تراثنا المجلد 39

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1415 ه.ق

الصفحات: 478

ص: 1

محتویات العدد

*کلمة التحریر :

*الهجمة الثقافیة علی التشیّع وصلتها بمذبحة الحرم الرضویّ المقدّس.

................................................................. هیئة التحریر 7

*هویّة التاریخ الاسلامی : عیون التاریخ ، الاتّجاه وأجواء التدوین.

............................................................ صائب عبدالحمید 13

*حدیث تأثیر السحر فی سیّد البشر فی میزان النقد.

................................... السیّد حسن الحسینیّ آل المجدّد الشیرازی 63

*تشیید المراجعات وتفنید المکابرات (3).

............................................... السیّد علیّ الحسینیّ المیلانی 114

*البردة ، والاعمال التی دارت حولها (1).

............................................................... أسعد الطیّب 162

* نهج البلاغة عبر القرون (7).

................................................. السیّد عبدالعزیز الطباطبائی 254.

ص: 2

محرّم الحرام - جمادی الآخرة

1415 ه.

(1) إحیاء التراث ... لمحة تاریخیة سریعة حول تحقیق التراث ونشره ، وإسهام ایران فی ذلک (3).

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعیّ 320

*من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء (14) :

*الشیخ محمّد السبعی.

................................................ السیّد هاشم محمّد الشخص 370

*مصطلحات نحویة (2).

...................................................... السیّد علیّ حسن مطر 386

*من ذخائر التراث :

*السحاب المطیر فی تفسیر آیة التطهیر - للشهید الثالث.

......................................... تحقیق : هدی جاسم محمّد أبو طبرة 401

*من أنباء التراث.

................................................................ هیئة التحریر 460

ص: 3


1- 1.صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة السحاب المطیر فی تفسیر آیة التطهیر للشهید الثالث (956 - 1019 ه) المنشورة فی هذا العدد محقّقه ، ص 401 - 459.

ص: 4

ص: 5

ص: 6

کلمة العدد

الهجمة الثقافیة علی التشیع

وصلتها بمذبحة الحرم الرضوی المقدس

لیس هناک ثمة أدنی شک بأن الحوار الفکری ، والسجال العقائدی المبتنی علی الأسس الأخلاقیة المنبعثة عن الشریعة الإسلامیة السمحاء ، یشکل فی أوضح أبعاده المنظورة مرتعا خصبا ، ومنبرا معطاء تفصح فیه جملة الأفکار المتناظرة عن هویتها الحقیقیة علی بساط البحث والمناظرة ، فی سعی رصین یحاول أن یجد لمدعیاته موطئ قدم علی أرض الواقع قبالة غیرها من الأطروحات المختلفة ، مضافا إلی ما فی ذلک من النقد الرصین لمواطن الخلل - إن وجدت - وصولا إلی إنضاج البعض من تلک الأفکار ، أو تبین عوارها وسقوطها لعجزها عن الوقوف أمام الحقائق التی یجب أن تمثل الهیکل العام للعقیدة الإسلامیة.

ولا غرو فی ذلک ، فقد سجل لنا التاریخ الإسلامی الجم الوفیر من تلک المناظرات الفکریة ، بأشکالها المتعددة ، حیث أفصحت عن ترتیب جملة واسعة من التصورات التی کان لها الأکثر الکبیر فی ترصین مواقع الأطروحات السلیمة والصحیحة بعیدا عن التشکیلات الجاهزة والمنقولة فی حقائب الوسطاء ، وقصاصاتهم الباهتة الصفراء.

ولا ریب قطعا فی ذلک ، فإن الاستقراء المتأنی فی التراث الفکری

هیئة التحریر

ص: 7

للعقائد الإسلامیة یوضی بوضوح وجلاء إلی حقیقة وصواب ما أشرنا إلیه ، وکنا وما زلنا نذکر بوجوب التعاطی معه بعقلانیة وفطنة تجنبا من مغبة السقوط فی مهاوی التجنی والتعدی علی جملة أفکار وعقائد هی أنقی من الثوب الأبیض الخالی من الأدران.

ولا یخفی علی ذلک المستقرئ الفطن بأن عقائد الشیعة الإمامیة قد کانت - وطوال قرون متلاحقة - فی حالة سجال متواصل ، وجدال مستمر ، بأشکال وأبعاد متعددة ، معلنة بوضوح لا لبس فیه حقیقة ما تؤمن به ، وما تدین به ، وهو ما یمثل - بلا محاباة - صلب العقیدة الإسلامیة النقیة ، وأسسها التی ترتکز علیها ، ولما لم یجد قبالتها محاجوها ومناظروها إلا التسلیم بصوابها ، والقطع بصحتها ، والنکوص عن مجاراتها ، متوزعین بین طرفی الإیمان والتسلیم الباحث عن الحقیقة التی هی ضالة المؤمن ، وبین النکوص والتذرع بحجج واهیة باطلة لا تنطلی علی أحد ، مثیرین النقع قبال تلک الحقائق الثابتة والرصینة من خلال الکذب والافتراء ، والتلاعب بمفردات الحدیث ، وهذا هو بحق سلاح العاجزین!

بید أن ردود الفعل السلبیة تلک کانت لا تلبث أن تذوی وتتهاوی لأنها لا تعتمد أیة أسس علمیة سلیمة تدفع المتأمل بها للإیمان بدعاویها وتقولاتها السقیمة والساقطة ، حین لا ینفک علماء الشیعة ومفکروها مرارا وتکرارا من التصدی لإبطال هذه التهم الفاسدة ، وإیضاح حقیقة ما عمد الآخرون - بإصرار ممجوج سمج - إلی الطعن به ، بمدعیات عاریة من الصحة. ولعل الأسفار التی تزدان بها المکتبة الشیعیة خیر شاهد ومصدق لما نقول ، والتی هی بمتناول الجمیع ، لا یعسر علی طالب حاجة اقتناؤها وسبر أغوارها.

وحقا نقول : إن حجم وأبعاد تلک الهجمات الفکریة کانت ولا زالت تتناسب طردیا مع توسع ونفوذ الفکر الشیعی قبال الأفکار الأخری ، مادیة کانت أسسها أم دینیة ، إذ تحرک کلا أغراضه ونیاته ، وما أکثر ما تلاقت أهداف تلک

ص: 8

الأفکار - رغم تنافرها العقائدی قطعا - فی غرز نصال الحقد سویة فی جسد الفکر الشیعی ، دون إدراک منهم بأن ذلک خیر مبعث للانطلاق من قبل مفکری الشیعة نحو آفاق أوسع وأبعد علی الساحة الفکریة بأشکالها المختلفة.

ثم إن الملفت لنظر الباحث فی مدعیات کل أولئک المتجلببین بما یوافق ویخدم أغراضهم من المسمیات المختلفة - سواء باسم الدفاع عن حریم الإسلام ، أو العقیدة الإنسانیة قبالة تسرب الأفکار الشیعیة!! - قد بقوا - ورغم تقادم الدهور والعصور - یجترون عین التقولات التی اخترعتها مخیلة أسلافهم - من الذین لا تخفی علی أحد حقیقة نیاتهم وأغراضهم - دون إضافة أو تجدید ، وکانوا مصداقا واقعیا لمن یقول : لا جدید تحت الشمس ، فأصبحوا أضحوکة الباحثین والدارسین ، من الذین سموا الإعادة والتکرار لما ثبت بطلان مدعاه ، وسقوط فحواه.

نعم - ولا أدنی تجن فیما نقول - إن کل أولئک یدورون فی عین الحلقة المفرغة التی أصبحت مألوفة معروفة حتی لدی صبیان الشیعة ، وکأنهم فی دورانهم هذا قد أعرضوا عن أی تفکیر منطقی یظهر لهم حالة النکوص الفکری الذی یعیشون فیه ، وإن رفضهم المفکرون الاسلامیون ونبذوهم.

وفی أیامنا هذه - وکنتیجة منطقیة للمعادلة السابقة التی أشرنا إلیها آنفا - بدأنا نعاین بوضوح جلی فورة جدیدة لذوی النیات المنحرفة ، من الذین تحرکهم أصابع فاسدة مفسدة - تارة من خلف ستار الدعوة إلی التصحیح ، وأخری باسم الدفاع عن الإنسانیة ، وثالثة بذریعة الذود عن حریة الفکر الإنسانی ، وغیرها من الأحابیل التی ما عادت تنطلی علی أحد - من خلال تردید عین النیرات الممجوجة ، وبشکل لا جدة فیه ، عدا سعته وکثرته.

ولا یخفی علی مطلع الشکل الوسخ ، والغرض القذر التی ابتغاه أسیاد سلمان رشدی - سیئ الذکر - من خلال إصداره لکتاب الآیات الشیطانیة ، والمفتقر لأی مغزی ومفهوم وإشارة تستحق القراءة والمطالعة ، بل لا تجده إلا

ص: 9

سلة قمامة تغص بالمهاترات والکفریات والسباب الذی لا یصدر إلا عن نفوس وضیعة فاسدة أعمالها الحقد ، وأضلها الجشع فانطلقت من قمقمها لا تلوی علی شئ ، فهی تدمر نفسها قبل أن تصل إلی غیرها ، لأن الأرض تخلو من عاقل لا یزدری سلمان رشدی ومن لف لفه عند مطالعته لأول سطر من کتابه المذکور.

ولا تختلف عنه بشئ (تسلیمه نسرین) بانحرافها الفکری ، وسقوطها الإنسانی من خلال انقیادها الأعمی خلف الثروة وبریقها اللامع الذی لوحت لها به عین المراکز المشخصة - التی لا یجدیها تبرقعها بألف ستار وستار ، فما عادت تلک الحیل لتنطلی علی أحد ، أو یمکن تمریرها علی أحد - فانفلت شرها من عقاله ، وعدت نحوها کالمسلوب الأحاسیس والتائه العقل ، فلحقت بقرینها سلمان ، فکانا بحق مسیلمة وسجاح العصر.

نعم ، ولکن لما وجد أولئک أن سحرهم قد انقلب علیهم ، ودارت علیهم الدوائر ، وعجزوا من أن یحدثوا صدعا فی البنیان الشامخ للعقیدة الإسلامیة المبارکة دفعهم حقدهم الأسود ، وتخبطهم الأهوج إلی سلاح العاجزین والمفلسین فکرا ، فلجأوا إلی القتل والتدمیر کالذی یتخبطه الشیطان من المس ، وبشکل عشوائی لا ینم إلا عن سقوط بین ، وفشل مقطوع به ، إذ یظهر ذلک بوضوح فی ما یسمی بحملات سباه الصحابة (جند الصحابة) فی الباکستان ، والتی لا یصدق علیها غیر عنوان الحشیة الهمجیة التی لا یمکن أن تصدر إلا عن محترفی القتل والسطو والتخریب ، فألبت الدنیا علیهم ، ودفعتهم إلی مزبلة التاریخ ، فما أشد إفلاس أولئک المراهنین علی جدوی هذه الأعمال الواضحة السقوط وحماقتهم!

بید أن عقد الفشل المرکبة لا یسعها إلا أن تنساق بروادها إلی آخر مطاف الانحراف والفساد ، من خلال تصورات سقیمة تحاول جاهدة أن تقنع بها الحمقی والمجانین لتجد لها مبررا یدفعها للتبجح بما تقوم به ، فقد تجلی ذلک

ص: 10

بوضوح من خلال فاجعة الحرم الرضوی فی العاشر من شهر محرم الحرام عام 1415 ه ، إذ تمثلت فی هذه الواقعة حقیقة الوجه الکالح البشع لتلک الأفکار ودعاتها ، وبشکل لم یسبق له مثیل فی عصرنا الحاضر ، فقد أکدوا بالدلیل القاطع علی حقدهم الدفین ، ونیاتهم المنحرفة التی لا تخضع لأی ضابط دینی أو إنسانی.

فقتل العشرات من النساء والأطفال والرجال الأبریاء حول ضریح الإمام علی بن موسی الرضا علیه السلام فی لحظات الحزن المأساوی لفاجعة الطف الدمویة ، من خلال دس المتفجرات إلی داخل هذا المکان المقدس لمما یندی له جبین الإنسانیة ، وتقشعر له حتی جلود الوحش.

فماذا یمکن أن یشکل هذا الفعل الإجرامی - الدال علی إسفاف تلک المراکز المنحرفة فی عتوها وتجنیها علی الشیعة ومعتقداتهم - من نتائج قد تکون حسبت عند التخطیط له؟! بل وماذا جنی أولئک القتلة من فعلهم الشنیع هذا!؟ نحن واثقون ومجمعون علی أن أوضح ما یمکن أن یستخلص من هذا العمل - المترافق مع غیره من الأعمال المنحرفة الأخری - هو العجز المطبق التی بدأت تلک المراکز تدرکه قبالة توسع ونفوذ الفکر الشیعی فی هذا العصر الذی تحاول فیه دوائر الکفر والالحاد ترتیب معادلات جدیدة فی العالم لا تخدم إلا مصالحها ، ومصالح أتباعها.

وحقا إن الخوض فی غمار هذا الحدیث لمما یکلم القلب ، ویحزن النفس ، إلا أن فیه تذکرة لمن یبحث عن الحقیقة بأن لا ینخدع بالبریق الزائف الذی تختفی خلفه تلک الوجوه المتغضنة الملیئة بالحقد والشر ، بل أن یطلبها من مظانها ومنابعها الحقیقیة ، والتی هی بمتناول الجمیع ، ولا یعسر علی أحد الوصول إلیها.

فالعقائد الشیعیة - التی یحاول أولئک المرتزقة والمنحرفون تشویهها ، وإثارة النقع قبالها - هی أجلی من الشمس فی رابعة النهار ، ومن البدر لیالی

ص: 11

الصیف فی کبد السماء ، فلا عذر لمن ینساق من الأکاذیب والتقولات السقیمة التی تقلب الحقائق ، وتطمس معالمهما ، ویدعی بعد ذلک الجهل وعدم المعرفة.

بل وإن قلوب علماء الشیعة ومفکریهم لهی مشرعة للباحثین عن الحقیقة قبل مکتباتهم ، ولا غرو فی ذلک ، فتلک هی السلوکیات التی تعلموها من مدرسة أهل البیت علیهم السلام ، أمناء الوحی الذین طهرهم الله تعالی من الرجس ، وعصمهم من الزلل ، وأمر سبحانه الأمة بالاقتداء بهم ، واقتفاء آثارهم.

والحمد لله تعالی أولا وآخرا.

هیئة التحریر

ص: 12

هویة التاریخ الإسلامی

*عیون التاریخ

*الاتجاه ... وأجواء التدوین.

صائب عبد الحمید

عیون التاریخ

نعنی بعیون التاریخ : الکتب الأولی التی عینت بتدوین أحداث التاریخ الإسلامی حتی صارت فی ما بعد المصادر المعول علیها فی معرفة تاریخ الإسلام وسیر رجاله.

ویمکن تقسیم هذه المصادر إلی قسمین : اختص الأول بتدوین حیاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وعصر الرسالة.

فیما اتسع الثانی لعهود الخلفاء بعد الرسول وحتی عصر المؤرخ غالبا.

مصادر القسم الأول :

اتسمت مصادر هذا القسم بسمة بارزة تمثلت بالعنایة الفائقة بأمر الحروب والمغازی ، حتی قصر الکثیر منها علی هذا الباب ، ومن هنا غلب اسم (المغازی) علی هذه المصادر ، فیما کان اسم (السیرة) أقل ظهورا.

وأبرز من عرف من مؤرخی هذا القسم :

1 - عروة بن الزبیر بن العوام (93 ه) : کان من فقهاء المدینة ، وقد

صائب عبدالحمید

ص: 13

اعتزل الحیاة السیاسیة فی عهد أخیه عبد الله بن الزبیر ، وقد أکثر الروایة عن أم المؤمنین عائشة (1).

2 - أبان بن عثمان بن عفان (105 ه) : عمل والیا علی المدینة لعبد الملک بن مروان سبع سنین (2).

3 - وهب بن منبه (110 - أو 114 ه) : لم یکن معتمدا فی الحدیث وأخبار الإسلام ، وإنما کانت غزارة علمه فی الإسرائیلیات ، وعمل قاضیا علی صنعاء (3).

4 - عاصم بن عمر بن قتادة (120 ه) : تابعی حدث عن أبیه وجابر بن عبد الله وأنس ، ومن التابعین الإمام علی بن الحسین والحسن بن محمد بن الحنفیة وعبید الله الخولانی ، وحدث عند ابن إسحاق والأسود ربیب عروة. أمره عمر بن عبد العزیز أن یجلس فی المسجد الأموی بدمشق فیحدث الناس بالمغازی ومناقب الصحابة (4).

5 - شرحبیل بن سعد (123 ه) : کان من أعلم الناس بالمغازی ، إلا أنه کان یجعل لمن لا سابقة له سابقة ، فأسقطوا مغازیه وعلمه (5). لکن سفیان ابن عیینة قال فیه : لم یکن أحد أعلم بالمغازی والبدریین منه. ووثقه یحیی بن معین وابن حبان ، وخرج له ابن حبان وابن خزیمة فی صحیحیهما (6).

6 - ابن شهاب الزهری (124 ه) : له کتاب المغازی ، حفظت أجزاء منه فی کتاب (المصنف) لعبد الرزاق الصنعانی. وکان الزهری صاحب شرطة بنی

ص: 14


1- 1. الطبقات الکبری 5 / 178 ، سیر أعلام النبلاء 4 / 421.
2- 2. الطبقات الکبری 5 / 151 ، سیر أعلام النبلاء 4 / 351.
3- 3. سیر أعلام النبلاء 4 / 544 ، معجم الأدباء 19 / 259.
4- 4. سیر أعلام النبلاء 5 / 240 ، تهذیب التهذیب 5 / 47.
5- 5. سیر أعلام النبلاء 6 / 116 ضمن ترجمة موسی بن عقبة.
6- 6. تهذیب التهذیب 4 / 282 ، الثقات 4 / 365.

أمیة ، ولم یزل مع عبد الملک بن مروان وأولاده : هشام وسلیمان ویزید ، ثم استعمله یزید بن عبد الملک علی القضاء (1).

7 - یزید بن رومان الأسدی المدنی (130 ه) : له کتاب المغازی ، منه قطع فی طبقات ابن سعد ، وجل اعتماده علی عروة والزهری ، وروی عنه ابن إسحاق (2).

8 - أبو الأسود الأسدی (131 ه) : ربیب عروة بن الزبیر ، ومعظم روایته عنه ، له کتاب المغازی ، منه قطع فی (الإصابة) (3).

9 - عبد الله بن أبی بکر بن حزم (135 ه) : صاحب المغازی ، أخذ عن أبیه وعروة بن الزبیر ، وحدث عنه الزهری وابن إسحاق (4).

10 - داود بن الحصین الأموی (135 ه) : تلمیذ عکرمة ، یذهب مذهب الخوارج ، حدث عنه ابن إسحاق (5).

11 - موسی بن عقبة (141 ه) : له کتاب المغازی ، اعتمد فیه روایة الزهری بالدرجة الأولی (6).

12 - محمد بن إسحاق بن یسار (151 ه) : صاحب السیرة ، وهو أتم ما کتب فی هذا القسم وأحسنه ترتیبا ، وبه صار ابن إسحاق شیخ کتاب السیرة ، وصار من جاء بعده عیالا علیه.

ولم یصلنا کتاب ابن إسحاق کاملا بل وصلت منه أجزاء فقط ، وأما الکتاب بتمامه فقد اختصره ابن هشام فی (السیرة النبویة) فحذف منه أشیاء

ص: 15


1- 1. وفیات الأعیان 3 / 371 ، میزان الاعتدال 1 / 625.
2- 2. تهذیب التهذیب 11 / 284 ، تاریخ التراث العربی 2 / 81.
3- 3. سیر أعلام النبلاء 6 / 150 ، تاریخ التراث العربی 2 / 81.
4- 4. سیر أعلام النبلاء 5 / 314.
5- 5. تهذیب التهذیب 3 / 157.
6- 6. سیر أعلام النبلاء 6 / 114.

کثیرة ، وقد أشار ابن هشام إلی هذا الحذف ، وسیأتی ذکره لاحقا.

13 - محمد بن عمر الواقدی (207 ه) : صاحب (المغازی) وقد عمل الواقدی قاضیا بشرقی بغداد لهارون الرشید وللمأمون من بعده ، ثم تولی قضاء العسکر للمهدی أربع سنوات. وأکثر اعتماده فی مغازیه علی موسی بن عقبة ومعمر بن راشد ، وهما تلمیذا الزهری ، وأخذ کثیرا من کتاب ابن إسحاق دون أن یذکر اسمه (1).

وهناک أعلام آخرون کانوا أقل أثرا فی التاریخ المحفوظ ، وسیأتی ذکر بعضهم أثناء البحث.

مصادر القسم الثانی :

أما القسم الثانی من عیون التاریخ فیبرز فیه :

1 - تاریخ محمد بن جریر الطبری (310 ه) : ویعد أکبر موسوعة تاریخیة جمعت أحداث القرون الأولی من تاریخ الإسلام ، إذ ختم الطبری تاریخه بذکر أحداث سنة 302 ه.

فکان تاریخ الطبری المصدر الأول والأساس لمن جاء بعده ، ومنهم من توقف عنده فی أخبار القرون الثلاثة ولم یتعداه إلی غیره ، کما فعل ابن الأثیر فی کتابه (الکامل فی التاریخ) وابن خلدون فی تاریخه ، وغیرهما.

هذا مع أنه لم تخل تلک الفترة من کتابات مهمة جدیرة بالعنایة ، وربما کانت أکثر دقة وأصدق نقلا لکثیر من الأحداث علی الرغم من إیجازها بالنسبة إلی تاریخ الطبری ، ومن تلک المصادر :

2 - الإمامة والسیاسة - أو تاریخ الخلفاء لابن قتیبة الدینوری ، المتوفی سنة 276 ه.

ص: 16


1- 1. معجم الأدباء 18 / 277 ، تاریخ التراث العربی 2 / 100.

3 - تاریخ الیعقوبی : لأحمد بن أبی یعقوب الکاتب ، من أعلام القرون الثالث الهجری.

4 - فتوح البلدان : للبلاذری ، المتوفی سنة 279 ه.

5 - الفتوح : لابن أعثم الکوفی ، المتوفی سنة 304 ه.

6 - مروج الذهب : للمسعودی ، المتوفی سنة 346 ه.

7 - أخبار الزمان : للمسعودی أیضا ، وهو کتاب کبیر کما وصفه صاحبه فی (مروج الذهب) غیر أنه مفقود ، وهو الکتاب الوحید المفقود من هذه المجموعة.

أما کتب التاریخ الأخری فقد أضافت أحداث السنین اللاحقة التی لم یدرکها الطبری ولم یدونها.

نتیجة :

من هنا یمکن أن نخلص إلی القول بأنه قد انتظمت للتاریخ الإسلامی عینان ، هما :

سیرة ابن إسحاق.

تاریخ الطبری.

* * *

ص: 17

الاتجاه وأجواء التدوین

بین المنتمی واللامنتمی ، أین وقفت عیون التاریخ الإسلامی؟

هل کان القدر المنتمی منها هو هذه النسبة إلی الإسلام وحسب؟

تلک نسبة طبیعیة صیغت من الموضوع الذی تناوله الکتاب من غیر أن تکون هناک ضرورة لهیمنة هذا الموضوع علی مادة الکتاب ، فکتاب التاریخ الذی یعنی بأحداث حقبة زمنیة ینسب إلیها.

والذی یعنی بأخبار طائفة من الطوائف أو أمة من الأمم ینسب إلیها ، والذی یعنی بأحداث بلد من البلدان ینسب إلیه ، وکلها نسب لا تتعدی التعریف بموضوع الکتاب.

لکن حین ینحصر الأمر بتاریخ أمة وقد ظهرت فیها الاختلافات ، وتوزعت أبناءها الفرق والطوائف ، وتغلبت الأهواء التی تفرض هیمنتها فی صیاغة أفکار الناس ورؤیتهم للأحداث ... عندئذ أین سیقف التاریخ؟

هل سیکون بعیدا عن معترک المیول والأهواء ، منفصلا عن قیود الزمان والمکان لیسجل الأحداث والأخبار کما هی تماما ، وبکامل أسبابها ودواعیها المباشرة وغیر المباشرة ، ثم بکامل تفاصیلها وما خلفته من آثار کما هی قبل أن تنفعل معها المیول والأهواء؟

لا شک أن هذا هو الأمل المنشود ، وهو الذی تقتضیه الأمانة للتاریخ وللحقیقة.

ولکن لا شک أیضا أن التاریخ لم یکتب فی الفضاء ، ولا کان المؤرخ یستقل بساطا سحریا یقله فوق آفاق زمانه ومکانه.

إنه یکتب من علی الأرض ، وفی زمان ما ومکان ما ..

وإنه یکتب ما یسمع ، لا ما یری ..

ص: 18

وإنما یحدثه رجال لهم حیال الأحداث مواقف ومیول ، فهو لم یسمع فی الحقیقة حدثا مجردا ، وإنما سمع الحدث ممزوجا له أو مضافا إلیه انفعالات الناقلین ...

وأیضا فإن المؤرخ نفسه هو واحد من أولئک البشر ، یعیش فی عصر من الأعصار .. وللبشر میول ، ولکل عصر لونه ونغماته التی میزته عن غیره من العصور ، فهو ینفر من کل لون ونغمة لا تنسجم معها.

وفرق بین رجل یعیش فکرته لنفسه ولأصحابه الذین یتابعونه ویوافقونه ، وبین آخر یکتب فکرته لتکون بین أیدی الناس ، کل الناس ، علمائهم وعامتهم ، فإذا کان الأول قد یجد نفسه فی مأمن ومعزل عن الرقباء ، فإن الثانی یری عیون الناس وکأنها ترصد أفکاره وتحصی علیه حتی ما لم یرد بحسبانه! فهی لا تکتفی بقراءة ما سطره علی الورق ، بل تتعدی إلی ما وراء ذلک لتقرأ دوافعه ومیوله أیضا ، لتصدر أحکامها علیه بحق وبغیر حق.

وحین یکون عصر من العصور قاسیا فی مواجهة النغمات التی لا توافق نغماته ، فإنما جاءت قسوته من أناسه ، لا من أرضه ولا سمائه ..

ففی حال کهذه هل یبعد أن یکون المؤرخ مسوقا من حیث یدری أو لا یدری ، ومن حیث یرید أو لا یرید لمجاراة تلک النغمات ، أو مداراتها؟ إنه عندئذ سوف یقطع من الحقیقة التاریخیة أجزاء مساویة لمقدار ذلک الانسیاق.

ولعل هذا هو الأقل الأخطار الثلاثة التی قد تتعرض لها الحقیقة التاریخیة ...

أما الخطر الثانی : فیتمثل فی الانسیاق التام لنغمات العصر وأهواء أهله ، والسیر مع تیاره الجارف الذی سیجرف معه أهم الحقائق التاریخیة التی تعاکس اتجاه سیره.

وأما الخطر الثالث : فهو أن یکون المؤرخ نفسه من أصحاب الأهواء

ص: 19

الذین لا یقبلون إلا ما وافق أهواءهم ، ولا ینظرون إلی الأحداث والحقائق إلا بمنظار الهوی.

ثم إن هذا الکتاب أو ذاک من کتب التاریخ سوف یصبح مصدرا لثقافة الأجیال ، تستقی منه رؤیتها للتاریخ التی ستساهم مساهمة فعالة فی صیاغة عقائدها.

فحین یجتمع الناس علی مصدر من مصادر التاریخ التی نسجت فیها الأحداث تحت إحدی المؤثرات الثلاثة المتقدمة ، علی حساب الحقیقة التاریخیة ، فمن البدیهی أن تحمل أذهانهم برؤی مغایرة للحقیقة.

ومن هنا تتسرب العقائد الدخیلة إلی الأذهان ، فیعتقد الناس بأشیاء ومفاهیم لیست هی من الإسلام ومفاهیمه الحقة ، وهم یظنون أنها الحق الذی لا تشوبه شائبة لکثرة ما یرونه من تسطیر المؤرخین لما وربما دفاعهم عنها.

وسوف لا یکون العوام وحدهم ضحیة هذه الخطیئة ، بل العلماء أیضا یقعون فی ذلک حین یقفون علومهم علی هذا النوع من المصادر ، وحین یکونون هم أیضا منفعلین بتلک المؤثرات الثلاثة أو بعضها.

فکیف اجتازت عیون التاریخ الإسلامی تلک الأجواء لتحفظ لنا حقائقه؟

لا شک أن الوقوف علی المشاهد الحیة لإثبات حقیقة ما هو أهم بکثیر من البحوث النظریة والبراهین الفلسفیة.

مشاهد حیة من عیون التاریخ

أولا : مع مصادر القسم الأول :

1 - قال الزبیر بن بکار (1) : قدم سلیمان بن عبد الملک إلی مکة حاجا

ص: 20


1- 1. الزبیر بن بکار : هو أبو عبد الله الزبیر بن أبی بکر - ویسمی : بکار - بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبیر ، صاحب النسب ، تولی القضاء بمکة للمعتصم العباسی ، وبقی علی القضاء حتی توفی سنة 356 ه. (وفیات الأعیان 2 / 311).

سنة 82 ه ، فأمر أبان بن عثمان أن یکتب له سیر النبی صلی الله علیه وآله وسلم ومغازیه. فقال له أبان : هی عندی ، قد أخذتها مصححة ممن أثق به.

فأمر سلیمان عشرة من الکتاب بنسخها ، فکتبوها فی رق ، فلما صارت إلیه نظر فإذا فیها ذکر الأنصار فی العقبتین وفی بدر ، فقال : ما کنت أری لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فإما أن یکون أهل بیتی غمصوا علیهم ، وإما أن یکونوا لیس هکذا!

فقال أبان : أیها الأمیر ، لا یمنعنا ما صنعوا أن نقول بالحق ، هم علی ما وصفنا لک فی کتابنا هذا.

فقال سلیمان : ما حاجتی إلی أن أنسخ ذاک حتی أذکره لأمیر المؤمنین ، لعله یخالفه.

ثم أمر بالکتاب فخرق ، ورجع فأخبر أباه عبد الملک بن مروان بذلک الکتاب ، فقال عبد الملک : وما حاجتک أن تقدم بکتاب لیس لنا فیه فضل ، تعرف أهل الشام أمورا لا نرید أن یعرفوها؟!

قال سلیمان : فلذلک أمرت بتخریق ما نسخته (1).

ومن هذه الواقعة تظهر عدة ملاحظات هامة :

* لم یکن أهمها تخریق الکتاب ...

* ولا کلمة عبد الملک بن مروان - وهو الخلیفة - التی تعد دستورا نافذا فی تحدید المنهج الثقافی إبان الحکم الأموی.

* بل أهم من ذلک اختفاء أهم مناقب الأنصار ، وفی الوقائع الحاسمة فی تاریخ الإسلام : بیعة العقبة الأولی ، والعقبة الثانیة ، ومعرکة بدر! غابت عن

ص: 21


1- 1. الموفقیات - للزبیر بن بکار - : 222 ، عنه السید الجلالی فی تدوین السنة الشریفة : 420.

السواد الأعظم من المسلمین ، وحتی عن سلیمان بن عبد الملک الذی سیصبح عن قریب خلیفة المسلمین ، هذا وما زال الناس فی القرون الأول من عمر الإسلام!

* وأهم من هذا : البعد الذی انطوت علیه کلمة أبان بن عثمان المؤرخ وهو یحاول إقناع سلیمان بن عبد الملک ، فیقول له : أیها الأمیر ، لا یمنعنا ما صنعوا أن نقول بالحق!

لا شک أن جنایة الأنصار الذین کانوا أنصار رسول الله والمجاهدین معه وأنصار دین الله ، هی أنهم لم یکونوا فیما بعد أنصارا لبنی أمیة. وهذه وحدها حجة کافیة فی غلق أبواب الجدال فیهم ، وفی تخریق الکتاب!! هذا إن لم نعطف علیه ما سیراه الأمویون إذن فی الأنصار من نظرة عداء قدیم ثبت ظاهرا علی مدی عشر سنین ، ابتداء ببیعة العقبة الأولی ، ومرورا بمعرکة بدر وأحد والخندق ، وانتهاء بفتح مکة!

* وثمة ملاحظة أخری خفیة لم تتطرق إلیها نصوص هذه الواقعة ، لکن الناظر الفطن یراها ظاهرة ظهور النصوص الجلیة ..

فماذا لو وقف سلیمان بن عبد الملک فی تلک الصحف علی مواقف علی ابن أبی طالب وبنی هشام ومناقبهم ، ألم یکن سینکرها أشد من إنکاره لمواقف الأنصار؟

إن هذه الواقعة لتنطق بصوت خفی بأن تلک الصحف التی حفظت من حق الأنصار ما أثار انتباه الأمیر ودهشته ثم استنکار الخلیفة من بعده ، لم تکن تحفظ شیئا من حق علی وبنی هاشم الذین هم لبنی أمیة خصوم العقیدة والتاریخ.

ولهذه الملاحظة ما یؤیدها من سیرة أبان بن عثمان ، إذ کان هواه علی الدوام مع خصوم علی ، ففی مستهل شبابه فی السادسة عشرة من عمره خرج مع أصحاب الجمل لقتال علی ، ثم کان هواه من الأمویین وعمل لهم والیا علی

ص: 22

المدینة المنورة سبع سنین.

وإذا کانت هذه الملاحظة قد جاءت هنا خفیة ، فإنها قد استولت بالکامل علی المشهد الآتی :

2 - قال المدائنی :

أخبرنی ابن شهاب بن عبد الله ، قال : قال لی خالد القسری (1) : اکتب لی السیرة.

فقلت له : فإنه یمر بی الشئ من سیر علی بن أبی طالب ، فأذکره؟

قال : لا ، إلا أن تراه فی قعر الجحیم! (2)

فهذا القول الصریح لا یقصر عن أن یکون برهانا علی ما نسبناه إلی تاریخ أبان بن عثمان آنفا.

3 - من أصحاب التاریخ :

الذین عرفناهم فی القسم الأول : عروة بن الزبیر والزهری وموسی بن عقبة ، فکیف کان موقفهم من سیر علی بن أبی طالب علیه السلام؟

کان عروة بن الزبیر واحدا من کبار علماء المدینة ، هذا حق ، وکان قد اعتزل السیاسة أیام النزاع بین أخیه عبد الله وبین الأمویین ، هذا ما حفظه له التاریخ ، ولکن هل اعتزل أیضا إزاء النزاع الذی حصل حول الخلافة؟

الذی ثبت عنه یفید القطع بأنه لم یکن معتزلا ذلک النزاع.

فالذی ثبت عنه أن أکثر حدیثه کان عن أم المؤمنین عائشة ، ولا شک أنها

ص: 23


1- 1. الدمشقی ، والی مکة للولید بن عبد الملک ثم لسلیمان بن عبد الملک ، ووالی العراق لهشام ابن عبد الملک (سیر أعلام النبلاء 5 / 425).
2- 2. الأغانی 22 / 21 أخبار خالد بن عبد الله القسری.

کانت طرفا من أطراف النزاع فی مراحله الأخیرة ، کما کان لها میلا صریحا إلی أحد طرفی النزاع منذ أیامه الأولی ، بل ربما قبل ذلک أیضا.

ولقد ثبت عن عروة أنه قد تأثر بهذا المیل تأثرا کبیرا ، بل الأرجح أن میله هذا هو الذی دعاه إلی الاختصاص بعائشة دون سواها ، فهو ابن الزبیر بن العوام الذی کان إلی جانب عائشة فی طلیعة الداعین إلی نقض بیعة علی بن أبی طالب وإعلان الحرب ضده ، تلک الحرب التی کان الزبیر من أول ضحایاها.

وکان عروة قد حاول الخروج معهما فی تلک الحرب ، لکن ردوه لصغره ، إذ کان عمره ثلاث عشرة سنة (1).

فلم یکن اختصاصه بأم المؤمنین عائشة لکونها خالته أخت أمه أسماء إذن ، فلقد کان بنو هاشم أخواله أیضا ، فأم أبیه هی صفیة بنت عبد المطلب أخت أبو طالب.

ولقد کان هذا المیل ثابتا فی حدیثه حتی عد فی المنحرفین علی علی علیه السلام ، نسبه إلی ذلک من لا یتهم فیه :

قال معمر : کان عند الزهری حدیثان عن عروة عن عائشة فی علی علیه السلام ، فسألته عنهما یوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحدیثهما؟ الله أعلم بهما! إنی لأتهمهما فی بنی هاشم (2)!

إذن فهذا المصدر متهم أیضا ، متهم لا فی إخفاء بعض حقائق التاریخ وحسب ، بل فی إدخال الأخبار المختلقة التی نسجها خصوم بنی هاشم للنیل منهم والتنقص من منزلتهم!

إنه متهم بذلک حتی عند الزهری الذی لم یکن له میل إلی علی وبنی

ص: 24


1- 1. سیر أعلام النبلاء 4 / 423 ، الطبقات الکبری 5 / 179.
2- 2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 4 / 64.

هاشم ، بل علی العکس کان قریبا من بنی أمیة مقربا لدیهم ، کما سیأتی ذکره.

4 - مغازی وابن شهاب الزهری :

الفائدة الأخری التی تظهر من الخبر المتقدم هی أن الزهری کان أکثر إنصافا لحقائق التاریخ من عروة.

ومرة أخری یبدو الزهری أکثر إنصافا من آخرین ممن عاصروه حین یوجه الطعن للتاریخ الذی کان یکتب علی عیون بنی أمیة :

قال معمر : سألت الزهری عن کاتب الکتاب یوم الحدیبیة ، فضحک ، وقال : هو علی بن أبی طالب ، ولو سألت هؤلاء - یعنی بنی أمیة - لقالوا : عثمان!! (1).

إذن لم یقتصر الأمر هنا علی کتمان مواقف علی علیه السلام وسیره ، بل تعدی إلی سلبها منه وإضافتها إلی غیره!

* لا شک أن الخبرین المذکورین قد حفظا للزهری موقفا فریدا ، إذ نزه قلمه فیهما عن لونین من ألوان اغتصاب الحقیقة التاریخیة ، فأبی أن یسوق أحادیث علم أنها وضعت للنیل من علی وبنی هاشم ، کما أبی أن یسلبهم حقهم لیمنحه آخرین من غیرهم.

ویبقی السؤال : هل استطاع الزهری أن یکون أمینا علی السیر فیثبتها فی محلها بلا زیادة ولا نقصان ، وحتی سیر علی وبنی هاشم والأنصار ، فی تلک الأجواء التی لم تتوقف عند کتمان سیرهم ، بل تعدت ذلک فأثارت حولها سحبا کثیفة لتعکس لهم صورة أخری تماما؟

هل وفی الزهری للحقیقة وأدی الأمانة علی أتم وجه؟

الحق أن من تتبع روایة الزهری للسیر والمغازی یجد أنه لم یکن کذلک ،

ص: 25


1- 1. أخرجه عبد الرزاق فی المصنف 5 / 343 ح 9722.

فعلی امتداد سیرة النبی صلی الله علیه وآله وسلم ومغازیه لا تجد لعلی بن أبی طالب علیه السلام ذکرا ، إلا حین لا ینطوی ذکره علی فضیلة تمیزه علی غیره (1) ، وحین سئل عن فضیلة له جحدها!

ففی ذکر أول من أسلم نقل عبد الرزاق ما نقله معمر عن غیر الزهری : أن أول من أسلم علی بن أبی طالب. لکن الزهری قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زید بن حارثة (2). فی حین لا یکاد یعرف هذا عن أحد غیر الزهری (3).

ثم یواصل الزهری ذکر من أسلم فلا یذکر إسلام علی علیه السلام ولا أحد من بنی هاشم.

ثم یمضی فی ذکر السیرة والمغازی فلا تجد علیا فیها إلا رجلا غریبا لیس له فیها خبر ولا أثر ، مع أنه لا یمر علی أثر لأبی بکر وعمر إلا فصل فیه وزینه ، أما علی فلا ذکر له! لا فی العهد المکی ، ولا فی الهجرة ، ولا فی المؤاخاة ، ولا فی بدر ، ولا فی أحد ، ولا فی الخندق ، ولا فی خیبر ، ولا فی فتح مکة ، ولا فی حنین ، ولا فی تبوک ، ولا فی غیر ذلک!!

إنه لیبدو لقارئ مغازی الزهری أن علیا رجل غریب علی السیرة!

ولقد استشعر عبد الرزاق ذلک وهو یروی مغازی الزهری فتدارکه فی مواضع معدودة فقط :

فروی خبر إسلام علی من حدیث معمر عن قتادة وعن عثمان

ص: 26


1- 1. روایة الزهری لمغازی الرسول جمعها عبد الرزاق فی المصنف - کتاب المغازی - 5 / 313 - 439.
2- 2. المصنف 5 / 325.
3- 3. أنظر : کتاب الأوائل : 91 - 93 ، سیرة ابن إسحاق : 137 ، الطبقات الکبری 3 / 21 ، البدء والتاریخ 4 / 145 ، السیرة النبویة من تاریخ الإسلام - للذهبی - : 70 ، تاریخ الخلفاء - للسیوطی - : 132 ، وترجمة الإمام علی علیه السلام فی (الإستیعاب) و (أسد الغابة) و (الإصابة).

الجزری (1).

وروی مبیت علی علیه السلام علی فراش النبی صلی الله علیه وآله وسلم یوم الهجرة من حدیث معمر عن عثمان الجزری وعن قتادة (2). أما حدیث الزهری فکان یرویه عن عروة عن عائشة ، ولیس فیه ذکر لعلی! (3).

وروی قول النبی صلی الله علیه وآله وسلم لعلی علیه السلام حین خلفه أمیرا علی المدینة یوم تبوک : (أما ترضی أن تکون منی بمنزلة هارون من موسی ، إلا أنه لا نبی بعدی) رواه من حدیث معمر عن قتادة وعلی بن زید بن جدعان (4).

هذا ، مع أن الزهری یثبت فی مغازیه حدیث ابن عباس الذی یدین فیه أم المؤمنین عائشة للسبب نفسه ، کتمان مواقف علی!

قال الزهری : أخبرنی عبید الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة أخبرته ، قالت : أول ما اشتکی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی بیت میمونة ، فاستأذن أزواجه أن یمرض فی بیتی ، فأذن له - قالت - فخرج وید له علی الفضل بن عباس ، وید أخری علی ید رجل آخر ، وهو یخط برجلیه فی الأرض.

فقال عبید الله : فحدثت به ابن عباس ، فقال : أتدری من الرجل الذی لم تسم عائشة؟ هو علی بن أبی طالب ، ولکن عائشة لا تطیب نفسا بخیر (5).

استظهار :

من هذه القراءة فی مغازی الزهری یظهر بما لا یدع مجالا للشک أن ذلک

ص: 27


1- 1. المصنف 5 / 325.
2- 2. المصنف 5 / 389.
3- 3. المصنف 5 / 385 - 389 ، 390 - 392.
4- 4. المصنف 5 / 405 - 406 ح 9745.
5- 5. المصنف 5 / 429 - 430.

المؤرخ الذی سماه المدائنی (ابن شهاب ابن عبد الله) والذی طلب إلیه خالد القسری أن یکتب له السیرة ، أنه هو ابن شهاب الزهری هذا ، فابن شهاب هو الغالب علی تسمیة الزهری ، وأما عبد الله فهو جده ، وعبد الله هو ابن شهاب ، ومن هنا وقع اللبس.

ویؤید ما قلناه أنه لم یکن أحد من أهل العلم بالسیر ممن عاصر خالد القسری یعرف بابن شهاب إلا ابن شهاب الزهری.

إذن هذه هی مغازی ابن شهاب الزهری التی عرف بها نفسه ، فقال : قال لی خالد القسری : اکتب لی السیرة.

فقلت له : فإنه یمر بی الشئ منس یر علی بن أبی طالب ، فأذکره؟

فقال : لا ، إلا أن تراه فی قعر الجحیم! (1).

فلما لم یجد الزهری علیا فی قعر الجحیم ، لم یورد له ذکرا فی مغازیه!

دهاء الزهری :

تجنب الزهری شیئا من أخبار شیخه عروة حین اتهمه فی بنی هاشم ، وهذه فضیلة یحفظها له التاریخ. وفی مقابل ذلک أعرض عن ذکر سیر علی ومناقبه إرضاء لبنی أمیة ، وهذه حفظها له بنو أمیة!

وربما ظن أنه قد سلک مسلکا وسطا ، فلا هو أرضاهم فی النیل من علی وبنی هاشم ، ولا هو أسخطهم بذکر سیر علی وبنی هاشم!

وبهذا نجح الزهری فکان حظیا عند الأمویین لا یقدمون علیه أحدا حتی توفی.

ولکن لم یأت هذا النجاح إلا بما هدره من حقائق الدین والتاریخ التی لو أظهرها لکان الزهری عندهم غیر الزهری!

ص: 28


1- 1. تقدم فی الفقرة 2 عن کتاب الأغانی 22 / 21 من روایة المدائنی.

* ثم ألم یکن فی إخفاء صفحات هامة من السیرة تغییرا لوجه السیرة ، وعرضها بوجه جدید مخالف لوجهها الحقیقی؟ فکیف یعد هذا مسلکا وسطا؟!

* ویزید فی تغییر وجه السیرة ما یقع أثناء الحدیث من ذکر لموقف اشترک فیه مع علی بن أبی طالب رجل آخر ، فحین یحذف اسم علی سیبرز الآخر فی صورة جدیدة لم تکن هی الصورة التی تحققت فی الواقع.

فحین یذکر الزهری أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم أمر أبا بکر علی الحج (1) ، ثم یخفی ما وراءها من أنه صلی الله علیه وآله وسلم قد بعث علیا علیه السلام علی أثره وأمره أن یأخذ منه ( براءة ) فیبلغها فی الموسم ، فعاد أبو بکر إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقال : أنزل فی شئ یا رسول الله؟

فقال الرسول صلی الله علیه وآله وسلم : (لا ، ولکنی أمرت ألا یبلغ عنی إلا أنا أو رجل منی) (2). إنه عندما یقطع هذا الجزء فسوف تظهر الواقعة بوجه آخر.

إن الذی سخر منه الزهری آنفا من قول بنی أمیة فی کاتب الکتاب یوم الحدیبیة (3) ، قد وقع فی مثله فی مواضع کثیرة من مغازیه ... وأکثر هذه المواقع وضوحا ما نقله فی سد أبواب المسجد ، فقال : قال النبی صلی الله علیه وآله وسلم : (سدوا هذه الأبواب الشوارع فی

ص: 29


1- 1. المصنف 5 / 382.
2- 2. هذا الحدیث فی : مسند أحمد 1 / 3 ، 331 و 3 / 212 ، 283 و 4 / 164 ، 165 ، سنن الترمذی 5 / ح 3719 ، سنن النسائی - کتاب الخصائص - 5 / ح 8461 ، جامع الأصول 9 / ح 6496 ، مجمع الزوائد 9 / 119 ، تاریخ الیعقوبی 2 / 76 ، البدایة والنهایة 7 / 370.
3- (32) تقدم قول الزهری : إن کاتب الکتاب یوم الحدیبیة هو علی ، ولو سألت بنی أمیة لقالوا : هو عثمان!

المسجد إلا باب أبی بکر رحمه الله ، فإنی لا أعلم رجلا أحسن یدا عندی من الصحابة من أبی بکر (1).

وحدیث سد الأبواب إنما هو لعلی لا لأبی بکر ، حتی اشتهر أنه لا یدخل المسجد جنبا إلا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلی.

وقوله صلی الله علیه وآله وسلم : (سدوا هذه الأبواب إلا باب علی) رواه أحمد والترمذی والنسائی وابن کثیر والعسقلانی وغیرهم (2).

قال ابن أبی الحدید المعتزلی : حدیث سد الأبواب کان لعلی علیه السلام فقلبه البکریة لأبی بکر (3).

5 - مغازی تلامذة عروة والزهری :

کان من أصحاب المغازی : یزید بن رومان تلمیذا لعروة والزهری ، وأبو الأسود تلمیذا لعروة وهو ربیبه ، وموسی بن عقبة تلمیذا للزهری ، وقد جعل هؤلاء اعتمادهم بالمرتبة الأولی علی روایة عروة والزهری (4). فلا شک إذن أن تأتی مغازیهم بنفس تلک الخصائص.

مثال ذلک : ما رواه یزید بن رومان عن عروة بن الزبیر فی قصة مهاجری الحبشة وحدیث النجاشی معهم ، فقال : إنما کان یکلم النجاشی عثمان بن عفان!

قال ابن إسحاق : ولیس کذلک ، إنما کان یکلمه جعفر بن

ص: 30


1- 1. المصنف 5 / 431.
2- 2. مسند أحمد 1 / 331 ، سنن الترمذی 5 / ح 3732 ، سنن النسائی - کتاب الخصائص - 5 / ح 8423 ، البدایة والنهایة 7 / 355 ، فتح الباری بشرح صحیح البخاری 7 / 13 ، الإصابة 4 / 270 ، جامع الأصول 9 / ح 6494 ، مجمع الزوائد 9 / 114 - 115.
3- 3. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 11 / 49.
4- 4. تقدم ذکره عن مصادره فی بدایة هذا البحث.

أبی طالب (1).

والذی ذکره ابن إسحاق هو الذی علیه سائر أصحاب السیر (2). أما روایة یزید بن رومان عن عروة فهی من جنس ما ذکره الزهری عن بنی أمیة فی حدیث کاتب الکتاب یوم الحدیبیة.

6 - مغازی عاصم بن عمر بن قتادة :

هذا المصدر نجا نسبیا من أسر التطرف أو الانحیاز الذی وقعت فیه المصادر السابقة ، فذکر کثیرا من سیر الأنصار وأخبارهم وأطرافا من سیر علی علیه السلام (3).

ولعل السر فی ذلک یعود إلی أمرین :

الأول : أنه کان من الأنصار ، فجد قتادة هو قتادة بن النعمان الأنصاری الذی سقطت عینه إثر ضربة فی معرکة أحد ، فردها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بیده الشریفة فعادت أحسن من قبل.

والثانی : أنه کان یحدث فی عهد عمر بن عبد العزیز ، وهو عهد أکثر اعتدالا استطاع فیه بعض أهل العلم أن یظهروا من العلم ما لم یکن یظهر فی عهود سائر خلفاء بنی أمیة قبل عمر بن عبد العزیز وبعده.

لکنه کان یحدث فی مسجد دمشق ، فهو بلا شک لم یستطع أن یقول کل ما یعلم فیصدم أهل الشام بما ینکرونه ، وهم کما وصفهم معاویة بن أبی سفیان :

ص: 31


1- 1. سیرة ابن إسحاق / 217 - 218.
2- 2. تاریخ الیعقوبی 2 / 29 ، السیرة النبویة - لابن حبان - : 79 ، المنتظم - لابن الجوزی - 2 / 383 ، الکامل فی التاریخ 2 / 80 ، السیرة النبویة - للذهبی - : 189 - 190 ، عیون الأثر 1 / 155 ، البدایة والنهایة 3 / 89 ، ولا یعرف خلاف فی ذلک.
3- 3. نقل بعض مرویاته ابن إسحاق فی سیرته ، والطبری فی تاریخه.

إن بالشام مئة ألف فارس ، کل یأخذ العطاء ، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم ، لا یعرفون علیا ولا قرابته ، ولا عمارا ولا سابقته ، ولا الزبیر ولا صحبته ، ولا طلحة ولا هجرته ، ولا یهابون ابن عوف ولا ماله ، ولا یتقون سعدا ولا دعوته (1).

7 - آخرون :

أما الآخرون من أصحاب المغازی والسیر الذین لم یقفوا عند تلک الحدود ولا خضعوا لتلک الضوابط ، لأثبتوا من السیر ما صح لدیهم أو ما بلغهم حتی من سیر علی علیه السلام وبنی هاشم والأنصار ، فکان من الیسیر جدا أن ینبزوا بالتشیع ، وعندما یقال لمؤرخ أو محدث إنه یتشیع فلیس المراد التعریف بمذهبه وحسب ، بل المراد ا لطعن بروایته وردها.

وهکذا کان نصیب الکثیر من مؤرخی تلک المرحلة ، والمرحلة اللاحقة أیضا ، فقیل فیهم : کان أصحاب المغازی یتشیعون ، کابن إسحاق ، وأبو معشر ، ویحیی بن سعید الأموی وغیرهم (2).

* قد تقدم التعریف بابن إسحاق وسیأتی بتفصیل أکثر فی الفقرة اللاحقة.

* أبو معشر : نجیح بن عبد الرحمن السندی (170 ه) مولی أم موسی ابن المهدی العباسی (3) ، أشخصه المهدی معه من المدینة إلی بغداد سنة 160 ه وأمر له بألف دینار ، وقال له : تکون بحضرتنا فتفقه من حولنا (4). فهذا من أن یأتیه التشیع ، إلا أن یکون قد روی من سیر علی علیه السلام وبنی

ص: 32


1- 1. الإمامیة والسیاسة : 46.
2- 2. معجم الأدباء 18 / 7.
3- 3. من هنا قالوا له : مولی بنی هاشم.
4- 4. سیر أعلام النبلاء 7 / 435 - 440 ، تهذیب التهذیب 9 / 374.

هاشم ما کان لا یأذن به الأمویون؟!

لقد لاحظ بعض المحققین أن مغازی أبی معشر کانت تضم کل أحداث حیاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم (1).

فهو إذن لم یقتطع تلک الأجزاء التی اقتطعها عروة والزهری وتلامیذهم ، وهذا هو التشیع!

هذا ، رغم أن الظاهر من روایة أبی معشر أنه کان متحفظا فی نقل هذا النوع من الحدیث ، کما هو ظاهر فی الروایة الوحیدة التی نقلها عنه الطبری فی ما یخص عصر الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، وهی روایته لإمارة أبی بکر علی الحج وبعث علی علیه السلام علی أثره وتبلیغ سورة براءة ، فقد أخفی أبو معشر ما فی هذه الواقعة من مزیة لعلی علیه السلام فی قول النبی صلی الله علیه وآله وسلم : (أمرت ألا یبلغ عنی إلا أنا أو رجل منی) فلم یأت هذا الحدیث فی روایته! (2).

وأما فی عهد الخلفاء فقد روی الطبری عنه کثیرا (3) ، ولکن لم یرو عنه فی الغالب إلا تاریخ غزوة ، أو تاریخ وفاة ، أو اسم من ولی الحج فی کل سنة من السنین!

* یحیی بن سعید : ابن أبان بن سعید بن العاص الأموی (194 ه) تلمیذ ابن إسحاق ، أخذ عنه المغازی (4) ، وروی عنه کتاب الخلفاء (5).

من هنا لحق به ما لحق بابن إسحاق ، ورغم أنه روی عن هشام بن عروة

ص: 33


1- 1. تاریخ التراث العربی 2 / 94.
2- 2. تاریخ الطبری 3 / 123.
3- 3. لا عن مغازیه التی تختص بعهد النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وإنما کتابه الآخر (تاریخ الخلفاء) الذی یبدو أنه استوعب فیه التاریخ إلی سنة وفاته.
4- 4. سیرة أعلام النبلاء 9 / 139.
5- 5. معجم الأدباء 18 / 9 ترجمة ابن إسحاق.

ابن الزبیر وآخرون من خصوم الشیعة إلا أن هذا لم یمح عنه سمة التشیع التی لم یمحها نسبه الأموی أیضا!

وقد أخرج له الطبری ست روایات لیس فیها ما یمت إلی التشیع أو سیر علی علیه السلام وبنی هاشم بصلة ، بل منها ما هو من روایة عروة والزهری (1).

8 - سیرة ابن إسحاق :

الکتاب الجامع للسیرة النبویة والمغازی ، وهو کتاب کبیر اختصره ابن هشام فی کتابه الشهیر (السیرة النبویة لابن هشام). رواه عنه ثلاثة من تلامذته ، وإحدی الروایات هی التی اختصرها ابن هشام ، وهی روایة البکائی (2).

وقد عدد ابن إسحاق مصادر کتابه ، فروی عن الزهری ویزید بن رومان وفاطمة بنت المنذر بن الزبیر زوجة هشام بن عروة بن الزبیر ، کما روی عن عاصم بن عمر بن قتادة ، وروی عن الأعمش وعبد الله بن الحسن بن الحسین ابن علی بن أبی طالب علیه السلام.

أما تشیعه ففسره بعضهم بقوله : کان له انقطاع إلی عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وکان یأتیه بالشئ فیقول له : أثبت هذا فی علمک. فیثبته ویرویه عنه (3).

تری لماذا لا یقال فی من وقف کتابه علی روایة عروة والزهری إنه کان بکریا أو عثمانیا ، فیجعل ذلک عیبا قادحا فیه؟!

علی أی حال فقد أثبت ابن إسحاق کثیرا من سیر علی علیه السلام

ص: 34


1- 1. أنظر : تاریخ الطبری 1 / 246 ، 2 / 364 ، 3 / 27 ، 68 ، 162 ، 194.
2- 2. طبعت أجزاء من روایة ثانیة - روایة یونس بن بکیر - فی مجلد واحد ، بحقیق د. سهیل زکار. غیر أن أیا من تلک الروایات لم تصل کاملة!
3- 3. معجم الأدباء 18 / 7.

والأنصار التی أعرض عنها غ یره ممن تقدم ذکرهم ، وربما تکون من أبرز روایاته فی ذلک : حدیث سلمان الفارسی وهو یسأل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : یا رسول الله ، إنه لیس من نبی إلا وله وصی وسبطان ، فمن وصیک وسبطاک؟

فیجیبه النبی صلی الله علیه وآله وسلم بقوله : (والذی نفسی بیده لأنا خیر النبیین ، وإن وصیی لخیر الوصیین - یعنی علیا علیه السلام - وسبطای خیر الأسباط - یعنی الحسن والحسین علیهما السلام - (1).

اختصار ابن هشام :

عمد ابن هشام إلی أشیاء فی سیرة ابن إسحاق فحذفها ، وقال : ترکت ذکرها للاختصار. ولأجل الأمانة فقد أوضح عن تلک الأشیاء التی حذفها فی مقدمته ، وقد تضمنت : بعض أخبار ما قبل النبوة ، وبعض الأنساب التی لا تتصل بالرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، وأشعارا تفرد بذکرها ابن إسحاق ، ثم ذکر أشیاء أخری حذفها فقال :

وأشیاء :

بعضها یشنع الحدیث به.

- وبعض یسوء بعض الناس ذکره.

- وبعض لم یقر لنا البکائی بروایته.

ولعل هذه الأشیاء هی أخطر ما حذف من سیرة ابن إسحاق ، وبالخصوص الثانی منها الذی قال عنه (یسوء بعض الناس ذکره) وسوف تظهر معالم هذه الأشیاء المحذوفة عند الحدیث عن تاریخ الطبری ، وعن منهاج التدوین فی تلک المرحلة ، علما أن ابن هشام قد توفی سنة 213 ه.

ص: 35


1- 1. سیرة ابن إسحاق / 124 - 125 ، وانظر مقدمة د. سهیل زکار علی السیرة :1. 14.

ثانیا : مع مصادر القسم الثانی :

وأهمها - کما قدمنا - هو تاریخ الطبری الموسوم ب : تاریخ الأمم والملوک.

فکیف تعامل الطبری مع الأحداث ، وبالخصوص ما یتصل منها بمواضع النزاع المذهبی وإرضاء الرأی العام أو إسخاطه.

النقاط التالیة ستقدم لنا الجواب الشافی بأکبر قدر ممکن من الإیجاز :

1 - اعتمد الطبری کثیرا من کتب المغازی والسیر المتقدمة ، وأضاف إلیها کثیرا مما سمعه من مشایخه ومن رواة الأخبار ، فأسند روایاته غالبا ، ونسبها إلی مصدرها أحیانا ، وخروجا من العهدة فقد ذکر ذلک فی مقدمته ، ثم قال : فما یکن فی کتابی هذا من خبر ذکرناه عن بعض الماضین مما یستنکره قارئه ، أو یستشنعه سامعه من أجل أنه لم یعرف له وجها فی الصحة ولا معنی فی الحقیقة ، فلیعلم أنه لم یؤت فی ذلک من قبلنا ، وإنما أتی من قبل بعض ناقلیه إلینا (1).

لقد دافع بعبارته هذه عن نفسه ، لا عن الحقیقة التاریخیة ... فهو برئ مما جاء فی بعض مرویاته من تهافت أو مناقضة للحقیقة ، وإنما التبعة فی ذلک علی الرواة.

وإذا کان وجه العذر فی أنه حین عرف بالأسانید فقد ترک الطریق واضحا أمام الدارسین لیعرفوا الصحیح منه ، ویعرفوا الضعیف والباطل المفتری کذلک من خلال معرفة حال الرواة ، وهو أمر قد أصبح هینا بعد إحکام علم الجرح والتعدیل ، إذا کان هذا هو وجه العذر فلا شک أنه وجه صحیح لم تم کما أراد له صاحبه.

ص: 36


1- 1. تاریخ الطبری 1 / 8.

ولکن هنا مسألتان :

الأولی : إن الذین سینتفعون من ذلک إنما هم الخاصة من أهل العلم ذوی الباع الطویل فی علوم الروایة والدرایة وأهل التخصص فی هذا الفن ، وهؤلاء أندر من الکبریت الأحمر فی کل عصر ومصر ، أما السواد الأعظم من الناس بما فیهم الکثرة الغالبة من أهل المعرفة والاطلاع وحتی بعض المتخصصین فی التاریخ فهم بعیدون عن معرفة ذلک والتقحم فیه ، وإنما یقرأون تاریخا مسطورا ومنظما ، ومما یزید فی تقبلهم لکل ما فیه واطمئنانهم إلیه هو هذه الأسانید نفیها!

وهنا انقلب دور هذه الأسانید لتأتی بالنتیجة المعکوسة تماما عند الغالبیة العظمی، بل عند عامة الأئمة وسائر طبقات المتعلمین من أبنائها علی مدی العصور وتعاقب الأجیال!

هذه هی الحقیقة الواقعة .. وهذه هی العاقبة الخطیرة لتلک الطریقة من الحذر ..

وسوف تتضح لنا خطورة هذه النتیجة أکثر حین نلتفت إلی أنه لیس المهم فی کتابه التاریخ تبرئة الکاتب المصنف أو إلقاء اللوم علیه ، إنما المهم فیه والمطلوب منه هو ما سیترکه من أثر فی ثقافة الأجیال ورؤیتها لحقائق التاریخ وأحداثه الهامة.

الثانیة : إن کبار المؤرخین الذین أخذوا عن الطبری - وهم عادة من خاصة أهل العلم والتحقیق - قد وقعوا فی ذلک المحذور فی کثیر مما أخذوه عنه ، حین اعتمدوا أشد الروایات ضعفا وأکثرها تهافتا ومناقضة للواقع.

وهذه حقیقة لائحة للناظر فی تاریخ ابن الأثیر (الکامل فی التاریخ) ، وتاریخ ابن کثیر (البدایة والنهایة) ، وتاریخ ابن خلدون ، بل حتی تاریخ المسعودی (مروج الذهب) الذی أثنی علی تاریخ الطبری أشد الثناء ولم یشر إلی روایاته عن المتروکین والضعفاء.

ص: 37

ومن أمثلة تلک الروایات المتهافتة الروایات التی تنتهی إلی سیف بن عمر ، فلعله لم یعرف فی التاریخ روایات أضعف منها سندا ولا أشد منها نکارة!!

فسیف بن عمر معروف عند أهل الجرح والتعدیل بلا خلاف بینهم ، أنه : متروک کذاب ، یضع الحدیث ، متهم بالزندقة (1).

أضف إلی ذلک أن الرجل الذی روی کتب سیف - وهو شعیب بن إبراهیم - هو رجل مجهول لیس بالمعروف (2).

لکن هذه المعرفة بحال سیف بن عمر وراوی کتبه لم تمنع أکابر المؤرخین من اعتماده بالدرجة الأولی وخاصة فی أکثر مراحل التاریخ الإسلامی حساسیة ، وهی المرحلة التی سنعرف بها فی النقطة التالیة.

2 - إن أکثر مراحل التاریخ الإسلامی حساسیة هی المرحلة التی تبتدئ بمرض رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ووفاته وابتداء عهد الخلافة وما نجم فیها من خلافات وفتن ابتداء بأحداث سقیفة بنی ساعدة لانتخاب أول الخلفاء ، وانتهاء بمعرکة الجمل التی قادها نصف من بقی من أعضاء الشوری ، فیما اعتزل الربع الآخر - سعد بن أبی وقاص - ولکن کان قلبه ولسانه مع الربع المستهدف فی تلک الحرب - علی بن أبی طالب علیه السلام -.

وقد تمخضت تلک المرحلة عن أحداث کانت بمثابة النواة الأولی لأول خلاف وقع بین المسلمین ، ذلک الخلاف الذی أخذ ینمو مع الزمن ومع تعاقب الأحداث ، ومع نموه کان یظهر فی المیدان مزید من الأهواء التی اتخذت

====

3. کان أعضاء الشوری ستة نفر من کبار المهاجرین وهم : علی وعثمان وطلحة والزبیر وسعد وعبد الرحمن بن عوف ، فتوفی عبد الرحمن وعثمان وبقی الأربعة المذکورون.

ص: 38


1- 1. أنظر ترجمته فی میزان الاعتدال 2 / 255 رقم 3637.
2- 2. میزان الاعتدال 2 / 275 رقم 3704 ، لسان المیزان 3 / 176 رقم 4100.

أشکالا شتی دخلت فی الأحادیث المنسوبة إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم وفی مواقف الصحابة ونزعاتهم.

ففی مرحلة کهذه ینبغی أن یکون المؤرخ حذرا کل الحذر فلا یجنح إلی روایة من عرف بالکذب ووضع الحدیث ، ولا إلی صاحب الهوی وهو ینتصر لهواه.

فکیف کان اختیار الطبری فی تأریخه لهذه المرحلة؟

إنه مما یلفت النظر أن الطبری قد جعل جل اعتماده فی تدوین أحداث هذه المرحلة بطولها علی روایة سیف بن عمر المعروف بالکذب ووضع الحدیث والمتهم بالزندقة!

ففی هذه المرحلة ، ابتداء من مرض الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وانتهاء بمعرکة الجمل ، لا یفارق الطبری روایة سیف إلا حین یضع إلی جانبها روایة أخری ، وغالبا ما تجد الفرق شاسعا بین روایة سیف وغیره (1).

ولعله سیتضح السبب فی اعتماد روایة سیف عند المرور علی النقاط التالیة.

3 - وقف الطبری عند قصة أبی ذر مع بنی أمیة ، فرآها من أخطر الأحداث التی تصف مسار التاریخ وتکشف عن وجهه الحقیقی ، فأعرض عن کل ما روی فیها باستثناء ما رواه سیف بن عمر ، لأنه الکاتب الوحید الذی حفظ للسلطان ماء وجهه واستنقذه من عواقب تلک الأحداث کما صرح بذلک الطبری نفسه فی مستهل حدیثه عن هذه القصة ، فقال :

====

وأما المقارنات بین روایة سیف وروایة غیره فی کل واحدة من الأحداث والوقائع فقد جمعها العلامة السید مرتضی العسکری فی کتابین هما : (عبد الله بن سبأ وأساطیر أخری) و (خمسون ومائة صحابی مختلق) وکل منهما فی مجلدین.

ص: 39


1- (57) راجع تاریخ الطبری 3 / 184 - 4 / 562 تجد روایة سیف بن عمر تکتسح هذه الصفحات اکتساحا غریبا!

(فی هذه السنة - سنة 30 ه - کان ما ذکر من أمر أبی ذر ومعاویة ، وإشخاص معاویة إیاه (1) ، أمور کثیرة کرهت ذکر أکثرها ، فأما العاذرون لمعاویة فإنهم ذکروا فی ذلک قصة کتب بها إلی السری یذکر أن شعیبا حدثه سیف ...).

ویسرد الطبری هذه القصة مرددا بین فقراتها (قال سیف) (قال سیف) حتی أتی علی آخرها ، ثم قال : (وأما الآخرون فإنهم رووا فی سبب ذلک أشیاء کثیرة وأمورا شنیعة کرهت ذکرها) (2)!

إذن لا شئ عن هذا الحدث الحاسم الذی یکشف کثیرا من أسرار التاریخ ، لا شئ عنه فی هذه الموسوعة التاریخیة الکبری إلا ما یرویه المتزندق سیف ، وینقله عنه راویته المجهول شعیب ، ولا شئ بعد ذلک ، فهؤلاء هم العاذرون معاویة ، وأما الآخرون فلا بد من وضع الأکف علی أفواههم ، فالطبری یکره ذکر أخبارهم!

تری لماذا نسی الطبری منهجه فی الروایة؟!

ألم یقرر فی مقدمته أنه یروی ما بلغه ، ثم إذا کان فیه ضعف أو خلاف للواقع فالعهدة فیه علی الناقلین ، لا علیه؟!

فلماذا إذن تجنب روایة الطرف الآخر وکره ذکرها ، ألم یکن الأولی أن یذکرها أیضا ثم یترک الأمر من بعده لأهل التمحیص فینظروا أی الروایتین أحسن إسنادا وأولی بالاعتماد؟!

ربما یظهر من کلام الطبری أن روایة هذا الطرف - العاذرین أبا ذر - قد حوت أمورا شنیعة ، ولذا کره ذکرها ، ولم تکن روایة سیف کذلک.

لکن هذا العذر مردود بأمرین :

ص: 40


1- 1. یعنی تسییر معاویة لأبی ذر من الشام إلی المدینة.
2- 2. تاریخ الطبری 4 / 283 - 286.

الأول : أن روایة سیف جاءت بما هو شنیع ، بل بما هو أکثر شناعة من تلک الأمور التی کره الطبری ذکرها.

فأما الشناعة التی کره الطبری ذکرها فمفادها : أن معاویة کان یحب المال والزینة ، وأنه سیر الصحابی الکبیر أبا ذر من الشام إلی المدینة علی بعیر بلا وطاء حتی تآکل لحم فخذیه. وحین قدم أبو ذر المدینة أمر الخلیفة عثمان بن عفان بنفیه إلی الربذة بعد جدل دار بینهما أصر فیه أبو ذر ألا یکف عن طعن الأمراء الذین شغلتهم الدنیا وجمع الثروات الطائلة ، وخرج أبو ذر إلی الربذة ولم یجرؤ أحد أن یودعه سوی علی وولدیه الحسن والحسین علیهم السلام (1).

وأما روایة سیف التی لا یذکر الطبری سواها ، فأولها : (لما ورد ابن السوداء (2) الشام لقی أبا ذر ، فقال : یا أبا ذر ، ألا تعجب إلی معاویة ، یقول: المال مال الله؟! ألا إن کل شئ لله ، فکأنه یرید أن یحتجبه دون المسلمین ویمحو اسم المسلمین!

فأتاه أبو ذر فقال : ما یدعوک إلی أن تسمی مال المسلمین مال الله! ... قام أبو ذر بالشام وجعل یقول : یا معشر الأغنیاء واسوا الفقراء .. فما زال حتی ولع الفقراء بمثل ذلک وأوجبوه علی الأغنیاء ... ثم یذکر تسییر معاویة أبا ذر إلی المدینة علی أحسن هیئة ، ویکرمه الخلیفة أحسن إکرام ویتلطف به ، غیر أن أبا ذر یصر علی أن یهجر المدینة لیرتد أعرابیا!!

فهذه القصة التی حملت علی رابع الإسلام - أبی ذر (3) - فجعلته تابعا

ص: 41


1- 1. راجع القصة فی : تاریخ المدینة المنورة 3 / 1034 ، تاریخ الیعقوبی 2 / 171 - 173 ، أنساب الأشراف : القسم الرابع : 5442 - 5445 ، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 3 / 54 ومنه أیضا 1 / 199 و 3 / 28.
2- 2. یرید عبد الله بن سبأ ، الیهودی الذی أسلم کیدا للإسلام والمسلمین.
3- 3. فقد أسلم أبو ذر بعد خدیجة وعلی وزید بن حارثة ، أنظر : سیرة ابن إسحاق : 137 - 138.

