تراثنا المجلد 62

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1421 ه.ق

الصفحات: 302

ص: 1

محتويات العدد

* تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (17).

..................................................... السيد علي الحسيني الميلاني 7

* عدالة الصحابة (5).

........................................................... الشيخ محمد السند 48

* معجم مؤرخي الشيعة (6).

........................................................... صائب عبد الحميد 92

* دليل المخطوطات (8) - مكتبة الفيض المهدوي.

............................................. السيد أحمد الحسيني الأشكوري 135

ص: 2

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامة / النجف الأشرف (7).

....................................... السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره 181

* مصطلحات نحوية (16).

..................................................... السيد علي حسن مطر 213

* من ذخائر التراث :

* فلسفة الميثاق والولاية - للإمام العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي (1290 - 1377 ه).

.................................................. تحقيق : علي جلال باقر 225

* من أنباء التراث.

............................................................... هيئة التحرير 285

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة كتاب «دلائل الصدق» للعلامة الشيخ المظفر ، محمد حسن بن محمد بن عبد الله النجفي (1301 - 1375 ه) وهي بخط المصنف رحمه الله ، والذي تقوم مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بتحقيقه.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (17)

السيد علي الحسيني الميلاني

قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد ...) (1).

قال السيد :

«وفيهم وفيمن فاخرهم بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنزل الله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)».

قال في الهامش :

«نزلت هذه الآية في علي وعمه العباس وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، بيدي مفاتيحه وإلي ثيابه.

ص: 7


1- سورة التوبة 9 : 19.

وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال علي : ما أدري ما تقولان! لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

هذا ما نقله الإمام الواحدي في معنى الآية في كتاب أسباب النزول ،

عن كل من الحسن البصري والشعبي والقرطبي (1).

ونقل عن ابن سيرين ومرة الهمداني أن عليا قال للعباس : ألا تهاجر؟! ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! فقال : ألست في أفضل من الهجرة؟! ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام؟! فنزلت الآية.

قيل :

«إن أمر هذا المؤلف من أعجب العجب ، كانت الأمانة العلمية تقتضيه أن يشير - مجرد إشارة - إلى الرواية الأولى عند الواحدي في سبب نزول هذه الآية ، لكنه لم يفعل! إذ وجدها تنقض استشهاده.

فقد روى مسلم في صحيحه 13 / 26 من حديث النعمان بن بشير ، قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج.

وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام.

وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. ب.

ص: 8


1- هذا خطأ مطبعي ، والصحيح هو : القرظي ، وهو محمد بن كعب.

فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وهو يوم الجمعة ، ولكني إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيت رسول الله في ما اختلفتم فيه ، فنزلت هذه الآية.

الطبري 14 / 169 ومسلم 13 / 26 ، وأورده السيوطي في الدر 3 / 218 وزاد نسبته لأبي داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.

وهكذا ، ترك المؤلف الرواية الصحيحة المسندة ، وعمد إلى الروايات الأخرى التي لا سند لها وبعضها مرسل ، وكلها تسقط أمام الرواية الأولى الصحيحة ، واستشهد بها ، على أن في متن بعضها ما يشهد بعدم صحتها ، فطلحة الذي يشير إليه المؤلف لم يسلم وإنما الذي أسلم هو عثمان بن طلحة».

أقول :

أولا : إن مقصود السيد - رحمه الله - في هذه المراجعة المطولة التي تصلح لأن تكون كتابا مستقلا - هو إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ، من القرآن الكريم ، على ضوء روايات الفريقين وأقوال العلماء من الطرفين ، لأن المتفق عليه أولى بالقبول في مقام البحث ، والحديث الذي استشهد به من هذا القبيل ، ورواته من أعلام القوم كثيرون كما سيأتي.

وأما الحديث الذي ذكره هذا المفتري فهو مما تفردوا به ، ولا يجوز لهم الاحتجاج به علينا بحسب قواعد المناظرة ، كما صرح به غير واحد من

ص: 9

أعلامهم كالحافظ ابن حزم الأندلسي (1).

وثانيا : إن الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره ، ليس فيه ذكر لاسم أحد ، فهو «قال رجل» و «قال آخر» و «قال آخر» ، أما الحديث الذي استدل به السيد ففيه أسماء القائلين بصراحة ، فنقول :

1 - أي فائدة في هذا الحديث في مقام المفاضلة بين الأشخاص؟!

2 - وأي مناقضة بين هذا الحديث وبين الحديث الذي استشهد به السيد؟!

3 - بل إن الحديث الذي استند إليه السيد يصلح لأن يكون مفسرا لحديث مسلم ، الذي أبهم فيه أسماء القائلين!

وثالثا : إن الحديث الذي رواه الواحدي قد أورده السيوطي في الدر المنثور كذلك (2) ونسبه إلى :

1 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، وهو شيخ البخاري.

2 - أبي بكر ابن أبي شيبة ، وهو شيخ البخاري.

3 - محمد بن جرير الطبري.

4 - ابن أبي حاتم.

5 - ابن المنذر.

6 - ابن عساكر الدمشقي.

7 - أبي نعيم الأصبهاني.

8 - أبي الشيخ الأصبهاني. 8.

ص: 10


1- الفصل في الأهواء والنحل 4 / 159.
2- الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 218.

9 - ابن مردويه.

فهؤلاء الأئمة الأعلام من المحدثين ... يروون هذه الرواية ، وبهم الكفاية!

ورابعا : لقد ذكر المفسرون الكبار من أهل السنة هذا الحديث بذيل الآية المباركة ، بل إن بعضهم قدمه في الذكر على غيره من الأخبار والأقوال :

* قال الحافظ ابن كثير - وهو الذي يعتمد عليه أتباع ابن تيمية - : «قال عبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، قال : نزلت في علي والعباس رضي الله عنهما بما تكلما في ذلك.

وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن أبي صخر ، قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب ...

وهكذا قال السدي إلا أنه قال : افتخر علي والعباس وشيبة بن عثمان ، وذكر نحوه.

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن عمرو ، عن الحسن ، قال : نزلت في علي وعباس وشيبة ، تكلموا في ذلك ...

ورواه محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، فذكر نحوه».

وهنا أورد ابن كثير الحديث الآخر ووصفه ب «المرفوع» فقال : «وقد ورد في تفسير هذه الآية حديث مرفوع ، فلا بد من ذكره هنا ، قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن النعمان بن

ص: 11

بشير ...»(1).

أقول :

فأمر هؤلاء المفترين من أعجب العجب! كيف يعرضون عن الحديث المعتبر ، المروي من طرقهم بالأسانيد الكثيرة ، المتفق عليه بين المسلمين ، الواضح في دلالته ، الصريح في معناه ، ويذكرون في مقابله حديثا مبهما في معناه ، تفرد به بعضهم ، ولم يعبأ به جلهم ، ثم يتهمون علماء الطائفة المحقة بعدم الأمانة العلمية؟!

إنهم طالما يستندون إلى روايات ابن كثير وأمثاله ، أما في مثل هذا المقام فلا يعبأون بذلك ولا يرجعون إليه!!

إنهم ينقلون ذلك الحديث عن الدر المنثور ويذكرون نسبته إلى من رواه من المحدثين ، ولا يشيرون - ولا مجرد إشارة - إلى وجود الحديث الذي رواه السيد عن الواحدي في الدر المنثور عن عدة كبيرة من أئمتهم!!

* وقال القرطبي : «وظاهر هذه الآية أنها مبطلة قول من افتخر من المشركين بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، كما ذكره السدي ، قال : افتخر عباس بالسقاية ، وشيبة بالعمارة ، وعلي بالإسلام والجهاد ، فصدق الله عليا وكذبهما .. وهذا بين لا غبار عليه».

ثم إنه تعرض لحديث مسلم ، وذكر فيه إشكالا ، وحاول دفعه بناء على وقوع التسامح في لفظ الحديث من بعض الرواة ، فراجعه (2).2.

ص: 12


1- تفسير القرآن العظيم 2 / 296.
2- تفسير القرطبي 8 / 92.

أقول :

وبذلك يظهر أن في حديث مسلم إشكالا في المعنى والدلالة أيضا! * وقال الآلوسي بتفسير الآية والمقصود بالخطاب في (أجعلتم) : «الخطاب إما للمشركين على طريقة الالتفات ، واختاره أكثر المحققين ... وإما لبعض المؤمنين المؤثرين للسقاية والعمارة على الهجرة والجهاد ، واستدل له بما أخرجه مسلم ... وبما روي من طرق أن الآية نزلت في علي كرم الله وجهه والعباس ... وأيد هذا القول بأنه المناسب للاكتفاء في الرد عليهم ببيان عدم مساواتهم عند الله تعالى للفريق الثاني ...»(1).

أقول :

ومن هذا الكلام يفهم :

1 - أن لا تعارض بين حديث مسلم وحديثنا ، كما أشرنا من قبل.

2 - إن لحديثنا طرقا لا طريق واحد ، واعترف به الشوكاني أيضا (2).

3 - إنه كان بعض المؤمنين يؤثر السقاية والعمارة على الهجرة والجهاد! فجاءت الآية لترد عليهم قولهم ، بأن الفضل للهجرة والجهاد دون غيرهما.

وتلخص :

إن حديثنا معتبر سندا ، وهو عندهم بطرق ، في أوثق مصادرهم في 6.

ص: 13


1- روح المعاني 10 / 67.
2- فتح القدير 2 / 346.

الحديث والتفسير ، ودلالته على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام من سائر

الصحابة واضحة ، لأن الإمام قد استدل لأفضليته بما يقتضي الفضل على جميع الأمة ، وقد صدق الله سبحانه عليا عليه السلام في ما قاله ، وإذا كان هو الأفضل فهو الأولى بالإمامة والولاية العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأما الحديث الوارد في كتاب مسلم فلا يعارض الحديث المذكور ، على إنه متفرد به ، ومخدوش سندا ودلالة باعتراف أئمتهم!

* * *

ص: 14

قوله تعالى : (ومن الناس من يشري نفسه ...) (1).

قال السيد :

«وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالى : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) وقال : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)».

قال في الهامش :

«أخرج الحاكم في الصفحة 4 من الجزء 3 من المستدرك عن ابن عباس ، قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي .. الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في تلخيص المستدرك.

وأخرج الحاكم في الصفحة المذكورة أيضا عن علي بن الحسين ، قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب ، إذ بات 7.

ص: 15


1- سورة البقرة 2 : 207.

على فراش رسول الله. ثم نقل أبياتا لعلي أولها :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر»

فقيل :

«هذه الآية من سورة البقرة ، وهي مدنية بالاتفاق. وقيل : نزلت لما هاجر صهيب وطلبه المشركون ، فأعطاهم ماله وأتى المدينة ، فقال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم : ربح البيع أبا يحيى.

على إن عليا رضي الله عنه ممن شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ، ليس في ذلك شك».

أقول :

إنه لا مناص للمتعصبين من القوم من الالتزام بصحة ما وافق الذهبي الحاكم النيسابوري في تصحيحه ، لأن ما يصححه الذهبي - على شدة تعصبه - لا يمكنهم التكلم فيه أبدا!

فإلى هذه الآية ونزولها في هذه القضية أشار ابن عباس في قوله في حديث المناقب العشر ، التي اختص بها أمير المؤمنين عليه السلام : «وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ونام مكانه ...» (1). ر.

ص: 16


1- هذا الحديث من أصح الأحاديث وأثبتها كما نص عليه كبار الحفاظ ، كابن عبد البر في الاستيعاب ، والمزي في تهذيب الكمال ، وأخرجه أبو داود الطيالسي والنسائي وأحمد وكبار الأئمة الأعلام .. ولنا فيه رسالة مستقلة مطبوعة في ملحقات كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.

هذا ، ولا ينافي ذلك كون سورة البقرة مدنية.

ودلالة الآية المباركة بضميمة الحديث الصحيح على أفضلية الإمام عليه السلام واضحة ، والأفضل هو الإمام بالاتفاق.

* * *

ص: 17

قوله تعالى : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار ...) (1).

قال السيد :

«(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)».

قال في الهامش :

«أخرج المحدثون والمفسرون وأصحاب الكتب في أسباب النزول بأسانيدهم إلى ابن عباس في قوله تعالى : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا .. فنزلت الآية.

أخرجه الإمام الواحدي في أسباب النزول بسنده إلى ابن عباس. وأخرجه أيضا عن مجاهد ، ثم نقله عن الكلبي مع زيادة فيه».

فقيل :

«هذه الرواية كذب على ابن عباس ، وهي من رواية عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس. 4.

ص: 18


1- سورة البقرة 2 : 274.

وعبد الوهاب بن مجاهد ، كذبه سفيان الثوري ، وقال أحمد : ليس بشئ ضعيف الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه ، وقال وكيع : كانوا يقولون إنه لم يسمع من أبيه ، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة ، وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ترك حديثه.

وكذلك هي رواية عن الكلبي.

راجع الحاشية رقم 13.

ومع إن الواحدي سبق وذكر في هذه الآية أربع روايات تخالف ما ذهب إليه المؤلف ، إلا أنه اختار ما لم يصح لأنه يؤيد مذهبه ، فتأمل سلامة منهجه.

وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر في هذه الآية بقوله : «لكن هذه التفاسير الباطلة يقول مثلها كثير من الجهال ...».

أقول :

قال الحافظ السيوطي في الدر المنثور بتفسير هذه الآية :

«وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن عساكر ، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كانت له أربعة دراهم ، فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية

ص: 19

درهما» (1).

فمن رواة هذا الخبر :

1 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، وهو شيخ البخاري.

2 - عبد بن حميد ، وهو صاحب المسند المعروف.

3 - ابن المنذر ، وهو المفسر الكبير.

4 - ابن أبي حاتم ، صاحب التفسير وغيره من الكتب المعتمدة.

5 - الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة.

6 - ابن عساكر ، حافظ الشام.

فقد أورد السيوطي هذا الحديث بذيل الآية المذكورة ، ونسبه إلى هؤلاء الأعلام ، وهم يروونه عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس.

ورواه الحافظ ابن الأثير بإسناده عن «عبد الرزاق ، حدثنا عبد الوهاب ابن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ... (ثم قال) :

ورواه عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن أيوب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله» (2).

* ووردت الرواية في :

1 - تفسير القرطبي : «عن عبد الرزاق : أخبرنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، أنه قال : نزلت في علي ...» (3).

2 - تفسير البغوي : «روي عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله 7.

ص: 20


1- الدر المنثور 1 / 363.
2- أسد الغابة 4 / 99.
3- تفسير القرطبي 3 / 347.

عنهما ...»(1).

3 - تفسير ابن كثير : «قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، أخبرنا يحيى بن يمانة ، عن عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر ، عن أبيه ، قال : كان لعلي أربعة دراهم ...

وكذا رواه ابن جرير ، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف.

لكن رواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب» (2).

4 - تفسير الشوكاني : «وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر ، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في هذه الآية ... وعبد الوهاب ضعيف ، ولكن قد رواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس» (3).

5 - تفسير الآلوسي : «واختلف في من نزلت ، فأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه ...

وفي رواية الكلبي : فقال له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : ما حملك على هذا؟ قال : حملني أن أستوجب على الله تعالى الذي وعدني ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه [وآله] وسلم : ألا إن ذلك 4.

ص: 21


1- تفسير البغوي 1 / 396.
2- تفسير القرآن العظيم 1 / 281.
3- فتح القدير 1 / 294.

لك» (1).

وتلخص :

1 - إن الحق مع السيد في قوله : «أخرج المحدثون والمفسرون وأصحاب الكتب في أسباب النزول» ، فإن كان هؤلاء الأئمة الأعلام ، والحفاظ الثقات ، كاذبين على ابن عباس ، فما ذنبنا؟!

وإن كانت تفاسيرهم باطلة ، وهم جهال ، فما ذنبنا؟!

2 - لكن الحديث بالسند المذكور ليس بكذب ، وإلا لم يورده ابن أبي حاتم في تفسيره الذي نص ابن تيمية على خلوه من الأكاذيب (2).

وهذا أحد مواضع تناقضات ابن تيمية في منهاجه ، وما أكثرها!!

3 - على إنه لو كان الإسناد المذكور ضعيفا ، فقد روي عن ابن عباس بغير هذا الإسناد ، وقد تقدم عن أسد الغابة ، كما تقدم التصريح بذلك من ابن كثير والشوكاني ، فهل جهل به ابن تيمية ومقلدوه ، أو تجاهلوه عنادا وكتموه؟!!

تنبيه :

قال بعض الكذابين : «إن الآية نزلت في أبي بكر» حين تصدق بأربعين ألف دينار! عشرة بالليل وعشرة بالنهار وعشرة في السر وعشرة في العلانية! ". 3.

ص: 22


1- روح المعاني 3 / 48.
2- منهاج السنة 7 / 13.

أورده النسفي (1) ، والخطيب الشربيني (2).

وتعرض له الآلوسي فقال : «وقال بعضهم : إنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، تصدق بأربعين ألف ... وتعقبه الإمام السيوطي بأن حديث تصدقه بأربعين ألف دينار رواه ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، وخبر أن الآية نزلت فيه لم أقف عليه ...» (3).

أقول :

ويا ليته وضع لا على لسان ابنته عائشة!!

ولربما كان واضعه جاهلا بمقدار الأربعين ألف دينار!!

ولعله كان يرى أن هذه إحدى تصدقات أبي بكر!!

ثم جاء أئمة القوم يذكرون في البحوث الكلامية أن أبا بكر كان «ضعيف الحال ، عديم المال» (4)!!

* * * 0.

ص: 23


1- تفسير النسفي - على هامش الخازن - 1 / 201.
2- تفسير السراج المنير 1 / 183.
3- روح المعاني 3 / 48.
4- شرح المقاصد 5 / 260.

قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) (1).

قال السيد :

«وقد صدقوا بالصدق ، فشهد لهم الحق تبارك اسمه فقال : (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)».

فقال في الهامش :

«الذي جاء بالصدق رسول الله ، والذي صدق به أمير المؤمنين ، بنص الباقر والصادق والكاظم والرضا وابن عباس وابن الحنفية وعبد الله بن الحسن والشهيد زيد بن علي بن الحسين وعلي بن جعفر الصادق ، وكان أمير المؤمنين يحتج بها لنفسه.

وأخرج ابن المغازلي في مناقبه ، عن مجاهد ، قال : الذي جاء بالصدق محمد ، والذي صدق به علي. وأخرجه الحافظان ابن مردويه وأبو نعيم ، وغيرهما».

فقيل :

«من طريق أبي نعيم ، عن مجاهد ، (وصدق به) قال : علي.

وقول مجاهد وحده - لو ثبت عنه - ليس بحجة ، كيف؟! والثابت 3.

ص: 24


1- سورة الزمر 39 : 33.

عنه خلاف هذا ، وهو أن الصدق القرآن ، والذي صدق به هو من عمل به.

وما ذكر معارض بما هو أشهر عند المفسرين وهو : أن الذي صدق به أبو بكر الصديق. ذكره ابن جرير وغيره.

وقد سئل أبو جعفر الفقيه - غلام الخلال - عن هذه الآية فقال : نزلت في أبي بكر. فقال السائل : بل في علي. فقال أبو جعفر الفقيه : إقرأ ما بعدها فقرأ إلى قوله (الزمر : 35) : (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) فقال : علي عندك معصوم لا سيئة له ، فما الذي يكفر عنه؟! فبهت السائل!

ولفظ الآية عام مطلق ، دخل في حكمها أبو بكر وعلي وخلق.

قال ابن جرير : «والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره عنى بقوله : (والذي جاء بالصدق وصدق به) كل من دعا إلى توحيد الله وتصديق رسوله والعمل بما ابتعث به رسوله صلى الله عليه [وآله] وسلم من بين رسول الله وأتباعه والمؤمنين به ، وأن يقال : الصدق هو القرآن وشهادة أن لا إله إلا الله ، والمصدق به : المؤمنون بالقرآن من جميع خلق الله ، كائنا من كان من نبي الله وأتباعه.

واعلم أن (الذي) في الآية بمعنى «الذين» بدليل قوله بعده : (أولئك هم المتقون) و «الذي» تأتي بمعنى «الذين» في القرآن وفي كلام العرب ...».

أقول :

أولا : لم يكن مجاهد وحده في القول المذكور ، فقد ذكر السيد جماعة من القائلين به من أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن غيرهم ولم

ص: 25

يذكر البعض الآخر ، فقد رواه السيوطي عن ابن مردويه عن أبي هريرة (1).

وقال أبو حيان : «وقال أبو الأسود ومجاهد وجماعة : الذي صدق به هو علي بن أبي طالب» (2).

وبذلك يكون هذا القول هو المشهور المتفق عليه.

وثانيا : إنه لا تعارض بين قولي مجاهد ، إلا أنه قد عين في الرواية الأولى عنه مصداق «من عمل به» ، لكن القول الثاني غير ثابت عنه ، فلم يذكره القرطبي وغيره (3).

وثالثا : كيف يدعى التعارض بين التفسير المذكور وتفسير الآية بأبي بكر ، والحال أن الأول متفق عليه بين المسلمين دون الثاني؟!

ورابعا : إن تفسيرها بأبي بكر خلاف الصواب عند ابن جرير ، وقد وصف هذا المفتري محمد بن جرير الطبري ب «شيخ المفسرين»!

وخامسا : إن ما صوبه الطبري في تفسير الآية وشيده هذا المفتري هو الأخذ بالعموم ، ومن المعلوم أن لا تنافي بين العام والخاص ، فقد ذكر أئمة أهل البيت وغيرهم المصداق التام لهذا العام.

هذا ، ولا يخفى أن كل ما ذكره هذا المتقول فهو عن ابن تيمية ، وحتى الحكاية التي أوردها ، قال ابن تيمية : " وفي هذا حكاية ذكرها بعضهم عن أبي بكر عبد العزيز بن جعفر غلام أبي بكر الخلال : إن سائلا سأله عن هذه الآية فقال له - هو أو بعض الحاضرين - : نزلت في أبي بكر ، 6.

ص: 26


1- الدر المنثور 5 / 329.
2- البحر المحيط 9 / 203.
3- تفسير القرطبي 15 / 256.

فقال السائل : بل في علي! فقال أبو بكر ابن جعفر : إقرأ ما بعدها (أولئك هم المتقون) - إلى قوله : - (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) فبهت السائل» (1).

وانظر كم هو الفرق بين اللفظين ، بغض النظر عن الخطأ في الاسم؟!!

والذي يظهر من الحكاية أن السائل من أهل السنة القائلين بنزول الآية في علي عليه السلام ، فأراد المجيب أن يصرفه عن هذا الرأي ، من جهة أن عليا عليه السلام لم يصدر منه ما يصدق معه قوله تعالى في ذيل الآية : (ليكفر الله عنهم ...) ..

فنقول : نعم ، لم يصدر منه شئ من ذلك ، كما لم يصدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع ذلك جاء في الخطاب له : (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (2) والجواب هو الجواب ، وملخصه : أنه ليس المراد من «الذنب» هنا ، و «أسوأ الذي عملوا» هناك ، هو المحرمات ، بل المراد هو «الذنب» و «الأسوأ» عند القوم!

وعلى الجملة ، فإن المقصود هو الاستدلال بالقول المتفق عليه بين الطرفين ، لأن الاحتجاج به أقوى ، والإلزام به أتم ، وقد عرفت أن القائل به منهم جماعة من الصحابة وكبار المفسرين ، والقول بأن المراد أبو بكر لا قائل به من الأكابر المعتمدين ، ولذا اضطروا إلى نسبته إلى علي أمير المؤمنين!!2.

ص: 27


1- منهاج السنة 7 / 189.
2- سورة الفتح 48 : 2.

قوله تعالى : (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1).

قال السيد :

«فهم رهط رسول الله المخلصون وعشيرته الأقربون ، الذين اختصهم الله بجميل رعايته وجليل عنايته فقال : (وأنذر عشيرتك الأقربين)».

أقول :

لا هامش للسيد هنا.

كما لا تعليق للمفتري.

وسوف يأتي الكلام بالتفصيل على الآية وحديث الإنذار في المراجعة رقم 20 ، فانتظر.

* * * 4.

ص: 28


1- سورة الشعراء 26 : 214.

قوله تعالى : (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) (1).

قال السيد :

«هم أولو الأرحام (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)».

أقول :

لا هامش للسيد هنا.

كما لا تعليق للمفتري.

وهل من شك في أنهم عليهم السلام «أولو الأرحام»؟! وهل من شك في أنه (أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض)؟!

وقد ذكر المفسرون بذيل الآية المباركة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين أصحابه ، فكانوا يتوارثون لذلك ، حتى نزلت هذه الآية وكان التوارث بين الأرحام فقط.

وقد اجتمع في أمير المؤمنين عليه السلام بالنسبة إلى النبي ما لم يجتمع في غيره ، وذلك أنه كان «رحما» له كما هو معلوم ، و «أخا» كما في حديث المؤاخاة المتواتر بين المسلمين.

وبذلك يكون أفضل ممن فقد الوصفين! أو فقد أحدهما! 5.

ص: 29


1- سورة الأنفال 8 : 75.

والأفضل هو الإمام من بعده صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل.

بل إن تمام الآية هو : (من المؤمنين والمهاجرين) فكان علي عليه السلام هو الجامع للصفات الثلاثة : الإيمان ، والهجرة ، والرحم ، وهذه لم تجتمع في غيره من الأصحاب والأرحام أصلا ، فيكون هو الأفضل.

والأفضل هو الإمام.

وقد استدل بهذه الآية : محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، في كتاب له إلى المنصور الدوانيقي ، على أولوية العلويين بالأمر من العباسيين ، وقد أورد الرازي الكتاب وجواب المنصور ، وجعل يؤيد قول العباسيين على العلويين!! مع علمه بأن العباس غير جامع للصفات المذكورة لأنه ليس من المهاجرين.

* * *

ص: 30

قوله تعالى : (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ...) (1).

قال السيد :

«وهم المرتقون يوم القيامة إلى درجته ، الملحقون به في دار جنات النعيم ، بدليل قوله تعالى : (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ)».

قال في الهامش :

«أخرج الحاكم في تفسير سورة الطور ، ص 468 من الجزء الثاني ، من صحيحه المستدرك ، عن ابن عباس ، في قوله عزوجل : (ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم) قال : إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل ، ثم قرأ : (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم) يقول : وما نقصناهم».

أقول :

وأخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري : «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة رضي الله عنها فقال : إني وإياك وهذا النائم - يعني

عليا - وهما - يعني الحسن والحسين - لفي مكان واحد يوم القيامة» (2).ي.

ص: 31


1- سورة الطور 52 : 21.
2- المستدرك على الصحيحين 3 / 137 ووافقه الذهبي.

وأخرج عن علي ، قال : «أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت : يا رسول الله! فمحبونا؟ قال : من ورائكم» (1).

صححه الحاكم ، لكن الذهبي قال في تلخيصه : «الحديث منكر من القول ، يشهد القلب بوضعه».

قلت : لو كان في قلب الذهبي حب للنبي وآله لما شهد بوضعه ، وكل قلب لا يحب النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم فذاك قلب طبع الله عليه!!

هذا ، ولم يتكلم المفتري على هذه الآية بشئ!!

* * * 1.

ص: 32


1- المستدرك على الصحيحين 3 / 151.

قوله تعالى : (وآت ذا القربى حقه) (1).

قال السيد :

«وهم ذوو الحق الذي صدع القرآن بإيتائه : (وآت ذا القربى حقه)».

أقول :

وهنا أيضا لم يتكلم بشئ!

وذكر الطبري في المعنيين بذي القربى أن جماعة قالوا : عنى به قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخرج بإسناده كلام الإمام السجاد عليه السلام مع أهل الشام واستشهاده بالآية المباركة (2).

وقال السيوطي : «أخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : لما نزلت هذه الآية

(وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فاطمة فأعطاها فدكا.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : لما نزلت (وآت ذا القربى حقه) أقطع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فدكا» (3). 7.

ص: 33


1- سورة الإسراء 17 : 26.
2- تفسير الطبري 15 / 53.
3- الدر المنثور 4 / 177.

قوله تعالى : (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن ...) (1).

قال السيد :

«وذوو الخمس الذي لا تبرأ الذمة إلا بأدائه ، (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى)».

أقول :

وهذه الآية أيضا مما استشهد به الإمام السجاد عليه السلام على أهل الشام ، في ما رواه القوم بأسانيدهم ، فقيل له : «فإنكم لأنتم هم؟! قال : نعم» (2).

وفي أنهم المعنيون بالآية دون غيرهم روايات كثيرة.

ولا مجال لأحد أن يتكلم في ذلك بشئ ، فلا نطيل!!

* * * 5.

ص: 34


1- سورة الأنفال 8 : 41.
2- تفسير الطبري 10 / 5.

قوله تعالى : (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ...) (1).

قال السيد :

«وأولو الفئ .. (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى)».

أقول :

نعم ، هم أولو الفئ ، وهم المعنيون ب «ذي القربى» في الآية الكريمة ، كالآيتين قبلها ، فلا حاجة إلى التطويل.

* * * 7.

ص: 35


1- سورة الحشر 59 : 7.

قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...) (1).

قال السيد :

«وهم أهل البيت المخاطبون بقوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)».

أقول :

تقدم البحث عن آية التطهير بالتفصيل (2) ، والحمد لله على التوفيق.

* * * ت.

ص: 36


1- سورة الأحزاب 33 : 33.
2- انظر الحلقة 5 من مقالنا هذا ، المنشورة في «تراثنا» العدد 43 - 44 ، السنة 11 ، رجب - ذو الحجة 1416 ه ، وانظر الجزء الأول من كتاب تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات.

قوله تعالى : (سلام على إل ياسين) (1).

قال السيد :

«وآل ياسين الذين حياهم الله في الذكر الحكيم فقال : (سلام على إل ياسين)».

قال في الهامش :

«هذه هي الآية الثالثة من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه ، ونقل أن جماعة من المفسرين نقلوا عن ابن عباس القول بأن المراد بها السلام على آل محمد. قال ابن حجر : وكذا قال الكلبي - إلى أن قال : - وذكر الفخر الرازي : أن أهل بيته يساوونه في خمسة أشياء : في السلام فقال : السلام عليك أيها النبي .. وقال : (سلام على إل ياسين) ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة وقال الله تعالى : (طه) أي يا طاهر .. وقال : (ويطهركم تطهيرا) ، وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبة قال تعالى : (فاتبعوني يحببكم الله) وقال : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)».

فقيل :

«نعم ، بعض المفسرين رأى هذا الرأي ، وهو رأي ضعيف ، وسياق 0.

ص: 37


1- سورة الصافات 37 : 130.

الآية يأباه ، وعلى هذا يدل كلام شيخ المفسرين الطبري ، فقد قال : والصواب من القراءة في ذلك عندنا : قراءة من قرأ : سلام على إلياسين ، بكسر ألفها ...».

أقول :

أولا : قول ذلك البعض هو القول المتفق عليه.

وثانيا : إذا كان الطبري «شيخ المفسرين» فلم لا يأخذون بقوله حينما يوافق الحق وأهله؟!

وثالثا : القول بذلك مروي عن ابن عباس أيضا ، ومن رواته ابن أبي حاتم (1) ، الذي ذكرنا مرارا ثناء ابن تيمية على تفسيره وتصريحه بأنه خال من الموضوعات.

* * * 2.

ص: 38


1- الدر المنثور 5 / 286 ، فتح القدير 4 / 412.

قوله تعالى : (إن الله وملائكته يصلون ...) (1).

قال السيد :

«وآل محمد الذين فرض الله على عباده الصلاة والسلام عليهم فقال : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

فقالوا : يا رسول الله! أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك؟ قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .. الحديث.

فعلم بذلك أن الصلاة عليهم جزء من الصلاة المأمور بها في هذه الآية ، ولذا عدها العلماء من الآيات النازلة فيهم ، حتى عدها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه في آياتهم عليهم السلام».

وقال في الهامش :

«كما أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن ، من الجزء الثالث من صحيحه ، في باب إن الله وملائكته يصلون على النبي من تفسير سورة الأحزاب ..

وأخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة في الجزء الأول من صحيحه ..

وأخرجه سائر المحدثين عن كعب بن عجرة». 6.

ص: 39


1- سورة الأحزاب 33 : 56.

أقول :

فالحديث في الكتابين المعروفين بالصحيحين ، للبخاري ومسلم ، وقد اشتهر بينهم أن كل ما هو مخرج فيهما فهو صحيح ، وهذه الشهرة وإن كانت بلا أصل إلا أنهم ملزمون بذلك.

ولا حاجة بعدئذ لذكر المصادر الأخرى المخرجة له على كثرتها.

* * *

ص: 40

قوله تعالى : (طوبى لهم وحسن مآب) (1).

قال السيد :

«ف- (طوبى لهم وحسن مآب) (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) (2)».

قال في الهامش :

«أخرج الثعلبي في معناها من تفسيره الكبير ، بسند يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، قال : طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة ، فقال بعضهم : يا رسول الله! سألناك عنها فقلت : أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة؟! فقال : أليس داري ودار علي واحدة؟!».

فقيل :

«ما نقله عن الثعلبي في معنى هذه الآية من الكذب المحض البارد الذي لا يخفى على من عنده طرف من العلم ، وواضعه من أشد الناس وقاحة وجرأة على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم.

ومن أساليب الشيعة المعتادة في الوضع والكذب أنهم يعمدون إلى شئ قد اشتهر فيحرفونه بالحذف أو الزيادة ، وقد روى أبو سعيد 0.

ص: 41


1- سورة الرعد 13 : 29.
2- سورة ص 38 : 50.

الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] أن رجلا قال : يا رسول الله! ما طوبى؟ قال : شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها.

الطبري 13 / 149.

وروى الإمام أحمد في المسند ، وابن حبان ، من حديث دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، وخرجه السيوطي في الدر 4 / 59 وزاد نسبته لأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب في تاريخه.

زاد المسير 4 / 327.

والحديث ضعيف ، لأنه من رواية دراج بن سمعان أبو السمح القرشي السهمي مولاهم المصري القاص :

قال عنه النسائي : ليس بالقوي ، وقال في موضع آخر : منكر الحديث وقال أبو حاتم : في حديثه ضعف. وقال الدارقطني : ضعيف. وقال في موضع آخر : متروك. وقال فضلك الرازي لما ذكر له أن ابن معين قال : دراج ثقة ، فقال : ليس بثقة ولا كرامة. وقال ابن عدي : عامة الأحاديث التي أمليتها عن دراج مما لا يتابع عليه. وحكى ابن عدي عن أحمد بن حنبل : أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف».

أقول :

أولا : أي تعارض بين حديث الطبري ، وبين حديث الثعلبي وغيره؟!

إن حديث الطبري يفيد بأن «طوبى» هي «شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة من أكمامها» أما أين أصلها؟ وأين فرعها؟ فهو

ص: 42

ساكت عن ذلك.

وحديث الثعلبي أيضا يقول : هي «شجرة في الجنة» ، ويضيف موضع أصلها ، وموضع فرعها ... فأين التعارض؟!

وهذا من مواضع جهل هذا المفتري أو تعصبه!!

وثانيا : أين التحريف بالحذف أو الزيادة ، في الحديث المذكور ، من قبل الشيعة؟!

إن من يخاف الله واليوم الآخر لا يتكلم هكذا البتة!

وثالثا : لقد خرج السيوطي في الدر المنثور حديث الثعلبي وغيره بعد حديث الطبري والجماعة فقال : «وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن سيرين رضي الله عنه ، قال : شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي ، وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها» فهل المفتري لم يره؟!

ورابعا : إذا كان واضع هذا الحديث «من أشد الناس وقاحة وجرأة على النبي» فالقائلون به والرواة له كابن سيرين وابن أبي حاتم والثعلبي والسيوطي وغيرهم كذلك ، وهل يلتزم المفترون بذلك؟!

وخامسا : دعوى ضعف الحديث ، من أكذب الكذب ، لأن «دراج بن سمعان» من رجال البخاري في الأدب وغيره ، ومن رجال الترمذي

والنسائي وأبي داود وابن ماجة (1).

وسادسا : إنه قد وثق هذا الرجل بصراحة :

يحيى بن معين.

عثمان بن سعيد الدارمي. 0.

ص: 43


1- تهذيب الكمال 8 / 480 ، تهذيب التهذيب 3 / 180.

أبو حفص ابن شاهين.

ابن حبان ، حتى إنه أخرج عنه في صحيحه.

وغيرهم.

وسابعا : لقد حرف هذا المفتري كلام ابن عدي ، وذلك لأن ابن عدي أورد أحاديث أملاها عن دراج وجعلها «مما لا يتابع عليه» ثم قال :

«وسائر أخبار دراج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها ، وأرجو إذا أخرجت دراج وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها ، وتقرب صورته مما قال فيه يحيى بن معين».

هذا نص كلام ابن عدي في كتابه (1) وتراه أيضا في تهذيب الكمال ، وتهذيب التهذيب ، وغيرهما.

فانظر كيف يحرفون ، وعلى غيرهم يفترون!!

* * * 6.

ص: 44


1- الكامل - لابن عدي - 4 / 16.

قوله تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ...) (1).

قال السيد :

«فهم المصطفون من عباد الله ، السابقون بالخيرات بإذن الله ، الوارثون كتاب الله ، الذين قال الله فيهم : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه (وهو الذي لا يعرف الأئمة) ومنهم مقتصد (وهو الموالي للأئمة) ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله (وهو الإمام) ذلك هو الفضل الكبير)».

فقال في الهامش :

«أخرج ثقة الإسلام الكليني بسنده الصحيح عن سالم ، قال : سألت أبا جعفر (الباقر) عن قوله تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية. قال عليه السلام : السابق بالخيرات هو الإمام ، والمقتصد هو العارف بالإمام ، والظالم لنفسه هو الذي لا يعرف الإمام.

وأخرج نحوه عن الإمام أبي عبد الله الصادق ، وعن الإمام أبي الحسن الكاظم ، وعن الإمام أبي الحسن الرضا.

وأخرجه عنهم الصدوق وغير واحد من أصحابنا.

وروى ابن مردويه عن علي ، أنه قال في تفسير هذه الآية : هم نحن. 2.

ص: 45


1- سورة فاطر 35 : 32.

والتفصيل في كتابنا : تنزيل الآيات ، وفي غاية المرام».

فقيل :

«لا يفسر هذا التفسير من يحترم عقله وعقل القراء ، والصحيح الذي عليه المفسرون المعتمدون هو ...».

فذكر مختار الطبري وابن كثير ، وما جاء في كتاب زاد المسير.

أقول :

أما السب فإليه يعود.

وأما الاعتماد على قول محمد بن جرير وابن كثير وابن الجوزي ، في مقابلة قول أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فهو إعراض عما جاء في الكتاب وفي السنة القطعية في السؤال من أهل البيت ، والرجوع إليهم ، والأخذ عنهم ، والتمسك بهم واتباعهم ...

على إنه إذا كان المرجع قول ابن جرير وابن كثير ، فلماذا لا يؤخذ بأقوالهما في سائر الآيات ونزولها في أهل البيت الأطهار؟!

* * *

ص: 46

كلمة ابن عباس

قال السيد :

«وقد قال ابن عباس : نزل في علي وحده ثلاثمائة آية».

قال في الهامش :

«أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس ، كما في الفصل 3 من الباب 9 من الصواعق ص 76».

أقول :

سيأتي الكلام عليه في المراجعة رقم 49 ، فانتظر.

* * *

هذا تمام الكلام على هذه المراجعة المختصة بالآيات المنزلة بشأن أمير المؤمنين عليه السلام ، المستدل بها على إمامته بلا فصل ، على ضوء كتب القوم ، ومن نظر إلى ما حوته من بحوث في الكتاب والسنة وبالاستناد إلى أشهر الأسفار والكتب ، وحرر فكره من التقليد والتعصب ، هدي إلى الحق المبين ، مذهب النبي وآله الطاهرين.

للبحث صلة ...

ص: 47

عدالة الصحابة (5)

الشيخ محمد السند

بسم الله الرحمن الرحيم

الوجه التاريخي :

ثم إنه بقي وجه آخر أو أخير يتمسك به القائل بعدالة الصحابة ، - بالترديد المتقدم في معنى العدالة وفي دائرة الصحابة المرادة لذلك القائل - وهو : إن الصحابة هم الذين قاموا بفتوحات الإسلام ونشر الدين في أرجاء المعمورة ، وهذا بعد ما عانوا ما عانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغزوات الأولى ..

وهذا الوجه - مع غض النظر عن التحليل الآتي فيه ، وعن الخوض في حقيقته - ما هو المقدار اللازم منه في الحجية المبحوث عنها في عدالة الصحابة ، فقد تقدم أن صدور العمل الصالح أو الحسن من شخص - بعد افتراض ذلك - لا يلازم عدالته واستقامته في كل أفعاله الأخرى ، فضلا عن عصمته وإمامته في الدين.

ففي كثير من الغزوات التي قام بها المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتكب من صحبه صلى الله عليه وآله وسلم فيها أعمالا تعد في الشرع من الخطايا الكبيرة

ص: 48

المغلظة عقوبتها ، وقد ذكرنا شطرا منها في ما سلف ، ونذكر هنا شطرا آخر منها :

قوله تعالى : (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) (1).

والآية تبين أن الواجب على المسلمين الإثخان في قتل المشركين ، وعدم أخذ الأسرى والحرب قائمة قبل أن ينهد صف المشركين ويستولي عليهم الرعب.

وقد وصفت الآية أن العقوبة لولا عفو الله تعالى لكانت عذاب ، ووصفته بالعظيم ، وظاهر الآية وبمقتضى الإثخان هو : كون الواجب القتل لا الأسر أثناء قيام الحرب مع المشركين وقبل انتهائها بتقويض معسكرهم ، لا ما يقال : إن الآية ناظرة إلى حكم الأسرى بعد انتهاء الواقعة ، وإن الواجب هو قتلهم لا مفاداتهم ، لأنه يخالف الآيات اللاحقة : (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم * وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم) (2) ، الدالة على أن القتل المطلوب هو أثناء الحرب لا بعد أن تضع الحرب أوزارها.

وكل هذا في غزوة «بدر» ، وكذلك الحال في غزوة «حنين» ، قال تعالى : (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم 1.

ص: 49


1- سورة الأنفال 8 : 67 و 68.
2- سورة الأنفال 8 : 70 و 71.

وليتم مدبرين) (1) ، والفرار في اللقاء من الكبائر التي توعد الله عليها النار ، كما في قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (2).

وكذلك الحال في غزوة «أحد» كما أشرنا إليه سابقا في سورة آل عمران ، وقد قتل خالد بن الوليد بني جذيمة في فتح مكة حينما بعثه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حولها في سرايا تدعو إلى الله تعالى ولم يأمرهم بقتال ، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا ، فغدر خالد بهم وقتلهم ، فانتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرفع يديه إلى السماء ثم قال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد» ثلاث مرات ، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فودى لهم الدماء وأرضاهم (3).

فتبين أن لا تلازم بين صدور العمل الصالح - على تقدير ثبوته - وبين استقامة الشخص في بقية أعماله ، فضلا عن عصمته وإمامته في الدين.

أما الخوض في الفتوحات بشكل إجمالي فالنظرة المقابلة تقيم الفتوحات التي حصلت بأنها كانت بمثابة سدودا أمام انتشار الدين في كل أرجاء المعمورة ، فإن هذا الدين الحنيف لا يصمد أمام بريق نوره الأقوام البشرية إلا وتنجذب إليه ، وهذا هو عمدة نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته إلى الإسلام ..

قال تعالى : (إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون 4.

ص: 50


1- سورة التوبة 9 : 25.
2- سورة الأنفال 8 : 15 و 16.
3- المغازي للواقدي - 3 / 875 - 884.

في دين الله أفواجا) (1) ، فالدخول الفوجي الأفواجي للناس كان بحكم الانجذاب إلى عظمة الدين ، والمثالية التي يتصف بها صاحب الدعوة ، والكيان الداخلي الذي بناه ..

إلا إن مجموع الممارسات في أحداث الفتوحات كبلت الدين ، وألبست الإسلام أثوابا قاتمة ، وولدت انطباعا لدى بقية الأمم والملل أن الدين الحنيف هذا هو دين السيف والدم ، ولغته لغة القوة بالدرجة الأولى وفي القاعدة الأصلية له ، لا أنه دين الفطرة العقلية ، (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) (2).

ومن ثم أخذت بعض الكتابات في العالم العربي الإسلامي منذ نصف قرن في التنكر لقانون الجهاد الابتدائي في الإسلام ، باعتبار أنه يعني لغة القوة والعنف والعسكر ، ورفضا للغة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، التي هي من الثوابت الأولية لطريقة الدعوة إلى الإسلام ، وربما تمسكوا بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جميع غزواته ، إذ إنها لم تكن مبتدأة منه صلى الله عليه وآله وسلم ، بل من مناوشات الكفار أولا للمسلمين ، وبذيل بعض الآيات من قبيل قوله تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (3) ..

وقوله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم 0.

ص: 51


1- سورة النصر 110 : 1 و 2.
2- سورة الروم 30 : 30.
3- سورة البقرة 2 : 190.

من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) (1) ..

ونحوها من الآيات التي ظاهرها يوهم بأن القتال مخصوص بالمدافعة ، وقد تسرب مثل هذا النظر إلى بعض الأوساط الفقهية.

والذي أوقعهم في مثل هذا الوهم المخالف للمسلمات الفقهية في الدين ، هو ما جرى من الأحداث والممارسات في الفتوحات عبر تاريخ المسلمين ..

فإنه قد وقع الخلط لديهم بين الجهاد الابتدائي وبين العدوان المبتدأ ، وحصر الدفاع في الجهاد الدفاعي ، مع إن الجهاد الابتدائي ليس بمعنى الابتداء بالعدوان ، بل إن الغطاء الحقوقي للجهاد الابتدائي هو الدفاع الحقوقي ، وإن كان ابتداء الحرب من المسلمين بمعنى الضغط على الكفار تحت تأثير القوة ، لكن ليس هو ابتداء عدوان ، بل ابتداء الضغط بالقوة لرد العدوان الذي مارسه الكفار تجاه المسلمين في ما سبق ، فالابتداء في استخدام القوة أمر ، والابتداء في العدوان أمر آخر ..

وأما التمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلقد خلط أصحاب هذه المقولة

بين الجهاد الابتدائي في مصطلح الفقهاء وبين العدوان الابتدائي الحقوقي ، فالثاني لم يكن في سيرته صلى الله عليه وآله وسلم ، أما الأول ، فغزوة «بدر» أعظم الغزوات كانت ابتداء في استخدام القوة منه صلى الله عليه وآله وسلم ردا على مصادرة أموال المسلمين

في مكة التي قام بها كفار قريش ، وردا على الغارات المباغتة التي كان يقوم بها أفراد منهم على أطراف المدينة ، ونحو ذلك ، لكن ذلك لا يستوجب 9.

ص: 52


1- سورة الممتحنة 60 : 8 و 9.

تصنيف غزوة «بدر» في الجهاد الدفاعي وإخراجه عن الابتدائي بالمصطلح الفقهي ، إذ لكل شرائط تختلف عن الآخر ، وكذا غزوة «خيبر» وغزوة «حنين» وغزوة «تبوك» وغيرها من الغزوات الكبرى أو الوسطى والصغيرة ، وقوله تعالى في سورة الأنفال صريح في ذلك : (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) (1) ، فإن خروج قريش للحرب كان بعد انتداب أبي سفيان لحماية قافلة التجارة التي كان فيها عندما سمع بخروج المسلمين للاستيلاء عليها ابتداء انتقاما لما فعل المشركون بهم.

وقوله تعالى : (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما * وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا) (2).

فإن هذه الآيات تفيد الغطاء الحقوقي الدفاعي للجهاد الابتدائي.

وكذا قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما 6.

ص: 53


1- سورة الأنفال 8 : 5 - 8.
2- سورة النساء 4 : 74 - 76.

ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير) (1).

و (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) (2).

و (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (3).

وتمام الكلام في أدلة الجهاد الابتدائي موكول إلى الكتب الفقهية ، إلا أن الغرض في المقام الإشارة إلى أن الخلط الذي حصل كان بسبب عدم التمييز بين الجهاد الابتدائي على مستوى التنظير وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفلسفة الحقوقية التي تنطلق منها مشروعيته ، وبين ما حصل من ممارسة في فتوحات البلدان ، فإن الانطباع الذي أورثته تلك الممارسات في أذهان الأمم الأخرى عاد عقبة كؤودا أمام انتشار الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة.

فالدين الإسلامي - بناء على هذا الانطباع - غطاء يحرز من وراءه جمع الثروات ، واستعباد البشر في صورة الرقيق ، ولقضاء النزوات بعنوان ملك الإماء ، فيهلك الحرث في البلدان ، ويبيد النسل البشري فيها ، وتحت ركام هذه الصورة حاولت تلك المجموعة من المثقفين والكتاب في الدول الإسلامية القيام بعملية الغسيل ، وتمييز الوجه الناصع للدين الحنيف عن تلك الممارسات ، لكنها خلطت بين حقيقة الجهاد الابتدائي وفلسفته 9.

ص: 54


1- سورة التوبة 9 : 38 و 39.
2- سورة التوبة 9 : 41.
3- سورة التوبة 9 : 29.

الحقوقية التي ينطلق منها ، وبين ما حصل من ممارسات باسم الجهاد الابتدائي في الفتوحات التي جرت ، ونضع القارئ أمام النقاط التالية كي يتبين له حقيقة الحال :

الأولى : إن أغراض هذا التشريع للجهاد الابتدائي كما تدل عليه مجموع الآيات القرآنية المتعرضة للجهاد الابتدائي - والتي تقدمت الإشارة إلى بعضها - في الدين الحنيف ، كما في قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) (1) ..

فإن هذه الآية تحدد معلما مهما من معالم الجهاد ، وإن الغرض فيه ليس جمع الغنائم والأموال والاسترقاق ، بل قيادة الجموع البشرية وهدايتها إلى طريق الله وعبادته.

