تراثنا المجلد 44

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: ستاره

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1416 ه.ق

الصفحات: 462

ص: 1

محتویات العدد

*کلمة التحریر :

*وداعاً أیها الراحل الکبیر!

................................................................. هیئة التحریر 7

*تطبیق المعاییر العلمیة لنقد الحدیث علی أحادیث المهدیّ علیه السلام بکتب الفریقین.

.............................................. السیّد ثامر هاشم حبیب العمیدی 12

*نقض رسالة الحبل الوثیق فی نصرة الصدّیق للحافظ جلال الدین السیوطی

................................... السیّد حسن الحسینی آل المجدّد الشیرازی 86

*تشیید المراجعات وتفنید المکابرات (5).

............................................... السیّد علی الحسینیّ المیلانیّ 144

*أساس نظام الحکم فی الاسلام : بین الواقع والتشریع (2).

.......................................................... صائب عبدالحمید 201

*إحیاء التراث ... لمحة تاریخیة سریعة حول تحقیق التراث ونشره ، وإسهام ایران فی ذلک (5).

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعی 281

ص: 2

رجب - ذوالحجّة

1416 ه-

*من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء (16) :

*الشیخ أحمد الصفّار.

................................................ السیّد هاشم محمّد الشخص 329

*مصطلحات نحویة (4).

...................................................... السیّد علی حسن مطر 347

*من ذخائر التراث :

*مکتبة العلّامة الکراجکی.

................................. تحقیق واستدراک : السیّد عبدالعزیز الطباطبائی 365

*جهة القبلة - للشیخ بهاء الدین العاملی.

.............................................. تحقیق : الشیخ هادی القبیسی 405

*من أنباء التراث.

................................................................ هیئة التحریر 440

====

1صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة رسالة جهة القبلة للشیخ بهاء الدین العاملی ، المنشورة فی هذا العدد ، ص 405 - 439.

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

کلمة التحریر :

وداعا

أیها الراحل الکبیر!

شوط جدید تستقبله (تراثنا) منذ الآن.

لیس فقط لاستفتاحها العقد الثانی من عمرها المبارک ، بل أیضا لغیاب ألمع نجم کان یسطع فی سمائها ..

لقد جاءتکم (تراثنا) هذه المرة إذن وهی تنعی فقیدها الکبیر الذی أغدق علیها ، عطاء وعطفا وترشیدا ، حتی استقام عودها وصلب ساقها واتسع ظلها واستطاب الناس ثمراتها ..

وعز علیها ومض فیها أن تنعی من کانت تراه من أول من یعنی بها! وأن ترعی ذکراه ، وما فتئت تراه یرعاها! .. وحق لها أن تقف طویلا أمام هذا الصرح الشامخ الذی وسع آفاقها ظله ، والبحر الزاخر الذی ما عرف الجزر مده ..

ذلک هو العلم الذی طالما رفعته (تراثنا) عند أهم مداخلها ، والقلم الذی لم یغب نداه مرة عن ثریات صحائفها ..

ذلک هو العلامة الکبیر السید عبد العزیز الطباطبائی قدس سره ، الرجل الذی تسلق سلم العلم والبحث والتحقیق حتی استوی فی الصف المتقدم

هیئة التحریر

ص: 7

فیه ، ولا شک أن لهذا الصف المتقدم طلائع مبرزین ، ولقد کان فقیدنا ، بحق وجدارة ، متألقا بین هذه الطلائع العزیزة فی عصرنا هذا ، بما أعطی من حافظة ثاقبة ، وصبر عظیم ، وصدق عزیمة ، وعلو همة .. وإذا کانت تلک الخصال متوفرة لا ریب لدی نظرائه من المحققین الکبار ، فلقد زان فقیدنا خصاله بخصائص قل أن تجد أخواتها عند غیره ...

فذلک الصفاء المتمیز الذی کان یفیض من بین جوانحه إنما هو سیماء الصالحین من أبناء قروننا الأولی!

وذلک التواضع الذی یدهش له جلیسه ، أین تجد نظیره إلا لدی من خشع قلبه لله تعالی حقا ، فلم یتسلق إلی نفسه شئ من مسحات غرور أو کبریاء ، ولا مثقال ذرة! إنه تواضع الطبع والسجیة ، لا تواضع التطبع والتکلف والمداراة.

وخصلة ثالثة ، لو قلت إنک لا تجدها عند غیره ، فقد لا تعدو الصدق والأمانة ، ولا تقدح أحدا بغیر حق ، تلک هی : عطاؤه الذی لا یعرف حدا إلا جهده وما یملک ، إنه العالم الذی لا یکتمک علما ینفعک ، ولا یخفی علیک فائدة وجدها ، باسط کنوزه بین أیدی طلابها والمعنیین بها ، إنه یعطیک حتی أعماله التحقیقیة وبحوثه الجاهزة متی وجد لدیک اهتماما تشفیه ، أو تصب فیه ، أو تلتقی معه .. یعطیکها کاملة ، فتکمل بها عملک ، وإن راقت لک اخترتها کلها لتنشرها باسمک أنت ، یعطیک وهو یعلم ذلک ، بل ربما أعطاک لأجل ذلک ، ولقد أعطی علی هذه الطریقة کتبا ، ولیس فوائد محدودة فقط ، ولقد حفظ علیه ذلک من حفظ فذکر له حقه أو بعض حقه فی محله ، فیما تغافل وغض الطرف ، وقد نجد له عذرا أنه لو ذکر ذلک الحق کاملا فسوف لا یبقی لنفسه شیئا!!

ص: 8

ذلک الباحث المنقب المتبحر الذی أنجز أربعة وثلاثین کتابا ، تألیفا وتحقیقا ، وبعضها فی مجلدات ، مع عشرات البحوث والمقالات مع الحواشی الکثیرة علی أمهات موسوعاتنا الرجالیة والحدیثیة ، والذی طبق صیته الآفاق ، عالما بنفائس المخطوطات الإسلامیة فی مکتبات الشرق والغرب ، والذی قصده المحققون والباحثون علی الدوام ، صغارا وکبارا.

ذلک الأب المهیب قد رحل عن مثل ثروة العاملین الزاهدین ، لقد خلف ثروة الأغنیاء بحق ، فخلف التراث الخالد ما بقی الإنسان یحیا علی هذه الأرض ..

لکنه لم یترک ثروة المتورمین ، أموالا وعقارات وأسواقا وعمارات! لم یخلف تراثا فانیا یتنازعه بعده الوارثون ، بل خلف تراثا باقیا به سیفخرون ما عاشوا وما عاشت ذریاتهم ، وعسی أن یکونوا أهلا لإحیائه ، ولقد أبدوا حتی الآن فی سبیل ذلک أحسن الجهد وأطیبه منذ رحیله وحتی یومهم هذا ، فکشفوا بین آثاره من کنوز مفرقة علی الأوراق أو فی حواشی الکتب وبطون أغلفتها.

فأصبحت هذه الآثار الیوم مزار المشتاقین والعارفین والباحثین ، ومقصد المکتبات الکبری لتنقل بالتصویر جمیع تعلیقاته علی ما فی مکتبته الغنیة من الکتب الکثیرة ، لتکون فی متناول زوار المکتبات ومراجعیها ، وهذا - بلا ریب - من صلب طموحه رحمه الله ، ویناسب قیمة جهده العلمی الدقیق.

أما مؤسسة آل البیت علیهم السلام : لإحیاء التراث ، والتی عنها تصدر (تراثنا) فقد بادرت بطباعة ونشر اثنین من أعماله النفیسة قبل انقضاء أربعین یوما علی رحیله ، وهما : (ترجمة الإمام الحسن علیه السلام من القسم غیر

ص: 9

المطبوع من (الطبقات الکبیر) لابن سعد) و (مکتبة العلامة الحلی) (1).

ذلک العملاق الراحل قد کان بحق الامتداد الأصیل والأمثل لشیخیه الخالدین : الشیخ الأمینی ، صاحب (الغدیر) ، والشیخ الطهرانی ، صاحب (الذریعة إلی تصانیف الشیعة) و (طبقات أعلام الشیعة) ، وهما العلمان اللذان لازمهما فقیدنا تمام ربع قرن إبان اشتغالهما فی موسوعاتهما الضخمة ، فکان بحق الروح التی امتدت عنهما ، وقد زاده شغفه بهما تعلقا بآثارهما ، فبذل فی خدمتها جهدا جبارا زانها کثیرا وألبسها حلة الکمال.

ومرة أخری بین (تراثنا) وفقیدها الجلیل ، وهی تنعی ما کان بینهما من وصل وتکامل .. فلقد کان العلامة الراحل یکرر مرارا أمنیته التی کانت تشغل باله أیام کان فی النجف الأشرف ، وکان یفاتح بها کبار المهتمین بالتراث والفکر ، کان یتشوق لإصدار مجلة فصلیة تعنی بتراث أهل البیت علیهم السلام وشیعتهم ومحبیهم ، وما زالت هذه الأمنیة تراوده وتشغل باله حتی تحققت فی (تراثنا) التی أصدرتها مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث ، فوجد السید الفقید فیها ضالته المنشودة ومحل تحقق أمانیه ، فکان معها منذ عددها الأول بقلبه وکیانه وعطائه .. کما وجدت (تراثنا) فیه أیضا ضالتها ، فکان قطبا لامعا بین أقطابها ، وبابا ثابتا فی أبوابها ، وعلما شامخا فی أعلامها.

لقد تکامل الأملان ، وتسایر الصاحبان عقدا من الزمن علی أتم

====

وتجد أیضا فی حقل (من ذخائر التراث) آخر ما أتحف به العلامة المحقق السید الطباطبائی رحمه الله ، نشرتنا هذه قبل وفاته بأیام قلائل ، وهی رسالة (مکتبة العلامة الکراجکی).

ص: 10


1- 1. تجد تعریفا بهما فی حقل (من أنباء التراث) من هذا العدد.

ما یکون الوصال والوئام ، حتی أفلت شمس ذلک العقد بانطفاء شمعة الصاحب الوفی المؤتمن ، لتبقی (تراثنا) تشق طریقها إلی أمام ، محققة أمنیاته بعد رحیله ، فالمهمات کبیرة ، والدرب لم یزل مفتوحا ، والشوط طویل ، وتراثنا ما زال یدعو الباحثین والمحققین إلی البحث والتنقیب والتحقیق ، وإن کان علی (تراثنا) وهی رسالة التراث ، أن تنعی علامة امتزجت ذکراه بالقلوب والأرواح ، فإنها ماضیة علی عهدها بإذن الله تعالی ، وبتفاؤل وأمل کبیرین ، فهذه الأمة أمة ولود ، أنجبت وستنجب ما بقیت أفذاذا فیهم کل الأمل المنشود.

ولقد حظیت (تراثنا) منذ انطلاقتها الأولی باهتمام هذه الطبقة من المحققین الکبار والباحثین الأفاضل ، الساهرین علی خدمة تراث أهل البیت علیهم السلام وشیعتهم بقلوب لهفی لأن تتکشف أنوار هذا التراث الثر ، طریق الهدی والنور ، لأبصار السائرین وبصائرهم ، وسوف تبقی (تراثنا) الفخورة دائما باحتضانها الأسماء اللامعة وآثارهم الثریة والجدیدة والنافعة فخرها بما احتضنته من تراث فقیدها وفقیدهم السید الجلیل والعلامة الکبیر ، شیخ المحققین السید عبد العزیز الطباطبائی رحمه الله تعالی وأسکنه فسیح جناته.

( الذین إذا أصابتهم مصیبة قالوا إنا لله وإنا إلیه راجعون *

أولئک علیهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئک هم المهتدون ) .

هیئة التحریر

ص: 11

تطبیق المعاییر العلمیة لنقد الحدیث

علی ما اختلف وتعارض

من أحادیث المهدی بکتب الفریقین

السید ثامر هاشم حبیب العمیدی

بسم الله الرحمن الرحیم

والصلاة والسلام علی نبینا محمد ، وعلی آله الطیبین ، وصحبه المخلصین ومن اتبعهم بإحسان إلی یوم الدین.

وبعد :

فإن من دواعی کتابة هذا البحث هو التطاول علی الحقائق الإسلامیة الثابتة ببعض الکتیبات النقدیة فی الحدیث الشریف ، لأسماء نکرة طفحت علی الساحة الثقافیة فجأة ، مع خلوها من أبسط المعاییر العلمیة لنقد الحدیث ، إذ لم تتصف بشئ منها البتة ، حتی عادت تلک الکتیبات عقبة کأداء من عقبات التواصل الوحدوی علی صعید المجتمع المسلم ، بل وأشبه ما تکون بمحاولة جادة للقضاء علی أی وسیلة من شأنها أن تقرب بین وجهات نظر المسلمین ، وتلم شعثهم ، وترأب صدعهم!

وذلک لابتذال المعاییر العلمیة فی النقد ابتذالا واضحا خصوصا عند من

السیّد ثامر هاشم حبیب العمیدی

ص: 12

یمثل ثقافة تلقینیة أصابها الیأس والإحباط المستمر ، مع افتقاره التام إلی معرفة الأسس والقواعد العلمیة النقدیة الثابتة - خصوصا فی علم الحدیث الشریف - التی تؤطر کل دراسة حدیثیة نقدیة بشروط القبول.

ولا عذر لمثل هذا ، إذ لم تعد مسألة نقد الحدیث ، مسألة نسبیة تختلف باختلاف الناس وتباین ثقافاتهم.

ومن ثم فإن السنة المطهرة نفسها قد أرست بعض القواعد النقدیة العامة ، والتی یمکن توظیفها لمواجهة الخطأ.

فالنبی الأعظم صلی الله علیه وسلم علمنا مکارم الأخلاق ، وهو - بأبی وأمی - لم یکن فظا غلیظ القلب ، وإلا لانفضوا من حوله ، وإنما کان فی مواجهته للفکر الجاهلی المتعسف علی خلق عظیم بشهادة السماء.

والأمة التی استطاعت أن تواجه الخطأ بهدی سیرته صلی الله علیه وآله وسلم حتی استطاعت - وبمدة وجیزة - أن تقیم صرح حضارة امتدت جذورها إلی أقصی الأرض ، لقادرة علی هذا أیضا.

والذی یحز فی النفس ألما ، أن أمتنا قد فقدت المواجهة الصحیحة للخطأ ، وعادت رویدا رویدا إلی جاهلیة من نوع آخر ، فیها من روح الابتعاد عن القرآن الکریم والسنة المطهرة الشئ الکثیر ، فما أحوجنا الیوم إلی حوار صادق ، ونقد بناء ، ورجوع حثیث إلی الکتاب والسنة!

کما أننا بحاجة ماسة إلی معرفة تراثنا الحدیثی ، لا فرق فی ذلک بین کتب الحدیث السنیة أو الشیعیة ، فهی کلها فی نظر غیر المسلم من تراث الإسلام ، وإلی کیفیة تنمیة المهارات العلمیة والقدرات الکفوءة وتوظیفها لخدمة هذا التراث وبنقد یجید صاحبه التعامل مع الآخرین من منطلق واع یهدف إلی تحقق غرض النقد وأهدافه ، مع التحلی بأدب الإسلام ، ونبذ التصورات الخاطئة ، وتجنب إساءة الظن وفکرة سحق الآخر!

ص: 13

کل هذا مع إدراک أن التغییر المطلوب نحو الأفضل لا یمکن الوصول إلیه بنقد ظالم متعسف ، یرام من خلاله إیقاع الهزیمة بطرف من الأطراف والانتصار لطرف آخر!

فنقد کهذا لا شک أنه لا یصدر إلا عن نقص معرفة أو قصور ذهنی فی عدم التمییز بین المسائل الثابتة التی لا تقبل جدلا ، وبین المشکوکة الصحة فی کل أو بعض ما تتضمن ، وبالتالی فهو لا یملأ فراغا علمیا ، بل علی العکس إذ یسهم بإیجاده بدعمه نمطا نقدیا لا یری من الصورة غیر إطارها ، ولا من الشخص إلا اسمه ، ومع هذا قد یکون صادرا بحسن نیة.

إلا أن نمطا نقدیا من نوع آخر لا یمکن أن یکون کذلک ، ذلک النمط الذی یجعل ما عند الآخر متهافتا ولو کان فی منتهی القوة ، ویصنف الآخرین بالصورة التی یرغبها هو ، صورة ساخرة یحاول أن یمزقها بقلمه الذی اعتاد النزول إلی الشتائم لدرجة تشعر من خلالها لذته فی الشتم والسباب!

فتراه یعطی العناوین النقدیة - لما هو صواب فعلا - بروزا ظاهرا وحجما ممیزا ، وبشکل یبرز عقدة الاستهداف ، مع تأصیل الاستبداد النقدی بالرغبة الظاهرة فی احتکار الموضوعات بثقافة شخصیة تفتقر إلی التوازن النفسی باستعلائها علی ذوی الاختصاص فی نقد ذلک التراث الضخم بتعلیم تلقینی جامد غالبا ما یؤدی إلی هیمنة التصورات التی لا محصل لها ، والافتراضات الخاطئة فی نقد الآخرین.

کل هذا مع حشد الناقد الفاقد لمعاییر النقد العلمیة - سواء فی الحدیث الشریف أو غیره - لجهات أخری فی محاولة منه لإعلان حالة من التعبئة العامة لمواجهة الطرف الآخر بعقلیة التحریض المضاد ، کما نلحظه الیوم فی تذییل الکتابات النقدیة أو تصدیرها بعناوین التحذیر!!

وهکذا یکون التهدید المباشر ، وبلغة بعیدة عن أخلاقیات النقد العلمی

ص: 14

الموضوعی الهادف علی درجة عالیة من الفجاجة والاستفزاز ، لأنه تأطیر للعلماء بجهالة من دون ترو مطلوب ، ولا أشک فی أن الطرف الآخر سوف لن یقابل الإساءة بالإحسان علی هذا النحو من التشویه ، وإنما سیکون هو الآخر فی حالة استنفار دائم مع التحدی المستمر ، وهذا ما یؤکد بطبیعته مسیس حاجتنا إلی الرجوع إلی منابع الإسلام الصافیة ، مع ضرورة تشخیص تلک الثقافات المنحرفة ، فهی کجرثومة السرطان التی إذا ما وجدت بیئتها فی عضو فلیس له طب غیر الاستئصال!

کیف لا؟! وهدفها المعلن هو التشکیک ببعض المسلمات والثوابت الدینیة بحجة اختلافها وتعارضها .. ویأتی فی مقدمة تلکم المسلمات والثوابت مسألة الاعتقاد بظهور الإمام المهدی علیه السلام فی آخر الزمان.

نعم ، لقد تعرض لهذه المسألة بالنقد مفتقرو المعاییر العلمیة لنقد الحدیث ، وتأثر بعضهم بمنهج البحث الاستشراقی إزاء قضایانا الإسلامیة ، حتی أطلق - تبعا لجولدزیهر ، وفلوتن ، وولهوسن ، وغیرهم - خرافة فکرة الإمام المهدی وأسطوریتها!!

وهکذا طعنوا إسلامهم فی الصمیم ، ولم یلتفتوا إلی أن الأسطورة التی بسطت وجودها بهذا الشکل فی تراثنا الإسلامی ، ومدت خیوطها فی سائر العصور الإسلامیة ، وانتشر الإیمان بها فی کل جیل ، لا شک أنها سلبت عقول فحول علماء المسلمین ، وصنعت لأجیالهم تاریخا عقائدیا مزیفا ، وتلک هی الطامة الکبری والکارثة العظمی!

کیف لا؟! وفی تاریخ المسلمین أسطورة قد أجمعوا علی صحتها!!

هذا ، مع أن التاریخ لا یعرف أمة خلقت تاریخها أسطورة ، فضلا عن کون أمة محمد صلی الله علیه وآله وسلم هی من أرقی أمم العالم حضارة باعتراف المستشرقین أنفسهم ، ناهیک عن دور القرآن الکریم والسنة المطهرة فی تهذیب نفوس

ص: 15

المسلمین ، ومحاربة البدع والخرافات والأساطیر التی کانت سائدة فی مجتمع ما قبل الرسالة السماویة الخالدة.

ومن هنا ، وانطلاقا من رصد المشاکل الثقافیة المهمة المرتبطة ارتباطا وثیقا بواقع النقد ولد هذا البحث ، لیکون مساهمة متواضعة بحاجة إلی النقد العلمی البناء ، والإضاءة ، والتطویر ، لعله یؤدی إلی فهم إسلامی مشترک ، ویغلق منافذ التشکیک بواحدة من مهمات قضایانا الإسلامیة ، وهی قضیة ظهور الإمام المهدی علیه السلام فی آخر الزمان ، وعلی طبق ما أخبرت به السنة النبویة المطهرة ( (1) ).

وسوف أستهل البحث بإثبات تواتر أحادیث المهدی ، ذاکرا من أخرجها من الأئمة الحفاظ ، ومن أسندت إلیه ، ومن قال بصحتها أو اعترف بتواترها علی نحو الإیجاز والاختصار ، ومن ثم إخضاع ما وقفت علیه من الأحادیث المختلفة والمتعارضة بهذا الشأن إلی الدراسة والنقد وعلی ضوء ما تعارف علیه أهل الفن من الفریقین ، راجیا من السادة العلماء ، والمشایخ الأجلاء ، والباحثین الفضلاء التماس العذر لی علی ما یرونه من زلات وهفوات وهنات ، وأن یغفروا لی ذلک ، والله أولی بالمغفرة.

وهو حسبی.

ثامر هاشم حبیب العمیدی

28 المحرم الحرام 1416 ه

قم المشرفة

ص: 16


1- 1. راجع کتاب : (مقدمة فی علم التفاوض الاجتماعی والسیاسی) للدکتور حسن محمد وجیه ، إصدار سلسلة عالم المعرفة ، رقم 190 ، الکویت 1415 ه ، فستجد فیه نماذج راقیة من أدب الحوار الهادف الذی یمکن توظیفه لخدمة الأعمال النقدیة ، والحق ، أنی استفدت هنا من بعض أفکاره

تواتر أحادیث المهدی علیه السلام

إن المشهور شهرة واسعة بین جمیع المسلمین ، وعلی مر الأعصار أنه لا بد فی آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البیت ، یؤید الدین ویظهر العدل ، وینشر الإسلام فی بقاع العالم کله ، ویسمی بالإمام المهدی.

هذا باعتراف ابن خلدون (ت 808 ه) الذی حاول مناقشة أحادیث المهدی وتضعیفها ، مع تصریحه بصحة بعضها کما نشیر إلیه فی محله.

والحق أن دلیل المسلمین علی ذلک هو تواتر أحادیث المهدی والجزم بصحتها ، ولیس شهرتها ، فقد أخرجها فی ما وقفت علیه ببحث مستقل جماعة کثیرة من أئمة الحفاظ ، وأسندوها إلی عدد وافر من الصحابة ، وإلیک الإشارة السریعة إلی کل هذا ، فنقول :

أخرج أحادیث الإمام المهدی علیه السلام ابن سعد (ت 230 ه) ، وابن أبی شیبة (ت 235 ه) ، والإمام أحمد بن حنبل (ت 241 ه) ، وأبو بکر الإسکافی (ت 260 ه) ، وابن ماجة (ت 273 ه) ، وأبو داود (ت 275 ه) ، وابن قتیبة الدینوری (ت 276 ه) ، والترمذی (ت 279 ه) ، والبزار (ت 292 ه) ، وأبو یعلی الموصلی (ت 307 ه) ، والطبری (ت 310 ه) ، والعقیلی (ت 322 ه) ، ونعیم بن حماد (ت 328 ه) ، وابن حبان البستی (ت 354 ه) ، والمقدسی (ت 355 ه) ، والطبرانی (ت 360 ه) ، وأبو الحسن الآبری (ت 363 ه) ، والدارقطنی (ت 385 ه) ، والخطابی (ت 388 ه) ، والحاکم النیسابوری (ت 405 ه) ، وأبو نعیم الأصبهانی (ت 430 ه) ، وأبو عمرو الدانی (ت 444 ه) ، والبیهقی (ت 458 ه) ، والخطیب البغدادی (ت 463 ه) ، وابن عبد البر المالکی (ت 463 ه) ، والدیلمی (ت

ص: 17

509 ه) ، والبغوی (ت 510 أو 516 ه) ، والقاضی عیاض (ت 544 ه) ، والخوارزمی الحنفی (ت 568 ه) ، وابن عساکر (ت 571 ه) ، وابن الجوزی (ت 597 ه) ، وابن الجزری (ت 606 ه) ، وابن العربی (ت 638 ه) ، ومحمد بن طلحة الشافعی (ت 652 ه) ، والعلامة سبط ابن الجوزی (ت 654 ه) ، وابن أبی الحدید المعتزلی الحنفی (ت 655 ه) ، والمنذری (ت 656 ه) ، والکنجی الشافعی (ت 658 ه) ، والقرطبی المالکی (ت 671 ه) ، وابن خلکان (ت 681 ه) ، ومحب الدین الطبری (ت 694 ه) ، وابن تیمیة (ت 728 ه) ، والجوینی الشافعی (ت 730 ه) ، وعلاء الدین بن بلبان (ت 739 ه) وولی الدین التبریزی (المتوفی بعد سنة 741 ه) ، والمزی (ت 742 ه) ، والذهبی (ت 748 ه) ، وسراج الدین ابن الوردی (ت 749 ه) ، والزرندی الحنفی (ت 750 ه) ، وابن قیم الجوزیة (ت 751 ه) ، وابن کثیر (ت 774 ه) ، وسعد الدین التفتازانی (ت 793 ه) ، ونور الدین الهیثمی (ت 807 ه).

أقول :

ذکرنا هؤلاء الأئمة الحفاظ إلی عصر المؤرخ ابن خلدون (ت 808 ه) الذی تناول أحادیث المهدی بالدراسة والنقد ، وضعفها مصرحا بصحة القلیل منها مع أنه لم یتناول من تلک الأحادیث إلا القلیل جدا ، لکی یعلم عدم وجود الموافق لابن خلدون ، لا قبله ، ولا بعده أیضا ، إلا شرذمة قلیلة ممن راقها زبرج الثقافة الاستشراقیة (1).

هذا ، وقد أسند من ذکرنا أحادیث الإمام المهدی علیه السلام إلی الکثیر من

ص: 18


1- 1. ناقشنا هؤلاء فی کتابنا : دفاع عن الکافی 1 / 167 - 611 ، فراجع.

الصحابة ، وأضعافهم من التابعین ، وسنذکر بعض من وقفنا علیه منهم بحسب وفیاتهم مبتدئین ب :

فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (ت 11 ه) ، ومعاذ بن جبل (ت 18 ه) ، وقتادة بن النعمان (ت 23 ه) ، وعمر بن الخطاب (ت 23 ه) ، وأبی ذر الغفاری (ت 32 ه) ، وعبد الرحمن بن عوف (ت 32 ه) ، وعبد الله بن مسعود (ت 32 ه) ، والعباس بن عبد المطلب (ت 32 ه) ، وکعب الأحبار (ت 32 ه) ، وعثمان بن عفان (ت 35 ه) ، وسلمان الفارسی (ت 36 ه) ، وطلحة بن عبد الله (ت 36 ه) ، وعمار بن یاسر (ت 37 ه) ، والإمام علی علیه السلام (ت 40 ه) ، وتمیم الداری (ت 40 ه) ، وزید بن ثابت (ت 45 ه) ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب (ت 45 ه) ، والأمام الحسن السبط علیه السلام (ت 50 ه) ، وعبد الرحمن بن سمرة (ت 50 ه) ، ومجمع بن جاریة (ت نحو 50 ه) وعمران بن حصین (ت 52 ه) ، وأبی أیوب الأنصاری (ت 52 ه) ، وعائشة بنت أبی بکر (ت 58 ه) ، وأبی هریرة (ت 59 ه) ، والإمام الحسین السبط الشهید علیه السلام (ت 61 ه) ، وأم سلمة (ت 62 ه) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (ت 65 ه) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ت 65 ه) ، وعبد الله بن عباس (ت 68 ه) ، وزید بن أرقم (ت 68 ه) ، وعوف بن مالک (ت 73 ه) ، وأبی سعید الخدری (ت 74 ه) ، وجابر بن سمرة (ت 74 ه) ، وجابر بن عبد الله الأنصاری (ت 78 ه) ، وعبد الله بن جعفر الطیار (ت 80 ه) ، وأبی أمامة الباهلی (ت 81 ه) ، وبشر ابن المنذر بن الجارود (ت 83 ه - وقیل : جده الجارود بن عمرو ، ت 20 ه -) ، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبیدی (ت 86 ه) ، وسهل بن سعد الساعدی (ت 91 ه) ، وأنس بن مالک (ت 93 ه) ، وأبی الطفیل (ت 100 ه) ، وشهر بن حوشب (ت 100 ه).

ص: 19

إلی غیر هؤلاء ممن لم أقف علی تاریخ وفیاتهم ، کأم حبیبة ، وأبی الجحاف ، وأبی سلمی راعی إبل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وأبی لیلی ، وأبی وائل ، وحذیفة بن أسید ، وحذیفة بن الیمان ، والحرث بن الربیع أبی قتادة ، وزر بن عبد الله ، وزرارة بن عبد الله ، وعبد الله بن أبی أوفی ، والعلاء ، وعلقمة بن عبد الله ، وعلی الهلالی ، وقرة بن أیاس.

ولا بأس هنا بإطلالة واحدة علی حدیث صحابی واحد فقط ممن ذکرنا من أسماء الصحابة الذین أسندت إلیهم أحادیث المهدی ، لتتبین طرقه وتفرعاتها فی کل طبقة من طبقات الرواة ، مع کثرة من أخرجه من الأئمة الحفاظ ، وهو حدیث أبی سعید الخدری ، وقس علیه أحادیث بقیة الصحابة ، التی تعرض لبعضها أبو الفیض الغماری بتفصیل رائع ، وإلیک نص ما قاله عن الحدیث الذی اخترناه.

قال : (أما حدیث أبی سعید الخدری : فورد عنه من طریق : أبی نظرة ، وأبی الصدیق الناجی ، والحسن بن یزید السعدی.

أما طریق أبی نظرة : فأخرجه أبو داود ، والحاکم کلاهما من روایة عمران القطان ، عنه.

وأخرجه مسلم فی صحیحه من روایة سعید بن زید ، ومن روایة داود ابن أبی هند کلاهما ، عنه. لکن وقع فی صحیح مسلم ذکره بالوصف لا بالاسم کما سیأتی.

وأما طریق أبی الصدیق الناجی ، عن أبی سعید : فأخرجه عبد الرزاق ، والحاکم من روایة معاویة بن قرة ، عنه.

وأخرجه أحمد والترمذی وابن ماجة والحاکم من روایة زید العمی ،

ص: 20

عنه.

وأخرجه أحمد والحاکم من روایة عوف بن أبی جمیلة الأعرابی ، عنه.

وأخرجه الحاکم من روایة سلیمان بن عبید ، عنه.

وأخرجه أحمد والحاکم من روایة مطر بن طهمان وأبی هارون العبدی کلاهما ، عنه.

وأخرجه أحمد أیضا من روایة مطر بن طهمان وحده ، عنه.

وأخرجه أیضا من روایة العلاء بن بشیر المزنی ، عنه.

وأخرجه أیضا من روایة مطرف ، عنه.

وأما طریق الحسن بن یزید : فأخرجه الطبرانی فی الأوسط من روایة أبی واصل عبد بن حمید ، عن أبی الصدیق الناجی ، عنه. وهو من روایة المزید فی متصل الأسانید) (1).

وإذا ما نظرنا إلی أحادیث بقیة الصحابة بهذه الصورة اتضح لنا أن أحادیث المهدی لا شبهة ولا إشکال فی تواترها عند أهل السنة ، وقد صرح بهذا الکثیر من أعلامهم کما سیأتی.

وأما ما یتعلق بالشیعة الإمامیة ، فهو لا یکاد یخفی علی أحد أن الإیمان بظهور الإمام المهدی عندهم أصل من أصول الاعتقاد ، ومن البداهة أن المسائل الاعتقادیة الصحیحة لا تثبت بدون تواترها ، ولهذا فالإطالة فی إیراد من أخرج أحادیث المهدی منهم مع بیان طرقهم إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بیته علیهم السلام وصحابته الأجلاء رضی الله تعالی عنهم هی إطالة فی الواضحات. مع أن البحث هو عن نقد وتحلیل التعارض والاختلاف فی أحادیث المهدی عند الفریقین ، إلا أن التمهید لهذا البحث بما ذکرناه ، مع بیان رأی علماء

ص: 21


1- 1. إبراز الوهم المکنون : 438.

الحدیث والنقاد والحفاظ المهرة من أهل السنة بهذه الرسالة بالذات ، وکشف موقفهم منها ومن أحادیثها ، یعطی للبحث طابعه الإسلامی العام ویبعده عن أی إطار مذهبی خاص.

ولما کان تصریحهم بصحة أحادیث الإمام المهدی علیه السلام ، مع قول الکثیر منهم بتواترها ، وإفتاء الفقهاء علی المذاهب الأربعة بضرورة تأدیب منکرها ، وإرغامه علی الرجوع إلی الحق باستتابته ، فإن رجع فهو ، وإلا أهدر دمه شرعا ، لأنه استخف بالسنة المطهرة علی حد تعبیرهم ، مما لا یسعه صدر البحث ، لذا سنشیر إجمالا إلی بعض من صرح بصحة أحادیث الإمام المهدی أو صرح منهم بتواترها ، مکتفین ببیان اسمه وکتابه وتعیین موضع التصریح وعلی النحو الآتی :

الترمذی (ت 297 ه) فی سننه (1) ، والعقیلی (ت 322 ه) فی الضعفاء الکبیر (2) ، والبربهاری (ت 329 ه) کما فی الإحتجاج بالأثر (3) ، ومحمد بن الحسین الآبری (ت 363 ه) صرح بتواتر أحادیث المهدی کما فی تذکرة القرطبی (4) ، والحاکم (ت 405 ه) (5) ، والبیهقی (ت 458 ه) کما فی منار ابن القیم (6) ، والبغوی (ت 510 أو 516 ه) (7) ، وابن الأثیر (ت 606 ه) (8) ،

ص: 22


1- 1. سنن الترمذی 4 / 505 - 506 ح 2230 - 2233.
2- (4) الضعفاء الکبیر 3 / 253 ح 1257
3- 3. الإحتجاج بالأثر علی من أنکر المهدی المنتظر : 28.
4- 4. التذکرة : 701 ، وقد نقل القول بتواتر أحادیث المهدی عن الآبری وارتضاه.
5- 5. مستدرک الحاکم 4 / 429 و 450 و 457 و 464 و 465 و 502 و 520 و 553 554 و 557 و 558.
6- 6. المنار المنیف : 130 ح 225 ، وانظر : الإعتقاد - للبیهقی - : 127.
7- 7. مصابیح السنة : 488 ح 4199 ، وص 492 - 493 ح 4210 و 4211 و 4212 4213 و 4215.
8- (10) النهایة فی غریب الحدیث 1 / 290 ، 2 / 172 و 325 و 386 ، 4 / 33 ،

والقرطبی المالکی (ت 671 ه) (1) ، وابن منظور (ت 711 ه) (2) ، وابن تیمیة (ت 728 ه) (3) ، والمزی (ت 742 ه) (4) ، والذهبی (ت 748 ه) (5) ، وابن القیم (ت 751 ه) (6) ، وابن کثیر (ت 774 ه) (7) ، والتفتازانی (ت 793 ه) (8) ، ونور الدین الهیثمی (ت 807 ه) (9) وابن خلدون (ت 808 ه) اعترف بصحة بعض أحادیث المهدی (10) ، والجزری الشافعی (ت 833 ه) (11) ، وأحمد بن أبی بکر البوصیری (ت 840 ه) (12) ، وابن حجر العسقلانی (ت 852 ه) (13) ، وشمس الدین السخاوی (ت 902 ه) (14) ، والسیوطی (ت 911 ه) (15) ، والشعرانی (ت

====

(25) الجامع الصغیر 2 / 672 ح 9241 و 9243 و 9244 و 9245 ، و 2 / 438 ح

ص: 23


1- 5 / 254.
2- 2. التذکرة : 701 و 704.
3- 3. لسان العرب 15 / 59 مادة (هدی).
4- 4. منهاج السنة 4 / 211.
5- 5. تهذیب الکمال 25 / 146 - 149 رقم 5181 فی ترجمة محمد بن خالد الجندی.
6- 6. تلخیص المستدرک 4 / 553 و 558.
7- 7. المنار المنیف : 130 - 133 ح 326 و 327 و 329 و 331 ، وص 135.
8- 8. النهایة فی الفتن والملاحم 1 / 55 و 56.
9- 9. شرح المقاصد 5 / 312 ، وشرح عقائد النسفی : 169.
10- 10. مجمع الزوائد 7 / 313 - 317.
11- 11. تاریخ ابن خلدون 1 / 564 و 565 و 568 ، الفصل 52.
12- 12. أسمی المناقب فی تهذیب أسنی المطالب : 163 - 168.
13- 13. مصباح الزجاجة فی زوائد ابن ماجة 3 / 263 رقم 1442.
14- 14. تهذیب التهذیب 9 / 125 رقم 201 فی ترجمة محمد بن خالد الجندی ، وفتح الباری 6 / 385.
15- 15. کما فی : نظم المتناثر من الحدیث المتواتر - للکتانی - : 226 رقم 289 ، حکی عنه القول بتواتر أحادیث المهدی.

973 ه) (1) ، وابن حجر الهیتمی (ت 974 ه) (2) ، والمتقی الهندی (ت 975 ه) وفی کتابه (البرهان) بیان لأربع فتاوی لفقهاء المذاهب الإسلامیة بشأن من أنکر ظهور المهدی فی آخر الزمان وکذب بالأحادیث الواردة فی هذا الشأن (3) ، والشیخ مرعی بن یوسف الحنبلی (ت 1033 ه) (4) ، والبرزنجی (ت 1103 ه) (5) ، والزرقانی المالکی (ت 1122 ه) (6) ، والشیخ محمد بن قاسم بن محمد جسوس المالکی (ت 1182 ه) (7) ، وأبو العلاء العراقی (ت 1183 ه) (8) ، والسفارینی الحنبلی (ت 1188 ه) (9) ، والزبیدی الحنفی (ت 1205 ه) (10) ، والشیخ الصبان (ت 1206 ه) (11) ، والسویدی (ت 1246 ه) (12) ، والشوکانی الزیدی (ت 1250 ه) (13) ، والشبلنجی (ت 1291 ه) (14) ، وأحمد زینی دحلان

====

(39) نور الأبصار : 187 و 189 ، وهو من القائلین بالتواتر

ص: 24


1- 1. وحکی عنه البلبیسی فی العطر الوردی : 45 أنه قال بتواترها فی بعض کتبه.
2- 2. الیواقیت والجواهر 2 / 143.
3- (27) الصواعق المحرقة : 162 - 167
4- 4. البرهان فی علامات مهدی آخر الزمان : 177 - 183.
5- 5. راجع : الإمام المهدی علیه السلام عند أهل السنة 2 / 23.
6- 6. الإشاعة لأشراط الساعة : 87 ، وهو من القائلین بالتواتر.
7- 7. کما فی : إبراز الوهم المکنون : 434.
8- 8. کما فی : نظم المتناثر من الحدیث المتواتر : 226 ح 289.
9- 9. کما فی : نظم المتناثر - أیضا - : 226 ح 289.
10- 10. راجع : الإمام المهدی علیه السلام عند أهل السنة 2 / 20.
11- 11. تاج العروس 10 / 408 - 409 مادة (هدی).
12- 12. إسعاف الراغبین : 145 و 147 و 152 مصرحا بتواتر أحادیث المهدی علیه السلام.
13- 13. سبائک الذهب : 346.
14- 14. کما فی: الإذاعة: 125 و 126، وهو من القائلین بتواتر أحادیث الإمام المهدی علیه السلام.

مفتی الشافعیة (ت 1304 ه) (1) ، والقنوچی البخاری (ت 1307 ه) (2) ، وشهاب الدین الحلوانی المصری الشافعی (ت 1308 ه) (3) ، والبلبیسی الشافعی (المتوفی فی بدایة القرن الرابع الهجری) (4) ، والآلوسی الحنفی أبو البرکات (ت 1317 ه) (5) ، وأبو الطیب الآبادی (ت 1329 ه) (6) ، والکتانی المالکی (ت 1345 ه) وقد نقل القول بتواتر أحادیث المهدی عن جمع من الحفاظ (7) ، والمبارکفوری (ت 1353 ه) (8) ، والشیخ منصور علی ناصف (المتوفی بعد سنة 1371 ه) (9) ، والشیخ محمد الخضر حسین المصری (ت 1377 ه) (10) ، وأبو الفیض الغماری الشافعی (ت 1380 ه) الذی أثبت تواتر أحادیث المهدی بأوضح الأدلة وأقواها (11) ، والشیخ محمد بن عبد العزیز المانع (ت 1385 ه) (12) ، والشیخ محمد فؤاد

ص: 25


1- 1. الفتوحات الإسلامیة 2 / 211 ، وهو من القائلین بالتواتر.
2- 2. الإذاعة : 112 و 114 و 128 ، وقد صرح بتواتر أحادیث المهدی ، ونقل عن الأئمة الحفاظ القول بتواتر ها فراجع.
3- (42) القطر الشهدی فی أوصاف المهدی : 68
4- 4. العطر الوردی : 44 و 45.
5- 5. غالیة المواعظ : 76 - 77.
6- 6. عون المعبود شرح سنن أبی داود 11 / 361.
7- 7. نظم المتناثر : 225 - 228 ح 289.
8- 8. تحفة الأحوذی : فی شرح الحدیث رقم 2331 ، باب ما جاء فی المهدی.
9- 9. التاج الجامع للأصول 5 / 341.
10- 10. نظرة فی أحادیث المهدی - مقال نشرته مجلد (التمدن) لسنة 1370 ه للشیخ المذکور ، فی ص 831.
11- 11. إبراز الوهم المکنون : 443 وما بعدها ، والمهدی المنتظر : 5 - 8 ، وکلاهما لأبی الفیض.
12- 12. کما فی : الإحتجاج بالأثر : 299.

عبد الباقی (ت 1388 ه) (1).

إلی غیرهم من عشرات العلماء المعاصرین ممن لهم خبرة واسعة فی علوم الحدیث روایة ودرایة ، کالمودودی فی البیانات : 166 ، والألبانی فی مقال حول المهدی : 644 منشور فی مجلة التمدن الإسلامی لسنة 1371 ه العدد 22 ، والشیخ صفاء الدین کما فی مجلة التربیة الإسلامیة العراقیة السنة 14 العدد 7 ص 30 ، والشیخ عبد المحسن العباد فی محاضرته عن الإمام المهدی منشورة فی مجلة الجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة لسنة 1388 ه ، وله محاضرة أخری نشرتها المجلة نفسها سنة 1400 ه حول الرد علی من کذب بالأحادیث الصحیحة الواردة فی المهدی ، والشیخ التویجری فی کتابه (الإحتجاج بالأثر علی من أنکر المهدی المنتظر) ، والشیخ ابن باز کما فی تصدیره لکتاب ((الإحتجاج بالأثر) المتقدم ، وتعقیبه علی محاضرة الشیخ عبد المحسن العباد ، وغیرهم.

فاتفاق أهل السنة مع الشیعة الإمامیة بشأن صحة أحادیث المهدی وتواترها مما لا مجال لإنکاره ، واتفاقهم علی أن الموعود بظهوره فی لسان الأحادیث اسمه (محمد) ولقبه (المهدی) مما لا شک فیه ، لشهادة جمیع من ذکرنا بذلک مع صراحة الأحادیث به أیضا من طرق الفریقین.

إذن ، فما هو الاختلاف أو التعارض فی تلک الأحادیث الذی حمل البعض علی القول بأسطوریة الفکرة وخرافتها؟!

وهل إن التعارض والاختلاف بین تلک الأحادیث تعارض واختلاف حقیقی لا یمکن إزالته بحال من الأحوال بحیث یؤدی إلی تهافت الأحادیث وتساقطها برمتها ، أم إنه بدوی فی بعض ، ولا أصل له فی بعض آخر؟

ص: 26


1- 1. کما فی محاضرة الشیخ العباد (عقیدة أهل السنة والأثر فی المهدی المنتظر) نشرت فی العدد 46 من مجلة الجامعة الإسلامیة السعودیة لسنة 1400 ه.

ثم ما هو المیزان الذی یحتکم إلیه فی معرفة التعارض والاختلاف الحاصلین فی أحادیث المهدی؟

وهل تنسجم دعوی صحة تلکم الأحادیث وتواترها مع دعوی اختلافها وتعارضها؟

إنها أسئلة ملحة وکثیرة ، وجوابها منوط بتقسیم أحادیث المهدی إلی طوائف ، لکی یتضح من سیر البحث ما اختلف منها ، وما ائتلف ، وما وضع ، أو شذ أو ضعف بحیث لا یمکن عده معارضا أو مخالفا للصحیح الثابت باعتراف علماء الفریقین.

* * *

ص: 27

اختلاف الأحادیث فی نسب الإمام المهدی علیه السلام

اختلفت الأحادیث الواردة بکتب الفریقین اختلافا ظاهریا فی بیان نسب الإمام المهدی علیه السلام ، ولکن لا یعنی هذا الاختلاف - مع لحاظ التقیید والإطلاق - عدم الائتلاف فیما بینها ، إذ بالإمکان الجمع بینها بأحد الوجوه المنصوص علیها فی باب تعارض الخبرین إذا سلمت أسانیدها من کل طعن وشین ، وتعادلت کفتها مع الأحادیث الأخری المصرحة بأنه من ولد الإمام الحسین علیه السلام.

* والملاحظ علی الأحادیث المبینة لنسب الإمام المهدی أنها تکاد تنحصر - من حیث الصحة - بأنه قرشی ، هاشمی ، علوی ، حسینی ، مع تفریعات أخری لا تحمل تناقضا ولا تعارضا ولا اختلافا یذکر ، إذ نص بعضها علی أنه من قریش.

وبعضها علی أنه من بنی هاشم.

وبعض آخر علی أنه من أولاد عبد المطلب.

وهذه الطوائف الثلاث لا اختلاف بینها ولا تعارض أصلا ، لأن أولاد عبد المطلب هم من بنی هاشم ، وبنو هاشم من قریش ، وکل واحد من أولاد عبد المطلب له أن یقول : أنا هاشمی قرشی.

ولما کانت قبیلة قریش ینتسب إلیها الهاشمیون وغیرهم ، وبنو هاشم أنفسهم کثر ، فیکون ذکر کون المهدی من أولاد عبد المطلب مقیدا لما قبله من إطلاق ، والمطلق یحمل علی المقید بالاتفاق ، فالنتیجة إذا : إنه من أولاد عبد المطلب.

* وبعضها نص علی أنه من أولاد أبی طالب.

ص: 28

وفی بعض آخر أنه من أولاد العباس.

وظاهر أحادیث الطائفتین التعارض والاختلاف ، اللهم إلا أن یقال - من باب التسلیم بصحة أحادیث الطائفتین - : إن أم المهدی عباسیة ، وأباه من أولاد أبی طالب ، وبهذا یرتفع التعارض والاختلاف.

ولکن سیأتی - إن شاء الله تعالی - وبشکل مفصل أن جمیع أحادیث کون المهدی من ولد العباس إما ضعیفة أو موضوعة ، بما لا نحتاج معها إلی عملیة الجمع المتقدمة ، لأنها جمع بین الضعیف أو الموضوع من جهة ، وبین الصحیح الثابت من جهة أخری ، وعلی هذا فیبقی المهدی من أولاد أبی طالب - فی هذه الطائفة - بلا معارض.

* وفی طائفة أخری من الأحادیث التصریح بأنه من آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم.

وفی طائفة أیضا أنه من أهل بیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

وفی أخری أنه من عترة النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

وفی هذه الطوائف الثلاث لا یوجد أدنی تعارض أو اختلاف ، لأن (الآل) و (العترة) هم (الأهل) کما صرح به أقطاب اللغة.

قال ابن منظور : (وآل الله ، وآل رسوله ، أولیاؤه ، أصلها (أهل) ثم أبدلت الهاء همزة ، فصارت فی التقدیر (أأل) ، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانیة ألفا) (1).

کما صرح فی لسان العرب بأن (العترة) هم (أهل البیت) مستدلا بحدیث : (إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی) قال : (فجعل العترة أهل البیت) (2).

ص: 29


1- 1. لسان العرب 1 / 253 مادة (أهل).
2- 2. لسان العرب 9 / 34 مادة (عتر).

وإذا علمنا بأن علیا أمیر المؤمنین علیه السلام هو من أهل البیت بالاتفاق ، ویؤیده حدیث الکساء المشهور عند سائر المحدثین : (اللهم هؤلاء أهل بیتی) تبین لنا وبوضوح کیف أن الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم قد وضع النقاط علی الحروف فی تشخیص نسب المهدی کما صرحت به طائفة جدیدة من الأحادیث.

ومفاد هذه الطائفة ، أنه من أولاد علی علیه السلام.

ولما کان أمیر المؤمنین علیه السلام قد أعقب من سیدة النساء سبطی هذه الأمة ، کما أعقب من غیرها بعد وفاتها علیها السلام ذکورا ، لذا جاءت طائفة أخری من الأحادیث لتبین للناس جمیعا أن المهدی الموعود به فی آخر الزمان إنما هو من أولاد سیدة النساء فاطمة الزهراء علیها السلام.

ولا شک فی أن الأحادیث التی تنص علی کونه من أولاد فاطمة الزهراء علیها السلام تقید ما قبلها جمیعا ، فتحمل علیها (1).

وقد جمعت هذه الطوائف من الأحادیث فی حدیث واحد وهو الحدیث المروی عن قتادة ، قال : قلت لسعید بن المسیب : (المهدی حق هو؟ قال : نعم ، قال : قلت : ممن هو؟ قال : من قریش ، قلت : من أی قریش؟ قال : من بنی هاشم ، قلت : من أی بنی هاشم؟ قال : من بنی عبد المطلب ، قلت : من أی بنی عبد المطلب؟ قال : من ولد فاطمة) (2).

وقد أخرج هذا الحدیث ابن المنادی ، عن سعید بن المسیب مسندا إلی أم سلمة ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، باختلاف یسیر (3).

ص: 30


1- 1. فی انتظار الإمام : 17.
2- 2. الفتن لابن حماد - : 101 ، نقلا عن معجم أحادیث المهدی علیه السلام 1 / 154 رقم 81.
3- (57) الملاحم والفتن - لابن المنادی - : 41 ، نقلا عن معجم أحادیث المهدی علیه السلام

وفی فتن زکریا - علی ما فی ملاحم ابن طاووس - رواه مسندا عن ابن المسیب (1).

ورواه فی (عقد الدرر) کما فی روایة ابن المنادی ، ثم قال : (أخرجه الإمام أبو الحسین أحمد بن جعفر المنادی ، وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعیم ابن حماد (2).

هذا ، وقد أخرج الحدیث غیر أولئک أیضا (3).

علی أن حدیث : (المهدی حق ، وهو من ولد فاطمة) قد سجل فی أربعة وثمانین مصدرا مهما من مصادر الفریقین ، أما مصادر أهل السنة وحدهم فقد وصلت إلی ستة وخمسین مصدرا ، وما تبقی من العدد المذکور فهو من مصادر الشیعة الإمامیة ، کما هو مفصل فی معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام (4).

وقد لفت نظری أن أربعة من علماء أهل السنة الذین أخرجوا الحدیث الشریف ، قد أشاروا صراحة إلی وجوده فی صحیح الإمام مسلم ، وهم :

1 - ابن حجر الهیتمی (ت 974 ه) فی الصواعق المحرقة ، الباب 11 ، ص 163.

2 - المتقی الهندی (ت 975 ه) فی کنز العمال 14 / 264 ح 38662.

3 - الشیخ محمد بن علی الصبان (ت 1206 ه) فی إسعاف الراغبین ، ص 145.

====

5. معجم أحادیث المهدی علیه السلام 1 / 136 رقم 74.

ص: 31


1- 1 / 154 رقم 81.
2- 2. الملاحم - لابن طاووس - : 164 باب 19.
3- 3. عقد الدرر : 23 باب 1.
4- 4. راجع : الحاوی للفتاوی 2 / 74 ، والبرهان فی علامات مهدی آخر الزمان : 95 رقم 20 باب 2.

ص 145.

4 - الشیخ حسن العدوی الحمزاوی المالکی (ت 1303 ه) فی مشارق الأنوار ، ص 112.

وللأسف الشدید أنی لم أعثر علی هذا الحدیث فی صحیح مسلم بثلاث طبعات!

ولا بأس هنا أن نسجل بعض من صرح بصحته :

منهم : البغوی فی (مصابیح السنة) حیث عده فی فصل الحسان (1) ، وصححه القرطبی المالکی فی التذکرة (2) نقلا عن الحاکم النیسابوری ، وکذلک السیوطی فی الحاوی للفتاوی (3) ، والجامع الصغیر (4).

ومنهم من احتج به وقال بصحته ، کابن حجر الهیتمی فی (الصواعق المحرقة) الفصل الأول من الباب الحادی عشر (5).

ومنهم من قال بتواتره صراحة ، کالبرزنجی فی (الإشاعة) قال : (أحادیث وجود المهدی ، وخروجه آخر الزمان ، وأنه من عترة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، من ولد فاطمة علیها السلام ، بلغت حد التواتر) (6).

ومنهم من قطع بصحته ، کالشیخ أحمد زینی دحلان مفتی الشافعیة ، قال : (المقطوع به أنه لا بد من ظهوره وأنه من ولد فاطمة) (7).

وقال الشیخ الصبان فی بیان المزایا التی اختص بها أهل البیت علیهم السلام

ص: 32


1- 1. مصابیح السنة : 492 رقم 4211.
2- 2. التذکرة : 701.
3- 3. الحاوی للفتاوی 2 / 85.
4- 4. الجامع الصغیر 2 / 672 رقم 9241.
5- 5. الصواعق المحرقة : 162 و 165 و 166.
6- 6. الإشاعة فی أشراط الساعة : 87.
7- 7. الفتوحات الإسلامیة 2 / 211.

- وقد ذکر الکثیر منها - : (ومنها : أن منهم مهدی آخر الزمان ، وأخرج مسلم ، وأبو داود ، والنسائی ، وابن ماجة ، والبیهقی ، وآخرون : (المهدی من عترتی من ولد فاطمة)» (1).

فالنتیجة المتفق علیها بین أهل السنة والشیعة الإمامیة - إلی هنا - هو کون الإمام المهدی علیه السلام من ولد فاطمة الزهراء علیها السلام.

إذن فلنضع أیدینا علی هذه النتیجة المهمة ، ثم ندعها قلیلا ونعود إلیها ریثما یتم الفراغ من مناقشة بعض طوائف أحادیث المهدی الأخری ، وعلی النحو التالی :

ص: 33


1- 1. إسعاف الراغبین : 45.

أحادیث المهدی من ولد العباس

عم النبی صلی الله علیه وآله وسلم

نسب الإمام المهدی فی مجموعة من الأحادیث إلی العباس عم النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وسوف نستعرض جمیع تلک الأحادیث الواردة فی کتب السنة ، لیتضح أنها لیست من نمط الأحادیث المتعارضة حقیقة مع کون المهدی من ولد فاطمة الزهراء علیها السلام ومن ذریة السبط الشهید علیه السلام.

وأنه لا یصح التمسک بها بتصریح أرباب هذا الفن من علماء أهل السنة لرد الأحادیث الصحیحة بحجة معارضتها لها ، لثبوت ضعفها عندهم ، واتهام بعض رواتها بالکذب فی کتب الرجال.

وأما ما قیل عن صحة بعضها فلا یصح جعله معارضا لغیره من الصحیح الثابت ، لأن من شرط التعارض هو التساوی فی کل شئ بین المتعارضین ، ولیس الاکتفاء بشرط الصحة.

فقد یروی خبر ما بطریق معتبر ، ولکن تشهد قرائن خارجیة عنه بمخالفته للواقع.

وقد یروی خبر آخر بطریق واحد أو طریقین ، ویروی ما تعارض معه بعشرات الطرق ، وعندها لا یصح اعتبارها من المتعارضین علی فرض وثاقة رواتهما ، ذلک لأن شهرة الخبر وکثرة رواته وتعدد طرقه من المرجحات علی غیره المساوی له من حیث صحة النقل ، فالتعارض فی مثل هذا یکون تعارض من حیث صحة النقل لا غیر ، ولا تعارض بینها من حیث الشهرة وتعدد الطرق ، ونحوهما من المرجحات الأخری.

ص: 34

فکیف الأمر لو کان التعارض المدعی بین الصحیح الثابت اتفاقا وبین الضعیف ، أو الموضوع ، أو المؤول بما یتفق مع الصحیح؟!

وسوف نری أن الأحادیث التی نسبت الإمام المهدی إلی العباس بن عبد المطلب رضی الله عنه لا ترقی إلی مستوی الأحادیث الأخری المبینة أنه من ولد فاطمة علیها السلام ، ولا تصل إلی ذلک المستوی من الثبوت ، وهی :

1 - حدیث الرایات السود :

روی أحمد فی مسنده ، عن وکیع ، عن شریک ، عن علی بن زید ، عن أبی قلابة ، عن ثوبان ، قال : (قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إذا رأیتم الرایات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا علی الثلج ، فإن فیها خلیفة الله المهدی) (1).

وقد أخرج هذا الحدیث - باختلاف یسیر - البلخی فی (البدء والتاریخ) (2) وابن ماجة فی سننه من طریق آخر (3).

وفیه :

أ - لیس فی هذا الحدیث ما یدل علی کون (خلیفة الله المهدی) هو من ولد العباس کما ظن البعض أنه المهدی العباسی! لذکر (الرایات السود) وإن کانت رایات بنی العباس التی أقبلت من خراسان سودا ، ومع القول بصحة الحدیث فلا دلیل فی المقام علی حصر الرایات السود برایات بنی العباس.

ب - لو سلمنا بصحة الحدیث ، فلا دلالة فیه أیضا علی أن (خلیفة الله المهدی) هو المهدی العباسی (ت 169 ه) ، لأنه لم یکن فی آخر الزمان ،

ص: 35


1- 1. مسند أحمد 5 / 277.
2- (71) البدء والتاریخ 2 / 174 الفصل السابع
3- 3. سنن ابن ماجة 2 / 1336 رقم 4082 - الحدیث الأول من باب خروج المهدی -.

ولم یحث المال حثوا ، ولم یبایع بین الرکن والمقام ولم یقتل الدجال ، أو ینزل نبی الله تعالی عیسی علیه السلام معه لیساعده علی قتل الدجال ، ولم تظهر أدنی علامة من علامات ظهور المهدی المتفق علیها بین الفریقین (1).

ج - إن المهدی العباسی حکم من سنة 158 ه إلی سنة 169 ه وهی السنة التی مات فیها ، وفی ذلک دلیل قاطع علی أنه لیس المهدی الموعود الذی یأتی آخر الزمان.

====

2. فتح الباری - لابن حجر العسقلانی - 6 / 383 - 385.

3. إرشاد الساری بشرح صحیح البخاری - للقسطلانی - 5 / 419.

4. عمدة القاری شرح صحیح البخاری - للعینی - 16 / 39 - 40 من المجلد الثامن.

5. فیض الباری علی صحیح البخاری - للکشمیری الدیوبندی - 4 / 44 - 47.

6. حاشیة البدر الساری إلی فیض الباری - لمحمد بدر - 4 / 44 - 47.

وصحیح مسلم 1 / 136 رقم 244 و 7. و 1 / 137 رقم 246 - باب نزول عیسی بن مریم حاکما بشریعة نبینا - ، وصحیح مسلم بشرح النووی 2 / 189 بنفس عنوان الباب ، و 18 / 61 من کتاب الفتن وأشراط الساعة ، 18 / 23 و 58 و 78 من الکتاب السابق ، وکذلک 18 / 38 و 39.

وقارن مع : مسند أحمد 3 / 8. ومصنف ابن أبی شیبة 15 / 196 رقم 19485 و 19486 ، والمستدرک 4 / 454 ، والحاوی للفتاوی 2 / 59 و 62 و 63 و 64 ، والمصنف - لعبد الرزاق - 11 / 371 رقم 20770 من باب المهدی.

وانظر کذلک : مستدرک الحاکم 4 / 9. وتلخیصه للذهبی ، وکنز العمال 14 / 272 رقم 38698 ، ومسند أحمد 3 / 37 وسنن الترمذی 4 / 506 رقم 2232 ، ومجمع الزوائد 7 / 313 ، وکتابنا : دفاع عن الکافی 1 / 243 - 275.

فستعلم علم الیقین أن ما أخرجه الشیخان البخاری ومسلم فی هاتیک المواضع إنما هو فی الإمام المهدی ، بل ومن علامات ظهوره الشریف اتفاقا ، وإن لم یصرحا باسمه ، أو لقبه!

ص: 36


1- (73) راجع : صحیح البخاری 4 / 205 - کتاب الأنبیاء ، باب ما ذکر عن بنی إسرائیل - و 9 / 75 - کتاب الفتن ، باب ذکر الدجال - ، وقارن مع شروح صحیح البخاری التالیة :

وفیه أیضا أن حکم المهدی العباسی إحدی عشرة سنة ، ولا توجد لدینا روایة واحدة - ولو موضوعة - بأی من کتب الفریقین تحدد مدة حکم المهدی المنتظر بتلک المدة علی الرغم من اختلافها کما سیأتی.

د - شهد عصر المهدی العباسی تدخلا فظیعا من قبل ربات الحجول فی شؤون دولته ، فقد ذکر الطبری تدخل الخیزران زوجة المهدی العباسی بشؤون دولته ، وأنها استولت علی زمام الأمور تماما فی عهد ابنه الهادی (169 - 170 ه) (1) ، ومن یکون هذا شأنه فکیف یسمی بخلیفة الله فی أرضه؟!

ه - حدیث أحمد ضعفه ابن القیم فی (المنار المنیف) بعلی بن زید ، فقال : (وعلی بن زید قد روی له مسلم متابعة ، ولکن هو ضعیف ، وله مناکیر تفرد بها ، فلا یحتج بما ینفرد به) (2).

کما ضعف حدیث ابن ماجة أیضا بیزید بن أبی زیاد ، ثم قال : (وهذا - أی حدیث ابن ماجة - والذی قبله لم یکن فیه دلیل علی أن المهدی الذی تولی من بنی العباس هو المهدی الذی یخرج فی آخر الزمان ...) (3).

2 - حدیث نصب الرایات السود بإیلیاء :

وهذا الحدیث أخرجه الترمذی فی سننه بسنده ، عن أبی هریرة ، أنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (تخرج من خراسان رایات سود ، فلا یردها شئ

ص: 37


1- 1. راجع کتابنا : الشیخ الکلینی البغدادی وکتابه الکافی - الفروع : 42 ، ففیه أمثلة کثیرة من هذا النوع.
2- 2. المنار المنیف : 137 ذیل الحدیث 338.
3- 3. المنار المنیف : 138 ذیل الحدیث 339.

حتی تنصب بإیلیاء) (1).

والکلام فیه کالکلام فی ما تقدم علیه ، إذ لا تصریح فیه بکون المهدی عباسیا.

وقد أجاب ابن کثیر عن هذا الحدیث بعد أن أورده فقال : (هذا حدیث غریب ، وهذه الرایات السود لیست هی التی أقبل بها أبو مسلم الخراسانی فاستلب بها دولة بنی أمیة فی سنة اثنتین وثلاثین ومائة ، بل رایات سود أخری تأتی بصحبة المهدی - إلی أن قال : - والمقصود أن المهدی الممدوح الموعود بوجوده فی آخر الزمان یکون أصل خروجه وظهوره من ناحیة المشرق ، ویبایع له عند البیت ، کما دل علی ذلک نص الحدیث ، وقد أفردت فی ذکر المهدی جزءا علی حدة ولله الحمد) (2).

أقول :

إن استغلال أحادیث المهدی من قبل العباسیین - کما ستقف علیه - قد نتجت عنه آثار سلبیة فی تقییم بعض أحادیث المهدی علیه السلام لا سیما حدیث الرایات ، فهذا الحدیث قد روی بطرق شتی من قبل الفریقین ، وقد صحح الحاکم بعض طرقه علی شرط الشیخین البخاری ومسلم (3) ، وتضعیف بعض طرق الحدیث لا یعنی رد حدیث الرایات بتمام طرقه والحکم علیه بالوضع.

ولا یبعد اتخاذ بنی العباس لبس السواد شعارا لهم بهدف احتواء الأحادیث الصحیحة الواردة فی توطئة حکم الإمام المهدی علی أیدی أصحاب

ص: 38


1- 1. سنن الترمذی 4 / 531 رقم 2269.
2- 2. النهایة فی الفتن والملاحم 1 / 55.
3- 3. مستدرک الحاکم 4 / 502.

الرایات السود ، وهم قوم من المشرق ، تمهیدا لدعواهم فی المهدی العباسی ، وإلا فمن الصعب جدا القول بضعف حدیث الرایات ، لتضافر طرقه لدی الفریقین.

3 - حدیث : المهدی من ولد العباس عمی :

روی هذا الحدیث ثلاثة نفر من الصدر الأول وهم : کعب الأحبار ، وعثمان بن عفان ، وعبد الله بن عمر.

أما حدیث کعب الأحبار ، فقد رواه ابن حماد ، عن الولید ، عن شیخ ، عن یزید بن الولید الخزاعی ، عن کعب ، وفیه : (المهدی من ولد العباس) (1).

وأما حدیث عثمان ، فقد أورده محب الدین الطبری فی (ذخائر العقبی) نقلا عن أبی القاسم السهمی ، عن عثمان ، أنه قال : (سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول : المهدی من ولد العباس عمی) (2).

وأما حدیث ابن عمر ، فقد رواه ابن الوردی فی (خریدة العجائب). مرسلا عن ابن عمر ولم یرفعه ، قال : (رجل یخرج من ولد العباس) (3).

وفی هذه الأحادیث الثلاثة ما یأتی :

أما الأول فلا حجة فیه أصلا ، إذ روی بلفظ مبهم (عن شیخ) فسنده منقطع اتفاقا ، لأن ما اشتمل سنده علی لفظ مبهم یسمی بالمنقطع اصطلاحا (4) ، وقد یسمی بالمجهول أیضا ، وهو ما رواه رجل غیر موثق ،

ص: 39


1- 1. الملاحم والفتن : 103.
2- 2. ذخائر العقبی : 206.
3- 3. خریدة العجائب وفریدة الغرائب : 199.
4- 4. مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح : 144.

ولا مجروح ، ولا ممدوح ، أو غیر معروف أصلا ، کقولهم : عن رجل ، أو : عن شیخ ، أو : عمن ذکره (1).

وحکم الحدیث المجهول ، أو المنقطع ، کحکم المرسل ، قال فی الرواشح : (وفی حکم الارسال إبهام الواسطة ، کعن رجل ...) (2) ، ولم تثبت حجیة المرسل عند الفریقین إلا ما کان من احتجاجات الشافعی بمراسیل سعید بن المسیب ، وقبول بعض علماء الشیعة الإمامیة مراسیل ابن أبی عمیر علی ما هو معروف لدی المشتغلین بعلوم الحدیث.

وحدیث ابن حماد لا هو من مراسیل ابن المسیب ، ولا هو من مراسیل ابن أبی عمیر ، فهو ساقط عن الاعتبار جزما ما لم یؤیده حدیث صحیح ، وهو مفقود فی المقام.

هذا زیادة علی أن کعبا لم یرفعه بروایة ابن حماد ، کما أن کعبا نفسه فیه قول سیئ صدر عن لسان ابن عمر نفسه (3).

أما عن حدیث ابن عمر - وهو الثالث - فمثل الأول فی الوقف والإرسال ، ویزید علیه بعدم التصریح بالمهدی ، إذ قد تکون فیه إشارة إلی أن هذا (الرجل) الذی سیخرج من ولد العباس إنما سیکون سفاحا لا مهدیا ، والمهم أن لا دلالة فیه علی ما نحن فیه.

وأما عن حدیث عثمان - وهو الحدیث الثانی - فقد أجمع العلماء من أهل السنة علی رده! وإلیک التفصیل :

ص: 40


1- 1. معرفة علوم الحدیث : 27.
2- 2. الرواشح السماویة : 171.
3- 3. راجع تفسیر الطبری 22 / 145 ففیه تکذیب ابن عمر لکعب الأحبار فی مرویاته التفسیریة صراحة ، وطعنه بالیهودیة ، إذ قال بحقه : (ما تنتکت الیهودیة فی قلب عبد فکادت أن تفارقه).

فقد أورده السیوطی فی (الجامع الصغیر) عن الدارقطنی فی (الإفراد) وقال : (حدیث ضعیف) (1) ، وقال المناوی فی شرح الحدیث : (رواه الدارقطنی فی الإفراد ، ثم قال : قال ابن الجوزی : فیه محمد بن الولید المقری ، قال ابن عدی : یضع الحدیث ، ویصله ، ویسرق ، ویقلب الأسانید والمتون. وقال ابن أبی معشر : هو کذاب ، وقال السمهودی : ما بعده وما قبله أصح منه ، وأما هذا ففیه محمد بن الولید وضاع ، مع أنه لو صح حمل علی المهدی ثالث العباسیین) (2).

کما أورده السیوطی أیضا فی (الحاوی) عن (الإفراد) للدارقطنی و (تاریخ دمشق) لابن عساکر ، ثم قال : (قال الدارقطنی : هذا حدیث غریب ، تفرد به محمد بن الولید مولی بنی هاشم) (3) ، أی : مولی العباسیین.

وأورده ابن حجر الهیتمی فی (الصواعق) ، وحکی عن الذهبی قوله : (تفرد به محمد بن الولید مولی بنی هاشم ، وکان یضع الحدیث) (4).

وأورده الصبان فی (إسعاف الراغبین) ، عن ابن عدی ، وقال : (وفی إسناده وضاع ولم یسمعهم) (5).

ونقل الأستاذ الفضلی عن الألبانی أنه قال فی ابن الولید : (قلت : وهو متهم بالکذب ، قال ابن عدی : کان یضع الحدیث ، وقال أبو عروبة : کذاب ، وبهذا أعله المناوی فی (الفیض) ، نقلا عن ابن الجوزی ، وبه تبین خطأ السیوطی فی إیراده لهذا الحدیث فی الجامع الصغیر) (6).

ص: 41


1- 1. الجامع الصغیر 2 / 672 رقم 9242.
2- 2. فیض القدیر شرح الجامع الصغیر 6 / 278 رقم 9242.
3- 3. الحاوی للفتاوی 2 / 85.
4- 4. الصواعق المحرقة : 116.
5- 5. إسعاف الراغبین : 151.
6- 6. فی انتظار الإمام : 37.

وقال أبو الفیض الغماری الشافعی فی (إبراز الوهم المکنون) - بعد أن أورده عن الدارقطنی - : (وهو غریب منکر ، وقد جمع بأنه عباسی الأم ، حسنی الأب ، ولیس بذاک ، بل الحدیث لا یصح) (1).

4 - حدیث أم الفضل :

وهو ما رواه الخطیب البغدادی فی (تاریخ بغداد) ، وابن عساکر فی (تاریخ دمشق) ، بإسنادهما عن أحمد بن راشد الهلالی ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، عن أم الفضل بنت الحارث الهلالیة ، عن سعید بن خیثم ، عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو حدیث طویل جاء فیه : (... یا عباس! إذا کانت سنة خمس وثلاثین ومائة فهی لک ولولدک ، منهم السفاح ، ومنهم المنصور ، ومنهم المهدی) (2).

وفی هذا الحدیث جملة من الملاحظات فی سنده ومتنه ، وهی :

أ - قال الذهبی عن سند الحدیث : (وفی السند أحمد بن راشد الهلالی ، عن سعید بن خیثم ، بخبر باطل فی ذکر بنی العباس من روایة خیثم عن حنظلة - إلی أن قال عن أحمد بن راشد : - فهو الذی اختلقه بجهل) (3).

ب - فی متن الحدیث علة قادحة واضحة تدل علی جهل واضعه بالتاریخ ، ولعلها هی السبب فی قول الذهبی : (اختلقه بجهل) ، وهی أن العباسیین قد ابتدأ حکمهم بسنة 132 ه باتفاق جمیع المؤرخین ، ولیس بسنة 135 ه کما هو فی المتن.

ج - لا دلالة فی هذا الحدیث - حتی مع القول بصحته - علی أن

ص: 42


1- 1. إبراز الوهم المکنون من کلام ابن خلدون : 563.
2- 2. تاریخ بغداد 1 / 63 ، وتاریخ دمشق 4 / 178.
3- 3. میزان الاعتدال 1 / 97.

المهدی الموعود به فی آخر الزمان هو من ولد العباس ، بل غایة ما یفیده هو الإخبار عن المستقبل الذی یسیطر فیه ولد العباس علی مقدرات الأمة ، وإن أولهم هو السفاح وثانیهم المنصور ، وثالثهم المهدی العباسی (ت 169 ه).

د - من أمارات وضعه ما ورد فی الحدیث نفسه بأن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال مخاطبا العباس : (وأنت عمی وصنو أبی ، وخیر من أخلف بعدی من أهلی).

أقول :

لا أظن أن أحدا منصفا من المسلمین قرأ قوله صلی الله علیه وآله وسلم فی سائر الصحاح والمسانید وغیرها من کتب الحدیث عند الفریقین بحق علی علیه السلام : (أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی) ثم یجرأ بعد هذا فی تفضیل العباس رضی الله تعالی عنه علیه بمثل حدیث أحمد بن راشد الهلالی الذی أعرضت عنه کتب الحدیث.

5 - حدیث عبد الله بن عباس :

وهذا الحدیث کحدیث أم الفضل ، وفیه ، عن ابن عباس أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال عن عمه العباس : (هذا عمی ، أبو الخلفاء الأربعین ، أجود قریش کفا ، وأجملها ، من ولده : السفاح ، والمنصور ، والمهدی ، بی یا عم فتح الله هذا الأمر ، وسیختمه برجل من ولدک).

فقد أورده السیوطی فی (اللآلی المصنوعة فی الأحادیث الموضوعة) وقال : (موضوع ، المتهم به الغلابی) (1).

وأورده ابن کثیر فی (البدایة والنهایة) وقال : (وهذا أیضا موقوف ، وقد

ص: 43


1- 1. اللآلی المصنوعة فی الأحادیث الموضوعة 1 / 434 - 435.

رواه البیهقی من طریق الأعمش ، عن الضحاک ، عن ابن عباس مرفوعا : (منا السفاح ، والمنصور ، والمهدی). وهذا إسناد ضعیف ، والضحاک لم یسمع من ابن عباس شیئا علی الصحیح ، فهو منقطع ، والله العالم) (1).

کما أورده الحاکم ، من طریق وقع فیه إسماعیل بن إبراهیم المهاجر ، عن أبیه (2) ، وقد نقل أبو الفیض الغماری الشافعی عن الذهبی : أن إسماعیل مجمع علی ضعفه ، وأباه لیس بذلک (3).

أقول :

ما حکم به السیوطی هو فی محله ، ویشهد علیه متن الحدیث نفسه ، لأن الخلفاء من بنی العباس لم یکونوا أربعین خلیفة ، ومن راجع (تاریخ الخلفاء) للسیوطی علم أن عددهم فی العراق سبعة وثلاثون خلیفة ، وفی مصر خمسة عشر ، کما أن العباس رضی الله تعالی عنه لم یکن أجود قریش کفا ، بل أجودهم بعد نبیهم صلی الله علیه وآله وسلم من شهد له القرآن الکریم بذلک ، إذ بات وأهله ثلاث لیال طاوین بطونهم ابتغاء مرضاة الله!

6 - حدیث آخر لابن عباس :

روی الخطیب البغدادی فی تاریخه بسنده ، عن ابن عباس ، عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم أنه قال لعمه العباس : (... إن الله ابتدأ بی الإسلام وسیختمه بغلام من ولدک ، وهو الذی یتقدم لعیسی بن مریم) (4).

ص: 44


1- 1. البدایة والنهایة 6 / 246.
2- 2. مستدرک الحاکم 4 / 514.
3- 3. إبراز الوهم المکنون : 543.
4- (100) تاریخ بغداد 3 / 323 ، وأخرجه من طریق آخر بسنده عن عمار بن یاسر وفی

وهذا الحدیث ضعفه الذهبی وقال عنه : (رواه عن محمد بن مخلد العطار ، فهو آفته ، والعجب أن الخطیب ذکره فی تاریخ ولم یضعفه ، وکأنه سکت عنه لانتهاک حاله)! (1).

وأخرجه محب الدین الطبری فی (ذخائر العقبی) بسنده ، تارة عن عبد الله بن عباس ، وأخری عن أبی هریرة ، باختلاف عما فی روایة الخطیب ، وکلاهما من المرسل (2) ، وقد مر رأی الفریقین فی الحدیث المرسل.

کما أورد القنوچی فی (الإذاعة) ثلاثة أحادیث بهذا الشأن عن عمار ، وأبی هریرة ، وابن عباس. ثم نقل عن الشوکانی قوله : (قلت : ویمکن الجمع بین هذه الثلاثة أحادیث ، وبین سائر الأحادیث المتقدمة ، بأنه من ولد العباس من جهة أمه ، فإن أمکن الجمع بهذا ، وإلا فالأحادیث ، أنه من ولد النبی صلی الله علیه وآله وسلم أرجح) (3).

قلت :

لا یصح مثل هذا الجمع ، وقد غفل الشوکانی عما فی أحادیث کون المهدی من ولد العباس - ومن ضمنها هذه الأحادیث الثلاثة - من تفضیل صریح للعباس عم النبی صلی الله علیه وآله وسلم علی سائر الأمة ، وهذا ما دأب علی إشاعته مثبتو أرکان الخلافة العباسیة ، ولهذا نری أن أبا الفیض الغماری الشافعی قد رد مثل هذا الجمع بقوة (4).

====

5. إبراز الوهم المکنون : 563.

ص: 45


1- کلاهما محمد بن مخلد العطار.
2- 2. میزان الاعتدال 1 / 89 رقم 328.
3- 3. ذخائر العقبی : 206.
4- 4. الإذاعة لما کان وما یکون بین یدی الساعة : 135.

هذا ، وقد روی الشیخ المفید بسنده عن سیف بن عمیرة أنه قال : (کنت عند أبی جعفر المنصور ، فقال لی ابتداء : یا سیف بن عمیرة! لا بد من مناد ینادی من السماء باسم رجل من ولد أبی طالب.

فقلت : جعلت فداک یا أمیر المؤمنین ، تروی هذا؟!

قال : إی والذی نفسی بیده ، لسماع أذنی له.

فقلت : یا أمیر المؤمنین! إن هذا الحدیث ما سمعته قبل وقتی هذا!

فقال : یا سیف! إنه لحق ، وإذا کان فنحن أول من یجیبه. أما إن النداء إلی رجل من بنی عمنا.

فقلت : رجل من ولد فاطمة؟!

فقال : نعم یا سیف ، لولا أننی سمعت من أبی جعفر محمد بن علی یحدثنی به ، وحدثنی به أهل الأرض کلهم ما قبلته منهم ، ولکنه محمد بن علی) (1).

ویؤید هذا الحدیث الحدیث الذی أخرجه أغلب المحدثین وهو أن : (المهدی حق وهو من ولد فاطمة) حتی تکرر فی أکثر من ثمانین مصدرا حدیثیا مهما عند الفریقین ، وفیهم من صرح بتواتره وأنه لا معارض له بقوة ثبوته ، وقد مرت الإشارة إلیه ، ومن نص علی روایته فی صحیح مسلم.

وفی (لوائح الأنوار) للسفارینی الحنبلی ، قال تحت عنوان : (الأحادیث فی کون المهدی من ولد العباس) ما نصه :

(إن الروایات الکثیرة ، والأخبار الغزیرة ناطقة أنه من ولد فاطمة البتول ابنة النبی الرسول صلی الله علیه وسلم ورضی عنها وعن أولادها الطاهرین ، وجاء فی بعض الأحادیث أنه من ولد العباس ، والأول أصح ... لأن

ص: 46


1- 1. الإرشاد 2 / 370 - 371 فی باب ذکر علامات القائم علیه السلام.

الأحادیث التی [فیها] أن المهدی من ولدها أکثر وأصح ، بل قال بعض حفاظ الأمة ، وأعیان الأئمة : إن کون المهدی من ذریته صلی الله علیه وآله وسلم مما تواتر عنه ذلک ، فلا یسوغ العدول ، ولا الالتفات إلی غیره) (1).

ولهذا نجد أن الشیخ الألبانی قد رد علی السید محمد رشید رضا ، صاحب (المنار) ، الذی أعل الأحادیث الواردة فی الإمام المهدی علیه السلام بعلة التعارض فقال : (وهذه علة مدفوعة ، لأن التعارض شرطه التساوی فی قوة الثبوت ، وأما نصب التعارض بین قوی وضعیف فمما لا یسوغه عاقل منصف ، والتعارض المزعوم من هذا القبیل) (2).

* * *

ص: 47


1- 1. لوائح الأنوار البهیة ، نقلا عن الإمام المهدی علیه السلام عند أهل السنة 2 / 10 - وعبارة اللوائح مصورة فیه -.
2- 2. حول المهدی : 646.

اختلاف الأحادیث فی تشخیص

اسم والد المهدی علیه السلام

إن تشخیص اسم والد المهدی علیه السلام فی کتب الحدیث یعد من موارد الاختلاف المهمة التی یجب تسلیط الضوء علیها فی هذا البحث ، خصوصا وأن منکری الاعتقاد بصحة أحادیث المهدی قد تذرعوا فی إنکارهم بأن الأحادیث الواردة فی هذا الحقل لم تتفق علی اسم معین ، بل وحتی القائلین بتواتر أحادیث المهدی من علماء الإسلام لم تتفق کلمتهم علی اسم المهدی الکامل تبعا لاختلاف الموارد فی بیان اسم أبیه.

فبعضها یقول : إن اسم والد المهدی (عبد الله) کاسم والد النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، لحدیث (اسمه اسمی واسم أبیه اسم أبی) ، وهو ما سیأتی مفصلا.

وبعضها ینفی ذلک ویقول : إن اسم والده هو (الحسن) وبالتحدید الإمام الحسن العسکری ابن الإمام علی الهادی علیهما السلام ، وقد تبنی هذا القول الشیعة الإمامیة الاثنی عشریة برمتهم ، ووافقهم علیه جملة من علماء أهل السنة أیضا کما ستأتی الإشارة إلیه فی محله.

والمهم هنا هو اعتقاد الفریقین بظهور الإمام المهدی فی آخر الزمان مع قطعهم بأن مثل هذا الاختلاف لا یبرر للمسلم إنکار ما بشر به النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، لأنه من قبیل الاختلاف فی تفاصیل شئ ثابت ، والقدر المشترک بین جمیع أحادیث المهدی علی اختلافها هو لا بدیة ظهوره فی آخر الزمان ، أما تعیین من هو المهدی؟ فلا شک أن الاختلاف فی نسبه ، وأوصافه ، وعلامات

ص: 48

ظهوره ، ومدة حکمه ، واسم أبیه ، لم یصدر کله عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، شأنه بذلک کشأن اختلاف المسلمین فی أمور لا مجال لإنکارها ، بل یعد منکرها کافرا بالاتفاق ، هذا مع اختلافهم فی تفاصیلها.

والحق أن اختلاف المسلمین فی بعض تفاصیل مسائل العقائد والأحکام واتفاقهم علی أصولها لا یبرر للعاقل بقاءهم علی هذه الحال ، ففی فرقتهم إذلالهم واستعبادهم ، وفی وحدتهم عزتهم وکرامتهم.

ومن هذا المنطلق فإن بحث أو إثارة ومناقشة بعض تلک التفاصیل - کتفاصیل قضیة المهدی المتفق علی أصلها - فی جو من الإخاء الإسلامی ، وبروح علمیة ، لا یسودها أی نوع من التعصب ، لا ینکره إلا من یرغب ببقاء ما عند الطرف الآخر غامضا مبهما ، أما مع فهم وتحلیل تلک التفاصیل ومناقشتها نقاشا علمیا هادئا ، فهو لا شک من الحکمة التی أمرنا بأخذها من أی طریق کان ، والمؤمن حقا من تکون الحکمة ضالته.

ولهذا سیکون البحث منصبا علی بیان حقیقة هذا الاختلاف فی اسم أب المهدی هل هو (عبد الله) أم (الحسن) ، لنری مقدار صحة أی منها ، ودرجة ثبوته ، وقوة معارضته للآخر. ونبدأ أولا بالاسم الأول : (عبد الله) ، فنقول :

هناک عدة أحادیث مختلفة الألفاظ متحدة المعنی فی تحدید اسم أب المهدی ، ألا وهو (عبد الله) کاسم أب النبی صلی الله علیه وآله وسلم. ونود الإشارة قبل بیان تلک الأحادیث إلی جملة من الأمور وهی :

1 - إن بعضا من تلک الأحادیث أخرجها الفریقان (الشیعة وأهل السنة) فی کتبهم.

هذا ، مع اعتقاد الشیعة الإمامیة - کما تقدم - بخلاف ذلک ، لأن تلک الأحادیث مخالفة لأصول مذهبهم ، فکانت روایتها من أعظم الأدلة علی

ص: 49

أمانتهم فی النقل من دون تحریف أو زیادة أو نقصان ، وهذا من فضل الإسلام الذی أدب أتباعه علی الصدق والأمانة.

2 - أخرج الشیعة تلک الأحادیث من کتب السنة مصرحین بالنقل عنها ، ولم یخرجوا حدیثا واحدا من طرقهم.

3 - فی تاریخنا الإسلامی شخصیتان بارزتان ادعی لکل منها المهدویة ، وهما :

أ - محمد بن عبد الله بن الحسن المثنی ، الذی ثار فی زمن المنصور العباسی (136 - 158 ه) وانتهت ثورته بقتله سنة (145 ه).

ب - محمد بن عبد الله المنصور ، الخلیفة العباسی الملقب ب : المهدی (158 - 169 ه).

والأول حسنی ، والثانی عباسی!

4 - أشرنا إلی محاولة التفاف العباسیین حول أحادیث کون المهدی من ولد العباس عند مناقشة حدیث الرایات ، وستأتی أیضا محاولة التفاف الحسنیین علی أن المهدی الموعود هو من ولد الإمام الحسن علیه السلام.

5 - لا ینبغی الشک فی کون ادعاء کل فریق من العباسیین والحسنیین انطباق أحادیث المهدی علی صاحبه ، وحرصهم علی خلقها وإشاعتها فیه ، وبثها بین الناس لما فی ذلک من أهداف ومصالح کبیرة لا تخفی علی أحد ، وربما لا یمکن الوصول إلیها بغیر هذا الطریق الذی هو الأمل المنشود لکل المؤمنین ، خصوصا وأن کلا من هاتین الشخصیتین من ذوی النفوذ والمکانة الاجتماعیة والسیاسیة ، فالأول قائد ثورة والثانی خلیفة ، ومن یکون هکذا فهو بحاجة إلی مدد وعون یؤمن بمکانته الروحیة فی المجتمع.

6 - سیأتی - وعلی طبق ما بأیدینا من أدلة (مشترکة) - أن الأحادیث التی شخصت اسم والد المهدی بعبد الله موضوعة علی الأقوی ، وأما مع

ص: 50

افتراض صحتها ، فلا بد من تأویها بما یتفق مع الاسم الآخر کما صرح به أهل هذا الفن من الفریقین.

وبعد بیان هذه الأمور نستعرض ما وقفنا علیه من تلک الأحادیث وهی :

الحدیث الأول :

(لا تذهب الدنیا حتی یبعث الله رجلا من أهل بیتی ، یواطئ اسمه اسمی ، واسم أبیه اسم أبی).

وأهم من أخرج هذا الحدیث ابن أبی شیبة ، والطبرانی ، والحاکم ، کلهم ، من طریق عاصم بن أبی النجود ، عن زر بن حبیش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم (1).

کما أخرجه من الشیعة المجلسی الثانی فی (بحار الأنوار) ، عن الإربلی ، ونقله الأخیر عن کتاب (الأربعین) لأبی نعیم الأصبهانی (2).

الحدیث الثانی :

(لا تقوم الساعة حتی یملک الناس رجل من أهل بیتی ، یواطئ اسمه اسمی ، واسم أبیه اسم أبی).

والذی أخرج هذا الحدیث هو أبو عمرو الدانی ، وکذلک الخطیب البغدادی ، أخرجاه من طریق عاصم بن أبی النجود بسنده عن ابن مسعود

ص: 51


1- 1. المصنف 15 / 198 رقم 19493 ، المعجم الکبیر 10 / 163 رقم 10213 و 10 / 166 رقم 10222 ، المستدرک علی الصحیحین 4 / 442.
2- 2. بحار الأنوار 51 / 82 رقم 21 ، نقله عن کشف الغمة 3 / 261 ، والأخیر عن (الأربعین) لأبی نعیم الأصبهانی.

أیضا (1) ، ولم یخرجه الشیعة.

الحدیث الثالث :

(المهدی یواطئ اسمه اسمی ، واسم أبیه اسم أبی).

وأهم من أخرجه من أهل السنة : الخطیب البغدادی ، وابن حجر ، وقد أخرجاه من طریق عاصم أیضا بسنده عن ابن مسعود (2).

وأخرجه من الشیعة ابن طاووس ، نقلا عن ابن حماد (3).

هذا ، وقد وقع فی سند الخطیب لهذا الحدیث : أبو نعیم ، والطبرانی ، وابن أبی حاتم ، وابن حماد ، فهؤلاء کلهم من رواته.

وهذه الأحادیث الثلاثة هی أهم ما روی فی هذا الشأن ، ومن أخرجها من العلماء - کما تقدم - أصبحوا الأساس لجمیع من تأخر من العلماء الذین أوردوها عنهم ، وقلما انفرد بعضهم بطریق آخر لم یتصل بعاصم بن أبی النجود ، فهو العمدة فی المقام کما صرح به الأعلام.

مناقشة أحادیث (واسم أبیه اسم أبی) :

إن مما یلحظ علی الأحادیث الثلاثة المتقدمة أنها غیر معروفة عند غالبیة الحفاظ والمحدثین ، مع تصریحهم بأن الأکثر والأغلب علی روایة :

(واسمه اسمی) فقط. من غیر زیادة (واسم أبیه اسم أبی).

ص: 52


1- 1. سنن أبی عمرو الدانی : 94 - 95 - نقلنا عنه بتوسط معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام ، تاریخ بغداد 1 / 370.
2- 2. تاریخ بغداد 5 / 391 ، والقول المختصر 4 / 4 وقد رواه مرسلا.
3- 3. الملاحم : 74 باب 162 ، نقله عن ابن حماد.

فالحدیث الأول مثلا ، رواه الإمام أحمد فی مسنده فی عدة مواضع من غیر تلک الزیادة (1).

کما رواه الترمذی من غیر هذه الزیادة أیضا ، وقال : (وفی الباب : عن علی ، وأبی سعید ، وأم سلمة ، وأبی هریرة ، وهذا حدیث حسن صحیح). (2)

أما الطبرانی ، فقد أخرج الحدیث الأول بأکثر من عشرة طرق من غیر هذه الزیادة ، وذلک فی الأحادیث التی تحمل الأرقام التالیة : 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230 ، وهکذا فعل غیره مثل ابن أبی شیبة والحاکم وغیرهما من أقطاب المحدثین.

ومما یزید الأمر وضوحا هو تصریح من أورد الحدیث الأول بعدم وجود (واسم أبیه اسم أبی) فی أکثر کتب الحفاظ ، قال المقدسی الشافعی بعد أن أورد الحدیث عن أبی داود : (أخرجه جماعة من أئمة الحدیث فی کتبهم ، منهم الإمام أبو عیسی الترمذی فی جامعه ، والإمام أبو داود فی سننه ، والحافظ أبو بکر البیهقی ، والشیخ أبو عمرو الدانی ، کلهم هکذا) (3) ، یرید : (اسمه اسمی) فقط بدون زیادة (واسم أبیه اسم أبی).

ولا یمکن أن یکون هؤلاء الأئمة الحفاظ لا علم لهم بهذه الزیادة المرویة من طریق عاصم بن أبی النجود ، مع أنهم أخرجوا تلک الأحادیث من طریق عاصم نفسه ، وهذا یدل علی عدم اعتقادهم بصحة هذه الزیادة ، وإلا لما أعرضوا عن روایتها ، ولا یتهم أحدهم بأنه قد أسقطها عمدا ، خصوصا وأن

ص: 53


1- 1. مسند أحمد 1 / 376 و 337 و 430 و 448.
2- 2. سنن الترمذی 4 / 505 رقم 2230.
3- 3. عقد الدرر : 27 باب 2.

لهذه الزیادة أهمیتها فی النقض علی ما یدعیه الطرف الآخر من اسم والد المهدی علیه السلام.

ومن هنا یتبین أن عبارة (واسم أبیه اسم أبی) هی من زیادة أحد الرواة ، عن عاصم ، ترویجا لفکرة کون المهدی هو محمد بن عبد الله بن الحسن ، أو ابن المنصور الخلیفة العباسی.

ومما یؤکد هذا أن فی لسان الأول رتة ، وإذا بنا نجد من یضع علی الصحابی أبی هریرة حدیثا یشهد علی نفسه بافتقاره لمخائل الصدق وهو حدیث : (إن المهدی اسمه محمد بن عبد الله ، فی لسانه رتة) (1).

هذا ، وقد رد زیادة (واسم أبیه اسم أبی) - زیادة علی من أعرض عن روایتها - بعض أعلام هذا الفن من أهل السنة ، منهم الآبری (ت 363 ه) علی ما فی (البیان) للکنجی الشافعی ، إذ روی الکنجی عن کتاب أبی الحسن الآبری المسمی ب (مناقب الشافعی) ، فقال : (ذکر هذا الحدیث ، وقال فیه : وزاد زائدة فی روایته : لو لم یبق من الدنیا إلا یوم لطول الله ذلک الیوم حتی یبعث الله رجلا منی ، أو من أهل بیتی ، یواطئ اسمه اسمی ، واسم أبیه اسم أبی ، یملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما) (2).

ولما کانت الأحادیث الثلاثة المتقدمة کلها من روایة عاصم بن أبی النجود ، عن زر بن حبیش ، عن عبد الله بن مسعود ، فلا بأس ببیان ما جمعه الحافظ أبو نعیم من طرق هذا الحدیث المنتهیة إلی عاصم ، والتی اتفقت جمیعها علی روایته بلفظ : (واسمه اسمی) فقط ، ولم یرد فی طریق واحد منها لفظ : (واسم أبیه اسم أبی) ، فیما صرح به الکنجی الشافعی فی کتابه (البیان).

ص: 54


1- 1. نقله فی معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام عن مقاتل الطالبین : 163 - 164.
2- 2. البیان فی أخبار صاحب الزمان : 482.

ونود قبل نقل کلامه الإشارة السریعة إلی أن تلک الزیادة قد رواها أیضا البزار فی مسنده ، والطبرانی فی المعجم الکبیر والأوسط من طریق داود بن المحبر بن قحذم ، عن أبیه ، کما فی (مجمع الزوائد) للهیثمی ، وهذا الطریق وإن اختلف عن طریق عاصم إلا أنه ضعیف بداود وأبیه کلاهما کما نص علی ذلک الهیثمی (1).

إذن العمدة فی المقام هو حدیث عاصم ، وفیه قال الکنجی الشافعی : (وجمع الحافظ أبو نعیم طرق هذا الحدیث عن الجم الغفیر فی مناقب المهدی ، کلهم عن عاصم بن أبی النجود ، عن زر ، عن عبد الله [بن مسعود] ، عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم).

ثم أخذ فی بیان من روی الحدیث عن عاصم بلفظ : (واسمه اسمی) فقط بلا زیادة : (واسم أبیه اسم أبی) حتی أوصلهم إلی أکثر من ثلاثین راویا وهم :

1 - سفیان بن عیینة ، وطرقه عنه بطرق شتی.

2 - فطر بن خلیفة ، وطرقه عنه بطرق شتی.

3 - الأعمش ، وطرقه عنه بطرق شتی.

4 - أبو إسحاق سلیمان بن فیروز الشیبانی ، وطرقه عنه بطرق شتی.

5 - حفص بن عمر.

6 - سفیان الثوری ، وطرقه عنه بطرق شتی.

7 - شعبة ، وطرقه عنه بطرق شتی.

8 - واسط بن الحارث.

9 - یزید بن معاویة أبو شیبة ، له فیه طریقان.

ص: 55


1- 1. مجمع الزوائد 7 / 314 باب ما جاء فی المهدی.

10 - سلیمان بن حزم ، وطرقه عنه بطرق شتی.

11 - جعفر الأحمر ، وقیس بن الربیع ، وسلیمان بن حزم ، جمیعهم فی سند واحد.

12 - سلام بن المنذر.

13 - أبو شهاب محمد بن إبراهیم الکتانی ، وطرقه عنه بطرق شتی.

14 - عمر بن عبید الطنافسی ، وطرقه عنه بطرق شتی.

15 - أبو بکر بن عیاش ، وطرقه عنه بطرق شتی.

