تراثنا المجلد 49

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1418 ه.ق

الصفحات: 246

تراثنا نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت الالام لإحياء التراث الإسهام في النشرة باب مفتوح لجميع العلماء والمحققين والباحثين والمعنيين

بشؤون تراث أهل البيت الاسلام

* الآراء المنشورة لا تعبر عن رأي النشرة بالضرورة. ترتيب المواضيع يخضع لأمور فنّية ، وليس لأي أمر آخر . النشرة غير ملزمة بنشر كلّ ما يصل إليها ، أو بإعادتها إلى أصحابها

المراسلات : تعنون باسم : هيئة التحرير .

دورشهر - خیابان شهید فاطمي - كوچه 9 - پلاك 5 -

هاتف : 5 - 730001 فاکس : 730020

.

ص . ب . 996 / 37185 - قم - الجمهورية الإسلامية في إيران . 37185

تراثنا .

العدد الأوّل [49] السنة الثالثة عشرة / محرم - صفر - ربيع الإعداد والنشر : مؤسسة آل البيت لالالالالام لإحياء التراث .

الكمّيّة : 2000 نسخة .

الفلم والألواح الحسّاسة ( الزنكغراف ) : واصف - قم .

المطبعة : ستاره - قم

الأَوّل 1418ه- .

قيمة الاشتراك السنوي في نشرة قرائنا 400 تومان في إيران ، و 25 دولاراً

أمريكياً في بقية أنحاء العالم .

تراثنا

العدد الأوّل [49]

كلمة التحرير :

ص: 1

محتويات العدد

* الكونية الحضارية رسالة الإنترنيت ) .

السنة الثالثة عشرة

. هيئة التحرير 7

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8) .

السيد علي الحسيني الميلاني 13

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْرُ على الا عبادة » .

.. السيد حسن الحسيني آل المجدّد الشيرازي 76

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1) .

.. الشيخ علي الفاضل القائيني النجفي 121

ISSN 1016 - 4030

كة الفحص

ص: 2

alfeker.net

محرم - صفر - ربيع

الاوّل

مصطلحات نحوية (7) .

من ذخائر التراث .

* التعريف بوجوب حق الوالدين - للكراجكي

من أنباء التراث .

لإحياء التراث

1418ه-

... السيد علي حسن مطر 167

. 187 .... تحقيق : حامد الطائي

هيئة التحرير 231

صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة ( التعريف بوجوب حق الوالدين للعلامة

الكراجكي ( المتوفى سنة 449 ه) المنشورة في هذا العدد ، ص 187

230

ص: 3

ص: 4

ص: 5

كلمية العدد:

ااااا

ص: 6

الكونية الحضارية

رسالة الإنترنيت

ء

اااااا

اللغة لها ،فلسفتها ، وليس طبيعتها التعبيرية وحسب، وما بين الزمان

والمكان واحدة من صور تلك الفلسفة ..

فالمكان ذلك الثابت الساكن الوطيد الذي لا يتزحزح ولا يتقلقل ؛ إنّه الجبال الراسيات، والسهول المنبسطات، والوديان الغائرات، لكنّ الزمان غير ذلك ، إنّه الحركة المجنونة التي لا تعرف السكون، بل ولا التباطؤ ، إنّه القلق المتزلزل أبداً الذي لا يعبأ برصانة المكان وهيبته .. ومن مهابة المكان وثبوته عُرف الثابت المستقر ب- «المكين» .. فهل يكون «الزمن» المتقلقل مرأة مكينة لقلقلة الزمان ؟!

إن الزمان المتحرّك أبداً لا يرتضي لنفسه إلا المرآة التي تحكيه على نحو أصدق ، فطفق يبثّ فيها ألواناً من المرايا تلو المرايا ، فعرّفنا بالمذياع الذي طوى لنا المسافات بشكل لم نعهده من قبل، وبعد فترة وجيزة ظهر عجز المذياع أن يلبي لوحده طموحات الزمن المسرع ، فولدت الشاشات المرئية بأنواعها وأحجامها وأشكالها المختلفة ، وما زالت الصحائف المقروءة تواكب المرئي والمسموع ، حتّى كل الجميع عن تلبية احتياجات

... تراثنا / 49

ص: 7

...A

حركة الزمان اللامحدودة .

فانبثق الفضاء التخيّلي (السبراني) مستخدماً أرقّ الألواح الالكترونية وأعجبها ، معرباً عن قدرته في محو حواجز المكان وإلغائها بالكامل ، ليس فقط الحواجز الطبيعية ، بل السياسية والاجتماعية والثقافية أيضاً، منذراً بعهد جديد من عهود التعامل بين بني الإنسان، حيث تنتفي الحدود، وتعيش المليارات السبع في مكان واحد، بل في نقطة واحدة متحركة على شريط الزمان الدؤوب .. ذلك ما يخوضه «الإنترنيت» اليوم وما يطمح لتحقيقه غداً ، وإن غداً لآت ..

ولم يعد السؤال : ما هو «الإنترنيت» ؟ ذي معنى اليوم !! وقد ناهز عدد المشتركين في شبكته الخمسين مليوناً ، وبعد أن أخذت شبكته تنمو بنسبة ٪183 وهي في زيادة مطردة في مواكبة حركة الزمن الذي لا ينتظر أحداً .. إنّها الشبكات التي تبثّ على مدى الأربع وعشرين ساعة ، كما هو

الزمن ....

معه

لكن السؤال الجدير ذكره هو : هل هذا الإنترنيت» خيرٌ كلّه ، أم هو

خير يحمل في باطنه الشرّ ؟ أم هو شرّ كله ، أم شر في باطنه خير ؟ إن «الإنترنيت» - أي الشبكة العالمية الالكترونية - يمكن أن يحمل

كل شيء مما نحبه وننتظره .. ففي شبكات الإنترنيت كلّ ما تعطيه الجامعات والمعاهد الأكاديمية لطلابها ، وكلّ ما تحمله المجلات العلمية المتدفقة كل يوم تقريباً في أنحاء العالم ، وكلّ ما يحتاج إليه المبتدئ أيضاً من معرفة بالعلوم الطبيعية وأسرار الكون .. وفيها لغة التجارة والمعاملات التجارية على مختلف مستوياتها ،

بل في مبتكراتها ما يسمّى بالنقود الالكترونية ..

9.

ص: 8

الكونية الحضارية «رسالة الإنترنيت»

وفيها كلّ الآداب العالمية وفنونها، وكلّ ما يحتاج إليه المسافرون من الخدمات المعلوماتية، إضافة إلى كلّ ما تبثّه وسائل الإعلام المختلفة من

أنباء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والأدب والرياضة

بل الصحافة المتطوّرة اليوم تعتمد شبكات «الإنترنيت» لتظهر في كلّ محطات الاشتراك في الوقت ذاته ، بلا حاجة إلى البريد الجوي ، أو الفاكس

الذي يستغرق طويلاً من الوقت قياساً إلى هذه الشبكات ! وأيضا فيها إمكان التعلّم دون الذهاب إلى المدرسة ، وفيها كلّ أنواع

الهوايات ..

غير أنه الى جنب ذلك كلّه ؛ يمكن أن يحمل معه كل شيء مما نخافه ونحذره ؛ ففيه كلّ ما يمكن عرضه من أساليب الفحش والتبذل ، وكلّ ما تقترفه بيوت الدعارة الكبرى في أشرطة مصوّرة ... وفيه إمكان التجسس على كلّ ما يجري عبر أسلاك الاتصال من أسرار الدول والقيادات ، وحتّى الأسرار المنزلية وشؤون الأفراد الخاصة ... وفي شبكاته القدرة على تحقيق أفضل الخدمات للقراصنة ولصوص الليل والنهار ... هذا غير ما تحمله لغات التبشير المختلفة وما تبثّه من أفكار منحرفة ومغرضة

الشبكات من

خدمةً لمصالح مروّجيها ...

إن مصدر القلق العالمي من شبكات الإنترنيت» هو في حريتها المطلقة ، في ما تحمل وما تلتقط وما تبثّ ، وفي أنّها آتية إلى كلّ بيت في

الغد القريب وبأسعار يتمكّن منها حتى الفقراء ..

وهذا هو الذي دعا بعضهم إلى التكهن بزوال عهد الايديولوجيات وأستقرار العولمة هذه المقولة التي ولّدها انفجار المعلوماتية بواسطة شبكات الإنترنيت»، والتي هي عبارة عن «زحزحة متواصلة للمركز،

ص: 9

10

. تراثنا / 49

وتغيير دائم للاتجاه» ، فالعولمة مفادها : «فقدان الكائن لاتجاهه، والمجتمع لانتظامه ، والاقتصاد لنظامه ، بل هي فقدان الشأن السياسي لصدارته وأولويته من جراء شبكات الإنترنيت !

لقد أصبحت الصورة أكثر وضوحاً لتبرير مقولة الآخرين - وعلى

رأسهم الياباني الأصل الأمريكي الجنسية ، فوكوياما - بنهاية التاريخ !! فهل كان هؤلاء محقون في وصفهم «العولمة» وتقريرهم نهاية

التاريخ ؟!

إن أقل ما يُقال في تلك إنّها مقولات لا تملك أن تقود مسار التاريخ كما تشتهي ، وإنّما هي تنتظر التاريخ نفسه ليشهد عليها بالصدق أو

بالكذب !

3. 3.

کچھ یا کچھ ج 2

وأمّا مقولة نهاية التاريخ ؛ فهي مفارقة - تاريخية سلطانية - يقع فيها فيلسوف التاريخ الذي يذوب في واحدة من الايديولوجيات حتى يرى آخر ما يمكن أن يبلغه البشر من نمو فكري ومعرفي وحضاري ، ولقد وقع فيها قديما (هيجل حين رأى في الثورة الفرنسية آخر تجلّيات المطلق في المحدود المتحرّك نحو غايته ، فأجابه التاريخ بأقسى جواب يرتقبه ، حتى

تو 3

عدت مقولته هذه إخفاقته الكبرى في فلسفته البعيدة الأغوار .. وفوكوياما الذي ردّد هذه المقولة اليوم هو الآخر يذوب في آخر

، ما بلغته الديمقراطية الليبرالية الأمريكية من نموّ واتّساع وهيمنة، لم يعد يرى وراءها للتاريخ حركة تُرتجى، وكما قد عُرف هيجل» من قبل بفيلسوف السلطان ، فإن فوكوياما هو الآخر كذلك ، فهو الموظف القديم في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية !!

إنّه من العبث التكهن بتجمّد حركة التاريخ وفي الإنسان «محتواه

ص: 10

الكونية الحضارية «رسالة الإنترنيت»

الداخلي

\\...

الخلاق ، وأمامه تحدّيات الكون والمعارف ، وبين عينيه تحدّي

الموت الجاثم الذي لا تعلو عليه خفقات العولمة ولا ضرباتها ، والمحتوى الداخلي للإنسان الذي صنع التاريخ مذ عُرف الإنسان ، هو ذاته المحتوى الداخلي الذي تنظمه أيديولوجية ما، لتبعث من بين يديه تاريخاً جديداً، تتبادل أدواره الأمم ، لكنه لا يعرف السبات أبداً ... فإذا كان ذلك كذلك فلدينا مع «الإنترنيت أكثر من حيلة ووسيلة ليكون أداةً مسخّرةً في نمو الحضارات واختصار الزمن على المشاريع الكبيرة والصغيرة ...

فئمّة وسائل الوقاية التقنية التي تحدّ من حرّية «الإنترنيت» حين تتمرّد حرّيته على سائر الحرّيات ، وثمّة وسائل الوقاية التربوية المطلوبة في كل حين، وثمة وسائل الدخول الفعلي البنّاء في تغذية شبكاته بلغاتنا وأطروحاتنا لنغزوا نحن كما تُغزى ، ونُخشى نحن كما نخشى

إذن ، يتحتّم على المصلحين في العالم الاستعداد للاستفادة من هذه الشبكة واستخدامها في سبيل كلّ ما فيه الخير والفلاح في شتى أرجاء العالم، بإشاعة الآداب الكريمة والقيم السامية وتنمية الروح الإنسانية ، كي يسود العالم الصلح والصفاء والأخوة بين أبناء الأنام، وعليهم أيضاً الحيلولة بقدر الإمكان - دون الاستفادة السيئة منها من قبل المغرضين في العالم

الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة ومآربهم الشخصية .

-

كما أنّ علينا - نحن المسلمين - أن نكون واعين يقظين إزاء هذه الشبكة والاستفادة منها ، فربما يقصد المستعمرون - وأياديهم في داخل البلاد الإسلامية - استخدام هذه الوسيلة للتفرقة بين المسلمين وضرب

بعضهم ببعض وللدعاية ضد هذه الفرقة أو تلك ...

ص: 11

12

... تراثنا / 49

علينا أن نحول دون ذلك، ونقف أمام تلك الاستفادات ، بل نسعى

وراء الاستفادة الصحيحة من هذه الوسيلة للتعريف بالدين الحنيف على واقعه بما لا يدع مجالاً لإبقاء النفاق بين المسلمين ، وبما يحمل الآخرين

على التوجه إلى الإسلام إذا عرفوه على الوجه الصحيح ... والله من وراء القصد، وهو ولي التوفيق .

هيئة التحرير

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات

ص: 12

السيد على الحسيني الميلاني

قال السيد طاب ثراه :

هل أتى هل أتى بمدح سواهم

لا ومولی بذكرهم

لاها

فقال في الهامش : إشارة إلى نزول سورة الدهر فيهم وفي أعدائهم، ومن أراد الوقوف على جليّة الأمر في كل من (آية المباهلة) و (آية المودة) و(سورة الدهر) فعليه بكلمتنا الغراء (1) ، فإنّها الشفاء من كل داء، وبها ردّ جماح الأعداء ، وزجر غراب الجهلاء . والحمد الله » .

أقول :

أمّا «آية المودة» و«آية المباهلة»، فقد تقدّم الكلام عنهما تفصيلاً،

والحمد لله ... والكلام والكلام الآن في سورة الدهر ، وقد بنينا على الاقتصار بقدر الضرورة ، لئلا يطول بنا المقام ، ويضيق المجال ، إلا إذا اقتضى الحال ،

والله المستعان في المبدأ والمآل ...

(1) الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء . من تأليفه المطبوعة

ص: 13

14

سورة الدهر

تراثنا / 49

والآيات المقصود بها الاستدلال في هذه السورة هي قوله تعالى : (إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشربُ بها عبادُ اللهِ يُفجّرونَها تفجيراً * يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً * ويُطعمون الطعامَ على حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتيماً وأسيراً * إنّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزاءً ولا شكوراً ...) إلى قوله تعالى : ( إنّ هذا كان لكُمْ جَزاءً وكان سعيكُمْ مَشْكوراً ) (1)

فقد نزلت هذه الآيات فى أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أعني : عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، عليهم الصلاة والسلام ...

وذلك :

إنّ الحسن والحسين ،مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فنذر عليّ عليه السلام صوم ثلاثة أيّام، وكذا فاطمة الطاهرة ، وخادمتهم ،فضة ، لئن بَرِنا ؛ فبَرِئ الحسن والحسين عليهما السلام وليس عندهم قليل ولا كثير ، فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير ، وطحنت فاطمة منها صاعاً فخبزته خمسة أقراص، لكلّ واحدٍ قرصاً وصلّى علي صلاة المغرب، فلما أتى المنزل ووضع الطعام بين يديه للإفطار، أتاهم مسكين ،وسألهم ، فأعطاه كل منهم قوته ، ومكثوا يومهم

(1) سورة الدهر 76 : 5 - 22

ص: 14

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

وليلتهم لم يذوقوا شيئاً .

10...

ثمّ صاموا اليوم الثاني ، فخبزت فاطمة صاعاً آخر، فلما قدم بين

أيديهم للإفطار أتاهم يتيم وسألهم القوت، فأعطاه كلّ واحدٍ منهم قوته . فلمّا كان اليوم الثالث من صومهم ، وقدّم الطعام للإفطار، أتاهم أسير

وسألهم القوت ، فأعطاه كلّ واحدٍ منهم قوته .

ولم يذوقوا في الأيّام الثلاثة سوى الماء .

فرآهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في اليوم الرابع ، وهم يرتعشون من الجوع ، وفاطمة قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها

فقال :

وا غوثاه يا الله ، أهل بيت محمّد يموتون جوعاً .

فهبط جبرئيل فقال : خذ ما هناك تعالى به في أهل بيتك

فقال : وما أخذ يا جبرئيل ؟

فأقرأه : هل أتى ) .

أقول :

هذا

هو

الخبر في شأن نزول السورة في أهل البيت ، كما ذكر بعض

علمائنا ، والقدر المهم في وجه الاستدلال هو نزول الآيات في حقهم إطعامهم ما كان عندهم من الطعام ثلاثة أيّام المسكين واليتيم والأس- وبقاؤهم بلا طعام وهم صيام .

وقد اتفق الفريقان على نزول السورة في أهل البيت عليهم السلام ؛ فأصل الخبر موجود في كتب كلا الفريقين في التفسير والحديث والتراجم

... تراثنا / 49

ص: 15

... 16

والمناقب، وإن اختلفت ألفاظ الخبر في بعضها عن البعض الآخر .

فقيل :

معلوم أن سورة الدهر مكيّة بالاتفاق ، وعلي لم يدخل بفاطمة إلا بعد غزوة بدر ، وولد له الحسن في الثانية من الهجرة، والحسين في السنة الرابعة من الهجرة، بعد نزول سورة الدهر بسنين كثيرة ، فقول من يقول : إنّها نزلت فيهم ، من الكذب الذي لا يخفى على من له علم بنزول القرآن وأحوال آل البيت ، رضي الله عنهم .

وقال القرطبي في تفسيره 182/19 في صدد آية : ( ويطعمون الطعام على حبّه ) : والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار ، ومن فعل فعلاً

في ولا

عامة » .

حسناً ، فهي قال: «وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من

المفسرين ، في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثاً لا يصح ولا يثبت . قال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف : 180 رواه الثعلبي من رواية القاسم بن ،بهرام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن

ابن عباس . ومن رواية الكلبي عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً

ويتيماً وأسيراً ) وزاد في أثنائه شعراً لعلي وفاطمة رضي الله عنهما . ثمّ قال : قال الحكيم الترمذي : هذا حديث مزوّق مفتعل ، لا يروج

إلا على أحمق جاهل . ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي عبد الله

17,00

ص: 16

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

السمرقندي، عن محمد بن كثير ، عن الأصبغ بن نباتة ... فذكره بشعره

وزيادة ألفاظ

ثمّ قال : وهذا لا نشك في وضعه».

أقول :

ويتلخص هذا الكلام في كلمتين :

الأولى : إن سورة الدهر مكيّة، نزلت قبل أن يتزوج أمير المؤمنين

من الزهراء في المدينة، وقبل ولادة الحسنين ، بسنين كثيرة . والثانية : إنّ هذا الحديث مفتعل عند الحكيم الترمذي ، وموضوع عند

ابن الجوزي . والعمدة هي الكلمة الأُولى ...

والأصل في هذا الكلام، هو أبن تيمية المُلقب عند أتباعه ب- « شيخ

الإسلام».

وتحقيق الكلام في نزول السورة المباركة، في فصلين : الفصل الأوّل : في سند الحديث ورواته من أهل السنّة .

والفصل الثاني : في دلالته ؛ وسنتكلم فيه على الإشكالين المذكورين

بالتفصيل ، مع

الاكتفاء بالإشارة إلى غيرهما مما قيل

*

ص: 17

18

لقد

الفصل الأوّل

سند الحديث ورواته

تراثنا / 49

ورد حديث نزول السورة المباركة في كثيرٍ من كتب أهل السنّة المعتمدة ، في مختلف العلوم، من التفسير والحديث والمناقب وتراجم

الصحابة ...

من رواته من الصحابة والتابعين :

فمن رواته من الصحابة والتابعين ، كما في كتب أهل السنة :

أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .

وعبد الله بن العباس .

وزيد بن أرقم .

وسعيد بن جبير.

والأصبغ بن نباتة . وقنبر مولى أمير المؤمنين

والحسن .

ومجاهد .

وعطاء .

وأبو صالح

وقتادة .

والضحاك

19 ....

ص: 18

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

هذا ، والخبر مشهور برواية ابن عباس ، رواه عنه : سعيد بن جبير ،

ومجاهد ، والضحاك ، وأبو صالح ، وعطاء ... وهؤلاء أئمة المفسرين عند

القوم .

من رواته من أنّمة التفسير والحديث :

ومن رواته من أكابر العلماء الأعلام في مختلف القرون ، نكتفي بذكر

جماعة ، وهم :

1 - الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، المتوفى سنة 286 ، رواه في

تفسیره.

2 - أبو جعفر الطبري ، المتوفى سنة 310 ، على ما في كفاية الطالب

في مناقب عليّ بن أبي طالب .

3

- ابن عبدربه القرطبي المالكي، المتوفى سنة 328 في كتاب

العقد حيث ورد الحديث في احتجاج المأمون ، وسنذكره . 4 - سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفى سنة 360 ، كما في طريق

الحافظ أبي نعيم والحافظ الحسكاني .

ه - أبو عبيد الله المرزباني ، المتوفى سنة 384 ، كما في طريق الحافظ

5

الحسكاني .

6 - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة 405 ، كما في طريق

أغلب

الحافظ الحسكاني ، وفي كفاية الطالب : رواه في مناقب فاطمة . - عبد الغني بن سعيد ، المتوفى سنة 409 - والمترجم له في المصادر كما في هامش سير أعلام النبلاء 268/17 وقال الذهبي : «وقد كان لعبد الغني جنازة عظيمة تحدّث بها الناس ، ونودي أمامها : هذا نافي

ص: 19

...20

8

... تراثنا / 49

عنه ... ع-

الكذب عن رسول الله - وقد رواه الحافظ الحسكاني، عن أبي نعيم ، - أبو بكر ابن مردويه الأصفهاني، المتوفى سنة 410 ، رواه في

تفسیره كما في غير واحدٍ من الكتب كالدر المنثور . 9 - أبو نعيم الأصفهاني، المتوفى سنة 430 ، رواه في ما نزل في

عليّ ، وعنه غير واحدٍ كالحافظ الحسكاني .

الكبير .

10 - أبو إسحاق الثعلبي ، المتوفى سنة 427، رواه في تفسيره

11 - أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، المتوفى سنة 454 ، رواه

عنه الحافظ الحسكاني .

12 - عبيد الله بن عبد الله الحافظ المعروف بالحاكم الحسكاني ،

المتوفى سنة 470 ، رواه في كتابه شواهد التنزيل على قواعد التفضيل 13 - الفقيه المحدّث أبن المغازلي الشافعي الواسطي، المتوفى سنة

483 ، رواه في كتابه مناقب عليّ بن أبي طالب . 14 - علي بن أحمد الواحدي ، المتوفى سنة 486 ، رواه في

تفسيره .

15 - أبو عبد الله الحميدي الحافظ ، المتوفى سنة 488 ، رواه في

فوائده كما في كفاية الطالب . 16 - الحسين بن مسعود البغوي، المتوفى سنة 516 ، رواه في

تفسيره .

17 - جار الله محمود بن عمر الزمخشري ، المتوفى سنة 638 ، رواه

في تفسيره الكشاف .

18

18 - أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي البغدادي ، المتوفى سنة

ص: 20

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

550 ، رواه عنه أبن الجوزي .

21...

19 - الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي المكي، المتوفى سنة

568 ، رواه في مناقب أمير المؤمنين .

20 - أبو موسى المديني ، المتوفى سنة 581 ، رواه في الذيل كما في

أسد الغابة وغيره .

21 - الفخر الرازي ، المتوفى سنة 606 ، رواه في تفسيره الكبير

21 - عز الدين أبن الأثير ، المتوفى سنة 630 ، رواه في أسد الغابة،

بترجمة فضّة .

22 - أبو عمرو أبن الصلاح ، المتوفى سنة 643 ، رواه ، كما في

كفاية الطالب .

23 - الشيخ محمد بن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة 652 ، رواه في

كتابه مطالب السؤول . 24 - سبط ابن الجوزي ، المتوفى سنة 654 ، رواه في كتابه تذكرة

الخواص .

25 - أبو عبد الله الكنجي الشافعي ، المقتول سنة 658 ، رواه في

كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب 26 - نظام الدين الأعرج النيسابوري، من أعلام العلماء في القرن

السابع ، في تفسيره المعروف .

27 - القاضي البيضاوي ، المتوفى سنة 685 ، في تفسيره الشهير . 28 - محب الدين الطبري المكي الشافعي ، المتوفى سنة 694 ، رواه

في الرياض النضرة .

29

حافظ الدين النسفي ، المتوفى سنة 701 أو 710 ، في تفسير

تراثنا / 49

ص: 21

... 22

30 - أبو إسحاق الحمويني - شيخ الحافظ الذهبي - المتوفى سنة

722 ، رواه في كتابه فرائد السمطين .

31 - علاء الدين الخازن ، المتوفى سنة 741 ، في تفسيره . 32 - القاضي عضد الدين الإيجي ، المتوفى سنة 756 ، في كتابه

المواقف في علم الكلام

33 - ابن حجر العسقلاني ، الحافظ ، المتوفى سنة 852، في

الإصابة ، بترجمة فضة .

المنثور .

34 - جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911، في تفسيره الدرّ

35 - أبو السعود العمادي، المتوفى سنة 982، في تفسيره

المعروف .

36 - عبد الملك العصامي ، المتوفى سنة 1111، في سمط النجوم

العوالي .

القدير.

37 - القاضي الشوكاني ، المتوفى سنة 1173، في تفسيره فتح

38 - شهاب الدين الآلوسي ، المتوفى سنة 1270 ، في تفسيره الكبير

روح المعاني .

ومن نصوص الحديث بالأسانيد :

:

أما الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام ، فهي عند الحافظ

القاضي الحسكاني (1) حيث قال :

(1) وسنترجم له في ذيل قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً) .

ص: 22

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

rr...

أخبرنا أحمد بن الوليد بن أحمد - بقراءتي عليه من أصله - قال : أخبرني أبي أبو العباس الواعظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي - ببغداد ، في جانب الرصافة ، إملاء سنة 331 - حدثنا الحسن بن عليّ بن زكريا البصري ، حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : حدثني عليّ ابن موسى الرضا، حدثني أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه

أبيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب

محمد

قال :

6

عن أبيه عليّ ، عن

،

لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال لي : يا أبا الحسن ! لو نذرت على ولديك الله نذراً أرجو أن ينفعهما الله به ، فقلت : علَي الله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام، فقالت فاطمة : وعلَيَّ الله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصو من ثلاثة أيام، وقالت جاريتهم فضّة وعلَيَّ الله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لأصومنَّ ثلاثة أيام ... وذكر حديث إطعامهم المسكين واليتيم

:

«.

والأسير ، قال : فلما كان اليوم الرابع ، عمد علي - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ - وفاطمة وفضّة معهم ، فلم يقدروا على المشي من الضعف ، فأتوا رسول الله ، فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً ، فارحمهم يا ربّ واغفر لهم ، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم .

فهبط جبرئيل وقال : يا محمد ! إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد استجبت دعاءك فيهم، وشكرت لهم ، ورضيت عنهم ، وأقرأ ( إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً - إلى قوله - إن هذا كان لكم جزاءً

وكان سعيكم مشكوراً) (1)

(1) شواهد التنزيل 2 / 394 - 397 .

... تراثنا / 49

ص: 23

24

*

وأما الرواية عن زيد بن أرقم ، فهي عند الحافظ القاضي

الحسكاني أيضاً، رواها بسنده :

عن زيد بن أرقم ، قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يشدّ على بطنه الحجر من الغرث ، فظل يوماً صائماً ليس عنده شيء ، فأتى بيت فاطمة ، والحسن والحسين يبكيان ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله

وسلّم : يا فاطمة ! أطعمي ابني .

فقالت : ما في البيت إلا بركة رسول الله

فألعقهما رسول الله بريقه حتى شبعا وناما .

واقترض لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاثة أقراص من

شعير، فلمّا أفطر وضعاها بين يديه، فجاء سائل فقال :

رزقكم الله

أطعموني

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ! قم فأعطه

قال : فأخذت قرصاً فأعطيته

ممّا

ثمّ جاء ثانٍ ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : قم يا علي !

فأعطه ؛ فقمت فأعطيته .

فجاء ثالث ، فقال : قم يا علي ! فأعطه ؛ فأعطيته .

وبات رسول الله طاوياً وبتنا طاوين ، فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين ، ونزلت هذه الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً).

ثمّ إنّ الحديث بطوله اختصرته في مواضع) (1)

ومن ذلك :

أما الرواية عن ابن عباس ، فهي المشهورة كما ذكرنا من قبل ،

ما رواه الحبرى : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا حِبّان ،

(1) شواهد التنزيل 407/2 - 408 .

ص: 24

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8) .

YO...

عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله : ( ويطعمون الطعام

، على حبّه ...) : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، أطعم عشاه وأفطر على القراح (1) . والواحدي : «قال عطاء : عن ابن عباس ، وذلك أن علي بن

أبي طالب - رضي الله عنه - آجر نفسه الله عنه - آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة، حتى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين ، فأخرجوا إليه الطعام، ثمّ عمل الثلث الثاني ، فلمّا تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثمّ عمل الثلث الباقي ، فلمّا تمّ إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه،

وطووا يومهم ذلك .

وهذا قول الحسن وقتادة» (2) .

وابن مردويه : حدثني محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ، حدثني محمد بن النعمان بن شبل ، حدثني يحيى بن أبي روق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن أبن عباس ... فذكر الحديث ، وفيه نزول الآية في أهل البيت عليهم السلام (3) . * وأبو نعيم : أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرنا بكر بن

سهل الدمياطي ، أخبرنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبدالرحمن ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبّه ) قال : وذلك أنّ علي بن أبي طالب آجر نفسه ليسقي

(1) تفسير الحبري : 326

(2) التفسير البسيط 401/4 .

(3) ورواه الخطيب الخوارزمي بسنده إلى ابن مردويه في المناقب

ص: 25

26

... تراثنا / 49

نخلاً بشيءٍ من شعير ليلةً، حتى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثمّ عملا الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم ، فسأل فأطعموه ، ثمّ عملا الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين ، فسأل فأطعموه . وطووا يومهم ذلك» (1) .

والحاكم الحسكاني .. رواه بأسانيد كثيرة (2) .. ذكرنا واحداً منها .

ومنها : قوله : «حدثني محمد أحمد بن بن علي الهمداني ، حدثنا

جعفر بن محمد العلوي ، حدثنا محمد، عن محمد بن عبدالله بن عبيد الله ، عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس ، في قوله تعالى :

، ويطعمون الطعام على حبّه ) قال : نزلت في علي وفاطمة، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكيناً ويتيماً وأسيراً، فباتوا جياعاً ، فنزلت فيهم هذه الآية (3).

ومنها : الحديث بسند آخر، سنذكره فيما بعد إن شاء الله

*

والبغوي : أنبأنا أحمد بن إبراهيم الخوارزمي ، أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أنبأنا عبد الله بن حامد ...» إلى آخره

كما سنذكره في الكلام حول أسانيد الثعلبي .

وسبط ابن الجوزي : أنبأنا أبو المجد محمد بن أبي المكارم

القزويني - بدمشق سنة 642 - قال : أنبأنا أبو منصور محمد - بن

(1) رواه الحاكم الحسكاني عن أبي نعيم، في شواهد التنزيل 405/2 . (2) شواهد التنزيل 2 / 394 - 408 .

(3) شواهد التنزيل 403/2 .

أسعد بن

ص: 26

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

TV....

محمد العطّاري ، أنبأنا الحسين بن مسعود البغوي . . » (1) إلى آخره كما تقدّم .

وأبن المغازلي الواسطي : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن

محمّد البيع ، أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن بن عبدالله عبد الله بن خالد

الكاتب ، حدثنا أحمد بن جعفر بن بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي ، حدثني عمر ابن أحمد ، قال : قرأت على أُمّي فاطمة بنت محمد بن شعيب بن أبي مدين الزيات ، قالت : سمعت أباك أحمد بن روح يقول : حدثني موسى بن بهلول، حدثنا محمد بن مروان ، عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس في هذه الآية ( ويطعمون الطعام ...) : نزلت في عليّ بن أبي طالب ، وذلك أنّهم صاموا وفاطمة وخادمتهم ، فلما كان عند الإفطار وكانت عندهم ثلاثة أرغفة - قال : فجلسوا ليأكلوا ، فأتاهم سائل فقال : أطعموني فإنّي مسكين ، فقام عليّ فأعطاه ،رغيفه ، ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا اليتيم ، فأعطته فاطمة الرغيف، ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا الأسير فقامت الخادمة فأعطته الرغيف

-

.

وباتوا ليلتهم طاوين ، فشكر الله لهم، فأنزل فيهم هذه الآيات » (2) .

*

والحمويني ، رواه بأسانيد له عن عبد الله بن عبدالوهاب الخوارزمي ، بسنده عن القاسم بن بهرام عن ليث، عن مجاهد، عن

، ابن عبّاس ... بطوله ، المشتمل على الأشعار ....

(3)

وأبو عبدالله الكنجي ، رواه بإسناده الآتي ذكره، عن الأصبغ ،

(1) تذكرة خواص الامة : 313 . (2) مناقب عليّ بن أبي طالب : 272 - 274 (3) فرائد السمطين 53/2 - 56 .

... تراثنا / 49

ص: 27

... 28

باللفظ المشتمل على الأشعار كذلك (1) .

* وستأتي في غضون البحث أسانيد أخرى .

من كلمات العلماء حول الحديث :

32

ثمّ إنّ غير واحدٍ من العلماء يصرّحون بشهرة هذا الخبر، وينسبون

روايته إلى عموم المفسرين :

قال القرطبي : وقال أهل التفسير : نزلت في علي وفاطمة - رضي الله

«

عنهما - وجارية لهما اسمها (فضة» (2) .

(

وقال سبط ابن الجوزي : قال علماء التأويل : فيهم نزل ...» (3) . وقال الألوسي : ( والخبر مشهور » (4) . :

-

بل لم يذكر بعضهم قولاً غيره ، كالنسفي ، قال - بعد الآيات ، حتّى : ولقاهم نضرةً وسروراً * وجزاهم بما صبروا ) (5) - : انزلت في علي وفاطمة وفضة جارية لهما ، لما مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما ثلاثة أيام، فاستقرض عليّ رضي الله عنه من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير ، فطحنته فاطمة رضي الله عنها كلّ يوم صاعاً وخبزت ، فآثروا بذلك ثلاث عشايا على أنفسهم مسكيناً ويتيماً وأسيراً ، ولم يذوقوا

نذروا صوم

(1) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : 345 - 349 .

(2) تفسير القرطبي 19 / 120 . (3) تذكرة خواص الامّة : 313 . (4) روح المعاني 29 / 157 . (5) سورة الدهر 76: 11 - 12 .

ص: 28

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

إلا الماء في وقت الإفطار» (1) .

الحديث في الأشعار :

ثمّ إنّ بعض العلماء والشعراء نظموا هذه المنقبة العظيمة والفضيلة

الكريمة في أشعارهم ، فمن ذلك :

الشعر الذي ذكره السيد رحمه الله .

وقول السيد الحميري :

ومن أنزل الرحمن فيهم هل أتى )

لما تصدّوا للنذور وفاءا

من خمسة جبريل سادسهم وقد

مد النبي على الجميع عباءا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً

فأثابه ذو العرش منه ولاءا

وقول أبن الجوزي ، قال سبطه : سمعت جدي ينشد في مجالس وعظه ببغداد في سنة 596 بيتين ذكرهما في كتاب تبصرة المبتدي وهما : أهوى عليّاً وإيماني محبته كم مشرك دمه من سيفه وكفا

إن كنت ويحك لم تسمع فضائله فاسمع مناقبه من ( هل أتى ) وكفى

وقول ابن طلحة الفقيه الشافعي :

هم العروة الوثقى لمعتصم بها

مناقبهم جاءت بوحي وإنزال

(1) تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن 348/4 .

30

ص: 29

... تراثنا / 49

مناقب في الشورى وسورة هل أتى )

وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي

وهم أهل بيت المصطفى فودادهم

وقول آخر :

على الناس مفروض بحكم وإسجال

إلى مَ إلى مَ وحتى متى أعاتب في حبّ هذا الفتى وهل زوّجت غيره فاطمة وفي غيره هل أتى هل أتى )

فوائد في الحديث وكلمات العلماء :

وهنا فوائد لا بأس بالتعرّض لها :

الأولى :

روى ابن عبدربه القرطبي المالكي - المتوفى سنة 328 - خبراً طويلاً في احتجاج المأمون العبّاسي على أربعين فقيهاً في مسألة المفاضلة ، وكان من جملة ما احتج به المأمون عليهم نزول سورة هل أتى) في أمير المؤمنين عليه السلام ، وذلك أنّه قال لمن كان يخاطبه منهم - وهو الراوي للخبر :

يا إسحاق ! هل تقرأ القرآن ؟ !

قلت : نعم .

قال : إقرأ علَي هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن

شيئاً مذكوراً )

فقرأت منها حتى بلغت : يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً)

إلى قوله : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً )

ص: 30

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

قال : على رسلك ، في من أنزلت هذه الآيات ؟

قلت : في عليّ .

.....

قال : فهل بلغك أنّ عليّاً حين أطعم المسكين واليتيم والأسير قال :

إنّما نطعمكم لوجه الله ؟! وهل سمعت الله وصف في كتابه أحداً بمثل ما

وصف به عليّاً ؟

قلت : لا

قال : صدقت ، لأنّ الله جل ثناؤه عرف سيرته .

يا إسحاق ! ألست تشهد أن العشرة في الجنّة ؟!

قلت : بلى يا أمير المؤمنين

قال : أرأيت لو أنّ رجلاً قال : والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم

لا ؟ ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله ؟ أكان عندك كافراً ؟ !

كافراً ؟

قلت : أعوذ بالله

قال : أرأيت لو أنّه قال : ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا ؟ كان

قلت : نعم .

قال : يا إسحاق ! أرى بينهما فرقاً » (1) .

الثانية :

أثبت غير واحدٍ من أكابر الحفّاظ - بالاستناد إلى هذا الحديث - وجود

(1) العقد الفريد 59/5

32

ص: 31

... تراثنا / 49

«فضة» خادمة أهل البيت ، فذكروها في كتبهم في «السحابة» كما سيأتي .

الثالثة :

قال سبط ابن الجوزي - بعد رواية الحديث :

فإن قيل : فقد أخرج هذا الحديث جدّك في (الموضوعات) وقال :

أخبرنا به ابن ناصر

ثمّ قال جدّك : قد نزّه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك ، ونزههما عن منع الطفلين عن أكل الطعام. وفي إسناده الأصبغ بن نباتة

متروك الحديث .

والجواب : أما قوله : (قد نزّه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك ) فهذا على عادة العرب في الرجز كقول القائل : والله لولا الله ما

اهتدينا ، ونحو ذلك ، وقد تمثل به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم .

وأما قوله عن الأصبغ بن نباتة ، فنحن ما رويناه عن الأصبغ ، ولا له ذكر في إسناد حديثنا ، وإنما أخذوا على الأصبغ زيادة زادوها في الحديث ، أن رسول الله قال في آخره : اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم بنت عمران . فإذا جفنة تفور مملوءة ثريداً مكللة بالجواهر .

وهي

وذكر ألفاظاً من

هذا الجنس

والعجب من قول جدّي وإنكاره ، وقد قال في كتاب (المنتخب): يا علماء الشرع ! أعلمتم لم أثرا وتركا الطفلين عليهما أثر الجوع ؟! أتراهما خفي عليهما خبر ابدأ بمن تعول ؟! ما ذاك إلا لأنّهما علما قوّة صبر الطفلين، وأنّهما غصنان من شجرة الظلّ عند ربّي ، وبعض من جملة

ص: 32

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8).

(1)

فاطمة بضعة منّي . وفرخ البط سابح » (1) .

الرابعة :

rr...

ذكر غير واحدٍ من العلماء : أنّ السؤال كانوا ملائكةً من عند ربّ

(2)

العالمين ، أراد بذلك امتحان أهل البيت (2)

وبهذا وسابقه أيضاً تسقط شبهة بعض النواصب بأنّ الإنفاق وتجويع

النفس إلى هذا الحد غير جائز . كما سيأتي .

بنعيم

الخامسة :

السورة جمي-

قال غير واحدٍ : إن الله تعالى ذكر في هذه السورة الجنّة ولذاتها إلا الحور ، وما ذلك إلا غيرةً على الزهراء عليها السلام ،

واحتراماً لها (3) .

من أسانيد الحديث المعتبرة :

ثمّ إنّ جملةً من أسانيد الحديث صحيحة معتبرة، على ضوء كلمات

علماء الجرح والتعديل المعتمدين عند القوم ... من ذلك : الحديث في تفسير الحبري ، الذي رواه الحافظ الحسكاني عن طريقه

حيث قال :

(1) تذكرة خواص الامة : 315 - 316 .

(2) تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري 29 / 112 ، كفاية الطالب : 348 عن

الحافظ أبي عمرو ابن الصلاح وغيره

(3) تذكرة خواص الأمة : 316 ، روح المعاني 29 / 157 .

ص: 33

34

ببغداد من

... تراثنا / 49

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري - قراءة عليه أصله - حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني - قراءةً عليه في شعبان سنة 311 - حدثنا أبو الحسن علي بن بن عبيد الله الحافظ - قراءةً عليه في قطيعة جعفر - قال : حدثني الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا حسن بن حسين ، حدثنا حبّان بن علي، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ...» (1) .

محمّد

فأما الحسكاني فستأتي ترجمته

وأما أبو محمد الجوهري ، المتوفى سنة 454 :

فقد قال الخطيب: «كتبنا عنه وكان ثقة أميناً كثير السماع» (2) . وقال ابن الجوزي : كان ثقة أميناً» (3).

وقال ابن الأثير : بغدادي ، ثقة ، مكثر ) (4) .

وأما المرزباني ، المتوفى سنة 384 :

فقد ذكر الخطيب : ليس حاله عندنا الكذب ، وأكثر ما عيب عليه

مذهبه ، وتدليسه للإجازة » ( ه ) .

وقال العتيقي : «كان معتزليّاً ثقة» (6)

وأما أبو الحسن عليّ بن محمّد المذكور، المتوفى سنة 330 : فقد ترجمه الخطيب كذلك وقال : روى عنه الدارقطني ومن بعده ،

(1) تفسير الحبري : 326 ، شواهد التنزيل 406/2 .

(2) تاریخ بغداد 393/7 .

(3) المنتظم 127/8 .

(4) اللباب في الأنساب 313/1 .

(5) تاریخ بغداد 135/3

(6) سير

أعلام النبلاء 448/16 .

ص: 34

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

Yo...

وحدثنا عنه أبو الحسين بن المتيم ، وكان ثقة أميناً ، حافظاً عارفاً . أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر ، قال : مات أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ الثقة ، في شوّال سنة 330 وكان عنده بيت علم» (1)

وقطيعة جعفر» محلّة من محلات بغداد كان يسكنها .

وأمّا الحبرى ، المتوفى سنة 286 : فهو ثقة عند الحاكم والذهبي ، بل

حكما بالصحة على شرط الشيخين لما هو في سنده (2) .

وأما حسن بن حسين : فهو العرني الكوفي ، وهو أيضاً من رجال المستدرك حيث روى عنه وحكم بصحة الحديث، ووافقه الذهبي في

تلخيصه (3)... وتكلم بعضهم فيه لأجل تشيعه غير مسموع .

وأمّا حِبّان بن عليّ ، المتوفى سنة 171 : فمن رجال ابن ماجة . وقال ابن خراش : قال يحيى بن معين : حبّان بن علي ومندل بن

علي صدوقان» .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن سليمان بن أبي شيخ، عن حجر ابن عبد الجبار بن وائل بن حجر : ما رأيت فقيهاً بالكوفة أفضل من حبّان

ابن علي .

وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : «حِبّان أصح حديثاً من مندل» .

وقال الخطيب : «كان صالحاً ديناً».

(1) تاریخ بغداد 12 / 73 - 74

(2) المستدرك على الصحيحين وتلخيصه 1 / 13 و 507 ، 3/ 138 و 151 و 211 . (3) المستدرك على الصحيحين وتلخيصه 211/3 .

... تراثنا / 49

ص: 35

36

وقال العجلي : «صدوق».

وذكره ابن حبان في الثقات

وقال الذهبي - بعد كلام من ضعفه -: «قلت : لكنه لم يترك » (1) . وأما الكلبى ، فهو محمد بن السائب ، المتوفى سنة 146 : وهذا

الرجل - وإن تكلّم فيه بعضهم - من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجة وقال ابن حجر ، عن ابن عدي : حدّث عنه ثقات من الناس ورضوه

في التفسير

فيظهر من مجموع كلماتهم أن الطعن عليه يختص بأحاديثه في غير التفسير ، أما في التفسير فمرضي عندهم ، وقد روى عنه أكابر الأئمة ، كسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، وابن جريج ،

(2)

وشعبة ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم (3) ، وفيهم من لا يروي إلا ثقة ، عن كشعبة بن الحجاج ، كما ذكروا بتراجمه .

وأما أبو صالح : فهو بادام مولى أم هانئ بنت أبي طالب عليه السلام ، وهو من رجال أربعة من الكتب الستة ، ووثقه غير واحدٍ من الأئمّة . وعن يحيى القطان : « لم أرَ أحداً من أصحابنا ترك أبا صالح مولى

أُمّ هانئ .

وهذا القدر يكفينا للاحتجاج بحديثه . وتكلّم فيه بعضهم لأجل التدليس .

(1) تهذيب الكمال 5/ 339 ، تاریخ بغداد 255/8 ، ميزان الاعتدال 449/1 . (2) تهذيب الكمال 246/25 ، تهذيب التهذيب 159/9 ، طبقات المفسرين

ص: 36

rv....

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

أقول :

وهكذا يمكن تصحيح غيره من الأسانيد ... ولكنا لضيق المجال نرجي ذلك إلى وقت آخر ، فنكتفي بما ذكرناه ، وبتصحيح السند الذي طعن فيه ابن الجوزي . وبالله التوفيق .

38

ص: 37

الفصل الثاني

الدلالة

. تراثنا / 49

قال العلّامة الحلّي طاب ثراه في نزول سورة الدهر ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : « وهي تدلّ على فضائل جمّة لم يسبقه إليها أحد ولا يلحقه أحد ، فيكون أفضل من غيره، فيكون هو الإمام .

فقال ابن تيمية في الجواب :

إنّ هذا الحديث من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، الذين هم أئمّة هذا الشأن وحكامه ، وقول هؤلاء هو المعوّل في هذا الباب، ولهذا لم يُرو هذا الحديث في شيء من الكتب التي يرجع إليها في النقل ، لا في الصحاح ولا في المسانيد ولا في الجوامع ولا السنن ، ولا رواه

المصنّفون في الفضائل وإن كانوا قد يتسامحون في رواية أحاديث ضعيفة إن الدلائل على كذب هذا كثيرة ، منها : إنّ عليّاً إنّما تزوّج فاطمة بالمدينة ... وسورة ( هل أتى ( مكيّة باتفاق أهل التفسير والنقل ، لم يقل

أحد منهم إنّها مدنية» (1)

أقول :

.