لإرادة ذلک الیهودی الماکر ، ثم جعلت منه رجلا متمردا علی الخلیفة بإیعاز من ذلک الیهودی ، ثم جعلت منه مرتدا أعرابیا بعد الهجرة.

ألیس فی هذه القصة من الشناعة ما یکفی لنفور المؤرخ منها حین یکون عهده النفور من أمثالها وما هو أدنی منها؟!

الثانی : إن الطبری باختیاره هذا یصرح قولا وعملا أنه قد وقف فی تاریخه إلی جانب الأمیر الغالب ، ملتمسا له العذر علی کل حال وإن لم یجد هذا العذر إلا عند الزنادقة کسیف بن عمر!!

ألا تراه کیف کان صریحا فی إعراضه عن سائر أحادیث العاذرین أبا ذر - الطرف المغلوب - واکتفائه بروایة العاذرین معاویة - الأمیر الغالب - رغم أنه لا یجد هذا العذر إلا عند الموصوف بالزندقة والمعروف بالکذب والوضع ، سیف ابن عمر ، ومن طریق راویته المجهول شعیب؟!

إن موقفا کهذا ینبغی ألا یظهر فی تدوین التاریخ ، وبالخصوص تاریخ الإسلام.

* وهنا نلحظ أن عذر الطبری بترک تلک الروایات بأنها حوت أمورا شنیعة ، قد جاء مطابقا لعذر ابن هشام فی حذف أشیاء من سیرة ابن إسحاق حیث قال عنها : (یشنع الحدیث به)!

4 - موقف آخر یتبناه الطبری فی تاریخه :

وقف الطبری علی مکاتبات جرت بین محمد بن أبی بکر لما ولی مصر ، ومعاویة بن أبی سفیان ، فقال :

عن یزید بن ظبیان أنه قال : إن محمد بن أبی بکر کتب إلی معاویة بن أبی سفیان ، لما ولی.

وقطع الطبری الکلام إلی هنا ثم قال : فذکر یزید بن ظبیان مکاتبات

ص: 42

جرت بینهما کرهت ذکرها لما فیه مما لا یحتمل سماعه العامة! (1)

وهذا کلام صریح بأن أذهان العامة قد شحنت بثقافة منحازة ، وقد تعصبت لها کثیرا فهی لا تحتمل سماع ما یناقضها وإن کان هو الحق.

إن عبارة الطبری هذه تحدد لنا بوضوح ما عناه ابن هشام حین حذف أشیاء من سیرة ابن إسحاق فقال عنها : (یسوء بعض الناس ذکره)!

فما هی معالم هذه الثقافة التی شحنت بها أذهان العامة؟

لقد تقدمت نبذ من ذلک عند ذکر کتاب أبان بن عثمان الذی خرقه سلیمان بن عبد الملک لما فیه من ذکر للأنصار ، وفی حدیث خالد القسری لابن شهاب حین طلب منه أن یکتب المغازی شریطة أن لا یأتی لعلی علیه السلام بذکر إلا أن یجده فی قعر جهنم! وفی حدیث الزهری عن کاتب الکتاب یوم الحدیبیة : لو سألت بنی أمیة لقالوا هو عثمان!

وسنأتی علی مزید من معالم تلک الثقافة فی فقرة لاحقة أعددناها لهذا الغرض ، بعنوان (منهاج التدوین).

مؤرخون علی أثر الطبری :

وجاء المؤرخون اللاحقون من أصحاب التصانیف الکبیرة فی التاریخ فاقتفوا أثر الطبری حذو القذة بالقذة (2) ، فلم یقتصروا علی اعتماده مصدرا وحیدا لتلک الحقبة من التاریخ ، بل اجتهدوا فی توثیقه إلی أبعد الحدود ، غافلین عن أسانیده التی کانت فی أغلب ما یخص هذه الحقبة الحساسة من أوهی الأسانید وأبعدها عن دواعی القبول ، فألبسوا الطبری ما أراد أن یتبرأ منه من تبعات ذلک!

ص: 43


1- 1. تاریخ الطبری 4 / 557.
2- 2. یضرب مثلا للشیئین یستویان ولا یتفاوتان.

أ - ابن الأثیر :

فی کتابه الکبیر (الکامل فی التاریخ) تابع الطبری فی نصوصه ومنحاه ، فنقل ما اختاره الطبری کاملا أو أوجزه فی أغلب الأحیان ، ولم یخالفه فی شئ أثبته ، ولا عارضه علی إسناد ضعیف ولا متن منکر ، بل علی العکس حاول توثیق کل ما جاء فیه.

قال ابن الأثیر فی مقدمة کتابه وهو یعرف بمنهجه ویذکر مصادره : (أقول : إننی قد جمعت فی کتابی هذا ما لم یجتمع فی کتاب واحد ... فابتدأت بالتاریخ الکبیر الذی صنفه الإمام أبو جعفر الطبری ، إذ هو الکتاب المعول عند الکافة علیه ، والمرجوع عند الاختلاف إلیه ، فأخذت ما فیه من جمیع تراجمه ، لم أخل بترجمة واحدة منها ...).

وقال : (فلما فرغت منه أخذت غیره من التواریخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلی ما نقلته من تاریخ الطبری ما لیس فیه ... إلا ما یتعلق بما جری بین أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ...).

هذه هی النقطة الخطیرة التی استوعبت تلک المرحلة الحساسة من تاریخ الإسلام ، فما هو موقف ابن الأثیر إزاء ما فیها من أحداث حاسمة فی تشخیص الحقائق؟

قال ابن الأثیر مواصلا کلامه : (إلا ما یتعلق بما جری بین أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فإنی لم أضف إلی ما نقله أبو جعفر شیئا .. وإنما اعتمدت علیه من بین المؤرخین ، إذ هو الإمام المتقن حقا ، الجامع علما وصحة اعتقاد وصدقا) (1).

فهل غفل ابن الأثیر عما قدمه الطبری علی مرویاته من أسانید ، وما صرح

ص: 44


1- 1. الکامل فی التاریخ 1 / 3 مقدمة المصنف.

به من أنه لم ینقلها ثقة بها وإنما هی روایات بلغته والعهدة فیها علی رواتها؟!

لقد أسقط ابن الأثیر تلک الأسانید وأبقی النصوص وکأنها الحقائق التی لا شک فیها ولا غبار علیها!

فإذا تذکرنا أن هذه الحقبة الحاسمة من التاریخ قد حصرها الطبری بروایة سیف بن عمر فی الأغلب الأعم ، وإذا تذکرنا من هو سیف ، ومن هو راویته الأول ، علمنا عندئذ فداحة الأمر الذی ارتکبه ابن الأثیر!

وعلمنا أیضا مدی ما لقوله الآتی من حقیقة ، ومدی ما له من أثر فادح فی ثقافة الأجیال وعقائدها ... ذلک قوله وهو یصف مصادره التی اعتمدها فی تاریخه وفی مقدمتها روایات الطبری عن کتب سیف ، فیقول : (علی أنی لم أنقل إلا من التواریخ المذکورة ، والکتب المشهورة ، ممن یعلم بصدقهم فی ما نقلوه ، وصحة ما دونوه ... ولم أکن کالخابط فی ظلماء اللیالی ، ولا کمن یجمع الحصباء واللآلی) (1).

فکم بین هذا وبین ما قاله الطبری فی دیباجته؟!

فالطبری لم یوثق ما نقله ، بل علی العکس علم أن فیه ما یستنکر ویستشنع لما فیه من مجانبة الصواب ، فقدم عذره إلی قراءة بأن هذا قد أتی من رواته لا منه هو ، وجعل وسیلته إلی هذا العذر أن ذکر الأسانید کاملة لیقف القارئ علیها فیأخذ بروایات الصادقین والممدوحین ، ویترک روایات الکذابین والمتروکین.

أما ابن الأثیر فقد أتی علی تلک الأسانید فحذفها ، ثم حکم بصحة کل ما ورائها ، معللا ذلک بأن الطبری قد رواها فی تاریخه ، والطبری إمام لا شک فی علمه وصدقه!!

إن هذا لفادح من الأمور ...

ص: 45


1- 1. الکامل فی التاریخ 1 / 3 - 4.

ولم یکن الطبری وحده ضحیته ، بل هذه الأجیال التی عرضت لها الأباطل وکأنها الحقائق ، ورسم لها تاریخ الإسلام منکوسا علی رأسه وهی تخال أنه قائم علی قدمیه!

وهکذا تستولی الأباطیل علی عقائد الناس ، حین یغتر الناس بکلام معسول کدیباجة ابن الأثیر هذه ...

ب - ابن خلدون :

ابن خلدون أیضا یؤکد اعتماده علی ما نقله الطبری دون غیره ، ثم یزید علی ذلک فیهاجم المؤرخین الذین نقلوا أخبارا غیر التی نقلها سیف بن عمر والعاذرون ، فیقول بعد أن فرغ من ذکر وقعة الجمل :

(هذا أمر الجمل ملخصا من کتاب أبی جعفر الطبری ، اعتمدناه للوثوق به ، ولسلامته من الأهواء الموجودة فی کتب ابن قتیبة وغیره) (1).

وفی موضع آخر وبعد أن فرغ من الکلام فی أمر الخلافة الإسلامیة ، قال :

(هذا آخر الکلام فی الخلافة الإسلامیة وما کان فیها من الردة والفتوحات والحروب ، ثم الاتفاق والجماعة ، أوردتها ملخصة عیونها ومجامعها من کتاب محمد بن جریر الطبری ، وهو تاریخه الکبیر ، فإنه أوثق ما رأیناه فی ذلک ، وأبعد عن المطاعن والشبه فی کبار الأمة وأخیارها وعدولها من الصحابة والتابعین. فکثیرا ما یوجد فی کلام المؤرخین؟؟؟ مطاعن وشبه فی حقهم أکثرها من أهل الأهواء ، فلن ینبغی أن تسود بها الصحف) (2).

إن ما قیل فی حق ابن الأثیر یقال هنا أیضا فی حق ابن خلدون.

ص: 46


1- 1. تاریخ ابن خلدون 2 / 622.
2- 2. تاریخ ابن خلدون 2 / 650.

ج - ابن حزم :

أورد ابن حزم فی سیرته أخبار الخلفاء باختصار شدید ، وفی حدیثه المختصر عن خلافة أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام وذکر وقعة الجمل وصفین ، قال : (وفی أیامه کانت وقعة الجمل وصفین ، وعلم الناس منه فیها کیف قتال أهل البغی).

ثم انتقل فورا لیوجه القارئ إلی المصادر التی تکفلت ذکر الغزوتین ، فقال : (وحدیثها قد اعتنی به ثقات أهل التاریخ ، کأبی جعفر بن جریر وغیره) (1).

فقد اکتفی بذکر الطبری من بین ثقات أهل التاریخ ، فی حین لم یعتمد الطبری فی أخبار معرکة الجمل سوی روایة سیف بن عمر!!

طریقة الانتفاء وشروط الصحة :

لمسنا بوضوح أن شیخ المؤرخین الإمام الطبری قد التزم منهاجا خاصا فی انتفاء الأخبار ، وبالخصوص ما یعنی منها بأحداث تلک المرحلة الحساسة والحاسمة فی تاریخ الإسلام.

وقد کشف الطبری عن بعض حدود منهاجه هذا بصریح القول أحیانا ، وأحیانا أخری بما التزمه بالفعل من شروط الانتقاء وإن لم یصرح بها قولا.

ومن ذلک :

1 - انتقاؤه أخبار العاذرین معاویة وترک ما سوی ذلک.

وحجته فی ذلک حفظ السلف. ولکن الحق أنه مهما أجهد نفسه فی

ص: 47


1- 1. جوامع السیرة : 355.

انتقاء الأخبار وتهذیبها فلا یستطیع إعذار معاویة حتی ینال من خصومه وهم دائما من کبار السلف الذین لا یقرن بهم معاویة.

إذن فالسلف الذی یعنی الطبری بحفظه هو معاویة وفئته فقط لا کل السلف.

2 - إنتقاؤه ما یرضی العامة ویوافق أهواءها دون سواه.

فإذا تذکرنا أن العامة کانت تهوی هوی الفئة الغالبة ، وتعتقد بما أذن المتغلبون بنشره من عقائد ، أدرکنا أن التاریخ قد مال أیضا إلی هذه الفئة ، وغمص الآخرین حقهم.

3 - متابعة الأمر الواقع والذب عنه ما وجد لذلک سبیلا.

وهذا النهج واضح ،

أولا : فی التزام الشرطین المتقدمین.

وثانیا : فی التزام روایة سیف بن عمر علی طول هذه المرحلة الحساسة ، ابتداء بوفاة الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وانتهاء بمعرکة الجمل. وسیف هو الراوی الذی نذر نفسه لهذا الغرض ، وصنع لأجله الأساطیر ، وزور الحقائق ، وقلب الأخبار (1).

وعلی هذا النحو سار الآخرون ، کما رأینا ذلک واضحا عند ابن الأثیر وابن خلدون ، وقد جعلا تلک الأمور شروطا فی صحة الخبر.

وثمة ترابط وثیق بین هذه الأمور الثلاثة سیظهر جلیا فی الفقرة اللاحقة.

====

أنظر : خمسون ومئة صحابی مختلق ، للسید مرتضی العسکری.

ص: 48


1- (70) من طریف أخباره أنه اختلق 39 صحابیا ، وعدهم أبطالا فاتحین فی 39 واقعة ، ولکن لم یخلق الله أحدا من أولئک الذین عدهم فی الصحابة ، ولا کان شئ من تلک الوقائع التی ذکرها!

* ومع حذر الطبری الشدید وتمسکه بتلک النقاط لم ینج من أولئک العامة ، فقد اتهموه بمناصرة الشیعة! فکیف بنیت إذن ثقافة العامة؟!

منهاج التدوین ومعالم الثقافة :

سیر الصحابة ومناقبهم هی القضیة الحاسمة فی هویة التاریخ ..

فمنذ أن ظهر الاختلاف بین المسلمین بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کانت هذه القضیة المحور الأهم فی محاور الخلاف ... وما زالت تنمو حتی بلغت أوجها فی عهد معاویة بن أبی سفیان.

وأهم من ذلک أنه فی هذا العهد وضعت اللبنات الأولی لهذه المرحلة من مراحل التدوین. فلم تشأ السیاسة آنذاک أن تدع الثقافة تجری بعیدا عن سلطانها ، بل بسطت علیها سلطانها کما بسطته علی شؤون الإدارة والأجناد ، فرسمت لها مسارا لا تتعداه.

وقد تمت معالم هذا المسار مبکرا علی ید معاویة بن أبی سفیان ، الذی کان قد أنجز منها شوطا هاما فی حدود سلطانه أیام ولایته علی الشام ..

ولقد حفظ لنا التاریخ ذلک فی نصوص شهد لها الواقع بجزئیاته ، نقلت عن أئمة ثقات کالإمام محمد الباقر علیه السلام ، والمدائنی ، ونفطویه.

واتفقت هذه النصوص فی وصف الخلاصة التی تمثل هویة هذا المسار الجدید ، فیما کان حدیث المدائنی معنیا بتحدید المراحل التی اتبعت فی ذلک ، فقال :

* کتب معاویة نسخة واحدة إلی عماله بعد عام الجماعة : (أن برئت الذمة ممن روی شیئا فی فضل أبی تراب وأهل بیته).

هذه هی الخطوة الأولی من خطوات هذا المشروع ، أن یمنع التحدث بسیرة علی وأهل البیت علیهم السلام وفضائلهم ، لئلا تنقل إلی العامة فتدخل فی ثقافتهم وعقائدهم.

ص: 49

وعلی أثر هذه الخطوة ، قال المدائنی : قامت الخطباء فی کل کورة وعلی کل منبر یلعنون علیا علیه السلام ویبرؤون منه ویقعون فیه وفی أهل بیته.

فعلی علیه السلام وأهل بیته لم یکونوا مجردین من الفضائل غرباء علی السیرة فقط ، وإنما هم هؤلاء الذین یلعنهم خطباء المسلمین ویبرؤون منهم!! وهکذا ابتدأ المشروع الجدید بهدم ما فی أذهان العامة الذین یعلمون أن علیا علیه السلام هو أحد خلفاء المسلمین ، وأنه صاحب السابقة والعلم والجهاد والزهاد ، وأن أهل بیته هم أهل بیت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ثم جاءت الخطوة الثانیة ، قال المدائنی :

* وکتب معاویة إلی عماله فی جمیع الآفاق : (ألا یجیزوا لأحد من شیعة علی وأهل بیته شهادة). هؤلاء الذین ما زالوا یحتفظون بحب علی ، تهدر کرامتهم ویعاملون معاملة الفساق فلا تقبل لهم شهادة.

ومن کانت هذه حاله فلو حدث بحدیث فحدیثه باطل ومردود بلا کلام ، فکیف تؤخذ أحادیث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ممن لا تقبل شهادته؟!

وهکذا فعلا ردت شهادات أهل هذه الطائفة ، وترکت أحادیثهم. فلما جاء أهل الجرح والتعدیل فی فترة لاحقة عللوا ترک أحادیثهم بأنهم کانوا یتشیعون ، وصار کل حدیث یرد عنهم خلاف ما ألفه الناس یعد حدیثا منکرا.

* قال المدائنی : وکتب إلی عماله : (أن انظروا من قبلکم من شیعة عثمان ومحبیه وأهل بیته ، والذین یروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم ، واکتبوا لی بکل ما یروی کل رجل منهم واسمه واسم أبیه وعشیرته).

ففعلوا ذلک حتی أکثروا فی فضائل عثمان ومناقبه ، لما کان یبعثه إلیهم معاویة ویفیضه علیهم ، وکثر ذلک فی کل مصر ، وتنافسوا فی المنازل والدنیا. فلبثوا بذلک حینا ..

فهذه هی الخطوة الثالثة من خطوات هذا المشروع الثقافی الجدید.

ص: 50

* ثم کتب إلی عماله : (إن الحدیث فی عثمان قد کثر وفشا فی کل مصر وفی کل وجه وناحیة. فإذا جاءکم کتابی هذا فادعوا الناس إلی الروایة فی فضائل الصحابة والخلفاء الأولین ..

ولا تترکوا خبرا یرویه أحد من المسلمین فی أبی تراب إلا وتأتونی بمناقض له فی الصحابة ، فإن هذا أحب إلی وأقر لعینی ، وأدحض لحجة أبی تراب وشیعته ، وأشد علیهم من مناقب عثمان وفضائله).

فقرئت کتبه علی الناس ، فرویت أخبار کثیرة فی مناقب الصحابة مفتعلة لا حقیقة لها ..

وجد الناس فی روایة ما یجری هذا المجری حتی أشاروا بذکر ذلک علی المنابر .. وألقی إلی معلمی الکتاتیب ، فعلموا صبیانهم وغلمانهم من ذلک الکثیر الواسع ... حتی رووه وتعلموه کما یتعلمون القرآن ... وحتی علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلک ما شاء الله ..

فظهر حدیث کثیر موضوع .. وبهتان منتشر ..

ومضی علی ذلک : الفقهاء ، والقضاة ، والولاة ، والقراء المراؤون ، والمستضعفون الذین یظهرون الخشوع والنسک فیفتعلون الأحادیث لیحظوا بذلک عند الأئمة ، یصیبوا به الأموال والضیاع والمنازل ..

حتی انتقلت تلک الأخبار والأحادیث إلی الدیانین الذین لا یستحلون الکذب والبهتان ، فقبلوها ورووها وهم یظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدینوا بها!! (1)

وإلی مثل هذا انتهی حدیث الإمام الباقر علیه السلام وهو یصف حال أهل البیت وشیعتهم فی ذلک العهد ، إلی أن قال : (وحتی صار الرجل الذی یذکر بالخیر - ولعله یکون ورعا صدوقا - یحدث بأحادیث عظیمة عجیبة من

ص: 51


1- 1. عن کتاب الأحداث للمدائنی ، نقلها ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة 11 / 44 - 46.

تفضیل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم یخلق الله تعالی شیئا منها ، ولا کانت وقعت ، وهو یحسب أنها حق لکثرة من رواها ممن لم یعرف بالکذب ولا بقلة ورع)!! (1).

وإلی مثله أیضا انتهی کلام نفطویه فی تاریخه حیث یقول : إن أکثر الأحادیث الموضوعة فی فضائل الصحابة اختلقت فی أیام بنی أمیة تقربا إلیهم بما یظنون أنهم یرغمون به أنوف بنی هاشم!! (2)

الخلاصة :

تلک هی مصادر ثقافة العامة ... وهذه هی مادة عقائدها!!

وکل ما جاء بخلاف ذلک فهو مما یسوء العامة ذکره ... فتجنب التاریخ ذکره!

وکل حدیث لا ینسجم فی مؤداه مع هذا الحدیث المنتشر فهو حدیث منکر لا یکتب ولا یتدین به.

ثم جاء اللاحقون من أهل الجرح والتعدیل وتدوین الحدیث والتاریخ فاعتمدوا علی ما ثبت فی ذلک العهد من أحادیث وأخبار مدونة أو محفوظة ، فمن وثقه المعتمدون المأذونون فی ذلک العهد فهو الثقة المأمون ، ومن مضی علی مثل طریقته فهو مثله علی امتداد العصور ، ومن طعنه أولئک فهو المطعون وحدیثه المتروک ، ومن مضی علی مثل طریقته فهو مثله ... فهؤلاء هم أهل الأهواء ا لذین ینبغی ألا تسود الصحف بأحادیثهم ، کما قال ابن خلدون وکما صنع ابن هشام والطبری.

هکذا یکشف لنا التاریخ عن هویته ...

ص: 52


1- 1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 11 / 44.
2- 2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 11 / 46.

هویة حددتها تلک المدرسة الثقافیة الشاملة التی أنشئت فی أول عصور التدوین.

إن هذه الحقیقة لتستدعی إثارة الشکوک حول الکثیر مما جمعته عیون التاریخ وکأنه الحقیقة التی لا مراء فیها ..

إنها تستدعی أن یحاکم هذا التاریخ محاکمة جادة حتی یتمیز ما ثبت فیه مما هو حق ، وما ثبت فیه تأثرا بتلک المدرسة وما خلفته فی أذهان الناس ، حتی وجد ابن هشام والطبری نفسیهما مکتوفی الأیدی لا یستطیعان أن یثبتا حقیقة واحدة تصطدم مع عقائد الناس وما ترسخت علیه أهواؤهم.

بل حتی وجدا نفسیهما منساقین لتلک الآثار ، یعدان ما خالفها من الأمور الشنیعة التی یجب ألا تکتب!

إن الآثار التی ترکتها تلک المدرسة فی أذهان عامة الناس قد بلغت حدا یصعب تصوره!

التاریخ فی محکمة السنة :

ماذا عساه أن یکون نصیب أبی ذر فی تاریخ یکتبه العاذرون معاویة؟! لقد عزم هذا التاریخ أن ینفی أبا ذر کما نفاه خصومه ... وأن یترکه وحیدا کما عاش وحیدا ومات وحیدا!!

وماذا عساه أن یکون نصیب عمار؟!

لقد سعی هذا التاریخ فی محو أثره بعد ما غاله سیف الفئة الباغیة!! وماذا عساه أن یکون نصیب الأنصار بعدما مضت فیهم الأثرة فلم یجدوا إلا الصبر ، فاتخذوه شعارا ودثارا؟ فالذی استأثر علیهم بحقهم أیام حیاتهم ، هل سیرعی لهم حقهم بعد مماتهم؟!

وماذا سیکون نصیب الخصم الألد!! خصم الأبد ... أبی تراب وأهل بیته؟!

ص: 53

من هذه النوافذ التی نفتحها علی التاریخ تتجلی لک أسرار النبوة .. فتهتف من الأعماق بشعور وبلا شعور :

الصلاة والسلام علیک یا خیر خلق الله ، أشهد أنک رسول الله حقا!

فتعال نطل إطلالة تأمل من تلک النوافذ :

فالنبی صلی الله علیه وآله وسلم یخص أبا ذر بقول عجب!! ویمنح عمارا شهادة عجبا!! ویخبر الأنصار بنبأ عجب!! ویخبر علیا علیه السلام بمثله وزیادة!! ویقرن بین الأنصار وعلی بما یثیر الدهشة والعجب!!

1 - أبو ذر :

النبی صلی الله علیه وآله وسلم یخص أبا ذر بقول عجب ، فیقول صلی الله علیه وآله وسلم : (ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبی ذر)!! (1).

لم هذا الاختصاص لأبی ذر وحده ، وفی الصحابة کثیر من أهل الصدق الذین لم یعرف لأحدهم کذبة قط؟!

إن الإطلالة علی هذا التاریخ تنبئک أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم لم یکن بقوله الشریف هذا یرید الاطراء علی أبی ذر وحسب ، وإنما کان النبی صلی الله علیه وآله وسلم یرید أن یقف بنفسه المقدسة وبحدیثه الشریف إلی جنب أبی ذر حین تقف الدولة ضده بکامل ثقلها ... یرید أن یشهد له ویصدقه حین تکذبه الناس ، وحین یتهمه التاریخ!

وحین یبقی أبو ذر الرجل الذی ینطق وحده ، وینفی وحده ، ویموت وحده!

ص: 54


1- 1. سنن الترمذی 5 / ح 3801 و 3802 ، سنن ابن ماجة 1 / ح 156 ، الطبقات الکبری - لابن سعد - 4 / 228 ، المستدرک 3 / 342.

حین یکون خصمه الدولة بکامل ثقلها ، بأمرائها وقضاتها ومحدثیها ومؤرخیها ، فیعلوا علیه الضجیج لتضیع أصداء صوته المخنوق!!

حینئذ یقف رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم - بشخصه الکریم وسنته المطهرة - فیشهد له بأنه الأصدق قولا من کل ذلک الرعیل ، وأنه الأثبت لهجة من کل ذلک الضجیج ..

فإن جفاه الناس ، وأعرض عنه التاریخ ، فلا ضیر علیه ، فإنه کان وحده أمة فی مقابل تلک الأمة ، وسیبعث وحده یوم القیامة أمة (1)!! وفی الحالین هو الأمة الأصدق لهجة والأمضی حجة والأعز ناصرا.

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قد قال لنا بهذا الحدیث : إذا رأیتم أمة تتهم أبا ذر وترد علیه ، فصدقوه وکذبوها ، ولا یغرکم أن فیها رواة ومحدثون ، فأبو ذر هو الأصدق لهجة علی الدوام.

ولا یغرکم فیها کثرة أو غلبة ، فأبو ذر وحده أمة!

وقبل ذلک کان النبی صلی الله علیه وآله وسلم قد أخبر أبا ذر بما سیکون معه ، إذ دخل المسجد یوما فوجده منجدلا فیه ، فقال له : (ألا أراک نائما؟)

فقال أبو ذر : فأین أنام ، هل لی من بیت غیره؟

فجلس إلیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثم قال له : (کیف أنت إذا أخرجوک منه؟).

قال : ألحق بالشام ، فأکون رجلا من أهلها.

فقال له : (کیف أنت إذا أخرجوک من الشام؟).

قال : أرجع إلیه فیکون بیتی ومنزلی.

فقال له : (فکیف أنت إذا أخرجوک منه الثانیة؟) (2).

ص: 55


1- 1. سیر أعلام النبلاء 2 / 78 ، الإصابة 4 / 64.
2- 2. مسند أحمد 6 / 457 ، سیر أعلام النبلاء 2 / 61.

فهذا الذی أخبر النبی صلی الله علیه وآله وسلم بوقوعه هو الذی کذب به العاذرون لأن فیه أمورا شنیعة بحق بعض السلف!!

ثم إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو الذی أخذ علی أبی ذر ألا تأخذه فی الله لومة لائم :

قال أبو ذر : (بایعنی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خمسا ، وواثقنی سبعا ، وأشهد الله علی سبعا ألا أخاف فی الله لومة لائم) (1).

أما عاذروا السلف فقالوا : إنما أغواه ابن سبأ!!

تلک قصة أبی ذر بین السنة والتاریخ.

ولو قلنا إن التاریخ قد أسقط الکثیر من سیر أبی ذر ومناقبه لما أسأنا الظن.

2 - عمار :

ومثل الذی کان مع أبی ذر کان مع عمار الذی قال فیه النبی صلی الله علیه وآله وسلم : (إذا اختلف الناس کان ابن سمیة مع الحق) (2)!

وهکذا عرف به الصحابی الکبیر حذیفة بن الیمان ، حیث سئل عن الفتن وانشقاق الأمة فرقا ، فقال : (انظروا الفئة التی فیها ابن سمیة - عمار - فاتبعوه ، فإنه یدور مع کتاب الله حیث دار) (3).

وأعجب من هذا فإن عمارا قد أجاره الله من الشیطان علی لسان نبیه صلی الله علیه وآله وسلم. وبهذا کان یعرفه أصحاب رسول الله رضی الله عنهم (4).

ص: 56


1- 1. مسند أحمد 5 / 172 ، سیر أعلام النبلاء 2 / 62.
2- 2. سیر أعلام النبلاء 1 / 416 رجاله ثقات.
3- 3. المستدرک 3 / 391 وصححه الحاکم والذهبی.
4- 4. صحیح البخاری 3 / 1368 - کتاب فضائل الصحابة - باب 20 مناقب عمار وحذیفة.

فحین یأتی التاریخ لیصف عمارا بأنه کان من أول المتأثرین بدعوة ابن سبأ ، تأثر به فأظهر الخلاف علی عثمان! وتأثر به فتعصب لعلی علیه السلام وشدد علی حقه فی الخلافة! (1) عندئذ تظهر أبعاد تلک الأحادیث الشریفة.

فکأنه صلی الله علیه وآله وسلم یقول لنا : إذا جاءکم أحد بمثل هذا عن عمار فاعلموا أنما هو افتراء باطل ، فإن عمارا قد أجاره الله تعالی من الشیطان ، فما کان یقوله عمار فهو دینه وعقیدته ، وهو الحق ، وما هو من وحی شیطان ..

إنه غبار یثار بوجه الفئة التی انتظم فیها عمار ، وهی الفئة المحقة ، فمهما تعددت الفئات فإن عمارا مع الفئة المحقة ، لا یفارقها ، یدور مع کتاب الله حدیث دار ..

فلا یصدنکم هذا عنه ، ولا یغرنکم أنه یقال من قبل الفئة القویة المتغلبة علی الأرض وعلی تدوین التاریخ ، فإن تلک هی الفئة الباغیة ... فإن عمارا (تقتله الفئة الباغیة)!!

إنها معجزة النبوة ..

فقد علم صلی الله علیه وآله وسلم أن عمارا سیکون قطبا من الأقطاب التی یدور علیها اختلاف الناس ، فسوف یکون له أعداء یحاربونه بأکثر من سلاح ، منها :

أ - أنهم سیتهمونه فی عقیدته ویزعمون أنه قد تأثر بشیاطین الإنس فأغوته ومالت به عن الرشاد.

ب - سیصفونه بإثارة الفرقة والفتنة فی هذه الأمة.

ج - سیقاتلونه فیقتلونه.

فرد النبی صلی الله علیه وآله وسلم علی الأول بإبلاغه أصحابه أن عمارا

ص: 57


1- 1. أنظر : تاریخ الطبری 4 / 341 - أحداث سنة 35 - من روایة سیف بن عمر ، وعنه : الکامل فی التاریخ 3 / 155 ، تاریخ ابن خلدون 2 / 587.

قد أجاره الله من الشیطان!! فمن اتهم عمارا بشئ من ذلک فکذبوه واعلموا أنه مفتر ...

ورد علی الثانی فقال : (إذا اختلف الناس کان ابن سمیة مع الحق (یدور مع کتاب الله حیث دار) فإذا رأیتم فئة تخالف عمارا فاعلموا أن تلک هی فئة الباطل والضلال!

وإذا دعاهم عمار إلی شئ فردوه وکذبوه فإنما یدعوهم إلی الحق ، ویدعون هم إلی الباطل ... وتعجب النبی صلی الله علیه وآله وسلم من أمر الناس مع عمار فقال : (ما لهم ولعمار؟! یدعوهم إلی الجنة ویدعونه إلی النار!) (1).

ورد علی الثالث ، فقال : (تقتله الفئة الباغیة).

وقال : (من یعاد عمارا یعاده الله ، ومن یبغض عمارا یبغضه الله)!! (2)

إنها شهادتان فی آن واحد : شهادة ببراءة عمار ، وشهادة بجنایة التاریخ.

شهادة لعمار بأنه مع الحق ، وشهادة علی التاریخ بأنه مع الباطل.

وهکذا رسمت السنة مسارا ، وسار التاریخ فی مسار آخر.

3 - الأنصار :

قال النبی صلی الله علیه وآله وسلم للأنصار : (ستلقون بعدی أثرة ، فاصبروا حتی تلقونی علی الحوض)! (3).

فهناک الجزاء ، وهناک النبی صلی الله علیه وآله وسلم معهم ، خصم لمن استأثر علیهم ، ومن کان النبی خصمه فقد خسر!!

وذاق الأنصار تلک الأثرة ، وذاقوا مر الصبر علیها.

ص: 58


1- 1. منتخب کنز العمال 5 / 231.
2- 2. مسند أحمد 4 / 90 ، المستدرک 3 / 389 وصححه الحاکم والذهبی.
3- 3. صحیح البخاری 3 / 1381 ح 3581 - 3583 کتاب فضائل الصحابة ، باب 38.

وقال صلی الله علیه وآله وسلم : (آیة الإیمان حب الأنصار ، وآیة النفاق بغض الأنصار)! (1).

وقال صلی الله علیه وآله وسلم : (الأنصار لا یحبهم إلا مؤمن ، ولا یبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله)! (2).

فتغلب أناس علی أمور المسلمین أبغضوا الأنصار واستأثروا علیهم ، فطاوعهم التاریخ علی ذلک!

4 - علی :

أولئک الذین نال منهم التاریخ - أبو ذر ، وعمار ، والأنصار - هم فئة علی علیه السلام.

أبو ذر وعمار هما اللذان لم یفارقا علیا قط ، ولا قدما علیه بشرا غیر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ..

والأنصار هم الذین أحبوا علیا وأحبهم ، حتی جر علیهم حبه تلک الأثرة.

وبعد ، فعلی هو العنوان المستهدف علی الدوام من قبل خصومه المتغلبین علی البلاد ، وعلی کتابة التاریخ والحدیث.

وکما جعل النبی صلی الله علیه وآله وسلم حب الأنصار آیة الإیمان ، وبغضهم آیة النفاق ، وجعل ذلک لعلی علیه السلام ، فعهد إلیه عهدا : (لا یحبک إلا مؤمن ، ولا یبغضک إلا منافق)! (3).

وقال له : (من کنت مولاه فعلی مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من

ص: 59


1- 1. صحیح البخاری 3 - کتاب فضائل الصحابة - باب 34 ح 3573.
2- 2. صحیح البخاری 3 - کتاب فضائل الصحابة - باب 34 ح 3572.
3- 3. صحیح مسلم 1 / 86 ح 131 - کتاب الإیمان - سنن الترمذی 5 / 643 ح 3736 ، سنن النسائی 8 / 116 - کتاب الإیمان ، سنن ابن ماجة 1 / 42 ح 114.

عاداه) (1)!.

وقال له ولأهل بیته : (أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم)! (2).

فجاء التاریخ مسالما وعاذرا ، بل مطاوعا لمن أبغضهم وعاداهم وحاربهم!!

نتیجة البحث :

أبو ذر قربته السنة ، ونفاه الحاکمون ، فنفاه التاریخ!

وعمار نصرته السنة ، وقتله الباغون ، فغاله التاریخ!

والأنصار أدنتهم السنة ، وأبعدهم المتغلبون ، فأبعدهم التاریخ!

وعلی حالفته السنة ، وخاصمه القاسطون ، فخاصمه التاریخ!

ذاک مسار السنة ، وهذا مسار التاریخ!!

فالسنة قد أدانت التاریخ مرات ومرات ، وقطعت معه موعدا یوم اللقاء علی الحوض! فجنایة التاریخ لیست فی اصطناع الأعذار فقط ، بل فی مبادلة الأدوار ..

فحین یکون أبو ذر وعمار قد تأثرا بابن سبأ ، أو انحرفا عن الجادة بإثارة الفتنة ، فسوف یکون الحق مع خصومهم ، فالخصوم إذا هم الذین لزموا الصراط المستقیم ، وما کان علیه أبو ذر وعمار هو الباطل!!

فهذا هو مصیر السنة حین یکتب التاریخ بأقلام العاذرین ولإرضاء العامة واستجلاب رضا المتغلبین.

إنه لفصام کبیر بین مسار الإسلام کما أراده الله ورسوله ، وبین المسار

ص: 60


1- 1. مسند أحمد 1 / 119 ، 152 و 4 / 281 ، 370 ، 372 ، سنن ا بن ماجة 1 / 43 ح 116 ، سنن النسائی - کتاب الخصائص - بعدة طرق.
2- 2. مسند أحمد 2 / 442 ، سنن الترمذی 5 / 669 ح 3870 ، سنن ابن ماجة 1 / 52 ح 145 ، مصابیح السنة 4 / 190.

الواقعی الذی شهده تاریخ الإسلام ومضی علیه التدوین.

تلک حقیقة وقف علیها الکثیر من الدارسین والمحققین ، ولم تعد من الأمور الغامضة التی قد تثیر حفائظ المتمسکین بکل ما ینسب إلی التراث.

لقد أدرک الجمیع حقیقة أن معظم المؤرخین الذین صاغوا هذا التاریخ هم من الموالین للسلطات سیاسیا ، فی عهود تأجج فیها النزاع السیاسی وازدادت حدته حتی امتد إلی کل میادین الحیاة ، فکان أقل ما یفعله المؤرخون هو تبریر أعمال الخلفاء والأمراء ، أیا کانوا ، ومهما کانت أعمالهم ، والکف عن ذکر ما یزعجهم من حقائق التاریخ ، وما لا یأذنوا بکتابته!

کما أن معظم التواریخ کانوا أیضا موالین للسلطات مذهبیا ، فی عهود کان فیها النزاع المذهبی علی أشده (وقد صار کل الفرق یحکی الشر عن مخالفیه ویکتم الخیر ، ویروی الکذب والبهتان ، وینتحل الأحادیث النبویة والمأثورات عن السلف خدمة لأغراض المتخاصمین)!.

ووجد المتدینون والفقهاء فی هذا التاریخ مادة دسمة فی الانتصار لأولیائهم فی السیاسة والمذهب.

بل الغریب أن یکون الفقهاء أشد تطرفا من المؤرخین فی ما یمس (عدالة) أولیائهم من (الخلفاء)! وهذا ظاهر جدا فی کتابات ابن حزم وابن تیمیة.

تلک الحقائق هی التی جمعت الدارسین والمنصفین من أهل التحقیق والنظر علی قول واحد مفاده :

إن معلوماتنا عن التاریخ بحاجة إلی مراجعة جادة ودراسة فی ضوء رؤیة شمولیة للتاریخ الإسلامی ..

رؤیة تحیط بجوهر رسالة الإسلام ..

رؤیة تکون فیها الشریعة الإسلامیة بمصدریها الأساسیین - القرآن والسنة - هی المعیار الذی تقوم علی أساسه الأطراف المتنازعة والفئات

ص: 61

المختلفة.

وهذا هو الذی أردناه فی هذا البحث ..

* فالقرآن والسنة هما المصدران المعصومان اللذان یحکمان علی کل ما عداهما ، ولا شئ یحکم علیهما.

* وإن القرآن والسنة یعکسان الصورة التامة لمسار الإسلام ، فی حیاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وبعده.

* وأما الواقع الذی صنعه المسلمون بعد الرسول صلی الله علیه وآله وسلم فهو من صنع المسلمین أنفسهم ، وهو خاضع لمیزان القرآن والسنة ، فما کان منه موافقا لهما فهو من الإسلام ومن مساره الشرعی الذی لا شک فیه ، وما کان منه مخالفا لهما فهو مسار آخر أولی أن ینسب إلی أصحابه.

کما ظهر هنا جلیا نوعان من الموازین خضعت لهما أکثر الدراسات فی التاریخ والعقیدة ، وهما :

* میزان منح أصول المذهب سمة العصمة ، فجعل نصوص القرآن والسنة وحقائق التاریخ کلها خاضعة له ، فما وافق المذهب فهو الحق عنده ، وما خالف المذهب أعمل فیه التأویل ولو إلی حد التعطیل وخصوصا مع آیات الکتاب الکریم ، وما لا یمکن تأویله من السنة والحقائق التاریخیة أنکرها بالمرة وکذب بها!

* ومیزان منح السیاسة النافذة والأمر الواقع فی مرحلة ما سمة العصمة ، وجعلها هی الحاکمة علی النصوص القرآن والسنة ، فلا یقبل إلا ما وافقها ، وأما ما خالفها فمصیره إما إلی التأویل الذی یبلغ أحیانا منزلة النسخ والتعطیل ، وإما إلی التکذیب والانکار الذی ینال الکثیر من السنة النبویة والوقائع التاریخیة.

وما توفیقی إلا بالله.

ص: 62

حدیث تأثیر السحر فی سید البشر صلی الله علیه وآله وسلم

فی میزان النقد

آل المجدد الشیرازی

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله حمدا طیبا مبارکا کثیرا فی الأولی والآخرة ، وصلی الله وسلم علی نبینا محمد المحفوظ من کید السحرة ، وعلی آله الطیبین الطاهرین البررة ، وصفوة صحبه المصطفین الخیرة.

وبعد ، فهذه رسالة موسومة ب (القول الفائق فی نفی تأثیر السحر فی خیر الخلائق) صلی الله علیه وآله وسلم ، بینت فیها اختلاف جمهور الفریقین فی تأثره صلی الله علیه وآله وسلم بالسحر الذی عمله لبید بن الأعصم الیهودی - کما جاء فی بعض الأحادیث وذکره جماعة من المفسرین فی سبب نزول المعوذتین - وضمنتها حجج الطائفتین علی مذهبهم لیکون اختیار الحق عن بینة ، والله تعالی ولی الهدایة والتوفیق.

فنقول : اعلم أنهم اختلفوا فی أن السحر هل له حقیقة أم لا ، وقد أطالوا الکلام فی هذا الشأن ، ونحن نضرب عن ذلک صفحا ، ونطوی عنه کشحا ، روما للاختصار.

ویترتب علی الثانی عدم بقاء مجال للبحث ، إلا أن الأول وإن کان هو

السیّد حسن الحسینیّ آل المجدّد الشیرازی

ص: 63

الأقرب بید أن تأثیر السحر فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم غیر ثابت ، بل لا یصح البتة ، کما سیظهر لک ذلک إن شاء الله تعالی.

ص: 64

فصل

إذا تقرر هذا فاعلم : أن مما اعتل به من أجاز تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم ما روی من أنه علیه وآله الصلاة والسلام سحره لبید بن أعصم الیهودی ، وقد ورد ذلک من طرق الفریقین ، ونحن نورد فی هذه العجالة ما وقفنا علیه من تلک المرویات ، ونتکلم فیه بما یفتح الله به علینا ویرشدنا إلیه ، وهو المستعان فی الأمور کلها ، لا إله غیره ولا رب سواه.

أخرج فرات بن إبراهیم الکوفی فی تفسیره (1) عن عبد الرحمن بن محمد العلوی ومحمد بن عمرو الخزاز ، عن إبراهیم بن محمد بن میمون ، عن عیسی ابن محمد ، عن جده ، عن أمیر المؤمنین علیه السلام ، قال : سحر لبید بن أعصم الیهودی وأم عبد الله الیهودیة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ، فعقدوا له إحدی عشرة عقدة ، ثم جعلوه فی جف من طلع (2) ، ثم أدخلوه فی بئر بواد بالمدینة فی مراقی البئر تحت راعوفة (3) فأقام النبی صلی الله علیه وآله وسلم ثلاثا لا یأکل ولا یشرب ولا یسمع ولا یبصر ولا یأتی النساء.

فنزل علیه جبرئیل ونزل بالمعوذات فقال له : یا محمد ما شأنک؟ قال : ما أدری ، أنا بالحال التی تری ، قال : فإن أم عبد الله ولبید بن أعصم سحراک ، وأخبره بالسحر وحیث هو.

ثم قرأ جبرئیل : ( بسم الله الرحمن الرحیم * قل أعوذ برب الفلق ) ،

ص: 65


1- 1. تفسیر فرات الکوفی : 619 ح 774.
2- 2. جف الطلعة وعاؤها الذی یکون فیه ، والجمع الجفوف ، والطلع من النخل شئ یخرج کأنه نعلان مطبقات والحمل بینهما منضود والطرف محدد.
3- (3) راعوفة البئر صخرة تترک فی أسفل البئر إذا احتفرت تکون هناک لیجلس المستقی علیها حین

فقال رسول الله ذاک فانحلت عقدة ، ثم لم یزل یقرأ آیة ویقرأ النبی صلی الله علیه وآله وسلم وتنحل عقدة ، حتی قرأها علیه إحدی عشرة آیة وانحلت إحدی عشرة عقدة ، وجلس النبی صلی الله علیه وآله وسلم ودخل أمیر المؤمنین علیه السلام فأخبره بما أخبره جبرئیل وقال : انطلق فأتنی بالسحر ، فخرج علی علیه السلام فجاء به ، فأمر به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فنقض ، ثم تفل علیه ، الحدیث.

وإسناد هذا الخبر مما لا تقوم به حجة ، فإن عبد الرحمن بن محمد العلوی مجهول لا یعرف حاله ، ولم یتعرض أصحابنا - رضوان الله علیهم - لترجمته ، وکذا صاحبه محمد بن عمرو الخزاز ، فإن حاله مجهول (1) ، وإنما ذکر النجاشی (2) فی ترجمة أبیه عمرو بن عثمان الثقفی الخزاز أن له ابنا اسمه محمد روی عنه ابن عقدة.

ونحوهما عیسی بن محمد وجده ، إذ لم یترجما فی کتب الأصحاب رحمهم الله تعالی.

وأما إبراهیم بن محمد بن میمون ، فقد حکی عن (میزان الاعتدال) (3) للحافظ الذهبی أنه من أجلاء الشیعة ، ولذلک عدة المامقانی فی الحسان (4).

وأخرج ابنا بسطام فی کتاب (طب الأئمة علیهم السلام) (5) عن محمد ابن جعفر البرسی ، قال : حدثنا أحمد بن یحیی الأرمنی ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : قال أمیر المؤمنین صلوات الله علیه : إن جبرئیل علیه السلام أتی النبی

====

6. طب الأئمة : 113.

ص: 66


1- التنقیة.
2- 2. تنقیح المقال 3 / 164.
3- 3. رجال النجاشی : 287 رقم 766.
4- 4. میزان الاعتدال 1 / 63 رقم 203.
5- 5. تنقیح المقال 1 / 23.

صلی الله علیه وآله وسلم وقال : یا محمد ، قال : لبیک یا جبرئیل ، قال : إن فلانا الیهودی سحرک وجعل السحر فی بئر بنی فلان ، فابعث إلیه - یعنی إلی البئر - أوثق الناس عندک وأعظمهم فی عینک - وهو عدیل نفسک - حتی یأتیک بالسحر.

قال : فبعث النبی صلی الله علیه وآله وسلم علی بن أبی طالب علیه السلام وقال : انطلق إلی بئر ذروان (1) فإن فیها سحرا سحرنی به لبید بن أعصم الیهودی فأتنی به.

قال علی علیه السلام : فانطلقت فی حاجة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فهبطت فإذا ماء البئر قد صار کأنه ماء الحیاض من السحر - إلی أن قال - فاستخرجت حقا (2) فأتیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم فقال : افتحه ، ففتحته فإذا فی الحق قطعة کرب النخل فی جوفه وتر (3) علیها إحدی عشرة عقدة ، وکان جبرئیل علیه السلام أنزل یومئذ المعوذتین علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال النبی صلی الله علیه وآله وسلم : یا علی ، اقرأها علی الوتر.

فجعل أمیر المؤمنین علیه السلام کلما قرا آیة انحلت عقدة حتی فرغ منها ، وکشف الله عزوجل عن نبیه ما سحره به وعافاه.

وهذا الخبر غیر نقی الإسناد أیضا ، إذ فیه البرسی والأصحاب - رحمهم الله - لم یحوموا حوله ، ولا تصدوا لذکره فی کتبهم ، فلم یتبین لنا حاله ، ومثله أحمد بن یحیی الأرمنی.

وأما محمد بن المفضل بن عمر ، فقد عده الشیخ - رحمه الله - وسائر

ص: 67


1- 1. ذروان - بفتح المعجمة وسکون الراء - : بئر فی بنی زریق ، وهم بطن من الأنصار مشهور من الخزرج.
2- 2. أی وعاء من خشب أو عاج أو غیرهما مما یصلح أن ینحت منه.
3- 3. ا لوتر : شرعة القوس ومعلقها.

أرباب الرجال من أصحاب الإمام الکاظم علیه السلام (1) ، فالظاهر أن روایته عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام مرسلة ، ومع ذلک لا یعرف له حال.

بقی الکلام علی محمد بن سنان أبی جعفر الزاهری الخزاعی ، وقد اختلفت کلمتهم فیه ، والمشهور بین الفقهاء وعلماء الرجال تضعیفه - کما نص علیه فی التنقیح (2) - ونقل عن جماعة من الأکابر الطعن فیه والحط علیه.

فقد صرح الشیخ أبو جعفر الطوسی - رحمه الله - بضعفه فی الرجال والفهرست ، وقال فی (التهذیب) : محمد بن سنان مطعون علیه ضعیف جدا ، وما یستبد بروایته ولا یشرکه فیه غیره لا یعتمد علیه ، ونحوه کلامه فی (الاستبصار).

وقال أیضا - فی أواخر باب المیم من رجاله - : میاح المدائنی ضعیف جدا ، له کتاب یعرف ب : رسالة میاح ، وطریقها أضعف منها وهو محمد بن سنان.

وقال ابن الغضائری - رحمه الله - بترجمته : ضعیف ، غال ، یضع ، لا یلتفت إلیه.

وقال المفید رحمه الله - فی رسالته التی فی کمال شهر رمضان ونقصانه ، بعد نقل روایة دالة علی أن شهر رمضان لا ینقص أبدا - : وهذا حدیث شاذ نادر غیر معتمد علیه ، فی طریقه محمد بن سنان وهو مطعون فیه ، لا تختلف العصابة فی تهمته وضعفه ، ومن کان هذا سبیله لا یعتمد علیه فی الدین. انتهی.

وقد قدح فیه أیضا فی کلام آخر.

وتوقف العلامة ابن المطهر - رحمه الله - فیه ، کما هو نص خلاصته.

ونسب التضعیف إلی جماعة آخرین ، منهم أبو محمد الفضل بن شاذان

ص: 68


1- 1. رجال الطوسی : 361 رقم 32.
2- 2. تنقیح المقال 3 / 124.

وأیوب بن نوح وصفوان بن یحیی.

قال أبو عمرو الکشی فی رجاله : قال أبو الحسن علی بن محمد بن قتیبة النیسابوری : قال أبو محمد الفضل بن شاذان : لا أحل لکم أن ترووا أحادیث محمد بن سنان.

وقال أیضا : قال حمدویه : کتبت أحادیث محمد بن سنان عن أیوب بن نوح وقال : لا أستحل أن أروی أحادیث ابن سنان.

وقال أیضا : ذکر حمدویه بن نصیر أن أیوب بن نوح دفع إلیه دفترا فیه أحادیث محمد بن سنان فقال لنا : إن شئتم أن تکتبوا ذلک فافعلوا ، فإنی کتبت عن محمد بن سنان ولکنی لا أروی لکم أنا عنه شیئا ، فإنه قال عند موته : کل ما حدثتکم به لم یکن لی سماع ولا روایة وإنما وجدته. انتهی.

وقال ابن داود : روی عنه - یعنی محمد بن سنان - أنه قال عند موته : لا ترووا عنی مما حدثت شیئا ، فإنما هی کتب اشتریتها فی السوق.

وممن ضعفه من أجلة أهل العلم الشیخ الإمام المحقق نجم الدین ابن سعید فی مواضع من المعتبر ، والعلامة ابن المطهر فی موضع من المختلف ، والآبی فی کشف الرموز ، والشهید الثانی فی المسالک ، والمحقق الأردبیلی ، وتلمیذه صاحب المدارک ، وصاحب الذخیرة ، وحکی ذلک أیضا عن المعتصم والمنتقی ومشرق الشمسین ، والحبل المتین ، وحاشیة المولی صالح ، والتنقیح ، والفخری فی مرتب مشیخة الصدوق ، والذکری ، والروضة ، وغیرها.

فالحزم اجتناب أحادیثه لا سیما فی المسائل الأصولیة - کالتی نحن فیها - ، وإن احتجوا ببعضها فی الفروع فإنما ذلک لوجود متابعة ، أو قیام شاهد ، أو تحقق انجبار الضعف بعمل الأصحاب ، أو لأجل الاستناد إلی قاعدة التسامح فی أدلة السنن والکراهة فی مواردها عند الذاهب إلی حجیتها وتمامیتها ، وغیر ذلک.

وإن أبیت إلا القول بوثاقته - استنادا إلی ذب صاحب التنقیح عنه - فإن

ص: 69

الآفة لا ترتفع من الحدیث أیضا ، لجهالة سائر رجال السند - کما عرفت آنفا -.

ولا یخفی علیک أن أکثر ما ذکره المامقانی - رحمه الله - فی الذب عنه وأجاب به عن المطاعن والقوادح التی رمی بها لا تأبی المؤاخذة والایراد.

هذا ، مع أن الجرح هنا مفسر فیقدم علی المدح والتوثیق علی مقتضی القاعدة المقررة فی محلها.

فإن قلت : سلمنا ، إلا أن الشیخ - رحمه الله - قد علق فی التهذیب والاستبصار ، وکذا النجاشی - رحمه الله - فی رجاله عدم الاعتماد علی روایته علی ما استبد بروایته ولم یشرکه فیه غیره - کما مر آنفا - وهذا الحدیث لیس کذلک ، إذ قد روی من وجوه أخر.

قلت : مضافا إلی أن الأکثر أطلقوا القول بتضعیفه ولم یقیدوه بذلک - ومنهم الشیخ رحمه الله فی کتابیه الرجال والفهرست - فإن جمیع الأخبار المرویة فی هذا الباب مرمیة بالضعف والشذوذ ، ورطل منها لا یقام له وزن ولا یسوی دانقا ، ورواتها بین مجهول ووضاع.

وبالجملة : فلیس فی المقام ما یوجب الرکون ویورث السکون إلی هذا الحدیث وأضرابه ، بل الصارف عنه وعن أمثاله قوی ، ولو سلمنا فغایة ما تفیده الأحادیث الواردة فی هذا الشأن الظن ، وظاهر أنه لا یکتفی به فیما نحن فیه ، بل لا بد من القطع والیقین والعلم الذی لا یعتریه شک ولا ریب ، فتنبه.

هذا کله من جهة الإسناد ، وأما متنه فلا یخلو من نکارة ، فإن ظاهر ما ورد فیه من أن أمیر المؤمنین علیه السلام کلما قرأ آیة انحلت عقدة حتی فرغ من المعوذتین ، أنه بإتمام قراءتهما انحلت العقد الإحدی عشرة بأجمعها ، وهذا لا یتم إلا علی القول بأن المعوذتین إحدی عشرة آیة ، وهو مذهب أهل الخلاف ، وأما علی مذهب أهل الحق فلا یستقیم ذلک ، لإجماعهم علی أن البسملة آیة ، اللهم إلا أن یقال : إن المراد أصل المعوذتین دون بسملتیهما ، ودونه خرط القتاد.

ص: 70

مضافا إلی أن بین الخبرین المتقدمین تهافتا بینا ، ففی الأول أن جبرئیل علیه السلام هو الذی تولی قراءة المعوذتین ، وفی هذا أن علیا علیه السلام هو الذی قرأهما ، وعلیک بالتأمل والتروی فیما روی فی هذا الباب علک تهتدی إلی علل أخری ، والله المستعان.

وفی کتاب طب الأئمة علیهم السلام أیضا (1) عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام - من حدیث - قال : إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سحره لبید بن أعصم الیهودی ، فقال أبو بصیر لأبی عبد الله علیه السلام : وما کاد أو عسی أن یبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله الصادق علیه السلام : بلی ، کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یری أنه یجامع ولیس یجامع ، وکان یرید الباب ولا یبصره حتی یلمسه بیده ، والسحر حق ، وما یسلط السحر إلا علی العین والفرج - الحدیث -.

ومع غض الطرف عن إرساله ، أفلیس - یا أولی الألباب - أن من یری أنه یفعل الشئ ولا یفعله قد بلغ السحر منه مبلغا عظیما وأخذ بروحه بحیث یتخیل ذلک؟! وحاشا أشرف الخلائق وأکملهم علی الإطلاق صلی الله علیه وآله وسلم من هذا التخبیط والتخلیط.

وفی کتاب (دعائم الإسلام) (2) عن جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن آبائه علیهم السلام ، عن علی علیه السلام : أن لبید بن أعصم وأم عبد الله الیهودیین لما سحرا النبی صلی الله علیه وآله وسلم جعلا السحر فی مراقی بئر بالمدینة ، فأقام رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا یسمع ولا یبصر ولا یفهم ولا یتکلم ولا یأکل ولا یشرب ، فنزل علیه جبرئیل ، بمعوذات - الحدیث -.

وهذا خبر آحاد مرسل لا یحتج بمثله فی هذه المقامات ، علی أن هذا

ص: 71


1- 1. طب الأئمة : 114.
2- 2. دعائم الإسلام 1 / 138 ح 487.

اللفظ یدفع الذی قبله من حیث عدم تسلط السحر إلا علی العین والفرج فحسب ، فإنه مشعر ، بل صریح فی تأثیره فی عقله صلی الله علیه وآله وسلم حتی صار لا یفهم - والعیاذ بالله - ما دام مسحورا ، وهذا من أشنع الأقوال وأفسد الآراء عند أولی البصائر والحجی ، بل صریح الخبر أن السحر أثر فی سمعه وبصره وکلامه صلوات الله وسلامه علیه وعلی آله ، فأقام لا یسمع ولا یبصر ولا یتکلم ، وکذلک لا یأکل ولا یشرب ، وهذا کله من أبین الأباطیل وأوضح الأضالیل ، إذ کیف یصلح من جاز علیه مثل ذلک - من تعطیل الحواس واختلالها - لمنصب عظیم ومقام جسیم کالنبوة والرسالة والتبلیغ عن الله تعالی شأنه وعز سلطانه.

ولیعلم أن هذه المرویات وأضرابها لا تنفق فی سوق الاعتقاد السدید وإن عزیت إلی الأئمة الهادین سلام الله تعالی علیهم أجمعین ، ولا یعول علیها ذو مسکة ، ولا یحتفل بشئ منها ذو لب ودین ، لمعارضتها لصریح الکتاب العزیز وبداهة العقل.

وعلی تقدیر ثبوتها ، فإنها محمولة علی التقیة بلا ریب ، لموافقتها لأحادیث مخالفینا واعتقادهم ، وهذا أحسن ما یقال فیها علی ذلک التقدیر.

ومن القواعد المقررة عندهم أن المسائل الأصولیة لا بد فیها من برهان قاطع ودلیل جازم ، فلا یجوز التعویل علی الظنون فی ذلک.

قال الإمام العلامة جمال الدین ابن المطهر - رحمه الله تعالی - فی (مبادئ الأصول) (1) : خبر الواحد إذا اقتضی علما ولم یوجد فی الأدلة القاطعة ما یدل علیه وجب رده ، لأنه اقتضی التکلیف بالعلم ولا یفیده فیلزم تکلیف ما لا یطاق. انتهی.

وبالجملة : فقد قرروا أن الحدیث إذا جاء علی خلاف الدلیل من

ص: 72


1- 1. مبادئ الوصول : 209.

الکتاب والسنة والمتواترة أو الإجماع ولم یمکن تأویله ولا حمله علی بعض الوجوه وجب طرحه ، وحدیث الباب منه إن لم یحمل علی التقیة ، فافهم.

وقال شیخ الإسلام المجلسی رحمه الله فی (بحار الأنوار) (1) - عقب إیراده أحادیث سحره صلی الله علیه وآله وسلم - : والأخبار الواردة فی ذلک أکثرها عامیة أو ضعیفة ، ومعارضة بمثلها فیشکل التعویل علیها فی إثبات مثل ذلک. انتهی.

ولقد أجاد فیما أفاد ، رحمه الله تعالی ورضی عنه وأرضاه.

وقال أیضا - من جملة کلام الله - : وأما تأثیر السحر فی النبی والإمام صلوات الله علیهما فالظاهر عدم وقوعه. انتهی.

وکلامه هذا ظاهر فی عدم اعتباره - رحمه الله - تلک الأخبار الدالة بظاهرها علی التأثیر ، وناهیک به طعنا فیها من هذا الإمام الخریت فی الحدیث وعلومه ، والله الموفق والمعین.

* * *

ص: 73


1- 1. بحار الأنوار 63 / 41.

فصل

وأما ما روی فی ذلک من طرق مخالفینا فکثیر ، نقتصر علی إیراد نبذة منه فی هذا الإملاء المختصر ، فنقول :

أخرج ابن أبی شیبة فی (المصنف) (1) قال : حدثنا أبو معاویة ، عن الأعمش ، عن یزید بن حیان ، عن زید بن أرقم ، قال : سحر النبی صلی الله علیه وآله وسلم رجل من الیهود فاشتکی لذلک أیاما ، قال : فأتاه جبریل فقال : إن رجلا من الیهود سحرک وعقد لذلک عقدا ، فأرسل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علیا فاستخرجها ، فجاء بها فجعل کلما حل عقدة وجد لذلک خفة ، فقام رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کأنما نشط من عقال ، فما ذکر ذلک للیهودی ولا رآه أحد.

وأخرجه ابن سعد ، والنسائی فی سننه (2) والحاکم وصححه ، وعبد بن حمید فی مسنده - کما فی الدر المنثور (3) -.

وفی إسناده : محمد بن خازم التمیمی السعدی مولاهم أبو معاویة الضریر الکوفی.

قال یعقوب بن شیبة وابن سعد : یدلس (4) ، وفی (هدی الساری) (5) : ربما دلس.

وقد ذکروا أن المدلس لا یقبل من حدیثه إلا ما صرح فیه بالسماع ، وهو

ص: 74


1- 1. المصنف 8 / 29 ح 3569 ، تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 46 - 47.
2- 2. سنن النسائی 7 / 113.
3- 3. الدر المنثور 6 / 417.
4- 4. تهذیب التهذیب 5 / 91.
5- 5. هدی الساری : 460.

هنا عنعن فلا یحتج بحدیثه ، وکذلک الأعمش ، علی ما سیأتی إن شاء الله -.

وقال ابن حبان وغیره : کان مرجئا خبیثا - کما بترجمته فی تهذیب التهذیب (1) -. وقال ابن حبان أیضا : ربما أخطأ (2).

وفیه : سلیمان بن مهران الأعمش الکاهلی الأسدی ، وقد رمی بالتدلیس.

قال الحافظ فی (التقریب) : یدلس.

وعدة النسائی من المدلسین - کما فی الخلاصة ، للخزرجی -.

وقال أبو حاتم : الأعمش حافظ یخلط أو یدلس. تهذیب التهذیب 5 / 545.

وقال عثمان بن سعید الدارمی : سئل یحیی بن معین عن الرجل یلقی الرجل الضعیف بین ثقتین ، ویصل الحدیث ثقة عن ثقة ، ویقول : أنقص من الإسناد وأصل ثقة عن ثقة ، قال : لا تفعل لعل الحدیث عن کذاب لیس بشئ ، فإذا أحسنه فإذا هو أفسده ، ولکن یحدث بما روی.

قال عثمان : کان الأعمش ربما فعل هذا. انتهی (3).

وعده الحافظ العراقی أیضا من المدلسین فقال - فی ألفیة الحدیث - : وفی الصحیح عدة کالأعمش - وکهشیم بعده وفتش وقال البقاعی : سألت شیخنا هل تدلیس التسویة جرح؟ فقال : لا شک أنه جرح ، فإنه خیانة لمن ینقل إلیهم وغرور. انتهی.

ولعظم ضرره قال شعبة بن الحجاج - فیما رواه الشافعی عنه (4) - : التدلیس أخو الکذب ، وقال أیضا : لئن أزنی أحب إلی من أن أدلس. انتهی.

وقال الحافظ السیوطی - فی مبحث تدلیس التسویة من کتابه (تدریب

ص: 75


1- 1. تهذیب التهذیب 5 / 91.
2- 2. هدی الساری : 461.
3- 3. لسان المیزان 1 / 12.
4- 4. فتح المغیث بشرح ألفیة الحدیث : 82.

الراوی) (1) - :

قال الخطیب : وکان الأعمش وسفیان الثوری یفعلون مثل هذا.

وقال العلائی : فهذا أفحش أنواع التدلیس مطلقا وشرها.

وقال العراقی : هو قادح فیمن تعمد فعله.

وقال شیخ الإسلام : لا شک أنه جرح وإن وصف به الثوری والأعمش فلا اعتذار. انتهی.

وأخرج البخاری فی صحیحه (2) قال : حدثنا إبراهیم بن موسی ، أخبرنا عیسی بن یونس ، عن هشام ، عن أبیه ، عن عائشة ، قالت : سحر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم رجل من بنی زریق یقال له لبید بن الأعصم ، حتی کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یخیل إلیه أنه کان یفعل الشئ وما فعله ، حتی کان ذات یوم - أو ذات لیلة - وهو عندی ، لکنه دعا ودعا ثم قال : یا عائشة ، أشعرت أن الله تعالی أفتانی فیما استفتیته فیه؟ أتانی رجلان فقعد أحدهما عند رأسی والآخر عند رجلی ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه؟ قال : لبید بن الأعصم ، قال : فی أی شئ؟ قال : فی مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذکر ، قال : وأین هو؟ قال : فی بئر ذروان ، فأتاها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی ناس من أصحابه فجاء فقال : یا عائشة کأن ماءها نقاعة الحناء ، وکأن رؤوس نخلها رؤوس الشیطان ، قلت : یا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال : قد عافانی الله ، فکرهت أن أثیر علی الناس فیه شرا ، فأمر بها فدفنت.

وأخرج نحوه فی باب السحر من کتاب الطب عن أبی أسامة عن هشام.

وأخرجه مسلم أیضا فی باب السحر من کتاب الطب والمرض والرقی من

ص: 76


1- 1. تدریب الراوی 1 / 226.
2- 2. کتاب الطب - باب السحر وقول الله تعالی : (ولکن الشیاطین کفروا یعلمون الناس السحر) - کتاب الدعوات - باب تکریر الدعاء.

صحیحه باختلاف یسیر فی اللفظ.

وأخرج البخاری أیضا أیضا فی صحیحه (1) قال : حدثنی عبد الله بن محمد ، قال : سمعت ابن عیینة یقول : أول من حدثنا به ابن جریج یقول : حدثنی آل عروة عن عروة ، فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبیه عن عائشة ، قال : کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سحر حتی کان یری أنه یأتی النساء ولا یأتیهن فقال : یا عائشة ، أعلمت أن الله قد أفتانی فیما استفتیته فیه؟ أتانی رجلان فقعد أحدهما عند رأسی والآخر عند رجلی ، فقال الذی عند رأسی للآخر : ما بال الرجل؟ قال : مطبوب ، قال : ومن طبه؟ قال : لبید بن أعصم رجل من بنی زریق حلیف لیهود کان منافقا ، قال : وفیم؟ قال : فی مشط ومشاطة ، قال : وأین؟ قال : فی جف طلعة ذکر تحت رعوفة فی بئر ذروان.

قالت : فأتی النبی صلی الله علیه وآله وسلم البئر حتی استخرجه ، فقال : هذه البئر التی أریتها ، وکأن ماءها نقاعة الحناء ، وکأن نخلها رؤوس الشیاطین ، قال : فاستخرج ، قالت : فقلت : أفلا - أی تنشرت -؟ فقال : أما والله فقد شفانی ، وأکره أن أثیر علی أحد من الناس شرا. انتهی.

وفی إسناده : عبد الملک بن عبد العزیز بن جریج.

قال المخراقی عن مالک : کان ابن جریج حاطب لیل.

وقال الدارقطنی : تجنب تدلیس ابن جریج فإنه قبیح التدلیس ، لا یدلس إلا فیما سمعه من مجروح ، مثل إبراهیم بن أبی یحیی وموسی بن عبیدة وغیرهما ، وأما ابن عیینة فکان یدلس عن الثقات - کما فی تهذیب التهذیب (2) -.

هذا ، وقد عرفت أن حدیث الباب فی الصحیحین یدور علی هشام بن

ص: 77


1- 1. کتاب الطب - باب هل یستخرج السحر؟ - کتاب الأدب ، باب قول الله تعالی : ( إن الله یأمر بالعدل والاحسان ) الآیة.
2- 2. تهذیب التهذیب 3 / 502 - 503.

عروة عن أبیه عن عائشة ، وقد حکی شیخ الإسلام الحافظ ابن حجر فی (تهذیب التهذیب) (1) و (هدی الساری) (2) عن یعقوب بن شیبة ، أنه قال : کان تساهله - یعنی هشاما - أنه أرسل عن أبیه ما کان یسمعه من غیر أبیه عن أبیه.

قال ابن حجر : هذا هو التدلیس ، وأما قول ابن خراش : کان مالک لا یرضاه ، فقد حکی عن مالک أشد من هذا. انتهی.

قلت : هو ما حکاه الخطیب فی (تاریخ بغداد) (3) والحافظ الذهبی فی (الکاشف) عن الإمام مالک ، أنه قال : هشام بن عروة کذاب.

فأی وزن یقام بعد هذا لقول ابن القیم : إن هشاما من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم یقدح فیه أحد من الأئمة بما یوجب رد حدیثه (4)؟!

وقال الحافظ فی (تقریب التهذیب) : ربما دلس ، وقد عرفت - فیما تقدم - أن المدلس لا یقبل من حدیثه إلا ما صرح فیه بالسماع ، وهنا لیس کذلک ، وإن وقع فی الصحیحین فلیس بشئ ولا کرامة.

ویعجبنی کلام الشیخ العلامة محیی الدین بن أبی الوفاء القرشی فی هذا المضمار حیث قال : اعلم أن (عن) مقتضیة للانقطاع عند أهل الحدیث ، ووقع فی مسلم والبخاری من هذا النوع شئ کثیر ، فیقولون علی سبیل التجوز : ما کان من هذا النوع فی غیر الصحیحین فمنقطع ، وما کان فی الصحیحین فمحمول علی الاتصال. انتهی (5).

وأیضا : فقد ثبت فی جملة من أحادیث الباب أنه علیه وآله الصلاة والسلام أرسل علیا علیه السلام إلی البئر فاستخرج السحر ، وکان جبریل قد

ص: 78


1- 1. تهذیب التهذیب 6 / 35.
2- 2. هدی الساری : 471.
3- 3. تاریخ بغداد 1 / 223.
4- 4. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 46.
5- 5. الجواهر المضیة فی طبقات الحنفیة 2 / 428 - 429.

نزل بالمعوذتین ، فکلما قرئت آیة انحلت عقدة حتی قام النبی صلی الله علیه وآله وسلم کأنما أنشط من عقال ، وهو یدل بظاهره علی عدم إتیانه علیه وآله الصلاة والسلام البئر ، إذ لو أتاها فی جماعة من أصحابه لکان مظنة لثوران الشر علی الناس ووقوع الفتنة بین المسلمین والیهود ، لا أن ذلک لأجل أن لا یطلعوا علی ما سحر به صلوات الله وسلامه علیه وعلی آله فیتعلمه من أراد استعمال السحر.

کیف وقد ثبت فی بعض الأحادیث أن السحر حلت عقده ونقض بمحضره الشریف؟! وفی بعضها إشعار باستکشاف ما کان داخل الجف وأنه وجد فی الطلعة تمثال من شمع ، تمثال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وإذا فیه إبر مغروزة ، وإذا وتر فیه إحدی عشرة عقدة (1).

