تراثنا المجلد 59

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1420 ه.ق

الصفحات: 412

ص: 1

محتویات العدد

*تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (15).

..................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني 7

*عدالة الصحابة (3).

........................................................... الشيخ محمّد السند 64

*السُنّة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله (5).

..................................................... السيّد علي الشهرستاني 102

*دور الشيخ الطوسي في علوم الشريعة الإسلامية (6).

.................................................. السيّد ثامر هاشم العميدي 153

*معجم مؤرّخي الشيعة (4).

.......................................................... صائب عبدالحميد 172

ص: 2

*دليل المخطوطات (6) - مكتبة مدرسة الامام البروجردي.

............................................. السيّد أحمد الحسيني الاشكوري 200

*فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (5).

....................................... السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه 256

*مصطلحات نحوية (14).

..................................................... السيّد علي حسن مطر 284

*من ذخائر التراث :

*تخميس قصيدة البردة للبوصيري للشاعر محمّد رضا النحوي.

.............................................. تحقيق : أسعد الطيّب 303

*من أنباء التراث.

............................................................... هيئة التحرير 392

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة تخميس قصيدة البردة للبوصيري للشاعر محمّدرضا النحوي ، المتوفّى 1226 ه- ، المنشورة في هذا العدد ، ص 303 - 391.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات

(15)

السيد علي الحسيني الميلاني

قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم ...) (1).

قال السيد - رحمه الله - :

«بل هي مما أخذ الله به العهد من عهد (ألست بربكم) ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)».

فقال في الهامش :

«يدلك على هذا حديثنا عن أهل البيت في تفسير الآية».

فقيل :

«لما كان المعنى الذي استشهد المؤلف بالآية من أجله مما لا يقوله من عنده أدنى عقل ، فقد أحال لتأييد رأيه على حديثهم عن أهل البيت في

ص: 7


1- سورة الأعراف 7 : 172.

تفسير الآية.

ويلزم من استشهاده هذا أن يكون علي أميرا على الأنبياء كلهم ، من نوح إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم ، وهذا كلام المجانين ، فإن أولئك ماتوا قبل أن يخلق الله عليا ، فكيف يكون أميرا عليهم؟! وغاية ما يمكن : أن يكون أميرا على أهل زمانه ، أما الإمارة على من خلق قبله ومن يخلق بعده ، فهذا من كذب من لا يعقل ما يقول ، ولا يستحي مما يقول.

أنظر : منهاج السنة 4 / 578».

أقول :

لقد استدل العلامة الحلي - رحمه الله تعالى - بهذه الآية المباركة في كتابيه منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ونهج الصدق ، وروى في ذيلها في الأول منهما عن كتاب فردوس الأخبار للحافظ الديلمي الحديث التالي : «عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله : سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا) قالت الملائكة : بلى. فقال تبارك وتعالى : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم» (1).

و «شيرويه الديلمي» - المتوفى سنة 509 - من كبار الحفاظ المشهورين ، وقد تقدم منا قريبا ترجمته عن عدة من المصادر المعتمدة. 9.

ص: 8


1- أنظر : فردوس الأخبار 3 / 399.

وكتابه فردوس الأخبار أيضا من أشهر كتبهم الحديثية ، نقلوا عنه واعتمدوا عليه وعنوا به ، واسمه الكامل : فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب يعني كتاب شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، المتوفى سنة 454.

قال في كشف الظنون تحت عنوان فردوس الأخبار : «ذكر فيه أنه أورد فيه عشرة آلاف حديث ، وذكر أنه أورد القضاعي فيه ألف ومائتي كلمة ولم يذكر رواتها ، فذكر في الفردوس رواتها ، ورتب على حروف المعجم مجردة عن الأسانيد ، ووضع علامات مخرجه بجانبه ، وعدد رموزه عشرون» (1).

وقد روى أصحابنا بأسانيدهم عن أئمة أهل البيت عليهم السلام روايات عديدة في هذا الباب ، فمن ذلك : * ما أخرجه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ، بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : قلت له : لم سمي أمير المؤمنين؟

قال : الله سماه ، وهكذا أنزل في كتابه : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين» (2).

* وما أخرجه الشيخ العياشي ، عن جابر ، قال : «قال لي أبو جعفر : لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي ، لم ينكروا حقه. قال : قلت : 2.

ص: 9


1- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2 / 1254.
2- الكافي 1 / 412.

جعلت فداك ، متى سمي؟ فقال لي : قوله : (وإذ أخذ ربك من بني آدم) ...» (1).

* وما أخرجه الشيخ أبو جعفر الطوسي ، في الدعاء بعد صلاة الغدير ، مسندا عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : «ومننت علينا بشهادة الإخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة ، من بعد النذير المنذر والسراج المنير ، وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم ، وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا ، وجعلتنا من أهل الإجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا ذكرك ، فإنك قلت : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) اللهم بلى شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا ، ومحمد عبدك ورسولك نبينا ، وعلي أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون» (2).

* وما أخرجه الشيخ الكليني ، بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، في حديث : «ثم قال : (ألست بربكم قالوا بلى ...) ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال : ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي وأن هذا علي أمير المؤمنين؟! قالوا : بلى. فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم ، إنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي ...» (3). 8.

ص: 10


1- تفسير العياشي 2 / 41.
2- تهذيب الأحكام 3 / 146.
3- الكافي 2 / 8.

ثم إن بعض العلماء الأعلام من أهل السنة يروون بإسنادهم عن أئمة أهل البيت عليهم السلام حديثا في هذا الباب :

* قال المحدث الفقيه الشافعي أبو الحسن ابن المغازلي الواسطي : «أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن خلف بن محمد الداودي ، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد التلعكبري ، قال : حدثنا طاهر بن سليمان بن زميل الناقد ، قال : حدثنا أبو علي الحسين ابن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا الحسن بن حسن السكري ، حدثنا ابن هند ، عن ابن سماعة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه ، أنه قرأ عليه أصبغ بن نباتة : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) قال : فبكى علي وقال : إني لأذكر الوقت الذي أخذ الله تعالى علي فيه الميثاق» (1).

وفي هذا الحديث إشارة - إن لم يكن فيه تصريح - إلى أن أمير المؤمنين عليه السلام كان أول من أجاب في الميثاق ، وذاك ما أخرجه الشيخ العياشي بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أمتي عرضت علي في الميثاق ، فكان أول من آمن بي : علي ، وهو أول من صدقني حين بعثت ، وهو الصديق الأكبر ، والفاروق ، يفرق بين الحق والباطل» (2).

كما إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء ، لأنه أولهم وأسبقهم في الميثاق بالوحدانية ، كما في الحديث : 1.

ص: 11


1- مناقب علي بن أبي طالب : 271.
2- تفسير العياشي 2 / 41.

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «إن بعض قريش قال لرسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب ، حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) ، فكنت أنا أول نبي قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله» (1).

وعن أبي عبد الله عليه السلام : «سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بأي شئ سبقت ولد آدم؟ قال : إنني أول من أقر بربي ، إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) فكنت أول من أجاب» (2).

وهذه أحاديث اتفق عليها الفريقان :

* أخرج البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته» (3).

* وأخرج الترمذي : «قالوا : يا رسول الله! متى وجبت لك النبوة؟ قال : وآدم بين الروح والجسد. هذا حديث حسن صحيح ، غريب من حديث أبي هريرة» (4).

أقول :

لكنه ورد في بعض المصادر عن أبي هريرة : «قيل : يا رسول الله! 5.

ص: 12


1- الكافي 1 / 441.
2- الكافي 2 / 12.
3- التاريخ الصغير 1 / 13.
4- صحيح الترمذي 5 / 585.

متى وجبت لك النبوة؟ قال : قبل أن يخلق الله آدم وينفخ فيه الروح. وقال : (وإذ أخذ ربك من بني آدم ...) قالت الملائكة : بلى. فقال : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم» (1).

* وعقد الحافظ السيوطي في خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بابا عنوانه : «باب خصوصية النبي بكونه أول النبيين في الخلق وتقدم نبوته وأخذ الميثاق» فأورد أحاديث كثيرة جدا ، ثم قال :

«فائدة : قال الشيخ تقي الدين السبكي في كتابه التعظيم والمنة في

(لتؤمنن به ولتنصرنه) : في هذه الآية من التنويه بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وتعظيم قدره العلي ، ما لا يخفى ، وفيه مع ذلك : أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم ، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق ، من زمن آدم إلى يوم القيامة ، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ، ويكون قوله : (بعثت إلى الناس كافة) ، لا يختص به الناس من زمانه إلى القيامة ، بل يتناول من قبلهم أيضا ، ويتبين بذلك المعنى قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم : (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) ...».

(قال) : «فعرفنا بالخبر الصحيح حصول ذلك الكمال من قبل خلق آدم لنبينا صلى الله عليه [وآله] وسلم من ربه سبحانه ، وأنه أعطاه النبوة من ذلك الوقت ، ثم أخذ له المواثيق على الأنبياء ، ليعلموا أنه المقدم عليهم ، وأنه نبيهم ورسولهم.

وفي أخذ المواثيق - وهي في معنى الاستخلاف ، ولذلك دخلت لام القسم في (لتؤمنن به ولتنصرنه) - لطيفة أخرى ، وهي كأنها أيمان للبيعة 6.

ص: 13


1- ينابيع المودة : 248 عن المودة في القربى لعلي بن شهاب الدين الهمداني ، المتوفى سنة 786.

التي تؤخذ للخلفاء ...

إذا عرفت ذلك ، فالنبي هو نبي الأنبياء.

ولهذا أظهر في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه ، وفي الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم.

ولو اتفق مجيئه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ونصرته ، وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم ، ورسالته إليهم معنى حاصل له ، وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه ، فتأخر ذلك لأمر راجع إلى وجودهم لا إلى عدم اتصافه بما تقتضيه ... " (1).

وعقد القاضي عياض الحافظ أيضا بحثا في الموضوع عنوانه : «السابع : في ما أخبر الله به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشريف منزلته على الأنبياء وخطورة رتبته» فذكر الآيات والأخبار وكلمات العلماء (2).

أقول :

ولولا خوف الإطالة لأوردت كلمات القوم بكاملها ، لأنها تحقيقات رشيقة متخذة من الأدلة القطعية ، من الكتاب والسنة المتواترة عند الفريقين.

وتتلخص تلك الأدلة والأقوال في أفضلية نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأنبياء ، وأنهم لو كانوا في زمانه لكانوا من أمته ، وذلك لأنه متقدم في الخلق عليهم ، وقد أخذ ميثاق نبوته منهم ، وإن كان متأخرا زمانا عنهم. ي.

ص: 14


1- الخصائص الكبرى 1 / 3 - 4.
2- الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 / 240 بشرح الخفاجي.

* وعلي خلقه الله مع النبي من نور واحد ... كما في حديث النور ، المشهور (1).

وعلي خلقه الله مع النبي من شجرة واحدة ... كما في حديث الشجرة ، المشهور (2).

وعلي بعث الأنبياء على ولايته ، كما بعثوا على نبوة النبي ... كما في الحديث الصحيح المتقدم في قوله تعالى : (واسأل من أرسلنا ...).

فظهر أن الحديث المذكور عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وعن حذيفة ، وعن أبي هريرة ، في ذيل الآية المباركة ، حديث متفق عليه بين الفريقين ، معتبر بشواهده الجمة ، والشبهات المذكورة حوله مندفعة.

وما اشتمل عليه كلام ابن تيمية ومن تبعه من السب والشتم ، فنمر عليه مر الكرام ...

* * * ر.

ص: 15


1- من رواته : أحمد وأبو حاتم وابن مردويه وأبو نعيم وابن عبد البر والخطيب والرافعي وابن حجر العسقلاني. راجع : الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
2- من رواته : الحاكم والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر والسيوطي والمتقي. راجع : الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.

قوله تعالى : (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) (1).

قال السيد :

«وتلقى آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه».

قال في الهامش :

«أخرج ابن المغازلي الشافعي ، عن ابن عباس ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه.

قال صلى الله عليه وآله وسلم : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. فتاب عليه وغفر له ...

وهذا هو المأثور عندنا في تفسير الآية».

فقيل :

«الحديث المشار إليه من طريق محمد بن علي بن خلف العطار ، عن حسين بن حسن الأشقر ، عن عمرو بن ثابت.

وحسين الأشقر شيعي غال ، ضعفه كل من البخاري وابن منده وأبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي.

وقال الجوزجاني : غال من الشتامين للخيرة.

وفي الكامل لابن عدي 1 / 97 : وليس كل ما يروى عنه من الحديث 7.

ص: 16


1- سورة البقرة 2 : 37.

الإنكار فيه من قبله ، فربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا في حديثه بعض ما فيه.

وفي لسان الميزان : أن ابن عدي ذكر في ترجمة حسين الأشقر حديثا من طريقه وعن محمد بن علي المذكور ثم قال عنه : محمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر الحديث ، والبلاء فيه عندي منه لا من حسين.

وفي اللسان ، في ترجمة المظفر بن سهيل عن الدارقطني أنه قال في محمد المذكور : مجهول.

والحديث عند ابن الجوزي من طريق الدارقطني.

أما عمرو بن ثابت ، فقد قال عنه ابن المبارك : لا تحدثوا عن عمرو ابن ثابت ، فإنه كان يسب السلف. وعن ابن معين : هو غير ثقة. وقال أبو داود : رافضي خبيث. وقال في موضع آخر : رجل سوء ، لما (1) مات النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كفر الناس إلا خمسة ، وكذا ضعفه : أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وابن حبان وابن عدي والحاكم ، وغيرهم. وقال الساجي : مذموم ، وكان ينال من عثمان ويقدم عليا على الشيخين. وقال العجلي : شديد التشيع غال فيه ، واهي الحديث. وقال البزار : كان يتشيع ولم يترك.

(عن التهذيب باختصار).

فتأمل - رحمك الله - هذا الجرئ على الله ، المتقول على كتابه ، واحكم على استشهاداته». ا.

ص: 17


1- كذا.

أقول :

لقد أخرج الحاكم ، والبيهقي ، والطبراني ، وأبو نعيم ، وابن عساكر ، والقاضي عياض ، وغيرهم ، بأسانيدهم المعتبرة ، حديث توسل آدم عليه السلام بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

* قال الحاكم : «حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، ثنا إسماعيل بن مسلمة ، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب! أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم! وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال : يا رب! لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم! إنه لأحب الخلق إلي ، ادعني بحقه ، فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك.

هذا حديث صحيح الإسناد ، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن ابن زيد بن أسلم ، في هذا الكتاب» (1).

* وقال الطبراني : «حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري ، حدثنا أحمد بن سعيد المدني الفهري ، حدثنا عبد الله بن 5.

ص: 18


1- المستدرك على الصحيحين 2 / 615.

إسماعيل المدني ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى العرش وقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى الله إليه : وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال : تبارك اسمك ، لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا آدم! إنه آخر النبيين من ذريتك ، وإن أمته آخر الأمم من ذريتك» (1).

وقد استدل الحافظ السبكي بهذه الأحاديث على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل حال ، قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته ، في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة ... وقال بعد ذكر حديث الحاكم وغيره : «والحديث المذكور لم يقف ابن تيمية عليه بهذا الإسناد ، ولا بلغه أن الحاكم صححه ... وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الأمر العظيم الذي لا يرده عقل ولا شرع؟! ...» (2).

هذا ، واسم أمير المؤمنين عليه السلام مقرون باسم النبي صلى الله

عليه وآله وسلم على العرش ، فليس أحد أعظم عند الله قدرا ممن جعل اسمه مع اسمه كما قال آدم عليه السلام ، والقوم يحاولون أن يكتموا هذه الفضيلة كغيرها من الفضائل ، ولكن الله شاء أن تروى وتبقى :

* أخرج القاضي عياض ، عن أبي الحمراء ، عن رسول الله صلى الله 2.

ص: 19


1- المعجم الصغير 2 / 82.
2- شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام : 162.

عليه وآله وسلم : قال : «لما أسري بي إلى السماء ، إذا على العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي» (1).

* وأخرج ابن عدي وابن عساكر ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لما عرج بي ، رأيت على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي» (2).

* وعقد الحافظ محب الدين الطبري مطلبا بعنوان : «ذكر اختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به ، وكتبه ذلك على ساق العرش وعلى بعض الحيوان» فأخرج الحديث عن أبي الحمراء برواية الملاء في سيرته.

وأخرج عن ابن عباس : «كنا عند النبي ، إذا بطائر في فيه لوزة خضراء ، فألقاها في حجر النبي ، فقبلها ثم كسرها ، فإذا في جوفها ورقة خضراء مكتوبة : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نصرته بعلي. أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي» (3).

فسواء صح الحديث الذي أخرجه ابن المغازلي المحدث الفقيه الشافعي في الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، أو لم يصح ، ففي الأحاديث المذكورة كفاية ، لمن طلب الحق والهداية.

وأما الحديث المذكور فهذا نصه بسنده : «أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب - إجازة - ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب ، حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثني محمد بن سلمان بن الحارث ، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، حدثنا حسين الأشقر ، حدثنا عمرو 7.

ص: 20


1- الشفا بتعريف حقوق المصطفى :.
2- الخصائص الكبرى 1 / 7 ، الدر المنثور 4 / 153.
3- الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة 2 / 227.

ابن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه» (1).

فهذه رواية ابن المغازلي (2).

وقال شيخ الإسلام الحمويني (3) : «أخبرني الشيخ الصالح جمال

الدين أحمد بن محمد بن محمد ، المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة ، بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة ، أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، قال : أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي ، قال : أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن موسى - بتكريت - ، قال : أنبأنا محمد بن فرحان ، حدثنا محمد بن يزيد القاضي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث بن سعد ، عن ث.

ص: 21


1- مناقب علي بن أبي طالب : 63.
2- توجد ترجمته في : الأنساب «الجلابي» ، قال : «والمشهور بهذه النسبة : أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي ، المعروف بابن المغازلي ، من أهل واسط العراق ، كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ بواسط ، وطالعته وانتخبت منه ... روى لنا عنه ابنه بواسط». قلت : وتاريخه المذكور اعتمده الأكابر ونقلوا عنه ، كالذهبي في تذكرة الحفاظ ، كما إن كتابه في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام اعتمده كبار الحفاظ ، كالسمهودي في جواهر العقدين ، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة.
3- توجد ترجمته في غير واحد من المصادر ، من أهمها : المعجم المختص للحافظ الذهبي ، فقد ترجم له فيه لكونه من مشايخه في الحديث.

العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال :

لما خلق الله تعالى أبا البشر ، ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرش ، فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا. قال آدم : يا رب! هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال : لا يا آدم. قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين.

آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي.

يا آدم! هؤلاء صفوتي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل.

فقال النبي : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت» (1).

ورواه أبو الفتح النطنزي (2) ، في كتاب الخصائص العلوية. دب

ص: 22


1- فرائد السمطين 1 / 36.
2- توجد ترجمته في : الأنساب «النطنزي» ، ونص على قراءته عليه واستفادته منه قال : «قدم علينا بمرو سنة إحدى وعشرين ، وقرأت عليه طرفا صالحا من الأدب

وقال الحافظ السيوطي : «وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند

رواه عن علي ، قال : سألت النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عن قول الله : (فتلقى آدم ...) - فذكر الحديث إلى قول الله عزوجل لآدم - : «فعليك بهؤلاء الكلمات ، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك ، قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ... فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم».

قال السيوطي : «وأخرج ابن النجار ، عن ابن عباس ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه. قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه (1).

أقول :

فهذا هو الحديث ، وقد رواه من أئمة أهل السنة : الرافعي ، وابن النجار ، والديلمي ، والنطنزي ، والحمويني ، وابن المغازلي ، والسيوطي ، وغيرهم.

وهو أيضا في كتب أصحابنا بطرقهم ، عن أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام.

فهو حديث متفق عليه بين الطائفتين.

مضافا ، إلى أنه في كتب القوم بأسانيد متعددة ، فيتقوى بعضها على 1.

ص: 23


1- الدر المنثور في التفسير بالمأثور 1 / 60 - 61.

فرض ضعفه بالبعض الآخر.

وأما الكلام في خصوص سند الرواية عند ابن المغازلي :

* فإن «محمد بن علي بن خلف العطار» قد ترجم له الحافظ الخطيب البغدادي وقال : «سمعت محمد بن منصور يقول : كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأمونا حسن النقل» (1).

فقد ذكر توثيقه ولم يذكر جرحا فيه أبدا.

وبما ذكرنا يندفع ما عن ابن عدي أنه قال فيه : «عنده عجائب» إن كان مثل هذا القول جرحا.

على أن ابن عدي إنما قال هذا عقيب حديث رواه وفيه : أن عمار ابن ياسر - رضي الله تعالى عنه - قال لأبي موسى الأشعري : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يلعنك. فقال أبو موسى : إنه قد استغفر لي. قال عمار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار "!! (2) فكان من الطبيعي الطعن في مثل هذا.

ولكنه - مع ذلك - لم يطعن في «محمد بن علي العطار» إلا أنه قال : «عنده عجائب».

ويؤكد ذلك أن ابن عدي لم يورد الرجل في كتابه الكامل وإنما قال هذا بترجمة «الأشقر» ، وقد نبه الحافظ ابن حجر على ذلك (3) أيضا ، مع أنه يدخل فيه من تكلم فيه بأدنى شئ كما قال الحافظ الذهبي (4).5.

ص: 24


1- تاريخ بغداد 3 / 57.
2- الكامل في الضعفاء 3 / 236.
3- لسان الميزان 5 / 289 الطبعة الحديثة.
4- سير أعلام النبلاء 16 / 155.

* وأما «حسين بن حسن الأشقر» فهو من رجال سنن النسائي ، وقد ذكروا بترجمة النسائي أن له في الصحيح شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم (1).

وكل من تكلم فيه فإنما تكلم لأجل تشيعه ، وقد تقرر عندهم : أن الجرح المفسر ليس بمانع من قبول الرواية (2) ، هذا بصورة عامة ، وفي خصوص التشيع ، فقد تقرر عندهم أنه لا يضر بالوثاقة (3).

ومن هنا ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر عن ابن الجنيد أنه قال : «سمعت ابن معين ذكر الأشقر فقال : كان من الشيعة الغالية. قلت : فكيف حديثه؟ قال : لا بأس به. قلت : صدوق؟ قال : نعم ، كتبت عنه» (4).

ومن هنا نص الحافظ على أنه صدوق ، مع ذكره أنه يغلو في التشيع (5).

وقد سبق وأن ترجمنا للأشقر في كتابنا ، فليراجع (6).

* وأما «عمرو بن ثابت ، ابن أبي المقدام» فهو من رجال أبي داود ، وابن ماجة في التفسير ، والكلام فيه كالكلام في سابقيه ، فعن ابن المبارك : «لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف» ، وعن أبي داود قال : «رافضي خبيث» وقال في موضع آخر : «رجل سوء ، قال : لما مات النبي كفر الناس إلا خمسة. وجعل أبو داود يذمه ويقول : قد روى عنه 8.

ص: 25


1- تذكرة الحفاظ 2 / 700 ترجمة النسائي.
2- أنظر مثلا : مقدمة فتح الباري : 430.
3- مقدمة فتح الباري : 382 و 398 و 410.
4- تهذيب التهذيب 2 / 292.
5- تقريب التهذيب 1 / 175.
6- تشييد المراجعات 1 / 268.

سفيان وهو المشوم ، ليس يشبه حديثه أحاديث الشيعة ، وجعل

يقول ويعني : أن أحاديثه مستقيمة» ، وعنه أيضا : «رافضي خبيث ، وكان رجل سوء ، ولكنه كان صدوقا في الحديث» ، وعن البزار : «كان يتشيع ولم يترك».

فالرجل كان يشتم عثمان ، وكان يقدم عليا على الشيخين (1).

إلا أن ذلك لا يضر بوثاقته ، ولذا نرى أن أبا داود يراه صدوقا في الحديث ويروي عنه ومع ذلك يقول : «كان رجل سوء» وكذا البزار يقول : «يتشيع» ثم يقول : «لم يترك»!!

وأبو حاتم وإن قال : «كان ردئ الرأي ، شديد التشيع» فقد نص على أنه «يكتب حديثه».

وتلخص :

إن استدلال السيد رحمه الله بالآية المباركة والحديث الوارد في ذيلها صحيح ، ولا يتطرق إليه أي إشكال .. وأما السباب والشتائم فترجع على أهلها اللئام ، ونحن نمر عليها مر الكرام.

* * * 9.

ص: 26


1- تهذيب التهذيب 8 / 9.

قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) (1).

قال السيد :

«وما كان الله ليعذبهم وهم أمان أهل الأرض ووسيلتهم إليه».

قال في الهامش :

«راجع من الصواعق المحرقة لابن حجر تفسير قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم) وهي الآية السابعة من آيات فضلهم التي أوردها في الباب 11 من ذلك الكتاب ، تجد الاعتراف بما قلناه».

فقيل :

«بالرجوع إلى الأحاديث التي اعتمدها لتفسير الآية الكريمة تبين أنها أحاديث هالكة وضعيفة ، حتى ابن حجر الهيتمي - وهو ليس من رجال هذا الشأن (أعني علم الحديث) - حكم عليها بالضعف ، ولكن المؤلف أوهم ولبس على عادته.

هذا ، فضلا عن أن أحدا من المفسرين الذين يعتد برأيهم لم يقل بمثل هذا القول.

على أن سبب نزولها ما رواه البخاري عن أحمد ومحمد بن النضر كلاهما ، عن عبد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن عبد الحميد 3.

ص: 27


1- سورة الأنفال 8 : 33.

صاحب الزيادي ، عن أنس بن مالك ، قال أبو جهل بن هشام :

(اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) فنزلت : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).

(ابن كثير 2 / 304)».

أقول :

لا يخفى أن السيد طاب ثراه بصدد الإشارة إلى آيات فضل أهل البيت عليهم السلام ، بالنظر إلى الأحاديث الواردة في تفسيرها أو المناسبة لها ، استنادا إلى كتب القوم المعروفة المشهورة.

والمقصود هنا - جمعا بين قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم ...)

وبين قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أهل بيتي أمان لأمتي» - : أن من فضلهم عليهم السلام هو أن الله تعالى وعد الأمة المحمدية بعدم الزوال والضلال ما دام أهل البيت عليهم السلام فيهم وكانت الأمة مقتضية لهم ... كما وعدهم بذلك ما داموا يستغفرون ...

فهم أمان للأمة ، كما أن الاستغفار أمان ...

فليس المقصود بيان سبب نزول الآية ، أو أن أحدا من المفسرين فسرها بأهل البيت عليهم السلام.

وعلى الجملة : فإن الجمع بين الآية والرواية يثبت فضيلة لأهل البيت عليهم السلام ، لا توجد لغيرهم ، فلذا كان علي وأولاده الطاهرون أفضل الناس - بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عند الله ، وأقربهم إليه.

وهذا الحديث قد تقدمت الإشارة إليه بالإجمال في ذيل حديث السفينة ، وهو مروي في كتب القوم المعتبرة بألفاظ عديدة ، وله شواهد

ص: 28

أخرى أيضا ، وكل ذلك من رواية أعلام الحديث وأئمة الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين (1).

* * * 3.

ص: 29


1- راجع : تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات 1 / 131 - 133.

قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله

وابتغوا إليه الوسيلة) (1).

وقوله تعالى : (أولئك الذين يدعون يبتغون

إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته) (2).

وإلى هاتين الآيتين - أو إحداهما - أشار السيد رحمه الله بقوله : «ووسيلتهم إليه».

قال الشيخ الطبرسي بتفسير الآية الأولى : «روى سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام ، قال : في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان

العرش ، إحداهما بيضاء والأخرى صفراء ، وفي كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة ، أبوابها وأكوابها من عرق واحد ، فالبيضاء الوسيلة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ، والصفراء لإبراهيم عليه السلام وأهل بيته» (3).

ورواه الشيخ أبو إسحاق الثعلبي في تفسير الآية (4).

وروى الحاكم الحسكاني في الآية الثانية ، قال :

«أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد ط.

ص: 30


1- سورة المائدة 5 : 35.
2- سورة الإسراء 17 : 57.
3- مجمع البيان 2 / 238.
4- الكشف والبيان في تفسير القرآن - مخطوط.

ابن محمد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، قال : حدثني أحمد بن عمار ، قال : حدثنا الحماني ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، قال : حدثنا علي بن بذيمة ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : (أولئك الذين

يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) قال : هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين» (1).

* * * 6.

ص: 31


1- شواهد التنزيل 1 / 446.

قوله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله) (1).

قال السيد :

«فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).

كما اعترف به ابن حجر ، حيث عد هذه الآية من الآيات النازلة فيهم ، فكانت الآية السادسة من آياتهم التي أوردها في الباب 11 من صواعقه.

وأخرج ابن المغازلي الشافعي - كما في تفسير هذه الآية من الصواعق - عن الإمام الباقر ، أنه قال : نحن الناس المحسودون والله. وفي الباب 60 والباب 61 من غاية المرام ثلاثون حديثا صحيحا صريحا بذلك».

فقيل :

«كلام المؤلف في الحاشية يوهم أن كلام ابن حجر وكلام ابن المغازلي الشافعي ، دليلان يعضد أحدهما الآخر على أن هذه الآية في أهل البيت ، بينما هما دليل واحد ، فابن حجر ناقل عن ابن المغازلي الشافعي ، كما هو مصرح به في صواعقه 125 ، فضلا عن أنه دليل أوهى من بيت 4.

ص: 32


1- سورة النساء 4 : 54.

العنكبوت».

أقول :

لقد روى نزول الآية المباركة في أهل البيت عليهم السلام غير واحد من أعلام أهل السنة ، قبل الفقيه ابن المغازلي الشافعي.

منهم : أبو عبد الله المرزباني : قال الحافظ ابن شهرآشوب السروي (1) : «حدثني أبو الفتوح الرازي في (روض الجنان) بما ذكره أبو عبد الله المرزباني ، بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، في قوله : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) نزلت في رسول الله وفي علي عليهما السلام» (2).

ومنهم : الحافظ الحسكاني ، رواه بأسانيد له عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (3).

فهم يروونه بأسانيدهم عن ابن عباس ، وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، كما يرويه أصحابنا الإمامية سواء.

ورواه الفقيه ابن المغازلي عن طريق الحافظ ابن عقدة ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ، قال - في هذه الآية - : «نحن الناس» (4). 7.

ص: 33


1- من أعلام علماء الإمامية في القرن السادس ، وتوجد ترجمته في كتاب بغية الوعاة للسيوطي ، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي ، والبلغة في طبقات علماء النحو واللغة للفيروزآبادي ، وغيرها من كتب أهل السنة ، توفي سنة 588.
2- مناقب آل أبي طالب 3 / 213 طبعة إيران.
3- شواهد التنزيل 1 / 183.
4- مناقب علي بن أبي طالب : 267.

ورواه عنه ابن حجر المكي في الصواعق ، وأبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي ، والقندوزي في ينابيعه ، كما في الهامش.

وأرسله ابن أبي الحديد إرسال المسلم حيث قال - في سياق جملة من مناقب الإمام عليه السلام - : «وجاء في تفسير قوله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) أنها أنزلت في علي وما خص به من العلم» (1).

هذا ، والمقصود - كما أشرنا مرارا - إثبات أن هذه الفضائل والمناقب متفق عليها بين الفريقين ، رواها كل فريق بأسانيده الخاصة ، ونقلها في كتبه المعروفة ، لئلا يقال إنها قضايا تفرد بها الإمامية فلا يجوز إلزام الغير بها ولا تكون حجة عليه.

هذا ، وابن حجر المكي صاحب الصواعق المحرقة من أكابر علماء القوم المشهورين ، توجد ترجمته في كثير من المصادر ، ك النور السافر في أعيان القرن العاشر وغيره ، ومنهم من أفرد ترجمته بالتأليف ، وكتابه من الكتب المؤلفة ضد الإمامية - كما صرح به في ديباجته - ولذا أمكن لأصحابنا أن يستدلوا بما جاء فيه من المناقب والفضائل ، غير إن أتباع ابن تيمية يكرهون الحافظ ابن حجر المكي ، لكونه من أشد الناس على شيخهم ، وفتياه بضلاله معروفة موجودة!

* * * 0.

ص: 34


1- شرح نهج البلاغة 7 / 220.

قوله تعالى : (... والراسخون في العلم ...).

قال السيد :

«وهم الراسخون في العلم ، الذين قال : (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) (1)».

فقال في الهامش :

«أخرج ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح ، عن الإمام الصادق ، قال : نحن قوم فرض الله عزوجل طاعتنا ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون. قال الله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).

وأخرجه الشيخ في التهذيب ، بسنده الصحيح ، عن الإمام الصادق عليه السلام أيضا».

فقيل :

«تخصيص الآيات وقصرها على بعض من تتناوله بمدلولها ، من غير دليل صحيح يدل على ذلك ، من التفسير المذموم الذي يجب أن ينأى المسلمون بالقرآن الكريم عنه ، بل هو نوع من أنواع التحريف الذي وقع فيه أهل الكتاب ، الذين نهينا أن نكون مثلهم أو نشابههم في أعمالهم». 7.

ص: 35


1- سورة آل عمران 3 : 7.

أقول :

هذا التخصيص ونحوه مما ورد به الخبر الصحيح ، ليس تحريفا ولا يشمله النهي ، وعلماؤنا لا يرتكبون التحريف ، ولا يشابهون أهل الكتاب في شئ من أباطيلهم.

بل الذي وجدناه أن أئمة هذا القائل كثيرا ما يحاولون تخصيص الآيات الكريمة وقصرها على أشخاص معينين ، من غير دليل صحيح يدل على ذلك ، كقول غير واحد منهم في الآية : (وسيجنبها الأتقى) أنها نزلت في أبي بكر (1) ، فشابهوا أهل التحريف في نوع من أنواع التحريف! بل لقد وجدنا أكابر أئمتهم من الصحابة يقولون بتحريف القرآن الكريم ، بمعنى نقصانه ، الذي هو أقبح أنواع التحريف ، ومن شاء فليرجع إلى مظان ذلك (2).

* * * ق.

ص: 36


1- شرح المواقف في علم الكلام ، شرح المقاصد للتفتازاني ، وغيرهما ، في مباحث الإمامة.
2- ولعل خير ما ألف في الموضوع كتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف ، وهو مطبوع موجود في الأسواق.

قوله تعالى : (وعلى الأعراف رجال يعرفون ...) (1).

قال السيد :

«وهم رجال الأعراف الذين قال : (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)».

فقال في الهامش :

«أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره عن ابن عباس ، قال : الأعراف موضع عال من الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذو الجناحين ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وأخرج الحاكم بسنده إلى علي ، قال : نقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه.

وعن سلمان الفارسي : سمعت رسول الله يقول : يا علي! إنك والأوصياء من ولدك على الأعراف ... الحديث.

ويؤيده حديث أخرجه الدارقطني - كما في أواخر الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق ، أن عليا قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا ، من جملته : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله : يا علي! أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة ، غيري؟! قالوا : 6.

ص: 37


1- سورة الأعراف 7 : 46.

اللهم لا.

قال ابن حجر : معناه ما رواه عنترة ، عن علي الرضا ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : يا علي! أنت قسيم الجنة والنار ، فيوم القيامة تقول للنار : هذا لي وهذا لك.

قال ابن حجر : وروى ابن السماك ، أن أبا بكر قال لعلي : سمعت رسول الله يقول : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز».

فقيل :

«نقل ابن الجوزي في تفسيره تسعة أقوال في رجال الأعراف ، وليس من هذه الأقوال قول واحد ينطبق على ما أراده المؤلف ومن على شاكلته ، وهناك سبعة من هذه الأقوال لو رضينا بوصف أهل البيت بواحد منها لكان قدحا بهم لا مدحا ، وهناك قولان هما مدح محض لرجال الأعراف وهما :

الرابع : إنهم قوم صالحون فقهاء علماء ، قاله الحسن ومجاهد.

والسابع : إنهم أنبياء ، حكاه ابن الأنباري.

ولا يخفى ما فيهما من بعد عما أراده المؤلف».

أقول :

نقل القرطبي بتفسير الآية جميع الأقوال ، ومنها ما رواه الثعلبي فقال : «وذكر الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قوله عزوجل : (وعلى الأعراف رجال) ، قال : الأعراف موضع عال على الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين ، رضي الله عنهم ،

ص: 38

يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه» (1).

فكان على ابن الجوزي أيضا أن ينقل هذا القول ، ولكنا ما رأينا الخير منه إلا قليلا جدا!!

على أنه أي بعد للقول الرابع من الأقوال التي نقلها ابن الجوزي عن ذلك؟!

ثم إن تفسير الآية بما ذكر عن ابن عباس ، قد حكاه عنه الضحاك ، وقد أكثر ابن الجوزي من ذكر أقوال الضحاك في تفسيره.

هذا ، وقد وردت الرواية بذلك من طرق القوم عن أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد ذكر الحاكم الحسكاني بإسناده أن ابن الكواء سأله عن الآية هذه فقال : «ويحك يا بن الكواء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (2).

وأما الشواهد والمؤيدات لهذا التفسير فكثيرة ، وقد أشار السيد إلى بعضها ، كحديث «لا يجوز أحد الصراط ...» وقد ذكرناه في بحوثنا السابقة (3).

* * * 4.

ص: 39


1- الجامع لأحكام القرآن 7 / 212.
2- شواهد التنزيل 1 / 263.
3- أنظر : الحلقة 14 من مقالنا هذا ، المنشورة في «تراثنا» ، العدد 58 ، ص 24.

قوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...) (1).

قال السيد :

«ورجال الصدق الذين قال : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)».

فقال في الهامش :

«ذكر ابن حجر في الفصل الخامس من الباب 9 من صواعقه ، حيث ذكر وفاة علي ، أنه عليه السلام سئل - وهو على المنبر بالكوفة - عن قوله تعالى : (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فقال : اللهم غفرا ، هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ...

وأخرج الحاكم - كما في تفسيرها من مجمع البيان - عن عمرو بن

ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن علي عليه السلام ، قال : فينا نزلت ...».

فقيل :

«قال البخاري 6 / 361 ... قال أنس : كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه 3.

ص: 40


1- سورة الأحزاب 33 : 23.

[أي في أنس بن النضر] وفي أشباهه (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...).

وهذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير 10 / 136 مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس ، وقال الحافظ في الفتح 6 / 361 ، وابن كثير في التفسير 3 / 475 : وقد أخرجه مسلم والترمذي والنسائي من رواية ثابت عن أنس.

وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 194 ، والطيالسي 2 / 22 ، وابن جرير 21 / 147 ، وأبو نعيم في الحلية 1 / 121 ، وعبد الله بن المبارك في الجهاد : 68.

أنظر : الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي : 117».

أقول :

لا خلاف في أن الآية المباركة نزلت بعد واقعة أحد ، فقسم الله سبحانه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورسوله على قسمين ، فقال :

(فمنهم من قضى نحبه) والمراد - كما في بعض الروايات - هم الشهداء في أحد وعلى رأسهم سيدنا حمزة رضي الله تعالى عنه ، وفيهم أنس بن النضر الأنصاري .. أو حمزة الشهيد بأحد وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب الشهيد ببدر ، كما في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن محمد بن إسحاق كما في تفسير البغوي (1) .. أو حمزة وجعفر ، كما في الرواية عن ابن عباس (2). 6.

ص: 41


1- معالم التنزيل 4 / 451.
2- شواهد التنزيل 2 / 6.

(ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) .. فقال أمير المؤمنين : «فأنا

- والله - المنتظر وما بدلت تبديلا» ذكره الحاكم الحسكاني بإسناده عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن الإمام عليه السلام (1) ، وأرسله الحافظ الذهبي إرسال المسلم (2) ، وعده غير واحد من الأعلام في مناقبه عليه السلام كالخوارزمي ، وسبط ابن الجوزي ، وابن الصباغ المالكي ، والشبلنجي المصري ، والقندوزي الحنفي (3) ...

هذا ، والمقصود : أن المراد بصادق العهد المنتظر في الآية المباركة هو علي عليه السلام ، وكفى به تفضيلا له على غيره ...

* * * 0.

ص: 42


1- شواهد التنزيل 2 / 5.
2- نقله عنه عبد الملك العصامي بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتابه سمط النجوم العوالي 2 / 469 ، وأورده الشيخ المحمودي في هامش شواهد التنزيل.
3- المناقب - للخوارزمي - : 279 ح 270 ، تذكرة الخواص : 26 ، الفصول المهمة : 131 ، نور الأبصار : 119 ، ينابيع المودة 1 / 285 ح 10.

قوله تعالى : (... يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ...) (1).

قال السيد :

«ورجال التسبيح الذين قال الله تعالى : (يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) .. وبيوتهم هي التي ذكرها الله عزوجل فقال : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها

اسمه) (2)».

فقال في الهامش :

«عن تفسير مجاهد ويعقوب بن سفيان ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) (3) أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة ، فنزل عند أحجار الزيت ، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فنفر الناس إليه وتركوا النبي قائما يخطب على المنبر ، إلا عليا والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبا ذر والمقداد ، فقال النبي : لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة ، فلولا هؤلاء لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط .. وأنزل الله 1.

ص: 43


1- سورة النور 24 : 36 - 37.
2- سورة النور 24 : 36.
3- سورة الجمعة 62 : 11.

فيمن بقي مع رسول الله في المسجد قوله تعالى : (يسبح له

فيها ...).

(وقال) : أخرج الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير ، بالإسناد إلى أنس بن مالك وبريدة ، قالا : قرأ رسول الله هذه الآية (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله! هذا البيت منها - وأشار إلى بيت علي وفاطمة -؟ قال : نعم ، من أفاضلها.

وفي الباب 12 من غاية المرام تسعة صحاح ينشق منها عمود الصباح».

فقيل :

«سبب نزول هذه الآية أن رسول الله كان يخطب يوم الجمعة ، إذ أقبلت عير قد قدمت ، فخرجوا إليها ، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا ، فنزلت هذه الآية. أخرج ذلك البخاري 8 / 493 ومسلم 2 / 590 من حديث جابر بن عبد الله.

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : بينما النبي يخطب يوم الجمعة ، فقدمت عير إلى المدينة ، فابتدرها أصحاب رسول الله حتى لم يبق مع رسول الله إلا اثنا عشر رجلا. فقال رسول الله : والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا ، ونزلت هذه الآية : (وإذا رأوا تجارة أو لهوا).

وليس يصح ما ادعاه المؤلف ، من أنه لم يبق في المسجد إلا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد ، وعلائم الوضع بادية على هذا الكلام لا تحتاج إلى علم غزير أو طول بحث ، ولم يكن الحسن

ص: 44

والحسين ممن تجب عليهم الجمعة في حياة الرسول.

وهؤلاء الشيعة من دأبهم أنهم يعمدون إلى حادثة مشهورة أو حديث معروف ، فيحرفونه بالحذف والزيادة بشكل سافر مكشوف بعيد عن الكياسة والذوق ، من أجل نصرة حججهم ودعاويهم».

أقول :

ما كان من فرق بين نقل السيد ونقل هذا المفتري ، في سبب نزول الآية المباركة ، وقد جاء في كلا النقلين خروج الأصحاب من المسجد والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب ، وأنه لم يبق معه إلا عدة قليلة ، وأن النبي أخبر أن لو خرجت تلك العدة أيضا لجرى في المدينة كذا وكذا.

لقد ذكرت أحاديث القوم الصحيحة عندهم أنه لم يبق إلا اثنا عشر ، ولم يصرح فيها بأسمائهم.

وجاء الخبر الذي ذكره السيد مصرحا بأسماء من بقي معه صلى الله عليه وآله وسلم.

وهذا هو الفرق ، وهذا ما لا يطيقه أتباع بني أمية!

والعجيب أنهم يتهمون الإمامية بتحريف مثل هذا الخبر بزيادة الأسماء فيه ، مع أنهم المتهمون بتحريفه بعدم ذكر أسماء الاثني عشر الذين رووا أنهم بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وبالله عليك! هل كانوا يكتمون الأسامي لو كان في الباقين مع رسول الله واحد من أوليائهم في خبر صحيح من أخبار القضية؟!

وأما الخبر في تفسير «البيوت» .. فقد أخرج السيوطي ، عن ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : «قرأ رسول الله هذه الآية

ص: 45

(في بيوت أذن الله أن ترفع) فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : بيوت الأنبياء. فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله! هذا البيت منها؟ لبيت علي وفاطمة. قال : نعم ، من أفاضلها» (1).

وذكره الآلوسي بتفسير الآية فقال : «وهذا إن صح لا ينبغي العدول عنه» (2).

أقول :

ولو كان عنده دليل على عدم صحته لجاء به!!

هذا ، وقد علم أن روايته لا تنحصر بالثعلبي ، مع أن في روايته الكفاية ، في مقام الاحتجاج ، لكونه من كبار مفسريهم السابقين.

* * * 4.

ص: 46


1- الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5 / 50.
2- روح المعاني 18 / 174.

قوله تعالى : (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ...) (1).

قال السيد :

«وقد جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلا لنوره (وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (2)».

فقال في الهامش :

«إشارة إلى قوله تعالى : (مثل نور كمشكاة) الآية .. فقد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بالإسناد ... وهذا التأويل مستفيض عن أهل بيت التنزيل».

فقيل :

«هذا نموذج للتفسير المذموم الذي تفسره الباطنية والإمامية للقرآن الكريم به ، والقرآن الكريم أجل من أن يفسر بمثل هذه الترهات».

أقول :

إن هذا من الجري والتطبيق ، ونظائره في تفاسير القوم أيضا كثيرة جدا! ونحن نكتفي بهذه الإشارة لقوم يعلمون ، ولكن المنافقين لا يفقهون. 7.

ص: 47


1- سورة النور 24 : 35.
2- سورة الروم 30 : 27.

فابن المغازلي الشافعي روى هذا الخبر مسندا (1) ، وهو عندهم علم من أعلام الفقه والحديث ، لا مجال للطعن فيه.

* * * 1.

ص: 48


1- مناقب الإمام علي بن أبي طالب : 263 ح 361.

قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) (1).

قال السيد :

«وهم (السابقون السابقون * أولئك المقربون)».

فقال في الهامش :

«أخرج الديلمي - كما في الحديث 29 من الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر - عن عائشة ، والطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : السبق ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب.

وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه ابن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس».

فقيل :

«هذا الحديث الذي يفسر به قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) الواقعة 10 - 11 ، رواه الطبراني 3 / 111 / 2 عن الحسين ابن أبي السري العسقلاني ، نا حسين الأشقر ، نا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مرفوعا. 1.

ص: 49


1- سورة الواقعة 56 : 10 و 11.

قال الألباني : وهذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، فإن حسين الأشقر شيعي».

أقول :

هذه الآية من أدلة أصحابنا على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام :

قال العلامة الحلي ، في البراهين الدالة على إمامته من الكتاب العزيز : «البرهان السادس عشر : قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون). روى أبو نعيم الحافظ ، عن ابن عباس ، في هذه الآية : سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب. وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليه السلام ، وسبق موسى إلى فرعون ، وصاحب يس إلى عيسى عليه السلام ، وسبق علي إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة.

فيكون أفضل.

فيكون هو الإمام» (1).

وقال العلامة أيضا : «الثالثة عشرة : قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون). روى الجمهور عن ابن عباس ، قال : سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب» (2). 1.

ص: 50


1- منهاج الكرامة في إثبات الإمامة : 78.
2- نهج الحق وكشف الصدق : 181.

من أشهر رواة الحديث :

لقد أخرج الرواية بتفسير الآية المباركة جمع غفير من أكابر علماء أهل السنة ، في التفسير والحديث ، فمنهم :

1 - أبو إسحاق السبيعي ، المتوفى سنة 127.

2 - سفيان بن عيينة ، المتوفى سنة 198.

3 - أبو جعفر مطين ، المتوفى سنة 297.

4 - ابن أبي حاتم ، المتوفى سنة 327.

5 - أبو القاسم الطبراني ، المتوفى سنة 360.

6 - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة 405.

7 - أبو بكر ابن مردويه الأصفهاني ، المتوفى سنة 410.

8 - أبو نعيم الأصفهاني ، المتوفى سنة 430.

9 - الحاكم الحسكاني ، من أعلام القرن الخامس.

10 - ابن المغازلي الواسطي ، المتوفى سنة 483.

11 - شيرويه بن شهردار الديلمي ، المتوفى سنة 509.

12 - الخطيب الخوارزمي ، المتوفى سنة 568.

13 - الفخر الرازي ، المتوفى سنة 606.

14 - سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفى سنة 654.

15 - محب الدين الطبري ، المتوفى سنة 694.

16 - صدر الدين الحمويني ، المتوفى سنة 722.

17 - ابن كثير الدمشقي ، المتوفى سنة 774.

18 - نور الدين الهيثمي ، المتوفى سنة 807.

ص: 51

19 - جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911.

20 - ابن حجر المكي ، المتوفى سنة 973.

21 - علي المتقي الهندي ، المتوفى سنة 975.

22 - قاضي القضاة الشوكاني ، المتوفى سنة 1250.

23 - شهاب الدين الآلوسي ، المتوفى سنة 1270.

فهؤلاء من أشهر رواة هذا الحديث ، من علماء الجمهور.

رووه عن ابن عباس وغيره من الصحابة.

من أسانيده في الكتب المعتبرة :

وهذه نبذة من أسانيدهم في رواية هذا الحديث :

* قال الحافظ ابن كثير : «وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : (والسابقون السابقون) ، قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم.

رواه ابن أبي حاتم ، عن محمد بن هارون الفلاس ، عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز ، عن سفيان (1) بن الضحاك المدائني ، عن سفيان

ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، بهم» (2).

* وقال الحافظ الطبراني : «حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ، حدثنا حسين الأشقر ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : 9.

ص: 52


1- كذا ، والصحيح : شعيب.
2- تفسير ابن كثير 4 / 249.

السبق ثلاثة ...»(1).

* وقال الحافظ الحاكم الحسكاني : «أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر القباب ، أخبرنا أبو بكر الشيباني ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا ابن عائشة ..

وحدثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ - من خط يده - ، حدثنا أحمد ابن حمدويه البيهقي أبو يحيى ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي ، حدثنا الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ..

أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي ، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، حدثنا إبراهيم بن فهد ، حدثنا عبد الله بن محمد التستري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ... " (2).

* وقال الحافظ ابن حجر - بترجمة الفيض بن وثيق - :

«عن أبي عوانة وغيره. قال ابن معين : كذاب خبيث. قلت : قد روى عنه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى. انتهى (3).

وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه.

وأخرج له الحاكم في المستدرك محتجا به.

وذكره ابن حبان في الثقات. ل.

ص: 53


1- المعجم الكبير ، مسند عبد الله بن العباس 11 / 93 - وفي طبعة أخرى 11 / 77 ح 11152 -.
2- شواهد التنزيل 2 / 291 - 294.
3- أي كلام الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال.

وقال العقيلي في ترجمة الحسين الأشقر : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا الحسين بن أبي السري ، حدثنا فيض بن وثيق ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ... " (1).

* وقال الفقيه ابن المغازلي الشافعي : «أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب - إجازة - ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدثنا محمد ابن أحمد بن منصور ، حدثنا أحمد بن الحسين ، حدثنا زكريا ، حدثنا أبو صالح ابن الضحاك ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ...» (2).

من أسانيده المعتبرة :

ثم إن غير واحد من أسانيد هذا الخبر معتبر بلا كلام :

* فطريق الحافظ ابن أبي حاتم الرازي صحيح :

«محمد بن هارون» الفلاس ، المتوفى سنة 265 ، وثقه ابن أبي حاتم ، والحافظ الذهبي (3).

و «عبد الله بن إسماعيل» ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه (4) ، وتابعه الخطيب في تاريخه (5).

و «شعيب بن الضحاك» أبو صالح ، حدث عن سفيان بن عيينة ، وعنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، وعبد الله بن إسماعيل المدائني 0.

ص: 54


1- لسان الميزان 4 / 542 ، الطبعة الحديثة.
2- مناقب علي بن أبي طالب : 320.
3- سير أعلام النبلاء 12 / 327.
4- الجرح والتعديل 5 / 4.
5- تاريخ بغداد 9 / 410.

البزاز ، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يجرحه (1) ، وكذا الخطيب (2).

و «سفيان بن عيينة» الإمام الكبير ، من رجال الصحاح الستة ، وفضائله كثيرة عندهم جدا (3).

و «عبد الله بن أبي نجيح» من رجال الصحاح الستة (4).

و «مجاهد» من رجال الصحاح الستة أيضا (5).

هذا ، مضافا إلى أن مثل ابن تيمية يشهد بأن تفسير ابن أبي حاتم من التفاسير المعتبرة ، وأنه خال عن الموضوعات (6).

* وطريق الحافظ ابن حجر صحيح كذلك.

فهو طريق الحافظ الطبراني نفسه ، الذي لم يتكلم فيه إلا من جهة «الأشقر» ، وقد تابعه - في الرواية عن «سفيان» - في طريق الحافظ ابن حجر «الفيض بن وثيق» الذي وثقه كبار الأئمة ، كالحاكم وابن حبان ، وروى عنه مثل أبي حاتم وأبي زرعة ، وذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ، وقال الذهبي : هو مقارب الحال.

* وطريق الحافظ الطبراني صحيح على التحقيق ..

وكذا كل طريق لم يتكلم فيه إلا من جهة «حسين الأشقر» ، قال الحافظ الهيثمي - بعد روايته عن الطبراني - : «وفيه حسين بن حسن الأشقر ، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو ة.

ص: 55


1- الجرح والتعديل 4 / 348.
2- تاريخ بغداد 9 / 242.
3- أنظر مثلا : سير أعلام النبلاء 8 / 454.
4- تقريب التهذيب 1 / 456.
5- تقريب التهذيب 2 / 228.
6- منهاج السنة 7 / 13 و 179 و 300. الطبعة الحديثة.

صحيح» (1) وذلك لما تقدم منا - في ترجمة «الأشقر» (2) - من أنه ثقة صدوق عند : أحمد ، والنسائي ، ويحيى بن معين ، وابن حبان ، وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم ، وإنما ذنبه الوحيد هو التشيع ، قال ابن حجر : «الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي ، صدوق ، يهم ، ويغلو في التشيع ، من العاشرة ، مات سنة 208» (3) ، وقد تقرر عندهم أن التشيع لا يضر بالوثاقة.

مع ابن تيمية :

وإذا عرفنا رواة هذا الحديث ، وصحة غير واحد من طرقه في كتب القوم المعروفة المشهورة ، فلا نعبأ بقول ابن تيمية في جواب العلامة الحلي : «إن هذا باطل عن ابن عباس ، ولو صح عنه لم يكن حجة إذا خالفه من هو أقوى منه» (4).

فقد ظهر أن هذا الحديث صحيح ، فهو حجة ، وبه يتم الاستدلال ، لأن هذه الفضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين عليه السلام من الصحابة ، فيكون هو الإمام ، ومن ادعى خلاف من هو أقوى منه ، فعليه البيان!

وعلى فرض وجود المخالف ، فهو مما تفرد به الخصم ، وهذا حديث صحيح متفق عليه بين الطرفين ، فكيف يكون المخالف المزعوم أقوى؟!4.

ص: 56


1- مجمع الزوائد 9 / 102.
2- تشييد المراجعات 1 / 268.
3- تقريب التهذيب 1 / 175.
4- منهاج السنة 7 / 154.

مع ابن روزبهان :

وابن روزبهان في رده على العلامة الحلي ، لم ينكر وجود الحديث في الباب ، ولم يناقش في سنده ، قال : «هذا الحديث جاء في رواية أهل السنة ، ولكن بهذه العبارة : سباق الأمم ثلاثة ، مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار ، وعلي بن أبي طالب».

قال : «ولا شك أن عليا سابق في الإسلام وصاحب السابقة والفضائل التي لا تخفى ، ولكن لا تدل الآية على نص في إمامته ، وذلك المدعى» (1).

أقول :

وهذا الكلام - كما ترى - اعتراف بما يذهب إليه الإمامية ، من دلالة الآية المباركة على الإمامة ، لأن طريق إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام غير منحصر بالنص ، بل الأفضلية أيضا من أدلة إثباتها ، وقد ظهرت دلالة الآية على ذلك.

مع شاه عبد العزيز الدهلوي :

وهلم لننظر ما يقوله العالم الهندي ، صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية في الجواب عن الاستدلال بالآية الشريفة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.

قال : «ومنها : (السابقون السابقون * أولئك المقربون) : 6.

ص: 57


1- أنظر : دلائل الصدق لنهج الحق 2 / 156.

قالت الشيعة : روي عن ابن عباس مرفوعا أنه قال : السابقون ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

ولا يخفى أن هذا أيضا تمسك بالرواية لا بالآية.

ومدار إسناد هذه الرواية على أبي الحسن الأشقر ، وهو ضعيف بالإجماع ، قال العقيلي : هو شيعي متروك الحديث.

ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعا ، إذ فيه من أمارات الوضع أن صاحب ياسين لم يكن أول من آمن بعيسى ، بل برسله كما يدل عليه نص الكتاب ، وكل حديث يناقض مدلول الكتاب في الأخبار والقصص فهو موضوع كما هو المقرر عند المحدثين.

وأيضا : انحصار السباق في ثلاثة رجال غير معقول ، فإن لكل نبي سابقا بالإيمان به لا محالة.

وبعد اللتيا والتي ، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟!

وأيضا : لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة ، لأن الله تعالى قال في حق السابقين : (ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين) (1) والثلة هو الجمع الكثير ، ولا يمكن أن يطلق على الاثنين جمع كثير ، ولا على الواحد قليل أيضا ، فعلم أن المراد بالسبق من الآية عرفي ، أو إضافي شامل للجماعة الكثيرة ، لا حقيقي ، بدليل الآية الأخرى : 4.

ص: 58


1- سورة الواقعة 56 : 13 و 14.

(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) (1) ، والقرآن

يفسر بعضه بعضا.

وأيضا : ثبت بإجماع أهل السنة والشيعة أن أول من آمن حقيقة خديجة رضي الله تعالى عنها ، فلو كان مجرد السبق بالإيمان موجبا لصحة الإمامة لزم أن تكون سيدتنا المذكورة حرية بالإمامة ، وهو باطل بالإجماع.

وإن قيل : إن المانع كان متحققا قبل وصول إمامته في خديجة ، وهو الأنوثة ، قلنا : كذلك في الأمير ، فقد كان المانع متحققا قبل وصول وقت إمامته ، ولما ارتفع المانع صار إماما بالفعل .. وذلك المانع هو :

إما وجود الخلفاء الثلاثة الذين كانوا أصلح في حق الرئاسة بالنسبة إلى جنابه عند جمهور أهل السنة ..

أو إبقاؤه بعد الخلفاء الثلاثة وموتهم قبله عند التفضيلية ، فإنهم قالوا : لو كان إماما عند وفاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لم ينل أحد من الخلفاء الإمامة وماتوا في عهده ، وقد سبق في علم الله تعالى أن الخلفاء أربعة فلزم الترتيب على الموت» (2).

أقول :

ولا يخفى ما في هذا الكلام من أكاذيب وأباطيل :

أولا : إن هذا تمسك بالآية بعد تفسير الرواية لها ، وإلا فلا ذكر صريح في القرآن الكريم لا لاسم أمير المؤمنين عليه السلام ولا لاسم غيره ، وإذا كان الاستدلال في مثل هذه المواضع بالرواية لا بالآية ، فكيف يستدل 9.

ص: 59


1- سورة التوبة 9 : 100.
2- التحفة الاثنا عشرية : 207 ، وانظر : مختصر التحفة الاثني عشرية : 178 179.

القوم بمثل قوله تعالى : (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى) (1) باعتباره من أدلة الكتاب على إمامة أبي بكر بن أبي قحافة ، كما ذكرنا قريبا؟!

فبطل قوله : «إن هذا تمسك بالرواية لا بالآية».

وثانيا : قوله : «مدار إسناد هذه الرواية على أبي الحسن الأشقر ...» يشتمل على كذبتين :

الأولى : إن مدار إسنادها على الأشقر ، فقد عرفت عدم تفرد الأشقر بهذه الرواية.

وقد سبقه في هذه الكذبة غيره ، كابن كثير الدمشقي ، فإنه قال : «حديث لا يثبت ، لأن حسينا هذا متروك ، وشيعي من الغلاة ، وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية» (2).

والثانية : دعواه الإجماع على ضعف الأشقر ، فإنها دعوى كاذبة ، لا تجدها عند أحد.

بل قد عرفت أن كبار الأئمة يوثقونه ، وتكلم من تكلم فيه ليس إلا لتشيعه ، وإلا فلم يذكر له جرح أبدا.

وثالثا : قوله : «ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعا ، إذ فيه من أمارات الوضع ...».

وهذا رد على السنة الثابتة ، وتكذيب للحديث الصحيح ، تعصبا للباطل واتباعا للهوى : 1.

ص: 60


1- سورة الليل 92 : 17 و 18.
2- البداية والنهاية 1 / 231.

أما أولا : فلأن الإيمان برسل عيسى إيمان بعيسى وسبق إليه ، وهذا ما يفهمه أدنى الناس من أهل اللسان! وهل من فرق بين الإيمان به وبين الإيمان برسله؟! وكل أهل الإيمان بالله سبحانه وتعالى قد آمنوا برسله وصدقوهم؟!

وأما ثانيا : فإن كل خبر خالف الكتاب بالتباين والتناقض ، فإنه مردود ، سواء كان في القصص أو في الأحكام ، ولكن لا اختلاف بين مدلول خبرنا ومدلول الكتاب ، فضلا عن أن يكون بينهما مناقضة.

وأما ثالثا : فإن محل الاستدلال بالرواية هو الفقرة الأخيرة المتعلقة بأمير المؤمنين عليه السلام ، ولذا فقد جاءت الرواية في بعض ألفاظها خالية عن الفقرتين السابقتين.

ورابعا : قوله : «وأيضا ، انحصار السباق في ثلاثة ...».

رد للحديث الصحيح والنص الصريح بالاجتهاد ، نظير تكذيب إمامة ابن تيمية حديث المؤاخاة ، حتى رد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني (1).

وخامسا : قوله : «وبعد اللتيا والتي ، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟!» ..

جهل أو تجاهل ، فقد تقدم في كلام العلامة الحلي أن هذه فضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين عليه السلام ، فهو الأفضل ، فيكون هو الإمام.

وسادسا : قوله : «وأيضا لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة ...» ..

فقد سبقه فيه ابن تيمية ، إذ قال في الوجوه التي ذكرها بعد دعوى 7.

ص: 61


1- فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217.

بطلان الحديث عن ابن عباس : «الثالث : إن الله يقول : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) (1) وقال تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) (2) والسابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، الذين هم أفضل ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، ودخل فيهم أهل بيعة الرضوان ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ، فكيف يقال : إن سابق هذه الأمة واحد؟!» (3).

أقول :

مقتضى الحديث الصحيح المتفق عليه أن سابق هذه الأمة واحد ، وهو أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا لا ينافي سياق الآية المباركة ، ولا الآيات الأخرى ، كالآيتين المذكورتين ..

ونحن أيضا نقول - بمقتضى الجمع بين قوله تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين ...) وقوله تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (4) - : إن كل من سبق غيره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبقي من بعده 4.