وكذا قوله تعالى : (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) (2).

وهذه ملحمة قرآنية عمن هو في الصفوف مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عسل اللسان والكلام ، ولكن قلبه مخالف تماما لما يظهره على لسانه ، وهو شديد العداوة لله ولرسوله ، والآية تخبر أنه إذا تولى الأمور فسوف يكون سعيه في ولايته فسادا في الأرض وإهلاكا للحرث والنسل البشري ، والحال 6.

ص: 55


1- سورة النساء 4 : 94.
2- سورة البقرة 2 : 204 - 206.

إن الله تعالى لا يحب الفساد في التكوين ، وإن خاصية هذا المتولي التعصب لفعله أمام نصيحة الآخرين له.

كما إن هذه الآية تحدد أغراض الدين - بما فيه الجهاد الابتدائي - بأنه ليس للإفساد في الأرض وإهلاك الموارد الطبيعية أو الإنجازات المدنية التي حققها البشر ، ولا الهدف تبديد النسل.

وكذا قوله تعالى : (فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم) (1).

فهذه الآيات ترسم ملحمة مستقبلية لجماعة (الذين في قلوبهم مرض) ، وهذه الجماعة قد أشار إليها القرآن الكريم في سورة المدثر ، 0.

ص: 56


1- سورة محمد 47 : 20 - 30.

رابع سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أوائل البعثة الشريفة في مكة المكرمة ، وأعلن وجودها في صفوف الثلة الأولى التي أسلمت ..

قال تعالى : (عليها تسعة عشر * وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر) (1).

فإن الآيات تبين أن المخاطب بعدة الملائكة الموكلين بالنار على أربعة أقسام ، الأول : «الذين آمنوا» ، والثاني : «الذين أوتوا الكتاب» ، والثالث : «الذين في قلوبهم مرض» ، والرابع : «الكافرون» ، وتخبر أن الذي سيحصل له الإيمان هما القسمان الأولان ، أما القسمان الآخران فسيحصل لديهما الارتياب.

ومن الواضح أن المرض الذي في القلب نحو من النفاق الخفي جدا ، أي الذي لا يظهر على صاحبه ، بل يبطنه في قلبه وخفاء أعماله ، وقد ذكرنا أن الآيات القرآنية تتابع هذه الفئة والجماعة في كثير من السور ، تحت هذا العنوان وبهذا الاسم إلى آخر حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن ..

والآيات هنا من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تبين أن غرض هذه الفئة هو

تولي الأمور والأخذ بزمامها ، وأن ذلك الغرض هو وراء انضمامها إلى صفوف المسلمين الأوائل ، إذ إن خبر ظفر النبي المبعوث صلى الله عليه وآله وسلم كان 1.

ص: 57


1- سورة المدثر 74 : 30 و 31.

منتشرا قبل البعثة ، كما يشير إليه قوله تعالى : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (1).

فقد أشارت الآية إلى أن أهل الكتاب كانوا يستفتحون وينتظرون ويطلبون الفتح والنصر والظفر بالنبي - الذي سيبعث خاتما - على الكافرين من مشركي الجزيرة العربية ، فلما عرفوا ذلك وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث كفروا برسالته.

فالسورة تبين أن غرض هذه الفئة (الذين في قلوبهم مرض) هو تسلم مقاليد الأمور ، وأنها كانت على اتصال في الخفاء وارتباط مع فئات معادية علنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ...) ، وكذلك بقية السور المتعرضة لهذه الفئة بهذا الاسم تشير إلى هذه العلاقات بين هذه الفئة وبين بقية الفئات الأخرى.

ثم إن السورة تبين أن طابع سياسة الدولة التي يقيمها أفراد هذه الفئة هو الإفساد في الأرض ، وقطع الصلة بمن أمر تعالى بوصلهم ومودتهم ، كالذي تشير إليه آية 205 من سورة البقرة : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).

فهذه الآيات تحدد أن أغراض الشريعة - في أحكامها وقوانينها السياسية ، وأبواب فقه النظام والسياسة الشاملة للجهاد الابتدائي - ليس الإفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث ، وتبديد النسل البشري ، فإن الله يحب صلاح الأرض وأهلها ، فهذا هو سبيل الله تعالى الذي أمرت الآيات القرآنية 9.

ص: 58


1- سورة البقرة 2 : 89.

العديدة بالقتال فيه ، وفي سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ، لأجل إزالة استضعافهم وإرجاع حقوقهم المغتصبة.

الثانية : إن نظرة سريعة إلى الثروات المتكدسة من الفتوحات توضح معالم الأغراض وراءها ، والأسلوب الممارس فيها ، المباين للنهج المرسوم في الكتاب والسنة النبوية ، سيرة وأقوالا ..

قال العلامة الأميني (1) في جرده لثروات عدة من الأسماء :

منهم : سعد بن أبي وقاص ، قال ابن سعد : ترك سعد يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم ، ومات في قصره بالعقيق.

وقال المسعودي : بنى داره بالعقيق فرفع سمكها ووسع فضائها ، وجعل أعلاها شرفات (2).

ومنهم : زيد بن ثابت ، قال المسعودي : خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار (3).

ومنهم : عبد الرحمن بن عوف الزهري ، قال ابن سعد : ترك عبد الرحمن ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا ، وقال : وكان في ما خلفه ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه ، وترك أربع نسوة فأصاب كل امرأة ثمانون ألفا.

وقال المسعودي : ابتنى داره ووسعها ، وكان على مربطه مائة فرس ، 4.

ص: 59


1- الغدير 8 / 282 - 288.
2- الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 105 ، مروج الذهب 1 / 434.
3- مروج الذهب 1 / 434.

وله ألف بعير ، وعشرة آلاف من الغنم ، وبلغ بعد وفاته ثمن ماله أربعة وثمانين ألفا (1).

ومنهم : يعلى بن أمية ، خلف خمسمائة ألف دينار وديونا على الناس وعقارات وغير ذلك من التركة ما قيمته مائة ألف دينار (2).

ومنهم : طلحة بن عبيد الله التيمي ، ابتنى دارا بالكوفة تعرف بالكناس بدار الطلحتين ، وكانت غلته من العراق كل يوم ألف دينار ، وقيل أكثر من ذلك ، وله بناحية سراة أكثر مما ذكر ، وشيد دارا بالمدينة وبناها بالآجر والجص والساج ..

وعن محمد بن إبراهيم ، قال : كان طلحة يغل بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف ، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أكثر أو أقل.

وقال سفيان بن عيينة : كان غلته كل يوم ألف وافيا. والوافي وزنه وزن الدينار.

وعن موسى بن طلحة : إنه ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار ، وكان ماله قد اغتيل.

وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة : كان قيمة ما ترك طلحة من العقار والأموال وما ترك من النافي ثلاثين ألف ألف درهم ، ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار والباقي عروض. 4.

ص: 60


1- الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 96 ، مروج الذهب 1 / 434 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 146 ، صفة الصفوة - لابن الجوزي - 1 / 138 ، الرياض النضرة - لمحب الدين الطبري - 2 / 291.
2- مروج الذهب 1 / 434.

وعن عمرو بن العاص : إن طلحة ترك مائة بهار في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب ، وسمعت أن البهار : جلد ثور ، وفي لفظ ابن عبد ربه من حديث الخشني : وجدوا في تركته ثلاثمائة بهار من ذهب وفضة.

وقال ابن الجوزي : خلف طلحة ثلاثمائة جمل ذهبا.

وأخرج البلاذري من طريق موسى بن طلحة ، قال : أعطى عثمان طلحة في خلافته مائتي ألف دينار ، وقال عثمان : ويلي على ابن الحضرمية (يعني طلحة) أعطيته كذا وكذا بهارا ذهبا وهو يروم دمي يحرض على نفسي (1).

ومنهم : الزبير بن العوام ، خلف - كما في صحيح البخاري - إحدى عشرة دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر ، وكان له أربع نسوة فأصاب كل امرأة بعد رفع الثلث ألف ألف ومائتا ألف ، قال البخاري : فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف ، وقال ابن الهائم : بل الصواب أن جميع ماله حسبما فرض : تسعة وخمسون ألف ألف وثمانمائة ألف (2).

ومنهم : عثمان بن عفان ، قال محمد بن ربيعة : رأيت على عثمان مطرف خز ثمنه مائة دينار ، فقال : هذا لنائلة كسوتها إياه ، فأنا ألبسه أسرها 4.

ص: 61


1- الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 158 ، أنساب الأشراف 5 / 7 ، مروج الذهب 1 / 434 ، العقد الفريد 2 / 279 ، الرياض النضرة 2 / 358 ، دول الإسلام - للذهبي - 1 / 18 ، الخلاصة - للخزرجي - : 152.
2- صحيح البخاري - كتاب الجهاد / باب بركة الغازي في ماله 5 / 21 ، ذكره شراح الصحيح : فتح الباري ، إرشاد الساري ، عمدة القاري ، شذرات الذهب 1 / 43 ، وفي تاريخ ابن كثير 7 / 249 قيدها بالدرهم. ولاحظ : الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 77 ، ومروج الذهب 1 / 434.

به ..

وقال أبو عامر سليم : رأيت على عثمان بردا ثمنه مائة دينار.

قال البلاذري : كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجواهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد .. وجاء إليه أبو موسى بكيلة ذهب وفضة فقسمها بين نسائه وبناته ، وأنفق أكثر بيت المال في عمارة ضياعه ودوره.

وقال ابن سعد : كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم ، وخمسون ومائة ألف دينار ، فانتهبت وذهبت .. وترك ألف بعير بالربذة وصدقات ببراديس وخيبر ووادي القرى قيمة مائتي ألف دينار.

وقال المسعودي : بنى في المدينة دارا وشيدها بالجعر والكلس وجعل أبوابها من الساج والعرعر ، واقتنى أموالا وجنانا وعيونا بالمدينة.

وذكر عبد الله بن عتبة : إن عثمان يوم قتل كان عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم ، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار ، وخلف خيلا كثيرا وإبلا.

وقال الذهبي : كان قد صار له أموال عظيمة رضي الله عنه ، وله ألف مملوك (1) ..

وأما أعطيات عثمان إبان حكمه فقد جردها العلامة الأميني في غديره عن المصادر المزبورة ، فقد أعطى : 2.

ص: 62


1- الطبقات الكبرى - لابن سعد - 3 / 40 وص 53 ، أنساب الأشراف 3 / 4 ، الإستيعاب - في ترجمة عثمان - 2 / 476 ، الصواعق المحرقة : 68 ، السيرة الحلبية 2 / 87 ، مروج الذهب 1 / 433 ، دول الإسلام 1 / 12.

1 - مروان ، خمسمائة ألف دينار.

2 - ابن أبي سرح ، مائة ألف دينار.

3 - طلحة ، مائتا ألف دينار.

4 - عبد الرحمن بن عوف ، ألفا ألف وخمسمائة وستين ألف دينار.

5 - يعلى بن أمية ، خمسمائة ألف دينار.

6 - زيد بن ثابت ، مائة ألف دينار.

7 - ما اقتصه لنفسه في بعض الموارد ، مائة وخمسون ألف دينار.

8 - ما اقتصه لنفسه في بعض آخر من الموارد ، مائتا ألف دينار.

ويبلغ المجموع أربعة ملايين وثلاثمائة وعشرة آلاف دينار.

وفي مجموعة أخرى من الأعطيات :

9 - الحكم ، ثلاثمائة درهم.

10 - آل الحكم ، ألفا ألف وعشرون درهم.

11 - الحارث ، ثلاثمائة درهم.

12 - سعيد ، مائة ألف درهم.

13 - عبد الله ، ثلاثمائة ألف درهم.

14 - الوليد بن عقبة ، مائة ألف درهم.

15 - عبد الله ، مرة أخرى ، ستمائة ألف درهم.

16 - أبو سفيان ، مائتا ألف درهم.

17 - مروان ، مرة أخرى ، مائة ألف درهم.

18 - طلحة ، مرة أخرى ، ألفا ألف ومائتا ألف درهم.

19 - طلحة ، مرة ثالثة ، ثلاثون ألف ألف درهم.

ص: 63

20 - الزبير ، خمسة وتسعون ألف ألف وثمانمائة ألف درهم.

21 - سعد بن أبي وقاص ، مائتان وخمسون ألف درهم.

22 - ما اقتصه لنفسه مرة ثالثة ، ثلاثون ألف ألف وخمسمائة ألف درهم.

ويبلغ مجموع المجموعة الثانية مائة وستة وعشرون مليونا وسبعمائة وسبعون ألف درهم. انتهى ملخصا.

فلاحظ تلك المصادر والمراجع وغيرها لاستقصاء الأعطيات والقطائع!

وقال الوليد بن عقبة يخاطب بني هاشم في أبيات له :

قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه

كما غدرت يوما بكسرى مرازبه

فأجابه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بأبيات طويلة منها :

وشبهته كسرى وقد كان مثله

شبيها بكسرى هديه وضرائبه

وكان المنصور إذا أنشد هذا البيت يقول : لعن الله الوليد ، هو الذي فرق بين بني عبد مناف بهذا الشعر (1).

وروى البلاذري : لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم ، وأعطى زيد ابن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم ، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول الله عزوجل : (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) (2) .. فرفع ذلك مروان 4.

ص: 64


1- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1 / 90.
2- سورة التوبة 9 : 34.

ابن الحكم إلى عثمان ، فأرسل إلى أبي ذر ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك.

فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله ، وعيب من ترك أمر الله؟! فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضاه.

وكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها .. بعث إليه معاوية حبيب ابن مسلمة الفهري بمائتي دينار ، فقال : أما وجدت أهون عليك مني حين تبعث إلي بمال؟! وردها.

وبنى معاوية «الخضراء» بدمشق ، فقال : يا معاوية! إن كانت هذه الدار من مال الله ، فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك ، فهذا الإسراف.

وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه ، والله إني لأرى حقا يطفأ وباطلا يحيا ، وصادقا يكذب ، وأثرة بغير تقى ، وصالحا مستأثرا عليه ..

فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية : إن أبا ذر مفسد عليك الشام فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة. فكتب معاوية إلى عثمان فيه ، فكتب عثمان إلى معاوية : أما بعد ، فاحمل جندبا إلي على أغلظ مركب وأوعره!

فوجه معاوية من سار به الليل والنهار ، فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول : تستعمل الصبيان ، وتحمي الحمى ، وتقرب أولاد الطلقاء ..

ثم إن عثمان نفاه إلى «الربذة» ، فلم يزل بها حتى مات.

والمقام يطول بذكر كل ما جرى من إنكار أبي ذر على عثمان ومعاوية ، فلاحظ المصادر.

وأخرج البخاري في صحيحه من حديث زيد بن وهب ، قال : مررت

ص: 65

بالربذة فقلت لأبي ذر : ما أنزلك هذا؟!

قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية : (والذين يكنزون الذهب والفضة) فقال : أنزلت في أهل الكتاب ، فقلت : فينا

وفيهم. فكتب يشكوني إلى عثمان ، فكتب عثمان : أقدم المدينة. فقدمت فكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك ، فذكر ذلك لعثمان فقال : إن شئت تنحيت فكنت قريبا ، فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ..

قال ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث : وفي رواية الطبري أنهم كثروا عليه يسألونه عن سبب خروجه من الشام ، فخشي عثمان على أهل المدينة ما خشيه معاوية على أهل الشام.

وهكذا الحال في ما جرى من إنكار عمار وبعض أخلائه على عثمان ، فلاحظ المصادر.

وفي تاريخ الطبري : إن أبا بكر لما استخلف قال أبو سفيان : ما لنا ولأبي فصيل ، إنما هي بنو عبد مناف. فقيل له : إنه قد ولى ابنك. قال : وصلته رحم (1).

ومنهم : خالد بن الوليد ، قال في الإصابة : وكان سبب عزل عمر خالدا ما ذكره الزبير بن بكار ، قال : كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم ، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا ، أقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح امرأته ، فكره ذلك أبو بكر وعرض الدية على متمم بن نويرة ، وأمر خالد بطلاق امرأة مالك ، ولم ير أن يعزله ..

وفي تاريخ أبي الفداء : فقال عمر لأبي بكر : إن سيف خالد فيه 2.

ص: 66


1- تاريخ الطبري 3 / 202.

رهق ، وأكثر عليه في ذلك ، فقال : يا عمر! تأول فأخطأ ، فارفع لسانك عن خالد ..

وفي لفظ الطبري : فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب - أي قتل مالك ابن نويرة وقومه - تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر ، وقال : عدو الله ، عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته. وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد ، معتجرا بعمامة له ، قد غرز في عمامته أسهما ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ، ثم قال : أرئاء؟! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته ... ثم ذكر أن أبا بكر عذره.

وروى ثابت في الدلائل : إن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال ، فقال مالك بعد ذلك لامرأته : قتلتيني.

وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفداء والزبيدي : إن مالك بن نويرة رضي الله عنه قال لامرأته يوم قتله خالد بن الوليد : أقتلتني؟! وكانت جميلة حسناء تزوجها خالد بعد قتله ، فأنكر ذلك عبد الله بن عمر ، وقيل فيه :

أفي الحق أنا لم تجف دماؤنا

وهذا عروسا باليمامة خالد؟! (1)

وفي تاريخ ابن شحنة (2) : أمر خالد ضرارا بضرب عنق مالك ، فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني. وكانت في غاية 5.

ص: 67


1- ولاحظ لمزيد من التفاصيل : تاريخ الطبري 3 / 241 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 3 / 149 ، أسد الغابة 4 / 295 ، تاريخ دمشق - لابن عساكر - 5 / 105 ، خزانة الأدب 1 / 237 ، تاريخ ابن كثير 6 / 321 ، تاريخ الخميس 2 / 233 ، الإصابة 1 / 414 و 3 / 357 ، الفائق 2 / 154 ، النهاية 3 / 257 ، تاريخ أبي الفداء 1 / 158 ، وتاج العروس 8 / 75
2- في هامش الكامل - لابن الأثير - 7 / 165.

الجمال.

فقال خالد : بل قتلك رجوعك عن الإسلام.

فقال مالك : أنا مسلم.

فقال خالد : يا ضرار! اضرب عنقه! فضرب عنقه ، وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :

ألا قل لحي أوطؤا بالسنابك

تطاول هذا الليل من بعد مالك

قضى خالد بغيا عليه بعرسه

وكان له فيها هوى قبل ذلك

فأمضى هواه خالد غير عاطف

عنان الهوى عنها ولا متمالك

وأصبح ذا أهل وأصبح مالك

إلى غير أهل هالكا في الهوالك

فلما بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر : إن خالدا قد زنى فاجلده.

قال أبو بكر : لا ، لأنه تأول فأخطأ.

قال : فإنه قتل مسلما فاقتله.

قال : لا ، إنه تأول فأخطأ. ثم قال : يا عمر! ما كنت لأغمد سيفا سله الله عليهم.

ورثى مالكا أخوه متمم بقصائد عديدة (1).

وفي تاريخ الخميس : اشتد في ذلك عمر وقال لأبي بكر : أرجم خالدا ، فإنه قد استحل ذلك.

فقال أبو بكر : والله لا أفعل ، إن كان خالد تأول أمرا فأخطأ (2).3.

ص: 68


1- لاحظ : تاريخ أبو الفداء 1 / 158.
2- تاريخ الخميس 2 / 233.

وفي شرح المواقف : فأشار عمر على أبي بكر بقتل خالد قصاصا.

فقال أبو بكر : لا أغمد سيفا شهره الله على الكفار. وقال عمر لخالد : لئن وليت الأمر لأقيدنك به (1).

وفي تاريخ دمشق : قال عمر : إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه وما كان يصنع في المال ..

وكان خالدا إذا صار إليه شيئا قسمه في أهل الغنى ولم يرفع إلى أبي بكر حسابه ، وكان فيه تقدم على أبي بكر ، يفعل الأشياء التي لا يراها أبو بكر ، وأقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح امرأته ، وصالح أهل اليمامة ، ونكح ابنة مجاعة بن مرارة ، فكره ذلك أبو بكر ولم ير أن يعزله (2).

هذا ، وقد كان مالك من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واستعمله صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات قومه ، وهو من أشراف الجاهلية والإسلام.

ثم إن ضرار بن الأزور زميل خالد بن الوليد في قتل مالك قد شن الغارة على حي من بني أسد فأخذ امرأة جميلة فوطئها بهبة من أصحابه ، ثم ذكر ذلك لخالد ، فقال : قد طيبتها لك ، فكتب إلى عمر فأجاب برضخه بالحجارة (3).

وبعد فتح الشام أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن محارب بن دثار : إن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم شربوا الخمر بالشام وقالوا : شربنا لقول الله : (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما 9.

ص: 69


1- المواقف : 403 ، شرح المواقف 8 / 307 - 308.
2- تاريخ دمشق 5 / 112.
3- لاحظ : تاريخ دمشق 7 / 31 ، خزانة الأدب 2 / 8 ، الإصابة 2 / 209.

طعموا) (1) .. الآية (2).

وفي كتاب من أبي بكر له : لعمري يا بن أم خالد! إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد. كتبه إليه لما قال خالد لمجاعة : زوجني ابنتك. فقال له مجاعة : مهلا ، إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك. قال : أيها الرجل! زوجني. فزوجه ، فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه الكتاب ، فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول : هذا عمل الأعيسر. يعني عمر بن الخطاب (3).

هذا ، وقد كان خالد بن الوليد من نجوم قيادات الفتوح.

وفي الإصابة - في ترجمة خالد بن الوليد - : قال عمر لأبي بكر : اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك ، فأجابه خالد : إما أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله ، فقال أبو بكر : فمن يجزي عني جزاء خالد. قال عمر : أنا. فتجهز عمر ...

إلى أن قال - بعد ثني أبي بكر لعمر عن الخروج - : فلما قبل عمر كتب إلى خالد : أن لا تعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمري. فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر ، فقال عمر : ما صدقت الله إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه. فعزله ، ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما شاء فيأبى عمر ، قال مالك : وكان عمر يشبه خالدا (4).

وعن عبد الرحمن بن عوف ، قال : إنه دخل على أبي بكر في مرضه 5.

ص: 70


1- سورة المائدة 5 : 93.
2- لاحظ : الدر المنثور 2 / 321.
3- لاحظ : تاريخ الخميس 3 / 343 ، وتاريخ الطبري 3 / 254.
4- الإصابة 1 / 415.

الذي توفي فيه فأصابه مهتما ... فقال أبو بكر : إني وليت أمركم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم أنفه من ذلك ، يريد أن يكون الأمر له دونه ، ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ، ونضائد الديباج ، وتألموا الاضطجاع على الصوف الأذري كما يألم أحدكم أن ينام على حسك السعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا ، وأنتم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا ، يا هادي الطريق! إنما هو الفجر أو البحر (1).

وروى البخاري في صحيحه ، عن هند بنت الحارث : إن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة فزعا يقول : سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟! وماذا أنزل من الفتن؟! من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه - لكي يصلين؟! رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة (2) ..

قال ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث : وفي رواية سفيان : ماذا أنزل الليلة من الفتن؟! وماذا فتح من الخزائن؟! قال ابن بطال في هذا الحديث : إن الفتوح في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه القتال بسببه ، وأن يبخل به فيمنع الحق أو يبطر صاحبه فيسرف ، فأراد صلى الله عليه وآله وسلم تحذير أزواجه من ذلك كله ، وكذا غيرهن ممن بلغه ذلك.

وقال ابن حجر في شرح «رب كاسية ...» : واللفظة وإن وردت في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن العبرة بعموم اللفظ ، كاسية للشرف في الدنيا لكونها 6.

ص: 71


1- لاحظ : الأموال - لأبي عبيد - : 131 ، تاريخ الطبري 4 / 52 ، الإمامة والسياسة - لابن قتيبة - 1 / 18 ، مروج الذهب 1 / 414 ، العقد الفريد 2 / 254.
2- صحيح البخاري 9 / 88 ح 18 كتاب الفتن ب 6.

أهل التشريف وعارية يوم القيامة.

كما قد أشير في أحاديث نبوية أخرى إلى هذه الأوضاع ، نظير ما رواه البخاري ومسلم في كتاب الفتن عنه صلى الله عليه وآله وسلم : «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» (1).

ثم إن هذا غيض من فيض ، ولو أراد الباحث استقصاء حوادث الفتوحات والممارسات التي حدثت ، لتوفر لديه مجلدا ضخما في ذلك ، إن لم يكن مجلدات.

الثالثة : إن الأجواء السائدة لدى المسلمين في عهود الفتوحات الأولى ، وما كان لديهم من حماس ديني ملتهب ، ومن قوة نظر وإشراف في مراقبة الحكم والحاكم ، بجانب عوامل أخرى - نتعرض لها كلها - من إعداد وصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كانت سبب النصر والظفر والفتوحات.

وبعبارة أخرى : الخطة المرسومة من القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين ولوظيفة الحكم من بعده ، سواء على صعيد التقنين ، أو على صعيد البناء الروحي للمسلمين ، أو على صعيد البناء العسكري والقوة الضاربة ، أو على صعيد الوحدة الاجتماعية المترابطة ، أو على صعيد بناء الدولة وأجهزة الحكم ، كانت تملي القيام بالجهاد وفتح البلدان.

هذا كله بالإضافة إلى البريق النير الذي أوجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدين الإسلامي في أسماع الملل والأقوام المختلفة ، من العدالة وكرائم الخلق في القانون والتنفيذ ، ونشدة الحق والنصفة ..

فإن نظرة تحليلية في الأصول الاجتماعية والسياسية والقانونية التي 2.

ص: 72


1- صحيح البخاري 9 / 84 ح 4 كتاب الفتن ب 2.

كانت العرب تعيشها قبل البعثة النبوية الشريفة مقارنة بالنظام الاجتماعي والسياسي والروحي والقانوني الذي بناه وأسسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذه النظرة والمقارنة كفيلة لفهم أن القيادة في الفتوحات بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن تلعب ذلك الدور الخطير المؤثر في الوصول إلى نتائج الفتوحات ، سواء القيادة السياسية ، أو القيادة العسكرية.

ويستطيع القارئ أن يلمس ذلك من بعض النصوص التاريخية أو الروائية التي ذكرناها آنفا ، فضلا عما لو تتبع واستقصى ذلك بنفسه من خلال كتب السير والتاريخ والحديث ، فإن سر الفوز بتلك النتائج يكمن في عظمة النظام الذي بنى صرحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأصعدة المختلفة.

وقد أشار إلى ذلك عدة من الباحثين في حقل العلوم الإسلامية أو العلوم الإنسانية ، ولنضرب الأمثلة لنماذج تلك العوامل المزبورة :

* فأما رقابة المسلمين الشديدة على الحكم والحاكم ، التي رباهم عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحاسبتهم لكل صغيرة وكبيرة ، وأن الظروف المحيطة بالحاكم والحكم ما كانت تسمح له بتغيير كل معالم النظام السياسي والاجتماعي والمعنوي الذي شيده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن أمثلة ذلك :

قول عمر بن الخطاب لابن عباس : لو وليها عثمان لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، ولو فعلها لقتلوه (1).

وفي نقل آخر عنه : لو وليتها عثمان لحمل آل أبي معيط على رقاب الناس ، والله لو فعلت لفعل ، ولو فعل لأوشكوا أن يسيروا إليه حتى يجزوا رأسه (2) .. 7.

ص: 73


1- أنساب الأشراف 5 / 16.
2- ذكره القاضي أبو يوسف في الآثار : 217.

وهذا ما حدث ، إذ ثار المسلمون على عثمان وقتلوه ، بسبب الإثرة في السلطة وفي المال وفي مقدرات المسلمين التي خصصها بذويه وعشيرته وبني أمية.

وهذه القوة لرقابة الناس التي يصورها عمر في العقد الثالث الهجري فكيف هي في العقد الثاني ، وفي أوائل العهد الذي تلا العهد النبوي؟! وقول علي عليه السلام لعثمان ، وقد كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك ، وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فقال : هذا مال الله ، أعطيه من شئت وأمنعه من شئت ، فأرغم الله أنف من رغم ..

وفي لفظ آخر : لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام.

فقال له علي عليه السلام : إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه (1).

وقد صعد عمر المنبر يوما وقال : لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم؟

فأجابه علي عليه السلام : إذا كنا نستتيبك ، فإن تبت قبلناك.

فقال : وإن لم؟

قال : نضرب عنقك الذي فيه عيناك.

فقال عمر : الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا اعوججنا أقام أودنا (2). 0.

ص: 74


1- أنساب الأشراف 6 / 161.
2- مناقب الإمام علي عليه السلام - للخوارزمي - : 98 ح 100.

والحاصل : إن أمثلة هذا العامل كثيرة جدا يجدها الباحث بمجرد رجوعه إلى ذاكرته في أحداث العقود الهجرية الأولى التي تلت العهد النبوي الأول.

نعم ، ليس المراد من وجود هذا العامل أنه لم تكن للتكتلات السياسية في صفوف الصحابة - من المهاجرين والأنصار ، وائتلاف السقيفة ، والبيت الهاشمي وأنصاره - أي دور ، إما في تغيير وتبديل الخطة المرسومة من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإما في المحافظة على بقائها ، إذ الأمور نسبية ، وإنما الغرض بيان الجانب الغالب.

* وأما تعيين وظيفة المسلمين والدولة من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشأن الفتوحات ، فقد كان إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفتح المسلمين لفارس والروم

وسقوط ملك كسرى وقيصر على أيديهم ، إخبارا ملأ آذان المسلمين في مواقع عديدة أنبأ فيها بذلك ، كما في حفر الخندق في غزوة الأحزاب (1)

وغيره ، وقد كان وعدا قطعيا منه صلى الله عليه وآله وسلم بذلك للمسلمين ، وهذا الوعد

الصادق استيقن به المسلمون ، كما رأوا صدق الوعود منه صلى الله عليه وآله وسلم من قبل ، وكان هذا باعثا للأمل ولقوة الروح فيهم التي لا تستجيب لليأس أو الخوف.

كما إن تعيين القرآن الكريم والنبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم هذه الوظيفة للمسلمين كان بيانا لمشروعية الجهاد في نفسه لدى العديد ممن لم ير مشروعية لما نتج عن بيعة السقيفة.

ولقد كان في أمره صلى الله عليه وآله وسلم - في أيامه الأخيرة - بتجهيز جيش أسامة ، وحثه على إنفاذه ، ولعنه من تخلف عنه ، دلالة على مدى العناية الشديدة 2.

ص: 75


1- انظر : تاريخ الطبري 2 / 92.

التي كان يوليها صلى الله عليه وآله وسلم لأمر الجهاد.

* وأما روح الفداء وطلب الشهادة والتضحية ، والتعطش لدرجات الآخرة والرضوان ، فقد كانت ما تزال ملتهبة بفضل أنوار النبوة وقرب العهد من الوحي ، ومشاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحية في أذهانهم ، ووقائع الغزوات الكبرى في الإسلام ، التي خلدت أسماء نجوم الشهادة ، فلم تكن هناك تعبئة من القيادة السياسية أو العسكرية للجهاد بقدر ما كانت محاولة تدبير للحالة الاندفاعية الموجودة والحماس الملتهب.

الرابعة : سبب إخفاق الفتوح عن الوصول إلى الوعود الإلهية ، فإن المحاولة في التدبير هي التي أضفت لونا على الجهاد والفتوح ، وغيرت من خلق وغايات هذا الباب ، وساهمت في تقليل حيوية عوامله ومعداته ، على نحو تدريجي ، بسبب الممارسات التي ارتكبت ، سواء بالإضافة إلى البلدان المفتوحة وأهاليها ، أو بالإضافة إلى الرموز الخاصة من القيادات العسكرية وغيرها ، ممن كانت تربطه بالسلطة علائق معينة ، وسواء على صعيد المال أو الأعراض أو النفوس ..

مضافا إلى إن الانفتاح على الأقوام الأخرى كان يتطلب كفالة شرعية من مختلف الجوانب الروحية والعلمية والتربوية والقانونية والسياسية ، وغيرها من الجوانب التي لم تكن القيادة المركزية مؤهلة لتلك المهمة في ظل التحديد والحصار لدور الإمام علي عليه السلام ، حامل علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والقيم الثاني المبين للدين ، والوزير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تأسيس الدعوة وتشييدها حتى آخر لحظات حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

بسبب كل هذا لم يكتب للوعد الإلهي في قوله تعالى : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره

ص: 76

المشركون) (1) ، الذي تكرر في ثلاث سور - وغيره من الوعود الإلهية ، كقوله تعالى : (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (2) ، ووعده تعالى في قوله : (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) (3) ، وقوله سبحانه : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) (4) - التحقق في العاجل.

الخامسة : الاهتراء الداخلي الذي بدأ عده العكسي وأخذ يدب في جسد الأمة ووحدة المسلمين ، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طوائف من الحديث ، نظير قوله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أشرف على أطم من آطام المدينة : «هل ترون ما أرى؟!».

قالوا : لا.

قال : «فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر» (5).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم عندما استيقظ من النوم محمرا وجهه : «لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب» (6).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش» فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ، رواه البخاري ، عن ابن سعيد ، عن جده ، وقال : 4.

ص: 77


1- سورة التوبة 9 : 32 ، وسورة الفتح 48 : 28 ، وسورة الصف 61 : 9.
2- سورة الأنبياء 21 : 105.
3- سورة القصص 28 : 5.
4- سورة النمل 27 : 62.
5- صحيح البخاري 9 / 86 ح 11 كتاب الفتن ب 4 ، ورواه مسلم أيضا في صحيحه 8 / 168.
6- صحيح البخاري 9 / 86 ح 10 كتاب الفتن ب 4.

فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا : عسى أن يكونوا منهم (1) ..

وقال ابن حجر في فتح الباري - بعد نقل الحديث ، إذ ذكر البخاري تتمة له من لعن مروان لأولئك الغلمة - : تنبيه : يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع إن الظاهر أنهم من ولده ، فكأن الله تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد في الحجة عليهم لعلهم يتعظون ، وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد ، أخرجها الطبراني (2).

وقد رواه مسلم في صحيحه ، عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : «يهلك أمتي هذا الحي من قريش».

قالوا : فماذا تأمرنا؟

قال : «لو أن الناس اعتزلوهم» (3).

قال النووي - في شرحه بعد مطابقته بين الروايتين - : إن المراد برواية مسلم طائفة من قريش ، وهذا الحديث من المعجزات ، وقد وقع ما أخبره صلى الله عليه وآله وسلم (4).

وقد تقدم أن أبا بكر ابتدأ بتولية ابن أبي سفيان ، وقد أمن بذلك من مواجهة أبي سفيان لتنصيبه في السقيفة.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي رب أصحابي ، 7.

ص: 78


1- صحيح البخاري 9 / 85 ح 9 كتاب الفتن ب 3.
2- فتح الباري 13 / 13 ذ ح 7058.
3- صحيح مسلم 8 / 186 كتاب الفتن.
4- صحيح مسلم بشرح النووي 18 / 35 ح 2917.

فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك» (1).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أنا فرطكم على الحوض ، من ورده شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم ، أقول : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما بدلوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي» (2).

قال ابن حجر في فتح الباري : إن كانوا ممن لم يرتد لكن أحدث معصية كبيرة من أعمال البدن أو بدعة من اعتقاد القلب ، فقد أجاب بعضهم بأنه يحتمل أن يكون أعرض عنهم ولم يشفع لهم اتباعا لأمر الله فيهم حتى يعاقبهم على جنايتهم ، ولا مانع من دخولهم في عموم شفاعته لأهل الكبائر من أمته فيخرجون عند إخراج الموحدين من النار ، والله أعلم (3).

وقد تواصل هذا الاهتراء في نظام الحكم إلى أن وصل إلى الحالة التي أشرنا إليها في عهد عثمان ، فقد أعطى عبد الله بن سعد بن أبي سرح - أخاه من الرضاعة - الخمس من غنائم إفريقية في غزوها الأول (4).

قال البلاذري في الأنساب : لما قدم الوليد - ابن عقبة بن أبي معيط ابن أبي عمرو بن أمية ، الذي نزلت فيه آية : (إن جاءكم فاسق بنبأ) (5) - الكوفة ألفي ابن مسعود على بيت المال ، فاستقرضه مالا ، وقد كانت الولاة تفعل ذلك ثم ترد ما تأخذ ، فأقرضه عبد الله ما سأله ، ثم إنه اقتضاه إياه ، 6.

ص: 79


1- صحيح البخاري 9 / 83 ح 2 كتاب الفتن ب 1.
2- صحيح البخاري 9 / 83 ح 3 كتاب الفتن ب 1.
3- فتح الباري 13 / 5 ذ ح 7050 و 7051.
4- تاريخ ابن كثير 7 / 152 ، أنساب الأشراف 5 / 26 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1 / 67.
5- سورة الحجرات 49 : 6.

فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان ، فكتب عثمان إلى عبد الله بن مسعود : إنما أنت خازن لنا ، فلا تعرض للوليد في ما أخذ من المال ..

فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال : كنت أظن أني خازن للمسلمين ، فأما إذ كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك. وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال (1).

حتى آل الأمر إلى ليالي بني أمية وبني العباس ونظام حكمهم ، وعن السيدة عائشة : إن الخلافة سلطان الله يؤتيه البر والفاجر (2).

وروى البخاري ، عن أيوب ، عن نافع ، قال : لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : إني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال ، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه (3).

وقد قتل يزيد في العام الأول من خلافته سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..

وفي العام الثاني استباح المدينة المنورة وأهلها ونساءها ..

وفي العام الثالث رجم الكعبة ..

بل إنه أمر بأخذ البيعة من أهل المدينة على أنهم خول له يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء ، مع إن البخاري روى في صحيحه ، عن 1.

ص: 80


1- أنساب الأشراف 5 / 30 ، ولاحظ : العقد الفريد 2 / 272 ، وغيرها من الأرقام التي سطرتها الكتب والسير من هذا القبيل.
2- الدر المنثور 6 / 19.
3- صحيح البخاري 9 / 103 ح 55 كتاب الفتن ب 21.

ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : «السمع والطاعة على المرء المسلم في ما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ...» (1).

السادسة : من كل ما سبق يتضح جليا سر تركيز علي عليه السلام في عهده الذي تسلم فيه مقاليد الأمور على إصلاح الداخل والبناء الذاتي ، إذ كيف يدعو الآخرين من الملل الأخرى إلى الدين ، وأبناء الدين الإسلامي أنفسهم لا يعملون به؟! وعطلوه ومحوا رسومه التي كانت على عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنطق القرآن : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا

تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (2) ..

و (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) (3) ..

وقال تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب * واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم) (4).

وذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح كتاب الفتن ، الذي صدره 8.

ص: 81


1- صحيح البخاري 9 / 113 ح 8 كتاب الأحكام / باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية / باب 4.
2- سورة الصف 61 : 2 و 3.
3- سورة البقرة 2 : 44.
4- سورة الأنفال 8 : 25 - 28.

البخاري بالآية ، قال : أخرج الطبري من طريق الحسن البصري ، قال : قال الزبير : لقد خوفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما ظننا أنا خصصنا بها ..

وقال : عند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم ، فيعمهم العذاب.

ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «إن الله عزوجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة

حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة» (1).

فإذا لم يحكم العدل في ما بين المسلمين فكيف يطالب غيرهم به؟! وقد روي - ما مضمونه - : إن قائلا قال للإمام السجاد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : أتركت الجهاد في الثغور وخشونته وأقبلت على الحج ونعومته؟! وقد قال تعالى : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) (2) .. الآية.

فقال له زين العابدين عليه السلام : «أكمل الآية».

فقال : (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود 1.

ص: 82


1- فتح الباري 13 / 4 ح 7048.
2- سورة التوبة 9 : 111.

الله وبشر المؤمنين) (1).

فقال له زين العابدين عليه السلام : «إذا وجدت من هم بهذا الوصف فنحن

نجاهد معهم» ..

ويا له من شرط صعب! الحفظ لحدود الله!

ولقد خطب الإمام علي عليه السلام في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة ، فقال : «ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل مال أعطاه من مال الله ، فهو مردود في بيت المال ، فإن الحق القديم لا يبطله شئ ، ولو وجدته قد تزوج به النساء ، وفرق في البلدان ، لرددته إلى حاله ، فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق» (2).

فسيف علي عليه السلام الذي أقيم به صرح الإسلام ، وشيد به دعائم الدولة الإسلامية ، عاد مرة أخرى لإزالة الأود والعوج الذي حصل في نظام المسلمين السياسي والاجتماعي ، وبناء النموذج الداخلي المثالي للدعوة إلى الإسلام.

بل إن عليا عليه السلام أقام - قبل تسلمه مقاليد الأمور - مرابطا في الخندق العلمي لوجه الدين الإسلامي ، أمام تحديات المسائل الحرجة التي ابتليت بها الأمة ولم يكن لها من يطلع على حكم الشريعة فيها ، وقد ذكرت المصادر التاريخية الكثير من الموارد لذلك ، وكذا أمام تحدي الملل والنحل الأخرى (3). ع.

ص: 83


1- سورة التوبة 9 : 112.
2- شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1 / 90 ، السيرة الحلبية 2 / 87.
3- لاحظ : ما أخرجه الحافظ العاصمي في كتابه : زين الفتى في شرح سورة (هل أتى) ، في وفد النصارى وأسئلتهم لأبي بكر ، وغير ذلك من الوقائع.

السابعة : وننتهي في الفتوحات إلى هذه النقطة : وهي أن عقدة الملل الأخرى - لا سيما الغربيين - النفسية والذهنية تجاه الدين الإسلامي ، وعدم إقبالهم عليه ، وعدم البحث عن حل لمشاكلهم من منظار ديننا - وإن كان له أسباب متعددة صاغها أعداء الإسلام والمسلمين - مضافا إلى النفسية العدوانية ، والعقلية الاستعلائية التي تصعر بخدهم ، إلا إن شطرا مهما من تلك الأسباب هي ممارسات المسلمين أنفسهم ، وبالخصوص والتحديد هي رواسب الممارسات التي وقعت في فتوحات البلدان ..

فإن سلبيات كيفية الأداء في هذه الفتوحات وما رافقها من تجاوز للموازين الدينية المقررة ، التي تحافظ على روح خلق الشريعة ، فإن الحفظ لحدود الله تعالى في باب الجهاد وغيره هو الكفيل الأمثل لدخول الناس أفواجا في دين الله تعالى ، والموجب لتحقق الوعد الإلهي - الذي تأخر إلى هذا اليوم - بإظهار الإسلام في كافة أرجاء المعمورة.

ونلخص ما تقدم في الحلقات السابقة من هذا الموضوع بجملة مختصرة ، وهي : إن البحث عن «عدالة الصحابة» لا بد من التعمق فيه ، ورفع الإجمال الذي يكتنفه ..

هل المراد به : كل الصحابة ، أم بعضهم؟!

ومن هم أولئك البعض؟! هل هم تكتل بيعة السقيفة ورموزها ، أم يشمل سعد بن عبادة والأنصار والبيت الهاشمي وعليا عليه السلام وسلمان وأبا ذر والمقداد وعمارا ، وغيرهم ممن كان في تكتل علي عليه السلام؟!

فهل الدائرة هي بحسب ما يذكر في تعريف الصحابي ، أم أضيق؟!

ثم ما المراد بالعدالة؟! هل هي بمعنى الإمامة في الدين؟!

وما المراد بحجية قول وعمل الصحابي؟! هل هي بمعنى العصمة؟!

ص: 84

أم بمعنى حجية الفتوى كمجتهدين ، مثل بقية المجتهدين ، بحدود اعتبار الاجتهاد وضوابط موازينه الشرعية؟!

وعلى هذا ، فلم لا يحتمل القائل خطأ أصحاب السقيفة في بيعتهم ، وخطأ اجتهادهم مع وجود النصين القرآني والنبوي على إمامة علي عليه السلام؟!

ولم يدعي القائل امتناع احتمال ذلك؟!

وكيف يبين الملازمة بين فضيلة الشيخين ، وبين امتناع خطأ اجتهادهما ، بعد فرض تسليمه بعدم عصمتهما؟!

وإذا كانت المسألة اجتهادية فلم لا يسوغ الاجتهاد المخالف؟!

أم هي بمعنى حجية روايتهم كرواة ثقات ، بحدود حجية قول الراوي في الخبر؟!

ثم ما هو الغرض المترتب على سد الحديث والكلام عما وقع منهم وبينهم؟!

وكيف يتلاءم ذلك مع دعوى الاقتداء بهم ، إذا لم تعرف سيرتهم وأعمالهم؟!

ونذيل المقال ببعض الأحاديث التي ذكرها أصحاب الصحاح :

1 - روى البخاري في صحيحه ، عن أبي وائل ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون (1).

وهو مثار سؤال واجه كثيرا من الباحثين في التاريخ الإسلامي ، إذ أن 1.

ص: 85


1- صحيح البخاري 9 / 104 ح 56 كتاب الفتن ب 21.

القرآن الكريم في سوره المباركة أشار إلى مشكلة كبيرة وخطيرة كانت قائمة تواجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين ، وهي أصناف وطوائف المنافقين ، وقد أشرنا في ما سبق إلى بعض تلك السور الكريمة ، ولا يفتأ القرآن يتابعهم في كل خطواتهم ، التي كانت خطيرة على أوضاع المسلمين حتى آخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

ولكن فجأة لا يرى الباحث في التاريخ وجودا لهذه المشكلة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم! فهل إن أفراد طوائف ومجموعات النفاق قد تابوا وآمنوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! أم إن الوضع - كما يصفه حذيفة بن اليمان ، الخبير بمعرفة المنافقين ، كما في روايات الفريقين ، والذي شهد مؤامرة العقبة التي دبرت في غزوة «تبوك» لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - عاد مؤاتيا لتحركهم وفسح المجال لهم بالجهر بمقاصدهم التي يحيكونها ضد الإسلام؟!

2 - وروى أيضا ، عن أبي الشعثاء ، عن حذيفة ، قال : إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (1).

3 - وروى مسلم في صحيحه ، عن قيس ، قال : قلت لعمار : أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي ، أرأيا رأيتموه ، أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ، ولكن حذيفة أخبرني ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في أصحابي اثنا عشر منافقا ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في 1.

ص: 86


1- صحيح البخاري 9 / 104 ح 58 كتاب الفتن ب 21.

سم الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.

والذيل من قول الراوي عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس (1).

وروى مثله بطريق آخر (2).

وما قاله عمار بين ، لأن تنصيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام يوم الغدير كان على ملأ الناس الراجعين من حجة الوداع ، وغيرها من المواطن الأخرى ، وإنما أراد عمار بيان أن مناوئي علي عليه السلام وخصومه كان حذيفة قد عدهم من الاثني عشر منافقا الذين يمتنع دخولهم الجنة.

4 - وروى بعد الحديثين السابقين ، عن أبي الطفيل ، قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله ، كم كان أصحاب العقبة؟ قال : فقال له القوم : أخبره إذ سألك!

قال : كنا نخبر أنهم أربعة عشر ، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (3) .. الحديث.

5 - وروى مسلم ، عن ابن عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام عند باب حفصة ، فقال بيده نحو المشرق : «الفتنة ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان» قالها مرتين أو ثلاثا (4). ة.

ص: 87


1- صحيح مسلم 8 / 122 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
2- صحيح مسلم 8 / 122 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
3- صحيح مسلم 8 / 123 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
4- صحيح مسلم 8 / 181 كتاب الفتن وأشراط الساعة.

وقال عبيد الله بن سعيد في روايته : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند باب عائشة (1) ..

وروى عن ابن عمر ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان. يعني المشرق. والذيل من تفسير الراوي (2).

6 - وروى أيضا ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أخبرني من هو خير مني ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية ، تقتلك فئة باغية. وفي طريق : ويس أو : يا ويس ابن سمية (3) ..

قال النووي في شرح الحديث : قال العلماء : هذا الحديث حجة ظاهرة في أن عليا رضي الله عنه كان محقا مصيبا ، والطائفة الأخرى بغاة ، لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك ، كما قدمناه في مواضع ، منها هذا الباب ..

وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوجه ، منها :

إن عمارا يموت قتيلا ، وإنه يقتله مسلمون ، وإنهم بغاة ، وإن الصحابة يقاتلون ، وإنهم يكونون فرقتين : باغية وغيرها ، وكل هذا وقع مثل فلق الصبح ، صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (4).

وروى بطرق أربعة أخرى ما يقرب من ألفاظ هذا الحديث من أن 6.

ص: 88


1- صحيح مسلم 8 / 181 كتاب الفتن وأشراط الساعة.
2- صحيح مسلم 8 / 181 كتاب الفتن وأشراط الساعة.
3- صحيح مسلم 8 / 185 - 186 كتاب الفتن وأشراط الساعة.
4- صحيح مسلم بشرح النووي 18 / 34 ح 2916.

عمارا تقتله الفئة الباغية (1).

هذا ، وإذا كان النووي يجوز خطأ اجتهاد معاوية لوجود النص على حق وصواب علي عليه السلام ، فلم لا يجوز النووي وأهل الجماعة خطأ اجتهاد الشيخين مع وجود النص على علي عليه السلام؟!

فإذا كان الاجتهاد ممكن مع وجود النص ، ويمكن تأول المجتهد للنص ، فلم لا يمكن خطأ المجتهد في تأوله؟!

ولم يمتنع خطأ اجتهاد أصحاب السقيفة في تأولهم للنص على علي عليه السلام؟!

ولم لا يسوغ أهل الجماعة لأنفسهم الاجتهاد في صحة أو خطأ بيعة السقيفة ، ويفتحوا باب الاجتهاد في ذلك ما دامت أن المسألة اجتهادية؟!

فكيف يدعون فيها الضرورة أو التسالم ويغلقون باب الاجتهاد والفحص والتحري عن الحقيقة؟!

7 - وروى أيضا ، عن أبي إدريس الخولاني ، كان يقول حذيفة بن اليمان : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة في ما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه

غيري ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن (2) .. الحديث.