هذا ، وما فی (فتح الباری) (2) من أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم وجههم أولا إلی البئر ثم توجه فشاهدها بنفسه ، مدفوع بأن الثابت فی أحادیث الباب أن عقد السحر انحلت بقراءة المعوذتین بعد ما أتوا به إلیه صلی الله علیه وآله وسلم - کما تقدم - فلم یبق فی البئر شئ من السحر حتی یتوجه علیه وآله الصلاة والسلام لمشاهدته ، فتنبه.

وأیضا : إن قول عائشة (أفلا استخرجته) وجوابه صلی الله علیه وآله وسلم إیاها بحصول المعافاة یعارضه ما وقع فی حدیثها الآخر من استخراجه ، وکذا ما رووه فی حدیث ابن عباس (3) من أنه صلی الله علیه وآله وسلم بعث إلی علی وآخر فأمرهما أن یأتیا البئر.

وفی مرسل عمر بن الحکم - عند ابن سعد - : فدعا جبیر بن إیاس الزرقی فدله علی موضع فی بئر ذروان فاستخرجه.

ص: 79


1- 1. فتح الباری 10 / 241.
2- 2. فتح الباری 10 / 241.
3- 3. عند ابن سعد کما فی فتح الباری 10 / 240.

قال ابن سعد : ویقال الذی استخرجه قیس بن محصن الزرقی (1).

وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر : وفی روایة عمرة عن عائشة (فنزل رجل فاستخرجه) (2).

وأنت خبیر بأن هذا الاختلاف فی المستخرج ینبئ عن تحقق أصل الخراج ، إذ لولاه لما کان وجه للاختلاف فیه ، علی أن فی أکثر أحادیث الباب دلالة علی استخراج السحر ونقضه - کما تقدم ویأتی إن شاء الله -.

وبالجملة : فثانی الحدیثین یدفع أولهما الصریح فی عدم استخراج السحر ، والمخالف لغیره من النقول الدالة علی استخراجه وحله فیسقط عن الاعتبار ، لأن ذلک قد استفاض من طرق مخالفینا واشتهر.

ومن ثم رجحوا روایة سفیان بن عیینة التی أثبت فیها إخراج السحر وجعل سؤال عائشة عن النشرة ، لتقدمه فی الضبط علی روایة عیسی بن یونس التی نفی فیها السؤال عن النشرة وجعل سؤال عائشة عن الاستخراج (3).

قال الحافظ ابن حجر (4) : ویؤیده أن النشرة لم تقع فی روایة أبی أسامة ، والزیادة من سفیان مقبولة لأنه أثبتهم ، ولا سیما أنه کرر استخراج السحر فی روایته مرتین فیبعد من الوهم ، وزاد ذکر النشرة وجعل جوابه صلی الله علیه وآله وسلم ب (لا) بدلا من الاستخراج. انتهی.

ولما أشکل ذلک علی المتعبدین بحدیث عائشة فی الصحیحین انبروا للجمع بینهما : بأن الاستخراج المثبت هو استخراج الجف من البئر ، والمنفی استخراج ما حواه (5).

ص: 80


1- 1. فتح الباری 10 / 240.
2- 2. فتح الباری 10 / 241 ، دلائل النبوة 7 / 92.
3- 3. فتح الباری 10 / 245 ، إرشاد الساری 8 / 406.
4- 4. فتح الباری 10 / 245.
5- 5. فتح الباری 10 / 245 ، إرشاد الساری 8 / 406 ، تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 45 - 46.

ویقدح فیه ما مر آنفا من أن فی بعض أحادیث الباب - ومنها حدیث الصحیحین - إشعارا باستکشاف ما کان داخل الجف من المشط والمشاطة وتمثال الشمع والإبر والوتر ، فتنبه.

قال الشیخ الإمام أبو جعفر الطوسی - رضوان الله علیه - فی کتاب (الخلاف) (1) - بعد ما ذکر روایة الجمهور حدیث زید بن أرقم فی السحر - :

وهذه أخبار آحاد لا یعمل علیها فی هذا المعنی ، وقد روی عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فما عمل فیه السحر ، وهذا یعارض ذلک. انتهی.

قلت : ویؤیده ما أخرجه ابن سعد عن الواقدی بسند له إلی عمر بن الحکم مرسل - کما فی فتح الباری (2) - قال : لما رجع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من الحدیبیة فی ذی الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء الیهود إلی لبید بن الأعصم - وکان حلیفا فی بنی زریق وکان ساحرا - فقالوا له : یا أبا الأعصم أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شیئا ... إلی آخره.

وقال الإمام العلامة ابن المطهر رحمه الله (3) : هذا القول عندی باطل ، والروایات ضعیفة ، خصوصا روایة عائشة. انتهی.

هذا شأن حدیث الباب فی الصحیحین اللذین أجمعوا علی أنهما أصح الکتب بعد کتاب الله تعالی - کما زعم النووی (4) - فلا یغرنک - بعدما حصحص لک الحق وصرح عن محضه - قول ابن قیم الجوزیة (5) : قد اتفق

ص: 81


1- 1. الخلاف ج 3 - کتاب کفارة القتل - مسألة 14.
2- 2. فتح الباری 10 / 237.
3- 3. منتهی المطلب فی تحقیق المذهب 2 / 1014 کتاب التجارة - المکاسب المحرمة.
4- 4. شرح صحیح مسلم 1 / 20.
5- 5. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 46.

أصحاب الصحیحین علی تصحیح هذا الحدیث ولم یتکلم فیه أحد من أهل الحدیث بکلمة واحدة. انتهی.

فأی اعتداد بتصحیحهما هذه الأباطیل ، وأی اعتبار بتخریجها فی کتابیهما :

وهبنی قلت : هذا الصبح لیل

أیعشی الناظرون عن الضیاء

بل الحری بذوی العقول السلیمة والفطر المستقیمة أن لا یعولوا علی تلک الأحادیث وأضرابها التی ملأت الصحیحین (1) وغیرهما مما فیها مس بکرامة الأنبیاء علیهم السلام - کما لا یخفی علی من سبر أحادیث الصحاح ، واطلع علی ما فیها من الحط الصراح - نعوذ بالله من الغوایة والخذلان ، ونسأله السلامة من المصیبة فی الدین والاعتقاد ، وإنما اللائق بهم فی ذلک المزلق السحیق ، التمحیص الدقیق والتفحص العمیق ، والله سبحانه ولی الهدایة والتوفیق.

وأخرج البیهقی فی (دلائل النبوة) (2) قال : أخبرنا أبو الحسین علی بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا یوسف ابن یعقوب ، قال : حدثنا سلمة بن حیان ، قال : حدثنا یزید بن هارون ، قال : أخبرنا محمد بن عبید الله ، عن أبی بکر بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : کان لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم غلام یهودی یخدمه یقال له لبید بن أعصم ، وکان تعجبه خدمته ، فلم تزل به یهود حتی سحر النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

وفیه أیضا : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة فإذا فیها مشط رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ومن مراطة رأسه ، وإذا تمثال من

ص: 82


1- (49) وما أکثر ما تکذب الأسماء!
2- 2. دلائل النبوة 7 / 92 - 94 ، وکذا ابن مردویه کما فی الدر المنثور 6 / 417.

شمع تمثال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وإذا فیها إبر مغروزة ، وإذا وتر فیه إحدی عشرة عقة فأتاه جبریل علیه السلام بالمعوذتین ... إلی آخره.

قلت : یقع الکلام علی هذا الخبر فی إسناده ومتنه :

أما إسناده : ففیه محمد بن عبید الله بن أبی سلیمان العرزمی الفزاری أبو عبد الرحمن الکوفی ، وقد غمزوه وطعنوه.

قال عبد الله بن أحمد عن أبیه : ترک الناس حدیثه.

وقال الدوری عن ابن معین : لیس بشئ ولا یکتب حدیثه.

وقال البخاری : ترکه ابن المبارک ویحیی.

وقال النسائی : لیس بثقة ولا یکتب حدیثه.

وقال الفلاس وعلی بن الجنید والأزدی : متروک الحدیث.

وقال الدارقطنی : ضعیف الحدیث.

وقال ابن حبان : کان ردئ الحفظ ، وذهبت کتبه فجعل یحدث من حفظه فیهم ، وکثرت المناکیر فی روایته.

ترکه ابن مهدی وابن المبارک والقطان وابن معین.

وقال أبو حاتم : روی عنه شعبة وسلیمان علی التعجب ، وهو ضعیف الحدیث جدا.

وقال الحاکم فی المدخل : متروک الحدیث بلا خلاف أعرفه بین أئمة النقل فیه.

وقال الساجی : منکر الحدیث ، أجمع أهل النقل علی ترک حدیثه ، عنده مناکیر - کما بترجمته فی تهذیب التهذیب (1).

وقال الحافظ العلائی : متهم (2).

ص: 83


1- 1. تهذیب التهذیب 5 / 207 - 208.
2- 2. تنزیه الشریعة المرفوعة عن الأخبار الشنیعة الموضوعة 1 / 109.

وأما متنه : ففیه نکارة ظاهرة ، وهی أنه لم یعهد أن أحدا من الیهود خدم النبی صلی الله علیه وآله وسلم بالمدینة - فیما نعلم - سوی صبی یقال له : عبد القدوس - فیما ذکره ابن بشکوال عن حمایة صاحب العتبیة (1) - وقد مات فی صباه - کما أخرجه البخاری فی صحیحه (2) - ولبید بن أعصم قد بلغ مبلغ الرجال وشتان ما بینهما.

نعم ، رووا عن ابن عباس وعائشة (3) : أنه کان غلام من الیهود یخدم النبی صلی الله علیه وآله وسلم فدنت إلیه الیهود فلم یزالوا به حتی أخذ مشاطة رأس النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها الیهود فسحروه بها ، وتولی ذلک لبید بن الأعصم رجل من الیهود.

وهذا صریح فی أن الخادم غلام من الیهود غیر لبید ، والله أعلم.

* * *

ص: 84


1- 1. فتح الباری 3 / 262 ، إرشاد الساری 2 / 449.
2- (54) صحیح البخاری 2 / 118 - بتحقیق ابن شاکر - باب إذا أسلم الصبی فمات هل یصلی علیه؟ وهل یعرض علی الصبی الإسلام؟
3- 3. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 47 ، الفتوحات الإلهیة (حاشیة الجلالین) 4 / 606 للشیخ سلیمان بن عمر العجیلی الشافعی الشهیر بالجمل.

تتمة

أخرج البیهقی فی (الدلائل) (1) أیضا قصة السحر من وجه آخر بسنده عن عبد الوهاب بن عطاء ، عن محمد بن السائب ، عن أبی صالح ، عن ابن عباس ، وقال : الاعتماد علی الحدیث الأول. انتهی.

یعنی حدیث هشام بن عروة ، عن أبیه ، عن عائشة ، الذی أخرجه قبله (2) ، فسقط الاحتجاج به ، وصرح الحافظ فی (الفتح) (3) بضعف سنده ، وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع - کما فی الفتح أیضا -.

وأخرج ابن مردویه (4) من طریق عکرمة عن ابن عباس رضی الله عنه أیضا حدیث السحر ، وفیه : أنه جعل فی بئر (میمون) ، وهو غریب لم یرد فی غیر هذا اللفظ ، والمشهور فی الروایات أنه بئر (ذروان) کما مر.

وأما عکرمة البربری فحدث عن عظائمه ومغامزه ولا حرج ، ومن ابتغی التفصیل فعلیه بمعاجم التراجم (5).

وأخرج ابن مردویه أیضا قصة السحر عن أنس بن مالک - کما فی الدر المنثور (6).

وهی - مضافا إلی جهالة طریقها - مردودة بما سنذکر إن شاء الله تعالی من أمرها وبیان بطلانها ، والله الموفق.

ص: 85


1- 1. دلائل النبوة 6 / 248.
2- 2. دلائل النبوة 6 / 247.
3- 3. فتح الباری 10 / 236.
4- 4. الدر المنثور 6 / 417 - 418.
5- 5. راجع تهذیب التهذیب 4 / 169 - 170.
6- 6. الدر المنثور 6 / 418.

تنبیه

زعم علی القاری فی (مرقاة المفاتیح) (1) وقوع نوعین من السحر له صلی الله علیه وآله وسلم لیکون أجره مرتین!! وأن أحدهما وقع من لبید والآخر من بناته. انتهی.

وهذه دعوی بلا نیة ، زاد بها فی الطنبور رنة :

والدعاوی ما لم تقیموا علیها

- بینات أبناؤها أدعیاء

کیف وأن الثابت فی الأحادیث وقوع سحر واحد تولاه لبید بن الأعصم الیهودی لا بناته - کما جاء فی الصحیح (2) -؟!

نعم ، یجوز أن یکون الیهودی قد استعان ببناته فی ذلک ، وهذا غیر مدفوع إلا أن الذی تولی کبره منهم إنما هو لبید فحسب.

ولعل القاری استند فی دعواه إلی قول أبی عبیدة وغیره : إن بنات لبید بن أعصم سحرن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، ولیس بسدید - کما قال ابن قیم الجوزیة (3) -.

هذا ، والأنکی من ذلک کله ما وقع فی روایة أبی ضمرة عند الإسماعیلی من أنه صلی الله علیه وآله وسلم أقام أربعین لیلة مسحورا ، یری أنه یأتی النساء ولا یأتیهن ، ویخیل إلیه أنه یفعل الشئ وما فعله ، وفی روایة وهیب عن هشام عند أحمد (ستة أشهر) ، وفی (جامع معمر) عن الزهری أنه لبث ستة أشهر (4)!! قال شیخ الإسلام شهاب الدین ابن حجر فی (الفتح) : وقد وجدنا ه

ص: 86


1- 1. مرقاة المفاتیح 5 / 455.
2- 2. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 43.
3- 3. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 43.
4- 4. کما فی فتح الباری 10 / 237.

موصولا بإسناد الصحیح ، فهو المعتمد (1). انتهی.

وفی إرشاد الساری (2) : إنه لبث سنة!!

ولیت شعری کیف یجوز تصدیق هذا الزخرف من القول؟! أم کیف تحتمل العقول السلیمة أن یدع الله تعالی نبیه صلی الله علیه وآله وسلم ماکثا فی السحر هذه المدة علی تلک الحال لا یأبه به ولا یستجیب دعاءه ولا یفرج عنه کربته؟!

فوعزة الحق إن هذا لمما تستنکره عقول بنی آدم ، وتستخف بقائله ، وتعزوه إلی الهجر والهذیان ، نعوذ بالله من تسویل الشیطان ، وبه نستجیر من التسور علی مقام سید ولد عدنان ، علیه وعلی آله أفضل الصلاة وأزکی السلام ، والله المستعان علی ما یصفون.

* * *

ص: 87


1- 1. فتح الباری 10 / 237.
2- 2. إرشاد الساری 8 / 405.

فصل

ثم إنه لو جاز ذلک فی حق الأنبیاء علیهم السلام لکان ذریعة لعبث أهل الکفر بالأنبیاء والمرسلین ، ولکانوا عرضة لمساءتهم ، إذ لم تنفک عصورهم من وجود ساحر علیم ، مع أنه لم یحک وقوع ذلک إلا فی شأن نبینا محمد صلی الله علیه وآله وسلم ، وبعید جدا أن لا یکون الأنبیاء علیهم السلام قد سحروا وأثر السحر فیهم - لو جاز ذلک فی حقهم - لأنهم قوتلوا بالسیف والسنان ، ولا حامل علیه لو کان للسحر تأثیر فیهم صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین.

بل السحر أدعی للمشرکین إلی الطعن فی رسل الله وإیذائهم ، لأن فیه تعطیل الأنبیاء علیهم السلام والتسلط علی جوارحهم ، بل قد یسحرون مدة عمرهم فیسقط النفع بهم - والعیاذ بالله - وهو أنجع فی نیل الغرض وجعلهم عرضة للاستهزاء والسخریة ، مع أنه أیسر من المقاتلة فی المیدان ، والمحاربة بالسیف والسنان ، ولا أظن منصفا یرتاب فی ذلک.

وبالجملة : فإن فی فتح هذا الباب - أعنی تجویز تأثیر السحر فی الأنبیاء علیهم السلام ولو فی الجملة - سد لباب النبوة ، وفیه ما فیه!

* * *

ص: 88

فصل

ویقدح فیما تضمنته تلک الأحادیث من أن قصة السحر کانت بالمدینة ، وأن المعوذتین أنزلتا لتعویذه صلی الله علیه وآله وسلم بهما ، ما ذهب إلیه بعض أهل العلم من کون المعوذتین مکیتین أو خصوص سورة الفلق - علی الخلاف -.

فقد أخرج البیهقی فی (دلائل النبوة) (1) بإسناده عن عکرمة والحسن بن أبی الحسن ، قالا : أنزل الله من القرآن بمکة ( إقرأ باسم ربک ) - وساق الأثر إلی قولهما : - والفلق ، وقل أعوذ برب الناس ... إلی آخره.

وأخرج ابن الضریس فی (فضائل القرآن) (2) بسنده عن عثمان بن عطاء الخراسانی ، عن أبیه ، عن ابن عباس ، قال : کانت إذا أنزلت فاتحة الکتاب بمکة کتبت بمکة ، ثم یزید الله فیها ما شاء ، وکان أول ما أنزل من القرآن ( إقرأ باسم ربک ) إلی أن قال : - ثم ( قل أعوذ برب الفلق ) ثم ( قل أعوذ برب الناس ) - وعد سورا أخری وقال : - فهذا ما أنزل الله بمکة.

وقال أبو عبید فی (فضائل القرآن) (3) : حدثنا عبد الله بن صالح ومعاویة ابن صالح ، عن علی بن أبی طلحة ، قال : نزلت بالمدینة سورة البقرة وآل عمران - وذکر سورا لیست المعوذات منها - ثم قال : وسائر ذلک بمکة.

وأخرج أبو بکر بن الأنباری نحوه عن قتادة - کما فی الاتقان (4) -.

وحکی أبو عبد الله محمد بن حزم فی کتاب (معرفة الناسخ

ص: 89


1- 1. الاتقان 1 / 40 ، دلائل النبوة 7 / 142.
2- 2. الاتقان 1 / 42.
3- 3. الاتقان 1 / 43 - 44.
4- 4. الاتقان 1 / 44.

والمنسوخ) (1) : عن الضحاک والسدی أنهما مکیتان.

وذکر أبو الحسن بن الحصار فی کتابه (الناسخ والمنسوخ) أن المعوذتین مما اختلف فیه.

هذا ، وقد ذهب ثلة من متقدمی المفسرین ومتأخریهم إلی أن سورة الفلق مکیة ، فکأنهم لم یعبأوا بما روی من قصة السحر وکونها سبب النزول.

واختار الجلال السیوطی فی (الاتقان) (2) - تبعا لجماعة - أن المعوذتین مدنیتان ، لأنهما نزلتا فی قصة سحر لبید بن الأعصم کما أخرجه البیهقی فی (الدلائل). انتهی.

وهو أول الکلام وعین المتنازع فیه ، فکیف ینهض دلیلا فی محل النزاع؟! علی أنک قد عرفت ما فی روایة البیهقی فی (دلائل النبوة) فراجع ثمة إن شئت.

ومنه یعلم ما فی کلام الشهاب الخفاجی فی (حاشیة البیضاوی) (3) إذ زعم أنه لا وجه للاختلاف فی مکیتهما ومدنیتهما ، وأن الصحیح مدنیتهما معولا علی قصة السحر ، وقد تقدم الکلام علی ذلک آنفا.

ص: 90


1- 1. معرفة الناسخ والمنسوخ ، المطبوع بهامش تفسیر الجلالین 2 / 160.
2- 2. الاتقان 1 / 55.
3- 3. عنایة القاضی وکفایة الراضی 8 / 414.

فصل

ومن أقوی الأسباب الموجبة للإعراض عن هاتیک الأخبار وردها ، أنها توجب صدق قول الکفرة بأنه صلی الله علیه وآله وسلم مسحور ، وقد قال الله تعالی : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر کیف ضربوا لک الأمثال فضلوا فلا یستطیعون سبیلا ) (1).

وزعم قوم ممن أثبت تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم : أن الآیة لا دلالة فیها علی ذلک ، لأن المراد بها - والله أعلم - أنه صلی الله علیه وآله وسلم مجنون بواسطة السحر - کما قاله البیضاوی وغیره (2) -.

وقال الفخر الرازی فی تفسیره (3) : إن الکفار کانوا یریدون بکونه ( مسحورا ) أنه مجنون أزیل عقله بواسطة السحر فلذلک ترک دینهم. انتهی.

وفی تفسیر الجلالین 1 / 141 : ( مسحورا ) مخدوعا مغلوبا علی عقله.

وأنت - یرحمک الله - إذا تأملت الآیة الشریفة ونظیرتها فی سورة الإسراء ، وأنعمت فیهما نظر التحقیق ، لعرفت أنهم ملزمون بما قالوا ، ومسلمون الحجة لخصمهم من غیر أن یشعروا ، کیف لا؟! وکل مقر بأن المسحور من أصابه السحر فأثر فیه سواء فی عقله أو سائر حواسه وجوارحه.

وظاهر أن المجنون الذی جن بغیر السحر لا یقال له : مسحور ، بل یقال له : مجنون ، کما قالوه فی حقه صلی الله علیه وآله وسلم ، وحکاه الله تعالی

ص: 91


1- 1. سورة الفرقان 25 : 8 - 9.
2- 2. أنوار التنزیل 1 / 587.
3- 3. التفسیر الکبیر (مفاتح الغیب) 32 / 188.

عنهم بقوله : ( ویقولون إنه لمجنون ) (1) ( ویقولون أئنا لتارکو آلهتنا لشاعر مجنون ) (2) ( وقالوا یا أیها الذی نزل علیه الذکر إنک لمجنون ) (3) فلا یطلق المسحور إلا علی من سحر فخولط عقله وغلب علیه بسبب السحر ، وهذا لا ینکره الخصم ، بل قد أفصح عنه الرازی فیما تقدم من کلامه ، وصرح به الآلوسی فی تفسیره حیث قال : أی سحر فجن (4).

ویشهد لذلک ما فی التنزیل حکایة عن الکفار قولهم : ( بل نحن قوم مسحورون ) (5) وفی التنزیل أیضا : ( فقال له فرعون إنی لأظنک یا موسی مسحورا ) (6) والله تعالی أعلی وأعلم.

فتبین أن المنفی - بنحو الأشعار - فی الآیتین الکریمتین لیس الجنون المحض ، فإن ذلک منفی صریحا فی آیات أخر ، بل ضرب خاص منه - أعنی الجنون المسبب عن تأثیر السحر الذی ادعوه فی حقه صلی الله علیه وآله وسلم - ، فهما نافیتان للمسبب بلسان نفی السبب کما لا یخفی علی المتأمل الفطن.

وعلی هذا فلا یلزم من دعوی المثبت أن لا یکون السحر قد أثر فی عقله صلی الله علیه وآله وسلم باعتقاد المشرکین - والعیاذ بالله - بل زعمهم التأثیر أدعی لنفی دعواهم ورد افترائهم بأنه علیه وآله الصلاة والسلام إنما ترک عبادة آلهتهم لخلل فی عقله ، وأنه مجنون أزل عقله بالسحر حیث ترک دینهم - کما عن السعد التفتازانی فی شرح المقاصد (7) - وإلا فهم لا یزعمون تأثیر السحر

ص: 92


1- 1. سورة القلم 68 : 51.
2- 2. سورة الصافات : 37 : 36.
3- 3. سورة الحجر 15 : 6.
4- 4. روح المعانی 15 / 89.
5- 5. سورة الحجر 15 : 15.
6- 6. سورة الإسراء 17 : 101.
7- 7. شرح المقاصد 5 / 81.

فی سائر أعضائه وحواسه - سوی عقله ، ولا یعنونه ، لعدم تعلق غرض صحیح لهم بذلک ، فهذا لا ینهض دلیلا للمثبتین ، بل هو حجة علیهم.

وبعد تحریر هذا الموضع وقفنا علی کلام لابن القیم الجوزیة قریب مما ذکرناه ، فرأیناه أن إیراده هاهنا لا یخلو من فائدة.

قال - بعد ذکر جوابین عن الآیة (1) - : فالصواب هو الجواب الثالث ، وهو جواب صاحب الکشاف وغیره : أن المسحور علی بابه وهو منس حر حتی جن فقالوا : مسحور ، مثل مجنون ، أی زائل العقل لا یعقل ما یقول ، فإن المسحور الذی لا یتبع هو الذی فسد عقله بحیث لا یدری ما یقول ، فهو کالمجنون ، ولهذا قالوا فیه : ( معلم مجنون ) (2) فأما من أصیب فی بدنه بمرض من الأمراض یصاب به الناس فإنه لا یمنع ذلک من اتباعه ، وأعداء الرسل لم یقذفوهم بأمراض الأبدان ، وإنما قذفوهم بما یحذرون به سفهاءهم من أتباعهم ، ولهذا قال تعالی : ( أنظر کیف ضربوا لک الأمثال فضلوا فلا یستطیعون سبیلا ) مثلوک بالشاعر مرة والساحر أخری ، والمجنون مرة والمسحور أخری ، فضلوا فی جمیع ذلک ضلال من یطلب فی تیهه وتحیره طریقا یسلکه فلا یقدر علیه ، فإنه أی طریق أخذها فهی طریق ضلال وحیرة ، فهو متحیر فی أمره لا یهتدی سبیلا ولا یقدر علی سلوکها ، فهکذا حال أعداء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم معه حتی ضربوا له أمثالا برأه الله منها ، وهو أبعد عنها ، وقد علم کل عاقل أنها کذب وافتراء وبهتان. انتهی.

ومما احتجوا به لنفی القول بتأثیر السحر وعمله فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم قول جل ثناؤه - مخاطبا إیاه - ( والله یعصمک من الناس ) (3) فإن الآیة عدة من الله تعالی بالحفظ والکلاءة ، والمعنی : والله یضمن لک العصمة

ص: 93


1- 1. تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین : 50.
2- 2. سورة الدخان 44 : 14.
3- 3. سورة المائدة 5 : 67.

من أعدائک - کما قال الزمخشری فی الکشاف (1) - والسکوت عن تعیین ما یعصم منه النبی صلی الله علیه وآله وسلم یفید نوعا من التعمیم - کما أفاده صاحب (المیزان) (2) - فهو من مصادیق ما قرروه فی الأصول من أن حذف المتعلق یفید العموم.

وأورد السعد التفتازانی علی الاستدلال بالآیة : أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم معصوم من أن یهلکه الناس ، أو یوقع خللا فی نبوته ، لا أن یوصل ضررا وألما إلی بدنه (3). انتهی.

لکنک عرفت أن عدم ذکر المتعلق دلیل علی عموم العصمة من الضرر ، والسحر من أظهر مصادیقه ، وما ذکره إنما هو بعض ما عصم منه صلی الله علیه وآله وسلم ، ولا دلیل علی اختصاص العصمة بالعصمة من إهلاک الناس إیاه ، أو إیقاع الخلل فی أمر النبوة إلا المورد والسیاق ، لکنهم قرروا أن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب ، وأن المورد لا یخصص الوارد ، علی أن المنصف لا یرتاب فی أن تجویز تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم مما یوجب الخلل فی أمر النبوة ، إذ لا دافع لاحتمال العبث به علیه وآله الصلاة والسلام مدة عمره بسحره والتسلط علی جوارحه وحواسه ، لأنه لو جاز ذلک فی حقه ولو مرة لجاز مرات أخر وهلم جرا ، لا سیما إذا طال به ستة أشهر أو أربعین لیلة أو أدنی من ذلک أو أکثر - کما مر - وأنت غیر غافل عما یترتب علی ذلک من المفاسد والمحاذیر ، فحیث یلزم هذا التالی الفاسد فلا بد من الالتزام بعدم تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم مطلقا.

وأما ما أصابه - بأبی هو وأمی - فی غزاة أحد من کسر رباعیته الشریفة

ص: 94


1- 1. الکشاف 1 / 353.
2- 2. المیزان فی تفسیر القرآن 6 / 51.
3- 3. شرح المقاصد 5 / 81.

وشج وجهه الأنور ، وما ناله قبل ذلک من ضرر الجهال وإیذائهم یوم الطائف وغیر ذلک مما تواتر معناه أو کاد ، من الوقائع العظیمة والخطوب الجسمیة فإنما وقع فی أمر الدعوة إلی الله تعالی والجهاد فی سبیله وطبائع هذه الأمور تقتضی مثل تلک المضرات ، ونحن لا ندفع ذلک البتة ، بل فیه دلالة علی عصمته صلی الله علیه وآله وسلم من القتل فحسب دون سائر الأسباب التی لم یرفع أثرها فیه علیه وآله الصلاة والسلام.

علی أن التمسک بعموم الآیة یقتضی صونه صلوات الله وسلامه علیه وعلی آله حتی عن مثل ذلک ، منذ نزول الآیة إلی حین وفاته ولحوقه بالرفیق الأعلی فضلا عن قتله والفتک به من قب لأعدائه ، فظهر مما ذکرنا أن قیاس تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم علی تأثیر السیف به وتسلیط الحیات والعقارب علیه لیس فی محله (1) ، فإن بین تأثیر السحر وتأثیر بعض تلک الأشیاء فیه بونا بعیدا وفرقا شدیدا ، مضافا إلی أن ظاهر الآیة یدل علی العصمة من شر الناس وأذاهم دون العقارب والحیات وأضرابهما ، فتنبه والله أعلم.

هذا ، ولکن قد یعکر علی أصل الاحتجاج بالآیة ما قد یقال من أن نزولها إنما کان بغدیر خم بعد منصرفه صلی الله علیه وآله وسلم من حجة الوداع - کما ذهب إلیه أکثر المفسرین حتی کاد یکون إجماعا - ، وسحر لبید - علی تقدیر ثبوته - کان قبل ذلک (2) ، فالآیة ناظرة لحین نزولها إلی آخر حیاته

====

وذکره القسطلانی فی إرشاد الساری 8 / 405 فراجع.

ص: 95


1- 1. خلافا لما أفاده کلام صاحب الجواهر - رحمه الله تعالی - فی کتاب التجارة.
2- 2. قال الحافظ ابن حجر فی فتح الباری 10 / 237 : وقد بین الواقدی السنة التی وقع فیها السحر : أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلی عمر بن الحکیم مرسل ، قال : لما رجع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من الحدیبیة فی ذی الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء الیهود إلی لبید بن الأعصم - وکان حلیفا فی بنی زریق ، وکان ساحرا - فقالوا له : یا أبا الأعصم ، أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شیئا ، ونحن نجعل لک جعلا علی أن تسحره لنا سحرا ینکؤه ، فجعلوا له ثلاثة دنانیر. انتهی.

صلوات الله وسلامه علیه وعلی آله ، وهو لا ینافی استمرار ما حصل له من الضرر بسبب ما قبل نزول الآیة إلی وفاته - بأبی هو وأمی - کما فی قصة الشاة المسمومة التی أهدتها الیهودیة إلیه فی غزوة خیبر ، فتأمل.

ومما استندوا إلیه فی دعوی منع تأثیر السحر فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم قول الله تعالی : ( ولا یفلح الساحر حیث أتی ) (1) أی : جنس الساحر.

قال الإمام الطبرسی - رحمه الله - فی تفسیر الآیة (2) : أی : لا یظفر الساحر ببغیته ، إذ لا حقیقة للسحر ، وقیل : لا یفوز الساحر حیث أتی بسحره لأن الحق یبطله. انتهی.

قلت : أما علی الأول فقد عرفت فی صدر الرسالة أنه لا یبقی مجال للبحث فی المقام ، وأما علی الثانی فلا یجوز أن یقال : إن السحر تسلط ولو علی غیر عقله صلی الله علیه وآله وسلم ، لأن ذلک من فلاح الساحر وفوزه ببغیته فی الجملة وقد فرض انتفاؤه ، لأن الحق یبطله ، فما ظنک برسول رب العالمین صلی الله علیه وآله وسلم؟!

واعترض السعد التفتازانی فی (شرح المقاصد) (3) دلالة الآیة علی المنع : بأن الساحر لا یوجد فی کل عصر وزمان وبکل قطر ومکان ، ولا ینفذ حکمه کل أوان ، ولا له ید فی کل شان. انتهی.

وهو وهم نشأ من عدم التدبر فی معنی الآیة ، لأن قوله تعالی ( حیث أتی ) کقولهم حیث سیر وأیة سلک وأینما کان - کما فی الکشاف (4) - وأین هذا من دعوی عدم وجود الساحر فی کل زمان ومکان؟! علی أنها أیضا لا تخلو من

ص: 96


1- 1. سورة طه 20 : 69.
2- 2. مجمع البیان فی تفسیر القرآن 4 / 20.
3- 3. شرح المقاصد 5 / 81.
4- 4. الکشاف 2 / 440.

نظر ، إذ قد کان فی بلاد الکثیر کثیر من الکهان والسحرة من أهل الکتاب وغیرهم من المشرکین ، وکانت بضاعة السحر والتمویه رائجة عندهم فی تلک العصور ، ولبید بن الأعصم وبناته وأم عبد الله الیهودیة إنما هم من آحادهم ، وکان هؤلاء ا لرهط فی عصر النبی صلی الله علیه وآله وسلم وزمانه ، وفی قطره ومکانه ، فکیف یعترض بما لا تعلق له بشئ من معنی الآیة؟!

وأما دعواه أن حکم الساحر لا ینفذ فی کل أوان ، ولا له ید فی کل شأن ، فمردودة ، لظهورها فی إثبات التأثیر بالنسبة إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم موجبة جزئیة ، والتحقیق نفی تأثیر عمل الساحر فی الأنبیاء والأئمة علیهم السلام سالبة کلیة - کما عرفت فیما مضی وسیأتی إن شاء الله تعالی -.

وإذا أحطت خبرا ما تلوناه علیک ظهر لک ما فی کلام شیخ الإسلام المجلسی - رحمه الله - وغیره من أفاضل أهل عصرنا حیث ادعی أنه لم یقم برهان علی امتناع السحر إذا لم ینته إلی حد یخل بغرض البعثة کالتخبیط والتخلیط ، فإنه إذا کان الله سبحانه أقدر الکفار لمصالح التکلیف علی حبس الأنبیاء علیهم السلام والأوصیاء علیهم السلام وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه ، فأی استحالة علی أن یقدروا علی فعل یؤثر فیهم هما ومرضا؟! (1). انتهی.

فإن فی التوالی الفاسدة المترتبة علی تجویز تأثیر السحر فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم - وإن لم ینته إلی الحد المذکور - کفایة فی المنع من التجویز ، إذ الشئ قد یستحیل ویمتنع للوازمه الباطلة وتوالیه الفاسدة وإن لم یکن فی ذاته ممتنعا ، فتنبه.

وما بنی علیه دعواه واعتل به لعدم الامتناع من أن الکفار إذا قدروا علی إیذاء الأنبیاء والأوصیاء علیهم السلام بالضرب والقتل ، فلا استحالة فی قدرتهم

ص: 97


1- 1. بحار الأنوار 63 / 41.

علی ما دون ذلک کالسحر ، بین الضعف ، لأن الله تعالی قد ضمن لنبیه صلی الله علیه وآله وسلم العصمة من القتل کما قال عز من قائل ( والله یعصمک من الناس ) فلا یقع ما ذکره من القتل فی حق نبینا صلی الله علیه وآله وسلم ، فلا تثبت أولویة القدرة علی سحره علیه وآله الصلاة والسلام ، بل دون ثبوتها خرط القتاد.

وأما غیره من أنبیاء الله تعالی ورسله وأئمة الهدی صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ، فإنهم وإن لم یعصموا من القتل إلا أن امتناع تأثیر السحر وعمله فیهم یجری من وجه آخر ، وهو أن تجویز تأثیره فیهم یوجب الإخلال فی أمر النبوة والإمامة بالتقریر المتقدم.

فإن قلت : ما تقول فی قول الله تعالی : (ومن شر النفاثات فی العقد) فإن لم تکن فیه إشارة إلی قصة سحر النبی صلی الله علیه وآله وسلم وتعلیمه التعوذ من شر السواحر فما معنی الاستعاذة من شرهن؟!

قلت : ذکر الزمخشری فی ذلک ثلاثة أوجه :

أحدها : أن یستعاذ من عملهن الذی هو صنعة السحر ، ومن إثمهن فی ذلک.

والثانی : أن یستعاذ من فتنتهن الناس بسحرهن وما یخدعنهم به من باطلهن.

والثالث : أن یستعاذ مما یصیب الله به من الشر عند نفثهن.

قال : ویجوز أن یراد بهن النساء الکیادات من قوله : ( إن کیدکن عظیم ) (1) تشبیها لکیدهن بالسحر ، والنفث فی العقد ، أو اللاتی یفتن الرجال بتعرضهن لهم وعرضهن محاسنهن کأنهن یسحرنهم بذلک. انتهی (2).

ص: 98


1- 1. سورة یوسف 12 : 28.
2- 2. الکشاف 4 / 244.

وحکی الإمام الطبرسی - رحمه الله - فی (مجمع البیان) (1) عن أبی مسلم : أن النفاثات النساء اللاتی یملن آراء الرجال ویصرفنهم عن مرادهم ویردونهم إلی آرائهن ، لأن العزم والرأی یعبر عنهما بالعقد ، فعبر عن حلها بالنفث ، فإن العادة جرت أن من حل عقدا نفث فیه. انتهی.

وسیأتی فی کلام شیخ الإسلام البهائی - رحمه الله - : أن الأمر بالاستعاذة من سحرهن لا یدل علی تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم ، فهو کالدعاء فی ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسینا أو أخطأنا ) (2).

علی أن المتأمل یعلم أن القول بکون النفاثات هن السواحر لا یوافق القول بأن المعوذتین إنما أنزلتا فی قصة سحر لبید بن أعصم الیهودی ، إذ لو کان ذلک حقا لکان ینبغی التعوذ من شر السحرة النفاثین لا السواحر النفاثات.

ولعل الآلوسی تنبیه لذلک حیث اختار فی (تفسیره) (3) : أن المراد بالنفاثات النفوس السواحر اللاتی یعقدن عقدا فی خیوط وینفثن علیها.

قال : فالنفاثات صفة للنفوس ، واعتبر ذلک لمکان التأنیث ، مع أن تأثیر السحر إنما هو من جهة النفوس الخبیثة والأرواح الشریرة وسلطانه منها ، وجعل هذا التقدیر أولی من تقدیر بعضهم النساء موصوفا لیشمل الرجال ویتضمن الإشارة السابقة ویطابق سبب النزول ، فإن الذی سحره صلی الله علیه وآله وسلم کان رجلا علی المشهور وقیل أعانه بعض النساء. انتهی.

وسبقه إلی ذلک ابن القیم فی (تفسیر المعوذتین) (4) وکأنه أخذه منه ، والله أعلم.

ص: 99


1- 1. مجمع ا لبیان 10 / 596.
2- 2. سورة البقرة : 2 : 286.
3- 3. روح المعانی 30 / 282.
4- 4. تفسیر المعوذتین 43 - 44.

نعم ، یمکن أن یکون الیهودی أو بناته - علی ما روی - اجتهدوا فی سحره صلی الله علیه وآله وسلم فلم یقدروا علیه ، وأطلع الله نبیه صلی الله علیه وآله وسلم علی ما فعلوه من التمویه حتی استخرج ، وکان ذلک دلالة علی صدقه - کما قال الإمام الطبرسی رحمه الله فی تفسیره الکبیر (1) - لکن لا یدل ذلک علی کون النفاثات فی الآیة هن بنات لبید کما توهم ، کیف وأن جل من ذکروا القصة أسند فعل السحر إلی ابن أعصم لکونه هو الذی تولاه؟! وهذا مما یعضد الإشکال الذی بیناه آنفا.

هذا کله مضافا إلی أن ابن جریر الطبری - مع إمامته وتقدمه فی علم التفسیر - لم یذکر فی تفسیره (جامع البیان) قصة السحر ولم یومئ إلیها ، وصنیعه هذا مشعر بعدم اعتماده واعتداده فی شأن نزول المعوذتین علی تلک الواقعة المحکیة ، وهذا مما یوهن مذهب المثبتین لحدیث السحر من أهل نحلته وإن أخرجه الشیخان فی الصحیحین ، فتنبه.

ص: 100


1- 1. مجمع البیان 10 / 568.

تتمة

فإن قال قائل : حسبک فی صحة حدیث السحر وتأثیره اتفاق الأمة علی تسمیة السورتین بالمعوذتین منذ الصدر الأول ، ونزولهما لتعویذه واسترقائه صلی الله علیه وآله وسلم مما أصابه.

قلنا : لسنا ننکر نزول المعوذتین فی شکوی أصابته صلوات الله وسلامه علیه وعلی آله ، بل نقول به موجبة جزئیة ، إلا أن الجزم بکونها عمل السحر فیه علیه وآله الصلاة والسلام مشکل ، لأن ظاهر ما جاء فی شأن نزولهما أعم من ذلک ، فلا یدل علیه - کما لا یخفی -.

عن الفضیل بن یسار ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول : إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم اشتکی شکوی شدیدة ووجع وجعا شدیدا ، فأتاه جبرائیل ومیکائیل علیهما السلام فقعد جبرائیل عند رأسه ومیکائیل عند رجلیه ، فعوذه جبرائیل ب ( قل أعوذ برب الفلق ) وعوذه میکائیل ب ( قل أعوذ برب الناس ) .

وروی أبو خدیجة ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : جاء جبرائیل إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم وهو شاک فرقاه بالمعوذتین وقل هو الله أحد ، وقال : باسم الله أرقیک ، والله یشفیک من کل داء یؤذیک ، خذها فلتهنیک (1).

وذکر الإمام فخر الرازی فی تفسیره الکبیر 3 / 187 وجهین آخرین - سوی قصة السحر - فی سبب نزول الروح الأمین بالمعوذتین علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم :

ص: 101


1- 1. مجمع البیان 10 / 569 ، الدر المنثور 6 / 419.

أحدهما ما روی من أن جبرئیل علیه السلام أتاه وقال : إن عفریتا من الجن یکیدک فقال : إذا أویت إلی فراشک قل أعوذ برب ، السورتین.

وثانیهما أن الله تعالی أنزلهما علیه لیکونا رقیة من العین ، وعن سعید بن المسیب : أن قریشا قالوا : تعالوا نتجوع فنعین محمدا ففعلوا ، ثم أتوه وقالوا : ما أشد عضدک وأقوی ظهرک وأنضر وجهک ، فأنزل الله تعالی المعوذتین. انتهی.

ویستفاد منه أن المعوذتین مکیتان فتبطل حجة القوم وتدحض ، ولم یبق لهم متشبث بحدیث السحر ولا مستمسک.

هذا ، مع مخالفة أصل الدعوی لمحکمات الکتاب المجید - کما عرفت - والله الهادی إلی سواء السبیل ، وهو حسبنا ونعم الوکیل.

ص: 102

فصل

وحیث تحققت أن دعوی تأثیر السحر فی نبینا صلی الله علیه وآله وسلم مما لا أصل له البتة ، فلا بأس بإیراد طرف من کلام أکابر علماء الفریقین وأئمتهم فی ذلک کسرا لسورة الاستبعاد ، وإتماما للفائدة ، فنقول وبالله التوفیق : قال شیخ الطائفة المحقة الإمام أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسی - رضوان الله علیه - فی تفسیره (التبیان) (1) : ولا یجوز أن یکون النبی صلی الله علیه وآله وسلم سحر - علی ما رواه القصاص الجهال - لأن من یوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنکر الله تعالی ذلک فی قوله : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ولکن قد یجوز أن یکون بعض الیهود اجتهد فی ذلک فلم یقدر علیه ، فأطلع الله نبیه علی ما فعله حتی استخرج ما فعلوه من التمویه ، وکان دلالة علی صدقه ومعجزة له. انتهی.

وقال أمین الملة والدین أبو علی الفضل بن الحسن الطوسی - رحمه الله تعالی - فی تفسیر الکبیر (مجمع البیان) (2) : فأما ما روی من الأخبار أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم سحر فکان یری أنه فعل ما لم یفعله ، أو أنه لم یفعل ما فعله ، فأخبار مفتعلة لا یلتفت إلیها ، وقد قال الله سبحانه وتعالی حکایة عن الکفار : ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) فلو کان للسحر عمل فیه لکان الکفار صادقین فی مقالهم ، حاشا النبی صلی الله علیه وآله وسلم من کل صفة نقص تنفر عن قبول قوله ، فإنه حجة الله علی خلیفته ، وصفوته علی بریته. انتهی.

وقال أیضا (3)- بعد ما حکی عنهم قصة لبید فی شأن نزول المعوذتین :

ص: 103


1- 1. التبیان 10 / 434.
2- 2. مجمع البیان 1 / 177.
3- 3. مجمع البیان 10 / 568.

وهذا لا یجوز ، لأن من وصف بأنه مسحور فکأنه قد خبل عقله ، وقد أبی الله سبحانه ذلک فی قوله : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر کیف ضربوا لک الأمثال فضلوا ) ولکن یمکن أن یکون الیهودی أو بناته - علی ما روی - اجتهدوا فی ذلک فلم یقدروا علیه ، وأطلع الله نبیه صلی الله علیه وآله وسلم علی ما فعلوه من التمویه حتی استخرج ، وکان ذلک دلالة علی صدقه.

قال : وکیف یجوز أن یکون المرض من فعلهم ، ولو قدروا علی ذلک لقتلوه وقتلوا کثیرا من المؤمنین مع شدة عداوتهم له؟! انتهی.

وقریب من ذلک ما ذکره الشیخ أبو الفتوح الرازی فی تفسیره ، وکذا الجرجانی فی (المحاسن) والکاشفی فی المنهج وخلاصته حاکیا اتفاق علماء الإمامیة علی عدم تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم.

وقال الإمام العلامة جمال الدین ابن المطهر - رحمه الله تعالی ورضی عنه وأرضاه - فی کتابه (منتهی المطلب) - بعد إیراده روایة البخاری المتقدمة - : وهذا القول عندی باطل ، والروایات ضعیفة ، خصوصا روایة عائشة ، لاستحالة تطرق السحر إلی الأنبیاء علیهم السلام. انتهی.

وقال شیخ الإسلام بهاء الدین محمد بن الحسین العاملی - رحمه الله تعالی - فی (مفتاح الفلاح) (1) : اعلم أنا معاشر الإمامیة علی أن السحر لم یؤثر فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم. وأمره فی هذه السورة - یعنی سورة الفلق - بالاستعاذة من سحرهن لا یدل علی تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو کالدعاء فی ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسینا أو أخطأنا ) .

قال : وأما ما نقله المخالفون من أن السحر أثر فیه صلی الله علیه وآله وسلم - کما رواه البخاری ومسلم من أنه صلی الله علیه وآله وسلم سحر حتی

ص: 104


1- 1. مفتاح الفلاح : 93.

أنه کان یخیل إلیه أنه فعل الشئ ولم یکن فعله - فهو من جملة الأکاذیب ، ولو صح ما نقلوه لصدق قول الکفار : ( إن تتبعون إلا رجل مسحورا ) انتهی.

وحکاه الشیخ فخر الدین ابن طریح - رحمه الله - فی مادة (نفث) من (مجمع البحرین) ولم یتعقبه بشئ.

وقال شیخ الإسلام المجلسی - رحمه الله - فی (بحار الأنوار) (1) : المشهور بین الإمامیة عدم تأثیر السحر فی الأنبیاء والأئمة علیهم ا لسلام ، وأولوا بعض الأخبار الواردة فی ذلک ، وطرحوا بعضها. انتهی.

وقال العلامة الفهامة الشریف السید محمد الجواد العاملی - رحمه الله - فی (مفتاح الکرامة) (2) : قد ورد فی بعض أخبارنا وفاقا لروایات العامة عن عائشة أنه صلی الله علیه وآله وسلم سحره لبید بن أعصم الیهودی ، وقد أنکره الشیخ فی (الخلاف) والمصنف - یعنی العلامة ابن المطهر رحمه الله - فی (المنتهی) وجماعة ، وهو کذلک قطعا کما تقضی به أصول المذهب ، والروایات شاذة ضعیفة ، محمولة علی التقیة ، مخالفة للأصول والقواعد والاعتبار ، فلا یلتفت إلی ما احتمله فی البحار. انتهی.

قلت : کأنه عنی قول المجلسی رحمه الله (3) : إن السحر یندفع بالعوذ والآیات والتوکل ، وهم علیهم السلام معادن جمیع ذلک فتأثیره فیهم مستبعد. انتهی.

لکن ظهور الأحادیث المتقدمة فی تأثیر السحر فیه صلی الله علیه وآله وسلم ظهورا قطعیا تدفع ما ذکره شیخ الإسلام رحمه الله ، علی أن کل من صحح حدیث السحر قد أثبت تأثیره فی الجملة ، فتنبه.

هذا ، وأما جمهور أهل الخلاف فقد صححوا حدیث السحر وأثبتوه

ص: 105


1- 1. بحار الأنوار 18 / 70.
2- 2. مفتاح الکرامة 4 / 73.
3- 3. بحار الأنوار 63 / 41.

متعبدین بوروده فی الصحیحین ، وقد عرفت ما فی ذلک ، إلا أن طائفة من متقدمیهم ومتأخریهم أنکروا عمل السحر وتأثیره فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، ولم یحتفلوا بالأحادیث الواردة فی إثباته ، وینبغی أن نذکر هنا نبذة من کلامهم فی ذلک مما وقفنا علیه علی العجالة ، فنقول :

قال أبو بکر أحمد بن علی الرازی الجصاص فی کتاب (أحکام القرآن) (1) - بعد الإنکار الشدید علی من أثبت للسحر حقیقة - : وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع ، وذلک أنهم زعموا أن النبی علیه السلام سحر ، وأن السحر عمل فیه حتی قال فیه : إنه یتخیل لی أنی أقول الشئ وأفعله ولم أقله ولم أفعله ، وأن امرأة یهودیة سحرته فی جف طلعة وهو تحت راعوفة البئر ، فاستخرج وزال عن النبی علیه السلام ذلک العارض ، وقد قال الله تعالی مکذبا للکفار فیما ادعوه من ذلک للنبی صلی الله علیه [وآله] وسلم فقال جل من قائل : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) .

قال : ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدین تلعبا بالحشو الطغام ، واستجرارا لهم إلی القول بإبطال معجزات الأنبیاء علیهم السلام والقدح فیها ، وأنه لا فرق بین معجزات الأنبیاء وفعل السحرة وأن جمیعه من نوع واحد.

قال : والعجب ممن یجمع بین تصدیق الأنبیاء علیهم السلام وإثبات معجزاتهم وبین التصدیق بمثل هذا من فعل السحرة مع قوله تعالی : ( ولا یفلح الساحر حیث أتی ) فصدق هؤلاء من کذبه الله وأخبر ببطلان دعواه وانتحاله.

قال : وجائز أن تکون المرأة الیهودیة بجهلها فعلت ذلک ظنا منها بأن ذلک یعمل فی الأجساد وقصدت به النبی علیه السلام ، فأطلع الله نبیه علی

====

2. المشاقة - کثمامة - : ما سقط من الشعر أو الکتان عند المشط.

ص: 106


1- 1. أحکام القرآن 1 / 60.

موضع سرها ، وأظهر جهلها فیما ارتکبت وظنت ، لیکون ذلک من دلائل نبوته ، لا أن ذلک ضره وخلط علیه أمره ، ولم یقل کل الرواة أنه اختلط علیه أمره ، وإنما هذا اللفظ زید فی الحدیث ولا أصل له. انتهی.

وحکی الفخر الرازی فی (مفاتح الغیب) (1) عن القاضی قال : هذه الروایة باطلة ، وکیف یمکن القول بصحتها والله تعالی یقول : ( والله یعصمک من الناس ) وقال : ( ولا یفلح الساحر حیث أتی ) ؟! ولأن تجویزه یفضی إلی القدح فی النبوة ، ولأنه لو صح ذلک لکان من الواجب أن یصلوا إلی الضرر لجمیع الأنبیاء والصالحین ، ولقدروا علی تحصیل الملک العظیم لأنفسهم ، وکل ذلک باطل ، ولأن الکفار کانوا یعیرونه بأنه مسحور ، فلو وقعت هذه الواقعة لکان الکفار صادقین فی تلک الدعوة ولحصل فیه علیه السلام ذلک العیب ، ومعلوم أن ذلک غیر جائز. انتهی.

وقال الشیخ الإمام محمد عبده بتفسیر سورة الفلق من کتابه (تفسیر جزء عم) (2) : قد رووا هاهنا أحادیث فی أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم سحره لبید بن الأعصم وأثر سحره فیه حتی کان یخیل له أنه یفعل الشئ وهو لا یفعله ، أو یأتی شیئا وهو لا یأتیه ، وأن الله أنبأه بذلک وأخرجت مواد السحر من بئر وعوفی صلی الله علیه وآله وسلم مما کان نزل به من ذلک ونزلت هذه السورة.

ولا یخفی أن تأثیر السحر فی نفسه علیه السلام حتی یصل به الأمر إلی أن یظن أنه یفعل شیئا وهو لا یفعله ، لیس من قبیل تأثیر الأمراض فی الأبدان ، ولا من قبیل عروض السهو والنسیان فی بعض الأمور العادیة (3) بل هو ماس بالعقل آخذ بالروح ، وهو مما یصدق قول المشرکین فیه : ( إن تتبعون إلا رجلا

ص: 107


1- 1. مفاتح الغیب 32 / 187 - 188.
2- 2. تفسیر جزء عم : 180.
3- 3. حاشاه صلی الله علیه وآله وسلم من ذلک ، فإنه منزه عنه علی مذهب أهل الحق ، أعلی الله کلمتهم وأنار برهانهم.

مسحورا ) ولیس المسحور عندهم إلا من خولط عقله وخیل له أن شیئا یقع وهو لا یقع فیخیل إلیه أنه یوحی إلیه ولا یوحی إلیه ، وقد قال کثیر من المقلدین الذین لا یعقلون ما هی النبوة وما یجب لها : إن الخبر بتأثیر السحر فی النفس الشریفة قد صح فلزم الاعتقاد به ، وعدم التصدیق به من بدع المبتدعین ، لأنه ضرب من إنکار السحر وقد جاء القرآن بصحة السحر ، فانظر کیف ینقلب الدین الصحیح والحق الصریح فی نظر المقلد بدعة - نعوذ بالله - ، یحتج بالقرآن علی ثبوت السحر ، ویعرض عن القرآن فی نفسه السحر عنه صلی الله علیه وآله وسلم وعده من افتراء المشرکین علیه ، ویؤول فی هذه ولا یؤول فی تلک! مع أن الذی قصده المشرکون ظاهر ، لأنهم کانوا یقولون : إن الشیطان یلابسه علیه السلام ، وملابسة الشیطان تعرف بالسحر عندهم وضرب من ضروبه ، وهو بعینه أثر السحر الذی نسب إلی لبید ، فإنه خالط عقله وإدراکه فی زعمهم.

قال : والذی یجب اعتقاده أن القرآن مقطوع به ، وأنه کتاب الله بالتواتر عن المعصوم صلی الله علیه وآله وسلم ، فهو الذی یجب الاعتقاد بما یثبته وعدم الاعتقاد بما ینفیه ، وقد جاء ینفی السحر عنه علیه السلام حیث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلی المشرکین أعدائه ، ووبخهم علی زعمهم هذا ، فإن هو لیس بمسحور قطعا.

قال (1) : وأما الحدیث - علی فرض صحته - فهو آحاد ، والآحاد لا یؤخذ بها فی باب العقائد ، وعصمة النبی من تأثیر السحر فی عقله عقیدة من العقائد لا یؤخذ فی نفیها عنه إلا بالیقین ، ولا یجوز أن یؤخذ فیها بالظن والمظنون ، علی أن الحدیث الذی یصل إلینا من طریق الآحاد إنما یحصل الظن عند من صح عنده ، أما من قامت له الأدلة علی أنه غیر صحیح فلا تقوم به علیه حجة.

وعلی أی حال فلنا ، بل علینا أن نفوض الأمر فی الحدیث ولا نحکمه

ص: 108


1- 1. تفسیر جزء عم : 181.

فی عقیدتنا ، ونأخذ بنص الکتاب وبدلیل العقل ، فإنه إذا خولط النبی فی عقله - کما زعموا - جاز علیه أن یظن أنه بلغ شیئا وهو لم یبلغه ، أو أن شیئا نزل علیه وهو لم ینزل علیه ، والأمر ظاهر لا یحتاج إلی بیان.

ثم إن نفی السحر عنه لا یستلزم نفی السحر مطلقا ، فربما جاز أن یصیب السحر غیره بالجنون نفسه ، ولکن من المحال أن یصیبه لأن الله عصمه منه.

ما أضر المحب الجاهل ، وما أشد خطره علی من یظن أنه یحبه ، نعوذ بالله من الخذلان.

قال (1) : ولو کان هؤلاء یقدرون الکتاب قدره ، ویعرفون من اللغة ما یکفی لعاقل أن یتکلم ، ما هذروا هذر الهذر ، ولا وصموا الإسلام بهذه الوصمة ، وکیف یصح أن تکون هذه السورة نزلت فی سحر النبی صلی الله علیه وآله وسلم مع أنها مکیة فی قول عطاء والحسن وجابر وفی روایة کریب عن ابن عباس ، وما یزعمون من السحر إنما وقع بالمدینة؟! لکن من تعود القول بالمحال ، لا یمکن الکلام معه بحال ، نعوذ بالله من الخبال. انتهی کلامه.

وإنما ذکرناه بطوله لاشتماله علی فوائد جمة ومطالب مهمة ، وأرباب الفضل لا یسأمون من ذلک.

وذکر تلمیذه الشیخ محمد رشید رضا فی (تفسیر المنار) (2): أن کتاب البخاری لا یخلو من أحادیث قلیلة فی متونها نظر ، قد یصدق علیه بعض ما عدوه من علامة الوضع ، کحدیث سحر بعضهم النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، الذی أنکره بعض العلماء کالإمام الجصاص من المفسرین المتقدمین والأستاذ الإمام محمد عبده من المتأخرین ، لأنه معارض بقوله تعالی : ( إذ یقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أنظر کیف ضربوا لک الأمثال

ص: 109


1- 1. تفسیر جزء عم : 182.
2- 2. تفسیر المنار 2 / 104 - 105.

فضلوا فلا یستطیعون سبیلا ) (1). انتهی.

وبالجملة : فمن أمعن نظر الإنصاف فی ما تقدم علم أن ما اشتهر فی بعض الکتب وشاع علی الألسنة من عمل السحر وتأثیره فی النبی صلی الله علیه وآله وسلم مما لا أصل له ، وإن وردت بذلک بعض الروایات من طرق الفریقین فإنک قد عرفت ما فیها ، ولا أقل من حمل ما جاء من طریقنا علی التقیة لموافقتها لأحادیث العامة ومخالفتها للاعتقاد السدید ومذهب الأئمة المحققین من أهل العلم من العصابة الناجیة المفلحة ، رحمهم الله تعالی ، ونفعنا بعلومهم ، وأفاض علینا من برکاتهم ، آمین.

ولو تنزلنا فإنه یجوز أن یکون علیه وآله والصلاة والسلام قصد بالسحر ، لکنه لم یعمل فیه کرامة من الله تعالی له وإظهارا لمعجزته ، وهذا لیس مما نحن فیه فی شئ ، إذ النزاع فی تأثیره فی النفس الشریفة ودونه الشم الراسیات.

فلا التفات - بعد ما تبین الحق الذی هو أحق بالأتباع - إلی إزراء المازری (2) وغیره ممن صوب القول بتأثره صلی الله علیه وآله وسلم بالسحر ، بالطاعنین فی تلک المقالة.

وهذا آخر ما قصدنا إیراده فی هذه الرسالة ، والله سبحانه وتعالی أعلم ، وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وعلی آله وصفوة صحبه وسلم ، ومجد وکرم ، وشرف وعظم.

* * *

ص: 110


1- 1. سورة الإسراء 17 : 47 - 48.
2- 2. کما حکاه عنه الحافظ ابن حجر فی فتح الباری 10 / 237 ، والقسطلانی فی إرشاد الساری 8 / 403 ، والنووی فی شرح صحیح مسلم 9 / 16.

المصادر

1 - الاتقان فی علوم القرآن ، للحافظ جلال الدین السیوطی - تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم.

2 - أحکام القرآن ، لأبی بکر أحمد بن علی الرازی الجصاص - تحقیق محمد الصادق قمحاوی - ط شرکة مکتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد - الطبعة الثانیة.

3 - إرشاد الساری لشرح صحیح البخاری ، لشهاب الدین أحمد بن محمد القسطلانی - ط سنة 1305 ه.

4 - أنوار التنزیل وأسرار التأویل ، للقاضی البیضاوی - ط.

5 - بحار الأنوار ، للعلامة المحدث المجلسی - ط دار الأضواء - بیروت.

6 - تاریخ بغداد ، للخطیب البغدادی - ط مطبعة السعادة - بمصر.

7 - التبیان فی تفسیر القرآن ، للشیخ الإمام أبی جعفر الطوسی - تحقیق أحمد قصیر العاملی - ط النجف.

8 - تدریب الراوی - شرح تقریب النواوی ، للحافظ جلال الدین السیوطی - تحقیق عبد الوهاب عبد اللطیف - الطبعة الأولی سنة 1379 ه - القاهرة.

9 - تفسیر جزء عم ، للشیخ محمد عبده - ط محمد علی صبیح سنة 1387 ه.

10 - تفسیر الجلالین ، لجلال الدین المحلی وجلال الدین السیوطی - ط. المطبعة العامرة الشرفیة سنة 1317 ه - مصر.

11 - تفسیر سورة الکافرون والمعوذتین ، لابن قیم الجوزیة - تحقیق محمد حامد الفقی - ط دار الکتب العلمیة - بیروت.

12 - تفسیر فرات إبراهیم الکوفی - ط النجف.

13 - تفسیر المنار ، لمحمد رشید رضا - ط مطبعة المنار - مصر.

14 - تنقیح المقال فی علم الرجال ، للعلامة الجلیل الشیخ عبد الله المامقانی - ط المطبعة المرتضویة سنة 1342 ه.

15 - تهذیب التهذیب ، للحافظ ابن حجر العسقلانی - ط دار إحیاء التراث العربی

ص: 111

سنة 1412 لا.

16 - الجواهر المضیة فی طبقات الحنفیة ، لعبد القادر بن محمد القرشی - طبعة حیدر آباد سنة 1332 ه.

17 - الخلاف فی الفقه ، للشیخ الإمام أبی جعفر الطوسی.

18 - الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور للحافظ جلال الدین السیوطی - ط المیمنیة سنة 1314 ه.

19 - دعائم الإسلام ، للقاضی أبی حنیفة النعمان - أفسیت مؤسسة آل البیت علیهم السلام - قم.

20 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشریعة ، للبیهقی - تحقیق عبد المعطی قلعجی - دار الکتب العلمیة - بیروت.

21 - رجال النجاشی ، لأبی العباس النجاشی - ط. جماعة المدرسین بقم - بتحقیق آیة الله السید موسی الزنجانی.

22 - روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی (تفسیر الآلوسی) ، لشهاب الدین محمود بن عبد الله الآلوسی - ط دار إحیاء التراث العربی - بیروت.

23 - سنن النسائی بشرح السیوطی ، ط دار إحیاء التراث العربی - بیروت.

24 - شرح المقاصد ، لسعد الدین التفتازانی - تحقیق الدکتور عبد الرحمن عمیرة ، أوفسیت مکتبة الشریف الرضی - قم 1371 ه. ش.

25 - صحیح البخاری ، لمحمد بن إسماعیل البخاری.

26 - صحیح مسلم ، لمسلم بن الحجاج النیسابوری.

27 - طب الأئمة علیهم السلام ، لابنی بسطام - ط المطبعة الحیدریة - النجف.

28 - عنایة القاضی وکفایة الراضی ، لشهاب الدین الخفاجی (حاشیة البیضاوی) دار الطباعة العامرة ببولاق - مصر سنة 1283 ه.

29 - فتح الباری بشرح صحیح البخاری ، للحافظ ابن حجر العسقلانی - ط دار الریان للتراث - مصر سنة 1407 ه.

30 - فتح المغیث بشرح ألفیة الحدیث ، للحافظ زین الدین العراقی - تحقیق محمود

ص: 112

ربیع - عالم الکتب - بیروت - الطبعة الثانیة سنة 1408 ه.

31 - الکشاف عن حقائق التنزیل (تفسیر الزمخشری) ، لجار الله محمود بن عمر الزمخشری ، ط دار المعرفة - بیروت.

32 - لسان المیزان ، للحافظ ابن حجر العسقلانی - ط حیدر آباد سنة 1331 ه.

33 - مبادئ الوصول إلی علم الأصول ، للعلامة الحسن بن یوسف المطهر الحلی - تحقیق عبد الحسین محمد علی البقال.

34 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن ، للإمام أبی علی الفضل بن الحسن الطبرسی - أفسیت المکتبة العلمیة الإسلامیة - طهران.

35 - مرقاة المفاتیح لمشکاة المصابیح ، لعلی بن سلطان محمد الهروی القاری - ط المطبعة المیمنیة بمصر سنة 1309 ه.

36 - المصنف ، لأبی بکر بن أبی شیبة - ط.

37 - مفاتح الغیب (تفسیر الرازی) ، ط المطبعة البهیة المصریة.

38 - مفتاح الفلاح ، لشیخ الإسلام بهاء الدین العاملی - ط مصر سنة 1324 ه.

39 - مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة ، للفقیه المحقق السید محمد جواد الحسینی العاملی - ط المطبعة الرضویة بمصر سنة 1323 ه.

40 - منتهی المطلب فی تحقیق المذهب ، للعلامة الحلی - ط إیران.

41 - المیزان فی تفسیر القرآن ، للعلامة السید محمد حسین الطباطبائی - منشورات مؤسسة الأعلمی - بیروت.

42 - هدی الساری - مقدمة فتح الباری ، للحافظ ابن حجر العسقلانی - ط دار الریان للتراث - مصر سنة 1407 ه.

* * *

ص: 113

تشیید المراجعات

وتفنید المکابرات

(3)

السید علی الحسینی المیلانی

قیل :

(قوله (ونقل هذه الکلمة عنه جماعة کثیرون ، أحدهم ابن حجر ...) لا یغنی عنه شیئا ، فهل یتحول الکذب إلی صدق إذ کثر ناقلوه؟).

أقول :

هذا کلام باطل ، لأن الکذب لا یتحول إلی صدق إذا کثر ناقلوه ، لکن هذا الحدیث حق وصدق لا (کذب). علی أنه لو کان کذبا لم یخل حال ناقلیه عن أحد حالین :

إما أن یکونوا جاهلین بکونه کذبا ... وهذا لا یلتزم به هذا القائل ولا غیره ، وکیف یلتزم بجهل نقلة هذا الحدیث بحاله ، وهم أئمة الحدیث المرجع إلیهم فی روایته ومعرفته؟! إذ فیهم :

محمد بن سلیمان المطین.

وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

والحسن بن عمر الفقیمی.

والحسن بن صالح بن حی.

السیّد علیّ الحسینیّ المیلانی

ص: 114

وأبو أحمد الزبیری الحبال.

وعمر بن شبة.

وأبو طاهر المخلص.

وابن السمرقندی.

وابن عساکر.

والسخاوی ...

وإما أن یکونوا عالمین بکونه کذبا ... وهذا أیضا لا یلتزم به القائل ولا غیره ، لأن معناه أن یتعمد هؤلاء الأئمة الثقات الفطاحل نقل حدیث کذب علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فیسقطون عن العدالة والوثاقة ، ویعدون فی جملة من تعمد الکذب علیه ، ومن کذب علی الرسول الأمین فعلیه لعنة الله والملائکة والناس أجمعین!

* قال السید :

(وخطب الإمام المجتبی أبو محمد الحسن السبط سید شباب أهل الجنة فقال : اتقوا الله فینا فإنا أمراؤکم).

قال فی الهامش : (فراجعها فی أواخر باب وصیة النبی بهم ، من الصواعق المحرقة لابن حجر ، صفحة 137.)

قیل :

(راجعناها فی الصواعق 229 ، فوجدنا المؤلف الموسوی قد سلخها من کلام الحسن لأمر ما. یقول ابن حجر : وقد صرح الحسن رضی الله عنه بذلک ، فإنه حین استخلف وثب علیه رجل من بنی أسد فطعنه وهو ساجد بخنجر لم یبلغ منه مبلغا ، ولذا عاش بعده عشر سنین فقال : یا أهل العراق ، اتقوا الله فینا ، فإنا أمراؤکم وضیفاکم ، ونحن أهل البیت الذین قال الله عزوجل فیهم : ( إنما

ص: 115

یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) . قالوا : ولأنتم هم؟ قال : نعم.

ویکفی هذا الکلام ضعفا أن رواه الثعلبی فی تفسیره کما صرح بذلک فی الصواعق).

أقول :

أولا : یکفی وروده فی کتب أهل السنة ، إذ یکون بذلک مورد اتفاق المسلمین ، ولا ریب فی وجوب الأخذ بکل أمر حق وقع الاتفاق علیه.

وثانیا : هذا الکلام رواه الحافظ الطبرانی ، ونص الحافظ نور الدین الهیثمی - فی کتابه الذی اعتمد علیه المعترض فی مواضع! - علی أن (رجاله ثقات). وهذا نص الروایة فی باب فضل أهل البیت رضی الله عنهم :

(وعن أبی جمیلة : إن الحسن بن علی حین قتل علی استخلف ، فبینا هو یصلی بالناس إذ وثب إلیه رجل فطعنه بخنجر فی ورکه ، فتمرض منها أشهرا. ثم قام فخطب علی المنبر فقال : یا أهل العراق ، اتقوا الله فینا فإنا أمراؤکم وضیفانکم ، ونحن أهل البیت الذین قال الله عزوجل : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) . فما زال یومئذ یتکلم حتی ما تری فی المسجد إلا باکیا.

رواه الطبرانی. ورجاله ثقات) (1).

وفیه فوائد :

1 - قوله علیه السلام : (اتقوا الله فینا). ثم علل أمره بتقوی الله فیهم بقوله : (فإنا أمراؤکم).

2 - قوله علیه السلام : (ونحن أهل البیت الذین ...) یفید بکل وضوح

ص: 116


1- 1. مجمع الزوائد 9 / 172.

حصر الآیة الکریمة فیه وفی والدیه وأخیه.

3 - لیس فی هذه الروایة الصحیحة - باعتراف الحافظ الهیثمی - جملة : (لأنتم هم؟ قال : نعم. وعدمها فی هذه الروایة الصحیحة دلیل علی أمور :

أحدها : إذعان المسلمین بکون (أهل البیت) فی الآیة ونحوها هم : الحسنان ووالداهما ، دون غیرهم ، وکون هذا المعنی مسلما مفروغا عنه بینهم.

والثانی : إن بعض النواصب لما رأوا دلالة هذا الحدیث علی ما ذکرنا زادوا فیه تلک الجملة ، لتفید جهل المسلمین أو شکهم فیما قاله الإمام علیه السلام واستدل به.

والثالث : إن ابن حجر المکی اختار اللفظ المشتمل علی الجملة ، وما أشار إلی روایة الطبرانی! وما ذلک إلا کونه بصدد الطعن فی فضائل أهل البیت والرد علی شیعتهم ... اللهم إلا أن یکون مضطرا إلی الإقرار بصحة حدیث منها.

وثالثا : قوله : (یکفی هذا الکلام ضعفا أن رواه الثعلبی فی تفسیره کما صرح بذلک فی الصواعق) مردود بوجوه :

1 - قد ظهر أن الکلام صحیح لا ضعیف.

2 - قد ظهر أن روایته غیر منحصرة بالثعلبی فی تفسیره.

3 - إن روایة الثعلبی لفضیلة م + ن فضائل أهل البیت علیهم السلام کافیة لشیعتهم فی مقام الاستدلال ، وذلک :

أ - لأن مجرد وجودها فی کتب القوم کاف.