ص: 62


1- سورة التوبة 9 : 100.
2- سورة فاطر 35 : 32.
3- منهاج السنة 7 / 154 - 155.
4- سورة آل عمران 3 : 144.

على ما عاهد الله عليه ورسوله ، ولم ينقلب على عقبيه ، فله أجره عند الله وقربه منه ، ونحن نحترمه ونقتدي به.

وسابعا : قوله : «وأيضا ثبت بإجماع أهل السنة والشيعة أن أول من آمن حقيقة خديجة ...» ..

أقول :

وهذا كذب ، فلا إجماع من أهل السنة والشيعة أن أول من آمن خديجة ، بل عندنا أن أمير المؤمنين عليه السلام سابق عليها ، وكيف كان ، فقد ثبت في الصحيح أن أبا بكر إنما أسلم بعد خمسين رجلا ، وهل آمن حقيقة؟! وتفصيل الكلام في محله.

وثامنا : قوله : «كذلك في الأمير ، فقد كان المانع متحققا قبل وصول وقت إمامته ...».

أقول :

قد عرفت وجه الاستدلال بالآية المباركة على ضوء الحديث الصحيح المتفق عليه ، وهذا الكلام لا علاقة له بالاستدلال أصلا.

على أن كون وجود الخلفاء الثلاثة مانعا عن خلافة أمير المؤمنين عليه السلام دعوى عريضة لا دليل عليها ، لا من الكتاب ولا من السنة المقبولة ولا من العقل السليم ، ودعوى كونهم أصلح في حق الرئاسة هي أول الكلام ، فإن هذه الأصلحية يجب أن تنتهي إلى الأدلة المعتبرة من النقل والعقل ، وليس كذلك ، بل هي لدى التحقيق دالة على العكس.

للبحث صلة ...

ص: 63

عدالة الصحابة (3)

الشيخ محمد السند

مفاد الآيات القرآنية :

هذا ، وأما الآيات فمفادها بعيد تمام البعد عن تقديس جميع الصحابة أو ثلة جماعة بيعة السقيفة ، بل إن كل منها بنفسه دليل على عدم التعميم في عدالة الصحابة ، سواء فسرت الصحبة بمعنى كل من رآه صلى الله عليه وآله وسلم ، أو نقل الحديث عنه ، أو لازمه مدة مديدة.

أما الآية الأولى :

فهي قوله تعالى : (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) (1).

فنرى أن الآية قد قيدت المرضي عنهم من المهاجرين والأنصار بقيدين ، الأول : السبق ، الثاني : كونه أول السابقين ، أي الأولية في السبق ،

ص: 64


1- سورة التوبة 9 : 100.

ومن المقرر في موضعه تاريخيا - برغم الدعاوي الأخرى - أن أول السابقين إلى الإسلام هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن ثم حاولت الدعاوي الأخرى الإستعاضة لتطبيق الآية بأن عليا أول من أسلم من الأحداث ، وأن خديجة أول من أسلم من النساء ، وأن ...

ولكن السبق والأولية في الآية غير مقيدتين بحيثية السن أو الجنس ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر نرى أن استعمال القرآن الكريم للسبق هو بمعنى خاص كما تطالعنا به سورة الواقعة ، وهذا كديدن الاستعمال القرآني في العديد من عناوين الألفاظ كالصديقين والاصطفاء والتطهير ..

فالمعنى الذي في سورة الواقعة (السابقون السابقون * أولئك المقربون) (1) هو خصوص «المقرب» ، وقد أكدت الآية على عنوان «السبق» بالتكرار للإشادة به ، و «المقرب» قد أريد به معنى خاص في سورة المطففين : (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون) (2) ، فعرف المقرب بأنه الذي يشهد كتاب الأبرار ، وشهادة الأعمال من خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكرت ذلك الآيات كما في سورة التوبة ..

وهذا يعطينا مؤدى أن «المقرب» ليس من درجة الأبرار من أنماط المؤمنين ، بل فوقهم شاهد لما يعملونه ، وشهادة الأعمال لا ريب أنها نحو من الغيب الذي لا يطلعه الله إلا لمن ارتضى من رسول ، فهي نحو من العلم اللدني الإلهي المخصص بالمقربين ، فهم نحو من الذين أوتوا مناصب إلهية غيبية جعلها لهم. 1.

ص: 65


1- سورة الواقعة 56 : 10 و 11.
2- سورة المطففين 83 : 18 - 21.

ويعطي ذلك التقسيم في سورة الواقعة لمن يحشر من البشر إلى ثلاثة أقسام : السابقون ، وأصحاب الميمنة ، وأصحاب المشأمة ، ولا ريب في دخول الأنبياء والرسل والأوصياء في القسم الأول ، وهو يقتضي عدم مشاركة غيرهم لهم في الدرجة ، فالباقون هم في القسمين الأخيرين ، ف «السبق» في الاستعمال القرآني هو في من حاز العصمة والطهارة الذاتية من الذنوب ، فالسبق ها هنا هو في الدرجات لا السبق الزمني ، مع أن أول السابقين زمنا من المهاجرين هو علي بن أبي طالب عليه السلام ..

ومن ذلك يظهر المراد من أول السابقين من الأنصار ، فإن المطهر من الذنب من الأنصار - أي الذي لم يهاجر - هما الحسنان ، فإنهما اللذان نزلت فيهما وفي أبويهما آية التطهير كما هو مقرر في موضعه من سبب نزول الآية في أخبار الفريقين.

وكذلك يظهر المراد من الذين اتبعوهم بإحسان ، أنهم المطهرون من الذنب من الذرية النبوية ، ويطالعك بهذا المعنى - مضافا إلى أنه مقتضى معنى «السبق» في الاستعمال القرآني - أن مقام الإحسان في القرآن لا ينطبق على غير المعصوم من الزلل والخطأ ، إذ لم يسند الإحسان إلى فعل مخصوص ، بل جعل وصفا لكل معصوم من الذنب ، لاحظ قوله تعالى : (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) (1) ..

وقوله تعالى : (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) (2) .. 2.

ص: 66


1- سورة الأنعام 6 : 84.
2- سورة يوسف 12 : 22.

وقوله تعالى : (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) (1) ..

وقوله تعالى : (سلام على قوم نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين) (2) ..

وقوله تعالى : (قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين) (3) ..

وقوله تعالى : (سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين) (4) ..

وقوله تعالى : (سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين) (5) ..

وقوله تعالى : (سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين) (6) ..

فترى أن الذي يوصف بالإحسان - من غير تقييد في فعل خاص كأداء دية أو مهر أو تسريح بإحسان للمطلقة ، بل بالإحسان في كل أفعاله - قد ادخر الله تعالى له جزاء دنيويا وأخرويا من سنخ الذي ذكرته الآيات السابقة ، من جعل النبوة في الذرية ، وإتيان الحكم والعلم اللدني الإلهي ، وتقدير السلامة والأمن في النشآت المختلفة. 1.

ص: 67


1- سورة القصص 28 : 14.
2- سورة الصافات 37 : 79 و 80.
3- سورة الصافات 37 : 105.
4- سورة الصافات 37 : 109 و 110.
5- سورة الصافات 37 : 120 و 121.
6- سورة الصافات 37 : 130 و 131.

وقد وصف المحسن والمحسنون بأن رحمة الله قريب منهم ، وأن الله يحبهم ، وأن الله لمعهم معية خاصة غير معيته القيومية على كل مخلوق (1) ، فالآية لم تكتف بوصف القسم الثالث بأنهم تابعون للأولين السابقين ، بل ضيقت الدائرة إلى كون تبعيتهم بإحسان ، والإحسان والمحسن مقام فوق مقام العدل والعدالة.

وكذلك الحال في القسمين الأول والثاني ، فإنه لم يبق على دائرته الوسيعة ، فضيق بحدود «السابقين» ، وهذه الدائرة لم تبق على حالها ، بل ضيقت إلى دائرة «أول السابقين» ، فلا بد - والحال هذه - من تمحيص وفهم دلالة الكلام ، ألا ترى أن سورة المدثر - وهي رابع سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة - أنها تقسم الموجودين حينذاك إلى أربعة أقسام ، هي : المؤمنون ، وأهل الكتاب ، والمشركون ، والذين في قلوبهم مرض ، فلو كان المراد هو من سبق بإظهار الإسلام من المهاجرين ، فأين هم الذين في قلوبهم مرض ، ويستترون بالإسلام عن إظهاره؟!

فبكل ذلك ، مع ما ذكرنا من النقاط العامة ، يقع القارئ على المراد في الآية الكريمة.

ثم إنه لا يخفى على القارئ أن الآية هي من سورة التوبة ، وقد استعرضت السورة نماذج عديدة سيئة ممن عايش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولقيه ، فمثلا فيها : (ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا) (2) فإنها نزلت في غزوة تبوك ، وبعد 4.

ص: 68


1- أنظر : سورة النحل 16 : 128 ، سورة آل عمران 3 : 134 ، سورة المائدة 5 : 13 ، سورة الأعراف 7 : 56.
2- سورة التوبة 9 : 74.

الغزوة وفي طريق العودة دبرت مؤامرة لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العقبة ، وقد تقدم نقل حديث حذيفة - الذي رواه مسلم في صفات المنافقين - في منافقي أهل العقبة وأنهم من الصحابة الخاصة!

ونموذج ثان تفصح عنه سورة التوبة ، قال تعالى : (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) (1) ..

ومن البين أن السورة تشير إلى نمط من المنافقين لم يظهر نفاقهم إلى العيان ، أي كانوا في غاية التستر ، ولا ريب أن الأباعد الذين يلقون النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتاجون إلى هذه الشدة من التستر ، كما أن هؤلاء كانوا من الخطورة بمكان حتى إنهم احتاجوا إلى هذه الشدة من التستر ، كما إنهم مردوا واحترفوا النفاق بحيث لا يمكن اصطياد حركاتهم الظاهرة!

هذا ، فضلا عن النماذج الأخرى التي تستعرضها سورة التوبة ، من الأعراب وممن حول المدينة وغيرهم (2) ، فإذا كانت السورة تقسم من9.

ص: 69


1- سورة التوبة 9 : 101.
2- مثل قوله تعالى : (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) سورة التوبة 9 : 45. وقوله تعالى : (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون) سورة التوبة 9 : 64. وقوله تعالى : (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر) سورة التوبة 9 : 67. وقوله تعالى : (وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ...) سورة التوبة 9 : 106. وقوله تعالى : (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ...) سورة التوبة 9 : 49.

صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن كان يتعامل معه يوميا أو لازموه إلى فئات عديدة صالحة وطالحة ، فكيف يعمم الصلاح إلى الكل؟! فلا يكون التعميم إلا بأن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، أو يتعامى عن النظر إلى جميع آيات السورة الواحدة ، أو تصم الآذان عن سماعها جميعا! وهذا التقسيم - كما نبهنا سابقا - دليل على عدم إطلاق «المهاجر» على كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة ، وعلى عدم إطلاق «الأنصاري» على كل مدني أسلم ، بل يطلق كل منهما مع توافر قيود عديدة أخرى.

ولاحظ أسلوب هذه الآيات التي تستعرض النماذج الأخرى ، فإنه أسلوب لا يرى فيه الهوادة والمهادنة ، كقوله تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) (1).

وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين * وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون * أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة 3.

ص: 70


1- سورة التوبة 9 : 73.

أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون * وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) (1) ..

فترى أن في سورة التوبة قد نزل الأمر بجهاد المنافقين على حد جهاد الكفار سواء ، وأفرد بالخطاب به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونزل الأمر بمجاهدة الكفار الذين يلون المؤمنين - أي القريبين منهم - وجعلت الآيات الذين في قلوبهم مرض من الكفار ، وقد عرفت أن الذين في قلوبهم مرض هم من الخاصة التي أظهرت الإسلام في أوائل البعثة كما صرحت بذلك سورة المدثر ، أما سورة التوبة فقد نزلت في غزوة تبوك ، أي في أخريات حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

وقد نزل قبل ذلك في سورة الأحزاب التهديد بمجاهدة المنافقين والذين في قلوبهم مرض من دون الأمر به ، قال تعالى : (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) (2) ..

فسورة التوبة متميزة من بين السور الأخرى في ملاحقة فلول أقسام المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، إلى درجة نزول الأمر بجهاد المنافقين على حد جهاد الكفر سواء ، ومن ذلك يظهر ملاحقة القرآن الذين في قلوبهم مرض ، وهم ممن احترف النفاق ومرد عليه ، من أوائل البعثة حتى 2.

ص: 71


1- سورة التوبة 9 : 123 - 127.
2- سورة الأحزاب 33 : 60 - 62.

آخر نزول القرآن في المدينة.

وقد تقدمت رواية البخاري في صحيحه في الباب الواحد والعشرين

من كتاب الفتن ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون! (1) فعلى من ينطبق ما يصفه حذيفة؟! ولماذا كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متسترين وبعده خرجوا من تسترهم وأصبحوا هم الظاهرين وصار الجو العام على مشرعتهم؟!

ولذلك سميت سورة التوبة بالفاضحة كما عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة؟ فقال : التوبة؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل «ومنهم ..» حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها! (2).

وسميت بذلك لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم (3) ، ومنهم أهل العقبة الذين هموا بما لم ينالوا وقالوا كلمة الكفر ، وعرفهم حذيفة وعمار في الواقعة المعروفة في كتب السير والتفاسير.

وتسمى بالمبعثرة ، وذلك عن ابن عباس ، لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين ، أي تبحث عنها (4).

وتسمى البحوث ، فعن أبي أيوب الأنصاري أنه سماها بذلك ، لأنها تتضمن ذكر المنافقين والبحث عن سرائرهم (5).

وتسمى بالحافرة ، فعن الحسن ، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ما 6.

ص: 72


1- صحيح البخاري 9 / 104 ح 57.
2- الدر المنثور 4 / 120.
3- مجمع البيان 5 / 5.
4- مجمع البيان 5 / 5.
5- مجمع البيان 5 / 6.

كانوا يسترونه (1).

ومن الواضح أنه لم تكن هذه الفئة وغيرها من المنافقين من قبيل عبد الله بن أبي سلول وجماعته ، ممن كان ظاهر النفاق والشقاق وشاهر بهما ، وإنما فضحت سورة التوبة المتسترين الذين كانوا في شدة خفاء ، ولا ريب أنهم كانوا ذوي خطب ووقع في مجريات الأمور ، ويرون أن حجر العثرة الأساس أمام مخططاتهم هو وجود الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك شدد القرآن على أهمية ملاحقتهم.

وتسمى المثيرة ، لأنها أثارت مخازيهم ومقابحهم (2).

فلها عشرة أسماء كما ذكر المفسرون (3).

ومع كل ما تضمنته سورة التوبة ، وما كان سبب النزول الرئيسي لها ، ومع ما تبين من دلالة «الأولين ، السابقين ، والاتباع بالإحسان» بتحديدها لدائرة خاصة جدا ، كيف يتجرأ على نسبة التعميم في مفاد الآية المتقدمة؟!

ومما ذكرنا يظهر الحال في مفاد الآية الخامسة من تعداد الآيات التي يستدل بها ، وهي قوله تعالى في سورة التوبة نفسها : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) (4)

فإن «المهاجر» - كما تقدم - لا يطلق على كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة وكان في ركاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما دلت على ذلك سورة التوبة7.

ص: 73


1- مجمع البيان 5 / 6.
2- مجمع البيان 5 / 6.
3- أنظر : مجمع البيان 5 / 5 - 6.
4- سورة التوبة 9 : 117.

بتقسيمها من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى فئات عديدة صالحة وطالحة.

وكذا الحال في عنوان «الأنصاري» ، فهو ليس كل مدني أسلم وكان في ركاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مع أن الآية المذكورة في تفسيرها الوارد عن أهل البيت عليهم السلام ، دالة على تكفير ذنب وخطيئة صدرت منهم ، وأن التوبة على الله تعالى بلحاظ ذلك (1).

وأما الآية الثانية :

فهي قوله تعالى : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (2).

فقد روى السيوطي وغيره عن جمع أنهم يحتجون بهذه الآيات على عدم جواز تناول الصحابة بقص ما وقع منهم ، وأن من يتناولهم بسوء ما صدر من أفعال بعضهم ففي قلبه غل ، وأن من يقص ما جرى بينهم لا يدخل في مدلول (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين 0.

ص: 74


1- مجمع البيان 5 / 126 - 127.
2- سورة الحشر 59 : 8 - 10.

آمنوا) (1).

ولأجل تحصيل المفاد الصحيح للآيات ينبغي ذكر الآيتين اللاحقتين ، وهما : (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون) (2) ..

فترى أن سورة الحشر هنا كسورة التوبة المتقدمة ، فهي لا تقتصر في تقسيم من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الفئة الصالحة فحسب ، بل تنبه على ذكر الجماعة الطالحة ، وهم المنافقون ، وهو إبطال لدعوى التعميم في كل من صحب ولقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

كما أن السورة في الآيات المذكورة تحدد وتفسر «المهاجر» بأنه من توافر على قيود أربعة ، وهي :

الأول : الذي أخرج من دياره وأمواله.

الثاني : كون خروجه ابتغاء فضل الله ورضوانه ، كما قدمناه مرارا من أن الهجرة في الاستعمال القرآني هي في المعنى الخاص من الفعل العبادي في سبيل الله ، لا قصد الحطام الدنيوي.

الثالث : نصرة الله ورسوله ، وقدمنا أن كتب السير ملأى بمن كان يجبن في الحروب ومنازلة الأبطال في ساعة العسرة والشدائد ممن يقال 2.

ص: 75


1- الدر المنثور 8 / 105 - و 113 - 114 ، تفسير الطبري 12 / 43 ح 33888 ، تفسير الفخر الرازي 29 / 289 ، تفسير البغوي 4 / 292.
2- سورة الحشر 59 : 11 و 12.

عنهم إنهم من الخاصة الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الرابع : الصدق ، وهو - كما تقدمت الإشارة المختصرة إليه - قد شرح في آيات عديدة ، كقوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) (1) ..

فالاستقامة حتى آخر العمر ، وعدم التبديل ، من مقدمات الصدق ، ولذلك اشتهر بين الصحابة في طعنهم على بعضهم بأنه بدل وأحدث ، كما درج هذا الاستعمال بكثرة عندهم في فتنة قتل عثمان وبقية الفتن التي دارت بينهم ، فدلت الآية على اشتراط الوفاء بالعهد وعدم التبديل في وصف المؤمنين بالصدق.

وكقوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم : (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا 4.

ص: 76


1- سورة الأحزاب 33 : 23 و 24.

توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم) (1).

فنرى في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنها تشترط في عنوان الصدق الثبات عند الزحف وعدم الفرار والجبن ، بينما المنافق الخفي جبان في الحروب والنزال كأنه يغشى عليه من الموت لشدة خوفه وجبنه ، فإذا قاد جيشا ليفتح حصنا عاد يجبن الناس والناس يجبنونه ، بخلاف الصادق ، فإنه كرار غير فرار ، يفتح الله على يديه ..

والمنافق الخفي المحترف للنفاق يحزن من هول القتال والكفار ، ويقول - مثلا - : يا رسول الله! إنها قريش وخيلاؤها ، ما هزمت قط. فليس ذلك علامة الصدق في ما يدعيه من الإيمان ، فهذا الصحابي الذي أشارت إلى فئته سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو المنافق المحترف ، وصفتهم عكس ما أشير إليه في سورة الفتح بقوله تعالى : (أشداء على الكفار رحماء بينهم) (2) ، وإن صحابي هذه الفئة غظ فظ مع المؤمنين في السلم ، هجين ذعر جبان في الحرب مع الكفار.

ثم إن السورة تلاحق وجود فئة محترفة للنفاق وهي : (الذين في قلوبهم مرض) (3) وهي الفئة التي أشارت إليها سورة المدثر المكية (4) ، 1.

ص: 77


1- سورة محمد 47 : 20 - 30.
2- سورة الفتح 48 : 29.
3- سورة محمد 47 : 20 و 29.
4- سورة المدثر 74 : 31.

رابع سورة أنزلت في بداية البعثة ، وكشفت عن وجود هذه الفئة في صفوف المسلمين الأوائل ، وهذه السورة تنبئ عن غرض هذه الفئة من إسلامها منذ البدء ، وهو تولي الأمور ، وعرضت بتوليهم للأمور ومقدرات الحكم ، وإفسادهم في الأرض ، وسيرتهم على غير سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسننه ، وتقطيعهم للرحم التي أمروا بوصلها ، وأن إسلامهم في بدء الدعوة - كما في سورة المدثر - هو لذلك الغرض ، لما اشتهر من الأنباء من الكهنة واليهود عن ظفر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعرب والبلدان ، كما أشارت إليه الآية عن اليهود قبل الإسلام بقوله تعالى : (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (1).

كما إن سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تكشف عن وجود ارتباط بين هذه الفئة (الذين في قلوبهم مرض) وبين الكفار الذين كرهوا ما نزل الله ، وإنهم يعدونهم بطاعتهم في بعض الأمر والشؤون الخطيرة ، ويحسبون أن الله ليس بكاشفهم ، فالسورة تكشف عن فئة منافقة أخفت نفاقها فغدت محترفة في الاختفاء .. (لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (2) ، في مقابل الفئة المؤمنة أهل الصدق .. كما تكشف عن فئة مرتدة في الباطن عن الإسلام ..

والحاصل : إن سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما تشير إلى شرائط عنوان

الصدق ، فإنها تشير - كذلك - إلى تقسيم من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن صحبه ، لا التسوية بينهم وجعلهم في كفة واحدة ، فهل إن من يقسم 0.

ص: 78


1- سورة البقرة 2 : 89.
2- سورة محمد 47 : 30.

الصحابة إلى فئات - تبعا للقرآن الكريم في تقسيمه لهم - يؤمن بالكتاب كله؟! أم من يبعض الإيمان ، فهو يؤمن ببعض آيات السورة دون بعضها الآخر ، مع إنه لم يصب ذلك البعض أيضا؟!

وكذا يشير إلى معنى الصدق قوله تعالى في سورة الأحزاب : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا * ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا * ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا * قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا * قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا * قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير * أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا * يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون

ص: 79

في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا * ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) (1).

نقلنا الآيات بطولها من سورة الأحزاب ليبين الجو الذي تصوره الآيات لنا في واقعة الخندق ، كما أن هذه السورة تبين أيضا أن من شرائط الصدق : الثبات عند الزحف ، والشجاعة في الحروب ، وعدم الفرار ، إلا أن المنافقين والذين في قلوبهم مرض إذا ذهب الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد ، فالحدة ليست في شجاعتهم وبطولتهم في النزال والشدائد ، بل في لسانهم في وقت السلم ، يبتذلون الفظاظة والغظاظة حتى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتقدمون بما يرتأونه على الله ورسوله : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (2) ..

فمن الغريب بعد ذلك أن يرووا في فضائل بعض الصحابة اعتراضه على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أربع موارد لفقوها ، وأن القرآن نزل بخلاف قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووفاقا لرأي ذلك الصحابي ، وفي بعض الروايات أنه أمسك 2.

ص: 80


1- سورة الأحزاب 33 : 9 - 24.
2- سورة الحجرات 49 : 1 و 2.

بثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجذبه! وكأنهم لم يقرؤوا سورة الحجرات ولم يقرؤوا قوله تعالى : (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) (1) ولم يقرؤوا قوله تعالى : (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين * واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) (2) ..

فالقرآن يجعل هذه الهالة المقدسة لشخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويجعل أحكاما عديدة لكيفية الارتباط بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم من التوقير له ، وخفض الصوت ، وعدم التقدم على أمره وحكمه ، وعدم مخالفته وعصيانه بالتسليم له ، وإن ذلك هو الإيمان ، وهو امتحان القلب بالتقوى ..

فكيف يكون ما يذكرونه من مجابهة ذلك الصحابي لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم منقبة وفضيلة؟!

وكيف يعتقد بتكلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلاف ما شرع وحدد له من الله تعالى ، ويجعلون ذلك الصحابي يستنكر فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويردعه عنه - والعياذ بالله تعالى - ثم ينزل القرآن بتقرير رأي الصحابي على قول نبي الله 7.

ص: 81


1- سورة ص 38 : 86.
2- سورة الحجرات 49 : 3 - 7.

تعالى ، الذي قال الله فيه : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) (1)؟!

نعوذ ونستجير بالله من هذه الأقاويل!

أليس هذا تبجيلا للصحابي وغلوا فيه إلى حد جعلوه فوق مقام النبوة والرسالة ، وردا على قول الله تعالى في شأن رسوله في سورة الحجرات وغيرها من السور؟!

ومما يستغرب منه أن العديد من السور تجعل هذه الصفة - وهي عدم الإقدام في الحروب والشدائد ، والإقدام بحدة اللسان والفظاظة في السلم مع المؤمنين أو مع الرسول - من علامات المنافقين ، أو الذين في قلوبهم مرض - كما في سورة الفتح وسورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسورة الحجرات وسورة الأحزاب وغيرها - ، فكيف تصاغ هذه الصفة كفضيلة من الفضائل ، وتسمى بالشدة والغيرة في ذات الله وكراهة الباطل؟!!

ونعود ثانية إلى سورة الأحزاب ، فنقول : إنها تشترط في الصدق ، الصدق عند النزال في الحروب والشدائد ، والرحمة ولين العريكة مع المؤمنين ، بل الآية تنفي الإيمان وتحبط عمل من اتصف بالجبن في الحروب - كحرب الأحزاب (الخندق) - وبحدة اللسان في السلم مع المؤمنين ..

كما إن هذه السورة تقسم من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى فئات صالحة وطالحة ، وتنفي صلاح المجموع ، بل تميزهم إلى فئة مؤمنة ثابتة في الزلازل ، وفئة المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض - وهم أكثر احترافا 4.

ص: 82


1- سورة النجم 53 : 3 و 4.

للنفاق من الفئة الأولى ، وأشد خطرا ، كما تبين في سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسورة المدثر - ، وفئة المعوقين ..

كما تدعو السورة إلى التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به ومتابعته ، لا الرد والاعتراض عليه كما هو دأب المنافقين ودأب الفئة الثانية (الذين في قلوبهم مرض) (1) ودأب بعض القالين ، يجعل ذلك منقبة لبعض الصحابة .. (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم) (2).

فأين هي السورة القرآنية التي لا تقسم من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تميزهم إلى فئات عديدة مختلفة؟!

وكذا يشير إلى معنى «الصدق» قوله تعالى في سورة الحجرات : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم * يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين * إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) (3) .. 8.

ص: 83


1- سورة المائدة 5 : 52 ، سورة الأنفال 8 : 49 ، سورة التوبة 9 : 125 ، سورة الأحزاب 33 : 12 و 60 ، سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم 47 : 20 و 29 ، سورة المدثر 74 : 31.
2- سورة الحجرات 49 : 16.
3- سورة الحجرات 49 : 14 - 18.

فهذه السورة بآياتها هذه هي أيضا تشترط في معنى الصدق : الإيمان ، مع الاستقامة عليه بعدم الارتياب ، والمجاهدة في سبيل الله ، مع أنه قد روى أكثر المفسرين والمؤرخين أن بعض من يعد ويحسب من خاصة الصحابة قد ارتاب في نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقانية الدين في صلح الحديبية واعتراضه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم!

وبعدما تحصل لدينا معنى الصدق والصادقين من العديد من السور ، يتبين بوضوح لا ريب فيه أن المقصود من قوله تعالى في الآية الأولى من الآيات الثلاث المتقدمة من سورة الحشر ، وهي : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) (1) ليس هو كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة وصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل خصوص من توافرت فيه القيود العديدة المذكورة في الآية ، والتي منها الصدق ، والذي بينت السور العديدة الأخرى عدم توافره في جميع الصحابة ، بل توافر في فئة منهم دون غيرها من الفئات ، وأنهم ضرب من الجماعات.

وكيف يحتمل وصف الآية كل مكي ونحوه أسلم وانتقل إلى المدينة أنه صادق ، وقد صدر من العديد منهم مخالفات ، كالفرار من الزحف الذي هو من الكبائر؟!

هذا ، وقد فر كل الصحابة يوم حنين إلا ثلة من بني هاشم كما في قوله تعالى : (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم 8.

ص: 84


1- سورة الحشر 59 : 8.

وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) (1) ، ووقعة حنين كانت بعد عام الفتح!

وكذا ما أتاه الصحابة في صلح الحديبية ، وفي مقدمتهم بعضهم من الاعتراض على صلح النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2) كما سيأتي تفصيله!

وكذا ما أتاه عدة من الصحابة من التخلف عن جيش أسامة ، الذي جهزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقتال الروم ، وقد لعن صلى الله عليه وآله وسلم من تخلف عن جيش أسامة وقال : «نفذوا جيش أسامة»! (3).

وقد اقتتل الأوس والخزرج بالأيدي والنعال والعصي (4) فنزلت الآية : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله) (5)!

ألم يمنع بعض الصحابة من كتابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابا - في مرضه الأخير - لا يضل المسلمون بعده ما إن تمسكوا به ، وقولة ذلك الصحابي : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع - أو : المرض - ، أو : إن الرجل ليهجر؟! (6) وقد قال تعالى : (ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * ه.

ص: 85


1- سورة التوبة 9 : 25 - 26.
2- أنظر : تاريخ الطبري 2 / 122 حوادث سنة 6 ه ، البداية والنهاية 4 / 136 حوادث سنة 6 ه.
3- أنظر : الملل والنحل - للشهرستاني - 1 / 12 ، شرح نهج البلاغة 6 / 52 ، شرح المواقف 8 / 376.
4- أنظر : تفسير الدر المنثور 7 / 560.
5- سورة الحجرات 49 : 9.
6- أنظر : صحيح البخاري 4 / 211 ح 10 وج 6 / 29 ح 422 ، صحيح مسلم 5 / 75 - 76 ، مسند أحمد 1 / 325 ، الكامل في التاريخ 2 / 185 حوادث سنة 11 ه.

إن هو إلا وحي يوحى) (1) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (2) وقال : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (3) وقال : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (4) وقال : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) (5)!

وكم من واقعة قد أبرم وقطع فيها غير واحد من العشرة المبشرة قبل أن يحكم الله ورسوله فيها؟!

بل تقدموا في أشياء قد تقدم الله ورسوله فيها بحكم خلافا وردا لذلك الحكم ، كما في الأمثلة المتقدمة وغيرها!

ثم إنه بقرينة الآية الثالثة من آيات سورة الحشر المزبورة ، وهي : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) (6) يتبين أن المراد من «الفقراء المهاجرين» هم «السابقون» ، وقد تقدم في سورة التوبة المراد من «السابقين» فلا تغفل ، ويعضد ذلك أيضا التوصيف ب «الصدق» كما تقدم.

أما الآية الثانية من الآيات الثلاث من هذه السورة : (والذين تبوؤا0.

ص: 86


1- سورة النجم 53 : 2 - 4.
2- سورة الحجرات 49 : 1 و 2.
3- سورة الحشر 59 : 7.
4- سورة الأحزاب 33 : 21.
5- سورة المائدة 5 : 92.
6- سورة الحشر 59 : 10.

الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (1).

فقد قيدت الآية المديح بعدة قيود ، فلم تكتف بتبوؤ الدار ، بل قيدته بالإيمان ، والمحبة لمن هاجر إليهم ، والإيثار على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وعدم الشح ..

ومن البين ضيق الدائرة بلحاظ هذه القيود ، لأنه يخرج المتبوئ للدار المنافق ، أو من انضم إلى فئة الذين في قلوبهم مرض ، أو من كان من أهل المدينة من الذين مردوا على النفاق - كما في سورة التوبة - (لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) (2) ، أو غيرها من النماذج التي استعرضتها سور التوبة والأحزاب ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم والبقرة والأنفال والمائدة ، وغيرها من السور المتعرضة للفئات الطالحة التي صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ألوان المنافقين المختلفة.

فلا الآية الثانية هذه من سورة الحشر مطلقة لكل مدني أسلم ، ولا الآيات الأخرى الناصة على أن بعض الفئات الطالحة السيئة هي من أهل المدينة تبقي الإطلاق المتوهم.

هذا ، مع أنه قد ورد في كتب أصحابنا عن أهل البيت عليهم السلام أن ذيل الآية (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) قد نزلت في علي وفاطمة عليهما السلام ، بل رووا 1.

ص: 87


1- سورة الحشر 59 : 9.
2- سورة التوبة 9 : 101.

ذلك أيضا عن رواة العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (1) ، نعم ، في بعض الروايات أن سيد هذه الآية وأميرها علي عليه السلام ، مما يدل على عموم المعنى ، ولا غرابة في ذلك بعد كون الآيات مختلفة نزولا ، فلعل صدرها في مورد وذيلها في آخر ، وكم له من نظير في الآيات.

وعلى كل حال ، فالآية تقيد بعدة قيود ، فلا مسرح لتوهم الإطلاق.

الموالاة والبراءة :

وأما قوله تعالى : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم) (2) فالآية تقيد الاستغفار لمن سبق بالإيمان ، لا لمن سبق بظاهر الإسلام ، وتنفي الغل عن الذين آمنوا.

أما قوله تعالى : (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) (3) ، فقد علل النهي عن الاستغفار لمن يكون من أصحاب الجحيم عدوا لله العزيز ..

وقد بينت سور القرآن العديدة المتقدمة أن العديد ممن صحب النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ولقيه كان من فئات المنافقين ، أو الذين في قلوبهم 4.

ص: 88


1- الأمالي - للطوسي - : 185 ح 309 المجلس 7 ، مجمع البيان 9 / 386 ، تفسير الصافي 5 / 157 ، وانظر : شواهد التنزيل 2 / 246 - 247 ح 970 و 971.
2- سورة الحشر 59 : 10.
3- سورة التوبة 9 : 113 و 114.

مرض ، أو الماردين على النفاق ، أو الذين يلمزون المؤمنين ، أو الذين يؤذون النبي ، أو المعوقين عن القتال ، أو المتخلفين ، أو غيرهم من النماذج السيئة ، وتوعدهم الله تعالى بالعذاب واللعن ، وأن الكافرين سواء في العاقبة.

فمع كون الاستغفار من المؤمنين محرم لهذه الفئات التي صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يتوهم شمول الاستغفار والحب لكل مكي ونحوه أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ولكل مدني أسلم في الظاهر؟! وقد عرفت أن سورة المدثر - رابع سورة نزلت - وسورتي العنكبوت والنحل المكيات ، قد تتبعت وجود فئة محترفة للنفاق منذ أوائل البعثة ، وأطلقت عليها عنوان : (الذين في قلوبهم مرض) ، ولاحق القرآن الكريم خطواتهم في العديد من السور تحت هذا العنوان وبين أهدافهم من إظهار الإسلام والالتحاق بركب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ورد النهي في العديد من الآيات عن موادة من حاد الله ورسوله ، قال تعالى : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (1).

وقد وصف القرآن العديد من الفئات التي كانت تصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمحادة لله ولرسوله ، قال تعالى : (إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا 2.

ص: 89


1- سورة المجادلة 58 : 22.

كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين ... ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ... ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون * أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين * لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون * استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون * إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) (1).

فترى أن القرآن ما يفتأ يلاحق النماذج العديدة من ألوان الذين في قلوبهم مرض والمنافقين وأنشطتهم المضادة لمحور المسيرة الإلهية وهو المسير النبوي ..

وفي سورة التوبة المتقدمة ، المستعرضة لنماذج منهم - بعد قوله تعالى : (ومنهم ... ومنهم ...) - : (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم * يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك 0.

ص: 90


1- سورة المجادلة 48 : 5 و 8 و 14 - 20.

الخزي العظيم) (1).

ومنهم من آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ابنته فاطمة عليها السلام (2) ..

فمع هذا كله كيف لا يتحرج المؤمن المتدين في محبة كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة ، وكل مدني أسلم؟! وقد تقدم حديث حذيفة الذي رواه مسلم في كتاب المنافقين أن أصحاب مؤامرة العقبة - بعد غزوة تبوك - اثنا عشر هم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

أليس من حاد الله ورسوله ، وجعل نفسه ندا لهما ، منافق ذو شقاق لله ورسوله ، فكيف يتخذونه وليا ومحبوبا وقد قال تعالى : (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) (3)؟!

فمع كل هذا النكير والتحذير القرآني من اتباع وموادة من حاد الله تعالى ورسوله ، من النماذج الطالحة التي كانت تعايش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة ، أو في ركبه في القتال ، كما تذكر ذلك سورة التوبة وغيرها ، وبعضهم - كما عرفت من سورة المدثر - قد التحقوا بالإسلام ظاهريا منذ أوائل البعثة النبوية ، فكيف يستحل القائل بالتعميم الموالاة للجميع؟! 7.

ص: 91


1- سورة التوبة 9 : 61 - 63.
2- أنظر : مسند أحمد 1 / 4 و 6.
3- سورة البقرة 2 : 165 - 167.

وأما الآية الثالثة :

فهي قوله تعالى : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) (1) وقوله تعالى في السورة نفسها : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (2).

ولأجل تحصيل مفاد هذه الآيات بدقة لا بد من الالتفات إلى الأمور التالية :

الأمر الأول : إنه تم في صدر السورة الكريمة تقسيم من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مؤمن ومنافق ، قال تعالى : (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم 9.

ص: 92


1- سورة الفتح 48 : 18.
2- سورة الفتح 48 : 29.

جهنم وساءت مصيرا) (1) ..

فهذه السورة شأنها شأن بقية السور القرآنية تقسم وتميز من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى صالح وطالح ، ولا تجعلهم فئة واحدة ، كما إنها تبين أن السكينة تنزل على المؤمنين دون المنافقين ممن صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن ثم يتبين أن الرضا والسكينة في الآية 18 منها خاصة بالمؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة لا غيرهم ، أي ليس كل من بايع فهو مؤمن وقد رضي الله عنه ..

فالرضا كفعل أسند وتعلق بالمؤمنين الذين وضعوا في صدر السورة في قبال المنافقين ، فهؤلاء الذين تميزوا عن أولئك رضي الله عنهم حال مبايعتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وستأتي شواهد أخرى على تخصيص الرضا بهم لا بكل من بايع ، إذ ليس لفظ الآية هكذا : «لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم» ، أي ليس الرضا لمطلق الذين بايعوا بل مقيد ، وقد خصص الله تعالى ذلك أيضا في قوله : (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما) (2) ..

بينما لم تعم السكينة من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار كما في قوله تعالى : (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله 6.

ص: 93


1- سورة الفتح 48 : 4 - 6.
2- سورة الفتح 48 : 26.

هي العليا والله عزيز حكيم) (1).

الأمر الثاني : إن قوله تعالى في سورة الفتح : (إن الذين

يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) (2) ترى فيه أن الحكم لم يخصص بإسناد المبايعة إلى خصوص المؤمنين ، بل إلى عموم الذين بايعوا ، أي الذين كانوا معه صلى الله عليه وآله وسلم ، وحينئذ اشترط عليهم الوفاء بالبيعة وعدم النكث ، وفي الآية إشعار بوجود كلا الفئتين ، ومن ثم عرف بين الصحابة اصطلاح «بدل» و «نكث» في الطعن الذي يوجهونه على بعض منهم.

ومنه يظهر أن الرضا - حتى الذي أسند إلى المؤمنين منهم خاصة - مشروط بالوفاء بما عاهدوا الله عليه ، وأن الرضا هو لأجل تسليمهم ومبايعتهم لا مطلقا ، و (إذ) من قبيل التعليل.

الأمر الثالث : وهو متفق مع سابقيه ، وهو أن قوله تعالى في آخر السورة : (محمد رسول والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (3) يصف الذين معه بالشدة على الكفار والرحمة فيما بينهم ، وقد أنبأتنا سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسورة الأحزاب وسورة التوبة وغيرها من السور - كما تقدمت الإشارة إلى بعضها - إلى وجود فئات من المنافقين والذين في قلوبهم مرض مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الخوف تدور أعينهم9.

ص: 94


1- سورة التوبة 9 : 40.
2- سورة الفتح 48 : 10.
3- سورة الفتح 48 : 29.

كالمغشي عليه من الموت ، فإذا ذهب الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد ، وإذا جاءت الأحزاب يودون لو أنهم بأدون في الأعراب ، يقولون بيوتنا عورة ، وإن تولى أحدهم الأمور العامة أفسد في الأرض وقطع الأرحام (1) ، وأغلظ وكان فظا مع المؤمنين والمسلمين.

وبهذا يتبين أن هذه الآية في سورة الفتح تشير إلى مديح فئة خاصة ، ومعنى خاص من «المعية» بمعنى النصرة الصادقة ، ويدل على ذلك أيضا تقييد الآية الوعد الإلهي بالمغفرة والأجر العظيم بخصوص المؤمنين العاملين للصالحات ، أي أن الآية جاءت بلفظ (منهم) الدال على التبعيض وعدم العموم.

وهذا ما نطقت به السور جميعها ، فهي تؤكد على تبعيض المجموع الذي صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - سواء في القتال ، أو في السلم حضرا أو سفرا - إلى صالح وطالح ، كما إن السورة تشترط لحصول المغفرة والأجر العظيم الإيمان والعمل الصالح ، أي الوفاء بالشرط.

الأمر الرابع : إن شأن وقوع بيعة الشجرة ونزول آياتها - كما ذكر ذلك في كتب الرواية والتفسير والسير - هو ما وقع في صلح الحديبية من عصيان أكثر من كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره صلى الله عليه وآله وسلم إياهم بالحلق والإحلال من الإحرام بعدما صدوا عن الاعتمار إلى بيت الله الحرام ، وصار الأمر إلى عقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلح مع قريش ، والذي كان فيه انتصار كبير لرسول الله وللمسلمين على قريش - كما وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم - ..

إلا أن الذين كانوا في ركبه صلى الله عليه وآله وسلم مضافا إلى أنهم لم يدركوا الحكمة ا.

ص: 95


1- لاحظ سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم 47 : 20 - 24 ، وما ذكرناه سابقا.

من ذلك ، لم يسلموا لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا ، وفي مقدمتهم أحد الصحابة ممن يحسب من الخاصة ، فقد ذكرت كتب الصحاح والتواريخ شدة اعتراضه ورده لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إنه ارتاب في دينه ، وقد قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم) (1) وقال : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (2).

ولذلك قدمنا في بيان آيات سورة الحشر أن اصطلاحات «الفقراء المهاجرين» ... و «الصادقين» لا تعم كل من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان من الكثير ممن في ركبه صلى الله عليه وآله وسلم حالة عدم انصياع وعدم استجابة وعدم ائتمار ، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيمته مغضبا فاستخبرته الحال أم سلمة ، فأشارت عليه صلى الله عليه وآله وسلم بأن يبتدر ويحلق فسيضطرون إلى متابعته ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم مثل ذلك استوثق منهم بالبيعة تحت الشجرة كي لا يصدر منهم نكول مرة أخرى ، فالبيعة أخذت لإنشاء التعهد والوفاء والالتزام بمقتضى الشهادتين التي أقروا بها.

ومن ذلك كله يفهم أن «الرضا» في الآية كان بعد اعتراض كثير من الصحابة - ممن بايع بعد ذلك - على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحصول حالة من عدم التسليم والنكول بينهم ، وما يوجب السخط الإلهي عليهم ، ومع ذلك فإن 6.

ص: 96


1- سورة الحجرات 49 : 15 و 16.
2- سورة الأحزاب 33 : 36.

هذا «الرضا» خصص بالمؤمنين لما بايعوا ، ولم يسند إلى عموم

الذين بايعوا كما عرفت ..

ومع ذلك أيضا اشترط الوفاء بالبيعة وعدم النكث ، أي الوفاء بالعهد الإلهي حتى حلول الأجل.

ومع كل ذلك ، فقد دلت السورة الكريمة على مديح بعض من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظة (منهم) في آخر آية منها.

أما الآيتان الرابعة والخامسة :

فهي قوله تعالى : (والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) (1) .. وقوله تعالى : (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) (2) ..

وقوله تعالى : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) (3).

ولأجل إدراك معنى ومفاد الآيات الشريفة لا بد من الالتفات إلى أن الآية الثانية المذكورة آنفا من سورة النحل قد سبقتها الآيات التالية : (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من 7.

ص: 97


1- سورة النحل 16 : 41 و 42.
2- سورة النحل 16 : 110.
3- سورة التوبة 9 : 117.

شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون * لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون * ثم إن ربك للذين هاجروا ...) (1) ..

ففي هذه الآيات المكية دلالة على ظهور النفاق قبل الهجرة ، وأن هناك من المسلمين من يكفر بالله بلسانه بعد إسلامه مع انشراح صدره بذلك من دون إكراه ، بل حبا في الحياة الدنيوية الوادعة ، وأولئك مطبوع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، وهم في غفلة عن الحق وهم الخاسرون ..

وقيل : إنها نزلت في عبد الله بن أبي سرح (2) ، من بني عامر بن لؤي ، لكن ظاهر لفظ الجمع في الآيات يعطي أنها نزلت في مجموعة وفئة تطمع في الأغراض الدنيوية.

هذا ، مضافا إلى ما تشير إليه سورة المدثر ، المكية - رابع سورة نزلت - من وجود فئة الذين في قلوبهم مرض في أوائل البعثة في صفوف المسلمين ، وتشير بقية السور إلى ملاحقة هذه الفئة وأهدافها وارتباطاتها بكل من الكفار وأهل الكتاب.

فمن البين أن «الذين هاجروا» في هذه السورة لا يراد به كل مكي أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ، كيف؟! وهي تقسم المسلمين إلى فئة صالحة ، وأخرى طالحة تنشرح بالكفر صدرا بعد الإيمان ، حبا في الدنيا ، 1.

ص: 98


1- سورة النحل 16 : 106 - 110.
2- أنظر مثلا : تفسير القرطبي 10 / 126 ، تفسير الدر المنثور 5 / 171.

مطبوع على قلوبها ، وكذلك سورة المدثر السابقة لها نزولا ..

بل إن في الآية الأولى المذكورة من هذه السورة تقييد الهجرة بكونها في الله ، لا لإجل الأغراض والطموحات الدنيوية وتقلد المناصب أو بعض الأمور كما هو دأب فئة (الذين في قلوبهم مرض) كما تشير إلى ذلك سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الآيات 20 - 24 ، بعدما اطلعوا على ظفر ونصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العرب ، اطلعوا على ذلك من أهل الكتاب ، فقد كانوا على صلة بهم كما تشير إلى ذلك سورة المائدة ، الآية 52 ، إذ كان أهل الكتاب على علم بذلك كما قال تعالى عنهم : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (1).

وقد سبق أن بينا مفصلا أن الهجرة والمهاجر والنصرة والأنصار في القرآن ليس بمعنى كل مكي ونحوه أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ، كما أن اللفظة الثانية ليست لكل مدني أسلم في الظاهر وإن شاع ذلك في الأذهان غفلة وخطأ ، فراجع.

وقد تقدم مفاد الآية الخامسة المذكورة من سورة التوبة ، عند الكلام عن السورة ، فراجع ، وأنها في قراءة أهل البيت عليهم السلام : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) (2) وأن هذه السورة لم تترك فئة أو لونا من ألوان المنافقين إلا وكشفتهم ، ومن ثم سميت بعشرة أسماء ، منها : الكاشفة والفاضحة للمنافقين وغير ذلك ، بل ورد فيها أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمجاهدة المنافقين على حد مجاهدة الكفار سواء. 7.

ص: 99


1- سورة البقرة 2 : 89.
2- سورة التوبة 9 : 117.

عدم إيمان بعض البدريين

أما الآية السادسة :

فهي قوله تعالى : (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) (1).

ويتضح أن هذه السورة كبقية السور القرآنية في تقسيم وتمييز من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان في ركبه ، إلى صالح وطالح ، وإلى فئات متنوعة ، ولكن ينبغي الالتفات إلى بقية آيات السورة ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين * ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط * وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب * إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) (2).

كما إن في الآيات 41 - 44 من سورة الأنفال - والتي سبقت هذه 9.

ص: 100


1- سورة الأنفال 8 : 74 - 75.
2- سورة الأنفال 8 : 45 - 49.

الآيات - نبأ عظيم وإفصاح خطير ، هو أن من كان في ركب النبي

صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة بدر وأثناء القتال كانوا على ثلاث فئات : فئة مؤمنة ثابتة ، وفئة منافقة ، وفئة الذين في قلوبهم مرض - وهي الفئة التي أشارت إلى وجودها سورة المدثر المكية ، رابع سورة نزلت في أوائل البعثة ، في صفوف المسلمين - وكان من الفئتين الأخيرتين - لما رأتا حشد مشركي قريش وبطرهم وخيلاءهم في غزوة بدر - أن قالتا عن الفئة الأولى بأنها مغرورة بسبب دينهم وهو دين الإسلام ، فلم ينسبوا أنفسهم إلى الدين الإسلامي ، وإنما جعلوا أنفسهم - بذلك - على دين المشركين! والإفصاح هذا في هذه السورة عن معسكر جيش المسلمين الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه منقسم إلى ثلاث فئات ، يبطل كل الروايات التي يرويها العامة حول قدسية البدريين ، وأن الله قد غفر لهم وإن عملوا ما عملوا - فضلا عن كون ذلك مناقض للآيات والسور العديدة المشترطة للوفاء حتى حلول الأجل والثبات على الإيمان والعمل الصالح -.

كما أنه يبطل مقولة إن كل بدري أو أحدي فهو مؤمن وممدوح ومرضي حاله عند الله تعالى.

وفي الآيتين اللاحقتين المتصلتين بالآيات التي أوردناها ، يقول تبارك وتعالى : (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) (1) وهو تهديد ووعيد لهم بالعقوبة المبتدأ بها عند الموت.1.

ص: 101


1- سورة الأنفال 8 : 50 و 51.

ولأجل ذلك ترى أن الخطاب الإلهي في هذه السورة مخصص وموجه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين آمنوا خاصة دون الفئتين الأخريتين ، قال تعالى : (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم ...) (1) ..

فخص ألفة القلوب والمساعدة على النصر والخطاب بالجهاد بالمؤمنين دون الفئتين الأخريين ، فكيف يتوهم بأن قوله تعالى : (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) (2) شامل للمنافقين والذين في قلوبهم مرض ممن كان في ركب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة بدر؟!

وفي هذه السورة آيات أخرى ، وهي قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون * واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب * واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) (3).7.

ص: 102


1- سورة الأنفال 8 : 62 - 65.
2- سورة الأنفال 8 : 74.
3- سورة الأنفال 8 : 24 - 27.

ففي تفسير ابن كثير عن السدي : نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا (1).

وفي هذه الآيات إشارة واضحة إلى أن المسلمين البدريين سيفتنون بفتنة تصيب الجميع ، وأنهم سيمتحنون بها وفيهم الظالمون ، وأن من يخون الله ورسوله والأمانات المأخوذة عليه فإن الله شديد العقاب ..

وهذه الآيات الكريمة صريحة - كذلك - في تقسيم وتمييز من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر وفي أوائل الهجرة إلى المدينة ، وأنهم يفتنون ، ويكون بعضهم ظالما ، ويخون الله ورسوله والأمانات المأخوذة عليه.

للبحث صلة ... 6.

ص: 103


1- تفسير ابن كثير 2 / 286.

السُنّة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله (5)

السيد علي الشهرستاني

ج - الإحراق :

ذكرنا سابقا خبر عائشة وأنها قالت بأن أباها قال لها : «أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها» (1) وأوضحنا هناك أن أبا بكر وبفعله «الإحراق» أراد نفي الوثائق الدالة على خطئه ، لوجود أحاديث في الصحيفة تخالف اجتهاداته ، فأمر بإبادتها!!

وهكذا كان فعل عمر بن الخطاب مع الأحاديث ، إذ أمر الصحابة أن يأتوه بصحفهم «فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم ، فأحرقها بالنار» (2).

فنحن نتساءل : كيف اتفق الشيخان على سياسة محددة تجاه الأحاديث النبوية؟!

ولم الإحراق بالنار دون الإماثة بالماء أو الدفن في التراب؟!

وماذا يعني تهديد عمر لفاطمة الزهراء عليها السلام والمتخلفين عن البيعة

ص: 104


1- تذكرة الحفاظ 1 / 5 ، الاعتصام بحبل الله المتين 1 / 30.
2- تقييد العلم : 53 ، حجية السنة : 395.

بالإحراق؟! وقد قالت فاطمة : يا بن الخطاب! أجئت لتحرق

دارنا؟!

قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة (1).

وفي خبر آخر قيل له : إن في البيت فاطمة! قال : وإن (2)!!

ونفذ هذا التهديد أو جزء منه ، حين أقبل عمر وبيده فتيل من نار ، فما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته.

ولم يكن هؤلاء الممتنعون مخصوصين بهذا اللون من الاعتداء ، بل تعداهم إلى غيرهم ، فعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان في بني سليم ردة ، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد ، فجمع رجالا منهم في الحضائر ثم أحرقهم بالنار ، فجاء عمر إلى أبي بكر فقال : انزع رجلا عذب بعذاب الله!! فقال أبو بكر : لا والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار حتى يكون هو الذي يشيمه ، ، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة (3).

لا أدري لم يعذب خالد بعذاب لم يأمر الله به في جزاء المحاربين والساعين في الأرض فسادا؟!!

وكيف به مع قوله تعالى : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (4)؟!

وأنت ترى عدم وجود الحرق بالنار في جزائهم ، بل وجود نصوص 3.

ص: 105


1- العقد الفريد 4 / 259 ، تاريخ أبي الفداء 1 / 56 و 164.
2- الإمامة والسياسة 1 / 12 ، أعلام النساء 4 / 114.
3- الطبقات الكبرى 7 / 278 ، سير أعلام النبلاء 1 / 372.
4- سورة المائدة 5 : 33.

في السنة النبوية تنهى عن العذاب بالنار ، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار (1).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن النار لا يعذب بها إلا الله (2).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يعذب بالنار إلا ربها (3).

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن «لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله» إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان ، فإنه يرجم ، ورجل يخرج محاربا لله ورسوله ، فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض ، أو يقتل نفسا ، فيقتل بها (4).

وليس في هذه الفقرات - كذلك - الحرق بالنار ، بل ترى الابتعاد عن الإحراق واضحا وظاهرا فيها.

إن أبا بكر عذر خالدا بالتأويل! لاحتياجه إلى سيفه لإخماد ثورات المتمردين والمخالفين ، وهو يعلم بأنه ليس بأهل للصلاح والإصلاح ، بل همه نكاح النساء وسفك الدماء ، إذ جاءت رسالة أبي بكر إليه : «لعمري يا بن أم خالد! إنك لفارغ ، تنكح النساء ، وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد».

كتب ذلك إليه لما قال خالد لمجاعة : زوجني ابنتك! فقال له مجاعة : مهلا! إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك.

فقال : أيها الرجل! زوجني!! فزوجه ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فكتب إليه 3.

ص: 106


1- فتح الباري 6 / 185.
2- مسند أحمد 2 / 307 ، فتح الباري 6 / 184 ح 3016.
3- مصنف ابن أبي شيبة 7 / 658 ح 3.
4- سنن أبي داود 4 / 124 ح 4353.

الكتاب ، فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول : هذا عمل الأعيسر ، يعني عمر بن الخطاب (1).

والغريب أن أبا بكر نفسه قد أمر طريفة بن حاجز أن يحرق الفجاءة بالنار ، فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد نارا فقذفه فيها!!

وفي لفظ الطبري : فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ، ثم رمي فيها مقموطا (2).

وفي لفظ ابن كثير : فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار ، فحرقه وهو مقموط (3).

إن القوم - ومن أجل تصحيح هذه المواقف - راحوا يروون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر بحرق من كذب عليه (4) ، مع أن المحروقين ليسوا من الكذبة! فحرقهم حرام حتى مع فرض صدور هذا الأمر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم!!!

مع أنه لا مناص من الإشارة إلى أن الحرق أسلوب انتقامي قاس كان يستعمله بعض زعماء الجاهلية للتنكيل بخصومهم ، ولذلك أكد الإسلام على منع هذا الأسلوب إلا في موارد خاصة معدودة ، لم يكن الفجاءة السلمي صاحب إحداها!

بل كان إحراق أبي بكر للفجاءة ، ووضع خالد رأس مالك أثفية للقدور (5) ، نوعا من التمثيل الذي ورثوه من الجاهلية .. فقد كان عمرو بن ة.

ص: 107


1- تاريخ الطبري 3 / 254 ، تاريخ الخميس 3 / 343 ، وانظر : الغدير 7 / 168.
2- تاريخ الطبري 3 / 234 ، الإصابة 2 / 322.
3- تاريخ ابن كثير 6 / 319 ، الكامل في التاريخ 2 / 146.
4- أنظر : أضواء على السنة المحمدية : 65.
5- تاريخ الطبري 6 / 241 حوادث سنة 11 هجرية.

هند يلقب بالمحرق ، لأنه حرق مائة من بني تميم : تسعة وتسعين

من بني دارم ، وواحدا من البراجم ، وشأنه مشهور (1).

ومحرق أيضا لقب الحرث بن عمرو ، ملك الشام من آل جفنة ، وإنما سمي بذلك لأنه أول من حرق العرب في ديارهم ، فهم يدعون آل محرق (2).

وأما قول أسود بن يعفر :

ماذا أؤمل بعد آل محرق

تركوا منازلهم ، وبعد إياد؟!

فإنما عنى به امرأ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي ، لأنه أيضا يدعى محرقا (3).

فوضع الأحاديث في جواز الإحراق جاء لتبرير فعل أبي بكر وخالد فيه.

وتقنين سياسة الحرق جاءت للإبادة والإفناء ، وعلى ضوء ما رأوه من مصلحة!

وبناء على ذلك ، فهذه المصالح أصبحت أصولا في سياسة الخلفاء لاحقا.

د - سياسة التطميع والرشوة :

إن رجال النهج الحاكم - وكما قلنا - تعاملوا مع الخلافة على أنها مصدر حكم وملك مادي حسب النظرة الجاهلية ، فكانوا لا يستقبحون ».

ص: 108


1- لسان العرب 10 / 42 - 43 مادة «حرق» ، وانظر كتب الأمثال في قولهم : «إن الشقي وافد البراجم».
2- لسان العرب 10 / 42 - 43 مادة «حرق» ، وانظر كتب الأمثال في قولهم : «إن الشقي وافد البراجم».
3- لسان العرب 10 / 42 - 43 مادة «حرق» ، وانظر كتب الأمثال في قولهم : «إن الشقي وافد البراجم».

اتباع سياسة التطميع في بعض الأحيان للوصول إلى الهدف ..

ومن ذلك ما فعلوه مع العباس بن عبد المطلب ، إذ إنهم أرادوا - باقتراح من المغيرة بن شعبة - أن يحدثوا شقا في الصف الهاشمي ، كالذي سعى إليه أبو سفيان من قبل في إحداث الشقاق في الصف الإسلامي - لما حاول مخادعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فزجره الإمام عليه السلام - .. وذلك بإشراك العباس في الأمر ، إذ جاء أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة إلى العباس ليلا ، فقال له أبو بكر في ما قال :

ولقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك ، ويكون لمن بعدك من عقبك ...

فقال له العباس : إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن الله به على أمته حتى قبضه الله إليه ، واختار له ما عنده ، فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق ، لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله أخذت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم ... وإن كان هذا الأمر إنما وجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنا كارهين ... وما أبعد تسميتك بخليفة رسول الله ، من قولك : «خلى على الناس أمورهم ليختاروا» فاختاروك!!

فأما ما قلت إنك تجعله لي ، فإن كان حقا للمؤمنين ، فليس لك أن تحكم فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك ، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها (1). ن.

ص: 109


1- السقيفة وفدك - للجوهري - : 47 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 1225 طبعة لندن.

ولما فشلوا في استمالة العباس إلى جانبهم وإحداث الشقاق في الصف الهاشمي ، صرحوا بعدم إمكان اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم ، لأن العرب لا ترضى ذلك ، ثم صرحوا في تقسيم الخلافة بين القبائل (تيم ، عدي ، فهر ، أمية ، و...).

والطريف هو أنهم اقترحوا على العباس ذلك ، في حين أن عمر كان قد اقترح على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما أسر العباس في معركة بدر أن يقتله مع باقي الأسرى ، فأعرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن رأيه ، وكان قد تقدم إليهم

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعدم قتل الأسرى ، ومنهم العباس الذي كان قد أخرج إلى معركة بدر مكرها ، كغيره من بني هاشم كطالب وعقيل وبني عبد المطالب (1).

إن الحاكمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يريدون - إن أمكنهم ذلك - استمالة الهاشميين والأنصار خلافا لسياستهم العامة معهم ، ومن ذلك ما جاء في شرح نهج البلاغة أن أبا بكر كان قد قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت ، فقالت : ما هذا؟!

قال : قسم قسمه أبو بكر للنساء.

وقالت : أتراشونني عن ديني؟! والله لا أقبل منه شيئا ، فردته عليه (2).

وإذا كان العباس بن عبد المطلب والمرأة الأنصارية لم يقبلا رشا أبي بكر ، فإن هناك من كان يقبل الرشا المالية والسلطوية.

فقد جاء أبو سفيان - وفي يده بعض أموال السعاية - إلى المدينة ، وسمع 3.

ص: 110


1- أنظر : شرح نهج البلاغة 12 / 60 وج 14 / 173 - 174 و 182 - 184.
2- شرح نهج البلاغة 2 / 53.

نبأ تولي أبي بكر للخلافة ، فرفع عقيرته قائلا : إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ، فكلم عمر أبا بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم وإنا لا نأمن شره ، فدفع له ما في يده ، فتركه ورضي (1).

ولم يقف الأمر على الرشوة المالية حتى تعداه إلى الرشوة السلطوية ، إذ يظهر أن أبا سفيان لم يقنعه المال وحده ، بل طمح إلى أبعد من ذلك ، فقال أبو سفيان : ما لنا ولأبي فصيل؟! إنما هي بنو عبد مناف!! فقيل له : إنه قد ولي ابنك ، قال : وصلته رحم (2).

هكذا ظهرت الرشا صريحة ماثلة للعيان - دون رادع ولا وازع - وقررت من قبل أبي بكر!! مع أنه في المقابل كان قد منع سهم المؤلفة قلوبهم - الذي نص عليه الكتاب وعمل به رسول الله - معتلا بأن ذلك رشوة على الإسلام!!

قال الشعبي : ليست اليوم مؤلفة قلوبهم ، إنما كان رجال يتألفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الإسلام ، فلما أن كان أبو بكر قطع الرشا في الإسلام (3) ، وكان ذلك بموافقة عمر ومشورته ، معللا المنع بما يشبه تعليل أبي بكر (3).

وهذا الموقف من الشيخين يبين مدى التناقض والتباين بين ما قرروه في منع سهم المؤلفة قلوبهم وبين إعطائهم الرشوة لأبي سفيان مقابل السكوت على خلافتهم ، وذلك هو الذي أثر على السنة النبوية من بعد ، فادعى بعضهم أن سهم المؤلفة قد انتهى بانتهاء عمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (4) ، 2.

ص: 111


1- السقيفة وفدك : 37 ، شرح نهج البلاغة 2 / 44.
2- تاريخ الطبري 3 / 202. (3 ) الدر المنثور 3 / 252.
3- الدر المنثور 3 / 252.
4- أنظر : تفسير الطبري 6 / 399 - 400 ذ ح 16868 - 16872 ، تفسير الحسن البصري 1 / 418 ، تفسير الدر المنثور 4 / 223 - 224 ، أحكام القرآن - للجصاص - 3 / 182.