قد أشرنا إلى أن الأصل في الاعتراضين السابقين هو : ابن تيمية ، كما أشرنا إلى أنّ العمدة هو الاعتراض الأوّل منهما، وذلك ، لأنّ كون السورة مكيّة من أهم الأدلّة على دعوى كذب الحديث ... كما في هذا الكلام ...

(1) منهاج السنّة 177/7 - 179 ، الطبعة الحديثة

ص: 38

Fq...

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

هل سورة الدهر مكيّة ؟

يقول ابن تيمية : « مكيّة باتفاق أهل التفسير والنقل ، لم يقل أحد منهم

إنّها مدنيّة .

أقوي کوي

لكن في تفسير البغوي : «مدنية ، وآياتها إحدى وثلاثون (1) . وكذا في غيره من التفاسير ، كالآلوسي ، قال : «قال مجاهد وقتادة

مدنية كلها .

وقال الحسن وعكرمة والكلبي : مدنيّة إلا آية واحدة فمكية وهى

ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً ) (2) .

)

وقيل : مدنية إلا من قوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ... ) (3) (4) .

بل كونها «مدنيّة» هو قول الجمهور، كما قال الإمام القاضي (5) ... ونسبه إلى الجمهور أيضاً القرطبي في تفسيره (6) والإمام

ابن عادل ، فيما نقله عنه الآلوسي وقال : وعليه (الشيعة) (7) .

الشوكاني

أقول :

فكيف يقال : هي مكيّة باتفاق أهل التفسير والنقل» ؟! ولم يقل

« «

(1) معالم التنزيل 495/5 (2) سورة الدهر 76: 24 .

(3) سورة الدهر 76: 24 (4) روح المعانى 29 / 150 (5) فتح القدير 343/5 (6) تفسير القرطبي 118/19 (7) روح المعانى 29 / 150

ص: 39

... تراثنا / 49

أحد منهم إنّها مدنية» ؟ !

ولا بأس بالتنويه بشأن «البغوي بين المفسّرين القائلين بكون سورة الدهر مدنيّة لا مكيّة ، وذلك لأن أبن تيمية يعتمد على تفسيره في منهاج السُنّة ، وينصُّ على أن البغوي لم يذكر فيه شيئاً من الأحاديث الموضوعة

- بزعمه - التي يرويها الثعلبي (1)

وتلخّص : أن سورة الدهر مدنيّة ، وليست بمكيّة .

فسقط عمدة دليلهم على ردّ الحديث .

النظر في كلام ابن حجر في تخريج الكشاف :

فلنعد إلى الكلام حول السند : قال الحافظ ابن حجر: «أخرجه الثعلبي من رواية القاسم بن بهرام ،

عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد ، عن ابن عباس . ومن رواية الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عباس».

أقول : وهذه أسانيد الثعلبي في تفسيره : نزلت في عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله

عنهم - وكان القصّة فيه ما أخبرنا به الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الشيباني العدل - قراءةً عليه في صفر سنة 387 - قال : 387 أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، حدثنا أبو محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي - أبن عمر بن الأحنف (2) -

عبد الله

بن محمد

(1) منهاج السُنّة 12/7 الطبعة الحديثة . (2) كذا ، وفي أسد الغابة : « ابن عمّ الأحنف » .

ص: 40

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

فى سنة 258 ، قال : حدثنا أحمد

-

41000

بن حماد المروزي ، حدثنا محبوب بن حميد القصري (1) - وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة - قال : حدثنا القاسم بن بهرام ، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنه . وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل ، عن علي بن مهران الباهلي - بالبصرة - حدثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن فهر بن هلال ، حدثني القاسم بن يحيى الغنوي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه .

قال أبو الحسن ابن مهران : وحدثني محمد بن زكريا البصري ،

حدثني شعيب بن واقد المزني ، حدثنا القاسم بن مهران ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنه ...»(2)

أقول :

وأخرجه الحافظ أبو موسى المديني بسندين له عن: «عبدالله بن

محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ، بإسناده المذكور ، عن القاسم ، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس ...» .

ورواه الحافظ ابن الأثير ، عن أبي موسى ...(3)

ورواه الحافظ سبط ابن الجوزي ، من طريق الحافظ البغوي ، عن

الثعلبي ، عن عبد الله بن حامد ، بالسند المتقدم ، عن ابن عبّاس

(1) كذا ، وفي أسد الغابة : البصري » . (2) الكشف والبيان في تفسير القرآن - مخطوط

(3) اسد الغابة 530/5

(4) تذكرة خواص الأمة : 313 .

.

(4)

... تراثنا / 49

ص: 41

42

أقول :

والحافظ ابن حجر لم يتكلّم على هذه الأسانيد بشيء ، غير أنه أورد

عن الحكيم الترمذي قوله :

ومن الأحاديث التي تنكرها القلوب .....

وأنت ترى : أن ليس في هذا الكلام دليل علمي يصغى إليه ويعبأ به ، أما أن قلب الرجل ينكر هذا الحديث ، فماذا نفعل بقلب طبع الله عليه (1) ؟!!

ثمّ من هو الحكيم الترمذي ؟! وما قيمة آرائه وأحكامه ؟ !

موجز ترجمة الحكيم الترمذي :

هو : محمد بن علي بن الحسن ، المعروف بالحكيم الترمذي ، المحدّث الصوفي ، ذكره أبو نعيم في ( الحلية)، والسلمي في طبقات الصوفية وكذا غيرهما في الكتب المؤلفة في تراجم الصوفية ، وقد ذكروا أن علماء «ترمذ» نفوه من (ترمذ»، وأخرجوه منها ، وشهدوا عليه بالكفر . هنا أورده الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ، قال : « وذكره القاضي كمال الدين أبن العديم صاحب تاريخ حلب في جزء له سمّاه الملحة في الردّ على أبي طلحة ، قال فيه : وهذا الحكيم الترمذي لم يكن من أهل الحديث ، ولا رواية له ، ولا أعلم له تطرّقاً ولا صناعة ، وإنما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ، ودعوى الكشف الأمور

ومن

عن

(1) لا نريد الخروج عن البحث والاستطراد بذكر بعض الموارد التي عجزوا فيها عن الجواب الصحيح، وفقدوا المقاييس العلمية المعتمدة لردّ فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام ، والتجؤوا إلى الاستدلال بإنكار القلب ، ويا له من دليل مقبول ! !

ص: 42

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

في مجد

430000

الغامضة والحقائق ، حتى خرج في ذلك عن قاعدة الفقهاء ، واستحق الطعن عليه بذلك والإزراء ، وطعن عليه أئمّة الفقهاء والصوفية، وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية ، وقالوا : إنّه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة ، وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة ، وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة ، وعلّل فيها جميع الأمور الشرعية التي لا يعقل معناها ، بعلل ما أضعفها وما أوهاها».

قال ابن حجر : قلت : ولعمري لقد بالغ ابن العديم في ذلك ، ولولا

أن كلامه يتضمن النقل عن الأئمة أنّهم طعنوا فيه لما ذكرته » (1) .

قلت

وما نحن فيه من هذا القبيل، فقد تكلّم في هذا الحديث الشريف

على إشارات الصوفية ودعوى الكشف عن الأمور الغامضة والحقائق ، حيث

ادعى أنه من الأحاديث التي تنكرها القلوب !!

النظر في كلام ابن الجوزي في الموضوعات :

ثم قال ابن حجر :

ورواه ابن الجوزي في الموضوعات ... ثمّ قال : وهذا لا نشك

فى

وضعه .

أقول :

قال أبن الجوزي في الموضوعات : أنبأنا محمد بن ناصر ، قال :

(1) لسان الميزان 5/ 308 - 309 .

.. تراثنا / 49

ص: 43

... 44

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، قال : أنبأنا أبو علي الحسن ابن عبد الرحمن البيع ، قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي ، قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق أحمد الدقاق ، أنبأنا عبد الله بن ثابت ، حدثنا أبي، عن الهذيل بن حبيب ، عن أبي عبد الله السمرقندي ، عن محمد بن كثير

الكوفي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : مرض الحسن والحسين ...» .

ثم قال ابن الجوزي :

وهذا حديث لا يشك في وضعه ، ولو لم يدل على ذلك إلا الأشعار

الركيكة والأفعال التي يتنزه عنها أولئك السادة .

قال يحيى بن معين : أصبغ بن نباتة لا يساوي شيئاً، وقال أحمد بن حنبل : حَرَقْنا حديث محمّد بن كثير ، وأما أبو عبد الله السمرقندي

فلا يوثق به» (1) .

أقول :

ورواه الحافظ أبو عبد الله الكنجي بإسناده من طريق الحافظ الحميدي كذلك ، فقال : أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد القبيطي البغدادي بها ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أخبرنا الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي ، أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن المعروف بالشافعي بمكة ، أخبرنا ... . .

".

ثمّ قال الحافظ الكنجي : هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدي في

فوائده ، وما رويناه إلا من هذا الوجه، ورواه الحاكم أبو عبد الله في مناقب فاطمة عليها السلام ، ورواه أبن جرير الطبري أطول من هذا في سبب

،

(1) الموضوعات 1 / 390 - 392

في في

ص: 44

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

45 ....

نزول هل أتى ) ولم يحضرني في وقت الإملاء نسخته» (1) . فرواة الحديث بهذا السند حفاظ ومحدّثون كبار، وأما أبو عبد الله

الحميدي فمن أشهرهم :

ترجمة أبي عبد الله الحميدي : :

إليها في

له تراجم حسنة ومبسوطة في كثير من الكتب التي يرجع إليها

معرفة الشخصيات الكبار والحوادث المهمة ، أمثال : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - لابن الجوزي - 96/9

96/9 ، معجم

الأدباء - لياقوت الحموي - 282/18 ، تذكرة الحفاظ - للذهبي - 1218/4 ،

-

الوافي بالوفيات - للصفدي - 317/4 ، مرآة الجنان - لليافعي - 149/3 ، النجوم الزاهرة - لابن تغري بردى - 156/5 ، تتمة المختصر في أخبار البشر - لابن الوردي - 17/2 ، الكامل في التاريخ - لابن الأثير - 10/ 254 . وكذا في غير هذه الكتب، ولم نجد في شيءٍ منها طعناً على الرجل

أو غمزاً في علمه وثقته وورعه عندهم ..

ونكتفي هنا بذكر موجز ترجمته في سير أعلام النبلاء :

الحميدي : الإمام القدوة، الأثري ، المتقن ، الحافظ ، شيخ المحدثين ، أبو عبد الله بن أبي نصرة الأندلسي، استوطن بغداد ، وكان من بقايا أصحاب الحديث علماً وعملاً وعقداً وأنقياداً، رحمة الله عليه قال أبو نصر ابن ماكولا : لم أرَ مثل صديقنا أبي عبد الله الحميدي في

نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم ، صنف تاريخ الأندلس . وقال يحيى بن إبراهيم السلماسي ، قال أبي : لم ترَ عيناي مثل

(1) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : 345 - 348

ص: 45

...ET

... تراثنا / 49

الحميدي، في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم ، وكان ورعاً تقياً ، إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحققاً بعلم التحقيق والأصول

على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة

قال السلفي : سألت أبا عامر العبدري عن الحميدي فقال : لا يُرى مثله قط ، وعن مثله لا يُسأل ، جمع بين الفقه والحديث والأدب ، ورأى

علماء الأندلس ، وكان حافظاً .

توفي سنة 458 (1) .

ثمّ إنّ الكلام على ما ذكره ابن الجوزي من وجوه :

أوّلاً

: إن دليله على كذب الحديث هو اشتماله على الأشعار والأفعال ، وهذا باطل ، لأنّ الاستدلال إنّما هو بأصل الحديث وسبب نزول

السورة المباركة .

وثانياً : إن هذه الأشعار والأفعال إنما جاءت في الخبر باللفظ الذي أورده ، وليست في جميع ألفاظه ، فالتذرّع بها لتكذيب الخبر باطل من

أصله .

وثالثاً : نقل الخبر بأحد ألفاظه وأسانيده ، والطعن في ثبوت أصل

الخبر بسبب التكلّم في أحد أسانيده، ليس من شأن العلماء المنصفين الأتقياء ، لكن هذا من أبن الجوزي كثير !

ورابعاً : لقد توقف العلماء المحققون عن قبول آراء أبن الجوزي في

الموضوعات وتعقبوا كثيراً منها وخطؤوه فيها، حتى قالوا بعدم جواز

التعويل عليه في هذا الباب .

(1) سير

أعلام النبلاء 19 / 120 - 127 .

ص: 46

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

كلمات في أبن الجوزي والموضوعات :

فكان

الموضوعات :

من

المناسب أن نورد هنا شيئاً مما قالوه فيه ، وفي كتابه

قال ابن الأثير وابن الوردي والدياربكري، بترجمته: «كان كثير

الوقيعة في الناس ، لا سيّما في العلماء المخالفين لمذهبه» (1) .

وقال الذهبي: قرأت بخط الموقاني أن أبن الجوزي شرب البلاذر ، فسقطت لحيته فكانت قصيرة جداً، وكان يخضبها بالسواد، وكان كثير

الغلط في ما يصنّفه ، فإنّه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره .

قلت : نعم ، له وهم كثير في تواليفه ، يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنّف آخر ، ومن أنّ جلّ علمه من كتب صحف ما مارس

"

فيها أرباب العلم كما ينبغي ) (2) وقال السيوطي والداوودي بترجمته : قال الذهبي في التاريخ الكبير :

لا يوصف ابن الجوزي بالحفظ عندنا باعتبار الصنعة ، بل باعتبار كثرة

اطلاعه وجمعه ) (3).

وسيأتي قول ابن حجر الحافظ ان ابن الجوزي حاطب ليل لا ينتقد

ما يحدث به » . وأما كتابه الموضوعات فقد تكلّم فيه كبار علماء الحديث : كالنووي، وأبن الصلاح ، وأبن جماعة ، والزين العراقي ، وأبن كثير ، وابن حجر ،

(1) راجع حوادث سنة 597 من الكامل في التاريخ وتتمة المختصر والخميس .

(2) تذكرة الحفاظ 1342/4 - 1348 رقم 1098

(3) طبقات الحفاظ : 478 ، طبقات المفسرين 274/1

تراثنا / 49

ص: 47

ΕΛ

والسخاوي ، والسيوطي ...

قال ابن كثير : «وقد صنف الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي كتاباً حافلاً

في الموضوعات عات ، غير أنه أدخل فيه ما ليس منه ، وأخرج عنه ما كان يلزمه

ذكره ، فسقط عليه ولم يهتد إليه» (1) .

(1)

وقال ابن حجر بعد إثبات حديث سد الأبواب إلا باب عليّ ، وأنّ

ابن الجوزي أدرجه في الموضوعات : أخطأ في ذلك خطاً شنيعاً». قال : «لأن ( فوق كل ذي علم عليم ) (2)، وطريق الورع في مثل هذا أن لا يحكم على الحديث بالبطلان ، بل يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له ... (3)

".

وقال السخاوي : ربّما أدرج فيها الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلاً عن غيرهما، وهو توسّع منكر نشأ عنه غاية الضرر ، من ظنّ ما ليس بموضوع - بل هو صحيح - موضوعاً مما قد يقلده فيه العارف تحسيناً للظنّ به حيث لم يبحث فضلاً عن غيره ، ولذا انتقد العلماء صنيعه إجمالاً ، والموقع له استناده في غالبه بضعف راويه الذي رمي بالكذب مثلاً، غافلاً عن مجيئه من وجه آخر» (4)

وخامساً : إنّه على فرض التنزّل ، فإن طعنه في الحديث في

( موضوعاته ) معارض بأنّه نقله في (تبصرته) ولم يتعقبه (5) وسادساً : إنّه لا وجه للتكلّم في محمّد بن كثير الكوفي» و«الأصبغ

(1) الباعث الحثيث : 75 . (2) سورة يوسف 12 : 76 (3) القول المسدّد

المسند : 19 في الذب عن

(4) فتح المغيث - شرح ألفية الحديث - 236/1 (5) روح المعاني 158/29 .

29

ε9....

ص: 48

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

"

ابن نباتة إلا التشيع ، وقد تقرّر أنّ «التشيع بل «الرفض غير مضرّ

عندهم ، وبه نص الحافظ ابن حجر العسقلاني(1)

ترجمة الأصبغ بن نباتة :

فأما الأصبغ بن نباتة فهو من أشهر التابعين ، وقد تقرر عندهم عدالة التابعين كالصحابة، عملاً بما يروونه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من قوله : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» (2)

وقال الحاكم : «النوع الرابع عشر من هذا العلم : معرفة التابعين ، وهذا نوع يشتمل على علوم كثيرة ، فإنّهم على طبقات في الترتيب ، ومهما غفل الإنسان عن هذا العلم لم يفرّق بين الصحابة والتابعين ، ثمّ لم يفرّق أيضاً بين التابعين وأتباع التابعين، قال الله عز وجل ( والسابقون الأولون من المُهاجرين والأنصارِ والذِينَ اتَّبعوهُمْ بإِحْسانِ رضيَ اللهُ عنهُمْ ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) (3)

وقد ذكرهم رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم ... فخير الناس قرناً - بعد الصحابة - من شافه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم ، وحفظ عنهم الدين والسنن، وهم قد شهدوا الوحي والتنزيل ... » (4) . ثمّ إنّه من رجال ابن ماجة ، وروى عنه جماعة من الأكابر ، ووثقه

(1) مقدّمة فتح الباري : 398 و 410 . (2) جامع الأصول 404/9 .

(3) سورة التوبة 9: 100 .

(4) معرفة علوم الحديث : 41 .

... تراثنا / 49

ص: 49

0.

بعض الأعلام كالعجلي ) ... وتكلّم فيه غير واحد ، وكل كلماتهم تعود إلى كونه من شيعة على عليه السلام وروايته لفضائله ، كقول ابن حبان : «فتن بحبّ عليّ بن أبي طالب، فأتى بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك» ، وقول ابن عدي : «لم أخرج له هاهنا شيئاً ، لأن عامة ما يرويه عن عليّ لا يتابعه أحد عليه» (2) .

y 3 3

فهذا هو السبب في ترك بعض القوم حديثه .

ثمّ تأمّل في كلام ابن عدي بعد ذلك : «وإذا حدث عن الأصبغ ثقة فهو عندي لا بأس بروايته ، وإنّما أتى الإنكار من جهة من روى عنه ، لأنّ الراوي عنه لعله يكون ضعيفاً» ؛ لتعرف الاضطراب منه ومن أمثاله عندما يريدون ردّ حديث رجل بلا دليل وسبب سوى التشيع !!

ترجمة محمّد بن كثير :

وأمّا «محمد بن كثير الكوفي» فكذلك

فابن حنبل يقول : «حَرَقْنا حديثه» . ويحيى بن معين - وهو الذي نقل كلامه أبن الجوزي في القدح في

الأصبغ - يقول : هو شيعي لم يكن به بأس ، سمعت أنا منه (3) . فالرجل ثقة ، لكن تشيّعه يبرّر لأحمد - كما قالوا - لأن يَحْرق حديثه ! ولا بد وأن يُترك حديثه وهو يروي عن الأعمش، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود، عن عليّ : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله

(1) تهذيب الكمال 308/3

(2) تهذيب الكمال 310/3 ، تهذيب التهذيب 316/1 . (3) الجرح والتعديل 68/8 ، تاریخ بغداد 3/ 191 ، وغيرهما

ص: 50

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

وسلّم : من لم يقل على خير الناس فقد كفر (1) . «من

مكابرات أُخرى :

فظهر أن ما ذكروه إن هو إلا مكابرات عن قبول الحق ، لأنّ السورة كما تقدّم مدنيّة لا مكيّة، ولأن الاستدلال إنّما هو بأصل الخبر لا بالأشعار الواردة في أحد ألفاظه ... لو سلّمنا ورود الإشكال فيها .

وكأن ابن تيمية يعلم بأنّ ما ذكره لا يكفي لردّ الحديث ، فيضطرّ إلى أن يكذب ؛ فينفي وجود خادمة لأهل البيت أسمها «فضة» ليكون دليلاً

على كذب أصل الخبر ! إنه يقول : «إنّ عليّاً وفاطمة لم يكن لهما جارية أسمها فضة ، بل ولا لأحدٍ من أقارب النبي صلّى الله عليه وآله] وسلّم ، ولا نعرف أنه كان بالمدينة جارية أسمها ،فضة ، ولا ذكر ذلك أحد من أهل العلم ، الذين ذكروا أحوالهم دقها وجلّها ، ولكن فضة هذه بمنزلة ابن عقب الذي يقال : إنه كان معلّم الحسن والحسين ، وأنه أعطى تفاحة كان فيها علم الحوادث المستقبلة ، ونحو ذلك من الأكاذيب التي تروج على الجهال ... وهكذا هذه

الجارية فضة . . . » (2) .

أقول :

انظر إصراره على التكذيب بقلة حياء .. وهو الكاذب !!

وإليك عبارة الحافظ ابن الأثير : «فضة النوبيّة ، جارية فاطمة الزهراء

(1) تاریخ بغداد 192/3

(2) منهاج السنّة 182/7 - 183 الطبعة الحديثة .

. تراثنا / 49

ص: 51

52

بنت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أخبرنا أبو موسى كتابةً ....

فأورد الحديث بإسناده عن ابن عباس (1) .

وعبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني : «فضة النوبية ، جارية فاطمة الزهراء ... أخرج أبو موسى في الذيل ، والثعلبي في تفسير سورة (هل

(...)

أتى ) ، من طريق عبد الله بن عبدالوهاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف قال : (وذكر ابن صخر في فوائده وأبن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه ، بسندٍ له من طريق الحسين بن العلاء عن جعفر بن محمد بن

،

=

عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن عليّ : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخدم فاطمة ابنته جاريةً أسمها فضّة النوبية ، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم دعاء تدعو

به . . . » (2)

هذا ، وكأن بعض أتباع أبن تيمية يقصرون عنه في الصلافة ،

فلا يقلدونه في كلّ شيء ، خوفاً من الفضيحة !!

و مكابرة أُخرى ، تجدها عند ابن روزبهان الخنجي - وهو الآخر

صاحب الردّ على العلامة الحلّي في كتابه نهج الحق .. إنّه يقول : «ذكر بعض المفسرين في شأن نزول السورة ما ذكره ، ولكن أنكره على هذه الرواية كثير من المحدّثين وأهل التفسير ، وتكلّموا

أنّه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصدقة إلى هذا الحدّ ، ويجوّع

في وأهله ، حتّى يشرف على الهلاك ؟ وقد قال الله تعالى : ( ويسألونك ماذا

(1) أُسد الغابة في معرفة الصحابة 530/5 (2) الإصابة في معرفة الصحابة 387/4

نفسه

ص: 52

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8) .

or....

ينفقون قل العفو) (1) والعفو ما كان فاضلاً من نفقة العيال ، وقال رسول الله

صلى الله عليه وآله] وسلّم : خير الصدقة ما يكون صفواً عفواً ) (2) .

أقول :

فهو لا يدعي كون السورة مكيّة، ولا يدعي كون الحديث موضوعاً ... وإنّما يشكك فيه من هذه الناحية ، ولو كان هناك مجال لأن يقال مثل هذا في مقابلة استدلال الإمامية لقاله المتأخرون والمعاصرون ، الذين لا

في وقتي

عندهم إلا الاجترار والتكرار !!

يوجد

وهذا التشكيك واضح الاندفاع نقضاً وحلاً، ويكفي للجواب عنه

ما تقدّم في الفوائد .

وتلخص : أنّ الحق مع السيد رحمه الله ، والحمد لله .

(1) سورة البقرة 2 : 219

(2) إبطال الباطل . راجع : إحقاق الحق وإزهاق الباطل 170/3

ص: 53

...

... 0ε

54

... تراثنا / 49

قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله )

قال السيد رحمه الله :

أليسوا حبل الله الذي قال : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً

ولا تفرقوا ) (1)

فقال في الهامش :

(أخرج الإمام الثعلبي في معنى هذه الآية ، من تفسيره الكبير ، بالإسناد إلى أبان بن تغلب ، عن الإمام جعفر الصادق ، قال : نحن حبل الله الذي قال : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )

وعدها ابن حجر في الآيات النازلة فيهم، فهي الآية الخامسة من آياتهم التي أوردها في الفصل الأوّل من الباب 11) من (صواعقه ) ونقل في تفسيرها عن الثعلبي ما سمعته من قول الإمام جعفر الصادق .

وقال الإمام الشافعي - كما في رشفة الصادي ، للإمام أبي بكر بن

شهاب الدين -

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في أبحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا

وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

(1) سورة آل عمران 3 : 103

"

oo..

ص: 54

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم

كما قد أُمرنا بالتمسك بالحبل

فقيل :

«

لم يرد عن من يُحتج به في التفسير أن حبل الله في الآية هم

( )

.

أهل البيت بل ورد أن حبل الله هو القرآن الكريم . قال أبو جعفر الطبري : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، حدثنا أسباط ابن محمد ، عن عبد الملك بن سليمان العزرمي ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض .

وهذا التفسير لحبل الله من جنس تفسيرهم : الإمام المبين : علي بن أبي طالب ، والشجرة الملعونة : بنو أمية ، واللؤلؤ والمرجان : الحسن والحسين ... وأمثال هذه الترهات التي لا يقول بها من يحترم نفسه ، فضلاً

عن أن يفهم كلام الله . وليس مجرد ذكر الثعلبي لهذا المعنى في تفسيره يجعله صحيحاً، ولا نقل ابن حجر الهيتمي له في كتابه يزكيه ، ولا مجرد كون الإمام جعفر الصادق قد قال هذا القول يجعله حُجّةً ، فإنّ أئمّة المفسرين لهم ستة أقوال

في ( حبل الله )

الأوّل : إنّه كتاب الله ، رواه شقيق ، عن ابن مسعود بإسناد صحيح .

،

وبه قال قتادة والضحاك والسدي .

والثاني : إنّه الجماعة ، رواه الشعبي عن ابن مسعود .

والثالث : إنّه دين الله ، قاله ابن عبّاس ، وابن زيد، ومقاتل

. تراثنا / 49

ص: 55

...09

وابن قتيبة ، وقال ابن زيد : هو الإسلام .

والرابع : إنّه عهد الله ، قاله مجاهد، وعطاء ، وقتادة - في رواية

وأبو عبيد

والخامس : إنّه الإخلاص ، قاله أبو العالية .

والسادس : إنّه أمر الله وطاعته، قاله مقاتل بن حيان .

ابن الجوزي في تفسيره 432/2 .

فأنت ترى أنّه ليس من بين هذه الأقوال المعتبرة ما يشبه هذا القول

المروي عن جعفر الصادق، والذي لا يؤيده نقل صادق ولا عقل حاذق . أما الأبيات المنسوبة للإمام الشافعي ، فليست في ما هو مطبوع من شعره ، كما أن من له خبرة بالشعر ، وبديباجة شعر الشافعي ، يجزم بأنّ هذا الشعر منحول عليه ، وخاصةً البيت الثاني أمّا الدليل الأظهر على النخل ، فهو أنه لا يمكن للشافعي أن يقول :

وأمسكت حبل الله ...

فإنّ الفصحاء ، بل البسطاء في علم العربية ، يعرفون أن الفعل أمسك» يتعدّى بالباء لا بنفسه، فهل يجوز هذا الغلط على مثل الشافعي

إمام الفصحاء ، ومن كان كلامه حُجّةً فى اللغة ؟ ! قال عبد الملك بن هشام صاحب المغازي، إمام أهل مصر في عصره اللغة والنحو : الشافعي ، حُجّة في اللغة ، وكان إذا شك في شيء من

في

اللغة بعث إلى الشافعي

فسأله عنه

وقال أبو عبيد : كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة

وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافعي

اللغة

وقال أبو عثمان المازني : الشافعي عندنا حُجّة في النحو

ص: 56

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

ov...

وقال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة

يقال له : محمد بن إدريس .

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : سمعت الشافعي يقول :

أروي لثلاثمائة شاعر مجنون .

وقال الزبير بن بكار : أخذت شعر هذيل ووقائعها وأيامها عن عمّي

مصعب وقال : أخذتها عن الشافعي الشافعي حفظاً

.

تهذيب الأسماء واللغات 49/1.

فهل ترى من هذه منزلته في اللغة - وهو مع هذا شاعر مطبوع - يقول

مثل هذا الشعر الركيك ؟ !

وأنظر آخر المراجعة 6 .

أي مسلم يجرؤ على الطعن في الإمام الصادق ؟!

أقول :

وأي مسلم يجرؤ على التعبير عن الإمام الصادق عليه السلام بمثل

هذه التعابير ؟ !

سبحان الله ! !

إنّه عندما ينقل السيد عن وفيات الأعيان بقاء مالك بن أنس جنيناً في بطن أمه ثلاث سنين ، يقول هذا المتقول : «فلا ندري ماذا يريد بذلك ؟ ! هل يريد الغمز بالإمام مالك ؟! أم يريد التهويل والإزراء على أهل السنة بروايتهم ذلك ؟ ! » . وعندما يعترض أحد علماء الأزهر - وهو الشيخ محمد الغزالي -

ص: 57

... 58

وعى

... تراثنا / 49

على الحافظ ابن حجر العسقلاني قبوله حديث الغرانيق الباطل قائلاً: «فهل ذلك من قبل حديث الغرانيق وقال : إنّ تظاهر الروايات يجعل له أصلاً ما، والقائل محدّث كبير ؟؟!» ؛ يقول متقول آخر: «لمز الأستاذ بعض علماء الإسلام الأفاضل الذين بذلوا حياتهم خدمة للإسلام والمسلمين أمثال الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني ... هذا المحدّث الكبير الذي لمزه الأستاذ بعدم الوعي لم يسمه لنا هنا ،

ولكن سمّاه لنا في كتاب آخر بأنه : ابن حجر

.

سبحان الله ! حافظ علّامة عالم ربّاني - رحمه الله - تعتبر كتبه من أعظم الكنوز في المعارف الإسلامية ، يلمزه الأستاذ - هداه الله - بقوله : فهل وعى ؟ هذه الكلمة التي قد تقال في بعض المتعلمين ، أما جبال العلم أمثال ابن حجر - رحمه الله - فلا أتصوّر أن الأستاذ يوافقني على لمزهم بهذا» (1) فإذا كان ما ذكره السيد «غمزاً» و ما قاله الشيخ «لمزاً» ... فهل يقول وما

.

من يؤمن بالله واليوم الآخر ، عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّه لا يُحتج به في التفسير ؟! وأنّه ليس من أئمّة المفسرين ؟! وأن قوله غير معتبر ؟ ! وأنّ

؟!

تفسيره ترهات لا يقول بها من يحترم نفسه ...؟! ولا يؤيده نقل صادق ولا عقل حاذق ... ؟ !

فإذا ما قارنت بين هذا الكلام - وهو في الإمام الصادق عليه السلام ، الذي قال فيه مالك بن أنس : اختلفت إليه ،زماناً ، فما كنت أراه إلا على

(1) كتب حذر منها العلماء 221/1 - 222 ، وهو كتاب نشرته الفرقة السلفية ، حذرت فيه الناس من قراءة مئات الكتب المؤلفة من قبل علماء الشيعة والسنة في الردّ والطعن على أبن تيمية وابن عبد الوهاب وأمثالهما ، فكان كتاب الشيخ الغزالي واحداً منها لأنه لمز فيه ابن حجر العسقلاني في القضية التي ذكرها ، وابن عبد الوهاب في قضيّةٍ أخرى مثلها ! !

ص: 58

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

أن

09....

إحدى ثلاث خصال، إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن ، وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خَطَرَ على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعاً » (1) - وبين انزعاجهم من يقال في أحد علمائهم كلمة ما وعى» مثلاً ... عرفت أنّهم يناصبون العداء لأهل البيت عليهم السلام ويحاولون التكتّم على ذلك ، ولكن قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) (2) (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ) (3) ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) (4)

مطابقة تفسير الإمام للكتاب والسنّة :

ثمّ إنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام - الذين أرجع الله ورسوله الأمة إليهم ، وورد التمسك بهم والأخذ عنهم في الكتاب والسنّة - لا يقولون شيئاً يخالف القرآن والسُنّة النبوية الثابتة ، بل إنّ جميع ما جاء عنهم بسند صحيح له شاهد فيهما ، وهذا ما صرّحوا به في الروايات المنقولة عنهم ، كقول الإمام الصادق عليه السلام : إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، وإلا فالذي

جاءكم به أَوْلى به (5). »

مضافاً إلى أنّهم يروون عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلّى الله

(1) تهذيب التهذيب 88/2 (2) سورة آل عمران 3 : 118 (3) سورة آل عمران 3 : 29 (4) سورة البقرة 2 : 284 . (5) وسائل الشيعة 78/18.

ص: 59

7.

... تراثنا / 49

(1)

عليه وآله وسلّم : «قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي (1).

أقول :

»

ومن هذا القبيل تفسير حبل الله في الآية المباركة ب- «أهل البيت وذلك لأنّ هذا التفسير له شواهد في السُنّة النبوية المباركة ، ومنها حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين ، ومن رواياته ما ذكره هذا المتقوّل - أوّل ما

(2)

ذكر - عن الطبري بسنده ، عن عبد الملك ، عن عطية ، عن أبي سعيد (2) ،

وجعله قول من يحتج به ، وقد أخرج الحديث بهذا الإسناد أحمد في المسند حيث قال : ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» (3) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلّم قد ترك فى الأمة «ثقلين» وأمر بالأخذ بهما من بعده ، وجعل الأخذ بهما أماناً من الضلال وسبباً للهدى والفلاح ، ثمّ عبر عن أحدهما بكونه أكبر من الآخر ، وأكد على أنّهما لن

يفترقا حتى يردا على الحوض».

3.

فكان كلاهما - القرآن والعترة أهل البيت معاً - السبب الموجب للمنع

(1) وسائل الشيعة 28/18 .

(2) يظهر منه قبول «عطية بن سعد العوفي، وفيه ردّ على زميله الدكتور علي أحمد السالوس ، الذي حاول في رسالته في حديث الثقلين إسقاط روايات عطية ، وقد أجبنا عنه في كتابنا «حديث الثقلين : تواتره - فقهه» في ردّه بما لا مزيد عليه .

(3) مسند أحمد 59/3 .

ص: 60

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

610

الضلال ، لأن قوله : ( واعتصموا ) أي : امتنعوا»، و«الحبل» هو

من

«السبب ، وهذا ما نص عليه المفسرون واللغويون .

قال أبو جعفر الطبري : وأما قوله : ( ومن يعتصم بالله فقد هديَ إلى صراط مستقيم ) (1) فإنّه يعني : ومن يتعلّق بأسباب الله ويتمسك بدينه وطاعته فقد هدي ... وأصل العصم : المنع ، فكلّ مانع شيئاً فهو عاصمه ، والممتنع به معتصم به .... ولذلك قيل للحبل : عصام، وللسبب الذي يتسبب به الرجل إلى حاجته : عصام ... يقال : منه اعتصمت بحبل فلان واعتصمت حبلاً منه واعتصمت به واعتصمته، وأفصح اللغتين : إدخال الباء كما قال عزّ وجلّ : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً) وقد جاء اعتصمته كما

قال الشاعر . . . » (2) وقال بتفسير الآية وأعتصموا بحبل الله جميعاً) : « يعني بذلك جل ثناؤه وتعلّقوا بأسباب الله جميعاً، يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسكوا ... وأمّا الحبل فإنّه السبب الذي يوصل به إلى البغية والحاجة . . . » (3) .

تمسك

المهنة

فظهر أنّ «العترة أهل البيت مثل «القرآن» فى أنّهم حبل» وأنّ من فقد اعتصم من الضلال، ولذا نرى حديث الثقلين في بعض ألفاظه : « ما إن اعتصمتم بهما وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة : «إنّي تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به : كتاب الله ، وعترتي» (4)

(1) سورة آل عمران 3 : 101

(2) تفسير الطبري 18/4 - 19 (3) تفسير الطبري 21/4 .

(4) كذا في نقل بعض المحدثين عن نقل بعض المحدّثين عن المصنف لابن أبي شيبة ، عن جابر ، عن النبي

صلى الله عليه وآله وسلم ، لكنّه في المطبوع برقم ( 10126) محرّف بإسقاط كلمة

لے

ص: 61

.. 62

... تراثنا / 49

وفي بعضها الآخر : ما إن تمسكتم» وهذا هو اللفظ المشهور . وفي بعض ثالث : «إن اتبعتموهما » (1) .

كما نرى الحديث بلفظ «إنّي تارك فيكم خليفتين كما هو

عند أحمد (2) ، وبلفظ جمع فيه بين «الثقلين» و«الخليفتين كما هو عند ابن أبي عاصم (3) . ومن هنا، فقد أورد المفسّرون حديث الثقلين بتفسير الآية المباركة ،

:

أعني : ( واعتصموا بحبل الله ) (4) كما أوردوه بتفسير قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي ) (5)(6)

وقال الشرّاح المحققون بشرح حديث الثقلين : «إن ذلك يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة ، في كل زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتى يتوجه الحثّ المذكور إلى التمسك به ، كما إن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض» (7)

و عترتى» وكذلك حُرّف فيه الحديث عن زيد بن أرقم ، الذي أخرجه مسلم وغيره ، وعن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، الذي أخرجه أحمد وغيره ، فراجع (10127) و ( 10130) في الجزء العاشر من المصنّف ، فحيا الله الأمناء على الحديث النبوي !!

(1) المستدرك على الصحيحين 110/3 .

(2) مسند أحمد 5/ 189 - 190 .

(3) كتاب السُنّة : 628 - 631 .

(4) جواهر العقدين 96/2 .

(5) سورة الشورى 42: 23

(6) الدرّ المنثور 7/6 ، السراج المنير 538/5 ، وغيرهما

(7) جواهر العقدين 94/2 ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير 15/3 ، شرح المواهب اللدنية ،8/7 ، الصواعق المحرقة : 90 ، المرقاة في شرح المشكاة 594/5

و 601 .

ص: 62

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

هذا كله بالإضافة إلى ورود الحديث الشريف بلفظ «حبلين» :

63 ...

قال الطبرسي رحمه الله بتفسير الآية المباركة، في الأقوال في معنى حبل الله » : «ثالثها: ما رواه أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام ، قال : نحن حبل الله الذي قال : ( وأعتصموا بحبل الله جميعاً». قال : «والأولى حمله على الجميع ، والذي يؤيده ما رواه أبو سعيد

(1) (

با ما

الخدري ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال : أيها الناس ! إنّي قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علَيَّ الحوض وتلخص : أن الآية المباركة تأمر بالاعتصام، أي بالتمسك والتعلق بحبل الله ) أي : بالسبب الذي يوصل إلى رضاه ، الموجب للنجاة والدخول في الجنّة ، وينجي من غضبه الموجب للدخول في النار ... وهذا السبب» هو الكتاب والعترة الطاهرة»، و«دين الله وهو «الإسلام» لا يتحقق إلا باتباعهما ، وذلك عهد «الله» وفي ذلك أمر الله وطاعته» وبذلك يحصل

« الإخلاص الله عزّ وجلّ، وتتم ( الجماعة التي يد الله معها كما في الحديث.

رجوع المعاني كلها إلى معنى واحد :

فالمعاني السنة التي ذكرها أبن الجوزي كلّها ترجع إلى أصل واحد ومعنى فارد ، ولا نمنع شيئاً من ذلك ، وإن لم يكن قائلوها عندنا «أئمّة المفسّرين»... لكنّ من طبيعة حال ابن الجوزي أن لا يذكر قول أئمة أهل البيت الطاهرين، الذين هم أدرى بما فى البيت، إلا أن أبن الجوزي غير

(1) مجمع البيان 613/1

.

.. تراثنا / 49

ص: 63

... 64

مقبول حتى عند أبناء طائفته كما تقدّم ، ونكتفي هنا بكلمتين بالمناسبة : يقول الذهبي بترجمة أبان بن يزيد العطّار : «قد أورده العلامة أبو الفرج في الضعفاء، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه ، وهذا من عيوب كتابه ؛ يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق (1) .

ويقول ابن حجر العسقلاني ، بترجمة ثمامة بن الأشرس البصري، بعد قصة ذكرها : دلت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل

لا ينتقد ما يحدث به» (2) .

فعلى ضوء هاتين الكلمتين نقول : إنّ ابن الجوزي - بغض النظر عن انحرافه عن أهل البيت - ذكر الأقوال في تفسيره ولم يذكر قول الإمام من أهل البيت ، وهذا من عيوب كتابه ، كما إنه سردها ولم ينتقدها ، فهو أيضاً

حاطب ليل . إلّا أنا - وبالنظر إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين - أرجعناها

إلى حقيقة واحدة ، ولم نطرح شيئاً من هذه الأقوال .

أمّا الثعلبي ... فلم يكن كابن الجوزي ، فقد أورد في تفسيره بعض الأحاديث عن أئمّة أهل البيت بأسانيده المتصلة بهم، بتفسير طائفة من

الآيات ... ومنها هذه الآية الشريفة .

فقد روى حديث الثقلين عن عبد الملك ، عن عطية ، عن أبي سعيد - وهو السند الذي اعتمده بعض المفترين - حيث قال : حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المفسّر ، قال : وجدت في كتاب جدي بخطه : نا أحمد بن الأحجم القاضي المرندي ، نا الفضل بن موسى السيناني ، أنا عبد الملك بن

(1) میزان الاعتدال 16/1

(2) لسان الميزان 83/2.

ص: 64

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

65 ...

أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : يا أيها الناس ! إنّي قد تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا على الحوض».

وروى الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث قال : «أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله ، نا محمد بن عثمان ، نا محمّد بن الحسين بن صالح، نا عليّ بن العبّاس المقانعي ، نا جعفر بن محمد، قال: نحن حبل الله الذي قال : ( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) » (1) . وقد أورد هذا الحديث عن الثعلبي جماعة من علماء القوم ، مرتضين له ، كالحافظ السمهودي (2) ، والشيخ محمد الصبّان (3) ، والشيخ القندوزي البلخي (4) ، وغيرهم، بل أرسله الأول منهم في موضع آخر إرسال

المسلّم (5) ... فليس الذي أورده عن الثعلبي هو أبن حجر المكي وحده .

موجز ترجمة الثعلبي :

ثمّ إنّ الثعلبي - وهو أبو إسحاق أحمد بن محمد ، المتوفى سنة 427 -

إمام كبير من أئمّة التفسير واللغة، وتفسيره من أشهر التفاسير عندهم :

(1) الكشف والبيان في تفسير القرآن - مخطوط .

(2) جواهر العقدين 96/2 (3) إسعاف الراغبين : 109 .

(4) ينابيع المودة : 119 . (5) جواهر العقدين 127/2 .

-

ص: 65

66

... تراثنا / 49

قال الذهبي: «الثعلبي ، الإمام الحافظ العلّامة ، شيخ التفسير ، أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري ، كان أحد أوعية العلم ،

له كتاب التفسير الكبير وكتاب العرائس في قصص الأنبياء .

الوعظ

قال السمعاني : يقال له : الثعلبي والثعالبي، وهو لقب له لا نسب .

حدث عن

وكان صادقاً موثقاً بصيراً بالعربية ، طويل الباع في

عن ... وكان

حدّث عنه : أبو الحسن الواحدي ، وجماعة .

قال عبد الغافر بن إسماعيل : قال الأستاذ أبو القاسم القشيري : رأيت ربّ العزّة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه ، فكان في أثناء ذلك أن قال الربّ جلّ آسمه : أقبل الرجل الصالح، فالتفتُ فإذا أحمد الثعلبي مقبل .

توفّي الثعلبي في المحرم سنة 427 (1) . )

فهذا كلّ ما ذكره الذهبي ، وليس فيه إلا التوثيق والتعظيم والثناء

الجميل .

وقال ابن خلكان : المفسّر المشهور، كان أوحد زمانه في علم التفسير ، وصنّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير ... وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ نيسابور وأثنى عليه وقال : هو صحيح النقل موثوق به ... (2)

(.

وقال السبكي : كان أوحد زمانه في علم القرآن ، وله كتاب العرائس

في قصص الأنبياء عليهم السلام (3).

(1) سير أعلام النبلاء - 17 / 437 .

(2) وفيات الأعيان 61/1

(3) طبقات الشافعية - للسبكي - 4 / 58 .

ص: 66

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

TV.....

وقال الأسنوي : «ذكره ابن الصلاح والنووي من الفقهاء الشافعية ،

وكان إماماً في اللغة والنحو» (1)

وقال الداوودي : «كان أوحد أهل زمانه في علم القرآن ، حافظاً للغة ،

بارعاً في العربية، واعظاً ، موثقاً (2) )

وراجع أيضاً : الوافي بالوفيات ،307/7 مرآة الجنان 46/3 ، بغية الوعاة : 154 ، المختصر في أخبار البشر 162/2 ، العبر 172/3 ، وغيرها ،

لتجد كلمات القوم في مدح الرجل وتوثيقه وتعظيمه . نعم ، تكلّم فيه أبن تيمية ومن على شاكلته ، لما أشرنا إليه من النقل

والرواية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .

وتلخص : أن الثعلبي مفسّر كبير ، فقيه شافعي ، لغوي نحوي، وموثوق عندهم ومقبول لديهم، ومن هنا جاز لنا الاعتماد عليه والاحتجاج

بنقله ، من باب الإلزام ، وكذلك فَعَلَ السيد طاب ثراه .

رواية أبي نعيم :

هذا ، وليس الثعلبي - من أكابر أهل السنة - منفرداً برواية تفسير الإمام

-

الصادق عليه السلام ، للآية المباركة .... فقد ذكر أبو نعيم الحافظ ما نصه : حدثنا محمّد بن عمر بن سالم ، قال : حدثنا أحمد بن زياد بن عجلان ، قال : حدثنا جعفر بن عليّ بن نجيح ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدثنا أبو حفص الصائغ ، قال : سمعت جعفر بن محمد

(1) طبقات الشافعية - للأسنوي - 429/1 .

(2) طبقات المفسرين 1 / 65

ص: 67

تراثنا / 49

يقول في قوله عزّ وجلّ : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) قال :

نحن حبل الله » (1) .

موجز ترجمة أبي نعيم :

وأبو نعيم الحافظ - وهو أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، المتوفى سنة 430 - من أئمة الحفّاظ الأعلام ، قالوا : كان في وقته مرحولاً إليه ، لم يكن أفق من الآفاق أحد أحفظ منه ولا أسند منه» ولذا لقبوه ب- «تاج

المحدّثين ووثّقوه وأثنوا عليه الثناء الجميل البالغ .

في

فراجع إن شئت : تذكرة الحفاظ 1096/3 ، وفيات الأعيان 75/1 ، الوافي بالوفيات 81/7 ، مرآة الجنان 52/3 ، طبقات الشافعية - للسبكي - 7/3 ، النجوم الزاهرة ،30/5 شذرات الذهب 245/3 المختصر في أخبار البشر 162/2/2 ، البداية والنهاية 45/12 ، وغيرها .

جميعاً )

6

رواية الحاكم الحسكاني :

وقال الحاكم الحسكاني : قوله جلّ ذكره : ( واعتصموا بحبل الله

حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ ، قال : حدثنا حمزة بن محمد العلوي ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ،

(1) نفحات الأزهار 253/2) عن ما نزل من القرآن في عليّ» لأبي نعيم - مخطوط «

ص: 68

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

69 . . . .

ويتمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين ، فليوال عليّاً وليأتمّ

بالهداة من ولده .