ب - لأن الروایة إذا صح سندها یجب الأخذ بها فی أی کتاب من کتبهم کانت ، وهذا ما نص علیه المعترض.

ج - ولأن الثعلبی موصوف عندهم بصفات جلیلة ، وتفسیره (الکشف والبیان) من التفاسیر المعتمدة عندهم ، کما لا یخفی علی من راجع ترجمته فی المصادر التالیة :

ص: 117

وفیات الأعیان 1 / 61 ، الوافی بالوفیات 7 / 307 ، العبر 3 / 161 ، مرآة الجنان 3 / 46 ، تتمة المختصر 1 / 477 ، بغیة الوعاة : 154 ، طبقات المفسرین 1 / 65 ، طبقات الشافعیة - للسبکی - 4 / 58 ، طبقات الشافعیة - للأسنوی - 1 / 429 ، وغیرها.

قال السبکی : (وکان أوحد زمانه فی علم القرآن ...).

وقال الأسنوی : (ذکره ابن الصلاح والنووی من الفقهاء الشافعیة ، وکان إماما فی اللغة والنحو ...).

وقال الداودی : (کان أوحد أهل زمانه فی علم القرآن ، حافظ للغة ، بارعا فی العربیة ، واعظا ، موثقا).

لکن الثعلبی لما أکثر من نقل روایات فضائل العترة وأخبار نزول الآیات فیهم ... رماه ابن تیمیة وأتباعه بالتساهل فی النقل ، وحاولوا إسقاط روایاته المسندة عن الاعتبار.

بقی : قوله : (قد سلخها من کلام الحسن لأمر ما.

ولا یخفی : أنه کلام جاهل أو متجاهل ، إذ المهم هو الاستشهاد بکلام الإمام علیه السلام الثابت بالسند الصحیح ... أما أنه فی أی مناسبة قاله؟ وما کان المورد له؟ فهذا لا علاقة له بالبحث ، ولا یخصص مدلول الکتاب البتة.

* قال السید :

(وکان الإمام أبو محمد علی بن الحسین زین العابدین وسید الساجدین إذا تلا قوله تعالی : ( یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وکونوا مع الصادقین ) یدعو الله عزوجل دعاء طویلا ...).

قال فی الهامش : (فراجعه فی صفحة 90 من الصواعق المحرقة لابن حجر ، فی تفسیر الآیة الخامسة : ( واعتصموا بحبل الله جمیعا ) من الآیات التی أوردها فی الفصل الأول من الباب 11).

ص: 118

أقول :

لم یتقول المعترض بشئ حول هذا الکلام المنقول عن الإمام زین العابدین علیه السلام.

وفی هذه الروایة فوائد :

1 - إشارة إلی نزول قوله تعالی : ( یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وکونوا مع الصادقین ) فیهم علیهم السلام.

2 - إشارة إلی نزول قوله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) فیهم علیهم السلام.

3 - إشارة إلی نزول قوله تعالی : ( قل لا أسألکم علیه أجرا إلا المودة فی القربی ) فیهم علیهم السلام.

4 - إشارة إلی قول النبی صلی الله علیه وآله وسلم : (إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی ...).

5 - تصریح بانحصار (الموقوف به علی إبلاغ الحجة وتأویل الحکم) فیهم.

6 - تصریح بأنهم (الذین احتج الله بهم علی عباده ولم یدع الخلق سدی من غیر حجة).

وسکوت الرجل عن هذه الروایة - وهو فی مقام الرد - دلیل علی إقراره بصحة سندها ، ولا مناص له من قبولها والالتزام بمضامینها.

ولا یخفی أن ذکر ابن حجر المکی هذه الروایة بتفسیر قوله تعالی : ( واعتصموا بحبل الله جمیعا ) شاهد علی أن المراد من (حبل الله) فیها هم الأئمة من العترة النبویة ، وهو مروی عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام ، وبه قال بعض المفسرین (1).

ص: 119


1- 1. منهم : الثعلبی الذی أشرنا إلی ترجمته قریبا ، نقل ذلک عنه جماعة منهم ابن حجر فی (الصواعق).

المراجعة - 8

* قال السید رحمه الله :

(حیث قلنا إنه صلی الله علیه وآله وسلم قرنهم بمحکم الکتاب ، وجعلهم قدوة لأولی الألباب ، وسفن النجاة ، وأمان الأمة ، وباب حطة : إشارة إلی المأثور من هذه المضامین من السنن الصحیحة والنصوص الصریحة ...)

قیل :

(نحن مع تسلیمنا بصحة بعض الأخبار الواردة فی مناقب علی - رضی الله عنه - وفی بنیه ، لکننا لا نقر أن هذه الأخبار فیها حصر وجوب الاتباع لهم.

ولذلک فإن تضییق مدلولات هذه الأخبار وقصرها علی فئة من الصحابة دون فئة مما یأباه منطوق هذه النصوص ، فضلا عن أن صریح الکتاب والسنة وعمل الصحابة علی غیر ذلک. ومعلوم أن کثیرا من احتجاجات الرافضة لا تخلو من أحد خطأین : إما خطأ فی الدلیل ، وإما خطأ فی المدلول ، وقد یجتمع فیها الخطآن معا. أما خطؤهم فی الدلیل فمن مثل احتجاجهم علی أهل السنة بأحادیث ضعیفة وهالکة ، من أجل إقامة الحجة علیهم. وأما خطؤهم فی المدلول فکاحتجاجهم بآیات قرآنیة وأحادیث صحیحة لیس فیها دلیل علی ما یثیرونه من قضایا. وقد یحتجون بأحادیث ضعیفة أو موضوعة علی قضایا غیر صحیحة).

أقول :

هذا کلامه! ثم استشهد بکلام لشیخ إسلامه ابن تیمیة یفید نفس الذی

ص: 120

قاله ، فلم یأت بشئ جدید.

ومن المراد بکلمة (نحن) فی أهل هذا الکلام؟! إن کان المراد : علماء أهل السنة المحققین الشارحین للأحادیث النبویة ، والمبینین لما تدل علیه السنة المحمدیة ، والذین علیهم الاعتماد وإلیهم الاستناد فی هذا الباب ، فسننقل أقاریرهم فی دلالة تلک الأخبار المعتبرة علی حصر وجوب الاتباع بأمیر المؤمنین والأئمة من ولده علیهم السلام.

وإن کان المراد - من (نحن) - : هو المتکلم نفسه ... فقد وجدنا سکوته فی قبال بعض الأدلة - ومنها الروایة المتقدمة قریبا عن الإمام السجاد علیه السلام - وسکوته فی هکذا مواضع إقرار.

علی أنه إذا لم یقر فی موضع فهو محجوج بإقرار أئمة مذهبه ، ولا أظن أن یدعی هذا الرجل کونه أعلم وأفهم للأخبار من کبار علماء طائفته!

* قال السید :

(3 - وإلیک بیان ما أشرنا إلیه من کلام النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، إذ أهاب فی الجاهلین ، وصرخ فی الغافلین ، فنادی :

* یا أیها الناس ، إنی ترکت فیکم ما إن أخذتم به لن تضلوا : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی).

قال فی الهامش : (أخرجه الترمذی والنسائی عن جابر ، ونقله عنهما المتقی الهندی فی أول باب الاعتصام بالکتاب والسنة من کنز العمال ، ص 44 من جزئه الأول).

* (وقال صلی الله علیه وآله وسلم :

إنی ترکت فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدی : کتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض ، وعترتی أهل بیتی ، ولن یفترقا حتی یردا علی الحوض ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما).

ص: 121

قال فی الهامش : (أخرجه الترمذی عن زید بن أرقم ، وهو الحدیث 874 من أحادیث کنز العمال ، فی ص 44 من جزئه الأول).

* (وقال صلی الله علیه وآله وسلم :

إنی تارک فیکم خلیفتین : کتاب الله حبل ممدود ما بین السماء والأرض - أو : ما بین السماء إلی الأرض - وعترتی أهل بیتی ، وإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض).

قال فی الهامش : (أخرجه الإمام أحمد من حدیث زید بن ثابت ، بطریقین صحیحین ، أحدهما فی أول صفحة 182 ، والثانی فی آخر صفحة 189 من الجزء الخامس. أیضا : ابن أبی شیبة وأبو یعلی وابن سعد عن أبی سعید. وهو الحدیث 945 من أحادیث الکنز ، فی ص 47 من جزئه الأول).

* (وقال صلی الله علیه وآله وسلم :

إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله ، وأهل بیتی ، وإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض).

قال فی الهامش : (أخرجه الحاکم فی ص 148 من الجزء الثالث من المستدرک ، ثم قال : هذا حدیث صحیح الإسناد علی شرط الشیخین ولم یخرجاه. وأخرجه الذهبی فی تلخیص المستدرک معترفا بصحته علی شرط الشیخین).

* (وقال صلی الله علیه وآله وسلم :

إنی أوشک أن أدعی فأجیب ، وإنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله عزوجل ، وعترتی ، کتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض وعترتی أهل بیتی ، وإن اللطیف الخبیر أخبرنی أنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما).

قال فی الهامش : (أخرجه الإمام أحمد من حدیث أبی سعید الخدری

ص: 122

من طریقین ، أحدهما فی آخر ص 17 والثانی فی آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده. وأخرجه أیضا : ابن أبی شیبة وأبو یعلی وابن سعد. وهو الحدیث 945 من أحادیث الکنز فی ص 47 من جزئه الأول).

* (ولما رجع صلی الله علیه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل غدیر خم ، أمر بدوحات فقممن ، فقال :

کأنی دعیت فأجبت ، وإنی قد ترکت فیکم الثقلین ، أحدهما أکبر من الآخر : کتاب الله تعالی ، وعترتی ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما ، فإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض.

ثم قال : إن الله عزوجل مولای وأنا مولی کل مؤمن.

ثم أخذ بید علی فقال : من کنت مولاه فهذا ولیه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) الحدیث بطوله.

قال فی الهامش : (أخرجه الحاکم عن زید بن أرقم مرفوعا فی صفحة 109 من الجزء الثالث من المستدرک ، ثم قال : هذا حدیث صحیح علی شرط الشیخین ولم یخرجاه بطوله. وأخرجه عن طریق آخر عن زید بن أرقم فی ص 533 من الجزء الثالث من المستدرک ، ثم قال : هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه.

قلت : وأورده الذهبی فی تلخیصه معترفا بصحته).

* (وعن عبد الله بن حنطب ، قال : خطب رسول الله بالجحفة فقال : ألست أولی بکم من أنفسکم؟ قالوا : بلی یا رسول الله. قال : فإنی سائلکم عن اثنین : القرآن وعترتی).

قال فی الهامش : (أخرجه الطبرانی کما فی الأربعین للنبهانی. وفی إحیاء المیت للسیوطی.

وأنت تعلم بأن خطبته صلی الله علیه وآله وسلم یومئذ لم تکن مقصورة علی هذه الکلمة ، فإنه لا یقال عمن اقتصر علیها : إنه خطبنا. لکن السیاسة

ص: 123

کم اعتقلت ألسن المحدثین ، وحبست أقلام الکاتبین! ومع ذلک فإن هذه القطرة من ذلک البحر ، والشذرة من ذلک البذر کافیة وافیة. والحمد لله)

أقول :

أولا : إن طرق وألفاظ حدیث الثقلین کثیرة ومختلفة ، مما یشهد بأن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال هذا الکلام فی مناسبات ومواضع متعددة. وذلک لأنه کان ینتهز کل فرصة للوصیة بثقلیه والأمر باتباعهما والأخذ منهما. ویؤید ذلک کلام ابن حجر المکی الذی أورده السید.

وثانیا : إن الذین نقل عنهم السید حدیث الثقلین هم أعظم وأکبر حفاظ وأئمة أهل السنة فی الحدیث ، بحیث لو یکون الحدیث - الذی اتفق علی إخراجه هؤلاء - کذبا ، لم تجد عندهم حدیثا صحیحا أبدا! إن الذین نقل عنهم حدیث الثقلین هم :

1 - أبو بکر بن أبی شیبة ، وهو شیخ البخاری.

2 - أحمد بن حنبل ، وهو أحد الأئمة الأربعة ، وکتاب (المسند) من أوثق کتبهم الحدیثیة.

3 - محمد بن سعد ، صاحب کتاب (الطبقات الکبیر) وأحد أئمة الحدیث ورجال الجرح والتعدیل.

4 - محمد بن عیسی الترمذی ، صاحب (الجامع الصحیح) أحد الصحاح الستة عندهم.

5 - أحمد بن شعیب النسائی ، صاحب (السنن) أحد الصحاح الستة عندهم.

6 - أبو یعلی الموصلی ، صاحب المسند) وهو من أعاظم حفاظهم.

7 - الحاکم النیسابوری ، صاحب (المستدرک) إمام المحدثین عندهم.

8 - شمس الدین الذهبی ، صاحب (تلخیص المستدرک) وغیره من

ص: 124

الکتب الکثیرة والمصنفات الشهیرة ، فی الحدیث والرجال والسیر ، والمعتمد عند المتأخرین ، فی هذه الفنون ، وهو الذی طالما استند إلیه أتباع ابن تیمیة فی المکابرة مع الشیعة.

وثالثا : إن رواة هذا الحدیث من نظراء أولئک الأئمة فمن دونهم أکثر وأکثر ، بحیث لو أردنا ذکر أسماء من وقفنا علی روایتهم له لضاق بنا المجال ، وقد ألفت لجمع طرقه وألفاظه کتب مفردة من علماء الشیعة والسنة ، ومن أشهر علماء القوم المؤلفین فیه : الحافظ محمد بن طاهر المقدسی - المتوفی سنة 507 ه - صاحب کتاب (الجمع بین رجال الصحیحین).

ورابعا : إن الذین نصوا علی صحة حدیث الثقلین من القدماء والمتأخرین ، أو أخرجوه فی کتبهم التی التزموا فیها بالصحة من مشاهیر أهل السنة کثیرون کذلک. ونحن نکتفی بذکر بعضهم :

1 - إمام الأئمة ابن خزیمة ، صاحب (الصحیح).

2 - الإمام الحافظ أبو عوانة الإسفرائنی ، صاحب (الصحیح).

3 - الحافظ المحاملی ، صاحب (الأمالی).

4 - الحافظ البغوی الملقب ب (محیی السنة) ، صاحب (مصابیح السنة).

5 - الحافظ ضیاء الدین المقدسی فی (المختارة) الملتزم فیها بالصحة.

6 - الحافظ سراج الدین الفرغانی فی (نصاب الأخبار) الملتزم فیه بالصحة.

7 - الحافظ المزی ، صاحب (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف).

8 - الحافظ ابن کثیر الدمشقی ، صاحب (التفسیر) المعروف.

9 - الحافظ الهیثمی ، صاحب (مجمع الزوائد).

10 - الحافظ السیوطی ، صاحب (الجامع الصغیر) وغیره.

11 - ا لحافظ السخاوی ، صاحب (استجلاب ارتقاء الغرف).

ص: 125

12 - الحافظ السمهودی ، صاحب (جواهر العقدین).

وخامسا : إنه یکفی للاحتجاج سند واحد من أسانید واحد من ألفاظه ، لکن هذا الحدیث من الأحادیث المتواترة قطعا ، إذ رواه عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم أکثر من ثلاثین من صحابته ، ورواته من الأئمة والحفاظ والمحدثین عبر القرون کثیرا جدا (1).

وسادسا : إن دلالة حدیث الثقلین علی ما تذهب إلیه الشیعة - وهو حصر وجوب الاتباع فی الأئمة من أهل البیت علیهم السلام - واضحة جدا علی من له أدنی معرفة بألفاظ اللغة العربیة وأسالیبها ... لأنه صلی الله علیه وآله وسلم قرنهم بمحکم الکتاب العزیز ، فکما یجب الأخذ والاتباع لما فی الکتاب ، ولا یجوز تقدیم غیره علیه ، کذلک الأئمة.

ولا بأس بإیراد نصوص عبارات بعض المحققین من أهل السنة فی الاعتراف بما قلناه :

قال الحکیم الترمذی : (حض علی التمسک بهم ، لأن الأمر لهم معاینة ، فهم أبعد عن المحنة) (2).

وقال النووی : (قوله صلی الله علیه [وآله] وسلم : وأنا تارک فیکم ثقلین ، فذکر کتاب الله وأهل بیته. قال العلماء : سمیا ثقلین لعظمهما وکبیر شأنهما ، وقیل : لثقل العمل بهما) (3).

وقال ابن الأثیر : (فیه (4) : إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله ، وعترتی ، سماهما ثقلین لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقیل. ویقال لکل شئ خطیر

ص: 126


1- 1. أنظر : الأجزاء الثلاثة الأولی من کتابنا الکبیر (نفحات الأزهار).
2- 2. نوادر الأصول. عنه شرح المواهب اللدنیة 7 / 5.
3- 3. المنهاج فی شرح صحیح مسلم 15 / 180.
4- 4. أی : فی الحدیث.

نفیس : ثقل ، فسماها ثقلین إعظاما لقدرهما وتفخیما لشأنهما) (1).

وقال القاری : (والمراد بالأخذ بهم : التمسک بمحبتهم ، ومحافظة حرمتهم ، والعمل بروایاتهم ، والاعتماد علی مقالتهم) (2).

وقال شهاب الدین الخفاجی : (أی : تمسکتم وعملتم واتبعتموه) (3).

وقال المناوی : (إنی تارک فیکم بعد وفاتی خلیفتین. زاد فی روایة : أحدهما أکبر من الآخر. وفی روایة بدل خلیفتین : ثقلین ، سماهما به لعظم شأنهما : کتاب الله القرآن ، حبل ، أی : هو حبل ممدود ما بین السماء والأرض. قیل : أراد به عهده ، وقیل : السبب الموصل إلی رضاه. وعترتی - بمثناة فوقیة - : أهل بیتی. تفصیل بعد إجمال ، بدلا أو بیانا ، وهم أصحاب الکساء الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا) (4).

وبعد ، فلننظر إلی ما قیل فی قبال الاستدلال بحدیث الثقلین :

قیل :

تعلیقا علی الحدیث الأول عن الترمذی والنسائی عن جابر :

(هذا الحدیث تفرد به زید بن الحسن الأنماطی عن جعفر بن محمد عن أبیه عن جابر. والأنماطی قال فیه أبو حاتم : منکر الحدیث.

واعلم أن المؤلف - لأمر یریده - تجاهل عمدا روایة مسلم التی فیها التصریح بأن أهل بیته لیسوا مقصورین علی : علی وفاطمة والحسن والحسین. وإنما یدخل فیهم جمیع آل علی ، وآل عقیل ، وآل جعفر ، وآل عباس.

ثم إنه قد کرر سیاق هذا الحدیث الوارد فی عدد من کتب الحدیث لیوهم

ص: 127


1- 1. النهایة : مادة (ثقل).
2- 2. المرقاة فی شرح المشکاة 5 / 600.
3- 3. نسیم الریاض فی شرح شفاء القاضی عیاض 3 / 410.
4- 4. فیض القدیر فی شرح الجامع الصغیر 3 / 14.

القارئ أنها أحادیث متعددة ، لإثبات موضوع واحد. مع أنه حدیث واحد روی بروایات متعددة. وأصح روایاته روایة مسلم التی لا تخدم وجهة نظره فتجاهلها.

هذا ، ولکن حدیث المؤاخاة قد رواه الترمذی وأحمد فی مسنده عن النبی صلی الله علیه [وآله] وسلم أنه قال : من کنت مولاه فعلی مولاه. وأما الزیادة وهی : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلا ریب أنه کذب).

أقول :

هذا کلامه ، فنقول :

1 - کلمة : (التی فیها التصریح) هذا التصریح لیس من النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، لیکون حجة ، بل هو من (زید بن أرقم) لکن الرجل أبهم لکی یوهم القارئ (1)!

2 - کلمة : (الوارد فی عدد من کتب الحدیث) وحق الکلمة : (الوارد فی أکثر کتب الحدیث بما فیها الصحاح والمسانید).

3 - قوله : (لکن حدیث المؤاخاة) تبع فی تسمیة حدیث : (من کنت مولاه فهذا علی مولاه) ب (حدیث المؤاخاة) بعض أسلافه ، فقد وجدت فی کلام الذهبی : (وعملت الرافضة عید الغدیر ، یعنی یوم المؤاخاة ...) (2) ولعلهم یریدون أن هذا الحدیث لا یفید إلا (المؤاخاة)!!

4 - جملة : (اللهم وال من والاه ...) سیظهر أنها لیست بکذب ، وأن

ص: 128


1- (11) وأیضا : لکیلا یراجع القارئ نص الکلام فی مصادره المعتمدة ، ففی (صحیح مسلم) وغیره أنه سئل : نساؤه من أهل بیته؟ قال : (لا ، وأیم الله ، إن المرأة تکون مع الرجل العصر من الدهر ثم یطلقها فترجع إلی أبیها وقومها) فزوجات النبی صلی الله علیه وآله وسلم لسن من (أهل البیت) عند (زید بن أرقم)!!
2- 2. سیر أعلام النبلاء 15 / 129.

رمیها بذلک هو الکذب.

5 - لم یکرر السید سیاق هذا الحدیث ، وإنما تکرر صدوره عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ، وقد أذعن بذلک جماعة ممن تقدم منهم وتأخر ، کصاحب (الصواعق) ابن حجر ...

فالإشکال الذی یستحق النظر فیه - لکونه فی الظاهر علمیا - هو الإشکال السندی بالنسبة إلی الحدیث الأول ... فنقول :

أولا : یکفینا الأحادیث الأخری التی سلم بصحتها.

وثانیا : إن الحدیث الذی ناقش فی سنده من أحادیث (الجامع الصحیح) للترمذی ، (والسنن) للنسائی ... وهذان الکتابان من الصحاح الستة عندهم.

وثالثا : إنه لم یناقش فی سنده إلا من جهة (زید بن الحسن الأنماطی) واستنادا إلی کلمة أبی حاتم. لکن هذه المناقشة مردودة :

قال ابن حجر : (ت - الترمذی. زید بن الحسن القرشی أبو الحسن الکوفی ، صاحب الأنماط. روی عن : جعفر بن محمد بن علی بن الحسین ، ومعروف بن خربوذ ، وعلی بن المبارک الهنائی.

وعنه : إسحاق بن راهویه ، وسعید بن سلیمان الواسطی ، وعلی بن المدینی ، ونصر بن عبد الرحمن الوشاء ، ونصر بن مزاحم.

قال أبو حاتم : کوفی قدم بغداد ، منکر الحدیث. وذکره ابن حبان فی الثقات. روی له الترمذی حدیثا واحدا فی الحج) (1).

فقد ذکر ابن حجر أسماء جماعة من الأئمة رووا عن زید بن الحسن ، وأن ابن حبان ذکره فی الثقات.

ویبقی قول أبی حاتم (منکر الحدیث) وهو غیر مسموع :

ص: 129


1- 1. تهذیب التهذیب 3 / 350.

أما أولا : فلأنه لو کان منکر الحدیث لما أخرج عنه هؤلاء کابن راهویه وابن المدینی وسعید بن سلیمان والترمذی.

وأما ثانیا : فلأن (أبا حاتم) متعنت فی الرجال ، ولا یبنی علی تجریحه ، کما نص علیه الحافظ الذهبی بترجمته إذ قال :

(إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسک بقوله ، فإنه لا یوثق إلا رجلا صحیح الحدیث. وإذا لین رجلا أو قال فیه : لا یحتج به ، فلا ، توقف حتی تری ما قال غیره فیه ، وإن وثقه أحد فلا تبن علی تجریح أبی حاتم ، فإنه متعنت فی الرجال ، قد قال فی طائفة من رجال الصحاح : لیس بحجة لیس بقوی ، أو نحو ذلک) (1).

تنبیه :

قد توهم هذا الرجل أن حدیث الثقلین فی (صحیح مسلم) لا یدل علی ما تذهب إلیه الشیعة الإمامیة من وجوب اتباع أهل البیت والتمسک بهم والأخذ عنهم ...

وقد سبقه فی هذا التوهم غیره ، قال الدکتور علی أحمد السالوس : (فرق کبیر بین التذکیر بأهل البیت والتمسک بهم. فالعطف علی الصغیر ، بهم والأخذ عنهم ...

وقد سبقه فی هذا التوهم غیره ، قال الدکتور علی أحمد السالوس : (فرق کبیر بین التذکیر بأهل البیت والتمسک بهم. فالعطف علی الصغیر ، ورعایة الیتیم ، والأخذ بید الجاهل ، غیر الأخذ من العالم العابد العامل بکتاب الله تعالی وسنة رسوله صلی الله علیه (وآله) وسلم).

وقد دفعنا هذا الوهم فی ردنا علی الدکتور المذکور ، وبینا عدم الفرق بین روایة مسلم وروایة أحمد والترمذی وغیرهما ، فالحدیث هو الحدیث ، والمدلول واحد ، والنتیجة واحدة ... فراجعه بالتفصیل (2).

ص: 130


1- 1. سیر أعلام النبلاء 13 / 247.
2- 2. حدیث الثقلین ... تواتره ، فقهه کما فی کتب السنة - ط 1413 ه.

* قال السید :

فی هامش الحدیث الأخیر من أحادیث الثقلین التی استدل بها : (وأنت تعلم ...) وقد تقدمت عبارته.

فقیل :

(إن المؤلف لا یکفیه أن یبنی قصورا علی أوهام ، ولا أن یستشهد بالباطل علی ما یرید ، بل یذهب أبعد من ذلک ، فیتخرص - رجما بالغیب - ویتهم نقلة الأحادیث ورواتها من أهل السنة : بأنهم خانوا الأمانة ، واختصروا کثیرا من روایاتهم ، خوفا من حاکم. ویقصد أنهم زوروا الحقائق ، وحذفوا ما یتعلق بالوصیة لعلی بالخلافة! وکأنه مقر - فی قرارة نفسه - أن کل ما یستشهد به علی هذه القضیة لا یکفی ولا یشفی غلیلا ، فمشی خطوة أخری فیما وراء النصوص ، وهی مکذوبة ، وتقول من غیر دلیل ، واتهم من غیر حجة ، وادعی أن هذه النصوص حذف أکثرها ، وألصقها تعلقا بالمسألة!!).

أقول :

أما السب فلا نقابله فیه بالمثل!

والحق مع السید - رحمه الله - فیما قال ، لأن المستفاد من تتبع ألفاظ حدیث الغدیر فی کتب أهل السنة - ویساعده الاعتبار وشواهد الأحوال - هو أنه صلی الله علیه وآله وسلم قد خطبهم - :

ففی (المسند) : (فخطبنا) (1).

وفی (المستدرک علی الصحیحین) : (قام خطیبا ، فحمد الله وأثنی علیه ،

ص: 131


1- 1. مسند أحمد 4 / 372.

وذکر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن یقول) (1).

وفی (مجمع الزوائد) : (فوالله ما من شئ یکون إلی یوم الساعة إلا قد أخبرنا به یومئذ ، ثم قال : أیها الناس ...) (2).

فأین النص الکامل لتلک الخطبة؟!

ولماذا لم یرووا مواعظ الرسول وإرشاداته؟!

وإذا کان قد أخبر صلی الله علیه وآله وسلم بکل شئ یکون إلی یوم الساعة ، وبین وظیفة الأمة ، فما الذی حملهم علی إخفائه عن الأمة؟!

لقد حرموا الأمة من هدی الرسول وتعالیمه وإرشاداته ، بدلا من أن ینقلوها ویکونوا دعاة إلیها وناشرین لها ..

وإن الذی حملهم علی کتم خطبة النبی هذه هو ما حملهم علی کتم کثیر من الحقائق! وإن الذی منعهم من نقلها هو نفس ما منعهم من أن یقربوا إلیه دواة وقرطاسا لیکتب للأمة کتابا لن یضلوا بعده!

* قال السید :

(4 - والصحاح الحاکمة بوجوب التمسک بالثقلین متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرین صحابیا متضافرة ، وقد صدع بها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی مواقف له شتی : تارة یوم غدیر خم کما سمعت ، وتارة یوم عرفة فی حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة علی منبره فی المدینة ، وأخری فی حجرته المبارکة فی مرضه والحجرة غاصة بأصحابه ، إذ قال : أیها الناس یوشک أن أقبض ...).

قال فی الهامش : (راجعه فی أواخر الفصل 2 من الباب 9 من الصواعق

ص: 132


1- 1. المستدرک علی الصحیحین 3 / 109.
2- 2. مجمع الزوائد 9 / 105 وقد وثق رجاله.

المحرقة لابن حجر ، بعد الأربعین حدیثا من الأحادیث المذکورة فی ذلک الفصل ، ص 75).

قیل :

(یکفی أن یعلم أن هذا الذی ساقه علی أنه قاله صلی الله علیه [وآله] وسلم فی مرضه والحجرة غاصة بأصحابه ، لیس فی کتاب من کتب الحدیث المعتبرة ، وقد أورده من غیر سند ، فالاحتجاج به ساقط حتی تثبت قضیتان : سنده أولا ، ثم صدق هذا السند. وهیهات له أن یثبت هاتین القضیتین ، ولیس ذکره لکتاب الصواعق لابن حجر المکی بمصحح هذا الحدیث ، ولا بدلیل علی صحة الاحتجاج به. فابن حجر هذا لیس من علماء الحدیث ، ولا له فی هذه الصناعة باع ولا ذراع ، ومن تأمل کتابه (الصواعق) وما حشاه به من الأحادیث الضعیفة والموضوعة یتیقن أن کتابه لا یأبه به إلا أمثال المؤلف وبنی جلدته. علی أن ابن حجر لم یسلم حتی من هجوم المؤلف عبد الحسین ، وجازاه جزاء سنمار).

أقول :

عدم اعتراضه إلا علی حدیث صدوره فی مرضه فی الحجرة ، ظاهر فی موافقته علی صدور حدیث الثقلین یوم غدیر خم ، ویوم عرفة فی حجة الوداع ، وبعد انصرافه من الطائف ، وعلی منبره فی المدینة ، ووجود ذلک فی کتب الحدیث المعتبرة ، وعلیه یکون موافقا علی صدور الحدیث فی مواقف متعددة ، فیناقض إنکاره ذلک فی کلماته السابقة.

وأما روایة أنه قاله فی مرض موته فقد جاء فی (الصواعق) بعدما روی الحدیث بعد انصرافه من الطائف عن ابن أبی شیبة : (وفی روایة ...).

فابن حجر لم یعز هذا الحدیث إلی کتاب ، لکن بالتأمل فی کلامه یظهر

ص: 133

تصحیحه له ، لأنه بعد ما أورد الحدیث السابق عن ابن أبی شیبة عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : (وفیه رجل اختلف فی تضعیفه ، وبقیة رجاله ثقات) (1). ثم أورد هذا الحدیث ولم یتکلم علی سنده بشئ ... ونحن تکفینا روایة ابن حجر لهذا الحدیث لا سیما مع سکوته عن سنده ، لأنه من کبار علماء أهل السنة المدافعین عن الخلفاء ومعاویة وحکومة الطلقاء ، کما لا یخفی علی من راجع (الصواعق) و (تطهیر الجنان) وغیرهما مما کتبه فی هذا الشأن.

ومع ذلک ... نذکر واحدا من رواة هذا الحدیث ، المتقدمین علی ابن حجر المکی ... ألا وهو الحافظ السمهودی (2) ، فإنه نص علی أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال ذلک فی مرضه الذی قبض فیه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ، کما فی روایة لأم سلمة.

ولا بأس بنقل متن عبارته فی التنبیه الخامس من تنبیهات حدیث الثقلین :

(خامسها : قد تضمنت الأحادیث المتقدمة الحث البلیغ علی التمسک بأهل البیت النبوی وحفظهم واحترامهم والوصیة بهم ، لقیامه صلی الله علیه [وآله] وسلم بذلک خطیبا یوم غدیر خم ، کما فی أکثر الروایات المتقدمة ، مع ذکره لذلک فی خطبته یوم عرفة علی ناقته ، کما فی روایة الترمذی عن جابر ، وفی خطبته لما قام خطیبا بعد انصرافه من حصار الطائف ، کما فی روایة عبد الرحمن بن عوف رضی الله عنه ، وفی مرضه الذی قبض فیه وقد امتلأت

====

قال الحافظ السخاوی بترجمته بعد کلام له : (وبالجملة ، فهو إنسان فاضل متفنن متمیز فی الفقه والأصلین ، مدیم للعمل والجمع والتألیف ، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة ، قوی الجلادة علی ذلک ، طلق العبارة فیه ، مغرم به ، مع قوة نفس وتکلف ، خصوصا فی مناقشات لشیخنا فی الحدیث ونحوه).

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 5 / 245.

ص: 134


1- 1. الصواعق المحرقة : 75.
2- 2. هو : الحافظ نور الدین علی بن عبد الله السمهودی ، المتوفی سنة 911 ه.

الحجرة من أصحابه ، کما فی روایة لأم سلمة.

بل سبق قول ابن عمر - رضی الله عنهما - : آخر ما تکلم به رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : اخلفونی فی أهل بیتی ...

مع قوله صلی الله علیه (وآله) وسلم : انظروا کیف تخلفونی فیهما.

وقوله : ألا وإنی سائلکم کیف خلفتمونی فی کتابه وأهل بیتی.

وقوله : ناصرهما لی ناصر وخاذلهما لی خاذل.

و : أوصیکم بعترتی خیرا.

و : أذکرکم الله فی أهل بیتی.

علی اختلاف الألفاظ فی الروایات المتقدمة.

مع قوله - فی روایة عبد الله بن زید عن أبیه - : فمن لم یخلفنی فیهم بتر عمره ، وورد علی یوم القیامة مسودا وجهه.

وفی الحدیث الآخر : فإنی أخاصمکم عنهم غدا ، ومن أکن خصیمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار.

وفی الآخر : من حفظنی فی أهل بیتی فقد اتخذ عند الله عهدا.

مع ما اشتملت علیه ألفاظ الأحادیث المتقدمة علی اختلاف طرقها. ، وما سبق فیما أوصی به أمته وأهل بیته.

فأی حث أبلغ من هذا وآکد منه؟!

فجزی الله تعالی نبیه صلی الله علیه (وآله) وسلم عن أمته وأهل بیته أفضل ما جزی أحدا من أنبیائه ورسله علیهم السلام) (1).

* قال السید :

(5 - علی أن المفهوم من قوله : (إنی تارک فیکم ما إن تمسکتم به لن

ص: 135


1- 1. جواهر العقدین - مخطوط.

تضلوا : کتاب الله وعترتی) : إنما هو ضلال من لم یستمسک بهما معا کما لا یخفی.

ویؤید ذلک قوله صلی الله علیه وآله وسلم - فی حدیث الثقلین عند الطبرانی - : (فلا تقدموهما فتهلکوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منکم).

قال ابن حجر : وفی قوله صلی الله علیه وآله وسلم : فلا تقدموهما فتهلکوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منکم : دلیل علی أن من تأهل منهم للمراتب العلیة والوظائف الدینیة کان مقدما علی غیره) إلی آخر کلامه.

قیل :

فی الاعتراض علی الحدیث عن الطبرانی :

(هذا جزء من حدیث رواه الطبرانی عن زید بن أرقم. وفی هذا السند : حکیم بن جبیر. وهو ضعیف. ورمی بالتشیع کما قال المبارکفوری. مجمع الزوائد 9 / 163.

علی أن هذا الحدیث - لو صح - فإن دلالته تشمل بنی هاشم جمیعا وهم عشیرته صلی الله علیه (وآله) وسلم ، لا أبناء علی وفاطمة فقط.

ومع غض النظر عن مناقشة ابن حجر المکی فیما استنبطه من حکم من هذا الحدیث الضعیف ، هل یصح هذا الحدیث دلیلا علی هذا الحکم؟ ثم ألیس فی هذا دلیل علی عدم أصالة آراء ابن حجر وضعفه الفاضح فی الحدیث واستنباطه الأحکام؟).

أقول :

* أما المفهوم من حدیث الثقلین - کما ذکره السید - فلا ینکره أحد.

ص: 136

* وأما الحدیث المؤید فهذا سنده :

(حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمی ، ثنا جعفر بن حمید (ح) حدثنا محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، حدثنا النضر بن سعید أبو صهیب ، قالا : ثنا عبد الله بن بکیر ، عن حکیم بن جبیر ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم ، قال : نزل النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم یوم الجحفة. ثم أقبل علی الناس ، فحمد الله وأثنی علیه ، ثم قال :

إنی لا أجد لنبی إلا نصف عمر الذی قبله ، وإنی یوشک أن أدعی فأجیب ، فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت. قال : ألیس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق والنار حق وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا : نشهد. قال : فرفع یدیه فوضعهما علی صدره ثم قال : وأنا أشهد معکم. ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم. قال : فإنی فرطکم علی الحوض ، وأنتم واردون علی الحوض ، وإن عرضه أبعد ما بین صنعاء وبصری ، فیه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا کیف تخلفونی فی الثقلین.

فنادی مناد : وما الثقلان یا رسول الله؟

قال : کتاب الله طرف بید الله (عزوجل) وطرف بأیدیکم ، فاستمسکوا به لا تضلوا ، والآخر عترتی ، وإن اللطیف الخبیر نبأنی أنهما لن یتفرقا حتی یردا علی الحوض ، وسألت ذلک لهما ربی.

فلا تقدموهما فتهلکوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منکم.

ثم أخذ بید علی - رضی الله عنه - فقال : من کنت أولی به من نفسه فعلی ولیه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) (1).

ص: 137


1- 1. المعجم الکبیر 8 ر 5 / 166 - 167.

وهذا الحدیث رواه الحافظ السیوطی بتفسیر قوله تعالی : ( واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا ) (1).

وکذا الشیخ المتقی الهندی (2).

وقد روی الشیخ المتقی الهندی قبل ذلک هذا الحدیث عن الطبرانی عن زید بن ثابت ، قال :

(إنی لکم فرط ، إنکم واردون علی الحوض ، عرضه ما بین صنعاء إلی بصری ، فیه عدد الکواکب من قدحان الذهب والفضة ، فانظروا کیف تخلفونی فی الثقلین؟

قیل : وما الثقلان یا رسول الله؟

قال : الأکبر کتاب الله ، سبب طرفه بید الله وطرفه بأیدیکم ، فتمسکوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتی ، وإنهما لن یتفرقا حتی یردا علی الحوض ، وسألت لهما ذلک ربی ، ولا تقدموهما فتهلکوا ، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منکم.

طب عن زید بن ثابت) (3).

ألا یلیق هذا الحدیث المروی فی هذه الکتب ، عن اثنین من مشاهیر الأصحاب ، لأن یکون (مؤیدا)؟!

* ثم إن الحدیث عن زید بن أرقم لم یناقش فی سنده إلا من جهة (حکیم بن جبیر) ... وقد راجعنا ترجمته فی (تهذیب التهذیب) (4) فوجدناه من رجال أربعة من الصحاح الستة ، وأن من الرواة عنه :

(الأعمش ، والسفیانان ، وزائدة ، وفطر بن خلیفة ، وشعبة ، وشریک ،

ص: 138


1- 1. الدر المنثور 2 / 60.
2- 2. کنز العمال 1 / رقم 957.
3- 3. کنز العمال 1 / رقم 946.
4- 4. تهذیب التهذیب 2 / 383.

وعلی بن صالح ، وجماعة) .. (وقال الفلاس : کان یحیی یحدث عنه).

ثم إن السبب فی تضعیف بعضهم إیاه هو (التشیع) لیس إلا : (قال ابن أبی حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : فی رأیه شئ. قلت : ما محله؟ قال : الصدق إن شاء الله).

وقد تقدم - ویأتی - أن (التشیع) غیر قادح.

* وأما دعوی أن الحدیث یشمل بنی هاشم کلهم ، فجهل أو تجاهل ، لأن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ینهی عن التقدم علی (عترته) وعن تعلیمهم ، ویعلل ذلک : بأنهم أعلم منکم ، وکیف یشمل هذا جمیع بنی هاشم؟!

ولیت الرجل راجع کلمات شراح الحدیث من أبناء مذهبه! فإن الذی قاله ابن حجر المکی قد نص علیه غیر واحد من أعلام الحدیث والعلماء الحفاظ.

قال القاری فی شرح المشکاة : (أقول : والأظهر هو أن أهل البیت غالبا یکونون أعرف بصاحب البیت وأحواله. فالمراد بهم أهل العلم منهم ، المطلعون علی سیرته ، الواقفون علی طریقته ، العارفون بحکمه وحکمته.

وبهذا یصلح أن یکونوا مقابلا لکتاب الله سبحانه کما قال : ( ویعلمهم الکتاب والحکمة ) . ویؤیده ما أخرجه أحمد فی المناقب ، عن حمید بن عبد الله بن زید : أن النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم ذکر عنده قضاء قضی به علی بن أبی طالب ، فأعجبه وقال : الحمد لله الذی جعل فینا الحکمة أهل البیت ...) (1).

وقال المناوی : (وعترتی أهل بیتی. تفصیل بعد إجمال ، بدلا أو بیانا. وهم أصحاب الکساء الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا) (2).

ص: 139


1- 1. المرقاة فی شرح المشکاة 5 / 600.
2- 2. فیض القدیر فی شرح الجامع الصغیر 3 / 14.

وقال عبد الحق الهندی : والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشیرته الأدنون ، وفسره صلی الله علیه (وآله) وسلم بقوله : وأهل بیتی ، للإشارة إلی أن مراده هنا من العترة : أخص عشیرته وأقاربه. وهم أولاد الجد القریب. أی : أولاده وذریته صلی الله علیه (وآله) وسلم) (1).

وقال السمهودی : (الذین وقع الحث علی التمسک بهم من أهل البیت النبوی والعترة الطاهرة : هم العلماء بکتاب الله عزوجل ، إذ لا یحث صلی الله علیه (وآله) وسلم علی التمسک بغیرهم ، وهم الذین لا یقع بینهم وبین الکتاب افتراق ، حتی یردا الحوض ، ولهذا قال : لا تقدموهما فتهلکوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا) (2).

* وأما الحکم الذی استنبطه ابن حجر من الحدیث - والذی لأجله تهجم علیه هذا الرجل - فهو موجود کذلک فی کلام غیر ابن حجر من أئمة الحدیث :

ففی (جواهر العقدین) و (شرح المواهب اللدنیة) و (فیض القدیر) : أن ذلک یفهم وجود من یکون أهلا للتمسک به من أهل البیت والعترة الطاهرة فی کل زمان وجدوا فیه إلی قیام الساعة ، حتی یتوجه الحث المذکور إلی التمسک به ، کما أن الکتاب کذلک. ولهذا کانوا - کما سیأتی - أمانا لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض) (3).

ص: 140


1- 1. أشعة اللمعات فی شرح المشکاة 4 / 681.
2- 2. جواهر العقدین - مخطوط.
3- 3. جواهر العقدین - مخطوط ، فیض القدیر 3 / 15 ، شرح المواهب اللدنیة 7 / 8.

حدیث السفینة

* قال السید :

(6 - ومما یأخذ بالأعناق إلی أهل البیت ویضطر المؤمن إلی الانقطاع فی الدین إلیهم : قول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : ألا إن مثل أهل بیتی فیکم مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق).

قال فی الهامش : (أخرجه الحاکم بالإسناد إلی أبی ذر ، ص 151 من الجزء الثالث من المستدرک).

* (وقوله صلی الله علیه وآله وسلم : إنما مثل أهل بیتی فیکم کمثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بیتی فیکم مثل باب حطة فی بنی إسرائیل ، من دخله غفر له).

قال فی الهامش : (أخرجه الطبرانی فی الأوسط عن أبی سعید ، وهذا هو الحدیث 18 من الأربعین ، الخامسة والعشرین من الأربعین أربعین للنبهانی ، ص 261 من کتابه الأربعین أربعین حدیثا).

أقول :

أولا : لقد اقتصر السید - رحمه الله - علی هذین اللفظین من ألفاظ حدیث السفینة ، عن الحاکم النیسابوری والحافظ الطبرانی ، بالإسناد إلی اثنین من الصحابة ، هما أبو ذر الغفاری ، وأبو سعید الخدری. وهذا کاف للاحتجاج ، لکون الحاکم والطبرانی من أکبر أئمة الحدیث عند القوم.

وثانیا : حدیث السفینة مروی فی کتب القوم بالطرق الکثیرة عن عدة من الصحابة غیر من ذکر ، وهم :

1 - أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام.

ص: 141

2 - عبد الله بن العباس.

3 - أبو الطفیل عامر بن واثلة.

4 - أنس بن مالک.

5 - عبد الله بن الزبیر.

6 - سلمة بن الأکوع.

وثالثا : إن رواة حدیث السفینة من کبار الأئمة والحفاظ المشاهیر کثیرون جدا ، ومن أشهرهم :

1 - أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة (1).

2 - مسلم بن الحجاج ، صاحب الکتاب (الصحیح) عندهم.

3 - أحمد بن عبد الخالق البزار ، فی (المسند).

4 - أبو بکر الخطیب البغدادی ، فی (تاریخ بغداد).

5 - الفخر الرازی ، فی (تفسیره) الکبیر ، بتفسیر آیة المودة.

6 - شمس الدین الذهبی فی (المیزان) بترجمة : الحسن بن أبی جعفر الجفری.

7 - ابن حجر العسقلانی ، فی (المطالب العالیة بزوائد المسانید الثمانیة).

ورابعا : إن من أعلام القوم من ینص علی صحة الحدیث ، أو یعترف بتعدد طرقه وأن بعضها یقوی بعضا ، وإلیک عبارات بعضهم :

1 - قال الحاکم النیسابوری بعد أن أخرجه : (هذا حدیث صحیح علی شرط مسلم ولم یخرجاه).

2 - وقال ابن حجر المکی : (وجاء من طرق عدیدة یقوی بعضها بعضا :

ص: 142


1- 1. أنظر : مشکاة المصابیح 3 / 1742 ، تاریخ الخلفاء : 573.

إنما مثل أهل بیتی کمثل سفینة نوح ، من رکبها نجا. وفی روایة مسلم (1) : ومن تخلف عنها غرق. وفی روایة : هلک. وإنما مثل أهل بیتی فیکم مثل باب حطة فی بنی إسرائیل ، من دخله غفر له الذنوب (2).

3 - وقال شمس الدین السخاوی : (وبعض هذه الطرق یقوی بعضا) (3).

4 - وقال جلال الدین السیوطی : (أخرجه الحاکم وهو صحیح) (4) وقال : (رواه البزار وأبو یعلی فی مسندیهما ، والطبرانی فی الأوسط ، والحاکم وصححه) (5).

5 - ابن حجر المکی فی (شرح الهمزیة للبوصیری) بشرح قوله :

آل بیت النبی طبتم وطاب

المدح لی فیکم وطاب الثناء

قال : (وصح حدیث : إن مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها هلک).

6 - وقال العیدروس الیمنی : (وصح حدیث : إن مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها هلک) (6).

7 - وقال السید أحمد زینی دحلان : (وصح عنه صلی الله علیه (وآله) وسلم من طرق کثیرة أنه قال : إنما مثل أهل بیتی فیکم کمثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق - وفی روایة : هلک - ومثل أهل بیتی فیکم

ص: 143


1- 1. هذه الکلمة حرفوها إلی (سلم) کما حرفوا صحیح مسلم بإسقاط الحدیث! والشاهد بما ذکرنا هو أن الشیخ الجهرمی ذکر الکلمة کذلک : (وفی روایة مسلم) فی ترجمته الحدیث فی کتابه (البراهین القاطعة فی ترجمة الصواعق المحرقة) إلی الفارسیة.
2- 2. الصواعق المحرقة : 140.
3- 3. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.
4- 4. نهایة الافضال فی مناب الآل - مخطوط.
5- 5. الأساس فی مناقب بنی العباس - مخطوط.
6- 6. العقد النبوی والسر المصطفوی - مخطوط.

کمثل باب حطة فی بنی إسرائیل ، من دخله غفر له) (1).

8 - وقال الشیخ محمد بن یوسف التونسی المالکی ، المعروف بالکافی : (روی البزار عن ابن عباس ، وأبو داود عن ابن الزبیر ، والحاکم عن أبی ذر - بسند حسن - : مثل أهل بیتی فیکم مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق).

وقال بعد کلام له : (ویدل علی ذلک : الحدیث المشهور المتفق علی نقله : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.

وهو حدیث نقله الفریقان وصححه القبیلان ، لا یمکن لطاعن أن یطعن علیه ، وأمثاله فی الأحادیث کثیرة) (2).

وخامسا : وقد بلغ هذا الحدیث من الثبوت مبلغا جعل کبار علماء اللغة من أهل السنة یوردونه فی کتبهم ، ویستشهدون بألفاظه علی المعانی اللغویة : قال ابن الأثیر : (زخ : فیه (3) : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من تخلف عنها زخ فی النار. أی : دفع ورمی ، یقال : زخه یزخه زخا) (4).

وقال ابن منظور : (وفی الحدیث : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من تخلف عنها زخ فی النار. أی : دفع ورمی. یقال : زخه یزخه زخا) (5).

وقال الزبیدی : (وفی حدیث : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من تخلف عنها زخ به فی النار. أی : دفع ورمی) (6).

ص: 144


1- 1. الفضل المبین فی فضائل الخلفاء الراشدین وأهل البیت الطاهرین. ط هامش السیرة الدحلانیة. باب ذکر فضائل أهل البیت علیهم السلام.
2- 2. السیف الیمانی المسلول فی عنق من یطعن فی أصحاب الرسول : 9.
3- 3. النهایة : مادة (زخ).
4- 4. أی : فی الحدیث.
5- 5. لسان العرب : مادة (زخ).
6- 6. تاج العروس فی شرح القاموس : مادة (زخ).

وسادسا : لقد ذکر کبار المحققین من علماء الحدیث عند القوم ، الشارحون للسنة الکریمة والأقوال النبویة فی معنی حدیث السفینة ، عبارات فیها الاعتراف الصریح بدلالته علی ما تذهب إلیه الشیعة الإمامیة ، ولا بأس بذکر بعض تلک العبارات :

قال الطیبی بشرح الحدیث عن أبی ذر الغفاری : (قوله : وهو آخذ باب الکعبة. أراد الراوی بهذا مزید توکید لإثبات هذا ، وکذا أبو ذر اهتم بشأن روایته ، فأورده فی هذا المقام علی رؤوس الأنام لیتمسکوا به. وفی روایة له بقوله : من عرفنی فأنا من قد عرفنی ، ومن أنکرنی فأنا أبو ذر ، سمعت النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : ألا : إن مثل أهل بیتی ... الحدیث. أراد بقوله : فأنا أبو ذر ، المشهور بصدق اللهجة وثقة الروایة ، وأنه هذا حدیث صحیح لا مجال للرد فیه. وهذا تلمیح إلی ما روینا عن عبد الله بن عمرو بن العاص یقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء ، أصدق من أبی ذر. وفی روایة أبی ذر : من ذی لهجة أصدق ولا أوفی من أبی ذر شبه عیسی بن مریم ، فقال عمر بن الخطاب - کالحاسد! - : یا رسول الله أفتعرف ذلک؟! قال : ذلک فاعرفوه. أخرجه الترمذی وحسنه الصنعانی فی کشف الحجاب.

شبه الدنیا بما فیها من الکفر والضلالات ، والبدع والأهواء الزائغة ، ببحر لجی یغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط بأکنافه وأطرافه الأرض کلها ، ولیس فیه خلاص ومناص إلا تلک السفینة ، وهی : محبة أهل بیت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم (1).

وقال القاری بمثل کلمات الطیبی واستشهد بها (2).

ص: 145


1- 1. الکاشف - مخطوط.
2- 2. المرقاة فی شرح المشکاة 5 / 610.

وقال السمهودی : (قوله صلی الله علیه (وآله) وسلم : مثل أهل بیتی فیکم مثل سفینة نوح فی قومه. الحدیث. ووجه : إن النجاة ثبت لأهل السفینة من قوم نوح علیه السلام ... ومحصله : الحث علی التعلق بحبلهم وحبهم وإعظامهم شکرا لنعمة مشرفهم صلی الله علیه (وآله) وسلم ، والأخذ بهدی علمائهم ومحاسن أخلاقهم وشیمهم. فمن أخذ بذلک نجا من ظلمات المخالفة ، وأدی شکر النعمة الوافرة ، ومن تخلف عنه غرق فی بحار الکفران وتیار الطغیان ، فاستوجب النیران) (1).

وقال المناوی (إن مثل أهل بیتی) فاطمة وعلی وابنیهما ، وبینهما أهل العدل والدیانة (فیکم مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها هلک) وجه التشبیه : أن النجاة ثبت لأهل السفینة من قوم نوح ، فأثبت المصطفی صلی الله علیه (وآله) وسلم لأمته بالتمسک بأهل بیته النجاة ، وجعلهم وصلة إلیها. ومحصوله : الحث علی التعلق بحبهم وحبلهم وإعظامهم شکرا لنعمة مشرفهم ، والأخذ بهدی علمائهم ، فمن أخذ بذلک نجا من ظلمات المخالفة ، وأدی شکر النعمة المترادفة. ومن تخلف عنه غرق فی بحار الکفران وتیار الطغیان ، فاستحق النیران ، لما أن بغضهم یوجب النار کما جاء فی عدة أخبار ، کیف وهم أبناء أئمة الهدی ومصابیح الدجی ، الذین احتج الله بهم علی عباده ، وهم فروع الشجرة المبارکة وبقایا الصفوة ، الذین أذهب عنکم الرجس وطهرهم ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم فی کثیر من الآیات ، وهم العروة الوثقی ، ومعدن التقی.

واعلم أن المراد بأهل بیته فی هذا المقام العلماء منهم ، إذ لا یحث علی التمسک بغیرهم وهم الذین لا یفارقون الکتاب والسنة حتی یردوا معه علی الحوض) (2).

ص: 146


1- 1. جواهر العقدین - مخطوط.
2- 2. فیض القدیر - شرح الجامع الصغیر 2 / 519.

وقال ابن حجر المکی مثل ذلک ، وقد أورد السید - رحمه الله - عبارته فی المتن.

قیل :

(رواه الحاکم فی المستدرک 3 / 151 عن أبی ذر. وفی سنده : مفضل ابن صالح ، وهو منکر الحدیث کما قال البخاری وغیره. وضعفه المناوی فی فتح القدیر (1). وقال ابن عدی : أنکر ما رأیت له حدیث الحسن بن علی ، وسائره أرجو أن یکون مستقیما. وقال الذهبی فی المیزان : وحدیث سفینة نوح أنکر وأنکر.

ومن رواته أیضا : سوید بن سعید ، قال البخاری : هو منکر الحدیث ، ویحیی بن معین کذبه وسبه. قال أبو داود : وسمعت یحیی یقول : هو حلال الدم. وقال الحاکم : ویقال إن یحیی لما ذکر له هذا الحدیث قال : لو کان لی فرس ورمح غزوت سویدا.

وأما حنش فقد وثقه أبو داود ، وقال أبو حاتم : صالح ، لا أراهم یحتجون به ، وقال النسائی : لیس بالقوی ، وقال البخاری : یتکلمون فی حدیثه ، وقال ابن حبان : لا یحتج به ، ینفرد عن علی بأشیاء ، ولا یشبه حدیثه حدیث الثقات.

وروی الحدیث من طریق أخری فیها ضعیفان :

الحسن بن أبی جعفر الجفری. وعلی بن زید بن جدعان.

أما الحسن بن أبی جعفر ، فقد قال فیه الفلاس : صدوق منکر الحدیث. وقال ابن المدینی : ضعیف ضعیف ، وضعفه أحمد والنسائی ، وقال البخاری : منکر الحدیث ، وقال مسلم بن إبراهیم - وهو تلمیذه - : کان من خیار الناس رحمه الله ، وقال یحیی بن معین : لیس بشئ.

ص: 147


1- 1. کذا. والصحیح : فیض القدیر.

ثم ذکر له الذهبی أحادیث منکرة فیها هذا الحدیث ، ثم قال : قال ابن عدی : هو عندی ممن لا یتعمد الکذب. وقال ابن حبان : کان الجفری من المتعبدین المجابین الدعوة ، ولکنه ممن غفل عن صناعة الحدیث فلا یحتج به (المیزان).

وأما علی بن زید بن جدعان ، فقال الذهبی : اختلفوا فیه. ثم ذکر من وثقه ثم قال : وقال شعبة : حدثنا علی بن زید (وکان رفاعا ، أی : کان یخطئ فیرفع الحدیث الموقوف) وقال مرة : حدثنا علی قبل أن یختلط ، وکان ابن عیینة یضعفه ، وقال حماد بن زید : أخبرنا ابن زید وکان یقلب الأحادیث.

وقال الفلاس : کان یحیی القطان یتقی الحدیث عن علی بن زید.

وروی عن یزید بن زریع قال : کان علی بن زید رافضیا.

وقال أحمد العجلی : کان یتشیع ولیس بالقوی.

وقال البخاری وأبو حاتم : لا یحتج به.

فهل - یا تری - یصلح مثل هذا الحدیث الهالک أن یأخذ بالأعناق؟!!).

أقول :

أولا : إنه یکفی لاستدلال الشیعة بهذا الحدیث کونه مخرجا فی کتب أهل السنة ، من السنن والمسانید والمجامیع الحدیثیة الشهیرة ، وبطرق متکثرة ، عن عدة من صحابة ا لنبی صلی الله علیه وآله وسلم ، فهو - کما قال الشیخ الکافی المالکی - (حدیث مشهور متفق علی نقله) و (نقله الفریقان وصححه القبیلان) و (لا یمکن لطاعن أن یطعن علیه).

وثانیا : إنه یکفی للاحتجاج تصحیح الحاکم وعدة من مشاهیر الأئمة وقول آخرین : حدیث مروی بطرق عدیدة یقوی س بعضها بعضا.

وثالثا : ظاهر کلام الرجل انحصار طرق هذا الحدیث بما ذکره وخدش فیه. والحال أن طرقه کثیرة جدا کما اعترف بذلک غیر واحد منهم.

ص: 148

ورابعا : إنه قد ورد بطرق لیس فیها أحد من الرواة الذین حاول تضعیفهم .. ومن ذلک :

روایة البزار فی (مسنده) عن عبد الله بن الزبیر.

وروایة الخطیب البغدادی فی (تاریخه) عن أنس.

وروایة الدولابی بالإسناد عن أبی الطفیل عامر بن واثلة ... (1).

وروایة أبی عبد الله القضاعی الأندلسی ، الشهیر بابن الأبار ، فی (معجمه) بالإسناد عن زاذان عن أبی ذر ... (2).

وخامسا : إنه یشهد بصحة حدیث السفینة روایات أخری :

کالذی أخرجه ابن أبی شیبة عن علی بن أبی طالب علیه السلام ، قال : (إنما مثلنا فی هذه الأمة کسفینة نوح ، وکباب حطة فی بنی إسرائیل) (3).

والذی رواه المتقی الهندی عنه علیه السلام أنه قال فی کلام له : (والله إن مثلنا فی هذه الأمة کمثل سفینة نوح فی قوم نوح ، وإن مثلنا فی هذه الأمة کمثل باب حطة فی بنی إسرائیل) (4).

وسادسا : لقد أخرج الحاکم هذا الحدیث بطریقین (5) :

أحدهما : (أخبرنی میمون بن إسحاق الهاشمی ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا یونس بن بکیر ، ثنا المفضل بن صالح ، عن أبی إسحاق ، عن حنش الکنانی ، قال : سمعت أبا ذر یقول - وهو آخذ بباب الکعبة - : أیها الناس من عرفنی فأنا من عرفتم ، ومن أنکرنی فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله

ص: 149


1- 1. الکنی والأسماء 1 / 76.
2- 2. المعجم - لابن الأبار - 87 - 89.
3- 3. الدر المنثور 1 / 71 - 72.
4- 4. کنز العمال 2 / 277.
5- 5. ویلاحظ أنه یصحح أحدهما علی شرط مسلم ، ویسکت عن الآخر ، وهذا مما یدل علی دقة الحاکم وتثبته فی الحدیث ، وأنه لم یکن متساهلا فی کتابه - کما یدعی بعض القوم -.

صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.

وهذا حدیث صحیح علی شرط مسلم ولم یخرجاه) (1).

والثانی : (أخبرنی أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، حدثنا العباس بن إبراهیم القراطیسی ، ثنا محمد بن إسماعیل الأحمسی ، ثنا مفضل ابن صالح ، عن أبی إسحاق ، عن حنش الکنانی ، قال : سمعت أبا ذر - وهو آخذ باب الکعبة - : من عرفنی فأنا من عرفنی ، ومن أنکرنی فأنا أبو ذر ، سمعت النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : مثل أهل بیتی فیکم مثل سفینة نوح فی قومه ، من رکبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل حطة لبنی إسرائیل) (2).

والحافظ الذهبی - وهو من أتباع ابن تیمیة وإمام أتباعه - لم یخدش فی السندین إلا من جهة (المفضل بن صالح). فقد جاء فی (تلخیص المستدرک) فی آخر الحدیث الأول :

(م. قلت : مفضل خرج له الترمذی فقط. ضعفوه) (3).

وفی آخر الحدیث الثانی :

(صحیح. قلت : مفضل واه) (4).

لکن صاحبنا أضاف التکلم فی (حنش الکنانی) التابعی المشهور ، وکأنه أشد تعصبا من الذهبی!!

وسابعا : إن المفضل بن صالح - الذی ضعفه الذهبی - من رجال الترمذی کما اعترف ...

ص: 150


1- 1. المستدرک علی الصحیحین 2 / 343.
2- 2. المستدرک علی الصحیحین 3 / 151.
3- 3. تلخیص المستدرک - المطبوع بذیل المستدرک - 2 / 343.
4- 4. تلخیص المستدرک - المطبوع بذیل المستدرک - 3 / 151.

وهو علی شرط مسلم کما نص علیه الحاکم واعترف الذهبی به أیضا.

والذی أوجب التکلم فیه منهم ما ذکره الترمذی بقوله : (لیس عند أهل الحدیث بذاک الحافظ) فیهم غیر قادحین فی ثقته ، ولا فی حفظه ، إلا أنه لیس بذاک الحافظ!

وظاهر کلماتهم أن ذنب الرجل روایة فضائل أهل البیت :

قال ابن عدی - بعد أن أورد له أحادیث - : (أنکر ما رأیت له حدیث الحسن بن علی ، وسائره أرجو أن یکون مستقیما).

فابن عدی یوثق الرجل ، وإنما ینکر بعض أحادیثه ، وقد جعل أنکرها حدیث الحسن. قال ابن حجر : (یعنی : أتانی جابر فقال : اکشف لی عن بطنک. الحدیث)! (1).

إذن ، فالرجل لا مجال للقدح فیه ولا فی روایاته ، وما ذکره الذهبی لیس إلا تعصبا ، وهو مشهور بالتعصب کما عرفت سابقا.

وثامنا : قوله : (وروی الحدیث من طریق أخری فیها ضعیفان : الحسن بن أبی جعفر الجفری ، وعلی بن زید بن جدعان) فیه :

إن (الحسن بن أبی جعفر الجفری) یروی هذا الحدیث عن (علی بن زید) کما عند المحدث الفقیه ابن المغازلی الشافعی ، حیث رواه بإسناده عن (الحسن بن أبی جعفر ، ثنا علی بن زید ، عن سعید بن المسیب ، عن أبی ذر ...) (2).

لکن قال الحافظ الهیثمی صاحب مجمع الزوائد :

(عن أبی ذر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : مثل أهل بیتی کمثل سفینة نوح ، من رکب فیها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومن

ص: 151


1- 1. تهذیب التهذیب 10 / 242.
2- 2. مناقب علی بن أبی طالب علیه السلام : 132.

قاتلنا فی آخر الزمان کمن قاتل مع الدجال. رواه البزار والطبرانی فی الثلاثة. وفی إسناد البزار : الحسن بن أبی جعفر الجعفری. وفی إسناد الطبرانی : عبد الله ابن داهر. وهما متروکان) (1).

فیظهر أن الطریق التی فیها (الحسن) لا یوجد فیه (علی بن زید بن جدعان) أو یوجد ولا کلام فیه.

ومثله الحدیث الآخر. قال الهیثمی :

(وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکب فیها نجا ، ومن تخلف عنها غرق. رواه البزار والطبرانی. وفیه : الحسن بن أبی جعفر. وهو متروک) (2).

وذکر الحافظ الهیثمی الحدیث بسند آخر لیس فیه واحد من الرجلین المذکورین. قال :

(وعن عبد الله بن الزبیر : إن النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم قال : مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح ، من رکبها سلم ، ومن ترکها غرق. رواه البزار. وفیه : ابن لهیعة : وهو لین) (3).

وتاسعا : لنا أن نحتج بکل من :

الحسن بن أبی جعفر الجفری.

وعلی بن زید بن جدعان.

* أما (الحسن) فقد روی عنه : أبو داود الطیالسی ، وابن مهدی ، ویزید ابن زریع ، وعثمان بن مطر ، ومسلم بن إبراهیم ، وجماعة آخرین من مشاهیر الرواة والأئمة ، وروایتهم عنه تدل علی جلالته ، بالإضافة إلی :

ص: 152


1- 1. مجمع الزوائد 9 / 168.
2- 2. مجمع الزوائد 9 / 168.
3- 3. مجمع الزوائد 9 / 168.

أن مسلم بن إبراهیم قال : کان من خیار الناس.

وقال عمرو بن علی : صدوق منکر الحدیث.

وقال أبو بکر بن أبی الأسود : ترک ابن مهدی حدیثه ثم حدث عنه وقال : ما کان لی حجة عند ربی.

وقال ابن عدی : والحسن بن أبی جعفر أحادیثه صالحة ، وهو یروی الغرائب وخاصة عن محمد بن جحادة ، له عنه نسخة یرویها المنذر بن الولید الجارودی عن أبیه عنه. وله عن محمد بن جحادة غیر ما ذکرت أحادیث مستقیمة صالحة ، وهو عندی ممن لا یتعمد الکذب ، وهو صدوق.

وقال ابن حبان : من خبار عباد الله الخشن ، ضعفه یحیی وترکه أحمد ، وکان من المتعبدین المجابین الدعوة ، ولکنه ممن غفل عن صناعة الحدیث وحفظه ، فإذا حدث وهم قلب الأسانید وهو لا یعلم ، حتی صار ممن لا یحتج به ، وإن کان فاضلا.

هذه هی الکلمات التی أوردها الحافظ ابن حجر بترجمته ، فی مقابلة کلمات الجرح (1).

فنقول :

1 - الرجل من رجال الترمذی وابن ماجة.

2 - روی عنه کبار الأئمة.

3 - شهد بعدالته : مسلم بن إبراهیم فقال : کان من خیار الناس.

فقال المعترض : (وهو تلمیذه).

قلت : کأنه یرید إسقاط هذه الشهادة ، لکون الشاهد تلمیذا ، وکأن الرجل لا یدری أن هذا المورد لیس من موارد عدم قبول الشهادة ، بل الأمر

ص: 153


1- 1. تهذیب التهذیب 2 / 227.

بالعکس ، إذ المفروض عدالة الشاهد ، فإذا کان تلمیذا کان أکثر معرفة بحال المشهود له من غیره.

4 - شهد بعدالته : عمرو بن علی الفلاس إذ قال : صدوق. وسیأتی الکلام علی قوله بعد ذلک : (منکر الحدیث).

5 - شهد بعدالته : ابن عدی.

6 - قال ابن حبان : من خیار عباد الله الخشن ، وکان من المتعبدین المجابین الدعوة ، ولکنه ممن غفل عن صناعة الحدیث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانید وهو لا یعلم ، حتی صار ممن لا یحتج به وإن کان فاضلا.

أقول : هذه عبارة ابن حبان ... فقارن بینها وبین ما أورده المعترض : (وقال ابن حبان : کان الجفری من المتعبدین المجابین الدعوة ، ولکنه ممن غفل عن صناعة الحدیث ، فلا یحتج به).

ولاحظ! ممن هذا التحریف والتصرف؟!

یقول ابن حبان - بعد الشهادة بکون (الحسن) من خیار عباد الله الخشن ، وأنه کان من المتعبدین المجابین الدعوة - : ولکنه ممن غفل عن صناعة الحدیث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانید وهو لا یعلم حتی صار ممن لا یحتج به وإن کان فاضلا.

فغایة ما کان من (الحسن) أنه : (إذا حدث وهم وقلب الأسانید) لکن (وهو لا یعلم) أی : فهو - کما قال ابن عدی - : (ممن لا یتعمد الکذب ، وهو صدوق). ولذا قال عنه الفلاس (1) - بعد أن قال : (صدوق) - : (منکر الحدیث).

فظهر :

أولا : لم ینقل المعترض کلمات التعدیل والثناء.

ص: 154


1- 1. ولا یخفی أن (عمرو بن علی الفلاس) هو نفسه من رواة حدیث السفینة ، عن طریق (الحسن ابن أبی جعفر الجفری) أخرجه عنه أبو بکر البزار فی مسنده ، وهذا مما یشهد بما ذکرناه.

وثانیا : دق حرف بعض الکلمات فی حق الرجل.

وثالثا : قد ظلم الرجل إذ لم یتحقق کلمات الجرح ، وأنها إنما ترجع إلی وهم الرجل فی روایته عن غفلة ، وأما هو فی ذاته فصدوق جلیل من خیار عباد الله الخشن.

* وأما (علی بن زید) فقد أخرج عنه : البخاری فی (الأدب المفرد) ، ومسلم ، والترمذی والنسائی وأبو داود وابن ماجة ، کما ذکر ابن حجر (1) ، وهؤلاء أرباب الصحاح الستة عندهم.

وذکر ابن حجر کلمات عدة من الأئمة فی وثاقته وصدقه والثناء علیه ...

ونحن لا نحتاج إلی الإطناب فی ترجمته لأمرین :

الأول : کونه من رجال مسلم والأربعة والبخاری فی (الأدب المفرد) ، وهذا فوق المطلوب.

والثانی : إن السبب الأصلی لجرح من جرحه هو التشیع! فلاحظ عباراتهم فی (تهذیب التهذیب) ونکتفی بإیراد واحدة منها :

(وقال یزید بن زریع : رأیته ولم أحمل عنه لأنه کان رافضیا).

وقد جعلوا أنکر ما روی : ما حدث به حماد بن سلمة ، عنه ، عن أبی نضرة ، عن أبی سعید ، رفعه : إذا رأیتم معاویة علی هذه الأعواد فاقتلوه. قاله ابن حجر.

قلت : فإذا کان هذا الأمر - الحق الذی وافقه فی روایته کثیرون ، وهو من الأحادیث الصادرة قطعا - هو أنکر ما روی عنه ، فاعرف حال بقیة أحادیثه!

وعاشرا : لنا أن نحتج بکل من :

عبد الله بن داهر.

وابن لهیعة.

ص: 155


1- 1. تهذیب التهذیب 7 / 283.

* أما (عبد الله بن داهر) فذنبه عند القوم أنه : (رافضی خبیث) وأن : (عامة ما یرویه فی فضائل علی وهو متهم فی ذلک).

وقد أورد فی (المیزان) و (لسان المیزان) أحادیث عنه فی فضل علی وأهل البیت علیهم السلام ، منها ما رواه بإسناده عن ابن عباس : (ستکون فتنة فمن أدرکها فعلیه بالقرآن وعلی بن أبی طالب ، فإنی سمعت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم - وهو آخذ بید علی - : هذا أول من آمن بی ، وأول من یصافحنی ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو یعسوب المؤمنین ، والمال یعسوب الظلمة ، وهو الصدیق الأکبر ، وهو خلیفتی من بعدی) (1).

* وأما (ابن لهیعة) فقد روی عنه کبار الأئمة من المتقدمین ، کالثوری ، والشعبی ، والأوزاعی ، واللیث بن سعد ، وابن المبارک.

وهو من رجال : مسلم وأبی داود والترمذی وابن ماجة.

قال أبو داود عن أحمد : ومن کان مثل ابن لهیعة بمصر فی کثرة حدیثه وضبطه وإتقانه؟!

وعن الثوری : عند ابن لهیعة الأصول وعندنا الفروع ، وحججت حجا لالقی ابن لهیعة.