وصحح ولاية يزيد بن أبي سفيان وأخيه معاوية عند كثير من

المسلمين (1) رغم بعد ولايتهما عن الشرعية بعد السماء عن الأرض.

7 - الضرورات تبيح المحظورات :

كانت هذه الفذلكة المزدوجة بين السنة والحكم من جملة سياسات الخلافة الجديدة ، والتي يمكن بلورتها عبر نقاط :

أ - توقيف أحكام الله مصلحة :

المتتبع لسيرة أبي بكر أيام خلافته يقف على حقائق كثيرة ومواقف وأصول كانت لها أدوار في تثبيت خلافته :

منها : عدم إجراء الحد على خالد بن الوليد برغم إجماع المسلمين على لزوم قتله ، إذ رجع عبد الله بن عمرو وأبو قتادة الأنصاري من السرية التي كان فيها خالد كي يكلما أبا بكر بما فعله خالد مع المسلمين من بني يربوع ، وتزوجه بزوجة مالك وهي في العدة.

فالاعتراض على فعلة خالد لم يأت من هذين الصحابيين فقط ، بل السرية كلها كانت مخالفة لفعله ، وحتى عمر بن الخطاب كان موقفه من خالد نفس موقف أولئك ، فإنه - لما دخل خالد المسجد بعد رجوعه من الواقعة - قام إليه فانتزع الأسهم من عمامته فحطمها ، ثم قال : أرئاء؟! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك! 9.

ص: 112


1- أنظر : سير أعلام النبلاء 3 / 132 و 159.

وخالد لا يكلمه ، ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر ، حتى دخل عليه ، فقال عمر لأبي بكر : إن في سيف خالد رهقا ، وأكثر عليه في ذلك.

فقال : يا عمر! تأول فأخطأ ، فارفع لسانك عن خالد ، فإني لا أشيم سيفا سله الله على الكافرين (1) ، ولما أصر أبو قتادة على موقفه دعاه أبو بكر ونهاه عن ذلك (2).

بهذا المنطق (التأويل) وكون أعدائه (المسلمين) من الكافرين! عذر أبو بكر خالدا ، لاحتياجه إليه في مواقفه الأخرى في تثبيت الحكم ، وبنفس المنطق سوغ لنفسه نهي أبي قتادة عن التعرض لخالد ، مع أن اعتراض أبي قتادة كان في محله ، ويكتسب الشرعية من القرآن والسنة النبوية.

ب - استغلال الرئاسة القبلية :

لم يختص عمل أبي بكر بعدم تطبيقه لأوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبتعطيله لأحكام الله بعدم إجرائه الحد على خالد بن الوليد ، أو بتجاوزه الحدود واختراع حدود مرتجلة ، مثل حرقه الفجاءة بالنار!! بل تعدى إلى مفردات كثيرة أخرى.

منها : عفوه عن الأشعث بن قيس حين ارتد ، لكونه زعيم كندة وممن يحتاج إليه في مواقف ومشاهد أخرى ، وقد تأسف أبو بكر - عند موته - من فعلته بقوله «ثلاث .. وثلاث .. وثلاث» وعد من اللاتي ود فعلها ولم يفعلها : ضرب عنق الأشعث حين جئ به أسيرا ، فقال : «وأما 8.

ص: 113


1- تاريخ الطبري 3 / 241 ، البداية والنهاية 6 / 241 ، أسد الغابة 1 / 588 ، وغيرها.
2- الكامل في التاريخ 2 / 358.

اللاتي تركتهن : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ...»(1).

نعم ، زوج أبو بكر الأشعث أخته وأشركه في المهام ، وراح يقرب بني أمية الطلقاء ، ويولي أولاد أبي سفيان الطليق الولايات ، وقد أبقى الأموال بيد أبي سفيان يصرفها كيفما يريد ، كل ذلك حفاظا على النظام القبلي والزعامات القرشية وغيرها التي تخدم الحكومة في تثبيت قواعدها.

إن سياسة الشيخين كانت تبتني على عدم الاستفادة من المال لأنفسهما ولأولادهما ، وقد صرح الإمام علي عليه السلام بذلك - وهو يبين الفرق بين عثمان والشيخين - حين قال لعثمان : «أما التسوية بينك وبينهما ، فلست كأحدهما ، إنهما وليا هذا الأمر فظلفا (2) أنفسهما وأهلهما عنه ، وعمت فيه وقومك عوم السابح في اللجة ...» (3).

هذا ، وإن عثمان كان قد اعترف بهذه الحقيقة بقوله : «إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما ، وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي» (4)

وكذلك الأمر في الولايات ..

لكن ما اشترك فيه الجميع هو تقريب الذوات وأصحاب الرئاسات ، بل استغلال حتى بعض أمهات المؤمنين وذوي النفوذ من الصحابة في هذا الشأن ، كل ذلك من أجل الوصول إلى الهدف ، معرضين عن وجود عيون الصحابة وكبار الأتقياء الصالحين للقيادات ، ليس ذلك إلا لعدم تمتعهم 7.

ص: 114


1- تاريخ الطبري 4 / 52.
2- أي : كفا.
3- شرح نهج البلاغة 9 / 15.
4- أنساب الأشراف 6 / 137 ، وانظر مؤدى ذلك في : الطبقات الكبرى 3 / 47 ، تاريخ الطبري 2 / 650 ، شرح نهج البلاغة 2 / 138 ، تاريخ ابن خلدون 2 / 567.

بالقوة القبلية والمركز العشائري ، والحشم والأتباع.

ج - تعطيل أحكام الله اجتهادا :

تناقلت كتب التاريخ خبر المؤلفة قلوبهم الذين جاؤوا أبا بكر - بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يطلبون حقوقهم ، فكتب إلى عمر كتابا بذلك ، فلما أتوه مزق الكتاب ، وقال : «إنا لا نعطي على الإسلام شيئا ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، ولا حاجة لنا بكم» ، فرجعوا إلى أبي بكر وقالوا : هل أنت الخليفة أم عمر؟!

قال : هو إن شاء الله» (1).

فعطل أبو بكر فرض الصدقة المصرح به في القرآن اجتهادا منه! وبذلك شرع الاجتهاد قبال النص.

ومثله منعه الزهراء عليها السلام فدكا حين احتجت عليها السلام بالقرآن على مشروعية تمليكها ، بعمومات آيات الوصية والإرث وتوريث الأنبياء أبناءهم!

وهل يعد تضييع قتل الأشعث - بعد أن أطلقه وزوجه وقربه - إلا تعطيلا لحكم من أحكام الله في قتل المرتد ، وعدم جواز محاباته وتقريبه على أقل التقادير؟!

والأوضح من كل ذلك هو منعه أهل البيت عليهم السلام حقهم في الخمس الذي جعله الله لهم في كتاب الله ، حتى قالت الزهراء عليه السلام له : " لقد علمت 4.

ص: 115


1- أنظر في منع عمر لسهم المؤلفة قلوبهم : تفسير الدر المنثور 4 / 224 في تفسير الآية 60 من سورة التوبة ، تفسير المنار 10 / 496 ، النص والاجتهاد : 44.

الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذي القربى ...»(1).

فهذا تعطيل صريح لأحكام الله بحجة أنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول أن كل ذلك لهم ، أو لاحتياج جيوش المسلمين إلى ذلك المال ، أو لغيرها من المعاذير ، فيها وفي غيرها من الاجتهادات ، ولنا وقفة قريبة مع أبي بكر تحت عنوان «اختلال قوانين الإرث» فانتظر.

د - منع السؤال :

كان من المفروض على أبي بكر - ونظرا لموقعه - أن يجيب عن الأسئلة التي ترد عليه ، لكونه قد جلس مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفه في الحكم بالأحكام الشرعية في مختلف القضايا!! لأن القرآن يقول : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد» ويحث على المسألة والتعلم ، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يجيب السائلين عن كل مسائلهم الدينية والدنيوية ، وذلك ما صرح به الكتاب العزيز بقوله : (يعلمهم الكتاب والحكمة).

والمفروض - في ضوء ذلك - أن الخليفة هو القائم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الجهات ، فكان لا بد له من أن يحط علما بالفقه والشرع المقدس وعلم التفسير والتأويل ، ليكون مفزع المسلمين في تبيين الأحكام عند الحاجة لذلك ..

ولما لم يكن لأبي بكر الإلمام الكامل بجميع أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، 6.

ص: 116


1- شرح نهج البلاغة 4 / 86.

ولم تكن عنده صحف مكتوبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تراه يواجه مشكلة كبرى ، فتراه ينهى عن السؤال ويسعى إلى ضرب السائل ، مع أننا نجد أن هناك رجالا كالإمام علي عليه السلام وابن عباس يسعون للإجابة عن أسئلة السائلين ، موضحين آفاق الفكر الإسلامي لهم ، وإليك مفردتين في ذلك :

الأولى : أخرج اللالكائي في السنة عن عبد الله بن عمر ، قال : جاء رجل إلى أبي بكر ، فقال : أرأيت الزنا بقدر؟ قال : نعم ، قال : فإن الله قدره علي ثم يعذبني؟! قال : نعم ، يا بن اللخناء! أما والله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك (1).

الثانية : عن أنس بن مالك ، قال : أقبل يهودي بعد وفاة رسول الله ، فأشار القوم إلى أبي بكر ، فوقف عليه ، فقال : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.

فقال أبو بكر : سل عما بدا لك.

فقال اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله.

فقال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي! وهم أبو بكر والمسلمون باليهودي.

فقال ابن عباس رضي الله عنه : ما أنصفتم الرجل.

فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به؟!

فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به إلى علي رضي الله عنه يجيبه ، فإني سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب : اللهم اهد قلبه ، ».

ص: 117


1- أنظر : الغدير 7 / 153 عن اللالكائي في «السنة».

وثبت لسانه ، قال : فقام أبو بكر ومن حضره حتى أتوا ... الخبر (1).

وحسبك أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، هو صاحب القول الذي طار صيته في الآفاق : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإني أعلم بطرق السماء من طرق الأرضين (2).

ه - تقديم المفضول على الفاضل :

نظرا لضرورة تحكيم أصول الحكم والزعامة فقد شرعت ولاية المفضول مع وجود الفاضل ..

قال الباقلاني في التمهيد - عند الجواب عن قول أبي بكر : «وليتكم ولست بخيركم» - : يمكن أن يكون قد اعتقد أن في الأمة أفضل منه ، إلا أن الكلمة عليه أجمع ، والأمة بنظره أصلح ، لكي يدلهم على جواز إمامة المفضول عند عارض يمنع من نصب الفاضل!

ولهذا قال للأنصار وغيرهم : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أحدهما : عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح ، وهو يعلم أن أبا عبيدة دونه ودون عثمان وعلي في الفضل ، غير أنه قد رأى أن الكلمة تجتمع عليه وتنحسم الفتنة بنظره ، وهذا أيضا مما لا جواب لهم عنه (3).

وقال القاضي في المواقف : جوز الأكثرون إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، إذ لعله أصلح للإمامة من الفاضل ، إذ المعتبر في ولاية كل أمر معرفة مصالحه ومفاسده ، وقوة القيام بلوازمه ، ورب مفضول في علمه 1.

ص: 118


1- المجتنى - لابن دريد - : 45 - 46 ، وانظر : الغدير 7 / 178 - 179.
2- نهج البلاغة 2 / 152 الخطبة 184.
3- التمهيد - تحقيق عماد الدين أحمد حيدر - : 494 ، وانظر : الغدير 7 / 131.

وعمله هو بالزعامة أعرف ، وشرائطها أقوم ، وفصل قوم ، فقالوا : نصب الأفضل إن أثار فتنة لم يجب ، وإلا وجب.

وقال الشريف الجرجاني : كما إذا فرض أن العسكر والرعية لا ينقادون للفاضل بل للمفضول (1).

نعم ، إن الحاجة والسياسة أوصلتهم للاعتقاد بفكرة تقديم المفضول على الفاضل ، ثم انجرت إلى القول بأن المقدم في الخلافة هو المقدم في الفضل!!

حتى قال أحمد بن محمد الوتري البغدادي في روضة الناظرين :

اعلم أن جماهير أهل السنة والجماعة يعتقدون أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله تعالى عنهم ، وأن المتقدم في الخلافة هو المقدم في الفضيلة ، لاستحالة تقديم المفضول على الفاضل ، لأنهم كانوا يراعون الأفضل فالأفضل ، والدليل عليه : إن أبا بكر رضي الله عنه لما نص على عمر رضي الله عنه قام طلحة رضي الله عنه فقال : ما تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا؟!

فقال أبو بكر رضي الله عنه : فركت لي عينيك ، ودلكت لي عقبيك ، وجئتني

تكفني عن رأيي ، وتصدني عن ديني ، أقول له إذا سألني : خلفت عليهم خير أهلك ، فدل على أنهم كانوا يراعون الأفضل فالأفضل (2).

فها هم ينتقلون من فكرة تقديم المفضول على الفاضل إلى فكرة أن 2.

ص: 119


1- شرح المواقف 3 / 279 ، وانظر : الغدير 7 / 149.
2- روضة الناظرين : 2 ، كما في الغدير 7 / 152.

المقدم في الحكم والخلافة هو الأفضل ، مستدلين على ذلك بأدلة

واهية كما رأيت ، وقد أوضحنا ذلك في كتابنا منع تدوين الحديث لمن شاء المزيد.

8 - إبعاد المنافسين ضرورة سياسية :

أ - بنو هاشم.

ب - الأنصار.

بنو هاشم :

لا ينكر أحد عداء قريش لعلي بن أبي طالب عليه السلام الذي قتل صناديدهم وفرسانهم ، وأن قريشا - نظرا لمكانتها ومطامعها ومطامحها - سعت لتنحية الإمام علي عليه السلام عن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكل ما لها من قوة وعزم.

ولو تأملت سيرة الشيخين لرأيتهما يجدان في تثبيت حكمهما وإبعاد منافسيهما من المناصب والولايات ، فقد جاء عن عمر قوله حينما نصب أبو بكر خالد بن سعيد الأموي أميرا على حملة الروم : أتولي خالدا وقد حبس عليك بيعته ، وقال لبني هاشم ما قال؟! ... ما أرى أن توليه ، وما آمن خلافه ، فانصرف عنه أبو بكر ، وولى أبا عبيدة بن الجراح ، ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة (1).

فالشيخان والقرشيون معهم كانوا يخافون بني هاشم ، فلم يولوهم الولايات والأمصار ، بل اتخذوا سياسة تضعيفهم ، وذلك بتقريب مناوئيهم 9.

ص: 120


1- شرح نهج البلاغة 2 / 58 - 59.

من الأمويين كأبي سفيان ، ومعاوية ، ويزيد ، وعتبة ، ومروان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، والوليد بن عقبة ، وسعيد بن العاص ، وغيرهم ، عبر إعطائهم السلطة ، أي أنهم قد فسحوا للطلقاء المجال للمشاركة في الحكم خوفا من بني هاشم.

والأنكى من ذلك ، نرى تسلل اليهود والنصاري إلى مراقي الحكم واختصاصهم بأسرار الدولة ، ككعب الأحبار ووهب بن منبه وتميم الداري وغيرهم ، في حين كانوا يبعدون كبار الصحابة من الولايات والمراكز المهمة.

الأنصار :

الثابت عن الأنصار أنهم كانوا أحد أركان النزاع يوم السقيفة - نظرا لمكانتهم وموقعهم في الإسلام - ، إذ لا يمكن لأحد أن ينسى دورهم في المعارك الإسلامية في زمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد قدم الخزرج من الأنصار

ثمانية شهداء من مجموع أربعة عشر شهيدا في بدر (1) ، وقدموا في معركة أحد سبعين شهيدا وأربعين جريحا ، في حين استشهد أربعة من المهاجرين فقط (2).

وكان في غزوة بني المصطلق ثلاثون فارسا من المسلمين ، عشرون منهم من الأنصار (3) ، وحين انهزم المسلمون في بداية وقعة حنين كان 3.

ص: 121


1- الأنصار والرسول - لبيضون - : 26 ، عن تاريخ خليفة بن خياط 1 / 20.
2- الأنصار والرسول - لبيضون - : 32 ، عن المغازي - للواقدي - 1 / 300 ، وابن سعد ، غزوات : 43.
3- الأنصار والرسول - لبيضون - : 34 ، عن المغازي - للواقدي - 1 / 405 ، وابن سعد ، غزوات : 63.

النداء موجها إلى الأنصار ، ثم قصر النداء فوجه إلى بني الحارث بن الخزرج الذين كانوا صبرا عند اللقاء (1) ، وكانت الأنصار في كل ذلك إلى جانب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ضد قريش وعتاتها ..

وقد تجلى ذلك واضحا في وقعة الخندق (الأحزاب) ، فقد دافعوا عن مدينتهم بحفر الخندق ، وأكبروا موقف علي عليه السلام في قتله عمرو بن عبد ود ومن عبروا معه الخندق ، كما تجلى الصراع وبغض الحزب القرشي للأنصار في فتح مكة ، فقد عدت قريش هزيمتها أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما كان نصرا للأنصار.

وقد ذكر الزبير بن بكار مقولة لعمرو بن العاص - لما رجع من سفر كان فيه بعد أحداث السقيفة - فيها تعريض بالأنصار ، ولما قدم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن وسمع بمقالة عمرو بن العاص غضب للأنصار ، وشتم عمرو بن العاص ، وقال : «يا معشر قريش! إن عمرا دخل في الإسلام حين لم يجد بدا من الدخول فيه ، فلما لم يستطع أن يكيده بيده كاده بلسانه ، وإن من كيده الإسلام تفريقه وقطعه بين المهاجرين والأنصار ، والله ما حاربناهم للدين ولا للدنيا ، لقد بذلوا دماءهم لله فينا ...» (2).

وجاء عن الفضل بن العباس أنه اعترض على عمرو بن العاص في موقف آخر له ضد الأنصار ، وقد كان الفضل أخبر عليا بذلك فغضب الإمام وشتم عمرا ، وقال : «آذى الله ورسوله» ، ثم اجتمع في المسجد بنفر كثير من قريش وقال مغضبا : «يا معشر قريش! إن حب الأنصار إيمان وبغضهم 1.

ص: 122


1- المغازي النبوية - للزهري - : 92 ، المغازي - للواقدي - 3 / 899.
2- الأخبار الموفقيات : 472 - 474 ح 384 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 2 / 281.

نفاق ، وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم ، واذكروا أن الله رغب لنبيكم عن مكة فنقله إلى المدينة ، وكره له قريشا فنقله إلى الأنصار ...»(1).

هذا ، ولما تسلم أبو بكر زمام الأمور لم يف للأنصار بمقولته : «نحن الأمراء وأنتم الوزراء» (2) .. فأبعدهم عن مراكز السلطة ، حتى صرح شاعر الأنصار بذلك قائلا (3) :

يا للرجال لخلفة الأطوار

ولما أراد القوم بالأنصار

لم يدخلوا منا رئيسا واحدا

يا صاح في نقض ولا إمرار

وقطع أبو بكر البعوث وعقد الألوية ، فعقد أحد عشر لواء : لخالد بن الوليد ، وعكرمة بن أبي جهل ، والمهاجر بن أمية ، وخالد بن سعيد - وعزله قبل أن يسر (4) - ، وعمرو بن العاص ، وحذيفة بن محصن الغلفاني - أو : الغفاري - ، وعرفجة بن هرثمة ، وشرحبيل بن حسنة ، ومعن بن حاجز ، وسويد بن مقرن ، والعلاء بن الحضرمي (5).

وجعل يزيد بن أبي سفيان أميرا على الشام ، وأمر الوليد بن عقبة على الأردن ..

ومن أراد المزيد فليراجع الكامل لابن الأثير ، كي يرى التركيبة الإدارية والسياسية والعسكرية لأبي بكر ، إذ ليس فيها أثر واضح للأنصار ، بل غالبيتهم الساحقة من قريش ومن القبائل الأخرى ، بل الكثير منهم كانوا من أعداء الإمام علي عليه السلام والأنصار ، أو قل من أصحاب الرأي والاجتهاد6.

ص: 123


1- الأخبار الموفقيات : 475 ح 386 ، شرح نهج البلاغة 2 / 283.
2- أنساب الأشراف 1 / 584.
3- تاريخ اليعقوبي 2 / 129.
4- الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 402.
5- الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 2 / 346.

المناقضين لنهج التعبد المحض بالنص.

ولو تصفحت كتب التاريخ والحديث والفقه لرأيت أحاديث لا حصر لها في مدح أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، و... ولا تجد بقدرها في العباس وحمزة وأبو طالب - أعمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وعبد الله بن مسعود ، وبلال ، وعمار ، وسلمان ، وعثمان بن مظعون ، وأبو ذر ، والمقداد .. ومن هنا اختص حديث العشرة المبشرة بالقرشيين فقط!! فليس فيهم أنصاري واحد.

وأسأل القارئ العزيز : هل فكر في سبب التعتيم على الأنصار ، مع أن جيوش الإسلام كانت مؤلفة - في عمدتها - منهم ، ومع أنهم السواد الأعظم في المدينة؟!

نعم ، إن رجال الخط القرشي فتحوا الفجوة التي رأب النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدعها في صدر الإسلام بين المهاجرين والأنصار ، حتى صارت قضية المهاجرين والأنصار من القضايا المهمة في السياسة الإسلامية لاحقا ، فقد نقص عمر بن الخطاب عطاء الأنصار ، وتهجم عليهم معاوية ، وأخيرا جاءت واقعة الحرة في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان طامة كبرى في الانتقام القرشي من الأنصار!

9 - المعايير الغيبية في الحياة الإسلامية وانعدامها في الجاهلية :

إن الحياة الجاهلية كانت مبتنية على عبادة الأصنام وتعدد الآلهة ، وكانت نظرتهم إلى الأمور نظرة مادية ، وحينما جاء الإسلام ، جاء ليغير تلك الأفكار ، ويدعوهم إلى الله الواحد القهار ، ببيانه أمورا غيبية لا يدركون عمقها وحقيقتها ، كدعوته إياهم إلى الله الواحد ، وإخبارهم بالبعث والنشور ،

ص: 124

وإحياء الموتى ، وغيرها.

فكان المشركون يخالفون هذه الأفكار ويعترضون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لعدم دركهم كنهها ، بل إن مطالبهم كانت تتمثل بأنه : لم لا يكون للنبي ملك عظيم ، أو ذهب ، وكيف يحيي الموتى؟! وكيف يبعثون بعد الموت؟! فكلها تدور حول المطالبة بأشياء مادية ، محسوسة ملموسة ، وعدم الإيمان بالأمور الغيبية.

وقد تناقلت المصادر عن أبي بكر أنه تعامل مع بعض مفردات الغيب تعامل مادة ، فقال في حنين : «لن نغلب من قلة» ، فلم يرض الله ورسوله بهذه الفكرة ، لوجوب الإيمان بكنه المسائل ومدد الغيب ، ولذلك نزل قوله تعالى : (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (1).

وقد آمن بهذه الظاهرة طائفة من المسلمين ، فأخذوا يشككون بمقامات الصالحين وأدوارهم الغيبية ، وعدم إمكان اتصالهم بعالم الدنيا لفناء أجسادهم ، لعدم تطابق هذا الفهم مع الظواهر الطبيعية والثوابت المادية!

فلو كانت هذه الطائفة قد عرفت مقامات أولئك وما منحهم رب العالمين من مكانة ، لما شككوا ولما قالوا جزافا.

وعليه : فالوقوف على أسرار عالم الغيب يجعلنا نفهم وندرك الأمور بعمق أكثر مما نحن فيه ، لكونه سبحانه (شهيد بيني وبينكم) (2) ، وهو القائل : (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم 9.

ص: 125


1- سورة التوبة 9 : 25.
2- سورة الأنعام 6 : 19.

تعلمون) (1) ، ولقوله تعالى : (يؤمنون بالغيب) (2).

وعلى ضوء ما قلناه يجب فهم ومعرفة هذه المفاهيم الغيبية والحقائق الإلهية ، وأن لا نتعامل مع الذوات العالية كذوات دانية ، ونحن - والحق يقال - لا ندرك كنه مقام النبي والإمام ، لأن عالمهم الغيبي أسمى من عالمنا بكثير ..

وإن أبعاد ذلك العالم وصلاحياته مجهولة لكثير منا ، فلا يمكنهم أن يعرفوا كيف يكون الرسول شهيدا علينا وبعد أربعة عشر قرنا؟! لقوله تعالى : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) (3) فنتساءل : هل هذه الأمة مختصة بعصر الصحابة ، أم لها الشمولية للأزمان كلها؟! وما معنى شهادة الرسول فيها؟! وكيف يمكن تصور شهادته صلى الله عليه وآله وسلم طبق الضوابط المادية التي نعرفها؟!

إن ذلك كله من الغيب الإلهي الذي لا بد من الالتزام به وإن لم نعرف حقيقته وكيفيته ، فهناك مفاهيم معنوية غيبية كثيرة في حياتنا الإسلامية يجب معرفتها والوقوف على كنهها.

وباعتقادي : إن تسليط الضوء على هذه الزاوية سيحل الكثير من المسائل العقائدية التي لا يدرك عمقها الآخرون!!

وإن تلك الأمور تشابه تسبيح الموجودات لرب العالمين التي لا نفقه تسبيحها ، وهي كضيافة الله لعباده في شهر رمضان والتي لا تشابه ضيافة الناس بعضهم لبعض ، إذ إن مفهوم الأكل عند الباري يختلف عن مفهوم 3.

ص: 126


1- سورة التوبة 9 : 94.
2- سورة البقرة 2 : 3.
3- سورة البقرة 2 : 143.

الأكل عندنا ، وهكذا مفهوم الشهادة والشهود وغيرها من الجهات

المعنوية الملحوظة في الفكر الإسلامي.

ومن هذا المنطلق يجب علينا العودة إلى الأمة في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لنقول - ووا أسفا على ذلك - : إنها كانت لا تدرك مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السامي الرباني ، فتتعامل معه كأنه بشر عادي يصيب ويخطئ ، ويقول في الغضب ما لا يقوله في الرضا ... وإلى غير ذلك.

فالموت بالمنظور الإلهي هو الحياة وليس الفناء ، فلو كان الموت هو الحياة ، فما هي أوجه الشبه بينه وبين الحياة الدنيوية؟!

وهل يعقل أن يحيا شخص دون أن يتكلم أو يأكل أو يشرب و...

ولو كان يحتاج إلى كل هذه في حياته ، فكيف يتكلم ويأكل ويشرب؟!

وعليه : فالتركيز على الجانب المعنوي وتبين المفاهيم الربانية للحياة المعنوية يفتح لنا آفاقا كثيرة ، وعلى ضوئها يمكننا معرفة معنى الإسراء والمعراج .. تكلم الله مع موسى عليه السلام .. إجابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمن سلم عليه .. إجابة الأئمة عليهم السلام لنا حين نخاطبهم .. كيفية وصول ثواب

هدايانا إلى الموتى .. وما شابه ذلك.

بعد هذه المقدمة نعرج إلى بيان حقيقة معنوية كان أبو بكر لا يدرك عمقها ، فقد جاء ضمن احتجاج الإمام علي عليه السلام على أبي بكر قوله : يا أبا بكر! لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياة رسول الله؟!

فقال أبو بكر : هذا فئ للمسلمين ، فإن أقامت شهودا أن رسول الله جعله لها ، وإلا فلا حق لها فيه.

قال أمير المؤمنين : يا أبا بكر! تحكم فينا بخلاف حكم الله في

ص: 127

المسلمين؟!

قال : لا.

قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ، ثم ادعيت أنا فيه ، من تسأل البينة؟!

قال : إياك أسأل البينة.

قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ، وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده (1) ، ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوه شهودا ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟!

فسكت أبو بكر ، فقال عمر : يا علي! دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فئ للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.

فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟!

قال : نعم.

قال : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في من نزلت؟! فينا أم في غيرنا؟!

قال : بل فيكم.

قال : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ، ما ل.

ص: 128


1- أنظر في ذلك : معجم البلدان 4 / 238 ، لسان العرب 10 / 203. 328 يلاحظ وفي كتاب المأمون إلى عامله على المدينة : وقد كان رسول الله أعطى فاطمة بنت رسول الله فدك وتصدق بها عليها ، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله. أنظر : فتوح البلدان : 42 طبعة مكتبة الهلال.

كنت صانعا بها؟!

قال : كنت أقيم عليها الحد ، كما أقمته على نساء المسلمين.

قال : إذا كنت عند الله من الكافرين.

قال : ولم؟!

قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها.

كما رددت حكم الله وحكم رسوله ، أن جعل لها فدكا قد قبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وأخذت منها فدكا ، وزعمت أنه فئ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : «البينة على المدعي ، واليمين على المدعى عليه» فرددت قول رسول الله : «البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه» (1).

ومن هذا وأمثاله تعرف سقم الخبر المفتعل على الزهراء عليها السلام من أنها أخذت قلادة من بيت مال المسلمين لتلبسها ، فلما سمع رسول الله بذلك قال : لو سرقت فاطمة لقطعت يدها!!!

ونحن لو تأملنا كلمات الإمام علي عليه السلام وما دار بين ابن عباس وبين

عمر - التي ذكرناها سابقا - لعرفنا أنهم كانوا يؤكدون على الدور المعنوي لأهل البيت عليهم السلام ، وأن من الأمة من لا يدرك عمق ذلك ، فيتعامل معهم كأناس ليست لهم ملكات معنوية إلهية عالية ، وخصوصا أبو بكر ، إذ تراه لا يعرف كنه آية التطهير ، فيتعامل مع الزهراء عليها السلام كما يتعامل مع أدنى امرأة من المسلمين تماما ، وعمله هذا مخالف لصريح القرآن وما جاء في 1.

ص: 129


1- الاحتجاج 1 / 119 ، وعنه في بحار الأنوار 29 / 127 ح 27 ، وكذا في علل الشرائع : 190 - 192 ح 1.

أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

فنحن لو أردنا أن نجمل بعض خصائص هذه الذرية الطاهرة لكانت :

1 - إنهم المطهرون ، بنص الآية.

2 - وهم الذين حرمت عليهم الصدقة.

3 - واختصاصهم بأن حسبهم لا ينقطع ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي».

4 - وهم ذوو القربى الذين أكد الباري على حقهم ووجوب مودتهم في كتابه.

5 - وهم الذين تجب الصلاة عليهم في الصلاة.

6 - وهم أحد الثقلين اللذين أمرنا الله بالتمسك بهم.

7 - وهم الصادقون ، والمؤمنون ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، بصريح القرآن.

8 - ومنهم خلفاء الرسول الاثنا عشر ..

وإلى غير ذلك من المميزات الربانية التي خصهم الباري بها.

لكن عمر بن الخطاب صرح بأن القرابة من رسول الله لا تفيد شيئا ، إلا إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالف هذا الفهم وانزعج منه ، ففي مجمع الزوائد للهيثمي : إن ابنا لصفية - عمة رسول الله - مات ، فبكت صفية ، فقال لها رسول الله : يا عمة! من توفي له ولد في الإسلام فصبر ، بنى الله له بيتا في الجنة ، فسكتت ..

ثم خرجت من عند رسول الله فاستقبلها عمر بن الخطاب ، فقال : يا صفية! قد سمعت صراخك ، إن قرابتك من رسول الله لا تغني عنك من الله شيئا ، فبكت ..

ص: 130

فسمعها النبي وكان يكرمها ويحبها ، فقال : يا عمة! أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟!

قالت : ليس ذلك أبكاني يا رسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب ، وقال : إن قرابتك من رسول الله لن تغني عنك من الله شيئا.

قال : فغضب النبي ، وقال : يا بلال! هجر بالصلاة ، فهجر بالصلاة ، فصعد المنبر النبي ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال قوم يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟! كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة (1).

فإذا كانت مطلق قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها هذه السمة المعنوية والميزة

الشرعية في الدنيا والآخرة ، فكيف بابنته التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟!!

إن عدم تفهمهم ، أو عدم ترتيبهم الآثار على تلك الخصائص الإلهية ، إنما يكمن وراءه موروث قديم ، هو الذي لا يحترم الرئيس إلا ما دام حيا ، ولا يعير للبنت أهمية إلا بمقدار أنها «امرأة» لا توازي الرجل ولا تساويه ، بل ليس لها أن تطالب بشئ من حقوقها الشرعية والاجتماعية!

10 - اختلال قوانين الإرث وتقعيد قواعد الجاهلية فيه :

قبل توضيح اختلال ميزان قوانين الإرث في هذا العهد ، لا بد من إلقاء نظرة عابرة على مكانة المرأة في الجاهلية وصدر الإسلام ، إذ إن البنت كانت توأد في التراب في الجاهلية ، وذلك ما أخبر به الله في قوله : (وإذا 6.

ص: 131


1- مجمع الزوائد 8 / 216.

الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) (1) وقد حكى عمر وغيره قصة وأده بنته في الجاهلية (2).

ونقل لنا عمر حالة النساء في المدينة عما كن عليه مع القرشيين ، فقال : كنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة ، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم (3).

وقد خاطب عمر امرأة ، فوصفها بقوله : إنما أنت لعبة يلعب بك ثم تتركين (4).

وقد هدد الزهراء عليها السلام بحرق بيتها ، وضرب رقية لبكائها على حمزة عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وهجم على بيت عائشة بعد وفاة أبي بكر وضرب أم فروة بنفسه (5) ، وكذا هجم على بيت ميمونة بنت الحارث الهلالية - خالة خالد بن الوليد - يوم وفاة خالد!!

بعد هذه المقدمة المختصرة نأتي بمقطع من خطبة الزهراء عليها السلام كي نعلق عليه ، وهو :

«... وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (6) أفلا تعلمون؟! بلى ، قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته .. 0.

ص: 132


1- سورة التكوير 81 : 8 و 9.
2- أنظر : عبقرية عمر - للعقاد - : 214.
3- السنن الكبرى - للبيهقي - 7 / 37.
4- تاريخ عمر - لابن الجوزي - : 114 ، شرح نهج البلاغة 3 / 766.
5- تاريخ الطبري : حوادث سنة 13 ه ، الكامل في التاريخ 2 / 204 ، كنز العمال 8 / 118 كتاب الموت.
6- سورة المائدة 5 : 50.

أيها المسلمون! أأغلب على إرثيه؟!

يا بن أبي قحافة! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئا فريا ..

أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : (وورث سليمان داود) (1)؟! وقال في ما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال : (فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب) (2) ، وقال : (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب

الله) (3) ، وقال : (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ

الأنثيين) (4) ، وقال : (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين

بالمعروف حقا على المتقين) (5).

وزعمتم أن لا حظوة لي ، ولا إرث من أبي ، ولا رحم بيننا!! أفخصكم الله بآية أخرج أبي صلى الله عليه وآله وسلم منها؟!

أم هل تقولون : أهل ملتين لا يتوارثان؟!

أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟!

أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟!

فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة ما تخسرون - وفي نسخة : 0.

ص: 133


1- سورة النمل 27 : 16.
2- سورة مريم 19 : 6.
3- سورة الأنفال 8 : 75.
4- سورة النساء 4 : 11.
5- سورة البقرة 2 : 180.

يخسر المبطلون - ، ولا ينفعكم إذ تندمون (لكل نبأ

مستقر) (1) و (سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) (2) ...»(3).

وهذا المقطع يوقفنا على عدة أمور :

الأول : اتهام الزهراء عليها السلام أبا بكر وأنصاره بنفيهم الإرث عنها.

الثاني : اتهامها أبا بكر بالكذب.

الثالث : تقريرها تركهم كتاب الله.

الرابع : نفيها كونهم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام.

أما الأمر الأول منها :

فإن كلام الزهراء عليها السلام صريح في أن أبا بكر وأنصاره زعموا أن لا حظوة ولا إرث لها من أبيها ، وهذا يخالف عمومات القرآن في الوصية والإرث ، فكيف بأبي بكر يرث أباه والزهراء عليها السلام لا ترث أباها؟!

فأبو بكر خالف بفعله قوله في عدم توريث الأنبياء ، لأن المطالبة بالميراث لا تحتاج إلى إشهاد وشهود ، وأن طلب الشهود ينبئ عن كونها نحلة وهدية - قدمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة عليها السلام ، وقد نصت كتب 3.

ص: 134


1- سورة الأنعام 6 : 67.
2- سورة هود 11 : 39.
3- الاحتجاج 1 / 267 - 268 ، وانظر : شرح نهج البلاغة 16 / 209 - 253.

الحديث والتاريخ على شهادة أم أيمن وعلي عليه السلام لها (1) - إلا أن

يقولوا : إنهم يشكون في كونها ابنته - والعياذ بالله -!!

فلو ثبت كونها نحلة وهدية ، فتكون خارجة عن مدعى أبي بكر ولا ينطبق عليها قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ، لأنها خارجة عن ملكه صلى الله عليه وآله وسلم وداخلة في ملك الزهراء عليها السلام!

ولو صح نقله ذاك ، فلم أبقى البيوت لنساء النبي يتصرفن فيها كما يتصرف المالك في ملكه؟! حتى وصل الأمر به أن يستأذن عائشة في الدفن في حجرتها!! في حين نراه قد انتزع فدك من الزهراء عليها السلام بدعوى عدم ملكيتها!!

ولا أدري كيف اختلف الحكم بين الحالتين؟!

فلو كان الأنبياء لا يورثون ، فكيف ورثت نساء النبي ولم تورث ابنته؟!

وإن كانتا - دار الرسول وفدك - نحلة وهدية ، فكيف يقبل من عائشة وأضرابها ادعاؤها دون شاهد ولا يقبل من الزهراء عليها السلام - وهي المطهرة - مع إتيانها بالشهود؟!

وهل هناك فتنة أكبر من هذه؟!

وهل هناك تغيير لتعاليم السماء أجرأ من هذا؟!

فحق للزهراء عليها السلام أن تقول : (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) (2).9.

ص: 135


1- أنظر هامش بحار الأنوار 29 / 347.
2- سورة التوبة 9 : 49.

شبهة ورد :

ويعجبني أن أشير إلى دعوى قد تثار ، وهي : إن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن أصحاب الحق الشرعي ، لقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن) (1)

فنسبت البيوت إليهن ، وقد ثبتت حيازتهن لهذه البيوت في زمن رسول الله ، وهذه المسألة غير مسألة فدك!

فنجيبهم عن ذلك : بأن الحيازة في الآية ليست حيازة استقلالية ، بل هي من شؤون حيازة كل زوجة بالنسبة إلى زوجها ، فلو لاحظت ما بعدها لعرفت أن البيت هو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) (2) فنسب الله سبحانه البيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ويؤيد هذا ما ثبت عنه من مثل قوله : «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» (3) وغيرها من النصوص.

فالبيوت لم تكن للنساء حتى يدعى ملكيتهن لها ، بل كانت للنبي حتى آخر حياته ، لقوله : «ما بين بيتي ومنبري» حتى إن عائشة كانت تنهى أمهات المؤمنين عن المطالبة بإرثهن معتمدة على حديث أبيها الذي مكنها من بعد من بيت سكناها لتتصرف فيه تصرف المالك المطلق!!

فقد روى البخاري أن عائشة قالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله ، فكنت أنا أردهن ، فقلت لهن : ألا تتقين الله؟! ألم تعلمن أن النبي كان يقول : 9.

ص: 136


1- سورة الأحزاب 33 : 33.
2- سورة الأحزاب 33 : 53.
3- أنظر : مجمع الزوائد 4 / 9.

لا نورث ما تركناه صدقة (1).

وعن عروة ، عن عائشة : إن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أردن لما توفي صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن - أو قال : ثمنهن - قالت : فقلت لهن : أليس قد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا نورث ما تركناه صدقة (2).

وقال ابن أبي الحديد : الذي تنطق به التواريخ أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما خرج من قباء ودخل المدينة ، وسكن منزل أبي أيوب ، اختط المسجد ، واختط حجر نسائه وبناته ، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان المالك للمواضع ، وأما

خروجها عن ملكه إلى الأزواج والبنات فمما لم أقف عليه (3).

فأبو بكر بادعائه هذا على رسول الله فقد نسب إليه صلى الله عليه وآله وسلم إلغاءه قانون الإرث للأنبياء ، وهذا يخالف الثابت عنه صلى الله عليه وآله وسلم من أنه مكلف كغيره من الناس بالفرائض والتكاليف ، وأن تعاليم السماء تجري عليه كما تجري على غيره من بني الإنسان ، ولم يثبت أن ذلك من مختصاته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولأجل ذلك اتهمت الزهراء عليها السلام أبا بكر بالكذب!

وأما الأمر الثاني :

وهو ظاهرة كذب الصحابة ، فقد بينا سابقا تخطئة الصحابة الواحد منهم للآخر ، بل تكذيبهم بعضهم للبعض الآخر ، وأن رسول الله كان قد أنبأ بجزاء من كذب عليه متعمدا ، وأنه ستكثر عليه القالة من بعده! 7.

ص: 137


1- صحيح البخاري 5 / 115 كتاب المغازي - باب حديث بني النضير.
2- شرح نهج البلاغة 16 / 220.
3- شرح نهج البلاغة 17 / 216 - 217.

فالزهراء عليها السلام في هذا المقطع من خطبتها أشارت إلى أمرين بقولها لأبي بكر : «وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون؟!» ، وفي آخر : «زعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا ، لقد جئت شيئا فريا!» .. فهنا شقان خطيران ، هما :

الأول : زعمهم بأنها لا حظوة لها ، ولا ترث من أبيها ، وذلك حسب أحكام الجاهلية.

الثاني : تكذيبها أبا بكر في ما نقله وذهب إليه.

أما الأول : فقد وضحنا شيئا منه قبل قليل .. وأما الثاني : فإن

المواقف والنصوص توضح كذب أبي بكر في ما رواه ، إذ كيف به يوصي بالدفن عند رسول الله مع اطمئنانه بصدور الخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم؟! لأن بيت الرسول إما خاصة له أو من جملة تركته صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن كان له خاصة فهو صدقة وقد جعلها للمسلمين كما زعمه : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» ، فلا يجوز أن يختص بواحد دون آخر! ..

وإن كان من جملة تركته وميراثه ، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم يورث كغيره من المسلمين ، فهما - أبو بكر وعمر - لم يكونا ممن يرث رسول الله!

لا يقال : إن ذلك بحصة عائشة وحفصة ..

فإنه يقال : إن نصيبهما لا يبلغ مفحص قطاة ، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم مات عن تسع نسوة وبنت لصلبه ، فلكل واحدة من نسائه تسع الثمن ، فما بال عائشة وحفصة ترثان ولا ترث فاطمة وهي بنته ومن صلبه؟!

ولو كان واثقا من صحة ما حدث به وما ذهب إليه ، فلماذا يسعى لاسترضاء الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم ويتأسف في أخريات حياته متمنيا أنه لم يكشف بيتها؟!

ص: 138

ولو صح كلام أبي بكر ، فكيف صح له أن يدفع آلة رسول الله ودابته وحذاءه إلى علي بن أبي طالب (1) ، ويمكن زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم من التصرف في حجراتهن؟! وقد قلنا سابقا بأن الانتقال إليهن إما على جهة الميراث أو النحلة ، والأول مناقض لما رواه أبو بكر عن رسول الله : «نحن معاشر الأنبياء ...» ، والثاني يحتاج إلى إثبات من قبل أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم لم يطالبهن بالشهود كما طالب الزهراء عليها السلام؟!

وكيف ساغ لعمر أن يدفع إلى علي والعباس صدقة رسول الله لو صح حديث أبي بكر؟!

وهل أراد عمر بفعله أن يتهم أبا بكر بوضع الحديث ، أم أنه تأوله وفهم منه معنى لا ينفي التوريث؟!

وهل يجوز لنبي أن يموت ولا يعلم ابنته وصهره بأن ليس لهما حق في إرثه صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو المبين لأحكام الله والرافع لكل لبس وإيهام؟!

وكيف به صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الآخرين ولا يعلم صهره وابنته - أصحاب

الحق - هذا الحكم الخاص بهم لو فرض وجوده؟!!

وهل يتوافق هذا مع ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل البيت عليهم السلام في حديث الثقلين : «فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (2)؟!

وكيف بنساء النبي لا يعرفن حديث رسول الله وحكم ميراثه ، فيرسلن إلى عثمان مطالبات بإرثهن - حينما منعهن عن بعضه -؟! 1.

ص: 139


1- شرح نهج البلاغة 16 / 213 - 214.
2- المعجم الكبير - للطبراني - 5 / 167 ذ ح 4971.

وكيف تختلف مواقف الحكام في ميراث رسول الله ، فأحدهم يعطي ، والآخر يمنع ، لو صح وثبت عندهم حديث : «نحن معاشر الأنبياء ...»؟!

ألا يعني موقف عمر بن عبد العزيز ، والمأمون ، والمعتصم ، والواثق ، وغيرهم من الذين ردوا فدكا ، أنهم كانوا من الذين لا يرون صحة حديث أبي بكر؟!

ولو صح ما قاله أبو بكر عن الأنبياء ، لاشتهر بين الأمم الأخرى والأديان السماوية ، ولعرفه أتباع الأنبياء؟! مع العلم بأن فدكا مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، بل استسلم أهلها خوفا ورعبا ، فهي للنبي خاصة خالصة باتفاق علماء الفريقين ، لقوله تعالى : (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير) (1).

إن إعطاء ريع فدك أو غيره للمسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعني أنها كانت لهم ، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أنفق ما يملكه في سبيل الدعوة الإسلامية ، وهذا يجتمع مع قولنا : إنه صلى الله عليه وآله وسلم ملكها للزهراء عليها السلام في حياته ، إذ يمكن اجتماع كلا الأمرين معا ، فمن جهة تكون الأرض ملكا للزهراء البتول عليها السلام ، ومن جهة أخرى يصح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التصرف فيها وإنفاق ريعها في سبيل الدعوة للدين ، لأنه الوالد ، و «الولد وما يملك لأبيه» ناهيك عن ولايته كنبي على كل مسلم ومسلمة.

ثم إن أبا بكر أراد أن لا يكون وحيدا في نقله لهذا الحديث ، فقال 6.

ص: 140


1- سورة الحشر 59 : 6.

في جواب الزهراء عليها السلام : «لم أتفرد به وحدي» (1) ، وقد روت عائشة وحفصة وأوس بن الحدثان أنهم سمعوا ذلك (2) ، وأضاف صاحب المغني اسم عمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف (3).

وجاء في الاختصاص أن أبا بكر قال : «فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله وهو يقول : إن النبي لا يورث.

فقالت [فاطمة] : هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام ، ثم قالت : فإن فدك إنما هي صدقة تصدق بها علي رسول الله ، ولي بذلك بينة.

فقال لها : هلمي ببينتك.

قال : فجاءت بأم أيمن وعلي ...» (4).

ونقل ابن أبي الحديد عن النقيب أبي جعفر يحيى بن محمد البصري قوله : إن عليا وفاطمة والعباس ما زالوا على كلمة واحدة يكذبون «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ، ويقولون : إنها مختلقة ، قالوا : كيف كان النبي يعرف هذا الحكم غيرنا ويكتمه عنا؟! ونحن الورثة ، ونحن أولى الناس بأن يؤدى هذا الحكم إليه (5). 0.

ص: 141


1- الاحتجاج 1 / 97 - 108 (وطبعة النجف 1 / 131 - 145) وعنه في بحار الأنوار 29 / 231.
2- أنظر : قرب الإسناد : 47 - 48 الطبعة القديمة ، وتفسير علي بن إبراهيم 2 / 155 - 159.
3- المغني - الجزء المتم العشرين - ق 1 / 328 ، وانظر : بحار الأنوار 29 / 358 ، وفي صفحة 366 وما بعدها جواب صاحب المغني .. فمن أراد فليراجع.
4- الاختصاص : 183 - 185.
5- شرح نهج البلاغة 16 / 280.

وأما الأمر الثالث :

هو تقريرها تركهم كتاب الله ، فهو ظاهر في كلام الزهراء عليها السلام ، لأن كلمة «ورث» التي وردت في عدة آيات دالة على المال لغة وعرفا ، إن لم تقيد بقيد خارجي ، لكنهم صرفوا الإرث إلى وراثة الحكمة والنبوة دون الأموال في مسألة إرث الرسول وقضية الزهراء ، تقديما للمجاز على الحقيقة بلا قرينة صارفة! لأن جملة (وإني خفت الموالي) (1) يعني به وراثة المال لا العلم والحكمة ، لكون الأخيرين لا يأتيان بالوراثة ، فهما عطاء من الله ، يمن به أو يمنع ، وإن زكريا كان يخاف من الموالي - وهم بنو العمومة ومن يحذو حذوهم - فقوله : (وليا) يعني ولدا يكون أولى بميراثي.

وعليه : فحمل الآية على العلم والنبوة خلاف الظاهر ، لأن النبوة والعلم لا يورثان ، بل النبوة تابعة للمصلحة العامة ومقدرة لأهلها من الأزل عند بارئها .. (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (2) ، فلا مدخل للنسب فيها ، كما أنه لا أثر للدعاء والمسألة في اختيار الله أحدا من عباده نبيا.

على أن زكريا إنما سأل الله وليا من ولده يحجب مواليه - كما هو صريح الآية - من بني عمه وعصبته من الميراث ، وذلك لا يليق إلا بالمال ، ولا معنى لحجب الموالي عن النبوة والعلم.

ثم إن اشتراطه في وليه الوارث كونه رضيا بقوله : (واجعله رب 4.

ص: 142


1- سورة مريم 19 : 5.
2- سورة الأنعام 6 : 124.

رضيا) (1) لا يليق بالنبوة ، إذ العصمة والقداسة في النفسيات من الملكات ، ولا تفارق الأنبياء ، فلا محصل عندئذ لمسألته ذلك ، وحاشا الأنبياء عن طلب ما لا محصل فيه.

نعم ، يتم هذا في المال ومن يرثه ، فإن وارثه قد يكون رضيا وقد يكون غيره ، ولذلك قال الرازي في تفسيره : إن المراد بالميراث في الموضعين هو وراثة المال ، وهذا قول ابن عباس والحسن والضحاك (2) ..

وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : ورث سليمان عن أبيه ألف فرس (3) ..

وقال البغوي في معالم التنزيل في تفسير الآية في سورة مريم : قال الحسن : معناه يرث مالي (4) ..

وقال النيسابوري في تفسير الآية : عن الحسن : أنه المال (5).

ونحن لو تأملنا في استدلال الإمام علي والزهراء عليهما السلام والعباس ، لرأيناهم يستدلون بالقرآن على خطئه وسقم دعواه ، وذلك لأنهم أرادوا إلزامه بما ألزم به نفسه حينما نهى الناس عن التحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلا : «بيننا وبينكم كتاب الله» ، أي إنهم استدلوا بعمومات القرآن في الإرث والوصية على خطئه ، فرجع هو إلى ما نهاهم عنه من الحديث عن رسول الله!! أي إنه استدل بما نهى عنه ضرورة ومصلحة!! 3.

ص: 143


1- سورة مريم 19 : 6.
2- التفسير الكبير 21 / 184.
3- ربيع الأبرار 5 / 392 الباب 92.
4- معالم التنزيل 3 / 158.
5- تفسير النيشابوري - المطبوع مع تفسير الطبري - 19 / 93.

وأما الأمر الرابع :

فلا يمكن لأحد أن ينكر مكانة علي والزهراء عليهما السلام العلمية ، ولو تأملت في احتجاجاتهما لرأيت الحق معهما لا محالة ، فمثلا نراهما يستدلان على أبي بكر - مضافا إلى ما سبق - بقاعدة اليد ، وإن على المدعي [وهو أبو بكر] البينة ، وعلى المنكر اليمين ، وقد مر عليك حجة الإمام علي عليه السلام بقوله : «أخبرني لو كان في يد المسلمين شئ فادعيت أنا فيه ، من كنت تسأل البينة؟!

قال : إياك كنت أسأل.

قال : فإذا كان في يدي شئ ، فادعى فيه المسلمون ، تسألني فيه البينة؟! فسكت أبو بكر ...» (1).

وفي حديث آخر توجد زيادة : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوه شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟! فسكت أبو بكر.

فقال عمر : يا علي! دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فئ للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيه.

فقال علي : يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟!

قال : نعم.

قال : أخبرني عن قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فينا نزلت أو في غيرنا؟! 1.

ص: 144


1- علل الشرائع : 190 - 192 ح 1.

قال : بل فيكم.

قال : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ، ما كنت صانعا بها؟!

قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر نساء العالمين!!

قال : كنت إذا عند الله من الكافرين.

قال : ولم؟!

قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله ورسوله أن جعل لها فدك وقبضته في حياته صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وزعمت أنه فيئ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : «البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه» فرددت قول رسول الله : «البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه» (1).

ونحو هذا استدلال الزهراء عليها السلام على أبي بكر (2) ، وقول الأنصار لها : يا بنت رسول الله! قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به (3) .. وفي آخر : لو سمعنا حجتكم ما عدلنا عنكم.

وجاء في كلام الإمام علي عليه السلام قوله : «فوالله يا معشر المهاجرين!

لنحن أحق الناس به ، لأنا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ، ما كان فينا إلا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، 5.

ص: 145


1- الاحتجاج 1 / 90 - 95 (طبعة النجف 1 / 119 - 127).
2- أنظر : كتاب سليم بن قيس : 135 - 137.
3- الإمامة والسياسة 1 / 175.

المضطلع بأمر الرعية ، الدافع عنهم الأمور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا» (1).

وهل يعقل أن تطلب فاطمة عليها السلام - وهي سيدة نساء أهل الجنة ، مع طهارتها وعصمتها - شيئا ليس لها؟!

وهل تريد ظلم جميع المسلمين بأخذها أموالهم؟!

وهل يجوز لعلي أن يشهد لفاطمة بغير حق؟! أو يمكن تصور مخالفته للحق ورسول الله يقول : «علي مع الحق والحق مع علي» ويقول : «اللهم أدر الحق معه حيث دار».

وهل يجوز القول عن أم أيمن - المشهود لها بالجنة - أنها قد شهدت زورا؟!

نعم ، إنا لا يمكننا أن نزكي أبا بكر والزهراء معا! إذ لو صدقنا أبا بكر في دعواه لصح ما تساءلناه عن الزهراء ، وإن كان أبو بكر كاذبا فالزهراء صادقة لا محالة ..

وهكذا الحال بالنسبة إلى أحاديث «من خرج على ..» أو «خالف ..» أو «لم يعرف» إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ، أو «من خرج من طاعة السلطان شبرا مات ميتة جاهلية» فنحن لو قبلنا هذه النصوص معتبرين أبا بكر هو إمام زمانه ، للزم أن تكون الزهراء - سيدة النساء ، المطهرة بنص القرآن - قد ماتت ميتة جاهلية!!!

وأما لو شككنا في كونه إمام ذلك العصر ، لتخلف بعض الصحابة عنه 9.

ص: 146


1- شرح نهج البلاغة 6 / 12 ، الإمامة والسياسة 1 / 29.

- كعلي والعباس وبني هاشم والزبير والمقداد وسعد بن عبادة

وغيرهم - لجاز خروج الزهراء عليه واعتقادها بانحرافه وضلالته ، ولا يمكن تصحيح الموقفين معا.

وإذا لم يقبل أبو بكر شهادة علي بن أبي طالب عليه السلام لكونه المنتفع ، فكيف قبل رسول الله شهادة خزيمة بن ثابت وعد شهادته شهادتين ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المنتفع؟!

ولو صح ما استدلوا به من أن الشهادة لم تكمل في قضية فدك - مقتصرين على شهادة الإمام علي عليه السلام وأم أيمن - فماذا نفعل بما جاء عن سيرة الحكام وحكمهم بالشاهد الواحد مع اليمين ..

ففي كتاب الشهادات من كنز العمال : إن رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقضون بشهادة الواحد مع اليمين (1).

وروى البيهقي عن علي : أن أبا بكر وعمر وعثمان يقضون باليمين مع الشاهد (2).

كانت هذه نظرة عابرة ونماذج متفرقة عن اختلاف المفاهيم والأصول عند الطرفين ، وكيفية تشريع المواقف وصيرورتها أصولا تضاهي القرآن الحكيم والسنة المطهرة في العصور اللاحقة ، وقد أعطتك - وخصوصا النقطة ما قبل الأخيرة - صورة عن تلاعب الحاكمين بالقوانين المالية الإسلامية ك :

أ - سهم المؤلفة قلوبهم.

ب - تمليك الحجرات لزوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دون بنيه! 8.

ص: 147


1- كنز العمال 3 / 4 و 6.
2- كنز العمال 3 / 178.

ج - استجازة الحاكم الدفن عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع نقله قوله : «نحن معاشر الأنبياء ...» .. وغيرها.

11 - الذهاب إلى مشروعية الرأي ومقولة : «حسبنا كتاب الله» :

ثبت عن أبي بكر أنه أفتى بالرأي في الكلالة ، مع أن الله كان قد وضح حكمها في القرآن العزيز ، لقوله تعالى : (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ...) (1).

هذا ، إضافة إلى مفردات كثيرة من هذا القبيل.

وشرح أبي بن كعب هذا في كلام له بعد خطبة لأبي بكر في يوم الجمعة أول شهر رمضان ، فقال في جملة كلامه : فهذا مثلكم أيتها الأمة المهملة - كما زعمتم - وأيم الله! ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ، لو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ، ولا تقاتلتم ، ولا برئ بعضكم من بعض ..

فوالله! إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم ، وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنكم على عترته لمختلفون.

إن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه ، فقد أبعدتم وتخارستم ، وزعمتم أن الاختلاف رحمة ، هيهات! أبى الكتاب ذلك عليكم ، يقول الله تبارك وتعالى : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (2) ، ثم أخبرنا باختلافكم ، فقال : 5.

ص: 148


1- سورة النساء 4 : 176.
2- سورة آل عمران 3 : 105.

(ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) (1) أي : للرحمة ، وهم آل محمد ...»(2).

ونحن كنا قد فصلنا هاتين المقولتين في كتابنا منع تدوين الحديث ولا نحب المعاودة إليهما ، فمن أراد المزيد فليراجع ذلك الكتاب.

فهذه النصوص أوقفتك على ملابسات بعض الأمور ، ومن هم وراء نسبة الأحاديث إلى هذا أو ذاك ، وأن إنكار حجية السنة النبوية ، والتلاعب بالنصوص ، وإدخال مفاهيم خارجة عن نطاق النصوص ، لم يكن من قبل المستشرقين ، أمثال جولد تسهير وجيم شاخت (3) فقط ، بل سبقهم إليه الرعيل الأول من الصحابة ، أمثال أبي بكر وعمر بقولهما : «بيننا وبينكم كتاب الله» و «حسبنا كتاب الله» ، ومنعهم للتحديث والتدوين ، وضربهم للصحابة عليه ، وردعهم عن السؤال!

إن النزعة الداعية إلى الأخذ بالقرآن وترك تدوين الحديث عند الشيخين ومن ماشاهما ، هي التي مهدت الطريق للشيخ محمد عبده (4)

وأحمد أمين (5) وغلام أحمد پرويز (6) وغيرهم للقول بالاكتفاء بالقرآن عن السنة.6.

ص: 149


1- سورة هود 11 : 118 و 119.
2- الاحتجاج 1 / 112 - 115 (طبعة النجف 1 / 153 - 157).
3- دراسات في الحديث النبوي - للدكتور الأعظمي - : المقدمة (م) وصفحة 6.
4- دراسات في الحديث النبوي - للدكتور الأعظمي - 1 / 27 عن أضواء على السنة المحمدية : 405 - 406.
5- فجر الإسلام ، وعنه في دراسات في الحديث النبوي 1 / 27 ، والسنة ومكانتها - للسباعي - : 213.
6- دراسات في الحديث النبوي 1 / 29 عن سنت كي آئينى حيثيت - للمودودي - : 16.

وهو المصرح به من قبل الشيخ محمد رشيد رضا في تعليقته على مقالة الدكتور توفيق صدقي في المنار ، إذ جاء في تعليقته : «... بقي في الموضوع بحث آخر هو محل للنظر ، وهو هل الأحاديث - ويسمونها بسنن الأقوال - دين وشريعة عامة ، وإن لم تكن سننا متبعة بالعمل بلا نزاع ولا خلاف لا سيما في الصدر الأول؟

إن قلنا : نعم ، فأكبر شبهة ترد علينا نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كتابة شئ عنه غير القرآن ، وعدم كتابة الصحابة للحديث ، وعدم عناية علمائهم وأئمتهم كالخلفاء بالتحديث ، بل نقل عنهم الرغبة عنه ، كما قلنا للدكتور صدقي في مذاكرته قبل أن يكتب شيئا في الموضوع» (1).

ثم علق الشيخ محمد رشيد رضا على فقرة أخرى من مقالة الدكتور صدقي بقوله : «وإذا أضفت إلى هذا ما ورد في عدم رغبة كبار الصحابة في التحديث ، بل في رغبتهم عنه ، بل في نهيهم عنه ، قوي عندك ترجيح كونهم لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث كلها دينا عاما دائما كالقرآن» (2).

أجل ، إن تفكيرا كهذا قد وصل في الهند إلى أن يستغل من قبل الأجنبي - حسب تعبير الدكتور مصطفى الأعظمي في الدراسات 1 / 28 - لترسيخ بعض المفاهيم الجديدة على ضوء الموروث القديم.

فقد أسس غلام أحمد پرويز جمعية باسم : «أهل القرآن» ، وأصدر مجلة شهرية عنها ، وفسر بعض الكتب بهذا الصدد.

ف- «أهل القرآن» تركوا المتواتر العملي في الإسلام كالصلاة والزكاة والحج ، وما شاكلها ، وقالوا : «لم يبين لنا القرآن الأمور الجزئية إلا قليلا ، 1.

ص: 150


1- دراسات في الحديث النبوي 1 / 26 - 27 ، عن مجلة المنار م 9 / 929 - 930.
2- دراسات في الحديث النبوي 1 / 27 عن مجلة المنار م 10 / 511.

وقد تطرق في أغلب الأحيان للكليات ، فمثلا : أمر الله سبحانه

وتعالى بإقامة الصلاة ، ولم يبين لنا مقدارها ، فإن كان الله سبحانه وتعالى يريد أن تصلي كما يصلون لذكره في آية واحدة ، مثلا : صلوا الظهر والعصر والعشاء أربعا والفجر ركعتين والمغرب ثلاثا.

ولا يمكن القول بأن مثل هذا التفصيل يزيد في حجم القرآن ، لأن القرآن الكريم كرر الأمر بإقامة الصلاة مرة أو مرتين ، ثم تذكر التفصيلات لإقامة الصلاة بدلا عن التكرار ، وكذلك الزكاة ، وهلم جرا» (1).

وقالوا : «والخطأ الأساسي الذي وقع فيه المسلمون من بعد الخلافة الراشدة حتى الآن أنهم لم يفهموا الإسلام وروحه ، إذ الإسلام نظام اجتماعي مبني على الشورى ، فالقرآن يأمرنا بالأمور الكلية ويترك تفصيلها لمجلس الشورى للمسلمين الذي يقرر طريقة الصلاة ونسبة الزكاة حسب الزمان والمكان.

وهذا ما فهمه أبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون (2) ، فكانوا يستشيرون الصحابة ، وحيث شعروا بالحاجة إلى الإضافة أضافوها ، وإن لم يجدوا ضرورة للتغيير أبقوها.

ولو كانت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئا دائما لأعطانا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شيئا مكتوبا جاهزا ، وليس معنى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) أطيعوا سنة الرسول بعد وفاته ، لأن سنته لا تحمل في طياتها عنصر الديمومة والبقاء ، ئ.

