهاب الدين المرعشي.

ط 1 : قم ، مطبعة مهر ، 1394 ه- ، 127 ص ، 24 × 17 سم.

ط 2 : قم ، المطبعة العلمية ، 1395 ه- ، 158 ص ، 21 × 14 سم.

انظر : ذرايع البيان - له - 1 / 169 ، مستدركات أعيان الشيعة 3 / 230 ، معجم رجال الفكر والأدب 2 / 828 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 491.

46 / 56 - منية الطالب في إيمان (إسلام) أبي طالب.

فارسي.

تأليف : السيّد الحسين بن إسماعيل الحسيني الطباطبائي اليزدي الحائري ، الشهير بالواعظ ، المتوفّى سنة 1318 ه- أو بعدها.

ط 1 : طهران ، 1304 ، 103 ص.

ط 2 : طهران ، 103 ص.

انظر : تراجم الرجال : 46 ، الذريعة 23 / 204 رقم 8640 ، الغدير 7 / 402.

ص: 190

47 / 57 - نجاة أبي طالب.

تأليف : الشيخ كاظم بن سلمان بن داود بن سلمان بن نوح بن محمد آل غريب الكعبي الأهوازي الحلّي الكاظمي (1302 - 1379 ه).

كان مخطوطاً لديه وفُقِدَ منه.

انظر : طرق حديث الأئمّة من قريش - له - : 94.

48 / 58 - واقع أبي طالب المؤمن.

تأليف : السيّد عبد الكريم بن علي بن حسين بن محمد بن حمّادي ابن عبد الرؤوف بن عبد ربّه بن عبد العظيم بن محمد جلال بن عبد الغفّار ابن محمد علي بن عبد الحقّ بن محمد أمين بن علي صدر الدين بن نظام الدين أحمد بن محمد معصوم بن أحمد نظام الدين بن إبراهيم بن سلام بن مسعود بن عماد الدين بن محمد صدر الدين بن منصور بن غياث الدين بن محمد صدر الدين بن إبراهيم شرف الدين بن محمد صدر الدين بن إسحاق عزّ الدين بن علي ضياء الدين بن عرب شاه بن فخر الدين بن الأمير عزّ الدين أبي المكارم بن خطر الدين بن الحسن شرف الدين أبي علي بن الحسين أبي جعفر العزيزي بن علي أبي سعيد النصيبي بن زيد الأعشم أبي إبراهيم بن علي بن الحسين بن أبي شجاع الزاهد بن محمد أبي جعفر بن علي بن الحسين بن جعفر بن أبي عبدالله ابن أحمد نصير الدين السكين النقيب بن جعفر بن أبي عبدالله الشاعر بن محمد أبي جعفر بن محمد بن زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين عليّ ابن الحسين عليهما السلام آل السيّد علي خان (النجف 1317 أو 1319 ه- - بعقوبة

ص: 191

1411 ه- / 1991 م).

مخطوط.

انظر : أبو طالب وبنوه : 414 ، شاعر العقيدة المفجّع البصري : 93 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 267.

49 / 59 - الياقوتة الحمراء في إيمان شيخ البطحاء.

تأليف : السيّد طالب بن علي بن حسين بن حسن علي بن علي بن علي نقي بن حسين بن علي خان الحسيني البغدادي ، الشهير بالخرسان.

مخطوط لديه.

انظر : مقدّمة إيمان أبي طالب - للشيخ المفيد - : 13 رقم 37 ، العراق بين الماضي والحاضر والمستقبل : 494 ؛ وذكر فيه نسبه.

* * *

ص: 192

القسم الثاني

مؤلّفات أتباع المذاهب الأربعة

في إيمان أبي طالب وأدبه

50 / 1 - أبو طالب عمّ الرسول.

من : سلسلة عظماء الإسلام ، رقم 9.

تأليف : محمد كامل حسن المحامي.

إشراف : عادل نويهض.

ط 1 : بيروت ، منشورات المكتب العالمي ، 1987 ، 125 ص ، 21 × 14 سم.

51 / 2 - أبو طالب عمّ النبيّ (شيخ بني هاشم).

تأليف : عبد العزيز سيّد الأهل.

ط 1 : بيروت ، دار العلم للملايين ، 1951.

ط 2 : القاهرة ، المكتبة العلمية ومطبعتها ، 1961 ، 106 ص ، 21 × 14 سم.

انظر : الذريعة 14 / 265 رقم 2512.

ص: 193

52 / 3 - أبو طالب كافل النبيّ وناصره (حياة أبي طالب).

تأليف : السيّد أحمد بن خيري باشا بن يوسف الحسيني الحنفي المصري (القاهرة 1324 ه- / 1907 م - القاهرة 1387 ه- / 1967 م).

انظر : القصيدة الغرّاء - له - : 87 - 88 ، أسنى المطالب - لدحلان - تحقيق الخطيب الهاشمي : هامش 36.

53 / 4 - إتحاف الطالب بنجاة أبي طالب.

تلخيص من كتاب «أسنى المطالب» لأحمد زيني دحلان.

تأليف : أبي عبدالله محمد فتحا بن محمد ضمّا بن عبد السلام بن أحمد بن عبدالله بن جنون ، المعروف بجنون الصغير ، المتوفّى سنة 1326 أو 1328 ه- / 1908 أو 1910 م.

مخطوط في الرباط.

انظر : معجم ما أُلّف عن رسول الله : 56 ، معجم المؤلّفين 11 / 120 و 234 ، الرباط الفهرست الثالث : 2998.

54 / 5 - إثبات إسلام أبي طالب.

تأليف : مولانا محمد معين بن محمد أمين بن طالب الله الهندي السندي التتوي الحنفي (ت 1161 ه).

انظر : دراسات اللبيب في حسن الأُسوة بالحبيب ، أهل البيت : في المكتبة العربية - للطباطبائي - : 19 رقم 19.

ص: 194

55 / 6 - أخبار أبي طالب وولده (وبنيه).

تأليف : أبي الحسن علي بن محمد بن عبدالله بن أبي سيف البغدادي المدائني (135 - بغداد 215 أو 225 ه).

وهو مولى سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.

انظر : فهرست ابن النديم : 114 طبع مصر ، معجم ما أُلّف عن الرسول : 56 ، طبقات النسّابين - لبكر أبو زيد - : 55 ، إيضاح المكنون 1 / 39 ، معجم الأُدباء 14 / 131 ، هديّة العارفين 1 / 670.

56 / 7 - أسنى المطالب في نجاة أبي طالب.

تأليف : أبي العباس أحمد بن زيني بن أحمد دحلان الشافعي المكّي ، مفتي الشافعية بمكّة المكرّمة (1232 ه- / 1817 م - المدينة المنوّرة 1304 ه- / 1886 م).

اختصر فيه خاتمة ما كتبه السيّد محمد بن رسول البرزنجي ، وأضاف عليه العديد من الترجمات التي ذكرت في محلّها.

ط 1 : مصر ، مطبعة محمد أفندي مصطفى ، 1305 ه.

ط 2 : مكّة المكرّمة ، المطبعة الميرية ، 1321 ، 26 ص.

ط 1 : عُنِي به وعلّق عليه السيّد علي بن الحسين الخطيب الهاشمي ، طهران ، المطبعة الإسلامية ، 1382 ، 64 ص ، 21 × 14 سم.

ط 3 : القاهرة ، مكتبة صبيح ، 1976.

انظر : ريحانة الأدب 2 / 408 ، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة : 990 ، الذريعة 2 / 511.

ص: 195

57 / 8 - أسنى المطالب في إيمان أبي طالب (بغية الطالب لإيمان أبي طالب).

وهو في نجاة أبوي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وخاتمته في نجاة أبي طالب ، وهو الكتاب الذي اختصره وأضاف إلى خاتمته أحمد زيني دحلان.

تأليف : السيّد محمد بن عبد الرسول بن عبد السيّد بن عبد الرسول ابن قلندر بن عبد السيّد الموسوي الحسيني الشافعي البرزنجي الشهرزوري المدني (شهرزور 1040 ه- / 1630 م - المدينة المنوّرة 1103 ه- / 1691 م).

انظر : هديّة العارفين 2 / 303 ، الغدير 7 / 372 ، مشاهير الكرد 2 / 128 ، معجم المؤلّفين 9 / 308 و 10 / 165 ، الإيرانيون والأدب العربي 4 / 481.

58 / 9 - بغية الطالب لإيمان أبي طالب وحسن خاتمته.

تأليف : أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيّوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الخضري السيوطي (ت911 ه- / 1504 م).

نسخة في مكتبة «قوله» بمصر ، ضمن مجموعة رقم 16 ، بخطّ السيّد محمود ، فرغ منها سنة 1105 ه.

عنها ميكروفيلم بدار الكتب المصرية ، 25 مجاميع رقم 29550 ، في 17 ورقة ، من صفحة 57 - 73.

انظر : الذريعة 2 / 511 ، الغدير 7 / 383.

ص: 196

59 / 10 - بلوغ المآرب في نجاة آبائه وعمّه أبي طالب.

تأليف : سليمان الأزهري اللاذقي.

نسخة في المكتبة التيمورية ، حديث رقم 333.

عنها ميكروفيلم بدار الكتب المصرية ، عقائد رقم 51060 ، صفحاته 116 58 ورقة.

انظر : معجم ما أُلّف عن الرسول : 51.

11 - ديوان أبي طالب.

صنعة : الدكتور محمد التونجي.

انظر : رقم 9 من قسم ديوان أبي طالب ، جمعاً وشرحاً وتحقيقاً.

12 - ديوان أبي طالب وذِكر إسلامه.

لأبي نعيم علي بن حمزة البصري الحنبلي.

انظر : رقم 11 من قسم ديوان أبي طالب ، جمعاً وشرحاً وتحقيقاً.

13 - ديوان شيخ الأباطح.

لأبي هفّان عبدالله البصري العبدي.

انظر : رقم 12 من قسم ديوان أبي طالب ، جمعاً وشرحاً وتحقيقاً.

14 - الرسول والرسالة في شعر أبي طالب.

تأليف : معوّض عوض إبراهيم.

ص: 197

انظر : رقم 4 من قسم دراسات في أدب أبي طالب.

15 - الروض النزيه في الأحاديث التي رواها أبو طالب عمّ النبيّ عن ابن أخيه.

تأليف : محمد بن علي بن طولون الدمشقي.

انظر : رقم 1 من قسم في ما رواه أبو طالب عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.

60 / 16 - السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب.

تأليف : أبي الهدى محمد أفندي بن حسن وادي أفندي بن خزام بن علي الخزام بن حسين برهان الدين بن عبد العلاّم بن عبدالله شهاب الدين ابن محمد الصوفي بن محمد برهان بن حسن الغوّاص بن محمد شاه بن محمد خزام بن نور الدين بن عبد الواحد بن محمود الأسمر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبد الرحيم شمس الدين بن عبدالله قاسم نجم الدين المبارك بن محمد خزام السليم بن شمس الدين عبد الكريم بن صالح بن عبد الرزّاق بن شمس الدين محمد بن صدر الدين علي بن عزّ الدين أحمد الصيّاد بن مهد الدولة عبد الرحيم بن عثمان ابن حسن بن عسلة بن الحازم بن أحمد بن علي المكّي بن رفاعة - ويقال له : الحسن - بن المهدي بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام الصيّادي الرفاعي الخالدي الصوفي (حلب 1266 ه- / 1849 م - 1327 ه- / 1909 م).

هكذا ذكر نسبه في «جامعة الأفذاذ».

ص: 198

انظر : الأعلام 6 / 94 ، جامعة الأفذاذ بيد أنّها لا تقبل الشذّاذ : 159 ، أبو الهدى الصيّادي في حياته وآثاره - لأحمد شوحان - : 27 رقم 50 وقال : إنّه مطبوع ؛ وقد التقيت شوحاناً وسألته عن مطبوعة الكتاب فلم يوصلني إلى معلومات دقيقة!

17 - طلبة الطالب في شرح لامية أبي طالب.

تأليف : علي فهمى باشا الموستاري.

انظر : رقم 5 من قسم شروح قصيدة أبي طالب اللامية.

61 / 18 - عصمة النبيّ ونجاة أبويه وعمّه وصحّة معجزاته حقيقة قطعية الثبوت.

من : سلسلة منشورات العشيرة المحمدية.

تأليف : محمد زكي إبراهيم.

ط 1 : القاهرة ، دار العشيرة المحمّدية ، 1972 ، 50 ص ، 21 × 14 سم.

62 / 19 - غاية المطالب في بحث إيمان أبي طالب.

تأليف : السيّد علي كبير بن علي جعفر بن علي رضا بن فقير الله الحسيني الهندي الإله آبادي (1212 - 1285 ه).

انظر : نزهة الخواطر 7 / 342.

20 - غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب.

تأليف : محمد خليل الخطيب.

ص: 199

انظر : رقم 14 من قسم ديوان أبي طالب ، جمعاً وشرحاً وتحقيقاً.

63 / 21 - فيض الواهب في نجاة أبي طالب.

تأليف : الشيخ أحمد فيضي بن علي عارف بن عثمان بن مصطفى الجورومي الخالدي الرومي الحنفي (1253 ه- / 1837 م - 1327 ه- / 1909 م).

انظر : هديّة العارفين 1 / 195.

22 - القصيدة الغرّاء في إيمان أبي طالب شيخ البطحاء.

نظم : أحمد خيري باشا الحنفي.

انظر : رقم 3 من قسم أبو طالب في الشعر الإسلامي.

23 - محبوب الرغائب.

ترجمة «أسنى المطالب».

ترجمه : محمد نجم الدين صاحب المدراسي.

انظر : رقم 7 من قسم مؤلّفات في أبي طالب مترجمة إلى لغات أُخرى.

64 / 24 - محمد في بيت عمّه أبي طالب.

تأليف : محمد عطية الابراشي.

ط 1 : القاهرة ، مكتبة مصر ، 1980 ، 16 ص ، 21 × 14 سم.

* * *

ص: 200

القسم الثالث

ما أُلّف في تاريخ حياته ودفاعه عن الإسلام

65 / 1 - أبو طالب.

تأليف : أحمد بن محمد حسن بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن مظفّر بن عطاء الله بن أحمد بن فطر بن خالد بن عقيل آل مسروح المظفّر ، المولود بالنجف سنة 1345 ه- / 1926 م.

انظر : معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1219.

66 / 2 - أبو طالب.

فارسي.

تأليف : باقر قرباني زرّين.

ط 1 : طهران ، شركة بنك معارف ، 1993 ، 56 ص.

67 / 3 - أبو طالب.

تأليف : السيّد مرتضى حسين بن سردار حسين ، المعروف بآغا قاسم صدر الأفاضل اللكهنوي (لكهنو 1341 ه- / 1923 م - لاهور 1407 ه- / 1987 م).

مطبوع.

انظر : المنتخب من أعلام الفكر والأدب : 637.

ص: 201

68 / 4 - أبو طالب أوّل المؤمنين.

تأليف : سعيد بن رشيد بن مجيد بن مهدي بن صالح زميزم الشمّري ، المولود بكربلاء سنة 1953 م.

مخطوط ، عدد صفحاته 126 ، وهو معدّ للطبع في مؤسسة البلاغ - بيروت.

69 / 5 - أبو طالب بطل الإسلام.

تأليف : القاضي السيّد حيدر بن محمد سعيد بن أحمد بن محمد ابن عرفي (عبدالله) بن حمد بن محمد بن بكّار بن محمد بن سلطان ابن محمد بن شهاب بن خضر بن عبيدالله بن جراد بن محمد بن علي ابن عبدالله بن محمد بن أحمد بن محمد بن ثابت بن مسلم بن أبي بكر ابن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن إسماعيل بن يعقوب بن محمد بن علي بن جعفر التوّاب بن الإمام عليّ الهادي 7 العرفي ، المولود بدير الزور في سوريّا سنة 1940 م.

ط 1 : دمشق ، مطبعة الفجر ، 1990 ، 240 ص ، 24 × 17 سم.

70 / 6 - أبو طالب بن عبد المطّلب والد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

تأليف : حسين جواد الكديمي.

ط 1 : بغداد ، مطبعة سعد ، 1967 ، 48 ص ، 14 × 11 سم.

انظر : معجم المؤلّفين العراقيّين 1 / 340.

ص: 202

71 / 7 - أبو طالب حامي الرسول وناصره (إيمان أبي طالب برواية علماء السُنّة) ، (كافل اليتيم أبو طالب).

تأليف : الميرزا أبي القاسم نجم الدين جعفر الشريف بن محمد بن رجب علي الشريف الطهراني العسكري السامرّائي (سامرّاء 1313 ه- / 1895 م - 1395 ه- / 1974 م).

نسخة بخطّه ، في مكتبة والده ، في تسعين صفحة.

ط 1 : النجف ، مطبعة الآداب ، 1380 ه- / 1961 م ، 220 ص ، 24 × 17 سم.

انظر : المستدرك - لكحّالة - : 813 ، مقدّمة كتابه «الوضوء في الكتاب والسُنّة : 4 ، معجم رجال الفكر والأدب 2 / 892 ، معجم المؤلّفين 9 / 307 الطبعة القديمة و 4 / 13 الطبعة الجديدة ، معجم المؤلّفين العراقيّين 3 / 388 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 85 ، الذريعة 17 / 244 ، نقباء البشر 1 / 299.

72 / 8 - أبو طالب داعية الإسلام الأوّل.

تأليف : السيّد محمد بن عبد الحكيم بن موسى بن صالح بن عباس ابن لامي الصافي الموسوي ، المولود في الناصرية بالعراق سنة 1932 م.

انتهى منه سنة 1988 م.

أخبرنا بأنّه مخطوط لديه يقدّر ب- 120 صفحة طباعية.

ص: 203

73 / 9 - أبو طالب عملاق الإسلام الخالد.

تأليف : محمد بن علي بن ضرغام بن أسبر بن صقر بن علي أبو شلحا ، المولود بجبلة في سوريّا سنة 1915 م.

انتهى منه سنة 1396 ه.

قدّم له : الميرزا عبد الرسول بن حسن بن موسى بن محمد باقر بن محمد سليم الإحقاقي.

ط 1 : الكويت ، مطابع صوت الخليج ، 1976 ، 122 ص.

ط 2 : بيروت ، دار الأصالة ، 1991 ، 191 ص ، 21 × 14 سم.

انظر : جامع الصور للعلماء والأُدباء والكُتّاب 1 / 120 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 567.

74 / 10 - أبو طالب كفيل الرسول.

من : سلسلة مجموعة سيرة الصحابة الأخيار ، رقم 1.

إصدار الدار الإسلامية.

ط 1 : بيروت ، الدار الإسلامية ، 1991 ، 23 ص ، 24 × 17 سم.

75 / 11 - أبو طالب المحامي الأوّل عن الدعوة الإسلامية.

تأليف : إبراهيم بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نوح الجنيدي ، المولود في القلايع بجبلة في سوريّا سنة 1935 م.

انظر : مجلّة الموسم ، العدد 23 / 24 ، سنة 1995 ، ص 540.

ص: 204

76 / 12 - أبو طالب مع الرسول.

من : موسوعة التاريخ الإسلامي ، رقم 5.

تأليف : أ. م. مغنية.

ط 1 : بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1982 ، 59 ص ، 24 × 17 سم.

ط 2 : بيروت ، الشركة العالمية للكتاب ، 1990.

77 / 13 - أبو طالب وبنوه.

تأليف : السيّد محمد علي بن عبد الحسين بن علي بن حسين بن محمد بن حمّادي بن عبد الرؤوف بن عبد ربّه بن عبد العظيم بن محمد جلال بن عبد الغفّار بن محمد علي بن عبد الحقّ بن محمد أمين بن علي صدر الدين المدني الحسيني آل السيّد علي خان المدني النجفي (النجف 1339 ه- / 1921 م - العزيزية 1391 ه- / 1971 م).

ط 1 : النجف ، مطبعة الآداب ، 1969 ، 422 ص.

انظر : معجم المؤلّفين العراقيّين 3 / 206 ، معجم رجال الفكر والأدب 2 / 904 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 568.

78 / 14 - أخبار أبي طالب (كتاب أخبار أبي طالب).

تأليف : الحافظ القاضي أبي بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم ابن البراء بن سيرة بن سيّار الجعابي التميمي الكوفي البغدادي (284 - 355 ه).

انظر : ريحانة الأدب 7 / 442 ، رجال النجاشي : 281.

ص: 205

79 / 15 - أخبار أبي طالب (البهجة).

تأليف : أبي المظفّر محمد بن أحمد النعمي.

انظر : رجال النجاشي : 281.

80 / 16 - ترجمة حياة أبي طالب عمّ النبيّ.

تأليف : السيّد عبد الحسين الكليدار بن علي بن جواد بن حسن بن سليمان بن درويش بن أحمد بن يحيى بن خليفة بن نعمة الله بن طعمة الثالث بن علم الدين طعمة الثاني بن شرف الدين بن طعمة كمال الدين الأوّل بن أبي جعفر أحمد (أبي طراس) بن ضياء الدين يحيى بن أبي جعفر محمد بن أحمد الناظر بن أبي الفائز محمد بن أبي جعفر محمد ابن علي الغريق بن أبي جعفر محمد الحبر بن أبي الحسن علي المجدور ابن أبي عانقة أحمد بن محمد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام آل طعمة الموسوي الفائزي الحائري (كربلاء 1299 ه- - كربلاء 1380 ه- / 1960 م).

نسخة عند ولده الكبير السيّد عبد الصالح.

انظر : مستدركات أعيان الشيعة 5 / 259 ، تراث كربلاء : 304 رقم 12 ، المستدرك - لكحّالة - : 333 ، تاريخ الحركة العلمية في كربلاء : 192.

81 / 17 - حياة أبي طالب.

تأليف : الشيخ محمد علي بن محمد رضا بن عباس بن علي بن حسن الطبسي (1359 - 1383 ه).

ص: 206

انظر : معجم رجال الفكر والأدب 2 / 829.

82 / 18 - دراسة عن أبي طالب.

دراسة مختصرة.

تأليف : الشيخ عبد الواحد بن أحمد بن حسن بن جواد بن حسين ابن باقر بن مظفّر الأصغر بن أحمد بن محمد بن علي بن حسين بن محمد بن أحمد بن مظفّر الأكبر بن عطاء الله بن أحمد بن قطر بن خالد بن عقيل المظفّر ، المولود سنة 1310 ه.

نسخة عند الشيخ جعفر الهلالي ، أطلعني عليها.

83 / 19 - رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده في بني هاشم.

تأليف : أبي الحسن محمد بن القاسم التميمي السعدي البصري النسّابة.

فرغ منه سنة 310 ه.

انظر : اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 484 ب 194 وص 502 ب 206 ، مقدّمة «لباب الأنساب» 1 / 41 رقم 74.

84 / 20 - سيّد البطحاء.

من : سلسلة دراسات في التاريخ والسير ، رقم 1.

تأليف : الشيخ محمود البغدادي.

قدّم له السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي.

ط 1 : قم ، منشورات دار الغدير ، 1989 ، 148 ص ، 21 × 14 سم.

ص: 207

85 / 21 - شيخ الأبطح (أبو طالب).

تأليف : السيّد محمد علي بن عبد الحسين بن يوسف بن الجواد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن عزّ الدين الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسنين بن محمد شمس الدين بن عبدالله جلال الدين بن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة بن أبي السعادات محمد بن أبي محمد بن أبي الحارث محمد بن أبي الحسن علي - المعروف بابن الديلمية - بن أبي طاهر عبدالله بن أبي الحسن محمد المحدّث بن أبي الطيّب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام شرف الدين الموسوي العاملي (1317 - النجف 1372 ه).

ط 1 : بغداد ، مطبعة السلام ، 1349 ، 96 ص ، 24 × 17 سم.

ط 1 : صور ، 1931.

ط 2 : صور ، قدّم له الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، دار الأرقم ، 1987 ، 144 ص ، 24 × 17 سم.

ط 3 : بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، 1987 ، 24 × 17 سم.

انظر : الذريعة 1 / 79 رقم 378 و 14 / 265.

86 / 22 - عبد المطلب وعبدالله وأبي طالب (كتاب أخبار - أحوال - أبي طالب وعبد المطّلب وعبدالله وآمنة).

تأليف : الشيخ أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي بن الحسين بن

ص: 208

موسى بن بابويه الصدوق القمّي (306 - 381 ه).

انظر : أعيان الشيعة 10 / 25 ، فهرس الطوسي : 189 ، لؤلؤة البحرين 2 / 378 ، رجال النجاشي : 279 ط القديمة و 2 / 313 ط الجديدة ، معالم العلماء : 112 ، الذريعة 1 / 317 رقم 1637 وص 340 وص 381 ، كشف الحجب والأستار : 421 رقم 2318 ، ريحانة الأدب 3 / 438.

87 / 23 - منية الطالب في حياة أبي طالب (غاية المطالب في أبي طالب).

تأليف : السيّد حسن بن علي بن حسن بن صالح بن مهدي - الملقّب بالقبّانجي - ابن صالح بن أحمد بن محمد الزاهد بن حسين الكريم بن محمد أبي الأشبال بن علي بن حسين بن محمد بن خميس بن يحيى بن هزّال بن علي بن محمد بن عبدالله بهاء الدين - المعروف بالبهائي - بن النقيب يحيى بن أبي عبدالله الحسين النسّابة بن أحمد بن الأمير المحدّث أبي علي عمر الأكبر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الإمام السجّاد زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام الحسيني القبّانجي النجفي ، المولود في النجف سنة 1328 ه- / 1910 م.

ألّفه سنة 1385 ه.

نسخة بخطّه ، تقع في 82 صفحة.

ط 1 : النجف.

انظر : الذريعة 23 / 204 رقم 8642 ، دراسات أدبية - للناهي - 1 / 41 رقم 8.

ص: 209

88 / 24 - الموسوعة الإسلامية في أبي طالب.

تأليف : عبدالله بن صالح بن عبدالله بن الشيخ فارس بن جرّاح بن طلاّع المنتفكي.

نعمل على إنجازها إن شاء الله تعالى.

89 / 25 - نصرة أبي طالب للإسلام.

سلسلة : قام الدين ، رقم 1.

تأليف : الشيخ نجاح بن محمد حسن بن عبّود بن مهدي بن محسن ابن محمد بن ناصر بن قاسم بن محمد بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد - المعروف بالمحزّم - النويني الغرّاوي الخزرجي ، المولود بالنجف سنة 1957 م.

نسخة بخطّه رأيتها عنده.

* * *

ص: 210

القسم الرابع

ما كُتب في فضائل ومناقب أبي طالب

90 / 1 - صفات أبي طالب عبد مناف.

تأليف : الشيخ مزمل حسين بن الله دته الميثمي الغديري (1334 - 1420 ه) ، ينتهي نسبه إلى ميثم التمّار.

مخطوط.

انظر : نبوءة أبي طالب - له - : 160.

91 / 2 - عمدة الطالب في مناقب أبي طالب.

تأليف : السيّد أبي الفتوح جلال الدين الحسن بن محيي الدين علي - المسمّى بعبد القادر - بن جمال الدين جعفر بن شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن الحسن المهنّا الداودي الموسوي الحسني.

انظر : مقدّمة المرعشي لكتاب «لباب الأنساب» 1 / 101.

92 / 3 - فضائل (فضل) أبي طالب وعبد المطّلب (وعبد الله) أبي النبيّ.

تأليف : أبي القاسم سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمّي النميري (ت 299 أو 301 ه).

انظر : رجال النجاشي : 74 ، المستدرك - لكحّالة - : 271 ، فهرس

ص: 211

الطوسي : 105 ، معالم العلماء : 54 ، أعيان الشيعة 7 / 225 ، جامع الرواة 1 / 355 ، البحار 0 / 187 ، إيضاح المكنون 2 / 198 ونسبه خطأً إلى سعد بن إبراهيم القمّي ، الذريعة 16 / 265.

93 / 4 - معارج الفرقان في عصمة أبي طالب عمران من آيات القرآن.

بالأُوردية.

تأليف : الشيخ خواجة محمد لطيف بن محمد عقيل الأنصاري (1305 - 1399 ه).

انظر : تذكرة علماى إماميه باكستان : 331.

94 / 5 - مواهب الواهب في فضائل (إيمان) والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

تأليف : الشيخ القاضي جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد تقي ابن الحسن بن الحسين بن علي النقي الربعي النزاري ، المعروف بالنقدي النجفي العماري (العمارة 1303 - 1369 أو 1371 ه).

ألّفه سنة 1322 ه.

ط 1 حجرية : النجف ، 1341 ه- / 1922 ، 154 ص ، 24 × 17 سم.

ط 2 مع «منن الرحمن» له : النجف ، 1345.

ط 1 : تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور الشيخ محمد هادي بن عبد الحسين بن أحمد الأميني ، بيروت ، شركة الكتبي ، 1993 ، 304 ص ، 24 × 17 سم.

ص: 212

انظر : المستدرك - لكحّالة - : 173 ، الذريعة 23 / 244 رقم 8822 ، معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1297 ، الغدير 7 / 403 و 407 ، أدب الطفّ 10 / 8 ، ماضي النجف وحاضرها 1 / 35 ، شعراء الغريّ 2 / 75 ، ريحانة الأدب 6 / 228.

95 / 6 - نبوءة أبي طالب.

تأليف : الشيخ مزمل حسين بن الله دته الميثمي الغديري (1334 - 1420 ه).

أتمّه سنة 1400 ه.

ط 1 : قم ، 160 ص ، 21 × 14 سم.

* * *

ص: 213

القسم الخامس

في ما رواه أبو طالب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

96 / 1 - الروض النزيه في الأحاديث التي رواها أبو طالب عمّ النبيّ عن ابن أخيه.

تأليف : أبي الفضل شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن علي ابن خمارويه بن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي (880 ه- / 1475 م - الصالحية 953 ه- / 1546 م).

نسخة مصوّرة عن خطّ المؤلّف بالمكتبة التيمورية ، حديث رقم 546.

وميكروفيلم في دار الكتب المصرية ، رقم 2509.

ط 1 : قم ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، مطبعة النهضة ، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، ملحق بديوان شيخ الأباطح ، من صفحة 153 - 163 ، 24 × 17 سم.

انظر : معجم ما أُلّف عن الرسول : 56 و 255 ، فهرس الفهارس والأثبات : 297 و 474.

* * *

ص: 214

القسم السادس

ديوان أبي طالب

جمعاً وشرحاً وتحقيقاً

97 / 1 - الدُرّة الغرّاء في شعر شيخ البطحاء (ديوان أبي طالب).

جمع وتحقيق وشرح : باقر قرباني زرّين.

تقديم : السيّد جعفر مرتضى العاملي.

ط 1 : طهران ، مؤسسة الطباعة والنشر (وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي) ومؤسسة دائرة المعارف الإسلامية ، 206 ص ، 21 × 14 سم.

98 / 2 - ديوان أبي طالب.

نسخة ، في ليبزج ، برقم 505 (رفاعية 33) ، ضمن مجموعة تضمّ ديوان أبي الأسود الدؤلي وديوان سحيم.

نسخة أُخرى ، في فهرس Th. Noeldeke ZDMG XVIII, 220 ff.

ونسخة ثالثة ، دار الكتب المصرية ، مذكورة في فهرسها 3 / 115.

انظر : تاريخ الأدب العربي - لبروكلمان - 1 / 175.

ص: 215

99 / 3 - ديوان أبي طالب.

جمعه وعلّق عليه : الدكتور عبد الحقّ العاني.

ط 1 : لندن (فلندة) ، دار كوفان ، 1991 ، 224 ص ، 24 × 17 سم.

100 / 4 - ديوان أبي طالب.

هو غير الدواوين المعروفة.

ط 1 : بومبي ، مطبعة فيض رسان ، 1326.

101 / 5 - ديوان أبي طالب.

رسالة دكتوراه.

جمع وتحقيق : الدكتور يونس بن أحمد بن يونس بن حسن رمضان ، المتّصل نسبه بالأمير حسن بن يوسف بن مكزون السنجاري ، ولد بمصياف في سوريّا سنة 1944 م.

مخطوط لديه ، أخبرنا أنّه يزيد على 400 صفحة مطبوعة.

102 / 6 - ديوان أبي طالب.

صنعة : إبراهيم بن مصطفى بن محمد المنيني البعلبكي ، المعاصر ، المولود في بعلبك سنة 1929 م.

مخطوط لديه ، أطلعني عليه ، وهو في أربعة فصول :

1 - إيمان أبي طالب.

2 - ديوان أبي طالب.

ص: 216

3 - شرح لامية أبي طالب.

4 - الثناء المنضّد على ناصر أحمد.

يقدّر ب- 250 صفحة مطبوعة.

103 / 7 - ديوان أبي طالب.

جمعه وحقّقه : الشيخ حيدر قلي خان بن نور محمد خان بن عطاء محمد خان بن حاج قربان علي خان بن محمد خان بن ميرزا بيك الكرمانشاهى القزلباشي ، الشهير بالسردار الكابلي (كابل 1293 - 1372 أو 1375 ه).

انظر : أعيان الشيعة 6 / 274 ، ريحانة الأدب 5 / 7 ، معجم رجال الفكر والأدب 2 / 674 ، نقباء البشر 2 / 698.

104 / 8 - ديوان أبي طالب.

فيه أكثر من 1000 بيت.

جمعه وشرحه : الشيخ الدكتور محمد هادي بن عبد الحسين بن أحمد بن نجف علي (أمين الشرع) ابن الله يار بن محمد الأميني ، المولود سنة 1355 ه- / 1935 م.

انظر : مقدّمته لكتاب «مواهب الواهب» للنقدي : 22.

105 / 9 - ديوان أبي طالب.

جمعه وشرحه : الدكتور محمد بن عمر بن ناجي التُونجي ، المولود في حلب سنة 1933 م.

ص: 217

ط 1 : بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1996 ، 104 ص ، 24 × 17 سم.

106 / 10 - ديوان أبي طالب.

جمع وتحقيق وتعليق : الشيخ علي بن عيسى بن أحمد بن علي الزوّاد ، المولود بسيهات في السعودية سنة 1377 ه- / 1957 م.

أخبرنا به ، وأنّه يحتوي ما يلي :

1 - مقدّمة في بيان جوانب شخصية أبي طالب وأثره في نشر الإسلام.

2 - الديوان مرتّب أبجدياً.

3 - ملحق فيه شعر عبد المطّلب.

وهو أقلّ من 200 صفحة.

107 / 11 - ديوان أبي طالب بن عبد المطّلب (وذِكر إسلامه) ، (كتاب أشعار أبي طالب) ، (إيمان أبي طالب).

تأليف : أبي نعيم علي بن حمزة البصري التميمي اللغوي الكوفي الحنبلي ، المتوفّى سنة 375 ه- / 985 م.

مخطوط ، منه نسخ :

1 - نسخة في مكتبة الشيخ الحجّة ميرزا محمد الطهراني بسامراء.

2 - نسخة في مكتبة الآثار القديمة ببغداد.

3 - نسخة في مكتبة الشيخ علي الخاقاني.

4 - نسخة كتبها لنفسه المولى كلب علي بن جواد الكاظمي سنة 1071 ه- ، توجد في مكتبة آل السيّد عيسى العطّار ببغداد.

ص: 218

ونقل ابن حجر العسقلاني قسماً منه في ترجمته لأبي طالب في كتابه الإصابة - باب الكنى والألقاب - 7 / 113 - 116.

وكذا عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب 1 / 261 و 4 / 387.

ويظهر من قول السيّد محمد صادق بحر العلوم الذي ذكره في صفحة 127 من تحقيقه لكتاب «إيمان أبي طالب» لابن معد الموسوي ، أنّه قام بتحقيقه وهو معدّ للطبع.

ط 1 : بغداد ، تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين ، 330 ص ، 5 / 22 × 16.

انظر : أعيان الشيعة 8 / 125 ، الذريعة 2 / 513 رقم 2014 و 9 / 42 رقم 243 ، الكنى والألقاب - للقمّي - 1 / 110 ، الغدير 7 / 401 ، شعراء الغريّ 2 / 512 ، ريحانة الأدب 7 / 286 ، هامش السيرة الحلبية 1 / 29 ، تاريخ التراث العربي - لسزگين - مج 2 ج 2 / 286.

108 / 12 - ديوان شيخ الأباطح أبي طالب (شعر أبي طالب بن عبد المطّلب وأخباره).

فيه أكثر من خمسمائة بيت.

جمعه : أبو هِفّان عبدالله بن أحمد بن حرب بن مهزم بن خالد بن الفزر بن مهزم بن جوين بن مجاسر بن الصيِّق بن مالك بن مرّة العبدي البصري النحوي الأديب (ت 257 ه).

رواه : عفيف بن أسعد ، مشروحاً عن أبي الفتح عثمان بن جنّي الموصلي البغدادي النحوي (الموصل 330 - بغداد 392 ه).

نسخة من رواية ابن جنّي ، في ليبتسج ، رقم 505 / 1 ، الأوراق 2 -

ص: 219

32 ، ذكرها سزگين في ص 286.

وأُخرى في مكتبة نور عثمانية ، رقم 3800 / 2 ، الأوراق 16 - 26.

وأُخرى في دار الكتب بالقاهرة ، بخطّ الشنقيطي ، أدب 38 ش / 1 ، تاريخها سنة 1304 ، فهرسها 3 / 115.

وأُخرى في تبريز ، ترتيب رقم 255 ، تاريخها سنة 1303 ه- ، فهرس نخجواني : 168.

وأُخرى ضمن مجموعة ، في جامعة كارل ماركس بمدينة ليبزك الألمانية.

صحّحه وعلّق عليه وقدّم له : السيّد محمد صادق بن حسن بن إبراهيم بحر العلوم.

ط1 : النجف ، المكتبة المرتضوية ومطبعتها الحيدرية ، 1356 ، 40 ص ، 24 × 17 سم.

ط 1 : بيروت ، ضمن كتاب «نصوص الدراسة في الحوزة العلمية» رقم 15 ، من صفحة 371 - 412.

ط 1 : طهران ، مكتبة نينوى الحديثة ، 1410 ، 40 ص ، 24 × 17 سم.

وحقّقه وعلّق عليه واستدرك عليه : الشيخ محمد باقر بن ميرزا محمد بن عبدالله بن محمد بن الآخوند ملاّ محمد باقر بن محمود بن كمال بن محمود بن كمال المحمودي ، المعاصر.

واسمى المستدرك : «منية الطالب في مستدرك ديوان سيّد الأباطح أبي طالب» وألحق به كتاب «الروض النزيه» لابن طولون.

ط 1 : قم ، مطبعة النهضة ، نشر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، رقم

ص: 220

5 ، 166 ص ، 24 × 17 سم.

الديوان ، يبدأ من الصفحة 1 - 98.

المستدرك ، يبدأ من الصفحة 99 - 152.

تحقيق : الشيخ محمد حسن آل ياسين.

ط 1 : بغداد ، 204 ص ، 5 / 22 × 16 سم.

الروض النزيه ، يبدأ من الصفحة 153 - 163.

انظر : الذريعة 14 / 195 رقم 2161 وج 9 ق 1 ص 43 ، رجال النجاشي : 218 ، إيضاح المكنون 2 / 49 ، أعلام الثقافة - للنويدري - 1 / 273 ، الفوائد الرضوية : 244 ، المستدرك - لكحّالة - : 412 ، تاريخ التراث العربي - لسزگين - مج 2 ج 2 / 286.

109 / 13 - شهاب ثاقب في شرح ديوان أبي طالب.

بالأُوردية.

تأليف : السيّد سبط الحسن بن فيض الحسن الهنسوي (هنسوة 1333 - علي گر 1398 ه).

انظر : مستدركات أعيان الشيعة 5 / 220.

110 / 14 - غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب عمّ النبيّ.

جمع وشرح : السيّد محمد بن خليل بن محمد بن إسماعيل بن أحمد الخطيب النسيدي الأخميني المصري ، المولود سنة 1909 م.

ص: 221

ط 1 : طنطا ، مطبعة الشعراوي ، 1950 - 1951 ، 184 ص ، 24 × 17 سم.

* * *

ص: 222

القسم السابع

شروح قصيدة أبي طالب اللامية

111 / 1 - زهرة الأُدباء في شرح لامية شيخ البطحاء.

تأليف : القاضي الشيخ جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد التقي ابن الحسن بن الحسين بن علي النقي النزاري النقدي العماري (العمارة 1303 ه- - 1371 ه- / 1951 م).

ط 1 : ملحقة بديوان أبي طالب ، النجف ، المكتبة الحيدرية ، 1356 ه- ، 50 ص ، 24 × 17 سم.

ط 2 ، طهران ، مكتبة نينوى الحديثة ، 1410 ه.

انظر : الذريعة 12 / 72 رقم 503 ، المستدرك - لكحّالة - : 173 ، معجم المؤلّفين العراقيّين 1 / 254.

112 / 2 - شرح قصيدة أبي طالب.

تأليف : السيّد المفتي مير عباس (محمد عباس) بن علي أكبر بن محمد جعفر بن أبي طالب بن نور الدين بن نعمة الله بن عبدالله بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن غياث الدين بن مجد الدين بن نور الدين بن سعد الدين بن عيسى بن موسى بن عبدالله بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق عليهما السلام الموسوي الجزائري التستري اللكهنوي (لكهنو 1224 - 1306 ه- / 1889 م).

ص: 223

انظر : الذريعة 14 / 4 ، مقدّمة كشف الأستار في شرح الاستبصار 1 / 385.

113 / 3 - شرح قصيدة أبي طالب.

تأليف : السيّد علي بن الحسين بن صالح بن باقر بن عبد الكريم الغريفي الموسوي الخطيب الهاشمي البهبهاني النجفي (النجف 1328 ه- / 1911 م - 1396 ه- / 1976 م).

انظر : مستدركات أعيان الشيعة 3 / 148.

أقول : يمكن اتّحاد هذا الشرح بتحقيق السيّد الهاشمي لقصيدة السيّد أحمد خيري بك الحسيني.

114 / 4 - شرح اللامية لأبي طالب.

تأليف : الشيخ حيدر قلي خان بن نور محمد خان بن عطاء محمد خان بن حاج قربان علي خان بن محمد خان بن ميرزا بيك الكابلي الكرمانشاهي ، الشهير بالسردار الكابلي القزلباشي (كابل 1293 - 1372 ه- أو 1375 ه).

انظر : أعيان الشيعة 6 / 274 ، ريحانة الأدب 5 / 7 ، معجم رجال الفكر والأدب 2 / 674 ، نقباء البشر 2 / 698.

115 / 5 - طلبة الطالب في شرح لامية أبي طالب.

تأليف : السيّد علي فهمي باشا بن أبي العزم رفاعة بك بدوي بن علي ابن محمد بن علي بن رافع بن حريز بن شمس الدين (بن زين الدين)

ص: 224

ابن عبد الرحمن بن أبي القاسم الصغير بن أحمد بن شهاب الدين بن أبي عبدالله محمد بن يحيى بن أبي بكر بن يحيى بن جلال الدين أبي القاسم الطهطاوي بن عبد العزيز بن يوسف بن رافع بن جندب بن سلطان بن محمد بن أحمد بن حجون بن أحمد بن محمد بن جعفر الزكي (بن إسماعيل) بن محمد المأمون بن عليّ الحارض بن الحسين بن محمد الديباج بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، الطهطاوي الحسيني الهاشمي الشافعي المصري الموستاري ، الشهير بجابي زاده (1265 ه- / 1848 م - كان حياً سنة 1327 ه- / 1909 م).

انتهى منه سنة 1327 ه.

ط 1 : إستانبول (طهران) ، مطبعة روشن الآستانة ، 1327 ، 78 ص ، 24 x 17 سم.

انظر : معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2 / 1366 ، تاريخ الأدب العربي - لسزگين - مج 2 ج 2 ص 287 ؛ وأوردنا نسبه عن : حلية الزمن : 17 - 18 ، الخطط التوفيقية 13 / 54.

* * *

ص: 225

القسم الثامن

دراسات في أدب أبي طالب

116 / 1 - أبو طالب.

دراسة في شعره.

تأليف : قصي بن عبد الرؤوف بن حسين بن طاهر بن أحمد بن محسن بن حبيب بن ياسين آل مال الله الشيخ عسكر الدكسن الأسدي ، المولود في البصرة سنة 1951 م.

معدّ للطبع في مؤسسة البلاغ ، بيروت ؛ يقرب من مئة صفحة مطبوعة.

أخبرنا بذلك محمد علي الهمداني ، صاحب المؤسسة.

117 / 2 - أسنى المطالب في شرح خطبة أبي طالب.

تأليف : عبد الكريم حبيب.

ط 1 : مجلّة الثقافة الإسلامية ، إصدار المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ، العدد 45 ، سنة 1413 ه- ، تقع في 16 صفحة ، من صفحة 117 - 132 ، 24 × 17 سم.

ذكرنا هذه المقالة في شرح خطبة أبي طالب في هذا الفهرس بالرغم من أنّنا لم نذكر المقالات ، بل الكتب المفردة فقط ؛ وذلك لأنّه الشرح الوحيد للخطبة ، فأردنا أن ننوّه بذِكره.

ص: 226

118 / 3 - أوّلين مدّاح رسول حضرت أبو طالب.

فارسي.

تأليف : المولى علي حسنين بن محمد قيّوم شيفته تاج الأفاضل ، المولود بجونپور سنة 1926 م.

ط 1 : باكستان.

انظر : تذكرة علماى إماميه باكستان : 180.

119 / 4 - الرسول والرسالة في شعر أبي طالب.

نظرة في مواقف أبي طالب وشعره.

تأليف : معوّض عوض إبراهيم المصري.

ط 1 : الكويت - القاهرة ، دار غريب ، نشر : وكالة المطبوعات - الكويت ، 1982 ، 79 ص ، 24 × 17 سم.

120 / 5 - فصاحة أبي طالب.

تأليف : السيّد أبي محمد الحسن بن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر المحدّث بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، الشهير بالناصر الكبير ، والمعروف بالأطروش ، المتوفّى سنة 304 ه.

انظر : أعيان الشيعة 5 / 184 ، رجال النجاشي 1 / 170 ، شهداء الفضيلة : 10 ، جامع الرواة 1 / 209 ، الذريعة 16 / 225.

ص: 227

121 / 6 - كلام أبي طالب.

بالأُوردية.

تأليف : المولى علي حسنين بن محمد قيّوم شيفته ، تاج الأفاضل ، المولود بجونپور سنة 1926 م.

ط 1 : الهند.

انظر : تذكرة علماى إماميه باكستان : 180.

* * *

ص: 228

القسم التاسع

أبو طالب في الشعر الإسلامي

122 / 1 - أبو طالب كفيل الرسول.

ملحمة إسلامية من 2000 بيت.

نظم : سعيد بن عبد الحسن بن محمد بن يوسف بن حسين بن الشيخ سليمان بن محمد العسيلي الرَشافي العاملي (رشاف 1929 م - 1994 م).

أشرف عليه وقدّم له الشيخ : حسن طرّاد.

ط 1 : بيروت ، دار الزهراء ، 1986 ، 222 ص ، 24 × 17 سم.

123 / 2 - بيست وششم رجب.

أي : 26 رجبرحمه الله وهي قصيدة فارسية في أحوال أبي طالب.

نظم : الشيخ محمد حسن بن ميرزا محمد أكبر بن يوسف علي المولوي القندهاري الشيرازي الأفغاني (قندهار 1319 ه- / 1901 م).

ط 1 و 2 : طهران.

ط 3 : بلوجستان (مع ترجمة إلى الأُوردية).

انظر : المؤلّفون الأفغانيّون : 147 ، الردّ على الوردي : 66 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 451 ، معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1021.

ص: 229

124 / 3 - القصيدة الغرّاء في إيمان أبي طالب شيخ البطحاء (وشرحها).

نظم : السيّد أحمد بن خيري باشا بن يوسف الحسيني الحنفي المصري (1324 ه- / 1907 م - 1387 ه- / 1967 م).

تحقيق : السيّد علي بن الحسين الخطيب الهاشمي.

ط 1 : طهران ، 1382 ه- ، تتجاوز ال- 90 صفحة.

انظر : معجم المؤلّفين العراقيّين 2 / 416 ، معجم رجال الفكر والأدب 3 / 1326.

أقول : يحتمل أن يكون شرحاً على لامية أبي طالب.

125 / 4 - كتاب ما قيل من الشعر في أبي طالب (ما قيل في أبي طالب).

تأليف : السيّد علي بن الحسين بن صالح بن باقر بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن أحمد المقدّس الموسوي الغريفي البهبهاني النجفي ، الشهير بالخطيب الهاشمي (1328 ه- - 1396 ه).

مخطوط ، يقرب من مئة صفحة بخطّه رحمه الله.

انظر : الذريعة 19 / 23 رقم 113 ، أسنى المطالب - تعليقته ص 54 - ، شاعر العقيدة المفجع البصري : 93 ، المنتخب من أعلام الفكر والأدب - للفتلاوي - : 323.

* * *

ص: 230

القسم العاشر

مؤلّفات في أبي طالب مترجمة إلى لغات أُخرى

126 / 1 - أبو طالب چهره درخشان قريش.

ترجمة بالفارسية لكتاب «أسنى المطالب» لزيني دحلان.

ترجمه : محمد مقيمي.

ط 1 : طهران ، 1371 ، 76 ص.

انظر : مطلع الأنوار : 642.

127 / 2 - أبو طالب مظلوم تاريخ.

ترجمة بالفارسية لبعض الفصول الخاصة بحياة أبي طالب ، من المجلّدين 7 و 8 من كتاب «الغدير» للعلاّمة الشيخ عبد الحسين الأميني.

ط 1 : طهران ، مطبعة پرتو ، انتشارات بدر ، 1401 ، 200 ص ، 24 × 17 سم.

128 / 3 - أبو طالب يگانه مدافع إسلام.

ترجمة بالفارسية لكتاب «منية الراغب» للشيخ محمد رضا الطبسي.

ترجمه : الشيخ محمد محمدي اشتهاردي.

ط 1 : طهران ، قائم ، 1976 ، 259 ص ، 24 × 16 سم.

ص: 231

129 / 4 - ترجمة «أبو طالب مؤمن قريش».

بالأُوردية.

الأصل من تأليف : الشيخ عبدالله الخنيزي.

ط 4 : لاهور ، 436 ص.

130 / 5 - ترجمة «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب».

بالأُردوية.

الأصل من تأليف : أحمد زيني دحلان الشافعي.

ترجمة : المولوي الحكيم السيّد مقبول أحمد بن غضنفر علي بن مراد علي الدهلوي (دلهي 1287 ه- - دلهي 1340 ه).

كان نائب دبير أنجمن (مدير مكتب) في المدرسة الاثني عشرية بدهلي.

ط 1 : كراچي - دهلي ، مطبعة اليوسفي ، عباس كتب خانه ، 1313 ، 184 ص.

انظر : الذريعة 4 / 78 رقم 331 ، تذكرة علماى إماميه باكستان : هامش ص 254 ، سند حديث شريف كساء : 47.

131 / 6 - ترجمة «شيخ الأبطح أبو طالب».

بالأُردوية.

الأصل من تأليف : السيّد محمد علي بن عبد الحسين شرف الدين

ص: 232

الموسوي العاملي (ت 1372 ه).

ترجمه بعد خمسة أشهر من طبعته العربية الأُولى : السيّد ظفر مهدي گهر بن وارث حسين الجايسي الهندي اللكهنوي ، المتخلّص بأثيم ، مدير مجلّة «سهيل يمن» (ت حدود سنة 1360 ه).

ط 1 : نشر في مجلّة «سهيل يمن» ، الأجزاء 8 - 10 من المجلّد الخامس.

ط 2 ، مستقلاًّ : الهند ، 1350.

انظر : الذريعة 1 / 79 رقم 378.

132 / 7 - محبوب الرغائب.

ترجمة بالأُوردية لكتاب «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب» لأحمد زيني دحلان الشافعي.

ترجمة : محمد نجم الدين علي صاحب المدراسي السُنّي.

ط 1 : حيدر آباد الدكن ، مطبعة محبوب شاهي ، 1313 ، 235 ص.

ط 2 : طهران.

انظر : قاموس الكتب 1 / 858.

* * *

ص: 233

فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (8)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

(389)

تهذيب الأحكام

تصنيف : شيخ الطائفة وعميد الفرقة ، الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، المولود سنة 385 والمتوفّى سنة 460.

أحد الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الشيعة ، ولهم على الكتاب شروح وحواشٍ كثيرة مذكورة في الذريعة ، وقد أفرد له شيخنا العلاّمة الرازي رسالة مستقلّة تتضمّن حياة شيخ الطائفة الطوسي.

نسخة منه إلى آخر كتاب المزار ، بخطّ محمد باقر بن عبد الباقي ، فرغ منه عصر يوم الخميس 27 جمادى الآخرة سنة 1059.

وبظهر الكتاب إجازة العلاّمة المجلسي ، كتبها - بالفارسية - بخطّه الشريف للآخوند المولى محمد باقر الجرفادقاني (الگلبايگاني) ، أطراه فيها بما ملخّصه : بذل جهده في التحصيل ، وصرف عمره في اقتناء العلوم والفنون ، حتّى مهر في علمي التفسير والحديث ، وغيرهما من العلوم

ص: 234

الشرعية ، وقابل كتب الحديث على والدي ... إلى آخره ..

وأظنّ المجاز هو الكاتب للنسخة ، ترجمه شيخنا في الروضة النظرة.

وعلى النسخة بلاغات وتصحيحات دقيقة متقنة ، وتعيين أقسام أحاديثه بحسب السند من صحيح وحسن وضعيف وموثّق ، يرمز إليها بالهامش ، وعليها أيضاً تعاليق قيّمة نافعة ، منقولة عن الحبل المتين ومشرق الشمسين ومنتقى الجمان ، وعن ميرزا محمد الرجالي ، وبأعلى الصفحات تحقيقات رجالية. في 270 ورقة ، تسلسل 998.

نسخة تشتمل على قطعة من أوّله ، بخطّ نسخ جميل للغاية ، كتابة القرن الثاني عشر ، بآخر قطعة من كمال الدين للصدوق ، رقم 989.

وعلى النسخة بلاغات وحواشي توقيعها : «م ق ر مدّ ظلّه العالي» ، وأظنّه العلاّمة المجلسي ، وحواشي : «حسين مدّ ظلّه العالي» ، وأظنّه الخوانساري ، وحواشي التقي المجلسي توقيعها : «م ت ق رحمه الله» ، وحواشي : «ب ه- و» وهو الشيخ البهائي ظاهراً .. وتعليقة بآخر ورقة رقم 6 في تعيين عدّة الكافي ، لمولانا إسماعيل المازندراني.

وعلى كلّ فالنسخة مصحّحة ومقروءة على العَلمين المجلسي وآقا حسين الخوانساري ، وعليها بلاغات مختلفة الخطوط ، ولكن أكثر الحواشي هي حواشي المجلسيين ، وعليها فوائد كثيرة منقولة من الكتب.

نسخة إلى آخر كتاب الصلاة ، ناقصة من أوّلها أوراق ، وهي بخطّ ميرزا جان بن محمد رضا القهپائي ، فرغ منها 15 ربيع الأوّل سنة 1072 ، وبآخرها خطّ العلاّمة المجلسي محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني - المتوفّى سنة 1110 - بالإجازة لخان محمد الأردبيلي ..

فالنسخة مقروءة على العلاّمة المجلسي ومصحّحة ، ذكر المجلسي

ص: 235

- رحمه الله - في الإجازة : أنهاه المولى الفاضل ... سماعاً وتحقيقاً وضبطاً في مجالس ، آخرها أواسط ذي القعدة سنة 1072.