وروى أيضا ، عن عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة ، أنه قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، فما منه شئ إلا وقد ة.

ص: 89


1- صحيح مسلم 8 / 185 - 186 ، صحيح مسلم بشرح النووي 18 / 33 - 34 ح 2915 و 2916.
2- صحيح مسلم 8 / 172 كتاب الفتن وأشراط الساعة.

سألته ، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة (1).

8 - ورووا في الصحاح ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال : «بينا أنا قائم

- يعني يوم القيامة على الحوض - إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم.

فقلت : أين؟!

فقال : إلى النار والله.

قلت : وما شأنهم؟!

قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى - إلى أن قال : - فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم» (2) .. الحديث.

وهو يطابق قوله تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (3).

ومفاد الآية ملحمة قرآنية عما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم إن القائلين بعدالة الصحابة ما داموا لا يرون في تفسير فضيلة الشيخين معنى العصمة ، فلم يدعون الملازمة بين اجتهادهما في أمر الخلافة وبين الصواب ، وأن تخطئتهما في ما اجتهدا فيه مخالفة لضرورة الدين أو للمتسالم عندهم؟!

أليست دعوى ضرورة صوابهما هي تثبيت عصمتهما؟! 4.

ص: 90


1- صحيح مسلم 8 / 172 كتاب الفتن وأشراط الساعة.
2- صحيح البخاري 8 / 217 ح 166 كتاب الرقاق باب الحوض.
3- سورة آل عمران 3 : 144.

أوليس امتناع الخطأ منهما ينافي القول بأن ما أتيا به هو اجتهاد منهما؟!

كما إنه ما هو المحصل من وراء الفضيلة لهما؟!

هل بمعنى امتناع خطئهما ، وأن ما أتيا به لا يمكن أن يخطئ الواقع ، فبتوسط تلك الفضيلة لم يكن ما يريانه اجتهاد ، وإنما هو عين اللوح المحفوظ؟!!

كل هذه الجهات يراها الناظر مدمجة عند القائلين بالمقالة المزبورة!

للبحث صلة ...

ص: 91

معجم مؤرخي الشيعة (6)

حتى

نهاية القرن السابع الهجري

(6)

صائب عبد الحميد

179 - محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين (ت 407 ه) (1) :

الشريف أبو طالب بن أبي علي الحسيني.

النسابة - كان فاضلا - ، ووالده عمر الشريف هو الذي رد الحجر الأسود إلى الكعبة سنة 339 ه.

وجده أبو الحسين يحيى كان نقيب النقباء ، وجده الأعلى الحسين كان عالما نسابة ، وكان قد ورد العراق سنة 251 ه.

ذكره في عمدة الطالب.

180 - محمد بن القاسم الطوسي (ق 6) (2) :

يظهر أنه عاش في النصف الثاني من القرن الخامس ، أو في القرن السادس ، فهو ممن استدركه ابن شهرآشوب - المتوفى سنة 588 ه - على

ص: 92


1- طبقات أعلام الشيعة ق 5 / 182.
2- معالم العلماء - لابن شهرآشوب - : 117 رقم 779 ، معجم رجال الحديث 17 / 165 رقم 11607.

الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة 460 ه.

له في التاريخ :

الملاحم والفتن وما أصاب السلف ويصيب الخلف من المحن ، والذي يدخل في التاريخ من هذا الكتاب هو القسم الأوسط الخاص بذكر ما أصاب السلف.

181 - محمد بن مبشر (ق 2) (1) :

ويلقب : «حبيش» ، روى عن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين عليه السلام.

له في التاريخ :

1 - أخبار السلف ، قال النجاشي : كتاب كبير حسن.

2 - كتاب جمل وصية محمد بن الحنفية.

182 - محمد بن محمد بن عبد الله (ق 6) (2) :

أبو علي ، وقيل : جده عبيد الله.

له في التاريخ :

1 - أخبار عيون بني هاشم.

2 - فضل قريش على كافة العرب. 1.

ص: 93


1- الفهرست - للشيخ الطوسي - : 235 رقم 704 ، وفي الطبعة القديمة - : 155 رقم 690 - : ميسر ، رجال النجاشي : 146 رقم 379 ، معالم العلماء : 111 رقم 760 ، معجم رجال الحديث 17 / 183 رقم 11662 ورقم 11663.
2- معالم العلماء : 117 رقم 782 ، معجم رجال الحديث 17 / 198 رقم 11701.

3 - فضائل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

183 - محمد بن محمد العبيدلي (ت 435 ه) (1) :

أبو الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

ويعرف بشيخ الشرف وقوام الشرف ، صاحب الصندوق .. عالم أديب ، صادق كريم.

حدث عن الشريف أبي محمد الحسن ابن أخي طاهر ، المتوفى سنة 358 ه ، وعمر طويلا.

له في التاريخ :

1 - مقدمة في النسب ، قال صاحب عمدة الطالب : أول ما قرأت في علم النسب هذه المقدمة.

2 - تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ، منه نسخة كتبت سنة 969 ه ، بخط محمد بن علي بن أسد الحلي ، فيها نواقص كثيرة.

ذكر في أوله : «باب ذكر أسماء أوائل القبائل من قريش وأصولها 0.

ص: 94


1- وقد ذكر ابن الفوطي علما مطابقا لصاحب الترجمة في الاسم واسم الأب واللقب والنسب ، فربما وقع بينهما خلط ، لا سيما عند الاختصار ، وهو : قوام الشرف ، أبو الفتح ، محمد بن محمد بن محمد الأشتري العبيدلي النقيب. انظر : مجمع الآداب - لابن الفوطي - 3 / 535 رقم 3143 ، عمدة الطالب : 332 ، الذريعة 4 / 508 رقم 2272 وج 2 / 374 رقم 1508 وج 11 / 118 رقم 737 وج 22 / 90 رقم 212 ، معجم أعلام الشيعة - للسيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره - 1 / 422 رقم 580.

وفروعها» ، وبعده : «باب أسماء القبائل وبعض ألقابها» ، ثم يذكر الأعقاب.

وقد صنفه سنة 420 ه ، فقد ذكر في ترجمته لنفسه : «ولم يعقب صاحب هذا الكتاب من الذكور أحدا إلى آخر سنة عشرين وأربعمائة».

وعن هذا الكتاب ينقل صاحب رياض العلماء نسب الشريف المرتضى.

ذكر له الطهراني كتابا بعنوان الأنساب ، والظاهر أنهما واحد ، قال : نقل عنه السيد أحمد بن محمد بن المهنا العبيدلي في كتابه التذكرة في النسب.

3 - رسالة الانتصار لبني فاطمة الأبرار ، انتصر فيه لبعض العلويين ، إذ برأهم من التهم التي وجهها إليهم خصومهم حتى وسموهم بالأشرار.

184 - محمد بن محمد بن مانگديم الحسيني (ق 6) (1) :

السيد مجد الدين القمي ، النسابة.

كان أبوه وجده من العلماء الكبار ، وجده مانگديم هو ابن إسماعيل ابن عقيل بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين عليهما السلام.

له في التاريخ :

الأنساب. 8.

ص: 95


1- الفهرست - لمنتجب الدين - : 178 رقم 443 ، طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 286 ، وق 5 / 146 وص 281 ، الذريعة 2 / 374 رقم 1507 ، معجم رجال الحديث 17 / 200 رقم 11708.

185 - محمد بن محمد بن أبي الغنائم (ت 594 ه) (1) :

السيد النقيب ، تاج الشرف وقوام الشرف ، المعروف بابن السخطة العلوي ، الحسيني ، البصري ، وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري النصري ، وغيره ، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن الدامغاني سنة 578.

كان أديبا ، خطيبا مفوها ، تولى الخطابة بجامع القصر سنة 585 ، وكان على ذلك إلى أن توفي في يوم الخميس 15 محرم سنة 594 ه.

يروي عنه النقيب محمد بن محمد بن أبي زيد الحسن العلوي الحسني البصري ، كما في أسانيد حجة الذاهب للسيد فخار بن معد.

186 - محمد بن محمد بن النعمان العكبري (ت 413 ه) (2) :

الشيخ المفيد ، أبو عبد الله ، ابن المعلم ، مولده سنة 336 ه.

فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والحديث وسائر فنون 3.

ص: 96


1- مجمع الآداب - لابن الفوطي - 3 / 535 رقم 3142 وص 536 رقم 3144 ، تاريخ الإسلام - للذهبي - : وفيات سنة 594 ه ، طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 282.
2- رجال النجاشي : 399 رقم 1067 ، الفهرست - للطوسي - : 157 رقم 696 ، معالم العلماء : 112 رقم 765 ، تاريخ بغداد 3 / 231 ، سير أعلام النبلاء 17 / 344 ، شذرات الذهب 3 / 199 وص 220 ، النجوم الزاهرة 4 / 258 ، الذريعة 5 / 141 رقم 595 وج 6 / 286 رقم 1549 وج 10 / 211 رقم 579 وج 20 / 384 رقم 3551 وص 386 رقم 3571 وص 393 رقم 3625 وج 22 / 317 رقم 7259 وج 26 / 78 رقم 373.

العلم ، سيد أهل زمانه في ذلك كله. له مناظرات واسعة مع أبي بكر الباقلاني إمام الأشاعرة في عصره ، ومع شيوخ المعتزلة آنذاك. معروف بالتصانيف البديعة ، التي شملت : الكلام ، الفقه ، علوم القرآن ، التفسير ، الحديث ، والتاريخ.

وهو شيخ الشريفين الرضي والمرتضى ، والشيخ الطوسي ، والكراجكي.

له في التاريخ :

1 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، مطبوع حديثا في مجلدين ، فيه تفصيل مناسب عن سير الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، اعتمد فيه المشهور من روايات المؤرخين ، وما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في هذا الشأن. وتجنب الشواذ والنوادر كثيرا ، فجاء كتابا علميا ، لعله الأهم في بابه.

2 - الجمل ، أو «النصرة في حرب البصرة» ، أو «النصرة لسيد العترة» ، مطبوع حديثا ، وفيه تفصيل لوقعة الجمل ، مشحون بالحجاج الكلامي أيضا.

3 - إيمان أبي طالب ، مطبوع حديثا.

4 - تاريخ الشيعة .. وذكر له كتاب بعنوان تاريخ الشريعة وهو عنوان فريد من عصره ، ولعله مصحف عن تاريخ الشيعة ، أو «التواريخ الشرعية» الآتي.

5 - مسار الشيعة ، أو «التواريخ الشرعية» ، مطبوع حديثا ، في الأيام التي يحتفل بها الشيعة ، وهي أيام تاريخ الإسلام العامة ، ابتداء بالمولد النبوي الشريف ، ومولد الإمام علي عليه السلام ، ويوم المبعث ، ويوم الهجرة ،

ص: 97

وهكذا ...

6 - وله أجوبة على مسائل في التاريخ ، مثل : تزويج عمر أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، تزويج عثمان من بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، خبر مارية ، مسألة في أقضى الصحابة ، ومسألة في معرفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكتابة .. يغلب عليها النقد التاريخي القائم على مناقشة الأسانيد والتحليل العقلي.

كتب أخرى منسوبة إليه :

1 - المناقب والمثالب ، نسبه إليه صاحب كتاب المناقب الفاخرة ، كما نقل عنه السيد هاشم التوبلي في روضة العارفين حكاية ديك الجن مع الرشيد ، وكذا عن حكاية ديك الجن في عقد اللآل مصرحا بأن المناقب الفاخرة للسيد الشريف الرضي ، وأنه نقل عن كتاب المناقب والمثالب من

تصنيف الشيخ المفيد هذه الحكاية.

2 - حدائق الرياض وزهرة المرتاض ، فيه أخبار تاريخية كثيرة على ما يبدو ، نسبه إليه السيد ابن طاووس في الإقبال ونقل عنه كثيرا.

3 - الرد على العتيقي في الشورى.

187 - محمد بن مزيد ، ابن أبي الأزهر (ت 325 ه) (1) :

محمد بن مزيد بن محمود بن راشد ، أبو بكر الخزاعي ، المعروف بابن أبي الأزهر البوشنجي النحوي.

حدث عن طائفة من العلماء ، منهم : إسحاق بن إسرائيل ، والزبير بن 7.

ص: 98


1- مروج الذهب 1 / - المقدمة - 25 ، تاريخ بغداد 3 / 288 رقم 1376 ، الذريعة 3 / 219 رقم 809 وج 11 / 40 رقم 240 وج 25 / 217 رقم 353 ، معجم رجال الحديث 17 / 222 رقم 11757.

بكار ، وروى عنه أبو بكر ابن شاذان ، وأبو الحسن الدارقطني ، والمعافى بن زكريا.

مؤرخ ، أديب ، له شعر كثير.

له في التاريخ :

1 - التاريخ ، اعتمده المسعودي في مروج الذهب ، وأسماه تاريخ ابن

أبي الأزهر.

2 - الهرج والمرج ، أو «الهرج والأحداث» ، في تاريخ المستعين والمعتز العباسيين ، ذكره المسعودي أيضا في مقدمة مروج الذهب.

3 - أخبار العقلاء والمجانين ، رسالة.

188 - محمد بن مسعود العياشي (ق 3) (1) :

محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي ، السمرقندي ، أبو النضر.

كان سنيا ثم تشيع أيام شبابه ، وحدث عن مشاهير حفاظ زمانه ، وانتقل إلى الكوفة بعد سنة 260 ه.

كان عالما واسع الأفق ، جعل داره كالمؤسسة الثقافية ، أو دار العلم ، فهي مكتظة بطلبة العلوم بين ناسخ ومقابل وقارئ ومعلق ، وأنفق سائر 8.

ص: 99


1- الفهرست - للنديم - : 244 - 246 ، رجال النجاشي : 350 رقم 944 ، الفهرست - للطوسي - : 136 - 139 رقم 593 ، معالم العلماء : 99 رقم 668 ، طبقات أعلام الشيعة ق 4 / 305 ، الذريعة 1 / 85 رقم 403 وج 2 / 356 رقم 1436 وص 478 رقم 1874 وج 11 / 239 رقم 1458 وج 12 / 279 رقم 1872 وص 280 رقم 1878 ورقم 1880 وج 22 / 157 رقم 6492 ، معجم رجال الحديث 17 / 224 رقم 11768.

تركة أبيه على العلم والحديث ، وكانت ثلاثمائة ألف دينار.

صنف أكثر من مائتي كتاب.

له في التاريخ :

1 - الأنبياء والأئمة عليهم السلام.

2 - الأوصياء عليهم السلام. وقد ذكر ابن شهرآشوب الكتابين في كتاب واحد يجمعهما.

3 - محنة الأوصياء ، وفي نسخة من فهرست النديم وفهرست الطوسي : «محبة الأوصياء» ، فإذا صح هذا فلا يعد داخلا في كتب التاريخ.

4 - إمامة علي بن الحسين عليه السلام.

5 - سيرة أبي بكر.

6 - سيرة عمر.

7 - سيرة عثمان.

8 - سيرة معاوية.

والكتب الأربعة الأخيرة كان قد كتبها قبل أن يتشيع.

9 - كتاب مكة والحرم.

10 - كتاب الرضا عليه السلام.

11 - معرفة الناقلين ، في الرجال.

189 - محمد بن مفضل بن إبراهيم الأشعري (ق 3) (1) :

محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة. 6.

ص: 100


1- رجال النجاشي : 340 رقم 911 ، الذريعة 19 / 358 رقم 1597 ، معجم رجال الحديث 17 / 268 رقم 11816.

أبو جعفر ، ثقة ، كوفي.

روى كتبه أحمد بن محمد بن سعيد ، المولود سنة 249 ه ، والمتوفى سنة 333 ه.

له في التاريخ :

كتاب مجالس الأئمة عليهم السلام.

190 - محمد بن ناصر السلامي (ت 550 ه) (1) :

محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي ، السلامي ، مولده سنة 467 ه.

له في التاريخ :

الذرية الطاهرة.

191 - محمد بن نعمة الله ، أبو المعالي العلوي (ق 4) (2) :

محمد بن نعمة الله بن عبيد الله بن علي بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام.

له في التاريخ :

بيان الأديان ، جامع لفرق المسلمين كافة ، مع الأديان والملل السابقة ، فهو من الكتب المتقدمة جدا في هذا الباب. 7.

ص: 101


1- الذريعة 10 / 25 رقم 125.
2- الذريعة 3 / 176 رقم 627.

192 - محمد بن هارون النسابة (ق 4) (1) :

أعلم خلق الله بأنساب الناس وأيامهم. هكذا وصفه ياقوت في معجم البلدان ، كان نزيل بلدة «جيرفت» من مناطق كرمان.

أدركه محمد بن بحر الرهني (ت 340 ه) صاحب كتاب شمل العرب المقدم في محله ، أدركه شيخا طاعنا في السن ، ووصفه بأنه أعلم من رآه بنسب نزار.

193 - محمد بن همام بن سهيل الإسكافي (ت 336 ه) (2) :

أبو علي الكاتب ، كثير العلم ، ثقة جليل ، مولده سنة 258 ه.

حدث عن طائفة من كبار العلماء ، منهم : هارون بن موسى التلعكبري (ت 385 ه) ، وأرخ آخر رواية عنه سنة 332 ه ، والشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، وابن قولويه (ت 368 ه) ، وأبو غالب الزراري ، وغيرهم.

سكن بغداد - محلة سوق العطش - ودفن بمقابر قريش.

قال الخطيب البغدادي : أحد شيوخ الشيعة ، حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري ، وأحمد بن محمد بن رستم النحوي ، روى عنه 3.

ص: 102


1- معجم البلدان : «جيرفت» ، طبقات أعلام الشيعة ق 4 / 311.
2- رجال الطوسي : من لم يرو عن الأئمة - رقم 20 ، وأرخ الوفاة بسنة 332 ، الفهرست - للطوسي - : 141 رقم 602 ، تاريخ بغداد 3 / 365 رقم 1480 ، تاريخ التراث العربي 2 / 176 ، الذريعة 2 / 413 ، وج 22 / 375 رقم 7518 ، طبقات أعلام الشيعة ق 4 / 312 ، معجم المؤلفين 12 / 93.

المعافى بن زكريا الجريري ، وأبو بكر أحمد بن عبد الله الوراق الدوري.

له في التاريخ :

الأنوار في تاريخ الأئمة الأطهار ، قال الطهراني : يوجد مختصر له في إيران ، وهو المعروف ب : منتخب الأنوار في تاريخ الأئمة الأطهار ، الذي كان عند المجلسي صاحب بحار الأنوار.

194 - محمد بن وهبان الدبيلي الأزدي (ق 4) (1) :

أبو عبد الله ، محمد بن وهبان بن محمد بن حماد الدبيلي ، ساكن البصرة .. ذكر النجاشي نسبه متصلا إلى مالك بن نصر بن الأزد ، وقال فيه : ثقة من أصحابنا ، واضح الرواية ، قليل التخليط.

روى عنه هارون بن موسى التلعكبري ، المتوفى سنة 385 ه.

له في التاريخ :

1 - أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

2 - أخبار جعفر الصادق عليه السلام مع المنصور.

3 - أخبار الصادق عليه السلام مع أبي حنيفة.

4 - أخبار الرضا عليه السلام.

5 - أخبار أبي جعفر الثاني عليه السلام.

6 - أخبار يحيى بن أبي الطويل. 8.

ص: 103


1- رجال النجاشي : 396 رقم 1060 ، رجال الطوسي : من لم يرو عن الأئمة - رقم 77 ، معالم العلماء : 116 رقم 775 ، الخلاصة - للعلامة الحلي - : 163 رقم 171 ، الذريعة 22 / 227 رقم 6818 ، معجم رجال الحديث 17 / 316 رقم 11938.

7 - كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام.

195 - محمد بن يحيى العطار (ق 4) (1) :

أبو جعفر ، القمي.

قال النجاشي : شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة ، عين ، كثير الحديث.

روى عن الكليني (ت 329 ه) ، وروى النجاشي (ت 450 ه) كتبه بواسطتين.

له في التاريخ :

مقتل الحسين عليه السلام.

196 - محمد بن يعقوب الكليني (ت 329 ه) (2) :

ثقة الإسلام ، أبو جعفر ، محمد بن يعقوب بن إسحاق الرازي الكليني.

عالم كبير بالأخبار ، صاحب الكافي أكبر وأول الجوامع الحديثية الشيعية المتقدمة ، ألفه في مدة عشرين سنة.

أصله من الري ، وخاله علان الرازي شيخ الشيعة في الري ووجههم ، حدث الكليني عن كبار الحفاظ ، وأخذ عن الأصول المعتمدة ، ورحل إلى 8.

ص: 104


1- رجال النجاشي : 353 رقم 946 ، رجال الطوسي : من لم يرو عن الأئمة - رقم 24 ، معجم رجال الحديث 18 / 30 رقم 11982.
2- رجال النجاشي : 377 رقم 1026 ، رجال الطوسي - من لم يرو عن الأئمة - رقم 27 ، سير أعلام النبلاء 15 / 280 ، الذريعة 7 / 173 رقم 900 وج 10 / 239 رقم 766 ، معجم رجال الحديث 18 / 50 رقم 12038.

بغداد وبها توفي ودفن ، وقيل : وفاته سنة 328 ه ، والأول أشهر.

قال النجاشي : كان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم.

وترجم له الذهبي ترجمة موجزة ، فقال : شيخ الشيعة ، وعالم الإمامية ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني ، روى عنه أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره ، وكان ببغداد وبها توفي وقبره مشهور ، مات سنة 328.

وله غير الكافي كتب قليلة أخرى ، منها : كتاب الرد على القرامطة ،

وكتاب ما قيل في الأئمة من الشعر.

له في التاريخ - إضافة إلى الأبواب الخاصة بالسير من كتاب الكافي - : 1 - كتاب رسائل الأئمة عليهم السلام.

2 - كتاب الرجال.

197 - مسمع بن عبد الملك بن مسمع (ق 2) (1) :

ابن مالك بن مسمع ، من بكر بن وائل ، أبو سيار ، الملقب «كردين».

هو شيخ بني بكر بن وائل بالبصرة ووجههم وسيد المسامعة.

روى عن الإمام الصادق عليه السلام واختص به ، وقد قال له الصادق عليه السلام : «إني لأعدك ليوم عظيم ، يا أبا السيار» ، وقد روى عن الإمام الباقر عليه السلام رواية يسيرة ، كما روى عن الإمام الكاظم عليه السلام أيضا. 8.

ص: 105


1- رجال النجاشي : 420 رقم 1124 ، رجال الطوسي : أصحاب الإمام الباقر عليه السلام - حرف الميم رقم 23 ، وأصحاب الإمام الصادق عليه السلام - حرف الميم رقم 657 ، معجم رجال الحديث 18 / 154 - 161 رقم 12347 - 12358.

له في التاريخ :

أيام البسوس.

198 - مصبح بن الهلقام العجلي (ق 2) (1) :

أبو محمد ، الأخباري ، من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

له في التاريخ :

كتاب الجمل.

199 - مظفر بن محمد البلخي (ت 367 ه) (2) :

المتكلم الشهير ، أبو الجيش ، مظفر بن محمد بن أحمد البلخي ، الخراساني.

تلميذ أبي سهل النوبختي ، وأستاذ الشيخ المفيد.

محدث ، إمام في الكلام ، له مناظرات عديدة دونها في كتاب المجالس مع المخالفين ، وله نقض العثمانية على الجاحظ ، وكتب أخرى.

له في التاريخ :

1 - كتاب فدك.

2 - كتاب نقض ما روي من مناقب الرجال. 7.

ص: 106


1- رجال النجاشي : 421 رقم 1126 ، الذريعة 5 / 141 رقم 596 ، معجم رجال الحديث 18 / 168 رقم 12372.
2- الفهرست - للنديم - : 226 ، الفهرست - للطوسي - : 169 رقم 738 ، معالم العلماء : 124 رقم 838 ، رجال النجاشي : 422 رقم 1130 ، الذريعة 16 / 129 رقم 275 ، معجم رجال الحديث 18 / 179 رقم 12407.

200 - منذر بن محمد بن المنذر بن أبي الجهم القابوسي (ق 4) (1) :

أبو القاسم ، من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر.

ثقة ، من بيت جليل.

روى كتبه النجاشي - المتوفى 450 ه - بواسطتين.

له في التاريخ :

1 - وفود العرب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

2 - كتاب الجمل.

3 - كتاب صفين.

4 - كتاب النهروان.

5 - كتاب الغارات.

201 - موسى بن الحسن بن نوبخت (ق 5) (2) :

ابن كبرياء .. أبو الحسن ، موسى بن الحسن بن محمد بن العباس ابن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت.

المتكلم المفوه ، العالم بالنجوم ، مع تدين وحسن عبادة. 7.

ص: 107


1- رجال النجاشي : 418 رقم 1119 ، الذريعة 5 / 141 رقم 597 ، وج 15 / 52 رقم 343 ، معجم رجال الحديث 18 / 337 رقم 12658.
2- رجال النجاشي : 407 رقم 1080 ، الذريعة 17 / 245 رقم 94 ، معجم رجال الحديث 19 / 41 رقم 12757.

له في التاريخ :

الكافي في أحداث الأزمنة.

202 - موسى بن عيسى (1) :

قال ابن شهرآشوب : مختلط. أي أن اسمه مشترك بين أكثر من واحد.

له في التاريخ :

كتاب خصال الملوك ، وهو من العناوين الداخلة في فلسفة التاريخ.

203 - محمود بن عبد الجبار العتبي (ت 427 ه) (2) :

أبو النضر.

أصله من الري ، لكنه نشأ بخراسان إلى أن انتهت إليه رئاسة الكتابة والإنشاء في خراسان والعراق ، وصار نائبا لشمس المعالي قابوس بن وشمگير في خراسان إلى أن توفي.

له في التاريخ :

تأريخ سبكتكين الغزنوي ، أو «تأريخ آل سبكتكين» ، ويقال له : «تأريخ العتبي» نسبة إلى مؤلفه ، كما يقال له : «تأريخ اليميني» أو «سيرة اليميني» أو «اليميني» فقط ، إضافة إلى من ألف باسمه وهو يمين الدولة 3.

ص: 108


1- معالم العلماء : 121 رقم 806 ، معجم رجال الحديث 19 / 62 رقم 12823 - 12825.
2- الذريعة 3 / 256 رقم 953.

السلطان محمود ابن السلطان ناصر الدين سبكتكين.

طبع طبعات عديدة في لاهور ودهلي وبولاق بعنوان «تأريخ اليميني» ، وقد ذكر في كشف الظنون في حرف الياء بعنوان «اليميني».

أورد فيه تاريخ ناصر الدين أبي منصور سبكتكين صاحب «غزنة» من سنة 367 ه إلى وفاته سنة 387 ه ، وتاريخ ولده السلطان يمين الدولة أبي القاسم محمود ، الذي توفي سنة 421 ، بعبارات فصيحة بليغة ، راعى فيها محسنات النثر والكتابة ، وأودع فيها دقائق غريبة ولطائف أدبية تعمل في المقالة والخطابة ، فعني الأدباء بضبط ألفاظه وحل مشكلاته ، وكتبوا له شروحا ذكر تفاصيلها في كشف الظنون عند ذكره.

204 - محمود بن أحمد بن حسن الفاريابي (ق 6 - 7) (1) :

كان حيا سنة 597 ه.

له في التاريخ :

مقاصد الأولياء في محاسن الأنبياء ، في قصص الأنبياء ، مستوف ، وفيه باب أخير في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام. وخاتمة في أحوال العباسيين.

ألفه باسم أبي المظفر إبراهيم بن جلال الدين ألب قتلغ السلجوقي ، في القرن السادس.

منه نسخة في مكتبة سپهسالار - بطهران - ، برقم 1557 نسخت في 28 رجب 1009 ه. 5.

ص: 109


1- الذريعة 21 / 379 رقم 5555.

205 - ناصر بن الرضا العلوي (ق 5) (1) :

السيد أبو إبراهيم ، ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني.

فقيه ، محدث ، ثقة ، صالح.

قرأ على الشيخ الطوسي ، المتوفى سنة 460 ه. وروى عنه الشيخ منتجب الدين (504 - 585 ه) بواسطة واحدة.

له في التاريخ :

1 - مناقب آل الرسول.

206 - نصر بن عامر السنجاري (ق 4) (2) :

نصر بن عامر بن وهب السنجاري.

محدث ثقة.

قرأ عليه الغضائري ، المتوفى سنة 417 ه ، وله منه إجازة رواية بعض كتبه.

له في التاريخ : 8.

ص: 110


1- الفهرست - لمنتجب الدين - : 192 رقم 512 ، الذريعة 22 / 320 رقم 7267 ، معجم المؤلفين 13 / 70.
2- رجال النجاشي : 428 رقم 1150 ، رجال العلامة الحلي : 175 ، الذريعة 16 / 256 رقم 1028.

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

207 - نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه) (1) :

أبو المفضل ، العطار ، كوفي ، كان عطارا بالكوفة ، ثم سكن بغداد. مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، وكتبه حسان ، كذا وصفه النجاشي والحلي.

مؤرخ مشهور ، عده بروكلمان أقدم مؤرخي الشيعة! ونقل عنه الدكتور عبد العزيز الدوري دون تحقيق!

حدث عن سفيان الثوري ، وشعبة ، وحبيب بن حسان ، وغيرهم ، وحدث عنه جماعة من الكوفيين.

نسبه بعض أهل الجرح والتعديل إلى «الغلو» وهي نسبة بعيدة عنه ، غير إن اصطلاح الغلو لدى أكثرهم اصطلاح فضفاض ، ليس له حد معلوم ، فربما نسبوه إلى من يثبت حق الإمام علي عليه السلام في خلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وينفي حق الخلفاء الثلاثة!! وما صلة مثل هذا الأمر بالغلو؟!

معظم كتبه تتشابه أسماؤها مع أسماء كتب أبي مخنف ، المتوفى سنة 151 ه.

له في التاريخ :

1 - كتاب صفين ، مطبوع ، وهو من أهم مصادر ابن أبي الحديد في 8.

ص: 111


1- الفهرست - للطوسي - : 171 رقم 751 ، رجال النجاشي : 427 رقم 1148 ، تاريخ بغداد 13 / 282 ، رجال العلامة الحلي : 175 ، معالم العلماء : 136 رقم 851 ، أعيان الشيعة 10 / 209 ، تاريخ التراث العربي 2 / 137 ، الذريعة 5 / 147 وج 15 / 52 وج 22 / 31 وص 318 ، معجم المؤلفين 13 / 92 ، الأعلام 8 / 28.

شرح نهج البلاغة.

2 - كتاب الجمل.

3 - كتاب النهروان.

4 - كتاب الغارات.

5 - المناقب.

6 - مقتل الحسين عليه السلام.

7 - أخبار المختار.

8 - كتاب عين الوردة (معركة التوابين مع الجيش الأموي).

9 - أخبار محمد بن إبراهيم وأبي السرايا.

10 - أخبار حجر بن عدي ، أو : مقتل حجر بن عدي.

208 - النعمان بن محمد بن منصور المغربي (ت 363 ه) (1) :

القاضي أبو حنيفة ، قاضي الدولة الفاطمة بالمغرب.

انتقل من المذهب المالكي إلى التشيع ، وهو إلى مذهب أهل البيت أقرب منه إلى الإسماعيلية الباطنية ، بل قال عنه المجلسي : إنه «أظهر الحق في تصانيفه من وراء ستار التقية» فكان ينتصر لمذهب أهل البيت ويتستر 3.

ص: 112


1- وفيات الأعيان 5 / 415 ، سير أعلام النبلاء 16 / 150 ، النجوم الزاهرة 4 / 106 و 107 ، طبقات المفسرين - للداودي - 2 / 346 ، هدية العارفين 2 / 495 ، طبقات أعلام الشيعة ق 4 / 324 ، الذريعة 1 / 60 وج 10 / 2 وج 13 / 66 وج 22 / 336 ، معجم المؤلفين 13 / 106 ، أعيان الشيعة 10 / 223.

بالإسماعيلية ، وعبارة ابن خلكان صريحة في انتقاله إلى مذهب الإمامية ، دون إشارة إلى التستر والتقية.

قال ابن زولاق : في كتاب أخبار قضاة مصر : كان في غاية الفضل ، من أهل القرآن والعلم بمعانيه ، وعالما بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء ، واللغة ، والشعر الفحل ، والمعرفة بأيام الناس ، مع عقل وإنصاف ، وألف لأهل البيت من الكتب آلاف الأوراق بأحسن تأليف وأملح سجع ، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا ، وله ردود على المخالفين ، له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلى ابن سريج ، وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيت رضي الله عنهم ، وله القصيدة الفقهية ، لقبها بالمنتخبة.

وصفه الذهبي ب : «العلامة» ، له يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف ، ونفس طويل في البحث .. وافر الحشمة ، عظيم الحرمة ، في أولاده قضاة وكبراء ، أولهم قاضي مصر علي بن النعمان ثم أخوه محمد بن النعمان خليفته على قضاء مصر ، الذي قال عنه ابن زولاق : لم نشاهد بمصر لقاض من القضاة من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان ، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق ، ووافق ذلك استحقاقا لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ وإقامة الحق والهيبة.

وكان ينوب عنه في القضاء ابن أخيه ، الحسين بن علي بن النعمان ، ثم خلفه ولده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن النعمان.

لكن الذهبي كان متحاملا عليه أشد التحامل لعصبية ظاهرة ، لأنه تحول من المالكية إلى الإمامية وأغرب ما في عبارات الذهبي إقراره بعد ذلك بأن النعمان «انتصر لفقه أهل البيت» بعد أن صنف في الرد على

ص: 113

أبي حنيفة ومالك والشافعي في الفقه! فلو أنه قال : انتصر لمذهب الباطنية لما كان ملوما في تعنيفه ، أما أن يصفه بالانتصار لفقه أهل البيت ثم يحمل عليه ويصفه بالمارق لأنه ترك المالكية لينتصر لفقه أهل البيت ، فهذا ما يعود ذمه على الذهبي وليس على النعمان.

له مصنفات واسعة - إذا - في الفقه ، منها غير ردوده على فقهاء المذاهب : كتاب اختلاف الفقهاء وكتاب دعائم الإسلام ، وله نيف وأربعين كتابا في فنون مختلفة منها التفسير والكلام والحديث.

له في التاريخ :

1 - شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار ، في ستة عشر جزءا.

2 - ابتداء الدعوة للعبيديين ، وهم مؤسسو الدولة الفاطمية وقادتها.

3 - المناقب والمثالب.

209 - هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب (ق 3) (1) :

أبو القاسم ، الأنباري ، السر من رائي ، أصله من الأنبار ، وسكن سامراء وصحب الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام. وروى عن الإمام الصادق (ت 148 ه) بواسطة مسعدة بن صدقة العبدي.

ثقة ، وجه.

له في التاريخ :

1 - كتاب المغازي. 1.

ص: 114


1- رجال النجاشي : 438 رقم 1180 ، تاريخ بغداد 14 / 23 ، رجال العلامة الحلي : 180 ، الذريعة 16 / 251 رقم 1004 ، معجم رجال الحديث 19 / 229 رقم 13241.

2 - كتاب الفضائل.

210 - هاشم بن عبد الباقي (ق 3) (1) :

هاشم بن عبد الباقي بن عبد الله بن علي بن حسين بن مرتضى بن سليم بن علي بن حسين ، أول من نزل سامراء من أصحاب الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام.

له في التاريخ :

غزوات أمير المؤمنين عليه السلام.

211 - هاشم بن محمد (ق 6) (2) :

يروي عن شهردار بن شيرويه الديلمي ، المتوفى سنة 558 ه ، وله منه إجازة في الرواية.

وعن وجيه الدين أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد العلوي الهروي ، وأرخ بعض رواياته عنه في 17 ذي الحجة سنة 552 ه.

وله إجازة رواية من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الفرشي الهمداني ، المتوفى في 13 جمادى الأولى سنة 569 ه.

كما يروي عن علامة خوارزم محمود بن عمر الزمخشري ، المتوفى سنة 538 ه.

له في التاريخ : 0.

ص: 115


1- الذريعة 16 / 53 رقم 241.
2- طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 331 ، الذريعة 21 / 103 رقم 4136 ، معجم رجال الحديث 19 / 247 رقم 13270.

مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار ، في مجلدين ، وست وثلاثين بابا.

212 - هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب (ق 5) (1) :

أبو نصر ، المعروف بابن برنية ، كان حيا سنة 400 ه.

محدث واسع الحديث ، متكلم ، كان له نوع تأثر بالزيدية لحضوره مجلس أبي الحسين ابن الشبيه العلوي الزيدي ، وقد صنف له كتابا جعل فيه الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام.

له في التاريخ :

1 - أخبار العمريين ، أبي عمرو وأبي جعفر ، وهما : عثمان بن سعيد العمري ، ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري ، سفيرا الإمام المنتظر عليه السلام في غيبته الصغرى ، وقد اعتمده أبو العباس ابن نوح في كتابه أخبار الوكلاء.

213 - هبة الله بن علي بن محمد الشجري (ت 542 ه) (2) :

الشريف ، أبو السعادات الحسني ، ابن الشجري ، هبة الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن أبي الحسن بن 5.

ص: 116


1- رجال النجاشي : 440 رقم 1185 ، الذريعة 1 / 318 رقم 1644 ، معجم المؤلفين 13 / 134 ، معجم رجال الحديث 19 / 251 رقم 13287.
2- وفيات الأعيان 6 / 45 ، مرآة الجنان 3 / 275 ، الفهرست - لمنتجب الدين - : 197 رقم 529 ، طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 333 ، الأعلام 8 / 74 ، أعيان الشيعة 10 / 262 ، الذريعة 20 / 168 رقم 2430 ، معجم المؤلفين 13 / 141 ، معجم رجال الحديث 19 / 253 رقم 13295.

عبد الله الأيمن بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن عبد الرحمن بن قاسم ابن حسن بن زيد بن الحسن السبط عليه السلام.

مولده ببغداد سنة 450 ه.

نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن والده الطاهر.

ويروي عن تلامذة المفيد والرضي والمرتضى.

طبع من تصانيفه : الأمالي ، الحماسة ، والمختار من شعر العرب.

كان إماما في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها ، كامل الفضائل ، متضلعا في الأدب ، حسن الكلام ، حلو الألفاظ ، فصيحا جيد البيان.

نقل ابن الأنباري النحوي في كتابه مناقب الأدباء أو طبقات الأدباء : أن العلامة الزمخشري لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه ، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي :

واستكبر الأخبار قبل لقائه

فلما التقينا صغر الخبر الخبر

ثم أنشده بعدها :

كانت مسألة الركبان تخبرنا

عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر

ثم التقينا ، فلا والله ما سمعت

أذني بأحسن مما قد رأى بصري

كان عالما بأيام العرب وأحوالها.

214 - هبة الله بن موسى الشيرازي (ت 470 ه) (1) :

داعي الدعاة ، من زعماء الإسماعيلية وكتابها ، ولد وتعلم بشيراز ، 4.

ص: 117


1- الذريعة 12 / 281 رقم 1889 ، الأعلام 8 / 75 - 76 ، معجم المؤلفين 13 / 144.

واضطر إلى مغادرتها ، فخرج منها متنكرا إلى الأهواز ، ثم توجه إلى مصر ، فعمل للمستنصر الفاطمي في ديوان الإنشاء ، وتقدم إلى أن صار إليه أمر الدعوة الفاطمية ، ولقب بداعي الدعاة ، وباب الأبواب.

ثم نحي وأبعد إلى الشام ، وعاد منها إلى مصر فتوفي فيها عن نحو الثمانين عاما ، وصلى عليه المستنصر.

وهو مؤرخ ، أديب ، وشاعر ، له ديوان المؤيدية المطبوع بمصر ، والمجالس المستنصرية المطبوع بمصر أيضا.

له في التاريخ :

1 - السيرة المؤيدية ، في جزءين.

215 - هشام بن الحكم الشيباني (ت 199 ه) (1) :

أبو محمد ، مولى كندة ، كوفي ، انتقل إلى بغداد وأقام بها.

المتكلم البارع ، الذي فتق الكلام منذ صباه ، كان أولا من أصحاب الجهم بن صفوان ، ونسبت إليه أقوال في التشبيه وغيره ، ثم انتقل إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام فكان مقربا من الإمام جعفر الصادق عليه السلام ومن خواص أصحابه ، وقد قال فيه : «أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحسان : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» ، ثم كان بعده من خواص الإمام موسى الكاظم عليه السلام. 9.

ص: 118


1- الفهرست - للنديم - : 223 - 224 ، الفهرست - للطوسي - : 174 رقم 761 ، رجال النجاشي : 433 رقم 1164 ، معالم العلماء : 128 رقم 862 ، سير أعلام النبلاء 10 / 543 ، معجم المؤلفين 13 / 148 ، أعيان الشيعة 10 / 264 ، الأعلام 8 / 85 ، معجم رجال الحديث 19 / 271 رقم 13329.

كان حاد الذكاء حاضر الجواب ، أصبح هو القيم في مجالس الكلام

عند يحيى بن خالد البرمكي.

توفي بعد نكبة البرامكة بزمن قليل ، وقيل بل في أيام المأمون.

له مصنفات كلامية عديدة.

له في التاريخ :

1 - كتاب الحكمين.

2 - الرد على المعتزلة في أمر طلحة والزبير.

216 - هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت 204 ه) (1) :

أبو المنذر ، هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر ..

النسابة الأخباري الشهير ، من أوسع الناس علما بأيام العرب وأخبارهم.

حدث عن أبيه ، وروى كتب أبي مخنف ، وروى عنه : خليفة بن خياط ، وابن سعد صاحب الطبقات ، ومحمد بن أبي السري ، وآخرون ، وأخباره في تاريخ الطبري كثيرة ، وكذا في أنساب الأشراف للبلاذري ، وغير هذا من كتب هذه الطبقة. 6.

ص: 119


1- الفهرست - للنديم - : 108 ، تاريخ بغداد 14 / 45 ، رجال النجاشي : 434 رقم 1166 ، وفيات الأعيان 6 / 82 - 84 ، معجم الأدباء 19 / 287 - 292 ، الأعلام 8 / 87 - 88 ، أعيان الشيعة 10 / 265 ، معجم المؤلفين 13 / 149 - 150 ، معجم رجال الحديث 19 / 308 رقم 13346.

أدرك في شبابه الإمام الصادق عليه السلام ، وراجعه وروى عنه ، وكان الصادق عليه السلام يقربه ويدنيه.

قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي : رأيت ثلاثة كانوا إذا رأوا ثلاثة يذوبون : علوية ، إذا رأى مخارقا ... وأبا نؤاس إذا رأى أبا العتاهية ... والزهري إذا رأى هشاما.

لكن الزهري توفي سنة 124 ه.

كتبه في الأنساب والأخبار والتواريخ بالغة في الكثرة ، ولعل بعضها من كتب أبيه وكتب أبي مخنف رواها هو ونسخها ، فهو طريق الطبري دائما إلى كتب أبي مخنف.

وكان جغرافيا كبيرا ، له أقدم المصنفات الواسعة في الجغرافية عند العرب ، وهي كثيرة.

له في التاريخ :

1 - الجمهرة في النسب ، المقتضب في جمهرة النسب.

2 - المذيل الكبير ، في النسب أيضا وهو ضعف الجمهرة.

3 - أنساب الأمم.

4 - كتاب من نسب إلى أمه من قبائل العرب.

5 - أخبار تغلب وأيامهم وأنسابهم.

6 - أخبار بني عجل وأنسابهم.

7 - أخبار تنوخ وأنسابها.

8 - حديث آدم وولده.

9 - كتاب من فخر بأخواله من قريش.

10 - الملوكي في النسب ، صنفه لجعفر بن يحيى البرمكي.

ص: 120

11 - المعروفات من النساء في قريش.

12 - كتاب المنافرات.

13 - المسوخ في القرآن.

14 - كتاب السيوف ، أو سيوف العرب ، وجعلها النديم كتابين.

15 - حلف أسلم في قريش.

16 - حلف عبد المطلب وخزاعة.

17 - حلف الفضول.

18 - حلف كلب وتميم.

ولعل هذه الأربعة في كتاب واحد في أحلاف العرب.

19 - ملوك الطوائف.

20 - ملوك كندة.

21 - ملوك اليمن من التبابعة.

22 - حروب الأوس والخزرج.

23 - أخبار ربيعة وبسوس وحروب تغلب وبكر (حرب البسوس).

24 - عين الوردة ، معركة التوابين مع الجيش الأموي.

25 - فتوح العراق.

26 - فتوح الشام.

27 - حروب الردة.

28 - فتوح خراسان.

29 - فتوح فارس.

30 - الغارات.

31 - مقتل عثمان.

ص: 121

32 - الجمل.

33 - صفين.

34 - النهروان.

35 - الحكمين.

36 - من شهد الجمل مع علي من الصحابة.

37 - من شهد صفين مع علي من الصحابة.

38 - مقتل حجر بن عدي.

39 - مقتل الحسين عليه السلام.

40 - قيام الحسن عليه السلام.

41 - أخبار محمد بن الحنفية.

42 - أسواق العرب.

43 - رموز العرب.

44 - غرائب قريش وبني هاشم من سائر العرب.

45 - كتاب الموؤدات.

46 - مقتل رشيد وميثم وجويرية بن مسهر.

47 - أخبار بني حنيفة (قوم مسيلمة الكذاب).

48 - أخبار جرهم.

49 - أخبار لقمان بن عاد.

50 - أخبار قريش.

51 - المعمرين.

52 - الأوائل.

53 - كتاب الطاعون في العرب.

ص: 122

54 - من قال شعرا فنسب إليه.

55 - من هاجر وأبوه.

56 - كتاب الطائف.

57 - منازل اليمن.

58 - كتاب الحيرة.

والأخيران عدهما النديم في كتب البلدان ، والظاهر أن الذي قبلهما هو أيضا من كتب البلدان. وله كتاب البلدان الكبير وكتاب البلدان الصغير ، وكتاب الأنهار وكتاب الأقاليم.

59 - كتاب حبيب العطار.

60 - فضائل قيس عيلان.

61 - أخبار العباس بن عبد المطلب.

62 - شرف قصي بن كلاب وولده في الجاهلية والإسلام.

63 - كتاب الأصنام.

64 - كتاب المثالب.

65 - كتاب النواقل ، وفيه : نواقل قريش وكنانة وأسد وتميم وقيس وإياد وربيعة ، وقضاعة واليمن.

66 - أخبار زياد بن أبيه ، وادعاء معاوية زيادا.

67 - صنائع قريش.

68 - المشاجرات.

69 - المعاتبات.

70 - المشاغبات.

71 - كتاب افتراق ولد نزار.

ص: 123

72 - كتاب تفرق الأزد.

73 - كتاب طسم وجديس.

74 - كتاب تفرق عاد.

75 - كتاب أصحاب الكهف.

76 - كتاب رفع عيسى النبي عليه السلام.

77 - كتاب خبر الضحاك.

78 - كتاب غزية.

79 - كتاب القداح.

80 - كتاب أديان العرب.

81 - كتاب حكام العرب.

82 - كتاب وصايا العرب.

83 - كتاب أسماء فحول العرب.

84 - كتاب الخيل.

85 - كتاب الكهان.

86 - كتاب الجن.

87 - كتاب أخذ كسرى رهن العرب.

88 - كتاب ما كانت الجاهلية تفعله ويوافق حكم الإسلام.

89 - كتاب عدي بن زيد العبادي.

90 - كتاب الدوس.

91 - كتاب حديث بيهس وإخوته.

92 - كتاب مناكح وأزواج العرب.

93 - كتاب الوفود.

ص: 124

94 - كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

95 - كتاب زيد بن حارثة.

96 - الديباج في أخبار الشعراء.

97 - أخبار الحريين وأشعارهم ، وهم شعراء لقب كل منهم بالحري ، منهم : نهشل الشاعر ، ونصر بن سيار ، ومالك بن حري.

98 - تاريخ أخبار الخلفاء.

99 - صفات الخلفاء.

100 - أخبار عمرو بن معديكرب.

101 - أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

102 - أولاد الخلفاء.

103 - تسمية ولد عبد المطلب.

104 - كنى آباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

وكتب أخرى تختلط مع بعض الكتب المذكورة في عناوينها.

217 - هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ (ت 448 ه) (1) :

كان جده إبراهيم بن هلال الصابئ الأديب الشهير الذي مات على الكفر ، ورثاه الشريف الرضي إعجابا بفنه وأدبه. وقد كتب لعضد الدولة كتاب التاجي في أخبار بني بويه سنة 371 ه ثمنا لإطلاقه من سجنه ، 2.

ص: 125


1- تاريخ بغداد 14 / 76 ، معجم الأدباء 19 / 294 - 297 ، وفيات الأعيان 6 / 101 - 105 ، سير أعلام النبلاء 16 / 524 ضمن ترجمة جده إبراهيم بن هلال الصابئ ، الذريعة 25 / 68 رقم 372 ، معجم المؤلفين 13 / 151 ، الأعلام 8 / 92.

ويقال أنه قتله بعد ذلك ، لأنه حين كان يعمل في تصنيف التاجي بأمر من عضد الدولة ، دخل عليه رجل فسأله : ما تؤلف؟ قال : أباطيل ألفقها ، وأكاذيب أنمقها!! فبلغ ذلك عضد الدولة ، فطرده ، ومات.

وكذا مات ابنه الأديب المحسن كافرا ، ولكن أسلم حفيده هلال بن المحسن ..

قال عنه الخطيب البغدادي : ثقة ، صدوق.

له في التاريخ :

1 - تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء ، مطبوع ينقل عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء.

2 - الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان ، جمع فيه أخبارا وحكايات مستطرفة مما حكي عن الأعيان والأكابر. وأورد قطعة منه في خبر عن الوزير ابن الفرات.

3 - التاريخ الكبير.

4 - الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين ، والسقطات الباردة من المغفلين المحظوظين ، نقل منه ابن خلكان قطعا متفرقة.