ص: 151


1- دراسات في الحديث النبوي 1 / 33 عن مقام حديث : 65 - 66 والمنار م 9 / 517.
2- ثبت ذلك عن الثلاثة ، أما الإمام علي عليه السلام فكان أصلب الناس في معارضة هذا الفهم الخاطئ.

بل معنى (أطيعوا الرسول) : أطيعوا النظام الذي أرشد إليه القرآن والذي كان يمثله الرسول في حياته ، والذي يعني إقامة الخلافة على منهاج النبوة.

وبما أن هذا النظام قد استمر إلى عهد الخلفاء الراشدين ، ثم بعد مجئ الأمويين على مسرح السياسة اختلف الوضع ، وأصبح هناك حد فاصل بين الدين والسياسة ، ولم يفهم الناس معنى طاعة الرسول ، فاتجهوا إلى الأحاديث ، لأن الأحكام في القرآن قليلة ، وضرورات الحياة أكثر فأكثر ، وكان من واجبات الخلافة على منهاج النبوة أن تسد ضرورات المجتمع في القضايا المتجددة ، لكن عدم وجود الدولة بهذا المفهوم دفع الناس إلى الأخذ بالحديث ، وعند عدم كفاية المجموعة الحديثية ازداد الوضع أكثر فأكثر» (1).

وبهذا فقد عرفنا السير الطبيعي لمقولة : «بيننا وبينكم كتاب الله» و «حسبنا كتاب الله» و «لا تحدثوا عن رسول الله شيئا»! والأفكار المطروحة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما جرته من مضاعفات خطيرة على السنة الشريفة ، وعلى الباحث استكشاف حقائق أكثر في هذا السياق ، خصوصا عندما يقف عند النصوص وقفة تدبر وتفكر!

للبحث صلة ... 0.

ص: 152


1- دراسات في الحديث النبوي 1 / 33 - 34 عن مقام حديث : 68 - 70.

دور الشيخ الطوسي قدس سره في علوم الشريعة الإسلامية (6)

السيد ثامر هاشم العميدي

دوره في الحديث الشريف وعلومه

ضرب الشيخ الطوسي قدس سره أمثلة كثيرة في كتابيه التهذيب والاستبصار على تحري الصحيح من الأخبار وترك ما سواه بقدر الإمكان ، وقد اتضح هذا من خلال بيانه لوجوه فساد الخبر التي لا يمكن معها الاحتجاج به في دين الله عزوجل ، وذلك كلما وجد الفرصة سانحة لهذا البيان وهو يسطر بقلمه الشريف أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في أبواب كتابه الخالد تهذيب الأحكام.

وقد بينا سابقا الجزء الأعظم من وجوه فساد الخبر بنظر الشيخ الطوسي قدس سره ، وبرهنا على سلامة موقفه العلمي النزيه الواضح من الأحاديث الضعيفة ، والموضوعة ، والموقوفة ، والمضمرة ، والمضطربة ، والغريبة ، والمرسلة ، والمنقطعة ، والشاذة ، ومع أخبار رواة الفرق البائدة والمذاهب المنحرفة.

ص: 153

ولأجل اكتمال صورة تلك الوجوه التي تعرض لها الشيخ الطوسي في كتبه لا سيما التهذيب والاستبصار ، سنذكر ما تبقى منها ، مبتدئين بأهمها على الإطلاق نظرا لما تحمله من تساؤلات ، بل وإثارات من هنا وهناك ، ونظرا لأهميتها سنقف معها في تعريفها وحقيقتها وتاريخها وموقف الشيخ الطوسي منها ، وهي :

عاشرا : أخبار الغلاة والمتهمين بالغلو :

الغلو في اللغة مصدر الفعل غلا يغلو ، ومعناه - كما يقول الراغب - : تجاوز الحد (1).

وفي لسان العرب : «وغلا في الدين والأمر ، يغلو غلوا : جاوز حده» ونقل عن تهذيب اللغة قول بعضهم : «غلوت في الأمر .. إذا جاوزت فيه الحد وأفرطت» (2).

وفي المصباح : «وغلا في الدين غلوا - من باب قعد - تصلب وشدد حتى جاوز الحد» (3).

كما عرفه الشيخ المفيد لغة بقوله : «الغلو في اللغة هو التجاوز عن الحد والخروج عن القصد ، قال الله تعالى : (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) (4) .. فنهى عن تجاوز الحد في المسيح عليه السلام ، وحذر عن الخروج عن القصد في القول ، وجعل ما ادعته 1.

ص: 154


1- المفردات - للراغب الأصبهاني - : 613 مادة «غلا».
2- لسان العرب - لابن منظور - 10 / 112 - 113 مادة «غلا».
3- المصباح المنير - للفيومي - 2 / 452 مادة «غلا».
4- سورة النساء 4 : 171.

النصارى فيه غلوا لتعديه الحد» (1).

وقال الطبرسي في تفسير الآية المتقدمة : «أصل الغلو مجاوزة الحد ، يقال : غلا في الدين يغلو غلوا ، أو غلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب وتجاوزت لداتها ، تغلو غلوا وغلاء. قال الحرث بن خالد المخزومي :

حمصانة قلق موشحها

رؤد الشباب غلا بها عظم» (2)

ويعلم مما تقدم سعة معنى الغلو في اللغة ، وأنه لا حصر له بتجاوز الحد في رفع المخلوق إلى مرتبة الخالق ، ولهذا قال العلامة الطباطبائي في معرض تفسير الآية الشريفة : «ظاهر الخطاب بقرينة ما يذكر فيه من أمر المسيح عليه السلام أنه خطاب للنصارى ، وإنما خوطبوا بأهل الكتاب - وهو وصف مشترك - إشعارا بأن تسميهم بأهل الكتاب يقتضي أن لا يتجاوزوا حدود ما أنزله الله وبينه في كتبه ، ومما بينه أن لا يقولوا عليه إلا الحق» (3).

وأما في الاصطلاح فلم أجد للغلو تعريفا يجمع أشتات هذا المعنى ، وكل ما ذكر لا يعدو أكثر من الاعتقاد بتأليه المخلوق ورفعه فوق ما هو عليه ، وهو ليس بذاك لا سيما وإن في المأثور عن أهل البيت عليهم السلام وكذلك في أقوال بعض علماء العامة ما يؤكد سعة المعنى الاصطلاحي للغلو كما سيوافيك.

وعليه يمكن القول بأن الغلو هو ظاهرة أو موقف معين مبالغ فيه بلا دليل ، وقد يكون بحق فرد أو مجموعة ، أو قضايا أو أفكار أو مبادئ معينة. 9.

ص: 155


1- تصحيح الاعتقاد - للشيخ المفيد - : 238.
2- مجمع البيان - للطبرسي - 3 / 181.
3- الميزان - للطباطبائي - 5 / 149.

وقد نجد لهذا الكلام ما يؤيده ، فقد ذكر ابن حزم أن من طوائف الغلاة : الخوارج الذين غلو فقالوا : إن الصلاة ركعة واحدة بالغداة وركعة بالعشي فقط ، وكذلك عد من الغلاة من قال بنكاح المحارم ، أو من قال : إن سورة يوسف ليس من القرآن الكريم وكذلك من ذهب من طوائف المعتزلة إلى القول بتناسخ الأرواح ، أو من حكم بحلية شحم الخنزير ودماغه ، أو من قال : بأن من عرف الله حق معرفته سقطت عنه الأعمال والشرائع (1).

وقال الشهرستاني في الملل والنحل : «والغلاة هم الذين غلو في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخلقية وحكموا فيهم بأحكام الإلهية ، فربما شبهوا واحدا من الأئمة بالآلهة ، وربما شبهوا الإله بالخلق» (2).

فانظر كيف عد تشبيه الخالق سبحانه بالمخلوق من الغلو ، ولم يحصره بتأليه المخلوق ، وعلى هذا فالغلاة لا حصر لهم بفئة أو طائفة معينة كما يحب إشاعته من لم يع حقيقة الغلو ولم يفهم معناه ، وإنما هم في الواقع - كما يقول الشيخ المفيد - : «قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم» (3).

ومن جملة ما تقدم يعلم بأن للغلو مصاديق جمة في الفكر والعقيدة ، ولا زال معظمها قائما إلى اليوم ، فالجبر ، والتشبيه والتجسيم ، والرؤية والحلول والنزول والاستواء كلها من الغلو ، لأنها من الاعتقادات التي تجاوزت الحد وخرجت عن القصد ، ونظيرها القول بعدالة الصحابة ، بل 0.

ص: 156


1- الفصل في الملل والأهواء والنحل - لابن حزم الأندلسي - 2 / 246.
2- الملل والنحل - للشهرستاني - 1 / 288.
3- تصحيح الاعتقاد - للمفيد - : 240.

لعل جملة من الصحابة يمكن تصنيفهم في دائرة الغلاة ، نظير من كان يحك المعوذتين من مصحفه ولا يرى أنهما من القرآن ، ونظير من زعم خلو المصحف من سورتي الحقد والخلع ، أو آية الشيخ والشيخة ، ونحو هذا مما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا به عن القصد ..

ومما يقطع بهذا ما جاء على لسان الإمام الرضا عليه السلام بأن المشبهة والمجبرة إنما هم من الغلاة ، فقد أخرج الصدوق في التوحيد بسنده عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام : قال : «قلت له : يا بن رسول الله! الناس ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة عليهم السلام؟

فقال عليه السلام : يا بن خالد! ... إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا وإنما روي عليهم ..

ثم قال عليه السلام : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة ، يا بن خالد! إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله فمن أحبهم فقد أبغضنا ومن أبغضهم فقد أحبنا ، ومن والاهم فقد عادانا ومن عاداهم فقد والانا ، ومن وصلهم فقد قطعنا ومن قطعهم فقد وصلنا ، ومن جفاهم فقد برنا ومن برهم فقد جفانا ، ومن أكرمهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا ، ومن قبلهم فقد ردنا ومن ردهم فقد قبلنا ، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ومن كذبهم فقد صدقنا ، ومن أعطاهم فقد حرمنا ومن حرمهم فقد أعطانا. يا بن خالد! من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا» (1). ض.

ص: 157


1- التوحيد : 363 - 364 ح 12 باب نفي الجبر والتفويض.

وهذا المقدار الذي ذكرناه بشأن الغلو لا بد منه ، لكي يعلم - ونحن نبين موقف الشيخ الطوسي من أخبار الغلاة أو المتهمين بالغلو - أن نسبة الغلو إلى التشيع مع انقراض جميع فرق الغلاة المحسوبة على التشيع ظلما ، إنما هي نسبة لا تمت إلى الواقع بصلة نظرا لما في تراث التشيع الزاخر بتكفير الغلاة والبراءة منهم ولعنهم على رؤوس الأشهاد ، هذا في الوقت الذي نرى فيه احتلال رموز المجبرة والمشبهة وأمثالهم قمة الإطراء والتبجيل!!

وجدير بالذكر أن نسبة الغلو إلى جملة من رواة الشيعة لم تثبت ، لعدم وجود ما يدل - ولو بالدلالة الهامشية - على اعتقادهم بما لا يجوز في حق الأئمة عليهم السلام ، لوجود المخرج الصحيح لروياتهم ..

أما من أين جاءت إليهم تلك النسبة؟! فهذا يعود - كما نرى - إلى الظروف السياسية التي عاشها بعض رموز التشيع وقادتهم ممن كانت لهم الكلمة النافذة والجاه العريض ، كأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، الذي حاول أن يمنع رواية بعض فضائل أهل البيت عليهم السلام التي لا يستسيغ سماعها علماء العامة ، وكذلك من لم يع قدر أهل البيت عليهم السلام من الشيعة أنفسهم ، وهم من عرفوا بالمقصرين ، مع الإذن برواية ما عداها ، وذلك لضمان وحدة الموقف أولا ، وعدم نفور الطرف الآخر ثانيا ، والتمهيد بهذا إلى الدخول في معتركه الفكري والثقافي بغية إظهار التشيع بصورة تحتملها النفوس التي دأبت على إقصاء تراث أهل البيت عليهم السلام وتربت على عداء شيعتهم وتكذيبهم في كل أو جل ما يروونه. ونتيجة لهذا فقد اضطر الأشعري إلى ممارسة منهجه وتطبيقه بالقوة كما فعل مع البرقي وغيره! ولم يلبث الأمر هكذا حتى ظهر اتجاه عام ومنهج متشدد في التعامل

ص: 158

مع رواة ذلك النوع من الفضائل ، واعتمده جملة من العلماء البارزين من أمثال ابن الوليد ، وتلميذه الشيخ الصدوق ..

وقد أدى ذلك إلى بروز ظاهرة التضعيف بنسبة الغلو إلى جملة من الرواة ، كما نشاهده في نسبة الغلو على لسان (بعض أصحابنا) في تراجم بعض الرواة في رجال النجاشي وفهرست الشيخ مع إنهما لم يتبنيا تلك النسبة ، بل وصرحا في بعض التراجم بخلافها ، ولو لم يكن منشأ نسبة الغلو تلك هو التحديث بذلك النوع من الفضائل لما توقف الشيخ ولا النجاشي في ذلك ، ولما أظهرا أية معارضة لتلك النسبة.

نعم ، تأثر كبار فقهاء ومحدثي الشيعة الإمامية بدعوة الأشعري ومنهجه كمحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وتلميذه الشيخ الصدوق ، وتجنب بعض الفقهاء والرواة والمحدثين المعاصرين للأشعري الصدام مع مدرسته ومسايرتها بعدم رواية كل ما يرونه صحيحا ، من أمثال الفقيه الجليل والمحدث الشهير محمد بن الحسن الصفار ، الذي تجنب في بصائر الدرجات - وهو كتاب ألف في قم في أواخر أيام الأشعري رحمه الله - مطلق الرواية عن سهل بن زياد مداراة منه للجو العام حينئذ ، مع أن سهلا من مشايخ الصفار بلا خلاف ، وقد روى عنه عدة روايات في التهذيب والفقيه والتوحيد وغيرها من الكتب كما تتبعناه ، بل عد الصفار من جملة رجال عدة الكافي الذين يروي الكليني بتوسطهم عن سهل بن زياد ، والتي بلغت مواردها في الكافي أكثر من 1000 مورد ، ومع هذا فقد تحاشى الصفار الرواية عن سهل في بصائر الدرجات ، لما في موضوع كتابه من حساسية شديدة يومذاك.

ومن يدري؟! فلعله أراد بذلك درء شبهة الغلو عن نفسه وكتابه

ص: 159

بتجنبه سهلا ، لا سيما وهو يرى شيخه البرقي يخرج عنوة من قم!

والذي أراه شخصيا أن الصفار كان معتقدا بوثاقة سهل بن زياد وجازما بصدقه وعدالته ، بدليل أنه - وبعد انتقال الأشعري إلى رحمة الله - سارع للتحديث عن سهل بالروايات (الممنوعة) ليلقيها على مسامع أقطاب الحديث من تلامذته كالكليني رضوان الله تعالى عليه ، الذي يقول عنه النجاشي : «شيخ أصحابنا في وقته بالرأي ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم» (1).

وعلى أية حال فإن ما ذكرناه لا يعني القول بإنكار وجود الغلاة ولا إنكار وجود رواياتهم أيضا ، بقدر ما يعني التريث بشأن تهمة الغلو والتحقيق في منشأها وأسبابها ومصدرها ، فإن لم تثبت بحق بعضهم فلا معنى للتساؤل عن سر وجود مروياتهم في كتبنا.

وإن ثبتت بحق بعض آخر ، فكيف يعقل اعتماد الثقة الجليل على خبر الغلاة بعد انحرافهم وإيداعه في كتابه ، وهو بنفسه يرى ضرورة تكذيبهم ولعنهم والبراءة منهم اقتداء بما تواتر عن أهل البيت عليهم السلام بلعنهم ، والبراءة منهم ، وإهانتهم؟! وقد تقدم في حديث الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عليه السلام ما هو صريح بذلك ..

هذا فضلا عن إيعاز أهل البيت عليهم السلام لشيعتهم بالفتك بالغلاة وتصفيتهم جسديا مع التمكن ، وقد استطاع بعضهم ذلك فعلا ، إذ تمكن أحد أصحاب الإمام العسكري عليه السلام من الفتك بفارس بن حاتم بن ماهويه

القزويني فقتله بسامراء بعد أن اتضح غلوه ولعنه على لسان الإمام عليه السلام. 6.

ص: 160


1- رجال النجاشي : 377 رقم 1026.

وكل هذا يدل على أن روايات بعض الغلاة قد نقلت عنهم في حال استقامتهم وهذا هو ما صرح به الشيخ الطوسي قدس سره في تسجيل موقفه الصريح إزاء مروياتهم ، مؤكدا جواز العمل بما رووه في حال استقامتهم وعدمه في حال انحرافهم ، بل حتى ما رووه في حال استقامتهم لم يعمل به الشيخ مطلقا دون قيد أو شرط ، وإنما عامله معاملة الخبر الضعيف الذي لا يمكن القول بجواز العمل به مع وجود ما يشهد بصحته ، وإلا وجب التوقف إزاء ما يروونه الغلاة في الحالتين معا.

وهذا مما لا ينبغي الشك فيه ، فالشيخ بعد أن قرر أن الطائفة روت عن أولئك الغلاة كأبي الخطاب محمد بن أبي زينب ، وأحمد بن هلال ، وابن أبي العزاقر ، قبل انحرافهم وفي حال استقامتهم (1) ، لا يبقى ثمة وجه لمناقشة خبرهم على أساس صدوره بعد انحرافهم ، ولهذا قلنا بأن الشيخ كان ينظر لأخبارهم بتوجس وحيطة على الرغم من صدورها عنهم في حال سلامتهم ..

وأكثر ما يتضح هذا من الشيخ في كتابه الغيبة - مع وجود ما يدل عليه أيضا في التهذيب والاستبصار - لنكتة مناقشته لجميع ما استدل به المنحرفون في إثبات مدعياتهم وتكذيبهم (2) ، كما هو الحال في روايات أحمد بن هلال العبرتائي التي أشرنا لها في أمثلة الحديث المردود عند الشيخ في ما تقدم من الحلقة السابقة ، ولا حاجة بنا إلى إعادته.8.

ص: 161


1- أنظر : العدة في أصول الفقه - للشيخ الطوسي - 1 / 135 و 151.
2- أنظر على سبيل المثال : الغيبة - للشيخ الطوسي - : 55 ح 48.

ومما يحسن التنبيه عليه هنا هو أن الشيخ لم يقتصر على مناقشة خبر الغلاة ، وإنما ناقش روايات من ضعفوا أو اتهموا مجرد اتهام بالغلو في حال تفردهم بغض النظر عن وجود من وثقهم.

ومن الأمثلة الدالة عليه :

1 - قوله في التهذيب في باب المهور عن خبر محمد بن سنان : «فأول ما في هذا الخبر ، أنه لم يروه غير محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يختص بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل به» (1).

2 - وفي باب أنه لا يصح الظهار بيمين من أبواب الظهار : «وأما الخبر الأول فراويه أبو سعيد الآدمي ، وهو ضعيف جدا عند نقاد الأخبار ، وقد استثناه أبو جعفر بن بابويه في رجال نوادر الحكمة ...» (2).

ومن الواضح إن رد خبر محمد بن سنان وخبر سهل في باب التعارض لا يدل على رد ما روياه في غيره بدليل احتجاج الشيخ نفسه والصدوق كذلك والكليني بأخبارهما ، لوجود ما يدل على صحتها وسلامتها.

الحادي عشر : الخبر المجمع على ترك العمل بظاهره ، أو المخالف لما ثبت بالدليل :

ومن وجوه فساد الخبر عند الشيخ الطوسي قدس سره حتى وإن كان الخبر صحيحا ، هو الإجماع الحاصل على ترك العمل بظاهره ، وله أسباب كثيرة ، 8.

ص: 162


1- تهذيب الأحكام 3 / 224 ح 810 باب 138.
2- تهذيب الأحكام 3 / 261 ح 935 باب 158.

إذ قد يكون الخبر شاذا ، أو خرج مخرج التقية ونحو ذلك من

الأسباب المؤدية إلى ترك العمل بظاهره إجماعا ، وهذا يكشف بحد ذاته عن تضلع الشيخ قدس سره بفتاوى الفقهاء المتقدمين ، وبمعرفته الدقيقة بتلك الأخبار التي لم يعمل بها أحدهم أو أغلبهم بما لا يشكل خرقا واضحا لدعوى الإجماع.

ومن الوجوه الأخرى الدالة على فساد الخبر بنظر الشيخ هو مخالفته الصريحة لما دل الدليل على صحته ، ولكلا النوعين أمثلة عديدة نكتفي بذكر بعضها كالآتي :

1 - قوله في التهذيب في باب المياه وأحكامها : «فهذا الخبر شاذ شديد الشذوذ وإن تكرر في الكتب والأصول ، فإنما أصله : يونس ، عن أبي الحسن عليه السلام ، ولم يروه غيره ، وقد أجمعت العصابة على ترك العمل بظاهره ، وما يكون هذا حكمه لا يعمل به ...» (1).

وحديث يونس هذا ، هو ما أفتى بظاهره الشيخ الصدوق في الفقيه (2) ، وأصله - كما قال الشيخ - : يونس بن عبد الرحمن ، ولم يروه أحد غيره ، وقد أخرجه الكليني عنه ، عن أبي الحسن عليه السلام في باب النوادر من كتاب الطهارة ، قال : «قلت له : الرجل يغتسل بماء الورد ويتوضأ به للصلاة؟ قال : لا بأس بذلك» (3).

ويحتمل أن يكون لفظ : «منه» في فتوى الصدوق على أثر حديث الماء الذي قدره قلتين بقوله : «ولا بأس بالوضوء منه ، والغسل من ف.

ص: 163


1- تهذيب الأحكام 1 / 219 ح 627 باب 10 ، والاستبصار 1 / 14 ح 27 باب 5.
2- الفقيه 1 / 6 ح 3 باب 1.
3- فروع الكافي 3 / 73 ح 12 ، وعنه في الوسائل 1 / 204 ح 1 باب 3 من أبواب الماء المضاف.

الجنابة ، والاستياك بماء الورد» زائدا ، ولعله من النساخ ، ويدل عليه خلو الحديث من اللفظ المذكور ، مع خلو بعض نسخ الفقيه منه أيضا كما في روضة المتقين (1).

ولهذا اللفظ (منه) أهميته القصوى في المقام ، إذ على تقدير وجوده سيكون الضمير فيه راجعا إلى الماء المطلق ، ولا إشكال في استخدامه لرفع الحدث ، إذ ستكون جملة : «والاستياك ...» قائمة برأسها لمحل الاستئناف.

وعلى تقدير عدم وجوده ، سيكون المعنى هو جواز رفع الحدث بالماء المضاف وهو على خلاف المذهب.

والظاهر ، عدم وجود اللفظ المذكور في أصل الفقيه ، لأن نفي البأس عن الوضوء بالماء المطلق الذي لم ينجسه شئ هو من تحصيل الحاصل ، على أن الوضوء يكون (بالماء) لا (منه).

ثم إن هذه الرواية رواها سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس.

وعلى هذا تكون ضعيفة على مبنى الصدوق بسهل بن زياد أولا ، وبرواية محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ثانيا ، لاستثناء ابن الوليد لكلا الموردين من نوادر الحكمة ، ووافقه الصدوق على ذلك ، وقد شهد بهذا ابن نوح كما في رجال النجاشي (2).

ويمكن الاستدلال بهذا ونظائره على عدم متابعة الصدوق لشيخه في جميع الأحوال. ي.

ص: 164


1- روضة المتقين - للمجلسي الأول - 1 / 41.
2- رجال النجاشي : 348 رقم 939 في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري.

2 - وفي الباب الأول من أبواب الطلاق في الاستبصار رد الشيخ بقوة على ما رواه عبد الله بن بكير الثقة الفطحي ، وحاكم أقواله السابقة بخصوص ما ورد في موضوع روايته ، وحكم بردها لمخالفتها لما ثبتت صحته (1).

3 - وفي أبواب زيادات الميراث من التهذيب : «هذا الخبر ضعيف الإسناد ، مخالف للمذهب الصحيح» (2).

4 - وفيه أيضا : «هذا الخبر غير معول عليه» مؤكدا ورود جميع الأخبار بخلافه (3).

5 - وفيه أيضا ، قال عن خبر أبي العباس البقباق : «قال علي بن الحسن : هذا خلاف ما عليه أصحابنا» (4).

6 - وفي باب الحر إذا مات وترك وارثا مملوكا : «فإن هذا الخبر غير معمول عليه - إلى أن قال - فالخبر متروك من كل وجه» (5).

7 - وفي الاستبصار ، في باب أنه لا يجوز إقامة الشهادة إلا بعد الذكر : «فهذا الخبر ضعيف مخالف للأصول» (6).

وأما عن الأخبار التي خرجت مخرج التقية وردها الشيخ صراحة ، في 6.

ص: 165


1- الاستبصار 3 / 279 - 280 ح 982 باب 164 ، وانظر : الاستبصار 3 / 271 - 272 ح 963 وح 964 من الباب المذكور لتتأكد من دقة الشيخ وقوة استنتاجه في كلامه عن رواية ابن بكير.
2- تهذيب الأحكام 9 / 393 ح 1402 باب 46.
3- تهذيب الأحكام 9 / 395 / ح 1408 باب 46.
4- تهذيب الأحكام 9 / 397 ح 1418 باب 46 ، ونقل عن علي بن الحسن في حديث آخر في الاستبصار 4 / 194 ح 622 باب 97 نظير هذا القول أيضا.
5- تهذيب الأحكام 9 / 335 ح 1204 باب 32.
6- الاستبصار 3 / 22 ح 68 باب 16.

التهذيب والاستبصار ، فقد تقدمت الإشارة إليها في الفصل الثاني من فصول دور الشيخ الطوسي قدس سره في الحديث الشريف ولا حاجة إلى إعادته (1).

الثاني عشر : الأحاديث المعللة :

الحديث المعلل : هو ما فيه من أسباب خفية غامضة قادحة في نفس الأمر ، مع أن ظاهره السلامة منها ، بل الصحة (2).

وعلل الحديث أنواع كثيرة منها ما يقع في الأسناد ، كالإرسال والوقف ، أو إدخال حديث في حديث ، ونحو ذلك من الأسباب القادحة ، كما قد تقع في المتن أيضا ، كركاكة بعض ألفاظه ، وتراكيبه ، أو بعده عن الواقع وعدم استقامته ، أو مخالفته لقواعد اللغة ، أو لدليل قاطع ، كما لو تضمن - مثلا - ما هو مخالف لدليل قاطع ، كعصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وقد تطلق العلة على غير مقتضاها ككذب الراوي ، أو خطئه ، أو توهمه ، أو سوء حفظه ، أو غفلته بإتيان لفظ الحديث على غير وجهه المعروف ، وقد يكون لنقل الحديث بالمعنى من لدن غير العارف بدلالات الألفاظ الأثر الكبير في رد الحديث ولهذا نبه أهل الفن على جملة من الطرق التي يمكن أن يدرك من خلالها الحديث المعلل كالنظر في اختلاف رواته ، وضبطهم وإتقانهم ومدى ما في الحديث من موافقة لغيره أو مخالفة لما هو أصح منه ، ونحو ذلك من القرائن التي تنبه على وهم في الحديث.

وقد اتفقت كلمة أهل الدراية من الفريقين على أن هذا النوع يعد من أجل أنواع الحديث ، وأنه لا يتمكن منه إلا الحذاق من أهل الحفظ والخبرة 1.

ص: 166


1- أنظر : الحلقة الثالثة من هذا البحث في «تراثنا» ، العددان (55 - 56) ص 152.
2- الرعاية - للشهيد الثاني - : 141.

والفهم الثاقب والإحاطة الكافية بعلوم الحديث رواية ودراية (1).

ومن الجدير بالإشارة هنا ، أنه ليس كل علة في الحديث تعد قادحة فيه ، إذ عادة ما تكون العلة طفيفة يمكن إزاحتها بالدليل ، بخلاف بعض العلل التي لا يتسنى فيها ذلك ، وأغلب ما وقع في التهذيبين هو من الصنف الأول ، وقليل من الثاني.

ومن أمثلة الحديث المعلل الذي نبه عليه الشيخ قدس سره ، سواء كانت العلة في الإسناد أو المتن ، أو كانت جارية على مقتضاها أو على غيره ، ما يأتي :

1 - قوله في التهذيب في باب الحد في الفرية والسب والتعريض : «هذا الخبر ضعيف ، مخالف لما قدمناه من الأخبار الصحيحة ، ولظاهر القرآن ، فلا ينبغي أن يعمل عليه ، على أن فيه ما يضعفه ، وهو : إن أمير المؤمنين عليه السلام أمر الخصم أن يسب خصمه كما سبه!! ولا يجوز منه عليه السلام أن يأمر بذلك ، بل الذي إليه أن يأخذ له بحقه من خصمه ، بأن يقيم عليه الحد إن كان ممن وجب عليه ، أو يعزره إن لم يكن ...» (2).

2 - وفي الاستبصار ، في باب جواز أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام : أورد خبرا عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن سدير ، عن 1.

ص: 167


1- الرعاية : 141 ، وصول الأخيار - لوالد الشيخ البهائي - : 111 ، مقباس الهداية - للمامقاني - 1 / 366 ، نهاية الدراية - للسيد حسن الصدر - : 293 - 294. وانظر : التقريب في علوم الحديث - للنووي - : 17 - 18 النوع (18) ، والمختصر في علم الأثر - للكافيجي - : 134 ، ورسالة في أصول الحديث - للجرجاني - : 88 ، والنكت على نزهة النظر - للأثري - : 123 ح 29 ، وغيرها.
2- التهذيب 10 / 88 ح 342 باب 6 ، الاستبصار 4 / 231 ح 867 باب المملوك يقذف حرا / 131.

أبي جعفر عليه السلام ، وعن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام ما هو صريح

بعنوان الباب (1) ، ثم أورد عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن تحبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام» .. وهنا علق الشيخ على هذا الخبر مبينا علة متنه التي لم تقدح في الحديث ، بأن محمد بن مسلم لا يمتنع أن يكون قد شارك أبا الصباح في رواية الخبر ، ولكنه أورد جزءه سهوا ولم يتم روايته ، بدليل وجود هذا الجزء في رواية أبي الصباح ثم جاء الإذن بعده (2).

3 - وفيه ، في باب السكنى والعمري ... : عن خالد بن نافع البجلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «سألته عن رجل جعل لرجل سكنى دار له يعني صاحب الدار ، فمات الذي جعل السكنى وبقي الذي جعل له السكنى ، أرأيت إن أراد الورثة أن يخرجوه من الدار لهم ذلك؟» .. الخبر.

وهنا بين الشيخ علة الخبر لانحصار في وهم الراوي فقال : «فما تضمن صدر هذا الخبر من قوله : (يعني صاحب الدار) فهو من كلام الراوي وقد غلط في التأويل ووهم ، لأن الأحكام التي ذكرها بعد ذلك إنما تصح إذا كان قد جعل السكنى مدة حياة من أسكنه فحينئذ تقوم وينظر باعتبار الثلث وزيادته ونقصانه ، ولو كان الأمر على ما ذكره الراوي المتأول للحديث من أنه كان جعله مدة حياة صاحب الدار لكان حين مات بطلت السكنى ولم يحتج معه إلى تقويمه واعتباره بالثلث» (3).ت.

ص: 168


1- الاستبصار 2 / 274 ح 971 - 972 باب 188.
2- الاستبصار 2 / 274 ح 973 باب 188.
3- الاستبصار 4 / 134 ح 504 باب 80 ، التهذيب 9 / 142 ح 594 باب في الوقوف والصدقات.

4 - وفيه ، في باب من أوصى بسهم من ماله : «فالوجه في هذا الخبر أحد شيئين ، أحدهما : أن يكون الراوي وهم ، لأنه لا يمتنع أن يكون سمع ذلك في تفسير الجزء فرواه في السهم وظن أن المعنى واحد ، والوجه الثاني أن يحمل على أن السهم واحد من عشرة وجوبا وواحد من ثمانية استحبابا كما قلناه في الجزء سواء» (1).

ولا يخفى بأن العلة المبينة في الوجه الأول إنما تعود لوهم الراوي ، ومع هذا فهي غير قادحة على ما بينه الشيخ في الوجه الثاني ، وهناك أحاديث أخرى نبه الشيخ على ما فيها من علل ، كغلط الرواة ووهمهم ونحو هذا من العلل التي بينها تفصيلا (2).

هذا ، وقد بين الشيخ الطوسي قدس سره أمثلة كثيرة من الأخبار المعللة

بالوقف ، أو الإرسال والانقطاع وما إلى ذلك من الأسباب القادحة في حجية الخبر ، وقد مر ذلك في بيان دوره الجاد في علوم الحديث دراية ورواية (3). ع.

ص: 169


1- الاستبصار 4 / 105 ح 400 باب 65.
2- أنظر : تهذيب الأحكام 9 / 187 ح 753 باب الرجوع في الوصية / 10 ، و 3 / 193 ح 440 و 441 باب في الصلاة على الأموات / 21 ، و 1 / 134 ح 370 باب في حكم الجنابة وصفة الطهارة / 6 ، ورواه في الاستبصار 1 / 124 ح 422 باب وجوب الترتيب في غسل الجنابة / 74 ، وكذلك الاستبصار 1 / 87 ح 276 باب إنشاد الشعر / 52 ، و 1 / 106 ح 349 باب 63 من أبواب الجنابة وأحكامها ، و 1 / 146 ح 500 باب المرأة تحيض في يوم من أيام شهر رمضان / 86 ، و 1 / 214 ح 754 باب المقتول شهيدا بين الصفين / 125 ، و 1 / 469 ح 1811 باب وجوب الصلاة على كل ميت / 288.
3- تقدم ذلك في بيان دور الشيخ قدس سره في علوم الحديث دراية ورواية في ما كتبناه في العددين 57 و 58 من نشرة «تراثنا» الموقرة ، فراجع.

اجتماع أكثر من وجه من وجوه فساد الخبر

وفي ختام هذا الفصل نشير إلى أنه قد يجتمع في الخبر أكثر من سبب واحد دال على فساده ، وهنا يقف الشيخ موقف المنبه على تلك الأسباب والعلل واحدة تلو الأخرى ، ومن أمثلة الأخبار التي اجتمع فيها أكثر من وجه واحد من وجوه فساد الخبر ، هو ما تعرض له الشيخ في التهذيب في نقد خبر حذيفة بن منصور في مسألة العدد في أيام شهر رمضان المبارك (1).

ولم يقف الشيخ هذا الموقف في كتابيه التهذيب والاستبصار فحسب

وأنما جرى عليه في كتبه الأخرى أيضا ، ومن أوضح الأمثلة عليه ما نجده في رسالته في تحريم الفقاع ، فقد أورد في رسالته تلك خبرا لمرازم ، وهو من رواية ابن أبي عمير عنه ، وعقب عليه بقوله : «هذا الخبر فاسد من وجوه».

ثم بين هذه الوجوه كالآتي :

«أولها : إنه شاذ يخالف الأخبار كلها وما هذا حاله لا يعترض به على الأخبار المتواترة.

وثانيها : إنه من رواية مرازم ، وهو يرمى بالغلو ، ولا يلتفت إلى 3.

ص: 170


1- تهذيب الأحكام 4 / 169 ح 482 باب في علامة أول شهر رمضان / 41 ، والاستبصار 2 / 65 - 66 ح 213 - 215 باب أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين / 33.

ما يختص بروايته.

وثالثها : إنه قد ورد مورد التقية ، لأنه لا يوافقنا على تحريم هذا الشراب أحد من الفقهاء.

ورابعها : ما ذكره ابن أبي عمير من أن المراد به فقاع لا يغلي» (1).

ويتضح من هذا ونظائره ما يدل وبكل وضوح على أنه قد سخر طاقاته الفكرية والعلمية كلها لخدمة الحديث الشريف ، وذلك ببيان ما هو الصحيح من الأخبار ، مع التنبيه الجاد على الضعيف منها مبينا سببه بكل صراحة ، وأنه لم يجامل في ذلك أحدا قط ، فقد وجدناه يخطئ كبار الرواة من أصحاب الأئمة عليهم السلام في بعض ما رووه ، هذا مع إجلاله وتقديره لما استحفظوه ودونوه من تراث آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وإن دل هذا على شئ إنما يدل على بذل كل ما في وسعه لخدمة الحديث الشريف دراية ورواية ، وليس كما قال الأستاذ علال الفاسي - كما تقدم في الحلقات السابقة - من أن الشيخ الطوسي استخدم العقل لتبرير كل ما روي ولو كان ظاهر الوضع!!

ولعل في ما ذكرناه من دوره في الحديث الشريف رواية ودراية يفند هذه الأكذوبة ويأتي على بنيانها من القواعد.

للبحث صلة ... 4.

ص: 171


1- رسالة في تحريم الفقاع - للشيخ الطوسي - : 264.

معجم مؤرّخي الشيعة (4)

حتى

نهاية القرن السابع الهجري

(4)

صائب عبد الحميد

124 - الفتح بن علي بن محمد البنداري (ت 643 ه) (1) :

أبو إبراهيم ، الأصفهاني ، أديب بالعربية والفارسية.

ولد سنة 586 ه بأصفهان ونشأ بها ، وانتقل إلى دمشق سنة 614 ه ، وبقي فيها إلى أن توفي.

ترجم «الشاهنامة» إلى العربية ، وهي مطبوعة.

له في التاريخ :

1 - تاريخ بغداد ، له نسخة مخطوطة.

2 - زبدة النصرة ونخبة العصرة ، وهو اختصار لكتاب نصرة الفترة

وعصرة القطرة في أخبار الوزراء السلجوقية ، للشيخ عماد الدين محمد ابن محمد الأصفهاني الكاتب ، ابتدأ البنداري العمل بكتابه المختصر في ربيع الأول سنة 623 ه ، طبع الكتاب في ليدن سنة 1889 م.

ص: 172


1- أعيان الشيعة 8 / 393 ، الأعلام 5 / 134 ، معجم المؤلفين 8 / 48.

125 - فخار بن معد بن فخار الموسوي الحائري (ت 630 ه) (1) :

السيد شمس الدين النسابة ، شيخ الشرف ، من سلالة الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، كان أستاذ المحقق الحلي ، وتلميذ ابن إدريس الحلي.

وقد حدث عنه ابن أبي الحديد ، المتوفى سنة 656 ه.

له في التاريخ :

1 - حجة الذاهب إلى إيمان أبي طالب ، أو الحجة على الذاهب إلى كفر أبي طالب ، وقد يقال له : الرد على الذاهب إلى كفر أبي طالب. أثبت فيه إيمان أبي طالب عليه السلام ، وهو الذي أشار إليه ابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة بقوله : وصنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتابا في إسلام أبي طالب وبعثه إلي ، وسألني أن أكتب بخطي نظما أو نثرا أشهد فيه بصحة ذلك وبوثاقة الأدلة عليه ..

2 - الروضة ، في الفضائل والمعجزات.

3 - المقباس في فضائل بني العباس ، كتبه مداراة.

126 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (ت 548 ه) (2) :

أبو علي ، صاحب التفاسير ، أمين الإسلام ، من أهل طبرستان ببلاد 3.

ص: 173


1- أعيان الشيعة 8 / 393 ، الذريعة 6 / 261 رقم 1424 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 14 / 83 ، معجم المؤلفين 8 / 59 ، وأرخ وفاته سنة 603 ، وهو بعيد والغالب أنه خطأ مطبعي ، معجم رجال الحديث 13 / 251 رقم 9302.
2- معالم العلماء - : 135 / 920 ، الفهرست - لمنتجب الدين - : 144 رقم 336 ، مقدمة مجمع البيان في تفسير القرآن ، مقدمة إعلام الورى - تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، معجم المؤلفين 8 / 66 ، معجم رجال الحديث 13 / 285 رقم 9343.

فارس ، وفي كشف الظنون أنه توفي سنة 561 ه ، أدركه الشيخ منتجب الدين (504 - 600 ه) ، وقرأ بعض كتبه عليه.

من كبار المفسرين وعلماء اللغة ، صنف في التفسير : مجمع البيان ،

وهو من أشهر التفاسير عند المسلمين ، وجوامع الجامع وكلاهما مطبوع ، وتفسير ثالث مفقود ، وهو الوجيز ، قيل في مجلد واحد ، ومصنفات أخرى في الحديث وأصول الفقه وعلوم القرآن.

له في التاريخ :

1 - إعلام الورى بأعلام الهدى ، مطبوع في مجلدين ، يتناول فيه السيرة النبوية بعرض مركز مختصر اعتمد فيه أوثق المصادر المعتمدة في السيرة ، وسير الأئمة الاثني عشر عليهم السلام مع نبذ من فضائلهم.

2 - تاج المواليد.

127 - الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي (قبل 260 ه) (1) :

أبو محمد ، النيشابوري ، عالم كبير ، من عظماء المتكلمين في زمانه ، له نحو 180 كتابا ، أكثرها في الكلام والردود على مقالات الفرق المختلفة وهو من أصحاب الإمامين : الهادي ، والحسن العسكري عليهما السلام. وكان يروي عن محمد بن أبي عمير ، المتوفى 217 ه.

وقد أدرك أبوه الإمام علي الرضا عليه السلام ، وروى عن الإمام محمد الجواد عليه السلام.9.

ص: 174


1- رجال النجاشي : 306 - 307 رقم 840 ، الفهرست - للطوسي - : 124 رقم 552 ، رجال الشيخ الطوسي : 420 و 434 ، معجم رجال الحديث 13 / 289 رقم 9355 ، معجم المؤلفين 8 / 69 ، الأعلام 5 / 149.

وتوفي الفضل بن شاذان في أيام الإمام الحسن العسكري عليه السلام الممتدة بين 254 و 260 ه ، وكان سبب وفاته أنه كان برستاق بيهق ، فورد خبر الخوارج ، فهرب منهم ، فاعتل لخشونة السفر ، ومات من علته تلك رحمه الله.

قال النجاشي : كان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه.

حدث عنه سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما وحملت عنهم منذ خمسين سنة ، ومضى هشام ابن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه يرد على المخالفين ،

ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله ، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.

له في التاريخ :

كتاب فضل أمير المؤمنين عليه السلام.

128 - القاسم بن يحيى الراشدي (ق 3) (1) :

ابن الحسن بن راشد ، كان معاصرا للإمام الرضا عليه السلام - المتوفى سنة 203 ه - ، ضعفه ابن الغضائري ، ووثقه الصدوق وابن قولويه ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى شيخ القميين. د.

ص: 175


1- رجال النجاشي : 316 رقم 866 ، معالم العلماء : 92 رقم 639 ، معجم رجال الحديث 14 / 64 - 66 رقم 9566 ، معجم المؤلفين 8 / 126 ، وأرخ وفاته بعد سنة 148 ه ، وهو بعيد.

وطريق الشيخ الصدوق إليه صحيح رجاله ثقات ، وهو طريق مضاعف في مراتبه الثلاث ، وكذلك طريق الشيخ الطوسي إليه رجاله كلهم ثقات.

له في التاريخ :

آداب أمير المؤمنين عليه السلام.

129 - قثم بن كلمة بن علي الهاشمي (ت 607 ه) (1) :

أبو القاسم الزينبي ، نقيب النقباء ، مولده سنة 550 ه.

كاتب مترسل ، له معرفة بالتواريخ والأنساب وأيام الناس ، وله في ذلك مجموعات.

130 - قدامة بن جعفر بن قدامة ابن زياد (ت 320 ه أو بعدها) (2) :

أبو الفرج الكاتب ، البغدادي.

كاتب ، من مشاهير البلغاء والفصحاء ، فيلسوف ، منطقي ، أخباري. كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفي بالله العباسي ، كان عالما بالجغرافية أيضا ، وله فيها كتاب البلدان ، وهو من السابقين في النقد الأدبي ، له نقد الشعر ونقد النثر ، وفيه صرح بعصمة الأئمة عليهم السلام ، وتقيتهم ، وفي مقدمة الناشر لهذا الكتاب قال صاحب المقدمة : إن على كتابه مسحة من التشيع 1.

ص: 176


1- الأعلام 5 / 190 ، معجم المؤلفين 8 / 128.
2- الفهرست - للنديم - : 144 ، مروج الذهب - مقدمة المسعودي - 1 / 24 ، معجم البلدان 17 / 12 - 15 ، الأعلام 5 / 191 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 221.

المعتدل ، غير المتطرف.

وفي تاريخ وفاته اختلاف ، فقد أرخ ابن الجوزي وفاته في سنة 337 ه .. قال ياقوت : أنا لا أعتمد على ما تفرد به ابن الجوزي ، لأنه عندي كثير التخليط ، ولكن آخر ما علمنا من أمر قدامة أن أبا حيان ذكر أنه حضر مجلس الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات وقت مناظرة أبي سعيد السيرافي ، ومتى المنطقي في سنة 320 ه ، وهذا ينفي صحة ما أورده آغا بزرك الطهراني إذ أرخ لوفاته في سنة 310 ه .. وخطأ ياقوت أيضا من قال إن قدامة كان كاتبا لبني بويه ، لأن قدامة كان أقدم عهدا ، أدرك زمن ثعلب والمبرد وابن قتيبة وطبقتهم ، وقد ذكر له خمسة عشر مصنفا.

له في التاريخ :

1 - كتاب زهر الربيع ، في الأخبار والتاريخ ، وقد أثنى عليه المسعودي (ت 345 ه) في مقدمته على مروج الذهب قائلا في قدامة : كان حسن التأليف ، بارع التصنيف ، موجز الألفاظ ، معربا للمعاني ، وإن أردت فانظر في كتابه في الأخبار المعروف بكتاب زهر الربيع ، وأشرف على كتابه المترجم بكتاب الخراج فإنك تشاهد بهما حقيقة ما قد ذكرنا ، وصدق ما وصفنا.

131 - لوط بن يحيى الأزدي (ت 157 ه) (1) :

ابن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي ، شيخ أصحاب 7.

ص: 177


1- الفهرست - للنديم - : 105 - 106 ، رجال النجاشي : 320 رقم 875 ، الفهرست - للطوسي - : 129 رقم 573 ، معالم العلماء : 93 رقم 649 ، فوات الوفيات - للكتبي - 3 / 225 ، معجم الأدباء 17 / 41 - 43 ، معجم المؤلفين 8 / 157.

الأخبار بالكوفة ووجههم ، روى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وقيل : إن له رواية عن الباقر عليه السلام ، ولجده مخنف صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي والحسن والحسين عليهم السلام.

قال النجاشي : يسكن إلى روايته.

وقد ضعفه بعض أهل الجرح والتعديل لتشيعه ، وهو من أهم مصادر الطبري في تاريخ ما بعد معركة الجمل وحتى نهاية الدولة الأموية سنة 132 ه ، اعتمده الطبري في 231 موضعا.

وهو مؤرخ جامع يورد الروايات المتعددة للحدث الواحد ، بأسانيدها ، وقد عني بتاريخ الإسلام كله وعلى نحو مفصل ، فأرخ لعهد الرسالة في (المغازي) ، ولما بعده حتى نهاية الدولة الأموية في كتب منفصلة ، فكان من أبرز مؤرخي عصره وأكثرهم تصنيفا.

له في التاريخ :

1 - كتاب المغازي.

2 - كتاب السقيفة.

3 - كتاب الردة.

4 - كتاب فتوح الإسلام.

5 - كتاب فتوح العراق.

6 - كتاب فتوح خراسان.

7 - كتاب الشورى.

8 - كتاب مقتل عثمان.

9 - كتاب الجمل.

10 - كتاب صفين.

ص: 178

11 - كتاب النهر (حرب النهروان).

12 - كتاب الحكمين.

13 - كتاب الغارات.

14 - كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام.

15 - كتاب مقتل الحسن عليه السلام.

16 - كتاب مقتل الحسين عليه السلام.

17 - كتاب مقتل حجر بن عدي وأصحابه.

18 - كتاب أخبار زياد.

19 - كتاب أخبار المختار.

20 - كتاب أخبار محمد بن أبي بكر.

21 - كتاب مقتل محمد بن أبي بكر والأشتر ومحمد بن أبي حذيفة.

22 - كتاب أخبار ابن الحنفية.

23 - كتاب أخبار يوسف بن عمر.

24 - كتاب أخبار الحجاج.

25 - كتاب أخبار شبيب الخارجي وصالح بن مسرح.

26 - كتاب أخبار مطرف بن المغيرة بن شعبة.

27 - كتاب أخبار آل مخنف بن سليم.

28 - كتاب الخريت بن راشد وبني ناجية ، وذكره النجاشي بعنوان أخبار الحريث الأسدي الناجي وخروجه ، والاختلاف باسم الخريت وارد ، فقد ورد كما أثبتناه في تاريخ الطبري والكامل في التاريخ وشرح نهج البلاغة عن ابن هلال الثقفي في الغارات ، وجاء في البداية والنهاية مرة

ص: 179

باسم الحارث ، ومرة باسم الحريث (1).

29 - كتاب المسور بن علقمة.

30 - كتاب وفاة معاوية وولاية يزيد ووقعة الحرة ومقتل عبد الله بن الزبير ، والظاهر أنه ثلاثة كتب وليس كتابا واحدا ، كما هو الملاحظ في منهجه في التصنيف ، ووفقا لهذا المنهج نرى أن الكتب الثلاثة المتضمنة في هذا العنوان هي : وفاة معاوية وولاية يزيد ووقعة الحرة ومقتل عبد الله بن الزبير.

31 - كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة.

32 - كتاب مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس الفهري.

33 - كتاب مصعب بن الزبير والعراق.

34 - كتاب حديث وادي الجماجم ومقتل عبد الرحمن بن الأشعث.

35 - كتاب نجدة الحروري.

36 - كتاب الأزارقة.

37 - كتاب يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر.

38 - كتاب أخبار خالد القسري.

39 - كتاب موت هشام وولاية الوليد.

40 - كتاب زيد بن علي ويحيى بن زيد.

41 - كتاب الخوارج والمهلب بن أبي صفرة. 8.

ص: 180


1- تاريخ الطبري والكامل في التاريخ : أحداث سنة 38 ه ، شرح نهج البلاغة 3 / 128 ، البداية والنهاية : أحداث سنة 37 وسنة 38.

42 - كتاب الضحاك الخارجي.

43 - كتاب حديث روستقباذ.

وهكذا نرى أنه قد استوعب أهم أحداث تاريخ الإسلام في كتب مستقلة بحسب موضوعاتها ، وهي في مجموعها لا تقل عن حجم تاريخ الطبري ، وقد تصدى الأديب المحقق جواد جميل لجمعها وتحقيقها ، وهو يرى أنها تتم في نحو عشرة مجلدات ، وقد أنجز الأول منها حتى الآن.

132 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله (ق 3) (1) :

أبو علي النسابة ، ابن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية.

له في التاريخ :

المبسوط في النسب.

133 - محمد بن إبراهيم بن علي الأسدي الكوفي (ق 4) (2) :

ابن دينار النسابة ، أبو الحسين.

له في التاريخ :

تعليقة في النسب.

اعتمدها أبو عبد الله الحسين بن أحمد المحدث ، من نسل الحسين ذي الدمعة. 1.

ص: 181


1- طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 230.
2- طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 231.

134 - محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب (ق 4) (1) :

أبو الحسن وأبو الحسين ، المعروف بالشافعي ، وقال أحمد بن عبدون : هو أبو بكر الشافعي.

مولده سنة 281 ه ، حدث عنه النجاشي (ت 450 ه) بواسطة أحمد ابن عبدون (عبد الواحد) ، المتوفى 423 ه. كان يتفقه على مذهب الشافعي في الظاهر ، ويرى رأي الإمامية ، وكان فقيها على المذهبين ، وله فيهما كتب ذكرها النديم في الفهرست.

ولم نجد له ذكرا في طبقات الشافعية الثلاث (للسبكي ، وابن قاضي شهبة ، والأسنوي).

له في التاريخ :

كتاب المقتل.

135 - محمد بن أبي بكر الإسكافي (ت 332 ه) (2) :

وهو محمد بن همام بن سهيل ، أبو علي الكاتب ، مولده سنة 258 ه ، وأرخ الخطيب البغدادي والشيخ الطوسي وفاته في سنة 332 ه ، 9.

ص: 182


1- الفهرست - للنديم - : 246 - 247 ، رجال النجاشي : 372 رقم 1015 ، الفهرست - للطوسي - : 133 رقم 589 ، معالم العلماء : 97 رقم 664 ، الخلاصة - للعلامة الحلي - : 144 رقم 34 ، معجم رجال الحديث 14 / 224 رقم 9942.
2- رجال النجاشي : 379 رقم 1032 ، الفهرست - للطوسي - : 167 رقم 613 ، رجال الطوسي : 494 رقم 20 ، تاريخ بغداد 3 / 365 رقم 1480 ، الخلاصة - للعلامة الحلي - : 145 رقم 38 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 312 - 313 ، معجم رجال الحديث 14 / 232 رقم 9967 و 17 / 323 رقم 11960 ، هدية العارفين 2 / 39 ، معجم المؤلفين 9 / 119.

وأرخ لها النجاشي بسنة 336 ه.

قال النجاشي : شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، له منزلة عظيمة ، كثير الحديث.

وفي تاريخ بغداد : هو أحد شيوخ الشيعة ، حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري ، وأحمد بن محمد بن رستم النحوي ، وروى عنه المعافى بن زكريا الجريري ، وأبو بكر أحمد بن عبد الله الوراق الدوري.

أدرك أبوه الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وروى عنه ثلة من المشايخ الكبار ، منهم : الشيخ الصدوق ، والتلعكبري ، وأبو غالب الزراري ، وجعفر ابن محمد بن قولويه.

له في التاريخ :

الأنوار في تاريخ الأئمة عليهم السلام.

136 - محمد بن أبي عمير (ت 217 ه) (1) :

وهو محمد بن زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أمية ، والأول أصح.

بغدادي الأصل والمقام ، لقي الإمام الكاظم عليه السلام وسمع منه أحاديث ، وروى عن الإمام الرضا عليه السلام. 8.

ص: 183


1- رجال النجاشي : 326 رقم 877 ، الفهرست - للطوسي : 142 رقم 607 ، معالم العلماء : 102 رقم 682 ، الأعلام 6 / 131 ، معجم رجال الحديث 14 / 279 رقم 10018.

قال النجاشي : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كان من أوثق الناس عند سائر المسلمين ، وكان أعلم أهل زمانه في الأشياء كلها.

يحكي الجاحظ عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانيين والقحطانيين.

وقال في البيان والتبيين : حدثني إبراهيم بن واحة ، عن ابن أبي عمير ، وكان وجها من وجوه الرافضة ، وكان حبس في أيام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنه ولي بعد ذلك. وكانت ولايته قضاء بعض البلاد أيام المأمون ، كما سيأتي.

وضرب أسواطا بلغت منه ليدل على مواضع الشيعة ، فكاد أن يقر لعظم الألم الذي لقيه ، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول : اتق الله يا محمد بن أبي عمير ، فصبر ، ففرج الله عنه.

وقد حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد.

وقيل : إن أخته دفنت كتبه في حال استتاره وهو في الحبس ، أربع سنين ، فهلكت الكتب. وقيل : بل تركها في غرفة ، فسال عليها المطر وهو محبوس فهلكت ، فحدث من حفظه ومما كان سلف له في أيدي الناس.

وقد صنف كتبا كثيرة ، فذكر له ابن بطة 94 كتابا ، في أبواب العلوم ، كالحديث ، والفقه ، والكلام.

له في التاريخ :

1 - المغازي.

2 - كتاب مئة رجل من رجال أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

ص: 184

137 - محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب (ت 325 ه) (1) :

ابن محمد بن عبد الله بن إسماعيل ، وجده عبد الله بن إسماعيل هو المعروف بأبي الثلج.

أبو بكر ، ثقة ، عين ، كثير الحديث.

وصفه النديم قائلا : خاصي عامي ، والتشيع أغلب عليه ، وله رواية كثيرة من روايات العامة وتصنيفات في هذا المعنى .. وذكر منها كتاب السنن والآداب على مذاهب العامة.

ولعل قول النديم هذا هو الذي دعا الشيخ الطوسي أن يؤكد أنه «خاصي» وهو يترجم له في الرجال ، ويؤكد كونه شيعيا كتابه صفة الشيعة وفضلهم ، ذكره الطوسي في الفهرست ، وذكره النجاشي بعنوان : البشرى والزلفى في فضائل الشيعة ، وكتابه الآتي تاريخ الأئمة.

له في التاريخ :

1 - أخبار النساء الممدوحات.

2 - أخبار فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

3 - تاريخ الأئمة عليهم السلام.

4 - كتاب من قال بالتفضيل من الصحابة وغيرهم. 9.

ص: 185


1- الفهرست - للنديم - : 289 ، رجال النجاشي : 381 رقم 1037 ، الفهرست - للطوسي - : 151 رقم 649 ، رجال الطوسي : 502 رقم 64 ، معالم العلماء : 108 رقم 735 ، الذريعة 3 / 208 رقم 806 ، معجم رجال الحديث 14 / 313 رقم 10062 ، معجم المؤلفين 9 / 9.

138 - محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي (1) :

أبو علي ، الكاتب ، الإسكافي.

الفقيه الكبير ، صاحب موسوعة فقهية شاملة ، بعنوان تهذيب الشيعة

لأحكام الشريعة في عشرين مجلدا ، وتصانيف واسعة.

قال فيه النجاشي : وجه في أصحابنا ، ثقة ، جليل القدر ، صنف فأكثر.

وهو المجتهد الشيعي الذي اشتهر بأخذه بالقياس ، وقد صنف في الدفاع عن رأيه كتابا بعنوان : كشف التمويه والإلباس على أعمال الشيعة في أمر القياس ، وآخر بعنوان : إظهار ما ستره أهل العناد من الرواية على أئمة العترة في أمر الاجتهاد.

قال الشيخ الطوسي : كان جيد التصنيف ، حسنه ، إلا أنه كان يرى القول بالقياس ، فتركت لذلك كتبه ولم يعول عليها ، وهي كتب كثيرة ..

وطريق الشيخ الطوسي إليه صحيح.

ووصفه العلامة الحلي بشيخ الإمامية ، ثم كرر فيه وصف النجاشي المتقدم.

ودافع عنه السيد الخوئي بقوة أمام من أسرف في نقده لقوله بالقياس.1.

ص: 186


1- رجال النجاشي : 385 رقم 1047 ، الفهرست - للطوسي - : 134 رقم 590 ، الخلاصة - للعلامة الحلي - : 145 رقم 35 ، معجم رجال الحديث 14 : 318 رقم 10081.

له كتابات كثيرة في الأصول والكلام وعلوم القرآن والأخلاق والعقائد ، وقد وضع فهرسا خاصا بمصنفاته ، اعتمده النجاشي.

له في التاريخ :

1 - الإيناس بأئمة الناس.

2 - الظلامة لفاطمة عليها السلام.

139 - محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي (ق 5) (1) :

أبو سعيد ، النيسابوري ، عالم ، ثقة ، عين ، حافظ ، يلقب بالشيخ المفيد ، وابنه علي عالم ، تتلمذ عليه وروى كتبه ، وسبطه الحسين بن علي عالم مفسر ، وقد حدث بكتب جده بواسطة أبيه ، وعنه أخذها الشيخ منتجب الدين ، صاحب الفهرست.

فإذا كان الشيخ منتجب الدين المولود سنة 504 ه يروي كتبه بواسطتين ، فقريب أن تكون وفاته قبل سنة 500 ه بعقد أو أكثر.

له في التاريخ :

1 - منى الطالب في إيمان أبي طالب.

2 - الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

3 - الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام ، هكذا ذكره صاحب الذريعة ، وأما الشيخ منتجب الدين فقد أسماه «الروضة الزهراء في تفسير الزهراء» ، فإذا صح الأخير خرج من كتب التاريخ. 4.

ص: 187


1- الفهرست - لمنتجب الدين - : 157 رقم 361 ، هدية العارفين 2 / 90 ، الذريعة 11 / 294 رقم 1770 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 2) : 247 ، معجم المؤلفين 8 / 352 و 9 / 4.

140 - محمد بن أحمد بن داود بن علي القمي (ت 368 ه) (1) :

أبو الحسن البغدادي.

فقيه ، محدث جليل ، من أهل قم ، ورد بغداد وحدث وأقام بها حتى توفي رحمه الله ، ودفن بها في مقابر قريش.

وهو من أجلاء مشايخ المفيد ، المتوفى 413 ه.

قال النجاشي : هو شيخ هذه الطائفة وعالمها ، وشيخ القميين في وقته وفقيههم ، ونقل عن الغضائري أنه لم ير أحدا أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث ، له مصنفات عديدة في الفقه والحديث ، ورسالة في عمل السلطان.

له في التاريخ :

كتاب الممدوحين والمذمومين.

141 - محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة (بعد سنة 352) (2) :

كان حيا سنة 352 ه. 9.

ص: 188


1- رجال النجاشي : 384 رقم 1045 ، الفهرست - للطوسي - : 136 رقم 592 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 236 ، معجم المؤلفين 8 / 259 ، معجم رجال الحديث 14 / 331 رقم 10095.
2- الفهرست - للنديم - : 247 ، رجال النجاشي : 393 رقم 1050 ، الفهرست - للطوسي - : 133 رقم 588 ، رجال الطوسي : 502 رقم 68 ، معالم العلماء : 96 رقم 663 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 238 - 239.

أبو عبد الله الصفواني ، من ولد صفوان بن مهران الجمال ، صاحب الإمام الصادق عليه السلام.

شيخ الطائفة ، ثقة ، فقيه ، فاضل ، من أجل تلامذة الكليني (ت 329) ، ويروي عنه أبو غالب الزراري (ت 368) ، والشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم المحمدي (ت 358) ، ولقيه النديم سنة 346 ، كما حدث عنه ابن نوح السيرافي سنة 352 ه في البصرة.

كانت له منزلة لدى السلطان ، كان أصلها أنه ناظر قاضي الموصل في الإمامة بين يدي ابن حمدان ، فانتهى الكلام بينهما إلى المباهلة ، فتباهلا ، فمرض القاضي الموصلي من نفس اليوم وانتفخت كفه التي باهل بها ، ومات في اليوم الثاني ، فانتشر لأبي عبد الله الصفواني بهذا ذكر عند الملوك وغيرهم.

له في التاريخ :

1 - الإحن والمحن.

2 - محبة (أو : صحبة) آل الرسول وذكر إحن (أو : أحوال) أعدائهم ، ولعله هو الكتاب الأول نفسه.

3 - غرر الأخبار ونوادر الآثار.

142 - محمد بن أحمد بن عبد الله المفجع (ت 327 ه) (1) :

أبو عبد الله البصري ، من وجوه أهل اللغة والأدب. 0.

ص: 189


1- رجال النجاشي : 374 رقم 1021 ، الفهرست - للطوسي - : 150 رقم 639 ، معجم الأدباء 17 / 190 - 205 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 239 ، الذريعة 2 / 108 رقم 429 ، معجم المؤلفين 8 / 280.

قال النجاشي : صحيح المذهب ، حسن الاعتقاد ، وله شعر كثير في أهل البيت عليهم السلام يذكر فيه أسماء الأئمة ويتفجع على قتلهم حتى سمي المفجع.

وهو شاعر البصرة وأديبها ، صاحب ثعلب ، وابن دريد ، والقائم مقامه في التأليف والإملاء.

ومن أشهر قصائده في الإمام علي عليه السلام قصيدته المشهورة ب «ذات الأشباه» ، لأنه أخذ فيها معاني الحديث الذي رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي شبه فيه عليا عليه السلام بآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، وبنفسه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم ، وأولها قوله :

أيها اللائمي لحبي عليا

قم ذميما إلى الجحيم خزيا

وله أشعار في اللهو والهجاء كثيرة.