16 - أبو الجحاف داود بن أبی العوف ، وطرقه عنه بطرق شتی.

17 - عثمان بن شبرمة ، وطرقه عنه بطرق شتی.

18 - عبد الملک بن أبی عتبة.

19 - محمد بن عیاش ، عن عمرو العامری وطرقه عنه بطرق شتی. وذکر مسندا وقال فیه : حدثنا أبو غسان ، حدثنا قیس ، ولم ینسبه.

20 - عمرو بن قیس الملائی.

21 - عمار بن زریق.

22 - عبد الله بن حکیم بن جبیر الأسدی.

23 - عمر بن عبد الله بن بشر.

24 - أبو الأحوص.

25 - سعد بن الحسن ابن أخت ثعلبة.

26 - معاذ بن هشام ، قال : حدثنی ابن أبی عاصم.

27 - یوسف بن یونس.

28 - غالب بن عثمان.

29 - حمزة الزیات.

ص: 56

30 - شیبان.

31 - الحکم بن هشام.

ثم قال : (ورواه غیر عاصم ، عن زر ، وهو عمرو بن حرة ، عن زر ، کل هؤلاء رووا (اسمه اسمی) ، إلا ما کان من عبید الله بن موسی ، عن زائدة ، عن عاصم ، فإنه قال فیه : (واسم أبیه اسم أبی).

ولا یرتاب اللبیب أن هذه الزیادة لا اعتبار بها ، مع اجتماع هؤلاء الأئمة علی خلافها ، والله العالم) (1).

وقد حاول بعض علماء الفن من الفریقین تأویل هذه الزیادة علی فرض صحة صدورها ، وقد تعرض الکنجی الشافعی إلی بعض تأویلاتهم فی المقام ، إلا أنه استنکرها بقوله : (وهذا تکلف فی تأویل هذه الروایة ، والقول الفصل فی ذلک : إن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه ، روی هذا الحدیث فی مسنده [فی] عدة مواضع : واسمه اسمی) (2).

ومن هنا یتضح : أن حدیث : (واسم أبیه اسم أبی) لا یصح - فی حسابات فن الدرایة - أن یکون متعارضا مع أحادیث کون اسم والد المهدی هو الحسن علیهما السلام ، المرویة بعشرات الطرق من الفریقین ، مع موافقته لحدیث : (واسمه اسمی) المروی عن علی علیه السلام ، وابن مسعود ، وأبی سعید ، وحذیفة ، وسلمان ، وأبی هریرة ، وابن عمر ، وأم سلمة ، وغیرهم (3).

ص: 57


1- 1. البیان فی أخبار صاحب الزمان : 483 - 485.
2- 2. البیان فی أخبار صاحب الزمان : 483 ، مطالب السؤول : 293.
3- (121) مسند أحمد 1 / 376 و 377 ، سنن الترمذی 4 / 505 رقم 2230 و 2231 ، سنن أبی داود 4 / 107 رقم 4282 ، المعجم الکبیر 10 / 164 رقم 10218 و 10219 وص 165 رقم 10220 وص 168 رقم 10229 و 10230 ، ذکر أخبار أصبهان 1 / 129 ، مسند أبی یعلی الموصلی 2 / 367 رقم 1128 ، صحیح ابن حبان 8 / 291 رقم 6786 و 6787 ، البدء والتاریخ 2 / 80 ، تذکرة الخواص : 363

هذا ، زیادة علی إطباق کلمة أهل البیت علیهم السلام من لدن الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب إلی الإمام الحسن العسکری علیهم السلام علی ذلک ، مضافا إلی تأیید مائة وثمانیة وعشرین عالما ومحدثا ومؤرخا من أهل السنة إلی أحادیث کون المهدی من ولد الإمام الحسن العسکری ، وقد فصلنا الکلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم ، ورتبناهم بحسب القرون ابتداء من القرن الرابع الهجری وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجری (1).

وهذا ما یجعل حدیث : (واسم أبیه اسم أبی) علی فرض صحته لیس بقوة ثبوت الحدیث الآخر ، مما یجب طرحه أو تأویله ، وسیأتی عند الحدیث عن کون المهدی من أولاد الحسن أو الحسین علیهم السلام ما له علاقة وطیدة ببیان الاسم الصحیح لوالد الإمام المهدی علیه السلام.

====

2. دفاع عن الکافی 1 / 569 - 592.

ص: 58


1- ، المنار المنیف : 148 رقم 329 فصل 1. القول المختصر 7 / 37 باب 1 ، فرائد السمطین 2 / 325 رقم 575 ، منهاج السنة 4 / 211 ، ینابیع المودة : 492.

حدیث : المهدی من ولد الإمام الحسن علیهما السلام

لا یخفی أن هذا الحدیث یؤید النتیجة المتفق علیها بین أهل الإسلام ، وهی کون المهدی الموعود بظهوره فی آخر الزمان هو من ولد فاطمة علیها السلام کما تقدم فی أول البحث ، وهو مقید لما فی تلک النتیجة من إطلاق ، لأن من ینتسب بالبنوة إلی الإمام الحسین علیه السلام مباشرة کالإمام زین العابدین علیه السلام ، أو بواحد أو أکثر من الآباء ، کما هو حال الأئمة الطاهرین من ذریته علیهم السلام ، لا شک أنهم کلهم من أولاد فاطمة علیها السلام.

ففی الحدیث إذن تأیید وتقیید للنتیجة ، ولیس فیه اختلاف أو تعارض معها ، بل التعارض الظاهر فیه إنما هو لأحادیث کون المهدی من ولد السبط الشهید الإمام أبی عبد الله الحسین بن علی بن أبی طالب علیهما السلام ، المؤیدة لنفس النتیجة والمقیدة لها أیضا. ولهذا عقدنا هذا العنوان ، لبیان أمرین :

أحدهما : واقع هذا الحدیث ، إذ تمسک به بعضهم للرد علی من یقول بأن المهدی من ولد الإمام الحسین علیه السلام.

الآخر : حقیقة التعارض الظاهر فیه ، إذ اتخذ هذا التعارض ذریعة عند بعض الجهلاء لإنکار أصل القضیة ، فنقول :

قال أبو داود فی سننه : (حدثت عن هارون بن المغیرة ، قال : حدثنا عمر بن أبی قیس ، عن شعیب بن خالد ، عن أبی إسحاق ، قال : قال علی رضی الله عنه - ونظر إلی ابنه الحسن - فقال : إن ابنی هذا سید کما سماه النبی (ص) ، وسیخرج من صلبه رجل یسمی باسم نبیکم ، یشبهه فی الخلق ، ولا یشبهه فی الخلق ، ثم ذکر قصة : یملأ الأرض عدلا) (1) انتهی الحدیث

ص: 59


1- 1. سنن أبی داود 4 / 108 رقم 4290 باب المهدی.

بعین لفظه.

وهذا الحدیث - علی فرض صحته - فهو صریح بکون المهدی الموعود هو من ذریة الإمام الحسن السبط المجتبی علیه السلام ، وهو یعارض حدیث کونه من ذریة الإمام السبط الشهید الحسین علیه السلام المروی فی کتب أهل السنة بعشرات الطرق (1) وعلیه فلا بد من دراسة حدیث أبی داود دراسة علمیة موضوعیة مفصلة ، لکی یستبان أمره بجلاء ، وهل حقا یصح أن یکون معارضا للحدیث الآخر أو لا؟! وأول ما یلحظ علیه :

1 - إنه لم یخرجه أحد من المحدثین غیر أبی داود ، لا قبله ولا بعده ، وکل من أورده من المتأخرین عن عصر أبی داود فهو قد نقله عنه.

2 - اختلاف النقل عن أبی داود فی هذا الحدیث ، فقد قال الجزری الشافعی (ت 833 ه) فی کتابه (أسمی المناقب) - بعد أن ذکر ما یخص کون المهدی من ذریة الإمام الحسن علیه السلام - ما هذا نصه :

(والأصح أنه من ذریة الحسین بن علی لنص أمیر المؤمنین علی علی ذلک فی ما أخبرنا به شیخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقی قراءة

ص: 60


1- 1. أنظر : المنار المنیف : 148 رقم 329 فصل 50 عن (المعجم الأوسط) للطبرانی ، عقد الدرر : 24 باب 1 عن کتاب (الأربعین) لأبی نعیم الأصبهانی ، ذخائر العقبی : 136 وقد جعل حدیث المهدی من ولد الإمام الحسین علیهما السلام مقیدا لما أطلق قبله ، فرائد السمطین 2 / 325 رقم 575 باب 61 ، القول المختصر : 7 / 37 باب 1 ، فرائد فوائد الفکر : 2 باب 1 ، السیرة الحلبیة 1 / 193 ، مقتل الحسین علیه السلام - للخوارزمی الحنفی - 1 / 196 ، ینابیع المودة : 224 باب 56 و 492 ، کشف الغمة 3 / 259 ، کشف الیقین : 117 ، إثبات الهداة 3 / 617 رقم 174 باب 32 ، حلیة الأبرار 2 / 701 رقم 54 باب 41 ، غایة المرام : 694 رقم 17 باب 141 ، منتخب الأثر : 154 رقم 40 باب 1 وفیه أحادیث کثیرة جدا من طرق أهل السنة تثبت کون الإمام المهدی من ولد الحسین وإن أباه هو الحسن العسکری علیهم السلام.

علیه ، قال : أنبأنا أبو الحسن البخاری ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزی ، أنبأنا أبو البدر الکرخی ، أنبأنا أبو بکر الخطیب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمی ، أنبأنا أبو علی اللؤلؤی ، أنبأنا أبو داود الحافظ ، قال :

حدثت عن هارون بن المغیرة ، قال : حدثنا عمر بن أبی قیس ، عن شعیب بن خالد ، عن أبی إسحاق ، قال :

قال علی علیه السلام - ونظر إلی ابنه الحسین - فقال : إن ابنی هذا سید کما سماه النبی (ص) ، وسیخرج من صلبه رجل یسمی باسم نبیکم ، یشبهه فی الخلق ، ولا یشبهه فی الخلق.

ثم ذکر قصة یملأ الأرض عدلا.

هکذا رواه أبو داود فی سننه وسکت عنه) (1) انتهی بعین لفظه.

وفی (عقد الدرر) للمقدسی نقل حدیث أبی داود من سننه ، وفیه أن علیا علیه السلام نظر إلی ابنه الحسین لا الحسن علیهما السلام ، کما سیأتی فی کلام السید صدر الدین الصدر.

3 - الحدیث منقطع ، ولا حجة فی المنقطع ، لأن من رواه عن علی علیه السلام هو أبو إسحاق ، والمراد منه السبیعی ، وهو ممن لم تثبت له روایة واحدة سماعا عن أمیر المؤمنین علی علیه السلام ، لأنه رأی علیا علیه السلام رؤیة کما نص علیه المنذری فی شرح حدیث أبی داود (2) ، وکان عمر السبیعی عند شهادة أمیر المؤمنین علیه السلام سنة 40 ه سبع سنین ، لأنه ولد - کما فی قول ابن حجر - لسنتین بقیتا من خلافة عثمان (3).

4 - الحدیث بالإضافة إلی انقطاعه ، فقد رواه أبو داود عن مجهول لم

ص: 61


1- 1. أسمی المناقب فی تهذیب أسنی المطالب : 165 - 168 رقم 61.
2- 2. مختصر سنن أبی داود 6 / 162 رقم 4121.
3- 3. تهذیب التهذیب 8 / 56 رقم 100.

یسمه ، حیث قال - کما مر - : (حدثت عن هارون) ثم ساق الحدیث ، وهذا وحده یکفی لإبطاله.

علی أن السید صدر الدین الصدر قد ناقش هذا الحدیث ورده بستة وجوه ، فقال ما نصه :

(أقول : بحسب القواعد المقررة فی أصول الفقه لا یصح الاستناد إلی روایة أبی داود المذکورة لأمور :

الأول : اختلاف النقل عن أبی داود ، فإن فی عقد الدرر ، نقلها عن أبی داود فی سننه ، وفیها : أن علیا نظر إلی ابنه الحسین.

الثانی : إن جماعة من الحفاظ نقلوا هذه القصة بعینها ، وفیها : أن علیا نظر إلی ابنه الحسین ، کالترمذی ، والنسائی ، والبیهقی کما فی عقد الدرر.

الثالث : احتمال التصحیف فیها ، فإن لفظ (الحسین) و (الحسن) فی الکتابة ، وقوع الاشتباه فیه قریب جدا سیما فی الخط الکوفی.

الرابع : إنها مخالفة لما علیه المشهور من علمائهم کما نص علیه بعضهم.

الخامس : إنها معارضة بأخبار کثیرة أصح سندا وأظهر دلالة.

السادس : إن احتمال الوضع وکونها صنیعة الدرهم والدینار قریب جدا ، تقربا إلی محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزکیة) (1).

أقول :

لو سلمنا بصحة الحدیث علی الرغم مما فیه ، فیمکن والحال هذه رفع تعارضه مع أحادیث کون المهدی الموعود هو من أولاد الإمام الحسین علیه السلام ،

ص: 62


1- 1. المهدی : 59.

إذ لیس التعارض فیه علی نحو التدافع من کل وجه ، ذلک لأن أحادیث کون المهدی من أولاد الحسین متضمنة لمعنی کونه من أولاد الحسن علیهما السلام أیضا.

وبمعنی آخر : إن عملیة الجمع بینهما ممکنة ، وهذا یتم علی تقدیر أن المهدی الموعود إنما هو الإمام محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی ابن موسی بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام ، وفیما یعنیه هذا النسب الطاهر أن المهدی الموعود هو من ذریة السبطین الحسن والحسین حقیقة ، لأن أم الإمام محمد الباقر زوجة الإمام علی بن الحسین علیهما السلام هی فاطمة بنت الإمام الحسن علیه السلام ، فالباقر إذن حسینی الأب حسنی الأم ، وهو أول ثمرة مبارکة من علویین ، وعقبه من هذه الشجرة الطیبة ومهدی هذه الأمة هو غصنها الندی الرطیب.

وکما إن عیسی علیه السلام ألحق بذراری الأنبیاء علیهم السلام من جهة الأم وهی مریم علیها السلام ، لقوله تعالی : ( ووهبنا له إسحاق کلا هدینا ونوحا هدینا من قبل ومن ذریته داود وسلیمان وأیوب ویوسف وهارون وکذلک نجزی المحسنین وزکریا ویحیی وعیسی وإلیاس کل من الصالحین ) (1).

فکذلک ألحقت ذریة الإمام الباقر بذریة الإمام الحسن من جهة الأم ، کما ألحقت ذریة الزهراء البتول برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ولله در القائل :

نسب علیه من شمس الضحی

نور ، ومن فلق الصباح عمود

* * *

ص: 63


1- 1. سورة الأنعام 6 : 84 - 85.

حدیث : کون المهدی هو عیسی بن مریم علیهما السلام!!

وهذا الحدیث هو مما قد یتمسک به دعاة الاستشراق علی نفی ظهور مهدی هذه الأمة علیه السلام المبشر به علی لسان النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وقد یظن البعض معارضته للأحادیث الصحیحة ، وتعادله معها فی کل شئ ، بحیث لا مجال للحکم سوی التسقیط.

وقبل بیان حقیقة هذا الحدیث والتعامل معه وفق المعاییر النقدیة الثابتة لدی علماء الإسلام ، نؤکد أن من أخرجه - وهو ابن ماجة فی سننه - قد أخرج حدیث : (المهدی حق وهو من ولد فاطمة) (1) الذی تقدمت الإشارة إلی مصادره الإسلامیة الجمة ، کما تقدمت الإشارة إلی من قال بصحته وتواتره علی نحو الاجمال ...

نعم .. روی ابن ماجة بسنده عن أنس ، عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم أنه قال : (لا یزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنیا إلا إدبارا ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا علی شرار الناس ، ولا مهدی إلا عیسی بن مریم) (2).

وهذا الحدیث قد ضعفه جمیع من أورده من أهل السنة ، وقد سئل عنه ابن القیم فی ما حکاه هو فی (المنار المنیف) ، قال : (وسئلت عن حدیث : لا مهدی إلا عیسی بن مریم ، فکیف یأتلف هذا مع أحادیث المهدی وخروجه؟ وما وجه الجمع فیها؟ وهل فی المهدی حدیث ، أم لا؟) (3).

فقال فی جواب هذا السؤال : (فأما حدیث : (لا مهدی إلا عیسی بن

ص: 64


1- 1. سنن ابن ماجة 2 / 1368 رقم 4086.
2- 2. سنن ابن ماجة 2 / 1340 رقم 4039.
3- 3. المنار المنیف : 129 رقم 325.

مریم) فرواه ابن ماجة فی سننه ، عن یونس بن عبد الأعلی ، عن الشافعی ، عن محمد بن خالد الجندی ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن ، عن أنس بن مالک ، عن النبی (ص). وهو ما تفرد به محمد بن خالد.

قال أبو الحسین محمد بن الحسین الآبری فی کتاب (مناقب الشافعی) : محمد بن خالد هذا غیر معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل ..

وقال البیهقی : تفرد به محمد بن خالد.

هذا ، وقد قال الحاکم أبو عبد الله : مجهول وقد اختلف علیه فی إسناده ، فروی عنه ، عن أبان بن أبی عیاش ، عن الحسن - مرسلا - عن النبی (ص). قال : فرجع الحدیث إلی روایة محمد بن خالد وهو - مجهول - ، عن أبان بن أبی عیاش - وهو متروک - ، عن الحسن ، عن النبی (ص) ، وهو منقطع.

والأحادیث علی خروج المهدی أصح إسنادا) (1).

وقد روی الحاکم هذا الحدیث فی مستدرکه أیضا ، ولم یترکه علی علاته ، إذ صرح بأنه أورده فی مستدرکه تعجبا لا محتجا به علی الشیخین : البخاری ومسلم (2) ، علما بأنه روی الحدیث المذکور بطریق آخر ، عن أبی أمامة علی النحو المذکور فی سنن ابن ماجة ، ولکن لیس فیه عبارة : (ولا مهدی إلا عیسی بن مریم) ، وقال عنه : (هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه) (3).

وکذلک الحال مع الطبرانی فی المعجم الکبیر ، فقد أخرج الحدیث

ص: 65


1- 1. المنار المنیف : 130 رقم 325.
2- 2. مستدرک الحاکم 4 / 441.
3- 3. مستدرک الحاکم 4 / 440.

بسنده عن أبی أمامة ولیس فیه العبارة المتقدمة (1).

ولما کان فی سند ابن ماجة مجهول ، ومتروک ، وحدیثه منقطع إذن ، تعین مصدر تلک الزیادة فی حدیث ابن ماجة ، والظاهر من تراجم رجال سند الحدیث أن مصدر هذه الزیادة هو محمد بن خالد الجندی الذی یبدو من ترجمته فی (تهذیب التهذیب) أنه کان وضاعا لمثل هذه الزیادات ، کزیادته عبارة : (ومسجد الجند) فی ما رواه هو من حدیث : (تعمل الرحال إلی أربعة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدی ، ومسجد الأقصی ، ومسجد الجند) کما أشار إلیه ابن حجر فی (التهذیب) ذاکرا حدیثه هذا ومن طعن به وبحدیثه کالبیهقی ، والحاکم ، وأبی عمرو ، وأبی الفتح الأزدی ، وغیرهم (2).

وقال عنه الذهبی فی (میزان الاعتدال) : (قال الأزدی : منکر الحدیث ، وقال أبو عبد الله الحاکم : مجهول ، قلت : حدیثه (لا مهدی إلا عیسی بن مریم) وهو خبر منکر أخرجه ابن ماجة) (3).

وقال القرطبی : (فقوله : (ولا مهدی إلا عیسی) یعارض أحادیث هذا الباب - ثم نقل ما قیل فی محمد بن خالد الجندی من سیئ القول ، وقال : - والأحادیث عن النبی (ص) فی التنصیص علی خروج المهدی من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحدیث ، فالحکم لها دونه) (4).

وقال ابن حجر - صاحب الصواعق - عن حدیث ابن ماجة : (وقال البیهقی : تفرد به محمد بن خالد ، وقال الحاکم : إنه مجهول ، واختلف عنه فی إسناده ، وصرح النسائی بأنه منکر ، وجزم غیره من الحفاظ بأن الأحادیث

ص: 66


1- 1. المعجم الکبیر 8 / 214 رقم 7757.
2- 2. تهذیب التهذیب 9 / 125 رقم 202.
3- 3. میزان الاعتدال 3 / 535 رقم 7479.
4- 4. التذکرة 2 / 710.

التی قبله - أی الناصة علی أن المهدی من ولد فاطمة - أصح إسنادا) (1).

کما وصف أبو نعیم فی (الحلیة) حدیث ابن ماجة بالغرابة ، وقال : لم نکتبه إلا من حدیث الشافعی) (2).

هذا ، وقد ناقش أبو الفیض الغماری الشافعی حدیث ابن ماجة وأثبت بطلانه بثمانیة من الوجوه ، وهی فی غایة الجودة والمتانة (3).

وأطرف ما فی الأمر فی رد حدیث ابن ماجة الذی رواه بسنده عن الشافعی ، عن محمد بن خالد الجندی ، هو ما ذکره ابن کثیر ، وهو أن أحد أتباع الإمام الشافعی قد رأی الإمام الشافعی فی المنام وهو یقول : (کذب علی یونس بن عبد الأعلی ، لیس هذا من حدیثی) (4).

* * *

ص: 67


1- 1. الصواعق المحرقة : 164.
2- 2. حلیة الأولیاء 9 / 61.
3- 3. إبراز الوهم المکنون من کلام ابن خلدون : 538.
4- 4. النهایة فی الفتن والملاحم : 32.

اختلاف الأحادیث فی

بیان مدة حکم الإمام المهدی علیه السلام

اختلفت الأحادیث الواردة فی بیان حکم الإمام المهدی علیه السلام بعد ظهوره.

وبالنظر إلی کون الاختلاف المذکور اختلافا جزئیا فی تفرعات قضیة الإمام المهدی وتفاصیلها ، مما لا یؤثر علی أصل القضیة وجوهرها ، مع إمکان الجمع بین مدلولاتها بسهولة مع افتراض صحتها جمیعا ، لذا سوف لن نتعرض إلی دراسة تلک الأحادیث سندا ، بل الاکتفاء ببیان دلالتها لأجل الاختصار ، فنقول :

إن الأحادیث الواردة فی بیان مدة حکم الإمام المهدی علیه السلام بعد ظهوره ، بعضها ینص علی الخمس سنین ، وبعضها علی السبع ، وبعضها علی التسعة عشر سنة ، وبعضها علی عشرین سنة ، وبعضها علی أربعین.

وهذا الاختلاف یمکن تفسیره علی أساس تفاوت ملک الإمام المهدی علیه السلام فی دولته الکریمة من حیث القوة والظهور ، لأن سلطة الإنسان فی هذه الدنیا لا تکون علی درجة واحدة من القوة ، سواء کان الحاکم نبیا أو إماما أو خلیفة أو ملکا ، والتاریخ العالمی والإسلامی ملئ بالشواهد الدالة علی صدق هذا التفاوت.

وإذا عدنا إلی لسان الأحادیث النبویة الشریفة المعترف بصحتها ، بل وبتواترها أیضا من لدن أهل الفن من الفریقین ، نجد فیها التصریح بعبارة : (یملأ الأرض قسطا وعدلا ، بعد ما ملئت ظلما وجورا) ، بل وفی کثیر من

ص: 68

الأحادیث التصریح بأن دین محمد صلی الله علیه وآله وسلم (دین الإسلام) سیکون هو الدین الوحید علی الأرض فی دولة الإمام المهدی علیه السلام ، وأنه لن یبق مشرک علی الأرض فی دولته الکریمة.

وقد جاء القرآن الکریم مؤیدا لتلک الأحادیث ، إذ شهد عزوجل فی کتابه العزیز علی أن دین الحق لا بد وأن یظهره علی الدین کله ولو کره المشرکون ، وذلک فی أکثر من آیة واحدة مبارکة (1) ، وکفی بالله شهیدا ، مع أن هذا الظهور الذی وعد به تعالی لم یتحقق إلی الآن ، ولا بد أن یذعن المؤمن بکتاب الله وسنة رسوله إلی صدق هذه الحقیقة التی لا بد من تحققها فی آخر الزمان ، وعلی طبق ما أخبرت به السنة المطهرة المعترف بصحة نقلها من قبل الفریقین.

إذن حکم الإمام المهدی علیه السلام لا یکون علی فئة من الناس ، ولا علی قطر من الأقطار ، بل هو حکم علی أهل الأرض جمیعا ، أسودهم وأبیضهم ، وتصور خضوع العالم بأسره لسلطانه - مع ما فیه من شذوذ وانحراف وعداء للإسلام وللمسلمین - لا یتم بین لیلة وضحاها ، دون مقاومة تذکر ، وقد تکون هذه المقاومة إسلامیة مخدوعة ، أو کافرة ملحدة ، ومن راجع أحادیث الصحیحین (البخاری ومسلم) وشروحهما علم علم الیقین أن أحادیث خروج الدجال لا یراد بها إلا الانحراف الداخلی الإسلامی والخارجی العالمی الذی سوف یستأصله رجل من هذه الأمة بمساعدة عیسی بن مریم علیهما السلام (2).

====

أ - فتح الباری 6 /3. 385.

ب - إرشاد الساری 5 / 419.

ص: 69


1- 1. سورة التوبة 9 : 33 ، سورة الفتح 48 : 28 ، سورة الصف 61 : 9.
2- (145) راجع صحیح البخاری 4 / 205 کتاب الأنبیاء ، باب ما ذکر عن بنی إسرائیل ، و 4 / 204 باب نزول عیسی علیه السلام ، و 9 / 75 کتاب الفتن ، باب ذکر الدجال ، وقارن بشروح البخاری :

وهذا الرجل لا یمکن أن یکون غیر المهدی باعتراف خمسة من شراح صحیح البخاری کما أشرنا إلیه قبل قلیل.

ومن هنا تتضح سهولة الجمع بین تلک الأحادیث المختلفة فی بیان مدة حکم الإمام المهدی علیه السلام ، وذلک بتقریب أن أحادیث الأربعین سنة هی باعتبار جملة ملکه بما فیه من مقاومة أو تمرد مثلا ، وأما الخمس أو السبع سنین فهی باعتبار غایة الظهور والقوة والسیطرة التامة علی العالم بأسره ، وأما عن أحادیث العشرین سنة ، فهی باعتبار الأمر الوسط.

وبهذا الجمع یرتفع التناقض والاختلاف بین تلک الأحادیث علی فرض صحتها جمیعا ، وإلا فمن المسلم به أنها من غیر هذا الجمع لا تصل إلی دور التسقیط لعدم فقدان المرجحات بینها علی فرض صحتها.

فمنها من لم یشتهر بطرقه.

ومنها من ضعف ببعض رواته.

ومنها ما اشتهر بین الرواة المحدثین ودون فی أغلب کتب الحدیث بخلاف الأحادیث الأخری ، کحدیث السبع سنین کما صرح بذلک ابن حجر الهیتمی فی ما نقله عنه الشیخ الصبان وغیره (1).

هذا ، وهناک بعض الاختلافات التی نقلتها کتب الحدیث عند الشیعة الإمامیة ، ولا بأس من التعرض لها لغرض إتمام الفائدة من هذه الدراسة ، لئلا

====

د - الفیض الباری 4 /2. 47.

ه - حاشیة البدر الساری 4 /3. 47 مطبوع بهامش الفیض الباری.

وراجع أیضا : صحیح مسلم 1 /4. 137 رقم 242 و 244 و 245 و 246 و 247 ، وبشرح النووی 18 / 23 وص 58 - 78 کتاب الفتن وأشراط الساعة.

5. إسعاف الراغبین : 153 ، وانظر هامش الصواعق المحرقة ص 167.

ص: 70


1- ج - عمدة القاری 16 /1. 40 من المجلد الثامن.

تستخدم تلک الأحادیث فی رد الصحیح الثابت عند سائر المسلمین بحجة اختلافها وتعارضها فی مرویات الشیعة الإمامیة ، وهی :

حول اختلاف أحادیث الشیعة الإمامیة فی المهدی :

اختلفت الأحادیث الواردة بکتب الشیعة فی خصوص تسمیة أم الإمام المهدی علیه السلام بین عدة أسماء ، وأشهرها ثلاثة ، وهی : بحسب شهرتها :

1 - نرجس.

2 - صقیل.

3 - سوسن.

وقد استخدم هذا الاختلاف عند بعض المسلمین لإنکار ولادة الإمام المهدی علیه السلام. خصوصا مع ورود بعض الأحادیث المختلفة فی تحدید زمن الولادة ، هذا ، مع وجود حدیث یبین شهادة جعفر ابن الإمام الهادی علیه السلام علی أن أخاه الإمام العسکری علیه السلام مات ولم یعقب ولدا ، وإذا انضاف إلی هذا الاختلاف الاختلاف الحاصل فی تحدید زمان الغیبة - کما فی الیسیر من الأحادیث - فقد یتصور منها عدم اتفاق کتب الشیعة علی شئ معین!!

ولهذا فمن الضروری التعرض لهذه الأمور فی مثل هذه الدراسة ما دامت القضیة المبحوثة إسلامیة فی الصمیم کما أثبتتها الصفحات المتقدمة ، علی أننا سنقتصر بالکلام علی بیان دلالتها للاختصار أیضا ، فنقول :

إن الاختلاف فی تحدید اسم أم الإمام المهدی مع الاختلافات الأخری فی زمن الولادة ، أو شهادة جعفر علی عدمها ، أو الاختلاف فی وقت الغیبة ، کلها اختلافات جانبیة غیر متکافئة ولا متساویة بنفی الولادة إطلاقا بل علی العکس من ذلک تماما ، إذ یمکن أن تعد هذه الاختلافات نفسها دلیلا مضادا لما یتمسک به المستشرقون علی نفی وجود المهدی وعدهم مسألة ظهوره فی

ص: 71

آخر الزمان من أساطیر المسلمین وخرافاتهم!!

ذلک لأنها من قبیل الاختلاف الحاصل فی تحدید صفات شئ موجود ، ولیس من قبیل الاختلافات فی نفی وجود ذلک الشئ نفسه.

أما عن الاختلاف الحاصل فی تحدید اسم الأم ، فلا یمکن عقلا وشرعا التذرع به علی نفی وجود الإمام المهدی ، لحصول مثل هذا الاختلاف مع غیره فی کتب الشیعة أیضا ، وهو مما لا یسع العاقل إنکاره ، فالإمام الکاظم علیه السلام ابن الإمام جعفر الصادق علیه السلام اختلفت الأحادیث فی تسمیة أمه بین (حمیدة) وبین (نباتة) ، ولا أحد یستطیع القول بأن الإمام موسی الکاظم علیه السلام لم یولد لهذا الاختلاف البسیط ، والذی یمکن رفعه علی طبق ما هو معمول به عند تعارض الأخبار واختلافها. ومنها الأخذ بالأشهر وترک الشاذ النادر.

علی أن الأشهر فی سائر کتب الحدیث الشیعیة أن اسم أم الإمام الکاظم هو (حمیدة).

کما أن المشهور شهرة واسعة فی أحادیثهم أیضا أن اسم أم الإمام المهدی هو (نرجس) ، والأخذ بالمشهور فی مقابل الشاذ هو المعمول به بلا خلاف عند الفریقین.

أما عن الاختلاف الحاصل فی تحدید زمن الولادة ، فلا یصح أیضا کدلیل علی نفی الولادة ، ولو صح مثل هذا علی هذا لما بقی من أئمة المسلمین وعظماء الإسلام أحد إلا وقد تطرق الشک إلی ولادته ، وهل هو قد ولد حقا؟ أو أن ولادته قصة حبکت ولم یضبط حبکها جیدا؟!

ألم ینص المؤرخون علی الاختلاف فی زمن ولادة نبینا الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم من شهر ربیع الأول؟!

ألم تختلف الأحادیث فی بیان زمان ولادة سیدة النساء فاطمة الزهراء

ص: 72

البتول علیها السلام اختلافا شاسعا فی أکثر کتب الحدیث والتاریخ معا؟! فقد أوصل عمرها بعض المؤرخین إلی ثمان وثلاثین سنة بینما استقر بعضهم علی نصف هذا العدد من السنین.

وکذلک الحال فی اختلاف الأحادیث فی زمن ولادة أمیر المؤمنین علی ابن أبی طالب علیه السلام بین الیوم الثالث عشر من رجب ، وبین الیوم الثالث والعشرین منه.

وکذلک مع الإمام الحسن علیه السلام ، فالمشهور فی ولادته أنها کانت بالمدینة المنورة یوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتین من الهجرة ، ولکن الشیخ المفید رحمه الله یری أنها فی سنة ثلاث من الهجرة.

وکذلک مع الإمام السبط الشهید علیه السلام ففی بعض الأحادیث أنه ولد علیه السلام بالمدینة آخر شهر ربیع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، وقیل یوم الخمیس ثالث عشر شهر رمضان ، وقال الشیخ المفید : إنه علیه السلام ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع (1).

ومن هنا یتضح أن مثل هذا الاختلاف قد حصل فی ولادة أصحاب الکساء علیهم السلام ، بما فی ذلک ولادة نبینا محمد صلی الله علیه وآله وسلم ، فهل لعاقل بعد هذا یصح عنده أن یکون الاختلاف فی زمن الولادة دلیلا علی نفی وقوعها؟!

هذا ، والمشهور فی ولادة الإمام المهدی علیه السلام بکتب الحدیث هو فی الخامس عشر من شعبان سنة 255 ه ، وهی الروایة المعتمدة لا عند الشیعة فحسب ، إنما عند أکثر المؤرخین من أهل السنة أیضا کما بیناه مفصلا فی کتابنا (دفاع عن الکافی) (2).

ص: 73


1- 1. الایقاد فی وفیات النبی والزهراء والأئمة أجمعین علیهم السلام : 25 و 51 و 59 و 199 و 206 و 218 ، والمحبر : 8.
2- 2. دفاع عن الکافی 1 / 526 - 592.

وأما حدیث شهادة جعفر فیکفی فی بطلانه روایة الشیعة له ، وقد ناقشنا هذا الحدیث مفصلا أیضا وأثبتنا بطلان قول جعفر علی لسان سائر العلماء من أهل السنة الذین صرحوا بولادة الإمام المهدی علیه السلام ، وقد رتبنا أسماء المصرحین منهم بولادة المهدی بحسب القرون فکانت تلک التصریحات متصلة الأزمان بحیث لا تتعذر معاصرة صاحب التصریح اللاحق لصاحب التصریح السابق ، وذلک ابتداء من عصر الغیبة الصغری وإلی وقتنا الحاضر ، وقد ذکرت منهم مائة وثمانیة وعشرین عالما ، فراجع (1).

وأما عن الاختلاف فی زمن الغیبة فی لسان الأحادیث ، فالمشهور منها أنها وقعت فی سنة 260 ه بعد وفاة الإمام الحسن العسکری علیه السلام ، وأما غیرها فلا عبرة به حتی مع القول بصحة سنده لعدم تکافئه وتساویه مع تلک الأحادیث الکثیرة المؤیدة بتصریحات علماء الإسلام (2).

علی أنا لم نتعرض لموارد تلک الأحادیث بکتب الشیعة روما للاختصار ولإمکان رفع التعارض والاختلاف فیها بسهولة کما هو الحال بالرجوع إلی المشهور منها کما بیناه.

وبهذا نکون قد انتهینا من مناقشة الاختلاف والتعارض الواردین بشأن أحادیث المهدی علیه السلام لکتب الحدیث لدی الفریقین ، وعلی ضوء المعاییر العلمیة لنقد الحدیث المعمول بها لدی أهل هذا الفن فی حالات معالجة اختلاف الأخبار وتعارضها ، وقد رأینا من خلال عرض الأحادیث ومناقشتها

ص: 74


1- 1. دفاع عن الکافی 1 / 568 - 592.
2- 2. راجع : الکامل 7 / 274 فی حوادث سنة 260 ، تذکرة الخواص : 360 ، ینابیع المودة 3 / 141 باب 87 ، الیواقیت والجواهر 2 / 143 ، مطالب السؤول 2 / 79 باب 12 ، البیان : 521 باب 25 ، الأئمة الاثنا عشر : 117 و 118 ، الصواعق المحرقة : 207 ط 1 ، وص 124 ط 2 ، وص 313 - 314 ط 3. وغیرها.

أن معظمها لا تتصف بالتعارض بمعنی التنافی بین دلیلین علی نحو التدافع ، کما لو کان الحکم فی أحدهما ینص علی حلیة شئ ، والآخر علی حرمته. ولا علی نحو التناقض - فی معظمها - کما لو دل دلیل علی الأمر بفعل شئ ، ودل الآخر علی النهی عن ذلک الشئ نفسه ، مع تعذر معرفة المتأخر من الدلیلین - مثلا - حتی یعد ناسخا لما قبله.

وقد تبین أن هذا النوع من التعارض لا یمکن حصوله قطعا فی مسألة الإمام المهدی علیه السلام ، لأن دلیلها دلیل قطعی ، وهو الأحادیث الکثیرة المتواترة عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وأهل بیته علیهم السلام ، والتعارض لا یحصل بین دلیلین قطعیین ، لأن حصوله یعنی القطع بحصول التنافی فی کلام النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو کما تری!

وأما ما حصل من تعارض سواء کان مستقرا أو بدویا فهو لا یمت بصلة إلی أصل المسألة ، وإنما ارتبط بتفاصیلها فی معظمه ، إلا ما کان من حدیث (ولا مهدی إلا عیسی بن مریم) وقد تقدم ما فیه.

علی أنه قد تبین أیضا أن اختلاف وتعارض بعض تفاصیل هذه المسألة أمکن إزالتها بسهولة ، وذلک بإرجاع بعض الأحادیث إلی بعض ، کإرجاع عامها إلی خاصها ، ومطلقها إلی مقیدها ، أو الجمع بین مدلولاتها علی معنی واحد لا اختلاف أو تعارض فیه.

کما بین البحث أن کثیرا من تلک الأحادیث التی یظن فیها التعارض للصحیح الثابت ، لم یتوفر فیها شرط التعارض وهو التعادل ، کتعادلها مثلا فی الشهرة وعدالة الرواة ونحوهما ، بما لم نجد فی جمیع تلک الأحادیث حدیثا واحدا قد تعادل مع مثبتات وجود الإمام المهدی علیه السلام ، وظهوره فی آخر الزمان فی کل شئ ، وعجز العلماء عن إیجاد مزیة لأحدهما علی الآخر ، وفقدت الصفات المرجحة لأحدهما تماما.

ص: 75

وقد تبین أیضا أن عدم التساوی فی تلک الأخبار هو الصفة السائدة لها قیاسا مع الصحیح الثابت المعترف بصحته وتواتره من لدن أعلام الفریقین.

ومع عدم التساوی - علی فرض صحة الخبرین المتعارضین أو المختلفین - فالترجیح هو المقرر بین جمیع أهل الفن ، وتلاحظ فی الترجیح أمور کثیرة ، منها ما یتعلق بسند الحدیث ومنها ما یرتبط بمتنه.

وقد رأینا أن تلک الأحادیث التی نصبت عن جهل للتعارض ، بأی طرف مسکنا فالترجیح معنا علی سلامة أحادیث الإمام المهدی علیه السلام من أدنی اختلاف أو تعارض.

هذا ، مع أن معارضها کان موضوعا باعتراف علماء الدرایة والرجال أنفسهم.

نسأل الله عزوجل أن یجعلنا من أنصار الإمام المهدی علیه السلام ، وأن تکون هذه الدراسة خالصة لوجهه تعالی ، وعسی أن تسهم بقدر ما فی إیجاد الفهم الإسلامی الصحیح المشترک لما اختلف وتعارض من أخبار فی تراثنا الإسلامی.

والحمد لله تعالی أولا وآخرا

والصلاة والسلام علی نبینا محمد

وعلی آله الأطهار المیامین

وصحبه الأخیار المخلصین

ومن اتبعهم بإحسان ،

من الآن إلی قیام یوم الدین.

ص: 76

فهرس المصادر والمراجع

1 - القرآن الکریم.

2 - الأئمة الاثنا عشر : شمس الدین محمد بن طولون (ت 953 ه) ، تحقیق د. صلاح الدین المنجد ، منشورات الرضی - قم.

3 - إبراز الوهم المکنون من کلام ابن خلدون : أبو الفیض الغماری الشافعی المغربی (ت 138 ه) ، مطبعة الترقی - دمشق / 1347 ه.

4 - إثبات الهداة : الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی (ت 1104 ه) ، المطبعة العلمیة ، قم.

5 - الإحتجاج بالأثر علی من أنکر المهدی المنتظر : الشیخ محمود بن عبد الله ابن حمود التویجری ، ط 2 ، مکتبة دار العلیان الحدیثة - بریدة ، الریاض 1406 ه.

6 - الإذاعة لما کان وما یکون بین یدی الساعة : السید محمد صدیق حسن القنوجی البخاری (ت 1307 ه) ، مطبعة المدنی ، المؤسسة السعودیة بمصر / 1379 ه.

7 - الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد : الشیخ المفید (ت 413 ه) ، تحقیق مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث، ط 1، مطبعة مهر، قم/ 1431 ه.

8 - إرشاد الساری لشرح صحیح البخاری : القسطلانی (ت 923 ه) ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

9 - إسعاف الراغبین : الصبان (ت 1206 ه) ، دار الفکر ، بیروت ، (مطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجی).

10 - أسمی المناقب فی تهذیب أسنی المطالب فی مناقب الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام : الجزری الشافعی (ت 833 ه) ، تحقیق الشیخ محمد باقر المحمودی ، 1403 ه / 1983 م.

11 - الإشاعة لأشراط الساعة : البرزنجی (ت 1103 ه) ، ط 1 ، ملتزم الطبع عبد الحمید أحمد حنفی ، مصر.

ص: 77

12 - الاعتقاد علی مذهب السلف : البیهقی (ت 458 ه) ، ط 2 ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1406 ه / 1986 م.

13 - الإمام المهدی عند أهل السنة : الشیخ مهدی فقیه إیمانی ، ط 2 ، دار التعارف ، بیروت / 1402 ه.

14 - الإیقاد فی وفیات النبی والزهراء والأئمة أجمعین : محمد علی شاه (ت / 1334 ه) تحقیق محمد جواد الرضوی ، ط 1 ، مطبعة أمیر ، قم / 1411 ه.

15 - بحار الأنوار : المجلسی (ت 1111 ه) ، ط 1 ، دار إحیاء التراث العربی بیروت / 1403 ه.

16 - البدایة والنهایة : ابن کثیر (ت 774 ه) ، دار الفکر ، بیروت / 1402 ه.

17 - البدء والتاریخ : البلخی (ت 322 أو 340 ه) ، باریس / 1899 م.

18 - البرهان فی علامات مهدی آخر الزمان : المتقی الهندی (ت 975 ه) ، تحقیق علی أکبر الغفاری ، مطبعة الخیام ، قم / 1399 ه.

19 - التاج الجامع للأصول فی أحادیث الرسول : منصور علی ناصف (ت بعد سنة 1371 ه) ط 4 ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت / 1406 ه.

20 - تاج العروس من جواهر القاموس : الزبیدی الحنفی (ت 463 ه) ، المکتبة السلفیة ، المدینة المنورة.

21 - تاریخ ابن خلدون : ابن خلدون (ت 808 ه) ، دار الکتاب اللبنانی ، والدار الإفریقیة العربیة.

22 - تحفة الأحوذی بشرح جامع الترمذی : المبارکفوری (ت 1353 ه) ، دار الفکر ، بیروت.

23 - تذکرة الخواص : سبط بن الجوزی (ت 654 ه) ط 2 ، إصدار مکتبة نینوی الحدیثة ، طهران.

24 - التذکرة فی أحوال الموتی وأمور الآخرة : القرطبی المالکی (ت 671 ه) ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1405 ه / 1985 م.

25 - تفسیر الطبری (جامع البیان فی تأویل آی القرآن) : الطبری (ت 310 ه) ، ط 2 ، دار المعرفة ، بیروت ، 1392 ه / 1972 م ، (معادة بالأفست عن طبعة بولاق).

ص: 78

26 - تلخیص المستدرک : الذهبی (ت 748 ه) ، دار الفکر ، بیروت ، 1398 ه / 1978 م ، مطبوع بهامش المستدرک علی الصحیحین للحاکم النیسابوری.

27 - تهذیب التهذیب : ابن حجر العسقلانی (ت 852 ه) ، ط 1 ، دار الفکر بیروت / 1404 ه.

28 - تهذیب الکمال فی أسماء الرجال : جمال الدین المزی (ت 742 ه) ، تحقیق د. بشیر عواد ، ط 1 ، مؤسسة الرسالة ، بیروت ، 1413 ه / 1992 م.

29 - الجامع الصغیر فی أحادیث البشیر النذیر : السیوطی (ت 911 ه) ، ط 1 دار الفکر ، بیروت ، 1401 ه / 1981 م.

30 - حاشیة البدر الساری إلی فیض الباری : محمد بدر ، دار المعرفة ، بیروت.

31 - الحاوی للفتاوی : للسیوطی (ت 911 ه) ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1403 ه / 1983 م.

32 - حلیة الأبرار : السید هاشم البحرانی (ت 1107 أو 1109 ه) ، مؤسسة الأعلمی ، بیروت ، 1413 ه.

33 - حلیة الأولیاء : أبو نعیم الأصبهانی (ت 430 ه) ، ط 5 ، دار الکتاب العربی ، بیروت / 1407 ه.

34 - حول المهدی : مقال للشیخ ناصر الدین الألبانی ، مطبوع فی مجلة التمدن الإسلامی ، السنة 22 - دمشق ، ذی القعدة 1371 ه.

35 - خریدة العجائب وفریدة الغرائب : ابن الوردی (ت 749 ه) ، المکتبة الشعبیة ، بیروت.

36 - دفاع عن الکافی : ثامر هاشم حبیب العمیدی ، ط 1 ، نشر مرکز الغدیر للدراسات الإسلامیة ، قم ، 1415 ه / 1995 م.

37 - ذخائر العقبی فی مناقب ذوی القربی : محب الدین الطبری (ت 694 ه) ، نشر مکتبة القدسی ، القاهرة ، 1356 ه.

38 - ذکر أخبار أصبهان : أبو نعیم الأصبهانی (ت 430 ه) ، مطبعة بریل ، لیدن / هولندا ، 1931 م.

39 - الرواشح السماویة : المحقق الداماد (ت 1041 ه) ، منشورات المکتبة

ص: 79

المرعشیة ، قم ، 1405 ه.

40 - سبائک الذهب : السویدی (ت 1246 ه) ، دار الکتب العلمیة ، بیروت / 1406 ه.

41 - سنن الترمذی ، أو الجامع الصحیح : الترمذی (ت 297 ه) ، تحقیق محمد فؤاد عبد الباقی ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت ، 1377 ه.

42 - سنن أبی داود : أبو داود السجستانی (ت 275 ه) ، مراجعة وتعلیق محمد محیی الدین عبد الحمید ، نشر دار إحیاء السنة النبویة.

43 - السنن الواردة فی الفتن : أبو عمرو الدانی (ت 444 ه) - مخطوط ، نقلنا عنه بواسطة (معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام) الآتی.

44 - سنن ابن ماجة : ابن ماجة القزوینی (ت 275 ه) ، تحقیق محمد فؤاد عبد الباقی ، دار إحیاء الکتب العربیة ، مطبعة عیسی البابی الحلبی وشرکاه ، مصر.

45 - السیرة الحلبیة : ابن برهان الدین الشافعی (ت 1044 ه) ، نشر المکتبة الإسلامیة ، بیروت.

46 - شرح العقائد النسفیة : التفتازانی (ت 793 ه) : شرکت صحافیه عثمانیه ، مطبعة سی جنبرلی طاش جوارنده / 1326 ه.

47 - شرح المقاصد : التفتازانی (ت 793 ه) ، تحقیق د. عبد الرحمن عمارة ، ط 1 ، منشورات الشریف الرضی ، قم ، 1409 ه / 1989 م.

48 - الشیخ الکلینی البغدادی وکتابه الکافی - الفروع : ثامر هاشم حبیب العمیدی ، ط 1 ، مطبعة مکتب الإعلام الإسلامی ، قم ، 1414 ه.

49 - صحیح البخاری : محمد بن إسماعیل البخاری (ت 256 ه) ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

50 - صحیح مسلم : مسلم بن الحجاج النیسابوری (ت 261 ه) ، تحقیق محمد فؤاد عبد الباقی ، ط 2 ، دار الفکر - بیروت ، 1398 ه / 1978 م.

51 - صحیح مسلم بشرح النووی : النووی الشافعی (ت 676 ه) ، دار الکتاب العربی ، بیروت ، 1407 ه.

52 - الصواعق المحرقة فی الرد علی أهل البدع والزندقة : ابن حجر الهیتمی

ص: 80

(ت 974 ه) ، ط 1 ، القاهرة ، 1385 ه / 1965 م.

53 - الضعفاء الکبیر : العقیلی (ت 322 ه) ، تحقیق د. عبد المعطی أمین قلعچی ، ط 1 ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1404 ه / 1984 م.

54 - العطر الوردی شرح القطر الشهدی (شرح لمنظومة القطر الشهدی فی أوصاف المهدی) : البلبیسی الشافعی من علماء أوائل القرن الرابع عشر ، مطبعة بولاق ، مصر ، 1308 ه).

55 - عقد الدرر فی أخبار المنتظر : یوسف بن یحیی الشافعی (من علماء القرن السابع) ، مکتبة عالم الفکر ، القاهرة.

56 - عقیدة أهل السنة والأثر فی المهدی المنتظر : محاضرة للشیخ عبد المحسن بن حمد العباد عضو هیئة التدریس فی الجامعة الإسلامیة بالمدینة المنورة ، منشورة فی مجلة الجامعة ، العدد 3 ، السنة الأولی - ذی القعدة 1388 ه.

57 - عمدة القاری فی شرح صحیح البخاری : العینی (ت 855 ه) ، دار الفکر / 1399 ه.

58 - عون المعبود شرح سنن أبی داود : الآبادی (ت 1329 ه) ، تحقیق عبد الرحمن محمد عثمان ، المکتبة السلفیة ، السعودیة.

59 - غالیة المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ : خیر الدین أبو البرکات نعمان بن محمود الآلوسی (ت 1317 ه) ، دار المعرفة ، بیروت.

60 - غایة المرام وحجة الخصام : السید هاشم البحرانی (ت 1107 أو 1109 ه) هیئة نشر المعارف الإسلامیة ، إیران.

61 - فتح الباری بشرح صحیح البخاری : ابن حجر العسقلانی (ت 852 ه) ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

62 - الفتن : أبو عبد الله نعیم بن حماد المروزی (ت 228 ه) مخطوط ، نقلنا عنه بواسطة (معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام) الآتی.

63 - الفتوحات الإسلامیة : أحمد زینی دحلان الشافعی (ت 1304 ه) ، ط 1 مصر ، 1323 ه.

64 - فرائد السمطین : الجوینی الشافعی (ت 730 ه) ، تحقیق الشیخ محمد

ص: 81

باقر المحمودی ، ط 1 ، مؤسسة المحمودی للطباعة والنشر ، بیروت ، 1400 ه / 1980 م.

65 - فرائد فوائد الفکر فی الإمام المهدی المنتظر : الشیخ مرعی بن یوسف الکرمی (ت 1033 ه) ، نقلنا عنه بواسطة «معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام» الآتی

66 - فی انتظار الإمام : د. عبد الهادی الفضلی ، ط 1 ، مطبعة مهر ، قم / 1979 م.

67 - فیض الباری علی صحیح البخاری : الکشمیری الدیوبندی (ت 1352 ه) ، دار المعرفة ، بیروت.

68 - فیض القدیر شرح الجامع الصغیر - للسیوطی - : عبد الرؤوف المناوی الشافعی (ت 1031 ه) ، ط 2 ، دار الفکر ، بیروت ، 1391 ه / 1972 م.

69 - القطر الشهدی فی أوصاف المهدی : الحلوانی الشافعی (ت 1308 ه) ، مطبعة المعاهد ، مصر ، 1345 (ملحق بکتاب فتح رب الأرباب).

70 - القول المختصر فی علامات المهدی المنتظر : ابن حجر العسقلانی (ت 97 ه ، نسخة مصورة عن نسخة مکتبة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام العامة فی النجف الأشرف ، نقلنا عنه بواسطة (معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام) الآتی.

71 - الکامل فی التاریخ : ابن الأثیر (ت 630 ه) ، دار صادر ، بیروت / 1399 ه.

72 - کشف الغمة فی معرفة الأئمة : الإربلی ، تبریز ، 1380 ه.

73 - کشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام : العلامة الحلی (ت 726 ه) ، دار الکتب التجاریة ، النجف الأشرف.

74 - کنز العمال : المتقی الهندی (ت 975 ه) ، ط 5 ، مؤسسة الرسالة ، بیروت ، 1405 ه.

75 - اللآلئ المصنوعة فی الأحادیث الموضوعة : السیوطی (ت 911 ه) ، دار المعرفة ، بیروت ، 1403 ه.

76 - لسان العرب : ابن منظور (ت 711 ه) ، ط 1 ، دار إحیاء التراث العربی بیروت ، 1408 ه.

ص: 82

77 - لوائح الأنوار البهیة وسواطع الأسرار الأثریة - لشرح الدرة المضیة فی عقدة الفرقة المرضیة : السفارینی الحنبلی (ت 1188 ه) ، مطبعة المنار ، مصر 1324 ه 78 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : نور الدین الهیثمی (ت 807 ه) ، ط 3 ، دار الکتاب العربی ، بیروت ، 1407 ه.

79 - المحبر : أبو جعفر محمد بن حبیب (ت 245 ه) ، منشورات دار الآفاق الجدیدة ، بیروت.

80 - مختصر سنن أبی داود : المنذری (ت 656 ه) ، تحقیق أحمد شاکر ومحمد حامد الفقی ، دار المعرفة ، بیروت.

81 - المستدرک علی الصحیحین : الحاکم النیسابوری (ت 405 ه) ، دار الفکر ، بیروت ، 1398 ه / 1978 م.

82 - مسند الإمام أحمد بن حنبل : (ت 240 ه) ، دار الفکر ، بیروت.

83 - مسند أبی یعلی الموصلی : أحمد بن علی بن المثنی التمیمی (ت 307 ه) ، تحقیق حسین سلیم ، ط 1 ، دار المأمون للتراث ، دمشق - بیروت ، 1404 ه / 1984 م.

84 - مصابیح السنة : البغوی (ت 510 أو 516 ه) ، دار المعرفة ، بیروت / 1407 ه.

85 - مصباح الزجاجة فی زوائد ابن ماجة : البوصیری (ت 840 ه) تحقیق موسی محمد علی ، والدکتور عزت علی عطیة ، ط 1 ، دار التوفیق النموذجیة ، 1405 ه / 1985 م.

86 - المصنف : ابن أبی شیبة (ت 235 ه) ، تحقیق عامر الأعظمی ، سلسلة مطبوعات الدار السلفیة ، بومبای ، الهند.

87 - المصنف : أبو بکر عبد الرزاق الصنعانی (ت 211 ه) ، تحقیق حبیب الرحمن الأعظمی ، منشورات المجلس العلمی.

88 - مطالب السؤول عن مناقب آل الرسول : ابن طلحة الشافعی (ت 652 ه) ، منشورات دار الکتب التجاریة ، النجف الأشرف.

89 - معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام : تألیف الهیئة العلمیة فی مؤسسة

ص: 83

المعارف الإسلامیة ، إشراف الشیخ علی الکورانی ، نشر مؤسسة المعارف الإسلامیة ، ط 1 ، مطبعة بهمن ، قم ، 1411 ه.

90 - المعجم الکبیر : الطبرانی (ت 360 ه) ، تحقیق حمدی عبد المجید السلفی ، نشر مکتبة ابن تیمیة ، القاهرة - دار إحیاء التراث العربی.

91 - معرفة علوم الحدیث : الحاکم النیسابوری (ت 405 ه) ، ط 2 ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1397 ه / 1977 م.

92 - مقتل الحسین علیه السلام : الخوارزمی الحنفی (ت 568 ه) ، تحقیق الشیخ محمد السماوی ، منشورات مکتبة المفید ، قم (معادة بالأفسیت عن طبعة النجف الأشرف لسنة 1367 ه).

93 - مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح : تحقیق الدکتورة عائشة عبد الرحمن ، زوجة الأستاذ أمین الخولی ، المعروفة ب (بنت الشاطئ) ، مطبعة دار الکتب المصریة ، 1974 م.

94 - الملاحم والفتن فی ظهور الغائب المنتظر : السید ابن طاووس (ت 664 ه) ، منشورات مؤسسة الأعلمی ، بیروت.

95 - الملاحم والفتن : ابن المنادی - مخطوط - نقلنا عنه بواسطة (معجم أحادیث الإمام المهدی علیه السلام) المتقدم.

96 - المنار المنیف فی الصحیح والضعیف : ابن قیم الجوزیة (ت 751 ه) ، تحقیق أحمد عبد الشافی ، دار الکتب العلمیة ، بیروت ، 1408 ه / 1988 م.

97 - منتخب الأثر فی الإمام الثانی عشر علیه السلام : لطف الله الصافی ، مکتبة الصدر ، طهران.

98 - منهاج السنة النبویة : ابن تیمیة الحرانی (ت 728 ه) ، دار الکتب العلمیة ، بیروت.

99 - المهدی : صدر الدین الصدر ، مطبعة (عالی) ، طهران.

100 - میزان الاعتدال : الذهبی (ت 748 ه) ، تحقیق علی محمد البجاوی ، دار الفکر ، بیروت ، 1382 ه / 1963 م.

101 - نظرة فی أحادیث المهدی : مقال للشیخ محمد الخضر حسین المصری

ص: 84

(ت 1377 ه) منشور فی مجلة التمدن الإسلامی - دمشق ، 1370 ه / 1950 م.

102 - نظم المتناثر من الحدیث المتواتر : أبو عبد الله محمد بن جعفر الکتانی (ت 1345 ه) ، ط 3 ، دار الکتب السلفیة، سلسلة (من هدی الحدیث النبوی) رقم 1 ، مصر.

103 - النهایة فی غریب الحدیث : ابن الأثیر الجزری (ت 606 ه) ، تحقیق محمود محمد الطناحی ، نشر المکتبة الإسلامیة ، القاهرة ، 1383 ه.

104 - النهایة فی الفتن والملاحم : ابن کثیر (ت 774 ه) ، تحقیق محمد أحمد عبد العزیز ، المکتب الثقافی ، القاهرة (تاریخ مقدمة التحقیق / 1980 م).

105 - نور الأبصار فی مناقب آل النبی الأطهار : الشبلنجی (ت 1291 ه) ، دار الفکر ، بیروت.

106 - ینابیع المودة : القندوزی الحنفی (ت 1270 ه) ، مؤسسة الأعلمی المطبوعات ، بیروت (طبعة معادة بالأفست عن طبعة إستنبول).

107 - الیواقیت والجواهر فی بیان عقائد الأکابر : عبد الوهاب الشعرانی (ت 973 ه) ، مطبعة مصطفی البابی الحلبی وأولاده بمصر ، 1378 ه / 1959 م.

* * *

ص: 85

نقض رسالة

(الحبل الوثیق فی نصرة الصدیق)

للحافظ جلال الدین السیوطی

السید حسن الحسینی

آل المجدد الشیرازی

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذی یحق الحق بکلماته ویقطع دابر الکافرین ، وصلی الله وسلم وبارک علی سید الأولین والآخرین ، نبینا محمد وعلی آله الغر الکرام الطاهرین ، وخیرة صحبه والتابعین ، المقتفین لسنته غیر محدثین ولا مغیرین.

أما بعد :

فإن من مکائد القوم المخالفین أنهم لما لم یسعهم إنکار ما نزل من آیات الکتاب العزیز فی فضل سیدنا وإمامنا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام وجحده ، لکثرته واشتهاره بین أهل الإسلام کافة (1)

====

وأخرج عنه أیضا ، قال : نزلت فی علی ثلاثمائة آیة.

أنظر : تاریخ الخلفاء - للسیوطی - :3. 172.

السیّد حسن الحسینی آل المجدّد الشیرازی

ص: 86


1- 1. أخرج ابن عساکر عن ابن عباس رضی الله عنه ، قال : ما نزل فی أحد من کتاب الله تعالی ما نزل فی علی.

عمدوا إلی اختلاق ما یضاهیه فی شأن أبی بکر بن أبی قحافة!

فمما زعموا نزوله فیه قوله عز من قائل : ( وسیجنبها الأتقی * الذی یؤتی ماله یتزکی ) (1) الآیات ، وأن المراد بالأتقی أبو بکر خاصة! واحتجوا بذلک علی أفضلیته علی سائر الخلق بعد النبیین صلی الله تعالی وسلم علیهم أجمعین!

وقد صنف الحافظ شیخ الإسلام جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی الشافعی فی ذلک رسالة وسمها ب : (الحبل الوثیق فی نصرة الصدیق) (2) ، فنظرنا فیها فإذا هی مبنیة علی أسس العناد واللجاج ، حائدة عن سنن المناظرة والاحتجاج ، وفیها من التقول الصریح علی الله ورسوله (ص) ما لا یکاد یخفی علی أولی الألباب .. ( ولو تقول علینا بعض الأقاویل لأخذنا منه بالیمین * ثم لقطعنا منه الوتین ) (3).

فلم أر بدا من التنبیه علی سقطاته ، وإیقاف بغاة الحق علی غلطاته ، ونقض عری حبلها الخلق عروة عروة ، مستعینا بالله ذی الحول والقوة ، فی هذه الألوکة الموسومة ب : انبلاج الفلق بانفصام عری الحبل الخلق ، وإیاه أسأل الهدایة للحق والصواب ، إنه هو الکریم الوهاب.

* * *

ص: 87


1- 1. سورة اللیل 92 : 17 و 18.
2- 2. وهی مطبوعة ضمن کتابه (الحاوی للفتاوی) ، وقد اشتهر عند العامة تلقیب أبی بکر بالصدیق ، وبنته عائشة بالصدیقة ، وعمر بالفاروق ، وعثمان بذی النورین ، ولنا رسالة حافلة فی تزییف هذه الدعاوی الباطلة.
3- 3. سورة الحاقة 69 : 44 - 46.

تمهید

إعلم أن السیوطی عمل رسالته المذکورة فی رد کلام الشیخ شمس الدین الجوجری ، الذی ادعی أن الآیة وإن نزلت فی أبی بکر فإنها عامة المعنی ، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فلذلک أخذ فی النیل منه والحط علیه بما لا ینبغی سطره هنا!

وقد ذکر فی الوجه الثالث من الوجوه الثلاثة الجدلیة : أنه ما کان یلیق بالجوجری فی مثل هذه الواقعة (1) أن یفتی بأن الآیة لیست خاصة بأبی بکر ولا دالة علی أفضلیته ، فیؤید مقالة الرافضی ویثبته علی معتقده ، ویدحض حجة قررها أئمة ، کل فرد منهم أعلم بالتفسیر والکلام وأصول الفقه من مائة ألف من مثل الجوجری!

ثم ازداد فی تعنته وشططه إیغالا فقال : والله لو کان هذا القول فی الآیة هو المرجوح ، لکان اللائق فی مثل هذه الواقعة أن یفتی به ، فکیف وهو الراجح؟! انتهی.

نسأل الله العافیة والسلامة من الخذلان.

فانظر إلی قلة إنصاف الرجل فی محاجته مع خصومه (2) واعجب!

ص: 88


1- (5) وهی التی ذکرها فی مقدمة رسالته بقوله : إن الأمیر أزدمر حاجب الحجاب والأمیر خایر بک وقع بینهما تنازع فی أبی بکر ، هل هو أفضل الصحابة؟ وإن خایر بک قائل بذلک ، وإن أزدمر ینکر ذلک ، وإنه طالب خایر بک بدلیل من القرآن علی أن أبا بکر أفضل ، وإن خایر بک استدل علیه بقوله تعالی : ( وسیجنبها الأتقی ) فإنها نزلت فی حق أبی بکر ، وقد قال الله تعالی : (إن أکرمکم عند الله أتقاکم) إلی آخره!
2- (6) لا یخفی أن مما دعا السیوطی إلی التشنیع علی الجوجری أنه کان من أصحاب الحافظ السخاوی ، الذی جرت بینه وبین السیوطی من فظائع الأقوال وشنائع

فها هو یوبخ الجوجری علی إیثاره الحق ، ونطقه بالصدق والصواب ، ویحمله علی التفوه بمقالة فاسدة ، وکأنه ما دری أن (الحق ینطق منصفا وعنیدا) وأنه أحق أن یتبع ، والله تبارک وتعالی یقول : ( یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سدیدا) (1).

ولیس ینقضی العجب ممن یدعی الاجتهاد المطلق! ویزعم تجدیده لأمر الدین علی رأس المائة التاسعة أن یتکلم بهذا الباطل! وکل بنی آدم یعرفون قبح العصبیة وحمیة الجاهلیة ، قال (ص) : لیس منا من دعا إلی عصبیة ، ولیس منا من قاتل علی عصبیة ، ولیس منا من مات علی عصبیة (2).

فکیف یؤمن هذا - وأضرابه من المتشدقین بالعلم - علی دین الله؟! ولسانه دالع بما حکیناه!

وإذا کان هذا شأن إمام کبیر من أئمتهم! فما ظنک بالسوقة والرعیة منهم وهم یتأسون بساداتهم وکبرائهم؟! والخطب الفادح أن یسنوا لهم ذلک ، ویفتحوا هذا الباب علی مصراعیه.

والمسلمون بمنظر وبمسمع

لا منکر منهم ولا متفجع

ولله در من قال :

أیا علماء السوء یا ملح البلد

ما یصلح الزاد إذا الملح فسد؟!

وقد أخذ الله علی العلماء الأمانة وتبلیغ الحق إلی الخلق ، فما هذا الاغراء بالجهل والقبیح ، والإرغام علی هجر المذهب الصحیح ، المعتضد بالنص الصریح؟!

====

3. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائی.

ص: 89


1- الأحوال ما یصک الأسماع وینفر الطباع! فراجع کتب التراجم لتقف علی ما کان بینهما من التنافر والتهاجم.
2- 2. سورة الأحزاب 33 : 70.

وی! وی! علی العلم والتحقیق العفا إن کان تقریر الأدلة وترجیح الأقوال بهذا النمط!

هذا ، وإننا لنشهد بالمروءة والإنصاف لکثیر من علماء القوم ممن اتقی الله وخشیه ، فلم تأخذه فیه لومة لائم ، ولم یؤثر دنیاه علی أخراه ، فکان حقیقا بالاتباع ، وجدیرا بالاقتفاء .. ( أولئک الذین هدی الله فبهداهم اقتده ) (1).

إذا تمهد هذا فینبغی الشروع فی رد کلام السیوطی ونقضه ، وبیان وهنه ودحضه ، والله المستعان فی الأمور کلها ، دقها وجلها ، وهو المرشد للحق والهادی للصواب.

* * *

ص: 90


1- 1. سورة الأنعام 6 : 90.

قال :

الفصل الأول : فی تقریر أنها (1) نزلت فی حق أبی بکر .. قال البزار فی مسنده : حدثنا بعض أصحابنا ، عن بشر بن السری ، ثنا مصعب بن ثابت ، عن عامر بن عبد الله بن الزبیر ، عن أبیه ، قال : نزلت هذه الآیة ( وسیجنبها الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی ) إلی آخر السورة ، فی أبی بکر الصدیق. انتهی.

أقول :

هذا خبر آحاد معلق ، والواسطة مجهولة ، وهو کاف فی سقوطه وعدم اعتباره ، فکیف إذا اشتمل إسناده علی من لا یحتج به؟!

فأما بشر بن السری ، فقد قال أحمد : سمعنا منه ، ثم ذکر حدیث : ( ناضرة إلی ربها ناظرة ) (2) فقال : ما أدری ما هذا؟! أیش هذا؟! فوثب به الحمیدی وأهل مکة فاعتذر ، فلم یقبل منه وزهد الناس فیه ، فلما قدمت مکة المرة الثانیة کان یجئ إلینا فلا نکتب عنه.

وقال ابن عدی : له غرائب عن الثوری ومسعر وغیرهما ، قال : ویقع فی أحادیثه من النکرة ، لأنه یروی عن کل شیخ محتمل - کما بترجمته فی تهذیب التهذیب (12) -.

وکان یرمی برأی جهم ، وهو نفی صفات الله تعالی والقول بخلق القرآن.

ص: 91


1- 1. سورة القیامة 75 : 22 - 23.
2- 2. تهذیب التهذیب 1 / 284.

وأما مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبیر ، فإن عبد الله بن أحمد حکی عن أبیه أنه قال : أراه ضعیف الحدیث ، لم أر الناس یحمدون حدیثه.

وقال عثمان الدارمی عن ابن معین : ضعیف.

وقال معاویة بن صالح عن ابن معین : لیس بشئ.

وقال أبو حاتم : کثیر الغلط ، لیس بالقوی.

وقال النسائی : مصعب بن ثابت لیس بالقوی فی الحدیث.

وقال ابن حبان فی (الضعفاء) : انفرد بالمناکیر عن المشاهیر ، فلما کثر ذلک فیه استحق مجانبة حدیثه.

وقال ابن سعد : کان کثیر الحدیث ، یستضعف.

وقال الدارقطنی : لیس بالقوی (1).

وقال الهیثمی : فیه ضعف (2).

وأما عبد الله بن الزبیر ، وما أدراک من ابن الزبیر؟! فإنه کان یبغض علیا علیه السلام وینال منه وینتقصه! وقد قال رسول الله (ص) : لا یحب علیا منافق ، ولا یبغضه مؤمن (3) .. وقال (ص) : من سب علیا فقد سبنی ، ومن سبنی فقد سب الله (4).

====

5. أخرجه الإمام أحمد فی مسنده والحاکم فی المستدرک عن أم سلمة رضی الله تعالی عنها ، ورمز السیوطی فی (الجامع الصغیر) لصحته.

ص: 92


1- (13) تهذیب التهذیب 5 / 447 - 448 ، الترغیب والترهیب - للمنذری - 4 / 578
2- 2. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9 / 51.
3- 3. أخرجه الترمذی عن أم سلمة ، وفی کتاب الإیمان من صحیح مسلم عن علی علیه السلام قال : والذی فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبی الأمی إلی أن لا یحبنی إلا مؤمن ، ولا یبغضنی إلا منافق.
4- ورواه خلق آخرون ، فراجع کتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) 2 /4. 234.

وروی عمر بن شبة وابن الکلبی والواقدی وغیرهم من رواة السیر ، أنه مکث أیام ادعائه الخلافة أربعین جمعة لا یصلی فیها علی النبی (ص) وقال : لا یمنعنی من ذکره إلا أن تشمخ رجال بآنافها!

وفی روایة محمد بن حبیب وأبی عبیدة معمر بن المثنی : أن له أهیل سوء ینغضون رؤوسهم عند ذکره! (1).

وروی سعید بن جبیر أن عبد الله بن الزبیر قال لعبد الله بن عباس :

ما حدیث أسمعه عنک؟!

قال : ما هو؟

قال : تأنیبی وذمی!

فقال : إنی سمعت رسول الله (ص) یقول : بئس المرء یشبع ویجوع جاره.

فقال ابن الزبیر : إنی لأکتم بغضکم أهل البیت منذ أربعین سنة (2).

وفی نهج البلاغة : ما زال الزبیر رجلا منا أهل البیت حتی نشأ ابنه المشؤوم عبد الله (3).

وقال علی بن زید الجدعانی : کان بخیلا ضیق العطاء ، سیئ الخلق ، حسودا ، کثیر الخلاف ، أخرج محمد بن الحنفیة ، ونفی عبد الله بن عباس إلی الطائف (4).

وذکر المسعودی فی (مروج الذهب) (5) أنه جمع بنی هاشم کلهم فی

ص: 93


1- 1. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 4 / 62 و 20 / 127.
2- 2. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 4 / 62 و 20 / 148.
3- (19) وذکره ابن عبد البر بترجمته من الإستیعاب 2 / 302 المطبوع بهامش الإصابة
4- 4. الإستیعاب 2 / 302.
5- (21) مروج الذهب 3 / 85 - ط مطبعة السعادة ، شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید

سجن عارم ، وأراد أن یحرقهم بالنار ، وجعل فی فم الشعب حطبا کثیرا فأرسل المختار أبا عبد الله الجدلی فی أربعة آلاف فهزموا ابن الزبیر.

قال ابن أبی الحدید (1) : وعبد الله هو الذی حمل الزبیر علی الحرب ، وهو الذی زین لعائشة مسیرها إلی البصرة ، وکان سبابا فاحشا یبغض بنی هاشم ویلعن ویسب علی بن أبی طالب علیه السلام. انتهی.

فهل یحسن من ذی دیانة أن یرکن إلی هذا الناصبی فی روایاته وأخباره ، لا سیما ما یتعلق منها بشأن نزول آیات الکتاب العزیز؟! کلا ورب الراقصات إلی منی! کیف؟! وإن أولی الألباب لیعلمون أن هذا العلج متهم فی نقله هذا ، فإن أبا بکر جده ، فلم یبق للناصبة متشبث بإفکه البین ، ولله الحمد.

هذا ، مع غرابة الخبر! إذ انفرد بشر بن السری بروایته عن مصعب بن ثابت ، ولم یتابعه علیه أحد ، کما یشهد لذلک الطرق الثلاثة الأخری التی حکاها السیوطی عن تفسیری ابن جریر الطبری وابن المنذر وعن الآجری فی (الشریعة).

مضافا إلی أن عبد الله لم یشهد شیئا مما حکی ، لأن عتق الرقاب کان بمکة ، وهو قد ولد بالمدینة! فلا یعلم عمن أرسل ذلک!

قال :

وقال ابن أبی حاتم فی تفسیره : ثنا أبی ، ثنا محمد بن أبی عمر العدنی ، ثنا سفیان ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبیه ، أن أبا بکر الصدیق أعتق

====

2. شرح نهج البلاغة 4 / 79.

ص: 94


1- 20 / 146.

سبعة کلهم یعذب فی الله ، منهم بلال وعامر بن فهیرة ، وفیه نزلت : ( وسیجنبها الأتقی ) إلی آخر السورة. انتهی.

أقول :

عروة بن الزبیر تابعی ولد فی آخر خلافة عمر ، فخبره هذا مرسل وهو مردود عند الشافعی - إمام السیوطی - وکذا القاضی الباقلانی ، واختاره الغزالی فی (المستصفی) (1).

فإن قیل :

إن مثله لا یروی إلا عن صحابی ، فینبغی قبول مرسله.

قلنا :

کلا! فإن مثل هؤلاء التابعین قد یروون عن غیر الصحابی من الأعراب الذین لا صحبة لهم ، کما اتفق لعروة هذا فیما أرسله عن بسرة حیث قال : حدثنی به بعض الحرس.

وقال الزهری - بعد الارسال - : حدثنی به رجل علی باب عبد الملک (2).

هذا ، مع ما حکی من سوء حاله ، إذ کان یعذر أخاه عبد الله فی حصر بنی هاشم فی الشعب وجمعه الحطب لیحرقهم ویقول (3) : إنما أراد بذلک أن لا تنتشر الکلمة ، ولا یختلف المسلمون ، وأن یدخلوا فی الطاعة فتکون

ص: 95


1- 1. المستصفی من علم الأصول 1 / 169.
2- 2. المستصفی 1 / 171.
3- 3. مروج الذهب 3 / 86.

الکلمة واحدة!!

( کبرت کلمة تخرج من أفواههم إن یقولون إلا کذبا ) .

وذکر أبو جعفر الإسکافی : أن معاویة وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعین علی روایة أخبار قبیحة فی علی علیه السلام تقتضی الطعن فیه والبراءة منه ، وجعل لهم علی ذلک جعلا یرغب فی مثله! فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هریرة وعمرو بن العاص والمغیرة بن شعبة ، ومن التابعین عروة بن الزبیر.

روی الزهری أن عروة بن الزبیر حدثه ، قال : حدثتنی عائشة ، قالت : کنت عند رسول الله (ص) إذ أقبل العباس وعلی ، فقال : یا عائشة! إن هذین یموتان علی غیر ملتی - أو قال : دینی -!!

وروی عبد الرزاق عن معمر ، قال : کان عند الزهری حدیثان عن عروة عن عائشة فی علی علیه السلام ، فسألته یوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحدیثهما؟! الله أعلم بهما! إنی لأتهمهما فی بنی هاشم!

قال : فأما الحدیث الأول فقد ذکرناه ، وأما الحدیث الثانی فهو أن عروة زعم أن عائشة حدثته قالت : کنت عند رسول الله (ص) إذ أقبل العباس وعلی ، فقال : یا عائشة! إن سرک أن تنظری إلی رجلین من أهل النار فانظری إلی هذین قد طلعا ، فنظرت فإذا العباس وعلی بن أبی طالب! (1).

وقال أبو جعفر أیضا : قد تظاهرت الروایة عن عروة بن الزبیر أنه کان یأخذه الزمع (2) عند ذکر علی! فیسبه ویضرب بإحدی یدیه علی الأخری ویقول : وما یغنی أنه لم یخالف إلی ما نهی عنه وقد أراق من دماء المسلمین

ص: 96


1- 1. شرح نهج البلاغة 4 / 63 - 64.
2- 2. أی : الرعدة.

ما أراق؟! (1)

وروی جریر بن عبد الحمید عن محمد بن شیبة ، قال : شهدت مسجد المدینة فإذا الزهری وعروة بن الزبیر جالسان یذکران علیا علیه السلام فنالا منه ، فبلغ ذلک علی بن الحسین علیهما السلام ، فجاء حتی وقف علیهما فقال : أما أنت یا عروة ، فإن أبی حاکم أباک إلی الله فحکم لأبی علی أبیک ، وأما أنت یا زهری ، فلو کنت بمکة لأریتک کیر أبیک!

وروی عاصم بن أبی عامر البجلی ، عن یحیی بن عروة ، قال : کان أبی إذا ذکر علیا نال منه! (2).

وصدق الله العلی العظیم حیث یقول : ( والبلد الطیب یخرج نباته بإذن ربه والذی خبث لا یخرج إلا نکدا ) (3) .. ( ومثل کلمة خبیثة کشجرة خبیثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) (4).

فوالذی لا إله إلا هو لقد أوغل آل الزبیر فی طغیانهم ، ولج أولئک المنافقون فی عدوانهم ، فلم یزالوا ینالون من آل الرسول (ص) ویقعون فیهم علی ریق لم یبلعوه ، ونفس لم یقطعوه ، ولم یألوا جهدا فی ابتغاء الفتنة حتی خرجوا بعائشة باغین علی علی أمیر المؤمنین علیه الصلاة والسلام ، وقلبوا الأمور حتی جاء الحق وظهر أمر الله وهم کارهون ( وخسر هنالک المبطلون ) (5).

ولو شئنا أن نسرد لک من فضائح هؤلاء الشرذمة ومخازی ذرار

ص: 97


1- 1. شرح نهج البلاغة 4 / 69.
2- 2. شرح نهج البلاغة 4 / 102.
3- 3. سورة الأعراف 7 : 58.
4- 4. سورة إبراهیم 14 : 26.
5- 5. سورة غافر 40 : 78.

ومکاشفتهم لآل محمد صلی الله علیه وعلیهم وسلم فی النصب والعداوة لأملینا علیک کراریس من ذلک! لکن فیما ذکرنا کفایة للمتدبر.

وبالجملة : فالرجل متهم کأخیه فی مثل هذه الأخبار والآثار ، فلا ینبغی لذی تحصیل أن یعیر لها أذنا صاغیة.

وأما ولده هشام ، فمدلس کما حکی شیخ الإسلام الحافظ ابن حجر (1) عن یعقوب بن شیبة ، أنه قال : کان تساهله - یعنی هشاما - أنه أرسل عن أبیه ما کان یسمعه من غیر أبیه عن أبیه.

قال ابن حجر : هذا هو التدلیس ، وأما قول ابن خراش : کان مالک لا یرضاه ، فقد حکی عن مالک أشد من هذا. انتهی.

قلت :

هو ما حکاه الخطیب فی (تاریخ بغداد) (2) ، والحافظ الذهبی فی (الکاشف) عن مالک ، أنه قال : هشام بن عروة کذاب. انتهی.

وأما سفیان بن عیینة الهلالی ، فقد کان مدلسا أیضا - کما نص علیه الذهبی فی میزان الاعتدال وتذکرة الحفاظ (3) -.

وأما محمد بن یحیی بن أبی عمر العدنی ، فإن ابن أبی حاتم حکی عن أبیه أنه کان به غفلة ، قال أبو حاتم : ورأیت عنده حدیثا موضوعا حدث به عن ابن عیینة - کما بترجمته فی تهذیب التهذیب (4) -.

ص: 98


1- 1. تهذیب التهذیب 6 / 35 ، هدی الساری : 471.
2- 2. تاریخ بغداد 1 / 223.
3- 3. میزان الاعتدال 2 / 170 رقم 3327 ، تذکرة الحفاظ 1 / 264.
4- 4. تهذیب التهذیب 5 / 332.

قال :

وقال ابن جریر : حدثنا ابن عبد الأعلی ، ثنا ابن نور ، عن معمر ، قال : أخبرنی سعید ، عن قتادة ، فی قوله : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) (1) قال : نزلت فی أبی بکر ، أعتق ناسا لم یلتمس منهم جزاء ولا شکورا ، ستة أو سبعة ، منهم : بلال وعامر بن فهیرة. انتهی (2).

أقول :

هذا الحدیث مرسل أیضا ، وفی إسناده معمر بن راشد ، وهو هنا روی عن سعید بن بشیر الأزدی - ویقال : البصری - وقد قال ابن أبی خیثمة : سمعت یحیی بن معین یقول : إذا حدثک معمر عن العراقیین فخالفه إلا عن الزهری وابن طاووس ، فإن حدیثه عنهما مستقیم ، فأما أهل الکوفة وأهل البصرة فلا.

قال یحیی : وحدیث معمر عن ثابت وعاصم بن أبی النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب ، مضطرب کثیر الأوهام (3).

وکان من تدلیسه علی الضعفاء ، ما حکاه ابن الأعرابی عن أبی داود ، أنه قال : کان معمر إذا حدث أهل البصرة قال لهم : عمرو بن عبد الله ، وإذا حدث أهل الیمن لا یسمیه - کما بترجمة عمرو بن عبد الله بن الأسوار الیمانی

ص: 99


1- 1. سورة اللیل 92 : 19.
2- 2. صححنا الحدیث من تفسیر ابن جریر الطبری 30 / 146 ، لأنه مشوش فی نسخة (الحبل الوثیق) التی بأیدینا ، فلیعلم ذلک.
3- 3. تهذیب التهذیب 5 / 502.

من (تهذیب التهذیب) (1).

وفی إسناده أیضا : سعید بن بشیر.

قال یعقوب بن سفیان : سألت أبا مسهر عنه فقال : لم یکن فی جندنا أحفظ منه ، وهو ضعیف منکر الحدیث.

وقال سعید بن عبد العزیز : کان حاطب لیل.

وقال عمرو بن علی ومحمد بن المثنی : حدث عنه ابن مهدی ثم ترکه.

وکذا قال أبو داود عن أحمد.

وقال المیمونی : رأیت أبا عبد الله یضعف أمره.

وقال الدوری وغیره عن ابن معین : لیس بشئ.

وقال عثمان الدارمی وغیره عن ابن معین : ضعیف.

وکذا قال النسائی وأبو داود.

وقال علی بن المدینی : کان ضعیفا.

وقال محمد بن عبد الله بن نمیر : منکر الحدیث ، لیس بشئ ، لیس بقوی الحدیث ، یروی عن قتادة المنکرات.

وقال الحاکم أبو أحمد : لیس بالقوی عندهم.

وقال الساجی : حدث عن قتادة بمناکیر.

وقال ابن حبان : کان ردئ الحفظ ، فاحش الخطأ ، یروی عن قتادة ما لا یتابع علیه ، وعن عمرو بن دینار ما لیس یعرف من حدیثه (2).

وأما قتادة بن دعامة السدوسی البصری ، فقد کان رأسا فی بدعة القدر ،

ص: 100


1- 1. تهذیب التهذیب 4 / 355.
2- 2. تهذیب التهذیب 2 / 291 - 292.

قال علی بن المدینی : قلت لیحیی بن سعید : إن عبد الرحمن یقول : اترک من کان رأسا فی بدعة یدعو إلیها ، قال : کیف تصنع بقتادة وابن أبی داود وعمر بن ذر؟! وذکر قوما.

وقال معتمر بن سلیمان عن أبی عمرو بن العلاء : کان قتادة وعمرو بن شعیب لا یغث علیهما شئ ، یأخذان عن کل أحد.

وقال ابن حبان : کان مدلسا علی قدر فیه (1).

وقال الحافظ الذهبی فی (التذکرة) (2) : کان قتادة معروفا بالتدلیس.

وقال أبو داود : حدث قتادة عن ثلاثین رجلا لم یسمع منهم - کما بترجمته فی (تهذیب التهذیب) (3) -.

هذا ، وقد ذکر أبو جعفر الإسکافی فی (نقض العثمانیة) (4) : أن بلالا وعامر بن فهیرة إنما أعتقهما رسول الله (ص) ، روی ذلک الواقدی وابن إسحاق وغیرهما.

قال أبو جعفر : وأما باقی موالیهم الأربعة ، فإن سامحناکم فی دعواکم لم یبلغ ثمنهم فی تلک الحال - لشدة بغض موالیهم لهم - إلا مائة درهم أو نحوها ، فأی فخر فی هذا؟! انتهی.

قال :

وقال ابن إسحاق : حدثنی محمد بن أبی عتیق ، عن عامر بن عبد الله ، عن أبیه ، قال :

ص: 101


1- 1. تهذیب التهذیب 4 / 541 - 542.
2- 2. تذکرة الحفاظ 1 / 123.
3- 3. تهذیب التهذیب 4 / 543.
4- 4. کما فی شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 13 / 273.

قال أبو قحافة لأبی بکر : أراک تعتق رقابا ضعافا ، فلو أنک إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا یمنعونک ویقومون دونک؟

فقال : یا أبت إنی إنما أرید ما أرید!

ثم نزلت هذه الآیات فیه : ( وسیجنبها الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی وما لأحد عنده من نعمة تجزی * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلی ولسوف یرضی ) (1).

أخرجه الحاکم فی (المستدرک) من طریق زیاد البکائی عن ابن إسحاق ، وقال : صحیح علی شرط مسلم. انتهی.

أقول :

یقع الکلام علی هذا الخبر تارة فی إسناده ، وأخری فی متنه.

أما إسناده ففیه محمد بن إسحاق بن یسار - صاحب (السیرة) - وقد تکلموا فیه ، قال مالک : دجال من الدجاجلة ، وقال ابن معین : لیس بحجة ، وقال أیضا : لیس بذاک ، ضعیف ، وقال مرة : لیس بالقوی ، وکذلک قال النسائی (2).

وقال یحیی القطان : أشهد أنه کذاب ، وقال هشام بن عروة : کذاب - کما فی (میزان الاعتدال) (3) -.

وقال أحمد : یدلس ، وسأله أیوب بن إسحاق فقال : تقبله إذا انفرد؟ قال : لا والله!

ص: 102


1- 1. سورة اللیل 92 : 17 - 21.
2- 2. تهذیب التهذیب 5 / 29 - 31.
3- 3. میزان الاعتدال 3 / 469.

وقال الذهبی فی (تذکرة الحفاظ) (1) لیس بذاک المتقن ، فانحط حدیثه عن رتبة الصحة.

وقال الدارقطنی : لا یحتج به ، وقال وهیب : سألت مالکا عنه فاتهمه ، وقال عبد الرحمن بن مهدی : کان یحیی بن سعید الأنصاری ومالک یجرحان ابن إسحاق (2).

هذا ، واعلم أن عتق الرقاب - علی تقدیر تسلیمه - إنما وقع بمکة ، وعبد الله بن الزبیر ولد بالمدینة فی السنة الأولی من الهجرة - أو بعد عشرین شهرا - فلم یسمع من أبی قحافة ما حکاه عنه ، وإنما أرسله رأسا ولم یسنده إلی من أخذه عنه ، فتنبه!

وأما زیاد بن عبد الله بن الطفیل البکائی ، فقد قال فیه ابن معین : لیس بشئ ، وقال أیضا : کان ضعیفا ، وکذا قال ابن سعد.

وقال عبد الله بن علی بن المدینی : سألت أبی عنه فضعفه ، وقال النسائی : ضعیف ، وقال فی موضع آخر : لیس بالقوی ، وقال أبو حاتم : لا یحتج به ، وقال ابن حبان : کان فاحش الخطأ ، کثیر الوهم ، لا یجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد (3). انتهی.

ولا یذهب علیک أنه لا عبرة بتصحیح الحاکم ، فإن تساهله أعدم النفع بکتابه - کما قال الحافظ ابن حجر - ، ولخص الذهبی ما ورد من الموضوعات فی (المستدرک) فبلغ مائة حدیث (4).

ص: 103


1- 1. تذکرة الحفاظ 1 / 173.
2- 2. الترغیب والترهیب 4 / 577.
3- 3. تهذیب التهذیب 2 / 220.
4- 4. راجع مقدمة عبد الوهاب عبد اللطیف لکتاب (تنزیه الشریعة) لابن عراق الکنانی ، ج 1 ص (م).

ثم إن متن هذا الخبر ظاهر النکارة ، إذ قد ذکر أصحاب التواریخ أنه لم یکن لأبی بکر ثروة سالفة ولا رئاسة متقدمة ، ولا لأبیه ولا جده ، وکان فی الجاهلیة یعلم الناس ویأخذ الأجرة علی تعلیمه ، ثم صار فی الإسلام خیاطا ، ولیس هذا صنیع الموسرین ، وکان أبوه شدید الفقر والمسکنة ، حتی أنه کان یؤجر نفسه للناس فی أمور خسیسة! فکان ینادی علی مائدة عبد الله بن جدعان ویطرد عنها الذبان (1)بأجر طفیف ، وفی ذلک یقول أمیة ابن أبی الصلت فی مرثیة ابن جدعان :

له داع بمکة مشمعل

وآخر فوق دارته ینادی

إلی ردح من الشیزی ملاء

لباب البر یلبک بالشهاد (2)

فمن أین انتقل الغنی إلی أبی بکر؟! ومن أین اجتمع له ذلک المال؟! ولو کان غنیا لکفی أباه آکل الذبان! (3)

وحسبک فی معرفة ضیق عیش أبی بکر وصاحبه ما أخرجه مسلم فی صحیحه (4)عن أبی هریرة ، قال : خرج رسول الله (ص) ذات یوم أو لیلة فإذا هو بأبی بکر وعمر ، فقال : ما أخرجکما من بیوتکما هذه الساعة؟ قالا :

ص: 104


1- شرح نهج البلاغة 13 / 275.
2- تاج العروس من جواهر القاموس 5 / 296.
3- کأن أبا قحافة کان مشهورا بذلک ، فقد أخرج الدولابی فی الکنی والأسماء 1 / 202 أن أبا طالب عم النبی (ص) بعث إلی رسول الله (ص) فقال : أطعمنی من عنب جنتک؟ وأبو بکر جالس عند رسول الله (ص) ، فقال أبو بکر : حرمها الله الکافرین ، فقال أبو طالب : فلأبی قحافة آکل الذبان تدخرها؟! انتهی. وقال السید الحمیری رحمه الله : أتری صهاکا وابنها وابن ابنها وأبا قحافة آکل الذبان کانوا یرون ، وفی الأمور عجائب یأتی بهن تصرف الأزمان أن الخلافة فی ذؤابة هاشم فیهم تصیر وهیبة السلطان
4- صحیح مسلم - کتاب الأشربة - باب جواز استتباعه غیره ... إلی آخره.

الجوع یا رسول الله! - وساق الحدیث إلی قوله : - فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله (ص) لأبی بکر وعمر : والذی نفسی بیده ، لتسألن عن هذا النعیم یوم القیامة ، أخرجکم من بیوتکم الجوع ثم لم ترجعوا حتی أصابکم هذا النعیم.

فإذا کان هذا حال أبی بکر بالمدینة - وقد فتح الله تعالی علی المسلمین من الفتوح والغنائم ما استغنوا به - فما ظنک به إذ کان بمکة؟!

علی أنک لو تأملت وأنصفت لأذعنت بانتفاء النسبة بین من أعتق نفرا من العذاب الدنیوی - علی تقدیر ثبوته - وبین من أعتق من لا یحصی عددهم إلا الله من العذاب الأبدی ، فهذا القسم الأخیر حلیة أمیر المؤمنین علیه السلام ، الواضحة براهینها ، اللائح یقینها دون أبی بکر وغیره ممن قصر عن مجده الشامخ ، وشرفه الباذخ ، الذی تعدی ذری الأفلاک ، وزاحم شرف الأملاک (1).

قال :

وقال ابن جریر : حدثنی هارون بن إدریس الأصم ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربی ، ثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبی بکر الصدیق ، عن عامر بن عبد الله بن الزبیر ، قال : کان أبو بکر الصدیق یعتق علی الإسلام بمکة ، فکان یعتق نساء إذا أسلمن ، فقال له أبوه : أی بنی! أراک تعتق أناسا ضعفاء ، فلو أنک أعتقت رجالا جلدا یقومون معک ویمنعونک ویدفعون عنک؟! فقال : أی أبت إنما أرید ما عند الله.

قال : فحدثنی بعض أهل بیتی أن هذه الآیة نزلت فیه : ( فأما من

ص: 105


1- 1. بناء المقالة الفاطمیة فی نقض الرسالة العثمانیة : 92.

أعطی واتقی وصدق بالحسنی ) إلی قوله : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی إلا ابتغاء وجه ربه الأعلی ) (1). انتهی.

أقول :

هذا هو حدیث ابن إسحاق المتقدم ، وقد قضینا الوطر من الکلام علیه ، ورواه عبد الرحمن بن محمد بن زیاد المحاربی هنا عنه.

قال أبو حاتم : صدوق إذا حدث عن الثقات (2) ، ویروی عن المجهولین أحادیث منکرة فیفسد حدیثه.

وقال عثمان الدارمی : لیس بذاک.

وقال العجلی : کان یدلس.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبیه : بلغنا أنه کان یدلس (3).

قال :

وقال ابن أبی حاتم : ثنا أبی ، ثنا منصور بن أبی مزاحم ، ثنا ابن أبی الوضاح ، عن یونس بن أبی إسحاق ، عن أبی إسحاق ، عن عبد الله بن مسعود : أن أبا بکر الصدیق اشتری بلالا من أمیة بن خلف وأبی بن خلف ببردة وعشرة أواق فأعتقه لله ، فأنزل الله : ( واللیل إذا یغشی ) إلی آخرها فی أبی بکر وأمیة بن خلف. انتهی.

ص: 106


1- 1. سورة اللیل 92 : 5 - 20.
2- 2. وهنا حدث عن ابن إسحاق - کما تری -.
3- 3. تهذیب التهذیب 3 / 416 - 417.

أقول

إسناد هذا الحدیث مشتمل علی من لا یحتج به.

فأما منصور بن أبی مزاحم بشیر الترکی ، فإن أحمد بن أبی یحیی حکی عن ابن معین : أنه لیس به بأس إذا حدث عن الثقات (1) ، لکنه هنا حدث عن أبی سعید المؤدب محمد بن مسلم بن أبی الوضاح ، وقد قال البخاری : فیه نظر (2).

وأما یونس بن أبی إسحاق السبیعی ، فکان الإمام أحمد یضعف حدیثه عن أبیه - کما هنا -.

وحکی عنه ابنه عبد الله : أن حدیثه مضطرب ، وقال أبو حاتم : لا یحتج به - کما بترجمته فی تهذیب التهذیب (3) -.

وأما أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبیعی الکوفی ، فإنه لم یسمع عبد الله بن مسعود البتة ، لأن ابن مسعود توفی سنة اثنتین وثلاثین ، وأبو إسحاق ولد فیها - علی ما فی (الکاشف) للذهبی - وفی اللباب : أنه ولد سنة تسع وعشرین! وأنت خبیر بأنه لا یتحقق سماع حینئذ ، فحدیثه عن ابن مسعود مرسل بلا ریب.

هذا ، مع ما ذکروا فی حقه من کونه مدلسا ، وقال ابن المدینی فی (العلل) : قال شعبة : سمعت أبا إسحاق یحدث عن الحارث بن الأزمع بحدیث فقلت له : سمعت منه؟ فقال : حدثنی مجالد عن الشعبی عنه.

قال شعبة : وکان أبو إسحاق إذا أخبرنی عن رجل قلت له : هذا أکبر

ص: 107


1- 1. کما بترجمته من تهذیب التهذیب 5 / 543.
2- 2. تهذیب التهذیب 5 / 289.
3- 3. تهذیب التهذیب 6 / 274.

منک؟ فإن قال : نعم ، علمت أنه لقی ، وإن قال : أنا أکبر منه ، ترکته.

وقال معن : أفسد حدیث أهل الکوفة الأعمش وأبو إسحاق - یعنی للتدلیس - (1).