5 - ذيل تاريخ ثابت بن سنان ، طبع الجزء الثامن منه في نهاية تحفة الأمراء.

218 - وهسوذان بن دشمن زيار بن مردانكن (ق 6) (1) :

الأمير الزاهد ، سيف الدولة الديلمي ، ويقال «وهشوذان» تعريبا. 5.

ص: 126


1- الفهرست - لمنتجب الدين - : 196 رقم 523 ، طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 330 ، معجم المؤلفين 13 / 175.

له علم بالنجوم والتواريخ.

له في التاريخ :

كتاب التواريخ.

219 - يحيى بن الحسن العبيدلي (ت 277 ه) (1) :

أبو الحسين ، العقيقي ، يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين الأصغر.

مؤرخ ، نسابة.

ولد بالمدينة سنة 214 ه ، وتوفي بمكة.

وهو من رؤوس أصحاب أبي القاسم الرسي ، الإمام الزيدي ، المتوفى بصنعاء سنة 298 ه.

له في التاريخ :

1 - أخبار المدينة.

2 - أنساب آل أبي طالب ، قيل : هو أول كتاب في أنساب الطالبيين.

3 - أخبار الزينبيات ، من اسمها زينب من الطالبيات. طبع بمصر سنة 1332 ه. 7.

ص: 127


1- رجال النجاشي : 441 رقم 1189 ، الفهرست - للطوسي - : 178 رقم 780 ، معالم العلماء : 131 رقم 885 ، أعيان الشيعة 10 / 285 وص 289 ، الأعلام 8 / 140 ، الذريعة 1 / 332 رقم 1733 وص 349 رقم 1834 ، معجم المؤلفين 13 / 190 ، معجم رجال الحديث 20 / 42 رقم 13476 ورقم 13477.

220 - يحيى بن الحسن بن الحسين ، ابن البطريق (ت 600 ه) (1) :

الأسدي ، الحلي ، الربعي .. وقيل توفي سنة 606 ه.

نحوي ، أديب ، شاعر ، متكلم ، فقيه كبير صارت إليه الفتوى في مذهب الإمامية. عابد ، زاهد. روى عنه جملة من الأعلام منهم : محمد بن معد الموسوي ، وفخار بن معد الموسوي (ت 630 ه). سكن بغداد ، ثم انتقل إلى واسط. وتوفي فيها وله سبع وسبعون سنة.

له مصنفات عديدة في الفقه والحديث والكلام وغيرها.

له في التاريخ :

1 - المناقب ، أو المستطرف المختار في مناقب وصي المختار.

2 - رجال الشيعة.

221 - يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني (ق 6) (2) :

السيد أبو الحسين النسابة.

حافظ ، ثقة.

يروي عنه الشيخ منتجب الدين (504 - 585 ه) بواسطة واحدة.

له في التاريخ : 3.

ص: 128


1- طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 337 ، الذريعة 21 / 5 رقم 3686 وج 22 / 318 رقم 7262 ، معجم المؤلفين 13 / 190 ، أعيان الشيعة 10 / 289 ، الأعلام 8 / 141 ، معجم رجال الحديث 20 / 42 رقم 13478.
2- الفهرست - لمنتجب الدين - : 200 - 201 رقم 539 وص 202 رقم 543 ، طبقات أعلام الشيعة ق 6 / 338 - 339 ، معجم المؤلفين 13 / 191 ، أعيان الشيعة 10 / 289 ، معجم رجال الحديث 20 / 44 رقم 13482 ورقم 13483.

أنساب آل أبي طالب.

222 - يحيى بن الحسين بن هارون الطالبي (ت 424 ه) (1) :

أبو طالب الهاروني العلوي الزيدي ، مولده سنة 340 ه.

من أئمة الزيدية ، يلقب بالناطق بالحق. بويع لإمامة الزيدية بعد وفاة أخيه المؤيد بالله أحمد بن الحسين سنة 421 ه.

وقام بتصحيح مذهب الهادي يحيى بن الحسين ، المتوفى 298 ه.

له مصنفات عدة في الفقه وغيره.

له في التاريخ :

1 - الإفادة في تاريخ الأئمة السادة ، صغير. في مكتبة الفاتيكان ، رقم 1159 عربي.

2 - تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب ، في السير والأخبار والفضائل ، في مجلد لطيف ، نسخته بالطائف في مكتبة عبيكان.

223 - يحيى بن حميدة النجار الغساني (ت 630 ه) (2) :

ابن أبي طي ، يحيى بن حميدة بن ظافر بن علي بن الحسين .. بن أبي الخير الطائي ، النجاري ، الحلبي. أبو الفضل. مولده سنة 575 ه.

أديب ، من كبار المؤرخين ، تعد كتبه أصلا في بابها لا سيما في 3.

ص: 129


1- هدية العارفين 2 / 518 ، الأعلام 8 / 141.
2- إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 1 / 59 - 60 وج 4 / 353 ومواضع عديدة من الكتاب ، الذريعة 3 / 219 وج 20 / 170 وج 21 / 177 وج 22 / 320 وج 26 / 136 ، معجم المؤلفين 13 / 195 ، الأعلام 8 / 144 ، التاريخ العربي والمؤرخون - د. شاكر مصطفى - 1 / 353.

تاريخ حلب ، وعليه اعتمد من كتب فيها بعده.

هو «آية الله الكبرى في العلوم والفنون والأدب والشعر ، والتاريخ ومعرفة أخبار الصحابة والعرب وغير ذلك» كذا استهل ترجمته الطباخ الحلبي في إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء.

هو شيخ مؤرخي قرنه القرن السابع ، الذي عرف مؤرخين كبار في مقدمتهم : ابن الأثير صاحب الكامل في التاريخ ، وعلي بن يوسف القفطي (ت 646 ه) ، وأبو شامة المقدسي (ت 665 ه) ، وابن شداد (ت 684 ه) ، وابن الأثير الحلبي إسماعيل بن أحمد بن شعير (ت 699 ه) ، فكان ابن أبي طي أوسعهم تصنيفا على الإطلاق ، إضافة إلى تقدمه الكبير في فنون الأدب ، وقد وضع فيه مصنفات ، أشهرها المنتخب في شرح لامية العرب ، نسخته في الإسكوريال بالأندلس ، قال عنها الشنقيطي في تذكرته التي ذكر فيها المختار من نفائس المخطوطات الباقية في الأندلس «الإسكوريال» : الكتاب السادس والخمسون المنتخب في شرح لامية العرب ، صنفه يحيى ابن أبي طي بن حميدة بن ظافر بن علي الحلبي الغساني .. وهو شرح لا نظير له حقيقة ، يشفي العليل ويروي الغليل ، يحتاج إلى نسخه وطبعه ، لأنه جمع من الفوائد ما لا يكاد يوجد في غيره.

له في التاريخ :

1 - معادن الذهب في تاريخ حلب.

2 - سلك النظام في تاريخ الشام ، في أربع مجلدات.

3 - كنز المعصرين في سيرة صلاح الدين.

4 - حوادث الزمان ، في خمس مجلدات على حروف المعجم ، وهو أول مصنف من نوعه وفق هذا المنهج. واعتمده الصفدي وغيره.

ص: 130

5 - أخبار الشعراء السبعة.

6 - مختار تاريخ المغرب.

7 - مناقب الأئمة الاثني عشر عليهم السلام.

8 - تاريخ العلماء ، أو طبقات العلماء.

9 - تاريخ مصر.

10 - عقود الجواهر في سيرة الملك الظاهر ، وهو الملك الظاهر بيبرس التركي ، أشهر حكام المماليك ، الذي حارب الصليبيين حتى أفلح في إجلائهم عن بلاد الإسلام بشكل تام.

11 - تهذيب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر.

12 - كتاب في السير ، في ثلاث مجلدات.

13 - تاريخ الشيعة ، قال ابن قاضي شهبة - في ذكر ابن أبي طي - : صنف تاريخ الشيعة وهو مسودة في عدة مجلدات نقلت منها كثيرا.

224 - يحيى بن زكريا النرماشيري (ق 4) (1) :

أبو الحسين.

له في التاريخ :

1 - كتاب شمس الذهب ، ذكر في جزء منه منازل الصحابة في الطاعة والمعصية.

2 - كتاب فدك.

3 - كتاب المحنة ، ويظهر من لفظ النجاشي أن الكتابين الأخيرين هما 7.

ص: 131


1- رجال النجاشي : 442 رقم 1193 ، الذريعة 22 / 248 رقم 6899 ، معجم رجال الحديث 20 / 49 رقم 13497.

جزءان من كتاب شمس الذهب نفسه.

225 - يحيى بن عبد العظيم الجزار المصري (ت 679 ه) (1) :

جمال الدين ، أبو الحسين ، يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد ، الجزار ، المصري.

شاعر ، مؤرخ.

كان جزارا بالفسطاط ، وأقبل على الأدب فأوصله شعره إلى السلاطين والملوك ، وكتب في تاريخ مصر خاصة.

له في التاريخ :

1 - العقود الدرية في الأمراء المصرية ، وهي أرجوزة في ذكر أمراء مصر في الإسلام ، أولها :

الحمد لله العلي ذكره

ومن يفوق كل أمر أمره

يا سائلي عن أمراء مصر

منذ حباها عمر لعمرو

فبدأ بذكر عمرو بن العاص أول أمراء مصر في الإسلام ، وختمها بذكر الملك الظاهر بيبرس ، المتوفى سنة 676 ه.

226 - يوسف بن حاتم الشامي (ق 7 ه) (2) :

جمال الدين يوسف بن حاتم بن فوز بن مهند الشامي ، المشغري ، 7.

ص: 132


1- حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة - للسيوطي - 2 / 41 ، الذريعة 1 / 464 وج 15 / 302 ، أعيان الشيعة 10 / 299 ، الأعلام 8 / 153 ، معجم المؤلفين 13 / 207.
2- الذريعة 8 / 86 رقم 308 ، معجم المؤلفين 13 / 387 ، أعيان الشيعة 10 / 319 ، معجم رجال الحديث 20 / 165 رقم 13787.

العاملي.

كان حيا سنة 664 ه.

تلميذ المحقق الحلي ، المتوفى سنة 676 ه. والسيد رضي الدين علي بن طاووس الحلي ، المتوفى سنة 664 ه.

له مصنفات في الفقه والحديث.

له في التاريخ :

1 - الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ، وصفه الطهراني بأنه كتاب جليل في بابه ، ينقل فيه عن مدينة العلم والنبوة للشيخ الصدوق.

2 - الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

227 - يونس بن عبد الرحمن (ت 208 ه) (1) :

أبو محمد ، مولى آل يقطين ، ولد في أيام هشام بن عبد الملك.

عالم كبير ، وجه من وجوه أهل العلم ، عظيم المنزلة.

روى عن الإمامين الكاظم والرضا عليهما السلام ، وكان الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام يشير إليه في العلم والفتيا.

قال الفضل بن شاذان : حدثني عبد العزيز بن المهتدي ، وكان خير قمي رأيته ، وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته ، قال : إني سألت الرضا عليه السلام 4.

ص: 133


1- الفهرست - للنديم - : 276 ، رجال الكشي : 483 رقم 910 ، الفهرست - للطوسي - : 181 رقم 789 ، رجال الطوسي - أصحاب الكاظم والرضا - : 364 و 394 ، رجال النجاشي : 446 - 448 ، معالم العلماء : 132 رقم 893 ، الذريعة 5 / 30 و 246 ، معجم المؤلفين 13 / 348 ، أعيان الشيعة 10 / 326 ، الأعلام 8 / 261 - 262 ، معجم رجال الحديث 20 / 198 - 223 رقم 13834.

فقلت : إني لا أقدر على لقائك في كل وقت ، فعمن آخذ العلم؟

قال عليه السلام : «خذ عن يونس بن عبد الرحمن» .. وروى مثله الكشي عن الحسن بن علي بن يقطين ، وهذه منزلة عظيمة.

له علم كثير في الحديث وفضل كبير في تنقيحه.

له مصنفات عديدة في أبواب الفقه ، وفي الحديث وعلل الحديث ، وله تفسير للقرآن الكريم ، وفي العقائد والرد على الغلاة.

له في التاريخ :

1 - كتاب المثالب.

* * *

ص: 134

دليل المخطوطات (8) - مكتبة الفيض المهدوي

مخطوطات مكتبة الفيض المهدوي

(كرمانشاه - إيران)

السيد أحمد الحسيني

(71)

مجموعة فيها :

1

- الوجيزة

(دراية - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

2

- أصالة الصحة في المعاملات

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206).

3

- الإجماع

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

4

- الاجتهاد والأخبار

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

5

- بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي (1227).

ص: 135

* الرسائل الأربعة الأول كتبها محمد بن ميرزا حسن

بن آقا

رستم بن زين البيك ، يوم الخميس العشر الثالث من صفر

1233 أوان تحصيله في الكاظمية بداره المتصلة بالصحن

الشريف. الكتاب الخامس بخط محمد علي بن محراب

الدستجردوكي ، يوم الجمعة من شوال 1219.

(72)

مجموعة فيها :

1

- تجويد قرآن كريم

(تجويد - فارسي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع القارئ الكرمانشاهي (ق 13).

رسالة في القواعد التجويدية ، كتبها المؤلف بطلب بعض أرباب الحقوق ، وهي في مقدمة وثمانية فصول وخاتمة ، عناوينها كما يلي :

مقدمه : در شناختن دندانها.

فصل أول : در مخارج حروف.

فصل دوم : در تفخيم وترقيق.

فصل سوم : در أحكام تنوين ونون ساكنه.

فصل چهارم : در قواعد مناسب فصل سابق.

فصل پنجم : در أقسام مد.

فصل ششم : در قواعد مناسب فصل سابق.

فصل هفتم : در أحكام وقف.

فصل هشتم : در صفات حروف.

ص: 136

خاتمه : در آداب تلاوت قرآن.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، أين رسالة ايست مختصر در بيان ضروريات قواعد تجويد كه حسب الارادت بعضى أرباب حقوق بسلك تحرير در آمده».

آخره : «واگر ممكن نشود أين دعا را بخواند .. فاغفر لنا يا الله برحمتك يا أرحم الراحمين».

2

- ثلاثون مسألة

(كلام - عربي)

تأليف : شيخ الطائفة ، محمد بن الحسن الطوسي (460).

ثلاثون مسألة مختصرة في التوحيد والنبوة والإمامة وما يتبعها من المسائل الكلامية.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد ، فهذه ثلاثون مسألة في معرفة الله تعالى».

آخره : «كل ذلك حق لا ريب فيه ، لأنه معصوم ، وكل ما أخبر به المعصوم فهو حق وصدق».

3

- حياة النفس في حظيرة القدس

(كلام - عربي)

تأليف : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1241).

في المجموعة فوائد متفرقة أخرى غير هذه الرسائل.

* الكتاب الأول كتبه محمد بن الحسين الخراساني ، 26

محرم 1237. الكتاب الثاني بخط محمد بن محمد حسين

الشهير بجديد ، سنة 1237. الكتاب الثالث نسخه محمد رضا

ابن محمد علي الكرمانشاهي ، يوم الخميس 12 صفر 1237.

ص: 137

(73)

مجموعة فيها :

1

- صلاة الجمعة

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد بن عبد الفتاح سراب التنكابني (1124).

2

- رؤية الهلال

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد بن عبد الفتاح سراب التنكابني.

* فرج الله بن عبد الحكيم ، محرم 1113 ، بآخر

المجموعة

صورة إجازة التنكابني للمولى محمد صادق النيسابوري بتاريخ

ذي الحجة 1112.

(74)

مجموعة فيها :

1

- اللؤلؤ المسجور في معنى الطهور

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ أسد الله بن إسماعيل الكاظمي (1237).

2

- الرسالة العملية

(فقه - فارسي)

تأليف : السيد علي.

في أحكام الصلاة والصوم ، وكتب عليها اسم المؤلف كما ذكرنا ، ولعله السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري ، صاحب رياض المسائل.

أولها : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، أين رسالة ايست وجيزه در بيان واجبات نماز وروزه».

ص: 138

3

- حلية النسوان

(فقه - فارسي)

تأليف : السيد محمد بن أحمد الحسيني اللاهيجي (ق 12).

في الأحكام والمسائل الفقهية الخاصة بالنساء ، أتمه المؤلف في يوم المبعث النبوي سنة 1105 ، وهو في مقدمة وثلاثة أبواب ذات فصول وخاتمة ، بهذه العناوين :

المقدمة : في معنى الحيض والاستحاضة والنفاس.

الباب الأول : في أحكام الحيض ، فيه خمسة فصول.

الباب الثاني : في أحكام الاستحاضة ، فيه ثلاثة فصول.

الباب الثالث : في أحكام النفاس ، فيه ثلاثة فصول.

الخاتمة : في مسائل متفرقة.

أوله : «بدانكه چون مسائل متعلق به حيض واستحاضة ونفاس دانستن آن بر قاطبه نسوان واكثر بنى نوع انسان لازم وضرورى است».

4

- المبسوط في القراءات السبع والمضبوط من إضاءات الطبع

(قراءة - عربي)

تأليف : شمس الدين محمد بن محمود السمرقندي (نحو 780).

5

- جامع عباسى

(فقه - فارسي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* الرسالة الأولى مكتوبة على نسخة المؤلف ، في

شعبان

1235. الكتاب الثاني كتبه محمد بن الحسين الخراساني في

ذي القعدة 1260. الكتاب الثالث كتبه محمد بن الحسين

جديد الإسلام ، يوم السبت 12 جمادى الآخرة 1261. الكتاب

الرابع كتب في شهر ذي الحجة 1254.

ص: 139

(75)

مجموعة فيها :

1

- نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي (690).

2

- اللب اللباب

(دراية - عربي)

تأليف : المولى محمد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الأسترآبادي (1263).

* حسين الموسوي الكرمانشاهي ، الكتاب الأول يوم

الأحد

15 رجب 1291 ، والكتاب الثاني يوم الجمعة خامس ذي

الحجة 1301.

(76)

مجموعة فيها :

1

- شرح «الدرر البهية»

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

شرح استدلالي بعنوان : «ص - ش» على أرجوزة المؤلف الدرر البهية ، وفي نسخه المختلفة التي اطلعت عليها شرح قسم الأصول منها ، ومبعثرات من قسم الفقه ، ولعله لم يكتب إلا هذا المقدار من المسودات ، ويصرح في المقدمة أن الأرجوزة له أيضا.

ص: 140

أوله : «ص سبحانه من لا يزال محسنا .. ش يقول المفتاق إلى رحمة ربه المهيمن».

2

- التحفة القوامية في فقه الإمامية

(فقه - عربي)

نظم : قوام الدين محمد بن محمد مهدي القزويني الحلي (نحو 1150).

* الكتاب الثاني بخط مختار بن حسن الگلبايگاني ، 21

جمادى الآخرة 1236 ، وعليه تعاليق وهوامش كثيرة.

(77)

مجموعة فيها :

1

- المختصر

(فقه - عربي)

تأليف : القاضي أبي شجاع أحمد بن الحسين الأصبهاني ().

متن مختصر جدا في الفقه الشافعي.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، قال القاضي .. سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصرا في الفقه».

2

- رحمة الأمة في اختلاف الأئمة

(فقه - عربي)

تأليف : صدر الدين محمد بن عبد الرحمن الدمشقي ، قاضي صفد (780).

فتاوى فقهية ويشير فيها إلى اختلاف أئمة المذاهب السنية.

* بخطوط مختلفة ، الكتاب الأول كتب في يوم الأحد

ص: 141

خامس جمادى الآخرة 1172 ، والكتاب الثاني مخروم

الآخر.

(78)

مجموعة فيها :

1

- حاشية كتاب الإرث من «الروضة البهية»

(فقه - عربي)

تأليف : عبد الله بن محمد تقي.

حاشية بعناوين : «قوله - قوله» على كتاب الإرث من شرح اللمعة

الدمشقية للشهيد الثاني ، مذيلة بثلاثة فوائد ، وخاتمة فارسية في ما يتعلق بالإرث. تمت في يوم الخميس منتصف شهر رجب سنة 1289.

أولها : «الحمد لله الذي له ميراث السماوات والأرض بالاستحقاق ، الذي من موائد إحسانه نرتزق بالعشي والإشراق».

آخرها : «وآله الذين هم اثنا عشر نجيبا ونقيبا ، عليهم صلواتك ما دمت على الخلق حسيبا ورقيبا».

2

- أرجوزة في أصول الدين

(عقائد - عربي)

نظم : عبد الله بن محمد تقي.

أرجوزة في تسعة وعشرين بيتا نظم فيها باختصار شديد عقائد الشيعة الإمامية في الأصول الخمسة الدينية.

أولها :

أشهد أن الله فرد واحد

شهادة أتقنها شواهد

وأنه بحت بسيط والدليل

إمكاننا وأنه بلا مثيل

آخرها :

فاغفر لي الذنوب يا إلهي

واستر عيوب العبد عبد الله

ص: 142

* بخط المؤلف.

(79)

مجموعة فيها :

1

- الألفية

(فقه - عربي)

تأليف : الشهيد الأول ، محمد بن مكي العاملي (786).

2

- النفلية

(فقه - عربي)

تأليف : الشهيد الأول ، محمد بن مكي العاملي.

3

- التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية

(فقه - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (965).

* فرج الله بن عبد الحاكم ، محرم 1140 بالمشهد

الرضوي.

(80)

مجموعة فيها :

1

- مناسك الحج

(فقه - عربي)

تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (1011).

في فقه الحج ومناسكه ، وأعماله الواجبة والمندوبة ، وأعمال المدينة المنورة.

أوله : «الحمد لله الذي فرض حج البيت على من استطاع إليه سبيلا ، وأعد لمن أطاع أمره وحمل مشاق هذا العمل نفسه أجرا عظيما».

آخره : «أن يجعله سببا لمثوبته ، ووسيلة إلى عفوه ورحمته ، إنه أكرم الأكرمين».

ص: 143

2

- الاثنا عشرية في الصلاة

(فقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* مكي بن شرف الدين الكربلائي ، 22 ذي الحجة 1042 ،

الرسالة الأولى منقولة عن خط المؤلف.

(81)

مجموعة فيها :

1

- نظم الأصول

(أصول الفقه - عربي)

نظم : قوام الدين محمد بن محمد مهدي القزويني الحلي (نحو 1150).

أرجوزة في نظم رسالة زبدة الأصول ، للشيخ بهاء الدين العاملي ، نظمت بأصبهان سنة 1103 - 1104.

أوله :

الحمد لله العلي العالي

ذو النور والبهاء والإفضال

بهاؤه على القلوب ساطع

ونوره على الصدور لامع

آخره :

فاتبعن ما كان منها أقوى

والتزمن أقربها للتقوى

وأحمد الله مصليا على

ختم رسالة وآله العلى

2 - التراكيب المشكلة

(نحو - عربي)

تأليف : محمد تقي بن محمد علي بن حسين خان المراغي الغروي.

بين إعراب الجمل الصعبة الواردة في بعض الآيات والأحاديث والأشعار وغيرها تمرينا للطلاب الناشئين ، وأتم تأليفه في شهر رمضان سنة

ص: 144

1239 ، وهو في أربعة أبواب ، هذه عناوينها :

الباب الأول : في تركيب عبارات مشكلة.

الباب الثاني : في تركيب بعض الأشعار.

الباب الثالث : في تركيب آيات مشكلة.

الباب الرابع : في تركيب العبارات المغلقة.

أوله : «الحمد لله الذي جعل قوانين العربية معيار تمييز الردي من الجيد من المباني».

آخره : «توجيه : إن المراد أنت ، فالمعنى فلا تقدمن عليها فيخطأ. فافهم».

3

- صيغ العقود والنكاح

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

4

- زبدة الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* محمد بن حسين الخراساني (جديد الإسلام) ، يوم

الجمعة من جمادى الأولى 1203. في المجموعة كتبت فوائد

متفرقة أخرى.

(82)

مجموعة فيها :

1

- ذخائر النبوة

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).

ص: 145

2

- صحة الصلح وفساده بلا عوض

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني.

رسالة استدلالية ، مخرومة في آخرها.

أولها : «الحمد لله حق حمده .. لا يخفى عليك يا قرة عيني وثمرة فؤادي».

3

- الرضاع

(فقه - عربي).

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني.

أوله : «الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء محمد وآله».

* حسين بن علي السنقري - تلميذ المؤلف - ، يوم

الثلاثاء

20 جمادى الآخرة 1323.

(83)

مجموعة فيها :

1

- ذخائر النبوة

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).

2

- السلطنة الشرعية

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني.

رسالة استدلالية ، في ست ورقات ، في السلطنة وأن معناها الشرعي هو الحق الذي للإنسان على غيره ، كتبها جوابا على سؤال بعض الأفاضل.

أوله : «الحمد لله الذي أحيى ما اندرست من أعلام الدين بالعلماء المجددين ، فنصب في كل زمان من يقلع أساس المبدعين».

ص: 146

آخره : «ولا ينكشف إلا بالتسلط في المقال ، والتعرض للأقوال ، والحمد لله الذي هدانا لهذا ...».

* يوم الثلاثاء 11 جمادى الآخرة 1322.

(84)

مجموعة فيها :

1

- حاشية «وافية الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

حاشية استدلالية بعناوين : «قوله - قوله» على بعض أبحاث رسالة وافية الأصول ، للمولى عبد الله التوني البشروي.

أولها : «قوله : إن كان استفادة المعنى منه بوضع الشارع ، الوضع إما تعييني ويعلم بأن يصرح الواضع بأني وضعت هذا اللفظ».

آخرها : «قول الصادق في حكاية ملاقاة هشام بن الحكم مع عمرو ابن عبيد ، حيث قال : إذا أمرتكم بشئ فافعلوا».

2

- حاشية «معالم الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي.

حواش مختصرة على مواضع متفرقة من كتاب المعالم.

أولها : «قوله : فهي أن المعقولات تنقسم إلى موجودة ومعدومة ، ينبغي أن يراد بالمعقول ما أمكن درك كنهه بالعقل».

3

- حاشية «الروضة البهية»

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي.

ص: 147

حواش متفرقة على أمكنة مختلفة من كتاب الطهارة إلى كتاب النكاح.

أولها : «قوله : على صدره ، لأنه مسجد في بعض الأحوال كما في سجدة الشكر عقيب الصلاة».

* بخط المؤلف ، وفي المجموعة فوائد مختلفة أخرى.

(85)

مجموعة فيها :

1

- صيغ العقود والايقاعات

(فقه - عربي)

تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).

2

- الشرط ضمن العقد

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206).

3

- أصالة الصحة في المعاملات

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

4

- أصالة الطهارة

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

5

- اجتماع الأمر والنهي

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري (1231).

6

- الاجتهاد والأخبار

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

ص: 148

7

- الأوزان والمقادير

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* محمد طاهر بن محمد صالح الحسيني المازندراني ،

سنة 1242 - 1244 ، في كربلاء والنجف وأصبهان.

(86)

مجموعة فيها :

1

- الدرر البهية

(فقه - عربي)

نظم : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

2

- نور العيون

(عقائد - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي الرضوي القمي (ق 12).

في النسخة قطع من الباب الأول والثاني.

3

- ترجمة زهر الربيع

(متفرقة - فارسي)

ترجمة : السيد نور الدين بن نعمة الله الموسوي الجزائري (1158).

* المجموعة بخطوط مختلفة. كتاب نور العيون بخط هاشم

ابن محمد علي الموسوي اليزدي ، تاسع شعبان 1278.

(87)

مجموعة فيها :

1

- الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني (1186).

في النسخة مقدمات الكتاب فقط.

ص: 149

2

- تمهيد القواعد الأصولية والفقهية

(أصول الفقه ونحو - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (965).

* محمد تقي بن ملا لطف الكنكاوري المشهور بالقاضي ،

سنة 1303 ، كتبها للسيد علي اليزدي.

(88)

مجموعة فيها :

1

- نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي (690).

2

- فقه النساء

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

في الأحكام المختصة بالنساء على ترتيب الكتب الفقهية من أحكام الطهارة إلى الديات ، والنسخة مخرومة الأول.

3

- صيغ العقود والنكاح

(فقه - عربي)

تأليف :؟

يحيل المؤلف في هذه الرسالة إلى شرح له على مفاتيح الشرائع للفيض الكاشاني.

أوله : «أحمده على نواله ، مصليا على أحمده وآله ، ليعلم أن الاحتياط مهما أمكن في ما تعارضت فيه الأخبار المعتبرة».

4

- صيغ عقود ونكاح

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* الكتاب الأول بتاريخ يوم الأربعاء سلخ شهر رمضان

ص: 150

1291 ، وبقية المجموعة كتبها ابن گل محمد التويسركاني.

في

المجموع أدرجت خطب منبرية أيضا.

(89)

مجموعة فيها :

1

- رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل

(فقه - عربي)

تأليف : السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري (1231).

كتاب الطهارة.

2

- زوائد الفقه

(فقه - عربي)

تأليف : السيد محمد هادي بن أبي طالب الشريف بن مهر علي الحسيني (ق 13).

شرح ممزوج استدلالي مختصر على رسالة الألفية ، للشهيد الأول ، تم تأليفه في يوم الأحد خامس ذي الحجة 1242.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. هذه زوائد أضفتها إلى ألفية الإمام السعيد الشهيد».

آخره : «وكذا النذر المطلق لو أطلق عليه الفقهاء كان مجازا لإطلاق النذر ، والحمد لله رب العالمين ..».

3

- اللغة

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : السيد محمد هادي بن أبي طالب بن مهر علي الشريف الحسيني.

بحوث أصولية استدلالية في اللغة ، وكيفية استعمالها ، وما يتعلق بها من الدلالة وغيرها ، وهي تشبه مباحث الألفاظ في علم أصول الفقه ،

ص: 151

والظاهر أن بعض المسائل غير تامة في التأليف ، وهو في مقدمة وثلاثة أبواب ذات فصول وخاتمة ، بهذه العناوين :

المقدمة : في علة إيجاد اللغة وتعريفها وأقسامها.

الباب الأول : في الدلالة والوضع وما يتعلق بهما.

الباب الثاني : في تقاسيم الألفاظ.

الباب الثالث : في نبذة من مباحث الألفاظ المتعلقة بها بأي اعتبار.

الخاتمة : (لا توجد في النسخة).

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد فهذه وجيزة في اللغة وما يتعلق بها».

* الكتاب الأول بخط حسين علي بن علي بن كربلائي

باقر

المراغي ، 21 جمادى الآخرة 1242. الكتاب الثاني والثالث

بخط المؤلف.

(90)

مجموعة فيها :

1

- الطرف من الأنباء والمناقب في شرف الأنبياء والأطائب

(عقائد - عربي)

تأليف : رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس الحلي (664).

2

- المحكم والمتشابه

(علوم القرآن - عربي)

منسوب إلى : الشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436).

ص: 152

3

- الأربعون حديثا

(حديث - عربي)

تأليف : الشهيد الأول ، محمد بن مكي العاملي (786).

4

- الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح

(فلسفة - عربي)

تأليف : زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي (877).

بحوث فلسفية في النفس والروح ، فينقل المؤلف فيها آراء الفلاسفة القدامى والمتأخرين ، وهو في مقصدين ، الأول : في النفس ، الثاني : في الروح.

أوله : «الحمد لله الذي خلق النفوس وحجب حقيقتها بها عنا ، فإن العين تبصر غيرها ويتعذر إدراك نفسها منها».

آخره : «لو أريد الروح التي في البدن لم يكن في الآية دليل على أنه لا يعلمها إلا الله».

5

- هداية الأمة إلى أحكام الأئمة

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1104).

النسخة مخرومة الآخر.

6

- الجعفرية

(فقه - عربي)

تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).

7

- الجمل في النحو

(نحو - عربي)

تأليف : أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني (474).

* الكتب الخمسة الأولى كتبت بخطوط مختلفة من دون

اسم الناسخ والتاريخ. الرسالة

الجعفرية تمت في 15 جمادى

الآخرة 1020 للسيد مير إبراهيم. الكتاب السابع كتبه علي بن

سهراب في شهر صفر 1088.

ص: 153

(91)

مجموعة فيها :

1

- الأعلام الجلية في شرح الألفية

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ حسين بن علي ابن أبي سروال البحراني (ق 10).

2

- المبسوط في القراءات السبع والمضبوط من إضاءات الطبع

(قراءة - عربي)

تأليف : شمس الدين محمد بن محمود السمرقندي (نحو 780).

في النسخة قطع من الكتاب.

* تم الكتاب الأول في ليلة الجمعة من سنة 994.

(92)

مجموعة فيها :

1

- الاثنا عشرية في الزكاة

(فقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

2

- الاثنا عشرية في الصلاة

(فقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي.

3

- الاثنا عشرية في الطهارة

(فقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي.

4

- الاثنا عشرية في الصوم

(فقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي.

5

- الجعفرية

(فقه - عربي)

ص: 154

تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).

6

- جداول في أحوال المعصومين

(سيرة المعصومين - فارسي)

تنظيم : أكرم بن همام.

7

- أحكام المخالف

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ عباس علي بن محمد الكزازي (ق 13).

رسالة استدلالية في أحكام المخالفين من أهل السنة والجماعة ، وألحق بها أحكام النواصب والكفار ، كتبها المؤلف ردا على سؤال ورد من محمد علي ميرزا القاجار.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، فقد وردت على الذليل الحقير ، ونزلت إلى المفتاق الفقير».

آخره : «هذا آخر ما أردت إيراده امتثالا للأمر الأشرف الأعلى ، وانقيادا للحكم المشرف المعلى ، ولله الحمد أولا وآخرا».

* الكتب الأربعة الأولى كتبها محمد رضا بن محمد علي

،

يوم الاثنين غرة ذي الحجة 1237. الكتاب الخامس كتب في

سادس ربيع الأول 963. الكتاب الأخير كتبه محمد (بن

الحسين) الجديد الخراساني ، 23 جمادى الآخرة 1238.

(93)

مجموعة فيها :

1

- شرح «زبدة الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : حسام الدين محمد صالح بن أحمد المازندراني (1081).

2

- حاشية «معالم الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

ص: 155

تأليف : ملا ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني (1098).

* الكتاب الثاني بخط حسين بن ملا محمد السبزواري ،

يوم الخميس من شهر شعبان 1236.

(94)

مجموعة فيها :

1

- ربيع الأزهار

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : الحاج آقا أحمد بن محمد علي بن محمد باقر آل آقا الكرمانشاهي (1235).

ثمان وثمانون زهرة في مباحث أصولية استدلالية ، كتبها المؤلف أثناء سياحته في بلاد الهند ولم يكن معه من كتب الأصول إلا كتاب المعالم ، وأتمه في ربيع الأول 1226 في عظيم آباد.

أوله : «الحمد لله الملك القهار ، الذي أرسل بالبشارة والإنذار ، والصلاة على سيد الأبرار والرسول المختار».

آخره : «وأسأله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، فإنه المنان ذو الفضل العظيم ..».

2

- أصول الفقه

(أصول الفقه - فارسي)

تأليف :؟

المظنون أنه ترجمة لكتاب معالم الأصول.

3

- أصول الفقه

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : الشيخ آقا محمد إسماعيل بن محمد علي بن محمد باقر آل آقا الكرمانشاهي (ق 13).

ص: 156

استدلالي ، في مباحث معنونة ب : «ضابطة - ضابطة» ، ولعله غير تام التأليف من آخره.

أوله : «الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته ، وميز بينهما بقدرته ، والسلام على خير بريته».

آخره : «وتتقدر الضرورة بقدرها ، مع أن ما مر أجلى وأظهر ، وأقوى وأكثر ، فليتدبر».

* بخطوط مختلفة ، على الكتاب الأول تعاليق بتوقيع

شيخ

راضي الطالشي.

(95)

مجموعة فيها :

1

- الرعاية في شرح البداية

(دراية - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (965).

2

- الجعفرية

(فقه - عربي)

تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).

3

- صلاة الجمعة

(فقه - عربي)

تأليف :؟

رسالة استدلالية في سبع ورقات ، في وجوب صلاة الجمعة العيني ، وهي جواب على سؤال بعض السادة (السيد علي؟) ، ويرجع المؤلف في آخرها إلى كتابه الكبير في صلاة الجمعة.

أوله : «بعد الحمد والصلاة على النبي وآله الأمجاد ، والمعروض على الأخ الوفي والسيد اللوذعي الألمعي المسمى باسم جده الأعلى».

ص: 157

آخره : «ومن جناب القدس الاستمداد لسلوك الطريقة المثلى ، فإنه جاعل كل عسير يسيرا ، والحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا».

4

- حكم ملاقي المتنجس

(فقه - عربي)

تأليف :؟

رد على المولى محسن الفيض الكاشاني ، الذي يذهب في كتابه مفاتيح الشرائع إلى عدم تنجيس المتنجس بعد إزالة عين النجاسة.

أوله : «الحمد لله العلي والصلاة والسلام على النبي الرضي والولي الوصي ثم الوصي بعد الوصي إلى الخاتم المهدي».

آخره : «ومن جناب قدسه يرجى العصمة من الخطأ والزلل ، في القول والعمل ، فإنه نعم المولى ونعم الوكيل».

5

- حكم الهوام المختلطة بالطعام

(فقه - عربي)

تأليف : السيد حسين بن محمد إبراهيم الحسيني القزويني (1208).

يستدل المؤلف في هذه الرسالة على حرمة أكل الهوام والحشرات الواقعة في الطعام والشراب والفواكه ، وهي رد على من أفتى بحلية ذلك ، ولم تتم كتابتها في النسخة.

أوله : «حمدا لك يا من أحل بحكمته الطيبات ، وشكرا لآلائك التي لا تحصى من تحريم الخبائث القذرات».

* الكتاب الأول بخط عبد الحسين بن عبد الله

الصويلاوي

الكعبي ، يوم الجمعة من ربيع الأول 1219. الكتاب الثاني كتبه

أحمد بن ناصر بن مرتضى بن علي بن ماجد الحسيني. بقية

الرسائل ليس فيها اسم الناسخ وتاريخ النسخ.

ص: 158

(96)

مجموعة فيها :

1

- ترجمة «الاعتقادات»

(عقائد - فارسي)

ترجمة : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

ترجمة لرسالة الاعتقادات ، للعلامة محمد باقر المجلسي ، ترجمها الكرمانشاهي للحاج إسماعيل.

أوله : «مذكور مى شود كه مرحوم ملا محمد باقر مجلسي رسالة أي در خصوص اعتقادات مذهب شيعه بعربي نوشته است».

آخره : «از برادران ديني التماس دارد كه أو را در أوقات دعا از طلب مغفرت فراموش نفرمايند».

2

- قواعد العلوم

(متفرقة - عربي)

تأليف : المولى محمد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الأسترآبادي (1263).

فهرس مختصرا جدا ، في خمس ورقات ، لقواعد الصرف والنحو والمنطق ، كتبه المؤلف للطلاب الناشئين.

أوله : «الحمد لله على نواله .. أما بعد ، فهذه رسالة وجيزة من خادم المذهب الجعفري ، من مذاهب الشرع المحمدي».

آخره : «إن التمثيل اتفاقي الاعتبار ، أو اختلافي ، تكون علة الحكم منصوصة أو مستنبطة».

3

- الاعتقادات

(عقائد - عربي)

تأليف : المولى محمد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الأسترآبادي.

ص: 159

مختصر في أصول الدين ، في مقدمة وخمسة أبواب ، المقدمة في معنى أصول الدين وأصول المذهب ، والأبواب في الأصول الخمسة.

أوله : «الحمد لله الواجب بالذات ، وصاحب الصفات التي هي عين الذات ، وتعالى الفاعل للأفعال المحسنات».

آخره : «وهو أيضا في الجملة من أصول الدين ، ومنكره من الكافرين».

4

- الخلاصة في النحو (ألفية ابن مالك)

(نحو - عربي)

نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي الجياني (672).

5

- نصاب الصبيان

(لغة - فارسي)

نظم : أبي نصر مسعود بن أبي بكر الفراهي (460).

* المجموعة مكتوبة بخطوط مختلفة حديثة ، الكتاب

الأخير مخروم الأول والآخر.

(97)

مجموعة فيها :

1

- موائد العوائد في بيان القواعد والفوائد

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الأسترآبادي (1263).

الجزء الثاني من الكتاب في الأدلة العقلية ، تم في العشر الثاني من ربيع الآخر سنة 1236.

ص: 160

2

- الرعاية في شرح البداية

(دراية - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (965).

3

- الأوزان والمقادير

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

4

- لب اللباب

(رجال - عربي)

تأليف : المولى محمد جعفر بن سيف الدين شريعتمدار الأسترآبادي.

5

- الاجتهاد والتقليد

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : الشيخ محمد تقي بن محمد حسين الأردكاني اليزدي.

بحوث وقواعد في لزوم التقليد على بعض المكلفين والاجتهاد على بعض ، وكيفية الاجتهاد والتقليد ، وهي بعناوين : «قاعدة - قاعدة».

أوله : «الحمد لله الذي أرشدنا إلى طريق السداد والهداية ، وأضاء قلوبنا بأنوار الكتاب والسنة ، وأوضح لنا جادة النجاة».

* محمد بن الحسين بن محمد علي الخراساني المشهور

بالجديد ، يوم الجمعة 12 جمادى الآخرة 1253. الكتاب

الأخير غير تام في الكتابة.

(98)

مجموعة فيها :

1

- نظم اللآلي

(أصول الفقه - عربي)

نظم : إسماعيل بن جعفر.

أرجوزة في ألف بيت ، أولها :

ص: 161

قال سماعيل هو ابن جعفر

قد حق حمدي للإله الأكبر

تجاوزا عن مبلغ خص وعم

غير مقيد بما قل وجم

آخرها :

لما انتهى بعون جل وعلا

نظم اللآلي اسما له قد جعلا

2 - ترجمة «صيغ العقود»

(فقه - عربي)

ترجمة :؟

الأصل للمولى محمد جعفر شريعتمدار الأسترآبادي.

3

- الجعفرية

(فقه - عربي)

تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).

* الكتاب الأول كتبه محمد بن عبد الحسين الحوري ،

سنة

1232 في طبس ، والكتاب الثاني بتاريخ 1257. الكتاب الثالث

بخط إسماعيل بن محمد علي السلماني ، يوم الاثنين من ربيع

الآخر 1199.

(99)

مجموعة فيها :

1

- الوافية

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى عبد الله بن محمد البشروي التوني (1071).

2

- حاشية «حاشية الخطائي على المختصر»

(بلاغة - عربي)

تأليف : نجم الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981).

* الكتاب الأول بخط عبد الكريم بن محمد تقي ، يوم

الاثنين 25 شوال 1086. الكتاب الثاني كتبه معز الدين

محمد ، عاشر رمضان 1068.

ص: 162

(100)

مجموعة فيها :

1

- حاشية «معالم الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : ملا ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني (1098).

2 - حاشية «مبادئ الأحكام»

تأليف : ملا ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني.

* من دون اسم الناسخ والتاريخ.

(101)

مجموعة فيها :

1

- الدرر البهية

(فقه - عربي)

نظم : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

2

- شرح «الدرر البهية»

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي.

3

- حاشية «الروضة البهية»

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي.

هذه القطعة من أول الكتاب إلى بحث النية في الوضوء ، والظاهر أنها من الحاشية نفسها المذكورة سابقا.

أولها : «حمدا لأهله كما هو أهله .. أما بعد ، فهذه دقائق علقتها على شرح اللمعة حين المباحثة».

* بخط المؤلف.

ص: 163

(102)

مجموعة فيها :

1

- الدرر البهية

(فقه - عربي)

2

- شرح «الدرر البهية»

(فقه - عربي)

3

- حاشية «الروضة البهية»

(فقه - عربي)

4

- حاشية «معالم الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

5

- حاشية «وافية الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

6

- حاشية «البهجة المرضية»

(نحو - عربي)

كلها للمولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

* بخط المؤلف.

(103)

مجموعة فيها :

1

- حاشية «معالم الأصول»

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

حاشية مختصرة بعناوين : «قوله - قوله» على بعض مواضع المعالم.

أولها : «فهي أن المعقولات تنقسم إلى موجودة ومعقولة ، ينبغي أن يراد بالمعقول ما أمكن درك كنهه بالعقل».

2

- حاشية «البهجة المرضية»

(نحو - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي.

بلغ فيها إلى باب الموصولات.

ص: 164

أولها : «حمدا لمن صرف القلوب نحو مشيته ، ونور الضمائر بمعارف ربوبيته ، والصلاة والسلام على أفضل بريته».

* من دون اسم الناسخ والتاريخ.

(104)

مجموعة فيها :

1

- الفوائد الحائرية (القديمة)

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206).

2

- الفوائد الحائرية (الجديدة)

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

3

- الاستصحاب

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

4

- خطبة البيان

(أدب - عربي)

منسوبة إلى : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

5

- الحسن العقلي

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : آقا حسين بن محمد جمال الدين الخوانساري (1099).

بحث في قاعدة التحسين العقلي ، علقه المؤلف على شرح مختصر الأصول للقاضي عضد الدين الإيجي.

* محمد بن الحسين الجديد الخراساني ، يوم الأحد 20

جمادى الآخرة 1246 ، في آخر المجموعة أبحاث أصولية

متناثرة في الأدلة العقلية.

ص: 165

(105)

مجموعة فيها :

1

- مجموعة شعرية

(شعر - عربي)

جمع :؟

فيها قصائد ومقاطيع عربية من مختلف الشعراء وفي أغراض متنوعة.

أوله :

ألا يا ليل هل لك من صباح

وهلا سير نجمك من براح

ألا يا ليل طلت علي حتى

كأنك قد خلقت بلا صباح

2 - مقامات العاشقين

(تصوف - عربي)

تأليف :؟

فيه سبعة مقامات على عدد سني السجن في العشق ، يتحدث المنشئ فيها عن المراحل التي يقطعها السالكون في العشق الإلهي.

أوله : «أحمد من أمطاني مطا مطايا نعم النعم ، وأنفاني ظبا بلاغة أنضى لي بها كل ذي ورم لم يرم».

* الكتاب الأول كتبه محمد علي الأصبهاني ، والكتاب

الثاني كتبه أحمد بن قاسم خليفة الكاظمي ، يوم الثلاثاء 16

رجب 1242.

(106)

مجموعة فيها :

1

- الفوائد الحائرية (القديمة)

(أصول الفقه - عربي)

ص: 166

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206).

2

- قاطعة القال والقيل في نجاسة الماء القليل

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني (1186).

بحث استدلالي في أنه هل ينفعل الماء القليل بملاقاة النجاسة أم لا؟ أوله : «الحمد لله رب العالمين .. هذه كلمات رشيقة فائقة ، وتحقيقات أنيقة رائقة ، قد خطرت بالبال العليل ، وجرت بالفكر الكليل».

آخره : «وينجيني ووالدي وولدي وإخواني من شديد عقابه ، ويحشرنا جميعا في زمرة محمد وآله وأصحابه».

3

- عبادة الجاهل

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

4

- أصالة الصحة في المعاملات

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

5

- الاستصحاب

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

6

- القرض بشرط المعاملة المحاباتية

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

7

- صلاة الجمعة

(فقه - عربي)

تأليف :؟

رسالة استدلالية تتقدمها أربع مقدمات ، لعلها للوحيد البهبهاني.

أولها : «الحمد لله رب العالمين .. مسألة في حكم صلاة الجمعة ، ولنمهد مقدمات .. الأولى : الحكم الشرعي توقيفي».

ص: 167

آخرها : «سيما إذا ظهر كونها منصبا له بالقياس إلى الأصل على حسب ما قلنا».

8

- أصالة الصحة في المعاملات

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، فاعلم يا أخي أن المهم والمقصود الأصلي في المعاملات هو الصحة».

* الكتاب الأول مخروم الأول. الكتاب الثاني كتبه

محمد

باقر بن محمد الساروي المازندراني ، تاسع جمادى الآخرة في

كربلاء. بقية المجموعة كتبت في كربلاء سنة 1177 ، وفيها

فوائد مختلفة غير الرسائل المذكورة.

(107)

مجموعة فيها :

1

- مراح الأرواح

(تصريف - عربي)

تأليف : حسام الدين أحمد بن علي بن مسعود (نحو 700).

2

- تصريف

(تصريف - فارسي)

تأليف :؟

في القواعد الصرفية مع عناوين «قانون - قانون».

أوله : «بدان أسعدك الله في الدارين كه جمله افعال وأسماء بر چهار گونه است».

آخره : «وبعد ألف وصل در أو در آوردند چنانچه أظهر واثاقل».

3

- صغرى

(منطق - فارسي)

ص: 168

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825).

4

- شرح الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : حسام الدين حسن الكاتي (760).

5

- الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : أثير الدين مفضل بن عمر الأبهري السمرقندي (663).

6

- كبرى

(منطق - فارسي)

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني.

* أبو طالب بن القاسم الحسيني ، سنة 1226.

(108)

مجموعة فيها :

1

- مجامع الآمال در جواب سؤال وحل اشكال

(أخلاق - فارسي)

تأليف : آقا محمد مهدي بن محمد محسن الكرمانشاهي (1364).

رسالة في فضل العلم ، وما يلزم على العلماء والمتعلمين من الأخلاق المرضية والأعمال المستحسنة الدينية.

أوله : «الحمد لله الذي لا يرد سائله إلا بجواب نافع ، والصلاة على من أرسله بتبيان ساطع وبرهان قاطع».

2

- أصول وفروع الدين

(كلام وفقه - فارسي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

مختصر في أصول الدين والفروع ، كتبه المؤلف لتعليم العوام.

ص: 169

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أين چند كلمه ايست در بيان أصول دين وفروع دين بحسب الخواهش بعض از دوستان».

* الرسالتان مخرومتا الآخر ، وفي المجموعة أحاديث

وفوائد متفرقة أخرى.

(109)

مجموعة فيها :

1

- التهذيب في المنطق

(منطق - عربي)

تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).

2

- حاشية «تهذيب المنطق»

(منطق - عربي)

تأليف : نجم الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981).

* مهدي قلي بن محمد تقي النوري ، يوم الثلاثاء تاسع

ذي القعدة 1247.