وكتبت أنا بأسفل هذه الإجازة : أنّ خان محمد الأردبيلي هذا غير المولى محمد الأردبيلي مؤلّف جامع الرواة ، فإنّه مولود حدود الستين بعد الألف ، فيكون عمره في تاريخ هذه الإجازة قريباً من اثنتي عشرة سنة ، وتاريخ إجازته من المجلسي سنة 1098 ، وهي مدرجة في جامع الرواة.

في 325 ورقة ، رقم 576.

نسخة قيّمة إلى آخر كتاب الأمر بالمعروف ، وهي مصحّحة ومقابلة ، عليها تصحيحات وبلاغات ؛ والذي تصدّى لمقابلتها وتصحيحها هو العلاّمة الجليل الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي ، نزيل أصفهان ، صاحب الدرّ المنثور وغيره من الكتب ، وحفيد الشهيد الثاني ، كما تجد خطّه بذلك في آخر كتاب الحجّ ..

والنسخة بخطّ محمد بن محمد عيسى المرعشي الحسيني ، فرغ منها 18 ربيع الأوّل سنة 1054 ، وتقع في 445 ورقة ، رقمها 1702.

نسخة من أوّل الكتاب إلى آخر كتاب الصلاة ، بخطّ الشيخ محمد بن أبي العسكر ، فرغ منها 22 رجب سنة 1104 ، خطّه نسخ جيّد والعناوين مكتوبة بالشنجرف. في 287 ورقة ، رقم 997.

نسخة فيها من كتاب الحجّ إلى آخر كتاب التجارة ، بخطّ نسخ جيّد وملء هوامشها تعاليق منقولة من كتب الفقه والحديث والأدب ، وعليها تعاليق : «م ت ق رحمه الله» و : «م ق ر مدّ ظلّه» ، والظاهر أنّهما المجلسيّان ، ولا سيّما في الآواخر إذ تزداد تعاليقهما ..

وهي بخطّ شخصين وبتاريخين ؛ أمّا كتاب الحجّ فكتبه محمد جعفر

ص: 236

ابن غضنفر الخرمآبادي ، وفرغ 3 ذي الحجّة سنة 1082 ..

وبعده كتاب المزار ثمّ الجهاد والقضاء والمكاسب والتجارة بخطّ نسخ أخشن ، كتبها محمد مقيم بن ضياء الدين محمد ، فرغ من كتاب الزيارات 23 ربيع الأوّل سنة 1044 .. وهنا كتب له شيخه الذي قرأ عليه الكتاب إجازة بخطّه الجيد : «قد بلغ سماعاً منّي الأخ الفاضل ، الذكي الألمعي ، ميرزا محمد مقيم حفظه الله تعالى وبلّغه غاية ما يتمّناه. حرّره قاسم الحسني الحسيني» ، وهو الطباطبائي القهپائي. راجع جامع الرواة.

وعلى كلّ فهي نسخة قيّمة ، وقيمتها من ناحية صحّتها ؛ فإنّها صحيحة مصحّحة ، عليها تصحيحات بخطّ الكاتب وغيره من العلماء ، وبلاغات كثيرة ، فهي مقابلة ومقروءة عدّة مرّات على جملة من الأعلامرحمه الله إذ على الهوامش : «بلغ» و : «بلغ قبالاً» بالشنجرف ، و : «بلغ قراءة أيّده الله تعالى» و : «بلغت مقابلة» ، وكلّها بخطوط مختلفة ، وعليها - كذلك - تملّك عبدالله بن بدر الدين بخطّه ، وختمه الكبير تاريخه 1205.

أوراقها 295 ، رقم 1910.

نسخة قيّمة من أوّل الكتاب إلى آخر باب الزيادات من كتاب الجنائز ، نسخة القرن العاشر ، عليها تملّك تاريخه 18 ربيع الآخر سنة 1011 ، وهي بخطّ نسخ خشن جميل ، وعلى الهوامش بعض التصحيحات ، وعليها تملّك السيّد سالم بن دخيل الشريف الجعفري العريضي الحسيني ، وبآخرها بخطّه أرّخ ولادة جملة من أولاده ، منهم ولده علي ، الذي ولد في 6 ذي الحجّة سنة 1105. 527 ورقة ، رقم 1797.

نسخة ناقصة من أوّلها ورقة ، وتنتهي إلى آخر كتاب الصلاة ، نسخة القرن الحادي عشر ، وملء هوامشها تعليقات المحشّين ومنقولات عن

ص: 237

الكتب الفقهيّة ، بخطّ نسخ جيّد ، وبالهوامش تعيين درجات سند الحديث بالرموز مكتوبة بالشنجرف. 219 ورقة ، رقم 2286.

نسخة بخطّ نسخ جيّد إلى أواخره ، بخطّ أسد الله بن عماد الأصفهاني ، كتبها سنة 1058 ، وكتاب الديات أو شيء منه بخطّ ضفر علي ابن ميرزا علي الهمداني ، فرغ منه 28 ربيع الآخر سنة 1089.

نسخة قيّمة ، مقابلة ومصحّحة ، ومقروءة على العلاّمة المولى محمد تقي المجلسي ، والبلاغات بخطّه - رحمه الله - وكتب بخطّه في آخر كتاب الصوم : «بلغ سماعاً - أفاض الله تعالى عليه - في مجالس ، آخرها أواخر شهر ذي القعدة الحرام لسنة 1056. حرّره محمد تقي بن مجلسي عفي عنهما».

وكذلك في آخر كتاب المزار : «أنهاه ... أدام الله تعالى تأييده سماعاً وتحقيقاً في مجالس ، آخرها أواسط شهر الله الأصب لسنة 1058 ... محمد تقي بن مجلسي ...» رحمه الله وقد فرغ الكاتب من كتاب الزيارات سلخ ربيع الآخر سنة 1058 ، ثمّ بعده كتاب الجهاد إلى آخر الكتاب ، إلاّ أنّ بينهما أورد المشيخة في هذه النسخة. وقطعة الورقة التي حوت اسم القارئ مقصوصة ..

وإلى هنا بلغت القراءة على التقي المجلسي ، ومن هنا إلى آخر الكتاب تصحيحات ولكن ليس فيها بلاغات ، لا بخطّ المجلسي ولا غيره.

ومن هنا - كذلك - فما بعد ترى بالهامش رموز سند الحديث من صحيح وضعيف ومرسل وما شاكل ذلك. رقم 2118.

نسخة القرن الحادي عشر بخطّ نسخ جميل رائع ، بخطّ أحد الخطّاطين ، لم يسجّل اسمه ولا تاريخ فراغه منها ، والعناوين والكتب

ص: 238

والأبواب مكتوبة بالشنجرف ، وفي نهاية كلّ حديث شكل دائرة بالشنجرف وفي وسط الدائرة نقطة ممّا يدلّ على أنّ النسخة قد قوبلت ..

والنسخة بقطع كبير ، وقد أضرّت الرطوبة بورقتين من أوّلها وآخرها وشيء من جوانب بعض أوراقها. رقم 2135.

نسخة من أوائل كتاب النكاح إلى نهاية المشيخة ، بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الحادي عشر ، وقد كتب متن المقنعة بالهوامش أو بأعلى الصفحات ..

والنسخة مقروءة على المشايخ مكرّراً ، فعليها بلاغات كثيرة ، بعضها : «بلغ سماعاً عنّي» ، وبعضها : «بلغ قراءة علَيّ» ، وربّما كان بعضها جنب بعض ممّا يدلّ على تكرار القراءة ، وبآخرها إجازة بخطّ المجيز ، كتبها لمولانا محمد تقي ، الذي قرأه عليه من أوّله إلى آخره حرفاً حرفاً ، وتاريخ الإجازة 17 شهر رمضان سنة 1072 ، وكتب محمد بن عبد الكريم ، وقد محي اسمه ، والظاهر أنّه محمد. 222 ورقة ، رقم 2294.

نسخة الجزء الثاني من أوّل كتاب المزار إلى نهاية المشيخة ، بخطّ نسخ جميل رائع ، كتبها محمد تقي بن علي بندار الشهميرزادي السمناني سنة 1007 ..

نسخة قيّمة مصححة ، مقروءة على العلاّمة المحدّث المولى محمد باقر المجلسي ، وعليها خطّه الشريف بالإجازة لمن قرأها عليه ، إحدى الإجازات في آخر كتاب الوكالات ، تاريخها 1 جمادى الأُولى سنة 1083 ، والأُخرى في نهاية كتاب النكاح ، تاريخها غرّة رجب سنة 1084 ، ولعلّهما لرجلين ؛ إذ الاسمان في المكانين ممحيان ، ولعلّ الأوّل ميرزا رحيم أو ميرزا إبراهيم ، كما يظهر أنّ الثاني ميرزا محمد إبراهيم ولعلّه لاهيجان ،

ص: 239

أو ميرزا محمد إبراهيم بن محمد زمان.

فالنسخة صحيحة قيّمة مقروءة ، وعليها تصحيحات ، وبالهوامش تعيين درجات سند الأحاديث بالرموز مكتوبة بالشنجرف ، والعناوين مكتوبة أيضاً بالشنجرف ، وفي جانبيها خطّ الشيخ محمد حسين بن محمد يوسف الساروي المازندراني ، تاريخه سنة 1142 ..

والنسخة إمّا مكتوبة عن نسخة الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ، أو مقابلة عليها ؛ ففي باب ميراث الإخوة يقول بالهامش : ما كان هذا الحديث في نسخة الشيخ حسين بن عبد الصمد التي قابلها بخطّ الشيخ الطوسي.

344 ورقة ، رقم 2287.

نسخة من أوّله إلى آخر المزار ، كتبت سنة 1060 ، والنسخة مقابلة مقروءة مصحّحة ، وعليها بلاغات وتصحيحات ، قوبلت على نسخة التقي المجلسي المقابلة على نسخة الأصل ، كما في آخر كتاب الزكاة : «بلغ مقابلة إلى هنا بقدر الجهد والطاقة مع نسخة مولانا ومقتدانا محمد تقي بن مجلسي عفي عنهم» ، والنسخة مقروءة عليه ومقابلة على نسخته ، وفي نهاية الجزء الأوّل - وهو آخر لباس المصلّي - بخطّ التقي المجلسي : «أنهاه المولى العالم العامل ، مولانا محمد مؤمن أدام الله تعالى تأييده ، سماعاً وتحقيقاً في مجالس ، آخرها أوائل شهر الله المعظّم رجب سنة 1060 الهجرية ، نمّقه بيده الداثرة محمد تقي بن مجلسي عفي عنهما».

وفي الورقة الأخيرة إجازة متوسّطة للشيخ محمد مؤمن هذا ، وأظنّه هو كاتب النسخة ، وقد قرأها على الشيخ التقي المجلسي وصحّحها على نسخته ، وصورتها : «أنهاه المولى الفاضل ، والعالم العامل ، ذو الأخلاق

ص: 240

المرضية ، والكمالات الملكية ، مولانا محمد مؤمن القهپائي ... سماعاً منّي وتحقيقاً ، وأجزت له - دام توفيقه - أن يروي عنّي ... نمّقه محمد تقي بن مجلسي ... سنة 1064.

201 ورقة ، رقم 2331.

نسخة تامّة ، في مجلّدين ، بخطّ السيّد شكر الله بن محمد الحسين ، فرغ منها أواخر محرم سنة 1078 ، بخطّ نسخ جميل رائع ؛ إذ يظهر أنّه كان من الخطّاطين ، والأوراق كلّها مؤطّرة بالذهب واللاجورد ، والعناوين والكتب والأبواب مكتوبة بالشنجرف ، وبها ستّ لوحات ، في أكثر كتبها لوحة ، ولا سيّما في أوّل الكتاب ، وفي أوّل كتاب الزكاة لوحة جميلة ، وهذه النسخة كانت عند السماوي وهي التي صحّح وطبع الكتاب عليها في النجف الأشرف في عشرة أجزاء.

المجلّد الأوّل رقم 2221 ، المجلّد الثاني رقم 2222.

نسخة كتاب الصلاة فقط ، كتبها عبد الصمد بن محمود ، وفرغ منها 8 ربيع الأوّل سنة 967 ، نسخة صحيحة قيّمة ، مقروءة عدّة مرّات ، عليها بلاغات كثيرة متقاربة بخطوط مختلفة وتصحيحات بخطوط العلماء.

وفي آخرها : «بلغ قبالاً بنسخة الشيخ حسين بن عبد الصمد التي قوبلت بنسخة الأصل بخطّ الشيخ الطوسي رحمهما الله تعالى» ، وكذلك في باب الزيادات ، وتاريخه هناك رجب سنة 1029 ..

وهنا أيضاً صورة خطّ الشهيد الثاني بقراءة الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي عليه ، تاريخه 16 محرّم سنة 955 ، وكذلك صورة خطّ الشيخ حسين بن عبد الصمد ، وتاريخه 19 شعبان سنة 949 ..

وترى على هوامش أكثر الأوراق صورة خطّ الشيخ الطوسي أو صورة

ص: 241

خطّ الشيخ حسين بن عبد الصمد ناقلاً عن خطّ الشيخ في تصحيح السند أو المتن أو ضبط الكلمة أو زيادة أو غير ذلك ، فقلّما تخلو من ذلك ورقة. رقم 2141.

نسخة الجزء الثاني ، تبدأ بالمزار إلى نهاية الكتاب ، ومن أوائل كتاب الطلاق يختلف خطّه بنسخ أجمل وأجدّ ممّا قبله ، وكلاهما نسخ جيّد ، وكاتب القسم الثاني هو سعيد بن درويش الگجراتي ، فرغ 20 جمادى الآخرة سنة 1086 في حيدرآباد الهند بقلعة كلكنده ، في مجلس حضرة شيخنا وملاذنا ... الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني.

وعلى النسخة تصحيحات وبلاغات وتعاليق كثيرة وفوائد شتّى ، رجالية وفقهية.

وصحّحها الشيخ عبدالله بن الحسين على نسخة الشيخ علي بن سليمان البحراني ، ونقل صورة ما وجده عليها : «بلغ قبالاً من نسخة خاتمة المجتهدين الشيخ بهاء الدين دام ظلّه ، وعليها مكتوب : بلغت المقابلة بنسخة مقروءة على الإمام فخر المحقّقين قدّس الله روحه ، وعليها خطّه ، وهي مضبوطة مصحّحة ، وكتب الأقلّ عبدالله بن حسين عفي عنهما ، شهر ربيع الثاني سنة 1066» ..

والقسم الأخير أيضاً مصحّحرحمه الله فقد جاء في آخر كتاب الكفارات أنّه مكتوب على نسخة الأصل : «بلغت المقابلة والعرض بنسخة الأصل التي بخطّ الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى» .. ونقل عنه صورة خطّ الشيخ : «سمع جميع كتاب الصيد والذبائح والأطعمة والأشربة ولدي أبو الحسن ابن محمد حبره الله بقراءة علي بن محمد بن مثويه ، وكتب محمد بن الحسن الطوسي سنة 447».

ص: 242

وهناك أيضاً بخطّ السيّد إبراهيم بن علي الحسيني الحسني في رجب سنة 1089 أنّه : «بلغ تصحيحاً من أثناء باب أحكام الطلاق إلى هنا بنسخ متعدّدة معتبرة معتمدة ، منها ما هو مقابل بنسخة الشيخ الأجلّ علي بن سليمان ، وهي مقابلة بنسخة الشيخ حسين بن عبد الصمد ، وهي مقابلة بنسخة الشيخ زين الدين ، وهي مقابلة بنسخة المصنّف» ..

وفي آخر كتاب الذبائح أيضاً نقل صورة خطّ الشيخ : «سمع جميع كتاب الوقوف ولدي أبو علي الحسن بن محمد بقراءة أبي الحسن علي بن مثويه القمّي ، وكتب محمد بن الحسن بن علي الطوسي في رجب سنة 447» ..

وكذلك في أوّل كتاب الفرائض.

وكذلك على الورقة 201 ب كتابات ، منها : «بلغ مقابلة من نسخ معتمدة مضبوطة ، مصحّحة بقدر الجهد والطاقة ، في مجالس متعدّدة ، آخرها يوم الجمعة منتصف شهر ذي القعدة سنة 1089 ، بقلم الفقير إلى الله الغني عمّن سواه ، أحمد بن صالح البحراني الدرازي ...» ، وكذلك خطّه في آخر الكتاب ، وكذلك خطّه في آخر المشيخة ..

ومنها : «مكتوب على نسخة الأصل : بلغت المقابلة والعرض بنسخة الأصل ، التي بخطّ الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى».

وبأوّله خطّ العلاّمة المحدّث شيخ جعفر بن كمال الدين البحراني ، وأحمد بن صالح البحراني.

222 ورقة ، رقم 1916.

نسخة من أوّله إلى آخر كتاب الحجّ ، بخطّ فارسي جميل خشن جيّد ، فرغ منها الكاتب وهو السيّد محمد شفيع بن كمال الدين الحسيني

ص: 243

الكومباني ، الساكن في المشهد الرضوي ، في 19 ربيع الأوّل سنة 1058 ، في المشهد المقدّس الرضوي ..

نسخة قيّمة صحيحة ، مصحّحة مقروءة ، بهوامشها تصحيحات وتعليقات ، منها : «م ق ر مدّ ظلّه» ، و : «حسين سلّمه الله» ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وكذلك المتن معلَّم بالشنجرف ، وبآخرها إجازة بخطّ المحدّث الحرّ العاملي ، كتبها لتلميذه مير محمد جعفر السبزواري ، الساكن في المشهد الرضوي ، تاريخها نصف ربيع الأوّل سنة 1086.

كما أنّ بأوّلها أيضاً خطّه رحمه الله ، وعليها خطّ محمد مسعود بن ميرزا محمد معصوم بتملّكه للنسخة شراءً في ربيع الآخر سنة 1103 - أو سنة 1130 - وختمه ، وبأوّلها كتابة توقيعها : «عبدالله الشوشتري».

رقم 1991.

(390)

تهذيب طريق الوصول إلى علم الأُصول

تصنيف : العلاّمة الحلّي ، جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي الحلّي ، المتوفّى سنة 726.

ويعرف بتهذيب الأُصول ، وهو في أُصول الفقه.

نسخة بخطّ نسخ معتاد ، فرغ منها الكاتب 22 ذي الحجّة سنة 1021 ، وعلى الهوامش تعليقات من شرح العميدي ، وحواشي مير حسين ، وعليه خطّ السيّد عبد الرزّاق بن عبد الجواد الموسوي ، وتاريخ ختمه سنة 1293 ، تقع في 117 ورقة ، رقم 2290.

نسخة القرن الحادي عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، وفي هوامشها تعليقات

ص: 244

كثيرة ، تقع في 98 ورقة ، رقم 1905.

نسخة بخطّ العلاّمة الشيخ محمد حسين بن إسماعيل الخوانساري بدأ في استنساخه وتعليمه في 26 ربيع الأوّل سنة 1242 ، وفرغ منهما في 4 ذي القعدة سنة 1243 ، وكتب ذلك كلّه بخطّه في أوّله وآخره ، وفيهما ختمه أيضاً. في 83 ورقة ، رقم 56.

نسخة بخطّ العلاّمة السيّد عبدالله بن أبي تراب بن عبد الفتّاح الحسيني ، فرغ منها 13 جمادى الآخرة سنة 1226 ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه ، وهذا ثاني ما فيها ، وملء هوامشها حواشي له بخطّه.

رقم المجموعة 93.

(391)

تهذيب الفوادح الحسينية

في المصائب العاشورية

مقتل - الإمام الحسين عليه السلام - مرتّب على مجالس.

تأليف : العلاّمة الجليل الشيخ حسين بن محمد آل عصفور الدرازي البحراني ، المتوفّي سنة 1216 ، ابن اخي الشيخ يوسف البحراني - صاحب الحدائق - وتلميذه المتخرّج عليه ، والمجاز منه في اللؤلؤة.

نسخة بخطّ الشيخ علي بن عبد الحسين ، ويظهر من آخرها أنّها تهذيب الفوادح ، والمهذّب له الشيخ حسن ابن المقدّس الشيخ حسين البحراني ، وبآخرها عدّة تقريظات منظومة فيها مادّة تاريخ التهذيب (1227 ه) ، وهو تاريخ كتابة هذه النسخة أيضاً ، وعليها ختم تملّك الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني. 160 ورقة ، رقم 1148.

ص: 245

(392)

تهذيب المنطق

لسعد الدين التفتازاني ، المتوفّى سنة 793.

نسخة بخطّ بمان علي بن رمضان علي ، فرغ منها سنة 1259 ، وبالهوامش تعليقات كثيرة. في 29 ورقة ، رقم 1848.

(393)

التهليلية

فارسي ، شرح وتفسير لكلمة التوحيد : «لا إله إلاّ الله».

وأظنّه للسيّد الأمير غياث الدين منصور الدشتكي ، المتوفّى سنة 948 ، فإنّه فلسفي عرفاني من كلام أعلام المحقّقين ، وفرغ منه المؤلّف في 10 ربيع الأوّل سنة 928.

وقد ذكره شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة ج 4 ص 516 ، فراجعه.

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، وهي المسودة ، وفيها تصحيح وشطوب وكتابات في الهامش ، ولكنّها - مع الأسف - ناقصة الأوّل. في أوّل المجموعة رقم 1754.

(394)

توحيد المفضل

حديث مسهب مبسوط في إثبات الصانع والاستدلال على توحيد الله عزّ وجلّ بصنوف مخلوقاته والأسرار والحِكم المودعة فيها ، أملاها الإمام

ص: 246

أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام على المفضّل بن عمر في أربعة مجالس في أربعة أيّام ، ورواه المفضّل عنه عليه السلام فاشتهر بنسبته إلى الراوي «توحيد المفضل» ..

أدرجه بتمامه العلاّمة المجلسي في المجلّد الأوّل من كتابه بحار الأنوار ، وطبع في ضمنه ، وطبع أيضاً مستقلاًّ ، وطبع ضمن شرح العلاّمة ميرزا محمد الخليلي في أربعة أجزاء.

نسخة بخطّ بهاء الدين محمد بن محمد القاري ، كتبها في مكّة سنة 1073 ، بخطّ نسخ جيّد ، بهامش مجموعة رقم 37.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة رقم 1021.

نسخة بخطّ الخطّاط موسى بن علي بن ملاّ إسماعيل البهشتي ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه النسخ الجيّد اللطيف ، وفرغ منها سنة 1275 ، رقم المجموعة 1129.

(395)

توضيحات

لحسام الدين بن يحيى اللاهيجي.

فارسي عرفاني.

نسخة بخطّ الشيخ محمد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه من تلامذة المؤلّف ، ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف كلّها بخطّ الشيخ محمد هذا ، فرغ منها سنة 1090 ، وعليها تعليقات كثيرة للمؤلّف ، بأوّل مجموعة من رسائل المؤلّف رقم 566 ، ناقص من أوّلها شيء قليل من الخطبة.

ص: 247

(396)

تيمورنامه

فارسي ، في نظم «ظفر نامه» ، وهو تاريخ التيموريين.

تأليف : شرف الدين علي اليزدي المعمائي ، المتوفّى سنة 830.

ونظمه المسمّى «تيمور نامه» للشاعر الملقّب بالهاتفي ، وهو المولى عبدالله - أو عبد الحي - الخبوشاني الجامي ، ابن أخت الجامي الشاعر العارف الشهير ، ويقال له : «تمر نامه» و «ظفر نامه». راجع : كشف الظنون حرف الظاء ، وفهرس سپهسالار ج 2 ص 542.

نسخة بخطّ الخطّاط غلام حسين العورياني ، كتبها بخطّ فارسي جميل ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة 969 ، والنسخة مجدولة مؤطّرة بالذهب والشنجرف ، وبأوّلها لوحة ، وهي 152 ورقة ، تسلسل 1401.

(397)

ثاقب المناقب

أو «الثاقب في المناقب»

في مناقب ومعجزات النبيّ وآله الأئّمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

تأليف : الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن حمزة المشهدي الطوسي أو الجرجاني.

ص: 248

وهو صاحب الوسيلة المعبّر عنه بأبي جعفر الثاني ؛ لتأخّره عن أبي جعفر الطوسي الأوّل ، أي شيخ الطائفة الطوسي.

ذكره شيخنا في الذريعة ج 5 ص 5 ، وذكره في الروضات ص 596 واستظهر تأليفه سنة 560.

نسخة قيّمة قديمة ، تنقص من أوّلها مقدار صفحة ، معها بعض كتب أُخر ، كلّها في مجلّد ، وبعض تلك الكتب ذكر فيها الكاتب وتاريخ الكتابة رحمه الله وهو السيّد محمود ابن السيّد يوسف ابن سيّد مقصود الخافي في بلدة «بلخ» ليلة الرابع من ذي الحجة سنة 966.

تسلسل 693.

(398)

ثواب الأعمال

وعقاب الأعمال

للشيخ الصدوق ، رئيس المحدّثين ابن بابويه ، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة 381.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقص من آخرها وريقات.

247 ورقة ، رقم 991.

نسخة فرغ الكاتب من ثواب الأعمال في 9 رجب سنة 1104 ، وبعده عقاب الأعمال بالخطّ نفسه ، وهو خطّ نسخ جيّد ، إلاّ أنّ الكاتب قد حذف الأسانيد منهما.

126 ورقة ، رقم 1695.

ص: 249

(399)

جام جهان نما

للشيخ حسن بن محمد.

فارسي ، على نحو السؤال والجواب ، وفيه شرح حديث جنود العقل والجهل.

نسخة الأصل ، بخطّ المصنّف ، ضمن مجموعة من رسائله كلّها بخطّه ، رقم 1736.

(400)

جام گيتي نما

للأمير غياث الدين منصور الدشتكي ، المتوفّى سنة 948.

أوّله : «سپاس حكيمى را كه افكار حكماء وانظار علما در معرفت كنه او متحير وپريشانند ...».

نسخة بخطّ فارسي ، بآخر ديوان نور علي شاه ، المكتوبة سنة 1264 بالخطّ نفسه ، لكنّها ناقصة الآخر. رقم 1416.

(401)

جامع الأخبار

تنسب إلى الشيخ الصدوق ، ابن بابويه القمّي ، المتوفّى سنة 381.

نسخة بخطّ نسخ خشن جيّد ، كتبها الحاج سبحان قلي ابن الحاجّ الله قلي التبريزي ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة 1063 ، ناقصة من أوّلها

ص: 250

وتبدأ بأواسط باب في فضائل عليّ عليه السلام.

150 ورقة ، رقم 1550.

نسخة ملحقة بكتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق ، ناقصة الآخر والموجود إلى الفصل 102 من كتاب جامع الأخبار المشتمل على 141 فصلاً ، ويختلف عن المطبوع بالزيادة ..

جاء في آخرها : «تمّت هذه الورقة بقلم المستشفع بالقرآن المجيد أحمد بن محمد بن أحمد بن وليد عفي عنهم» ، ولم يؤرّخ ؛ ولكنّ الكتاب كلّه مع معاني الأخبار الذي معه بخطّ واحد ، وهو خطّ هذا الرجل.

وجاء في آخر معاني الأخبار ما نصّه : «لخزنة الشيخ الجليل النبيل ، الشيخ التقي الورع الزاهد العابد ... الشيخ لطف الله بن الحاجّ علي بن الحاج إسماعيل السماهيجي الأوالي ... كتب في منزله المعمورة بسماهيج».

ومعه - إضافة إلى جامع الأخبار - رسالة في تعيين آي القرآن الكريم وكلماته وحروفه لبعض المحققين.

تسلسل 478.

(402)

جامع الأسرار

ومنبع الأنوار

للعارف الحكيم السيّد حيدر بن علي العبيدلي الحسيني الآملي.

وهو كتاب عرفاني ، أوّلَ فيه ما يؤثر عن مشايخ العرفان ممّا يضادّ بظاهره الشريعة الإسلامية. [الذريعة 5 / 38 رقم 164].

ص: 251

نسخة بخطّ السيّد محمد باقر بن محمد كاظم القائني ، فرغ منها في 13 صفر سنة 1264 ، في 235 ورقة ، رقم 1130.

(403)

جامع الأقوال

في علم الرجال

للسيّد يوسف بن محمد بن محمد بن زين الدين الحسيني الشامي العاملي.

وهو من تلامذة الشهيد الثاني زين الدين العاملي الشامي ، المستشهد سنة 966 ، ومن مشايخ الرجالي الكبير ميرزا محمد الاسترآبادي صاحب الرجال الكبير ، وله ترتيب رجال الكشي ، رتّبه سنة 981.

أوّله : «الحمد لله الولي الحميد ، المبدئ المعيد ، الفعّال لِما يريد ...». في جزأين ، فرغ منه 6 ذي القعدة سنة 982.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها الشيخ فضل بن محمد بن فضل العباسي ، الراوي بالإجازة عن الشيخ عبد النبيّ الجزائري - المتوفّى سنة 1021 - فرغ منها 19 ربيع الآخر سنة 1018 في النجف الأشرف ، عن نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، كتبها لصالح بن حسن ، وفي آخرها شعر للكاتب في هذا المعنى ، وشعر لصالح بن حسن في الجواب عن شعره ، وبآخرها فوائد رجالية وغيرها ، وبأوّلها ترجمة المؤلّف والكاتب بخطّ شيخنا الحجّة الأميني - دام ظلّه -.

كتب الكاتب في آخر الجزء الأوّل : «برسم الشيخ الجليل ، والفاضل النبيل ، والكهف الظليل ، ذي العقل الراجح ، والمنهج الواضح ، شيخنا

ص: 252

ومولانا ابن الشيخ حسن ، الشيخ صالح ..».

وكتب الكاتب أيضاً بنهاية الجزء الأوّل بالهامش : «ثمّ بلغ مقابلة وتصحيحاً ... من نسخة المصنّف بيده ، وذلك في أوقات متعدّدة ، آخرها عاشر جمادى الآخرة من سنة 1017 ، في البلد الغري».

رقم 2196.

(404)

جامع التمثيل

للميرزا محمد الجبلرودي.

فارسي ، في الأمثال السائرة في اللغة الفارسية ، جمعها ورتّبها على الحروف في 28 باباً ، لكلّ حرف باب ، وفي كلّ باب يورد الأمثال المبدوءة بذلك الحرف ، ثمّ يعقبها بحكايات وقصص أخلاقية.

ألّفه سنة 1054 للسلطان عبدالله قطب شاه في حيدرآباد ، والكتاب مطبوع تقريباً عشر مرّات.

نسخة بخطّ نصر الله بن علي التفرشي ، فرغ منها سنة 1282 ، وقد كان طبع الكتاب قبل هذا التاريخ بطهران سنة 1276.

أوراقها 239 ، رقمها 1620.

(405)

جامع السعادات

في الأخلاق.

تأليف : العلاّمة المحقّق النراقي ، المولى مهدي بن أبي ذرّ النراقي

ص: 253

الكاشاني ..

من كبار تلامذة الوحيد البهبهاني ، ومن مشاهير الزعماء الروحيين في إيران ، توفّي سنة 1209.

فرغ منه المؤلّف سلخ ذي القعدة سنة 1196 ، وطبع مكرّراً بإيران والنجف الأشرف مع مقدّمة مبسوطة في حياة المؤلّف بقلم العلاّمة الشيخ محمد رضا المظفّر - دام فضله -.

نسخة بخطّ علي بن عبد العزيز النجفي ، فرغ منها يوم الجمعة سلخ صفر سنة 1267 ، في 228 ورقة ، مقاسها 7 / 20 × 30 ، تسلسل 331.

(406)

جامع الشتات

للمحقّق القمّي ، ميرزا أبي القاسم بن حسن الجيلاني ، نزيل قم ، المتوفّى سنة 1231. مؤلّف كتاب القوانين في أُصول الفقه.

وكتابه هذا - فارسي - في الفقه ، وهو أجوبة مسائل كانت ترد عليه فيجيب عنها ، وهي كثيرة ، استدلالية مفيدة ..

جمعها غيره وسمّاها جامع الشتات ، وفرغ منها 6 جمادى الأُولى سنة 1194 ، ورتّبها على بابين ، أوّلهما : في المسائل العقائدية والتفسيرية ، والثاني : في المسائل الفرعية الفقهية على ترتيب الكتب الفقهية ، مبتدئاً بمسائل التقليد إلى باب الديات ..

وذكر شيخنا في الذريعة [5 / 60] أنّ جامع هذه المسائل ومبوّبها ومدوّنها هو السيّد محمد حسن بن محمد صالح الحسيني النوربخشي.

طبع في طهران.

ص: 254

نسخة مكتوبة أوائلها في حياة المؤلّف ، بخطّ محمد بن جعفر الگلپايگاني ، كتبها لنفسه وفرغ منها 17 جمادى الآخرة سنة 1232 ، وعليها حواشِ المؤلّف : «منه رحمه الله».

أوراقها 185 ورقة ، رقم 213.

(407)

جامع الشرائع

في الفقه.

للشيخ نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن ابن سعيد الهذلي ، المولود بالكوفة سنة 601 ، والمتوفّى بالحلّة يوم عرفة سنة 689 أو سنة 690.

وهو ابن عمّ المحقّق الحلّي مؤلّف شرائع الإسلام.

نسخة قيّمة كتابة القرن العاشر ، تداولتها أيدي ثلّة من العلماء فكتبوا عليها خطوطهم بالتملّك والبلاغ والتصحيح ، فهي مقروءة أكثر من مرّة ، وعليها بلاغات بخطوط مختلفة ، وربّما كان بعض هذه البلاغات جنب بعض ؛ ممّا يشهد بأنّ الكتاب قرئ وصحح غير مرة ، منها في باب بيع الأعيان الغائبة ، ومنها في أوّل باب السبق والرمي ..

وهي نسخة جيّدة ، بنسخ جيّد والعناوين بالشنجرف ، وقد نظر فيها وقرأها عدّة من أعلام الإمامية ممّن ملكها وكانت تحت تصرّفه ، وكتبوا عليها تملّكاتهم ، منهم :

1 - السيّد شجاع بن علي الحسيني ؛ وتاريخ تملّكه شوّال سنة 970 ، وبعض البلاغات تشبه خطّه.

ص: 255

2 - المولى كافي.

3 - السيّد محمد معصوم بن محمد مهدي الحسيني ، شيخ الإسلام بأصفهان في القرن الحادي عشر ، له ترجمة في أمل الآمل.

4 - العلاّمة المحدّث المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي.

5 - السيّد أبو القاسم جعفر بن الحسين الموسوي الخوانساري ، المولود سنة 1090 والمتوفّى سنة 1158 ، تلميذ العلاّمة المجلسي.

6 - ابنه السيّد حسين الخوانساري ، أُستاذ المحقّق القمّي صاحب القوانين.

7 - السيّد مصطفى بن حسين الكاشاني الحسيني.

رقم 799.

(408)

جامع عباسي

[للشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ، المتوفّى سنة 1031 ه.

فقه عملي فارسي ، ألّفه باسم الشاه عباس الماضي ، مرتّب على عشرين باباً ، خرج منه خمسة أبواب في العبادات إلى آخر الحجّ. مطبوع مكرّراً. الذريعة 5 / 63 رقم 242].

نسخة بخطّ فارسي جميل خشن ، فرغ منها الكاتب - وهو أحد خطّاطي العهد الصفوي - في 20 ذي القعدة سنة 1054 ، وملء هوامشها تعليقات تلميذ المؤلّف الشيخ شمس الدين ابن خاتون محمد بن علي العاملي ، وعليه تملّك علي بن محمد ناصر بن محمد إبراهيم بن خان

ص: 256

محمد القاجار دولو ، تاريخ تملّكه 1303 ، وختمه : ظهير الدولة علي خان.

في 245 ورقة ، رقم 1774.

نسخة خزائنية ملوكية ، كتبت للسلطان حسين الصفوي ، كتبها خطّاط البلاط السيّد علي الحسيني بخطّ نسخ خشن جميل رائع وبقطع كبير جدّاً على حسب العادة في النسخ الملوكية ، وفرغ منها سنة 1124 ..

ثمّ كتبت على الهوامش تعليقات تلميذ المؤلّف الشيخ شمس الدين محمد بن علي ابن خاتون العاملي ، كتبها خطّاط البلاط محمد قاسم الكاتب الطالقاني ، أيضاً بخطّ نسخ خشن جميل رائع بالهوامش ، مؤطّرة بالذهب ، فرغ منها سنة 1124 ، وعبّر عن نفسه بقوله : «كتبه أقلّ عبيد السلطاني» ، كما عبّر كاتب المتن بقوله : «كمترين بندگان» ..

والأوراق كلّها مؤطّرة بالذهب واللاجورد والشنجرف ، وبأوّلها لوحة جميلة أنيقة ، والظاهر أنّ جلدها أيضاً كان ممتازاً مطليّاً بالميناء ؛ كما نصّ على ذلك خازن مكتبة البلاط الملكي المستلم للكتاب ، المسمّى محمد إبراهيم ، وذكر أنّ تزييناتها ولوحتها وجلدها كمل في 14 ربيع الآخر سنة 1125 ، كما أنّ بظهر الورقة الأُولى خطّ محمد رضا صاحب جمع خازن مكتبة البلاط القاجاري بتسلّمه للنسخة في رجب سنة 1200 وضمّه إلى المكتبة المباركة ... ظلّ اللّهي.

وكذلك بعده خط خازن مكتبة بلاطية أيضاً تاريخها سنة 1208 ، ولكن الخطّ ممحي.

وعلى كلّ فالنسخة نفيسة جدّاً ، ولا شكّ أنّ التعليقات المرموز إليها في أسفلها ب- : «لي مدّ ظلّه العالي» هي تعليقات ابن خاتون العاملي تلميذ المصنّف ، ولكنّ زميلنا العلاّمة النوري شكّك في ذلك على ظهر الكتاب

ص: 257

وتردّد بل نفى أن تكون له ؛ لبعد الفاصل بين تاريخ النسخة وحياة المؤلّف ، ولكن لا مجال للتشكيك في ذلكرحمه الله إذ أنّ في المكتبة نسخة من الكتاب كتبت سنة 1054 في حياة ابن خاتون ، وعليها تعليقاته المطابقة لهذه التعليقات حرفياً ، وصرّح الكاتب في آخرها : «أنّ التعليقات لابن خاتون أدام الله أيام أفاداته».

171 ورقة ، رقم 1696.

(409)

جامع العلوم

للفخر الرازي.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب غرّة جمادى الآخرة سنة 1263 ، عن نسخة كتبت سنة 1001.

354 ورقة ، ناقصة من أوّلها 8 أوراق ، رقم 2057.

(410)

جامع الفضائل

للشيخ محمد مهدي.

في عدّة مجلّدات.

نسخة الجزء الرابع منه ، بخطّ مؤلّفه ، فرغ من هذا الجزء سنة 1287 ، ثمّ وقفه بخطّه وكتب : «وحرّره الأقلّ الأحقر ، المصنّف والمؤلّف لهذا الكتاب الشريف ، المشتمل على نزول الآيات المنيف ، في تاسع عشر من محرّم الحرام سنة 1287» ، ثمّ ختم الوقفية ، والختم : «محمد مهدي» ،

ص: 258

وذكر في آخره أنّه يتلوه الجزء الخامس ، يحيل فيه إلى بعض مؤلّفاته الأُخر ، مثل جامع القواعد ودروس الأُصول.

تقع في 206 ورقة ، تسلسل 105.

(411)

الجامع لأحكام الشرائع

في الفقه.

للحاجّ ميرزا كريم خان ابن إبراهيم الكرماني ، رئيس الطائفة الشيخية.

مطبوع.

نسخة بخطّ نسخ جميل ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف واللازورد ، ذكر أنّ الكاتب فرغ منها سنة 1301 ، ولم أجده.

وبآخرها مسألة فقهية في تعارض نذر الزوجين ، سئل عنها المؤلّف فأجاب عليها.

194 ورقة ، رقم 823.

(412)

جامع المعجزات

لمحمد الواعظ.

فارسي ، في مجلّدات ، وهذا هو المجلّد الثاني منه ، في معجزات أمير المؤمنين عليه السلام.

أوّله : «الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وصيّرنا من أُمّة محمد سيّد المرسلين ...» ، رتّبه على مقدّمة وأربع وعشرين باباً وخاتمة ،

ص: 259

وكانت الخاتمة في بعض مناقب سيّدة النساء فاطمة صلوات الله عليها ، ويظهر أنّ مجلّده الأوّل في معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتبها علي مراد بن نوروز علي الخسروآبادي ، فرغ منها 6 جمادى الآخرة سنة 1257 ، والموجود من الكتاب في هذه النسخة إلى آخر الباب الثاني والعشرين.

في 171 ورقة ، رقم 1300.

(413)

جامع المقاصد

في شرح القواعد

[للمحقّق الثاني ، الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي ، المتوفّى سنة 940 ه.

شرح مبسوط لكتاب قواعد الأحكام ، للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (648 - 726 ه). الذريعة 5 / 72 رقم 284].

نسخة تبدأ بكتاب المتاجر وتنتهي بالشفعة ، فرغ منها الكاتب 7 محرّم سنة 1210 ، في 317 ورقة ، رقم 369.

نسخة تبدأ بإحياء الموات وتنتهي بانتهاء كتاب الوصية ، وهو نهاية النصف الأوّل من الكتاب متناً وشرحاً ، كتابة القرن الحادي عشر ..

عليها بلاغات وتصحيحات ، وفي آخرها : «وقد كمل مقابلته بتوفيق الله تعالى وتأييده ، بحسب الجهد والطاقة ، في شهر محرّم الحرام سنة 1220». في 366 ورقة ، رقم 370.

نسخة الجزء الأوّل كتاب الطهارة والصلاة الى صلاة العيدين ، بخطّ

ص: 260

عطاء الله بن عبدالله بن خشمان ، فرغ منه ظهر يوم الجمعة سنة 1031 ، بدأ بكتابته في مشهد الإمام الرضا عليه السلام وأتّمه في «يزد» ، وعليه ختمان له : صغير وكبير مدوّران ، ثمّ انتقل من ورثته بالبيع إلى غياث الدين محمد الرضوي بتاريخ 14 محرّم سنة 1051 ، وعليه خطّه بتملّكه كذلك ..

وعليه تملّك العبد النادم محمد أمين الرضوي الخادم القائني ، بتاريخ 14 محرّم سنة 1141 بخطّه ، وتملّك الشيخ حسن الأردبيلي.

ويقع في 190 ورقة ، مقاسها 15 × 23 ، تسلسل 1004.

نسخة الجزء الأوّل إلى آخر كتاب الاعتكاف ، كتابة القرن الحادي عشر ، والنسخة مصححة ، 286 ورقة ، رقم 367.

نسخة من أوّل المتاجر الى كتاب القراض ، نسخة قيّمة كتابة القرن الحادي عشر أو أواخر العاشر ، مكتوبة على نسخة معتبرة مكتوبة في حياة المؤلّف أو على نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ؛ فإنّ على الهوامش تعليقات كثيرة للمؤلّف بعضها : «منه دام ظلّه» ، وأكثرها : «منه رحمه الله» ، والغالب عليها : «كذا بخطّه» ، فيظهر أنّه منقول عن خطّ المؤلّف مباشرة ، فإمّا أنّ النسخة كانت هي النسخة الأصلية ، أو كانت حواشي تلك النسخة بخطّ المؤلّف ..

وعلى كلّ فالنسخة مقابلة معها ، ومصححة عليها ، وعليها بلاغات وتصحيحات وحواش المؤلّف ، وتقع في 455 ورقة ، رقم 58.

نسخة من كتاب الإجارة إلى الإقرار ، كتابة القرن الحادي عشر ، عليها كتابة تاريخها سنة 1089 ، وعليها ختم الشيخ فضل الله النوري.

في 246 ورقة ، رقم 221.

نسخة من أوّل المتاجر إلى أواسط كتاب الأمانات ، مبتورة الآخر ،

ص: 261

والنسخة قيّمة ، عليها حواشٍ كثيرة : «كذا بخطّه» ؛ فيظهر أنّها منتسخة عن نسخة خطّ المؤلّف ، ولا تاريخ لها ولكن عليها كتابة تاريخها سنة 1023 ، والكتابة هذه بخطّ كتاب الله بن حبيب الله البروجردي ، وختمه : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي» ، وعليها ختم الشيخ فضل الله النوري ، وخطّ الشيخ أحمد البلاغي ، وتقع في 161 ورقة ، رقم 220.

نسخة تضم المجلّد الأخير من الكتاب ، من أوّل النكاح إلى الفصل الثالث : في التفويض ، وهو ثالث فصول المقصد الثاني : في المهر ..

ذكر المؤلّف أنّه فرغ منه في النجف الأشرف نصف النهار من يوم السبت 18 جمادى الأُولى سنة 935.

وهي بخطّ نور الدين بن عبد الكاظم بن نور الدين ، فرغ منها 14 شهر صفر سنة 940 ؛ فالنسخة مكتوبة في حياة المؤلّف قبل موته بعشرة أشهر ، والظاهر أنّها منتسخة عن نسخة خطّ المصنّف ، وتقع في 232 ورقة ، رقم 368.

(414)

جامع المناقب

تأليف : السيّد مرتضى بن يحيى الحسيني الزنجاني.

فارسي كبير ، في مناقب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبضعته البتول عليها السلام وأئمّة المسلمين من عترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين ، وقد خصّص لكلّ منهم فصلاً من الكتاب فيكون مجموع فصوله أربعة عشر ..

ألّفه على عهد السلطان فتح علي شاه القاجاري أوائل تولّيه الحكم ، بأمر الشاهزاده عبدالله ميرزا.

ص: 262

نسخة بخطّ علي أكبر بن شيخ محمد الهزارجريبي ، فرغ منها في 6 ذي الحجّة سنة 1224 ، وهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وأظنّ أنّ هذه السنة هي سنة الفراغ من التأليف أيضاً.

290 ورقة بالقطع الرحلي ، تسلسل 1587.

(415)

جانور شناسي

لعلي بخش القاجاري.

في معرفة الحيوان ، ترجمة لكتاب بوفون دولاژنس بالفرنسية ، ترجمه إلى الفارسية عام 1296 بأمر السلطان ناصر الدين شاه القاجاري ، المقتول سنة 1313.

نسخة بخطّ مهديخان ابن أخي المؤلّف ، كتبها في حياته ، وفرغ منها في صفر سنة 1304 وجعل لها فهرساً ، وبآخرها بخطّ المؤلّف أنّه راجعها بنفسه وصحّحها في 14 ربيع الأوّل سنة 1304 ، وبأوّلها تصاوير الحيوان ، وعلى الهوامش تصحيحات المؤلّف وتعليقاته بخطّه.

في 261 ورقة ، رقمها 1280.

(416)

الجبر والاختيار

للأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، محمد باقر بن محمد أكمل الأصبهاني البهبهاني الحائري ، المتوفّى سنة 1205.

نسخة بخطّ خليل بن الشيخ إبراهيم الزاهد ، ضمن مجموعة من

ص: 263

الرسائل أكثرها للمؤلّف ، رقم 393.

(417)

الجبر والتفويض

لصدر المتألّهين محمد بن إبراهيم ، صدر الدين الشيرازي المشتهر بالمولى صدرا ، المتوفّى سنة 1050.

أوّله : «سبحانك من تنزّه عن الفحشاء ، ولا يجري في ملكه إلاّ ما يشاء ...».

نسخة بخطّ السيّد حسن الأخوي التقوي الشيرازي الطهراني ، كتبها بخطّه الفارسي الجميل سنة 1284 ، ضمن مجموعة فلسفية كلّها بخطّه ، رقم 6 / 1547.

(418)

جبر ومقابلة

رسالة فارسية في الجبر والمقابلة واستخراج المجهولات.

تأليف : ملك محمد بن سلطان حسين الأصفهاني ، من أعلام القرن العاشر ..

وضعها تكملة لرسالة القوشجي في الحساب.

نسخة تاريخها سنة 1045 ، وبآخرها فائدة حسابية ، في 37 ورقة ، رقمها 1493.

للموضوع صلة ...

ص: 264

مصطلحات نحوية (17)

السيّد علي حسن مطر

واحد وثلاثون - مصطلح التوكيد

التوكيد لغةً :

التوكيد لغةً : «مصدر وكّد العقدَ والعهدَ : أوثقه ، والهمزُ فيه لغة ، يقال أوكدتّه وأكّدتّه وآكدتّه إيكاداً ، وبالواو أفصح ، أي : شددته ، وتوكّد الأمر وتأكّد بمعنى ... ووكّد الرحلَ والسرجَ توكيداً : شدّه» (1).

التوكيد اصطلاحاً :

قبل أن يستقرّ لفظ (التوكيد) عنواناً للمعنى الاصطلاحي النحوي استعمل النحاة ألفاظاً متعدّدة للتعبير عن هذا المعنى ، فعبّر سيبويه (ت 180 ه) عنه ب- : (التوكيد ، والصفة ، والبدل) (2) ..

ص: 265


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «وكد».
2- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 2 / 385 - 387.

وعبّر عنه الفرّاء (ت 207 ه) ب- : (التشديد) (1) ..

وعبّر عنه المبرّد (ت 285 ه) ب- : (التوكيد ، والنعت ، والصفة) (2).

وقد قسّم النحاة التوكيدَ إلى : لفظي ومعنوي ، والأوّل يحصل بتكرار لفظ المؤكّد مفرداً أو جملة ، ويحصل الثاني بألفاظ مخصوصة وهي : النفس والعين وكلّ وكلا وكلتا وجميع وأجمع وجمع وأجمعون وجمعاء.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه القسمة لم تكن واضحة ومحدّدة منذ البداية ؛ فإنّنا نجد ابن السرّاج (ت 316 ه) يقول : التأكيد قسمان : أوّلهما تأكيد «بتكرير الاسم ، نحو : رأيت زيداً زيداً ، رأيت زيداً نفسَه ... [وثانيهما] ما يجيء للإحاطة والعموم ، تقول : جاءني القوم أجمعون ... وجاءني القومُ كلّهم» (3) ، فأدرج في القسم الأوّل التوكيد اللفظي وبعضاً من التوكيد المعنوي في الاصطلاح الذي استقرّ في ما بعد ، وأدرج في القسم الثاني ما تبقّى من التوكيد المعنوي.

ويردُ عليه إنّ قوله : (بتكرير الاسم) يجعل التوكيد اللفظي قاصراً عن شمول جميع أفراده ؛ إذ يخرج عنه توكيد الفعل والحرف والجملة ، ولأجل ذلك عبّر ابن معطي (4) وأبو علي الشلوبيني (5) عن التوكيد اللفظي ب- : (تكرار 7.

ص: 266


1- معاني القرآن ، يحيى بن زياد الفرّاء ، تحقيق عبد الفتّاح شلبي وعلي النجدي ناصف 3 / 122.
2- المقتضب ، محمد بن يزيد المبّرد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 3 / 210 ، 342 ، 4 / 105.
3- الموجز في النحو ، أبو بكر محمد بن السرّاج ، تحقيق مصطفى الشويمي وبنسالم دامرجي : 61 - 62.
4- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 235 - 236.
5- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف أحمد المطوّع : 187.

اللفظ) بنحو يجعله شاملاً لجميع أفراده.

وأمّا أبو بكر الزبيدي (ت 379 ه) فقد عبّر عن التوكيد بالنعت ، وقسّمه إلى نعت إحاطة ونعت تخصيص ، وقال : «ونعوت الإحاطة : أجمع وجمعاء ... وكلّهم وكلّهنّ وكلاهما وكلتاهما ... ونعوت التخصيص هي : نفسه ونفسها وأنفسهما وأنفسهم وأنفسهنّ» (1).

وواضح أنّ هذه قسمة لخصوص التوكيد المعنوي.

وعبّر الزمخشري (ت 538 ه) عن التوكيد اللفظي بالتوكيد الصريح ، وعن المعنوي بالتوكيد غير الصريح (2).

ولعلّ ابن يعيش (ت 643 ه) أوّل من قسّم التوكيد إلى لفظيّ ومعنوي ، وأنّ «اللفظيّ يكون بتكرير اللفظ ، وذلك نحو قولك : ضربتُ زيداً زيداً ... وأمّا التأكيد المعنوي فيكون بتكرير المعنى دون لفظه ، نحو قولك : رأيت زيداً نفسَه ، ومررت بكم كلّكم» (3).

*حدّ التوكيد :

وأمّا الحدّ الاصطلاحي للتوكيد ، فأقدم ما وجدته منه لابن جنّي (ت 379 ه) ، وهو : «لفظ يتبع الاسمَ المؤكَّد لرفع اللبس وإزالة الاتّساع» (4).

ومراده : أنّه يتبعه في الإعراب ، والظاهر من قوله : (يتبع الاسم المؤكد ... إلى آخره) أنّه ناظر إلى تعريف خصوص التوكيد المعنوي دون 4.

ص: 267


1- الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : 26 - 27.
2- المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 111.
3- شرح المفصّل ، ابن يعيش 3 / 39 - 40.
4- اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 84.

اللفظي ، إذ لو أراد به الأعمّ من المعنوي واللفظي فإنّه لن يكون جامعاًرحمه الله لخروج توكيد الحرف والفعل والجملة.

وأمّا ما ذكره بعض النحاة كابن بابَشاذ (ت 469 ه) من أنّ : «التأكيد هو : تمكين المعنى في النفس بإعادة لفظ أو معنى لفظ» (1) ، وابن معطي (ت 628 ه) من أنّه : «تحقيق المعنى في نفس السامع» (2) ، وغيرهما (3) ، فهو بيان للتوكيد بمعناه المصدري بوصفه فعلاً يحدثه المتكلّم ؛ ولا بيانَ فيه لمعنى اللفظ المؤكّد الذي هو أحد التوابع الخمسة.

وقد حدّ ابن عصفور (ت 669 ه) التأكيد بأنّه : «لفظ يراد به تمكين المعنى في النفس ، أو إزالة الشكّ عن الحديث ، أو المحدَّث عنه ... فالذي يراد به تمكين المعنى في النفس : التأكيد اللفظي ... والذي يراد به إزالة الشكّ عن الحديث : التأكيد بالمصدر ، فإذا قلت : (مات زيدٌ موتاً) ارتفع المجاز ، والذي يراد به إزالة الشكّ عن المحدّث عنه : التأكيد بالألفاظ التي يبوّب لها في النحو ، وهي : للواحد المذكَّر : نفسُهُ وعينُهُ وكلُّه ...» (4).

ويلاحظ عليه : إنّ إدخاله المفعول المطلق وهو من المنصوبات في باب التوكيد الذي هو من التوابع غير سديد. 4.

ص: 268


1- شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 2 / 47.
2- الفصول الخمسون ، ابن معطي : 235.
3- أ - اللباب في علل البناء والإعراب ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق غازي طليمات 1 / 394. ب - البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي 1 / 361.
4- أ - المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوّض : 316. ب - شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح 1 / 262 - 264.

وأمّا ابن الحاجب (ت 646 ه) فقد حدّ التوكيد بأنّه : «تابع يقرّرُ أمرَ المتبوع في النسبة أو الشمول» (1).

«والتقرير ههنا : أن يكون مفهوم التأكيد ومؤدّاه ثابتاً في المتبوع ، ويكون لفظ المتبوع يدلّ عليه صريحاً ، كما كان معنى (نفسه) ثابتاً في قولك : جاءَني زيدٌ نفسه ؛ إذ يفهم من زيدٍ نفس زيد ... ثمّ إنّ التأكيد يقرّرُ ذلك الأمرَ ، أي : يجعله مستقرّاً متحقّقاً بحيث لا يظنّ به غيره» (2).

وقد «أخرج المصنّف الصفة والعطف والبدل عن حدّ التأكيد بقوله : «يقرّرُ أمرَ المتبوع» ، أمّا البدل والعطف فظاهر خروجهما به وأمّا الصفة ؛ فلأنّ وضعها للدلالة على معنىً في متبوعها وإفادتها توضيح متبوعها في بعض المواضع ليست بالوضع ، وأمّا عطف البيان فهو لتوضيح متبوعه ، فهو يقرّرُ أمرَ المتبوع ويحقّقه لكن لا في النسبة والشمول» (3).