بن أحمد

بن

3 3 3

أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي ، قال : حدثني محمّد بن سهل ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمرو ، قال : حدثنا الحسن بن الحسن ، قال : حدثنا يحيى بن علي الربعي ، عن أبان بن تغلب ، عن جعفر ابن محمّد ، قال : نحن حبل الله الذي قال الله : ( واعتصموا بحبل الله

جميعاً)

وأخبرناه عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره ، قال : حدثنا علي بن العباس المقانعي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن حسين ، قال : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا يحيى بن

علي . به سواء .

..

3. 3 3

و به حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا أبو حفص الصائغ ، عن جعفر بن محمّد في قوله : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

قال : نحن حبل الله .

حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملةً ، قال : حدثني عبد العزيز بن نصر الأموي ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الحصي ، قال : حدثنا أبو عمارة البغدادي ، قال : حدثنا عمر بن خليفة أخو هوذة ، قال : حدثنا عبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي ، قال : حدثنا محمد بن شهاب الزهري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : قال لي جبرئيل : قال الله تعالى : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل

... تراثنا / 49

ص: 69

70

(1) (

حصني أمن من عذابي (1).

موجز ترجمة الحاكم الحسكاني :

والحسكاني - وهو أبو القاسم عبيد الله بن عبدالله النيسابوري الحنفي، المتوفّى بعد سنة 470 - حافظ متقن ثقة ، وتوجد ترجمته في كثير من المصادر المعتبرة ، مثل : منتخب السياق في تاريخ نيسابور : 463 ، تذكرة الحفاظ 3 / 1200 ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 496/2 ، سير أعلام

النبلاء 268/18 ، وغيرها .

قال في (السير) : «الحسكاني الإمام المحدّث البارع القاضي أبو القاسم ... الحنفي ، الحاكم ، ويعرف أيضاً بابن الحذاء ... حدّث عن ... وصنّف وجمع وعُني بهذا الشأن ، لازمه الحافظ عبد الغافر بن

إسماعيل وأكثر عنه ، وأورده في تاريخه ...».

وقال في المنتخب من تاريخ نيسابور - لعبد الغافر -: «الحافظ المتقن ... سمع الكثير عالياً، وأنتخب على الشيوخ ، وجمع الأبواب

والكتب والطرق .

وقال في (التذكرة ) : «الحافظ، شيخ متقن ، ذو عناية بعلم الحديث .

وهكذا في الكتب الأُخرى .

تفسير سعيد بن جبير عن ابن عباس :

وأيضاً : ليس الإمام الصادق عليه السلام هو وحده الذي فسر الآية المباركة بما عرفت ، وإن كان وحده حُجّةً كافية كما بينا، فقد روي عن

(1) شواهد التنزيل 1 / 168 - 170

170

ص: 70

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أيضاً ...

V\...

فقد قال الشيخ القندوزي الحنفي : ( أخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله ! سمعتك تقول ( واعتصموا بحبل الله ( فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في يد عليّ وقال : تمسكوا بهذا ، هو حبل الله

المتين (1) .

أقول :

ولا يخفى ما في جملة ( هو حبل الله المتين من الدلالة الواضحة على عصمة أمير المؤمنين عليه السلام وعلى أنّه «حبل الله» كما أن «القرآن» حبل الله ... ويشهد بذلك الحديث الصحيح: «علي مع القرآن ، والقرآن مع عليّ لا يفترقان حتى يردا علي الحوض»(2)

ويشهد بصحة هذه الرواية عدم ذكر قول لسعيد بن جبير ، في تفسير

أبن الجوزي ، في الأقوال المنقولة عنه، مع أن سعيداً من أئمة التفسير

بلا كلام . أما ابن عبّاس ، فقد نص أبن تيمية على كونه أعلم بني هاشم بالقرآن

(1) ينابيع المودة : 119 . (2) المستدرك على الصحيحين 134/3 ج 4628 ؛ وبلفظ : «لن يتفرّقا ( يفترقا ) ،

صححه الحاكم وأقره الذهبي ، جامع الأحاديث - للسيوطي - 198/6 مجمع الزوائد 134/9 ، فيض القدير 470/4 ح 5594 ، كنز العمال 11 / 603

ح 32912 ، وله مصادر كثيرة .

ح

، 14319

72

ص: 71

... تراثنا / 49

بعد أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام (1)

ولو وجدنا متسعاً من الوقت لتتبعنا الكتب لنجد سند هذه الرواية وتصحيحه ، بل للعثور على رواةٍ آخرين، لتفسير الآية المباركة بأهل البيت الطاهرين أو سيدهم أمير المؤمنين ، ولكن لا حاجة ، فيما ذكرناه غنى

وكفاية، لمن طلب الحق والهداية .

تفسير العز الرسعني :

ومما يشهد بصحة الرواية المذكورة أيضاً: تفسير العز الرسعني «الحبل» في الآية المباركة ب- ( عليّ وأهل بيته فقد حُكي عنه أنه قال في الآية المباركة واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) : حبل الله : عليّ وأهل بيته» (2) .

(2)

والعزّ الرسعني - وهو عبد الرزاق بن رزق الله الحنبلي ، المتوفى سنة

.

661 - فقيه ، متكلّم ، محدث، مفسر ... له كتاب : رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز في ثمان مجلدات .

توجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ 1452/4 ، طبقات المفسرين

للسيوطي - : 19 ، شذرات الذهب 305/5 ، وغيرها .

قال الذهبي : «الرسعني ، الإمام المحدّث الرحال ، الحافظ المفسّر ، عالم الجزيرة ، عز الدين أبو محمد عبد الرزاق بن رزق الله ... عُني بهذا العلم ، وجمع ، وصنف تفسيراً حسناً ، رأيته ، يروي فيه بأسانيده ، وصنف

(1) منهاج السنّة : 26/4 الطبعة الحديثة . (2) كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 311/1 .

ص: 72

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

vr...

فنون

كتاب مقتل الشهيد الحسين عليه السلام، وكان إماماً متقناً ذا وأدب ... وَليَ مشيخة دار الحديث بالموصل، وكان من أوعية العلم

والخير ، توفّي في سنة 661 .

حبل الله وشعر الشافعي :

أبيات :

ثمّ إنّ إمام الشافعيّة ضمّن هذا الحديث ونحوه في شعرٍ له ، فقال في

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم كما قد أُمرنا بالتمسك بالحبل وقد ذكر هذا الشعر منسوباً إليه في غير واحد من كتب أتباعه الشافعية وغيرهم ، ككتاب رشفة الصادي : 15 ، وكتاب ذخيرة المال في عدّ مناقب الآل - للعجيلي - المخطوط ، وغيرهما ...

ولا غرو ، فالأشعار المنسوبة إليه في مدح أمير المؤمنين وولاء أهل

البيت عليهم السلام كثيرة ومشهورة موجودة في كتب القوم ، حتى إنّه - في

شعر له يذكره الفخر الرازي في ( مناقبه ) - يصرّح بالتشيع، وهو قوله

:

أنا الشيعي في ديني وأصلي بمكة ثم داري عسقليه بأطيب مولد وأعز فخراً وأحسن مذهب سمّوا البريّه (1)

بل يصرّح في شعر آخر بالرفض، وكان يردده كثيراً، فقد رووا عن

تلميذه الربيع بن سليمان ، قال : خرجنا مع الشافعي من

فلم ننزل وادياً ولم نصعد شِعْباً إلا سمعته قال :

(1) مناقب الشافعي - للفخر الرازي - : 51 .

مكة نريد منى ،

ص: 73

74

تراثنا / 49

يا راكباً قف بالمحصب من منى وأهتف بقاعد خيفها والناهض سَحَراً إذا سار الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفايض

فليشهد الثقلان أنّي رافضي )

إن كان رفضاً حب آل محمد

أما أنها غير موجودة في ديوانه المطبوع فالسبب معلوم ! أو أنّ الأئمّة الناقلين لأشعاره كذبوا عليه !! فهم المذنبون !!

(1)

وأمّا أنّ الدليل الأظهر على النحل ، فهو أنّه لا يمكن للشافعي أن يقول : ( وأمسكت حبل الله ) فإنّ الفصحاء ، بل البسطاء في علم العربية ، يعرفون أنّ الفعل (أمسك) يتعدّى بالباء لا بنفسه ، فهل يجوز هذا الغلط

»

على مثل الشافعي إمام الفصحاء ، ومن كان كلامه حُجّةً في اللغة ؟! .

ففيه

أوّلاً : إنّ الّذين نسبوا إليه هذا الشعر وأمثاله قوم عرب فصحاء ، وهم من أتباعه في المذهب ، فلو كان هذا الشعر لا يناسب شأن الشافعي في اللغة لما نسبوه إليه . وثانياً : إذا صحت النسبة ، وكان كلامه حُجّةٌ في اللغة ، كان دليلاً

على تعدّي «أمسك بنفسه كتعديه بالباء . وثالثاً : كأن هذا الرجل لا يقرأ القرآن ! أليس الله تعالى يقول :

... أَيُمْسِكُهُ على هون أمْ يَدُسُّهُ في التُرابِ ...) (2) ؟!

(1) معجم

2)

الأدباء 387/6 ، طبقات الشافعية - للسبكي - 158/1 ، الوافي بالوفيات 178/2 ، النجوم الزاهرة 177/2 . وفي بعضها بدل «سار» في البيت الثاني «فاض ) .

(2) سورة النحل 16 : 59

ص: 74

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (8)

و أمَّن هذا الذي يَرزُقكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ... ) (1) ؟!

(2)

و ... ولَئنْ زالَنا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ... ) (2)؟!

vo...

فلماذا كل هذا السعي لإنكار فضائل أهل البيت عليهم السلام

ومناقبهم ؟ !

وإلى متى يريد أهل الضلال البقاء على ضلالتهم ؟ !

(1) سورة الملك 67: 21 (2) سورة فاطر 35 : 41 .

للبحث صلة ...

ص: 75

الإبادة

لحكم الوضع على حديث :

ذِكْرُ عَلى عبادة

السيد حسن الحسيني

آل المجدد الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله تعالى وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، وصلّى الله

على سيدنا محمّد وعلى آله وخيرة صحبه

أمّا بعد :

فهذا جزء أفردته للكلام على حديث «ذكر علي عبادة» وبيان رتبته

والردّ على من حكم بوضعه وعدم ثبوته ، ووسمته ب- «الإبادة لحكم الوضع على حديث : ذِكْرُ على عبادة».

والله تعالى أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً

ويرزقنا اجتنابه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

ص: 76

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر علي العبادة»

vv....

اعلم - هداك الله وأرشدك ، وأيدك بتأييده وسدّدك - أن هذا الحديث

رواه الحسن بن صابر الكسائي الكوفي، عن وكيع بن الجراح ، عن هشام

ابن عروة، عن أبيه ، عن عائشة .

وقد رُوي عنه من طريقين :

الأوّل : ما أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (1) قال : أخبرنا أبو الحسن السلمي ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو جابر يزيد بن عبد الله ، أنبأنا محمد بن عمر الجعابي ، أنبأنا عبد الله بن يزيد - أبو محمد - أنبأنا الحسن بن صابر الهاشمي ، أنبأنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكر علي عبادة .

وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس من هذا الطريق .

.

والثاني : ما أخرجه أبو الحسن بن شاذان في المناقب (2) قال : حدثني القاضي المعافى بن زكريا من حفظه ، قال : حدثني إبراهيم بن الفضل ، قال : حدثني الفضل بن يوسف ، قال : حدثني الحسن بن صابر ، قال : حدثني وكيع قال : حدثني هشام بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال

، رسول الله : ذكر علي بن أبي طالب عبادة . انتهى .

لا وقد اختلف الرادّون لهذا الحديث في علّته ، فأعله قوم من جهة

الإسناد، وردّه آخرون من جهة المتن ، ومنهم من

،

فيقع الكلام معهم في مقامين :

أبطله من

كلتا الجهتين ،

(1) تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - 2 / 408 ح 107

(2) المناقب : 128 ، المنقبة الثامنة والستون .

...VA

ص: 77

المقام الأول

في الكلام على سنده

.. تراثنا / 49

فنقول ، وبالله تعالى التوفيق :

(1)

قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1) : إسناده ضعيف وكذا قال العزيزي في السراج المنير وكأنّهما قلّدا في ذلك الحافظ جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير (3) حيث رمز لضعف الحديث . وقال السندروسي في الكشف الإلهي (3) : سنده واه ؛ وأخذه الألباني

وزاد عليه قوله : جداً (4)

قلت :

لم يتهموا من رجال الإسناد - في ما وقفت عليه من كلامهم - إلا الحسن بن صابر ، وأعلوا الحديث به، وجعلوا الآفة فيه منه ، ومعوّلهم في

ذلك كلام ابن حبّان فيه ، فلنذكره ولنبيّن زيفه بحول الله وقوته

أهل

قال في كتاب المجروحين (5) : الحسن بن صابر الكسائي من الكوفة ، يروي عن وكيع بن الجراح وأهل بلده ، روى عنه العراقيون ، منكر

(1) التيسير بشرح الجامع الصغير 20/2 (2) الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير 2 / 665 ح

(3) الكشف الإلهي 358/1

(4) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 216/4 .

(5) كتاب المجروحين 1 / 239

. 4332

ص: 78

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي العبادة»

V1....

الرواية جداً عن الأثبات، ممّن يأتي بالمتون الواهية عن الثقات بأسانيد

متصلة . انتهى .

ثم ساق له حديثاً مرفوعاً عن وكيع ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة .

(1)

وقال الذهبي بترجمته في ميزان الاعتدال (1) : الحسن بن صابر

الكسائي عن وكيع قال ابن حبان : منكر الحديث . انتهى .

، ولم يتكلم فيه أحد من أئمة الجرح والتعديل سوى ابن حبان ، ولم يُترجم في غير كتابه ، وأما الذهبي فإنّه مقلّد له في ذلك ، فلا اعتداد بكلامه .

ފޓ

ذلك فإن جرح ابن حبّان للكسائي مردود من وجوه : الأول : أن ابن حبّان - هو نفسه - متهم مجروح ، بل رُمي بالعظائم ومن قلة حيائه وعدم تعظيمه لحرمة رسول الله تكلمه في علي بن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام ، وقوله : إنّه يروي عن أبيه العجائب كأنه

كان يهم ويخطئ - كما حكاه أبو سعد السمعاني في الأنساب (2)

وعلى من لا يحترم العترة الطاهرة من الله ما يستحقه (3) . وحكى الذهبي بترجمته في ( الميزان ) و (التذكرة ) (4) عن أبي عمرو ابن الصلاح في طبقات الشافعيّة أنّه قال : غلط الغلط الفاحش في تصرفاته .

قال الذهبي : صدق أبو عمرو ، له أوهام يتبع بعضها بعضاً . انتهى .

قلت :

وسيأتي - بعد هذا إن شاء الله - ذكر جملة من أوهامه في نقد الرجال .

(1) میزان الاعتدال 496/1 .

(2) الأنساب 74/3 - الرضا - ، تهذيب التهذيب 244/4

-

(3) فتح الملك العلى : 130 - 131

(4) میزان الاعتدال 507/3 ، تذكرة الحفاظ 921/3

ص: 79

... 80

... تراثنا / 49

ومَن كان هذا حاله كيف يعول اللبيب على كلام انفرد به ، ولا متابع

له عليه إلّا من اغتر به ؟ !

فتنبه - يرحمك الله

الثاني : أنّ الجهابذة النقاد ، وأئمة الرجال والإسناد قد تكلموا في جرح ابن حبّان للرواة ، وبيّنوا غلطه فى كثير من أحكامه ، فلنسرد هنا نتفاً

من ذلك ، لينجلي لك وهي كلامه، وينكشف خطوه في حكمه وإبرامه ،

وَهْيُ

ولتذعن بصدق ما ادّعيناه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فمنها : قوله في أفلح بن سعيد - أبي محمد المدني -: يروي عن

الثقات الموضوعات ، لا يحل الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه بحال . انتهى .

وأفلح هذا احتج به مسلم والنسائي ، ووثقه ابن معين وابن سعد

.

وتنزّل الذهبي في ميزان الاعتدال (1) للردّ عليه ، فقال : ربما قصب (2)

الثقة حتى كأنّه لا يدري ما يخرج من رأسه . انتهى .

ومنها : قوله في سويد بن عمرو الكلبي : كان يقلب الأسانيد ، ويضع

على الأسانيد الصحاح المتون الواهية . انتهى .

ورده الذهبي في ( الميزان ) (3) فقال : أسرف وأجترأ .

وقال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (4) : أفحش ابن حبّان

القول فيه ، ولم يأتِ بدليل

وقد احتج به مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ووثقه ابن معين

(1) میزان الاعتدال 1 / 274 ، تهذيب التهذيب 233/1

(2) أي : عاب وشتم ، انظر : لسان العرب 11 / 178 مادة «قصب » .

(3) میزان الاعتدال 53/2

(4) تقريب التهذيب : 260

ص: 80

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر علي اللا عبادة »

والنسائي والعجلي . ومنها : طعنه في عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، وقد احتج به

أبو داود والنسائي وابن ماجة ، ووثقه ابن معين وابن شاهين . قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1) : وأما ابن حبّان فإنّه يقعقع كعادته ، فقال فيه : يروي عن قوم ضعفاء أشياء يدلُّسها عن الثقات ، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها ، فلما كثر ذلك في أخباره الزقت به تلك الموضوعات ، وحمل الناس عليه في الجرح ، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلّها بحال . انتهى . وتعقبه الذهبي بأنّه لم يرو في ترجمته شيئاً، ولو كان عنده له

موضوع لأسرع بإحضاره .

شيء

قال : وما علمتُ أن أحداً قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا : إنّه يدلس عن الهلكي ، إنما قالوا : يأتي عنهم بمناكير ، والكلام في الرجال

لا يجوز إلا لتام المعرفة تامّ الورع . انتهى .

قلت :

أمين نظر الإنصاف والتحقيق في هذا الحرف الأخير من كلامه ، وليته

منه ،

بادر للردّ على أبن حبّان - في ترجمة ابن صابر - بمثل هذا ، بل بأقل مع أنّ القدح فيه أخف وأيسر من جرح الطرائفي ، لكن هيهات أن تطاوعه نفسه على ذلك ، بل أقرّ أبن حبّان على جرحه المجروح لكون الرجل روى حديث الباب ، وتلك (شنشنة أعرفها من أخزم ) .

بل ظنّي أن الكسائي لو كان يسلم من طعن أبن حبّان لما كان يسلم

(1) میزان الاعتدال 45/3 - 46 .

ص: 81

...AY

. تراثنا / 49

من لسان ذلك الشامي الخبيث ، الذي يغيظ ويستشيط ويأخذه الزَمَع إذا مرّ على منقبة من مناقب الإمام علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وأهل البيت الطيبين الطاهرين الكرام ( قل موتوا بغيظكم إنّ الله عليمٌ بذات الصدور ) )

(1)

ومن سرح نظره في تراجم رواة الفضائل من (الطبقات) و(الميزان) لشاهد بالعيان كيف يُجنّ الذهبي ويأخذ في وصم الرجل وطعنه وسبّه من غير ذنب ، عدا روايته الفضائل والمناقب، نسأل الله السلامة من مخازي

النواصب .

ومنها قوله في محمّد بن الفضل السدوسي - المعروف بعارم -

: شيخ البخاري، وقد احتج به الستة ووثقه أبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي ،والعجلي ، وروى عنه البخاري أكثر من مائة حديث ، كما حكاه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (2) في تهذيب التهذيب (2) عن الزهرة ) : اختلط في آخر ( - عمره وتغير حتّى كان لا يدري ما يحدّث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكب عن حديثه في ما رواه المتأخرون ، فإن لم يعلم هذا من هذا تُرك الكُلّ ، ولا يحتج بشيء منها . انتهى .

.

وتعقبه الذهبي فقال : لم يقدر أبن حبّان أن يسوق له حديثاً منكراً ،

فأين ما زعم ؟ !

وقال أيضاً - بعد ذكر توثيقه عن الدارقطني - : فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأتِ بعد النسائي مثله ، فأين هذا القول من قول أبن حبّان

الخسّاف المتهوّر ؟ !

(1) سورة آل عمران 3 : 119 . (2) تهذيب التهذيب 5 / 269 .

ص: 82

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي لا عبادة »

قلت :

فعلم من هذا أنّ ابن حبّان قد يطلق القول في الراوي من دون

مستند ، فكيف يقبل جرحه للرواة ؟!

وإذا تأملت ما سُقناه لك هنا لا أراك تتوقف في ردّ كلامه في الحسن ابن صابر ، لا سيما وأنه متهم في مثل هذا الكوفي ، لأنه روى حديثاً في فضل ذكر أمير المؤمنين الإمام على عليه الصلاة والسلام ، وأبن حبّان وأضرابه ممن لا يطيبون نفساً بسماع ذلك ، ولا يطيقون السكوت عليه - كما ستعرف إن شاء الله تعالى ..

..

الثالث : أن أبن حبّان له أوهام كثيرة يتبع بعضها بعضاً - كما قال الذهبي - ، فيذكر الرجل في المجروحين ثم يذكره في الثقات ، وهذا تناقض بين، وتسامح غير هين ، فلذا أوجبت كثرة أوهامه سقوط كلامه !

فمن ذلك : ذكره دهثم بن قران في الكتابين (1) ، قال الذهبي في ( الميزان ) (2) : فذكره في الثقات فأساء ، وقد ذكره أيضاً في الضعفاء فأجاد .

ومن ذلك : ذكره زياد بن عبد الله النميري في المجروحين

و الثقات (3) ، قال الذهبي (4) : فهذا تناقض .

ومن ذلك : ذكره عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت في كتابيه (5) ،

295/1

(1) المجروحين 1 / 295 ، الثقات 293/6

(2) میزان الاعتدال 29/2

(3) كتاب المجروحين 306/1 ، الثقات 255/4 - 256

(4) میزان الاعتدال 91/2

(5) كتاب المجروحين 2/ 55 ، الثقات 95/5

.... AE

ص: 83

.. تراثنا / 49

(1)

قال الذهبي (1) : قال ابن حبّان : فحش خلافه للأثبات فاستحق الترك، وذكره أيضاً في الثقات ، فتساقط قولاه .

ومن غرائب أوهامه ما ذكره في ترجمة بشر بن شعيب بن أبي حمزة الحمصي ، قال الحافظ ابن حجر : قال ابن حبان في كتاب الثقات : «كان متقناً ثمّ غفل غفلة شديدة فذكره في الضعفاء ، وروى عن البخاري أنه

قال : تركناه . قال ابن حجر وهذا خطأ من أبن حبّان : نشأ عن حذف ؛ وذلك أن

: البخاري إنما قال في تاريخه : تركناه حيّاً سنة اثنتي عشرة فسقط من نسخة أبن حبّان لفظة ( حيّاً» فتغيَّر المعنى . انتهى (2)

الرابع : أن أبن حبّان من المتعنتين المشدّدين الذين يجرحون الراوي بأدنى جرح، ويطلقون عليه ما لا ينبغي إطلاقه عند أولي الألباب، كأبي حاتم والنسائي وابن معين وأبن القطان ويحيى القطان وغيرهم ، فإنّهم

معروفون بالإسراف في الجرح والتعنت فيه .

ومن كان من الجارحين هذا ديدنه فإنّ توثيقه معتبر ، وجرحه مردود ،

إلا إذا وافقه غيره ممن يُنصف ويُعتبَر - كما قال أبو الحسنات عبد الحي

(3)

اللكنوي في الرفع والتكميل (3) .

قلت :

ولم يوافق أبن حبّان على جرحه الحسن بن صابر أحدٌ - والله الحمد -

(1) میزان الاعتدال 552/2 .

(2) التاريخ الكبير 2 / 76 رقم 1743 ، هدي الساري - مقدّمة فتح الباري - : 412 .

(3) الرفع والتكميل : 274 .

ص: 84

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي اللا عبادة» العبادة ...

ممّن يُنصف ويُعتبَر .

85

وقال أيضاً (1) : لا يحل لك أن تأخذ بقول كلّ جارح في أي راو كان ، (1) وإن كان ذلك الجارح من الأئمة، أو من مشهوري علماء الأمة ، فكثيراً ما يوجد أمر يكون مانعاً من قبول جرحه ، وحينئذ يحكم بردّ جرحه . انتهى . وقال في الأجوبة الفاضلة (2) : ابن حبّان له مبالغة في الجرح في بعض

المواضع

قلت :

حسبك شهادة هذا الخريت المتضلّع والناقد المضطلع دليلاً على ردّ جرح ابن حبّان وأمثاله من المتعنتين المشدّدين، كيف لا وشهد شاهد

33

من أهلها ) (3) .

الخامس : أن يقال : إن وصف ابن صابر بكونه منكر الحديث ماذا

أراد به ؟

فإن عنى أنه روى حديثاً واحداً ، فهذا غلط فاحش ، لأن أبن حبّان نفسه روى له في كتاب المجروحين حديثاً آخر غير حديث الترجمة - كما مر - بل ظاهر قوله : «إنّه يروي عن أهل بلده يعني الكوفة ، يقتضي

أحاديثه ، فتدبر .

وإن قصد بقوله : منكر الحديث أنه لا تحل الرواية عنه - كما حكي

عن البخاري - فإنّ ذلك جرح مبهم ، يُردّ عليه ، إذ لا يعرف للحسن بن

(1) الرفع والتكميل : 265 (2) الاجوبة الفاضلة : 179 . (3) سورة يوسف 12 : 26 .

ص: 85

...AT 86

. تراثنا / 49

صابر ما يوجب ردّ حديثه جملةً ، بل لو صرّح ابن حبّان بذلك لم يؤخذ به ، فقد رُدّ عليه مثله - كما مرّ آنفاً - .

وإن أراد بذلك الفرد الذي لا متابع له - كما أطلقه أحمد بن حنبل -

فإنّه منقوض بمتابعة غيره له - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - على أنه لا يلزم من روايته المناكير - لو سُلّم - أن يكون ممن لا يُحتجّ به ، كما قال الذهبي بترجمة أحمد بن عتاب المروزي من (الميزان) (1) : ما كلّ من روى المناكير يضعف

(2)

وقال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (2) : لو كان

من روى شيئاً منكراً استحق أن يُذكر في الضعفاء لما سلم من المحدثين

أحد ، لا سيما المكثر منهم . انتهى .

"

وقال ابن دقيق العيد (3) : قولهم : روى مناكير لا يقتضي بمجرّده ترك

روايته ، حتى تكثر المناكير في روايته . انتهى .

قلت :

وأنّى لابن حبّان إثبات ذلك في حق الكسائي ، ومنه تعرف أن رميه الرجل بنكارة الحديث فيه تساهل ، بل هو منكر من القول وزور ، فلا ينبغي

أن يعرّج عليه ، ولا يركن إليه ، والله المستعان

السادس : هب أن ابن حبّان صادق في قوله، لكن رمي الراوي

بنكارة الحديث لا يوجب بإطلاقه ردّ حديثه، والحكم عليه بالوضع - كما

(1) میزان الاعتدال 1 / 118 .

(2) لسان الميزان 2/ 308 . (3) فتح الملك العليّ : 135

31

ص: 86

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي الا عبادة» توهم الخصوم - لأنّه لم يُتّهم بالكذب ، ولا بوضع الحديث .

AV ....

قال الشيخ الإمام تقي الدين السبكي : إنّ ممّا يجب أن يُتنبه له أن

حكم المحدثين بالإنكار والاستغراب قد يكون بحسب تلك الطريق ،

فلا يلزم من ذلك ردّ متن الحديث . انتهى )

.

(1)

قلت :

معناه ، ومع

ذلك

وكم من راءٍ قيل فيه منكر الحديث أو ما في معن- احتج به الشيخان في الصحيحين، وغيرهما من أرباب السنن من دون

تريث ولا مبالاة بما وصم به ، وهاك منهم على سبيل الإجمال : 1 - أحمد بن شعيب بن سعيد الحبطي ، روى له البخاري والنسائي

وأبو داود . قال أبو الفتح الأزدي : منكر الحديث ، غير مرضي .

2 - وأسيد بن زيد الجمال ، روى عنه البخاري في الرقاق . قال ابن حبّان : يروي عن الثقات المناكير ، ويسرق الحديث ، بل قال

ابن معين : حدّث بأحاديث كذب .

3 - وتوبة بن أبي الأسد العنبري، روى له الشيخان وأبو داود

والنسائي .

قال الأزدي : منكر الحديث .

4 - وحسّان بن حسان - وهو حسّان بن أبي عباد البصري - روى عنه

البخاري .

قال أبو حاتم : منكر الحديث .

(1) شفاء السقام في زيارة خير الأنام : 29

... تراثنا / 49

ص: 87

... 88

ه - وحميد بن الأسود البصري ، روى له البخاري وأصحاب السنن .

قال أحمد بن حنبل : ما أنكر ما

يجيء به !

6 - وخيثم بن عراك بن مالك الغفاري، روى له البخاري ومسلم

والنسائي

قال الأزدي : منكر الحديث .

7 - وعبد الرحمن بن شريح بن عبد الله بن محمود المعافري ، عبدالله

احتج به الجماعة .

قال ابن سعد : منكر الحديث

8 - والمفضّل بن فضالة القتباني القتباني المصري ، اتفق الجماعة على

الاحتجاج به . قال ابن سعد : منكر الحديث .

9 - وموسى بن نافع الحناط ، روى له الشيخان والنسائي وأبو داود. .

قال أحمد بن حنبل : منكر الحديث .

فلو كان قولهم : منكر الحديث موجباً لطرح حديث الراوي للزم إبطال جملة وافرة من أحاديث الكتب الستة وغيرها، ولا يلتزم به منهم

أحد .

ولمّا أعل ابن الجوزي حديث أنس - عند الترمذي : «اللهم أحيني

-

مسكيناً ، وأمتنى مسكيناً ، وأحشرني في زمرة المساكين، بقوله : لا يصح ، لأن فيه الحارث بن النعمان ، منكر الحديث ؛ تُعقب بأن ذلك لا يقتضي الوضع - كما في تنزيه الشريعة المرفوعة (1) لابن عرّاق ..

(1) تنزيه الشريعة المرفوعة 304/2

ص: 88

19 ....

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي الله عبادة » فلو سلَّمنا قول ابن حبّان في الحسن بن صابر وصدقناه ، فإن حديثه

هذا ليس منكراً ، لوجود المتابع ، فلا وجه لردّ حديثه جملةً . ولعل في إيراد ابن حبّان حديثاً آخر في ترجمته - شاهداً على

مقالته - دون حديث الباب إشعاراً بما ذكرنا ، والله أعلم .

وبالجملة :

فقوله في الرجل منكر الحديث لا يدل على أنّ كلّ ما رواه منكَر حتى هذا الحديث - كما مر عن الذهبي - بل جاز أن يراد به أن له مناكير وقعت في أحاديثه ، كما قالوا ذلك في جماعة ، كإبراهيم بن المنذر الحزامي ، والحكم بن عبد الله البصري، والفضل بن موسى السيناني ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى - الذي إليه المرجع في حديث إنما الأعمال بالنيات - ومحمد بن طلحة بن مصرف الكوفي .

وهؤلاء احتج بهم البخاري وغيره ، فتبين فساد رأي من ردّ الحديث من المتأخرين اغتراراً بكلام ابن حبّان ، وأنكشف وهن قول الألباني : إنّ الحسن هذا متهم ، ووهي. وكذا تعقبه على المُناوي - إذ أعل حديث الترجمة في فيض القدير (1)

بقول ابن حبان : بأن ذلك يقتضي أن إسناده ضعيف جداً، وأن قوله في

-

التيسير : إسناده ضعيف غاية في التقصير

(2)

هذا مع جزمه سابقاً بأن الحديث موضوع

(1) فيض القدير 565/3

(2) سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة 217/4 (3) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 216/4

(3)

ص: 89

90

. تراثنا / 49

ومن هنا تذعن بضعف هذا الألباني في هذا العلم الشريف وقصوره

فيه ، وعدم اتباعه للمتقرّر عند أهله ، إذ حكم على الحديث أولاً بأنه موضوع - وهو شرّ الضعيف، لأنّه لا درجة بعده مطلقاً - ثمّ ذكر أنّ إسناده ضعيف جداً، وهذا تناقض عظيم، وجهل كبير يعلمه طلبة نخبة الفكر لأنّ السند الضعيف لا يصل أن يكون به الحديث موضوعاً ، بل يحتمل أن يكون واهياً يرتفع إلى درجة الضعيف ، بخلاف الحديث الموضوع ، فإنّه لا يرتفع إلى درجة الضعيف مطلقاً ، ولا تنفع فيه المتابعات والشواهد - كما أفاد شيخنا أبن الصديق أدام الله حراسته (1) ..

السابع : أنّ ممّا يكاد أن يُقطع به أن أبن حبّان لم يقل في ابن صابر منكر الحديث جداً إلا لكونه كوفيّاً روى في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وهذا عنده ذنب لا يغفر ، وبمثله يُرمى الرجل بالتشيّع فيُردّ حديثه ، وهذه عادة النواصب اللئام - قبّحهم الله تعالى وأخزاهم - في أكثر ما روي من مناقب آل النبي الله ، وقلوبهم المنكرة تنكر ما ثبت في ذلك ، حتى إن أحدهم إذا لم يجد مطعناً في الإسناد قال - متعنتاً - : في النفس من هذا الحديث شيء ، أو : إن القلب ليشهد ببطلانه وما ذلك إلا من جفائهم للعترة الطاهرة المطهرة ، وسعيهم في إطفاء نور الله

تعالى - والعياذ بالله

ومن تتبع كلام الغويّ الجوزجاني وابن قايماز التركماني وأضرابهما من ألداء النواصب أذعن لما قلنا، أمّا فضائل خصومهم التي ما أنزل الله بها

سلطان فلا ترى فيها شيئاً من ذلك التشدّد المقيت ، والتقول السخيف

من

(1) بیان نکث الناكث : 34

ص: 90

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي الا عبادة » العبادة » ...

91...

هم أعلم الخلق بكذبها وبطلانها، لكنّ حبّ الشيء يُعمي ويُصمّ، وهوان آل محمد ال على هؤلاء الأجلاف الجفاة حملهم على ذلك ، فلا حول

والدر

ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

وأما قول السندروسي في كتابه الكشف الإلهي عن شديد الضعف

والموضوع والواهي (1) - في حديث الباب -: إن سنده واءٍ . فليس بشيء ؛ لأنّه فسر الواهي : بأنه ما يوجد في سنده كذابان أو

ا

أكثر ، قال : يعني في كل طريق من طرقه (2) . انتهى .

وليت شعري ، كيف وهى السند مع عدم اشتماله على كذاب واحد ، فضلاً عن كذابَيْن ، فضلاً عن تحقق ذلك في كل طريق من طرقه ؟ ! فناقض

بذلك نفسه !

وقد تحصل - ممّا مر - أن ابن صابر الكسائي غير مطعون فيه ، وأن جرح ابن حبّان إيّاه بنكارة الحديث - مع تفرّده به واختلافهم في قبول الجارح الواحد - مردودٌ عليه، لما بينا من حاله في جرح الرواة، ومبلغ

ذلك عند الأئمّة النقاد .

فإن قال قائل :

يلزم مما قرّرت أن يكون الحسن بن صابر في عداد المجهولين .

قلنا :

لا يضره ذلك ، لأنّ المراد إما جهالة العين أو جهالة الوصف .

(1) الكشف الإلهى 358/1

(2) الكشف الإلهي 1 / 65 .

ص: 91

..... AY

... تراثنا / 49

فإنْ أُريد جهالة العين - وهو غالب اصطلاح أهل هذا الشأن في هذا الإطلاق - فذلك مرتفع عنه ، لأنه قد روى عنه عبد الله بن يزيد والفضل بن يوسف القصباني ، وبرواية اثنين تنتفي جهالة العين ، فكيف برواية العراقيين عنه - كما ذكر ابن حبّان في ترجمته - مضافاً إلى أنه عرفه فوصفه بما ذكره . وإن أُريد جهالة الوصف ، فغاية الأمر أنه مستور ، لأن ظاهر أمره على العدالة ، وقد قبل روايته - أعني المستور - جماعة بغير قيد (1) كأبي حنيفة

وتبعه ابن حبّان - إذ العدل عنده من لا يُعرف فيه الجرح . قال : والناس في أحوالهم على الصلاح والعدالة ، حتى يظهر منهم

-

ما يوجب الجرح - كما في شرح الشرح (3) للقاري .. قال أبو عمرو بن الصلاح يشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم وتقدرت الخبرة الباطنة بهم(3)، وصححه النووي في شرح المهذب كما في تدريب الراوي (4) وقال في علوم الحديث (5) : حكى الإمام أبو المظفّر السمعاني وغيره عن بعض أصحاب الشافعي (6) : أنّه تُقبل رواية المستور وإن لم تقبل

हैं पु

(1) كما في نزهة النظر - شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر

الرحموت بشرح مسلم الثبوت 146/2 .

(2) شرح الشرح - للقاري - : 154

(3) علوم الحديث : 112

(4) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 268/1

(5) علوم الحديث : 33

-

1، فواتح

(6) وهو سليم بن أيوب الرازي ، كما يُعلم من علوم الحديث : 112 ، جمع الجوامع لابن الشبكي - 2 / 150 ، المطبوع مع «حاشية البنّاني» و «تدريب الراوي»

-

للحافظ السيوطي - 1 / 268

ص: 92

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي لا عبادة » العبادة ...

شهادته .

قال ابن الصلاح : ولذلك وجه متجه . انتهى .

qr...

وقال أيضاً : الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستورٍ لم تتحقق أهليته، غير أنّه ليس مغفلاً كثير الخطأ في ما يرويه ، ولا هو متهم بالكذب - أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث - ولا سبب آخر مُفسِّق ، ويكون متن الحديث مع ذلك قد عُرف ، بأن رُوي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله ، أو بما له وهو ورود حديث آخر بنحوه - فيخرج بذلك عن أن يكون .

شاهد

من

شاذاً أو منكراً (1) .

قال : وكلام الترمذي على هذا القسم يتنزّل . انتهى .

قلت

فجهالة حال ابن صابر - بل حتى التكلّم فيه بنكارة الحديث - لا تضره في المقام ، إذ قد توبع على حديثه من طريق حمدان بن المعافى فبان ، أنه لم يتفرد به وقد روى هذه المتابعة الإمام الحافظ الفقيه ابن المغازلي الشافعي في ( المناقب ) (2) ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار - الفقيه الشافعي - بقراءتي عليه فأقر به ، قلت : أخبركم أبو محمد بن محمد بن عثمان المزني - الملقب بابن السقا - الحافظ

عبد الله

وهو مذهب ابن فَوْرَك أيضاً ، كما في جمع الجوامع 2/ 150

(1) علوم الحديث : 31

(2) مناقب علي بن أبي طالب - لابن المغازلي - : 195 - 196 . العليا

..92

ص: 93

. تراثنا / 49

الواسطي،

،

قال : حدثني محمد بن علي بن معمّر الكوفي ، حدثنا حمدان بن المعافى ، حدثنا وكيع ، عن هشام بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله : ذكر على عبادة .

13..

وهذه متابعة تامة ثبت بها خروج الحسن بن صابر من عهدة الحديث ، وزالت عنه التهمة ، وظهر أنّه لا يدور عليه - خلافاً لما توهمه

المبطلون .. أما أبو جعفر حمدان بن المعافى الصبيحي ، مولى جعفر بن محمد

الصادق ، فقد روى عن موسى الكاظم ع الله وأبي الحسن الرضا لالالا

ليل الله لالالالالام

وقد دَعوا له .

وأما صاحبه أبو الحسين محمد بن علي بن معمر الكوفي ، فقد ذكر الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي رحمه الله تعالى في ( رجاله ) : أن التلعكبري

منه سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة .

Į Į

فإن قال قائل :

قد قرّروا أن الداعية إذا روى ما يؤيّد مذهبه فإن حديثه يُردّ بالإجماع.

قلنا :

إنّ هذه حيلة احتالها النواصب - أعداء الله وأعداء رسوله ا - لردّ أحاديث الفضائل والمناقب الواردة في عليّ وعترته الزكية ، فزعموا أن راويها إذا كان متشيّعاً فإن حديثه ،مردود ، ولكن هذا كلّه - والله - باطل من رأسه ، فلا تشيّع الراوي يوجب ردّ حديثه ، ولا روايته في فضل علي وآله

وهل يروي فضائلهم إلا شيعتهم ومحبّوهم ؟!

ص: 94

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي عالي عبادة»

...

95

وهل يُعقل أن يحدّث بها - عن طوع - مَنْ عاداهم وناواهم ، ممّن

أقام دهره على نصبهم وعداوتهم ؟!

اللهم لا .

ا تجھے

ولو كان تشيّع الراوي قادحاً لما أخرج الشيخان في الصحيحين عن جمع الحافظ ابن حجر أسماء من روى لهم

جماعة من المتشيعين ، وقد البخاري منهم ، فسمّى نحو السبعين ، قال ابن الصديق وما أراه استوعب (1)

وأما صحيح مسلم ، ففيه أكثر من ذلك بكثير ، حتى قال الحاكم : إن

كتابه ملان من الشيعة

وقد روى الإمام أحمد في مسنده) عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني ما لعله يبلغ نصف مسنده ، وحكى الذهبي في تذكرة الحفاظ (2) عن أبي أحمد الحاكم ، قال : سمعت أبا الحسين الغازي يقول :

سألت البخاري عن أبي غسّان .

فقال : عمّ تسأل عنه ؟

قلت : شأنه في التشيع .

فقال : على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين ، ولو رأيتم عبيد الله

وأبا نعيم وجميع مشايخنا الكوفيين لما سألتموني عن أبي غسان - يعني

لشدتهم في التشيع ..

وأعترف الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (3) بترجمة أبان بن تغلب :

(1) فتح الملك العلى : 106 (2) تذكرة الحفاظ 978/3

(3) میزان الاعتدال 1 / 5

... تراثنا / 49

ص: 95

...

.97

بأنه لو رُدّ حديث المتشيّعين مطلقاً لذهبت جملة من الآثار النبوية ، قال :

وهذه مفسدة بيّنة .

وقد قبل جماعة من الأئمة كالثوري وأبي حنيفة وأبي يوسف وأبن أبي ليلى وآخرون رواية المبتدع مطلقاً، سواء كان داعية أو لم يكن ، بل نُقل عن جماعة من أهل الحديث والكلام قبول رواية المبتدعة - ولو

كان كافراً ببدعته ..

وأحتج الشيخان والجمهور بأحاديث الدعاة كحريز بن عثمان ،

وعمران بن حطان ، وشبابة بن سوار ، وعبد الحميد الحماني وأضرابهم . إذا تقرّر هذا ، تبيَّن لك إغراب أبن حبّان والحاكم في حكاية الإجماع على اشتراط عدم كون الراوي داعية في قبول رواية المبتدع ، وهو باطل في نفسه ، مخالف لما هم مجمعون عليه في تصرفهم، وإنّما نشأ ذلك عن تهوّر وعدم تأمّل - كما قال الحافظ أبو الفيض بن الصديق -.

وأمّا اشتراط كونه روى ما لا يؤيد بدعته فهو من دسائس النواصب التي دشوها بين أهل الحديث ليتوصلوا بها إلى إبطال كل ما ورد في فضل علي الله ، وذلك أنّهم جعلوا آية تشيّع الراوي وعلامة بدعته هو روايته فضائل علي الله ، ثمّ قرّروا أنّ كلّ ما يرويه المبتدع مما فيه تأييد لبدعته فهو مردود - ولو كان من الثقات - والذي فيه تأييد التشيع - في نظرهم - هو فضل علي الهلال وتفضيله ، فيتنج من هذا أن لا يصح في فضله حديث - كما صرّح به بعض من ألقى جلباب الحياء عن وجهه من غلاة النواصب كابن تيمية وأضرايه ..

قال الإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن الصديق في فتح الملك

ص: 96

AV ...

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي علي عبادة » العبادة ....

العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم على الالالالالا (1) : وقد راجت هذه الدسيسة على أكثر النقاد ، فجعلوا يثبتون التشيّع برواية الفضائل ، ويجرحون راويها بفسق التشيّع ، ثمّ يردّون من حديثه ما كان في الفضائل ، ويقبلون منه ما سوى ذلك .

ولعمري إنّها دسيسة إبليسيّة ، ومكيدة شيطانية ، كاد ينسد بها باب الصحيح من فضل العترة النبوية ، لولا حكم الله النافذ ( والله غالب على أمره ) (2) ، ( يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) (3)

قال : وأوّل علمته صرّح من صرح بهذا الشرط - وإن كان معمولاً به في عصره - إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وكان من غلاة النواصب ، بل قالوا :

إنه حريزي المذهب، على رأي حريز بن عثمان وطريقته في النصب . قال : وهذا الشرط لو اعتبر لأفضى إلى ردّ جميع السُنّة ، إذ ما من راو إلا وله في الأصول والفروع مذهب يختاره ، ورأي يستصوبه ويميل إليه ، ممّا غالبه ليس متفقاً عليه ، فإذا روى ما فيه تأييد لمذهبه وجب أن يُردّ - ولو كان ثقةً مأموناً - لأنّه لا يُؤْمَن عليه حينئذٍ غلبة الهوى في نصرة مذهبه ، كما لا يُؤْمَن على المبتدع الثقة المأمون في تأييد بدعته . فكما لا يُقبل من الشيعي شيء في فضل علي لالالالالالا ، كذلك لا يقبل من غيره شيء في فضل أبي بكر ، ثم لا يقبل ما فيه دليل التأويل ، ولا من السلفي ما فيه دليل التفويض ، ثم لا يقبل من الشافعي ما فيه تأييد مذهبه ،

(1) فتح الملك العليّ : 109 (2) سورة يوسف 12 : 21

(3) سورة التوبة 9 : 32

.. تراثنا / 49

ص: 97

...9A

ولا من الحنفي كذلك ، وهكذا بقية أصحاب الأئمة الذين لم يخرج مجموع

الرواة بعدهم عن التعلّق بمذهب واحدٍ من مذاهبهم أو موافقته .

وحينئذ فلا يقبل في باب من الأبواب حديث إلا إذا بلغ رواته حدّ التواتر ، أو كان متفقاً على العمل به، وذلك بالنسبة لخبر الآحاد وما هو

مختلف فيه قليل .

وبذلك تُردّ السُنّة أو ينعدم المقبول منها ، وهذا في غاية الفساد، فالمبني عليه كذلك ، إذ الكل يعتقد أن مذهبه ورأيه صواب ، وكونه باطلاً

وبدعةً في نفسه أمر خارج عن معتقد الراوي .

ولهذا لم يعتبروا هذا الشرط ولا عرّجوا عليه في تصرفاتهم أيضاً ، بل

احتجوا بما رواه الشيعة الثقات ممّا فيه تأييد مذهبهم .

... 3.

وأخرج الشيخان فضائل علي لالالالالالا من رواية الشيعة ، كحديث : أنت منّي وأنا منك أخرجه البخاري (1) من رواية عبيد الله بن موسى العبسي، الذي أخبر عنه البخاري أنّه كان شديد التشيع ، وحديث : «لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أخرجه مسلم (2) من رواية عدي بن ثابت ، وهو شيعي غالٍ ، داعية .

وهكذا فعل بقيّة الأئمة ، أصحاب الصحاح والسنن والمصنفات الذين لا يخرجون من الحديث إلا ما هو محتج به ، وصرّحوا بصحة كثير منها ، وذلك كثير لمتتبعه ، دالّ على بطلان هذا الشرط . انتهى .