(110)

مجموعة فيها :

1

- حاشية «حاشية اليزدي على تهذيب المنطق»

(منطق - عربي)

تأليف : الشيخ إسحاق الحويزي.

2

- حاشية «شرح التجريد الجديد»

(كلام - عربي)

تأليف : شمس الدين محمد بن أحمد الخفري (957).

3

- نيات أعمال الحج

(فقه - عربي)

تأليف :؟

ص: 170

رسالة مختصرة جدا في كيفية النية في أعمال الحج.

أولها : «الحمد لله رب العالمين .. إذا عزمت على سبيل الحج وقطعت العلائق فقف على باب بيتك وانو الحج».

4

- النكت الاعتقادية

(عقائد - عربي)

تأليف : الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (413).

5

- شرح الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : عماد الدين محمد بن يحيى بن علي الفارسي (ق 10).

6

- الدرة

(منطق - عربي)

ترجمة : شمس الدين محمد بن علي بن محمد الشريف الجرجاني (838).

ترجمة رسالة والده الكبرى في المنطق.

7

- الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : أثير الدين مفضل بن عمر الأبهري السمرقندي (663).

8

- صغرى

(منطق - فارسي)

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825).

9

- شرح الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : حسام الدين حسن الكاتي (760).

* الكتاب الثاني بخط نجاة ، كتبه في أواخر جمادى

الآخرة

1058. بقية المجموعة ما عدا الكتاب الأول كتبها جمال الدين

حسين بن مرتضى الحسيني. الكتاب الأخير نسخة قديمة

مخرومة الآخر.

ص: 171

(111)

محجة

العلماء

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).

* الجزء الثاني في الأدلة العقلية.

(112)

المختصر

(في شرح التلخيص)

(بلاغة - عربي)

تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).

* عليه تعاليق من محمد جعفر بن محمد مهدي

الكرمانشاهي وآقا عبد الله بن محمد تقي الكرمانشاهي.

(113)

مسالك

الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام

(فقه - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (965).

* علي بن صادق بن علاء الدين البهبهاني ، يوم

الخميس

ثاني شهر رمضان 1211 في قرميسين (كرمانشاه). كتاب

التجارة ومقدار من كتاب النكاح.

(114)

مشرق

الشمسين وإكسير السعادتين

(حديث - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

ص: 172

* هاشم بن الحسين الحسيني ، يوم الخميس 23 شعبان

1046 ، مخروم الأول.

(115)

مصابيح

الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).

* بخط المؤلف. النواهي إلى بحث الخاص والعام.

(116)

المصباح

الساطع في شرح مفاتيح الشرائع

(فقه - عربي)

تأليف : السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الكاظمي (1242).

شرح استدلالي ممزوج مختصر على كتاب مفاتيح الشرائع للفيض

الكاشاني ، في عدة أجزاء.

* جعفر بن عبد الله الكناني ، 25 صفر 1228. كتاب

الزكاة

وكتاب الصوم.

(117)

مصباح

المتهجدين

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد حسين بن محمد محسن الكرمانشاهي.

رسالة في آداب الصلاة وبيان أسرارها ، في مقدمة وفصول وخاتمة.

ص: 173

أوله : «الحمد لله الذي متعنا بأرواح الحياة ، وأثبت فينا جوارح الأعمال ، وغذانا من طيبات الرزق ، وأغنانا بفضله الحلال».

* بخط المؤلف ، والرسالة غير تامة ، بآخر النسخة

أحاديث وفوائد متفرقة.

(118)

المطالب

المظفرية في شرح الرسالة الجعفرية

(فقه - عربي)

تأليف : آمير محمد بن أبي طالب الموسوي الأسترآبادي (ق 10).

* محمد حسين بن علاء الدين الدرزي المازندراني ،

شعبان 1111.

(119)

مطالع

الأنوار المقتبسة من آثار الأئمة الأطهار

(فقه - عربي)

تأليف : السيد محمد باقر بن محمد نقي ، حجة الإسلام الشفتي (1260).

* نسخة مجدولة حسنة الخط. كتاب الصلاة.

(120)

معالم

الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (1011).

* محمد بن حسن بن معز الدين ، سنة 1222.

ص: 174

(121)

مفاتيح

الشرائع

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091).

* محمد سميع الكرمانشاهي (حسب تصريح صاحب

المكتبة) ، غرة رجب 1216 ، في جزئين عليهما تعاليق محمد

محسن بن محمد سميع القاري الكرمانشاهي.

(122)

المنار

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : أبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي (710).

* شوال 773 ، نسخة مصححة نفيسة ، كتبت العناوين

بالذهبي والأزرق.

(123)

مناسك

الحج

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

* مخروم الأول والآخر.

(124)

مناسك

الحج

(فقه - عربي)

تأليف : محمد جعفر بن عبد الله.

ص: 175

كتب المؤلف أولا رسالة عربية بطريقة خاصة في مناسك الحج ، فطلب منه جماعة تأليف رسالة فارسية مثلها ، فأجاب طلبهم بهذا الكتاب ، الذي يشتمل على مقدمة وألواح ورياض وخاتمة ، وقسم الأعمال والمناسك فيه بطريق خاص في جداول. بدأ به في طريق الحج سنة 1228 ، وأتمه بعد عودته إلى وطنه (1).

أوله : «الحمد لله كما هو أهله ، والسلام على مستحقه ومحله».

* بخط المؤلف ظاهرا.

(125)

مناهج

الأحكام

(فقه - عربي)

تأليف : الحاج آقا أحمد بن محمد علي بن محمد باقر آل آقا الكرمانشاهي (1235).

* كتاب الطهارة.

(126)

المناهج

الفقهية

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).

فتوائي ، ربما يشير إلى بعض الأدلة باختصار في جملة من المسائل ، كل كتاب منه في مناهج ذات فصول. ة.

ص: 176


1- لعل المؤلف هو جعفر بن عبد الله الكناني ، الذي يوجد بخطه بعض المجاميع في المكتبة.

أوله : «الحمد لله الذي لا يحصى ثناؤه ، ولا تحصر نعماؤه ، وشكرا على بعضها والشكر من آلائه».

* بخط المؤلف. كتاب الطهارة إلى أحكام الحيض.

(127)

منظومة

في إثبات الواجب

(فلسفة - عربي)

نظم : الحاج آقا محمد مهدي بن محمد محسن الكرمانشاهي (1364).

منظومة رائية في أكثر من ألف بيت ، في إثبات الواجب بطريق المناجاة ، والاستدلالات أكثرها فلسفية.

أولها :

يا وجودا حق يا حقا ظهر

منه حق في وجودات الفطر

حقها منه ومنه الباطل

زاهق بالحق بالحق استقر

آخرها :

محض لفظ فرض إفك كلها

لا لها عند الوجودات مقر

كلها اللا شئ والله على

كل شئ لقدير واقتدر

* لعل النسخة بخط الناظم ، في آخرها قصيدة طويلة

على

نفس الروي والقافية في مدح الأئمة المعصومين عليهم السلام ،

وكتب

على الورقة الأولى منها : «كفاية الموحدين از تصنيفات مرحوم

آقا سيد إسماعيل نوري در علم كلام». فليلاحظ وليتأكد أن

المنظومة لمن هي؟

ص: 177

(128)

من

لا يحضره الفقيه

(حديث - عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه القمي (381).

* محمد تقي بن الحسين الحسيني الكاشاني ، 17 رجب

1031 ، في مكة المكرمة.

* نسخة مخرومة الآخر.

(129)

منهاج

الوصول إلى علم الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (685).

* نسخة جيدة الخط ، مخرومة الأول.

(130)

موعظة

المتقين

(حديث - عربي)

تأليف : محمد حسين بن محمد محسن الكرمانشاهي.

ترجمة فارسية للمواعظ المأثورة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام المروية في كتاب الروضة من الوافي ، وهو في ثمانية أبواب وخاتمة ، بهذه العناوين :

الباب الأول : في مواعظ الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله.

الباب الثاني إلى السابع : في مواعظ الرسول ، ومواعظ الأئمة عليهم السلام إلى الإمام الصادق عليه السلام.

ص: 178

الباب الثامن : في مواعظ بقية الأئمة عليهم السلام.

الخاتمة : في آخر خطب الرسول صلى الله عليه وآله.

أوله : «الحمد لله الذي شرح صدورنا بموعظة المتقين ، ونور قلوبنا بالزهد والصلاح فوزا بعبادة العارفين».

آخره : «وثالث وعشرينه فرح وسرور».

* 14 ربيع الثاني 1250 ، لعله بخط المؤلف وهذا

تاريخ

التأليف.

(131)

النخبة

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091).

* محمد سعيد بن محمد هاشم السمناني ، عليه تعاليق

من ابن الفيض محمد علم الهدى برمز «عهد».

(132)

هدية

المؤمنين وتحفة الراغبين

(فقه - عربي)

تأليف : السيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري (1112).

رسالة فتوائية في أحكام الطهارة والصلاة ، ألفها المؤلف بعد شرحه المبسوط على كتاب تهذيب الأحكام.

أولها : «الحمد لله الذي فقهنا في أمور الدين ، وجعل الصلاة قربانا لعباده المتقين ، والصلاة على من أرسله رحمة للعالمين».

آخره : «وهو دعاء البيت المعمور إذا كان الملائكة يطوفون».

* عاشر شعبان 1221.

ص: 179

(133)

الوافي

(حديث - عربي)

تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091).

* محمد جعفر بن محمد صادق ، يوم الخميس 19 صفر

1113 ، في نيسابور ، الجزء الثالث عشر.

* كتاب الحجة وهو مخروم الآخر.

* عبد الرحمن بن عبد الرشيد الكارزاري ، ربيع الآخر

1122. كتاب الحسبة والحدود.

(134)

الوافي

في شرح الوافية

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : السيد محسن بن الحسن الأعرجي الكاظمي (1227).

تاريخ التأليف في هذه النسخة 1196.

* محمد باقر ، 29 رمضان 1238. الجزء الثاني في

الأدلة

العقلية.

(135)

ودائع

النبوة

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).

* كتاب الطهارة.

* * *

ص: 180

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامة / النجف الأشرف (7)

السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

(342)

تفسير سورة الإخلاص

للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفى سنة 428 ه.

طبع ضمن «جامع البدائع» بالقاهرة ، وطبع في دهلي وطهران.

وللمحقق الدواني شرح عليه ، موجود في دار الكتب الوطنية في طهران برقم 8726 ، وترجمته إلى الفارسية لفخر الدين بن أحمد الرودباري موجودة في مكتبة المجلس النيابي في طهران برقم 631 ، ذكر هذا كله المهدوي في فهرس مصنفات ابن سينا : 65.

نسخة ضمن مجموعة فلسفية من رسائل ابن سينا وغيره ، كتبت في القرن الحادي عشر بخط فارسي جيد ، رقم التسلسل 597.

(343)

تفسير سورة الأعلى

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الفيلسوف الكبير محمد بن إبراهيم ،

ص: 181

المشتهر بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

نسخة ضمن مجموعة ، كلها للمؤلف ، بخط محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها في أصفهان سنة 1232 بخط فارسي ، رقم المجموعة 1117.

(344)

تفسير سورة الجمعة

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الفيلسوف الكبير محمد بن إبراهيم ، المشتهر بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

نسخة ضمن مجموعة ، كلها للمؤلف ، بخط محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها في أصفهان سنة 1232 بخط فارسي ، رقم المجموعة 1117.

(345)

تفسير سورة الحديد

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الجليل محمد بن إبراهيم ، الشهير بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

أوله : «الحمد لله الذي أفاض على قلوب أوليائه لآلئ جواهر القرآن ...».

وقد فسر المؤلف عدة سور ولكن تفسيره لهذه السورة مبسوط.

نسخة بخط نسخ جيد ، ضمن مجموعة من تفسيره لعدة سور ، كتابة

ص: 182

القرن الثاني عشر ، بخط السيد رحيم بن محمد الحسيني ، رقم 983.

نسخة ضمن مجموعة ، كلها للمؤلف ، بخط محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها في أصفهان سنة 1232 بخط فارسي ، رقم المجموعة 1117.

(346)

تفسير سورة الزلزلة

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الجليل محمد بن إبراهيم ، الشهير بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

نسخة بخط نسخ جيد ، بآخر مجموعة من تفسيره لعدة سور ، كتابة القرن الثاني عشر ، بخط السيد رحيم بن محمد الحسيني ، رقم 983.

نسخة ضمن مجموعة ، كلها للمؤلف ، بخط محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها في أصفهان سنة 1232 بخط فارسي ، رقم المجموعة 1117.

(347)

تفسير سورة الطارق

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الجليل محمد بن إبراهيم ، الشهير بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

نسخة بخط نسخ جيد ، ضمن مجموعة من تفسيره لعدة سور ، كتابة القرن الثاني عشر ، بخط السيد رحيم بن محمد الحسيني ، رقم 983.

ص: 183

نسخة ضمن مجموعة ، كلها للمؤلف ، بخط محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها في أصفهان سنة 1232 بخط فارسي ، رقم المجموعة 1117.

(348)

تفسير سورة الفاتحة

فارسي ، على طريقة الحروفيين.

أوله : «أما بعد ، بدانكه پادشاه عالم از جمله كتابها كه فرستاده چهار كتاب برگزيده ...».

ثم يذكر أن سورة الفاتحة : أسماؤها عشرة ، وآياتها سبع ، وكلماتها أربع عشرة ، وحروفها 124 ، ثم يعدد أسماءها العشرة ، ثم يفسر هذه الأسماء ، ثم يبدأ في تفسير الفاتحة.

نسخة في ورقتين ، منضمة إلى كتاب الرضاع للتقي المجلسي ، الذي تمم كتابته سنة 1142 ، وبعده دعاء وحرز يكتب للمرأة القليلة اللبن فيكثر لبنها ، وبعدها القصيدة الرائية :

قدرت گردگار مى بينم

حالت روزگار مى بينم

رقم 1780.

(349)

تفسير سورة الفلق

للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفى سنة 428 ه.

ص: 184

نسخة ضمن مجموعة فلسفية من رسائل ابن سينا وغيره ، كتبت في القرن الحادي عشر بخط فارسي جيد ، رقم التسلسل 597.

(350)

تفسير سورة ألم السجدة

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الجليل محمد بن إبراهيم ، الشهير بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

نسخة بخط مهر علي ، فرغ منها في ذي القعدة سنة 1214 في مدينة الكاظمية ، ضمن مجموعة كلها بخطه ، رقم 835.

(351)

تفسير سورة الناس

للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفى سنة 428 ه.

طبع ضمن مجموعة «جامع البدائع».

نسخة ضمن مجموعة فلسفية من رسائل ابن سينا وغيره ، كتبت في القرن الحادي عشر بخط فارسي جيد ، رقم التسلسل 597.

(352)

تفسير سورة الواقعة

لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الشهير محمد بن إبراهيم ، المشتهر بالمولى صدرا ، المتوفى سنة 1050.

ص: 185

أوله : «الحمد لله الذي أنزل كلاما إلهيا ...».

نسخة بخط نسخ جيد ، بآخر مجموعة من تفسيره لعدة سور ، كتابة القرن الثاني عشر ، بخط السيد رحيم بن محمد الحسيني ، رقم 983.

(353)

تفسير فرات

[لأبي القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي.

تفسير مقصور على الروايات عن الأئمة الهداة عليهم السلام. الذريعة 4 / 298 رقم 1309].

نسخة بخط الشيخ عبد الحسين بن الشيخ محمد أمين العاملي النجفي ، كتبها في النجف الأشرف وفرغ منها 16 جمادى الأولى سنة 1278 ، عن نسخة كتبها الشيخ أحمد بن الشيخ حسن قفطان سنة 1275 ، الذي ذكر أن ناصبا أراد دخول الروضة بحذائه فجن ، ونظم هذه الكرامة بأبيات موجودة بآخر هذه النسخة ، وهو قد كتب نسخته عن نسخة كتبها إبراهيم بن علي بن عبد الله الأحسائي الشيرازي في مكة سنة 1083.

بأولها خط العلامة الشيخ محمد تقي حجة الإسلام التبريزي الممقاني وختمه بتملكه سنة 1279. تقع في 160 ورقة ، رقم 978.

نسخة بخط العلامة الجليل الأديب البارع الشيخ محمد علي بن أبو القاسم الأردوبادي الغروي ، فرغ منها 15 جمادى الأولى سنة 1334 ، وكتب في آخر النسخة فائدة في ترجمة فرات وتوثيقه وتعداد مشايخه رحمه الله تعالى ، والنسخة مصححة ، عليها تصحيحات صححها العلامة الأردوبادي

ص: 186

بيده ، وتقع في 221 ورقة ، رقم 1890.

(354)

تفسير القرآن

تأليف : العلامة الشيخ محمد حسين بن يحيى النوري ، من أعلام القرن الثاني عشر في عهدي السلطان سليمان والسلطان حسين الصفويين ، ومن تلامذة العلامة المجلسي.

كتب بخطه النسخ الجيد القرآن الكريم ، ثم كتب بخطه النستعليق الجميل تفسيرا على القرآن بالهوامش ، فملأ الهوامش بتفسيره ، ونسخة خط يده الشريفة محفوظة في المكتبة ، تاريخ فراغه يوم السبت سادس شوال سنة 1103.

وقدم قبله اثنتي عشرة مقدمة ، هي مقدمات المحدث الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ، أعجبته كثيرا فنقلها برمتها ، ثم نقل مقدمات مجمع البيان ..

ذكر أنه استمر في تفسيره هذا إلى أن بلغ سورة المائدة فعثر على تفسير الصافي فأعجبه كثيرا فنقل مقدماته ، ثم التقط منه ملتقطات أضافها إلى أول تفسيره ، ومجموع ما أضاف إلى أول تفسيره - الذي كان قد بدأ به وبلغ إلى سورة المائدة - 28 ورقة بخطه الدقيق ، وفي آخر هذه الأوراق إضافة أضافها عند شيخوخته ، التي قد أثرت على خطه ، وعبر عن أستاذه المجلسي بقدس سره ، بعد أن كان يعبر عنه في ما قبل بدام ظله.

ص: 187

وفي الصفحتين الأوليين من القرآن لوحتان وإطاران ، مزوقة مذهبة ، ويقع المجموع في 483 ورقة ، مقاسها 5 / 18 × 8 / 25 ، تسلسل 277.

(355)

تفسير القرآن الكريم

ينسب إلى الإمام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليه.

نسخة بخط أحد خطاطي القرن الثالث عشر ، بخط نسخ جيد ، فرغ منها في رجب سنة 1262 ، في 254 ورقة ، مقاسها 8 / 12 × 2 / 19 ، تسلسل 984.

وقد كانت من مكتبة الشاهزاده خانلر ميرزا احتشام الدولة في سنة 1270 ، وعليها ختم احتشام الدولة. جلادها مطلي بالميناء.

(356)

تفسير القمي

هو المحدث الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، المتوفى سنة 307 ، شيخ أبي جعفر الكليني.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، والآيات مكتوبة بالشنجرف ، ناقصة من أولها ورقتين ، في 365 ورقة ، رقم 981.

نسخة الجزء الأول بخط حبيب الله بن يعقوب الطالقاني ، فرغ منها في جمادى الأولى سنة 1051 ، من أوله إلى آخر سورة الكهف ، في 181 ورقة ، رقم 484.

نسخة بخط النسخ ، كتبها محمد شريف الدامغاني في المشهد

ص: 188

الرضوي ، فرغ منها أواخر رجب سنة 1081 ، في 287 ورقة ، رقم 721.

نسخة بخط النسخ ، كتبها رجب علي بن خواجة علي ، فرغ منها في العشر الأول من ربيع الآخر سنة 1074 ، وهي مقابلة ومصححة ، وعليها تصحيحات ، وبآخرها الفراغ من المقابلة ، تقع في 268 ورقة ، رقم 8.

نسخة بخط نسخ جيد ، كتبها شهاب الدين بن شريف وفرغ منها رابع جمادى الأولى سنة 1086 ، في 242 ورقة ، رقم 488.

نسخة القرن الحادي عشر ، بخط نسخ جيد ، كان ناقصا من كل من طرفيه ثلاثة أوراق فأكملها بخطه النسخ الجيد أقل الطلبة الشيخ محمد بن عبد الكريم الأردكاني سنة 1222 ، رقم 1899.

نسخة بخط نسخ جيد ، فرغ منها الكاتب 23 محرم سنة 1088 ، والعناوين مكتوبة بالهامش بالشنجرف ، وكذلك رؤوس السور وأسماؤها مكتوبة بالشنجرف ، وعليها تصحيحات ، والآيات معلمة بالشنجرف ، وفي خطبتها نقص واختلاف مع سائر النسخ.

أوله : «تفسير الكتاب المجيد ، المنزل من عند العزيز الحميد ، على محمد النبي الرشيد ، الفعال لما يريد ، وهو تفسير مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه السلام وتسليما ، بنسخة ...» ..

فمن قوله : «بنسخة» يتفق مع سائر النسخ ، إلا أن في النسخ قبل هذه الكلمة خطبة طويلة.

323 ورقة ، رقم 2037.

ص: 189

(357)

تفسير قوله تعالى :

(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار)

بالفارسية ، للعلامة المحدث المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفى سنة 1110.

وتوهم بعض من ترجم للمؤلف فذكر أنها في تفسير قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) من سورة الواقعة ، وليس كذلك ، إذ هي من سورة التوبة آية 100.

نسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلف ، تبدأ بالورقة 20 ب إلى 23 ب ، بخط محمد حسين بن محمد أمين ، تاريخ فراغه من بعضها سنة 1125 ، وعليها تملك حفيد المؤلف السيد عبد الباقي بن محمد حسين الخواتون آبادي ، رقم التسلسل 654.

(358)

تقديم أبي بكر

أو «بديعية ابن حجة الحموي»

وهو تقي الدين أبو بكر علي بن عبد الله ، المعروف بابن حجة الحموي ، المتوفى سنة 837.

في 143 بيتا مشتملة على 136 نوعا من المحسنات البديعية.

مطلعها :

ص: 190

لي في ابتدأ مدحكم يا عرب ذي سلم

براعة تستهل الدمع في العلم

وشرحه بنفسه ، ويسمى الشرح - ظاهرا - «خزانة الأدب» ، مطبوع عدة مرات ، أطرى عليه في كشف الظنون [1 / 233] كثيرا.

نسخة بخط النسخ ، والمحسنات مكتوبة بالشنجرف بهامش كل بيت ، ضمن مجموعة من البديعيات وشروحها ، كتابة القرن الثالث عشر ، رقم 1183.

(359)

تقديم بعض المجتهدين على بعض

لعله للمولى محمد مهدي بن محمد إبراهيم الكلباسي ، فإنه بآخر جملة من مؤلفاته.

أوله : «الحمد لله رب ... هذه جملة من الكلام في بيان تقديم بعض المجتهدين على بعض في الفتوى والحكومة ، الأول : في وجوب إيثار تقليد الأعلم من المفتين ...».

نسخة بآخر مجموعة رقم 258.

(360)

تقريرات

في أصول الفقه ، يبدأ من مبحث الضد ، عناوينه : «أصل : - أصل :».

وآخره : «أصل : لا شك أن تقرير المعصوم حجة ...».

ص: 191

يعبر فيه عن شيخه بقوله : «سيدنا الأستاذ» ، وهو من دروس القرن الثالث عشر ، إذ ينقل فيه عن القوانين والفصول.

نسخة الأصل بخط التلميذ المقرر ، 322 ورقة ، رقم 1941.

نسخة الأصل أيضا بخط التلميذ .. أوله : «أصل : في بيان تعارض العرف واللغة» ، إلى مباحث العام والخاص ، من الورقة 1 إلى 212 ، رقم 1940.

(361)

تقريرات

في مباحث الألفاظ من أصول الفقه ، من أوائله إلى آخر مباحث مقدمة الواجب.

كتبها العلامة الفقيه الحاج آقا رضا الهمداني ، المتوفى سنة 1322 ، تقريرا لبحث مشيخة العلامة المولى حسين الهمداني ، ذكر فيه أنه كتبه أوائل حضوره البحث الخارجي.

نسخة الأصل بخطه رحمه الله ، وفيها شطوب وتغييرات ، تقع في 93 ورقة ، رقم 752.

(362)

تقريرات الشيخ مرتضى الأنصاري

في أصول الفقه ، من مباحث الضد إلى آخر مباحث المطلق والمقيد.

لبعض الأفاضل من تلامذة الشيخ المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري

ص: 192

الدزفولي ، المتوفى سنة 1281.

وأغلبها مما صنفه الفاضل المحقق الحاج ميرزا أبو القاسم الطهراني الكلانتري ، كذا كتب الفاضل الفقيه الحاج آقا رضا الهمداني - مؤلف مصباح الفقيه - بخطه على النسخة.

والظاهر أن النسخة بخطه أيضا ، أو النصف الأخير منها بخطه رحمه الله ، أوراقها 88 ورقة ، رقم 753.

(363)

تقريرات الشيخ مرتضى الأنصاري

في أصول الفقه.

دورة كاملة ، كتبها بعض تلامذة العلامة المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري الدزفولي ، المتوفى سنة 1281.

النسخة بقلم المقرر ، مجموعة مسودات في مجلد ضخم يحتوي 1224 صفحة ، تسلسل 236.

تقريرات فقهية للمقرر نفسه ، بخطه أيضا ..

وهي مباحث من كتب مختلفة ، في 389 ورقة ، مقاسها 15 × 20 ، تسلسل 237.

(364)

تقريرات الشيخ مرتضى الأنصاري

في الأبحاث الفقهية.

كتبها تلميذه العلامة الشيخ عبد الرحيم الشوشتري.

ص: 193

وهي مباحث : صلاة المسافر ، الصيد والذباحة ، اللقطة ، الزكاة ، والخمس.

نسخة الظاهر أنها بخطه ، ترك في أثنائها بياضات ، وعلى الهوامش بعض تعاليق منه ، عليها تملك السيد جعفر بن محمد آل بحر العلوم بخطه ، وخط الشيخ عبد الحسين الحلي النجفي بتفاصيل ما في الكتاب ، تقع في 285 ورقة ، مقاسها 21 × 32 ، تسلسل 383.

(365)

تقريرات العلامة الدرچي

وهو العلامة الفقيه المحقق الحجة السيد محمد باقر الدرچه إي الأصفهاني ، من كبار أعلام عصره ومن أشهر زعماء مصره.

كانت له الحوزة العليا والدراسة النهائية ، يحضرها كبار العلماء ، وتخرج عليه كثير من الفقهاء المحققين ، منهم آية الله العظمى السيد البروجردي قدس سره ، وكان تلامذته يحررون ما يمليه عليهم من إفاضات

وإفادات ، وعلوم وتحقيقات ، وآراء ونظريات ، كما إنه هو أيضا كان يكتبها ويدونها بنفسه ، فجاءت كتبا وأسفارا ، رحمه الله.

وممن دون تحقيقاته القيمة من تلامذته البارزين ، وخلد الدهر أثره في مكتبة الإمام ، هو العلامة السيد محمد جعفر بن محمد علي الموسوي الحسيني الماربيني الورنوسفادراني الزاغباري الكوسكبارجي الأصفهاني السدهي ، الذي ما فتئ يدون أمالي أستاذه من قبل عام 1314 إلى أخريات عام 1318 ..

والموجود من تقريره بخطه الشريف أربعة مجلدات ضخام - أهداها

ص: 194

نجله إلى المكتبة ، مما أتعب نفسه في تدوينها ، وجهد في تقريرها وتحريرها بخطه الشريف - ، فمجلد في مباحث الألفاظ وبعض المباحث الفقهية ، وثلاثة مجلدات هي في المباحث العقلية.

مجلد يشتمل على شئ من مباحث الألفاظ ، وبعض المباحث العقلية غير مرتبة ، وبعض المباحث الفقهية ..

إما ما فيه من مباحث الألفاظ ، فهي مباحث : اجتماع الأمر والنهي والنهي عن العبادات ، المفاهيم ، تداخل الأسباب ، الإجزاء ، الملازمات العقلية ، وقاعدة ما حكم به العقل حكم به الشرع. فرغ من هذه المباحث - وهي مباحث الألفاظ - في شعبان 1314.

ومن المباحث العقلية في هذا المجلد : مبحث الشهرة والانسداد.

ومن المباحث الفقهية : كتاب التجارة ، مباحث الأغسال ، الفراغ والتجاوز ، المبطون والمسلوس ، والشك في الطهارة والحدث.

وأكثرها بقيت ناقصة مبتورة الآخر ، وهي كما ترى غير مرتبة ، إلا إن المظنون قويا أن خلاف الترتيب جاء من ناحية التجليد ، وأن التقريرات قد جلده أولاده من بعده فأخطؤوا الترتيب.

ويقع هذا المجلد في 286 ورقة ، مقاسها 4 / 17 × 5 / 22 ، تسلسل 460.

مجلد فيه أصالة البراءة ، ومبحث التعادل والترجيح ، فرغ من مبحث أصالة البراءة 24 جمادى الآخرة سنة 1314 ، ومن مبحث التعادل والترجيح ليلة 19 رجب سنة 1318.

ويقع هذا المجلد في 292 ورقة ، مقاسها 6 / 17 × 21 ، تسلسل 461.

ص: 195

مجلد في مباحث القطع والظن ، وقد ألحق بعض مباحث الظن بمجلد مباحث الألفاظ كما ذكرنا ، فرغ من تدوينه يوم الأربعاء 5 ذي القعدة سنة 1317.

ويقع هذا المجلد في 268 ورقة ، مقاسها 8 / 17 × 4 / 22 ، تسلسل 458.

مجلد في الاستصحاب ، فرغ منه في صفر سنة 1318.

وهذا المجلد في 239 ورقة ، مقاسها 6 / 17 × 5 / 21 ، تسلسل 459.

وكان عنوان الدرس كتاب فرائد الأصول للمحقق الأنصاري قدس سره ، فجاءت هذه التقريرات شرحا عليه ، فيظهر أن العلامة الدرچي لم يلتزم في البحث ترتيب الكتاب بل قدم وأخر ، كما ترى أنه باحث أصالة البراءة قبل مبحث الظن.

(366)

تقريرات المحقق الخراساني

هو العلامة المحقق ، المدقق النظري ، الشيخ محمد كاظم الهروي ، المشتهر بالآخوند الخراساني ، المتوفى سنة 1329.

كان أشهر وأكبر مدرسي النجف الأشرف ، يحضر بحثه الخارجي ثلة من أفاضل المحصلين ، ربما بلغوا الألف ، بل تجاوزوه ، وأكثرهم كان يكتب أماليه بما يسمى : التقريرات.

نسخة هذه التقريرات لتلميذه الفاضل العلامة الشيخ أبي الفضل الريزي الأصفهاني ، وهو غير منظم ، يبدأ بالصحيح والأعم ، وينتهي إلى المجمل والمبين ، ثم يبدأ من بداية الأصول في موضوع كل علم.

ص: 196

والنسخة بخطه رحمه الله ، وبآخر كتاب ذريعة الاستغناء في تحقيق مسألة الغناء ، للمولى حبيب الله الساوجي الكاشاني ، رقم 665.

(367)

تقليد الميت

رسالة في عدم جواز تقليد الميت ابتداء.

للأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل الأصفهاني الحائري ، المتوفى سنة 1206.

وهي شرح على هذا المورد من مقدمة كتاب مفاتيح الشرائع للفيض

الكاشاني.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، بخط خليل بن الشيخ إبراهيم الزاهد ، رقم 393.

(368)

تقويم

فارسي ، لعبد الحميد المنجم.

تقويم فارسي مجدول ، ألفه عام 1304 ، في عهد ناصر الدين شاه ، قال : مضى من جلوسه أربعون عاما ومن ولادته 57 عاما.

نسخة مجدولة مذهبة ، مزوقة لطيفة ، منقوشة ومكتوبة بماء الذهب والشنجرف ، في 16 ورقة ، مقاسها 12 × 5 / 20 ، تسلسل 192 ، ولعلها بخط المؤلف.

ص: 197

(369)

تقويم الميراث في تقسيم التراث

تأليف : السيد العلامة بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني.

رسالة فارسية في الفرائض والمواريث قد سقط من أولها بعض الخطبة ، وهي في مقدمة واثني عشر بابا وخاتمة.

ذكر في خطبته أنه ألف قبل هذا كتابا كبيرا استدلاليا في المواريث سماه : «لطائف الميراث لطوائف الوراث» ، ثم انتخب منه رسالة ثانية فارسية وسماها : «قسام المواريث وأقسام التواريث» ، وحيث انتهى إلى الإطناب أيضا لخص منها هذه الرسالة الوجيزة الجامعة ، وفرغ منها يوم الأربعاء التاسع عشر من ذي القعدة سنة 1131 ، في جعفرآباد من ضواحي أصفهان.

نسخة بآخر مجموعة قيمة فلسفية ، وأظن أن هذه الرسالة بخط مؤلفها الفارسي الجميل ، فقد جاء في آخرها : «بيد مؤلفها الفقير إلى ربه ، المستغفر لذنبه ، بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني ، في التاريخ الذي ذكرناه» ، والتاريخ يساعد عليه ، رقم المجموعة 597.

(370)

التكملة

تعليقة على شرائع الإسلام ، للمحقق الحلي ، المتوفى سنة 673.

ص: 198

أوله : «الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين الأنجبين ، وبعد ، فهذا هو الجزء السادس من تعليقنا الموسوم ب : (التكملة) على شرائع الإسلام ، وقد اقتصرت فيه على محاسن فوائد وتنبيهات خلت عنها زبر الأصحاب ، ولطائف نكت وتفريعات ...».

ولم أعرف مؤلف التكملة ، ولكن العارف الخبير العلامة الشيخ عبد الحسين الحلي الذي ملك الكتاب وجعله في مجموعته صرح في فهرس المجموعة بأنها : تأليف المحقق الكاظمي الشيخ أسد الله التستري.

نسخة الجزء السادس ، من أول كتاب النكاح ، عدة كراريس بخط المصنف ، فيها شطوب وتصحيحات وبعض التعاليق ، كلها بخطه ، ضمن مجموعة رقم 389.

قطعة منه ، تبدأ من الفصل الثاني من كتاب البيع : في العقد ، إلى شروط المتعاقدين. أيضا بخطه ، وهي المسودة الأصلية ، تتلو تلك القطعة في المجموعة رقم 389 نفسها.

(371)

تكملة بغية الطالب

بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب ، للشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، المتوفى سنة 1227.

وهو في قسمين : العقائد والفقه ..

ولم يؤلف المؤلف من الفقه غير الطهارة والصلاة ، فألف نجله الشيخ

ص: 199

حسن بن جعفر كاشف الغطاء - المتوفى سنة 1262 - كتاب الصوم

والاعتكاف ، إلحاقا وتكميلا له. ذكره شيخنا - دام ظله - في الذريعة [4 / 412 رقم 1813] بعنوان : تكملة بغية الطالب ، فتبعناه.

نسخة بخط السيد جواد ابن السيد علي الأمين العاملي الشقرائي ، ابن عم سيدنا السيد محسن الأمين العاملي ..

ترجم له في أعيان الشيعة 17 / 178 ، وأرخ وفاته سنة 1241 ، وترجم له شيخنا - دام ظله - في الكرام ص 285.

فرغ رحمه الله من كتابتها في 17 صفر سنة 1229 ، في حياة المؤلف ، واستظهر شيخنا كونه من تلامذة المؤلف ، وعلى النسخة خط العلامة الشيخ عبد الحسين الحلي رحمه الله ، تقع في 68 ورقة ، مقاسها 11 × 8 / 15 ، تسلسل 423.

(372)

تكملة زبدة البيان

زبدة البيان في تفسير آيات قصص القرآن يتناول قصص الأنبياء ببسط وإسهاب ، وهو للشيخ محمد بن محمود بن علي الطبسي.

ثم ألحق به تكملة له في سيرة نبينا صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرة من عترته عليهم السلام ، وفرغ منه منتصف ذي الحجة سنة 1083.

نسخة ملحقة بزبدة البيان غير متميزة منه ، وأظنها بخط المؤلف ، بخط فارسي جيد ، برقم 977.

ولكن شيخنا - دام ظله - ذكر للتكملة خطبة مستقلة في ما رآه من نسخة عليها خط نجل المصنف. راجع الذريعة 4 / 414.

ص: 200

(373)

تلخيص الأقوال

في تحقيق أحوال الرجال

تصنيف : الرجالي الكبير الشهير ، السيد محمد بن علي بن إبراهيم الحسيني الأسترآبادي ، المتوفى سنة 1028 في مكة المكرمة.

وله ثلاثة كتب في الرجال :

كبير : ويسمى منهج المقال ، وقد طبع ، وللوحيد البهبهاني تعليقة عليه ..

ووسيط : وهو هذا الكتاب ، وفي المكتبة منه نسختان ..

ووجيز : في فهرس الرضوية أنه موجود هناك بخط المؤلف.

والوسيط المسمى تلخيص الأقوال ، أو «تلخيص المقال» فرغ منه مؤلفه عاشر جمادى الأولى سنة 988.

نسخة غير مؤرخة ، إلا إنها كتبت في القرن الثالث عشر ، وعليها تملك معتضد الدولة بخطه الجيد في سنة 1326 ، تسلسل 1199.

نسخة ينقص من أولها صفحة واحدة ، ومن آخرها أربع صحائف ، ليس فيها ذكر للكاتب ولا تاريخ الكتابة ، إلا إن النسخة قريبة من عصر المؤلف ، ومن نسخ القرن الحادي عشر ، ذكر شيخنا العلامة الأميني - دام ظله - أن عليها حواش بخط الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي الحائري ، المتوفى سنة 1021 ، صاحب حاوي الأقوال في الرجال ، ولا أعلم مستند ما ذكره - دام ظله - ، تسلسل 354.

ص: 201

(374)

التلويح

في كشف حقائق التنقيح

المتن : تنقيح الأصول ، في أصول الفقه ، تصنيف : صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود المحبوبي البخاري ، المتوفى سنة 747.

وهو تنقيح لكتاب البزدوي مع إضافات من كتب أخر ، ثم شرحه المصنف ، وسمى الشرح : التوضيح.

والتلويح هذا شرح على التنقيح والتوضيح كليهما ، وهو للتفتازاني سعد الدين مسعود بن عمر ، المتوفى سنة 792.

فرغ منه في سلخ ذي القعدة سنة 758 ، وعليه حواش متعددة .. وفيه : إثبات الحسن والقبح العقليين بمقدمات أربع والرد على الأشعري ، أفردها بعضهم بالشرح والتعليق. راجع كشف الظنون ص 496.

نسخة قيمة ، بخط محمد بن قطب الدين بن مبارك شاه الكراتي ، فرغ منها في 9 شعبان سنة 832 ، بخط جيد ، في 228 ورقة ، رقم 1137.

(375)

تمرين الطلاب

في صناعة الإعراب

للشيخ خالد الأزهري.

ص: 202

واشتهرت بإعراب الألفية ، وتركيب خالد ، أي إعراب ألفية ابن مالك.

قال في خطبته : «فانقدح في خاطري أن أعرب جميع أبياتها ، وأشرح غريب لغاتها ، وأضبط ما أشكل من ألفاظها ...».

نسخة بخط محمد حسين بن ملا محمد البحراني ، الساكن في قرية نقنة من قرى سميرم ، من توابع أصفهان ، فرغ منها في 9 ذي الحجة سنة 1183 ، رقم 2298.

(376)

تمهيد القواعد

للشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، الشهيد سنة 965.

فرغ منه عصر الجمعة مفتتح شهر محرم سنة 958.

نسخة مكتوبة في حياة المؤلف ، فرغ منها الكاتب في 16 شوال سنة 961 ، وعليها تملك الحافظ الشيخ بنياد من القرن العاشر ، وختمه الكروي الكبير بأولها وآخرها ، رقم 2250.

نسخة بخط نسخ معتاد ، فرغ منها الكاتب سنة 1233 ، وبعدها الحاشية الأخيرة للأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني على معالم الدين ، رقم 1922.

نسخة القرن العاشر ، نسخة قيمة بخط نسخ جميل ، وبآخرها كشف الفوائد عن مسائل تمهيد القواعد ، للمؤلف أيضا ، رقم 1896.

ص: 203

(377)

التنبيهات

على معاني السبع العلويات

شرح على القصائد السبع العلويات ، لعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي الشافعي ، المتوفى سنة 655 .. مدح بها أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، وهي مشهورة متداولة.

والشارح هو : الفقيه شمس الدين محمد بن أبي الرضا ، كما ذكره صاحب كشف الظنون ، قال شيخنا - دام ظله - : أقول : هو المترجم في أمل الآمل بعنوان السيد صفي الدين محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي البغدادي ، الذي يروي عنه ابن معية ، المتوفى سنة 776 ، والشيخ الشهيد في سنة 776 ... وبالجملة ، ليس هو محمد بن أبي الرضا فضل الله الراوندي ، الذي كان والده باقيا إلى سنة 548 ، وبقي هو إلى أواخر المائة السادسة.

طبع مكررا سنة 1304 وسنة 1341 ، وتوجد منها نسخة عتيقة في المكتبة الرضوية ، تاريخ كتابتها سنة 1002.

نسخة كتبها الخطاط أقل الطلبة الشيخ حبيب الله الشوشتري ، بأمر العلامة الشيخ جعفر ، وأظنه الشريعتمداري الأسترآبادي ، الزعيم في عاصمة إيران طهران آنذاك ، وأظن أن الكاتب من تلامذته ، أمره بكتابتها لأجل نواب خورشيد اقتدار ... خانلري ميرزا القاجاري ، وفرغ منه في 10 شعبان سنة 1267 ، بخط نسخ جيد ، وكتب أشعار المتن بخط أخشن معلما بالحمرة بخط أفقي عليها ..

ص: 204

وبهوامشها تعليقات على القصائد السبع ، أوضحت كلماتها وبينت تراكيبها ، هي للعلامة الشيخ محمد تقي الدزفولي ، كتبها بخطه على هوامش النسخة ، من أولها إلى آخرها ، وفرغ منها سنة 1271.

والنسخة مصححة ، بآخرها : «بلغ إلى هنا تصحيحا ...» ، تاريخه شوال سنة 1267 ، في 119 ورقة ، رقم 1195.

(378)

التنبيهات العلية

في وظائف الصلاة القلبية

المعروفة ب : أسرار الصلاة.

للشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المتوفى سنة 965.

فرغ منه يوم السبت تاسع ذي الحجة سنة 951.

نسخة بخط العلامة الفقيه السيد محمد تقي الطالقاني ، مؤلف المظاهر العقلية وغيره ، ضمن مجموعة من رسائل الشهيد ، كلها بخطه ، فرغ من بعضها سنة 1274 ، رقم 1708.

نسخة كتابة القرن العاشر ، تسلسل 511.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، عليها تصحيحات ، ومعها كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق ، تسلسل 850.

نسخة بخط محمد بن جابر ، كتبها بخط فارسي جيد ، فرغ منها في شوال سنة 1079 ، وهي مقروءة مصححة ، عليها بلاغات وتصحيحات وتعليقات ، بأسفل بعضها توقيع : «مهدي» ، ضمن مجموعة فلسفية

ص: 205

رقم 597.

نسخة بخط نسخ جيد ، فرغ منها الكاتب منتصف شهر صفر سنة 1082 ، وهي صحيحة مصححة ، مقروءة مقابلة ، عليها بلاغات كثيرة : «بلغ أيده الله تعالى» ، وبآخرها : «بلغ قبالا بقدر الإمكان» .. وبآخر النسخة نسب السلسلة الصفوية ملوك إيران ، وينتهي إلى حمزة ابن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وبعده الاثنا عشرية الصومية للشيخ البهائي ، رقم 1914.

نسخة بخط نسخ جيد ، كتبها عبد محمد بن الشيخ مساعد بن بديع - وهو الحويزي ، والده مترجم في الأمل ، وابنه الكاتب مترجم في الروضة - ، فرغ منها في 15 شهر رمضان سنة 1094 ، بأول مجموعة رقم 2299.

(379)

تنبيهات المنجمين

للمولى مظفر بن محمد قاسم الجنابذي.

ألفه باسم السلطان شاه عباس الأول ، وفرغ منه عاشر صفر سنة 1024.

نسخة بخط فارسي جيد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، كتابة القرن الثاني عشر ، رقم 230.

وقبله كتاب في النجوم ، فارسي أيضا ، تأليف : حسين بن فارس المحاسب.

نسخة بخط عبد الرحيم بن قطب الدين القهپائي ، فرغ منها في 11 محرم 1034 ، ولعله في حياة المؤلف ، والنسخة ناقصة الباب الأول وشئ

ص: 206

من الباب الثاني ، بخط فارسي جيد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وبآخرها تملك علي شاه بن حاجي خضر شاه الأصفهاني ، وتملك محمد نقي المنجم التوني ، الشهير ب : علي نقي ، وتقع في 134 ورقة ، رقم 1301.

(380)

تنبيه الغافلين

فارسي ، في الأخلاق.

لبهاء الدين بن محمد بن إبراهيم الرشدي السرمدي.

رتبه على مقدمة وتسعة أبواب وخاتمة.

أوله : «الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله أجمعين ، چنين گويد مؤلف اين رساله ومحرر اين مقاله» ، ذكره شيخنا - دام ظله - في الذريعة [4 / 444 رقم 1980] ، فراجعه.

نسخة بخط معتاد ، فرغ منها الكاتب سنة 1240 ، رقم 2023.

(381)

تنبيه الغافلين

وتذكرة العارفين

شرح نهج البلاغة.

نسخة خزائنية ، كتبها أحد الخطاطين بخط نسخ رائع ، وفرغ منها سلخ رجب سنة 1035 ، بأولها لوحة جميلة ، وأوراقها مؤطرة بالذهب

ص: 207

واللاجورد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والنسخة مصححة مقابلة ، عليها بلاغات وتصحيحات ، وفي آخرها بخط السيد فخر الدين حيدر الحسيني اللنكيري : «قد قابلت هذه النسخة الشريفة من أولها إلى آخرها مرارا ، متنا وشرحا وإعرابا ، مع من يوثق به ...» ..

وكذلك بآخرها خط السيد محمد طاهر بن محمد صالح الحسيني بتمليك الكتاب لولده محمد باقر بتاريخ 20 جمادى الأولى سنة 1041.

341 ورقة ، رقم 1161.

(382)

تنبيه الواعظين

وإيقاظ المفسرين

للشيخ علاء الدين العلامة المؤرخ الأديب - كذا وصفه شيخنا - حسين بن أسد الله البهبهاني.

نزيل «الحر» الكوفة وبها توفي ليلة مقتل أمير المؤمنين سنة 1356 ، من تلامذة السيد محسن الكوهكمري ، ترجم له في خطباء المنبر 2 / 70.

وهو من تقرير مواعظ أستاذه المذكور في العشر الأول من محرم سنة 1329 ، وكان قد كتبها فارسية فاستدعى منه بعض شيوخ العرب أن يكتبها باللغة العربية ، فعربها وسماه : تنبيه الواعظين.

ص: 208

نسخة في 55 ورقة ، بقطع 7 / 15 × 3 / 21 ، تاريخ كتابتها عام 1330 ، وهي بخط المؤلف ، تسلسل 474.

(383)

تنزيه الأنبياء والأئمة

للشريف المرتضى علم الهدى ، علي بن الحسين بن موسى الموسوي ، المتوفى سنة 436.

نسخة بخط بهاء الدين محمد بن محمد القاري ، كتبها في مكة المكرمة على هامش مجموعة كلها بخطه في 25 شهر رمضان سنة 1073 ، 47 ورقة ، رقم 37.

نسخة بخط الكاتب محمد بن أبي ذر الطالقاني ، فرغ منها في 6 ذي الحجة سنة 1286 ، كتبها بأمر بعض الأعلام ، ثم أمره بمقابلتها وتصحيحها فامتثل أمره ، وكتب في نهاية الكتاب : «إني بالغت في التدقيق في مقابلة الكتاب وتصحيحه ، وأتعبت نفسي في سبيل ذلك طيلة شهرين ونصف».

وهي في 174 ورقة ، تسلسل 1555.

نسخة بخط الخطاط موسى بن علي بن ملا إسماعيل سليمان البهشتي ، بخط النسخ الجيد اللطيف ، ضمن مجموعة كلها بخطه ، هو ثاني ما فيها ، فرغ من أول ما فيها وهو اللهوف سنة 1274 ، رقم 1129.

نسخة بخط علي بن أحمد ، كتبها بخط نسخ جيد سنة 961 ، ناقصة من أولها ورقة ، بأول المجموعة رقم 1422.

ص: 209

(384)

تنقيح الأدلة والعلل

في ترجمة كتاب الملل والنحل

فارسي ، الملل والنحل للشهرستاني.

ترجمه إلى الفارسية خواجة أفضل الدين محمد بن صدر التركهء الأصفهاني وبأمر السلطان شاهرخ ميرزا الگوركاني التيموري ، وفرغ من الترجمة يوم الأحد 13 رجب سنة 843 في أصفهان ، وصلبه السلطان شاهرخ عام 850 ، فلم يلبث بعده إلا ثمانين يوما. ريحانة الأدب 1 / 413.

والكتاب مطبوع في طهران.

نسخة بخط النسخ الجيد ، كتبها الخطاط محمد محسن بن ملا مصطفى ، فرغ منها عاشر ذي القعدة سنة 1089 ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، وهي في 208 أوراق ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، رقم 1577.

(385)

التنقيح الرائع

[من المختصر النافع

للفاضل المقداد بن عبد الله السيوري ، المتوفى سنة 826.

شرح وبيان لوجه ترددات المحقق الحلي - المتوفى سنة 676 - في كتابه المختصر النافع ، وهو شرح تام من الطهارة إلى الديات في مجلدين بعنوان : «قوله : - قوله :». الذريعة 4 / 463 رقم 2059].

المجلد الثاني من أول كتاب النكاح إلى نهاية الكتاب ، بخط نسخ

ص: 210

جيد جميل ، كتبه إبراهيم بن إسماعيل ، وفرغ منه 7 ربيع الأول سنة 1060 ، وبآخره خط علي محمد بن محمد باقر الفاني ، رقم 2114.