وظاهر كلام ابن الحاجب أنّه يريد بهذا الحدّ التوكيد بكلا نوعيه اللفظي والمعنوي ؛ ذلك أنّه طرح هذا الحدّ في الكافية ثمّ عقّبه بتقسيم التوكيد إلى لفظي ومعنوي ، وكذلك صنع في الوافية وهي أُرجوزته التي نظم بها الكافية ؛ إذ قال :

تأكيدُهم متبوعه قد قرّرا

في نسبة أو في شمولٍ حصرا

إن كُرّرَ اللفظ فقُلْ : لفظيُّ

وغير تكريرٍ فمعنويُّ

وعلى هذا جرى كلّ من الرضيّ والجامي في شرحهما للكافية ، 7.

ص: 269


1- أ - شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : 264. ب - شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 2 / 357. ج - الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أُسامة الرفاعي 2 / 56.
2- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 357.
3- الفوائد الضيائيّة 2 / 57.

فأشارا إلى أنّ تأكيد النسبة ، أي : تقرير كون المتبوع منسوباً أو منسوباً إليه ، يتمّ أمّا بإعادة لفظه أو بالنفس والعين ، وأمّا تأكيد الشمول وتقرير ما يتعلّق بالمتبوع من إتّصافه بكون ما نسب إليه شاملاً لجميع أجزائه وأفراده ؛ فإنّه يتمّ باستعمال كلّ وجميع وأخواتهما (1).

وممّن تابع ابن الحاجب على حدّه المذكور ابن هشام (ت 761 ه) (2) …ف وجمال الدين الفاكهي (ت 279 ه) (3) ، إلاّ أنّهما خصّاه بالتوكيد المعنوي.

وأمّا ابن مالك (ت 672 ه) فإنّه قسّم التوكيد أوّلاً إلى معنوي ولفظي ، وطرح حدّين للتوكيد المعنوي :

* أوّلهما : أنّه «تابع يعتضد به كون المتبوع على ظاهره ؛ فإنّ ذكر (النفس) في قولك : (قَتلَ الأميرُ نفسُه كافراً) يرفع احتمال كون القتل بالأمر لا بالمباشرة ، وإذا ارتفع احتمال التأويل اعتضد الظهور ، وكذا ذكر كلّهم في قولك : (جاء بنو فلانٍ كلُّهم) يرفع احتمال وضع العام في موضع الخاصّ» (4).

وقد تابعه على هذا الحدّ كلّ من السيوطي (ت 911 ه) (5) والفاكهي (6) ، إلاّ أنّ هذا الأخير جعله شاملاً لكلّ من التوكيد اللفظي 1.

ص: 270


1- أ - شرح الرضيّ على الكافية 2 / 357 - 359. ب - الفوائد الضيائيّة 2 / 56.
2- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 428.
3- شرح الحدود النحوية ، الفاكهي ، تحقيق محمد الطيّب الابراهيم : 181.
4- شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي 3 / 1169 - 1170.
5- البهجة المرضيّة ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق مصطفى الدشتي 2 / 59.
6- شرح الحدود النحوية ، الفاكهي : 181.

والمعنوي.

ويقاربه حدّ الأشموني (ت 900 ه) بأنّه : «التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر» (1).

وعقَّب عليه الصبّان بقوله : «وإنّما اقتصر الشارح على رفع الاحتمال المذكور ؛ لأنّ رفع توهّم السهو والغلط إنّما يكون بالتأكيد اللفظي ... وخرج بقوله : (الرافع ... إلى آخره) ما عدا التوكيد حتّى البدل ؛ فإنّه وإن رفع الاحتمال في نحو : مررت بقومِك كبيرهم وصغيرهم ، أوّلهم وآخرهم ، إلاّأنّ ذلك عارض نشأ من خصوص المادّة» (2).

وأمّا الحدّ الثاني الذي طرحه ابن مالك للتوكيد المعنوي فهو : «التابعُ الرافع توهّم إضافةٍ إلى المتبوع ، أو أن يراد به الخصوص ، ومجيئه في الغرض الأوّل بلفظ النفسِ والعينِ ... ومجيئه في الغرض الثاني تابعاً لذي أجزاءٍ يصحُّ وقوعُ بعضها موقعه مضافاً إلى ضميره بلفظ كلّ أو جميع أو عامّة ...» (3).

وتابعه على هذا الحدّ ابنه بدر الدين (ت 686 ه) (4).

وأمّا التوكيد اللفظي فقد حدّه ابن مالك بأنّه : «إعادة اللفظ أو تقويته بموافقه معنىً» (5) ، ووجه الضعف فيه أنّه حدّ للتوكيد بمعناه المصدري الذي هو فعل المتكلّم ، وليس حدّاً للفظ المؤكّد الذي هو أحد التوابع ، وقد أخذ به الأشموني وقال في شرحه : «التوكيد اللفظي هو إعادة اللفظ أو 6.

ص: 271


1- شرح الأشموني على الألفيّة ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 2 / 402.
2- حاشية الصبّان على شرح الأشموني 3 / 72.
3- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 164.
4- شرح ابن الناظم على الألفيّة : 196.
5- تسهيل الفوائد : 166.

تقويته بموافقه معنىً ... فالأوّل يكون في الاسم والفعل والحرف والمركّب غير الجملة والجملة ، نحو : جاءَ زيدٌ زيدٌ ... وقامَ قامَ زيدٌ ، ونَعَم نَعَم ، وكقوله : فحتّامَ حتّامَ العناءُ المطوّلُ ، والجملة كقولكَ : أُدرجي أُدرجي ... والثاني كقوله : أنتَ بالخيرِ حقيق قَمِنٌ» (1).

وأخذ بهذا الحدّ أيضاً كلّ من الفاكهي (2) والمكودي (ت 108 ه) ، إلاّ أنّ هذا الأخير اختزله بقوله : «إعادة اللفظ بموافقه» ولم يحصر الموافقة بكونها في المعنى ؛ «لأنّ الموافقة تارة تكون باللفظ والمعنى نحو : أُدرجي أُدرجي ، وأُخرى بالمعنى دون اللفظ نحو : أنت بالحقّ جدير قَمِنٌ» (3).

وأمّا ابن عقيل (ت 769 ه) فقد حدّ التوكيد بمعناه المصدري أيضاً ، فقال : «هو تكرار اللفظ الأوّل» (4) ، وعقّب عليه الخضري في حاشيته بأنّ تكرار اللفظ الأوّل يكون «أمّا بعينه كما مثّلَه ، ولا يضّر فيه بعضُ تغيير نحو : (فمهِّل الكافرين أمهلهم) (5) ... أو بمرادفه كقوله : أنت بالخيرِ حقيقٌ قَمِنٌ» (6).

وأمّا ابن هشام (ت 761 ه) فإنّه حدّ التوكيد بأنّه : «اللفظ المكرّر به ما قبله» (7) ، وهو حدّ للتوكيد بوصفه تابعاً ؛ لأنّه «مبنيّ على أنّ المراد به : 4.

ص: 272


1- شرح الأشموني على الألفية 2 / 408.
2- شرح الحدود النحوية : 183.
3- شرح المكودي على ألفيّة ابن مالك : 124.
4- شرح ابن عقيل على الألفيّة ، تحقيق محمد محيي الدين عبد المجيد 2 / 214.
5- سورة الطارق 86 : 17.
6- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح محمد البقاعي 2 / 614.
7- أوضح المسالك إلى ألفيّة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد 3 / 24.

المؤكّد ، حيث قال : اللفظ ... إلى آخره» (1).

ولم أجد بعد هذا تجديداً في حدّ التوكيد لدى النحاة المتأخرين.

* * * 6.

ص: 273


1- شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري ، حاشية الشيخ يس العليمي 2 / 126.

اثنان وثلاثون - مصطلح عطف البيان

*العطف لغةً :

للعطف في اللغةِ عدّة معانٍ أهمّها : «الرجوع ، والانصراف ، والإشفاق ، والميل» (1) ، والمعنى الأوّل هو أنسب المعاني اللغوية بالمعنى الاصطلاحي ، قال الصبّان : «وسمّي هذا التابع عطف البيان ؛ لأنّ المتكلّم رجع إلى الأوّل فأوضحه به» (2).

*عطف البيان اصطلاحاً :

عبّر سيبويه (ت 180 ه) عن عطف البيان بأربعة عناوين ، وهي : الصفة ، والبدل ، والعطف ، وعطف البيان (3).

وقد ورد تعبيره ب- (عطف البيان) في قوله : «وتقول : يا زيدُ زيدُ الطويل ... وقال رؤبة :

إنّي وأسطارٍ سُطرنَ سطرا

لَقائِلٌ : يا نصرُ نصراً نصرا (4)

وأمّا قول رؤبة فعلى أنّه جعل نصراً عطفَ البيان (5) ونصبه ، كأنّه على =

ص: 274


1- لسان العرب ، ابن منظور ، مادّة «عطف».
2- حاشية الصبّان على شرح الأشموني 3 / 85.
3- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 432 - 433 وج 2 / 184 وص190 وص 192.
4- والشاهد فيه على فهم سيبويه : نصبُ (نصراً نصراً) حملاً على محلِّ (نصر) الأُولى ؛ لأنّها في محلِّ نصب.
5- لكنّ ابن مالك يقول : «والأوْلى عندي جعله توكيداً لفظيّاً ؛ لأنّ عطف البيان حقّه =

قوله : يا زيدُ زيداً» (1).

وفي معرضِ التعريف بالمعنى الاصطلاحي لعطف البيان قال ابن السرّاج (ت 316 ه) : «عطف البيان كالنعت والتأكيد في إعرابهما وتقديرهما ، وهو مبيّن لِما تجريه عليه كما يبيّنان ، وإنّما سمّي عطفَ البيان ولم يُقَل نعتٌ ؛ لأنّه غير مشتقّ من فعل ، ولا هو تحلية ، ولا ضرب من ضروب الصفات ... وهو مفرّق بين الاسم الذي يجري عليه وبين ما له مثلُ اسمه ، نحو : رأيتُ زيداً أبا عمرٍو» (2).

وعرّفه أبو عليّ الفارسي (ت 377 ه) بقوله : «عطف البيان أن يجري الاسم الذي ليس بحليةٍ ولا فعلٍ ولا نسب على الاسم الذي قبله ، فيبيّنه كما تبيّنُ هذه الأشياءُ التي هي صفات ما تجري عليه ، وذلك نحو : رأيتُ أبا عبدالله زيداً» (3).

وحدّه ابن جنّي (ت 393 ه) بقوله : عطفُ البيان «أن تقيم الأسماءَ الصريحة غير المأخوذة من الفعل مقام الأوصاف المأخوذة من الفعل ، تقول : قامَ أخوك محمدٌ» (4).

وهو حدّ لعطف البيان بمعناه المصدري بوصفه عملاً يمارسه المتكلّم ، ومراده بالأسماء الصريحة : الأسماءُ الجامدة غير المشتقّة ، تحرّزاً من دخول النعت في الحدّ. 0.

ص: 275


1- الكتاب 2 / 185 - 186.
2- الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي 2 / 45.
3- الإيضاح العضدي ، أبو علي الفارسي ، تحقيق حسن الشاذلي فرهود : 281.
4- اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 90.

وحدّه ابن برهان العكبري (ت 456 ه) قائلاً : «عطف البيان يتعلّق بالاسم تعلّق الصفة ، ويفارق الصفة بأنّه غير مشتقّ ، فإذا كان الاسم مشتقّاً أو في معنى المشتقّ سمّاه النحويّون صفةً ، وإذا كان جوهراً غير مشتقّ سمّوه عطف بيان» (1).

وقال ابن بابَشاذ (ت 469 ه) : إنّه ما «يجري مجرى النعت ، إلاّ إنّه يكون بغير المشتقّ» (2).

وهو بنفس مضمون حدّ ابن برهان ، لكنّه أخصر منه.

والملاحظ إلى الآن أنّ اهتمام النحاة منصبّ على الاحتراز عن دخول النعت في حدّ عطف البيان ، دون الالتفات إلى إخراج بقيّة التوابع كالبدل في نحو : جاءَني أخوك زيدٌ ، فإنّ زيداً يصحّ إعرابه بدلَ كلّ من أخيك ، كما يصحّ إعرابه عطف بيان.

وأمّا الجرجاني (ت 471 ه) فقد حدّه بقوله : عطف البيان «هو الاسم الذي يكون الشيء به أعرف ، فيبيَّنُ به غيره ، كقولك : مررتُ بأخيكَ زيدٍ ، بيّنتَ الأخ بزيدٍ ، و [مررتُ] بزيدٍ أبي عبدالله ، إذا كان معروفاً بكنيته ، وبأبي عبدالله زيدٍ ، إذا كان معروفاً بالاسم» (3).

وحدّه الزمخشريّ (ت 538 ه) بأنّه : «اسم غير صفة يكشف عن المراد كشفها ويُنزّل من المتبوع منزلة الكلمة المستعملة من الكلمة الغريبة إذا ترجمت بها ، وذلك نحو قوله : أقسمَ بالله أبو حفص عمر ... فهو كما ترى جارٍ مجرى الترجمة حيثُ كشفَ عن الكنيةِ لقيامه بالشهرةِ دونها ... 3.

ص: 276


1- شرح اللمع ، ابن برهان العكبري ، تحقيق فائز فارس 1 / 235.
2- شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 2 / 421.
3- الجمل ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر : 32 - 33.

والذي يفصله لك من البدل شيئان :

أحدهما : قول المرّار : أنا ابنُ التاركِ البكريّ بشرٍ ... لأنّ بشراً لو جُعل بدلاً من البكريّ ، والبدلُ في حكم تكرير العامل ، لكان التارك في التقدير داخلاً على بشرٍ (1).

والثاني : إنّ الأوّل ها هنا هو ما يعتمد بالحديث ، وورد الثاني من أجلِ أن يوضّح أمره ، والبدل على خلاف ذلكرحمه الله إذ هو ... المعتمد بالحديث والأوّل كالبساط لذِكره» (2).

ويلاحظ أنّ الحاجة إلى هذا التعقيب الخارج عن مضمون الحدّ ، لبيان وجه الفرق بين عطف البيان وبين البدل ، تكشف عن قصور الحدّ وأنّه ليس مانعاً من دخول الأغيار.

وحدّه المطرّزي (ت 610 ه) بنفس مضمون حدّ الزمخشري ، فقال : إنّه «اسم غير صفة يجري مجرى التفسير» (3).

وحدّه ابن معطي (ت 628 ه) بقوله : «هو اسم يفسره اسم كما يفسره النعتُ ، إلاّ إنّه ليس مشتقّاً ولا في حكم المشتقّ ، فأشبه البدل ، والفرق بينهما أنّه لا ينوي فيه إحلال الثاني محلّ الأوّل» (4).

ويلاحظ أنّ عبارته وإن أعطت صورة عن عطف البيان ، إلاّ إنّها ليست حدّاً له بمعناه المصدري ، ولا بوصفه لفظاً تابعاً ، وكان المناسب أن يقول : (هو اسم يفسرُ اسماً) ليكون حدّاً لعطف البيان بوصفه أحد 6.

ص: 277


1- وهو غير جائز ؛ لأنّ اسم الفاعل بالألف واللام لا يضاف إلاّ لِما فيه الألف واللام.
2- المفصّل في علم العربيّة ، الزمخشري : 122 - 123.
3- المصباح في علم النحو ، المطرّزي ، تحقيق ياسين محمود الخطيب : 109.
4- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 236.

التوابع الخمسة.

وحدّه الشلوبيني (ت 645 ه) بأنّه : «الاسم الجاري على اسم قبله يبيّنه كما يبيّنه النعت ، إلاّ إنّه لا يكون نعتاً ؛ لمانع عدم الاشتقاق أو معناه فيه ، والمقصود من الاسمين الأوّل ، والفرق بينه وبين البدل ما ذكرناه من معناه (1) غك ، وفي اللفظ يقع في باب النداء ، نحو : يا عبدَالله زيداً ، على العطفِ المبيّن ، ويا عبدَالله زيدٌ ، بالضمّ على البدل» (2).

وفيه شيء من الإطالة ، وهو أقرب إلى شرح حقيقة المعرّف ، منه إلى الحدّ الفنّي المبيّن لذاتيات المحدود بالجنس والفصل.

وحدّه ابن الحاجب (ت 646 ه) بقوله : «عطف البيان تابع غير صفة يوضّح متبوعه ، مثل : أقسمَ بالله أبو حفصٍ عمر ، وفصله من البدل لفظاً في مثلِ : أنا ابنُ التاركِ البكريّ بِشْرٍ» (3).

وهو أوّل حدٍّ يؤخذ فيه (التابع) جنساً لعطف البيان ، وقال الرضيّ في شرحه : «قوله : (يوضح متبوعه) يخرج التأكيدرحمه الله لأنّه لا يوضّحُ المؤكّد ، بل يحقّق أصل نسبته ، أو شمول النسبة لأجزائِه ، وعدمُ إيضاح المنسوق [عطف النسق] لمتبوعه ظاهر (4) ، وكذا البدل عند النحاة رحمه الله لأنّ الأوّل عندهم في حكم الطرح وفي حكم المعدوم ، فلم يبق إلاّ الصفة وعطف البيان ، فلمّا قال : (غير صفة) خرجت الصفة» (5). 4.

ص: 278


1- أي : من أنّ المقصود في عطف البيان الأوّل ، وفي البدل الثاني.
2- التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف المطوّع : 185.
3- أ - شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 2 / 394. ب - شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : 270.
4- لأنّه غالباً غيره.
5- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 394.

وقال الرضيّ في بحث البدل : «وأنا إلى الآنَ لم يظهر لي فرق جليّ بين بدل الكلّ من الكلّ ، وبين عطف البيان ، بل لا أرى عطف البيان إلاّ البدل ، كما هو ظاهر كلامِ سيبويه ؛ فإنّه لم يذكر عطف البيان» (1).

أقول :

تقدّم في بداية البحث أنّ سيبويه ذكر (عطف البيان) عنواناً للمعنى الاصطلاحي ، وعبّر عنه أيضاً بالعطف والصفةِ والبدل ، وهذا يكشف عن أنّ المعنى الاصطلاحي لم يستقرّ له عنوان محدّد حتّى ذلك الوقت ، وعليه فلا يكون تعبيره بعنوان البدل ظاهراً في أنّه يرى عطف البيان هو البدل الاصطلاحي ، كما أنّ تعبيره بعنوان الصفة لا يكون ظاهراً في أنّ عطف البيان هو النعتُ اصطلاحاً.

هذا ، وتحسن الإشارة إلى أنّ ابن الحاجب نفسه كان قد التفت إلى أنّه في بعضِ الموارد يمكن أن يعرب التابع عطفَ بيان وبدلاً أيضاً ، وأرجع ذلك إلى اختلاف القصد ، قال : «فإن قلتَ : جاءني زيدٌ أبو عمرٍو ، فقد أوضحتَ زيداً بأبي عمرٍو ... [فإذا] قصدت إيضاح الأوّل بالثاني ، فهو عطف بيان لا بدل ، والأوّل هو المقصود ، وإن قصدت أنّ الثاني هو المقصود بالنسبة ، والأوّل كالتوطئةِ له ، كان بدلاً لا موضّحاً للأوّل» (2).

وحدّه ابن عصفور (ت 669 ه) بأنّه : «جريان اسم جامدٍ معرفة على اسم دونه في الشهرة أو مثله ، يبيّنه كما يبيّنه النعت ، ولا يشترط فيه أن 1.

ص: 279


1- شرح الرضيّ على الكافية 2 / 379.
2- شرح الوافية نظم الكافية : 270 - 271.

يكون مشتقّاً ولا في حكمه» (1).

ويلاحظ عليه :

أوّلاً : إنّ قوله : «ولا يشترط فيه ... إلى آخره» لا يناسب قوله : «اسم جامد» بل المناسب له أن يقول : ويشترط فيه أن لا يكون مشتقّاً ولا في حكمه.

ثانياً : إنّه يرى جواز كون عطف البيان مساوياً للمتبوع في الشهرة ، خلافاً لمن اشترط كونه أخصّ وأشهر من المتبوع ، «قال في شرح الكافية : واشترط الجرجاني والزمخشري زيادة تخصيصه ، وليس بصحيحرحمه الله لأنّه في الجامد بمنزلة النعت في المشتقّ ، ولا يشترط زيادة تخصص النعت ، فكذا عطف البيان» (2).

وقد نقل السيوطي عن ابن حيان قوله : «شرط ابن عصفور أن يكون عطف البيان أعرف من متبوعه» (3) ، وهذا النقل منافٍ لِما أثبتناه عن ابن عصفور في حدّه لعطف البيان ، ولعلّ له رأياً آخر بهذا الشأن مذكور في غير كتاب المقرّب.

وأما ابن مالك (ت 672 ه) فقد حدّ عطف البيان بأنّه : «التابع الجاري مجرى النعت في ظهور المتبوع ، وفي التوضيح والتخصيص ، جامداً أو بمنزلته» (4).

فقوله : «(الجاري مجرى النعت في ظهور المتبوع) أخرج به النعتَ 1.

ص: 280


1- المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعليّ معوّض : 327.
2- همع الهوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم 5 / 191.
3- همع الهوامع 5 / 191.
4- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 171.

وعطف النسق والبدل ، و (في التوضيح والتخصيص) أخرج التأكيد ، و (جامداً) ذكره توكيداً لإخراج النعت ؛ فإنّه من جهة المعنى أشبه شيءٍ بعطف البيان. [وقوله] : أو منزل منزلته [أي منزلة الجامد] هو العلم الذي كان أصله صفة ، فغلبت وصارت علماً بالغلبة كالصَعِق» (1).

وقد أشار ابن مالك بعد ذِكره هذا الحدّ إلى أنّ هناك موارد لا يمكن فيها إعراب عطف البيان بدلاً حتّى تبعاً لاختلاف القصد ، كما لو «قُرِنَ ب- (أل) بعد منادى ، أو تَبع مجرّداً بإضافة صفة مقرونة ب- (أل) وهو غير صالحٍ لإضافتها إليه ، وكذا إذا أُفردَ تابعاً لمنادى» (2).

وحدّه ابن الناظم (ت 686 ه) بأنّه : «التابع الموضح والمخصص متبوعه ، غير مقصودٍ بالنسبة ، ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ ...

فخرج بقولي : (الموضّح والمخصّص) التوكيد وعطف النسق ، وبقولي : (غير مقصود بالنسبة) البدل ؛ لأنّه في نيّة تكرار العامل ... وبقولي : (ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ) النعت» (3).

وحدّه أبو حيان (ت 745 ه) بحدّين :

أوّلهما : إنّه «تابع أشهر من متبوعه ، نحو : جاءَ أبو حفصٍ عمر ، إذا كان عمر أشهر من الأوّل» (4).

ويلاحظ عليه : إنّه لم يقيّده بكونه جامداً أو غير مشتقّ ، فلا يكون مانعاً من دخول ما يخرج بهذين القيدين. 0.

ص: 281


1- شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبدالله البركاتي 2 / 763.
2- تسهيل الفوائد : 171.
3- شرح ابن الناظم على الألفيّة : 201.
4- شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 2 / 240.

وثانيهما : «هو التابع لمثله أو دونه في الشهرة جامداً» (1) ، وهو مقارب لحدّ ابن عصفور مضموناً.

وحدّه ابن هشام (ت 761 ه) بحدّين أيضاً :

أوّلهما : إنّه «تابع غير صفة يوضّح متبوعه أو يخصصه» (2).

وهو مماثل لحدّ ابن الحاجب المتقدّم مضافاً إليه قيد (أو يخصّصه) ، وقال في شرحه : «وقولي : (غير صفة) مخرج للصفة ؛ فإنّها توافق عطف البيان في إفادة توضيح المتبوع إن كان معرفة وتخصيصه إن كان نكرة ، فلا بُدّ من إخراجها وإلاّ دخلت في حدّ [عطف] البيان ، وقولي : (يوضّح متبوعه أو يخصّصه) مخرج لِما عدا عطف البيان» (3).

أقول :

إنّ تقييد عطف البيان بكونه (غير صفة) ؛ لإخراج الصفة في هذا الحدّ وغيره ، ليس فنيّاً ؛ لأنّ المطلوب في الحدّ بيان ذاتيّات المحدود بنحوٍ يميّز الأفراد الداخلة فيه عن الخارجة عنه ، ولو كانت طريقة الاستثناء في تمييز عطف البيان عن بقية التوابع صحيحة ، لكان بالإمكان منذ البداية أن نقول في حدّه : إنّه تابع غير صفة ولا توكيد ولا بدل ولا عطف نسق.

وثانيهما : إنّه «تابع موضح أو مخصص جامد غير مؤوّل» (4).

وهو بمضمون حدّ ابن الناظم المتقدّم نفسه ، إلاّ إنّه لم يذكر فيه 7.

ص: 282


1- غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيان ، مخطوط 9 / أ.
2- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 434.
3- شرح شذور الذهب : 435.
4- شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 297.

قيد (غير مقصود بالنسبة) : ولا بُدّ أنّه يرى عدم الحاجة إليه ؛ لخروج البدل بقيد (الموضح) ، وقد تابعه على هذا الحدّ كلّ من الفاكهي (ت 972 ه) (1) لا ، والخضري (2).

وممّا ذكره في شرحه : «وقولي : (غير مؤوّل) مخرجٌ لِما وقع من النعوت جامداً ، نحو : (مررتُ بزيدٍ هذا) و (بقاعٍ عرفجٍ) ؛ فإنّه في تأويلِ المشتقّرحمه الله ألا ترى أنّ المعنى : مررتُ بزيدٍ المشار إليه ، وبقاعٍ خَشِنٍ» (3).

وقد أشار ابن هشام إلى أنّه لا يمكن إعراب عطف البيان بدلاً إذا «امتنع الاستغناءُ عنه ، نحو : هندٌ قامَ زيدٌ أخوها (4) ، أو [امتنع] إحلاله محلّ الأوّل (5) طن ، نحو : يا زيدُ الحارثُ» (6).

وحدّه ابن عقيل (ت 769 ه) بأنّه : «التابع الجامد المشبه للصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله ... فخرج بقوله : (الجامد) الصفة ؛ لأنّها مشتقّة أو مؤوّلة به ، وخرج بما بعد ذلك : التوكيد ، وعطف النسق ؛ لأنّهما لا يوضّحان متبوعهما ، والبدل الجامدُرحمه الله لأنّه مستقلّ» (7). 9.

ص: 283


1- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمد الطيّب الإبراهيم : 179 - 180.
2- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي 2 / 616.
3- شرح قطر الندى : 297.
4- وجه الامتناع : إنّ البدل في نيّة تكرار العامل ، فلو أعربنا كلمة «أخ» بدلاً ، لكان التقدير : هندٌ قامَ زيدٌ ، قامَ أخوها ، فيخلو خبر الجملة الأُولى من رابط يربطه بالمبتدأ.
5- وجه الامتناع : إنّه محلّى ب- (أل) ، وأداة النداء لا تدخل على ما فيه (أل).
6- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 3 / 34.
7- شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 2 / 218 - 219.

وقد عقّب الخضري على كلام ابن عقيل بأنّ : «ظاهره إنّ البدل خرج بعدم الاستقلال دون ما قبله ، وليس كذلك ؛ لأنّه يخرج بقيد الإيضاح أيضاً ، فلا حاجة لذِكر الاستقلال ، ولا يرد على إخراجه أنّ كلّ عطف بيان يصحّ بدلاً ؛ لأنّ جواز الأمرين منزّل على مقصدي الإيضاح والاستقلال» (1).

والمتحصل من كلام الخضري أنّه يحدّ عطف البيان بأنّه : التابع الجامد الذي يوضّح المتبوع أو يخصصه.

* * * 7.

ص: 284


1- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل 2 / 617.

من ذخائر التراث :

ص: 285

ص: 286

صورة

ص: 287

ص: 288

مقدّمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وباعث الأنبياء والمرسلين ، والصلاة والسلام على جميع أنبيائه ورسله ، لا سيّما سيّدهم وخاتمهم ، وعلى آلهم والسائرين على نهجهم إلى يوم الدين.

وبعد :

فهذه مقدّمة وجيزة عن الكتاب وكاتبه وموضوعه ونسخته وتحقيقه.

المؤلّف :

جاء في أوّل صفحة من الكتاب :

«هذا كتاب تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله - أبو النبيّ محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم - وأبي طالب ، - أبو الإمام عليّ رضي الله عنه - ، تأليف الشيخ العلاّمة ، والعمدة الفهّامة ، السيّد الحسين بن السيّد عبدالله بن

ص: 289

السيّد حسين ، المشرّف هو وأُصوله وفروعه بمجاورة الحرم المحترم ، الشهير بالسمرقندي الحسيني ، غفر الله له .. آمين».

وقال إسماعيل باشا في هديّة العارفين ، وعنه كحّالة في معجم مصنّفي الكتب العربية ومعجم المؤلّفين (1) :

«السيّد حسين بن عبدالله بن حسين المشرّف المكّي الحسيني ، الشهير بالسمرقندي ، المتوفّى حدود سنة 1043 ، صنّف تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله أبي النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعمّه أبي طالب».

والظاهر أنّه اقتبس هذه الترجمة - عدا تاريخ الوفاة - ممّا وجده مكتوباً على الصفحة الأُولى من هذا الكتاب ، غير أنّه أخطأ في نعته ب- : «المشرّف».

أمّا اتّجاهه العقائدي ، فالذي يوحي به الكتاب ، بل يدلّ عليه بوضوح - إضافة إلى كونه من سمرقند ، واستيطانه مكّة المكرّمة - أنّه عامّي المذهب والطريقة ، بَيْد أنّه وربّما بسبب فطرته السليمة ، ومعلوماته المفيدة ، والتقائه بالعلماء والحجّاج من مختلف الطوائف والأمصار ، وبسبب انتمائه إلى الأُسرة العَلَوية ، وهم روّاد المذهب الشيعي ، بل ربابينُه ، ربّما بسبب ذلك انفتح المصنّف على الفكر الشيعي شيئاً ما وتأثّر به ، فذكر الأئمّة الاثني عشر بأسمائهم وصفاتهم ومدّة إمامتهم ..

شأنه شأن الكثير ممّن تقدّمه أو تأخّر عنه من علماء العامّة الّذين ألّفوا رسائل وكتباً في ذلك ، أو ذكروهم ضمن أسفارهم وزبرهم بكلّ تبجيل 3.

ص: 290


1- هديّة العارفين 1 / 322 ، معجم مصنّفي الكتب العربية : 163 ، معجم المؤلّفين 4 / 23.

واعتزاز ؛ مثل : ابن الصبّاغ المالكي المكّي ، وابن طولون الدمشقي ، وابن سلامة الحصكفي ، وابن طلحة الشافعي ، وابن يوسف الكنجي الشافعي ، وعبد العزيز الجنابذي ، وابن خلكان ، وابن الفوطي ، وابن الخشّاب البغدادي الحنبلي ، وابن أبي الثلج ، وغيرهم.

وقد أُلّف هذا الكتاب سنة 995 ه- كما يتبين من ترجمة قتادة بن إدريس الحسني من هذا الكتاب ، ويتبيّن من نسخة برلين أنّ المصنّف انتهى من تأليف الكتاب سنة 1002 ه.

الكتاب :

قال المصنّف في المقدّمة :

«أمّا بعد ، فهذه تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبي طالب ، أذكر فيها فروعهم وفروع فروعهم ، وأُميّز غالباً من اشتهر مِن نسل مَن ذُكر ، وصفاتهم ، ومحلّ ولادتهم ، ومدّة أعمارهم ، ووفاتهم وشهادتهم».

ويعتمد في موادّ الكتاب في الغالب على عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة ، المتوفّى سنة 828 ، دون تصريح في الأكثر ، ومع تلخيصٍ عجول وغير دقيق لمحتوياته ؛ ممّا تسبّب في الخلط ، فالوهم أحياناً ؛ وبما أنّ للعمدة نسخاً مختلفة هي الصغرى والوسطى والكبرى ، والمطبوعة هي الوسطى مع نواقص فيها وفي طباعتها ؛ فلا يمكننا البتّ النهائي في تحديد الكمّية التي أخذها المصنّف من هذا الكتاب ، وينقل أيضاً من مختصر عمدة الطالب ، كما صرّح بذلك في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن أبي سبحة موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السلام.

ص: 291

ولا تزال العمدة الكبرى إلى يومنا هذا غير مطبوعة ، وتوجد منها نسخة مخطوطة في مكتبة السيّد المرعشي بقم ، وأُخرى في مكتبة جامعة طهران.

وفي هذا الكتاب - أعني تحفة الطالب - نصوص كثيرة لا توجد في العمدة المطبوعة ، ولا شكّ في أنّه أخذها منها ، ونصوص أُخرى هي مطابقة لعبارات العمري في المجدي ، أو العبيدلي في تهذيب الأنساب ، لكنّا لا ندري أنّ المصنّف قد أخذها منهما بواسطة العمدة أو دون واسطة.

أمّا ما يرتبط بالأئمّة الاثني عشر ، فنصوص الكتاب في الغالب مطابقة لِما ورد في الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي المكّي ، المتوفّى سنة 855.

أمّا مقدّمة الكتاب فلم نتعرّف على مصدر المصنّف فيها.

ولم يقتصر المصنّف على معلومات الآخرين وكتبهم ، بل طعّمها أيضاً بمعلوماته الشخصيّة ممّا زاد في قيمة الكتاب وأهميّته.

ومن حيث ترتيب الكتاب فقد انتهج المصنّف فيه نهجاً جديداً لم أجد أحداً سبقه إليه ، ولم يتابع فيه كتب الأنساب ، فجعل للكتاب مقدّمة ذكر فيها ما يرتبط بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وأُمّه وجدّه ، والسيّدتين خديجة وفاطمة عليهما السلام ، وبعض أعمامه ، ثمّ ذكر أبا طالب وأولاده ، ثمّ قسّم الكتاب إلى ثلاثة أُصول - حسب أولاد أبي طالب الثلاثة المعقّبين - :

الأصل الأوّل : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

الأصل الثاني : جعفر الطيّار.

الأصل الثالث : عقيل بن أبي طالب.

ص: 292

فقدّم ذكر أمير المؤمنين - مع أنّه الأصغر - على أخويه جعفر وعقيل لشرفه وفضله عليهما ، والأصل الأوّل هو معظم الكتاب ، أمّا الثاني والثالث فقد شغلا ورقةً من الكتاب لا غير.

ثمّ قسّم الأصل الأوّل إلى خمسة أبواب حسب أولاد أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام الخمسة المعقّبين :

الباب الأوّل : في ذكر الحسن عليه السلام ، وقسّم ذرّيّته إلى فصلين في ستّة أسباط ..

الفصل الأوّل : الحسن المثنّى ، وقسّمه إلى خمسة أسباط :

* السبط الأوّل : عبدالله المحض ، وقسّمه إلى ستّة فروع.

* السبط الثاني : إبراهيم الغمر ، وقسّمه إلى فرعين.

* السبط الثالث : الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى.

* السبط الرابع : داود بن الحسن المثنّى.

* السبط الخامس : جعفر بن الحسن المثنّى.

الفصل الثاني : زيد بن الحسن ، وجعل منه :

* السبط السادس : الحسن بن زيد بن الحسن ، وقسّمه إلى سبعة فروع.

الباب الثاني : في ذِكر الإمام الحسين عليه السلام ، وعقد فصلاً للإمام زين العابدين عليه السلام ، وجعل ذرّيّته على ستّة أسباط :

* السبط الأوّل : الإمام الباقر عليه السلام ، وفرّع عليه الإمام الصادق عليه السلام ، ثمّ جعل ذرّية الإمام الصادق عليه السلام على خمس تتمّات ؛ خصّ الأُولى منها بالإمام الكاظم عليه السلام ، وجعله على 14 فرعاً أو قسماً ، خصّ الثالث منها بالإمام الرضا

ص: 293

بالإمام الرضا والإمام محمد الجواد والإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري والإمام محمد المهديّ المنتظَر عليهم السلام.

التتمّة الثانية وحتّى الخامسة ، فجعلها لسائر أبناء الإمام الصادق عليه السلام ، وهم : إسماعيل ، وعلي ، ومحمد ، وإسحاق.

* السبط الثاني : عبدالله بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الثالث : زيد بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الرابع : عمر بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الخامس : الحسين بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط السادس : علي بن زين العابدين عليه السلام.

وذكر في الأخير سبب اختيار هذا التقسيم بما ملخّصه : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَعَد أن تفترق ذرّيّته عدد أسباط بني إسرائيل ، وقد افترق وُلد الحسن عليه السلام ستّة أسباط ، والحسين عليه السلام كذلك.

الباب الثالث والرابع والخامس : محمد ، والعباس ، وعمر ، أبناء أمير المؤمنين عليه السلام.

وهذه الأبواب لا تشغل من الكتاب إلاّ خمس صفحات.

نسخة الكتاب :

والنسخة الوحيدة التي اعتمدنا عليها كان قد اقتناها شيخنا الوالد من مصر في سفرته إلى تلك الديار ؛ للتطلّع إلى فرص الطبع والنشر ، والتعرّف على المخطوطات ، وكان بصحبته أخي الأكبر المجاهد الشيخ محمد جعفر المحمودي رحمه الله ، وذلك في شهر ذي القعدة من سنة 1396 ه-

ص: 294

قبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وهذه النسخة مسجّلة في معهد إحياء المخطوطات العربية في دمياط ، برقم 19 ، ورقم الفيلم 9 ، وتاريخ الاستنساخ 1093 ه- ، بخطّ نسخ عادي ، وعدد الأوراق 40 في 22 سطراً ، وعليها بعض التملكات والتوقيعات والقراءات مؤرّخة بسنوات 1112 و 1141 و 1168 ، وغيرها.

وقد تمّ استنساخ الكتاب وتحقيقه تلبية لرغبة شيخنا الوالد في نشر هذا الأثر ، استنسخه ابن عمّي العزيز الشيخ محمد الجواد حفظه الله تعالى ، ثمّ قابله بالنسخة المخطوطة بمعية شيخنا الوالد.

وللكتاب نسخ أُخرى ، منها :

نسخة في مكتبة مكّة المكرّمة ، رقم 10 / تراجم ، في 44 ورقة ، كتبت سنة 1315 ه.

ونسختان كتبتا في القرن 11 ، في مكتبة پرشتون في لوس أنجلس برقم 4713 و 2883.

ونسخة في المكتبة الوطنية في برلين برقم 9406 وأُخرى فيها أيضاً برقم 9405 ، كتبت سنة 1043 ه- ، ذكر في فهرسها 4 / 27 : أنّها منقولة عن نسخة بخطّ المؤلّف سنة 1002 ه.

ونسخة في مكتبة المتحف البريطاني برقم 1851 ، تاريخها 1179 ه.

فلاحظ ما كتبه السيّد الطباطبائي قدس سره في تراثنا 2 / 56 - 57 رقم 100 ، وأهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية : 81 - 82 رقم 156 ، ولاحظ ما كتبه أيضاً السيّد المرعشي قدس سره في مقدّمة كتاب لباب الأنساب للبيهقي 1 / 100 رقم 147 في أعلام القرن العاشر من النسّابين.

ص: 295

التحقيق :

عرضنا موادّ هذا الكتاب على سائر الكتب ، وقدّمنا المصادر التي اعتمدها المصنّف على غيرها ، مثل : عمدة الطالب والفصول المهمّة ، وصححّنا ما وجدناه مصحّفاً ، وأثبتنا المغايرات في الهامش ، واستفدنا من تهذيب الأنساب للعبيدلي ، والمجدي في الأنساب للعمري ، والشجرة المباركة للفخر الرازي ، والفخري للمروزي ، وغيرها من كتب الرجال والتاريخ والحديث والمناقب والأنساب ، ومن الفهارس الرجالية لمجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، وأضفنا بعض الكلمات والجمل على الكتاب ممّا كان يستدعيه السياق أو الضرورة ووضعنا الإضافات وأرقام أوراق المخطوطة بين المعقوفتين [ ] ، وتركنا بعض الاصطلاحات الملحنة والأخطاء الشائعة على حالها حفظاً للأمانة.

على أنّ كتاب العمدة ناقص ومشحون بالأغلاط ، ويمكن تصحيح بعض تلك الأغلاط من كتابنا هذا.

والحمد لله أوّلاً وآخراً.

محمد

الكاظم

2

/ شعبان / 1416 ه-

ص: 296

صورة

ص: 297

صورة

ص: 298

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، الذي شرّف بمحمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الآباء والأبناء في المبادئ والعواقب ، وجعل نسله المطهّر الأسنى من فاطمة البتول وعليّ بن أبي طالب ، وجمعهما في ذروة المجد وغرّة المكارم ، إلى عبد المطّلب بن هاشم ، وهير السيادة (1) لسلالة سيّد البشر ، مَن أذهب الله عنهم الرجس وطهّر ، فمحبّتهم من العذاب جُنّة ، ومودّتهم طريق موصلة إلى الجَنّة ، صلّى الله وسلم عليه وعليهم ، وحشرنا في زمرتهم ومع محبّيهم ، آمين.

أمّا بعد :

فهذه تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبي طالب ، أذكر فيها فروعَهم وفروعَ فروعهم ، وأُميّز غالباً مَن اشتهر مِن نسل مَن ذُكر ، وصفاتهم ، ومحلّ ولادتهم ، ومدّة أعمارهم ، ووفاتهم وشهادتهم.

فأقول - وبالله التوفيق ، وأسأله الهداية إلى أقوم طريق - : ة.

ص: 299


1- كذا في النسخة ، ولعلّ الصواب : وهي السيادة.

عبدالله وأبو طالب ابنا عبد المطّلب ، واسمه : شيبة ، ويُدْعى : شيبة الحمد ، وقيل : اسمه عامر ، له عدّة أولاد ، أسلم منهم حمزة والعباس وصفيّة (1).

وكان عبدالله - أبو النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم - وأبو طالب - وهو أبو عليّ رضي الله عنه - من أُمّ واحدة ، وهي فاطمة بنت عمرو [بن عائذ] ، ويجتمع نسبهم في مرّة بن كعب.

فأولد عبدالله النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بمكّة يوم الاثنين (2) في شهر ربيع الأوّل من عام الفيل (3) ، وقيل : ثانيه (4) ، وقيل : ثالثه (5) ، وقيل : ثاني عشر (6) ، وعليه الأكثر ، وقيل غير ذلك (7). ،

ص: 300


1- وأبو طالب قد أسلم أيضاً بدلالة : اتّفاق أهل البيت عليهم السلام على ذلك وهم أدرى بما فيه ، هذا أوّلاً. وثانياً : دلالة الكثير من النصوص الروائية والأدبية والتاريخية على ذلك ؛ فلاحظ مثلاً ديوان أبي طالب من جمع أبي هفّان المهزمي ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، وكتاب إيمان أبي طالب لفخار بن معد الموسوي من أعلام القرن السابع .. والمصنّف هنا لم يبتّ في هذا الموضوع ؛ لأنّه ذكر عبدالله وأبا طالب أوّلاً فاستغنى عن ذكرهما ثانياً ، بل استطراده لذكر إسلام عبدالله في ما بعد دليل على أنّه لم يرد من قوله : «أسلم منهم» إلاّ ما عداهما.
2- السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 198 و 199.
3- السيرة النبويّة - لابن هشام - 1 / 167 ، السيرة النبويّة - للذهبي - : 7.
4- السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 199 ؛ والواو في قوله : «وقيل» ينبغي أن تكون زائدة.
5- وهذا القول لم نعثر عليه. ولعلّه تصحيف عن : ثامنه ؛ وبهذا القول روايات ، منها : بحار الأنوار 15 / 250 ح 1 ، الفصول في سيرة الرسول - لابن كثير - : 91 ، السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 199.
6- السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 199.
7- السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 200 و 203 ، السيرة النبويّة - للذهبي - : 5 - 6 ،

اسمه الشريف صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : محمد ، وأحمد ، والحاشر ، والماحي ، وغير ذلك (1).

كنيته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أبو القاسم [4 / ب].

صفته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : كان ربع القامة ، بعيد ما بين المنكبين ، أبيض اللون مشرباً بحمرة ، يبلغ شعره شحمة أُذنيه ، ولم يبلغ الشيب في رأسه ولحيته عشرين شعرة ، ظاهر الوضاءة ، يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر ، حسن الخلق معتدله ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلّم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأحلاه من قريب ، حلو المنطق ، واسع الجبين ، أزجّ الحواجب في غير قرن ، أقنى العرنين ، سهل الخدّين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلّج الأسنان ، بين كتفيه خاتم النبوّة.

يقول واصفه : لم أر قبله ولا بعده مثله ، و [له] غير ذلك من الصفات الحميدة والخصال المجيدة صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

عمره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : ثلاثاً وستّين سنة.

مات أبوه وهو حمل ، وقيل : له شهران ، وقيل : سبع ، وقيل : ثمانية عشر شهراً ، وماتت أُمّه - وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف - وهو ابن سنتين ، وقيل : ستّ سنوات.

فائدة :

ذكر بعض العلماء : إنّ الله تعالى أحيا أبوَي النبيّ صلّى الله عليه م.

ص: 301


1- الثالث والرابع هما من ألقابه صلى الله عليه وآله وسلم.

[وآله] وسلّم ، وآمنا به. (وكان الله على كلّ شيءٍ مقتدراً) (1).

وكفله جدّه عبد المطّلب ، فلمّا بلغ ثماني سنين وشهرين وعشرة أيّام مات جدّه عبد المطّلب ، فوليه عمّه أبو طالب.

ولمّا بلغ اثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة أيّام خرج به عمّه إلى الشام (2) ، وخرج صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ثانياً إلى الشام مع ميسرة ، والقصّة مشهورة (3).

وتزوّج صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمره خمس وعشرون سنة وشهران وعشرة أيّام ، و [قيل] غير ذلك. 0.

ص: 302


1- سورة الكهف 18 : 45. نعم ، إنّ الله على كلّ شيء قدير ، لكن لا دليل هناك لِما ذكره المصنّف ، ولا لزوم له ، بل ولا فائدة فيه ، وحسب ما جاء من طريق أهل البيت عليهم السلام وغيرهم فأبواه كانا مؤمنَين. وخبر الإحياء المذكور رواه الصدوق في علل الشرائع : 70 ، ومعاني الأخبار : 55 بسند ضعيف ، وروى نحوه القمّي في تفسيره 1 / 355 في تفسير سورة الحجر ، والسهيلي في الروض الآنف 2 / 187 و 188 ، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 1 / 228. وإضافة إلى ضعف سنده ، فهو مناقض لما جاء عن أهل البيت عليهم السلام ؛ لأنّه يفترض كفرهما أوّلاً ، وعلى أي فلنهج أهل البيت شواهد قرآنية وغيرها لا يسع المجال هنا لذكرها. هذا ، وقد صنّف السيوطي في تأييد الخبر رسالة سمّاها : نشر العلمين المنيفين في إحياء الأبوين الشريفين.
2- عيون الأثر - لابن سيّد الناس - 1 / 105 ، السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 243 ، تاريخ الإسلام - للذهبي - 1 / 55 ، السيرة النبويّة - لابن هشام - 1 / 191 ، السيرة النبويّة - لابن زيني دحلان - 1 / 80.
3- عيون الأثر - لابن سيّد الناس - 1 / 115 ، السيرة النبويّة - لابن كثير - 1 / 262 ، تاريخ الإسلام - للذهبي - 1 / 63 (حديث تزويج خديجة عليها السلام) ، السيرة النبويّة - لابن هشام - 1 / 199 ، السيرة النبويّة - لابن زيني دحلان - 1 / 90.

ولمّا [5 |أ] بلغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة المشرّفة ، ووضع الحجر الأسود بيده الكريمة صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

ولمّا بلغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أربعين سنة ابتعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وأتاه جبريل عليه السلام بغار حراء ، وقال له : اقرأ. والحديث مشهور.

وكان مبتدأ النبوّة - في ما ذُكر - يوم الاثنين حين اشتدّ الضحى في ثامن شهر ربيع الأوّل (1).

ولمّا بلغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر أُسري به من بين زمزم والمقام إلى البيت المقدّس ، ثمّ أُتي بالبراق فركبه وعرج إلى السماء وفرضت الصلاة.

ولمّا بلغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ثلاثاً وخمسين سنة هاجر من مكّة إلى المدينة في يوم الاثنين وأقام بها عشر سنوات.

ومرض صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أربعة عشر يوماً ، وتوفّي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوم الاثنين حين اشتدّ الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل ، وقيل غير ذلك ، ودفن صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ليلة الأربعاء في بيته محلّ وفاته بالمدينة الشريفة المنوّرة.

أولاده صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : القاسم ، وبه كان يكنّى ، ويسمّى الطيّب والطاهر ، وقيل : الطيّب غير الطاهر.ن.

ص: 303


1- اختلفت الروايات في تعيين ذلك اليوم ، فراجع كتب السيرة ؛ والمعروف عندنا أنّه يوم السابع والعشرون من شهر رجب ؛ وقيل : في شهر رمضان.

وزينب ورقيّة وأُمّ كلثوم وفاطمة الزهراء رضي الله عنها.

مات البنون قبل الإسلام أطفالاً ، والبنات أدركن الإسلام وأسلمن ، والجميع من خديجة رضي الله عنها.

ووُلد إبراهيم بالمدينة الشريفة من ماريّة القبطيّة ، ومات [5 / ب] وهو ابن سبعين ليلة ، وقيل : سبعة أشهر ، وقيل : ثمانية عشر شهراً.

والجميع ماتوا في حياته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلاّ فاطمة رضي الله عنها ، فتأخرت بعد وفاته بستّة أشهر (1) ، ولم يعقّب غيرها ، فأعقبت - رضي الله عنها - أهل الذِكر الجميل الفاخر ، والثناء الجليل الزاهر ، والنسل الطيّب المتكاثر.

ووُلدت فاطمة رضي الله عنها بمكّة قبل النبوّة والبعث لخمس سنين (2) ، وقريش تبني الكعبة.

كنيتها - رضي الله عنها - : أُمّ أبيها.

تزوّجها ابن عمّها عليّ رضي الله عنه في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة ، وبنى بها في شهر ذي الحجّة من السنة المذكورة.

عمرها - رضي الله عنها - ثمان وعشرون سنة (3).

توفّيت - رضي الله عنها - ليلة الثلاثاء [لثلاث] خلون من شهر 0.

ص: 304


1- وقيل : بثلاثة أشهر ، وقيل : بسبعين يوماً ، وقيل : بخمسة وسبعين يوماً ، وقيل غير ذلك. فلاحظ : العوالم - للبحراني - (حياة فاطمة الزهراء عليها السلام) 2 / 782 - 799 ، وقد نقل جميع الأقوال في تاريخ وفاتها عليها السلام.
2- هذا أحد الأقوال في ولادتها ، وقيل : بعد البعثة بخمس سنين.
3- وقيل : إنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبض ولها ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر. وقيل : ثلاث وعشرون سنة. انظر : إعلام الورى بأعلام الهدى - للطبرسي - 1 / 290.

رمضان لسنة إحدى عشرة من الهجرة (1).

دُفنت - رضي الله عنها - بالبقيع ، وقيل : بالحجرة الشريفة (2).

أولادها - رضي الله عنها وعنهم - : الحسن والحسين والمحسن وزينب ورقيّة - وتكنّى أُمّ كلثوم - ، الجميع أولاد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

مات المحسِّن صغيراً (3) ، والبنات ليس لهنّ عقب (4) ، والثناء المنضّد والذِكر المخلّد للسبطين الحسنين الأحسنين ، الحسن والحسين رضوان الله عليهما ، وسيأتي ذِكر أعقابهم إن شاء الله تعالى.

* * * ».

ص: 305


1- هذا بناءً على ما اختاره المصنّف أوّلاً من أنّها توفّيت بعد أبيها بستّة أشهر ؛ وقد اختُلِف في ذلك كما اختُلِف في تاريخ ولادتها.
2- وقيل : في بيتها ، وقيل غير ذلك. بل إنّ موضع قبرها الشريف مجهولٌ إلى الآن.
3- بناءً على المشهور. وقيل : إنّها أسقطته بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إثر الهجوم على بيتها واقتياد زوجها للبيعة! فلاحظ الاحتجاج - للطبرسي - 1 / 212 (هجوم قنفذ على بيت فاطمة عليها السلام) ، وكتاب سليم بن قيس الكوفي 2 / 588.
4- بل لزينب عقب من ولدها عليّ بن عبدالله بن جعفر الطيّار ، المعروف بالزينبي ، وتعرف ذرّيّته منها ب- : «الزينبيين».

ذِكر أبي طالب

قيل : إنّ اسمه عمران ، وقيل : إنّ اسمه كنيته ؛ أي اسمه : أبو طالب كما بسط الكلام عليه في العمدة (1) وقيل : اسمه عبد مناف [6 |أ] ، ومن ألقابه : الكفل ، وذو الكفل.

مات أبو طالب وللنبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [ثمانية و] أربعون سنة وثمانية أشهر وواحد وعشرون يوماً ، وماتت خديجة رضي الله عنها بعده بثلاثة أيّام ، فسمّى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ذلك العام : عام الحزن.

أولاده :

وهم : طالب - وبه يكنّى - وعقيل وجعفر وعليّ ، كلّ منهم أكبر من الآخر بعشر سنين ، ولا عقب لطالب ، وأمّا الثلاثة فأعقبوا ، فنذكر أعقابهم وفروع فروعهم وبعض من ينتسب إليهم إن شاء الله تعالى في ثلاثة أُصول.

فأوّلهم ذِكراً وأجلّهم قدراً عليّ رضي الله عنه ، ونسله من فاطمة الزهراء رضي الله عنها (2) ..

* * * ة.

ص: 306


1- عمدة الطالب : 20.
2- ومن غيرها - كما سيأتي - ، ولعلّ المصنّف أراد أنّه قدّم ذِكر نسله من فاطمة الزهراء عليها السلام ، فالعبارة قاصرة.

الأصل الأوّل

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

أُمّه وأُمّ إخوته : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهي أوّل هاشمية وَلدت لهاشمي في الإسلام (1).

وُلد عليّ رضي الله عنه في الكعبة الشريفة يوم الجمعة ثالث [عشر] شهر رجب لسنة ثلاثين من عام الفيل ، قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة (2) ، وقيل : بخمس وعشرين ، وقبل البعث باثنتي عشرة سنة ، وقيل : بعشر سنين ، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد رضي الله عنه (3).

كنيته : أبو الحسن ، وأبو تراب ، وأبو السبطين ، وكان يسمّى حيدرة ، سمّته بذلك أُمّه لغَيبة أبيه عند ولادتها إيّاه ، وإنّ حيدرة من أسماء ف.

ص: 307


1- لفظة : «في الإسلام» ، زائدة.
2- كما هو المشهور.
3- قيل : إنّ حكيم بن حزام وُلد أيضاً في الكعبة ، كما في ترجمته من الاستيعاب ، وأُسد الغابة ، والإصابة في تمييز الصحابة ، وغيرها ، وقد فنّد هذه المزعمة الأُستاذ شاكر شَبَع في مقاله : «الولادة في الكعبة المعظَّمة فضيلة لعليٍّ عليه السلام» المنشور في تراثنا ، العدد 26 ، السنة السابعة ، محرّم 1412 ه- ، صفحة 11 - 42 ، وأعلّها بالإرسال والنكارة والشذوذ والتحريف والوضع ، وغير ذلك ؛ فراجع! وأمّا خبر ولادة أمير المؤمنين بالكعبة فقد ذكره القفّال الشاشي وابن الصبّاغ المالكي والكنجي وابن شهرآشوب والمفيد والطبرسي والطوسي والصدوق ، وغيرهم ممّن وردت أسماؤهم وأقوالهم في المقال آنف الذِكر ، وقد قال الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3 / 483 عن ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة المعظَّمة : «تواترت الأخبار بذلك». وانظر : الفصول المهمّة - لابن الصبّاغ المالكي - : 31 ، فمنها أخذ المصنّف.