له في التاريخ :

1 - سعاة العرب.

2 - أشعار الجواري ، قال ياقوت : إنه لم يتم (1).

3 - أشعار الحراب ، ذكره النديم وقال : إنه لم يتم ، لعله جمع فيه الأشعار المرتجز بها أو غيرها مما أنشدت في حرب البسوس بين بكر وتغلب ابني وائل بن قاسط (2). 7.

ص: 190


1- الذريعة 2 / 107 رقم 426.
2- الذريعة 2 / 107 رقم 427.

143 - محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان (نحو 415 ه) (1) :

ابن قولويه ، أبو الحسن ، فقيه ، محدث.

روى عنه أبو الفتح الكراجكي ، المتوفى سنة 449 ه.

له في التاريخ :

1 - محنة أمير المؤمنين علي في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منه نسخة في مكتبة مشكاة بطهران 3 / 3 ص 1128 رقم 1131 (من ورقة 65 إلى 94).

وكذلك في 9 / 774 رقم 2131 (14 ورقة ، 1324 ه).

2 - إيضاح دفائن النواصب.

3 - مئة منقبة من مناقب الإمام علي عليه السلام ، مطبوع.

144 - محمد بن أحمد النعيمي (ق 5) (2) :

أبو المظفر ، أخباري ، سمع الحديث والأخبار ، وأكثر.

له في التاريخ :

كتاب البهجة ، في فرق الشيعة وأخبار آل أبي طالب. 6.

ص: 191


1- تاريخ التراث العربي 2 / 188 - 189 ، الذريعة 2 / 494 ، معجم المؤلفين 8 / 295.
2- رجال النجاشي : 395 رقم 105 ، الخلاصة - للعلامة الحلي - : 163 رقم 168 ، معجم المؤلفين 9 / 26.

145 - محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري (ق 3) (1) :

ابن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي ، أبو جعفر.

كان ثقة في الحديث ، وليس عليه في نفسه مطاعن ، إلا أنه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمن أخذ ، وقد اعتمد المحدثون روايته واستثنوا مراسيله وما أسنده إلى الضعفاء ، وقد أحصوهم جميعا.

يروي عنه : سعد بن عبد الله الأشعري (ت 299 أو 300 أو 301 ه) وأحمد بن إدريس (ت 306 ه) ومحمد بن جعفر الرزاز (ت 313 ه).

له في التاريخ :

1 - مقتل الحسين عليه السلام.

2 - الأنبياء.

3 - مناقب الرجال.

4 - فضل العرب والعربية.

5 - فضل العجم.

146 - محمد بن إسحاق الشابشتي (ت 339 ه) (2) :

أبو الحسين الكاتب ، وهو المعروف أيضا باسم علي بن محمد 4.

ص: 192


1- رجال النجاشي : 348 رقم 939 ، الفهرست - للنديم - : 277 ، معالم العلماء : 103 رقم 687 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 246.
2- معجم الأدباء 18 / 16 ، الوافي بالوفيات 22 / 174.

الشابشتي وبه عرفه الصفدي ، غير أن ياقوت قال - بعد ذكر

الاختلاف الوارد في اسمه - : رأيت أنا كتاب الديارات من تصنيفه ، وهو مترجم : محمد بن إسحاق. ويظهر من هذا الاختلاف ، مع اتفاقهم على أنه رجل واحد ، أنه كان يعتمد الاسمين معا في مصنفاته.

وهو صاحب خزانة كتب العزيز بن المعز الفاطمي بمصر .. كان واسع الاطلاع ، من أهل الفضل والأدب ، وله عدة تصانيف ، وديوان شعر.

له في التاريخ :

كتاب الديارات ، ذكر فيه كل دير بالعراق والشام ومصر ، وجمع الأشعار المقولة في كل دير ، وهو من مصادر ياقوت في معجم البلدان بل هو أبرز مصادره في قسم الديارات (1).

147 - محمد بن إسحاق ، النديم (بعد 412 ه) (2) :

أبو الفرج ، بغدادي.

أشار في كتابه الفهرست أن مولده كان قبل سنة 320 ه ، وذكر أنه 2.

ص: 193


1- معجم البلدان 2 / 332 (دير أبي هور) وص 334 (دير باشهرا) وص 337 (دير الجاثليق) وص 341 (دير الخوات) وص 342 (دير در ما ليس) وص 344 (دير الزرنوق) و (دير زكى) وص 343 (دير الزندورد) وص 346 (دير سرجس وبكس) وص 352 (دير العجاج) وص 353 (دير العلث) وص 356 (دير قنى) وص 359 (دير مارت مريم) وص 360 (دير ماسرجيس) وص 361 (دير مديان) وص 362 (دير مرتوما) وص 363 (دير مرما جرجس) و (دير مرما ماري) وص 368 (دير يحنس).
2- معجم الأدباء 18 / 17 ، لسان الميزان 5 / 72 ، الوافي بالوفيات 2 / 197 ، الأعلام 6 / 29 ، تاريخ التراث العربي 2 / 292.

تعرف على أبي بكر البردي المعتزلي سنة 340 ه ، وقد وقع اختلاف كبير في تاريخ وفاته ، فأرخ له الصفدي بسنة 380 ، وآخرون بسنة 385 ه ، ورجح الذهبي وابن حجر وفاته بعد سنة 400 ه ، غير إنه قد ذكر بنفسه في أحد مواضع كتابه أنه قد كتبه سنة 412 ه .. وقال أبو طاهر الكرخي : إنه مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين ، أي بعد الأربعمئة ، وعليه يكون قد عاش أكثر من مئة وعشرين سنة.

قال ياقوت : «كان شيعيا معتزليا» ، وتشيعه لا يخفى على أحد له اطلاع على كتابه.

أما ابن حجر العسقلاني فقد استدل على تشيعه من خلال ملاحظته أنه يسمي أهل السنة : «الحشوية» ، ويسمي الأشاعرة : «المجبرة» ، وكل من لم يكن شيعيا يسميه : «عاميا».

له في التاريخ :

الفهرست ، أو : «فوز العلوم» ، وهو أهم ما كتب في تاريخ العلوم وأخبار العلماء وطبقاتهم ، استوعب أصناف العلوم ، وعلماء الأمم والطوائف المختلفة ، فلم يبخس أحدا حقه.

قال ياقوت : جود فيه ، واستوعب استيعابا يدل على اطلاعه على فنون من العلم وتحققه لجميع الكتب.

صنفه سنة 377 ه ، وكان يعاود النظر فيه بعد ذلك ، وقد رجع في كتابه هذا إلى مصادر عديدة كانت مؤلفة قبله في تاريخ العلوم وتراجم العلماء وأصحاب التصانيف منهم خاصة ، مما يشير إلى اهتمام المسلمين الواسع بحفظ تاريخ التراث الإسلامي.

ص: 194

148 - محمد بن أميركا بن أبي الفضل الجعفري القوسيني (ق 6) (1) :

السيد نجم الدين ، فاضل.

له في التاريخ :

مقتل الحسين عليه السلام.

149 - محمد بن بحر الرهني (ق 4) (2) :

أبو الحسين الشيباني ، ساكن نرماشير ، من أرض كرمان.

يروي عن سعد بن عبد الله الأشعري ، المتوفى سنة 301 ه ..

ويروي عنه أبو العباس ابن نوح ، المتوفى سنة 408 ه.

اتهمه بعض الإمامية بالغلو ، لكن النجاشي استغرب هذه التهمة لأنه رأى حديثه قريب من السلامة.

قال ياقوت : وقال بعض أصحابنا : إنه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل؟!

ثم قال : كان شيعي المذهب ، غاليا فيه!

صنف كتبا عدة قدرت بخمسمئة كتاب. 3.

ص: 195


1- الفهرست - لمنتجب الدين - : 180 - 181 رقم 457 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 251 ، معجم المؤلفين 9 / 69.
2- رجال النجاشي : 384 رقم 1044 ، رجال الطوسي : 510 رقم 106 ، معالم العلماء : 96 رقم 662 ، معجم الأدباء 18 / 31 - 33.

له في التاريخ :

1 - المثل والسير والخراج.

2 - نحل العرب ، يذكر فيه تفرق العرب في البلاد في الإسلام ، ومن كان منهم شيعيا ، ومن كان منهم خارجيا أو سنيا.

قال ياقوت : وقفت على جزء من هذا الكتاب ، ذكر فيه نحل أهل المشرق خاصة من كرمان وسجستان وخراسان وطبرستان ، وذكر فيه أن له تصنيفا آخر سماه : كتاب الدلائل على نحل القبائل ، وذكر فيه - أعني كتاب (النحل) - : أخبرني ابن المحتسب ببغداد في درب عبدة بالحربية ، قال : أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز ، قال : أخبرني المدائني علي بن محمد بن أبي سيف ، عن سلمة بن سليمان المغني وغيره ، فذكر قصة الملبد بن يزيد ابن عون بن حرملة بن بسطام بن قيس بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة ابن ذهل بن شيبان ، الخارج في أيام المنصور شاريا - أي خارجيا - بالجزيرة حتى قتل.

وقال في موضع آخر : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثني أبو هاشم الجعفري ، وقال فيه : حدثني النوفلي علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن أبيه ، وقال فيه : سمعت أحمد بن محمد بن كيسان النحوي وأنا أقرأ عليه كتاب سيبويه ، يقول : لم يجئ على «فعل» إلا أربعة أسماء : البقم ، وهي الخشبة التي يصبغ بها ، وهي معروفة .. وشلم : اسم بيت المقدس بالنبطية .. وبذر : وهو اسم ماء من مياه العرب ، قال كثير :

سقى الله أمواها عرفت مكانها

جرابا وملكوما وبذر والغمرا

وخصم : اسم للعنبر بن عمرو بن تميم.

ص: 196

وهكذا يتضح اعتماده الأسانيد في أخباره ، وتوسعه في الفنون الأخرى ذات الصلة بموضوعه.

3 - الدلائل إلى نحل القبائل.

150 - محمد بن بكران الرازي (بعد 345 ه) (1) :

أبو جعفر ، سكن الكوفة ، مسكون إلى روايته ، وذكره العلامة الحلي باسم : «محمد بن بدران» ، سمع منه التلعكبري سنة 345 ه ، وله منه إجازة.

له في التاريخ :

1 - كتاب الكوفة.

2 - موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام.

151 - محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي (ت 310 ه) (2) :

أبو جعفر ، مولده سنة 226 ه ، معاصر لأبي جعفر الطبري صاحب التاريخ والتفسير - المتوفى سنة 310 ه - والذي يشاركه في الاسم واسم الأب واللقب والكنية وتاريخ الوفاة ، ويختلفان في الجد ، فهذا جده رستم ، وصاحب التاريخ جده يزيد.

ويلقب بالطبري الكبير ، تمييزا له عن الآخر الذي يشاركه في اسمه 7.

ص: 197


1- رجال النجاشي : 394 رقم 1052 ، رجال الشيخ الطوسي : 504 ، الخلاصة : 163 رقم 165 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 250.
2- رجال النجاشي : 376 رقم 1024 ، الفهرست - للطوسي - : 158 رقم 697 ، سير أعلام النبلاء 14 / 282 ، الذريعة 2 / 489 رقم 1924 ، 11 / 256 رقم 1564 ، 21 / 9 رقم 3690 ، معجم المؤلفين 9 / 147.

الكامل والكنية ، ويأتي ذكره بعده.

قال فيه النجاشي : جليل ، من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث .. وقال الطوسي : دين ، فاضل. وذكرا له كتاب المسترشد في الإمامة.

له في التاريخ :

مناقب أهل البيت عليهم السلام ، مرتب على حروف المعجم في أبواب ،

هكذا وصفه ابن طاووس.

152 - محمد بن جرير بن رستم الطبري (ق 5) (1) :

أبو جعفر ، الطبري الإمامي ، الصغير ، مولده في النصف الثاني من القرن الرابع ، وقد أرخ بعض سماعاته بسنة 385 ه .. وكان من تلامذة الغضائري - المتوفى 411 ه - فهو من طبقة النجاشي (ت 450 ه) والشيخ الطوسي (ت 460 ه) ولم يذكراه.

له في التاريخ :

دلائل الإمامة ، مطبوع ، محقق حديثا (2) ، يتناول فيه تواريخ وأحوال

الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ، وفق المنهج الروائي ، ذاكرا فيه أسانيد رواياته كافة .. وقد اعتمده كثيرون ، لا سيما ابن طاووس - المتوفى 664 ه - في عدة مصنفات له ، والحر العاملي - المتوفى 1104 ه - في إثبات الهداة ، والبحراني - المتوفى 1107 ه - في ه.

ص: 198


1- طبقات أعلام الشيعة : 153 ، معجم المؤلفين 9 / 147 ، دلائل الإمامة : مقدمة التحقيق - طبعة مؤسسة البعثة - 1413 ه -.
2- تحقيق مؤسسة البعثة - قم / 1413 ه.

تفسيره البرهان في تفسير القرآن ، والمجلسي - المتوفى 1110 ه - في بحار الأنوار.

وفي تسمية الكتاب وقع اختلاف كثير ، فسماه بعضهم : «مناقب فاطمة وولدها».

وبعضهم نسب الكتاب باسمه الأخير إلى الطبري الكبير ، خطأ.

153 - محمد بن جعفر بن محمد ، الأديب (ت 402 ه) (1) :

ابن النجار ، أبو الحسن التميمي الكوفي النحوي ، مولده سنة 311 ، وقيل 303 ه ، من مشايخ المفيد - المتوفى سنة 413 ه - ، وقد روى هو عن أبي العباس ابن عقدة - المتوفى سنة 333 ه - .. ويروي عنه النجاشي - المتوفى 450 ه - بالإجازة ، ويلقبه بالأديب ، والمؤدب ، فهو من المعمرين.

وقد اعتمده السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس (ت 692 ه) في كتابه فرحة الغري.

له في التاريخ :

تاريخ الكوفة ، ويعرف أيضا ب : «المنصف».

للبحث صلة ... 7.

ص: 199


1- طبقات أعلام الشيعة (ق 1) : 257 ، الذريعة 3 / 281 رقم 1040 ، معجم المؤلفين 9 / 157.

دليل المخطوطات (5) - مكتبة مدرسة الامام البروجردي

مكتبة مدرسة الإمام البروجردي

(كرمانشاه - إيران)

السيد أحمد الحسيني الإشكوري

«مدرسة الإمام البروجردي» من المدارس العلمية بمدينة كرمانشاه ، أسسها سماحة المرجع الديني السيد آقا حسين الطباطبائي البروجردي ، وأسس مكتبتها العامة العلامة الشيخ عبد الجليل الجليلي في سنة 1376 بأمر ومعاضدة سماحة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم ، لتكون فرعا من مكتبته العامة بالنجف الأشرف ، وكان لها نشاط ملحوظ إلا أنها أهملت بعض الوقت فنهب كثير من كتبها ، وأعيد بعض نشاطها في الآونة الأخيرة ، وتمتلك في الحال الحاضر أكثر من ستة آلاف كتاب مطبوع و 143 نسخة مخطوطة ، هذا مسرد مختصر لها :

ص: 200

(1)

أبواب

الجنان

(أخلاق - فارسي)

تأليف : ميرزا رفيع الدين محمد بن فتح الله الواعظ القزويني (1089).

* 8 ، نسخة مخرومة الأول والآخر ، المجلد الأول من

الكتاب.

* 37 ، سنة 1257 ، المجلد الأول.

(2)

الأحاديث

(حديث - عربي)

تأليف :؟

مجموعة من الأحاديث والروايات الأخلاقية وبعض فضائل أئمة أهل البيت عليهم السلام ، مع التصريح بأسامي المصادر ونقل الأسانيد ، وهي غير مرتبة بترتيب خاص ، ولعلها جمعت في القرن الثاني عشر ، فإن فيها نقولا عن الشيخ بهاء الدين العاملي.

* 74 ، من القرن الثاني عشر ، أضيف في الهوامش

أحاديث بخط غير خط الأصل ، مخروم الأول والآخر.

(3)

أحكام

نماز

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

فتوائي مفصل ، مع مقدمات الصلاة ، وهو ضمن فصول.

ص: 201

أوله مخروم : «هدايت وارشاد عباد فرموده اعمالى را كه موجب فوز بدار القرار وباعث استحقاق برسل منعم بي زوال است».

* 83 ، ذو الحجة 1243 ، على ما كتب على الورقة

الأولى

جمشيد منوچهري في سنة 1336 ه ش ، وذكر أن الكتاب

بخط جده الحاج أبو الحسن خان منوچهري إمام مسجد حاجي

شهبازخان بكرمانشاه.

(4)

الأربعون

حديثا

(حديث - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* 39 ، قريب من عصر المؤلف ، وهو مخروم الآخر ،

نسخة مصححة عليها تعاليق قليلة وبأولها فهرس تفصيلي

للأحاديث غير تام.

* 99 ، من عصر المؤلف ، مصحح عليه بلاغات ،

والأوراق

الثلاث الأخيرة حديثة الكتابة.

(5)

الأربعون

حديثا

(حديث - عربي)

تأليف : الگلبايگاني؟

اختار المؤلف أولا أربعين حديثا في فضائل ومناقب أئمة أهل البيت عليهم السلام حين مجاورته بكربلاء ، ثم عن له بعد سنين أن يجمع في الموضوع نفسه أربعين حديثا مع الشرح والبسط ، فبدأ بهذه المجموعة ، ولكن الظاهر أنه لم يوفق إلا لتدوين مقدمتها وشرح الحديث الأول منها.

ص: 202

الحديث المشروح في هذا الكتاب هو «لو اجتمع الناس على حب علي لما خلق الله النار» ، فبسط الكلام فيه وتوسع ، وتناول معنى الحب والمراد من حب علي عليه السلام وكيف تكون محبته عبادة.

أوله : «الحمد لله الذي خلقنا بقدرته لمعرفته وعبادته ، وغرس في أفئدتنا أشجار محبته وولاية أهل طاعته».

* 71 ، محمد باقر بن محمد حسن ، ذو الحجة 1296 ،

في النسخة كتابات متفرقة كثيرة لأحد الخطباء.

(6)

إرشاد

الأذهان إلى أحكام الإيمان

(فقه - عربي)

تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (726).

* 24 ، محمد أمين بن محمد رضا الويستي ، يوم

الاثنين

28 شعبان 1049.

* 59 ، جمادى الأولى 1061 ، مخروم الأول.

(7)

الإرشاد

في معرفة حجج الله على العباد

(سيرة المعصومين - عربي)

تأليف : الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (413).

* 25 ، علي بن داود بن محمد بن محمود بن عبد الرحيم

ابن داود الخادم الأسترآبادي ، عاشر شهر صفر 1064 ، آخر

الجزء الأول ، مخروم الأول.

ص: 203

(8)

أنوار

التنزيل وأسرار التأويل

(تفسير - عربي)

تأليف : القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (685).

* 77 ، عتيق الله الحسيني ، 14 شعبان 1083 ، النصف

الثاني من الكتاب وهو مخروم الأول.

(9)

البهجة

المرضية في شرح الألفية

(نحو - عربي)

تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911).

* 52 ، عبد النبي ، يوم الاثنين 30 ذي القعدة (من

القرن

الثالث عشر) ، مخروم الأول ، مصحح ، عليه تعاليق بعضها

بتاريخ 1225.

(10)

پيدايش

ينكى دنيا

(تاريخ - فارسي)

تأليف : علي چلبي ، أخي زاده.

* 107 ، محمد جعفر الهندي ، ليلة الخميس 23 جمادى

الآخرة 1243 في الكاظمية.

(11)

تجزئة

الأمصار وتزجية الأعصار (تاريخ وصاف)

(تاريخ - فارسي)

تأليف : وصاف الحضرة ، شهاب الدين عبد الله بن فضل الله اليزدي

ص: 204

(730).

* 139 ، ثالث جمادى الأولى 1231.

(12)

تحرير

الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية

(فقه - عربي)

تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (726).

* 11 ، محمد بن أفضل الحسيني الجيلاني ، يوم الغدير

1086. من كتاب النكاح إلى الديات.

(13)

تحرير

القواعد المنطقية في شرح الشمسية

(منطق - عربي)

تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي (766).

* 41 ، محمد صادق بن يحيى بن حسن بن حسام

البغدادي ، سنة 1092.

(14)

تحفة

الأبرار

(فقه - فارسي)

تأليف : السيد محمد باقر بن محمد نقي ، حجة الإسلام الشفتي (1260).

* 56 ، يوم الأحد 23 صفر 1256.

ص: 205

(15)

تحفة

الزائر

(زيارة - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* 26 ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الآخر.

* 35 ، علي دوست بن محمد شريف ، غرة شهر صفر

1232.

(16)

ترجمة

الخواص

(تفسير - فارسي)

تأليف : أبي الحسن علي بن الحسن الزواري (ق 10).

* 128 ، قريب من عصر المؤلف : من سورة الفاتحة إلى

سورة الإسراء (بني إسرائيل).

(17)

ترجمهء

قطبشاهى

(حديث - فارسي)

ترجمة : الشيخ محمد بن علي ابن خاتون العاملي (ق 11).

هي ترجمة الأربعون حديثا للشيخ بهاء الدين العاملي.

* 22 ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الأول والآخر

وقد

أثرت فيه الرطوبة.

* * *

ص: 206

(18)

تعبير

نامه

(تعبير الرؤيا - فارسي)

تأليف :؟

فيه تسعة وتسعون بابا.

أوله مخروم : «ورجحان است كردن ومانند آن ، باب چهل ونهم در تبها وبيماريهاى گوناگون ورنج وفزع كردن».

آخره : «وخيمه دوزى مردى باشد كه كار پادشاهان بهم پيوندد واگر ديد كه پادشاهى بر خيمه خود نشسته بود بر دشمن ظفر يابد».

* 82 ، يوم الأحد ثامن ذي الحجة في شيراز ، نسخة

جيدة

الخط نظيفة.

(19)

تفسير

الأئمة لهداية الأمة

(تفسير - فارسي)

تأليف : ميرزا محمد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي (نحو 1100).

* 141 ، قريب من عصر المؤلف ، من سورة الأنبياء إلى

سورة المؤمنين ، وهو مخروم الآخر.

(20)

تمرين

الطلاب في صناعة الإعراب

(نحو - عربي)

تأليف : زين الدين خالد بن عبد الله الأزهري (905).

ص: 207

* 66 ، نوروز علي الكرمانشاهي ، 11 شعبان 1270.

(21)

تنقيح

المقاصد الأصولية في شرح ملخص الفوائد الحائرية

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : المولى محمد حسن بن معصوم القزويني الحائري (1240).

* 108 ، محمد هاشم بن علي نقي الشولستاني الفهلياني

،

يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة 1218 ، بآخر النسخة أوراق

حديثة الكتابة فيها فوائد متفرقة.

(22)

جلاء

العيون

(سيرة المعصومين - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* 135 ، نور علي بن محمد كمانگر ، شهر رجب 1130.

(23)

جنة

الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية

(دعاء - عربي)

تأليف : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي (905).

* 36 ، ربيع الآخر 1070.

(24)

جوامع

الجامع

(تفسير - عربي)

تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (548).

ص: 208

* 124 ، محمد سليم بن محمد مهدي الدهخوارقاني ، من

القرن الحادي عشر ، النسخة مصححة بخط الكاتب ، سقطت

منها الورقة الأولى. النصف الأول من الكتاب.

* 130 ، يوم الثلاثاء 14 رجب 1059 (الرقم العددي

1159 وهو خطأ) ، نسخة مصححة ، عليها تعاليق.

(25)

جواهر

التفسير لتحفة الأمير

(تفسير - فارسي)

تأليف : المولى حسين بن علي الكاشفي البيهقي (910).

* 14 ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول.

* 21 ، القسم الأول من النسخة السابقة.

(26)

جهان

گشاى نادرى

(تاريخ - فارسي)

تأليف : ميرزا محمد مهدي خان بن محمد نصير النوري الأسترآبادي (1160).

* 69 ، علي نقي بن محمد تقي بيك الكلانتر ، يوم

الخميس 18 ربيع الآخر 1275 ، بآخر النسخة كتبت ثلاث

رسائل تاريخية.

(27)

حاشية

أنوار التنزيل

(تفسير - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

ص: 209

الحاشية الثانية للبهائي.

* 101 ، محمد باقر بن إسحاق القمواني ، سنة 1126 ،

عليه تعاليق المؤلف.

(28)

حاشية

شرح مختصر المنتهى

(أصول الفقه - عربي)

تأليف :؟

تمت هذه الحاشية في 26 شعبان سنة 734.

أولها : «مبادئ اللغة ، من لطف الله إحداث الموضوعات اللغوية .. أقول : من لطف الله تعالى إحداث الموضوعات اللغوية ، فإنه لما علم حاجة الناس إلى تعريف بعضهم بعضا».

* 34 ، محمد قاسم بن غلام علي الطبيب ، آخر شعبان

1049.

(29)

حاشية

الفوائد الضيائية

(نحو - عربي)

تأليف : عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه السمرقندي (951).

* 76 ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول.

(30)

حاشية

كتاب في الفقه

(فقه - عربي)

تأليف :؟

ص: 210

حاشية استدلالية مفصلة على كتاب فقهي ، ومناقشات مع مؤلفه الذي كان من الأخباريين ظاهرا. في هذه النسخة أحكام التقليد وكتاب الطهارة.

أولها : «الحمد لله حمدا كثيرا كما هو أهله .. قوله : فمن كان ، اعلم أن الأحكام الشرعية بأسرها توقيفية ، وقوفه على الثبوت من الشرع».

* 143 ، عبد الله بن حبيب الله ، سنة 1239 في

كربلاء ،

النسخة كثيرة الأخطاء.

(31)

حاشية

معالم الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : حسام الدين محمد صالح بن أحمد المازندراني (1081).

* 88 ، برج علي بن خواجة علي المازندراني ، العشرة

الأولى من جمادى الأولى 1057 ، نسخة مصححة على نسخة

المؤلف كما كتب على الورقة الأولى.

(32)

الحدود

والديات

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* 84 ، من القرن الثالث عشر.

(33)

حمله

حيدرى

(شعر - فارسي)

نظم : ميرزا محمد رفيع بن محمد المشهدي ، باذل (1124).

ص: 211

* 127 ، أحمد بن ملا محمد مؤمن الكروني ، سنة 1195.

(34)

الخصائص

الحسينية

(سيرة المعصومين - عربي)

تأليف : الشيخ جعفر بن الحسين التستري (1303).

* 47 ، محمد حسين بن أحمد التستري ، يوم الثلاثاء

22

ربيع المولود 1298 ، في الهوامش وقبل الكتاب كتبت مطالب

متفرقة.

(35)

الخلاصة

في النحو (الألفية)

(نحو - عربي)

تأليف : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (672).

* 45 ، 19 شهر رمضان 1264 ، كتبت على الأوراق

الأولى

تعاليق على الأبيات.

* 87 ، من القرن الثالث عشر وسقط منه الورقة الأولى.

(36)

خلاصة

منهج الصادقين

(تفسير - فارسي)

تأليف : ملا فتح الله بن شكر الله الكاشاني (988).

* 126 ، من القرن الحادي عشر ، والورقة الأولى

والأخيرة

حديثتا الكتابة ، عليه بعض التعاليق من محمد باقر التوحيدي

الأصبهاني وزينل بن نقديجان البيكدلي بتاريخ 1103.

ص: 212

* 131 ، محمد صادق بن محمد مصطفى النجفي ، يوم

الأحد 16 شوال 1219 ، من سورة الأنعام إلى سورة الإسراء

(بني إسرائيل) ، سقطت الورقة الأولى من النسخة.

(37)

الدرة

النجفية

(فقه - عربي)

نظم : السيد محمد مهدي بن المرتضى بحر العلوم النجفي (1212).

* 109 ، سليمان بن القاسم الشيرواني ، يوم الاثنين

ثامن

ربيع الأول 1264 في مدرسة الصدر بطهران ، في أول الكتاب

وآخره أوراق تحتوي على مطالب مبعثرة.

(38)

ديوان

أمير معزي السمرقندي

(شعر - فارسي)

نظم : أبي عبد الله محمد بن عبد الملك البرهاني معزي السمرقندي (542).

* 54 ، يوم الخميس تاسع جمادى الأولى 1246 ، نسخة

جميلة الخط نظيفة.

(39)

ديوان

منوچهري الدامغاني

(شعر - فارسي)

نظم : أبي النجم أحمد بن قوص منوچهري الدامغاني (432).

* 60 ، من القرن الثاني عشر.

ص: 213

(40)

الروضة

البهية في شرح اللمعة الدمشقية

(فقه - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (966).

* 7 ، محمد نصير بن محمد رضا التنكابني ، يوم الأحد

20 جمادى الآخرة 1202 ، عليه تعاليق قليلة.

* 13 ، حسن بن أبي الحسن الحسيني العاملي ، يوم

السبت

خامس شعبان 958 في خدمة المصنف ، نسخة مصححة ،

عليها تعاليق وبلاغات.

* 17 ، من القرن الثالث عشر ، المجلد الثاني ، وهو

مخروم

الآخر.

* 55 ، عاشر شهر رمضان 1227 ، المجلد الثاني.

* 125 ، عبد الرحمن بن ناصر بن علي بن أجود

الجزائري ، الجزء الأول في يوم الخميس 26 ربيع الأول

1062 ، والجزء الثاني سنة 1063 ، درس الكتاب السيد

نعمة الله الجزائري أربع مرات في تستر وأصبهان ، أتم المرة

الثانية في ذي القعدة 1086 والثالثة سنة 1087 ، على الكتاب

تعاليق بعضها من السيد الجزائري.

(41)

زاد

المعاد

(دعاء - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

ص: 214

* 81 ، رجب علي بن أبي طالب التاجر الأصبهاني ،

العشرة

الأخيرة من شوال 1237 ، نسخة مجدولة ، عليها تعاليق بعضها

بتوقيع مهدي الموسوي.

* 104 ، قريب من عصر المؤلف ، وترجمت الأدعية إلى

الفارسية بين السطور.

(42)

زبدة

البيان في براهين أحكام القرآن

(فقه القرآن - عربي)

تأليف : المولى أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (993).

* 40 ، علي بن كنعان الدزماري ، شهر رجب 1033 في

أردبيل ، الأوراق الأولى مصححة عليها تعاليق.

(43)

سؤال

وجواب

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

لعله للسيد محمد باقر بن محمد نقي حجة الإسلام الشفتي (1260) ، وهو من كتاب الخمس إلى الوقف.

* 6 ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الأول.

(44)

شرح

ألفية ابن مالك

(نحو - عربي)

تأليف : بهاء الدين عبد الله بن عقيل المصري (769).

* 120 ، من القرن الثالث عشر.

ص: 215

(45)

شرح

تجريد العقائد

(كلام - عربي)

تأليف : علاء الدين علي بن محمد القوشجي (879).

* 53 ، من القرن الثالث عشر ، لعل النسخة غير تامة

من

آخرها.

(46)

شرح

التوحيد للصدوق

(حديث - عربي)

تأليف : القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمي (بعد 1106).

* 93 ، قريب من عصر المؤلف. المجلد الأول.

(47)

شرح

قطر الندى

(نحو - عربي)

تأليف : جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام النحوي (761).

* 46 ، أحمد بن محمد معصوم بن محمد حسن القزويني

الشيرازي الحائري ، يوم الخميس 29 جمادى الأولى 1272 في

شيراز.

(48)

شرح

المختصر النافع (الصغير)

(فقه - عربي)

تأليف : السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري (1231).

ص: 216

* 129 ، عبد الله بن ملا مؤمن الكيوثري ، يوم

الخميس

من العشرة الأخيرة من جمادى الآخرة 1227.

(49)

شرائع

الإسلام في مسائل الحلال والحرام

(فقه - عربي)

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (676).

* 12 ، محمد بن علي بن هارون بن يحيى الصائم

المازندراني الجزائري ، يوم الجمعة 18 جمادى الآخرة 773

في بلدة «رودسر» من توابع جيلان (هذا التاريخ غير صحيح ،

فإن على النسخة تعاليق من الشهيد الثاني وآخرين ممن تأخر

عن هذا العصر ، وأظن أنها من القرن الحادي عشر أو الثاني

عشر).

(50)

صحاح

اللغة

(لغة - عربي)

تأليف : أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (393).

* 137 ، من القرن العاشر ، صححه الناسخ بخطه ، من

حرف اللام إلى آخر الكتاب.

(51)

الصحيفة

السجادية

(دعاء - عربي)

إنشاء : الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام.

* 75 ، من القرن الثاني عشر ، مترجم إلى الفارسية

بين

ص: 217

السطور ، مصحح ، عليه تعاليق بالفارسية ، مخروم

الأول

والآخر.

(52)

صرف

(صرف - فارسي)

تأليف :؟

جمع القواعد الصرفية باختصار مع أمثلة تمرينية ، والظاهر أنه من كتابات متعلم كان يشتغل بالأدب العربي.

أوله : «كلمات لغت عرب بر سه گونه است ، اسم فعل حرف ، اسم بمعنى علامت ونشانه است».

* 121 ، نسخة حديثة جدا.

(53)

عدة

الداعي ونجاح الساعي

(دعاء - عربي)

تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (841).

* 92 ، محمد باقر بن محمد الحسيني ، جمادى الآخرة

1071.

(54)

عرش

سماء التوفيق

(تفسير - فارسي)

تأليف : السيد عبد الحسيب بن أحمد العلوي العاملي (ق 11).

تفسير ممزوج مفصل نسبيا ، على ضوء ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في الأحاديث الصحيحة بالأسانيد الموثوقة ، بضمنه فوائد علمية وأدبية مع

ص: 218

العناية باختلاف القراءات .. بدأ المؤلف به في يوم الثلاثاء 15 رجب سنة 1069.

أوله : «زينت طلعت عنوان تفسير وبيان هر مقام بعقود جواهر ثناى حضرت ملك علام است».

* 138 ، من عصر المؤلف ، صححه الناسخ بخطه ، المجلد

الأول وفيه تفسير سورة الفاتحة والبقرة.

(55)

علامات

ظهور وقيامت

(عقائد - فارسي)

تأليف : المولى فتح الله بن شكر الله الكاشاني (988).

في علائم ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، وخاصة الدجال الذي سيظهر قبل ظهور الحجة عليه السلام ، وهكذا يتناول علائم قيام القيامة ، وكلها على ضوء ما جاء في أحاديث أهل البيت عليهم السلام.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. بدانكه مقرون بروز قيامت يازده علامت سمت وقوع خواهد يافت».

آخره :

نمانده با كسى عقل وراى

زهول حساب وزترس خداى

* 102 ، من القرن الثاني عشر.

(56)

عين

الجمع وجمع العين

(شعر - عربي)

جمع : أبي السيادات محمد الصوفي الشافعي المصري.

ص: 219

منتخبات من شعر الشعراء القدامى والمتأخرين ، استحسنها المؤلف وجمعها في هذه المجموعة ، فيها أبيات أو قصائد بعضها طويلة ، ولها مقدمة نثرية ، اسم المجموعة مأخوذ من عبارة للمؤلف في المقدمة ، ويجب التأكد منه!

* 89 ، من القرن العاشر ، مخروم الأول وبآخره تقريظ

،

ذهب اسم المقرظ من حاشية الصفحة ، في الورقة 80 توجد

أبيات كتبها السيد محمد بن السيد علي بتاريخ 1066.

(57)

عين

الحياة

(أخلاق - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* 15 ، محسن بن سراج الأصبهاني ، ذو الحجة 1089 ،

صححه الناسخ بخطه.

(58)

عيون

أخبار الرضا عليه السلام

(حديث - عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه القمي (381).

* 19 ، محمد باقر بن الحسين الجربادقاني ، يوم

السبت

ثامن ربيع الأول 1044.

(59)

الفوائد

الضيائية في شرح الكافية

(نحو - عربي)

تأليف : نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي (898).

ص: 220

* 20 ، محمد قاسم بن ملا حاجي ، شهر محرم 1060 في

«رشت».

(60)

القرآن الكريم

* 1 ، محمد علي بن محمد ، سنة 1274 ، نسخة

مجدولة مزركشة ، سقطت منها الورقة الأولى.

(61)

قواعد

الأحكام في معرفة الحلال والحرام

(فقه - عربي)

تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (726).

* 2 ، حسين بن علي بن محمود بن أبي معتوق ، يوم

الأربعاء 19 رجب 831 (آخر الجزء الأول) ، نسخة مخرومة

الآخر ، مصححة ، عليها تعاليق وبلاغات ، على الورقة الأولى

إجازة كتبها علي بن هلال الجزائري لجمال الدين أحمد بن

رجب المشهدي الغروي في يوم الأحد سابع شوال 888.

* 23 ، پيران بخش بن خدا بخش ، الجزء الأول بتاريخ

يوم

الأربعاء سلخ ربيع الآخر 964 ، والجزء الثاني يوم الأربعاء

خامس رجب 965 ، الورقة الأولى حديثة الكتابة والكتاب

مصحح ، عليه تعاليق يسيرة.

(62)

القوانين

المحكمة

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي (1231).

ص: 221

* 10 ، سنة 1226 ، مخروم الأول.

* 44 ، من عصر المؤلف ، بآخر النسخة سجل اسم أحمد

ابن محمد الخوانساري ، والظاهر أنه ليس كاتبها ، وهي

مخرومة الأول.

* 132 ، رجب علي بن محمد الخوانساري ، يوم الاثنين

29 رمضان 1230 ، عليه تعاليق المؤلف.

(63)

كتاب

الدعاء

(دعاء - فارسي)

تأليف :؟

منتخبات من أدعية الأيام والليالي وأيام الأسبوع والشهور وتعقيب الصلوات ، في أبواب فيها فصول ، مع ذكر مصادر الأدعية.

وجدنا فيها هذه العناوين :

باب هفتم : در دعاها وتعقيبات صبح ، فيه اثنا عشر

فصلا.

باب هشتم : در اعمال ايام وليالى هفته ، فيه ثلاثة

فصول.

باب نهم : در آداب وأعمال مختلف ، فيه أربعة عشرة

فصلا.

باب دهم : در بعضي چيزهاى متفرقه.

* 50 ، يوم الخميس تاسع رمضان 1115 (لعله تاريخ

التأليف) .. النسخة مخرومة الأول والآخر والأوراق مشوشة.

(64)

كتاب

الدعاء

(دعاء - فارسي)

تأليف :؟

ص: 222

فيه سورة يس والفتح والرحمن والواقعة والجمعة ، وأدعية الجوشن الكبير والصغير ودعاء كميل وزيارة عاشوراء وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ودعاء العديلة وبعض أعمال شهر رمضان وأدعية متفرقة أخرى.

* 105 ، نسخة جيدة الخط ، بياضية ، مخرومة الأول

والآخر.

(65)

كتاب

الدعاء

(دعاء - فارسي)

تأليف :؟

فيه أدعية صنمي قريش والصباح والذخيرة والعديلة ، وأعمال الليالي والأيام ، وأعمال أيام الأسبوع ، وأدعية أخرى قصيرة.

* 110 ، من القرن الثاني عشر ، وترجمت الأدعية

بالفارسية

بين السطور ، وهو مخروم الأول والآخر.

(66)

كنز

العرفان في فقه القرآن

(فقه القرآن - عربي)

تأليف : أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي (826).

* 38 ، عبد الله بن طالب الجيلاني ، ليلة السبت 24

ذي

القعدة 1084 ، نسخة مصححة ، عليها تعاليق ، مخرومة الأول.

(67)

كنز

اللغات

(لغة - فارسي)

تأليف : محمد بن عبد الخالق بن معروف (ق 9).

ص: 223

* 140 ، صادق بن محمد الكودرزي ، غرة ذي الحجة

1106.

(68)

گوهر

مراد

(فلسفة - فارسي)

تأليف : المولى عبد الرزاق بن علي الفياض اللاهيجي (1072).

* 61 ، من القرن الثاني عشر.

(69)

لوامع

الأسرار في شرح مطالع الأنوار

(منطق - عربي)

تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي (766).

* 31 ، من القرن الثالث عشر ، والظاهر أنه غير تام

من

آخره.

(70)

مجمع

الأمثال

(أدب - عربي)

تأليف : أبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (518).

* 30 ، 11 محرم 1083 ، نسخة مجدولة ، مخرومة الأول.

(71)

مجمع

البحرين ومطلع النيرين

(لغة - عربي)

تأليف : الشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي النجفي (1087).

ص: 224

* 136 ، الجزء الأول في يوم الجمعة ثالث ذي الحجة

1260 ، والجزء الثاني يوم الاثنين سابع ربيع الأول 1261.

(72)

مجمع

البيان لعلوم القرآن

(تفسير - عربي)

تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (548).

* 48 ، من القرن السابع ، المجلد الرابع.

(73)

مجموعة

(متفرقة - فارسي)

جمع :؟

فيها رسائل ومنشآت وأبيات فارسية ، مختارة من شعراء متقدمين ومتأخرين ، وترجمة بعض الكلمات ، ومعميات وتواريخ ولادات ، جمعت من دون ترتيب وتنظيم.

* 73 ، من القرن الحادي عشر ، فيها بعض الشعر بخطوط

قائليها ، إحداها بخط محمد هادي وبتاريخ 1199.

(74)

مجموعة

(متفرقة - فارسي)

جمع :؟

في أولها منظومة في علم الرمل ، ثم متفرقات فيه وفي الطب والأدعية للأمراض والأعراض.

ص: 225

* 122 ، يوم السبت 29 شوال 1230 (في آخر المنظومة).

(75)

مجموعة

شعرية

(شعر - عربي)

جمع :؟

فيها - كما جاء في آخر النسخة - أربعة آلاف وتسعمائة بيت من الأشعار المتفرقة ، انتقيت وسجلت من دون تنظيم خاص ..

أولها :

أشرقت من الدجى فلاح النهار

وأنارت من فوقها الأشجار

من سناها الشموس تشرق لما

تتجلى وتبدو تخجل الأقمار

* 43 ، من أوائل القرن الرابع عشر ، بخط جميل جيد.

(76)

مجموعة

شعرية

(شعر - فارسي)

جمع :؟

فيها أشعار وقصائد حول واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه ، والظاهر أن جامعها أحد الخطباء.

* 106 ، من القرن الرابع عشر ، والنسخة بياضية.

(77)

مجموعة فيها :

1

- شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام

(فقه - عربي)

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق

ص: 226

الحلي (676).

مخروم الأول.

2

- السهو في الصلاة

(فقه - عربي)

تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (841).

رسالة فتوائية في أحكام السهو في الصلاة مع الإلماع إلى بعض الأدلة وأقوال الفقهاء ، وهي في بحوث ، هذه عناوين ما في النسخة :

البحث الأول : في بيان ماهية السهو.

البحث الثاني : في حد السهو الكثير.

البحث الثالث : في أنه لا حكم لكثرة السهو.

البحث الرابع : في أحكام هذه المسألة.

أوله : «الحمد لله المنزه عن الآباء والأولاد ، المتقدس عن الصحابة والأضداد والأنداد ، المحمود على ما أنعم به من التكليف على العباد».

* 27 ، الكتاب الأول بخط نصر الله بن برقع بن تركي

الطرفي ، يوم الخميس 16 محرم 956 في أصبهان ، نسخة

مصححة ، عليها هوامش وبلاغات بخطين. الكتاب الثاني من

القرن العاشر.

(78)

مجموعة فيها :

1

- الحجة البالغة لأصحاب اليمين

(أدب - عربي)

تأليف :؟

سجل المؤلف مواعظه التي كان يلقيها على المنابر بطلب بعض الفضلاء في كتاب سماه منهج الواعظين ومسلك الراشدين ، ولما كان تأليفه

ص: 227

في مجلدات يصعب الاستفادة منها رأى تلخيصه في هذا الكتاب

بانتقاء ما أدرج فيه من أقوال وكلمات الإمام علي عليه السلام.

رتبت الكلمات في مواضيع أخلاقية ودينية ، وهي مرتبة على ترتيب حروف أوائل عناوين الموضوع في ثمانية وعشرين كتابا بعدد الحروف ، وفي كل كتاب أبواب بعدد العناوين. ألف باسم يمين الدولة مقرب الملك ناصر الدين شاه القاجار.

محي اسم المؤلف في ديباجة الكتاب وكتب بدلا عنه : «حسن بن محمد الكاشاني».

أوله : «الحمد لله الذي جعل الموعظة هداية للمتقين ، وتذكرة لمن شاء اتخذ سبيلا إلى رب العالمين ، وتنبيها لمن استيقظ عن نومة الغافلين».

آخره : «من رعى الأيتام رعي في بيته ، من أفضل البر بر الأيتام».

2

- أنوار الحقيقة في أسرار الشريعة

(تصوف - فارسي)

تأليف : ميرزا علي نقي بن محمد رضا الهمداني.

في أسرار الصلاة على طريقة العرفاء والمتصوفة ، مع شواهد من الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، بضمنه إشارة إلى مراتب التوحيد والمحبة الإلهية ومقام الرضا وبيان أسماء الله تعالى.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. از آنجا كه مقصود اصلى از آفرينش عالم وانتظام نظام خلقت آدم إرسال رسل وإنزال كتب».

آخره : «چون ختم اين كتاب به اين اسماء شريفه شده اميدوارم بحق محمد وآل او كه عاقبت جميع شيعيان ومحبان ختم بخير شود».

* 49 ، محمد جواد بن محمد علي الموسوي ، يوم

الجمعة 19 رمضان 1302 (آخر الكتاب الأول) ، بين الكتاب

ص: 228

أحاديث وقصص عرفانية صوفية منتخبة من كتاب ابن

الجوزي بخط الناسخ ، وفي المجموعة كتابات متفرقة من أحد

الخطباء.

(79)

مجموعة فيها :

1

- المعراج الجسماني

(عقائد - عربي)

تأليف : السيد كاظم بن القاسم الحسيني الرشتي (1259).

2

- شرح الخطبة التطنجية

(متفرقة - عربي)

تأليف : السيد كاظم بن القاسم الحسيني الرشتي.

* 51 ، محمد قاسم (أبو القاسم) بن حسن قلي

السرجامي ، الكتاب الأول يوم الخميس 11 ذي القعدة 1242 ،

والكتاب الثاني سنة 1254 في المشهد الرضوي ، وكتب للسيد

عبد الله الكدكني ، صحح الناسخ المجموعة بخطه.

(80)

مجموعة فيها :

1

- معالم الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (1011).

2

- شرح معمى

(معمى - فارسي)

تأليف : صادق ركني عاشق.

شرح مختصر لمعميات الأمير كمال الدين حسين بن محمد الحسيني المشهور بمير حسين النيسابوري المعمائي ، وبعض المعميات من نظم الشارح أو شعراء آخرين.

ص: 229

أوله : «بنام آنكه از تاليف وتركيب ، معماى جهان را داد ترتيب .. در زمان جوانى وايام كامرانى بعشق وعاشقى وشعر وشاعرى».

* 58 ، من القرن الثاني عشر ، الكتاب الأول مصحح

وعليه

تعاليق.

(81)

مجموعة فيها :

1

- معالم الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (1011).

2

- زبدة الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* 63 ، الكتاب الأول بخط محمد باقر بن محمد علي

الخامنه إي ، 25 شعبان 1225 في تبريز. الكتاب الثاني بخط

رفيع بن محمد مهدي الحسيني القزويني ، من القرن الثالث

عشر ، عليه تعاليق المؤلف.

(82)

مجموعة فيها :

1

- الباب الحادي عشر

(كلام - عربي)

تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (726).

مخروم الأول.

2

- نصاب المتعلمين

(لغة - فارسي)

تأليف :؟

ص: 230

شرح على منظومة نصاب الصبيان للفراهي ، يحاول الشارح فيه فصل الكلمات العربية عن الفارسية ويبين البحر الشعري لكل قطعة منها ، مع الاستفادة من شرح أستاذه القائني وشرح كمال بن حسام الكبير وغيرهما.

أوله : «سپاس وشكر بيقياس مرخداى راست كه شريعت غرا را بر لسان عربان نهاد».

3

- معارج اليقين في أصول الدين

(حديث - عربي)

تأليف : الشيخ محمد بن محمد الشعيري السبزواري (ق 7).

هو الكتاب المعروف ب : جامع الأخبار المبوب بأبواب ذات فصول.

* 70 ، الكتاب الأول بخط عبد القادر بن حاجي محسن ،

شهر رجب 1055. الكتاب الثاني تم في غرة شوال 1036. الكتاب الثالث من القرن

الحادي عشر والورقتان الأخيرتان منه

كتبتا حديثا.

(83)

مجموعة فيها :

1

- حاشية تهذيب المنطق

(منطق - عربي)

تأليف : نجم الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981).

2

- الخلاصة في النحو (الألفية)

(نحو - عربي)

نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (672).

* 78 ، الكتاب الأول من القرن الثاني عشر وبعض

أوراقه

حديثة الكتابة. الكتاب الثاني كتب سنة 1259.

* * *

ص: 231

(84)

مجموعة فيها :

1

- الخلاصة في النحو (الألفية)

(نحو - عربي)

نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (672).

2

- الفوائد الصمدية

(نحو - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

3

- كبرى

(منطق - فارسي)

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825).

* 79 ، الكتاب الثاني جمادى الأولى 1229 ، عليه

تعاليق

بخطوط مختلفة. الكتاب الثالث بخط محمد حسن بن محمد

علي ، سنة 1228.

(85)

مجموعة فيها :

1

- القانونچه

(طب - عربي)

تأليف : القاضي محمود بن محمد الجغميني (ق 9).

2

- حاشية حاشية اليزدي على تهذيب المنطق

(منطق - عربي)

تأليف : ملا نظر علي بن محسن الجيلاني (ق 13).

* 85 ، الكتاب الأول يوم الخميس سادس جمادى الآخرة

ص: 232

1258. الكتاب الثاني بخط زين العابدين بن محمد باقر

الحسيني ، عاشر ذي الحجة 1258.

(86)

مجموعة فيها :

1

- الكتاب الشكرية

(صرف - عربي)

تأليف : أحمد بن عماد.

شرح ممزوج مختصر على رسالة المقصود المنسوبة إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، فيه آراء الشارح في قواعد الصرف.

أوله مخروم : «وأرفعها منارا ، وأسناها أبهة ومقدارا ، هو علم الصرف».

آخره :

لقد عز محسود وقد ذل حاسد

لقد كان حتما من قديم الطوالع

2 - حاشية شرح التصريف للتفتازاني

(صرف - عربي)

تأليف :؟

حاشية توضيحية بعناوين : «قوله - قوله» على شرح تصريف

الزنجاني لسعد الدين التفتازاني ، ألفت باسم معين الحق السلطان يعقوب.

أولها : «نحمد الله أن وفقنا لصرف الهمة نحو المعاني ، وأدغم في ضمائرنا معرفة الضروب والأوزان».

آخرها : «والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».

3

- حاشية التصريف للزنجاني

(صرف - عربي)

ص: 233

تأليف : أبي الثناء محمود بن عمر الأنطاكي الزنجاني.

حاشية توضيحية جمعها أحد تلامذة الأنطاكي حين الاستفادة من مجلس درسه.

أولها : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، فهذا مختصر مبارك مشتمل على ألفاظ منقولة من إملاء شيخنا».

آخرها : «وحابى يحابي انتقل إلى باب فاعل فإذا إليه من كشف مشكلاته وحل معضلاته ...».

* 95 ، من القرن الثاني عشر.

(87)

مجموعة فيها :

1

- الوصية

(أخلاق - فارسي)

كتبها : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني (1288).

الظاهر أنها ترجمة الوصية التي كتبها الكرماني عند سفره إلى العتبات المقدسة ، وقد ذكرتها في التراث العربي 5 / 460.

أولها : «الحمد لله .. صحيفة ايست كه نوشته است».

2

- الوصية

(أخلاق - فارسي)

كتبها : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني.

3

- هداية الصبيان

(عقائد - فارسي)

تأليف : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني.

4

- تفسير حروفي لبعض الأسماء

(متفرقة - فارسي)

تأليف : الحاج محمد رحيم خان بن كريم خان الكرماني (ق 14).

ص: 234

فوائد في تفسير وشرح بعض الأسماء ، ك : يس ومحمد وغيرهما ، على أسس علم الحروف ، استفادها بعض الملازمين للكرماني ودونها في هذه الرسالة.

أوله : «چون فرمايشات سركار آقا زاده حاج محمد رحيم خان».

5

- المواعظ

(أخلاق - فارسي)

كتبها :؟

لعلها من مواعظ الحاج كريم خان الكرماني التي كان يحاضر بها في مجالس الوعظ والخطابة ، دونها بعض من كان يحضرها. النسخة مخرومة الأول.

* 111 ، محمد بن محمود ، سنة 1290.

(88)

مجموعة فيها :

1

- سى فصل

(تقويم - فارسي)

تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).

2

- أحوال حسين خان

(شعر - فارسي)

نظم :؟

منظومة هزلية نقدية يسرد الناظم فيها قصة معاشقة شخص يسمى حسين خان خادم أحد الحكام مع بنت عشقها ، وفيها كيفية محاكمته وشمول العفو له لانتسابه إلى الحاكم.

أوله :

روايت كند راوي اين كلام

كه از ما بر دوست بادا سلام

ص: 235

زراوى چنين ياد دارم سخن

كه بد در ولايت يكى تازه زن

3 - گلشن عطا

(أدب - فارسي)

تأليف :؟

مختصر في قواعد الإنشاء وكتابة الرسائل ، في خمسة أبواب قصيرة.

أوله : «شكر وسپاس افزون ازوهم وقياس مالك الملكى را سزاست».

4

- الخلاصة في النحو (الألفية)

(نحو - فارسي)

نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (672).

في المجموعة قطعة من أول الألفية.

* 112 ، سنة 1285 (آخر الرسالة الثالثة).

(89)

مجموعة فيها :

1

- حاشية شرح آداب البحث للشيراني

(منطق - عربي)

تأليف : مير أبو الفتح محمد بن أبي سعيد الأردبيلي ، تاج السعدي.

2 - حاشية شرح آداب البحث للشيراني

تأليف : جمال الدين أحمد بن يحيى الكاشاني.

أولها : «قوله : المنة علينا ، سلك طريقة العمل بالحديث معنى ، لأن حقيقة الحمد عند المحققين إظهار الصفات الكمالية».

النسخة مخرومة الآخر.

* 113 ، ميرزا حسين بن غلام حسين النهاوندي ، يوم

ص: 236

الخميس 22 جمادى الأولى 1235 (آخر الكتاب الأول).

(90)

مجموعة فيها :

1

- أخلاق

(أخلاق - فارسي)

تأليف :؟

فيه تعاليم أخلاقية على الأسس الصوفية ، بضمنها أحاديث مروية بطرق أهل السنة.

أوله مخروم : «بحكم أن حزب الشيطان هم الخاسرون به صدمه عشق بكشند».

آخره :

بهر ساعتى دولتى تازه ده

چو دولت دهى بيش از اندازه ده

2

- تعبير نامه

(تعبير الرؤيا - فارسي)

تأليف :؟

نسبت الرسالة في مقدمتها إلى ابن سيرة برواية دانيال ويوسف النبي والإمام الصادق عليه السلام ، وهو في أبواب ، توجد في النسخة إلى الباب السادس والأربعين ، وهي مخرومة الآخر.

أوله : «الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علمه البيان ، وألهمه التبيان ، وأكرمه بمزيد الإحسان».

* 114 ، محمد علي بن خواجة بيك الشهرابي الفراهاني

،

الحادي عشر من ذي الحجة سنة 1011 (آخر الكتاب الأول).

* * *

ص: 237

(91)

مجموعة فيها :

1

- الفتوحات المنطقية

(منطق - عربي)

تأليف :؟

متن مختصر في القواعد المنطقية في أربعين «فتوح».

أوله : «نحمدك يا من بيده ملكوت كل شئ على ما هديتنا إلى الصراط المستقيم ، والميزان العدل القويم».

آخره : «هذا الجسم إما شجر وإما حجر ، لكنه شجر فلا حجر ، لكنه حجر فلا شجر».

2

- شرح الإيساغوجي

(منطق - عربي)

تأليف : حسام الدين حسن الكاتي (760).

* 115 ، الكتاب الأول بتاريخ 1100. الكتاب الثاني

من

القرن الثاني عشر.

(92)

مجموعة فيها :

1

- كبرى

(منطق - فارسي)

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825).

2

- الألفاظ

(لغة - فارسي)

تأليف :؟

معجم مختصر جدا ، عربي - فارسي ، مؤلف للمشتغلين بالكتابة

ص: 238

العربية ، وهو على ترتيب حروف أوائل الكلمات ، ونجد في النسخة مقدارا من حرف الألف.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. بدان - أسعدك الله في الدارين - كه أين كتابي است مسمى به ألفاظ».

3

- شرح شواهد البهجة المرضية

(أدب - فارسي)

تأليف : ملا نظام الدين بن أحمد الأردبيلي (نحو 1150).

* 116 ، مهدي بن ملا صالح المازندراني ، سنة 1227.

(93)

مجموعة فيها :

1

- حاشية أنوار التنزيل

(تفسير - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

الحاشية الثانية ، وهي مخرومة الآخر.

2

- خلاصة الحساب

(حساب - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي.

مخرومة الآخر.

3

- مقباس المصابيح

(دعاء - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

4

- أجوبة مسائل فتح علي شاه

(أجوبة - عربي)

كتبها : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1241).

* 117 ، بخطوط مختلفة ، والرسائل الثلاث الأولى

ص: 239

مخرومات الآخر. الرسالة الرابعة كتبها ميرزا حسين

بن غلام

حسين النهاوندي ، يوم الأحد 12 ربيع الأول 1231 في

كرمانشاه.

(94)

مجموعة فيها :

1

- الحدود والديات

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

2

- أحكام التجارة

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

فتوائي في أحكام التجارة مع الإشارة إلى بعض الأدلة وأقوال كبار الفقهاء ، ألف بطلب بعض إخوان الدين ، في فصول.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد اين رساله ايست در احكام تجارات ومكاسب».

3

- الزكاة

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

ذكر فيه النصب وبقية الأحكام الخاصة بالزكاة مختصرا.

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد بدانكه بعد از معرفت اصول دين هيچ واجبى وجوبش بوجوب نماز وزكات نمى رسد».

4

- الخمس

(فقه - فارسي)

تأليف :؟

مختصر فتوائي في أحكام الخمس ، والموارد التي يتعلق بها ،

ص: 240

ومصارفه.

أوله : «الحمد لوليه .. اما بعد چون نظام أمور معاش ومعاد باين بود كه جناب اقدس الهى خلق را متفاوت خلق كرده».

5

- الرضاع

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي (1070).

6

- التحفة الحسينية

(فقه - فارسي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل ، الوحيد البهبهاني (1206).

7

- العصير العنبي

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ عبد الصمد.

فصل المؤلف البحث في العصير العنبي في كتابه شرح المختصر النافع ، وهو موضوع اختلف الفقهاء فيه كثيرا ، فعن له تناول موضوع طهارة العصير أو نجاسته بتفصيل واستدلال في هذه الرسالة.

أوله : «أحمد الله على هويته ، وأشكره لا زال كائنا مع استمرار كينونته ، وأصلي على من خص بالشريعة السهلة السمحاء».

آخره : «فحكم كتابه الكريم ما جعل عليكم في الدين من حرج يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».

* 118 ، كتبت الرسائل بخطوط مختلفة ، الرسالة

الثالثة في

يوم الأربعاء 12 ذي القعدة 1200 في كرمانشاه ، والرسالة

الرابعة في 27 شوال 1201 ، والرسالة الخامسة في 17 رجب

1200 ، والرسالة السابعة بخط المؤلف.

* * *

ص: 241

(95)

مجموعة فيها :

1

- آغاز وانجام

(فلسفة - فارسي)

تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).

2

- سر العالمين وكشف ما في الدارين

(تصوف - عربي)

منسوب إلى أبي حامد محمد بن محمد الغزالي (505).

3

- سؤال وجواب

(تصوف - فارسي)

كتبها : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825).

تشتمل هذه الرسالة على فصول تبحث في هذه المواضع على أسس التصوف والعرفان : حكمة خلق العالم ، أول ما خلق الله تعالى ، تركيب الروح مع الجسد ، الثواب والعقاب ، حقيقة الملائكة ، فاعل الأشياء وخالقها ، الصراط والميزان ، معراج النبي ، خاتمة فيها موعظة ونصيحة.

أوله : «اين اجوبه ايست كه استاد البشر والعقل الحادي عشر ..

مقدمه در تمهيد معذرت جهت قصور ادراك عبارت اكابر علما».

4

- إثبات الواجب

(فلسفة - عربي)

تأليف :؟

مختصر جدا في إثبات الله تعالى والصفات الإلهية.

أوله : «الحمد لله الأحد ، الفرد الصمد .. أما بعد فهذه رسالة في إثبات الواجب وتوحيده ، وصفاته».

5

- أسرار الصلاة

(عرفان - فارسي)

ص: 242

تأليف : القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمي (بعد 1106).

6

- بقاء النفس بعد خراب البدن

(فلسفة - عربي)

تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).

7

- المثل الأفلاطونية

(فلسفة - عربي)

تأليف :؟

أوله : «اعلم أن لكل نوع من الأنواع الموجودة في الخارج أجزاء جزئية ، يشترك في مهية ذلك النوع كالإنسان».

8

- العشق

(فلسفة - فارسي)

تأليف : محمد يوسف الطالقاني.

أوله : «ستايش وپرستش وحب وعشق ازهر موجودى ومعبودى ومعشوقى راست».

9

- صنوف الناس عند الرجوع إلى دار البقاء

(فلسفة - عربي)

تأليف :؟

صنف الناس عند رجوعهم إلى دار البقاء بعد الموت ستة أصناف ، بعد العبور عن العوالم الثلاثة التي يسلكها.

أوله : «الحمد لله المتوحد في ديمومة صفاته والممجد بالسلطنة والتدبير والمستأثر في إجراء القضاء على ألواح التقدير».

10

- مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد

(أخلاق - عربي)

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (966).

11

- العشق

(تصوف - فارسي)

تأليف :؟

ص: 243

في تعريف العشق من الجانب العرفاني ، وبيان من هو العاشق والمعشوق ، كتب بنظم ونثر فارسي جيد في ثمان وعشرين «لمعة».

أوله : «الحمد لله الذي نور وجه حبيبه بتجليات الجمال ، فتلألأ نورا وأبصر فيه باغات الكمال ، ففرح فيه سرورا».

* 119 ، محمد باقر بن محمد حسن البروجني ، الكتاب

الأول في سنة 1294 ، والكتاب ... في ربيع الأول 1294 ،

والرسالة الرابعة في سنة 1295 ، والرسالة العاشرة في ليلة

الجمعة ثاني ربيع الأول 1297 ، والرسالة الأخيرة في محرم

1297.

(96)

مجموعة فيها :

1

- جوامع الجامع

(تفسير - عربي)

تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (548).

النصف الثاني من الكتاب.

2

- الناسخ والمنسوخ

(الناسخ والمنسوخ - عربي)

تأليف : أبي القاسم هبة الله بن سلام النحوي (410).

* 123 ، الكتاب الأول بخط ناصر بن سليمان بن يحيى

بن

علي بن إبراهيم البخيل ، 24 ربيع الآخر 952. الكتاب الثاني

بخط سليمان بن يحيى بن علي بن إبراهيم البخيل بن الأشرم

البحراني الأوالي ، سنة 953 ، قابلها وصححها أبو القاسم بن

فتح الله الحسيني ، وأتم المقابلة في شهر رجب 975 بالنجف

الأشرف.

ص: 244

(97)

مجموعة فيها :

1

- الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة

(كلام - عربي)

تأليف : الشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436).