وروی عن عمر بن سعد قاتل الحسین علیه السلام وشمر بن ذی الجوشن لعنه الله تعالی (2) ، قال ابن معین : کیف یکون من قتل الحسین علیه السلام ثقة (3).

هذا ، واعلم أن جمیع ما ذکرناه هنا یأتی بحذافیره فی الحدیث الذی أورده السیوطی بعد هذا ، فلم نر وجها للتطویل بإعادته ، والله المستعان.

قال :

وفی تفسیر البغوی : قال سعید بن المسیب : بلغنی أن أمیة بن خلف قال لأبی بکر الصدیق فی بلال حین قال : أتبیعنیه؟ قال : نعم أبیعه بقسطاس - عبد لأبی بکر - صاحب عشرة آلاف دینار وغلمان وجوار ومواش ، وکان مشرکا یأبی الإسلام ، فاشتراه أبو بکر به ، فقال المشرکون : ما فعل ذلک أبو بکر ببلال إلا لید کانت لبلال عنده ، فأنزل الله : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) . انتهی.

أقول :

لسنا نعلم عمن بلغ ابن المسیب هذا البلاغ لننظر فی شأنه!

ص: 108


1- 1. تهذیب التهذیب 4 / 358 - 359.
2- 2. میزان الاعتدال 2 / 311.
3- 3. الکاشف - للذهبی - 2 / 311.

فإن قال قائل :

إن الشافعی احتج بمراسیله.

قلنا :

مع أن ذلک لو ثبت لم یکن حجة علی غیره ، فإن البلقینی حکی فی (محاسن الاصطلاح) عن الماوردی فی (الحاوی) أن الشافعی اختلف قوله فی مراسیل سعید ، فکان فی القدیم یحتج بها بانفرادها ، ومذهبه فی الجدید أنه کغیره (1). انتهی.

ثم لیعلم أن الحدیثین المتقدمین الصریحین فی شراء أبی بکر بلالا ، وکذا بلاغ ابن المسیب ، یدفعها ما رواه ابن عبد البر فی (الإستیعاب) (2) بترجمة بلال بن رباح الحبشی مؤذن رسول الله (ص) ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ، قال : نا محمد بن بکر ، قال : نا أبو داود ، قال : قرئ علی سلمة بن شبیب - وأنا شاهد - قال : نا عبد الرزاق ، قال : نا معمر ، عن عطاء الخراسانی ، قال : کنت عند سعید بن المسیب فذکر بلالا ، فقال : کان شحیحا علی دینه ، فإذا أراد المشرکون أن یقاربهم قال : الله الله! فلقی النبی (ص) أبا بکر فقال : لو کان عندنا مال اشترینا بلالا.

قال : فلقی أبو بکر العباس بن عبد المطلب فقال لسیدته : هل لک أن تبیعینی عبدک هذا قبل أن یفوتک خیره وتحرمی ثمنه؟ قالت : وما تصنع به؟!

ص: 109


1- 1. حاشیة العطار علی شرح (جمع الجوامع) للجلال المحلی 2 / 203 - 204.
2- 2. الإستیعاب 1 / 143 - 144 ، أسد الغابة 1 / 243.

إنه خبیث وأنه .. قال : ثم لقیها فقال مثل مقالته ، فاشتراه العباس ، فبعث به إلی أبی بکر فأعتقه ... إلی آخره.

فتبین بهذا أن غایة ما هنالک أن أبا بکر تولی عتق بلال فحسب ، وأن الذی دفع ثمنه إنما هو العباس رضی الله تعالی ، ویؤید ذلک ما مر ویأتی من ضیق عیش أبی بکر ، وقلة ذات یده ، وشدة فقره ومسکنته ، وکذا ما فی هذا الأثر من رجوعه إلی عم النبی (ص) فی شراء بلال ، فلیس فی مثل هذا الإعتاق فضل فضلا عن أن ینزل فیه قرآن یتلی إلی یوم القیامة!

قال :

وفی تفسیر القرطبی : روی عطاء والضحاک عن ابن عباس ، قال : عذب المشرکون بلالا فاشتراه أبو بکر برطل من ذهب من أمیة بن خلف وأعتقه ، فقال المشرکون : ما أعتقه أبو بکر إلا لید کانت عنده ، فنزلت : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) . انتهی.

أقول :

إن الضحاک بن مزاحم لم یثبت له سماع من أحد من الصحابة - کما قیل - ، وأنکر جماعة أن یکون لقی ابن عباس وسمع منه ، منهم مشاش السلمی وعبد الملک بن میسرة وشعبة.

وقال أبو أسامة ، عن المعلی ، عن شعبة ، عن عبد الملک ، قلت للضحاک : سمعت من ابن عباس؟ قال : لا ، قلت : فهذا الذی تحدثه عمن أخذته؟! قال : عن ذا وعن ذا (1).

ص: 110


1- 1. تهذیب التهذیب 2 / 572.

وأما عطاء ، فإن کان روی عنه هذا فقد روی عنه غیره!

أخرج الثعلبی فی تفسیره بسنده عن عطاء ، قال : کان لرجل من الأنصار نخلة ، وکان یسقط من نخلها فی دار جاره ، وکان صبیانه یتناولونه ، فشکا ذلک إلی النبی (ص) ، فقال له النبی (ص) : بعنیها بنخلة فی الجنة ، فأبی!

فخرج فلقیه أبو الدحداح فقال له : هل لک أن تبیعنیها بحبس - یعنی حائطا -؟ فقال : هی لک!

فأتی النبی (ص) فقال : یا رسول الله ، أتشتریها منی بنخلة فی الجنة؟

قال : نعم ، هی لک ، فدعا النبی (ص) جار الأنصاری فقال : خذها.

فأنزل الله تعالی : ( واللیل إذا یغشی ) إلی قوله : ( إن سعیکم لشتی ) أبو الدحداح والأنصاری صاحب النخلة ، ( فأما من أعطی واتقی ) أبو الدحداح ( وصدق بالحسنی ) یعنی : الثواب ، وأن ( الأشقی ) صاحب النخلة ، قال : ( وسیجنبها الأتقی ) یعنی : أبا الدحداح ( الذی یؤتی ماله یتزکی ) أبو الدحداح ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) یکافئه بها ، یعنی : أبا الدحداح.

فکان النبی (ص) یمر بذلک الحبس وعذوقه دانیة فیقول : عذوق وأی عذوق لأبی الدحداح فی الجنة! انتهی.

ومثل هذا لا یقال من قبل الرأی ، وإنما یکون عن روایة ، وقد أرسل الإمام الطبرسی رحمه الله ، فی (مجمع البیان) (1) عن عطاء أن اسم الرجل أبو الدحداح.

وروی نحوه الواحدی فی (أسباب النزول) والسیوطی فی (لباب

ص: 111


1- 1. مجمع البیان 5 / 501 ، زاد المسیر 9 / 147 و 148.

النقول) عن ابن عباس رضی الله عنه ، قال : إن رجلا کانت له نخلة فرعها فی دار رجل - وساق القصة إلی قوله : - ثم ذهب الرجل فلقی رجلا هو ابن الدحداح (1) کان یسمع الکلام من رسول الله (ص) فقال : یا رسول الله ، أتعطینی ما أعطیت الرجل نخلة فی الجنة إن أنا أخذتها؟ قال : نعم ، فذهب الرجل فلقی صاحب النخلة فساومها منه.

قال : ثم ذهب إلی النبی (ص) فقال : یا رسول الله ، إن النخلة قد صارت فی ملکی فهی لک.

فذهب رسول الله (ص) إلی صاحب الدار فقال : إن النخلة لک ولعیالک ، فأنزل الله تبارک وتعالی : ( واللیل إذا یغشی والنهار إذا تجلی وما خلق الذکر والأنثی * إن سعیکم لشتی ) . انتهی.

وروی ابن أبی حاتم عن ابن عباس نحوه مطولا مبهما فیه : أبو الدحداح (2).

وأرسل الرازی فی تفسیره الکبیر 31 / 202 فی قوله تعالی : ( لا یصلاها إلا الأشقی ) (3) قال : نزلت فی أمیة بن خلف وأمثاله الذین کذبوا محمدا (ص) والأنبیاء قبله. انتهی.

فلم یذکر شیئا مما ذکروه من عتق العبید بمکة ، ولو کان لذکره.

وقال الحافظ ابن حجر فی ترجمة أبی الدحداح الأنصاری من (الإصابة) (4) : روی أحمد (5) والبغوی والحاکم من طریق حماد بن سلمة ،

====

6. مسند أحمد 3 / 146.

ص: 112


1- 1. أسباب النزول : 254 - ط البابی الحلبی ، لباب النقول فی أسباب النزول : 211.
2- 2. کذا ، والمشهور (أبو الدحداح) کما تقدم ویأتی.
3- 3. الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور 6 / 357.
4- 4. سورة اللیل 92 : 15.
5- 5. الإصابة فی تمییز الصحابة 4 / 59.

عن ثابت ، عن أنس : أن رجلا قال : یا رسول الله ، إن لفلان نخلة وأنا أقیم حائطی بها ، فأمره أن یعطینی حتی أقیم حائطی بها ، فقال له النبی (ص) : أعطه إیاها بنخلة فی الجنة ، فأبی!

قال : فأتاه أبو الدحداح فقال : بعنی نخلتک بحائطی ، قال : ففعل ، فأتی النبی (ص) فقال : یا رسول الله! ابتعت النخلة بحائطی ، فاجعلها له فقد أعطیتکها ، فقال : کم من عذق رداح لأبی الدحداح فی الجنة - قالها مرارا -.

قال : فأتی امرأته فقال : یا أم الدحداح! أخرجی من الحائط ، فإنی قد بعته بنخلة فی الجنة ، فقالت : ربح البیع - أو کلمة تشبهها -. انتهی.

وقال ابن عبد البر بترجمة أبی الدحداح فی (الإستیعاب) (1) : روی عقیل عن ابن شهاب ، أن یتیما خاصم أبا لبابة فی نخلة ، فقضی بها رسول الله (ص) لأبی لبابة ، فبکی الغلام ، فقال رسول الله (ص) لأبی لبابة : اعطه نخلتک ، فقال : لا ، فقال : اعطه إیاها ولک بها عذق فی الجنة ، فقال : لا ، فسمع بذلک أبو الدحداح فقال لأبی لبابة : أتبیع عذقک ذلک بحدیقتی هذه؟ قال : نعم ، فجاء أبو الدحداح رسول الله (ص) فقال : یا رسول الله! النخلة التی سألت للیتیم إن أعطیته إیاها ألی بها عذق فی الجنة؟ قال : نعم. انتهی.

وحکی الشهابان الخفاجی والآلوسی (2) عن السدی : أن سورة اللیل نزلت فی أبی الدحداح الأنصاری ، وذلک أنه کان فی دار منافق نخلة یقع منها فی دار یتامی فی جواره بعض بلح فیأخذه منهم ، فقال له (ص) : دعها لهم ولک بدلها نخل فی الجنة ، فأبی! فاشتراها أبو الدحداح بحائطها وقال

ص: 113


1- 1. الإستیعاب 4 / 61.
2- 2. عنایة القاضی وکفایة الراضی (حاشیة البیضاوی) 8 / 367 ، روح المعانی 30 / 147.

للنبی (ص) : أهبها لهم بالنخلة التی فی الجنة؟ فقال (ص) : افعل ، فوهبها ، فنزلت. انتهی.

قلت :

مجموع هذه النقول - علی اختلاف خصوصیاتها - تدل علی أن للقصة أصلا أصیلا وأنها سبب النزول ، ویؤخذ من ذلک أن سورة اللیل مدنیة ، فحینئذ لا یمکن التعلق بها فی قصة عتق العبید بمکة ، ولا الاحتجاج بها علی أفضلیة أبی بکر.

وقد اختلفوا فی مکیتها ومدنیتها ، فالجمهور علی أنها مکیة ، وقال علی بن أبی طلحة : مدنیة (1) ، وقیل : بعضها مکی وبعضها مدنی (2) ، وقال صاحب المیزان رحمه الله : إن السورة تحتمل المکیة والمدنیة بحسب سیاقها (3)

فظهر بذلک أن دعوی السیوطی : توارد خلائق من المفسرین لا یحصون علی أنها نزلت فی أبی بکر ، وکذا أصحاب الکتب المؤلفة فی المبهمات ، وزعم الآلوسی أن ذلک روی بأسانید صحیحة (4) .. بل تجرؤ أبی الفرج ابن الجوزی البکری فی (زاد المسیر) (5) علی إرسال دعوی إجماع المفسرین علی أن المراد بالأتقی فی الآیة أبو بکر إرسال المسلمات .. مما لا یقام له وزن البتة ، لما عرفت من أن دعواهم معارضة بمثلها ، مضافا إلی اتفاق الشیعة - وهم شطر الأمة - علی نزولها فی أبی الدحداح الأنصاری ،

ص: 114


1- 1. الإتقان 1 / 44.
2- 2. روح المعانی 30 / 147.
3- 3. المیزان فی تفسیر القرآن 20 / 302.
4- 4. روح المعانی 30 / 147.
5- 5. زاد المسیر فی علم التفسیر 9 / 152.

فلا ینعقد إجماع علی تلک الدعوی - مع اختلاف العامة أنفسهم فیها - إلا من شرذمة النواصب ، ولیس یعتد بشئ من أباطیلهم.

علی أن ابن الجوزی حاطب لیل لا یدری ما یخرج من رأسه! وقد کثر اعتراض الناس علیه (1) لکثرة أغالیطه فی تصانیفه ، فکان یصنف الکتاب ولا یعتبره ، وینقل من المصنفات من غیر أن یکون متقنا لذلک العلم من جهة الشیوخ والبحث ، ولهذا نقل عنه أنه قال : أنا مرتب ولست بمصنف (2).

ثم إنک لو تأملت سیاق الآیات لتحققت أنها بقصة أبی الدحداح أشبه ، إذ لا یقال لمن یؤذی عبده کأمیة بن خلف إنه بخیل ولا إنه کذب وتولی ، وإنما البخیل ذاک الذی بخل بنخلته فلم یبعها بنخلة فی الجنة وکذب بعدة الرسول (ص) وتولی عنه ، وهو صاحب النخلة - کما مر - فهو المعنی بالأشقی فی قوله تعالی : ( لا یصلاها إلا الأشقی ) فتنبه (3).

* * *

ص: 115


1- 1. فتح الملک العلی : 160.
2- 2. راجع مقدمة (تنزیه الشریعة المرفوعة) ج 1 ص (م) نقلا عن ذیل طبقات ابن أبی یعلی ، وانظر : تذکرة الحفاظ 4 / 1347.
3- 3. الصوارم المهرقة : 303.

تتمة

أخرج الحمیری فی (قرب الإسناد) (1) عن أحمد بن محمد بن عیسی ، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر ، قال : سمعت الرضا علیه السلام یقول فی تفسیر ( واللیل إذا یغشی ) : إن رجلا من الأنصار کان لرجل فی حائطه نخلة ، وکان یضر به ، فشکا ذلک إلی رسول الله (ص) ، فدعاه فقال : أعطنی نخلتک بنخلة فی الجنة ، فأبی! فبلغ ذلک رجلا من الأنصار یکنی أبا الدحداح ، فجاء إلی صاحب النخلة فقال : بعنی نخلتک بحائطی فباعه ، فجاء إلی رسول الله (ص) فقال : یا رسول الله ، قد اشتریت نخلة فلان بحائطی ، قال : فقال رسول الله (ص) : فلک بدلها نخلة فی الجنة .. الحدیث.

ورواه القمی فی تفسیره مرسلا مضمرا.

وقد تبین أن نزول سورة اللیل فی أبی الدحداح مروی من طرق الفریقین ، فینبغی الأخذ به والتعویل علیه ، لأنه مما وقع علیه الاتفاق دون غیره ، والله الموفق والمستعان.

* * *

ص: 116


1- 1. قرب الإسناد : 355 - 356.

ثم إن السیوطی عقد فصلا آخر لتضعیف ما أفتی به الجوجری ، وذکر فیه أربعة وجوه ، ثلاثة منها جدلیة ینبغی أن تطوی ولا تروی! وأما الوجه الرابع الذی رد به علیه من جهة التحقیق - کما قال - فهو ما ذکره بقوله :

قال البغوی فی (معالم التنزیل) : یرید ب : ( الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی ) یطلب أن یکون عند الله زکیا ، لا ریاء ولا سمعة - یعنی أبا بکر الصدیق فی قول الجمیع - ، وقال ابن الخازن فی تفسیره : (الأتقی) هنا أبو بکر الصدیق فی قول جمیع المفسرین ، وقال الإمام فخر الدین الرازی فی تفسیره : أجمع المفسرون منا علی أن المراد ب : (الأتقی) أبو بکر ، وذهبت الشیعة إلی أن المراد به علی ، فانظر إلی نقل هؤلاء الأئمة الثلاثة إجماع المفسرین علی أن المراد ب : (الأتقی) أبو بکر ، لا کل تقی. انتهی.

أقول :

لا نقیم لإجماعهم وزنا ، لما انکشف من حال الأحادیث والآثار التی لیس لها من الحقیقة مسیس ، ولا من القوة والمتانة رسیس ، فلا ینعقد علی دعواهم إجماع إلا إجماعا هو أوهن من بیت العنکبوت.

وأما عزو الرازی إلی الشیعة بأسرهم نزول الآیة فی حق علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام فافتراء ظاهر ، وقد عرفت قولهم فی ذلک.

نعم ، حکی هو فی تفسیره (1) عن بعض الشیعة الاستدلال علی ذلک بقوله تعالی : ( ویؤتون الزکاة وهم راکعون ) (2) ، بتقریب أن قوله عز من

ص: 117


1- 1. التفسیر الکبیر 31 / 204.
2- 2. سورة المائدة 5 : 55.

قائل : ( الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی ) إشارة إلی ما فی تلک الآیة.

لکن لیس هذا قولا لهم قاطبة ، وإنما هو شئ احتمله بعضهم ، وکأنه مأخوذ مما رواه البرقی عن إسماعیل بن مهران ، عن أیمن بن محرز ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبد الله علیه السلام - من حدیث - قال :

وأما قوله تعالی : ( وسیجنبها الأتقی ) قال : رسول الله (ص) ومن تبعه ، و ( الذی یؤتی ماله یتزکی ) قال : ذاک أمیر المؤمنین علیه السلام وهو قوله : ( ویؤتون الزکاة وهم راکعون ) وقوله : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) فهو رسول الله (ص) الذی لیس لأحد عنده نعمة تجزی ، ونعمته جاریة علی جمیع الخلق صلوات الله علیه. انتهی.

قلت :

أیمن بن محرز مجهول الحال ، فالروایة ضعیفة ، وهی من قبیل الجری والتطبیق دون التفسیر - کما قال صاحب المیزان رحمه الله (1) -.

ونحو ذلک الاستئناس بقوله تعالی : ( ویطعمون الطعام علی حبه مسکینا ویتیما وأسیرا إنما نطعمکم لوجه الله لا نرید منکم جزاء ولا شکورا ) (2) الوارد فی حق علی علیه السلام ، فقد یقال : إنه یناسب قوله : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی إلا ابتغاء وجه ربه الأعلی ) لکن لا ینمی ذلک إلی الشیعة طرا ، فافهم.

هذا ، وقد حکی الفخر الرازی فی تفسیره (3) عنهم أن قوله تعالی فی

ص: 118


1- 1. المیزان فی تفسیر القرآن 20 / 308.
2- 2. سورة الإنسان 76 : 8 و 9.
3- 3. التفسیر الکبیر 31 / 146.

سورة الأعلی : ( ویتجنبها الأشقی الذی یصلی النار الکبری ) (1) نزل فی الولید وعتبة وأبی.

قال : وأنت تعلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. انتهی.

قلت :

هذا الکلام جار بعینه فیما نحن فیه ، ویستفاد منه أن (الأتقی) فی الآیة لیس أفعل تفضیل ، وإلا لما صدق الوصف علی الثلاثة ، لأن (أفعل) التی للتفضیل موضوعة لتفرد الموصوف بالصفة وأنه لا مساوی له فیها - کما قال السیوطی أیضا - فهی کقوله تعالی : ( أصحاب الجنة یومئذ خیر مستقرا وأحسن مقیلا ) (2) ، وعلی فرض إرادة خصوص (الأتقی) و (الأشقی) فإن الاتقائیة والإشقائیة نسبیة ، فأبو بکر مثلا أتقی بالنسبة إلی أمیة بن خلف ، لا أنه کذلک مطلقا ، وإلا لزم أن یکون (الأشقی) فی سورتی اللیل والأعلی واحدا .. ولیس کذلک.

هذا ، مع أن ابن أبی الحدید المعتزلی - ولیس هو ممن یتهم فی أبی بکر - حکی عن بعضهم أن السورة نزلت فی مصعب بن عمیر (3) ، فمع احتمال هذا القول - علی الأقل - وکذا ما سلف من القول بنزولها فی أبی الدحداح لا یتأتی الجزم بنزولها فی أبی بکر ، فتأمل جیدا.

قال :

وقال الأصبهانی فی تفسیره : خص الصلی بالأشقی والتجنب بالأتقی

ص: 119


1- 1. سورة الأعلی 87 : 11 و 12.
2- 2. سورة الفرقان 25 : 24.
3- 3. شرح نهج البلاغة 13 / 273.

- وقد علم أن کل شقی یصلاها ، وکل تقی یجنبها ، لا یختص بالصلی أشقی الأشقیاء ، ولا بالنجاة أتقی الأتقیاء - لأن الآیة واردة فی الموازنة بین حالتی عظیم من المشرکین وعظیم من المؤمنین ، فأرید أن یبالغ فی صفتیهما المتناقضتین ، فقیل : الأشقی ، وجعل مختصا بالصلی ، کأن النار لم تخلق إلا له ، وقیل : الأتقی ، وجعل مختصا بالنجاة ، کأن الجنة لم تخلق إلا له. انتهی.

قال السیوطی :

وهذا صریح فی أن المراد ب : (الأتقی) أتقی الأتقیاء علی الاطلاق لا مطلق التقی ، وأتقی الأتقیاء علی الاطلاق بعد النبیین أبو بکر الصدیق! انتهی.

أقول :

دل کلام الأصبهانی علی أن صیغة (أفعل) هنا لیست علی ظاهرها من التفضیل ، بل (الأشقی) هنا بمعنی الشقی ، و (الأتقی) بمعنی التقی لمکان التعلیل المذکور فی کلامه خلافا لما أصر علیه السیوطی ومن تابعه علی ذلک.

وأما قول الأصبهانی : (لأن الآیة واردة فی الموازنة ...) فیرد علیه أن الموازنة المذکورة متوقفة علی کون (أفعل) هنا للتفضیل ، وقد دل قوله : (وقد علم أن کل شقی یصلاها ...) وقوله : (فأرید أن یبالغ فی صفتیهما المتناقضتین ، فقیل : الأشقی ... وقیل : الأتقی ...) علی أن (أفعل) هنا لیست للتفضیل - کما ذکرنا آنفا -.

هذا ، مع أن کون (أفعل) هنا للتفضیل متوقف علی ثبوت إرادة

ص: 120

الموازنة بین حالتی عظیم من المشرکین وعظیم من المؤمنین ، ودونه خرط القتاد ، لما عرفت فی شأن نزول الآیات ، وما أرسله الإمام الرازی عن ابن عباس رضی الله عنه - کما مر - فالاستدلال لکل من الأمرین دوری.

ومما ذکرنا یظهر لک ما فی کلام السیوطی ، حیث أخذ من تقریر الأصبهانی أن (أفعل) هنا للتفضیل ، وأن المراد ب (الأتقی) أتقی الأتقیاء علی الاطلاق وتطبیق ذلک علی أبی بکر.

وقد یقال : لا یخلو إما أن یراد ب (الأتقی) أتقی الأتقیاء علی الاطلاق ، أو من هو أتقی من بعض المؤمنین.

فأما الأول ، فلا ریب أن ذاک لم یکن ولا یکن إلا رسول الله (ص) بإجماع أهل الإسلام.

وأما الثانی ، فإنا لا نسلم دخول علی علیه الصلاة والسلام فی ذلک البعض حتی یکون أبو بکر أفضل منه! بل نقطع بخروجه علیه السلام - علی تقدیر کون المراد ب (الأتقی) ابن أبی قحافة - لأنه نفس النبی (ص) کما دل علیه قوله عز سلطانه فی آیة المباهلة : ( وأنفسنا وأنفسکم ) (1) فیخرج علیه السلام کما خرج (ص) من ذلک البعض.

ومعلوم بالضرورة أن الأکرم عند الله تعالی علی الاطلاق هو الذی یکون أتقی من جمیع المؤمنین لا من بعضهم ، وإذا تطرق التخصیص إلی (الأتقی) سقط الاستدلال - کما قال قاضی القضاة التستری رحمه الله ، (2) -.

وأیضا : فإن صحة السؤال عن کون أبی بکر أتقی المؤمنین جمیعا أو بعضهم ، ومن کل الوجوه أو من بعضها ، دلیل علی عدم دلالة الآیة علی أنه أتقی الخلق وأفضلهم بعد النبیین صلی الله وسلم علیهم أجمعین ، فتنبه!

ص: 121


1- 1. سورة آل عمران 3 : 61.
2- 2. الصوارم المهرقة : 304.

قال :

وقال النسفی فی تفسیره : (الأتقی) الأکمل تقوی ، وهو صفة أبی بکر الصدیق.

قال : ودل علی فضله علی جمیع الأمة ، قوله تعالی : ( إن أکرمکم عند الله أتقاکم ) (1).

وقال القرطبی فی تفسیره : قال ابن عباس : (الأتقی) أبو بکر الصدیق ، وقال بعض أهل المعانی : أراد ب : (الأشقی) و (الأتقی) الشقی والتقی ، کقول طرفة :

تمنی رجال أن أموت وإن أمت

فتلک سبیل لست فیها بأوحد

أی : واحد ووحید ، فوضع (أفعل) موضع (فعیل). انتهی.

قال السیوطی : وهذا الذی نقله عن بعض أهل المعانی هو الذی أفتی به الجوجری عادلا عن قول جمیع المفسرین إلی قول بعض أهل النحو. انتهی.

أقول :

کلام النسفی مصادره ظاهرة ودعوی بلا بینة ، ولله شرف الدین البوصیری حیث یقول :

والدعاوی ما لم تقیموا علیها

بینات أبناؤها أدعیاء

فلا ینبغی الاصغاء إلیه ، ولا التعریج علیه.

وأما ما حکاه القرطبی عن ابن عباس ، فقد تقدم عن حبر الأمة

ص: 122


1- 1. سورة الحجرات 49 : 13.

ما یدفعه ، فراجع ثمة إن شئت.

وفی (تنویر المقباس فی تفسیر ابن عباس) (1) : (الأشقی) الشقی ، و (الأتقی) التقی.

وأما ما نقله عن بعض أهل المعانی ، فسیأتی بیان شواهده إن شاء الله تعالی ، وکونه المتعین فی المقام.

وأما تهجم السیوطی علی الجوجری ورمیه بالعدول عن قول جمیع المفسرین إلی قول بعض أهل النحو.

فیقال علیه : إنه لم یتفق المفسرون من أهل نحلته - فضلا عن غیرهم - علی رأی واحد ، بل ذهب إلی کل من القولین فریق ، وکم منهم من اختار القول الآخر ، کالسیوطی المعترض فی (تفسیر الجلالین) (2) حیث قال : ( لا یصلاها ) یدخلها ( إلا الأشقی ) بمعنی الشقی ، قال : ( وسیجنبها ) یبعد عنها ( الأتقی ) بمعنی التقی.

وقال فی تفسیر سورة الأعلی (3) : ( الأشقی ) بمعنی الشقی ، أی : الکافر. انتهی.

وما أصدق المثل السائر فی حقه : (رمتنی بدائها وانسلت)!

قال :

وکذا نقل ابن جریر فی تفسیره هذه المقالة عن بعض أهل العربیة ، ثم قال : والصحیح الذی جاءت به الآثار عن أهل التأویل أنها فی أبی بکر ، بعتقه من أعتق من الممالیک ابتغاء وجه الله.

ص: 123


1- 1. تنویر المقباس - المطبوع بهامش الدر المنثور - 6 / 312 و 314.
2- 2. تفسیر الجلالین 2 / 563.
3- 3. تفسیر الجلالین 2 / 554.

قال السیوطی :

فأنت تری هذه النقول تنادی علی أن الذی أفتی به الجوجری مقالة فی الآیة لبعض النحویین ، مشی علیها بعض المصنفین فی التفسیر ، وأن الذی وردت به الآثار وقاله المفسرون من السلف وصححه الخلف اختصاصها بأبی بکر إبقاء للصیغة علی بابها ، هذا بیان رجحان ذلک من حیث التفسیر. انتهی.

أقول :

اختلط علی السیوطی کلام ابن جریر الطبری فی (جامع البیان) ونحن ننقل لک عبارته لتقف علی حقیقة ما ذهب إلیه.

قال - بعدما حکی عن بعض أهل العربیة قولا فی قوله تعالی : ( الذی کذب وتولی ) وقوله : ( وسیجنبها الأتقی ) (1) : یقول - یعنی الحق سبحانه - : وسیوقی صلی النار التی تلظی التقی ، ووضع (أفعل) موضع (فعیل) کما قال طرفة :

تمنی رجال أن أموت وإن أمت

فتلک سبیل لست فیها بأوحد

انتهی.

وهذا صریح فی أن ذلک مختاره ، وأنه لم ینقله عن بعض أهل العربیة!

وإذا کان هذا مذهب إمام مفسریهم ومقدمهم - فی ذا الشأن - من دون مدافع ولا نکیر ، فکیف تسنی للسیوطی أن یعزو الاجماع إلی المفسرین وهم

ص: 124


1- 1. جامع البیان فی تفسیر القرآن 30 / 145.

مختلفون فی ذلک؟! ( إن هذا إلا اختلاق ) .

وأما قوله : وکذا نقل ابن جریر فی تفسیره هذه المقالة عن بعض أهل العربیة ، ثم قال : والصحیح الذی جاءت به الآثار ...

فإن ذلک مما یقوی الریب فی نقول السیوطی ، إذ ربط بین شیئین لا تعلق بینهما! وابتدع عبارة تعضد مذهبه ، وینبغی حکایة کلام ابن جریر لتطلع علی تلبیسه ..

قال - بعد أن نقل عن بعض أهل العربیة قولا فی تأویل قوله عز من قائل : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) - (1) : وهذا الذی قاله الذی حکینا قوله من أهل العربیة ، وزعم أنه مما یجوز هو الصحیح الذی جاءت به الآثار عن أهل التأویل ، وقالوا : نزلت فی أبی بکر بعتقه من أعتق. انتهی.

ثم طفق یذکر من قال ذلک ، وأین هذا من العبارة التی لفقها الرجل؟! فإن کلام ابن جریر هنا صریح فی تعین ما حکاه من قول بعض أهل العربیة فی هذا المقام وأنه هو الصحیح ، فانظر واعجب لا سیما من مثل هذا المجدد الذی أرعد وأبرق وادعی الدعاوی الطویلة العریضة!! وهذا طرف من شطحاته وزلاته - کما تری - .. نسأل الله السلامة.

قال :

وأما من حیث أصول الفقه والعربیة فأقول : قول الجوجری : (إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) فرع أن یکون فی اللفظ عموم حتی یکون العبرة به ، والآیة لا عموم فیها أصلا ورأسا ، بل هی نص فی الخصوص. انتهی.

ص: 125


1- 1. جامع البیان 30 / 146.

أقول :

سیأتی منا تحقیق الکلام فی أن الآیة هل فیها عموم أم لا؟ وهناک یحصحص الحق ویسفر عن محضه إن شاء الله ، لکن ینبغی أن یعلم أن جماعة ممن تقدموا السیوطی وممن تأخروا عنه ادعوا العموم فی الآیة.

* قال القفال : نزلت هذه السورة فی أبی بکر وإنفاقه علی المسلمین ، وفی أمیة بن خلف وبخله وکفره بالله ، إلا أنها وإن کانت کذلک لکن معانیها عامة للناس ، ألا تری أن الله تعالی قال : ( إن سعیکم لشتی ) (1) وقال : ( فأنذرتکم نارا تلظی ) (2).

قال : ویروی عن علی علیه السلام أنه قال : خرجنا مع رسول الله (ص) فی جنازة ، فقعد رسول الله (ص) وقعدنا حوله فقال : ما منکم نفس منفوسة إلا وقد علم الله مکانها من الجنة والنار ، فقلنا : یا رسول الله! أفلا نتکل؟

فقال : اعملوا ، فکل میسر لما خلق له ( فأما من أعطی واتقی * وصدق بالحسنی فسنیسره للیسری ) (3) ، فبان بهذا الحدیث عموم هذه السورة. انتهی (4).

* وقال النیسابوری فی (غرائب القرآن) (5) : إن کان المراد ب (الأشقی) هو أبو سفیان أو أمیة ، وب (الأتقی) هو أبو بکر ، فلا إشکال ،

ص: 126


1- 1. سورة اللیل 92 : 4.
2- 2. سورة اللیل 92 : 14.
3- 3. سورة اللیل 92 : 5 - 7.
4- 4. تفسیر الفخر الرازی 31 / 197.
5- 5. غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسیر النیسابوری) 30 / 104 المطبوع بهامش تفسیر الطبری.

وتتناول الآیة غیرهما من الأشقیاء والأتقیاء بالتبعیة ، إذ لا عبرة بخصوص السبب. انتهی.

وقال ابن کثیر فی تفسیره (1) : لا شک أنه - یعنی أبا بکر - داخل فیها - أی الآیات - وأولی الأمة بعمومها ، فإن لفظها لفظ العموم وهو قوله تعالی : ( وسیجنبها الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی * وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) . انتهی.

* وقال الشهاب الخفاجی فی (عنایة القاضی) (2) : وخصوص السبب لا ینافی عموم الحکم واللفظ - کما توهمه الجوجری هنا -.

نعم ، یقتضی الدخول فیه دخولا أولیا. انتهی.

* وقال أبو الثناء شهاب الدین الآلوسی فی (روح المعانی) (3) : المراد ب ( من أعطی ) إلی آخره .. وب ( من بخل ) إلی آخره .. المتصف بعنوان الصلة مطلقا وإن کان السبب خاصا ، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. انتهی.

فأنت تری أن الجوجری له سلف فی ذلک ولم ینفرد بمقالته! فما کان ینبغی للسیوطی أن یعنفه ویعذله بنحو قوله : هذا شأن من یلقی نفسه فی کل واد ، وغیر ذلک من ضروب العتب والملام ، کأن الرجل أحدث فی الإسلام حدثا ، أو أورد فیه فتقا - والعیاذ بالله -.

قال :

وبیان ذلک من وجهین :

ص: 127


1- 1. تفسیر ابن کثیر 30 / 556.
2- 2. عنایة القاضی وکفایة الراضی 8 / 369.
3- 3. روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی 30 / 149.

أحدهما : أن العموم إنما یستفاد فی مثل هذه الصیغة من (أل) الموصولة أو التعریفیة ، ولیست (أل) هذه موصولة قطعا ، لأن (الأتقی) أفعل تفضیل ، و (أل) الموصولة لا توصل بأفعل التفضیل بإجماع النحاة ، وإنما توصل باسم الفاعل والمفعول ، وفی الصفة المشبهة خلاف ، وأما أفعل التفضیل فلا توصل به بلا خلاف.

وأما التعریفیة فإنما تفید العموم إذا دخلت علی الجمع ، فإن دخلت علی مفرد لم تفده - کما اختار الإمام فخر الدین - ، ومن قال : إنها تفیده فیه قیده بأن لا یکون هناک عهد ، فإن کان لم تفده قطعا.

هذا هو المقرر فی علم الأصول ، و (الأتقی) مفرد لا جمع ، والعهد فیه موجود ، فلا عموم فیه قطعا ، فعلم بذلک أنه لا عموم فی (الأتقی) فتأمل ، فإنه نفیس فتح الله به علی تأییدا للجناب الصدیقی. انتهی.

أقول :

تأملنا کلامه فوجدناه قد أسس بنیانه علی شفی جرف هار ، وذلک أنه ظن أن (أفعل) هنا للتفضیل اغترارا بالصیغة! ونحن نبین لک زلته فی ذلک ، لتعرف أنه لم یمحص المسألة کما کان ینبغی له ، وإنما عول فیها علی من أحسن الظن به من أصحاب الکتب المصنفة فی التفسیر والکلام.

إعلم : أن (أفعل) قد تستعمل فی موضع (فاعل) و (فعیل) ولا یراد بها التفضیل.

حکی محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الرازی (1) عن أبی عبیدة ، أنه قال : إن (الأشقی) هنا - یعنی فی سورة اللیل - بمعنی الشقی ، والمراد به

ص: 128


1- 1. مسائل الرازی وأجوبتها من غرائب آی التنزیل : 374.

الکافر ، والعرب تستعمل (أفعل) فی موضع (فاعل) ولا ترید به التفضیل. انتهی.

قلت : ویجری الکلام بعینه فی (الأتقی).

وقال أیضا فی قوله تعالی : (وهو أهون علیه) (1) (2) : معناه وهو هین علیه ، وقد جاء فی کلام العرب (أفعل) من غیر تفضیل ، ومنه قولهم فی الأذان : (الله أکبر) أی : الله کبیر فی قول بعضهم ، وقال الفرزدق :

إن الذی سمک السماء بنی لنا

بیتا دعائمه أعز وأطول

أی : عزیزة طویلة.

وقال معن بن أوس المزنی :

لعمرک ما أدری وإنی لأوجل

علی أینا تعدو المنیة أول

أی : وإنی لوجل.

وقال آخر :

أصبحت أمنحک الصدود وإننی

قسما إلیک مع الصدود لأمیل

أی : لمائل.

وقال آخر :

تمنی رجال أن أموت وإن أمت

فتلک سبیل لست فیها بأوحد

أی : بواحد. انتهی.

وذکر الطبری نحو ذلک فی تفسیر قوله تعالی : ( وهو أهون علیه ) (3).

ص: 129


1- 1. سورة الروم 30 : 27.
2- 2. مسائل الرازی وأجوبتها من غرائب آی التنزیل : 268 - 269.
3- 3. جامع البیان 21 / 24 - 25.

وجوز أبو العباس شهاب الدین الفیومی فی خاتمة (المصباح المنیر) (1) : أن یکون (أفعل) بمعنی اسم الفاعل ، فینفرد بذلک الوصف من غیر مشارک فیه.

قال ابن الدهان : ویجوز استعمال (أفعل) عاریا عن اللام والإضافة و (من) ، مجردا عن معنی التفضیل ، مؤولا باسم الفاعل أو الصفة المشبهة ، قیاسا عند المبرد سماعا عند غیره ، قال :

قبحتم یا آل زید نفرا

ألام قوم أصغرا وأکبرا

أی : صغیرا وکبیرا.

ومنه قولهم : نصیب أشعر الحبشة ، أی : شاعرهم ، إذ لا شاعر فیهم غیره ، ومنه - عند جماعة - قوله تعالی : ( وهو أهون علیه ) أی : هین ، وزید الأحسن والأفضل ، أی : الحسن والفاضل ، ویقال لأخوین مثلا : زید الأصغر وعمرو الأکبر ، أی : الصغیر والکبیر ، وعلی هذا المعنی (یوسف أحسن إخوته) أی : حسنهم. انتهی.

وقد تبین من جمیع ما مر أن (أفعل) هنا لیست للتفضیل ، وأن الآیات عامة فی الأتقیاء والأشقیاء ، غیر مختصة بأبی بکر وأمیة بن خلف أو أبی سفیان بن حرب - کما زعموا -.

وظهر أیضا الجواب عن قول السیوطی : بأن من جنح من أهل العربیة إلی أنها - یعنی صیغة (أفعل) هنا - للعموم احتاج إلی تأویل (الأتقی) بالتقی ، وهذا مجاز قطعا ، وهو خلاف الأصل ، فلا یصار إلیه إلا بدلیل ولا دلیل یساعده ، بل الدلیل یعارضه ، وهو الأحادیث الواردة فی سبب النزول وإجماع المفسرین. انتهی.

ص: 130


1- 1. المصباح المنیر : 709.

فإنا قد بینا تعین هذا التأویل فی المقام حذرا من ترتب المحذورات الباطلة واللوازم الفاسدة علی إجراء (أفعل) علی ظاهره من التفضیل.

وأما الأحادیث المفتراة فقد زیفناها ، والإجماع المزعوم أبطلناه ، ولم نبق لهم مسکة علی دعواهم.

ومما قررنا تعرف أن (أل) هنا تعریفیة دخلت علی مفرد ، وقد اختلفوا فی أن المفرد المحلی بها هل یفید العموم أم لا؟ کما اختلف المثبتون فی أن ذلک بالوضع أم بالإطلاق بمقتضی مقدمات الحکمة.

والحق : إفادته العموم ، وهو اختیار الغزالی والآمدی وحکاه عن الشافعی والأکثر ، ونقله الفخر الرازی عن الفقهاء والمبرد والجبائی ، ونقله العضد فی شرح المختصر عن المحققین من دون إشعار بخلاف فیه بینهم.

وقال نجم الأئمة المحقق الرضی رضی الله عنه فی (شرح الکافیة) (1) : کل اسم دخله اللام لا یکون فیه علامة کونه بعضا من کل ، فینظر ذلک الاسم ، فإن لم تکن معه قرینة حالیة ولا مقالیة دالة علی أنه بعض مجهول من کل فهی اللام التی جئ بها للتعریف اللفظی والاسم المحلی بها لاستغراق الجنس. انتهی.

وقال السعد التفتازانی فی (المطول) (2) : اللفظ إذا دل علی الحقیقة باعتبار وجودها فی الخارج ، فإما أن یکون لجمیع الأفراد أو لبعضها ، إذ لا واسطة بینهما فی الخارج ، فإذا لم یکن للبعضیة - لعدم دلیلها - وجب أن یکون للجمیع ، وإلی هذا ینظر صاحب (الکشاف) حیث یطلق لام الجنس علی ما یفید الاستغراق کما ذکره فی قوله تعالی : ( إن الإنسان لفی

ص: 131


1- 1. شرح الکافیة 2 / 129.
2- 2. المطول : 81 - ط إسطنبول سنة 1330 ه.

خسر ) (1) أنه للجنس ، وقال فی قوله تعالی : ( إن الله یحب المحسنین ) (2) : إن اللام للجنس فیتناول کل محسن. انتهی.

وأما قول السیوطی : إن من قال إنها تفیده فیه قیده بأن لا یکون هناک عهد ، فإن کان لم تفده قطعا ، فهو حق ، بید أنک دریت أن شیئا من تلک الأحادیث والإجماعات لم یثبت ، فلا یستقر عهد لیمنع من انعقاد العموم.

علی أن عهده منقوض بعهد آخر ، أعنی قصة أبی الدحداح مع صاحب النخلة - کما أخرجها فی (لباب النقول) -.

ومما ذکرنا یظهر وجه اندفاع کلامه فی الوجه الثانی بحذافیره ، لابتنائه علی القول بأن (أفعل) هنا للتفضیل ، وقد أوقفناک علی بطلانه وفساده ، والله المستعان.

قال :

وقد قرر الإمام فخر الدین اختصاص الآیة بأبی بکر والاستدلال بها علی أفضلیته بطریق آخر ، فقال :

أجمع المفسرون منا علی أن المراد ب (الأتقی) : أبو بکر ، وذهب الشیعة إلی أن المراد به علی علیه السلام ، والدلالة النقلیة ترد ذلک وتؤید الأول

وبیان ذلک : أن المراد من هذا (الأتقی) أفضل الخلق ، لقوله تعالی : ( إن أکرمکم عند الله أتقاکم ) والأکرم هو الأفضل ، فالأتقی المذکور هنا هو أفضل الخلق عند الله ، والأمة مجمعة علی أن أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) إما أبو بکر وإما علی علیه السلام ، ولا یمکن حمل الآیة علی

ص: 132


1- 1. سورة العصر 103 : 2.
2- 2. سورة البقرة 2 : 195 ، وسورة المائدة 5 : 13.

علی علیه السلام ، فتعین حملها علی أبی بکر.

وإنما لم یمکن حملها علی علی علیه السلام ، لأنه قال عقیب صفة هذا الأتقی : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) وهذا الوصف لا یصدق علی علی علیه السلام ، لأنه کان فی تربیة النبی (ص) ، لأنه أخذه من أبیه فکان یطعمه ویسقیه ویکسوه ویربیه ، فکان الرسول (ص) منعما علیه نعمة یجب جزاؤها.

أما أبو بکر فلم یکن للنبی (ص) علیه نعمة دنیویة ، بل أبو بکر کان ینفق علی الرسول (ص) ، وإنما کان للرسول (ص) نعمة الهدایة والإرشاد إلی الدین ، وهذه نعمة لا تجزی لقوله تعالی : ( لا أسألکم علیه أجرا ) (1) والمذکور ها هنا مطلق النعمة ، بل نعمة تجزی ، فعلم أن هذه الآیة لا تصلح لعلی علیه السلام.

وإذا ثبت أن المراد بهذه الآیة من کان أفضل الخلق ، وثبت أن ذلک الأفضل من الآیة إما أبو بکر وإما علی علیه السلام ، وثبت أن الآیة غیر صالحة لعلی علیه السلام ، تعین حملها علی أبی بکر ، وثبت دلالة الآیة أیضا علی أن أبا بکر أفضل الأمة. انتهی.

أقول :

لا یخفی أن الرازی بنی برهانه علی مقدمات فاسدة ، ومعلوم بالضرورة أن ما یبنی علی الفاسد فاسد لا محالة ، ولذا قال الآلوسی (2) : إنه أتی بما لا یخلو عن قیل وقال.

ص: 133


1- 1. سورة الأنعام 6 : 90 ، سورة هود 11 : 51 ، سورة الشوری 42 : 23.
2- 2. روح المعانی 30 / 153.

فأما قوله : (ذهب الشیعة ...).

فقد بینا لک زیفه فیما سلف (1).

وأما قوله : (إن المراد من هذا الأتقی أفضل الخلق ...).

فإنا ذکرنا فیما مضی أن (أفعل) هنا لیست للتفضیل ، ولا بأس أن نورد فی هذا المقام کلام سیدنا الشریف العلامة الطباطبائی رحمه الله ، فی رد شبهة الرازی ومن قلده فی ذلک ، لیسفر الصبح لذی عینین ، وینکشف عن قلبک الرین ، وإنه والله لنفیس ، فاشدد به یدیک ، وعض علیه بناجذیک.

قال - أجزل الله مثوبته - (2) : المراد ب (الأتقی) من هو أتقی من غیره ممن یتقی المخاطر ، فهناک من یتقی ضیعة النفوس کالموت والقتل ، ومن یتقی فساد الأموال ، ومن یتقی العدم والفقر فیمسک عن بذل المال وهکذا ، ومنهم من یتقی الله فیبذل المال ، وأتقی هؤلاء الطوائف من یتقی الله فیبذل المال لوجهه ، وإن شئت فقل : یتقی خسران الآخرة فیتزکی بالإعطاء.

فالمفضل علیه للأتقی هو من لا یتقی بإعطاء المال وإن اتقی سائر المخاطر الدنیویة أو اتقی الله بسائر الأعمال الصالحة ، فالآیة عامة بحسب مدلولها غیر خاصة ، ویدل علیه توصیف (الأتقی) بقوله : ( الذی یؤتی ماله ) إلی آخره ، هو وصف عام ، وکذا ما یتلوه ، ولا ینافی ذلک کون الآیات أو جمیع السورة نازلة لسبب خاص کما ورد فی أسباب النزول.

قال رحمه الله : وأما إطلاق المفضل علیه بحیث یشمل جمیع الناس من طالح أو صالح ، ولازمه انحصار المفضل فی واحد مطلقا أو واحد فی کل عصر ، ویکون المعنی : وسیجنبها من هو أتقی الناس کلهم ، وکذا المعنی فی نظیره :

ص: 134


1- 1. أنظر صفحة 117 و 123.
2- 2. المیزان فی تفسیر القرآن 20 / 306.

لا یصلاها إلا أشقی الناس کلهم ، فلا یساعد علیه سیاق آیات صدر السورة ، وکذا الانذار العام الذی فی قوله : ( فأنذرتکم نارا تلظی ) فلا معنی لأن یقال : أنذرتکم جمیعا نارا لا یخلد فیها إلا واحد منکم جمیعا ، ولا ینجو منها إلا واحد منکم جمیعا. انتهی.

وأما قوله : (وهذا الوصف لا یصدق علی علی علیه السلام ، لأنه کان فی تربیة النبی (ص) ...).

فیقال علیه : إن توهمه العموم فی الآیة حمله علی التفوه بذلک ، حیث ظن أن المراد بقوله عز من قائل : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی ) أن لا یکون عنده نعمة یکافئ علیها أعم من أن یکون ذلک الأحد من الذین آتاهم النعمة أم لا ، وهذا خلاف الظاهر ، إذ لم یکن أبو بکر نفسه کذلک قطعا ، کیف؟! وقد کان فی حجر تربیة والدیه کما کان علی علیه السلام فی تربیة النبی (ص) ، وکان (ص) فی حجر تربیة عمه أبی طالب رضی الله عنه ، بل لا یکاد یوجد علی وجه البسیطة من لا یکون لأحد فی حقه حق نعمة من طعام أو شراب ونحوهما ، فلیس المقصود فی الآیة - والله أعلم - نفی خصوص نعمة النبی (ص) ، بل نفی نعمة کل من آتاه النعمة ، أی لا یکون عنده لأحد من الذین آتاهم النعمة نعمة تجزی (1) - کما هو ظاهر -.

وأما قوله : (بل کان أبو بکر ینفق علی الرسول (ص) ...).

فهو بیت القصید ، وعلیه تدور رحی استدلال الفخر الرازی التیمی البکری بالآیة علی أفضلیة أبی بکر بن أبی قحافة!

وینبغی بسط المقال فی هذا المجال ، لتنکشف لک حقیقة الحال وتعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال ، فنقول :

ص: 135


1- 1. الصوارم المهرقة 305 - 306.

قد مر علیک آنفا أن أبا بکر لم یکن موسرا ذا ثروة ، وکیف یدعی له الإنفاق الجلیل؟! وقد باع من رسول الله (ص) بعیرین عند خروجه إلی یثرب وأخذ منه الثمن فی مثل تلک الحال الشدیدة! (1) ، فمن لم تسمح نفسه بثمن بعیرین ، لا یظن به أن ینفق علی رسول الله (ص) وینعم علیه البتة!

أم کیف یجوز أن یدعی لأبی بکر بذل المال؟! وقد أشفق أن یقدم بین یدی نجواه صدقة یسیرة! وترک أهل المحاویج بلا شئ یوم الهجرة ، وأخذ ماله معه وکان خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم! کما رواه أحمد عن أسماء بنت أبی بکر (2) ، ورواه الحاکم وصححه علی شرط مسلم (3).

وأین کان عن ابنته أسماء إذ زوجها من الزبیر ، وکان فقیرا لا یملک غیر فرسه؟! فکانت تخدم البیت وتسوس الفرس وتدق النوی لناضحه وتعلفه وتستقی الماء ، وکانت تنقل النوی علی رأسها من أرض الزبیر التی أقطعها إیاه رسول الله (ص) وهی علی ثلثی فرسخ من منزلها! کما رواه أحمد والبخاری ومسلم (4).

هذا ، مع أن أصل دعوی الإنفاق علیه (ص) یکذبها قوله تعالی فی سورة الضحی - وهی مکیة - ( ووجدک عائلا فأغنی ) (5).

ص: 136


1- 1. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 13 / 274 ، صحیح البخاری : باب هجرة النبی (ص) إلی المدینة ، الکامل فی التأریخ 2 / 49 ، تاریخ الطبری 2 / 102 و 104.
2- 2. مسند أحمد 6 / 350.
3- 3. المستدرک علی الصحیحین 3 / 5.
4- 4. مسند أحمد 6 / 347 ، صحیح البخاری : باب الغیرة من کتاب النکاح ، صحیح مسلم : کتاب النکاح - باب جواز إرداف المرأة الأجنبیة إذا أعیت فی الطریق ، دلائل الصدق 2 / 130 وص 399 - 400.
5- 5. سورة الضحی 93 : 8.

ثم یقال لهم : خبرونا عن هذا الإنفاق أین کان؟! بمکة أم بالمدینة؟!

فإن قالوا : کان فی مکة.

قیل لهم : إنه (ص) کان إذ ذاک غنیا بمال أم المؤمنین خدیجة رضی الله تعالی عنها ، التی تضرب بکثرة مالها الأمثال ، وکان ینفق منه علی من شاء فی أول النبوة.

وإن قالوا : کان ذلک بالمدینة.

قیل لهم : إن الله سبحانه وتعالی قد أغناه بما فتح علیه من الفتوح والغنائم ، ففی أی الوقتین احتاج إلی مال ابن أبی قحافة یا أولی الألباب؟!

ولأولیاء أبی بکر أحادیث فی هذا الباب یروونها ، وضرورة العقل تشهد ببطلانها ، فلا نطیل بذکرها ، وفیما ذکرناه غنیة وکفایة لمن أخذت بیده العنایة.

وأما قوله : (وهذه النعمة لا تجزی لقوله تعالی : ( لا أسألکم علیه أجرا ) ...).

فهو واضح البطلان ، بین الفساد ، کیف؟! وإن قوله تعالی : ( قل لا أسألکم علیه أجرا إلا المودة فی القربی ) (1) نص صریح فی ثبوت المطالبة بالأجر والجزاء - أعنی مودة ذوی القربی - وهو استثناء من عموم نفی سؤال الأجر علی تبلیغ الرسالة ، فثبتت المطالبة بالجزاء موجبة جزئیة ، فکیف یقال إن نعمة الهدایة والإرشاد إلی الدین لا تجزی؟!

* * *

ص: 137


1- 1. سورة الشوری 42 : 23.

تنبیه

استدل الفخر الرازی فی تفسیره الکبیر (1) بقوله تعالی : ( وما أسألکم علیه من أجر ) (2) وأنت خبیر بأن هذه الآیة مخصصة بآیة المودة فی القربی ، فتنبه.

هذا ، وقد تبین لک أن السیوطی لم یبذل وسعه وجهده فی تحقیق المسألة ، وکان الأولی له قبل الکتابة أن ینظر کتب التفسیر وغیرها مما یحتاج إلیه فی هذا الشأن ، ویتعب کل التعب ، ویجد کل الجد ، ویعتزل الراحة والشغل ، ولا یسأم ولا یضجر ، ویدع الفتیا تمکث عنده الشهر والشهرین والعام والعامین ، فإذا وقف علی متفرقات کلام الناس فی المسألة ، ونظر وحقق ، وأورد علی نفسه کل إشکال ، وأعد له الجواب المقبول ، حطم حینئذ علی الکتابة ، وحکم بین الأمراء ، وفصل بین العلماء! وأما الاستعجال فی الجواب والکتابة بمجرد ما یخطر بباله ، أو یظهر فی بادئ الرأی مع الراحة والاتکال علی الشهرة فإنه لا یلیق!

ولیته التزم بذلک إذ عذل به الجوجری ونسی نفسه ، والله تعالی یقول : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسکم ) (3) وقال عز من قائل عظیم : ( یا أیها الذین آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون کبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) (4) فما أحراه بقول أبی الأسود الدؤلی رحمه الله :

ص: 138


1- 1. التفسیر الکبیر 31 / 204.
2- 2. سورة الشعراء 26 : 109 و 127 و 145 و 164 و 180.
3- 3. سورة البقرة 2 : 44.
4- 4. سورة الصف 61 : 2 و 3.

یا أیها الرجل المعلم غیره

هلا لنفسک کان ذا التعلیم

تصف الدواء من السقام لذی الردی

ومن الردی قد کنت أنت سقیم

لا تنه عن خلق وتأتی مثله

عار علیک إذا فعلت عظیم

وابدأ بنفسک فانهها عن غیها

فإذا انتهت عنه فأنت حلیم

فهناک یقبل ما تقول ویقتدی

بالقول منک وینفع التعلیم

نسأل الله العافیة.

وإذ بطل الاحتجاج بالآیة علی أفضلیة أبی بکر بن أبی قحافة ، فاعلم أن آیات الکتاب المجید والفرقان الحمید دلت علی أفضلیة سیدنا ومولانا وإمامنا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام.

وقد جمع الحاکم الحسکانی جملة صالحة منها فی کتاب (شواهد التنزیل لقواعد التفضیل) وکذا أصحابنا - رحمهم الله ورضی عنهم - فی مطولات زبرهم الکلامیة ومختصراتها ، فمن شاء فلیرجع إلیها ولیقف علیها.

والحمد لله علی هدایته لدینه ، والتوفیق لما دعا إلیه من سبیله ، وصلی الله وسلم علی سیدنا محمد وآله الناهلین الرحیق المختوم من سلسبیله.

* * *

ص: 139

المصادر

1 - الإتقان فی علوم القرآن ، للحافظ جلال الدین السیوطی ، تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم.

2 - أسباب النزول ، لعلی بن أحمد الواحدی النیسابوری ، ط البابی الحلبی ، مصر.

3 - الإستیعاب فی معرفة الأصحاب ، لابن عبد البر النمری القرطبی - المطبوع بهامش الإصابة - الطبعة الأولی سنة 1328 ه.

4 - أسد الغابة فی معرفة الصحابة ، لعز الدین ابن الأثیر الجزری ، ط دار الشعب ، مصر سنة 1393 ه.

5 - الإصابة فی تمییز الصحابة ، للحافظ ابن حجر العسقلانی ، الطبعة الأولی سنة 1328 ه.

6 - بناء المقالة الفاطمیة فی نقض الرسالة العثمانیة ، للشریف العلامة أحمد بن موسی بن طاووس ، تحقیق السید علی العدنانی الغریفی ، ط مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث ، سنة 1411 ه.

7 - تاج العروس من جواهر القاموس ، لمرتضی الزبیدی ، ط المطبعة الخیریة بمصر سنة 1307 ه.

8 - تاریخ بغداد ، للخطیب البغدادی ، ط مطبعة السعادة بمصر سنة 1349 ه.

9 - تاریخ الخلفاء ، للحافظ جلال الدین السیوطی ، تحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید ، ط مطبعة السعادة سنة 1371 ه.

10 - تاریخ الطبری ، لمحمد بن جریر الطبری ، ط مصر.

11 - تذکرة الحفاظ ، للحافظ شمس الدین الذهبی - ط حیدر آباد سنة 1377 ه.

12 - الترغیب والترهیب ، للحافظ زکی الدین المنذری ، تحقیق

ص: 140

مصطفی محمد عمارة ، ط مصطفی البابی الحلبی ، مصر.

13 - تفسیر الجلالین ، لجلال الدین المحلی وجلال الدین السیوطی - بهامش أنوار التنزیل للبیضاوی - ط مصطفی البابی الحلبی ، مصر سنة 1388 ه.

14 - تنویر المقباس فی تفسیر ابن عباس ، لمحمد بن یعقوب الفیروزآبادی - بهامش الدر المنثور - ط المطبعة المیمنیة بمصر سنة 1314 ه.

15 - تهذیب التهذیب ، للحافظ ابن حجر العسقلانی ، ط دار إحیاء التراث العربی سنة 1412 ه.

16 - جامع البیان فی تفسیر القرآن (تفسیر الطبری) ، لمحمد بن جریر الطبری ، ط المطبعة الأمیریة ببولاق سنة 1330 ه.

17 - حاشیة العطار علی شرح الجلال المحلی علی جمع الجوامع ، ط دار الکتب العلمیة ، بیروت.

18 - الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور ، للحافظ جلال الدین السیوطی ، ط المیمنیة سنة 1314 ه.

19 - دلائل الصدق ، للعلامة الشیخ محمد حسن المظفر ، أفسیت منشورات بصیرتی - قم.

20 - روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی (تفسیر الآلوسی) ، لشهاب الدین محمود بن عبد الله الآلوسی ، ط دار إحیاء التراث العربی - بیروت.

21 - زاد المسیر فی علم التفسیر ، لأبی الفرج ابن الجوزی - الطبعة الأولی سنة 1388 ه - ط المکتب الإسلامی للطباعة والنشر.

22 - شرح الکافیة ، لنجم الأئمة الحسن بن محمد الأسترآبادی ، ط الآستانة (شرکة الصحافة العثمانیة) سنة 1310 ه.

23 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبی الحدید المعتزلی ، تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم ، ط سنة 1385 ه.

24 - صحیح البخاری ، لمحمد بن إسماعیل البخاری.

25 - صحیح مسلم ، لمسلم بن الحجاج النیسابوری.

ص: 141

26 - الصوارم المهرقة فی جواب الصواعق المحرقة ، للقاضی الشهید نور الله التستری ، تحقیق جلال الدین الأرموی ، ط مطبعة النهضة ، طهران سنة 1367 ه.

27 - عنایة القاضی وکفایة الراضی ، لشهاب الدین الخفاجی (حاشیة البیضاوی) ط دار الطباعة العامرة ببولاق ، مصر سنة 1283 ه.

28 - غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسیر النیسابوری) المطبوع بهامش تفسیر الطبری ، للحسن بن محمد النیسابوری ، ط المطبعة الأمیریة بمصر سنة 1328 ه.

29 - فتح الملک العلی بصحة حدیث باب مدینة العلم علی علیه السلام ، للحافظ أحمد بن الصدیق المغربی ، ط النجف ، تحقیق محمد هادی الأمینی.

30 - فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للعلامة الفیروزآبادی ، ط مؤسسة الأعلمی ، بیروت سنة 1402 ه.

31 - قرب الإسناد ، للشیخ الجلیل أبی العباس عبد الله بن جعفر الحمیری ، ط مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث ، قم سنة 1413 ه.

32 - الکاشف فی معرفة من له روایة فی الکتب الستة ، للحافظ شمس الدین الذهبی - ط.

33 - لباب النقول فی أسباب النزول ، للحافظ جلال الدین السیوطی ، ط مصطفی البابی الحلبی - مصر.

34 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن ، للإمام أبی علی الفضل بن الحسن الطبرسی ، أفسیت المکتبة العلمیة الإسلامیة - طهران.

35 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدین الهیثمی ، ط مطبعة القدسی سنة 1352 ه.

36 - مروج الذهب ، لأبی الحسن علی بن الحسین المسعودی ، ط مطبعة السعادة سنة 1948 م.

37 - مسائل الرازی وأجوبتها من غرائب آی التنزیل ، لمحمد بن أبی بکر بن عبد القادر الرازی ، تحقیق إبراهیم عطوة عوض ، ط مطبعة مصطفی

ص: 142

البابی سنة 1381 ه.

38 - المستصفی من علم الأصول ، لأبی حامد الغزالی ، ط المطبعة الأمیریة بمصر سنة 1325 ه.

39 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ، ط المیمنیة سنة 1313 ه.

40 - المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر ، لأحمد بن محمد الفیومی ، أفسیت منشورات دار الهجرة - قم.

41 - المطول فی شرح تلخیص المفتاح ، لسعد الدین التفتازانی ، ط إسطنبول سنة 1330 ه.

42 - مفاتح الغیب (التفسیر الکبیر) ، لفخر الدین الرازی ، ط المطبعة البهیة - مصر.

43 - میزان الاعتدال فی نقد الرجال ، للحافظ شمس الدین الذهبی ، ط مطبعة عیسی البابی الحلبی سنة 1382 ه.

44 - المیزان فی تفسیر القرآن ، للعلامة السید محمد حسین الطباطبائی ، ط مؤسسة الأعلمی ، بیروت.

45 - هدی الساری - مقدمة فتح الباری ، للحافظ ابن حجر العسقلانی ، ط دار الریان للتراث ، مصر سنة 1407 ه.

* * *

ص: 143

تشیید المراجعات.

وتفنید المکابرات.

(5)

السید علی الحسینی المیلانی

المراجعة - 12

حجج الکتاب

قیل

(لا بد قبل التعرض لاستشهاد المؤلف بالآیات علی ما ذهب إلیه من کلمة موجزة فی منهج الشیعة فی تفسیر القرآن الکریم :

إن الدارس للفرق والمذاهب التی نشأت بعد حرکة الفتح الإسلامی واستقرار الإسلام بدولته المترامیة ، لا بد وأنه یلاحظ أولا أن هذه الفرق اتخذت القرآن الکریم وسیلة للاستدلال علی آرائها ، ولکن الفرق بین أصحاب الآراء الصحیحة التی لا تخالف الأصول الإسلامیة وبین غیرهم من أصحاب المذاهب المبتدعة : أن الأوائل کانوا تابعین لما تدل علیه معانی القرآن الکریم ، موضحین لدلالات ألفاظه کما فهمها سلف الأمة وعلماؤها ، وکما فسرها الرسول صلی الله علیه [وآله] وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان ، فکانوا

السیّد علی الحسینیّ المیلانیّ

ص: 144

ضمن دائرة التمسک بالکتاب والسنة ، لم یشذوا عنها.

أما أصحاب البدع والأهواء ، فقد رأوا آراء ، واعتقدوا اعتقادات أرادوا أن یروجوها علی الناس ، فأعوزتهم الأدلة ، فالتفتوا إلی القرآن الکریم ... وهم کما قال ابن تیمیة ...

أمثلة من مواقف الشیعة فی التفسیر : یقول ملا محسن الکاشی فی مقدمة کتابه : (الصافی فی تفسیر القرآن الکریم) ...

وملا محسن الکاشی ممن یری أن القرآن قد حرف ... ولا یتورع هذا الرافضی المفتری من الطعن علی کبار الصحابة الکرام ، ویرمیهم بکل نقیصة ، ویجردهم من کل مکرمة ، هکذا فعل مع عثمان فی تفسیر الآیتین 84 و 85 من سورة البقرة ، وهکذا فعل مع أبی بکر فی تفسیر الآیة 40 من سورة التوبة ، وکذلک طعن فی أبی بکر وعمر وعائشة وحفصة عند تفسیره أول سورة التحریم ( یا أیها النبی لم تحرم ما أحل الله لک ... )

ویعتقد عبد الله بن محمد رضا العلوی - الشهیر بشبر - المتوفی سنة 1242 أن القرآن قد حرف ... وعند تفسیره لقوله تعالی فی الآیة 40 من سورة التوبة ( ثانی اثنین إذ هما فی الغار إذ یقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سکینته علیه وأیده بجنود لم تروها ... ) الآیة نجده یعرض عن تعیین هذا الذی صحب النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فی هجرته وهو أبو بکر ، ثم یصرح أو یلمح بما ینقص من قدره أو یذهب بفضله المنسوب إلیه والمنوه به فی القرآن الکریم ، فیقول ...).

أقول

لا بد قبل التعرض لاستدلال السید - رحمه الله - بآیات الکتاب الکریم علی ولایة أهل البیت علیهم السلام علی ضوء الأخبار المتفق علیها بین

ص: 145

علماء الفریقین ، من ذکر الأمور التالیة بإیجاز :

1 - إنه کما لغیر الشیعة الإمامیة الاثنی عشریة من الفرق الإسلامیة منهج فی تفسیر القرآن الکریم ، وفهم حقائقه وأحکامه ، وأسباب نزول آیاته ... کذلک الشیعة ، وإن منهجهم یتلخص فی الرجوع إلی القرآن وما ورد عن العترة المعصومین بالأسانید المعتبرة ... وهذا أمر واضح ، وللتحقیق فیه مجال آخر.

2 - إلا أن منهج البحث فی کتب المناظرة یختلف ... فإن من الأصول التی یجب علی الباحث المناظر الالتزام بها هو : الاستدلال بالروایات الواردة عن طریق رجال المذهب الذی یعتنقه الطرف المقابل ، وکلمات العلماء المحققین المعروفین من أبناء الطائفة التی ینتمی إلیها.

فهذا مما یجب الالتزام به فی کل بحث یتعلق بالفرق والمذاهب ، وإلا فإن کل فرقة تری الحق فی کتبها وروایاتها ، وتقول ببطلان ما ذهب إلیه وقال به غیرها ، فتکون المناقشة بلا معنی والمناظرة بلا جدوی.

وعلی هذه القاعدة مشی السید - رحمه الله - فی (مراجعاته) مع شیخ الأزهر (الشیخ البشری) ...

وفی (حجج الکتاب) ... حیث یشیر إلی المصادر السنیة المقبولة لدی (الشیخ) ...

فکان القول بنزول الآیة المبارکة فی أمیر المؤمنین أو أهل البیت علیهم السلام قولا متفقا علیه بین الطرفین ، والحدیث الوارد فی ذلک سنة ثابتة یجب اتباعها والتمسک بها علی کلا الفریقین.

وقد کانت هذه طریقة علمائنا المتقدمین ...

3 - ولم نجد الالتزام بهذه الطریقة التی تفرضها طبیعة البحث والحوار فی کلمات أکثر علماء أهل السنة ...

ومن أراد التأکد من هذا الذی نقوله فلینظر - مثلا - إلی کتاب (منهاج

ص: 146

الکرامة فی إثبات الإمامة) للعلامة الحلی ، وما قاله ابن تیمیة فی (منهاجه) فی الرد علیه ، ولیقارن بین المنهاجین ، خصوصا فی فصل الاستدلال بالکتاب ، فبدلا من أن یلتزم ابن تیمیة بالقواعد والآداب أخذ یسب العلامة ویشتمه ویتهمه بأنواع التهم ، ثم یضطر إلی اتهام کبار أئمة السنة فی التفسیر والحدیث - الذین نقل عنهم العلامة القول بنزول الآیات فی أهل البیت ، کالثعلبی والواحدی والبغوی ونظرائهم - بنقل الموضوعات وروایة المکذوبات ، وأمثال ذلک من الاتهامات ، وسنتعرض لذلک فی خلال البحث عن الآیات.

ثم إن ابن تیمیة أصبح - وللأسف - قدوة للذین یجدون فی أنفسهم حرجا مما قضی الله ورسوله ، فلووا رؤوسهم واستکبروا استکبارا ، أما الشیخ البشری وأمثاله ، فأذعنوا للحق واتبعوه ، فمنهم من أخفی ذلک ومنهم من أجهر به إجهارا ...

4 - وفضائل الإمام علی وأهل البیت علیهم السلام فی القرآن الکریم ، وما نزل فیهم من آیاته الکریمة ، کثیرة جدا ، حتی أن جماعة من أعلام السنة أفردوا ذلک بالتألیف ...

هذا ، بالرغم من الحصار الشدید المضروب علی روایة هذا النوع من الأحادیث ورواته.

أما غیر أهل البیت ، فلم یدع - حتی فی کتب القوم - نزول شئ من الآیات فی حقهم ...!

أنظر إلی کلام القاضی عضد الدین الإیجی - المتوفی سنة 756 ه - فی کتابه (المواقف فی علم الکلام) الذی هو من أجل متونهم فی علم الکلام ، یقول :

(المقصد الرابع : فی الإمام الحق بعد رسول الله صلی الله علیه [وآله]

ص: 147

وسلم ، وهو عندنا أبو بکر ، وعند الشیعة علی ، رضی الله عنهما. لنا وجهان : الأول : إن طریقه إما النص أو الاجماع. أما النص فلم یوجد ...) (1)

نعم ذکر فی المقصد الخامس ، فی أفضل الناس بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : (هو عندنا وأکثر قدماء المعتزلة أبو بکر - رضی الله عنه - ، وعند الشیعة وأکثر متأخری المعتزلة علی. لنا وجوه : الأول : قوله تعالی : ( وسیجنبها الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی ) (2). قال أکثر المفسرین - واعتمد علیه العلماء - أنها نزلت فی أبی بکر. الثانی : قوله علیه السلام ...) (3).

فلم یستدل من الکتاب إلا بآیة واحدة ، نسب إلی أکثر المفسرین نزولها فی أبی بکر.

فهذه آیة واحدة فقط!

وهناک آیة ثانیة ، وهی آیة الغار ، جعلوها فضیلة لأبی بکر ، واستدلوا بها فی الکتب.

أما آیة الغار فممن تکلم فی الاستدلال بها : المأمون العباسی ، الذی وصفه الحافظ السیوطی فی کتابه (تاریخ الخلفاء وأمراء المؤمنین) فقال : (قرأ العلم فی صغره وسمع الحدیث من : أبیه ، وهشیم ، وعباد بن العوام ، ویوسف ابن عطیة ، وأبی معاویة الضریر ، وإسماعیل بن علیة ، وحجاج الأعور ، وطبقتهم. وأدبه الیزیدی ، وجمع الفقهاء من الآفاق ، وبرع فی الفئة والعربیة وأیام الناس ، ولما کبر عنی بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فیها ، فجره ذلک إلی القول بخلق القرآن.

ص: 148


1- 1. المواقف فی علم الکلام - بشرح الجرجانی - 8 / 354.
2- 2. سورة اللیل 92 : 17 و 18.
3- 3. المواقف فی علم الکلام - بشرح الجرجانی - 8 / 365.

روی عنه : ولده الفضل ، ویحیی بن أکثم ، وجعفر بن أبی عثمان الطیالسی ، والأمیر عبد الله بن طاهر ، وأحمد بن الحارث الشیعی ، ودعبل الخزاعی ، وآخرون.

وکان أفضل رجال بنی العباس حزما وعزما وحلما وعلما ورأیا ودهاء وهیبة وشجاعة وسؤددا وسماحة ، وله محاسن وسیرة طویلة ، لولا ما أتاه من محنة الناس فی القول بخلق القرآن ، ولم یل الخلافة من بنی العباس أعلم منه ، وکان فصیحا مفوها ...) (1).

تکلم المأمون فی آیة الغار ، فی مجلس ضم قاضی القضاة یحیی بن أکثم وأئمة العصر فی الفقه والحدیث ، فی مسائل کثیرة من أبواب الفضائل والمناقب ، فکان أن قال لمخاطبه - وهو : إسحاق بن إبراهیم بن إسماعیل بن حماد بن زید والراوی إسحاق نفسه - :

(... فما فضله الذی قصدت له الساعة؟ قلت : قول الله عزوجل : ( ثانی اثنین إذ هما فی الغار إذ یقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) (2) فنسبه إلی صحبته.

قال : یا إسحاق ، أما إنی لا أحملک علی الوعر من طریقک ، إنی وجدت الله تعالی نسب إلی صحبة من رضیه ورضی عنه کافرا وهو قوله : ( قال له صاحبه وهو یحاوره أکفرت بالذی خلقک من تراب ثم من نطفة ثم سواک رجلا لکنا هو الله ربی ولا أشرک بربی أحدا ) (3).

قلت : إن ذلک کان صاحبا کافرا ، وأبو بکر مؤمن.

قال : فإذا جاز أن ینسب إلی صحبة من رضیه کافرا جاز أن ینسب

ص: 149


1- 1. تاریخ الخلفاء : 306.
2- (5) سورة التوبة 9 : 40
3- (6) سورة الکهف 18 : 37 و 38

إلی صحبة نبیه مؤمنا ، ولیس بأفضل المؤمنین ولا الثانی ولا الثالث.

قلت : یا أمیر المؤمنین ، إن قدر الآیة عظیم. إن الله یقول ( ثانی اثنین إذ هما فی الغار إذ یقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )

قال : یا إسحاق ، تأبی الآن إلا أن أخرجک إلی الاستقصاء علیک ، أخبرنی عن حزن أبی بکر ، أکان رضا أم سخطا؟

قلت : إن أبا بکر إنما حزن من أجل رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم خوفا علیه وغما أن یصل إلی رسول الله شئ من المکروه.

قال : لیس هذا جوابی. إنما کان جوابی أن تقول رضا أم سخط.

قلت : بل کان رضا لله.

قال : وکان الله جل ذکره بعث إلینا رسولا ینهی عن رضا الله عزوجل وعن طاعته؟!

قلت : أعوذ بالله.

قال : أولیس قد زعمت أن حزن أبی بکر رضا لله؟!

قلت : بلی.

قال : أولم تجد أن القرآن یشهد أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال : لا تحزن. نهیا له عن الحزن؟!

قلت : أعوذ بالله!

قال : یا إسحاق ، إن مذهبی الرفق بک ، لعل الله یردک إلی الحق ویعدل بک عن الباطل ، لکثرة ما تستعیذ به.

وحدثنی عن قول الله : ( فأنزل الله سکینته علیه ) من عنی بذلک ، رسول الله أم أبو بکر؟

قلت : بل رسول الله.

قال : صدقت.

ص: 150

قال : فحدثنی عن قول الله عزوجل : ( ویوم حنین إذ أعجبتکم کثرتکم ) - إلی قوله : ( ثم أنزل سکینته علی رسوله وعلی المؤمنین ) (1) أتعلم من المؤمنین الذین أراد الله فی هذا الموضع؟

قلت : لا أدری یا أمیر المؤمنین.

قال : الناس جمیعا انهزموا یوم حنین ، فلم یبق مع رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم إلا سبعة نفر من بنی هاشم ، علی یضرب بسیفه بین یدی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ، والعباس آخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدقون به خوفا من أن یناله من جراح القوم شئ ، حتی أعطی الله لرسوله الظفر ، فالمؤمنون فی هذا الموضع علی خاصة ثم من حضره من بنی هاشم.

قال : فمن أفضل؟ من کان مع رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فی ذلک الوقت أم من انهزم عنه ولم یره الله موضعا لینزلها علیه؟

قلت : بل من أنزلت علیه السکینة.

قال : یا إسحاق ، من أفضل؟ من کان معه فی الغار ، أم من نام علی فراشه ووقاه بنفسه حتی تم لرسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ما أراد من الهجرة؟

إن الله تبارک وتعالی أمر رسوله أن یأمر علیا بالنوم علی فراشه وأن یقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم بنفسه. فأمره رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم بذلک ، فبکی علی - رضی الله عنه - ، فقال له رسول الله : ما یبکیک یا علی؟! ، أجزعا من الموت؟

قال : لا ، والذی بعثک بالحق یا رسول الله ، ولکن خوفا علیک ،

ص: 151


1- (7) سورة التوبة 9 : 25 و 26

أفتسلم یا رسول الله؟

قال : نعم ،

قال : سمعا وطاعة وطیبة نفسی بالفداء لک یا رسول الله.

ثم أتی مضجعه واضطجع وتسجی بثوبه. وجاء المشرکون من قریش فحفوا به لا یشکون أنه رسول الله ، وقد أجمعوا أن یضربه من کل بطن من بطون قریش ضربة بالسیف لئلا یطلب الهاشمیون من البطون بطنا بدمه ، وعلی یسمع ما القوم فیه من تلاف نفسه ، ولم یدعه ذلک إلی الجزع کما جزع صاحبه فی الغار.

ولم یزل علی صابرا محتسبا فبعث الله ملائکته فمنعته من مشرکی قریش ، حتی أصبح ، فلما أصبح قام ، فنظر القوم إلیه ، فقالوا : أین محمد؟ قال : وما علمی بمحمد أین هو؟ قالوا : فلا نراک إلا مغرورا بنفسک منذ لیلتنا.

فلم یزل علی أفضل ، ما بدا به یزید ولا ینقص ، حتی قبضه الله إلیه) (1).

وأما الآیة الأخری ، فقد ذکرنا فی تعلیقة (المواقف) فی الجواب عن الاستدلال بها وجوها :

الأول : إن نزولها فی أبی بکر غیر متفق علیه بین المفسرین من أهل السنة ، وحتی کونه قول أکثر المفسرین غیر ثابت ، وإن جاء ذلک فی شرح المواقف (2).

ومن المفسرین من حمل الآیة علی العموم ، ومنهم من قال بنزولها فی

ص: 152


1- 1. العقد الفرید 5 / 349.
2- 2. شرح المواقف 8 / 366.

قصة أبی الدحداح وصاحب النخلة ، کما ذکر السیوطی (1).

والثانی : إن رواة نزولها فی حق أبی بکر ما هم إلا آل الزبیر ، وهؤلاء قوم منحرفون عن أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام ومعروفون بذلک.

والثالث : إن سند خبر نزولها فی أبی بکر غیر معتبر. قال الحافظ الهیثمی :

(وعن عبد الله بن الزبیر قال : نزلت فی أبی بکر الصدیق ، ( وما لأحد عنده من نعمة تجزی إلا ابتغاء وجه ربه الأعلی * ولسوف یرضی ) (2)

رواة الطبرانی وفیه : مصعب بن ثابت. وفیه ضعف) (3).

قلت :

وهذا الرجل هو : مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبیر ، ولاحظ الکلمات فی تضعیفه بترجمته (4).

هذا بالنسبة إلی أبی بکر.

وأما عمر وعثمان ، فلم یزعموا نزول شئ فیهما من القرآن ...

5 - بل لو تتبعت کتبهم فی مختلف العلوم لوجدت للقوم مثالب فی القرآن الکریم ، ونحن الآن فی غنی عن التعرض لمثل هذه الأمور ، غیر أنا نشیر إلی أن نزول قوله تعالی : ( یا أیها النبی لم تحرم ما أحل الله لک تبتغی مرضات أزواجک والله غفور رحیم * قد فرض الله لکم تحلة

ص: 153


1- 1. الدر المنثور 6 / 358.
2- 2. سورة اللیل 92 : 19 - 21.
3- 3. مجمع الزوائد 9 / 50.
4- 4. تهذیب التهذیب 10 / 144.

أیمانکم والله مولاکم وهو العلیم الحکیم * وإذ أسر النبی إلی بعض أزواجه حدیثا فلما نبأت به وأظهره الله علیه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأک هذا قال نبأنی العلیم الخبیر * إن تتوبا إلی الله فقد صغت قلوبکما وإن تظاهرا علیه فإن الله هو مولاه وجبریل وصالح المؤمنین والملائکة بعد ذلک ظهیر * عسی ربه إن طلقکن أن یبدله أزواجا خیرا منکن مسلمات مؤمنات ... ) (1) فی عائشة وحفصة مذکور فی أشهر کتب القوم من الصحاح وغیرها ، فراجع إن شئت :

مسند أحمد بن حنبل 1 / 33.

صحیح البخاری : کتاب النکاح ، باب فی موعظة الرجل ابنته.

صحیح البخاری : کتاب التفسیر ، بتفسیر الآیة : ( تبتغی مرضات أزواجک ) .

صحیح مسلم : کتاب الرضاع ، باب فی الایلاء واعتزال النساء.

صحیح الترمذی : 2 / 231.

صحیح النسائی : 2 / 140.

وفی هذا القدر کفایة ، لتعلم أن القصة التی أوردها الشیخ محسن الکاشانی مذکورة فی کتبهم ، ولتعرف من المتقول المفتری!!

وبعد المقدمة ، وقبل الورود فی (تشیید المراجعات) نقول :

لقد کان ابن تیمیة - کما أشرنا من قبل - قدوة للمکابرین من بعده ، فهم متی ما أعوزهم الدلیل ، وعجزوا عن المناقشة ، لجأوا إلی کلماته المضطربة المتهافتة ، التی لا علاقة لها بالمطلب ولا أساس لها من الصحة ، ... ومن ذلک هذا المورد ، وبیان ذلک بإیجاز هو :

ص: 154


1- (14) سورة التحریم 66 : 1 - 5

إن المقام لیس مقام البحث عن المناهج التفسیریة عند هذه الفرقة أو تلک ، وإنما المقصود ذکر الأخبار والأقوال الواردة فی کتب أهل السنة المعروفة فی طائفة من آیات الکتاب النازلة فی حق أمیر المؤمنین وأهل البیت علیهم السلام ... فهذا هو المقصود ،

وأما أن منهج الشیعة فی التفسیر ما هو؟ ومنهج غیرهم ما هو؟ وأی منهما هو الصحیح؟ فتلک بحوث تطرح فی محلها.

ثم إن للشیعی أن یقول نفس هذا الکلام الذی قاله القائل ، فیقول : (إن الدارس للفرق والمذاهب ... ولکن الفرق بین أصحاب الآراء الصحیحة التی لا تخالف الأصول الإسلامیة ، وبین غیرهم من أصحاب المذاهب المبتدعة ...).

لکن من هم (أصحاب الآراء الصحیحة)؟! ومن هم (أصحاب المذاهب المبتدعة)؟!

فنحن نقول : إن (أصحاب الآراء الصحیحة) فی فهم القرآن الکریم ، هم أتباع الأئمة الطاهرین من أهل البیت ، کالإمامین الباقر والصادق علیهما السلام ...

وإن (أصحاب المذاهب المبتدعة) هم : عکرمة البربری ... وأمثاله.

وسنفصل الکلام فی التعریف بعکرمة وأمثاله علی ضوء کلمات أهل السنة.

وعلی الجملة : فإن السید ، - رحمه الله - لم یستدل فی بحوثه هذه بالآیات الکریمة علی (منهج الشیعة فی التفسیر) ، وإنما استدل بروایات أهل السنة وأقوال مفسریهم المشاهیر علی ما هو (منهج البحث والمناظرة).

وتعرض هذا القائل هنا لمسألة (تحریف القرآن) .. وهذه أیضا لا علاقة

ص: 155

لها بالبحث ، وإنما الغرض من ذکرها هنا تشویش ذهن القارئ وتشویه مذهب الشیعة ، ونحن نحیل القارئ المنصف إلی کتابنا المطبوع المنتشر فی الموضوع وهو : (التحقیق فی نفی التحریف عن القرآن الشریف) (1) لیظهر له رأینا فی المسألة ، ویتبین له من القائل بالتحریف!

فلنشرع فی (تشیید المراجعات) : فی (حجج الکتاب) :

ص: 156


1- 1. نشر أولا فی حلقات فی مجلة تراثنا ، فی الأعداد 6 - 14 ثم نشرته مؤسسة دار القرآن الکریم فی 371 صفحة ، ولعلة خیر کتاب أخرج للناس فی موضوعه.

آیة التطهیر

قال السید :

مخاطبا الشیخ سلیم البشری :

(إنکم - بحمد الله - ممن وسعوا الکتاب علما ، وأحاطوا بجلیه وخفیه خبرا ، فهل نزل من آیاته الباهرة فی أحد ما نزل فی العترة الطاهرة؟! هل حکمت محکماته بذهاب الرجس عن غیرهم؟ وهل لأحد من العالمین کآیة تطهیرهم؟!).

أقول :

هذه الآیة المبارکة هی قوله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) (1).

وقد استدل بها أصحابنا - تبعا لأئمة العترة الطاهرة - علی عصمة (أهل البیت) ومن ثم فهی من أدلة إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام والأئمة الطاهرین بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وقد کابر بشأنها الخوارج ، والنواصب ، والمخالفون ل (أهل البیت) منذ الیوم الأول ، وإلی یومنا هذا ... ولذا کانت هذه الآیة موضع البحث والتحقیق والأخذ والرد ، وکتبت حولها الکتب والدراسات الکثیرة (2).

ص: 157


1- 1. سورة الأحزاب 33 : 33.
2- 2. ولنا فیها کتاب ردا علی کتیب للدکتور علی أحمد السالوس أسماه : (آیة التطهیر بین أمهات المؤمنین وأهل الکساء) وهو تحت الطبع وسیصدر قریبا بإذن الله ... وهناک التفصیل الأکثر.

ونحن نذکر وجه الاستدلال ، ولینظر الناظرون هل هو (ضمن دائرة التمسک بالکتاب والسنة). أو ، لا؟!

وهذه هی الأقوال فی المسألة نقلا عن أحد المتعصبین ضد الشیعة الإمامیة :

(وفی المراد بأهل البیت ها هنا ثلاثة أقوال :

أحدهما : أنهم نساء رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ، لأنهن فی بیته. رواه سعید بن جبیر عن ابن عباس. وبه قال عکرمة وابن السائب ومقاتل. ویؤکد هذا القول أن ما قبله وما بعده متعلق بأزواج رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم. وعلی أرباب هذا القول اعتراض وهو : إن جمع المؤنث بالنون فکیف قیل (عنکم) و (یطهرکم)؟ فالجواب : إن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فیهن فغلب المذکر.

والثانی : إنه خاص فی : رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وعلی ، وفاطمة والحسن ، والحسین. قاله أبو سعید الخدری ، وروی عن : أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلک.

والثالث : إنهم أهل رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وأزواجه ، قاله الضحاک) (1).

فهذه عبارة الحافظ ابن الجوزی ...

فالقائل باختصاص الآیة بالرسول وبضعته ووصیه وسبطیه - علیهم الصلاة والسلام ، هم جماعة من الصحابة ، وعلی رأسهم : أم سلمة وعائشة ... من زوجاته ...

ص: 158


1- 1. زاد المسیر فی علم التفسیر - للحافظ ابن الجوزی ، المتوفی سنة 597 - 6 / 381 - 382.

وعلی رأس القائلین بکونها خاصة بالأزواج : عکرمة البربری ... لما سیأتی من أن ابن عباس من القائلین بالقول الثانی.

أما القول الثالث فلم یحکه إلا عن الضحاک :

فمن هم (أصحاب الآراء الصحیحة)؟! ومن هم (أصحاب البدع والأهواء)؟!

ولماذا أعرض الذین ادعوا أنهم (کانوا تابعین لما تدل علیه معانی القرآن الکریم ، موضحین لدلالات ألفاظه کما فهمها سلف الأمة وعلماؤها ، وکما فسرها الرسول صلی الله علیه [وآله] وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان) عن قول أم سلمة وعائشة وجماعة من کبار الصحابة ومشاهیرهم - کما سیجئ ، وأخذوا بقول (عکرمة) الذی ستعرفه وأمثاله؟!

وأما تفضیل المطلب ، ففی فصول :

ص: 159

الفصل الأول

فی تعیین النبی صلی الله علیه وآله وسلم قولا وفعلا

المراد من (أهل البیت)

فقد أخرج جماعة من کبار الأئمة والحفاظ والأئمة حدیث الکساء الصریح فی اختصاص الآیة المبارکة بالرسول وأهل بیته الطاهرین علیهم الصلاة والسلام ، عن عشرات من الصحابة :

من الصحابة الرواة لحدیث الکساء :

ونحن نذکر عدة منهم فقط :

1 - عائشة بنت أبی بکر.

2 - أم سلمة زوجة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

3 - عبد الله بن العباس.

4 - سعد بن أبی وقاص.

5 - أبو الدرداء.

6 - أنس بن مالک.

7 - أبو سعید الخدری.

8 - واثلة بن الأسقع.

9 - جابر بن عبد الله الأنصاری.

10 - زید بن أرقم.

11 - محمد بن أبی سلمة.

ص: 160

12 - ثوبان مولی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

من الأئمة الرواة لحدیث الکساء.

ونکتفی بذکر أشهر المشاهیر منهم :

1 - أحمد بن حنبل ، المتوفی سنة : 241.

2 - عبد بن حمید الکشی ، المتوفی سنة : 249.

3 - مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحیح ، المتوفی سنة 261.

4 - أبو حاتم محمد بن إدریس الرازی ، المتوفی سنة : 277.

5 - أحمد بن عبد الخالق البزار ، المتوفی سنة : 292.

6 - محمد بن عیسی الترمذی ، المتوفی سنة 297.

7 - أحمد بن شعیب النسائی المتوفی سنة 303.

8 - أبو عبد الله محمد بن علی الحکیم الترمذی.

9 - أبو جعفر محمد بن جریر الطبری ، المتوفی سنة : 310.

10 - عبد الرحمن بن محمد بن إدریس الرازی ، الشهیر بابن أبی حاتم ، المتوفی سنة 327.

11 - سلیمان بن أحمد الطبرانی ، المتوفی سنة : 360.

12 - أبو عبد الله الحاکم النیسابوری ، المتوفی سنة : 405.

13 - أبو نعیم أحمد بن عبد الله الأصفهانی ، المتوفی سنة 430.

14 - أبو بکر أحمد بن الحسین البیهقی ، المتوفی سنة 458.

15 - أبو بکر أحمد بن علی ، المعروف بالخطیب البغدادی ، المتوفی سنة 463.

16 - أبو السعادات المبارک بن محمد ، المعروف بابن الأثیر ، المتوفی

ص: 161

سنة 606.

17 - شمس الدین محمد بن أحمد الذهبی ، المتوفی سنة 748.

18 - جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی ، المتوفی سنة 911.

من ألفاظ الحدیث فی الصحاح والمسانید وغیرها :

وهذه نبذة من ألفاظ الحدیث بأسانیدها (1) :

ففی المسند : (حدثنا عبد الله ، حدثنی أبی ، ثنا عبد الله بن نمیر قال : ثنا عبد الملک - یعنی ابن أبی سلیمان - عن عطاء بن أبی رباح قال : حدثنی من سمع أم سلمة تذکر أن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم کان فی بیتها ، فأتته فاطمة ببرمة فیها خزیرة ، فدخلت بها علیه ، فقال لها : ادعی زوجک وابنیک.

قالت : فجاء علی والحسین والحسن فدخلوا علیه فجلسوا یأکلون من تلک الخزیرة وهو علی منامة له علی دکان تحته کساء خیبری.

قالت وأنا أصلی فی الحجرة ، فأنزل الله عزوجل هذه الآیة : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا )

قالت : فأخذ فضل الکساء فغشاهم به ، ثم أخرج یده فألوی بها إلی السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بیتی وخاصتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

قالت : فأدخلت رأسی البیت فقلت : وأنا معکم یا رسول الله؟

ص: 162


1- 1. نعم ، هذه نبذة من الروایات ، إذ لم نورد کل ما فی المسند أو المستدرک أو غیرهما ، بل لم نورد شیئا من تفسیر الطبری وقد أخرجه من أربعة عشر طریقا ، ولا من کثیر من المصادر المعتبرة فی التفسیر والحدیث وتراجم الصحابة وغیرها.

قال : إنک إلی خیر ، إنک إلی خیر.

قال عبد الملک : وحدثنی أبو لیلی عن أم سلمة مثل حدیث عطاء سواء.

قال عبد الملک : وحدثنی داود بن أبی عوف الجحاف ، عن (1) حوشب ، عن أم سلمة بمثله سواء) (2).

وفی المسند : (حدثنا عبد الله ، حدثنی أبی ، ثنا عفان ، ثنا حماد بن سلمة قال : ثنا علی بن زید ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة : أن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم قال لفاطمة: ائتینی بزوجک وابنیک ، فجاءت بهم ، فألقی علیهم کساء فدکیا.

قال : ثم وضع یده علیهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتک وبرکاتک علی محمد وعلی آل محمد ، إنک حمید مجید.

قالت أم سلمة : فرفعت الکساء لأدخل معهم ، فجذبه من یدی وقال : إنک علی خیر) (3).

وفی المسند : (حدثنا عبد الله ، حدثنی أبی ، ثنا یحیی بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن میمون ، قال : إنی لجالس إلی ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : یا ابن عباس. إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء.

قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معکم.

قال : وهو یومئذ صحیح قبل أن یعمی. قال : فاتندوا فتحدثوا ، فلا ندری ما قالوا.

ص: 163


1- 1. کذا.
2- 2. مسند أحمد 6 / 292.
3- 3. مسند أحمد 6 / 323.

قال : فجاء ینفض ثوبه ویقول : أف وتف ، وقعوا فی رجل له عشر ، وقعوا فی رجل قال له النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم (فذکر مناقب لعلی ، منها :) (وأخذ رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ثوبه فوضعه علی علی وفاطمة وحسن وحسین فقال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) » (1)

وفی صحیح مسلم : (حدثنا أبو بکر ابن أبی شیبة ومحمد بن عبد الله ابن نمیر - واللفظ لأبی بکر - قالا : حدثنا محمد بن بشر ، عن زکریا ، عن مصعب بن شیبة ، عن صفیة بنت شیبة ، قالت : قالت عائشة : خرج النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم غداة وعلیه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علی فأدخله ، ثم جاء الحسین فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علی فأدخله ، ثم قال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) (2).

وفی جامع الأصول : (6689 ت أم سلمة - رضی الله عنها - قالت : إن هذه الآیة نزلت فی بیتی ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : یا رسول الله ، ألست من أهل البیت؟ فقال : إنک إلی خیر ، أنت من أزواج رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم.

قالت : وفی البیت : رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وعلی وفاطمة وحسن وحسین ، فجللهم بکسائه وقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

وفی روایة : إن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم جلل علی الحسن

ص: 164


1- 1. مسند أحمد 1 / 330.
2- 2. صحیح مسلم 7 / 130.

والحسین وعلی وفاطمة ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بیتی وحامتی ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

قالت أم سلمة : وأنا معهم یا رسول الله؟ قال : إنک إلی خیر.

أخرج الترمذی الروایة الآخرة ، والأولی ذکرها رزین. 6690 ت عمر بن أبی سلمة - رضی الله عنه - قال : نزلت هذه الآیة علی النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) فی بیت أم سلمة ، فدعا النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فاطمة وحسنا وحسینا ، فجللهم بکساء وعلی خلف ظهره ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

قالت أم سلمة : وأنا معهم یا نبی الله؟ ،

قال : أنت علی مکانک ، وأنت علی خیر.

أخرجه الترمذی.

6691 ت أنس بن مالک - رضی الله عنه - إن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم کان یمر بباب فاطمة إذا خرج إلی الصلاة حین نزلت هذه الآیة ، قریبا من ستة أشهر - یقول : الصلاة أهل البیت ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) .

أخرجه الترمذی.