وقال أبو طاهر بن السرح : سمعت ابن وهب یقول : حدثنی - والله - الصادق البار عبد الله بن لهیعة.

وقال یعقوب بن سفیان : سمعت أحمد بن صالح - وکان من خیار المتقنین - یثنی علیه.

وعنه أیضا : ابن لهیعة صحیح الکتاب ...

وعن ابن معین : قد کتبت حدیث ابن لهیعة ، وما زال ابن وهب یکتب

ص: 156


1- 1. میزان الاعتدال 2 / 417 ، لسان المیزان 3 / 283.

عنه حتی مات.

وقال الحاکم : استشهد به مسلم فی موضعین.

وقال ابن شاهین : قال أحمد بن صالح : ابن لهیعة ثقة ، وما روی عنه من الأحادیث فیها تخلیط یطرح ذلک التخلیط.

وقال مسعود عن الحاکم : لم یقصد الکذب ، وإنما حدث من حفظه بعد احتراق کتبه فأخطأ.

وقال ابن عدی : حدیثه کأنه نسیان ، وهو ممن یکتب حدیثه (1).

أقول : ألا یکفی هذا للاحتجاج بما رواه؟!

بقی الکلام :

فی : (حنش الکنانی) و (سوید بن سعید).

* أما (حنش) فقد عرفت أنه من التابعین المشاهیر ، وقد دأب القوم علی تعدیل التابعین أخذا بما یروونه عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم من أحادیث : خیر القرون قرنی ، ثم الذین یلونهم ... بل ذکره ابن مندة وأبو نعیم فی الصحابة کما ذکر ابن حجر.

وأورد ابن حجر کلمات التوثیق له عن أبی داود والعجلی وغیرهما.

وقد أخذ علیه أنه کان ینفرد عن علی بأشیاء لا تشبه حدیث الثقات!! حتی صار ممن لا یحتج بحدیثه!! (2)

* وأما (سوید بن سعید) فهو من رجال صحیح مسلم وصحیح ابن ماجة. قال ابن حجر :

(وعنه : مسلم ، وابن ماجة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ویعقوب بن شیبة ، وعبد الله بن أحمد ، ومطین ، وبقی بن مخلد ، وأبو الأزهر ...).

ص: 157


1- 1. تهذیب التهذیب 5 / 327.
2- 2. تهذیب التهذیب 3 / 51.

قال ابن حجر : (قال عبد الله بن أحمد : عرضت علی أبی أحادیث سوید عن ضمام بن إسماعیل فقال لی : اکتبها کلها فإنه صالح. أو قال : ثقة. وقال المیمونی عن أحمد : ما علمت إلا خیرا. وقال البغوی : کان من الحفاظ ، وکان أحمد ینتقی علیه لولدیه فیسمعان منه. وقال أبو داود عن أحمد : أرجو أن یکون صدوقا. وقال : لا بأس به. وقال أبو حاتم : کان صدوقا وکان یدلس ویکثر. وقال البخاری : کان قد عمی فیلقن ما لیس من حدیثه. وقال یعقوب بن شیبة : صدوق مضطرب الحفظ ولا سیما بعد ما عمی. وقال صالح بن محمد : صدوق إلا أنه کان عمی فکان یلقن أحادیث لیست من حدیثه ...) (1).

وقال الذهبی : (الحافظ الرحال المعمر ، حدث عن مالک بالموطأ وعنه : م ، ق ، ومطین ، وابن ناجیة ، وعبد الله بن أحمد ، والباغندی ، والبغوی ، وخلق کثیر. قال البغوی : کان من الحفاظ ، کان أحمد بن حنبل ینتقی علیه لولدیه.

وقال أبو حاتم : صدوق کثیر التدلیس. وقال أبو زرعة : أما کتبه فصحاح ، وأما إذا حدث من حفظه فلا) (2).

وقال ابن حجر : (صدوق فی نفسه ، إلا أنه عمی فصار یتلقن ما لیس من حدیثه. وأفحش فیه ابن معین القول) (3).

أقول : تلخص :

1 - هو من رجال مسلم وابن ماجة ، ومن مشایخ کثیر من الأئمة.

2 - هو (صدوق) عند أحمد وجماعة من أئمة الجرح والتعدیل.

3 - عمدة ما انتقد علیه أنه لما عمی لقن ما لیس من حدیثه.

4 - أفحش القول فیه یحیی بن معین ... فقوله مردود عند الأئمة.

واعلم أن هذا المعترض ذکر العبارة التالیة :

ص: 158


1- 1. تهذیب التهذیب 4 / 272 - 275.
2- 2. تذکرة الحفاظ 2 / 454.
3- 3. تقریب التهذیب 1 / 340.

(وقال الحاکم : ویقال إن یحیی لما ذکر له هذا الحدیث قال : لو کان لی فرس ورمح غزوت سویدا).

لکن ما هو المراد من (هذا الحدیث)؟!

حدیث السفینة؟!

لا ، بل حدیث آخر ... لکن الرجل دلس وحرف!!

قال ابن حجر : (وقال ابن حبان : کان أتی عن الثقات بالمعضلات : روی عن أبی مسهر - یعنی عن أبی یحیی القتات - عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رفعه : من عشق وکتم وعف ومات مات شهیدا. قال : ومن روی مثل هذا الخبر عن أبی مسهر تجب مجانبة روایاته. هذا إلی ما لا یحصی من الآثار وتلک الأخبار.

وقال فیه یحیی بن معین : لو کان لی فرس ورمح لکنت أغزوه. قاله لما روی سوید هذا الحدیث.

وکذا قال الحاکم أن ابن معین قال هذا فی الحدیث) (1).

أقول :

هکذا یریدون الرد علی کتبنا ، فاعرفوهم أیها المنصفون واحذروهم أیها المسلمون!!

* قال السید رحمه الله :

(وقوله صلی الله علیه وآله وسلم : ا لنجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بیتی أمان لأمتی من الاختلاف (فی الدین) فإذا خالفتها قبیلة من العرب (یعنی : فی أحکام الله عزوجل) اختلفوا فصاروا حزب إبلیس).

ص: 159


1- 1. تهذیب التهذیب 4 / 241.

قال فی الهامش : (أخرجه الحاکم فی ص 149 من الجزء الثالث من المستدرک عن ابن عباس. ثم قال : هذا حدیث صحیح الإسناد ، ولم یخرجاه).

قیل :

(رواه الحاکم 3 / 149. وفی سنده ابن أرکون ، قال الذهبی : ضعفوه.

وکذا خلید ضعفه أحمد وغیره. وهو حدیث موضوع کما ذکر الذهبی).

أقول :

قال الحاکم : (حدثنا مکرم بن أحمد القاضی ، ثنا أحمد بن علی الأبار ، ثنا إسحاق بن سعید بن أرکون الدمشقی ، ثنا خلید بن دعلج أبو عمرو السدوسی ، أظنه عن قتادة ، عن عطاء ، عن ابن عباس - رضی الله عنهما - قال : قال رسول الله ... هذا حدیث صحیح الإسناد ولم یخرجاه).

وقد رواه عن الحاکم أعیان علماء الحدیث المتأخرین عنه وارتضوا تصحیحه ، ومنهم :

الحافظ السیوطی ، فی : الخصائص الکبری 3 / 364 ، وإحیاء المیت بفضائل أهل البیت : رقم 29.

والحافظ السمهودی ، فی : جواهر العقدین - مخطوط.

والشبراوی ، فی : الإتحاف بحب الأشراف : 20.

والحمزاوی ، فی : مشارق الأنوار : 86.

والصبان ، فی : إسعاف الراغبین - هامش نور الأبصار : 130.

فنحن نستدل بروایة هؤلاء ...

أما الذهبی فقد عرفنا حاله وطریقته ، ولا یعتد بکلامه إلا من کان علی شاکلته ...

ص: 160

ثم إن لهذا الحدیث الشریف مؤیدات کثیرة ... کقوله صلی الله علیه وآله وسلم : (النجوم أمان لأهل الأرض ، وأهل بیتی أمان لأمتی). أخرجه : ابن أبی شیبة ، ومسدد ، والحکیم الترمذی ، وأبو یعلی ، والطبرانی ، وابن عساکر وعنهم المتقی الهندی (1).

ولهذا نجدهم یعقدون فی کتبهم أبوابا بهذا العنوان :

قال الحافظ محب الدین الطبری : (ذکر أنهم أمان لأمة محمد صلی الله علیه (وآله) وسلم ...) (2).

وقال الحافظ السخاوی : (باب الأمان ببقائهم والنجاة فی اقتفائهم ...) (3).

وقال الحافظ السمهودی : (الذکر الخامس : ذکر أنهم أمان الأمة ، وأنهم کسفینة نوح ...) (4).

للبحث صلة ...

ص: 161


1- 1. کنز العمال 13 / 88.
2- 2. ذخائر العقبی : 17.
3- 3. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.
4- 4. جواهر العقدین - مخطوط.

البردة

والأعمال التی دارت حولها

(فهرسة)

(1)

أسعد الطیب

البردة هی أسیر قصیدة قیلت فی مدح الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ووصف شمائله الزکیة ... فقد ذاعت فی مختلف الأقطار الإسلامیة ذیوعا عظیما لم یتح مثله لقصیدة أخری فی بابها ، فعنیت بها الجماهیر الشعبیة ، وحفظتها الخاصة والعامة ، ورتلها المرتلون فی المحافل کأنها نشید الأناشید ، وتباری الخطاطون البارعون فی نسخها کلها أو بعضها ، وحلیت کتابتها بالذهب علی نحو ما یصنع المتفننون بنسخ المصحف الشریف ، وتهاداها الکبراء ، وذکر أنها کانت جزءا من الهدیة التی قدمها ابن خلدون إلی تیمورلنک. (الموازنة بین الشعراء : 172).

وتجاذبها کبار الشعراء منذ عصر البوصیری إلی عصرنا تضمینا وتشطیرا وتخمیسا وتسبیعا وتعشیرا ومعارضة ، وکان آخر من عارضها فی عصر النهضة الحدیثة محمود سامی البارودی وسمی قصیدته (کشف الغمة فی مدح سید الأمة) وعدد أبیات هذه القصیدة 447 بیتا ، ثم أمیر الشعراء أحمد شوقی وسمی قصیدته (نهج البردة). (الموازنة بین الشعراء ، والمدائح النبویة فی الأدب العربی ، ودیوان البارودی : 22 ، ودیوان شوقی م 1).

أسعد الطیّب

ص: 162

هکذا یقول الشیخ محمد بهجة الأثری (1).

وأما سبب تسمیتها بالبردة ، مع أن ناظمها سماها : الکواکب الدریة فی مدح خبر البریة ، فهو شیوع منام البوصیری المحکی فی کشف الظنون 2 / 1331 وغیره ، ویری الشیخ الأثری أن خفة هذا الاسم علی اللسان سبب آخر لهذه التسمیة.

وقد تحرف هذا الاسم عند الأتراک العثمانیین إلی (البراءة) وجری علی ألسنتهم قدیما وحدیثا ، ولعلهم أخذوا هذه التسمیة من مضمون حکایة الشاعر سبب نظمه لها وما اتفق له من البرء. ولکن لغة العرب لا تساعدهم ، فإن البراءة هی قترة الصائد التی یکمن فیها ، والجمع برأ ، وهذا بعید عن مرادهم.

وفی بغداد کان الناس یسمون قصیدة کعب بن زهیر البردة ، وقصیدة البوصیری البراءة (2).

وقد کان العلماء یجیزون بقراءتها وروایتها ویجازون ، فقد قال إسماعیل ابن الأحمر (- 807) (من أخلاف أمراء غرناطة) فی ترجمة الفقیه القاضی الخطیب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد :

(أدرکته ورأیته ، وأجازنی فی القصیدة الموسومة بالبردة التی أولها : أمن تذکر جبران بذی سلم - ...

نظم الفقیه أبی عبد الله محمد شرف الدین البوصیری) (3).

وفی مکتبة جامعة طهران شرح فارسی لقصیدة البردة فیه إجازة لأبی سعید ابن أبی یزید الأبیوردی ، عن فضل الله الرودستانی الأصفهانی ، عن

ص: 163


1- 1. الخطاط البغدادی - التعلیقات - 35 - 36.
2- 2. الخطاط البغدادی - التعلیقات - : 37.
3- 3. نثیر الجمان : 307.

شمس الدین أبی الخیر محمد السخاوی المصری فی الروضة فی المدینة المنورة ، عن أبی محمد عبد الواحد بن فرات الحنفی ، عن ابن جماعة ، عن ناظمها.

وقد کتبت نسخة الشرح فی الاثنین 11 / ربیع الأول / 898 (1).

وکانت تقرأ علی الشیوخ کما تقرأ کتب الدرس الأخری ، فهذا الشیخ محمد عیاد الطنطاوی (1710 (؟) - 1861 م) یقول : (وقرأت المقامات الحریریة فی الأزهر ، وشرح الزوزنی علی المعلقات ، وما علمت أحدا قبلی قرأهما فیه ، وقرأت البردة ..) (2).

وهذا السید أحمد الآمدی یجیز بها ، وهذا نص إجازته : (أجزت أخی وثمرة قلبی السید حسین الحامد لقراءة (؟) قصیدة البراءة أو البردة لکل أمر مهم بقدر قدرته ، نفعه الله بها بالنبی وعترته.

(وأنا المحتاج إلی شفاعة صاحب المعراج

السید أحمد الآمدی)

نقش خاتمه) (3).

وذکرت لها خواص - کما مر فی إجازة السید أحمد الآمدی - وألف فی هذه الخواص ، ففی المکتبة الصبیحیة بسلا مخطوط (مجموع) برقم 117 وفی ضمنه کتاب (خواص البردة) لمؤلف مجهول فی 3 أوراق (4).

وقد عن لی من عدة سنین أن أسجل ما یمر بی حول البردة ، فتجمع لدی هذا المقال.

ص: 164


1- 1. مکتبة جامعة طهران ، رقم 7427 ، وصفت فی فهرسها 16 / 557.
2- 2. حیاة الشیخ محمد عیاد الطنطاوی : 112.
3- 3. تخمیس ترکی لسلیمان بن عبد الرحمن ، المتلخص ب : نحیفی - المکتبة الرضویة ، رقم 13272 ، ورقة 37 آخر التخمیس.
4- 4. فهرس المکتبة الصبیحیة : 250.

وسیدور الکلام فیه علی عدة فصول.

تنبیهات

1 - التزمنا فی عملنا هذا بالأعمال التی کتبت باللغة العربیة إلا ما سنشیر إلیه.

2 - ذکرنا تخمیس البردة لنحیفی وهو باللغة الترکیة الإسلامبولیة لغرابته.

3 - اختصرنا أسماء بعض المصادر ، وهی :

1 - معجم المطبوعات : اختصار لکتاب معجم المطبوعات العربیة والمعربة.

2 - مشار : اختصار لمعجم المطبوعات العربیة لخانبابا مشار.

3 - دار الکتب : اختصار لدار الکتب المصریة.

4 - منزوی : نسخه های خطی فارسی.

4 - لقد دخلت فی هذه الفهرسة الأعمال التی دارت حول بردة کعب ابن زهیر ، وسبب دخولها إجمال الفهارس المعتمدة ، وهی أعمال قلیلة.

5 - هذه النشرة نشرة أولیة یتبعها - إن شاء الله - تصحیح واستدراک قد یطول وقد یقصر.

ص: 165

الفصل الأول

نسخ البردة المخطوطة آثار فنیة من الخط العربی

ودلیل دراسة لهذا الخط الکریم

أراد الدکتور سهیل أنور فی کتابه (الخطاط البغدادی علی بن هلال) أن یثبت رأیه فی طریقه ابن هلال فی الخط ، وأن هذه الطریقة قد استمرت فی مصر إلی القرن الخامس عشر المیلادی ، وأن الخطوط فی شمال أفریقیة وفی سوریة لم تشذ عن طریقة ابن هلال إلی عصور قریبة.

فجعل من أمثلته الدالة علی ذلک البردة فی قوله : (وقد استمر هذا الأسلوب ، ولم یضف إلیه شئ یذکر. وفی خزائن کتبنا ، ولا سیما خزانة کتب السلطان محمود الأول فی جامع آیا صوفیا ، أمثال کثیرة لذلک فی نسخ قصیدة البراءة) (1).

وإلیک أسماء وأماکن عدة نسخ علی سبیل المثال :

1 - أول نسخ البردة المجودة الخط هی النسخة - أو النسخ - التی کتبها ناظم عقدها البوصیری نفسه ، فقد عده مترجموه من الخطاطین الماهرین.

2 - یاقوت المستعصمی (- 698) (2) ، وقد بقی مما ینسب إلی خطه نسخة فی مکتبة مجلس الشوری بطهران ، برقم 5264 ، ورقم دفتر 16816 ، وصفت فی فهرسها

16 / 87 ، وهی بخط الثلث والنسخ الجید ، وقد فقدت منها ورقتان من الوسط وأبدلتا بورقتین کتبتا بخط حدیث.

وها نحن ذاکرون ما عثرنا علیه من النسخ مرتبة علی القرون :

ص: 166


1- 1. الخطاط البغدادی - الأصل - : 8 - 9 ، والنص فی ص 9.
2- 2. لقد ذکرنا نسخة یاقوت ، وإن کان هو علما فی الخط المنسوب ، لأنه کتبها بعد نسخة الناظم حتما. هذا إن صحت نسبة هذه النسخة إلی یاقوت.

القرن الثامن

1 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 4178 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2035 ، وصفت فی فهرس الأدب 1 / 282 بأنها نسخة خزائنیة کتبت بقلم نسخ وثلث مجود مشکول ، کتبها فی القاهرة یوسف السرائی برسم السلطان شعبان وفرغ منها فی 16 / شعبان / 707 ، وبین سطورها تخمیس لناصر الدین محمد بن عبد الصمد الفیومی ، وصفحاتها مجدولة ومزخرفة.

30 ورقة ، فی الصفحة 3 سطور ، 30 × 42 سم.

2 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 5475 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2135 ، وصفت فی فهرس الأدب 1 / 283 ، احتمل المفهرس أنها من خطوط القرن الثامن الهجری ، بخط نسخ مجود مشکول ، وبین سطورها تخمیس.

35 ورقة ، کل صفحة 3 سطور ، 18 × 5 / 26 سم.

القرن التاسع

1 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 4169 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2029 ، وصفت فی فهرس الأدب 1 / 283.

وهی نسخة خزائنیة کتبت بقلم نسخ مجود وثلث مشکول ، کتبها عبد الله الشروانی فی سنة 877 ، وبین سطورها تخمیس ناصر الدین محمد بن عبد الصمد الفیومی ، وصفحاتها مجدولة مزخرفة.

29 ورقة ، فی الصفحة 3 سطور ، 31 × 2 / 43 سم.

ص: 167

2 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 4177 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2034.

وهی نسخة خزائنیة ، کتبت بقلم نسخ وثلث مجود مشکول ، صفحاتها مجدولة مزخرفة ، وبین سطورها تخمیس.

قدر مفهرس المعهد أنها من خطوط القرن التاسع الهجری.

29 ورقة ، فی الصفحة 3 سطور 6 / 27 × 5 / 34 سم.

3 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 4168 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2028 ، وصفت فی فهرس الأدب 1 / 283.

وهی نسخة خزائنیة ، کتبت بقلم نسخ مجود مشکول ، کتبها قائم الشریفی أحد ممالیک الأشرف قایتبای برسم السلطان المذکور المتوفی فی 901. صفحاتها مجدولة مزخرفة ، وبین سطورها تخمیس.

30 ورقة ، فی الصفحة 3 سطور ، 8 / 29 × 43 سم.

4 - نسخة فی المکتبة الرضویة فی مدینة مشهد ، برقم 4389 ، کتبت فی سنة 881 ، من کتب نادر شاه.

القرن العاشر

1 - نسخة أصلها فی شستربتی برقم 4209 ، وصورتها فی معهد المخطوطات برقم 2040 ، وصفت فی فهرس الأدب 1 / 284.

وهی بخط ثلث ونسخ مجود مشکول ، کتبها سلطان محمد بن محمد حسین ، وفرغ منها فی شهر رمضان سنة 985 ، صفحاتها مجدولة ومزخرفة وبها أثر رطوبة.

15 ورقة ، الصفحة 11 سطرا ، 5 / 17 × 26 سم.

2 - نسخة فی المکتبة الرضویة فی مدینة مشهد ، برقم 4391 ، کتبت

ص: 168

فی سنة 985.

القرن الحادی عشر

1 - نسخة فی المکتبة الرضویة ، برقم 4390 ، کتبت فی سنة 1089 ، وهی من کتب نادر شاه.

2 - نسخة فی مکتبة جامعة مک کیل - کندا ، وصفت فی فهرسها 1 / 151 تسلسل 163 النسخة رقم 1 ، حیث إن تحت الرقم 163 ثلاث نسخ من البردة.

تفضل مدیر مکتبتها مشکورا فصورها وأرسلها لی.

وقد کتبت فی سنة 1093.

القرن الثانی عشر

1 - نسخة فی مکتبة کوهر شاد فی مشهد بإیران ، تحت رقم 3 / 814 ، بخط نسخ جید ، جدول إکلیل ولاجورد وأسود ، 12 سطرا فی الصفحة.

القرن الثالث عشر

نسخة فی المکتبة الوطنیة فی طهران (کتابخانه ملی) وصفت فی فهرسها 8 / 402 ، بخط نستعلیق جید ، وهی نفیسة مجدولة ملونة ، کتبها شمس الکتاب محمد الحسینی ، وهی فی 24 ورقة.

ص: 169

الفصل الثانی

مجموعات التخامیس

1 - مجموعة

یوسف بن یحیی بن محمد ، أبی المحاسن ، جمال الدین ، الکرمانی (بعد 894).

قال السخاوی : (جمع من تخامیس البردة ما ینیف علی ستین).

الضوء اللامع 10 / 337 ، الأعلام 8 / 258.

2 - مجموعة

ذکر السهرانی (محمد بن منلا أبی بکر) أنه رأی خمسة وثلاثین تخمیسا جمعها بعض العلماء.

کشف الظنون 2 / 1331 هامش.

3 - مجموعة

أیتمش الخضری الزاهری (- 846).

وهی تسعة وعشرون تخمیسا.

منها نسخة فی مکتبة شستربتی برقم 4215 ، فی 90 ورقة ، بقیاس 8 / 21 × 3 / 30 سم.

ومنها مصورة فی معهد المخطوطات العربیة برقم 2041.

أولها : (أما بعد ، فقد جمع العبد الفقیر إلی الله تعالی أیتمش الخضری ... عدة تخامیس علی الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة ... المشهورة بالبردة ... المشتملة علی ثمانیة فصول ... وإن وجد فی ترتیب

ص: 170

التخامیس خلل فی التباس بعضها ببعض فمن النسخ التی وجد فیها عدة تخامیس).

الأول للسید الشریف أحمد بن ترجم.

وآخرها مبتور ، وآخر الموجود منها بیت من قصیدة (بانت سعاد) لکعب ابن زهیر ، وهو :

أنبئت أن رسول الله أوعدنی

والعفو عند رسول الله مأمول

کتبت بقلم نسخ وثلث جید مشکول من خطوط القرن العاشر الهجری تقدیرا ، وصفحاتها مجدولة.

فهرس المخطوطات المصورة - الأدب ، قسم 1 / 62.

4 - مجموعة المرعشیة برقم 5309 ، وهی خمسة عشر تخمیسا کتبت فی 997 ، فی 41 ورقة بقیاس 32 سطر ، و 5 / 41 × 28 سم.

أبیات ا لبردة بخط الثلث وکتبت بالشنجرف ، والتخمیس بلون أسود ، واسم الشاعر باللاجورد.

مجدولة.

بخط محمد المناوی.

أنظرها فی فهرس المکتبة 14 / 97 والنماذج 33 و 34 و 35.

وقد فرقت أسماء المخمسین وأوائل التخامیس فی فصل الأعمال الشعریة.

5 - مجموعة

شعبان بن محمد الآثاری.

حیث اختار تسعة من تخامیس البردة وضم إلیها تخمیس نفسها وسماها :

ص: 171

(آثار العشرة) ورمز لهم بالحروف (م ی خ ح ه أس ز ن ش).

الذریعة 4 / 8 ه تتمة هامش 1 المتقدم فی الصفحة السابقة.

6 - مجموعة

المکتبة الرضویة برقم 4475 ، وهی ستة تخامیس ، رتبت جداول الأصل علی خمسة تخامیس ، وأضیف إلیها تخمیس سادس بخط سئ ولم یذکر اسم ناظمه ، أوله :

الله یعلم ما بالقلب من ألم - ...

کتبت فی القرن التاسع ، فی 79 ورقة ، بقیاس 11 سطر.

فهرس الرضویة ج 7 قسم 1 ص 242 - 243 ، ویوجد نموذج لصفحة منها فی آخر ج 7 قسم 2.

وقد فرقتها کسابقتها - فی فصل الأعمال الشعریة.

7 - مجموعة

مکتبة مجلس الشوری الإیرانی.

کتبت فی 767 ، فی 83 صفحة بقیاس 20 سطر ، 35 × 25 سم.

خطها نسخ وثلث جمیل جدا.

وقد رتبت ترتیبا لطیفا حیث قسمت الصفحة إلی نصفین ، کتب فی آخر کل نصف بیت من البردة بخط ثلث غلیظ بحبر أسود ، ونسقت ثلاثة تخامیس فی الوسط وواحد علی جهة الیمین والآخر علی جهة الیسار.

کتب التخمیس الأول والثالث بقلم ثلث بحبر أسود ، وکتب التخمیس الثانی بحبر أحمر.

الصفحة الأول والثانیة مزخرفة مذهبة.

أولها : (الحمد لله الذی أوجب حمده ... أما بعد ، فلما رأیت جماعة من

ص: 172

الفضلاء کل بذل جهده فی تخمیس القصیدة المسماة بالبردة ، ورأی کل أنه قد بلغ ما قصده ، أحببت أن أجمع ما خمسوه لیکون لی فی القیامة عمدة ، وجمعت فی هذه الأوراق ما خمسون فکانت خمسة فی العدة ، فالتخمیس الأول ..).

آخرها : (کملت البردة وتخمیساتها بحمد الله وعونه وحسن توفیقه نهار یوم الجمعة سادس شهر جمادی الأولی سنة سبع وستین وسبعمائة ، وصلی الله علی محمد وآله وسلم).

فهرسها 7 / 239 - 255 ، رقم ثبت 63227 ، رقم الفهرس 182.

وقد فرقتها - کسابقتها - فی فصل الأعمال الشعریة.

8 - مجموعة

المکتبة الوطنیة فی تبریز (کتابخانه ملی تبریز).

برقم 3 / 2904 ، أنظر فهرسها 1 / 226.

ولا أعلم عنها أکثر من هذا.

9 - مجموعة

مکتبة متحف مولانا فی مدینة قونیا فی ترکیا.

وهی أربعة تخامیس ، فی 46 ورقة.

رقم الخزانة 2664 ، رقم المجلد 709.

أنظر : المخطوطات العربیة فی مکتبة متحف مولانا فی قونیا - نشر عالم الکتب - الطبعة الأولی 1407 ه / 1986 م ، ص 198 - 201 ، وقد فرقتها - کسابقاتها - فی فصل الأعمال الشعریة

ص: 173

الفصل الثالث

الأعمال الشعریة

أ - الأعمال الشعریة مرتبة حسب أسماء الشعراء (1 - 5)

خمسة تخامیس

إبراهیم بن أحمد (أو محمد) الجمل الصفاقسی.

تراجم المؤلفین التونسیین 2 / 54 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 299 رقم 10305.

(6)

تثمین

إبراهیم بن أحمد (أو محمد) الجمل الصفاقسی.

فی أول کل ثمین اسم الجلالة.

تراجم المؤلفین التونسیین 2 / 54 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 237 رقم 9935.

(7)

تخمیس

إبراهیم حقی الموصلی الحسینی (1306 - 1339).

وسماه : (تنفیس الشدة فی تخمیس البردة).

طبعه علی الخاقانی - بغداد - 1968 م.

ص: 174

معجم المؤلفین (المستدرک) : 14 ، معجم المؤلفین العراقیین - کورکیس عواد - 1 / 39 ، التراث العربی - کورکیس عواد - : 40.

(8)

تخمیس

إبراهیم بن الخشاب ، بدر الدین المخزومی.

أوله :

یا من براه الهوی مذ رق کالقلم

وابتاع بالنوم مرعی النجم فی الظلم

فی دار الکتب (1).

(9)

تخمیس

إبراهیم بن علی البهنسی (- 846)

أوله :

أسهرت جفنک فی محلولک الظلم

وفاض دمعک محمرا کما الدیم

فی دار الکتب.

ویظهر من السخاوی أن تخمیس المترجم غیر هذا التخمیس الذی ذکرناه حیث قال : (خمس البردة تخمیسا غریبا فإنه افتتح بصدر بیت الأصل وختم بعجزه وکلامه بینهما).

ص: 175


1- 1. کلما جاء ذکر (دار الکتب) فالمعنی به دار الکتب المصریة.

ولعل التخمیسین له.

الضوء اللامع 1 / 81.

(10)

تخمیس

إبراهیم بن یحیی بن محمد العاملی الطیبی (1154 - 1214).

شعراء الغری 1 / 1.

(11)

تخمیس

أحمد بن أبی بکر بن صالح ، شهاب الدین المرعشی الحلبی (- 872).

أوله :

لما تنشقت من أرواح ذی الهمم

وحلی الخد من حبات منتظم

فی دار الکتب.

کشف الظنون 2 / 1333 ، الضوء اللامع 1 / 254.

(12)

تخمیس

أحمد بن حسین بن أحمد بن محمد الطرابلسی المالکی الصوفی ، المعروف ب (بهلول) (- 1113).

فهرس منتخباتی : 86 - 87.

ص: 176

(13)

تشطیر البردة وتعجیزها أحمد الحفظی بن عبد الخالق الزمزمی العجیلی (کان حیا فی 1293) طبع فی الآستانة ، وطبع فی بولاق سنة 1295 فی 16 صفحة.

معجم المؤلفین 1 / 263 ، الأعلام 1 / 145 ، معجم المطبوعات : 796.

(14)

تشطیر البردة

أحمد بن داوود بن سلیمان العانی النقشبندی البغدادی ، المعروف ب (أحمد الداوود) (1286 - 1367).

معجم المؤلفین (المستدرک) : 51 ، الاعلام 1 / 123.

(15)

تخمیس

أحمد بن سالم ، شهاب الدین بن مجد الدین ، الأذرعی.

أوله :

هل لی إلی أثلات البان والعلم

من عودة فعسی أشفی من السقم

فی دار الکتب.

وفی الرضویة. (1)

====

أنظر فصل : مجموعات التخامیس.

ص: 177


1- 1. کلما ذکرنا المکتبة الرضویة والمرعشیة ومجلس الشوری بدون ذکر رقم المخطوطة فإنما نعنی المجموعات.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، ونسبه المفهرس إلی الغزی.

وفی مکتبة مجلس الشوری أنه لأحمد بن منصور بن صارم الدمیاطی ، شهاب الدین ، المعروف ب (ابن حباس).

(16)

مجاراة

أحمد بن أبی سعید الأمیثهوی (1047 - 1130).

حرکة التألیف فی الإقلیم الشمالی الهندی : 109 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 3 / 44 رقم 6111.

(17)

تشطیر

أحمد بن شرقاوی الخلفی المالکی الخلوتی (1250 - 1316) طبع فی بولاق فی سنة 1314 فی 36 صفحة.

معجم المطبوعات : 372.

(18)

تخمیس

أحمد بن شعبان المقدسی الحنبلی.

أوله :

یا من أشاع سلوا ثم لم ینم

ص: 178

أراک فی الوجد تبری علة السقم

فی دار الکتب.

(19)

مجاراة

أحمد شوقی (1352).

أولها :

ریم علی القاع بین البان والعلم

أحل سفک دمی فی الأشهر الحرم

سماها : (نهج البردة).

دیوانه 1 / 190 - 208.

(20)

تسبیع

أحمد بن عبد الله المکی ، شهاب الدین.

قال حاجی خلیفة : (ذکر السهرانی أنه رأی تسبیعا عجیبا مبدوءا من أوله إلی آخره بلفظة الجلالة للشیخ شهاب الدین أحمد بن عبد الله المکی فذکره بعد شرح کل بیت) (1).

(21)

تشطیر

أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد ، الخیاط الجرجاوی المالکی (- 27

ص: 179


1- 1. کشف الظنون : 1331 مادة (قصیدة البردة).

جمادی الآخرة 1254).

معجم المؤلفین 1 / 306 ، فهرس دار الکتب 3 / 63.

(22)

نهج البردة

لأحمد بن علی بن ثابت الخطیب ، أبی بکر.

طبع فی القاهرة ، مکتبة مصطفی الحلبی.

(23)

تخمیس

أحمد بن مترجم (1) (ترجم) السید الشریف.

أوله :

عرج علی العلم السعدی بالعلم

واسمع أنینا خفیا زائد الألم

فی دار الکتب.

(24)

تخمیس

أحمد بن محمد بن أحمد الشریف (کان حیا 1139).

تراجم المؤلفین التونسیین 3 / 179 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، 4 / 242 رقم 9968.

ص: 180


1- (13) آل ترجم : بطن من آل فائز بکربلاء ، ینحدر من سلالة تاج الدین ترجم ، نقیب الأشراف ،

(25)

تخمیس

أحمد بدر الدین بن محمد الصاحب شرف الدین.

أوله :

یا قلب کم فی قبور العشق من أمم

ماتوا من الشوق فی ضر وفی ألم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، نسب إلی ابن الصاحب.

(26)

تخمیس

أحمد بن محمد بن علی السلمی ، أبی العباس ، شهاب الدین ، المنصوری ، ابن الهائم (- 887).

وسماه : (تأسیس النجدة بتخمیس البردة).

أوله :

یا راعی النجم فی الظلماء لم ینم

یشدو ویحدو بذکر البان والعلم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی نسب إلی ابن الشهید.

====

الجد الأعلی لسادات آل ترجم ، کان حیا سنة1. 980 ه البیوتات العلویة فی کربلاء - للقزوینی - 1 / 33 - 44 ، معجم قبائل العرب 4 / 42.

ص: 181

(27)

تخمیس

أحمد بن محمد ، السلمی نفسه.

أوله : ألم بالقلب أوصاب من الألم

وصرت بعد وجود الحسن فی عدم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 2 / 150.

(28)

تخمیس

أحمد بن محمد ، السلمی نفسه.

أوله :

یا مرسل الدمع فی الأطلال کالدیم

لونین من جفنه کالورس والعنم

فی دار الکتب.

(29)

تخمیس

أحمد بن محمد بن علی الحجازی ، شهاب الدین (ت 879).

أوله :

قلبی لبعد الحمی قد صار فی ضرم

ص: 182

والعین سحت دما فی الخد کالدیم

فی دار الکتب.

کشف الظنون 2 / 1334 ، الضوء اللامع 2 / 148 ، الأعلام 1 / 230.

(30)

تخمیس

أحمد بن محمد بن یوسف الصفدی الخالدی (- 1034).

خلاصة الأثر 1 / 298 ، معجم المؤلفین 2 / 169.

(31)

تخمیس

أحمد بن مزبان الورجی (- بعد 1193).

معجم أعلام الجزائر : 342 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 1 / 364 رقم 1630.

(32)

تخمیس

أحمد بن منصور بن صارم الدمیاطی ، شهاب الدین ، المعروف ب (ابن حباس).

أوله :

علام دمعک منهلا بمنسجم

کساه لون احمرار حرقة الندم

فی دار الکتب.

ص: 183

(33)

تخمیس

أحمد بن ناصر بن خلیفة ، أبی العباس الباعونی.

أوله :

یا باغیا کتم أمر غیر منکتم

أنی وطرفک صافی الدمع لم ینم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی.

(34)

تخمیس

أسعد بن سعد الدین حسن جان ، التبریزی ، المفتی العثمانی (- 1034).

نظمه فی وسط ربیع 1012.

کشف الظنون 2 / 1333.

فی مکتبة جامعة لس أنجلس برقم A 700.

(35)

تخمیس

إسماعیل بن إبراهیم بن محمد الترکمانی الحنفی مجد الدین.

أوله :

ما شأن دمعک فوق الخد ذا دیم

ص: 184

ونثره کعقیق غیر منتظم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 2 / 286.

(36)

تخمیس

بدر الدین الونسی.

أوله :

ما بال عرف سری عن بانة العلم

أجری وأکلم طرفا منک لم ینم.

فی دار الکتب.

(37)

تخمیس

أبی بکر تقی الدین بن حجة الحموی.

أوله :

لما مزجت دمی بالدمع من ألم

وعمت فی لجج الدمعین من ألم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة متحف مولانا.

الضوء اللامع 11 / 54 وسماه : (تفصیل البردة).

قلت : لعل الاسم مصحفا ، وأری صحته : (تفضیل) بالضاد ، فقد سمی هو بدیعیته : تفضیل أبی بکر.

ص: 185

(38)

تخمیس

أبی بکر بن رمضان الشالیاتی القاضی (- 895).

أوله :

رفقا بنفسک یا من بات ذا ألم

کم ذا التأوه فی محلولک الظلم

ما لی أری حمرة فی الخد کالعنم

أمن تذکر جیران ...

مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق م 65 ج 1 ص 71 مقال (الشعر والشعراء فی کیرالا وأسالیبهم للدکتور ک. م محمد أستاذ مساعد فی جامعة کالکوت فی الهند.

ونسخة التخمیس عند قاضی کالکوت محمد کویا.

وترجمة الناظم فی (أعیان ملیبار) لأحمد کویا الشالیاتی ، مخطوط فی مکتبة المخطوطات فی شالیات فی کیرالا.

(39)

تشطیر

جمیل بن مصطفی العظم الدمشقی (- 1352).

وسماه : (تفریج الشدة فی تشطیر البردة).

طبع علی الحجر فی الآستانة سنة 1313.

الأعلام 2 / 139 ، معجم المطبوعات : 1341.

ص: 186

(40)

تخمیس

حسن بن أحمد ، الصوفی المصری ، جمال الدین.

وسماه : (الفرج بعد الشدة فی تخمیس البردة).

أوله :

یا قاصدا نحو بیت الله بالحرم

عرج بربع أحبائی وصف ألمی

فی دار الکتب.

(41)

تخمیس

حسن بن یحیی الأعرجی الحسینی.

أوله :

ما لی أراک حلیف الوجد والسقم

والجفن فی صبب والقلب فی ضرم

تذری دموعک فی الخدین کالعنم

أمن تذکر جیران ...

فی مکتبة کلیة الإلهیات والمعارف الإسلامیة فی مشهد ، فی مجموع برقم 1684 ، وصفت فی فهرسها 3 / 792.

وقد نشرته فی مجلة (تراثنا) الصادرة عن مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث فی قم ، فی العد 23 الصادر فی ربیع الآخر 1411 ، ص 151 - 220.

ص: 187

(42)

تخمیس

حسین بن عبد القادر.

أوله :

یا ساهر الطرف فی داج من الظلم

تئن أنات ذی شجو وذی ألم

فی دار الکتب.

(43)

تخمیس

حسین بن علی بن حسن العشاری البغدادی.

سلک الدرر 2 / 69.

(44)

منظومة فی السیرة

حمدون بن عبد الرحمان بن حمدون ، السلمی المرادسی ، أبو الفیض ، ابن الحاج (- 1232 ه).

نظمها علی نهج البردة فی أربعة آلاف بیت وشرحها فی خمس مجلدات.

الأعلام 2 / 275.

ص: 188

(45)

تخمیس

خلیل بن إبراهیم الثمین (1213 - 1293).

معجم المؤلفین 4 / 109.

(46)

تخمیس

خلیل الأشرف نائب الإسکندریة.

مخطوط فی طوب قبو سرای برقم A 2350 8396 فی 8 أوراق.

(47)

تخمیس

خلیل بن شاهین ، غرس الدین.

أوله :

وما بهم من حنو غیر منخرم

وودهم بوفاء غیر منعدم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 3 / 196.

(48)

تخمیس

درویش علی بن حسین بن علی البغدادی (- 1277).

ص: 189

ترجم له ولده أحمد فی کنز الأدیب ، وأورد فیه التخمیس بتمامه.

الذریعة 4 / 8.

(49)

تسبیع

الرفاء شهاب الدین الدمشقی.

ذکره ابن طولون فی ذخائر القصر (مخطوط).

(50)

تخمیس

سلیمان سعد الدین أفندی ، مستقیم زاده (- 1202).

الخطاط البغدادی (التعلیقات) ص 6.

(51)

تخمیس

سلیمان بن عبد الرحمان بن صالح الرومی ، نحیفی (- 1151).

ثلاثة أشطر باللغة الترکیة ثم بیت البردة بالعربیة.

فی المکتبة الرضویة فی مشهد ، برقم 13272 ، وعندی مصورة له.

معجم المؤلفین 4 / 265.

(52)

تخمیس

سلیمان بن علی القرمانی (- 924).

ص: 190

کشف الظنون 2 / 1333 ، معجم المؤلفین 4 / 271.

(53)

مجاراة

سلیمان بن علی القرمانی (- 924).

کشف الظنون 2 / 1333.

(54)

مجاراة

سنبل زاده وهبی أفندی.

فی کوبریلی 3 / 528 مجموعة ، الکتاب الثالث 64 ب - 74 ب مع مجاراة ل (بانت سعاد) وصفت فی فهرسها 3 / 237.

(55)

تخمیس

شریف أفندی.

فی مکتبة جامعة لوس أنجلس ، فی مجموعة برقم B 708 ، کتبت فی القرن الثالث عشر.

وهی نسخة مکتوبة بالأسود والأحمر والأصفر.

ص: 191

(56)

تخمیس

شعبان بن محمد بن داوود الآثاری (- 828).

واسمه : (حل العقدة فی تخمیس البردة).

أوله :

یا قلب قد فاض دمع العین کالدیم

وصرت من حرقة الأشواق فی ألم

حتی استحال وجود منک کالعدم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة.

وفی مکتبة متحف مولانا ، فی مجموع رقمه فی الخزانة 1638 ورقم المجلد 226 ، وصفت فی فهرسها ص 260.

کشف الظنون 2 / 1334 ، الضوء اللامع 3 / 301 - 303 ، معجم المؤلفین 4 / 300 ومستدرکه : 287.

(57)

تخمیس

صلاح الدین مشتاقی الرومی ، صلاحی.

یشبه تخمیس سلیمان بن عبد الرحمان نحیفی.

فی مکتبة جامعة لوس أنجلس برقم B 72 ، وفیها أیضا نسخة أخری برقم B 111.

ص: 192

(58)

تخمیس

طاهر بن حسن بن عمر بن حبیب الحلبی ، زین الدین ، المعروف ب : ابن حبیب (- 808).

أوله :

یا باکیا قرح الأجفان بالألم

وشاکیا من غرام فیه لم یلم

ومن له الوجد وافی ملقی السلم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة.

کشف الظنون 2 / 1333 ، الضوء اللامع 4 / 3 ، الأعلام 3 / 221.

(59)

تخمیس

طه.

أوله :

قضی الإله علی العشاق فی القدم

بأن یجولوا بفقر الذل بالقدم

یا ذا الذی ثخنت أحشاه بالکلم

أمن تذکر جیران ...

ص: 193

فی مکتبة متحف مولانا.

(60)

تخمیس

عائشة الباعونیة.

اسمه : (القول الصحیح فی تخمیس بردة المدیح).

معجم المؤلفین 5 / 57 ومستدرکه : 316 ، البدیعیات : 103.

(61)

تخمیس

عباس أفندی فوزی الداغستانی.

اسمه : (أنیس الوحدة فی تخمیس البردة).

طبع فی الآستانة علی الحجر سنة 1300.

خانبابا مشار : 103.

(62)

تشطیر

عبد الحمید قدس بن محمد علی بن عبد القادر الخطیب (- 1335).

وسماه : (دفع الشدة فی تشطیر البردة).

طبع فی مکة المکرمة سنة 1313 فی 31 صفحة.

وفی بیروت ، المطبعة الأدبیة 1318.

معجم المطبوعات : 1275 ، الأعلام 3 / 289 ، البدیعیات : 172.

ص: 194

(63)

تخمیس

عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله بن مسک السخاوی الشافعی ، المعروف ب : ابن مسک (1025 - 1123).

اسمه : (الدر النفیس فی الجمع بین التسدیس والتخمیس).

فهرس دار الکتب 7/ 206 ، معجم المؤلفین 5/ 119 ، هدیة العارفین 1 / 552.

(64)

تخمیس

عبد الرحمان بن أبی بکر السیوطی ، جلال الدین.

أوله :

سائل أخا الوجد والتبریح والألم

وذا البکا والضنی والحزن والقسم

فی دار الکتب.

البدیعیات : 100.

(65)

تخمیس

عبد الرحمان بن محمد بن علی المغربی القمولی.

أوله :

یا جیرة الخیف والبانات والعلم

ص: 195

القلب ذاب من الأشواق والألم

فی دار الکتب.

(66)

تخمیس

عبد الرحیم بن عبد الرحمان بن محمد السیوطی المالکی الجرجاوی.

اسمه : «برء السقیم فی مدح البرّ الرحیم».

طبع فی مصر فی المطبعة الملیجیة سنة 1324.

خانبابا مشار : 175.

(67)

تشطیر

عبد الرحیم بن عبد الرحمان بن محمد السیوطی المالکی الجرجاوی.

اسمه : برء السقیم فی مدح البر الرحیم).

طبع فی مصر فی مطبعة الکلیة سنة 1330.

خانبابا مشار : 123.

(68)

مجاراة

عبد العزیز الزمزمی (- 976).

اسمها : (الفتح التام فی مدح سید الأنام).

النور السافر : 287.

ص: 196

(69)

تشطیر

عبد العزیز محمد بک.

طبع فی مصر سنة 1352.

خانبابا مشار : 186.

(70)

تخمیس

عبد الغنی أبی البلاغ ، - المعروف ب : صبانح.

أوله :

من سفح ذاک اللوی عن أیمن العلم

لم تقف یمناک بل تهفو بذکرهم

فی دار الکتب.

(71 - 83)

ثلاثة عشر تخمیسا

لعبد القادر بن خالد بن أبی زید العیس المطماطی الجبالی (- 1122).

تراجم المؤلفین التونسیین 2 / 14 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 257 رقم 10068.

ص: 197

(84)

تشطیر

عبد القادر سعید بن سعید بن عبد القادر الرافعی الفاروقی الحنفی الطرابلسی.

اسمه : (نیل المراد فی تشطیر الهمزیة والبردة وبانت سعاد).

طبع فی القاهرة سنة 1315 و 1329.

معجم المؤلفین 5 / 291 ومستدرکه : 397 ، الأعلام 4 / 40.

(85)

تخمیس

عبد اللطیف بن أحمد الفوی القاهری الحلبی الشافعی (740 - 801).

أوله :

یا من جفاه الکری فالجفن لم ینم

وجسمه بانقسام الفکر فی سقم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، ونسب فیها إلی البصری.

الضوء اللامع 4 / 324 - 325 ، معجم المؤلفین 6 / 7.

(86)

تخمیس

عبد اللطیف بن نصر الله الطویلی المصری.

أوله :

ص: 198

أرقت لیلک فالأجفان لم تنم

والجسم ألبس أثوابا من السقم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 4 / 339.

(87)

تخمیس

عبد اللطیف. نفسه.

أوله :

أصیب قلبک من سهم الهوی ورمی

فاطلب نجاة من البلوی به ورم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 4 / 339.

(88)

تخمیس

عبد اللطیف. نفسه.

أوله :

الحمد لله أهل الفضل والقدم

إن الهوی رسخت فی حمله قدمی

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 4 / 339 ، معجم المؤلفین 6 / 15.

ص: 199

(89)

تخمیس

عبد الله بن عبد الرحمان بن أبی بکر بن زروان البصری ، شمس الدین.

أوله :

إلی م عن مذهب العشاق لم ترم

حتام أنت حلیف البؤس والسقم

فی دار الکتب.

(90)

تسبیع

عبد الله بن عمر البیضاوی القاضی ، ناصر الدین (- 696).

اسمه : (تفریج الشدة فی تسبیع البردة).

فی مکتبة الأوقاف فی الموصل برقم 48 / 4.

طبع فی مصر ، فی المطبعة الشرفیة سنة 1308.

وطبع فی مصر أیضا فی سنة 1319 وفی هامشه تخمیس الفیومی.

خانبابا مشار : 197.

وطبع ضمن (ریاض البردة) ، کما فی فهرس المکتبة السلفیة لسنة 1352 ص 55.

(91)

تخمیس

عبد الله بن محمود الرومی الحنفی ، کجوک زاده (- 1042).

ص: 200

کشف الظنون 2 / 1333 ، هدیة العارفین 1 / 475 ، معجم المؤلفین 6 / 146.

(92)

تسبیع

عثمان بک ، الأمیر الشاعر.

أوله :

الله یعلم ما فی القلب من ألم

ومن غرام بأحشائی ومن سقم

علی فراق فریق حل فی الحرم

کم قیل والدمع من عینی کالدیم

فقلت لما همی دمعی بمنسجم

أمن تذکر جیران ...

من مخطوطات خزانة آل طلس بحلب.

أنظر : المنتخب من المخطوطات العربیة فی حلب - نشر عالم الکتب - ص 403 ، رقم 147.

وفی آخر النسخة (تم التسبیع المبارک ... یوم الجمعة سابع شهر ذی الحجة الحرام ختام عام اثنین وأربعین ومائة وألف من الهجرة).

اسمه : (تفرج الشدة بتسبیع البردة).

وفی فهرس دار الکتب 3 / 66 : (تفریج الشدة ... للقاضی ناصر الدین عبد الله بن عمر بن محمد البیضاوی ... هکذا فی النسخة المطبوعة معزوا إلی القاضی البیضاوی وهو بعید جدا).

والذی فی النسخة المخطوطة رقم 5081 أن التسبیع المذکور للأمیر

ص: 201

عثمان بک. ویوجد هذا التسبیع مسمی باسم (حل العقدة ...) منسوبا إلی العلامة شهاب الدین أحمد بن عبد الله المالکی المکی ... طبع بالمطبعة الشرفیة بمصر سنة 1308.

وانظر : تسبیع عبد الله بن عمر.

(93)

تخمیس

عثمان بن عبد الله الموصلی.

معجم المؤلفین 6 / 260 ومستدرکه : 460.

(94)

تخمیس

عثمان بن محمد الزنحلی ، أبی عمرو ، المعروف ب (کندور).

أوله :

ما بال عینک لم تهجع ولم تنم

والدمع منها کنهر غیر منصرم

فی دار الکتب.

(95)

النفحات الأحدیة فی تصدیر الکواکب الدریة.

ابن علان ، محمد علی الصدیقی المکی.

إیضاح المکنون 2 / 663.

ص: 202

(96)

تخمیس

علی بن أحمد ، صدر الدین بن نظام الدین ، الحسینی المدنی (1052 - 1120).

أوله :

یا ساهر اللیل یرعی النجم فی الظلم

وناحل الجسم من وجد ومن ألم

ما بال جفنک یذرو الدمع کالعنم

أمن تذکر جیران ...

قدم له بخطبة أولها : (الحمد لله الذی مدح نبیه الأمین بأشرف المدائح ...).

فرغ منه لثلاث بقین من جمادی سنة 1106 فی الهند.

وأهداه إلی أبی المظفر محمد أورنک زیب عالم کیر سلطان الهند.

فی مکتبة المرعشی العامة فی قم ، برقم 2754 ، وصفت فی فهرسها 7 / 315.

وطبعه محمد حسن آل یاسین فی مطبعة المعارف ببغداد سنة 1374 فی السلسلة التی نشرها باسم (نفائس المخطوطات) فی حلقتها الرابعة.

(97)

تخمیس

علی بن زکریا بن إسماعیل ، المسعودی الداوودی ، أبی الحسن علاء الدین.

ص: 203

أوله :

ما بال جسمک موقوفا علی السقم

وما لطرفک فی الدیجور لم ینم

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، نسب إلی الدمیاطی.

وفی مکتبة مجلس الشوری ، نسب إلی الفیومی.

وفی مکتبة الرضویة ی مشهد ، نسب إلی الفیومی.

وفی الظاهریة - شعر 72 و 70 - بدون نسبة.

ونسبه بعضهم إلی ناصر الدین الغزی الفیومی.

(98)

تخمیس

علی بن سالم بن عبد الناصر ، الغزی الشافعی (- 747).

أوله :

یا من غدا هائما حیران لم ینم

علام أجریت دمع العین کالعنم

وفیم أنحلت هذا الجسم بالسقم

أمن تذکر جیران ...

فی مکتبة مجلس الشوری ، وزاد فی أوله تخمیسه من عنده هی :

من بعد حمد إلهی بارئ النسم

مع الصلاة علی المختار ذی الکرم

وآله الطاهرین الأصل والشیم

ص: 204

وصحبه خیر صحب الرسل کلهم

أقول نظما غدا بالمدح ذا عظم

وفی مکتبة المرعشی العامة ، نسب إلی الأذرعی.

وفی الرضویة.

الدرر الکامنة 3 / 51 ، معجم المؤلفین 7 / 98.

(99)

تخمیس

علی بن سودون بن عبد الله البشبغاوی ، نور الدین.

أوله :

یا مازجا بالدماء الدمع من ندم

وناشرا ما انطوی فی القلب من ألم

فی دار الکتب.

(100)

تخمیس

علی بن علی زید الزرلی (1111 - نحو 1171).

تراجم المؤلفین التونسیین 2 / 417 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 243 رقم 9974.

(101)

تخمیس

له أیضا.

ص: 205

نفس المصدر.

(102)

تخمیس

علی بن محمد مخلوف المنیاوی ، نور الدین.

أوله :

قد استمال وجود منک للعدم

وانهل مزن ثوی (؟) عینیک کالدیم

فی دار الکتب.

(103)

تخمیس

علی بن مصطفی بن سنان السوسی.

فی مکتبة حسن حسنی عبد الوهاب ، برقم 18030.

معجم ما ألف عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : 317.

(104)

تخمیس

علی بن ناصر ، أبی الحسن نور الدین ، المعروف ب (ابن ناصر الحجازی).

طبع فی مصر.

معجم المطبوعات : 262.

ص: 206

(105)

تخمیس

علی الدوالیبی البغدادی ، أبی الحسن عفیف الدین.

أوله :

ما لی أراک سمیر النجم ذا سدم

والنوم حمأ (؟) عینیک ولم یحم

فی دار الکتب.

(106)

تخمیس

علی الدوالیبی. نفسه.

أوله :

ما لی أراک ضعیف الجسم ذا سقم

وإن جری ذکر سکان الحمی تهم

فی دار الکتب.

(107)

تخمیس

عمر بن أسوانی ، سراج الدین.

أوله :

ما لی أراک من الأشجان فی ألم

ص: 207

ترتاح شوقا إلی الجرعاء من إضم

فی دار الکتب.

(108)

تشطیر

عمر بن عباس القفصی المغربی ، أبی حفص.

فهرس مکتبة مجلس الشوری 4 / 384 - 385.

(109)

تخمیس

عمر بن عبد العزیز ، سراج الدین ، الفیومی الدمشقی (- 917).

الکواکب السائرة 1/ 286 ، شذرات الذهب 8/ 84 ، معجم المؤلفین 7/ 291.

(110)

مجاراة

عمر بن علی البلنکوتی الهندی القاضی

سماها : (لاح الهلال).

مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق م 65 ج 1 ص 76.

(111)

تخمیس

فرج بن أحمد بن أبی بکر بن محمد المنفلوطی المالکی (کان حیا فی 899).

ص: 208

الضوء اللامع 6 / 168 ، معجم المؤلفین 8 / 57.

(112)

تشطیر

فضل الله بن محمد خالد الأنصاری الأزهری الحلبی.

طبع فی حمص سنة 1385 ه فی 302 ص.

(113)

تخمیس

ابن قطب الدین.

أوله :

تبکی وتشکو إلی الأطلال والدیم

ودمع عینک مرفض بفیض دم

فی دار الکتب.

(114)

تسبیع

المجد الملاطی المصری.

فی مکتبة جامعة لوس أنجلس برقم D 300.

(115)

تخمیس

الشیخ مجلی.

ص: 209

وهو تخمیس بیت واحد ، هو :

کذلک الله مولاه وخیرته

ولم تسر سوی الأخری سریرته

وللدنیة لن ترنو بصیرته

وأکدت زهده فیها ضرورته

إن الضرورة لا تعدو علی العصم

فی دار الکتب.

(116)

تخمیس

محمد بن إبراهیم ، شمس الدین ، الجلفاوی.

أوله :

قد عدت من حر نار الشوق والألم

نضوا فلم ترنی من شدة الألم

فی دار الکتب.

(117)

تخمیس

محمد بن إبراهیم النابلسی الدمشقی الشافعی ، أبی الفتح ، المعروف ب (ابن الشهید).

أوله :

ما بال جسمک لا یشفی من السقم

ص: 210

وما لقلبک مصدوعا من الألم

فی دار الکتب.

(118)

تخمیس

محمد بن أحمد بن عبد الله ، المعروف ب (مامیة الرومی (- 988).

أوله :

یا من له عبرة تنهل کالدیم

وما له عبرة بالسقم فی الأمم

فی دار الکتب.

شذرات الذهب 8 / 413 ، بروکلمان - الذیل - 2 / 382 ، الأعلام 6 / 7.

(119)

تخمیس

محمد بن أحمد بن عبد الله ، القلقشندی الشافعی ، نجم الدین (797 - 876).

أوله :

أمن تفکر جیران لقربهم

أمن تذکر أزمان لبعدهم

فی دار الکتب.

کشف الظنون 2 / 1336 ، الضوء اللامع 6 / 322 ، معجم المؤلفین 8 / 278.

ص: 211

(120)

تخمیس

محمد بن أحمد بن أبی العید ، السخاوی القصبی المالکی.

اسمه : (تخمیس طرز البردة وتلخیص نشر الوردة).

أوله :

إن جئت جزعا فجز عن أیمن العلم

ومل لسلمی وسل ما شئت من کلم

ورمت سلعا فسل عن قلبک الکلم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة متحف مولانا.

وطبع فی مصر سنة 1317 فی 98 صفحة.

معجم المطبوعات : 1015 ، إیضاح المکنون 1 / 270.

(121)

تعجیز التصدیر وتصدیر التعجیز (تشطیر)

محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد ساسی ، البونی التمیمی المسیتی (- بعد 1116)

تعریف الخلف برجال السلف : 524.

ص: 212

(122)

تخمیس

محمد بن إسماعیل (أبی إسحاق) بن إبراهیم ، العلائیة وی الرومی ، الملقب ب (أسعد) ، الشهیر ب (ابن أبی إسحاق) (- 1166).

هدیة العارفین 2 / 329 ، إیضاح المکنون ، معجم المؤلفین 9 / 52.

(123)

تخمیس

محمد بن إسماعیل بن زکریا الحمیری ، أبی الفتح ، المعروف ب (الأهناسی).

أوله :

أهاجک الشوق لما لاح من إضم

أم خلفتک اللیالی فی ربی الحرم

تشکو وتنشد باکی مربع الحلم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، ونسب إلی الونشی.

(124)

تخمیس

محمد بن أبیک ، شمس الدین بن أبی البر ، المغیثی الصالحی النجمی الحنبلی.

ص: 213

اسمه : (منح الجلیل فی مدح الخلیل).

فی دار الکتب.

(125)

تخمیس

محمد بدر دماصی ، أبی عبد الله.

أوله :

الشوق جل عن الاحصاء بالکلم

والهجر زاد علی التعذیب فی الألم

فی دار الکتب.

(126)

تخمیس

محمد بن بصری ، شمس الدین.

أوله :

أراک من عظم الأشواق ذا سقم

متیما مغرما لم تصح من ألم

فی دار الکتب.

(127)

تخمیس

محمد بن البغدادی الزرکشی ، شمس الدین (- 810).

اسمه : (قرة العین فی التسمیط بین المصراعین).

ص: 214

أوله :

همت اشتیاقا لأهل البان والعلم

أم أحدث الوجد ذکری الأربع القدم

فی دار الکتب.

(128)

تخمیس

محمد بن أبی بکر الجوجری الضریر ، شمس الدین.

أوله :

ما لی أری القلب والأحشاء فی ضرم

والجفن فی خلق والجسم فی سقم

فی دار الکتب.

(129)

تخمیس

محمد بن أبی بکر بن عمر ، شمس الدین ، الدنجیهی القاهری.

أوله :

بعد العقیق وأهل السفح من إضم

أجریت دمعک سفحا مثل حیهم

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 7 / 188.

ص: 215

(130)

تخمیس

محمد بن أبی بکر الدنجیهی ، نفسه.

أوله :

سهرت حتی أرقت الدمع کالعنم

أم من مزیج الکری بالسهد فی الظلم

فی دار الکتب.

(131)

تسمیط

محمد بن جابر الغسانی المکناسی (- 827).

نیل الابتهاج : 286 - 287 ، معجم المؤلفین 9 / 146 ، الأعلام 6 / 68.

(132)

تشطیر

محمد بن حسن بن وادی ، أبی الهدی الصیادی الرفاعی الخالدی (1266 - 1327).

طبع فی الإسکندریة سنة 1309 فی 17 صفحة.

معجم المطبوعات : 353.

ص: 216

(133)

نظیرة قصیدة البردة

محمد خان وزیر الوظائف.

الذریعة 24 / 233.

(134)

تخمیس

محمد بن خضر الحلبی ، شمس الدین أبی النور ، المعروف ب (ابن المصری).

أوله :

یا من له مدمع ینهل کالدیم

وقد جری بدم من شدة الألم

فی دار الکتب.

(135)

تخمیس

محمد بن خلیل المقرئ الحلبی ، شمس الدین ، المعروف ب (ابن القباقیبی) (- 849).

أوله :

الله یعلم ما فی القلب من ألم

ومن غرام بأحشائی ومن سقم

فی دار الکتب.

ص: 217

وفی مکتبة ملک فی طهران ، فی مجموعة وصفت فی فهرسها 5 / 21 رقم 410.

وفی المکتبة الرضویة.

(136)

تخمیس

محمد بن خلیل. نفسه.

أوله :

ما لی أراک سهید الطرف لم تنم

والجسم منتحل من شدة السقم

فی دار الکتب.

کشف الظنون 2 / 1333 وتصحفت فیه کلمة (المقری) إلی (الغزی) ، الضوء اللامع 11 / 266 ، إعلام النبلاء 5 / 242 ، الأعلام 6 / 117.

(137)

تخمیس

محمد بن خلیل الرومی ، مکی زاده (- 1212).

معجم المؤلفین 9 / 289 ، هدیة العارفین 2 / 351.

(138)

تخمیس

محمد رائف بن محمد بسیم بن إسحاق ، المعروف ب (ملاحق زاده) الرومی الحنفی (- 1240).

ص: 218

إیضاح المکنون 4 / 229 - 230 ، هدیة العارفین 2 / 360 ، معجم المؤلفین 9 / 303.

(139)

تخمیس

محمد رضا النحوی (- 1226).

أوله :

ما لی أراک حلیف الوجد والألم

أودی بجسمک ما أودی من السقم

ذا مدمع بالدم المنهل منسجم

أمن تذکر جیران ...

وقدم له بخطبة أولها : (الحمد لله الممدوح بکل لسان ، الغنی بظاهر محامده عن الایضاح والبیان ...).

فرغ منه فی یوم الثلاثاء 24 رجب سنة 1201.

وقد قرظه السید صادق الفحام (- 1204) والسید محمد زینی (- 1216) والشیخ علی زینی (- 1215) وکلهم مترجمون فی تکملة أمل الأمل ، والطلیعة فی شعراء الشیعة ، والکرام البررة فی القرن الثالث بعد العشرة.

ذکر صاحب (أعیان الشیعة) أنه نظمه باقتراح أستاذه السید محمد مهدی بحر العلوم ، وأورده بتمامه مع ما عثر علیه من تقاریظه فی کتابه : معادن الجواهر ونزهة النواظر 3 / 137 فما بعد ، وأورده بتمامه خلا التقاریظ فی أعیان الشیعة 9 / 293.

فی مکتبة مجلس الشوری رقم 2 ، والنسخة برقم 715 ، وصفت فی فهرسها 2 / 40.

ص: 219

وفی المکتبة الرضویة ، برقم 12788.

وطبع فی إسلامبول سنة 1306 ومعه تخمیس بانت سعاد.

الذریعة 4 / 8 رقم 19.

(140)

مجاراة

محمد سکوتی بن محمد المدرنی (- 1103).

واسمها : (الدرة فی نظیرة قصیدة البردة).

وله شرحها باسم : (الغرة فی شرح الدرة).

هدیة العارفین 2 / 302 ، إیضاح المکنون 2 / 231 ، معجم المؤلفین 10 / 41.

(141)

تخمیس

محمد بن شاذی عنبری ، ناصر الدین.

أوله :

یا مازجا بدم ینهل کالدیم

کؤوس دمع أدارتها ید الألم

بمن صبوت إلیهم ملقی السلم

أمن تذکر جیران ...

اسمه : (أعلام المودة فی سلوک طی البردة).

فی دار الکتب.

الضوء اللامع 7 / 264.

ص: 220

(142)

تخمیس

محمد بن عبد الحمید النیربی ، المعروف ب (الناصر) وب (حمد وحمیده) - 1321).

اسمه : (التحفة البهیة فی تخمیس البردة البوصیریة).

طبع فی حلب فی المطبعة العلمیة سنة 1343 فی 44 صفحة.

معجم المطبوعات : 794 ، الأعلام 6 / 111.

(143)

تخمیس

محمد بن عبد الرحمان الحوضی ، شاعر تلمسان فی زمانه (- ذو القعدة 910).

وطریقته أنه أدرج المصاریع ا لثلاثة التی من نظمه بین مصراعی بیت البردة. قال الوادی آشی : (وهذا یکاد أن یکون معجزا لصعوبته).

ثبت أبی جعفر البلوی الوادی آشی : 434 - 435.

(144)

تصدیر وتعجیز البردة (تشطیر)

للحوضی نفسه.

ثبت أبی جعفر البلوی الوادی آشی : 435.

ص: 221

(145)

تخمیس

محمد بن عبد الصمد الفیومی المالکی ، ناصر الدین ، معید المدرسة المالکیة بالفیوم.

أوله :

ما بال قلبک لا ینفک ذا ألم

مذ بان أهل الحمی والبان والعلم

وانهل مدمعک القانی بمنسجم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب ، برقم 8624

وفی مکتبة المرعشی العامة.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، برقم 3899 ، کتبت فی سنة 1052 فی قصبة أغروس فی 23 ورقة ، وصفت فی فهرسها 10 / 279.

وفی المکتبة الرضویة ، ونسب إلی الدمیاطی.

وفی مکتبة مجلس الشوری ، ونسب إلی أحمد بن محمد الأذرعی شهاب الدین.

وفی مکتبة مجلس الشوری أیضا ، فی مجموعة برقم 3365 تسلسل الفهرس ، وثبت قدیم 23313 ، وثبت جدید 5500 ، الکتاب الخامس ، ص 18 - 66 ، کتبت فی سنة 1307 - 1308.

وفی مکتبة ملک فی مجموعة ، الکتاب الثامن ، کتب فی 5 جمادی الأولی 886 ، فهرسها 5 / 61 رقم 528.

وقد طبع فی المطبعة الشرفیة بمصر سنة 1308 فی 42 صفحة باسم :

ص: 222

(تخمیس الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة).

وطبع أیضا بهامش (تفریج الشدة فی تسبیع البردة) المنسوب للبیضاوی بمصر سنة 1319.

وطبع ضمن (ریاض البردة) ، ذکر ذلک فی فهرس المکتبة السلطیة لسنة 1352 ، ص 55.

کشف الظنون 2 / 1334 ، معجم المطبوعات : 1476 ، خانبابا مشار : 175.

(146)

تخمیس

محمد بن عبد العزیز بن شعبان الإسکندری اللخمی.

اسمه : (تخمیس طی البردة وتلخیص نشر الوردة).

طبع بمصر 1311.

(147)

تشطیر

محمد بن عبد القار المقاطعجی الیمانی.

أوله :

أمن تذکر جیران بدی سلم

کسیت بردا من الأحزان والسقم

أم من فراق ربوع کنت تعهدها

مزجت دمعا جری من مقلة بدم

سلافة العصر : 452 وذکر منها عدة أبیات.

ص: 223

(148)

مجاراة

محمد بن عبد الکریم بن محمد المغیلی التلمسانی التوانی (- 909).

تعریف الخلف ، القسم الأول ص 172 ، وذکر أن له عدة قصائد علی وزن البردة ورویها فی مدحه صلی الله علیه وآله وسلم.

الأعلام 6 / 216.

(149)

تخمیس

محمد بن عبد الله الفلکی.

ضمن (ریاض البردة).

فهرس المکتبة السلفیة لسنة 1352 ، ص 55.

(150)

تخمیس

محمد بن عبد الله بن بدران ، أبی عبد الله.

وهو تخمیس خمسة أبیات :

من قوله : (أقسمت بالقمر المنشق)

إلی (وقایة الله أغنت).

أوله :

جل الذی من حرور الشمس ظلله

وزان خلقته حسنا وکمله

ص: 224

الصلات والبشر فی الصلاة علی خیر البشر : 198.

(151)

تخمیس

محمد بن عبد الله بن عبد القادر بن عمر السنجاری ، الشیرازی الأصل ، الواسطی ، الشافعی ، السکاکینی ، نجم الدین ، نزیل الحرمین (- 838).

أوله :

یا هائم القلب بین البان والعلم

وهامی الدمع حتی صار کالعنم

یا مازجا بالدما دمعا علی سلم

أمن تذکر جیران ...

اسمه : (الذخیرة المعدة فی تخمیس البردة).

فی مکتبة المرعشی العامة ، نسب إلی الواسطی.

الضوء اللامع 8 / 67 - 69 ، معجم المؤلفین 10 / 182 ، إیضاح المکنون ، هدیة العارفین 2 / 189 و 190.

(152)

تخمیس

محمد بن عبد الله بن الصائغ المغربی ، أبی عبد الله.

أوله :

یا من صحیح هواه موجب السقم

ومن ثناه وجود الوجد کالعدم

ص: 225

إنسان عینیک یا إنسان فی ألم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، ونسب إلی ابن عرفة.

(153)

تخمیس

محمد بن عبد الله الطرابلسی الحنفی ، أبی النصر (- 1218).

إیضاح المکنون 1 / 183 ، هدیة العارفین 2 / 354 ، معجم المؤلفین 10 / 220.

(154)

تخمیس

محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدین یحیی.

أوله :

علام أمسی سمیر النجم فی الظلم

وفیم أجری عقیق الدمع فی العلم

حتی غدا مطرف الأسقام ذا علم

أمن تذکر جیران ...

اسمه : (الأفلاک الدوریة علی الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة).

فی مکتبة الجامع الکبیر بصنعاء نسخة کتبت فی 1015 ، فی 17 ورقة.

فهرس الجامع الکبیر : 111 و 113.

ص: 226

(155)

تخمیس

محمد بن علی الشاطبی الأندلسی البرجی (کان حیا فی 870).

فی مکتبة الرباط ، برقم 831 (1641 د).

معجم ما ألف عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : 317.

(156)

تخمیس

محمد الصغیر بن علی داوود النابلی (1067 - بعد 1137).

تراجم المؤلفین التونسیین 2 / 287 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 242 رقم 9969.

(157)

تخمیس

محمد بن خواجة علی بن نجم الکیلانی ، غیاث الدین.

أوله :

فی مطلع الحسن حسن مطلع الکلم

ثم استهل بدور الحی حیهم

فی دار الکتب.

ص: 227

(158)

تخمیس

محمد علی بن علی بن راعی الغنم الدمیاطی المادح.

أوله :

یا نائم الطرف لم یغمض ولم ینم

وجسمه ناحل بال من الألم

فی دار الکتب.