(386)

تنقيح المناظر

لأولي الأبصار والبصائر

للمحقق كمال الدين أبي الحسن الفارسي ، من أعلام القرن الثامن.

أصل كتاب المناظر لإقليدس الصوري وابن هيثم - أبي علي محمد ابن الحسين بن الحسن بن سهل بن هيثم ، البصري المولد ، المصري المسكن ، المتوفى بها حدود سنة 430 ، عن عمر طويل - أدرج مسائله في كتابه المناظر والمرايا.

والتنقيح شرح لهذا الكتاب ، شرحه بإشارة أستاذه قطب الدين الشيرازي ، المتوفى سنة 710 ، وفرغ من الشرح سنة 718 ..

ولمعاصره وشريكه في التتلمذ على قطب الدين الشيرازي نظام الدين الأعرج القمي اختصار لهذا التنقيح سماه : البصائر في اختصار تنقيح المناظر.

وللمحقق الطوسي أيضا تحرير المناظر ، مطبوع. الذريعة 4 / 467 ، [رقم 2071].

كما إن تنقيح المناظر هذا أيضا مطبوع في حيدرآباد.

نسخة مكتوبة سنة 1031 ، في 347 ورقة ، مقاسها 8 / 13 × 5 / 19 ، تسلسل 342.

ص: 211

(387)

تنوير المطالع

حاشية ثانية للمحقق الدواني ، جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي ، المتوفى سنة 908 ه.

علقها على شرح المطالع لقطب الدين الرازي البويهي ، وأجاب فيها عن اعتراضات المحقق صدر الدين الدشتكي على الحاشية الأولى ، التي كان المحقق الدواني قد كتبها على شرح المطالع فيما قبل.

نسخة قديمة في مجموعة من الكتب والرسائل الفلسفية ، رقم المجموعة 558.

(388)

تهافت الفلاسفة

لأبي حامد الغزالي ، [محمد بن محمد ، المتوفى سنة 505 ه].

نسخة خزائنية من القرن العاشر ، بخط نسخ جيد ، كتبها أحد الخطاطين ، وبأولها لوحة ، وأوراقها مجدولة بالذهب واللاجورد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، أوراقها 102 ، رقم 1049.

للموضوع صلة ...

ص: 212

مصطلحات نحوية (16)

السيد علي حسن مطر

ثلاثون - مصطلح البدل

البدل لغة :

البدل في اللغة : العوض ، ومنه قوله تعالى : (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها) (1) ..

قال ابن فارس : «الباء والدال واللام أصل واحد ، وهو : قيام الشئ مقام الشئ الذاهب ، يقال : هذا بدل الشئ وبديله ، ويقولون : بدلت الشئ ، إذا غيرته ، وإن لم تأت له ببدله ... وأبدلته إذا أتيت له ببدل» (2).

وقال ابن منظور : «وبدل الشئ غيره ... بدل الشئ وبدله وبديله : الخلف منه ، والجمع أبدال» (3).

ص: 213


1- سورة القلم 68 : 32.
2- معجم مقاييس اللغة ، ابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون ، مادة «بدل».
3- لسان العرب ، ابن منظور ، مادة «بدل».

البدل اصطلاحا :

البدل والمبدل من مصطلحات البصريين (1) ، أما الكوفيون فقد عبروا

عن المعنى الاصطلاحي ب : «الترجمة والمترجم والتبيين والتكرير والمردود» (2).

وقال سيبويه (ت 180 ه) بشأن التعريف بالبدل : «هذا باب من الفعل يستعمل في الاسم ، ثم يبدل مكان ذلك الاسم اسم آخر ، فيعمل فيه كما عمل في الأول ، وذلك قولك : رأيت قومك أكثرهم» (3).

وقال المبرد (ت 285 ه) : «قيل : بدل ، لأن الذي عمل في الذي قبله ، قد صار يعمل فيه بأن فرغ له» (4) ، وقال أيضا : «اعلم أن البدل في جميع أبواب العربية يحل محل المبدل منه ، وذلك قولك : مررت برجل زيد ، وبأخيك أبي عبد الله ، فكأنك قلت : مررت بزيد ، ومررت بأبي عبد الله» (5).

وقال الرماني (ت 384 ه) في حد البدل : «قول يقدر في موضع 1.

ص: 214


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 156 ، 158 ، 439 - 440 ، 2 / 14 - 16.
2- أ - معاني القرآن ، يحيى بن زياد الفراء ، تحقيق أحمد نجاتي ومحمد النجار 1 / 167 - 168 ، 179. ب - مجالس ثعلب ، أحمد بن يحيى ثعلب ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 20. ج - شرح الأشموني على الألفية 3 / 123. د - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 2 / 155.
3- الكتاب ، سيبويه 1 / 150.
4- المقتضب ، محمد بن يزيد المبرد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 4 / 295.
5- المقتضب ، المبرد 4 / 211.

الأول» (1) ، فنحو قولك : جاء زيد أخوك ، بتقدير : جاء أخوك.

وحده ابن برهان العكبري (ت 456 ه) بقوله : «البدل من التوابع ، إلا أنه في تقدير جملتين في الأصل ، إذا قلت : ضربت زيدا رأسه ، فالأصل : ضربت زيدا ضربت رأسه ، فحذفت (ضربت) الثانية وانتصب (رأسه) ب (ضربت) الأولى» (2).

وميزة هذا الحد أنه يأخذ أول مرة (التابع) جنسا في تعريف البدل.

وحده الزمخشري (ت 538 ه) بقوله : «هو الذي يعتمد بالحديث ، وإنما يذكر الأول لنحو من التوطئة ، وليفاد بمجموعهما فضل تأكيد وتبيين لا يكون في الإفراد ... وقولهم : إنه في حكم تنحية الأول ، إيذان منهم باستقلاله بنفسه ومفارقته التأكيد والصفة في كونهما تتمتين لما يتبعانه ، لا أن يعنوا إهدار الأول وإطراحه ، ألا تراك تقول : زيد رأيت غلامه رجلا صالحا ، فلو ذهبت تهدر الأول ، لم يسد كلامك» (3).

وأما ابن معطي (ت 628 ه) فقد حد البدل بأنه : «تفسير اسم باسم يقدر إحلاله في محل الأول» (4).

ويلاحظ عليه : أن البدل لا يختص بالاسم ، فإنه يكون بالفعل وبالجملة أيضا.

وحده ابن يعيش (ت 643 ه) بما يقارب مضمون حد الرماني المتقدم ، فقال : «البدل : ثان يقدر في موضع الأول ، نحو قولك : مررت 8.

ص: 215


1- الحدود النحوية ، الرماني ، ضمن كتاب رسائل في اللغة والنحو ، تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني : 39.
2- شرح اللمع ، ابن برهان العكبري ، تحقيق فائز فارس 1 / 229.
3- المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 121.
4- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 238.

بأخيك زيد ، فزيد ثان من حيث كان تابعا للأول في إعرابه ، واعتباره بأن يقدر في موضع الأول ، حتى كأنك قلت : مررت بزيد ، فيعمل فيه العامل كأنه خال من الأول» (1).

وحده ابن الحاجب (ت 646 ه) بأنه : «تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه» (2) ..

وقال في شرحه «تابع ، يشمل التوابع كلها ، وقولنا : مقصود ، دخل فيه المعطوف ، فأخرجناه بقولنا : دونه ، يعني دون المتبوع ... فإذا قلنا : أعجبني زيد حسنه ، فالإعجاب منسوب إلى الحسن ، وإنما ذكر زيد للتوطئة والتمهيد ، والمعطوف دخل مع المعطوف عليه في المعنى الذي سيق المعطوف عليه لأجله ، فإن قولنا : قام زيد وعمرو ، شركت بين زيد وعمرو في القيام بما هو قيام ، لأنه يستحيل أن يكون قيام زيد قيام عمرو ، وإنما التشريك في معقول القيام ، لا في القيام المضاف إلى زيد» (3).

وقد أشار ابن الحاجب نفسه إلى أن «هذا الحد إنما يكون شاملا لغير بدل الغلط ، إذ بدل الغلط لم يذكر ما قبله لتوطئة ولا لتمهيد ، فإن قصدت دخوله في الحد قلت : وذكر المتبوع وليس هو المقصود ، وإنما ذكره النحويون في باب البدل وإن كان الأول غلطا والأغلاط لا ثبوت لها ، لأن الكلام وقع على الثاني وليس بغلط» (4). 9.

ص: 216


1- شرح المفصل ، ابن يعيش 3 / 63.
2- أ - شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 2 / 379. ب - الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حمودي 3 / 62. ج - الإيضاح في شرح المفصل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي 1 / 449.
3- الأمالي النحوية ، ابن الحاجب 3 / 62.
4- الإيضاح في شرح المفصل ، ابن الحاجب 1 / 449.

وعلق الرضي على حد ابن الحاجب بأنه : «لا يطرد ما قاله في نحو : جاءني زيد بل عمرو ، فإن المقصود هو الثاني دون الأول [فيدخل في حد البدل] مع أنه عطف نسق» (1).

وأما ابن عصفور (ت 669 ه) فقد حد البدل بأنه : «إعلام السامع بمجموع اسمين أو فعلين على جهة تبيين الأول أو تأكيده ، وعلى أن ينوى بالأول منهما الطرح معنى لا لفظا» (2).

ومما ذكره في شرحه : «ومثال ذلك : قام زيد أخوك ، ألا ترى أن السامع أعلمته بمجموع [الاسمين] : زيد وأخيك ، وقولنا : (أو فعلين) مثال ذلك قولك الشاعر :

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا

تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

ألا ترى أن السامع أعلمته الشرط بمجموع (تأتنا وتلمم).

وقولنا : (على جهة البيان) تحرز من العطف ، ألا ترى أنك إذا قلت : قام زيد وعمرو ، أعلمته بالقيام بمجموع زيد وعمرو ، إلا أن الثاني وهو عمرو ، ليس فيه بيان لزيد كما في قولك : قام زيد أخوك ... وقولنا : (على أن ينوي بالأول منهما الطرح) تحرز من النعت والتأكيد ، ألا ترى أنك إذا قلت : قام زيد العاقل ، أو قام زيد نفسه ، فقد أعلمت السامع بمجموع زيد والعاقل ، وكذلك أعلمته بزيد ونفسه على جهة تبيين الأول وهو زيد بالثاني وهو نفسه ، لكنه لم ينو بزيد في النعت والتأكيد الطرح كما نويته في البدل ... وقولنا : (من جهة المعنى لا من جهة اللفظ) ، لأنه لو نوي بالأول الطرح لفظا ، ولم يعتد به أصلا لما جاز مثل : ضربت زيدا يده ، إذ لو لم 1.

ص: 217


1- شرح الرضي على الكافية 2 / 379.
2- المقرب ، ابن عصفور ، تحقيق فخر صالح قدارة : 321.

يعتد بزيد لم يكن للضمير في (يده) ما يعود عليه» (1).

ويلاحظ على حد ابن عصفور ما يلي :

* أولا - أن افتتاحه بقوله : (إعلام السامع) غير فني ، لأنه يجعل الحد بيانا للبدل بمعناه المصدري بوصفه فعلا يمارسه المتكلم ، بينما المطلوب بيان المعنى الاصطلاحي النحوي لكلمة (البدل).

* ثانيا - أن قوله : (مجموع اسمين أو فعلين) غير شامل لجميع أفراد البدل ، لأن «البدل والمبدل منه إما اسمان معا ، وإما فعلان معا ، وإما اسم وفعل ، وإما جملتان معا ، وإما أحدهما جملة والآخر غير جملة» (2).

* ثالثا - أن قوله : (على أن ينوي بالأول منهما الطرح معنى لا لفظا) ليس موضع اتفاق جميع النحاة ، فقد قال الرضي : «وعلى ما ذكرناه من فوائد البدل والمبدل منه ، يتبين أن الأول ليس في حكم الطرح معنى إلا في بدل الغلط» (3).

وأما ابن مالك (ت 672 ه) فقد طرح صياغتين لحد البدل :

أولاهما : «هو التابع المستقل بمقتضى العامل تقديرا دون متبع» (4).

ومما ذكره السلسيلي في شرح هذا التعريف : «قوله : (المستقل بمقتضى العامل تقديرا) يخرج ما سوى البدل [من التوابع] إلا المعطوف ب (بل) فإنه داخل تحت المستقل بمقتضى العامل ، ولكن حصول تقدير الاستقلال له بمتبع ، وحصوله للبدل بغير متبع» (5). له

ص: 218


1- شرح جمل الزجاجي ، ابن عصفور 1 / 279 - 280.
2- النحو الوافي ، عباس حسن 3 / 664 ، حاشية الصفحة.
3- شرح الرضي على الكافية 2 / 392.
4- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 172.
5- شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، محمد بن عيسى السلسيلي ، تحقيق عبد الله

والثانية : ما ذكره في منظومته الكافية الشافية وخلاصتها الألفية من أنه : «التابع المقصود بالحكم بلا واسطة» (1).

وقد عالج ابن مالك بهذا الحد النقص الذي كان يعاني منه حد ابن الحاجب المتقدم ، فإنه ذكر في حد البدل كونه مقصودا بالحكم دون المبدل منه ، مما جعل الحد غير مانع من دخول الأغيار كالمعطوف ب (بل) بعد الإثبات ، نحو : جاءني زيد بل عمرو ، فعمد ابن مالك إلى إخراجه بإبدال قيد (دون المبدل منه) بقيد (بلا واسطة).

وقد أصبح هذا الحد هو التعريف النهائي للبدل ، فقد أخذ به معظم النحاة بعد ابن مالك كابن الناظم (ت 686 ه) (2) ، وابن هشام (ت 761 ه) (3)

وابن عقيل (ت 769 ه) (4) ، والسيوطي (ت 911 ه) (5) ، والفاكهي (ت 972 ه) (6).

ويجدر بالذكر أن ابن هشام وإن أخذ بحد ابن مالك ، إلا أنه لم 5.

ص: 219


1- شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي 3 / 1276.
2- شرح الألفية لابن الناظم : 215.
3- أ - شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 308. ب - شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 439. ج - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 3 / 64 - 65.
4- شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 2 / 247.
5- همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم 5 / 212.
6- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم : 185.

يرتض ما ذكره ابن مالك وغيره في تفسيره ، فأعاد شرحه بقوله : " فخرج بالفصل الأول [المقصود بالحكم] النعت والبيان والتأكيد ، فإنها مكملات للمقصود بالحكم ، وأما [عطف] النسق فثلاثة أنواع :

أحدها : ما ليس مقصودا بالحكم ك (جاء زيد لا عمرو) ، و (ما جاء زيد بل عمرو) أو (لكن عمرو) ، أما الأول فواضح ، لأن الحكم السابق منفي عنه ، وأما الآخران ، فلأن الحكم السابق هو نفي المجئ ، والمقصود به إنما هو الأول.

النوع الثاني : ما هو مقصود بالحكم هو ما قبله ، فيصدق عليه أنه مقصود بالحكم ، لا أنه المقصود [به وحده دون غيره] وذلك كالمعطوف بالواو ، نحو : جاء زيد وعمرو ، و : ما جاء زيد ولا عمرو ، وهذان النوعان خارجان بما خرج به النعت والتوكيد والبيان.

النوع الثالث : ما هو مقصود بالحكم دون ما قبله ، وهذا هو المعطوف ب (بل) بعد الإثبات ، نحو جاءني زيد بل عمرو ، وهذا النوع خارج بقولنا : (بلا واسطة) ، وإذا تأملت ما ذكرته في تفسير هذا الحد ، وما ذكره الناظم وابنه ومن قلدهما ، علمت أنهم عن إصابة الغرض بمعزل " (1).

وأما الإشبيلي (ت 688 ه) فقد حد البدل بأنه : «التابع على تقدير تكرار العامل ، والتوابع كلها ليس فيها تكرار للعامل ، فإذا قلت : جاءني أخوك زيد ، فهو على تقدير : جاءني أخوك جاءني زيد» (2).

وأما أبو حيان الأندلسي (ت 745 ه) فإنه ذكر حدين للبدل ، تابع 7.

ص: 220


1- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 3 / 64 - 65.
2- البسيط في شرح جمل الزجاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عياد الثبيتي 1 / 387.

في أحدهما ما ذكره الإشبيلي (1) ، وقال في الآخر : «البدل تابع يعتمد عليه في نسبة الإسناد إليه» (2) ، وهو بمضمون حد الزمخشري المتقدم من أن البدل «هو الذي يعتمد بالحديث».

وعقب عليه ابن هشام قائلا : «وبيان ذلك : أنك تقول : قام زيد أخوك ، فيكون ذكر زيد لمجرد التوطئة والتمهيد لذكر المقصود بالنسبة وهو الأخ ، وفائدة هذه أن الحكم مستفيد بها فضل تقوية وتقرير ، لأنه بمنزلة إسناد الحكم إلى المحكوم عليه مرتين ، وهذا الحد ... مختل ، فإنه إنما يصدق على بعض أمثلة البدل ، وهو البدل من المسند إليه ، وأما البدل من المنصوب والمجرور فلا» (3).

* * * 5.

ص: 221


1- غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيان الأندلسي ، مخطوط 8 / أ.
2- شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 2 / 234.
3- شرح اللمحة البدرية 2 / 235.

ص: 222

من ذخائر التراث

ص: 223

ص: 224

من ذخائر التراث :

صورة

ص: 225

ص: 226

مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أخذ الميثاق له بالربوبية والوحدانية ، ولنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة والرسالة ، ولأخيه أمير المؤمنين والأحد عشر من ولده بالإمامة والولاية ، وأشهد العباد على أنفسهم على ذلك لكي يسد عليهم باب الاحتجاج يوم القيامة.

والصلاة والسلام على من تحمل عبء الرسالة الثقيل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى أخيه ووصيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وعلى ابنته الزهراء البتول سيدة نساء العالمين عليها السلام ، وعلى الأئمة المعصومين المنتجبين من ولدهما عليهم السلام.

أما بعد ..

فإن الميثاق والولاية من الأمور الخطيرة التي تدخل في صميم العقيدة الإسلامية الحقة ، وهي من البساطة بمكان حتى إنها لا تحتاج من القارئ المنصف الذي يبحث عن الحق وأهله إلى كثير من العناء والمشقة ليزيل الغشاوة عن عينيه ليرى نور الله الذي يضئ له طريق النجاة والفلاح.

فآيات القرآن الكريم صريحة جدا في إظهار أحقية أهل البيت عليهم السلام

ص: 227

بالولاية والإمامة والخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منها : ما تناولها كاتب هذه الرسالة الإمام العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره في القسم الأول منها ، وهي آية الميثاق ، وذلك في معرض جوابه عن سؤال الشيخ عباس قلي الواعظ التبريزي الجراندابي ، حين سأله عن معنى قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) ، وذلك لو أردنا تفسيرها بغض النظر عن حملها على عالم الذر ، الذي نقول به ، والذي تثبت وقوع هذا الإشهاد وأخذ الميثاق فيه الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.

وكذلك آية الولاية في القسم الثاني من الرسالة ، حين سأله عن قوله تعالى : (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) بأنها آية واحدة مسوقة لبيان الأحكام ، فأي ربط لها بتعيين الإمام؟! والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة السند والمتواترة تملأ بطون الكتب ، سواء في ذلك روايات الفريقين ، وحتى تلك الفرق المعادية لأهل البيت عليهم السلام تظهر في مروياتهم وبوضوح أحقية أهل البيت عليهم السلام بالخلافة والإمامة ، فنلاحظ من خلالها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدخر جهدا في توضيح هذه المسألة وإبلاغه الناس ، منذ اللحظة الأولى من البعثة النبوية المباركة وحتى آخر لحظة من حياته الشريفة ، حين طلب منهم أن يحضروا له دواة

ص: 228

وكتفا ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا.

فنحن نعتقد بأن معرفة الحق قد خزنت في قلوب بني آدم منذ أن أشهدهم الله على أنفسهم حين رأوا من حقائق الأمور ما جعلهم يقرون مستسلمين بالبداهة التي تتداعى في الذهن من جملة : (قالوا بلى شهدنا) ، إلا أن عدم وجود المؤهل الذاتي ، أو وجود تراكمات الذنوب والأوهام والخطرات وتلويث النطف ، وغيرها ، تحول دون أن يرى الإنسان مكامن النور في قلبه ، وذلك لكونها محجوبة بحجب الأدران والزيغ ، فيبدأ مسيرته باتجاه نسيان ما رآه وعرفه .. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

ومتى ما أقبلت النفس على الأعمال التي من شأنها أن تعمل على تصفيتها وتهذيبها وتزكيتها مما علق بها من هذه الحجب تفتحت مكامن المعرفة ، وتختلف هذه باختلاف سعي النفوس وراءها ، حتى يبلغ بها المقام عند مرتبة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بقوله : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» (1).

فجاءت هذه الرسالة صغيرة الحجم ، قوية السبك ، عالية المضامين ، جلية الحجة والبرهان.

* * * 1.

ص: 229


1- انظر : غرر الحكم ودرر الكلم 2 / 142 رقم 1.

ترجمة المؤلف (1)

يكل القلم وتعجز الأنامل عن إيفاء الكتابة عن حياة عالم كبير مثل السيد شرف الدين قدس سره ، الذي هو علم من أعلام عصره ، الذي جمع بين

العلم والجهاد ضد الاستعمار ومقارعته ، ولكننا وفاء لقليل من الدين الذي علينا تجاه هذا الرجل العظيم ، ننقل قبسا من حياته التي قضاها في سبيل خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام.

اسمه ونسبه :

عبد الحسين بن يوسف بن الجواد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين الموسوي العاملي.

مولده :

ولد السيد شرف الدين في مدينة الكاظمية من العراق سنة 1290 ه ، من أبوين كريمين يصل نسبهما إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

عاد في الثانية والثلاثين من عمره إلى جبل عامل من جنوب لبنان حيث منبت أسرته ، وغدا بعد فترة قليلة زعيمها الكبير. ».

ص: 230


1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية : أعيان الشيعة 7 / 457 ، الأعلام 3 / 279 ، معجم المؤلفين 2 / 53 ، مقدمة كتاب «المراجعات».

قاد التغيير الاجتماعي في بلده ، ثم تصدى لمجابهة الاستعمار والاحتلال الفرنسي في لبنان ، فطاردته القوات الفرنسية وأحرقت بيته ومقره بما في ذلك مكتبته الكبرى ، وشردت عائلته ، فتنقل من لبنان إلى الشام ففلسطين فمصر ، وأينما حل كان مشعلا للإسلام ونورا للمسلمين.

وفي سنة 1329 زار مصر والتقى هناك الشيخ سليم البشري الذي تراسل معه في عدة رسائل أنتجت في ما بعد كتاب «المراجعات» ، وكان قد زار المدينة المنورة نحو سنة 1328 ، وفي سنة 1340 حج بيت الله الحرام ، وفي سنة 1355 زار العراق فإيران.

دراسته :

درس في النجف الأشرف وفي سامراء على أعلامهما أمثال الطباطبائي والخراساني وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمد طه نجف.

وفاته :

توفي رحمه الله في إحدى مستشفيات بيروت ، يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة 1377 ه ، ونقل جثمانه إلى بغداد بالطائرة ، بعد أن شيع في بيروت تشييعا رسميا ، ودفن بالنجف الأشرف.

مؤلفاته :

1 - المراجعات ، وقد انتشر انتشارا واسعا وطبع طبعات كثيرة.

ص: 231

2 - النص والاجتهاد.

3 - الفصول المهمة في تأليف الأمة.

4 - الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء عليها السلام.

5 - أبو هريرة.

6 - أجوبة مسائل جار الله.

7 - فلسفة الميثاق والولاية ، وهي الرسالة التي بين يديك عزيزي القارئ.

8 - مسائل فقهية خلافية.

9 - بغية الراغبين.

10 - ثبت الأثبات في سلسلة الرواة.

11 - مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام.

12 - زكاة الأخلاق.

وغير ذلك من المؤلفات المفيدة النافعة التي خدمت المذهب الحق.

منهجية التحقيق :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نسخة مطبوعة في ذيل رسالته المسماة «كلمة حول الرؤية» بالقطع الجيبي ، والتي طبعتها مكتبة نينوى الحديثة ، في طهران ، بالتصوير عن الطبعة الثانية للرسالة ، المطبوعة في مطبعة العرفان ، في صيدا ، عام 1371 ه / 1952 م ، واقتصرت في تحقيق هذه الرسالة على :

1 - ضبط النص ، من حيث التقطيع والتصحيح.

ص: 232

2 - استخراج الآيات القرآنية.

3 - استخراج الأحاديث النبوية الشريفة ، وإرجاعها إلى مصادرها الأصلية ، وقد اقتصرت فيها على ذكر بعض من أهم المصادر المخرجة لها ، إذ لو أردنا التوسع في ذكر المصادر - لا سيما في أحاديث فضائل ومناقب أهل البيت عليهم السلام - لخرج بنا المقام عن هدف الرسالة المؤلفة لأجله ، والتفصيل مرهون في مظانه مما ألف في خصوص كل منها.

4 - استخراج الأبيات الشعرية التي وردت في الرسالة ، مع ترجمة مختصرة لقائلها.

5 - توضيح المطالب المهمة ، بشرحها والتعليق عليها ، أو إحالتها على مصادرها الأصلية.

6 - شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة.

7 - أبقيت على الهوامش التي أدرجها السيد شرف الدين قدس سره في رسالته ، وألحقت بها جملة «منه قدس سره».

8 - أدرجت عدة عناوين لتوضيح رؤوس المطالب ووضعتها بين القوسين المعقوفتين [].

وفي الختام :

لا يسعني إلا أن أقدم شكري الجزيل إلى نشرة «تراثنا» الغراء ، التي حثتني على الشروع بتحقيق هذه الرسالة القيمة وإكمالها ، ومن ثم نشرها على صفحاتها.

وكذا أسدي شكري إلى أعضاء مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

ص: 233

التراث / فرع دمشق ، الذين ساهموا معي في إخراج هذا العمل إلى الملأ العلمي لفائدته الجلى ، لا سيما الأخ عبد الكريم الجوهر ، والأخ السيد محمد علي الحكيم ، الذي قدم لي التوجيهات اللازمة لإبراز هذه الرسالة بما يليق بها ، داعيا المولى العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام وبث علومهم ونشرها ، إنه نعم المجيب.

وآخر دعوانا أن ..

«اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ، صلواتك عليه وعلى آبائه ،

في هذه الساعة ، وفي كل ساعة ، وليا وحافظا ، وقائدا وناصرا ،

ودليلا وعينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه فيها طويلا».

والحمد لله أولا وآخرا ،

وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ،

وسلم تسليما.

علي

جلال باقر

ذكرى

المبعث النبوي الشريف

27

رجب الحرام 1421 ه

ص: 234

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

إن أخي في الله عز سلطانه ، المخلص لله في دينه ويقينه ، القائم في نصرة الحق على ساقه ، المجاهد في سبيله بيده ولسانه وقلمه ، الشيخ الجليل الحاج عباس قلي الواعظ التبريزي الجراندابي (1) ، أدام الله سداده ، ه.

ص: 235


1- هو ميرزا عباس قلي صادق پور وجدي ، المشتهر بواعظ جرندابي ، ولد بتبريز سنة 1315 وتوفي فيها سنة 1386. تعلم العلوم الدينية عند الشيخ علي الشربياني [المتوفى 2 ذي القعدة 1348 ، صاحب كتاب «معرفة الأئمة» المطبوع في تبريز سنة 1324 ه ، و «خلاصة التوحيد» في الكلام ، لم يطبع] ، ودرس الرياضيات والأسطرلاب على الميرزا لطف علي ، إمام الجمعة [المتوفى عن حدود 73 عاما في 1339]. وقد أسس الواعظ الجرندابي في سنة 1336 ه مدرسة جديدة سماها «الإرشاد» في راسته كوچه بتبريز - كما في تاريخ فرهنك آذربايجان 1 / 170 - وذلك في عهد رئاسة أبو القاسم فيرضات والدكتور أعلم الملك ، وفي عهد محمد علي تربيت ترك المدرسة هذه واشتغل بالتدريس في المدرسة الطالبية القديمة فدرس الرياضيات والمنطق ، ثم في حدود 1341 أسس عدة من العلماء مدرسة «سرخاب وشترخاب» وعينوا الجرندابي مديرا لها برعاية الميرزا صادق المجتهد التبريزي ، وبعد مدة ترك هذه المدرسة وتفرغ للوعظ والخطابة. وللمترجم مكتبة نفيسة تحتوي على أكثر من عشرة آلاف مجلد ، أهدى نفائسها والمخطوطات منها لمكتبة مشهد الإمام الرضا عليه السلام - آستانه قدس رضوي - ، وكان له مكاتبات مع علماء عصره ، كالسيد محسن الأمين العاملي والشيخ محمد جواد البلاغي والسيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء والشيخ آقا بزرك الطهراني وغيرهم رحمهم الله.

وبلغه رشاده ، أتحفني في هذه الأيام بكتاب مستطاب ، فرض علي فيه فلسفة الميثاق (1) والولاية ..

إذ سألني عن آيات تختص بهما كما سنفصله في الجواب إن شاء الله تعالى.

وحيث لا يسعني إلا الإيجاب ، بادرت بالجواب ، على ما بي من البلبال ، في هذه الأحوال ، متوكلا على الله ، مستمدا من فيضه تبارك وتعالى ، معتصما به من خطل الرأي وعثرة القلم.

فأقول مخاطبا لجنابه العالي - وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب - : ».

ص: 236


1- الميثاق - من المواثقة والمعاهدة : العهد ، ومنه الموثق ، تقول : واثقته بالله لأفعلن كذا وكذا. انظر : لسان العرب 15 / 212 مادة «وثق».

[الميثاق]

سألتني أيها الشيخ - أعزك الله - عن قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) (1) ..

فقلت : ما معنى هذه الآية إذا قطعنا النظر عن حملها على عالم الذر؟

وما وجه الاستشهاد بها على نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وإمامة أئمتنا عليهم السلام؟

فالجواب - إذا - يقع في مقامين : 2.

ص: 237


1- سورة الأعراف 7 : 172.

المقام الأول

في معنى الآية (1)

فأقول :

ظاهر الآية أنها إنما جاءت على سبيل التمثيل والتصوير ، فمعناها - والله تعالى أعلم - :

(و) أذكر يا محمد للناس ما قد واثقوا الله عليه بلسان حالهم التكويني ، من الإيمان به والشهادة له بالربوبية ، وذلك (إذ أخذ ربك) أي حيث أخذ ربك جل سلطانه (من بني آدم) أي (من ظهورهم ذريتهم) ، فأخرجها من أصلاب آبائهم نطفا ، فجعلها في قرار مكين من أرحام أمهاتهم ، ثم جعل النطف علقا ، ثم مضغا ، ثم عظاما ، ثم كسا العظام لحما ، ثم أنشأ كلا منهم خلقا سويا (2) ، قويا ، في أحسن تقويم (3) ، 4.

ص: 238


1- إن هذه الآية المباركة من أعجب الآيات نظما وأوضحها وأدقها دلالة على الميثاق الذي أخذه الله سبحانه وتعالى من بني آدم على ربوبيته ، ويستفاد من سياق الآية والآيات التي بعدها أن الله تعالى قطع عذر العباد بإقامته الحجة عليهم ، إذ لولا هذا الأخذ والإشهاد على ربوبيته تعالى ، ونبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، لكان للعباد أن يحتجوا على الله يوم القيامة بحجة يدفعون بها عن أنفسهم العذاب لعدم إيمانهم أو شركهم به سبحانه ، ولعدم إيمانهم بالنبوة والإمامة.
2- إشارة إلى قوله تعالى : (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) سورة المؤمنون 23 : 12 - 14.
3- إشارة إلى قوله سبحانه تعالى : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) سورة التين 95 : 4.

سميعا بصيرا (1) ، ناطقا ، عاقلا ، مفكرا ، مدبرا ، عالما ، عاملا ، كاملا ، ذا حواس ومشاعر وأعضاء أدهشت الحكماء ، وذا مواهب عظيمة ، وبصائر نيرة تميز بين الصحيح والفاسد ، والحسن والقبيح ، وتفرق بين الحق والباطل ، فيدرك بها آلاء الله في ملكوته ، وآيات صنعه جل وعلا في خلق السماوات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، وفي نظمه المستقيمة جارية في سمائه وأرضه على مناهجه الحكيمة.

وبذلك وجب أن يكونوا على بينة قاطعة بربوبيته ، مانعة عن الجحود بوحدانيته.

فكأنه تبارك وتعالى إذ خلقهم على هذه الكيفية قررهم (وأشهدهم على أنفسهم) فقال لهم : (ألست بربكم)؟! (2).

وكأنهم (قالوا بلى شهدنا) على أنفسنا لك بالربوبية ، وبخعنا لعزتك وجلالك بالعبودية ، نزولا على ما قد حكمت به عقولنا ، وجزمت به ».

ص: 239


1- إشارة إلى قوله تعالى : (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) سورة الإنسان 76 : 2.
2- نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 12 / 100 عن أبي سعيد الخدري ، قال : «حججنا مع عمر أول حجة حجها في خلافته ، فلما دخل المسجد الحرام ، دنا من الحجر الأسود فقبله واستلمه ، وقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبلك واستلمك لما قبلتك ولا استلمتك. فقال له علي عليه السلام : بلى ... إنه ليضر وينفع ، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لعلمت أن الذي أقول لك كما أقول ، قال الله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) فلما أشهدهم وأقروا له أنه الرب عزوجل وأنهم عبيد ، كتب ميثاقهم في رق ، ثم ألقمه هذا الحجر ، وله لعينين ولسانا وشفتين ، تشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين الله عزوجل في هذا المكان. فقال عمر : لا أبقاني الله في أرض لست بها يا أبا حسن!».

بصائرنا ، حيث ظهر لديها أمرك ، وغلب عليها قهرك ، فلا إله إلا أنت ، خلقتنا من تراب ، ثم أخرجتنا من الأصلاب نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاما ، ثم كسوت العظام لحما ، ثم أنشأتنا خلقا آخر قد انطوى فيه العالم الأكبر ..

فسبحانك سبحانك ما أسطع برهانك ، تحببت إلينا ، فدللتنا عليك بآياتك ، وأنت الغني الحميد ، وتفضلت علينا ، فدعوتنا إليك ببيناتك ، ونحن الفقراء العبيد ، ولولا أنت لم ندر ما أنت.

فلك الحمد إقرارا لك بالربوبية ، والحمد فضلك ، ولك الشكر بخوعا منا بالعبودية ، والشكر طولك ، لا إله إلا أنت رب العرش العظيم.

هذا كله من مرامي الآية الكريمة ، وإنما جاءت على سبيل التمثيل والتصوير ، تقريبا للأذهان إلى الإيمان ، وتفننا في البيان والبرهان ، وذلك مما تعلو به البلاغة فتبلغ حد الإعجاز.

ألا ترى كيف جعل الله نفسه في هذه الآية بمنزلة المشهد لهم على أنفسهم ، وجعلهم بسبب مشاهدتهم تلك الآيات البينات وظهورها في أنفسهم وفي خلق السماوات والأرض بمنزلة المعترف الشاهد ، وإن لم يكن هناك شهادة ولا إشهاد؟!

وباب التمثيل واسع في كلام العرب ، ولا سيما في الكتاب والسنة ، قال الله تعالى : (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) (1) ..

ضرورة أنهم لم يشهدوا على أنفسهم بألسنتهم ، وإنما شهدوا بألسنة 7.

ص: 240


1- سورة التوبة 9 : 17.

أحوالهم ، إذ نصبوا أصنامهم حول الكعبة فكانوا يطوفون بها عراة ويقولون : لا نطوف عليها في ثياب أصبنا فيها المعاصي (1) ، وكلما طافوا بها شوطا سجدوا لها ، فظهر كفرهم بسبب ذلك ظهورا لا يتمكنون من دفعه ، فكأنهم شهدوا به على أنفسهم.

وبهذا صح المجاز على سبيل التمثيل في هذه الآية.

ونحوها قوله تعالى : (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) (2) ..

إذ لا قول هنا من الله عزوجل ، ولا منهما قطعا ..

وإنما المراد أنه سبحانه شاء تكوينهما فلم يمتنعا عليه ، وكانتا في ذلك كالعبد السامع المطيع يتلقى الأمر من مولاه المطاع.

وعلى هذا جاء قوله تعالى : (إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) (3) ..

ضرورة أن القول في هذه الآية ليس على حقيقته ..

والحقيقة ما اقتبسه الإمام زين العابدين عليه السلام من مشكاة هاتين الآيتين ، إذ قال في بعض مناجاة ربه عزوجل : «وجرى بقدرتك القضاء ، ومضت على إرادتك الأشياء ، فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة ، وبإرادتك دون نهيك منزجرة» (4).

ومما جاء في القرآن الحكيم من المجاز على سبيل التمثيل قوله عز ب.

ص: 241


1- انظر : تفسير الفخر الرازي 16 / 9.
2- سورة فصلت 41 : 11.
3- سورة النحل 16 : 40.
4- الصحيفة السجادية : 59 دعاؤه إذا عرضت له مهمة أو نزلت به ملمة وعند الكرب.

من قائل : (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان) (1) الآية.

لأن عرضها على السماوات والأرض والجبال لم يكن على ظاهره ، وكذلك إباؤها وإشفاقها ، وما هو إلا مجاز على سبيل التمثيل والتصوير تقريبا للأذهان ، وتعظيما لأمر الأمانة ، وإكبارا لشأنها.

والأمانة هنا هي طاعة الله ورسوله في أوامرهما ونواهيهما ، كما يدل عليه سياق الآية وصحاح السنة في تفسيرها (2).

ولو أردنا استقصاء ما جاء في الذكر الحكيم والفرقان العظيم من هذه الأمثلة ، لطال بنا البحث وخرجنا به عن القصد.

وحسبك توبيخه عزوجل لأهل الغفلة عن قوارع القرآن الحكيم ، المستخفين بأوامره وزواجره ، إذ يقول وهو أصدق القائلين : (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) (3).

أما ما جاء في السنة من هذا القبيل فكثير إلى الغاية ، وكثير لا يحصى ، وحسبك منه الصحاح الصريحة ببكاء الأرض والسماء على سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء ..

إذ بكته الشمس بحمرتها ، والآفاق بغبرتها ، وأظلة العرش بإعوالها ، وطبقات الأرض بزلزالها ، والطير في أجوائها ، وحجارة بيت المقدس بدمائها ، وقارورة أم سلمة بحصياتها ، وتلك الساعة بآياتها ، كما صرحت به 1.

ص: 242


1- سورة الأحزاب 33 : 72.
2- انظر مثلا : تفسير الطبري 10 / 339 ح 28686 ، مجمع البيان 8 / 162.
3- سورة الحشر 59 : 21.

أحاديث السنة وصحاح الشيعة (1).

وأنت تعلم أن بكاء تلك الأجرام لم يكن على ظاهره ، وإنما كانت مجازا على سبيل التمثيل ، إكبارا لتلك الفجائع ، وإنكارا على مرتكبيها ، وتمثيلا لها مسجلة في آفاق الخلود ، إلى اليوم الموعود.

ومما جاء في السنة على هذا النمط من المجاز على سبيل التمثيل حديث كربلاء والكعبة (2) الذي أشار إليه سيد الأمة ، وبحر علومير

ص: 243


1- انظر : مسند أحمد 3 / 242 و 265 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 159 ، المعجم الكبير 3 / 114 ح 2840 ، تهذيب التهذيب 2 / 347 ، الدر المنثور 7 / 413 ، الجامع لأحكام القرآن 16 / 64 ، الإرشاد 2 / 130 ، الأمالي - للصدوق - : 694 - 696 ، إعلام الورى : 217.
2- لقد وردت روايات كثيرة معتبرة في تفضيل أرض كربلاء على أرض الكعبة ، منها ما رواه شيخ الطائفة الأقدم أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه - المتوفى 367 - في كتابه «كامل الزيارات» ، ص 266 - 271 .. فقد روى بسنده عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من مواليه : يا فلان! أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام؟ قال : نعم ، إني أزوره بين ثلاث سنين أو سنتين مرة. فقال له وهو مصفر الوجه : أما والله الذي لا إله إلا هو ، لو زرته لكان أفضل لك مما أنت فيه! فقال له : جعلت فداك! أكل هذا الفضل؟! فقال : نعم ، والله لو إني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا ، وما حج منكم أحد! ويحك! أما تعلم أن الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما؟! قال ابن أبي يعفور : فقلت له : قد فرض الله على الناس حج البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام؟! فقال : وإن كان كذلك ، فإن هذا شئ جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبي أمير

الأئمة ، في درته النجفية (1) ، إذ يقول أعلى الله مقامه : زا

ص: 244


1- الدرة النجفية : 100. والدرة النجفية : أرجوزة مشهورة من سيدة الأراجيز في الفقه ، لم يسبق إلى مثلها ، عني بها كثير من الفقهاء من بعده ، وطبعت غيرة مرة ، وعليها شرح الميرزا

وفي حديث كربلا والكعبة

لكربلا بأن علو الرتبة

وكذا حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «ما من مؤمن إلا وله باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه ، فإذا مات بكيا عليه» (1)

انتهى.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر : «إذا مات المؤمن ناحت عليه البقاع التي كان يشغلها بعبادة الله تعالى» (2) ..

.. إلى كثير من أمثال هذه السنن ، جاءت على نمط كلام العرب في التمثيل والتصوير ، وكم لها في كلامهم من نظير!

قال أمية بن أبي الصلت (3) : في

ص: 245


1- سنن الترمذي 5 / 354 ح 3255 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 7 / 411 في تفسير قوله تعالى : (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) سورة الدخان 44 : 29 ، كنز العمال 2 / 14 ح 3041.
2- انظر : الدر المنثور 7 / 412.
3- ديوان أمية بن أبي الصلت : 37 ، وانظر : لسان العرب 2 / 349 مادة «جمد». وأمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت ، من أهل الأندلس. كان أديبا فاضلا ، حكيما ، منجما ، مات في المحرم سنة 529 بالمهدية من بلاد القيروان ، وهو صاحب فصاحة بارعة ، وعلم بالنحو ، والطب. ولابن أبي الصلت من التصانيف : كتاب الأدوية المفردة ، كتاب تقويم الذهن في

سبحانه ثم سبحانا يعود له

وقبلنا سبح الجودي والجمد

فإن الجودي والجمد جبلان (1) ، والمراد أنهما يسبحان الله بلسان

تكوينهما ، راسخين شامخين ، يدلان على الصانع الحكيم وعلى قدرته وعظمته.

فكأنهما ينزهان الله عزوجل عما لا يجوز عليه ، على حد قوله تعالى : (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن) (2).

وهذا النوع من التسبيح في القرآن العظيم كثير كما لا يخفى.

وقال قيس بن الملوح (3) : 9.

ص: 246


1- الجودي : موضع وقيل جبل ، وقال الزجاج : هو جبل بآمد ، وقيل : جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح ، وفي التنزيل العزيز : (وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) سورة هود 11 : 44. انظر : لسان العرب 2 / 413 مادة «جود». والجمد : جبل على ليلة من المدينة مر عليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقال : «هذا جمدان سبق المفردون». انظر : لسان العرب 2 / 349 مادة «جمد».
2- سورة الإسراء 17 : 44.
3- ديوان مجنون ليلى : 192 باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وقيس بن الملوح : هو ابن مزاحم العامري ، توفي سنة 68 ه ، شاعر غزل ، من المتيمين ، من أهل نجد ، لم يكن مجنونا وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد. قيل في قصته : نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها ، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ، فيرى حينا في الشام وحينا في نجد وحينا في الحجاز ، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله. انظر : الأغاني 2 / 49.

وأجهشت للتوباذ (1) حين رأيته

وكبر للرحمن حين رآني

وأذريت دمع العين لما أتيته

ونادى بأعلى صوته فدعاني

فقلت له : أين الذين رأيتهم

بجنبك في خفض وطيب زمان؟!

فقال : مضوا واستودعوني بلادهم

ومن ذا الذي يبقى على الحدثان؟!

ضرورة أنه لا سؤال هنا ، ولا جواب ، ولا تكبير ، ولا نداء ، ولا دعاء ، وإنما هي مجازات على سبيل التمثيل والتصوير.

ومثله قول بعضهم (2) :

وقالت له العينان : سمعا وطاعة

وحدرتا كالدر لما يثقب

وقال مزاحم العقيلي (3) :

بكت دارهم من أجلهم فتهللت

دموعي فأي الجازعين ألوم؟!

وكانوا إذا أخبروا عن عظم المصاب بموت الواحد من عظمائهم يقولون : بكته السماء والأرض ، وأظلمت لفقده الشمس والقمر .. 1.

ص: 247


1- التوباذ : جبل بنجد ، انظر : معجم البلدان 2 / 64 رقم 2669.
2-
3- انظر : الأغاني 19 / 105. ومزاحم بن الحارث ، أو : مزاحم بن عمرو بن مرة بن الحارث ، من بني عقيل ابن كعب بن عامر بن صعصعة. شاعر غزل بدوي من الشجعان ، كان معاصرا لجرير والفرزدق ، وسئل كل منهما : أتعرف أحدا أشعر منك؟ فقال الفرزدق : لا ، إلا أن غلاما من بني عقيل يركب أعجاز الإبل وينعت الفلوات فيجيد. وأجاب جرير بما يشبه ذلك. وقيل لذي الرمة : أنت أشعر الناس! فقال : لا ، ولكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم ، يسكن الروضات ، يقول وحشيا من الشعر لا يقدر أحد أن يقول مثله. انظر : خزانة الأدب 6 / 256 ، الأعلام 7 / 211.

قال جرير (1) يرثي عمر بن عبد العزيز :

الشمس طالعة ليست بكاسفة

تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

أي إنها مع طلوعها باكية ليست بكاسفة نجوم الليل والقمر ، لأن عظم مصيبتها بك قد سلبها نورها.

وبالجملة : فإن باب المجاز على سبيل التمثيل من أوسع أبواب البلاغة في لسان العرب ، كانوا يرصعون به خطبهم وأشعارهم وحكمهم وأمثالهم ..

فمن أمثالهم السائرة (2) :

قال الجدار للوتد : لم تشقني؟!

قال الوتد : سل الذي يدقني!

.. إلى كثير من أمثال هذا.

والقرآن إنما نزل على لغتهم وفي أساليبهم ، وما تحدى العرب إلا على طرائقهم وفي مجازاتهم وحقائقهم ، فبخعوا لآياته ، وعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله (3).

فآية الميثاق والإشهاد على أنفسهم إنما جاءت من هذا الباب ، كما 3.

ص: 248


1- ديوان جرير : 235. وجرير بن عطية بن حذيفة بن بدر الخطفي الكلبي اليربوعي ، من تميم (28 - 110 ه) ، أشعر أهل عصره ، ولد ومات في اليمامة ، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم ، وكان هجاء مرا ، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل ، وهو من أغزل الناس شعرا. انظر : وفيات الأعيان 1 / 321 رقم 130 ، الأعلام 2 / 119.
2-
3- إشارة إلى قوله عزوجل : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) سورة البقرة 2 : 23.

جاء غيرها من آيات الفرقان وصحاح السنة وسائر كلام العرب.

والحمد لله الذي دلع لسان الصباح بنطق تبلجه ، وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه ، ودل على ذاته بذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته (1).

* * * 3.

ص: 249


1- هذا المقطع مقتبس من دعاء الصباح للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ، انظر : بحار الأنوار 94 / 243.

المقام الثاني

في الاستشهاد بالآية الكريمة على

نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة أئمتنا عليهم السلام

وهذا شئ لم يكن مدلولا عليه بظاهر الآية لولا ما رويناه في تفسيرها عن الإمام الصادق عليه السلام إذ قال : «كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ، ولرسوله بالنبوة ، ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة ، فقال : (ألست بربكم) ومحمد نبيكم وعلي إمامكم والأئمة الهادون أئمتكم (قالوا بلى)» .. الحديث (1).

وقول الصادق عليه السلام حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لوجوب عصمته عقلا ونقلا ، وهو إمام العترة الطاهرة في عصره ، لا يضل من تمسك به ، ولا يهتدي إلى الله من ضل عنه ، أنزله النص منزلة الكتاب ، وجعله قدوته لأولي الألباب ، وهذا أمر مفروغ عنه عندنا ، والحمد لله رب العالمين (2). .

ص: 250


1- تفسير القمي 1 / 248 ، ومؤداه في : تهذيب الأحكام 3 / 146 ح 317 باب صلاة الغدير.
2- نعم ، إن مسألة عصمة الأئمة عليهم السلام عندنا مفروغ منها ، وذلك بدلالة آيات الكتاب العزيز والأحاديث النبوية الشريفة المتواترة ، والتي تظهر هذا الأمر جليا واضحا ، لذا فما على المنصف إلا أن يراجع هذه الآيات والأحاديث لكي يزيل عن عينيه الغشاوة التي منعته من رؤية الحق وأهله. فمن الآيات القرآنية التي تدل على إمامتهم وعصمتهم عليهم السلام : 1 - آية التطهير : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) سورة الأحزاب 33 : 33. والمراد بأهل البيت في هذه الآية : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفق ما جاء به الحديث الشريف. انظر : صحيح مسلم 7 / 130 ، سنن الترمذي 5 / 328 ح 3205 و 3206 ، المستدرك على الصحيحين 2 / 451 ح 3558 و 3559 ، المعجم الكبير 3 / 53 ح 2664 ، الدر المنثور 6 / 603 - 605 ، سير أعلام النبلاء 10 / 346. ومن تخلف عنها هلك». وهو حديث متواتر فيه دلالة واضحة على إمامة أئمتنا وعصمتهم بالمعنى الذي يقوله علماؤنا ، أي أن الذي يريد أن ينجو من الهلاك عليه بالتمسك بهؤلاء لأنهم سفن النجاة. انظر : المستدرك على الصحيحين 2 / 373 ح 3312 ، تاريخ بغداد 12 / 91 ح 6507 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، الصواعق المحرقة : 352 ، المعجم الكبير 3 / 37 ح 2636 ، المعجم الصغير 1 / 139 ، الدر المنثور 3 / 334. 2 - حديث الثقلين : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما!». وقد ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ، وهو من الأحاديث الدالة دلالة قاطعة لا تقبل الشك والترديد على عصمة أئمتنا الأطهار عليهم السلام ، إذ قرن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم القرآن بالعترة ، وأخبر أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض. انظر : صحيح مسلم 7 / 122 ، مسند أحمد 5 / 181 - 182 ، سنن الترمذي 5 / 622 ح 3788 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 160 ح 4711 وج 3 / 613 ح 6272 ، المعجم الكبير 5 / 166 ح 4969 وج 5 / 182 ح 5025 و 5026 وج 5 / 183 ح 5028 ، الدر المنثور 2 / 60.