بن

فلان بن

(1) صحيح البخاري : كتاب الصلح - باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان

فلان .. الخ - كتاب المغازي - باب عمرة القضاء . (2) صحيح مسلم : كتاب الإيمان - باب الدليل على أنّ حبّ الأنصار وعلي رضي

عنهم من الإيمان .

الله

ص: 98

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي علي عبادة»

99 ...

وإنّما سُقتُ لك كلام هذا الإمام الخرّيت - بطوله - لنفاسته ، وهو الحق الذي لا محيد عنه فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنّى تصرفون) (1) ، ولم أرَ مَن سبقه إلى هذا التمحيص الأنيق ، فاشدد عليه

يديك ، وعض عليه بناجذيك ، والله الموفق والمستعان (2)

فإن قلت :

ومع

ذلك فقد يقال : إن الحديث فرد مطلق ، تفرد به وكيع بن الجراح

في جميع طرقه ، عن هشام بن عروة، عن أبيه ، عن

عائشة .

قلت :

وإن كنت ستعرف أن الأمر ليس كما قيل ، لكن لو سُلّم فلا ضير في ذلك ، فإنّ وكيعاً متفق على ثقته ، وقد احتج به الجماعة ، ومن روى له الشيخان فقد جاز القنطرة - كما قاله الإمام أبو الحسن علي بن المفضّل

(3)

المقدسي فتفرّد مثل وكيع ليس بقادح البتة ، لأنّ الثقة إذا روى ما لم يروه غيره فمقبول إذا كان عدلاً ضابطاً حافظاً ، فإنّ هذا لو رُدَّ لرُدّت أحاديث كثيرة من هذا النمط ، وتعطّلت كثير من المسائل عن الدلائل - كما قال الحافظ

عماد الدين ابن كثير في اختصار علوم الحديث (4)

(1) سورة يونس 10 : 32 (2) انظر في ذلك أيضاً : دراسات في الجرح والتعديل : 2 - 153 ، لمحمد

ضياء الرحمن الأعظمي - ط دار الغرباء الأثرية بالمدينة المنورة سنة 1417 ه-

(3) هدي الساري : 403 ، تنزيه الشريعة المرفوعة 18/1 .

(4) اختصار علوم الحديث : 50 .

ص: 99

10

.... تراثنا / 49

وقال شمس الدین ابن قيم الجوزية (1) : إذا روى الثقة حديثاً منفرداً به ، لم يرو الثقات خلافه ، فإنّ ذلك لا يُسمّى شاذاً ، وإن اصطلح على تسميته شاذاً بهذا المعنى لم يكن هذا الاصطلاح موجباً لردّه ولا مسوّغاً له .

انتهى .

وقال الأمير الصنعاني في توضيح الأفكار (2) : إذا تفرّد الراوي بشيء نظر فيه ، فإن كان ما انفرد به مخالفاً لما رواه مَن هو أَوْلى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذاً مردوداً ، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره ، وإنّما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره فينظر في هذا الراوي المنفرد ، فإن كان عدلاً حافظاً موثوقاً بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد فيه . انتهى موضع الحاجة من كلامه .

ووكيع : إمام مقدَّم في الحديث، متصف - عند القوم - بجميع ما اشترطوه من الصفات بلا نكير، فلا ينبغي الطعن في حديث الباب من هذه الجهة ، والله ولي التوفيق . هذا كلّه بالإضافة إلى حديث الحسن بن صابر ومتابعته ، وقد روي الحديث أيضاً من طريق محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمّار ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ال - في حديث - قال : قال

ا رسول الله : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة (3) . الله

(1) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان : 160

(2) توضيح الأفكار ،4/2 ، بواسطة علوم الحديث لصبحي الصالح (3) رواه ابن شاذان الله في المناقب» المنقبة المائة / 163 ؛ ومن طريقه الخوارزمي في المناقب : 2 ، والحمويني في فرائد السمطين 19/1 ، وكذا أخرجه الصدوق

. 119

ابن بابويه الله في الأمالي : 119

ص: 100

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلى الله عبادة » العبادة ...

فإن قيل :

\.\...

الحمل فيه على الغلابي، لأنّه متهم ، وقال الدارقطني : يضع

الحديث . انتهى .

:قلت

هذا تعسف وإسراف من الدارقطني ، ولم يتابعه عليه أحد، بل إن الذهبي - على تعدّته وتشدّده - اقتصر في ميزان الاعتدال (1) على تضعيفه ، وحكى عن ابن حبّان أنه ذكره في الثقات وقال : يُعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة ، وقال : في روايته عن المجاهيل بعض المناكير (2) ، وقال أبن مندة

تُكلّم فيه . انتهى . ووجه طعنهم في الرجل غير خافٍ ، فإنّه كان من وجوه الشيعة بالبصرة ، وروى مناقب الآل وصنّف فيها ، ولذا قال فيه أبن النديم في الفهرست : كان ثقةً صادقاً

(3)

وقال القضاعي في مسند الشهاب (3) : محمد بن زكريا الغلابي رجل

حديثه حسن .

ولو جاز الأخذ بقول الدارقطني في الغلابي لجاز الأخذ بتضعيفه أبا حنيفة في الحديث (4) ، ولا يجيزون الأخذ به البتة ، بل يردّونه عليه ،

(1) میزان الاعتدال 550/3

(2) میزان الاعتدال 3/ 550 ، لسان الميزان 5 / 169 .

(3) مسند الشهاب 2/ 109

(4) كما في سنن الدارقطني 123/1 - باب ذكر قوله : « من كان له إمام فقراءة

الإمام له قراءة ، واختلاف الروايات في ذلك

ص: 101

... 102

.. تراثنا / 49

ويعدونه بغياً منه وإسرافاً (1) ، فكذا ينبغي طرح جرحه لمحمد بن زكريا ، على أنه لو صُدّق لم يجرِ في ما نحن فيه ، لعدم انفراد الرجل بحديث الباب

- كما عرفت -.

ولو سلم قولهم بضعفه ، فإن حديثه - بانفراده - يكون ضعيفاً ، وهو وإن كان حُجّة في المناقب إلّا أنّه يشتد ويعتضد بغيره من الأحاديث المتقدمة ، فترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن - كما سيأتي بيان ذلك

إن شاء الله تعالى -.

علمي

وص

وقد تكلّم النسائي في أبي حنيفة ، كما في بعض نسخ «ميزان الاعتدال » ، من الرفع والتكميل » ، وكذا الخطيب تكلّم فيه البغدادي في تاريخه ،

121

وتبعه أبن الجوزي .

(1) فواتح الرحموت 154/2 ، الرفع والتكميل : 70 وما بعدها .

ص: 102

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي الا عبادة »

تتمّة وتنبيه

` . ...

يقوى في النفس - والله أعلم - اتحاد محمد بن زكريا الغلابي

البصري مع محمد بن زكريا الأنصاري ، لوجوه :

الأوّل : اتحاد كنيتهما - كاسمهما - فقد كُنّي كل منهما في كتب الرجال

بأبي جعفر .

الثاني : أنّ ابن مندة قال في الأنصاري : تُكلّم في سماعه ، وقد مرّ

أنّه قال في الغلابي : تُكلّم فيه ؛ ولعلّه يعني سماعه الثالث : أنهما سمعا عبد الله بن رجاء الغداني . الرابع : أن أبا الشيخ الأصبهاني روى عن الأنصاري ، وأبا القاسم

کم بیچ

الطبراني عن الغلابي - وأبو الشيخ والطبراني متعاصران .. فإن ثبت ذلك ، فاعلم : أن أبا نعيم قال في محمّد بن زكريا

الأنصاري : صاحب أصول جياد صحاح (1) .

فإن كان هو الغلابي الغلابي فقد برئ بهذا أيضاً من طعن الدارقطني ، وإن كان

طعنه باطلاً مردوداً في نفسه ، والله المستعان

(1) لسان الميزان 5 / 168 .

104

ص: 103

. تراثنا / 49

المقام الثاني

في الكلام على متن حديث الباب

اعلم أن الحافظ جلال الدين السيوطي أورد الحديث في الجامع الصغير عن مسند الفردوس ، ورمز لضعفه - كما مرّ - ، وقد ذكر في خطبة كتابه أنه صانه عمّا تفرّد به وضاع أو كذاب - وإن قيل : إنّه أخل بشرطه -

لكنّ الحافظ أبا الفيض شهاب الدين أحمد أحمد بن الصديق الحسني

الغماري تعقبه في المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير (1).

فقال : لو روت عائشة هذا ما حاربت عليا الله . انتهى .

قلت:

هذه زلّة عظيمة ، قد كنا نرباً بصدروها عن مثله، لكن الجواد قد

يكبو ، والصارم قد ينبو ، والمعصوم من عصم الله تعالى .

كيف لا ؟! وهذه دعوى زائفة فاسدة، وحُجّة داحضة باردة ، لا تثبت عند البحث والتمحيص ، وليس هذا منه إلا محض تسرّع ، وجرأة في التهجّم والإقدام على ردّ الحديث بمجرد التوهّم ، وما كان هذا شأنه ولا ديدنه في الحكم على الأحاديث ، بل قد عاب هو في كتابه فتح الملك العلي جماعةً بذلك (2) ، وتراه هنا قد تورّط فيه ، نسأل الله العفو والعافية والمعافاة

الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، آمين .

(1) المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير : 66 .

(2) راجع : فتح الملك العلي : 137 - 140 .

ص: 104

الإيادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر علي الا عبادة » الالالالا ...

1.0...

وظنّي أنّه عزب عن خاطره ساعة الكتابة مخالفات أُمّ المؤمنين عائشة لأحاديث رسول الله ووصاياه ، وأعظمها إعلانها ومجاهرتها بنبذ كتاب الله تعالى وراءَها ظهرياً يوم خرجت لقتال أمير المؤمنين وسيد المسلمين عليه الصلاة والسلام بعسكر البغي الجرار ، بعدما أُمرت بالقرار بنص الذكر الحكيم - في بيت النبي المختار ، راكبة ذلك الجمل الأدبب ، وقد نبحتها كلاب الحوأب ، فقتل ببغيها خلائق من المسلمين

لا يحصون .

ودع عنك تحريضها على خلع عثمان ، وتأليبها على قتل أبن عفان .

لمّا كانت تنادي : اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً» (1) ، وسرورها بقتل خير خلق الله تعالى بعد نبيه المصطفى والله الذي حبّه علامة الإيمان ، وبغضه

علامة النفاق - كما ثبت في الصحيح - وقولها - لما انتهى إليها ذلك -:

- فألقت عصاها واستقرّ بها النوى كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

وقولها - لمّا سألت عن قاتله ، فقيل : رجل من مراد -:

فإن يك نائياً فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب (2) قهل كان ذلك - وأضعاف مضاعفة ممّا صدر عنها - موافقاً لما سمعته

وروثه عن رسول الله ؟!

نبؤنا يا أُولي الألباب ! ! ولها مع أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام شؤون لا يحتمل هذا

و

،22

(1) راجع : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 215/6 ، و 17/20 و تاريخ الطبري 477/3 ، والنهاية - لابن الأثير - 80/5 ، وتاج العروس 141/8 ،

والكامل في التاريخ 260/3

القسم الأوّل ص 27 ، ومقاتل

(2) تاريخ الطبري 115/4 ، طبقات الصحابة 3 الق-

الطالبيين : 26 .

.. تراثنا / 49

ص: 105

... 106

.

المقال سردها، ومن شاء فليقف عليها في مظانّها .

314

وإنّي لا أظنّ أن الغماري - سامحه الله وعفا عنه وعنا بمنه وكرمه - لم يُحِطّ خُبراً بما ذكرنا ، كيف ؟! وهو شيخ الصنعة المقدم ، وأبو بجدتها وكبش كتيبتها بلا مدافع ولا نكير ، ولست أدري ما حمله على ذلك ، والعلم

عند الله تعالى !

والدوس

هذا ومن ألم بطرف من سيرتها مع أخي رسول الله وابن عمه ، وأمعن في ذلك بدقة، وأعطى الإنصاف حقه ، علم أن ما ردّ به هذا الشيخ حديث الباب من السذاجة بمكان ناء جداً ، ولم يكن متوقعاً من مثله التفوّه بذلك ، إذ ليس بعزيز على عائشة أن تروي حديثاً ثمّ تعمد إلى مخالفته ، كأنّه لم يطرق سمعها أبداً ، ولا حدثت به من المسلمين أحداً ، وبسط الكلام في ذلك خارج عن وضع هذا المختصر .

وحسبك ما رواه الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون،

:

قال : حدثنا حميد الطويل، عن أنس، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول الله الله يقول : « علي بن أبي طالب خير البشر ، من أبي فقد

كفر.

فقيل لها : ولمَ حاربتيه ؟ !

فقالت : والله ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك

إلا طلحة والزبير . انتهى (1)

فليس مخالفتها لحديث ترويه دليلاً على بطلانه - كما لا يخفى -. والذي ينبغي أن يقال لمن يتشبّث بتلك الحُجّة لإبطال هذا الحديث :

(1) المناقب - لابن شاذان - : المنقبة السبعون / 130

ص: 106

1.V...

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي ال عبادة» إن رواية عائشة له من أقوى الشواهد على صحته وثبوته ، والله درّ من قال :

ومليحة شهدت لها ضرّاتها والحُسْن ما شهدت به الضرّاء ومناقب شهد العدوّ بفضلها والفضل ما شهدت به الأعداء ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد علم لطف الله تعالى في

اشتهار الحديث من طريق عائشة ، والله في خلقه شوؤن . ولولا أن الحافظ الغماري من أئمة الحديث وحذاق النقاد لما أطنبنا معه في الكلام ، لكنه أتى بكلام غريب استدعى المناقشة والمداقة ، فبينا - بحول الله تعالى وقوته - أنّه ليس بشيء عند المحاقة

ثم بعد تحرير هذا كتب إلينا شيخنا العلّامة المحدّث أبو اليسر جمال الدين عبد العزيز بن الصديق - حقه الله بالعناية والتوفيق - أنّه تعقب كلام شقيقه أبي الفيض في (المغير) ، بقوله : هذا لا يكفي في الدلالة على الوضع ، فقد تكون - يعني عائشة - نسيت أو تأوّلت ، وقد حاربه الزبير معها ونسى قول الرسول الله : ( إنك ستحاربه وأنت ظالم له » (1) ، حتى ذكره

علي الله فترك . انتهى .

(1)

قلت:

وهذا أيضاً يوهن حكم ذلك الإمام الحافظ ويُبطل جزمه بوضع

حديث الباب ، والله المستعان .

وأمّا الألباني الشامي، فله جرأة عظيمة في إطلاق دعوى الوضع على الأحاديث - كما لا يخفى على من وقف على كتبه - وقد حكم على هذا

(1) المستدرك على الصحيحين 366/3 ، الفضائل الخمسة في الصحاح الستة

2 / 404 - 0408

ص: 107

.1.A

. تراثنا / 49

الحديث بالوضع (1) ، زاعماً أن متنه ظاهر الوضع . ولعلّه يريد - بزعمه - نكارة معناه ، فإنّ الحفاظ يحكمون بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله ، لكنّها دعوى باطلة ، فأي نكارة في كون ذكر أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام بالترضّي عنه ، أو بذكر مناقبه وفضائله ، أو بنقل كلامه وتقرير مواعظه وأذكاره وأحكامه ، أو برواية الحديث عنه ، أو نحو ذلك عبادة الله

تعالى التي يثيب عليها (2) ، كما روي عنه عنه قاله و قوله : «النظر إلى عليّ

عبادة » (3) ، و«النظر إلى الكعبة عبادة»، و «انتظار الفرج من الله عبادة ، و انتظار الفرج بالصبر عبادة»، و «ذكر الأنبياء عبادة»، و «الصمت أرفع العبادة»، وأشباه ذلك ونظائره ممّا ورد في السُنّة ، فلا ينكر ذلك إلا ناصبيّاً ذا قلب مهيض ، وطَرْفٍ مريض ، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذابٌ عظيم ) (4) . وكم أنكر هذا المتسلف من أحاديث ثابتة في فضل على دفعاً

الا بالصدر، وتقليداً لأسلافه النواصب كالذهبي وأبن تيمية وأضرابهما ممن لم يألُ جهداً في إطفاء نور الله تعالى ( ويأبى الله إلّا أن يُتمّ نوره ولو كره الكافرون ) (ه)

وكان الشيخ العلامة المحدّث أبو الفيض أحمد بن الصديق قد خالط

(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 216/4 ، ضعيف الجامع الصغير : 448 (2) كما في فيض القدير - شرح الجامع الصغير - 3/ 565

(3) وقد جمع شيخنا العلّامة ابن الصديق طرق هذا الحديث وصححه في جزء لطيف

سماه «الإفادة » ، أجاد فيه وأفاد .

(4) سورة البقرة 2 : 7 (5) سورة التوبة 9 32 .

ص: 108

109 ...

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي علي عبادة » هذا الألباني مدةً ، استكشف فيها مكنون سريرته ، واستبان حاله وعرف خبث طويته ، فقال فيه - وهو الصادق في قوله : خبيث الطبع ، وهابي ، تيمي جلد ... إلى آخره .

آخره .

وقال فيه أيضاً : إنّه في العناد - والعياذ بالله - خلف الزمزمي (1) ... إلى

ولا بدع ممّن نَهَج سبيل ابن قايماز الذهبي التركماني ، وكان على مذهب أبن تيمية الحرّاني، أن يردّ مثل هذا الحديث ، لأن العرق دساس ، والأصل خبيث . ومن وقف على كتابه في الأحاديث الضعيفة والموضوعة تبين له كيف ادعى الوضع - بمجرد التشهي - في أحاديث صححها أو حسنها ، من أئمّة الحديث وجهابذة الحفاظ ، وبادر هو إلى إبطالها وإنكارها

الأيقاظ ، من من غير تروّ ولا تثبت ، ومن دون استقصاء ولا جمع لطرقها ومتونها وهذا شأن من يلقي بنفسه في كلّ وادٍ ومَن يضلل الله فما له من هاد ) (2)

ومن ثَم لا يجوز التعويل على حكمه، ولا الاسترواح إلى قوله من دون تثبت وتحقيق ، وقد تعقبه جماعة من أهل العصر وبينوا أخطاءه في كثير من أحكامه

وكأنه حلّ فى هذا الزمان محلّ ابن الجوزي الذي صار يُضرب المثل بتسرعه في ردّ الأحاديث عند فرسان هذا الميدان ، بل إن أبا الفرج - مع تساهله الذائع في إطلاق الوضع على الأحاديث - لم يورد هذا الحديث

(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 6/4 .

(2) سورة الرعد 13 : 33

. تراثنا / 49

ص: 109

...\\.

لا في ( الموضوعات ) ولا في (الواهيات) .

ولا هو مذكور في شيء من كتب الموضوعات التي وقفت عليها - غير ما ذكرنا - كاللآلئ المصنوعة ، وتذكرة الموضوعات ، والأسرار المرفوعة ، والفوائد المجموعة ، واللؤلؤ المرصوع وغيرها، ولو كان موضوعاً - حقاً - لما فات هؤلاء وغيرهم ممن صنّف في الأحاديث الموضوعة، ولا ذهلوا عن إيراده في كتبهم - مع حرصهم على جمعها، وتحرّيهم لضبطها وحصرها ..

3 %

(1)

3. .3

وكفاك شاهداً على قصور باع الألباني - في هذا الشأن - أنّه قال في حديث ابن عمر ، قال رسول الله الله : «اتبعوا السواد الأعظم ، فإنّ من شذ شذ في النار»: لم أجده في شيء من كتب السنة المعروفة ، حتى الأمالي والفوائد والأجزاء التي مررت عليها . انتهى وهذا الحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك على الصحيحين (2) عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله : «لا الله هذه الأُمّة على

يجمع الضلالة أبداً ، وقال : « يد الله على الجماعة ، فاتّبعوا السواد الأعظم، فمن

"

(

شذ شذ في النار . فمن كان هذا مبلغ علمه ، كيف يُلقى عنان الانقياد إلى حكمه - كما

اغتر به بعض المتسلّفين الأجلاف في هذا العصر - ؟ !

وحيث انجرّ الكلام إلى هنا، فلا بأس بسرد

مقالة صدع بها الإمام

الحافظ صلاح الدين العلائي، فإن فيها موعظة وذكرى للمتقين ، ونصيحة

لمن أراد الحكم والتكلّم على الأحاديث بيقين .

(1) مشكاة المصابيح 62/1 .

(2) المستدرك على الصحيحين 1 / 115

ص: 110

111 ...

الإيادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَليّ الهلال عبادة » ... قال في النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح (1) : الحكم على الحديث بكونه موضوعاً من المتأخرين جداً ، لأن ذلك

عسر لا يتأتى إلا بعد جمع الطرق وكثرة التفتيش، وإنه ليس لهذا المتن سوى هذه الطريق الواحد ، ثم يكون في رواتها من هو متهم بالكذب ، إلى ما ينضمّ إلى ذلك من قرائن كثيرة تقتضي للحافظ المتبحر الجزم بأنّ هذا الحديث كذب .

قال : ولهذا انتقد العلماء على الإمام أبي الفرج ابن الجوزي في كتابه الموضوعات وتوسعه بالحكم بذلك على كثير من الأحاديث ليست بهذه المثابة ... إلى آخر كلامه

ولو كان هذا الألباني فتّش عن حديث الباب وفحص عنه - بصدق - لوجده مرويّاً من غير طريق - كما وجدناه - لكن التعصب والنصب قد أصمّاه وأعمياه ، حتّى اتّهم به الحسن بن صابر الكسائي وظنّ أنّ الحديث يدور عليه، لكن تبيّن لك بطلانه ، وصدق الله العلي العظيم حيث قال :

إن الظنّ لا يغني من الحق شيئاً ) (2) .

(1) النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح : 30

(2) سورة النجم 53 : 28 .

.112

ص: 111

. تراثنا / 49

الخاتمة

نسأل الله تعالى حُسنها

وقد تحصل ممّا مرّ أنّ الحديث بمقتضى الصناعة حَسَنٌ لغيره . قال أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل : كل حديث يُروى ، لا يكون في إسناده من يُتّهم بالكذب ، ولا يكون الحديث شاذاً، ويُروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حَسَن (1) . انتهى .

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي في النكت البديعات على الموضوعات (2) : المتروك والمنكر إذا تعدّدت طرقه ارتقى إلى درجة

(2)

الضعيف القريب، بل ربما يرتقي إلى الحَسَن . انتهى .

فإن أبى متعنّت إلا الحكم بضعفه ، تقليداً للحافظ السيوطي ومَن درَجَ على ذلك ممّن جاء بعده من المقلدين الذين لا يُستجاز الاستدلال

بكلامهم :

، لأنه بمنزلة العدم.

قلنا :

لو كان ضعيفاً لكان قريب الضعف، ولو كان شديد الضعف فلا دليل

على كونه موضوعاً .

وقد نقل الحافظ شمس الدين السخاوي في شرح التقريب عن سيف الدين أحمد بن أبي المجد أنّه قال : أطلق أبن الجوزي الوضع على

(1) سنن الترمذي 5 / 758

(2) النكت البديعات على الموضوعات : 299 .

ص: 112

113 ...

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي علي عبادة» العبادة ...

أحاديث، لكلام بعض الناس في رواتها ، كقوله : فلان ضعيف ، أو ليس بالقوي ونحوهما ، وليس ذلك الحديث ممّا يشهد القلب ببطلانه ، ولا فيه مخالفة لكتاب ولا سُنّة ولا إجماع ، ولا ينكره عقل ولا نقل ، ولا حُجّة معه

سوى كلام ذلك الرجل في رواته ، وهذا عدوان ومجازفة () . انتهى .

قلت:

ونظير ذلك صنيع بعض الناس في إطلاق الوضع على هذا الحديث ، مع أنه لم يقدح في راويه إلا ابن حبان بقوله : منكر الحديث جداً وقد تكلمنا على هذا الجارح وجرحه - في ما سلف - وما أبعد هذا من قول الحافظ السخاوي : إن مجرّد اتهام الراوي

-.

بالكذب - مع تفرّده - لا يسوغ الحكم بالوضع ، ولذا جعله شيخنا - يعني نوعاً مستقلاً وسمّاه المتروك»، وفسره بأن يرويه من

الحافظ ابن حجر يُتّهم بالكذب ، ولا يُعرف ذلك الحديث إلا من جهته، ويكون مخالفاً

للقواعد

قال : وكذا من عُرف بالكذب في كلامه - وإن لم يظهر وقوعه منه في

(2)

الحديث - وهو دون الأوّل (2) . انتهى .

قلت:

هذا هو التورّع في الحكم على الأحاديث ، دون التسرع والاقتحام من

دون تدبّر وإمعان وتتبع .

(1) تنزيه الشريعة المرفوعة 10/1 (2) تنزيه الشريعة المرفوعة 10/1

... 114

ص: 113

.... تراثنا / 49

فإذا كان الحديث قد تدنّى وانحط إلى هذه المرتبة ، ومع ذلك لم

يجز إطلاق الوضع عليه ، فعدم جواز اطلاقه على حديث الترجمة - الذي لم يتهم أحد من رواته بالكذب - أولى - كما لا يخفى على من أنصف من

نفسه - والله يحق الحق وهو يهدي السبيل .

هذا،

،

مع إطباق جمهور الفقهاء والأصوليين والحفاظ على أن الحديث الضعيف حُجّة في المناقب كما أنّه حُجّة في فضائل الأعمال بإجماع من يُعتد به

وإذا ثبت ذلك لم تبقَ شبهة لمعاند ، ولا مطعن الحاسد ، بل وجب على كلّ من له أهليّة أن يقرّ هذا الحق في نصابه ، وأن يرده إلى إهابه ، وأن

يصغي إلى ترهات المضلين ، ونزغات المبطلين ..

لا

فإنّ الحكم بالوضع على هذا الحديث مبالغة وإسراف ، وإفراط واعتساف ، نسأل الله تعالى السلامة من خزي الدنيا وعذاب يوم القيامة ، إنّه

سبحانه سميع مجيب ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه

وكان الفراغ من جمع هذا الجزء وتنميقه، وتحريره وتنسيقه

منتصف ليلة الجمعة المباركة، ثامن عشر شهر صفر ، ختم بالخير والظفر

من شهور سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية ، على مهاجرها أفضل صلاة وأزكى تحيّة، بدار العلم والإيمان ، بلدة «قم» الطيبة

صينت عن نوائب الزمان، على يد الفقير إلى الله تعالى خادم الحديث

6

ص: 114

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر عَلي الله عبادة»

110.....

والسنة المطهرة ، حسن بن صادق بن هاشم الحسيني آل المجدد الشيرازي ، غفر الله له ولوالديه ، ورحم ذلّه يوم الوقوف بين يديه ، آمين اللهم آمين .

والحمد لله ربّ العالمين ،

وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد ،

وعلى آله الطيبين الطاهرين

وصفوة صحبه والتابعين إلى يوم الدين .

.. تراثنا / 49

ص: 115

المصادر

. 116

1 - الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة ، لمحمد عبد الحي اللكهنوي ، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة - ط مكتب المطبوعات الإسلامية - الطبعة الثانية ، سنة

1404ه.

2- اختصار علوم الحديث ، لابن كثير الدمشقي ، بتعليق وشرح صلاح

محمد عويضة - ط دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى ، سنة 1409 ه- .

3 - إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، لابن قيم الجوزية - ط الميمنية ،

القاهرة .

4 - أمالي الصدوق ، لأبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي - ط

مؤسسة الأعلمي - بيروت ، الطبعة الخامسة ، سنة 1400ه- .

ه - بيان نكث الناكث المتعدّي بتضعيف الحارث ، لشيخنا العلّامة المحدّث السيد عبدالعزيز محمد بن الصديق الغماري الحسني - الطبعة الثانية ،

سنة 1405ه- .

6 - تاريخ دمشق (ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الله ) . لابن عساكر، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي - ط مؤسسة المحمودي -

بيروت

7 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي ،

تحقيق أحمد عمر هاشم - ط دار الكتاب العربي - بيروت ، سنة 1414 ه- .

8 - تذكرة الحفاظ ، للحافظ شمس الدين الذهبي ، طحيدر آباد ، سنة

1377

ص: 116

الإبادة لحكم الوضع على حديث : «ذكر علي ال عبادة » ال العبادة » ...

117 . . . .

9 - تقريب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمد عوّامة -

ط دار الرشيد - سوريا ، الطبعة الرابعة ، سنة 1412ه- .

10 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ،

لأبي الحسن علي بن عرّاق الكناني، تحقيق عبد الوهاب بن عبد اللطيف - ط دار

الكتب العلمية - بيروت

11 - تهذيب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، ط دار إحياء التراث

العربي - بيروت - سنة 1412 ه- .

12 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار ، لمحمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - ط مطبعة السعادة - سنة

1366ه- .

13 - التيسير بشرح الجامع الصغير ، لعبد الرؤوف المناوي . 14 - الثقات ، لابن حبّان - ط حيدرآباد - الطبعة الأولى ، سنة 1393ه-

15 - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، للسيوطي ، طبعة دار

الفكر - بيروت - سنة 1401ه- .

16 - جمع الجوامع ، لعبد الوهاب بن السبكي ، المطبوع مع حاشية البناني -

ط دار إحياء الكتب العربية - مصر

17

الرفع والتكميل والتعديل ، لمحمد عبد الحي اللكنوي ، تحقيق عبدالفتاح أبو عُدّة - ط مكتب المطبوعات الإسلامية - الطبعة الثالثة ، سنة

1407 ه- .

18 - سلسلة السقام في زيارة خير الأنام ، لعلي بن عبدالكافي السبكي .

ط حيدر آباد - الطبعة الثانية ، سنة 1402 ه- .

19

19 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته ، لمحمد ناصر الدين الألباني ، الطبعة

. تراثنا / 49

ص: 117

.. 118

الثالثة ، سنة 1410ه- .

20 - علوم الحديث، لأبي عمرو بن الصلاح ، تحقيق نور الدين عتر - ط

دار الفكر - دمشق ، سنة 1406ه- .

21 - علوم الحديث ومصطلحه ، لصبحي الصالح - ط مطبعة جامعة دمشق

1379ه- .

22 - فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ ، للإمام الحافظ المحدّث أحمد بن محمد بن الصديق الحسني المغربي ، ط النجف بتحقيق الأميني . 23 - فرائد السمطين في فضائل الرسول والبتول والمرتضى والسبطين اللام ، لمحمّد بن إبراهيم الحموي، ط بيروت بتحقيق المحمودي ،

سنة 1400 ه- .

24 - فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للعلّامة الفيروزآبادي ، ط

مؤسسة الأعلمي - بيروت الطبعة الرابعة ، سنة 1402 ه. 25 - فواتح الرحموت بشرح مسلّم الثبوت ، لمحمّد بن نظام الدين

الانصاري ، المطبوع بهامش المستصفى - ط المطبعة الأميرية

1325 ه- .

- بمصر ، سنة

26 - فيض القدير شرح الجامع الصغير ، لعبد الرؤوف المناوي ، ط مصر

سنة 1357 ه- .

27 - كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ، لاب-

حبّان ، توزیع دار الباز بمكة المكرّمة ، تحقيق محمود إبراهيم زايد . 28 - الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي ، لمحمد بن بن محمّد الحسيني الطرابلسي السندروسي ، ط مكتبة الطالب الجامعي

محمّد

ص: 118

الإبادة لحكم الوضع على حديث : « ذِكْر علي الله عبادة» العبادة .....

بمكة المكرّمة ، تحقيق محمد محمود أحمد بكار .

119 ..

29 - لسان الميزان ، للحافظ ابن حجر العسقلاني - ط حيدرآباد - سنة

1331ه- .

30 - المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري - ط حيدرآبادي -

سنة 1344 ه- .

31 - مسند الشهاب ، للقاضي القضاعي ، تحقيق حمدي عبد المجيد

السلفي .

32 - مشكاة المصابيح ، للخطيب التبريزي ، تحقيق محمد ناصر الدين

الألباني ، منشورات المكتب الإسلامي بدمشق ، ط سنة 1382 ه- . 33 - المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير ، لأبي الفيض محمد بن الصديق الغماري الحسني - ط دار الرائد العربي - بيروت ،

احمد بن

-

سنة 1402 ه- .

34 - مائة منقبة من مناقب عليّ بن أبي طالب لها ، لأبي الحسن ابن شاذان القمي ، ط الدار الإسلامية ، بيروت - الطبعة الأولى - سنة 1409 ه- ،

تحقیق نبيل رضا علوان .

35 - مناقب علي بن أبي طالب الله ، للفقيه ابن المغازلي الشافعي ، ط لالالالالا

دار الأضواء - بيروت - الطبعة الثانية ، سنة 1412ه- .

36 - المناقب ، للموفق أحمد مد الخوارزمي - ط المطبعة الحيدرية - بن

النجف الأشرف ، سنة 1385 ه- .

37 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، للحافظ شمس الدين الذهبي ،

تحقيق علي محمد البجاوي - ط دار المعرفة - بيروت .

38 - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ، للحافظ

ص: 119

. 120

.. تراثنا / 49

ابن حجر ، تحقیق نور الدين عتر - ط دار الخير - الطبعة الثانية - سنة 1414ه- . 39 - النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح ، للحافظ

صلاح الدين العلائي ، ط دار مسلم ، بتحقيق محمود سعيد ممدوح - الطبعة الأولى

- سنة 1410ه- .

40 - النكت البديعات على الموضوعات، لجلال الدين السيوطي ، تحقيق

عامر أحمد حيدر ، ط دار الجنان - الطبعة الأولى - سنة 1411ه- .

41 - هدي الساري مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني -ط

دار الريان للتراث - مصر ، سنة 1407 ه- .

ص: 120

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني

(1)

الشيخ علي الفاضل القائيني النجفي

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ لعملية تنظيم وإعداد فهارس المكتبات العامة دور مهم في إحياء التراث ، وبالأخص في ضبط تراث الأمة ، والتعريف بمؤلّفيها ، وإحياء ذكرهم الجميل - إذ بذلوا للأمة هذا الجهد العظيم - والتعريف بمحتويات

الكتب ؛ لكي يحصل الباحث على ما يريده بأيسر جهد .

ولعلمائنا الأعلام جهود كبيرة في إعداد وتنظيم مثل هذه الفهارس ، وفي العصر الأخير كان لأبرزهم العلامة المحقق الشيخ آقا بزرك الطهراني مؤلّف كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة، الدور الكبير في هذا المجال

إذ أحيا الطائفة في المجتمع الثقافي على مر الدهور.

ولفهارس المكتبات الخاصة فوائد أيضاً للمحققين والباحثين ، وبما أن مكتبتي الخاصة تشتمل على كمية من الكتب والرسائل المخطوطة ، قمت بأعداد وتنظيم فهرساً لها ؛ استجابة لطلب بعض الباحثين عن النسخ المخطوطة ، وأود أن يكون وافياً بالغرض ، وتذكرة لي وللجميع .

122

ص: 121

تراثنا / 49

كيفية تنظيم هذا الفهرس :

نتعرض لتعريف المخطوط إلى جوانب مختلفة : اسم الكتاب أو الرسالة ، المؤلّف ، وتاريخ حياته ووفاته، بيان موضوع الكتاب وفصوله وأبوابه ، وبدايته وخاتمته ، التعريف بالكاتب ، محل وتاريخ الكتابة والأختام والتعليقات والحواشي ، وما إلى غير ذلك مما يكون له فائدة

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

الشيخ علي الفاضل القائيني النجفي

قم المقدسة

.....

ص: 122

(1)

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

آداب البحث

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن

المتوفى سنة 673 .

فصول .

(منطق) - فارسي )

. بن الحسن الطوسي ،

رسالة مختصرة في آداب البحث والمناظرة ، مرتبة في مقدّمة وأربعة

أوّلها : الحمد لمن لا مانع لحكمه ، ولا ناقض لقضائه

آخرها وصه بوضع اول مقترن نیست بلکه بوضع ثانی مقترن هست. * ضمن مجموعة كتبها عبد الرحيم بن ملا عبدالكريم سنة

(2)

. 1101

آداب المتعلمين

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن

المتوفى سنة 673

أخلاق) - عربي )

. بن الحسن الطوسي،

الرسالة مرتبة على اثني عشر فصلاً، في آداب المتعلم والمعلم ،

وبيان ما يوجب التوفيق والتقدّم فى الدراسة ؛ كلّ ذلك مستفاد من الأحاديث. ضمن مجموعة كتبها عبد الرحيم بن ملا عبد الكريم سنة

(3)

نسخة ثانية كتابتها سنة 1061 .

. 1101

124

آغاز و انجام

. 1275

ص: 123

(4)

تراثنا / 49

نسخة ثالثة كتبها محمد تقي بن نوروز المراغه اى سنة

(0)

فلسفة) - (فارسي)

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ،

المتوفى سنة 673 .

الرسالة في المبدأ والمعاد، وأحوال القيامة والجنة والنار ، وغير ذلك

من المسائل الاعتقادية .

أوّلها : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ... سپاس آفریدگاری را که

آغاز همه از او است ، وانجام همه با او است .

مرتبة على عشرين فصلاً.

تاريخ الكتابة : سنة ،879 ، وعليها تملك شفيع المحسني

الفراهاني سنة 1099 .

أبواب الجنان

(7)

( أخلاق - فارسي)

. 1089

تأليف : رفيع الدين محمد بن فتح الله الواعظ القزويني ، المتوفى سنة

سمّى الكتاب بأبواب الجنان ؛ لإنّه بعدد أبواب الجنان ، خرج منه المجلد الأوّل في عصر الشاه عباس في الباب الأول ، والمجلد الثاني في

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 124

125 .

الباب الثاني بعد سنة من جلوس شاه سلیمان (1079) ، وتمّم الكتاب ولده

المولى محمّد شفيع .

المجلدان الأول والثاني كتابتهما قريبة لعصر المؤلّف .

(7)

نسخة ثانية تشتمل على المجلد الأول في

12 مجلساً .

الإتقان

( أُصول - عربي )

تأليف : الشيخ محمد هادي بن محمد أمين الطهراني (ت 1321). كتاب استدلالي مختصر يشمل آراء المؤلّف في علم الأصول ، إلى

مبحث المشتق ومبحث التعارض والعلم الإجمالي .

أوّله : الحمد الله الذي شرفنا بأصول الهداية ..

تاريخ الكتابة : ؟

أجوبة المسائل

(9)

(فقه) - فارسي)

تأليف : محمد بن عبد الوهاب المدعو ب- حسين السراياني التوني

:

القائيني ، تلميذ المحقق الوحيد البهبهاني (ت 1206). جمع الأجوبة الاستفتائية لأستاذه الوحيد البهبهاني وبوبها على ترتيب

الأبواب الفقهية. أولها : الحمد لله الذي أرسل لعباده الشرائع والأحكام ، وجعل خزانها

وأربابها رسوله ..

... 126

ص: 125

... تراثنا / 49

آخرها : سؤال آیا دروغ نجوش طبعی جائز است یا نه ؟

جواب جائز نيست والله يعلم .

وللمؤلّف رسالة الشك والسهو المذكورة في الذريعة 213/14

* الرسالة ضمن مجموعة كلّها بخط المؤلّف ، في آخرها

تملك مظفّر على صادق اللاهوري سنة 1200 .

الاحتجاج

(1.)

( حديث - عربي )

تأليف : أبي منصور أحمد بن علي الطبرسي، أستاذ ابن شهرآشوب

. (OMA)

فيه احتجاجات النبي الال والأئمة الهلال وبعض الصحابة والعلماء ،

وأكثر أحاديثه مرسلة إلا ما رواه عن تفسير العسكري لا ، كما صرح به

في أوّله .

،

تاريخ الكتابة : سنة 1086 ، جاء في آخرها : قابلت وصححت عن آخرها بحمد الله سبحانه ، فصحت فجاءت نسخة ممتازة عن غيرها في حجة سبع ومائة وألف هجرية ،

وأنا الفقير إلى الله الغني ابن معزّ الدين الحسيني عبد الغني وهو شارح الشمسية سنة 1075 ، المذكور في الذريعة

6 / 36 ، وطبقات أعلام الشيعة - ق 11 - : 334 .

اختيار الأيام

تأليف : ؟

رسالة مختصرة فى السعد والنحس من

الأيام .

(حدیث) - (فارسی)

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 126

127 ...

أوّلها : أمّا بعد بدانکه این رساله منقول است از حضرت امام جعفر

صادق عليه الصلاة والسلام که فرمودند که جد ...

آخرها وهر که بیمار شود قرآن وی تا هشت روز باشد چون بگذرد

صحت یابد .

تاريخ الكتابة : سنة 1026 ، ضمن مجموعة كتبها محمد

مؤمن بن عبد الرضا الموسوي البفروئي .

اختيار الأيام

(12)

(حدیث - فارسی)

تأليف : العلامة المجلسي محمد باقر بن محمد تقي (ت 1111).

في بيان الأيام والساعات ، مرتب على عدة فصول .

أوّلها : فصل أول در اختیار أيّام ،هست على بن طاووس (عليه

الرحمة) از حضرت امام بحق ..

آخرها إلى هنا انتفى ما أردنا ، والحمد لله أوّلاً وآخراً وصلّى الله عليه

النسخة مكتوبة في عصر المؤلّف ، إذ يعبر عنه بقوله :

وآله آمين .

دام ظله العالي

.

أخذ الأجرة على القيمومة

(13)

(فقه) - (فارسي)

تأليف : الميرزا القمي أبو القاسم بن حسن الشفتي الجيلاني ، المتوفى

سنة 1231 .

...

..... 128

الصغار .

ص: 127

تراثنا / 49

رسالة فقهية يبحث فيها عن : حكم أخذ الأجرة للقيم على تكفله

أخلاق ناصري

تاريخ الكتابة : سنة 1260

.

( 14 )

أخلاق) - (فارسي)

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي،

المتوفى سنة 673 .

الكتاب : ترجمة وشرح لأخلاق بن مسكويه الرازي الموسوم ب- : طهارة الأعراق ، ولمّا كان في الأخلاق فقط ، ضم إليه مقالتين لتدبير المنزل ، وسياسة المدن، ورتب مجموعه على ثلاث مقالات في ثلاثين فصلاً، كتبه في قهستان» في محبسه ، باسم أميرها ناصر الدين عبد الرحيم ، وانتشرت نسخه ، ثم بدا له بعد سنين تغییر دیباجته لاشتمالها على ما لا يرتضيه ممّا يناسب التقية ، فغيّرها بما هو موجود الآن . أوّله : حمد حد ومدح بي عد لايق حضرت ملك الملكي

باشد.

بی

تاريخ الكتابة : سنة 1104 .

الأربعون حديثاً

(10)

( حديث - عربي )

تأليف : بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين (ت 1030).

شرح أربعين حديثاً شرحاً وافياً .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 128

129 ...

أوّله : إنّ أحسن حديث تحلّى اللسان بجواهر حقائقه ، وخير خبر

تجلّي الإنسان في زواهر حدائقه

فرغ منه منه سنة 995 ه- .

الإرث

تأليف : ؟

تاريخ الكتابة : سنة 1059 ، في هامشها حواش للمؤلّف

(16)

* نسخة ثانية جاء ذكر الأحاديث فيها بلا إسناد .

(17)

فقه - عربي )

تشتمل النسخة على كتاب الإرث والنكاح وإحياء الموات والأطعمة

والأشربة.

قوبلت النسخة مع الأصل سنة 1253 ، والنسخة بخطّ

المؤلّف يعبر عن السيد الشفتي بالأستاذ ، يحتمل كونه من

أولاد الفاضل الكلباسي .

إرشاد الأذهان

(VA)

فقه - عربي )

تأليف : العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهر (648 - 726 ) . من أجل الكتب الفقهية، وقد أُحصي مجموع مسائله في

خمس عشرة ألف مسألة .

أوّله : الحمد لله المتفرّد بالقدم والدوام ، المنزه عن مشابهة الأعراض

... 130

ص: 129

تراثنا / 49

والأجسام .

تاريخ الكتابة : سنة 1086 ، عليها آثار البلاغ والتصحيح المتعدّدة ، وعليها تملك محمّد باقر بن محمد تقي العطار القمي ، وفي آخرها تملك محمد شريف الأشرفي .

الاستبصار

( 19 )

حديث) - عربي

.(460

تي

تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت

كتاب الاستبصار في ما اختلف من الأخبار ، هو أحد الكتب الأربعة

عليها مدار الاستنباط في الأحكام الشرعية عند الشيعة الإمامية . * الناسخ : يوسف بن عبد الحسين الشجاع الحلّي النجفي سنة 1067 ، المذكور في طبقات أعلام الشيعة - ق 11 - : 644 ، وعلى أكثر صفحات الكتاب علامة البلاغ والتصحيح .

اصطلاحات الصوفية

( 20 )

تصوّف - (فارسي)

تأليف : نور الدين الشيخ عبد الرزاق الكاشاني (ت 730) .

رسالة فارسية مترجمة لاصطلاحات العرفاء لرسالة الشيخ عبد الرزاق

الكاشي.

أوّلها : لآلى اعالى حمد و سپاس نثار منعمی

آخرها : آن عالم مثال است و ملکوت مرتبة عالم ملكوت .

ص: 130

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

131 ...

تاريخ الكتابة : ؟ ، عليها تملك مرتضی بن احمد رشیدی

الكرمانشاهي سنة 1345 ه- ش

أُصول الدين

(21)

عقائد - فارسي)

تأليف : المحقق القمّي ، الميرزا أبو القاسم بن حسن الشفتي الجيلاني

(ت) 1231) .

أبواب .

الرسالة مرتبة على مقدّمة فيها بيان أصول الدين والمذهب ، وخمسة

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين ..

*

تاريخ الكتابة : سنة 1218 .

أُصول الدين

(22)

) عقائد - فارسي )

تأليف : السيد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي الحائري (ت 1259) .

الرسالة مرتبة على خمسة أبواب، وكل باب على فصول .

:أولها : سپاس و ستایش پورد کاریرا

.

* تاريخ الكتابة : سنة 1261 .

أُصول المعارف

(23)

) عقائد - عربي )

تأليف : المحدّث المحقق الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى ،

المدعو ب- «المحسن ت (1091

... 132

ص: 131

. تراثنا / 49

لخص أصول المعارف من كتابه عين اليقين، رتبه على عشرة

أبواب ، ذوات فصول .

قال في آخره : تمّ أُصول المعارف يوم الأحد، وصار هذا الكلام

تاريخ عام الإتمام .

ضمن مجموعة كلّها كتبت في حياة المؤلف سنة 1065 .

أعمال الأشهر الثلاثة

(24)

أدعية) - (فارسي)

تأليف : دوست : دوست محمّد بن عبد الرحيم الحسيني (المعاصر لشاه

طهماسب (الصفوي.

في بيان أعمال أيّام وليالي شهر رجب وشعبان ورمضان ، ألفه

للسلطان طهماسب بن إسماعيل الصفوي كما ذكر في المقدمة .

*

أوّلها : شكر و سپاس بی قیاس مرآن معبودی که عبادنش . الناسخ : محمد محسن بن تقي الحسيني القورطاني

التاريخ : سنة 1116 ، عليها آثار البلاغ والتصحيح .

إكسير العارفين

(25)

) عرفان - عربي )

تأليف : ملا صدرا محمّد بن إبراهيم بن يحيى الشيرازي (ت

. ( 1050

في معرفة طريق الحق واليقين، مرتب على أربعة أبواب ، لكلّ منها فصول ؛ الأوّل في معرفة كمّيّة العلوم والحكمة وأقسامها، الثاني في محلّ

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 132

133

المعرفة والحكمة الهوية الإنسانية، الثالث في معرفة البدايات للمعارف،

الرابع في معرفة الغاية الأصلية لها .