قطعة من أول الكتاب غير تامة.

2

- شرح مغني اللبيب

(نحو - عربي)

تأليف :؟

شرح فيه شئ من التفصيل بعناوين : «قال - أقول» ، انفصل من بعض شروح الكتاب.

أوله : «قال المصنف : الباب الثاني من الكتاب في تفسير الجملة .. أقول : الباب مبتدأ والثاني صفة».

3

- المعول في شرح شواهد المطول

(أدب - عربي)

تأليف : الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمة الحويزي (ق 11).

* 142 ، من القرن الثاني عشر.

(98)

مجيب

الندا إلى شرح قطر الندى

(نحو - عربي)

تأليف : جمال الدين عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي (972).

* 62 ، موسى الخمايسي ، شهر رمضان 1230.

* * *

ص: 245

(99)

مختار

نامه

(تاريخ - فارسي)

تأليف :؟

فيه قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي وخروجه بالكوفة وإبادته قتلة الإمام الحسين عليه السلام وإمارته ومقتله ، فيه أحداث وقصص تاريخية لم تؤيدها التواريخ الصحيحة.

أوله : «حديث دارد كه در كوفه مردى بود از دوستان أهل بيت پيغمبر مرد كاردان وپيرهيزكار بود ونامش كثير بن عامر بود».

آخره : «واين حرب مختار با مصعب در ماه مبارك رمضان در روز آدينه بود بعد از نماز ظهر شهيد شد در سال شصت وپنجم از هجرت پيغمبر گذشته بود».

* 72 ، سنة 1279 ، كتب لمصطفى.

(100)

المختصر

(في شرح التلخيص)

(بلاغة - عربي)

تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).

* 65 ، يوم الأربعاء 25 ربيع الأول 1239 ، محي اسم

الناسخ وكتب عوضا عنه حسن علي بن الشيخ محمد

الشيرازي ، وهو أحد المالكين للكتاب.

* 100 ، من القرن الحادي عشر ، وعليه كتابات بعضها

بتاريخ يوم السبت 15 جمادى الأولى 1263.

ص: 246

(101)

المختصر

النافع

(فقه - عربي)

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (676).

* 94 ، محمد حسين بن كمال الدين ، يوم الثلاثاء 19

شعبان 1074 ، مخروم الأول.

(102)

مدارك

الأحكام في شرح شرائع الإسلام

(فقه - عربي)

تأليف : السيد محمد بن علي الموسوي العاملي (1009).

* 29 ، حسن بن علي النجفي ، شعبان 1108 في المشهد

الرضوي ، مصحح ، عليه تعاليق بتوقيع محمد بن الحسن ،

كتاب الطهارة والصلاة.

(103)

مرآة

الأحوال جهان نما

(تاريخ - فارسي)

تأليف : آقا أحمد بن محمد علي البهبهاني الكرمانشاهي (1235).

* 9 ، لعله من عصر المؤلف.

* * *

ص: 247

(104)

مصابيح

الأنوار في حل مشكلات الأخبار

(حديث - عربي)

تأليف : السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الكاظمي (1242).

* 5 ، سنة 1311 ، المجلد الأول.

* 134 ، قريب من عصر المؤلف ، المجلد الثاني.

(105)

مصباح

المتهجدين

(دعاء - فارسي)

تأليف : مير سيد علي بن المرتضى الطبيب الدزفولي (ق 12).

في فضل القيام بالأسحار ، وآداب صلاة الليل ، وبعض أعمال وأدعية بين الطلوعين وساعات النهار الأولى ، مع ترجمة الأدعية إلى الفارسية بين الأسطر وتعاليق وتوضيحات من المؤلف في الهوامش ، مؤلف باسم علي قلي خان في اثني عشر مصباحا. تم تأليفه في يوم الخميس 21 شوال سنة 1184.

هذه عناوين المصابيح :

مصباح أول : در آداب وأدعيه وقت خواب.

مصباح دوم : در بيان بر خواستن از خواب وكيفيت وآداب آن.

مصباح سوم : در ثواب بر خواستن بنماز شب وطريق آن.

مصباح چهارم : در اعمالى كه بعد از بيدار شدن بايد انجام داد.

مصباح پنجم : در معرفت نوافل شبها وآداب آن.

مصباح ششم : در تحديد وكميت عدد نوافل.

ص: 248

مصباح هفتم : در آداب نماز شفع ووتر.

مصباح هشتم : در كيفيت آنها وادعيه مختصه به ايشان.

مصباح نهم : در آداب گذاردن نافله صبح.

مصباح دهم : در قضاى نوافل.

مصباح يازدهم : در بعضى از آداب متفرقه.

مصباح دوازدهم : در بعضى مواعظ مناسبة در اين مقام.

أوله : «مصباحى كه انيس دل متهجدان تواند بود ومفتاحى كه ابواب الجنات فتح وفيروزى بروى سحر خيزان تواند گشود».

آخره : «اميد چنانكه خطاهاى آنها را به پرده حفظ الغيب مستور سازند وحقير را از نظر كيميا اثر نيندازند».

* 67 ، في عصر المؤلف ، عليه تملك الحسين بن محمد

مطيع الموسوي من ورثة من كتب له الكتاب.

(106)

معالم

الأصول

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (1011).

* 86 ، محمد علي بن محمد الخرم آبادي ، يوم الخميس

15 محرم 1110 ، قبل الكتاب أوراق من أول حاشية

على

مختصر الأصول لابن الحاجب ، الكتاب مخروم الأول

وعليه

تعاليق كثيرة كتب بعضها في قصاصات ملصقة.

* * *

ص: 249

(107)

المعتبر

في شرح المختصر

(فقه - عربي)

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (676).

* 4 ، النصف الأول من القرن الثاني عشر ، والنصف

الثاني

من القرن الحادي عشر.

(108)

مفاتيح

الإعجاز در شرح گلشن راز

(تصوف - فارسي)

تأليف : شمس الدين محمد بن يحيى بن علي النوربخشي اللاهيجي (912).

* 42 ، يوم الثلاثاء رابع رجب 97 ... (لعله 1297) ،

بآخر النسخة كتبت منظومة گلشن راز

نفسها بخط محمد باقر

ابن محمد حسن الأروجني بتاريخ ليلة الأربعاء من شهر صفر

1297.

(109)

مفاتيح

الشرائع

(فقه - عربي)

تأليف : المولى محسن بن المرتضى ، الفيض الكاشاني (1091).

* 64 ، قريب من عصر المؤلف ، نسخة مصححة وعليها

تعاليقه ، المجلد الأول في فن العبادات والسياسات.

* 91 ، محمد مهدي بن محمد بن الحسين الطبيب

ص: 250

الحسيني ، يوم الأربعاء 15 ذي الحجة 1183 (النصف

الأول من النسخة بخط ملا محمد جعفر بن زين العابدين

القمي) ، مصححة ، عليها تعاليق ، فن العبادات والسياسات.

(110)

مفتاح

الفلاح

(دعاء - عربي)

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).

* 90 ، أبو البقاء الحسيني ، يوم الجمعة رابع ذي

الحجة

1072 في «هراة» ، الأوراق الأولى حديثة الكتابة ، وفي

النسخة خروم.

(111)

مقامات

الحريري

(أدب - عربي)

إنشاء : أبي محمد القاسم بن علي الحريري (516).

* 133 ، رجب علي بن أبي طالب ، سنة 1244 ، ترجم

النصف الأول من الكتاب إلى الفارسية بين السطور ، النسخة

نظيفة جيدة الخط بالنسخ والنستعليق.

(112)

مقباس

المصابيح

(دعاء - عربي)

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).

* 96 ، من القرن الثاني عشر.

* 98 ، علي نقي بن علي بيك الأبهريجي الأصبهاني ،

28

ص: 251

جمادى الأولى 1125 ، النسخة مصححة.

(113)

المكاتيب

(أدب - فارسي)

كتبها : قطب الدين عبد الله بن محيي الدين محمد الأنصاري (ق 10).

* 57 ، من القرن الثاني عشر ، نسخة حسنة الخط

مخرومة

الآخر.

(114)

من

لا يحضره الفقيه

(حديث - عربي)

تأليف : الشيخ الصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه القمي (381).

* 3 ، يوم السبت سلخ شوال 1063 ، عليه تعاليق قليلة.

* 18 ، من القرن الحادي عشر. أبواب القضاء إلى آخر

المشيخة ، مصحح ، عليه تعاليق قليلة.

* 28 ، محمد بن فتح الله الموسوي الحسيني الكاظمي ،

15 ربيع الآخر 1051 ، مصحح ، عليه تعاليق قليلة.

(115)

مناقب

الأئمة

عليهم السلام

(فضائل المعصومين - فارسي)

تأليف :؟

* 33 ، من القرن الحادي عشر ، الكتاب مخروم الأول

ص: 252

والآخر ولم نعرفه.

(116)

منية

اللبيب في شرح التهذيب

(أصول الفقه - عربي)

تأليف : السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد الحسيني الحلي (ق 8).

* 68 ، من القرن الثاني عشر.

(117)

نجاة

الخافقين في زيارة الحسين عليه السلام

(زيارة - عربي)

تأليف : المولى نوروز علي بن محمد باقر البسطامي (1309).

في بعض مناقب الإمام الحسين عليه السلام ، وفضل وكيفية زيارته ، ألف سنة 1272 - حين سفر المؤلف إلى كربلاء - باسم الحاج حسين الچاوش باشي ، عرضه على ملا محمد حسين الحائري القزويني فأيد ما فيه ، يتخلله توضيحات جيدة بعنوان : «مؤلف گويد :» وقد نقل أكثر الأحاديث بنصوصها العربية ثم ترجمها ، وهو في مقدمة وثمانية أبواب ، هذا مختصر عناوينها :

مقدمة : در ضرورت زيارت إمام حسين عليه السلام.

باب أول : در فضل زيارت آنحضرت در همه اوقات.

باب دوم : در فضيلت زيارت در روز عرفة.

باب سوم : در فضيلت زيارت در روز عاشورا.

باب چهارم : در فضيلت زيارت در روز اربعين.

باب پنجم : در فضيلت زيارت در شب عيد فطر وقربان.

ص: 253

باب ششم : در فضيلت زيارت در شب أول ونيمه ماه رجب.

باب هفتم : در فضيلت زيارت در شب نيمه شعبان.

باب هشتم : در فضيلت زيارت در ماه رمضان.

أوله : «نحمدك اللهم يا من شرفنا بحضور روضة الإمام الذي لا يدرك ثاره إلا الله ، وبابه باب الله ، وزائره زائر الله».

آخره : «در طي منازل ومراحل وكمى اسباب از كتب اخبار صورت پذيرفت ، ولله الحمد أولا وآخرا».

* 103 ، من عصر المؤلف.

(118)

نجاة

العباد في يوم المعاد

(فقه - عربي)

تأليف : الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي ، صاحب الجواهر (1266).

* 80 ، حسين بن محمد سميع النهاوندي ، تاسع رجب

1261 ، (آخر كتاب الطهارة).

(119)

نحو

وصرف

(نحو وصرف - فارسي)

تأليف : ملا عبد الرحيم بن حسين علي الهروي.

في القواعد العامة لعلمي النحو والصرف ، في مقدمة وأبواب تشتمل على فصول ، ألف باسم النواب علي قلي ميرزا المذكور اسمه في آخر الكتاب.

ص: 254

أوله : «الحمد لله رب العالمين .. اما بعد اين رساله مشتمل است بر مقدمه وچند باب ، مقدمه در بيان بعضى مطالب كه قبل از شروع بمقصود لازم است».

آخره : «هرگاه پيش از او مفتوح باشد منقلب به الف مى شود مثل : أصبت خيرا ..»

* 97 ، يوم الاثنين 25 جمادى الآخرة 1272 في قصبة

«سنقر» ، (لعل هذا تاريخ تأليف الكتاب).

(120)

نقد

الرجال

(رجال - عربي)

تأليف : السيد مصطفى بن الحسين التفريشي (بعد 1044).

* 32 ، محمد شاه بن صدر الدين بن حسين الحسيني

التستري ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول.

(121)

وسائل

الشيعة

(حديث - عربي)

تأليف : الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1104).

* 16 ، زين الدين علي بن صدر الدين الشيرازي (آخر

الجزء الثاني) ، من عصر المؤلف ، نسخة مصححة ، عليها

بلاغات وتعاليق ، قرئت مكررا ، بعضها بتاريخ النيروز 1100 ،

وفي آخر الجزء الثاني إنهاء كتبه المصنف بخطه في سنة

1098. الجزء الثاني والثالث.

للموضوع صلة ...

ص: 255

فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (5)

السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره

(247)

تحفة الأبرار

تأليف : الشيخ جعفر بن محمد علي ، حفيد الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، الزعيم الروحي في مدينة كرمنشاه بعد والده.

فارسي ، في المواعظ ، في عدة مجلدات.

المجلد الرابع بخط المؤلف ، بدأ في تأليف هذا المجلد ليلة الأربعاء 15 محرم سنة 1246 ، 332 ورقة ، رقم 1929.

(248)

تحفة الأبرار

لحجة الإسلام السيد محمد باقر بن محمد نقي الأصفهاني الشفتي.

فارسي ، في الصلاة ، كبير كثير الفروع ، رتبه على مقدمة مبسوطة في مسائل الاجتهاد والتقليد ، وثلاثة أبواب : في مقدمات الصلاة ، وفي أفعال

ص: 256

الصلاة ، وفي الشكوك والخلل الواقعة في الصلاة.

نسخة ليس فيها المقدمة في مسائل التقليد ، وإنما تبدأ بالباب الأول : في مقدمات الصلاة إلى نهاية الكتاب ، فرغ منها الكاتب ثامن ذي القعدة سنة 1245 ، فهي مكتوبة في حياة المؤلف ، ثم طبق على فتاوى نجله الحجة السيد أسد الله فتجد تعليقاته على الهوامش ، توقيعها : أس د مد ظله العالي ، كما أن بهوامشها وبآخرها كثير من جواباته على مسائل سئل عنها ، وبأولها رسالة الشكوك في الصلاة للمؤلف أيضا ، رقم 822.

نسخة تامة من أولها إلى نهايتها ، مكتوبة في حياة المؤلف ومصححة ، وهي إلى آخر تعقيبات الصلاة ، بخط نسخ جيد ، والعناوين بالشنجرف ، وعليها كتابة تاريخها سنة 1235 ، في 151 ورقة ، رقم 1933.

نسخة بخط نسخ جيد ، وعليها تعليقات للسيد أسد الله نجل المصنف ، فرغ منها الكاتب 4 ربيع الأول سنة 1276 ، رقم 574 ، وتقع في 270 ورقة.

نسخة بخط السيد حسن بن السيد إبراهيم الحسيني ، كتبها في حياة المؤلف ، وفرغ منها سنة 1258 ، والنسخة مصححة ومقابلة ، عليها بلاغات وتصحيحات ، وتقع في 178 ورقة ، رقم 959 ، وجلادها قيم.

(249)

تحفة الإخلاص

تأليف : محمد أسلم ، وأظنه من أدباء الهند.

في الإنشاء ، والرسائل ، والمكاتبات في أغراض شتى ، وهي 38 مراسلة.

ص: 257

أولها : «أشهب فصاحت ريز زبان صاحبه لان در عرصه حمله پردازى وصنعت طرازى اين قديم الاحسان».

نسخة بخط فارسي جيد ، فرغ منها الكاتب 6 ذي الحجة سنة 1217 ، في 28 ورقة ، ناقص منها بعض الرقعة الأولى ، رقم 1159.

(250)

تحفة الأحرار

مثنوي عرفاني أخلاقي ، فارسي ، من نظم : مولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمن الجامي ، المولود سنة 817 ، والمتوفى سنة 898.

من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهرهم ، ترجم له جمع كثير ، وأفرد له الأستاذ الأديب علي أصغر حكمت - دام عزه - كتابا خاصا حافلا في حياة الجامي ، وعرف تحفة الأحرار في الصفحة 193 ، ووصفه وصفا دقيقا ، قال : نظمه على غرار مخزن الأسرار للحكيم نظامي ، ومطلع الأنوار للأمير

خسرو الدهلوي ، نظمه عام 886.

نسخة قيمة ، كتابة القرن العاشر ، مجدولة بالذهب ، بصفحتيه الأولى والثانية لوحة وإطار مزوق فاخر ، يقع في 62 ورقة ، 8 / 15 × 8 / 23 ، تسلسل 1361 ، ومعه سبحة الأبرار له أيضا.

(251)

تحفة أهل الإيمان

في حقية قبلة عراق العجم وخراسان

للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي ،

ص: 258

المتوفى سنة 984 ، والد الشيخ بهاء الدين العاملي.

أوله : «اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، هذا تحقيق قبلة عراق العجم وخراسان وضعته لما وجب عليه بيانه للمؤمنين ...».

ذكر في أوله أربع مقدمات : الأولى : إن القبلة الكعبة عينا أو جهة ، الثانية : عدم جواز التقليد في أمر القبلة ، الثالثة : جواز الاعتماد على علم الهيئة ، الرابعة : جواز الاعتماد على قبور المسلمين ومساجدهم ... أو جدد بعد شيخنا العلائي ، فإنه حولها على قبلة بغداد ، وغفل عن أن مرادهم أنها تابعة لجانب العراق الشرقي ، أعني البصرة.

نسخة قيمة ، مكتوبة بخط نسخ جيد في حياة المؤلف ، وعلى ظهر الورقة الأولى خطه الشريف ، فقد كتب عليها بخطه ما هذا نصه :

هذا تحفة أهل الإيمان في حقية قبلة عراق العجم وخراسان وضعها فقير رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الحارثي ، أدخله الله في مراضيه ، وجعل مستقبله خيرا من ماضيه ، إنه قريب مجيب.

ومعه بالخط نفسه كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة لشاذان بن جبرئيل القمي ، رقم 1709.

نسخة بخط الشيخ عبد محمد بن الشيخ مساعد بن بديع الحويزي ، ضمن مجموعة كتبها سنة 1094 ، رقم 4 / 2299.

(252)

تحفه حاتمى (صد باب)

للشيخ بهاء الدين محمد بن عز الدين الحسين بن عبد الصمد

ص: 259

الحارثي العاملي ، المتوفى سنة 1031.

فارسي ، في الأسطرلاب ، ألفه للوزير حاتم بيك الأردوبادي عندما كان يقرأ الأسطرلاب على الشيخ ، طبع بإيران سنة 1316.

نسخة ناقصة الآخر ، قريبة من عصر المصنف أو في عصره ، رقمها 1597 ، أوراقها 33 ورقة.

(253)

تحفة حكيم مؤمن (تحفة المؤمنين)

للسيد حكيم مؤمن ، وهو محمد مؤمن بن محمد زمان الحسيني التنكابني.

في الطب ، فارسي ، ألفه في عصر الشاه سليمان الصفوي ، طبع مكررا ، وهو في خمس تشخيصات.

نسخة بخط أقل الطلاب محمد بن إسماعيل الساوجي ، فرغ من التشخيص الثالث 14 ذي الحجة سنة 1235 ، في 310 أوراق ، رقم 1234.

نسخة بخط فارسي جميل ، كتبت سنة 1249 ، 364 ورقة ، رقم 1863.

نسخة جميلة ، بخط نسخ رائع ، أوراقها مؤطرة مجدولة بالذهب ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، بخط الخطاط غلام رضا بن أبو الحسن الأصفهاني ، فرغ منها 12 ربيع الآخر سنة 1247 ، 398 ورقة ، رقم 1955.

ص: 260

(254)

تحفه رضويه

في شرح الصحيفة السجادية

لميرزا قاضي بن كاشف الدين محمد الأردكاني اليزدي ، نزيل المشهد المقدس الرضوي ، من تلامذة الشيخ البهائي.

ألفه باسم الشاه عباس الثاني.

فارسي ، ذكر في أوله ، أنه عندما كان في مشهد الرضا سلام الله عليه بدا له أن يشرح الصحيفة شرحا وافيا جامعا باللغة العربية ، ثم حيث كان المقصد الأهم انتفاع عامة الناس من دقائق أسرار الصحيفة الكاملة انتخب وترجم من شرحه العربي الكبير المبسوط شرحا فارسيا موجزا ، وسماه التحفة الرضوية ، وألفه باسم الشاه عباس الصفوي وجعله تحفة لمجلس السلطان - وأظنه شاه عباس الماضي -.

ذكره شيخنا في الذريعة 3 / 435 ، وذكر أنه رآه في مكتبة الصدر ، وأنه فرغ المؤلف من شرح الدعاء الثاني سنة 1056 ..

إلا أن الخطبة التي نقلها تباين خطبة هذا الكتاب ، فلعل الموجود في مكتبة الصدر هو الشرح العربي ، وخطبته هي التي في الذريعة.

وكتابنا هذا هو منتخبه الفارسي ، وهو أيضا ينتهي بانتهاء شرح الدعاء الثاني من أدعية الصحيفة ، وتاريخ فراغه ربيع الأول سنة 1057 ، ولعله بخط المؤلف.

ويظهر منه أن كلاهما مسميان : تحفه رضويه ، تسلسل 1619 ، 142 ورقة ، مقاسها 13 × 23.

ص: 261

نسخة نفيسة ، بخط أحد خطاطي القرن الحادي عشر ، بخط فارسي جميل رائع ، مؤطرة مجدولة ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، مكتوب عليها بالشنجرف أنه تأليف شمس ميرزا قاضي ، أهديت إلى اغورلو خان مصاحب بيگلر بيكي قراباغ ، 207 أوراق ، رقم 562.

(255)

تحفة الزائر

للعلامة المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفى سنة 1111.

في الأدعية والزيارات ، مطبوع عدة مرات.

نسخة بالنسخ الجيد ، كتبها - كما جاء في بطاقته - علي عسكر بن علي بن محمود ، وفرغ منها 3 محرم سنة 1241 ، رقمها 179 ، ولم أعثر على اسم الكاتب ولا تاريخ الكتابة.

نسخة بخط النسخ الجيد ، كتابة القرن الثاني عشر ، 288 ورقة ، رقم 2131.

(256)

تحفه شاهى

للمولى مصطفى بن إبراهيم القارئ التبريزي المشهدي ، المولود في نواحي تبريز سنة 1007.

فارسي ، في التجويد ، ألفه في النجف الأشرف في شهر رمضان سنة 1088 ، وصدره باسم الشاه سليمان الصفوي.

ص: 262

قال في مقدمته ما معربه : «وحيث بدأت به في الروضة المقدسة العلوية سميتها تحفه شاهى ، وحيث فرغت من تأليفه في الحائر الشريف الحسيني خامس أصحاب الكساء ، رتبته على خمسة أبواب ، خامس الأبواب : البحث حول السور مرتبة من أول سور القرآن إلى آخرها».

نسخة بخط نسخ جيد ، دون تاريخ ولا اسم للكاتب ، يقع في 123 ورقة 3 / 17 × 24 ، تسلسل 696 .. عليها خط شيخنا العلامة الرازي - دام ظله - ولم يشخص الرسالة الثانية .. معه رسالة في التجويد فارسية ، ورسالة أخرى لعماد الدين علي الأسترآبادي ، كتبها أحد خطاطي القرن الثاني عشر ، بخط نسخ جيد على ورق ترمة.

لم يذكر في الذريعة.

(257)

تحفه عباسى

تصنيف : المحقق الكبير ، المشارك في العلوم العقلية والنقلية ، آقا جمال الدين محمد ابن المحقق العلامة آقا حسين الخوانساري.

فارسي ، في الفقه ، رتبه على نهج جامع عباسى للشيخ البهائي ، إلا أنه يمتاز عنه بذكر متون الأحاديث الصحيحة بلفظها عربيا ، وهو أجمع من جامع عباسى أيضا.

أوله : «شكر وسپاس بى قياس وحمد وثناى بيعد واحصا حضرت پادشاهى را جلت عظمته».

ألفه باسم الشاه عباس الصفوي الثاني .. وجعل له خاتمة في عقائد

ص: 263

الشيعة وإثبات إمامة الأئمة عليهم السلام من طرق العامة ، كتاب جليل عظيم النفع كثير الفائدة ، شكر الله جهود الماضين.

نسخة قيمة ثمينة ، أظنها هي النسخة الملوكية المهيأة للشاه عباس الصفوي ، بأولها لوحة قيمة ، وجميع أوراقها مزوقة مؤطرة مجدولة بماء الذهب وألوان الشنجرف ، ونصوص الأحاديث معلم عليها بخط ذهبي ، كتبها أحد الخطاطين الماهرين في العهد الصفوي ، تقع في 219 ورقة ، مقاسها 14 × 22 ، تسلسل 1221.

(258)

تحفة العراقين

منظوم فارسي ، للشاعر الشهير القدير الحكيم خاقاني ، أفضل الدين إبراهيم بن علي الشيرواني ، من أكبر وأشهر شعراء الفرس في القرن السادس الهجري.

نسخة بالخط الفارسي الجميل الرائع ، كتابة القرن الحادي عشر ، 132 ورقة ، رقم 1676.

نسخة قيمة ثمينة ، بخط نستعليق جميل على ورق مذهب فاخر ، بخط الأستاذ أمير البيان العلامة ميرزا أسد الله الطغرائي الخانوي ، كتبها بخطه الجيد بعد مضي سبعين سنة من عمره ، فرغ منها في صفر سنة 1295 ، كتبها لقرة عينه السيد كاظم المستوفي ، وبآخر الورقة الأخيرة ملأ صحيفة كاملة يشتكي من قارص برد تلك السنة ، يظهر منها إحاطته بالأدب ومهارته في الإنشاء ، وبظهر الورقة الأولى خط السيد كاظم المستوفي

ص: 264

أطرى على الكاتب كثيرا ، والمجموع 71 ورقة ، مقاسها 15 × 22 ، تسلسل 1333.

وله عليها تعاليق وحواش أوضح بها ما في النظم مما يحتاج إلى تفسير لغوي أو زيادة بيان أو كشف وتوضيح.

نسخة بخط أحد الخطاطين على نسخة مكتوبة على نسخة مكتوبة عن الأصل ، وفرغ منها ربيع الأول سنة 1285 في طهران ، في 114 ورقة ، مقاسها 7 / 10 × 3 / 17 ، تسلسل 1656.

نسخة بخط ميرزا محمد علي خان بن محمد مهدي بن محمد كاظم ابن محمد رضا بن ميرزا آقا بن محمد كاظم الضرابي الشيرازي ، كتبها في كردستان عند واليها وحاكمها نظام الدولة ، في دار ميرزا عبد العلي خان معتمد السلطنة ، وفرغ منها في جمادى الأولى سنة 1307 ، في 72 ورقة ، مقاسها 3 / 17 × 3 / 22 ، تسلسل 1678.

(259)

تحفة الغريب

في الكلام على «مغني اللبيب»

وهو حاشية الدماميني محمد بن أبي بكر على كتاب مغني اللبيب لابن هشام.

مطبوع مرارا عديدة.

نسخة مجلده الأول بخط علي رضا بن محمد صادق ، فرغ منها 17 رمضان سنة 1265 ، وفي الورقتين الأخيرتين فوائد ومطالب وأشعار ،

ص: 265

134 ورقة ، تسلسل 1171.

(260)

التحفة المحمدية في شرح المقدمة النصيرية

المتن رسالة وجيزة في أصول العقائد لسلطان المحققين نصير الدين الطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، المتوفى سنة 672.

أولها : «اعلم أيدك الله أيها الأخ العزيز أن أقل ما يجب اعتقاده على المكلف ...».

ذكره شيخنا - دام ظله - بعنوان : الاعتقادات في [الذريعة] 2 / 226 ، وقال : «ولعله الذي سماه الشيخ سليمان الماحوزي ب : الوجيزة ، وكتب عليه في بعض النسخ : العقيدة المفيدة».

قال المؤلف في آخرها : «فهذا تنبيه على منهج الحق ، واستيفاء ذلك شرحناه في قواعد العقائد».

والشرح للشيخ عبد النبي بن الشيخ محمد مفيد بن حسين الشيرازي.

أوله : «الحمد لمن سلك بنا سبيل قويم مستقيم ، ونهج لنا مناهج الحق على طرز عظيم ...».

ذكر فيه : إن السيد محمد خادم مدينة الرسول طلب منه ترجمتها إلى الفارسية ، فلم يجد بدا من ذلك ، فهو يذكر شيئا بعنوان المتن ، ثم يترجمه ، ثم يشرحه بالفارسية.

والمؤلف من تلامذة السيد صدر الدين القمي ، وللمؤلف كتاب الفوائد الجعفرية في شرح القصيدة الحميرية.

ص: 266

نسخة بخط نسخ جميل ، خشن رائع ، فرغ منها الكاتب أوائل ذي الحجة سنة 1302 ، في 60 ورقة ، رقم 1511.

(261)

تحفة المصلين

للسيد محمد بن أحمد الحسيني اللاهيجي.

في أحكام الصلاة ، ومسائل الشك والسهو ، والخلل الواقع في الصلاة ، ألفه مطابقا لفتاوى العلامة المحدث المجلسي ، المولى محمد باقر ابن محمد تقي ، المتوفى سنة 1111 ، وصدره باسم سلطان عصره شاه سلطان حسين الصفوي ، وجعله في جداول وبيوت.

أوله : «حمد مبرا از شك وريب وثناى معرى از نقص وعيب ...».

فرغ منه 20 شهر رمضان سنة 1108.

نسخة جميلة بخط نسخ جيد ، مجدولة ومكتوبة بالذهب واللازورد والشنجرف ، مزينة بالأوراد الذهبية ، وبأولها لوحة ، فرغ منها الكاتب سنة 1162 ، في 37 ورقة ، رقم 1225.

(262)

تحفة الملك المنصور

في شرح الحديث المشهور

وهو : حديث الطينة ، شرح المؤلف فيها تمام الأحاديث الواردة في

ص: 267

هذا الموضوع ، أما المؤلف فقد عبر عن نفسه بحسين بن محمد

الأحسائي البحراني.

كتبه تحفة للملك فتح علي شاه القاجاري ، وذكر سببه أن السلطان فتح علي شاه سافر عام 1204 - ولعله عام 1234 - إلى بلاد آذربايجان والتقى بعلمائها في زنجان ، ومنهم من يدعى السيد محمد ، فسأل السلطان عن حديث الطينة ، فأنكر السيد محمد صدوره ، فلما رجع السلطان إلى طهران أمر المؤلف أن يكتب كتابا في الموضوع ، فألف هذا الكتاب ، وأطرى على السلطان كثيرا ، مبالغا فيه.

نسخة مجدولة مذهبة ، خلال كل سطورها جداول ذهبية ، بخط نسخ جيد ، كتبها الخطاط أحمد بن محمد مهدي الأصفهاني ، فرغ منها سنة 1234.

والظاهر أن تاريخ 12 ذي الحجة سنة 1234 تاريخ فراغ المؤلف ، وتاريخ فراغ الكاتب أيضا سنة 1234 ، وصرح بأنه كتبها مستعجلا ، والظاهر أن هذه النسخة هي النسخة الملوكية المهداة إلى السلطان فتح علي شاه ، وتقع في 50 ورقة ، مقاسها 4 / 12 × 5 / 19 ، تسلسل 1546.

(263)

تحفة ملكي

فارسي ، في الطب ، مرتب على مقدمة وثلاث مقالات في كل منها أبواب.

نسخة بخط نسخ جيد ، كتبها كمال الدين حسين ، فرغ منها في شعبان سنة 992 ، في 102 ورقة ، رقم 1238 ، ناقص من أولها ورقة.

ص: 268

(264)

تحفة الملوك (بهرام شاهيه همداني)

أولها : «تا مهندسان كارگاه تقدير نقوش صور اكوان الواح وجود مينگارند ... شش منزلست ، أول : صلب پدرست ، دوم : رحم مادرست ، سوم : فضاى عالم فانى ، چهارم : لحد ، پنجم : ميدان عرصات ، ششم : بهشت يا دوزخ ..».

وهو غير مرتب على المنازل ، بل خطاباته : اى عزيز .. اى عزيز.

نسخة بخط السيد شمس الدين الأوقاتي ، بأول مجموعة عرفانية أخلاقية ، جمعها هو وكتبها بخطه الفارسي المنتهى في الجمال والروعة ، وفرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1271 ، وهو من الورقة 1 - 13 أ ، رقم 1335.

(265)

تحفة النجباء

في مناقب آل العباء عليهم السلام

تأليف : السيد عبد الرحيم بن السيد عبد الله بن السيد بادشاه الحسيني ، نزيل مكة المعظمة.

ترجم له في القسم الأول في الرياض ، وقال : «إنه حسن جيد ...»

إلى آخره.

نسخة غير مؤرخة ، منضمة إلى الاستغاثة في بدع الثلاثة ، ترجع

ص: 269

إلى القرن التاسع والعاشر ، تسلسل 583 ، مقياسها 15 × 25.

(266)

تحفة الوزارة

لمظفر بن عثمان البرمكي الشيرواني.

أوله : «شكر وسپاس بى قياس احدى را سزا است كه نظام كار عالم كون وفساد».

صدره باسم أحد الوزراء ولم يصرح باسمه ، ولهذا سماه تحفة الوزارة ، وجعله على أبواب وفصول ، وهو في الأوراد والطلسمات والعوذات وما شاكل ذلك.

نسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة ناقصة الآخر ، رقم 1508.

(267)

التحقيق

في أصول الفقه.

للسيد أحمد بن محمد بن علي الحسني الحسيني العطار البغدادي ، المتوفى سنة 1215 ، تلميذ السيد بحر العلوم.

أوله : «الحمد لله الذي شرع لنا دين الإسلام ، وفقهنا في مسائل الحلال والحرام ، وأوضح لنا الحق ...».

جزء يبتدئ بحجية الكتاب وينتهي بباب الاحتياط ، وعليه بلاغات

ص: 270

وتصحيحات ، ويقع في 136 ورقة ، رقم 274.

جزء يبتدئ بالإجماع وينتهي بالاجتهاد والتقليد ، في 162 ورقة ، رقم 275 ، عليه بلاغات وتصحيحات.

(268)

تحقيق

في ما رواه الكليني عن المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه السلام ، قال : بين المرء والحكمة نعمة ، العالم والجاهل شقي بينهما.

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله مكتوبة في حياته ، تبدأ من ص 68 إلى ص 72 ، تسلسل 693.

(269)

تخميس قصيدة البردة

للسيد صدر الدين علي خان ابن نظام الدين أحمد الحسيني المدني الشيرازي ، المتوفى سنة 1120.

أوله : «الحمد لله الذي مدح نبيه الأمين بأشرف المدائح ...».

قدمه إلى أورنگ زيب عالم گير ، ملك الهند ، وصدره باسمه.

أول التخميس :

يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم

وناحل الجسم من وجد ومن ألم

ما بال جفنك يذرو الدمع كالعنم

ص: 271

أمن تذكر جيران بذي سلم

مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

نسخة في 18 ورقة ، بخط نسخ جيد حديث ، رقم 1730.

نسخة بخط نسخ جيد ، كتابة القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة رقم 1751 ، بأسفل الأصل - البردة - ترجمتها الفارسية نظما ونثرا.

(270)

تخميس القصيدة الوترية

«القصيدة الوترية» أو «القصائد الوتريات» ذكرت في كشف الظنون في حرف الواو.

من نظم مجد الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ، المعروف بابن رشيد البغدادي ، المتوفى سنة 662.

وهي تتشكل من 29 قصيدة ، قافية كل قصيدة حرفا من حروف الهجاء بالترتيب من الألف إلى الياء ، باعتبار «اللام ألف» حرفا منها ، وكذلك أوائل أبياتها على حروف قوافيها ، وكل قصيدة 21 بيتا ، يبتدئ كل بيت بحرف قافيتها ، وهذا عدد وتر ، ومجموعها عدد وتر ، سميت «الوترية» و «الوتريات».

خمسها عدة من الشعراء ، ولا أدري هذا التخميس لمن؟ ولعله بستان العارفين المذكور في فهرست الظاهرية.

نسخة تنقص من أولها 15 بيتا ، ومعها تخميس «القصيدة الطرائفية» المسمى أبكار الأفكار ، فرغ منها الكاتب في 29 شهر رمضان سنة 997 ، رقم 207.

ص: 272

(271)

تذكار الحزين

في مقتل ومصائب الأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

للشيخ عيسى بن حسين ، المكنى بابن كبة النجفي.

وله روضة المحبين ، وفرغ من تحفة الأحباب سنة 1241 ، ويحيل فيه إلى كتابه هذا تذكار الحزين ، فيدل على سبقه على تحفة الأحباب ،

ينقل فيه قصائد وأشعار كثيرة في المراثي.

نسخة بخط محمد أمين بن حسن ، فرغ منها 17 جمادى الآخرة سنة 1297 ، في 184 ورقة ، مقاسها 7 / 15 × 22 ، تسلسل 801.

وبآخره كتاب قرة العين في شرح ثار الحسين للشيخ علي بن حسين بن عيسى بن موسى بن مروي.

(272)

تذكره اش كشكيان

تأليف : ضياء لشگر تقي دانش ، الذي لقب نفسه «ملا نباتي».

مجموعة نظم ونثر فارسي ، في الهزل والمجون والاستهتار.

نسخة بخط المصنف ، كتبها بخط فارسي جيد في شيراز سنة 1331 ، في 53 ورقة ، رقم 1643.

ص: 273

(273)

تذكرة الأولياء

للشيخ فريد الدين العطار [محمد بن إبراهيم النيسابوري ، المتوفى عن 114 عاما سنة 627. الذريعة 4 / 29 رقم 100].

نسخة بخط الخطاط السيد عبد المجيد بن (الله دين) بن معز الدين أحمد بن عادل محمد ابن جهان شاه بن قاسم بن قطب الدين بن قطب الدين الحسيني ، فرغ منها يوم الأحد سلخ محرم سنة 1156 في لاهور ، في 288 ورقة ، مقاسها 7 / 14 × 23 ، تسلسل 1581 ، وبأولها فهرس للمترجمين مع ذكر صفحات الترجمة.

نسخة بخط نسخ جميل رائع ، بخط الخطاط محمد حسن بن آخوند ملا كرم علي الخراساني ، فرغ منها سلخ شوال سنة 1289 ، 224 ورقة ، رقم 1742.

(274)

تذكرة الشعراء

لدولت شاه السمرقندي ، وهو الأمير دولت شاه بن علاء الدولة بختي شاه.

ألفه في هراة ، وفرغ منه سنة 896 ، طبع في إيران والهند عدة مرات ، وطبعه إدوارد براون في ليدن سنة 1318 ، ترجم إلى الألمانية وطبع سنة 1818 ، وترجمه سليمان فهمي إلى التركية وطبعه سنة 1259.

ص: 274

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، بخط فارسي جيد ، ناقص من طرفيه وريقات ، وفيه تشويش في تجليده بتقديم وتأخير بعض الأوراق ، 198 ورقة ، رقم 1302.

(275)

تذكرة الفقهاء

في الفقه المقارن.

تصنيف العلامة آية الله الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، المولود سنة 648 ، والمتوفى سنة 726.

مجلد يتضمن الجزء السابع ، وهو أول العقود ، يبدأ من كتاب البيع ، وختام هذا الجزء سلخ ربيع الأول سنة 714 بالسلطانية ، وينتهي إلى آخر الجزء الخامس عشر في النكاح ، فرغ منه المصنف سادس عشر ذي الحجة سنة 720 بالحلة ، وهكذا جميع الأجزاء التسعة التي يحتويها هذا المجلد ، لها تاريخ الفراغ [نفسه ، أي : سنة 720] ، والكاتب يسمى حميد ، كتبها على نسخة الأصل بخط المصنف ، وفرغ من الكتابة منتصف يوم الأربعاء الأول من جمادى الأولى سنة 1017 ، 478 ورقة ، 8 / 24 × 5 / 36 ، تسلسل 1681 ، عليها تملك الحاج خلف النجعي وختمه المؤرخ 1109 ، والنسخة بخط نستعليق ناعم جيد ، والعناوين بالحمرة.

[مجلد يتضمن] الجزء الرابع والخامس والسادس ، من أول الزكاة إلى آخر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نسخة قيمة ثمينة ، بخط

ص: 275

محمد محسن [حسين] بن عبد الرشيد الشوشتري ، فرغ منها يوم

السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة 1055 ، عن نسخة بخط علي بن منصور بن حسين المزيدي ، فرغ منها سنة 869 بواسطتين عن نسخة الأصل بخط المصنف ، في 317 ورقة ، 20 × 7 / 30 ، تسلسل 764.

[مجلد يتضمن] الجزء السابع والثامن والتاسع ، من البيع إلى أول الضمان ، أيضا محمد حسين [محسن] بن عبد الرشيد التستري ، فرغ منه قبل الزوال يوم السبت 20 ربيع الأول سنة 1057 ، في 320 ورقة ، مقاسها 20 × 7 / 30 ، تسلسل 765.

[مجلد يتضمن] الجزء العاشر والحادي عشر ، يبدأ بالضمان ويختم بالجعالة ، فرغ منه المؤلف في ثالث جمادى الأولى سنة 715 بالسلطانية ، نسخة قيمة قديمة من أقدم نسخ التذكرة الموجودة اليوم ، إذ هي من نسخ القرن التاسع أو قبل ذلك ، وكان اسم الكاتب وتاريخ الكتابة مذكورا في أوله وآخره وأوسطه ، أما الأوسط فمقصوص ، وأما الجانبان فممحيان ، ولم أعرف القصد من هذه الخيانة ، وتقع في 270 ورقة ضخام ، والخط قريب من خط المصنف ، وعلى النسخة بلاغات وتصحيحات قليلة ، لعلها منسوخة عن الأصل أو بواسطة واحدة ، مقاس الأوراق 6 / 17 × 5 / 25 ، تسلسل 769.

(276)

ترتيب مشيخة الفقيه

أظنها للطريحي فخر الدين بن محمد علي بن طريح النجفي ، المتوفى سنة 1085.

ص: 276

نسخة بخط محمد بديع بن حيدر علي ، تاريخها سنة 1090 ، ملحقة بآخر نسخة من كتاب من لا يحضره الفقيه مكتوبة سنة 1041 ، رقمها 873.

نسخة بآخر نسخة من الكتاب ، رقم 794.

(277)

ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه

للعلامة المحدث الرجالي الكبير ، مؤلف الرجال الكبير ، السيد ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي الجرجاني النجفي ، المتوفى سنة 1028.

رتبها حسب المعجم ، ثم الكنى ، ثم باب طرق أخبار بعنوانها مثل : «كل ما كان فيه : جاء نفر من اليهود ... فقد رويته ... وما كان فيه : متفرقا من قضايا أمير المؤمنين عليه السلام فقد رويته ...» وهكذا .. وعين في حرف

الألف فحسب حال ذلك السند من صحة وضعف ووثوق وحسن.

نسخة قيمة بخط الخطاط ميرزا محمد بن ميرزا حسين النائيني ، نزيل أصبهان ، كتبها سنة 1106 بخط النسخ الجميل ، والعناوين بالشنجرف ، ملحقة بنسخة من الكتاب بخطه ، والظاهر أنها نسخة خزائنية ، رقم 893.

نسخة بخط تلميذ المؤلف الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني ، كتبها في مكة في عصر أستاذه المؤلف وفرغ منها في محرم سنة 1014 ، وهي إلى آخر الكنى ، وكلها معين فيها حال السند من ضعف وصحة ووثوق ، وهي بآخر نسخة من من لا يحضره الفقيه ، رقم 466.

ص: 277

(278)

ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه

لصاحب المعالم ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المتوفى سنة 1011.

نسخة بخط المؤلف رحمه الله ، أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد ، فلما كانت معرفة الطرق من كتاب من لا يحضره الفقيه لا يخلو من عسر ...».

يبدأ بإبراهيم بن أبي محمد ، وينتهي بأبي الجوزاء ، ثم ما لم يضف إلى اسم ..

فرغ منه في شهر رمضان سنة 982 ، بخطه في آخر نسخة من لا يحضره الفقيه المقروءة عليه ، والتي صححها بخطه الشريف ، رقم 466.

نسخة بخط العلامة محمد طاهر بن مقصود علي الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي ، كتبها بخط نسخ جيد في آخر نسخة من كتاب من لا يحضره الفقيه وفرغ منها 9 شوال سنة 1084 في المدرسة السليمانية ، وقد قرأ الكتاب وسائر الكتب الأربعة على شيخه العلامة المجلسي فأجاز له شيخه في آخر هذه النسخة قبل المشيخة ، وتاريخ الإجازة أيضا هذه السنة [أي : 1084] ، رقم 2259.

(279)

ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه

وهو مجرد ترتيب أسماء الرواة على حروف المعجم ، من أبان بن

ص: 278

تغلب إلى يونس بن يعقوب.

نسخة في ورقتين بخط فارسي جيد ، كتابة القرن الثاني عشر ، بآخر نسخة رقم 2353.

(280)

ترجمة أسرار الحج

المتن بالعربية ، أظنه للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المتوفى سنة 965.

وأما هذه الترجمة فهي للسيد محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ، كما صرح به في مقدمة ترجمة أسرار الصلاة للشهيد الثاني ، فقد ترجمه أيضا إلى الفارسية وصدره باسم السلطان حسين الصفوي ، وذكر : أني سوف ألحق به أسرار الحج أيضا ، ولهذه القرينة احتملنا أن يكون الأصل العربي للشهيد الثاني أيضا ، فإن للشهيد كتابا في أسرار الحج ، وصدر كتابنا هذا صريح في أنه ترجمة لكتاب في أسرار الحج لا أنه تأليف مباشر بالفارسية ، وذكر في أوله أنه اقتصر على ترجمة مقدمة الكتاب وخاتمته ، حيث إن غايتنا أسرار الحج القلبية دون مناسك الحج.

نسخة ضمن مجموعة جيدة الخط من نسخ القرن الثالث عشر ، رقم التسلسل 1688.

(281)

ترجمة أسرار الصلاة

المتن ألفه باللغة العربية الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد

ص: 279

العاملي الشامي ، الشهيد سنة 965 ، وأسماه التنبيهات العلية في أسرار الصلاة القلبية ، وهو مطبوع عدة مرات.

وهذه الترجمة إلى الفارسية للسيد محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ، ترجمه للسلطان حسين الصفوي وصدره باسمه ، ولم يرد ذكر هذه الترجمة في الذريعة وإنما ذكر في الذريعة ترجمة [أخرى] لهذا الكتاب ، [وأنه] قد ترجم أيضا للسلطان حسين الصفوي وصدر باسمه ولكن المترجم محمد زمان التنكابني.

نسخة بأول مجموعة جيدة الخط من خطوط القرن الثالث عشر ، رقم التسلسل 1688.

(282)

ترجمة إصلاح العمل

إصلاح العمل رسالة فتوائية عربية من فتاوى العلامة السيد محمد المجاهد ، المتوفى سنة 1242 ، نجل العلامة مير سيد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض ، ترجمه بأمره إلى الفارسية بعض تلاميذه وهو الشيخ حسن بن محمد علي اليزدي.

نسخة فرغ منها الكاتب سنة 1238 في حياة المترجم وأستاذه ولعلها بخط المترجم نفسه ، وبالهامش (مقابلة شد) [تمت المقابلة] ، ويقع في 199 ورقة ، مقاسها 5 / 14 × 6 / 21 ، تسلسل 1224.

نسخة مكتوبة في حياة السيد المجاهد ، 152 ورقة ، رقم 677.

ص: 280

(283)

ترجمة أطباق الذهب

أطباق الذهب في الأدب ، عربي نظير المقامات ، وهو للشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن هبة الله الأصفهاني ، جاري بها أطواق الذهب للزمخشري ، وعليه شرح اسمه معيار الذهب ..

ترجمته إلى الفارسية في نسخة مكتوبة بالخط الفارسي بأسفل

السطور من أصله العربي المكتوب بالنسخ الجيد بأمر معتمد الدولة عندما كان حاكما على لواء كردستان إيران بخط ملا باشا أحمد الطهراني ، وأظنه هو المترجم ، رقم 1186.

(284)

ترجمة إعتقادات الصدوق

الاعتقادات للشيخ الصدوق رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ، المتوفى سنة 381 ، طبعت مرات.

وشرحه جمع من أعلام الطائفة وفي طليعتهم شيخهم الأقدم معلم الأمة الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة 413.

وترجمه جمع إلى الفارسية ، ذكر شيخنا العلامة الرازي - دام ظله - في الذريعة ج 4 ص 79 جملة منهم ، ولم يعثر على هذه الترجمة فلم

ص: 281

يذكرها ، وهذه ترجمها السيد أبو الفتح الحسيني كما هو منصوص

في المقدمة ..

ولعله السيد أبو الفتح الحسيني الآوي ، المدرس بها ، ذكره معاصره القزويني في كتاب النقض ، المؤلف سنة 556 ، وذكره شيخنا في أعلام القرن السادس.

ولعله مير أبو الفتح بن أمير مخدوم سبط السيد الشريف الجرجاني ، وهو صاحب تفسير شاهي ، المتوفى سنة 978 ، تلميذ الأمير غياث الدين منصور الدشتكي ، المتوفى سنة 948 ، في المعقول وفي العلوم العربية ، تلمذ على عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه ، المتوفى سنة 943 ، ولذا عبر عنه في الرياض بالأمير أبي الفتح بن مير مخدوم القزويني العربشاهي ، وله : شرح الباب الحادي عشر بالفارسية ، والأقوى كونه هو هذا ، ترجم له شيخنا في أعلام القرن العاشر ومنه نقلنا الترجمة كلها.

ولعله مير أبو الفتح بن مير أبو القاسم الحسيني الأسترآبادي ، الشهير بمير ميران ، ترجم له شيخنا في أعلام القرن الحادي عشر ، وقال : الظاهر أنه ابن المير أبو القاسم الفندرسكي ، ويحتمل أن يكون مترجم الاعتقادات هو هذا.

ذكر شيخنا الرازي - دام ظله - في الذريعة ج 4 ص 79 عدة تراجم لاعتقادات الصدوق ، وهي :

1 - منهاج المؤمنين.

2 - وسيلة النجاة ، للمفسر الزواري.

3 - المولى عبد الله بن الحسين الرستم داري المازندراني.

ص: 282

4 - ميرزا محمد علي المدرسي الطباطبائي اليزدي ، المتوفى سنة 1240.

وذكر مشار في فهرسه اثنين آخرين ، وهما :

5 - السيد محمد علي بن محمد الحسني قلعه كهنهء ، طبع في طهران سنة 1372.

6 - حور مقصورات ، ميرزا محمد بن أبي القاسم ناصر حكمت الأحمدي الأصفهاني طبيب زاده ، طبع بأصفهان 1366.

نسخة بخط السيد حبيب الله الحسيني ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1090 ، في مجموعة أولها شرح الباب الحادي عشر وأوسطها اعتقادات المحقق الطوسي لم يبق منه إلا الصفحة الأولى ، وهذا الكتاب ينقص منه الصفحة الأولى ، وتقع في 65 ورقة ، 5 / 10 × 19 ، تسلسل 899.

للموضوع صلة ...

ص: 283

مصطلحات نحوية (14)

السيد علي حسن مطر

سادس وعشرون - مصطلح الظرف (المفعول فيه)

الظرف لغة :

أبرز معاني الظرف لغة معنيان ، أولهما : الوعاء ، وهو الأوفق بمعناه الاصطلاحي النحوي ، وثانيهما : البراعة وذكاء القلب.

قال ابن فارس : «يقولون : هذا وعاء الشئ وظرفه ، ثم يسمون البراعة ظرفا ، وذكاء القلب كذلك» (1).

وقال ابن منظور : «الظرف : البراعة وذكاء القلب ... وظرف الشئ : وعاؤه ، والجمع ظروف» (2).

الظرف اصطلاحا :

عبر نحاة البصرة عن المعنى الاصطلاحي للظرف بخمسة عناوين ،

ص: 284


1- معجم مقاييس اللغة ، ابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون ، مادة «ظرف».
2- لسان العرب ، ابن منظور ، مادة «ظرف».

وهي : الظرف ، الغاية ، الموقوع فيه ، المكون فيه ، والمفعول فيه.

وقد أكثر سيبويه (ت 180 ه) من استعمال عنوان (الظرف) ونسبه إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه) ، قال : «وسألته عن قوله : زيد أسفل منك ، فقال : هذا ظرف» (1).

كما إنه استعمل أحيانا العناوين الثلاثة التالية للظرف ، قال : «فأما ما كان غاية نحو : قبل وبعد وحيث» (2) ..

وقال أيضا : «هذا باب ما ينتصب من الأماكن والوقت ، وذلك لأنها ظروف تقع فيها الأشياء وتكون فيها ، فانتصب لأنه موقوع فيه ومكون فيه» (3).

ومن ورود كلمة (الغاية) في الكتاب عنوانا للمعنى الاصطلاحي ، يتضح وجه النظر في ما ذكره بعضهم من أن (الغاية) من اصطلاحات الكوفيين (4).

وأما عنوان : (المفعول فيه) ، فقد استعمله المبرد (ت 285 ه) إلى جانب استعماله عنوان الظرف (5).

وأما الكوفيون فقد عبروا عن المعنى الاصطلاحي للظرف بثلاثة عناوين ، هي : الصفة ، المحل ، والموضع.

والأول من هذه العناوين للكسائي (ت 189 ه) ، والأخيران للفراء (ت 207 ه) (6). مد

ص: 285


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 3 / 289.
2- الكتاب 3 / 286.
3- الكتاب 1 / 403 - 404.
4- مفاتيح العلوم ، محمد بن أحمد الخوارزمي ، تحقيق إبراهيم الأبياري : 78.
5- المقتضب ، المبرد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 4 / 328 و 330 - 332.
6- أ - الإنصاف في مسائل الخلاف ، أبو البركات الأنباري ، تحقيق محمد

وقد ذكر بعض الباحثين أن بعض النحاة يسمي الظرف : (مستقرا) (1) ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التسمية وردت أولا في مواضع متفرقة من كتاب سيبويه ، إلا أن مقصوده بالمستقر لم يكن هو الظرف بمعنى التابع الخاص الذي هو محل الكلام ، بل أراد به شبه الجملة من الجار والمجرور والظرف إذا وقعت خبرا ، قال : «وتقول : ما كان فيها أحد خير منك ... إذا جعلت (فيها) مستقرا» (2) ، وقال : «وأما (بك مأخوذ

زيد) فإنه لا يكون إلا رفعا ، من قبل أن (بك) لا تكون مستقرا لرجل» (3) ، وقال : «وتصديق هذا قول العرب : (علي عهد الله لأفعلن) ، ف (عهد) مرتفعة ، و (علي) مستقر لها» (4).

وإلى ما ذكرته أشار ابن يعيش بقوله : «سيبويه يسمي الظرف الواقع خبرا مستقرا ، لأنه يقدر ب : استقر ، وإن لم يكن خبرا سماه لغوا» (5).

وإليه أشار السيوطي أيضا ضمن عنوان : الفرق بين الظرف المستقر والظرف اللغو (6). 4.

ص: 286


1- المصطلح النحوي ، عوض حمد القوزي : 142.
2- الكتاب ، سيبويه 1 / 55.
3- الكتاب ، سيبويه 2 / 124.
4- الكتاب 3 / 503.
5- الكتاب 1 / 55 ، حاشية الصفحة نقلا عن «خزانة الأدب».
6- الأشباه والنظائر ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد 1 / 234.

والذي قدر له البقاء من العناوين السبعة المتقدمة للمعنى الاصطلاحي هو : الظرف ، والمفعول فيه ، إذ ما زالا يستعملان معا إلى اليوم عنوانا للمعنى الاصطلاحي.

وفي بيان المعنى الاصطلاحي للظرف قال الزجاجي (ت 340 ه) : إن الظروف «مفعول فيها ، لأن الفعل لا يصل إليها ولا يقع بها ، وإنما هي محتوية على الفاعل والمفعول والفعل معا ، فشبهت بالظروف المحتوية للأشياء المشتملة عليها ، كقولك : خرجت يوم الجمعة ، وجلست مكانك ، إنما معناه : أنك فعلت فعلا في يوم الجمعة وفي المكان ، لا أوصلت إليهما فعلا في ذاتهما» (1).

ولعل أول من طرح الحد الاصطلاحي للظرف ابن جني (ت 393 ه) قال : «الظرف كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد به معنى (في) وليست في لفظه ، كقولك : قمت اليوم ، وجلست مكانك ، لأن معناه : قمت في اليوم ، وجلست في مكانك» (2).

وحده ابن بابشاذ (ت 469 ه) بأنه : «ما يذكر للبيان عن أي زمان وأي مكان وقع فيهما الفعل ... وشرطه أن يكون مضمنا معنى (في)» (3) ، ومراده ب (ما) المنصوب ، لذكره إياه ضمن جملة المنصوبات.

وحده عبد القاهر الجرجاني (ت 471 ه) بأنه : " ما كان منصوبا على معنى حرف الجر الذي هو (في) ، كقولك : خرجت يوم الجمعة ، وجلست خلفك ... إلا أن حرف الجر إذا ظهر وعمل الجر لم يسموه ظرفا ، وكان 6.

ص: 287


1- الجمل في النحو ، الزجاجي ، تحقيق علي توفيق الحمد : 316 - 317.
2- اللمع في العربية ، ابن جني ، تحقيق فائز فارس : 55.
3- شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاد ، تحقيق خالد عبد الكريم 2 / 306.

اسما بمنزلة سائر الأسماء المجرورة ، فقولك : خرجت في يوم

الجمعة ، بمنزلة قولك : ذهبت إلى زيد» (1).

وحده ابن الأنباري (ت 577 ه) بأنه : «كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد به معنى (في)» (2).

وهو حد ابن جني نفسه ، إلا أنه حذف منه قوله : «وليست في لفظه» ، إذ لا حاجة إليه بعد كونه مفهوما من قوله : «يراد به معنى (في)».

وقال ابن يعيش (ت 643 ه) في حد الظرف : «اعلم أن الظرف في عرف أهل هذه الصناعة ليس كل اسم من أسماء الزمان والمكان على الإطلاق ، بل الظرف منها : ما كان منتصبا على تقدير (في) ، واعتباره بجواز ظهورها معه ، فتقول : قمت اليوم ، وقمت في اليوم ، ف (في) مرادة وإن لم تذكرها» (3).

وسيأتي رأي ابن مالك في قول ابن يعيش : «على تقدير (في)».

أما ابن الحاجب (ت 646 ه) فقد حد الظرف بقوله : «ما فعل فيه فعل مذكور من زمان أو مكان» (4).

وقال الرضي (ت 686 ه) في شرح هذا الحد : " يعني بقوله : (فعل مذكور) الحدث الذي تضمنه الفعل المذكور ... واحترز بقوله : (مذكور) عن نحو قولك : يوم الجمعة يوم مبارك ، فإنه لا بد أن يفعل في يوم الجمعة فعل ، لكنك لم تذكر ذلك الفعل في لفظك ، فلم يكن في 8.

ص: 288


1- المقتصد في شرح الإيضاح ، الجرجاني ، تحقيق كاظم بحر المرجان 1 / 632.
2- أسرار العربية ، أبو البركات الأنباري ، تحقيق فخر صالح قدارة : 166.
3- شرح المفصل ، ابن يعيش 2 / 41.
4- أ - شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 487. ب - الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة الرفاعي 1 / 368.

اصطلاحهم مفعولا فيه ، ونحو : يوم الجمعة في قولك : خرجت في يوم الجمعة ، داخل في هذا الحد ، ولهذا قال بعد : وشرط نصبه تقديره ب (في) ، وأما إذا ظهر فلا بد من جره ، وهذا خلاف اصطلاح القوم ، فإنهم لا يطلقون المفعول فيه إلا على المنصوب بتقدير (في) ، فالأولى أن يقال : هو المقدر ب (في) من زمان أو مكان فعل فيه فعل مذكور " (1).

وعقب عليه الجامي (ت 898 ه) بقوله : «لكن بقي مثل : (شهدت يوم الجمعة) داخلا فيه ، فإن (يوم الجمعة) يصدق عليه أنه فعل فيه فعل مذكور ، فإن شهود يوم الجمعة لا يكون إلا في يوم الجمعة ، فلو اعتبر في التعريف قيد الحيثية ، أي [يقال] : المفعول فيه ما فعل فيه فعل مذكور من حيث إنه فعل فيه فعل مذكور ، ليخرج مثل هذا المثال عنه ، فإن ذكر يوم الجمعة فيه ليس من حيث إنه فعل فيه فعل مذكور ، بل من حيث إنه وقع عليه فعل مذكور ، ولا يخفى عليك أنه على تقدير اعتبار قيد الحيثية لا حاجة إلى قوله : (مذكور) إلا لزيادة تصوير المعرف» (2).

وأما ابن مالك (ت 672 ه) فقد طرح حدين للظرف :

أولهما : «هو : ما نصب من اسم زمان أو مكان مقارن لمعنى (في) دون لفظها» (3).

وقال في شرحه : «وذكر مقارنة المعنى أفضل من ذكر (تقدير في) (4) ، لأن تقدير (في) يوهم جواز استعمال لفظ (في) مع كل ظرف ، م.

ص: 289


1- شرح الرضي على الكافية 1 / 368.
2- الفوائد الضيائية 1 / 368.
3- شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي 2 / 675.
4- إشارة إلى ما ورد في حد ابن يعيش المتقدم.

وليس الأمر كذلك ، لأن من الظروف ما لا يدخل عليه (في) ك

(عند) و (مع) ، وكلها مقارن لمعناها ما دام ظرفا» (1).

وثانيهما : «ما ضمن - من اسم وقت أو مكان - معنى (في) باطراد» (2) ، وهو الذي عبر عنه في خلاصته الألفية بقوله :

الظرف وقت أو زمان ضمنا

(في) باطراد ك : هنا أمكث أزمنا

وقد تابعه عليه أبو حيان (ت 745 ه) (3) وجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) (4).

وواضح أن هذا الحد تطوير للحد الذي طرحه ابن جني بإضافة قيد (الاطراد) إليه ، وقد ذهب ابن الناظم وابن عقيل من شراح الألفية إلى عدم الحاجة إلى هذا القيد.

قال ابن الناظم (ت 686 ه) : «وقوله : (باطراد) احترز به من نحو البيت والدار في قولهم : دخلت البيت ، وسكنت الدار ، مما انتصب بالواقع فيه وهو اسم مكان مختص ، فإنه ينتصب نصب المفعول به على السعة في الكلام لا نصب الظرف ... وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى الاحتراز عنه بقيد (الاطراد) ، لأنه يخرج بقولنا : (متضمن معنى في) ، لأن المنصوب على سعة الكلام منصوب بوقوع الفعل عليه ، لا بوقوعه فيه ، فليس متضمنا معنى (في) فيحتاج إلى إخراجه من حد الظرف بقيد الاطراد» (5).

وقال ابن عقيل (ت 769 ه) : «واحترز بقوله : (باطراد) من نحو : 7.

ص: 290


1- شرح الكافية الشافية 2 / 675.
2- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 91.
3- شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 2 / 126.
4- همع الهوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم 3 / 136.
5- شرح ابن الناظم على الألفية : 107.

(دخلت البيت ، وسكنت الدار ، وذهبت الشام) ، فإن كل واحد من (البيت ، والدار ، والشام) متضمن معنى (في) ، ولكن تضمنه معنى (في) ليس مطردا ، لأن أسماء الزمان المختصة لا يجوز حذف (في) معها ، فليس (البيت ، والدار ، والشام) في المثل منصوبة على الظرفية ، وإنما هي منصوبة على التشبيه بالمفعول به ، لأن الظرف هو ما تضمن معنى (في) باطراد ، وهذه متضمنة معنى (في) لا باطراد».