الأسد ، فلمّا قدم أبوه سمّاه علياً رضي الله عنه.

لقبه : المرتضى ، وحيدر ، وأمير المؤمنين ، والأنزع البطين (1).

صفته : ربعة من الرجال ، آدم اللون ، كثير الشعر ، أدعج العينين [6 / ب] ، ضخم البطن والكراديس ، عريض المنكبين ، أصلع ، كثّ اللحية (2).

عمره : خمس وستّون سنة (3) ..

أقام منها مع النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بمكّة خمساً وعشرين سنة ، منها بعد البعث والنبوّة ثلاث عشرة سنة ، وقبلها اثنتي عشرة.

ثمّ هاجر وأقام مع النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بالمدينة إلى أن قبض رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

ثمّ عاش بعد ذلك إلى أن استشهد رضي الله عنه ثلاثون سنة.

توفّي شهيداً رضي الله عنه في ثالث عشري (4) شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وهي ثالث ليلة [من ليلة ضربه] (5) ، ضربه بالسيف المسموم عبد الرحمن بن ملجم قاتله الله ، وكانت [الضربة] ليلة الجمعة حادي عشري رمضان (6). ،

ص: 308


1- وفي القصيدة الغرّاء المكتوبة على ضريح المرتضى عليه السلام في النجف الأشرف ، وهي لابن أبي الحديد المعتزلي : يا برق إن جئت الغريّ فقل له : أتراك تعلم مَن بأرضك مودَعُ فيك الإمام المرتضى فيك الوصيّ المجتبى فيك البطين الأنزعُ
2- الفصول المهمّة : 128 ، ومنها أخذ المصنّف.
3- وقيل : ثلاث وستّون ، وهو المشهور ، وقيل غيره.
4- أي الثالث والعشرين. وهذا من الاصطلاحات الرائجة في ق 6 فما بعده.
5- من الفصول المهمّة : 138 ، وقد تصرف المصنّف في النقل.
6- وقيل : إنّه ضُرب في ليلة 19 ، واستشهد ليلة 21 من رمضان ، وهو المشهور ،

ودفن في جوف الليل بالغَرِيّ ، وقيل : بالنجف (1) ، وقيل : بين منزله والجامع المعظَّم الكائن بالكوفة.

معاصره : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان.

وقتل زمن معاوية (2).

أولاده : خمسة وثلاثون ، وقيل أقلّ من ذلك ، منهم ثمانية عشر ذكراً وقيل : تسعة عشر ذكراً.

مات من وُلده في حياته ستّة ، وورثه منهم ثلاثة عشر ، [و] قتل بالطفّ منهم ستّة (3).

والمعقّبون من أولاده خمسة لا غير ، بلا خلاف ، وهم :

السيّدان الحسن والحسين ، وأُمّهما فاطمة الزهراء - رضي الله عنهم -.

ومحمد الأكبر ، وأُمّه الحنفيّة خولة بنت قيس.

والعباس ، شهد الطفّ ، ويقال له : السقّاءرحمه الله لأنّه استقى لأخيه ).

ص: 309


1- هذا هو الأوّل ، والاختلاف لفظي وإسمي ، وقد تابع المصنّف صاحبَ الفصول المهمّة في هذا التعبير ، وعلى هذا كان أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم كافّة وجماعة من غيرهم ، وقد أظهروا قبره في بداية الدولة العبّاسيّة تقريباً بعد انقضاء خطر بني أُميّة ودولتهم.
2- وهذا من شذوذ التعبير ؛ نعم ، له وجه إذ أنّ الناس كانوا بأغلبهم آنذاك قد ركنوا إلى الدنيا والظالمين والمنافقين.
3- مقاتل الطالبيين : 78 (ذكر الحسين عليه السلام ومن قتل معه من أهله).

الحسين - رضي الله عنهما - يوم الطفّ ، فقُتل على شاطئ الفرات ، وقبره هناك [7 / أ] معروف يزار رضي الله عنه ، مات شهيداً ، وأُمّه أُمّ البنين بنت حزام الكلابية.

وعمر الأصغر ، ويسمّى عمر الأطرف ، وأُمّه الصهباء أُمّ حبيب ، اشتراها عليّ رضي الله عنه من سبي خالد بن الوليد وأعتقها ثمّ تزوّج بها.

فعقب عليّ رضي الله عنه من هذه الخمسة ، فلنذكر لكلّ منهم باباً.

* * *

ص: 310

الباب الأوّل

في ذِكر الحسن بن عليّ بن أبي طالب

رضي الله عنهما (1)

كنيته : أبو محمد.

وُلد الحسن رضي الله عنه بالمدينة المنوّرة في نصف شهر رمضان لثلاث من الهجرة ، وقيل : قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوماً ، وهو أوّل أولاد فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

لقبه : التقي ، والزكي ، والطيّب ، والسيّد ، والسبط ، والولي ، والمجتبى (2) ٍ.

صفته : أبيض اللون مشرباً بحمرة ، أدعج العينين ، سهل الخدّين ، قليل المسربة ، ذو وفرة ، كأنّ عنقه إبريق فضة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، ربعة ، من أحسن الناس وجهاً.

وقيل : إنّه كان يخضب بالحنّة (3) ، كان أشبه الناس بجدّه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ما بين الصدر إلى الرأس.

ورأى أبو بكر الصديق (رض) الحسن يلعب مع الصبيان في صغره فحمله على عاتقه وقال له : أنت شبيه بجدّك رسول الله صلّى الله عليه د.

ص: 311


1- وفي هامش النسخة : الإمام حسن وهو ثاني الأئمّة الكرام.
2- لاحظ : الفصول المهمّة : 152 ، ومنها أخذ المصنّف ، وهكذا ما قبله وما بعده.
3- كذا ، وفي الفصول المهمّة - ص 153 - : بالسواد ، وفي المعجم الكبير للطبراني 3 / 22 : بالحناء والكتم والسواد.

[وآله] وسلّم أكثر من تشبهك بأبيك عليّ رضي الله عنه ، وعليّ حاضر فجعل يبتسم من كلام أبي بكر (1) ، رضي الله عنهم.

معاصره : معاوية بن أبي سفيان ، وابنه يزيد لعنه الله [7 / ب] (2).

عمره : سبع وأربعون سنة ، وقيل : ثنتان وأربعون سنة ، كان مع جدّه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم سبع سنين ، ومع أبيه عليّ رضي الله عنه بعد وفاة جدّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ثلا [ثين] سنة ، وعاش بعد وفاة أبيه إلى حين وفاته عشر سنين ، وهي هذه مدّة إمامته (3) ، منها مدّة خلافته ستّة أشهر وثلاثة أيّام.

وفاته : لخمس (4) خلون من شهر ربيع الأوّل سنة خمسين من الهجرة ، وقيل : سنة اثنين وخمسين ، مات شهيداً ، سقته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي - قاتلها الله - السمّ بعد أن بذل [معاوية] لها على ذلك الأموال (5) ، فبقي مريضاً أربعين يوماً ومات [بعدها] رضي الله عنه. ا.

ص: 312


1- رواه البخاري في صحيحه (3750) ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 168 ، والطبراني في المعجم الكبير 3 / 20 ح 2527 وص 21 ح 2528 ، وغيرهم.
2- عاصر الإمام الحسن عليه السلام جدّه ، ثمّ من بعده إلى أن استشهد بالسم زمن معاوية ، وإن أراد المصنّف زمن إمامته فحسب - كما هو واضح من نهج المصنّف في هذا الكتاب - فمعاصره معاوية وحده ، وعلى أيّ فليس لذكر يزيد هنا وجه.
3- وهذا التعبير يتناسب مع الفكر الشيعي لا غير ، وسيأتي مثل ذلك في ترجمة أخيه الإمام الحسين عليه السلام وابنه الإمام زين العابدين فالإمام الباقر وسائر الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام. وانظر : الفصول المهمّة : 166.
4- وقيل : لليلتين بقيتا من صفر سنة 50 ، وهو المشهور.
5- أراد بذلك تصفية الأجواء لابنه يزيد ، وحسب ما هو مذكور في التاريخ لم يكن الإمام الحسن عليه السلام الضحية الوحيدة ، بل سعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن خالد ابن الوليد وغيرهما ، ولم يُسقَ الحسن السمّ مرّة واحدة ، بل سُقيه مراراً ، فلاحظ ما ذكره الطبراني في المعجم الكبير 3 / 71 ح 2694 ، وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين : 73 و 74 ، وابن حبيب في ترجمة الحسن وترجمة عبد الرحمن من كتاب المغتالين ، وانظر : الفصول المهمّة : 165 ، وبحار الأنوار 44 / 138 نقلاً عن الحافظ أبي نعيم ، وغيرها.

مدفنه : بالبقيع في قبّة عمّ أبيه العباس بن عبد المطّلب رضي الله عنه.

أولاده : سبعة عشر ولداً ، منهم تسعة ذكور ، وقيل أقلّ من ذلك.

والعقب منه : في رجلين فقط ، وهما زيد والحسن المثنّى ، وكان قد أعقب من الحسين الأثرم وعمر أعقاباً ثمّ انقرضا.

وعقب زيد سبط واحد ، وعقب الحسن المثنّى خمسة أسباط ، فنذكر عقبهما في فصلين :

ص: 313

الفصل الأوّل

الحسن المثنّى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

كان جليلاً فاضلاً ورعاً.

مات الحسن بن الحسن رضي الله عنهما وله خمس وثلاثون سنة (1) وأخوه زيد حيّ ، ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مدّع (2).

وأعقب خمسة أسباط ، وهم : عبدالله المحض ، وإبراهيم الغمر ، والحسن المثلّث ، وداود ، وجعفر.

* السبط الأوّل :

عبدالله المحض بن الحسن المثنّى.

ويكنّى أبا محمد ، وكان يشبه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وكذا كان [8 / أ] أبوه ، وجدّه ، وإنّما لُقّب المحض لمكانه من الحسين ، أبوه الحسن بن الحسن ، وأُمّه فاطمة بنت الحسين ، وكان شيخ 7.

ص: 314


1- ومثله في عمدة الطالب : 101 ، والمجدي : 36 ، والإرشاد : 25 ، وقد أرّخ الذهبي وفاته سنة 97 و 99 ، وأرّخ ابن الجوزي وفاته سنة 91 ، وذكر الصفدي في الوافي 11 / 418 أنّه توفّي في خلافة الوليد ، قال : وقيل : 97 ، وخلافة الوليد كانت من سنة 85 إلى سنة 96 ، وهي سنة وفاته. وقال ابن عنبة : كان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه ، فلمّا قتل عبد الرحمن توارى الحسن حتّى دسّ إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سمّاً فمات. ومقتل عبد الرحمن كان سنة 85 ، فتكون وفاته - إذاً - في أوّل خلافة الوليد.
2- خلافاً لِما تقدّم في التعليقة السابقة عن ابن عنبة. وهذه العبارة أخذها المصنّف من الفصول المهمة : 167.

بني هاشم في زمانه.

أعقب المحض ستّة رجال ، وهم : محمد النفس الزكية ، وإبراهيم قتيل «باخمرى» ، وموسى الجون ، ويحيى صاحب الديلم ، وسليمان ، وإدريس ؛ فهم ستّة فروع :

الفرع الأوّل :

محمد النفس الزكيّة بن عبدالله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا عبدالله ، وقيل : أبا القاسم ، ويلقّب بالمهدي (1) ، وهو المقتول ب- : «أحجار الزيت» ، وكان بنو هاشم (2) بايعوه أيّام بني أُميّة ، فلمّا استوى الأمر لبني العبّاس اختفى هو وأخوه إبراهيم ، لأنّه كان بويع له معه.

وظهر محمّد بالمدينة أيّام المنصور الدوانيقي ، فأرسل إليه عيسى بن موسى بن علي بن عبدالله بن العبّاس ، فقاتله حتّى قتله.

أعقب محمد النفس الزكية : أبا محمد عبدالله الأشتر الكابلي ، وكان قد هرب بعد قتل أبيه إلى السند ، وقُتل بكابل ، وحمل رأسه إلى المنصور.

فأعقب عبدالله [الأشتر] من ولده محمد وحده ، وُلد بكابل وانتقل عنها بعد قتل أبيه رحمه الله.

فأعقب - على القول الصحيح - محمد بن عبدالله [الأشتر] من ولده م.

ص: 315


1- وتلقّب بذلك على أمل أن يكون هو المهديّ ، الذي وعدت به رسالات السماء ، كما فعل غيره ممّن تقدّم عليه أو عاصره أو تأخّر عنه.
2- في عمدة الطالب : 104 ، وكان المنصور قد بايع له ولأخيه إبراهيم مع جماعة من بني هاشم.

الحسن الأعور ، كان أجود بني هاشم ، قتل أيّام المعتزّ (1).

فأعقب الحسن الأعور من أربعة رجال ، وهم :

أبو جعفر محمّد ، نقيب الكوفة ..

وأبو عبدالله الحسين نقيب الكوفة ، انقرض عقبه في المئة السادسة ..

وأبو محمد عبدالله ، كثر في وُلده الأدعياءرحمه الله فيجب في إثبات من ينتسب إليه الاحتياط ..

والقاسم ..

ولكلٍّ من الثلاثة عقب ، وبنو محمّد النفس الزكيّة قليلون.

*الفرع الثاني :

إبراهيم قتيل «باخمرى» ابن عبدالله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه [8 / ب] ، ويكنّى أبا الحسن.

وكان واعد أخاه محمداً على الخروج في يوم واحد وذهب إلى البصرة ليخرج هناك فمرض بها.

فخرج أخوه وهو مريض ، فلمّا خرج هو بالبصرة أتاه خبر قتل أخيه يوم خروجه ، واجتمع إليه خلق كثير (2) ، وكان فيمن (3) كاتبه ودعا إليه : 9.

ص: 316


1- في ذي الحجّة سنة 251 ، وقبره ب- : «فيد» في طريق الكوفة إلى مكّة ، قتله بنو نبهان من طيء. عمدة الطالب : 107 (المتن والهامش معاً).
2- ومن وجوههم بشير الرحّال ، والأعمش ، وعبّاد بن منصور القاضي ، والمفضّل بن محمد الضبّي ، وشعبة بن الحجّاج الحافظ ، وأبو خالد الأحمر ، وعيسى بن يونس ، وعبّاد بن العوّام ، وهشيم ، ويزيد بن هارون. انظر : الكامل في التاريخ 5 / 563 ، وعمدة الطالب : 109 ، والمجدي : 42.
3- عمدة الطالب : 109.

أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله ، ولهذا قصده المنصور ، ويقال : إنّه سمّه فمات مسموماً (1).

وتوجّه إبراهيم إلى الكوفة ، فأرسل إليه [المنصور] عيسى بن موسى بعد فراغه من قتل أخيه محمد ، فلاقاه بباخمرى على مرحلتين من الكوفة ، فقتل إبراهيم بعد أن هزم عسكر عيسى وأشرف على الظفر ، أصابه سهمُ غَرْبٍ (2) فقتله رحمه الله.

والعقب منه : في الحسن ابنه ، ومنه في عبدالله ابنه وحده.

وأعقب عبدالله من اثنين : محمد الأعرابي ويعرف بالحجازي ، ثمّ إبراهيم الأزرق ، ولهما عقب.

ولبني إبراهيم قتيل «باخمرى» بقيّة بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر (3).1.

ص: 317


1- قال الموفّق بن أحمد المكّي في مناقب أبي حنيفة : 301 ، عن يحيى بن نصر : لا نشكّ أنّه سُقي السمّ فمات ، لكنّهم اختلفوا في السبب ، فقيل : إنّه أبى عن القضاء فعمل به ما حكيناه ؛ وروي أنّ المنصور بلغه أنّه والأعمش كتبا إلى إبراهيم لمّا خرج بالبصرة فكتب [المنصور] عن لسان إبراهيم كتاباً وأرسله إليه فأخذ [أبو حنيفةج الكتاب وقبّله ، فاتّهمه المنصور في ذلك وسقاه السمّ ، فاخضرّ وجهه ومات منه. هذا ، وذكر وجهاً آخر أيضاً يرتبط بقصّة إبراهيم. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : 313 : قيل إنّ المنصور سقاه السمّ لقيامه مع إبراهيم ، فعلى هذا يكون قد حصّل الشهادة وفاز بالسعادة ، كانت وفاته سنة 150 عن سبعين سنة. وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم من تاريخ الإسلام : 43 وص 310 : وكان أبو حنيفة يجاهر في أمره ويأمر بالخروج.
2- لعلّ هذا هو الصواب ، وفي النسخة : غاير ؛ وفي عمدة الطالب : 110 : غائر. وسهمُ غَرْبٍ أو غَرَبٍ : أي لا يُعرف راميه. لسان العرب 10 / 34 مادّة «غرب».
3- عمدة الطالب : 111.

*الفرع الثالث :

موسى الجون ابن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا عبدالله ، وقيل : أبا الحسين (1) ، وفي وُلده العدد والإمارة بالحجاز.

أعقب من رجلين : وهما عبدالله ، الشيخ الصالح ، ويلقّب بالرضا ؛ وإبراهيم.

أمّا إبراهيم بن موسى الجون فأعقب من ابنه يوسف الأُخيضر وحده ، وعقب الأُخيضر من ثلاثة رجال ، وهم :

أبو عبدالله [محمد] الأمير ، صاحب اليمامة - ويعرف بالأُخيضر الصغير - وأبو الحسن إبراهيم ، وأبو جعفر أحمد.

وكان له (2) إسماعيل بن يوسف : ظهر بالحجاز ، وغلب على مكّة أيّام المستعين بالله ، وغوّر العيون ، واستعرض للحاجّ وقتل كثير [اً] منهم ونهبهم ، ونال الناس بسببه بالحجاز جهد [اً] كثير [أً] ، ثمّ مات على فراشه فجأة في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وخمسين ومئتين ، غير معقّب.

وقام أخوه محمد بن يوسف بعده ، [وأزرى] (3) على فعله بالفساد [9 / أ] ، فبعث المعتزّ بالله أبا السيّاج الأسروسي (4) إلى الحجاز في عسكر ي.

ص: 318


1- في عمدة الطالب : 111 : أبا الحسن.
2- لفظ الأصل كان غير واضح ، وفي المصدر - عمدة الطالب : 111 - كالتالي : وكان له أولاد أخر منهم : الحسن بن يوسف ، ظهر بالحجاز وقتله بنو العبّاس بمكّة ، ومنهم : إسماعيل ...
3- من عمدة الطالب : 111 ، وفيه : وأزرى على فعله في السفك والنهب والفساد.
4- في عمدة الطالب : 111 : بالسفّاح الأسروشي.

عظيم ، فهرب محمّد بن يوسف ، وقُتل من أصحابه خلق كثير ، وصار إلى اليمامة فملكها ، وملكها أولاده من بعده ، فهم هناك يقال لهم : الأُخيضريون ، وبنو يوسف أيضاً.

ولبني إبراهيم بن موسى الجون أعقاب.

وأمّا عبدالله ، الشيخ الصالح ، الملقّب بالرضا بن موسى الجون ، ويكنّى أبا محمد ، وعقبه أكثر بني الحسن (1) عدداً ، وأشدّهم بأساً ، وأحماهم ذماراً ، وأشجعهم فروسية ، فأعقب من خمسة رجال ، وهم :

موسى الثاني ، وسليمان ، وأحمد المسوّر ، ويحيى السويقي ، وصالح ؛ ولهم أعقاب ، منهم :

آل أبي الضحّاك ، وآل حسن ، وآل هذيم ، ينتسبون لصالح بن عبدالله.

وأمّا السويقيّون ، وآل أبي الحمد ، وآل الفدكي ، وآل المبعوج ، وآل داود الأعمى ، [ف] - ينتسبون ليحيى السويقي بن عبدالله.

وأمّا الأحمديون ، والعموق ، [و] آل عرفة ، وآل جماز بن إدريس ، وآل سلمة ، وبنو الكشيش ، وبنو السرّاج ، وآل الفنيد ، وآل حمزة ، والكراميّون ، والمتارفة ، والمفاضلة ، وآل مسلم ، والليول ، [ف] - كلّهم ينتسبون لأحمد المسوِّر بن عبدالله. وإنّما لقّب بالمسوِّر لأنّه كان يُعْلِم في الحرب بسوار [يلبسه] (2).

والعمقيون (3) ، والفاتكيون - عاش أبو الفاتك مئة وخمساً وعشرين =

ص: 319


1- في النسخة : بني حسناً. والمثبت من عمدة الطالب : 116.
2- عمدة الطالب : 120.
3- عمدة الطالب : 120 : الغمقي ؛ والغمق منزل بالبادية كان ينزله هو وولده =

سنة - وآل عابد ، وبنو الحجازي ، وآل هضام ، وآل أبي الطيّب ، وبنو وهاس ، وبنو علي ، وبنو شماخ ، وبنو مكثر ، وبنو حسّان ، وبنو هضام ، وبنو قاسم ، وبنو يحيى ، ومنهم : عُلَيّ بن عيسى - بضمّ العين وفتح اللام - أقام بمكّة ، وكان عالماً ، وله صنّف الزمخشري الكشّاف ، وكلّهم ينتسبون إلى سليمان بن عبدالله ، [و] كان سيّداً وجيهاً.

وأمّا الموسويون - وفيهم إمارة الحجاز - وآل علقمة ، والصالحيون [9 / ب] ، وآل أبي الليل ، وآل بدر ، والزيود ، وبنو الرومية ، وبنو فارس (1) ، وبنو محمد ، والصلاصلة ، وآل الشرقي ، وآل نزار ، وآل عطية ، والدبسة ، والرزاقلة ، والصخور ، وآل عنبة ، وآل حمضي [فكلّهم ينتسبون إلى موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون].

فمن بني عنبة بن محمد : عنبة الأصغر بن علي بن محمد بن يحيى (2) جدّ جامع عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب ، ويجتمع هذا في نسبه بمحمد - الوارد من الحجاز إلى العراق - [بن يحيى بن عبدالله بن محمد بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى الجون بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب].

قال [ابن عنبة] في هذا المختصر : وقد نسبوا إلى عبدالله بن محمد ..

ص: 320


1- في عمدة الطالب : 129 : بنو وفاء. نسبة إلى أبي الوفاء أحمد بن سليمان بن الحسن بن داود بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون.
2- لفظ الأصل كأنّه : معد بن عنبة. وصوّبناه حسب عمدة الطالب : 130 ، ونسب مصنّف العمدة هكذا : أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنّا بن عنبة الأصغر ابن علي عنبة الأكبر بن محمد بن يحيى بن عبدالله ...

[بن يحيى] الشيخَ الجليل ، البازَ الأشهب ، صاحبَ الخطوات ، محيي الدين عبد القادر الكيلاني قدّس الله سرّه ، فقالوا : هو عبد القادر بن محمد بن جنكي دوست بن عبدالله - المذكور -!

ولم يدّع الشيخ عبد القادر ذلك ولا أحد من أولاده! وإنّما ابتدأ بهذه الدعوة وَلدُ ولدِه القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن الشيخ عبد القادر!

على أنّ عبدالله - المذكور - رجل حجازي لم يخرج من الحجاز! وهذا الاسم - أعني جنكي دوست - أعجمي صريح كما تراه (1) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قلت :

فإن كانت التسمية شبهة فلا وجه لذلك ، فقد يسمّى في بلد العرب بأسماء العجم ، وكيف؟! وقد ذكر جماعة كثيرون الشيخ عبد القادر الكيلاني ونسبوه إلى الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

و [من بني موسى الثاني أيضاً] الحرابيّون ، والكتيم (2) ، وبنو علي ، وآل شهم ، وآل مقن ، والصمّان.

والأمير أبو محمد جعفر (3) أوّل من ملك مكّة شرّفها الله تعالى من =

ص: 321


1- وبعده في عمدة الطالب : 130 : ومع ذلك كلّه فلا طريق إلى إثبات هذا النسب إلاّ بالبيّنة الصريحة العادلة ، وقد أعجزت القاضي أبا صالح ، واقترن بها عدم موافقة جدّه عبد القادر وأولاده ؛ والله سبحانه أعلم.
2- في عمدة الطالب : 132 : آل كتيم. وهو علي كتيم بن القاسم بن محمد بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون.
3- ابن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون. وليس هو الأوّل ، بل سبقه أبوه وجدّه ، وفي هامش عمدة الطالب : 133 : توفّي =

بني موسى الجون بعد الأربعين والثلاثمئة ، بعد أن قتل المكحول (1) التركي [10 / أ] حاكم مكّة من قبل العزيز بالله العبيدلي ، وبقيت في يده نيّفاً وعشرين سنة.

و [منهم :] الهواشم (2) ، وآل بركة ، وآل مطاعن ، وآل سروي ، والثعالبة ، وبنو أحمد ، وبنو عيسى ، والأشدّاء.

والسيّد الفاضل جعفر بن أبي البشر الضحّاك [بن الحسين] النسّابة ، إمام الحرم ، صاحب الحكاية مع التقي ابن أُسامة [الحسيني] ، قال السيّد عبد الحميد بن التقي [أُسامة النسابة : قال : حدّثني أبو التقي عبدالله بن أُسامة ، قال] (3) : حججت ، فبينا أنا ذات ليلة بالمسجد الحرام إذا برجل قد دخل المسجد وحوله جماعة كثيرة وبين يديه شمعة تضيء ، فسألت عنه ، فقيل هذا السيّد جعفر بن أبي البشر النسّابة إمام الحرم. فقمت إليه وسلّمت عليه وعانقته.

ثمّ قال لي : من أنت؟

فقلت : بعض بني عمّك بالعراق.

فقال : إنّ أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه أعقب من خمسة ، وهم : الحسن والحسين ومحمد والعبّاس وعمر ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : حسيني.

قال : إنّ الحسين أعقب من ابنه عليّ زين العابدين ، وأعقب عليّ 0.

ص: 322


1- وفي عمدة الطالب : 133 : «انكجور». ولم أجد له ترجمة.
2- ذرّيّة أبي هاشم محمد بن حسين بن محمد بن موسى الثاني. ولاحظ تفصيل الأسماء الآتية والمتقدّمة في عمدة الطالب : 136.
3- من عمدة الطالب : 140.

زين العابدين من ستّة ، وهم : محمد الباقر ، وعبدالله الباهر ، وزيد الشهيد ، وعمر الأشرف ، والحسين الأصغر ، وعلي الأصغر ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : من بني زيد الشهيد.

قال : إنّ زيداً أعقب من ثلاثة ، وهم : عيسى والحسين ومحمد ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : من وُلد [الحسين.

قال : فإنّ الحسين أعقب من ثلاثة : يحيى والحسين وعلي ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : من وُلد يحيى] (1).

قال : فإنّ يحيى أعقب من سبعة ، وهم : القاسم والحسن وحمزة ومحمد الأقساسي وعيسى ويحيى وعمر ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : من وُلد عمر.

قال : فإنّ عمر أعقب من رجلين ، هما : أحمد المحدّث ، ومحمد ، فمن أيّهما أنت؟

قلت : من بني أحمد.

قال : فإنّ أحمد أعقب من الحسين النقيب وحده ، فأعقب الحسين من رجلين ، وهما : زيد ويحيى ، فمن أيّهما أنت؟

قلت : من وُلد يحيى.

قال : فإنّ يحيى أعقب من رجلين ، وهما : عمر والحسن ، فمن أيّهما أنت؟ [10 / ب] 0.

ص: 323


1- من عمدة الطالب : 140.

قلت : من وُلد عمر.

قال : فإنّ عمر أعقب من ثلاثة : أبي (1) الحسن محمد ، وأبي طالب محمد ، وأبي الغنائم محمد ، فمن أيّهم أنت؟

قلت : من وُلد أبي طالب.

[قال : فكن ابن أُسامة].

قال ابن أُسامة : فقلت : أنا هو.

فللّه درّ السائل والمسؤول وصدقهما.

والقتادات ، منهم : أبو عزيز قتادة بن إدريس (2) ملك الحجاز سيفاً ، وطرد الهواشم عنها سنة سبع وتسعين وخمسمئة.

ويقال لعقبه : القتادات ، ولهم أعقاب ، وكلّهم ينتسبون إلى موسى بن عبدالله بن موسى الجون ، أوّل من ملك الحجاز.

منهم : قتادة بن إدريس ، ملكها سنة خمسمئة وسبع وتسعين ، والملك في عقبه إلى يومنا هذا الموافق لأواسط عام سنة خمس وتسعين وتسعمئة ، وهم ساداتنا حماة الحرمين الشريفين ، والذي أدركناه منهم مولانا محمد أبو نمّي ، وتشرّفنا بولده السيّد الحسن ، وذكرنا بعض ن.

ص: 324


1- في الأصل : من ثلاثة ، وهم : أبو الحسن محمد وأبو طالب محمد وأبو الغنائم محمد. والتصويب من عمدة الطالب : 141.
2- ويقال لعقبه : القتادات نسبة إليه ، كما في عمدة الطالب : 142 ، ففي تعبير المصنّف في البداية خلل وإشكال وهو قد صحّحه فيما بعد ، توفّي سنة 617 أو 618 ، وسيأتي تمام نسبه قريباً. له ترجمة في التكملة - للمنذري - 3 / 17 رقم 1749 ، والكامل - لابن الاثير - 12 / 401 رقم 618 ، وتاريخ الإسلام (حوادث 611 - 620) : 323 رقم 472 ، وسير أعلام النبلاء 22 / 159 رقم 107 ، ومرآة الزمان ، وذيل الروضتين.

محاسنهم في كتابنا المعروف ب- : أعلام القرن العاشر.

ونسبهم الشريف هو : الحسن بن محمد أبي نمّي بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة (1) بن أبي نمّي [محمد] ابن حسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى الثاني بن عبدالله الصالح بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنهم أجمعين.

*الفرع الرابع :

يحيى صاحب الديلم بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، لقّب بذلك لأنّه دخل الديلم وبويع هناك ، فاحتال الرشيد حتّى أخرجه بالأمان ثمّ قتله (2). ة.

ص: 325


1- توفّي سنة 746 ، كما في هامش عمدة الطالب : 146 ، وتوفّي ابنه عجلان سنة 777 ، وأمّا حسن فكان معاصراً لصاحب العمدة ، قال : وهو ملك الحجاز اليوم.
2- انظر ترجمته في : مقاتل الطالبيّين : 463 (في باب من قتل إيّام الرشيد العبّاسي من الطالبيّين) ، الجرح والتعديل 9 / 161 رقم 668 (باب العين من حرف الياء) ، أخبار القضاة 1 / 249 ، تاريخ بغداد 14 / 110 رقم 7450 (باب الياء : ذكر من اسمه يحيى) ، الحدائق الوردية : 181 ، تاريخ الإسلام (حوادث 171 - 180) : 12 ، وعامّة كتب النسب والمصادر الشيعية. وفي هامش عمدة الطالب : 151 - نقلاً عن البحر الزخّار - : أنّ قتله واستشهاده كان سنة 175 ه- ، ولعلّه مصحّف عن 185. وقد ذكر الطبري في تاريخه 8 / 242 أخباره ومقتله في حوادث سنة 176 ، وتابعه ابن الأثير في الكامل في التاريخ 6 / 125 ، وأرّخ الذهبي في تاريخ الإسلام وفاته ببضع وثمانين ومائة.

عقبه من ابنه محمد [و] يقال له : الأبثي (1) ، ويقال [لعقبه :] الأبثيون [11 / أ] ، فأعقب محمد من رجلين ، وهما : أحمد ، وعبدالله ، وينسب إليه بنو الصناديقي [والسيبي].

الفرع الخامس :

سليمان بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن السبط بن عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا محمد ، وقتل بفخّ (2) ، فعقبه من ولده محمد وحده ، وقيل : له عقب.

الفرع السادس :

إدريس بن عبدالله المحض ، ويكنّى أبا عبدالله ، شهد فخّاً مع الإمام الحسين رضي الله عنه (3) ، فلمّا قتل الحسين انهزم حتّى دخل المغرب فملَك هناك ، ثمّ سمّ بمكر الرشيد وبقي المُلك في وُلده.

وعقّب من ولده إدريس بن إدريس ، ملَكَ وهو حمل ، وضعت المغاربة التاج على بطن أُمّه فولدته بعد أربعة أشهر ، ولم يملك في الإسلام ب.

ص: 326


1- اختلفت كتب الأنساب في ضبط هذه الكلمة بين الأثبتي والأثيبي والأثيني.
2- سنة 169 ه.
3- وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام صاحب معركة فخّ عند مكّة ، وأُمّه زينب بنت عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه السلام ، وقبره الآن هناك عند مسجد التنعيم ، قتله الهادي العبّاسي سنة ثمان وستين ومائة. انظر : مقاتل الطالبين : 431 وص 242 ، الكامل في التاريخ 6 / 90 ، المجدي : 66 ؛ لكن ذكر أنّ شهادته كانت سنة سبعين ومائة ، الفخري : 115. وغيرها من كتب التاريخ والنسب.

حمل سواه ، وكان فارساً شجاعاً.

قال أبو نصر البخاري : قد خفي على الناس حديث إدريس بن إدريس لبعده عنهم ، وقد نسبوه إلى مولاه راشد ، وقالوا : إنّه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقّب إدريس بن عبدالله.

وليس الأمر كذلك ؛ فإنّ داود [بن القاسم] الجعفري - وهو أحد (1) كبار العلماء ، وله معرفة بالنسب - حكى أنّه كان حاضراً قصّة إدريس بن عبدالله وسمّه ، ووُلِد إدريس بن إدريس على فراشه ؛ قال : وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجهاً.

[و] قال علي الرضا : إدريس بن إدريس بن عبدالله كان نجيب أهل البيت وشجاعهم ، والله ما ترك فينا مثله (2).

فإدريس بن إدريس صحيح النسب ، ولا شكّ فيه.

فأعقب إدريس بن إدريس من ثمانية رجال ، وهم : القاسم ، وعيسى [11 / ب] وعمر ، وداود ، ويحيى ، وعبدالله ، وحمزة ، وعلي ، وقيل : أعقب غير هؤلاء أيضاً ، ولكلّ منهم ممالك ببلاد المغرب ، أمّا علي فمات من غير عقب ، وأمّا عمر (3) بن إدريس [ف]له عقب يعرفون بالفواطم ، والبقية معقّبون.

* السبط الثاني :

إبراهيم الغمر بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن 9.

ص: 327


1- كذا في عمدة الطالب : 158 ، وفي الأصل : واحد.
2- عمدة الطالب : 158.
3- كان في النسخة : «علي» ، فصوّبناه حسب عمدة الطالب : 159.

أبي طالب رضي الله عنه ، لقّب الغمر لجوده ، ويكنّى أبا إسماعيل.

والعقب منه في إسماعيل الديباج وحده ، وهو الديباج الكبير ، ويقال له : الشريف الخلاّص.

أعقب من رجلين ، وهما : الحسن التجّ ، وإبراهيم طباطبا ، فهما فرعان :

*الفرع الأوّل :

الحسن التجّ ، ويكنّى أبا علي ، شهد فخّاً ، وحبسه الرشيد نيّفاً وعشرين سنة حتّى خلاّه المأمون ، ومات وهو ابن ثلاث وستّين سنة ، والله أعلم.

فأعقب من ابنه الحسن بن الحسن ، [و] أعقب الحسن من رجلين ، وهما : أبو جعفر محمد ، ويلقّب التجّ أيضاً ، ويقال لولده : بنو التجّ ، [و] أبو القاسم علي ، المعروف بابن معيّة ، ويعرف عقبه بذلك.

أمّا بنو البربري وبنو قريش فإنّهم ينسبون إلى جعفر (1).

*الفرع الثاني :

إبراهيم طباطبا ، وكان زاهداً ، وله عقب ، منهم : ..

ص: 328


1- كذا ، وفي عمدة الطالب : 164 وص 172 : بنو قريش بن أبي الحسين بن علي بن رضيّ الدين بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. وبنو البربري هم بنو الحسين بن محمد بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم ...

أحمد الرئيس ابن طباطبا ، أعقب من رجلين : أبي جعفر محمد ، وأبي إسماعيل إبراهيم.

ومنهم : القاسم الرسّي بن طباطبا (1) [أبو محمد] ، وكان زاهداً فقيهاً شاعراً ، أعقب من سبعة رجال ، وهم : يحيى العالم الرئيس [12 / أ] - وقيل : انقرض عقبه - والحسن ، وإسماعيل ، وسليمان ، والحسين السيّد الجواد ، وأبو عبدالله محمد ، وموسى ، وهم ما بين مقلّ ومكثر.

أمّا الحسين السيّد الجواد : فأعقب من رجلين ، هما : أبو الحسين يحيى الهادي إمام الزيديّة ، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين ، وإليه تنتسب الهاديّة من الزيديّة ، وأبو محمد عبدالله السيّد.

وأمّا آل العسّاف وآل حمزة (2) ، [ومنهم :] رضي الدين الحسين (3) ابن قتادة النسّابة المدني ، [ف] - ينتسبون ليحيى الهادي.

وأمّا البقيّة فلهم أعقاب.

* السبط الثالث :

الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا علي ، وكان له عدّة أولاد ، منهم : ة.

ص: 329


1- وهو الصواب ؛ إذ في النسخة : ومنهم أحمد الرئيس أبو القاسم الرئيس بن طباطبا.
2- في عمدة الطالب : 177 : أبو العسّاف محمد بن يحيى بن الحسن بن محمد بن يحيى الهادي ، يقال لولده : آل أبي العسّاف ، كانوا بأصفهان. وفي ص 179 : بنو حمزة باليمن هم من ولد حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن ابن يحيى بن عبدالله بن حسين بن القاسم الرسي. إذاً فقد خلط المصنّف بين النسبين!
3- وفي عمدة الطالب : 179 : الحسن ؛ وهو من مشايخ ابن عنبة صاحب العمدة.

أبو الحسن علي العابد ، ذو الثفنات ، مات في حبس الدوانيقي وهو ساجد ، وقيل : مات مقتولاً.

ومنهم (1) : أبو [عبدالله] الحسين بن علي [العابد] ، صاحب فخّ ، خرج في جماعة من العلويّين زمن الهادي موسى بن المهدي محمد بن المنصور ، وجاء موسى بن عيسى بن [علي بن] عبدالله بن العباس ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلا [ه] بفخّ يوم التروية سنة تسع وستّين ومئة ، وقيل : سبعين ، وحملا رأسه إلى الهادي ، فأنكر الهادي فعلهما (2).

وعن محمّد الجواد بن عليّ الرضا ، أنّه قال : لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ (3).

ولم يعقّب الحسين صاحب فخّ.

وعقب الحسن المثلّث من الحسن بن علي العابد ، وهو المكفوف الينبعي ، [و] منه في عبدالله ابنه ، وله عقب ، وبنو الحسن المثلّث قليلون.

* السبط الرابع :

داود بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ [12 / ب] بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا سليمان ، وكان رضيع جعفر الصادق ، وكان 3.

ص: 330


1- أي من ولد علي العابد ، وهذا التعبير ناشىَ من عدم دقّة المصنّف في تلخيص مطالب كتاب عمدة الطالب ، فلاحظ ص 179 منه.
2- وهذا الإنكار من الوسائل الإعلامية للطغاة رحمه الله لتبرئة أنفسهم ولتجنيبهم عواقب جناياتهم ، وقد فعل مثله عبيدالله بن زياد وأميره يزيد بن معاوية وغيرهما ، وذلك بعدما نفّذوا ما أرادوا ووصلوا إلى أهدافهم.
3- عمدة الطالب : 183.

المنصور حبسه فأفلت منه بالدعاء الذي علّمه جعفر الصادق أُمّه ، ويُعرف بدعاء أُمّ داود (1) ، له عقب من هذا ..

الفرع الأوّل :

وهو سليمان بن داود : ومنه محمد بن سليمان ، أعقب من أربعة رجال ، وهم : موسى ، وداود ، وإسحاق ، والحسن.

ولد موسى عدّة بنين.

وأمّا داود : فمات (2) عن ذيل لم يطل.

ومن بني إسحاق : آل قتادة (3).

ومن بني الحسن : بنو عجير وآل طاووس ، ولهم أعقاب.

* السبط الخامس :

جعفر بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويكنّى أبا الحسن ، وكان أكبر إخوته سناً ، وكان قد تخلّف عن فخّ. ق.

ص: 331


1- وهذا الدعاء والأعمال المرتبطة به من الأعمال المشهورة اليوم لدى المؤمنين ، وله أسانيد ، وقد أورد الحاكم الحافظ أبو القاسم الحسكاني في رسالته القيّمة : فضائل شهر رجب : 504 هذا الدعاء بإسناده إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وقد وفّق الله شيخنا الوالد لتحقيق هذه الرسالة وتقديمها إلى المكتبة الإسلامية في ذيل الجزء الثاني من كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني أيضاً ، ويعرف ب- : «دعاء الاستفتاح» أيضاً. ولاحظ عمدة الطالب : 189.
2- وهو الصواب ، كما في عمدة الطالب : 189 ، والمجدي : 90 ، وفي الأصل : «ومات داود عن».
3- في تهذيب الأنساب : 100 : قتارة ، وفي الفخري : 129 والمجدي : 90 ولباب الأنساب 1 / 288 : قنارة ، وفي عمدة الطالب : 189 : قتادة ، وهو لقب حمزة بن محمد بن إسحاق.

عقبه من ابنه الحسن ، ومنه في ثلاثة رجال ، وهم : عبدالله ، وجعفر الغدّار ، ومحمد السليق (1).

وأمّا محمد السليق ابن الحسن : فولدُهُ السليقيّون ببلاد العجم.

وأمّا جعفر الغدّار ابن الحسن : فولدَ أبا الفضل محمداً ، وأبا علي محمداً ، وأبا الحسن محمداً ، وأبا أحمد محمداً ، و [أبا الحسين محمداً ، و] أبا العباس محمداً ، وجعفر.

وأبو الفضل [محمد : مات في الحبس ، وله عقب].

وأمّا أبو الحسن محمد : ويدعى أبا قيراط ، وله عقب ، منهم : آل أبي حصية (2) ..

[وأمّا] أبو علي محمد ، وأبو الحسين محمد [ابنا جعفر الغدّار] : فوقعا إلى المغرب ، ولهما نسل.

وأمّا عبدالله بن الحسن : [ف] - أعقب من ابنه عبيدالله أمير الكوفة ، ومنه في أربعة رجال ، وهم : محمد الأدرع ، وعلي باغر ، وأبو سليمان محمد ، وأبو الفضل [13 / أ] محمد.ى.

ص: 332


1- كذا في الفخري : 116 ، وتاج العروس 6 / 384. وفي عمدة الطالب : 184 وتهذيب الأنساب : 94 وغيرهما : «السيلق» ، بتقديم الياء على اللام. وفي الفخري : وليس محمد الذي يسمّى بالسليق بل هو حفيده الحسن بن علي ابن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى. ومثله في لباب الأنساب 2 / 590 وتهذيب الأنساب : 94.
2- كذا في المخطوطة. وفي عمدة الطالب : 186 وغيرها : ومنهم آل أبي خصية ... وهو أبو الغنائم بن سالم بن علي بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد بن يحيى الضرير ابن جعفر الثالث ابن محمد ابن جعفر الثاني ابن حسن بن جعفر بن الحسن المثنّى.

فمن بني [أبي] سليمان : بنو الكشيش (1).

ومن بني علي باغر : آل حمزة [بن محمد بن عبيدالله بن باغر] ويعرفون ببني الشجري ، منهم : السيّد أبو السعادات ابن الشجري [هبة الله ابن علي بن محمد بن حمزة] (2) ، وله أمالي في النحو ، انقرض عقبه ..

وآل أبي زيد [محمد بن أحمد بن عبيدالله بن باغر] لهم أعقاب.

فهذه خمسة أسباط من الحسن [المثنّى] رضي الله عنه.

* والسبط السادس : من زيد [بن الحسن السبط عليه السلام].

* * * ا.

ص: 333


1- وهو محمد بن علي بن أبي سليمان. عمدة الطالب : 187.
2- البغدادي ، وُلد سنة 450 ، وتوفّي سنة 542. مترجم له في : المنتظم 18 / 61 رقم 4147 ، ذيل تاريخ بغداد - لابن النجّار - 18 / 248 رقم 192 ، معجم الأُدباء 19 / 282 رقم 108 ، إنباه الرواة 3 / 356 رقم 802 ، وفيات الأعيان 6 / 45 رقم 774 ، سير أعلام النبلاء 20 / 194 رقم 126 ، والفهرس - لمنتجب الدين - : 197 رقم 529 ، وغيرها.

الفصل الثاني

زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (1)

كنيته : أبو الحسين ، عاش تسعين سنة ، وقيل : خمساً وتسعين ، وقيل : مئة ، وكان زيد ممّن تخلّف عن عمّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما فلم يخرج معه إلى العراق.

مات زيد ولم يدّع الإمامة ، ولا ادّعاها له مدَّعٍ من الشيعة ، والإمامة لأولاد الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

أعقب سبطاً واحداً ، وهو السبط السادس من وُلد الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، [وهو الحسن بن زيد] ويكنّى أبا محمد ، وكان أمير المدينة من قِبل المنصور ، وعمل له على غير المدينة أيضاً ، وكان مظاهراً لبني العباس على بني عمّه الحسن المثنّى (2) ، وهو أوّل من لبس السواد من العلويين.

ولا عقب لزيد إلاّ من ابنه الحسن هذا.

وكان له (3) بنت اسمها نفيسة ، وهي التي يُسمّيها أهل مصر «الست نفيسة» ، ويعظّمونها ويُقسمون بها ، وكانت زوجة الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وكان أبوها زيد يفد على الوليد فيقعده على السرير معه ويكرمه د.

ص: 334


1- قال الفخر الرازي في الشجرة المباركة : 41 : وهو أكبر سناً من أخيه الحسن المثنّى ، إلاّ أنّه لمّا تأخّر عن متابعة عمّه الحسين عليه السلام لا جرم أخّروه في المرتبة.
2- وعلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وغيره ؛ المناقب - لابن شهرآشوب - 4 / 257.
3- أي : زيد.

لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة.

وزعم بعض الناس أنّ نفيسة [13 / ب] المشهورة بمصر بنت [الحسن بن] زيد لا أُخته (1) ، وأنّها كانت زوجة إسحاق بن جعفر الصادق ، وأنّ الشافعي الفقيه محمد [بن إدريس] رضي الله عنه كان يروي عنها ، ولمّا مات رحمه الله أُدخلت جنازته إليها حتّى صلّت عليه (2) ، والله سبحانه أعلم.

فأعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم : القاسم أبو محمد ، وعلي الشديد (3) أبو الحسن ، وأبو محمد إسماعيل ، وأربعة مقلّون ، وهم : إبراهيم أبو إسحاق ، وإسحاق أبو الحسين ، وأبو طاهر زيد ، وأبو زيد عبدالله. فهم سبعة فروع :

*الفرع الأوّل :

القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو أكبر أولاده ، وكان عالماً زاهداً ، وكان مع (4) بني العباس ، أعقب من رجلين : محمد البُطحاني ، وعبد الرحمن الشجري. ت.

ص: 335


1- هذا هو الصواب ، وكان في أصلي : «بنت زيد لأُخته». وعلى هذا - أي أنّها ابنة الحسن بن زيد ، وأنّها كانت زوجة إسحاق - عامّة المؤرّخين ، عمدة الطالب : 70.
2- وفيات الأعيان 5 / 424 ، وقال ابن خلّكان أيضاً : وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده ، وهو مجرّب.
3- كذا في النسخة ، وفي عمدة الطالب : 70 بالسين المهملة ، ولم يذكره أحد بهذا اللقب ، والمعروف في كتب الأنساب بهذا اللقب حفيده ، وهو علي الشديد في قومه ابن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليه السلام.
4- في الأصل : جمع. قال العمري في المجدي : 31 : وكان القاسم مع بني العباس على محمد بن عبدالله بن الحسن ، المقتول بين أحجار الزيت.

* أمّا محمد البُطحاني ونسبته بالضمّ إلى بُطحان ، وهو موضع بالمدينة ، وبالفتح البطحاء ، وكلاهما وارد ، وكان فقيهاً ، له عقب كثير ، منهم : إبراهيم بن محمد البطحاني ، أعقب في بلدان شتّى وفيهم مجانين وبله ونقص وسفهاء.

ومن وُلده الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي (1) وكان فاضلاً ، تولّى الوزارة ببغداد من الخليفة الناصر في ثاني عشر ذي الحجّة سنة اثنتين وستّمئة ، وعزله في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة ، ونقل عياله إلى (2) دار الخلافة ، وأجري عليه النفقة إلى أن مات ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الأُولى سنة سبع عشرة وستّمئة ، وانقرض عقبه.

واختُلف في سبب عزله على ما ذكره ابن عنبة ، وكان فيه تجبّر [14 / أ] وتكبرّ.

ويحكى أنّه وجد ذات يوم في دواته رقعة فأنكرها وأخذها وقرأها ، فإذا فيها مكتوب :

لا قاتل الله يزيدَ ولا

مُدّت يدُ السوءِ إلى نعلِهِ

فإنه قد كان ذا قدرةٍ

على اجتثاثِ الفرعِ من أصلِهِ

لكنه أبقى لنا مثلَكم

أحياء كي يُعذَرَ في فِعلِهِة.

ص: 336


1- مترجم في تكملة المنذري 3 / 12 رقم 1739 ، وتاريخ ابن الدبيثي (ذيل تاريخ بغداد - المختصر المحتاج إليه - 15 / 369) ، وتاريخ الإسلام - للذهبي - (حوادث 610 - 620) : 348 / رقم 500 ؛ ولم يذكروا عن نسبه شيئاً. وفي عمدة الطالب : 77 : أنّه ناصر بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن البطحاني.
2- في النسخة : ونقل واعياله في دار الخلافة.

فاضطرب من ذلك ، واجتهد أن يعلم من وضعها في دواته ، والله أعلم.

قلت : ولقد تجرّأ هذا الشاعر في كلامه ، ونسأل الله الحماية.

* وأمّا عبد الرحمن الشجري ، ونسبته إلى الشجرة ، وهي قرية بالريّ (1) ، ويكنّى أبا جعفررحمه الله [ف]أعقب من ثلاثة (2) ، وهم : علي ومحمد وجعفر ، منهم : بنو المبعوث (3) ، وبنو أبي الغيث (4) ، وبنو أبي نفيسة ، وبنو شكر ، وبنو داود (5).

*الفرع الثاني :

عليّ الشديد (6) يط بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما. د.

ص: 337


1- كذا ، وفي عمدة الطالب : 88 وغيرها : بالمدينة ؛ وهو المعروف.
2- كذا في تهذيب الأنساب : 122 ، والفخري : 144 وغيرهما ، وفي عمدة الطالب : 88 ، والمجدي : 31 : أعقب من خمسة رجال : الحسن والحسين و...
3- لم أجده في عمدة الطالب. ولعلّه مصحّف عن : «المثقوب» ، وهو أحمد بن يحيى بن هارون بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الشجري. تهذيب الأنساب : 137.
4- هو أبو الغيث محمد بن يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجري. تهذيب الأنساب : 135.
5- في عمدة الطالب : 91 : ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن الشجري : أبو نقشة سعد الله بن مفضّل بن محسن بن زيد بن محمد بن زيد بن يحيى ... له عقب يقال لهم بنو أبي نقشة ، وأخوه الحسين المناخلي بن مفضّل ، من ولده بنو شكر بالمشهد الغروي ؛ وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمد بن سعد الله بن مفضّل ، يقال لولده بنو الود.
6- قلنا في ما تقدّم : إنّ المعروف بلقب الشديد هو علي بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد.

مات في حبس المنصور ، أعقب من ولده عبدالله بن علي ، وكان له عبد العظيم ، وهو مدفون في مسجد الشجرة بالريّ ، وقبره يزار (1).

ويقال : [إنّ] عبدالله بن علي كان استلحقه الحسن بن زيد جدّه بعد موت أبيه علي بالقيافة (2) ، وذلك أنّ أباه هلك في حياة الحسن بن زيد ، ولعليٍّ ابنه جارية بيعت ولم يعلم أنّها حامل ، فردّها المشتري إلى الحسن ابن زيد فولدت عبدالله ، فشكّ فيه فدعا بالقافة [فألحقوه به] ، ولعبدالله عقب ، منهم : السبيعية ، وهذه النسبة إلى محلّة بالكوفة.

*الفرع الثالث :

أبو محمد إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

يلقّب : حالب الحجارة ، قيل : بالجيم ، وقيل : بالحاء (3) ؛ لشدّته وقوّته ، [و] يلقّب [14 / ب] بالمهفهف (4) أيضاً.

فإنّه أعقب من محمد وعلي النازوكي.

* أمّا علي النازوكي فله عقب ، منهم : بنو طرخان (5). =

ص: 338


1- وإلى يومنا هذا ، ويعدّ واحداً من المزارات المهمّة في إيران.
2- في النسخة : بالقافة. والمثبت من عمدة الطالب : 94. ولكلّ منهما وجه ، والمآل واحد. وكان هذا ناصبياً.
3- وهو المعروف. عمدة الطالب : 92.
4- هذا اللقب لم يذكره أحد لإسماعيل ، وإنّما ذُكر لمحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد ، أي للنسب المتقدّم قبل أسطر ، وأخو محمد واسمه الحسن يلقّب بالمهفهف أيضاً ، كما في عمدة الطالب : 95. أو العفهف ، كما في تهذيب الأنساب : 139.
5- في عمدة الطالب : 93 : منهم بنو طيرخوار (أي آكل الطير) وهو أبو العباس =

* وأمّا محمد بن إسماعيل فله عقب من ولده زيد ، ومنه في الداعي [محمد] وأخوه الحسن ، ملكا طبرستان ، ملكها أوّلاً الحسن ، ولقّب بالداعي الكبير والداعي الأوّل ، [وظهر] سنة خمسين ومئتين ، [و] توفّي سنة سبعين ومئتين (1) ولم يعقّب ، وكان جريئاً على سفك الدماء على ما حكاه ابن عنبة ، وللحسن الداعي أشعار ، منها :

وما نَشرَ المشيبَ علَيَّ إلاّ

مصافحةُ السيوفِ لدى الصفوفِ

فأنتَ إذا رأيتَ علَيَّ شيباً

فمكتسبٌ من ألوانِ السيوفِ

أمّا أخوه محمد بن زيد فكان كثير الفضل ، ذا جود وسماحة ، وله عقب متّصل.

*الفرع الرابع :

إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه.

كان أعور ، يلقّب بالكوكبي (2) ، وكان مع الرشيد ، وقيل : إنّه كان يسعى بآل أبي طالب ، وكان عيناً للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة منهم - أي العلويّين - فقُتلوا برأيه ، وغضب الرشيد عليه آخر الأمر وحبسه ، فمات في حبسه (3). ه.

ص: 339


1- في رجب. مترجم في تهذيب الأنساب : 142 ، لباب الأنساب 1 / 256 ، الشجرة المباركة : 71 ، الفخري - للمروزي - : 161 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 7 / 407 ، الوافي 12 / 20 ، البداية والنهاية 6 / 47 ، سير أعلام النبلاء 13 / 136 عمدة الطالب : 92 ، وغيرها.
2- في عمدة الطالب : 71 : الكوكبي ؛ لبياض كان على عينيه.
3- من أعان ظالماً سلّطه الله عليه.