3.3

فرغ من تأليفه سنة 1031 .

الناسخ : فتاح بن عبد الله قمشه ، التاريخ : سنة 1204

(26)

فقه - عربي )

تأليف : الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن مكي الشامي العاملي

الشهيد (ت) (786 .

الرسالة مشتملة على ألف واجب في الصلاة ، مرتبة على مقدّمة وثلاثة

فصول وخاتمة .

تاريخ الكتابة : سنة 1229 .

الألفية النحوية

(27)

( نحو - عربي )

تأليف : ابن مالك ، محمد بن عبد الله الطائي (ت 672) جمع أمهات مسائل النحو بصورة النظم .

الناسخ : محمد باقر بن أمين سنة 1096 ، المذكور في طبقات أعلام الشيعة - ق 12 - : 85 ، كتبها لأجل محمد رضا ، عليها تملك محمّد صادق الحسيني سنة 1201، ومحمد الحسيني سنة 1252 ، وأحمد بن محمد الحسيني ، وعليها

حواش كثيرة .

134

أنوار التنزيل

ص: 133

(28)

نسخة ثانية تاريخ كتابتها سنة 1225 .

(29 )

تراثنا / 49

( تفسير - عربي )

تأليف : القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ق 7). تفسير للقرآن الكريم، وهو كما يقول مؤلّفه : ينطوي على نكت بارعة ، ولطائف رائعة، استنبطتها أنا ومن قبلي من أفاضل المتأخرين وأماثل المحققين ، ويعرب عن وجوده القراءات المعزية إلى الأئمة الثمانية

المشهورين ، والشواذ المروية عن القرّاء المعتبرين ...

نسخة تشتمل على الجزء الأوّل من البداية إلى سورة

الإسراء .

(30)

نسخة ثانية تشتمل على الجزء الثاني من أول سورة مريم

إلى آخر المصحف الشريف

الناسخ : محمد يوسف بن أحمد التتوي الاكهي

التاريخ : سنة 1094 .

(31)

نسخة ثالثة تشتمل على أوّل القرآن إلى آخر سورة

الكهف ، عليها تملك إبراهيم عسافي، سعد بن عبد القادر

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 134

iro....

العمودي ، التاريخ : سنة 1194 ، والنسخة كثيرة الحواشي .

(32)

أنوار العقول في أشعار وصيّ الرسول

(شعر) - عربي)

تأليف : قطب الدين الكيدري أبو الحسن محمد بن الحسين البيهقي

(ح 576 ) .

هو ديوان أشعار منسوبة إلى الإمام أمير المؤمنين لالالالالام ، مرتبة قوافيها

ترتیب حروف الهجاء .

تاريخ الكتابة : محمد بن كربلائي حسين القائيني البيهودي

سنة 1263 .

(33)

أوصاف الأشراف

تأليف : الخواجة نصير الدين الطوسي محمد

المتوفى سنة 673

( أخلاق - فارسي)

بن محمد بن الحسن ،

في السير والسلوك ، ألّفه بعد كتاب الأخلاق الناصري بإشارة محمد

ابن بهاء الدين محمد الجويني ، مرتباً له على ستة أبواب.

اطلاع

أوّله : سپاس بی قیاس بار خدایی که بسبب آنکه عقل را قوّت

تاريخ الكتابة : سنة ،879 ، عليها تملك شفيع المحسني

الفراهاني سنة 1099

136

الإيساغوجي

ص: 135

( 34 )

تراثنا / 49

(منطق) - عربي)

تأليف : أثير الدين مفضّل بن عمر الأبهري ( ق ) .

7

الكليات الخمس : الجنس ، الفصل ، النوع ، العرض العام ، العرض

الخاص ، ويسمّى ب- «المدخل إلى علم المنطق ) .

* الناسخ : محمد محسن بن بهاء الدين ، سنة 1110،

المذكور في طبقات أعلام الشيعة - ق 12 - : 633

(35)

* نسخة ثانية كتبها علي الذورقي سنة 1278 .

(36)

إيضاح أبيات البهجة المرضية

( نحو - فارسي )

تأليف : نظام الدين بن ملا أحمد الأردبيلي ( ت ح 1150). البهجة المرضيّة في شرح ألفية ابن مالك ، لما كان في أبيات

الشارح غموض تصدّى المؤلّف لشرحها وإيضاحها .

أوّله : چنین گوید اقل العباد .. که این کلمات چندیست که نوشته

میشود در ایضاح ابیات که در شرح سیوطیست

تاريخ الكتابة : سنة 1261

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 136

IPv...

(37)

إيضاح أبيات قطر الندى

( نحو - فارسي )

تأليف : نظام الدين بن ملّا أحمد الأردبيلي (ت حد 1150 ) . قطر الندى يحتوي على أمهات مسائل النحو ، لما كان في شواهده

غموض تصدّى المؤلّف لايضاحها .

أوّله : چنین : چنین گوید اقل طلبه نظام الدين بن ملا أحمد اردبیلی که مختصریست که نوشته میشود در ایضاح ابیات شرح قطر ابن هشام الانصارى بالتماس جمعی از طلبه .

الناسخ : ملك علي بن خدابخش ، التاريخ : سنة 1229

إيضاح الفوائد

( 38 )

فقه - عربي )

تأليف : فخر الدين محمد بن الحسن الحلّي ( 682 - 771) . شرح لمشكلات كتاب (القواعد ) لوالده العلّامة الحلّي ، قال الشيخ

البهائي في شأن الكتاب : لم يصنّف في الكتب الاستدلالية الفقهية مثله أوّله : الحمد الله ذي العزّة والبقاء والقدرة والعلاء والمجد والكبرياء ..

33

النسخة تشتمل على أوّل الكتاب إلى آخر الرضاع .

الناسخ : علي محمد شاه حسين الدارابي الجهرمي ،

التاريخ

: سنة 1022

.... 138

ص: 137

(39)

تراثنا / 49

فقه - عربي )

بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب تأليف : الشيخ الأكبر جعفر بن خضر الجناحي النجفي (ت 1227) . رسالة عملية اقتصر فيها على ذكر مجرّد الفتاوي ، مرتب في مطلبين : أوّلهما في أصول الدين ، وثانيهما في فروع الأحكام ، خرج منه أوّل الطهارة

إلى آخر الصلاة .

أوّله : الحمد لله الذي أسس قواعد الأحكام ...

* الناسخ : أحمد

بن محمد نبي نبي البجستاني

، سنة 1224 ،

ذكرت الرسالة في الذريعة 133/3 .

البهجة المرضيّة

( 40 )

( نحو - عربي )

تأليف : جلال الدین عبد الرحمن السيوطي (ت 911). شرح على الفية ابن مالك ، وهو من أهم الشروح ، يحتوي على

أمهات مسائل النحو

تاريخ الكتابة : سنة 1261

بوستان خیال

(41)

(

تاريخ - (فارسي)

تأليف : محمد تقي الحسيني الجعفري خيال ت ح 1279) . في الحكايات والقصص والتواريخ ألفه بأمر داروغه مير علي

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

صاحب، وفرغ منه سنة 1279 .

ص: 138

139 0 0

النسخة تشتمل على المجلد الأول المسمّى ب- «معز

نامه ، والمجلد الثاني المسمّى ب- «گلستان في تاريخ صاحب قران الأكبر شاه زاده معز الدين .

الناسخ: نوروز علي خانيكا ، التاريخ : سنة 1270 ، ذكر

الكتاب في الذريعة 156/3

(42 )

تبصرة المؤمنين

( فقه - فارسي)

تأليف : المولى عبد الصاحب محمد بن

النراقي الكاشاني (ت 1297) .

أحمد

بن

محمد مهدي

رسالة عمليّة تشتمل على مسائل الطهارة والصلاة .

الناسخ : مير سيد علي بن مير سيد محمد الحسيني

النائيني ، التاريخ : سنة 1261 . :

(43)

تتميم

الأدب في مجاري كلام العرب

(لغة - عربي )

تأليف : ؟

رسالة في التأنيث والتذكير وجملة من المباحث المناسبة، مرتبة على

ثلاثة أبواب .

:

آخرها قد استراح قلم الاستعجال لنقله من السواد إلى البياض .. لليلة الأحد الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة المنتظمة في سلك شهور حجّة ثلاث ومائة بعد الألف بدار السلطنة أصفهان، حميت عن بوائق الحدثان في

ص: 139

140

... تراثنا / 49

المدرسة الجليلة الرفيعة المرتضوية ، عمرت بأفاضل البرية ، والحمد لله

أوّلاً وآخراً .

قد وقع الفراغ من تسويد هذه الرسالة أقل طلبة مذنب العاصي يحتاج إلى مغفرة يزداني محمد حسين الخبوشاني .. بدار السلطنة أصفهان في

المدرسة لنبان سنة 1116

*

الناسخ : محمد حسين الخبوشاني ، التاريخ : سنة 1116 ، وهو المذكور في طبقات أعلام الشيعة - ق 12 - : 218 .

(838 . (APA

تجويد القرآن

(44)

( تجويد - فارسي)

تأليف : السيّد محمّد بن علي بن محمد الحسيني الجرجاني (ت

فارسي مرتب على مقدّمة وسبعة فصول وخاتمة .

أوّله : الحمد لله الذي هدانا للإيمان ، ورزقنا تلاوة القرآن ..

والرسالة مؤلّفة على قراءة عاصم .

الناسخ : محمدرضا بن محمد جعفر ، التاريخ : سنة

. 1217

التحفة الحسينية

(20)

فقه - (فارسي)

تأليف : الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل الحائري (ت

.(1205

ص: 140

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ترجمة ل- (التحفة ) في مسائل الطهارة والصلاة والصوم .

\ε \ ...

أوّله : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله أجمعين، بر

ضمير منير طالبان درجات عالية .

الناسخ : مظفّر علي بن صادق اللاهوري ، التاريخ : سنة

. 1200

تحرير إقليدس

(46)

( هندسة - عربي )

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ،

المتوفى سنة 673

أوّل كتاب ألف في الهندسة، ومؤلّفه إقليدس اليوناني الصوري

النجار، حرّره الخواجة نصير الدين الطوسي سنة 672

* تاريخ الكتابة : ؟ ، عليها حواش للسيد درويش ،

ومحمد باقر .

تحرير القواعد المنطقية

(47 )

منطق - عربی )

تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي ( ت ح (713 ) . شرح الرسالة الشمسيّة ، تأليف نجم الدين علي بن عمر الكاتبي تلميذ

الخواجة نصير الدين الطوسي .

تاريخ الكتابة : ؟ ، عليها حواش لملا محمد طالش ،

وعماد .

..

142

... \EY

ص: 141

(EA)

.. تراثنا / 49

(841

التحصين

.

أخلاق) - عربي)

تأليف : الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (ت

عن

في صفات العارفين من العزلة والخمول بالأسانيد المتلقاة آل الرسول الله ، مرتب على ثلاثة أقطاب في تصوّر العزلة ، وآدابها ،

وفوائدها .

أوّله : الحمد لله الذي تجلّى لعباده ، فشغلهم من الشهوات .

الناسخ : محمد بن عبد الله الخوانساري الأصفهاني

تحفة الأبرار

التاريخ : سنة 952

.

(49)

( فقه - فارسي)

تأليف : السيّد محمّد باقر بن نقي الموسوي الشفتي الأصفهاني (ت

.(1260

تحفة الأبرار الملتقط ( المستنبط ) من آثار الأئمة الأطهار علالالالالالا رسالة فارسية مبسوطة يتعرّض فيها للأدلة غالباً، وهي في خصوص الصلاة، مرتب على مقدّمة في مسائل الاجتهاد والتقليد ، وأبواب ثلاثة ذات مباحث : الأوّل في مقدّمات الصلاة ، الثاني في أفعال الصلاة ، الثالث في الخلل وأحكام الشكوك .

تاريخ الكتابة : كتبت في عصر المؤلف حيث يعبر عنه

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 142

143 ....

ب- ( دام ظلّه» و «سلّمه الله تعالى ، والنسخة تشتمل على الباب

الثاني .

تحفة الاخوان

(0.)

العناصر) - فارسي)

تأليف : محمد بن غياث الدين الدشتكي (ت 903 ) .

903)

في كيفيات المركبات والبسائط العنصرية ، كتبه لبعض الأعاظم . أوّله : الحمد لله الذي يرينا البرق خوفاً وطمعاً وينشئ السحاب

الثقال ...

ويسمي الرسالة في أوله : «تحفة الأكابر»، لكن في نهاية الرسالة يعبر

ب- «تحفة الأخوان» ، رتبه على مقدّمة وأربعة أبواب وخاتمة .

ضمن مجموعة تاريخ كتبت سنة 1065

تحفه رفیعی

(51)

( فقه - فارسي)

تأليف : محمد قاسم ساوجي المعروف بخدابخش (ح 1033) . ذكر مباحث الميراث مشروحاً في مقدمة ، واثنا عشر فصلاً وخاتمة ، وذكر في المقدمة أسم رفيع الدين محمد الموسوي الحسيني الأصفهاني ،

وأن التأليف كان في سنة 1033 .

أوّله : الحمد لله ربّ العالمين .

وبعد ..

همگی و تمامی اوقات خود را نزد علماء گرام امامیه وفقهاء ذوى

... 144

الاحترام اثنا عشريه ..

تحفة شاهي

ص: 143

تاريخ الكتابة : سنة 1230 .

(52)

.. تراثنا / 49

تجويد - فارسي )

تأليف : عماد الدين علي الشريف الفارسي الاسترآبادي ( ت ح 952) . في تجويد القرآن ، كتبها لشاه طهماسب الصفوي، رتبه على مقدّمة

واثني عشر باباً وخاتمة

أوّله : ای کنه تو بر تراز شناسائی ما وصف تو برون زحد گویائی ما .

الناسخ : محمّد مؤمن البفروئي اليزدي ، التاريخ : سنة

1027، قوبلت النسخة في نفس التاريخ، عليها تملك

تحفة اللبيد

البيدكلي .

(53)

( نحو - فارسي )

تأليف : محمد جعفر بن محمد كاظم القائيني

شرح لشواهد وأشعار شرح قطر الندى، ذكرت الرسالة في الذريعة

463/3 بعنوان تحفة اللآلئ .

أوّله : الحمد لله الذي لا يصفه وصف، والصلاة على من لا يحتمل

في نبوّته حرف ...

* ضمن مجموعة كتبت سنة 1217 .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ترجمة الاضحوية

تأليف : ؟

ص: 144

145 ..

(02)

عقائد - فارسي )

ترجمة رسالة الاضحوية في المعاد للشيخ أبي علي الحسين بن عبد الله ابن سينا البخاري (ت (427 ، مرتبة على سبعة فصول ، ألفها للشيخ الأمير السيد أبي بكر محمد بن عبد الله الذي كتب النيروزية له .

أوّلها ستايش وثنا بر آفریدگار جهان ...

آخرها : چنانکه دیگر رمزها که از حکما منقولست ، سبری شد

ترجمه رسالت، والحمد لله ربّ العالمين وآله اجمعين .

ضمن مجموعة كتبت سنة 879

ترجمة أوصاف الأشراف

(55)

أخلاق) - عربي )

تأليف : ركن الدين محمد بن علي الغروي الجرجاني ت ح .(728) أوصاف الأشراف فى السير والسلوك ، فارسي، للمحقق نصير الدين الطوسي، المتوفى سنة 672 ، ألفه بإشارة محمد بن بهاء الدين محمد

الجويني ، مرتباً له على ستة أبواب

.

أوّله : يقول العبد الضعيف الملتجئ إلى الحرم العلوي ، محمد بن

علي الجرجاني بعد حمد الله تعالى على آلائه ..

تاريخ الكتابة : سنة 1292 ، بخط جيّد .

ص: 145

... 146

(09)

... تراثنا / 49

ترجمة ثواب الأعمال وعقاب الأعمال (حديث) - فارسي)

المؤلف : ؟

ترجمة ثواب الأعمال للشيخ الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي

ابن بابويه القمّي ، المتوفى سنة 381 .

آخرها هرگز از عذاب دوزخ خلاص نشود.

الناسخ : مير علي بن إبراهيم بن أحمد المرقي سنة 1 ، وجاء ذكر مثل هذه النسخة في 160 نسخة في كتاب

از يك كتابخانه شخصی ، للشيخ رضا الاستاذي .

(OV)

نسخة ثانية : تاريخ كتابتها سنة 1102 ، تختلف ترجمتها

عن النسخة الأولى .

ترجمة الجعفرية

(OA)

(فقه) - فارسي)

تأليف : حسن بن غياث الدين الاسترآبادي، تلميذ المحقق الكركي

ت 940) .

والجعفرية للمحقق الكركي في الطهارة والصلاة، مرتبة على مقدّمة

وأربعة أبواب وخاتمة .

خود ...

أوّله شکر و سپاس و ستایش مر معبودی را که از خلق مخلوقات

ص: 146

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

* بخطّ المؤلّف سنة 926 .

له

\εV...

ترجمة في طبقات أعلام الشيعة - ق 10 - : 48 ، وعندنا

بخطه فرائد الفوائد .

ترجمة الخواص

(59)

( تفسير - فارسي )

تأليف : المولى أبي الحسن علي بن الحسن الزواري (ت 940)،

تلميذ المحقق الكركي . مشتمل على الأخبار الصادرة عن الأئمة الالا في تفسير آيات القرآن

وما نزل فيهم .

تشتمل النسخة على تفسير الآية 42 من سورة الشعراء إلى الآية 56 سورة الأحزاب ، عليها تاريخ سنة 1047 ، وتملك أبو القاسم بن محمد إسماعيل الحسيني ، ومحمد بن تقي ، ونقش خاتمه : لا إله إلّا الله الملك الحق المبين .

(7.)

ترجمة الدرّ النظيم في خواص القرآن العظيم ( أدعية - فارسي )

تأليف: أحمد بن محمد السكاكي الطبسي

ذكر فيه أنه ترجمه إلى الفارسية بأمر بعض المخاديم سنة 926

.

وقدم على الترجمة عدة مقدّمات لازمة، ذكر في بعضها أن مذهب أهل الحق هو أن البسملة جزء من السور كلّها إلا سورة براءة (التوبة ) ،

وذكر في خاتمته أن المولى عبد العلي البيرجندي شرح الدر النظيم هذا في

سنة 901

148

.

ص: 147

... تراثنا / 49

تاريخ الكتابة : ؟ ، عليها تملك عباس بن علي الطباطبائي

وعلي بن الشيخ ك ، وتاريخ خاتمه 1307

.

(61)

ترجمة الفصول النصيرية في الاصول الدينية کلام) - عربي ) تأليف : ركن الدين محمد بن على الغروي الجرجاني ( ت ح 728). أوّله : أمّا بعد حمد الله الواجب وجوده الفائض على سائر القوابل بجوده .. مرتب على أربعة فصول، وعناوينه أصل أو مقدّمة أو غيرها كما في أصله .

الناسخ : محمد محسن ، سنة 1110، المذكور في

طبقات أعلام الشيعة - ق 12 - : 633 .

ترجمة قطب شاهی

(62)

(حديث) - (فارسي)

تأليف : محمد بن علي بن خاتون العاملي (ت بعد 1055). ترجمة وشرح الأربعون حديثاً للشيخ البهائي العاملي (ت 1035). وكانت الترجمة في حياة الشيخ البهائي ، فكتب هو بخطه عليه تقريظاً

لطيفاً في سنة 1028 ، والمترجم تلميذه ، ومجاز منه ، نزيل حيدرآباد الهند أوّله ای از تو حدیث معرفت را تبیین وی ترجمه وصف تو تنزیل

مبين

تاريخ الكتابة : سنة 1089 .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 148

149 ...

(63)

ترجمة وصية النبي لعلي عليه السلام

(حديث) - (فارسي)

تأليف : العلامة المجلسي محمّد باقر بن محمد تقي (ت 1111).

رسالة وجيزة في أمور مهمة دينية واجتماعية ووصايا أخلاقية أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه

محمّد وآله أجمعين ، این وصیت نامه ایست از لفظ درر بار . بار ... تاريخ الكتابة : سنة 1089 ، كتبت في حياة المؤلّف .

( 64 )

تعليقة على الصحيفة السجادية

(دعاء) - عربي )

تأليف : المحدّث المحقق الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى ،

المدعو ب- «المحسن (ت) 1091) .

وقد يعبر عنها بالشرح . أوّلها : الحمد لله الذي كتب في صحيفة قلوبنا

محبّة أهل بيت حبيبه .

التاريخ : مكتوبة في عصر المؤلّف ، عليها آثار البلاغ ،

وتملك أحمد بن جعفر البيدكلي .

(70)

تفسير سورة الحمد

تأليف : السيد عبد العظيم الحسيني .

( تفسير - فارسي )

رسالة مختصرة في تفسير سورة الحمد ، أولها : الحمد الله الذي خلق

ص: 149

10.

.. تراثنا / 49

الأشياء من العدم وأرقم على صفحة الموجودات .. وهي خلاصة تفسير

المنهج وأبو الفتوح .

التاريخ : بخط المؤلف سنة 1332 ه- ش .

تفسير الصافي

(77)

( تفسير - عربي )

تأليف : المحدّث المحقق الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى ،

المدعو ب- «المحسن ت (1091

فرغ من تأليفه سنة 1075 ، وصدّره باثني عشرة فائدة في فضل القرآن

ووجوهه والمنع عن تفسيره بالرأي وتحريفه .

*

الناسخ : محمد حسين الطباطبائي ، التاريخ : سنة 1269 ، والنسخة تشتمل على الربع الثاني من التفسير ، عليها تملّك أبو الحسن الطباطبائي المعروف بميرزا جلوه الفيلسوف (ت (1314) وعبد العلي الطباطبائي الرضوي النائيني سنة 1302

(67 )

* نسخة ثانية تشتمل على الربع الثاني من سورة الأنعام إلى

آخر سورة بني إسرائيل (الإسراء) .

تقريرات الفقه والأصول

(94)

(فقه وأُصول - (عربي)

تأليف : السيد الشهيد أبو الحسن الموسوي الشمس آبادي

1358 ه- ش ) .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 150

101....

هو عبارة عن تقريرات لدروس السيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ

العراقي في الفقه والأصول .

بحث المطلق والمقيد ، بحث الظن ، الإجتهاد والتقليد ، البراءة ،

الاستصحاب ، التعادل والتراجيح ، بحث التيمم ، الوكالة ، الحج ، البيع .

تاريخ الكتابة : بخط المؤلف ، سنة 1357

تقريرات الكوه كمري

(99)

( أُصول) - (عربي)

تأليف : الشيخ محمود العراقي المعروف ب- «عرب» الكوه كمري تقريرات لأبحاث أُستاذه السيد محمد الشهير ب- «الحجّة» ، مرتبة على مقدّمة

و مقصدين .

الأُستاذ

قال : وبعد .. فهذه وجيزة في الأصول من تقريرات درس سيدنا ستاذ العالم المحقق المدقق الماهر والبحر الذاخر الفايق على الأوائل والأواخر العلّامة الكوه كمري السيد محمد الشهير ب- «الحجّة» أدام الله ظله

على روؤس المسلمين أمّا المقدّمة ففي بيان المبادئ اللغوية، ويتلوها إن شاء الله المبادئ الأحكامية، والمقصد الأوّل في مشتركات الأدلة ، فيدخل فيه مباحث الألفاظ ، لاشتراك حجية الظهور بالكتاب والسُنّة ، والثاني

جميع

في الأدلة ...

والكتاب يشتمل على جميع مباحث الأصول إلى آخر مباحث

الاجتهاد والتقليد .

* الناسخ : المؤلف .

.. تراثنا / 49

ص: 151

... 152

(70)

تلخيص المفتاح

) معاني وبيان - عربي

تأليف : جلال الدين محمد القزويني الخطيب (ت 739) .

المفتاح للعلامة أبو يعقوب يوسف السكاكي في علم البلاغة ، وهذا التلخيص تحريراً للمفتاح وتهذيباً له، مع إضافة ما يحتاج إليه من الأمثلة والشواهد ، ورتبه ترتيباً أقرب تناولاً من ترتيب أصله .

*

الناسخ : إسحاق بن مسعود بن علي محمد سنة 735،

فالنسخة مكتوبة قبل وفاة المؤلّف بأربع سنين ، وعليها تملك

الشيخ بهاء الدين العاملي .

(71)

تمهيد القواعد الأصولية والعربية

6

تأليف : الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي بن

العاملي (ت (966 . )

فقه - عربي )

أحمد الشامي

ذكر في أوّله : أنه لما رأى كتاب التمهيد في القواعد الأصولية وما يتفرّع عليها من الفروع ؛ المؤلف في سنة 768، والكوكب الدري في القواعد العربية كذلك ، وقد ألفّهما الأسنوي الشافعي (ت (772) ، كما أرخّه في كشف الظنون ؛ أراد أن يحذو حذوه ويجمع بين تلك القواعد في كتاب واحد مع إسقاط ما بين الكتابين من الحشو والزوائد ، فألف تمهيد القواعد هذا ، ورتبه على قسمين في أولهما مائة قاعدة أصولية ، مع ما يتفرّع عليها

من الأحكام، وفي ثانيهما مائة قاعدة من القواعد العربية كذلك .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 152

lor....

الناسخ : يوسف بن محمد باقر ، التاريخ : سنة 1240 ،

وللمؤلّف فهرس للكتاب ، مذكور في آخرها .

تنبيهات المنجمين

(72)

فلك) - فارسي )

تأليف : المولى المنجم مظفر بن محمد قاسم الجنابذي تح

.(1031)

في علم النجوم، أوّله : سپاس و ستایش مالك الملكي را سزد است

که نظر شفقت و مرحمت .. ألفه باسم الشاه عبّاس الماضي الصفوي، في مقدمة وستة أبواب

وخاتمة ، وفرغ منه في عاشر صفر سنة 1031 .

تاريخ الكتابة : ؟

:

تهذيب الأحكام

(73)

(حديث) - عربي )

تأليف : شيخ الطائفة ، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

ت 460 ) .

والتهذيب أحد الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الأصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم، استخرجه من الأصول المعتمدة للقدماء التي هيأها الله له ، وكانت تحت يده من وقت وروده إلى بغداد في سنة 408 إلى مهاجرته منها إلى النجف الأشرف فى سنة 448 ، وقد أنهيت أبوابه إلى (393) باباً ، وأحصيت أحاديثه في ( 13590) حديثاً .

..102

ص: 153

... تراثنا / 49

الناسخ : محمد بن علي الخراساني البياجمندي ،

التاريخ : سنة 1209 ، تشتمل النسخة على كتاب النكاح إلى

آخر الكتاب .

( 74 )

* نسخة ثانية تشتمل على كتاب الطهارة والصلاة ، عليها

تملك محمّد شفيع بن محمد الصدر سنة 1259 .

تهذيب المنطق

(75)

(منطق) - عربي )

تأليف : سعدالدین مسعود بن عمر التفتازاني (ت 792). رسالة مختصرة في المنطق ، أوّلها : الحمد لله الذي هدانا سواء الطريق

وجعل لنا التوفيق خير رفيق .

آخرها : البرهان أي الطريق إلى الوقوف على الحق والعمل ، وهذا

بالمقاصد أشبه .

محمد

تهذيب الوصول

الناسخ : محمد علي ، التاريخ : سنة 1252 ، عليها تملك

حسين بن حسن الزوارهاى سنة 1295 .

(76)

أُصول) - (عربي)

تأليف : العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهر ( 648 - 726 ) . تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول ، وقد يخفف ويقال :

تهذيب الأصول أو تهذيب الوصول ، كما عبر به في الخلاصة .

ص: 154

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

.

وهو متن متين كتبه باسم ولده فخر المحققين .

أوّله : الحمد لله رافع درجات العارفين .

100...

الناسخ : محمد باقر الخراساني الهمداني ، التاريخ : سنة

1142 ، عليها حواش كثيرة ، ذكر الناسخ في طبقات أعلام

الشيعة - ق 12 - : 89 .

جامع الزيارات العباسي

(VV)

( فقه - فارسي)

تأليف : المحقق السبزواري، محمّد باقر بن محمد مؤمن (ت

.(1.9.

كتبه باسم الشاه عباس الثاني ( ت (1078)، يشتمل على مقدّمة وثلاثة أبواب : الأوّل في بيان مسائل الطهارة ، الثاني في بيان مسائل الصلاة ، والثالث في بيان مسائل الصوم . آخره و خلاف است در آنکه این کفاره مخیر است چون کفاره

رمضان یا نه؟ واشهر اقرب اول است.

الناسخ : محمد جعفر بن محمد علي الطبسي الكيلكي ،

التاريخ : سنة 1084 ، وعندنا بخطه أيضاً الرسالة العملية

للمحقق السبزواري .

جامع السعادات

(78)

أخلاق - عربي )

تأليف : المولى مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني (ت (1209) . في موجبات النجاة ، هو أجمع كتاب في الأخلاق للمتأخرين ، مرتب

. 156

ص: 155

... تراثنا / 49

على ثلاثة أبواب : في المقدّمات، في أقسام الأخلاق ، في حفظ اعتدالها ؛ وفيه أربعة مقامات : في الفضائل والرذائل المتعلقة بالقوة العاقلة ، ما يتعلّق بالغضب ، ما يتعلق بالشهوة، ما يتعلّق بالقوى الثلاث ، وفي كلّ منها فصول

وتنبيهات وتتميمات وتذنيبات .

*

الناسخ : محمّد علي قفطان التاريخ : سنة 1261 .

جامع الشتات

(79)

(

فقه - عربي فارسي)

تأليف : المحقق القمي الميرزا أبو القاسم بن حسن الكيلاني (ت

.(1231

في أجوبة الأسئلة المتفرّقة ، وبعض رسائل مستقلة .

النسخة تشتمل على قسم من الكتاب

جامع المقاصد

(A.)

فقه - عربي )

تأليف : المحقق الكركي ، الشيخ نورالدين علي بن الحسين بن

عبد العال (ت 940)

شرح القواعد للعلامة الحلّي، شرح مبسوط خرج منه إلى مبحث

تفويض البضع من النكاح .

الناسخ : محمد بن حسين الركن آبادي اليزدي ، التاريخ : سنة 965 ، له ترجمة في طبقات أعلام الشيعة - ق 10 - : 223 ، عليها تملك آغا جمال الخوانساري وكثير من العلماء ، تشتمل

على كتاب المتاجر إلى إحياء الموات .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 156

lov...

(81)

نسخة ثانية من أول كتاب الإجارة إلى آخر كتاب الهبة ، عليها تملك محمدتقي بن محمد معصوم القزويني سنة 1247 ، وهو أخ محمد حسن المذكور في الذريعة 4 / 465 .

جلاء العيون

(82)

أخلاق) - فارسي)

تأليف : العلّامة المجلسي محمّد باقر بن محمد تقي (ت 1111). في تواريخ المعصومين علا ومصائبهم ، مرتب على أربعة عشر باباً

بعدد الأئمة السلام

أوّله : ستایش بی مثل و انباز سزاوار خداوند بی نیازیست که تذکر

مصائب واستماع ..

الناسخ : أبو القاسم بن أبو تراب ، التاريخ : سنة 1233 ،

كتبت النسخة لأجل محمد رحيم بن محمد باقر الأصفهاني .

جمال الصالحين

(83)

( أدعية - فارسي)

تأليف : ميرزا حسن بن عبد الرزاق اللاهيجي القمي (ت 1121). فى فضائل الآداب والأعمال ومحاسن الأخلاق والأفعال من العبادات

والعادات وأعمال السنة والآداب المستحبة .

أوّله : حمد بی حد وثناء بی عد مر کریمی را سزد که در گلستان

عالم امکان از رشحات ينابيع فيض وجود .

158

ص: 157

... تراثنا / 49

مرتب على مقدّمة واثني عشر باباً وخاتمة .

الناسخ : ابن حسين معلم شاه ميرزادي ، التاريخ : سنة

1106 ، قوبلت النسخة نسخة مصححة

جنة الأسماء

(84 )

نسخة ثانية تاريخ كتابتها سنة 1199 .

(AO)

( أدعية - عربي )

تأليف : حجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي (ت 505) . جنّة: بضم الجيم ، تنسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شرحه الغزالي ، ودعاء جُنّة الأسماء : أرجوزة وقصيدتان ، أوّل الأرجوزة :

الحمد لله العلي الصادق

:

الواحد الفرد العليم الرازق

أوّل الشرح : الحمد لله منزل الكتاب ذكراً مفصلاً، وجاعل الملائكة

رسلاً ...

التاريخ : ؟ ، عليها آثار البلاغ والمقابلة

جنة الأمان الواقية

(86)

( أدعية - عربي )

تأليف : الشيخ الكفعمي تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن (ت

ويقال : مصباح الكفعمي ، أوّله : الحمد لله الذي جعل الدعاء سلّماً

يُرتقى به أعلى مراتب المكارم ، ووسيلة إلى اقتناء غرر المحامد .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 158

109...

رتبه على خمسين فصلاً، وذكر في آخره فهرس مآخذه وأنهاء إلى

(238) كتاباً

التاريخ: ؟ ، عليه حواش لمحمّد باقر الخراساني

المتخلّص شكوت خاواني سنة 1256

.

جهاز الأموات

(87)

فقه - عربي )

تأليف : المحدّث المحقق الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى ،

المدعو ب- «المحسن» (ت 1091) .

في أُمهات مسائل الجنائز وأحكام الأموات .

أوّله : الحمد لله الذي كل نفس ذائقة الموت ...

مع الإشارة إلى أدلة المسائل والخلاف فيها ، مرتب على اثني عشر

فصلاً .

حواش للمؤلّف .

تاريخ الكتابة : مع مجموعة كتبت سنة 1060 ، وعليها

جهان گشای نادری

تاریخ - فارسي )

تأليف : الميرزا محمد مهدي خان المنشي بن محمد نصير النوري

المازندراني ح 1160) .

ذكر حروب السلطان نادر شاه وفتوحاته .

أوّله : بردانایان رموز آگاهی و دقیقه یابان حکمتهای الهی

واضح است

17.

ص: 159

... تراثنا / 49

الناسخ ؟ ، التاريخ : سنة 1232 ، والنسخة في أوّلها لوح مذهب وصفحاتها مجدولة بالذهب أيضاً ، بخط نستعليق جيد .

جواب أسئلة فتح علي

شاه

(89)

كلام) - (عربي)

تأليف : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (ت 1241) . السؤال : إذا فارق الإنسان هذه الدار وقد كان من المؤمنين الأخيار لحقت روحه بالجنّة - كما تدلّ عليه ظواهر الأخبار - يتنعم فيها ، فما الذي يلحق بالجنّة هل هي صورة الروح وحدها أم هي مع مثاله ، أم هما مع -مه أيضاً ؟ ... ثمّ التنعم هل هو مشابه لنعيم الدنيا أم طور آخر ؟ وهل

فيها نكاح أم لا ؟ وهل نكاح أهل الجنّة كنكاح أهل الدنيا أم لا ؟ الناسخ : أبو القاسم الواعظ الحسيني سنة 1253

جسمه

.

جوابات سؤالات

(9.)

كلام) - (عربي)

تأليف : السيد كاظم بن قاسم الرشتي الحائري (ت 1259).

السؤالات لعبد الله بيك بن نصر الله .

أوّله : الحمد الله ربّ العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله

الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ...

المسألة الأولى في التوحيد وأدلته ومراتبه وأركانه ، المسألة الثانية في الصفات الذاتية والفعلية، المسألة الثالثة في أسماء الله وأقسامها ، المسألة الرابعة في موضوع الأسماء الإلهية ، المسألة الخامسة في معنى ظهور آيات

ص: 160

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

الله

161000

أئمة الهدى ، المسألة السادسة في تفسير الرموز الحرفية ، المسألة

السابعة في الحروف المقطعة .

التاريخ : ؟

جوابات المسائل

(91)

( تفسير - عربي )

تأليف : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (ت (1241) . الجواب عن أسئلة الآخوند الملا حسين الكرماني المعروف

ب- «الواعظ » .

أوّله : الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين ، فيقول العبد المسكين ... بينوا لنا هذه الفقرات الشريفة المذكورة في السورة

المباركة المسماة ب- ( هل أتى )

آخره: انتهى سؤالاته وكان عشرين مسألة

التاريخ : ؟

جواهر الكلام

(92)

( فقه - عربي )

تأليف : الفقيه العلّامة الشيخ محمد حسن بن الشيخ باقر النجفي

ت 1266 ) .

في شرح شرائع الإسلام ، كتاب جامع لم يكتب مثله في استنباط الحلال والحرام ، محيط بأوّل الفقه وآخره ، محتو على وجوه الاستدلال ، مع دقة النظر ونقل الأقوال .

.. 162

ص: 161

تراثنا / 49

الناسخ : أبو القاسم بن الحسين القزويني سنة 1250، وفي الصفحة الأخيرة ذكر أنه من الكتب التي استكتبها في أرض النجف ... أبو تراب بن أبي القاسم الرضوي الهمداني وكان ذلك عند اشتغالي بتحصيل الفقه عند الأستاذ المعظم مصنف هذا الكتاب الشيخ حسن أدام الله أيام إفاداته ، حرّرته

في 25 ج 25 ج 1 سنة 1251

تشتمل النسخة على كتاب الصلاة إلى حكم القواطع ولأحد أرحام الناسخ أشعاراً في مدح الكتاب ذكرت في ج 23 المطبوع ، وللناسخ ترجمة في الكرام البررة : 27

(93 )

نسخة ثانية تشتمل على كتاب للنكاح إلى نكاح الإماء ، وعليها تملك محمد تقي ، ومؤيّد الإسلام أحمد المازندراني ،

وعليها حواش لمحرّره .

(92)

نسخة ثالثة تشتمل على كتاب الطلاق إلى آخر كتاب

اللعان ، الناسخ : محمد رضا الرونيزي الشيرازي .

الجوهر الثمين

(90)

عقائد - فارسي)

0031) .

تأليف : الشيخ محمد بن عبد الكريم الفاضل القائيني النجفي (ت

في بيان أصول الدين وفروعها بالأدلة التفصيلية

أوّله : حمد برای خدائی است جل شانه که تمام موجودات گواهی

ص: 162

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

دهنده صانعیت

163 ...

مرتب في مقدّمة وثلاثة مقاصد ؛ الأول في أصول الدين ، الثاني في

أصول الإيمان ، الثالث في فروع الدين .

الكتابة : بخط المؤلف سنة 1366

(96)

الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد

منطق - عربی )

تأليف : العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهر ( 648 - 726 ) . أوّله : الحمد الله المتفرّد بوجوب الوجود .. أما بعد :

فإن الله تعالى لما وفقني للاستفادة عن شيخنا المولى الأعظم والعالم المعظم أفضل المتأخرين على الإطلاق وأكمل المعاصرين في الفضائل والأخلاق نصير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ..

مرتب على تسعة فصول .

* تاريخ الكتابة : ؟

(97)

حاشية على إلهيات شرح التجريد

کلام) - عربي )

تأليف : الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الخفري (ت 957).

حاشية على القسم الإلهى خاصة من شرح التجريد . أوّله : الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على سيد المرسلين محمد

وآله الطيبين الطاهرين ، وبعد :

فيقول الفقير إلى الله الغني محمد بن أحمد الخفري : هذه تعليقات

اتفقت منّي على شرح إلهيات التجريد قد جمعتها تذكرة لمن له قلب

.... 164

ص: 163

* تاريخ الكتابة : ؟

.. تراثنا / 49

(98)

حاشية على إلهيات شرح التجريد

كلام) - (عربي)

تأليف : المحقق جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (ت

.(1125

حاشية على حاشية الخفري على الشرح الجديد على التجريد

للقوشجي .

أوّلها : قوله : اعتبر فيه حدوث الخلق ... هذا إشارة إلى طريقة جماعة

من المتكلمين الذين قالوا : إنّ علّة الحاجة إلى المؤثر إنما هي الحدوث تاريخ الكتابة : ؟ ، عليها حواش للمحقق الخوانساري

وعليها تملك السيّد داود بن حسين الموسوي سنة 1201 .

(99)

حاشية على تبصرة المتعلمين

فقه - عربي )

تأليف : محمد بن عبد الكريم الفاضل القائيني النجفي (ت 1405 ) . التبصرة للعلامة الحلّي (648 - 726 ه) ، كتاب حاوي لجميع

أبواب الفقه بصورة فتوائية .

* النسخة : بخطّ المؤلّف .

(1..)

حاشية على تفسير البيضاوي

( تفسير - عربي )

تأليف : بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين (ت 1031) .

فهرس مخطوطات مكتبة القائيني (1)

ص: 164

170.

الحاشية على تفسير البيضاوي الموسوم ب- أنوار التنزيل للقاضي

أبي سعيد عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 682) .

أوّله : إن أحسن ما يفتتح به الخطاب .

تاريخ الكتابة : ؟ ، للمؤلّف حواش عليها يعبر عنه ب- «دام

ظله».

(101)

الحاشية على الحاشية الخطابية على شرح المختصر

( بلاغة) - عربي )

تأليف : المولى عبد الله الشاه آبادي اليزدي (ت (981) . مفتاح العلوم لسراج الدين أبي يعقوب يوسف السكاكي (ت 626) ،

وهو في ثلاثة أقسام : الصرف، النحو، وعلمي المعاني والبيان .

والتلخيص : تلخيص للقسم الثالث منه ، لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني الخطيب (ت (739 ، وهو متن شرحه كثيرون ، منهم سعد الدين التفتازاني (ت (792 فإنّه شرحه بشرحين يعرف أحدهما ب- المطوّل والآخر ب- المختصر، وعلى كل من هذين الشرحين حواش ، منها حاشية نظام الدين عثمان الخطابي (ت (901) وحاشية المولى عبد الله اليزدي على هذه الحاشية . أولها : حمداً لمن خلق الإنسان، علّمه البيان ، وشكراً لمن علمه بدائع

المعاني في روائع البيان ..

الناسخ : أحمد شاه ، تلميذ الحافظ عبدالرحمن سلم

المنان ، التاريخ : سنة 1257 .

ص: 165

.. 166

(102)

. تراثنا / 49

حاشية على الحاشية الخفرية على الشرح الجديد للتجريد

كلام - عربي )

تأليف : المولى عبد الرزاق بن علي بن الحسين الفياض اللاهيجي

.(1.01~)

أوّلها : الحمد لصانع السموات العلى وخالق الأرضين السفلى ... هذه

تعليقات منى على الحواشى الخفرية على شرح إلهيّات التجريد .

وهذه الحاشية على قسم إلهيّات التجريد فقط

تاريخ الكتابة : ؟

للموضوع صلة ...

مصطلحات نحوية

(7)

ص: 166

السيد علي حسن مطر

ااااا

رابع عشر - مصطلح المثنى

* المثنى لغة :

قال بعض النحاة : المثنّى لغة : اسم مفعول ، بمعنى «المعطوف ، من

ثنيتُ العود إذا عطفته» (1)

ويلاحظ عليه : أن اسم المفعول من الفعل (ثنى) هو ( مَثْنِيُّ )

لا (مثنى ) .

ولعلّه لأجل ذلك ذهب غيره إلى القول : إن معناه «المعطوف كثيراً ، (2) ، ليكون اسم مفعول من الفعل (ثَنّى ) الشيء إذا أكثر من ثنيه

وعطفه

(1) أ - شرح المفصل ، ابن يعيش 137/4

ب - اللباب في علل البناء والإعراب ، أبو البقاء العكبري، تحقيق غازي مختار

طليمات 96/1

ج - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 66/1 .

.Vo/1

(2) حاشية الصبان على شرح الأشموني 75/1 .

. تراثنا / 49

ص: 167

168

ويلاحظ عليه : أنه لا مناسبة بين كثرة ثني الشيء لغة ، وبين المعنى الاصطلاحي النحوي للمثنّى ، ولعلّ الأولى كونه اسم مفعول من الفعل اثنيتُهُ تَثْبيةٌ ، أي : جعلته أثنين (1) .

* المثنى اصطلاحاً :

أولاً : تاريخه :

أكثر سيبويه (ت) 180 ه- من استعمال كلمة (التثنية) تعبيراً عن ) المعنى الاصطلاحي ، وإن كان قد عبّر عنه أيضاً بلفظي (المثنى)

و (الاثنين) (2) . وأمّا المبرد (ت) 285ه) فقد عبّر عنه بالتثنية (3) ، ولم يستعمل عنوان المثنّى إلا نادراً ، كقوله : ( ولم يجز أن يكون إعراب المثنى كإعراب

الواحد (4) .

وأستعمل بعضهم عنوان (التثنية) و(الاثنين) ، كابن السراج

(ت 316 ه) (5) ، والزجاجي (ت 337) ه) (6) ، وأبي سعيد السيرافي

.

(1) لسان العرب ، ابن منظور ، مادة «ثني» (2) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 1 / 17 و 19 و 23 ، 227/3 و 391

،

و 411 و 640

.

(3) المقتضب ، المبرّد ، تحقيق محمّد عبد الخالق عضيمة 5/1 و 6 و 7 و 48 .

(4) المقتضب 37/3

(5) الموجز في النحو ، ابن السراج، تحقيق مصطفى الشويمي وأبن سالم دامرجي :

29

(6) أ - الجمل في النحو ، الزجاجي ، تحقيق علي توفيق الحمد : 9 .

ب - الإيضاح في علل النحو ، الزجاجي ، تحقيق مازن المبارك : 121 و 124

-

.

مصطلحات نحوية (7)

ت 368 ه- ) (1) .

ص: 168

169 ....

ومن أقدم النحاة الذين وجدتهم يقتصرون على كلمة (المثنّى) عنواناً

للمعنى الاصطلاحي :

ابن معطي (ت 628 ه) في كتابه الفصول الخمسون . ابن عقيل ( ت 672 ه) في شرحه على ألفية ابن مالك

ابن هشام (ت 761 ه) في كتبه : شرح شذور الذهب ، وشرح

قطر الندى ، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك .

ثانياً : تعريفه :

أَوّل تعريف اصطلاحي للمثنى هو ما يمكن استخلاصه مما ذكره الزجاجي ( ت 337 ه) في بيان معنى التثنية، من أنّها : «ضم آسم إلى آسم في اللفظ ... بأن يقتصر على أحدهما ... ويؤتى بعلم التثنية آخراً،

وذلك قولك : رجل ورجلٌ ، ثمّ تقول : رجلان ) (2) .

مثله

وقوله : «مثله في اللفظ احتراز من الاسمين المتغايرين لفظاً ، كزيد

وبكر ؛ فإنه لا يصح تثنيتهما . والملاحظ أن هذا التعريف وأمثاله مما سيأتي ، هو في الواقع تعريف بكيفية تصرّف المتكلّم بالاسم بالنحو الذي يلزم منه تحويله من مفرد إلى مثنى ، أي أنّه تعريف باللازم (المثنى) عن طريق التعريف بالملزوم (عملية الضمّ التي يقوم بها المتكلّم) .

136

(1) شرح كتاب سيبويه ، السيرافي ، الجزء الأول ، تحقيق رمضان عبد التواب ، ومحمود

فهمي حجازي، ومحمد هاشم عبد الدائم ، ص (2) الإيضاح في علل النحو ، أبو القاسم الزجاجي ، تحقيق مازن المبارك : 121

ص: 169

170

... تراثنا / 49

وعرّفه الرماني ( ت 384 ه) بأنّه صيغة مبنية من الواحد ، للدلالة

على الاثنين (1) .