6692 م ، عائشة - رضی الله عنها - قالت : خرج النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم وعلیه مرط مرجل أسود ، فجاءه الحسن فأدخله ، ثم جاءه الحسین فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علی فأدخله ، ثم قال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس ) الآیة.

ص: 165

أخرجه مسلم) (1).

وفی الخصائص : (أخبرنا محمد بن المثنی قال : أخبرنا أبو بکر الحنفی قال : حدثنا بکر بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد یقول : قال معاویة لسعد بن أبی وقاص :

ما یمنعک أن تسب ابن أبی طالب؟!

قال : لا أسبه ما ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم ، لئن یکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم :

لا أسبه ما ذکرت حین نزل الوحی علیه ، فأخذ علیا وابنیه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب هؤلاء أهل بیتی وأهلی.

ولا أسبه ما ذکرت حین خلفه فی غزوة غزاها ...

ولا أسبه ما ذکرت یوم خیبر ...) (2).

وفی الخصائص : (أخبرنا قتیبة بن سعید البلخی وهشام بن عمار الدمشقی قالا : حدثنا حاتم ، عن بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبی وقاص قال : أمر معاویة سعدا فقال : ما یمنعک أن تسب أبا تراب؟! فقال : أنا إن ذکرت ثلاثا قالهن رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فلن أسبه ، لئن یکون لی واحدة منها أحب إلی من حمر النعم :

سمعت رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم یقول له - وخلفه فی بعض مغازیه ...

وسمعته یقول یوم خیبر : ...

ولما نزلت ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت

ص: 166


1- 1. جامع الأصول 10 / 100 - 101.
2- 2. خصائص علی : 81 طبعة النجف الأشرف.

ویطهرکم تطهیرا ) دعا رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی) (1).

أقول :

أخرجه ابن حجر العسقلانی باللفظ الأول فی (فتح الباری) بشرح حدیث : (أما ترضی أن تکون منی بمنزلة هارون ...) فقال :

(ووقع فی روایة عامر بن سعد بن أبی وقاص عند مسلم والترمذی قال : قال معاویة لسعد : ما منعک أن تسب أبا تراب؟!

قال : أما ما ذکرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم فلن أسبه ، فذکر هذا الحدیث ،

وقوله : لأعطین الرایة رجلا یحبه الله ورسوله.

وقوله : لما نزلت ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ) دعا علیا وفاطمة والحسن والحسین ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی) (2).

وهذا تحریف للحدیث! ، إذ أسقط أولا : (فأدخلهم تحت ثوبه) ثم جعلت الآیة النازلة هی آیة المباهلة لا آیة التطهیر! فتأمل.

وفی الخصائص : أخرج حدیث عمرو بن میمون عن ابن عباس ، المتقدم عن المسند (3).

وفی المستدرک : (حدثنا أبو العباس محمد بن یعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوری ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دینار ، ثنا

====

4. خصائص علی : 62.

ص: 167


1- 1. خصائص علی : 49.
2- 2. سورة آل عمران 3 : 61.
3- 3. فتح الباری - شرح صحیح البخاری 7 / 60.

شریک بن أبی نمر ، عن عطاء بن یسار ، عن أم سلمة - رضی الله عنها - أنها قالت :

فی بیتی نزلت هذه الآیة ( أنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ) قالت : فأرسل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلی علی وفاطمة والحسن والحسین - رضوان الله علیهم أجمعین - فقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی.

قالت أم سلمة : یا رسول الله ، وأنا من أهل البیت؟

قال : إنک أهلی خیر (1) وهؤلاء أهل بیتی. اللهم أهلی أحق.

هذا حدیث صحیح علی شرط البخاری ولم یخرجاه.

حدثنا أبو العباس محمد بن یعقوب ، أنبأ العباس بن الولید بن مزید : أخبرنی أبی قال : سمعت الأوزاعی یقول : حدثنی أبو عمار قال : حدثنی واثلة بن الأسقع - رضی الله عنه - قال : جئت علیا - رضی الله عنه - فلم أجده. فقالت فاطمة - رضی الله عنها - : انطلق إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یدعوه فاجلس ، فجاء مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فدخل ودخلت معهما. قال : فدعا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حسنا وحسینا فأجلس کل واحد منهما علی فخذه وأدنی فاطمة من حجره وزوجها ثم لف علیهم ثوبه وأنا شاهد فقال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) اللهم هؤلاء أهل بیتی.

هذا حدیث صحیح علی شرط مسلم ولم یخرجاه) (2).

وفی تلخیص المستدرک : وافق الحاکم علی التصحیح (3).

ص: 168


1- 1. کذا.
2- 2. المستدرک علی الصحیحین 2 / 416 کتاب التفسیر.
3- 3. تلخیص المستدرک 2 / 416.

ورواه الذهبی بإسناد له عن شهر بن حوشب عن أم سلمة وفیه : (قالت : فأدخلت رأسی فقلت : یا رسول الله وأنا معکم؟

قال : أنت إلی خیر - مرتین -).

ثم قال : (رواه الترمذی مختصرا وصححه من طریق الثوری ، عن زبید ، عن شهر بن حوشب) (1).

وفی الصواعق المحرقة : (الآیة الأولی : قال الله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) أکثر المفسرین علی أنها نزلت فی علی وفاطمة والحسن والحسین. لتذکیر ضمیر (عنکم) وما بعده) (2).

ممن نص علی صحة الحدیث :

هذا ، وقد قال جماعة من الأئمة بصحة الحدیث الدال علی اختصاص الآیة الکریمة بأهل البیت علیهم السلام : إذ أخرجوه فی الصحیح أو نصوا علی صحته ، ومن هؤلاء :

1 - أحمد بن حنبل. بناء علی التزامه بالصحة فی (المسند).

2 - مسلم بن الحجاج ، إذ أخرجه فی (صحیحه).

3 - ابن حبان ، إذ أخرجه فی (صحیحه).

4 - الحاکم النیسابوری ، إذ صححه فی (المستدرک).

5 - الذهبی ، إذ صححه فی (تلخیص المستدرک) تبعا للحاکم.

6 - ابن تیمیة ، إذ قال : (فصل - وأما حدیث الکساء فهو صحیح ، رواه

ص: 169


1- 1. سیر أعلام النبلاء 10 / 346.
2- 2. الصواعق المحرقة : 85.

أحمد والترمذی من حدیث أم سلمة ، ورواه مسلم فی صحیحه من حدیث عائشة ...) (1).

ما دلت علیه الأحادیث :

وهذه الأحادیث الواردة فی الصحاح والمسانید ومعاجم الحدیث ، بأسانید صحیحة متکاثرة جدا ، أفادت نقطتین :

أولا : إن المراد ب (أهل البیت) فی الآیة المبارکة هم : النبی وعلی وفاطمة والحسن والحسین صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ، لا یشرکهم أحد لا من الأزواج ولا من غیرهن مطلقا ،

أما الأزواج فلأن الأحادیث نصت علی أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم لم یأذن بدخول واحدة منهن تحت الکساء ،

وأما غیرهن ، فلأن النبی إنما أمر فاطمة بأن تجئ بزوجها وولدیها فحسب ، فلو أراد أحدا غیرهم - حتی من الأسرة النبویة -. لأمر بإحضاره.

وثانیا : إن الآیة المبارکة نزلت فی واقعة معینة وقضیة خاصة ، ولا علاقة لها بما قبلها وما بعدها ... ولا ینافیه وضعها بین الآیات المتعلقة بنساء النبی ، إذ ما أکثر الآیات المدنیة بین الآیات المکیة وبالعکس ، ویشهد بذلک :

1 - مجئ الضمیر : (عنکم) و (یطهرکم) دون : عنکن ویطهرکن.

2 - اتصال الآیات التی بعد آیة التطهیر بالتی قبلها ، بحیث لو رفعت آیة التطهیر لم یختل الکلام أصلا ... فلیست عجزا لآیة ولا صدرا لأخری ... کما لا یخفی.

ص: 170


1- 1. منهاج السنة 5 / 13.

ثم ما ألطف ما جاء فی الحدیث جوابا لقول أم سلمة : (ألست من أهل البیت؟) قال : (أنت من أزواج رسول الله)!! فإنه یعطی التفصیل مفهوما ومصداقا بین العنوانین : عنوان (أهل البیت) وعنوان (الأزواج) أو (نساء النبی).

فتکون الآیات المبدوءة - فی سورة الأحزاب - ب ( یا نساء النبی ) (1) خاصة ب (الأزواج) والآیة ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ) خاصة بالعترة الطاهرة.

وحدیث مروره صلی الله علیه وآله وسلم بباب فاطمة وقوله : الصلاة أهل البیت ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) .. رواه کثیرون کذلک لا نطیل بذکر روایاته.

ص: 171


1- 1. سورة الأحزاب 33 : 32.

الفصل الثانی

فی سقوط القولین الآخرین

وبهذه الأحادیث الصحیحة المتفق علیها بین المسلمین یسقط القولان الآخران ، لأن المفروض أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم فسر بنفسه - قولا وفعلا - الآیة المبارکة ، وعین من نزلت فیه ، فلا یسمع - والحال هذه - ما یخالف تفسیره کائنا من کان القائل ، فکیف والقائل بالقول الأول هو (عکرمة)؟!

وقد کان هذا الرجل أشد الناس مخالفة لنزول الآیة فی العترة الطاهرة فقط.

فقد حکی عنه أنه کان ینادی فی الأسواق بنزولها فی زوجات النبی فقط (1) وأنه کان یقول : (من شاء باهلته أنها نزلت فی نساء النبی خاصة) (2).

وقد کان القول بنزولها فی العترة هو الرأی الذی علیه المسلمون ، کما یبدو من هذه الکلمات ، بل جاء التصریح به فی کلامه حیث قال : (لیس بالذی تذهبون إلیه إنما هو نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم) (3).

إلا أن من غیر الجائز الأخذ بقول عکرمة فی هذا المقام وأمثاله :

ص: 172


1- 1. تفسیر الطبری ، تفسیر ابن کثیر 3 / 415 ، أسباب النزول : 268.
2- 2. الدر المنثور 5 / 198 ، تفسیر ابن کثیر 3 / 415.
3- 3. الدر المنثور 5 / 198.

ترجمة عکرمة :

فإن عکرمة البربری من أشهر الزنادقة الذین وضعوا الأحادیث للطعن فی الإسلام ، وإلیک طرفا من تراجمه فی الکتب المعتبرة المشهورة (1) :

1 - طعنه فی الدین :

لقد ذکروا أن هذا الرجل کان طاعنا فی الإسلام ، مستهزئا بالدین ، من أعلام الضلالة ودعاة السوء ،

فقد نقلوا عنه أن قال : إنما أنزل الله متشابه القرآن لیضل به!

وقال فی وقت الموسم : وددت أنی الیوم بالموسم وبیدی حربة فأعترض بها من شهد الموسم یمینا وشمالا!.

وأنه وقف علی باب مسجد النبی وقال : ما فیه إلا کافر!

وذکروا أنه کان لا یصلی ، وأنه کان فی یده خاتم من الذهب ، وأنه کان یلعب بالنرد ، وأنه کان یستمع الغناء.

2 - کان من دعاة الخوارج :

وأنه إنما أخذ أهل إفریقیة رأی الصفریة - وهم من غلاة الخوارج - منه ، وقد ذکروا أنه نحل ذلک الرأی إلی ابن عباس.

وعن یحیی بن معین : إنما لم یذکر مالک عکرمة ، لأن عکرمة کان

ص: 173


1- 1. طبقات ابن سعد 5 / 287 ، الضعفاء الکبیر 3 / 373 ، تهذیب الکمال 20 / 264 ، وفیات الأعیان 1 / 319 ، میزان الاعتدال 3 / 93 المغنی فی الضعفاء 2 / 84 ، سیر أعلام النبلاء 5 / 9 ، تهذیب التهذیب 7 / 263 - 273.

ینتحل رأی الصفریة.

وقال الذهبی : قد تکلم الناس فی عکرمة ، لأنه کان یری رأی الخوارج.

3 - کان کذابا :

کذب علی سیده ابن عباس حتی أوثقه علی بن عبد الله بن عباس علی باب کنیف الدار. فقیل له : أتفعلون هذا بمولاکم؟! قال : إن هذا یکذب علی أبی.

وعن سعید بن المسیب ، أنه قال لمولاه : یا برد ، إیاک أن تکذب علی کما یکذب عکرمة علی ابن عباس.

وعن ابن عمر ، أنه قال لمولاه : إتق الله ، ویحک یا نافع ، لا تکذب علی کما کذب عکرمة علی ابن عباس.

وعن القاسم : إن عکرمة کذاب.

وعن ابن سیرین ویحیی بن معین ومالک : کذاب.

وعن أین ذویب : کان غیر ثقة.

وحرم مالک الروایة عنه.

وأعرض عنه مسلم بن الحجاج.

وقال محمد بن سعد : لیس یحتج بحدیثه.

4 - ترک الناس جنازته :

ولهذه الأمور وغیرها ترک الناس جنازته ، قیل : فما حمله أحد ، حتی اکتروا له أربعة رجال من السودان.

* * *

ص: 174

ترجمة مقاتل :

ومقاتل حاله کحال عکرمة ، فقد أدرجه کل من : الدارقطنی ، والعقیلی ، وابن الجوزی ، والذهبی فی (الضعفاء) ... وتکفینا کلمة الذهبی : (أجمعوا علی ترکه) (1)

ترجمة الضحاک :

وأما القول الآخر فقد عزاه ابن الجوزی إلی الضحاک بن مزاحم فقط : وهذا الرجل أدرجه ابن الجوزی نفسه کالعقیلی فی (الضعفاء) وتبعهما الذهبی فأدرجه فی (المغنی فی الضعفاء) ... ونفوا أن یکون لقی ابن عباس بل ذکر بعضهم أنه لم یشافه أحدا من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وعن یحیی بن سعید : کان الضحاک عندنا ضعیفا.

قالوا : وکانت أمة حاملا به سنتین! (2)

هذا ، ولکن فی نسبة هذا القول - کنسبة القول الأول إلی ابن السائب الکلبی - کلام ، فقد نسب إلیهما القول باختصاص الآیة بالخمسة الأطهار فی المصادر وهو الصحیح ، کما حققنا ذلک فی الرد علی السالوس.

* * *

ص: 175


1- 1. سیر أعلام النبلاء 7 / 201.
2- 2. تهذیب الکمال 13 / 291 ، میزان الاعتدال 2 / 325 ، المغنی فی الضعفاء 1 / 312.

الفصل الثالث

فی دلالة الآیة المبارکة علی عصمة أهل البیت

وکما أشرنا من قبل ، فإن أصحابنا یستدلون بالآیة المبارکة - بعد تعیین المراد بأهل البیت فیها بالأحادیث المتواترة بین الفریقین - علی عصمة أهل البیت ... وقد جاء ذکر وجه الاستدلال لذلک مشروحا فی کتبهم فی العقائد والإمامة وفی تفاسیرهم بذیل الآیة المبارکة ، ویتلخص فی النقاط التالیة :

1 - (إنما) تفید الحصر ، فالله سبحانه حصر إرادة إذهاب الرجس عنهم.

2 - (الإرادة) فی الآیة الکریمة تکوینیة ، من قبیل الإرادة فی قوله تعالی : ( إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون ) (1) لا تشریعیة من قبیل الإرادة فی قوله تعالی : (یرید الله بکم الیسر ولا یرید بکم العسر) (2) ، لأن التشریعیة تتنافی مع نص الآیة بالحصر ، إذ لا خصوصیة لأهل البیت فی تشریع الأحکام لهم.

وتتنافی مع الأحادیث ، إذ النبی صلی الله علیه وآله وسلم طبق الآیة علیهم دون غیرهم.

3 - (الرجس) فی الآیة هو (الذنوب).

وتبقی شبهة : إن الإرادة التکوینیة تدل علی العصمة ، لأن تخلف المراد عن إرادته عزوجل محال ، لکن هذا یعنی الالتزام بالجبر وهو ما لا تقول

ص: 176


1- 1. سورة یس 36 : 82.
2- (45) سورة البقرة 2 : 185

الإمامیة به.

وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة - بناء علی نظریة : لا جبر ولا تفویض بل أمر بین الأمرین - بما حاصله :

إن مفاد الآیة أن الله سبحانه لما علم أن إرادة أهل البیت تجری دائما علی وفق ما شرعه لهم من التشریعات ، لما هم علیه من الحالات المعنویة العالیة ، صح له تعالی أن یخبر عن ذاته المقدسة أنه لا یرید لهم بإرادته التکوینیة إلا إذهاب الذنوب عنهم ، لأنه لا یوجد من أفعالهم ولا یقدرهم إلا علی هکذا أفعال یقومون بها بإرادتهم لغرض إذهاب الرجس عن أنفسهم ...

ثم إنه لولا دلالة الآیة المبارکة علی هذه المنزلة العظیمة لأهل البیت لما حاول أعداؤهم من الخوارج والنواصب إنکارها ، بل ونسبتها إلی غیرهم ، مع أن أحدا لم یدع ذلک لنفسه سواهم.

* * *

ص: 177

الفصل الرابع

فی تناقضات علماء السنة تجاه معنی الآیة

وجاء العلماء ... وهم یعلمون بمدلول الآیة المبارکة ومفاد الأحادیث الصحیحة الواردة بشأنها ... وهم من جهة لا یریدون الاعتراف ، لأنه فی الحقیقة نسف لعقائدهم فی الأصول والفروع ... ومن جهة أخری ینسبون أنفسهم إلی (السنة) ویدعون الأخذ بها والاتباع لها ... فوقعوا فی اضطراب وتناقضت کلماتهم فیما بینهم ، بل تناقضت کلمات الواحد منهم ...

فمنهم من وافق الإمامیة ، بل - فی الحقیقة - تبع السنة النبویة الثابتة فی المقام وأخذ بها.

ومنهم من وافق عکرمة الخارجی ومقاتل المجمع علی ترکه.

ومنهم من أخذ بقول الضحاک الضعیف ، خلافا لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وکبار الصحابة.

فهم علی طوائف ثلاث :

ونحن نذکر من کل طائفة واحدا أو اثنین :

فمن الطائفة الأولی :

أبو جعفر الطحاوی (1) قال : (باب بیان مشکل ما روی عن

ص: 178


1- (46) أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة المصری الحنفی - المتوفی سنة : 321 ه - توجد ترجمته مع الثناء البالغ فی : طبقات أبی إسحاق الشیرازی : 142 ، والمنتظم 6 / 250 ، ووفیات الأعیان 1 / 71 ، وتذکرة الحفاظ 3 / 808 ،

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی المراد بقوله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) من هم؟

حدثنا الربیع المرادی ، حدثنا أسد بن موسی ، حدثنا حاتم بن إسماعیل ، حدثنا بکیر بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبیه قال : لما نزلت هذه الآیة دعا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علیا وفاطمة وحسنا وحسینا : وقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی.

فکان فی هذا الحدیث أن المراد بما فی هذه الآیة هم : رسول الله صلی الله علیه وآله وعلی وفاطمة وحسن وحسین.

حدثنا فهد ، ثنا عثمان بن أبی شیبة ، ثنا جریر بن عبد الحمید ، عن الأعمش ، عن جعفر ، عن عبد الرحمن البجلی ، عن حکیم بن سعید ، عن أم سلمة ، قالت : نزلت هذه الآیة فی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلی وفاطمة وحسن وحسین علیهم السلام : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) .

ففی هذا الحدیث الذی فی الأول.

ثم أنه أخرج بأسانید عدیدة هذا الحدیث عن أم سلمة وفیها الدلالة الصریحة علی اختصاص الآیة بأهل البیت الطاهرین ، وهی الأحادیث التی جاء فیها أن أم سلمة سألت : (وأنا معهم) فقال : رسول الله صلی الله علیه وآله

====

والجواهر المضیة فی طبقات الحنفیة 1 / 102 وغایة النهایة فی طبقات القراء 1 / 1. وحسن المحاضرة وطبقات الحفاظ : 337 وغیرها.

وقد عنونه الحافظ الذهبی بقوله : (الطحاوی الإمام العلامة الحافظ الکبیر محدث الدیار المصریة وفقیهها) قال : (ذکره أبو سعید ابن یونس فقال : عداده فی حجر الأزد ، وکان ثقة ثبتا فقیها عاقلا لم یخلف مثله) قال الذهبی : (قلت : من نظر فی توالیف هذا الإمام علم محله من العلم وسعة معارفه ...) سیر أعلام النبلاء 15 /2. 32.

ص: 179

وسلم : (أنت من أزواج النبی ، وأنت علی خیر - أو : إلی خیر -).

وقالت : (فقلت : یا رسول الله ، أنا من أهل البیت؟ فقال : إن لک عند الله خیرا. فوددت أنه قال نعم ، فکان أحب إلی مما تطلع علیه الشمس وتغرب).

وقالت : (فرفعت الکساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله وقال : إنک علی خیر).

قال الطحاوی : (فدل ما روینا من هذه الآثار - مما کان من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلی أم سلمة - مما ذکرنا فیها لم یرد به أنها کانت مما أرید به مما فی الآیة المتلوة فی هذا الباب ، وأن المراد بما فیها هم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلی وفاطمة والحسن والحسین دون من سواهم - یدل علی مراد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بقوله لأم سلمة فی هذه الآثار من قوله لها : (أنت من أهلی) :

ما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمی وسلیمان الکیسانی قالا : حدثنا بشر بن بکر ، عن الأوزاعی ، أخبرنی أبو عمار ، حدثنی واثلة ... فقلت : یا رسول الله : وأنا من أهلک؟ فقال : وأنت من أهلی.

قال واثلة : فإنها من أرجی ما أرجو!.

وواثلة أبعد منه علیه السلام من أم سلمة منه ، لأنه إنما هو رجل من بنی لیث ، لیس من قریش. وأم سلمة موضعها من قریش موضعها الذی هی به منه ،

فکان قوله لواثلة : أنت من أهلی ، علی معنی : لاتباعک إیای وإیمانک بی ، فدخلت بذلک فی جملتی.

وقد وجدنا الله تعالی قد ذکر فی کتابه ما یدل علی هذا المعنی بقوله :

ص: 180

( ونادی نوح ربه فقال رب إن ابنی من أهلی ) (1) فأجابه فی ذلک بأن قال : ( إنه لیس من أهلک ) (2) إنه یدخل فی أهله من یوافقه علی دینه وإن لم یکن من ذوی نسبه.

فمثل ذلک أیضا ما کان من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم جوابا لأم سلمة : (أنت من أهلی) یحتمل أن یکون علی هذا المعنی أیضا ، وأن یکون قوله ذلک کقوله مثله لواثلة.

وحدیث سعد وما ذکرناه معه من الأحادیث فی أول الباب معقول بها من أهل الآیة المتلوة فیها ، لأنا قد أحطنا علما أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لما دعا من أهله عند نزولها لم یبق من أهلها المرادین فیها أحد سواهم ، وإذ کان ذلک کذلک استحال أن یدخل معهم فیما أرید به سواهم. وفیما ذکرنا من ذلک بیان ما وصفنا.

فإن قال قائل : فإن کتاب الله تعالی یدل علی أن أزواج النبی هم المقصودون بتلک الآیة ، لأنه قال قبلها فی السورة التی هی فیها : ( یا أیها النبی قل لأزواجک ... ) (3) فکان ذلک کله یؤذن به ، لأنه علی خطاب النساء لا علی خطاب الرجال ثم قال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس ) الآیة.

فکان جوابنا له : إن الذی تلاه إلی آخر ما قبل قوله ( إنما یرید الله ) الآیة .. خطاب لأزواجه ، ثم أعقب ذلک بخطاب لأهله بقوله تعالی : ( إنما یرید الله ) الآیة ، فجاء به علی خطاب الرجال ، لأنه قال فیه ( لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم ) وهکذا خطاب الرجال وما قبله فجاء

ص: 181


1- 1. سورة هود 11 : 45.
2- 2. سورة هود 11 : 46.
3- 3. سورة الأحزاب 33 : 28.

به بالنون وکذلک خطاب النساء.

فعقلنا أن قوله : ( إنما یرید الله ) الآیة ، خطاب لمن أراده من الرجال بذلک ، لیعلمهم تشریفه لهم ورفعه لمقدارهم أن جعل نساءهم ممن قد وصفه لما وصفه به مما فی الآیات المتلوة قبل الذی خاطبهم به تعالی.

ومما دل علی ذلک أیضا ما حدثنا ... عن أنس : أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کان إذا خرج إلی صلاة الفجر یقول : الصلاة یا أهل البیت ( إنما یرید الله ) الآیة.

وما قد حدثنا ... حدثنی أبو الحمراء قال : صحبت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ...

وفی هذا أیضا دلیل علی أن هذه الآیة فیهم. وبالله التوفیق) (1).

ومن الطائفة الثانیة :

ابن الجوزی (2) والذهبی (3) ... فإنهما تبعا عکرمة البربری الخارجی ، ومقاتل بن سلیمان ، علی ما هو مقتضی تعصبهما وعنادهما لأهل البیت علیهم السلام!

ومن الطائفة الثالثة :

ابن کثیر ... فإنه بعد أن ذکر فریة عکرمة قال : (فإن کان المراد أنهن کن سبب النزول دون غیرهن ، فصحیح ، وإن أرید أنهن المراد فقط

ص: 182


1- 1. مشکل الآثار 1 / 332 - 339.
2- 2. وهذا ظاهر کلامه فی زاد المسیر 6 / 381 ، حیث ذکر هذا القول أولا وجعل یدافع عنه.
3- 3. سیر أعلام النبلاء 2 / 207.

دون غیرهن ، ففی هذا نظر. فإنه قد وردت أحادیث تدل علی أن المراد أعم من ذلک).

ثم أورد عدة کثیرة من تلک الأحادیث التی هی نص فی اختصاص الآیة بالرسول والوصی والحسنین والصدیقة الطاهرة علیهم الصلاة والسلام ، وأن قول عکرمة مخالف للکتاب والسنة ...

غیر أن تعصبه لم یسمح له بالإذعان لذلک ، حتی قال بدخول الزوجات فی المراد بالآیة! متشبثا بالسیاق ، فقال : (ثم الذی لا یشک فیه من تدبر القرآن أن نساء النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم داخلات فی قوله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) . فإن سیاق الکلام معهن ...) (1).

اعتراف ابن تیمیة بصحة الحدیث :

والعجب أن ابن تیمیة لا یقول بهذا ولا بذاک! بل یذعن بصحة الحدیث کما استدل العلامة الحلی - رحمه الله - ، قال العلامة :

(ونحن نذکر هنا شیئا یسیرا مما هو صحیح عندهم ، ونقلوه فی المعتمد من قولهم وکتبهم ، لیکون حجة علیهم یوم القیامة ، فمن ذلک :

ما رواه أبو الحسن الأندلسی (2) فی (الجمع بین الصحاح الستة) :

ص: 183


1- 1. تفسیر القرآن العظیم 3 / 415.
2- 2. وهو : رزین بن معاویة العبدری ، صاحب (تجرید الصحاح) المتوفی سنة 535 کما فی سیر أعلام النبلاء 20 / 204 حیث ترجم له ووصفه ب : الإمام المحدث الشهیر ، وحکی عن ابن عساکر : (کان إمام المالکیین بالحرم). وترجم له أیضا فی : تذکرة الحفاظ 4 / 2. والعقد الثمین فی تاریخ البلد الأمین 4 / 398 ، والنجوم الزاهرة 5 / 267 ، ومرآة الجنان 3 / 263 ، وغیرها.

موطأ مالک ، وصحیحی البخاری ومسلم ، وسنن أبی داود ، وصحیح الترمذی ، وصحیح النسائی : عن أم سلمة - زوج النبی صلی الله علیه وآله وسلم - أن قوله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) أنزل فی بیتها : وأنا جالسة عند الباب ، فقلت : یا رسول الله ، ألست من أهل البیت؟ فقال : إنک علی خیر ، إنک من أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

قالت : وفی البیت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلی وفاطمة والحسن والحسین. فجللهم بکساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا).

فقال ابن تیمیة :

(فصل - وأما حدیث الکساء فهو صحیح ، رواه أحمد والترمذی من حدیث أم سلمة ، ورواه مسلم فی صحیحه من حدیث عائشة قال : خرج النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ذات غداة وعلیه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علی فأدخله ، ثم جاء الحسین فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علی فأدخله ، ثم قال : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) .

وهذا الحدیث قد شرکه فیه فاطمة وحسن وحسین - رضی الله عنهم - فلیس هو من خصائصه ، ومعلوم أن المرأة لا تصلح للإمامة ، فعلم أن هذه الفضیلة لا تختص بالأئمة ، بل یشرکهم فیها غیرهم.

ثم إن مضمون هذا الحدیث أن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم دعا لهم بأن یذهب عنهم الرجس ویطهرهم تطهیرا.

وغایة ذلک أن یکون دعا لهم بأن یکونوا من المتقین الذین أذهب الله

ص: 184

عنهم الرجس وطهرهم ، واجتناب الرجس واجب علی المؤمنین والطهارة مأمور بها کل مؤمن ..

قال الله تعالی : ( ما یرید الله لیجعل علیکم من حرج ولکن یرید لیطهرکم ولیتم نعمته علیکم ) (1) : وقال : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزکیهم بها ) (2) وقال تعالی : ( إن الله یحب التوابین ویحب المتطهرین ) (3).

فغایة هذا أن یکون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترک المحظور ، والصدیق - رضی الله عنه - قد أخبر الله عنه بأنه ( الأتقی الذی یؤتی ماله یتزکی وما لأحد عنده من نعمة تجزی إلا ابتغاء وجه ربه الأعلی ولسوف یرضی ) (4).

وأیضا : فإن السابقین الأولین من المهاجرین والأنصار والذین اتبعوهم بإحسان (رضی الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجری تحتها الأنهار خالدین فیها أبدا ذلک الفوز العظیم ) لا بد أن یکونوا قد فعلوا المأمور وترکوا المحظور ، فإن هذا الرضوان وهذا الجزاء إنما ینال بذلک ، وحینئذ فیکون ذهاب الرجس عنهم وتطهیرهم من الذنوب بعض صفاتهم.

فما دعا به النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم لأهل الکساء هو بعض ما وصف الله به السابقین الأولین.

والنبی دعا لأقوام کثیرین بالجنة والمغفرة وغیر ذلک ، مما هو أعظم من

====

(59) سورة التوبة 9 : 100

ص: 185


1- (55) سورة المائدة 5 : 6 ،
2- 2. سورة التوبة 9 : 103.
3- 3. سورة البقرة 2 : 222.
4- 4. سورة اللیل 92 : 17 - 21.

الدعاء بذلک ، ولم یلزم أن یکون من دعا له بذلک أفضل من السابقین الأولین ، ولکن أهل الکساء لما کان قد أوجب علیهم اجتناب الرجس وفعل التطهیر دعا لهم النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم بأن یعینهم علی فعل ما أمرهم به ، لئلا یکونوا مستحقین للذم والعقاب ، ولینالوا المدح والثواب) (1)

هذا نص کلام ابن تیمیة ، وأنت تری فیه :

1 - الاعتراف بصحة الحدیث الدال علی نزول الآیة المبارکة فی أهل الکساء دون غیرهم.

2 - الاعتراف بأنه فضیلة.

3 - الاعتراف بعدم شمول الفضیلة لغیر علی وفاطمة والحسن والحسین : علیهم السلام.

فأین قول عکرمة؟! وأین السیاق؟! وأین ما ذهب إلیه ابن کثیر؟!

سقوط کلمات ابن تیمیة :

وتبقی کلمات ابن تیمیة ، فإنه بعد أن أعرض عن قول عکرمة وعن قول من قال بالجمع ، واعترف بالاختصاص بالعترة ، أجاب عن الاستدلال بالآیة المبارکة بوجوه واضحة البطلان :

* فأول شئ قاله هو : (هذا الحدیث قد شرکه فیه فاطمة ...).

وفیه : إن العلامة الحلی لم یدع کون الحدیث من خصائص علی علیه السلام ، بل الآیة المبارکة والحدیث یدلان علی عصمة (أهل البیت) وهم : النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعلی وفاطمة والحسن والحسین ..

ص: 186


1- 1. منهاج السنة 5 / 13 - 15.

والمعصوم هو المتعین للإمامة بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، غیر أن المرأة لا تصلح للإمامة.

* ثم قال : (ثم إن مضمون هذا الحدیث أن النبی دعا لهم ... بأن یکونوا من المتقین الذین أذهب الله عنهم الرجس ... فغایة هذا أن یکون هذا دعاء لهم بفعل المأمور وترک المحظور).

وهذا من قلة فهمه أو شدة تعصبه :

أما أولا : فلأنه ینافی صریح الآیة المبارکة ، لأن (إنما) دالة علی الحصر ، وکلامه دال علی عدم الحصر ، فما ذکره رد علی الله والرسول.

أما ثانیا : فلأن فی کثیر من (الصحاح) أن الآیة نزلت ، فدعا رسول الله علیا وفاطمة وحسنا وحسینا فجللهم بکساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بیتی ...

فالله عزوجل یقول : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ... ) والنبی صلی الله علیه وآله وسلم یعین (أهل البیت) وأنهم هؤلاء دون غیرهم.

وأما ثالثا : فلأنه لو کان المراد هو مجرد الدعاء لهم بأن یکونوا (من المتقین) و (الطهارة مأمور بها کل مؤمن) (فغایة هذا أن یکون دعاء لهم بفعل المأمور وترک المحظور) فلا فضیلة فی الحدیث ، وهذا یناقض قوله من قبل (فعلم أن هذه الفضیلة ...).!!

وأما رابعا : فلأنه لو کان (غایة ذلک أن یکون دعاء لهم بفعل المأمور وترک المحظور) فلماذا لم یأذن لأم سلمة بالدخول معهم؟!

أکانت (من المتقین الذین أذهب الله عنهم الرجس ...) فلا حاجة لها إلی الدعاء؟! أو لم یکن النبی صلی الله علیه وآله وسلم یرید منها أن تکون (من المتقین ...)؟!

وأما خامسا : فلو سلمنا أن (غایة هذا أن یکون دعاء لهم ...) لکن إذا

ص: 187

کان الله سبحانه (یرید) والرسول (یدعو) - ودعاؤه مستجاب قطعا - کان (أهل البیت) متصفین بالفعل بما دلت علیه الآیة والحدیث.

* فقال : (والصدیق قد أخبر الله عنه ...).

وحاصله : إن غایة ما کان فی حق (أهل البیت) هو (الدعاء) ولیس فی الآیة ولا الحدیث إشارة إلی (استجابة) هذا الدعاء ، فقد یکون وقد لا یکون ، وأما ما کان فی حق (أبی بکر) فهو (الإخبار) فهو کائن ، فهو أفضل من (أهل البیت)!!

وفیه :

أولا : فی (أهل البیت) فی الآیة شخص النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، ولا ریب فی أفضلیته المطلقة.

وثانیا : فی (أهل البیت) فی الآیة فاطمة الزهراء ، وقد اعترف غیر واحد من أعلام القوم بأفضلیتها من أبی بکر :

فقد ذکر العلامة المناوی بشرح الحدیث المتفق علیه بین المسلمین : (فاطمة بضعة منی فمن أغضبها أغضبنی) : (استدل به السهیلی (1) علی أن من سبها کفر ، لأنه یغضبه ، وأنها أفضل من الشیخین).

وقال : (قال الشریف السمهودی : ومعلوم أن أولادها بضعة منها ، فیکونون بواسطتها بضعة منه ، ومن ثم لما رأت أم الفضل فی النوم أن بضعة منه وضعت فی حجرها أولها رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم بأن تلد

ص: 188


1- 1. عبد الرحمن بن عبد الله ، العلامة الأندلسی ، الحافظ العلم ، صاحب التصانیف ، برع فی العربیة واللغات والأخبار والأثر ، وتصدر للإفادة ، من أشهر مؤلفاته : الروض الأنف - شرح (السیرة النبویة) لابن هشام - توفی سنة : 581 ، له ترجمة فی : مرآة الجنان 3 / 422 ، النجوم الزاهرة 6 / 101 ، العبر 3 / 82 ، الکامل فی التاریخ 9 / 172.

فاطمة غلاما فیوضع فی حجرها ، فولدت الحسن فوضع فی حجرها. فکل من یشاهد الآن من ذریتها بضعة من تلک البضعة وإن تعددت الوسائط ، ومن تأمل ذلک انبعث من قلبه داعی الاجلال لهم وتجنب بغضهم علی أی حال کانوا علیه.

قال ابن حجر : وفیه تحریم أذی من یتأذی المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم بتأذیه ، فکل من وقع منه فی حق فاطمة شئ فتأذت به فالنبی صلی الله علیها وآله وسلم یتأذی بشهادة هذا الخبر ، ولا شئ أعظم من إدخال الأذی علیها من قبل ولدها ، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطی ذلک بالعقوبة فی الدنیا ( ولعذاب الآخرة أشد ) (1)) (2).

وثالثا : فی (أهل البیت) فی الآیة : الحسن والحسین ، وإن نفس الدلیل الذی أقامه الحافظ السهیلی وغیره علی تفضیل الزهراء دلیل علی أفضلیة الحسنین ، بالإضافة إلی الأدلة الأخری ، ومنها (آیة التطهیر) و (حدیث الثقلین) الدالین علی (العصمة) ، ولا ریب فی أفضلیة المعصوم من غیره.

ورابعا : فی (أهل البیت) فی الآیة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وهی - مع أدلة غیرها لا تحصی - تدل علی أفضلیته من جمیع الخلائق بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وخامسا : کون المراد من الآیة : ( الأتقی ... ) (أبو بکر) هو قول انفرد القوم به ، فلا یجوز أنه یعارض به القول المتفق علیه.

وسادسا : کون المراد بها (أبو بکر) أول الکلام ، وقد تقدم الکلام علی ذلک.

ص: 189


1- 1. سورة طه 20 : 127.
2- 2. فیض القدیر - شرح الجامع الصغیر 4 / 421.

* قال : (وأیضا : فإن السابقین الأولین من المهاجرین والأنصار ... فما دعا به النبی ...).

وحاصله : أفضلیة (السابقین الأولین ...) من (أهل البیت) المذکورین.

ویرد علیه : ما ورد علی کلامه السابق ، فإن هذا فرع أن یکون الواقع من النبی صلی الله علیه وآله وسلم هو صرف (الدعاء) ... وقد عرفت أن الآیة تدل علی أن الإرادة الإلهیة تعلقت بإذهاب الرجس عن أهل البیت وتطهیرهم تطهیرا ، فهی دالة علی عصمة (أهل البیت) وقد قال النبی صلی الله علیه وآله وسلم وأعلن للأمة الإسلامیة أنهم : هو وعلی وفاطمة والحسن والحسین.

ثم إن الآیة ( والسابقون الأولون ... ) المراد فیها أمیر المؤمنین علیه السلام ، ویشهد بذلک تفسیر قوله تعالی : ( والسابقون السابقون أولئک المقربون ) (1) بعلی علیه السلام.

فعن ابن عباس عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال : (السبق ثلاثة ، السابق إلی موسی : یوشع بن نون ، والسابق إلی عیسی : صاحب یاسین ، والسابق إلی محمد صلی الله علیه [وآله] وسلم علی بن أبی طالب).

قال الهیثمی : (رواه الطبرانی ، وفیه : حسین بن حسن الأشقر ، وثقه ابن حبان ، وضعفه الجمهور ، وبقیة رجاله حدیثهم حسن أو صحیح) (2).

قلت :

(الحسین بن حسن الأشقر) من رجال النسائی فی (صحیحه) وقد

====

3. مجمع الزوائد 9 / 102.

ص: 190


1- 1. سورة التوبة 9 : 100.
2- 2. سورة الواقعة 56 : 10 و 11.

ذکروا أن للنسائی شرطا فی صحیحه أشد من شرط الشیخین (1) ... وقد روی عنه کبار الأئمة الأعلام : کأحمد بن حنبل ، وابن معین ، والفلاس ، وابن سعد ، وأمثالهم (2).

وقد حکی الحافظ بترجمته عن العقیلی عن أحمد بن محمد بن هانئ قال : قلت لأبی عبد الله - یعنی ابن حنبل - تحدث عن حسین الأشقر؟ قال : لم یکن عندی ممن یکذب ،

وذکر عنه التشیع فقال له العباس بن عبد العظیم : أنه یحدث فی أبی بکر وعمر. وقلت أنا : یا أبا عبد الله : إنه صنف بابا فی معایبهما. فقال : لیس هذا بأهل أن یحدث عنه) (3)

وکأن هذا هو السبب فی تضعیف غیر أحمد ، وعن الجوزجانی : غال ، من الشتامین للخیرة (4). ولذا یقولون : له مناکیر ، وأمثال هذه الکلمة مما یدل علی طعنهم فی أحادیث الرجل فی فضل علی أو الحط من مناوئیه ، ولیس لهم طعن فی الرجل نفسه ، ولذا قال ابن معین : کان من الشیعة الغالیة. فقیل له : فکیف حدیثه؟! قال : لا بأس به. قیل : صدوق؟ قال : نعم کتبت عنه (5).

ومن هنا قال الحافظ : (الحسین بن حسن الأشقر ، الفزاری ، الکوفی ، صدوق ، یهم ویغلو فی التشیع ، من العاشرة ، مات سنة 208 ، س) (6).

وأما أبو بکر ... فلم یکن من السابقین الأولین :

ص: 191


1- 1. تذکرة الحفاظ 2 / 700.
2- 2. تهذیب التهذیب 2 / 291.
3- 3. تهذیب التهذیب 2 / 291 - 292.
4- 4. تهذیب التهذیب 2 / 291 - 292.
5- 5. تهذیب التهذیب 2 / 291 - 292.
6- 6. تقریب التهذیب 1 / 175.

قال أبو جعفر الطبری : (وقال آخرون : أسلم قبل أبی بکر جماعة. ذکر من قال ذلک : حدثنا ابن حمید ، قال حدثنا کنانة بن جبلة ، عن إبراهیم بن طهمان ، عن الحجاج بن الحجاج ، عن قتادة ، عن سالم بن أبی الجعد ، عن محمد بن سعد قال : قلت لأبی :

أکان أبو بکر أولکم إسلاما؟

فقال : لا. ولقد أسلم قبله أکثر من خمسین. ولکن کان أفضلنا إسلاما) (1).

تناقض ابن تیمیة :

ثم إن ابن تیمیة تعرض لآیة التطهیر فی موضع آخر ، ولکنه هذه المرة لم ینص علی صحة الحدیث ولم یعترف بمفاده! بل ادعی کون الأزواج من أهل البیت ، وهو القول الثالث الذی نسبه ابن الجوزی إلی الضحاک بن مزاحم ، وهذه هی عبارته :

(وأما آیة الطهارة فلیس فیها إخبار بطهارة أهل البیت وذهاب الرجس عنهم ، وإنما فیها الأمر لهم بما یوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم ، فإن قوله : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) وقوله تعالی : ( ما یرید الله لیجعل علیکم من حرج ولکن یرید لیطهرکم ) وقوله : ( یرید الله لیبین لکم ویهدیکم سنن الذین من قبلکم ویتوب علیکم والله علیم حکیم والله یرید أن یتوب علیکم ویرید الذین یتبعون الشهوات أن تمیلوا میلا عظیما یرید الله أن یخفف عنکم وخلق الإنسان ضعیفا ) (2).

ص: 192


1- 1. تاریخ الطبری 2 / 316 تحقیق : محمد أبو الفضل إبراهیم.
2- 2. سورة النساء 4 : 26 - 28.

فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا ، ولیست هی المشیئة المستلزمة لوقوع المراد ، فإنه لو کان کذلک لکان قد طهر کل من أراد طهارته. وهذا علی قول هؤلاء القدریة الشیعة أوجه ، فإن عندهم أن الله یرید ما لا یکون! ویکون ما لا یرید!.

فقوله : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) إذا کان هذا بفعل المأمور وترک المحظور کان ذلک متعلقا بإرادتهم وأفعالهم ، فإن فعلوا ما أمروا به طهروا وإلا فلا.

وهم یقولون : إن الله لا یخلق أفعالهم ولا یقدر علی تطهیرهم وإذهاب الرجس عنهم ، وأما المثبتون للقدر فیقولون : إن الله قادر علی ذلک ، فإذا ألهمهم فعل ما أمر وترک ما حظر حصلت الطهارة وذهاب الرجس.

ومما یبین أن هذا مما أمروا به لا مما أخبروا بوقوعه : ما ثبت فی الصحیح أن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أدار الکساء علی علی وفاطمة وحسن وحسین ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا. وهذا الحدیث رواه مسلم فی صحیحه عن عائشة ، ورواه أهل السنن عن أم سلمة.

وهو یدل علی ضد قول الرافضة من وجهین :

أحدهما : أنه دعا لهم بذلک. وهذا دلیل علی أن الآیة لم تخبر بوقوع ذلک ، فإنه لو کان قد وقع لکان یثنی علی الله بوقوعه ویشکره علی ذلک ، ولا یقتصر علی مجرد الدعاء به.

الثانی : إن هذا یدل علی أن الله قادر علی إذهاب الرجس عنهم وتطهیرهم ، وذلک یدل علی أنه خالق أفعال العباد.

ومما یبین أن الآیة متضمنة للأمر والنهی قوله فی سیاق الکلام : ( یا نساء النبی من یأت منکن بفاحشة ... إنما یرید الله لیذهب ...

ص: 193

واذکرن ما یتلی فی بیوتکن من آیات الله والحکمة إن الله کان لطیفا خبیرا ) .

وهذا السیاق یدل علی أن ذلک أمر ونهی.

ویدل علی أن أزواج النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم من أهل بیته ، فإن السیاق إنما هو فی مخاطبتهن.

ویدل علی أن قوله ( لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ) عم غیر أزواجه ، کعلی وفاطمة وحسن وحسین رضی الله عنهم ، لأنه ذکره بصیغة التذکیر لما اجتمع المذکر والمؤنث. وهؤلاء خصوا بکونهم من أهل البیت من أزواجه ، فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم فی الکساء ، کما أن مسجد قباء أسس علی التقوی ، ومسجده صلی الله علیه [وآله] وسلم أیضا أسس علی التقوی وهو أکمل فی ذلک. فلما نزل قوله تعالی : ( لمسجد أسس علی التقوی من أول یوم ... ) (1) بسبب مسجد قباء تناول اللفظ لمسجد قباء ولمسجده بطریق الأولی.

وقد تنازع العلماء : هل أزواجه من آله؟ علی قولین ، هما روایتان عن أحمد ، أصحهما أنهن من آله وأهل بیته ، کما دل علی ذلک ما فی الصحیحین من قوله : اللهم صل علی محمد وعلی أزواجه وذریته. وهذا مبسوط فی موضع آخر) (2).

أقول :

لقد حاول ابن تیمیة التهرب من الالتزام بمفاد الآیة المبارکة والسنة

ص: 194


1- 1. سورة التوبة 9 : 108.
2- 2. منهاج السنة 4 / 21 - 24.

النبویة الثابتة الصحیحة الواردة بشأنها - کما اعترف هو أیضا - بشبهات واهیة وکلمات متهافتة ، ومن راجع کتب الأصحاب فی بیان الاستدلال بالآیة المبارکة - علی ضوء السنة المتفق علیها - عرف موارد النظر ومواضع التعصب فی کلامه ...

وقد ذکرنا نحن أیضا طائفة من الأحادیث المشتملة علی وقوع إذهاب الرجس عن أهل البیت وتطهیرهم عنه من الله سبحانه بإرادته التکوینیة غیر المنافیة لمذهب أهل البیت فی مسألة الجبر والاختیار.

فالنبی صلی الله علیه وآله وسلم قد عین المراد من (أهل البیت) علیهم السلام : فی الآیة المبارکة بعد نزول الآیة المبارکة ودعا لهم أیضا ولا ریب فی أن دعاءه مستجاب.

کما علمنا من الخصوصیات الموجودة فی نفس الآیة ، ومن الأحادیث الصحیحة الواردة فی معناها أن الآیة خاصة بأهل البیت - وهذا ما اعترف به جماعة من أئمة الحدیث کالطحاوی وابن حبان تبعا لأزواج النبی وأعلام الصحابة - وأنها نازلة فی قضیة خاصة ، غیر أنها وضعت ضمن آیات نساء النبی ، وکم له من نظیر ، حیث وضعت الآیة المکیة ضمن آیات مدنیة أو المدنیة ضمن آیات مکیة.

وقد دلت الآیة المبارکة والأحادیث المذکورة وغیرها علی أن عنوان (أهل البیت) - أی : أهل بیت النبی - لا یعم أزواجه ، بل لا یعم أحدا من عشیرته وأسرته إلا بقرینة.

هذا ، وفی صحیح مسلم فی ذیل حدیث الثقلین عن زید بن أرقم أنه سئل : هل نساؤه من أهل بیته؟ قال : (لا وأیم الله إن المرأة تکون مع الرجل العصر من الدهر ثم یطلقها فترجع إلی أبیها وقومها) ...

وهذا هو الذی دلت علیه الأحادیث.

ص: 195

وأما ما رووه عنه من أن : (أهل بیته من حرم الصدقة من بعده) فیرد تطبیقه علی ما نحن فیه الأحادیث المتواترة المذکورة بعضها ، ومن الواضح عدم جواز رفع الید عن مفادها بقول زید هذا.

* * *

ص: 196

خلاصة البحث :

وتلخص : أن الآیة المبارکة لم تنزل إلا فی العترة الطاهرة ، وهذا ما أشار إلیه السید - رحمه الله - ، بقوله : (هل حکمت محکماته بذهاب الرجس عن غیرهم؟! وهل لأحد من العالمین کآیة تطهیرهم؟!).

فقیل :

(هذه الآیة لم تنزل فی آل البیت - کما یفهم المؤلف - بل نزلت فی نساء النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم ، وأن کان معناها متضمنا لآل البیت بالمفهوم الضیق الذی یفهمه الشیعة ، وهم أبناء علی وفاطمة.

ولیس فیها إخبار بذهاب الرجس وبالطهارة ، وإنما فیها الأمر بما یوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم ، وذلک کقوله تعالی (المائدة : 6) : 2 ( ما یرید الله لیجعل علیکم من حرج ولکن یرید لیطهرکم ) وکقوله تعالی : (النساء : 26) : ( یرید الله لیبین لکم ویهدیکم ) وکقوله (النساء : 28) : ( یرید الله أن یخفف عنکم ) ...

ومما یبین أن ذلک مما أمروا به لا مما أخبر بوقوعه : أن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أدار الکساء علی علی وفاطمة والحسن والحسین ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا. رواه مسلم من علیه [وآله] وسلم فی الآیات السابقة). تعالی قادر علی إذهاب الرجس والتطهیر.

ومما یبین أن الآیة متضمنة للأمر والنهی قوله فی سیاق الکلام

ص: 197

(الأحزاب : 30 - 30) : ( یا نساء النبی من یأت منکن بفاحشة مبینة ) إلی قوله ( ولا تبرجن تبرج الجاهلیة الأولی وأقمن الصلاة وآتین الزکاة وأطعن الله ورسوله إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا وأذکرن ما یتلی فی بیوتکن ... ) .

فهذا السیاق یدل علی أن ذلک أمر ونهی ، وأن الزوجات من أهل البیت ، فإن السیاق إنما هو فی مخاطبتهن. ویدل الضمیر المذکر علی أنه عم غیر زوجاته کعلی وفاطمة وابنیهما ، کما أن مسجد قبا أسس علی التقوی ، ومسجده أیضا أسس علی التقوی وهو أکمل فی ذلک ، فلما نزلت (التوبة : 108) : ( لمسجد أسس علی التقوی ) تناول اللفظ مسجد قبا ولمسجده بطریق الأولی.

وفی صحیح مسلم من حدیث زید بن أسلم (1) : (... وأهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی. ثلاثا).

فقال الحصین : ومن أهل بیته یا زید؟ ألیس نساؤه من أهل بیته؟! قال : نساؤه من أهل بیته ولکن أهل بیته من حرم الصدقة بعده.

قال : ومن هم؟

قال : آل علی ، وآل عقیل ، وآل جعفر ، وآل عباس.

قال : کل هؤلاء حرم الصدقة؟!

قال : نعم. (مسلم 7 / 122 - 123).

وفی الصحیحین : اللهم صل علی محمد وعلی أزواجه وذریته. (المنتقی : 169).

وعلی هذا ، فإن کلام المؤلف عن هذه بأنها قد حکمت بذهاب الرجس

ص: 198


1- 1. کذا.

عنهم وتطهیرهم کلام تنقصه الدقة ، بل فیها حکم بإرادة الله ذهاب الرجس عنهم وتطهیرهم ، وذلک إذا فعلوا ما سبق أن خوطبت به نساء النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فی الآیات السابقة).

أقول :

وهذا الکلام هو کلام ابن تیمیة ، وقد ذکرنا غیر مرة أن هؤلاء المتأخرین ، المناوئین لأهل البیت الطاهرین یلجأون إلی کلمات ابن تیمیة متی ما أعوزهم الدلیل ، وقد عرفت التهافت والتناقض فی کلمات ابن تیمیة حول آیة التطهیر.

لکن هذا الرجل اختار هذا الکلام دون کلامه السابق ، لخلو هذا من التصریح بصحة الحدیث وکونه فضیلة خاصة بأهل البیت علیهم السلام!!

علی أن نفس هذا الکلام أیضا متهافت - کما لا یخفی علی أهل النظر والتدقیق - لأنه یقول أولا : (هذه الآیة لم تنزل فی آل البیت کما یفهم المؤلف) ففی من نزلت؟!

یقول : (بل نزلت فی نساء النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم).

وهذا قول عکرمة الخارجی.

لکنه یستدرک قائلا : (وإن کان معناها متضمنا لآل البیت ...).

وهذا عدول عن رأی عکرمة وقبول للقول الآخر.

ثم یناقض نفسه فیقول : (ویدل الضمیر المذکر علی أنه عم غیر زوجاته کعلی وفاطمة وابنیهما) لأن ظاهر قوله : (کان معناها متضمنا ...) نزول الآیة فی النساء فقط وهو قول عکرمة ، وقوله : (ویدل الضمیر المذکر ...) صریح فی شمول الآیة لغیر النساء!! ...

لکن قوله - تبعا لابن تیمیة - : (کعلی ...) خروج عما ذهب إلیه

ص: 199

المسلمون قاطبة ...

وعلی کل حال ، فإنها محاولات یائسة ... للتملص عما جاءت به السنة النبویة الشریفة الثابتة لدی المسلمین ...

وما کل هذه التمحلات والمکابرات وأمثالها من الکتاب المتأخرین - کالدکتور السالوس ، کما فی کتابنا : مع الدکتور السالوس فی آیة التطهیر - إلا لعلم القوم بما تنطوی علیه الآیة المبارکة والأحادیث الواردة فی معناها من دلالات ...

والله هو العاصم وهو ولی التوفیق.

للبحث صلة ...

ص: 200

أساس نظام الحکم فی الإسلام

بین الواقع والتشریع

رؤیة فی التراث الفکری

(2)

صائب عبد الحمید

معالم المسار کما صاغها التشریع

لم یکن الرجوع إلی النص الشرعی فی تحدید معالم المسار الإسلامی بعد الرسول من مختصات الشیعة وحدهم ، لقد شرکهم فیه غیرهم ..

لقد أحس الکثیر من المتکلمین وأصحاب الحدیث بالحاجة إلی النص فی تعیین أول الخلفاء علی الأقل ، لتتخذ الأدوار اللاحقة له شرعیتها من شرعیته.

فجزم ابن حزم بالنص علی أبی بکر صراحة ، فتابعه البعض ، فیما اقتنع آخرون بأن فی هذه النصوص إشارة کافیة علی وجوب تقدیم أبی بکر ، لکن دون التصریح بذلک ، وربما رأوا فی هذا مذهبا وسطا بین الشوری والنص الصریح ، کما رأوا فیه تثبیتا لمبدأ الشوری ، لا نقضا ، حین وفقوا بین نتائج الشوری وبین إشارة النص.

ولیس غریبا أن تتعدد أوجه الاستدلال بتعدد المتکلمین وتعدد أسالیبهم ، وتعدد النصوص التی یعتمدونها ، وکثیرا ما یتعلق المتکلمون بما یشفع لمذاهبهم وإن کانوا یلمحون فیه علامات الوضع!

صائب عبدالحمید

ص: 201

لقد عرض المتکلمون فی تثبیت خلافة أبی بکر نصوصا من القرآن ونصوصا من السنة ، نستعرض أهمها بترکیز وإیجاز مبتدئین بنصوص السنة لکونها أکثر تصریحا ، ولأن النصوص القرآنیة اعتمدت فی تصحیح خلافته لا فی إثبات النص علیه.

أولا - نصوص من السنة :

النص الأول : قوله صلی الله علیه وآله وسلم فی مرضه الذی توفی فیه : (مروا أبا بکر فلیصل بالناس).

فرأی بعضهم فی هذا الحدیث نصا صریحا علی الخلافة ، لعدم الفصل بین إمامة الصلاة والإمامة العامة.

واستدلوا لذلک بقول بعض الصحابة لأبی بکر : ارتضاک رسول الله لدیننا ، أفلا نرضاک لدنیانا؟! وأهم شئ فی هذا القول الأخیر أن ینسب إلی علی بن أبی طالب!! (1).

غیر أن جملة من الإثارات تحیط بهذا النص وبهذه الواقعة ، قد تبتلع کل ما یبنی علیهما من استنتاجات :

الإثارة الأولی :

إن القول بعدم الفصل بین إمامة الصلاة والإمامة العامة قول غریب ، وأغرب منه قول الجرجانی : (لا قائل بالفصل)! (2).

* فابن حزم یقطع بأن هذا قیاسا باطلا ، ویقول : (أما من ادعی أنه إنما

ص: 202


1- 1. شرح المواقف 8 / 365.
2- 2. شرح المواقف 8 / 365.

قدم قیاسا علی تقدیمه إلی الصلاة ، فباطل بیقین ، لأنه لیس کل من استحق الإمامة فی الصلاة یستحق الإمامة فی الخلافة ، إذ یستحق الإمامة فی الصلاة أقرأ القوم وإن کان أعجمیا أو عربیا ، ولا یستحق الخلافة إلا قرشی ، فکیف والقیاس کله باطل؟!) (1).

* والشیخ أبو زهرة ینتقد هذا النوع من القیاس ووجه الاستدلال به ، فیقول : اتخذ بعض الناس من هذا - النص - إشارة إلی إمامة أبی بکر العامة للمسلمین ، وقال قائلهم : (لقد رضیه (ع) لدیننا ، أفلا نرضاه لدنیانا) ولکنه لزوم ما لیس بلازم ، لأن سیاسة الدنیا غیر شؤون العبادة ، فلا تکون الإشارة واضحة .. وفوق ذلک فإنه لم یحدث فی اجتماع السقیفة ، الذی تنافس فیه المهاجرون والأنصار فی شأن القبیل الذی یکون منه الخلیفة ، أن احتج أحد المجتمعین بهذه الحجة ، ویظهر أنهم لم یعقدوا تلازما بین إمامة الصلاة وإمرة المسلمین (2).

والذی یستشف من کلامه استبعاد صحة نسبة هذا الکلام إلی الإمام علی (ع) ، فهذه النسبة لا تحتمل الصحة ، لما ثبت فی الصحاح من أن علیا (ع) لم یبایع إلا بعد ستة أشهر (3) ، کما أن الصحیح المشهور عن علی (ع) خلاف ذلک ، فجوابه کان حین بلغه احتجاج المهاجرین بأن قریشا هم قوم النبی وأولی الناس به ، قال : (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة)! (4).

====

5. نهج البلاغة : 97 الخطبة 67 ، وانظر : الإمامة والسیاسة - لابن قتیبة - : 11.

ص: 203


1- 1. الفصل 4 / 109.
2- 2. المذاهب الإسلامیة : 37.
3- 3. صحیح البخاری - باب غزوة خیبر / ح 3998 ، صحیح مسلم - کتاب الجهاد والسیر 3 / 1380 ح 52 ، السنن الکبری - للبیهقی - 6 / 300.
4- ورواه أصحاب التاریخ أیضا : الطبری 3 / 4. ابن الأثیر / الکامل فی التاریخ 2 / 331 ، ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 6 / 46.

الإثارة الثانیة :

إن إمامة الصلاة وفقا لفقه هذه المدرسة لا یترتب علیها أی فائدة فی التفضیل والتقدیم ، فالفقه هنا یجیز مطلقا إمامة المفضول علی الفاضل ، بل یجیز إمامة الفاسق والجائر لأهل التقوی والصلاح ، وکثیرا ما نری الاستدلال لذلک بصلاة بعض الصحابة خلف الولید بن عقبة وهو سکران ، وصلاتهم خلف أمراء بنی أمیة ممن لم تکن له فضیلة تذکر!

الإثارة الثالثة :

أخرج أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة والنسائی : أن عبد الرحمن ابن عوف قد صلی إماما بالمسلمین وکان فیهم رسول الله (ص) (1). وهذه الروایة أثبت مما ورد فی تقدیم أبی بکر - کما سیأتی - فالحجة فیها إذن لعبد الرحمن بن عوف أظهر ، فتقدیمه أولی وفقا لذلک القیاس (2).

الإثارة الرابعة :

فی صحیح البخاری : کان سالم مولی أبی حذیفة یؤم المهاجرین الأولین وأصحاب النبی (ص) فی مسجد قباء ، وفیهم : أبو بکر ، وعمر ، وأبو سلمة ، وعامر بن ربیعة (3).

ص: 204


1- 1. مسند أحمد 4 / 248 و 250 و 251 ، صحیح مسلم : الطهارة - باب المسح علی الناصیة والعمامة ، سنن أبی داود : المسح علی الخفین ح 149 و 152 ، سنن ابن ماجة : ح 1236 ، سنن النسائی : الطهارة ح 112.
2- 2. أنظر : ابن الجوزی / آفة أصحاب الحدیث : 99.
3- 3. صحیح البخاری : کتاب الأحکام ح 6754.

وکان عمرو بن العاص أمیرا علی جیش ذات السلاسل ، وکان یؤمهم فی الصلاة حتی صلی بهم بعض صلواته وهو جنب ، وفیهم : أبو بکر ، وعمر ، وأبو عبیدة (1)

فهل یستدل من هذا أن سالما وعمرو بن العاص أفضل من أبی بکر وعمر وأبی عبیدة ، وأولی بالخلافة منهم؟!

الإثارة الخامسة : نتابعها فی النقاط التالیة :

أ - ثبت فی جمیع طرق هذا الحدیث بروایته التامة أنه بعد أن افتتح أبو بکر الصلاة ، خرج النبی (ص) یتهادی بین رجلین - علی والفضل ابن العباس - فصلی بهم إماما وتأخر أبو بکر عن موضعه مؤتما بالنبی (ص) عن یمینه.

أثبت ذلک تحقیقا أبو الفرج ابن الجوزی فی کتاب صنفه لهذا الغرض ، فقسمه إلی ثلاثة أبواب : فجعل الباب الأول فی إثبات خروج النبی (ص) إلی تلک الصلاة وتأخیره أبا بکر عن إمامتها ، وخصص الباب الثانی فی بیان إجماع الفقهاء علی ذلک ، فذکر منهم : أبا حنیفة ، ومالک ، والشافعی ، وأحمد ، وأثبت فی الباب الثالث وهن الأخبار التی وردت بتقدم أبی بکر فی تلک الصلاة ، ووصف القائلین بها بالعناد واتباع الهوی! (2).

وقال العسقلانی : تضافرت الروایات عن عائشة بالجزم بما یدل علی أن النبی (ص) کان هو الإمام فی تلک الصلاة (3).

ومن هنا قال بعضهم : متی نظرنا إلی آخر الحدیث احتجنا إلی أن نطلب

ص: 205


1- 1. سیرة ابن هشام 4 / 272 ، البدایة والنهایة 4 / 312.
2- 2. أبو الفرج ابن الجوزی / آفة أصحاب الحدیث - الباب الأول ، والثانی ، والثالث.
3- 3. فتح الباری بشرح صحیح البخاری 2 / 123.

للحدیث مخرجا من النقص والتقصیر ، وذلک أن آخره : أن رسول الله (ص) لما وجد إفاقة وأحس بقوة خرج حتی أتی المسجد وتقدم فنحی أبا بکر عن مقامه وقام فی موضعه. فلو کانت إمامة أبی بکر بأمره (ص) لترکه علی إمامته وصلی خلفه ، کما صلی خلف عبد الرحمن بن عوف (1).

ب - مما یعزز القول المتقدم ما ورد عن ابن عباس من أنه قبل أن یؤذن بلال لتلک الصلاة قال النبی (ص) : (ادعوا علیا). فقالت عائشة : لو دعوت أبا بکر! وقالت حفصة : لو دعوت عمر! وقالت أم الفضل : لو دعوت العباس! فلما اجتمعوا رفع رسول الله (ص) رأسه فلم یر علیا!! (2).

ج - ویشهد لذلک کله ما ثبت عن علی (ع) من أنه کان یقول : إن عائشة هی التی أمرت بلالا أن یأمر أباها لیصل بالناس ، لأن رسول الله (ص) قال : (لیصل بهم أحدهم) ولم یعین!! وکان علی (ع) یذکر هذا لأصحابه فی خلواته کثیرا ، ویقول : إنه (ص) لم یقل : (إنکن لصویحبات یوسف) إلا إنکارا لهذه الحال ، وغضبا منها لأنها وحفصة تبادرتا إلی تعیین أبویهما ، وأنه (ص) استدرکها بخروجه وصرفه عن المحراب (3).

فهذه صور منسجمة ومتماسکة لا تبقی أثرا للاستفادة من هذا النص أو تلک الواقعة ، ویمکن أن یضاف إلیها ملاحظات أخر ذات قیمة لا یستهان بها :

منها : الاختلاف الشدید والتعارض بین روایات هذه الواقعة ، وقد صرح بهذا ابن حجر العسقلانی ، ثم حاول التوفیق بینها بعد جهد (4).

ص: 206


1- 1. ابن الإسکافی / المعیار والموازنة 41 - 42.
2- 2. مسند أحمد 1 / 356 ، وأخرجه الطبری فی تاریخه 3 / 196 ولم یذکر فیه قول أم الفضل.
3- 3. ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 9 / 197.
4- 4. فتح الباری بشرح صحیح البخاری 2 / 122 - 123.

ومنها : ملاحظة بعض نقاد الحدیث أن هذا الحدیث لم یصح إلا من طریق عائشة ، لذا لم تقم حجته (1).

ومنها : أن ابن عباس قد طعن هذا الحدیث طعنا عبقریا لم یتنبه له الرواة ، إذ کانت عائشة تقول فی روایتها لهذا الحدیث : (خرج النبی یتهادی بین رجلین ، أحدهما الفضل بن العباس) ولا تذکر الرجل الآخر ، فلما عرض أحدهم حدیثها علی عبد الله بن عباس ، قال له ابن عباس : فهل تدری من الرجل الذی لم تسم عائشة؟

قال : لا.

قال ابن عباس : هو علی بن أبی طالب ، ولکن عائشة لا تطیب نفسا له بخیر! (2).

الإثارة السادسة :

أثبت کثیر من أصحاب التاریخ والسیر أن أبا بکر کان أیام مرض رسول الله (ص) الأخیر هذا ، کان مأمورا بالخروج فی جیش أسامة ، وکان النبی (ص) یشدد کثیرا بین الآونة والأخری علی التعجیل فی إنفاذ هذا الجیش .. فکیف ینسجم هذا مع الأمر بتقدیمه فی الصلاة؟! ناهیک عن قصد الإشارة إلی استخلافه!

لقد أدرک ابن تیمیة ما بین الأمرین من منافاة وتعارض صریحین ، فنفی نفیا قاطعا کون أبی بکر ممن سمی فی بعثة أسامة!! (3).

ص: 207


1- 1. المعیار والموازنة : 41.
2- 2. عبد الرزاق / المصنف 5 / 429 - 430 ، فتح الباری بشرح صحیح البخاری 2 / 123.
3- 3. ابن تیمیة / منهاج السنة 3 / 213.

لکن مثل هذا النفی لا ینقذ الموقف ، خصوصا وأن ابن تیمیة لم یقدم برهانا ولا شبهة فی إثبات دعواه ، فیما جاء ذکر أبی بکر فی من سمی فی ذلک الجیش فی مصادر عدیدة وهامة ، أصحابها جمیعا من القائلین بصحة تقدم أبی بکر! (1).

أما نفی ذلک ، أو تحرج بعض المؤرخین عن ذکره ، فإنما مرجعه إلی الاختیار الشخصی فی مساندة المذهب ، لا غیر ، حین أدرکوا بیقین أن شیئا مما استدلوا به علی إمامته سوف لا یتم لو کان أبو بکر فی من سمی فی جیش أسامة ، إذ هو مأمور بمغادرة المدینة المنورة أیام وفاة رسول الله (ص) ، تحت إمرة أسامة بن زید الشاب ابن الثمانی عشرة سنة! (2).

نصوص أخر :

لم یقف القائلون بالنص عند النص المتقدم ، بل رجعوا إلی ما رأوا فیه نصا جلیا علی الخلافة ، لکنها فی الحقیقة نصوص تثیر علی نفسها بنفسها شکوکا کثیرة لا تبقی احتمالا لصحتها ، شکوکا تثیرها الأسانید والمتون معا .. وأهم هذه النصوص :

1 - أن امرأة سألت رسول الله (ص) شیئا ، فأمرها أن ترجع إلیه ، فقالت : یا رسول الله ، أرأیت إن جئت فلم أجدک؟ - کأنها ترید الموت -

ص: 208


1- 1. الطبقات الکبری 4 / 66 ، تهذیب تاریخ دمشق 2 / 395 و 3 / 218 ، مختصر تاریخ دمشق 4 / 248 رقم 237 و 5 / 129 رقم 56 ترجمة أسامة بن زید وأیوب ابن هلال ، تاریخ الیعقوبی 2 / 77 ، تاریخ الخمیس 2 / 172 ، شرح نهج البلاغة 1 / 159 و 220 و 9 / 197.
2- 2. الطبقات الکبری 4 / 66.

فقال : (فإن لم تجدینی فأتی أبا بکر) (1).

وهذا الحدیث متحد عند الشیخین فی سلسلة واحدة ، وهی : إبراهیم ابن سعد ، عن أبیه ، عن محمد بن جبیر بن مطعم ، عن أبیه جبیر بن مطعم : أن امرأة سألت رسول الله (ص) ...

فلم یروه من الصحابة إلا جبیر بن مطعم ، ولم یروه عن جبیر إلا ولده محمد ، ولم یروه عن محمد غیر سعد (وهو ابن إبراهیم بن عبد الرحمن ابن عوف) ولم یروه عن سعد غیر ولده إبراهیم! ثم أخذه الرواة عن إبراهیم ابن سعد!

السند : نظرة واحدة فی هذا الإسناد ، بعیدا عن التقلید ، تحبط الآمال التی یمکن أن تعقد علیه :

* فجبیر بن مطعم : من الطلقاء ، وهو صاحب أبی بکر ، تعلم منه الأنساب وأخبار قریش (2) ، وکانت عائشة تسمی له وتذکر له قبل أن یتزوجها النبی (ص) (3) ، وذکره بعضهم فی المؤلفة قلوبهم وفی من حسن إسلامه منهم (4).

وکان شریفا فی قومه بنی نوفل وهم حلفاء بنی أمیة فی الجاهلیة

ص: 209


1- 1. أخرجه البخاری ومسلم فی باب فضائل أبی بکر ، فتح الباری بشرح صحیح البخاری 7 / 14 - 15 ، صحیح مسلم بشرح النووی 8 / 154. وانظر : تثبیت الإمامة وترتیب الخلافة : 90 رقم 56.
2- 2. ترجمة جبیر بن مطعم فی : سیر أعلام النبلاء 3 / 95 رقم 18 ، الإصابة 1 / 226 رقم 1092.
3- 3. ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 14 / 22.
4- 4. الإستیعاب - بهامش الإصابة - 1 / 231 ، مختصر تاریخ دمشق 6 / 7 ، وهؤلاء الذین حسن إسلامهم معدود فیهم مع جبیر : أبو سفیان ومعاویة ، کما فی المعارف - لابن قتیبة - : 342.

والإسلام. وهو أحد الخمسة الذین اقترحهم عمرو بن العاص علی أبی موسی الأشعری للمشورة فی التحکیم - وهم : جبیر بن مطعم ، وعبد الله بن الزبیر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبو الجهم بن حذیفة ، وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغیرة - وکلهم مائل عن علی (ع) ، فابن الزبیر وعبد الرحمن بن الحرث کانا فی أصحاب الجمل الذین قاتلوا علیا فی البصرة ، وعبد الله بن عمرو مع أبیه عمرو بن العاص فی أصحاب معاویة ، وجبیر وأبو الجهم من مسلمة الفتح هواهما مع بنی أمیة! (1).

وجبیر بن مطعم هو سید الغلام الحبشی وحشی ، وهو الذی قال له یوم أحد : إن قتلت محمدا فأنت حر ، وإن قتلت علیا فأنت حر ، وإن قتلت حمزة فأنت حر! (2).

وروی لابن عباس معه حدیث هام! کان ابن عباس یحدث عن رسول الله (ص) فی المتعة ، فقال جبیر بن مطعم : کان عمر ینهی عنها. فقال له ابن عباس : یا عدی نفسه ، من هنا ضللتم! أحدثکم عن رسول الله ، وتحدثنی عن عمر!! (3).

* محمد بن جبیر بن مطعم : وهو القائل لعبد الملک بن مروان وقد سأله : هل کنا نحن وأنتم - یعنی أمیة ونوفل - فی حلف الفضول (4)؟ فقال له

====

(29) حلف الفضول : حلف جمع بنی هاشم وزهرة وتیم ، اجتمعوا عند عبد الرحمن

ص: 210


1- 1. راجع تراجمهم فی : الإستیعاب ، وأسد الغابة ، والإصابة ، ومختصر تاریخ دمشق ، وسیر أعلام النبلاء.
2- 2. راجع أخبار غزوة أحد فی تاریخ الطبری ، تاریخ الیعقوبی ، الکامل فی التاریخ ، البدایة والنهایة.
3- وراجع ترجمة حمزة فی الإستیعاب وأسد الغابة والإصابة ، وغیرها.
4- 4. ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 20 / 25. وروی مثله أحمد فی عروة بن الزبیر بدلا من جبیر بن مطعم.

محمد بن جبیر بن مطعم : لا والله یا أمیر المؤمنین ، لقد خرجنا نحن وأنتم منه ، ولم تکن یدنا ویدکم إلا جمیعا فی الجاهلیة والإسلام! (1).

وقد اعتزل محمد علیا والحسن (ع) فی حربهما مع معاویة ، فلما تم الصلح کان محمد ممثلا فی وفد المدینة إلی معاویة للبیعة (2).

* وأما سعد بن إبراهیم بن عبد الرحمن بن عوف : فقد کان قاضیا لبعض ملوک بنی أمیة علی المدینة (3) ، وفی دولة بنی العباس انتقل إلی بغداد فعمل قاضیا لهارون الرشید علی واسط ، ثم ولی قضاء عسکر المهدی ببغداد (4).

* وأما ولده إبراهیم بن سعد : فهو صاحب العود والغناء ، کان یعزف ویغنی ، جاءه أحد أصحاب الحدیث لیأخذ عنه ، فوجده یغنی ، فترکه وانصرف ، فأقسم إبراهیم ألا یحدث بحدیث إلا غنی قبله! وعمل والیا علی بیت المال ببغداد لهارون الرشید (5).

وخطوة أخری إلی الإمام فی التحقیق تضعنا أمام صورة أکثر وضوحا ، حیث ترینا کیف حل هذا الحدیث محل الحدیث الصحیح الوارد فی علی (ع) بعین هذا المتن!

لما حضر رسول الله (ص) قالت صفیة أم المؤمنین : یا رسول الله ، لکل امرأة من نسائک أهل تلجأ إلیهم ، وإنک أجلیت أهلی ، فإن حدث حدث

====

6. تاریخ بغداد 6 / 81 - 86 ، الأعلام 1 / 40.

ص: 211


1- ابن جدعان فتحالفوا جمیعا علی دفع الظلم واسترداد الحق من الظالم وإعادته إلی صاحبه المظلوم.
2- 2. الأغانی 17 / 295.
3- 3. أنظر : فتح الباری بشرح صحیح البخاری 13 / 98.
4- 4. تاریخ بغداد 6 / 83 ، الأغانی 15 / 329.
5- 5. تاریخ بغداد 7 / 123 - 124.

فإلی من؟

قال : (إلی علی بن أبی طالب). أخرجه الطبرانی ورجاله رجال الصحیح (1).

فإذا لم نکن قد نسینا ما قرأناه فی (هویة التاریخ) (2) فإن نظرة واحدة فی هذه السلسلة الواحدة لهذا الحدیث تکشف لنا الکثیر عن حقیقته ، وربما مصدره أیضا حین نری أن رأس هذه السلسلة - جبیر بن مطعم - قد عاش نحو سبع عشرة سنة فی خلافة معاویة علی أغلب الأقوال ، لم یفرقهما شئ فی جاهلیة ولا فی إسلام ..

والمفترض أن یکون جبیر أبعد أفراد هذه السلسلة عن تهمة الوضع فی الحدیث (3).

====

أ - فمن الناحیة السندیة : وردت فی مصدرین ، الأول : رجال الکشی - ترجمة یحیی بن أم الطویل - وفی إسنادها مجهول ، والثانی : کتاب (الإختصاص) ولا یعرف مؤلفه علی وجه التحدید ، ونسبته إلی الشیخ المفید موضع خلاف.

ب - الثابت أن جبیر بن مطعم قد توفی قبل استشهاد الحسین (ع) بنحو أربع سنین علی الأقل!

وفی بعض طرق هذه الروایة ما یحل الإشکال الثانی ، إذ ورد فیها : (محمد بن جبیر) لکن حتی هذا لم یثبت ، إذ کشف المحقق التستری رحمه الله ، أن هذا محرف عن حکیم بن جبیر بن مطعم! أنظر : قاموس الرجال / ترجمة محمد بن جبیر بن مطعم.

ص: 212


1- 1. مجمع الزوائد 9 / 113.
2- 2. راجع : مقال (هویة التاریخ) المنشور فی (تراثنا) العددین 38 - 39 ، ص 43 45.
3- (37) ثمة روایة تنسب إلی الإمام جعفر الصادق (ص) ، تقول : (ارتد الناس بعد الحسین (ع) إلا ثلاثة : أبو خالد الکابلی ، ویحیی بن أم الطویل ، وجبیر بن مطعم ، ثم إن الناس لحقوا وکثروا) غیر أن فی هذه الروایة أکثر من مشکلة تقف دون اعتمادها :

کما تجیبنا قراءتنا فی (هویة التاریخ) عن أهم ما یعترضنا هنا ، وهو : کیف أصبح هؤلاء جمیعا فی عداد رجال الشیخین - البخاری ومسلم - فیما أقصی آخرون لا یقاس هؤلاء بهم ، کالإمام جعفر الصادق (ع) ، الذی کان ینبغی أن یکون حدیثه أکثر اعتمادا ، إذ لا یفصله عن البخاری سوی واسطة أو واسطتین ، توفی الصادق (ع) سنة 148 ه ، وولد البخاری سنة 194 ه!

هذا النص ، الذی جاء بهذه السلسلة الوحیدة ، هو الذی رأی فیه ابن حزم وغیره نصا جلیا علی خلافة أبی بکر! (1) غیر أن الجرجانی والتفتازانی لم یذکراه ، فیما ذکرا نصوصا کثیرة أضعف منه سندا ، وأقل منه دلالة! (2).

2 - قالت عائشة : قال لی رسول الله (ص) فی مرضه : (ادعی لی أبا بکر أباک ، حتی أکتب کتابا ، فإنی أخاف أن یتمنی متمن ویقول قائل : أنا أولی ، ویأبی الله والمؤمنون إلا أبا بکر) (3).

أسند مسلم هذا الحدیث کما یلی : عبید الله بن سعید ، عن یزید بن هارون ، عن إبراهیم بن سعد ، عن صالح بن کیسان ، عن الزهری ، عن عروة ، عن عائشة.

====

4. صحیح البخاری - کتاب الأحکام - باب الاستخلاف ج 6 ح 6791 ، صحیح مسلم - باب فضائل أبی بکر ج 5 ح 2387 والنص منه.

ص: 213


1- والحق أن هذه الروایة فیها أکثر مما تقدم ، فهی تذکر بعد هؤلاء جماعة ، منهم : سعید بن المسیب ، وتقول إنه نجا من الأمویین لأنه کان آخر أصحاب رسول الله! وهذا لا یصح ، لأن سعید بن المسیب تابعی ولیس صحابی! وهذا أیضا وقف علیه المحقق التستری فی ترجمة سعید بن المسیب من (قاموس الرجال).
2- 2. الفصل 4 / 108. وانظر أیضا : تثبیت الإمامة وترتیب الخلافة :2. 91 رقم 56 ، نظام الخلافة بین أهل السنة والشیعة : 39.
3- 3. أنظر : الجرجانی / شرح المواقف 8 / 364 - 365 ، التفتازانی / شرح المقاصد 5 / 263 - 367.

فقد ظهر إبراهیم بن سعد فی هذا الحدیث أیضا ، وهو صاحب الحدیث المتقدم ، صاحب العود والغناء ، صاحب هارون الرشید.

أما الزهری وعروة وعائشة فقد عرفنا بدقة موقفهم من الخلافة ومن علی (ع) خاصة وبنی هاشم عامة.

وأورده البخاری من طریق آخر ینتهی أیضا إلی عائشة ، فهی وحدها رأس هذا الحدیث فی جمیع طرقه!

ولعل أقوی ما یثار هنا : أن هذه الأحادیث قد رواها الشیخان ، فکیف یمکن الشک فیها والطعن علیها؟!

وما أیسر الجواب لمن تجرد للحقیقة دون سواها ، فقبل قلیل فقط قرأنا تفسیر ذلک علی ألسنة الکبار ممن حقق فی طبیعة هذا الأمر وتطوره :

* قرأنا عن نفطویه : أن أکثر الأحادیث الموضوعة فی فضائل الصحابة اختلقت فی أیام بنی أمیة تقربا إلیهم فی ما یظنون أنهم یرغمون به أنوف بنی هاشم!

* وقرأنا عن المدائنی قوله : فرویت أخبار کثیرة فی مناقب الصحابة مفتعلة ، لا حقیقة لها ... حتی انتقلت تلک الأخبار والأحادیث إلی الدیانین الذین لا یستحلون الکذب والبهتان ، فقبلوها ورووها وهم یظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة ما رووها ولا تدینوا بها!

* وقرأنا عن الإمام الباقر (ع) قوله : حتی صار الرجل الذی یذکر بالخیر ، ولعله یکون ورعا صدوقا ، یحدث بأحادیث عظیمة عجیبة من تفضیل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم یخلق الله تعالی شیئا منها ، ولا کانت وقعت ، وهو یحسب أنها حق لکثرة من رواها ممن لم یعرف بالکذب ولا بقلة ورع!

فلیس بمستنکر إذن أن تنفذ هذه الأخبار إلی الصحیحین وغیرهما ...

ص: 214

فمن أین یأتی الاستنکار وهم ما رووها إلا وهم یعتقدون صحتها؟!

وهذا الحدیث بالذات مما شهد المعتزلة بأن البکریة وضعته فی مقابل الحدیث المروی عنه (ص) فی مرضه : (ائتونی بدواة وبیاض أکتب لکم کتابا لا تضلوا بعده أبدا) فاختلفوا عنده ، وقال قوم منهم : لقد غلبه الوجع ، حسبنا کتاب الله! (1).

ومما یشهد لهذا القول ، بل یجعله یقینا لا شک فیه ، ما ثبت عن ابن عباس فی وصف اختلافهم عند النبی الذی حال دون کتابة ذلک الکتاب ، فقد کان ابن عباس یصف هذا الحدث بأنه (الرزیة ، کل الرزیة) ویذکره فیقول : (یوم الخمیس ، وما یوم الخمیس!) ویبکی حتی یبل دمعه الحصی (2) فلو کان الأمر کما وصفه الحدیث المنسوب إلی عائشة (یأبی الله والمؤمنون إلا أبا بکر) لم تکن ثمة رزیة یبکی لها ابن عباس کل هذا البکاء ویتوجع کل هذا التوجع.

إن بکاء ابن عباس وتوجعه الشدید لهذا الحدیث لهو دلیل لا شئ أوضح منه علی أن الذی أراده النبی (ص) من ذلک الکتاب لم یتحقق ، بل تحقق شئ آخر غیره لم یکن النبی (ص) أراده ولا أشار إلیه أدنی إشارة.

وتزداد هذه الحقیقة رسوخا حین ندرک أن ابن عباس هو واحد من سادة بنی هاشم الذین لم یبایعوا لأبی بکر إلا بعد ستة أشهر! (3).

فمع هذه الثوابت لا یبقی احتمال لصحة الحدیث المنسوب إلی عائشة!

ص: 215


1- 1. ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 11 / 49.
2- 2. صحیح البخاری - کتاب المرضی - باب 17 ح 5345 ، صحیح مسلم - کتاب الوصیة ح 15 و 21 و 22 ، مسند أحمد 1 / 324 ، السیرة النبویة - للذهبی - : 384 ، البدایة والنهایة 5 / 248.
3- 3. السنن الکبری 6 / 300 ، تاریخ الطبری 3 / 208 ، مروج الذهب 2 / 316 ، الکامل فی التاریخ 2 / 331 ، جامع الأصول 4 / 482.

3 - حدیث : (اقتدوا باللذین من بعدی ، أبی بکر وعمر).

أخرجه الترمذی وابن ماجة (1) ، واعتمده کثیرون فی إثبات النص علی أبی بکر وعمر ، أو فی إثبات صحة خلافتهما (2).

لکن ابن حزم استهجن کثیرا الاستدلال بهذه الروایة ، وعده عیبا یترصد أمثاله الخصوم ، فقال ما نصه : (ولو أننا نستجیز التدلیس والأمر الذی لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحا ، أو أبلسوا أسفا ، لاحتججنا بما روی (اقتدوا باللذین من بعدی أبی بکر وعمر) ولکنه لا یصح ، ویعیذنا الله من الاحتجاج بما لا یصح (3).

4 - نصوص أخر نسبت إلی علی (ع) ، إمعانا فی سد الثغرات ، وقطع الطریق علی الخصم ، استبعد المحب الطبری صحة شئ منها لتخلف علی عن بیعة أبی بکر ستة أشهر ، ونسبته إلی نسیان الحدیث فی مثل هذه المدة بعید (4).

وهذا حق یؤیده ما اشتهر عن علی (ع) من ذکر حقه فی الخلافة (5).

هذه جملة ما اعتمدوه من النصوص الحدیثیة فی النص علی أبی بکر وتقدیمه.

ثانیا - نصوص من القرآن الکریم :

1 - قوله تعالی : ( وعد الله الذین آمنوا منکم وعملوا الصالحات

ص: 216


1- 1. سنن الترمذی - مناقب أبی بکر ج 5 ح 3662 ، سنن ابن ماجة 1 / 97.
2- 2. شرح المواقف 8 / 364 ، شرح المقاصد 5 / 266 ، تثبیت الإمامة : 92 رقم 59.
3- 3. الفصل 4 / 108.
4- 4. الریاض النضرة 48 - 49.
5- 5. سیأتی فی هذا البحث.

لیستخلفنهم فی الأرض کما استخلف الذین من قبلهم ولیمکنن لهم دینهم الذی ارتضی لهم ) (1).

قالوا : الخطاب هنا للصحابة ، فوجب أن یوجد فی جماعة منهم خلافة یتمکن بها الدین ، ولم یوجد علی هذه الصفة إلا خلافة الخلفاء الأربعة ، فهی التی وعد الله بها (2). حتی صرح بعضهم بأن الآیة نازلة فیهم ، أو فی أبی بکر وعمر خاصة! (3).

وهذا الاستدلال ضعفه المفسرون بأمرین :

الأول : ما ذهبوا إلیه من أن المراد فی هذه الآیة هو (الوعد لجمیع الأمة فی ملک الأرض کلها تحت کلمة الإسلام ، کما قال علیه الصلاة والسلام : (زویت لی الأرض ، فرأیت مشارقها ومغاربها ، وسیبلغ ملک أمتی ما زوی لی منها)). وأن (الصحیح فی هذه الآیة أنها فی استخلاف الجمهور ، واستخلافهم هو أن یملکهم البلاد ویجعلهم أهلها.

وأن هذه الحال - التی تصفها الآیة - لم تختص بالخلفاء حتی یخصوا بها من عموم الآیة ، بل شارکهم فی ذلک جمیع المهاجرین ، بل وغیرهم.

ألا تری إلی إغزاء قریش المسلمین فی أحد وغیرها ، وخاصة الخندق ، حتی أخبر الله تعالی عن جمیعهم فقال : ( إذ جاءوکم من فوقکم ومن أسفل منکم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالک ابتلی المؤمنون وزلزلوا زلزالا شدیدا ) (4).

ثم إن الله رد الکافرین لم ینالوا خیرا ، وأمن المؤمنین وأورثهم أرضهم

ص: 217


1- 1. سورة النور 24 : 55.
2- 2. شرح المواقف 8 / 364 ، شرح المقاصد 5 / 265.
3- 3. تفسیر القرطبی 12 / 195.
4- 4. سورة الأحزاب 33 : 10 و 11.

ودیارهم وأموالهم ، وهو المراد بقوله : ( لیستخلفنهم فی الأرض ) . وقوله : ( کما استخلف الذین من قبلهم ) یعنی بنی إسرائیل ، إذ أهلک الله الجبابرة بمصر ، وأورثهم أرضهم ودیارهم ، فقال : ( وأورثنا القوم الذین کانوا یستضعفون مشارق الأرض ومغاربها ) (1). وهکذا کان الصحابة مستضعفین خائفین ، ثم إن الله تعالی أمنهم ومکنهم وملکهم ، فصح أن الآیة عامة لأمة محمد (ص) غیر مخصوصة ، إذ التخصیص لا یکون إلا بخبر ممن یجب له التسلیم ، ومن الأصل المعلوم التمسک بالعموم) (2).

وهذا یعنی بوضوح أن الخطاب غیر محصور بالصحابة رضی الله عنهم ، بل هو عام لکل أمة محمد فی کل زمان (3).

والثانی : ما ذکروه فی سبب نزول الآیة ، فإنه منطبق تماما علی ما ذکر آنفا ، لا یساعد علی تخصیصها فی الخلفاء الراشدین أو بعضهم ، وإن کان فیه ما یفید تخصیصها بالنبی (ص) وأصحابه (4).

ففی روایة البراء ، قال : فینا نزلت ونحن فی خوف شدید.

وفی روایة أبی العالیة ، یصف حال أصحاب الرسول وهم خائفون ، یمسون فی السلاح ویصبحون فی السلاح ، فشکوا ذلک إلی النبی (ص) فأنزل الله الآیة ، فأظهر الله نبیه علی جزیرة العرب ، فأمنوا ووضعوا السلاح.

ص: 218


1- 1. سورة الأعراف 7 : 137.
2- 2. تفسیر القرطبی 12 / 196 - 197. وانظر أیضا : المیزان فی تفسیر القرآن 15 / 2. الإفصاح فی الإمامة - للشیخ المفید - : 91 - 100 ، فتح القدیر (تفسیر الشوکانی) 4 / 47.
3- 3. فتح القدیر 4 / 47.
4- 4. کما تقدم فی آخر الکلام المنقول عن القرطبی ، وهو ما ذهب إلیه محمد جواد مغنیة فی تفسیره الکاشف 5 / 436.

ومثلها روایة أبی بن کعب ، وقوله فی روایة ثانیة عنه : لما نزلت علی النبی (ص) ( وعد الله الذین آمنوا وعملوا الصالحات ) الآیة ، بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والدین والنصر والتمکین فی الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنیا لم یکن له فی الآخرة من نصیب (1).

أما روایة عبد بن حمید عن عطیة ففیها تخصیص آخر مخالف للتخصیص المذکور فی الخلفاء الراشدین ، إذ قال عطیة : هم أهل بیت هاهنا! وأشار بیده إلی القبلة (2).

وفی هذا عطف علی ما ذهب إلیه بعض مفسری الشیعة من أن الآیة فی المهدی الموعود (ع) الذی تواترت الأخبار علی أنه سیظهر فیملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا ، وأن المراد بالذین آمنوا وعملوا الصالحات هنا : النبی (ص) والأئمة من أهل بیته (ع) (3).

هذه هی الآیة الأولی ، ومع ظهور ما تقدم من إفادتها العموم ، لا یبقی وجه للتمسک بها هنا ، وهی أیضا عند المتمسکین بها دلیل علی صحة الخلافة ، ولیست نصا فی الاستخلاف ، وکذا مع الآیة الثانیة.

2 - قوله تعالی : ( قل للمخلفین من الأعراب ستدعون إلی قوم أولی بأس شدید تقاتلونهم أو یسلمون فإن تطیعوا یؤتکم الله أجرا حسنا ) (4).

فقد جعل الداعی مفترض الطاعة ، والمراد به أبو بکر وعمر وعثمان ، فوجبت طاعتهم بنص القرآن ، وإذ قد وجبت طاعتهم فرضا فقد صحت

ص: 219


1- 1. الدر المنثور 6 / 215 - 216.
2- 2. الدر المنثور 6 / 216.
3- 3. مجمع البیان 4 / 152 ، المیزان 15 / 166 - 167 ، الإفصاح فی الإمامة : 102.
4- 4. سورة الفتح 48 : 16.

إمامتهم وخلافتهم (1).

والصحیح الذی یوافق تاریخ نزول الآیة الکریمة ، ویوافق الوقائع ، هو ما ذکره الرازی من أن الداعی هو النبی (ص) (2) ، إذ کانت الآیة المذکورة نازلة فی الحدیبیة بلا خلاف ، وهی فی سنة ست للهجرة ، وبعدها غزا النبی هوازن وثقیف وهم أولو بأس شدید ، فی وقعة حنین الشهیرة وذلک بعد فتح مکة فی السنة الثامنة للهجرة ، وفتح مکة هو الآخر دعوة إلی قتال قوم أولی بأس شدید قاتلوا الإسلام وأهله حتی أظهره الله علیهم فی الفتح ، ثم کانت غزوة مؤتة الشدیدة ، ثم غزوة تبوک وهی المعروفة بجیش العسرة ، التی استهدفت محاربة الروم علی مشارف الشام ، ثم دعاهم مرة أخری لقتال الروم فی جیش أسامة الذی جهزه وأمر بإنفاذه وشدد علی ذلک فی مرضه الذی توفی فیه.

فکیف یقال إن النبی (ص) لم یدعهم إلی قتال بعد نزول الآیة؟!

ولأجل الفرار من هذا المأزق ذهبوا إلی آیة سورة التوبة النازلة فی المخلفین : ( فإن رجعک الله إلی طائفة منهم فاستأذنوک للخروج فقل لن تخرجوا معی أبدا ولن تقاتلوا معی عدوا ) (3).

قال ابن حزم بعد أن ذکر هذه الآیة ما نصه : وکان نزول سورة براءة التی فیها هذا الحکم بعد غزوة تبوک بلا شک التی تخلف فیها الثلاثة المعذورون الذین تاب الله علیهم فی سورة براءة ، ولم یغز (ع) بعد غزوة تبوک إلی أن مات (ص). وقال تعالی أیضا : (سیقول المخلفون إذا انطلقتم إلی مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعکم یریدون أن یبدلوا کلام الله قل لن تتبعونا کذلکم

ص: 220


1- 1. الفصل 4 / 109 - 110 ، شرح المواقف 8 / 364 ، شرح المقاصد 5 / 266.
2- 2. تفسیر الرازی 28 / 92 - 93.
3- 3. سورة التوبة 9 : 83.

قال الله من قبل ) (1) فبین أن العرب لا یغزون مع رسول الله (ص) بعد تبوک! (2).

وهذا أول التهافت! فالآیة الثانیة ، آیة سورة الفتح ، نزلت فی الحدیبیة سنة ست للهجرة بلا خلاف ، أی قبل تبوک بثلاث سنین! ویتضح التهافت جلیا حین یواصل القول مباشرة : (ثم عطف سبحانه وتعالی علیهم إثر منعه إیاهم من الغزو مع رسول الله (ص) وغلق باب التوبة فقال تعالی : ( قل للمخلفین من الأعراب ستدعون إلی قوم أولی بأس شدید تقاتلونهم أو یسلمون ) فأخبر تعالی أنهم سیدعوهم غیر النبی (ص) إلی قوم یقاتلونهم أو یسلمون) (3).

وهکذا قلب ترتیب الآیات ، فقدم آیة التوبة النازلة بعد تبوک سنة تسع ، وأخر آیة الفتح النازلة فی الحدیبیة سنة ست ، لیتفق له ما یرید!!

وهذا هو الخطأ الأول ، فکیف یکون ما نزل سنة تسع من الهجرة مقدما علی ما نزل سنة ست؟!