قال أبو عبدالله ابن طباطبا : إنّه أولد هارون والحسن ؛ زاد البخاري : والحسين ، وذكر العمري إسماعيل (1) وأخاً له [هارون] لهم أعقاب ، وقيل : إسحاق ليس له ولد.

*الفرع الخامس :

أبو طاهر زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

عقبه من ولده طاهر ، ومنه في محمد بن طاهر ، له عقب [15 / أ].

*الفرع السادس :

أبو زيد عبدالله بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقيل : أبو محمد ، له خمسة [أولاد] ، وهم : علي والحسن ومحمد وزيد وإسحاق ، لهم أعقاب.

*الفرع السابع :

إبراهيم أبو إسحاق ابن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن عليّ بن ».

ص: 340


1- لم يرد اسمه في المطبوع ، على أنّ المطبوع سقط منه اسمرحمه الله وعبارة المطبوع هكذا : «وولد إسحاق بن الحسن ، وهو وإسماعيل أخوان لأُمّ ، وأُمّ كلثوم لأُمّ ولد ، وهارون لأُمّ ولد أُخرى». بناءً على هذا ، فإسماعيل المذكور هنا أخوه لا ابنه ، ولم يذكر أحدٌ أنّ له إسماعيل ، فالساقط لعلّه : الحسن ، أو الحسين كما عند ابن طباطبا والبخاري ، والأوّل أَوْلى ، أو أنّ الواو زائدة في قوله : «وأُمّ كلثوم».

أبي طالب رضي الله عنه.

وقال أبو نصر البخاري : ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم ، هم الفروع الأُوَل ، [وهم] معقّبون بلا خلاف ، والخلاف في إبراهيم هل بقي عقبه؟ وفي عبدالله هل أعقب أم لا؟

أعقب من ولده إبراهيم بن إبراهيم ، ولإبراهيم : الحسن ومحمد ، لهما عقب.

وهذا آخر ما لخّص في أُصول بني الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

* * *

ص: 341

الباب الثاني

في ذِكر الإمام الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب

رضي الله عنهما

كنيته : أبو عبدالله ، وُلد بالمدينة المنوّرة لخمسٍ خلون من شعبان المكرّم لسنة أربع من الهجرة.

وأُمّه : فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها ، علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن بخمسين ليلة ، وقيل : طهر واحد (2). .

ص: 342

ألقابه : الرشيد ، والطيّب ، والوفي ، والسيّد ، والزكي ، والمبارك ، والسبط ، والتابع لمرضاة الله (1).

كان رضي الله عنه أشبه الخلق بجدّه النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من سرّته إلى كعبه.

معاصره : يزيد بن معاوية لعنه الله ، وعبيدالله بن زياد قاتله الله [15 / ب].

عمره : ستّ وخمسون سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيّام (2).

كان مع جدّه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ستّ سنوات وشهوراً ، ومع أبيه عليّ رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن بعد وفاة أبيه عشر سنوات ، وبقي بعد وفاة أخيه إلى شهادته إحدى عشرة سنة ، [ف] -كانت مدّة خلافته بعد وفاة أخيه الحسن إحدى عشرة سنة.

قُتل يوم الجمعة عاشر المحرّم سنة ستّين ، وقيل : إحدى وستّين من الهجرة النبوية ، قتله الشمر لعنه الله [ابن] ذي الجوشن ، وقيل : سنان ابن أنس ، وكان صاحب الجيش عمر بن [سعد بن] أبي وقّاص ، [و] حُمل رأسه الشريف إلى يزيد بن معاوية ، وهو أوّل رأس حمل على خشبة في الإسلام ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، ودفن رضي الله عنه بالطفّ بكربلاء العراق. ك.

ص: 343


1- الفصول المهمّة : 170 ، ومنها أخذ المصنّف ، وهكذا ما قبله وما بعده.
2- كما في الفصول المهمّة : 199 ، وقيل غير ذلك.

أولاده : اثنا عشر ولداً (1) ، وقيل أقلّ ، غالبهم قُتل بكربلاء ، ولم يعقّب منهم إلاّ عليّ زين العابدين فقط ، فجميع بني الحسين ينتسبون إليه ، فنذكره وأعقابه فرداً فرداً.

* * * 5.

ص: 344


1- ما بين ذكر وأُنثى ، وقد أساء المصنّف التعبير ، الذكور ستّة. وكان في الأصل : عشرين. ولعلّه كان : «عشر» كما في مصدر المصنّف : الفصول المهمّة : 199. ولاحظ : الإرشاد - للمفيد - 2 / 135.

فصل

في ذِكر الإمام عليّ زين العابدين

ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب

رضي الله عنهما

وهو الإمام بعد أبيه الحسين رضي الله عنهما.

وُلد بالمدينة المنوّرة نهار الخميس ، الخامس من شعبان (1) المعظّم لسنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، في أيّام جدّه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، قبل شهادته بسنتين ، وقيل : سنة وقعة الجمل [16 / أ].

كنيته : أبو الحسن ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو بكر.

ألقابه : أشهرها زين العابدين ، والزكي ، [و] الأمين ، وذو الثفنات.

صفته : أسمر ، قصير ، رقيق.

معاصره : مروان ، وعبد الملك ، والوليد ابنه (2).

عمره : سبع وخمسون سنة ، أقام منها مع جدّه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه سنتين ، ومع عمّه الحسن [وأبيه الحسين] بعد وفاة جدّه 1.

ص: 345


1- وقيل : في النصف من جمادى الآخرة ، وقيل : في النصف من جمادى الأُولى ، وقيل : لتسع خلون من شعبان ، وقيل : سنة 36 أو 37 ، وقيل : في النصف من رمضان ، كما في الفصول المهمّة : 151 ، وفي الكافي 1 / 383 ، وعمدة الطالب : 65 : ولد في رمضان. والمثبّت هو المشهور. راجع : الفصول المهمّة : 201 ، فمنها أخذ المصنّف.
2- الفصول المهمّة : 201.

إحدى وعشرين سنة ، وكان بعد وفاة أبيه أربعاً وثلاثين (1) سنة ، وهي مدّة إمامته.

توفّي في ثاني عشر المحرّم (2) سنة أربع وتسعين [أ] وخمس ، ويقال : إنّه مات بالسمّ ، سمّه الوليد بن عبد الملك.

دفن في البقيع ، في القبر الذي فيه عمّه الحسن ، في القبّة التي فيها العباس بن عبد المطّلب.

أولاده : خمسة عشر ولداً (3) ، وقيل أكثر ، وقيل أقلّ ، والعقب منه في ستّة أسباط ، وهم أولاده الستّة : محمد الباقر ، وعبدالله الباهر ، وزيد الشهيد ، وعمر الأشرف ، والحسين الأصغر ، وعليّ الأصغر.

* السبط الأوّل :

الإمام بعد أبيه محمد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، ويكنّى أبا جعفر.

ألقابه : الشاكر ، والهادي ، وأشهرها الباقر (4) ، لقول النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، لجابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه : «إنّك ستعيش حتّى تدرك رجلاً من أولادي ، اسمه كاسمي ، يبقر العلم بقراً ، فإذا لقيته فأقرِئه منّي السلام». 1.

ص: 346


1- في النسخة : أربعة وعشرين ، وفي الفصول المهمّة - ومنها يأخذ المصنّف غالباً - ص 208 : ومع عمّه الحسن أحد عشر سنة ، وكان بقاؤه بعد مصرع أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة ، ولاحظ : الإرشاد 2 / 137.
2- وقيل : في الخامس والعشرين من المحرّم. مصباح المتهجّد : 787.
3- في الفصول المهمّة : 209 ، ما بين ذكر وأُنثى.
4- الفصول المهمّة : 211.

فلقيه جابر وأقرأه السلام من رسول الله [16 / ب] صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ومات بعد ذلك جابر بقليل (1).

وُلد بالمدينة في ثالث شهر صفر سنة سبع - وقيل : تسع - وخمسين من الهجرة ، قبل قتل جدّه الحسين بثلاث سنين (2).

صفته : معتدل القامة ، أسمر اللون.

معاصره : الوليد [وسليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك ، وهشام ، وتوفّي في ملكه] (3).

عمره : ثمان وخمسون سنة ، وقيل : ستّون سنة ، أقام فيها مع جدّه الحسين ثلاث (4) سنوات ، ومع أبيه عليّ زين العابدين ثلاثاً وثلاثين (5) سنة ، وقيل : خمساً وثلاثين سنة ، وبقي بعد موت أبيه تسعة عشر سنة (6) وهذه مدّة إمامته.

ويقال : مات بالسمّ في زمن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك (7) ، ر.

ص: 347


1- للحديث مصادر عديدة ، فلاحظ ما رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب 2 / 275 ط 1 ، وابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق 54 / 275 وص 276 ح 23 - 26 ، وابن عديّ في ترجمة المفضّل بن صالح من الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 2406 ، والذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء 4 / 404 ، والطبراني في الأوسط 6 / 64 ح 5655 ، والطوسي في الأمالي : 636 ح 15 - 16 ، وابن الصبّاغ في الفصول المهمّة : 211 ، وابن شهرآشوب في المناقب 3 / 212 ، وغيرهم.
2- كذا في الفصول المهمّة : 211 ، وقيل : وُلد غرّة رجب ، يوم الجمعة سنة سبع ، إعلام الورى 1 / 498.
3- وهو الصواب ، وكان في الأصل : معاصره الوليد وأولاده يزيد وإبراهيم ؛ وهو خطأ لا شكّ فيه ، وقع فيه قبله ابن الصبّاغ في الفصول المهمّة : 212 ، فتابعه المصنّف.
4- وقيل : أربع سنوات.
5- وقيل : تسعاً وثلاثين.
6- وقيل : ثماني عشرة. وعبارة المصنّف هنا من الفصول المهمّة : 220.
7- بل في زمان هشام بن عبد الملك على المشهور.

دُفن بالبقيع في القبر الذي فيه أبوه وعمّ أبيه الحسن.

أولاده : ستّة ، وقيل : سبعة ، والعقب منه في فرع واحد وهو جعفر الصادق.

فرع أبي عبدالله جعفر الصادق :

ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهو الإمام بعد أبيه ، وهو سادس الأئمّة.

وُلد بالمدينة [في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل] سنة ثمانين من الهجرة ، وقيل : سنة ثلاث وثمانين.

كنيته : أبو عبدالله ، وقيل : أبو إسماعيل.

لقبه : الصادق ، والفاضل ، والطاهر ، وكان يقال له : «عمود الشرف».

صفته : معتدل القامة ، آدمي اللون (1).

معاصره : [هشام بن عبد الملك ، والوليد بن يزيد ، ويزيد بن الوليد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان الحمار ، وأبو العباس السفّاح ، والدوانيقي] أبو جعفر المنصور.

عمره : ثمان وستّون سنة ، أقام مع جدّه عليّ زين العابدين اثنتي عشرة سنة وأيّاماً ، [17 / أ] وأقام مع أبيه محمد الباقر ثلاث عشرة سنة ، [وبقي بعد موت أبيه أربعاً وثلاثين سنة] ، وهي مدّة إمامته (2). ين

ص: 348


1- الفصول المهمّة : 223 ، والظاهر أنّ ما قبله وما بعده مأخوذ من الفصول أيضاً.
2- كذا في النسخة والفصول المهمّة : 230 ، وفيها خطأ ؛ ففي إعلام الورى 1 / 514 ، أقام مع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أيّام إمامته أربعاً وثلاثين

توفّي سنة ثمان وأربعين [ومائة] ، وقيل : سبع وأربعين ، في شوّال (1) ، مات بالسمّ في زمن المنصور.

دُفن بالبقيع ، في القبر الذي فيه أبوه وجدّه وعمّه وجدّه (2) ، فللّه درّه من قبر ما أشرفه وما أكرمه وما أبركه.

أولاده : سبعة ، وقيل أكثر ، والعقب منه في خمسة ، وهم : الإمام موسى الكاظم ، وإسماعيل ، وعلي العريضي ، ومحمد المأمون ، وإسحاق.

وليس له من ابن يقال له : ناصر ، معقّب ولا غير معقّب ، بإجماع أهل النسب.

وبنواحي خراسان قوم يعرفون ب- : فارسا ، ينتسبون إلى ناصر بن جعفر ، وهم أدعياء كذّابون لا محالة ، وهم هناك مخاطَبون بالشرف ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

فنذكرهم في خمس تتمّات :

التتمة الأُولى :

الإمام موسى الكاظم ، وهو الإمام بعد أبيه ، ويكنّى أبا الحسن وأبا إبراهيم ، وهو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهو سابع الأئمّة الكرام. ق.

ص: 349


1- هذا هو المشهور ، وأرّخه الشيخ عباس القمّي باليوم الخامس والعشرين من شوّال ، ولم أعرف مأخذه. وقيل : توفّي في النصف من رجب.
2- كذا ؛ وفي الفصول المهمّة : 230 : «وعمُّ جدّه» بدلاً من : «وعمّه وجدّه» ، وهو أوفق.

ألقابه : أشهرها : الكاظم ، والصابر ، والصالح ، [والأمين] (1).

كنيته : [أبو الحسن الأوّل ، وأبو إبراهيم ، وأبو علي ، ويعرف ب] العبد الصالح.

وُلد بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومئة [لسبع خلون من صفر].

صفته : أسمر عميق.

معاصره : [أبو جعفر المنصور ، وابنه المهدي ، و] الهادي موسى ، وهارون الرشيد (2) [71 / أ].

عمره : خمس وخمسون سنة ، مدّة مقامه مع أبيه عشرون سنة ، وبقي بعد وفاة أبيه خمساً وثلاثين سنة ، وهي مدّة إمامته (3).

وفاته : لخمس بقين من شهر رجب [سنة ثلاث وثمانين ومئة] ، وقيل : ثمان وثمانين ومئة ، دُفن في مقابر قريش بباب التبن ببغداد.

مات بالسمّ في زمن هارون الرشيد ، سمّه السندي بن شاهك بأمر الرشيد ، وقيل : لفّ في بساط وغمّ حتّى مات رحمه الله تعالى.

أولاده : سبعة وثلاثون ولداً ما بين ذكر وأُنثى (4).

العقب منه : في أربعة عشر رجلاً ، وهم : الحسن ، والحسين ، وعليّ الرضا ، وإبراهيم المرتضى ، وزيد النار ، وعبدالله ، وعبيدالله ، والعباس ، د.

ص: 350


1- الفصول المهمّة : 232.
2- كذا في الفصول المهمّة : 232 ، وما بين المعقوفتين زيادة منّا.
3- الفصول المهمّة : 241.
4- في المجدي : 106 : سبعاً وثلاثين بنتاً واثنين وعشرين ذكراً غير الأطفال ، فيكون ولد - في ما رواه الأشناني - تسعة وخمسين ، ثمّ ذكر اسماء بناته وأولاده. وعبارة المصنّف هنا موافقة لِما جاء في إعلام الورى - للطبرسي - 2 / 36 ، والإرشاد - للمفيد - 2 / 244 ، والفصول المهمّة : 241 نقلاً عن الإرشاد.

وحمزة ، وجعفر ، وهارون ، وإسحاق ، وإسماعيل ، ومحمد العابد.

الأوّل : الحسن بن موسى الكاظم ، أعقب من ابنه جعفر وحده ، وأعقب جعفر من ثلاثة ، وهم : محمد وموسى والحسن ، ولهم أعقاب ، قيل : إنّهم انقرضوا جميعاً ، والله أعلم.

الثاني : الحسين بن موسى الكاظم ، قال أبو الحسن العمري : انقرض ، وقال أبو اليقظان : لم يعقّب ، وقال أبو الحسن الموسوي : له عقب ، وقال أبو عبدالله بن طباطبا : العقب من الحسين بن موسى الكاظم في عبيدالله وعبدالله ومحمد ، وقال البخاري : ما رأيت من هذا البطن أحداً ، وقال النقيب تاج الدين : أعقب الحسين بن موسى الكاظم ثمّ انقرض ، وادّعى إليه قوم مبطلون.

فبقى المعقّبون من وُلد موسى الكاظم اثنا عشر رجلاً :

أربعة منهم [18 / أ] مكثرون ، وهم : عليّ الرضا ، وإبراهيم المرتضى ، ومحمد العابد ، وجعفر.

وأربعة متوسّطون ، وهم : زيد النار ، وعبدالله ، وعبيدالله ، وحمزة.

وأربعة مقلّون ، وهم : العباس ، وهارون ، وإسحاق ، وإسماعيل.

الثالث من أولاد موسى الكاظم :

الإمام عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.

وهو الإمام بعد أبيه ، وهو ثامن الأئمّة الكرام.

ص: 351

يكنّى أبا الحسن ، ولم يكن في الطالبيين مثله ، بايع له المأمون بولاية العهد ، وضرب اسمه على الدنانير ، وخطب له على المنابر.

وُلد بالمدينة الشريفة سنة إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثلاث وخمسين (1) ، وقيل : سنة ثمان وأربعين ومئة (2).

ألقابه : الصابر ، والزكي ، والولي ، وأشهرها : الرضا (3).

صفته : معتدل القامة (4).

معاصره : [الرشيد ، و] الأمين ، والمأمون (5).

عمره : خمس وخمسون سنة ، منها مدّة إمامته عشرون سنة ، كان أوّلها في ملك الرشيد ، وملك بعده محمد الأمين ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً.

ثمّ خُلع الأمين ، وجلس مكانه عمّه إبراهيم بن المهدي ، المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوماً.

ثمّ أُخرج محمد الأمين ثانية وبويع له ، وبقي سنة وسبعة أشهر ، قتله طاهر بن الحسين.

ثمّ ملك بعده المأمون عبدالله بن هارون أخوه عشرين سنة.

واستشهد الرضا في أيّامه مسموماً ، توفّي في آخر شهر صفر سنة 4.

ص: 352


1- لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة. الفصول المهمّة : 244 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 18 ح 1 ، لباب الأنساب 1 / 394 ، مروج الذهب 3 / 441.
2- الفصول المهمّة : 244 ، إعلام الورى 2 / 40 ، الإرشاد - للشيخ المفيد - 2 / 247 ، الكامل في التاريخ 6 / 351.
3- كذا في الفصول المهمّة : 244.
4- كذا في الفصول المهمّة : 244.
5- كذا في الفصول المهمّة : 244.

ثلاث ومئتين (1) ، [81 / ب] دُفن في قرية بطوس ، يقال لها : سناباد (2) إلى جانب قبر الرشيد.

أولاده : خمسة ، والله أعلم ، والعقب منه في ابنه :

محمد الجواد :

وهو الإمام محمد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهو الإمام بعد أبيه ، وتاسع الأئمّة الكرام.

وُلد بالمدينة المنوّرة في النصف من رمضان (3) ، وقيل : تاسع عشر [منه] سنة خمس وتسعين ومئة من الهجرة.

كنيته : أبو جعفر.

ألقابه : القانع ، والمرتضى ، وأشهرها : الجواد.

صفته : أبيض اللون ، معتدل القامة.

معاصره : المأمون ، والمعتصم (4).

عمره : خمس وعشرون سنة وأشهر. ً.

ص: 353


1- وقيل : توفّي عليه السلام في ذي القعدة أو ذي الحجّة. عمدة الطالب : 198. وقيل : توفّي عليه السلام في رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة. إعلام الورى 2 / 41. وقيل : توفّي عليه السلام سنة 202. مواليد الأئمّة : 5.
2- في الأصل والفصول المهمّة : 264 : استياد.
3- وقيل : في العاشر من رجب. مصباح المتهجّد : 805 ، إعلام الورى 2 / 91.
4- الفصول المهمّة : 266 ، وما قبل هذا وما بعده مأخوذ منه أيضاً.

مات ببغداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة (1) - وقيل : لستٍّ - سنة عشرين ومئتين (2) ، وقيل : لليليتن بقيتا من المحرّم ، وقيل : سنة تسع عشرة ومئتين (3) ، والله أعلم.

كانت مدّة إمامته سبع عشرة سنة ، أوائلها في بقية ملك المأمون ، وآخرها في مدّة ملك المعتصم.

مات مسموماً شهيداً ، دُفن في مقابر قريش إلى جانب جدّه موسى الكاظم.

أولاده : أربعة لا غير ، أعقب من رجلين ، وهما : عليّ الهادي وموسى المبرقع.

أمّا علي الهادي :

ابن محمد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن [19 / أ] جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.

أُمه أُمّ ولد.

وهو الإمام بعد أبيه ، وهو عاشر الأئمّة الكرام. -.

ص: 354


1- وقيل : توفّي آخر ذي القعدة يوم السبت. إعلام الورى 2 / 91 ، الإرشاد 2 / 273.
2- الكامل في التاريخ 6 / 455. حوادث سنة 220 ه.
3- مروج الذهب 3 / 464. كذا في الأصل ؛ وفي الفصول المهمّة : 275 - وهو مصدر المصنّف - بعد ذِكر إشخاص المعتصم إيّاه من المدينة إلى بغداد ، قال : فقدم بغداد مع زوجته بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومئتين ، وتوفّي بها في آخر ذي القعدة الحرام ، وقيل : توفّي بها يوم الثلاثاء لستٍّ خلون من ذي الحجّة من السنة المذكورة. وفي عمدة الطالب : 198 : توفّي الإمام الجواد عليه السلام في ذي الحجّة سنة 220 ه.

وُلد بالمدينة المنوّرة في شهر رجب سنة أربع عشرة ومئتين (1).

كنيته : أبو الحسن.

ألقابه : المتوكّل ، والناصح ، والمرتضى ، والفقيه ، والأمين ، و [النقي ، و] الطيب ، وأشهرها : الهادي ، ويقال له : العسكري ، لمقامه بسرّ من رأى ، وكانت تسمّى «العسكر» ، أشخصه إليها المتوكّل ، فأقام بها إلى أن توفّي.

صفته : أسمر اللون.

معاصره : المعزّ ، والمستنصر (2).

عمره : أربعون سنة ، كانت مدّة إمامته ثلاثاً وثلاثين سنة.

كان أوائل إمامته في بقية ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة وتسعة أشهر ، ثمّ ملك بعده ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك المستعين ابن أخي المتوكّل - ولم يكن أبوه خليفة - ثلاث سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ - وهو الزبير بن المتوكّل - ، ثمّ إنّه استشهد في آخر ملكه.

مات مسموماً بسرّ من رأى ، يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومئتين ، دُفن في داره بسرّ من رأى (3). ب.

ص: 355


1- الفصول المهمّة : 277 رحمه الله وفي الإرشاد 2 / 297 ، وإعلام الورى 2 / 109 : في النصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومئتين ، وفي رواية ابن عيّاش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب ، أمّا في مصباح المتهجّد : 767 ، قال : وروي أن يوم السابع والعشرين من ذي الحجّة ولد فيه علي بن محمد العسكري عليه السلام.
2- كذا في الأصل ، وسيأتي قريباً ما يناقضه ؛ وفي مصدر المصنّف - أعني : الفصول المهمة : 278 - : معاصره : الواثق ، ثمّ المتوكّل أخوه ، ثمّ ابنه المنتصر ، ثمّ المستعين ابن أخي المتوكّل ؛ وهو الصواب.
3- المجدي : 130 ، الفصول المهمّة : 283 ، عمدة الطالب : 198. أمّا في الإرشاد 2 / 297 ، وإعلام الورى 2 / 109 : أنّه عليه السلام توفّي في رجب.

أولاده : أربعة ، أعقب من ثلاثة ، وهم :

أبو محمد الحسن ، وأبو جعفر محمد ، وأبو عبدالله جعفر [19 / ب].

أما أبو محمد الحسن الخالص :

[ف] -هو الإمام الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمد الجواد ابن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهو الإمام بعد أبيه ، وحادي عشر الأئمّة الكرام.

وأُمّه أُمّ ولد.

كنيته : أبو محمد.

ألقابه : الخالص ، والسراج ، وأشهرها : العسكري.

وُلد بالمدينة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر لسنة اثنتين - وقيل (1) : إحدى - وثلاثين ومئتين من الهجرة (2).

صفته : بين السمرة والبياض.

معاصره : المعتزّ ، والمهتدي ، والمعتمد (3).

عمره : ثمان وعشرون سنة ، وكانت مدّة خلافته ستّ سنوات ، 5.

ص: 356


1- مواليد الأئمّة : 6.
2- الإرشاد 2 / 313 ، إعلام الورى 2 / 131 ، الفصول المهمّة : 284. أمّا مصباح المتهجّد : 297 ، قال : ولد عليه السلام في العاشر من ربيع الآخرة.
3- الفصول المهمّة : 284 - 285.

وكانت أوائل إمامته في بقية ملك المعتزّ ابن المتوكّل ، ثمّ ملك المهتدي بن الواثق أحد عشر شهراً ، ثمّ ملك المعتمد على الله [أحمد] بن المتوكّل ثلاثاً وعشرين سنة ، مات في أوائل ملكه مسموماً ، في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل لسنة ستّين ومئتين.

دُفن عند قبر أبيه الهادي (1).

أعقب من ولده محمد وحده ، وهو :

الإمام محمد المهديّ :

ابن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق [20 / أ] بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

وُلد يوم الجمعة منتصف شهر شعبان المعظّم لسنة خمس وخمسين ومئتين (2) ، وقيل : تاسع عشر ربيع الآخر لسنة ثلاث وخمسين ومئتين ، وقيل : ثامن شعبان سنة ستّ وخمسين [ومئتين] (3) ، وهو الأصحّ.

كنيته : أبو القاسم.

ألقابه : الحجّة ، والخلف الصالح ، والقائم ، والمنتظَر ، وصاحب الزمان ، وأشهرها : المهديّ.8.

ص: 357


1- الفصول المهمّة : 289 - 290 ، الإرشاد 2 / 313 وص 336 ، إعلام الورى 2 / 131 ؛ أمّا في عمدة الطالب : 198 ، قال : توفّي عليه السلام في ربيع الأوّل أو في جمادى الأُولى ، ومصباح المتهجّد : 791 ، قال : إنّه عليه السلام توفّي في الأوّل من ربيع الأوّل.
2- وعليه المشهور والجمهور ، ولم يرد في الفصول المهمّة : 292 غير هذا القول.
3- الغيبة - للطوسي - : 321 ح 198.

صفته : شاب مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة (1).

ولمّا تُوفّي أبوه كان عمره خمس سنوات (2) ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب في دار أبيه ، وأُمّه تنظر إليه ، فلم يعد يخرج لها ، وذلك في سنة خمس وستّين ومئتين ، وعمره يومئذ تسع سنين.

وقيل : إنّه لمّا دخل السرداب كان عمره أربع سنين ، وقيل : خمس [سنين] ، وقيل : إنّه دخل (3) السرداب سنة خمس وسبعين ومئتين (4) ، وعمره سبع عشرة سنة ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى (5) ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، والله تعالى أعلم.

* وأمّا أبو جعفر محمد بن عليّ الهادي ، فقال أبو الحسن العمري (6) … : أراد النهضة إلى الحجاز ، فسافر في حياة أخيه الحسن العسكري (7) ، حتّى بلغ «بلداً» وهي قرية فوق الموصل (8) بسبعة فراسخ ، ل.

ص: 358


1- هذا وما قبله تجده في الفصول المهمّة : 292 و 293 ، أمّا ما بعده فلم أعرف من أين أخذه؟!
2- الفصول المهمّة : 291 ، إعلام الورى 2 / 214.
3- في الأصل : إنّه لما دخل.
4- وقيل : غاب سنة 276 ه. وقد نقل هذا القول صاحب الفصول المهمّة : 293.
5- بل ينتظرون خروجه من مكّة المكرّمة ، فيقطع الله به دابر الكفر والإلحاد والنفاق والظلم ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما عليه أخبارهم وأفكارهم من قبل غَيبته وإلى اليوم ، وكتبهم وآثارهم شواهد صدق على هذا المدّعى ، فدع عنك ما يقوله الأباعد عنهم ، ويردّده من لا بصيرة له من الغرباء عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
6- المجدي : 130.
7- لفظتا : «الحسن العسكري» لم تردا في الأصل ، وينبغي أن يكون الصواب : في حياة أبيه ؛ لأنّه مات في حياة أبيه ، كما علّق عليه محقّق المجدي.
8- بل دون الموصل.

فمات بالسواد ، وقبره هناك عليه مشهد ويزار (1).

* وأمّا أبو عبدالله جعفر بن عليّ الهادي ، يدعى : أبا كرينرحمه الله لأنّه أولد مئة وعشرين ولداً ، ذكوراً وإناثاً ، مات سنة إحدى وسبعين ومئتين [20 / ب] وله خمس وأربعون سنة ، دُفن في دار أبيه (2).

يلقّب جعفر هذا ب- : زقّ الخمر ؛ لأنّه كان يشربه ظاهراً ، وتُحمل الشموع بين يديه بالنهار (3) ، ونادم المتوكّل ، يريد بمنادمته الغضّ من أخيه الحسن العسكري ، وتسمّيه الإمامية : الكذّاب (4) ؛ لأنّه ادّعى الميراث من أخيه الحسن العسكري ، وأنكر أن يكون له ولد ، لا لطعن في نسبه.

ويحكى أنّه فارق ما كان عليه ، وتاب ورجع ، وينسب إليه محاسن كثيرة ، وإنّ قوماً من الشيعة ادّعوا فيه الإمامة وفي بعض ولده بعده.

وعمل شيخ الشرف برسالة سمّاها : الرضوية ، في نصرة جعفر بن عليّ ، ويقال لوُلده : الرضويّون (5).

أعقب من جماعة كثيرة ، أعقب من ستّة منهم ، ما بين مقلّ ومكثر ، وهم : إسماعيل حريفا ، وطاهر ، ويحيى الصوفي ، وهارون ، وعلي ، وإدريس (6).0.

ص: 359


1- وما يزال إلى يومنا هذا يعدّ من المزارات المهمّة المعروفة في العراق ، وله هيبة وجلالة عند الناس ، يُقسمون عند قبره ويحلفون به ، وهو بين بغداد وسامرّاء ، ويعرف ب- : «السيّد محمد» و «سبع الدجيل» نسبة إلى مدينة «الدجيل» القريبة من المرقد المطهَّر.
2- المجدي : 134 ، عمدة الطالب : 199.
3- المجدي : 131.
4- عمدة الطالب : 199.
5- المجدي : 135 وص 136.
6- عمدة الطالب : 199 وص 200.

أمّا إسماعيل بن جعفر [ف] - ولده محمد.

وأمّا طاهر بن جعفر [ف] - ولده محمد.

وأمّا يحيى الصوفي بن جعفر [ف] - ولده محسن.

وأمّا علي بن جعفر [ف] - له عبدالله وجعفر وإسماعيل وعبد العزيز ، انقرضوا (1) جميعاً ، وبنو نازوك ينسبون لجعفر هذا (2).

وأمّا إدريس بن جعفر [ف] - عقبه من ولده القاسم ، وهو من أبي العسّاف الحسين ، ويقال لولده : القواسم ، فمن ولده الجواشنة ، ولد جوشن ابن أبي الماجد محمد بن القاسم بن أبي العسّاف الحسين ، المذكور [21 / أ].

ومنهم : علي بن القاسم ، من وُلده : الفليتات ، ولد فليتة بن علي بن الحسين ، المذكور.

ومنهم : البدور ، ولد بدر بن قائد ، ابن أخي فليتة بن علي.

ومنهم : عبد الرحمن بن القاسم ، من ولده ماجد بن عبد الرحمن ، ويقال لوُلده : المواجد.

ومنهم : فخذ يقال له : بنو كعيب ، والمتقدّمون (3) لهم أعقاب. ا.

ص: 360


1- انظر : تهذيب الأنساب : 148 ، فقد جعل عبد العزيز ابناً لجعفر ، لا لعليّ بن جعفر.
2- وهو محمد نازوك بن عبدالله بن علي بن جعفر. عمدة الطالب : 200.
3- لم ترد هذه الكلمة في مصدر المصنّف - أعني : عمدة الطالب : 201 - ؛ وورد فيه : وبنو كعيب هم ولد محمد ، الملقّب بكعيب بن علي بن الحسين بن راشد بن المفضّل بن دويد بن ماجد بن عبد الرحمن بن القاسم. وأضاف صاحب العمدة : ومنهم عيّاش بن القاسم ، وأبو الماجد محمود بن القاسم بن أبي العَسّاف الحسين المذكور ، أعقبا.

وأعقب موسى المبرقع بن محمد الجواد بن عليّ الرضا ، ويقال لولده : الرضويّون ، فمن ولده أحمد ، وأحمد من ولده محمد الأعرج وحده ، له عقب.

وزعم الشريف أبو حرب الدينوري النسّابة : أنّ محمد بن المبرقع أيضاً معقّب ، ورفع إليه نسب بني الخشّاب ، وهو دارج عند جميع النسّابين.

الرابع من وُلد موسى الكاظم : إبراهيم المرتضى ، وهو الأصغر ، ظهر باليمن في أيّام أبي السرايا (1) ، أعقب من ثلاثة ، وهم : موسى الأصغر ، يعرف بأبي سبحة لكثرة تسبيحه ، أُمّه أُمّ ولد ، يكنّى : أبا محسن ، له خمسة عشر ولداًرحمه الله وجعفر وإسماعيل.

قال أبو نصر البخاري : لا يصحّ لإبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم عقب إلاّ من موسى وجعفر ، وكلّ من انتسب إلى غيرهما فهو دعيّ كذّاب ق.

ص: 361


1- كذا. وفي عمدة الطالب : 201 : وأمّا إبراهيم الأكبر ظهر باليمن أيّام أبي السرايا ، وهو أحد أئمّة الزيدية ، ولم يعقّب ، وأمّا إبراهيم الأصغر المرتضى ابن الكاظم فأعقب من رجلين : موسى وجعفر. انتهى بتصرّف وتلخيص. وفي الشجرة المباركة - للفخر الرازي - ص 98 : إبراهيم الأكبر المرتضى الذي خرج باليمن ... ولم يثبت له بقية ... وفي ص 82 : أمّا إبراهيم الأصغر فله من المعقّبين ثلاثة : موسى وجعفر وإسماعيل. وفي ص 99 : ومن الناس من يُلحق أولاد إبراهيم الأصغر بإبراهيم الأكبر ، وذلك خطأ عظيم. وفي المجدي : 122 : إبراهيم الأصغر المرتضى ، ظهر باليمن أيّام أبي السرايا ، ولد عدّة كثيرة ... فتأمّل ودقّق.

مبطِل ، وذكر الشيخ النقيب تاجُ الدين إسماعيلَ في المعقّبين (1).

* وأمّا موسى أبو سبحة ابن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم ، ويقال له : موسى الثاني ، ويكنّى : أبا الحسن ، [فله أعقاب وانتشار] وفي ولده العدد ، أعقب من ثمانية رجال ، وهم : محمد الأعرج ، وأحمد الأكبر ، [21 / ب] وإبراهيم العسكري ، والحسين القطعي (2) ، وعبيدالله ، وعيسى ، [وعلي ،] وجعفر ، [أمّا داود ف] -كان له ولد انقرض.

فمحمد الأعرج ابن [أبي] سبحة ، أعقب من ولده موسى وحده ، وهو أعقب من رجلين ، [هما] (3) : أبو أحمد الحسين ، انقرض ، وأبو عبدالله أحمد ، جدّ بني الموسوي ببغداد (4).

وأحمد الأكبر [ابن موسى أبي سبحة ابن إبراهيم المرتضى] ، أعقب من ثلاثة : أبو عبدالله الحسين ، وأبو إسحاق إبراهيم ، وعلي الأحول.

أمّا أبو عبدالله الحسين [ف]أعقب من رجلين ، وهما : القاسم ، وعلي الأسود يعرف ب- : ابن طلعة ، وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد الرفاعي إلى الحسين بن أحمد الأكبر ؛ فقال : هو أحمد بن علي بن ..

ص: 362


1- في تهذيب الأنساب : 150 : والعقب من إبراهيم المرتضى في ثلاثة : موسى الثاني وإسماعيل وجعفر.
2- هذا هو الصواب ، الموافق لعمدة الطالب : 203 ، ولِما سيأتي قريباً ، وكان في الأصل : الأقطع.
3- وفي عمدة الطالب : 203 - 207 : من ثلاثة : أبي طالب المحسن ، وأبي أحمد الحسين ، وأبي عبدالله أحمد ... أمّا أبو أحمد الحسين بن موسى ، فهو النقيب والد الشريفين الرضيّ والمرتضى ...
4- في عمدة الطالب : 211 : أبو المظفّر هبة الله بن الحسن بن سعد الله بن الحسين ابن الحسن بن أحمد بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم المرتضى ، وهو جدّ بني الموسوي ببغداد ...

[يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن] الحسن بن المهدي بن [القاسم ابن] محمد بن الحسين المذكور ، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولداً اسمه محمد.

وحكى الشيخ النقيب تاج الدين أبو عبدالله محمد بن عقبة الحسني - رحمه الله تعالى - أنّ سيدي أحمد الرفاعي لم يدّع هذا النسب ، وإنّما ادّعاه البطن الثالث من أولاده ، والله أعلم (1).

قال في مختصر عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب : وأمّا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن [أبي] سبحة [فمن ولده : أبو أحمد محمد ابن إبراهيم الأزرق (2).

وأمّا أبو المحسن إبراهيم بن موسى أبي سبحة ابن إبراهيم المرتضى] فولده كثير ، منهم : [أبو طالب] المحسن ، وأبو عبدالله الحسين خزفة ، ويقال لولده : بنو خزفة (3) ، ومنهم : أبو العباس أحمد بن الحسين المذكور ، يقال لولده : الممتع ، وأبو عبدالله إسحاق بن إبراهيم [وأبو جعفر محمد بن إبراهيم ، والقاسم] الأشجّ [بن إبراهيم] ، لهم أعقاب.

وأمّا الحسين القطعي بن [موسى أبي] سبحة ، عقبه من ولده طاهر ، وممّن ينتسب إليه بيت عبدالله (4) ، وبنو النفيس (5) ، وآل أبي د.

ص: 363


1- عمدة الطالب : 214 ، وما بين المعقوفات منه.
2- عمدة الطالب : 213 ، المجدي : 123 ، الفخري : 12.
3- في عمدة الطالب : 214 : خرفة ، وفي تهذيب الأنساب : 150 ، وفي المجدي : 123 : خزفة. وأمّا في النسخة فظاهره : حزقة.
4- هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن محمد بن طاهر بن الحسين. راجع : عمدة الطالب : 215.
5- النفيس هذا هو ابن عبدالله المتقدّم الذِكر ، وهكذا أبو السعادات محمد.

السعادات ، وآل رحبل (1) ، وبنو طويل الباع (2).

وأمّا عبيد الله بن أبي سبحة ، [ف] - أعقب من المحسن والحسين ، ولهما أعقاب (3).

وأمّا عيسى بن [22 / أ] أبي سبحة ، [ف] - أعقب من رجل [من] أبي جعفر محمد.

وأمّا علي بن أبي سبحة ، [ف] - أعقب من ولده الحسن ، وأبي الفضل الحسين ، لهما أعقاب (4).

وأمّا جعفر بن أبي سبحة ، فله موسى وأبو الحسن محمد ، لهما عقب وأصل (5)».

* وأمّا جعفر بن إبراهيم المرتضى ابن موسى الكاظم ، [ف] - أعقب من موسى ومحمد وعلي [لهم أولاد] (6).

* [وأمّا أحمد بن إبراهيم المرتضى ف] - انقرض (7). 6.

ص: 364


1- أو رحيل. وفي عمدة الطالب : 215 : زحيك ، وهو يحيى بن منصور بن محمد ابن محمد أبي الحارث ، أخي عبدالله المتقدّم آنفاً.
2- هو محمد بن يحيى بن أبي الحارث محمد أخي عبدالله. لاحظ : عمدة الطالب : 215.
3- عمدة الطالب : 203 ، تهذيب الأنساب : 155.
4- عمدة الطالب : 203.
5- كذا. ولم أجد كلمة : «أصل» في عمدة الطالب : 203 ، لكنّه ذكر ما هذا لفظه : وأمّا جعفر بن أبي سبحة فولده بالري ، هم : موسى وأبو الحسن محمد ، وبالترمذ عيسى وأبو عبدالله محمد الضرير ؛ لعيسى وأبي عبدالله محمد عقب ، ولموسى ولد. وبعدها كلمة : «وأمّا» لا غير ؛ فلعلّها تصحيف لهذه الكلمة.
6- عمدة الطالب : 216.
7- عمدة الطالب : 202 وص 216.

الخامس من وُلد موسى الكاظم : زيد بن موسى الكاظم ، وهو زيد النار ؛ لأنّه عقد له محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين أيّام أبي السرايا على الأهواز ، ودخل البصرة وغلب عليها ، وحرق دور بني العبّاس ، وأضرم النار في نخيلهم وجميع أسبابهم ؛ فلهذا لقّب (1) بزيد النار.

وحاربه الحسن بن سهل ، فظفر به وأرسله إلى المأمون مقيّداً ، فأرسله المأمون إلى أخيه علي الرضا ، ووهب له جرمه ، فحلف الرضا [أن] لا يكلّمه أبداً ، وأمر بإطلاقه.

ثمّ إنّ المأمون سقاه السمّ فمات ، وقبره بمرو.

أعقب من ابنه موسى ، وجعفر ، وأبي جعفر محمد (2) انقرض ، [والحسن ،] والحسين.

وقال أبو نصر البخاري : إنّ زيد بن موسى لم يعقّب ، فمن انتسب إليه فهو غير صحيح.

وقال العمري وابن طباطبا وشيخ الشرف : إنّه أعقب ، والله أعلم.

ولموسى [بن زيد النار] ولده [موسى] خردل فممّن ينسب إليه : بنو صعيب (3) ، وبنو مكارم (4).

وللحسين [بن زيد النار] زيد ، له عقب ، وأبو جعفر محمد منقوش [بن الحسين] لا بقية له ، وقيل : له بقية. 2.

ص: 365


1- عمدة الطالب : 221 ، مقاتل الطالبيين : 534 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 232 ، والمجدي : 119 ، وغيرها.
2- لم يرد اسمه في عمدة الطالب : 222.
3- هو محمد ضغيب بن محمد بن موسى خردل. كذا في عمدة الطالب : 222.
4- هو محمد مكارم بن علي بن حمزة بن محمد ضغيب. عمدة الطالب : 222.

السادس من ولد موسى الكاظم : محمد العابد ، أعقب من إبراهيم الضرير الكوفي المجاب وحده ، ومن- [ه في] ثلاثة (1) رجال ، وهم : محمد الحائري [وأحمد بقصر ابن هبيرة] (2) ، وعليّ.

وآل شيتي ، وآل فخار ، وآل [22 / ب] نزار ، وآل أبي المجد ، وآل وهيب ، وآل باقي ، وآل الصول ، وبنو أحمد ، وآل أبي الفائز ، وبنو أبي مروان (3) ، وآل الأشرف ، وآل أبي الحمراء ، وآل أبي الحارث ، وآل عوانة ، وآل بلالة ، وبنو القتادة ، وبنو أبي مضر ، وآل بشير ، وآل أبي مضر ، وآل حندس (4) ، وآل أبي ريّة ، وآل معصوم ، وآل الأخرس ، كلّهم ينتسبون إلى محمد الحائري.

السابع : جعفر الخواري [الأصغر] بن موسى الكاظم ، ويقال لولده : الخواريّون ، أعقب من ولديه : موسى ، والحسن (5).

فعقب موسى من الحسن اللحق (6) ، جدّ آل المليط.

وعقب الحسن بن جعفر من ولديه : محمد المليط ، وعلي الخواري. ر.

ص: 366


1- أمّا في الفخري : 16 ، قال : إنّ عقب إبراهيم الضرير من أربعة رجال (لا ثلاثة) ، وهم : محمد العشير بكرمان وكان بأرجان ، وعلي أبي الحسن الكرماني بأرجان ثمّ بالسيرجان ، وموسى الأرجاني بالسيرجان ، وأحمد بالسيرجان عقبه ببغداد والكوفة.
2- ما بين المعقوفتين من عمدة الطالب : 216 ، وكان في الأصل بدلها : وإبراهيم.
3- في عمدة الطالب : 217 : مزن.
4- في عمدة الطالب : 217 : حترش. وبعده في النسخة : وآل أبي مربة.
5- وفي المجدي : 109 : أنّه أعقب من ثلاثة ، وهم : الحسن وموسى والحسين ، فأمّا الحسين فأولد خمسة ذكور ، هم : محمد وعلي وموسى والحسن والحسين.
6- وفي الفخري : 18 : أنّ موسى هو الملقّب باللحق ، وأمّا الحسن فلقبه الثائر.

أمّا علي الخواري ، [ف]أعقب من اثني عشر رجلاً ، ما بين مقلٍّ ومكثر ، منهم : الفواتك (1).

الثامن : عبدالله بن موسى الكاظم (2) ، أعقب من محمد وموسى.

أمّا محمد ، فقيل : له عقب ، وقيل : ليس له عقب.

وموسى ، له محمد ، ومن عقبه : بنو ناصر ، وله بقية (3).

التاسع : عبيدالله بن موسى الكاظم ، أعقب من ثلاثة ، وهم : محمد اليماني ، وقيل : اليمامي ، والقاسم ، وجعفر (4).

وكان له موسى (5) ، انقرض عقبه ، والبقية لهم أعقاب.

العاشر : حمزة بن موسى الكاظم ، له ثلاثة ، وهم : حمزة ، والقاسم ، ة.

ص: 367


1- عمدة الطالب : 220.
2- ويقال لعقبه : العوكلانيون. كما في لباب الأنساب 1 / 283 ، والمجدي : 116 ، والفخري : 16.
3- عمدة الطالب : 223.
4- عمدة الطالب : 224. والفقرة التالية لم ترد في العمدة ، ولا في غيرها ، وجعفر هذا يلقّب ب- : أبا سيده. كما في المجدي : 114 ، والفخري : 16.
5- وفي المجدي - ص 111 - ورد بهذا اللفظ : وأمّا موسى فانتشر له عقب ، ثمّ وجدت عليه أنّه منقرض .. وقال أيضاً - بعد أن ذكر أنّ أبناء عبيدالله ثمانية رجال ، وهم : محمد اليماني وجعفر والقاسم وعلي وموسى والحسن والحسين وأحمد ، وأنّ أحمد والحسن والحسين لم يعقّبوا - : وأمّا علي فمن ولده أبو المختار حمزة ، يصل نسبه إلى محمد بن علي بن عبيدالله المذكور ؛ قال : ولم يعرف لمحمد سوى ولد درج يسمّى إبراهيم ، ولم يعرف له ولد يقال له حمزة ، والله أعلم بنسب حمزة.

وعلي المدفون بشيراز بباب إصطخر ، ولا عقب له ، وعقب حمزة بن حمزة قليل (1).

الحادي عشر : العباس ولد موسى الكاظم ، ولده القاسم وحده (2) ، ومنه ولده أبو عبدالله محمد ، وقيل : أحمد والحسين. وبنو العباس قليلون (3).

الثاني عشر : هارون بن موسى الكاظم [23 |أ] ، أعقب من ولده أحمد وحده ، ومنه في محمد (4) وحده ، له عقب.

الثالث عشر : إسماعيل بن موسى الكاظم ، له ثلاثة : موسى : له ولد ، وأحمد : له عقب (5) ، وموسى : أعقب من جماعة ، منهم : موسى ، وينسب إليه الكلثميون ؛ منهم : بنو السمسار ، وبنو أبي العسّاف ، وبنو نسيب الدولة ، وبنو الورّاق (6). 2.

ص: 368


1- عمدة الطالب : 228 ، المجدي : 117 ، الفخري : 21.
2- عمدة الطالب : 231 ؛ وفيه : وقال ابن طباطبا : ومن موسى بن العباس. ومثله في تهذيب الأنساب : 168 ، والفخري : 15.
3- أمّا في المجدي - ص 116 - فقد قال : ولد العباس عدّة بنين وبنات.
4- ومثله في تهذيب الأنساب : 165. وفي عمدة الطالب : 230 ، والمجدي : 107 : في محمد وموسى.
5- ومثله في تهذيب الأنساب لشيخ الشرف ، وأضاف ابن طباطبا : «وجعفر بن إسماعيل» ، أمّا صاحب العمدة فقد قال : «من موسى بن إسماعيل وحده ، وهم قليلون».
6- عمدة الطالب : 232.

الرابع عشر : إسحاق بن موسى الكاظم ، ويدعى : الأمين (1) ، أعقب منه ستّة ، وهم : العبّاس ، ومحمد ، والحسين ، وعلي ، وموسى ، والقاسم.

فالعبّاس له ولد ، وهو إسحاق المهلوس ، له بقية يقال لهم : بنو المهلوس.

[ومحمد بن إسحاق ، أعقب من ولده عبدالله ، له ولد].

والحسين وله الحسن ، ويقال لعقبه : بنو الوارث (2).

وعليّ انقرض (3).

وبنو إسحاق قليلون. والله أعلم.

التتمة الثانية :

إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين ابن الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

يعرف بإسماعيل الأعرج ، يكنّى أبا جعفر (4) ، كان أبوه جعفر الصادق يحبّه كثيراً ، توفّي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الناس إلى ي.

ص: 369


1- كذا في المجدي : 118. وفي عمدة الطالب : 231 : الأمير.
2- ورد في عمدة الطالب : 231 ، والمجدي : 119 : «بنو الوارث : هم وُلد جعفر الوارث ابن محمد الصوراني بن الحسن بن الحسين». هذا ، ولا ينحصر نسل الحسن في بني الوارث ؛ فالصحيح في المقام أن يقال : ومن عقبه بنو الوارث.
3- بل ذكروا له عقباً ، فراجع عمدة الطالب : 232 ، وتهذيب الأنساب : 170. وأمّا موسى والقاسم ابنا إسحاق ابن الإمام الكاظم ، فقال ابن طباطبا : «هما في صحّ» ، أي : نسبه وعقبه غير واضح ؛ فيصحّ الانتساب إليهم بعد إقامة البيّنة.
4- وفي عمدة الطالب : 233 : أبو محمد ، وفي الشجرة المباركة : 76 : أبو علي.

البقيع ، ودفن به سنة ثمان وثلاثين ومئة ، وذلك قبل وفاة أبيه جعفر بعشر سنين ، ولجعفر شيعة يقولون بإمامته ، وهم باقون إلى الآن ، ويقال لهم : الإسماعيلية (1).

أعقب من رجلين ، وهما : محمد ، وعلي.

أمّا محمد : فهو إمام الميمونيّة وقبره ببغداد.

كان محمد بن إسماعيل مع عمه موسى الكاظم يكتب له السرّ إلى شيعته في الآفاق ، فلمّا ورد الرشيد الحجاز ذهب (2) محمد بن إسماعيل ة.

ص: 370


1- انظر : الإرشاد 2 / 210 ، وعمدة الطالب : 233 ، وإعلام الورى 1 / 546. أقول : ولا زال منهم بقية ، عامّتهم بالهند وأفغانستان وأطرافه ، وهؤلاء بسبب بُعْدهم عن العلماء قالوا بذلك واستمرّوا عليه إلى يومنا هذا ، ولو كانوا مرتبطين بالمراكز العلمية لَما حصل لهم ذلك.
2- كذا ، وفي عمدة الطالب : 233 وغيرها : سعى ؛ وهو أبلغ. وذكر هذه القصّة أيضاً فخر الدين الرازي في الشجرة المباركة : 101 ، والكشّي في اختيار معرفة الرجال 263 رقم 478 ترجمة هشام بن الحكم ، والكليني في الكافي 1 / 404 ح 8 في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام ، وابن شهرآشوب في المناقب 4 / 352 عند ذكر سبب وفاة الكاظم عليه السلام ، وابن عنبة في العمدة .. إلاّ أنّ الصدوق في عيون أخبار الرضا 1 / 72 ضمن ح 1 ، والمفيد في الإرشاد 2 / 237 ، والطوسي في الغيبة : 27 ضمن ح 6 ، وابن شهرآشوب - في المناقب أيضاً 4 / 332 - في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام في فصل استجابة دعائه نسبوا القصّة إلى أخيه علي ؛ وربّما كان وجه الجمع بينهما أنّهما تعاضدا في ذلك ، على أنّ الرواية الأُولى أصحّ إسناداً. وقد وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّهما شرك شيطان. اختيار معرفة الرجال - للكشّي - : 265 ضمن ترجمة هشام بن الحكم. أمّا في عيون أخبار الرضا 1 / 72 ح 2 : إنّ الذي سعى بالإمام الكاظم عليه السلام هو محمد بن جعفر أخو الكاظم عليه السلام ، وكذلك يعقوب بن داود الذي كان يرى رأي الزيدية.

[23 / ب] بعمّه إلى الرشيد ، فقال : علمت أنّ في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ؛ فقال الرشيد : ويلك! أنا ومن؟! قال : وموسى بن جعفر ، وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى وحبسه ، وكان سبب هلاكه ، وحظِي محمد بن إسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق ومات ببغداد.

ودعا موسى بن جعفر بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده ، واستمرّ موسى في صلته والإحسان إليه مع سعيه به [و] قال : إنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، إنّه [الرحم] (1) إذا قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت (2) قطعها الله ، وإنّما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.

أعقب من رجلين ، وهما : إسماعيل الثاني ، وجعفر الشاعر.

* أمّا إسماعيل الثاني : [ف] -عقبه من رجلين ، وهما :

أحمد ومحمد ، من عقبه [أي : محمد] : بنو البزّاز ، وبنو تمام ، والحسن صبنوخة (3).

و [أمّا] أحمد بن إسماعيل الثاني [فمن وُلده الحسين المنتوف ، وإسماعيل الثالث.

* [أمّا] الحسين المنتوف ، فله : الحسن إسبيدجامة (4) ، قال [شيخ] ه.

ص: 371


1- عمدة الطالب : 234. وليس فيها لفظ : إنّه.
2- وفي العمدة : فوُصلت ثمّ قطعت. أي تكرّر ثلاثاً.
3- وفي عمدة الطالب : 238 : صبنوحة. أمّا في المجدي : 101 رحمه الله صبيوخة رحمه الله وفي هامش كلا الكتابين أقوال متضاربة ، فراجع.
4- لم يرد ذِكر «الحسن إسبيدجامة» وأولاده في العمدة ، بل ذكره العمري في المجدي : 102 ، ولم يرد أيضاً في تهذيب الأنساب ، وهو ممّا استدركناه عليه.

الشرف العبيدلي : انتمى قوم أدعياء إلى إسبيد جامة.

* وجميع من أَولد الحسنُ بن الحسين - المعروف بإسبيد جامة - من الذكور خمسة ، وهم : أبو الطيّب محمد ، وأبو أحمد المحسن ، وأبو يعلى عبدالله (1) ، وإبراهيم أبو طالب ، وعقيل (2) المدفون بالكوفة ، فمن تعلّق بغير هؤلاء فهو باطل.

* وأمّا إسماعيل (3) بن الحسين - ويعرف بابن معشوق - [فقد] مات سنة سبع وأربعين وثلاث مئة عن ذكور وإناث.

* وأمّا علي الأصمّ بن الحسين ، يلقّب : علوش [فمن ذرّيته نسيب الملك عقيل بن علي بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علوش] (4).

* وأمّا إسماعيل الثالث بن أحمد بن إسماعيل الثاني ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم :

* أبو جعفر محمد ، وله موسى المكحول ، يقال لولده : بنو المكحول.

* والحسين حماقات ، يقال لولده : بنو حماقات. [24 / أ].

* وعلي حركات ، ويقال لولده : بنو حركات ، مات علي حركات بطريق مكّة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة.

* وأحمد عاقلين. 9.

ص: 372


1- في المجدي : 102 : عبيدالله.
2- في المجدي : 102 : وإبراهيم ، وأبو طالب عقيل.
3- أبو محمد نقيب دمشق ؛ المجدي : 102.
4- عمدة الطالب : 239.