هذا تقدير كلام المصنف ، وفيه نظر ، لأنه إذا جعلت هذه الثلاثة ونحوها منصوبة على التشبيه بالمفعول به ، لم تكن متضمنة معنى (في) ، لأن المفعول به غير متضمن معنى (في) ، فكذلك ما شبه به ، فلا يحتاج إلى قوله (باطراد) ليخرجها ، فإنها خرجت بقوله : (ما ضمن معنى في)»(1).

إلا أن الأشموني (ت 900 ه) يرى أن الحاجة لقيد الاطراد ثابتة على مذهب بعض النحاة ، قال : الاحتراز «باطراد ، من نحو : دخلت البيت وسكنت الدار ... فانتصابه على المفعول به بعد التوسع بإسقاط الخافض ، هذا مذهب الفارسي والناظم ونسبه لسيبويه ، وقيل : منصوب على المفعول به حقيقة ، وأن نحو (دخل) متعد بنفسه ، وهو مذهب الأخفش ، وقيل : على الظرفية تشبيها له بالمبهم ، ونسبه الشلوبين إلى الجمهور ، وعلى هذين لا يحتاج إلى قيد (باطراد) ، وعلى الأول يحتاج إليه» (2).8.

ص: 291


1- شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1 / 579 - 580.
2- شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1 / 217 - 218.

وأما ابن هشام (ت 761 ه) فإنه طرح للظرف حدين أيضا :

أولهما : «كل اسم زمان أو مكان مسلط عليه عامل على معنى (في) ، كقولك : صمت يوم الخميس ، وجلست أمامك ، وعلم مما ذكرت أنه ليس من الظروف (يوما) و (حيث) من قوله تعالى : (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) (1) ، وقوله تعالى : (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (2) ، فإنهما وإن كانا زمانا ومكانا ، لكنهما ليسا على معنى (في) ، وإنما المراد أنهم يخافون نفس اليوم ، وأن الله تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه ، فلهذا أعرب كل منهما مفعولا به ... وأنه ليس منهما أيضا نحو : (أن تنكحوهن) من قوله تعالى : (وترغبون أن تنكحوهن) (3) ، لأنه وإن كان على معنى (في) لكنه ليس زمانا ولا مكانا» (4).

وثانيهما : «ما ذكر فضلة لأجل أمر وقع فيه من زمان مطلقا ، أو مكان مبهم» (5) ، وتابعه عليه الفاكهي (ت 972 ه) (6).

ومما ذكره ابن هشام في شرح هذا الحد : «أن الاسم قد لا يكون ذكر لأجل أمر وقع فيه ، ولا هو زمان ولا مكان ، وذلك ك (زيدا) في (ضربت زيدا) ، وقد يكون إنما ذكر لأجل أمر وقع فيه ، ولكنه ليس بزمان 2.

ص: 292


1- سورة الإنسان 76 : 10.
2- سورة الأنعام 6 : 124.
3- سورة النساء 4 : 127.
4- شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 229 - 230.
5- شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 230.
6- شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم : 162.

ولا مكان ، نحو : رغب المتقون أن يفعلوا خيرا) ، فإن المعنى : في أن يفعلوا ... فهذه الأنواع لا تسمى ظرفا في الاصطلاح ، بل كل منها مفعول به ، وقع الفعل عليه لا فيه ... وقد يكون مذكورا لأجل أمر وقع فيه وهو زمان أو مكان ، فهو حينئذ منصوب على معنى (في) ، وهذا النوع خاصة هو المسمى في الاصطلاح ظرفا ، وذلك كقولك : صمت يوما ، أو يوم الخميس ، وجلست أمامك» (1).

* * * 1.

ص: 293


1- شرح شذور الذهب : 231.

سابع وعشرون - مصطلح المفعول معه

المفعول معه من مصطلحات البصريين ، قال سيبويه (ت 180 ه) : «هذا باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم لأنه مفعول معه ... وذلك قولك : ما صنعت وأباك ، و : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها ، إنما أردت : ما صنعت مع أبيك ، و : لو تركت الناقة مع فصيلها ، فالفصيل مفعول معه ، والأب كذلك» (1).

واستعمل الكوفيون لفظ (المشبه بالمفعول) عنوانا للمفعول معه ولبقية المفاعيل باستثناء (المفعول به) الذي هو المفعول الوحيد عندهم (2).

وقد قال أبو علي الفارسي (ت 377 ه) بشأن التعريف بالمفعول معه : «الاسم الذي ينتصب بأنه مفعول معه [هو ما] يعمل فيه الفعل الذي قبله بتوسط الحرف ، وذلك قولهم : استوى الماء والخشبة ... فالمعنى : استوى الماء مع الخشبة» (3).

وحده ابن جني (ت 392 ه) بأنه : «ما فعلت معه فعلا ، وذلك قولك : قمت وزيدا ، أي : مع زيد» (4).

وحده ابن بابشاذ (ت 469 ه) بأنه : ما «يذكر للبيان عن مصاحبة 0.

ص: 294


1- الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 297.
2- أ - همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم 3 / 8. ب - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 1 / 323.
3- الإيضاح العضدي ، الفارسي ، تحقيق حسن الشاذلي فرهود 1 / 193.
4- اللمع في العربية ، ابن جني ، تحقيق فائز فارس : 60.

الفعل ومقارنته ، مثل : استوى الماء والخشبة» (1).

ويلاحظ على هذين الحدين الأخيرين عدم كونهما مانعين من دخول الأغيار مما لا يعرب مفعولا معه ، ك (خالد) في نحو : اشترك زيد وخالد ، وكالجملة في نحو : جاء زيد والشمس طالعة.

ويستفاد من كلام الحريري (ت 516 ه) تعريفه للمفعول معه بأنه : المفعول الفضلة المنصوب بالفعل الذي قبله بواسطة الواو التي هي بمعنى (مع) (2).

وقد أخرج بقيد (الفضلة) نحو (خالد) في قولنا : اشترك زيد وخالد ، فإنه لا يدخل في المفعول معه اصطلاحا ، وإن كان منصوبا بالفعل الذي قبله بواسطة الواو ، لأنه عمدة.

وحده الزمخشري (ت 538 ه) بقوله : «هو المنصوب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع) ، وإنما ينصب إذا تضمن الكلام فعلا ، كقولك : ما صنعت وأباك» (3).

«وإنما قال : (هو المنصوب) ، لأن ثم أشياء كثيرة الواو فيها بمعنى (مع) ومع ذلك ليس مفعولا معه ، كقولك : كل رجل وضيعته ، و : ما شأن زيد وعمرو ، فقال : (هو المنصوب) ليتميز به عن هذا» (4).

وسوف يأتي إشكال ابن هشام الأنصاري على أخذ (المنصوب) في حد المفعول معه عند تعقيبه على حد أبي حيان الأندلسي. 3.

ص: 295


1- شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 2 / 309.
2- شرح ملحة الإعراب ، الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : 172.
3- المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 56.
4- الإيضاح في شرح المفصل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي 1 / 323.

وحده ابن معطي (ت 628 ه) بقوله : «هو اسم يصل الفعل إليه بواسطة واو تنوب عن (مع) في المعنى لا في العمل» (1) ، لأن (مع) تجر بالإضافة ، وهذه الواو لا تجر (2).

ويلاحظ عليه شموله لنحو (خالد) من قولنا : اشترك زيد وخالد ، مما لا يعرب مفعولا معه اصطلاحا.

وحده ابن الحاجب (ت 646 ه) بقوله : «المفعول معه هو المذكور بعد الواو لمصاحبة معمول فعل» (3).

وقال الرضي في شرحه : «قوله : (لمصاحبة معمول فعل) احتراز عن نحو (ضيعته) في : كل رجل وضيعته ، فإنها مصاحبة لكل رجل [وهو ليس معمولا لفعل ، لأنه مبتدأ] ... ويعني بالمصاحبة كونه مشاركا لذلك المعمول في ذلك الفعل في وقت واحد ، فزيد في : سرت وزيدا ، مشارك للمتكلم في السير في وقت واحد ، أي : وقع سيرهما معا ، وفي قولك : سرت أنا وزيد ، بالعطف ، يشاركه في السير ، ولكن لا يلزم كون السيرين في وقت واحد» (4).

ويلاحظ عليه :

أولا : إنه شامل لنحو (خالد) في قولنا : اشترك زيد وخالد.

ثانيا : إن ما ذكره الرضي في تفسير قوله : (لمصاحبة معمول فعل) 5.

ص: 296


1- الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 193.
2- قاله ابن إياز في المحصول - نقلا عن حاشية الفصول الخمسون : 193 -.
3- أ - شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 515. ب - الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة الرفاعي 1 / 378.
4- شرح الرضي على الكافية 1 / 515.

وكرره الجامي في شرحه للكافية (1) ، منقوض بنحو : سرت والنيل ، وما صنعت وأخاك ، مما لا يكون المفعول فيه مشاركا للمعمول في الفعل ، ولعله لأجل ذلك عمد ابن الناظم إلى جعل القيد (عدم المشاركة في الحكم) كما سيأتي في بيان حده.

وحده ابن عصفور (ت 669 ه) بقوله : «المفعول معه : هو الاسم المنتصب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع) المضمن معنى المفعول به ، وذلك نحو قولك : ما صنعت وأباك» (2).

وهو مماثل لحد الزمخشري المتقدم ، مضافا إليه قيد (المضمن معنى المفعول به) ، وتابعه عليه أبو حيان الأندلسي (ت 745 ه) (3).

وقد بين وجه الحاجة إلى القيد المذكور بقوله : «ألا ترى أن الواو بمعنى (مع) ، والأب في المعنى مفعول به ، كأنك قلت : ما صنعت بأبيك ، ولو لم ترد ذلك ، لكان الاسم الذي بعد الواو معطوفا على الاسم الذي قبله» (4).

وأما ابن مالك (ت 672 ه) فقد حد المفعول معه بقوله : «هو الاسم التالي واوا تجعله بنفسها في المعنى كمجرور (مع) وفي اللفظ كمنصوب معدى بالهمزة» (5).

«قوله : (التالي واوا) يشمل العطف نحو : مزجت عسلا وماء ، وخرج ما لم يتل واوا ، نحو : خرج زيد بثيابه ، وقوله : (كمنصوب معدى بالهمزة) 9.

ص: 297


1- الفوائد الضيائية 1 / 378.
2- المقرب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض : 225.
3- غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيان ، مخطوط 6 / أ.
4- المقرب : 225.
5- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 99.

أخرج به المعطوف المفهم المصاحبة ، نحو : أشركت زيدا وعمرا

ومزجت عسلا وماء. بخلاف : سرت والنيل ، فإن المصاحبة لم تفهم فيه إلا من الواو ، وأشار بقوله : (وفي اللفظ إلى قوله : بالهمزة) إلى أن الواو معدية ما قبلها من العوامل إلى ما بعدها ، فتنتصب به بواسطة الواو " (1).

وحده ابن الناظم (ت 686 ه) بأنه : «الاسم المذكور بعد واو بمعنى (مع) ، أي : دالة على المصاحبة بلا تشريك في الحكم ، فاحترزت بقولي : (المذكور بعد واو) من نحو : خرجت مع زيد ، وبقولي : (بمعنى مع) مما بعد واو غيرها كواو العطف وواو الحال ... وقد شمل هذا التعريف ما كان من المفعول معه غير مشارك لما قبله في حكمه ، نحو : سيري والطريق مسرعة ، ولما كان منه مشاركا لما قبله في حكمه ، ولكنه أعرض عن الدلالة على المشاركة وقصد إلى مجرد الدلالة على المصاحبة ، نحو : جئت وزيدا» (2).

وتابعه على هذا الحد عبد الرحمن المكودي (ت 807 ه) (3).

وحده أبو حيان الأندلسي (ت 745 ه) بقوله : «المفعول معه منتصب بعد واو (مع)» (4).

وعقب عليه ابن هشام قائلا : «فيه أمران ، أحدهما : [أنه] غير مانع ، لأنه يشمل نحو : (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) إذا نصبت الفعل ، فإنه يصدق على هذا الفعل أنه منتصب وأنه بعد واو مع ... فكان ينبغي أن 4.

ص: 298


1- شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي 1 / 489.
2- شرح ابن الناظم على الألفية : 110.
3- شرح المكودي على الألفية ، ضبط وتصحيح إبراهيم شمس الدين : 113.
4- شرح اللمحة البدرية : ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 2 / 154.

يقول : اسم منتصب.

الثاني : أن قوله : (منتصب) تعريف للشئ بما [هو] الغرض منه معرفته لينصب ، فإذا حد بأنه المنتصب جاء الدور» (1).

وحده ابن هشام (ت 761 ه) بأنه : «اسم فضلة بعد واو أريد بها التنصيص على المعية ، مسبوقة بفعل أو ما فيه حروفه ومعناه ، ك : سرت والنيل ، و : أنا سائر والنيل» (2).

وقد تابعه على هذا الحد كل من الأشموني (ت 900 ه) (3) ، والأزهري (ت 907 ه) (4) ، وجمال الدين الفاكهي (ت 972 ه) (5) ، والخضري (6).

ومما ذكره ابن هشام في شرحه لهذا الحد : " خرج بذكر (الاسم) الفعل المنصوب بعد الواو في قولك : (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) ، فإنه على معنى الجمع ... ولا يسمى مفعولا معه ، لكونه ليس اسما ، والجملة الحالية في نحو : (جاء زيد والشمس طالعة) ... وبذكر (الفضلة) ما بعد الواو في نحو : (اشترك زيد وعمرو) ، فإنه عمدة ، لأن الفعل لا يستغني عنه ... لأن الاشتراك لا يتأتى إلا بين اثنين ... وبذكر إرادة 4.

ص: 299


1- شرح اللمحة البدرية 2 / 155.
2- أ - شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 231. ب - شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 237.
3- شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1 / 222.
4- أ - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 1 / 342. ب - شرح الأزهرية ، خالد الأزهري : 112 - 113.
5- شرح الحدود النحوية ، الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم : 163 - 164.
6- حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي 1 / 404.

التنصيص على المعية ، نحو : جاء زيد وعمرو ، إذا أريد مجرد العطف ..

وقولي : (مسبوقة ... إلى آخره) بيان لشرط المفعول معه ، وهو أنه لا بد أن يكون مسبوقا بفعل أو بما فيه معنى الفعل وحروفه ... [وعليه] لا يجوز النصب في نحو قولهم : (كل رجل وضيعته) ... لأنك لم تذكر فعلا ولا ما فيه معنى الفعل ، وكذلك لا يجوز (هذا لك وأباك) بالنصب ، لأن اسم الإشارة وإن كان فيه معنى الفعل وهو (أشير) ، لكن ليس فيه حروفه» (1).

وحد ابن عقيل (ت 769 ه) المفعول معه بأنه : «الاسم المنتصب بعد واو بمعنى (مع)» (2).

وقد استغنى بقوله : (المنتصب) عن ذكر قيد (الفضلة) لإخراج ما بعد الواو في نحو : (مشترك زيد وعمرو) ، وإن كان يرد عليه إشكال ابن هشام المتقدم من أن ذكر (المنتصب) تعريف للشئ بما هو الغرض من معرفته لينصب ، فيحصل الدور.

وحده السيوطي (ت 911 ه) بأنه : «التالي واو المصاحبة» (3).

ويرد عليه : إنه غير مانع من دخول ما أخرج بقيد (الاسم الفضلة) مع إنه لا يصدق عليه المفعول معه اصطلاحا.

* * * 5.

ص: 300


1- شرح قطر الندى : 231 - 232.
2- شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1 / 590.
3- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم 3 / 235.

من ذخائر التراث

ص: 301

ص: 302

صورة

ص: 303

ص: 304

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

سبق لي أن فهرست ما دار حول البردة البوصيرية من أعمال شعرية وشروح في مقال نشر في مجلة تراثنا في العددين المزدوجين 38 - 39 و 41 - 42 ، وتخميس محمد رضا النحوي للبردة جزء من عمل أرجو تمامه من الله تعالى في نشر الأعمال الشعرية التي دارت حول هذه القصيدة الرائعة.

وسيدور الكلام هنا في عدة سبل :

ترجمة المخمس :

هو محمد رضا بن أحمد بن حسن بن علي بن الخواجة (1) ، النجفي الحلي ، المعروف بالنحوي.

لم تذكر كتب التراجم تأريخ مولده ، نشأ في الحلة على أبيه فأقرأه الأوليات ومرنه على نظم الشعر. 5.

ص: 305


1- طبقات أعلام الشيعة - ق 13 - : 545.

ثم درس في النجف الفقه والأصول على السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت 1212) واختص به ، وله فيه مدائح كثيرة ، وحضر أيضا على جعفر كاشف الغطاء ، وتوفي والده خلال ذلك فلازم السيد صادق الفحام الشاعر ودرس عليه علوم الأدب.

وكان من أعضاء معركة الخميس المعروفة في تاريخ أدب مدينة النجف ، وذلك في عهد أستاذه الأول بحر العلوم (1).

وكان أحد الخمسة الذين كان بحر العلوم يعرض عليهم منظومته الفقهية المسماة ب : الدرة (2) فيصلحونها من جهة الأدب والعروض.

ومن مدائحه لأستاذه المذكور أن خمس «المقصورة الدريدية» وجعلها في مدحه. ويقال : إن أستاذه سأل : كم أجاز ابن ميكال ابن دريد؟ فقيل له : بألف دينار ذهبا ، فأعطى شاعره ألف تومان ذهبا ، وذلك في سنة 1204 ه.

وكان مجيدا للتخميس فخمس جملة من القصائد ، منها «الدريدية» و «بانت سعاد» و «البردة البوصيرية» و «ميمية ابن الفارض».

وله تخاميس وتشطيرات كثيرة في مجموع في مكتبة علي كاشف الغطاء ، برقم 58 مجاميع (3).

وجمع محمد السماوي ديوانه وديوان أخيه هادي وديوان أبيه أحمد (4). 7.

ص: 306


1- طبقات أعلام الشيعة : 547 ، البابليات - لليعقوبي - 2 / 3.
2- البابليات 2 / 3.
3- طبقات أعلام الشيعة : 547.
4- طبقات أعلام الشيعة : 547.

وتوفي في 1226 ه ، ودفن مع والده.

تخميسه للبردة :

أشار عليه أستاذه بحر العلوم بتخميسها كما سيجئ في التقاريظ ، ونص على ذلك السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة 9 / 303.

وفرغ من هذا التخميس في يوم الثلاثاء 24 رجب 1200 ه.

وقد طبع هذا التخميس في إسلامبول - عاصمة الدولة العثمانية سابقا - في سنة 1306 ه منضما إلى تخميس «ميمية ابن الفارض» :

شربنا على ذكر الحبيب مدامة

سكرنا بها من قبل أن تخلق الكرم

وتخميس «بانت سعاد» لكعب بن زهير :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

مقرظو هذا التخميس :

ظفرنا بعدة من أسمائهم وعدة من تقاريظهم ، وهاك أسماءهم مرتبة حسب الحروف الأول من أسمائهم :

1 - إبراهيم العطار.

2 - محمد رضا الأزري.

3 - صادق الفحام (ت 1204) ، وله تقريظان.

4 - علي بن محمد حسين بن زين العابدين العاملي الكاظمي (ت 1215).

ص: 307

5 - محمد علي الأعسم.

6 - محمد بن زين الدين الحسني (ت 1216).

7 - هادي النحوي ، أخو المخمس.

ولم نظفر من التقريظ الأول إلا بمطلعه وهو :

فرائد در ليس تحصى عجائبه

وقد بهرت منا العقول غرائبه

وكذلك التقريظ الثاني لم نظفر به.

والتقاريظ التالية وجدناها كلها والحمد لله.

* * *

ص: 308

التقريظ الأول لصادق الفحام (1) :

رويدك هل أبقيت قولا لقائل؟

وحسبك هل غادرت سحرا لبابل؟

لعمري لقد أنشرت سحبان وائل

وقس إياد من طوي الجنادل

وطلت على الضليل (2) حتى

كأنه

على طوله لم يأت يوما بطائل (3)

وجاريت في تسميط أفضل مدحة

لأفضل ممدوح لأفضل قائل

فوارس راموا أن ينالوا فقصروا

وأين الثريا من يد المتناول؟!

فكنت المجلي محرزا قصباته

وكانوا وقد جدوا مكان الفساكل (4)

وما كل من رام المعالي ببالغ

وما كل من رام النضال بناضل

قرنت إلى عذراء بوصير كفأها

وكانت لفقد الكفء إحدى الثواكلل.

ص: 309


1- هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : 1 ظ.
2- هو امرؤ القيس الشاعر الجاهلي المعروف.
3- هذه مبالغة واضحة.
4- الفساكل ، جمع «فسكل» : وهو الفرس الذي يجيئ في الحلبة آخر الخيل.

ومذ شفها التعطيل صغت لجيدها

حلى من فريد أردفت بخلاخل

فأنت وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم يستطع للأوائل

فدونكها مني شهادة صادق

كثير ذوو تصديقها في المحافل

وعش سالما ما افتر مبسم بارق

وأضحك دمع المزن زهر الخمائل

التقريظ الثاني للفحام نفسه (1) :

كذا فليكن نظم العقود ولم أخل

تنظم من لفظ عقود فريد

هي الروضة الغناء فتقت الصبا

أكمة أزهار لها (2) وورود

وغادة حسن أبرزت من حجالها

تبيهس (3) من نسج البها

ببرود

رويدك هل أبقيت قولا لقائل

وللمتحدي مطمعا بمزيد».

ص: 310


1- هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : 1 ظ - 2 ، وهو موجود في رواية الأمين في «معادن الجواهر».
2- في معادن الجواهر : بها.
3- أي : تتبختر ، وقد حذفت إحدى تاءي «تتبيهس».

أتيت بتسميط تضاهي شطوره

سموط فريد (1) في مخانق غيد

شأوت به من كان قبلك مجريا

إلى أمد إلا عليك بعيد

برعت فيا لله درك فارسا

تركت جهيدا قام إثر جهيد

رأوا طافحا من لامع فتوهموا

نطاف زلال بالعراء برود

فأجروا إليه جاهدين وأصدروا

بخيبة آمال وتعس جدود

فكنت كموسى حين ألقوا عصيهم

وألقى فكيدوا وانبروا لسجود

كملت فإن عاب الحسود فإنما

فضيلة محسود بعيب حسود

جلوت على الأسماع قول سلافة

يرد طروبا قلب كل كميد (2)

قرنت إلى عذراء بوصير كفأها

فكان كما شاءت قران سعود

ولما أتت تشكو العطول رددتها

بأحسن حلي زان أحسن جيد».

ص: 311


1- الفريد : اللؤلؤ.
2- هذا البيت ساقط من الرضوية ، وزدناه من «معادن الجواهر».

لذلك قد أنشأت فيها مؤرخا

على جيدها علقت عقد فريد

تقريظ علي بن محمد حسين بن زين العابدين العاملي (1) :

ألحان داود أم ضرب النواقيس

أم روح أرواح جنات الفراديس

أم ابن أحمد مولانا محمد الرضا

جلا كالدراري عقد تخميس

أحيا به الفضل إذ لم يبق منه سوى

ذماء (2) منقطع الآمال

مأيوس

تبارك الله هذا ما ينافس في

أمثاله القوم لا بعض الوساويس

هذا الطريق الذي قد ضل عنه بنو

الآداب ما بين تخميس وتسديس

هذا هو الفضل لا ما يدعون به

من رد عجز على صدر وتجنيس

فضائل فقت فيها يا بن بجدتها

وهل يكابر في إنكار محسوس؟!

نظم غدا من سهام الفضل فيه لك

القدح المعلى بلا شك وتدليسر.

ص: 312


1- هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : 3 و - 3 ظ.
2- الذماء : آخر لحظة من عمر المحتضر.

سهم أصبت به القرطاس دونهم

وسهمهم منه تسويد القراطيس

جرى فقصر من جاراك فيه إلى

غلواء مطبوع نظم منه مأنوس

وابن اللبون إذا ما لز في قرن

لم يستطع صولة البزل القناعيس (1)

لله درك يا سحبان وائلها

رئاسة أنت فيها غير مرؤوس

نسجت للبردة الغراء بردة تسميط

حكى وشيها وشي الطواويس

وقد تنمرت إذ لم ترض ما نظموا

لها تنمر ليث الخيس في الخيس

وجئت في ما به سيرتها مثلا

به تغنت حداة العيس للعيس

فكنت آصف ذاك الصرح حيث حكى

منه لنا كل بيت عرش بلقيس

أبرزت فيه خبايا حسنها فحكت

زهر النجوم تجلت في الحناديس

قلدتها سمط تسميط وصغت لها

عقدا يلابسها من غير تلبيس».

ص: 313


1- ضمن المقرظ هذا البيت وهو لجرير ، الصحاح 6 / 2192 مادة «قرن».

ملكتها من نصاب الحسن غايته

فيه فأرخت أزكى كل تخميس

تقريظ محمد علي الأعسم (1) :

فرائد للأديب ابن الأديب

ورد شموسها بعد المغيب

فتى أعيا الورى فضلا وحلما

نجوم ما جنحن إلى المغيب

ووشى البردة الممدوح فيها

رسول الله بالوشي العجيب

بتسميط يزيد الأصل حسنا

على حسن وطيبا فوق طيب

وكم ملأ المسامع من معان

لها وقع عظيم في القلوب

محمد الرضا المرضي قولا

وفعلا ناصع الحسب الحسيب

رمى فأصاب قرطاسا رماه

كثير ليس فيهم من مصيب

وكم أشياء قد غيبن عنهم

برزن إليه من حجب الغيوب4.

ص: 314


1- هذا التقريظ في شعراء الغري - لعلي الخاقاني - 10 / 13 - 14.

لقد أغربت في تلك المعاني

وما هي منك بالأمر العجيب

أخذت بها بأطواق المعالي

ولم تترك لغيرك من نصيب

دعاك لمثلها المهدي (1) إذ

لم

يجد في الكون مثلك من مجيب

ففاض عليك حين دعاك نور

هديت به إلى مدح الحبيب

بأشطار كأمثال اللآلي

تفوق الروض في حسن وطيب

وخمسها الفحول بأجنبي

بعيد عن مقاصدها غريب

ولم يألوا بها الآباء جهدا

ولكن دونها أرب الأريب

فحطت قدر كل أخي كمال

تعرضها بمدح أو نسيب

وحيث رفعتها رفعتك قدرا

بضرب منه ند عن الضريب

كأنك فيه تغرف من بحار

وباقي القوم تمتح من قليبم.

ص: 315


1- أي أستاذه بحر العلوم.

وللتسميط في الحسن اختلاف

وقد يخفى على الفطن اللبيب

ولكن حين تقرنها جميعا

يبين لك الصحيح من المعيب

ترى مثل الأجانب تلك عنها

وذا التسميط كالرحم القريب

كأنهما رضيعا ثدي أم

زكت وسقتهما صافي الحليب

ومذ كملت بذا التسميط أرخ

قد كملت بتسميط عجيب

تقريظ محمد بن زين الدين الحسني (1) :

آيات نظم أرتنا جامع الكلم

وأعجزت أدباء العرب والعجم

هن الدراري سمت عن أن تنال فما

ينال منها سوى الإشراق في الظلم

وعقد در يسر الناظرين حوى

منثور حسن بلفظ منه منتظم

وروضة جادها صوب الحيا فغدت

أزهارها بين مفتر ومبتسمو.

ص: 316


1- هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : 2 و - 3 و.

تقري المسامع من أسرار حكمتها

ما كان منكتما أو غير منكتم

قد شنفتها بلحن من فصاحتها

فلم تصخ بعد للألحان والنغم

وبرزة الوجه أعيت من يبارزها

من مصقع لسن أو حاذق فهم

بكر فما افترعتها كف محبرة

ولا ترقت إليها همة القلم

يتيمة الدهر لم تبرح مؤملة

أبا تلوذ به من ضيعة اليتم

وخامس لم تصادف من يخمسها

فالقلب منها إلى ذاك الزلال ظم

حتى إذا بعث الله الرؤوف لها

أبا وبعلا فلم تيتم ولم تئم

أعني أبا عذرها المولى محمدا الرضا

رضي السجايا طاهر الشيم

أضحت بتسميطه غرا محجلة

فأوضحت كل دهماء من الظلم

لو سميت بردة ذا اليوم حق لها

إذ صار ملبسها بردا من الحكم

ص: 317

كيف امرؤ القيس أو قس يقاس به

وهو المبرز ما باراه من أرم (1)

فكم حديث حديث الفضل منه فشا

فساد فيه على من ساد في القدم

لله درك من دار له بنيت

دار بهام الدراري حيث لم ترم

زينتها بمصابيح الفصاحة إذ

كانت سماء سمت عن كل مستنم

أرشدن ذا عمه ، بصرن ذا كمه

أنطقن ذا بكم ، أسمعن ذا صمم

يا غاية بذلت أشواطها أمم

فيها فخابوا ونلت القصد من أمم

وكيف يدرك شيئا من دقائقها

من ليس يفرق بين الفرق والقدم

أبدعت نحوا من التسميط عرفنا

خفض الغبي ورفع الحاذق الفهم

لفظا ومعنى أرانا الفضل منسجما

في طي منسجم في طي منسجم

إن كان قد خمسوا أو سدسوا وشأوا

فإنما أنت فيهم صاحب العلمد.

ص: 318


1- يقال : ما بالدار أريم وما بها أرم ، أي ما بها أحد.

فته ببردة فضل أنت ناسجها

على ذوي الفضل من عرب ومن عجم

قد نال غاية مطلوب مؤرخها

تسميطها معرب عن معجز الكلم

تقريظ هادي النحوي (1) :

ذي زبدة الشعر بل ذي نخبة الأدب

أستغفر الله من زور ومن كذب

تقاصر الشعر أن يجري لغايتها

وهل يجاري جياد الخيل ذو خبب

قد أصبحت خير مدح في الزمان كما

قد كان ممدوحها في الكون خير نبي

بدت وتيجانها مدح الحبيب كما

بدت لنا الراح في تاج من الحبب

غادرت قسا غبيا في بلاغته

وذاك أمر على الأفهام غير غبي

فيا لراح سكرنا من شميم شذا

عبيرها وهي في الأستار والحجب4.

ص: 319


1- هذا التقريظ من البابليات - لليعقوبي - 2 / 59 ترجمة 64.

قد سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا

لكن في الخمر معنى ليس في العنب (1)

فالبعض كاد يوشي ثوب بردتها

والبعض جاؤوا عليه بالدم الكذب (2)

ما أنشدت قط في سمع وفي ملأ

إلا وقامت مقام الذكر والخطب

وما تجلت لذي شك وذي ريب

إلا وجلت ظلام الشك والريب

ولا بدت في دجى الأنقاس (3) ساطعة

إلا وخلنا هبوط البدر والشهب

ولا شدا قط في ناد أخو طرب

إلا وقلنا بها يشدو أخو الطرب

لله معجزة حار الأنام بها

كأنها حين تتلى واحد الكتب

إني أكاد أقول الوحي أنزلها

لو كان يبعث من بعد النبي نبي (4)

تبارك الله ما فضل بمنتحل

تبارك الله ما وحي بمكتسبه.

ص: 320


1- هذا العجز تضمين أخذه من المتنبي ، ديوانه - بالشرح المنسوب إلى العكبري - 1 / 91 ق 18 ب 20 ، والقصيدة في رثاء أخت سيف الدولة الحمداني.
2- إشارة إلى الآية الكريمة من سورة يوسف 12 : 18.
3- الأنقاس ، جمع «نقس» : وهو الحبر الذي يكتب به.
4- هذا هو الغلو الذي لا مزيد عليه.

قد شعشعت سائر الأكوان مذ جليت

فقلت ينبوع نور فار باللهب

السمع في طرب والذوق في ضرب

والجو في لهب والقوم في عجب

آيات نظمك قد سيرتها مثلا

كالشمس تطلع في ناء ومقترب

أبعدت شوطك في مضمار سبقهم

ولم تدع للمجاري فيه من قصب

فصرت تمشي الهوينا إذ بلغت مدى

قد أمعنوا فيه بالتقريب والخبب

فلتسم قدرا وتزدد رتبة وعلا

مع ما لها من رفيع القدر والرتب

نسخة التخميس :

اعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب على النسخة المخطوطة المحفوظة في المكتبة الرضوية في مشهد ، برقم 12788 مجموعة ، آلت إليها من مكتبة «حسينية إرشاد» في طهران.

واستعنا بكتاب معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، للسيد محسن الأمين (ت 1370) ، حيث نقل التخميس كله وبعض التقاريظ ، وفيه اختلافات قليلة أشرنا إليها في التعليق.

ص: 321

عملنا :

أخرجنا من مخطوطة الرضوية ونسخة الأمين نصا قدمنا له وضبطناه بالشكل وعلقنا عليه ، ونرجو أن نكون قد نشرنا أرجا عطرا من مدائح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ونسأل الله الأجر والثواب من جوده ومنه وكرمه.

أسعد الطيب

ص: 322

مصادر المقدمة

1 - البابليات ، محمد علي اليعقوبي ، أوفست دار البيان - قم ، بدون تاريخ. وتاريخ إجازة طبع الأصل 1951 م.

والترجمة في ج 2 الصفحات 3 - 17 ، ترجمة رقم 61.

2 - شعراء الغري - أو : النجفيات - ، علي الخاقاني ، المطبعة الحيدرية في النجف ، الطبعة الأولى 1373 ه / 1954 م ، ج 10 / 13.

3 - طبقات أعلام الشيعة ، الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ، محسن الطهراني ، 2 / 545 - 548 ترجمة رقم 990.

طبع دار المرتضى للنشر ، مطبعة سعيد ، مشهد ، ط 2 في 1404 ه ، أوفست.

4 - معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، السيد محسن الأمين العاملي ، أوفست دار الزهراء - بيروت 1401 ، 3 / 110 - 137 ، الفصل السابع في منتخبات من أنواع الشعر ، النوع الأول - المديح.

* * *

ص: 323

صورة

ص: 324

صورة

ص: 325

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المحمود بكل لسان ، الغني بظاهر معاني ممادحه (1) عن الإيضاح والبيان ، بديع السماوات والأرض ، باسط الفضل في الطول والعرض.

والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المبعوث لحفظ النظام ، المنعوت بما هو أهله من الإجلال والإعظام ، وعلى غر آله الذين مدحهم الله في محكم التنزيل ، وعلى زهر أصحابه الذين بجلهم فيه بأحسن التبجيل (2).

أما بعد :

فيقول أفقر العباد إلى رحمة ربه الغني محمد الملقب بالرضا ابن

الشيخ أحمد النحوي بصره الله بعيوب نفسه ، وجعل يومه خيرا من أمسه :

إني لما وقفت على القصيدة البديعة الغراء ، والفريدة اليتيمة العصماء ، الموسومة ب : «البردة» ، المتحلية من المحاسن بأبهى بردة ، ن.

ص: 326


1- في معادن الجواهر : محامده.
2- في معادن الجواهر : غر آله القماقمة الأكبرين ، وعلى زهر أصحابه الخضارمة الأنجبين.

للشيخ العالم العامل ، الأديب الكامل ، شيخ الإسلام والمسلمين ، إمام الملة والدين ، الشيخ شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد الدلاصي المصري البوصيري تغمده الله برحمته ورضوانه ، وأفاض عليه شآبيب عفوه وغفرانه ، وقد سارت بها [على تقادم عهدها] (1) الركبان ، وأذعن لها بالفضل كل قاص ودان ، وقد تداولتها الرواة ، وتغنت بها الحداة ، وتلقتها جميع الفضلاء والأدباء بالقبول ، وهبت عليها من قدس الجلال نسمات القبول.

وسارت مسير الشمس في كل بلدة

وهبت هبوب الريح في البر والبحر

وما ذاك إلا لما اشتملت عليه من المحاسن الفائقة ، واحتوت عليه من المعاني الرائقة ، مضافا إلى شرف ممدوحها الذي حسنت بما انطوت عليه من ذكره أساليبها ، ورصنت بما احتوت من وصفه تراكيبها ، فشرفت لذلك معانيها ، ولطفت لما هنالك مبانيها.

وسار بها من لا يسير مشمرا

وغنى بها من لا يغني مغردا (2)

فالناس بين شارح لغامض أسرارها ، وكاشف لنقاب أستارها ، وبين من انبرى لمباراتها ، وجرى على النسق لمجاراتها ، وبين من تصدى لها دا

ص: 327


1- ما بين المعقوفين من معادن الجواهر.
2- البيت للمتنبي يمدح سيف الدولة. ديوانه - بالشرح المنسوب إلى العكبري - 1 / 291 ق 60 ب 37. وأول القصيدة : لكل امرئ من دهره ما تعودا وعادات سيف الدولة الطعن في العدا

بالتصدير والتعجيز ، وأيقن أنه قد فصل بالدر ذلك الذهب الإبريز ، وبين متعرض لها بالتخميس ، وآخر جانح إليها بالتسديس ، وبين من سبع وثمن ، ونقح ما اشتملت عليه من الدقائق وبين ، وكل أفرغ في ذلك جهده ، وما قصر من بذل جميع ما عنده ..

أحببت أن أنتظم معهم في ذلك السلك ، وأستوي بحمد الله معهم على ذلك الفلك ، وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ، ولا ممن ينبغي له أن يثني نحو هذه المضائق منه العنان ، فقد تجمع الحلبة بين السكيت والمجلي ، واللطيم والمصلي ، وقد يتزيى بالهوى غير أهله (1) ، وتنزع نفس المرء للسمو به إلى غير محله ، فجنحت في ذلك إلى التسميط ، راجيا من الله العصمة من الإفراط والتفريط.

ما إن مدحت محمدا بمقالتي

لكن مدحت مقالتي بمحمد

وأسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وأن يهديني بها الصراط المستقيم ، وأرجو ممن وقف على ما زلت به القدم ، أو طغى به عند جريانه القلم ، أن يقابل ذلك بالعفو والصفح ، ويتنكب جادة الاعتساف بالإزراء والقدح ، فإن الإنسان محل الخطأ والنسيان.

................................

وإن أول ناس أول الناس (2)».

ص: 328


1- «وقد يتزيى بالهوى غير أهله» يشبه أن يكون صدر بيت ولكني لم أجده. وقد ضمنه المؤلف هنا.
2- عجز بيت برواية : فإن نسيت عهودا منك سالفة فاغفر فأول ناس أول الناس وقد ورد في عمدة الحفاظ - للسمين الحلبي - 4 / 175 : «ن س ي» ، وعجزه في تاج العروس : «أن س».

وكان الفراغ من تسميطها في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر رجب المرجب أحد شهور سنة المائتين بعد الألف من الهجرة النبوية.

* * *

ص: 329

(1)

ما لي أراك حليف الوجد والألم

أودى بجسمك ما أودى من السقم

ذا مدمع بالدم المنهل منسجم

أمن تذكر جيران بذي سلم

مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

(2)

أصبحت ذا حسرة في القلب دائمة

ومهجة إثرهم في البيد هائمة

شجاك في الدوح تغريد لحائمة

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة

وأومض البرق في الظلماء من إضم

(3)

نضا (1) لك البين عضبا منه منصلتا

فلست من قيده ما عشت منفلتا ل.

ص: 330


1- نضا : سل.

إن كنت تنكر ما بالوجد عنك أتى

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟!

وما لقلبك إن قلت استفق يهم؟!

(4)

واها لصب براه في الهوى سقم

يخفي هواه ودمع العين منه دم

فكيف يخفى ومنه القلب محتدم (1)؟!

أيحسب الصب أن الحب منكتم

ما بين منسجم منه ومضطرم؟!

(5)

تخفي الهوى وتبيت الليل في وجل

حيران طرف بعد النجم مشتغل

تبكي بدمع على الأطلال منهمل

لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل

ولا أرقت لذكر البان والعلم ت.

ص: 331


1- احتدمت النار : شبت والتهبت.

(6)

نمت بسرك عين في الدجى سهدت (1)

وأدمع في مجاري خدك اطردت

وبينات الضنى في الجسم منك بدت

فكيف تنكر حبا بعد ما شهدت

به عليك عدول الدمع والسقم؟!

(7)

قد صار سرك في أهل الهوى علنا

وأنت تخفي الذي أخفاك منه عنا

وكم نفى عنك عذري الهوى وسنا

وأثبت الوجد خطي عبرة وضنا

مثل البهار على خديك والعنم

(8)

فكم تنوح على الأطلال والدمن ت.

ص: 332


1- سهدت : سهرت.

مجاوبا كل ورقاء على فنن؟!

هل طيف مية ولى عنك بالوسن؟!

نعم ، سرى طيف من أهوى فأرقني

والحب يعترض اللذات بالألم

(9)

فدع ملامي فليس النفس مقصرة

عن حب مي ولا للصبر مؤثرة

لم يبق لي الشوق للسلوان مقدرة

يا لائمي في الهوى العذري معذرة

مني إليك ولو أنصفت لم تلم

(10)

سلمت من دنف عندي ومن سهر

ومن وشاة أداريهم ومن فكر

شتان ما بين حالينا لذي بصر

عدتك حالي لا سري بمستتر

عن الوشاة ولا دائي بمنحسم

* * *

ص: 333

(11)

عذلت من صم عند العذل مسمعه

فخل عنه فليس العذل ينفعه

قد قدتني للهدى لو كنت أتبعه

محضتني النصح لكن لست أسمعه

إن المحب عن العذال في صمم

(12)

فكم طلائع إنذار وكم رسل

بدت بفودي (1) فما أقصرن من أملي

فكيف تطمع في رشدي بعذلك لي؟!

إني اتهمت نصيح الشيب في عذلي

والشيب أبعد في نصح عن التهم

(13)

أيقظت نفسي لأخراها فما يقظت

وواعظ الموت وافاها فما وعظت د.

ص: 334


1- الفودان : جانبا الرأس ، والواحد فود.

فدع زواجر لوم منك قد غلظت

فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت

من جهلها بنذير الشيب والهرم

(14)

واها لها بالتصابي قضت العمرا

وما أصاخت لمولاها بما أمرا

ولا استعدت لزاد إذ نوت سفرا

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى

ضيف ألم برأسي غير محتشم

(15)

يبشر المرء لو أصغى وينذره

في ما يرجيه في العقبى ويحذره

فساء عندي لسوء الفعل منظره

لو كنت أعلم أني ما أوقره

كتمت سرا بدا لي منه بالكتم

(16)

فيا لنفس تمادت في عمايتها

ص: 335

واستبدلت بضلال من هدايتها

فما احتيالي وقد ندت لغايتها؟!

من لي برد جماح من غوايتها

كما يرد جماح الخيل باللجم؟!

(17)

نبت فضيعت الدنيا بنبوتها

ومذ كبت ضاعت الأخرى بكبوتها

فإن ترد ردها عن غي صبوتها

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها

إن الطعام يقوي شهوة النهم

(18)

فلا تذرها على ما تشتهي هملا فرب شهوة نفس قربت أجلا

فالنفس طوع الفتى إن جار أو عدلا

فالنفس كالطفل إن تهمله شب على

حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

* * *

ص: 336

(19)

أسخطت ربك في ما كنت مقصيه

من صالح وقبيح رحت مدنيه

فإن ترد أن يراك الله مرضيه

فاصرف هواها وحاذر أن توليه

إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

(20)

لا تغترر بهداها فهي رائمة

للغي طبعا وللأسواء سائمة

فافطن لها وهي بالطاعات قائمة

وراعها وهي في الأعمال سائمة

وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

(21)

كم خاتلتك وما زالت مخاتلة

توليك قطعا تراها فيه واصلة

كم زينت عزة بالذل شاملة

ص: 337

كم حسنت لذة للمرء قاتلة

من حيث لم يدر أن السم في الدسم

(22)

لا خير في طمع يفضي إلى طبع (1)

ومنظر حسن ذي مخبر شنع

فساو حاليك من يأس ومن طمع

واخش الدسائس من جوع ومن شبع

فرب مخمصة شر من التخم

(23)

برتك نفس من الأدواء ما برئت

ولا انبرت لشفاء قط مذ برئت

فانهض إلى برئها لو أنها برئت

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت

من المحارم والزم حمية الندم

* * * س.

ص: 338


1- الطبع : الدنس.

(24)

رمتك منك عداة أقصدتك فما

أبقت بقلبك بعد اليوم غير ذما (1)

فكن بطاعة من أنشاك معتصما

وخالف النفس والشيطان واعصهما

وإن هما محضاك النصح فاتهم

(25)

فكم أبادا بكيد منهما أمما

ونكسا من أخي علم به علما

فلا تكن لهما في حالة سلما

ولا تطع منهما خصما ولا حكما

فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

(26)

فاعجب لآمر قوم غير ممتثل

وعاذل عن هواه غير منعذل س.

ص: 339


1- الذما ، مقصور الذماء : وهو بقية النفس.

كم قد نصحت وكم في القلب من دغل

أستغفر الله من قول بلا عمل

لقد نسبت به نسلا لذي عقم

(27)

فيا لقلب تمادى في تقلبه

يؤدب الناس ساه عن تأدبه

أوجبت أمرا ولم أعمل بموجبه

أمرتك الخير لكن ما اأتمرت به

وما استقمت فما قولي لك استقم

(28)

أفنيت أيام عمري الغض كاملة

ولا أرى النفس عما ساء عادلة

لم أثن نفسا إلى الآثام مائلة

ولا تزودت قبل الموت نافلة

ولم أصل سوى فرض ولم أصم

(29)

فكم سهرت الليالي في العكوف على

ص: 340

ما ليس ينفع لا علما ولا عملا

أمت ليلي بما لم يعن مشتغلا

ظلمت سنة من أحيى الظلام إلى

أن اشتكت قدماه الضر من ورم

(30)

كم قد تعرضت الدنيا له فلوى

عنها العنان وما ألوى لها وأوى

وكم طوى كشحه عن لذة وطوى

وشد من سغب أحشاءه وطوى

تحت الحجارة كشحا مترف الأدم

(31)

تطلبته وحاشاه بلا طلب

بكل ما في كنوز الأرض من نشب

فصد عما بها من زبرج كذب

وراودته الجبال الشم من ذهب

عن نفسه فأراها أيما شمم

* * *

ص: 341

(32)

جفته للزهد في الدنيا عشيرته

فما عدت خيرة الرحمن خيرته

قد بصرته بما فيها بصيرته

وأكدت زهده فيها ضرورته

إن الضرورة لا تعدو على العصم

(33)

كم صد عن زهرة في روضة وفنن (1)

علما بتلك الرياض الخضر خضر دمن

لم يدعه نحوها ضر وطول شجن

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من

لولاه لم تخرج الدنيا من العدم

(34)

لوت بمنسبه الأنساب آل لؤي

واستقصت المجد والعلياء آل قصي ن.

ص: 342


1- الفنن : الغصن ، وجمعه : أفنان.

وكم محا عن صريح الحق شبهة غي

محمد سيد الكونين والثقلين

والفريقين من عرب ومن عجم

(35)

كم في «نعم» قد أفيضت من يديه يد

وكم تنزه في «لا» واحد أحد

أتى بأمرين كل منهما رشد

نبينا الآمر الناهي فلا أحد

أبر في قول «لا» منه ولا «نعم»

(36)

هو الشفيع لمن قلت بضاعته

في الصالحات ومن طالت إضاعته

فاعدده للهول إن هالت فظاعته

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته

لكل هول من الأهوال مقتحم

(37)

دعا فجلى العمى عن وجه مذهبه

ص: 343

كما جلا البدر ليلا جنح غيهبه

دعا ففاز ملبية بمطلبه

دعا إلى الله فالمستمسكون به

مستمسكون بحبل غير منفصم

(38)

كم من نبي مع المختار متفق

في البعث مختلف ، في الفضل مفترق

فيا نبيا بفضل فيه متسق

فاق النبيين في خلق وفي خلق

ولم يدانوه في علم ولا كرم

(39)

به أضاء لموسى في الدجى قبس

فالبحر منفلق والماء منبجس

والكل من نوره للنور مقتبس

وكلهم من رسول الله ملتمس

غرفا من البحر أو رشفا من الديم

* * *

ص: 344

(40)

هو المثابة إن طافوا أو التزموا

فالبعض ملتمس والبعض مستلم

فهم قيام بما يقضي ويحتكم

وواقفون لديه عند حدهم

من نقطة العلم أو من شكلة الحكم

(41)

إعلانه وفق ما تخفي سريرته

وسيرة الله في ما شاء سيرته

فهو الصفي لباريه وخيرته

وهو الذي تم معناه وصورته

ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم

(42)

إن قال فالدر يزهو في معادنه

أو جال فالليث يسطو في براثنه

مبرأ في علاه عن موازنه

ص: 345

منزه عن شريك في محاسنه

فجوهر الحسن فيه غير منقسم

(43)

كم حار في كنه معنى ذاته أمم

فالبعض فيه هدوا والبعض عنه عموا

فدع مقالة من زلت به القدم

دع ما ادعته النصارى في نبيهم

واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم

(44)

فكم نوابغ آيات وكم صحف

تروى له خلفا في المجد عن سلف

فانسج لأمداحه ما شئت من تحف

وأنسب إلى ذاته ما شئت من شرف

وأنسب إلى قدره ما شئت من عظم

(45)

كفاه ما من مزيد الفضل خوله

ص: 346

من للورى بالهدى والحق أرسله

فما مقال امرئ بالمدح بجله

فإن فضل رسول الله ليس له

حد فيعرب عنه ناطق بفم

(46)

كم آية نكست من جاحد علما

قد جل عن قدرها قدرا وجل سما

كي لا تضل به لو ناسبت أمما

لو ناسبت قدره آياته عظما

أحيى اسمه حين يدعى دارس الرمم

(47)

وافى بأعجب برهان وأغربه

يرد في صدقه دعوى مكذبه

ومذ دعانا إلى أوضاح مذهبه

لم يمتحنا بما تعيى العقول به

حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم

* * *

ص: 347

(48)

دنا فشط فأعيى كنهه البشرا

فما أحاط بمعناه امرؤ ودرى

وكلما أمعنوا في ذاته نظرا

أعيى الورى فهم معناه فليس يرى

للقرب والبعد فيه غير منفحم

(49)

داني التواضع ، سامي المجد ، ذو حيد (1)

فالنفس في صبب (2) والمجد في صعد

فاعجب لمقترب للعين مبتعد

كالشمس تظهر للعينين من بعد

صغيرة وتكل الطرف من أمم

(50)

قد هذب الله إعظاما خليفته ع.

ص: 348


1- ذو حيد : أي ذو قوة وشموخ ، والكلمة على التشبيه والاستعارة.
2- في صبب : أي في نزول ، كناية عن التواضع.

ولم ينبه لمعناه خليقته

فكيف يبلغ ذو جهد طريقته

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته

قوم نيام تسلوا عنه بالحلم

(51)

كم قد تعمق في إدراكه نظر

وأعملت من ذوي فكر به فكر

فما تجدد لا علم ولا خبر

فمبلغ العلم فيه أنه بشر

وأنه خير خلق الله كلهم

(52)

كم جاءت الرسل الأولى لمطلبها

بحجة شعشعت أنوار مذهبها

فكان من نوره إشراق كوكبها

وكل آي أتى الرسل الكرام بها

فإنما اتصلت من نوره بهم

* * *

ص: 349

(53)

هم النجوم بهم تجلى غياهبها

ما حجب الشمس عن عين مغاربها

فلا يقاس بنور منه ثاقبها

فإنه شمس فضل هم كواكبها

يظهرن أنوارها للناس في الظلم

(54)

كم شق جيب الدجى من نوره فلق

وعبق (1) الكون من أخلاقه عبق

فالخلق والخلق كل فيه متسق

أكرم بخلق نبي زانه خلق

بالحسن مشتمل بالبشر متسم

(55)

خلق وخلق وكل أي مؤتلف

جود وبأس وكل غير مختلف ة.

ص: 350


1- عبق : نشر الرائحة الطيبة.

فيا لمولى بكل الفضل متصف

كالزهر في ترف والبدر في شرف

والبحر في كرم والدهر في همم

(56)

على أساريره سيما بسالته

تلوح كالبدر يزهو وسط هالته

لم يبد إلا وفروا من مهابته كأنه وهو فرد في جلالته

في عسكر حين تلقاه وفي حشم

(57)

كم بالمقال جلا للريب من سدف (1)

وبابتسام محا لليل من سجف

فاللفظ والثغر در أي مرتصف

كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف

من معدني منطق منه ومبتسم م.

ص: 351


1- السدف : الظلم.

(58)

فلذ بقبر به الرحمن أكرمه

ومثل تحريمه للبيت حرمه

والثم ثرى رمسه إن نلت ملثمه

لا طيب يعدل تربا ضم أعظمه

طوبى لمنتشق منه وملتثم

(59)

قد شق ميلاده إصباح مفخره

عن واضح المجد سامي الجد أزهره

ومنذ بان الهدى من حين مظهره

أبان مولده عن طيب عنصره

يا طيب مبتدأ منه ومختتم

(60)

يوم به نال أهل الحق أمنهم

من خوفهم وأحق الله ظنهم

يوم تبين فيه الروم وهنهم

ص: 352

يوم تفرس فيه الفرس أنهم

قد أنذروا بحلول البؤس والنقم

(61)

كم ضاق فيهم من الأقطار متسع

فالكل منهم شج مما عرى جزع

فظل كسرى لديهم وهو منقطع

وبات إيوان كسرى وهو منصدع

كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم

(62)

فكم هوت منه نحو الأرض من شرف هوت بشامخ ما للفرس من شرف فالجو مضطرب الأرجاء من دنف

والنار خامدة الأنفاس من أسف

عليه والنهر ساهي العين من سدم

(63)

لقد تمادت على الكفار حيرتها

ص: 353

إذ لم تفدها لغور الماء غيرتها

قد غمها أن خبت عنها نويرتها

وساء ساوة أن غاضت بحيرتها

ورد واردها بالغيظ حين ظمي

(64)

فالنار والماء من خوف ومن وجل

قد حال عن طبعه كل إلى بدل

فالنار في صرد (1) والماء في غلل (2)

كأن بالنار ما بالماء من بلل

حزنا ، وبالماء ما بالنار من ضرم

(65)

آيات حق لأهل الزيغ قامعة

منها بروق الهدى في الكون لامعة

فالإنس تلهج والأملاك صادعة

والجن تهتف والأنوار ساطعة ة.

ص: 354


1- الصرد : البرودة.
2- الغلل : الحرارة.

والحق يظهر من معنى ومن كلم

(66)

كم بشروا لو يلقون الهدى بنعم

وأنذروا لو يوقون الردى بنقم

لكنهم من عمى لجوا به وصمم

عموا وصموا فإعلان البشائر لم

يسمع وبارقة الإنذار لم تشم

(67)

أبدى لهم نبأ الأصنام سادنهم

لما هوت فخوت منها مدائنهم

ضاقت على القوم في رحب معاطنهم

من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم

بأن دينهم المعوج لم يقم

(68)

كم كذبوا ما لديهم فيه من كتب

تعللا بأباطيل لهم كذب

ص: 355

من بعد ما رأوا الآيات من كثب

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب

منقضة وفق ما في الأرض من صنم

(69)

هوت رجوما فوجه الوحي مبتسم

عن أبلج منه شمل الدين منتظم

فكل مسترق للسمع منقصم

حتى غدا عن طريق الوحي منهزم

من الشياطين يقفو إثر منهزم

(70)

رموا من النجم منقضا بترهة (1)

قد أبطلت إذ أطلت كل ترهة (2)

فأجفلوا هربا في كل مهمهة

كأنهم هربا أبطال إبرهة

أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي ل.

ص: 356


1- الترهة : الداهية.
2- الترهة : الباطل.

(71)

به ابن متى (1) نجا من بعدما التقما

وفي يديه الحصى تسبيحه علما

لم يرم لكنما الله العظيم رمى

نبذا به بعد تسبيح ببطنهما

نبذ المسبح من أحشاء ملتقم

(72)

كم قد هدى أمة ظلت معاندة

وكلما قربت ظلت مباعدة

ومذ بغت آية بالصدق شاهدة

جاءت لدعوته الأشجار ساجدة

تمشي إليه على ساق بلا قدم

(73)

جاءت وردت بأمر منه وانسربت م.

ص: 357


1- ابن متي : هو يونس النبي على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام.

فقال عودي فعادت مثلما ذهبت

جاءت إليه تخط الأرض واقتربت

كأنما سطرت سطرا لما كتبت

فروعها من بديع الخط في اللقم

(74)

لقد دعاها فلبته مبادرة

فردها مثلما جاءته صادرة

لو شاء كانت لعلياه مسايرة

مثل الغمامة أنى سار سائرة

تقيه حر وطيس للهجير حمي

(75)

قد شق عن قلبه الباري فجلله نورا وبالقمر المنشق بجله

فليهنأ البدر ما الرحمن خوله

أقسمت بالقمر المنشق أن له

من قلبه نسبة مبرورة القسم

* * *

ص: 358

(76)

وما حكى الله من فضل له عمم

لم يحص عدا بقرطاس ولا قلم

وما روى الحبر من خيم ومن شيم

وما حوى الغار من خير ومن كرم

وكل طرف من الكفار عنه عمي

(77)

أقام لا وجلا فيه ولا وجما

أجل وصاحبه مستشعر سدما

فقال لا تبتئس فالله خير حمى

فالصدق في الغار والصديق لم يرما

وهم يقولون ما بالغار من أرم

(78)

حام الحمام بباب الغار إذ دخلا

والعنكبوت كسته نسجها حللا

فالقوم من حيرة ضلوا بها السبلا

ص: 359

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على

خير البرية لم تنسج ولم تحم

(79)

نسج العناكب أقوى كل صارفة

للسوء عن فئة بالله عارفة

فاستغن بالله في صماء قاصفة

وقاية الله أغنت عن مضاعفة

من الدروع وعن عال من الأطم

(80)

شكوت دهري إليه في تقلبه

فكنت غلاب دهري في تغلبه

فدع زماني يضوى في تعتبه

ما سامني الدهر ضيما واستجرت به

إلا ونلت جوارا منه لم يضم

(81)

فما شكوت عدوا في تردده

ص: 360

بالكيد في يومه نحوي وفي غده

إلا ثنى الكيد منه في مقلده (1)

ولا التمست غنى الدارين من يده

إلا استلمت الندى من خير مستلم

(82)

ينام منتبها للوحي مجمله

وعى كما قد وعى منه مفصلة

إن تعرفوا ما به ذو الوحي خوله

لا تنكروا الوحي من رؤياه إن له

قلبا إذا نامت العينان لم - ينم

(83)

كم في المنام رأى من قبل دعوته

وحيا وحيا أتاه حال غفوته

قد كان بادئ بدء من فتوته

فذاك حين بلوغ من نبوته

فكيف ينكر منه حال محتلم؟! ه.

ص: 361


1- أي رد كيده في نحره.

(84)

أعظم بمولى لوعي الوحي منتخب

على الغيوب أمين غير ذي ريب

سبحان مولى له للوحي منتجب

تبارك الله ما وحي بمكتسب

ولا نبي على غيب بمتهم

(85)

مولى محل الهدى والرشد ساحته

وباحة الوحي والأملاك باحته

كم أنعشت ميت إملاق سماحته

كم أبرأت وصبا باللمس راحته

وأطلقت أربا من ربقة اللمم

(86)

مولى له من لباب المجد صفوته

ومن منيع رفيع القدر صهوته (1) ل.

ص: 362


1- الصهوة : مقعد الفارس من الفرس ، والبرج يتخذ في أعلى الجبل.

أماتت الكفر والتضليل دعوته

وأحيت السنة الشهباء دعوته

حتى حكت غرة في الأعصر الدهم

(87)

دعا فجللت الدنيا بغيهبها

سحائب قد تدلى صوب صيبها (1)

ثرت على الأرض من منهل هيدبها

بعارض جاد أو خلت البطاح بها

سيبا من اليم أو سيلا من العرم

(88)

كم آية لذوي الإلحاد قد قهرت

قد حاولوا سترها جهلا فما استترت

يا لائمي في مزايا منه قد بهرت

دعني ووصفي آيات له ظهرت

ظهور نار القرى ليلا على علم ر.

ص: 363


1- الصيب : المطر.

(89)

دعني أنظم درا سمطه كلم

قد أحكمت في مباني لفظه حكم

وإن تساوت بحاليه له قيم

فالدر يزداد حسنا وهو منتظم

وليس ينقص قدرا غير منتظم

(90)

كم طار ذو مقول فيه فما وصلا

وإن تجاوز في زعم له وغلا

فليحتقر مدحه وليقصر الأملا

فما تطاول آمال المديح إلى

ما فيه من كرم الأخلاق والشيم

(91)

عن كنهه السور العظمى محدثة

وللمزايا له والفضل مورثة

قديم فضل له الآيات محدثة

ص: 364

آيات حق من الرحمن محدثة

قديمة صفة الموصوف بالقدم

(92)

جاءت تبشرنا طورا وتنذرنا

حرصا علينا وبالعقبى تبصرنا

ومن مصارع عاد كم تحذرنا

لم تقترن بزمان وهي تخبرنا

عن المعاد وعن عاد وعن إرم

(93)

أعظم بمعجزة للوعد منجزة

وفية بالمعاني الغر موجزة

لملة الحق ما دامت معززة

دامت لدينا ففاقت كل معجزة

من النبيين إذ جاءت ولم تدم

(94)

آيات صدق سمت في الصدق عن شبه

ص: 365

كم نبهت من غوي غير منتبه

مبينات فما حق بمشتبه

محكمات فما يبقين من شبه

لذي شقاق ولا يبغين من حكم

(95)

كم قد تجلت بها للريب من ريب

وكم بصدق بها ردت أخا كذب

ما غولبت عوض إلا وهي في غلب

ما حوربت قط إلا عاد من حرب

أعدى الأعادي إليها ملقي السلم

(96)

كم رام ذو فطنة دركا لغامضها

فخاض في لجة أودت بخائضها

وكلما عارضوها في مناقضها

ردت بلاغتها دعوى معارضها

رد الغيور يد الجاني عن الحرم

* * *

ص: 366

(97)

فكم ينابيع من هدي ومن رشد

روت بريقها المخضل قلب صد

ألفاظ در كعقد النجم مطرد

لها معان كموج البحر في مدد

وفوق جوهره في الحسن والقيم

(98)

جاءت وقد طمت الدنيا غياهبها

جهلا فجلى ظلام الجهل ثاقبها

عجائب ضل عنها الدهر حاسبها

فما تعد ولا تحصى عجائبها

ولا تسام على الإكثار بالسأم

(99)

نور من الله للتبيان أنزله

على نبي هدى بالحق أرسله

ومذ تلا ما تلا منها ورتله

ص: 367

قرت بها عين قاريها فقلت له

لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم

(100)

كم أيقظت لو دعت لما دعت يقظا

واستحفظت لو أصابت من لها حفظا

فكن بوعظ لها إن تتل متعظا

إن تتلها خيفة من حر نار لظى

أطفأت حر لظى من وردها الشبم

(101)

كم فاز ذو مطلب منها بمطلبه

وأطلعت بدره من بعد مغربه

كم أزهرت وجه عاص بعد غيهبه

كأنها الحوض تبيض الوجوه به

من العصاة وقد جاؤوه كالحمم

(102)

جاءت نجوما لتاليها منزلة

ص: 368

مبينات لواعيها مفصلة

كالشمس نورا وكالعيوق منزلة

وكالصراط وكالميزان معدلة

فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

(103)

تطلعت والحسود الغمر يسترها

بغيا وقد شعشع الأكوان نيرها

فما عليك إذا ما ضل منكرها

لا تعجبن لحسود راح ينكرها

تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم

(104)

إن أنكر الصبح ذو حيف وذو أود

فالصبح لم يخف في حال على أحد

قد ينكر الفضل أهل الجهل من حسد

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفم طعم الماء من سقم

* * *

ص: 369

(105)

يا خير من أمل الراجي سماحته

ومن لجدواه مد الغيث راحته

يا من به يجد المكروب راحته

يا خير من يمم العافون ساحته

سعيا وفوق متون الأينق الرسم

(106)

يا من هو النصر في الدنيا لمنتصر

ومن هو الذخر في الأخرى لمدخر

يا من هو الحجة العليا لمزدجر

ومن هو الآية الكبرى لمعتبر

ومن هو النعمة العظمى لمغتنم

(107)

ملأت من سيب ما أوعيت من كرم

شعاب مكة من فرع إلى قدم

ومذ دعيت لمرقى أي محترم

ص: 370

سريت من حرم ليلا إلى حرم

كما سرى البدر في داج من الظلم

(108)

هوت لإسرائك الأملاك منزلة

واستقبلتك رياح اللطف مقبلة

ولم تزل لك نحو القدس موصلة

وبت ترقى إلى أن نلت منزلة

من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

(109)

في ليلة بك جلت جنح غيهبها

إذ نبت عن بدرها فيها وكوكبها

خرت لعلياك من علوي مرقبها

وقدمتك جميع الأنبياء بها

والرسل تقديم مخدوم على خدم

(110)

تقربوا بك زلفى في تقربهم

ص: 371

بخدمة لك أدنتهم لمطلبهم

قد كنت إذ أوكبوا (1) بدرا لموكبهم

وأنت تخترق السبع الطباق بهم

في موكب كنت فيه صاحب العلم

(111)

ما زلت من أفق ترقى إلى أفق

مجاوزا طبقا للقرب عن طبق

شأوت كل أخي سبق بمستبق

حتى إذا لم تدع شأوا لمستبق

من الدنو ولا مرقى لمستنم

(112)

نبهت للقرب والغمر الحسود وقذ (2)

وقد وفيت بميثاق عليك أخذ

ومذ رفعت ومن لم يدن منك نبذ

خفضت كل مقام بالإضافة إذ م.