واحد من

ف في

وقوله : «مبنية من الواحد يريد به أن المثنّى اصطلاحاً هو ما كان له لفظه ، وأنّه ليس كلّما دلّ اللفظ على معنى التثنية كان (مثنى) في الاصطلاح النحوي ، وسيأتي تأكيد النحاة لهذا القيد ، وبيان ما يخرج به عن حقيقة المثنّى . وقد يشكل على هذا التعريف بأنّه لا يشمل ما دلّ على اثنتين ، وجوابه : بكون المراد بالاثنين شيئين أو شخصين أو «اسمين اثنين أعم من أن يكونا مذكرين أو مؤنثين (2) .

وعرفه ابن بابشاذ (ت 469 ه- ) بأنّه «ضم شيء إلى شيء مثله

كقولك : الزيدان والزيدين ) (3)

والمراد ب- (مثله) مماثله

في

اللفظ

وهناك ملاحظة سجّلها ابن الحاجب (ت 646 ه) على هذا التعريف وما يماثله من التعريفات الآتية لابن يعيش والشلوبيني وأبن عصفور، وهي ليس قول من قال : ضمّ شيء إلى مثله ، في حد المثنى بشيء ؛

: لأنك لو قلت : زيد وزيد ، ضمّ شيء إلى مثله ، وليس بمثنّى» (4)

وعرّفه الحريري (ت 516 ه- ) بأنّه الاسم الدال على مسمّيين متفقي

(1) الحدود في النحو ، الرماني ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق يوسف

مسكوني ومصطفى جواد : 39 .

(2) حاشية الصبان على شرح الأشموني 75/1 .

33

(3) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 1 / 190

.

(4) الإيضاح في شرح المفصل، ابن الحاجب ، تحقيق موسى بناي العليلي 528/1 -

\V\ ...

ص: 170

مصطلحات نحوية (7)

اللفظ ) (1) .

)

ويرد عليه أنّه من دون إبراز قيد ( ما كان له واحد من لفظه يكون

غير مانع من دخول الضمير أنتما ، وأثنين ، وأثنتين ؛ لدلالتها على : أنتَ وأنتَ ، وواحد وواحد ، وواحدة وواحدة .

وعرّفه الزمخشري ( ت 538 ه) بأنّه «ما لحقت آخره زيادتان : ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ، ونون مكسورة ؛ لتكون الأولى علماً لضم واحدٍ إلى واحد، والأخرى عوضاً عما منع من الحركة والتنوين الثابتين في الواحد (2) . وينبغي أن يجعل قوله : «التكون الأولى .... إلى آخره ، بياناً للتعريف

لا جزءاً منه .

(

وهذا التعريف شامل لمثل القمرين للشمس والقمر ، ممّا يراه معظم

النحاة ملحقاً بالمثنّى ، وليس مثنّى حقيقة .

وعرفه ابن الأنباري (ت 577 ه) بأنّه صيغة مبنية للدلالة على

(3)

الاثنين ) (3).

وهو مماثل لتعريف الرماني المتقدّم ، إلا أنّه حذف منه قوله : «من الواحد» وكان الأولى إثباته ؛ لإخراج ما دلّ على اثنين وليس له واحد من

لفظه .

وعرفه ابن معطي ( ت 628 ه) بأنه «ما ألحقته ألفاً ،رفعاً، وياءً (ت مفتوحاً ما قبلها نصباً وجراً ، ونوناً فى الأحوال الثلاثة ، بدلاً من التنوين » (4) .

(1) شرح ملحة الإعراب ، الحريري : 15

(2) المفصل في علم العربية ، الزمخشري : 183 .

(3) أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري، تحقيق محمد بهجة البيطار : 47 . (4) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود محمد الطناحي : 160

... تراثنا / 49

ص: 171

172

وهو مشابه لتعريف الزمخشري المتقدّم .

ويلاحظ عليه :

أوّلاً : أن قوله : (بدلاً من التنوين بيان زائد على التعريف . ثانياً : أنّه لم يقيّد النون بأنّها مكسورة، وكان ينبغي أن يفعل ذلك . ثالثاً : أنه لم يشر إلى كون الألف أو الياء علماً لضم واحد إلى واحد ، ممّا يجعل عبارته بياناً للمشخّص الإعرابي للمثنّى ، لا تعريفاً بحقيقة المثنى . وعرّفه ابن يعيش (ت) 643 ه) بقوله : «التثنية ضمّ اسم إلى اسم

مثله ) (1)

وهو مماثل لتعريف الزجاجي المتقدّم ، ويفضله في أنه استعمل كلمة

(اسم) بدل (شيء ) .

وعرّفه الشلوبيني (ت 645 ه- ) بتعريفين :

أوّلهما (2) مماثل لتعريف ابن معطي المتقدّم .

والثاني : ضمّ واحد إلى مثله ، بشرط اتفاق اللفظين في الأكثر » (3) . وقوله : «في الأكثر إضافة جديدة إلى التعريف يقصد بها أنّ التثنية

((

قد تكون في اللفظين المتغايرين أحياناً ؛ لتغليب أحدهما على الآخر، كالقمرين في الشمس والقمر .

وعرّفه ابن عصفور ( ت 669 ه- ) بقوله : «التثنية ضمّ آسم نكرة إلى

مثله ، بشرط اتفاق اللفظين والمعنيين ، أو المعنى الموجب للتسمية» (4)

(1) شرح المفصل ، ابن يعيش 137/4 .

(2) التوطئة ، الشلوبيني : 127

(3) التوطئة : 118 .

(4) المقرّب ، ابن عصفور 40/2

173 ...

...

ص: 172

مصطلحات نحوية (7)

والجديد في هذه الصياغة للتعريف أمران :

أوّلهما : تقييد الاسم الذي تصح تثنيته بكونه نكرة .

23.

والثاني : أن يتفق الاسمان في المعنى أو المعنى الموجب للتسمية ،

مضافاً إلى اتفاقهما في اللفظ .

وقد قال في شرحه : «فإذا اختلف الاسمان في اللفظ لم يثنّيا ، إلا أن يغلب أحدهما على الآخر ، فيتفقا ، وذلك موقوف على السماع ، نحو ... القمرين فى الشمس والقمر ... وإذا اتفقا في اللفظ والمعنى ، أو المعنى الموجب للتسمية ، وكانا نكرتين ، ثنيا ، نحو قولك في المتفقي اللفظ والمعنى : رجلين وزيدين، وفي المتفقي اللفظ والمعنى الموجب للتسمية : أحمرين ، في ثوب أحمر وحجر أحمر ... وإن كانا معرفتين باقيتين على تعريفهما لم يثنيا ، نحو قولك : زيد وزيد ، تريد زيد بن فلان ، وزيد بن فلان» (1) .

وقال ابن مالك (ت) 672 ه- ) في تعريفه : «التثنية جعل الاسم القابل

دلیل اثنين متفقين في اللفظ غالباً ، وفي المعنى على رأي (2) .

"

ومراده ب- «القابل» هو ما يقبل التثنية ، أي ما كان له واحد من لفظه وممّا قيل في شرحه ليس المراد بالجعل وضع الواضع ، فيدخل (زكاً) (3) من الموضوع لاثنين، بل الجعل تصرّف الناطق بالاسم على ذلك الوجه ، وقال المصنف : جعل الاسم أولى من جعل الواحد ؛ لأن المجعول مثنّى

(1) المقرّب 2 / 40 - 41 .

(2) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : 12 (3) الزكا : الشفع من العدد ... والعرب تقول للفرد خَساً ، وللزوجين الاثنين زكاً...

وقيل لهما زكاً ؛ لأنّ الاثنين أزكى من الواحد .

ص: 173

.... \VE

تراثنا / 49

يكون واحداً كرجل ورجلين ، ويكون جمعاً كجمال وجمالين ، ويكون اسم

جمع كركب وركبين ، ويكون اسم جنس کغنم وغنمین (1).

(1) (

وعرّفه الرضي (ت 686 ه- ) بقوله : «المثنّى كل اسم كان له مفرد ،

ثمّ ألحق بآخره ألف ونون [ أو ياء ونون] ليدل على أن معه مثله من جنسه فلم يكن (كلا) على هذا داخلاً في المثنى ؛ إذ لم يثبت (كل) في

المفرد ... وكذا (اثنان ) ؛ إذ لم يثبت للمفرد (إثْنٌ) (2) .

وعرفه ابن الناظم ( ت 686 ه- ) بقوله : « هو الاسم الدال على اثنين ، بزيادة في آخره ، صالحاً للتجريد وعطف مثله عليه ، نحو: زيدان ؛ فإنّه يصح فيهما التجريد والعطف ، نحو : زيد وزيد ... فإن دلّ الاسم على التثنية بغير الزيادة نحو : شفع وزكا ، فهو اسم للتثنية ، وكذا إذا كان بالزيادة ولم يصلح للتجريد والعطف، نحو: اثنان ؛ فإنّه لا يصح مكانه إثْنٌ ولا إثْنه (3). وقد أخذ بهذا التعريف كلّ من ابن عقيل (ت 769 ه) (4) ، والسيوطي (ت 911 ه) (5) ، إلا أن الأوّل جعل جنس التعريف ( اللفظ ) ، والثاني جعله ( ما ) ، والذي صنعه أبن الناظم أفضل ؛ لأن الاسم جنس أقرب .

وعرّفه ابن هشام (ت 761 ه) بتعريفين :

(1) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، محمد بن عيسى السلسيلي، تحقيق عبد الله

البركاتي 133/1

(2) شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 83/1 .

(3) شرح ابن الناظم على الألفية : 12 - 13

(4) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 56/1 (5) همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ،

وعبد السلام هارون 133/1

175 . . .

ص: 174

مصطلحات نحوية (7)

أوّلهما : ما دلّ على اثنين بزيادة صالحة للتجريد» (1) .

ويلاحظ خلوّه مما ذكره ابن الناظم من قيد ) وعطف مثله عليه ) ، وقد علل ذلك بقوله : «إن من زاد هذا القيد رأى أن نحو القمرين في الشمس والقمر ، قد عطف فيه الاسم على مباينه لا مماثله ، والذي أراه أنّ النحويين يسمون هذا النوع مثنّى ، وإلا لذكروه في ما حمل على المثنى ، وإنّما غايته أن هذا مثنى في أصله تجوز » (2)

3.3.

والثاني : «ما وضع لاثنين ، وأغنى عن المتعاطفين» (3)

وقال الأزهري في شرحه : ما وضع جنس ، و (لاثنين) فصل أوّل مخرج لما وضع لأقل ك- ( رَجُلان ) للماشي ، أو أكثر ك- (صنوان ) ، و (أغنى عن المتعاطفين فصل ثانٍ مخرج لنحو : كلا وكلتا واثنان وأثنتان ، وشفع وزوج وزكاً ... ودخل فيه نحو القمران للشمس والقمر ... وتثنية الجمع المكسر كالجمالان ، وتثنية اسم الجمع كالركبان ، وتثنية اسم الجنس كالغَنَمان» (4) .

اللقاني

وقال الشيخ ياسين العليمي في حاشيته على شرح التصريح : «قال : هذا الحدّ صادق بالضمير في (أنتما (قائمان) وباثنين وآثنتين ؛ إذ

هي مغنية عن : أنتَ وأنتَ ، وعن رجل ورجل ، وعن أمرأة وأمرأة . ويمكن أن يجاب بأنّ المراد - بقرينة ما اشتهر من شروط المثنى -

(1) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام، تحقيق هادي نهر 266/1 (2) شرح اللمحة البدرية 1/ 269 ، ويلاحظ أن المرادي من النحاة صرّح بأنه ملحق

بالمثنّى (شرح التصريح 66/1) .

(3) أوضح المسالك الى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد

.36/1

(4) شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 66/1 .

ص: 175

176

فلا

عن اثنين معربين ، فلا

.. تراثنا / 49

لفظه ،

يرد الضمير، وظاهر أن المراد اثنين من

فلا يرد اثنان وأثنتان ؛ إذ رجل ورجل ليسا من لفظ اثنين ، وأمرأة وأمرأة

ليسا من لفظ اثنتين (1)

وعرفه الأشموني (ت 900 ه) بأنّه : (اسم ناب عن اثنين ، اتفقا في

الوزن والحروف ، بزيادة أغنت عن العاطف والمعطوف ) (2) . وممّا قاله الصبّان في شرحه : (قوله (اسم) أي : معرب ، بدليل أنّ الكلام في المعرب ، فلا يرد على التعريف (أنتما ) ... قوله (في الوزن والحروف ولم يقل : في المعنى ، مراعاة لمذهب الناظم [ ابن مالك ] الذي يجوّز تثنية المشترك مراداً بها معنياه المختلفان ... نحو : عندي عينان ،

منقودة ومورودة» (3)

(1) شرح التصريح على التوضيح ( حاشية العليمي ) 66/1 (2) شرح الأشموني على الألفية 32/1

(3) حاشية الصبان على شرح الأشموني 75/1 .

مصطلحات نحوية (7)

ص: 176

خامس عشر - مصطلح النكرة

*

النكرة في اللغة

:

177 ...

قال ابن منظور: «النكرة : إنكارك الشيء ، وهو نقيض المعرفة ..

: ونكر الأمر نكيراً، وأنكره إنكاراً ونكراً جهله (1) ، فهى مصدر (نکرت : الشيء نكرة ونكرة) إذا جهلته» (2)

وذهب بعض إلى أنّ النكرة اسم مصدر للفعل نكر (3) ، الذي يدلّ على خلاف المعرفة التي يسكن إليها القلب ، ونكر الشيء وأنكره : لم يقبله

قلبه ، ولم يعترف به لسانه» (4)

وقد يُجمع بين الرأيين بأن يقال : النكرة مصدر للفعل نَكِرَ مخفّفاً ،

واسم مصدر للفعل نَكَّرَ مشدّداً (ه)

النكرة في الاصطلاح : :

استعمل لفظ النكرة عنواناً للمعنى الاصطلاحي في كتاب سيبويه

(1) لسان العرب، ابن منظور ، مادة نكر» .

(2) اللباب فى علل البناء والإعراب ، أبو البقاء العكبري، تحقيق غازي مختار

طليمات 471/1

(3) أ - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 91/1 .

ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني 103/1 .

(4) مقاييس اللغة ، ابن فارس ، تحقیق عبد السلام هارون ، مادة «نكر» . (5) أ - حاشية الخضري على شرح ابن عقيل 51/1 - 52 .

ب - حاشية الشيخ ياسين العليمي على شرح التصريح 91/1 .

ص: 177

178

.. تراثنا / 49

ت 180 ه) (1) ، وأكبر الظنّ أنّه كان مستعملاً قبل ذلك من قبل المتقدمين على سيبويه ، وإن كنا لا نعلم بالضبط أوّل من أطلقه على المعنى النحوي . واستعمل بعض النحاة ألفاظاً أخرى للتعبير عن المعنى الاصطلاحي إلى جانب النكرة ، فقد عبر المبرد بلفظ (المنكر)(2) ، وعبر السيرافي والسرمري بلفظي ( المنكور ) و (المنكر ) (3) ، وعبر الزمخشري باسم

الجنس

(4)

وقد عرّف النحاة النكرة، تارة ببيان حدّها ومفهومها، وأخرى ببيان

علاماتها وخاصتها اللفظية .

أمّا تعريفه بالحدّ فقد أتخذ نحوين :

أولهما : أنّه ما يصلح للانطباق على أفراد كثيرة .

وثانيهما : أنّه الموضوع لفرد غير معين . وأقدم ما وجدته من حدوده على النحو الأوّل قول المبرد (ت 285 ه- ) : «الاسم المنكر هو الواقع على كلّ شيء من أنته ، لا يخص ه) واحداً من الجنس دون سائره ، نحو : رجل وفرس وحائط وأرض» (5) .

(1) الكتاب ، سيبويه ، تحقیق عبدالسلام هارون 22/10 و 377 ، 6/2 و 9 و 14 (2) المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 276/4

-

(3) أ - : - شرح كتاب سيبويه ، أبو سعيد السيرافي ، الجزء الأول ، تحقيق رمضان عبد التواب ومحمود فهمي حجازي ومحمد هاشم عبد الدائم ، ص 117 - 118

و 132 وغيرها .

ب - شرح اللؤلؤة في علم العربيّة ، يوسف بن محمد السرمري ، مخطوط 1/8 .

لا في

.

(4) أ - المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : 6 ب - شرح الأنموذج في النحو ، محمد عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني

عبد الجليل يوسف : 10

(5) المقتضب 276/4

179 .

ص: 178

مصطلحات نحوية (7)

ويلاحظ أن قوله : (لا يخص ...» إلى آخره ، لا يضيف شيئاً إلى

التعريف ؛ لأنه مجرد تعبير آخر عما تقدمه ، وبيان له .

ومراده ب- (أمته ) جنسه ، أي : أفراد الجنس أو المعنى الكلّي التي يصدق لفظ النكرة عليها ، ف- ( رجل ) مثلاً نكرة ؛ لصدقه على كل من زيد وخالد وبكر، إلى آخر مصاديق مفهوم الآدمي الذكر الذي وضع له لفظ رجل . وقد أخذ كثير من النحاة بمضمون هذا الحد، وإن خالفوه في التعبير والصياغة اللفظية ، فقد عرفه ابن السراج ( ت 316 ه) بأنّه كلّ أسم عمّ اثنين فصاعداً) (1)

وقال الزجاجي ( ت 340 ه- ) : «النكرة : كلّ أسم شائع في جنسه ، ه)

ولا يخص به واحد دون آخر» (2) .

وعرفه الرماني (ت 384 ه- ) بأنه : «المشترك بين الشيء وغيره (3). وعرفه ابن جنّي (ت 392 ه) بقوله : «النكرة ما لم تخص الواحد من

جنسه )) (4)

وعرفه الزمخشري (ت 538 ه) بأنّه ما علّق على شيء وعلى كلّ

ما أشبهه (5) .

وقريب من هذه الصياغات صدر عن الحريري (6) ،

(1) الأصول فى النحو ، ابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي 175/1 (2) الجمل في النحو ، أبو القاسم الزجاجي ، تحقيق علي توفيق الحمد : 178 (3) الحدود في النحو ، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة ، تحقيق يوسف مسكوني

ومصطفى جواد : 39

(4) اللمع في العربيّة ، أبن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 98 .

(5) المفصل في علم العربية : 6 .

(6) شرح ملحة الإعراب ، الحريري : 5 .

. تراثنا / 49

ص: 179

180

وابن الخشاب (1) ، وأبن الأنباري (2) ، وأبن يعيش (3) ، وابن معطي (4) ،

وأبن عصفور (5) ، وأبي حيان النحوي )

(6)

وهذه الحدود وما يماثلها تشترك في المضمون، وهو أن النكرة اسم صالح للانطباق على كل فرد من أفراد المعنى العام الذي وضع له لفظ النكرة. وقد أشكل أبن الحاجب (ت 464 ه- ) على تعريف الزمخشري المتقدّم إشكالاً ينسحب على جميع التعريفات المتقدمة ، فقال : «هذا الحدّ مدخول ؛ فإن المعارف كلّها تدخل في هذا الحد ؛ إذ تصلح للشيء ولكلّ ما أشبهه ، والصحيح أن يقال : هو ما علق على شيء لا بعينه (7) ، أو : ما وضع لشيء لا بعينه » (8) ، « أي : لا باعتبار ذاته المعيّنة المعلومة المعهودة

من حيث هو كذلك ) (9)

وهذا الذي طرحه أبن الحاجب يمثل النحو الثاني لحد النكرة، وقد تابعه الرضي ( ت 686 ه- ) على مضمونه إذ قال : النكرة « ما لم يُشِر به إلى خارج إشارة وضعيّة » (10) ، أي أنّه لم يوضع للدلالة على معنى معين خارجاً .

(1) المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقيق علي حيدر : 277 (2) أسرار العربية ، ابن الأنباري، تحقيق محمد بهجة البيطار : 341 . (3) شرح المفصل ، ابن يعيش 88/5

(4) الفصول الخمسون ، أبن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 225 (5) شرح جمل الزجاجي ، ابن عصفور الأشبيلي ، تحقيق صاحب أبو جناح 2 / 134 (6) أ - غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيان النحوي ، مخطوط 2 / ب . ب - شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر 292/1 . (7) الإيضاح في شرح المفصل، ابن الحاجب ، تحقیق موسى بنّاي العليلي 68/1 . (8) شرح الكافية ، الرضي الاسترابادي، تحقيق يوسف حسن عمر 279/3 (9) الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة طه الرفاعي 2 / 155 (10) شرح الكافية 279/3

ص: 180

مصطلحات نحوية (7)

أما ابن هشام (ت 761 ه- ) فقد عرّف النكرة بقوله : «النكرة : ما شاع في جنس موجود أو مقدّر » (1) ، والذي تابعه عليه الأزهري (ت) 905ه) (2) . والجديد فيه إشارته إلى انقسام المعنى العام المدلول للنكرة إلى ما له أفراد محققة وموجودة خارجاً، وإلى ما له أفراد مقدّرة الوجود ، فالأوّل كرجل ؛ فإنّه موضوع لما كان حيواناً ناطقاً ذكراً ، فكلما وجد من هذا الجنس واحد ، فهذا الاسم صادق عليه ، والثاني كشمس ؛ فإنّها موضوعة لما كان كوكباً نهارياً ينسخ ظهوره وجود الليل ، فحقها أن تصدق على متعدّد ، كما أن رجلاً كذلك ، وإنّما تخلّف ذلك من جهة عدم وجود أفراد له في الخارج، ولو وجد لكان هذا اللفظ صالحاً لها» (3)

ويلاحظ أن هذا التعريف داخل في النحو الأوّل ، لأنّه نصّ في أن النكرة اسم شاع في جنسه ، وأما ما ذكره من كون الجنس محقق الوجود خارجاً ، أو مقدّر الوجود، فهو إضافة لا تغيّر من مضمون الحد، ينبغي

ذكرها في شرح التعريف لا في متنه

وأما تعريف النكرة بذكر علاماتها ، فأقدم ما عثرت عليه منه ، ما ذكره الزبيدي (ت 379 ه) بقوله : وكلّ ما وقعت عليه (رُبِّ ) فهو نكرة،

وكذلك ما جاز أن تدخله الألف واللام ، فهو نكرة أيضاً» (4)

وذكر هاتين العلامتين كل من ابن جنّي (ت 392 ه) (5) وأبي البقاء

(1) شرح قطر الندى وبل الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي

عبد الحميد : 93 .

(2) شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 91/1

(3) شرح التصريح على التوضيح 91/1 .

(4) الواضح في علم العربية ، الزبيدي، تحقيق أمين على السيد : 113 .

(5) اللمع في العربية : 98 .

الدین

... تراثنا / 49

ص: 181

182

العكبري (ت 612 ه- ) (1) .

وأما أبن معطى (ت 628 ه) فقد أضاف علامات أخرى ؛ إذ قال : ((وعلامته أن يقبل رُبَّ ، أو الألف واللام ، أو من للاستغراق ، أو كلاً للاستغراق ، أو يكون حالاً أو تمييزاً ، أو اسم لا ، أو خبرها ، أو مضافاً إضافة لا ترفع إبهاماً» (2)

وبدخول ( رُبِّ ) على النكرة استدلّ على أن (مَنْ) و (ما) قد يقعان

نكرتين ، كقوله :

رُبِّ مَن أنضجتُ غيظاً قلبه قد تمنّى لي موتاً لم يقع

وقوله :

رُبّما تكره النفوس من الأمر له فَرْجَةٌ كحل العِقالِ

فدخلت ( رُبِّ ) عليهما، ولا تدخل إلا على النكرات ، فعلم أن المعنى : رُبَّ شخص أنضجت قلبه غيضاً ، ورُب شيء من الأمور تكرهه النفوس ) (3).

وقد لاحظوا أنّ بعض الأسماء مثل (ذو ) لا تقبل الألف واللام رغم

كونها نكرة ولأجل ذلك قال أبن مالك (ت) 672 ه) في :أرجوزته : 672 نكرة قابل أل مؤثرا أو واقع موقع ما قد ذُكرا (4) يعني أنّ النكرة ما تقبل التعريف بالألف واللام ، أو تكون بمعنى

(

ما يقبله .. والثاني (ذو) بمعنى (صاحب) ؛ فإنّه نكرة، وإن لم يقبل

(1) اللباب فى علل البناء والإعراب 473/1

(2) الفصول الخمسون : 225

(3) شرح شذور الذهب ، أبن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد : 131 - 132 .

(4) أرجوزة ابن مالك وشروحها

183 ...

ص: 182

مصطلحات نحوية (7)

التعريف بالألف واللام ، فهو في معنى ما يقبله وهو صاحب ، وأحترز بقوله : ( مؤثراً) من العلم الداخل عليه الألف واللام للمح الصفة ، كقولهم في حارث وعباس : الحارث والعبّاس (1) ، فإنّ مثل هذا الاسم وإن قبل

دخول ( أل ) ( لكنّها لم تؤثر فيه التعريف ؛ لأنه معرفة قبل دخولها (2) وأدخل ابن هشام (مَنْ) و (ما ) أيضاً ضمن ما يقع موقع ما يقبل ( أل ) المؤثرة للتعريف، ومثل لذلك بقوله : مررتُ بمن معجب لك ، وبما معجب لك ؛ فإنّها واقعة موقع ... إنسان وشيء، وكذلك نحو صه ... فإنّه واقع موقع قولك : سكوتاً» (3)

وعرّفه السرمري (ت) 776 ه- بالعلامتين المتقدّمتين أيضاً ، فقال : النكرة ما دخلته (أل) وما قبل دخول ( رُبِّ ) صريحة أو مقدّرة» (4) ، منبهاً على أنّ علامية ( رُبِّ) على تنكير الاسم لا تتوقف على ذكرها صريحة ، لكنّه لم يقيد ( أل ) بكونها مؤثرة للتعريف ، ولم يذكر ما يقع موقع ما يقبل (أل) و (رب) من النكرات . وقد أُثيرت إشكالات على تعريف النكرة بالعلامة ، وأنها ليست مطردة ولا منعكسة ، حتّى فضل بعض النحاة كالجرجاني (ت 471 ه) (5) ، وابن مالك (6) ، التعبير عن النكرة بأنّها ما عدا المعرفة ، قال ابن مالك

(1) شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك : 20 .

(2) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 86/1 . (3) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد

1 / 60

(4) شرح اللؤلؤة ، يوسف بن محمد السرمري ، مخطوط 1/8 .

(5) الجمل ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر : 31 . (6) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد کامل بركات : 21

... 184

ص: 183

تراثنا / 49

«فأحسن ما يتبين به المعرفة ذكر أقسامها مستقصاة ، ثم يقال : وما سوى ذلك نكرة ... وذلك أجود من تعريفها (1) بدخول رُبِّ أو اللام ؛ لأنّ من المعارف ما يدخل عليه اللام كالفضل والعبّاس ، ومن النكرات ما لا يدخل عليه رُبِّ ولا اللام كأين ومتى وأين وعريب وديار» (2) .

إلّا أنّ النحاة المتأخرين عن أبن مالك تصدوا لدفع الإشكالات المتقدّمة ، تصحيحاً لتعريف الاسم بالعلامة ، ولو لم يكن بالوسع دفع تلك الإشكالات أمكن الرجوع إلى تعريف النكرة بالحد ، وذلك لأنّ تشخيص أقسام المعرفة يتوقف على تحديد حقيقتها وماهيتها ، فإذا تم ذلك أتضحت

حقيقة النكرة أيضاً ؛ لكونها تقابل المعرفة .

(1) في المصدر : «من غيرها » .

(2) أ - شرح التصريح على التوضيح 12/1 - 93

ب - حاشية الخضري على شرح ابن عقیل 52/1 - 53

ص: 184

من وخسائر التران

ص: 185

لله

3

ص: 186

بتحت

جوب حق الوالدين

تالیف

الشيخ الجليل أبي الفتح محمدين على الكراجيني

المتوفى سنة 449 ه-

حامد الطائي

صورة

ص: 187

التعريف بوجوب حق الوالدين

مقدّمة التحقيق :

ص: 188

189 . . .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بدأ خلق الإنسان من طين ، ثم جعل نسله

سلالة

من

من ماء مهين، فجعله نطفة في قرار مكين، ثم الصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، وعلى آله الأئمة الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين .

وبعد :

إن عملية تشويه الشخصية الإسلامية التي تبنتها الدوائر المعادية للأمة

الإسلامية طالت شريحة ليست بقليلة من المجتمع الإسلامي ، استطاعت - وللأسف الشديد - أن تمدّ جذورها إلى الأعماق ، فامتصت منها صفة الالتزام بالتعاليم الإسلامية، وصوّرت لها الإسلام مظهراً فارغاً من أيّ محتوى ، وحملتها ثقافة مستوردة مست تلك الشخصية في بنيتها الأساسية ، فأصبحت شخصية ممسوخة لا ارتباط لها بالإسلام إلا ظاهراً، يفتقد أصالته ومقوماته الأساسية

إذ إنّ من العوامل الأساسية لانحراف هذه الشخصية، هو جهلها بأحكام الشريعة ، وعدم الارتباط بها ؛ فأصبحت تستسيغ عمل أي شيء في سبيل الوصول إلى أهدافها ، ناهيك عن الانحلال الخلقي والتقليد الأعمى ، فخسرت الآخرة ولم تربح الكثير من الدنيا .

ص: 189

..19.

... تراثنا / 49

ولا ريب أن الدين الإسلامي قد عُني عناية بالغة بتقويم الشخصية الإسلامية وصيانتها ليمنحها الحياة الحرّة الكريمة ، والمثل العليا، والسعادة

في الدارين .

ولهذا فقد حفظ لنا التاريخ حقيقة أن أخلاق المسلمين هي المفتاح الذي استطاعوا به فتح مغاليق قلوب الجاهلية العمياء ، لتستقبل النور الإلهي المنبعث من شعاب مكة المكرمة .

والآن ، وبعد مضي أربعة عشر قرناً من الزمن ، حري بنا ونحن

تتجاذبنا التيّارات المختلفة المتباينة من هنا وهناك - لتبعدنا عن رسالتنا الخالدة، وتحطّ من أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا - أن نرمي بها إلى الوراء البعيد بكل ما أوتينا من علم وصبر وشجاعة ، لنحافظ على النشء الإسلامي ، وأن نعمل كما عمل المسلمون في صدر الإسلام عندما حملوا لواء الرسالة متخلّقين بالأخلاق النبيلة السامية ، التي تزوّدوا بها من القرآن الكريم ، حتى جعلوا تلك الأمم التي انضوت في ظل الدولة الإسلامية تنظر نظرة إجلال وإكبار ومحبّة وتقدير إلى الإسلام والمسلمين .

علماء

وفي هذا السبيل سار خرّيجو مدرسة أهل البيت ع لالالالالالاله ، من أعلام ، وجهابذة عظام ، يحنّون الأمّة للمضي في طريق الصلاح والهدى ويحذرونها موجبات الردى . و علامتنا الكراجكي واحد من أولئك الذين ساروا على نهج أهل البيت ع لالالالالالام ، وكتابه التعريف بوجوب حق الوالدين هو وميض نور كله هدئ وضياء ، سطّره بحمید فعله، وبليغ كلامه ، استعرض فيه وجوب بر الوالدين، وحرمة عقوقهما، وما أوصى به ولده بالحفاظ على هذه الواجبات ، وعدم تركها، مستنداً إلى الآيات القرآنية الكريمة ، وروايات

191...

ص: 190

التعريف بوجوب حق الوالدين

النبي وأهل بيته ال

الة

وجدير بالذكر أنّ الله سبحانه وتعالى قد أمر بالإحسان للوالدين ؛ لشفقتهما على الولد وبذلهما كلّ ما بوسعهما لإيصال الخير إليه ، وإبعاد الضر عنه ؛ ولأن الولد قطعة من الوالدين ، وأنّهما أنعما على الولد وهو في غاية الضعف، ونهاية العجز ، فوجب أن يقابل ذلك بالشكر عند كبرهما

وشيخوختهما .

كما أنّه لا نعمة تصل إلى الإنسان أكثر من نعمة الخالق عليه ، ثمّ نعمة الوالدين ؛ إذ أنه بدأ بشكر نعمته أوّلاً ، ثم أردفها بشكر نعمة الوالدين . بقوله : ( أنِ اشْكُرْ لى ولوالدَيْكَ إِلَى المَصِيرُ ) (1)

وأنّه عزّ وجلّ أوصى بالوالدين وصيّة مؤكدة ، وبطاعتهما المطلقة في ما دون معصيته والشرك به سبحانه ، ومعاملتهما بالحسنى إلى آخر العمر، بقوله تعالى : وقَضى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدوا إِلَّا إِيَّاهُ وبالوالِدَيْنِ إِحْساناً

( إما يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فلا تَقُلْ لَهُمَا أُيّ ولا تَنْهَرْهُما وقُلْ لَهُما قَوْلاً كَريماً ) (2)

إن من أفضل الطاعات: البرّ، ومن أفضل البر : بر الوالدين ، فطوبى

لمن بر والديه، فهو من السعداء ، والجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، وإن

أفضل بر الوالدين برّ الأُمّ .

عن بهز بن حكيم، عن أبيه ، عن جده ، قال :

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! من أبرر ؟

قال : «أُمّك ) .

(1) سورة لقمان 31 14 .

(2) سورة الإسراء 17 : 23

تراثنا / 49

ص: 191

.....19 P

قلت : ثم من ؟ قال : «ثمّ أُمّك».

قلت : ثم من ؟

: .

قال : «ثمّ أُمِّكَ».

قلت : ثم من ؟

قال : «ثمّ أباك ، ثمّ الأقرب فالأقرب» (1)

وعن الحسن بن علي بن شعبة ، عن الإمام السجاد الله ، أنه قال في حديث : «وأما حق الرحم ، فحق أُمّك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل

أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنها وَقَتْكَ

بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، -

مستبشرة بذلك فرحة موبلة (2) ، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى فنيتها (3) عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض ، فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى ، وترويك وتظما، وتظلك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواءً، وثديها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً ، تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه . وأمّا حقّ أبيك ، فتعلم أنّه أصلك وأنت فرعه ، وأنّك لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك ممّا يعجبك ، فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه ،

(1) الأدب المفرد : 18 ح 3 . (2) كذا في المصدر ، ولعلّ الصحيح «مؤملة ، لأنّ الولد أمل أُمه فهي تأمل نشاطه

وشبابه

(3) كذا ، وفي المصدر «دفعتها »

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 192

195...

وأحمد الله وأشكره على قدر ذلك ) (1) .

اللهم أكرمنا برضا الوالدين وأجزهما عنا خيراً ، وأرحمهما كما ربيانا ، وأغدق عليهما شآبيب رحمتك إنّك غفور رحيم ، وصلّى الله على محمد وعلى آله الطاهرين .

(1) تحف العقول : 189

ص: 193

ترجمة المؤلّف

. تراثنا / 49

...198

اسمه ونسبه

هو

أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي .

من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلمين، رأس الشيعة، صاحب التصانيف الجليلة، كان نحوياً، لغوياً عالماً بالنجوم، طبيباً ، متكلّماً ، فقيهاً، محدّثاً ، أسند إليه جميع أرباب الإجازات ، من تلامذة الشيخ المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي ، روى عنهم وعن آخرين من أعلام الشيعة والسُنّة ، وروى عنه وقرأ عليه جماعة من علماء عصره (1)

والكراجكي : - بفتح الكاف وإهمال الراء وكسر الجيم - نسبة إلى الكرجك عمل الخيم ، ولهذا وصفه بعض مترجميه بالخيمي (2) ، وضبطه

(2)

بعضهم بضم الجيم نسبة إلى «الكراجك» قرية على باب واسط (3) وكثيراً ما دلّت رواياته في مصنّفاته على أنه كان جوّالاً في المعمورة، ومعظم تجواله في طلب العلم، وكان معظم نزوله في البلاد المصرية ، وبالخصوص مدينة القاهرة، ولهذا اشتهر بنزيل الرملة أو الرملة البيضاء ،

فإنّها من مدن تلك الديار .

وأنه كان بها في حدود العشرة الثانية بعد الأربعمائة ، وحدثه بها الشيخ أبو العباس أحمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي حكاية ملاقاته

(1) أعيان الشيعة 9 / 400 - 401 .

(2) مرآة الجنان 70/3 في ذكر حوادث سنة 449 ه- .

33

(3) معجم البلدان 443/4 .

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 194

190..

المعمّر المشرقي ، الذي كان قد أدرك صحبة إمامنا أمير المؤمنين (1)

ويشهد بذلك أيضاً قول صاحب مجمع البحرين (2)

وفاته :

اتفقت المصادر التي ترجمت المؤلّف على أن وفاته كانت في الثاني

من ربيع الآخر سنة 449 ه- (3)

مشايخه وأساتذته :

أخذ أبو الفتح الكراجكي العلم عن جماعة كثيرة من أعلام عصره ، كما أخذ الحديث من عدد كبير من الرواة والعلماء من الخاصة والعامة ،

منهم :

محمّد بن النعمان الحارثي

1 - الشيخ المفيد ، أبو عبد الله محمد بن العكبري البغدادي ، المعروف بابن المعلم ( 336 - 413 ه- ) .

2 - الشريف المرتضى ، علي بن أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي، المعروف بذي المجدين، ويعلم الهدى، والمكنى بأبى القاسم

( 357 - 436 ه- ) .

3 - أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني ، المعروف

بسلار ، من تلاميذ الشيخ المفيد والشريف المرتضى . 4 - أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن علي، المعروف

بابن الواسطي .

(1) روضات الجنّات 213/6 .

(2)

مجمع البحرين 336/3 مادة «سلار» .

(3) منها مرآة الجنان 70/3 في ذكر حوادث سنة 449 ه- .

... تراثنا / 49

ص: 195

...197

5 - أبو الرجاء محمد بن علي بن طالب البلدي . 6 - الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسين بن طاهر

الحسيني .

7 - القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي

البصري .

8

- أبو محمد عبد الله بن عثمان بن حماس .

9 - أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف .

10 - القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحرّاني . 11 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان

القمّي . 12 - الحسين بن محمد بن علي الصيرفي البغدادي . 13 - الشريف أبو منصور أحمد بن حمزة الحسيني العريضي .

14 - أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن عنان .

15 - أبو الحسن علي بن أحمد اللغوي ، المعروف بابن ركاز . 16 - القاضي أبو الحسن علي بن محمد الساباطي البغدادي . 17 - أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني بن أحمد الماليني .

18 - أبو سعيد أجمد محمّد بن 19 - أبو العباس أحمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي .

20 - أبو الحسن علي بن الحسن بن مندة .

21 - أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، شيخ الطائفة

وصاحب كتابي التهذيب والاستبصار ( 385 - 460 ه- ) .

التعريف بوجوب حقّ الوالدين

تلاميذه

ص: 196

19V....

جدير بالذكر أن للكراجكي تلاميذ كثيرون تتلمذوا على يديه من

مختلف البلدان بسبب كثرة تجواله ، ونحن نذكر منهم :

1 - الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الخزاعي ، المعروف

1

(1)

بالمفيد النيسابوري (1) .

2 - أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي (2)

3 - السيد أبو الفضل ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي المصري

العمري الاسترآبادي .

4 - عبد العزيز بن أبي كامل القاضي عز الدين الطرابلسي . 5 - أبو عبد الله الحسين بن هبة الله الطرابلسي (3) -

6 - الشيخ شمس الدين أبو محمد الحسن الملقب بحسكا الرازي

ابن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه القمي، من تلاميذ

الطوسي ، وسلّار الديلمي ، وأبن البراج (4) .

مؤلفاته :

وللكراجكي مؤلفات كثيرة تجاوزت السبعين ، منها :

(1) الذريعة .2 / 311 . (2) جاء في لسان الميزان 469/2 : ريحان الجبش أبو محمد السبيعي الإمامي

المصري .

(3) ورد في الذريعة 156/19 اسمه هكذا : أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن جعفر

الوراق الطرابلسي تلميذ الطوسي .

(4) الكُنى والألقاب 171/3 - 182

ص: 197

...198

.. تراثنا / 49

1 - كنز الفوائد : - وهو أشهر كتاب للكراجكي ، يقول السيد بحر العلوم في رجاله : يدلّ على فضله ، وبلوغه الغاية القصوى في التحقيق والتدقيق والاطلاع على المذاهب والأخبار، مع حسن الطريقة وعذوبة

الألفاظ (1)

2 - معدن الجواهر ورياضة الخواطر .

3 - الاستنصار في النصّ على الأئمة الأطهار .

4 - الاستطراف في ذكر ما ورد من الفقه في الإنصاف . ه - الإعلام بحقيقة إيمان أمير المؤمنين وأولاده الكرام .

6 - البرهان على طول عمر صاحب الزمان .

7 - رسالة في تفضيل أمير المؤمنين الله

8 - كتاب الصلاة، وهو روضة العابدين ونزهة الزاهدين 9 - الرسالة الناصرية، في عمل ليلة الجمعة ويومها ... 10 - كتاب التلقين لأولاد أمير المؤمنين .

11 - كتاب التهذيب ، متصل بكتاب التلقين . 12 - معونة الفارض على استخراج سهام الفرائض . 13 - كتاب المنهاج إلى معرفة مناسك الحاج . 14 - كتاب المقنع للحاج والزائر .

15 - كتاب المنسك الغصبي .

16 - كتاب نهج البيان في مناسك النسوان . 17 - كتاب الاختيار من الأخبار .

(1) رجال بحر العلوم 307/3 .

ص: 198

199 ....

التعريف بوجوب حق الوالدين

18 - مختصر كتاب الدعائم .

19 - كتاب ردع الجاهل وتنبيه الغافل . -

20 - كتاب البستان في

الفقه .

21 - كتاب الكافي في الاستدلال بصحة القول برؤية الهلال .

22 - كتاب نقض رسالة الكلام .

23 - كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف

24 - كتاب حجة العالم في صحيفة العالم .

25 - كتاب ذكر الأسباب الصادة عن معرفة الصواب . 26 - رسالة دامغة النصارى ، وهي نقض كلام أبي الهيثم النصراني . 27 - كتاب الغاية في حدوث العالم وإثبات محدثه

28 - العقول في مقدّمات الأصول ، كتاب رياضي ، (لم يتم) .

29 - كتاب المراشد المنتخب من غرر الفوائد ( تفسير ) .

30 - كتاب التعريف بوجوب حق الوالدين ، صنّفه لولده . وللمزيد من الاطلاع على ترجمة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، راجع : أمل الآمل ،287/2 ، الكنى والألقاب 180/3 ، جامع الرواة 156/3 ، تحفة الأحباب : 339 ، بحار الأنوار 263/105 ،

الذريعة 210/4 ، ريحانة الأدب ،39/5 تنقيح المقال 159/3 ، شذرات

6

الذهب 283/3 ، رجال بحر العلوم 302/3 ، الفوائد الرضوية : 571 ، لسان الميزان 300/5 ، مستدرك الوسائل 497/3 ، مصفّى المقال : 374 ، معالم العلماء : 118 ، العبر 492/2 ، روضات الجنّات 209/6 ، أعيان الشيعة

400/9 ، الأعلام 276/6 علام 276/6 ، معجم المؤلفين 49/8 ، أعلام النبلاء

سير

.11/18

الكتاب :

ص: 199

. تراثنا / 49

لست بصدد تعريف الكتاب مضموناً ، فاسمه كفيل بذلك ، وإنّما أذكر

نسبته إلى المؤلّف .

فقد ذكره الطهراني في الذريعة ، قال : التعريف بوجوب حق الوالدين ، للعلامة الكراجكي ، الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان ، كرّاسة واحدة كتبها وصيّة إلى ولده (1) .

والحرّ العاملي في أمل الآمل، في ذكر مؤلّفاته ، قال .... ورسالة في

حق الوالدين (2) .

والخوانساري في روضات الجنّات ، في ذكر كتبه ، قال : ...

(3)

فى حق الوالدين (3) ..

ورسالة

والأمين فى أعيان الشيعة ، قال : له مؤلّفات كثيرة بلغت السبعين

عد بعض معاصريه، ومنها : ... التعريف بحقوق الوالدين (4) حسب

منهجية التحقيق :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على مصوّرتين لمخطوطتين :

1

- النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد

المرعشي العامة في قم ، ضمن المجموعة رقم 3694 الكتاب السابع ، كتبت

سنة 1065 ، ورمزت لها بالحرف «ش»

(1) الذريعة 216/4 رقم 1078 (2) أمل الآمل 287/2

.

. 210

(3) روضات الجنّات 209/6 - 210

(4) أعيان الشيعة 401/9

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 200

2 - النسخة المخطوطة المحفوظة في المكتبة المركزية لجامعة

طهران ، بأوّل المجموعة رقم 2125 ، ورمزت لها بالحرف «ط» . قمت بمقابلة النسختين وسجّلت الفروقات بينهما، وأثبت ما هو جدير بالإثبات، واستخرجت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة للنبي الأكرم ال والعترته الطاهرة لا الا الله ، والأقوال الواردة، وحاولت أن أجمع مصادر متعدّدة للأحاديث والأقوال من كتب العامة والخاصة . ولا يفوتني - أخيراً - أن أقدم شكري الجزيل وامتناني الوافر إلى

- مؤسسة آل البيت لالالالا لإحياء التراث للاستفادة من مكتبتها العامرة، ونشر هذه الرسالة على صفحات مجلّتها الغراء تراثنا »، وأخص بالذكر عميدها السيد جواد الشهرستاني ، والشيخ كاظم الجواهري ، وهيئة تحرير المجلة، وأعضاء المؤسسة كافة، وإلى الشيخ محمد علي الحكيم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

حامد الطائي

29 شعبان 1417 ه-

قم المقدسة

تراثنا / 49

...

ص: 201

تكار التعريف

اليس التين يومية الوالدين بين الشرين الم

الميداني الذي والاستيا

بشر الله الرحمن الرحيم

تديته عل ما صح من العقل ووهب من الفضل و رادف من الورق وصلواته ما اشرف مرشد روف مرقد و اصلاق مجبر و ابلغ مناذر سيدنا محمد خاتم النبيين والد الأئمة الطاهرين ل إليها الولد الحبيب البار النجيب قسم النفس ومكمل الأنس الذي القلب ممثلة والبحر موطائر الله منشانه از ابتد خلقك متى بقدر تر و جعلی سيالكونك بیشتر مانت را منسوب و بانی بود به موت انا واقك التي انشاءك الله في احشائها وغلاك بلينها وريال في حجرها منزل الطاقة أعطوفين عليك رفقين بك تحريك محمد نا من الأذى وتدفع عنلم ا نستطيع دفعه من دي ونقيك بانفسنار تغذيك بجبنا تنام راعينا ساهرة وتكن وحركاتنا العمر تنتقل ان بذلك الجميد ونشتغل بك من كل فرض ان عالم احد اطرافك مر ذلك الالم تلومنا وان تكامليت

سانتا

الصحة لم يزل قلقنا و خوفنا عليك فحقنا عليك واجب الا يبطل وفرضتنالت لازم لا يعمل وان ث لا يقابل بشكر والر امثالك لا يكانا بير قال رسول اقد صلى الله عليه والد لا يجرى ولد عن اله الا اريجك مملوكا و بيشترير ويعتقد وفي خبر اخوات كل الأعمال الترسيبلغ منها الذرة لعليا الأحق رسول اقه صل احتد عليه والدوحق احد وحق والدير وقدار تفعت تجميل التربية من برجة الأصاغر والحقك حميد النتشو بمنزلة الأكابر وبالغت في قادميك وحسن تقويك و مذيبك وانني لما خفت عليك عشرة قدم الشيعية في حق والايك وكل الا التعليمات في الام بيها عليك حيث تكسيم العاجلة وتعقب عذاب الأجلة ورأيت از انتهات على واجب حقتها و عرقل لازم فرضهما فقد قال رسول الله صلى اقدر عليه والده ما فحل والد ولده محله افضل من اوب حسن بفيده اياه و جهل تقبیح بود عد عنه وينهاه وقال بعض الحكماء انشاء الأنباء حيثيا انا ام الغير بالغرفة تعليمهم وقيل من اتب ولده ارغم انف علقة وفي الأمثال السائرة م لم يورد به الا بو از الداودير الزومان از ابا ولادی ات رافقه جل جلاله على الجبال المابيا نيبال العندهم منزلة تغنيك غروميتهما بك وعلم غناها عنك فلكل وسميت اليه بما جانا فى الى بيان

صورة الصفحة الأولى من نسخة ( ط ) .