ولهم أعقاب متّصلة.

* وأمّا جعفر الشاعر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ، فأعقب من :

محمد - يقال له : الحبيب - وعقبه : الحسن ، المعروف بالبغيض ، وعبدالله بالمغرب ، وجعفر بالمغرب ، وإسماعيل بالمغرب (1).

وقال العمري : الملقّب بالبغيض جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر ، وابنه محمد (2) يلقّب بعبس (3) ، ويقال لهم : بنو البغيض.

وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الّذين استولوا على مصر والمغرب قبلها ، ونفاهم العبّاسيون وكتبوا بذلك محضراً شهد فيه جلّ الأشراف ببغداد ، وانضمّ إلى ذلك ما ينسب إليهم من الإلحاد (4) وسوء الاعتقاد ، وما حكي فيهم من الطعن ؛ وهو أنّ المهدي الذي هو أوّلهم منسوب إلى أنّه ابن محمد بن إسماعيل [بن جعفر] الصادق لصلبه ؛ وزمانه لا يحتمل ذلك ، كيف (5)؟! وقد مات محمد بن إسماعيل في زمن الرشيد وعمّه موسى حيّ سنة ثمانين ومئة!! [والشريف الرضيّ الموسوي مع جلالة قدره صحّح في شعره نسبهم ، حيث يقول :] (6)

ما مقامي على الهوان وعندي

مِقْوَلٌ صارمٌ وأنفٌ حَمِيّط.

ص: 373


1- كذا في تهذيب الأنساب : 173.
2- كذا في عمدة الطالب : 234 ، والمجدي : 101 ، وكان هنا في الأصل : أحمد ؛ فصوّبناه.
3- وفي العمدة : الملقّب بنعيش ؛ وفي المجدي : ويسمّى يعيشا.
4- في عمدة الطالب : 235 : الأحاديث.
5- في الأصل : كيف كذلك. ولفظ : «كيف» لم يرد في عمدة الطالب : 235.
6- من عمدة الطالب : 235. وكان في الأصل بدلها : «شعر» فقط.

أحمل الضيم في بلاد الأعادي (1)

وبمصرَ الخليفةُ العلويّ

مَن أبوه أبي ومَن جدّه جَدّ

ي إذا ضامني البعيد القصيّ (2)

وأوّلهم أبو محمد عبيدالله المهدي ، ظهر بسجلماسة من أرض المغرب يوم الأحد سابع ذي الحجّة سنة ستّ وتسعين ومئتين ، وبنى المهدية ، وانتقل إليها في شوّال سنة سبع وثلاثمئة ، [و] ملك إفريقية من أعمال المغرب.

وسيّر ولده [نحو مصر] فملك (3) الإسكندرية والفيُّوم وبعض أعمال الصعيد ، وإحدى الروايات في نسبه أنّه من [جعفر بن الحسن بن] (4) محمد بن جعفر [24 / ب] بن محمد بن إسماعيل بن الصادق ، [ثمّ ملكج بعد [ه] ابنه القائم أبو القاسم محمد ، ثمّ ابنه المنصور أبو طاهر إسماعيل ، ثمّ ابنه المعزّ أبو تميم معد ، [ثمّ ابنه العزيز أبو منصور نزار ، ثمّ ابنه الحاكم أبو علي المنصور ، ثمّ ابنه الظاهر أبو الحسن علي ، ثمّ ابنه المستنصر أبو تميم معد] ، ثمّ ابنه المستعلي أبو طاهر إسماعيل ؛ كذا قال النقيب تاج الدين ..

وقيل : [أبو] القاسم أحمد (5) ، ثمّ ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر ؛ في قول التاج ..

وقيل : أبو علي منصور (6) بن أحمد بن معد ، ثمّ الحافظ أبو الميمونه.

ص: 374


1- في الديوان 2 / 576 : ألبس الذلّ في ديار ...
2- وفي الديوان : من أبوه أبي ومولاه مولاي ...
3- في الأصل : يملك.
4- ما بين المعقوفتين من عمدة الطالب : 236.
5- كما في سير أعلام النبلاء 15 / 196 ، وغيره.
6- كما في السير أيضاً 15 / 197 ، وغيره.

عبد المجيد بن أبي القاسم محمد بن المستنصر ، ثمّ ابنه الظافر أبو منصور إسماعيل ، ثمّ ابنه الفائز أبو القاسم عيسى ، ثمّ العاضد أبو محمد عبدالله ابن أبي الحجّاج يوسف بن الحافظ [عبد المجيد] ، وهو آخرهم ، قبض عليه الصلاح بن يوسف [الأيّوبي] سنة سبع وستّين وخمسمئة ، وأخرج المُلك عنهم ، بعد أن مَلَك هؤلاء الأربعة عشر منهم ، وكانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي إلى [أن] قُبض على العاضد مئتين وإحدى وسبعين سنة.

ومنهم : المصطفى لدين الله نزار (1) بن المستنصر بالله معد بن علي ابن الحاكم ، ومن ولده علاء الدين محمد (2) صاحب قلعة ألَموت ، ولهم أعقاب كثيرة واصلة.

وأمّا علي بن إسماعيل [بن] الصادق : فأعقب من رجلين ، وهما : محمد [وإسماعيل] ولده بالمغرب ، ومحمد أعقب من علي أبي الحسن [ويعرف بأبي الجنّ] (3) ، وهو من أبي الحسن [الحسين وحده] (4).

وينسب إليه بنو مفرج وبنو الزكي وبنو التقي ، ولهم عقب (5).0.

ص: 375


1- عمدة الطالب : 237 ، الكامل - لابن الأثير - 10 / 237 ، سير أعلام النبلاء 15 / 197 في ترجمة أخيه أحمد المستعلي.
2- توفّي سنة 653 ه. مترجم له في معجم الألقاب 2 / 351 رقم 1615 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 12 / 405 ، وقد ذكر ضمن حوادث 618 ه- - عند ذكر وفاة والده - ما هذا نصه : وفيها توفّي جلال الدين الحسن - إلى أن قال : - وولي بعده ابنه علاء الدين محمد ؛ وغيرها من المصادر.
3- المجدي : 104 رحمه الله قال : قالوا : يلقّب أبا الجنّ ؛ لجرأة كانت فيه.
4- لعلّ هذا هو الصواب ؛ إذ كان في الأصل : أعقب من علي بن الحسين ، وهو من أبي الحسن. راجع : تهذيب الأنساب : 174 ، المجدي : 104 ، الشجرة المباركة - للفخر الرازي - : 104 ، عمدة الطالب : 240 ، وغيرها.
5- عمدة الطالب : 240.

التتمة الثالثة :

علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ويكنّى أبا الحسن ، وهو أصغر أولاد أبيه ، مات أبوه وهو طفل.

كان عالماً كبيراً ، روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عمّ أبيه [25 / أ] الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين.

عاش إلى أن أدرك الهادي [عليّ] بن محمد بن عليّ بن موسى الكاظم ، ومات في زمانه.

كان إماميّ المذهب ، يقول بإمامة ابن [ابن] أخيه محمد الجواد (1).

يحكى أنّه دخل محمد الجواد على علي العريضي فقام له قائماً وأجلسه في موضعه ، ولم يتكلّم حتّى قام ، فقال له صاحب مجلسه : أتفعل هذا مع أبي جعفر محمد وأنت عمّ أبيه؟!

فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله تعالى هذه الشيبة أهلاً للإمامة أراها أنا أهلاً للنار (2).

هذا آخره والله أعلم.

والعريضي أعقب أربعة رجال ، وهم : محمد ، وأحمد الشعراني ، والحسن ، وجعفر الأصغر (3).2.

ص: 376


1- عمدة الطالب : 241 ، وله ترجمة في عامّة كتب الرجال والأنساب.
2- عمدة الطالب : 242 ، ورواه الكليني في الكافي 1 / 258 ح 12 باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام بلفظ أحسن من هذا.
3- عمدة الطالب : 242.

أمّا جعفر الأصغر بن العريضي ، فولد ثلاثة ، وهم : قاسم ، ومحمد ، وعلي ، قيل : لهم أعقاب (1).

وأمّا الحسن بن العريضي ، فأعقب من ابنه عبدالله ، يلقّب بالأفوه ، ولعبدالله : علي ، وموسى ؛ لهم عقب (2).

وأمّا أحمد الشعراني بن العريضي [ف] -عقبه من ولده عبيدالله ، - يعرف ولده ببني الحسنية - [و] أبي عبدالله الحسين ، له عقب من ولده أحمد (3).

وأما محمد بن العريضي [ف] -يكنّى أبا عبدالله ، وفي ولده العدد ، وهم متفرّقون في البلاد (4) ، أعقب من خمسة رجال ، وهم : أبو الحسن (5) عيسى النقيب ، وفيه العدد ، ويحيى ، والحسن ، والحسين ، وجعفر.

ونقل العمري عن شيخ الشرف العبيدلي أنّ لعيسى النقيب أخاً اسمه عيسى أيضاً (6) ، قال : وأكثر النسّاب يمنع أن يكون لعيسى الملقّب بالكبير أخ يقال له : عيسى ؛ وإنّما سمّي [25 / ب] كبيراً لأجل ابن ابنه عيسى ، المعروف بعيسى الصغير بن محمد بن عيسى (7).

* وأمّا عيسى النقيب بن محمد بن العريضي [فقد] قال ابن عنبة (8) : =

ص: 377


1- المجدي : 137.
2- عمدة الطالب : 242 ، المجدي : 137.
3- تهذيب الأنساب : 180 ، عمدة الطالب : 244.
4- عمدة الطالب : 244 ، وما بعده لم يرد فيه.
5- كذا في الفخري : 29 ، وفي تهذيب الأنساب : 138 : «الحسين» ؛ ولم ترد كنيته في غيرهما.
6- المجدي : 139.
7- المجدي : 142.
8- لم يرد هذا في عمدة الطالب المطبوع ، ولعلّه موجود في نسخته الكاملة ، التي =

قد وقع لأبي المظفّر محمد بن الأشرف الأفطس ، في عيسى بن محمد العريضي غلط فاحش فظيع ، لا يقع مثله لعامّي ولا مغفّل ، نقل في بعض مشجّراته عن أبي الحسن العمري أنّه قال في المجدي : «ولد عيسى النقيب الرومي خمس بنات واثني عشر ولداً ذكوراً ، لم يعقّبوا (1) ، وإنّ المنتسبين إليه كاذبون ، فبقي بطناً عظيماً من بطون الفاطميّين ليس له غبار ولا تكلّم فيه أحد من علماء النسب».

والعجب أنّه يدّعي أنّه قرأ كتاب المجدي على النقيب رضي الدين ولا شكّ أنّ العمري ذكر في هذا الكتاب أنّ عيسى الرومي النقيب ولد اثني عشر ذكراً ولم يعقّبوا (2) ، وعدّهم [ثمّ] ذكر عقبهم المعقّبين من ولده ، فلا أدري كيف ذهب عليه أن يطالع ما بعد ذلك الكتاب المذكور؟!

ولأبي المظفّر في هذا الفنّ أغلاط فاحشة ، ولكن هذا هو الطامّة الكبرى ، ولعلّ بعض من لا معرفة له يقف على كلامه فيعتقد في هؤلاء القوم ما هم بريئون منه ، وأنا أذكر ما ذكره العمري ؛ ليتّضح لك غلط هذا الرجل وجزافه ، [قال] :

«أعقب عيسى بن محمد [بن علي] العريضي - وكان نقيباً ، ويقال له : الرومي ، والأزرق (3) لحمرة لونه وزرقة عينه - ثلاثون ولداً ، وهم : =

ص: 378


1- المجدي : 139.
2- المجدي : 139.
3- لم يرد في المجدي : 139 نعته بالأزرق ، ولا ذكر حمرة لونه وزرقة عينه ، ولا قوله : «ثلاثون ولداً» ، وسيأتي في عقبه محمد الأزرق الرومي بن عيسى هذا ، فلاحظ. بل يعرف من المجدي أنّ عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن =

عبدالله (1) الأكبر ، وعبيدالله الأحول ، وعبيدالله الأصغر ، وعبدالله ، وعبد الرحمان ، وداود ، ويحيى ، وعلي ، والعباس ، ويوسف ، وحمزة ، وسليمان ، وإسماعيل ، و [حمزة ،] وزيد ، والقاسم ، وهارون ، ويحيى ، وعلي ، وموسى ، وإبراهيم ، وجعفر ، [26 / أ] وعلي الأصغر ، وإسحاق ، والحسن والحسين ، وعيسى ، وحمزة في قول شيخ الشرف ، وعبدالله ، وأحمد ، ومحمد (2).

أمّا الاثني عشر الأُوَل فلم يعقّب منهم أحد غير سليمان ، قيل : إنّ له ولداً اسمه محمد.

* وأمّا إسماعيل [ف] - لم يطل ذيله.

* وأمّا حمزة الثاني [ف] - ليس له ذِكر (3).

* وأمّا زيد [ف] - لم يطل ذيله.

* وكذا القاسم.

* وهارون ، فإنّه دخل الروم وغاب خبره.

* ويحيى الثاني (4) ، له ولد اسمه يحيى.

* وعلي ، يكنّى أبا تراب ، وله عقب من ابنه الحسين. ي.

ص: 379


1- في المجدي : 139 : عبيدالله.
2- المجدي : 139 - 142. ونقل المصنّف هنا بتصرّف وتلخيص.
3- في المجدي : 139 : وحمزة أعقب بنات.
4- في المجدي : 140 : ويحيى مدني.

* وموسى ، كان له ولد.

* [وإبراهيم ، أولد بالريّ.

* وجعفر ، أولد بمصر.

* وعلي الأصغر ، كان له ابن] (1).

* وإسحاق وهو الأحنف ، له عقب.

* والحسن ، له عقب منتشر ، وشيخ الشرف العبيدلي يقول : «هو [ابن] عيسى بن عيسى».

* والحسين ، له عقب.

* وعبدالله الأصغر (2) ، أعقب ذيلاً غير طويل.

* [وأحمد الأبح النفّاط ، له بقية] (3).

* ومحمد ، له ولد اسمه عيسى يعرف بالرومي والأزرق أيضاً ، له عقب (4).

* وعيسى بن عيسى ، قال العمري : غير معقّب ، وقال شيخه شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن جعفر العبيدلي : «إنّ لعيسى الرومي عدد من الأولاد ، منهم : عيسى بن عيسى ، ومحمد ، وزيد ، ويحيى ، والحسين ، والحسن ، وإبراهيم ، وأحمد ، وموسى ، وعبدالله ، وجعفر ؛ فهؤلاء ا.

ص: 380


1- من المجدي : 140 ، مع تلخيص حسب نهج المؤلّف.
2- في المجدي : 140 : وعبدالله بالمدينة أعقب ذيلاً غير طويل.
3- المجدي : 141.
4- وقد قدّمنا القول بأنّ هذا يعرف بالرومي فقط ، وأنّ أباه يعرف بالأزرق ، وأنّ جدّه يعرف بالنقيب الأكبر ، وقد وقع بعض الخلط من صاحب المجدي : 139 وص 141 وازداد في هذا الكتاب ، فراجع : تهذيب الأنساب : 175 ، الشجرة المباركة : 111 ، الفخري : 30 ، وغيرها.

أحد عشر» ، أعقب منهم عيسى وزيد ، ولم يذكرهم العمري وذكر بدلهما علياً وإسحاق.

وزاد ابن طباطبا على شيخ الشرف : أبا تراب علياً ، وإسحاق ، والقاسم الأكبر ، وسليمان ، وإسماعيل ، فالمعقّبون من وُلد عيسى عنده خمسة عشررحمه الله لأنّه لا يُثبِت عيسى بن عيسى ، وكلّهم لهم أعقاب (1).

* وأمّا أحمد بن عيسى بن [محمد بن علي] العريضي ، قال ابن عنبة : «أبو محمد الحسن [26 / ب] الدلاّل ابن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد ابن عيسى الرومي من ولده» ، وسكت عن غيره (2).

قلت (3) :

رأيت في بعض التعاليق ما صورته : قال المحقّقون لهذا الفنّ من أهل اليمن وحضرموت ، كالإمام ابن سمرة (4) ، والإمام الجندي (5) ، والإمام العواجي صاحب كتاب التلخيص ، والإمام حسين بن عبد الرحمن 6.

ص: 381


1- لاحظ : تهذيب الأنساب : 175.
2- عمدة الطالب : 245 ، تهذيب الأنساب : 176 - 177 ، المجدي : 141 ، الشجرة المباركة : 111 ، الفخري : 29. ولم يرد ذِكر الحسن إلاّ في المجدي ، أمّا أبوه محمد ففي تهذيب الأنساب فقط ، وأمّا عقبهم الّذين سيذكرهم المصنّف لاحقاً فلم أجد لهم ذِكراً في ما لديّ من المصادر.
3- لم أجد الكلام التالي في مصدر آخر.
4- هو عمر بن علي اليمني الجعدي ، أبو الخطّاب ، توفّي سنة 590 تقريباً ، له كتاب طبقات فقهاء اليمن رؤساء الزمن ؛ مترجم له في كشف الظنون 5 / 785.
5- هو القاضي يوسف بن يعقوب ، أبو عبدالله البهاء الجندي ، المتوفّى سنة 723 ، له كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك ؛ مترجم له في كشف الظنون 6 / 556.

الأهدل (1) ، والإمام ابن أبي الحبّ التريمي ، والإمام فضل بن محمد التريمي ، والإمام محمد بن أبي بكر بن عبّاد الشامي ، والشيخ فضل بن عبدالله الشجري ، والإمام عبد الرحمن بن حسّان :

«خرج السيّد الشريف أحمد بن عيسى ومعه ولده عبدالله في جمع من الأولاد والقرابات والأصحاب والخدم من البصرة في (2) العراق إلى حضرموت ، واستقرّ مسكن ذرّيّته واستطال لهم بتريم (3) حضرموت بعد التنقّل من البلدان والتغرّب عن الأوطان حكمة من الله الملك المنّان». انتهى.

* أولد عبدالله : علوي ، ولعلوي : ولده محمد صاحب مرباط ، ولمحمد بن علي أربعة رجال ، وهم :

* أحمد ، له عقب.

* وعبدالله ، لا عقب له.

* وعبد الملك ، عقبه بالهند.

* وعبد الرحمن ، له عقب.

وينتسب لعلوي أهل حضرموت القاطنون بها وبغيرها ، وهم سبعة أفخاذ ، الأوّل : آل أبي بكر ، الثاني : آل عبد الرحمن ، الثالث : آل الدويلة ، الرابع : آل عبدالله ، الخامس : آل أحمد وآل علي بن محمد ، السادس : 8.

ص: 382


1- توفّي سنة 855 ، وهو حسيني شافعي أشعري ، له كتب عديدة ، منها : تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن ؛ مترجم له في : الضوء اللامع 2 / 145 رقم 557 ، وكشف الظنون 5 / 315.
2- في النسخة : إلى.
3- قال ياقوت : تَريم : اسم إحدى مدينتَي حضرموت ، لأنّ حضرموت اسم للناحية بجملتها ، ومدينتاها : شبام ، وتريم. معجم البلدان 2 / 28.

آل علي الفقيه ، السابع : آل علوي مرباط ، نفعنا الله بهم.

* وأمّا يحيى بن محمد [بن علي] العريضي ، [ف] - له عقب :

منهم : جماعة يعرفون ببني زبدة (1).

* وأمّا الحسن بن محمد [بن علي] العريضي ، [ف] - له عقب من ولده محمد (2). [72 / أ].

* وأمّا الحسين بن محمد [بن علي] العريضي ، [ف] - له عقب من ولديه : محمد ، وعلي ، وقيل : عقبه من محمد لا غير (3).

* * * 4.

ص: 383


1- نسبة إلى أبي زبدة علي بن يحيى بن محمد بن علي ، وله : يحيى أبو محمد ابن العمرية ، توفّي بالمدينة سنة 334. انظر : المجدي : 139 ، والفخري : 31. وفي تهذيب الأنساب : 178 ، والشجرة المباركة : 113 : أبو زيد.
2- المجدي : 139 ، الشجرة المباركة : 113 ، تهذيب الأنساب : 178 ، الفخري : 31.
3- تهذيب الأنساب : 178 ، المجدي : 138 ، الشجرة المباركة : 114.

التتمة الرابعة :

محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ويلقّب : الديباج ؛ لحسن وجهه ، وكان شيخاً مقدّماً شجاعاً وجيهاً ، دعا إلى نفسه أيّام المأمون (1).

قال ابن عمّار : «خرج محمد الديباج بن الصادق داعياً إلى محمد ابن إبراهيم طباطبا ، فلمّا مات محمد طباطبا ، دعا محمد الديباج إلى نفسه وبويع بمكّة المشرّفة ، وعرّى الكعبة وفرّق كسوتها على البادية ، وجعل بعضها على الدوابّ ، فبعث إليه المأمون أخاه المعتصم فأخذه وحجّ ، ثمّ خرج به إلى خراسان فعفا عنه المأمون ، وكان بعين محمد بن الصادق نكتة بيضاء ، وكان يروي الناس أنّه حدّث عن آبائه ، أنّهم قالوا : إنّ صاحب هذا الأمر في عينه شيء ، فاتّهم محمد بهذا الحديث ، والشمطية أصحاب ابن الأشمط يعتقدون إمامته» (2).

مات بجرجان سنة ثلاث ومئتين ، وله تسع وخمسون سنة ، ولمّا مات ركب المأمون للصلاة عليه ، فلمّا رأى جنازته نزل عن دابّته ودخل بين العمودين حتّى بلغ القبر ، ثمّ دخل قبره حتّى بنى عليه ، ثمّ خرج فقام على 6.

ص: 384


1- انظر أخباره في : الإرشاد 2 / 211 ، تاريخ بغداد 2 / 113 ، سير أعلام النبلاء 10 / 104 رقم 5 ، الوافي بالوفيات 2 / 291 رقم 724 ، وغيرها من كتب الرجال والأنساب والحديث والتاريخ ، مثل : المجدي : 96 ، عمدة الطالب : 245 ، معجم رجال الحديث 16 / 373 ، ولسان الميزان 5 / 763 رقم 7194.
2- المجدي : 96.

القبر ، فقيل له : لو ركبت؟ فقال : هذه رحم قد قطعت منذ ثمانين سنة.

أعقب من ثلاثة ، وهم : عليّ الخارص ، والقاسم ، والحسين.

أمّا القاسم بن محمد الديباج : [ف] - له ولد (1) ، وهو يحيى [الشبيه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] ، له عقب يعرفون [27 / ب] ببني الشبيه ، ومنهم : بنو ماحي ، وبنو الطيّارة ، وبنو العروس ، وبنو الخوارزميّة.

وأمّا عليّ الخارص (2) : ويقال له : الخارصي بن محمد الديباج ، أعقب من اثنين ، وهما : الحسن والحسين.

* أمّا الحسن : [ف] - ولده عليّ الخليع ، له عقب (3).

* وأمّا الحسين : فأعقب من ستّة رجال ، وهم : أبو طاهر أحمد ، وعليّ ، وأبو عبدالله جعفر الأعمى ، ومحمد الجور ، وعبدالله ، والمحسن ؛ كذا قاله ابن طباطبا ، وقال : ة.

ص: 385


1- بل له أولاد ، هم : يحيى ، وعبدالله ، وعليّ ، وأحمد ، وبنو طيّارة هم من وُلد عبدالله ، وبنو الخوارزمي أو الخوارزمية هم من ولد عليّ ، وهكذا بنو العروس ، وأمّا بنو ماحي فهم من وُلد الحسين بن يحيى بن القاسم ؛ عُرفوا بماحي أُمّ الحسين المذكور. لاحظ : عمدة الطالب : 246 ، تهذيب الأنساب : 181 ، المجدي : 97 ، الشجرة المباركة : 107 ، الفخري : 29.
2- اختلفت المصادر في ضبط هذه الكلمة بين المذكور وبين : الحارض .. الخارض ؛ بالحاء المهملة والضاد المعجمة أكثر ممّا بالخاء والضاد المعجمتين. انظر ترجمته في : عمدة الطالب : 247 ، والمجدي : 97.
3- في الشجرة المباركة : 107 : «وأمّا الحسن فله ابنان : محمد أبو جعفر الأفوه الجامعي ، وعليّ أبو الحسن يعرف بأخي البصري ، ولعلي هذا ابن اسمه محمد ، يقال : هو أبو جعفر الجامعي». هذا ، ولم أجد من ينعته بالخليع ، بل لم يذكره أحد غير الرازي في الشجرة.

* أمّا محمد الجور : فله أحد عشر ولداً ، كلّ منهم اسمه جعفر ، وإنّما يفرّق بينهم بالكُنى ، [و] له ولد اسمه أحمد (1).

وقال البخاري أبو نصر : الجور هو محمد بن الحسين بن الخارص ، قُتل في بعض الوقائع بجرجان (2) ، ولم يُعرف له ولد زماناً طويلاً ، والبقية لهم أعقاب.

التتمة الخامسة :

إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

ويكنّى أبا محمد ، ويلقّب [ب- :] المؤتمن ، وُلد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وادّعت فيه طائفة من الشيعة الإمامة (3) ، وكان محدّثاً فاضلاً ، كان ابن عيينة إذا روى عنه يقول : «حدّثني الثقة المرضي (4) إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه».

وهو من أقلّ المعقّبين من أولاد جعفر الصادق [28 / أ].

أعقب من ثلاثة ، وهم : محمد ، والحسن ، والحسين. ».

ص: 386


1- مثله في تهذيب الأنساب : 182.
2- وقيل غير ذلك. راجع : عمدة الطالب : 248 رحمه الله وفيه : أنّه سمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفاً من السلطان فشبّه لأجل ذلك بالوحش. وقيل : سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت أُمّه عنه فقالت الجارية : هذا ابن هذا الكور تعني القبر فعرِّبت الكلمتان فصارت الجور.
3- كان في الأصل والعمدة : الإمامية ، فصوّبناه.
4- في عمدة الطالب : 249 : «الرضا».

أمّا محمد : فمن وُلده بنو [أحمد] الوارث (1) بن حمزة بن محمد المذكور.

وأما الحسن : [ف] - عقبه من ولده عليّ ، ينسب إليه بنو زهرة وبنو حاجب الباب (2).

* السبط الثاني :

عبدالله الباهر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

لقّب بالباهر لجماله ، قالوا : ما حضر مجلساً إلاّ بهر جماله على مَن حضر ، [مات و] هو ابن سبع وخمسين سنة ، ويكنّى أبا محمد ، وعقبه قليل (3).

أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ، ويكنّى أبا عبدالله ، وكان 2.

ص: 387


1- في عمدة الطالب : 249 : «الوارث هو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد بن إسحاق» ، وفي تهذيب الأنساب : 183 : «أحمد بن حمزة بن محمد ابن إسحاق» ، وكذا في الفخري : 26 ، والمجدي : 99 ؛ قال : «فأعقب محمد بن إسحاق جماعة ، منهم بنو وارث» ، والشجرة المباركة : 109 ؛ وأضاف : «وقيل : الوارث هو محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة».
2- هم من أولاد الحسين بن إسحاقرحمه الله أمّا بنو زهرة فينتسبون إلى أبي الحسن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق .. وأمّا بنو حاجب الباب فينتسبون إلى أبي القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي ابن عبدالله بن جعفر بن زيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين ابن إسحاق ، كان حاجباً لباب النوبي ببغداد. ولم يرد ذِكر عليّ بن الحسن بن إسحاق إلاّ في عمدة الطالب : 250 استطراداً ، وفي غيره لم يذكر للحسن سوى محمد.
3- عمدة الطالب : 252.

محدّثاً ، وأقطعه السفّاح عين خالد بن سعيد.

وعمّر ثماني وخمسين سنة ، ويلقّب بالأزرق ، قال العمري : كان مجدراً ، فلقّب بالأرقط ..

قال أبو نصر البخاري : ومن يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب ، وإنّما يطعنون بشيء آخر جرى بينه وبين جعفر الصادق ؛ يقال : إنّه بصق في وجهه ، فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأمّا نسبه فلا طعن فيه (1).

أعقب محمد الأرقط ابناً يُقال له : إسماعيل ، فقط ، و [أعقب] إسماعيل من اثنين ، وهما : محمد ، والحسين البنفسج.

أما محمد : فله أحمد الدخّ ، وإسماعيل الناصب (2) ، يُنسب إليه بنو الغريق.

وأما الحسين البنفسج : فعقبه من عبدالله ، وأحمد ، وإسماعيل ، [و] لهم أعقاب.

* السبط الثالث :

زيد الشهيد بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

يكنّى أبا الحسن ، يقال له : حليف القرآن ، وأُسطوانة المسجد ؛ لكثرة ق.

ص: 388


1- عمدة الطالب : 252 ، المجدي : 144 ، الشجرة المباركة : 116.
2- وقيل : له المحض ، والدخّ أيضاً ؛ وفي عمدة الطالب : 253 : قال العمري : كان يتظاهر بالنصب ، ويلبس السواد ، ويتقرّب بذلك إلى ابن طولون ، وابنه محمد يقال له : الغريق.

قراءته وصلاته ، وكان محمد الباقر يقول : «اللّهمّ اشدد أزري به» [28 / ب] (1).

وخرج زيد أيّام هشام بن عبد الملك بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومئة ، فلّما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني ، والله إنّي كنت أستحيي من جدّي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أن أَرِدَ عليه الحوضَ غداً ولم آمر في أُمّته بمعروف ولا أَنْهَ عن منكر (2).

وكان قد بايعه من أهل الكوفة خمسة عشر ألف رجل سوى باقي البلاد كواسط والبصرة والمدائن وخراسان والموصل والريّ [وجرجان] والجزيرة ، وتفرّق عنه أصحابه ليلة خرج سوى ثلاثمئة رجل.

ولمّا قُتل أرسلوا برأسه إلى الشام ، [ثمّ] إلى المدينة ، فنُصب عند قبر 7.

ص: 389


1- وروى الكشّي في ترجمة سلمة بن كهيل ، وغيره ، عن سدير الصيرفي ، قال : «دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل وجماعة ، وعنده أخوه زيد بن عليّ ، فقالوا لأبي جعفر : نتولّى علياً وحسناً وحسيناً ، ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : نعم ؛ قالوا : نتولّى أبا بكر وعمر ، ونتبرّأ من أعدائهم؟ فقال لهم زيد : أتتبرّؤون من فاطمة؟!». اختيار معرفة الرجال : 236 رقم 429. وروى في ترجمة هارون العجلي ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال - وقد نظر إلى زيد - : «هذا سيّد أهل بيتي ، والطالب بأوتارهم». اختيار معرفة الرجال : 231 رقم 419. وروى الكليني في الكافي 8 / 264 ح 381 ، عن الصادق عليه السلام قوله : «إنّ زيداً كان عالماً صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه».
2- عمدة الطالب : 256. وانظر أخباره في : تيسير المطالب : الباب السابع منه بالخصوص ، الحدائق الوردية : 137 وما بعدها ، معجم رجال الحديث 8 / 357 رقم 4880 ، مقاتل الطالبيّين : 127 - 151 ؛ وكتب التاريخ ، كتاريخ الطبري 7 / 160 - 173 وص 180 ، والكامل - لابن الأثير - 5 / 229 - 236 وص 242 - 247.

جدّه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوماً وليلة ، وصُلبت جثّته الشريفة عرياناً ، فنسجت العنكبوت على عورته ليومه ، واستمرّ أربع سنين مصلوباً ، فكتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان - وقد ولي الأمر بعد هشام - إلى يوسف بن عمر : «أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد إلى عجل العراق فحرِّقه ، ثمّ انسفه في اليمّ نسفاً». فأنزله وحرّقه ثمّ ذرّاه في الفرات (1) ..

قيل : إنّه قتل وهو ابن اثنتين وأربعين سنة ، وقيل : وهو ابن ثماني وأربعين سنة.

أعقب - رحمه الله تعالى - من ثلاثة رجال ، وهم : الحسين ، وعيسى ، ومحمد.

أمّا ابنه يحيى : وهو الأكبر ، فلم يعقّب ، خرج بعد قتل أبيه حتّى نزل المدائن ، فبعث يوسف بن عمر في طلبه ، فخرج إلى الريّ ، ثمّ إلى نيسابور ، ثمّ إلى سرخس ، فأخذه نصر بن سيّار وقيّده وحبسه ، فكتب الوليد بأن يحذرّه الفتنة و [يخلّي سبيله ، ف] - خلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين.

فخرج إلى الجوزجان ، فاجتمع إليه قوم من أهلها ومن الطالقان ، وهم خمسمئة رجل ، فبعث إليه نصر بن سيّار ، سالم بن أحوز [29 / أ] ، فاقتتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيّام حتّى قُتل جميع أصحاب يحيى وبقي وحده ، فقُتل يوم الجمعة بعد العصر سنة خمس وعشرين ومئة ، وكان عمره ثماني عشرة ن.

ص: 390


1- في عمدة الطالب : 258 : ثمّ ذرّه في الهواء. وفي تاريخ الطبري 7 / 230 : إنّ ذلك كان بعد شهادة ابنه يحيى بالجوزجان.

سنة ، وبعث برأسه الكريم إلى الوليد ، وصلبت جثّته بالجوزجان ، فأرسل الوليد برأسه إلى المدينة فوُضع في حجر أُمّه ريطة بنت أبي هاشم عبدالله ابن محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، فنظرت إليه وقالت : «شرّدتموه عنّي طويلاً ، وأهديتموه إليّ قتيلاً ، صلوات الله عليه بكرة وأصيلاً» (1).

وأمّا الحسين بن زيد الشهيد : ويكنّى أبا عبدالله ، ويقال له : ذو الدمعة ، وذو العبرة ؛ لكثرة بكائه ، مات سنة خمس وثلاثين ومئة ، وقيل : سنة أربعين (2) ، أعقب من ثلاثة ، وهم : يحيى ، والحسين ، وعليّ.

* أمّا عليّ (3) : فعقبه من زيد النسّابة صاحب كتاب المقاتل ، ومنه في اثنين ، وهما : محمد بن [زيد] الشبيه ، والحسين ، ويقال لأولادهما : بنو الشبيه.

* وأمّا الحسين [بن الحسين بن زيد الشهيد : ف] - أعقب من ثلاثة ، وهم : يحيى ، ومحمد ، وزيد ؛ لهم أعقاب (4).

* وأمّا يحيى [بن الحسين بن زيد الشهيد : ف] - أعقب من سبعة ، منهم ثلاثة مقلّون ، وهم (5) : القاسم ، والحسن الزاهد ، وحمزة رحمه الله وأربعة مكثرون ، وهم : محمد الأصغر الأقساسي ، وعيسى ، ويحيى بن يحيى ، وعمر بن يحيى. ..

ص: 391


1- عمدة الطالب : 259 - 260.
2- عمدة الطالب : 261 ، المجدي : 159.
3- عمدة الطالب : 285 ، المجدي : 164 ، تهذيب الأنساب : 206.
4- عمدة الطالب : 284 ، المجدي : 161 ، تهذيب الأنساب : 208.
5- في الأصل : أعقب من سبعة وثلاثين ولداً ، وهم : القاسم ... ؛ فصوّبناه حسب عمدة الطالب : 261. وفي المجدي : 166 : وولد يحيى بن الحسين ... ثمانية وعشرين ولداً ذكراً وأُنثى ...

وقال ابن طباطبا : وأحمد بالمغرب (1).

* أما القاسم : [ف] - عقبه من ابنه محمد ، له عقب يقال لهم : بنو الفرعل.

* وأما الحسن الزاهد (2) : [ف] - عقبه من ابنه محمد ، ينسب إليه بنو الخالصي ، وبنو مكارم ، وبنو ضنك [29 / ب].

* وأمّا حمزة : فله عقب ، من أولاده بنو الأمير ، وبنو المهذّب (3).

* وأمّا محمد [الأصغر] الأقساسي - نسب إلى أقساس ، وهي قرية بقرب الكوفة - : [ف] - أعقب من ثلاثة ، وهم : محمد (4) بن محمد ، وعليّ الزاهد ، وأحمد الموضّح.

* أمّا أحمد [الموضّح] : فله عقب قليل من محمّد ، ويحيى ، وعليّ.

* وعليّ الزاهد : أعقب من ابنيه ، وهما : أبو جعفر محمد ، وأبو الطيّب أحمد ، ويقال لولده : بنو قرّة العين (5).

* وأمّا عيسى بن يحيى [بن الحسين بن زيد الشهيد] : فإنّه أعقب من ستّة رجال ، وهم : أحمد ، ومحمد الأعلم ، والحسين الأحول ، ويحيى ، وزيد ، وعليّ. 1.

ص: 392


1- تهذيب الأنساب : 190.
2- ولقبه في تهذيب الأنساب : 199 : «الفقيه» ، وقال العمري في المجدي : 169 : كان فقيهاً زاهداً ، مات سنة 267.
3- عمدة الطالب : 262 - 263 ، المجدي : 167 ، تهذيب الأنساب : 201.
4- محمد بن محمد الأقساسي : قد مات أبوه محمد الأقساسي عنه وهو حمل في بطن أُمّه فسمّي باسمه وعرف بالأقساسي. عمدة الطالب : 263.
5- لاحظ : عمدة الطالب : 264 ، تهذيب الأنساب : 191.

فممّن ينتسب إليه : بنو الغلق ، وبنو الأبرز [ظ] ، وبنو أبي تغلب ، وبنو ناصر ، وبنو الحطب ، وبنو عيسى ، وبنو المقري (1).

* وأمّا يحيى بن يحيى [بن الحسين بن زيد الشهيد : ف] - أعقب من تسعة ، وهم : علي كتيلة ، وأبو عبدالله (2) الحسين سخطة ، وأبو الفضل العباس ، وأبو أحمد طاهر ، والحسن ، وموسى ، وإبراهيم ، والقاسم ، وجعفر ؛ لهم أعقاب.

فممّن ينسب إليه : بنو كاس ، وبنو كريز (3) ، وبنو أحمد بكر (4) ، وبنو فليتة ، وبنو سخطة ، وبنو المجاديقي (5) ، وبنو السدري ، وبنو الصابوني ، وبنو زين الشرف ، وبنو مقبل ، وبنو أبي الحمراء ، وبنو الشويكة (6) ، وبنو أبي الفضائل ، وبنو المطروق (7) ، وبنو عدنان ، وبنو أبي الفتوح ، وبنو كتيلة.

* وأمّا عمر بن يحيى [بن الحسين بن زيد الشهيد : ف] - عقبه (8) من رجلين ، وهما : أحمد المحدّث ، وأبو منصور محمد ؛ وكان له عدّة أولاد 3.

ص: 393


1- عمدة الطالب : 264 - 266 ، الشجرة المباركة : 132 - 133 ، تهذيب الأنساب : 193 - 197.
2- كذا في سائر المصادر ، منها عمدة الطالب : 267 ، وكان في الأصل : أبو العبّاس.
3- في عمدة الطالب : 268 : كزبر ، وبهامشها : «وفي بعض المخطوطات بالياء».
4- كذارحمه الله وفي عمدة الطالب : 268 : أحمدين.
5- في عمدة الطالب : 269 : المحاذيقي ؛ وفي نسخة منها وضع بين قوسين : (المخادنقي) ، وفي المتن قال : «وقيل : هو المحادنقي» ، وفي لباب الأنساب 1 / 300 : المخادعي ، وفي الشجرة المباركة : 136 والفخري : 49 : المجادعي ، وفي الإكمال : المجاديعي.
6- في عمدة الطالب : 271 : الشوكية.
7- في عمدة الطالب : 271 : المطروف.
8- عمدة الطالب : 273.

أُخر ، منهم :

* أبو الحسين يحيى بن عمر : وكان من أزهد الناس ، وكان مثقل الظهر بالطالبيّات ، يعولهنّ ويجهد نفسه في برّهنّ ، لحقه ذلّ امتعَض منه فخرج داعياً إلى [30 / أ] الرضا من آل محمد في أيّام المستعين بالله سنة ثمان وأربعين ومئتين ، فحاربه [محمد بن] عبدالله بن طاهر [فقُتل سنة 250 ، وحُمل رأسه إلى سامرّاء ، ولمّا حُمل رأسه إلى محمد بن عبدالله ابن طاهر] ، جلس بالكوفة (1) للهناء ، فدخل أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقال له :

إنّك لتُهَنّأ بقتل رجل لو كان رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حياً لعُزّي به ؛ ثمّ خرج وهو يقول :

يا بني طاهر كلوه وبياً (2)

إنّ لحمَ الرسول غيرُ مَرِيّ

إنّ وتراً يكون طالبه اللّ-

-ه لوترٌ بالفوتِ غيرُ حَرِيّ

وكان أبو الحسين يحيى من أكابر أئمّة الزيدية ، ولا عقب ليحيى هذا ، وربّما غلط كثير من الناس فانتسب إليه.

* وأمّا أبو منصور محمد : [ف] -له عقب ، وينسب إليه : آل شيبان.

* وأمّا أحمد المحدّث : [فقد] أعقب من :

أبي عبدالله الحسين النسّابة النقيب وحده (3) : وهو أوّل من تولّى النقابة على الطالبيّين (4) ، وذاك لمّا حضر عند المستعين بالله التمس منه أن 1.

ص: 394


1- في مقاتل الطالبيّين : 509 : ببغداد.
2- وفي عمدة الطالب : 273 : مريئاً ، وما في المتن موافق لتاريخ الطبري 11 / 90.
3- تهذيب الأنساب : 193.
4- عمدة الطالب : 274 ، وتجد بعض ما هنا في العمدة ، وفيه أيضاً : أنّه ورد العراق من الحجاز سنة 251.

يكون الحاكم على الطالبيّين رجلاً منهم يطيعونه ويعرف أقدارهم ومنازلهم ، ولا يحكم فيهم أتراك بني العباس ، فاستصوب الخليفة رأيه ، وجمع من كان هناك من الطالبية وأمرهم بأن يختاروا مَن يولّيه عليهم ، فقالوا : حيث إنّ الحسين رأى هذا الرأي فإنّا نختاره ، فولي النقابة عليهم.

وعقبه من ولده يحيى (1) ، وليحيى اثنان ، وهما : أبو عليّ عمر ، وأبو محمد الحسن الفارس.

أمّا أبو عليّ : فحجّ بالناس أميراً ، وعلى يده ردّت القرامطة الحجر الأسود (2) ، وكان أبو طاهر القرمطي قد أخذه من مكانه وذهب به إلى الأحساء ، وبقي عندهم اثنين وعشرين سنة ، إلى أن سعى هذا السيّد الجليل في ردّه ، وذهب مع جماعة إليهم ، وأخذ الحجر منهم وجاء به إلى [30 / ب] الكوفة ، وعلّقه على بعض أساطين المسجد إلى زمان الحجّ ، ثمّ ذهب به إلى مكّة المشرّفة ، فجُعِلَ مكانَه.

وكان له سبعة وثلاثون ولداً ، منهم أحد وعشرون ذكوراً.

وينسب إليه : بنو شكر ، وبنو أُسامة - وقيل : انقرضوا - ، وبنو التقي ، وبنو عبد الحميد ، وبنو خزعل ، وبنو فضائل ، وبنو نصر الله ، وبنو الدبّاغ (3) ، وبنو الجعفرية ، وبنو الطوير (4).ى.

ص: 395


1- وزيد المعروف بعمّ عمر ؛ كما في تهذيب الأنساب : 193 ، والمجدي : 172. وفي عمدة الطالب : 274 : انقرض بعد ذيل طويل.
2- سنة 339 ، كما في عمدة الطالب : 275.
3- في عمدة الطالب : 283 : الدماغ.
4- عمدة الطالب : 275 - 284 ، وقد خلط المصنّف هنا بين أنساب عمر بن يحيى ابن حسين ، وبين أخيه أبي محمد الحسن بن يحيى بن الحسين ؛ فراجع العمدة ، فبنو فضائل ... إلى آخره ، هم من ذرّية الحسن بن يحيى.

وأمّا أبو يحيى عيسى - مؤتم الأشبال - بن زيد الشهيد : لقّب به لأنّه قتل أسداً ذا أشبال ، وكان في غاية الشجاعة ، وكان حامل راية إبراهيم ابن عبدالله المحض - قتيل «باخمرى» - حين خروجه ، واستخفى بعد قتله.

قيل : مات في زمن المهدي (1) ، وكان بعض أيّام اختفائه يستسقي الماء على جمل بالأُجرة لصاحب الجمل ، وكان قد تزوّج امرأة بالكوفة لا تعرفه فولدت له بنتاً ، وكبرت البنت وكان لمستأجره ولد قد شبّ ، فأجمع رأيه أن يزوّج ابنه بابنة عيسى لِما رأى من صلاحه وعبادته وهو لا يعرفه إلاّ أجيره السقّاء ، وذكر ذلك لامرأة عيسى فاستبشرت ، وذكرت ذلك لزوجها ولا تعرفه إلاّ السقّاء ، فتحيّر عيسى في أمره ولم يدرِ ما يصنع ، فدعا الله تعالى على ابنته ، فماتت وتخلّص من تلك الورطة ، فلمّا ماتت بكى عليها عيسى وجزع جزعاً شديداً ، فقال له بعض أصحابه : أتبكي على بنت؟! فقال : والله أبكي لأنّها ماتت ولم تعلم أنّها من ذرّية رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

مات عيسى بالكوفة مختفياً وله ستّون سنة (2) ، وقيل : كانت وفاته سنة ستّ (3) وستّين ومئة ، وقيل : كان عمره ستّاً وأربعين سنة (4) [31 / أ].

أعقب عيسى من أربعة رجال ، وهم : أحمد المختفي ، وزيد ، 6.

ص: 396


1- وفي المجدي : إنّه مات في الاستتار أيّام الرشيد.
2- عمدة الطالب : 286.
3- والمعروف : تسع. وله ترجمة في مصادر شتّى ، ولاحظ : عمدة الطالب : 285 - 289 ، ومقاتل الطالبيّين : 343 - 349.
4- المجدي : 186.

ومحمد ، والحسين غضارة (1).

* أمّا أحمد المختفي : فكان من أهل الفضل ، وكان قد خرج ، فأُخِذَ وحُبس ، وخلص فاختفى إلى أن مات بالبصرة (2).

أعقب من رجلين ، وهم : عليّ ، ومحمد المكفل ؛ لهما عقب.

* وأمّا زيد : فأعقب من : أحمد ، ومحمد ، والحسن ؛ لهم عقب (3).

* وأمّا محمد : [ف] - له عقب من ولده محمد (4).

* وأمّا الحسين غضارة : [ف] - له أربعة أولاد ، وهم : محمد ، وأحمد الحَرّي (5) ، وعليّ ، وزيد ؛ لهم عقب.

وينسب إليه : أبو [عليّ محمد] المعمّر قاضي المدينة ، عاش مئة وعشر سنين (6) ، والزيود ، وبنو كاحل.

وأمّا محمد بن زيد الشهيد بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - : [فقد] أعقب من رجل واحد ، وهو أبو عبدالله جعفر الشاعر (7) ، فأعقب جعفر الشاعر من0.

ص: 397


1- عمدة الطالب : 289.
2- سنة 247 ، ومولده سنة 158.
3- تهذيب الأنساب : 215.
4- كذا في النسخة ، وفي عمدة الطالب : 294 ، والشجرة المباركة : 143 : «من ولده عليّ العراقي» ، وأضاف في المجدي : 189 : «جعفر ، وإسماعيل ، والحسين» ، وفي الفخري : 45 : «الحسن ، وأحمد».
5- نسبة إلى الحرّة بالمدينة ؛ الشجرة المباركة : 144.
6- في عمدة الطالب : 297 : مئة وعشرين سنة ؛ وقد عدّه صاحب العمدة من أولاد أحمد الحرّي ، وهكذا الزيود ، وبني كامل ، وفيه : «بنو جاجك» بدل «بنو كاحل».
7- عمدة الطالب : 300.

ثلاثة ، وهم : محمد الخطيب ، وأحمد سكين ، وقاسم ؛ لهم أعقاب.

ينسب إليه : بنو جدّة ، وبنو المرتعش.

ومن شعر عليّ بن محمد الخطيب [بن جعفر الشاعر بن محمد بن زيد الشهيد ، المعروف بالحمّاني] :

وإنا لتصبح أسيافُنا

إذا ما اصطبحن بيوم سفوك

منابرهنّ بطون الأكفّ

وأغمادهنّ رؤوسُ الملوك

وله :

لنا من هاشم هضبات عزٍّ

مُطَنبةٌ بأوتادِ (1)

السماءِ

تطيف بنا الملائكُ كلّ يوم

ونكفَل في حجورِ الأنبياءِ

ويهتزّ القوامُ (2)

لنا ارتياحاً

ويلقانا صفاه بالصفاءِ

* السبط الرابع :

عمر الأشرف ابن عليّ زين العابدين بن الحسين [31 / ب] بن عليّ ابن أبي طالب ، رضي الله عنهم أجمعين.

وهو أخو زيد الشهيد لأبويه ، وأسنّ منه ، ويكنّى : أبا عليّ ، وقيل : أبا حفص ، وكان محدّثاً فاضلاً (3).

أعقب من رجل واحد ، وهو عليّ الأصغر المحدّث (4) ، والعقب منه =

ص: 398


1- في عمدة الطالب : 301 : بأبراج.
2- في عمدة الطالب : 301 : المقام.
3- عمدة الطالب : 305 ، المجدي : 148 ، الشجرة المباركة : 121.
4- قال الرازي في الشجرة المباركة : 121 : «ومحمد الأكبر المضياف ، والعدد في =

في ثلاثة ، وهم : القاسم ، وعمر الشجري ، وأبو محمد الحسن (1).

* فالعقب من القاسم : في ابنه [أبي] جعفر [محمد] الصوفي الصالح - الخارج بالطالقان - وحده ، [و] له أعقاب ، وقيل : انقرض.

* والحسن : له ابنه عليّ (2) ، فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم :

* أبو عليّ أحمد الصوفي المصنّف.

* وأبو عبدالله الحسين الشاعر المحدّث.

* وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش ؛ إمام الزيدية ، ملك الديلم ، صاحب المقالة ، إليه تنسب الناصرية من الزيدية ، ورد الديلم سنة تسعين ومئتين وكان بطبرستان ، فلمّا غلب رافعٌ عليها أخذه وضربه ألف سوط فطرش ، وأقام بأرض الديلم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام أربع عشرة سنة ، ودخل طبرستان في جمادى الأُولى سنة إحدى وثلاثمئة فملكها ثلاث سنوات وثلاثة شهور ، وتلقّب : الناصر للحقّ ، وأسلموا على يده وعظم أمره ، توفّي بآمل عن سبع وتسعين سنة (3) ، له عقب.

* وعمر الشجري ، له عقب. 4.

ص: 399


1- عمدة الطالب : 305.
2- كذا في الأصل ، وهو تلخيص مخلّ ، وفي عمدة الطالب : 307 : وأمّا الحسن : فأعقب من ثلاثة : عليّ ، وجعفر ، ومحمد ، فأمّا عليّ فأعقب من ثلاثة.
3- كذا ؛ وفي عمدة الطالب : 308 : تسع وتسعون ، وقيل : خمس ؛ وفي الشجرة المباركة : 122 : تسع وسبعون ؛ وفي الحدائق الوردية 2 / 41 : أربع وسبعون ، وكانت وفاته في شعبان سنة 304.

* السبط الخامس :

أبو عبدالله الحسين الأصغر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنهم أجمعين.

كان عفيفاً ، محدِّثاً ، عالماً ، توفّي سنة سبع وخمسين ومئة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع ، وعقبه عالَم كثير بالحجاز والعراق والشام [32 / أ] وبلاد العجم والمغرب (1) ، منهم أُمراء المدينة ، وسادات العراق ، وملوك الريّ.

أعقب من خمسة رجال ، وهم : عبيدالله الأعرج ، وعبدالله ، وعليّ ، وأبو محمد الحسن ، وسليمان.

أمّا سليمان بن [الحسين] الأصغر : فأعقب من ابنه سليمان بن سليمان ، وعقبه بالمغرب يقال لهم : الفواطم (2).

[و] أمّا أبو محمد الحسن بن [الحسين] الأصغر : [ف] -عقبه من ابنه محمد ، وهو من : عبدالله ، ولعبدالله : محمد السليق (3) ، وعليّ المرعش ، وعقبهما كثير ببلاد العجم (4).

[و] أمّا عليّ بن [الحسين] الأصغر : [ف] - أعقب من ثلاثة ، وهم : 8.

ص: 400


1- عمدة الطالب : 311 ، المجدي : 194 ، وغيرهما.
2- عمدة الطالب : 312 ، المجدي : 211 ، الشجرة المباركة : 162.
3- كذا في الفخري : 74 ، والمجدي - في بعض نسخه - : 209 ؛ وفي عمدة الطالب : 313 ، والشجرة المباركة : 168 ، وتهذيب الأنساب : 248 ، ولباب الأنساب 1 / 265 ، وغيرها : «السيلق».
4- عمدة الطالب : 312 - 313 ، الشجرة المباركة : 168.

عيسى الكوفي ، وأحمد حقينة ، وموسى حمّصة ؛ لهم أعقاب (1).

[و] أمّا عبدالله [بن الحسين] الأصغر : - [وقد] مات في حياة أبيه - فعقبه من جعفر صحصح وحده ؛ وكان له عترة انقرضوا (2).

[و] ابنته : زينب بنت عبدالله ، تزوّجها الرشيد وفارقها ليلة دخولها ، وذلك أنّه بعث إليها ليلة أراد الدخول بها خادماً ومعه تكّة ، يريد أن يربطها بها لئلاّ تمتنع على الرشيد ، فلمّا دنا الخادم منها رفسته برجلها فكسرت ضلعين من أضلاعه ، فخافها الرشيد ولم يدخل بها ، وردّها من غد إلى الحجاز ، وأجرى عليها في كلّ سنة أربعة آلاف مثقال ، فأدرّها المأمون بعد ذلك (3).

* فأعقب جعفر صحصح ابن عبدالله بن الحسين الأصغر من ثلاثة ، وهم : محمد العقيقي ، وإسماعيل [المنقذي ، وأحمد] المنقذي ، ويقال لعقبهما : المنقذيّون ، سُمّوا بذلك لأنّهم سكنوا دار منقذ بالمدينة فنسبوا إليها (4) ، وبنو محمد العقيقيون لهم أعقاب.

وينسب إليه (5) : بنو ميمون ، وآل البكري ، [23 / ب] وآل عدنان.

وأمّا عبيدالله الأعرج ابن الحسين الأصغر : ويكنّى أبا عليّ ، وكان في إحدى رجليه نقص (6) ، ووفد على أبي العباس السفّاح فأقطعه ضيعة 8.

ص: 401


1- عمدة الطالب : 315 ، تهذيب الأنساب : 243 ، الشجرة المباركة : 163 ، وغيرها.
2- أي كان لعبدالله عترة من غير جعفر انقرضوا ؛ انظر : عمدة الطالب : 316 ، تهذيب الأنساب : 236 ، الشجرة المباركة : 159 ، والمجدي : 206.
3- المجدي : 206.
4- عمدة الطالب : 317 ، الفخري : 71.
5- بل إلى أخيه إسماعيل المنقذي ، كما في عمدة الطالب : 317.
6- فلذا سمّي الأعرج ، عمدة الطالب : 318.

بالمدائن تغلّ في السنة ثمانين ألف درهم.

وكان عبيدالله قد تخلّف عن بيعة النفس الزكيّة محمد بن عبدالله المحض لمّا خرج بالمدينة ، فحَلف محمد إن رآه لَيقتله ، فلمّا جيء به إليه غمّض محمد عينيه مخافة أن يحنث.

وتوفّي عبيدالله في حياة أبيه ، وهو ابن سبع وثلاثين سنة ، وقيل : ابن ستّ وأربعين سنة ، وانقسم عقبه بطوناً وأفخاذاً وعشائر.