وأما الخطأ الثانی فلیس بأقل ظهورا من الأول : فآیة سورة الفتح النازلة فی الحدیبیة فی السنة السادسة قد جاء فیها الأخبار عن وقوع الدعوة ، وتعلیق الثواب والعقاب بالطاعة والعصیان منهم ، فنص الآیة یقول : ( ستدعون إلی قوم أولی بأس شدید ... ) وقد وقعت الدعوة منه (ص) حقا فی حنین ومؤتة وتبوک.

أما آیة سورة التوبة فی المخلفین المنافقین فقد أغلقت علیهم طریق التوبة ومنعت خروجهم مع النبی ومع غیره أیضا ، إذ کیف یدعوهم أبو بکر أو

ص: 221


1- 1. سورة الفتح 48 : 15.
2- 2. الفصل 4 / 109.
3- 3. الفصل 4 / 109.

عمر إلی جهاد الکفار وهم قد شهد علیهم الله ورسوله بالکفر والموت علی الضلال؟! فقال تعالی فی تلک الآیة نفسها : ( فإن رجعک الله إلی طائفة منهم فاستأذنوک للخروج فقل لن تخرجوا معی أبدا ولن تقاتلوا معی عدوا إنکم رضیتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفین ولا تصل علی أحد منهم مات أبدا ولا تقم علی قبره إنهم کفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) .

وهذا صریح فی حکم الله تعالی علیهم بالکفر وقت نزول الآیات ، وأنهم یموتون علی الکفر والضلال ، وأکد ذلک بقوله فی الآیة التالیة مباشرة : ( ولا تعجبک أموالهم وأولادهم إنما یرید الله أن یعذبهم بها فی الدنیا وتزهق أنفسهم وهم کافرون ) (1).

فهؤلاء إذن المقطوع بکفرهم وموتهم علی الکفر ، غیر أولئک الذین ذکرتهم سورة الفتح ووعدتهم بالثواب إن هم استجابوا للداعی!

وهذه المفارقات الظاهرة لا تخفی علی کبار المتکلمین لولا التقلید والإصرار علی نصرة المذهب! وهذه العلة هی التی أوقعت الکثیر من کبار المتکلمین فی العقائد بمثل هذه التناقضات والمفارقات الغریبة التی لا تخفی علی البسطاء ، لکنها بلا شک محل اعتصام المقلدین الذین یعجبهم کل ما من شأنه نصرة المذهب! وهذه ظاهرة عامة ، فلا فرق بین مقلد متعصب ، وآخر مثله!

* ثمة التفاتة لم أجد من أشار إلیها مع أنها داخلة فی صلب هذا الموضوع إلی حد الحسم فی تحدید غایته! وهی : أنه فی ذات الواقعة التی نزلت فیها الآیة الأولی : ( قل للمخلفین من الأعراب ستدعون إلی قوم

ص: 222


1- 1. سورة التوبة : 9 : 83 - 85.

أولی بأس شدید تقاتلونهم أو یسلمون فإن تطیعوا یؤتکم الله أجرا حسنا ...) أی فی الحدیبیة ذاتها ، قال النبی (ص) لوفد قریش : (یا معشر قریش ، لتنتهن أو لیبعثن الله علیکم من یضرب رقابکم بالسیف علی الدین ، قد امتحن قلبه علی الإیمان) قالوا : من هو یا رسول الله؟ فقال أبو بکر : من هو یا رسول الله؟ وقال عمر : من هو یا رسول الله؟ قال : (خاصف النعل) وکان قد أعطی علیا نعلا یخصفها.

أخرجه الترمذی والنسائی وابن أبی شیبة بأسانید صحیحة (1).

ونحو هذا تماما قاله النبی (ص) لوفد ثقیف ، قال : (لتسلمن أو لأبعثن علیکم رجلا منی - أو قال : مثل نفسی - لیضربن أعناقکم ، ولیسبین ذراریکم ، ولیأخذن أموالکم) قال عمر : فوالله ما تمنیت الإمارة إلا یومئذ ، فجعلت أنصب صدری رجاء أن یقول : هو هذا. فالتفت إلی علی فأخذ بیده وقال : (هو هذا ، هو هذا) (2).

ونحوه ما أخبر به النبی (ص) أنه واقع بعده ، فقال : (إن منکم من یقاتل علی تأویل القرآن کما قاتلت علی تنزیله) فاستشرف له القوم ، وفیهم أبو بکر وعمر ، فقال أبو بکر : أنا هو؟ قال : (لا). قال عمر : أنا هو؟ قال : (لا ، ولکن خاصف النعل) وکان علی یخصف نعل النبی (ص) (3).

ص: 223


1- 1. سنن الترمذی ج 5 ح 3715 ، سنن النسائی ج 5 ح 8416 ، کتاب الخصائص بتخریج الأثری : ح 30 ، المصنف / ابن أبی شیبة - فضائل علی - ج 7 ح 18.
2- 2. أخرجه : عبد الرزاق / المصنف 11 / 226 ح 20389 ، المصنف / ابن أبی شیبة ج 7 - فضائل علی - ح 23 و 30 ، النسائی / السنن - کتاب الخصائص ح 8457 ، ابن عبد البر / الإستیعاب 3 / 46.
3- 3. مسند أحمد 3 / 82 ، الاحسان بترتیب صحیح ابن حبان 9 / 46 رقم 6898 ، المصنف / ابن أبی شیبة ج 7 - فضائل علی - ح 19 ، المستدرک 3 / 123 ، البدایة والنهایة 7 / 398.

وهذه نصوص اجتمعت صراحة علی نفی وإثبات :

* نفت صراحة أن یکون الداعی أبو بکر أو عمر ..

* وأثبتت صراحة إن کان داع بعد الرسول فهو علی!

وبعد وجود هذه النصوص الموثقة المتضافرة فلا مسوغ للرجوع إلی مداخلات المتکلمین.

إثارة فی الختام :

إن هذا المضی وراء تبریر الأمر الواقع لیمنح المرء حقا فی التساؤل ، ولا حرج ، ما دام للتساؤل موضوع ، وما دام فرض المحال لیس بمحال.

* فماذا یقال إزاء النص الوحید الذی ظهر یوم السقیفة علی لسان عمر حین قال لأبی عبیدة : أبسط یدک لأبایعک فأنت أمین هذه الأمة (1)؟! بل الذی نقله الطبری وابن الأثیر أن أبا بکر هو الذی قال ذلک لأبی عبیدة (2)!

هذا هو النص الوحید الذی تناقلته أخبار السقیفة بعد نص (الأئمة من قریش) ، فصاحب هذا النص أولی بالخلافة إذن ، ولو بسط یده وبایعوه لکان هو أفضل الصحابة بلا جدال! ولأصبح هذا النص (أمین الأمة) هو النص الذی یتصدر جمیع بحوثنا الکلامیة فی الإمامة ، ولما وجدنا للنصوص التی یذکرها المتکلمون فی أبی بکر عینا ولا أثرا!

* وماذا لو قدر أن تتم الخلافة لعمرو بن العاص أولا؟!

عندئذ سوف تنتقل کل تلک البراهین والنصوص باتجاه عمرو ، بلا أدنی

ص: 224


1- 1. الطبقات الکبری 3 / 181 ، تاریخ الإسلام 3 / 9.
2- 2. تاریخ الطبری 3 / 202 ، الکامل فی التاریخ 2 / 325.

شک! وله بذلک حجة ظاهرة :

* فقد نصبه النبی (ص) أمیرا علی جیش فیه أبو بکر وعمر وأبو عبیدة جمیعا ، فی ذات السلاسل! وکانوا مأمورین بطاعته وملازمته!

* وکان أثناء ذلک کله یؤمهم فی الصلاة (1) ، حتی أمهم فی بعض صلواته جنبا! (2).

فهاتان خصلتان کبیرتان تقدم فیهما علی المهاجرین الثلاثة الذین شهدوا السقیفة ، أبی بکر وعمر وأبی عبیدة ، إمارة علیهم جمیعا ، وإمامة الصلاة علیهم جمیعا!

وله بعد ذلک منقبة لم تکن لواحد منهم ، فقد بعثه النبی (ص) أمیرا علی سریة إلی عمان ، فآمن أهلها علی یدیه (3).

ثم هو قرشی أیضا یصدق علیه الحدیث (الأئمة من قریش)! وقد أسلم قبل الفتح وهاجر إلی المدینة! (4).

وسوف یدعم ذلک کله برهان طالما اعتمدوه فی إثبات شرعیة الخلافة ، وهو أنه لو کانت الإمامة لغیره وقدمته الأمة لکانت هی شر أمة لانتزاعها الإمامة من صاحبها والأحق بها ثم منحها لمن هو دونه ، ولکنها خیر أمة کما أخبر القرآن الکریم (5).

ص: 225


1- 1. الکامل فی التاریخ 2 / 232.
2- 2. البدایة والنهایة 4 / 312.
3- 3. الکامل فی التاریخ 2 / 232.
4- 4. الکامل فی التاریخ 2 / 230.
5- 5. أنظر هذا البرهان ونحوه فی إثبات شرعیة خلافة أبی بکر فی : شرح المواقف 8 / 364 ، الفصل 4 / 108 ، شرح المقاصد 5 / 266 - 267.

بعد هذا کله تتجلی الحقیقة التی تقول : إن الرجوع إلی النص ، لم یحدث إلا فی وقت متأخر ، فحینما قال الشیعة بولایة علی ونص النبی علیه ، التمس أهل السنة من إشارات النص ما ینبئ بخلافة أبی بکر (1).

لکن لما کانت هذه النظریة قائمة أساسا علی تبریر الأمر الواقع الذی تحقق بعد الرسول (ص) فهی لم تبحث عن النصوص بحثا موضوعیا لغرض الوقوف علی النصوص الصحیحة قطعا والتی تفید فائدة حقیقیة فی تعیین خلفاء الرسول ، وإنما ذهبت تفتش عن نصوص تسند ذلک الواقع التاریخی ، وتضفی علیه سمة الشرعیة! فحین لم تجد ما یسعفها فی ذلک راحت تتلمس غایتها وراء النصوص ، بغض النظر عن سلامة أسانیدها وضعف دلالاتها!

ومهما کان ، فإن هذه المحاولات تصطدم مرة أخری بعقبة کؤود :

فلم یثبت عن أحد من الصحابة أنه ادعی النص علی أبی بکر ، بل الثابت عنهم هو العکس تماما ، کما ثبت عن عمر حتی آخر حیاته ، وکما ثبت حتی عن عائشة التی نسبوا إلیها بعض النصوص المتقدمة ، فقد نقلوا عنها شهادتها بأن النبی (ص) لم یستخلف! فقالوا لها : من کان رسول الله مستخلفا لو استخلف؟ فقالت : أبا بکر. قالوا : ثم من؟ قالت : عمر. قالوا : ثم من؟ قالت : أبا عبیدة (2).

ولا یخفی أیضا أن هذا الترتیب هو الترتیب الذی أفرزته السقیفة ، وتتابع عهود الخلافة : أبو بکر ، ثم عمر ، ثم تمنی عمر لو کان أبو عبیدة حیا

ص: 226


1- 1. د. أحمد محمود صبحی / نظریة الإمامة : 1. د. مصطفی حلمی / نظام الخلافة : 1. البیومی / الإمامة وأهل البیت 1 / 171 عن الجوینی / الغیاث : 29 - 30.
2- 2. صحیح مسلم - فضائل الصحابة ح 9.

لیستخلفه .. ولیس هو الترتیب الذی تفرزه سیرة الصحابة حول الرسول ، ولا هو الترتیب المتبع فی التفضیل عند أهل السنة!

ورغم ذلک فإن ابن حزم ینسب عمر وعائشة إلی الغفلة عن ذلک ، وأنه قد خفی علیهما النص کما خفی علیهما کثیر من أمر رسول الله!! (1).

وهذا تبریر لا یرتضیه أحد ، ولا یقوم إلا علی الظن ، بل لو کان ثمة نص علی أبی بکر وأمکن أن یخفی ، لخفی علی الجمیع إلا عمر وعائشة اللذین کانا أکثر الناس اجتهادا فی تثبیت خلافته!

وأیضا فإن ثمة ما یشبه الاجماع عند أهل السنة علی عدم النص!

وشذت طائفة من المعتزلة عن قول أسلافها فزعمت أن النبی (ص) نص علی صفة الإمام ونعته ، ولم ینص علی اسمه ونسبه ، وهذا قول أحدثوه قریبا ، وکذلک قالت جماعة من أهل الحدیث ، هربت حین عضها إجماع الإمامیة ، ولجأت إلی أن النبی (ص) نص علی أبی بکر ، وترکت مذهب أسلافها! (2).

النصوص الصحیحة الحاکمة :

نصوص أیقن بها طائفة من الصحابة ، علی رأسهم علی ، یقینا لا یسمح أن یتسرب إلی مدلولها شک .. یقینا دفع علیا (ع) أن یرد بدهشة علی من دعاه لتعجیل البیعة بعد وفاة الرسول (ص) ، قائلا : (ومن یطلب هذا الأمر غیرنا؟!) (3).

ص: 227


1- 1. الفصل 4 / 108 - 109.
2- 2. النوبختی / فرق الشیعة : 8.
3- 3. الإمامة والسیاسة : 12.

لکن تسارع الأحداث تلک الأثناء ، وإحکام القبضة ، لم یترکا لشئ من تلک النصوص موقعا یرتجی ، أما حین تحققت بارقة أمل یوم اجتماع الأصحاب الستة للشوری ولم یبت فی الأمر بعد ، فلم یتوان علی (ع) عن التذکیر بطائفة منها (1).

وبعد أن تمت له البیعة کانت الأذهان أکثر استعدادا للإصغاء ، وأوسع فسحة للتأمل .. فبالغ فی التذکیر ببعضها ، نصا أو دلالة ، حتی امتلأت بها خطبه الطوال والقصار ، وکان لا یخلو تذکیره أحیانا من تقریع ، ظاهر .. أو خفی!

وبواحد من مواقفه نستهل هذه الطائفة من النصوص :

1 - (من کنت مولاه فعلی مولاه) :

خطب علی (ع) فی الناس ، فقال : أنشد الله من سمع رسول الله (ص) یقول یوم غدیر خم : (من کنت مولاه فعلی مولاه) لما قام فشهد! فقام اثنا عشر بدریا ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله (ص) یقول یوم غدیر خم : (ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم؟) قلنا : بلی ، یا رسول الله.

قال : (فمن کنت مولاه فعلی مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) (2).

وحدیث غدیر خم لم یرد فی مسند أحمد أکثر منه طرقا إلا حدیثا

ص: 228


1- 1. أنظر : الإستیعاب / بحاشیة الإصابة 3 / 35 ، شرح نهج البلاغة 6 / 167 - 168.
2- 2. مسند أحمد 1 / 84 و 88 و 118 و 119 - مرتان - ، سنن النسائی - کتاب الخصائص ح 8542 ، البدایة والنهایة 5 / 229 - 232 و 7 / 383 - 385 من نحو عشرین طریقا.

واحدا! (1).

أما فی کتاب (السنة) لابن أبی عاصم (287 ه) وتاریخ ابن کثیر ، فلا یضاهیه حدیث!! (2).

ورواه غیرهم بأسانید صحیحة ، کالترمذی وابن ماجة ، والنسائی ، وابن أبی شیبة ، والحاکم (3).

ونص الذهبی علی تواتره (4).

لکن بعد هذا جاء دور المتکلمین ، فبذلوا جهودا مضنیة فی تأویله وصرفه عن معناه ، بل تجریده من کل معنی!! فحین رأوا أن الاقرار بدلالته علی الولایة العامة یفضی إلی إدانة التاریخ وتخطئة کثیر من الصحابة ، ذهبوا إلی تأویله بمجرد النصرة والمحبة ، فیکون معنی الحدیث : یا معشر المؤمنین ، إنکم تحبوننی أکثر من أنفسکم ، فمن یحبنی یحب علیا ، اللهم أحب من أحبه ، وعاد من عاداه! (5).

====

6. الآلوسی / روح المعانی 6 / 195 وما بعدها.

ص: 229


1- 1. أخرج أحمد حدیث الغدیر من تسع عشرة طریقا ، المسند 1 / 84 و 88 و 118 - ثلاث مرات - و 119 - مرتان - و 152 و 331 ، و 4 / 281 و 368 و 370 و 372 - مرتان - و 5 / 347 و 358 و 361 و 362 و 419.
2- ولا یضاهیه إلا حدیث (من کذب علی متعمدا فلیتبوأ مقعده من النار) فقد خرجه من نحو 25 طریقا.
3- 3. أنظر : البدایة والنهایة 5 / 228 - 233 ، و 7 / 383 - 386 ، فقد خرجه من نحو 40 طریقا ، بما فیها طرق حدیث المناشدة المتقدمة.
4- 4. سنن الترمذی ج 5 ح 3713 ، سنن ابن ماجة ج 1 ح 116 و 121 ، الخصائص - للنسائی ، بتخریج الأثری - : ح 80 و 82 - 85 و 90 و 95 و 153 ، المصنف / ابن أبی شیبة - باب فضائل علی - ج 7 ح 9 و 10 و 29 و 55 ، المستدرک 3 / 109 - 110.
5- 5. أنظر : البدایة والنهایة 5 / 233.

وحین رأوا أن جماعة من الصحابة قد عادوه وحاربوه ، ومنهم : عائشة وطلحة والزبیر ، وأن آخرین قد أسسوا دینهم ودنیاهم علی بغضه ، ومنهم : معاویة وعمرو بن العاص والمغیرة ومروان .. ذهبوا إلی حق هؤلاء فی الاجتهاد مقابل ذلک النص ، فهم معذورون وإن أخطأوا ، بل مأجورون أجرا واحدا لأجل اجتهادهم!! (1).

وهکذا أصبح الخروج علی نصوص الشریعة حتی فی مثل تلک الطرق السافرة ، اجتهادا یثاب صاحبه ، ولیس بینه وبین الآخر الذی تمسک بالشریعة وقاتل دونها إلا فرق الأجر! فالذی قاتل الشریعة له نصف أجر الذی قاتل دونها!!

لقد کان الأولی بهم أن یتابعوا سنة الرسول ، ویوقروا نصه الشریف الثابت عنه ، بدلا من إفراطهم فی متابعة الأمر الواقع الذی ظهر فیه اختلاف کثیر .. ثم إذا أرادوا بعد ذلک أن یعذروا الصحابة ، فما أوسع أبواب الأعذار ، ولقد أجاد ابن تیمیة خاصة فی إعذارهم فی ما ثبت عنهم من فتاوی أو أفعال تخالف السنة الثابتة (2).

فالحق أن هذا نص صریح فی ولایة علی (ع) ، لا یحتمل شیئا من تلک التأویلات التی ما کانت لتظهر لولا الانحیاز للأمر الواقع ومناصرته.

ومما یزید فی ظهور هذا النص وامتناع صحة شئ مما قیل فی تأویله : أنه لم یأت یتیما ، فاقدا لما یشهد لمضمونه ، بل فی السنة ما ینصره ویفسره ، وأهمها :

ص: 230


1- 1. أنظر : الفصل فی الملل والنحل 4 / 161 و 163 ، البدایة والنهایة 7 / 290 ، الباعث الحثیث : 182.
2- 2. أنظر کتابه : رفع الملام عن الأئمة الأعلام.

2 - قوله (ص) : (إن علیا منی وأنا منه ، وهو ولی کل مؤمن بعدی).

حدیث صحیح (1).

* ومثله قوله (ص) فی علی : (إنه منی وأنا منه ، وهو ولیکم بعدی ..

إنه منی وأنا منه وهو ولیکم بعدی) یکررها (2).

* ومثله قوله (ص) لعلی : (أنت ولیی فی کل مؤمن بعدی).

أو : (أنت ولی کل مؤمن بعدی ومؤمنة) (3).

وبعد الیقین بصحة هذه الأحادیث ، لا یمکن أن تفسر بحسب ظاهرها فتدین الواقع التاریخی!.

فلما أرادوا تفسیر الولایة هنا أیضا بالنصرة والمحبة ، نظیر ما فی قوله تعالی : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولیاء بعض ) (4) ، صدمهم قوله : (بعدی) الذی لا یمکن أن یتشابه معناه!

ولما کانت قدسیة الرجال أعظم من قدسیة النص ، رغم ثبوت صحته عندهم ، شهروا سیف التکذیب ، فقالوا : إسناده صحیح مع نکارة فی متنه لشذوذ کلمة (بعدی)!

ولما أرادوا البرهان علی هذه النکارة والشذوذ فمن الیسیر جدا أن یرموا بها (شیعیا) ورد فی إسناد بعضها! (5).

ص: 231


1- 1. مسند أحمد 4 / 437 - 438 ، سنن الترمذی ج 5 ح 3712 ، الخصائص - للنسائی بتخریج الأثری - : ح 65 و 86 ، المصنف / ابن أبی شیبة - فضائل علی - ج 7 ح 58 ، الاحسان بترتیب صحیح ابن حبان 9 / 41 ح 6890.
2- 2. مسند أحمد 5 / 356 ، الخصائص / بتخریج الأثری : ح 87.
3- 3. مسند أحمد 1 / 331 ، الخصائص / بتخریج الأثری : ح 23 ، المستدرک 3 / 134.
4- 4. سورة التوبة 9 : 71.
5- (96) علما أن التشیع فی مصطلحهم : هو تفضیل علی علی عثمان ، لا غیر ، والطعن

لکن من البدیهی أن مثل هذا البرهان الأخیر یحتاج إلی توثیق ، خصوصا إزاء حدیث یرد بأسانید صحیحة متعددة ، فکیف وثقوه؟!

لیتهم لم یوثقوه ، لیتهم ترکوه مجازفة کمجازفات الکثیر من أصحاب الأذواق!!

قالوا فی توثیقه : یؤیده أن الإمام أحمد روی هذا الحدیث من عدة طرق لیست فی واحدة منها هذه الزیادة (1)!

إنها مقالة من لا یخشی فضیحة التحقیق!!

فالنصوص الثلاثة التی ذکرناها لهذا الحدیث ، وفی جمیعها کلمة (بعدی) جمیعها فی مسند أحمد (2)!

وأغرب من هذا أن المحقق الذی ینقل قولهم المتقدم ویعتمده ، یخرج بعضها علی مسند أحمد نفسه!! (3).

ومرة أخری ینهار ذلک البرهان وتوثیقه أمام الحدیث الذی رواه أحمد فی مسنده ، وفیه : (أنت ولیی فی کل مؤمن بعدی) (4) ، ولیس فی إسناده واحد من أولئک (الشیعة) الذین اتهموا به! بل اتفق علی صحته الحاکم والذهبی والألبانی (5)!

إن هذه الدلائل لیست فقط تثبت صحة قوله (بعدی) ، إنما تثبت أیضا

====

6. المستدرک 3 / 133 - 134 وتلخیصه / للذهبی فی الصفحة ذاتها ، کتاب السنة ابن أبی عاصم - بتخریج الألبانی - : 552.

ص: 232


1- علی ملوک بنی أمیة!
2- 2. أنظر : أبا إسحاق الأثری ، فی تخریجه الحدیث 60 من کتاب (الخصائص).
3- 3. مسند أحمد 1 / 331 ، 4 / 438 ، 5 / 356. وقد ذکرناها فی تخریج النصوص کل فی محله.
4- 4. الأثری / کتاب (الخصائص) للنسائی ، ح 87.
5- 5. مسند أحمد 1 / 331 من حدیث ابن عباس.

- مع المعرفة بحقائق التاریخ وموقف الرواة من فضائل علی - أن الروایة التی وردت فی مسند أحمد أو غیره ولیس فیها کلمة (بعدی) إنما قام (بتهذیبها) أنصار التاریخ الذین نصروه حتی فی أوج انحرافه عن السنة ..

کیف لا؟! وهی إدانة صریحة لمساره المنحرف الذی صار عقیدة یتدینون بها ، ویضللون من خالفهم فیها!

3 - الحدیث الذی غاب عن (السنن) وأظهره أصحاب التاریخ والتفسیر :

(إن هذا أخی ، ووصیی ، وخلیفتی فیکم ، فاسمعوا له وأطیعوا) (1).

فإذا کان الذی دهش قریشا فی جاهلیتها هو أن یؤمر أبو طالب بأن یسمع لابنه ویطیع (2) ، فقد دهشها بعد الإسلام أن یؤمر کل الصحابة بذلک!

ولعل الذی صرف عنه أصحاب السنن هو من نحو ما ذکره ابن کثیر فی تعلیقه علی الحدیث ، قائلا : ذکروا فیه عبد الغفار بن القاسم ، وهو کذاب ، شیعی ، اتهمه علی بن المدینی بوضع الحدیث ، وضعفه الباقون (3).

لکن أبو مریم ، عبد الغفار بن القاسم ، قد حفظ له التاریخ غیر ما ذکر ابن کثیر!

ص: 233


1- 1. تاریخ الطبری 2 / 217 ، الکامل فی التاریخ 2 / 62 - 64 ، السیرة الحلبیة 1 / 461 ، شرح نهج البلاغة 13 / 210 و 244 وصححه ، مختصر تاریخ دمشق - لابن عساکر - ، ابن منظور 17 / 310 - 311 ، تفسیر البغوی (معالم التنزیل) 4 / 278 ، تفسیر الخازن 3 / 371 - 372 نقلا عن سیرة ابن إسحاق ، المنتخب من کنز العمال - بهامش مسند أحمد - 5 / 41 - 42.
2- (103) حین قال النبی (ص) ذلک لعلی ، قام الناس یضحکون ویقولون لأبی طالب : قد أمرک أن تسمع لابنک وتطیع!
3- 3. البدایة والنهایة 3 / 38 - 39.

حفظ لنا خلاصة سیرته ، وصلته بالحدیث ، ومنزلته فیه ، ثم حفظ علة ترکهم حدیثه :

قال ابن حجر العسقلانی : (کان - أبو مریم - ذا اعتناء بالعلم وبالرجال .. وقال شعبة : لم أر أحفظ منه .. وقال ابن عدی : سمعت ابن عقدة یثنی علی أبی مریم ویطریه ، ویجاوز الحد فی مدحه ، حتی قال : لو ظهر علی أبی مریم ما اجتمع الناس إلی شعبة)!! (1).

إذن لأمر ما لم یظهر علی أبی مریم! قال البخاری : عبد الغفار بن القاسم لیس بالقوی عندهم .. حدث بحدیث بریدة (علی مولی من کنت مولاه)! (2).

لکن حدیث بریدة هذا قد أخرجه ابن کثیر نفسه من طریق آخر وصفه بأنه إسناد جید قوی ، رجاله کلهم ثقات! (3).

ذلک هو أبو مریم!

4 - خلاصة وصیة النبی لأمته فی حفظ رسالته :

(ألا أیها الناس ، إنما أنا بشر یوشک أن یأتی رسول ربی فأجیب ، وأنا تارک فیکم الثقلین :

أولهما کتاب الله ، فیه الهدی والنور ، فخذوا بکتاب الله واستمسکوا به ..

وأهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی) (4).

ص: 234


1- 1. لسان المیزان 4 / 42 رقم 123.
2- (106)
3- 3. البدایة والنهایة 5 / 228.
4- 4. صحیح مسلم ج 4 ح 2408 من عدة طرق.

(إنی تارک فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدی : کتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض ، وعترتی أهل بیتی ، ولن یفترقا حتی یردا علی الحوض .. فانظروا کیف تخلفونی فیهما) (1).

(إنی تارک فیکم خلیفتین : کتاب الله ، وأهل بیتی ...) (2).

تلک خلاصة رسالة السماء ... ومفتاح المسار الصحیح الذی أراده النبی لشریعته.

وهذا کلام لا یختلف فی فهمه عامی وبلیغ .. فمن أین یأتیه التأویل؟!

إنه لو قدر أن تتحقق الخلافة لعلی أولا ، لما ارتاب أحد فی هذا النص الصریح الصحیح .. لکن اختلاف المسار الجدید عنه ، وتقدیس الرجال ، هما وراء کل ما نراه من ارتیاب وتجاهل لنص لا شئ أدل منه علی تعیین أئمة المسلمین ، خلفاء الرسول!!

إن أغرب ما جاء فی (تعطیل) هذا النص قول متهافت ابتدعه ابن تیمیة حین رأی أنه لیس فیه إلا الوصیة باتباع الکتاب ، وهو لم یأمر باتباع العترة ، ولکن قال : أذکرکم الله فی أهل بیتی)! (3).

فقط وفقط ، ولا کلمة واحدة!!

ولهذا القول المتهافت مقلدون ، والمقلد لا یقدح فی ذهنه ما یقدح فی أذهان البسطاء حتی لیعید علی شیخه السؤال : أین الثقل الثانی إذن؟! أین الخلیفة الثانی إذن؟! من هذان اللذان لن یفترقا حتی یردا الحوض معا؟!

ولیست هذه الأسئلة من شأن المقلد ، کما لم تکن من شأن المتأول ،

ص: 235


1- 1. سنن الترمذی ج 5 ح 3788 ، مسند أحمد 3 / 17.
2- 2. مسند أحمد 5 / 182 و 189.
3- 3. منهاج السنة 4 / 85 ، الفرقان بین الحق والباطل : 139.

لأن شأنهما أن یستترا وراء التأویل ، عن لمعان النص ودویه!

(کتاب الله) و (عترتی أهل بیتی) إنهما المحوران اللذان سیمثلان محل القطب فی مسار الإسلام الأصیل غدا بعد وفاة الرسول (ص).

ولیس بعد هذا الحدیث ، وحدیث غدیر خم ، ما یستدعی البحث عن نصوص أخر لمن شاء أن یؤمن بالنصوص ..

الخطاب الجامع .. مفترق الطرق :

فی حدیث صحیح ، جمع الخطاب وأوجز :

قال الصحابی زید بن أرقم : لما دفع النبی (ص) من حجة الوداع ونزل غدیر خم ، أمر بدوحات فقممن (1) ، ثم قال : (کأنی دعیت فأجبت ، وإنی تارک فیکم الثقلین ، أحدهما أکبر من الآخر : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی. فانظروا کیف تخلفونی فیهما! فإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض).

ثم قال : (إن الله مولای ، وأنا ولی کل مؤمن) ثم أخذ بید علی رضی الله عنه ، فقال : (من کنت ولیه فهذا ولیه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه).

قال أبو الطفیل : قلت لزید : سمعته من رسول الله (ص)؟!

قال : نعم ، وإنه ما کان فی الدوحات أحد إلا رآه بعینیه وسمعه بأذنیه (2).

ص: 236


1- 1. أی : کنسن.
2- 2. أخرجه : النسائی / السنن ج 5 ح 8464 ، الأثری / تخریج خصائص علی (ع) ح 76 وذکر له عدة مصادر ، منها : مسند أحمد 1 / 118 ، البزار : ح 2538 - 2539 ، وابن أبی عاصم : 1365 ، والحاکم / المستدرک 3 / 109 ، وأخرجه ابن کثیر / البدایة والنهایة 5 / 228 وقال : قال شیخنا الذهبی : هذا حدیث صحیح ، وأخرجه الیعقوبی / التاریخ 2 / 112.

هذا الخطاب ، علی نحو مائة ألف من المسلمین شهدوا حجة الوداع ، وعند مفترق طرقهم إلی مدائنهم ، لم یعش النبی (ص) بعده إلا نحو ثمانین یوما (1) ، لیکون هذا الخطاب ذاته بعد الیوم الثمانین مفترق الطرق بین المسلمین ، وحتی الیوم!!

ثمانون یوما لا تکفی لنسیانه!!

ودواعی الذکری التی أحاطت به لا تسمح بتناسیه!!

لکن لم یحدثنا التاریخ أن أحدا قد ذکره فی تلک الأیام الحاسمة التی ینبغی ألا تعید الأذهان إلی شئ قبله ، فهو النص الذی یملأ ذلک الفراغ ، ویسکن له ذلک الهیجان ، وتنقطع دونه الأمانی ، أو فرص الاجتهاد ..

(إنی یوشک أن أدعی فأجیب ..

وإنی تارک فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدی : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی ..

من کنت مولاه فعلی مولاه ..).

والعهد ، بعد ، قریب ، جد قریب ..

فإذا وجدنا الیوم من لم یؤمن بالنص علی خلیفة النبی ، فلیس لأن النبی لم یقله ، بل لأن الناس یومئذ لم یذکروه!!

5 - (أنت منی بمنزلة هارون من موسی ، إلا أنه لا نبی بعدی).

حدیث متواتر لا خلاف فیه (2) ، لکن الکلام فی تأویله ، وما أغنانا

ص: 237


1- 1. کانت خطبة الرسول (ص) فی غدیر خم یوم 18 ذی الحجة سنة 10 ه ، ووفاته (ص) یوم 2 أو 12 ربیع الأول من سنة 11 ه ، حسب الیعقوبی والطبری ، والکلینی ، أو 28 صفر ، حسب الطبرسی.
2- (115) مسند أحمد 1 / 173 و 175 و 182 و 184 و 331 ، صحیح البخاری - فضائل

عن التأویل الذی ما أبقی من النص إلا حروفه!!

غریب جدا ما ذهب إلیه المتأولون من أن النبی (ص) لم یقله إلا تطییبا لخاطر علی وترغیبا له فی البقاء فی المدینة لما أرجف به المنافقون وقالوا : خلفک مع النساء والصبیان! ولیس فیه من تشابه المنزلتین إلا القرابة! (1).

* غریب فی نسبة هذه الأغراض إلی حدیث نبوی ظاهر ، إلی حدیث النبی الذی لا یقول إلا حقا ، ومع علی بالذات ، ربیب النبی وبطل الملاحم!!

* وغریب فی تناسی القرآن ، وکأن القرآن لم یذکر شیئا من منزلة هارون من موسی!!

* وغریب فی الغفلة عما یضفیه هذا التأویل إلی علی وسعد وابن عباس ، علی الأقل ، من سذاجة فی التفکیر وقصور فی الفهم!!

ألم یکن علی یعرف قرابته من رسول الله قبل ذلک الیوم؟!

أم کان سعد لم یتمن إلا هذه القرابة وهو یقول : سمعت رسول الله (ص) یقول فی علی ثلاث خصال لئن یکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم ، سمعته یقول : (إنه منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی ...) (2)؟! فهل فهم منه القرابة ، لا غیر؟!

أم کان ابن عباس لا یرید إلا القرابة حین یذکر لعلی عشر خصال لیست لأحد من الناس ، فیعد فیها هذا الحدیث؟! (3).

====

4. مسند أحمد 1 / 331 ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 23 ، المستدرک 3 / 132 - 133. ویأتی لاحقا.

ص: 238


1- علی ح 1. صحیح مسلم - فضائل علی - ح 2404 ، مصنف ابن أبی شیبة - فضائل علی - 7 / 496 ح 11 - 15.
2- 2. ابن حزم / الفصل 4 / 94 ، ابن تیمیة / منهاج السنة 4 / 87 - 88.
3- 3. صحیح مسلم - فضائل علی ح 32 ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 9 و 10. و 43 و 3. المصنف / ابن أبی شیبة - فضائل علی ح 15.

هذا ، وإن لابن عباس من قرابة النبی مثل ما لعلی (ع) فکلاهما ابن عمه (ص)!! ویساویهما فی هذه القرابة کل أولاد أبی طالب وأولاد العباس وأولاد أبی لهب!

* ولا یخفی أیضا أن قرابة علی (ع) للرسول لیست کقرابة هارون لموسی ، فلیست هی المعنیة فی النص قطعا ..

* وغریب أن یخفی علی هؤلاء ما هو ظاهر لمن هو دونهم .. فقوله : (أنت منی بمنزلة هارون من موسی) ظاهر فی عمومه واستیعابه جمیع مصادیق تلک المنزلة ، ومن هنا استثنی النبوة ، فقال : (إلا أنه لا نبی بعدی) فلما استثنی النبوة فقد نص علی ثبات المصادیق الأخر ، وهی : الوزارة والخلافة.

فلو لم یرد النص إلا فی غزوة تبوک ، لما أفاد ذلک تخصیصه بتلک الغزوة ما دام الحدیث نصا فی العموم.

ومع هذا فقد ورد هذا النص فی غیر تلک الواقعة أیضا ، کما رواه ابن حبان وغیره فی خبر المؤاخاة (1).

6 - (یکون بعدی اثنا عشر خلیفة ، کلهم من قریش).

متواتر ، لا نزاع فیه! (2).

ص: 239


1- 1. السیرة النبویة / لابن حبان : 149 ، وصححه سبط ابن الجوزی / تذکرة الخواص : 23 نقله عن الإمام أحمد فی المناقب ، وقال : رجاله ثقات.
2- 2. صحیح البخاری - الأحکام ح 8461 ، صحیح مسلم - الإمارة - ح 1821 و 1822 ، مسند أحمد 1 / 398 و 406 ، سنن أبی داود ح 4280 ، سنن الترمذی - کتاب الفتن : ج 4 ح 2223 ، مصابیح السنة : 4 ح 4680. لذا فإن قول الدکتور النشار / نشأة الفکر الفلسفی فی الإسلام 1 / 448 و 2 / 218 : (إن فکرة 12 خلیفة لا وجود لها فی الإسلام) إنما هی کبوة فارس!

أهل البیت أولا :

یقول ابن تیمیة : إن بنی هاشم أفضل قریش ، وقریش أفضل العرب ، والعرب أفضل بنی آدم ، کما صح عن النبی (ص) قوله فی الحدیث الصحیح : (إن الله اصطفی بنی إسماعیل ، واصطفی کنانة من بنی إسماعیل ، واصطفی قریشا من کنانة ، واصطفی بنی هاشم من قریش) ..

* وفی السنن أنه شکا إلیه العباس أن بعض قریش یحقرونهم ، فقال : (والذی نفسی بیده ، لا یدخلون الجنة حتی یحبوکم لله ولقرابتی) ..

* ثم قال : وإذا کانوا أفضل الخلائق فلا ریب أن أعمالهم أفضل الأعمال (1).

ولا ریب أن أهل البیت أفضل بنی هاشم :

یقول ابن تیمیة فی الموضع ذاته : وفی صحیح مسلم عنه (ص) أنه قال یوم غدیر خم : (أذکرکم الله فی أهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی ، أذکرکم الله فی أهل بیتی).

وظاهر أن ابن تیمیة لا یرید أن یذکر مقدمة الحدیث : (إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله ... وأهل بیتی) لأنه لا یرید أن یری الأمر جلیا بوجوب التمسک بأهل البیت!

ویمکن أن یضاف إلی هذا کثیر :

* (اللهم هؤلاء أهل بیتی ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا) علی وفاطمة والحسن والحسین ، ولا أحد سواهم (2) .. ( إنما یرید الله لیذهب

ص: 240


1- 1. ابن تیمیة / رأس الحسین : 200 - 201.
2- (122) صحیح مسلم - فضائل الصحابة - : ح 2424 ، سنن الترمذی : ح 3205 و 3787 و 3871 ، مسند أحمد 4 / 107 و 6 / 292 و 304 ، مصابیح السنة 4 / 183

عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) (1).

* (نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا ، وحمزة ، وعلی ، وجعفر ، والحسن ، والحسین ، والمهدی) (2).

* (الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة) (3).

* (المهدی من عترتی ، من ولد فاطمة) (4).

فلم یبق فی الأمر أدنی غموض ، بعد تقدیم بنی هاشم الصریح ، وتقدیم أهل البیت خاصة علی سائر بنی هاشم ، وصراحة النصوص المتقدمة ، لا سیما الغدیر والولایة والثقلین ، وببساطة کبساطة هذا الدین الحنیف ، وبعیدا عن شطط التأویل بعد هذا الدین عن التعقید والتنطع ، تبدو عندئذ کم هی ظاهرة إمامة اثنی عشر سیدا من سادة أهل البیت .. وتحدیدا : أولهم علی ، فالحسن ، فالحسین ، وآخرهم المهدی.

ومن لحظ الاضطراب الشدید والتهافت الذی وقع فیه شراح الصحاح عند حدیث الخلفاء الاثنی عشر (5) ، ازداد یقینا فی اختصاص سادة أهل البیت بهذا الحدیث ، دون سواهم.

وقد اهتدی إلی هذا المعنی بعض من شرح الله صدره للإسلام من أهل الکتاب لما رأوا فی أسفارهم الخبر عن اثنی عشر إماما یکونون

====

6. أنظر : فتح الباری بشرح صحیح البخاری 13 / 180 - 183 ، إرشاد الساری لشرح صحیح البخاری 15 / 212 - 213 ، صحیح مسلم بشرح النووی 12 / 201 - 203 ، البدایة والنهایة 6 / 278 - 281.

ص: 241


1- ح 1. أسباب النزول : 200.
2- 2. سورة الأحزاب 33 : 33.
3- 3. سنن ابن ماجة ج 2 ح 4087.
4- 4. مسند أحمد 3 / 3 و 62 و 64 و 80 و 82.
5- 5. سنن أبی داود : ح 4284 ، تاریخ البخاری 3 / 346 ، مصابیح السنة : ح 4211.

بعد النبی العظیم من ولد إسماعیل (1) ، فناقضهم ابن کثیر ، نقلا عن شیخه ابن تیمیة ، لیجعل هؤلاء العظماء هم الخلفاء الذین یعدون فیهم معاویة ویزید ومروان وعبد الملک وهشام ، أو الذین لا یدرون من هم!! (2).

وأهل البیت أولا :

لو لم یکن ثمة نص فی الإمامة ، وکان للأمة أن ترشح لها أهلها ، وبعد ما تقدم فی تفضیل بنی هاشم ، وأهل البیت خاصة ، فهم الأولی بالإمامة بلا منازع.

وأهل البیت أولا :

لو کانت الخلافة محصورة فی قریش ، إما لنص النبی (ص) ، أو لقول المهاجرین فی السقیفة ، (أن قریشا أولیاؤه وعشیرته) ، (وقومه أولی به) ، (وهیهات أن یجتمع سیفان فی غمد) ، (ولا تمتنع العرب أن تولی أمرها من کانت النبوة فیهم) ..

وأخیرا : (فمن ینازعنا سلطان محمد ونحن أولیاؤه وعشیرته ، إلا مدل بباطل ، أو متجانف لإثم ، أو متورط فی هلکة؟!) (3).

فإن هذا کله لا یرشح أحدا قبل بنی هاشم ، فإذا کان قومه أولی به فلا ینازعهم إلا ظالم ، فما من أحد أولی به من بنی هاشم ، ثم أهل البیت خاصة!

ص: 242


1- 1. العهد القدیم - سفر التکوین - إصحاح 17 : آیة 20.
2- 2. أنظر : البدایة والنهایة 6 / 280.
3- 3. أنظر : الإمامة والسیاسة : 12 - 16 ، الکامل فی التاریخ 2 / 329 - 330.

فبنو هاشم ، دون سواهم من بطون قریش ، هم المعنیون بآیة الانذار فی بدء الدعوة النبویة : ( وأنذر عشیرتک الأقربین ) (1).

وبنو هاشم هم المعنیون بالمحاصرة فی شعب أبی طالب ثلاث سنین ، ولیس معهم إلا بنی المطلب ، أما بطون قریش الأخر ، تیم وعدی وأمیة ومخزوم وزهرة وغیرها ، فهم الذین تحالفوا علی محاصرة عشیرة محمد الأقربین ، بنی هاشم وبنی المطلب!!

فهل خفی هذا علی أحد ، لو خفیت علیه النصوص؟!

فالذی جادل فی النصوص ودفعها بأنها لو صحت ، أو لو أفادت الخلافة ، لما خفیت علی عظماء الصحابة وجمهورهم .. علیه أن یقف أمام هذه الحقیقة ، کیف خفیت علیهم؟!

سلوک النبی فی ترشیح علی :

عملیا کان النبی (ص) یمارس إعداد علی لخلافته ، ومنذ بدء الدعوة ، ویظهر لصحبه وللناس أنه یرشحه لذلک ، عملا مشفوعا بالقول أحیانا (2) ..

* منذ البدء ، نشأ علی فی بیت النبی یتبعه اتباع الظل ، حتی بعث (ص) فکان علی أول من آمن به مع زوجته خدیجة (3) ..

* وکان النبی (ص) یخرج إلی البیت الحرام لیصلی فیه ، فیصحبه علی وخدیجة فیصلیان خلفه ، علی مرأی من الناس ، ولم یکن علی الأرض من

ص: 243


1- 1. سورة الشعراء 26 : 214.
2- (132) إلی هنا ستثیر هذه الکلمة الکثیرین ، ولکن مهلا حتی ینظروا فی ما بعدها!
3- 3. الطبقات الکبری 3 / 21 ، سیرة ابن هشام 1 / 228 ، کتاب الأوائل : 91 - 93 البدء والتاریخ 4 / 145 ، السیرة النبویة / ابن حبان : 67 ، جوامع السیرة / ابن حزم : 45 ، السیرة النبویة / الذهبی : 70 ، الإصابة 4 / 269.

یصلی تلک الصلاة غیرهم (1) ..

* وکان علی یصف أیامه تلک ، فیقول : (وقد علمتم موضعی من رسول الله (ص) بالقرابة القریبة والمنزلة الخصیصة ، وضعنی فی حجره وأنا ولد ، یضمنی إلی صدره ... وکان یمضغ الشئ ثم یلقمنیه ، وما وجد لی کذبة فی قول ، ولا خطلة فی فعل ... ولقد کنت أتبعه اتباع الفصیل أثر أمه ، یرفع لی فی کل یوم من أخلاقه علما ویأمرنی بالاقتداء به ، ولقد کان یجاور فی کل سنة بحراء فأراه ولا یراه غیری ، ولم یجمع بیت واحد یومئذ فی الإسلام غیر رسول الله (ص) وخدیجة وأنا ثالثهما ، أری نور الوحی والرسالة ، وأشم ریح النبوة ..) (2).

* ویوم أنذر عشیرته الأقربین ، رفع شأن علی علیهم جمیعا ، وخصه بمنزلة لا یشرکه فیها غیره.

* ویوم هجرته إلی المدینة ، اختار علیا یبیت فی فراشه ، ثم یؤدی ما کان عند النبی من أمانات ، ثم یهاجر بمن بقی من نساء بنی هاشم.

* ثم اختصه بمصاهرته فی خیر بناته سیدة نساء العالمین (3) ، بعد أن تقدم لخطبتها أبو بکر ثم عمر فردهما (ص)! (4) وقال لها : (زوجتک أقدم أمتی سلما ، وأکثرهم علما ، وأعظمهم حلما) (5).

* وآخی بین المهاجرین والأنصار ، ثم اصطفی علیا لنفسه فقال له :

ص: 244


1- 1. مسند أحمد 1 / 209 ، المستدرک 3 / 183 وتلخیصه للذهبی ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 2 و 3 ، تاریخ الطبری 2 / 311 ، مجمع الزوائد 9 / 103.
2- 2. نهج البلاغة - شرح صبحی الصالح - : 300 - 301 خطبة 192.
3- 3. الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 127 و 128 و 129.
4- 4. الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 120.
5- 5. مسند أحمد 5 / 26.

(أنت أخی فی الدنیا والآخرة) ، أو : (أنت أخی وأنا أخوک) (1). فکان رسول الله (ص) سید المرسلین وإمام المتقین ورسول رب العالمین الذی لیس له خطیر ولا نظیر من العباد ، وعلی بن أبی طالب ، أخوین (2).

* وفی سائر حروبه کان لواؤه (ص) أو رایة المهاجرین بید علی (ع) (3).

* وفی خیبر بعث أبا بکر برایة ، فرجع ولم یصنع شیئا ، فبعث بها عمر ، فرجع ولم یصنع شیئا ، فقال : (لأعطین الرایة رجلا یحب الله ورسوله ، ویحبه الله ورسوله ، لا یخزیه الله أبدا ، ولا یرجع حتی یفتح علیه) فدعا علیا ودفع إلیه الرایة ودعا له ، فکان الفتح علی یدیه (4).

وفی عبارة بعضهم : بعث أبا بکر فسار بالناس فانهزم حتی رجع إلیه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتی انتهی إلیه (5) .. وفی عبارة بعضهم : فعاد یجبن أصحابه ویجبنونه! (6).

* ویقول لأصحابه : (إن منکم من یقاتل علی تأویل القرآن کما قاتلت علی تنزیله) فیستشرفون له ، کل یقول : أنا هو؟ وفیهم أبو بکر وعمر ،

ص: 245


1- 1. مسند أحمد 1 / 230 ، سنن الترمذی ج 5 ح 3720 ، مصابیح السنة ج 4 ح 4769 ، الطبقات الکبری 3 / 22 ، البدایة والنهایة 7 / 371 ، دلائل النبوة - للبیهقی - 4 / 209.
2- 2. سیرة ابن هشام 2 / 109.
3- 3. الإصابة 2 / 30 ترجمة سعد بن عبادة.
4- 4. المصنف - لابن أبی شیبة - : ج 7 فضائل علی ح 17 ، سنن النسائی ج 5 ح 8402 ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 14 وصححه ، المستدرک 3 / 37 وصححه ووافقه الذهبی ، سیرة ابن هشام 3 / 216 ، تاریخ الطبری 3 / 12 ، الکامل فی التاریخ 2 / 219 ، البدایة والنهایة 7 / 373.
5- 5. ابن أبی شیبة / المصنف 7 / 497 ح 17 فضائل علی.
6- 6. الحاکم والذهبی / المستدرک 3 / 37 وتلخیصه.

فیقول : (لا ، لا ، لکنه علی) (1).

* ویبعث أبا بکر بسورة براءة أمیرا علی الحج ، ثم یبعث خلفه علیا فیأخذها منه ، فیعود أبو بکر إلی النبی (ص) فیقول : أحدث فی شئ ، یا رسول الله؟!

فیقول (ص) : (لا ، ولکنی أمرت ألا یبلغ عنی إلا أنا أو رجل منی)! (2).

* وکان لبعض الأصحاب أبواب شارعة فی المسجد ، فقال لهم : (سدوا هذه الأبواب ، إلا باب علی) (3).

* وکان الصحابة عنده فی المسجد ، فدخل علی ، فلما دخل خرجوا ، فلما خرجوا تلاوموا! فرجعوا ، فقال لهم (ص) : (والله ما أنا أدخلته وأخرجتکم ، بل الله أدخله وأخرجکم) (4).

* ودعاه یوم الطائف یناجیه ، فقال بعضهم : لقد طال نجواه مع ابن عمه!!

فقال لهم (ص) : (ما أنا انتجیته ، ولکن الله انتجاه) (5).

ص: 246


1- 1. مسند أحمد 3 / 82 ، صحیح ابن حبان 9 / 46 ح 6898 ، المصنف - لابن أبی شیبة - ج 7 - فضائل علی - ح 19 ، البدایة والنهایة 7 / 398.
2- 2. مسند أحمد 1 / 3 و 331 ، و 3 / 212 و 283 ، و 4 / 164 و 165 ، سنن الترمذی ج 5 ح 3719 ، سنن النسائی ج 5 ح 8461 ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 23 و 72 و 73 وصححها جمیعا ، البدایة والنهایة 7 / 374 و 394 ، تفسیر الطبری 10 / 46.
3- 3. مسند أحمد 1 / 331 ، سنن الترمذی ج 5 ح 3722 ، الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 23 و 41 ، البدایة والنهایة 7 / 374 و 379 ، فتح الباری 7 / 13 ، الإصابة 4 / 270.
4- 4. الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 38.
5- (149) سنن الترمذی ج 5 ح 3726 ، مصابیح السنة ج 4 ح 4773 ، جامع الأصول ج 9

* فی حجة الوداع أشرکه فی هدیه ، دون غیره من أصحابه أو ذوی قرباه (1).

* وفیها خطب خطبته الشهیرة فی علی فی طریق عودته من حجة الوداع ، وهو آخذ بیده یرفعها حتی یراها الجمع الکبیر : (إنما أنا بشر یوشک أن أدعی فأجیب ، وإنی تارک فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی) .. (ألست أولی بالمؤمنین من أنفسهم؟! فمن کنت مولاه فعلی مولاه) (2).

* وخصه النبی (ص) مدة حیاته الشریفة بمنزلة لیست لأحد! خصه بساعة من السحر یأتیه فیها کل لیلة (3).

* وإذ نزل قوله تعالی : ( وأمر أهلک بالصلاة ) (4) کان النبی (ص) یأتی باب علی صلاة الغداة کل یوم ، ویقول : (الصلاة ، رحمکم الله ، إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا) (5).

* وحین یتوفی رسول الله (ص) یخص علیا بمیراثه دون عمه العباس ، فسئل ولد العباس عن ذلک فقالوا : إن علیا کان أولنا به لحوقا ، وأشدنا به لصوقا (6).

====

7. السنن الکبری 5 / 139 ح 8493 و 8494.

ص: 247


1- ح 1. البدایة والنهایة 7 / 369.
2- 2. الکامل فی التاریخ 2 / 302.
3- 3. الخصائص - بتخریج الأثری - : ح 76 ، المستدرک وتلخیصه 3 / 109 ، البدایة والنهایة 5 / 228. وقد تقدم.
4- 4. الخصائص - بتخریج الأثری - :ح 112 و 113، وخرجه علی النسائی وابن ماجة وابن خزیمة من وجوه.
5- 5. سورة طه 20 : 132.
6- 6. تفسیر القرطبی 11 / 174 ، تفسیر الرازی 22 / 137 ، روح المعانی 16 / 284 والنص عنه.

وغیر هذا کثیر ، وقد عرفه الصحابة فی حیاة الرسول ..

الصحابة والمعرفة بالترشیح :

سمع الصحابة وشهدوا نصوص النبی وسلوکه فی ترشیح علی وتعیینه لخلافته مباشرة ، فأدرکوا ذلک ووعوه ، حتی ظهر فی أقوال بعضهم ، وظهر عند آخرین قولا وعملا.

* فاشتهر عن بعضهم تمنیه أن لو کانت له واحدة من تلک الخصال التی خص بها علی (ع) ، کما عرف ذلک عن : عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبی وقاص ، وعبد الله بن عمر (1).

* واشتهر عن آخرین متابعتهم له حتی عرفوا فی ذلک العهد بشیعة علی ، منهم : أبو ذر ، وعمار ، وسلمان ، والمقداد (2).

* بل کان عامة المهاجرین والأنصار لا یشکون فی علی (3).

* وأبو بکر سمع بنفسه قول ابنته عائشة لرسول الله بصوت عال : (والله لقد علمت أن علیا أحب إلیک من أبی)! فأهوی إلیها لیلطمها ، وقال : یا ابنة فلانة ، أراک ترفعین صوتک علی رسول الله (4).

* قال معاویة بن أبی سفیان فی رسالته إلی محمد بن أبی بکر ، وهی الرسالة التی أشار إلیها الطبری ثم قال : کرهت ذکرها لأمور لا تحتملها

ص: 248


1- 1. منهاج السنة 3 / 11 - 12 ، المستدرک 3 / 125 ، مجمع الزوائد 9 / 130 ، الصواعق المحرقة : 127 باب 9 فصل 1 ، تاریخ الخلفاء : 161.
2- 2. أبو حاتم الرازی / کتاب الزینة : 259 تحقیق عبد الله سلوم السامرائی ، محمد کرد علی / خطط الشام ، تاریخ ابن خلدون 3 / 214 - 215.
3- 3. الإستیعاب 3 / 55 ، تاریخ الیعقوبی 2 / 124 ، تاریخ الطبری 3 / 202 ، الکامل فی التاریخ 2 / 335 ، شرح نهج البلاغة 6 / 21.
4- 4. أخرجه النسائی بإسناد صحیح فی السنن الکبری 5 / 139 ح 8495.

العامة! (1) ، قال فیها معاویة مخاطبا محمد بن أبی بکر : (قد کنا وأبوک معنا فی حیاة نبینا نری حق ابن أبی طالب لازما لنا ، وفضله مبرزا علینا) (2).

* وشهیرة کلمة عمر بن الخطاب یوم غدیر خم : (هنیئا لک یا بن أبی طالب ، أصبحت مولی کل مؤمن ومؤمنة) (3).

علما أن هذه الکلمة (مولی) و (ولی) لم تعرف لأحد من الصحابة إلا لعلی (ع) فی جملة من الأحادیث النبویة :

(من کنت مولاه فعلی مولاه).

(وهو ولیکم بعدی).

(أنت ولی کل مؤمن ومؤمنة بعدی).

بل فی القرآن أیضا : ( إنما ولیکم الله ورسوله والذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة ویؤتون الزکاة وهم راکعون ) (4).

قال الآلوسی : غالب الأخباریین علی أنها نزلت فی علی بن أبی طالب (5) ، وعلیه شبه إجماع لدی المفسرین (6) ، وطائفة من أصحاب

ص: 249


1- 1. راجع صفحة من بحث (هویة التاریخ).
2- 2. مروج الذهب 3 / 21 ، وقعة صفین : 118 - 120 ، شرح نهج البلاغة 3 / 188. وللرسالة تتمة تأتی فی محلها من بحث لاحق.
3- 3. مسند أحمد 4 / 281 ، تفسیر الرازی 12 / 49 - 50 ، سبط ابن الجوزی / تذکرة الخواص : 29 - 30.
4- 4. سورة المائدة 5 : 55.
5- 5. روح المعانی 6 / 167.
6- 6. معالم التنزیل - للبغوی - 2 / 272 ، الکشاف 1 / 649 ، تفسیر الرازی 12 / 26 تفسیر أبی السعود 2 / 52 ، تفسیر النسفی 1 / 420 ، تفسیر البیضاوی 1 / 272 ، فتح القدیر - للشوکانی - 2 / 53 ، أسباب النزول - للواحدی - : 14 ، لباب النقول - للسیوطی - : 93.

الحدیث (1).

وهذا کله کان یعرفه الصحابة من المهاجرین والأنصار خاصة لقربهم من النبی (ص).

* ومن قول محمد بن أبی بکر فی رسالته إلی معاویة ، یصف علیا (ع) : (وهو وارث رسول الله (ص) ووصیه ، وأبو ولده ، أول الناس له اتباعا ، وأقربهم به عهدا ، یخبره بسره ، ویطلعه علی أمره) (2).

* وعبد الله بن عباس ، حبر الأمة ، یصفه أیضا لمعاویة ، فیسمیه (سید الأوصیاء) (3).

* وأبو ذر الغفاری : (وعلی بن أبی طالب وصی محمد ووارث علمه) (4).

* وحذیفة بن الیمان : (إلحقوا بأمیر المؤمنین ، ووصی سید المرسلین) (5).

* وعمرو بن الحمق الخزاعی ، الصحابی الذی دعا له النبی أن یمتع بشبابه ، فبقی إلی آخر عمره یتمتع بکل سیماء الشباب ، یقول لعلی : أحببتک بخصال خمس : إنک ابن عم رسول الله ، ووصیه .. (6).

* والحسن السبط (ع) خطب خطبته الأولی بعد وفاة أبیه فذکر : علیا

ص: 250


1- 1. أخرجه : عبد الرزاق ، وعبد بن حمید ، وابن جریر ، وأبو الشیخ ، وابن مردویه ، والخطیب فی (المتفق والمفترق). أنظر : فتح القدیر - للشوکانی - 2 / 53.
2- 2. مروج الذهب 3 / 21 ، وقعة صفین : 118 ، شرح نهج البلاغة 3 / 188.
3- 3. مروج الذهب 3 / 8.
4- 4. تاریخ الیعقوبی 2 / 171.
5- 5. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 2 / 188.
6- 6. وقعة صفین : 103 - 104 ، شرح نهج البلاغة 3 / 81 - 82.

خاتم الأوصیاء (1).

* وخزیمة بن ثابت ، ذو الشهادتین ، یصفه إلی لعائشة ، فیقول :

وصی رسول الله من دون أهله

وأنت علی ما کان من ذاک شاهده (2)

* وحجر بن عدی ، حجر الخیر ، الصحابی الذی بکاه أهل السماء یصفه فی أرجوزة له یقول فی آخرها :

واحفظه ربی واحفظ النبیا

فیه فقد کان له ولیا

ثم ارتضاه بعده وصیا (3)

* والنقیب البدری أبو الهیثم بن التیهان ، یقول فیه :

إن الوصی إمامنا وولینا

برح الخفاء وباحت الأسرار (4)

* فکما عرفوه (ولیا) عرفوه (وصیا) أیضا ، وذو الشهادتین حین أدلی فی حدیثه المتقدم ، بشهادتیه علی أن علیا وصی النبی ، لم یقف عند هذا الحد ، بل ألزم عائشة أیضا الشهادة علی ذلک.

إذن لم یکن لقب (الوصی) محدثا کما صوره بعض الدارسین الذین أغفلوا شهادة التاریخ ثم أسقطوا نزعاتهم الشخصیة علی المفاهیم ، وعلی التاریخ کله ، فصوروا (الوصی) وکأنه من صنع الیهود ، ومنهم انتقل إلی

====

5. شرح نهج البلاغة 1 / 143 - 150.

ص: 251


1- 1. مجمع الزوائد 9 / 146.
2- 2. شرح نهج البلاغة 1 / 143 - 150 فصل (ما ورد فی وصایة علی من الشعر) أورد فیه أربعا وعشرین مقطوعة للصحابة والتابعین ، ثم قال : والأشعار التی تتضمن هذه اللفظة کثیرة جدا ، تجل عن الحصر ، وتعظم عن الاحصاء والعد.
3- وانظر أیضا : الکامل - للمبرد - 2 /3. 171 فی رثاء علی بن أبی طالب.
4- 4. شرح نهج البلاغة 1 / 143 - 150.

المسلمین (1) ، عن طریق عبد الله بن سبأ المزعوم أو غیره (2) ، أو هو من صنع الشیعة ابتدعه هشام بن الحکم (191 ه) ولم یکن معروفا قبله لا من ابن سبأ ولا من غیره! (3) ، فالأشعار المتقدمة المحفوظة عن الصحابة سبقت میلاد هشام بن الحکم بنحو ثمانین سنة!

کلا ، بل ذاک مما عرفه الصحابة أو بعضهم لعلی ، وحفظه تاریخهم، لهم أو علیهم!

ربما یقال إن فی تلک المصادر نزعة شیعیة ، والشیعة لیس من حقهم أن یساهموا فی کتابة التاریخ ، بل لیس من حقهم أن یکتبوا تاریخهم الخاص أیضا!

لکن هل یقال هذا فی ابن حجر العسقلانی؟!

فی شرحه لصحیح البخاری یثبت ابن حجر أن (الشیعة) کانوا یتداولون أحادیث الوصیة ، فنهضت السیدة عائشة فی مواجهة ذلک التیار بحدیثها الذی أثبته البخاری ، تقول فیه إن النبی (ص) لما نزل به الموت ورأسه علی فخذی غشی علیه ثم أفاق ، فقال : (اللهم الرفیق الأعلی) فکانت آخر کلمة تکلم بها (اللهم الرفیق الأعلی).

قال العسقلانی نقلا عن الزهری فی ما یرویه عن جماعة من أهل العلم فیهم عروة بن الزبیر : کأن عائشة أشارت إلی ما أشاعته الرافضة أن النبی (ص) أوصی إلی علی بالخلافة وأن یوفی دیونه! (4).

لکن لا العسقلانی ولا الزهری ولا جماعة أهل العلم یشاءون أن

ص: 252


1- 1. د. مصطفی حلمی / نظام الخلافة : 157.
2- 2. کما نقله الکشی فی رجاله / ترجمة عبد الله بن سبأ.
3- 3. د. محمد عمارة / الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامیة : 155.
4- 4. فتح الباری فی شرح صحیح البخاری 8 / 122.

یتقدموا فی التحقیق خطوة واحدة إلی الإمام ، لأن الخطوة اللاحقة سوف تنفض أیدیهم مما وضعه فیها حدیث عائشة!

فالسیدة أم سلمة أقسمت علی کذب الحدیث المروی عن عائشة ، حین أقسمت أن آخر الناس عهدا بالنبی هو علی بن أبی طالب! قالت : (والذی أحلف به ، إن کان علی لأقرب الناس عهدا برسول الله (ص) ، عدنا رسول الله (ص) غداة بعد غداة یقول : جاء علی؟ مرارا ، فجاء بعد ، فخرجنا من البیت فقعدنا عند الباب وکنت من أدناهم إلی الباب ، فأکب علیه علی ، فجعل یساره ویناجیه ، ثم قبض (ص) من یومه ذاک وکان أقرب الناس به عهدا) (1).

فالصحابة کانوا یعرفون ذلک وإن أنکرته عائشة ، فدخل حدیثها صحیح البخاری دون حدیث أم سلمة الذی کان رجاله من رجال الصحیح!

* فی محاورة السیدة أم سلمة للسیدة عائشة وقد أغضبتها البیعة لعلی فعزمت علی المسیر إلی البصرة ، أعادت علیها أشیاء کثیرة تذکرها ما تعلمه من حق علی (ع) ، ومن ذلک : (قالت أم سلمة : یوم کنت أنا وأنت مع رسول الله (ص) فی بعض أسفاره ، فأقبل أبوک وعمر فاستأذنا ، فقمنا إلی الحجاب ، فدخلا ثم قالا : یا رسول الله ، إنا والله ما ندری ما قدر ما تصحبنا ، أفلا تعلمنا خلیفتک فینا فیکون مفزعنا إلیه؟

فقال (ص) : أما إنی قد أری مکانه ، ولو فعلت لنفرتم عنه کما نفرت بنو إسرائیل عن هارون بن عمران!

فلما خرجا خرجت أنا وأنت فقلت له - وکنت جریئة علیه - : یا رسول الله ، من کنت مستخلفا علیهم؟

ص: 253


1- 1. مسند أحمد 6 / 300 ، وصححه الهیثمی فی مجمع الزوائد 9 / 112.

فقال : خاصف النعل.

فنظرت إلی علی فقلت : ما أری إلا علی بن أبی طالب!

فقال : هو ذاک .. أتذکرین هذا؟!

قالت : نعم).

هذا الحوار نقلته مصادر مهمة (1).

* والحوارات التی أدارها عمر بن الخطاب مع ابن عباس هی الأخری حوارات کاشفة عن هذا المعنی :

* ففی أحدها : یکشف عمر عن معرفته بذلک فیقول : (لقد کان النبی یربع فی أمره وقتا ما ، ولقد أراد فی مرضه أن یصرح باسمه ، فمنعت من ذلک ، إشفاقا وحیطة علی الإسلام! ورب هذه البنیة لا تجتمع علیه قریش أبدا.

أما ابن عباس فیؤکد له أن النبی (ص) قد نص علی علی ، وأنه سمع ذلک من علی والعباس (2).

* وفی أخری : یؤکد عمر إرادة قریش ، فیقول : کرهت قریش أن تجتمع فیکم النبوة والخلافة فتجخفوا جخفا (3) ، فنظرت قریش لنفسها فاختارت!!

لکن ابن عباس یحمل علی هذه الحجة حملا عنیفا ، متسلحا بآی القرآن هذه المرة ، فیقول : (أما قولک : کرهت قریش! فإن الله تعالی قال لقوم :

ص: 254


1- 1. ابن أعثم / الفتوح 1 / 456 ، ابن الإسکاف / المعیار والموازنة : 27 - 29 ، ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 6 / 217 - 218 ، عمر رضا کحالة / أعلام النساء 3 / 38.
2- 2. شرح نهج البلاغة 12 / 21 عن أحمد بن أبی طاهر فی (تاریخ بغداد).
3- 3. الجخف : التکبر.

( ذلک بأنهم کرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) (1).

وأما قولک : إنا کنا نجخف! فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة ، لکنا قوم أخلاقنا مشتقة من أخلاق رسول الله (ص) الذی قال له الله تعالی : ( وإنک لعلی خلق عظیم ) (2) وقال له : ( واخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنین ) (3).

وأما قولک : فإن قریشا اختارت! فإن الله تعالی یقول : ( وربک یخلق ما یشاء ویختار ما کان لهم الخیرة ) (187).

وقد علمت یا أمیر المؤمنین أن الله اختار من خلقه لذلک من اختار! فلو نظرت قریش من حیث نظر الله لها لوفقت وأصابت!!

ولهذا الحوار مصادره المهمة أیضا (4).

وهذه هی نظریة النص فی إطارها التام : ( وربک یخلق ما یشاء ویختار ما کان لهم الخیرة ) ، وإن الله اختار من خلقه لهذا الأمر من اختار .. النظریة التی أصبحت من مقولات الشیعة ومن خصائص التشیع وأعمدته (5) ، ومن لا یحب أن یکون شیعیا فعلیه أن یخالف فیها ولو بمجرد الإعراض عنها!

* وأخری : إن ابن عمک قد أجهد نفسه فی العبادة ، یرشح نفسه بین

====

6. أنظر : ابن المطهر الحلی / الألفین : 36 ، آل کاشف الغطاء / أصل الشیعة وأصولها : 98.

ص: 255


1- 1. سورة محمد (ص) 47 : 9.
2- 2. سورة القلم 68 : 4.
3- 3. سورة الشعراء 26 : 215.
4- 4. سورة القصص 28 : 68.
5- 5. تاریخ الطبری 4 / 223 ، الکامل فی التاریخ 3 / 63 - 65 ، شرح نهج البلاغة 12 / 53 - 54.

الناس للخلافة؟!

قال ابن عباس : وما یصنع بالترشیح؟! قد رشحه لها رسول الله (ص) فصرفت عنه! (1).

* والحوار الطویل الذی أداره عثمان أیام خلافته مع ابن عباس ، یکشف عن وضوح تام لهذه القضیة ، إذ یختم عثمان حدیثه بقوله : (ولقد علمت أن الأمر لکم ، ولکن قومکم دفعوکم عنه ، واختزلوه دونکم)!

فأکد ابن عباس هذا المعنی فی جوابه ، وذکر العلة فیه کما یراها ، ویری أنها لم تکن خفیة أیضا علی عثمان ، فیقول : (أما صرف قومنا عنا الأمر فعن حسد قد والله عرفته ...) (2).

هذا کله وکثیر غیره عرفه الصحابة ، وحفظه التاریخ ، لهم أو علیهم! فحق إذن لقائل أن یقول : إن غالبیة المسلمین حین توفی النبی (ص) کانوا مع الاتجاه الذی یمثله علی بن أبی طالب وأصحابه ، لأن النبی کان زعیم هذا الاتجاه (3).

لقد کان عامة المهاجرین والأنصار لا یشکون فی علی (4).

ص: 256


1- 1. شرح نهج البلاغة 12 / 80 ، عن أمالی أبی جعفر محمد بن حبیب ، صاحب (المحبر) ، من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب. ترجمته فی معجم الأدباء 18 / 112.
2- 2. أخرجه الزبیر بن بکار فی (الموفقیات) ، وعنه ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة 9 / 9.
3- 3. أحمد عباس صالح / مجلة (الکاتب) القاهریة - ینایر 1965 ، وعنه محمد جواد مغنیة / الشیعة فی المیزان : 431.
4- 4. الإستیعاب 3 / 550 ترجمة النعمان بن العجلان ، تاریخ الیعقوبی 2 / 124 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 6 / 21.

النص والترشیح فی حدیث علی :

واضح جدا فی قراءة تلک الحقبة من التاریخ أن علیا (ع) هو أکثر من تبنی إظهار النصوص والإشارات الدالة علی ترشیحه لخلافة الرسول ، أو النص علیه بالاسم.

فکلماته دالة علی إیمانه بحقه فی الخلافة بعد الرسول بلا فصل ، وبترشیح من الرسول أو نص ، وأن انتقال الخلافة إلی غیره کان بغیر حق ، بل استئثار وغلبة ، بل کلماته نصوص صریحة فی هذه المعانی کما سنری هنا.

أما سلوکه مع الخلفاء فهو دال علی أنه (ع) بعد بیعته لهم لم یکن یری بطلان رئاستهم بطلانا یتبعه بطلان جمیع العقود التی تتم فی أیامهم ، لا عقود الزواج فحسب ، بل عقود الأموال والإدارات أیضا.

فی حقه خاصة :

علی (ع) هو الذی أعاد إلی الأذهان أحادیث نبویة تبرز حقه بالخلافة بلا منازع ، لم یکن مأذونا بها أیام الخلفاء ، إذ منعوا من الحدیث إلا ما کان فی فریضة ، یریدون بها الأحکام وفروع العبادات :

1 - فقد جمع الناس أیام خلافته فخطبهم خطبته المنقولة بالتواتر ، یناشد فیها أصحاب رسول الله من سمع منهم رسول الله بغدیر خم یخطب فیقول : (من کنت مولاه فعلی مولاه) إلا قام فشهد (1).

2 - وعلی هو الذی أعاد نشر حدیث آخر یرشحه علی أبی بکر وعمر خاصة ، إذ أخبر النبی أن من أصحابه من یقاتل بعده علی تأویل القرآن کما

ص: 257


1- 1. تقدم مع مصادره ، راجع صفحة 228.

قاتل هو (ص) علی تنزیله ، فتمنی أبو بکر أن یکون هو ذلک الرجل ، فلم یصدق النبی أمنیته ، بل قال له (لا)! فتمنی ذلک عمر لنفسه فلم یکن أحسن حظا من أبی بکر ، ثم قطع النبی الأمانی کلها حین أخبرهم أنه علی ، لا غیر! (1).

هذه الأحادیث وغیرها وإن رویت عن غیره إلا أن روایتها عنه امتازت بکونها خطبا علی جمهور الناس ، لا حدیثا لواحد أو لبضعة نفر ، وهذا أبلغ فی التأکید علی حقه الذی أیقن به ، وأیقن بأن کثیرا من الصحابة کانوا یعرفونه ولا یجهلونه!

3 - وقد ذکر عنه أکثر من هذا بکثیر فی یوم الشوری أو بعدها ، لکن اختلفوا فی تفصیله وفی إسناده أیضا ، وإن کان قد ثبت عندهم ذلک بالجملة ، وأقل ما ذکر من مناشدته تلک ما أخرجه ابن عبد البر : قال علی لأصحاب الشوری : (أنشدکم الله ، هل فیکم أحد آخی رسول الله بینه وبینه إذ آخی بین المسلمین غیری؟).

وقال ابن عبد البر بعده : رویناه من وجوه عن علی (ع) أنه کان یقول : (أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا یقولها أحد غیری إلا کذاب) (2).

ورواها فی (کنز العمال) حدیثا طویلا عن أبی الطفیل أنه سمع علیا یوم الشوری یقول .. الحدیث (3) ، وما أخرجه ابن عبد البر قطعة منه ، لکن إسناد (کنز العمال) فیه جهالة (4) ، وقد دار حوله جدل ، فقیل : رواه زافر عن

ص: 258


1- 1. سنن الترمذی ج 5 ح 3715 ، السنن الکبری - للنسائی - ج 5 ح 8416. وقد تقدم.
2- 2. الإستیعاب 3 / 35.
3- 3. کنز العمال ج 5 ح 14243.
4- 4. زافر ، عن رجل ، عن الحارث بن محمد ، عن أبی الطفیل.

رجل ، فالرجل مجهول ، وزافر لم یتابع علیه ، وأنکره بعضهم لأجل متنه.

ولا یعتد بهذا الانکار لأنه مبنی علی فهم لا أصل له یصور البیعة لأبی بکر علی أنها کانت إجماعا أو شبه إجماع ، وما خالف هذا التصور فهو عنده منکر ، وهذا فرط خیال کما هو ثابت.

وأما الإسناد فقد توبع علیه زافر کما فی الإسناد الذی أورده ابن عبد البر فی (الإستیعاب) (1) ، وقد قال ابن حجر العسقلانی : إن زافرا لم یتهم بکذب ، وأنه إذا توبع علی حدیث کان حسنا (2).

وفی أول هذا الحدیث ، قال أبو الطفیل : کنت علی الباب یوم الشوری فارتفعت الأصوات بینهم ، فسمعت علیا یقول : (بایع الناس لأبی بکر وأنا والله أولی بالأمر منه ، وأحق به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن یرجع الناس کفارا یضرب بعضهم رقاب بعض بالسیف ، ثم بایع الناس عمر وأنا والله أولی بالأمر منه ، وأحق به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن یرجع الناس کفارا یضرب بعضهم رقاب بعض بالسیف ، ثم أنتم تریدون أن تبایعوا عثمان! إذا أسمع وأطیع) ثم ذکر أمر الشوری وشرع یحصی علیهم من فضائله وخصائصه التی امتاز بها علیهم ، وکانت أولاها القطعة التی رواها ابن عبد البر فی المؤاخاة (3).

ولهذا الکلام ما یشهد له أیضا مما سیأتی فی فقرات لاحقة.

ص: 259


1- 1. عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا أحمد بن زهیر ، حدثنا عمرو بن حماد القتاد ، حدثنا إسحاق بن إبراهیم الأزدی ، عن زیاد بن المنذر عن سعید بن محمد الأزدی ، عن أبی الطفیل.
2- 2. أنظر : کنز العمال 5 / 726.
3- 3. وقریب منه أخرجه الموفق الخوازمی بالإسناد إلی أبی ذر ، وفیه أن المناشدة حصلت بعد الشوری وعزمهم علی مبایعة عثمان. المناقب - للخوارزمی - : 213.

4 - وعلی جدد التذکیر أیضا بما یبرز حقه فوق أبی بکر خاصة ، حین ذکر الناس بقصة أخذه سورة براءة من أبی بکر! روی النسائی بإسناد صحیح عن علی (ع) : أن رسول الله (ص) بعث ببراءة إلی أهل مکة مع أبی بکر ، ثم أتبعه بعلی فقال له : (خذ الکتاب فامض به إلی أهل مکة) قال : فلحقته فأخذت الکتاب منه ، فانصرف أبو بکر وهو کئیب ، فقال : یا رسول الله ، أنزل فی شئ؟! قال : (لا ، إنی أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بیتی) (1).

وفی کل واحد من هذه الأحادیث رد علی من یقول إن علیا لم یذکر شیئا یدل علی أحقیته فی الخلافة! هذا ولما ندخل بعد رحاب (نهج البلاغة).

5 - ومن أشهر أقواله : قوله بعد أن بلغه خبر السقیفة ومبایعة الناس لأبی بکر :

(ماذا قالت قریش؟).

قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول (ص).

فقال : (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة!) (2).

6 - وفی احتجاجه المشهور علی نتائج السقیفة أیضا ، قوله :

فإن کنت بالشوری ملکت أمورهم

فکیف بهذا والمشیرون غیب؟!

وإن کنت بالقربی حججت خصیمهم

فغیرک أولی بالنبی وأقرب! (3)

7 - خطبته الشقشقیة التی حظیت دائما بمزید من التوثیق (4) ، وهی

ص: 260


1- 1. سنن النسائی 5 / 128 ح 8461.
2- 2. نهج البلاغة : 97 - الخطبة 67.
3- 3. نهج البلاغة : 502 - قسم الحکم / 190.
4- (205) نقل ابن أبی الحدید عن بعض مشایخه قوله : والله لقد وقفت علی هذه الخطبة فی کتب صنفت قبل أن یخلق الرضی بمائتی سنة! ثم قال : وقد وجدت أنا

من أکثر کلماته المشهورة وضوحا ودلالة وتفصیلا :

(أما والله لقد تقمصها فلان ، وإنه لیعلم أن محلی منها محل القطب من الرحی ، ینحدر عنی السیل ، ولا یرقی إلی الطیر ..

فسدلت دونها ثوبا ، وطویت عنها کشحا ، وطفقت أرتأی بین : أن أصول بید جذاء ، أو أصبر علی طخیة عمیاء! ... فرأیت أن الصبر علی هاتا أحجی ، فصبرت وفی العین قذی ، وفی الحلق شجا ، أری تراثی نهبا!

حتی مضی الأول لسبیله ، فأدلی بها إلی فلان بعده ..

فیا عجبا! بینا هو یستقیلها (1) فی حیاته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته!!

لشدما تشطرا ضرعیها! ..

فصبرت علی طول المدة ، وشدة المحنة .. حتی إذا مضی لسبیله جعلها فی جماعة زعم أنی أحدهم! فیا لله وللشوری! متی اعترض الریب فی مع الأول منهم حتی صرت أقرن إلی هذه النظائر؟! ...) (2).

إذن أبو بکر أیضا کان یعلم أن محل علی من الخلافة محل القطب من الرحی!

====

وأسندها الراوندی (573 ه) فی شرحه إلی الحافظ ابن مردویه ، عن الطبرانی ، بإسناده إلی ابن عبا�3. منهاج البراعة 1 / 131 - 132.

4. إشارة إلی قول أبی بکر : أقیلونی ، أقیلونی.

5. نهج البلاغة : الخطبة 3.

ص: 261


1- کثیرا من هذه الخطبة فی تصانیف شیخنا أبی القاسم البلخی إمام البغدادیین من المعتزلة [مولده سنة 279 ه ووفاته سنة 1. علما أن الشریف الرضی ولد سنة 360 ه]. شرح نهج البلاغة 1 / 69.
2- ونقلها سبط ابن الجوزی من مصادر غیر التی اعتمدها الشریف الرضی ، فقال : خطبة أخری وتعرف بالشقشقیة ، ذکر بعضها صاحب (نهج البلاغة) وأخل بالبعض ، وقد أتیت بها مستوفاة ، أخبرنا بها شیخنا أبو القاسم النفیس الأنباری بإسناده عن ابن عبا�2. . تذکرة الخواص : 124.

وقد یبدو هذا فی منتهی الغرابة لمن ألف التصور القدسی لتعاقب الخلافة ، ذاک التصور الذی صنعه التاریخ وفق المنهج الذی قرأناه فی البحوث المتقدمة ، ومن هنا استنکروه ، کما استنکروا سائر کلامه فی الخلافة ، وقبله استنکروا جملة من الحدیث النبوی الشریف الذی یصدم تلک القداسة!

لکن الحقیقة ، کل الحقیقة ، أنک لو تلمست لذلک التصور القدسی شاهدا من الواقع مصدقا له لعدت بلا شئ.

لم یألف التاریخ الاصغاء لعلی!!

التاریخ الذی أثبت ، بما لا یدع مجالا لشبهة ، أن علیا لم یبایع لأبی بکر إلا بعد ستة أشهر ، صم أذانه عن سماع أی حجة لعلی فی هذا التأخر!

تناقض لم یستوقف أحدا من قارئی التأریخ!

وکیف یستوقفهم علی عیوب نفسه ، وهو وحده الذی صاغ تصوراتهم وثقافتهم؟!

8 - من کلام له بعد الشوری ، وقد عزموا علی البیعة لعثمان :

(لقد علمتم أنی أحق بها من غیری ، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمین ولم یکن فیها جور إلا علی خاصة ، التماسا لأجر ذلک وفضله ، وزهدا فی ما تنافستموه من زخرفه وزبرجه) (1).

وجد ابن أبی الحدید أن هذه الکلمة هی آخر ما قاله علی (ع) آنذاک فی کلام نقله هنا بعد أن أزاح عنه کل شک فی صحته ، فقال : نحن نذکر فی هذا الموضع ما استفاض فی الروایات من مناشدته أصحاب الشوری ، وقد روی الناس ذلک فأکثروا ، والذی صح عندنا أنه لم یکن الأمر کما روی من

ص: 262


1- 1. نهج البلاغة : 102 الخطبة 74.

تلک التعدیدات الطویلة ، ولکنه قال لهم بعد أن بایعوا عثمان وتلکأ هو (ع) عن البیعة : (إن لنا حقا إن نعطه نأخذه ، وإن نمنعه نرکب أعجاز الإبل وإن طال السری) فی کلام قد ذکره أهل السیرة ..

ثم قال لهم : أنشدکم الله ، أفیکم أحد آخی رسول الله (ص) بینه وبین نفسه غیری؟! قالوا : لا.

قال : أفیکم أحد قال له رسول الله (ص) : (من کنت مولاه فهذا مولاه) غیری؟! قالوا : لا.

قال : أفیکم أحد قال له رسول الله (ص) : (أنت منی بمنزلة هارون من موسی) غیری؟! قالوا : لا.

قال : أفیکم من اؤتمن علی سورة براءة وقال له رسول الله (ص) : (إنه لا یؤدی عنی إلا أنا أو رجل منی) غیری؟! قالوا : لا.

قال : ألا تعلمون أن أصحاب رسول الله (ص) فروا عنه فی مأقط الحرب (1) فی غیر موطن ، وما فررت قط؟! قالوا : بلی.

قال : ألا تعلمون أنی أول الناس إسلاما؟! قالوا : بلی.

قال : فأینا أقرب إلی رسول الله (ص) نسبا؟! قالوا : أنت.

فقطع علیه عبد الرحمن بن عوف کلامه ، وقال : یا علی ، قد أبی الناس إلا عثمان! فلا تجعلن علی نفسک سبیلا!

ثم توجه عبد الرحمن إلی أبی طلحة الأنصاری (2) ، فقال له : یا أبا طلحة ، ما الذی أمرک عمر؟

قال : أن أقتل من شق عصا الجماعة!

ص: 263


1- 1. أی موضع القتال.
2- (210) الرجل الذی أمره عمر علی خمسین من حملة السیوف یوم الشوری لیقتلوا من خالف الفئة التی فیها عبد الرحمن!

فقال عبد الرحمن لعلی : بایع إذن ، وإلا کنت متبعا غیر سبیل المؤمنین!! وأنفذنا فیک ما أمرنا به!!

فقال علی (ع) کلمته هذه : (لقد علمتم أنی أحق بها من غیری ، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمین ولم یکن فیها جور إلا علی خاصة ...) (1).

9 - (وقد قال قائل : إنک علی هذا الأمر یا بن أبی طالب لحریص.

فقلت : بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلبت حقا لی ، وأنتم تحولون بینی وبینه ، وتضربون وجهی دونه!

فلما قرعته بالحجة فی الملأ الحاضرین هب کأنه بهت لا یدری ما یجیبنی به!!) (2).

والقائل إما سعد بن أبی وقاص یوم الشوری علی قول أهل السنة ، أو أبو عبیدة بعد یوم السقیفة علی قول الشیعة ، وأیا کان فهذا الکلام مشهور یرویه الناس کافة کما یقول المعتزلی السنی ابن أبی الحدید (3).

10 - (اللهم إنی أستعدیک علی قریش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمی ، وصغروا عظیم منزلتی ، وأجمعوا علی منازعتی أمرا هو لی ، ثم قالوا : ألا إن فی الحق أن تأخذه وفی الحق أن تترکه!) (4).

11 - (أما بعد .. فإنه لما قبض الله نبیه (ص) قلنا : نحن أهله وورثته وعترته وأولیاؤه دون الناس ، لا ینازعنا سلطانه أحد ، ولا یطمع فی حقنا طامع ، إذ انبری لنا قومنا فغصبونا سلطان نبینا ، فصارت الإمرة لغیرنا ...).

ص: 264


1- 1. ابن أبی الحدید / شرح نهج البلاغة 6 / 167 - 168.
2- 2. نهج البلاغة : 246 الخطبة 172.
3- 3. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 9 / 305.
4- 4. نهج البلاغة : 246 الخطبة 172.

هذه هی مقدمة خطبته فی المدینة المنورة فی أول إمارته ولما یمض علی إمارته أکثر من شهر! (1).

12 - (أما الاستبداد علینا بهذا المقام ... فإنها کانت أثرة شحت علیها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرین ، والحکم الله ، والمعود إلیه القیامة).

قاله فی جواب سائل سأله : کیف دفعکم قومکم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟!

ثم یصل جوابه بما ینقله إلی ما هو أولی بالاستنکار ، فیقول :

ودع عنک نهبا صیح فی حجراته

ولکن حدیثا ما حدیث الرواحل

وهلم الخطب فی ابن أبی سفیان ، فلقد أضحکنی الدهر بعد إبکائه ...) (2).

فی أهل البیت :

مثل ما ظهر هناک من وضوح وترکیز فی استعراض حقه خاصة ، یظهر هنا فی شأن أهل البیت فی جملة من کلماته :

1 - (لا یقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد ..

هم أساس الدین ، وعماد الیقین ..

ولهم خصائص حق الولایة ، وفیهم الوصیة والوراثة ..) (3).

فبعد ذکر حق الولایة ، هذا واحد من مواضع یذکر فیها الوصیة تصریحا أو تلمیحا (4) ، ثم هو الموضع الأکثر صراحة فی نسبة الوصیة إلی نفسه

ص: 265


1- 1. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 1 / 307 عن المدائنی.
2- 2. نهج البلاغة : 231 الخطبة 162.
3- 3. نهج البلاغة : 47 الخطبة 2.
4- 4. أنظر : نهج البلاغة : الخطبة 88 و 182.

وأهل البیت ، مع هذا فهو الموضع الذی أهمله الدکتور محمد عمارة وهو یستقصی هذه المفردة فی کلام علی ، أو غفل عنه ، لأجل أن یقول : إننا لا نجد فی خطب علی وکلامه ومراسلاته - التی ضمها نهج البلاغة - وصفه بهذا اللفظ!

هذا کله لأجل أن یدعم مقالة حلق فیها بدءا حین نسب کلمة (وصی) فی الحدیث النبوی (أنت أخی ووصیی) إلی صنع الشیعة الذین وضعوها بدلا من کلمة (وزیری)! (1) مع أن الروایة السنیة للحدیث لم تعرف غیر کلمة (وصیی)! (2).

2 - (إن الأئمة من قریش ، غرسوا فی هذا البطن من هاشم ، لا تصلح علی سواهم ، ولا تصلح الولاة من غیرهم) (3).

وقد وقفنا قبل علی طائفة من النصوص الصحیحة التی اصطفت بنی هاشم من قریش وقدمتهم علیهم ، وطائفة من الوقائع وأحداث السیرة التی قدمت بنی هاشم علی سواهم ، فلا تحتج قریش بحجة إلا وکان بنو هاشم أولی بها.

3 - (أین تذهبون؟! وأنی تؤفکون؟! والأعلام قائمة ، والآیات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأین یتاه بکم؟!

وکیف تعمهون وبینکم عترة نبیکم وهم أزمة الحق ، وأعلام الدین ، وألسنة الصدق؟!

فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهیم العطاش.

ص: 266


1- 1. د. محمد عمارة / الخلافة ونشأة المذاهب الإسلامیة : 33 و1. 158.
2- 2. معالم التنزیل - للبغوی - 4 / 278 ، الکامل فی التاریخ - لابن الأثیر - 2 / 64 ، وقد تقدم مع مزید من التوثیق فی ص 118.
3- 3. نهج البلاغة - تحقیق د. صبحی الصالح - : 201 الخطبة 144.

أیها الناس ، خذوها عن خاتم النبیین (ص) : إنه یموت من مات منا ولیس بمیت ، ویبلی من بلی منا ولیس ببال) (1).

استنکار لاذع ، وأسف علی هؤلاء الناس الذین ترکوا عترة نبیهم ، رغم وضوح الدلائل علی لزوم اتباعهم!

4 - (إنا سنخ أصلاب أصحاب السفینة ، وکما نجا فی هاتیک من نجا ، ینجو فی هذه من ینجو ، ویل رهین لمن تخلف عنهم .. وإنی فیکم کالکهف لأهل الکهف ، وإنی فیکم باب حطة ، من دخل منه نجا ومن تخلف عنه هلک ، حجة من ذی الحجة فی حجة الوداع : (إنی ترکت بین أظهرکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدی أبدا : کتاب الله وعترتی أهل بیتی)) (2).

5 - (انظروا أهل بیت نبیکم ، فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم ، فلن یخرجوکم من هدی ، ولن یعیدوکم فی ردی .. فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا .. ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلکوا) (3).

6 - (.. ألم أعمل فیکم بالثقل الأکبر ، وأترک فیکم الثقل الأصغر؟!) (4).

الثقل الأکبر : القرآن الکریم ، والثقل الأصغر : الحسن والحسین (ع).

7 - (المهدی منا أهل البیت ، یصلحه الله فی لیلة) ، مسند أحمد ، عن علی (ع) (5).

ص: 267


1- 1. نهج البلاغة - تحقیق د. صبحی الصالح - : 119 الخطبة 87.
2- 2. تاریخ الیعقوبی 2 / 211 - 212.
3- 3. نهج البلاغة : 143 الخطبة.
4- 4. نهج البلاغة : 119 الخطبة 87.
5- 5. مسند أحمد 1 / 84.

(المهدی منا ، من ولد فاطمة) ، السیوطی عن علی (ع) (1).

وهکذا تقسمت کلمات علی هذه بین حدیث نبوی بحرفه أو بمضمونه ، وبین وصف أو تقییم لحدث تاریخی حاسم ، ولیس فی هذا کله علی الاطلاق ما یشذ عن وقائع التاریخ فی صغیرة ولا کبیرة.

خلاصة یقین علی بحقه :

أیقن علی (ع) بحقه فی الخلافة یقینا من موقعه الممتاز عند الرسول (ص) ومن حیاته الخالصة فی الإسلام ، فلقد کان فی حیاة الرسول یقول : (إن الله یقول : ( أفإن مات أو قتل انقلبتم علی أعقابکم ) (2) والله لا ننقلب علی أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن علی ما قاتل علیه حتی أموت ، والله إنی لأخوه وولیه وابن عمه ووارث علمه ، فمن أحق به منی؟!) (3).

لکنه (أراده حقا یطلبه الناس ، ولا یسبقهم إلی طلبه) (4).

أثر الواقع الجدید فی الموقف من هذه النصوص :

لقد آمن أهل السنة بلا شک بالکثیر من فضائل أهل البیت (ع) ، وعلی تفاوت بینهم فی مدی هذا الإیمان ، لکنه مهما ترقی فی درجاته فهو دائما

ص: 268


1- 1. السیوطی / مسند فاطمة : 94 ح 224. المطبعة العزیزیة - حیدر آباد - الهند - ط1. 1406 ه / 1986 م ، تصحیح الحافظ عزیز بیک مدیر لجنة أنوار المعارف بحیدر آباد.
2- 2. سورة آل عمران 3 : 144.
3- 3. المستدرک 3 / 126 ، مجمع الزوائد 9 / 134 وقال : رجاله رجال الصحیح.
4- 4. العقاد / فاطمة الزهراء والفاطمیون.

الإیمان الذی لا یناقض الواقع الجدید المتمثل ببیعة الخلفاء الراشدین .. فکل نص عندهم محکوم لهذا الواقع ، فما خالفه فینبغی تأویله ، وما لا یمکن تأویله بوجه من الوجوه فینبغی رده!

ومن هنا أنکر متکلموهم صحة نسبة (نهج البلاغة) إلی الإمام علی لأجل احتوائه علی تلک النصوص وأمثالها ، فیما اکتفی المدافعون عن (نهج البلاغة) من شراحه خاصة بشرح غریبه فقط دون الوقوف عند مفاهیم کلماته ومدلولاتها .. وکلا الموقفین ینطوی علی الفرار من مواجهة التناقض الذی یبدو حاسما فی مواضع کثیرة بین نصوص (نهج البلاغة) وذلک الواقع الجدید.

فلم تقف هذه النصوص عند نقد وسیلة اختیار الخلفاء ، کما صورها الدکتور صبحی ملتمسا ذلک من بعض تعلیقات ابن أبی الحدید (1).

بل فی تعلیقات ابن أبی الحدید ما یشیر بوضوح إلی أن فی کلامه (ع) ما یفید تعیینه (ع) خلیفة بالنص ، الأمر الذی استنکروا بعض لوازمه ، فاستنکروه لذلک! فیما حاول المعتزلة أن یتخذوا منه موقفا وسطا : قال ابن أبی الحدید : وأصحابنا یحملون ذلک کله علی ادعائه الأمر بالأفضلیة والأحقیة ، وهو الحق والصواب ، فإن حمله علی الاستحقاق بالنص تکفیر أو تفسیق لوجوه المهاجرین والأنصار!

قال : ولکن الإمامیة والزیدیة حملوا هذه الأقوال علی ظواهرها ، وارتکبوا بها مرکبا صعبا!

ثم قال : ولعمری إن هذه الألفاظ موهمة مغلبة علی الظن ما یقوله القوم - أی الإمامیة والزیدیة - لکن تصفح الأحوال یبطل ذلک الظن ، ویدرأ ذلک

ص: 269


1- 1. أحمد محمود صبحی / نظریة الإمامة : 87.

الوهم ، فوجب أن یجری مجری الآیات المتشابهات الموهمة ما لا یجوز علی الباری! (1).

ومرة أخری یری ابن أبی الحدید أن بعض کلمات عمر دالة صراحة علی وجود النص علی علی (ع) ، لکنه یستبعد من الصحابة رد النص.

یقول : سألت النقیب أبا جعفر یحیی بن محمد بن أبی زید ، وقد قرأت علیه طائفة من الأخبار المرویة عن عمر ، فقلت له : ما أراها إلا تکاد تکون دالة علی النص ، ولکن أستبعد أن یجتمع الصحابة علی دفع نص رسول الله (ص) علی شخص بعینه!! فقال لی رحمه الله ، أبیت إلا میلا إلی المعتزلة! (2).

کیف یقال إذن : غایة رأی علی فی کیفیة نصب الإمام أنه نقد وسیلة اختیار الخلفاء قبله ولکنه لم ینقد الاختیار عامة کوسیلة مؤدیة إلی نصب الإمام؟!

إنه استقراء ناقص ، لکنه بلا شک أقرب إلی الموضوعیة کثیرا من نفی أی نقد یمس وسیلة اختیار الخلفاء!