ص: 372


1- أوكبوا : رتبوا موكبا.
2- وقذ : أنيم.

نوديت بالرفع مثل المفرد العلم

(113)

أدركت من خطر لولاك ذي خطر

ما ليس يدرك في سمع ولا بصر

خصصت بالقرب من باد ومحتضر

كيما تفوز بوصل أي مستتر

عن العيون وسر أي مكتتم

(114)

كم جزت في صهوات المجد من حبك

وكم سموت لنيل القرب من فلك

وكم تجاوزت دون الرسل من ملك

فحزت كل فخار غير مشترك

وجزت كل مقام غير مزدحم

(115)

كم قد خرقت لما وليت من حجب

وكم رأيت لما أوليت من عجب

ص: 373

فجل نعتك عن نظم وعن خطب

وجل مقدار ما وليت من رتب

وعز إدراك ما أوليت من نعم

(116)

مولى به الله رب الفضل فضلنا

وبالعناية دون الناس خولنا

فليهننا ما من البشرى تجللنا

بشرى لنا - معشر الإسلام - إن لنا

من العناية ركنا غير منهدم

(117)

فدع لساني يجري في براعته

بنعت من كل عاص في شفاعته

أكرم بداع كرمنا في إطاعته

لما دعا الله داعينا لطاعته

بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

(118)

مولى به الله أصفانا بنعمته

ص: 374

واختصنا واصطفانا أهل ملته

دعا فمذ بلغت أنباء دعوته

راعت قلوب العدى أنباء بعثته

كنبأة أجفلت غفلا من الغنم

(119)

كم قد سطا بهم في كل مشتبك

للسمر مضطرب الأرجاء مرتبك

أنى يفرون خوفا من سطا ملك

ما زال يلقاهم في كل معترك

حتى حكوا بالقنا لحما على وضم

(120)

أبادهم فقضى بعض بمضربه

رعبا وشالت به عنقاء مغربه

والبعض ضاق عليه وجه مهربه

ودوا الفرار فكادوا يغبطون به

أشلاء شالت مع العقبان والرخم

* * *

ص: 375

(121)

تفنى الدهور ويبلي الله جدتها

وتستمر ولا يدرون مدتها

ومن حروب أذيق القوم شدتها

تمضي الليالي ولا يدرون عدتها

ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم

(122)

أباحه الدين إذ حادوا استباحتهم

بكل غرثان يستقري إجاحتهم

ظمآن أوسع كي يروى جراحتهم

كأنما الدين ضيف حل ساحتهم

بكل قرم إلى لحم العدى قرم (123)

كم قاد أرعن (1) موارا بجائحة ل.

ص: 376


1- الأرعن : الجيش الجرار ، تشبيها له بالجبل.

بعوم في عباب الآل طافحة

يسطو بشوس مصاليت جحاجحة

يجر بحر خميس فوق سابحة

يرمي بموج من الأبطال ملتطم

(124)

كم جر نحو العدى من فيلق لجب

ربيط جأش كموج البحر مضطرب

يرمي بشهب كما تنقض من شهب

من كل منتدب لله محتسب

يسطو بمستأصل للكفر مصطلم

(125)

كم أنهجوا من سبيل نحو مذهبهم

بحد خطيهم طورا ومقضبهم

وكم وكم شعبوا صدعا لمشعبهم

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم

من بعد غربتها موصولة الرحم

* * *

ص: 377

(126)

صينت بكل أبي الضيم منتدب

للعز ليس بعزهاة ولا لغب (1)

تنفك في راحة والقوم في تعب

مكفولة أبدا منهم بخير أب

وخير بعل فلم تيتم ولم تئم

(127)

لو كنت تشهد إذ كروا تصادمهم

والروح بالنصر لا ينفك قادمهم

رسوا (2) فلست ترى قرنا مقاومهم

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم

ماذا رأى منهم في كل مصطدم

(128)

كم أرهقوهم عذابا إذ عتوا صعدا ب.

ص: 378


1- العزهاة واللغب : الجبان.
2- رسوا : ثبتوا في الحرب.

ومن أرب الردى لم يلق غير ردى

سل خيبرا حين ولى جمعهم بددا

وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا

فصول حتف لهم أدهى من الوخم

(129)

الجاعلي الولد شيبا عندما ولدت

بعاديات عليهم - في الحجور عدت

الموردي الشهب لج الموت ما وردت

المصدري البيض حمرا بعدما وردت

من العدى كل مسود من اللمم

(130)

الكاشفين دجى الهيجاء ما حلكت

ببارقات لأعمار العدى بتكت

الشاعلين ببيض الهند ما فتكت

والكاتبين بسمر الخط ما تركت

أقلامهم حرف جسم غير منعجم

* * *

ص: 379

(131)

سلاحهم لأعاديهم تحرزهم

بعز مولى به قدما تعززهم

قد مازهم بمزاياهم مميزهم

شاكي السلاح لهم سيما تميزهم

والورد يمتاز بالسيما من السلم

(132)

هم الكماة أعز الله نصرهم

به وطيب طيب الزهر نجرهم

ولم تزل كلما استنشيت عطرهم

تهدي إليك رياح النصر نشرهم

فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي

(133)

تسنموا صهوات الجرد منتدبا

يهتاج مشتملا بالحزم منتقبا

أرسوا فلست ترى نكسا ولا ثئبا

ص: 380

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى

من شدة الحزم لا من شدة الحزم

(134)

طافوا بهم فتمنوا للنجا نفقا

في الأرض أو سلما يرقى بهم أفقا

ومذ عدوا وغدا جمع العدى مزقا

طارت قلوب العدى من بأسهم فرقا

فما تفرق بين البهم والبهم

(135)

من كل ندب تبت الشر شرته (1)

شهم أمرت على العلات مرته

يكر مقرونة بالنصر كرته

ومن تكن برسول الله نصرته

إن تلقه الأسد في آجامها تجم

* * * ب.

ص: 381


1- الشرة : القوة ، وحدة الشباب.

(136)

غوث الولي فما ينفك في وزر

حتف العدو فلم يبرح على خطر

فسرح اللحظ في باد ومحتضر

فلن ترى من ولي غير منتصر

به ولا من عدو غير منقصم

(137)

وافى إلى الله يدعو في أدلته

والشرك ظلل كلا في أظلته

ومذ دهى الغي مجتاحا بصولته

أحل أمته في حرز ملته

كالليث حل مع الأشبال في الأجم

(138)

كفاك بالذكر برهانا لمنتضل

يرد كل دخيل الأصل ذي دخل

فاقصم به كل ذي ريب وذي جدل

ص: 382

كم جدلت كلمات الله من جدل

فيه وكم خصم البرهان من خصم

(139)

أمي بعث به أضحت مميزة

تلك العلوم التي ما زلن ملغزة

إن تبغ معجزة للخصم معجزة

كفاك بالعلم في الأمي معجزة

في الجاهلية والتأديب في اليتم

(140)

أفنيت عمري وقلبي في تقلبه

يهيم في كل واد من تخيبه

ومنذ بؤت بعاصي القلب مذنبه

خدمته بمديح أستقيل به

ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم

(141)

صبت على قلبي العاني مصائبه

ص: 383

من شقوة وهوى كل يغالبه

دعني أراقب خوفا ما أراقبه

إذ قلداني ما تخشى عواقبه

كأنني بهما هدي من النعم

(142)

دعني أمت ندما إذ لم أمت ندما

من غفلة ضاع فيها العمر وانصرما

ومذ عصيت النهى والحلم مجترما

أطعت غي الصبا في الحالتين وما

حصلت إلا على الآثام والندم

(143)

فيا لنفس تمادت في شرارتها

لا ترعوي عن قبيح من زعارتها

تعتاض عن ربحها أشنى خسارتها

فيا خسارة نفس في تجارتها

لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم

* * *

ص: 384

(144)

ويا لأسيان (1) ساهي القلب غافله

مستبدل حقه جهلا بباطله

يبتاع عاجله الفاني بآجله

ومن يبع آجلا منه بعاجله

يبن له الغبن في بيع وفي سلم

(145)

إن فاتني جل مسنون ومفترض

فإن لي من ولاه أيما عوض

فلم أبت قط من ذنب على مضض

إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض

من النبي ولا حبلي بمنصرم

(146)

على ولائيه ميلادي وتربيتي ن.

ص: 385


1- الأسيان : الحزين.

وباسمه كلما نوديت تغذيتي

إن خنت عهدي وميثاقي بمعصيتي

فإن لي ذمة منه بتسميتي

محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم

(147)

كم من يد لي منه أردفت بيد

أرجوه يشفع يومي مثلها بغدي

مولاي خذ بيدي واعدل غدا أودي

إن لم تكن في معادي آخذا بيدي

فضلا وإلا فقل يا زلة القدم

(148)

مولى أفاض على الدنيا مراحمه

وذاد عن كل ذي إثم مآثمه

تراه يحرم راجيه مغانمه؟!

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه

أو يرجع الجار منه غير محترم

* * *

ص: 386

(149)

ألزمت نفسي مذ كانت ممادحه

فما عدمت على حال منائحه

وكم كفاني من دهر جوائحه

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه

وجدته لخلاصي أي ملتزم

(150)

فاهرب إليه بنفس منك ما هربت

إليه إلا ونالت منه ما طلبت

فليس تعدو المنى نفسا له رغبت

ولن يفوت الغنى منه يدا تربت

إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم

(151)

سمطت بردة مدح في علاه شفت

أديب بوصير فاستوفت علا ووفت

أرجو بها الفوز في العقبى وتلك كفت

ص: 387

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت

يدا زهير بما أثنى على هرم

(152)

مولاي عبدك دلاه بمعطبه

خطب أضاق عليه وجه مذهبه

يدعوك والخطب طاح في تصوبه

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به

سواك عند حلول الحادث العمم

(153)

أشفيت لولاك من ذنبي على عطبي

فكن شفيعي لربي يوم منقلبي

كم عم جاهك من ناء ومقترب

ولن يضيق - رسول الله - جاهك بي

إذا الكريم تجلى باسم منتقم

(154)

فادرأ بجاهك عن نفسي مضرتها

ص: 388

واقمع على نزق فيها معرتها

وسق إليها بداريها مسرتها

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

(155)

كم بالرجاء نجت نفس امرئ وسمت

وبالقنوط هوت أخرى وما علمت

كم بين من حرمت يأسا ومن رجمت

يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت

إن الكبائر في الغفران كاللمم

(156)

واها لنفسي كم بالعفو يكرمها

ربي الكريم وكم بالذنب أظلمها

فازدد رجاء إذا ما ازداد مأثمها

لعل رحمة ربي حين يقسمها

تأتي على حسب العصيان في القسم

* * *

ص: 389

(157)

يا رب دعوة راج منك ملتمس

أسير جرم ببحر الذنب منغمس

لولا رجاؤك لم أبرح على يأس

يا رب فاجعل رجائي غير منعكس

لديك واجعل حسابي غير منخرم

(158)

وفك عبدك من ذنب تجلله

بعبء هم ليوم الحشر أثقله

وهب له من جميل الصبر أجمله

والطف بعبدك في الدارين إن له

صبرا متى تدعه الأهوال ينهزم

(159)

وبلغ المصطفى مع كل ناسمة

أعلاق نفس لبعد العهد ناسمة

وجد بمزن ثناء منك ساجمة

ص: 390

وأذن لسحب صلاة منك دائمة

على النبي بمنهل ومنسجم

(160)

واشفع به آله من قد زكوا نسبا

به وأصحابه أوفى الورى حسبا

ورنح الكون من أمداحهم طربا

ما رنحت عذبات البان ريح صبا

وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

والحمد لله رب العالمين.

* * *

ص: 391

من أنباء التراث

كتب

صدرت محققة

* وقعة الجمل.

تأليف : ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني ، كان

حيا سنة 1090 ه.

كتاب مخصص لذكر وقائع وأحداث معركة الجمل التاريخية

التي دارت رحاها قرب البصرة سنة 300 ه بين الإمام أمير

المؤمنين علي عليه السلام بعد بيعة

المسلمين له بالخلافة ، وبين الذين نكثوا بيعتهم له ،

كما يتعرض لذكر ما رافق هذه المعركة من أحداث ومواقف المشاركين فيها وغيرهم قبل

وأثناء المعركة وبعدها.

تم التحقيق اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة ذكرت

مواصفاتها في المقدمة.

تحقيق : السيد تحسين آل شبيب

الموسوي.

صدر في قم سنة 1420 ه.

* جوامع

الجامع ، ج 1.

تأليف : أمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن

الطبرسي ، المتوفى سنة

548 ه.

تفسير للقرآن الكريم ، هو الثالث للمصنف ، متوسط في

المقدار والحجم بين تفسيريه : الكبير المبسوط مجمع

البيان ، والصغير المختصر الكاف

الشاف من كتاب الكشاف ، ألفه بعدهما وانتخبه منهما ، شرع به

في صفر سنة 542 ه وفرغ منه في محرم سنة 543 ه.

تم التحقيق اعتمادا على 5 نسخ ، ثلاث مخطوطة ،

واثنتين مطبوعة : الأولى على

ص: 392

الحجر في طهران سنة 1321 ه ، والثانية في تبريز سنة

1383 ه ، بالتصوير

على نسخة مكتوبة بخط طاهر خوش نويس وبتحقيق السيد محمد علي القاضي الطباطبائي ،

ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة.

طبعته سابقا - طباعة حديثة - جامعة طهران سنة 1412

ه ، بتحقيق الدكتور أبو القاسم الگرجي.

يضم هذا الجزء من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة

الأعراف.

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1418 ه.

*مسند الإمام

علي عليه السلام،

ج 1 - 5.

تأليف : السيد حسن بن علي بن حسن القبانچي.

موسوعة حديثية كبيرة ، تشتمل على ما ورد عن الإمام

أمير المؤمنين علي عليه السلام

من نصوص وروايات وأحاديث نبوية شريفة وأقوال وآراء ، وما أثر من علمه وفقهه

وفتاويه وأقضيته عليه السلام ،

وما سجل عنه من ألوان العطاء المشع والحكمة الهادية في مختلف مجالات الحياة .. استغرق

العمل فيها نحو 23 سنة ، من سنة

1387 ه ولغاية 1409 ه.

تم جمع هذه المرويات - دون تمييز الصحيح والحسن

والضعيف منها - بعد

التتبع والاستقراء والتنقيب ، واعتمادا على أوثق مصادر العامة والخاصة ، ثم

ترتيبها

بشكل مباحث مقسمة إلى أبواب والأبواب تشتمل على عناوين شتى تبعا لاختلاف

مضامينها ، إذ فيها الأحكام والاحتجاجات والقضاء والنصائح والحكم ، وغيرها من المفاهيم.

ضمت الأجزاء الخمسة 42 مبحثا هي : العقل والجهل ،

العلم والعلماء ، الحديث وفضله ، البدع والأهواء والقياس ، التوحيد ، الإيمان

والكفر ، القرآن وفضله ، وفضائل بعض السور والآيات ، ثم تفسير الآيات وتأويلها ،

الدعاء ، والأحراز والعوذ ، ثم الطهارة ، الصلاة ، المساجد ، الصوم ، والحج ، ثم

الخمس ، الزكاة ، الصدقة ، المرض وعيادة المريض ، الوصية ، الميت وأحواله ، الميراث

، الجهاد في سبيل الله ، التقية ، جهاد النفس ، فعل المعروف ، الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر ، والمناهي ، ثم النكاح ، حقوق الأولاد والآباء ، الطلاق ، العدة

وأحكامها ، الإيلاء ، الخلع والمباراة ، اللعان ، الظهار ، العتق ، الصيد ،

الذباحة ، الأطعمة والأشربة ، وأخيرا مبحث اللباس

ص: 393

والتجمل.

ضبط وتخريج : الشيخ طاهر السلامي.

نشر : دار الأسوة - قم / 1420 ه.

* تحرير

الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية ، ج 1 و 2.

تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال الدين أبي

منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (648 - 726 ه).

من المتون الفقهية المهمة للعلامة قدس سره صاحب

الموسوعات الفقهية والمصنفات الأصولية والكلامية ، وهو دورة كاملة من الطهارة

إلى الديات.

يشتمل على معظم المسائل الفقهية ، مع إيراد أكثر

المطالب التكليفية الشرعية

الفرعية ، من غير تطويل بذكر حجة ودليل ، مقتصرا على مجرد الفتوى ، تاركا

الاستدلال ، مستوعبا الفروع والجزئيات ، مستخرجا لفروع لم يسبق إليها .. مرتبا

على ترتيب كتب الفقه في أربع قواعد في : العبادات ، المعاملات ، الإيقاعات ،

والأحكام.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين : مطبوعة في إيران

سنة 1314 ، ومخطوطة

ذكرت مواصفاتها في المقدمة ، والمؤمل أن يصدر في ستة أجزاء.

اشتمل الجزء الأول على القاعدة الأولى : في

العبادات ، المتضمنة كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، وبعض مقاصد الحج

.. فيما اشتمل الجزء الثاني على بقية مقاصد كتاب الحج ، وكتب : الجهاد ، المتاجر

، الدين والضمان.

تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري.

نشر : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام - قم

/ 1420 ه.

* منازل

الآخرة والمطالب الفاخرة.

تأليف : المحدث الشيخ عباس القمي (1294 - 1359 ه).

من الكتب المهمة في الأخلاق ، يعرض - بشكل مختصر

مفيد - ما سيلاقيه الإنسان في سفره البعيد للآخرة من أهوال ومواقف صعبة وعقبات

شديدة ومنازل عسرة ، إذ يشتمل على طائفة مما ورد في وصف العوالم التي ستواجه

الإنسان حين ينتهي عيشه في هذه الحياة الدنيا ، ويعرضها بشكل منظم ومرتب - بعد

تتبعها واستقصائها - ابتداء من سكرات الموت وانتهاء بدخول الجنة أو النار ،

اعتمادا على ما جاء عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل

بيته المعصومين عليهم السلام.

تضمنت فصوله استعراضا لهذه المنازل

ص: 394

والعقبات المهولة ، والمنجيات منها إلى جنبها : الموت

، القبر ، البرزخ ، القيامة ، مواقف الميزان والحساب ونشر الصحف ، مورد الصراط

وعقباته ، ثم خاتمة في ذكر الأخبار التي تصف شدة عذاب جهنم مع ذكر بعض القصص

والأمثال ، وملحق أضافه المترجم في وصف الجنة ونعيمها.

فرغ المؤلف منه في سنة 1347 ه وطبع في السنة نفسها.

ترجمة وتحقيق : السيد ياسين الموسوي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية -

قم / 1419 ه.

* الفصول

المهمة في تأليف الأمة.

تأليف : الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي

العاملي ، صاحب المراجعات ، (1290

- 1377 ه).

فصول تتضمن دعوة - بموضوعية وعلمية - لتوحيد كلمة

طوائف المسلمين ، ونبذ الفرقة والبغضاء بينهم ، إذ تناولت آراء ونظرات وتحليلات -

المصنف - في أمهات المسائل الخلافية ، وسعت لكشف جذور أسباب الخلاف وعوامل

التفرق ، لمعالجتها وتجاوزها ، وتوضيح المفارقات

والإشكالات المنهجية والعلمية في ما أثير من فتن

وشحناء ، اعتمادا على الحجة والبرهان واستدلالا بما ورد في صحاح ومسانيد ومصادر

العامة.

تشتمل على : بيان دواعي التقارب والألفة ، مناقشة

مسائل الخلاف والتحذير من مخالفة أوامر الله عزوجل

والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ،

إيراد الأدلة قرآنا وسنة على صحة ما تذهب إليه الإمامية ، معنى الإسلام والإيمان

، الشهادتان وحرمة المسلم ، الإسلام يجمع الإمامية وغيرهم ، نجاة جميع الموحدين

، الفتاوى بنجاة أهل الشهادتين في الآخرة ، بشارات السنة للشيعة ، عرض مبسوط

لتأويلات الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وما

بعده ، وأن بعضهم لم يتعبد بنصوصه صلى الله عليه وآله في

ما يتعلق بالسياسة وتدبير قواعد الدولة ، فتاوى التكفير ومناقشاتها ، دور

الكذابين وبعض الكتاب في التفرقة وما نسبوه إلى الشيعة من كذب وبهتان ، أسباب

الفرقة والتباعد بين المسلمين ، وأخيرا ذكر أسماء عشرات من الصحابة ممن كان

يتشيع للإمام علي عليه السلام.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مطبوعتين ، ذكرت

مواصفاتهما في المقدمة.

ص: 395

تحقيق : الدكتور عبد الجبار شرارة.

نشر : رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية - طهران /

1417 ه.

* حاشية كتاب

المكاسب.

تأليف : المحقق الفقيه الشيخ آقا رضا الهمداني ،

المتوفى سنة 1322 ه.

كتاب يشتمل على شرح وتعليقات المصنف على كتاب المكاسب

للشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري ، المتوفى سنة 1281 ه ، الذي يعد من أفضل ما كتب في

فقه المعاملات ، إذ يعنى ببيان المسائل الفقهية المتعلقة بأحكام الكسب وما يكتسب

به ، مطبوع مرارا ، وعليه شروح وحواش كثيرة لأهمية موضوعه ، وهو مدار التدريس

والبحث في الحوزات العلمية إلى الآن.

تبدأ التعليقات هذه من كتاب البيع وتنتهي في آخر

مباحث كتاب الخيارات ،

وهي مشحونة بالتحقيقات الفقهية والتطبيقات الأصولية.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، ذكرت

مواصفاتهما في المقدمة.

تحقيق : الشيخ محمد رضا الأنصاري القمي.

صدر في قم سنة 1420 ه.

* تأويل ما

نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليهما.

تأليف : محمد بن العباس بن علي الماهيار البزاز ،

المعروف بابن الجحام ، من أعلام القرن الرابع الهجري.

سفر قديم ، يشتمل على روايات المعصومين عليهم السلام - 565

رواية - الواردة في

تفسير وتأويل الآيات القرآنية النازلة في الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وآله

بيته الكرام عليهم السلام

بالأسانيد العالية المتصلة من طريق الشيعة ، ومن طريق غيرهم.

تم استقصاؤها وجمعها من المصادر

التي نقلت عن هذا الكتاب ، إذ لم يعثر له على نسخة

مخطوطة كاملة وخاصة به ، كما إن حجمه الحقيقي أكبر بكثير - نحو عشرة أجزاء - من

هذا المجموع ومما نقل عنه ، حسب ما جاء في وصف من وصفه من أعلام الطائفة.

تحقيق : فارس تبريزيان.

نشر : منشورات الهادي - قم / 1420 ه.

* تذكرة

الفقهاء ، ج 10.

تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال الدين أبي

منصور الحسن بن يوسف بن

ص: 396

المطهر الأسدي (648 - 726 ه).

أهم وأوسع كتاب في الفقه الاستدلالي المقارن ، يوجد

منه من أوائل كتاب

الطهارة إلى كتاب النكاح ، لخص فيه مصنفه قدس سره

فتاوى علماء المذاهب المختلفة

وقواعد الفقهاء في استدلالاتهم ، مشيرا في كل مسألة إلى الخلاف الواقع فيها ،

ويذكر ما يختاره وفق الطريقة المثلى وهي طريقة الإمامية ، ويوثقه بالبرهان

الواضح

القوي.

تم تحقيق الكتاب اعتمادا على 15 نسخة مخطوطة ، منها

ما هو مقروء على

المصنف قدس سره ، ومنها ما

عليه إجازة مهمة ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة ، ومن

المتوقع أن يصدر في 20 جزءا.

صدر منه تسعة أجزاء ضمت كتب : الطهارة ، الصلاة ،

الزكاة ، الصوم ، الحج والعمرة ، الجهاد ، وهذا الجزء يشتمل على كتاب البيع.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث - قم / 1419 ه.

* جامع

الشتات.

تأليف : الشيخ محمد إسماعيل بن الحسين المازندراني

الخواجوئي ، المتوفى سنة 1173 ه.

كشكول في النوادر والمتفرقات ، مشتمل على جملة من

المباحث والفوائد المتفرقة ، منتقاة من أبواب مختلفة لعلوم شتى ، من التفسير

والحديث والفقه والرجال والكلام ، وغيرها من المعارف

الإلهية.

أغلبها شرح لأحاديث نبوية شريفة ولروايات الأئمة

المعصومين عليهم السلام منتخبة من مواضيع

متنوعة مختلفة ، كما اشتمل على تحقيقات وتدقيقات ، ومناقشة لآراء وأقوال بعض

الأعلام.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، محفوظتين

في مكتبة السيد المرعشي العامة في مدينة قم.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

صدر في قم سنة 1418 ه.

* غنائم

الأيام في مسائل الحلال والحرام ، ج 1 - 5.

تأليف : الفقيه الميرزا أبو القاسم القمي (1152 -

1221 ه) صاحب كتاب القوانين المحكمة.

من كتب الفقه الاستدلالي ، يجمع بين إيراد الفروع ،

وإيراد الأدلة العقلية ، والأدلة النقلية ، ونقل الأقوال ، مع رعاية الاختصار ، مرتب

في أربعة أقسام ، وكل قسم يضم

ص: 397

كتبا ، وكل كتاب يضم فصولا ، وكل فصل يضم مقاصدا ،

وكل مقصد يشتمل على مباحث.

تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، ونسخة

مطبوعة على الحجر ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة.

اشتملت الأجزاء الخمسة على القسم الأول في العبادات

، الذي ضم كتب الطهارة ، والصلاة ، والزكاة والخمس ، والصوم.

تحقيق : مكتب الإعلام الإسلامي - فرع خراسان.

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -

قم / صدرت الأجزاء : 1 سنة 1417 ه ، و 2 و 3 سنة 1418 ه ، و 4 و 5 سنة 1420 ه.

* زين الفتى

في شرح سورة (هل

أتى) ،

ج 1 و 2.

تأليف : العلامة النحوي ، أحمد بن محمد بن علي

العاصمي الكرامي ، من أعلام القرن الخامس الهجري ، المولود سنة 378 ه.

كتاب فريد في بابه وفي موضوعه ، يشتمل على تفسير

وشرح لسورة «الإنسان» - الدهر - المباركة ، مرتب في

عشرة فصول ذكر المصنف عناوينها في

مقدمته ، وهو في قسمه الأعظم عرض لمناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

وبيان فضائل أصحاب الكساء الخمسة عليهم السلام.

اشتملت الفصول الأربعة الأولى على ما يتعلق بالسورة

المباركة من ذكر نزولها وعدد آياتها وحروفها وكلماتها وثواب قارئها ، إعرابها

ومواضع الوقوف منها ، بعض فوائدها على وجه الإيجاز والاختصار ، نظمها وتلفيق

آياتها وخصائصها ، فيما اشتمل الفصل الخامس على ذكر مشابهة الإمام علي عليه السلام

بالأنبياء : آدم ، نوح وإبراهيم ويوسف وموسى وداود وسليمان وأيوب ويحيى بن زكريا

وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم ، ثم المصطفى المختار صلى الله عليه وآله ،

والفصل السادس على ذكر أسمائه عليه السلام

وكناه.

تم تحقيق الكتاب اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة

تنقص منها تتمة الفصل السادس والفصول الأربعة التي بعده ، وتهذيبه - بترك ما

يقرب من ثلثه - وتسميته ب : العسل المصفى

من تهذيب زين الفتى.

تحقيق وتهذيب : الشيخ محمد باقر المحمودي.

ص: 398

نشر : مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم / 1418 ه.

* سنن النبي صلى الله عليه وآله.

تأليف : العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (1321 -

1401 ه) صاحب

موسوعة الميزان في تفسير القرآن.

كتاب يشتمل على طائفة مما أثر عن النبي الكريم صلى الله عليه وآله من

الآداب والسنن في

مجالات الحياة المختلفة ، وطائفة من الأخبار الواردة في بيان الأفعال والأعمال

التي كان صلى الله عليه وآله يدأب على فعلها

ويديم العمل بها ، والتي تتحدث عن سيرة حياته

وآدابه وسننه ، فهي أفضل الآداب وأشرف السنن ، وهي أصح برنامج لحياة الإنسان

يسره الله تعالى لعباده المخلصين.

والكتاب مرتب في 21 بابا - مع ملحقات لكل باب -

تعرض آداب وسنن

الرسول الأسوة صلى الله عليه وآله الفردية

والشخصية ، ومع ربه جل وعلا ، ومع طبقات الناس ،

بعد بيان شمائله وجوامع أخلاقه صلى الله عليه وآله ، إذ

اشتملت على آدابه في : معاشرته للناس ، النظافة وأحكام الزينة ، السفر ، اللباس المساكن

، النوم والفراش ، النكاح

والأولاد ، الأطعمة والأشربة وآداب المائدة ، الخلوة وملحقاتها ، الأصوات

وما يتعلق بها ، المداواة ، السواك ، الوضوء ، الغسل

، الصلاة ، الصوم ، الاعتكاف ، الصدقة ، قراءة القرآن ، الدعاء ، وملحقات الحج

والنوادر والشمائل.

صدر سابقا في حياة المصنف قدس سره مذيلا

بترجمة فارسية للأحاديث ، وطبع مكررا - مع الملحقات - ويصدر هذه المرة بحذف الترجمة

ومزيد من التدقيق في متن الكتاب.

تحقيق وإلحاق : الشيخ محمد هادي الفقهي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1419 ه.

* تحفة

الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ، ج 1 و 2.

تأليف : السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني ، كان

حيا سنة 1090 ه.

من الكتب المتخصصة بأنساب العلويين من ذرية الرسول

الأكرم صلى الله عليه وآله ، الواسعة

والحافلة والدقيقة مع الإيجاز والاستيعاب ، ويعد من المراجع المهمة لكثير من

المعنيين بالأنساب والتراجم والتاريخ والسير ، إذ يؤرخ للعلويين في نواحي الأرض

التي انسابوا إليها متشعبين ،

ص: 399

مع بيان المدن والمساكن التي حلوا فيها وتجمعوا

وكونوا جاليات ومجاميع كبيرة ، ويؤرخ مراحل تاريخية طويلة امتدت من القرن الهجري

الأول إلى أواخر القرن الحادي عشر ، ويتضمن كذلك الإشارة إلى أهم الأحداث

التاريخية والقبلية والأدبية.

في جزءين : الأول في ذكر نسب أبناء الإمام أبي محمد

الحسن المجتبى عليه السلام ، والثاني في

قسمين : في ذكر نسب أبناء الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، ونسب

أبناء الإمام موسى الكاظم عليه السلام.

تم تحقيق الكتاب - الذي يصدر لأول مرة - اعتمادا

على مخطوطة لكل الكتاب

بخط المصنف وهي غير كاملة ، وعدة مخطوطات أخرى مكملة ومساعدة ، منها

ما هو منقول عن أصل المؤلف ، ومنها ما كتب بأقلام الناسخين ، فقد اعتمد للجزء الأول

على نسختين ، وللقسم الأول من الجزء الثاني على 3 نسخ ، وللثاني منه على 5 نسخ ،

ذكرت مواصفات نسخ كل جزء أو قسم في مقدمته.

تحقيق وتعليق : كامل سلمان الجبوري.

نشر : مكتب نشر التراث المخطوط والمكتبة المتخصصة

في تاريخ الإسلام وإيران - طهران / 1420 ه.

* تقويم

الإيمان.

تأليف : المير محمد باقر الداماد (970 - 1041 ه).

* كشف

الحقائق.

تأليف : السيد أحمد العلوي العاملي ، المتوفى بعد

1054 ه وقبل 1060 ه.

مجلد واحد يضم كتابين في الفلسفة الإسلامية

ومباحثها ، الأول يشتمل على

آراء ونظريات وإبداعات المصنف في الفلسفة ، مرتب في مقدمة في الأمة المفترقة

والفرقة الناجية منها ، وفصول خمسة متضمنة : بعض المبادئ والمباحث العامة ..

براهين إثبات الواجب وإبطال الدور والتسلسل .. تبيين وإثبات الصفات السلبية

للواجب بالذات .. التفصيل في بعضها مع بيان برهان إثبات الحدوث الدهري للممكنات

.. ومباحث المعرفة والعلم وخاصة اللدني.

والثاني - لتلميذ المصنف - يتضمن بيان معاني الكتاب

الأول وشرح مبانيه

الحكمية وتثبيتا وتقويما لها ، وعرضا لآراء وأفكار أستاذه الفلسفية ، إضافة إلى

عرض

ومناقشة آراء المذاهب الفلسفية للمدارس التي سبقتهم.

تم تحقيق الأول اعتمادا على ثلاث

ص: 400

مخطوطات ، اشتملت إحداها على تعليقات الملا علي

النوري ، المتوفى سنة 1246 ه ، والثاني على مخطوطتين ، ذكرت مواصفات النسخ

جميعها في المقدمة.

تحقيق : علي الأوجبي.

نشر : مؤسسة مطالعات إسلامي دانشگاه طهران - طهران

/ 1376 ه. ش.

* مفتاح

الكرامة في شرح قواعد العلامة.

تأليف : السيد محمد جواد العاملي ، المتوفى سنة

1226 ه.

متن فقهي كامل ، من أهم وأنفع الشروح الكثيرة لكتاب

قواعد الأحكام في

معرفة مسائل الحلال والحرام للعلامة الحلي الحسن بن يوسف

بن المطهر الأسدي

(648 - 726 ه) ، والذي يعد من الكتب المشهورة المتداولة ، وهو موسوعة فقهية

شاملة ومستوعبة - باختصار - لآراء أغلب فقهاء الإمامية ، المتقدمين منهم والمتأخرين

، وعليه ما يقرب من 30 شرحا و 15 حاشية ، وهو من المتون الفقهية المهمة الكاملة

، من الطهارة إلى الديات ، لخص فيه العلامة رحمه الله

فتاواه وبين قواعد الأحكام الشرعية للخاصة ، إذ

اشتمل على ما يناهز 660 قاعدة في الفقه.

والشرح هذا بطريقة : (قوله : .. قوله : ..) أي يأخذ

قول العلامة ويشرحه شرحا وافيا مستقصيا الأقوال الواردة في كل مسألة ، مشيرا إلى

مواقع الإجماع والشهرة المذكورة أو المنقولة في كتب الفقهاء ، مع ذكر الدليل

الذي لم يتم التعرض له ، والتنبيه على الخلل الواقع في جملة من المنقولات.

تم التحقيق اعتمادا على النسخة المطبوعة - حروفيا -

بتصحيح السيد محسن الأمين العاملي (1284 - 1371 ه) سنة 1324 ه في مصر ، في عشر مجلدات

من القطع الرحلي.

تحقيق : الشيخ محمد باقر الخالصي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية - قم / 1419 ه.

* المقاصد

العلية في شرح الرسالة الألفية ، وحاشيتا الألفية.

تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد

الجبعي العاملي (911 -

965 ه).

مجلد واحد ضم أربع مصنفات فقهية لعلمين من علماء

الإمامية : الرسالة الألفية

ص: 401

للشهيد الأول ، محمد بن مكي الجزيني العاملي (734 -

786 ه) ، المقاصد العلية في شرحها ، الحاشية الوسطى عليها ، والحاشية الصغرى

عليها ، للشهيد الثاني.

الألفية :

رسالة صغيرة تشتمل على البحث في حدود وفروض الصلاة العينية الواجبة ، مرتبة في

مقدمة وفصول ثلاثة وخاتمة ، المقدمة في التعريف بالصلاة الواجبة ، وثوابها

وأقسامها ، والفصول في مقدمات الصلاة الواجبة ومقارناتها ، ومنافياتها ،

والخاتمة في أحكام الخلل الواقع في الصلاة ، والواجبات المختصة بباقي الصلوات

الواجبة.

أما المقاصد

فهو

شرح مزجي لمتن الألفية ، يشتمل

على مباحث وتحقيقات

عديدة ، متضمنة الاستدلال بالكتاب والسنة وذكر أقوال العلماء ، وترجيح بعضها على

الآخر.

والحاشية

الوسطى : متوسطة في حجمها بين المقاصد

والحاشية الصغرى.

والصغرى :

كتبها المصنف لعمل مقلديه ولتقييد آرائه في تأليفيه المقاصد

والوسطى.

تم التحقيق اعتمادا على 12 نسخة مخطوطة ، 3 للألفية

، 4 للمقاصد ، 2

للوسطى ، 3 للصغرى ، ذكرت مواصفات جميع النسخ في المقدمة.

تحقيق : الشيخ محمد الحسون ، مركز الأبحاث

والدراسات الإسلامية.

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -

قم / 1420 ه.

* دعوة الهدى

إلى الورع في الأفعال والفتوى.

تأليف : العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي (1282 -

1352 ه).

مناقشة وردود علمية متينة - وبأسلوب مبسط وواضح -

لفتاوى الوهابية ، الواردة في ما أصدره علماء المدينة المنورة من إجابات لأسئلة

وجهها لهم قاضي القضاة في الحجاز عبد الله بن بلهيد ، عام 1344 ه (الموافق لعام

1925 م) ، ونشرتها أكثر الصحف الصادرة آنذاك ، منها جريدة «أم

القرى» في مكة ، وجريدة «العراق» في العراق

، وكان يستفتيهم في أمور عديدة ، منها : جواز البناء على القبور واتخاذها مساجد

، ووجوب هدم المراقد الشريفة لأنبياء وأوصياء وأولياء الله الصالحين ، وتقبيل

الأضرحة ، والصلاة والذبح عند المقامات ، والنذر لله وإهداء ثوابه لصاحب المقام

، وغيرها.

يأتي الكتاب على هذه الفتاوى ، الواحدة بعد الأخرى

، رادا ومفندا ما طرح

ص: 402

فيها من أفكار وآراء ، ومبينا بطلانها وفسادها.

وهو في الأصل محاضرة للمصنف ، كتبها وقدم لها - ثم

طبعها - تلميذه الشيخ

محمد علي الأردوبادي في السنة نفسها.

تم تحقيق الكتاب - الذي يصدر لأول مرة - اعتمادا

على النسخة المطبوعة حروفيا في النجف سنة 1344 ه.

تحقيق : السيد محمد عبد الحكيم الصافي.

صدر

في بيروت سنة 1420 ه.

طبعات

جديدة

لمطبوعات

سابقة

* مناظرات في

الإمامة.

جمع وتحقيق : الشيخ عبد الله الحسن.

كتاب يضم طائفة من المحاورات والمناظرات المنقولة

في أمهات المصادر القديمة والمؤلفات الحديثة ، والتي جرت بين أئمة وعلماء وأفراد

الشيعة الإمامية وبين من خالفهم في مسألة الإمامة والخلافة ، أثبتوا فيها دلالة

النصوص على أحقية خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وأبنائه

الأئمة الأحد عشر عليهم السلام ،

وقاموا بالاستدلال عليها بالكثير من الأدلة

والبراهين العقلية والنقلية والشواهد التاريخية ،

من خلال الآيات والأحاديث النبوية الشريفة المتفق عليها عند جمهور المسلمين.

تم ترتيب هذه المناظرات حسب التسلسل التاريخي لوقوع

أحداثها ، ابتداء من الصدر الأول للإسلام وحتى وقتنا الحاضر.

سبق أن نشرته منشورات أنوار الهدى في قم سنة 1415 ه

، وأعادت إصداره

منشورات ذوي القربى في قم أيضا سنة 1420 ه.

كتب

صدرت حديثا

* الوهابية ..

دعاوى وردود.

تأليف : نجم الدين الطبسي.

بحوث تشتمل على رد للآراء والأفكار الضالة لفرقة الوهابية

، وتفنيدها وبيان

بطلان دعاواها ، يتضمن مناقشة الأحاديث التي يعدها الوهابيون دليلا ومرتكزا في اعتقاداتهم

، وإثبات خطأ ما ذهبت إليه تأويلاتهم المنحرفة ، مع إيراد آراء علماء الرجال

بشأن رواتها ، وإيراد الشواهد والنصوص التاريخية في رد تلك الدعاوى الباطلة.

ص: 403

يكتفي بالرد على ما يثيره هؤلاء بكثرة في مسائل

مختلفة : الشفاعة ، التبركبالقبور ، زيارتها ، الصلاة والدعاء عندها ، بناؤها

وعقد القباب ، الإسراج عليها ، الاستغاثة وطلب الحوائج ، النذر ، الحلف بغير الله

، والاحتفالات ببعض المناسبات الدينية ، إضافة إلى خاتمة تضمنت أسماء كتب عديدة

في رد الوهابية.

نشر : منشورات مشعر - قم / 1420 ه.

* الروض

النضير في معنى حديث الغدير.

تأليف : فارس حسون كريم.

فصول سبعة تناولت جوانب متعددة من واقعة غدير «خم»

وقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله

المشهور فيها ، وعهده بالإمامة

والخلافة لوصيه الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في

ذلك المكان ، وعند

رجوعه من حجة الوداع ، في 18 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.

يتعرض في أولها لذكر خطبته صلى الله عليه وآله كاملة

، وفي ثانيها إلى دلالة الحديث

الشريف : «من كنت مولاه فعلي مولاه» وفي

الثالث يستعرض بعض مصادر غير

الشيعة - 252 مصدرا - لبيان تواتر هذا الحديث وهذه الحادثة ، وعناية المسلمين

بها على مدى التاريخ ، وفي الرابع ذكر إجابات لبعض

المسائل المتعلقة بهذه الحادثة ، وأما في الفصل الخامس فقد ذكر ترجمة مختصرة ل

61 صحابيا ممن روى حديث الغدير ، وفي السادس الإشارة إلى القدر المتواتر والمتفق

عليه بين طوائف

المسلمين بخصوص هذه الواقعة وعهد الولاية الذي تضمنه حديث الغدير المعروف ، واشتمل

الفصل الأخير على التعريف بيوم الغدير وحجة الوداع ووصفهما ، واستعراض عدة حوادث

كشواهد على ظاهرة الحسد والغيض المكنون - في صدور أقوام - ضد الإمام أمير

المؤمنين عليه السلام.

نشر : مؤسسة أمير المؤمنين عليه السلام - قم

/ 1419 ه.

* النبي صلى الله عليه وآله ومستقبل

الدعوة.

تأليف : مروان خليفات.

بحث مختصر ، يتعرض لأشهر نظريتين في موقف الرسول

الأعظم صلى الله عليه وآله من مستقبل

دعوته ، إذ هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، ومبعوث للعالمين ، ورسالته خاتمة الأديان

إلى يوم الدين ، واتخاذه الترتيبات اللازمة لحفظ الإسلام وضمان انتشاره.

ص: 404

يناقش البحث الموقف السلبي والإيجابي للرسول الأمين

من معجزته الخالدة القرآن العظيم ، ومن سنته الشريفة ، إذ تبتني إحدى النظريتين

على أنه صلى الله عليه وآله ترك

القرآن متفرقا في صدور المسلمين وفي العسب واللخاف ولم يجمعه في كتاب واحد ،

وأنه نهى عن تدوين سنته وتركها في صدور الرجال دون جمع أيضا وأرجع الناس في

احتياجاتهم المستجدة إلى أصحابه ، فيما ابتنت الأخرى على عكس ذلك تماما ، مع

تأكيده الدائم على مرجعية أهل البيت عليهم السلام

الفكرية والسياسية لمواصلة مسيرة الإسلام المباركة.

صدر ضمن سلسلة «الرحلة إلى الثقلين» برقم 1.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية - قم / 1420 ه.

* الأنظار

التفسيرية للشيخ الأنصاري.

تأليف : صاحب علي المحبي.

كتاب يشتمل على المباحث الفقهية القرآنية والآراء

والبحوث التفسيرية لأستاذ الفقهاء الشيخ مرتضى الأنصاري (1214 - 1281 ه) ، المبثوثة

في ثنايا كتبه ورسائله الفقهية والأصولية ، وهي ما بين تفسير واستشهاد واستدلال

، جمعت بعد استلالها

واستخراجها من مؤلفات الشيخ قدس سره.

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -

قم / 1418 ه.

* دائرة

المعارف الحسينية.

* معجم خطباء

المنبر الحسيني ، ج 1.

تأليف : الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي.

أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة التي قد

تصل إلى 500 جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد الله

الحسين عليه السلام ، ونهضته وسيرته

المباركة وأنصاره الكرام ، ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية والأدبية

والتراثية والسياسية وغيرها.

يصدر ضمن قسم تراجم

النادبين للإمام الحسين عليه السلام / الخطباء الذي

يضم كل من وصل خبره للمؤلف منهم من الذين يتولون القراءة في المجالس المقامة لإحياء

ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بمختلف

طبقاتهم ولغاتهم وعصورهم ، من الأحياء والأموات ، مرتبة حسب الحروف الهجائية

للإسم الثلاثي.

تشتمل ترجمة الخطيب على بيان موجز لنسبه ، ولادته

ووفاته ، مرتبته العلمية والثقافية ، تاريخ انخراطه في

ص: 405

السلك الخطابي وأساتذته ، أسلوبه ، اللغة التي

يخاطب عبرها الناس ، المساحة

الجغرافية لمجالسه ، ودوره في الخطابة - إن وجد - وعرض إنجازاته - إن وجدت - وهذا

الجزء اشتمل على قسم من حرف الألف ، إضافة إلى مقدمة في تاريخ الخطابة ، ومراحل

تطور الخطابة الحسينية ومسؤولية الخطيب ومواصفات الخطيب الحسيني ، ومواضيع

متعددة أخرى.

نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1420 ه.

* مساحة

للحوار .. من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة.

تأليف : أحمد حسين يعقوب.

كتاب يضم مباحث هي ثمرة حوار فكري موضوعي بين

صديقين مسلمين ،

أحدهما المصنف والآخر صديقه المثقف الباحث عن الحقيقة ، طرح بشكل أسئلة من الأول

وأجوبة من الثاني ، سعيا ورغبة في معرفة حقيقة التشيع والشيعة ومحاولة لتشخيص

وتحديد طريق الهداية والنجاة في عالم اختلطت فيه الأمور وضاع الصواب والهدى.

اشتملت أبوابه السبعة على القضايا الأساسية التي

تعلقت بها الأسئلة ، وهي

بيان مفهوم الشيعة والتشيع ، الإمامة بعد وفاة

النبي صلى الله عليه وآله والنصوص

الشرعية الدالة على خلافة الإمام علي عليه السلام

وإمامته ، عقيدة كل من أهل بيت النبوة عليهم السلام

وشيعتهم ، والخلفاء وشيعتهم في كل من : جمع القرآن الكريم ، ذات الرسول الكريم صلى الله عليه وآله والأئمة

من بعده ، مصادر التشريع ، ثم في عدالة الصحابة ، وكذلك في التقية والمتعة ، وأخيرا

الإشارة إلى بذور الاختلاف وبعض الاختلافات الفقهية بين الحزبين (الطائفتين) ،

والدعوة إلى وحدة المسلمين.

نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية - بيروت /

1418 ه.

* ذكرى الأمير

على أثر الغدير.

تأليف : الشيخ حسن السلامي.

عرض موجز لفضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي

بن أبي طالب عليه السلام.

يشتمل على : ذكر جملة من فضائله ، حديث غدير خم ،

الآيات النازلة والأخبار

الواردة في مناقبه ، كتابه إلى ولده الإمام أبي محمد الحسن عليه السلام ،

وصيته لولده الإمام الحسين عليه السلام ،

عهده إلى مالك الأشتر حين ولاه مصر ، كلامه ووصيته لكميل بن زياد النخعي ،

وأخيرا ذكر جملة من

ص: 406

القصائد الشعرية لبعض الشعراء التي قيلت في مدحه

وبيان فضله عليه السلام ومواقفه البطولية

في نصرة الرسول الأمين صلى الله عليه وآله والإسلام

العظيم.

صدر في مدينة مشهد سنة 1419 ه.

* دائرة

المعارف الحسينية.

* ديوان

الأبوذية ، ج 2 و 3.

تأليف

: الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي.

أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة ، التي قد

تصل إلى 500 جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد الله

الحسين عليه السلام ، ونهضته المباركة

وسيرته وأنصاره الكرام ، ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية والأدبية

والتراثية والسياسية وغيرها.

ويصدر ضمن دواوين - مجلدات - الموسوعة المفردة

للشعر العربي الدارج.

يختص ب : الأبوذية التي هي من فنون الأدب الشعبي باللهجة

الدارجة في مناطق

جنوب العراق وجنوب غرب إيران.

أبيات الأبوذية ، التي يتكون أحدها من أربعة أشطر ،

الثلاثة الأولى منها يلتزم فيها

الجناس ، والرابع ينتهي بياء مشددة مع هاء ساكنة ، تم ترتيبها حسب الحروف

الهجائية

للعناوين المأخوذة من الجناس المستخدم ومن اليسار -

الحرف الأخير للعنوان - إلى اليمين.

اشتملت مقدمة الكتاب على عدة مواضيع عن الأبوذية ،

واشتمل الجزء 2 على حروف الدال والذال والراء ، فيما اشتمل الجزء 3 على الحروف

من الزاي إلى الگاف «گ».

نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1420 ه.

* من عنده علم

الكتاب.

تأليف : الشيخ جلال الدين الصغير.

بحث يسعى لاكتشاف الأطر التي بموجبها قال أئمة أهل

البيت عليهم السلام بأن الآية

الكريمة : (ومن

عنده علم الكتاب) [سورة

الرعد 13 : 43] مختصة بالإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ،

وأنه هو الذي عنده علم الكتاب ثم الأئمة عليهم السلام من بعده

، إذ صرف مفسروا العامة - ومن تبعهم - هذا الاختصاص إلى علماء أهل الكتاب.

ينقسم البحث إلى قسمين : تفسيري ، تناقش فيه الآراء

التفسيرية المطروحة في

هذا الشأن .. وروائي يبين تواتر رواية أهل البيت عليهم السلام على

ذلك ، إضافة إلى تحليل

ص: 407

لمنهج الاستدلال الروائي لمن يرى عدم اختصاص الإمام

عليه السلام بالآية

المباركة.

يتضمن : الشهادة في المصطلح والمفهوم ، الشهادة في

دلالاتها التفسيرية والاتجاهات في تفسير الآية ، المبنى

الروائي لتحريف مراد الآية ، والواقع الروائي في تفسيرها من خلال سنة المعصوم عليه السلام ،

والآيات الأخرى الشاهدة على شاهدية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

وهو في الأصل محاضرات - ضمن مباحث الإمامة - ألقاها

المؤلف على بعض

الطلبة في منطقة السيدة زينب عليها السلام بدمشق.

نشر : دار الأعراف للدراسات - بيروت / 1419 ه.

* إمامة

إبراهيم عليه السلام وتكاليفها

الباهظة.

تأليف : عبد الجبار الربيعي.

كتاب يشتمل على مباحث عديدة موضوعها الأساسي هو

الحديث عن شخصية أبي المسلمين الأول ، خليل الرحمن إبراهيم صلوات الله عليه وعلى

آل بيته الكرام ، وبيان منزلته الرفيعة عند ربه ، وتضحيته الكبيرة ، وعظمة جهاده

في سبيله ، إضافة إلى بيان فضائله الجمة

وعمق إيمانه وإخلاصه لله عزوجل.

يتناول في فصوله عدة مواضيع مختلفة ، منها : مقام

الإمامة ، صفاتها ، العصمة ، فضائل إبراهيم عليه السلام

والإشارات القرآنية بحقه ، معنى ذنوب الأنبياء ، الولاية التكوينية ، والأئمة الذين

يهدون غيرهم إلى الخير بأمر الله سبحانه وتعالى ، وأفكار التشبيه والرؤية

والتجسيم.

صدر سنة 1420 ه.

* حياة أمير

المؤمنين عليه السلام

عن لسانه ، ج 2.

تأليف : الشيخ محمد محمديان.

جمع وترتيب لبيانات وخطب ورسائل أمير المؤمنين

الإمام علي عليه السلام ، وما أثر عنه

من كلمات ، التي تحكي لمحات من سيرة حياته الشريفة ، المليئة بالحوادث ، المعبرة

عن صورة مشرقة ناصعة للإسلام المحمدي الأصيل ، والتي تعكس الظروف والمشاكل

والاحتياجات والكثير من المسائل التي عاصرها وواجهها الإمام عليه السلام ، وتبين

مواقفه منها والتدابير التي اتخذها قبالها ، إذ تعد هذه البيانات من أوثق المصادر

وأقواها اعتمادا لمعرفة تفاصيل حياة الإمام المباركة.

كما أضيفت «تكملة» لبعض فصول

ص: 408

الكتاب ، تم اختيارها من البيانات الواردة ضمن

فصوله الأخرى ، ترتبط بما

ورد في الفصل ، بالإشارة إلى الرقم المسلسل للحديث ومحل الاستشهاد منه فقط.

اشتمل هذا الجزء على ما ورد في إثبات إمامته عليه السلام ،

فيما اشتمل الجزء الأول

على حياته عليه السلام في عصر

الرسول صلى الله عليه وآله.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة

المدرسين في الحوزة العلمية -

قم / 1419 ه.

* أفضل الأعمال

.. الصلاة على النبي والآل.

تأليف : السيد محمد رضا الحسيني الحائري.

كتاب يشتمل على بيان الفضل الكبير والأثر المبارك -

في الدنيا والآخرة -

للصلاة والسلام على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وآله

الأطهار عليهم السلام ، وكذلك على

جملة من الفوائد الشريفة والعوائد اللطيفة ، مرتب في مقدمة وفصول وخاتمة.

المقدمة كانت في معنى الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله

وبيان الفوائد المترتبة عليها ، والفصول كانت في بيان الآيات القرآنية الكريمة

والنصوص الدالة على فضل هذه الصلاة ووجوب التمسك بأهل

البيت المعصومين عليهم السلام ..

إضافة إلى بيان الموارد المكانية والزمانية التي يستحب فيها الصلاة عليه صلى الله عليه وآله ،

وفوائد في استحبابها عند العطاس وما يستحب للعاطس إذا عطس .. الموارد التي تجب فيها

الصلاة عليه صلى الله عليه وآله ..

بيان حكمها عند سماع ذكره الشريف والتلفظ به .. بيان أمور عديدة تخص الموضوع ،

والخاتمة كانت في وجوب موالاة الأئمة عليهم السلام

ولزوم البراءة من أعدائهم.

نشر : منشورات النهاوندي - قم / 1420 ه.

* الهجوم على

بيت فاطمة عليها السلام.

تأليف : عبد الزهراء مهدي.

كتاب يسعى للإحاطة بتفاصيل محنة الزهراء عليها السلام بضعة

أبيها الرسول الأمين صلى الله عليه وآله بعيد

وفاته ، وقصة الهجوم على بيتها وإضرام النار في بابه ، لإحراقه بمن فيه ، واقتياد

بعلها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام إلى

البيعة مكرها ..

تضمنت فصوله الستة عدة مواضيع تدور حول هذه القضية

ضمن عناوين : الوحي يحذر ويخبر : إيصاء النبي صلى الله عليه وآله بأهل

بيته عليهم السلام وإخباره

إياهم بالظلم والاضطهاد والغدر الذي سيلاقوه بعده ..

ص: 409

انقلاب الأصحاب على الأعقاب : رزية يوم الخميس ،

وترك جنازته صلى الله عليه وآله ،

السقيفة وتدبير البيعة ، وإجبار الناس عليها والتخلف عنها .. تفصيل الهجوم على البيت

: إحراق الباب ، وإسقاط جنين الزهراء عليها السلام ،

كيفية إخراج الإمام عليه السلام للبيعة

، وفاة الزهراء وتجهيزها ليلا ، ودفنها سرا وإخفاء موضع قبرها عليها السلام ..

تفصيل النصوص والآثار عن علماء الفريقين : روايات وأقوال العامة والخاصة في الواقعة

.. تظلم أهل البيت عليهم السلام : تصريحهم

في مواقف كثيرة بآلامهم وبما عانوه من الظلم وغصب الحقوق ، وبعض كلماتهم في ذلك

.. بعض الأسئلة - الشبهات - المطروحة والأجوبة عليها ..

وأخيرا

خاتمة في ذكر الكتب الجامعة لروايات الهجوم وأسانيدها.

صدر في بيروت مؤخرا.

* الشهادة

الثالثة .. سبب للإيمان أم جزو الأذان.

تأليف : الشيخ محمد السند.

بحث مختصر في موضوع الشهادة

الثالثة ، الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين الإمام

علي عليه السلام -

ولأبنائه المعصومين عليهم السلام -

وهي قول : «أشهد أن عليا ولي الله»

واستحباب اتباع الشهادتين - بالتوحيد لله

عزوجل وبالنبوة لرسول الله صلى الله عليه وآله - بها

في كل وقت ومكان ، وخصوصا في أبرز مظاهر اقتران الشهادات الثلاث ، أي : الأذان والإقامة.

يعرض البحث أدلته على أصل مشروعية ورجحان هذه

الشهادة ، وتقريب إثبات جزئيتها للأذان والإقامة ، وإن ذكرها شعار للإيمان ،

وذلك من خلال عدة وجوه ، مع تبيان حقيقة مؤدى أقوال علماء الطائفة في المسألة ،

واستعراض روايات المعصومين عليهم السلام

الواردة بهذا الخصوص.

صدر في قم سنة 1418 ه.

* معجم أشعار

المعصومين عليهم السلام الواردة

في «بحار الأنوار».

إعداد : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية.

جمع وترتيب لما نظمه وما أنشده المعصومون الأربعة

عشر عليهم السلام الرسول الأكرم

صلى الله عليه وآله وبضعته

الزهراء عليها السلام ، والإمام علي

عليه السلام والأئمة

الأطهار من ولده عليهم السلام ، وورد

في الموسوعة الحديثية بحار الأنوار.

مرتب في ثلاثة فصول بعد مقدمة مختصرة في : بيان

مفهوم الشعر وتاريخه ، منزلة الشعر والشعراء عند العرب قبل

ص: 410

الإسلام ، وبعد ظهوره ، الشعر المذموم والممدوح ،

وشعراء كل نوع ، ثم القرآن

الكريم والشعراء الملتزمين ، الشعر والشعراء عند الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وعند

أئمة الهدى عليهم السلام ، وإنشادهم عليهم السلام

الشعر.

اشتمل الفصل الأول على أشعار كل معصوم عليه السلام حسب

ورودها في أجزاء

بحار الأنوار المتسلسلة ، والفصل الثاني اشتمل على هذه الأشعار نفسها مرتبة

هجائيا حسب حرف قافيتها ، فيما اشتمل الثالث على فهرس شامل لكل كلمة وردت

في هذه الأشعار ، مرتبة هجائيا أيضا.

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -

قم / 1420 ه.

* وضوء النبي صلى الله عليه وآله -

البحث الروائي ، ج 1.

تأليف

: السيد علي الشهرستاني.

بحوث علمية هادئة رصينة ، بأسلوب جديد ، لما روي عن

كيفية وصفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله ،

ومن جوانب متعددة : تاريخية ، روائية ، قرآنية ولغوية ، وفقهية وأصولية ،

ومناقشة وتشخيص أسباب

الاختلاف فيها.

والكتاب هو الثاني الذي يصدر ضمن دراسة موسعة

بعنوان التشريع وملابسات الأحكام عند المسلمين

،

إذ صدر الأول - وهو بحث في الجانب التاريخي - بعنوان «وضوء

النبي صلى الله عليه وآله / المدخل

.. تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء» سنة 1416 ه

، وأعيد طبعه - كاملا ومختصرا - لعدة مرات.

والبحث في الجانب الروائي بعنوان الوضوء

والسنة النبوية ، يتناول فيه مناقشة ما رواه بعض

الصحابة - في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وآله - من

جهة ، وما ورد عن أهل البيت عليهم السلام وبعض

آخر من الصحابة من جهة أخرى ، سندا ودلالة ونسبة ، ودراسة أسانيد هذه المرويات

عند العامة والخاصة ، كل حسب قواعده الرجالية والدرائية ، ودراسة مكانة الوضوء

في مدونات الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.

اشتمل هذا الجزء على قسم من مرويات الصحابة.

صدر في بيروت سنة 1420 ه.

* * *

ص: 411

كتب

قيد التحقيق

* الإيقاظ من

الهجعة بالبرهان على الرجعة.

تأليف : المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ،

المتوفى سنة

1104 ه.

بحث يسعى لإثبات

الرجعة ، إحدى مسائل الاعتقاد التي تعد من ضروريات

مذهب الإمامية ، ويعد الاعتقاد بها من مظاهر الإيمان بالقدرة الإلهية المطلقة ،

ملخصها : إن الخالق جل وعلا يعيد في آخر الزمان وقبل يوم القيامة طائفة من

الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ، ممن محضوا الإيمان محضا وعلت

درجتهم فيه ، أو ممن محضوا الكفر محضا وبلغوا الغاية في الفساد والطغيان ،

فينتصر

لأهل الحق من أهل الباطل.

يستعرض - لهذا الإثبات - الأدلة

والطرق المتعددة العقلية والنقلية ، مستدلا بالكتاب

العزيز والسنة النبوية الشريفة ، وروايات أئمة أهل البيت عليهم السلام ،

معتمدا كتب الحديث والكلام والتفسير مع شرح وتوضيح لمبهمات الأمور.

يقوم بتحقيقه مشتاق المظفر اعتمادا على نسختين :

مخطوطة ، ومطبوعة في إيران طبعة حروفية قديمة.

* أصدق

الأخبار في قصة الأخذ بالثار.

تأليف : السيد محسن الأمين العاملي (ت 1371 ه) ،

صاحب أعيان الشيعة.

كتاب يشتمل على قصة الثأر من قتلة سيد الشهداء

الإمام السبط أبي عبد الله الحسين عليه السلام ،

متعرضا لذكر ثورة التوابين - أولا - بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ، ثم تتبع المختار

الثقفي وقتله قتلة الإمام ومن شارك في قتله عليه السلام.

يقوم بتحقيقه فارس حسون كريم اعتمادا على طبعتين

قديمتين للكتاب.

* * *

ص: 412

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.