....202

التعريف بوجوب حق الوالدين

صورة

ص: 202

p.r....

تهاب التعريف

فروت اثر و جلا جاء الا النبي ما اقعد عليه واله فقال يا رسولان در لا بقى تامین بر والدي شيني ابرها بعد موتهم قال نعم الصالة عليها والاستغفار لها وايضا، عمد هما من بعدها وصلة الرحم التي لاتوصل الأبها واكرام صديقه ومن الأمام على بن موسى الرضا صلواترات والامن تعليمها انتقال من احب ان يصل اياه في قبره فليصل اخوانزابید من بعدك ثم امرت به منتقد تماما عل نفسات و الدعاء والابتداء بذكرها في القنوت وعقيب الصلوات قبل ذكرك والدعاء الما نے صحيفة الامام زين العابدين عليه السلام المختص بالأبوين الذي على تلاوته خواصو المؤمنين يداومون مع ما روى عن السادة الظاهرين صلوات التقدم سلامه عليهم اجمعين من حلوة بر الوالدين كل ذلك اعتمد عليه وحافظ على واجبه ولا نفروا فيه قد ذكرت لك يا ولده اسمان الله تعالى مقال صدق ينفع مستمعيه الالتقصير علت منك ولا الأخلا الظهر منك فكر جعلني اعيشها الشفق وحوض الغرق الراجعل الت تذكرة ولمن سواك تبصرة اعاذلك القد من الزلل ووفقك نديد القول والعمل برحمته ومحوف وفضله وطوله انشاء اودية والحميد وقد كما هو اهله ومستحقد وانصارة والسلام على خير خلقه محمد رسوله والد الظاهر يز وحسبنا الله ونعم الكبار نيم المنوف نعم النصير والحمد قد رب العالمين قد فرغ من كتابته لنفسه العبد الملعب الشيقة المتساك

بجبل الولى والمنسيب باسترة المحلوق محمد مهدي بن عايت يوسف بن عبد الوهاب

المسيف النصب البة التربوى فيوم الاثنين العاشر مشهر وبيع التارت مورث

مهجرة النبي العريقة بيع الأرض المقدسة الحاوي على ماكنها وعلى جدية

اختر اور

واقتد و بغير النوف التحمية والا تاء ثم استخ مرسخته اسید العقاب

بعد انتقالها المثيره بعد وفاترة ابنه العبد المذيب وفي

حسن بن محمد بن علی بن یوسف به علاوه

الحسني الحسين العلوي القاطر الساعة

نے سے اشهر جاری انسانے

می مشهور

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة ( ط ) .

صورة

ص: 203

... Y. ε

أ

. تراثنا / 49

امد

د الدين شريات وانسل امل الدن لساني انساني ميه ميزان قول السيرة والادارة النوم وتيات الاصنام السلمان والتراكب ويبقى الشهادة التي من قالها مخالماء قبل الميلية الفراشة الصفات كمال له أهم مثل الوجوب والو بود والقوارة والازلية وانه قباء الدير مينيات السمع والبصر وكونه بدلا كما مبادلة افعاله على وفق الحكه مانه لا يستطيع أولى إلا للامام . داته والا سفته فهو اكبر من أن يبلغه سفالواصفين لا يعلم ما هو الامور عن المجالات اخوان تقل على أحول الأعمال الحسن الى التوصيلنا نقول والامامة والمعاد في فاميين حصل الإيماني يمن الباقيات الحملة المات والحمد الله ومنه والصلوة والسلام على من قاله الشاور فن وفن ساله عليها الشيخ المليل ابو الفتح محمد بن على الطلبة، تبن من الله روعه است سالا أن اليمن أو

الحل الله على ما منح من قلب جب میں دل و دادن في زرق و صلواته على اشرف من بشل واده نت

موال را صداق سنجی و ابلع سد رسيد امحمد فاتم النبين والله الانه الشاهرين اعلام ايها الي الجيب البادي أمجد النفير ومكمل الانس الذي القلب منهلة النصر وقود وانا ميت إن الله ذاقات فى تعلق کے بانی ما از اونات شتاء خافت إلى منسوب وفي معرف

به منعوت وانا واء النا أن الإنسان الله فى احساتها دندان تلتها در بالنشي تمر هذا المنزل

و لطف الله لك عطر بين بلا دوقين بل کی سا عمل نا من الأندى وندفع تنك ما تطيع تعد من الردى ودفيك انفسنا و نقل یاد مهنا ننام وانتنا ساحرة وتسكن و دوستانا ما حمله انتقل لكن ذلك العمل وتستقل بك من كل فى من ان تالم امل اطرافات مال دالان قلو ساران تجعات ال العلم يزل تلمة ما عليك وفوقنا تمعناء البلد واجب الا يخلف في مشالت لازم الايثل مامانشانات الايقابل الشكر والي منالك الايمان بنر قال رسل الله ما يجري، ملك من والد الا ان لا يده مملوكاً فيشتر به ويعتقاء وفي غير افسان على اعمال كير مباغ منها الحقته العليا الامق رسول الله و مقاله محو والديه وقل اد اغتب محمل البرية من درجة الاسما فرع ا لحقت سبيل النشر في له المكابر وبانقتش ناديك وه من تقويك و انسان بيك وانني ما نفت ليلا نشرة قدم الشبيه في حق والعيث وزلة الدالة عليها تفسيح فينها عليك بينت تكتب من العاملة وتختفت عذاب الاحلام رايت ان استعمال

دم المراتب ومهما واترفات المداوم في نهما قال نازند رسول الله ماعل الدولعا لحملة افضل من اناب سن انیله او ده بل قدیم بودند منه وفيهاه وقال بعض ألم يا أمثال الابانية

صورة الصفحة الأولى من نسخة ش

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 204

:

عنك

نند با والدين وقيل الامام زين المعامل بن علية السلم انت ابو الناس ولا تراث تواكل قال ان انسان مر سالى إلى مشکی مدل سبقت بينها اليد فأكون ماكون يا تصفقة المقال

مريدى رجل الرسول الله استاذن علی ای قال نعم قال فانی فی البيت قال استاذن عليماتان ا رسول الله انني املا مهما قال احب ان تراها عريانة قالى الاقال استاذن عليها وروى

ان امراة انت الى النبي ؟ ان امى بلغت عندي من الكلبي حتى دلالت منها مثل الذي ويذل عني وكنت انظفها ما ننظف منه التى تعمل بلغت يا رسو الله اداء ملكان ايمان ان الا لانك وليت منها مثل الذى ذكريات وانت حسين الواحد منها ووليت زراء منا وهى تحب لقاك اعلم ياولدى ان حق الوالد نوبات على الوالدة الموتهما تقائه في عيونهما فروى أن وعلا جاء إلى التي فقال يا رسول الله هل تقى على من عدالت شراب أبعد موتهما قال نعم الصلوة عليهن والاستغفار التي أوارقاد

يشبع من تعب قيا وصدائے رحم التي لاتوصل الانمي او اكرام ملتقي ماتين الامام ابونا

سنوات الله علیشانه قال من أحب أن يصل اباه في تمر فليصل أخوان أبيه من بعد ما اموت به أقل بينهما على نفسك في الدعاء والاستلارين كي عالى القنوت تنقيب الحلوة قبل ذكر لا واللها الماثور في صحيفة و من العامل من المنتصر بالامومن الذى افظ على تلاوته خواص المؤمنين وما روى السادات الطاهر من صلوات الله عليه الاتفق من حلوة بالموالدين كل فلات والعمل عليه وحافظ على ابيه ولا انت فية قد ذكرت تند باطری اسعدت الله اتقان سلق ننفع مشتیه دارشت للا سحق نيمي متبعية لا تقصى ثلت مناد ولا خلا العلمى منك لكن حالتي استها الشفق ومرض الفرق فاجعله لم تذكر معلن سواك تبصرة ايمان الا الله من الكلشي تك السليل القول والعمل موحته انشاء الله والحمد لله كا هو اولاد و مستحق و سلوانه عمل نين فلقه محمد رسوله واله الطاهرين وسلامة وسبنا الله نعم الوكل الحمد لله رب العانو تم قد الرسائل الهرمون الله ومن تو نقد ي الذي عمله جي بسم الله الرحمن الرحيم المدلله الذي

على ناعمل در جلنا من اهله ووفقنا اللتمسك بدنية والانقياد البيك

=..

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة ( ش ) .

ص: 205

.......

. تراثنا / 49

سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما منح من عقل ، ووهب من فضل ، وأردف من رزق ، وصلواته على أشرف مرشد ، وأرأف مرفد ، وأصدق مخبر، وأبلغ منذر ، سيّدنا محمد خاتم النبيين ، وآله الأئمة الطاهرين .

اعلم أيُّها الولد الحبيب، البار النجيب ، قسيم النفس، ومكمل الأنس ، الذي القلب منهله ، والبصر موطئه ، واللب منشؤه ، أنَّ الله خلقك مني بقدرته ، وجعلني سبباً لتكوّنك بمشيئته ، فأنت إلي منسوب ، وبي معروف ومنعوت ، أنا وأُمّك التى أنشأك الله في أحشائها، وغذاك بلبنها ، وربّاك في حجرها ؛ لم نزل - بلطف الله تعالى لك - عطوفين عليك ، رؤوفين بك ، نحرسك بجهدنا من الأذى ، وندفع عنك ما نستطيع دفعه الردى ، ونقيك بأنفسنا، ونغذيك ،بمهجنا تنام وأعيننا ساهرة، وتسكن وحركاتنا دائمة ، نستقل لكن (1) بذلك الجهد، ونشتغل (2) بك عن كل فرض، إن تألم أحد أطرافك حَلَّ ذلك الألم قلوبنا، وإن تكاملت لك الصحة ، لم يزل ( قلقنا عليك وخوفنا ) (3) ، فحقنا عليك واجب لا يبطل ، وفرضنا لك

(1) كذا في النسختين ، ولعلّ الأنسب : « لك » .

'G. 'G. E

(2) في «ش» : «نستقل » .

(3) في «ط» : «قلقنا وخوفنا عليك .

من

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 206

Y.V....

لازم لا يعطل ، وإحساننا لك لا يقابل بشكر ، وإكرامنا لك لا يكافاً ببر. قال رسول الله : « لا يجزي ولد عن والده إلا أن يجده مملوكاً

فيشتريه ويعتقه (1)

وفي خبر آخر : « إن كل أعمال البرِّ يبلغ منها الذروة العليا، إلا حق

رسول الله وحق والديه» (2) . ل

وقد ارتفعت بجميل التربية عن درجة الأصاغر، وألحقك حميد النشوء بمنزلة الأكابر ، وبالغتُ في تأديبك، وحسن تقويمك وتهذيبك ، وإنّي لما خفت عليك عثرة قدم الشبيبة في حق والديك ، وزلّة الدالّة عليهما بتضييع فرضهما عليك ، حيث تكسب ذمّ العاجلة ، وتعتقب عذاب الآجلة . رأيت أن أنبهك على واجب حقهما ، وأعرفك لازم فرضهما فقد قال رسول الله : «ما نحل والد ولده نحلةً أفضل من أدب

حسن يفيده إياه ، وجهل قبيح يردّ منه وينهاه ) (3) وقال بعض الحكماء : أشدُّ الآباء حبّاً لأبنائهم، الذين يبالغون في

تعليمهم (4)

وقيل : مَنْ أدب ولده أرغم أنف عدوّه (5) .

(1) الأمالي - للصدوق - : 373 ح صحیح مسلم 1148/2 ح 1510 ، سنن الترمذي 4 / 315 ح 1906 ، سُنن ابن ماجة 2 / 1207 3659 ، مسند أحمد أحمد و 263 و 445 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 10 / 289 ، جامع الأصول

401/1 ح

193

ح

(2) الفقه المنسوب للإمام الرضا : 332 (3) سنن الترمذي 4 / 338 ح 1952 ، السنن الكبرى - للبيهقي - 18/2 و 84/3 ، 1952

13234

المعجم الكبير للطبراني - 12 / 320 ح 13234 ، جامع الأصول 1 / 416 ح 218 . -

(4) انظر : ربيع الأبرار 203/3 - 304 . (5) العقد الفريد 271/2 نحوه ، وورد هذا القول في رسالة الظرف والتظرّف

..... Y. A

ص: 207

.. تراثنا / 49

( وفي الأمثال السائرة : من لم يؤدّبه الأبوان لقد أدبه الزمان (1)) (2) . اعلم يا ولدي ! أن الله جل جلاله عَلِمَ حاجتك إلى أبويك فجعل لك عندهما منزلة تغنيك عن وصيّتهما بك ، وعَلِمَ غناهما عنك فأكد وصيّتك

بهما .

جاءنا في الحديث أن زيد بن علي بن الحسين قال لولده

ال الله يحيى : يا بني ! إن الله تعالى لم يرضك لي فأوصاك بي (3) ورضيني لك فلم بي(3) يوصني بك (4) .

فاعرف وفقك الله الفرق بين هاتين الرتبتين، وميز بعقلك بين

المنزلتين ؛ تعرف وجوب حق الوالدين .

ثمَّ عُد إلى بديهة عقلك الشاهدة لديك ، بوجوب شكر المنعم عليك (5) وأنظر ، هل أحد من البشر أكثر نعمة عليك من أبيك وأُمّك ؟ !

وأولى (6) منهما بشكرك وبرك ؟!

وأعلم أن الشكر ليس هو مجرد الاعتراف بالنعمة ، وإنما هو الاعتراف بها مع التعظيم لمولاها ، فإن استجزت تضييع حقهما ، وسامحت نفسك في

الإخلال بواجبهما ، فهل ترضى من ولدك أن يقابلك بمثلها لك ؟ !

أما بلغك قول رسول الله : «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفوا

(1) العقد الفريد 277/2 ، ذكر ضمن بيت شعر ، لإبراهيم بن شكلة ، وهو :

من لم يؤدبه والداه أدبه الليل والنهار

(2) ما بين القوسين لم يرد في «ش» (3) «بي» لم ترد في «ط» .

.

273

(4) أورده الدينوري في عيون الأخبار 105/3 ، العقد الفريد 273/2 .

(5) عليك» لم ترد في «ط» .

(6) في «ط» : « وأوفى».

209 ....

ص: 208

التعريف بوجوب حق الوالدين

تعف نساؤكم (1) ؟!

اتل يا بني ما علمك الله تعالى من آياته ، وتأمل مضمون تبيانه ، إن

الله سبحانه وتعالى قد قرن الوالدين بنفسه، وأتبع ذكرهما بذكره ، وجعل شكرهما تابعاً لشكره .

فقال سبحانه : ( ووصَّيْنا الإنسانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْه أُمُّهُ وَهْناً عَلَى

وَهْنٍ وفِصالُهُ في عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لي ولوالِدَيْكَ إِليَّ المَصِيرُ ) (2) . ثمَّ أَمرك بالرأفة لهما، والتحنّن عليهما، والتذلل لهما ، وأخبرك أنه قضى بذلك في سابق كلامه ، وأوجبه (3) في مقتضى حكمه، وجعله مقروناً بتوحيده ، ومضافاً إلى عبادته ، فقال تعالى : ( وقضى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدوا إِلَّا إِيَّاهُ وبالوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فلا تَقُلْ لَهُما أُيّ ولا تَنْهَرْهُما وقُلْ لَهُما قَوْلاً كَريماً * وأَخْفِضْ لَهُما

جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُل رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيَانِي صَغِيراً ) )

(4)

وقد فهم ذو البصيرة والمعرفة باللغة العربية من فحوى قوله سبحانه :

فَلا تَقُلْ لَهُما أُنّ أنّه زجرٌ بذلك عن كل قبيح زاد على الأفّ، وأنّه لو علم سبحانه قبيحاً يكون أقل من هذه اللفظة لكان هو المذكور في النهي ؛ ليعلم من فحوى الخطاب بعادة أهل اللسان في الفصاحة والبيان أن ذكر

ح

(1) الخصال : 44 باب الاثنين ح 75 ؛ وفيه : عن أبي عبد الله ، الفقيه 21/4 الله 4985 ، روضة الواعظين 2 / 366 ، الاثنا عشرية فى المواعظ العددية : 45 ؛ وفيه : عن الصادق لالا ، مشكاة الأنوار : 161 باختلاف يسير ، المستدرك على لالالالالا الصحيحين 4 / 154 ، فردوس الأخبار 2 / 10 ح 2088 ، كنز العمال : 16 ح 45476 .

(2) سورة لقمان 31 : 14 .

(3) في «ط» : « وجعله » . (4) سورة الإسراء 17 : 23 و 24

... تراثنا / 49

ص: 209

210

ما ذكر في الأقل لا لاختصاصه به ، بل لعموم ما زاد عليه ، والمبالغة في النهي عن كلّ قبيح ، 5 كل قبيح ، كما نعلم من قول القائل : لا تضيع من مالك حبّة واحدة ، أنّه قد علم بالنهي تضييع قليله وكثيره ، وأنه إنما ذكر الحبّة مبالغة في النهي عمّا زاد عليها .

وقد روي أنّ الإمام الصادق لالالالالالا سُئل عن هذه الآية ، فقيل [له]:

ما هذا الإحسان في قوله تعالى : ( وبالوالدين إحساناً ) ؟

فقال: «هو أن تُحسن صحبتهما ، ولا تكلفهما أن يسألاك ممّا يحتاجان إليه شيئاً، وإن كانا مستغنيين ، أليس الله تعالى يقول : ( لَنْ تَنالوا

البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبّونَ ) (1) ؟!» .

قيل له : فقوله تعالى : إمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدكَ الكِبَرَ أَحَدُهما أو كلاهما

(

فَلا تَقُل لَهُما أفٍّ ولا تَنْهَرْهُما ) ؟

قال (2) : «إن ضرباك» .

ثم قال [ عليه السلام]: «لو علم الله تعالى شيئاً أدنى من أُفّ لنهى

عنه ، وأدنى العقوق (3) أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما» .

قيل : فقوله تعالى : ( وقُل لَهُما قَوْلاً كَريماً ) ؟

قال : « يقول غفر الله لكما ، فذلك قول كريم .

قيل : فقوله تعالى : ( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَحْمَةِ ؟ فقال : «لا تملأ عينك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة (4) ، ولا ترفع

(1) سورة آل عمران 3 : 92

(2) «قال» لم ترد في «ش» . (3) في ( ط ) زيادة : « ومن العقوق » .

(4) في «ط» : « و رأفة » .

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 210

صوتك فوق صوتهما ، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدّم قدامهما ، وقل:

رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) (1) .

(1)

ولو لم يرد من القرآن من الوصيّة بالوالدين غير هذه الآية ، لكان فيها

كفاية للعاقل ، وإيقاظ للغافل، فكيف وقد أردف الوصيات بهما تشديداً

(2)

وقرن (2) وجوب الإحسان إليهما بوجوب عبادته تأكيداً .

فقال سبحانه وتعالى : ( وإذْ أَخَذْنا ميثاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدونَ

إلا الله وبالوالدين إحساناً ) (3)

وقال : ( واعْبُدُوا الله ولا تُشْرِكوا بِهِ شَيْئاً وبالوالدين إحساناً ) (4)

وقال : ( ووَصَّيْنا الإنسانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) (5) .

وأكد الأمر ، وضاعف الفرض ، بأن عطف ما أوجبه من الإنسان إليهما على ما أوجب تحريمه من الشرك به الذي هو أعظم المعاصي، وأكبر

، الكبائر ، ولا يرجى لصاحبه مغفرة من غير توبة ، وبين أنه تعبد به الأمم

السالفة ، وأنزله في كتبه (6) الماضية .

فقال سبحانه وتعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم

(7)

ألا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وبالوالدين إحساناً ) (7)

(1) الكافي 2 / 126 ح 6 ، المواعظ : 105 ، تفسير العياشي 2 / 285 39 ، الفقيه

60 ، مشكاة الأنوار : 163 ، وسائل الشيعة 18 / 487 ح ح 27663

291/4 ح (2) في «ط» : « وقرب» (3) سورة البقرة 2 : 83 .

(4) سورة النساء 4 : 36 (5) سورة العنكبوت 29 : 08

(6) في «ط» : «كتب » . (7) سورة الأنعام 6 : 151

... تراثنا / 49

ص: 211

.212

وقيل : إنه هو أول ما كتب الله تعالى في التوراة(1) . وليس هو من العبادات التي يجوز نسخها، ويسوغ ورود السمع بضدّها ؛ لأنه موجبات

العقل ، وكل ما أوجبه العقل فهو على هذا السبيل .

فاعرف وجوب هذا الفرض ، وشهادة الأدلّة بلزومه لك من العقل

والسمع .

وأعلم أنه جاء في الحديث : «إن الله عز وجل إنّما أيتم نبيّه الله بموت أبويه في صغره لئلا يبقيا فيلزمه طاعتهما ، والخضوع والتذلل لهما ، فأراد أن لا يكون على ) (2) بده يد أحد من خلقه إكراماً منه تعالى

لنبيه والدور

(3)

"

وممّا يزيدك يا ولدي علماً بوجوب حق الوالدين ، وتميزهما (4) عليك

في الدنيا والدين، ما تضمنته شريعة الإسلام ، وتعدّد فيها من الأحكام . فإِنَّ فيها : أنّ من ابتاع جارية فنظر منها - إلى ما كان يحرم عليه قبل ابتياعه لها - نظر بشهوة فضلاً عن لمسها ، لم تحلّ لابنه بملك يمين ، ولا عقد نكاح أبداً ، وليس كذلك حكم الابن إذا نظر من جارية يملكها إلى ما وصفت (5) .

وفيها : أن شهادة الوالد مقبولة على ولده وشهادة الولد غير مقبولة

(1) تنبيه الغافلين : 124 .

(2) في «ط» : «على أن لا يكون » .

(3) مجمع البيان 505/9 ، الجامع لأحكام القرآن 96/20 في تفسير سورة الضحى ،

أورد ذيل الحديث عن الصادق لا

(4) في «ط» : « وميزتهما » . (5) انظر : المبسوط 198/4 .

التعريف بوجوب حق الوالدين

على والده (1)

ص: 212

213 ...

وفيها : أن الولد إذا سرق من مال أبيه من حرز ربع دينار قطع ، وإذا

(2)

أخذ الأب جميع مال ابنه المحروز عنه بغير اختياره لم يقطع وأعظم من هذا : أن الوالد لو قتل ولده لم يُقَد به ، ولو قتل الابن أباه قيد صاغراً به (3)، وصلاة العاق لوالديه غير مقبولة (4) ، وطاعته غير مرفوعة (5) وأدعيته غير مسموعة (6) ، والشريعة بمثل هذه الأحكام مملوءة ، والآثار

بتأكيدها مشهورة، وهي أكثر من أن تحصى ، وأنا أذكر لك منها طرفاً : فمن ذلك : ما أخبرنا به أبن صخر الأزدي () ، بإسناد قد ذكره في حديثه ، أن رجلاً جاء إلى سيدنا رسول الله لا يستأذنه في الجهاد معه لأعداء الله تعالى لأجل الشهادة بين يديه في سبيل الله

----

(1) المبسوط 218/8

(2) السرائر 483/3 .

(3)

17977

وح

17993

(3) الكافي 7 / 297 ح 1 ، التهذيب 236/10

297/7 ح 491 ، السرائر 324/3 (4) إشارة إلى الحديث المروي عن الصادق الا أنه قال : «من نظر إلى والديه نظر

ماقت وهما له ظالمان ؛ لم تقبل له صلاة » ؛ مشكاة الأنوار : 164 (5) إشارة إلى معنى الحديث المروي عن النبي إذ قال : ليعمل العاق ما شاء « فلن يدخل الجنّة» ، لب اللباب - مخطوط ، عنه ؛ المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 15 / 193 و 196 ح 193/15 (6) إشارة إلى معنى الحديث المروي عن الإمام الرضا الله ، قال : «من بر أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سمّاه الله عاقاً ؛ الفقه المنسوب للإمام الرضا الله : 45 . (7) هو القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري ، روى عنه الكراجكى - كنز الفوائد 1 / 125 - قال : حدثنا سنة 426 ه- ، قراءة منه ، بمصر ونقل عنه حديثاً عن الإمام الرضا الله . (8) يحتمل لانقطاع هذا الحديث أمران : إما سقط من الناسخ ، أو اختصار من

المؤلف الله ، ونحن نورده كاملاً إتماماً للفائدة ، وهو :

عن الصادق قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني

....214

ص: 213

تراثنا / 49

وكيف لا يكون كذلك ، وفرض الجهاد غير لازم للكافة ، وإنّما هو فرض على الكفاية ، ومختص بذوي النهيضة ، وليس يلزم إلا عند الدعوة أو الحاجة ، وحق الوالدين عام، وفرض لازم على الدوام .

وممّا روي عنه الله : أنّه قال على المنبر : «آمين» ثم سكت ، ثمّ قال : «آمين» ثم سكت ، ثم قال : «آمين» ، فلما نزل عن المنبر سأله بعض الناس ، فقال : يا رسول الله ! سمعناك تقول : آمين ، آمین آمین ثلاث مرات ؟ ! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم ] : «إن جبرئيل الله قال : مَن ذُكِرت

عنده فلم يصل عليك فأبعده الله

قلت : آمین .

قال : ومن أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له فأبعده الله

قلت : آمين .

قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله .

قلت: آمین) (1) .

چه راغب في الجهاد ، نشيط قال : فقال له النبي : فجاهد في سبيل الله ، فإنّك إن تقتل تكن حياً عند

اللهُ عَلَه

الله تعالى ترزق ، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من

الذنوب كما ولدت

قال : يا رسول الله ! إنَّ لى والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان

خروجي .

بي ب ، ويكرهان

فقال رسول الله : فقر مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً

صلى الله عليه وسلم

وليلة خير من جهاد سنة » .

A

انظر : الكافي 128/2 باب البرّح 10 ، الأمالي - للصدوق - : 373 ح 8 ،

مجموعة ورّام 1 / 1972 ، روضة الواعظين 2 / 267 - 268

(1) الترغيب والترهيب 3/ 318 ح 23 ، بحار الأنوار 347/96 - 13 بتفاوت ، أورده ح

عن نوادر الراوندي ؛ ونسخته المطبوعة خالية منه

215 ...

ص: 214

التعريف بوجوب حق الوالدين

يريد الله من أدركهما ولم يطع الله تعالى فيهما .

وقوله : «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في

الوالدين (1) .

(

سخط

وممّا أخبرني شيخي رحمه الله في أحاديثه المسندة ، عن ابن عباس رحمة الله عليه ، قال : قال رسول الله الله : «ما من رجل ينظر إلى والديه

نظر رحمة ، إلا كتب الله له بكل نظرة حَجّة مبرورة» .

قيل : يا رسول الله ! وإن نظر إليهما ) (2) في اليوم مائة مرّة ؟

قال : وإن نظر إليهما في اليوم مائة ألف مرّة» (3) . «

وقال له : «الوالد أوسط أبواب الجنّة ، فإن شئت فاحفظه ، وإن

شئت فَضيعه» (4) .

والله

وقال : «لا يلج حظيرة القدس مدمن خمر ، ولا عاق والديه ،

ولا منّان (5) .

وقال له : «لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من تولى غير

(1) سنن الترمذي 4 / 310 ح 1899 ؛ وفيه : «رضا الربّ في رضا الوالد روضة الواعظين : 368 ، مشكاة الأنوار : 162 ، الترغيب والترهيب 322/3 ح 30 ، مجمع الزوائد 136/8 ، جامع الأصول 401/1 ح 194

(2) في «ش» و«ط» : «إليه» ، وما أثبتناه هو الصحيح (3) روضة الواعظين 2 / 268 ، شعب الإيمان 186/6 7859

ح

رجل ينظر إلى والدته ... وإن نظر إليها . ...

، وفيه: «ما من

ح

،3663

(4) سنن الترمذي 4 / 311 ح 1900 ، سُنن ابن ماجة 1208/2 المستدرك على الصحيحين 3/ 198 ، الترغيب والترهيب 316/3 ح 13 . (5) مسند أحمد 3 / 226 ، وفيه : حائط القدس» بدل « حظيرة القدس»، مجمع

الزوائد 5 / 74 ، الترغيب والترهيب 3 / 255 ح 21 ، ونحوه في ثواب الأعمال : 60 الخصال : 203 باب الاربعة ح 8 نوادر الراوندي : 5 ، وفيه : «ثلاثة لا ينظر الله تعالى إليهم : المنان . . .. .

تراثنا / 49

ص: 215

216

(2)

مواليه ، لعن الله من غيّر حدود (1) الأرض ، لعن الله من عق والديه» (2) .

ومما سمعته من حديث الصيرفي، ما رويناه بإسناده عن

رسول الله الله أنه قال : «النظر إلى وجه الوالدين عبادة» (3) ومما سمعته عن الشيخ أبي الحسن بن شاذان القمي الله في جملة حديثه المسند : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «هل تعلمون أي نفقة في سبيل

الله أفضل ؟ ! » .

قالوا : الله ورسوله أعلم .

الدو

قال : «نفقة الولد على الوالدين» (4)

وعن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده صلوات الله عليهم قال : «سُئل رسول الله ل الله عن حق الوالد على ولده ، قال : لا يسمّيه

الله

باسمه، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله» (5) .

وقال له الله الله : ( من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه . فقال بعض من حضر - استعظاماً لذلك واستبعاداً لفعله - : وهل

يا رسول الله يسبّ أحدٌ والديه ؟ !

قال : نعم ، يسبّ الرجل فيسب أباه ، ويسبّ أُمه فيسب الله » (6)

(1) لعلها تصحيف من الناسخ ، والصحيح : « تخوم» ، وتخوم الأرض : أي معالمها

وحدودها ، انظر : النهاية 183/1

(2) الأدب المفرد : 22 - 23 ، صحيح ابن حبان 298/6 - 299 ح 400 ، كنز العمال

16 / 73 ح

43988

(3) الأمالي - للطوسي - 1 / 314 و 2/ 270 ضمن الحديث ، كشف الغمة : 243 ،

كنز العمّال 212/12 ح

34714

(4) رواه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 15 / 204 ح 18021 (5) الكافي 127/2 باب البرّح 5 ، مشكاة الأنوار : 159 . ه (6) الأدب المفرد : 27 ، سُنن الترمذي 312/4 كتاب البر والصلة ح 1902 ، مسند

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 216

وجاء عنه الله أنه قال : «من بر والديه زاد الله في عمره (1) .

وروي أنه لو قال : رأيت الليلة عجباً ! رأيت رجلاً جاءه ملك

))

الموت ليقبض روحه ، فجاءه بر والديه فردّه» (2)

ونحو ذلك ما روي عن الصادق لالالالالالا أنه قال : «الموت لا يدفعه شيء

إلا الصدقة ، وبرّ الوالدين ، وصلة الرحم .

ومن كلام السيّدة فاطمة سلام الله عليها لأبي بكر ، ومطالبتها له ب- « فدك » ، قولها : « ... وفرض الله عليكم الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر .. وعدت الفرائض ، ثمّ قالت : « وبرّ الوالدين

السخط ، وصلة الأرحام منمأةً للعدد (3)

وقاية من

ومن رواية أبي الحسن بن شاذان الله يرفعه إلى الإمام الصادق لالالالالا

أنه قال : «ملعون قاطع رحم ، ملعون من ضرب والده ووالدته» (4) .

:

و عنه لالالالالا أنه قال : «الكبائر سبع الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس

التى حرّم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، وإنكار حقنا أهل البيت (5) .

. ((.

أحمد 2 / 164 و 195 و 214 و 216 ، الترغيب والترهيب 3/ 328 ح 10 و ح 11

اوح

تنبيه الغافلين : 126 147 ، وفيه : «من أكبر الذنب . ح (1) الأدب المفرد : 24 ، روضة الواعظين 368/2 ، شعب الإيمان 185/6

مشكاة الأنوار : 162 ، المستدرك على الصحيحين 154/4

،7854

(2) الأمالي - للصدوق - : 191 ح 1 ، روضة الواعظين 2 / 367 ، فضائل الأشهر

الثلاثة : 12 ح 107 اح

(3) بلاغات النساء : 16 - 17

(4) كنز الفوائد 1 / 150

(5) الخصال : 363 - 364 ح 56 ، علل الشرائع : 474 - 475 ح 1 .

ص: 217

218

... تراثنا / 49

وعن الإمام علي بن موسى الرضا أنه قال: «خمسة لا تطفأ

نيرانهم ولا تموت أبدانهم : رجل أشرك بالله عز وجل ، ورجل عاق والديه ، ورجل سعى بأخيه إلى السلطان فقتله ، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب ذنباً فحمل ذنبه على الله عزّ وجلّ» (1) .

وروي عن أحدهم لالالالالالالا أنه قال : «وقر أباك يطل عمرك ، وقُر أُمّك

ترى لبنيك بنين ،

ولا تحدّ النظر إلى والديك فتعقهما » (2) .

وقيل لعمر بن ذرّ : كيف كان برّ ابنك بك ؟

فقال : ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي، ولا ليلاً إلّا مشى أمامي ،

ولا رقى سطحاً وأنا تحته» (3)

وروي : لا تدعُ على والديك بالموت ؛ فإنّه يورثك الفقر (4)

وقيل : قبر العاق خير منه .

وأعلم أن الله تعالى لم يسقط حق الوالدين عن الولد في شيء من الأحوال ، سواء كانا بالله تعالى مشركين ، أو لولدهما ظالمين ، ألم تسمع ما تضمنه التنزيل من قوله سبحانه وتعالى : ( وإنْ جَاهَدَاكَ على أَنْ تُشْرِكَ

بي

بِهِ

ما لَيْسَ لَكَ عِلْمٌ فلا تُطِعْهُما وصاحبهما في الدُّنْيا مَعْروفاً وأتبغ سَبيلَ مَنْ أناب إليَّ ) (5) فنهاه عن طاعتهما في الشرك وأمره مع ذلك أن

18022 ، وذكره

(1) انظر : عيون أخبار الرضاء لا 1 / 285 - 286 (2) رواه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 204/15 ح الكراجكي الله أيضاً في معدن الجواهر : 37 ، وفيه : « وأوصى حكيم ولده فقال :

يا بني ! احفظ عنّي ثلاثة : وقرّ أباك تطل أيامك

(3) أورده الدينوري في عيون الأخبار 111/3 .

(4) انظر : عدّة الداعي

62

.TY:

(5) سورة لقمان 31 : 15 .

".

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 218

219 ....

يصاحبهما في الدنيا بالمعروف ويتبع في دينه (1) سبيل من أناب إليه ، ولو أسقط الشرك حقهما لما أمر معه بحسن مصاحبتهما .

وروي : أن أسماء زوجة أبي بكر سألت رسول الله الله فقالت :

يا رسول الله ! قَدِمَتْ عليَّ أُمّي راغبة في دينها - يعني ما كانت عليه من

الشرك - فأصِلُها ؟

قال: «نعم، فصلي

أُمّك » (2) .

لالالالالالا

وأما ما ذكره الله تعالى فى قصة إبراهيم العلم فإنّه من قوله : (فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ اللهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) (3) ، فإن من ذهب إلى أنّه أبوه (في الحقيقة ) (4) ، وتمسك بظاهر التسمية بالأبوّة ، يقول : إن التبرئة منه إنّما كانت

تبرئة من مذهبه

وأما القول الصحيح فإنّه لم يكن أباه الذي نزل من ظهره، وإنما كان جده لأمه ، وقد وردت (5) بذلك رواية (6) ، والجدّ للأُمّ أبّ في الحقيقة ، والدليل على أنه لم يكن أباه الأدنى ؛ إجماع الطائفة المحقة على أن آباء رسول الله من لدن (7) آدم إلى عبد الله كانوا مؤمنين بالله عزّ وجلّ ، واللولو متبرئين من الشرك والكفر ، والأدلة على أن إجماعهم حُجّة مسطورة فى الكتب المشهورة، ويكشف عن صحة ما ذكرناه - من أن أبا إبراهيم

(1) في دينه» لم ترد في «ط» .

(2) صحيح البخاري 5/8 باب صلة الرحم ، الترغيب والترهيب 321/3 - 322 ح 19 .

(3) سورة التوبة 9 : 114 .

(4) ما بين القوسين لم يرد في «ط» .

(5) فى «ط» : «روي» .

(6) انظر : التفسير الكبير 24 / 174

(7) «لدن» لم ترد في «ش»

ص: 219

....TT.

... تراثنا / 49

المذكور في القرآن لم يكن أباه الأدنى - قوله تعالى : ( وإذْ قالَ إبراهيمُ لأبيهِ آزَرَ ) (1) فميّزه باسمه، ولو أراد أباه الذي نزل من ظهره لاستغنى - بإضافة الأبوّة - عن التسمية ، وهذا بيان واضح ، وعيان لائح (2).

وقد روي : أنَّ أباه الأدنى كان أسمه تارخ

(3)

وقد احتج بعض الشيوخ على أن آباء النبي كانوا مؤمنين لقول

الله عزّ اسمه : الذي يَراكَ حينَ تَقومُ وتَقَلَّبَكَ في الساجدينَ ) (4)

وقول رسول الله : «لم يزل الله تعالى ينقلني من

ول : أصلاب

الطاهرين إلى الأرحام المطهرات حتى أخرجني إلى عالمكم هذا » (5) . ولا يجوز أن يكونوا طاهرين (إلا) وهم مؤمنين ، لقوله تعالى : ( إنّما المشركون نجس) (6) ، وهذا واضح ) (7) في أنَّ حق الوالدين لم يسقط عن الولد شركهما ، وأما وجوبه عليه مع ظلمهما فيعلم من حيث أن ظلمهما ) (8) له دون شركهما ، وإذا لم يسقط شركهما لم يسقط ما دونه من

ظلمهما .

وقد روي عن الإمام الصادق لالالالالالا أنه قال : « من نظر إلى والديه نظر

ماقت وهما له ظالمان لم تقبل له (صلاة) (9) .

(1) سورة الأنعام 6 : 74 .

(2) وعيان لائح» لم ترد في «ش» .

(3) معانى القرآن وإعرابه 2/ 265 ، التبيان 3 / 176 ، التفسير الكبير 13 / 37

(4) سورة الشعراء 26 : 219

(5) تفسير التبيان 175/4 ، التفسير الكبير 13 / 39 بتفاوت يسير فيهما

(6) سورة التوبة 9 : 28 .

(7) ما القوسين أثبتناه بین

من «ش» .

أثبتناه من «ش»

(8) ما بين القوسين (9) مشكاة الأنوار : 164

.

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 220

وقد جعل الله تعالى حق الأمّ مقدماً ؛ لأنها الجناح الكبير، والذراع القصير ، أضعف الوالدين ، وأحوجهما في الحياة إلى معين ، إذ كانت أكثر بالولد شفقة ، وأعظم تعباً وعناء .

حقاً؟

فروي أن رجلاً قال للنبي الله : يا رسول الله ! أي الوالدين أعظم

قال النبي : ) : «التي حملته بين

بين الجنبين ، وأرضعته الثديين ،

(1) «

وحضنته على الفخذين، وفدته بالوالدين (1) .

أُمّك ؟

وقيل للإمام زين العابدين لال لها : أنت أبرُّ الناس ، ولا نراك تؤاكل

قال : أخاف أن أمد يدي إلى شيء وقد سبقت عينها إليه ، فأكون قد

عققتها » (2) .

وقال رجل لرسول الله الله : أستأذن على أُمِّي ؟

قال : «نعم» .

قال : فإنّي معها في البيت !

قال : استأذن عليها .

فقال : يا رسول الله ! إنني أخدمها .

قال : أتحب أن تراها عريانة ؟! .

قال : لا .

قال : «فاستأذن عليها » (3) .

(1) رواه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 182/15 ح 17939 . (2) عيون الأخبار 111/3 ، ربيع الأبرار 538/3 .

(3) الموطأ 2 / 963 باب الاستئذان

ح

... تراثنا / 49

ص: 221

222

وروي : أن إمرأة أتت إلى النبي عل الله فقالت (1) : إِن أُمّي بلغت عندي من الكبر حتى وليت منها مثل الذي ولته منّي ، وكنت أنظفها ممّا ينظف منه الصبي ، فهل بلغت يا رسول الله أداء ما كان لها ؟

قال : «لا ، لأنك وليتي منها مثل الذي ذكرت وأنتِ تحبين الراحة

(2) منها ، وولت ذلك منكِ وهي تحبّ بقاءك » (2) .

وأعلم يا ولدي أنّ حق الوالدين باقٍ على الولد بعد موتهما كبقائه

في حياتهما .

فروي أن رجلاً جاء إلى النبي الا الله فقال : يا رسول الله ! هل بقي

علي من برّ والدي شيء أبرهما بعد موتهما ؟

قال : «نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما، وإيفاء عهدهما من

بعدهما ، وصلة الرحم لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما » (3) وعن الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما أنّه قال : «من

أحب أن يصل أباه في قبره، فليصل إخوان أبيه من بعده» (4) . ثمّ (5) ما (6) أُمرت به من (7) تقديمهما على نفسك في الدعاء ، والابتداء ة(5)

بذكرهما في القنوت ، وعقيب الصلاة قبل ذكرك .

"

(1) فقالت لم ترد في «ش» . (2) انظر : ربيع الأبرار 585/3

(3) رواه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 201/15 ح 18006 ، الترغيب

32

والترهيب 3/ 323 ح 32 ، لب اللباب - مخطوط .

(4) رواه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 15 / 204 ح 18023 .

(5) «ثمّ» لم ترد في «ش» .

(6) «ما» لم ترد في «ط» .

(7) «من» لم ترد في «ش» .

D

التعريف بوجوب حق الوالدين

ص: 222

والدعاء المأثور في صحيفة الإمام زين العابدين المختص

الالالالالام بالأبوين ، الذي يحافظ (1) على تلاوته خواص المؤمنين ، وما (2) روي عن السادة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين من صلاة بر الوالدين (3) .

كلّ ذلك اعتمد عليه ، وحافظ على واجبه ، ولا تفرط فيه . قد ذكرت لك يا ولدي - أسعدك الله تعالى - مقال صدق ينفع مستمعيه ، لا لتقصير علمت منك ، ولا لإخلال ظهر عنك، لكن حملني اجتهاد الشفق ، وحرص الغرق فأجعله (4) لك تذكرة ، ولمن سواك تبصرة ، أعاذك الله من الزلل، ووفقك لسديد القول والعمل ، برحمته وعونه وفضله وطَوْله (5) إن شاء الله

والحمد لله كما هو أهله ومستحقه، وصلاته على خير خلقه محمد

رسوله وآله الطاهرين وسلامه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم

النصير، والحمد لله ربّ العالمين .

(1) « يحافظ» لم ترد في «ش» .

(2) في «ط» : « يداومون مع ما »

33

.

(3) الصحيفة السجادية الجامعة : 125 ، دعاؤه الله لأبويه الا

(4) في «ط» : « أن أجعل » .

(5) «وعونه وفضله وطوله» لم ترد في «ش»

رقم 63

. تراثنا / 49

ص: 223

224

1 - القرآن الكريم

مصادر التحقيق

بن

بن

2 - الاثنا عشرية في المواعظ العددية ، للسيد محمد محمد

الحسن بن القاسم الجزيني العاملي ، نشر المطبعة الإسلامية / إيران . - الأدب المفرد ، لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256ه) ، نشر

عالم الكتب / بيروت .

بيروت

4 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي (ت 1396 ه- ) ، نشر دار العلم للملايين /

5 - أعيان الشيعة ، للسيّد محسن الأمين (ت 1371 ه) ، نشر دار

التعارف / بيروت .

6 - الأمالي ، للشيخ الصدوق ، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه

ت 381ه) ، نشر مؤسسة الاعلمي بيروت 7 - الأمالي ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، نشر مكتبة

الداوري / قم . 8 - أمل الآمل ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104 ه) ،

نشر مكتبة الأندلس / بغداد . 9 - بحار الأنوار ، للشيخ محمد باقر المجلسي (ت 1110 ه) ، نشر

مؤسسة الوفاء / بيروت . 10 - بلاغات النساء ، لابن طيفور (ت) (380ه) ، نشر مكتبة بصيرتي / قم . 11 - التبيان ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق

الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي ، نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت . 12 - تحف العقول، للشيخ الحسن بن علي الحرّاني ، من أعلام القرن الرابع

الهجري ، نشر المكتبة الحيدرية / النجف ، الطبعة الخامسة سنة 1380ه-

225 ...

ص: 224

التعريف بوجوب حق الوالدين

13 - الترغيب والترهيب ، لعبد العظيم المنذري (ت (656ه- نشر دار إحياء

التراث العربي / بيروت . 14 - تحفة الأحباب ، لمحمّد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم

المباركفوري ( ت 1353 ه- ) ، نشر دار الفكر / بيروت . 15 - تفسير العياشي ، لمحمد بن مسعود بن عياش السلمي ، من أعلام

القرن الثالث الهجري ، نشر المكتبة العلمية الإسلامية / طهران .

16 - التفسير الكبير ، للفخر الرازي (ت 606 ه) ، الطبعة الثالثة 17 - تنبيه الخواطر ( مجموعة ورّام ، لأبي الحسين ورام بن أبي فراس )

ت 605 ه) ، نشر مكتبة الفقيه / إيران

18 - تنبيه الغافلين ، لنصر بن محمد الحنفي السمرقندي (ت 373 ه) ، 373ه)

نشر دار الرائد العربي / بيروت سنة 1402 ه- .

19 - تنقيح المقال ، للشيخ عبد الله بن محمد المامقاني (ت 1351ه) ،

نشر دار الكتب الإسلامية / طهران . 20 - تهذيب الأحكام ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ،

تحقيق السيد حسن الموسوي الخرسان، نشر دار الكتب الإسلامية / طهران 21 - ثواب الأعمال ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، نشر مكتبة

الصدوق / طهران . 22 - الجامع لأحكام القرآن ، لأبي عبد الله محمد أحمد الأنصاري

القرطبي (ت 671ه) ، نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت . 23 - جامع الأصول في أحاديث الرسول ، لابن الأثير (ت 606 ه) ، نشر

بن

دار الفكر / بيروت سنة 1403 ه- . 24 - جامع الرواة ، لمحمّد بن علي الحائري، من أعلام القرن الحادي

عشر ، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي / قم . 25 - الخصال ، للشيخ الصدوق (ت 381ه) ، تصحيح وتعليق علي أكبر

الغفاري، نشر جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية / قم .

ص: 225

226

... تراثنا / 49

26 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت

1388 ه- ) ، نشر دار الأضواء / بيروت

27 - ربيع الأبرار ، لمحمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه) ، نشر مطبعة

العاني / بغداد

28 - رجال بحر العلوم ، للسيّد محمّد مهدي بحر العلوم (ت) 1212ه)،

نشر مكتبة الصدوق / طهران .