إن المعتزلة لو استطاعوا أن یدفعوا شبهة التکفیر أو التفسیق المترتبة ظاهرا علی ما تفیده ظواهر کلمات الإمام علی (ع) من استحقاقه الخلافة بالنص ، لآمنوا بها کما هی دون اللجوء إلی هذا التأویل بالذات!

بل لو استطاع الأشاعرة وأصحاب الحدیث وغیرهم من أنصار مدرسة الخلفاء دفع هذه الشبهة لما اضطروا إلی التکذیب بهذه الکلمات کلها أو جلها!

لکن لماذا لم یدفعوا هذه الشبهة بناء علی تصفح الأحوال؟!

ص: 270


1- 1. شرح نهج البلاغة 9 / 307.
2- 2. شرح نهج البلاغة 12 / 82.

لماذا لا یکون تصفح الأحوال قرینة علی دفع شبهة التکفیر أو التفسیق ، مع الابقاء علی ما تفیده ظواهر کلماته المتعددة المتعاضدة من استحقاقه الإمامة بالنص؟! خصوصا مع وفرة ما یؤیدها من نصوص نبویة متفق علیها؟!

إنهم لو فعلوا ذلک لأصابوا حقیقة لا یضطربون بعدها ، ولا یفرطون بهذا الکم الکبیر من الأحادیث الهادیة - أحادیث النبی وعلی - نفیا ، أو تأویلا یشبه التعطیل ..

ولو فعلوا ذلک لأتلفوا من بعد اختلاف ، ولعادت الطوائف التی تعددت أمة واحدة کأن لم تختلف قط ، ولعاد الاختلاف الذی عقب وفاة النبی (ص) درسا من دروس التاریخ لا یستهوی أحدا أبدا ..

ولو فعلوا ذلک لارتفعوا کثیرا فوق مواطن الاضطراب التی تکشف عن ضعف وهزیمة ورغبة مذهلة فی غلق ذلک الملف ..

إن الشیعة الذین تمسکوا بهذه النصوص من دون تأویل ، لم یلزموا أنفسهم تکفیر أحد بناء علی هذه النصوص ، بل استبعدوه کثیرا .. (1).

لکن المعتزلة حین ابتکروا مقولتهم التی تمیزوا بها ، مقولة المنزلة بین المنزلتین ، فمرتکب الکبیرة عندهم لیس بکافر ، لکنه أیضا لیس بمؤمن ، إنما هو فاسق! فحینئذ وجدوا أنفسهم مضطرین إلی القول بفسق عدد کبیر من الصحابة لو أنهم أخذوا بظاهر تلک النصوص! فلم یذهبوا إذا إلی تعدیل مقولتهم عملا بالنصوص وموافقة لتصفح الأحوال ، بل ذهبوا إلی تأویل النصوص حفظا لسلامة مقولتهم!

وهذا هو الخطر الکبیر الذی یرتکبه التقلید المذهبی ، فمقولة المذهب

ص: 271


1- 1. أنظر : محمد حسین آل کاشف الغطاء / أصل الشیعة وأصولها : 94 ، محمد جواد مغنیة / الشیعة فی المیزان : 15 ، الدکتور أحمد الوائلی / هویة التشیع : 38 - 39 ، جعفر السبحانی / مع الشیعة الإمامیة فی عقائدهم : 181 - 183.

دائما مقدمة علی نصوص الشریعة! وتقدم قولنا أن أبا الحسن الکرخی إنما کان یحکی عن لسان حال المذهبیة حین قال : (الأصل أن کل آیة تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل علی النسخ ، أو الترجیح ، والأولی أن تحمل علی التأویل من جهة التوفیق ، وکذا الحال مع الحدیث)! (1).

وإذا قدرنا أن کل مذهب من المذاهب الإسلامیة المتعددة سوف یفعل مثل هذا إزاء کل نص یصطدم مع مقولاته ، فسوف نقترب من إدراک مدی الانحرافات الطارئة علی مسار الإسلام فکرا وعقیدة!

لقد کان حریا بهم أن یوفقوا بین تلک النصوص وبین الثابت من أحوال صاحب النصوص وحقائق التاریخ ، لیخرجوا بالحکم الموضوعی المتماسک ، لکنهم أدخلوا إلی عناصر الحکم مصدرا آخر ، وهو مقدماتهم الاعتقادیة التی ارتکزت علیها مذاهبهم وتمیزت بها ، وهذا العنصر الأخیر هو الأصل الثابت دائما وفق الرؤیة المذهبیة ، فلا یخرج عنه فهم لشئ من نصوص الشریعة ، أو استنباط شئ من أحکامها ، أو تفسیر ظاهرة ما!

هذا الذی صرف المعتزلة إذن عن هذه النصوص.

غیر أن لبعض طوائف المعتزلة کلاما قد یکون أقرب إلی التوفیق بین النص وأحوال صاحب النص ، منه إلی التأویل .. أبو القاسم البلخی وأصحابه قالوا : لو أن علیا نازع عقیب وفاة رسول الله (ص) وسل سیفه ، لحکمنا بهلاک کل من خالفه وتقدم علیه ، کما حکمنا بهلاک من نازعه حین أظهر نفسه ، ولکنه مالک الأمر وصاحب الخلافة ، إذا طلبها وجب علینا القول بتفسیق من ینازعه فیها ، وإذا أمسک عنها وجب علینا القول بعدالة من أغضی له علیها ، وحکمه فی ذلک حکم رسول الله (ص) ، لأنه قد ثبت عنه فی

ص: 272


1- 1. أبو الحسن الکرخی / الأصول التی علیها مدار فروغ الحنفیة : 4 ، د. محمد أدیب صالح / مصادر التشریع الإسلامی : 287.

الأخبار الصحیحة أنه قال : (علی مع الحق والحق مع علی ، یدور معه حیث ما دار) .. وقال له غیر مرة : (حربک حربی ، وسلمک سلمی).

عندئذ قال ابن أبی الحدید : هذا المذهب هو أعدل المذاهب عندی ، وبه أقول! (1).

وغنی عن التذکیر أن إغضاء صاحب الحق عن حقه لا یعنی دائما الاقرار بعدالة خصمه.

لقد رأینا کثیرا من الأساتذة المعاصرین من أهل السنة قد أعجب بالفکر المعتزلی وثرائه ، لکن دون أن یذهبوا معهم إلی القول بأن علیا (مالک الأمر ، وصاحب الخلافة) الذی هو أقرب شئ إلی القول بالنص!

أما الذی صرف عنها الجمهور فقیاسهم الأشیاء ، نصوصا ووقائع ، علی أساس التسلیم بصحة وشرعیة نظام الخلافة الذی تحقق بعد الرسول ، وکل نص أو حال لا ینسجم مع هذا فهو عندهم مرفوض أو مؤول.

وتبرز هنا مساحة أکبر للتنکر لوقائع التاریخ أو الاغضاء عنها! تمشیا مع مبدأ ، عرف فیما بعد بمبدأ (عدالة الصحابة) الذی أصبح حاکما علی النص وعلی وقائع التاریخ أیضا ، علما أن هذه النصوص والوقائع قد حفظت غالبا فی دواوینهم الحدیثیة والتاریخیة ، علی تفاوت فی الکم والتفصیل ، حتی بلغ الکثیر والأهم منها حد التواتر فی مجموع تلک الدواوین : کحدیث (من کنت مولاه فعلی مولاه) ، وحدیث الثقلین (کتاب الله وعترتی) فیما لم ترد الروایة الأخری (کتاب الله وسنتی) إلا مرسلة فی مصدر واحد من مصادرهم المهمة (موطأ مالک) (2) ، وقد وصل إسنادها بعدها ابن عبد البر فکان إسنادا واهیا

ص: 273


1- 1. شرح نهج البلاغة 2 / 296 - 297.
2- 2. الموطأ - کتاب القدر - : ح 3.

عرف مصدره بالوضع والکذب! (1) ، ورغم ذلک فقد اعتمدها أهل السنة فی بحوثهم ومجادلاتهم وتعلیم أجیالهم ، وأغفلوا الأخری الصحیحة المتواترة!

کل ذلک لأنها لا تحفظ لهم سلامة الواقع الجدید بعد النبی (ص) ، وربما مست مبدأ عدالة الصحابة أیضا!

وآخرون أدرکوا حقا أن التمسک بروایة (وسنتی) لا تغنی وحدها فی الخلاص من تبعة الروایة الأصح والأشهر (کتاب الله وعترتی) فذهبوا إلی تأویل الأخیرة تأویلا عجیبا ، ومبتدع هذا التأویل هو ابن تیمیة ، حیث یقول : الحدیث الذی فی مسلم إذا کان النبی (ص) قد قاله فلیس فیه إلا الوصیة باتباع الکتاب ، وهو لم یأمر باتباع العترة ، ولکن قال : (أذکرکم الله فی أهل بیتی)! (2).

ورغم أن تأویل ابن تیمیة هذا کان مکابرة صارخة بوجه النص ، قد تکون أیضا مدعاة للسخریة ، إلا أن هناک من یأنس به ویطمئن به مهربا من إلزام النص!

ما العمل إذا کان الناس یأنسون ویستمتعون انتصارا لمذاهبهم ولو بمثل هذا التصرف المتهافت؟!

ولعل (منهاج السنة) لابن تیمیة هو أکبر موسوعة سنیة فی تأویل الأحادیث الخاصة فی علی وأهل البیت (ع) : وفی التنکر للوقائع الهامة التی قدمتهم علی غیرهم تقدیما لا یبقی معه أی مسوغ لصرف الخلافة عنهم (3).

ص: 274


1- 1. فی إسناده : کثیر بن عبد الله ، عن أبیه ، عن جده .. وهو متروک ومن أرکان الکذب ، ونسخته عن أبیه عن جده موضوعة! میزان الاعتدال 3 /1. 407.
2- 2. منهاج السنة 4 / 85 ، الفرقان بین الحق والباطل : 139.
3- 3. لقد عرضنا نماذج هامة منه وبینا مواقع التهافت فیها ، فی کتابنا / ابن تیمیة .. حیاته ، عقائده :3. 428.

ویلحظ المتتبع لتأویلات ابن تیمیة فی هذا القسم من الحدیث أنه قد تأثر کثیرا بطریقة القاضی عبد الجبار المعتزلی فی کتابه (المغنی) وأخذ عنه کثیرا من تأویلاته .. لکن الفارق یبقی کبیرا بین الطرفین ، فمنزلة علی عند المعتزلة هی أسمی منها بکثیر عند ابن تیمیة!

فحین لا یرید ابن تیمیة لحدیث (من کنت مولاه فعلی مولاه) أن یتجاوز حدود المحبة التی یشارکه فیها جمیع المسلمین ، فلا مزیة فیه لعلی علی أحد! (1) .. یری فیه المعتزلة لعلی منزلة لا یشارکه فیها أحد ، فإذا أوجب النبی (ص) موالاته (ع) ولم یقیده بوقت فیجب أن یکون باطنه کظاهره فی سائر الأوقات ، وهذه منزلة عظیمة تفوق منزلة الإمامة (2) ، ویختص بها هو دون غیره (3).

ویبالغ ابن تیمیة فینکر الشطر الثانی من الحدیث (اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) (4) لأنها قادحة بلا شک بمبدأ (عدالة الصحابة)! ولأنها ستلزمه قطعا البراءة من رجال دخلوا فی عداد الصحابة لم یتورعوا فی إظهار بغضهم لعلی وعدائهم له ومحاربتهم إیاه ، فیما لم یتردد المعتزلة فی القول بهلاک هؤلاء! (5).

ص: 275


1- (241) منهاج السنة 4 / 87 - 88 ،
2- 2. لأن الإمامة عندهم منزلة سیاسیة یجوز فیها تقدم المفضول علی الفاضل.
3- 3. المغنی 20 / ق 1 : 146 ، عنه : الشافی 2 / 283.
4- 4. منهاج السنة 4 / 87. لکن الذهبی یقر لهذا الشطر بقوة الإسناد کما فی البدایة والنهایة 5 / 4. وهی فی سنن ابن ماجة 1 / 43 رقم 116 ، وسنن النسائی فی ثمان طرق : ج 5 ح 8473 و 8478 و 8479 و 8480 و 8481 و 8483 و 8484 و 8542 ، ومسند أحمد فی سبع طرق 1 / 119 ثلاث مرات و 152 ، و 4 / 281 و 370 و 372 مرتان.
5- 5. تقدم آنفا عن البلخی وابن أبی الحدید ، راجع صفحة 272 - 273.

وجدیر بالتذکیر أن ابن تیمیة الذی کان من أوسع الناس تأویلا لهذا الباب من الحدیث ، حفظا للمذهب ، هو من أشد الناس طعنا فی التأویل وأکثرهم تمسکا حرفیا بظواهر مفردات النص ، فی باب الصفات خاصة ، حفظا لمذهبه فی التجسیم!

وأخری :

النص المعارض کان یخوض المعرکة جنبا إلی جنب مع تأویل النص وتکذیب الحدث ..

فلما کان الحدیث الصحیح حدیث السیدة صفیة ، تسأل النبی (ص) قبیل وفاته : إن حدث بک حدث فإلی من؟ فیقول : (إلی علی بن أبی طالب) (1).

جاء الحدیث المعارض (إن لم تجدینی فأت أبا بکر) عن سلسلة من الرواة ذوی الأهواء الأمویة (2) ، جاء لیذاع ویشتهر فیکتسح الحدیث الأول ، حتی أتی الشیخان فوجداه مألوفا علی ألسن الرواة ومنهم من لا یتهم بکذب ، فأدخلاه فی المختار من صحیحیهما ..

ولما کان حدیث عائشة فی تکذیب أحادیث الوصیة ، هو المنسجم مع العهد الجدید دون حدیث السیدة أم سلمة ، فکان لا بد أن یذاع بواسطة عروة ابن الزبیر والزهری وأصحابهما ، إلی صدور الحفاظ وبطون الدواوین ، حتی یجده الشیخان أولی بالنقل من غیره (3).

ص: 276


1- 1. مسند أحمد 6 / 300.
2- 2. راجع ص 209 - 211 من هذا البحث.
3- 3. راجع ص 252 من هذا البحث.

ثم یأتی المتأخرون فیعضون بالنواجذ علی کل ما أورده الشیخان ویسقطون من الاعتبار کل ما خالفها ، لیکون الأول دینا یدان به بحجة اختیار الشیخین أو اتفاقهما .. وما انتخبه الشیخان حتی وجداه دینا یدان به .. وهذا حق .. ولکن خطوة واحدة إلی الأمام ستفتح العینین علی کل الحق ..

إن الحق کل الحق أن الشیخان ما وجداه دینا إلا بفضل کفاح دؤوب واصله حراس العهد الجدید مئتا عام حتی جاء الشیخان!!

مئتا عام ، قبل مجئ الشیخین وتدوین أوسع دواوین الحدیث ، قضاها خصوم علی وبنیه فی کفاح دؤوب لإقصاء ما لا یروق لهم ونشر ما یریدون ، بکل ما عرفوه من فنون الإقصاء والنشر! (1).

مئتا عام والتیار هادر ، لم یسکن إلا أیاما لا تکفی حتی لمراجعة الذاکرة! (2).

فکم بین نصیب أحادیث تجری بعکس اتجاه ذاک التیار ، ونصیب أحادیث حملها ذاک التیار علی ظهره؟!

هذا ما لم یلتفت إلیه المتأخرون .. لأن لفتة واحدة إلیه ستعنی الکثیر .. ستعنی إدانة التاریخ الذی عشقوه حتی أشربت قلوبهم حبة.

جدید :

حاول بعض المعاصرین أن یکتشف طریقا جدیدا یأخذ به بعیدا عن أسر کلمات علی (ع) ، فراح یبرهن علی أن أهل البیت لم یذکروا ما یدل علی

ص: 277


1- 1. راجع ص 214 من هذا البحث.
2- 2. ربما سکن أیام عمر بن عبد العزیز الذی حکم عامین فقط ، وبعضا من أیام المأمون.

اختصاصهم بنص أو وصیة ، من خلال ما وجدوه من کلمات منقولة عن السبطین (ع) ولیس فیها تصریح بهذا .. (1).

وهکذا ببساطة یعرضون عن کل ما أثر عن علی (ع)!

وأکثر من هذا ، حاولوا حین حرفوا شرط الإمام الحسن (ع) علی معاویة فی بنود الصلح الذی تم بینهما ، فقالوا : إن الحسن (ع) کتب فی شروطه علی معاویة : (ولیس لمعاویة بن أبی سفیان أن یعهد إلی أحد من بعده عهدا ، بل یکون الأمر من بعده شوری بین المسلمین)!

إذن أقر الحسن (ع) مبدأ الشوری ، ولم یدع مجالا لدعوی النص حتی علی علی (ع) خاصة! (2).

لقد ارتضوا من هذا العهد نصه المحرف ، لا غیر ، نصرة للمذهب ، دون تحقیق!

ونص هذا العهد ینقله : ابن قتیبة ، وابن الأثیر ، وابن کثیر ، وابن حجر العسقلانی ، وغیرهم ، وفیه : (أن لمعاویة الإمامة ما دام حیا ، فإذا مات فالأمر للحسن من بعده) (3).

فلیس لمعاویة إذن أن یعهد لأحد من بعده ، لأن الخلافة بعده للحسن (ع) ، ولا شئ وراء ذلک!

ص: 278


1- 1. أنظر : د. أحمد محمود صبحی / نظریة الإمامة : 1. د. مصطفی حلمی / نظام الخلافة : 162.
2- 2. أنظر : د. مصطفی حلمی / نظام الخلافة : 2. د. محمد عمارة / المعتزلة وأصول الحکم : 47.
3- 3. الإمامة والسیاسة : 140 ، أسد الغابة - ترجمة الحسن (ع) - 2 / 14 ، البدایة والنهایة 8 / 45 ، الإصابة 1 / 330 - 331 ، ذخائر العقبی - للمحب الطبری - : 139.

الدکتور محمد عمارة أدرک هذا التحریف ، لکنه لا یرید أن یفرط بذاک النص المحرف ، لأنه کان عمدته فی ما أراد ، فلفق بین النصین باعتماد الأصل المحرف أساسا للعهد ، فقال : کتب الحسن فی العهد : (لیس لمعاویة أن یعهد لأحد من بعده - أی من بعد الحسن - وأن یکون الأمر شوری) (1).

فأدخل عبارة (أی من بعد الحسن) لکی لا یقع فی لائمة ترک النص الصحیح .. وارتضی هذا النوع من تدلیس الأخبار علی ما فیه من بعد ونکارة لا ترتضیها لغة العرب!

والأکثر غرابة أن نری هذا النص المحرف (لیس لمعاویة أن یعهد لأحد من بعده ، بل یکون الأمر بعده شوری) یتسرب إلی مصادر شیعیة معاصرة!

لقد تناقله کتاب جیدون لهم منازل مرموقة فی البحث والمعرفة ، لکنی لا أشک فی أنهم نقلوه غفلة ، عن حسن قصد وحسن ظن حین رأوا کثرة من تناوله من کتاب معاصرین خاصة ، ومن هؤلاء السادة : الشیخ محمد جواد مغنیة ، والدکتور حسن عباس حسن ، ولجنة التألیف فی مؤسسة البلاغ (2).

کما وردت عند بعضهم زیادة أخری علی النص لم نعثر لها علی مصدر أسبق من النسابة ابن عنبة الحسنی (828 ه) جعل الشرط فیه : أن للحسن ولایة الأمر بعد معاویة ، فإن حدث به حدث فللحسین (3).

وهذا لیس مما یستنکر ، لکنه صح أو لم یصح لیس فیه مزید أثر علی ما نحن فیه.

ص: 279


1- 1. د. محمد عمارة / المعتزلة وأصول الحکم : 47.
2- 2. محمد جواد مغنیة / الشیعة والحاکمون : 70 - 71 ، د. حسن عباس حسن / الفکر السیاسی الشیعی : 2. مؤسسة البلاغ / سیرة رسول الله وأهل بیته 2 / 34.
3- 3. عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب : 67.

بعد هذه الجولة الیسیرة جدا فی موضوع طویل کهذا نستطیع أن نشخص أمهات المشاکل التی حجبت الحقیقة الواحدة عن الناس جیلا بعد جیل ..

رأینا کیف ساهم : التاریخ السیاسی ، والرؤی المذهبیة ، والغفلة أحیانا ، فی إضفاء الغموض ومزید من الغموض علی قضیة حاسمة فی معرفة الوجهة الأصح فی مسار الإسلام کله.

* * *

ص: 280

إحیاء التراث

لمحة تاریخیة سریعة حول تحقیق التراث ونشره

وإسهام إیران فی ذلک

(5)

613 - فرائد السمطین فی فضائل المرتضی والبتول والسبطین.

إبراهیم بن محمد بن مؤید الحموینی الشافعی.

تحقیق : محمد مهدی الآصفی.

النجف : مطبعة النعمان ، 1383 ه ، ج 1.

614 - الفرائد الطریفة فی شرح الصحیفة الشریفة

محمد باقر المجلسی (ت 1110 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

أصفهان : مکتبة العلامة المجلسی ، 342 ص.

615 - فروق اللغة.

نور الدین الجزائری (ت 1158 ه).

تحقیق : أسد الله إسماعیلیان.

النجف : مطبعة النجف ، 1380 ه ، 335 ص.

616 - فصل فیما هی صناعة المنطق وفی ماذا ینتفع بها.

مجهول المؤلف.

باهتمام : مهدی محقق.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص 1 - 10).

617 - فصل القضا فی الکتاب المشتهر بفقه الرضا.

حسن الصدر.

إعداد : رضا أستادی.

قم : 1355 ش (آشنائی با چند نسخه

عبدالجبّار الرفاعی

ص: 281

خطی ، ص 389 - 442).

618 - الفصول الأربعة فی عدم سقوط دعوی المدعی بیمین المنکر.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 / 351 - 403).

619 - الفصول الأربعة فی من دخل علیه الوقت وهو مسافر فحضر وبالعکس والوقت باق.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 / 427 - 445).

620 - الفصول العشرة فی الغیبة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : فارس الحسون.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 144 ص

(مصنفات الشیخ المفید ، 3).

621 - فضائل الأشهر الثلاثة : رجب ، شعبان ، رمضان.

محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381 ه).

عنایة : غلام رضا عرفانیان.

النجف : مطبعة الآداب ، 1976 م ، 160 ص.

622 - فضائل الأنام من رسائل حجة الإسلام.

أبو حامد الغزالی.

تصحیح : عباس إقبال الآشتیانی.

طهران : 1333 ش ، 117 ص.

623 - فضائل شهر رجب.

عبید الله بن عبد الله الحذاء الحنفی النیسابوری ، المعروف بالحاکم الحسکانی (ق 5 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

طهران : مجمع الثقافة الإسلامیة

ومؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی ، 1411 ه.

ص: 282

624 - فضائل الشیعة.

الشیخ الصدوق (ت 381 ه).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، 1410 ه (تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، مع : صفات الشیعة ، ومصادقة الإخوان ، للمؤلف).

بیروت : دار الشرق الأوسط للطباعة (تحقیق : محمد تقی الذاکری).

625 - فضل زیارة الحسین.

أبو عبد الله محمد بن علی بن الحسن العلوی الشجری (367 - 445 ه).

إعداد : أحمد الحسینی.

باهتمام : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1403 ه ، 122 ص (من مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة ، 6).

626 - الفقه المنسوب للإمام الرضا (ع).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) : لإحیاء التراث - قم.

مشهد : المؤتمر العالمی للإمام الرضا (ع) ، 1406 ه.

627 - فقه القرآن.

قطب الدین سعید بن هبة الله الراوندی.

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1399 ه ، 2 ج.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1404 ه ، 2 ج ، 24 سم.

628 - فلسفة الإنسان.

علی أکبر هزار جریبی حائری زاده.

تصحیح : محمد إبراهیم الشیرازی.

طهران : دار الخلافة ، 1333 ش ، 115 ص ، 20 سم.

629 - کتاب الفهرست.

محمد بن إسحاق ابن الندیم.

تحقیق : رضا تجدد.

طهران : 1972 م ، 425 + 170 ص فهارس.

630 - فهرست أسماء علماء الشیعة ومصنفیهم.

منتجب الدین علی بن عبید الله بن بابویه الرازی (ق 5 ه).

ص: 283

قم : مجمع الذخائر الإسلامیة ، 1404 ه ، 246 ص (تحقیق : عبد العزیز الطباطبائی).

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1366 ش ، 570 ص (تحقیق : جلال الدین المحدث الأرموی ، أشرف علی طبعه وتنظیم فهارسه : محمد السمامی الحائری).

631 - فهرسة الکتب والرسائل.

إسماعیل الأجین ، المعروف بالمجدوع (ق 12 ه).

تحقیق : علی نقی منزوی.

طهران : مکتبة الأسدی ، ط 1 ، 1966 م ، 419 ص ، 24 سم.

632 - فهرست آل بابویه وعلماء البحرین.

(ثلاث رسائل ، هی :

* فهرست آل بابویه.

* رسالة فی علماء البحرین.

* جواهر البحرین فی علماء البحرین).

سلیمان الماحوزی البحرانی (1075 - 1121 ه).

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1404 ه ،

121 ص ، 24 سم (من مخطوطات مکتبة السید المرعشی العامة ، 8).

633 - فوائد الأصول.

محمد کاظم الآخوند الخراسانی (ت 1329 ه).

تصحیح وتعلیق : مهدی شمس الدین.

طهران : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی.

634 - الفوائد الرجالیة.

محمد إسماعیل بن حسین الخواجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1372 ه ، 358 ص ، 24 سم.

635 - الفوائد فی فضل تعظیم الفاطمیین.

محمد إسماعیل المازندرانی الخواجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 / 307 - 373).

ص: 284

636 - الفوائد المنظومة.

أو : الأرجوزة فی المنطق.

محمد رضا الحسینی الأعرج.

باهتمام : محمد رضا مشائی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص 321 - 355).

637 - فی الإلهیات بالمعنی الأخص من کتاب : شرح غرر الفرائد ، أو : شرح منظومة الحکمة.

ملا هادی السبزواری.

باهتمام : مهدی محقق.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1990 م ، 397 ص ، (مع حواشی وتعلیقات : السبزواری ، والهیدجی ، والآملی).

638 - کتاب فی قوارع القرآن وما یستحب أن لا یخل بقراءته کل یوم ولیلة.

أبو عمرو محمد بن یحیی بن الحسن (ت 427 ه).

تحقیق : قاسم النوری.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة

ط 1 ، 1410 ه ، 107 ص ، 24 سم.

639 - قادتنا ، کیف نعرفهم؟.

محمد هادی الحسینی المیلانی (1313 - 1395 ه).

تحقیق : محمد علی المیلانی.

بیروت : مؤسسة الوفاء ، 7 ج.

640 - قاعدة لا حرج.

أحمد بن محمد مهدی بن أبی ذر الکاشانی النراقی (1185 - 1245 ه).

تحقیق : أبو الفضل میر محمدی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی 1410 ه (مع ثلاث دراسات فی الفقه والمشتبه).

641 - قاعدة لا ضرر ولا ضرار.

فتح الله بن محمد جواد النمازی الشیرازی ، المعروف بشیخ الشریعة الأصفهانی (1266 - 1339 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ص) لإحیاء التراث - قم.

بیروت : دار الأضواء ، 1406 ه.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1406 ه (أفسیت علی الطبعة السابقة).

ص: 285

642 - قاموس الرجال.

محمد تقی التستری.

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

قم : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1410 - 1413 ه ، 5 ج.

643 - القبسات.

محمد بن محمد ، المدعو بباقر الداماد الحسینی (ت 1041 ه).

تحقیق : مهدی محقق.

طهران : معهد الدراسات الإسلامیة ، فی مونتریال بجامعة ماکجیل ، 1977 م ، 591 ص.

644 - قبس من تفسیر القرآن الکریم.

علی سماکة الحلی.

تحقیق : أحمد الحسینی.

النجف : مطبعة النعمان ، 1391 ه ، 102 ص ، (منشورات مکتبة الإمام المنتظر العامة ، 1).

645 - قبس من کتاب غیاث سلطان الوری.

علی بن موسی بن طاووس.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، ط 1 ، 1408 ه ، 12 ص ، 24 سم (مع کتاب : نزهة الناظر وتنبیه الخاطر ، للحلوانی).

646 - قرب الإسناد.

عبد الله بن جعفر الحمیری (ق 3 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث ، 1413 ه.

647 - قرة العیون.

ملا محمد مهدی النراقی.

تصحیح : جلال الدین الآشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، 1978 م (منتخباتی أز آثار حکمای إلهی إیران 4 / 345 - 536).

648 - قصص الأنبیاء.

قطب الدین سعید بن هبة الله الراوندی (ت 573 ه).

تحقیق : غلام رضا عرفانیان.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ،

ص: 286

1409 ه ، 374 ص ، 24 سم.

649 - قصة الغربة الغربیة.

شهاب الدین یحیی السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه ، 1355 ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 1 / 273 - 297).

650 - القصیدة الغراء فی إیمان أبی طالب شیخ البطحاء.

أحمد خیری.

تحقیق : علی بن الحسین الهاشمی.

طهران : 1382 ه.

651 - کتاب القضاء.

میرزا حبیب الله الرشتی (1234 - 1312 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1401 ه ، 2 ج ، 375 + 319 ص.

652 - کتاب قضاء حقوق المؤمنین.

الحسن بن طاهر الصوری (ق 6 ه).

تحقیق : حامد الخفاف.

تراثنا (قم) ، س 1 ، ع 3 ، 1406 ه ،

ص 171 - 205.

653 - قلائد الغید.

علی بن بالیل الحسینی الجزائری الدورقی.

تصحیح : هادی بن یاسین الحسینی.

طهران : 1358 ش ، 104 ص.

654 - القواعد الجلیة فی شرح الشمسیة.

العلامة الحلی (648 - 726 ه).

تحقیق : فارس الحسون.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی.

655 - قواعد العقائد.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی جامعة مک گیل وجامعة طهران ، 1980 م (مع : (تلخیص المحصل) وغیره للمؤلف ، ص 435 - 468).

656 - قواعد المرام فی علم الکلام.

میثم بن علی بن میثم البحرانی (ت 699 ه).

ص: 287

تصحیح : أحمد الحسینی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1398 ه / 1977 م ، 299 ص.

657 - القول المبین عن وجوب مسح الرجلین.

محمد بن علی بن عثمان الکراجکی (ت 499 ه).

تحقیق : علی موسی الکعبی.

تراثنا (قم) ، س 5 : ع 2 [19] ، 1410 ه ، ص 185 - 220.

658 - قول النبی : نیة المؤمن خیر من عمله.

الشریف المرتضی علی بن الحسین (355 - 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 233 - 239).

659 - الکافی فی الفقه.

أبو الصلاح الحلبی.

تحقیق : رضا الاستادی.

أصفهان : مکتبة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام ، 1400 ه.

قم : 1403 ه.

660 - کامل الزیارات.

جعفر بن محمد بن قولویه (ت 367 ه).

تصحیح وتعلیق : عبد الحسین الأمینی.

تقدیم : محمد علی الأوردبادی.

النجف : المطبعة المرتضویة ، 1356 ه ، 335 ص.

661 - کتاب اللیل والنهار.

ابن فارس ، أحمد بن فارس بن زکریا ابن محمد بن حبیب القزوینی الرازی (ت نحو 395 ه).

تحقیق : حامد الخفاف.

تراثنا (قم) ، س 4 ، ع 1 [14] ، 1409 ه ، ص 173 - 199.

662 - کتاب النجاة.

ابن سینا (ت 427 ه).

تحقیق : محمد تقی دانش پژوه.

طهران : 1406 ه.

663 - کسر أصنام الجاهلیة.

محمد بن إبراهیم صدر الدین الشیرازی (ت 1050 ه).

ص: 288

تحقیق : محمد تقی دانش پژوه.

طهران : جامعة طهران ، کلیة المعقول والمنقول ، 1340 ش ، 132 و 145 ص ، 25 سم.

664 - کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار.

حسین النوری الطبرسی (1254 - 1320 ه).

تحقیق : علی المیلانی.

طهران : مکتبة نینوی ، 1401 ه.

665 - کشف الأستار عن وجه الکتب والأسفار.

أحمد بن محمد رضا الحسینی

الأعرجی الصفائی الخوانساری (1291 - 1359 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث ، 1409 ه ، 3 ج ، 24 سم.

666 - کشف الأسرار فی شرح الاستبصار.

نعمة الله بن عبد الله الموسوی الجزائری (1050 - 1112 ه).

تحقیق : طیب الجزائری.

قم : دار الکتاب ، 1369 ش ، ج 1 ، 564 ص.

667 - کشف الأسرار ورفع الأستار.

عبد الرحیم بن عبد الرحمن الجلیلی الکرمانشاهی (1223 - 1305 ه).

تعلیق : عبد الجلیل الجلیلی.

کرمانشاه : المکتبة العامة لحسینیة آیة الله الجلیلی ، 1409 ه ، ج 1.

668 - کشف الرموز فی شرح المختصر النافع فی الفقه.

الحسن بن أبی طالب الیوسفی الآبی (ق 7 ه).

تحقیق : علی پناه الاشتهاردی ، وحسین الیزدی الأصفهانی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1409 ه ، 3 ج.

669 - کشف الریبة فی أحکام الغیبة.

الشهید الثانی ، زین الدین الجبعی العاملی ، المستشهد سنة 965 ه.

النجف : مطبعة النعمان ، 1382 ه / 1963 م ، 88 ص (تقدیم وإشراف :

ص: 289

أحمد الحسینی ، منشورات مکتبة الإمام صاحب الزمان (ع) العامة ، الکاظمیة ، 2).

بیروت : دار الأضواء ، 1408 ه (تحقیق : علی الخراسانی).

670 - کشف المحجة لثمرة المهجة.

رضی الدین علی بن موسی بن جعفر ابن محمد بن طاووس (ت 664 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

قم : مکتب الإعلام الإسلامی ، 1412 ه.

671 - کشف المحجوب.

أبو یعقوب السجستانی.

تحقیق وتقدیم : هنری کوربان

طهران : 1949 م (مع مقدمة بالفرنسیة للمحقق).

672 - کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : حسن حسن زاده الآملی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

673 - کشف المهم فی طریق خبر غدیر خم.

هاشم بن سلیمان البحرانی (ت 1107 ه).

تحقیق : مؤسسة إحیاء تراث السید هاشم البحرانی.

قم : مؤسسة إحیاء تراث السید هاشم البحرانی ، 1412 ه.

674 - الکشف والتبیین فی غرور الخلق أجمعین.

محمد بن محمد الغزالی.

تحقیق : جمیل إبراهیم حبیب.

طهران : إحسان ، ط 1 ، 1368 ش ، 40 ص ، 21 سم.

675 - کشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین (ع).

العلامة الحلی (648 - 726 ه).

طهران : مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی ، 1411 ه (تحقیق : حسین الدرگاهی).

قم : مجمع إحیاء الثقافة الإسلامیة ، 1413 ه (تحقیق : علی آل کوثر).

ص: 290

676 - کفایة الأثر فی النص علی الأئمة الاثنی عشر.

علی بن محمد الخزاز الرازی (ق 4 ه).

تحقیق : عبد اللطیف الحسینی الکوه کمری.

قم : بیدار ، 1401 ه ، 342 ص ، 24 سم.

677 - کفایة الأصول.

محمد کاظم الآخوند الخراسانی (ت 1239 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث ، 1409 ه ، 588 ص.

678 - کفایة الطالب فی مناقب علی بن أبی طالب (ع).

محمد بن یوسف الکنجی الشافعی.

تقدیم وتحقیق : محمد هادی الأمینی.

النجف : المطبعة الحیدریة ، 1970 م ، 581 ص (یلیه : البیان فی أخبار صاحب الزمان ، للمؤلف).

679 - کفایة المحتاج إلی مناسک الحاج.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (الرسائل العشر : 317 - 329).

680 - کلمات علی ساحل البحر.

أو : حواشی الروضات.

محمد باقر النجفی الأصفهانی ، المعروف ب : ألفت (1301 - 1384 ه).

تحقیق : أحمد الروضاتی.

طهران : مکتب القرآن ، 1412 ه (مع : نفحات الروضات ، للمؤلف).

681 - کلمات مکنونة من أهل الحکمة والمعرفة.

الفیض الکاشانی (ت 1091 ه).

تصحیح : عزیز الله العطاردی.

طهران : فراهانی ، 1342 ش ، ی + 255 ص.

ص: 291

682 - کلمة التصوف.

شهاب الدین السهروردی.

تصحیح : نجف قلی حبیبی.

طهران : 1397 ه (ثلاث رسائل لشیخ الاشراق : 79 - 130).

683 - الکلم والحکم : مقامات أدبیة.

صدر الأفاضل.

نشرها : حسین علی محفوظ.

طهران : 1953 م.

684 - کمال الدین وتمام النعمة.

الشیخ الصدوق ، محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381 ه).

تصحیح : علی أکبر الغفاری.

طهران : دار الکتب الإسلامیة ، 1395 ه.

685 - کنز العرفان فی فقه القرآن.

المقداد بن عبد الله السیوری (ت 826 ه).

تصحیح : محمد باقر البهبودی.

طهران : المکتبة المرتضویة لإحیاء الآثار الجعفریة ، 1384 ه ، 2 ج.

686 - الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة ، وهی المعروفة ب : بردة البوصیری.

شرف الدین أبو عبد الله محمد بن سعید بن حماد بن محسن بن عبد الله بن منهاج بن هلال الصنهاجی ، المعروف بالبوصیری.

تصحیح : علی محدث.

طهران : وزارة الثقافة والتعلیم العالی ، مرکز نشر العلم والثقافة ، 1361 ش = 1402 ه ، 143 ص.

687 - اللب اللباب فی غریب اللغة والحدیث والکتاب.

محمد رضا الغراوی (1303 - 1385 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی.

النجف : مطبعة الآداب ، ط 1 ، 1388 ه - 1986 م ، ج 1 ، 50 + 284 ص.

688 - لباب الإشارات.

فخر الدین محمد بن عمر الرازی.

باهتمام : محمود الشهابی.

طهران : جامعة طهران 1339 ش ،

ص: 292

24 سم (مع : (الإشارات والتبیهات) لابن سینا).

689 - لباب الأنساب والألقاب والأعقاب.

أبو الحسن علی بن زید البیهقی ، الشهیر بابن فندق (ت 565 ه).

تقدیم : السید المرعشی النجفی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1369 ش = 1990 م، 2 ج، 24 سم.

690 - لطائف الحکمة.

سراج الدین محمود بن أبی بکر الأرموی (594 - 682 ه).

تصحیح : غلام حسین یوسفی.

طهران : بنیاد فرهنگ إیران ، 1351 ش ، 59 ، 566 ص.

691 - اللمعات.

شهاب الدین السهروردی.

تصحیح : نجف قلی حبیبی.

طهران : 1397 ه (ثلاث رسائل لشیخ الاشراق ، ص 131 - 175).

692 - اللمعة الجلیة فی معرفة النیة.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تراثنا (قم) ، س 2 ، ع 4 [9] ، 1407 ه ، ص 171 - 222 (تحقیق : عبد الحسین الحسون).

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه (تحقیق : مهدی الرجائی ، إشراف : محمود المرعشی ، الرسائل العشر ص 229 - 275).

693 - اللمعة الدمشقیة.

الشهید الأول.

طهران : 1406 ه (تحقیق : علی أصغر مروارید).

694 - المائة منقبة.

محمد بن أحمد بن علی بن الحسن ابن شاذان القمی ، کان حیا سنة 412 ه.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع).

695 - الماتعیة.

فی أصول الدین.

نجم الدین جعفر بن سعید الحلی

ص: 293

(602 - 676 ه).

تصحیح : رضا أستادی.

کلام (قم) ، ع 2 (1371 ش) ص 16 - 23.

696 - ما نزل من القرآن فی أهل البیت (ع).

الحسین بن الحکم الحبری الکوفی (ق 3 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : مطبعة مهر استوار ، 1395 ه = 1975 م ، 111 ص (المختار من التراث ، 1).

ملاحظة : حقق هذا الکتاب السید محمد رضا الجلالی ، ونشره بعنوان : تفسیر الحبری ، کما تقدم ذکر ذلک.

697 - مبادئ الوصول إلی علم الأصول.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : عبد الحسین محمد علی بقال.

النجف : مطبعة الآداب ، 1971 م ، 279 ص.

698 - المبدأ والمعاد.

ابن سینا.

باهتمام : عبد الله النورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات جامعة مک گیل ، ط 1 ، 1363 ش ، 128 ص ، 24 سم.

699 - المبدأ والمعاد.

صدر الدین الشیرازی (ت 1050 ه).

تحقیق : جلال الدین آشتیانی.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه إیران ، 1354 ش.

700 - المبسوط فی فقه الإمامیة.

الشیخ الطوسی محمد بن الحسن (ت 460 ه).

تصحیح : محمد تقی الکشفی ، ومحمد باقر البهبودی.

طهران : المکتبة المرتضویة لإحیاء الآثار الجعفریة ، 1387 - 1392 ه ، 8 ج.

701 - متشابهات القرآن.

صدر الدین الشیرازی (ت 1050 ه).

تصحیح : جلال الدین الآشتیانی.

مشهد : جامعة مشهد ، کلیة الإلهیات

ص: 294

والمعارف الإسلامیة ، 1392 ه (رسائل فلسفی ، ص 73 - 121).

702 - متن سفینة النجاة فی أصول الدین والفقه : متن سفینة الصلاة.

سالم بن سمیر الحضرمی.

تحقیق : عبد الله بن عمر الحضرمی.

طهران : جعفری تبریزی ، ط 1 ، 1366 ش ، 32 ص ، 21 سم.

703 - مثیر الأحزان ومنیر سبل الأشجان فی مقتل سید الشهداء الإمام الحسین (ع).

جعفر بن نجیب الدین محمد بن جعفر بن أبی البقاء هبة الله بن نما الحلی (ت 645 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، 1406 ه.

704 - مجد البیان فی تفسیر القرآن المعروف ب (تفسیر الأصفهانی).

محمد حسین بن محمد باقر

الأصفهانی (1266 - 1308 ه).

تحقیق : محمد پاکتچی.

طهران : مؤسسة البعثة ، 1408 ه ،

668 ص.

705 - المجدی فی أنساب الطالبیین.

لعلی بن أبی الغنائم العمری ، الشهیر بابن الصوفی (ق 5 ه).

تحقیق : أحمد المهدوی الدامغانی.

تقدیم : السید شهاب الدین المرعشی النجفی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1368 ش ، 600 ص ، 24 سم.

706 - مجمع البحرین.

فخر الدین الطریحی (ت 1085 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی.

النجف : مطبعة الآداب ، 1378 - 1386 ه ، 6 ج.

707 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن.

الفضل بن الحسن الطبرسی.

تصحیح : هاشم الرسولی ، وفضل الله الطباطبائی.

بیروت : دار إحیاء التراث العربی.

708 - مجمع الرجال.

علی القهپائی.

تصحیح وتعلیق : ضیاء الدین

ص: 295

الأصفهانی.

قم : مؤسسة إسماعیلیان ، ج 1 : 304 ص ، ج 2 : 297 ص ، ج 3 : 287 ص ، ج 4 : 312 ص ، ج 5 : 296 ص ، ج 6 : 304 ص ، ج 7 : 313 ص ، 24 سم.

709 - مجمع الفائدة والبرهان فی شرح إرشاد الأذهان.

المقدس الأردبیلی (ت 993 ه).

تصحیح وتعلیق : مجتبی العراقی ، وعلی پناه الاشتهاردی ، وحسین الیزدی الأصفهانی.

قم : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

710 - مجموعة رسائل فقهیة وأصولیة.

مرتضی الأنصاری ، وآخرون.

تحقیق : عباس الحاجیانی.

قم : مکتبة المفید ، ط 1 ، 1404 ه ، 205 ص ، 24 سم.

711 - مجموع الغرائب وموضوع الرغائب.

تقی الدین إبراهیم بن علی العاملی الکفعمی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

طهران : مؤسسة أنصار الحسین (ع) الثقافیة ، 1412 ه.

712 - محاسبة النفس.

تقی الدین إبراهیم بن علی العاملی الکفعمی (ق 9 ه).

تحقیق : فارس الحسون.

قم : مؤسسة قائم آل محمد ، 1412 ه.

713 - المحاسن.

أحمد بن محمد بن خالد البرقی (ت 274 أو 280 ه).

قم : دار الکتب الإسلامیة ، 1371 ه ، 652 ص ، (تحقیق : جلال الدین الحسینی المحدث).

قم : المجمع العالمی لأهل البیت (ع) 1413 ه ، (تحقیق : مهدی الرجائی).

714 - المحاکمات والمقاومات علی شرح رسالة العلم للشیخ أحمد البحرانی.

ملا هادی السبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

(إیران) : سازمان أوقاف وأمور خیریة ،

ص: 296

1370 ش (رسائل حکیم سبزاوری ، ص 579 - 601).

715 - المحجة البیضاء فی تهذیب الإحیاء.

الفیض الکاشانی.

تصحیح : علی أکبر الغفاری.

طهران : 1339 - 1340 ش ، 8 ج.

716 - المحجة فی ما نزل فی القائم الحجة.

هاشم البحرانی (ت 1107 ه).

تحقیق : محمد منیر المیلانی.

بیروت : مؤسسة الوفاء.

717 - المحرر فی الفتوی.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (الرسائل العشر ، ص 132 - 227).

718 - مختصر إثبات الرجعة.

الفضل بن شاذان (ت 260 ه).

تحقیق : باسم الموسوی.

تراثنا (قم) ، س 4 ، ع 2 [15] ، 1409 ه ، ص 193 - 222.

719 - مختصر التبیان.

محمد بن منصور بن أحمد بن إدریس الحلی (ت 598 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه.

720 - المختصر النافع.

أو : النافع فی مختصر الشرائع.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن الهذلی (602 - 676 ه).

تحقیق : قسم الدراسات الإسلامیة - مؤسسة البعثة ، قم.

قم : مؤسسة البعثة ، 1413 ه ، 503 ص.

721 - مختلف الشیعة فی أحکام الشریعة.

العلامة الحلی (648 - 726 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة

ص: 297

لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1412 - 1413 ه ، ج 1 - 4.

722 - مدارک الأحکام فی شرح شرائع الإسلام.

محمد بن علی الحسین الموسوی العاملی (ت 1009 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، 1410 ه ، 8 ج.

723 - مرآة الرشاد فی الوصیة إلی الأحبة والأولاد.

عبد الله المامقانی.

تحقیق وتعلیق : محیی الدین المامقانی.

النجف : مطبعة النجف ، 1385 ه ، 176 ص.

724 - مرآة العقول فی شرح أخبار آل الرسول.

محمد باقر المجلسی (ت 1110 ه).

تصحیح : محسن الحسینی الأمینی.

طهران : دار الکتب الإسلامیة ، 1400 - 1412 ه ، 24 ج.

725 - مرآة الکمال لمن رام إدراک مصالح الأعمال.

عبد الله بن محمد حسن المامقانی (1290 - 1351 ه).

تحقیق وتعلیق : محیی الدین المامقانی.

النجف : مطبعة النجف ، 1386 ه.

قم : 1413 ه ، 3 ج.

726 - المراسم فی الفقه الإمامی.

سلار الدیلمی ، حمزة بن عبد العزیز (ت 463 ه).

النجف : جمعیة منتدی النشر ، 1980 م ، 272 ص ، 24 سم.

(تحقیق : محمود البستانی).

قم : المجمع العالمی لأهل البیت ، 1413 ه ، (تحقیق : محسن الحسینی الأمینی).

727 - المزار.

الشیخ المفید.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

إشراف : محمد باقر الأبطحی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 248 ص

ص: 298

(مصنفات الشیخ المفید ، 5).

728 - المزار.

الشهید الأول ، محمد بن مکی الجزینی العاملی، المستشهد سنة 786 ه.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

إشراف : محمد باقر الأبطحی.

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، 1410 ه ، 292 ص.

729 - مزیة اللسان الفارسی علی سائر الألسنة ما عدا العربیة.

ابن کمال باشا.

تحقیق : حسین علی محفوظ.

طهران : 1953 م ، 46 ص ، 24 سم.

730 - مسألة أخری فی النص علی علی (ع).

الشیخ المفید.

تحقیق : محمد رضا الأنصاری.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 32 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

731 - مسألة فی الاجماع.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن ، الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 199 - 205).

732 - مسألة فی إرث الأولاد.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 255 - 265).

733 - مسألة فی الاستثناء.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 79 - 83).

734 - مسألة فی استلام الحجر.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه

ص: 299

(رسائل الشریف المرتضی 3 / 273 - 277).

735 - مسألة فی بیع من له نصف الدار.

(بحث فقهی استدلالی).

تألیف : مرتضی الأنصاری.

تقریر : حسین الحلی.

إخراج : عبد الحسین البقال.

طهران : مکتبة چهل ستون ، 1401 ه = 1981 م ، 64 ص ، 17 سم.

736 - مسألة فی توارد الأدلة.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 147 - 153).

737 - مسألة فی الجواب عن الشبهات الواردة لخبر الغدیر.

الشریف المرتضی

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 251 - 254).

738 - مسألة فی الحسن والقبح والعقلی.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 175 - 179).

739 - مسألة فی خلق الأعمال.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 187 - 197).

740 - مسألة فی الرد علی المنجمین.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 302 - 314).

741 - مسألة فی العصمة.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه

ص: 300

(رسائل الشریف المرتضی 3 / 323 - 327).

742 - مسألة فی علة امتناع علی (ع) عن محاربة الغاصبین لحقه بعد الرسول (ص).

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 315 - 321).

743 - مسألة فی علة مبایعة أمیر المؤمنین (ع) أبا بکر.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 241 - 247).

744 - مسألة فی العمل مع السلطان.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم: دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2/ 89 - 98).

745 - مسألة فی المسح علی الخفین.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 181 - 185).

746 - مسألة فی معجزات الأنبیاء (ع).

الشریف المرتضی.

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (رسائل الشریف المرتضی 4 / 277 - 299).

747 - مسألة فی المنامات.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 9 - 16).

748 - مسألة فی من یتولی غسل الإمام.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 153 -

ص: 301

157).

749 - مسألة فی النص علی علی.

الشیخ المفید.

تحقیق : محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

750 - مسألة فی نفی الرؤیة.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 / 279 - 283).

751 - مسألة فی نکاح المتعة.

الشریف المرتضی.

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (رسائل الشریف المرتضی 4 / 300 - 306).

752 - المسألة الکافئة فی إبطال توبة الخاطئة.

الشیخ المفید.

تحقیق : علی أکبر زمانی نژاد.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 63 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 6).

753 - المسائل البغدادیة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 233 - 265).

754 - المسائل التی سألها الشیخ الطوسی للشیخ المفید.

الشیخ المفید.

تحقیق : أبو الحسن العلوی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 3).

755 - المسائل الجارودیة.

الشیخ المفید.

تحقیق: محمد کاظم مدیر شانه چی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 48 ص

ص: 302

(مصنفات الشیخ المفید ، 7).

756 - المسائل الحائریات.

الشیخ الطوسی (ت 460 ه).

تصحیح : رضا الاستادی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی (الرسائل العشر : 282 - 336).

757 - المسائل الخمس.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 / 453 - 465).

758 - المسائل الخمسة عشر.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 267 - 282).

759 - المسائل الرملیة.

الشریف المرتضی.

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (رسائل الشریف المرتضی 4 / 45 - 50).

760 - المسائل السرویة.

الشیخ المفید.

تحقیق : صائب عبد الحمید.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 112 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

761 - مسائل شتی کلامیة وفقهیة وغیرها.

الشریف المرتضی.

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (رسائل الشریف المرتضی 4 / 317 - 355).

762 - المسائل الصاغانیة.

الشیخ المفید.

تحقیق : محمد القاضی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 176 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 3).

ص: 303

763 - المسائل الطبریة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 301 - 324).

764 - المسائل العزیة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 49 - 178).

765 - المسائل العزیة الثانیة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 179 - 192).

766 - المسائل العکبریة.

الشیخ المفید.

تحقیق : علی أکبر إلهی الخراسانی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 135 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 6).

767 - مسائل علی بن جعفر ومستدرکها.

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

مشهد : المؤتمر العالمی للإمام الرضا (ع) ، ط 1 ، 1409 ه ، 457 ص ، 240 سم.

768 - مسائل العویص.

الشیخ المفید.

تحقیق : محسن أحمدی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 64 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 6).

769 - مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهید.

وهی سبع وعشرون مسألة سألها الفاضل ابن عبد الله السیوری من أستاذه

ص: 304

الشهید.

تحقیق : عباس الحسون.

تراثنا (قم) ، س 2 ، ع 2 - 3 [7 - 8] ، 1407 ه ، ص 360 - 358.

770 - المسائل القدسیة.

صدر الدین الشیرازی (ت 1050 ه).

تصحیح : جلال الدین الآشتیانی.

مشهد : جامعة مشهد ، کلیة الإلهیات والمعارف الإسلامیة ، 1392 ه (رسائل فلسفی : 1 - 72).

771 - مسائل کلامیة.

الشیخ الطوسی.

تصحیح : محمد علی الروضاتی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی (الرسائل العشر : 91 - 100).

772 - المسائل الکمالیة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 283 - 299).

773 - المسائل المصریة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 195 - 231).

774 - مسار الشیعة.

الشیخ المفید.

تحقیق : محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 64 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

775 - مسالک الأفهام إلی آیات الأحکام.

الفاضل الجواد الکاظمی (ق 11 ه).

علق علیه وخرج أحادیثه : محمد باقر شریف زاده.

أشرف علی تصحیحه : محمد تقی الکشفی.

طهران : المرتضویة ، (د. ت) ، 2 ج فی 1 مج.

776 - المستخلص فی ترجمان القرآن.

محمد بن محمد بن نصر البخاری

ص: 305

(ت 757 ه).

صححه وعلق علیه : محمد العلوی.

قدم له : رضا أشرف زاده.

طهران : مرکز نشر فرهنگ رجاء ، ط 1 ، 1365 ش ، 372 ص.

777 - مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل.

المیرزا حسین النوری الطبرسی (ت 1320 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، 1408 - 1410 ه ، 18 ج ، 24 سم.

778 - مستطرفات السرائر.

محمد بن أحمد بن إدریس الحلی (ت 598 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، ط 1 ، 1408 ه ، 108 ص ، 24 سم.

779 - المسح علی الخفین.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه

(بضمن رسائل الشریف المرتضی).

780 - المسح علی الرجلین.

الشیخ المفید.

تحقیق : محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 32 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 9).

781 - مسکن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد.

الشهید الثانی ، زین الدین بن علی بن أحمد العاملی ، المستشهد سنة 965 ه.

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث - قم.

قم : مؤسسة آل البیت : لإحیاء التراث ، 160 ص ، 24 سم.

782 - مسند الإمام موسی بن جعفر (ع).

موسی بن إبراهیم المروزی (ق 3 ه).

نشره : محمد حسین الجلالی.

طهران : ط 1 ، 1974 م ، 42 ص.

783 - مسند الحبری.

استخراج وتقدیم وتوثیق : محمد رضا

ص: 306

الحسینی الجلالی.

تراثنا (قم) ، س 8 ، ع 3 - 4 [32 - 33] ، 1413 ه ، ص 275 - 386.

784 - کتاب المشارع والمطارحات.

شهاب الدین یحیی السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفة ، 1355 ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 1 / 193 - 506).

785 - المشاعر.

ملا صدرا ، محمد بن إبراهیم الشیرازی.

نشره : هنری کوربان.

طهران : 1964 م (النص عربی ، مع ترجمة فارسیة قام بها بدیع الملک میرزا عمار الدولة ، مع ترجمة ومقدمة فرنسیة لکوربان).

786 - مشکلات العلوم.

مهدی بن أبی ذر النراقی (ت 1209 ه).

باهتمام : حسن النراقی.

طهران : وزارة الثقافة والتعلیم العالی ، مؤسسة المطالعات والتحقیقات الثقافیة ، ط 1 ، 1367 ش ، 376 ص ، 24 سم.

787 - المصادر.

حسین بن أحمد الزوزنی.

إعداد : تقی بینش.

مشهد : باستان ، 1339 - 1345 ش ، 2 ج.

788 - مصادقة الإخوان.

الشیخ الصدوق (ت 381 ه).

طهران : 1325 ش ، 18 + 55 ص.

(باهتمام : محمد المشکاة).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، 1410 ه ، (تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، مع : فضائل الشیعة ، وصفات الشیعة ، للمؤلف).

789 - مصارع المصارع.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

تحقیق : حسن المعزی الطهرانی.

اهتمام : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1405 ه.

790 - المصباح فی التصوف.

سعد الدین حمویه (586 -

ص: 307

649 ه).

تصحیح وتعلیق : نجیب مایل الهروی.

طهران : مولی ، 1362 ش ، 222 ص.

791 - مصباح المبتدی وهدایة المقتدی.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تراثنا (قم) ، س 4 ، ع 3 [16] ، 1409 ه ، ص 165 - 222 (تحقیق : محمد عبد الرزاق).

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه (تحقیق : مهدی الرجائی ، (الرسائل العشر : 277 - 307).

792 - مصباح المتهجد.

محمد بن الحسن الطوسی (385 - 460 ه).

تحقیق : مؤسسة فقه الشیعة.

بیروت : مؤسسة فقه الشیعة ، 1411 ه.

793 - مصباح الهدایة ومفتاح الکفایة.

عز الدین محمود بن علی الکاشانی.

تصحیح : جلال الدین همایی.

(إیران) : 1367 ش ، 584 ص ، 24 سم.

794 - مصفی المقال فی مصنفی علم الرجال.

آقا بزرگ الطهرانی.

عنی بتصحیحه ونشره : أحمد منزوی.

طهران : چاپخانه دولتی إیران ، 1959 م ، و+ 626 ص ، 24 سم.

795 - مطارحات منطقیة بین نجم الدین دبیران الکاتبی القزوینی ونصیر الدین الطوسی.

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ص 279 - 286).

796 - مطلوب کل طالب من کلام الإمام علی بن أبی طالب (ع).

رشید الدین محمد بن محمد بن عبد الجلیل ، المعروف بالوطواط (ت 578 ه).

تحقیق : محمود عابدی.

طهران : مؤسسة نهج البلاغة ، 1408 ه.

ص: 308

797 - المظاهر الإلهیة.

لملا صدرا.

حققه وقدم له وعلق علیه : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : 1340 ش ، 16 ، 128 ص.

798 - معارج الأصول.

المحقق الحلی (ت 676 ه).

إعداد : محمد حسین الرضوی.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، 1403 ه.

799 - معارج نهج البلاغة.

علی بن زید البیهقی ، المشتهر بابن فندق (ت 565 ه).

تحقیق : محمد تقی دانش پژوه.

إشراف : محمود المرعشی.

قم: مکتبة السید المرعشی، 1409 ه، 71 + 466 ص، 24 سم.

800 - معالم الدین وملاذ المجتهدین.

ابن الشهید الثانی ، جمال الدین الحسن بن زین الدین العاملی.

النجف : مطبعة الآداب ، 1971 م ، 471 ص (تحقیق : عبد الحسین محمد

علی البقال).

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی جامعة مک گیل وجامعة طهران (تحقیق : مهدی محقق).

801 - معالم العلماء.

فی فهرست کتب الشیعة وأسماء المصنفین منهم.

محمد بن علی بن شهرآشوب (ت 588 ه).

باعتناء : عباس الخلیلی.

طهران : 1353 ه ، 142 ص.

802 - معانی الأخبار.

محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381 ه).

تحقیق : علی أکبر الغفاری.

طهران : مکتبة الصدوق ، 534 ص.

803 - المعتبر فی الفقه.

المحقق الحلی (ت 676 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام.

قم : مؤسسة سید الشهداء (ع) ، 1407 ه ، 2 مج.

ص: 309

804 - معدن الجواهر وریاضة الخواطر.

أبو الفتح محمد بن علی الکراجکی.

تحقیق : أحمد الحسینی.

طهران : المکتبة المرتضویة ، ط 2 ، 1394 ه ، 84 ص.

805 - معراج أهل الکمال إلی معرفة الرجال.

سلیمان بن عبد الله الماحوزی ، المعروف بالمحقق البحرانی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مطبعة سید الشهداء ، 1412 ه ، 316 ص (معه : بلغة المحدثین ، للمؤلف).

806 - المعیار والموازنة.

أبو جعفر الإسکافی ، محمد بن عبد الله المعتزلی (ت 240 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی. بیروت.

807 - المعین فی تفسیر الکتاب المبین.

نور الدین محمد بن مرتضی بن محمد ، الشهیر بنور الدین الأخباری.

تحقیق : حسین الدرگاهی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1412 ه ، 3 ج.

808 - المفاضلة بین الرضی والهروی.

لم یعلم المؤلف.

تحقیق : أحمد الحسینی.

تراثنا (قم) ، س 1 ، ع 5 ، 1406 ه ، ص 176 - 195.

809 - مفتاح الباب.

(فی شرح الباب الحادی عشر).

أبو الفتح بن مخدوم الخادم الحسینی العربشاهی.

تحقیق : مهدی محقق.

طهران : 1365 ش ، 292 ص ، 24 سم (مع : النافع یوم الحشر فی شرح الباب الحادی عشر).

810 - مفتاح المعاملات.

أبو جعفر محمد بن أیوب الحاسب الطبری.

تصحیح : محمد أمین ریاحی.

طهران : بنیاد فرهنگ إیران ، 1349 ش ، 288 ص.

ص: 310

811 - المفردات فی غریب القرآن.

الراغب الأصفهانی ، الحسین بن محمد ابن المفضل (ت 502 ه).

طهران : المکتبة المرتضویة ، 1964 م ، 554 ص.

812 - المفصح فی الإمامة.

الشیخ الطوسی.

تصحیح : رضا الاستادی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی (رسائل العشر : 115 - 138).

813 - المقالات والفرق.

سعد بن عبد الله الأشعری القمی (ت 301 ه).

تحقیق : محمد جواد مشکور.

طهران : مؤسسة مطبوعاتی عطائی ، ط 1 ، 1963 م ، 280 ص.

814 - مقالة الألف الصغری.

أرسطالیس الحکیم.

ترجمة : إسحاق بن حنین.

تفسیر : یحیی بن عدی ، وابن رشد.

قدم له بالفارسیة : محمد المشکاة.

طهران : مکتبة الأسدی ، د. ت.

815 - المقام الأسنی فی تفسیر الأسماء الحسنی.

تقی الدین إبراهیم بن علی الکفعمی (ق 9 ه).

تحقیق : فارس الحسون.

تراثنا (قم) ، س 5 ، ع 3 [20] ، 1410 ه ، ص 125 - 225.

816 - کتاب المقاومات.

شهاب الدین السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفة ، 1355 ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 1 / 123 - 192).

817 - مقباس الهدایة فی علم الدرایة.

عبد الله بن محمد حسن المامقانی النجفی (1290 - 1351 ه).

تحقیق : محمد رضا المامقانی.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، 1411 ه ، 3 ج.

818 - المقتصر من شرح المختصر.

ابن فهد الحلی ، أحمد بن محمد بن فهد الأسدی الحلی (ت 841 ه).

ص: 311

تحقیق : مهدی الرجائی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1410 ه.

819 - مقتل أمیر المؤمنین (ع).

ابن أبی الدنیا (208 - 281 ه).

تراثنا (قم) ، س 3 ، ع 3 [15] ، 1408 ه ، ص 79 - 133 (تحقیق : عبد العزیر الطباطبائی).

طهران : وزارة الإرشاد الإسلامی ، 1411 ه ، 123 ص (تحقیق : محمد باقر المحمودی).

820 - المقدمات من کتاب نص النصوص فی شرح فصوص الحکم لمحیی الدین بن عربی.

حیدر الآملی.

تصحیح وتقدیم : هنری کوربان ، وعثمان یحیی.

طهران : 1974 م ، ج 1 (المتن ومقدمتان).

821 - المقدمة فی المدخل إلی صناعة علم الکلام.

الشیخ الطوسی.

تصحیح : دانش پژوه.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، (الرسائل العشر : 63 - 90).

822 - مقدمة المجالس الفاخرة فی مأتم العترة الطاهرة.

عبد الحسین شرف الدین العاملی.

تصحیح وتعلیق : نور الدین المیلانی.

طهران : ذکر ، 1369 ش ، 141 ص.

823 - مقدمة الواجب.

ماجد بن هاشم البحرانی (ت 1208 ه).

تحقیق : محمد عیسی الدیهی البحرانی.

قم : دار التراث البحرانی ، 1411 ه.

824 - المقصود من الجمل والعقود (مختصر (الجمل والعقود) للشیخ الطوسی).

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع : 333 - 391).

ص: 312

825 - المقنع فی الإمامة.

عبید الله بن عبد الله السدآبادی (ق 5 ه).

تحقیق : شاکر شبع.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1413 ه.

826 - المقنع فی الغیبة ، والزیادة المکملة له.

الشریف المرتضی ، علی بن الحسین الموسوی (355 - 436 ه).

تحقیق : محمد علی الحکیم.

تراثنا (قم) ، س 7 ، ع 2 [27] ، 1412 ه ، ص 155 - 238.

827 - المقنعة.

الشیخ المفید.

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1410 ه ، 868 ص.

828 - المقنعة فی أول الواجبات.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی جامعة مک گیل وجامعة طهران ، 1980 م (مع (تلخیص المحصل) وغیره ، للمؤلف ، ص 473 - 474).

829 - مکارم الأخلاق.

الحسن بن الفضل الطبرسی (ق 6 ه).

تحقیق : علاء آل جعفر.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی.

830 - کتاب المکاسب.

مرتضی الأنصاری.

تحقیق : محمد کلانتر.

النجف : 1392 - 1400 ه ، 12 ج.

831 - ملاذ الأخبار فی فهم تهذیب الأخبار.

محمد باقر بن محمد تقی المجلسی (ت 1110 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1407 ه ، 16 ج.

ص: 313

832 - کتاب الملل والنحل.

من أجزاء کتاب (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار).

المهدی لدین الله أحمد بن یحیی المرتضی الیمنی (ت 840 ه).

صححه وعلق علیه : محمد جواد مشکور.

تبریز : مطبعة شفق ، 1338 ش ، 30 ص ، 24 سم.

833 - مناسک الحج.

الإمام زید بن علی.

نشره : هبة الدین الشهرستانی.

بغداد : مطبعة الفرات ، 1342 ه ، 24 ص.

834 - من أدب التشیع بخوارزم.

أبو بکر الخوارزمی ، محمد بن العباس الطبری الآملی (ت 383 ه أو 393 ه).

تحقیق : صادق آئینه وند.

طهران : مؤسسة اطلاعات ، 1410 ه (طبعه المحقق فی بیروت عام 1406 ه بعنوان : شرح رسالة أبی بکر الخوارزمی إلی جماعة الشیعة بنیسابور).

835 - مناظرة الخصوم وکیفیة الاستدلال علیهم.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 117 - 131).

836 - مناظرة والد الشیخ البهائی مع أحد علماء العامة فی حلب.

تحقیق : شاکر شبع.

قم : مؤسسة قائم آل محمد ، 1412 ه.

837 - المناقب.

محمد بن أحمد المکی الخوارزمی ، المعروف ب : أخطب خوارزم (484 - 568 ه).

تحقیق : مالک المحمودی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1411 ه.

838 - مناقب الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (ع).

محمد بن سلیمان الکوفی

ص: 314

(ق 3 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

قم : مجمع الثقافة الإسلامیة ، 1412 ه ، 3 ج.

839 - منتخب الأنوار المضیئة.

(الأنوار المضیئة ، للسید علم الدین المرتضی علی بن جلال الدین عبد الحمید النسابة الحائری ، من أعلام القرن الثامن).

تحقیق: عبد اللطیف الکوهکمری.

قم : مجمع الذخائر الإسلامیة ، (المختار من التراث ، 5).

840 - المنتخب من تفسیر القرآن (منتخب التبیان).

محمد بن إدریس الحلی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه ، 3 ج ، 24 سم.

841 - منتقی الجمان فی الأحادیث الصحاح والحسان.

جمال الدین الحسن بن زین الدین الجبعی العاملی.

تصحیح وتعلیق : علی أکبر الغفاری.

قم : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1362 ش ، 3 ج ، 542 + 575 + 486 ص ، 24 سم.

842 - المنتقی النفیس من درر القوامیس.

(انتخاب وعرض منهجی لما فی کتاب (قوامیس الرجال والدرایة) للفاضل الدربندی - ت 1286 ه - من الفوائد الرجالیة).

تقدیم وعرض : محمد رضا الحسینی الجلالی.

تراثنا (قم) ، س 6 ، ع 3 [24] ، 1411 ه ، ص 155 - 237.

843 - المنطق.

ابن المقفع.

تصحیح : محمد تقی دانش پژوه.

طهران : أنجمن فلسفه إیران ، 1978 م ، 93 ص (معه : حدود المنطق ، لابن بهریز).

844 - منطق التلویحات.

شهاب الدین یحیی بن حبش السهروردی.

تحقیق : علی أکبر الفیاض.

طهران : 1334 ش ، 97 ص ، 21

ص: 315

سم (منشورات جامعة طهران ، 270).

845 - منطق ومباحث ألفاظ.

(مجموعة متون ومقالات تحقیقی).

ابن سینا ، وآخرون.

باهتمام : مهدی محقق ، وتوشی هیکو إیزوتسو.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ش ، 499 + 105 (لاتینی).

846 - المنطقیات.

الفارابی.

تحقیق : محمد تقی دانش پژوه.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1410 ه ، 3 ج ، 524 + 584 + 436 ص ، 24 سم.

847 - منظومة ابن الأعسم فی المأکل والمشرب.

محمد علی بن الشیخ حسین الزبیدی النجفی.

تصحیح وتعلیق : محمد رضا عبد الأمیر الأنصاری.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1369 ش ، 43 ص ، 21 سم.

848 - منظومة غایة التقریب.

ضیاء الدین محمد حسین الشهرستانی المرعشی (1255 - 1315 ه).

تحقیق : هیئة تحریر مجلة (تراثنا).

تراثنا (قم) ، س 1 ، ع 3 ، 1406 ه ، ص 157 - 170.

849 - المنع من تفضیل الملائکة علی الأنبیاء.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 169 - 176).

850 - المنقذ من التقلید والمرشد إلی التوحید.

محمود بن الحسن الحمصی ، المتوفی أوائل القرن السابع الهجری.

تحقیق : محمد هادی الیوسفی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1412 - 1413 ه ، 2 ج.

ص: 316

851 - منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة.

القطب الراوندی ، سعید بن هبة الله الراوندی الکاشانی (ت 573 ه).

حیدرآباد : 1404 ه ، 3 ج (تحقیق : عزیز الله العطاردی).

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1407 ه ، 3 ج (تحقیق : عبد اللطیف الکوهکمری).

852 - منهاج النجاة.

الفیض الکاشانی (ت 1091 ه).

تحقیق : قسم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة.

طهران : مؤسسة البعثة.

853 - منهج الرشاد لمن أراد السداد.

جعفر بن خضر الجناجی النجفی ، المعروف بکاشف الغطاء (1156 - 1228 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : المجمع العالمی لأهل البیت (ع) ، 1413 ه.

854 - منیة المرید فی أدب المفید والمستفید.

الشهید الثانی (911 - 965 ه).

قم : مجمع الذخائر الإسلامیة ، 1402 ه (تحقیق : أحمد الحسینی).

قم : مکتب الإعلام الإسلامی ، 1409 ه (تحقیق : رضا المختاری).

855 - المهذب البارع فی شرح المختصر النافع.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مجتبی العراقی

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

856 - المهذب فی الفقه.

ابن البراج (ت 481 ه).

تحقیق : مؤسسة الإمام الصادق (ع).

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1406 ه ، 2 مج.

857 - المؤتلف من المختلف بین أئمة السلف.

الفضل بن الحسن الطبرسی

ص: 317

(ت 548 ه).

تحقیق : جمع من أساتذة کلیة الإلهیات فی مشهد.

مراجعة : مهدی الرجائی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1410 ه.

858 - الموجز الحاوی لتحریر الفتاوی.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (الرسائل العشر : 33 - 130).

859 - مؤلفو الشیعة فی صدر الإسلام.

عبد الحسین شرف الدین.

تقدیم وإشراف : أحمد الحسینی.

النجف : مطبعة النعمان ، 1965 ، 105 ص.

860 - الناسخ والمنسوخ.

ابن متوج.

شرح: عبد الجلیل الحسینی القاری.

تصحیح وتعلیق : محمد جعفر

إسلامی.

طهران : محمدی ، 1344 ش ، 214 + 329 ص ، 24 سم.

861 - نبذة الباغی فیما لا بد من آداب الداعی.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (الرسائل العشر : 429 - 444).

862 - نجاح الساعی.

أحمد بن فهد الحلی.

صححه وعلق علیه : أحمد الموحدی القمی.

قم : دار الکتاب الإسلامی

1369 ش = 1990 م ، 344 ص.

863 - نخبة سمیعی : منتخب آثار حسین سمیعی.

نشره : حسین علی محفوظ.

طهران : 1954 م (بالفارسیة والعربیة).

ص: 318

864 - نزهة الناظر فی الجمع بین الأشباه والنظائر.

یحیی بن سعید الحلی.

تحقیق : أحمد الحسینی ، ونور الدین الواعظی.

النجف : مطبعة الآداب ، 1386 ه ، 168 ص (المکتبة الفقهیة ، 1).

865 - نزهة الناظر وتنبیه الخاطر.

الحسین بن محمد بن الحسن بن نصر الحلوانی (ق 5 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع) فی قم.

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، ط 1 ، 1408 ه ، 156 ص ، 24 سم.

866 - النص والاجتهاد.

عبد الحسین شرف الدین الموسوی.

تحقیق وتعلیق : أبو مجتبی.

قم : مطبعة سید الشهداء ، ط 1 ، 1404 ه ، 653 ص ، 24 سم.

867 - النصوص فی تحقیق الطور المخصوص.

(فی التصوف).

صدر الدین القونوی (ت 672 ه).

تحقیق : جلال الدین الآشتیانی.

مشهد.

868 - نضد القواعد الفقهیة.

المقداد بن عبد الله السیوری.

تحقیق : عبد اللطیف الکوهکمری.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1403 ه.

869 - نظم درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطین.

محمد الزرندی الحنفی (ت 750 ه).

تحقیق : محمد هادی الأمینی.

النجف : مطبعة القضاء ، 1958 م ، 248 ص.

870 - نفحات الإعجاز.

السید أبو القاسم الخوئی (1317 - 1413 ه).

تحقیق : محمد علی الحکیم.

قم : 1409 ه.

بیروت : 1411 ه.

ص: 319

871 - نفحات الروضات.

محمد باقر النجفی الأصفهانی ،

المعروف ب : ألفت (1301 - 1384 ه).

تحقیق : أحمد الروضاتی.

طهران : مکتب القرآن ، 1412 ه (مع : حواشی الروضات ، للمؤلف).

872 - نفس الرحمن فی فضائل سلمان.

حسین النوری الطبرسی ، (ت 1320 ه).

تحقیق : جواد القیومی الأصفهانی.

طهران : مؤسسة الآفاق ، 1411 ه.

873 - نفس المهموم فی مقتل سیدنا الإمام الحسین (ع).

عباس القمی (ت 1359 ه).

تحقیق : رضا الاستادی.

قم : مکتبة بصیرتی.

874 - النفلیة.

(فی الصلوات المستحبة).

الشهید الأول.

تصحیح : غلام حسین البروجردی.

طهران : 1308 ه ، 21 سم ،

حجریة.

875 - النفوس الأرضیة.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی

جامعة مک گیل وجامعة طهران ، 1980 م (مع (تلخیص المحصل) وغیره ، للمؤلف ، ص 497 - 500).

876 - نفی الحکم لعدم الدلیل علیه.

الشریف المرتضی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 101 - 105).

877 - نقاوة الإصابة فی من أجمعت علیه العصابة.

(نظما ، وهو شرح أرجوزة بحر العلوم العلامة الطباطبائی ، التی بدئت بقوله : قد أجمع الکل علی تصحیح ما یصح عن جماعة فلیعلما).

میرزا أبو الفضل الطهرانی.

تصحیح وتحشیة : میر جلال الدین الحسینی ، المشتهر بالمحدث.

ص: 320

طهران : 1379 ه ، 44 ص ، 21 سم.

878 - نقد النصوص فی شرح نقش الفصوص.

عبد الرحمن بن أحمد جامی.

تصحیح : ویلیام چیتیک.

تقدیم : جلال الدین آشتیانی.

طهران : 1977 م ، 94 ص (مقدمة بالفارسیة) + 519 ص + XII (لاتینی).

879 - نقد النیسابوری فی تقسیمه الأعراض.

الشریف المرتضی.

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (رسائل الشریف المرتضی 4 / 307 - 315).

880 - النکت الاعتقادیة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

بغداد : المطبعة العصریة ، 1343 ه ، 64 ص (تحقیق : هبة الدین الشهرستانی).

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، 1413 ه ، 48 ص (تحقیق :

رضا المختاری ، مصنفات الشیخ المفید ، 10).

881 - النکت فی مقدمات الأصول.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی.

تراثنا (قم) ، س 8 ، ع 1 - 2 [30 - 31] ، 1413 ه ، ص 445 - 509.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 80 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 10).

882 - نهایة الإحکام فی معرفة الأحکام.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

بیروت : دار الأضواء ، 1406 ه ، 2 مج.

883 - نهایة الدرایة فی شرح الکفایة.

محمد حسین الغروی النائینی (ت 1361 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث - قم.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، ج 3 - 6.

ص: 321

884 - النهایة فی غریب الحدیث والأثر.

مجد الدین المبارک بن محمد أبو السعادات (ت 606 ه).

تصحیح : ملا نصر طهرانی.

طهران : مطبعة کریده ، 1269 ه / 1853 م ، 398 ص ، طبع علی الحجر.

885 - نهایة المرام فی شرح مختصر شرائع الإسلام.

محمد بن علی بن الحسین الموسوی العاملی (ت 1009 ه).

تحقیق : مجتبی العراقی ، وعلی پناه الاشتهاردی ، وحسین الیزدی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1412 ه ، ج 1.

886 - نهج البلاغة.

(نسخة المعجم المفهرس).

للإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (ع).

تحقیق وتصحیح : محمد دشتی.

قم : مکتب النشر الإسلامی ، 1409 ه ، 231 ص ، 24 سم.

887 - نهج البیان عن کشف معانی القرآن.

محمد بن الحسن الشیبانی (ق 7 ه).

تحقیق : حسین الدرگاهی.

طهران : مؤسسة دائرة المعارف الإسلامیة ، 1413 ه ، ج 1 ، 364 ص.

888 - نهج الحق وکشف الصدق.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : عین الله الحسنی الأرومی.

إشراف : رضا الصدر.

قم : دار الهجرة ، 1408 ه ، 608 ص.

889 - نهج الخاص.

أبو منصور الأصفهانی ، معمر بن أحمد ابن محمد بن زیاد الأصفهانی (ت 418 ه).

تصحیح : نصر الله پور جوادی.

تحقیقات إسلامی (طهران) ، س 3، ع 1 - 2، 1367 ش، ص 94 - 149.

890 - نهج المسترشدین فی أصول الدین.

العلامة الحلی (648 - 726 ه).

ص: 322

تحقیق : أحمد الحسینی ، وهادی الیوسفی.

قم : مجمع الذخائر الإسلامیة ، 1976 م ، 100 ص (المختار من التراث ، 2).

891 - کتاب النوادر.

أحمد بن محمد بن عیسی الأشعری القمی (ق 3 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، ط 1 ، 1408 ه ، 184 ص ، 24 سم.

892 - نوادر الأخبار فی ما یتعلق بأصول الدین.

الفیض الکاشانی.

تحقیق : مهدی الأنصاری القمی.

طهران : مؤسسة المطالعات والتحقیقات الثقافیة ، 1370 ش ، 494 ص.

893 - نوادر المعجزات فی مناقب الأئمة الهداة (ع).

محمد بن جریر بن رستم الطبری الآملی (ق 5 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی (ع).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) ، 1410 ه ، 220 ص ، 24 سم.

894 - نور الثقلین.

عبد علی بن جمعة الحویزی (ت 1112 ه).

تصحیح وتعلیق : هاشم الرسولی المحلاتی.

قم : المطبعة العلمیة ، د. ت ، 5 ج.

895 - نور الحقیقة ونور الحدیقة.

الحسین بن عبد الصمد الحارثی العاملی (918 - 984 ه).

تحقیق : محمد جواد الحسینی الجلالی.

قم.

896 - هدایة الأبرار إلی طریق الأئمة الأطهار.

حسین بن شهاب الدین الکرکی العاملی (ت 1076 ه).

تصحیح وتقدیم : رؤوف جمال الدین.

(إیران) : 319 ص ، 24 سم.

ص: 323

897 - هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة.

محمد بن الحسن الحر العاملی (1033 - 1104 ه).

تحقیق : مجمع البحوث الإسلامیة.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1412 ه ، 4 ج.

898 - هدایة التصدیق إلی أحکام الحریق.

(حریق مسجد الرسول (ص) سنة 688 ه).

فضل الله بن روزبهان الأصفهانی.

نشره : محمد تقی دانش پژوه.

(طهران) : یادنامه إیران مینورسکی ، 1969 م ، ص 77 - 113 (منشورات جامعة طهران ، 1241).

899 - هدایة الفؤاد إلی نبذ من أحوال المعاد.

محمد إسماعیل المازندرانی

الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 / 270 - 283).

900 - هدایة المحدثین إلی طریقة المحمدین ، المعروف بمشترکات الکاظمی.

محمد أمین بن محمد علی الکاظمی (ق 11 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1405 ه ، 420 ص ، 24 سم.

901 - هدیة أحمدیة.

فی علم الباری تعالی.

أحمد الآشتیانی (ت 1395 ه).

تصحیح : رضا الاستادی.

نور علم (قم) ، ع 9 ، 1405 ه ، ص 135 - 142.

902 - هیاکل النور.

شهاب الدین السهروردی.

تحقیق : أحمد تویسرکانی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1411 ه (ثلاث رسائل ، لجلال الدین الدوانی ، ص 77 - 97).

ص: 324

903 - هیاکل النور وشواکل الحور فی شرح هیاکل النور.

جلال الدین محمد بن أسعد الدوانی (830 - 908 ه).

تحقیق : أحمد التویسرکانی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1411 ه (مع رسائل أخری للمؤلف).

904 - الهیئة والإسلام.

هبة الدین الحسینی الشهرستانی.

تقدیم وإشراف : أحمد الحسینی.

النجف : مطبعة الآداب ، 1381 ه.

905 - کتاب الوافی.

فی جمع أحادیث الکتب الأربعة : الکافی ، من لا یحضره الفقیه ، التهذیب ، الإستبصار.

محمد محسن ، المشتهر بالفیض الکاشانی.

تحقیق : ضیاء الدین الحسینی العلامة الأصفهانی.

أصفهان : مکتبة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام ، ط 1 ، 1406 - 1412 ه ، 18 مج.

906 - الوافیة.

عبد الله بن محمد البشروی

الخراسانی ، المعروف بالفاضل التونی (ت 1701 ه).

تحقیق : محمد حسین الرضوی.

قم : مجمع الفکر الإسلامی ، 1412 ه.

907 - وجه التکرار فی الآیتین.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 75 - 77).

908 - وجه العلم بتناول الوعید کافة الکفار.

الشریف المرتضی.

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 2 / 85 - 87).

909 - الوجوه والنظائر فی القرآن.

الحسین بن محمد الدامغانی.

ص: 325

تصحیح : أکبر بهروز.

تبریز : جامعة تبریز ، ط 1 ، 1366 ش ، 889 ص ، 24 سم.

910 - الوجیز فی تفسیر القرآن العزیز.

علی بن الحسین بن محیی الدین بن أبی جامع العاملی الحارثی الهمدانی (1070 - 1135 ه).

تحقیق : مالک المحمودی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1413 ه.

911 - وجیزة فی بعض مسائل العدة.

حسن المدرس.

تحقیق : أبو الفضل شکوری.

(إیران) : لجنة تکریم الذکری السنویة الخمسین لشهادة آیة الله السید حسن المدرس ، ط 1 ، 1408 ه (الرسائل الفقهیة : 117 - 119).

912 - الوجیزة فی الدرایة.

الشیخ البهائی.

تحقیق : ماجد الغرباوی.

تراثنا (قم) ، س 8 ، ع 3 - 4 [32 - 33] ، 1413 ه ، ص 387 - 399.

913 - وجیزة فی ضمان الغاصب المغصوب الفائت.

حسن المدرس.

تحقیق : أبو الفضل شکوری.

(إیران) : لجنة تکریم الذکری السنویة الخمسین لشهادة آیة الله السید حسن المدرس ، ط 1 ، 1408 ه (الرسائل الفقهیة : 105 - 114).

914 - وسائل الشیعة ومستدرکاتها.

محمد بن الحسن الحر العاملی (ت 1104 ه).

نشره : مرتضی الرضوی.

القاهرة : ط 1 ، 1957 - 1962 م ، 5 ج.

915 - الوسیلة إلی نیل الفضیلة.

عماد الدین محمد بن علی بن حمزة الطوسی المشهدی (ق 6 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

قم : مکتبة السید المرعشی.

916 - وصول الأخیار إلی أصول الأخبار.

الحسین بن عبد الصمد الحارثی

ص: 326

العاملی (918 - 984 ه).

تحقیق : عبد اللطیف الکوهکمری.

قم : مجمع الذخائر الإسلامیة (المختار من التراث ، 8).

917 - وصیة نافعة.

الشهید الثانی (911 - 965 ه).

تحقیق : رضا المختاری.

تراثنا (قم) ، س 4 ، ع 1 [14] ، 1409 ه ، ص 200 - 224.

918 - وظیفة الأنام فی زمن غیبة الإمام.

محمد تقی الموسوی الأصفهانی (ت 1348 ه).

بیروت : دار القارئ ، 1407 ه (ترجمه من اللغة الفارسیة وحققه : محمد منیر الحسینی المیلانی).

قم : مدرسة الإمام المهدی (ع) (ترجمه وحققه : باسم الموسوی).

919 - وقایة الأذهان والألباب فی أصول السنة والکتاب.

محمد رضا بن محمد حسین النجفی الأصفهانی (1287 - 1362 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

920 - وقعة الطف.

لوط بن یحیی بن سعید الأزدی الغامدی الکوفی (ت 158 ه).

تحقیق : محمد هادی الیوسفی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1367 ش.

921 - الیاقوت.

إبراهیم بن نوبخت (ق 2 ه).

تحقیق : علی أکبر الضیائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1413 ه.

922 - الیقین باختصاص مولانا علی بإمرة المؤمنین.

رضی الدین علی بن موسی بن جعفر.

ابن طاووس الحسنی الحلی (589 - 664 ه).

تحقیق : الأنصاری.

بیروت : مؤسسة الثقلین لإحیاء التراث الإسلامی ، 1410 ه (معه : التحصین لأسرار ما زاد من أخبار الیقین ، للمؤلف).

ص: 327

923 - یواقیت العلوم ودراری النجوم.

مجهول المؤلف.

تصحیح : محمد تقی دانش پژوه.

طهران : بنیاد فرهنگ إیران ، 1345 ش ، 16 + 325 ص.

* * *

ص: 328

من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء (16) :

الشیخ أحمد الصفار

(... - بعد 1265 ه)

السید هاشم محمد الشخص

هو الشیخ أحمد بن محمد بن مال الله الصفار الأحسائی الخطی.

علامة فقیه مجتهد ، جلیل القدر ، وأدیب شاعر.

مولده ونشأته :

ولد فی (القطیف) وبها نشأ وترعرع ، ولا نعلم سنة مولده.

سیرته :

هاجر من وطنه الأصلی (القطیف) إلی الأحساء واستوطنها منذ بدایة أمره ، وکان سکناه فیها فی مدینة (الهفوف) بمحلة (الکوت).

وتلقی فی (الأحساء) جزءا مهما من تحصیله العلمی ، کما درس - ظاهرا - فی أحد المراکز العلمیة خارج البلاد ، لکن معلوماتنا عن ذلک محدودة.

وعرفنا من أساتذته اثنین فقط ، هما :

1 - الشیخ عبد المحسن ابن الشیخ محمد اللویمی الأحسائی - وهو من

السیّد هاشم محمّد الشخص

ص: 329

کبار علمائنا - المتوفی سنة 1245 ه ، وله أیضا الروایة عنه.

2 - والشیخ علی ابن الشیخ محمد الرمضان الشهید الأحسائی ، المتوفی سنة 1265 ه.

وکان بینه وبین أستاذه الشیخ علی الرمضان مودة وصحبة أکیدة ، عبر عنها کل من الأستاذ والتلمیذ فی رسائلهما المتبادلة وأشعارهما الرائعة - التی سجل بعضها فی (دیوان الشیخ علی الرمضان) المخطوط - ، ومن تلک الأشعار ما قاله الشیخ علی الرمضان فی رسالة بعثها إلی تلمیذه من (شیراز) حیث قال :

إلی حبیبی دون کل الملا

سلام صب بالنوی مبتلی

یغشاک ما یشتاق قلبی إلی

مرآک أو أولاک محض الولا

أما صاحب الترجمة فله فی رثاء أستاذه الرمضان قصیدة رائعة مؤلمة ، قالها حین بلغه نبأ استشهاده بصورة وحشیة علی أیدی الوهابیین المتعصبین.

وفی سنة 1240 ه کان المترجم له أحد الوافدین إلی (إیران) لزیارة الإمام الرضا علیه السلام فی (خراسان) بصحبة عدد من العلماء ، هم : الشیخ علی بن الشیخ مبارک آل حمیدان الجارودی الأحسائی ، والشیخ سلیمان ابن الشیخ أحمد آل عبد الجبار القطیفی ، والشیخ عبد الحسین بن ناصر الأحسائی القاری ، والشیخ محمد بن مشاری الجفری الأحسائی ، فمروا فی طریقهم بمدینة (سیرجان) - قرب (کرمان) - ونزلوا ضیوفا علی العلامة الشیخ عبد المحسن اللویمی - المتقدم ذکره - الذی کان یقیم هناک.

وبطلب من المترجم له والمشایخ المذکورین کتب الشیخ اللویمی (الإجازة الکبیرة) لهم جمیعا ، وذلک بتأریخ 25 شهر رمضان 1240 ه).

وقد تتلمذ علی یدی المترجم عدد من العلماء وأهل الفضل ، کان أبرزهم المرجع الدینی الکبیر السید هاشم ابن السید أحمد الموسوی

ص: 330

الأحسائی - المتوفی سنة 1309 ه - حیث حضر لدی المترجم برهة من الزمن فی (الأحساء) قبل أن یهاجر إلی (النجف) (1). وکانت الأحساء ذلک الحین تزخر بکثیر من العلماء الأجلاء.

وفی (الهفوف) - وطن المترجم - کانت هناک حوزة علمیة نشیطة یشرف علیها المرجع الدینی فی عصره الشیخ محمد ابن الشیخ حسین أبو خمسین - المولود 1210 ه ، والمتوفی سنة 1316 ه - ، والمظنون قویا أن المترجم له کان أحد الأساتذة البارزین فی هذه الحوزة وفیها تخرج علیه السید هاشم الأحسائی وغیره.

وتجدر الإشارة هنا إلی أن المترجم له - رغم ما له من المقام والشأن الرفیع - کان یعتمد فی تأمین معاشه علی عمله وکد یمینه ، والمعروف أنه کان یعمل صفارا - أی یصلح الأوانی المصنوعة من النحاس - ولذلک لقب ب : (الصفار) ، ولعل امتهانه لهذا العمل إنما کان فی أوائل أمره.

وفاته :

کان فی (الأحساء) سنة 1265 ه حیث أنشأ فی رثاء أستاذه الشیخ علی الرمضان قصیدة فی التأریخ المذکور کما مرت الإشارة ، ومن ذلک یظهر أن وفاته کانت بعد سنة 1265 ه.

هذا ، وللمترجم له ذریة فی (الأحساء) لا تزال معروفة إلی الیوم ، ویقال لهم (آل حاجی محمد) ، کذا حدثنا الأدیب المؤرخ جواد آل الشیخ علی الرمضان.

ومن ذریة المترجم له المعاصرین : الخطیب الفاضل الشیخ محمد بن عبد الله الحاجی محمد ، المولود فی الأحساء سنة 1380 ه ، والمقیم حالیا

ص: 331


1- 1. دائرة المعارف الإسلامیة الشیعیة 3 / 100 مادة (أحساء).

فی مدینة (قم المقدسة) لتحصیل العلوم الدینیة.

علمه وفضله :

قال فی شأنه أستاذه العلامة الکبیر الشیخ عبد المحسن اللویمی الأحسائی فی (الإجازة الکبیرة) - الصادرة له ولعدد من العلماء - :

(فضممتهم إلی جناحی ، ورضعتهم بالعلم صباحی ورواحی ، فنالوا حظا وافرا من المعقول ، ونصیبا متکاثرا من المنقول ... الشیخ الأواه ، والأخ فی الله ، الجلیل النبیل ، التقی النقی ، أحمد ابن الموفق المسدد الحاج محمد ابن مال الله الخطی ... - إلی أن یقول : - فأفادوا أکثر مما استفادوا ، بحیث ظهر جدهم واجتهادهم ، وقابلیتهم واستعدادهم ، وإعراضهم عن مزخرفات الأهوا ، وتمسکهم بالسبب الأقوی ، واختیارهم ما هو أقرب للتقوی ، وأهلیتهم لنقل الحدیث وروایته ، بل نقده ودرایته ...) (1).

وقال عنه الحجة الشیخ محمد ابن الشیخ حسین أبو خمسین الأحسائی فی مقدمة کتابه (هدایة المسترشدین) - الذی ألفه بطلب من المترجم له - :

(جناب العالم الفاضل ، والحبر الکامل ، والرجل الواصل ، الشیخ الجلیل ، والفحل النبیل ، شیخنا ومولانا الشیخ أحمد ابن المبرور المرحوم الحاجی محمد قدس سره ، لا زال ملحوظا بعین العنایة ، محفوظا عن الضلالة والغوایة ، ومتوجها إلی عالم اللا نهایة ...) (2).

وقد عثر فی (الأحساء) علی کتاب خطی لأحد العلماء المعاصرین للمترجم اسمه : (نور الأبصار فی دحض حجة أحمد الصفار) - یعنی الشیخ

ص: 332


1- 1. منتظم الدرین ، ج 1. مخطوط.
2- 2. هدایة المسترشدین فی معرفة ورود النصوص النورانیة عن الأئمة الطاهرین. مخطوط ، نسخة منه فی الأحساء عند الحاج جواد الرمضان.

أحمد صاحب الترجمة - ولم نعرف اسم مؤلف الکتاب ، ومن ذلک یعلم أن المترجم له کان من ذوی الفضل والعلم والمعرفة ، وکانت له کتب واحتجاجات معروفة فی حینها أدت إلی أن یرد علیه بعض العلماء فی کتاب مستقل.

مؤلفاته :

عثرنا له فی (الأحساء) علی بعض الرسائل الخطیة بحوزة العلامة المعاصر الشیخ حسین ابن الشیخ محمد الخلیفة ، وهی هذه :

1 - الإفاضة الرحمانیة فی جواب المسائل الأرجانیة : وهی ست مسائل وردت من الآخوند ملا محمد علی الأرجانی ، فرغ منها فی 22 ذو الحجة سنة 1256 ه.

والمسائل وردت أساسا لأستاذ المترجم له الشیخ عبد المحسن اللویمی ، لکنها لم تصل إلا وقد ارتحل الأستاذ إلی الرفیق الأعلی ، فأجاب عن الأسئلة کل من الشیخ علی ابن الشیخ عبد المحسن اللویمی - الآتی ذکره - وصاحب الترجمة فی کتابین مستقلین ، کلاهما بحوزة العلامة الشیخ حسین الخلیفة المذکور.

قال المترجم له فی مقدمة الکتاب : (... وبعد : فیقول المتعطش إلی فیض رحمة ربه الغفار ، أحمد بن محمد بن مال الله الصفار ، هذا جواب مسائل للرجل الأکرم المکرم الآخنذ ملا محمد علی الأرجانی ، أرسلها لجناب مولانا الأکرم ، وشیخنا الأعظم ، شیخنا الأجل الأمجد ، والمعتمد الأنبل الأوحد ، وحید عصره ، وفرید دهره ، الشیخ عبد المحسن بن محمد الأحسائی اللویمی ، وحیث إنها لم تصل إلی دار إقامته (سرجان) ، إلا بعد أن اختاره الکریم المنان ، ونقله إلی روض الجنان ، إلی جوار الحور والولدان ،

ص: 333

أجاب عنها الشیخ العلی ، جناب الشیخ علی ، ابن المرحوم المبرور ، الشیخ المذکور.