(159)

تخمیس

محمد بن محمد بن عبد الرحمان ، الصبیبی المدنی الشافعی ، أبی الحرم.

الضوء اللامع 9 / 102.

(160)

تخمیس

محمد بن محمد بن محمد بن طاهر ، التبادکانی الطوسی الخراسانی ، شمس الدین ، القاضی (- 891).

خمس البردة باللغة العربیة ثم ترجم الأصل والتخمیس إلی الفارسیة نظما.

انتهی من الترجمة فی الخمیس العاشر من شهر رمضان المبارک سنة 868.

ص: 228

أول التخمیس :

یا أیها المختطی من شدة الألم

یا أیها المفتدی من ذلة السقم

فهرست مشترک نسخه های خطی فارسی باکستان 7 / 524.

(161)

تخمیس

محمد بن محمد بن محمد اللخمی التونسی ، أبی عبد الله ، المعروف ب (النقاض).

أوله :

یا سعد ما لک بین البان والعلم

تبکی الربوع بوکاف ومنسجم

اسمه : (العمدة فی تخمیس البردة).

فی دار الکتب.

(162)

تخمیس

محمد بن محمد بن یوسف منزلی ، شمس الدین.

أوله :

یا حاوی العلم والآداب والحکم

وساهر الجفن فی محلولک الظلم

ومن غدا بین أهل الحب کالعلم

ص: 229

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة المرعشی العامة ، ونسب إلی الحنفی.

الضوء اللامع 10 / 34.

(163)

تخمیس

محمد بن محمود بن برهان الدین الحمیدی الرومی الحسینی الحنفی (- 1044).

هدیة العارفین 2 / 278 ، معجم المؤلفین 11 / 315.

(164)

تخمیس

محمد بن منصور بن عبادة ، شمس الدین ، المعروف ب (ابن الصارح).

أوله :

بان التصبر بین البان والعلم

وبان وجدی وما وجدی بمنکتم

یا طرف مالک بعد البین لم تنم

أمن تذکر جیران ...

فی دار الکتب.

وفی مکتبة مجلس الشوری.

وفی المکتبة الرضویة.

وفی مکتبة السید المرعشی العامة.

ص: 230

(165)

تسبیع :

محمد بن أبی الوفاء ، جمال الدین.

أوله :

الله یعلم ما بالقلب من ألم

ومن غرام بأحشائی ومن سقم

فی المکتبة الرضویة فی مشهد تخمیس مجهول الناظم بهذا المطلع وفی مکتبة کوبریلی ، فی مجموعة برقم 1 / 1352 ، تسبیع ، نسخة نفیسة ، وصفت فی فهرسها 2 / 86.

کشف الظنون 2 / 1336.

(166)

تخمیس

محمد بن یعقوب بن یحیی بن عبد الله ، المغربی الأصل المدنی المالکی ، جمال الدین (- نحو 830).

الضوء اللامع 10 / 87 ، نیل الابتهاج : 290 ، معجم المؤلفین 12 / 119.

(167)

تسدیس

محمد البوصیری.

اسمه : (تسدیس الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة).

معجم المؤلفین 10 / 28 ومستدرکه : 647.

ص: 231

(168)

تسبیع

محمد البوصیری نفسه.

اسمه : (تفریج الشدة بتسبیع البردة).

نفس المصدر.

(169)

تعشیر

محمد البوصیری نفسه.

اسمه : (تعشیر الکواکب الدریة فی مدح خیر البریة).

المصدر نفسه.

(170)

تخمیس

محمد المرجوشی المصری ، شمس الدین.

أوله :

یا من بلی جسمه من شدة السقم

وقلبه قد غدا یشکو من الضرم

فی دار الکتب.

ص: 232

(171)

تسبیع

محمد الملطی المصری الخلوتی القادری.

طبع فی مصر فی المطبعة المیمنیة سنة 1311 ضمن مجموعة.

خانبابا مشار : 183.

(172)

مجاراة

محمود سامی البارودی.

اسمها : (کشف الغمة فی مدح سید الأمة).

فی 447 بیتا.

دیوانه ، م 2.

(173)

تخمیس

مخلوف الشریانی الشریف (ق 8).

تراجم المؤلفین التونسیین 3 / 174 ، بواسطة معجم ما کتب عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم 4 / 242 رقم 9970.

(174)

تسبیع

مصطفی الکردی الشافعی (- قبل 1225).

فی مخطوطات خزانة آل طلس فی حلب ، وصفت فی المنتخب من

ص: 233

المخطوطات العربیة فی حلب ، ص 402 ، رقم 146.

(175)

تخمیس

معروف بن مصطفی الحسینی.

الذریعة 4 / 8 رقم 17.

(176)

تخمیس

معروف بن مصطفی بن أحمد النودهی (- 1254).

منه نسخة ناقصة الأول فلی المکتبة المرکزیة بجامعة صلاح الدین ، برقم 419 / 5 م ، وصفت فی فهرسها ص 443 رقم 469.

مستدرک معجم المؤلفین : 797 ، الأعلام 7 / 105.

وللمؤلف ترجمة فی : الشیخ معروف النودهی - لمحمد الخال - ، ومعجم المؤلفین 10 / 28 و 12 / 411.

(177)

وهج البردة

هند هارون.

قالت فی ترجمة حیاتها المختصرة : (کما أکرمنی الله عزوجل بکتابة قصیدة (وهج البردة) أعارض فیها البوصیری وأحمد شوقی معبرة عن الإسلام بصدق عفوی وعن عظمة الرسالة والرسول الکریم محمد صلی الله علیه وآله وسلم).

مجلة (الموسم) بیروت - م 3 عدد 11 ، 1412 ه / 1990 م ، مقالة (هند

ص: 234

هارون شاعرة الألم والإیمان) ص 944.

(178)

تخمیس

یحیی بن زکریا بن بیرام القسطنطینی الرومی المفتی شیخ الاسلام (- 1053).

أوله :

لما رأیتک تذری الدمع کالعنم

غرقت فی لجج الأحزان والألم

فقل - وسر الهوی - لا تخش من ندم

أمن تذکر جیران ...

کشف الظنون 2 / 1333 ، خلاصة الأثر 4 / 467 - 471 ، نفحة الریحانة 3 / 62 رقم 145 ، معجم المؤلفین 13 / 197.

(179)

تخمیس

یحیی بن عبد الصمد بن یحیی الأنصاری ، المعروف ب (الیحیائی).

أوله :

صرح بذکر هوی أفناک من سقم

أضناک بالکتم حتی صرت للعدم

فی دار الکتب.

ص: 235

(180)

تخمیس

یوسف بن محمد بن عبد الرحمان الباعونی ، جمال الدین أبی المحاسن.

أوله :

یا من غدا فاقدا للصبر بالألم

ومن بدا وجده للناس کالعلم

فی دار الکتب.

(181)

تخمیس

یوسف بن موسی الجذامی الأندلسی ، أبی الحجاج (- 767).

اسمه : (الاستشفاء بالعدة والاستشفاع بالعمدة فی تخمیس قصیدة البردة).

إیضاح المکنون 1 / 71 ، کشف الظنون 2 / 1333 ، الأعلام 8 / 254.

وفی فهرس المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 2 / 716 أنه شرح (؟).

(182)

تشطیر

اسمه : (شفاء العلیل فی مدح طه الجلیل).

طبع فی مصر سنة 1313 فی 24 صفحة.

معجم المطبوعات : 924.

ص: 236

(183)

تخمیس

أوله :

یا بائحا بالهوی صبرا علی الألم

فإن ذلک مکتوب من القدم

فی دار الکتب.

(184)

تخمیس

لبعض شعراء المغرب.

أوله :

ما بال عینک تشکو شدة الألم

رمداء نامت عیون وهی لم تنم.

فی دار الکتب.

(185)

تسبیع

أوله :

محمد جاء بالآیات والحکم

مبشرا ونذیرا جملة الأمم

طبع بمصر فی 1311 فی 31 صفحة ، مع تخمیس قصیدة المناجاة

ص: 237

للسهیلی.

الذریعة 4 / 174.

(186)

تسبیع

أوله :

الله أودع فی الأحشا لذی إضم

صبابة صب منها الدمع کالدیم

وأنت من ذکر عرب الحی والحرم

تبکی العقیق بنثر الدمع فی العلم

مستمطرا سحب دمع سال کالعنم

أمن تذکر جیران ...

فی مکتبة المرعشی العامة ، برقم 191 مجموعة ، والنص (1 ظ - 26 و) وصفت فی فهرسها 1 / 221.

(187)

نظیرة قصیدة البردة

مجهول.

مخطوط فی مکتبة الهمدانی فی النجف ضمن مجموعة.

الذریعة 24 / 233.

ص: 238

ب - الأعمال الشعریة مرتبة حسب أوائل حروفها ،

ومحالة علی أسماء الشعراء.

أراک من عظم الأشواق ذا سقم

متیما مغرما لم تصح من ألم

محمد بن بصری.

أرقت لیلک فالأجفان لم تنم

والجسم ألبس أثوابا من السقم

عبد اللطیف بن نصر الله.

أسهرت جفنک فی محلولک الظلم

وفاض دمعک محمرا کالدیم

إبراهیم بن علی.

أصیب قلبک من سهم الهوی ورمی

فاطلب نجاة من البلوی به ورم

عبد اللطیف بن نصر الله.

إلی م عن مذهب العشاق لم ترم

حتام أنت حلیف البؤس والسقم

عبد الله بن عبد الرحمان.

ص: 239

ألم بالقلب أوصاب من الألم

وصرت بعد وجود الحسن فی عدم

أحمد بن محمد بن علی السلمی ، ابن الهائم.

الله أودع فی الأحشا لذی إضم

صبابة صب منها الدمع کالدیم

تسبیع لمجهول.

الله یعلم ما فی القلب من ألم

ومن غرام بأحشائی ومن سقم

عثمان بک.

محمد بن خلیل المقرئ الحلبی.

محمد بن أبی الوفاء.

أمن تذکر جیران بذی سلم

کسیت بردا من الأحزان والسقم

محمد بن عبد القادر.

أمن تفکر جیران لقربهم

أمن تذکر أزمان لبعدهم

محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندی.

ص: 240

إن جئت جزعا فجز عن أیمن العلم

ومل لسلمی وسل ما شئت من کلم

محمد بن أحمد بن أبی العید.

أهاجک الشوق لما لاح من إضم

أم خلفتک اللیالی فی ربی الحرم

محمد بن إسماعیل بن زکریا.

بان التصبر بین البان والعلم

وبان وجدی وما وجدی بمنکتم

محمد بن منصور بن عبادة.

بعد العقیق وأهل السفح من إضم

أجریت دمعک سفحا مثل حیهم

محمد بن أبی بکر بن عمر ، الدنجیهی.

تبکی وتشکو إلی الأطلال والدیم

ودمع عینک مرفض بفیض دم

ابن قطب الدین.

جل الذی من حرور الشمس ظلله

ص: 241

وزان خلفته حسنا وکمله

محمد بن عبد الله بن بدران.

الحمد لله أهل الفضل والقدم

إن الهوی رسخت فی حمله قدمی

عبد اللطیف بن نصر الله.

رفقا بنفسک یا من بات ذا ألم

کم ذا التأوه فی محلولک الظلم

أبو بکر بن رمضان الشالیاتی.

ریم علی القاع بین البان والعلم

أحل سفک دمی فی الأشهر الحرم

أحمد شوقی.

سائل أخا الوجد والتبریح والألم

وذا البکا والضنی والحزن والسقم

عبد الرحمان بن أبی بکر السیوطی.

سهرت حتی أرقت الدمع کالغنم

أم من مزیج الکری بالسهد فی الظلم

محمد بن أبی بکر الدنجیهی.

ص: 242

الشوق جل عن الاحصاء بالکلم

والهجر زاد علی التعذیب فی الألم

محمد بدر دماصی.

صرح بذکر هوی أفناک من سقم

أضناک بالکتم حتی صرت للعدم

یحیی بن عبد الصمد بن یحیی.

عرج علی العلم السعدی بالعلم

واسمع أنینا خفیا زائد الألم

أحمد بن مترجم.

علام أمسی سمیر النجم فی الظلم

وفیم أجری عقیق الدمع فی العلم

محمد بن عبد الله بن الإمام یحیی.

علام دمعک منهلا بمنسجم

کساه لون احمرار حرقة الندم

أحمد بن منصور بن صارم.

فی مطلع الحسن حسن مطلع الکلم

ص: 243

ثم استهل بدور الحی حیهم

محمد بن خواجة علی الکیلانی.

قد استمال وجود منک للعدم

وانهل مزن ثوی عینیک کالدیم

علی بن محمد مخلوف.

قد عدت من حر نار الشوق والألم

نضوا فلم ترنی من شدة الألم

محمد بن إبراهیم الجلفاوی.

قضی الإله علی العشاق فی القدم

بأن یجولوا بفقر الذل بالقدم

طه.

قلبی لبعد الحمی قد صار فی ضرم

والعین سحت دما فی الخد کالدیم

أحمد بن محمد بن علی الحجازی.

کذلک الله مولاه وخیرته

ولم تسر سوی الأخری سریرته

مجلی.

ص: 244

لما تنشقت من أرواح ذی الهمم

وحلی الخد من حبات منتظم

أحمد بن أبی بکر بن صالح.

لما رأیتک تذری الدمع کالعنم

غرقت فی لجج الأحزان والألم

یحیی بن زکریان بن بیرام.

لما مزجت دمی بالدمع من ألم

وعمت فی لجج الدمعین من ألم

أبو بکر بن حجة.

ما بال جسمک لا یشفی من السقم

وما لقلبک مصدوعا من الألم

محمد بن إبراهیم النابلسی.

ما بال جسمک موقوفا علی السقم

وما لطرفک فی الدیجور لم ینم

علی بن زکریا لا

ما بال عرف سری عن بانة العلم

ص: 245

أجری وأکلم طرفا منک لم ینم

بدر الدین الونسی.

ما بال عینک تشکو شدة الألم

رمداء نامت عیون وهی لم تنم

لبعض شعراء المغرب.

ما بال عینک لم تهجع ولم تنم

والدمع منها کنهر غیر منصرم

عثمان بن محمد الزنحلی.

ما بال قلبک لا ینفک ذا ألم

مذ بان أهل الحمی والبان والعلم

محمد بن عبد الصمد الفیومی.

ما شأن دمعک فوق الخد ذا دیم

ونثره کعقیق غیر منتظم

إسماعیل بن إبراهیم.

ما لی أری القلب والأحشاء فی ضرم

والجفن فی خلق والجسم فی سقم

محمد بن أبی بکر الجوجری.

ص: 246

ما لی أراک حلیف الوجد والألم

أودی بجسمک ما أودی من السقم

محمد رضا النحوی.

ما لی أراک حلیف الوجد والسقم

والجفن فی صبب والقلب فی ضرم

حسن بن یحیی الأعرجی.

ما لی أراک سمیر النجم ذا سدم

والنوم حمأ (؟) عینیک ولم یحم

علی الدوالیبی.

ما لی أراک سهید الطرف لم تنم

والجسم منتحل من شدة السقم

محمد بن خلیل الغزی (ابن القباقیبی).

ما لی أراک ضعیف الجسم ذا سقم

وإن جری ذکر سکان الحمی تهم

علی الدوالیبی.

ما لی أراک من الأشجان فی ألم

ص: 247

ترتاح شوقا إلی الجرعاء من إضم

عمر بن أسوانی.

محمد جاء بالآیات والحکم

مبشرا ونذیرا جملة الأمم

تسبیع لمجهول.

من سفح ذاک اللوی عن أیمن العلم

لم تقف یمناک بل تهفو بذکرهم

عبد الغنی أبی البلاغ.

هل لی إلی أثلاث البان والعلم

من عودة فعسی أشفی من السقم

أحمد بن سالم.

همت اشتیاقا لأهل البان والعلم

أم أحدث الوجد ذکری الأربع القدم

محمد بن البغدادی.

وما بهم من حنو غیر منخرم

وودهم بوفاء غیر منعدم

خلیل بن شاهین.

ص: 248

یا أیها المختطی من شدة الألم

یا أیها المفتدی من ذلة السقم

مجهول.

یا بائحا بالهوی صبرا علی الألم

فإن ذلک مکتوب من القدم

مجهول.

یا باغیا کتم أمر غیر منکتم

أنی وطرفک صافی الدمع لم ینم

أحمد بن ناصر بن خلیفة.

یا باکیا قرح الأجفان بالألم

وشاکیا من غرام فیه لم یلم

طاهر بن حسن بن عمر.

یا جیرة الخیف والبانات والعلم

القلب ذاب من الأشواق والألم

عبد الرحمان بن محمد بن علی القمولی.

یا حاوی العلم والآداب والحکم

ص: 249

وساهر الجفن فی محلولک الظلم

محمد بن محمد بن یوسف منزلی.

یا راعی النجم فی الظلماء لم ینم

یشدو ویحدو بذکر البان والعلم

أحمد بن محمد السلمی.

یا ساهر الطرف فی داج من الظلم

تئن أنات ذی شجو وذی ألم

حسین بن عبد القادر.

یا ساهر اللیل یرعی النجم فی الظلم

وناحل الجسم من وجد ومن ألم

علی بن أحمد المدنی.

یا سعد مالک بین البان والعلم

تبکی الربوع بوکاف ومنسجم

محمد بن محمد بن محمد اللخمی.

یا قاصدا نحو بیت الله بالحرم

عرج بربع أحبائی وصف ألمی

حسن بن أحمد الصوفی.

ص: 250

یا قلب قد فاض دمع العین کالدیم

وصرت من حرقة الأشواق فی ألم

شعبان بن محمد بن داوود الآثاری.

یا قلب کم من قبور العشق من أمم

ماتوا من الشوق فی ضر وفی ألم

أحمد بدر الدین بن محمد الصاحب.

یا مازجا بالدماء الدمع من ندم

وناشرا ما انطوی فی القلب من ألم

علی بن سودون.

یا مازجا بدم ینهل کالدیم

کؤوس دمع أدارتها ید الألم

محمد بن شاذی عنبری.

یا مرسل الدمع فی الأطلال کالدیم

لونین من جفنه کالورس والعنم

أحمد بن محمد بن علی السلمی.

یا من أشاع سلوا ثم لم ینم

ص: 251

أراک فی الوجد تبری علة السقم

أحمد بن شعبان المقدسی.

یا من براه الهوی مذ رق کالقلم

وابتاع بالنوم مرعی النجم فی الظلم

إبراهیم بن الخشاب.

یا من بلی جسمه من شدة السقم

وقلبه قد غدا یشکو من الضرم

محمد المرجوشی المصری.

یا من جفاه الکری فالجفن لم ینم

وجسمه بانقسام الذکر فی سقم

عبد اللطیف بن أحمد الواسطی.

یا من صحیح هواه موجب السقم

ومن ثناه وجود الوجد کالعدم

محمد بن عبد الله بن الصائغ.

یا من غدا فاقدا للصبر بالألم

ومن بدا وجده للناس کالعلم

یوسف بن محمد بن عبد الرحمان.

ص: 252

یا من غدا هائما حیران لم ینم

علام أجریت دمع العین کالعنم

علی بن سالم بن عبد الناصر.

یا من له عبرة تنهل کالدیم

وحاله عبرة بالسقم فی الألم

محمد بن أحمد بن عبد الله ، مامیة الرومی.

یا من له مدمع ینهل کالدیم

وقد جری بدم من شدة الألم

محمد بن خضر الحلبی.

یا نائم (؟) الطرف لم یغمض ولم ینم

وجسمه ناحل بال من الألم

محمد علی بن علی راعی الغنم.

یا هائم القلب بین البان والعلم

وهامی الدمع حتی صار کالعنم

محمد بن عبد الله بن عبد القادر السکاکینی.

للبحث صلة ...

ص: 253

نهج البلاغة عبر القرون

(7)

شروحه حسب التسلسل الزمنی

(4)

منهاج البراعة

فی شرح نهج البلاغة

لقطب الدین أبی الحسین سعید بن عبد الله بن الحسین بن هبة الله بن الحسن بن عیسی الراوندی - ویقال له اختصارا : سعید بن هبة الله - المشتهر بالقطب الراوندی ، والمتوفی سنة 573 ه.

کان علامة بارعا ، مشارکا فی جملة من العلوم ، متضلعا فیها ، متمکنا منها ، کالتفسیر والکلام والحدیث والفقه والأصول والأدب ، له فی کل منها عدة مصنفات رائعة وکتب ممتعة وآثار خالدة.

ترجم له تلمیذاه رشید الدین ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ، رقم 368 ، ومنتجب الدین فی الفهرست ، رقم 186 قائلا : (الشیخ الإمام قطب الدین ... فقیه ، صالح ، ثقة ، له تصانیف ، منها ...).

وأثنی علیه صاحب (ریاض العلماء) بقوله : (فاضل ، عالم ، متبحر ، فقیه ، محدث ، متکلم ، بصیر بالأخبار ، شاعر ...).

السیّد عبدالعزیز الطباطبائی

ص: 254

وأثنی علیه المحدث النوری بقوله : (العالم المتبحر ، النقاد ، المفسر ، الفقیه ، المحدث ، المحقق ، صاحب المؤلفات الرائقة النافعة الشائعة ... وبالجملة ففضائل القطب ومناقبه وترویجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به أظهر وأشهر من أن یذکر ...).

وأطراه شیخنا العلامة الأمینی - رحمه الله - فی الغدیر 5 / 458 بقوله :

(إمام من أئمة المذهب ، وعین من عیون الطائفة ، وأوحدی من أساتذة الفقه والحدیث ، وعبقری من رجالات العلم والأدب ، لا یلحق شأوه فی مآثره الجمة ، ولا یشق له غبار فی فضائله ومساعیه المشکورة ، وخدماته الدینیة وأعماله البارة ، وکتبه القیمة ...).

وقال عنه السید الصدر (1) : (الفقیه الإمام ، الحجة فی کل فنون العلم المصنف فی کلها ...).

وترجم له ابن الفوطی فی (تلخیص مجمع الآداب) (2) وقال : (قطب الدین ... فقیه الشیعة ، کان من أفاضل علماء الشیعة یروی عن أبی جعفر محمد بن علی بن المحسن الحلبی ، عن أبی الفتح محمد بن علی ابن عثمان الکراجکی ، عن أبی الحسن ابن شاذان القمی ، عن محمد بن أحمد ابن عیسی (3) ، عن سعید بن عبد الله القمی ، عن أیوب بن نوح ، قال : قال الإمام علی بن موسی الرضا علیه السلام : اکتبوا الحدیث واحتفظوا بالکتب ، فستحتاجون إلیها یوما ، وإذا کتبتم العلم فاکتبوه بأسانیده ، واکتبوا معه الصلاة علی محمد وآل محمد ، فإن الملائکة یستغفرون لکم ما دام ذلک الکتاب).

وراوند من قری کاشان ، فی غربیها ، وتقع علی بعد 12 کیلو مترا منها علی یمین الذاهب إلیها من قم ، قریة کبیرة لا زالت عامرة وبهذا الاسم.

ص: 255


1- 1. فی تأسیس الشیعة الکرام لجمیع فنون الإسلام : 341.
2- 2. الجزء الرابع ، القسم الرابع ص رقم 2799.
3- 3. فی السند اضطراب.

مسکنه :

وهناک شواهد علی أن القطب الراوندی کان یسکن الری (طهران) ، ولذلک ترجم له تلمیذه فی الری الشیخ منتجب الدین الرازی فی (تاریخ الری) ، ولکن (تاریخ الری) مفقود ، وهو من مصادر ابن حجر فی (لسان المیزان) ومما اختزل منه موجز من ترجمة القطب الراوندی فقال فی ترجمة القطب فی 3 / 48 : (ذکره ابن بابویه فی تاریخ الری ، وقال : کان فاضلا فی جمیع العلوم ، له مصنفات کثیرة فی کل نوع ، وکان علی مذهب الشیعة ...).

وترجم ابن أبی طی الحلبی للخلیل بن خمرتکین الحلبی (1) وقال : (هو فقیه من فقهاء الإمامیة ، وصل إلی خراسان ودخل إلی الری ، وتفقه وأجاد فی علم الأصول ... ولقی القطب الراوندی وروی عنه جمیع مؤلفاته وروایاته ...).

وقرأت فی إسناد : أخبرنی الحاکم الإمام علی بن أحمد بن علی الزیادی ، أنا الشیخ الإمام أبو الحسین سعید بن هبة الله بن الحسن الراوندی ببلدة الری منصرفی من الحج ، أنا السید المرتضی بن الداعی ...

فهذه کلها شواهد علی أنه کان یسکن الری.

شیوخه :

قال فی (ریاض العلماء) فی ترجمة القطب الراوندی 2 / 435 : (وقد یروی عن جماعة من أصحاب الحدیث بأصبهان ، وجماعة منهم من همدان ، وخراسان ، وسماعا وإجازة عن مشایخهم الثقات بأسانید مختلفة).

وإلیک أسماء شیوخه الذین عثرنا علی روایته عنهم ، وما هم :

ص: 256


1- 1. حکاه عنه ابن العدم فی بغیة الطلب فی ترجمة خلیل بن خمرتکین هذا 7 / 3377.

1 - أبو نصر الغازی ، أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الإصبهانی (448 - 532 ه) (1).

2 - أبو الحسن أحمد بن محمد بن علی بن محمد الرشکی (2).

3 - أبو علی الحداد ، الحسن بن أحمد بن الحسن الأصفهانی (422 - 515 ه) (3).

4 - أبو سعد الحسن بن علی الأرابادی (4).

5 - أبو القاسم الحسن بن محمد الحدیقی. (5)

6 - أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهیم بن أحمد بن علی الیونارتی الإصبهانی (466 - 527 ه) ، و (یونارت) قریة کانت علی باب أصفهان (6).

7 - الأدیب أبو عبد الله الحسین المؤدب القمی (7).

8 - السید عماد الدین أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسنی المروزی ، المعمر ، نزیل بغداد (405 - 536 ه) (8).

ص: 257


1- 1. روی عنه فی آخر منهاج البراعة ، روی کتاب نهج البلاغة عنه عن أبی منصور العکبری عن الشریف الرضی.
2- 2. روی عنه فی قصص الأنبیاء ، فی الرقم 136 ، الرشکی ، بالراء المهملة ، ویجوز أن تکون بالزای نسبة إلی (زشک) من قری مشهد الرضا علیه السلام ، وفی بعض المواضع : (المرشکی).
3- 3. روی عنه فی (منهاج البراعة) الخطبة الثانیة من نهج البلاغة بإسناده عن أمیر المؤمنین علیه السلام.
4- 4. روی عنهما فی قصص الأنبیاء ، رقم 127.
5- 5. روی عنهما فی قصص الأنبیاء ، رقم 127.
6- 6. روی عنه فی منهاج البراعة 1 / 131 فی نهایة شرح الخطبة الشقشقیة ، وروی الخطبة عنه عن اثنین من مشایخه عن ابن مردویه عن الحافظ الطبرانی بإسناده عن ابن عباس ، والإسناد مذکور بکامله.
7- 7. روی عنه فی قصص الأنبیاء ، رقم 121.
8- (12) روی عنه أول منهاج البراعة فی شرح کتاب نهج البلاغة عنه عن محمد بن علی الحلوانی عن

9 - الشریف أبو محمد شمیلة بن محمد بن أبی هاشم جعفر الحسنی ، أمیر مکة المعظمة ، الرحال المعمر ، المولود سنة 436 ه ، وکان حیا سنة 545 ه (1).

10 - جمال الدین أبو الفضل عبد الرحیم بن أحمد بن محمد ، ابن الأخوة الشیبانی البغدادی ، نزل أصفهان (483 - 548 ه) (2).

11 - السید علی بن أبی طالب الحسنی السیلقی (3).

12 - الشیخ رکن الدین أبو الحسن علی بن علی بن عبد الصمد بن محمد التمیمی النیسابوری السبزواری (4).

13 - أمین الإسلام أبو علی الفضل بن الحسن الطبرسی ، المفسر ، المولود حدود سنة 480 ه ، والمتوفی سنة 548 ه ، مؤلف (مجمع البیان) (5).

14 - شیخ السادة أبو الحارث المجتبی بن الداعی بن القاسم الحسنی الرازی (6).

15 - عماد الدین الطبری محمد بن أبی القاسم علی بن محمد بن

====

7. قصص الأنبیاء : 134.

8. الخرائج والجرائح : 796 ، قصص الأنبیاء : 44.

ص: 258


1- الرضی ، وروی عنه فی قصص الأنبیاء :1. 153 ، وروی عنه فی الخرائج والجرائح ، 872.
2- 2. ذکره فی أول کتابه (ضیاء الشهاب) فی شرح شهاب الأخبار ، ورواه عنه عن مؤلفه القاضی القضاعی.
3- 3. روی عنه فی آخر منهاج البراعة ، روی کتاب نهج البلاغة عنه عن السیدة النقیة بنت الشریف المرتضی عن عمها الرضی.
4- ورواه عنه ، عن الشیخ أبی الفضل محمد بن یحیی الناتلی ، عن أبی نصر عبد الکریم بن محمد الدیباجی - المعروف بسبط بشر الحافی - قال : قرئ علی الشریف الرضی - رضی الله عنه - کتاب نهج البلاغة وأنا أسمع.
5- 5. روی عنه فی قصص الأنبیاء ، رقم 156.
6- 6. الخرائج والجرائح : 792 ، وقصص الأنبیاء : 1 و 60 و 236.

علی ، مؤلف کتاب (بشارة المصطفی لشیعة المرتضی) (1).

16 - السید أبو البرکات ناصح الدین محمد بن إسماعیل بن الفضل الحسینی المشهدی (457 - 541 ه) (2).

17 - قطب الدین أبو جعفر محمد بن علی بن الحسن المقرئ النیسابوری (3).

18 - أبو جعفر محمد بن علی بن المحسن الحلبی (4).

19 - أبو الحسن (وأبو جعفر) محمد بن علی بن عبد الصمد التمیمی النیسابوری (5).

20 - محمد بن المرزبان (6).

21 - السید صفی الدین مقدم السادة أبو تراب المرتضی بن الداعی بن القاسم الحسنی الرازی ، مؤلف (تبصرة العوام) وغیره (7).

22 - أمین الدین مرزبان بن الحسین بن محمد أبو القاسم ابن کمیح (8).

23 - أبو المحاسن مسعود بن علی بن محمد الصوابی البیهقی (9).

ص: 259


1- 1. قال منتجب الدین فی (الفهرست) فی ترجمة العماد الطبری هذا ، رقم 388 : قرأ علیه الشیخ الإمام قطب الدین أبو الحسین الراوندی وروی لنا عنه.
2- 2. الخرائج والجرائح : 797 ، وقصص الأنبیاء : 95.
3- 3. الخرائج والجرائح : 795 ، وقصص الأنبیاء : 92.
4- 4. روی القطب فی أول منهاج البراعة کتاب نهج البلاغة عنه عن الشیخ الطوسی عن الرضی ، وروی الخطبة الأولی أیضا عنه بإسناده عن أمیر المؤمنین علیه السلام ، وروی عنه أیضا فی الخرائج ، فی مقدمته وفی 793.
5- 5. الخرائج والجرائح : 795 ، وقصص الأنبیاء : 16 و 236.
6- 6. قصص الأنبیاء : 117.
7- 7. الخرائج والجرائح : 796 ، وقصص الأنبیاء : 27 و 147.
8- 8. قصص الأنبیاء : 99.
9- 9. قصص الأنبیاء : 174.

24 - هبة الله بن دعویدار القمی (1).

25 - الشریف أبو السعادات ابن الشجری هبة الله بن علی بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحسنی البغدادی (450 - 542 ه) (2).

26 - أبو جعفر ابن کمیح (3).

تلامذته والراوون عنه :

1 و 2 و 3 - أبناؤه الثلاثة : نصیر الدین الحسین وظهیر الدین محمد وعماد الدین علی. تأتی تراجمهم فی حدیثنا عن الأسرة.

4 - القاضی أحمد بن علی بن عبد الجبار الطوسی.

5 - بابویه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسین بن بابویه القمی.

6 - الشیخ نصیر الدین أبو إبراهیم راشد بن إبراهیم بن إسحاق بن إبراهیم بن محمد البحرانی ، المتوفی سنة 605 ه.

7 - الخلیل بن خمرتکین الحلبی ، المتوفی بعد سنة 590 ه (4).

8 - الحاکم الإمام علی بن أحمد بن علی الزیادی.

9 - کمال الدین علی بن محمد المدائنی ، من مشایخ السید ابن طاووس.

10 - الشیخ منتجب الدین ابن بابویه علی بن عبید الله الرازی ، صاحب (الفهرست) ، وکان حیا سنة 600 ه ، روی عنه فی (الفهرست) فی ترجمة العماد الطبری ، رقم 388 کما تقدم.

ص: 260


1- 1. قصص الأنبیاء : 143.
2- 2. قصص الأنبیاء : 169.
3- 3. قال القطب فی الخرائج والجرائح ، ص 796 : (أخبرنا جماعة منهم : السیدان المرتضی والمجتبی ابنا الداعی الحسنی ، والأستاذان أبو جعفر وأبو القاسم ابن کمیح) ولعله أبا جعفر.
4- 4. راجع ما تقدم فی ص 256.

11 - الشریف عز الدین أبو الحارث محمد بن الحسن بن علی بن الحسین العلوی الحسینی البغدادی.

12 - الحافظ رشید الدین أبو جعفر محمد بن علی بن شهرآشوب المازندرانی السروی (488 - 588 ه) ، ترجم فی کتابه معالم العلماء ، ص 55 ، للقطب الراوندی وقال : شیخی أبو الحسین.

13 - زین الدین أبو جعفر محمد بن عبد الحمید بن محمد ، قرأ علیه کتاب (نهج البلاغة) فکتب له الانهاء : (قرأ علی کتاب نهج البلاغة من أوله إلی آخره الشیخ الإمام العالم زین الدین أبو جعفر محمد بن عبد الحمید ...) (1).

14 - الشیخ زین الدین علی بن حسان الرهمی (الرهیمی) له منه إجازة مذکورة فی الذریعة 1 / 211.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة

هو شرح علمی أدبی جید ، من أقدم شروح نهج البلاغة ، بل هو أقدمها عند بعضهم (2)! فرغ منه فی أواخر شعبان سنة 556 ه.

أوله : (الحمد لله الذی جعل آل محمد أصول البراعة وفروعها ، واتخذهم - وهم رحمة للعالمین - معدن البلاغة وینبوعها ...).

وذکره له مترجموه کلهم ، ومنهم المحدث البحرانی فی لؤلؤة البحرین ، ص 305 ، قال فی ترجمته عند عد کتبه : (وکتاب منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة مجلدین ، وکثیرا ما ینقل عنه ابن أبی الحدید فی شرحه لنهج البلاغة

====

3. قال ابن أبی الحدید 1 / 5 : (ولم یشرح هذا الکتاب قبلی - فیما أعلمه - إلا واحد ، وهو سعید ابن هبة الله بن الحسن ، الفقیه المعروف بالقطب الراوندی ، وکان من فقهاء الإمامیة ...).

ص: 261


1- (32) وهذه المخطوطة من نهج البلاغة من نفائس مکتبة السید المرعشی ، برقم 5690 ، معروضة فی معارضها ، ومذکورة فی فهرسها للتراث العربی 5 / 421 ، وفی فهرسها الفارسی 15 / 87 ،
2- وتقدم وصفها فی مخطوطات نهج البلاغة فی العدد 29 من (تراثنا) برقم 150 ص 9.

ویعترض علیه ، وقد أجبنا عنه فی مواضع عدیدة من کتابنا سلال الحدید فی تقیید ابن أبی الحدید ...).

وذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 14 / 126 و 23 / 157 وقال : (وهو کتاب جید ، کبیر فی مجلدین ، یکثر النقل عنه ابن أبی الحدید فی شرحه معترضا علیه ، وقد أجاب عن کثیر من اعتراضاته الشیخ یوسف البحرانی فی کتابه سلاسل الحدید ...).

ولم یرد اسم الکتاب فیه ، ولکن ذکره تلمیذ المؤلف وهو الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست) بهذا الاسم ، فقال فی ترجمة الراوندی عند عد مؤلفاته : (ومنهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة مجلدتان) وورد هذا الاسم مثبتا علی مخطوطاته القدیمة بخط قدیم ، فلا یبقی مجال للشک فیه.

فما فی خاتمة المستدرک ، ص 489 ، من تسمیته بالمعراج خطأ جزما.

وتوهم صاحب (الروضات) (1) رحمه الله فی ترجمة الکیدری من قوله : (مستمدا - بعد توفیق الله تعالی - من کتابی المعارج والمنهاج) أن کلیهما للراوندی ، وأن للراوندی علی النهج شرحین ، أحدهما یسمی المعارج وثانیهما منهاج البراعة.

وتسرب هذا الوهم من (الروضات) إلی (الذریعة) ففیه فی 21 / 178 : (المعارج فی شرح نهج البلاغة ، للمولی الإمام قطب الدین ... ینقل عنه وعن شرحه الآخر الموسوم بمنهاج البراعة قطب الدین الکیدری)!

والصواب أن المعارج هو (معارج نهج البلاغة) للبیهقی فرید خراسان ، ولیس للراوندی إلا شرح واحد.

أقول : واعتمده معاصره قطب الدین الکیدری فی شرحه علی نهج البلاغة الذی فرغ منه سنة 576 ه ، قال فی مقدمته 1 / 87 : (مستمدا - بعد

ص: 262


1- 1. راجع ما تقدم فی ترجمة قطب الدین الکیدری 6 / 295.

توفیق الله تعالی - من کتابی المعارج والمنهاج ، غائصا علی جواهر در رهما).

فمعارج نهج البلاغة هو شرح البیهقی فرید خراسان ، وقد تقدم فی العدد السابق ، ومنهاج البراعة شرح القطب الراوندی ، وهو هذا ، ورمز إلیهما بحرفی : (ج) لشرح الراوندی : منهاج البراعة ، و (ع) لشرح البیهقی : معارج نهج البلاغة :

وینقل عنه علی بن ناصر فی شرحه علی نهج البلاغة (أعلام نهج البلاغة) وإن لم یصرح باسمه ، یقول : قال بعض الشارحین یقصد به الراوندی ونقوله موجودة فی شرح نهج البلاغة للراوندی.

وأفاد ابن أبی الحدید من (منهاج البراعة) فی شرحه کثیرا (1) وتکلف أن یوجه إلیه نقدا بحق أو بباطل! فظلمه بعض الشئ. ومن نماذج ذلک :

قال ابن أبی الحدید فی شرح قول أمیر المؤمنین علیه السلام فی الخطبة الشقشقیة : (حتی لقد وطئ الحسنان) 1 / 200 :

(والحسنان : الحسن والحسین علیهما السلام ... وقال القطب الراوندی : الحسنان : إبهاما الرجل. وهذا لا أعرفه!) (2).

أقول : وقول الراوندی هو الصواب ، والحق فی جانبه ، والحسن بمعنی إبهام الرجل ، حکاه الشریف المرتضی عن غلام ثعلب.

قال قطب الدین الکیدری فی شرحه علی نهج البلاغة (3) فی شرح هذا الموضع 1 / 193 : (قد حکی السید المرتضی - رضی الله عنه - أن أبا عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب روی عن رجاله فی قوله علیه السلام : (وطئ

ص: 263


1- (35) عمل محمد أبو الفضل إبراهیم فهارس عامة لشرح ابن أبی الحدید طبع مستقلا ، ومنها : فهرس الکتب ، وقال عند ذکر شرح نهج البلاغة للراوندی : 259 بالهامش : تکرر ذکره فی معظم الکتاب ، واکتفینا بذکره فی أول صفحة!!
2- 2. قال القطب الراوندی فی منهاج البراعة 1 / 129 : (وقیل : هما إبهاما الرجلین).
3- 3. ألفه سنة 576 وسماه : حدائق الحقائق فی فسر دقائق أفصح الخلائق. یأتی.

الحسنان) أنهما الإبهامان ، وأنشد للشنفری :

*مهضومة الکشحین حوماء الحسن *

وروی أن أمیر المؤمنین علیه السلام کان یومئذ جالسا محتبئا ، وهی جلسة رسول الله صلی الله علیه وآله المسماة بالقرفصاء ، وهی جمع الرکبتین وجمع العطف وهو ا لذیل ، واجتمعوا لیبایعوه وزاحموه حتی وطئوا ذیله وإبهامه من تحته ، وهما (الحسنان) إبهامان. ولم یعن الحسن والحسین ، وهما رجلان کبیران کسائر الحاضرین ، وثم من أولاد أمیر المؤمنین علیه السلام وغیرهم ، فکیف قدر وطؤهما دون غیرهما؟!).

مخطوطات منهاج البراعة :

1 - نسخة رأیتها فی مکتبة المغفور له العلامة الشیخ محمد رضا فرج الله فی النجف الأشرف ، اشتراها من کتب العلامة الشیخ محمد السماوی ، وهی المذکورة فی الذریعة 23 / 158.

2 - ونسخة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقمها 2051 ، تامة مصححة ، وصفت فی فهرسها 5 / 111 ، وفی فهرسها العام ، ص 367.

3 - ونسخة فی مکتبة شاه جراغ فی شیراز ، رقم 785 ، ذکرت فی فهرسها 1 / 212.

4 - ونسخة فی مکتبة ملک العامة فی طهران ، رقم 1151 ، کتبت سنة 681 ه ، ذکرت فی فهرسها 1 / 751 ، وعنها مصورة فی مکتبة السید المرعشی فی قم ، برقم 294 و 295 و 384 ، ذکرت فی فهرس مصوراتها 1 / 266 و 338.

5 - نسخة المجلد الأول منه فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق (المجلس) رقم 1387 ، کتبت سنة 652 ه ، وهی من نفائسها المعروضة فی معارضها ، راجع وصفها الدقیق فی فهرست کتابخانه های أصفهان ، ص 337 - 347 ، ووصفها الدکتور محفوظ فی مجلة معهد المخطوطات القاهریة ، العدد

ص: 264

3 ، ص 16.

وعنها مصورة فی مکتبة جامعة طهران ، رقم الفیلم 6143 ، ذکرت فی فهرس مصوراتها 3 / 202.

6 - وعنها مصورة أیضا فی مکتبة السید المرعشی فی قم ، رقم 296 ، ذکرت فی فهرس مصوراتها 1 / 267.

7 - ونسخة المجلد الثانی منه فی مکتبة جستربیتی ، رقم 3059 ، کتبت سنة 603 ه ، وصفها آربری فی فهرسها 1 / 23 ، وذکرها بروکلمات فی 1 / 405 من الأصل ، و 1 / 705 من الذیل.

طبعاته :

1 - طبعه زمیلنا العلامة الشیخ عزیز الله العطاردی فی حیدر آباد بالهند سنة 1403 ه ، فی ثلاثة أجزاء.

2 - وطبعته مکتبة السید المرعشی فی قم سنة 1406 ه ، فی ثلاثة أجزاء بتحقیق العلامة السید عبد اللطیف القرشی.

3 - أعاد العلامة العطاردی طبعه فی طهران.

وأما بقیة مؤلفات القطب الراوندی : فمن کتبه الواصلة إلینا :

2 - فقه القرآن المنتزع من کلام الملک الدیان :

وهو فی تفسیر آیات الأحکام والاستدلال بها علی المسائل الفقهیة واستنباط الأحکام الشرعیة ، فرغ منه فی محرم سنة 562 ه ، وهو من خیرة ما ألف فی موضوعه ، وهو من أقدم ما کتبه الأصحاب فی هذا الباب بعد کتابی الکلبی ووالد الصاحب ابن عباد ، وهما مفقودان.

رتبه علی أبواب الفقه من الطهارة والصلاة والصوم والزکاة وإلی کتاب

ص: 265

الدیات ، وأصبح هذا المنهج هو المتبع عند الطائفة ، فکل ما ألفته فی تفسیر آیات الأحکام هو حسب الترتیب الفقهی ، وما ألفه غیرنا فی هذا الباب کله علی ترتیب الآیات والسور.

ذکره المحدث النوری فی خاتمة المستدرک ، ص 326 ، فقال : (کتاب فقه القرآن ، وهو بعینه کتاب آیات الأحکام له أیضا ، وهو من نفائس الکتب النافعة الجامعة الکاشفة عن جلالة قدر مؤلفه وعلو مقامه فی العلوم الدینیة ...).

ثم ذکر أنه ظفر بنسخة منه مکتوبة فی کاشان علی نسخة خط المؤلف فی سنة 740 ه ، وحکی عن صاحب (ریاض العلماء) قوله : إن القطب الراوندی أول من ألف منا فی آیات الأحکام ، ووافقه علیه هو أیضا!

مخطوطاته :

1 - مخطوطة من القرن 7 أو 8 الهجری ، فی مکتبة جامعة طهران ، رقم 5471 ، ذکرت فی فهرسها 16 / 17.

2 - نسخة فی مکتبة السید المرعشی فی قم ، رقم 1042 ، کتبت سنة 807 ه ، مصححة علی نسخة منقولة عن خط المؤلف ، وأظنها هی التی رآها صاحب (ریاض العلماء) وذکرها فی 2 / 424.

وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 2302.

3 - وأخری فیها أیضا ، برقم 1570 ، کتبها حسین بن یعقوب الحلی الحائری وأتمها فی 26 شوال سنة 759 ه.

4 - وثالثة فیها أیضا ، فی المجموعة رقم 6767 ، کتبها رکن الدین بن تاج الدین ابن زهرة الحسینی بأمر أبیه فی أستر آباد سنة 912 ه ، من 207 / ب - 381 / أ.

ذکرت ثلاثتها فی التراث العربی فی مکتبة آیة الله المرعشی 4 / 199.

5 - مخطوطة فی مکتبة المغفور له المحدث الأرموی فی طهران.

ص: 266

6 - مخطوطة من القرن الحادی عشر الهجری ، کانت فی مکتبة السید محمد المشکاة ، وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 2301 ، ذکرت فی فهرسها 1 / 361.

7 - ومخطوطة فی النجف الأشرف ، کانت عند الشیخ جواد المحتصر.

طبعاته :

1 - طبعة الشیخ جواد المحتصر فی النجف الأشرف علی مخطوطته المتقدمة.

طبعته مکتبة السید المرعشی فی قم سنة 1397 ه ، بتحقیق زمیلنا العلامة السید أحمد الحسینی الأشکوری ، فی مجلدین.

وأعادت مکتبة السید المرعشی طبعه سنة 1405 ه بالتصویر علی طبعتها السابقة.

3 - قصص الأنبیاء :

رتبه علی عشرین بابا ، فی کل باب منها فصول ، واعتمد فیه أحادیث أهل البیت علیهم السلام فی ذلک ، راویا أکثرها - وربما کلها - من طریق الشیخ الصدوق رحمه الله.

مخطوطاته :

1 - نسخة فی مکتبة مدرسة سبهسالار (مطهری) فی طهران ، رقم 7302 ، کتبت سنة 1089 ه ، ذکرت فی فهرسها 5 / 404.

2 - نسخة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 641 ، نسخة حدیثة ، ذکرت فی فهرسها 5 / 1454.

3 - نسخة فی مکتبة مدرسة نمازی فی مدینة خوی ، رقم 421.

ص: 267

4 إلی 7 - وأربع نسخ فی المکتبة المرعشیة فی قم ، بالأرقام 1134 و 2057 و 2822 و 6259 ، أقدمها تاریخها سنة 1090 ه.

ذکرت أربعتها فی التراث العربی فی مکتبة آیة المرعشی 4 / 264.

طبعاته :

1 - طبعه مجمع البحوث الإسلامیة فی مشهد سنة 1409 ه ، بتحقیق العلامة الشیخ غلام رضا عرفانیان الخراسانی.

2 - طبع فی بیروت بالتصویر علی الطبعة السابقة.

4 - الخرائج والجرائح :

فی معجزات النبی وأعلام نبوته صلی الله علیه وآله وسلم ، ومعجزات الأئمة الاثنی عشر من عترته الطاهرة ، ودلائل إمامتهم علیهم السلام ، رتبه علی عشرین بابا ، فی کل منها عدة فصول.

أوله : (أما بعد حمد الله الذی هدانا إلی منهاج الدلیل ، والصلاة علی محمد وآله الذین سلکوا بنا سواء السبیل ...).

مخطوطاته :

1 - مخطوطاته کثیرة ، أقدمها فی مکتبة السید المرعشی ، رقم 6512 ، کتبت سنة 895 ه.

2 و 3 - وفیها نسختان أخریان : أولاهما برقم 983 ، کتبت سنة 1092 ه ، وثانیتهما برقم 1286 ، کتبت سنة 1095 ه ، ذکرت فی التراث العربی 2 / 441.

4 - ونسخة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 1677 ، کتبت سنة 985 ه.

ص: 268

5 - وأخری فیها أیضا ، برقم 13810 ، کتبت سنة 1033 ه.

6 و 7 - ونسختان أخریان فیها کذلک ، ب الرقمین 1687 و 2008 ، بدون تاریخ.

8 - ومخطوطة فی مکتبة ملک العامة فی طهران ، رقم 2155 ، کتبت سنة 1032 ه ، ذکرت فی فهرسها 1 / 275.

9 - ونسخة فی مکتبة مدرسة سبهسالار (مطهری) فی طهران ، رقم 8420 ، کتبت سنة 1066 ه ، ذکرت فی فهرسها 4 / 263.

10 - وفی سبهسالار نسخة أخری ، رقم 8420 ، کتبت سنة 1066 ه ، علیها شهادة العلامة المجلسی بالمقابلة والتصحیح.

11 - وفیها نسخة أخری ، برقم 8149 ، کتبت سنة 1094 ه ، وصححت سنة 1096 ه.

12 - ونسخة قدیمة فی مکتبة الغرب فی همدان ، رقم 4586.

13 - وفی مکتبة الوزیری العامة فی مدینة یزد ، کتبت سنة 1060 ه.

طبعاته :

1 - طبع سنة 1301 ه فی بومبی ، طبعة حجریة فی 200 صفحة.

2 - طبع سنة 1305 ه فی طهران ، طبعة حجریة مع (کفایة الأثر) و (شرح الأربعین حدیثا) للعلامة المجلسی.

3 - طبع المجلد الأول منه فی قم سنة بالتصویر علی خط کاتبه.

4 - وحققته مؤسسة الإمام المهدی علیه السلام فی قم ، وطبعته سنة 1409 ه طبعة کاملة فی ثلاثة أجزاء وهی أحسن طبعاته.

5 - وطبعة مؤسسة الأعلمی فی بیروت سنة 1411 ه ، بالتصویر علی طبعة مؤسسة الإمام المهدی علیه السلام فی قم.

ص: 269

ترجمته :

ترجمه محمد شریف الخادم إلی اللغة الفارسیة ، ورتبه علی 14 بابا ، وسماه : کفایة المؤمنین فی معجزات الأئمة المعصومین علیهم السلام ، وصدره باسم السلطان إبراهیم قطب شاه ، الذی ملک فی الهند من سنة 955 - 988 ه.

راجع الذریعة 18 / 100 و 7 / 145 و 4 / 145.

ومنه ثلاث نسخ فی مکتبة السید المرعشی ، بالأرقام 966 و 2641 و 4552.

ونسخة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، برقم 9527 ، کتبت سنة 1100 ه.

وراجع تاریخ الأدب الفارسی - للاستوری - 2 / 773 رقم 486.

وترجمه الشاب المعاصر محرمی المراغی إلی الفارسیة أیضا ترجمة جدیدة عصریة ، باسم : جلوه هائی از إعجاز ، وهو قید الطبع فی ثلاثة أجزاء.

5 - سلوة الحزین :

وهو المشتهر ب : دعوات الراوندی.

ذکر فی الذریعة 8 / 201 و 12 / 223 وفیه : دعوات موجزة شریفة ، محذوفة الإسناد.

توجد نسخة منه فی مکتبة السید المرعشی فی قم ، وفی مکتبة الشیخ محمد رضا فرج الله فی النجف الأشرف ، والمکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 502 ، ذکرت فی فهرسها 5 / 1355 ، ومکتبة المجلس (البرلمان الإیرانی السابق) رقم 1240 ، ذکرت فی فهرسها 4 / 24 ، وکلها حدیثة ، ونسخة عتیقة منه کانت عند العلامة المجلسی رحمه الله.

ص: 270

طبعته :

طبع فی قم سنة 1409 ه باسم : دعوات الراوندی ، بتحقیق مؤسسة الإمام المهدی علیه السلام.

6 - نوادر المعجزات.

7 - موازاة معجزات نبینا صلی الله علیه وآله وسلم وأوصیائه علیهم السلام معجزات الأنبیاء المتقدمین علیهم السلام.

8 - أم المعجزات (القرآن الکریم).

9 - الفرق بین الحیل وبین المعجزات.

10 - العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم :

وسماه فی الذریعة 15 / 311 : علامات النبی والإمام ، وهذه الکتب الخمسة مطبوعة ضمن کتابه (الخرائج والجرائح) سنة 1409 ه (1).

11 - الانجاز فی شرح الإیجاز فی الفرائض للشیخ الطوسی :

مخطوطة منه ضمن مجموعة من القرن العاشر الهجری ، فی مکتبة أمیر المؤمنین علیه السلام العامة فی النجف الأشرف.

ص: 271


1- 1. قال المؤلف فی آخر الباب الخامس عشر من کتاب الخرائج والجرائح 2 / 791 : (فصل ، واعلم أن معجزاتهم - معجزات النبی والأوصیاء من عترته صلی الله علیه وآله وسلم - أکثر من أن تحصی ... وقد کنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم ، فأضفتها إلی هذا الکتاب أیضا بالخطبة التی فی أول کل واحد منها ، وهی نوادر المعجزات ...) فسماها واحدا واحدا ، وقد أضافها إلی الخرائج وجعلها فی خمسة أبواب ، کل واحد منها فی باب ، من الباب السادس عشر إلی الباب العشرین.

12 - ضیاء الشهاب :

فی شرح (شهاب الأخبار) للقاضی القضاعی ، شرحه سنة 553 ه.

أوله : (قال الشیخ الإمام قطب الدین ، کمال الإسلام ، جمال العلماء ، أبو الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ، أدام الله ظله علی کافة المسلمین :

أما بعد حمد الله الذی جعلنا من آل البراعة ، .. حدثنا السید الإمام أبو محمد شمیلة بن محمد بن أبی هاشم الحسنی ، أمیر مکة ، قال : قال القاضی أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعی ...).

نسخة کتبت سنة 1096 ه علی نسخة مکتوبة سنة 682 ه ، محفوظة فی مکتبة مجلس (سنا) رقم 217 ، ذکرت فی فهرسها 1 / 101.

وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفیلم 1985 ، ورقم المکبر 5841 ، ذکر فی فهرس مصوراتها 1 / 351.

13 - الناسخ والمنسوخ :

ذکره له شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 24 / 14 ، وتوجد منه نسخة ضمن مجموعة کتبت سنة 1254 ه ، فی مکتبة المسجد الأعظم فی قم ، رقم 480 ، ذکرت فی فهرسها ، ص 448.

ونسخة أخری فی مکتبة مدرسة المروی فی طهران ، کتبت سنة 1290 ه ، ضمن المجموعة رقم 918 ، ذکرت فی فهرسها ، ص 326.

وأظنه لابن المتوج البحرانی ، نسب فی بعض مخطوطاته إلی القطب الراوندی ، وکتاب ابن المتوج هو الذی نشره السید محمد المشکاة ، من مطبوعات جامعة طهران ، بشرح السید عبد الجلیل.

ص: 272

14 - رسالة فی أحوال أحادیث أصحابنا :

کما سماها بذلک صاحب ریاض العلماء 2 / 423 ، واحتمل اتحادها مع کتابه (رسالة الفقهاء) ، وذکرها له صاحب الروضات 4 / 5 وزاد فی اسمها : (وإثبات صحتها) ، وفی (الغدیر) باسم : أحوال أحادیث أصحابنا وإثبات صحتها.

وذکرها شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 15 / 12 باسم : رسالة فی صحة أحادیث أصحابنا ، وذکر أن المحدث الحر العاملی نقل عنها فی کتابه (وسائل الشیعة) فی کتاب القضاء.

أقول : ولهذا یعد القطب الراوندی أول من ألف من أصحابنا فی علم الدرایة ، کما إنه أول من ألف منهم فی تفسیر آیات الأحکام کما تقدم.

ونقل الحر العاملی فی کتاب القضاء من وسائل الشیعة 27 / 118 سبعة أحادیث من الراوندی هذا بالأرقام 33362 إلی 33368 ، وکذلک نقل عنه الأمین الأسترآبادی فی (الفوائد المدنیة).

ولخص بعضهم هذه الرسالة ، وعثرت علی نسخة من المختصر مکتوبة سنة 1029 ه ، فی مکتبة المکرمة ، بآخر نسخة من کتاب (الاستبصار) للشیخ الطوسی ، وعندی مصورة هذا المختصر.

15 - مکارم أخلاق النبی والأئمة صلوات الله علیه وعلیهم أجمعین :

رتبه علی عدة أبواب ، الأول فی مکارم أخلاق الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ، والثانی فی مکارم أخلاق فاطمة علیها السلام ، والثالث فی مکارم أخلاق أمیر المؤمنین علیه السلام ، وبقیة الأبواب لسائر الأئمة الاثنی عشر صلوات الله علیهم ، لکل واحد منهم باب فیه فصول.

أوله : (أما بعد حمد الله الذی جعل محمدا وآله رحمة لجمیع بریته ...

ص: 273

فإنی جمعت مختصرا فی أخلاقهم الرضیة وشیمهم المرضیة ...).

منه مخطوطة فی مکتبة البرلمان الإیرانی (المجلس) بأول المجموعة رقم 5364 ، من 1 ب - 82 ب ، کتبت سنة 985 ه ، وکتب علیها أنه تألیف قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ، بخط قدیم ، وعلیها تملک الشیخ لطف الله العاملی المیسی ، وملکه بعده ابنه الشیخ عبد العالی فی سنة 1035 ه ، وبعده فی المجموعة کتاب (الفرقة الناجیة) للشیخ إبراهیم القطیفی ، کما فی فهرس المکتبة 16 / 271 - 272.

16 - تحفة العلیل :

فی الأدعیة والآداب وأحادیث البلاء ، وأوصاف جملة من المطعومات ، هکذا وصفه صاحب روضات الجنات 4 / 8 ، وذکره شیخنا فی الذریعة 3 / 456 وقال : نسبه إلیه فی الروضات.

منه مخطوطة ناقصة فی مکتبة العلامة الروضاتی فی أصفهان کما فی فهرس مخطوطات أصفهان ، ص 104.

أوله : (أما بعد حمد الله الذی جعل ذکره شفاء العلیل ، ورواء الغلیل ...).

وأظنه کتاب الدعوات ، فإن مخطوطات دعوات الراوندی ناقصة الأول ، فلربما یظهر بالمقارنة بین الکتابین أنهما کتاب واحد.

17 - مفتاح المتعبد :

یوجد فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران فی المجموعة رقم 6 / 4157 ، ذکر فی فهرسها 13 / 3128 هکذا : (مفتاح المتعبد ، عن الشیخ ... قطب الدین (1) ... أبی الحسن بن أبی الفضل الراوندی قدس

ص: 274


1- (39) کلمتان ممسوحتان لعلهما (سعید بن هبة الله) ولعل الکتاب لبعض أحفاده!

الله سره بسم الله ... الحمد لله الذی جعل الدعاء أفضل العبادة ...).

18 - معرفة مقاطع القرآن من مبادیه :

توجد نسخته ضمن مجموعة کتبت فی القرن العاشر ، فی مکتبة الوزیری العامة فی مدینة یزد ، رقم 300.

والمجموعة مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفیلم 2420 ، مذکورة فی فهرس مصوراتها 1 / 680.

کتبه المفقودة :

وکانت له کتب قیمة فی مجالات مختلفة ، کالتفسیر والحدیث والدرایة والفقه والأصول والکلام والفلسفة والأدب ونحوها تعد الیوم من تراثنا المفقود ، لم نعثر علیها حتی الیوم.

فأما فی التفسیر وعلوم القرآن ، فمنها :

19 - خلاصة التفاسیر.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست وقال : عشر مجلدات ، وذکر فی الذریعة 4 / 273 و 7 / 220 ، ذکره السید الصدر فی تأسیس الشیعة وقال : شحنه من الحقائق والدقائق ، فهو التفسیر الشافی والمذهب الصافی ، أجمع الجوامع لعلوم القرآن).

20 - کتاب فی إعجاز القرآن وتفسیر سورة الکوثر.

قال فی مقدمة کتابه أم المعجزات (40) فی کلامه علی إعجاز القرآن وسورة الکوثر : (وقد نبهنا علی ذلک فی کتاب مفرد).

ص: 275

21 - تفسیر القرآن.

ذکره منتجب الدین وقال : (مجلدتان) وذکر فی الذریعة 4 / 276 و 301.

ریاض العلماء 4 / 367 ، الذریعة 2 / 102.

22 - أسباب النزول.

ذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 2 / 12.

23 - شرح الآیات المشکلة فی التنزیه.

ذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 13 / 56 وقال : ذکره الشیخ منتجب الدین ، وفی بعض النسخ (الأبیات) بدل (الآیات) .. وفی بعضها (التربة) بدل (التنزیه).

وله فی مجال الفقه ، عدا (فقه القرآن) الذی تقدم :

24 - المغنی فی شرح النهایة.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست وقال : (عشر مجلدات).

و (النهایة فی مجرد الفقه والفتاوی) للشیخ الطوسی ، مطبوع غیر مرة ، ویبدو أن (المغنی) کان موجودا إلی القرن الثامن حیث ینقل عنه الشهید الأول فی کتاب (البیان) فی بحث السجود.

25 - شرح ما یجوز وما لا یجوز من النهایة.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست ص 87.

26 - مشکل النهایة ، أو : مشکلات النهایة ، أو : شرح مشکلات النهایة.

ص: 276

ذکر فی ریاض العلماء 2 / 423 - 424 بصور ثلاثة ، وقال عن مشکل النهایة : (ینقل عنه العلامة فی المختلف) وذکر الأخیران فی م الذریعة 2 / 66 و 14 / 66.

27 - غریب النهایة.

فهرست منتجب الدین : 87 ، الذریعة 16 / 50 ، ریاض العلماء 2 / 424.

28 - نهیة النهایة.

فهرست منتجب الدین ص 87 ، وریاض العلماء 2 / 424 ، والذریعة 24 / 431 ، وجعلهما سید الأعیان واحدا فی 7 / 240 : نهیة النهایة فی غریب النهایة.

ویبدو أن الراوندی کان یدرس فی الفقه کتاب (النهایة) للشیخ الطوسی فتعددت مؤلفاته حوله.

29 - إحکام الأحکام.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست.

30 - النیات فی جمیع العبادات.

31 - شجار العصابة فی غسل الجنابة.

وهذه الثلاثة أیضا ذکرها منتجب الدین.

قال فی ریاض العلماء 2 / 432 : نصر فیه القول بوجوب الغسل لنفسه ، کما صرح به فی (فقه القرآن).

32 - الرائع فی الشرائع.

ص: 277

33 - حل المعقود من الجمل والعقود.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست ، وفی بعض نسخة : حل العقود ، وفی بعضها الآخر : فی الجمل والعقود ، وأکثر نسخة : حل المعقود من الجمل والعقود ، ویبدو أنه شرح علی (الجمل والعقود) للشیخ الطوسی.

34 - بیان الانفرادات.

یبدو أنه کتاب فقهی فی بیان ما انفردت به الإمامیة من المسائل الفقهیة ککتاب (الانتصار) فی انفرادات الإمامیة للشریف المرتضی.

35 - المسألة الکافیة (الشافیة) فی الغسلة الثانیة.

ذکره منتجب الدین ، والذریعة 13 / 12 و 17 / 248 و 20 / 388 و 391.

36 - مسألة فی صلاة الآیات.

37 - مسألة فی العقیقة.

38 - مسألة فی فرض من حضر الأداء وعلیه القضاء.

الذریعة 15 / 82 و 20 / 395.

39 - مسألة فی الخمس.

40 - مسألة أخری فی الخمس.

ومن رقم 29 إلی هنا کلها مذکورة فی فهرست منتجب الدین تلمیذ الراوندی.

ص: 278

وله فی الحدیث :

41 - لباب الأخبار.

الذریعة 18 / 275 ، ریاض العلماء 2 / 242 وفیه : (قد رأیته فی استر آباد). وهو کتاب مختصر فی الأخبار.

أقول : ورأیت منه نسخة فی النجف فی مکتبة العلامة الشیخ محمد رضا فرج الله ، وهو کما قال صاحب الریاض لیس بکبیر.

وفی دار الکتب المصریة کتاب باسم : لباب الأخبار ، ضمن المجموعة رقم 21258 ب ، من ص 62 - 108 ، وهو فی الحدیث النبوی ، مرتب علی أبواب ، کتبه محمد حسین مسجد عباسی سنة 1069 ه ، ذکره فؤاد السید فی فهرسها ، ص 275 ، وأظنه هو هذا الذی للراوندی.

کتبه الکلامیة :

42 - جواهر الکلام فی شرح مقدمة الکلام.

(مقدمة الکلام) للشیخ الطوسی ، مطبوع ، شرحه الراوندی ، ذکره منتجب الدین فی الفهرست ، وذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 5 / 277 و 14 / 85.

43 - تهافت الفلاسفة.

ذکره له تلمیذه الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست) والبغدادی فی (هدیة العارفین) وذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 4 / 502 ، وقال : یوجد فی الخزانة الرضویة کما فی فهرسها!

وذکر بعده : (تهافت الفلاسفة) لنصیر الدین الطوسی ، المتوفی سنة 673 ه ، وقال : کذا قاله فی اکتفاء القنوع ...

ص: 279

أقول : ألف الغزالی قبله (تهافت الفلاسفة) أخذ أکثر ما فیه من کتاب یحیی النحوی البطریق کما ذکره البیهقی فی تاریخ حکماء السلام : 40.

وألف بعده قطب الدین الراوندی ، وألف بعده أبو الولید بن رشد - المتوفی سنة 595 ه - کتاب (تهافت التهافت) رد فیه علی الغزالی.

ثم أمر السلطان العثمانی محمد الفاتح - المتوفی سنة 886 ه - علاء الدین علیا الطوسی - المتوفی سنة 887 ه - وخواجه زاده البرسوی - المتوفی سنة 893 ه - فألفا فی المحاکمة بین الغزالی وابن رشد ، وکتاب علاء الدین الطوسی اسمه (الذخیرة) مطبوع فی حیدر آباد ، وکتب الغزالی وابن رشد وخواجه زاده طبعت فی مجموعة فی مصر.

وکتاب الراوندی مفقود ، والموجود فی الخزانة الرضویة إنها هو تهافت الغزالی ، رقم 7530 ، وذخیرة علاء الدین الطوسی ، رقم 400 ، وتهافت خواجة زاده ، رقم 63 و 64 و 401.

وأما نصیر الدین الطوسی - رحمه الله - فلیس له کتاب : تهافت الفلاسفة ، وإنما نشأ الوهم من خلط فاندیک فی (اکتفاء القنوع) بین نصیر الدین وعلاء الدین الطوسیین ، فقال فی ص 197 : (نصیر الدین علی الطوسی ، المتوفی سنة 672 ... له فی التوحید کتاب : تجرید الکلام ، وله أیضا کتاب : تهافت الفلاسفة ...).

ونصیر الدین الطوسی اسمه محمد بن الحسن ، وعلاء الدین الطوسی اسمه علی ، وهو صاحب (تهافت الفلاسفة) فخلط بینهما والتبس الأمر علی شیخنا - رحمه الله - فتسرب هذا الوهم إلی (الذریعة) أیضا.

کما نسب فاندیک فی (اکتفاء القنوع) کتاب (جام کیتی نما) إلی نصیر الدین الطوسی خطأ ، وإنما هو للحسین بن معین الدین المیبدی ، المتوفی سنة 911 ه.

کما خلط الدکتور أسعد طلس بین أبی الحسین سعید بن هبة الله بن

ص: 280

الحسن ، القطب الراوندی ، الفقیه ، المتوفی سنة 573 ه ، وبین أبی الحسین سعید بن هبة الله بن الحسن الطبیب الفیلسوف البغدادی (436 - 495 ه) المترجم فی عیون الأنباء 1 / 254 والوافی بالوفیات 15 / 268 لاشتراکهما فی الکنیة والاسم واسم الأب والجد ، فقال فی مقال له (1) عن نفائس مخطوطات مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد :

(الخرائج والجرائح ، رقم 110 ، سنة 985 ، لأبی الحسن سعید بن هبة الله بن الحسن قطب الدین الراوندی الفقیه الطبیب! الثقة ، ولد سنة 436 وتوفی فی عهد المقتدی ، وهو أول من شرح نهج البلاغة ، ومن آثاره الکثیرة بقی : المغنی فی تدبیر الأمراض ، خلق الإنسان وکتب أخری فی الطب!).

44 - الخلاف بین الشیخ المفید والشریف المرتضی.

قال السید ابن طاووس - قدس الله روحه - فی کشف المحجة ، ص 64 ، فی الفصل 30 ، فی کلام له : إننی وجدت الشیخ العالم فی علوم کثیرة قطب الدین الراوندی - واسمه سعید بن هبة الله - قد صنف کراسا - وهی عندی الآن - فی الخلاف الذی تجدد بین الشیخ المفید والمرتضی رحمهما الله ، وکانا من أعظم أهل زمانهما ، وخاصة شیخنا المفید ، فذکر فی الکراس نحو خمس وتسعین مسألة قد وقع الاختلاف بینهما فیها من علم الأصول ...

وله فی أصول الفقه :

45 - المستقصی فی شرح الذریعة.

ذکره منتجب الدین فی الفهرست ، وقال : (ثلاث مجلدات).

و (الذریعة) فی أصول الفقه للشریف المرتضی ، مطبوع فی سلسلة مطبوعات جامعة طهران ، بتحقیق أستاذها الدکتور أبو القاسم الکرجی.

ص: 281


1- 1. نشره فی مجلة مجمع اللغة العربیة فی دمشق ، السنة 24 ، ص 99.

وأما کتبه الأدبیة :

فلم نجد منها سوی ما ذکره الشیخ منتجب الدین فی فهرسته ، وهی :

46 - الإغراب فی الإعراب.

47 - التغریب فی التعریب.

48 - شرح العوامل المائة.

و (العوامل المائة) لعبد القاهر الجرجانی ، المتوفی سنة 471 ه ، وعلیه شروح کثیرة ، وهذا الشرح ذکره منتجب الدین فی (الفهرست) وشیخنا فی الذریعة 13 / 372 ، والکنتوری فی کشف الحجب ، ص 343 ، وقال : (قرأته علی والدی العلامة فی صغری).

49 - شرح الکلمات المائة.

هی المائة کلمة من حکم أمیر المؤمنین علیه السلام وقصار کلمه ، من جمع الجاحظ ، شرحها عدة وترجمها آخرون إلی شتی اللغات ، ونظمها مترجمة إلی الفارسیة عدة من الشعراء کالرشید الوطواط ومن بعده ، وقد سبق بعض الکلام علیه فی العدد الخامس من (تراثنا).

50 - نفثة المصدور.

وهو دیوان شعره ومنظوماته.

وأما بقیة مؤلفاته فهی :

51 - جنی الجنتین فی ذکر ولد العسکریین.

وذکره ابن شهرآشوب فی معالم العلماء : 55 ، ومیرزا عبد الله فی ریاض العلماء 2 / 325 ، وشیخنا فی الذریعة 5 / 148.

ص: 282

والعسکریان هما الإمام العاشر علی بن محمد النقی الهادی وابنه الإمام الحسن العسکری علیهما السلام.

52 - ألقاب الرسول وفاطمة والأئمة صلوات الله علیه وعلیهم.

ذکره صاحب ریاض العلماء 2 / 425 وقال : (کتاب لطیف ، مفید جدا مع صغر حجمه ، وعندنا منه نسخة) وسماه فی الغدیر 5 / 461 : ألقاب المعصومین.