أعقب من أربعة رجال ، وهم : جعفر الحجّة ، وعليّ الصالح ، ومحمد الجوّاني ، وحمزة مختلس الوصية (1).

* أمّا حمزة مختلس الوصية ابن عبيدالله الأعرج : [فقد] أعقب من ثلاثة رجال ، وهم : محمد ، والحسين ، وعليّ ، وكان [له :] عبيدالله ، لم يطل ذيله.

* فمحمد [بن حمزة] : يقال له : الحرون ، أعقب من رجلين ، وهما : أبو عليّ [إبراهيم الأزرق] ، يلقّب بسنّور (2) أبيه له عقب ببلاد العجم ، والحسين الحرون (3) كان أحد الأبطال ، مات في حبس الموفّق (4) العباسي. 5.

ص: 402


1- عمدة الطالب : 319 ، تهذيب الأنساب : 222.
2- ذكره المروزي في الفخري : 65 ، وفخر الدين الرازي في الشجرة المباركة : 155 ، وابن عنبة في عمدة الطالب : 319. وله من الأولاد المعقّبين : أحمد ، وأبو طالب ، والحسين ، وعبيدالله ، وعليّ.
3- انظر ترجمته في : مقاتل الطالبيّين : 521 ، لباب الأنساب 1 / 250 وص 415 وص 459 ، وغيرهما. توفّي سنة 271 ، ولا عقب له ، وقد خلط المصنّف هنا فصوّبناه بما أضفناه.
4- هذا هو الصواب ، وكان في الأصل : المهدي. انظر : مقاتل الطالبيّين : 665 ، ولباب الأنساب 1 / 415.

* و [أمّا الحسين بن حمزة : ف] - يكنّى بأبي الشقف (1) ، له عقب من ابنه محمد ، منهم : بنو ميمون ، وبنو حمزة (2).

* وأمّا عليّ بن حمزة : فأعقب من عليّ بن عليّ ، وله عقب (3) ، وقيل : انقرض.

* وأمّا محمد الجوّاني بن عبيدالله الأعرج : - والجوّانية قرية بالمدينة ينسب إليها ، وكان رجلاً كريماً ، [33 / أ] توفّي وله اثنتان وثلاثون سنة - [ف] - له عقب من ولده الحسن ، [و] له [أيضاً] عقب (4).

* وأمّا عليّ الصالح (5) بن عبيدالله الأعرج : [فقد] أعقب من رجلين ، وهما : عبيدالله الثاني ، وإبراهيم الصالح.

* [أمّا إبراهيم : ف] - أعقب من ثلاثة ، وهم : أبو محمد الحسن ، وعليّ قتيل سامرّاء ، وأبو عبدالله الحسين.

* أمّا الحسن [بن إبراهيم بن عليّ : ف] - أعقب من ابنه محمد ، ة.

ص: 403


1- في الأصل : «الشغف» ؛ وفي الشجرة المباركة : 155 ، والفخري : 65 ، ولباب الأنساب 1 / 270 : «الشفف» ؛ فصوّبناه حسب سائر المصادر كعمدة الطالب : 319 ، والمجدي : 202.
2- انظر : عمدة الطالب : 319 ، تهذيب الأنساب : 230 ، المجدي : 202 ، الشجرة المباركة : 155.
3- عمدة الطالب : 319 ، تهذيب الأنساب : 230.
4- عمدة الطالب : 319 - 320 ، تهذيب الأنساب : 229 ، المجدي : 195 - 196 ، الشجرة المباركة : 154 ، الفخري : 64 ، وفيهما : «حسين».
5- عمدة الطالب : 321 ، تهذيب الأنساب : 222 - 223 ، معجم رجال الحديث 12 / 87 رقم 8301. وفي الحديث : إنّ الرضا عليه السلام عبّر عن عليّ بن عبيدالله هذا بالزوج الصالح ، وقال حين عاده : «إنّه وزوجه وبنته في الجنّة» ، وكان كوفياً ورعاً من أهل الفضل والزهد ، مستجاب الدعوة.

ومنه في ثلاثة ، وهم : أبو محمد الحسن المحترق ، وأبو طالب حمزة ، وأبو عبدالله جعفر.

ينسب للحسن : بنو المحترق ، وبنو طفيطفة ، والبقية لهم أعقاب.

* وأمّا عبيدالله الثاني بن عليّ الصالح بن عبيدالله الأعرج : [فقد] أعقب من ابنه أبي الحسن عليّ وحده ، ومنه [في] رجلين ، وهما : عبيدالله الثالث ، وأبو جعفر محمد.

* فأبو جعفر محمد بن عليّ : عقبه من إبراهيم (1) ، ويعرف منهم بالكوفة بنو قاسم (2).

* وعبيدالله الثالث : أعقب من ثلاثة ، وهم : أبو جعفر [محمدج النقيب (3) ، وأبو الحسن [عليّ] قتيل اللصوص ، وأبو الحسين محمد الأشتر أمير الحاجّ.

* أمّا أبو جعفر محمد [بن عبيدالله الثالث] : فعقبه من ابنه الحسن (4) النعجة ، ويقال لولده : بنو النعجة.

* وأما عليّ قتيل اللصوص : [فقد] أعقب من ثلاثة ، وهم : أبو القاسم الحسين الجمّال ، الملقّب صندلاً ، ويدعى قاسماً ، وأبو عليّ ».

ص: 404


1- والقاسم ، كما في تهذيب الأنساب : 235 ، لكن قيل : إنّ إبراهيم هو القاسم ، كما في عمدة الطالب : 322.
2- وهم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الأشلّ ؛ وإبراهيم هذا هو ابن محمد بن عبيدالله الثالث ، كما في عمدة الطالب : 322 ، إلاّ أنّه استظهر بالتالي أنّ إبراهيم يعرف بالقاسم ، وبنو القاسم نسبة إليه.
3- كذا في المجدي : 199 ؛ وفي تهذيب الأنساب : «الضبيب» ، وفي عمدة الطالب : 322 : «الصبيب» ، وفي الشجرة المباركة : 185 : «الصليب».
4- كذا في تهذيب الأنساب : 227 ، والشجرة المباركة : 159 ، وفي عمدة الطالب : 322 : «الحسين».

عبيدالله ، وأبو محمد الحسن ، يلقّب العزي (1) ، وبه يعرف عقبه ، وينسب إليه : بنو شقشق (2).

* وأمّا الأمير أبو الحسين محمد الأشتر : وهو ممدوح أبي الطيّب المتنبّي بقصيدة داليّة مطلعها [33 / ب] :

أهلاً بدارٍ سباك أغيدُها

أبعد ما بان عنك خُرّدُها

تاجُ لؤيّ بن غالب وبهِ

سما لها فرعُها ومَحْتِدُها

خيرُ قريش أباً وأمجدُها

أكثرُها نائلاً وأجوَدُها

أفرسُها فارساً وأطولُها

باعاً ومغوارُها وسيّدُها

أطعَنُها بالقنا وأضرَبُها

بالسيفِ جحجاحُها مسوّدُها

شمسُ ضحاها هلالُ ليلتها

دُرّ تقاصير [ها] زَبَرْجَدُها (3)

أعقب وأنجب ، وكان له نيّف وعشرون ولداً ، أعقب منهم ثمانية ، وهم : أبو عليّ محمد أمير الحاجّ ، وعبيدالله الرابع ، وأبو الفرج محمد ، وأبو العباس أحمد - يلقّب البن (4) - ، وأبو الطيّب الحسن ، وأبو القاسم حمزة - يلقّب سرطم (5) - ، والأمير أبو الفتح محمد - المعروف [ب] - ابن صخرة - ، وأبو المرجا (6) محمد ؛ لهم أعقاب. ا.

ص: 405


1- ومثله في عمدة الطالب : 323 ؛ وفي تهذيب الأنساب : 227 : «الغري» ، وفي لباب الأنساب 1 / 286 : «الفري».
2- كذا في عمدة الطالب : 323 ؛ وفي تهذيب الأنساب : 227 : «سقسق» ، وكان في الأصل هنا : «شفق».
3- ديوان المتنبّي : 42 في قصيدة ذات 42 بيتاً ، وانظر : عمدة الطالب : 322 ، المجدي : 200 ، تهذيب الأنساب : 226 ، الشجرة المباركة : 158 ، والفخري : 67.
4- وفي تهذيب الأنساب : 226 : الثن.
5- وفي عمدة الطالب : 323 : شوصة.
6- وكذا في الفخري : 68 ؛ وفي عمدةّ الطالب : 323 : الرجا.

وينسب إليهم : بنو العباس (1) ، وبنو العشر (2) ، وبنو المكانسة (3) ، وبنو عزام (4) ، وبنو عجيبة ، وبنو الصائم ، وبنو مقلاع ، وبنو حميد (5) ، وبنو طبيق ، وبنو الأسود ، [و] ولد أبي الحجوج ، وبنو القراش (6) ، وآل الفاخر ، وآل أبي المجد ، وبنو مصابيح ، وبنو مهنّا ، وبنو المختار ، وبنو [أبي] حبيبة.

* وأمّا جعفر الحجة بن عبيدالله الأعرج : وهو من أئمّة الزيديّة ، كان له شيعة يسمّونه الحجّة ، كان القاسم الرسّي ابن إبراهيم طباطبا يقول : «جعفر بن عبيدالله إمام ، وهو من آل محمد (7)» ، وكان فصيحاً ، وفي وُلده الإمارة بالمدينة ، ومنه ملوك بلخ ونقباؤها ، أعقب من اثنين ، وهما : الحسن والحسين.

* أمّا الحسين بن جعفر الحجّة (8) : دخل بلخ وأعقب بها ملوكاً ونقباء ، منهم : السيّد الفاضل أبو عليّ عبيدالله (9) بن عليّ بن الحسن بن ا.

ص: 406


1- وفي عمدة الطالب : 324 : بنو عيّاش بن محمد بن معمر بن أبي الرجاء محمد.
2- وفي عمدة الطالب : 324 : أحمد الغش بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن محمد أبي الفتح بن الأشتر.
3- وفي عمدة الطالب : 326 : المكانسية.
4- في عمدة الطالب : 326 : غرام.
5- وفي عمدة الطالب : 327 : اجتهد.
6- أو الفراشرحمه الله وفي عمدة الطالب : 328 : بنو العرش.
7- في عمدة الطالب : 230 : من أئمّة آل محمد.
8- توفّي سنة 226 ، كما في المجدي : 203.
9- لم يرد ذكره في العمدة ، والظاهر أنّه ممّا سقط من المطبوعة ، فلاحظ ص 331. وقد ذكر اسمه فخر الدين الرازي في الشجرة المباركة : 152 ، والمروزي في الفخري : 61 و 62 ، وتهذيب الأنساب : 230 و 231 ، ولم أجد له ترجمة في كتب الرجال والأنساب ؛ فهذه الترجمة فريدة هنا.

الحسين [34 / أ] المذكور ، قتله الداعي ابن زيد الحسني ، وكان قد انهزم هو والحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبدالله الباهر من قزوين ، وكان الداعي قد ولاّهما تلك البلاد ، فجاء موسى سريعاً من بغداد فهربا منه إلى طبرستان ، فدعاهما الداعي يوم السبت لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ومئتين ، فألقاهما في بركة ماء فماتا وغرقا ، ثمّ إنّه أخرجهما وألقاهما في سرداب ، فبقيا فيه حتّى دخل يعقوب ابن الليث طبرستان ، وانهزم الداعي عنه إلى أرض الديلم ؛ فأخرجهما ودفنهما.

ولعبيدالله هذا ولد اسمه محمد ، وله عقب (1).

* وأمّا الحسن بن جعفر الحجّة : ويكنّى أبا محمد ، وكان رجلاً جواداً (2) ، فأعقب من أبي الحسين يحيى النسّابة ، وهو أوّل من جمع كتاباً في نسب آل أبي طالب ، وله فضائل ، وله أولاد سادة لهم ذيل طويل (3) ، فأعقب يحيى بن الحسن من سبعة رجال ، وهم : طاهر ، وعليّ ، وأبو العباس عبدالله ، وأبو إسحاق إبراهيم ، وأبو الحسن محمد الأكبر العالم ، وأحمد الأعرج ، وأبو عبدالله جعفر (4).

* أمّا أبو عبدالله جعفر بن يحيى النسّابة : [ف] - له : القاسم ، ومحمد ، ويعقوب ، وعبيدالله ؛ لهم أعقاب (5). 1.

ص: 407


1- تهذيب الأنساب : 231 ، الشجرة المباركة : 152 ، الفخري : 62.
2- في المجدي : 203 : توفّي سنة 221 ، وله 37 سنة.
3- المجدي : 203 ، الفخري : 58 ، تهذيب الأنساب : 231. توفّي سنة 277.
4- عمدة الطالب : 331 ، وغيرها.
5- تهذيب الأنساب : 234 ، الشجرة المباركة : 151.

* وأمّا أحمد الأعرج : فعقبه قليل ، من ابنه عبدالله (1).

* وأمّا أبو الحسن [محمد] الأكبر العالم : فمِن وُلده أبو الحسن يحيى بن محمد ، يلقّب ميموناً ، له عقب (2).

* وأمّا أبو إسحاق إبراهيم [بن يحيى] : فله عقب ، منهم : أبو جعفر محمد ، ويحيى ، وعليّ ؛ أعقبوا (3).

* وأمّا أبو العباس عبدالله : [ف] - أعقب من جماعة ، منهم : أبو الحسين يحيى ، وله عقب (4).

* وأمّا عليّ بن يحيى النسّابة : [ف] - عقبه من ابنه أحمد الزائر ، له عقب.

ينسب إليه : [34 / ب] بنو عكمة ، وبنو عكون (5) ، وبنو فوارس ، وبنو غيلان ، وبنو الأعرج.

* وأمّا طاهر بن يحيى النسّابة : ويكنّى أبا القاسم ، وكان محدّثاً فاضلاً جليلاً ، بحيث إنّ كلاًّ من إخوته يعرف بأخي طاهر ، وبنيهم يعرف [ون] ببني أخي طاهر ، وله عقب كثير ، وفيهم الإمارة بالمدينة ، أعقب من ستّة رجال ، وهم : أبو عليّ عبيدالله ، وفي ولده الإمارة في المدينة ، وأبو محمد الحسن ، وأبو عبدالله الحسين ، وأبو جعفر محمد ، وأبو يوسف يعقوب ، وأبو الحسين يحيى ، يلقّب [ب] - الشويخ ، ويدعى ن.

ص: 408


1- تهذيب الأنساب : 235 ، وفي عمدة الطالب : 331 : وأمّا أحمد الأعرج : فعقبه قليل ، منهم القاسم بن أحمد.
2- تهذيب الأنساب : 234.
3- تهذيب الأنساب : 234.
4- تهذيب الأنساب : 233 ، الشجرة المباركة : 151.
5- في عمدة الطالب : 332 : عكّة ، وبنو علوان.

مباركاً.

ولم يذكر [شيخ] الشرف العبيدلي الحسن ويعقوب في المعقّبين (1).

* أمّا أبو الحسين يحيى بن طاهر : [ف] - له عقب ، منهم : أبو القاسم محمد ، له عقب (2).

* وأمّا أبو جعفر محمد بن طاهر : [ف] - له عقب ، وهو عياش (3).

* وأمّا أبو عبدالله الحسين بن طاهر : [ف] - له عقب من عبدالله ، الملقّب بعرفة ، ويقال لولده : آل عرفات ، ومن غيره (4).

* وأمّا أبو محمد الحسن بن طاهر : فمن ولده : [بنو شقائق ، وهو] محمد بن عبدالله بن سليمان بن الحسن بن طاهر [بن الحسن ، وطاهر] المذكور [هو] الممدوح من المتنبّي بقصيدته ، وهي هذه :

أعيدوا صباحي فهو ليل الحبائبِ

وردّوا رقادي فهو عند الكواعبِ (5)

[ومنها :]

إذا علويٌّ لم يكن مثل طاهر

فما ذاك إلاّ حجة للنواصبِ (6)

وقد انقرض طاهر هذا ، والله أعلم. ن.

ص: 409


1- عمدة الطالب : 334 ، تهذيب الأنساب : 232 ، الشجرة المباركة : 149.
2- تهذيب الأنساب : 233.
3- عمدة الطالب : 334 ، تهذيب الأنساب : 233 رحمه الله وكنية محمد فيها : أبو عبدالله ، المجدي : 204 عند ذِكر حفيده محيّا بن عياش.
4- عمدة الطالب : 334 ، الشجرة المباركة : 151 ، المجدي : 205.
5- في ديوان المتنبّي : 189 : أعيدوا صباحي فهو عند الكواعبِ وردّوا رقادي فهو لحظُ الحبائبِ
6- ديوان المتنبّي : 191 ؛ وفيه : «فما هو» ، عمدة الطالب : 335 ، الشجرة المباركة : 150 ، والقصيدة في أربعين بيتاً ، وكان في الأصل : «نسل طاهر» ، فصوّبناه حسب العمدة والديوان.

* وأمّا أبو عليّ عبيدالله بن طاهر : ومنه الأُمراء بالمدينة ، [فقد] أعقب من ثلاثة رجال ، وهم : الأمير أبو أحمد القاسم ، وأبو جعفر مسلم سيّد الناس - اسمه محمد - ، وأبو الحسن إبراهيم.

[أمّا أبو الحسن إبراهيم] : فولده مسلم ، له عقب (1).

وأمّا أبو جعفر مسلم : [فقد] كان أميراً جمّ المحاسن ، روى كتاب الزبيري في النسب (2).

وأمّا الأمير أبو أحمد القاسم بن عبيدالله بن طاهر : [35 / أ] فأعقب [من خمسة ، وهم : عبدالله ، وموسى ، والحسن ، وجعفر ، وداود.

فأمّا أبو هاشم داود : فأعقب] (3) من أربعة رجال ، وهم :

الأمير أبو عمارة المهنّا ، واسمه حمزة.

والحسن الزاهد (4).

وأبو محمد هاني ، اسمه سليمان.

والحسين ، أمّا من ينسب إليه : فالمخايطة ، وهم من الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين ، لُقّب بالمخيط لأنّه كان يبرئ المكلوب ، وكان إذا أُتي بمكلوب إليه يقول : «ايتوني بمخيط» فلقّب بذلك. د.

ص: 410


1- عمدة الطالب : 335 ، الفخري : 60.
2- عمدة الطالب : 335 ، تهذيب الأنساب : 232 ، الفخري : 59 ، الشجرة المباركة : 149 ، المجدي : 205. وكان في النسخة ، وفي العمدة : «كتاب الزهري» ؛ فصوّبناه حسب المجدي.
3- من عمدة الطالب : 336 ، وغيرها ، فلاحظ : تهذيب الأنساب : 232 ، والمجدي : 204.
4- في الشجرة المباركة : 150 : الحسين الزاهد.

وبنو خزعل (1) ، وبنو كثير يقال لهم : الكثرا ، وآل رميح (2) ، والوحاحدة ، ومنهم الحمزات ، والمناصير ، والمهانية ، والجمامزة ، وبنو السيف ، والهواشم ، والعياسا ، والسبعة ، والحسنان ، والردنة ، والملاعبة ، والعرفان ، والمسلميّون ، والظماة.

* السبط السادس :

عليّ الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنهم أجمعين.

ويكنّى أبا الحسن ، أعقب من ابنه : الحسن الأفطس.

مات أبوه وهو حمل ، وقد تكلّم فيه وفي عقبه قوم ، منهم : الشريف أبو جعفر [محمد] بن معية الحسيني [صاحب] المبسوط (3) ، وأبو عبدالله الحسين بن طباطبا ، وأثبتهم أكثر العلماء.

قال أبو نصر البخاري : كان بين الأفطس وبين جعفر الصادق كلام ، فتوجّه الطعن عليه لذلك ، لا لشيء في نسبه (4).

وعمل شيخ الشرف العبيدلي كتاباً سمّاه : الانتصار لبني فاطمة الأبرار (5) 1.

ص: 411


1- هم من ذريّة الحسن الزاهد. عمدة الطالب : 337.
2- هم من ذرّية أبي عمارة المهنّا ، وهكذا الوحاحدة والحمزات والمناصير والمهانية والجمامز ، وبنو السيف والهواشم والملاعبة ؛ أمّا الباقون فلم يرد ذكرهم في العمدة ، انظر : ص 337 - 338.
3- كذا في عمدة الطالب : 339 ؛ وفي الأصل : «الحسيني المتوسط».
4- روى العمري في المجدي : 212 عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه أوصى الكاظم عليه السلام بإعطاء الأفطس سبعين ديناراً - مع أنّه أراد قتل الإمام عليه السلام - وقال : (والّذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل). ولاحظ : عمدة الطالب : 340.
5- ذكره العمري في المجدي : 212. وعنه في مقدّمة تهذيب الأنساب بتحقيقنا : 11.

ذكر الأفطس ونسبه بصحّة النسب وذمّ الطعن عليهم.

[و] قال العمري : وهم في الجرائد والمشجّرات ، ما دفعهم دافع (1).

وقال الشيخ تاج الدين النقيب - لمّا سئل عن الأفطس - قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعد أن تفترق من ذرّيته وولده عدد أسباط بني إسرائيل ، وقد افترقت من ولد الحسن ستّة أسباط ، ومن ولد الحسين ستّة أسباط ، وهم أولاد عليّ زين العابدين بن الحسين الستّة ، ولو توجّه الطعن علي- [ه]! ولم يكن لعليّ بن الحسين عقب ، فلا [ظ] يكون [35 / ب] أولاد فاطمة الزهراء اثني عشر سبطاً ..

قال : وهذه حجّة ظاهرة على صحّة نسبهم (2).

وقيل : إنّ الحسن كان حامل راية محمد النفس الزكية ، ولم يخرج معه أحد أشجع (3) ولا أصبر منه ، وكان يقال له : رمح [آل] أبي طالب ، لطوله وطَوْله.

ولمّا قُتل محمد النفس الزكيّة اختفى الحسن الأفطس ، فلمّا دخل الصادق العراق ولقي المنصور ، قال له : «يا أمير المؤمنين! أتريد أن تسدي إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يداً؟». قال : نعم يا أبا عبدالله. قال : «تعفو عن ابنه الحسن بن عليّ» رحمه الله فعفا عنه .. قال أبو نصر البخاري : فهذه شهادة قاطعة من الصادق أنّه ابن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم (4).0.

ص: 412


1- عمدة الطالب : 339 ، المجدي : 212.
2- وفي هذا الاستدلال من الإشكال ما لا يخفى ، كما أنّه لم يرد في العمدة ، ولاوجدته في مصدر آخر.
3- كذا في عمدة الطالب : 339 ؛ وفي الأصل : «أسمع».
4- سرّ السلسلة العلوية : 77 ، عمدة الطالب : 340.

فأعقب الحسن الأفطس وأنجب وأكثر ، وعقبه من خمسة رجال ، وهم : عليّ الخرزي (1) ، وعمر ، والحسين ، والحسن المكفوف ، وعبدالله الشهيد - قتيل البرامكة -.

* أمّا عليّ الخرزي : [ف] -عقبه من ولده عليّ ؛ ومنه : بنو مانكديم (2).

* وأمّا عمر [بن] الأفطس : فشهد فخاً ، [و] عقبه من عليّ وحده ، ومنه في خمسة رجال : إبراهيم ، وعمر ، وأبو الحسن محمد ، وأبو عبدالله الحسين ، فمن وُلده : بنو برطلة وبنو شنبر ، وأحمد ؛ لهم أعقاب (3).

* وأمّا الحسين [بن] الأفطس : وقد ظهر بمكّة أيّام أبي السرايا من قبل محمد الديباج ابن الصادق ، ودعا لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الغمر ، وأخذ مال الكعبة ، وفيه يطعنون لقبح سيرته ، أعقب من رجلين ، وهما : الحسن ، ومحمد (4).

ينسب إليه : بنو السكران محمد بن عبدالله بن القاسم بن محمد المذكور ، السكران لكثرة تهجّده ، وله عقب ، يقال لهم : بنو السكران.

* والحسن [بن الحسين بن الأفطس] له : عليّ الدينوري ، كان ذا علم ، وُجد له بعد موته خمسون [36 / أ] ألف دينار ، وكان أمَره 1.

ص: 413


1- في عمدة الطالب : 340 : الحريري ، وفي تهذيب الأنساب : 252 ، والمجدي : 213 : الخزري.
2- عمدة الطالب : 341.
3- عمدة الطالب : 344 ؛ وبنو شنبر من ذرّية بني برطلة ، وبنو برطلة من ذرّية الحسين.
4- كذا في عمدة الطالب : 344 ، إلاّ أنّه استدركه بقوله : كذا قال الشيخ تاج الدين في سبك الذهب ؛ وقال الشيخ العمري في المجدي : 214 : السكران هو محمد بن عبدالله بن [الحسين بن] الحسن الأفطس ، أعقب من الحسن وعبدالله. وهو الظاهر ، ويدلّ عليه كلام شيخ الشرف وابن طباطبا في تهذيب الأنساب : 261.

[محمد] الجواد أن يسكن دينور فسكنها ، وينسب إليها ، مولده سنة تسع وثمانين ومئة بالمدينة المنوّرة ، وعمره خمس وثمانون سنة ، وتوفّي سنة أربع وسبعين ومئتين (1) ، وله عقب من ابنه عبدالله ، ومن محمد الأصغر التفليسي (2) ، ولهما عقب.

* وأمّا الحسن المكفوف بن الأفطس : وكان قد ولد ضريراً فسمّي المكفوف ، [فقد] أعقب من أربعة ، وهم : عليّ - قُتل باليمن - ، وحمزة - الملقّب : سمّاناً - ، وقاسم - الملقّب : شعر إبط - ، وعبدالله - المفقود بالمدينة -.

* فعليٌّ قتيل اليمن : أعقب من ابنه الحسين ترنج (3) ، وله عقب.

* وحمزة السمّان : ويقال لعقبه : بنو السمّان.

* والقاسم (شعر إبط) : له عقب من ابنه محمد ، [و] له عقب.

* [و] عبدالله المفقود : أعقب من ولده محمد الأكبر ، ومنه في أحمد زبارة ؛ قيل : لقّب بذلك لأنّه كان بالمدينة إذا غضب قيل : قد زبر الأسد ، وله عقب.

* وأمّا عبدالله الشهيد بن الأفطس : [ف] -قد شهد فخّاً متقلّداً سيفين وأبلى بلاءً حسناً ، وأوصى إليه الحسين صاحب فخّ ، وقال له : «إنْ أُصبت فالأمر بعدي إليك» ، وأخذه الرشيد وحبسه عند جعفر بن يحيى البرمكي ، ج.

ص: 414


1- عمدة الطالب : 345 ، وفيه : ما بلغت قيمته ، وفي المجدي : 215 : طيب بخمسين ؛ تهذيب الأنساب : 262 ، لباب الأنساب 1 / 636.
2- ومن غيرهما أيضاً.
3- كذا في لباب الأنساب 1 / 239 وفي بعض نسخ المجدي ؛ وفي عمدة الطالب : 346 : تزنح ؛ وفي تهذيب الأنساب : 258 ، والفخري : 81 : تزلج ؛ وفي المجدي : 217 : ترنح وبزلج ؛ وفي الشجرة المباركة : 174 : كان مع صاحب الزنج.

فضاق صدره من الحبس ، وكتب رقعة إلى الرشيد يشتمه فيها شتماً قبيحاً ، فلم يلتفت الرشيد إليه وأنكره (1).

ويقال : إنّه قال لمسرور العبد حين أمره بقتل جعفر [البرمكي] وقد سأله : بما يستحلّ أمير المؤمنين قتلي؟! قال : قل له بقتل ابن عمّه عبدالله الذي قتله بغير أمره (2).

[ف]أعقب من رجلين ، هما : محمد ، [و] العباس ، [و] عقبه قليل ، (فمن وُلده [36 / ب] الأمير محمد ، وكان له عبدالله فانقرض) (3).

وينسب إليه : بنو الفاخر ، وبنو المحترق ، وبنو الأعزّ (4) ، وأبو منصور محمد الإسكندر (5) بن نقيب المدائن [أبي أحمد محمد بن أبي عبدالله محمد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمد بن عبدالله] ، عاش مئة سنة ، وحضر عند السلطان مسعود ، فقال له : رزقك الله ما رزقني ، فتعجّب الحاضرون منه ، وقال : أنا عُمري مئة سنة ، آكل [كلّ] يوم عشرة ر.

ص: 415


1- وفي عمدة الطالب : 348 : فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك ، وأمر بأن يوسّع عليه ؛ ولاحظ : المجدي : 220 ، ومقاتل الطالبيين : 375 وص 409 - وفيها ترجمته - وص 446 ، والشجرة المباركة : 176 وص 177.
2- انظر : عمدة الطالب : 349. وهذا من مكر طواغيت الدنيا ، فهم يلقون باللائمة والمسؤولية على أعضادهم ، ويتبرّؤون من شنيع أفعالهم ، حتّى يدفعوا نقمة الرعية ويبرّؤوا ساحتهم من الدماء الطاهرة من جهة ، ومن جهة أُخرى يبرّرون فعلهم مع من غضبوا عليه منهم.
3- ما بين القوسين لم يرد في العمدة ، ولم أجده في غيره.
4- كذا في بعض نسخ العمدة ، وفي المطبوع منه : الأعسر ، وهؤلاء هم بنو علي بن علي بن الحسين بن زيد ، وما بعده بنو أخويه محمد والحسن.
5- كان في النسخة : الاسكندراني نقيب المدائن ؛ فصوّبناه حسب ترجمته من عمدة الطالب : 350 ، والأصيلي : 320. ولم ترد قصّته مع السلطان مسعود في العمدة ، ولم أجدها في سائر المصادر.

أرطال ، ولي ابنة عمّ أُحْوِجُها إلى الغُسل في كلّ يوم ، فأُعجب السلطانُ وسُرّ بذلك.

وأمّا أبو محمد الحسن [بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمد بن عبدالله] : وكان له أحد وعشرون ولداً ، كلّ منهم اسمه عليّ ، ولا يفرّق بينهم إلاّ بالكُنى ، أعقب من ثمانية رجال (1) ، والله أعلم.

وهذا آخر ما لخّص في معرفة أعقاب الحسنين - رضي الله عنهما - ومعرفة فروعهم على التفصيلرحمه الله ليعرف به الدخيل في هذا النسب الشريف ، والوضيع من هذا الحسب المنيف ، حمانا الله تعالى من الزلل والخلل ، ووهبنا التوفيق بالقول والعمل ؛ آمين.

* * * 0.

ص: 416


1- انظر بعض تفاصيل نسبهم في عمدة الطالب : 350.

الباب الثالث

محمد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب

رضي الله عنهما

المشهور ب- : ابن الحنفية ، ويكنّى : أبا القاسم.

وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رخّص لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في تسمية ابنه محمداً ، ويكنّيه بأبي القاسم (1) ..

أولد أربعة وعشرين ولداً ، منهم أربعة عشر ذكراً.

وقال النقيب تاج الدين : بنو محمد ابن الحنفية قليلون جدّاً ، ليس بالعراق والحجاز منهم أحد ، وإن كان فبالكوفة (2) ، وقال ابن عنبة : منهمة.

ص: 417


1- وقد وردت في ذلك روايات عديدة ، انظر مثلاً : شرح نهج البلاغة 1 / 244 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 42 / 99 ؛ وفيهما : وقال قوم : إنّ أُمّ محمد بن علي هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ، وكانت سبيّة في أيّام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبيد وقد ارتدّوا مع عمرو بن معد كرب ، وكانت زبيد قد سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم ، فصارت في سهم عليّ عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي» ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمداً ، فكنّاه أبا القاسم. وبهذا شهد خزيمة بن ثابت حين قال : محمد ما في عودك اليوم وصمة ولا كنت في الحرب الضروس معرّدا أبوك الذي لم يركب الخيل مثله عليُّ وسماك النبيّ محمّداً
2- في عمدة الطالب : 353 : وبقيّتهم إن كانت فبمصر وبلاد العجم ، وبالكوفة منهم بيت واحد ؛ وما بعده لم يرد في العمدة.

بشيراز ، وأصفهان ، وقزوين ، ومصر ، والصعيد ، جماعة كثيرة ، والله أعلم [37 / أ].

والعقب المتّصل الآن من أولاده من (1) رجلين ، عليّ ، وجعفر قتيل الحرّة ، و [أمّا] ابنه أبو هاشم عبدالله الأكبر - إمام الكيسانية - فمنقرض.

* وأما جعفر قتيل الحرّة : [ف] - عقبه من عبدالله وحده ، ومنه في ولده جعفر الثاني ، وهو في عليّ [وعبدالله] ، يقال له : رأس المدري ابن جعفر الثاني.

وينسب إليه : بنو الصيّاد (2) ، وبنو الأشتر.

* وأما عليّ بن محمد الحنفية [ف] - أعقب من ولده أبي محمد الحسن ، وكان عالماً ، ادّعته الكيسانية إماماً بعد أبيه ، وعليّ بن [الحسن ابن] عليّ ، له عقب (3) يقال لهم : بنو أبي تراب ، وقيل : أعقب عليّ بن محمد الحنفية من عون والحسن ، لهم بقيّة (4).

* * * 3.

ص: 418


1- في الأصل : «هما» بدل : «من».
2- كذا في عمدة الطالب : 354 ؛ وفي النسخة : «الصاد».
3- له عقب من جماعة ، منهم أبو تراب الحسن بن محمد بن عيسى بن عليّ بن عليّ ، قيل : اسمه محمد ، وقيل : الحسن ، وقيل : كنيته أبو الحسن. انظر : عمدة الطالب : 355 ، تهذيب الأنساب : 273 ، المجدي : 225.
4- تهذيب الأنساب : 273.

الباب الرابع

أبو الفضل العباس بن عليّ بن أبي طالب

رضي الله عنهما

يلقّب ب- : السقّاء ؛ لأنّه استقى [الماء] لأخيه الحسين يوم الطفّ ، وقُتل على شاطئ الفرات دون أن يُبْلغه إيّاه ، وعقبه قليل.

أعقب من ابنه عبيدالله وحده ، [وعقب عبيدالله] ينتهي إلى ابنه الحسن.

* فأعقب الحسن [بن عبيدالله بن العباس] هذا من خمسة رجال ، وهم : عبيدالله الأمير القاضي ؛ وكان أميراً بمكّة والمدينة قاضياً عليهما ، والعباس الخطيب الفصيح ، وحمزة الأكبر ، وإبراهيم جردقة ، والفضل (1).

* أمّا الفضل : فكان لسناً ، شديد الدين ، عظيم الشجاعة ، [و] أعقب من ثلاثة ، وهم : محمّد ، والعبّاس الأكبر - له عقب يعرفون ببني صندوق - ، والعباس الأصغر ؛ لهم عقب ، وقيل : جعفر أعقب (2).

* وأمّا إبراهيم جردقة : وكان فقيهاً ، أديباً ، زاهداً ، أعقب من الحسن ، ومحمد ، وعليّرحمه الله لهم عقب (3). 5.

ص: 419


1- عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 275 ، المجدي : 231 ، الشجرة المباركة : 184.
2- عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 232 ، الشجرة المباركة : 184.
3- عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 287 ، المجدي : 233 ، الشجرة المباركة : 185.

* وأما حمزة الأكبر : فيكنّى أبا القاسم ، وكان يشبه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

خرج (1) توقيع المأمون العبّاسي بخطّه بأن يعطى حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ألف درهم.

أعقب من عليّ ، [و] القاسم ، ولهما عقب (2).

* وأمّا العباس الفصيح : فأعقب من أربعة ، وهم : أحمد ، وعبدالله (3) ، وعليّ ، وعبدالله [الشاعر الأصغر] - كذا قال العمري -.

وقال البخاري : العقب منهم لعبدالله بن العباس [الأصغر] ، والبقية انقرضوا.

وكان عبدالله بن العبّاس شاعراً خطيباً فصيحاً ، له تقدّم عند المأمون ، وقال المأمون لمّا سمع بموته : «استوى الناس بعدك ياابن عباس» ، ومشى في جنازته ، وكان يسمّيه : الشيخ ابن الشيخ. وينسب إليه : بنو الشهيد [محمد بن حمزة بن عبدالله] (4).

* وأمّا عبيدالله أمير الحرمين وقاضيها ، أبو الحسن : فأعقب من أربعة ، وهم : عليّ ، وعبدالله ، ومحمد ، والحسن. 8.

ص: 420


1- في عمدة الطالب : 358 : «أخرج ... المأمون بخطّه : يعطى ... مائة ألف درهم».
2- عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 234 - 235 ، الشجرة المباركة : 185.
3- كذا في تهذيب الأنساب : 288 رحمه الله ونعته بالأكبر ، وفي عمدة الطالب : 359 ، والمجدي : 237 : عبيدالله. إلاّ أنّ نعت هذا بالأكبر ، ونعت الثاني بالأصغر يؤيّد صحّة ما ورد في المتن.
4- عمدة الطالب : 359 ، تهذيب الأنساب : 289 ، المجدي : 237 - 238.

* فعلي : له الحسين ، ومن ولده : بنو هارون (1).

* وعبدالله : أعقب من أحد عشر رجلاً ، وينسب إليه بنو اللحياني (2).

* والحسن : له عقب من ابنه محمد وحده ، ومنه في جماعة (3).

* ومحمد : أعقب من جماعة بالمغرب (4).

* * * 1.

ص: 421


1- عمدة الطالب : 360 ؛ وبنو هارون هم ولد هارون بن داود بن الحسين.
2- وهو : محمد اللحياني بن عبدالله بن عبيدالله بن حسن بن عبيدالله بن العباس الشهيد. وقد وقع خلط في عمدة الطالب : 360 ؛ فلاحظ.
3- عمدة الطالب : 360 ، تهذيب الأنساب : 284 - 285 ، المجدي : 240.
4- تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 241.

الباب الخامس

عمر الأطرف ابن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

ويكنّى : أبا القاسم ، وقيل : أبا حفص ، وكان ذا لسن وفصاحة ، وهو آخر من مات من بني عليّ بن أبي طالب (1) ، وغَضّ من (2) أخيه الحسين لمّا بلغه قتله حين خرج إلى العراق بعد أن دعاه ، فيقال : إنّه قال - لمّا بلغه قتله - : «أنا الغلام الحازم»!

ونازع ابن أخيه الحسن (3) [83 / أ] بن الحسن في صدقة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وتعصّب له الحجّاج فلم يفده بشيء.

وولده جماعة كثيرة متفرّقون في عدّة من البلاد (4).

أعقب من رجل واحد ، وهو ابنه محمد ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم : عبدالله ، وعبيدالله ، وعمر ، وجعفر الأبله ؛ يقال لولده : بنو الأبله ، ويقال : انقرض عقبه.

* أمّا عمر بن محمد [ف] - أعقب من ابنيه ، [وهما] : أبو الحمد 2.

ص: 422


1- المجدي : 15 وص 16 وص 244.
2- في النسخة : وعص عن أخيه ... ؛ وفي عمدة الطالب : 362 : وتخلّف عمر عن أخيه الحسين عليه السلام ولم يسرِ معه إلى الكوفة ، وكان قد دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج ، ويقال : إنّه لمّا بلغه قتل أخيه الحسين عليه السلام خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره ، وقال : أنا الغلام الحازم ، ولو أخرج معهم لذهبت في المعركة وقُتلت.
3- وعليّ بن الحسين أيضاً ، كما في مناقب آل أبي طالب 4 / 186 ، وبحار الأنوار 42 / 93.
4- عمدة الطالب : 362.

إسماعيل ، وإبراهيم أبو الحسن.

* فأبو الحمد إسماعيل : أعقب من ابنه محمد الملقّب سلطين (1) ؛ له بقية.

* و [أمّا] أبو الحسن إبراهيم : فله : عليّ ، ومنه [في] ابنيه محمد والحسن ، لهم عقب ؛ ينسب إليه : بنو الدمث (2).

* وأمّا عبيدالله بن محمد : وهو صاحب مقابر النذور ببغداد ، وقبره مشهور (3) ، وقيل : إنّه دفن حيّاً ؛ فعقبه من ابنه عليّ الطبيب ، ويقال لعقبه : بنو الطبيب ، لهم عقب (4).

* وأمّا عبدالله بن محمد : [ف] - أعقب من أربعة رجال ، وهم : أحمد ، ومحمد ، وعيسى المبارك ، ويحيى الصالح.

* فأحمد : له حمزة أبو يعلى السمّاكي النسّابة ، له عقب.

* [و] محمد بن عبدالله : أعقب من خمسة رجال ، وهم : القاسم ، وصالح ، وعليّ المشطب ، وعمر المنجوراني ، وأبو عبدالله جعفر الملك الملتاني.

* أمّا القاسم [بن محمد بن عبدالله] - وكان يدعى : الملك الجليل - : [فقد] ملك الطالقان ، وله عقب متّصل كثير [38 / ب]. 4.

ص: 423


1- كذا في عمدة الطالب : 363 ، والشجرة المباركة : 189 ، ولباب الأنساب : 269 ؛ وفي تهذيب الأنساب : 304 ، والمجدي : 246 ، والفخري : 180 : «سطلين».
2- وهو : محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن إبراهيم أبو الحسن. عمدة الطالب : 363.
3- مشهور بقبر عبيدالله ، وكان قد دفن حيّاً. عمدة الطالب : 364.
4- عمدة الطالب : 364.

* وأمّا صالح [بن محمد بن عبدالله] : فله عقب متّصل كثير.

* وأمّا عليّ المشطب - ويقال له : عديّ - : فله عقب.

* وأمّا عمر المنجوراني : وينسب إلى «منجوران» ، وهي قرية بسواد بلخ على فرسخين منها ، فله عقب.

* وأمّا جعفر الملك بن محمد : وكان قد خاف بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر ذكراً من صلبه ، فما استقرّت به الدار حتّى دخل الملتان ، ولمّا دخلها فزع إليه أهلها وكثير من أهل السواد ، وكان في جماعة قوي بهم على البلاد حتّى ملكها ، وملك أولاده هناك من بعده ، أولد ثلاث مئةٍ وأربعة وستّين ولداً.

قال ابن خداع : إنّه أعقب من ثمانية وعشرين ولداً.

وقال العبيدلي : أعقب من نيّف وخمسين رجلاً.

وقال البيهقي : أعقب من ثمانين رجلاً ، وقيل : عدّتهم أكثر من ذلك ، ومنهم ملوك وأُمراء وعلماء ونسّابون ، وأكثرهم على رأي الإسماعيلية ، ولسانهم هندي ، يحفظون أنسابهم ، وقلّ من تعلّق عليهم [ممّن] ليس منهم ، ولهم أعقاب (1).

* وأمّا عيسى المبارك ابن عبدالله [بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب] : وكان يروي الحديث ، وله بقيّة (2).

* وأمّا يحيى الصالح بن عبدالله : ويكنّى أبا الحسين ، قتله الرشيد بعد أن كان حبسه ، فله عقب. 7.

ص: 424


1- عمدة الطالب : 365 - 367.
2- عمدة الطالب : 367.

وينسب إليه : أبو الحسن [عليّ] بن أبي الغنائم (1) ، الذي انتهى إليه علم النسب في زمانه ، وقوله حجّة فيه.

وينسب إليه (2) : بنو الصوفي ، [93 / أ] وبنو الغفاري (3) ، وبنو مأمون ، وبنو فقح (4) ، وبنو المصورح (5).

وهذا آخر أولاد سيّدنا الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبعض أعقابهم ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

* * * ح.

ص: 425


1- هو : محمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن محمد بن يحيى ، من أعلام القرن الخامس. المجدي : 287 ، وغيره من الكتب.
2- أي : إلى يحيى.
3- في عمدة الطالب : 369 : الغضائري ؛ قال : وهم ولد أحمد الغضائري بركات بن مسلم بن مفضّل بن مسلم المأمون بن الحسين بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن محمد الصوفي بن يحيى. أمّا بنو المأمون ، فهم بنو مسلم المأمون.
4- في عمدة الطالب : 369 : قفح ؛ قال : وهو عليّ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد الصوفي.
5- عمدة الطالب : 369 ؛ والمصورح : هو عليّ بن محمد بن عليّ قفح.

الأصل الثاني (1)

أبو عبدالله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

الطيّار ، ويكنّى : أبا المساكين (2) ، وهو الطيّار في الجنّة ، وذو الجناحين ، استشهد يوم وقعة مؤتة بعد أن قطعت يداه ؛ فأنبت الله تعالى له جناحين يطير بهما مع الملائكة ، وفضائله كثيرة.

أعقب من ابنه أبي جعفر عبدالله الجواد ، أحد أجواد بني هاشم ، وُلد بالحبشة حالة الهجرة ولم يبايع رسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم طفلٌ غيره ، وغير ابنيه ، وهما : الحسنان (3) ، وعبدالله بن العباس ، رضي الله عنهم أجمعين ، عاش تسعين سنة ، ولا عقب لجعفر إلاّ منه ، فولد عبدالله الجواد عشرون ذكراً ، وقيل : أربعة وعشرون.

والعقب منه في ثلاثة (4) ، وهم : عليّ الزينبي ، وإسحاق العريضي ، وإسماعيل الزاهد قتيل بني أُميّة (5). =

ص: 426


1- وقد خصّص صاحب العمدة الأصل الأوّل لعقيل ، والثاني لجعفر ، والثالث لأمير المؤمنين عليه السلام ، أمّا المصنّف فقد رتّبهم حسب درجتهم ، لا حسب سنّهم. انظر : عمدة الطالب : 35 - 57.
2- سمّاه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ انظر : تنقيح المقال 1 / 212 ، وأُسد الغابة 1 / 342.
3- وهذا التعبير مطابق لِما ورد عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم من أنّهما ابناه ؛ وفي عمدة الطالب : 36 : ابنَي بنته الحسن والحسين.
4- وأضاف بعض : «ومعاوية بن عبدالله بن جعفر». راجع كتب الأنساب.
5- عمدة الطالب : 38 ؛ لكنّ المامقاني قال في تنقيح المقال 1 / 138 : إنّ الصواب : قتيل بني أخيه ؛ لأنّه قتله بنو أخيه معاوية بن عبدالله بن جعفر ، بعدما أبى مبايعة =

أمّا إسماعيل بن الجواد : فعقبه قليل جدّاً ، قيل : كانت له بنت (1).

وأمّا إسحاق بن الجواد : [و] يعرف بالعريضي - وهو موضع بقرب المدينة المنوّرة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - [ف]أعقب من ثلاثة ، وهم : محمد ، وجعفر ، والقاسم الأمير باليمن ؛ وينسب إليه : بنو شوشان (2) ، والبقية لهم أعقاب.

[وأمّا عليّ الزينبي :] [39 / ب] ويكنّى أبا الحسن ، فولده أحد أرحاء بني أبي طالب الثلاثة ؛ أحدهم : بنو موسى الجون [بن عبدالله بن حسن بن الحسن] ، والثاني : بنو موسى الكاظم ، والثالث : بنو جعفر السيّد ابن إبراهيم بن محمد بن عليّ هذا (3).

وأمّا الزينبي عليّ بن الجواد : فكان جليلاً من أجلّ الناس ، كان يقال (4) : لم يُر ثلاثة بنو عمّ في عصر واحد متّفقي الأسماء غاية في جلالة القدر إلاّ عليّ زين العابدين بن الحسين ، وعليّ بن عبدالله بن جعفر ، وعليّ بن عبدالله بن العباس ، وأولادهم : محمد الباقر بن عليّ زين العابدين ، ومحمد بن عليّ بن [عبدالله] الجواد ، ومحمد بن [عليّ بن] عبدالله [بن] العباس ، رضي الله عنهم أجمعين. 8.

ص: 427


1- قد أساء المصنّف في تلخيص عبارة عمدة الطالب ، فراجع ص 39 منه ، وتهذيب الأنساب : 356 ، وغيرهما.
2- وهو القاسم بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبدالله بن القاسم بن إسحاق. انظر : عمدة الطالب : 42 ، وتهذيب الأنساب : 353.
3- عمدة الطالب : 43.
4- الشجرة المباركة : 203 ، الفخري : 248.

[وأعقب عليّ الزينبي من أبي جعفر محمد بن عليّ ، وإسحاق بن عليّ الأشرف].

أعقب [محمد بن عليّ] الزينبي (1) من أربعة رجال ، وهم : إبراهيم الأعرابي ، وأبو الكرام عبدالله ، وعيسى ، ويحيى ، وينسب إليه : بنو طوري ، وبنو عجرة (2) ، وبنو حجاف (3) ، وبنو هراج (4) ، والقواسم (5) ، وبنو الخلصي (6) ثى ، وبنو شكر (7) ، وبنو تغلب (8). ولبني الطيّار بادية كثيرة.

* * * ى.

ص: 428


1- لعلّ هذا هو الصواب ، وفي عمدة الطالب : 43 : محمّد الأريس (الرئيس / خ ل). وكان في الأصل : «أعقب الرئيس» ، وهكذا في ما تقدّم من قوله : «وأمّا الزينبي» ؛ إذ كان في الأصل : «وأمّا الرئيس».
2- في عمدة الطالب : 44 : محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن داود بن محمد بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ الزينبي ، يلقّب : عجزة ، ويقال لولده : بنو عجزة.
3- وهو : موسى بن أحمد بن موسى بن عبدالله بن داود. عمدة الطالب : 44.
4- لقب موسى بن محمد بن جعفر بن إبراهيم. عمدة الطالب : 46.
5- هم بنو القاسم بن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم. عمدة الطالب : 46.
6- عمدة الطالب : 47 ؛ وفيه : الخليصي ، وفي المجدي : 302 : عيسى الخلصي ابن جعفر بن إبراهيم.
7- هم : بنو شكر بن عبدالله بن محمد بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل ابن جعفر بن إبراهيم. عمدة الطالب : 49.
8- في عمدة الطالب : 49 : ثعلب بن يعقوب بن سليمان بن حسّان بن جعفر بن موسى.

الأصل الثالث

عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

كنيته : أبو يزيد ، وكان نسّابة ، قُتل من أولاده وأفخاذه يوم الطفّ ستّة رجال (1) ، وقتل ابنه مسلم بالكوفة.

عقبه : من ابنه محمد وحده - مسلم انقرض عقبه - ومن محمد في واحد : وهو عبدالله بن محمد ، وكان له ولدان آخران انقرضا.

أعقب عبدالله بن محمد بن عقيل من رجلين ، وهما : محمد ، ومسلم.

* فمسلم أعقب من ثلاثة ، وهم : عبد الرحمن ، ومحمد ، وعبدالله ؛ [40 / أ] لهم عقب ، وكان له : سليمان ، انقرض.

* [وأمّا محمد بن عبدالله بن محمد : فأعقب من خمسة : القاسم ، وعقيل ، وعليّ ، وطاهر ، وإبراهيم.

* فأمّا عقيل بن محمد بن عبدالله : فأعقب من أربعة : القاسم ، وأحمد ، وعبدالله ، ومسلم.

* أمّا مسلم : فله محمد].

* ومحمد بن مسلم [بن عقيل بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عقيل] : يعرف ب- : ابن المُزَنِيّة (2). 3.

ص: 429


1- مقاتل الطالبيين : 92 - 95 ؛ وبيته أكثر البيوت تضحية يوم الطفّ.
2- لاحظ : عمدة الطالب : 32 وص 33.

وبنو عقيل بن أبي طالب قليلون جدّاً بالنسبة إلى بني عمّهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وهذا آخر ما [أ] وردناه في من ينتسب إلى عبدالله - أبي النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم - وإلى أبي طالب ، ابنَي عبدالمطّلب بن هاشم ، والله أعلم بالصواب ، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمد وآله.

وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة الشريفة في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة الشريفة ، من شهور سنة ثلاث وتسعين وألف من الهجرة النبوية ، على مهاجرها أفضل الصلاة ، وأتمّ السلام والتحية ، والحمد لله وحده.

* * *

ص: 430

المصادر

1 - أخبار القضاة ، لوكيع ، عالم الكتب / بيروت.

2 - اختيار معرفة الرجال ، للكشّي ، كلية الإلهيات / مشهد 1388.

3 - الإرشاد ، للشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد / قم 1413.

4 - الاستيعاب ، لابن عبد البر ، دار نهضة مصر / القاهرة.

5 - أُسد الغابة ، لابن الأثير ، دار إحياء التراث / بيروت.

6 - الإصابة ، لابن حجر ، دار الجيل / بيروت 1412.

7 - الأصيلي ، لابن الطقطقي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1418.

8 - إعلام الورى ، للطبرسي ، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / قم 1417.

9 - الأمالي ، للشيخ للطوسي ، دار الثقافة / سنة 1414.

10 - إنباه الرواة ، لعلي بن يوسف القفطي ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الفكر العربي / القاهرة ومؤسّسة الكتب الثقافية / بيروت 1406.

11 - إيمان أبي طالب ، للسيّد فخار بن معد ، دار الزهراء / بيروت 1408.

12 - بحار الأنوار ، للمجلسي ، المكتبة الإسلامية / طهران 1379.

13 - البحر الزخار ، لأحمد بن يحيى بن المرتضى ، مؤسّسة الرسالة / بيروت 1394.

14 - البداية والنهاية ، لابن كثير ، دار الكتب العلميّة / بيروت.

15 - تاج العروس ، للزبيدي ، مكتبة دار الحياة / بيروت.

16 - تاج المواليد ، للطبرسي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1406.

17 - تاريخ ابن الدبيثي ، دار الكتب العلميّة / بيروت.

18 - تاريخ الإسلام ، للذهبي ، دار الكتاب العربي / بيروت 1407.

19 - تاريخ بغداد ، للخطيب ، المكتبة السلفية / المدينة المنوّرة.

ص: 431

20 - تاريخ دمشق ، لابن عساكر ، دار الفكر / بيروت 1418.

21 - تاريخ الطبري ، لابن جرير الطبري ، دار سويدان / بيروت.

22 - تفسير علي بن إبراهيم القمّي ، بيروت 1387.

23 - التكملة في معرفة النقلة ، للمنذري ، مؤسّسة الرسالة / بيروت 1405.

24 - تنقيح المقال ، للمامقاني ، المطبعة المرتضوية / النجف 1352.

25 - تهذيب الأحكام ، للطوسي ، دار الكتب الإسلاميّة / طهران 1390.

26 - تهذيب الأنساب ، للعبيدلي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1413.

27 - توضيح المقاصد ، للبهائي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1406.

28 - تيسير المطالب ، للسيّد أبي طالب ، مؤسّسة الأعلمي / بيروت 1395.

29 - الجرح والتعديل ، لعبد الرحمن بن محمد الرازي ، دار إحياء التراث العربي / بيروت 1371.

30 - الحدائق الوردية ، للشهيد ابن المحلّي ، دار أُسامة / دمشق 1405.

31 - ديوان المتنبّي ، دار الزهراء / بيروت.

32 - سر السلسلة العلويّة ، لأبي نصر البخاري ، المكتبة الحيدرية / النجف الأشرف 1381.

33 - سير أعلام النبلاء ، للذهبي ، مؤسّسة الرسالة / بيروت 1405.

34 - الشجرة المباركة ، لفخر الدين الرازي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1409.

35 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، دار إحياء الكتب العربية / مصر 1385.

36 - شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني ، وزارة الإرشاد / طهران 1411.

37 - الضوء اللامع ، للسخاوي ، دار مكتبة الحياة / بيروت.

38 - علل الشرائع ، للشيخ الصدوق ، المطبعة الحيدرية / النجف 1385.

39 - عمدة الطالب ، لابن عنبة ، المطبعة الحيدرية / النجف 1380.

ص: 432

40 - عوالم العلوم ، للبحراني ، مدرسة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) / قم 1405.

41 - عيون أخبار الرضا عليه السلام ، للشيخ الصدوق ، مؤسّسة الأعلمي / بيروت 1404.