وقد التمس منی جناب السید السند الکریم ، السید محمد ابن السید إبراهیم ، أن أجیب عن ذلک جوابا شافیا ... والتزامی بما عزمت علیه ، لأن الشیخ المشار إلیه - الشیخ عبد المحسن - شیخی وأستاذی ، وقد قرأت علیه حظا وافرا من المعقول والمنقول ، وفهمنی الله بسببه جملة من الفروع والأصول ، وسمیتها ب : (الإفاضة الرحمانیة فی جواب المسائل الأرجانیة) ...) (1)

2 - أربع أراجیز فقهیة استدلالیة مختصرة : اثنتان منها فی الخمس ، والثالثة فی الاجتهاد ، والرابعة فی صلاة الجمعة ، وسیأتی ذکرها جمیعا فی آخر هذه الترجمة.

3 - البرهان علی وجوب وجود المجتهد فی کل الأوقات والأزمان : فرغ منه سنة 1242 ه ، والنسخة بقلم تلمیذه السید محمد ابن السید إبراهیم الموسوی الأحسائی ، تاریخها 7 / 7 / 1250 ه.

4 - رسالة فی القبلة : فرغ منها سنة 1243 ه.

5 - شرح حدیث (من عرف نفسه فقد عرف ربه) : فرغ منه یوم الخمیس 10 / 3 / 1242 ه ، والنسخة بقلم السید محمد بن إبراهیم بن عبد النبی الموسوی الأحسائی ، فرغ من کتابتها فی قریة (القارة) بالأحساء یوم الثلاثاء 3 / 3 / 1256 ه.

6 - مسألتان فقهیتان : الأولی فی الوصیة للعبد ، والثانیة فی کفارة النذر

ص: 334


1- 1. وقد شرح هذه الرسالة تلمیذ المترجم له المذکور ، السید محمد ابن السید إبراهیم بن عبد النبی الموسوی الأحسائی القاری ، فی کتاب مستقل فرغ منه فی ربیع الأول 1257 ه ، وسیأتی ذکر التلمیذ فی محله إن شاء الله تعالی.

والعهد ، کلاهما علی نحو الاستدلال والمناقشة ، فرغ من المسألة الثانیة لیلة الثلاثاء 8 / 10 / 1252 ه.

أراجیزه الفقهیة :

ذکرنا له فی الجزء الأول من (أعلام هجر) قصیدة فی رثاء أستاذه الشیخ الشهید علی الرمضان ، ونثبت له هنا أربع أراجیز فقهیة عثرنا علیها فی (الأحساء) ضمن مجموعة خطیة بحوزة العلامة الحجة الشیخ حسین الخلیفة المعاصر ، وهی هذه :

ص: 335

(1)

فی مصرف الخمس

فی مصرف الخمس اختلاف اشتهر

حال اختفا إمامنا الثانی عشر

ولاختلاف النص فیه اختلفوا

فلن یکادوا قط أن یأتلفوا

ففی روایات أتت معتبره

من الصحاح قد روتها الخیره

الأمر بالإخراج والصرف إلی

من ذکر الخمس إلیهم کملا

فی آیة الأنفال ، والروایه

قد بینت من ذکروا فی الآیه

وقد أتی التوبیخ والتشدید

عن الذی عن صرفه یحید

من غیر تخصیص بوقت من حضر

فیشمل الأمر لوقت المنتظر

لکن أتی تحلیله لذی الولا

لطیب میلاد لهم معللا

وهکذا منکحهم ، وما أتی

بذاک نص عند من تثبتا

فبعضهم حلله وأطلقا

إذ أورد التحلیل عنهم مطلقا

وعنده التوبیخ والتشدید

علی الذی عن دیننا یحید

وبعضهم حلل نصف المنتظر

ویصرف الباقی إلی من قد حضر

وبعضهم أودع نصف الغائب

وبعضهم یدفعه للنائب

وها هنا مذاهب عدیده

عن الصواب عندنا بعیده

ومقتضی القواعد المقرره

عن الهداة الطیبین البرره

ص: 336

ترجیح ما یوافق القرآنا

وطرح ما یخالف الفرقانا

وهکذا ما فعله للحائطه

موافق فإن ذاک ضابطه

ومثله ما قاله الکثیر

وهو لدی أصحابنا شهیر

وکل ذا یرجح القول بأن

یصرف کل الخمس فی هذا الزمن

للسادة النصف ونصف الغائب

یدفع فی غیبته للنائب

لأنه نائبه والأولی

من غیره ففعل ذاک أولی

ویدفع النائب ذا النصف إلی

من کان محتاجا فقیرا ذا ولا

من غیر فرق فیه بین السید

وغیره فی مذهب معتمد

حجتنا : أن مقام النائب

یعم قبض کل ما للغائب

لا یعرفن صاحبه أو حصلت

موانع عن الوصول اتصلت

وهذه من ذاک إذ لم یمکن

إیصاله إلیه فی ذا الزمن

ودفنه أو جعله أمانه

یخل بالإیمان والدیانه

لان ذین یوجبان التلفا

فکان أولی ها هنا أن یصرفا

وذاک إحسان وبالدلیل

لیس علی المحسن من سبیل

وما علی التحلیل دل یطرح

إذ ما علی التشدید دل أصرح

إذ حله مخصص بمن حضر

محتمل أو بل یعم المنتظر

أو کله محلل أو بعض

کما بکل قال منا البعض

مع اعتضاد ما علی التشدید

بالآی والأحوط والتأیید

وحل ما فی یدنا قد یصل

من مال من خالفنا محتمل

ص: 337

لأن ذاک خمسه لم یخرج

فخمسه محلل للحرج

لأنه لا یمکن المؤالف

أن یترکن أموال من یخالف

لکثرة اختلاطهم بالشیعه

فحلل الخمس لذی الذریعه

وذا الذی أختاره ، ویعلم

أحکامنا ربی فهو أعلم

ویطلب الغفران یا غفار

ویا کریم (أحمد الصفار)

بالمصطفی محمد والآل

فی هذه الدنیا وفی المآل

صلی علیهم ربهم ما سطرت

أسماؤهم وما سماء مطرت

(2)

فی مستحق الخمس

اختلف الأصحاب فی من انتسب

لهاشم لأمه لیس لأب

هل یستحق الخمس أو لا یستحق

فقال قوم إن هذا مستحق

لأنه من ولده والخمس

لولده لیس بذاک لبس

والآی فی تحقیق ذاک نص

وهکذا أثبت ذاک النص

فلیس مانع عن القول به

للآی مع أخبارنا فانتبه

والمذهب المشهور بین العلما

نسبته بالأب شرط فاعلما

لأن ولد البنت عند العرب

لجدهم لأمهم لم تنسب

والآی والأخبار مما وردا

نسبته فهو مجازا طردا

ص: 338

ویصرف الخطاب فی الشرع إلی

حقائق الألفاظ قطعا أولا

ثم إلی المجاز إن لم یمکن

ولیس ذا ممتنعا فلیفطن

وکون ذاک شائعا مستعملا

لا یوجب الصرف إلیه أولا

إلا إذا کان هنا قرینه

توجب للتعمیم أو تعیینه

قرینة خارجة أو داخله (1)

کآیة النساء والمباهله

وما أتی عن خیرة الرحمن

من قوله : أبنائی السبطان

ولیس فی خصم الخصوم حجه

بمثل ذا ولا به محجه

لأنه إذا أرید معنی

مستعملا یکون ذاک المعنی

غیر خفی عند من یستمع

للفظ مع قرینة یتبع

فیخصم الخصم بذی المحجه

وتدحضن ما له من حجه

وقیل للنبی : هذان هما

إبناک أم لا؟ قال : لا إنهما

====

والأول : کقوله تعالی : ( یا نساء النبی لستن ... - إلی قوله : - إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ) الأحزاب 33 :2. 33 ، فهنا لولا القرینة - وهی تبدل الخطاب من المؤنث إلی المذکر ، والروایات الکثیرة المخصصة - لکان یفترض شمول آیة التطهیر لنساء النبی (ص) ، فبالقرینة أخرج نساء النبی صلی الله علیه وسلم عن شمول الخطاب لهن.

والثانی : کقوله تعالی - فی آیة المباهلة - : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم ) آل عمران 3 : 3. فإن دخول الإمام علی علیه السلام فی قوله : ( وأنفسنا ) - حیث دعاه النبی صلی الله علیه وآله وسلم مع فاطمة والحسنین للمباهلة - إنما کان لوجود القرینة.

ص: 339


1- 1. أی أن اللفظ لا ینصرف إلی غیر معناه الحقیقی إلا مع وجود قرینة توجب تخصیصه أو تعمیمه ، أی تخرج بعض أفراد المعنی فتخصص أو توسع المعنی المستعمل فیه اللفظ فتدخل فیه ما لیس داخلا بالأصل.

أبناء بنتی ، فنفی الحقیقه

لا ما سواها فافهمن تحقیقه

وما روی الأصحاب عن حماد

وقوله (أدعوهم) ینادی

بقولنا فلیس عنه معدل

وغیره علیه لا یعول

وما یقال : ما روی حماد

مرسلة لیس به اعتماد

یجاب عنه أنه مجبور

لأنه ما بیننا مشهور

وما له النزول فی الآیة لن

ینافی استدلالنا فاستخبرن

وزبدة القولین ما ذکرنا

وعمدة الدلیل ما سطرنا

أما الذی إلیه فی ذا نذهب

فهو الذی الجل إلیه ذهبوا

من قوة القول بأن المنتسب

لهاشم بأمه لیس بأب

ابن له حقیقة فی الشرع

لکنه فی العرف غیر مرعی

وهکذا لم یعتبر عند العرب

کما هو الظاهر عند ذی الأدب

من فتش الآثار والأخبارا

وطالع السیرة والأشعارا

وحاصل الآی مع النصوص

علی الذی نقول بالخصوص

لکن ذاک عندنا یخص

بما روی حماد فهو نص

ولیس فی الباب سواها ، وارتضی

مضمونها الأصحاب غیر (المرتضی)

فکان إجماع علی الروایه

کذاک إجماع ذوی الدرایه

و (المرتضی) خلافه لا یقدح

فالمرتضی خلافه والأوضح

ومن یقل بقوله تأخرا

عن الوفاق فهو لن یعتبرا

والاحتیاط عندهم والتقوی

لذلک اخترناه فهو الأقوی

ص: 340

والقول فی الزکاة من ذا یعلم

فالحکم أن یعطی إذا لا یحرم

والعلم عند الله ثم المصطفی

وآله أهل المعالی والوفا

و (أحمد الصفار) یرجو المغفره

من ربه فی هذه والآخره

بالمصطفی المختار والکرار

وفاطم والعترة الأطهار

صلی علیهم ربنا ما قبلت

أعمالنا بحبهم واتصلت

(3)

فی الاجتهاد والتجزی

فی الاجتهاد اختلف الأصحاب

وعندهم قد حصل اضطراب

فی أنه هل یقبل التجزی

وأنه فی الاجتزاء یجزی

وظاهر الدلیل فیه مختلف

من أجل ذا کلامهم لم یأتلف

وینبغی قبل الکلام ذکر ما

أراد من هذا الکلام العلما

ومقتضی کلامهم أمران

هما : حصول الحفظ والإتقان

ثانیهما حصول أصل الملکه

والقوة القدسیة المبارکه

فإن أرید الحفظ والضبط لما

قد جاءنا وما یقول العلما

فذا یقینا یقبل التجزی

لکن هذا عندنا لا یجزی

ما لم یکن مع قوة قدسیه

لأخذه المسائل الفرعیه

من الأصول حسبما قد ذکروا

فی کتبهم فی ضمن ما قد سطروا

ص: 341

وزبدة القول هنا التجزی

فی الضبط والحفظ وهذا یجزی

ویجتزی صاحبه ویرجع

إلیه فی الأمور فهو مرجع

وما من الأخبار مشعر به

معناه ما نقوله فانتبه

إذ لا یحیط أحد من البشر

بکل ما قد جاءنا من الغرر

وعمدة الأمر هنا الدرایه

لا ضبطه وحفظه الروایه

إذ رب راو حامل الروایه

لغیره ممن له الدرایه

والفقه قد یحمله شخص إلی

أفقه منه وهو منه قد خلا

وإن أرید (1) القوة القدسیه

وما به المسائل الفرعیه

تستنبطن من أصلها المتین

فذاک لا یقبل بالیقین

إذ کل ما فی الاجتهاد شرط

فإنه یلزم فیه الضبط

وکلما تفرض من مسألة

یلزم فیها الأخذ بالأدلة

والأخذ واستنباطها لا یعلم

إلا لشخص بالجمیع یعلم

وکل من کان بتلک ضابطا

یمکنه لا شک أن یستنبطا

ما یعرضن علیه من مسألة

من أصلها مراعی الأدلة

ولیس ذا بالفعل شرطا فیه

بل التهیؤ عندنا یکفیه

ص: 342


1- 1. قوله : (وإن أرید) عطف علی قوله : (فإن أرید الحفظ ...) فی البیت رقم 7 من هذه المقطوعة المار فی الصفحة السابقة ، وقوله فی البیت الآتی : (فذاک لا یقبل) جواب للشرط (وإن ...) ، والمعنی : أنه إن أرید بالتجزی التجزی فی ملکة الاستنباط - (القوة القدسیة ...) - فذاک لا یقبل التجزی بالیقین ، أی أن الملکة لا تقبل التجزی یقینا.

والاشتکال وکذا التردد

فی الاجتهاد مطلقا لا یرد

لأن ذا منشؤه العوارض

وهذه الذاتی لا تعارض

فلیس معنی لتجز أبدا

فخذ بذا ولا تقلد أحدا

وذا الذی التوقیع والمقبوله

دلا علیه فافهمن دلیله

إذ الرواة للأحادیث النظر

شرط علیهم فاعتبر یا من نظر

وذا الذی أفهمه ، ویعلم

حقائق الأمور ربی العالم

والمصطفی وآله الأطهار

فإنهم صفوته الأبرار

و (أحمد الصفار) ذو الذنوب

لا زال یرجو الستر للعیوب

بالمصطفی وآله الکرام

صلی علیهم خالق الأنام

ما عسعس اللیل کذا النهار

وما بهم محصت الأوزار

(4)

فی وجوب صلاة الجمعة عینا

فی الجمعة الخلف فشا هل تجب

فی زمن الغیبة أو بل تندب

أو الصلاة أربعا مندوب

وجمعة عن فعلها مرغوب

أو الصلاة أربعا محتم

وجمعة ممتنع محرم

ثم علی الجواز هل یلتزم

فی من یؤم الفقه أو لا یلزم

بل سائر الشروط مهما تحصل

من غیر مانع هناک تفعل

ص: 343

أما الذی أختاره ویقوی

لدی فی ذاک وفیه التقوی

فهو الوجوب بالفقیه عینا

إن کان عدلا مؤمنا أمینا

والظهر من بعد فرادی أحوط

وذاک مع غیر الفقیه أضبط

حجتنا علی الذی أختار :

نص الکتاب وکذا الأخبار

وما أتی (1) : لم تک رکعتین

وقبلها یؤتی بخطبتین

إلا لأجل الفقه والتقوی لمن

یؤمها فافهم هدیت واعلمن

والاحتیاط ها هنا من أجل من

خالف فی الکل وإن کان وهن

وظاهر الآیة والروایه

مقید عند ذوی الدرایه

بما نقول فافهمن المأخذا

واترک فضولا ما هناک وانبذا

وشبهة القائل بالتحریم

یردها کل فتی علیم

لأنها کانت من الإجماع

المدعی ولیس من إجماع

کما سمعت فالخلاف قد وقع

فلیس إجماع هنا کی یتبع

وإنما الاجماع حقا واقع

حال الحضور ما له من دافع

ص: 344


1- 1. قوله : (وما أتی) عطف علی قوله : (نص الکتاب وکذا ...) ، والمعنی : أن لنا علی ما نقوله دلیلان ، الأول : نص الکتاب والأخبار الدالة علی أصل وجوب الجمعة ، والثانی : ما أتی فی الأحادیث الشریفة من أن صلاة الجمعة إنما اکتفی فیها برکعتین مسبوقة بخطبتین لأجل مکانة الإمام وفقاهته وتقواه (عن الرضا علیه السلام قال : إنما صارت صلاة الجمعة إذا کان مع الإمام رکعتین ، وإذا کان بغیر الإمام رکعتین ورکعتین ، لأن الناس یتخطون إلی الجمعة من بعد ... ولأن الصلاة مع الإمام أتم وأکمل ، لعلمه وفقهه وفضله وعدله ...) وسائل الشیعة 5 / 1. وهذا یشعر بأن الفقاهة والاجتهاد فی الإمام شرط لتجب الجمعة عینا.

علی اشتراطهم إمام الأصل

أو الذی یأمره بالفعل

علی الخصوص أو علی العموم

کما به صرح جل القوم

ولفظة (العادل) فی النصوص

لیس لذی العصمة بالخصوص

فإنها قد وردت فی الخبر

للعدل أیضا فافهمن واعتبر

وذاک فی (التهذیب) للمقدس

معنعنا معتبرا عن (یونس)

عن صادق القول (الإمام جعفر)

فللکتاب فتشن واعتبر

وذاک فی باب الأذان واقع

فی من أتی الإمام وهو راکع

وما یقال أن فرض الجمعة

مما به قد خص أهل العصمة

مسلم لکن أتانا النص

بالإذن للنائب فی ما خصوا

کالحکم والقضاء والحدود

وکل أمر حادث جدید

والفعل للجمعة لیس أعظما

وها هنا القیاس لیس لازما

إذ إذنهم فی الکل للعموم

لا یخرجن عن حکمه المعلوم

إلا الذی یخرج بالدلیل

ولیس للإخراج من دلیل

والقول بالتخییر وهی أفضل

أو أن فعل الظهر منها أکمل

أو أحد منها بلا تفضیل

لیس أری للکل من دلیل

هذا ولا عذر لنا فی ترک ما

قد أمر الله به وألزما

إذ قال فی کتابه : إسعوا لها

وبیعکم ذروه واقضوا فعلها

لعلنا نرحمکم لتفلحوا

واللهو بالدنیا اترکوا لتنجحوا

وعن رسوله أتی التأکید

فی فعلها ، وترکها الوعید

ص: 345

وقد أتی : أن لا صلاة تنفع

مع ترکها ولا زکاة تنجع

وما أتی من عمل فضائع

وإن بها أتیت فهو نافع

والأمر والحث من الأطهار

یقطع أعذار ذوی الأعذار

بلغ ربی (أحمدا) ویسرا

لفعلها من غیر مانع یری

وما علی (الصفار) من أوزار

یرجو له العفو من الغفار

بأحمد وآله الأمجاد

صلی علیهم خالق العباد

ما اشترطت طاعتهم بالطاعه

لکلهم لتحصل الشفاعه

* * *

ص: 346

مصطلحات نحویة

(4)

السید علی حسن مطر

سادسا - مصطلح الکلام

1 - الکلام لغة :

استعمل الکلام فی أربعة معان لغویة :

(أحدها : الحدث الذی هو التکلیم ، تقول : أعجبنی کلامک زیدا ، أی : تکلیمک إیاه ...

والثانی : ما فی النفس مما یعبر عنه باللفظ المفید ، وذلک کأن یقوم بنفسک معنی (قام زید) ... فیسمی ذلک الذی تخیلته کلاما ...

والثالث : ما تحصل به الفائدة سواء کان لفظا أو خطا أو إشارة ، أو ما نطق به لسان الحال). (1)

والرابع : (اللفظ المرکب أفاد أم لم یفد) (2)

السیّد علی حسن مطر

ص: 347


1- 1. شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، ص 27 - 29.
2- 2. أ - همع الهوامع ، السیوطی ، تحقیق عبد السلام هارون وعبد العال مکرم 1 / 29 ب - شرح ألفیة ابن مالک ، ابن عقیل ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید 1 / 14.

2 - الکلام اصطلاحا :

وأما النحاة فقد استعملوا (الکلام) أولا فی مطلق ما یتکلم به من الألفاظ الدالة علی معنی ، ثم أرادوا به بعد ذلک خصوص ما تحصل به الفائدة من الألفاظ.

والکلام من المصطلحات التی ولدت بولادة النحو ، فقد جاء فی الروایات أن الإمام علیا (ع) ألقی إلی أبی الأسود الدؤلی صحیفة جاء فیها : (الکلام کله : اسم وفعل وحرف) (1).

وأول تعریف اصطلاحی وجدته للکلام هو قول الرمانی (ت 384 ه) : (الکلام ما کان من الحروف دالا بتألیفه علی معنی) (2) وواضح أنه غیر مانع من دخول الکلمة والتراکیب الناقصة کالمضاف والمضاف إلیه ، والصفة والموصوف.

وعرفه ابن جنی (ت 392 ه) بقوله : (الکلام کل لفظ مستقل بنفسه ، مفید لمعناه ، وهو الذی یسمیه النحویون الجمل) (3) ، وتابعه علیه ابن یعیش (ت 643 ه) (4)

ویرید بالمستقل (ما کان من الألفاظ قائما برأسه ، غیر محتاج [فی

====

5. الخصائص ، ابن جنی ، تحقیق محمد علی النجار 1 / 17.

6. شرح المفصل ، ابن یعیش 1 / 20.

ص: 348


1- 1. أ - إنباه الرواة علی أنباه النحاة ، القفطی ، تحقیق محمد أبی الفضل إبراهیم 1 / 39.
2- ب - معجم الأدباء ، یاقوت 14 / 49.
3- ج - الأشباه والنظائر فی النحو ، السیوطی ، تحقیق عبد العال مکرم 1 /3. 13.
4- 4. الحدود فی النحو ، الرمانی ، ضمن کتاب (رسائل فی النحو واللغة) تحقیق مصطفی جواد ویوسف مسکونی ، ص 42.

الدلالة علی معناه] إلی متمم له) (1) ویرید بالمفید التام فی مقابل المفردات والمرکبات الناقصة ، (فالتام هو المفید ، أعنی الجملة وما کان فی معناها من نحو : صه وإیه ، والناقص ما کان بضد ذلک ، نحو : زید ... وکان أخوک) (2).

إذا أرید ب (کان) الناقصة.

وکأن ابن جنی لاحظ أن قوله (مفید) - بالمعنی الذی بینه - مغن عن تقیید اللفظ بکونه مستقلا ، فعاد إلی تعریف الکلام بأنه ، أصوات تامة مفیدة (3).

ویلاحظ علیه :

أولا : أن الصوت (جنس بعید ، لانطلاقه علی ذی الحروف وغیرها). (4)

ثانیا : أن (التامة) و (المفیدة بمعنی واحد ، فکان ینبغی الاقتصار علی إحداهما.

وقال الحریری (ت 516 ه) : (الکلام عبارة عما یحسن السکوت علیه ، وتتم الفائدة به) (5) ، وتابعه علیه السرمدی (ت 776 ه) (6) ومراده ب (ما) اللفظ ، وکان الأولی التصریح به ، وقوله (وتتم الفائدة به) تفسیر لما قبله ، فیحسن الاکتفاء بأحدهما عن الآخر.

وقال فی شرحه : (ولا یأتلف [الکلام] من أقل من کلمتین ، فأما

ص: 349


1- 1. الخصائص ، 1 / 21.
2- 2. الخصائص ، ابن جنی 1 / 18.
3- 3. الخصائص ، ابن جنی 1 / 18.
4- 4. شرح الأزهریة فی علم العربیة ، خالد الأزهری ، ص 11.
5- 5. شرح علی متن ملحة الإعراب ، الحریری ، ص 2.
6- 6. شرح اللؤلؤة ، السرمری ، مخطوط مصورته لدی 5 / ب.

قولک : صه ، بمعنی اسکت ، ومه ، بمعنی اکفف ، ففی کل منهما ضمیر مستتر للمخاطب ، والضمیر المستتر یجری مجری الاسم ظاهرا) (1) وعرفه الزمخشری (ت 538 ه) بقوله : (الکلام هو المرکب من کلمتین أسندت إحداهما إلی الأخری) (2).

وقال ابن یعیش فی شرحه : إن مراده (بالمرکب اللفظ المرکب ، فحذف المرکب لظهور معناه ، وقوله : (من کلمتین) فصل احترز به عما یتألف من الحروف ، نحو الأسماء المفردة ... وقوله : (أسندت إحداهما إلی الأخری) فصل ثان احترز به عن مثل معدی کرب وحضر موت ، وذلک أن الترکیب علی ضربین : ترکیب إفراد ... [وهو] أن تأتی بکلمتین فترکبهما وتجعلهما کلمة واحدة بإزاء حقیقة واحدة ... ولا تفید هذه الکلم بعد الترکیب ... وترکیب الإسناد أن ترکب کلمة مع کلمة تنسب إحداهما إلی الأخری ... علی السبیل الذی به یحسن موقع الخبر وتمام الفائدة) (3).

وإنما عبر بالإسناد دون الإخبار ، لأن الإسناد أعم ، إذ یشمل النسبة التی فی الکلام الخبری والطلبی والإنشائی (4).

وقام ابن الحاجب (ت 646 ه) باختزال تعریف الزمخشری ، فقال : (الکلام ما تضمن کلمتین بالإسناد) (5).

وجری أبو حیان (ت 745 ه) مجراهما فی التعریف ، فقال : (الکلام

====

6. شرح الرضی علی الکافیة 1 / 31.

ص: 350


1- 1. شرح علی متن ملحة الإعراب ، ص 2.
2- 2. المفصل فی علم العربیة ، الزمخشری ، ص 6.
3- 3. شرح المفصل ، ابن یعیش 1 / 20.
4- 4. أ - شرح الرضی علی الکافیة ، تحقیق یوسف حسن عمر 1 / 33.
5- ب - شرح المفصل ، ابن یعیش 1 / 20.

قول دال علی نسبة إسنادیة) (1) ، وإن کان یفضلهما من حیث إنه لم یذکر ترکب الإسناد من کلمتین ، مما قد یوهم - رغم صحته - عدم جواز ترکب الکلام من أکثر من کلمتین.

وقد لاحظ علیه ابن هشام أن (مقتضاه أن الکلام لا یختص بالمفید ، لأن الحد صادق علی کل من جملتی الشرط والجزاء ، والجملة الواقعة صلة ، مع أن کلا من ذلک غیر مفید) (2).

وعرفه ابن الأنباری (ت 577 ه) بقوله : الکلام (ما کان من الحروف دالا بتألیفه علی معنی یحسن السکوت علیه) (3).

وهو اصطلاح لتعریف الرمانی المتقدم ، بنحو یجعله مانعا من دخول الکلمة والمرکبات الناقصة ، إلا أنه - کالحریری - أطال فی مقدمته ، وکان بوسعه الاستغناء عن عبارة (ما کان من الحروف دالا بتألیفه) بقوله : (اللفظ الدال) ، وهذا ما فعله ابن الناظم (ت 686 ه) إذ قال : (الکلام ... هو اللفظ الدال علی معنی یحسن السکوت علیه) (4).

وعرفه الشلوبینی (ت 645 ه) بأنه (لفظ مرکب وجودا أو نیة ، مفید بالوضع ... والمرکب نیة کقولک : قم واقعد) (5) ، وتابعه علیه ابن عصفور (ت 669 ه) (6).

ویلاحظ علیه أن تقسیمه الترکیب إلی وجودی وتقدیری ، لیس قیدا

====

7. المقرب ، ابن عصفور ، تحقیق أحمد الجواری وعبد الله الجبوری 1 / 45.

ص: 351


1- 1. أ - شرح اللمحة البدریة ، ابن هشام ، تحقیق هادی نهر 1 / 229.
2- ب - غایة الاحسان فی علم اللسان ، أبو حیان ، مخطوط مصورته لدی ، 2 / أ.
3- 3. شرح اللمحة البدریة ، ابن هشام ، 1 / 229 - 230.
4- 4. أسرار العربیة ، ابن الأنباری ، تحقیق محمد بهجة البیطار ، ص 3.
5- 5. شرح ابن الناظم علی الألفیة ، ص 3.
6- 6. التوطئة ، الشلوبینی ، تحقیق یوسف أحمد المطوع ، ص 112.

احترازیا ، وإنما هو مجرد إیضاح لنوعی المرکب ، فکان یحسن إدراجه فی شرح التعریف کما فعل الحریری فی تعریفه المتقدم ، ولعله لأجل ذلک عمد ابن معطی (ت 668 ه) إلی إجراء بعض التعدیل علی الحد ، فقال : (الکلام هو اللفظ المرکب المفید بالوضع) (1).

ومراده بالوضع (أن یدل [اللفظ] علی معنی عینه الواضع بإزائه) (2).

وتشیر بعض المصادر إلی أن أول من أدخل قید (الوضع) فی حد الکلام هو أبو موسی الجزولی (ت 607 ه) (3) ، وتابعه علی ذلک تلمیذه ابن معطی والشلوبینی وابن عصفور.

ولم یر بعض النحاة ضرورة لإثبات قید (الوضع) ، (لأن الصحیح اختصاصه بالمفردات ، والکلام خاص بالمرکبات ، ودلالتها غیر وضعیة علی الأصح) (4) ، بل قد یقال بعدم الاحتیاج له حتی لو کانت دلالة المرکبات بالوضع ، لأنه لیس ذاتیا للکلام لیدخل فی حده ، ولأنه لیس قیدا احترازیا عن شئ ما دام الکلام علی اللغة ولیست دلالتها إلا بالوضع.

وطرح ابن مالک (ت 672 ه) تعریفین للکلام :

أولهما : (الکلام ما تضمن من الکلم إسنادا مفیدا مقصودا لذاته) (5).

ومما قاله السلسیلی فی شرحه : (قوله : (مفیدا) احترز به من المتضمن إسنادا ، لکنه غیر مفید ، نحو قولهم : النار حارة والسماء فوق الأرض ، قوله :

ص: 352


1- 1. الفصول الخمسون ، ابن معطی ، تحقیق محمود الطناحی ، ص 149.
2- 2. حاشیة الشیخ یاسین علی شرح التصریح 1 / 20.
3- 3. المحصول 1 / ب ، شرح الفصول 1 / أنقلا عن مقدمة محقق کتاب الفصول الخمسون ، ص 113.
4- 4. شرح الأزهریة فی علم العربیة ، خالد الأزهری ، ص 15.
5- 5. تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد ، ابن مالک ، تحقیق محمد کامل برکات ، ص 3.

(مقصودا) احترز به من حدیث النائم ، ومحاکاة بعض الطیور للإنسان ، قوله : (لذاته) احترز به من المقصود لغیره ، کالجملة الموصول بها والمضاف إلیها) (1).

وواضح من کلامه أنه یشترط لکون الکلام مفیدا ، مضافا لدلالته علی معنی یحسن السکوت علیه ، أن یزود السامع بعلم جدید ، بأن لا یکون مضمونه معلوم الثبوت أو الانتفاء بالضرورة ، وقد وافقه علی هذا کل من الأشمونی (ت 900 ه) (2) والأزهری (ت 905 ه) (3) ، وهو شرط لا یمکن قبوله ، لأن تضمن الکلام لعلم جدید علی السامع لیس داخلا فی حقیقته (وإلا لکان الشئ الواحد ، کلاما وغیر کلام ، إذا خوطب به من یجهله فاستفاد مضمونه ، ثم خوطب به ثانیا) (4) ، أو خوطب به شخصان أحدهما یجهل مضمونه والآخر یعلمه.

ولا ضرورة أیضا للتقیید بکون الکلام (مقصودا) لإخراج حدیث النائم ومحاکاة الطیور ، أما حدیث النائم فهو داخل فی الکلام إن تضمن معنی یصح السکوت علیه ، وأما محاکاة الطیور ، فلا تتبادر إلی الذهن من تعریف الکلام لیحترز منها.

وأما التعریف الثانی ، فهو ما ذکره فی أرجوزته الألفیة من قوله : (کلامنا لفظ مفید ، کاستقم).

وقد اختلف شراحه فی قوله : (کاستقم) ، فقال بعض إنه مثال بعد تمام

ص: 353


1- 1. شفاء العلیل فی إیضاح التسهیل ، السلسیلی ، تحقیق عبد الله البرکاتی 1 / 96 - 97.
2- 2. شرح الأشمونی علی الألفیة ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید 1 / 8.
3- 3. شرح الأزهریة فی علم العربیة ، الأزهری ، ص 13.
4- 4. همع الهوامع ، السیوطی 1 / 30.

الحد ، وذهب بعض آخر إلی أنه تتمیم للحد ، ومنشأ الخلاف هو تحدید المراد من قوله : (مفید) ، لأن هذه الکلمة قد استعملت من قبل النحاة فی ثلاثة معان :

أولها : ما دل علی معنی مطلقا ، سواء صح السکوت علیه أم لا ، ومن شواهد ذلک تقیید بعضهم له بما یدل علی إرادة خصوص التام ، کقول الحریری : (وتتم به الفائدة) (1) ، وقول ابن الخشاب : (فائدة یحسن السکوت علیها) (2) ، وقول العکبری : (الکلام عبارة عن الجملة المفیدة فائدة تامة) (3).

والثانی : ما دل علی خصوص المعنی الذی یحسن السکوت علیه ، وقد تقدم استعمال ابن جنی له بهذا المعنی ، ومن شواهده قول ابن الأنباری بعد تعریفه الکلام بما کان من الحروف دالا بتألیفه علی معنی یحسن السکوت علیه : الفرق بین الکلم والکلام (أن الکلم ینطلق علی المفید وغیر المفید ، أما الکلام فلا ینطلق إلا علی المفید خاصة) (4).

والثالث : ما دل علی معنی یحسن السکوت علیه ، ولم یکن معناه ضروری الثبوت والانتفاء ، وقد مر بیانه عند الکلام علی التعریف الأول لابن مالک.

وقد ذهب أغلب شراح الألفیة إلی إرادة المعنی الأول للإفادة ، وأن قوله : (کاستقم) تتمیم للحد ، ومن هؤلاء ابن الناظم (5) ، والمکودی (38) ،

ص: 354


1- 1. شرح علی متن ملحة الإعراب ، الحریری ، ص 2.
2- 2. المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقیق علی حیدر ، ص 340.
3- 3. مسائل خلافیة فی النحو ، أبو البقاء العکبری ، تحقیق محمد خیر الحلوانی ، ص 31.
4- 4. أسرار العربیة ، ابن الأنباری ، ص 3.
5- 5. شرح الألفیة ، ابن الناظم ، ص 3.

والأشمونی (1).

وذهب المرادی إلی إرادة المعنی الثانی ، وحمل (استقم) علی التمثیل بعد تمام الحد (2).

وقال الملوی بهذا الشأن : (قال شیخنا : الخلاف لفظی ، فمن حمل المفید علی المفید مطلقا ، قال : تتمیم ، ومن حمله علی الفائدة التامة جعله تمثیلا بعد تمام الحد) (3).

والذی اتضح مما عرضناه أن الخلاف بینهم معنوی ولیس لفظیا ، لأنه یدور حول تحدید المعنی المراد بلفظ (الإفادة) ، ولیس اختلافا فی الألفاظ المعبر بها عن معنی واحد.

ومما قیل فی شرح التعریف الثانی : (وعلم من تفسیر المفید بما ذکر أنه لا یحتاج إلی قولهم : (المرکب) ، لأن المفید الفائدة المذکورة یستلزم الترکیب ، ولا إلی قولهم : (المقصود) ، لأن حسن سکوت المتکلم یستدعی أن یکون قاصدا لما تکلم به) (4).

وحصل حد الکلام علی ید ابن هشام (ت 761 ه) علی أفضل صیغة وأحضرها ، إذ عرفه بأنه (القول المفید) (5) ، وأراد بالقول اللفظ الدال علی معنی ، وبالمفید ما دل علی معنی یحسن السکوت علیه.

وکأنه لاحظ أن قوله : (مفید) یغنی عن أخذ الدلالة علی المعنی فی

====

ب - شرح التصریح علی التوضیح ، الأزهری 1 /6. 21.

7. شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، ص 27.

ص: 355


1- 1. شرح الألفیة ، المکودی ، ص 6.
2- 2. شرح الألفیة ، الأشمونی ، 1 / 8.
3- 3. شرح الألفیة ، المکودی ، ص 6.
4- 4. حاشیة الملوی علی شرح المکودی ، ص 6.
5- 5. أ - شرح الأشمونی علی الألفیة : ص 8.

جنس الحد ، فعاد إلی تعریف الکلام بأنه : (اللفظ المفید) (1) ، (والمراد باللفظ الصوت المشتمل علی بعض الحروف تحقیقا أو تقدیرا) (2).

====

3. أوضح المسالک ، ابن هشام 1 / 11.

ص: 356


1- 1. أ - الإعراب عن قواعد الإعراب ، ابن هشام ، تحقیق رشید العبیدی ، ص 60.
2- ب - أوضح المسالک إلی ألفیة ابن مالک ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید 1 / 11.

سابعا - مصطلح الکلم

1 - الکلم لغة :

الکلم فی اللغة جمع کلمة ، قال ابن منظور : (والکلم لا یکون أقل من ثلاث کلمات ، لأنه جمع کلمة) (1). وقال ابن جنی : (الکلم ... جمع کلمة ، بمنزلة سلمة وسلم ، ونبقة ونبق) (2).

2 - الکلم اصطلاحا :

استعمل النحاة (الکلم) بمعنی مشابه لمعناه اللغوی ، قال سیبویه (ت 180 ه) : (هذا باب علم ما الکلم من العربیة) (3) ، فاختار الکلم علی الکلام ... وذلک أنه أراد تفسیر ثلاثة أشیاء مخصوصة ، وهی الاسم والفعل والحرف ، فجاء بما یخص الجمع وهو الکلم) (4).

وقال الحریری : (ت 516 ه) : (فإن قلت : (إن قام زید) ، سمی ذلک کلما ، لکونه ثلاث کلمات ، ولا یسمی کلاما ، لأنه لا یحسن السکوت علیه ، فإن وصلته بقولک : (قمت) ، سمی کلاما ، لحسن السکوت علیه ، وسمی أیضا کلما ، لکونه من أربعة ألفاظ) (5).

وقال ابن معطی (ت 628 ه) : الکلم (المرکب مفیدا کان أو غیر

ص: 357


1- 1. لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (کلم).
2- 2. الخصائص ، ابن جنی ، تحقیق محمد علی النجار ، 1 / 25.
3- 3. الکتاب ، سیبویه ، تحقیق عبد السلام هارون ، 1 / 12.
4- 4. الخصائص ، ابن جنی ، 1 / 25.
5- 5. شرح علی متن ملحة الإعراب ، القاسم بن علی الحریری ، ص 2 - 3.

مفید) (1).

ویؤخذ علیه أنه شامل لما ترکب من کلمتین ، نحو : (قام زید) و (إن قام) مع أنه لیس کلما فی الاصطلاح.

وقال ابن یعیش (ت 643 ه) : (وأما الکلم ... فهو یقع علی ما کان جمعا ، مفیدا کان أو غیر مفید ، فإن قلت : (قام زید) ... فهو کلام ، لحصول الفائدة منه ، ولا یقال له کلم ، لأنه لیس بجمع ، إذ کان من جزءین ، وأقل الجمع ثلاثة ، ولو قلت : (إن زیدا قائم) ... کان کلاما من جهة إفادته ، ویسمی کلما لأنه جمع) (2). (فالکلم أعم من جهة المعنی ، لانطلاقه علی المفید وغیره ، وأخص من جهة اللفظ ، لکونه لا ینطلق علی المرکب من کلمتین) (3).

والصیاغة النهائیة التی اتفقوا علیها فی تعریف الکلم اصطلاحا هی : ما ترکب من ثلاث کلمات فأکثر ، أفاد أم لم یفد (4).

====

(54) أ - شرح ابن عقیل علی الألفیة ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، 1 / 14 - 15

ب - شرح الأشمونی علی الألفیة ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، 1 / 22.

ج - همع الهوام�7. السیوطی ، تحقیق عبد السلام هارون وعبد العال مکرم ، 1 / 35.

ص: 358


1- 1. الفصول الخمسون ، ابن معطی ، تحقیق محمود الطناحی ، ص 149.
2- 2. شرح المفصل ، ابن یعیش ، 1 / 21.
3- 3. أ - أوضح المسالک فی شرح ألفیة ابن مالک ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید 1 / 12.
4- ب - شرح ابن الناظم علی الألفیة ، ص 4.

ثامنا - مصطلح الجملة

1 - الجملة لغة :

والجملة فی اللغة : جماعة الشئ ، وأجمل الشئ جمعه بعد تفرقه ، وأجمل له الحساب کذلک) (1).

2 - الجملة اصطلاحا :

استعملت (الجملة) من قبل النحاة بمعنی اصطلاحی مرادف للکلام فی القرن الثالث الهجری ، ولعل المبرد (ت 285 ه) أول من استعملها کذلک فی مواضع متفرقة من کتابه (المقتضب) ، قال : (وإنما کان الفاعل رفعا ، لأنه هو والفعل جملة یحسن السکوت علیها وتجب بها الفائدة) (2).

وقال الفارسی (ت 377 ه) : (ما ائتلف من هذه الألفاظ الثلاثة [الاسم والفعل والحرف] کان کلاما ، وهو الذی یسمیه أهل العربیة : الجمل) (3).

وربما کان الرمانی (ت 384 ه) أول من عرفها بقوله : (الجملة هی المبنیة من موضوع ومحمول للفائدة) (4) ، وهو تعریف یمنحها مضمونا مماثلا لمضمون الکلام اصطلاحا.

وقال ابن جنی (ت 392 ه) : (أما الکلام : فکل لفظ مستقل بنفسه

ص: 359


1- 1. لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (جمل).
2- 2. المقتضب ، المبرد ، تحقیق محمد عبد الخالق عضیمة 1 / 8.
3- 3. المسائل العسکریات أبو علی الفارسی ، تحقیق علی جابر المنصوری ، ص 83.
4- 4. الحدود فی النحو ، الرمانی ، ضمن کتاب (رسائل فی النحو واللغة) تحقیق مصطفی جواد ویوسف مسکونی ، ص 39.

مفید لمعناه ، وهو الذی یسمیه النحویون : الجمل) (1).

وقد درج علی استعمالها بهذا المعنی جمع من النحاة کالجرجانی (ت 471 ه) (2) والحریری (ت 516 ه) (3) ، والزمخشری (ت 538 ه) (4) ، وابن الخشاب (ت 567 ه) (5) ، وأبی البقاء العکبری (ت 616 ه) (6) ، وابن یعیش (ت 643 ه) (7).

وجاء ابن مالک (ت 672 ه) فصرح بالفرق بین الجملة والکلام ، إذ عرف الکلام بقوله : (الکلام ما تضمن من الکلم إسنادا مفیدا مقصودا لذاته) (8) ، وقد أراد بقید (لذاته) إخراج ما هو مقصود لغیره کجملة الصلة (9) ، نحو : جاء أبوه ، من قولنا : جاء الذی قام أبوه ، فهی جملة ولیست کلاما ، لأن الإسناد فیها (لیس مقصودا لذاته ، بل لتعیین الموصول وتوضیحه ، ومثلها الجملة الخبریة والحالیة والنعتیة) (10) ، إذ لم تقصد لذاتها ، بل لغیرها ،

====

ب - البهجة المرضیة ، السیوطی 1 / 8.

12. حاشیة الصبان علی شرح الأشمونی 1 / 21.

ص: 360


1- 1. أ - الخصائص ، ابن جنی ، تحقیق محمد علی النجار 1 / 17.
2- ب - اللمع فی العربیة ، ابن جنی ، تحقیق فائز فار�2. ص 26.
3- 3. المقتصد فی شرح الإیضاح ، عبد القاهر الجرجانی ، تحقیق کاظم بحر المرجان 1 / 68.
4- 4. شرح علی متن ملحة الإعراب ، الحریری ، ص 3.
5- 5. المفصل فی علم العربیة ، الزمخشری ، ص 6.
6- 6. المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقیق علی حیدر ، ص 28 و 340.
7- (64) مسائل خلافیة فی النحو ، أبو البقاء العکبری ، تحقیق محمد خیر الحلوانی ، ص 31
8- 8. شرح المفصل ، ابن یعیش ، 1 / 21.
9- 9. تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد ، ابن مالک ، تحقیق محمد کامل برکات ، ص 3.
10- 10. أ - شرح الأشمونی علی الألفیة ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید 1 / 21.

فلیست کلاما ، بل جزء کلام (1).

وذهب الرضی (ت 686 ه) هذا المذهب أیضا فقال : (والفرق بین الجملة والکلام : أن الجملة ما تضمن الإسناد الأصلی ، سواء کانت مقصودة لذاتها أو لا ... فکل کلام جملة ولا ینعکس). (2)

وتابعهما علی ذلک ابن هشام (ت 761 ه) ، فقد قال بعد تعریف کل من الکلام والجملة : إنهما (لیسا مترادفین ... [إذ] إنها أعم منه ، إذ شرطه الإفادة بخلافها) (3) ، (فکل کلام جملة ولا ینعکس ، ألا تری أن نحو (إن قام زید) من قولک : (إن قام زید قام عمرو) یسمی جملة ولا یسمی کلاما) (4).

وتابعهم السیوطی (ت 911 ه) قائلا : (وعلی هذا فحد الجملة : القول المرکب ، کما أفصح شیخنا العلامة الکافیچی) ثم واصل کلامه مشیرا إلی أن الکافیچی (ت 879 ه) قد عدل عن هذا (واختار (الترادف) ، قال : لأنا نعلم بالضرورة أن کل مرکب لا یطلق علیه الجملة ، وسبقه إلی اختیار ذلک ناظر الجیش وقال : إنه الذی یقتضیه کلام النحاة ، قال : وأما إطلاق الجملة علی ما ذکر من الواقعة شرطا أو جوابا أو صلة ، فإطلاق مجازی ، لأن کلا منها کان جملة قبل ، فأطلقت الجملة علیه باعتبار ما کان ، کإطلاق الیتامی علی البالغین ، نظرا إلی أنهم کانوا کذلک) (5).

ص: 361


1- 1. شفاء العلیل فی شرح التسهیل ، السلسیلی ، تحقیق عبد الله البرکاتی ، 1 / 97.
2- 2. شرح الرضی علی الکافیة ، تحقیق یوسف حسن عمر 1 / 33.
3- 3. مغنی اللبیب عن کتب الأعاریب ، ابن هشام ، تحقیق مازن المبارک ومحمد علی حمد الله ، ص 490.
4- 4. الإعراب عن قواعد الإعراب ، ابن هشام ، تحقیق رشید العبیدی ، ص 60.
5- 5. همع الهوامع ، السیوطی ، تحقیق عبد السلام هارون وعبد العال سالم مکرم 1 / 37.

ص: 362

ص: 363

ص: 364

صورة

السیّد عبدالعزیز الطباطبائی

ص: 365

ص: 366

العلامة الکراجکی

حیاته ، فهرست کتبه

هو أبو الفتح محمد بن علی بن عثمان الکراجکی ، المتوفی سنة 449.

الکراجکی :

حکی السمعانی فی (الأنساب) عن شیخه إسماعیل بن محمد الأصبهانی الحافظ أن (کراجک) قریة علی باب واسط ، وعلیه عول یاقوت فی (معجم البلدان) ، وغیره ، وقیل أیضا قریة من قری حلب.

ومهما کان فلیس الکراجکی منسوبا إلی إحداهما ، وإنما هو منسوب إلی (الکراجک) وهو الخیمة ، قال الذهبی فی (تاریخ الإسلام) : والکراجکی هو الخیمی ، وقال فی العبر 3 / 220 : وأبو الفتح الکراجکی - والکراجکی : الخیمی - رأس الشیعة ...

وفی لسان المیزان 5 / 300 : محمد بن علی الکراجکی - بفتح الکاف

ص: 367

وتخفیف الراء وکسر الجیم ثم کاف - نسبة إلی عمل الخیم ، وهی الکراجک ، بالغ ابن أبی طی فی الثناء علیه ...

وفی شذرات الذهب 3 / 283 : أبو الفتح الکراجکی - أی الخیمی - رأس الشیعة وصاحب التصانیف ...

مولده ووفاته :

لم یشر التاریخ إلی شئ عن مولده ، لا عن زمانه ومتی کان؟! ولا عن مکانه وبأی بلد کان؟! إلا أنهم قالوا عنه : نزیل الرملة - وهی فی فلسطین - فیبدو أنه لیس منها وإنما هو نزیلها ، فأین بلده ومولده ومنشؤه؟ لا ندری! رحل فی طلب العلم ، وتجول فی البلاد ، ولقی المشایخ ، وأدرک الکبار کالشیخ المفید والمرتضی وغیرهما ، فقد رحل إلی بغداد ولبث بها فترة ، کما رحل إلی القاهرة ولبث بها ، وحج بیت الله الحرام وزار الحرمین الشریفین ودخل الطبریة وحلب وطرابلس - ویبدو أنه أقام بها ردحا من الزمن وألف بها جملة من کتبه - ودخل صیدا وصور وبها توفی فی یوم الجمعة ثانی (ثامن) ربیع الآخر سنة 449.

مکانته العلمیة والاجتماعیة :

کانت للکراجکی شخصیة علمیة متفوقة ومشارکة فی علوم عصره ، ومکانة اجتماعیة مرموقة ، وصفوه بشیخ الشیعة وفقیه الأصحاب ، ونحو ذلک.

وقد ترجم له کثیر من المؤرخین وأصحاب المعاجم والتراجم من المخالف والمؤالف ، وأطروه بکل جمیل وأثنوا علی علمه وثقافته.

ص: 368

أما الفریق الأول :

فمنهم الذهبی ، قال عنه فی تاریخ الإسلام : (أبو الفتح الکراجکی شیخ الشیعة .. وکان من فحول الرافضة ، بارع فی فقههم وأصولهم ، نحوی ، لغوی ، منجم ، طبیب ، رحل إلی العراق ولقی الکبار کالمرتضی ...).

وقال فی سیر أعلام النبلاء : (شیخ الرافضة وعالمهم ، أبو الفتح محمد ابن علی ، صاحب التصانیف ...).

وقال فی العبر : (أبو الفتح الکراجکی .. رأس الشیعة وصاحب التصانیف .. وکان نحویا ، لغویا ، منجما ، طبیبا ، متکلما ، متفننا ، من کبار أصحاب الشریف المرتضی ...).

وقال فی تذکرة الحفاظ : (شیخ الرفض أبو الفتح محمد بن علی الکراجکی).

وقال عنه الصفدی فی الوافی بالوفیات : (شیخ الشیعة .. وکان من فحول الرافضة ، بارعا فی فقههم ، لقی الکبار مثل المرتضی ...).

ووصفه الیافعی فی (مرآة الجنان) بقوله : (رأس الشیعة ، صاحب التصانیف ، کان نحویا ، لغویا ، منجما ، طبیبا ، متکلما ، من کبار أصحاب الشریف المرتضی).

وأما الفریق الثانی :

فمنهم الشیخ منتجب الدین ابن بابویه فی (الفهرست) ، قال : (الشیخ العالم الثقة .. فقیه الأصحاب ...).

وأثنی علیه المحدث الحر العاملی فی (أمل الآمل) بقوله : (عالم

ص: 369

فاضل ، متکلم ، فقیه ، محدث ، ثقة ، جلیل القدر ..) (1).

وقال العلامة المجلسی رحمه الله ، فی بحار الأنوار 1 / 35 : (وأما الکراجکی فهو من أجلة العلماء والفقهاء والمتکلمین ، وأسند إلیه جمیع أرباب الإجازات ، وکتابه کنز الفوائد من الکتب المشهورة التی أخذ عنه جل من أتی بعده ، وسائر کتبه فی غایة المتانة) (2).

وأطراه المحدث القمی فی (الفوائد الرضویة) بقوله : (الشیخ الأجل الأقدم الأعلم الفاضل ، المتکلم ، الفقیه ، المحدث ، الثقة ، الجلیل القدر ، شیخ مشایخ الطائفة ...).

ووصفه السید الأمین فی أعیان الشیعة 46 / 160 ب : (الفقیه المتکلم والحکیم الریاضی ، وقد صنف فی الکل ...).

وقال العلامة المامقانی : (ومن لاحظ کتابه [کنز الفوائد] ظهر له غایة فضله وتحقیقه وتدقیقه وکمال اطلاعه علی المذاهب والأخبار ، وعلیک بمطالعته تماما إن شاء الله تعالی فإنه من نفائس الکتب).

وقال عنه المحقق التستری فی مقابس الأنوار : (الشیخ المحدث ، الفقیه ، المتکلم ، المتبحر ، الرفیع الشأن والمنزلة ، القاضی أبی الفتح .. وکان من أکابر تلامذة المرتضی والشیخ [الطوسی] والدیلمی ، والواسطی ، وروی عن المفید ...).

وقال الشیخ عبد الله نعمة فی مقدمة طبع کنز الفوائد : (وکان أبو الفتح الکراجکی من أبرز من تحملوا المسؤولیة فی هذا السبیل ، وکان الدور الذی قام بأعبائه مهما وخطیرا ، فقد قدر له أن یعیش فی هذا الثغر الشامی وفی الساحل اللبنانی ، لیقوم بترسیخ العقیدة الإسلامیة ، والحد من النزعة

ص: 370


1- (1) ومثله فی ریاض العلماء ولؤلؤة البحرین وروضات الجنات وفی سفینة البحار
2- 2. ومثله فی سفینة البحار.

الإسماعیلیة ، یوم کانت فلسطین ولبنان واقعة تحت نفوذ الدولة الفاطمیة ، وحین کانت الفکرة الإسماعیلیة الفاطمیة تعیش فی أکثر بقاعها.

وقد اختار الکراجکی مدینة طرابلس اللبنانیة قاعدة لانطلاقه وعمله ، حین کان أمراء بنی عمار الشیعة یتولون حکمها ، ویسیطرون علیها.

ومن هذه القاعدة - طرابلس - انطلق الشیخ الکراجکی یناظر ویجادل ویعلم ، بکل ما یملک من طاقة علمیة وفکریة ، وصمد فی وجه الموجة الإسماعیلیة العارمة ، واستطاع أن یحد من نشاطها ، حتی انحسرت عن أکثر هذه المنطقة ، وحلت مکانها الفکرة الشیعیة الإمامیة ، وأصبحت مذهب الأکثریة لسکان المناطق الساحلیة فی ذلک العهد.

وشمل فی نشاطه مقاومة سائر المخالفین ، کالمعتزلة والأشاعرة ، وأهل الدیانات الأخری ، کالیهود والنصاری والبراهمة وسواهم ، کما یبدو ذلک من کتبه والفصول التی أدرجها فی کتابه (کنز الفوائد).

کل ذلک بفضل جهوده المتواصلة ، وبما کان یملکه من شدة المعارضة وروح الجدل ، ووفور : العلم ، وعمق الملاحظة ، وتنوع الثقافة ، وقوة الحجة ، وبما کان یتمتع به من وعی وإدراک ، ومن حیویة وحرکة وصبر وعمل دائب.

مشایخه فی الفقه والکلام والحدیث وغیرها :

1 - أبو العباس أحمد بن إسماعیل بن عنان الحلبی.

2 - الشریف أبو منصور أحمد بن حمزة الحسینی العریضی.

3 - أبو سعید أحمد بن محمد بن أحمد المالینی الهروی.

ترجم له الخطیب فی تاریخ بغداد 4 / 371 وأرخ وفاته سنة 412 ، قال : (وکان ثقة صدوقا متقنا خیرا صالحا).

4 - القاضی أبو الحسن أسد بن إبراهیم بن کلیب السلمی الحرانی ،

ص: 371

نزیل بغداد ، مترجم فی بغیة الطلب : 1551.

5 - أبو الصلاح الحلبی تقی الدین بن نجم.

6 - أبو عبد الله الحسین بن عبد الله بن کامل الطرابلسی.

7 - أبو عبد الله الحسین بن عبید الله بن علی ابن الواسطی.

ترجم له فی لسان المیزان 2 / 298 ، قال : (من رؤوس الشیعة ، یشارک المفید فی شیوخه ، ومات قبل 420).

8 - أبو عبد الله الحسین بن محمد بن أحمد القمی.

9 - أبو عبد الله الحسین بن محمد بن علی الصیرفی البغدادی.

10 - أبو یعلی سلار بن عبد العزیز الدیلمی.

11 - الشریف أبو الحسن طاهر بن موسی بن جعفر الحسینی.

12 - أبو محمد عبد الله بن عثمان بن حماس.

13 - أبو الحسن علی بن أحمد اللغوی ، المعروف بابن زکار.

14 - أبو الحسن علی بن الحسن بن منده.

15 - الشریف المرتضی علم الهدی أبو القاسم علی بن الحسین الموسوی البغدادی.

16 - الشریف أبو الحسن علی بن عبد الله بن حمزة.

17 - أبو الحسن علی بن محمد السباط البغدادی.

18 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن علی بن الحسن ابن شاذان القمی.

19 - شیخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسی.

20 - أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصیداوی.

21 - الشریف أبو عبد الله محمد بن عبید الله الحسین بن طاهر

ص: 372

الحسینی.

22 - أبو المرجی محمد بن علی بن أبی طالب البلدی.

23 - القاضی أبو الحسن محمد بن علی بن محمد بن صخر الأزدی البصری الضریر ، المتوفی سنة 443.

24 - معلم الأمة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الشیخ المفید البغدادی.

25 - أبو القاسم هبة الله بن إبراهیم بن عمر الصواف.

26 - الشریف یحیی بن أحمد بن إبراهیم طباطبا الحسنی.

تلامذته :

لم تشر مصادر التراجم إلا إلی قلة من تلامذته ، وهم :

1 - أبو جعفر محمد بن علی بن المحسن الحلبی.

2 - الشیخ عبد العزیز ابن البراج.

3 - ریحان بن عبد الله الحبشی.

4 - شمس الإسلام الحسن بن الحسین بن بابویه حسکا القمی.

5 - ظفر بن الداعی مهدی العلوی الأسترآبادی.

6 - المفید عبد الرحمن بن أحمد بن الحسین الخزاعی النیسابوری.

7 - الحسین بن هبة الله بن رطبة.

الجدول الزمنی لتجوله ونشاطاته :

سنة 399 (1) کان بمیاقین فی شمال العراق ویبدو أنه کان فی طریقه إلی

ص: 373


1- 1. کنز الفوائد 1 / 333.

بغداد.

سنة 407 (1) کان بمصر.

سنة 410 (2) کان بالرملة.

سنة 412 (3) فی جمادی الآخرة کان بالرملة.

سنة 412 (4) کان بمکة المکرمة.

سنة 416 (5) کان بالرملة.

سنة 418 (6) کان بصور.

سنة 424 (7) کان بالقاهرة.

سنة 426 (8) کان بمصر.

سنة 436 (9) کان بطرابلس.

سنة 441 (10) کان فی صیدا.

* * *

ص: 374


1- 1. کنز الفوائد 1 / 332 ، التعریف : 21 و 27.
2- 2. کنز الفوائد 2 / 134 ، التعریف : 7.
3- 3. کنز الفوائد 2 / 120.
4- 4. التعریف : 16.
5- 5. کنز الفوائد 1 / 385.
6- (9)
7- 7. کنز الفوائد 1 / 353.
8- 8. کنز الفوائد 1 / 332.
9- 9. التعریف : 8.
10- (13)

بسم الله الرحمن الرحیم

رسالة فی فهرست مصنفات الشیخ أبی الفتح محمد بن علی بن عثمان الکراجکی الخیمی ، المتوفی 449 ، عملها بعض تلامذته من أولاد العلماء المعاصرین له ، وجدتها ضمن مجموعة برقم 6955 ، من مخطوطات المکتبة المرکزیة فی جامعة طهران ، فاستنسخت علیها لنفسی فی غرة جمادی الأولی سنة 1403 ، وهی :

ص: 375

ص: 376

[بسم الله الرحمن الرحیم]

فهرست الکتب التی صنفها الشیخ الفقیه أبو الفتح محمد بن علی بن عثمان بن علی الکراجکی رضی الله تعالی عنه وأرضاه : الحمد لله ، وصلاته علی سیدنا محمد رسوله وعلی الطاهرین من آله وسلامه.

[الکتب الفقهیة]

1 - کتاب الصلوات (الصلاة) وهو : روضة العابدین ونزهة الزاهدین.

ثلاثة أجزاء ، فالجزء الأول فی ذکر الفرائض ، والثانی فی ذکر السنن ، والثالث فی ذکر التطوع الذی لیس بمسنون ، وما ورد فی الجمیع من علم وعمل ، یشتمل علی ثلاثمائة ورقة ، عمله لولده (1).

ص: 377


1- 1. جاء فی الذریعة 11 / 298 : إنه صنفه لولده موسی.

2 - الرسالة الناصریة فی عمل لیلة الجمعة ویومها.

عملها للأمیر ناصر الدولة رضی الله عنه بدمشق ، جزء واحد ، خمسون ورقة ، یشتمل علی ذکر المفروض والمسنون والمستحب (1).

3 - کتاب التلقین لأولاد المؤمنین.

صنفه بطرابلس ، جزء لطیف ، کراستان.

4 - کتاب التهذیب.

متصل بالتلقین ، صنفه بطرابلس ، یشتمل علی ذکر العبادات الشرعیة بقسم (بتقسیم) یقرب فهمه ویسهل ضبطه ، کثیر الفوائد ، جزء واحد ، سبعون ورقة.

5 - کتاب فی المواریث ، وهو : معونة الفارض علی استخراج سهام الفرائض.

فیه ذکر ما یستحقه طبقات الوراث والسبیل إلی استخراج سهامهم من

====

فی تهذیب تاریخ ابن عساکر 4 / 170 : الحسن بن الحسین بن عبد الله بن الحسین بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبی ، الأمیر ، المعروف بناصر الدولة وسیفها ، تولی إمرة دمشق فی أیام الملقب بالمستنصر بعد أمیر الجیوش الدزبری سنة 433 فلم یزل والیا بها إلی أن قبض علیه وسیر إلی مصر أول رجب سنة 440.

کان عند السید ابن طاووس وینقل عنه فی کتابه (جمال الأسبوع) باسم : عمل یوم الجمعة.

ص: 378


1- 1. الأمیر المظفر ناصر الدولة ذو المجدین أبو محمد الحسن بن الحسین بن حمدان ، ولی دمشق فی سنة 433.

غیر انکسار ، کتاب مفید ، صنفه بطرابلس لبعض الإخوان ، جزء واحد ، ستون ورقة (1).

6 - کتاب المنهاج إلی معرفة مناسک الحاج.

وهو منسک کامل یشتمل علی فقه وعمل وزیارات ، جزء واحد یزید علی مائة ورقة ، صنفه للأمیر صارم الدولة رحمه الله ، یحج به.

7 - کتاب المقنع للحاج والزائر.

سأله القائد أبو البقاء فور بن نزال ، جزء لطیف.

8 - المنسک العصی.

أمره بعمله الأمیر صارم الدولة وعصره ذو الفخرین بطبریة ، قد ذاع فی الأرض نسخه.

9 - منسک لطیف فی مناسک النسوان.

أمر بعمله الأمیر صارم الدولة ، حرس الله مدته.

10 - کتاب نهج البیان فی مناسک النسوان.

أمر بعمله الشیخ الجلیل أبو الکتائب أحمد بن محمد بن عمار ، رفع الله

ص: 379


1- 1. مخطوطتان من کتاب المعونة فی الإرث فی مکتبة المسجد الأعظم فی قم ، فی المجموعة 627 والمجموعة 631 ، ذکرتا فی فهرسها ص 464 و 465 ، وهو إما هذا الکتاب ، أو هو تألیف سالم بن بدران المصری ، فإنه أیضا له کتاب (المعونة فی الفرائض) مذکور فی الذریعة.

درجته ، فصنفه بطرابلس ، وهو خمسون ورقة.

11 - کتاب الاستطراف ، فی ذکر ما ورد فی الفقه فی الأنصاف.

وهو معنی غریب لم یسبق إلی مثله ، یتضمن ما اختص بذکر النصف فی الفقه ، صنفه للقاضی أبی الفتح عبد الحاکم.

12 - مختصر کتاب الدعائم للقاضی النعمان.

وهو من جملة فقهاء الحضرة!

13 - کتاب الاختیار من الأخبار.

وهو اختصار کتاب (الأخبار) للقاضی النعمان ، یجری مجری اختصار الدعائم (1).

14 - کتاب ردع الجاهل وتنبیه الغافل.

وهو نقض کلام أبی المحاسن المعری الذی طعن به علی الشریف المرتضی رحمه الله ، فی المسح علی الرجلین ، عمل بطرابلس (2).

====

مختصر تاریخ دمشق 25 / 3. الجواهر المضیئة 3 / 495.

ص: 380


1- 1. (الأخبار) للقاضی نعمان المصری ، المتوفی سنة 363 ، طبع فی قم فی ثلاث مجلدات سنة 1409 باسم : شرح الأخبار.
2- 2. القاضی أبو المحاسن المفضل بن محمد بن مسعر التنوخی المعری المعتزلی الحنفی ، المتوفی سنة 442 ، له رسالة فی غسل الرجلین ووجوبه! ناب فی القضاء بدمشق وولی قضاء بعلبک.

15 - البستان فی الفقه.

وهو معنی لم یطرق ، وسبیل لم تسلک ، قسم فیه أبوابا من الفقه ، وفرع کل فرع (فن) منها حتی حصل کل باب شجرة کاملة ، یکون نیفا وثلاثین شجرة ، صنفه للقاضی الجلیل أبی طالب عبد الله بن محمد بن عمار ، أدام الله سلطانه ، وکبت شانئیه وأعداءه.

16 - کتاب الکافی فی الاستدلال علی صحة القول برؤیة الهلال.

عمله بمصر ، نحوا من مائة ورقة.

ومن الکتب الکلامیة

17 - نقض رسالة فردان بعد (1) المروذی فی الجزء.

أربعون ورقة.

18 - کتاب غایة الإنصاف فی مسائل الخلاف.

یتضمن النقض علی أبی الصلاح الحلبی رحمه الله (2) فی مسائل خالف (خلف) بینه وبین المرتضی ، نصر فیها رأی المرتضی ، ونصر والدی رحمه الله ،

ص: 381


1- 1. کذا.
2- 2. أبو الصلاح تقی الدین بن نجم الحلبی ، من أعیان فقهاء الشیعة ومتکلمیهم فی القرن الخامس ، له کتاب (الکافی فی الفقه) طبع فی قم سنة 1403.

وأبی (1) المستفید رضی الله عنهم.

19 - کتاب حجة العالم فی هیئة العالم.

هذا کتاب یتضمن الدلالة علی أن شکل السماوات والأرض کشکل الکرة ، وإبطال مقال من خالف فی ذلک ، جزء لطیف.

20 - کتاب ذکر الأسباب الصادة عن معرفة الصواب.

جزء لطیف.

21 - رسالة نعتها ب : دامغة النصاری.

وهی نقض کلام أبی الهیثم النصرانی فی ما رام تثبیته من الثالوث والاتحاد ، جزء واحد.

22 - کتاب الغایة فی الأصول.

نجز منه القول فی حدوث العالم وإثبات محدثه.

23 - کتاب ریاضة العقول فی مقدمات الأصول.

جزء لطیف ، لم یتم.

ص: 382


1- 1. کذا.

24 - کتاب المراشد ، المنتخب من غرر الفوائد.

یتضمن تفسیر آیات من القرآن ، مائتا ورقة (1).

25 - جواب رسالة الأخوان (الأخوین).

یتضمن الرد علی الأشعریة وإفساد أقوالهم وطعنهم علی الشیعة ، ستون ورقة.

ومن الکتب فی الإمامة

26 - کتاب عدة البصیر فی حج یوم الغدیر.

هذا کتاب مفید یختص بتثبیت إمامة أمیر المؤمنین صلوات الله علیه من النص علیه فی یوم الغدیر ، جزء واحد ، مائتا ورقة ، بلغ الغایة فیه حتی حصل فی الإمامة کافیا للشیعة فی هذه المسألة ، عمله بطرابلس للشیخ الجلیل أبی الکتائب عمار ، أطال الله بقاءه.

27 - کتاب التعجب فی الإمامة من أغلاط العامة.

هذا کتاب جمع فیه بین أقوالهم المتناقضة الشاهدة بمذاهبهم الفاسدة ، نحو من المائة ورقة (2).

ص: 383


1- 1. غرر الفوائد ودرر القلائد هو أمالی المرتضی علم الهدی قدس الله نفسه.
2- 2. نسخة منه فی المکتب الهندی فی لندن ، ضمن المجموعة 471 ، کتبت سنة 1154.

28 - کتاب الإستبصار فی النص علی الأئمة الأطهار.

هذا کتاب یتضمن ما ورد من طریقی الخاصة والعامة من النص علی أعداد الأئمة صلوات الله علیهم ، جزء لطیف (1).

29 - کتاب معارضة الأضداد باتفاق الأعداد.

فی فن من الإمامة ، جزء لطیف.

30 - المسألة القیسرانیة.

فی تزویج النبی (ص) عائشة وحفصة ، جزء لطیف.

====

وفی مکتبة ملک فی طهران ، فی المجموعة رقم 1236 / 2. وبأول المجموعة 1535 ، ذکرتا فی فهرسها 5 / 250 و 285.

وفی مکتبة تربیت فی تبری�3. رقم 64.

وفی مکتبة الإمام الرضا (ع) ، برقم 4. کتبت سنة 986 ، وأخری فیها فی المجموعة 13559.

وفی مکتبة المرعشی ، فی المجموعة 67.

ومکتبة الوزیری فی یزد ، فی المجموعة 1628.

وفی جامعة طهران فی المجموعة 7. وأخری فیها فی المجموعة 3205 کتبت سنة 1015 ، ذکرتا فی فهرسها 11 / 2160.

وطبع طبعة حجریة ملحقا بکتاب کنز الفوائد سنة 1322.

9. منه مخطوطة فی مکتبة المجلس فی طهران ، فی المجموعة 4566 ، کتبت سنة 960.

وفی مکتبة المرعشی ، فی المجموعة 3694.

وطبع فی النجف سنة 1346 باسم : الاستنصار ، وطبع بها مرة ثانیة سنة 1356 مع (مقتضب الأثر) للجوهری.

ص: 384


1- وأخری فی مکتبة المجلس بطهران ، رقم 1. ذکرت فی فهرسها 4 / 133.

31 - المسألة التبانیة.

فی فضل أمیر المؤمنین صلی الله علیه علی جمیع البریة سوی سیدنا رسول الله (ص) (1).

32 - مختصر کتاب (التنزیه) تصنیف المرتضی رحمه الله.

نجز منه ذکر الأنبیاء وبقی ذکر الأئمة صلوات الله علیهم (2).

33 - کتاب الانتقام ممن غدر بأمیر المؤمنین (ع).

وهو النقض علی ابن شاذان الأشعری فی ما أورده فی آیة الغار ، لم یسبق إلی مثله (3).

34 - کتاب الفاضح.

فی ذکر معاصی المتغلبین علی مقام أمیر المؤمنین صلوات الله علیه ، لم یتم.

ص: 385


1- 1. لعله التفضیل کما یأتی ، وفی الذریعة 11 / 227 : النباتیة.
2- 2. کتاب (تنزیه الأنبیاء والأئمة) للشریف المرتضی علم الهدی علی بن الحسین الموسوی ، المتوفی سنة 436 ، شیخ أبی الفتح الکراجکی ، مطبوع.
3- 3. ابن شاذان الأشعری ، هو أبو علی الحسن بن أحمد ، من أعلام بغداد (337 - 426) ، وللشیخ الطوسی أیضا النقض علیه فی مسألة الغار ، ولعل الکراجکی کان أسبقهما تألیفا ، ولذا قیل : لم یسبق إلی مثله.

ومن الکتب النجومیة وما یتعلق بها

35 - کتاب مزیل اللبس ومکمل الإنس.

36 - کتاب نظم الدرر فی مبنی الکواکب والصور.

وهو کتاب لم یسبق إلی مثله ، یتضمن ذکر أسماء الکواکب المسماة علی ما نطقت به العرب وأهل الرصد.

37 - کتاب إیضاح السبیل إلی علم أوقات اللیل.

هذا الکتاب یتضمن ذکر المنازل الثمانیة والعشرین وکواکبها ، ومواقع بعضها من بعض ، وصورها ، والإرشاد إلی معرفتها ، والاستدلال علی أوقات اللیل بها ، وهو کثیر المنفعة ، جزء واحد ، مائتا ورقة.

38 - کتاب فی الحساب الهندی وأبوابه ، وعمل الجذور والمکعبات المفتوحة والصم.

ومن الکتب المختلفة

39 - العیون فی الآداب.

ص: 386

40 - کتاب معدن الجواهر وریاضة الخواطر.

یتضمن من الآداب والحکم ومما یروی عن رسول الله (ص) (1).

41 - ریاض الحکم.

وهو کتاب عارض به ابن المقفع.

42 - کتاب موعظة العقل (العقلاء) للنفس.

عملها لنفسه ، نحو من الکراستین.

43 - کتاب التعریف بوجوب حق الوالدین.

عملها لولده ، کراسة واحدة (2).

====

ونشره صدیقنا العلامة السید أحمد الحسینی فی مجلة (الهادی) الصادرة فی قم ، وطبعه بمفرده فی قم سنة 1394.

وترجمه المحدث الجلیل الشیخ عباس القمی رحمه الله ، إلی الفارسیة باسم : نزهة النواظر ، وطبع سنة 1339 و 1357 و 1367.

5. مخطوطة منه فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، بأول المجموعة رقم 2125.

وأخری فی مکتبة المرعشی العامة فی قم ، فی المجموعة 6. کتبت سنة 1065.

وأخری فی مکتبة مدرسة المطهری فی طهران ، رقم 3881 / 6 ، کتبت سنة

ص: 387


1- 1. مخطوطتان منه فی مکتبة المرعشی ، فی المجموعة رقم 1126 ، کتبت سنة 902 ، ورقم 5681 ، تاریخها سنة 1100.
2- ومخطوطتان منه فی مکتبة الإمام الرضا (ع) فی مشهد ، فی المجموعة رقم 2. کتبت سنة 986 ، من الورقة 136 - 193 ، ورقم 2152 ، تاریخها سنة 1082.

44 - کتاب إدکار الإخوان بوجوب (حق) حقوق الإیمان.

أنفذها إلی الشیخ الأجل أبی الفرج البابلی ، کراسة.

45 - نصیحة الإخوان.

أنفذها إلی الشیخ أبی الیقظان أدام الله تعالی تأییده.

46 - کتاب التحفة فی الخواتیم.

جزء لطیف.

47 - الرسالة العلویة.

فی فضل أمیر المؤمنین صلی الله علیه علی سائر البریة سوی سیدنا رسول الله صلی الله علیه (وآله) ، عملها للشریف أبی طالب ، جزء لطیف (1).

48 - کتاب الجلیس.

هذا کتاب لم یسبق إلی مثله ، عمله کالروضة المنثورة ، ضمنه من سیر الملوک وآدابهم ، وتحف الحکماء وطرفهم ، ومن ملح الأشعار والآداب ، ما یستغنی به عن المجموعات وغیرها ، لم یصنف مثله ، بالجملة یکون

====

حققه المحدث الأرموی وطبعه فی طهران سنة 1370 باسم : حقوق الوالدین ، وطبع سنة 1371 فی طهران مع کتاب (قرة العین) ترجمته الفارسیة للشیخ ذبیح الله المحلاتی.

3. لعل هذا هو کتاب (التفضیل) المطبوع.

ص: 388


1- 1. ذکرت فی فهرسها 3 / 248 باسم : بر الوالدین.

خمسة أجزاء خمسمائة ورقة.

49 - کتاب انتفاع المؤمنین بما فی أیدی السلاطین.

حدا علی عمله الإخوان - حرسهم الله - بصیدا.

50 - کتاب الأنیس.

یکون نحوا من ألفی ورقة ، جعله مبوبا فی کل فن ، لم یسبق إلی مثله ، مات رحمه الله ، ولم یبلغ غرضه من تصنیفه.

ومن الأنساب

51 - مختصر کتاب ابن خداع للشریف رحمه الله.

فی ذکر المعقبین من ولد الحسن والحسین صلوات الله علیهما (1).

====

وخداع اسم امرأة ربت جده الحسین بن جعفر بالحجا�2. فغلب علیه اسمها ، وأول من هاجر إلی مصر جده الحسین أو أبو جده جعفر بن أحمد ، کما فی لباب الأنساب : 612.

له کتاب : المعقبین - أو ذکر المعقبین - من ولد الحسن والحسین ، وهو الذی لخصه الکراجکی ، وله : أخبار آل أبی طالب ، أرخ أخبارهم إلی سنة 3. وله : المبسوط.

ذکره النسابة العمری فی (المجدی) ص 146 وقال : وکان أبو القاسم النسابة ذا فضل ، وجمع من الحدیث قطعة جیدة ، وبرع فی النسب ، وکان ثقة.

وله ترجمة فی (تاریخ مدینة دمشق) لابن عساکر ، وأعیان الشیعة 5 / 5. ومنیة الراغبین فی طبقات النسابین - للسید عبد الرزاق کمونة النجفی ، المتوفی سنة 1390 - : 203 ، ومنه أخذنا مادة هذه الترجمة.

ص: 389


1- 1. ابن خداع النسابة الحسینی ، هو الشریف أبو القاسم الحسین بن جعفر بن الحسین ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن إسماعیل بن محمد بن عبد الله الباهر ابن الإمام زین العابدین (ع) ، نسابة مصر فی القرن الرابع ، ولد سنة 310 ، وکان حیا سنة 373.

52 - تشجیر.

فی ذکر المعقبین من ولد الحسن والحسین صلوات الله علیهما ، لم یسبق إلی مثله (1).

53 - کتاب الزاهر فی آداب الملوک.

عمله للأمیر صارم الدولة ذی الفضیلتین أدام الله علوه ، لم یسبق إلی مثله ، جزء لطیف (2).

54 - کتاب کنز الفوائد.

خمسة أجزاء ، عمله لابن عمه ، یتضمن أصولا من الأدلة ، وکلاما فی فنون مختلفة ، وتفاسیر آیات کثیرة ، ومختصرات عملها عدة ، وأخبارا سمعها مرویة من الآداب نظما ونثرا ، ونکتا مستحسنة ، تسلیة الرؤساء ، عملها للأمیر ناصر الدولة رضی الله عنه ، جزء لطیف (3).

55 - کتاب التأدیب.

عمله لولده ، جزء لطیف.

ص: 390


1- 1. وسماه ابن شهرآشوب فی معالم العلماء : المشجر.
2- 2. فی الذریعة 12 / 12 : الزاهد.
3- 3. طبع علی الحجر فی إیران سنة 1322 ، وطبع فی بیروت بتحقیق الشیخ عبد الله نعمة فی جزءین وحذف منه! وفیه عدة رسائل مختصرة للمؤلف تأتی أسماؤها.

56 - المجالس فی مقدمات صناعة الکلام.

أمر بعملها الأمیر صارم الدولة ذو الفضیلتین - حرس الله عمره - لما آثر الاطلاع فی هذا العلم ، نجز منها ثمانیة مجالس ولم یتم ، ولم یسبق إلی مثل ترتیبه.

57 - کتاب الإقناع عند تعذر الإجماع.

فی مقدمات الکلام ، لم یتم.

58 - کتاب الکفایة فی الهدایة.

فی مقدمات أصول الکلام ، لم یتم.

59 - کتاب الأصول فی مذهب آل الرسول (ع).

یتضمن الأخبار بالمذهب من غیر أدلة ، عملها للإخوان بصور فی سنة 481 ، جزء لطیف.

60 - مختصر البیان عن دلالة شهر رمضان.

یتضمن القول بالعدد فی معرفة العامل (1) الشهور ، وهو الکتاب المنقوض ، عمله بالرملة لقاضی القضاة ، جزء لطیف (2).

ص: 391


1- 1. کذا.
2- 2. حدث فی القرن الرابع بین أصحابنا رحمه الله فی أن شهر رمضان هل یلحقه النقص ، فربما کان 29 یوما أو هو ثلاثون یوما دائما ، فالفریق الأول یقال لهم : أصحاب الرؤیة ، والفریق الثانی یسمون أصحاب العدد ، وکان الکراجکی یقول بالعدد ، وألف کتابه هذا لنصرة هذا الرأی ، ثم عدل کغیره إلی القول بالرؤیة ، وألف کتاب وله ترجمة فی (تاریخ مدینة دمشق) لابن عساکر ، وأعیان الشیعة 5 / 466 ، ومنیة الراغبین فی طبقات النسابین - للسید عبد الرزاق کمونة النجفی ، المتوفی سنة 1390 - : 203 ، ومنه أخذنا مادة هذه الترجمة.

61 - جواب الرسالة الحازمیة.

فی إبطال العدد وتثبیت الرؤیة ، وهی الرد علی أبی الحسن ابن أبی حازم المصری ، تلمیذ شیخی رحمة الله علیه ، عقیب انتقالی (1) عن العدد ، أربعون ورقة.

62 - القول فی معرفة النبی (ص) بالکتابة وسائر اللغات.

عمل بالقاهرة لأبی الیقظان ، کراسة (2).

63 - الرسالة العامریة.

فی الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة ، أمر بعملها الأمیر قوام الدولة وإنفاذها إلی العامری القاضی ، جزء لطیف ، عملت بالقاهرة ، مختصرة.

64 - مختصر طبقات الوراث.

عمل للمبتدئین بطرابلس ، لطیف.

ص: 392


1- 1. کذا.
2- 2. سماه ابن شهرآشوب فی (معالم العلماء) : مسألة فی کتابة النبی (ص).

65 - الجدول المدهش.

سأله فی عمله سائل (1).

66 - الرسالة الصوفیة.

وهی فی خبر مظلوم ومراد ، سأل فی عملها بعض الإخوان.

67 - کتاب الإیضاح عن أحکام النکاح.

أمر بعمله الأمیر ذخر الدولة بصیدا فی سنة 441 ، یخرج فی جزء واحد فیه الخلاف بین الإمامیة والإسماعیلیة.

68 - رسالة التنبیه علی أغلاط أبی الحسین البصری.

فی (فصل فی ذکر الإمامة) ، لطیف (2).

69 - الکتاب الباهر فی الأخبار.

لم یتم.

====

وذکر فی 20 / 250 : المدهش ، للعلامة الکراجکی.

4. أبو الحسین البصری محمد بن علی بن الطیب ، شیخ الاعتزال ، المتوفی سنة 436 ، له : کتاب المعتمد ، وتصفح الأدلة ، وشرح الأصول الخمسة ، وغیرها.

ص: 393


1- 1. جعل شیخنا صاحب الذریعة رحمه الله ، کلمة (الجدول) من تتمة الکتاب السابق ، فقال فی 5 / 91 : الجدول فی طبقات الإرث ، للعلامة الکراجکی ، المتوفی سنة 449 ، عبر عنه فی فهرس تصانیفه بمختصر طبقات الإرث.
2- وقال فی 20 / 200 : مختصر طبقات الإرث لطیف الجدول! للعلامة الشیخ أبی الفتح محمد بن علی بن عثمان الکراجکی ...

70 - نصیحة الشیعة.

لم یتم.

71 - مسألة العدل فی المحاکمة إلی العقل.

72 - کتاب هدایة المسترشد.

لم یتم.

ویشتمل (کنز الفوائد) علی مختصرات عدة :

73 - منها : الذخر للمعاد فی صحیح الاعتقاد.

74 - منها : الإعلام بحقیقة إسلام أمیر المؤمنین (ع) [وأولاده الکرام] (1).

75 - منها : رسالة فی وجوب الإمامة (2).

76 - منها : التذکرة بأصول الفقه (3).

77 - منها : البرهان علی طول عمر صاحب الزمان (ع) (4).

ص: 394


1- 1. مدرج فی (کنز الفوائد) مطبوع فیه فی 1 / 257 ، وقد طبع فی العدد 21 من مجلة (تراثنا).
2- 2. مطبوع فی کنز الفوائد 1 / 321.
3- 3. مطبوع فی کنز الفوائد 2 / 15.
4- 4. مطبوع فی کنز الفوائد 2 / 114 ، وطبع مستقلا فی بیروت بتحقیق السید حسن التبریزی.

78 - منها : رسالة فی مسح الرجلین فی الوضوء (1).

79 - منها : التنبیه علی حقیقة البلاغة.

80 - منها : الإیضاح بین طریقی الزیدیة والإمامیة.

81 - ومجلس الکر والفر.

82 - ومنها : الکلام فی الخلا والملأ.

83 - منها : الرد علی الغلاة (2).

84 - منها : الرد علی المنجمین (3).

85 - منها : تفضیل الأنبیاء علی الملائکة (ع).

والحمد لله أولا وآخرا ، وصلاته علی خیرته من خلقه محمد وعلی الأئمة الطاهرین من عترته.

* * *

تم الفهرس ،

وهو تألیف بعض تلامیذ الکراجکی المختصین به

المطلعین علی خصوصیات أحواله.

ص: 395


1- 1. أظنه (القول المبین) المطبوع فی کنز الفوائد 1 / 151 ، وقد طبع فی العدد 19 من مجلة (تراثنا).
2- 2. لعله (الرسالة العامریة) المتقدمة برقم 63.
3- 3. لعله (حجة العالم) المتقدم برقم 19.

إستدراک

وللکراجکی کتب لم یرد ذکرها فی هذا الفهرست ، فلعله ألفها بعد هذا الفهرست ، وهی :

1 - الإبانة عن المماثلة ، فی الاستدلال لإثبات النبوة والإمامة (1).

2 - کتاب التفضیل (2).

====

وبأول المجموعة 3. من مخطوطات القرن الثالث عشر ، ذکرت فی فهرسها 16 / 473.

ومنه نسخة ضمن المجموعة رقم 4. فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران.

ومخطوطة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، رقم 1359 5. ، کتبت سنة 1098 ، ذکرت فی فهرسها 4 / 120.

6. مذکور فی لؤلؤة البحرین وأمل الآمل وریاض العلماء وروضات الجنات ، وذکر فی الذریعة 4 / 359 باسم : تفضیل أمیر المؤمنین (ع) ، وطبعه المحدث الأرموی رحمه الله ، فی طهران سنة 1370 بهذا الاسم.

أوله : (الحمد لله الذی عم خلقه امتنانا ، وشملهم إحسانا ، وصلواته علی سیدنا محمد رسوله ...).

وهو فی تفضیل أمیر المؤمنین (ع) علی غیره من سائر البریة ما عدا رسول الله (ص) ، أثبت ذلک بأدلة من الکتاب والسنة ، ولم یذکر له المتقدمون

ص: 396


1- 1. مذکور فی أمل الآمل وریاض العلماء والمصادر المتأخرة عنهما ، وفی الذریعة 1 / 57 رقم 289 : کتاب حسن لطیف ، لم یسبق إلیه ، أثبت فیه تساوی طریقی إثبات الإمامة الخاصة والنبوة الخاصة علی منکریهما ، فیفرض مجلسا فیه إمامی ومعتزلی ویهودی ، ویذکر الاحتجاج للنبوة علی الیهودی ، ومثله للإمامة علی المعتزلی. وذکره فی 1 / 501 باسم : إیضاح المماثلة ...
2- أقول : منه مخطوطتان فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، بأول المجموعة رقم 2. کتبت سنة 1016 ، ذکرت فی فهرسها 11 / 2160.

3 - الجواب عن ثلاث آیات (1).

4 - البیان عن اعتقاد أهل الإیمان (2).

====

ثانیهما : الرسالة العلویة فی فضل أمیر المؤمنین (ع) علی سائر البریة سوی سیدنا رسول الله (ص) ، المذکورة فی الفهرست برقم 47.

وأظن (التفضیل) هو هذا الکتاب الثانی ، أی (الرسالة العلویة) ، لأنه جاء فی الفهرست أن (الرسالة العلویة) عملها للشریف أبی طالب ، وفی خطبة (التفضیل) أو عز إلیه بعمل هذه الرسالة بقوله : سیدنا الشریف الجلیل نقیب الطالبیین أطال الله بقاءه ... خدمت حضرته.

وکذا فی نهایته ، قال : قد أوردت أطال الله بقاء سیدنا الشریف الجلیل نقیب الطالبیین.

فظهر أن (التفضیل) هو (الرسالة العلویة) ، و (الرسالة العلویة) قد طبعت باسم (التفضیل).

ومن مخطوطاته نسخة فی مکتبة مدرسة السید الگلپایگانی ، فی قم ، رقم 7. کتبها العلامة السید محمد بن محمد بن الحسن الحسینی ، الشهیر بابن قاسم العاملی العیناثی سنة 1057 ، علی نسخة کانت بخط الشهید الثانی - قدس الله نفسه - المستشهد سنة 965.

وهی المخطوطة التی کانت فی مکتبة المحدث الأرموی باسم (المعتمد) واعتمدها فی طبع الکتاب ، ثم انتقلت إلی مکتبة السید الگلپایگانی.

وقد رآها شیخنا صاحب الذریعة - قدس الله نفسه - عند المحدث الأرموی وذکره فی الذریعة 21 / 213 باسم (المعتمد فی الإمامة) للکراجکی ، اعتمادا علی ما جاء علی ظهر المخطوطة ، ثم بعد أن طبع کتاب (التفضیل) ظهر أنه لیس للکراجکی کتاب باسم (المعتمد) وإنما هو (الرسالة العلویة) المطبوع باسم (التفضیل).

(50) هو تفسیر ثلاث آیات سئل عنها فأجاب ، وأدرجه فی کنز الفوائد فی 1 / 286

وحیث بدأه ببسم الله وخطبته علمنا أنه من رسائله المستقلة المدرجة فی (الکنز).

12. مدرج فی کنز الفوائد 1 / 240.

ص: 397


1- کتابا بهذا الاسم ، وإنما له بهذا الصدد کتابان بغیر هذا الاسم :
2- أحدهما : المسألة التبانیة فی فضل أمیر المؤمنین صلی الله علیه علی جمیع البریة سوی سیدنا رسول الله (ص) ، المتقدم فی الفهرست برقم 31.

5 - دلیل النص بخبر الغدیر (1).

6 - شرح الإستبصار فی النص علی الأئمة الأطهار (2).

7 - شرح (جمل العلم والعمل) للشریف المرتضی علم الهدی.

8 - کتاب الوزیری.

9 - المزار.

10 - مختصر زیارة إبراهیم الخلیل (ع).

11 - أخبار الآحاد.

12 - مسألة فی کتابة النبی (ع).

13 - النوادر (3).

14 - رسالة فی جواب سؤال عن وجوب الحج وبعض علله ومناسکه (4).

15 - روضة العابدین (5).

16 - تهذیب المسترشدین (6).

ص: 398


1- 1. مدرج فی کنز الفوائد 2 / 84 ، ونشر فی مجلة (تراثنا) ، العدد 21 ، الخاص بالغدیر.
2- 2. کانت مخطوطة منه فی القرن الثانی عشر ، قال صاحب ریاض العلماء فی تعلیقته علی أمل الآمل ، ص 288 : (عندی منه نسخة) ، ومن هذا الکتاب إلی مسألة فی کتابة النبی (ص) ذکرها له ابن شهرآشوب فی معالم العلماء.
3- 3. ذکره له الشیخ منتجب الدین ابن بابویه فی فهرسته.
4- 4. مذکور فی روضات الجنات.
5- 5. ذکر فی ریاض العلماء 5 / 141 عن الکفعمی فی المصباح.
6- 6. ذکر فی ریاض العلماء 5 / 141 عن الشهید الثانی فی کتابه فی صلاة الجمعة ، وأظنه (هدایة المسترشد) المتقدم برقم 73 ، أو هو المتقدم فی الفهرست برقم 4 باسم : التهذیب.

17 - کتاب الفهرست (1).

18 - کتاب المنازل (2).

19 - کتاب المؤمن (3).

* * *

ص: 399


1- 1. کان عند السید ابن طاووس ونقل عنه فی الدروع الواقیة ، قال فی ص 248 : (وهذا جعفر بن أحمد [القمی] عظیم الشأن من الأعیان ، ذکر الکراجکی فی کتاب (الفهرست) أنه صنف مائتین وعشرین کتابا بقم والری) وذکره شیخنا ، فی الذریعة 16 / 393.
2- 2. ذکره الذهبی فی تاریخ الإسلام ، والصفدی فی الوافی بالوفیات ، کلاهما فی ترجمة الکراجکی.
3- 3. ذکره الذهبی فی تاریخ الإسلام ، والصفدی فی الوافی بالوفیات ، کلاهما فی ترجمة الکراجکی.

وهناک کتب للکراجکی نسبت إلیه بغیر أسمائها

وهی :

1 - مسألة فی العدد ، وعدم نقص شهر رمضان ، الذریعة 20 / 389.

هو الذی تقدم برقم 60 بعنوان (مختصر البیان عن دلالة شهر رمضان) ، یتضمن القول بالعدد ...

2 - کتاب النجوم ، الذریعة 24 / 78.

وللکراجکی عدة کتب فی النجوم : (مزیل اللبس) ، (نظم الدرر) (إیضاح السبیل) تقدمت بالأرقام 35 ، 36 ، 37 ، وله کتاب (الرد علی المنجمین) ضمن (کنز الفوائد) تقدم برقم 84.

3 - النصوص ، بحار الأنوار 1 / 18 ، الذریعة 24 / 179.

وهو کتاب (الإستبصار) المطبوع ، المتقدم برقم 28 ، کما نبه علیه فی (الذریعة) عند ذکره.

4 - نصیحة الشیعة ، الذریعة 24 / 182.

أظنه کتاب (نصیحة الإخوان) المتقدم برقم 45 ، أو هو (إدکار الإخوان بوجوب حقوق الإیمان) المتقدم برقم 44 ، أو هو (موعظة العقل للنفس) المتقدم برقم 42.

5 - الوصیة ، الذریعة 25 / 103.

لعله هو کتاب (التعریف بحقوق الوالدین) المتقدم برقم 43 وأنه عمله لولده ، کما نبه علیه فی الذریعة ، فقد کتبه یوصی به ابنه ، بدأه بقوله :

إعلم أیها الولد الحبیب البار ... وختمه بقوله : أن أجعل لک تذکرة ،

ص: 400

ولمن سواک تبصرة ...

أو هو کتاب (التأدیب) المتقدم برقم 55 وأنه عمله لولده.

6 - رسالته إلی ولده ، کما عبر عنه العلامة المجلسی فی بحار الأنوار 1 / 18.

وهذا أیضا لعله (التعریف) أو (التأدیب) المتقدمین.

* * *

ص: 401

مصادر ترجمته

1 - معالم العلماء - لابن شهرآشوب - : 118.

2 - الفهرست - لمنتجب الدین ابن بابویه - برقم 355.

3 - تاریخ الإسلام - للذهبی - : وفیات سنة 449 ، ص 236.

4 - سیر أعلام النبلاء 18 / 121.

5 - العبر 3 / 22.

6 - تذکرة الحفاظ 3 / 1127.

7 - الوافی بالوفیات - للصفدی - 4 / 130.

8 - مرآة الجنان - للیافعی - 3 / 70.

9 - لسان المیزان - لابن حجر - 5 / 300.

10 - شذرات الذهب - لابن العماد - 3 / 283.

11 - جامع الرواة 2 / 156.

12 - أمل الآمل 2 / 287 رقم 857.

13 - تعلیقة أمل الآمل - لصاحب (ریاض العلماء) - : 287.

14 - ریاض العلماء - لمیرزا عبد الله أفندی - 5 / 139.

15 - مقابس الأنوار - للتستری - : 9.

16 - لؤلؤة البحرین : 337.

17 - رجال السید بحر العلوم 3 / 302.

18 - روضات الجنات 6 / 209.

19 - خاتمة مستدرک الوسائل : 497.

ص: 402

20 - هدیة العارفین - لإسماعیل باشا - 2 / 70.

21 - الکنی والألقاب - للمحدث القمی - 3 / 108.

22 - الفوائد الرضویة - له - : 571 - 574.

23 - سفینة البحار - له - 2 / 409.

24 - تنقیح المقال - للعلامة المامقانی - 3 / 159 و 149 رقم 11134 و 11052.

25 - طبقات أعلام الشیعة - أعلام القرن الخامس - : 177.

26 - ریحانة الأدب 5 / 39.

27 - أعیان الشیعة - للسید الأمین - 9 / 400 و 46 / 160 من الطبعة الأولی.

28 - فهرست المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 3 / 2162 - 2166.

29 - مستدرکات علم الرجال - للنمازی - 7 / 238.

30 - معجم رجال الحدیث - للإمام الخوئی - 17 / 357.

31 - مفاخر إسلام 3 / 327 - 346.

32 - فلاسفة الشیعة : 496.

33 - مقدمة (کنز الفوائد) للشیخ عبد الله نعمة.

34 - موسوعة علماء المسلمین فی تاریخ لبنان الإسلامی - لعمر عبد السلام التدمری - 4 / 293 - 305.

35 - الحیاة الثقافیة فی طرابلس الشام - لعمر عبد السلام التدمری - : 329.

36 - الغدیر فی التراث الإسلامی (تألیفی) : 94 - 98.

37 - قاموس الرجال - للتستری - 8 / 300 من الطبعة الأولی.

ص: 403

38 - بروکلمن - الأصل - 1 / 354 والذیل 1 / 434.

39 - الأعلام - للزرکلی - 6 / 276.

40 - معجم المؤلفین 8 / 49 و 11 / 27.

41 - مصفی المقال : 374.

* * *

ص: 404

صورة

تحقیق : الشیخ هادی القبیسی

ص: 405

ص: 406

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذی عرفنا نفسه ، وألهمنا شکره ، ووفقنا لطاعته ، وهدانا إلی قبلته ، والصلاة والسلام علی خاتم رسله والأئمة من آله ، المنقذین من الضلال ، والهادین إلی الحق.