29 - روضات الجنّات ، للميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري

ت 1313 ه- ) ، نشر مكتبة اسماعيليان / قم

30

- روضة الواعظين ، للشيخ محمّد

بن الفتال النيسابوري (ت 508 ه- ) ،

نشر مكتبة الرضي /قم .

31 - ريحانة الأدب ، لمحمد بن علي التبريزي (ت 1373 ه)، شركت

سهامی طبع كتاب / طهران .

32 - السرائر ، للشيخ أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد الحلّي (ت

598 ه- ، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين / قم . 33 - سنن ابن ماجة ، للحافظ أبي عبد الله القزويني (ت 275ه) ، تحقيق

محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الفكر / بيروت . 34 - سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت 297ه) ،

تحقيق أحمد محمود شاكر د شاكر ، نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت . 35 - السنن الكبرى ، لأبي بكر البيهقي ( ت 458 ه) ، نشر دار المعرفة /

بن عثمان الذهبي

بيروت .

36 - سير أعلام النبلاء ، لشمس الدين محمد أحمد بن ت) (748 ه- ) ، نشر مؤسسة الرسالة / بيروت، الطبعة الثالثة سنة 1405 ه- . 37 - شذرات الذهب ، لعبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 ه- ) ، نشر

دار الآفاق الجديدة / بيروت . 38 - شعب الإيمان ، لأحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه- ) ، نشر دار

التعريف بوجوب حق الوالدين

الكتب العلمية / بيروت سنة 1410ه- .

ص: 226

TTV....

39 - صحيح البخاري ، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256ه) ، نشر

دار إحياء التراث العربي / بيروت .

40 - صحیح مسلم ، لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261ه) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، نشر دار الفكر / بيروت ، الطبعة الثانية

سنة 1398ه-

41 - الصحيفة السجادية الكاملة ، نشر مدرسة الإمام المهدي (عج) / قم .

42 - الظّرف والتظّرف ، لمحمّد بن الفضل ، تحقيق الدكتور نزار أباظة ،

نُشر في مجلة آفاق الثقافة والتراث ، السنة الثانية - العدد السابع ، سنة 1415ه- .

43 - العبر ، لشمس الدين محمّد بن أحمد أحمد بن عثمان الذهبي ( ت 748ه- )

نشر دار الكتب العلمية / بيروت .

44 عدّة الداعي ونجاح الساعي ، لأحمد بن فهد الحلّي (ت 841 ه) نشر

مكتبة الوجداني / قم . 45 - العقد الفريد ، لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (ت 328ه) ،

،

نشر دار الكتاب العربي / بيروت سنة 1402 ه- . 46 - علل الشرائع ، للشيخ الصدوق ( ت 381ه) ، نشر المكتبة الحيدرية /

النجف سنة 1385 ه- .

47 - عيون الأخبار ، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت

276ه) ، نشر الهيئة العامة للكتاب / القاهرة - بيروت 48 - عيون أخبار الرضا ل ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، تصحيح

السيد مهدي اللاجوردي ، منشورات العالم / طهران ، الطبعة الأولى . 49 - فردوس الأخبار ، لابن شيرويه الديلمي (ت 509 ه) ، نشر دار

الكتاب العربي / بيروت سنة 1407 ه-

50 - فضائل الأشهر الثلاثة ، للشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، نشر مطبعة

الآداب / النجف

ص: 227

228

... تراثنا / 49

51 - الفقه المنسوب للإمام الرضا ، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم ، نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا لال لال ، الطبعة الأولى

سنة 1406 ه- .

52 - الفوائد الرضوية ، للشيخ عباس القمي (ت 1359 ه- ) ، إيران . 53 - الكافي ، لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ت 328 ه) ، تصحيح وتعليق الشيخ نجم الدين الآملي ، وعلي أكبر غفاري ، نشر المطبعة الإسلامية / طهران

54 - كشف الغمة في معرفة الأئمة ، للشيخ علي بن عيسى الإربلي ، نشر

مكتبة بني هاشم /قم . 55 - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي (ت 1359 ه) ، نشر

بیدار / قم .

56 - كنز الفوائد ، للشيخ محمد بن علي الكراجكي (ت 449 ه) ، بيروت . 57 كنز العمّال ، لابن حسام الهندي (ت (975ه) ، تصحيح الشيخ بكري حياني والشيخ صفوة السقا ، نشر مؤسسة الرسالة / بيروت، الطبعة الخامسة

سنة 1405 ه- .

58 - لسان الميزان ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 582 ه) ،

نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت . 59 - المبسوط ، للشيخ الطوسي (ت 460 ه) نشر المكتبة الرضوية / إيران . 60 - مجمع البحرين ، لفخر الدين بن محمّد علي الطريحي ( ت 1085 ه- ) ،

نشر مرتضوي / طهران

61 - مجمع البيان ، للشيخ الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري ، تصحيح جماعة من أفاضل العلماء ، نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي / قم 62 - مجمع الزوائد ، لأبي بكر الهيثمي (ت 807 ه) ، نشر دار الكتاب

العربي / بيروت، الطبعة الثالثة سنة 1402 ه- .

ص: 228

التعريف بوجوب حق الوالدين

229 ..

63 - مرآة الجنان ، لعبد الله

أسعد

بن

بن علي المكي (ت 768 ه- ) ، نشر

مؤسسة الأعلمي بيروت سنة 1390 ه- .

64 المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري (ت 504 ه) ، نشر

دار الفكر / بيروت .

65 - مستدرك الوسائل ، للمحدّث الميرزا حسين النوري ( ت 1320 ه) ، (ت 1320

-

تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم . 66 - مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل ( ت 241ه)، نشر دار الفكر / بيروت . 67 - مشكاة الأنوار ، للشيخ الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري ،

نشر المكتبة الحيدرية / النجف

68 - مصفى المقال ، للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1388 ه) ، نشر دار

العلوم / بيروت .

69 - معالم العلماء ، لمحمّد بن علي بن شهرآشوب (ت 588 ه) ، نشر

المكتبة الحيدرية / النجف سنة 1380 ه- .

70 - معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج أبي إسحاق إبراهيم بن السري (ت

311 ه) ، شرح وتحقيق الدكتور عبد الجليل شلبي ، نشر دار الكتب / بيروت . 71 - معدن الجواهر ، للشيخ محمد بن علي الكراجكي (ت 449ه) . 72 - معجم البلدان ، لشهاب الدين ياقوت الحموي (ت 626 ه) ، نشر دار

إحياء التراث العربي / بيروت .

73 - المعجم الكبير ، للطبراني ( ت 360 ه) ، نشر دار الكتب العلمية /

بيروت سنة 1403ه-

بيروت.

74 - معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، نشر دار إحياء التراث العربي

/

75 - من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق ( ت (381ه) ، نشر دار صعب -

دار التعارف / بيروت سنة 1401 ه- . 76 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان ، لنور الدين علي بن أبي بكر

. تراثنا / 49

ص: 229

230

الهيثمي ( ت 807 ه) ، نشر دار الكتب العلمية / بيروت . (807ه-

77 - المواعظ ، للشيخ الصدوق (ت (381ه) ، طبع مركز النشر / قم . 78 - الموطأ ، لمالك بن أنس (ت 179 ه) ، تصحيح وتعليق محمد فؤاد

عبد الباقي ، نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت

79 - النهاية ، لابن الأثير (ت 606 ه) ، نشر المكتبة الاسلامية .

80 - نوادر الراوندي ، لفضل الله بن علي الحسيني الراوندي (ت 576 ه)

نشر مؤسسة دار الكتاب / قم .

81 - وسائل الشيعة ، لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104ه) ،

تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم .

من أنباء التراث

ااااا

كتب صدرت محققة

ص: 230

تم تحقيق الكتاب اعتماداً على 8 نسخ

مستند الشيعة في أحكام الشريعة مخطوطة لأبواب الكتاب المختلفة ، منها نسخة بخط المصنف ، من أوّل كتاب

.11

ج 11

تأليف : العلامة الشيخ أحمد المطاعم والمشارب إلى آخر كتاب

النراقي ( 1185 - 1245 ه- ) . النكاح ، يعود تاريخها إلى سنة 1245 ه- ، من أهم الكتب المصنفة في الفقه وأُخرى كتبت عن الأصل في عهده الله الاستدلالي ، لواحد من كبار علماء الإمامية سنة 1235 ه، واثنتين أخريين لم يدوّن في تلك الفترة ؛ يشتمل على أُمهات عليهما تاريخ الكتابة ، احتوت إحداهما المسائل الفقهية ، وأهم الأحكام الفرعية ، على قرائن تفيد أنها كتبت في عهد بذكر أدلّة كل مسألة ثم إيراد الإشكال والردّ المؤلّف ، أما باقي النسخ فقد كتبت في على المخالف منه ، بيان تعارض الآراء السنين 1248 ، 1253 ، 1258 ، 1264 ه- . والأقوال المختلفة للعلماء فيها . واعتمد أيضاً في التحقيق على نسختين يمتاز الكتاب بالدقة البالغة والأسلوب مطبوعتين على الحجر ، طبعت الأولى سنة العميق ، وكثرة التفريعات لكلّ مسألة ، 1273 ه- على نسخة المصنف ، والثانية بعد تحقيق أصلها ، وإثبات حجيتها عند مصححة

المصنف الله

في سنة 1335ه- . اشتمل هذا الجزء على كتاب الحج

.. تراثنا / 49

ص: 231

232

وتتبعه العُمرة، ومن المؤمل أن يصدر الكتاب في 18 جزءاً .

تحقيق : مؤسسة آل البيت الا لإحياء

التراث - مشهد .

نشر : مؤسسة آل البيت الام لإحياء

التراث - قم / 1416 و 1417ه- .

المعارف السلمانية في كيفية علم الإمام وكمّيته .

تم التحقيق اعتماداً على نسخة واحدة

مطبوعة قبل سنين .

تحقيق وتعليق : الشيخ محمد جميل

حمود.

نشر مرکز جواد - بيروت / 1414ه.

* المبعث والمغازي والوفاة والسقيفة

والردّة .

تأليف : أبان بن عثمان الأحمر،

تأليف : السيّد عبد الحسين النجفي المتوفى حوالي سنة 170 ه.

اللاري ( 1262 - 1342 ه- ) .

من المصنفات القديمة التي يعود

رسالة تبحث في مسألة علم الإمامة تاريخها إلى القرن الثاني الهجري ، لواحدٍ الذي يُعد انعكاساً لعظمة الإمام الولي من قدامى علماء الشيعة ، الذي كان من المعصوم ل - وكميته وكيفيته وعموميته ، أصحاب الإمام جعفر الصادق (83 - 148 ه- ، وروى عنه عدداً كبيراً من )

تضمنت توضيح ما المراد بهذا العلم

وما معناه، والفرق بين علم الله سبحانه

الأحاديث مباشرة وبلا واسطة .

وتعالى الأزلي وعلم الإمام اللدنّي - بإذنه أورد فيه أخباراً من سيرة الرسول تعالى - ثمّ عرض وجوه الخلاف وبيان الأكرم ، والأحداث التي رافقت

واله وسل،

منشئه في عموم وكيفية علم الإمام الله من مبعثه ، وغزواته ، ثمّ وفاته وما فعل القوم خلال البحث في الآيات القرآنية والأخبار حينئذ ؛ مستنداً في تدوين هذه السيرة إلى والروايات المثبتة والنافية لهذا العلم، مرويات الأئمة المعصومين لا ، إضافة ومناقشة ما يدلّ على شموليته وفعليته من إلى روايات غيرهم

المرجّحات الدلالية والسندية ، المؤيَّدة من

يُعدّ الكتاب من المصادر المهمة لكثير

الكتاب والسنة والإجماع والعقل ، وكذلك من المصنفين - ممّن جاء بعده - لكتب

بيان بعض الشبهات وردّها وجواب التاريخ والسير المعروفة . بعض المتشابهات المتعلقة بالمسألة .

إعداد : رسول جعفریان .

من أنباء التراث

ص: 232

2330

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام ومن المؤمل أن تصدر في 9 أجزاء .

الإسلامي - قم / 1417 ه- .

اشتمل الجزء 23 - الخامس - على

تتمّة الفائدة الخامسة، التي هي شرح

خاتمة مستدرك الوسائل و مستنبط مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ

المسائل ، ج

23

و 24

تأليف : الميرزا الشيخ حسين النوري

الطبرسي ( 1254 - 1320 ه- ) .

الصدوق المتوفى سنة 381 ه- .

فيما اشتمل الجزء 24 - السادس -

على الفائدة السادسة المتضمنة تبدأ مما

تحتوي هذه الخاتمة - للموسوعة يتعلق بكتاب تهذيب الأحكام لشيخ الحديثية الجامعة الصادرة في 18 جزءاً - الطائفة ، الشيخ الطوسي المتوفى سنة

على 12 فائدة رجالية، شاملة الكثير من

البحوث الرجالية العالية، والمباحث

460 ه- ، وطرقه فيه

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت

المرتبطة بعلم الحديث ، مع مناقشة المباني

لإحياء التراث -قم / 1416ه.

العلمية للتوثيقات الرجالية العامة، وبيان

أحوال بعض رواة الحديث الشريف ، كما الأربعون حديثاً .

شملت تحقيقات حول الكتب المعتمدة

في التأليف

تم تحقيق الخاتمة اعتماداً على 3 نسخ

تأليف : الشيخ سليمان بن عبد الله

الماحوزي البحراني ( 1075 - 1121 ه- )

جمع وإثبات لأربعين حديثاً من

مخطوطة ، أولاها شاملة للفوائد 1 - 3، الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في كتب محفوظة في مكتبة فخر الدين النصيري العامة ؛ التي تدلّ على إثبات إمامة وخلافة بطهران ، وأخرى شاملة للفوائد 6 - 12 أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الله بعد وهي بخط المصنف تاريخها سنة 1319 ه- رسول الله ، والمخبرة بأن التمسك محفوظة في مكتبة الإمام الرضا الله في بالعترة الطاهرة الاعلام موجب للفوز في المشهد الرضوي الشريف، والأخيرة الآخرة . مطبوعة على الحجر محفوظة في مكتبة كما تضمَن ذكر أخباراً أخر في ذيل العلامة المحقق السيد عبد العزيز معظم الأحاديث، في معناها، مع بيان

الطباطبائي .

لوجه دلالتها وحقيقة مغزاها .

ص: 233

234

تم تحقيق الكتاب - الذي يصدر لأوّل

... تراثنا / 49

تحقيق : السيد على الخراساني ، والسيد

مرة - اعتماداً على نسختين مخطوطتين جواد الشهرستاني ، والشيخ محمد مهدي

ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة .

تحقيق : السيد مهدي الرجائي .

صدر في قم سنة 1417ه- .

الخلاف

ج 4 و 5 و 6

تأليف : شيخ الطائفة ، أبي جعفر محمد

نجف

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة الجماعة المدرسين في الحوزة العلمية -

قم 1415 و 1416 و 1417 ه- على

التوالي .

ابن الحسن الطوسي ( 385 - 460 ه) * عوائد الأيام .

.

الكتاب يعد من أقدم الموسوعات في تأليف : العلامة الشيخ أحمد النراقي

الفقه المقارن ، كان قد طبع غير مرّة بدون ( 1185 - 1345 ه- ) تحقيق ، يشتمل الجزء 4 على 698 مسألة

من

مؤلفات الشيخ المهمة ، اذ تضمن

لكتب : الفرائض ، الوصايا ، الوديعة ، الفيء مجموعة من القواعد الأساسية والفوائد وقسمة الغنائم : الزوجات ، الخلع الأصولية والفقهية والرجالية والحديثية

الطلاق ، الرجعة ، الإيلاء ، والظهار .

والأدبية ، والعديد من الموضوعات فيما اشتمل الجزء 5 على 701 مسألة المتنوعة ، اعتماداً على التتبع الواسع في لكتب : اللعان ، العدة ، الرضاع ، النفقات الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الجنايات ، الديات، القسامة ، كفارة القتل ، الشريفة ، وأقوال وآراء الفقهاء المتقدمين الباغي ، المرتد ، الحدود، السرقة ، قطاع والمتأخرين والمعاصرين للشيخ الله ، كما الطريق ، الأشربة ، قتال أهل الردّة ، صولة تضمن مسائل رأى المصنف أن معرفتها

البهيمة ، السير ، والجزية . ضرورية في طريق الاجتهاد واستنباط

واشتمل الجزء 6 على 463 مسألة الأحكام الشرعية .

لكتب الصيد والذبائح، الضحايا ،

يحتوي

الكتاب على 88 عائدة كلّ الأطعمة ، السبق ، الأيمان ، النذور ، آداب منها في موضوع معين ، فالأولى فى بيان القضاء ، الشهادات ، الدعاوى والبينات ، قوله تعالى أوفوا بالعقود ) ، والأخيرة العتق ، المكاتب ، المدبَّر ، وأُمهات الأولاد . في تصحيح بعض أسماء الرجال وألقابهم

pro...

ص: 234

من أنباء التراث

وكناهم .

"

كُتبت على الكتاب بعض الحواشي ،

تحقيق : جامعة كاشان .

نشر : مركز إحياء آثار الملا حبيب الله

وطبع مستقلاً أكثر من مرة، كما طبعت الشريف الكاشاني - قم/ 1417 ه-

وتُرجمت بعض عوائده منفردة .

تم التحقيق اعتماداً على نسختين إقبال الأعمال ، ج 2 و 3.

مخطوطتين ومثلها مطبوعتين على الحجر

ذكرت مواصفاتها في المقدمة

تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات

الإسلامية.

،

أو الإقبال بالأعمال الحسنة في ما

يعمل مرّةً في السنة

تأليف: السيد ابن طاووس،

رضي الدين علي بن موسى بن جعفر

نشر : مكتب الإعلام الإسلامي - قم الحلي ( 589 - 664 ه- ) .

1417ه- .

اشتمل الجزءان على أعمال شهور

السنة عدا شهر رمضان - الذي ضمّه الجزء

ذريعة الاستغناء في تحقيق مسألة الأول

الغناء .

هذا المجلد

من

-

إذْ شمل الجزء 2 عدّة فصول لذكر

الله تأليف : الشيخ حبيب بن علي مدد فوائد وأعمال أشهر : شوّال ، ذي القعدة، الشريف الكاشاني ( 1262 - 1340 ه- ) . وذي الحجة ، مع ذكر ما يخص ليالي وأيام

رسالة مفردة للبحث مفصلاً في حقيقة عيدي الأضحى والغدير - 18 ذي الحجة مسألة الغناء والطرب ؛ تضمنت : مقدمات بالإضافة إلى أعمال يوم مباهلة الرسول عشر لبحث ومناقشة عدة أدلة تتعلق بأصل الأكرم وا لنصارى نجران، واليوم الموضوع ، ومقاصد ثلاثة في بيان ماهية الخامس والعشرين ، والتاسع والعشرين ، الغناء لغةً وعُرفاً، وحكم الغناء شرعاً، واليوم الأخير من هذا الشهر

وما يُستثنى من حكم الغناء، وخاتمة في

بيان حكم النياحة .

وشمل الجزء 3 فصولاً عديدة أيضاً،

في ذكر أعمال وزيارات الأشهر الباقية تم تحقيق الكتاب - الذي يصدر لأوّل للسنة ، مع ذكر ما يخص ليلة إحدى

-

مرة - اعتماداً على مخطوطة الأصل، بيد

وعشرين من محرم الحرام ويومها،

المصنف الله ، محفوظة عند بعض أحفاده. والإسهاب في ذكر عبادات وخيرات أيام

. تراثنا / 49

ص: 235

236

وليالي شهري رجب وشعبان .

تم التحقيق اعتماداً على نسختين

30 سنة ، ومطبوع مكرراً .

اشتملت الأجزاء الستة على كتاب

مخطوطتين، ونسخة واحدة مطبوعة ، الطهارة المتضمّن : ماهية الطهارة ، الطهارة ذكرت مواصفاتها في مقدّمة التحقيق في المائية : موجبات الوضوء، أحكام الخلوة الجزء الأول الصادر في قم سنة 1414ه. كيفية الوضوء ، أحكامه ، الغُسل وأقسامه تحقيق : جواد القيومي الأصفهاني . الواجبة : الجنابة ، الحيض ، الاستحاضة ، نشر : مكتب الإعلام الإسلامي - قم النفاس ، أحكام الموات ، غسل الميت ، تكفينه ، دفنه ، الأغسال المسنونة ، الطهارة

1415ه، و 1416ه.

الترابية : التيمم وأحكامه، النجاسات

جواهر الكلام في شرائع الإسلام وأحكامها ، وأخيراً القول في الأواني .

ج 1 - 6 .

تأليف : الشيخ : الشيخ محمد حسن النجفي ،

المتوفى سنة 1266 ه- .

موسوعة فقهية كاملة - تقع في 44

تم تحقيق كتاب الطهارة اعتماداً على 9 نسخ مخطوطة ، وواحدة مطبوعة على الحجر ، ذكرت مواصفاتها في المقدمة

تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي

جزءاً - شاملة لأبواب الفقه وكتبه كلها، التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة جامعة لأمهات المسائل وفروعها ، محتوية العلمية - قم / 1417 ه- .

أهل البيت السلام .

على وجه الاستدلال دقة النظر ونقل الأقوال ؛ تُعدّ من أجود الشروح وأغناها * لماذا اخترتُ مذهب الشيعة ؟ مذهب لكتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقق الحلّي ، الشيخ أبي القاسم تأليف : الشيخ محمد مرعي الأنطاكي ( 1314 - 1383 ه- ) نجم الدین جعفر بن الحسن بن يحيى كتاب لأحد علماء الشافعية ، أنار الله

الهذلي ( 602 - 676 ه- ) ؛ وهو من المتون ه)

.

الأمين

الفقهية المهمة، وموضع عناية العلماء قلبه بمعرفة واتباع مذهب الحقِّ ، مذهب والفقهاء درساً وتدريساً وشرحاً وتعليقاً، أهل البيت ، يذكر فيه الأسباب التي

المطبوع مراراً ، والمترجم إلى عدة لغات . دعته لأن يتخذ سبيل الحق ويتمسك به

استغرق تأليف الكتاب ما يزيد على

ويدافع عنه

ص: 236

أنباء التراث ...

من

أورد فيه بعض الآيات القرآنية المتفق

على نزولها في حق أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب وأهل بيته الام ؛ اللام

المثبتة لعصمتهم ووجوب ولايتهم، والأحاديث النبوية الشريفة والروايات الدالة على وجوب التمسك بالعترة الطاهرة مع القرآن للنجاة من الضلال

والهلكة

كما أورد نصوصاً في حصر خلفاء الرسول في 12 خليفة ، وأحاديثاً في ال

فضائل الإمام عليّ وذرّيته الطاهرة الاسلام ، وشهادة الرسول الله - وغيره - بأعلميته ،

ومدحه له ولشيعته

C

طبعات جديدة

المطبوعات سابقة

الرجعة .

rrv...

تأليف : الميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترآبادي

المتوفى سنة 1088 ه.

كتاب يشتمل على ما روي عن الرسول الأكرم ، وأمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب لا والأئمة من والده الله في موضوع الرجعة ، والتي تُعدّ من الأمور المسلّم بها عند الشيعة الإمامية ، يشتمل

كما تعرّض لأحداث السقيفة وافتراق الكتاب على 111 حديثاً، مع محاورات المسلمين - بسببها وكنتيجة لمعطياتها - للأئمة الالام مع من يسألهم عن الرجعة إلى 73 فرقة محدّداً الفرقة الوحيدة واستدلالاتهم بالآيات القرآنية الخاصة بها . الناجية منهم ، مختتماً بمجموعة مناظرات

صدر عن دار الاعتصام في قم سنة

له مع علماء وأعلام وجماعات من 1415ه- ، بتحقيق فارس حسون كريم

العامة .

معتمداً عدة نسخ مخطوطة

تم تحقيق الكتاب - المطبوع سابقاً 3 ثم أعادت طبعه - بالتصوير - منشورات

طبعات - اعتماداً على الطبعة الثالثة أنوار الهدى في قم سنة 1417 ه- . الصادرة بإشراف المؤلف ، ومخطوطة

مصححة بخطه الله .

تحقيق : الشيخ عبد الكريم العقيلي . نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام

الإسلامي - قم / 1417ه- .

* بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار

الأئمة الأطهار

ر، ج

.34

تأليف : شيخ الإسلام العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي

ص: 237

238

( 1037 - 1110 ه- )

تضمّن هذا الجزء الأبواب 31 - 36 ،

المشتملة على سائر ما جرى من الفتن من

... تراثنا / 49

قاموس الرجال ، ج 8.

تأليف : الشيخ محمد تقي التستري ،

غارات أصحاب معاوية على أعمال الإمام المتوفى سنة 1415 ه- .

،

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الله . هو شرح وتعليق على كتاب تنقيح وتثاقل أصحابه عن نصرته ، وفرار بعضهم المقال في علم الرجال للعلامة والرجالي إلى معاوية ، وعلة عدم تغيير أمير المؤمنين الكبير الشيخ عبد الله المامقاني ( 1290 - بعض البدع - التي استحدثت بعد وفاة 1351 ه- ) ، كان قد طبع هذا الشرح في الرسول الأكرم في الدين - في زمانه ، إيران سابقاً، وقد تم إدراج مستدركات ونوادر ما وقع في أيام خلافته . المؤلف - المطبوعة مستقلة في الطبعة وجوامع خطبه ونوادرها ، وذكر الصحابة الأولى - في مواضعها من الأجزاء المختلفة الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا الإمام من هذه الطبعة . علي ، ثم ذكر بعض المخالفين

اشتمل هذا الجزء على بقية حرف

والمنافقين، وما روي عنه الله من الأشعار . العين وإلى حرف الميم .

وهذا الجزء هو الثاني من المجلد

أعادت طبعه بصف جديد مؤسسة

الثامن - الباحث في الفتن والمحن الواقعة النشر الإسلامى التابعة لجماعة المدرّسين بعد وفاة الرسول الأعظم - من في الحوزة العلمية - قم / 1417ه- موسوعة البحار المطبوعة على الحجر في 25 مجلّداً كبيراً .

وهو تكملة للطبعة الحروفية التي لم

يطبع فيها المجلد الثامن برمته .

صراع الحرّية في عصر المفيد تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي . عرض وتحليل موجز لأحداث فترة سبق أن نشرته مؤسسة الطباعة والنشر زمنية مليئة بالمواقف السلبية تجاه حرّية التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في الفكر والاعتقاد ، وتجاه الأحرار المفكرين ؛ طهران سنة 1413 ه- ، بتحقيق الشيخ عاني فيها الشيعة ضروباً من المحن محمد باقر المحمودي ، وطبعته ثانية والمصائب والبلايا ، نتيجة تمسكهم بحقهم

بالتصوير - سنة 1416ه. في حرية التعبير عن معتقداتهم ، وإقامتهم

من أنباء التراث

ص: 238

rra....

مراسم عزاء عاشوراء وأفراح عيد الغدير . المعصومين السلام

تناول البحث دور الشيخ المفيد محمد

،

كان الكتاب قد طبع لأول مرة في

ابن محمد بن النعمان العكبري البغدادي النجف الأشرف ، وأعادت طبعه مكتبة

( 336 - 413 ه) في هذه الفترة الممتدة -

البصيرتي في قم سنة 1410ه.

بين 349 ه- و 408 ه- التي عاشها بكل

ثمّ أعاد طبعه - بالتصوير - مركز النشر

متناقضاتها وسلبياتها ؛ وأسلوبه في التعامل التابع لمكتب الإعلام الإسلامي في قم سنة مع أحداثها بوعي وذكاء ويقظة ومسؤولية . 1416ه- .

كذلك تسجيل مقتطفات يسيرة - 30

لأناس

-ورداً فقط - من أقوال ومواقف لأنا

يُشار إليهم بعبارات الاحترام والتبجيل ؛

كتب صدرت حديثاً

استحلت دماء وأعراض وأموال الشيعة ثمناً موسوعة التاريخ الإسلامي ، ج 1 .

لمواقف مثلها .

العصر النبوي - العهد المكي .

سبق نشر البحث ضمن المقالات تأليف : الشيخ محمد هادي اليوسفي

والرسالات - برقم 21 - الصادرة عن إدارة الغروي .

المؤتمر العالمي المنعقد سنة 1413 ه- في موسوعة تُعنى بكتابة تاريخ الإسلام قم بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ والمسلمين برؤية جديدة، استناداً إلى المفيد ، ثم أعادت طبعه بصف جديد المصادر الأصلية - المدونة لهذا التاريخ - المصنفة في القرون الإسلامية الأولى

دار السيرة - بيروت / 1994 م .

وما كتبه أو رواه السابقون ، لا سيما من

مدرسة أهل البيت ع السلام ، واستعانة بكتب

* صلاة الليل .

تأليف : الشيخ غلام رضا عرفانیان الحديث والتفسير والتراجم والرجال . تشتمل على دراسة وتحليل الخبر أو

اليزدي الخرساني .

بحث عن ماهية صلاة الليل ، وفضلها ، الحدث التاريخي أو الوقائع الحادثة ، ة ، مع ووقتها ، وعددها ، وكيفيتها ، والخصوصيات الوقوف عند الشبهات والانتقادات التي

الراجعة إليها ، باعتماد آيات القرآن الكريم وجهت للإسلام ولرسوله الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وروايات من قِبَل بعض المستشرقين وغيرهم ؛

ص: 239

240

.... تراثنا / 49

والردّ عليها بما هو صحيح وواضح ، كلمات وآراء بعض علماء أهل السنة المصادر والشواهد التاريخية المصرحة بتفسيرهم للآية بالمسح ثانياً ،

حسب

الناطقة

موردةً ما يُعضد تلك الدلالة بالمروي عن

الشعله

يختص هذا الجزء بالعهد المكي من النبي الأكرم ، والمحكي عن

العصر النبوي ، مبتدئاً بتاريخ ما قبل البعثة الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . النبوية الشريفة ، والأجواء العربية والظروف كما تعرضت لبعض الاجتهادات التي العالمية قبيل ظهور الإسلام ؛ إذ تضمنت خالفت النص القرآني - بعد الاعتراف فصوله : كيفية نشوء النبي ، بعثته والتقرير بدلالة الآية على المسح - وردّها المباركة، إعلان الدعوة الإسراء بالأدلّة الواضحة المقنعة ، وكذلك أحاديث

والمعراج ، الهجرة إلى الحبشة ، هجرة الغسل ومناقشتها وبيان تهافتها وضعفها ؛

الرسول الله إلى الطائف ، بيعة العقبة ،

انتشار الإسلام في المدينة والهجرة إليها :

،

المؤدي إلى عدم اعتمادها واعتبارها .

ثم أوردت عدة روايات عن لسان أئمة

المؤامرة لقتل النبي ، وهجرته إلى أهل البيت الله ، و هم علال القرآن الكريم ،

المدينة .

نشر : مجمع الفكر الإسلامي - قم

1417ه- .

(

في بيان وضوء النبي وكيفيته

نشر مؤسسة الإمام الصادق لا -

قم 1417ه- .

/

حكم الأرجل في الوضوء .

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني .

دراسة مبسطة لبيان حكم الأرجل في

العصمة .

تأليف : السيد كمال الحيدري .

دراسة عن العصمة، تمثل مجموعة الوضوء في ضوء القرآن الكريم والسنة محاضرات عن آية التطهير - سورة الأحزاب 33 33 - ودلالتها على عصمة

النبوية المطهرة .

بحثت الدراسة في آية الوضوء أهل البيت الله ، وهي محاولة لتشخيص المُحكمة - سورة المائدة 5 : 6 - ودلالتها بعض العناصر الأساسية لمسألة العصمة ، الواضحة على المسح دون الغسل ؛ في التي تُعدّ المحور الرئيسي في فهم عناصر ضوء قواعد اللغة العربية أولاً ، واستعراض الإمامة ومقوماتها .

من أنباء التراث

..

ص: 240

2410000

اشتملت على البحث في إمامة نبي الله

إبراهيم الخليل لا ، مبينة المفاهيم القرآنية ثلاثيات الكليني وقرب الإسناد.

لمفاد الآية 124 من سورة البقرة وموضحة أن إمامة الخليل الله عهد إلهي

تأليف : الشيخ أمين ترمس العاملي .

الثلاثيات : هى الروايات المروية عن

باقٍ في عقبه وذريته إلى يوم القيامة ، المعصوم لها بثلاث وسائط ، ولها أهميتها

إلا الظالم منهم ، مع بيان لمفهوم الظلم وأن من ناحية قرب الإسناد إلى المعصوم لالالا

المعصية مرتبة من الشرك ، مشيرةً إلى

والكتاب مخصص لإحصاء وإفراد ما رواه

صفات الإمام من خلال الرؤية القرآنية ، ثقة الإسلام الشيخ أبي جعفر محمد بن

ومعنى الملكوت، ومقتضيات رؤيته ،

وموانعها، واشتراط الطهارة فيها .

ثمّ بحثت في آية التطهير ، وما تفيده

يعقوب بن إسحاق الكليني، المتوفى سنة 329 ه- ، من الثلاثيات في كتابه الكافي .

يشتمل على الروايات التي يُحكم بأنّها من شمولية نفي الرجس عبر البحث في ثلاثية ، والتي يحتمل أن تكون أو لا تكون المدلول القرآني للطهارة، وإثباتها لمن ثلاثية ، والتي كان ظاهرها ثلاثي وهي نزلت في حقهم ، متناولة العصمة - مفهوماً

ومضموناً - والاحتمالات المفترضة لها،

ليست كذلك .

،

وبيان أن سببها ومنشأها - بنص القرآن

تضمنت مقدّمة الكتاب عدّة بحوث

عن الإسناد ومكانته، قرب الإسناد وفائدته وأهميته ، الإسناد العالي ومميزاته

الكريم - هو العلم .

كذلك بحثت في موضوع الإرادة في وأقسامه ، وذكر من صنف في قرب

الآية ، ودفع شبهة بشأنها مروراً بأربع الإسناد من علمائنا الله ، ثم بحثاً ثم بحثاً عن نشأة

مقدمات ، ثم بحث رواني في شأن نزولها ،

ومعرفة وتحديد أهل البيت باستعراض

مصطلح «الثلاثيات» وتطوّره عند العامة والخاصة، مع نبذة عنها في أهم كتب

نصوص السُنّة الشريفة المتواترة المصرّحة الفريقين ، ثمّ موجزاً عن حياة الشيخ

بأسمائهم ، والواردة عن أمهات

لالالالالام

المؤمنين والصحابة والتابعين وغيرهم.

الكليني الله ، وتقسيم رواة ثلاثياته إلى 3

طبقات، مع ترجمة لرجال كل طبقة ،

إعداد وتقرير : السيّد محمد القاضي . وتفصيل الكلام عن «مسعدة» أحد رجال

صدر في قم سنة 1417ه-

الطبقة الثالثة

ص: 241

242

أنجز الكتاب باعتماد نسخة الكافي

.. تراثنا / 49

المطبوعة محققة ، إضافة إلى 6 نسخ * مجموعة فتاوى ابن الجنيد .

مخطوطة ذكرت مواصفاتها في

المقدمة

:نشر مؤسسة دار الحديث الثقافية

قم 1417ه-

* المفيد من معجم رجال الحديث .

الجواهري .

إعداد : علي پناه الاشتهاردي .

كتاب

يجمع بين دفتيه فتاوى وآراء

أحد أجلاء علماء وفقهاء الإمامية الأوائل

الشيخ أبو علي محمد بن أحمد

الاسكافي ، المعروف ب- «ابن الجنيد» (من

(

إعداد وتنظيم : الشيخ محمّد أعلام القرن الرابع الهجري ، والتي نقلها العلامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن ملخص لكتاب معجم رجال الحديث المطهر الأسدي 648) - 726 ه) ، في 24 جزء لمصنّفه آية الله العظمى السيد كتابه مختلف الشيعة في أحكام أبو القاسم الخوئي ، المتوفى سنة 1413 ه- ، الشريعة ، إذ هي منحصرة فيه، وكلّ من جامع لكلّ راو - مذكور في المعجم - أهم نقل عن ابن الجنيد بعد العلامة ، إنما نقل ما ورد في ترجمته : الوثاقة ، الحسن ،

صحبة الأئمة السلام ، الرواية عنهم لالالالالامل بلا

من

هذا الكتاب .

صدر الكتاب بعد إعادة النظر

واسطة ، عدد رواياته في الكتب الأربعة ، والمراجعة لما جمعه الشيخ عبد الرحيم له كتب أم لا ، بيان صحة أو عدم صحة النيري البروجردي ، ثم تغيير أسلوب طريق الشيخ الطوسي أو الشيخ الصدوق، وتنظيم هذا المقدار المجموع، وإعادة أو هما معاً للراوي الواحد ، بعض ترتيبه بالتقديم والتأخير والإضافة خصوصيات المترجم، وأخيراً اتحاده مع والحذف .

غيره أم لا .

مكانه

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

-

الجماعة المدرسين في الحوزة العلمية

تمّت الإشارة أمام اسم المترجم إلى

في صفحات المعجم لطبعاته الثلاث قم / 1416ه.

المطبوعة في النجف وبيروت وطهران ،

وحسب أجزاء كل طبعة .

الإمامة والقيادة .

نشر : مكتبة المحلاتي - قم / 1417ه.

تأليف : أحمد عز الدين .

ص: 242

من أنباء التراث

بحث في مشكلة القيادة في

243 ....

الأُمّة وأخيراً اقتراح بعض الحلول لحل هذه

الإسلامية، وظهورها بعد وفاة الرسول المسألة .

الأكرم ، ومناقشة طريقة تعيين رئاسة

الدولة في تلك المرحلة .

تضمن استعراضاً موجزاً للأحداث

نشر مركز المصطفى للدراسات

الإسلامية - قم 1417ه.

/

التاريخية السياسية الكبرى في صدر تاريخ ربع قرن مع العلّامة الأميني .

المسلمين، وفي ضوء ممارسات الجيل

الأوّل ؛ المتصلة بموضوع الإمامة والخلافة

تأليف : حسين الشاكري .

كتاب يروي ما أختزن في ذاكرة مؤلّفه

والقيادة، والتي ساهمت في صياغة الفكر من فصول ومواقف من حياة العلامة

الأميني ، الشيخ عبد الحسين بن

أحمد

السياسي لهم عبر التاريخ وإلى الآن . وتأثير وتحكم هذه الوقائع في سلوك التبريزي النجفي ( 1320 - 1390 ه- ) ، أفراد الأمة وتوجيه تصرفاتهم، وموقف صاحب الموسوعة الثرة القيمة الغدير في علماء العامة تجاهها ، وما أستنبطوه من الكتاب والسنّة والأدب ؛ إثر العلاقة

أحكام ومواد سياسية ودستورية منها ، ثمّ الشخصية التي ربطت بينهما .

متذكراً - بعد ترجمة العلامة - بعض

المصادقة عليها وفرضها على المسلمين ، ودورهم في إضفاء الشرعية والقداسة جهوده في تأسيس مكتبة أمير المؤمنين لأحداث تلك الحقبة ؛ عبر استطلاع آراء العامة في النجف الأشرف ، وتأليفه بعض علماء العامة في القيادة والإمامة ، موسوعته المذكورة، ورحلاته وأسفاره وعرض لرأي الشيعة في الموضوع - بعد العلمية .

إلقاء الضوء على مفهوم العصمة - القائل

مورداً ملخصاً لمحتويات بعض بأن الإمامة أصل من أصول الدين، وأن مؤلفات وتحقيقات العلامة ، وترجمة

الرسول الأكرم قد عين الإمامة بعض من ذكر في شهداء الفضيلة .

والقيادة بنص من الله تبارك وتعالى ،

كما خصص فصلاً لأقوال وكلمات

وأوصى بها إلى أفضل مَنْ في

الأمة الإمام

عليّ بن أبي طالب الله ، وبعده إلى

الله

وأشعار وتقريضات قيلت في العلامة وفي كتابه الغدير

المعصومين الاثني عشر من ولده العلامة

صدر في قم سنة 1417ه- .

... 244

ص: 243

تراثنا / 49

ولوائح للدوريات ، للناشرين ، لمكتبات

موسوعة مصادر النظام الإسلامي. المخطوطات ، والمراجع .

ج 1 - 10 .

صدر قسم من الجزء 7 سنة 1409 ه،

تأليف : عبد الجبار الرفاعي .

وقسم من الجزء 8 سنة 1406 ه- ، وقسم

موسوعة تُعنى باستقراء وتعريف عدد من الجزء 9 سنة 1990م .

واسع من مصادر دراسة النظم الإسلامية

نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام

وتصنيفها موضوعياً، توفّر للباحثين الإسلامي - قم / 1417ه.

والدارسين رؤية مرجعية واسعة لمواضيع

بحوثهم ودراساتهم.

دائرة المعارف الحسينية .

اشتملت على 27762 عنواناً لمصنفات ديوان القرن الأول الهجري ج 1 و 2 .

في موضوعات مرتبطة بنظم المجتمع

ديوان القرن الثاني الهجري .

والدولة في الإسلام ، صُنفت ضمن 3897 * ديوان القرن الثالث الهجري .

تأليف : محمد صادق محمد

رأس موضوع وإحالة ، ل: كتب ، رسائل

جامعية، بحوث مؤتمرات وندوات ،

الكرباسي .

دراسات ومقالات منشورة في الدوريات ،

موسوعة حسينية ضخمة، قد تصل

وبعض كتابات غير المسلمين ؛ جاءت في أجزاءها إلى 500 جزء، تناولت كلّ ما له

عشرة أجزاء هي : الاقتصاد الإسلامي، علاقة بالإمام أبي عبد الله الحسين لالالالالا

الاجتهاد والتجديد ، القضاء والفقه ونهضته وسيرته المباركة وأنصاره الكرام ؛

الجنائي ، الفن الإسلامي، التربية والتعليم، و دراستها من الجوانب التاريخية والعلمية

المرأة والأسرة ، الإعلام والتبليغ الإسلامي : والأدبية والتراثية والسياسية وغيرها .

الإمامة والسياسة ، الحرب والسلم ،

وأسلمة العلوم - المعرفة .. يحتوي كل جزء على قائمة رؤوس

:

اشتملت على : سيرة الإمام ، نسبه ،

كلماته ، موقعه في القرآن والسنة ، وقصائد نسبت إليه ، أشعار وأقوال ومصنفات في الموضوعات المستخدمة ، الدليل التفصيلي حقه الله ، معاجم للمصنفات ، للمقالات ، للعناوين المصنّفة ، كشاف - فهرس - للمشاريع ، للموقوفات الحسينية ، للمؤلفين والمشاركين ، كشاف للعناوين ، للشعراء، لخطباء المنبر الحسيني ،

245 ...

ص: 244

من أنباء التراث

للمؤلّفين ، للأنصار، للأصحاب ، للرواة ، طرق إجازاته الموصلة إلى أهم أثبات لمن ،قاتله لمن سُمّي باسمه، وللأمكنة الأُمّة المحمدية من خلال مؤلفي الأثبات والكتب الخاصة بجمع الطرق والأسانيد

والمدن .

كذلك فقه ، أبعاد ، ووثائق النهضة وبيان اتصالها وارتباطها فيما بينها . الحسينية، العوامل السياسية لها، الإمام تضمّن ترجمة ل- ( 75) علماً من أعلام الحسين الله في التراث الشعبي ، الشعائر المذاهب الإسلامية أصحاب أشهر الأثبات الحسينية ، أضواء على مدينة كربلاء .. وإلى والمشيخات والفهارس والمعاجم الجامعة آخره من الأمور المرتبطة بهذه القضية . لما للأُمّة من طرق ومصنفات . تضمنت هذه الأجزاء الأربعة - أُولى نظم بترتيب المشايخ - المباشرين

المجلدات المفردة للشعر ، المسماة وغيرهم - على حروف المعجم بعناوينهم بالدواوين - ما قيل من شعر في الإمام الله التي اشتهروا بها وبأرقام متسلسلة ، وبذكر وفي إطار نهضته المباركة خلال القرون مشايخ صاحب العنوان، والرواة عنه الثلاثة الأولى، مع شرح وافي لمفرداته ، بأرقامهم المذكورة في هذا الثّبت

بعد ذكر قائل الأبيات، والاختلاف في

بعض المفردات في نسخ المراجع، مع

فهرس شامل لكل محتويات الجزء . صدر ديوان القرن الأول سنة 1414ه- ،

والثاني والثالث سنة 1416ه- .

نشر : المركز الحسيني للدراسات

:

لندن / المملكة المتحدة .

-

صدر في قم سنة 1417ه-

العلمانية في الإسلام . تأليف : أنعام أحمد قدوح

دراسة في ثلاثة فصول عن العلمانية ؛

مفهومها، وتعريفها في الفكر المعاصر :

أسباب ومراحل نشأتها وتاريخها في

أوربا، ثمّ أسباب ظهورها في العالم

ثَبَت الأسانيد العوالي إلى مرويات الإسلامي ، وطرق انتشارها فيه، مع

السيد محمد رضا الحسيني العلالي

التعرّض لإشكالات العلمانيين عن الإسلام

تأليف : السيد محمد رضا الحسيني ومسوّغاتهم في المجتمع الإسلامي

الجلالي .

وأشكال العلمانية في العالم الإسلامي ، مشيخة المؤلّف ، وثَبَتْ جامع لبعض وأخيراً بيان موقف علماء الإسلام من

،

ص: 245

246

... تراثنا / 49

العَلْمَنة ودورهم في مواجهة تيار العلمانية ؛ من خلال ضرورة النصّ بين الخليفة بعد إلقاء نظرة على النموذج العَلماني والنبي ، وعرض النصوص القرآنية الأول - تركيا - والخطوات التي اتخذت والأحاديث النبوية الشريفة المباشرة في

لعلمنة أنظمة الدولة والمجتمع الإسلامي تعيين الخليفة، والتي صرّح في معظمها وكافة مرافق الحياة في البلد . بإمامة وخلافة الإمام أمير المؤمنين علي بن نشر : دار السيرة - بيروت / 1995 م . أبي طالب الا بعد الرسول الأعظم .

صدر ضمن سلسلة المعارف

خلافة الرسول بين الشورى الإسلامية برقم 3.

والنص .

نشر : مركز الرسالة - قم / 1417 ه- .

إصدار : مركز الرسالة .

بحث في أوسع قضايا الخلاف بين * تفسير سورة الفاتحة .

تأليف : السيد جعفر مرتضى العاملي .

(

المسلمين ، وهي قضيّة نظام الحكم في الإسلام وأساسه، والأسلوب المفترض دروس ومحاضرات عن سورة الفاتحة لتعيين رأس هذا النظام في موقع رئاسة المباركة وآياتها ودلالتها تم استخراجها الدولة الإسلامية ؛ ودراسة ومناقشة من الأشرطة المسجلة، وإجراء تعديلات للنظريتين الأساسيتين اللتين يعتمدها لألفاظها وعباراتها ، وتنظيم لفقراتها . المسلمون في هذه المسألة، وبيان لم تُعتمد - في هذا الكتاب - كتب المحافظة

المتهافت والمتماسك منهما .

التفسير وأقوال المفسرين، مع

إذ تناول دراسة نظرية الشورى من على الأجواء القرآنية ، وعدم تجاوز حدود

خلال موقعها في القرآن الكريم والسنة دلالات وإيحاءات الآيات القرآنية الكريمة . النبوية المطهرة ، ثمّ واقعها في التاريخ :نشر نشر الهادي - قم ، دار السيرة - والفقه السياسي ، كما تناول النظرية الأخرى بيروت / 1417 ه- .

ص: 246

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.