53 - الدلائل والفضائل :

ذکره فی ریاض العلماء 2 / 422 حاکیا عن کتاب (دفع المناواة) للسید حسین المجتهد الکرکی.

54 - زهر المباحثة وثمر المناقشة.

ذکره الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست).

55 - اللباب المستخرج من (فی تلخیص) فصول عبد الوهاب.

ذکره له میرزا عبد الله أفندی فی ریاض العلماء 2 / 422 و 4 / 366 وفی 2 / 421 باسم : تلخیص فصول ... وفی 5 / 488 باسم : نکت الفصول.

وذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 4 / 25 باسم : تلخیص الفصول ، وفی 18 / 280 باسم : اللباب فی فضل آیة الکرسی ، وفی ص 281 : اللباب المستخرج ... وفی ص 289 : لب اللباب ، وفی ص 292 ، اللب واللباب ، وفی 24 / 305 : نکت الفصول.

وأما فصول عبد الوهاب

فهو لعبد الوهاب بن محمد بن أیوب أبی زرعة الأردبیلی الحنفی

ص: 283

الصوفی ، نزیل شیراز ، المتوفی بها 5 رجب سنة 415 ه ، من أصحاب أبی عبد الله الخفیف الشیرازی.

ترجم له السمعانی فی الأنساب (الأردبیلی) 1 / 177 ، والجنید الشیرازی فی کتاب شد الإزار ، ص 223 رقم 159 ، قال : (کان یتکلم علی الناس یوم الجمعة فی جامع شیراز ، وکذا غیرها من الأیام فی زاویته ... وقیل إنه خرج فی آخر عمره علی الصوفیة ، ووقع فیهم ...).

ویبدو أن کتابه (الفصول) هو مجموعة مجالسه التی کان یلقیها فی جامع شیراز ، یحتوی علی 155 مجلسا ، فی کل منها سبعة فصول ، یبدأ فی کل مجلس بآیة وتفسیرها ، ثم الأخبار والحکایات ، ثم الوجوه والنظائر ، ثم النکت والإشارات وهو التفسیر الصوفی لتلک الآیة.

ومن کتاب (الفصول) هذا مخطوطة فی إیران کتبت فی القرن التاسع فی مجلدین ، ساقت الأقدار أولهما إلی مکتبة المجلس فی طهران (البرلمان السابق) برقم 67 ، وصف فی فهرسها 2 / 31 ، وثانیهما فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 1888 ، وصف فی فهرسها 8 / 491.

وعمد القطب الراوندی إلی هذا الکتاب فهذبه وزاد علیه ، هذبه مما کان فیه من تصوف وأباطیل وأحادیث واهیة ، واستخلص منه اللباب من تفسیر ، وأدب ، وفوائد ، وحکم ، وطعمه بفوائد من حدیث العترة الطاهرة وحکمهم وآدابهم علیهم السلام.

وهذا الکتاب (اللباب) لم نعثر علیه! علی أنه کان موجودا إلی قبل مائة سنة ، فقد عثر علیه المحدث النوری ونقل عنه فی کتابه (دار السلام) وعده من مصادر کتابه مستدرک الوسائل (خاتمة المستدرک ص 325) باسم : اللب واللباب ، وحسب أن عبد الوهاب هذا هو الشعرانی! والشعرانی توفی سنة 973 ه بعد الراوندی بأربعمائة عام ، فسبحان من لا یسهو.

ویجوز أن یکون الراوندی لخص (اللباب) وسماه (لب اللباب) أو (اللب

ص: 284

واللباب) وأن الذی حصل علیه المحدث النوری إنما کان هذا المختصر ، وأما (اللباب) فهو مما فقد قدیما.

کما ویجوز أن یکون (اللباب فی فضل آیة الکرسی) کتابا آخر له ، فقد عد البغدادی فی هدیة العارفین 1 / 392 من کتب الراوندی : اللباب فی فضل آیة الکرسی من الکتاب.

56 - شرح الخطبة الأولی من نهج البلاغة.

قال المؤلف فی مقدمة منهاج البراعة : (قد کنت قدیما شرحت الخطبة الأولی من نهج البلاغة بالإطناب ... وهو کلام - عند أهل الفطنة والنظر - دون کلام الله ورسوله ، وفوق کلام البشر ، واضحة مناره ، مشرقة آثاره ...).

وهناک کتب نسبت إلیه فی بعض المصادر وذکرت فی (الذریعة) بتحفظ ، ککتاب : البحر والمجالس ، مذکورة فی الذریعة فی 3 / 29 و 19 / 354.

کتب منحولة

1 - کتاب المزار :

قال صاحب (الروضات) فی ترجمة القطب الراوندی 4 / 7 : (ثم إن له من المصنفات - غیر ما فصلنا لک - کتاب (کذا) کبیر فی المزار علی ما عزی إلیه فی المقابس ...).

ومثله فی أعیان الشیعة 7 / 241 والذریعة 20 / 323 ، وإلیک نص کلام صاحب (المقابس) فقد ترجم فیه للراوندی ، ص 11 ، وعد شیوخه ومنهم (محمد بن إسماعیل الحسینی المشهدی ، الذی روی عن الشیخ جعفر الدوریستی ، وروی عنه المنتجب أیضا ، وهو صاحب المزار الکبیر القدیم علی ما عزی إلیه).

ص: 285

ولیعلم أن فی أصحابنا مشهدیین :

أحدهما من شیوخ القطب الراوندی وهو السید أبو البرکات ناصح الدین محمد بن إسماعیل بن الفضل الحسینی المشهدی ، ویعرف ب : أبی البرکات المشهدی ، وقد تقدم فی شیوخ الراوندی برقم 16.

وهو من شیوخ السمعانی أیضا ، ترجم له فی التحبیر 2 / 96 وأرخ ولادته بسنة 457 ه ووفاته بسنة 541 ه.

وثانیهما یعرف ب : ابن المشهدی ، وهو محمد بن جعفر ابن المشهدی الحائری ، وهو صاحب (المزار) ویقال له : المزار الکبیر ، والمزار القدیم ، ومزار ابن المشهدی ، وهذا فی طبقة تلامذة الراوندی ، یروی عن عبد الحمید ابن التقی ، المتوفی سنة 597 ه (الوافی بالوفیات 18 / 72) ویروی ابن المشهدی عنه فی (المزار) مترضیا علیه مما یبدو أنه ألف (المزار) بعد هذا التاریخ.

واشتبه المشهدیان علی صاحب (مقابس الأنوار) فنسب (المزار) إلی المتقدم وهو للمتأخر منهما.

ثم اشتبه الأمر علی صاحب (الروضات) ومن بعده ، فحسبوا أن الضمیر فی (وهو صاحب المزار الکبیر) یعود إلی القطب فنسبوا (المزار) إلیه! والضمیر إنما یعود إلی المشهدی بتوهم أن المزار لمحمد بن إسماعیل أبی البرکات المشهدی ، والصواب أن (المزار الکبیر القدیم) لمحمد بن جعفر ابن المشهدی ، فلا الضمیر عائد إلی الراوندی ، ولا هذا المشهدی هو صاحب (المزار الکبیر) ، فهو خطأ فی خطأ.

2 - رسالة الفقهاء :

ذکرها له شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 16 / 281 بهذا الاسم ، وفی 16 / 279 باسم : کتاب الفقهاء ، وفی 10 / 116 باسم : رجال الراوندی ، وفی 10 / 118 باسم : رجال قطب الدین ، وفی مصفی المقال : 187 وقال فی

ص: 286

الموردین الأخیرین : (له رسالة الفقهاء ، وقد نقل عنه فی المجلد الأول من البحار ...).

أقول : جاء فی بحار الأنوار 2 / 235 : (روی الشیخ قطب الدین الراوندی فی رسالة الفقهاء - علی ما نقل عنه بعض الثقات - بإسناده عن الصدوق ...).

فأورد عدة أحادیث علاجیة فی الجمع بین الأخبار المتعارضة نقلها عن رسالة الفقهاء للراوندی بواسطة بعض الثقات.

وهذا البعض هو معاصره المحدث الحر العاملی - رحمه الله - فقد أورد هذه الأحادیث فی کتاب القضاء من موسوعته الحدیثیة القیمة : وسائل الشیعة 27 / 118 ، قال برقم 33362 : (سعید بن هبة الله الراوندی فی رسالته التی ألفها فی أحوال أحادیث أصحابنا وإثبات صحتها ...).

فسرد عدة أحادیث عن هذه الرسالة ، ونقلها العلامة المجلسی - رحمه الله - فی بحار الأنوار عن وسائل الشیعة ، حیث لم یظفر برسالة القطب الراوندی فینقل عنها مباشرة ، ونحن بعد المقارنة بین الأحادیث سندا ومتنا فی الکتابین ظهر لنا أن ما فی البحار منقول من الوسائل.

والذی فی الوسائل : (فی رسالته التی ألفها) وأصبح عند النقل أو عند الطبع : (ألفها) (الفقهاء) ... ف : (رسالة الفقهاء) فی البحار تصحیف (رسالة ألفها) فی الوسائل.

وهذه الرسالة هی التی ذکرها شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 15 / 12 فی حرف الصاد : (رسالة فی صحة أحادیث أصحابنا للشیخ الإمام قطب الدین سعید بن هبة الله ... ینقل عنها فی القضاء من الوسائل ، الأخبار الواردة فی الجمع بین الأخبار).

أقول : وعندی مصورة من هذه الرسالة ، وحیث إن شیخنا صاحب (الذریعة) لم یرها ورأی أن المنقول منها شئ حول الدرایة ومصطلح الحدیث

ص: 287

حسب أنها رسالة رجالیة فذکرها فی (مصفی المقال) مرة وفی عاشر (الذریعة) مرتین باسم : رجال قطب الدین الراوندی ، وفی 16 / 279 و 281 باسم : کتاب الفقهاء ورسالة الفقهاء ، وصوابه : رسالة ألفها ... وهی التی ذکرها فی 15 / 12.

3 - المعارج فی شرح نهج البلاغة :

یأتی فی ص 303 أن قطب الدین الکیدری اعتمد فی شرحه علی نهج البلاغة شرحی البیهقی والراوندی ، وهما : معارج نهج البلاغة - وقد تحدثنا عنه فی العدد السابق - ومنهاج البراعة ، للقطب الراوندی ، وها نحن نتحدث عنه.

قال الکیدری فی خطبة شرحه علی نهج البلاغة : (وقد اقترح علی بعض الأشراف ... أن أشرع فی شرح هذا الکتاب مستمدا - بعد توفیق الله تعالی - من کتابی المعارج والمنهاج ...).

ففهم منه صاحب (الروضات) (1) رحمه الله أن المعارج والمنهاج کلیهما للقطب الراوندی! وتسرب هذا الوهم من الروضات إلی الذریعة! فجاء فیه 21 / 178 : (المعارج فی شرح نهج البلاغة للمولی الإمام قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ... کما ذکره فی الروضات ...).

4 - کتاب البحر :

أول من ذکره الشیخ یحیی البحرانی فی (تراجم مشایخ الشیعة) قال فی ترجمة القطب الراوندی : (وقیل وجد کتاب یسمی : بحر ، وهو ینسب إلیه).

وقال فی أمل الآمل 2 / 127 فی ترجمة الراوندی : وینسب إلیه شرح مشکلات النهایة ، وکتاب یسمی : البحر ، وفی ریاض العلماء 2 / 423 و 432 ، والذریعة 3 / 29 ، نسب إلیه بتحفظ ، وصحف فی بعض الموارد إلی : الجر!

ص: 288


1- 1. روضات الجنات 6 / 295 فی ترجمة الکیدری.

5 - رجال الراوندی :

الذریعة 10 / 116 و 118 ، مصفی المقال : 187. وهو رسالة فی أحوال أحادیثنا وإثبات صحتها ، وقد تقدم ص 273 و 286 - 287.

6 - المجالس فی الحدیث :

الذریعة 19 / 354 وفیه : (ینقل عنه فی (فضائل السادات) الذی فرغ منه مؤلفه سنة 1103).

أقول : وأظنه کتاب (اللباب المستخرج من فصول عبد الوهاب) فإن الفصول مرتب علی مجالس ، راجع ما تقدم ص 283.

7 - أم القرآن :

نسبه إلیه صاحب الروضات - رحمه الله - فی 4 / 8 وقال : (ویحتمل اتحاده مع بعض ما سبق من کتب تفاسیره).

واعتمد علیه شیخنا صاحب الذریعة - رحمه الله - فذکره فیه فی 2 / 303 ، وفی 4 / 262 باسم : تفسیر القرآن.

شعره :

وکان - رحمه الله - شاعرا ، جمع دیوانه بنفسه وسماه : (نفثة المصدور) کما تقدم ، ولکن لم یصلنا من شعره إلا عدة مقطوعات أوردها المحدث النوری فی خاتمة المستدرک : 489 ، والعلامة الأمینی فی الغدیر 5 / 379 ، والسید الأمین فی أعیان الشیعة 7 / 260 ، فمنها :

بنو الزهراء آباء الیتامی

إذا ما خوطبوا قالوا : سلاما

هم حجج الإله علی البرایا

فمن ناواهم یلق الأثاما

ص: 289

یکون نهارهم أبدا صیاما

ولیلهم کما تدری قیاما

ألم یجعل رسول الله یوم

الغدیر علیا الأعلی إماما؟!

ألم یک حیدر قرما هماما

ألم یک حیدر خیرا مقاما

بنوه العروة الوثقی تولی

عطاؤهم الیتامی والأیامی

وله أیضا :

لآل المصطفی شرف محیط

تضایق عن مرامیه البسیط

إذا کثر البلایا فی البرایا

فکل عنده الجأش الربیط

إذا ما قام قائمهم بوعظ

فإن کلامه در لقیط

إذا ما قست عدلهم بعدل

تقاعس دونه الدهر القسوط

هم العلماء إن جهل البرایا

هم الموفون إن خان الخلیط

بنو أعمامهم جاروا علیهم

ومال الدهر إذ مال الغبیط

لهم فی کل یوم مستجد

لدی أعدائهم دم عبیط

فمات محمد وارتد قوم

بنکث العهد وانبرت الشروط

تناسوا ما مضی بغدیر خم

فأدرکهم لشقوتهم هبوط

ألا لعنت أمیة قد أضاعوا

الحسین کأنه فرخ سمیط

علی آل الرسول صلاة ربی

طوال الدهر ما طلع الشمیط

وله فی أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام :

قسیم النار ذو خبر وخبر

یخلصنی الغداة من السعیر

فکان محمد فی الناس شمسا

وحیدر کان کالبدر المنیر

هما فرعان من علیا قریش

مصاص الخلق بالنص الشهیر

وقال له النبی لأنت منی

کهارون وأنت معی وزیری

ومن بعدی الخلیفة فی البرایا

وفی دار السرور علی سریری

وأنت غیاثهم والغوث فیهم

لدی الظلماء والصبح السفور

مصیری آل أحمد یوم حشر

ویوم النصر قائمهم نصیری

ص: 290

وله فیه علیه السلام أیضا :

إمامی علی کالهزبر لدی العشا

وکالبدر وهاجا إذا اللیل أغطشا

إمامی علی خیرة الله لا الذی

تخیرتم والله یختار من یشا

أخو المصطفی زوج البتول هو الذی

إلی کل حسن فی البریة قد عشا

بمولده البیت العتیق کما روی

رواة وفی حجر النبوة قد نشا

موالوه قوامون بالقسط فی الوری

معادوه أکالون للسحت والرشا

له أوصیاء قائمون مقامه

أری حبهم فی حبة القلب والحشا

هم حجج الرحمن عترة أحمد

أئمة حق لا کمن جار وارتشی

وله - رحمه الله - فی المعصومین علیهم الصلاة والسلام :

محمد وعلی ثم فاطمة

مع الشهیدین زین العابدین علی

والصادقان وقد سارت علومهما

والکاظم الغیظ والراضی الرضاء علی

ثم التقی النقی الأصل طاهره

محمد ثم مولانا النقی علی

ثم الزکی ومن یرضی بنهضته

أن یظهر العدل بین السهل والجبل

إنی بحبهم یا رب معتصم

فاغفر بحرمتهم یوم القیامة لی

وله متغزلا ، وجدتها فی مجموعة مخطوطة فی مکتبة الدکتور مهدوی الخاصة فی طهران :

دعانی إن داعیة دعانی

وقوما إذا دعانی ودعانی

سقانی حبه کأسا دهاقا

فروانی وأسکر إذ سقانی

خلعت عنان قلبی فی هواه

فدعنی صاحبی فیما عنانی

أمانی الوری منه أمان

هلاکی فیه من أقصی الأمانی

رمی قلبی بقوس الحب سهما

وأحیانی بقتلی إذ رمانی

وأجلسنی وکلمنی بلطف

وأنطقنی وأطلق لی لسانی

تجلی الرب للجبل المعلی

فدک وقد أرانی ما أرانی

وذلک بعد ما قد قال موسی

له : أرنی ، فنادی : لن ترانی

ص: 291

وأحرق نوره ظلمات قلبی

وأشرق منه عینی بالعیان

وواعدنی الصدیق جنان عدن

فقلت : هواه لی أعلی الجنان

أعلام أسرته :

أسرته أسرة علمیة أنجبت علماء أدباء محدثین ، عبر قرون أربعة ، الرابع والخامس والسادس والسابع.

فجده الأعلی قطب الدین أبو الفضل هبة الله بن سعید الراوندی کان من أعلام القرن الرابع ، فقیها ، متکلما ، محدثا ، من تلامذة ابن قولویه ، المتوفی سنة 368 ه.

ترجم له ابن الفوطی ، فقال : (قطب الدین أبو الفضل هبة الله بن سعید الراوندی ، الفقیه المتکلم ، کان من العلماء الأفاضل ، له تصانیف حسنة ، روی عن أبی القاسم جعفر بن محمد بن قولویه (1).

ویبدو أنه دفن فی خسرو شاه من قری تبریز ، والقبر المشهور هناک بقبر القطب الراوندی هو قبر هذا القطب ، وقد زاره صاحب (ریاض العلماء) (2).

مولده :

لم یحدد مترجموه تاریخ ولادته ، إلا أنه حیث روی عن أبی علی الحداد الأصفهانی - المتوفی سنة 515 ه - فنقدر ولادته قبل الخمسمائة ببضع سنین ، فربما کان عندما رحل إلی أصفهان وسمع منه ابن عشرین سنة أو أکثر.

وفاته :

أما تاریخ وفاته فمضبوط محدد فی ضحوة یوم الأربعاء 14 شوال سنة

ص: 292


1- 1. فی حرف القاف من تلخیص مجمع الآداب ج 4 قسم 4 ص 282 رقم 2948.
2- 2. ذکره فیه فی 2 / 420.

573 ه ، نقله الجبعی فی مجموعته عن خط الشهید الأول رحمه الله.

وأما ما حکاه ابن حجر فی لسان المیزان 3 / 48 عن (تاریخ الری) للشیخ منتجب الدین ابن بابویه - وکان من تلامذة القطب الراوندی ومعاشریه فی الری أنه توفی فی 13 شوال فیحمل علی الخلاف فی أول الشهر وباختلاف الأفق ...

ففی الشام کان عید الفطر من تلک السنة یوم الخمیس ، وفی الری کان العید یوم الجمعة ، فیکون یوم الأربعاء عندهم 13 شوال.

قبره :

وقبره - رحمه الله - مشهور یزار ، یقع فی الصحن الکبیر من الروضة الفاطمیة فی قم ، وعلیه صخرة کبیرة منحوت علیها اسمه ، وأما القبر المنسوب إلیه فی خسرو شاه بنواحی تبریز فلعله قبر جده هبة الله الراوندی.

(2)

عماد الدین علی

ترجم له المنتجب برقم 275 وقال : الشیخ الإمام عماد الدین أبو الفرج علی ابن الشیخ الإمام قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ، فقیه ، ثقة).

أقول : یروی عن أبیه وعن السید فضل الله الراوندی وأبی الفتوح الخزاعی المفسر وأبی علی الطبرسی - صاحب : مجمع البیان - وعن الشیخ المتکلم سدید الدین محمود الحمصی الرازی ، وعن الشیخ عبد الرحیم ابن الأخوة البغدادی - نزیل أصفهان ، المتوفی سنة 548 ه - وعن أبی جعفر محمد بن علی بن المحسن الحلبی.

وفی (أمل الآمل) أنه روی عن أبی علی الطوسی.

أقول : إن الشیخ أبا علی ابن الشیخ الطوسی کان حیا سنة 515 ه ،

ص: 293

ویستبعد إدراک عماد الدین له. وأظن أن الطبرسی صحف إلی الطوسی.

ومن تلمذته علی هؤلاء یبدو أن ولادته کانت فی أوائل القرن السادس ، وکان حیا سنة 600 ه.

روی عنه وقرأ علیه نصیر الدین عبد الله بن حمزة الطوسی - صاحب : الوسیلة - والشیخ جعفر بن نما الحلی والسید حیدر بن محمد الحسینی - صاحب : غرر الدرر - وأسعد بن عبد القاهر الأصفهانی - مؤلف کتاب : رشح الولاء -.

وروی السید ابن طاووس فی (فتح الأبواب) عن محمد بن نما ، وأسعد ابن عبد القاهر عنه.

ترجمته :

فی فهرست منتجب الدین : 275 ، وأمل الآمل 2 / 171 ووصفه بالفضل والعلم والوثاقة (1) فی ص 179 ، تعلیقة أمل الآمل : 185 و 191 ، والثقات العیون : 190 ، معجم رجال الحدیث 12 / 39 ، روضات الجنات 4 / 7.

(3)

نصیر الدین الحسین

ترجم له منتجب الدین فی الفهرست برقم 111 وقال : (الشیخ نصیر الدین أبو عبد الله الحسین ابن الشیخ الإمام قطب الدین أبی الحسین الراوندی ، عالم ، صالح ، شهید).

وله ترجمة فی : الثقات العیون : 72 و 75 ، شهداء الفضیلة : 40 ،

ص: 294


1- 1. وقوله : (یروی عن الشهید) لا یصح جزما ، فإنه ولد سنة 734 ه ، فروایته عنه إما بوسائط محذوفة أو هی عن بعض أحفاده الملقبین بلقبه ، کما نبه علیه میرزا عبد الله أفندی فی تعلیقته علی أمل الآمل : 185.

روضات الجنات 4 / 7 ، معجم رجال الحدیث 50 / 176 ، أمل الآمل 2 / 87 ، ریاض العلماء 2 / 7.

قرأ علی أبیه ، وکتب له أبوه إجازة علی کتاب (الجواهر) لابن البراج : (قرأه علی ولدی نصیر الدین أبو عبد الله الحسین - أبقاه الله ومتعنی به - قراءة إتقان ، وأجزت له أن یرویه عنی عن الشیخ أبی جعفر محمد بن علی بن المحسن الحلبی عن المصنف) (1).

(4)

ظهیر الدین محمد

قال منتجب الدین ، ص 418 : (الشیخ الإمام ظهیر الدین أبو الفضل محمد بن الشیخ الإمام قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ، فقیه ، ثقة ، عدل ، عین).

أقول : یروی عن أبیه ، ویروی عنه ابنه محمد وقطب الدین الکیدری (2) ، والسید أبو طالب ابن الحسین الحسینی (3) ، ووحید الدین جمال الإسلام أبو القاسم علی بن محمد بن علی الجاسبی (4) ، قرأ علیه کتاب (النهایة فی الفقه) للشیخ الطوسی ، فکتب له علیه إجازة تاریخها سنة 580 ه ، ویروی عنه أیضا علاء الدین علی بن یوسف بن الحسن ، قرأ علیه کتاب (نهج البلاغة) (5).

ومما ألفه ظهیر الدین هذا مختصر فی علم الکلام سماه (عجالة

ص: 295


1- 1. الذریعة 5 / 257 و 20 / 298 ، الثقات العیون : 87.
2- 2. أحد شراح نهج البلاغة ، یأتی.
3- 3. الذریعة 24 / 404.
4- 4. الذریعة 24 / 404.
5- 5. راجع العدد 29 من (تراثنا) ص 10.

المعرفة) (1).

وله کتاب (الأربعون حدیثا) (2).

ومن مصادر ترجمته : أمل الآمل 2 / 274 ، ریاض العلماء 5 / 107 ،

الثقات العیون : 265 ، معجم رجال الحدیث 17 / 115 ، روضات الجنات 4 / 7.

ومن أعلام الأسرة : أحفاد القطب الراوندی ، ومنهم :

(5)

محمد ابن ظهیر الدین محمد ابن القطب الراوندی ، روی عن أبیه ، وروی عنه أبو المؤید محمد بن محمود ابن محمد الخوارزمی ، قاضی خوارزم وخطیبها ، المتوفی سنة 655 ه ، من مشایخ ابن العدیم ، روی عنه عن المترجم فی کتابه بغیة الطلب 10 / 4375.

(6)

الشیخ برهان الدین أبو الفضائل محمد بن عماد الدین علی ابن القطب الراوندی.

ترجم له الشیخ منتجب الدین فی الفهرست ، برقم 419 ، ووصفه بالعلم والفضل.

ص: 296


1- 1. حققه العلامة الباحث السید محمد رضا الحسینی الجلالی حفظه الله ، ونشره فی سلسلة (من ذخائر التراث) فی العدد 29 من مجلة (تراثنا) وقدم له مقدمة ضافیة.
2- 2. یوجد فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، ضمن المجموعة رقم 3 / 2130 ، من 21 - 32 ، کتبها العلامة الجلیل سردار کابلی - رحمه الله - سنة 1345 ه ، وقبله فی المجموعة : (أربعون حدیثا) لأسعد بن إبراهیم الإربلی ، و (أربعون حدیثا) لیوسف بن حاتم الشامی ، ذکرت فی فهرسها 9 / 773.

(7)

رشید الدین الحسین بن أبی الفضل بن محمد الراوندی ...

ترجم له منتجب الدین فی (الفهرست) برقم 107 ، وقال : (المقیم بقوهده رأس الوادی ، من أعمال الری ، صالح ، مقرئ ، معاصر).

ویجوز أن تکون کلمة (بن) زائدة ، وصوابه الحسین بن أبی الفضل محمد ... فیکون ابن ظهیر الدین - المتقدم - ابن القطب الراوندی.

وراجع ترجمته فی : أمل الآمل 2 / 87 ، ریاض العلماء 2 / 9 ، الثقات العیون : 72.

ومن مصادر ترجمة القطب الراوندی :

معالم العلماء : 55 ، فهرست منتجب الدین : رقم 186 ، تلخیص مجمع الآداب ج 4 رقم 2799 ، لسان المیزان 3 / 48 ، ریاض العلماء 2 / 419 ، روضات الجنات 4 / 5 ، طبقات أعلام الشیعة - القرن السادس - : 124 ، معجم رجال الحدیث 9 / 79 رقم 5080 ، أمل الآمل 2 / 125 ، تنقیح المقال 2 / 21 ، خاتمة المستدرک : 325 - 326 و 489 ، فهرست المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 5 / 1355 ، الکنی والألقاب 3 / 72 ، ریحانة الأدب 4 / 467 ، تعلیقة میرزا عبد الله أفندی علی أمل الأمل : 356 ، الفوائد الرضویة : 200 - 202 ، الغدیر 5 / 458 ، بهجة الآمال 4 / 370 - 374 ، تأسیس الشیعة : 341 ، أعیان الشیعة 7 / 260 و 239 ، أعلام الزرکلی 3 / 104 ، معجم المؤلفین 4 / 225 ، هدیة العارفین 1 / 392 ، تکملة الرجال 1 / 436 ، جامع الرواة 1 / 364 ، لؤلؤة البحرین : 304 ، فهرست کتابخانه های أصفهان : 337 ، مقابس الأنوار : 14 ، منتهی المقال : 148 ، سفینة البحار 7 / 327 ، مستدرک سفینة البحار 8 / 546 ، بروکلمن 1 / 405 والذیل 1 / 705 ، استوری : 773.

ص: 297

(5)

شرح نهج البلاغة

لأفضل الدین الماهابادی

هو الشیخ أفضل الدین الحسن بن علی بن أحمد بن علی الماهابادی ، من أعلام العلم وأئمة الأدب فی القرن السادس الهجری.

کان - رحمه الله - عالما ، فاضلا ، أدیبا ، شاعرا ، ناظما ناثرا ، له عدة مؤلفات ممتعة وکتب قیمة ، ذکرها تلمیذه الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست) حیث ترجم له برقم 93 وقال :

علم فی الأدب ، فقیه ، صالح ، ثقة ، متبحر ، له تصانیف منها : شرح النهج ، شرح الشهاب ، شرح اللمع (1) ، کتاب فی رد التنجیم ، کتاب فی الإعراب ، دیوان نظمه ، دیوان نثره ، أجازنی بجمیع تصانیفه وروایاته عنه.

أقول : هو من بیت علم وفضل وأدب ووجاهة وتقدم ، أطراه معاصره النصیر الرازی فی کتاب النقض ، ص 229 ، بما معربه : (والأدیب الماهابادی عالم شاعر ، وکان شیعیا بلا ریب ...).

وترجم له میرزا عبد الله أفندی فی ریاض العلماء 1 / 221 وقال : (الشیخ الأجل أفضل الدین ... الإمام العلامة ، سبط الشیخ الأفضل أحمد بن علی المهابادی ، وقد مر فی ترجمته أنه وأباه وجده کانوا من العلماء المتبحرین ...).

وذکره العلامة الخوانساری فی روضات الجنات 3 / 59 وقال : (ذکره صاحب (تلخیص الآثار) بهذا الوجه فی ترجمة ماهاباد ، التی ذکر أنها قریة کبیرة

ص: 298


1- 1. اللمع فی النحو ، لابن جنی.

قرب قاشان ، أهلها شیعة إمامیة - ثم قال : - إنه کان بالغا فی علم الأدب للغایة ، عدیم النظیر فی زمانه ، یقصده الناس من الأطراف).

وترجم له سید الأعیان فی أعیان الشیعة 5 / 160 ترجمة حسنة وزاد فی مؤلفاته کتابه (تنزیه الحق عن شبه الخلق).

والماهابادی إلی جانب علمه وأدبه شاعر له دیوان ذکره الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست) کما تقدم ، وذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 9 / 239 ، وقد عثرت علی أبیات من نظمه فی مجموعة مخطوطة فی مکتبة الدکتور مهدوی فی طهران ، رقم 591 ، وفیها :

لأفضل الدین الماهابادی :

إلهی أنا العبد الذی قد خلقتنی

ولم أک شیئا یا جوادا بلا بخل

بدأت بنعمی لم أکن أستحقها

فصفحا جمیلا یختم الفضل بالفضل

وإن لم أکن أهلا لذلک سیدی

فإنک غفار لمن لیس بالأهل

علی أننی مولی لآل محمد

هم شفعائی قد وصلت بهم حبلی

معادن وحی الله أعلام دینه

هم کلمات الله فی الصدق والعدل

نجوم الهدی والمنقذون من الردی

لیوث الوغی لکنهم سحب المحل

علیهم سلام الله غیر مصرد

کفاء لذاک الفضل والخلق الجزل

* * *

إلهی لیس لی علم ینجی

وما لی غیر فضلک من أرجی

وعدتی التی آوی إلیها

نبی الخیر ذو نسک وحج

وحسبی آل أحمد لیس أبغی

بهم بدلا وذلک خیر نهج

أوالی من یوالیهم ولکن

أعادی من یعادیهم وأشجی

بهم أرجو النجاة ولا أحاشی

إذا حشر الوری من کل فج

ألوذ بحبهم من کل هول

وأعلق حبهم فی کل لج

ص: 299

ولست بقائل للناس إلا

ثناء خالصا من کل مزج

وترجم له الرفیعی المعاصر فی آتشکده أردستان 2 / 269 ، ونسب إلیه بیتین فی رثاء السید عز الدین یحیی ، نقیب الری - الشهید سنة 589 ه - ناقلا لهما عن (تاریخ طبرستان) فإن کان البیتان له فقد کان حیا إلی هذه السنة ، والبیتان :

سلام الله ما طلع الثریا

علی المظلوم عز الدین یحیی

شهید کالحسین بغیر جرم

قتیل مثل هابیل ویحیی

ویبدو أنه ممن نظم قصیدة فی رثائه نقل لنا منها هذان البیتان.

أسرته :

کان الماهابادی - کما تقدم - من أسرة علمیة أدبیة ، وهو وأبوه وجده من أعلام العلم والفضل والشعر والأدب فی القرنین الخامس والسادس ، روی هو عن أبیه ، وروی أبوه عن جده.

ترجم الشیخ منتجب الدین فی (الفهرست) لجده أحمد برقم 14 ، وقال : (الشیخ الأفضل أحمد بن علی الماهابادی ، فاضل ، متبحر ، له : کتاب شرح اللمع ، وکتاب البیان فی النحو ، وکتاب التبیان فی التصریف ، والمسائل النادرة فی الإعراب.

أخبرنا بها سبطه الإمام العلامة أفضل الدین الحسن بن علی الماهابادی عن والده عنه).

وسماه یاقوت : أحمد بن عبد الله ، فقال فی معجم البلدان : (مهاباد : قریة مشهورة بین قم (1) وأصفهان ، ینسب إلیها أحمد بن عبد الله المهابادی ،

ص: 300


1- 1. للذاهب من قم إلی أصفهان من طریق کاشان وتقع فوق کاشان ، بین نطنز وأردستان قبل أردستان ب 23 کیلو مترا ، فی غربیها وهی لا زالت عامرة إلی الیوم وبهذا الاسم.

النحوی ، مصنف شرح اللمع ، أخذه عن عبد القاهر الجرجانی).

وله ترجمة فی معجم الأدباء 3 / 219 ، الوافی بالوفیات 7 / 112 نکت الهمیان : 110 ، بغیة الوعاة 1 / 302 ، معجم المؤلفین 1 / 301 ، هدیة العارفین 1 / 81 ، والأعلام - للزرکلی - 1 / 158 وذکر أن من کتابه شرح اللمع نسخة کتبت سنة 591 ه ، فی مکتبة الشیخ محمد بن طاهر بن عاشور فی تونس.

وله ترجمة فی کل من أمل الآمل 2 / 20 ، جامع الرواة 1 / 55 ، معجم رجال الحدیث 2 / 176 ، أعیان الشیعة 3 / 48 ، تنقیح المقال 1 / 73 ، طبقات أعلام الشیعة - القرن الخامس - : 21 ، أعلام معجم البلدان : 70.

والظاهر أن أحمد بن عبد الله هذا هو أحمد بن علی ، وهو صاحب (شرح اللمع) نسب فی أحدهما إلی الجد لا محالة ، وإن کان هذا غیر ذاک ، فهو علم آخر من أعلام هذه الأسرة العلمیة الأدبیة ، کما أن خطیر الدین أبا المعالی الحسن بن أحمد بن محمد الماهاباذی رئیس ماهاباذ ، وهی قریة بین کاشان وأصفهان قرب نطنز وأردستان ، الذی کتب إلیه السید أبو الرضا فضل الله الراوندی بیتین یذکر فیهما ماهاباذ (باذاما) قریة تحتها ، و (طرق) قریة تحتها :

یا صاحبی الیوم ماباذا

أن لا تملا بمهاباذا

سلام خل ودعا عنکما

نعاج طرق ومهاباذا

هو مترجمنا الحسن بن علی بن أحمد ، نسب هنا إلی جده ، ویعلم منه مکانته الاجتماعیة وجاهه ورئاسته ، وأنه کان یلقب خطیر الدین ، وأن کنیته أبا المعالی ، ولو قدر أنه غیره فهو علم آخر من أعلام الأسرة ، ویبدو أنهم کانوا کثرة ظلمهم التاریخ فأهملهم.

ص: 301

(6)

حدائق الحقائق

فی فسر دقائق أفصح الخلائق

لقطب الدین الکیدری ، وهو أبو الحسن محمد بن الحسین بن تاج الدین الحسن بن زین الدین محمد بن الحسین بن أبی المحامد البیهقی النیشابوری.

لم یحدد التاریخ مولده بالضبط ولا وفاته ، إلا أن ولادته تقدر فی منتصف القرن السادس ، وکان حیا فی سنة 610 ه (1).

کان - رحمه الله - علامة ذا فنون عدة ، قویا ماهرا فی جملة منها کاللغة والأدب والفق والفقه والحدیث والکلام والطب والتاریخ والفلک ونحوها ، ومن شرحه هذا علی نهج البلاغة یظهر تضلعه فیها ، وله فی أکثرها کتب ومصنفات.

وأطراه عبد المطلب بن یحیی الطالقانی - من أعلام القرن الحادی عشر ، ومن تلامذة المحقق الداماد السید محمد باقر الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1040 ه - عند نقله عن کتاب (کفایة البرایا) للکیدری فی کتابه (خلاصة الفوائد) ص 293 ، قال ما معربه :

(والکیدری من کبار علماء الشیعة وله مصنفات کثیرة ، منها : مباهج المهج فی مناهج الحجج ، لخصه حسن الشیعی السبزواری وترجمه إلی الفارسیة وسماه : بهجة المباهج ، وکان سید المجتهدین (المحقق الداماد) یقول : کان الکیدری من أذکیاء علمائنا الأعلام ، کان فقیها ، وجها ، ثقة ، وکان

ص: 302


1- 1. فی هذا التاریخ کتب إجازة علی ظهر (الفائق) لمن قرأه علیه ، أورد ابن الفوطی صورتها فی ترجمة الکیدری من تلخیص مجمع الآداب ج 4 ق 4 ص 692.

من تلامذة نصیر الدین عبد الله بن حمزة الطوسی ومعاصرا لابن شهرآشوب (المتوفی سنة 588).

وللکیدری فی روایة النقلیات طرق کثیرة ، وله شروح ثلاثة علی نهج البلاغة! وله ما عدا ذلک مصنفات کثیرة فی العلوم العقلیة والنقلیة ، وهو الذی حکی الشهید الأول - قدس الله نفسه - بعض فتاواه فی کتابه غایة المراد).

والذی عرفناه من شیوخه هم :

1 - نصیر الدین أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الشارحی الطوسی المشهدی (1).

وهو عمدة شیوخه ، قرأ علیه فی سبزوار سنة 573 ه ، ولازمه أکثر من عشرین سنة ، ولذلک تراه لا یذکره إلا بکل تجلة وتبجیل ویثنی علیه کثیرا ویطریه.

2 - السید علاء الدین الحسین بن علی بن مهدی الحسینی السبزواری.

3 - السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علی بن عبید الله الحسنی الراوندی.

4 - الشیخ ظهیر الدین أبو الفضل محمد ابن قطب الدین سعید بن هبة الله الراوندی.

ص: 303


1- 1. وهو مجاز منه فی سنة 573 ه ، وفی مکتبة الروضة الفاطمیة (کتابخانه آستانه) فی قم ، برقم 5954 ، مجلد من (مجمع البیان) للطبرسی ، کتبه الکیدری سنة 586 ه ، وقرأه علی ابن حمزة هذا فی سنة 594 ه ، مما یدل علی أنه لازم شیخه هذا طیلة عشرین سنة فأکثر ، وأفاد منه الکثیر ، وهو ذلک الفقه المتبحر ، صاحب : (الوسیلة) و (الواسطة) فی الفقه ، و (إیجاز الطالب فی إبراز المذاهب) و (الهادی إلی النجاة من جمیع المهلکات) فی علم الکلام ، و (الوافی بکلام المثبت والنافی) فی تحقیق مسألة فلسفیة ، ویکفیه أن المحقق نصیر الدین الطوسی من تلامذته ، وابن حمزة هذا خال أبیه ، وجده عبد الله بن حمزة ابن عم الشیخ الطوسی شیخ الطائفة ، کما فی تلخیص مجمع الآداب 5 / 177.

کتبه :

1 - حدائق الحقائق فی فسر دقائق أفصح الخلائق :

وهو شرحه علی نهج البلاغة ، وهو شرح أدبی لغوی کلامی ، تطرق فیه إلی مسائل من شتی العلوم کالطب والفلک ونحوهما ، وهو علی اختصاره من خیرة الشروح ، أفاد فیه من شرح الوبری وشرحی البیهقی والراوندی : معارج نهج البلاغة ، ومنهاج البراعة ، یرمز إلیهما ب : ج ، ع.

أوله : (الحمد لله الذی جل جناب عظمته من أن یتصور بالأوهام ... وقد اقترح علی بعض الأشراف ... أن أشرع فی شرح هذا الکتاب (1) ، مستمدا - بعد توفیق الله تعالی - من کتابی المعارج والمنهاج ... کافلا بإیراد فوائد علی ما فی الکتابین زوائد ... وقد اندرج فیه من علوم نوادر اللغة والأمثال ، ودقائق النحو وعلم البلاغة وملح التواریخ والوقائع ، ومن غوامض الکلام لمتکلمی الإسلام ، والأوائل ، وأصول الفقه والأخبار ، وآداب الشریعة ، وعلم الأخلاق ، ومقامات الأولیاء ، ومن علم الطب والهیئة والحساب ... ورأیت أن أسم هذا الشرح ب : حدائق الحقائق فی فسر دقائق أفصح الخلائق ... وإذ قد کان هذا الکتاب (2) الغایة فی بلاغة البلغاء ، والنهایة فی فصاحة الفصحاء ، تعین الفرض علینا أن نصدر شرحه بجملة وجیزة من أقسام البلاغة وأحکامها ...).

فقدم مقدمة فی فنون البلاغة والمحسنات البدیعیة ، وفرغ من الشرح أواخر شعبان سنة 576 ه (3).

وتوهم السید إعجاز حسین أن (الأصباح) للکیدری ، اسم لشرحه علی

ص: 304


1- 1. یرید بن نهج البلاغة.
2- 2. یرید به نهج البلاغة.
3- 3. کما أرخه هو عند انتهائه من تألیفه.

نهج البلاغة! فقال فی کشف الحجب ، ص 358 : (شرح نهج البلاغة لقطب الدین الکیدری اسمه الأصباح!).

وتبعه المحدث النوری فذکر فی الخاتمة ، ص 513 ، شرح الکیدری وقال : (المسمی بالإصباح) والاصباح للکیدری فی الفقه ، مطبوع ، یأتی الکلام علیه.

مخطوطات حدائق الحقائق :

1 - مخطوطة فی مکتبة السید المرعشی ، رقم 818 ، من مخطوطات أحد القرنین 7 و 8 ، ذکرت فی التراث العربی فی مکتبة آیة الله المرعشی 2 / 381.

2 - نسخة کتبت سنة 645 ه ، کانت عند السید الکمالی فی همدان ، وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، رقم الفیلم 30333 ، ذکر فی فهرس مصوراتها 2 / 36.

3 - نسخة کانت فی خزانة إبراهیم الآلوسی فی بغداد ، کتبت سنة 739 ه ، ذکرت فی تلخیص مجمع الآداب ج 4 ق 4 ص 691 بالهامش.

4 - نسخة کتبت سنة 1049 ه ، فی مکتبة السید المرعشی ، رقم 6416 ، ذکرت فی فهرسها العربی (التراث العربی) 2 / 382.

5 - نسخة کتبت سنة 1075 ه ، فی المتحف البریطانی ، رقم OR 8356.

طبعاته :

1 - طبع فی الهند فی دهلی سنة 1404 ه ، بتحقیق ومساعی صدیقنا العلامة الشیخ عزیز الله العطاردی.

2 - وأعاد طبعه فی طهران سنة 1415 ه.

ص: 305

* تقریظ شیخه ابن حمزة الطوسی علی الکتاب :

(هذا الکتاب الموسوم بحدائق الحقائق فی شرح نهج البلاغة ، کتاب جامع لبدائع الحکم ، وروائع الکلم ، وزواهر المبانی ، وجواهر المعانی ، فاق ما صنف فی فنه من الکتب ، حاو فی فنون من العلم لباب الألباب ونکت النخب ، ألفاظه رصینة متینة ، ومعانیه واضحة مستبینة ، فبالحری أن یمسی لکلام أفصح العرب بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شرحا ، ویقابل بالقبول والاقبال لا یعرض عنه صفحا.

وصاحبه الإمام الأجل ، العالم الزاهد ، المحقق المدقق ، قطب الدین ، تاج الإسلام ، فخر العلماء ، مرجع الأفاضل ، محمد بن الحسین بن الحسن الکیدری البیهقی ، وفقه الله لما یتمناه ، فی دنیاه وعقباه ، قد عب فی علوم الدین من کل بحر ونهر ، وقلب کل فن مما انطوی علیه الکتاب بطنا لظهر ، ولم یأل جهدا فی اقتناء العلوم والآداب ، وأدأب نفسه فی ذلک سحابة نهار عمره کل الآداب ، حتی ظفر بمقصوده ، وعثر علی منشوده.

وها هو منذ سنین یقتفی آثاری ، ویعشو إلی ضوء ناری ، یغتذی ببقایا زادی ، ویطأ مصاعد جوادی ، وقد صح له وساغ روایة جمیع ما سمعته وجمعته من الکتب الأصولیة والفروعیة والتفاسیر والأخبار والتواریخ وغیر ذلک علی ما اشتمل علیه فهارس کتب أصحابنا وغیرهم من مشایخی المشهورة ، لا سیما الکتاب الذی شرحه هو ، وهو نهج البلاغة فإن له أن یرویه بأجمعه عنی ، عن السید الشریف السعید الأجل أبی الرضا فضل الله بن علی الحسنی الراوندی ، عن مکی بن أحمد المخلطی ، عن أبی الفضل محمد بن یحیی الناتلی ، عن أبی نصر عبد الکریم بن محمد الدیباجی - المعروف بسبط بشر الحافی - ، عن السید الشریف الرضی - رضی الله عنه - ، وعن غیر هؤلاء (من) مشایخی ، وهو حری بأن یؤخذ عنه ، وموثوق بأن یعول علیه.

ص: 306

وهذا خط العبد المذنب المحتاج إلی رحمة الله.

عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسی

فی شهر رمضان عظم الله برکته

سنة ست وتسعین وخمسمائة

وأما بقیة مؤلفاته الواصلة إلینا فهی :

2 - الحدیقة الأنیقة.

فی الأشعار المنسوبة إلی أمیر المؤمنین علیه السلام فی المواعظ والحکم والتعالیم الأخلاقیة.

قال فی مقدمة أنوار العقول : (وقد کنت علی قدیم الدهر ظفرت بمجموع من أشعاره الجامعة لجلائل الکلم وعقائل الحکم نحوا من مائتی بیت جمعها الإمام الفنجکردی ... إلی أن عثرت بمجموع آخر أبسط منه باعا وأرحب ذراعا ... فاقترح علی بعض الإخوان أن أجرد من المجموعین ما اختص بالآداب والمواعظ والحکم والعبر ... فأسعفت سؤله وحققت مأموله ، وسمیت المجموع ب : الحدیقة الأنیقة ...)

مخطوطة منه فی المتحف البریطانی ، رقم Add 7534.

وقد جمع غیر واحد شعر أمیر المؤمنین علیه السلام منذ أوائل القرن الرابع وحتی الیوم ، فأقدم من عرفناه منهم أبو أحمد الجلودی البصری ، المتوفی سنة 332 ه ، ترجم له النجاشی فی (الفهرست) برقم 640 ، وعد له کتبا کثیرة ومنها کتاب : شعر أمیر المؤمنین علیه السلام.

ومنهم : شیخ الأفاضل أبو الحسن علی بن أحمد الفنجکردی النیسابوری ، المتوفی سنة 512 ه ، جمع دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام وسماه باسمین : تاج الأشعار ، وسلوة الشیعة ، منه مخطوطة ناقصة فی مکتبة

ص: 307

مدرسة سبهسالار فی طهران.

ومنهم : السید أبو البرکات هبة الله بن محمد الحسنی.

ذکره الکیدری فی مقدمة أنوار العقول ، قال : (ثم وقع إلی بأخرة مجموع یشتمل من أشعاره علیه السلام ، جمعه السید الجلیل أبو البرکات هبة الله بن محمد الحسنی (1).

ومنهم : صاحبنا قطب الدین الکیدری ، جمع شعره علیه السلام فی

====

وترجم له الذهبی فی (تاریخ الإسلام) فی وفیات سنة 460 ه ، ص 512.

وحسب شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 9 / 101 : أن هبة الله هذا هو ابن الشجری البغدادی الأدیب!! وابن الشجری هبة الله بن علی ، وکنیته أبو السعادات ، فلیس هو جامع الدیوان.

وأما من جمع شعر أمیر المؤمنین علیه السلام وعمل له دیوانا من المتأخرین ، فمنهم : الشیخ قاسم علی الخونساری ، المذکور فی الذریعة 9 / 4. والسید محسن الأمین العاملی - رحمه الله - له دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام علی الروایات الصحیحة ، طبعه فی دمشق سنة 1366 ه.

ومنهم : عبد العزیز سید الأهل ، جمع دیوانه علیه السلام ، وذکر مصادره وشرحه وحققه ، وطبعته دار بیروت فی بیروت سنة 1401 ه باسم : (من الشعر المنسوب إلی الإمام الوصی علی بن أبی طالب علیه السلام).

ومنهم : زمیلنا العلامة محمد باقر المحمودی - حفظه الله ورعاه - بدأ بجمع وتدوین جدید لما نسب إلیه علیه السلام من شعر مما رواه العلماء فی کتبهم بأسانیدهم وروایاتهم ، وذکر المصادر التی ذکرت شعرا منسوبا إلیه علیه السلام مرسلا ، وهو أحد أجزاء کتابه القیم (نهج السعادة فی مستدرک نهج البلاغة) وفقه الله لإنجازه ونشره.

ص: 308


1- 1. أظنه السید هبة الله بن محمد الحسنی النیسابوری ، المتوفی سنة 452 ه ، المترجم فی السیاق ، کما فی منتخبه برقم 1613 ، وفیه : (هبة الله بن محمد بن الحسین ... السید الأجل أبو البرکات ابن السید الأجل أبی الحسن العلوی ، جلیل ، کبیر ، محتشم ، محترم ، مقدم فی النسب علی أقرانه ... حج قبل البلوغ فسمع فی الطریق ... وأدرک الأسانید بالعراق وخراسان ، وعرف طریق الحدیث علی الرسم فی مثله ، وتوفی یوم الاثنین 22 ذی القعدة سنة 1. وکان للمحدثین والحدیث نفاق وسوق فی صوته لإمعانه فی الجمع ، وإدمانه السماع والإسماع ، وحثه علی الروایة ...).

دیوانین ، أحدهما خاص بشعر الحکم والآداب والمواعظ ، وسماه : الحدیقة الأنیقة ، وقد تقدم.

والدیوان الثانی :

3 - أنوار العقول :

جمع فیه مما وقع له من شعره علیه السلام کله ، یعم ما وجده منسوبا إلیه فی شتی الأغراض ، وسماه : أنوار العقول من أشعار وصی الرسول.

أوله : (الحمد لله الذی دانت لعزته الجبابرة ... ورأیت بعد أن أسم هذا المجموع ب : أنوار العقول من أشعار وصی الرسول ...).

وقد مدحه المؤلف بقوله :

خیر الدواوین تحویه وتحفظه

دیوان شعر أمیر المؤمنین علی

فیه المعالی وفیه الفضل مجتمعا

کفضل صاحبه فی العالمین علی

ذکره فی کتابه حدائق الحقائق 1 / 372 عند شرح قوله علیه السلام : (فإنی ولدت علی الفطرة ، وسبقت إلی الإیمان والهجرة) قال : (قلت : وله علیه السلام فی هذا المعنی نظم ، وهو :

سبقتکم إلی الإسلام طرا

علی ما کان من فهمی وعلمی

فی أبیات معه ، قد أوردتها بتمامها ونظامها فی الکتاب الموسوم ب : أنوار العقول من أشعار وصی الرسول ، وأوردت فیه کل شعر نسب إلیه صلوات الله علیه ، وذلک مما لم أسبق إلی جمعه وترتیبه بعون الله وحسن توفیقه).

مخطوطاته :

1 - مخطوطة سنة 771 ه ، فی مکتبة مجلس (سنا) فی طهران ، رقم 876 ، مع (نهج البلاغة) بهذا التاریخ ، وصفت فی فهرسها

2 / 81. 2 - مخطوطة سنة 778 ه ، مع (نثر اللألئ) ، فی مکتبة فخر الدین

ص: 309

النصیری فی طهران.

3 - مخطوطة سنة 807 ه ، مترجمة إلی الفارسیة خلال السطور ، کانت فی مکتبة الخونساری فی النجف ، ذکرت فی الذریعة 2 / 433 ، وهی الآن فی مکتبة آیة الله فاضل العامة فی خونسار ، رقم 160 ، ذکرت فی فهرسها 1 / 120.

4 - مخطوطة سنة 11 (8) ه ، فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، رقم 504 ، ذکرت فی التراث العربی فی مکتبة آیة الله المرعشی 1 / 329.

5 - مخطوطة سنة 818 ه ، فی مکتبة جامع کوهرشاد فی مشهد ، رقم 104 ، مع (نهج البلاغة) بهذا التاریخ ، مترجمین إلی الفارسیة خلال السطور ، وصفت فی فهرسها 1 / 89.

6 - مخطوطة سنة 858 ه ، فی مکتبة خدا بخش فی بتنه بالهند ، رقم 1749.

7 - مخطوطة سنة 875 ه ، مع ترجمة نظما فارسیا لشوقی ، فی مکتبة فخر الدین النصیری فی طهران.

8 - مخطوطة سنة 887 ه ، فی مکتبة المتحف العراقی فی بغداد ، رقم 1050.

9 - مخطوطة سنة 890 ه ، فی طوبقبو ، فی إستانبول ، رقم 8382 ، مترجم إلی الفارسیة خلال السطور.

10 - مخطوطة سنة 891 ه ، فی مکتبة السید المرعشی فی قم ، رقم 826 ، مع (نهج البلاغة) والترجمة الفارسیة مکتوبة بالأحمر خلال سطورهما ، ذکرت فی التراث العربی 1 / 329.

11 - مخطوطة سنة 930 ه ، فی جامع کوهرشاد فی مشهد ، رقم 515 ، ذکرت فی فهرسها 2 / 622.

12 - مخطوطة سنة 940 ه ، فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 4638.

13 و 14 - وفیها مخطوطتان أخریان من القرن العاشر أیضا مع الترجمة

ص: 310

الفارسیة ، بالرقمین 677 و 4637 ، ذکرتا فی فهرسها 3 / 172 و 7 / 368 و 369.

طبعاته :

ودیوان أمیر المؤمنین علیه السلام المطبوع المتداول هو (أنوار العقول) هذا ، جمع الکیدری ، بحذف مقدمته وتصرف یسیر من الناشرین کما یظهر بالمقارنة بینهما ، وکما نبه علیه شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة (1).

وقد طبع فی مصر والعراق والهند وإیران وسوریة ولبنان.

فأما مصر :

فقد طبع فیها فی بولاق سنة 1251 ه وهو أول طبعاته ، وطبع فی القاهرة سنتی 1276 و 1286 ه ، وبالمطبعة العلمیة بجوار الأزهر سنتی 1311 و 1312 ه.

وأما العراق :

فطبع فیها کثیرا ، منها فی النجف فی المکتبة التجاریة سنة 1372 ه ، وفی مطبعة الغری الحدیثة سنة 1386 ه ، وفیها أیضا دون تاریخ ، وفی بغداد فی 80 ص ، وفیها أیضا فی 132 ص ، وکلاهما دون تاریخ.

وأما الهند :

فطبع فیها فی بومبی سنة 1276 وسنة 1300 وسنة 1310 ه ، وفی لکهنو بمطبعة نول کشور سنة 1900 م مع الترجمة الفارسیة ، وفی کانبور سنة 1303 ه مع شروح فارسیة ، وفی سنة 1311 ه ، وفی آکره سنة 1304 ه مع شروح فارسیة.

ص: 311


1- 1. قال فی الذریعة - عند کلامه علی أنوار العقول 2 / 433 : (والنسخة المطبوعة المعروفة بدیوان أمیر المؤمنین علیه السلام قریبة من هذا الکتاب فی الترتیب ، لکنه أسقط فیها الأسانید وکثیرا من الأشعار! ...).

وأما فی إیران :

فقد طبع فی طهران فی السنین 1265 و 1271 و 1277 و 1281 و 1284 ه مع شروح لغویة فارسیة ، وفی السنین 1311 و 1312 و 1355 ه طبع فی هذه الطبعة (أنوار العقول) بکامله طبعة حجریة بأعلی صفحات (نهج البلاغة) مع ترجمة الأشعار نظما بالفارسیة من نظم حسین بن معین الدین المیبدی شارح الدیوان) (1).

وطبع فی تبریز فی السنین 1260 و 1263 و 1283 و 1298 و 1304 ه ، وطبعة دون تاریخ.

وطبع فی قم مع ترجمة الشیخ مصطفی الزمانی والترجمة المنظومة للمیبدی سنتی 1403 و 1410 ه.

وهو الآن تحت الطبع فیها مرة أخری.

وأما فی سوریة :

فقد طبع فی دمشق سنة 1374 ه.

وأما فی لبنان :

فقد طبع فی بیروت مؤخرا بتحقیق الدکتور محمد عبد المنعم الخفاجی ، من منشورات دار ابن زیدون ومکتبة الکلیات الأزهریة ، وطبعته دار الکتاب العربی سنة 1411 ه بتحقیق الدکتور یوسف فرحان.

وأما هولندا :

فقد طبع فی لیدن سنة 1745 مع شروح لاتینیة لکوی برس. ص 591 یف Kuyprs. G.

ص: 312


1- 1. یأتی ذکره فی شروح الدیوان.

ترجماته :

1 - ترجم إلی الفارسیة نظما ونثرا أکثر من مرة ، فقد تقدم فی مخطوطاته أنها فی الغالبیة تحمل الترجمة الفارسیة خلال السطور ، وأقدمها ما تقدم فی مخطوطة سنة 807 ه.

2 - وترجمة إلی الفارسیة نظما حسین بن معین الدین المیبدی ، وأدرجها خلال شرحه للدیوان (1).

3 - وترجمه شاعر من القرن التاسع یدعی شوقی ، ترجمه سنة 875 ه ، توجد مخطوطته فی مکتبة جامع کوهر شاد فی مشهد ، رقم 538 ، کتبت سنة 1280 ه ، کما فی فهرسها

2 / 644.

4 - وترجمه میر صدر الدین سلطان إبراهیم الأمینی ناظم فتوحات شاهی ، باسم الشاه إسماعیل الصفوی (905 - 930 ه) وهی فتوحاته.

5 - وترجمه من المعاصرین الشیخ مصطفی الزمانی الأصفهانی النجف آبادی ، نزیل قم ، المتوفی بها سنة 1411 ه ، وطبعها مع الدیوان وضم إلیها ترجمته المنظومة للمیبدی.

ومن شروح أنوار العقول :

1 - شرح القاضی کمال الدین حسین بن معین الدین المیبدی الیزدی المنطقی ، المتوفی سنة 911 ه.

وهو من تلامذة الجلال الدوانی ، یشرح أبیاتا بالفارسیة ثم یترجمها إلی الفارسیة نثرا ونظما ، وأتمه سنة 890 ه ، وله (شرح الهدایة الأثیریة) مطبوع ، وشرح علی الکافیة.

أعلام الشیعة - القرن العاشر - : 74 ، والذریعة 9 رقم 535 أو 7162.

ص: 313


1- 1. معجم المطبوعات العربیة 1354 والذریعة 9 / 102.

طبع شرح الدیوان فی طهران سنتی 1285 و 1356 ه ، وفی لکهنو سنة 1293 ه.

وله مخطوطات کثیرة ، منها : فی مکتبة المجلس فی طهران ، رقم 413 ، کتبت فی حیاته سنة 890 ه.

وأخری فی جامعة طهران ، رقم 97 ، کتبت سنة 900 ه.

وأخری مکتوبة فی حیاته أیضا سنة 893 ه فی مکتبة الهمدانی فی لاهور.

وفی دار الکتب المصریة ، رقم 115 أدب فارسی ، کتبت سنة 925 ه.

وراجع بقیة مخطوطاته فی فهرس المنزوی 5 / 3468 - 3471.

2 - شرح السید إسماعیل بن نجف الحسینی المرندی ، درس فی النجف علی الشیخ الأنصاری ، وتوفی سنة 1318 ه ، وله عدة مؤلفات ، منها : شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام ، فرغ منه فی 23 شوال سنة 1282 ه ، ومنها : شرح شواهد مغنی اللبیب ، ترجم له شیخنا - رحمه الله - فی نقباء البشر 1 / 165.

3 - شرح السید حسین بن إسماعیل الحسینی.

4 - شرح للسید نور الله التستری ، ولعله القاضی نور الله المرعشی ، الشهید سنة 1019 ه.

یوجد فی مکتبة مدرسة سبهسالار (مطهری) فی طهران ، رقم 7122.

5 - شرح السید محمد مهدی بن محمد جعفر الموسوی التنکابنی ، من أعلام القرن الثالث عشر ، کما فی الذریعة 3 / 376 سماه : التحبیر فی شرح دیوان الأمیر.

6 - شرح لإسماعیل حقی الحنفی الاستانبولی ، المتوفی سنة 1127 ه ، مؤلف : روح البیان فی تفسیر القرآن ، وشرحه هذا علی الدیوان ترکی کبیر ،

ص: 314

کما فی فهرس المکتبة المرکزیة بجامعة طهران 2 / 119 ، وترجمة المؤلف فی هدیة العارفین 1 / 219.

ومن کتب الکیدری الواصلة إلینا :

4 - إصباح الشیعة بمصباح الشریعة :

فی الفقه ، ربما نسب إلی الشیخ سلیمان الصهرشتی ، من أعلام القرن الخامس ، وهو خطأ لما فیه من النقل فی قضاء الفوائت من کتاب الصلاة عن ابن زهرة الحلبی ، المتوفی سنة 585 ه ، وهو متأخر عن الصهرشتی نحو المائة سنة.

أوله : (الحمد لله الذی ألهمنا أن نحل معاقد الحق ... وسمته : إصباح الشیعة بمصباح الشریعة ...).

مخطوطاته :

1 - مخطوطة منه فی إحدی مکتبات قزوین ، کتبت سنة 654 ه ، نسخة جیدة مصححة ، وعلیها تعلیقات.

وعنها مصورة فی مکتبة السید المرعشی ، رقم 127 ، ذکرت فی فهرس مصوراتها 1 / 123.

2 - مخطوطة القرن 11 أو 12 ، فی مکتبة وزارة الإرشاد فی طهران ، معها رسائل للشریف المرتضی.

3 - مخطوطة القرن 12 ، فی المکتبة المرکزیة بجامعة طهران ، رقم 1741 ، ذکرت فی فهرسها 16 / 464.

طبعاته :

طبع لأول مرة فی بیروت سنة 1410 ه فی (سلسلة الینابیع الفقهیة)

ص: 315

مبضعا موزعا علی الکتب الفقهیة ، وقد حققه ثانیة الشیخ إبراهیم البهادری وسوف یصدر مطبوعا محققا.

5 - مباهج المهج فی مناهج الحجج :

فارسی ، فی سیرة النبی صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة الطاهرة من عترته علیهم السلام ، ذکره میرزا عبد الله أفندی فی تعلیقته علی أمل الآمل ، ص 232 ، وقال : (فی المعجزات والفضائل ، وأحوال الأئمة علیهم السلام ، فارسی مبسوط جدا ، قد رأیته ، ورأیت بخط مولانا محمد حسین الأردبیلی علی ظهر هذا الکتاب أنه عشر مجلدات وأنه تألیف المولی الأعظم ، قانون المفسرین ، سلطان المحدثین ، برهان المحققین ، مولانا قطب الملة والحق والدنیا والدین ، الکیدری السبزواری ...).

لم یطبع حتی الآن ، وقد عثرنا للأصل - علی مخطوطتین :

1 - مخطوطة فی مکتبة المسجد الأعظم فی قم ، رقم 2 ، ذکرت فی فهرسها ص 386.

2 - مخطوطة فی مکتبة مدرسة السید الکلبایکانی فی قم ، رقم 2125 ، ذکرت فی فهرسها 3 / 169.

أقول : وقد لخصه کمال الدین أبو سعید الحسن بن الحسین الشیعی السبزواری ، فی سنة 753 ه وسماه : بهجة المباهج ، وزاد علیه أشیاء ، ومخطوطاته کثیرة ، منه مخطوطة سنة 903 ه ، فی مکتبة مجلس (سنا) رقم 558 ، ومخطوطة سنة 935 ه فی جامعة طهران ، رقم 968.

6 - شرح الإیجاز :

فی النحو ، منه مخطوطة کتبت سنة 698 ه ، فی مکتبة لاله لی بالمکتبة السلیمانیة فی إستانبول ، فی المجموعة رقم 3324 ، من 60 / أ - 119 / أ.

ص: 316

أوله : (الحمد لله الواحد الأحد الخاق الرازق ...).

آخره : (هذا آخر ما جمعته ... من کتاب الدرر فی شرح الإیجاز ...) ذکرها الدکتور ششن فی نوادر المخطوطات العربیة 2 / 324 وفیه أن (الإیجاز لأبی علی الطبری) ولعل صوابه الطبرسی ، وهو أبو علی الفضل بن الحسن ، مؤلف (مجمع البیان) المتوفی سنة 548 ه.

ویأتی للکیدری کتاب (الدرر) فی النحو ، ولعله هو شرح الإیجاز هذا.

ومن کتب الکیدری المفقودة :

7 - الدرر فی دقائق النحو :

ذکره المؤلف فی حدائق الحقائق : 674 و 1001 ، وإن کان هو (شرح الإیجاز) الذی تقدم فهو موجود.

8 - بصائر الأنس بحظائر القدس.

9 - کفایة البرایا فی معرفة الأنبیاء والأولیا :

ذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 18 / 89 وقال : (وقد نقل جملة من عباراته شیخنا النوری فی خاتمة المستدرک) فیبدو أنه - رحمه الله - کان عنده منه نسخة ، وینقل عنه عبد المطلب بن یحیی الطالقانی - من أعلام القرن الحادی عشر - فی کتابه (خلاصة الفوائد) کثیرا ، مترجما لما ینقله إلی الفارسیة حیث إن (خلاصة الفوائد) باللغة الفارسیة ، ولا ندری بمصیرها ولم نعثر علیها.

10 - لباب الألباب :

فی علم الکلام ، ذکره شیخنا - رحمه الله - فی الذریعة 18 / 282 ، وذکره المؤلف فی کتابه حدائق الحقائق 2 / 619 قال : (وقد ذکرت وجه حسن إیلامه

ص: 317

تعالی الحیوانات من المکلفین وغیرهم وما یرد علی ذلک من الأسئلة والأجوبة علی غایة التلخیص فی کتابی الموسوم بلباب الألباب ...).

11 - البراهین الجلیة فی إبطال الذوات الأزلیة

12 - شریعة الشریعة :

فی الفقه ، ذکره فی کتابه حدائق الحقائق 3 / 1451 قال : (ومن أراد معرفة أحکام الطلاق وشروطها وتفاصیلها فعلیه بکتابنا الموسوم بشریعة الشریعة ، وهو تهذیب کتاب المهذب ، فإنها وسائر الأحکام الشرعیة مستقصاة مستوفاة فیه علی غایة ما یرام من التهذیب والتلخیص والترتیب).

13 - تنبیه الأنام لرعایة الإمام :

ذکره المؤلف فی آخر کتاب الخمس من (إصباح الشیعة).

شعره :

کان قطب الدین الکیدری - رحمه الله - مشارکا فی جملة من العلوم ، ماهرا فیها ، متضلعا فی اللغة العربیة وآدابها ، قویا فیها شاعرا ناثرا أدیبا ، بلیغا فی النظم ، متمکنا من النثر ، وإلیک نماذج من نظمه :

وأنت إذا رکبت فشوس حرب

بحیث تجول ربات الحجال

وأنت إذا منحت وکل بحر

بجنب نداک مقصور النوال

نوالک لیس یسبقه سؤال

کأن علیک ذنبا فی السؤال

عدوک فی فنائک لیس یدری

لدهشته یمینا عن شمال

وقال فی شرح قوله علیه السلام : (من أبطأ به عمله لم یسرع به نسبه) وقد قلت فی من یفتخر بفضل أبیه ، ولیس هو الفاضل النبیه :

أغرک یوما أن یقال ابن فاضل؟!

وأنت بحمد الله أجهل جاهل

ص: 318

فإن زانک الفضل الذی فیه قد بدا

فقد شانه أن لست تحظی بطائل

وإن لم یکن ذا الجهل عنک بزائل

إلیه فذاک الفضل لیس بزائل

وقال فیه ص 466 عندما روی کلام معاویة وعمرو بن العاص فی أمیر المؤمنین علیه السلام : وحین قرع هذا الکلام سمعی ، وتمکن فی سویدا قلبی ، سمح خاطری بیتین بدیهین ، وهما :

نفسی فداء إمام قد روی فیه

هذا وأعظم من هذا أعادیه

فمن یرم لخیار الخلق منقصة

فذاک مثل سلاح الکلب فی فیه

وقد تقدم ما نظمه فی مدح نهج البلاغة فی العدد 34 ص 72 ، وما نظمه فی مدح (أنوار العقول) فی هذا العدد ص 308.

وأما نثره :

فحسبک دلالة علی قوته ورصانته کتابه المطبوع (حدائق الحقائق) فی شرح نهج البلاغة ، وقد تقدم منه ما کان فی إطراء نهج البلاغة فی العدد 34 ص 90.

ومن مصادر ترجمة الکیدری :

أعیان الشیعة 9 / 250 ، روضات الجنات 6 / 259 ، رجال بحر العلوم 3 / 240 ، أمل الآمل 2 / 202 ، الفوائد الرضویة : 493 ، الکنی والألقاب 3 / 74 ، ریحانة الأدب 4 / 473 ، التعلیقة علی أمل الآمل : 232 ، توضیح المشتبه 7 / 341 ، تبصیر المنتبه 3 / 1220 ، ریاض العلماء 4 / 401 ، المشتبه : 554.

للبحث صلة ...

ص: 319

إحیاء التراث

لمحة تاریخیة سریعة حول تحقیق التراث ونشره

وإسهام إیران فی ذلک

(3)

الشیخ عبد الجبار الرفاعی

141 - تجارب الأمم.

أبو علی مسکویه الرازی.

تحقیق وتقدیم : أبو القاسم إمامی.

طهران : دار سروش للطباعة والنشر ، ط. 1 ، 1366 ه ش = 1407 ه ، ج 1 : 394 ص ، ج 2 : 405 ص ، 24 سم.

142 - تجرید الاعتقاد.

نصیر الدین الطوسی(ت 673 ه).

تحقیق: محمد جواد الحسینی الجلالی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

143 - التجبیر فی علم التعبیر.

منسوب لفخر الدین محمد بن عمر

الرازی.

إعداد : إیرج أفشار.

طهران : بنیاد فرهنک إیران ، 1354 ه ش ، 200 ص.

144 - تحدید نهایات الأماکن.

أبو ریحان البیرونی.

تصحیح : أحمد آرام.

جامعة طهران : 1353 ه ش ، (منشورات جامعة طهران ، 1392).

145 - تحریر الأصول.

تقریرا لبحث الشیخ ضیاء الدین العراقی.

تقریر : مرتضی النجفی المظاهری الإصبهانی.

عبدالجبّار الرفاعیّ

ص: 320

تصحیح وتحقیق : حمزة حمزوی.

طهران : مجمع الحج والأوقاف والأمور الخیریة - 1364 ه. ش.

146 - التحریر الطاووسی.

المستخرج من کتاب حل الإشکال فی معرفة الرجال ، لأحمد بن طاووس الحسینی ، المتوفی سنة 664 ه.

تألیف : حسن بن زین الدین الشهید الثانی.

تحقیق : ضیاء الجواهری.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1411 ه.

147 - تحریر المسائل الصاغانیات.

محمد تقی داودی (ت 1412 ه).

تصحیح : محسن أکبر أکبریان.

طهران : دار الکتب الاسلامیة ، 1412 ه 112 ص ، 21 سم.

148 - التحصین فی صفات العارفین.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم.

قم : مدرسة الإمام المهدی علیه

السلام ، 1406 ه.