2 - آية المودة : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) سورة الشورى 42 : 23.

فقد عين النبي صلى الله عليه وآله وسلم المقصودين ب «القربى» في هذه الآية ، وهم : علي والزهراء وولداهما عليهم السلام ، ولو لم يكونوا طاهرين مطهرين معصومين لما أمر الله تعالى بمودتهم ، ولكان أمره عبثا ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

انظر : مسند أحمد 1 / 229 ، المعجم الكبير 3 / 47 ح 2641 وج 11 / 351 ح 12259 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 188 ح 4802 ، تفسير الطبري 25 / 16 - 17.

3 - آية المباهلة : (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) سورة آل عمران 3 : 61.

وهذه الآية من الآيات الدالة على إمامة أئمتنا الأطهار عليهم السلام ، وعلى أنهم بمرتبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل ساوتهم به إذ جمعت أنفسهم مع نفسه ، فقال تعالى : (وأنفسنا وأنفسكم) ، وقصة هذه الآية معروفة إذ خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مباهلة نصارى نجران بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وقد تواترت الأخبار في نقلها.

انظر : مسند أحمد 1 / 185 ، صحيح مسلم 7 / 120 ، سنن الترمذي 5 / 596 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 163 ح 4719 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60.

أما بالنسبة للأحاديث النبوية الشريفة فهي كثيرة جدا ، ولكننا - روما للاختصار - سنورد أشهر حديثين ، وهما :

1 - حديث السفينة : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ،

ص: 251

أما أخذ الميثاق هنا لرسول الله بالنبوة ، ولأوصيائه الاثني عشر بالإمامة ، فإنما هو على حد ما ذكرناه من أخذ الميثاق لله عزوجل بالربوبية (1). 8.

ص: 252


1- أول ما أخذ الله الميثاق له بالربوبية من الأنبياء عليهم السلام حيث قال تعالى : (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) سورة الأحزاب 33 : 7 ، فذكر جملة من الأنبياء ، ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال : (ومنك) يا محمد ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أفضلهم ، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأنبياء بالإيمان له ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال - سورة آل عمران 3 : 81 - : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لتؤمنن به ولتنصرنه) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، وأخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة عليهم السلام. انظر : تفسير القمي 1 / 248.

فإنه - وله الحمد والمجد - أقام على نبوة نبينا ، وإمامة أئمتنا من الأدلة القاطعة ، والبراهين الساطعة ، والآيات ، والبينات ، والحجج البالغة المتظاهرة ما لا يتسنى جحوده ، ولا تتأتى المكابرة فيه ، ولات حين مناص.

فلو فرض أن الله عز سلطانه سأل بني آدم - بعد تناصر تلك البينات - وأشهدهم على نبوة نبينا وإمامة أوصيائه ، لما وسعهم إلا الإقرار لهم والشهادة بالحق طوعا وكرها.

ألا ترى البر والفاجر ، والمسلم والكافر ، والمؤمن والمنافق ، والناصب والمارق ، قد بخعوا لفضلهم ، وطأطأوا لشرفهم ، فسطروا الأساطير في مناقبهم ، وملأوا الطوامير من خصائصهم ، وتلك صحاح أعدائهم تشهد لهم بالحق الذي هم أهله ومعدنه ، ومأواه ومنتهاه (1).

وتفصيل الكلام في هذا المقام لا تسعه هذه العجالة ، فاكتف الآن بهذه الإشارة ، فإنك والحمد لله من الأحرار الأبرار ، من أهل البصائر الثاقبة.

ولعل الله يوفقني للتفصيل في كتاب أفرده لأعلام النبوة ودلائل الإمامة ، لنستقصي الكلام في هذا المقام ، وما توفيقي إلا بالله.

* * * 1.

ص: 253


1- انظر مثلا : صحيح مسلم 7 / 119 - 124 ، مسند أحمد 1 / 77 و 99 و 115 و 118 و 368 و 331 ، سنن ابن ماجة 1 / 42 - 44 ، سنن الترمذي 5 / 590 - 601.

[الإمامة والولاية]

وسألتني عن قوله تعالى : (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) (1) ..

فقلت : هذه آية واحدة مسوقة من أولها إلى آخرها لبيان الحكم الشرعي ، أعني تحريم هذه الخبائث إلا على من اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم ، فإن الضرورات تبيح المحظورات.

وإذا كانت مسوقة لبيان الأحكام ، فأي ربط لها بتعيين الإمام؟!

ولم لا يكون المراد من قوله فيها عز من قائل : (اليوم أكملت لكم دينكم) إكمال الأحكام من حلال وحرام ، على ما يقتضيه سياق الكلام؟!

فالجواب :

إن من نظر في هذه الآية نظرا سطحيا وجدها في بادئ بدء لا تأبى 3.

ص: 254


1- سورة المائدة 5 : 3.

الحمل على ما ذكرتموه ، لكن من أنعم (1) النظر فيها ، فأعطى التأمل حقه ، علم أن المأثور في تفسيرها عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أليق بسياقها الأخير.

فإنها لم تبق على السياق الأول ، لأن الله عز سلطانه بعد أن حرم فيها تلك الخبائث ، وأكد تحريمها بقوله عز من قائل : (ذلكم فسق) ، قال على سبيل الاعتراض : (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون) ..

فربط بهذا على قلوبهم ، وثبت أقدامهم ، وأنهضهم إلى الأخذ بأحكام الدين ، وشحذ عزائمهم على إقامة شرائع الإسلام ، ونفخ فيهم من روح الطمأنينة والسكينة ما لا يأبهون معه بالكفار.

وكان بعض المسلمين قد رهقهم الخوف من مخالفة الأمم بما تعبدهم الله به من حلاله وحرامه وسائر شرائعه وأحكامه ، وربما خافوا من الكفار أن يلغوا تلك الشرائع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان الكفار يطمعون في ذلك ، فأراد الله تبارك وتعالى تأمين المسلمين على دينهم ، فبشرهم بقوله وهو أصدق القائلين : (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) ..

أي بما أنعمت به عليكم من السطوة القاهرة ، والدولة المتسقة ، فأصبح الكفار بها أذلاء خاسئين ، ويئسوا بسببها من تغلبهم على دينكم ، فلن يطمعوا بعد هذا في الاستيلاء عليكم أبدا ..

وحيث بلغتم هذه المثابة من العز والمنعة فلا تخشوهم ، أي لا تخافوا من مخالفتكم إياهم في هذه الشرائع وإن نقموها عليكم ، ».

ص: 255


1- أنعم النظر في الشئ : إذا أطال الفكرة فيه ، انظر : لسان العرب 14 / 213 مادة «نعم».

واخشوني في ما أمرتكم به ونهيتكم عنه ، فخذوا بما أمرتكم به ، وذروا ما نهيتكم عنه ولو كره المشركون.

وفي هذا السياق نفسه جاء قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم) ، أي بتعيين من يهيمن على الدين بعد خاتم النبيين والمرسلين ، فيقوم مقامه في حفظ بيضته ، ونشر دعوته ، وقطع دابر من يبتغي السوء به ..

(وأتممت عليكم نعمتي) باختيار علي لهذه المهمة ، فإنه القوي الأمين ، الذي لا تأخذه في حفظ الدين وأهله لومة لائم ، ولا سطوة معتد غاشم ..

(ورضيت لكم الإسلام دينا) قيما حكيما بأصوله وفروعه ، جامعا مانعا ، عزيزا بعزة قوامه وإمامه بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا يطمع فيه طامع ، ولا يرمقه من أعدائه إلا بصر خاشع.

وبعبارة أخرى : لا ريب في أن الكلام البليغ يدخله الاستطراد والاعتراض ، أعني تخلل الجمل الأجنبية بين كلامه المتناسق ، فيزده ذلك بلاغة إلى بلاغته ، كما نص عليه الأئمة من علماء البلاغة ، واستشهدوا عليه بكثير من الآيات المحكمة والسنن الصحيحة وكلام العرب في الجاهلية ، والتفصيل في باب الإيجاز والإطناب والمساواة من علم المعاني (1).

وعليه : فإن قوله تعالى : (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) قد دخل في هذه الآية على سبيل الاعتراض ، كما صرح به الزمخشري في ا.

ص: 256


1- الإيجاز : أداء المقصود بأقل من عبارة المتعارف ، والإطناب : أداؤه بأكثر منها ، والمساواة : هي ألا يزيد اللفظ على المعنى فتكون وسطا بين الإيجاز والإطناب. انظر مثلا : المطول : 282 وما بعدها.

تفسيرها من «الكشاف» (1) ، والحكمة في إدخاله تأمين المسلمين على دينهم كما بيناه.

وفي سياق هذا التأمين قال لهم : (اليوم أكملت لكم دينكم) ، يعني بجعل الولاية عليه وعليكم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن يقوم مقامه في حفظ البيضة ، والذود عن حياض المسلمين بكل رعاية حكيمة ، وكل عناية عظيمة.

ونحن مهما شككنا فلا نشك في عصمة أئمتنا (2) ، وأن عندهم علم الكتاب (3) ، وما من ريب لأحد في أنهم أعلم الناس بمفاده ..

وقد تواترت نصوصهم الصريحة بأن قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم) إلى قوله : (ورضيت لكم الإسلام دينا) إنما نزلت في إمامة أمير المؤمنين يوم غدير خم ، الثامن عشر من ذي الحجة ، سنة عشر للهجرة ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قافل من حجة الوداع بمن كان معه من عشرات الألوف من المسلمين ، قبل وفاته بسبعين يوما أو أكثر بقليل (4) ..

فكمل الدين في خم بإمامة الوصي ، كما بدأ في حراء ببعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.3.

ص: 257


1- الكشاف 1 / 593.
2- انظر أول المقام الثاني المار آنفا قبل صفحات ، وهامشه رقم 2.
3- انظر تفسير قوله تعالى : (ومن عنده علم الكتاب) سورة الرعد 13 : 43 ، الكافي 1 / 254 - 256 ح 603 - 608 ، شواهد التنزيل 1 / 307 - 310 ح 422 - 427.
4- انظر : الإرشاد 1 / 175 - 177 ، تهذيب الأحكام 3 / 143 ح 317 ، الكافي 1 / 327 ضمن ح 761 ، الاحتجاج 1 / 133 - 162 ، الكشاف 1 / 593 ، مجمع البيان 3 / 263.

هذا هو المعلوم بحكم الضرورة من مذهب الأئمة من أهل البيت - وأهل البيت أدرى بالذي فيه - ، وهذا هو الأليق بالسياق ، والحمد لله على الوفاق.

على إنا لا نعلم - كما يشهد الله - بأن قوله تعالى : (حرمت عليكم الميتة) وما بعده إلى قوله : (غفور رحيم) كل ذلك آية واحدة! ومن أين اليقين بهذا مع العلم القطعي الضروري بأن القرآن الحكيم لم يرتب في الجمع على حسب ترتيبه في النزول؟!

ولماذا لا يجوز أن يكون قوله تعالى : (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) إلى قوله : (ورضيت لكم الإسلام دينا) آية مستقلة بنفسها لا ربط لها بغيرها ، نزلت على حدة يوم الغدير ، ثم أقحمها الناس على عهد عثمان وزجوها في وسط تلك الآية الكريمة ، لغرض لهم ، أو لجهل بهم ، أو لغير ذلك؟!

وأنت تعلم أن المأثور في تفسيرها عن أئمتنا عليهم السلام يوافق كون الجميع آية واحدة كما بينا ، ويوافق كونه آيتين (1) ، والحمد لله على سطوع البرهان بأجلى بيان.

* * * 4.

ص: 258


1- انظر : تفسير القمي 1 / 170 ، مجمع البيان 3 / 264.

[لم لم يصرح القرآن بخلافة الإمام علي؟!]

ثم سألتني فقلت : لماذا لم يصرح القرآن المبين تصريحا واضحا بخلافة أمير المؤمنين ، بحيث لا يبقي مجالا للتأويل ، فتنقطع الخصومة والمنازعة في الإمامة بسبب ذلك من غير حاجة إلى التماس الأحاديث لإثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام؟!

والجواب يحتاج إلى تمهيد مقدمة ، لها أثرها في تقريبه إلى الأذهان ، نقتبسها من (فصولنا المهمة) و (مراجعاتنا الأزهرية) (1).

ومجمل القول فيها : إن العرب عامة ، وقريشا خاصة ، كانت ترى أن أمير المؤمنين وترها وسفك دماءها بسيفه ، وكشف القناع منابذا لها ، حيث جاهدها في سبيل الله ، وقهرها في إعلاء كلمة الله ، وقام على ساقه في نصرة الله ورسوله حتى جاء الحق وزهق الباطل على رغم كل عات كفور من طغاة العرب وطغامهم (2).

وقد عصبوا به كل دم أراقه الإسلام على عهد النبوة ، سواء كان بسيف أمير المؤمنين أم بسيف غيره.

جروا في ذلك على عاداتهم في أخذ ثاراتهم ، إذ كانوا يعصبون دماءهم بالزعيم نفسه ، فإذا فاتهم الزعيم عصبوها بأمثل عشيرته وأفضل أهل بيته ، وعلي كان عندهم وعند غيرهم أمثل الهاشميين ».

ص: 259


1- انظر : الفصول المهمة : 135 ، المراجعات : 448 مراجعة 84.
2- الطغام - الواحد والجمع في ذلك سواء - : أراذل الناس وأوغادهم ، انظر : لسان العرب 8 / 169 مادة «طغم».

برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفضلهم من بعده ، لا يدافع ولا ينازع في ذلك أبدا ، فهو الذي يجب عندهم أن تعصب به تلك الدماء بأجمعها ، ولذا عصبوها به!

فتربصوا به الدوائر ، وقلبوا له الأمور ، وأضمروا له ولذريته كل سوء ، ووثبوا عليهم في كل جيل من أجيال هذه الأمة العربية كل وثبة ، وكان ما كان مما طار في الأجواء ، وطبقت فجائعه وفظائعه الأرض والسماء.

على إن العرب عامة ، وقريشا بالخصوص ، كانوا ينقمون من علي شدة وطأته ، ونكال وقعته ، إذ كان شديد الوطأة على أعداء الله ، عظيم الوقيعة في من يهتك حرمات الله ، كما قالت سيدة نساء العالمين في خطبة لها عليها السلام : «وما الذي نقموا من أبي الحسن؟! نقموا والله نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله» (1).

ومن المعلوم أن العرب كانوا يرهبون من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، ويخشون عدله في الرعية ، ومساواته بين أفراد البرية ، ولم يكن لأحد فيه مطمع ، ولا لأحد عنده هوادة ، فالناس عنده في حقوقهم سواء ، القوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ الحق منه لصاحبه ، والضعيف الذليل عنده قوي عزيز حتى يأخذ له بحقه (2) ، و (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) (3) ..

فمتى يرضيهم هذا العدل (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق 7.

ص: 260


1- معاني الأخبار : 355.
2- انظر : نهج البلاغة : 80 رقم 37.
3- سورة التوبة 9 : 97.

لا تعلمهم نحن نعلمهم) (1) ، وفيها بطانة لا يألونه خبالا (2)؟!

فهل يألفون الوصي ، أو يردون منهله الروي؟!

كلا ، بل اتفقوا على جحوده ، وأجمعوا على مكاشفته بكل صراحة!

وكانوا يحسدونه على ما آتاه الله من فضله (3) ، حيث بلغ - في علمه وعمله ونصحه وإخلاصه وحسن بلائه - رتبة عند الله ورسوله تقاصرت عنها الأقران ، ونال من الله ورسوله - بخصائصه من سوابقه ولواحقه - منزلة قد انقطعت دونها المطامع.

وبذلك دبت عقارب الحسد له في قلوب المتنافسين من الزعماء وكبار القوم ، فاجتمعوا على نقض عهده مهما كلفهم الأمر ، ومهما قاسوه من شدة وعناء.

وكان العرب قد تشوفوا (4) إلى تداول الخلافة في قبائلهم ، فأمضوا

نياتهم على ذلك ، وشحذوا عزائمهم للقيام به ، فتبايعوا على صرف الخلافة - بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عن بني هاشم ، مخافة أن لا تخرج عنهم إذا كان الخليفة الأول منهم.

وتصافقوا على جعلها من أول مرة بالاختيار والانتخاب ، ليكون لكل ».

ص: 261


1- سورة التوبة 9 : 101.
2- مقتبس من قوله عزوجل : (لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا) سورة آل عمران 3 : 118 ، والخبال : الفساد ، أي فيها جماعة لا تقصر في إفساد أمره ، انظر : لسان العرب 4 / 19 مادة «خبل».
3- إشارة إلى قوله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) سورة النساء 4 : 54 ، المفسرة به وذريته المعصومين عليهم السلام.
4- اشتاف يشتاف اشتيافا : إذا تطاول ونظر ، وتشوفت إلى الشئ : أي تطلعت. انظر : لسان العرب 7 / 238 مادة «شوف».

قبيلة من قبائل العرب أمل في الوصول إليها ولو بعد حين.

وتلك مكيدة من ساسة العرب لم تهتد ساسة أوروبا لمثلها أبدا ، كادوا بها عليا وسائر الأئمة من بني هاشم ، حيث جمعوا بها قبائل العرب إليهم ، وأفردوا بني هاشم عن جميع العرب ، إلا عن ثلة من المخلصين.

ومن تتبع شؤون قريش وسائر العرب على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أنهم ما كانوا ليصبروا على حصر الخلافة في بيت مخصوص ، ولا سيما إذا كانت في بني هاشم ، وخصوصا إذا تقلدها علي أمير المؤمنين!

وهيهات هيهات أن يصبروا على ذلك ، وقد طمحت إليها الأطماع من جميع قبائلهم ، وحامت عليها النفوس من كل أحيائهم ..

وقد هزلت حتى بدا من هزالها

كلاها وحتى استامها كل مفلس (1)

على إن من ألم بتاريخ قريش وسائر العرب في صدر الإسلام ، يعلم أنهم لم يخضعوا للنبوة الهاشمية إلا بعد أن تهشموا ولم يبق فيهم من قوة ، فكيف يرضون في اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم؟

وقد قال عمر في كلام دار بينه وبين ابن عباس : إن قريشا كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة فتجحفون على الناس (2)!

وبالجملة : فإن أولئك الطغام قد نزعوا أيديهم من يد الإمام ، وطووا ضلوعهم على عناصر شتى جياشة بالحقد عليه ، متهافتين على جحوده ، مسترسلين متتابعين متدفقين في إطفاء نوره ، وإكفاء إنائه ، قد ركبوا رؤوسهم في ظلمه ، متمادين موغلين ممعنين في الاستئثار بحقه ، لا يلوون 9.

ص: 262


1- جمهرة اللغة 2 / 847.
2- شرح نهج البلاغة 12 / 53 ، تاريخ الطبري 3 / 289.

في ذلك على أحد ، كما تمثله سيرتهم معه بأجلى المظاهر المحسوسة ، لكن (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) (1)!

إذا عرفت هذا كله ، تعلم أن أمر الإمامة كان حرجا إلى الغاية ، إذ إنها من أصول الدين ، فلا بد من تبليغها ، ولا مناص عن العهد بها إلى كفئها على كل حال.

وهنا الخطر والإشفاق من الهرج (2) والمرج (3) ، لأن أولئك البغاة كانوا يأبون تبليغها والعهد بها إلى صاحبها كل الإباء ، وكانوا يصدون عن ذلك كل الصدود ، وقد علم الله ما أضمروه من الفتنة في هذا السبيل ، وما تأهبوا وأعدوا وتجهزوا له من الوثبة إذا عهد بها النبي إلى الوصي ، وإن كلفتهم الوثبة ما كلفتهم ، ولزمهم فيها من اللوازم الباطلة ما لزمهم!

لذلك لم تقتض حكمته تعالى ، ولطفه بعباده ، ورفقه بهم ، أن يفاجئهم بآية من القرآن ينزلها نصا صريحا جليا من كل الجهات على الوجه الذي ذكرتموه ، لما في نزولها على ذلك الوجه من الضرر والخطر!

لأنها حينئذ - لا محالة - تحرج أولئك الأوغاد من أهل العيث والفساد ، فتخرجهم على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بثورة في الإسلام شعواء ، فيها الخطر على الأمة ، والتغرير بالإمام وبالنبي وبالدين كله ، فروعه وأصوله.».

ص: 263


1- سورة ق 50 : 37.
2- الهرج : شدة القتل وكثرته ، واختلاط الناس ، انظر : لسان العرب 15 / 69 مادة «هرج».
3- المرج : الفتنة المشكلة ، والفساد ، انظر : لسان العرب 13 / 65 مادة «مرج».

فإنهم متى سمعوها (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) (1) ، لأنها تقطع خط الرجعة عليهم وتوجب يأسهم مما أجمعوا عليه ، فلا يبقى لهم مطمع حتى في التمويه والتضليل ، المسمى عندهم وعند أوليائهم ب : التأويل ، فيكون منهم بسبب يأسهم كل خطر على الدين وأهله.

وقد ظهرت بوادر ذلك ليلة العقبة إذ دحرجوا الدباب (2) ، ويوم الخميس (3) إذ صدوه صلى الله عليه وآله وسلم عن الكتاب .. (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) (4). 4.

ص: 264


1- سورة نوح 71 : 7.
2- انظر : الخصال 4 / 499 ، الاحتجاج 1 / 127 - 132 ، مجمع البيان 5 / 84. والدباب ، وإحداها : دبة : الكثيب من الرمل ، انظر : لسان العرب 4 / 278 مادة «دبب».
3- إشارة إلى يوم الخميس في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبيل وفاته ، حين طلب كتفا ودواة من الحاضرين فقال : «هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده». فقال عمر : إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله! فاختلف من كان في البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله : «قوموا!». فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. انظر تفصيل ذلك أو مضمونه في : صحيح البخاري 7 / 219 ح 30 وج 9 / 201 ح 134 ، صحيح مسلم 5 / 75 ، مسند أحمد 1 / 222. وقد استوعب السيد شرف الدين قدس سره هذه القضية ببحث مفصل في كتابيه : النص والاجتهاد : 148 - 163 ، الفصول المهمة : 144 - 148 ، فراجع.
4- سورة التوبة 9 : 74.

لهذا ولغيره لم تقتض حكمة الله تعالى أن يعين الإمام بالآية التي نوهتم بها ، وإنما اقتضت الحكمة تعيينه بآيات لم تكن على الوجه الذي يحرج أولئك المعارضين.

وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعهد بالإمامة إلى علي عليه السلام على وجه يراعي فيه الحكمة ، ويتحرى به المطابقة لمقتضى تلك الأحوال.

فلم يأل سيد الأنبياء والحكماء في ذلك جهدا ، ولم يدخر فيه وسعا ، وقد استمر في بث هذه الروح القدسية بأساليبه الحكيمة العظيمة ثلاثا وعشرين سنة ، منذ بعث بالحق إلى أن لحق بالرفيق الأعلى.

إذ كان يورد نصوصه في ذلك متوالية متواترة ، من مبدأ أمره إلى انتهاء عمره ، بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على إمامة أخيه ووصيه ، حسبما فرضته الحكمة عليه ، ومن تتبع في ذلك سيرته أكبر حكمته صلى الله عليه وآله وسلم في أداء هذه المهمة ..

صدع بها أول بعثته قبل ظهور دعوته بمكة ، حين أنذر عشيرته الأقربين ، على عهد بيضة البلد وشيخ الأباطح عمه أبي طالب ، في داره ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم لهم - وقد أخذ برقبة علي وهو أصغر القوم - : «إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا» (1).

ولم يزل بعدها يدلل على خلافته ووصايته ، تارة بدلالة المطابقة ، وأخرى بالالتزام البين بالمعنى الأخص.

مرة يكون التدليل بالنص الصريح الجلي الغني عن كل أمارة وقرينة. 0.

ص: 265


1- تاريخ الطبري 1 / 543 ، مناقب آل أبي طالب 2 / 32 ، وانظر : فضائل الصحابة 2 / 871 ح 1196 ، شواهد التنزيل 1 / 420 ح 580.

ومرة يكون بظهور اللفظ محفوفا بالقرائن والأمارات القطعية ، وقد يكون بمجرد الظهور خاليا من القرائن.

تارة يختص عشيرته (1) بهذا التدليل ، وتارة يختص به نساء أمهات المؤمنين (2) ، وربما اختص به أولياء علي عليه السلام من المهاجرين كأبي ذر والمقداد وعمار ، ومن الأنصار كسلمان وأبي وخزيمة وفروة بن عمر بن ودقة (3).

وقد يختص به المنحرفين يومئذ عن علي ، كبريدة وعمرو بن شاس الأسلميين (4) ، ووهب بن حمزة (5) ، والأربعة الذين تعاقدوا على شكايته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم (6).

وقد يختص به أولات الفضل من نساء المهاجرين والأنصار ، كأسماء بنت عميس (7) ، وأم سليم ، وأمثالهما.

وكثيرا ما نوه به على منبره الشريف (8) ، وربما تحدث به مع بعض أصحابه في البقيع (9) ، وقد باح به يوم المؤاخاة (10) ، ويوم سد الأبواب من 5.

ص: 266


1- انظر الهامش السابق.
2- انظر : فضائل الصحابة 2 / 720 ح 986 ، مناقب آل أبي طالب 2 / 46.
3- انظر : فضائل الصحابة 2 / 704 ح 962 وص 762 ح 1052 وص 846 ح 1162 ، مناقب الإمام علي عليه السلام - للخوارزمي - : 112 ح 121 ، مناقب آل أبي طالب 2 / 32 و 46 ، الاحتجاج 1 / 297.
4- انظر : فضائل الصحابة 2 / 716 ح 981 وص 722 ح 989 و 1007.
5- انظر : الإصابة 6 / 623 رقم 9163.
6- انظر : فضائل الصحابة 2 / 749 ح 1035 و 1060 ، البداية والنهاية 5 / 82.
7- انظر : فضائل الصحابة 2 / 796 ح 1091.
8- انظر : فضائل الصحابة 2 / 771 ح 1066.
9- مناقب الإمام علي عليه السلام - للخوارزمي - : 88 ح 78.
10- انظر : فضائل الصحابة 2 / 740 ح 1019 وص 765 ح 1055.

المسجد (1) ، ويوم توجهه إلى تبوك (2) ، وباح به يوم الطائف (3) ، وفي كثير

من مغازيه.

وحسبك نصه يوم عرفات من حجة الوداع (4) ، وصرح الحق يوم الغدير عن محضه (5) ، وأسفر الصبح يومئذ لذي عينين كما قال أبو تمام الطائي - رحمه الله تعالى - ، من قصيدة له عصماء هي في ديوانه (6) :

ويوم الغدير استوضح الحق أهله

بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر

يمد بضبعيه ويعلم أنه

ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟!7.

ص: 267


1- انظر : مسند أحمد 1 / 175 و 331 ، فضائل الصحابة 2 / 720 ح 985.
2- انظر : صحيح مسلم 7 / 120 ، تاريخ الطبري 2 / 183.
3- انظر : مجمع الزوائد 9 / 163 ، جواهر العقدين 238.
4- انظر : سنن الترمذي 5 / 594 ح 3719 ، مسند أحمد 4 / 164 - 165.
5- انظر مثلا : سنن الترمذي 5 / 591 ح 3713 ، مصنف ابن أبي شيبة 7 / 503 ح 55 ، مسند أحمد 1 / 152 ، المعجم الكبير 3 / 179 ح 3049 ، مسند الشاشي 1 / 127 و 165 - 166 ح 106 ، العقد الفريد 3 / 312 ، تاريخ بغداد 8 / 290 ، مناقب الإمام علي عليه السلام - للخوارزمي - : 135 ح 152.
6- ديوان أبي تمام 1 / 356 باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وأبو تمام هو : حبيب بن أوس بن الحارث ، الشاعر المشهور ، كان أوحد عصره في ديباجة لفظه ونصاعة شعره وحسن أسلوبه ، وله كتاب «الحماسة» الذي دل على غزارة فضله وإتقان معرفته بحسن اختياره ، وله مجموع آخر سماه «فحول الشعراء» جمع فيه بين طائفة كبيرة من شعراء الجاهلية والمخضرمين والإسلام. وقال العلماء : خرج من قبيلة طيئ ثلاثة ، كل واحد مجيد في بابه : حاتم الطائي في جوده ، وداود بن نصير الطائي في زهده ، وأبو تمام حبيب بن أوس في شعره. كانت ولادة أبي تمام سنة 190 ، وقيل : 188 ، وقيل : 172 بجاسم ، وتوفي بالموصل سنة 231 ، وقيل : إنه توفي في ذي القعدة ، وقيل : في جمادي الأولى سنة 228 ، وقيل : 229 ، وقيل : في المحرم سنة 232. انظر : وفيات الأعيان 2 / 11 رقم 147.

فكان له جهر بإثبات حقه

وكان لهم في بزهم حقه جهر

وقال الكميت (1) - رحمه الله تعالى - :

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الخلافة لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها خطرا مبيعا

ولم أر مثل ذاك اليوم يوما

ولم أر مثله حقا أضيعا

وقال الله تعالى : (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون) (2).

بهذا الشكل الحكيم بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الولاية ، وبهذه الطرق

السائغة بثها في أمته ، تدرج فيها بأحاديثه المختلفة وأساليبه المتنوعة تدريجا تدريجا على حسب مقتضيات الأحوال في مقامات مختلفة ، ودواعي شتى ، لم يفاجئهم دفعة واحدة بكلام يحرجهم ويسد عليهم أقطار التمويه ، وآفاق التضليل ، بل جرى معهم على عادة الحكماء في استدراج المناوئ لهم في الرأي وتبليغه الأمر الذي يأباه. 8.

ص: 268


1- القصائد الهاشميات : 79. والكميت هو : ابن زيد بن خنيس بن مجالد ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، والمتعصبين على القحطانية ، المقارنين المقارعين لشعرائهم ، العلماء بالمثالب والأيام ، المفاخرين بها ، وكان في أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية ، وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم ، مشهورا بذلك ، وقصائده الهاشميات من جيد شعره ومختاره. ولد الكميت أيام استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سنة 60 ، ومات في سنة 126 في خلافة مروان بن محمد ، وكان مبلغ شعره حين مات 5289 بيتا. انظر : الأغاني 17 / 3.
2- سورة التوبة 9 : 48.

بهذا خفض النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غلوائهم (1) ، وزجر أحناء طيرهم (2) ، ولو بادههم (3) بالأمر دفعة واحدة لما أمن من معرتهم (4) ، فكأنه خدر بهذا الأسلوب أعصابهم ، فتدرجوا معه بالقبول شيئا فشيئا ، حتى كان يوم الغدير ، فأعلن الأمر لتلك الجماهير ، وما كان ليعلنه لولا أن الله أمره بذلك ، وضمن له العصمة من أذاهم بقوله عز من قائل : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (5).

فجمع صلى الله عليه وآله وسلم بحكمته البالغة بين تعيين الإمام ، وحفظ الأمن والنظام ، وما كان المعارضون يحسبون أن يقف موقفه يوم الغدير أبدا.

فلما وقف هذا الموقف وأدى فيه عن الله ما أدى ، رأوا أن معارضته - في آخر حياته وقد بخعت (6) العرب لطاعته - لا تجديهم نفعا ، بل تجر عليهم الويلات ، لأنها توجب إما سقوطهم بالخصوص ، أو سقوط الإسلام والعرب عامة ، فيفوتهم الغرض الذي كانوا يأملون ، والمنصب الذي كانوا له ».

ص: 269


1- الغلواء ، غلواء كل شئ أوله وشرته ، انظر : لسان العرب 10 / 114 مادة «غلا».
2- زجر أحناء طيرهم : أي زجر نواحيهم يمينا وشمالا وأماما وخلفا ، ويراد بالطير : الخفة والطيش. انظر : لسان العرب 3 / 373 مادة «حنا».
3- بدهه وبادهه بالأمر : فاجأه بالأمر وباغته به ، انظر : لسان العرب 1 / 347 مادة «بده».
4- المعرة : الأذى ، انظر : لسان العرب 13 / 140 مادة «معر».
5- سورة المائدة 5 : 67.
6- بخعت له : تذللت وأطعت وأقررت وخضعت ، انظر : لسان العرب 1 / 332 مادة «بخع».

يعملون!

لهذا رأوا أن الصبر عن الوثبة أحجى ، فأجمعوا على تأجيلها إلى وقتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وهكذا كان الأمر ، وأوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بما يضمرون ، وأطلعه على ما سيكون (1).

لكن الدين لا بد من إكماله ، والنعمة لا بد من إتمامها ، والرسالة لا بد من أدائها .. (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) (2) .. (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) (3).

نعم ، عهد لوصيه وخليفته من بعده ، أن يتغمدهم - حين يعارضونه - بسعة ذرعه ، ويتلقاهم بطول أناته ، وأمره أن يصبر على استئثارهم بحقه ، وأن يتلقى تلك المحنة بكظم الغيظ والاحتساب ، احتياطا على الإسلام ، وإيثارا للصالح العام.

وأمر الأمة بالصبر على تلك الملمة ، كما فصلناه في كتاب «المراجعات» (4).

وحسبك مما صح من أوامره بذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث حذيفة ابن اليمان (5) : «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون اب

ص: 270


1- انظر : الخصال 4 / 499 ، الاحتجاج 1 / 127 - 132 ، مجمع البيان 5 / 84.
2- سورة الأنفال 8 : 42.
3- سورة المائدة 5 : 99.
4- المراجعات : 437 المراجعة 82.
5- في ما أخرجه مسلم ص 120 من الجزء الثاني من صحيحه ، ورواه أصحاب

بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس».

قال حذيفة : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟

قال : «تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع له وأطع» (1).

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبد الله بن مسعود (2) : «ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها».

قالوا : يا رسول الله! كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : «تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم». انتهى.

وكان أبو ذر يقول (3) : إن خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصاني أن أسمع 2.

ص: 271


1- إن من عرف ما ألم بالمسلمين عند فقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن ذلك الوقت لا يسع نزاعا ولا يليق به إلا الصبر على الأذى والغض على القذى ، لأن نزاع المسلمين يومئذ يؤدي إلى اضمحلالهم ، ولذا أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر. منه قدس سره. أقول : هذا إذا صح ذيل هذا الحديث ، فيحمل على تلك الفترة العصيبة التي تبعت وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلا فإطلاقه باطل ، لأنه يدعو للخضوع للظلم والظالم! ومنه يعلم حال الأحاديث التالية وما يشبهها.
2- وقد أخرجه مسلم في ص 118 من الجزء الثاني من صحيحه. منه قدس سره. وانظر : مشكاة المصابيح 2 / 335 ح 3672.
3- في ما أخرجه عنه مسلم أيضا في الجزء الثاني من صحيحه. منه قدس سره. انظر : صحيح مسلم 6 / 14 ، شرح السنة 6 / 42.

وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف. انتهى.

وقال سلمة الجعفي (1) : يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم».

وعن أم سلمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : «ستكون أمراء عليكم فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف برئ ، ومن أنكر سلم» (2).

قالوا : أفلا نقاتلهم؟!

قال : «لا ، ما صلوا».

والصحاح في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة ، ولذا صبروا عليهم السلام وفي عيونهم قذى ، وفي حلوقهم شجى ، عملا بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم بالخصوص ، حيث أسر إليهم

أن يصبروا على الأذى ، ويغضوا على القذى ، احتياطا منه على الأمة ، واحتفاظا بالشوكة ، وإيثارا للدين ، وضنا بريح المسلمين.

فكانوا - كما قلناه في «المراجعات» (3) - يتحرون للقائمين بأمور 2.

ص: 272


1- في ما أخرجه عنه مسلم ، وهذه الأحاديث كلها مستفيضة. منه قدس سره. انظر : صحيح مسلم 6 / 19 كتاب الإمارة ، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق ، مشكاة المصابيح 2 / 335 ح 3673.
2- هذا الحديث أخرجه مسلم في ص 122 من الجزء الثاني من صحيحه ، والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «فمن عرف برئ» أن من عرف المنكر ولم يشتبه عليه فقد صار له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو بلسانه ، فإن عجز فليكرهه ولينكره بقلبه. منه قدس سره. انظر : شرح السنة 6 / 38 ح 2459 ، مشكاة المصابيح 2 / 334 ح 3617.
3- المراجعات : 441 ضمن المراجعة رقم 82.

الأمة وجوه النصح ، وهم - من استئثارهم بحقهم - على أمر من العلقم ، ويتوخون لهم مناهج الرشد ، وهم - من تبوئهم عرشهم - على آلم للقلب من حز الشفار (1) ، تنفيذا للعهد ، وعملا بمقتضى العقد ، وقياما بالواجب شرعا وعقلا ، من تقديم الأهم - في مقام التعارض - على المهم.

ولذا محض أمير المؤمنين كلا من الخلفاء الثلاثة نصحه ، واجتهد لهم في المشورة.

فإنه بعد أن يئس من حقه في الخلافة شق بنفسه طريق الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالأمر.

فكان يرى عرشه - المعهود به إليه - في قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه ، احتفاظا بالأمة ، واحتياطا على الملة ، وضنا بالدين ، وإيثارا للآجلة على العاجلة ، وقد مني بما لم يمن به أحد ، حيث وقف بين خطبين فادحين :

الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب ، تستصرخه وتستفزه إليها بصوت يدمي الفؤاد ، وشكوى تفتت الأكباد ..

والفتن الطاغية إلى جانب آخر ، تنذره بانتقاض الجزيرة وانقلاب العرب واجتياح الإسلام ..

وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم من الأعراب ، وهم منافقون بنص الكتاب ، بل هم أشد كفرا ونفاقا ، ».

ص: 273


1- الشفار والشفر ، جمع : الشفرة : وهي السكين العريضة العظيمة .. وشفرات السيوف : حروف حدها. انظر : لسان العرب 7 / 150 مادة «شفر».

وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله (1) ..

وبأهل مكة الطلقاء ، مضمري العداوة والبغضاء ، ومن كان على شاكلتهم من ضواري الفتنة ، وطواغي الغي ، وسباع الغارة ، وأعداء الحق ، وقد قويت بفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم شوكتهم ، إذ صار المسلمون بعده صلى الله عليه وآله وسلم كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ووحوش ضارية ..

ومسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الدجال ، وسجاح بنت الحرث الأفاكة ، وأصحابهم ، قائمون في محق الإسلام وسحق المسلمين على ساق ..

والرومان والأكاسرة ، وغيرهما من ملوك الأرض ، كانوا للمسلمين بالمرصاد ..

إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله وأصحابه صلى الله عليه وآله وسلم ، وبكل حقد وحسيكة (2) لكلمة الإسلام ، تريد أن تنقض أساسها ، وتستأصل شأفتها ، وإنها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة ، ترى أن الأمر قد استتب لها ، وأن الفرصة بفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حانت ، فأرادت أن تسخر تلك الفرصة ، وتنتهز تلك الفوضى قبل أن يعود الإسلام إلى قوة وانتظام.

فوقف أمير المؤمنين بين هذين الخطرين ، فكان من الطبيعي له أن يضحي حقه قربانا لدين الإسلام وإيثارا للصالح العام ، لذلك قعد في بيته ، ».

ص: 274


1- إشارة إلى الآية المباركة (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم) سورة التوبة 9 : 97.
2- الحسيكة : العداوة والغضب ، انظر : لسان العرب 3 / 175 مادة «حسك».

فلم يبايع حتى أخرجوه كرها (1) ، احتفاظا بحقه ، واحتجاجا على المستأثرين به وعلى أوليائهم.

ولو أسرع إلى البيعة ما قامت له حجة ، ولا سطع لأوليائه برهان ، لكنه جمع في ما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ بحقه في إمرة المؤمنين ، فدل هذا على أصالة رأيه ، ورجاحة حلمه ، وسعة صدره ، وإيثار المصلحة العامة بحكمة بالغة.

ومتى سخت نفس امرئ عن هذا الخطب الجليل والأمر العظيم ، ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين ، وإنما كانت غايته مما فعل أربح الحالين له ، وأعود المقصودين عليه بالثواب والقرب من رب الأرباب.

وإني والله لأعجب من هذه الأمة لا تقدر هذه التضحية ، ولا تكبر هذا السخاء في سبيل الله!

على إن صممهم عن نصوص الإمامة ، وعهود الوصية ، وقد شحنت صحاحهم ، وملأت مسانيدهم لأعجب وأغرب!! وما أبعدهم عن الصواب إذ يقولون : ما عهد النبي إلى أحد ، وما أوصى بشئ! أفلا يتدبرون سننهم؟! فإنها تثبت ما جحدوا ، كما تفصله (مراجعتنا) (2).

ومن وقف على مذهبهم في الإمامة ، ثم تتبع حديثهم ، رأى التناقض بينهما بأجلى مظاهره ، ضرورة أن مذهبهم في هذه المسألة يعارض حديثهم في خصائص علي وأهل البيت ، وحديثهم في الخصائص يناقض مذهبهم في هذه المسألة ، فهما لا يتجاريان في حلبة ، ولا يتسايران إلى 3.

ص: 275


1- انظر : الإمامة والسياسة 1 / 28 - 33 ، تاريخ الطبري 2 / 233 ، الكامل في التاريخ 2 / 189.
2- المراجعات : 203.

غاية ، وهذه جملة تفصلها (مراجعاتنا) (1) ، فلا مندوحة للباحثين المدققين عن الوقوف عليها.

وقد علم الباحثون المتتبعون أنا لم ننفرد عن الجمهور - في مذهبنا كله - برأي إلا ولنا عليه دليل من طريقهم قاطع ، كما سنثبته في كتاب نفرده لهذا الموضوع إن شاء الله تعالى.

أما إمامة علي عليه السلام ، فقد ذكرنا اعتراف الجمهور بصدور النص عليها في مبدأ البعثة النبوية يوم الإنذار في الدار ، وأشرنا إلى ما رووه بعد ذلك من النصوص المتصلة المتتابعة من أول أمره إلى انتهاء عمره ، حتى قال في مرضه والحجرة غاصة بأصحابه - كما يصرح به حديثهم - : «أيها الناس! يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلقون بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي عزوجل وعترتي» ، ثم أخذ بيد علي فقال : «هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان» .. الحديث (2) ، وهو من خواتيم السنة ، ولله الحمد والمنة (3).

وأما إمامة الأئمة من العترة ، فحسبك دليلا عليها أنهم بمنزلة الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (4) ، وأنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (5) ، وأنهم كباب حطة من دخله كان ع.

ص: 276


1- المراجعات : 297 مراجعة 49.
2- الصواعق المحرقة : 194 ، وقريب منه ما في المستدرك على الصحيحين 3 / 613 ح 6272.
3- إن كتاب «المراجعات» يضمن تبيين ما أجملناه في هذه العجالة ، وتفصيل ما أشرنا إليه مع تعيين المصادر بكل وضوح. منه قدس سره. (4 و 5) مر تخريجهما في ما مضى من الصفحات ، فراجع.

مؤمنا (1) ، وأنهم أمان أهل الأرض من العذاب ، وأمان هذه الأمة من الاختلاف في الدين ، وأن من خالفهم كان من حزب إبليس (2) ، وأن من

تقدمهم هالك ، ومن قصر عنهم هالك (3) ، إلى آخر ما ذكرناه «المراجعات» (4) من الأدلة على إمامتهم ووجوب طاعتهم.

وأما حصر الخلافة في اثني عشر ، فقد نص عليه سيد البشر ، في ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأبو داود وأحمد بن حنبل والبزار ، وغيرهم ، بطرق كثيرة إلى جابر بن سمرة (5) ..

وأخرجه أحمد والبزار بسند صحيح إلى ابن مسعود (6) ..

وهو من الأحاديث المجمع على صحتها عندهم ، وقد ارتبكوا في معناه فطاشت سهامهم!

وبالجملة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبق غاية إلا أوضح سبيلها ، ولم يدع آبدة (7) إلا أقام دليلها ، حتى ترك أمته على الحنيفية البيضاء ، ليلها ».

ص: 277


1- المعجم الأوسط 6 / 147 ح 5870 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، الصواعق المحرقة : 352.
2- المستدرك على الصحيحين 3 / 162 ح 4715 ، ذخائر العقبى : 49 ، الصواعق المحرقة : 351 باب الأمان ببقائهم.
3- المعجم الكبير 3 / 66 ح 2681.
4- المراجعات : 26 المراجعة 8.
5- صحيح البخاري 9 / 147 ح 79 كتاب الأحكام ، صحيح مسلم 6 / 3 كتاب الإمارة ، سنن أبي داود 4 / 103 ح 4279 و 4280 ، مسند أحمد 5 / 86 ، مجمع الزوائد 5 / 191 باب الخلفاء الاثني عشر نقلا عن البزار ، سنن الترمذي 4 / 434 ح 2223 ، المعجم الكبير 2 / 196 ح 1794.
6- مسند أحمد 1 / 406 ، مجمع الزوائد 5 / 190 نقلا عن البزار.
7- الآبدة : الكلمة أو الفعلة الغريبة ، والداهية التي يبقى ذكرها على الأبد. انظر : لسان العرب 1 / 41 مادة «أبد».

كنهارها ، ما تركهم في جهالة ، ولا أهملهم ليكونوا بعده في ضلالة ، ولا أوكلهم إلى أهوائهم ، ولا تركهم يسرحون على غلوائهم (1) ، بل ربطهم

بثقليه ، وعصمهم بحبليه ، حيث جعل أئمة عترته الاثني عشر أعدال كتاب الله ، وأنزلهم منزلته من ربه (2) ، ومن الأمة بمنزلة الرأس من الجسد (3).

* * *

(ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

والحمد لله أولا وآخرا ،

وصلى الله على محمد وآله ، وسلم تسليما كثيرا.

تمت الكلمة في مدينة صور ، يوم الاثنين ، منتصف ربيع الثاني ، سنة ألف وثلاثمائة وستين للهجرة المباركة ، بقلم أصغر خدمة الدين : عبد الحسين بن يوسف بن الجواد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي ابن الحسين الموسوي العاملي ، عاملهم الله بلطفه.

(وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) 5.

ص: 278


1- الغلواء : سرعة الشباب وأوله وشرته ، انظر : لسان العرب 10 / 114 مادة «غلا».
2- الصواعق المحرقة : 270.
3- الصواعق المحرقة : 193 ح 35.

مصادر التحقيق

1 - في البدء : كلام الله المجيد.

2 - الاحتجاج ، للطبرسي أحمد بن علي بن أبي طالب (ت 520) ، تحقيق إبراهيم البهادري وآخرين ، نشر دار الأسوة ، قم 1416.

3 - الإرشاد ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ت 413) ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، نشر دار المفيد ، بيروت.

4 - الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي (ت 852) ، تحقيق علي محمد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412.

5 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت 1997.

6 - إعلام الورى بأعلام الهدى ، للطبرسي الفضل بن الحسن (ت 548) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم 1417.

7 - أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين العاملي (ت 1371) ، تحقيق حسن الأمين ، نشر دار التعارف ، بيروت 1406.

8 - الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسن (ت 356) ، شرح عبد علي مهنا وسمير جابر ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1412.

9 - الأمالي ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي (ت 381) ، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة ، طهران 1417.

10 - الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة الدينوري عبد الله بن مسلم (ت 276) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1410.

11 - بحار الأنوار ، للمجلسي محمد باقر بن محمد تقي (ت 1110) ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1403.

12 - البداية والنهاية ، لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري (ت 771) ، تحقيق مجموعة من الأساتذة ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415.

13 - تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري) ، لمحمد بن جرير الطبري (ت 310) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

14 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت 463) ، نشر دار

ص: 279

الكتب العلمية ، بيروت.

15 - تاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب (ت 292) ، تحقيق عبد الأمير مهنا ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1413.

16 - تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414.

17 - تفسير الطبري (جامع البيان) ، لمحمد بن جرير الطبري (ت 310) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1412.

18 - تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) ، لمحمد بن عمر فخر الدين الرازي (ت 606) ، تحقيق خليل محيي الدين ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414.

19 - تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، للقرطبي محمد بن أحمد الخزرجي (ت 671) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1417.

20 - تفسير القمي ، لعلي بن إبراهيم القمي (ق 4) ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1412.

21 - تفسير الكشاف ، للزمخشري (ت 538) ، نشر دار الفكر.

22 - تهذيب الأحكام ، لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (ت 460) ، تحقيق حسن الموسوي الخرسان ، نشر دار الكتب الإسلامية ، طهران 1365.

23 - تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي (ت 852) ، نشر دار إحياء التراث ، بيروت.

24 - جمهرة اللغة ، محمد بن الحسن بن دريد (ت 321) ، نشر دار العلم للملايين ، بيروت 1987.

25 - جواهر العقدين ، لنور الدين علي بن عبد الله السمهودي (ت 911) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415.

26 - خزانة الأدب ، لعبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1030) ، تحقيق محمد نبيل طريفي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1418.

27 - الخصال ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (ت 381) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1416.

28 - الدرة النجفية ، للسيد بحر العلوم مهدي بن مرتضى البروجردي الطباطبائي ، نشر مكتبة المفيد ، قم 1405.

ص: 280

29 - دلائل النبوة ، للبيهقي أحمد بن الحسين (ت 458) ، تحقيق عبد المعطي قلعجي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1405.