42 - الغيبة ، للشيخ الطوسي ، مؤسّسة المعارف الإسلامية / قم 1411.

43 - الفخري ، للمروزي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1409.

44 - الفصول المهمّة ، لابن الصبّاغ المالكي ، مطبعة العدل / النجف.

45 - الفهرست ، لمنتجب الدين ، مطبعة الخيام / قم 1404.

46 - الفهرست ، للنديم ، تحقيق رضا تجدد / طهران 1391.

47 - الكافي ، للكليني ، دار الكتب الإسلاميّة / طهران 1391.

48 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير ، دار صادر / بيروت 1402.

49 - كشف الظنون ، لحاجي خليفة ، دار الفكر / بيروت.

50 - كشف الغمّة ، للإربلي ، دار الكتاب الإسلامي / بيروت.

51 - لباب الأنساب ، لابن فندق البيهقي ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1410.

52 - لسان العرب ، لابن منظور ، دار صادر / بيروت.

53 - لسان الميزان ، لابن حجر ، دار إحياء التراث العربي / بيروت 1406.

54 - مثير الأحزان ، لابن نما الحلّي ، مؤسسة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) / قم 1406.

55 - المجدي في الأنساب ، للعمري ، مكتبة السيّد المرعشي / قم.

56 - مجلّة تراثنا ، الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء الترث / قم.

57 - مجمع الزوائد ، للهيثمي ، دار الكتب العلميّة / بيروت 1408.

58 - مرآة الزمان ، لسبط ابن الجوزي ، دار الشروق / بيروت 1405.

59 - مروج الذهب ، للمسعودي ، مطبعة السعادة / مصر 1384.

60 - مسار الشيعة ، للشيخ المفيد ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1406.

61 - المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، دار المعرفة /

ص: 433

بيروت.

62 - مصباح المتهجّد ، للشيخ الطوسي ، مؤسسة فقه الشيعة / بيروت 1411.

63 - معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق ، تحقيق الغفّاري / ط سنة 1379.

64 - معجم الأُدباء ، لياقوت الحموي ، دار الفكر / بيروت 1400.

65 - معجم رجال الحديث ، للسيّد الخوئي ، ط بيروت 1403.

66 - معجم الألقاب ، لابن الفوطي ، وزارة الإرشاد / طهران 1416.

67 - المعجم الأوسط ، للطبراني ، مكتبة المعارف / الرياض 1405.

68 - معجم المؤلّفين ، لكحّالة ، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

69 - معجم مصنّفي الكتب العربية ، لكحّالة ، مؤسّسة الرسالة / بيروت 1406.

70 - مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصفهاني ، تحقيق أحمد صقر ، منشورات الشريف الرضي / قم.

71 - المناقب ، لابن شهرآشوب ، دار الأضواء / بيروت 1412.

72 - مناقب أبي حنيفة ، للموفّق بن أحمد المكّيّ ، دار الكتاب العربي / بيروت.

73 - المنتظم ، لابن الجوزي ، دار الكتب العلميّة / بيروت 1412.

74 - مواليد الأئمّة ، لابن الخشّاب ، مكتبة السيّد المرعشي / قم 1406.

75 - الوافي بالوفيات ، للصفدي ، نة 1381 دار نشر فرانز شتاينر / فيسبادن - ألمانيا 1381.

76 - وفيات الأعيان ، لابن خلّكان ، تحقيق إحسان عباس ، دار صادر / بيروت.

* * *

ص: 434

من أنباء التراث

كتب صدرت محقّقة

* خاتمة

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، ج 26 و 27.

تأليف : الميرزا الشيخ حسين النوري الطبرسي (1254 -

1320 ه).

تحتوي هذه الخاتمة - للموسوعة الحديثية الجامعة

الصادرة في 18 جزءاً - على 12 فائدة رجالية ، شاملة الكثير من البحوث الرجالية

العالية ، والمباحث المرتبطة بعلم الحديث ، مع مناقشة المباني العلمية للتوثيقات

الرجاليّة العامّة ، وبيان أحوال بعض رواة الحديث الشريف ، كما شملت تحقيقات حول

الكتب المعتمدة في التأليف.

تمّ تحقيق الخاتمة اعتماداً على 3 نسخ مخطوطة ،

أُولاها شاملة للفوائد 1 - 3 ،

محفوظة في مكتبة فخر الدين النصيري بطهران ، وأُخرى

شاملة للفوائد 6 - 12 وهي بخط المصنّف تاريخها سنة 1319 ه- محفوظة في مكتبة

الإمام الرضا عليه السلام في المشهد الرضوي الشريف ، والأخيرة مطبوعة على الحجر

محفوظة في مكتبة العلاّمة المحقّق السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره.

اشتمل أوّل الجزءين - الثامن - على تتمّة الفائدة

العاشرة ، التي اشتملت على استدراك بعض ما فات الشيخ صاحب

الوسائل في الفائدة الثانية عشر من فوائد خاتمته ؛

متضمّنةً عناوين الرواة في هذه الفائدة من حرف السين إلى حرف الميم.

فيما اشتمل ثانيهما - التاسع والأخير - على بقية

حرف الميم إلى حرف الياء ،

ص: 435

وأبواب : الكنى ، وما صُدّر ب- : ابن ، والنسب

واللقب ، إضافة إلى الفائدتين الأخيرتين : الحادية عشر ، والثانية عشر.

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - قم / 1418 و 1420 ه.

* عُدّة

الداعي ونجاح الساعي.

تأليف : الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن

محمد بن فهد الحلّي (756 - 841 ه).

كتاب موضوعه الترغيب بدعاء الباري عزّ وجلّ ،

والتنبيه على فضله ، وحسن الظنّ بالله سبحانه وطلب ما لديه تعالى ، والإشارة إلى

ما يستظهر به الداعي ؛ لدفع المضار عنه ولاستجلاب المنافع في الدنيا والآخرة ،

مع بيان آداب الدعاء ، وآداب الذكر وتلاوة القرآن ؛ إذ علّم الله سبحانه

الدعاء وندب إليه ، وألهم السؤال وحثّ عليه ورغّب فيه ، وجعل لإجابة الدعاء

أسباباً من خصوصيات الدعوات ، وأصناف الداعين ، والأمكنة والأوقات.

والكتاب يعتمد آيات القرآن الكريم ، وأحاديث

وروايات واردة بهذا الخصوص عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة

الأطهار من أهل بيته عليهم السلام.

وهو في مقدّمة للتعريف بالدعاء وستّة

أبواب تضمّنت : الحثّ على الدعاء ، أسباب الإجابة ،

الداعي وخصوصياته ، كيفية وآداب الدعاء ، في ما أُلحق بالدعاء وهو : الذكر

وآدابه ، وتلاوة القرآن وآدابها ؛ وخاتمة كانت في شرح الأسماء الحسنى لله تبارك

وتعالى.

تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين : إحداهما مخطوطة

، والأُخرى مطبوعة بتحقيق أحمد الموّحّدي القمّي ، ذكرت مواصفاتهما في

المقدّمة.

تحقيق ونشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم /

1420 ه.

* تحرير

الأحكام الشرعية على مذهب الإماميّة ، ج 3.

تأليف : العلاّمة الحلّي ، الشيخ جمال الدين أبي

منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (648 - 726 ه).

من المتون الفقهيّة المهمّة للعلاّمة قدس سره صاحب

الموسوعات الفقهيّة والمصنّفات الأُصولية والكلاميّة ، وهو دورة كاملة من

الطهارة إلى الديات.

يشتمل على معظم المسائل الفقهيّة ، مع إيراد أكثر

المطالب التكليفية الشرعية الفرعية ، من غير تطويل بذكر حجّة ودليل ، مقتصراً

على مجرّد الفتوى ، تاركاً

ص: 436

الاستدلال ، مستوعباً الفروع والجزئيات ، مستخرجاً

لفروع لم يسبق إليها .. مرتّباً على ترتيب كتب الفقه في أربع قواعد في :

العبادات ، المعاملات ، الإيقاعات ، والأحكام.

تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين : مطبوعة في إيران

سنة 1314 ، ومخطوطة ذكرت مواصفاتها في المقدّمة ، والمؤمّل أن يصدر في ستّة

أجزاء.

اشتمل هذا الجزء على كتب : الصلح ، الوكالة ،

الإجارة ، المزارعة ، المساقاة ، السبق والرماية ، الوديعة ، العارية ، الشركة ،

القراض ، الهبات ، الوقف ، السكنى والحبس والصدقات ، الوصايا ، وكتاب النكاح.

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري.

نشر : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام - قم /

1421 ه.

* كنز العرفان

في فقه القرآن ، ج 1.

تأليف : الفاضل المقداد ، الشيخ جمال الدين المقداد

بن عبد الله بن محمد السيوري الحلّي ، المتوفّى سنة 826 ه.

تفسير للآيات القرآنية الكريمة الخاصّة بالأحكام

الشرعية ، مرتّب على مقدّمة وخاتمة ، وبينهما أبواب على ترتيب كتب

الفقه ؛ إذ يعتمد المنهج الفقهي في عرض هذه الآيات

المباركة ، فهو يبدأ بكتاب الطهارة ، ثمّ الصلاة ، إلى نهاية مباحث العبادات ،

ويتبعه بأحكام المعاملات ، مبتدئاً بفقه المكاسب ومنتهياً بالقضاء والشهادات.

يشتمل على نقل الأحاديث والأقوال وشأن نزول الآيات

، مستعرضاً آراء فقهاء المذاهب الإسلامية الأُخرى ، إضافة إلى رأي الإمامية ،

ويعرض الرأي المختار بعد مناقشتها مستنداً على الحجّة والبرهان.

كما يستعرض الجوانب غير الفقهية التي يتطلّبها

البحث في الآيات الكريمة ، مع إشباع البحث في الجانب الفقهي.

طبع حجرياً في طهران سنة 1313 ه- ، وفي تبريز سنة

1315 ه- في هامش التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ،

وحروفياً في النجف ، ثمّ طبعته المكتبة المرتضوية في طهران سنة 1384 ه- في جزءين

، مع تعليقات الشيخ محمد باقر شريف زادة رحمه الله وبإشراف محمد باقر

البهبودي.

اشتمل هذا الجزء على كتب : الطهارة ، الصلاة ،

الصوم ، الزكاة ، الخمس ، الحجّ ، الجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ص: 437

تمّ تحقيق الكتاب - في هذه الطبعة - اعتماداً على

نسختين مخطوطتين ، ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة.

تحقيق : السيّد محمد القاضي.

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب

الإسلامية - قم / 1419 ه.

* رياض

المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل ، ج 12.

تأليف : الفقيه الأُصولي ، السيّد علي بن محمّد علي

الطباطبائي (1161 - 1231 ه).

من كتب فقه الإماميّة القيّمة ، استدلالي مبسوط ،

حاوٍ للأبواب الفقهيّة - عدا كتابي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمفلّس

- ، حسن الترتيب ، كثير الفوائد ، مع إحاطةٍ بشتّى جوانب البحث ، ونقلٍ للروايات

والكلمات بعبارات موجزة بليغة ؛ إذ يورد محلّ الشاهد من النصّ الروائي بنحو من

الاختصار والدقّة الرفيعة.

ولمتانة البحث وقوّة الاستدلال فيه ، مع دقّة

عباراته وسهولتها ؛ انتشر انتشاراً واسعاً في الأوساط والحوزات العلميّة.

وهو شرح مزجي دقيق ومتين لكتاب المختصر النافع

للمحقّق الحلّي ، نجم الدين جعفر بن الحسن الهذلي (602 - 676 ه) ، وهو الشرح

الكبير للمصنّف ؛ إذ له شرح

ثانٍ صغير مختصر من هذا الكبير ، مطبوع محقّقاً في

3 مجلّدات.

تمّ تحقيقه اعتماداً على 14 نسخة مخطوطة لكتب الفقه

المتعدّدة ، إضافة إلى المطبوعة على الحجر ؛ ثلاث منها بخطّ المصنّف : من أوّل

كتاب الزكاة إلى آخر كتاب الاعتكاف ، من أوّل كتاب النكاح إلى آخر كتاب اللعان ،

ومن أوّل كتاب العتق إلى أوائل كتاب المواريث ، وإحداها مصحّحة وعليها حواشٍ منه

: من أوّل كتاب التجارة إلى آخر كتاب المواريث ، وإحداها عليها إجازة بخطّه : من

أوّل كتاب الطهارة إلى كتاب الخمس.

اشتمل هذا الجزء على تتمّة كتاب النكاح ، كتاب

الطلاق ، كتاب الخُلع والمبارأة ، كتاب الظهار ، كتاب الإيلاء ، ثمّ الكفّارات

وأقسامها وخصالها ، وكتاب اللعان.

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث / 1421 ه.

* التعجّب من

أغلاط العامّة في مسألة الإمامة.

تأليف : العلاّمة الكراجكي ، الشيخ محمد بن علي

بن عثمان ، المتوفّى سنة 449 ه.

ص: 438

عرض مختصر ، مستنداً على الكتاب والسُنّة والأدلّة

العقلية والتاريخ ، لما يقتضي التعجّب منه من تناقضات العامّة وأغلاطهم ،

وغلوّهم في المعاندة وإفراطهم ، وأقوالهم المختلفة وقياساتهم المتضادّة ؛ في

مسألة الإمامة وغيرها من الموضوعات المهمّة ، كذلك منافرات أفعالهم ، خصوصاً في

عاشوراء ، وتبجيل ذرّية من شارك في قتل السبط الشهيد الإمام الحسين عليه السلام

..

اشتمل على أغلاطهم في : ذكر الوصية ، النصّ ،

الاختيار ، اختيار أبي بكر ، الإمام ، علم الإمام ، العصمة ، إمامة المفضول ،

التقية ، حقّ الصحابة ، الأسماء والصفات ، تفضيل أبي بكر بآية الغار ، وما

يدّعى له من الإنفاق ، ثمّ في ذكر فدك ، وأخيراً من أغلاطهم في الأحكام وبدعهم

في شريعة الإسلام ، كما تضمّن ذكر البغض لأهل البيت عليهم السلام ، وذكر جملة من

أغلاط البكرية.

تمّ التصحيح اعتماداً على نسختين : المطبوعة على

الحجر مع كتاب المؤلّف كنز الفوائد في تبريز سنة 1322 ه- ، ومخطوطة واحدة ، ذكرت

مواصفاتهما في المقدّمة.

تصحيح وتخريج : فارس حسّون

كريم.

نشر : دار الغدير قم / 1421 ه.

* جواهر

الكلام في شرائع الإسلام ، ج 7 - 8.

تأليف : الشيخ محمد حسن النجفي ، المتوفّى سنة

1266 ه.

موسوعة فقهية كاملة - تقع في 44 جزءاً - شاملة

لأبواب الفقه وكتبه كلّها ، جامعة لأُمّهات المسائل وفروعها ، محتوية على وجه

الاستدلال مع دقّة النظر ونقل الأقوال ؛ تُعدّ من أجود الشروح وأغناها لكتاب شرائع

الإسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقّق

الحلّي ، الشيخ أبي القاسم نجمالدين جعفر بن الحسن بن يحيى الهذلي (602 - 676

ه) ؛ وهو من المتون الفقهية المهمّة ، وموضع عناية العلماء والفقهاء درساً

وتدريساً ، وشرحاً وتعليقاً ، المطبوع مراراً ، والمترجم إلى عدّة لغات.

استغرق تأليف الكتاب ما يزيد على 30 سنة ، ومطبوع

مكرّراً.

اشتمل الجزء السابع على ثلاث مقدّمات من المقدّمات

السبع المكونة للركن الأوّل من الأركان الأربعة لكتاب الصلاة ، فيما اشتمل الجزء

الثامن على ثلاث مقدّمات أُخرى منها.

ص: 439

تحقيق : الشيخ علي الدبّاغ.

نشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرّسين في الحوزة العلمية - قم / 1420 ه.

* استجلاب

ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول وذوي الشرف.

تأليف : الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي

الشافعي (831 - 902 ه).

مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة والروايات

والآثار الواردة في بيان فضائل ومناقب أهل البيت عليهم السلام ، وما يدلّ على

كرامتهم وعلوّ منزلتهم.

في مقدّمة في ذكر أولاد عبد المطّلب وأبي طالب

والإمام عليّ عليهم السلام ، وخاتمة في أُمور مهمّة ، و 11 باباً في : وصيّة

النبيّ صلى الله عليه وآله بأهل بيته عليهم السلام : آية المودّة ، حديث الثقلين

، فضل قريش ، وآية التطهير .. حثّه على حبّهم والقيام بواجبهم ، وفضل شيعتهم ..

مشروعية الصلاة عليهم تبعاً له .. ذكر زواج الإمام عليّ عليه السلام بفاطمة

الزهراء عليها السلام ودعاء النبيّ بالبركة في نسلهم المكرم .. بشارته صلى الله

عليه وآله لأهل بيته بالجنّة ، وفضل الزهراء عليها السلام .. الأمان ببقائهم

والنجاة في اقتفائهم ..

خصوصياتهم الدالّة على مزيد كراماتهم ، ذكر فضائل

الإمام الحسن عليه السلام ، وأحاديث في المهدي - عجّل الله فرجه - .. إكرام

الصحابة لأهل البيت ، مكافأته صلى الله عليه وآله في يوم القيامة لمن أحسن إليهم

عليهم السلام .. إخبار النبيّ بما يحصل عليهم من بعده من القتل والتشريد والشدّة

.. وأخيراً تحذيره صلى الله عليه وآله من بغضهم ومعاداتهم والتنفير من سبّهم

ومساءتهم.

تمّ التحقيق اعتماداً على نسخة مخطوطة واحدة ، ذكرت

مواصفاتها في المقدّمة.

تحقيق : نزار المنصوري.

نشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم / 1421 ه.

* الدرّ

النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم.

تأليف : الشيخ

جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ، من أعلام القرن السابع الهجري.

في مناقب

المعصومين الأربعة عشر : النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار

عليهم السلام.

يتعرّض - بإجمال - لذكر السيرة العطرة لرسولنا

الكريم صلى الله عليه وآله وحياته المباركة ، وأحواله ومغازيه ، وجملة من مناقبه

ص: 440

ومعجزاته ، وكذلك بالنسبة إلى الإمام أمير المؤمنين

عليّ عليه السلام ، وسيّدة نساء العالمين الزهراء البتول عليها السلام ،

وولداهما الإمامين السبطين الحسن والحسين عليهما السلام ، والأئمّة التسعة من

ولد الحسين : عليّ زين العابدين ، محمد الباقر ، جعفر الصادق ، موسى الكاظم ،

عليّ الرضا ، محمّد الجواد ، عليّ الهادي ، الحسن العسكري ، ومحمد المهديّ

الحجّة المنتظر ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

مرتّب في خمسة عشر باباً ، لكلّ معصوم باب في عدّة

فصول ، إضافة إلى باب أخير في ذكر : الخمسة أصحاب الكساء عليهم السلام ، العترة

وحديث الثقلين ، الأئمّة الاثني عشر ، بني عبد المطّلب ، وبني هاشم.

تمّ تحقيق الكتاب اعتماداً على نسخة مخطوطة واحدة ،

ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.

تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرّسين في الحوزة العلمية - قم / 1420 ه.

* ملحمة

أردهال.

تأليف : مجيد زجاجي الكاشاني.

عرض لأحداث ووقائع تاريخية من

حياة واحد من الأبطال من أحفاد الرسول الأكرم صلى

الله عليه وآله وسلم ، الذي استشهد مظلوماً من أجل إحياء دين جدّه المصطفى سيّد

المرسلين ، وهو السلطان عليّ بن الإمام محمد الباقر عليه السلام ، سفير أبيه ،

ومندوب أخيه الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلى أهالي مدينة «كاشان» الإيرانية

وما جاورها من المدن والنواحي ؛ بناءً على طلبهم من الإمام الباقر عليه السلام

إيفاد من يعتمد عليه لتعليمهم أحكام الإسلام العظيم وسُنّة الرسول الأمين صلى

الله عليه وآله وسلم ، والذي استشهد سنة 116 ه- - بعد إقامته بين ظهرانيهم ثلاث

سنوات - مع مجموعة كبيرة من أصحابه ومحبّيه الموالين لأهل بيت النبوّة عليهم

السلام في موضع «أردهال» القريب من المدينة ، بعد خوض معركة غير متكافئة مع عسكر

ولاة الجور وحكّام تلك المناطق.

يشتمل على 8 فصول : التعريف بموضع «أردهال» ، ذكر

الأسانيد المعتبرة بشأن السيّد ومحلّ استشهاده وموضع دفن جسده الشريف ، ذكر

خصاله وفضائله ، دعوته ، معارضة المخالفين واستشهاده ، ثورة الأهالي ، مجالس

التعزية والمراسم والشعائر الخاصّة التي يقيمها سنوياً أهالي تلك الديار في ذكرى

استشهاده عند مرقده الشريف ، والتي منها ما يسمّى ب- : «مراسم

ص: 441

غسيل السجّاد» ، ثمّ كرامات هذا السيّد الجليل.

ترجمة : ماجد الخاقاني.

نشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم / 1421 ه.

* تاريخ

النياحة على الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام ، ج 1 و 2.

تأليف : السيّد صالح الشهرستاني (1325 - 1395 ه).

دراسة موجزة ، بعد جمع لما تناثر في بطون المؤلّفات

، عن تاريخ العزاء الحسيني والمناحات التي تقام - في شهري محرّم وصفر ، وفي

العشرة الأُولى من محرّم بالأخصّ ، وفي بعض أيّام الأُسبوع على طول السنة -

إحياءً للذكرى الحزينة لمجزرة الطفّ الدامية ومقتل الإمام السبط سيّد الشهداء

أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، واستشهاد الخيرة من أهل بيته وصحبه

المكرمين فيها ؛ منذ حدوث الواقعة في 10 محرّم سنة 61 ه- ، حتّى عصرنا الحاضر ،

فقد تضمّنت :

بكاء النبيّ وأصحابه الحسين عليه السلام ، بكاء

الإمام عليّ عليه السلام والزهراء عليها السلام ولدهما ، بكاء أهل الحجاز ، نعيه

نفسه عليه السلام وبكاؤه آله الكرام ، بكاء أعدائه ، بكاء ونياحة أهل

الكوفة والشام والمدينة ومصر ، موقف الأُمويين من

النياحة عليه عليه السلام ، نياحة التوّابين وثورتهم على الأُمويين ، بكاء

الأئمّة عليهم السلام ، بكاء المشايخ والصحابة والأكابر ، النياحة في عهد

البويهيين ، موقف العبّاسيين ، النياحة بعدهم ، تأثيرها في الأقطار العالمية

، في القرون الأخيرة ، في سائر أقطار القارة الآسيوية ، في القارة الأفريقية ،

في القارة الأُوربية ، وأخيراً في القارة الأمريكية.

صدر لأوّل مرّة - بدون تحقيق - في طهران سنة 1393

ه- في جزءين صغيرين.

تحقيق : الشيخ نبيل رضا علوان.

نشر : دار الزهراء - بيروت / 1419 ه.

* استقصاء

الاعتبار في شرح الاستبصار ، ج 5.

تأليف : الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن زين

الدين العاملي (الشهيد الثاني) (980 - 1030 ه).

الاستبصار في

ما اختلف من الأخبار لشيخ الطائفة ، محمد بن الحسن

الطوسي ، المتوفّى سنة 460 ه- : أحد المجاميع الحديثية الأربعة المعتمدة عند

الإماميّة ، التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند فقهائهم منذ تصنيفه ،

يقتصر على

ص: 442

الأخبار المختلف فيها والجمع بينها ، شرحه وعلّق

عليه - لأهمّيته - كثير من علماء وأعلام الطائفة منذ القرن الخامس حتّى اليوم.

وهذا الكتاب من أبرز شروحه وأهمّها ؛ لاشتماله على

ميزات وفوائد غزيرة فريدة ، يعسر وجودها في غيره ، خصوصاً في المسائل الدرائية

والرجالية.

مقدّمته تضمّنت اثنتي عشرة فائدة ، ومباحثه قد

قُسّمت تقسيمات رباعية رحمه الله إذ تُذكر الرواية أو الروايات التي في الاستبصار

وقول الشيخ في جمعها ، ثمّ الكلام في السند وما يتعلّق به من شرح أحوال رجاله ؛

للخروج بنتيجة رجالية نافعة ، بعد ذلك الشروع في بحث النصّ وبيان وجوه الرواية

والمعاني التي يمكن أن تحتملها ، وقد تُشرح - إذا استدعت الحاجة - معاني الألفاظ

اللغوية لبعض الروايات.

تمّ تحقيق ما موجود من أبواب الكتاب - الذي يصدر

لأوّل مرّة - اعتماداً على أربع نسخ مخطوطة ، ثلاث منها إلى نهاية الصلاة ،

وواحدة إلى نهاية باب القعود بين الأذان ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة ، إضافة

إلى نسخة الاستبصار التي طبعتها دار الكتب الإسلاميّة - محقّقة - في طهران.

ومن المؤمّل أن يصدر في 7 أجزاء.

اشتمل هذا الجزء على تتمّة كتاب الصلاة.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث / 1420 ه.

* جامع الخلاف

والوفاق .. بين الإمامية وبين أئمّة الحجاز والعراق.

تأليف : الشيخ علي بن محمد بن محمد القمّي

السبزواري ، من أعلام القرن السابع الهجري.

كتاب يجمع مسائل من فقه الإمامية ، خالفهم فيها ،

أو وافقهم عليها الحنفية والشافعية رحمه الله فهو يذكر الخلاف والوفاق في هذه

المسائل الفقهية ، إضافة إلى الاستدلال على ترجيح ما انتخبه ، ذاكراً آراء

المذاهب الثلاثة ، غير متعرّضاً لغيرها إلاّ قليلاً.

يتبع في ترتيبه أُسلوب الشيخ ابن زهرة الحلبي -

المتوفّى سنة 585 ه- - في كتابه غُنية

النزوع إلى علم الأُصول والفروع ؛ إذ يمكن

عدّه شرحاً لقسمه الثالث : فروع الفقه والأحكام الشرعية ، فهو قد نقل معظم

عباراته مع زيادة بيان وتوضيح واستدراك من سائر الكتب ، وكان المرجع المعتمد في

تعيين المخالف من المسائل كتاب الخلاف

للشيخ الطوسي - المتوفّى

ص: 443

سنة 460 ه- - إضافة إلى غيره من كتب الحنفية

والشافعية.

تمّ التحقيق اعتماداً على مخطوطة واحدة مكتوبة في

زمن المصنّف ، في سنة 700 ه- ، والاستعانة أيضاً بمصادر الكتاب نفسه ، مثل الغنية

والخلاف ، وغيرهما.

اشتمل على مسائل في كتب : الصلاة ، الزكاة ، الخُمس

، الصوم ، الحجّ ، الجهاد ، السبق والرماية ، البيع ، الفرائض ، النكاح ، وكتاب

الحدود.

تحقيق : الشيخ حسين الحسني البيرجندي.

نشر : «زمينه سازان ظهور إمام عصر (عجّل الله تعالى

فرجه الشريف)» - قم / 1421 ه.

طبعات

جديدة

لمطبوعات

سابقة

* بحوث في علم

الرجال.

تأليف : الشيخ محمّد آصف المحسني.

مباحث في علم الرجال تعنى بمناقشة وبيان حال أسانيد

الروايات ، وتشتمل على قواعد كليّة ومعايير لإحراز وثاقة وصدق الراوي ، وضوابط

للتصديق والتضعيف ، وأمارات للتوثيق والجرح ، كما تشتمل

على مناقشة وثاقة مشايخ الرواية والإجازة

وتوثيقاتهم ، وتوثيقات بعض أعلام الطائفة لِما جاء من طرق في مصنّفاتهم.

هذه المباحث - وعددها في هذه الطبعة 53 بحثاً -

خاصّة ببيان التوثيقات العامّة وما يتعلّق بالأسانيد بشكل عام ، دون بيان وثاقة

أو ضعف أو جهالة رجال السند أنفسهم كأفراد.

طبع الكتاب لأوّل مرّة سنة 1399 ه- في مدينة مشهد

باسم : الفوائد الرجالية ،

ثمّ طبع ثانية في قم سنة 1402 ه- - مع تصحيح وتكميل - باسمه الحالي ، وصدر ثالثة

في إسلام آباد / الباكستان - مع عدالة

الصحابة للمؤلّف - سنة 1417 ه- بعد إجراء إضافات وتغييرات

، وصدر هذه المرّة في قم سنة 1421 ه- مع زيادات وتعديلات للمؤلّف.

* دراسة حول

نهج البلاغة.

تأليف : السيّد محمد حسين الحسيني الجلالي.

مباحث عدّة تتعلّق بالشريف الرضيّ ، أبو الحسن

محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (359 - 406 ه) ، نقيب العلويّين في بغداد ،

وكتابه نهج البلاغة ،

الذي جمعه خلال 17 عاماً تقريباً .. ويُعد

ص: 444

الكتاب الوحيد الذي جمع بأُسلوب فريد روايات منتقاة

من بليغ آثار الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من خطب ورسائل

وحِكم ، والذي وصف بأنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين .. والذي حظي -

عبر القرون ، استنساخاً وشرحاً وتعليقاً - بالعناية البالغة من قبل أعلام

البلاغة والأدب ، وحملة العلم والحديث جيلاً بعد جيل .. وتمّ شرحه بشروح عديدة

وأُلّفت عنه مؤلّفات كثيرة.

تضمّنت : دراسة عن النهج ،

إلمامة بحياة الشريف الرضيّ ، الردود والحلول المتينة لشبهات ومحاولات التشكيك

في نسبة الكتاب وجامعه - بسبب الصراع المذهبي - ، الأسانيد المتعدّدة إلى الجامع

، العناية بالنهج منذ عصر الرضيّ حتّى العصر الحاضر ، وشرح خطبة الكتاب.

وهي القسم الأوّل من كتاب مسند

نهج البلاغة بتحقيق أسانيد أهل البيت عليهم السلام مع الموافقات ،

المخصّص لعرض أسانيد نصوص النهج ؛

إذ اشتمل قسمه الآخر على ما وقف عليه المؤلّف من أسانيد الروايات والخطب

والرسائل والحِكم الواردة فيه.

فقد تعرّض هذا الكتاب إلى : ذكر أسانيد روايات نهج

البلاغة في كتب أُخرى من روايات أهل البيت عليهم السلام ،

على ترتيبها

الوارد في النهج

.. ثمّ تعقيبها بما روي عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام من ولد الإمام عليه

السلام بعده مشتملاً على شيء من تراثه ، نسبها بعض الرواة إليهم ؛ لسماعها منهم

عليهم السلام .. وأخيراً ذكر الموافقات من المصادر من غير أهل البيت عليهم

السلام ، اكتفاءً بالإشارة إلى المصدر الذي وقف عليه المؤلّف ، ومن روايات أهل

البيت عليهم السلام التي رواها العامّة في كتبهم.

وهو مطبوع سنة 1412 ه- ، بتحقيق السيّد محمد

جواد الحسيني الجلالي.

وهذه الطبعة - الثالثة - نشرتها المدرسة المفتوحة

في شيكاغو / أمريكا - بالتصوير - سنة 1421 ه.

* عصمة

الأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم.

تأليف : الشيخ جعفر السُبحاني.

مباحث تتعرّض للآيات القرآنية الكريمة المتعلّقة

بعصمة الأنبياء والرسل ، المبعوثين لهداية البشر وقيادتهم إلى الغاية المنشودة ،

من هذه الآيات ما يدّل على عصمتهم ، ومنها ما يُتوهّم منه خلاف ذلكرحمه الله إذ

يبدو من ظاهرها التشكيك بعصمتهم إثر ارتكابهم المعصية أو الذنب أو عدم إطاعة

الباري عزّ وجلّ ، والتي من

ص: 445

خلال التمسّك والاستدلال بها أُثيرت بعض الشبهات

بشأن طهارتهم ونزاهتهم وعدم عصمتهم عليهم السلام.

تضمّنت مقدّمة الكتاب مباحث جانبية في واقع العصمة

وحقيقتها وأسبابها ، فيما تناولت مباحثه آيات يمسّ ظاهرها عصمة جميع الأنبياء ،

وآيات تمسّ عصمة عدّة منهم عليهم السلام خاصّة : آدم والشجرة المنهي عنها ، نوح

والمطالبة بنجاة ابنه ، إبراهيم والمسائل الثلاث ، يوسف وقوله تعالى : (...

وهمّ بها) ، موسى وقتل القبطي ومشاجرته

أخاه ، داود وقضائه في النعجة ، سليمان وعرض الصافنات الجياد وطلب الملك ، أيوب

ومسّ الشيطان له بعذاب ، يونس وذهابه مغاضباً ، وأخيراً رسولنا الكريم صلى الله

عليه وآله وما تمسّكت به المخطّئة.

سبق أن صدر في قم سنة 1408 ه- ، وأعادت إصداره في

قم مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام سنة 1420 ه.

كتب

صدرت حديثاً

* الصوت

اللغوي في القرآن.

تأليف : محمد حسين علي الصغير.

بحث مخصّص لتتبّع الظواهر الصوتية لحروف المعجم

العربي ، وخصوصاً في

القرآن العظيم ، والتماس النظريات الصوتية المعقّدة

في رحاب آياته الكريمة.

وهو محاولة لتطبيق البحث الصوتي قرآنياً ، وتسخير

مفاهيم الصوت للقرآن الكريم.

تناولت فصوله مفردات عديدة - عبر البحث في خصائص

الصوت القرآني وملامحه ومميّزاته - ضمن ستّة عناوين : أبعاد الصوت اللغوي :

مصطلحه ، تطوّره ، نظريّته ، وتقسيمه بين العرب والأُوروبيّين ، منهجية البحث

الصوتي : مدرسة الخليل ابن أحمد (ت 175) الصوتية ، الصوت في منهجية سيبويه (ت

180) ، الفكر الصوتي عند ابن جنّي (ت 392) ، والقرآن والصوت اللغوي ، الصوت

اللغوي في فواتح السور القرآنية بالحروف المقطّعة : التصنيف الصوتي لهذه الحروف

عند الباقلاّني (ت 403) ، جدولة أصواتها اللغوية عند الزمخشري (ت 538) ، الصدى

الصوتي لها عند الزركشي (ت 794) ، والقرآن في تركيبه الصوتي من جنس هذه الأصوات

، الصوت اللغوي في الأداء القرآني : أُصول الأداء ، مهمّة الوقف فيه ، نصاعة

الصوت والصوت الأقوى في الأداء القرآني ، وتوظيفه في الأحكام ، الصوت اللغوي في

فواصل الآيات

ص: 446

القرآنية : مصطلح الفاصلة ، معرفة الفواصل صوتياً ،

ظواهر الملحظ الصوتي فيها ، والإيقاع الصوتي في موسيقى الفواصل ، الدلالة

الصوتية في القرآن : مظاهرها وأبعادها ، دلالة الفزع الهائل ، الإغراق في مدّ

الصوت ، الصيغة الصوتية الواحدة ، دلالة الصدى الحالم ، دلالة النغم الصارم ،

الصوت بين الشدّة واللين ، الألفاظ دالّة على الأصوات ، واللفظ المناسب للصوت

المناسب ، وأخيراً الخاتمة ونتائج البحث.

نشر : دار المؤرّخ العربي - بيروت / 1420 ه.

* ما رواه

الحواريّون ج 5 و 6.

تأليف : كاظم جعفر المصباح.

كتاب جامع للروايات والأحاديث الواردة عن طريق

حواريّي الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام المقرّبين منهما ، الّذين وردت

في مدحهم وتوثيقهم عدّة أحاديث وروايات بيّنت اعتماد الإمامين عليهما السلام

عليهم في إيصال أحاديثهم وأفكارهم إلى الناس دون زيف أو تشويه ، والّذين نقلوا

عنهما - بدون واسطة - أكثر الأحاديث المعتمدة من قبل فقهاء المسلمين في استنباط

الأحكام الشرعية.

اشتمل الكتاب على قسمين : ترجمة

حياة هذه الصفوة ، وتدوين كلّ الأحاديث المرويّة

عنها في شتّى أبواب الفقه والمعارف الإسلامية.

اشتمل الجزءان اللذان صدرا في مجلّد واحد بعنوان مسند

زرارة بن أعين على ما رواه هذا الحواريّ الجليل في

أبواب المعاملات ، وأبواب العقائد.

وكان قد صدر الجزء الرابع بالعنوان نفسه مشتملاً

على مرويّاته في أبواب العبادات ، فيما صدرت الأجزاء التي سبقته بعنوان مسند

محمد بن مسلم الثقفي ، مشتملة على مرويّاته في

أبواب العبادات والمعاملات والعقائد.

نشر : دار البصائر - طهران / 1421 ه.

* المذاهب

الإسلامية الخمسة .. تاريخ وتوثيق.

كتاب يجمع خمسة بحوث وافية تتعلّق بالمذاهب

الإسلامية الخمسة المشهورة ، الإمامي ، الحنفي ، المالكي ، الشافعي ، الحنبلي ،

مرتّبة وفقاً لتواريخ ظهورها ؛ كتب موضوع كلّ منها أُستاذ متخصّص من أهل ذلك

المذهب ، هم : عبد الهادي الفضلي ، محمد وفا ريشي ، محمد سكحال الجزائري ،

وهبة الزحيلي ، أُسامة الحموي ..

ص: 447

ويسعى إلى تقديم معرفة علمية شاملة لكلّ مذهب من

خلال : إلقاء الضوء على أئمّتها ومؤسّسيها ، عرض ظروف نشأتها ، مراحل تطوّرها ،

أُصولها ومصادرها في استنباط الأحكام الشرعية ، مناهجها في البحث والنظر في

الأدلّة ، بيان أبرز ما تمتاز به من خصائص وآراء ، مراكزها العلمية ، أماكن

انتشارها ، وأبرز ما أُلّف وصُنّف فيها من كتب ومراجع.

نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية - بيروت

/ 1419 ه.

* سيّدة

النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

تأليف : علي موسى الكعبي.

بحث موجز يسعى لعرض إلمامة عن بعض جوانب حياة

سيّدة نساء العالمين بضعة المصطفى المختار صلى الله عليه وآله الزهراء فاطمة

صلوات الله وسلامه عليها ، العالمة المعصومة والقدوة الصالحة لنساء الأُمّة ،

محاولاً تغطية مفردات سيرتها العطرة عليها السلام منذ الولادة في بيت الرسول

الكريم صلى الله عليه وآله وحتّى الوفاة - استشهاداً في سبيل الله - في بيت

الوصيّ الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، بشكل وافٍ وأُسلوب علمىّ موثّق.

اشتملت فصوله الثلاثة على مباحث ، الأوّل : في بيت

النبيّ صلى الله عليه وآله ، أسماؤها

وألقابها وشمائلها ، زواجها ، دورها في داخل

الأُسرة وخارجها ، الثاني : مناقبها وخصائصها الفذّة ، مكارم أخلاقها ، الثالث :

الزهراء بعد أبيها صلى الله عليه وآله : انقلاب الأُمّة ومنع حقوقها وإرثها ،

حالها ومواقفها وخطبها ، وفاتها ومدّة بقائها.

صدر ضمن «سلسلة المعارف الإسلامية» برقم 25.

نشر : مركز الرسالة - قم / 1420 ه.

* لا ضرر ولا

ضرار.

تأليف : السيّد كمال الحيدري.

تقريرات المؤلّف لدروس أُستاذه السيّد الشهيد

محمد باقر الصدر (1353 - 1400 ه) المتعلّقة بقاعدة «لا ضرر ولاضرار» ،

والتي اشتملت على مباحث عديدة ، عُرضت وهي أقرب ما تكون لعبارة الأُستاذ قدس سره

وأُسلوبه.

تضمّنت مقدّمة الكتاب عرضاً للخصائص العامّة لفكر

السيّد الشهيد قدس سره ، فيما تضمّنت فصوله مباحث في : إثبات سند الحديث ،

تعيين المتن ، مفاد كلمة «الضرر» و «الضرار» ، مفاد الهيئة التركيبية لجملة «لا

ضرر» ، استعراض المشاكل المثارة في فقه الحديث ، مشكلات مثارة على تطبيقات

فقهية للقاعدة ، تطبيق

ص: 448

القاعدة بلحاظ الأضرار الاعتبارية ، فقه الحديث

بلحاظ «لا ضرار» ، وأخيراً تنبيهات تضمّ أُموراً عديدة تتعلّق بالقاعدة.

نشر : دار الصادقَين - قم / 1420 ه.

* المرأة في

نهج البلاغة.

تأليف : نجوى صالح الجواد.

دراسة تتناول المرأة في كلام الإمام أمير المؤمنين

عليه السلام ، مستعرضة المفاهيم التي عبّرت عنها بعض خطبه ووصاياه وكلماته عليه

السلام الواردة في كتاب نهج البلاغة ،

والتي تعرّض فيها لذكر النساء بشكل عام ، وبعض منهنّ بشكل خاصّرحمه الله تألّفت

من مدخل وبابين ، كل منها في ثلاثة فصول ، وخاتمة.

اشتمل المدخل على فصلين : لمحة من سيرة الإمام عليّ

عليه السلام ؛ مولده ونشأته ، فضائله ومناقبه ، إمامته ، وخصائص شخصيته ..

وأضواء على نهج البلاغة ،

جامعه الشريف الرضي (359 - 406 ه) ، أهمّ شروحه وشرّاحه ، وردود لشبهات أُثيرت

بشأنه.

تعرّضت الدراسة في الباب الأوّل لما ورد من نصوص

بشأن المرأة في النهج ،

في الآيات القرآنية الكريمة ؛ إنسانيتها ، مكانتها في المجتمع ، أُنوثتها .. وفي

السُنّة

النبوية وسيرة المسلمين ؛ عند المجتمعات والديانات

الغير إسلامية ، في ظلّ الإسلام ، والأحاديث الشريفة الواردة في تكريمها وبيان

صفاتها.

فيما تناولت في الباب الثاني كيفية فهم ما ورد عن

الإمام عليه السلام بشأن المرأة ، بحث نصوص النهج

وارتباطها

بالأحداث والشخصيات ، شموليتها أو تخصّصها ، وما يرتبط منها بحرب الجمل ، ثمّ

المرأة في مسيرة الإمام عليّ عليه السلام ، ونساء كان لهنّ ارتباط قويّ ومباشر

به ، أيام حياته وفي خلافته عليه السلام.

والخاتمة عرضت نتائج الدراسة في سبع نقاط.

نشر : معهد الدراسات العربية والإسلامية - لندن /

1419 ه.

* رجال الشيعة

في أسانيد السُنّة.

تأليف : الشيخ محمد جعفر الطبسي.

دراسة لإحصاء رجال الشيعة في أسانيد الجمهور في

الكتب الستّة فقط ، مع التعرّض لشخصية كلّ راوٍ منهم وبيان وثاقته ، تشيّعه ،

الإشارة إلى طبقته ورواياته ، موارد رواياته في الصحاح الستّة ، ثمّ الإشارة

الإجمالية إلى ترجمته في كتب الرجال الشيعية.

ص: 449

أحصى الكتاب 140 راوياً.

نشر : مؤسّسة المعارف الإسلامية - قم / 1420 ه.

* الكنى

والألقاب .. التي يُعبّر بها في الأخبار ، عن الرسول والأئمة الأطهار ، صلوات

الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.

تأليف : الشيخ محمد رضا المامقاني.

كتاب يشتمل على ذكر غالب ما أُطلق على المعصومين

الأربعة عشر عليهم السلام ، أو ما قيل فيهم من الأسماء والكنى والألقاب التي

عرفوا بها ، سواء ما جاء منها في أسانيد الروايات ، أو متون الأحاديث ، أو كلمات

الفقهاء والمفسّرين ، أو كتب التراجم والتاريخ ، أو لسان الدعاء والمناجاة ؛

أكثرها لصفات فيهم ، أو نعوت عرفوا بها ..

فقد تضمّن ذكر مفردات - بمنزلة الكنية أو اللقب -

جاءت خلال كلماتهم أو ضمن الرويات ، ثمّ كُناهم ، ثمّ ألقابهم واسم الحديث

المنسوب لكلّ معصوم منهم ؛ على ترتيب الحروف الهجائية ، ثمّ بيان الحصيلة ، ثمّ

معجماً لما رمز الأصحاب لهم عليهم السلام.

صدر ضمن سلسلة «إلى التراث ..»

برقم 1.

نشر : مولود الكعبة - قم / 1421 ه.

* أهل البيت

عليهم السلام .. سماتهم وحقوقهم في القرآن الكريم.

تأليف : الشيخ جعفر السُبحاني.

بحث مخصّص لتشخيص ومعرفة أهل البيت عليهم السلام

المعنيّين بآية التطهير (سورة الأحزاب 33 : 33) من خلال عرض القرائن الموجودة في

الآية المباركة والروايات المتضافرة ، إضافة إلى بيان سماتهم وحقوقهم ، التي

تضمّنتها آيات قرآنية عديدة.

تضمّنت فصوله ثلاثة مواضيع : من هم أهل البيت عليهم

السلام ، والقرائن الدالّة على أنّ المراد منهم جماعة خاصّة تنتمي إلى البيت

النبوي لا كلّ المنتمين إليه ، سماتهم : العصمة ، المحبّة في قلوب المؤمنين ،

استجابة دعائهم ، ابتغاء مرضاة الله تعالى ، الإيثار ، هم خير البرية ، ورثة

الكتاب ، حرمة الصدقة عليهم .. ثمّ حقوقهم : ولايتهم ، ضرورة إطاعتهم ، وجوب

مودّتهم وحبّهم ، الصلوات عليهم ، دفع الخمس إليهم ، الفيء لهم ، الأنفال لهم ،

ترفيع بيوتهم ، سلام الله وصلواته عليهم أجمعين.

ص: 450

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه السلام - قم /

1420 ه.

* مشاهير

شعراء الشيعة ، ج 1 - 5.

تأليف : عبد الحسين الشبستري.

معجم يشتمل على تراجم لمشاهير شعراء الشيعة ،

مستقصياً لهم لفترة امتدت خلال 13 قرناً من القرن الأوّل الهجري حتّى القرن

الثالث عشر الهجري ، مرتّباً على حروف الهجاء ، متضمّناً تراجم لشعراء اللغة

العربية ، وأُدباء في غير العربية.

وقد أحصى 1154 من الشعراء ممّن صرّح بنفسه بتشيّعه

وموالاته لأهل بيت النبوّة الأطهار عليهم السلام ، إضافة إلى من لم يصرّح بذلك ؛

تجنّباً لبطش وفتك القساة من أعدائهم الكثيرين ، ومماشاةً لحكّام زمانهم وأُمراء

عصورهم ؛ اعتماداً على عدّة مصادر قديمة وحديثة ، عربية وغير عربية.

نشر : المكتبة الأدبية المختصّة - قم / 1421 ه.

* دائرة

المعارف الحسينية.

* ديوان القرن

الخامس الهجري.

تأليف : محمد صادق محمد الكرباسي.

أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة التي قد

تصل إلى 500 جزء ، والمشتملة على كلّ ما يتعلّق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد

الله الحسين عليه السلام ، ونهضته المباركة وسيرته وأنصاره الكرام ، ودراستها من

جميع الجوانب التاريخية والعلميّة والأدبيّة والتراثية والسياسية وغيرها.

وهو ديوان يصدر ضمن سلسلة دواوين - مجلّدات -

الموسوعة المخصّصة للشعر العربي القريض.

اشتمل على ما قيل من شعر في الإمام السبط الشهيد

عليه السلام ، وفي إطار نهضته المباركة خلال هذا القرن ، مع شرح لمفردات الأبيات

، وذكر قائلها ، وبيان الاختلاف في بعض المفردات في نسخ المراجع.

نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1418 ه.

* التقوى في

القرآن.

تأليف : السيّد كمال الحيدري.

دراسة في الآثار الاجتماعية والوجودية للتقوى ، خير

الزاد لعباد الله المسافرين من الدنيا رجوعاً إلى خالقهم سبحانه وتعالى ؛ للوصول

إليه جلّ وعلا والقرب منه واللقاء به ، والذي لا يتحقّق إلاّ باتّباع القرآن

ص: 451

الكريم وعترة المصطفى المختار صلى الله عليه وآله

وسلم الطاهرة عليهم السلام ، معتمداً آيات الذكر الحكيم وأحاديث الرسول الأكرم

صلى الله عليه وآله وسلم ، وروايات الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

تضمّنت الدراسة محاولة الوقوف على بعض الحقائق

القرآنية التي بيّنت أهمّية التقوى ، بعد الإشارة إلى دور الإيمان بالله الواحد

الأحد ، والأخلاق الكريمة في تحصيل هذه الملكة ، ثمّ تعرّضت لذكر مراتب للتقوى ،

آثار لها في الدنيا ، التبعات السلبية للفجور في الدنيا ، الارتباط الوجودي

والتكويني بين أعمال الإنسان والنظام الكوني ، دور العلل الطبيعية في ايجاد

الحوادث الكونية ، آثار التقوى في النشأة الأُخرى ، طرق تحصيل التقوى ، طريق

الوصول إلى الحبّ الإلهي ، وأخيراً صفات المتّقين.

نشر : مؤسسة دار الصادقين عليهما السلام

الثقافية - قم / 1421 ه.

كتب

قيد التحقيق

* لوامع

الأنوار في شرح عيون الأخبار.

للمحدّث الجزائري ، السيّد نعمة الله ابن عبدالله

الموسوي (1050 - 1112 ه).

شرح مبسوط لكتاب عيون

أخبار الإمام

الرضا

عليه السلام ، للشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه

القمّي ، المتوفّى سنة 381 ه- ، كتبه للوزير الصاحب بن عبّاد.

وهو كتاب حديثي مهم ، يعدّ مصدراً أساسياً لمعرفة

أحوال وسيرة وأخبار الإمام الثامن والحجّة الضامن أبي الحسن عليّ ابن موسى الرضا

عليهما السلام (148 - 203 ه) ؛ إذ اشتمل على ما ورد مسنداً عنه عليه السلام من

روايات في الأحكام والأخلاق ، وما تناول شؤون الحياة كافّة ، ومسائل جمّة ونكات

مهمّة ، علمية وتاريخية وفقهية وكلامية وأدبية.

ولمنزلته العلمية ؛ كتبت له عدّة شروح وعليه عدّة

تعليقات قيّمة ، وترجم إلى الفارسية غير مرّة ، وطبع عدّة طبعات ، حجرية وحروفية

وبالتصوير ، في النجف وطهران وبيروت.

وقد أصدر المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام

جزءاً واحداً منه فقط في مشهد سنة 1413 ه- ، بتحقيق مؤسّسة الإمام الخميني قدس

سره للتحقيقات العلمية.

تقوم مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

بتحقيقه اعتماداً على 3 مخطوطات :

نسخة مكتوبة سنة 1106 ه- ، محفوظة في مكتبة الإمام

الرضا عليه السلام / مشهد.

ص: 452

نسخة مكتوبة سنة 1132 ه- ، محفوظة في مكتبة مجلس

الشورى الإسلامي / طهران.

نسخة مكتوبة سنة 1110 ه- ، محفوظة في مكتبة السيّد

المرعشي النجفي / قم.

إضافة إلى 3 مخطوطات لكتاب العيون ،

ونسخته المطبوعة في النجف بجزءين في مجلّد واحد :

نسخة مكتوبة سنة 576 ه- ، محفوظة في مكتبة جامعة

طهران.

نسختان مكتوبتان سنة 980 ه- ، وسنة 1090 ه- ،

محفوظتان في مكتبة السيّد المرعشي النجفي / قم.

والمؤمّل أن يصدر في 5 أو 6 أجزاء.

*

الغيبة.

للشيخ النعماني ، محمد بن إبراهيم الكاتب ،

المعروف بابن أبي زينب ، المتوفّى حدود سنة 360 ه.

كتاب قيّم مشهور ، أفرده مؤلّفه لذكر الإمام الثاني

عشر من أئمّة المسلمين الطاهرين عليهم السلام ، الحجّة المنتظر ، محمد المهدي

بن الإمام الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي - عجّل الله تعالى فرجه الشريف

وصلواته على آبائه المنتجبين - وذكر أحواله ، وإمامته ، وغيبته ، وجملة من

علامات آخر الزمان ، وعلامات أصحابه وأنصاره عند

ظهوره.

قيل : إنّه كان معروفاً ب- : «ملاء العيبة في طول

الغيبة».

كان الكتاب قد طبع حجرياً في إيران ، وحروفياً - من

غير تحقيق - في لبنان ، ونشرته مكتبة الصدوق في طهران سنة 1406 ه- بتحقيق علي

أكبر الغفّاري.

يقوم بتحقيقه : فارس حسّون كريم ، معتمداً في عمله

على عدّة نسخ مخطوطة ومطبوعة.

*

ضياء العالمين.

للشريف أبي الحسن بن محمد طاهر الفتوني النباطي

العاملي الأصفهاني الغروي ، المتوفّى حدود سنة 1140 ه.

من كتب العقائد المشتملة على بحث موضوع الإمامة ،

ثلاثة أجزاء ، مرتّب في فاتحة ومقدّمة ومقصدين وخاتمة وختام.

الفاتحة كانت في بيان تكليف العباد بعبادة الله

تعالى ، والتزام طاعته ، والمقدّمة كانت في بيان امتحان العباد ، وذكر نبذة ممّا

امتحن الله به الخلائق ، وأنّه عزّ وجلّ لم يكتفِ منهم بادّعاء الإيمان ، بل

امتحنهم بأنواع الامتحان من بدء الخليقة إلى آخر الزمان.

ص: 453

المقصد الأوّل : في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر

، مرتّباً في اثني عشر مقالة ؛ ذاكراً الآيات القرآنية الكريمة والنصوص الواردة

عن الخاصّة والعامّة - في الغالب - الدالّة على إمامة الإمام أمير المؤمنين عليه

السلام بعد الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ، وإمامة الأئمّة

عليهم السلام من بعده وفضائلهم ، والمقصد الثاني : في إبطال أدلّة من قال بإمامة

غيرهم ؛ معتمداً في ذلك آيات وأحاديث ومأثورات من كتب الفريقين.

فيما عرضت الخاتمة آيات وروايات تشبّث بها - زعماً

بنفعها - القائلون بخلافة من تقدّم على الإمام عليّ عليه السلام ، وبعضاً ممّا

نقلوه في كتبهم عن خلفائهم وكبرائهم من قبائح الأفعال والأقوال ورذائل الصفات

والأحوال ، وأخيراً كان الختام في عرض بعض ما ذكره المخالفون ، غافلون عمّا فيه

من الدلالة على خلاف ما هم عليه.

تقوم مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

بتحقيقه اعتماداً على 3 مخطوطات :

نسخة كاملة ، في ثلاثة أجزاء ، مكتوبة

في سنة 1269 ه- ، محفوظة في مكتبة الجواهري في

النجف الأشرف.

نسخة كاملة ، في مجلّدين ، مكتوبة في سنة 1284 ه- ،

محفوظة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف.

نسخة ناقصة مقداراً من أوّل الكتاب ، محفوظة في

مكتبة الآستانة الرضوية المقدّسة في مشهد ، برقم 7802.

* كتاب

الصلاة.

تأليف : السيّد جمال الدين الهاشمي الگلپايگاني

(1296 - 1377 ه).

من كتب الفقه الاستدلالي ، وهو تقريرات المؤلّف

لأبحاث أُستاذه الشيخ المجدّد الميرزا محمد حسين الغروي النائيني (1276 -

1355 ه) في موضوع الصلاة وما يتعلّق بها من فروع وأحكام.

تقوم مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

بتحقيقه اعتماداً على نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، 497 صفحة ، محفوظة عند نجله

السيّد علي الگلپايگاني.

* * *

ص: 454

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.