وبعد :

قال الإمام أبو جعفر الباقر (ع) : بنی الإسلام علی خمس : علی الصلاة ، والزکاة ، والحج ، والصوم ، والولایة ، الحدیث (1).

وقال علیه السلام لسلمان بن خالد : ألا أخبرک بالإسلام ، أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قال : بلی جعلت فداک ، قال : أما أصله فالصلاة ، وفرعه الزکاة ، وذروة سنامه الجهاد (2).

وقال أمیر المؤمنین علی (ع) فی وصیته للحسن (ع) : الله الله فی خیر

ص: 407


1- 1. الوسائل 1 / 13 باب 1 من أبواب مقدمات العبادات ح 1.
2- 2. الوسائل 1 / 14 باب 1 من أبواب مقدمات العبادات ح 3.

العمل فإنها عمود دینکم (1).

فأول الأعمال وخیرها وأساسها الصلاة التی تشکل العامل الأساسی فی رقی الروح ، وصفاء النفس ، وطهارة السریرة ، وعلو الدرجات ، کما قال النبی الأکرم (ص) :

(من حبس نفسه فی صلاة فریضة فأتم رکوعها وسجودها وخشوعها ثم مجد الله عزوجل ، وعظمه ، وحمده ، حتی یدخل وقت صلاة أخری لم یلغ بینهما ، کتب الله له کأجر الحاج المعتمر ، وکان من أهل علیین) (2).

فالصلاة من أجلی مصادیق تجسید العبودیة المتمحضة للمولی جل وعلا ، فکل فعل من أفعال الصلاة یعطی معنی من معانی العبدویة ، فالسجود من أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع والاستکانة ، والرکوع یظهر تواضع العبد واعترافه بعلو مرتبة ربه ، والقیام أیضا یذکر بالقیام بین یدی الله عزوجل ، وأنه أمام ملک جبار.

وکذا الحال فی التوجه إلی القبلة ، فإنه فی الحقیقة توجه إلی الله ، فلا بد أن یکون العبد متأدبا أمامه ، لأن التوجه بالبدن یهیئ القلب إلی الانقطاع لله تعالی ، لأنا إن لم نتوجه بقلوبنا وأبداننا یصرف الله وجه رحمته عنا.

ویؤیده قول الصادق (ع) : (إذا استقبلت القبلة فآیس من الدنیا وما فیها ، والخلق وما هم فیه ، واستفرغ قلبک عن کل شاغل یشغلک عن الله تعالی ، وعاین بسرک عظمة الله تعالی ، واذکر وقوفک بین یدیه ( یوم تبلو کل نفس ما أسلفت وردوا إلی الله مولاهم الحق ) ، وقف علی قدم الخوف والرجاء) (3).

ص: 408


1- 1. الفقیه 4 / 190 باب رسم الوصیة ح 5433.
2- 2. الفقیه 1 / 211 باب فضل الصلاة ح 642.
3- 3. مصباح الشریعة : 91.

ثم أنه وقع الخلاف بین علماء الإسلام فی کیفیة التوجه إلی القبلة ، وفی العلامات المؤدیة إلی جهتها.

فهده الرسالة معقودة لبیان هذا الغرض المهم.

وفی کل حقبة من الزمن تبرز شخصیات فذة عظیمة الشأن یشار إلیها بالبنان ، قد تجلت فیها المواهب الحمیدة ، والطبائع الکریمة ، والهمم العالیة ، والنفوس الزاکیة ، فعاشت برهة من الزمن وغابت أشخاصها عنا ، إلا أنها لا زالت تعیش فی قلوبنا وأفکارنا ، فی محافلنا وأقلامنا العلمیة ، بل فی کل کتاب وقرطاس ، وکأنها خلقت لأکثر من زمانها التی عاشت فیه.

ولیس ببعید هذا ، لأنها کرست کل جهودها وطاقاتها لخدمة المذهب الشریف والدین الحنیف ، فقد أنارت الدرب وخطت لنا نهجا نسیر علیه ، وحقا یقال : إنها عاشت لغیرها أکثر مما عاشت لنفسها.

ومن هؤلاء الأفذاذ شیخنا المترجم ، العالم الأوحد ، علم الأئمة الأعلام ، عضد الإسلام والمسلمین ، الشیخ حسین بن عبد الصمد بن محمد الجبعی العاملی الهمدانی ، نور الله مرقده.

ولا یسعنا المجال بهذا المختصر ذکر إنجازاته وخدماته فی الحقول العلمیة والعملیة ، بل نحیل القارئ الکریم إلی المصادر المعقودة لهذا الغرض.

وکما سیأتی أن مصنفاته کثیرة وفی کل فنون الإسلام.

فمن جملة مصنفاته هذه الرسالة التی بین یدیک عزیزی القارئ.

ص: 409

ترجمة المؤلف

المترجمون لشیخنا الجلیل کثیرون ، ولا أرید أن أستوعب حیاته الفذة ، لئلا یطول بنا المقام ، وإنما أذکرها علی سبیل الاختصار ، وقد وقفت قلیلا علی بعض النقاط المهمة فی حیاته قدس سره.

اسمه ونسبه :

هو الشیخ الجلیل بهاء الدین ، محمد بن الحسین بن عبد الصمد بن محمد بن علی بن الحسین بن محمد بن صالح الحارثی الهمدانی الجبعی العاملی ، نسبة إلی الحارث الهمدانی ، من خواص أمیر المؤمنین الإمام علی ابن أبی طالب (ع) (1).

ولادته ونشأته :

ولد فی بعلبک - وقال أبو المعالی الطالوی : إنه ولد بقزوین - عند غروب الشمس یوم الأربعاء ، لثلاث بقین من ذی الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسین وتسعمائة (2).

ثم انتقل به والده وهو صغیر إلی بلاد العجم ، فنشأ فی حجره بتلک

ص: 410


1- 1. أمل الآمل 1 / 155 ، سلافة العصر : 289 - 302 ، لؤلؤة البحرین : 16 ، روضات الجنات 7 / 56 ، الأعلام 6 / 102 ، أعیان الشیعة 9 / 234 ، ریاض العلماء 5 / 88.
2- 2. یقول المیرزا الأفندی رحمه الله ، فی ریاض العلماء 5 / 97 : ورأیت بخط بعض الأفاضل - نقلا عن خط البهائی - أن مولده سنة 951.

الأقطار المحمیة ، وأخذ عن والده وغیره من الجهابذة ، حتی أذعن له کل مناضل ومنابذ ، فلما اشتد کاهله ، وصفت له من العلم مناهله ، ولی بها شیخ الإسلام ، وفوضت إلیه أمور الشریعة الغراء ، علی صاحبها وآله الصلاة والسلام.

ثم رغب فی الفقر والسیاحة ، واستهب من مهاب التوفیق ریاحه ، فترک تلک المناصب ، ومال لما هو لحاله مناسب ، فقصد بیت الله الحرام ، وزیارة النبی وأهل بیته الکرام ، علیهم أفضل الصلاة والتحیة والسلام ، ثم أخذ بالسیاحة ، فساح ثلاثین عاما .. فإلی القدس مرورا بمصر ، وإلی الحجاز ثم حلب ، وإلی قزوین وغیرها من بلاد إیران ، ثم رجع إلی أصفهان محتداه ، وأوتی فی الدنیا حسنة وفی الآخرة حسنة ، واجتمع فی أثناء ذلک بکثیر من أرباب الفضل والحال ، ونال من فیض صحبتهم ما تعذر علی غیره واستحال ، ثم عاد إلی مسکنه أصبهان ، وهناک همی غیث فضله وانسجم ، فألف وصنف ، وقرط المسامع وشنف (1).

أسرته :

عاش شیخنا البهائی وسط أسرة علمیة ، شریفة ، کریمة ، عریقة ، حافلة بالمفاخر.

فوالده :

الشیخ عز الدین ، الحسین بن عبد الصمد بن محمد الحارثی الهمدانی

ص: 411


1- 1. سلافة العصر : 289 - 302 ، أمل الآمل 1 / 157 - 158 ، روضات الجنات 7 / 62 ، لؤلؤة البحرین : 22 ، أعیان الشیعة 9 / 239 ، ریاض العلماء 5 / 91 ، الأعلام 6 / 102.

الجبعی العاملی ، کان عالما ماهرا ، محققا ، مدققا ، متبحرا ، جامعا ، أدیبا ، منشئا ، شاعرا ، عظیم الشأن ، جلیل القدر ، ثقة ثقة ، من فضلاء تلامذة شیخنا الشهید الثانی رحمه الله ، له مناضرة لطیفة مع فضلاء حلب (1).

وجده :

الشیخ عبد الصمد بن محمد بن علی الجبعی العاملی ، کان فاضلا عالما ، وقد عبر عنه الحر فی ترجمة ولده الحسین ب : الشیخ الصالح ، العالم العامل ، المتقی المتفنن ، خلاصة الأخیار (2).

وجد أبیه :

وهو الشیخ شمس الدین محمد بن علی بن الحسین بن صالح الجبعی العاملی ، فاضل ، جد الشیخ حسین بن عبد الصمد العاملی ، وقد أثنی علیه الشهید الثانی رحمه الله فی إجازته لابن ابنه (3).

وعمه :

الشیخ نور الدین أبو القاسم علی بن الشیخ عبد الصمد بن الشیخ شمس الدین محمد الجبعی العاملی ، فاضل ، عالم ، جلیل ، فقیه شاعر ، من تلامذة الشهید الثانی قدس سره ، له رسالة (الدرة الصفیة فی نظم الألفیة)

ص: 412


1- 1. أمل الآمل 1 / 74 ، الأعلام 2 / 240 ، روضات الجنات 2 / 338 ، وقد طبعت فی قم سنة 1412 ه ، بتحقیق شاکر شبع ، ضمن منشورات مؤسسة قائم آل محمد ، عجل الله تعالی فرجه الشریف.
2- 2. أمل الآمل 1 / 109 ، ریاض العلماء 3 / 128 ، أعیان الشیعة 8 / 17.
3- 3. أمل الآمل 1 / 138 ، ریاض العلماء 5 / 48 ، تکملة أمل الآمل : 356.

للشهید الثانی ، التی ذکر فیها أنه من تلامیذه (1).

وأخوه :

الشیخ عبد الصمد بن الحسین بن عبد الصمد العاملی ، کان فاضلا جلیلا ، وقد صنف أخوه لأجله (الصمدیة) (2).

وزوجته :

الشیخة بنت الشیخ علی المنشار العاملی ، کانت عالمة ، فاضلة ، فقیهة ، کان فی جهازها یوم زفت إلی الشیخ البهائی کتب تامة فی فنون العلم ، وهی أربعة آلاف مجلد.

وکان أبوها شیخ الإسلام بأصبهان أیام السلطان شاه طهماسب الصفوی ، وکان قد جاء من الهند فی سفره الذی سافر بکتب کثیرة ، ولم یکن له غیر هذه البنت ، ولما مات انتقل کل ما کان عنده من الکتب والأملاک والعقار إلیها (3).

وأولاده :

المشهور أنه لم یعقب أولادا ، وقیل : أعقب بنتا ، یقول صاحب (الریاض) : وکان لها حفدة معاصرین لنا (4). والبعض یقول : إنه کان

ص: 413


1- 1. ریاض العلماء 4 / 114 ، أعیان الشیعة 8 / 262 ، تکملة أمل الآمل : 302.
2- 2. أمل الآمل 1 / 109 ، ریاض العلماء 3 / 123 ، أعیان الشیعة 8 / 16.
3- 3. ریاض العلماء 5 / 407 ، أعیان الشیعة 2 / 275.
4- 4. ریاض العلماء 5 / 94.

عقیما (1).

أقوال العلماء فیه :

قال السید علی خان المدنی فی (سلافة العصر) : علم الأئمة الأعلام ، وسید علماء الإسلام ، وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه ، وفحل الفضل الناتجة لدیه أفراده وأزواجه ، وطود المعارف الراسخ ، وفضاؤها الذی لا تحد له فراسخ ، وجوادها الذی یؤمل له لحاق ... إلیه انتهت رئاسة المذهب والملة ، وبه قامت قواطع البرهان ، فما من فن إلا وله فیه القدح المعلی ، والمورد العذب المحلی ، إن قال لم یدع قولا لقائل ، أو طال لم یأت غیره بطائل ... (2).

وقال الشهید الثانی فی إجازته له : ثم إن الأخ فی الله ، المصطفی فی الأخوة ، المختار فی الدین ، المرتقی عن حضیض التقلید إلی أوج الیقین ، الشیخ العالم الأوحد ، ذا النفس الطاهرة الزکیة ، والهمة الباهرة العلیة ، والأخلاق الزاهرة الإنسیة ، عضد الإسلام والمسلمین ، عز الدنیا والدین ، حسین بن الشیخ الصالح العالم العامل التقی ، خلاصة الإخوان ، الشیخ عبد الصمد بن الشیخ الإمام شمس الدین محمد ، المشتهر بالجبعی العاملی الهمدانی ، أسعد الله جده ، وکبت عدوه وضده ... (3).

وقال السید مصطفی التفریشی : جلیل القدر ، عظیم المنزلة ، رفیع الشأن ، کثیر الحفظ ، ما رأیت بکثرة علومه ووفور فضله ، وعلو مرتبته أحدا

ص: 414


1- 1. أعیان الشیعة 9 / 242 ، تکملة أمل الآمل : 447.
2- 2. سلافة العصر : 289 - 303 ، عنه فی أعیان الشیعة 9 / 234.
3- 3. لؤلؤة البحرین : 24 ، أعیان الشیعة 9 / 234.

فی کل فنون الإسلام کمن کان له فن واحد (1).

وقد أطراه جملة من العلماء الأعلام ، وقد أعرضنا عن ذکر مدیحهم لئلا یطول المقام.

أساتذته ومشایخه :

وهم کثیرون ، نذکر منهم :

1 - والده الشیخ حسین بن عبد الصمد العاملی.

2 - الشیخ عبد العالی الکرکی ، وهو ابن المحقق الکرکی.

3 - الشیخ عبد الله الیزدی ، وهو صاحب الحاشیة فی المنطق.

4 - الشیخ محمد بن محمد بن أبی اللطیف المقدسی الشافعی.

5 - علی المذهب المدرس ، أستاذه فی العلوم العقلیة والریاضیة.

تلامذته والرواة عنه :

کثیرون أیضا ، نخص منهم بالذکر :

1 - السید نظام الدین أحمد بن زین العابدین العلوی العاملی.

2 - السید حسین بن حیدر ابن السید عز الدین الکرکی.

3 - السید عبد الحسیب بن زین العابدین العلوی العاملی.

4 - السید نور الدین علی بن علی بن أبی الحسن الموسوی.

5 - الشیخ جعفر بن لطف الله العاملی.

ص: 415


1- 1. نقد الرجال : 303.

وفاته ومدفنه :

توفی سنة 1030 ه بأصفهان وصلی علیه تلمیذه المجلسی الأول بحشد من الفضلاء والناس ، ونقل إلی خراسان ، ودفن فی المشهد الرضوی فی بیته الذی کان عند رجلی الضریح المقدس (1).

وقال فی سلافة العصر : إنه توفی سنة 1031 (2) ، وقیل : إنه توفی سنة 1035 ه.

تصانیفه (3) :

وهی کثیرة جدا نذکر بعضها علی نحو الاستعراض :

الحدیث :

1 - شرح الأربعین حدیثا.

الفقه :

1 - الحبل المتین.

2 - رسالة فی ذبائح أهل الکتاب.

ص: 416


1- 1. ریاض العلماء 5 / 97 ، روضات الجنات 7 / 59 ، أعیان الشیعة 9 / 234 ، الأعلام 6 / 102.
2- 2. سلافة العصر : 289 - 302.
3- 3. أمل الآمل 1 / 155 - 157 ، الأعلام 6 / 102 ، ریاض العلماء 5 / 88 - 90 ، روضات الجنات 7 / 60 - 61 ، لؤلؤة البحرین : 20 - 22 ، أعیان الشیعة 9 / 144.

3 - رسالة فی الطهارة.

4 - الرسالة الاثنا عشریة فی الصلاة.

5 - رسالة فی الصوم.

6 - رسالة فی الزکاة.

7 - رسالة فی الحج.

8 - رسالة فی الکر.

الأصول :

1 - حاشیة شرح العضدی علی مختصر الأصول.

2 - الزبدة فی الأصول.

3 - لغز الزبدة.

الدرایة :

1 - رسالة فی الدرایة.

الرجال :

1 - حاشیة الخلاصة فی الرجال.

العقائد :

1 - رسالة مختصرة فی إثبات وجود صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف.

2 - رسالة فی تحقیق عقائد الشیعة فی الفروع والأصول ، مفصلا علی

ص: 417

اختصار.

التفسیر :

1 - حاشیة البیضاوی.

2 - رسالة فی شرح قول البیضاوی فی تفسیر قوله تعالی : ( فسحقا لأصحاب السعیر ) .

الأدعیة :

1 - مفتاح الفلاح.

2 - الحدیقة الهلالیة.

3 - شرح الصحیفة السجادیة ، الموسوم ب : حدائق الصالحین.

البلاغة والنحو والأدب :

1 - الکشکول ، کبیر.

2 - المخلاة.

3 - الصمدیة.

4 - حاشیة المطول.

5 - سوانح الحجاز ، فی شعره وإنشائه.

الفلک والهیئة والریاضیات :

1 - رسالة فی أن أنوار سائر الکواکب مستفادة من الشمس.

2 - رسالة الأصطرلاب ، سماها : الصحیفة.

ص: 418

3 - خلاصة الحساب.

4 - رسالة فی حل إشکالی عطارد والقمر.

5 - جهة القبلة.

نحن والرسالة :

وهی رسالة هیویة فقهیة ، تبحث عن أهم الموضوعات الفقهیة التی یتوقف علیها عمل المکلف ، وهو جهة القبلة ، طبق القواعد الهیویة ، مرفقة بشکل هندسی دقیق ذو زوایا قوائم وحواد ومنفرجات ، حاول فیها المصنف إثبات الجهة بطریقة علمیة متقنة ، مع استعراض لآراء فطاحل العلماء ، وإیراد الملاحظات علی تعریفاتهم ، وإثبات مدعاه بقوة علمیة کما ستری.

ثم إن کل من تعرض من العلماء لترجمة شیخنا رحمه الله ، عد هذه الرسالة من مصنفاته (1).

یقول العلامة البحاثة الشیخ آقا بزرگ الطهرانی رحمه الله :

جهة القبلة رسالة متوسطة ، تقرب من مائة وخمسین بیتا ، فی بیان المراد من الجهة وما فسرت به من السمت ، للشیخ البهائی ، المتوفی سنة 1031 ، أوله :

أما بعد الحمد والصلاة ، فیقول أقل العباد محمد ، المشتهر ... إن تحقیق حقیقة جهة القبلة التی یجب علی البعید تحصیلها والتوجه إلیها ، من المهمات (2).

ص: 419


1- 1. ریاض العلماء 5 / 90 ، روضات الجنات 7 / 61 ، أعیان الشیعة 9 / 244.
2- 2. الذریعة 5 / 301.

نسخ الرسالة :

1 - نسخة فی مکتبة آیة الله السید المرعشی النجفی قدس سره ، ضمن مجموعة رقم 104 ، کتبت سنة 1018.

2 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 3280 ، کتبت سنة 1117 ، ذکرت فی فهرسها 10 / 898.

3 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 3347 ، کتبت سنة 1090 ، ذکرت فی فهرسها 10 / 1147.

4 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 1805 ، ذکرت فی فهرسها 9 / 361.

5 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 2761 ، ذکرت فی فهرسها 9 / 163.

6 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 4471 ، کتبت سنة 1079 ، ذکرت فی فهرسها 12 / 151.

7 - نسخة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة رقم 4900 ، کتبت سنة 1079 ، ذکرت فی فهرسها 14 / 77.

8 - نسخة فی مکتبة فاضل فی خوانسار ، رقم 147 ، کتبت سنة 1062.

9 - نسخة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، ضمن مجموعة باسم الدستور ، رقم 2144 ، کتبت سنة 1079.

النسخ المعتمدة فی التحقیق :

اعتمدت فی عملی علی نسختین :

ص: 420

1 - نسخة محفوظة فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، ضمن مجموعة 4471 ، رقم الرسالة 16 ، مذکورة فی فهرست المکتبة 12 / 151 ، وفی نهایتها کتب : تمت فی 17 شعبان 1079 هجریة ، تقع هذه النسخة فی ثلاث صفحات ، کل صفحة تحتوی علی 25 سطرا ، بقیاس X 17 25 سم ، وقد رمزنا لها ب (م).

2 - نسخة محفوظة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، ضمن مجموعة کبیرة ، باسم : الدستور ، برقم 2144 ، والرسالة فی الورقة 97 منها ، مذکورة فی فهرست المکتبة 9 / 408 ، وعلی هامشها تعلیقة من المصنف أثبتناها فی موضعها ، وعلی هامشها فی موضعین کلمة (بلغ) التی تدل علی مقابلتها والعنایة بها ، وکتب فی نهایتها : تمت فی 17 شعبان 1079 ، والملاحظ أن هذا الانهاء یوافق إنهاء النسخة السابقة ، وهی فی صفحتین ، کل صفحة تحتوی علی 55 سطرا ، وقد رمزنا لها ب (ج).

منهجیة التحقیق :

اعتمدت عملیة التلفیق بین النسختین مشیرا إلی الاختلاف فی الهامش ، فکان عملی کالتالی :

1 - مقابلة النسختین والإشارة إلی الاختلاف فی الهامش.

2 - تقویم النص وتقطیعه إلی فقرات.

3 - تخریج الأحادیث الواردة من مصادرها الرئیسیة.

4 - تخریج الأقوال الفقهیة التی نقلها المصنف من مصادرها.

وفی الختام :

أقدم جزیل شکری إلی کل من آزرنی وساعدنی علی إخراج هذه

ص: 421

الرسالة بحلة لائقة ، وأخص بالذکر مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث.

والحمد لله أولا وآخرا ، وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.

هادی الشیخ حسن القبیسی العاملی

قم المقدسة

1414 ه

ص: 422

صورة

ص: 423

صورة

ص: 424

صورة

ص: 425

بسم الله الرحمن الرحیم

أما بعد الحمد والصلاة ،

فیقول أقل العباد محمد ، المشتهر ب : بهاء الدین العاملی ، عفا الله عنه : إن تحقیق حقیقة جهة القبلة ، التی یجب علی البعید تحصیلها ، والتوجه إلیها ، من المهمات ، لیکون المتوجه عارفا - فی الجملة - بحقیقة ما یتوجه إلیه ویستقبله.

وقد اختلف کلام فقهائنا - قدس الله أرواحهم - فی الکشف عنها ، وبیان ماهیتها ، مع أنه لا مریة لأحد فی أنها : (ما یکون العامل بالعلامات المقررة متوجها إلیها).

لکن ، لما لم یکن هذا القدر کافیا فی شرح حقیقتها - لکونه من قبیل تعریفها ب : (ما یجب استقباله فی الصلاة) وهو کالرد إلی الجهالة - لأن الغرض شرح حقیقة ذلک الشئ الذی یجب استقباله ، فلهذا لم یعول الفقهاء - رحمهم الله - علی تعریفها بذلک ، وأوردوا ما یشرح ماهیتها فی الجملة :

ص: 426

[1] فعرفها العلامة - طاب ثراه - فی المنتهی : ب (السمت الذی فیه الکعبة) (1).

وقد یفسر السمت هنا : بامتداد (2) معترض فی أحد جوانب الأفق.

[2] وعرفها فی التذکرة بأنها : (ما یظن أنه الکعبة حتی لو ظن خروجه عنها (3) لم تصح).

والظاهر أنه أراد (بما یظن أنه الکعبة) ما یظن اشتماله علیها ، ویؤیده قوله : (حتی لو ظن خروجه عنها).

[3] وعرفها شیخنا - قدس الله روحه - فی الذکری : ب (السمت الذی یظن کون الکعبة فیه) (4).

[4] وقال شیخنا المحقق علی - أعلی الله قدره (5) - فی شرح القواعد : (الذی ما زال یختلج بخاطری أن جهة القبلة هی : المقدار الذی شأن البعید أن یجوز علی کل بعض منه أن یکون هو الکعبة ، بحیث یقطع بعدم خروجها عن مجموعة) (6).

[5] وعرفها شیخنا الشهید الثانی - نور الله مرقده - فی شرح الشرائع : ب (القدر الذی یجوز علی کل بعض (31) منه کون الکعبة فیه ، ویقطع بعدم

====

7. فی المصدر : کل جزء.

ص: 427


1- 1. منتهی المطلب 1 / 218.
2- 2. فی هامش (ج) تعلیقة من المصنف رحمه الله ، هذا نصها : الظاهر أن المراد بالامتداد خط مستقیم ، فإنه هو المتبادر عند الاطلاق. (منه).
3- 3. تذکرة الفقهاء 3 / 7 ، وعنه فی مفتاح الکرامة 2 / 75.
4- 4. ذکری الشیعة : 162 ، وعنه فی مفتاح الکرامة 2 / 75.
5- 5. فی (م) : مقامه.
6- 6. جامع المقاصد 2 / 49.

خروجها عنه ، لأمارة یجوز التعویل علیها شرعا) (1).

[6] وعرفها بعضهم بأنها : (قوس من الأفق یجوز علی کل خط خارج من جهة الساجد (2) ، منتهیا إلیه أن یمر بالکعبة).

فهذه تعریفات (3) ستة للجهة.

وظنی أنه لا یسلم شئ منها من خلل ، کما ستحیط به خبرا.

[7] ولو عرفت بأنها (أعظم سمت یشتمل علی الکعبة قطعا أو ظنا ، بحیث تتساوی نسبة أجزائه إلی هذا الاشتمال من غیر ترجیح) لکان أقرب إلی السلامة ، کما ستعرفه إن شاء الله تعالی.

تمثیل (4) :

لنفرض دائرة أفقا من الآفاق العراقیة ، کالکوفة ، والمصلی علی مرکزها وهو نقطة (د).

وقد أدته الدلائل أو الأمارات إلی أن قبلة الکوفة فی جانب الجنوب ..

إما بالسفر منها إلی مکة وتدبر الطریق.

أو للعمل (5) بالأمارات المعروفة لأهل العراق ، کجعل الجدی علی المنکب الأیمن ، والمغرب والمشرق (6) علی الیمین والیسار ، ولنفرضه قاطعا أو ظانا وقوع الکعبة فی امتداد (ب - ج) (7) بحیث یجوز علی کل جزء منه

ص: 428


1- 1. مسالک الأفهام 1 / 221.
2- 2. فی (م) : المساجد.
3- 3. فی (م) : تفریعات.
4- 4. فی (م) کلمة غیر مقروءة.
5- 5. فی (م) : العمل.
6- 6. فی (م) : والمشرق والمغرب.
7- 7. فی (م) : ب - ح.

أن یکون فیه الکعبة ، ویقطع بعدم خروجها عن مجموعه (1).

فخط (ب - ج) هو السمت الذی هو عبارة عن جهة القبلة علی التعریفات الخمسة الأول ، والسابع.

فإذا استقبل المصلی أی جزء من أجزائه کان مستقبلا للقبلة ، سواء کان الخط الخارج من موضع سجوده منتهیا إلیه ، مقاطعا له علی قوائم کخط (د - ه) أو حواد ومنفرجات کخطی (د - ب) ، (د - ج).

ومن ثم حکموا باتساع الجهة واغتفار یسیر الانحراف ، وربما نزلوا ما یتراءی من التخالف بین علامات قبلة العراق ، علی ذلک.

وأما علی التعریف السادس : فسمت القبلة - أعنی جهتها - هو : قوس (ط - ی) ووجه عدم حمل الجهة فی التعریفات الأول علی هذا القوس ، ظاهر ، لظهور أن الکعبة غیر واقعة علی محیط الأفق الحقیقی ولا الحسی.

ولو أرید بالأفق ما ینصف الأرض فقط ، لم یلزم وقوعها علی محیطه أیضا ، وإنما یتحقق ذلک فی بلد یکون غایة میل أفقه عن أفق مکة بقدر ربع الدور.

ثم لا یخفی أن مرور الخط المذکور فی التعریف السادس بالکعبة إنما یتحقق فی موضع تکون الکعبة واقعة فوق أفقه ، فلا تغفل.

* * *

ص: 429


1- 1. لفظ (عن مجموعه) لم یرد فی (م).

فصل

اعترض شیخنا المحقق الشیخ علی - أعلی الله قدره - فی (شرح القواعد) علی تعریف (التذکرة) بأن البعید لا یشترط فی صحة صلاته ظن محاذاة الکعبة ، وبأن الصف المستطیل یحکم بخروج بعضهم عنها ، فیلزم بطلان صلاتهم ، وأظهر منه من یصلی بعیدا عن محراب النبی (ص) بأزید من مقدار الکعبة (1).

ثم إنه رحمه الله ، أرجع تعریف (الذکری) إلی تعریف (التذکرة) (2) ، وظاهر کلامه أنه حمل (السمت) فیه علی الخط المتوهم امتداده من المستقبل فی الصوب الذی یستقبله.

وهو کما تری.

والظاهر أن مراد العلامة ما ذکرناه قبیل هذا ، وأن المراد بالسمت فی تعریف (الذکری) : هو الامتداد المعترض ، لا الطولی.

وکیف یظن بهذین الشیخین - طاب ثراهما - القول بأن عین الکعبة قبلة للبعید؟! مع أنهما مصرحان فی کتبهما بخلافه ، بل لم یذهب أحد من علمائنا إلی ذلک ، وإنما هو مذهب بعض العامة (3).

====

أنظر : المجموع 3 / 207 و 4. فتح العزیز 3 / 242 ، شرح فتح القدیر 1 / 235 ، الکفایة 1 / 235 ، شرح العنایة 1 / 235 ، عمدة القاری 4 / 126 ، المغنی 1 / 491 - 492 و 519 ، نیل الأوطار 2 / 180.

ص: 430


1- 1. جامع المقاصد 2 / 48 باختلاف یسیر.
2- 2. حیث قال : (وما ذکره لا یکاد یخرج عن کلام التذکرة) أنظر : تذکرة الفقهاء 2 / 49.
3- 3. وهم : الجرجانی من الحنفیین وأحد قولی الشافعی.

توضیح :

الباعث علی اشتراط الشیخین - أعلی الله قدرهما - أن یجوز علی کل بعض من ذلک المقدار (1) أن یکون هو الکعبة ، المحافظة علی طرد التعریف ، لصدقه بدونه علی مقدار یقطع أو یظن عدم وقوع الکعبة فی بعض أجزائه ، کمجموع خط (ز - ح) فإنه یقطع بعدم خروج الکعبة عن مجموعه ، مع أنه لیس هو بمجموعه الجهة ، وإنما الجهة بعضه ، أعنی خط (ب - ج) (2) (فلا یجوز استقبال شئ من أجزاء خط (ز - ب) (3) ، ولا خط (ج - ح) ، وهذا ظاهر.

وأما سبب تقییدهما بالقطع بعدم خروج الکعبة عن مجموع ذلک المقدار ، فلأنه لولا هذا القید لصدق التعریف علی خط (ه - ج) (4) مثلا ، فإنه یجوز علی کل جزء منه أن یکون هو الکعبة ، مع أنه بعض الجهة لا نفسها ، فإن الجهة تبطل الصلاة بالخروج عنها ، ولیس خط (ه - ج) کذلک.

ومن هذا یظهر عدم مانعیة التعریف السادس ، لصدقه علی قوس (ک - ی) مثلا.

ونحن لما اعتبرنا فی التعریف الأخیر (أعظم سمت) سلم طرده من هذا الخدش.

* * *

ص: 431


1- 1. فی (م) : المقدر.
2- 2. فی (م) : ز - ب.
3- 3. ما بین القوسین لم یرد فی (م).
4- 4. فی (م) : ه - ح.

تتمة :

ثمرة تقیید شیخنا الشهید الثانی رحمه الله بقوله : (لأمارة یجوز التعویل علیها شرعا) إخراج الجهات الأربع للمتحیر.

وقد صرح - طاب ثراه - بذلک حیث قال : (احترزنا بالقید الأخیر عن فاقد الأمارات ، بحیث یکون فرضه الصلاة إلی أربع جهات ، فإنه یجوز علی کل جزء من الجهات الأربع کون الکعبة فیه ، ویقطع بعدم خروجها عنه ، لکن لا لأمارة شرعیة) (1). انتهی.

ومراده رحمه الله بالقطع المذکور : القطع بعدم خروج الکعبة عن مجموع أجزاء الجهات الأربع ، لا ما یعطیه ظاهر العبارة.

فإن قلت : کل واحدة من الجهات الأربع جهة القبلة فی حق المتحیر ، فکان الواجب إدراجها فی التعریف لا إخراجها.

قلت : لعله لما لم تبرأ الذمة بالتوجه إلی واحدة بعینها لم یجعلوها جهة ، فإن الجهة ما تبرأ الذمة من الاستقبال بالتوجه إلیها.

هذا ، وأنت خبیر بأن زیادته رحمه الله هذا القید علی تعریف المحقق الشیخ علی - أعلی الله قدره - کالتصریح بعدم سلامة طرده بدونه.

وظنی أنه - أعلی الله قدره - أراد بالمقدار : السمت ، علی ما مر تفسیره ، فلم یحتج إلی ذلک القید ، إذ لا قطع للمتحیر بعدم خروج الکعبة عنه.

* * *

ص: 432


1- 1. المسالک 1 / 221.

فصل

إذا حصل القطع بعدم خروج الکعبة عن سمت معین کسمت ز - ح مثلا ، وجوز علی کل بعض من أبعاضه - کخطوط ز - ب ، ب - ج ، ج - ح ، اشتماله علیها.

فلا یخلو :

إما أن یکون جمیع تلک الأبعاض متساویة الأقدام فی احتمال هذا الاشتمال من غیر ترجیح؟

أو یکون اشتمال بعضها - کامتداد (ب - ج) مثلا - أرجح فی ظنه عن سائر الأجزاء؟

وعلی الأول : لا ریب فی أن مجموع ذلک السمت هو الجهة فی حقه ، وأن ذمته تبرأ بالاستقبال أی بعض من الأبعاض شاء.

وأما علی الثانی ، فوجهان :

أحدهما : أن یکون حکمه کالأول من غیر تحتم استقبال الأجزاء الراجحة الاشتمال.

والثانی : أن یجب علیه تخصیص الاستقبال بتلک الأجزاء ، فلا تصح صلاته إلی الأجزاء المرجوحة الاشتمال.

وهذا هو الأصح ، لقبح التعویل علی المرجوح مع التمکن من الراجح ، ولقول الصادق (ع) فی موثقة سماعة : (تعمد القبلة جهدک) (1).

ص: 433


1- (1) الوسائل 4 / 308 باب 6 من أبواب القبلة ح 2 و 3 ، الکافی 3 / 284 ح 1 ،

ومن ثم ، حکموا بوجوب رجوع من فرضه التقلید - فی القبلة أو غیرها - إلی أعلم المجتهدین وأوثقهما (1).

وأنت خبیر بأن المستفاد من تعریفی الشیخین فی الشرحین هو الوجه الأول ، وللبحث فیه مجال واسع ، فلا تغفل.

إشارة (2) :

إشتراط (3) الشیخین - طاب ثراهما - فی الشرحین القطع بعدم خروج الکعبة عن ذلک المقدار ، موضع نظر.

فإنه یعطی أن : من لم یقدر علی تحصیل القطع المذکور ، بل جوز علی کل واحد من المقادیر الأربعة فی جوانب الأفق أن یکون فیه الکعبة ، لکن کان وقوعها فی واحد معین منها أرجح فی نظره من وقوعها (4) فیما عداه ، لم یکن (5) ذلک المقدار المظنون - وقوع الکعبة فیه - جهة فی حقه (6) : لأنه غیر قاطع بعدم خروج الکعبة عنه.

وهو کما تری.

والحق : أن کونه جهة (7) فی حقه مما لا ینبغی الامتراء

====

8. فی (م) : حجة.

ص: 434


1- التهذیب 2 / 46 ح 1. و 2 / 255 ح 1009 ، والاستبصار 1 / 295 ح 1089.
2- 2. فی (م) : وأوثقها.
3- 3. فی (م) کلمة غیر مقروءة.
4- 4. فی (م) : إشارة الشیخین.
5- 5. فی (م) : وقوعهما.
6- 6. (لم یکن) جزاء (من لم یقدر).
7- 7. فی (م) : جهة فی جهة.

فیه (1).

إیضاح :

قد ذکر علماؤنا - رضی الله عنهم - : أنه إنما یجوز التعویل فی تحصیل جهة القبلة علی الظن ، مع العجز عن العلم.

أما من کان قادرا علی تحصیل العلم بالجهة ، من غیر مشقة شدیدة ، عادة ، فلا یجوز له التعویل علی الظن ، وقد دلت علی ذلک صحیحة زرارة ، عن الباقر (ع) ، قال : (یجزی المتحیر (2) أبدا أینما توجه (3) إذا لم یعلم أین وجه القبلة) (4).

فإنها تعطی بمفهومها الشرطی (5) أن التحری - أعنی : الاجتهاد - إنما یجزی إذا لم یکن للمکلف طریق إلی العلم.

وبهذا یظهر أن تعریف (المنتهی) أقرب إلی الصواب من تعریفی (6) (التذکرة) و (الذکری) ، لشموله ما فیه الکعبة قطعا ، وما هی فیه ظنا لا غیر ، واختصاصهما (7) بالظن ، فیختل عکسهما بالجهة المقطوع کون الکعبة فیها.

ص: 435


1- 1. کتب فی هامش (ج) هنا : (بلغ).
2- 2. فی (ج) : التحری.
3- 3. لفظ (أینما توجه) لم یرد فی (ج).
4- 4. الوسائل 4 / 311 باب 8 من أبواب القبلة ح 2 ، الفقیه 1 / 179 ح 845.
5- 5. فی (م) : بمفهومها الشرعی.
6- 6. فی (م) : تعریف.
7- 7. فی (م) : واختصاصها.

تنبیه :

یظهر مما تلونا علیک سابقا : أن التعریفات الثلاثة - أعنی تعریف (1) : المنتهی ، والتذکرة ، والذکری - منتقضة الطرد بالسمت الذی یقطع بخروج الکعبة عن بعض أجزائه ، إذا قطع أو ظن اشتمال الأجزاء الأخر علیها.

کما أن الثانی والثالث منها (2) منتقضا العکس بالجهة المقطوع کون الکعبة فیها.

وأما تعریفا الشیخین فی الشرحین (3) : فقد لوحنا إلیک قبیل هذا بما یشیر إلی اختلالهما أیضا طردا ، وعکسا.

أما (4) الطرد : فبالسمت المقطوع عدم خروج الکعبة عنه ، إذا ترجح وقوعها فی بعض أجزائه علی الوقوع فی البواقی ، فإن الجهة إنما هی الأجزاء المظنونة الاشتمال علیها ، لا غیر.

وأما العکس : فبالسمت الذی یظن عدم خروج الکعبة عنه مع العجز عن تحصیل القطع بذلک.

وأما التعریف السادس : فهو وإن سلم طرده مما انتقض به طرد التعریفات الثلاثة ، الأول : من السمت المقطوع بخروج الکعبة عن بعضه ، کما سلم عکسه مما انتقض به عکس الثانی والثالث من الجهة المقطوع کون الکعبة فیها ، لکنه لم یسلم طرده من الانتقاض ببعض أجزاء الجهة ، وبما انتقض به

ص: 436


1- 1. فی (م) : تعریفات.
2- 2. فی (ج) : منهما.
3- 3. وهما : الشهید الثانی فی شرح الشرائع ، والکرکی فی شرح القواعد.
4- 4. فی (م) : وأما.

طرد تعریفی الشیخین - قدس الله روحهما -.

تبصرة :

قد استبان لک عدم سلامة شئ من التعریفات الستة من اختلال فی الطرد ، أو العکس ، أو فیهما معا.

فلنعد إلی التعریف السابع ، الذی اخترناه ، فنقول : إنما اعتبرنا فیه (أعظم سمت) لئلا ینتقض طرده ببعض أجزاء الجهة.

ولم نقتصر (1) علی الظن - کما فی تعریفی التذکرة والذکری - لئلا ینتقض عکسه بالسمت الذی یقطع بعدم خروج الکعبة عنه.

ولا علی القطع - کما فی تعریفی الشیخین (2) - لئلا ینتقض بالجهة المظنون کون الکعبة فیها ، عند العجز عن تحصیل القطع بذلک.

وأما قید الحیثیة ، فلإخراج سمت یکون اشتمال بعض أجزائه علی الکعبة أرجح ، إذ الحق : أن الجهة - حینئذ - لیست مجموع ذلک السمت ، بل بعضه ، أعنی : الأجزاء التی یترجح اشتمالها علی الکعبة ، بشرط تساوی نسبة الرجحان إلی جمیعها ، فلا یجوز للمصلی استقبال الأجزاء المرجوحة الاشتمال علیها ، خلافا للمستفاد من تعریفی الشرحین.

والله سبحانه أعلم (3) بحقائق الأمور.

هذا ما خطر بالبال ، الکثیر الاختلال ، مع ضیق المجال ، وتراکم الأشغال ، والحمد لله أولا وآخرا ، وباطنا وظاهرا (4).

ص: 437


1- 1. فی (م) : یقتصر.
2- 2. فی (ج) : الشرحین.
3- 3. فی (م) : علیم.
4- 4. ورد فی نهایة (م) و (ج) : تمت فی 17 شعبان تسع وسبعین وألف.

مصادر التحقیق

1 - أعیان الشیعة : للسید محسن الأمین ، دار التعارف ، بیروت.

2 - الإستبصار : للشیخ الطوسی ، دار الأضواء ، بیروت.

3 - الأعلام : لخیر الدین الزرکلی ، دار العلم للملایین ، بیروت.

4 - أمل الآمل : للحر العاملی ، مکتبة الأندلس - بغداد ، أفسیت منشورات المکتبة العامة للمرعشی النجفی ، قم.

5 - تذکرة الفقهاء : للعلامة الحلی ، مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، قم.

6 - تکملة أمل الآمل : للسید حسن الصدر ، منشورات المکتبة العامة للمرعشی النجفی ، قم.

7 - تهذیب الأحکام : للشیخ الطوسی ، دار الأضواء ، بیروت.

8 - جامع المقاصد : للمحقق الکرکی ، مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، قم.

9 - الذریعة : لاقا بزرگ الطهرانی ، دار الأضواء ، بیروت.

10 - الذکری : للشهید الأول ، مکتبة بصیرتی ، قم.

11 - روضات الجنات : للمیرزا باقر الخوانساری ، مؤسسة إسماعیلیان ، قم.

12 - ریاض العلماء : للمیرزا الأفندی ، مکتبة المرعشی النجفی ، قم.

13 - سلافة العصر : للسید علی خان المدنی ، المکتبة المرتضویة ، طهران.

14 - شرح العنایة : لمحمد بن محمود البابرتی ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

15 - شرح فتح القدیر : لکمال الدین محمد بن عبد الواحد ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

ص: 438

16 - عمدة القاری : لبدر الدین أبی محمد محمود بن أحمد العینی ، دار الفکر ، بیروت.

17 - فتح العزیز : لأبی القاسم عبد الکریم بن محمد الرافعی ، دار الفکر ، بیروت.

18 - الکافی : للکلینی ، دار الأضواء ، بیروت.

19 - الکفایة : لجلال الدین الخوارزمی الکرلانی ، دار إحیاء التراث العربی ، بیروت.

20 - لؤلؤة البحرین : للشیخ یوسف البحرانی ، مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، قم.

21 - المجموع : لأبی زکریا محیی الدین بن شرف النووی ، دار الفکر ، بیروت.

22 - مسالک الأفهام : للشهید الثانی ، مؤسسة البلاغ ، بیروت.

23 - المغنی : لموفق الدین وشمس الدین ابنی أبی قدامة ، دار الفکر ، بیروت.

24 - منتهی المطلب : للعلامة الحلی ، إیران.

25 - من لا یحضره الفقیه : للشیخ الصدوق ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین ، قم.

26 - نقد الرجال: للسید میر مصطفی التفریشی، انتشارات الرسول المصطفی ، قم.

27 - نیل الأوطار : لمحمد بن علی بن محمد الشوکانی ، دار الجیل ، بیروت.

28 - وسائل الشیعة : للحر العاملی ، مؤسسة آل البیت (ع) لإحیاء التراث ، قم.

* * *

ص: 439

من أنباء التراث

کتب صدرت محققة

* منتهی المقال فی أحوال الرجال ج 1 و 2.

تألیف : أبی علی الحائری ، الشیخ محمد بن إسماعیل المازندرانی (1159 - 1216 ه).

من الکتب الرجالیة المهمة ، مقسم إلی مقدمة وأصل وخاتمة ، ضمت المقدمة 5 مقدمات فرعیة ، والخاتمة 5 فوائد رجالیة ، أما الأصل فیذکر فیه المصنف أسماء الرجال مرتبة حسب الحروف الهجائیة ، ذاکرا فی کل ترجمة ملخص ما ذکره المیرزا محمد الأسترآبادی - المتوفی سنة 1028 ه - فی کتابه (منهج المقال) وملخص ما ذکره الشیخ محمد باقر بن محمد أکمل الوحید البهبهانی - المتوفی

سنة 1205 ه - فی تعلیقته علی (منهج المقال) ثم ما یضیفه من کلام أو تعلیق ، ویختم بما ذکره الشیخ محمد أمین الکاظمی فی کتابه (هدایة المحدثین) المعبر عنه ب : المشترکات.

مع إضافة بعض التراجم التی لم تذکر فی (المنهج) ولا فی (التعلیقة).

تم التحقیق اعتمادا علی 3 نسخ مخطوطة ومطبوعة ، وهی :

الأولی محفوظة فی خزانة مکتبة جامعة طهران ، ویحتمل أن یکون تاریخ کتابتها سنة 1194 ه.

والثانیة محفوظة فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، وهی بخط ولد المصنف ، تاریخ کتابتها سنة 1245 ه.

والثالثة مطبوعة حجریا لم یذکر علیها

هیئة التحریر

ص: 440

سنة الطبع ولا مکانها.

اشتمل الجزء الأول علی المقدمة وبدایة حرف الألف، فیما ضم الجزء الثانی تکملة حرف الألف ولغایة حرف الحاء، ومن المؤمل أن یصدر فی 9 أجزاء.

تحقیق ونشر : مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1416 ه.

* الإنتصار.

تألیف : الشریف المرتضی ، علم الهدی علی بن الحسین بن موسی الموسوی (355 - 436 ه).

من الآثار الجلیلة فی بیان الأحکام الشرعیة للمسائل الفقهیة فی جمیع أبواب الفقه المعتمدة لدی الشیعة الإمامیة ، المنفردة بها عن باقی المذاهب الإسلامیة ، والتی کانت سببا لتشنیع المخالفین لهم فی کونها خارجة عن الاجماع وتفتقد الدلیل والبرهان ، وبین آراء وفتاوی علماء الطائفة الخاصة بهذه المسائل ، وأثبت لبعضها ما یوافقها من أقوال فقهاء سائر المذاهب ، وأوضح للبعض الآخر حجتهم القاطعة وأدلتهم المعتمدة علی الکتاب والسنة.

سبق وأن طبع الکتاب أکثر من مرة.

تم تحقیقه اعتمادا علی أربع نسخ مخطوطة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة

التحقیق.

تحقیق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* خاتمة مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل ، ج 19 و 20.

تألیف : المیرزا الشیخ حسین النوری الطبرسی (1254 - 1320 ه).

تحتوی خاتمة هذه الموسوعة الحدیثیة الجامعة - الصادرة فی 18 جزءا - علی 12 فائدة رجالیة ، شاملة الکثیر من البحوث الرجالیة العالیة ، والمباحث المرتبطة بعلم الحدیث ، مع مناقشة المبانی العلمیة للتوثیقات الرجالیة العامة وبیان أحوال بعض رواة الحدیث الشریف ، کما شملت تحقیقات حول الکتب المعتمدة فی التألیف.

تم تحقیق (الخاتمة) اعتمادا علی 3 نسخ مخطوطة ، أولاها شاملة للفوائد 1 - 3 ، محفوظة فی مکتبة فخر الدین النصیری بطهران ، وأخری شاملة للفوائد 6 - 12 وهی بخط المصنف رحمه الله ، تاریخها سنة 1319 ، محفوظة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، والأخیرة مطبوعة علی الحجر ، محفوظة فی مکتبة

ص: 441

العلامة المحقق السید عبد العزیز الطباطبائی قدس سره.

ضم الجزء 19 الفائدة الأولی المخصصة لبیان مصادر (المستدرک) ، والثانیة لدراسة هذه المصادر دراسة تفصیلیة مبینا منزلة ووثاقة مؤلفیها ، فیما احتوی الجزء 20 علی الفائدة الثالثة الخاصة بذکر طرق المؤلف إلی مشایخه ، أصحاب المصادر المتقدمة ، وغیرهم.

ومن المؤمل أن تصدر فی 9 أجزاء.

تحقیق ونشر : مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1415 ه.

* مجمع البحرین ، ج 2.

تألیف : الشیخ فخر الدین الطریحی (979 - 1085 ه).

معجم لغوی ، وضعه المؤلف رحمه الله أصلا لتفسیر غریب القرآن والحدیث المنسوب إلی أهل البیت علیهم السلام ، ثم أضاف إلیه کثیرا من المفردات والمعانی المستخدمة فی الکلام والواردة فی أمهات مصادر اللغة ، مع فوائد متعددة ومختلفة ألحقها فی نهایة کتابه.

وکان منهجه فی ترتیب المواد هو اعتماد الحرف الأخیر من الکلمة ، وتقسیم المعجم إلی کتب بعدد أحرف الهجاء ،

وکل کتاب إلی أبواب باعتماد الحرف الأول للکلمة.

طبع سابقا فی العراق وإیران ، أما فی هذه الطبعة فقد أعید ترتیب مواد المعجم وفق الطریقة المعروفة المتداولة ، وهی اعتماد الحرف الأول من المادة ثم الثانی والثالث .. إلی آخره.

تم تحقیقه اعتمادا علی نسخة مخطوطة وثلاث نسخ مطبوعة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

یبدأ هذا الجزء من أول حرف (الراء) إلی آخر حرف (الغین).

تحقیق ونشر : قسم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة - قم / 1415 ه.

* کتاب الحجر.

تألیف : الشیخ محمد حسن آل یاسین (1220 - 1308 ه).

بحث فقهی استدلالی فی (الحجر) شاملا لأبوابه ومقاصده ، والکتاب جزء من موسوعة فقهیة شاملة لأبواب الشریعة

بعنوان (أسرار الفقاهة) للمؤلف رحمه الله والتی ما تزال مخطوطة لحد الآن.

تحقیق وتخریج : الشیخ محمد آل صاحب الجواهر.

ص: 442

صدر الکتاب فی العراق مؤخرا.

* التشریف بالمنن فی التعریف بالفتن. أو : الملاحم والفتن.

تألیف : ابن طاووس ، السید رضی الدین علی بن موسی بن جعفر الحلی (589 - 664 ه).

کتاب واسع ، أورد فیه المصنف رحمه الله ما روی عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وسلم والأئمة الأطهار علیهم السلام المخبرة عن وقوع الفتن ، فقد تعرض للفتن التی وقعت بعد وفاة النبی صلی الله علیه وسلم ، وفی زمن الخلفاء ، وفی أیام بنی أمیة وبنی العباس ، وما بعدها ، ثم یذکر علامات خروج صاحب الأمر والزمان الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف ، وما یتعلق بها من مجریات وأحداث.

جعل المصنف رحمه الله کتابه هذا فی أربعة أقسام، الثلاثة الأولی منها لما ذکره من کتب (الفتن) لنعیم بن حماد المروزی (ت 228 ه) وأبی صالح السلیلی (من أعلام القرن الرابع الهجری) وزکریا بن یحیی النیشابوری (ت 298 ه) ، أما القسم الرابع فهو من مصادر شتی متعددة.

سبق وأن طبع الکتاب - بدون تحقیق - 9 مرات فی العراق ولبنان وإیران اعتمادا

علی الطبعة الأولی المقابلة مع النسخة الأصلیة.

وقد تم تحقیق الکتاب اعتمادا علی نسخة أصلیة فریدة بخط المؤلف ، مضافا إلیها نسخة مخطوطة لکتاب (الفتن) لابن حماد ، ذکرت مواصفاتهما فی مقدمة التحقیق.

تحقیق ونشر : مؤسسة صاحب الأمر عجل الله تعالی فرجه الشریف - قم / 1416 ه.

* مفتاح الفلاح فی عمل الیوم واللیلة.

تألیف : الشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین الحارثی الهمدانی العاملی ، المعروف ب : الشیخ البهائی (953 - 1030 ه).

مع تعلیقة الشیخ محمد إسماعیل المازندرانی الخواجوئی (من أعلام القرن الثانی عشر).

أثر قیم ضمنه المؤلف رحمه الله عبادات کل یوم ولیلة ، الواجبة والمندوبة والمستحبة ، والآداب المحمودة ، والأدعیة المأثورة لکل وقت ومقام وهیئة ، والکتاب مقسم إلی ستة أبواب تبعا لتقسیمه للیوم واللیلة : من طلوع الفجر إلی طلوع الشمس إلی الزوال ، إلی الغروب ، إلی وقت النوم ، ثم

ص: 443

إلی انتصاف اللیل وما بعده.

أما التعلیقة فهی تفسیرات وإشارات ودلالات لبعض العبادات الواردة فی المتن.

تم تحقیق الکتاب اعتمادا علی 9 نسخ مخطوطة وواحدة مطبوعة ، وحققت التعلیقة اعتمادا علی نسختین مخطوطتین ، ذکرت مواصفاتهما فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : السید مهدی الرجائی.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* البرهان فی تفسیر القرآن ، ج 2.

تألیف : السید هاشم الحسینی البحرانی ، المتوفی سنة 1107 ه.

یعد الکتاب من أجمع ما ألفه علماء الشیعة الإمامیة فی مجال التفسیر الروائی ، إذ إنه جمع ما ورد عن أهل البیت علیهم السلام من روایات وأحادیث فی تفسیر آیات القرآن الکریم ، وبدون تمییز وتصنیف بین الصحیح والضعیف والموضوع ، وقد اعتمد المؤلف رحمه الله علی عدد کبیر من المصادر الروائیة المتخصصة بالتفسیر وغیره ، ذکرها فی مقدمة الکتاب التی جعلها فی سبعة عشر بابا متضمنة لعدة

بحوث فی مواضیع متعددة ومتنوعة تختص بالقرآن وتفسیره.

وقد أضیف إلی أصل الکتاب فی نهایة کل سورة مستدرکات للآیات التی ترکها المؤلف لعدم عثوره علی روایات فی تفسیرها.

ضم هذا الجزء من تفسیر أول سورة النساء إلی تفسیر سورة التوبة.

تحقیق ونشر : قسم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة - قم / 1415 ه.

* کنز الفوائد فی حل مشکلات القواعد ، ج 1.

تألیف : السید عبد المطلب بن محمد الأعرج (681 - 754 ه).

شرح لما ورد فی کتاب (قواعد الأحکام فی معرفة الحلال والحرام) للعلامة الحلی ، الحسن بن یوسف بن المطهر الأسدی (648 - 726 ه) ، من مسائل فقهیة فیها إشکال ، أو نظر ، أو تحتاج إلی بحث وبیان.

ضم هذا الجزء من کتاب الطهارة إلی کتاب الغصب وتوابعه.

تم التحقیق اعتمادا علی 7 نسخ مخطوطة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة

ص: 444

التحقیق.

تحقیق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1416 ه.

* الأربعون.

تألیف : الشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین الحارثی الهمدانی العاملی ، المعروف ب : الشیخ البهائی (953 - 1030 ه).

کتاب جمع فیه المؤلف رحمه الله أربعین حدیثا مرویا عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة المعصومین علیهم السلام ، فی أبواب مختلفة وأغراض متعددة شملت بعض الأحکام الشرعیة والوصایا والمواعظ والأدعیة ، مع شرح وبیان لما احتاج إلی البیان من کل حدیث ، وبحوثا مختصرة للأحکام والمعانی الواردة فی بعض الأحادیث.

تصحیح : الشیخ عبد الرحیم العقیقی البخشایشی.

نشر : دفتر نوید إسلام - قم / 1416 ه.

* مصباح الفقیه ، ج 13 و 14.

تألیف : الشیخ رضا بن محمد هادی

الهمدانی ، المتوفی سنة 1322 ه.

شرح لکتاب (شرائع الإسلام فی مسائل الحلال والحرام) للمحقق الحلی ، الشیخ نجم الدین أبو القاسم جعفر بن الحسن الهذلی (602 - 676 ه) ، وهو أحد المتون الفقهیة المهمة الکاملة ، الجامعة للفروع ، التی تدرس فی الحوزات العلمیة لحد الآن، امتاز الشرح بالأسلوب السهل والبیان المتین.

اشتمل الجزء 13 علی کتاب الزکاة ، فیما اشتمل الجزء 14 علی کتب : الخمس ، والصوم ، والرهن.

تحقیق : الشیخ نور علی النوری والشیخ محمد الباقری والشیخ محمد المیرزائی.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1416 ه.

* الرسالة الوجیزة.

* ورسائل فی عدة مسائل.

تألیف : الشیخ عبد الحسین آل یاسین (1277 - 1351 ه).

رسالتان للمصنف فی مجلد واحد :

الأولی فی رؤوس مسائل العبادات ، شملت آراءه المعتمدة علی الأسس الفقهیة

ص: 445

والأصولیة المعروفة ، فی أبواب الطهارة والصلاة مع کتاب الصوم ، وهی من الرسائل التی تنشر لأول مرة.

أما الثانیة فهی بیان لمسائل مهمة فی صلاة الاحتیاط ، وعقد النکاح ، وفی الإتیان بصلاة أثناء صلاة أخری ، وبحثها بحثا فقهیا استدلالیا بشکل موسع بإحاطة کاملة بجمیع جوانب کل مسألة من المسائل ، وقد سبق أن طبعت فی العمارة بالعراق سنة 1348 ه.

صدر الکتاب فی العراق مؤخرا.

* إقبال الأعمال.

تألیف : السید ابن طاووس ، رضی الدین علی بن موسی جعفر الحلی (589 - 664 ه).

مجلد یشتمل علی مؤلفین ، هما : المضمار السباق واللحاق بصوم إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق ، والإقبال بالأعمال الحسنة فی ما نذکره مما یعمل میقاتا واحدا کل سنة.

یتناول المؤلف فی کتابه الأول أعمال شهر رمضان وأدعیة أیامه ولیالیه وکیفیة تعامل العبد مع الله سبحانه فی هذا الشهر ، مع ذکر فوائد هذا الشهر وما یختص بلیلة عید الفطر ووظائف یوم العید.

فیما ذکر فی الکتاب الثانی أعمال سائر الأشهر الأخری.

تم تحقیق الکتاب اعتمادا علی عدة نسخ ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : جواد القیومی الأصفهانی.

نشر : مکتب الإعلام الإسلامی - قم / 1414 ه.

* مستند الشیعة فی أحکام الشریعة ، ج 4 و 5.

تألیف : العلامة الشیخ أحمد ابن محمد مهدی النراقی (1185 - 1245 ه).

واحد من أهم تصانیف الفقه الاستدلالی لواحد من کبار علماء الإمامیة ، اشتمل علی أمهات المسائل الفقهیة ، وأهم الأحکام الفرعیة ، بذکر أدلة کل مسألة ثم إیراد الإشکال والرد علی المخالف منها ، مع بیان تعارض الآراء والأقوال المختلفة للعلماء فیها.

کما تمیز الکتاب بالدقة البالغة والأسلوب العمیق ، وکثرة التفریعات لکل مسألة بعد تحقیق أصلها وإثبات حجیتها عند المصنف رحمه الله.

تم تحقیق الکتاب بالاعتماد علی 8 نسخ مخطوطة لأبواب الکتاب المختلفة ،

ص: 446

منها نسخة بخط المصنف ، من أول کتاب المطاعم والمشارب إلی آخر کتاب النکاح تاریخها سنة 1245 ه ، وأخری نسخت عن الأصل فی عهده رحمه الله سنة 1235 ه ، واثنتین أخریین لم یدون علیها تاریخ النسخ ، احتوت إحداهما علی قرائن تفید أنها نسخت فی عهد المؤلف ، أما باقی النسخ فقد کتبت فی السنین 1248 ، 1253 ، 1258 ، 1264 ه.

واعتمد أیضا فی التحقیق علی نسختین مطبوعتین علی الحجر ، طبعت الأولی سنة 1273 ه علی نسخة المصنف، والثانیة مصححة فی سنة 1335 ه.

ضم الجزء 4 الأبواب الخمسة للمقصد الأول من کتاب الصلاة - المقسم إلی 5 مقاصد ، فیما شمل الجزء 5 بابین من الأبواب الأربعة للمقصد الثانی، ومن المؤمل أن یصدر الکتاب فی 18 جزءا.

تحقیق : مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - مشهد.

نشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1415 ه.

* کفایة الأصول ، ج 1.

تألیف : الشیخ الآخوند محمد کاظم

الخراسانی (1255 - 1329 ه).

من الکتب الأصولیة المهمة ، ومدار البحث فی الحوزات العلمیة ، استوعب المباحث الأصولیة وأبرز الآراء المطروحة فیها ، مع مناقشتها وإعطاء الرأی المختار فیها ، وقد أدخل فیه المؤلف رحمه الله المسائل الفلسفیة فی علم الأصول أکثر ممن سبقوه ، وعلی الکتاب حواش کثیرة وضعها تلامیذ المصنف.

ومن هذه الحواشی حاشیة للشیخ أبو الحسن المشکینی ، والتی تم تحقیقها مع هذا الکتاب.

کان قد طبع الکتاب مع حاشیته عدة مرات سابقا.

تم تحقیق المتن والحاشیة اعتمادا علی عدة نسخ ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : الشیخ سامی الخفاجی.

نشر : دار الحکمة - قم / 1413 ه.

* کاشفة الحال عن أحوال الاستدلال.

تألیف : الشیخ محمد بن علی بن أبی جمهور الأحسائی، المتوفی أوائل القرن العاشر.

رسالة مبسوطة فی أصول الفقه ، فی

ص: 447

کیفیة الاستدلال علی التکالیف الشرعیة والمطالب الفقهیة ، وکیفیة أخذها من الأصول الدینیة ، متعرضة للغرض من الاستدلال والحاجة إلیه ، ومبینة للقدر المحتاج إلیه من العلوم التی لا بد منها فی الاستدلال ، ولما یقع فیه الاجتهاد ، ولشرائط المستدل (المفتی) والمستفتی ، مع ممارسة عملیة للاستدلال ، وفضائل ومواعظ لطالب العلم.

تم تحقیق الکتاب - الذی ینشر لأول مرة - اعتمادا علی 3 نسخ مخطوطة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : أحمد الکنانی.

نشر : مؤسسة أم القری للتحقیق والنشر - قم / 1416 ه.

* مجمع الفائدة والبرهان فی شرح إرشاد الأذهان ، ج 13 و 14.

تألیف : الشیخ أحمد المقدس الأردبیلی ، المتوفی سنة 993 ه.

شرح لکتاب (إرشاد الأذهان إلی أحکام الإیمان) للعلامة الحلی الشیخ الحسن بن یوسف بن المطهر الأسدی (648 - 726 ه) وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد.

اشتمل الجزء 13 علی کتاب

الحدود بمقاصده التسعة ومقصد واحد من کتاب الجنایات ، فیما ضم الجزء 14 المقصدین الثانی والثالث من کتاب الجنایات مع کتاب الدیات بمقاصده الستة.

تحقیق : الشیخ مجتبی العراقی والشیخ علی پناه الاشتهاردی والشیخ حسین الیزدی الأصفهانی.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1416 ه.

* شرائع الإسلام فی مسائل الحلال والحرام.

تألیف : المحقق الحلی ، أبی القاسم نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 726 ه).

من المتون الفقهیة المهمة الکاملة ، الجامعة للفروع ، یمتاز بالأسلوب البسیط والدقة والإیجاز فی اللفظ ، والأمانة الموضوعیة فی عرض ونقل الآراء ، والمنهجیة فی البحث.

وقد عنی به العلماء والفقهاء درسا وتدریسا وشرحا وتعلیقا منذ عصر تألیفه إلی الآن. وعلیه شروح وحواش کثیرة لعدد کبیر من أجلة العلماء والفقهاء ، وقد

ص: 448

ترجم إلی عدة لغات وطبع مرارا ، مستقلا تارة وضمن شروحه أخری فی بیروت والنجف وبغداد وطهران وقم.

تم التحقیق اعتمادا علی مخطوطة فریدة مقروءة علی المصنف نفسه رحمه الله، ذکرت مواصفاتها فی المقدمة.

تحقیق : عبد الحسین محمد علی البقال.

نشر : مؤسسة المعارف الإسلامیة - قم / 1415 ه.

طبعات جدیدة

لمطبوعات سابقة

* ترجمة الإمام الحسن علیه السلام.

تألیف : ابن سعد ، أبی عبد الله محمد ابن سعد بن منیع البصری (168 - 230 ه).

عرض تاریخی لسیرة وحیاة الإمام

المجتبی السبط الحسن بن علی بن أبی طالب علیهم السلام منذ ولادته وحتی استشهاده مسموما بأمر معاویة بن أبی سفیان.

وهذا الکتاب هو جزء من القسم غیر المطبوع من کتاب (الطبقات الکبیر) لابن سعد ، وکان قد نشر علی صفحات العدد

11 من نشرتنا هذه (تراثنا) الصادر فی ربیع الآخر عام 1408 ه ، بتحقیق السید عبد العزیز الطباطبائی قدس سره ، معتمدا علی نسخة مخطوطة محفوظة فی خزانة السلطان أحمد الثالث فی مکتبة طوپ قپو سرای فی إسلامبول ، برقم 2835.

وأعادت طبعه بالتصویر مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1416 ه ، وصدر ضمن : سلسلة ذخائر تراثنا ، برقم 2.

* عقد الدرر فی أخبار المنتظر.

تألیف : یوسف بن یحیی بن علی المقدسی الشافعی السلمی ، من أعلام القرن السابع الهجری.

کتاب جمع فیه مؤلفه ما روی من الأحادیث النبویة الشریفة والآثار والأخبار والأقوال الواردة فی الإمام المهدی علیه السلام ، وبیان منزلته ومکانته وعلامات ظهوره ، والأحداث المرافقة له ، ودولته وکراماته ، مما نقله أعلام أهل السنة بروایاتهم المسندة ، فی الصحاح الستة ، وفی أهم الکتب الحدیثیة والتفسیریة المعتمدة عندهم.

تم تحقیق الکتاب اعتمادا علی 4 نسخ مخطوطة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة

ص: 449

التحقیق.

تحقیق : الدکتور عبد الفتاح محمد الحلو.

طبع الکتاب لأول مرة فی القاهرة سنة 1399 ه من منشورات مکتبة عالم الفکر ، وأعید طبعه فی قم - بالتصویر - علی هذه الطبعة.

وأعیدت هذه الطبعة بصف جدید مع تعلیقات الشیخ علی نظری منفرد علی بعض موارد الکتاب.

نشر : منشورات نصایح - قم / 1416 ه.

* دلیل النص بخبر الغدیر علی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام.

أو : خبر الغدیر.

تألیف : العلامة الکراجکی ، الشیخ أبی الفتح محمد بن علی ، المتوفی سنة 449 ه.

رسالة مختصرة اعتمدت واقعة غدیر خم ، وخطبة الرسول الأکرم صلی الله علیه وسلم فیه - بعد رجوعه من حجة الوداع - لإثبات إمامة وخلافة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، وفند فیها المؤلف التأویلات الباطلة لمفردة (المولی) الواردة فی الخطبة ، وأثبت بالدلیل أن المراد بها

هو : الخلیفة والأولی بالتصدی لإمامة المسلمین بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

سبق وأن صدرت مدرجة ضمن کتاب المصنف (کنز الفوائد) من قبل دار الأضواء فی بیروت ، بتحقیق الشیخ عبد الله نعمة ، معتمدا علی الطبعة الحجریة ، المطبوعة سنة 1322 ه.

کما کانت الرسالة قد نشرت مستقلة علی صفحات نشرتنا هذه (تراثنا) فی العدد 21 فی شوال 1410 ه ، بتحقیق علاء آل جعفر ، معتمدا مخطوطة نفیسة بالإضافة إلی المطبوعة المحققة.

وأعادت طبعه بالتصویر مستقلا مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1416 ه ، وصدر ضمن : سلسلة ذخائر تراثنا ، برقم 3 ، بعد إضافات وتعدیلات أجراها المحقق.

* حدیث الثقلین.

تألیف : الشیخ قوام الدین الوشنوی.

رسالة موجزة تستعرض الروایات الکثیرة للحدیث النبوی الشریف المتواتر المعروف ب (حدیث الثقلین) ، مع ذکر أسماء رواته ، وأسماء علماء الجمهور الذین أوردوا الحدیث فی مصنفاتهم بلفظ (کتاب الله وعترتی أهل بیتی).

ص: 450

کما ألحق بالکتاب - فی هذه الطبعة - بحث للشیخ محمد واعظ الخراسانی یتناول أهمیة هذا الحدیث ودلالته علی وجوب التمسک بقول وعمل العترة باعتباره حجة علی الأمة ، کحجیة کتاب الله تعالی علیها.

سبق وأن طبعت الرسالة فی القاهرة سنة 1374 ه.

أعاد طبعها بصف جدید المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة - قم / 1416 ه.

* أدب الحسین علیه السلام وحماسته.

تألیف : الشیخ أحمد صابری الهمدانی.

کتاب یجمع ما روی ونسب إلی الإمام السبط الشهید أبی عبد الله الحسین علیه السلام ، من أشعاره وتمثلاته المتفرقة وبعض خطبه وکلماته ووصایاه ، الموضحة لأفکاره وأهدافه السامیة ، والمتضمنة لمعانی الشجاعة والمسؤولیة الإسلامیة ، والإنکار علی الظلمة ، وإیقاظ الأمة وتنویر أفکارها ، وإصلاح المجتمع الإسلامی.

کما یضم الکتاب خطب وأشعار أهل بیته علیهم السلام وحماسة وأراجیز أصحابه رضوان الله علیهم.

سبق وأن طبع الکتاب عامی 1395 ه

و 1404 ه.

أعادت طبعه - بالتصویر علی الطبعة السابقة - مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* المقنع فی الغیبة.

تألیف : الشریف المرتضی ، علم الهدی ، السید أبی القاسم علی بن الحسین الموسوی (355 - 436 ه).

کتاب صغیر فی حجمه ، کبیر فی محتواه ، یعد من خیرة ما کتب فی موضوع الغیبة ، إذ تعرض فیه المصنف قدس سره لکثیر من التساؤلات والشبهات المطروحة حول غیبة الإمام المهدی المنتظر علیه السلام ، مجیبا عن ذلک بأسلوب قوی واستدلال متین ، وأثبت غیبته علیه السلام وعللها وأسبابها والحکمة الإلهیة التی اقتضتها.

ثم أتبعه بکتاب آخر مکمل لمطالبه ، بحث فیه عن علاقة الإمام الغائب علیه السلام بأولیائه أثناء غیبته وکیفیة تعامل شیعته معه أثناءها.

سبق وأن نشر الکتاب محققا علی صفحات نشرتنا هذه (تراثنا) فی العدد 27 فی ربیع الآخر 1412 ه ، بتحقیق السید

ص: 451

محمد علی الحکیم ، معتمدا 4 نسخ مخطوطة.

وأعادت طبعه بالتصویر مستقلا مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم / 1416 ه ، وصدر ضمن : سلسلة ذخائر تراثنا ، برقم 4 ، بعد إضافات وتعدیلات أجراها المحقق.

* الکلمة الغراء فی تفضیل الزهراء.

تألیف : الإمام السید عبد الحسین شرف الدین الموسوی العاملی (1290 - 1377 ه).

رسالة مختصرة فی بیان فضل الصدیقة الکبری، بضعة المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم ، سیدة نساء العالمین فاطمة الزهراء البتول علیها السلام ، وتفضیلها علی سائر الأمة، مستدلا بأربع آیات فقط من الکتاب الکریم ، وهی آیات : المباهلة ، والتطهیر ، والمودة فی القربی ، والأبرار ، وب 12 حدیثا صحیحا فقط من السنة النبویة الشریفة ، المرویة بطرق أهل السنة وفی صحاحهم.

وقد ألحقت بها رسالة مختصرة أخری للمؤلف بعنوان (عقیلة الوحی) تناول فیها جانب من سیرة عقیلة بنی هاشم السیدة الحوراء زینب بنت أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب علیهما السلام ، نسبها

الشریف، صفاتها وعلمها وفصاحتها ، مواقفها مع أهل الکوفة وأهل الشام بعد واقعة الطف واستشهاد أخیها الإمام الحسین علیه السلام وأهل بیته وأصحابه علیهم السلام.

سبق وأن طبعت الرسالة الأولی ملحقة بکتاب المؤلف (الفصول المهمة) المطبوع فی النجف الأشرف ، ومستقلة مع الرسالة الثانیة فی طهران.

أعادت طبعهما - بصف جدید - دار الإمام - بیروت / 1416 ه.

* معالم الفتن ، ج 2.

دراسة علمیة تحلیلیة ، لأحداث ومواقف وصور عدیدة من تاریخ المسلمین عقیب وفاة رسول الله ، وما بعده ، وخلال حکم الأمویین ، وکذا دراسة حرکة الأمة الإسلامیة ومسیر المسلمین علی أرض الواقع فی تلک الحقبة الزمنیة ، والتی لم تعبر عن الإسلام الصحیح کرسالة ربانیة قائمة علی شخص الرسول الأکرم ، وأقواله وأفعاله وتقریراته ، وکانت أساسا لفتن ظلماء عمیاء سببت افتراق المسلمین واختلاف مذاهبهم ، إلی وقتنا الحاضر.

ضم هذا الجزء عرضا وتحلیلا لمعارک أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام مع الناکثین

ص: 452

والقاسطین والمارقین ، وبیعة الإمام الحسن المجتبی علیه السلام وحربه ، ومقتل الإمام الحسین الشهید علیه السلام ، مع بحوث أخری لأحداث عدیدة فی ذلک العصر.

اعتمدت الدراسة علی النصوص القرآنیة والأحادیث النبویة الشریفة الواردة فی المصادر الحدیثیة والتاریخیة المعروفة.

سبق وأن طبع الکتاب فی بیروت ، ثم أعاد طبعه - بالتصویر - مجمع إحیاء الثقافة الإسلامیة - قم / 1416 ه.

* الخدعة.

أو : رحلتی من السنة إلی الشیعة.

تألیف : صالح الوردانی.

حالة أخری من حالات التمسک بمذهب أهل البیت علیهم السلام ، ورحلة شک وحیرة أوصلت صاحبها إلی معرفة الحق وأهله ، انتصارا للعقل - بعد إعماله وتحکیمه - علی عواطف النشوء وقوالب التقلید المفروضة ، من خلال عرض لواقع ، وتفنید لحجج ، وکشف لحقائق غائبة عن المسلمین.

تضمنت الرحلة هذه مناقشات عمیقة لمعانی ودلالات الأخبار والروایات والأحادیث المتناقضة الواصلة إلینا ،

والواردة فی کتب الحدیث والتاریخ والسیر ، انتهت بإثبات الوضع والاختلاق لکثیر منها ، وخطأ التأویل والتبریر لبعض آخر ، الذی جاء دعما للوضع الحاکم الذی ساد واقع المسلمین فی عصر ما بعد الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ، وتعتیما وإخفاءا للحق المتمثل بأهل البیت علیهم السلام ومدرستهم ومذهبهم.

سبق وأن قامت بنشر الکتاب دار النخیل - بیروت / 1416 ه.

ثم أعادت طبعه بالتصویر مؤسسة عاشوراء - إیران / 1416 ه.

* السجود علی التربة الحسینیة عند الشیعة.

تألیف : الشیخ باقر شریف القرشی.

بحث مختصر ، یتعرض للسجود بشکل عام ، وأهمیته ، وشروط صحته ، وبیان الأمکنة التی یکره أو یستحب فیها السجود ، ثم تناول مسألة السجود علی التربة الحسینیة عند الشیعة من خلال عرض الأحادیث المرویة فی فضل تربة کربلاء وفضل مرقد أبی الأحرار الإمام أبی عبد الله الحسین علیه السلام.

صدرت الطبعة الثانیة هذه فی قم سنة 1416 ه.

ص: 453

* الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة ، ج 1 - 3.

تألیف : الشهید الثانی ، الشیخ زین الدین بن علی بن أحمد العاملی ، المستشهد سنة 965 ه.

شرح مزجی مفصل شامل لواحد من المتون الفقهیة المعروفة المتداولة الکاملة - من الطهارة إلی الدیات - للشهید الأول الشیخ محمد بن مکی العاملی ، المستشهد سنة 786 ه ، والذی طبع مستقلا ، ومع شروحه وحواشیه الکثیرة مرارا.

ولأهمیة وشمولیة الشرح هذا ، فقد اعتمدته الحوزات العلمیة فی التدریس وإلی الآن.

أعادت طبعه بصف جدید مؤسسة إسماعیلیان - قم / 1415 ه.

* کمیل بن زیاد النخعی.

تألیف : السید علی بن الحسین الهاشمی الخطیب ، المتوفی سنة 1396 ه.

بحث ودراسة لسیرة وحیاة صاحب أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام ، وحامل سره ، حافظ الدعاء المنسوب إلیه ، کمیل

ابن زیاد بن بهیل النخعی ، وعرض لمناقبه ومواقفه الجریئة واستشهاده ، رضوان الله تعالی علیه.

سبق وأن طبع الکتاب لأول مرة فی النجف الأشرف سنة 1381 ه ، وأعید طبعه بصف جدید من قبل دار المفید - بیروت / 1411 ه.

* الإسلام وشبهات المستشرقین.

تألیف : الشیخ فؤاد کاظم المقدادی.

دراسة تتعرض لحقیقة وواقع المستشرقین ، وطبیعة بحوثهم ودراساتهم وأهدافهم ، ومدی تأثیرهم فی مسیرة الأحداث ، کما بینت کثیرا من الشبهات التی أثارها أعداء الإسلام من هؤلاء المستشرقین ، والرد علیها وتزییفها.

کما تناولت الدراسة نشأة الاستشراق وهویته ، ومراحل وأدوار الحرکة الاستشراقیة ، ومدارسها المشهورة ، وعرضت کذلک نماذج للموضوعات المستهدفة التی أثیرت حولها الشبهات ، وأمثلة لکبار المستشرقین ونماذج للدس والتشویه فی الانتاج الموسوعی للمستشرقین.

سبق وأن نشرت هذه البحوث علی شکل حلقات فی مجلة (رسالة الثقلین) ،

ص: 454

ثم أعاد طبعها - بصف جدید - المجمع العالمی لأهل البیت علیهم السلام - قم / 1416 ه.

کتب صدرت حدیثا

* مکتبة العلامة الحلی.

تألیف : العلامة المحقق ، السید عبد العزیز الطباطبائی (1348 - 1416 ه).

هو فهرس شامل لمؤلفات واحد من أفذاذ علماء الإمامیة ، وهو : العلامة الحلی الحسن بن یوسف بن المطهر الأسدی (648 - 726 ه) والتی صنفها فی مختلف العلوم والفنون والمعارف الإسلامیة.

فاستقصی فیه المؤلف رحمه الله وأحصی مخطوطات 120 کتاب منسوب للعلامة الحلی قدس سره مع بیان أماکن وجودها ، وتعیین أرقامها فی مکتبات الشرق والغرب ، وذکر مواصفاتها وتاریخ کتابتها إلی نهایة القرن العاشر الهجری.

وألحق بالکتاب تعلیقات مهمة بشأن کل کتاب ، وضعها الشیخ فارس الحسون ، فیها توثیق ومناقشة صحة نسبة عدد منها إلی العلامة الحلی رحمه الله ، معتمدا فی ذلک

علی رأی السید الطباطبائی رحمه الله فی مؤلفاته الأخری.

إعداد ونشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم/ 1416 ه.

* شبهة الغلو عند الشیعة.

تألیف : الدکتور عبد الرسول الغفار.

دراسة لظاهرة (الغلو) ونشأته وأسبابه وتاریخه، وعرض لآراء ومعتقدات الغلاة الفاسدة ، فی الجبر والتفویض والتشبیه وغیرها من العقائد، وإظهار بطلانها وفسادها.

کما یعرض مواقف الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وأئمة أهل البیت علیهم السلام من مدعی الألوهیة والنبوة فیهم وفی غیرهم ، کما عرضت الدراسة للرأی القائل بأن نفی السهو عن النبی یعد غلوا ، وإیراد الأدلة النقلیة والعقلیة لإثبات عدم سهوه صلی الله علیه وآله وسلم ، وأن هذا النفی خارج عن حد الغلو.

نشر : دار الرسول الأکرم ودار المحجة البیضاء - بیروت / 1415 ه.

* المنتخب من الشعر الحسینی.

جمع لعدد کبیر من القصائد الطویلة والمقطوعات القصیرة فی مدح ورثاء أهل البیت علیهم السلام وأصحابهم ، وقصائد عامة

ص: 455

أخری ، لعدد من الشعراء ، منهم القدیم ومنهم المعاصر.

إعداد : السید علی أصغر المدرسی.

نشر : انتشارات عاشوراء - قم.

* العلامة السید هاشم البحرانی .. حیاته ، کتبه ، مکتبته.

تألیف : الشیخ فارس تبریزیان.

دراسة عن واحد من کبار علماء الطائفة الإمامیة وعلم من أعلامها ، وهو السید هاشم بن سلیمان الموسوی التوبلی الکتکانی البحرانی ، المتوفی سنة 1107 أو 1109 ه ، شملت الدراسة عدة جوانب من حیاة السید قدس سره تناولت : موطنه وأسرته ، نشأته العلمیة واهتمامه بالحدیث ، طرقه إلی مشایخه ، رئاسته البلد ، أسفاره ، ووفاته ، کما تناولت الدراسة مؤلفاته ومکتبته (مصادره) التی اعتمد علیها فی التألیف.

نشر : دار المعروف - قم / 1416 ه.

* التاج الجامع للأصول فی أحادیث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، ودرر التاج ، ج 1.

کتابان فی مجلد واحد :

الأول للشیخ منصور علی ناصف ، جمع فیه الأحادیث النبویة الشریفة الواردة

فی صحاح العامة المشهورة ، والتی تخص تشریع الأحکام والعبادات والمعاملات والفضائل والجهاد والأخلاق ، مرتبة وملخصة ومبوبة وفق الأبواب الفقهیة المعروفة.

أما (درر التاج) فهو للسید علی الحسینی الأشکوری ، جمع فیه أحادیث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم المرویة بطرق أئمة أهل البیت علیهم السلام ، المقارنة لما جاء فی (التاج) ، وعلی نفس ترتیبه وتبویبه وتضمن نفس مواضیعه ، مع توضیح أکثر وعرض أوسع لکل موضوع.

ضم هذا الجزء من بدایة کتاب الإسلام والإیمان إلی نهایة التیمم من کتاب الطهارة.

نشر : المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة - قم / 1416 ه.

* المرأة والأسرة فی الإسلام.

تألیف : عبد الجبار الرفاعی.

معجم ودلیل تفصیلی للباحثین والدارسین فی قضایا المرأة والأسرة والمجتمع العائلی فی الإسلام ، ودور المرأة فی نشر الدین الإسلامی ، یضم المعجم 3502 عنوانا تم تصنیفها تحت 533 رأس موضوع ، ویشمل : الکتب ،

ص: 456

الرسائل الجامعیة ، الأبحاث المقدمة فی الندوات والحلقات والمؤتمرات ، الدراسات والمقالات المنشورة فی الدوریات ، وبعض الکتابات الصادرة من غیر المسلمین.

نشر : مرکز المخطوطات والتراث والوثائق - الکویت / 1414 ه.

* المهر فی الشریعة الإسلامیة.

تألیف : السید محمد صادق محمد رضا الموسوی الخرسان.

بحث یبین موضوع المهر ویوضح رأی الشریعة المقدسة وفق رأی أهل البیت علیهم السلام ، مع التعرض للجانب اللغوی والتاریخی ومقارنا فی بعض مسائله لما هو متفق علیه فی المذاهب الإسلامیة الأربعة الأخری.

صدر فی قم سنة 1414 ه.

* عقیلة بنی هاشم ، السیدة زینب بنت الإمام علی علیهما السلام.

تألیف : السید علی بن الحسین الهاشمی الخطیب ، المتوفی سنة 1396 ه.

عرض موجز لحیاة وسیرة عقیلة

الهاشمیین : السیدة زینب علیها السلام بنت الإمام

أمیر المؤمنین وأخت الإمامین السبطین الحسن والحسین سلام الله علیهم جمیعا وجهادها ودورها فی ثورة أخیها علیه السلام وواقعة الطف وما بعدها من أحداث ، بالإضافة إلی دراسة مختصرة حول مشهدها الشریف ، مع عدة قصائد قیلت فی حقها علیه السلام.

نشر : مؤسسة المفید - بیروت / 1413 ه.

* الشیخ الأنصاری وتطور البحث الأصولی.

یقع الکتاب فی قسمین :

الأول : بحث وعرض للمسیرة العلمیة لفقه وأصول الشیعة الإمامیة منذ وفاة الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم لغایة القرن الثالث عشر ، وزعامة الشیخ الأعظم الأنصاری للنهضة العلمیة الحدیثة لهذه المسیرة.

والثانی : بحث ودراسة موسعة لتطور البحث الأصولی فی مدرسة الشیخ الأعظم فی الدلیل والحجة.

صدر بمناسبة الذکری المئویة الثانیة لولادة الشیخ الأنصاری رحمه الله.

إعداد ونشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

ص: 457

* أم البنین رمز التضحیة والفداء.

تألیف : عبد الأمیر محمد رضا الأنصاری.

عرض لسیرة زوجة أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام ، سیدة نساء العرب ، أم العباس علیها السلام ، أم البنین ، فاطمة بنت حزام الکلابیة ، ولادتها ، نسبها ، زوجها ، أبنائها ، مواقفها مع الإمام الحسین علیه السلام قبل استشهاده وبعده.

نشر : مجمع البحوث الإسلامیة - بیروت / 1414 ه.

* الإمام الحسن بن علی علیه السلام ، خلافته وشهادته.

تألیف : الشیخ علی بن محمد آل سیف الخطی.

عرض موجز لجانب من سیرة الإمام المجتبی علیه السلام ، یتناول خلافته ، حربه ، صلحه ، استشهاده ، صفاته ، وأزواجه وأولاده.

نشر : دار الکرام للطباعة والنشر - بیروت / 1413 ه.

* نجاة الأمة.

تألیف : السید محمد رضا الحسینی

الحائری.

رسالة وجیزة ، فی بیان فضل واستحباب البکاء وإقامة مجالس العزاء علی الأئمة الأطهار علیهم السلام وسید الشهداء أبی عبد الله الحسین علیه السلام ، واستذکار مصائبهم والأحداث التی جرت علیهم ، وبیان صحة ما تقوم به الشیعة من المواکب الحسینیة والمراسم العزائیة فی شهر محرم الحرام ، بالإضافة إلی عدة فوائد وملحقات.

وألحقت بالکتاب عدة رسائل فی مواضیع شتی ، هی : رسالة فی حکم الجهر فی أولیی الظهر من یوم الجمعة ، ورسالة فی حکم مفطریة الدخان للصائم ، ومسألة فی تعین الجلوس فی نافلة العشاء.

صدر الکتاب فی قم سنة 1413 ه.

* المیسر فی علوم القرآن.

تألیف : الدکتور عبد الرسول الغفار.

دراسة لعلوم القرآن والموضوعات المتعلقة بها ، لفهم الآیات القرآنیة وإدراک معانی مفرداتها ، والتی یجب الإحاطة بها کمقدمة للخوض فی علم التفسیر والتمکن من التفسیر الصحیح لکلام الله المجید.

شملت الدراسة بحوثا عدیدة منها فی :

ص: 458

أسماء القرآن ، والاهتمام به ، والتدبر فیه ، وشفاعته ، التفسیر ومدارسه ، الوحی وبدء نزوله ومدته وکتابه ، ترتیب آیات سور القرآن (مکیة ومدنیة) ، جمع القرآن وأول من جمعه ، معرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ وأقسام النسخ وقواعده وشروطه ، ومسألة تحریف القرآن وإثبات عدمه.

نشر : دار المحجة البیضاء ودار الرسول الأکرم - بیروت / 1415 ه.

* مخالفة الوهابیة للقرآن والسنة.

تألیف : عمر عبد السلام.

دراسة مختصرة حول هذه الفرقة ، تبین ضلالها وانحرافها عن القرآن والسنة النبویة المطهرة ، کما تعرض الدراسة الفتاوی الباطلة لعلماء هذه الفرقة بإثبات ما یقابلها من القرآن والأحادیث النبویة الشریفة الواردة فی الصحاح.

نشر : دار الهدایة - بیروت / 1416 ه.

* معجم الاختراق الثقافی.

تألیف : عبد الجبار الرفاعی.

معجم بیبلوغرافی تحلیلی ، لما یخص موضوعات الاختراق الثقافی العقائدی والمواجهة الحضاریة بین الإسلام

والغرب ، وقد شمل المعجم نتاجات الکتاب - مسلمین وغیر مسلمین - حتی عام 1410 ه / 1990 م ، فی مواضیع الحرکة الصلیبیة والتنصیر ، والاستشراق ، والتغریب ، والمذاهب الهدامة ، والاتجاهات الفکریة الحدیثة فی المجتمعات الإسلامیة ، وقد أحصی فیه 6380 عنوانا ، صنفت تحت أکثر من 850 رأس موضوع.

نشر : مرکز الأبحاث والدراسات الإسلامیة - قم / 1416 ه.

* دفاع عن الکافی ، ج 2.

تألیف : السید ثامر هاشم حبیب العمیدی.

دراسة مقارنة لأهم الشبهات والطعون والانتقادات - التی بلغت زهاء ال 50 - الموجهة إلی کتاب (الکافی) لثقة الإسلام الشیخ أبی جعفر محمد بن یعقوب بن إسحاق الکلینی ، المتوفی سنة 329 ه ، والذی یعد أهم الکتب الأربعة الجامعة للحدیث عند الإمامیة ، وذلک من خلال البحث عن نظائر أحادیث (الکافی) المنتقدة وبیان ثبوتها فی أصح کتب الحدیث عند أهل السنة.

شملت هذه الشبهات الأحادیث

ص: 459

الواردة فی أربعة مواضیع ، تهدف جمیعها إلی الطعن بعقیدة الشیعة الإمامیة فی مسألة الإمامة والخلافة ، فجاء الرد علیها فی أربعة أبواب ، هی : الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه ، التقیة ، البداء ، وشبهة تحریف القرآن الکریم.

اشتمل هذا الجزء علی البحث فی البابین الثالث والرابع : البداء ، وشبهة تحریف القرآن الکریم.

وکان الجزء الأول قد صدر مشتملا علی البحث فی البابین الأولیین ، کما تضمنت مقدمة الکتاب تعریفا وافیا بکتاب (الکافی) ومؤلفه قدس سره ، وبحوثا تمهیدیة فی مسألة الإمامة والخلافة.

نشر : مرکز الغدیر للدراسات الإسلامیة - قم / 1416 ه.

* زید بن علی.

تألیف : الشیخ نوری حاتم.

دراسة جدیدة لثورة زید بن الإمام علی ابن الحسین السجاد علیهم السلام، وبیان دوافعها وأهدافها ، بعد استعراض طبیعة وخصائص الحکم الأموی الظالم فی عصر الثورة ، ثم عرض لوقائعها ومناقشة عوامل فشلها ، وتقییمها.

کما تناولت الدراسة موقف الإمام

الصادق علیه السلام من ثورة عمه زید رضوان الله علیه ، ورأی أئمة أهل البیت علیهم السلام فی مسألة تولی السلطة وشرعیة الوسائل الموصلة إلیها.

نشر : مرکز الغدیر للدراسات الإسلامیة - قم / 1416 ه.

کتب قید التحقیق

* شرح شواهد مجمع البیان.

تألیف : محمد حسین بن محمد طاهر القزوینی ، المتوفی سنة 1112 ه.

موسوعة کبیرة فصل المؤلف فیها الکلام علی شواهد (مجمع البیان) التفسیر المعروف ، المرتب أحسن ترتیب ، وهی شواهد کثیرة تبلغ نحو ثلاثة آلاف بیت شعر. فدل علی الشاعر ، وبین اختلاف روایات البیت المستشهد به وسبب نظمه ، وذکر معانی کلمات البیت ، وأعربه ، وأوضح معناه المجمل ، وبین المناسبة التی استشهد فیها الطبرسی بالبیت ، فعقد لکل من الأمور عنوانا ، وأتبع البیت فی کثیر من الأحیان بالمقطوعة التی هو منها ، أو بالقصیدة ، أو بما قبل البیت وما بعده. فجمع فی هذا الشرح بین ضالة النحوی وطلبة المفسر وبغیة اللغوی ، ففتح مغالق

ص: 460

شواهد هذا التفسیر الکبیر.

یقوم بتحقیقه : أسعد الطیب ، معتمدا فی تحقیقه علی عدة نسخ مخطوطة ، منها مخطوطة المؤلف ومخطوطات من المکتبة الرضویة بمشهد ومکتبة جامعة طهران والمکتبة المرعشیة بقم والمکتب الهندی بلندن.

* إرشاد القلوب إلی الصواب المنجی من عمل به ألیم العقاب.

تألیف : الحسن بن أبی الحسن محمد الدیلمی.

کتاب فی جزءین ، الأول فی الأخلاق ، محاسنها ومساوئها ، والجزء الثانی فی مناقب الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام وفضائله وغزواته وعجائب أحکامه واحتجاجاته مع جمیع الفرق.

یقوم بتحقیقه : السید هاشم المیلانی ، معتمدا فی عمله علی نسختین مخطوطتین وأخری مطبوعة ، هی :

1 - نسخة من القرن التاسع ، محفوظة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد، برقم 14372.

2 - نسخة من القرن الحادی عشر ، محفوظة فی مکتبة مدرسة الشهید المطهری (سپه سالار) بطهران ، برقم

5286.

3 - النسخة المطبوعة المتداولة ، المطبوعة علی نسخة من القرن الثالث عشر.

* الرواشح السماویة فی شرح الأحادیث الإمامیة.

تألیف : المحقق محمد باقر الحسینی المرعشی ، المشتهر بالداماد ، المتوفی سنة 1041 ه.

وهو شرح لأحادیث کتاب (الکافی) لثقة الإسلام الشیخ أبی جعفر محمد بن یعقوب بن إسحاق الکلینی ، المتوفی سنة 329 ه.

یقوم بتحقیقه : مصطفی محمد الجعفری والسید ثامر هاشم العمیدی ، بالاعتماد علی عدة نسخ مخطوطة ، هی :

1 - نسخة محفوظة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، برقم 12899.

2 - نسخة أخری محفوظة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، برقم 3436 ، تاریخ الوقف سنة 1067.

3 - ونسخة ثالثة من مخطوطات مکتبة الإمام الرضا علیه السلام أیضا ، برقم 3635 ، تاریخ وقف النسخة سنة 1311 ه ش.

ص: 461

دعوة

تکریماً للذکری السنویة الاُولی لرحیل اُستاذ المحقّقین آیة الله العلّامة السیّد عبدالعزیز الطباطبائی قدّس سرّه الذی کان بحقّ وطیلة حیاته المبارکة معیناً عذباً لا ینضب ، وعطاءً ثرّاً لا یتوقّف فی خدمة التراث الإسلامی الهائل لمدرسة أهل البیت علیهم السلام تدعو

اللجنة التحضیریة لإحیاء الذکری

السنویة الاُولی لرحیل المحقّق الطباطبائی قدّس سرّه

المهتمّین بهذه المناسبة من الأساتذة والباحثین والمحقّقین إلی المساهمة فی إحیائها من خلال المبادرة بالکتابة وإعداد الدراسات والبحوث فی ضوء ما تتضمّنه العناوین المقترحة ، علماً بأنّ محاور الدراسات هذه تتیح للباحث الکریم المجال بالتعرّض لبعض جوانب سیرة المحقّق الراحل قدّس سرّه والمرتبطة بهذه المواضیع ، وللاطّلاع علی تفاصیل العناوین المقترحة تتمّ المراسلة علی العنوانین التالیین :

*مکتبة المحقّق السیّد عبدالعزیز الطباطبائی قدّس سرّه / قم - خیابان صفائیة - کوچه بگدلی - چهارراه أوّل سمت راست - انتهای کوچه معتمد - پلاک 2 - ص. ب 556 / 37185 - هاتف : 744081.

*مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث / مجلّة تراثنا.

قم - خیابان دورشهر - کوچه 9 - پلاک 5 - ص. ب 996 / 37185.

اللجنة التحضیریة

1 ذی الحجّة 1416 ه-

ص: 462

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.