30 - ديوان أبي تمام ، تحقيق محيي الدين صبحي ، نشر دار صادر ، بيروت 1997.

31 - ديوان أمية بن أبي الصلت ، نشر دار ومكتبة الحياة ، بيروت.

32 - ديوان جرير ، طبع دار صادر ، بيروت 1991.

33 - ديوان مجنون ليلى ، شرح الدكتور يوسف فرحات ، نشر دار الكتاب العربي ، بيروت 1419.

34 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، لأحمد بن محمد محب الدين الطبري (ت 694) ، تحقيق أكرم البوشي ، نشر مكتبة الصحابة والتابعين ، القاهرة 1415.

35 - السنن الكبرى ، للبيهقي (ت 458) ، نشر دار الفكر.

36 - سنن ابن ماجة ، لمحمد بن يزيد القزويني (ت 275) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

37 - سنن أبي داود ، لسليمان بن الأشعث (ت 275) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1412.

38 - سنن الترمذي ، لمحمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279) ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

39 - سير أعلام النبلاء ، للذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1414.

40 - شرح السنة ، لابن أبي الحديد للحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 516) ، تحقيق سعيد اللحام ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414.

41 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي عز الدين عبد الحميد ابن هبة الله المدائني (ت 656) ، نشر دار الجيل ، بيروت 1416.

42 - شعب الإيمان ، للبيهقي أحمد بن الحسين (ت 458) ، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1410.

43 - شواهد التنزيل ، لعبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني (ت 470) ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1393.

ص: 281

44 - الصحيفة السجادية ، من أدعية الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام (ت 95) ، نشر دار كرم ، دمشق.

45 - صحيح البخاري ، للبخاري (ت 256) ، المكتبة الثقافية ، بيروت.

46 - صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجاج القشيري (ت 261) ، نشر دار الجيل ، بيروت.

47 - الصواعق المحرقة ، لأحمد بن حجر الهيتمي (ت 974) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1414.

48 - العقد الفريد ، لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (ت 327) ، نشر دار الأندلس ، بيروت 1416.

49 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب ، لعبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت 1389) ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1414.

50 - غرر الحكم ودرر الكلم ، لعبد الواحد الآمدي التميمي (ق 5) ، تصحيح حسين الأعلمي ، نشر مؤسسة الأعلمي ، بيروت 1407.

51 - الفصول المهمة في تأليف الأمة ، لعبد الحسين شرف الدين (ت 1377) ، تحقيق عبد الجبار شرارة ، نشر رابطة الثقافة والعلاقات ، قم 1417.

52 - فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل (ت 241) ، تحقيق وصي الله بن محمد عباس ، نشر دار ابن الجوزي ، الدمام 1420.

53 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي (ت 852) ، تحقيق عبد العزيز بن باز ومحمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1410.

54 - القصائد الهاشميات والقصائد العلويات ، للكميت بن زيد الأسدي وابن أبي الحديد المعتزلي ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت.

55 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير علي بن محمد الجزري (ت 630) ، تحقيق عبد الله القاضي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1415.

56 - الكافي ، للكليني محمد بن يعقوب الرازي (ت 329) ، تحقيق ونشر دار الأسوة للطباعة والنشر ، طهران 1418.

57 - كامل الزيارات ، لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (ت 367) ، تحقيق عبد الحسين الأميني ، نشر المطبعة المرتضوية ، النجف 1356.

ص: 282

58 - كنز العمال ، لعلي المتقي الهندي (ت 975) ، تحقيق بكر حياني وغيره ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1413.

59 - الكنى والألقاب ، لعباس بن محمد رضا القمي (ت 1359) ، تحقيق محمد هادي الأميني ، نشر مكتبة الصدر ، طهران 1409.

60 - لسان العرب ، لابن منظور محمد بن مكرم (ت 711) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1408.

61 - مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي الفضل بن الحسن (ت 548) ، نشر دار الفكر ، بيروت 1414.

62 - مجمع الزوائد ، لعلي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (ت 807) ، نشر دار الكتب العليمة ، بيروت 1408.

63 - المراجعات ، لعبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت 1377) ، تحقيق حسين الراضي ، نشر دار الكتاب الإسلامي.

64 - مستدركات أعيان الشيعة ، لحسن الأمين ، نشر دار التعارف ، بيروت 1409.

65 - المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري محمد بن عبد الله (ت 406) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1411.

66 - مستدرك الوسائل ، لميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، بيروت 1411.

67 - المسند ، لأحمد بن حنبل (ت 241) ، نشر دار صادر ، بيروت.

68 - المسند ، للشاشي الهيثم بن كليب (ت 335) ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله ، نشر مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة 1410.

69 - مشكاة المصابيح ، لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي ، نشر دار الفكر ، بيروت 1411.

70 - المصنف في الأحاديث ، لمحمد بن أبي شيبة الكوفي (ت 235) ، تحقيق سعيد اللحام ، نشر دار الفكر ، بيروت 1409.

71 - المطول شرح تلخيص المفتاح ، لمسعود بن عمر سعد الدين التفتازاني (ت 793) ، نشر المكتبة الأزهرية للتراث ، القاهرة 1330.

72 - معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي (ت

ص: 283

381) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1361.

73 - معجم الأدباء ، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1411.

74 - المعجم الأوسط ، لسليمان بن أحمد الطبراني (ت 360) ، تحقيق أيمن صالح شعبان وسيد أحمد إسماعيل ، نشر دار الحديث ، القاهرة 1417.

75 - معجم البلدان ، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626) ، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت.

76 - المعجم الصغير ، لسليمان بن أحمد الطبراني (ت 360) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت 1403.

77 - المعجم الكبير ، لسليمان بن أحمد الطبراني (ت 360) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، نشر دار إحياء التراث العربي.

78 - معجم المؤلفين ، لكحالة ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1414.

79 - الملهوف على قتلى الطفوف ، لابن طاووس علي بن موسى بن جعفر (ت 664) ، تحقيق فارس الحسون ، نشر دار الأسوة ، قم 1414.

80 - مناقب آل أبي طالب ، لمحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588) ، تحقيق يوسف البقاعي ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1412.

81 - مناقب الإمام علي عليه السلام ، للموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568) ، تحقيق مالك المحمودي ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي ، قم 1411.

82 - النص والاجتهاد ، لعبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت 1377) ، تحقيق أبو مجتبى ، نشر الدار الإسلامية ، بيروت 1404.

83 - نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي (ت 406) ، تحقيق صبحي الصالح ، نشر دار الكتاب المصري ، بيروت 1411.

84 - وفيات الأعيان ، لابن خلكان أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت 681) ، تحقيق إحسان عباس ، نشر دار صادر ، بيروت.

* * *

ص: 284

من أنباء التراث

كتب

صدرت محققة

* الحاشية على

مدارك الأحكام ، ج 1 - 3.

تأليف : الشيخ العلامة ، محمد باقر الوحيد

البهبهاني (1117 - 1205 ه).

حاشية مهمة على كتاب مدارك

الأحكام للسيد محمد بن علي العاملي ، سبط

الشهيد الثاني (946 - 1009 ه) ، من كتب الفقه الاستدلالي ، ويعد من أبرز وأقدم

الشروح على كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي (602 - 676 ه) ، الذي هو من

أجود المتون الفقهية ، وعليه شروح وحواش كثيرة.

والمدارك لم

يخرج منه إلا باب العبادات إلى آخر كتاب الحج في ثلاث

مجلدات ، وعليه حواش متعددة أيضا ،

طبع على الحجر في إيران عدة مرات ،

آخرها سنة 1322 ه ، وقد حققته ونشرته مؤسسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث سنة

1410 ه في 8 أجزاء.

والحاشية هذه من التعليقات المتينة فكرا ومناقشة

واستدلالا وتتبعا ، اقتصرت على كتابي الطهارة والصلاة فقط ، وتشتمل على فوائد

جليلة ومزايا علمية فريدة : التحقيقات الرجالية واللغوية ، تحديد مباني الشارح

الفقهية والأصولية ومناقشتها ، استدراكات لما غفل عنه أو تركه من فروع فقهية ،

كثرة التفريعات ، استقصاء للروايات ، جمع وجوه الاستدلال ، وغيرها.

تم التحقيق اعتمادا على 5 نسخ مخطوطة ، ذكرت

مواصفاتها في المقدمة ،

ص: 285

مع الاستفادة من نسختين مطبوعتين على الحجر بهامش

المدارك.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث / 1419 و 1420 ه.

* بشارة

المصطفى صلى الله عليه وآله لشيعة

المرتضى عليه السلام.

تأليف : الشيخ عماد الدين محمد بن علي الطبري ، من

أعلام القرن السادس

الهجري.

كتاب في 17 جزءا - فصلا - يضم مجموعة كبيرة من

الأحاديث والروايات

والأخبار ، المسندة عن المشايخ والثقات الأخيار ،

لبيان منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء عليهم السلام ،

إضافة إلى موضوعات أخرى مختلفة ..

بعض منها تضمن ذكر فضل وفضائل الإمام أمير المؤمنين

علي عليه السلام والزهراء

البتول عليها السلام ، وآخر تضمن

ما لأتباعهم وأتباع المعصومين من أبنائهم عليهم السلام

ومحبيهم من القدر والمنزلة التي يغبطهم عليها غيرهم ، وما أعد الباري جل وعلا لهم

من الثواب الجزيل والأجر الوفير جزاء تمسكهم بولايتهم عليهم السلام.

الموجود من الكتاب 11 جزءا فقط ، إذ تعد بقيتها من

الآثار المفقودة الآن.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين ، مخطوطة ، ومطبوعة -

بعد مقابلتها بعدة

نسخ مخطوطة - في النجف سنة 1369 ه.

تحقيق : جواد القيومي الأصفهاني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1420 ه.

* هداية

المسترشدين في شرح أصول معالم الدين ، ج 1.

تأليف : الشيخ محمد تقي الرازي النجفي الأصفهاني ،

المتوفى سنة 1248 ه.

شرح استدلالي مبسوط - في ثلاث مجلدات - على قسم

الأصول من معالم الدين وملاذ المجتهدين للشيخ أبي منصور الحسن بن زين الدين

العاملي (الشهيد الثاني) ، المتوفى سنة 1011 ه ، الذي أصبح مدار التدريس في

الحوزات العلمية منذ تأليفه.

مرتب بعناوين : «قوله : - قوله : -» ، يشتمل على

تحقيقات عديدة ، ويتعرض لمختلف الآراء والأدلة مع المناقشة الطويلة لما ينقل عن

أعلام العلماء والأصوليين ، وخاصة في مباحث الألفاظ التي نالت عناية أكثر من

المباحث العقلية ، وعليه عدة حواش وتعليقات.

ص: 286

خرج منه جزءان - إلى مبحث مفهوم الوصف ، تم الأول

منهما سنة 1237 ه -

والثالث جمع مواده الشيخ محمد الطهراني النجفي تلميذ المصنف من مسوداته ، أنهاه

إلى مباحث الاجتهاد والتقليد.

مخطوطاته كثيرة ، وطبع مرارا على الحجر في طهران في

السنوات 1269 ، 1272 ، 1281 ، 1282 ، و 1310 ه ، وطبعته مؤسسة آل البيت عليهم السلام

للطباعة والنشر - بالتصوير - في قم قبل أكثر من 13 سنة ، وطبع سنة 1283 ه مصححا ومعلقا

عليه.

تم التحقيق اعتمادا على نسخة الأصل للمجلد الأول

ومخطوطتين للثاني والثالث ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1420 ه.

* استقصاء

الاعتبار في شرح الاستبصار ، ج 3 - 4.

تأليف : الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن زين الدين

العاملي (الشهيد

الثاني) (980 - 1030 ه).

الاستبصار في

ما اختلف من الأخبار لشيخ الطائفة

، محمد بن الحسن الطوسي ،

المتوفى سنة 460 ه : أحد المجاميع الحديثية الأربعة

المعتمدة عند الإمامية ، التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند فقهائهم

منذ تصنيفه ، يقتصر على الأخبار المختلف فيها والجمع بينها ، شرحه وعلق عليه -

لأهميته - كثير من علماء وأعلام الطائفة منذ القرن الخامس حتى اليوم.

وهذا الكتاب من أبرز شروحه وأهمها ، لاشتماله على

ميزات وفوائد غزيرة فريدة ،

يعسر وجودها في غيره ، خصوصا في المسائل الدرائية والرجالية.

مقدمته تضمنت اثنتي عشرة فائدة ، ومباحثه قد قسمت

تقسيمات رباعية ، إذ

تذكر الرواية أو الروايات التي في الاستبصار وقول

الشيخ في جمعها ، ثم الكلام في السند وما يتعلق به من شرح أحوال رجاله ، للخروج

بنتيجة رجالية نافعة ، بعد ذلك الشروع في بحث النص وبيان وجوه الرواية والمعاني

التي يمكن أن تحتملها ، وقد تشرح - إذا استدعت الحاجة - معاني الألفاظ اللغوية

لبعض الروايات.

تم تحقيق ما موجود من أبواب الكتاب - الذي يصدر

لأول مرة - اعتمادا على 4 نسخ مخطوطة ، ثلاث منها إلى نهاية

ص: 287

الصلاة ، وواحدة إلى نهاية باب القعود بين الأذان ،

ذكرت مواصفاتها في المقدمة ،

إضافة إلى نسخة الاستبصار التي طبعتها دار الكتب الإسلامية - محققة - في طهران.

ومن المؤمل أن يصدر في 7 أجزاء.

اشتمل الجزء الثالث على تتمة كتاب الطهارة ،

والرابع على بداية كتاب الصلاة.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث / 1420 ه.

* الاجتهاد

والتقليد.

تأليف : السيد رضا الصدر ، المتوفى سنة 1415 ه.

مباحث في طريقي تحصيل المعرفة

بالأحكام الفرعية الإسلامية ، وعما يترتب عليهما من

الوظائف الشرعية ، إذ الواجب على كل مسلم العمل بأحكام الإسلام ، ومن لم يعمل

بها فليس بمطيع لله تعالى ولرسوله الأمين صلى الله عليه وآله :

الاجتهاد لمن طلب وتمكن ، والتقليد لمن لم يتمكن أو لم

يطلب.

يتضمن عرضا ومناقشة لبعض الأقوال والآراء الواردة

في الموضوع ، فقد شمل الكتاب جوانب متعددة ، منها : الاجتهاد عند الشيعة والعامة

، قيمته ، علم الاجتهاد ، مقدماته ، الاجتهاد بالرأي ، الاجتهاد

المطلق ، الاجتهاد والتجزؤ ، والاجتهاد وتبدل الرأي

، ثم التقليد ومباحثه : التقليد عند الشرع ، الاستناد إلى فتوى المفتي في التقليد

، أوصاف المفتي ، تقليد الميت والبقاء عليه ، وأخيرا مسائل متفرقة تخص الاجتهاد

والتقليد.

إعداد وتصحيح : السيد باقر الخسروشاهي.

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -

قم / 1420 ه.

* تنبيه

الغافلين عن فضائل الطالبيين.

تأليف : الحاكم أبي سعد محسن بن محمد بن كرامة

الجشمي البيهقي الزبدي

(413 - 494 ه).

كتاب يعد جامعا بين كتب التفسير وأسباب النزول

وفضائل أمير المؤمنين

الإمام علي عليه السلام ،

كما يعد من كتب «ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام» ،

إذ يجمع 102 من الآيات الكريمة - من 55 سورةقرآنية مباركة - النازلة في فضائل

الإمام علي عليه السلام وأهل بيت

الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ،فقد

نطق القرآن الكريم بمفاخرهم ونزلت الآيات في مآثرهم عليهم السلام ..

يشفع كل آية بالوجوه والاحتمالات والتفاسير

والتأويلات الواردة بشأنها ، ثم

ص: 288

يختار الوجه الأصح وأوجه الاحتمالات ، ويردفها بما

يؤيدها من الآثار والروايات

العديدة ، مبينا في كل آية ما يتضمن من الدلالة على الفضيلة والإمامة.

والروايات الواردة - بذكر راويها فقط - منقولة عن

أهل التفسير والحديث وأصحاب الصحاح والسنن من الإمامية والزيدية والعامة ، وجلها

من المتواترة والمشهورة ، رواها أئمة الحديث وأرباب السنن والمجاميع الروائية ،

وأذعن الجميع بعلو أسانيدها وصحة رواتها ووثاقتهم.

تم التحقيق اعتمادا على مخطوطتين ، ذكرت مواصفاتهما

في المقدمة.

تحقيق : الشيخ محمد رضا الأنصاري القمي.

نشر : مكتبة ومتحف ومركز وثائق مجلس الشورى

الإسلامي - طهران /

1420 ه.

* من العابس؟

في قوله تعالى : (عبس

وتولى).

تأليف : الشيخ أحمد الماحوزي.

محاضرة للمؤلف ، يتعرض فيها بالشرح والتفسير للآيات

الأول من سورة «عبس» المباركة ، بهدف بيان وتحديد الشخص العابس المقصود بالعتاب

، الذي

وصفته هذه الآيات بالتولي ، والتصدي للأغنياء

المشركين ، والتلهي عن الفقراء المؤمنين ، وهل هو الرسول الكريم صلى الله عليه وآله أم شخص

آخر غيره؟!

تناولت المحاضرة تفسير الآيات وفق ما يقتضيه البحث

القرآني وما يقتضيه البحث الروائي.

إعداد وتدوين : السيد محمد الرضوي والسيد مصطفى

المزيدي.

صدر مؤخرا عن دار أهل الذكر.

* تذكرة

الفقهاء ، ج 11.

تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال الدين أبي

منصور الحسن بن يوسف بن

المطهر الأسدي (648 - 726 ه).

أهم وأوسع كتاب في الفقه الاستدلالي المقارن ، يوجد

منه من أوائل كتاب الطهارة إلى كتاب النكاح ، لخص فيه مصنفه قدس سره

فتاوى علماء المذاهب المختلفة وقواعد الفقهاء في استدلالاتهم ، مشيرا في كل

مسألة إلى الخلاف الواقع فيها ، ويذكر ما يختاره وفق الطريقة المثلى وهي طريقة

الإمامية ، ويوثقه بالبرهان الواضح القوي.

تم تحقيق الكتاب اعتمادا على 15 نسخة مخطوطة ، منها

ما هو مقروء على

ص: 289

المصنف قدس سره ،

ومنها ما عليه إجازة مهمة ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة ، ومن المتوقع أن

يصدر في 20 جزءا.

صدر منه عشرة أجزاء ضمت كتب : الطهارة ، الصلاة ،

الزكاة ، الصوم ، الحج

والعمرة ، الجهاد ، البيع ، وهذا الجزء اشتمل على مقصدين ، تتمة لكتاب البيع :

في وثاقة عقد البيع وضعفه ، وفي بقايا تقسيم البيع.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - قم / 1420 ه.

* بحوث في

تاريخ القرآن وعلومه.

تأليف : السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي.

بحوث مختصرة ترتبط بتاريخ وعلوم القرآن الكريم ،

المعجزة الخالدة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ،

تتناول موضوعات عديدة بأسلوب بسيط ، وبعد استقصاء وتتبع للأدلة ومناقشتها

ومحاكمتها وإبداء الرأي فيها.

اشتملت فصوله على : كيفية نزول القرآن ، فواتح

السور ، حديث نزوله على

سبعة أحرف ، كيفية لقاء جبرائيل عليه السلام للنبي

صلى الله عليه وآله ، نزوله سورا

كاملة أم آيات

متفرقة؟ بداية ونهاية السور ، هل كان صلى الله عليه وآله

يعلم القرآن - في الجملة - قبل نزوله إليه

تدريجا ، النبي صلى الله عليه وآله لا

ينسى ما يوحى إليه من القرآن ، ألفاظ القرآن ونظمها من الله سبحانه وتعالى ،

تقسيم السور إلى آيات وترتيبها بأمره صلى الله عليه وآله ،

كتاب الوحي ، من جمع القرآن؟ الخط القرآني في عصر الرسول صلى الله عليه وآله ،

مصاحف الصحابة ، إعجام القرآن وتنقيطه ، القراءات السبع ، إعجاز القرآن ، الناسخ

والمنسوخ ، المحكم والمتشابه ، قرآنية وحجية ما بين الدفتين ، المكي والمدني من

الآيات.

طبع سابقا ومرارا بالفارسية ، وفي بيروت - بعد

ترجمته إلى العربية - سنة 1400 ه.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1420 ه.

* رياض

المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل ، ج 11.

تأليف : الفقيه الأصولي ، السيد علي بن محمد علي

الطباطبائي (1161 - 1231 ه).

من كتب فقه الإمامية القيمة ، استدلالي مبسوط ، حاو

للأبواب الفقهية - عدا

كتابي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمفلس - ، حسن الترتيب ، كثير

الفوائد ،

ص: 290

مع إحاطة بشتى جوانب البحث ، ونقل للروايات

والكلمات بعبارات موجزة بليغة ،

إذ يورد محل الشاهد من النص الروائي بنحو من الاختصار والدقة الرفيعة.

ولمتانة البحث وقوة الاستدلال فيه ، مع دقة عباراته

وسهولتها ، انتشر انتشارا واسعا في الأوساط والحوزات العلمية.

وهو شرح مزجي دقيق ومتين لكتاب المختصر النافع

للمحقق الحلي ، نجم الدين

جعفر بن الحسن الهذلي (602 - 676 ه) ، وهو الشرح الكبير للمصنف ، إذ له شرح

ثان صغير مختصر من هذا الكبير ، مطبوع محققا في 3 مجلدات.

تم تحقيقه اعتمادا على 14 نسخة مخطوطة لكتب الفقه

المتعددة ، إضافة إلى

المطبوعة على الحجر ، ثلاث منها بخط المصنف : من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب

الاعتكاف ، من أول كتاب النكاح إلى آخر كتاب اللعان ، ومن أول كتاب العتق

إلى أوائل كتاب المواريث ، وإحداها مصححة وعليها حواش منه : من أول

كتاب التجارة إلى آخر كتاب المواريث ، وإحداها عليها إجازة بخطه : من أول كتاب

الطهارة إلى كتاب الخمس.

اشتمل هذا الجزء على كتاب النكاح.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام

لإحياء التراث / 1421 ه.

* غريب الحديث

في «بحار الأنوار» ، ج 1 و 2.

تأليف : حسين الحسني البيرجندي.

جمع للبيانات والشروح التي اشتملت عليها الموسوعة

الحديثية بحار الأنوار ، للعلامة

المجلسي ، المتوفى سنة 1110 ه ، وهي بيانات لتفسير وشرح الكثير من المفردات

اللغوية والألفاظ الغريبة الواردة في الآيات القرآنية والأحاديث والروايات ، اعتمادا

على مصادر اللغة وكتب غريب الحديث ..

وترتيبها حسب مادة الكلمة وتنسيقها وفق الترتيب

الألفبائي ، باتباع منهج ابن الأثير الجزري ، المتوفى سنة 606 ه ، في كتابه النهاية

في غريب الحديث والأثر ، مع ذكر المصادر التي اعتمدها

العلامة المجلسي في شرح هذه المفردات.

والأساس المعتمد في تحديد كون المفردة غريبة هو شرح

العلامة لها ، أو ورودها في كتاب النهاية لابن

الأثير ، كما استخرج من نهج البلاغة ما

كان غريبا وشرحه الدكتور صبحي صالح ، وكذلك الألفاظ التي شرحها المعصومون عليهم السلام جعلت

كمداخل وشرحت أيضا.

ص: 291

اشتمل الأول على حروف الهمزة - الخاء ، والثاني على

حروف الدال - الظاء.

تصحيح وإعداد : مركز بحوث دار الحديث.

نشر : مؤسسة الطباعة والنشر - طهران / 1420 و 1421

ه.

* عجائب أحكام

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

تأليف : السيد محسن الأمين العاملي (1284 - 1371 ه).

جمع لطائفة من عجائب قضايا الإمام أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب عليه السلام ،

وأحكامه ، وأجوبة مسائله العجيبة ، منتخبة من مصادر الخاصة والعامة المعتبرة ..

وقد أدرج فيه كتاب عجائب أحكام أمير المؤمنين أو

قضايا أمير المؤمنين ،

لإبراهيم بن هاشم القمي ، رواية حفيده

محمد ، عن أبيه علي بن إبراهيم ، - صاحب تفسير القمي ، المتوفى سنة 307 ه - ،

رادا

بعض أخباره ، ومصححا ومعلقا على بعض آخر.

والأحكام هذه مرتبة حسب تسلسلها الزمني ، أي قضاياه

وأحكامه : في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، في

زمن أبي بكر ، في زمن عمر ، في زمن عثمان ، وفي أيام

خلافته عليه السلام.

وأخيرا المسائل التي سئل

عنها وأجوبته عليه السلام العجيبة لها

، مرتبة حسب تسلسلها الزمني أيضا.

مطبوع لأكثر من مرة.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مطبوعتين ، ذكرت

مواصفاتهما في المقدمة.

تحقيق : فارس حسون كريم.

نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية - قم / 1420

ه.

* شرح

الأربعين.

تأليف : القاضي سعيد القمي ، محمد سعيد بن محمد

مفيد (1049 - 1107 ه).

كتاب يشتمل على جملة من الأخبار والأحاديث

المستصعبة في مجال المعارف

الإلهية والأسس العقائدية ، مع شرحها وكشف النقاب

عن أستارها.

تضمن بيانا وشرحا ل 23 حديثا فقط ، مشحونا ومفعما

بالتحقيقات الحكمية

والمفاهيم العرفانية ، إذ إن بقية الأحاديث الأربعين

، التي يظهر - من بعض القرائن - إن المصنف شرحا لاحقا ، تعد من المفقودات ..

نقلت أغلب هذه الأحاديث من كتابي التوحيد للشيخ

الصدوق ، المتوفى سنة

ص: 292

381 ه ، وأصول الكافي للشيخ الكليني ، المتوفى سنة

328 ه.

تم تحقيق ما موجود من الكتاب اعتمادا على 4 نسخ ، 3

منها مخطوطة

- إحداها ناقصة - ، والرابعة مطبوعة على الحجر في طهران سنة 1355 ه ، ذكرت

مواصفات النسخ في المقدمة.

تصحيح وتعليق : نجف قلي الحبيبي.

نشر : مركز نشر التراث المخطوط - طهران / 1421 ه.

* مستند

الشيعة في أحكام الشريعة ، ج 17 - 19.

تأليف : العلامة الشيخ أحمد النراقي (1185 - 1245 ه).

من أهم الكتب المصنفة في الفقه الاستدلالي ، لواحد

من كبار علماء الإمامية

في تلك الفترة ، يشتمل على جل المسائل الفقهية ، والأحكام الفرعية المتعلقة بها

،

بذكر أدلة كل مسألة ثم إيراد الإشكال والرد على المخالف منه ، مع بيان تعارض

الآراء

والأقوال المختلفة للعلماء فيها.

يمتاز الكتاب بالدقة البالغة والأسلوب العميق ،

وكثرة التفريعات إلى غاية ما يمكن لكل مسألة ، بعد تحقيق أصلها ، وإثبات حجيتها

عند المصنف رحمه الله.

تم تحقيق الكتاب اعتمادا على 8 نسخ مخطوطة لأبواب

الكتاب المختلفة ، منها نسخة بخط المصنف ، من أول كتاب المطاعم والمشارب إلى آخر

كتاب

النكاح ، يعود تاريخها إلى سنة 1245 ه ، وأخرى كتبت

عن الأصل في عهده رحمه الله سنة 1235

ه ، واثنتان أخريان لم يدون عليهما تاريخ الكتابة ، احتوت إحداهما على قرائن

تفيد أنها كتبت في عهد المؤلف ، أما باقي النسخ فقد كتبت في السنين 1248 ، 1253

، 1258 ، 1264 ه.

واعتمد أيضا في التحقيق على نسختين مطبوعتين على

الحجر ، طبعت الأولى سنة

1273 ه على نسخة المصنف ، والثانية مصححة في سنة 1335 ه.

اشتمل الجزءان 17 و 18 على كتاب القضاء والشهادات ،

والجزء 19 - الأخير -

على كتاب الفرائض والمواريث ، في خمس مقدمات وثلاثة مقاصد.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث / 1419 و 1420 ه.

* الوضوء

غسلتان ومسحتان.

تأليف : الشيخ أحمد الماحوزي.

مجموعة دروس ألقاها المؤلف تناولت مسألة أساسية من

مسائل الوضوء ، إذ

ص: 293

اشتملت على مباحث عديدة لبيان وظيفة الأرجل في

الوضوء ، وتفسيرا للآية

المباركة السادسة من سورة المائدة ، جمعت بين حجية الأدلة ورجاحة البراهين

مع تتبع وجهات النظر والآراء الفقهية في الموضوع.

عرضت هذه الدروس الأقوال الأربعة في المسألة ، ثم

الاستدلال على القول المختار - المسح على الرجلين - بآيات القرآن الكريم ،

وبالسنة النبوية المطهرة ، وبسيرة وعمل أئمة أهل البيت عليهم السلام.

إعداد : جعفر منصور التحو.

نشر : دار أهل الذكر - الكويت / 1421 ه.

* دروس في

أسرار الصلاة على محمد وآل محمد.

تأليف : الشيخ عبد الكريم العقيلي.

مجموعة دروس ، هي في الأصل محاضرات ألقاها المؤلف

في الكويت للفترة من 10 إلى 30 صفر سنة 1420 ه ، تعرضت لبيان وتوضيح المقاصد

والمعاني العميقة التي تضمنتها كلمات ومفردات ذكر الصلاة على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وعلى

أهل بيته المعصومين عليهم السلام ،

المعبرة عن أداء الواجب بحقهم والتزام الولاء والمحبة

لهم عليهم السلام.

ضم الكتاب 18 درسا ، إضافة إلى خاتمة عرضت جانبا من

مظلومية سيدة نساء العالمين ، بضعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله ، الزهراء

البتول صلوات الله وسلامه عليها.

إعداد : أم علي.

نشر : مؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله لإحياء

تراث أهل البيت عليهم السلام - قم

/

1420 ه.

كتب

صدرت حديثا

* الإمام

المهدي عليه السلام.

تأليف : السيد علي الحسيني الميلاني.

كتيب يشتمل على بحث في الإمام المهدي - عجل الله

تعالى فرجه الشريف - ،

محمد ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام ، الثاني

عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، المولود

في 15 شعبان سنة 255 ه ، الحي الموجود الغائب عن الأبصار ، حجة الله على

العالمين.

اشتمل على : ما يتعلق بأصل الاعتقاد ، وما عليه

الإمامية الاثني عشرية ، وما يتعلق

بالمسألة على ضوء روايات وأقوال موجودة في كتب العامة تخالف ما عليه الإمامية ،

وإجابات لأسئلة قد تخطر في

ص: 294

الأذهان عن هذا الموضوع.

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلف ، ألقيت ضمن ندوات

أقامها مركز الأبحاث

العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية اللازمة ضمن سلسلة الندوات العقائدية.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1420 ه.

* القضاء

والنظام القضائي عند الإمام علي عليه السلام.

تأليف : السيد محسن باقر الموسوي.

دراسة تسعى لتأصيل الفكر القضائي

للإمام علي عليه السلام ،

وإرساء قواعد وأركان نظامه القضائي ، ليكون قدوة للأنظمة

القضائية في العالم الإسلامي المعاصر ، استهداء بما ذكرته أمهات مصادر الحديث

والفقه والتاريخ من قضائه عليه السلام

ومنهاجه فيه ، ومقارنة ما يقدمه النظام القضائي

المعاصر بما ورد عنه عليه السلام في

هذا الشأن ، إذ اشتملت أقضيته عليه السلام على

ثروة خالدة

من العلوم والفنون القضائية.

تضمنت فصوله مباحث في الحقوق والحريات (نظرية الحق

عند الإمام عليه السلام) ، القضاء :

معناه ، أدلته ، أهدافه ، وخصائصه ، القاضي : شروطه ، صفاته ، ووظائفه ، الدعوى

: مفهومها ، أركانها ، أصول

الاستماع إليها ، وأدلة إثباتها ، ثم الجريمة والحكم

، وأخيرا القواعد المستخلصة للقانون القضائي عند الإمام عليه السلام.

نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية - بيروت /

1419 ه.

* رسالة في

التحسين والتقبيح العقليين.

* رسالة في

فلسفة الأخلاق والمذاهب الأخلاقية.

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني.

الرسالة الأولى تتناول مسألة الحسن والقبح العقليين

من زوايا مختلفة ، والثانية تتضمن عرضا للمذاهب الأخلاقية ..

اشتملت فصول الأولى على مواضيع : الجذور التاريخية

لقاعدة الحسن والقبح العقليين ، الآراء والنظريات المطروحة فيهما ، تفسير

ذاتيتهما ، حدود الإدراك العقلي ، ملاكاتهما ، العقل العملي من مقولة الإدراك ،

هل هما من القضايا اليقينية أو المشهورة؟ القضايا البديهية في الحكمة العملية ،

أدلة القائلين بهما والمنكرين لهما ، النتائج المترتبة عليهما ، القيم الخالدة وقانون

التغير والحركة ، العلاقة بين الحكمة العملية والنظرية ، والملازمة بين حكم العقل

وحكم الشرع ومناقشة أدلة ثبوتها ونفيها.

ص: 295

أما الثانية فقد تضمنت - بعد تعريف لعلم الأخلاق

وبيان لفلسفتها - عرضا

للمذاهب الأخلاقية : المذهب الأخلاقي في الإسلام وسماته وخصوصياته ، ثم مذاهب :

الجمال ، الاعتدال ، اللذة ، الكلبي ، الحس الأخلاقي ، ومذهب القوة.

نشر : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام - قم

/ 1420 ه.

* الغيبة.

تأليف : الشيخ محمد رضا الجعفري.

كتيب يشتمل على بحث في غيبة الإمام المهدي - عجل

الله تعالى فرجه الشريف - بشكل خاص ، يسلك عدة مسالك لبيان حتمية غيبته ، إذ هو

المعصوم الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر الهداة المعصومين خلفاء الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، المكلفين

بصيانة وحفظ شريعته إلى يوم القيامة.

تضمنت هذه المسالك ، وعد الله تعالى القاطع بظهور

دينه على الدين كله ، حصر

عدد الأئمة باثني عشر ، آخرهم هو الذي يتم على يديه إنجاز الوعد الإلهي بإظهار

الدين ، أحاديث الثقلين المتواترة ، المقتضية لوجود العترة الطاهرة الهادية مع

القرآن الموجود ، وأخيرا ما رواه غير

الإمامية من نصوص تدل وتؤكد على أن الإمام المهدي عليه السلام ليس

من جنس الخلفاء الذين استخلفوا على هذه الأمة بعد نبيها

الأمين صلى الله عليه وآله ، بل

هو إمام إلهي وإمامته إمامة إلهية ، يبعثه الله سبحانه في آخر الزمان

ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلف ، ألقيت ضمن ندوات

أقامها مركز الأبحاث

العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية اللازمة ضمن سلسلة الندوات العقائدية.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1420 ه.

* ظلامات

الصديقة الشهيدة الزهراءعليها السلام.

تأليف : السيد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.

عرض موجز لطائفة من الروايات والأخبار والآثار ،

التي وردت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله

وبضعته الطاهرة الزهراء عليها السلام ، والإمام

أمير المؤمنين عليه السلام وسائر أئمة الهدى

المعصومين عليهم السلام ، حاكية ما

جرى على الزهراء البتول عليها السلام من

ظلامات وما وقع عليها من جنايات.

وصفت الروايات جزءا مما عانته سلام

ص: 296

الله عليها من أذى وغصب لحقوقها ، إذ لم تراع حرمة

أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله فيها

،

وحكت بعض ظلاماتها - بترتيب حروف الهجاء - : إحراق باب دارها ، إسقاط جنينها المحسن

عليه السلام ، الأذى

والاضطهاد الذي أصابها ، الترويع ، تمزيق الكتاب - أو

محوه أو حرقه أو شقه - ، رد الشهود ، الصفق واللطم على الوجه ، الضرب على الجنب

وعلى العضد ، غصب الحق وغصب فدك والعوالي ، القتل والاستشهاد ، المنع من البكاء

، القصد لنبش قبرها ، هتك حرمة بيتها ، والهجمة على دارها صلوات الله وسلامه

عليها.

نشر : مطبوعات المشرقين - قم / 1421 ه.

* دائرة

المعارف الحسينية.

* ديوان القرن

السادس.

* ديوان القرن

السابع.

تأليف : محمد صادق محمد الكرباسي.

جزءان من أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة التي

قد تصل إلى 500 جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد

الله الحسين عليه السلام ، ونهضته

المباركة وسيرته وأنصاره الكرام ،

ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية

والأدبية والتراثية والسياسية وغيرها.

وهما ديوانان يصدران ضمن سلسلة دواوين - مجلدات -

الموسوعة المفردة للشعر العربي القريض.

اشتملا على ما قيل من شعر في الإمام السبط الشهيد عليه السلام ،

وفي إطار نهضته المباركة خلال هذين القرنين ، مع شرح لمفردات الأبيات ، وذكر

قائلها ، وبيان الاختلاف في بعض المفردات في نسخ المراجع.

نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1421 ه.

* آداب الأسرة

في الإسلام.

إصدار : مركز الرسالة.

بحث يعتمد النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث

النبوية الشريفة وروايات المعصومين عليهم السلام ،

لبيان ما وضعه دين الإسلام للأسرة من آداب وقواعد وفقه ، ونظام متكامل شامل

لجميع جوانبها النفسية والسلوكية ، لضمان تكوين الأسرة السليمة - إذ هي اللبنة

الأولى في بناء

المجتمع - ابتداء بمقدماتها ، مرورا بمراحل نشأتها وتكوينها ونموها ، وصولا إلى

ص: 297

الثمرات والنتائج الطيبة المرجوة للفرد والمجتمع ،

دنيا وآخرة.

اشتملت فصوله على : مقدمات تشكيل الأسرة ، الأحكام

العملية لبنائها ، الحقوق الأسرية ، الخلافات الزوجية ومعالجاتها ، الأسرة

والمجتمع ، وأحكام العلاقة بين

الجنسين.

صدر ضمن : سلسلة المعارف الإسلامية ، برقم 21.

نشر : مركز الرسالة - قم / 1420 ه.

* منع تدوين

الحديث.

تأليف

: السيد علي الشهرستاني.

كتيب يشتمل على بحث مختصر في أسباب منع تدوين

الحديث النبوي الشريف ، الذي جرى في العصر الإسلامي الأول وعقب ارتحال الرسول

الأمين صلى الله عليه وآله إلى الرفيق

الأعلى ، وبأوامر الخلفاء الأوائل ، ولم يتوقف إلا في عهد عمر بن عبد العزيز

الأموي.

يعرض البحث الأقوال والأسباب التي قيلت في هذا

المنع ، ثم مناقشتها ، وبيان الرأي المختار فيها.

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلف ، ألقيت ضمن ندوات

أقامها مركز الأبحاث العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية

اللازمة ضمن سلسلة

الندوات العقائدية.

نشر

: مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1420 ه.

* العبادات

المالية في الإسلام.

تأليف : عبد الصاحب الشاكري.

بحث يطرح فكرة مشروع إنشاء جمعية - مؤسسة - خيرية

إسلامية عالمية ، غير سياسية أو طائفية أو إقليمية ، باسم : «مجلس أمناء بيت

المال الإسلامي» ، محورها العام العمل الخيري الطوعي ، تنظيم العلاقة بين

المسلمين في العالم ، إيصال أموال البر والإحسان إلى مواقعها ،

والتنسيق مع المؤسسات والجمعيات الإسلامية لتحقيق أفضل صيغ التعاون في أوجه

النشاطات المختلفة .. هدفها العام جمع الحقوق والعطاءات والمساعدات المالية الشرعية

، وإنفاقها في أبوابها التي أمرت بها الشريعة السمحاء ، وفق تعاليم الدين الحنيف

والمذاهب الشرعية وفتاوى وتوجيهات الفقهاء.

تعرض فصول الكتاب الأولى الآيات القرآنية الخاصة

بالإنفاق والزكاة والجهاد بالمال والنفس ، كمظاهر أساسية للعبادات المالية في

الإسلام ، إضافة إلى نصوص مختارة لبعض الفقهاء - على اختلاف

ص: 298

مدارسهم الفكرية - والباحثين من ذوي الاختصاص

لإلقاء الضوء على أهمية ومكانة هذه العبادات ، كما عرضت نماذج - كأمثلة -

لمؤسسات خيرية عاملة الآن ..

فيما عرضت فصوله اللاحقة تفصيلات المشروع المقترح ،

موجبات التأسيس ، والنظام الداخلي : الهيكل العام ، الأهداف ، الأعضاء (محسنون ،

مجاهدون بأعمالهم الإنسانية ، مؤسسات وجمعيات إسلامية) ، والتوصيات.

نشر : دار النشر والاستشارات التكنولوجية - لندن /

1420 ه.

* حياة قمر

بني هاشم عليه السلام.

تأليف : الشيخ عوض علي الشريفي.

عرض مختصر لسيرة وحياة العبد الصالح العباس عليه السلام ابن

الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ،

أخي السبطين الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام ،

الشهيد مع إخوته في واقعة الطف في كربلاء دفاعا عن الدين والعقيدة وعن إمام

زمانه سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

يشتمل على ذكر : أبيه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

ونبذة يسيرة من فضائله ،

وأمه أم البنين فاطمة الكلابية بنت حزام بن خالد بن ربيعة ومنزلتها الرفيعة ،

أعمامه

وأخواله وأجداده لأمه ، ولادته ، كناه وألقابه ،

إخوته وأخواته ، نشأته وصفاته ،

والعباس عليه السلام في نظر

الأئمة عليهم السلام ، كراماته ،

استشهاده ، ومشهد رأسه الشريف وكفيه الشريفتين.

صدر في دمشق سنة 1419 ه.

* دائرة

المعارف الحسينية.

* الحسين عليه السلام والتشريع

الإسلامي ، ج 1.

تأليف : محمد صادق محمد الكرباسي.

أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة التي قد

تصل إلى 500 جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد الله

الحسين عليه السلام ، ونهضته المباركة

وسيرته وأنصاره الكرام ، ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية والأدبية

والتراثية والسياسية وغيرها.

وهو الأول من عدة أجزاء - ضمن هذه الموسوعة -

تتناول دور الإمام عليه السلام في

التشريع الإسلامي بشكل مستدل وموثق ومقارن ، ويدور محورها حول استنباط الحكم

الشرعي من تصرفات الإمام عليه السلام بشكل

عام ، إذ هو أحد المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام

الذين تعد كل تصرفاتهم

ص: 299

حجة في الشريعة ، لأنهم حجج الله الذين فرض طاعتهم

على الناس.

يبحث هذا الجزء - كمدخل وتمهيد للموضوع - الجوانب

المتعلقة بالتشريع بشكل موجز ، وقد تضمنت عدة أمور : حقيقة التشريع ، آراء

ونظريات فيه ،

التشريع والمشرع ، هدف التشريع ، قيمته ، تاريخه ، شرائع الأنبياء [آدم ، نوح ،

إبراهيم ، موسى ، عيسى ، ورسولنا الأكرم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين] ،

شرائع أخرى ، نظرة فقهاء القانون إلى مصدر التشريع ، الأنظمة السائدة ، الشريعة

الإسلامية ، تاريخها وتطورها ، ومصادر التشريع.

نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1421 ه.

* آية

المباهلة.

تأليف : السيد علي الحسيني الميلاني.

كتيب يشتمل على بحث مختصر في دلالات الآية 61 من

سورة آل عمران

المباركة ، المعروفة بآية المباهلة.

تضمنت مقدماته الثلاث : كيفية بحث المسائل على أسس

متقنة ، الاستدلال

بالكتاب والعقل والسنة المطهرة ، وأهمية البحث عن الإمامة ، كما تضمنت فقراته :

دوران أفضلية خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله بين الإمام

علي عليه السلام وأبي بكر ،

دلالة الآية

الشريفة على إمامة الإمام علي عليه السلام ،

بعد تعيين من خرج للمباهلة مع الرسول صلى الله عليه وآله ، ورد

الاستدلال الباطل لابن تيمية بشأن فضيلة الإمام عليه السلام في

هذه الآية المباركة.

والبحث في الأصل محاضرة للمؤلف ، ألقيت ضمن ندوات

أقامها مركز الأبحاث

العقائدية ، وصدر بعد الإجراءات الفنية اللازمة ضمن سلسلة الندوات العقائدية.

نشر

: مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1421 ه.

* السيرة

النبوية.

تأليف : السيد سامي البدري.

تدوين وعرض مختصر لتاريخ وسيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ،

يشتمل على عشرة فصول : بحوث تمهيدية ، آباء النبي صلى الله عليه وآله ، النبي

صلى الله عليه وآله قبل البعثة ،

من البعثة إلى الهجرة ، سنوات القتال والصلح (أحداث وغزوات ما بعد الهجرة في

السنين الأولى وحتى العاشرة) ، من حجة الوداع إلى وفاة

النبي صلى الله عليه وآله (أحداث

السنة الحادية عشرة من الهجرة) ، خلاصة بمعالم الضلال قبل

البعثة ومعالم الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وآله ، السقيفة

وفدك ، أزواج الرسول صلى الله عليه وآله ،

ص: 300

شمائله وآدابه وسننه صلى الله عليه وآله.

صدر في قم سنة 1420 ه.

* الوقف

قانونا وشرعا.

تأليف : رائد العبيدي.

دراسة موجزة عن الجوانب الشرعية والقانونية للمسائل

الوقفية المعاصرة ، متخذة من القانون المدني الإيراني مادة لموضوعها.

اشتملت على ثلاثة مباحث : حق الانتفاع الخاص ،

الاستفادة من المباحات ،

ومسألة الوقف .. تضمنت شرح المواد 40 إلى 92 من القانون الخاصة بالموضوع ،

إضافة إلى نقل آراء وأقوال ستة من فقهاء الإمامية ، متقدمين ومتأخرين ومعاصرين خاصة

بالموضوع أيضا.

صدر في قم سنة 1420 ه.

كتب

قيد التحقيق

* نهاية

الوصول إلى علم الأصول.

للعلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (648

- 726 ه).

كتاب قيم ، يشتمل على آراء وأقوال أعلام الفرق في

مذاهبها الأصولية ،

ومناقشتها ، ثم تقديم الرأي المختار فيها

وتعضيده بالأدلة والبراهين المحكمة ، مرتب في 12

مقصدا ، وكل مقصد يضم فصولا ، وكل فصل يضم عدة مباحث ، المقصد الأول : في ماهية

علم الأصول ، والأخير : في الاجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح.

تقوم بتحقيقه مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث اعتمادا على 4 مخطوطات :

1 - نسخة كاملة ، محفوظة في مكتبة مجلس «سنا» /

طهران برقم 1385.

2 - نسخة كاملة ، محفوظة في مكتبة السيد المرعشي

النجفي / قم برقم 277.

3 - نسخة ناقصة ، محفوظة في مكتبة السيد المرعشي

النجفي / قم برقم 384.

4 - نسخة ناقصة ، محفوظة في مكتبة جامعة طهران - من

كتب السيد محمد المشكاة - برقم 1176.

* الحاشية على

من لا يحضره الفقيه.

للشيخ البهائي ، بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي

، المتوفى سنة 1031 ه.

حاشية تتناول بالشرح والتحقيق كتاب من لا يحضره

الفقيه - أحد المجاميع الحديثية الأربعة المعتمدة عند الإمامية - للشيخ الصدوق ،

محمد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفى سنة 381 ه.

ص: 301

مرتب بعناوين : (قال : - أقول :) ، وقد بلغ فيه إلى

أحكام منزوحات البئر من

كتاب الطهارة ، إذ لم يوفق الشارح لإتمامه.

يقوم بتحقيقه : فارس حسون كريم ، معتمدا في عمله

على نسختين مخطوطتين للكتاب.

* دلائل الصدق

في نهج الحق.

للشيخ المظفر ، محمد حسن بن محمد بن عبد الله

النجفي (1301 - 1375 ه).

أثر قيم ، يضم مباحث جليلة في العقائد الإسلامية ،

وهو مناقشة علمية

موضوعية في مسائل خلافية مهمة عديدة ، وردت في كتاب إبطال الباطل

للفضل بن

روزبهان الأصفهاني ، الذي ألفه للرد على كتاب نهج

الحق وكشف الصدق ، للعلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن

المطهر الأسدي (648 - 726 ه) ، المتضمن لعدة

من المباحث الكلامية والعقائدية وأصول

الدين وأصول الفقه والفقه ، وأثبت فيه ما تذهب إليه

الإمامية - بعد مناقشة آراء

مخالفيهم - بأسلوب رصين ونقاش علمي نزيه.

ويعد مكملا ومتمما لما جاء في كتاب إحقاق

الحق

، للشهيد الثالث القاضي السيد

نور الله التستري ، المستشهد سنة 1019 ه ، من ردود على أباطيل ابن روزبهان في كتابه

المذكور.

تضمنت مقدمة الكتاب - المطبوع لأكثر من مرة في 3

أجزاء ، في طهران والنجف

وبيروت والقاهرة - ثلاثة مطالب ، اشتمل ثالثها على تراجم جمع كثير من رواة الصحاح

الستة ، جاء في حقهم من كلمات علماء العامة ما يقتضي عدم جواز العمل بروايتهم ،

ثم مباحث التوحيد والعدل والنبوة ، ثم مباحث الإمامة وبعض فضائل الإمام أمير

المؤمنين علي عليه السلام ، ثم سيرة الخلفاء

والصحابة والمعاد.

وهو يذكر أولا كلام العلامة ، ثم رد ابن روزبهان ،

ثم نقضه للرد حرفا بحرف ،

ولم يفته منه شئ أصلا ، مع أدب كامل ومجاملة تامة.

تقوم بتحقيقه مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - فرع دمشق - اعتمادا على نسخة الأصل بخط المصنف قدس سره ،

التي فرغ منها سنة 1350 ه ، إضافة إلى المطبوعة في حياته في طهران والنجف الأشرف

سنة 1373 ه.

* * *

ص: 302

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.