149 - التحصین لأسرار ما زاد من أخبار الیقین.

رضی الدین علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی الحلی (589 - 664 ه).

تحقیق : الأنصاری.

بیروت : مؤسسة الثقلین لإحیاء التراث الإسلامی، 1410 ه (مع: الیقین باختصاص مولانا علی بإمرة المؤمنین، للمؤلف).

150 - تحف العقول فیما جاء من الحکم والمواعظ عن آل الرسول.

الحسن بن علی بن الحسین بن شعبة الحرانی.

تحقیق : علی أکبر الغفاری.

النجف : المطبعة الحیدریة ، 1963 م ، 399 ص.

151 - التحفة.

ملا نظر علی کیلانی.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفة ، 1978 م (منتخباتی از آثار حکمای إلهی

ص: 321

إیران 4 : 599 - 848).

152 - تحفة الأبرار الملتقط من آثار الأئمة الأطهار.

محمد باقر الشفتی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

أصفهان : مکتبة مسجد سید أصفهان ، 1368 ه. ش ، ج 1 : 496 ص ، ج 2 : 532 ص.

153 - التحفة الکلامیة.

شمس الدین محمد بن زین الدین علی ، المعروف بابن أبی جمهور الأحسائی (ق 9 ه).

تحقیق : یعقوب جعفری.

کلام (قم) ، ع 8 ، 1372 ه. ش ، ص 34 - 48.

154 - تخمیس قصیدة البردة.

حسن الأعرجی.

تحقیق : أسد مولوی.

تراثنا (قم) ، س 6 ، ع 2 (23) ، 1411 ه ، ص 151 - 202.

155 - تخمیس قصیدة البردة.

علی خان المدنی ، علی بن أحمد

الحسینی الحسنی (1052 - 1120 ه).

تحقیق : علی محدث.

طهران : مؤسسة البعثة ، 1404 ه ، 56 ص ، 21 سم.

156 - تخمیس لامیة العجم.

محمد بن الحسن الحر العاملی.

تحقیق : أسعد الطیب.

تراثنا (قم) ، س 7 ، ع 3 (28) ، 1412 ه ، ص 163 - 192.

157 - تخمس لامیة العجم فی رثاء الحسین علیه السلام.

محمد بن علی بن محمد بن علوان بن علی الشیبانی السورائی (ت 706 ه).

تحقیق : أسد مولوی.

تراثنا (قم) ، س 2 ، ع 1 (6) ، 1407 ه ، ص 201 - 216.

158 - التدوین فی أخبار أهل العلم بقزوین.

عبد الکریم بن محمد الرافعی القزوینی (557 - 623 ه).

ضبطه وحققه : عزیز الله العطاری.

حیدر آباد : 4 مج.

ص: 322

159 - التذکرة بأصول الفقه.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 48 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 9).

160 - تذکرة الفقهاء.

کتاب البیع.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : محمد کلانتر.

النجف : 1968 م.

161 - تذکرة الوداد فی حکم رفع الیدین حال القنوت.

محمد إسماعیل المازندرانی

الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة : 1 : 9 - 26).

162 - ترتیب إصلاح المنطق.

ابن السکیت.

رتبه وقدم له وعلق علیه : محمد حسن بکائی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، ط 1 ، 1412 ه ، 491 ص ، 24 سم.

163 - ترجمان القرآن.

الشریف الجرجانی ، شرف الدین علی ابن محمد الحسینی الحنفی.

باهتمام : محمد دبیر سیاقی.

طهران : 1333 ه. ش ، 148 ص ، 24 سم.

164 - ترجمة الإمام الحسن بن علی.

من تاریخ مدینة دمشق.

ابن عساکر ، علی بن الحسن (ت 571 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

بیروت : مؤسسة المحمودی للطباعة

والنشر ، ط 1 ، 1980 م ، 293 ص.

165 - ترجمة الإمام الحسن علیه السلام

من القسم غیر المطبوع من کتاب (الطبقات الکبیر) لابن سعد (168 - 230 ه).

تهذیب وتحقیق : عبد العزیز الطباطبائی.

تراثنا (قم) ، س 3 ، ع 2 (11) ، 1408 ه ، ص 117 - 190.

ص: 323

166 - ترجمة الإمام الحسین.

من تاریخ مدینة دمشق.

ابن عساکر ، علی بن الحسن (ت 571 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

بیروت : ط 1 ، 1979 م ، 337 ص.

167 - ترجمة الإمام علی بن أبی طالب.

من تاریخ دمشق.

ابن عساکر ، علی بن الحسن (ت 571 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

بیروت : دار التعارف للمطبوعات ، 1975 م ، 3 ج.

168 - ترجمة الحسین ومقتله علیه السلام.

من القسم غیر المطبوع من کتاب (الطبقات الکبیر) لابن سعد (168 - 230 ه).

تحقیق : عبد العزیز الطباطبائی.

تراثنا (قم) ، س 3 ، ع 1 (10) ، 1408 ه ، ص 117 - 206.

169 - تسلیة الفؤاد فی بیات الموت والمعاد.

عبد الله شبر (1188 - 1242 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی ، ورضا أستادی. قم : مکتبة بصیرتی ، 1393 ه ، 272 ص ، 24 سم.

170 - تسمیة من قتل مع الإمام الحسین علیه السلام.

الفضیل بن الزبیر بن عمر بن درهم الکوفی الأسدی ، من أصحاب الإمامین الباقر والصادق علیهما السلام.

تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی.

تراثنا (قم) ، س 1 ، ع 2 ، خریف 1406 ه ، ص 127 - 160.

171 - تسهیل السبیل بالحجة فی انتخاب کشف الغمة لثمرة المهجة.

محمد بن المرتضی الفیض الکاشانی (ت 1091 ه).

تحقیق: مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث - قم.

طهران : مؤسسة البحوث والتحقیقات

ص: 324

الثقافیة ، 1407 ه.

172 - تصحیح الاعتماد = شرح إعتقادات الصدوق.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : حسین درکاهی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 160 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 5).

173 - تصحیح المشتبه.

أحمد بن محمد مهدی بن أبی ذر الکاشانی النراقی (1185 - 1245 ه).

تحقیق : أبو الفضل میر محمدی الزندی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1410 ه.

174 - تعدیل المعیار فی نقد تنزیل الأفکار.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ه. ش (مع : منطق

ومباحث ألفاظ ، ص 137 - 248).

175 - کتاب التعریف بوجوب حق الوالدین.

وهو رسالة الوصیة إلی ولده.

محمد بن عثمان الکراجکی (ت 449 ه).

تحقیق : جلال الدین المحدث ، ومحمد الآخوندی.

طهران : دار الکتب الإسلامیة ، 1370 ه ، 10 ص ، 21 سم (مع : کتاب (التفضیل) للمؤلف).

176 - تعلیقات علی أثولوجیا.

القاضی سعید القمی.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : أنجمن حکمت وفلسفه ، 1976 م (منتخباتی از آثار حکمای إلهی إیران 3 : 89 - 216).

177 - تعلیقات علی الصحیفة السجادیة.

محمد بن المرتضی الفیض الکاشانی (ت 1091 ه).

تحقیق: مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث - قم.

طهران : مؤسسة البحوث والتحقیقات

ص: 325

الثقافیة ، 1407 ه.

178 - تعلیقات منطقیة.

المیرداماد.

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ه. ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص 287 - 307).

179 - تعلیقات أمل الآمل.

میرزا عبد الله أفندی الأصفهانی (ق 12 ه).

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1410 ه ، 439 ص.

180 - التعلیقة علی اختیار معرفة الرجال.

محمد باقر الحسینی المیرداماد.

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1364 ه. ش ، 2 ج.

181 - التعلیقة علی أصول الکافی.

محمد باقر المشتهر بالداماد (ت 1041 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

أصفهان : مکتبة السید الداماد.

قم : مطبعة الخیام ، 1403 ه ، 404 ص ، 24 سم.

182 - تعلیقة علی رسالة ابن میمون فی رد جالینوس.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی جامعة مک کیل وجامعة طهران ، 1980 م (مع : (تلخیص المحصل) وغیره للمؤلف ، ص 507 - 508).

183 - تعلیقة علی شرح منظومة حکمة السبزواری.

میرزا مهدی مدرس آشتیانی.

باهتمام : عبد الجواد فلاطوری ، ومهدی محقق.

قدم له بالإنجلیزیة : إبزوتسو.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 753 ص + 11 ص (مقدمة).

184 - تعیین المخالفین لأمیر المؤمنین.

علی بن الحسین الکرکی

ص: 326

(ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 223 - 241).

185 - التفسیر.

منسوب ل: علی بن إبراهیم القمی.

تحقیق : طیب الجزائری.

قم : دار الکتاب ، ط 3 ، 1404 ه ، 2 ج.

186 - التفسیر.

محمد بن مسعود بن عیاش السمرقندی.

تحقیق : هاشم الرسولی.

طهران : المکتبة العلمیة الإسلامیة.

187 - تفسیر الآیات المتشابهة من القرآن.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 3 : ص 285 - 306).

188 - تفسیر آیة المودة.

أحمد بن محمد بن شهاب الدین الخفاجی الحنفی المصری (979 - 1069 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

قم : مجمع الثقافة الإسلامیة 1412 ه.

189 - تفسیر جوامع الجامع.

الفضل بن الحسن الطبرسی.

تحقیق : أبو القاسم کرجی.

طهران : جامعة طهران ، 1359 ه. ش ، 2 ج.

190 - تفسیر الحبری.

الحسین بن الحکم الحبری (ق 3 ه).

تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی.

بیروت: مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث، 1408 ه، 696 ص.

191 - تفسیر سورة الإخلاص.

محمد علی الأردوبادی (1312 - 1380 ه).

تحقیق : جعفر عباس الحائری.

ص: 327

قم : تراثنا ، س 1 ، ع 4 ، ربیع 1406 ه ، ص 199 - 208.

192 - تفسیر سورة الکافرون.

جلال الدین محمد بن أسعد الدوانی (830 - 908 ه).

تحقیق : أحمد تویسرکانی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، ط 1 ، 1411 ه (ضمن : ثلاث رسائل ، ص 37 - 67).

193 - تفسیر الصراط المستقیم.

حسین البروجردی.

تحقیق: غلام رضا مولانا البروجردی.

طهران : الصدر ، د. ت. 447 + 24 ص ، 24 سم.

195 - تفسیر فرات الکوفی.

فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی.

النجف : المطبعة الحیدریة ، 1354 ه ، 224 ص (تحقیق : محمد علی الأوردبادی).

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامی ، 1410 ه ، 720 ص (تحقیق : محمد الکاظم).

196 - تفسیر القرآن الکریم.

عبد الله شبر.

باهتمام : نصر الله التقوی.

طهران : 1352 ه.

197 - تفسیر القرآن الکریم.

علی بن إبراهیم بن هاشم القمی.

تحقیق : طیب الجزائری.

النجف : مطبعة النجف ، 1386 - 1387 ه ، 2 ج.

198 - تفسیر القرآن الکریم.

محمد کاظم العصار.

تصحیح وتعلیق: جلال الدین الآشتیانی.

طهران : کانون انتشارات محمدی ، 1350 ه. ش ، 323 ص.

ص: 328

199 - تفسیر القرآن الکریم

صدر المتألهین ، محمد بن إبراهیم الشیرازی.

تصحیح : محمد خواجوی.

قم : بیدار ، 1361 - 1370 ه. ش ، 7 ج.

200 - تفسیر کنز الدقائق وبحر الغرائب.

محمد بن محمد رضا القمی المشهدی.

قم : جماعة المدرسین فی الحوزة ، 1366 - 1370 ه. ش.

قم : 1368 ه. ش (تحقیق : مجتبی العراقی).

طهران : 1368 - 1371 ه. ش ، 14 ج (تحقیق : حسین درکاهی).

201 - تفسیر اللاهیجی.

قطب الدین بهاء الدین محمد بن علی ابن عبد الوهاب شریف الدیلمی اللاهیجی الأشکوری.

تصحیح : جلال الدین الأرموی ، ومحمد إبراهیم آیتی.

طهران : 1340 ه ش ، 98 + 856 + 945 + 938 + 895 ص ،

24 سم.

202 - التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم.

قم : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام ، 1409 ه.

203 - کتاب التفضیل.

أبو الفتح محمد بن عثمان الکراجکی (ت 449 ه).

تحقیق : جلال الدین المحدث ، محمد الآخوندی.

طهران : دار الکتب الإسلامیة ، 1370 ه ، 34 ص ، 21 سم ، (معه : کتاب (التعریف بوجوب حق الوالدین) للکراجکی).

طهران : مؤسسة البعثة ، 1361 ه. ش ، 47 ص ، 21 سم.

204 - تفضیل أمیر المؤمنین.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : علی موسی الکعبی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 48 ص

ص: 329

(مصنفات الشیخ المفید ، 7)

205 - تفضیل الأنبیاء علی الملائکة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 155 - 167).

206 - التفهیم لأوائل صناعة التنجیم.

أبو ریحان محمد بن أحمد البیرونی الخوارزمی.

تصحیح وتقدیم : جلال الدین همائی.

طهران : أنجمن آثار ملی ، 1353 ه. ش ، 135 + قص + 746 ص ، 24 سم (انتشارات انجمن آثار ملی ، 109).

207 - تقریب المعارف فی الکلام.

تقی الدین أبو الصلاح الحلبی.

تصحیح : رضا الأستادی.

قم : مکتب النشر الإسلامی ، ط 1 ، 1363 ه. ش ، 24 سم.

208 - تقریرات آیة الله المجدد الشیرازی.

بقلم : علی الروزدری ، المتوفی نحو

1290 ه.

تحقیق : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث.

قم : مؤسسة آل البیت علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1409 ه ، ج 3 ، 1413 ه ، ج 2.

209 - التقیة.

مرتضی الأنصاری (1214 - 1281 ه).

تحقیق : فارس الحسون.

قم : مؤسسة قائم آل محمد علیه السلام ، 1412 ه.

210 - تکملة أمل الآمل.

حسن الصدر.

تحقیق : أحمد الحسینی.

باهتمام : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1406 ه ، 532 ص ، 24 سم.

211 - تکملة رسالة أبی غالب الزراری.

الغضائری ، أبو عبد الله الحسین بن عبید الله الواسطی.

تحقیق : محمد رضا الحسینی.

قم : مرکز البحوث والتحقیقات

ص: 330

الإسلامیة ، ط 1 ، 1411 ه ، (مع کتاب رسالة أبی غالب الزراری ، ص 185 - 194).

212 - تلخیص البیان فی مجازات القرآن.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

طهران : 1372 ه (باهتمام : حسین علی محفوظ ، ومحمد المشکاة).

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامی ، 1407 ه (إعداد : مؤسسة نهج البلاغة).

213 - تلخیص الخلاف وخلاصة الاختلاف.

مفلح بن حسن رشید الصیمری (ق 9 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه ، 3 ج ، 24 سم.

214 - تلخیص المحصل.

المعروف ب : نقد المحصل.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی

جامعة مک کیل وجامعة طهران ، 1980 م ، 422 ص (مع مجموعة رسائل وفوائد کلامیة ، للمؤلف).

215 - تلویح النوریات من الکلام فی تنقیح الضروریات من الإسلام.

محمد باقر بن زین العابدین الموسوی الخوانساری.

تقدیم : أحمد الروضاتی.

أصفهان : 1377 ه ، 24 سم ، مع : النهریة.

216 - کتاب التلویحات اللوحیة والعرشیة.

شهاب الدین السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه ، 1355 ه. ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 1 : 1 - 121).

217 - کتاب تمهید الأصول فی علم الکلام.

شرح علی القسم النظری من رسالة (جمل العلم والعمل) للسید المرتضی علم الهدی.

الشیخ الطوسی ، محمد بن الحسن

ص: 331

(385 - 460 ه)

تصحیح : عبد المحسن مشکاة الدینی.

طهران : جامعة طهران ، 1362 ه. ش، 14 + 419 ص (منشورات جامعة طهران ، 1835).

218 - تمهید القواعد.

صائن الدین علی بن محمد الترکة.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه إیران ، 1360 ه. ش.

219 - التنبیه بالمعلوم من البرهان علی تنزیه المعصوم عن السهو والنسیان.

محمد بن الحسن الحر العاملی.

صححه وعلق علیه : مهدی اللاجوردی الحسینی ، ومحمد الدرودی.

قم 1401 ه ، 104 ص.

220 - التنبیهات العلیة علی وظائف الصلاة القلبیة.

الشهید الثانی (911 - 965 ه).

تحقیق : صفاء الدین البصری.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1411 ه.

221 - تنقیح أسانید التهذیب.

حسین الطباطبائی البروجردی (ت 1380 ه).

تصحیح : مهدی التبریزی الصادقی.

قم 1411 ه.

222 - التنقیح الرائع لمختصر الشرائع.

المقداد بن عبد الله السیوری.

تحقیق : عبد اللطیف الکوهکمری.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1404 ه ، 4 ج ، 24 سم.

223 - توجیه مناظرة الشیخ المفید.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 523 - 529).

224 - التوحید.

محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، الشیخ الصدوق (ت 381 ه).

تحقیق : هاشم الحسینی الطهرانی.

بیروت : دار المعرفة ، 1387 ه =

ص: 332

1967 م ، 572 ص.

225 - التوحید والتثلیث.

محمد جواد البلاغی (1282 - 1352 ه).

إعداد : محمد علی الحکیم.

قم : دار قائم آل محمد علیه السلام ، 1411 ه.

226 - توشیح التفسیر فی قواعد التفسیر والتأویل.

محمد بن سلیمان التنکابنی (ت 1302 ه).

تحقیق : جعفر السعیدی الجیلانی.

قم : انتشارات کتاب سعدی ، ط 1 ، 1411 ه ، 232 ص ، 24 سم.

227 - توضیح الاشتباه والإشکال.

محمد علی ساروی.

تصحیح : کاظم موسوی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1344 ه. ش، 158 ص + 35 ص (فهارس)، (مع : ثلاث رسائل فی علم الرجال).

228 - الثاقب فی المناقب.

محمد بن علی بن حمزة الطوسی المشهدی ، المتوفی بعد 585 ه.

تحقیق : نبیل رضا علوان.

بیروت : دار الزهراء ، 1411 ه.

229 - ثلاث أراجیز.

وهی :

1 - أرجوزة فی علم الکلام.

2 - أرجوزة فی الإمامة.

3 - أرجوزة فی الفقه ، اسمها : عقد الجواهر فی الأشباه والنظائر.

الحسن بن علی بن داود الحلی (ق 8 ه).

تحقیق : حسین درکاهی.

طهران : وزارة الإرشاد الإسلامی ، 1409 ه.

230 - ثمرة الفؤاد فی نبذ من مسائل المعاد.

إسماعیل الخاجوئی.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، 1978 م (منتخباتی أز آثار حکمای إلهی إیران 4 : 151 - 232.)

ص: 333

231 - جامع الأحادیث.

ومعه الکتب التالیة :

العروس.

الغایات.

المسلسلات.

الأعمال المانعة من دخول الجنة.

نوادر الأثر فی علی خیر البشر.

مؤلفها کلها : جعفر بن أحمد القمی.

تصحیح: محمد الحسینی النیشابوری.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1371 ه. ش ، 392 ص ، 24 سم.

232 - جامع الأخبار

أو : معارج الیقین فی أصول الدین.

محمد بن محمد السبزواری (ق 7 ه) تحقیق : علاء آل جعفر.

بیروت : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1412 ه.

233 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار.

حیدر بن علی الحسینی الآملی ، المتوفی بعد 782 ه.

عنایة : هنری کوربن ، وعثمان إسماعیل یحیی.

طهران : مؤسسة النشر ، 1969 م ، 898 ص ، م ، 76 ص ، بالفارسیة ، ف ، 40 ص.

234 - جامع الرواة.

أو : رافع الاشتباهات فی ترجمة الرواة وتمییز المشترکات.

محمد بن علی الأردبیلی الغروی الحائری.

باهتمام : السید حسین البروجردی.

طهران : 1334 ه. ش ، 2 ج ، 660 + 552 ص.

235 - جامع السعادات.

محمد مهدی النراقی.

تحقیق : محمد کلانتر.

تقدیم : محمد رضا المظفر.

النجف : مطبعة النعمان ، 1963 م ، 3 ج.

236 - جامع المقاصد فی شرح القواعد.

المحقق الثانی ، علی بن الحسین بن عبد العالی الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث - قم.

قم : مؤسسة آل البیت - علیهم

ص: 334

السلام - لإحیاء التراث ، 1408 - 1411 ه ، 13 ج.

237 - جامع المقال فیما یتعلق بأحوال الحدیث والرجال وتمییز المشترکات من الرجال

فخر الدین الطریحی.

تحقیق : محمد کاظم الطریحی.

طهران : جعفر ی ، 1374 ه ، 260 ص ، 24 سم.

238 - الجانب الغربی فی حل مشکلات الشیخ محیی الدین ابن عربی.

أبو الفتح محمد بن مظفر الدین محمد ابن حمید الدین بن عبد الله.

تصحیح : نجیب مایل الهروی.

طهران : مولی ، ط 1 ، 1364 ه. ش ، 336 ص ، 21 سم.

239 - جمال الأسبوع بکمال العمل المشروع.

رضی الدین علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحلی (589 - 664).

تحقیق : جواد القیومی الأصفهانی.

طهران : مؤسسة الآفاق ، ط 1 ، 1412 ه ، 349 ص ، 24 سم.

240 - جمل العلم والعمل.

الشریف المرتضی ، علی بن الحسین ابن موسی (ت 436 ه).

النجف. مطبعة الآداب ، 1387 ه ، 153 ص ، (تحقیق : أحمد الحسینی).

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی 3 : 7 - 81) (إعداد : مهدی الرجائی).

241 - الجمل والعقود.

الشیخ الطوسی (ت 460 ه).

تصحیح : واعظ زاده الخراسانی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، (الرسائل العشر ص 153 - 252).

242 - الجمل.

أو : النصرة لسید العترة فی حرب البصرة.

الشیخ المفید ، محمد بن محمد بن النعمان (ت 413 ه).

تحقیق : علی میر شریفی.

قم : مکتب الإعلام الإسلامی ، ط 1 ، 1413 ه ، 600 ص ، 24 سم.

ص: 335

243 - جواب سؤالات ملا إسماعیل عارف بجنوردی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری ص 395 - 492).

244 - الجوابات عن الشبهات فی خبر الغدیر.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 3 : ص 249 - 253).

245 - جوابات أهل الموصل فی العدد والرؤیة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 48 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 9).

246 - جوابات المسائل البحرانیة.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم: مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (الرسائل العشر ص 401 - 427).

247 - جوابات المسائل التبانیات.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1:ص 5 - 97).

248 - جوابات المسائل الرازیة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 99 - 133).

249 - جوابات المسائل الرسیة الأولی.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

ص: 336

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 316 - 381).

250 - جوابات المسائل الرسیة الثانیة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 383 - 388).

251 - جواب مسائل سید سمیع خلخالی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری ص 617 - 645).

252 - جوابات المسائل الشامیة الأولی.

أحمد بن محمد بن فهد الحلی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه ، (الرسائل العشر ص 339 -

399).

253 - جواب مسائل شیخ علی فاضل تبتی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری ص 519 - 534).

254 - جوابات المسائل الطبریة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 135 - 166).

255 - جوابات المسائل الطرابلسیات الثالثة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 359 - 443).

ص: 337

256 - جوابات المسائل الطرابلسیات الثانیة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 309 - 356).

257 - جواب مسائل عالم فاضل ملا أحمد یزدی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش(رسائل حکیم سبزواری ص 493 - 518).

258 - جوابات المسائل الفقهیة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 255 - 314).

259 - جواب المسائل المصریات

الشریف المرتضی (355 - 436 ه).

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1410 ه (بضمن : رسائل الشریف المرتضی 4 : 14 - 35).

260 - جواب مسائل ملا إسماعیل بجنوردی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری ص 535 - 578).

261 - جواب مسائل ملا إسماعیل میان آبادی.

ملا هادی سبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری ص 647 - 674).

ص: 338

262 - جواب المسائل الموصلیات الثالثة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه) إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 201 - 269).

263 - جوابات المسائل الموصلیات الثانیة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 169 - 299).

264 - جوابات المسائل المیافارقیات.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 1 : ص 271 - 307).

265 - جواب المسائل الواسطیات.

الشریف المرتضی (355 - 436 ه).

إعداد : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم، 1410 ه (بضمن رسائل الشریف المرتضی 4: 37 - 44).

266 - جواهر الکلام فی شرح شرائع الإسلام.

محمد حسن بن باقر النجفی (ت 1261 ه).

تحقیق : عباس القوجانی وآخرون.

النجف : دار الکتب الإسلامیة ، 1378 - 1388 ه ، 17 مج (ثم نشرت بقیة المجلدات بعد هذا التاریخ ، فبلغ 43 مجلدا).

267 - الجوهرة فی نظم التبصرة.

الحسن بن علی بن داود الحلی (647 - 707 ه) تحقیق : حسین الدرکاهی.

طهران : مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامی ، 1411 ه.

268 - الحاشیة علی أجوبة المسائل المهنائیة.

محمد إسماعیل المازندرانی

ص: 339

الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 147 - 149).

269 - الحاشیة علی رجال الکشی.

محمد باقر المیرداماد (ت 1040 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1404 ه ، 2 مج ، 904 ص (فی هامش : اختیار معرفة الرجال ، المعروف ب : رجال الکشی ، للشیخ الطوسی).

270 - حاشیة کتاب المکاسب.

محمد کاظم الآخوند الخراسانی.

تصحیح وتعلیق : مهدی شمس الدین.

طهران : وزارة الإرشاد الإسلامی ، 1406 ه ، 282 ص ، 24 سم.

271 - حدائق الحقائق فی فسر دقائق أفصح الخلائق.

فی شرح نهج البلاغة.

قطب الدین الکیدری ، محمد بن الحسین بن الحسین البیهقی الکیدری

(ق 6 ه).

تحقیق : عزیز الله العطاردی.

حیدر آباد : 404 ه ، 3 ج.

272 - الحدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة.

یوسف بن أحمد البحرانی (ت 1186 ه).

نشره : علی الآخوندی.

النجف : مطبعة النجف ، 1377 ه ، 18 مج (ثم نشرت بقیة مجلداته فیما بعد ، فبلغ 25 مجلدا).

273 - الحدود.

المعجم الموضوعی للمصطلحات الکلامیة.

قطب الدین أبو جعفر النیشابوری.

تحقیق : محمود یزدی.

إشراف : جعفر سبحانی.

قم : مؤسسة الإمام الصادق علیه السلام ، 1413 ه ، 148 ص ، 24 سم.

274 - حدود المنطق.

ابن بهریز.

تصحیح : محمد تقی دانش بزوه.

طهران : انجمن فلسفه إیران ،

ص: 340

1978 م ، 88 ص (مقدمة بالفارسیة) + 56 ص (مع : المنطق ، لابن المقفع).

275 - الحدود والحقایق.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 261 - 291).

276 - الحدود والحقائق.

فی شرح الألفاظ المصطلحة بین

المتکلمین من الإمامیة.

أشرف الدین صاعد البریدی الآبی.

تحقیق : حسین علی محفوظ.

قم : مطبعة السلام ، 1362 ه. ش ، 30 ص ، 21 سم.

277 - الحدیقة الهلالیة.

الشیخ البهائی ، محمد بن الحسین بن عبد الصمد العاملی (953 - 1030 ه).

تحقیق : علی الموسوی الخراسانی.

قم : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1410 ه.

278 - الحسن والقبح العقلی.

للشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم (مع : رسائل الشریف المرتضی).

279 - حقائق الإیمان.

الشهید الثانی زین الدین بن علی العاملی.

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه ، 308 ص ، 24 سم.

280 - الحکایات.

من إملاء الشیخ المفید (336 - 413 ه).

وروایة السید الشریف المرتضی (355 - 436 ه).

تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی.

تراثنا (قم) ، س 4 ، ع 3 (16) ، 1409 ه ، ص 91 - 164.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، 1413 ه ، 136 ص (مصنفات الشیخ المفید، 10).

ص: 341

281 - حکم الباء فی آیة ( وامسحوا برؤوسکم ) .

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 67 - 73).

282 - کتاب حکمة الاشراق.

شهاب الدین یحیی السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه ، 1355 ه. ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 2 : 1 - 260).

283 - الحکمة الخالدة.

أبو علی أحمد بن محمد مسکویه (ت 421 ه).

تحقیق : عبد الرحمن بدوی.

جامعة طهران : ط 2 ، 1357 ه. ش ، 382 ص (منشورات جامعة طهران ، 1695).

284 - حکمة صادقیة.

ملا حمزة کیلانی.

تقریر درس : ملا محمد صادق أردستانی.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، 1978 م (منتخباتی از آثار حکمای إلهی إیران مج 4 : 150 ص).

285 - حلیة الأبرار فی أحوال محمد وآله الأطهار علیهم السلام.

هاشم بن سلیمان البحرانی (ت 7 / 1109 ه).

قم : 1397 ه (تصحیح : محمد بن الحسن التفرشی الدرودی).

قم : مؤسسة المعارف الإسلامیة ، 1411 ه (تحقیق غلام رضا مولانا البروجردی).

286 - خاتمة تفضیل وسائل الشیعة إلی تحصیل أحکام الشیعة.

محمد بن الحسن الحر العاملی (1033 - 1104 ه). تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی.

قم : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، 1412 ه.

ص: 342

287 - الخرایج والجرایح.

قطب الدین سعید بن هبة الله الراوندی (ت 573 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام ، 1409 ه ، 3 ج.

قم : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام.

288 - خصائص الأئمة.

الشریف الرضی (359 - 406 ه).

تحقیق : محمد هادی الأمینی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة.

289 - خصائص أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب.

الشریف الرضی (359 - 406 ه).

تحقیق : محمد هادی الأمینی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، 1365 ه. ش ، 128 ص ، 24 سم.

290 - خصائص أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب.

أحمد بن شعیب النسائی (ت 303 ه).

تحقیق : محمد هادی الأمینی.

النجف : 1969 م ، 172 ص.

291 - خصائص الوحی المبین فی مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام.

ابن البطریق ، یحیی بن الحسن بن الحسین الأسدی الحلی (ت 600 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامی ، 1406 ه.

292 - الخصال.

الشیخ الصدوق ، محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381 ه).

تحقیق : علی أکبر الغفاری.

طهران : مکتبة الصدوق ، 1389 ه = 1969 م ، 686 ص ، 24 سم.

293 - خلاصة الإیجاز.

وهو مختصر رسالة (المتعة) للشیخ المفید.

المحقق الکرکی.

تحقیق : علی أکبر زمانی نزاد.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 80 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 6).

ص: 343

294 - الخلاف.

الشیخ الطوسی ، محمد بن الحسن الطوسی (385 - 460 ه).

تحقیق : علی الخراسانی ، وجواد الشهرستانی ، ومحمد مهدی نجف.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، ج 3 : 1411 ه.

295 - الخلجات فی تفسیر سورة الأعلی.

محمد بن سلیمان التنکابنی (ت 1302 ه).

تقدیم : محمد بن أبی القاسم الجیلانی.

نشره : شهاب الدین المرعشی.

قم : دار النشر ، د. ت ، 200 ص ، 24 سم.

296 - خلق الأعمال.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 10 ص ، 24 سم (ضمن : رسائل الشریف المرتضی).

297 - کتاب الخمسین مسألة فی کسر المنطق.

أبو النجا الفارض.

باهتمام : عبد الجواد فلاطوری.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ه ، ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص 11 - 60).

298 - درر الفوائد فی شرح الفرائد.

محمد کاظم الآخوند الخراسانی.

تحقیق : مهدی شمس الدین.

طهران : وزارة الثقافة والارشاد الإسلامی ، 1990 م ، 570 ص.

299 - الدرر الملتقطة فی تفسیر الآیات القرآنیة.

محمد إسماعیل بن الحسن بن محمد رضا المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

جمع وترتیب وتحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1412 ه ، 278 ص ، 24 سم.

ص: 344

300 - الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة.

الشهید الأول ، محمد بن مکی الجزینی العاملی ، المستشهد سنة 786 ه.

تحقیق : داود صابری.

مشهد : مؤسسة النشر التابعة للروضة الرضویة المقدسة، 1407 ه ، 48 ص ، 24 سم.

301 - الدرة الفاخرة.

شعر فی أصول الفقه.

محمد الموسوی الشاهجراغی الطهرانی.

تصحیح : رضا النوری.

طهران : الإسلامیة ، 1381 ه ، 292 ص.

302 - الدروس الشرعیة فی فقه الإمامیة.

الشهید الأول ، محمد بن مکی الجزینی العاملی ، المستشهد سنة 786 ه.

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1412 -

1413 ه ، 3 ج.

303 - کتاب الدعوات.

قطب الدین أبو الحسین سعید بن هبة الله الراوندی (ت 573 ه).

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم.

قم : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام.

304 - دلیل النص بخبر الغدیر علی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام.

الکراجکی ، محمد بن علی بن عثمان (ت 449 ه).

تحقیق : أسامة آل جعفر.

تراثنا (قم) ، س 5 ، ع 4 (21) ، 1410 ه ، ص 421 - 454.

305 - دیوان آثار الماضین فی رثاء أبی عبد الله الحسین علیه السلام.

نور الدین زین الدین الکرزکانی البحرانی.

نشره : صادق الموسوی.

قم : ط ، 1410 ه ، 120 ص.

ص: 345

306 - دیوان ابن سینا.

تحقیق : حسین علی محفوظ.

طهران : مطبعة الحیدری ، 1957 م ، 21 ص.

307 - دیوان أبی البحر جعفر بن محمد الخطی.

تحقیق : علی بن الحسین الهاشمی.

طهران : مطبعة الحیدری ، 1373 ه ، ح + 124 ص.

308 - دیوان أبی المجد.

محمد الرضا النجفی الأصفهانی.

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : دار الذخائر ، ط 1 ، 1408 ه ، 172 ص ، 24 سم.

309 - دیوان الباقیات الصالحات.

عبد الباقی العمری الفاروقی الموصلی (1204 - 1279 ه).

تصحیح : أبو مصعب البصری.

قم : منشورات الشریف الرضی ، 1411 ه.

310 - دیوان الحاج میرزا أبی الفضل الطهرانی.

المتوفی سنة 1316 ه.

إعداد : جلال الدین الحسینی المحدث.

طهران : مطبعة رنکین ، 1369 ه ، 408 ص ، 21 سم.

311 - دیوان الراوندی.

الفضل بن علی (ت 570 ه).

تحقیق : جلال الدین الأرموی المحدث.

طهران : مطبعة المجلس ، 1374 ه ، 312 ص.

312 - دیوان الراوندی القاسانی.

ضیاء الدین أبی الرضا فضل الله الحسنی (ق 6 ه).

تصحیح : جلال الدین الأرموی المحدث.

طهران : مطبعة المجلس ، ط 1 ، 1374 ه = 1334 ه. ش ، 311 ص ، 24 سم.

ص: 346

313 - دیوان السید نصر الله الحائری.

المتوفی سنة 1156 ه).

تحقیق : عباس الکرمانی.

النجف : مطبعة الغری الحدیثة ، 954 م ، ع + 257 ص.

314 - دیوان شیخ الأباطح أبی طالب.

جمعه : أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزم النحوی البصری (ت 257 ه).

تحقیق : محمد باقر المحمودی.

قم : مجمع إحیاء الثقافة الإسلامیة ، 1412 ه.

315 - دیوان الشیخ علی تقی الأحسائی.

تحقیق : محمد کاظم الطریحی.

طهران : مطبعة تابان ، 1955 م.

316 - دیوان طلائع بن رزیک.

المتوفی سنة 556 ه.

تحقیق : محمد هادی الأمینی.

بغداد : المکتبة الأهلیة ، 1964 م ، 191 ص.

317 - دیوان مالک الأشتر.

مالک بن الحارث الأشتر النخعی ، المستشهد عام 38 ه.

جمع وتحقیق : قیس العطار.

طهران : مؤسسة أنصار الحسین علیه السلام الثقافیة ، 1990 م ، 100 ص.

318 - ذبائح أهل الکتاب.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق ، محمد مهدی نجف.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 32 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 9).

319 - الذریعة إلی أصول الشریعة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

تصحیح : أبو القاسم کرجی.

طهران : جامعة طهران ، 1346 - 1348 ه. ش ، 2 ج (منشورات جامعة طهران ، مج 1 ، 1 / 1100 ، مج 2 ، 2 / 1100).

320 - ذریعة النجاة من مهالک تتوجه بعد الممات.

محمد إسماعیل المازندرانی

ص: 347

الخواجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 249 - 305).

321 - الذریة الطاهرة.

محمد بن أحمد بن حماد الأنصاری الرازی الدولابی (224 - 310 ه).

تحقیق : محمد جواد الحسینی الجلالی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1407 ه ، 184 ص ، 24 سم.

322 - ربط الحادث بالقدیم.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

باهتمام : عبد الله نورانی.

طهران : مؤسسة مطالعات جامعة إسلامی مک کیل وجامعة طهران ، 1980 م (مع : (تلخیص المحصل) وغیره للمؤلف ، ص 482 - 484).

323 - کتاب الرجال.

أحمد بن محمد البرقی(ت 274 ه).

تحقیق : کاظم الموسوی المیاموی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1963 م ، 98 ص (معه : رجال ابن داود الحلی).

324 - کتاب الرجال.

الحسن بن علی بن داود الحلی (ت 740 ه).

تحقیق : جلال الدین الحسینی المحدث.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1963 م ، (مع : کتاب (الرجال) للبرقی).

325 - رجال الخاقانی.

علی الخاقانی.

تحقیق : محمد صادق بحر العلوم.

قم : مکتب الإعلام الإسلامی ، ط 2 ، 1404 ه ، 426 ص ، 24 سم ، (معه : فوائد الوحید البهبهانی).

326 - رجال قائن.

محمد باقر آیتی بیرجندی.

تصحیح : کاظم موسوی.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1344 ه. ش ، 29 ص (مع : ثلاث رسائل فی علم الرجال).

ص: 348

327 - رجال النجاشی.

أحمد بن علی بن أحمد بن العباس النجاشی الأسدی (372 - 450 ه).

قم : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة ، 1407 ه ، 490 ص ، 24 سم ، (تحقیق : موسی الشبیری الزنجانی).

بیروت : دار الأضواء ، 1408 ه ، 2 مج ، (تحقیق : محمد جواد الغروی النائینی).

328 - الرحلة المدرسیة.

محمد جواد البلاغی (1282 - 1352 ه).

تحقیق : یوسف الهادی.

طهران : مؤسسة البلاغ ، 1413 ه ، ج 1.

329 - الرد علی أصحاب العدد.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 18 - 65).

330 - الرد علی المتعصب العنید المانع من ذم (لعن) یزید).

ابن الجوزی ، عبد الرحمن بن علی بن محمد بن علی (508 - 597 ه).

تحقیق : محمد کاظم المحمودی.

بیروت.

331 - الرسائل الاعتقادیة.

محمد إسماعیل المازندرانی

الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه ، 2 مج.

332 - رسائل :

1 - تفضیل الأنبیاء علی الملائکة.

2 - المنع عن تفضیل الملائکة.

3 - أحکام أهل الآخرة.

4 - إنقاذ البشر من الجبر والقدر.

الشریف المرتضی ، علی بن الحسین ابن موسی (ت 436 ه).

نشرها : أحمد الحسینی.

الکاظمیة (بغداد) : مکتبة الشریف المرتضی العامة ، ط 1، 1967 م ، 150 ص.

ص: 349

333 - رسائل الشریف المرتضی.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

تقدیم : أحمد الحسینی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه ، 3 ج ، ج 1 : 457 ، ص ، ج 2 ، 401 ص ، ج 3 : 368 ص.

قم : دار القرآن الکریم ، 1369 ه. ش ، المجموعة الرابعة ، 360 ص ، 24 سم (تحقیق : أحمد الحسینی).

334 - الرسائل العشر.

أحمد بن محمد بن فهد الحی (757 - 841 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه = 1367 ه. ش.

335 - الرسائل العشر.

الشیخ الطوسی (ت 460 ه).

قم : مؤسسة النشر الإسلامی 360 ص.

336 - الرسائل الفشارکیة.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق: جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی ، 1412 ه.

337 - الرسائل الفقهیة :

محمد إسماعیل المازندرانی

الخاجوئی ، (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه ، 2 مج ، 24 سم.

338 - الرسائل الفقهیة.

حسن المدرس.

تحقیق : أبو الفضل شکوری.

إیران : لجنة تکریم الذری السنویة الخمسین لشهادة آیة الله السید حسن المدرس ، ط 1، 1408 ه، 119 ص، 24 سم.

339 - رسائل فی الأصول والفقه.

عباس الحائری الطهرانی (1298 -

ص: 350

1360 ه).

تحقیق : علی الفاضل القائینی النجفی.

قم : المؤسسة الثقافیة للإمام المهدی علیه السلام ، 1411 ه ، 524 ص.

340 - رسائل المحقق الکرکی.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه ، 2 مج ، 24 سم.

341 - الرسائل المختارة.

المحقق الدوانی ، المیرداماد.

باهتمام : أحمد تویسرکانی.

أصفهان : مکتبة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام العامة ، ط 1 ، 1365 ه. ش ، 128 ص ، 24 سم.

342 - رسالتا آل بابویه وعلماء البحرین.

سلیمان بن عبد الله الماحوزی البحرانی.

تحقیق : أحمد الحسینی.

قم : مکتبة السید المرعشی ،

1404 ه.

343 - رسالتان فی البداء : مسألة فی البداء ، البداء فی التکوین.

محمد جواد البلاغی (1282 - 1352 ه) ، أبو القاسم الخوئی (1317 - 1413 ه).

إعداد : محمد علی الحکیم.

قم : 1414 ه.

344 - رسالة إبلیس إلی إخوانه المناحیس.

الحاکم الجشمی ، المحسن بن محمد ابن کرامة البیهقی الجشمی، المقتول سنة 494 ه.

تحقیق : حسین الطباطبائی المدرسی.

قم : 1406 ه.

345 - رسالة أبی ریحان البیرونی فی فهرست کتب الرازی.

نشرها : مهدی محقق.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1352 ه. ش ، 74 ص (مع ترجمة إلی الفارسیة).

ص: 351

346 - رسالة أبی غالب الزرای فی آل أعین.

وهی إلی ابن ابنه فی ذکر آل أعین.

أبو غالب الزراری ، أحمد بن محمد بن محمد بن سلیمان بن الحسین بن الجهم ابن بکیر بن أعین الشیبانی الکوفی البغدادی (285 - 368 ه).

أصفهان : مطبعة ربانی ، 1399 ه (مع شرحها : للسید محمد علی الموسوی الموحد الأبطحی) (مع تاریخ آل زرارة).

قم : مرکز البحوث والتحقیقات الإسلامیة ، ط 1 ، 1411 ه ، 356 ص ، 24 سم (تحقیق : محمد رضا الحسینی الجلالی) (معها : تکملتها ، لأبی عبد الله الغضائری).

347 - رسالة الأرض المندرسة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 199 - 206).

348 - رسالة الإمامة.

نصیر الدین الطوسی (597 - 672 ه).

طهران : جامعة طهران ، 1335 ه. ش (بعنایة : محمد تقی دانش بزوه).

طهران : مؤسسة مطالعات إسلامی جامعة مک کیل وجامعة طهران ، 1980 م (باهتمام : عبد الله نورانی) (مع : (تلخیص المحصل) وغیره للمؤلف ص 423 - 433).

349 - رسالة أنموذج العلوم.

جلال الدین محمد بن أسعد الدوانی (830 - 908 ه).

تحقیق : أحمد تویسرکانی.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة ، ط 1 ، 1411 ه (ثلاث رسائل ص 265 - 333).

350 - الرسالة الأولی فی الغیبة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : علاء آل جعفر.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص، (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

ص: 352

351 - الرسالة الأینیة.

محمد إسماعیل المازندرانی

الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 507 - 521).

352 - الرسالة الباهرة فی العترة الطاهرة.

الشریف المرتضی (ت 436 ه).

إعداد : مهدی الرجائی.

قم : دار القرآن الکریم ، 1405 ه (رسائل الشریف المرتضی مج 2 : ص 251 - 259).

353 - الرسالة الباهرة.

أبو یعقوب السجستانی.

تصحیح : بستان هیرجی ، ومرتضی أسعدی ، وعبد الله نورانی.

طهران : تحقیقات إسلامی ، س 7 ، ع 2 ، 1371 ه. ش ، ص 21 - 62 (مع مقدمة وترجمة بالفارسیة).

354 - رسالة بسیط الحقیقة ووحدة الوجود

ملا علی النوری (ت 1246 ه).

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، 1978 م (منتخباتی از آثار حکمای الهی إیران 4 : 537 - 598).

355 - رسالة التحفة.

أبو علی الحسین بن عبد الله بن سینا.

تصحیح : ضیاء الدین الدری.

طهران : المکتبة المرکزیة ، (مع رسالة : ترغیب الدعاء).

356 - رسالة تشریح الأعضاء.

أبو علی الحسین بن عبد الله بن سینا.

باهتمام : غلام حسین الصدیقی. طهران.

357 - رسالة تشویق السالکین.

محمد تقی بن مقصود علی المجلسی (ت 1070 ه).

باهتمام : فقیر شهباز علی شاه. (عباس تخیری).

إیران : عباس تخیری ،

ص: 353

1362 ه. ش ، 32 ص.

358 - رسالة تیاسر القبلة.

المحقق الحلی ، نجم الدین جعفر بن الحسن (602 - 676 ه).

تحقیق : رضا الأستادی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1413 ه (الرسائل التسع ص 325 - 332).

359 - الرسالة الثالثة فی الغیبة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : علاء آل جعفر.

المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

360 - الرسالة الثانیة فی الغیبة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : علاء آل جعفر.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

361 - رسالة جر الثقیل.

أبو علی الحسین بن عبد الله بن سینا.

باهتمام : جلال الهمائی.

طهران : 1330 ه. ش (سلسلة انتشارات آثار أنجمن ملی ، 24).

362 - الرسالة الجعفریة.

علی بن الحسین ، المحقق الکرکی ت (940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 1 : 77 - 136).

363 - رسالة الجودیة.

أبو علی بن سینا.

باهتمام : محمود النجم آبادی.

طهران : 1330 ه. ش ، 57 + 27 ص (أنجمن آثار ملی ، 20).

364 - رسالة حول التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام.

محمد جواد البلاغی (ت 1352 ه).

تقدیم وتحقیق : رضا أستادی.

نور علم (قم) ، ع 13 ، 1406 ه ، ص 137 - 151.

ص: 354

365 - رسالة حول حدیث : نحن معاشر الأنبیاء لا نورث.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : مالک المحمودی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، 1413 ه ، 32 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 10).

366 - رسالة حول خبر ماریة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : مهدی الصباحی.

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 32 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 3).

367 - رسالة خمسیة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 67 - 122).

368 - رسالة الخیار فی البیع.

علی بن الحسین الکرکی

(ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم: مکتبة السید المرعشی ط 1، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 167 - 189).

369 - الرسالة الذهبیة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم: دار الکتاب الإسلامی، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2: 385 - 425).

370 - الرسالة الذهبیة.

أو : طب الإمام الرضا علیه السلام.

تحقیق : محمد مهدی نجف.

النجف : 1400 ه ، ط 1 ، منشورات مکتبة الإمام الحکیم العامة ، 10.

قم : 1402 ه = 1982 م ، ط 2 ، مطبعة الخیام.

371 - الرسالة الرابعة فی الغیبة.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : علاء آل جعفر.

ص: 355

قم : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید ، ط 1 ، 1413 ه ، 16 ص (مصنفات الشیخ المفید ، 7).

372 - الرسالة الرضاعیة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 1 : 211 - 235).

373 - رسالة روضة الغناء فی تحقیق موضوع الغناء.

محمد رضا النجفی الأصفهانی.

نور علم (قم) ع 16 ، 1406 ه ، ص 123 - 130.

374 - الرسالة السعدیة.

فی أصول الدین وفروعه.

العلامة الحلی (ت 726 ه).

تحقیق : عبد الحسین البقال.

قم : مکتبة السید المرعشی ، 1411 ه ، 172 ص ، 24 سم.

375 - رسالة سهو الإمام والمأموم.

حسن المدرس.

تحقیق : أبو الفضل شکوری.

إیران : لجنة تکریم الذکری السنویة الخمسین لشهادة آیة الله السید حسن المدرس ، ط 1 ، 1408 ه (الرسائل الفقهیة : ص 73 - 85).

376 - رسالة شکوی الغریب.

عین القضاة الهمذانی المیانجی ،

عبد الله بن محمد (ت 525 ه).

تحقیق : عفیف عسیران.

طهران : جامعة طهران ، ط 1 ، 1962 م ، 48 ص (النص) + 38 ص (المقدمة).

377 - رسالة صلاة الجمعة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 1 : 139 - 173).

ص: 356

378 - رسالة عدلیة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 21 : 151 - 275).

379 - رسالة عدم مضایقة الفوائت.

علی بن موسی بن جعفر بن طاووس (ت 664 ه).

تحقیق : محمد علی الطباطبائی المراغی.

تراثنا (قم) ، س 2 ، ع 2 - 3 (7 - 8) ، 1407 ه ، ص 331 - 359.

380 - الرسالة العلیة فی الأحادیث النبویة.

شرح أربعین حدیثا نبویا.

کمال الدین حسین الکاشفی البیهقی السبزواری.

تصحیح وتعلیق : جلال الدین الحسینی الأرموی ، المعروف بالمحدث.

طهران : مرکز انتشارات علمی وفرهنکی، 1362 ه. ش، 13، 515 ص

(مجموعة میراث إیران وإسلام).

381 - رسالة عیون الحکمة.

أبو علی الحسین بن عبد الله بن سینا ، باهتمام : مجتبی المینوی.

طهران : مطبعة کراوری ، 1333 ه. ش ، 56 + 33 ص.

382 - الرسالة الفخریة فی معرفة النیة.

محمد بن الحسن بن یوسف بن المطهر الحلی ، فخر المحققین (682 - 771 ه).

تحقیق : صفاء الدین البصری.

مشهد : مجمع البحوث الإسلامیة 1411 ه.

383 - رسالة الفراسة.

ابن الخوام البغدادی.

تحقیق : حسین علی محفوظ.

طهران : 1954 م.

384 - رسالة فی إبطال الزمان الموهوم.

ملا إسماعیل خواجوئی.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

مشهد : منشورات أنجمن فلسفه ، 1978 م (منتخباتی از آثار حکمای إلهی

ص: 357

إیران 4 : 233 - 291).

385 - رسالة فی إثبات المعاد الجسمانی.

محمد حسین الغروی الإصبهانی.

تصحیح : رضا استادی.

نور علم (قم) ع 1 ، 1406 ه ، ص 135 - 140.

386 - رسالة فی الإجارة.

محمد حسین الغروی الأصفهانی (ت 1361 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1409 ه (بضمن (بحوث فی الفقه) للمؤلف).

387 - رسالة فی الإجارة.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1413 ه ، الرسائل الفشارکیة : ص 565 - 601.

388 - رسالة فی إجازة الوارث قبل الموت.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 191 - 194).

389 - رسالة فی الاجتهاد والتقلید.

مرتضی الأنصاری.

تحقیق : عباس الحاجیانی.

قم : مکتبة المفید ، 1404 ه (مجموعة رسائل فقهیة وأصولیة ، ص 45 - 96).

390 - رسالة فی أحکام الخلل فی الصلاة.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1413 ه ، الرسائل الفشارکیة : ص 361 - 442.

ص: 358

391 - رسالة فی أحکام الطلاق.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 7 - 29).

392 - رسالة فی إرث الزوجة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 31 - 55).

393 - رسالة فی استحباب رفع الیدین حالة الدعاء.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه ، (الرسائل الفقهیة 2 : 283 - 291).

394 - رسالة فی استحباب کتاب الشهادتین علی الکفن.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 117 - 125).

395 - رسالة فی الاشتراک المعنوی للصفات الکمالیة للوجود بین الحق والخلق.

ملا هادی السبزواری.

تصحیح : جلال الدین آشتیانی.

إیران : سازمان أوقاف وأمور خیریة ، 1370 ه. ش (رسائل حکیم سبزواری) ص 603 - 609.

396 - رسالة فی أصالة البراءة.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1413 ه ،

ص: 359

الرسائل الفشارکیة، ص 19 - 195.

397 - رسالة فی أصول الطیب والمرکبات العطریة.

أحمد بن مندویه الأصفهانی (ت 410 ه).

نشرها : محمد تقی دانش بزوه.

مجلة فرهنک إیران زمین ، مج 15 ، 1968 م ، ص 222 - 253.

398 - رسالة فی الاعتقادات.

الشیخ الطوسی (ت 460 ه).

تصحیح : محمد علی الروضاتی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی (الرسائل العشر : 101 - 107).

399 - رسالة فی اعتقاد الحکماء.

شهاب الدین یحیی السهروردی.

تصحیح : هنری کوربن.

طهران : أنجمن حکمت وفلسفه ، 1355 ه. ش (مجموعة مصنفات شیخ إشراق 1 : 261 - 272).

400 - رسالة فی إعجاز سورة الکوثر.

جار الله محمود بن عمر الزمخشری (467 - 538 ه).

تحقیق : حامد الخفاف.

تراثنا (قم) ، س 3 ، ع 4 (13) ، 1408 ه ، ص 195 - 246.

401 - رسالة فی افتتاح الکلام ببسم الله تیمنا وتبرکا.

الشهید الثانی ، زین الدین بن علی العاملی الجبعی (911 - 965 ه).

تراثنا (قم) ، س 3 ، ع 3 (12) ، 1408 ه ، ص 200 - 209.

402 - رسالة فی أفضلیة التسبیح علی القراءة فی الرکعتین الأخیرتین.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه ، (الرسائل الفقهیة 1 : 255 - 268).

403 - رسالة فی أقسام المولی.

الشیخ المفید (ت 413 ه).

تحقیق : محمد مهدی نجف.

لندن : دار زید ، 1410 ه (مع : رسالة فی معنی المولی).

ص: 360

404 - رسالة فی أقل المدة بین العمرتین.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 122 - 153).

405 - رسالة فی بیان الشجرة الخبیثة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 372 - 377).

406 - رسالة فی بیان عدد الأکفان.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی

(ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 137 - 147).

407 - رسالة فی بیان علامة البلوغ.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه ، (الرسائل الفقهیة 2 : 293 - 303).

408 - رسالة فی تحریم الفقاع.

الشیخ الطوسی (ت 460 ه).

تصحیح : رضا الأستادی.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی (الرسائل العشر : 253 - 266).

409 - رسالة فی تحقیق مسألة المشتق.

مرتضی الأنصاری.

تحقیق : عباس الحاجیانی.

قم : مکتبة المفید ، 1404 ه (مجموعة رسائل فقهیة وأصولیة ، ص 99 - 111).

410 - رسالة فی تحقیق نقیض الوجود.

زین الدین عمر بن سهلان الساوجی.

باهتمام : محمد تقی دانش بزوه.

طهران : 1337 ه. ش ، 75 + 179 ص ، 24 سم.

ص: 361

411 - رسالة فی تحقیق وتفسیر الناصبی.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 427 - 435).

412 - رسالة فی تحقیق وجوب غسل مس المیت

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 269 - 277).

413 - رسالة فی ترتیب قضاء الصلاة الفائتة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 :

115 - 118).

414 - رسالة فی التسامح فی أدلة السنن.

مرتضی الأنصاری.

تحقیق : عباس الحاجیانی.

قم : مکتبة المفید ، 1404 ه (مجموعة رسائل فقهیة وأصولیة : 11 - 42).

415 - رسالة فی تعقب الموضع الجدلی.

ابن سینا.

باهتمام : محمد تقی دانش بزوه.

طهران : منشورات جامعة طهران ، 1370 ه. ش (مع : منطق ومباحث ألفاظ ، ص 60 - 78).

416 - رسالة فی التعویل علی أذان الغیر فی دخول الوقت.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق ، مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 215 - 226).

417 - رسالة فی تعیین لیلة القدر.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی.

ص: 362

(ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 109 - 125).

418 - رسالة فی تفسیر آیة : ( فاخلع نعلیک إنک بالواد المقدس ... ) .

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه.)

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 103 - 107).

419 - رسالة فی تفسیر آیة : ( وکان عرشه علی الماء ) .

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 467 - 473).

420 - رسالة فی تقوی السافل بالعالی.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 -

1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة 1413 ه ، الرسائل الفشارکیة : ص 197 - 220.

421 - رسالة فی التقیة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 51 - 55).

422 - رسالة فی الجبر والتفویض.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 379 - 431).

ص: 363

423 - رسالة فی جواز التداوی بالخمر عند الضرورة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 149 - 167).

424 - رسالة فی جواز العدول عن العمرة إلی الأفراد عند ضیق الوقت.

محمد جواد بن محمد بن حیدر بن إبراهیم بن أحمد بن قاسم الحسینی العاملی (ت 1226 ه).

تحقیق : محمد علی الطباطبائی المراغی.

تراثنا (قم) ، س 2 ع 1 (6) ، 1407 ه ، ص 186 - 200.

425 - رسالة فی الحبوة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 57 -

79).

426 - رسالة فی الحج.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود النجفی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 147 - 165).

427 - رسالة فی حرمة تزویج المؤمنة بالمخالف.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 81 - 115).

428 - رسالة فی حرمة النظر إلی وجه الأجنبیة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ،

ص: 364

1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 33 - 65).

429 - رسالة فی حکم الاستئجار للحج من غیر بلد المیت.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 227 - 232).

430 - رسالة فی حکم الإسراج عند المیت إن مات لیلا.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 233 - 237).

431 - رسالة فی حکم التنفل قبل صلاة العید وبعدها.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 127 - 135).

432 - رسالة فی حکم الحائض والنفساء

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 82 - 83).

433 - رسالة فی حکم الحدث الأصغر المتخلل فی غسل الجنابة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 169 - 197).

434 - رسالة فی حکم شراء ما یعتبر فیه التذکیة.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

ص: 365

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 278 - 287).

435 - رسالة فی حکم الغسل فی الأرض الباردة ومع الماء البارد.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 249 - 254).

436 - رسالة فی حکم الغسل قبل الاستبراء.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 319 - 349).

437 - رسالة فی حکم لبس الحریر للرجال فی الصلاة وغیرها.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی.

(ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 289 - 318).

438 - رسالة فی الحیض.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 73 - 80).

439 - رسالة فی خروج المقیم عن حدود البلد.

علی بن الحسین الکرکی(ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 109 - 113).

ص: 366

440 - رسالة فی الخیارات.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1413 ه ، الرسائل الفشارکیة، ص 443 - 564.

441 - رسالة فی الدماء الثلاثة.

محمد الطباطبائی الفشارکی (1253 - 1316 ه).

تحقیق : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

قم : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة ، 1413 ه ، الرسائل الفشارکیة: ص 221 - 360.

442 - رسالة فی ذم سؤال غیر الله.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 485 - 491).

443 - رسالة فی الرضاع.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 155 - 214).

444 - رسالة فی السجود علی التربة المشویة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 80 - 108).

445 - رسالة فی سماع الدعوی.

علی بن الحسین الکرکی(ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 :

ص: 367

217 - 221).

446 - رسالة فی السیر والسلوک.

محمد مهدی الطباطبائی البروجردی بحر العلوم.

شرح وتوضیح وتقدیم : حسن المصطفوی.

طهران : أمیر کبیر ، ط 2 ، 1367 ه. ش ، 132 ص ، 24 سم.

447 - رسالة فی السهو والشک فی الصلاة.

علی بن الحسین الکرکی (ت 940 ه).

تحقیق : محمد الحسون.

إشراف : محمود المرعشی.

قم : مکتبة السید المرعشی ، ط 1 ، 1409 ه (رسائل المحقق الکرکی 2 : 119 - 146).

448 - رسالة فی شرائط المفتی.

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 471 -

491).

449 - رسالة فی شرح حدیث : (أعلمکم بنفسه أعلمکم بربه).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 35 - 45).

450 - رسالة فی شرح حدیث : (إنهم یأنسون بکم فإذا غبتم عنهم استوحشوا).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم: دار الکتاب الإسلامی، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2: 79 - 91).

451 - رسالة فی شرح حدیث : (توضؤوا مما غیرت النار).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

ص: 368

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 239 - 247).

452 - رسالة فی شرح حدیث : (الطلاق بید من أخذ بالساق).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 1 : 27 - 32).

453 - رسالة فی شرح حدیث : (لا یموت لمؤمن ثلاثة من الأولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 1 : 47 - 77).

454 - رسالة فی شرح حدیث : (لسان القاضی بین جمرتین من نار).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی.

(ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الفقهیة 2 : 31 - 55).

455 - رسالة فی شرح حدیث : (لو علم أبو ذر ما فی قلب سلمان لقتله).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 21 - 33).

456 - رسالة فی شرح حدیث : (ما من أحد یدخله عمله الجنة وینجیه من النار).

محمد إسماعیل المازندرانی الخاجوئی. (ت 1173 ه).

تحقیق : مهدی الرجائی.

قم : دار الکتاب الإسلامی ، ط 1 ، 1411 ه (الرسائل الاعتقادیة 2 : 7 - 19).

ص: 369

من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء (14)

الشیخ محمد السبعی

(... - 815 ه)

السید هاشم الشخص

هو الشیح أبو أحمد فخر الدین محمد بن عبد الله بن علی بن حسن بن علی بن محمد بن سبع (أو : سبیع) بن سالم بن رفاعة السبعی (أو : السبیعی) الرفاعی الأحسائی القاری الحلی.

من کبار علماء الإمامیة ومشاهیر شعراء أهل البیت علیهم السلام.

وهو والد الفقیه الکبیر الشیخ أحمد بن محمد السبعی ، المتوفی بعد سنة 854 ه.

نبذة عن حیاته :

کانت قریة (القارة) بالأحساء هی موطن (آل السبعی) - وهم أسرة علمیة جلیلة - ، ولا تزال فیها آثارهم وموقوفاتهم إلی الیوم ، والمترجم له من أهل هذه القریة ، وإلیها نسبته.

ولم نطلع - مع الأسف - علی تاریخ أو مکان ولادته ، بل لم یصلنا عنه إلا الیسیر جدا.

وبعد أن قضی زمنا فی (الأحساء) هاجر إلی العراق لتحصیل العلوم الدینیة ، وزار العتبات المقدسة ، ثم استقر فی مدینة (الحلة) لطلب العلم ،

السیّد هاشم محمّد الشخص

ص: 370

إذ کانت المرکز الرئیس لتدریس علوم أهل البیت علیهم السلام ومأوی أعاظم علماء الشیعة.

وبعد أن أصبح من کبار العلماء وأجلائهم اتخذ من (الحلة) وطنا دائما له ، ومنها عرف واشتهر ، فهو أحسائی الأصل والنشأة ، حلی المسکن والمدفن.

وفاته :

توفی - قدس سره - فی مدینة (الحلة) بالعراق سنة 815 ه ، وبها دفن (1).

وقد خلف ولدین عالمین جلیلین ، أکبرهما وأجلهما الفقیه الکبیر الشیخ أحمد السبعی ، والثانی الشیخ علی السبعی.

ومن أسباطه من العلماء : السید محمد بن عبد الله بن علی بن محمد السبعی.

ومن الشعراء من أحفاده : الشیخ حسین بن الشیخ علی السبعی ، ونجله الشیخ علی بن الشیخ حسین السبعی.

الثناء علیه :

قال فی شأنه الشیخ علی آل کاشف الغطاء فی (حصون المنیعة) :

ص: 371


1- 1. هذا هو الصحیح فی تاریخ وفاته کما فی (أعیان الشیعة) ، وما نقل عن (الحصون المنیعة) : أنه توفی سنة 920 ه لیس بصحیح أبدا ، لأن ابنه الشیخ أحمد السبعی توفی فی أواسط القرن التاسع الهجری - کما أثبتناه فی محله وأثبته المحقق البحاثة آقا بزرک الطهرانی فی طبقاته - فیستبعد جدا أن یکون الأب قد عاش بعد ابنه نحو ستین عاما ، والمظنون قویا أن صاحب (الحصون المنیعة) أراد أن یکتب أن المترجم توفی فی حدود سنة 820 ه لا 920 ، فوقع سهو من قلمه الشریف أو من النساخ ، والله أعلم.

(کان فاضلا جامعا ، ومصنفا نافعا ، وأدیبا رائعا ، وشاعرا بارعا ، زار العتبات المقدسة ، وسکن (الحلة) لطلب العلم ، وکانت إذ ذاک محل رکاب الأفاضل ، ومأوی العلماء الأماثل).

وقال عنه السید ضامن بن شدقم المدنی فی (تحفة الأزهار) عند ذکره لأحد أسباطه - السید محمد بن السید عبد الله السبعی الآتی ذکره - قال : (الشیخ العالم الفاضل ، الکامل الصالح ، الزاهد الورع ، محمد بن عبد الله السبعی ، صاحب القصائد المأنوسة فی مدح أهل البیت علیهم السلام).

ویظهر مما تقدم أن للمترجم له مصنفات علمیة مهمة ، لکن للأسف لا نعرف عنها شیئا.

شعره :

لقد اشتهر المترجم له بالأدب والشعر أکثر مما عرف بالعلم والفقاهة - رغم ما کان علیه من المقام الشامخ والعلم والفضیلة ، - وذلک لکثرة ما قاله من الشعر فی شأن أهل البیت علیهم السلام ، حتی لا تکاد تجد مجموعا أدبیا حسینیا کتب فی عصره أو بعده إلا وفیه بعض من قصائده المطولة.

ولو جمعت قصائده وأشعاره من بطون الکتب الخطیة والمطبوعة لأصبحت بلا شک دیوانا ضخما ، ولم أجد فی ما بین یدی من شعر غیر المدح والرثاء لأهل بیت العصمة صلوات الله علیهم أجمعین.

وجدیر بالذکر هنا أن من عرف بالشعر من (آل السبعی) أکثر من واحد ، بل هم - بالإضافة إلی صاحب الترجمة - خمسة شعراء ، ولکل واحد منهم شعر کثیر لا یقل عن دیوان ، لکنه متفرق فی مختلف الکتب الخطیة والمطبوعة ، ولهذا التبس الأمر علی کثیر من المؤرخین فلم یستطع التمییز بین هؤلاء الشعراء ، فتجد فی کثیر من الأحیان نسبة ما لهذا من الشعر لذاک وبالعکس.

وحسب ما وصلت إلیه فالشعراء الخمسة من (آل السبعی) هم :

ص: 372

1 - الشیخ محمد بن عبد الله السبعی ، صاحب الترجمة ، وهو أولهم وأشهرهم ، بل جدهم جمیعا ، ویختم عادة قصائده المطولة بذکر لقب (السبعی) کقوله : (یروم بها (السبعی) ...) أو : (فسمعا من (السبعی) ... أو ما أشبه ذلک.

2 - الشیخ الفقیه أحمد بن محمد السبعی ، نجل صاحب الترجمة ، وهو مشهور بالفقاهة لکن له شعر کثیر.

ولا یستبعد أن کثیرا من الشعر المنسوب إلیه هو من شعر أبیه صاحب الترجمة.

3 - الشیخ حسین السبعی ابن الشیخ علی بن الشیخ محمد - صاحب الترجمة - ، وهو کثیرا ما یختم قصائده بقوله : (وتحکی فیکم ما قال جدی) أو ما یشبه ذلک.

4 - الشیخ علی بن الشیخ حسین السبعی ابن الشیخ علی - ابن صاحب الترجمة - ، وهو کأبیه الشیخ حسین کثیرا ما یختم شعره بما یشیر به إلی جده ، ویراد بالجد فی کلا الحالین صاحب الترجمة الشیخ محمد السبعی.

5 - الشیخ محمد بن حسین السبعی ، المتوفی سنة 1011 ه - المتقدم ذکره - ، وهو أیضا من ذریة صاحب الترجمة ، ویشیر فی قصائده إلی جده.

وأعتقد أن ما ینسب من الشعر ل (آل السبعی) إذا لم تکن فیه قرینة تثبت نسبته إلی واحد منهم بعینه مع وجود إشارة فیه إلی الجد فهو مردد بین الشعراء الثلاثة الأواخر : (علی السبعی وحسین بن علی ومحمد بن حسین).

وإلیک نماذج من الأدب الرائع المنسی من شعر صاحب الترجمة الشیخ محمد بن عبد الله السبعی.

قال - قدس سره - فی مدح النبی الأکرم محمد صلی الله علیه وآله وسلم وخلیفته الإمام علی علیه السلام ، وقد التزم فی کل بیت بذکر النبی ثم بذکر علی صلوات الله علیهما وعلی آلهما :

ص: 373

أصخ واستمع یا طالب الرشد ما الذی

به المصطفی قد خص والمرتضی علی

محمد مشتق من الحمد اسمه

ومشتق من اسم المعالی کذا علی

محمد قد صفاه ربی من الوری

کذلک صفی من جمیع الوری علی

محمد محمود الفعال ممجد

کذلک عال فی مراقی العلا علی

محمد للشبع السماوات قد رقی

وکان بها فی سدرة المنتهی علی

محمد بالقرآن قد خص ، هکذا

بمضمونه قد خص بین الملا علی

محمد یکسی فی غد حلة البها

کذا حلة الرضوان یکسی بها علی

محمد شق البدر نصفین معجزا

له ، وکذاک الشمس قد ردها علی

محمد حن الجذع شوقا لأنه (1)

کذلک جبریل الأمین نعی علی

محمد جن الأرض جاءوا لیسمعوا

تلاوته القرآن لما تلا علی

محمد آخی بین أصحابه ولم

یواخی من الأصحاب شخصا سوی علی

محمد قد زوجه (2) ربی خدیجة

وفاطم بنت المصطفی زوجها علی

محمد فتح الله فی نور وجهه

کذلک مضمون بسیف الفتی علی

محمد شافی ریقه عین حیدر

کذلک حمی المصطفی ردها علی

محمد للعلم الإلهی مدینة

کما جاء عن خیر الوری ، بابها علی

محمد یاسین وطه کتابه

له ، وکذا معنی سبا والنبا علی

ص: 374


1- 1. أی : لأنینه.
2- 2. الصحیح أن یقول : قد زوجه - بفتح الجیم - وأسکنت الجیم للضرورة الشعریة.

محمد قد أوتی من الله حکمة

ولقنها عن أسرها کلها علی

محمد مفتاح الحصون بعزمه

کذا قاتل الشجعان یوم الوغا علی

محمد کنزی شافعا عند خالقی

فإنی موال مخلصا فی ولا علی

محمد صلی ربنا ما سجی الدجا

علیه وثنی بالصلاة علی علی

وله أیضا هذه القصیدة فی رثاء الإمام الحسین علیه السلام (1) :

دع عنک تذکار أیام اللذاذات

وطیب عصر تقضی بالشبابات

ولا تطل دموع العین فی طلل

أقوی وأقفر من ترحال عادات

وعج صدور القلاص الشدقمیات (2)

وقف بها فی عراص الغاضریات

وانزل وحط رحال القود مکتئبا

واسکب ملث الدموع العندمیات (3)

وعفر الخد فی ترب الطفوف ولا

تسأم هنا لک من طول النیاحات

ص: 375


1- 1. الأحسائیات فی المدائح والمراثی ، مخطوط ، نقلا عن مجموع بن حدیثة الجبیلی عبد الله بن علی بن محمد بن عبد علی الأحسائی ، المؤرخ 1208 ه.
2- 2. عج - من : عاج البعیر - أی : عطف رأسه بالزمام ، والقلاص - جمع قلوص - وهی الإبل الطویلة القوائم سریعة المشی ، والشدقمیات : نسبة إلی (شدقم) علم لفحل النعمان بن المنذر.
3- 3. القود - جمع أقود - وهو الناقة أو الفرس إذا طال ظهره وعنقه ، وملث - من : لث - یقال : لث المطر ، أی : دام أیاما ، والعندم : خشب نبات أحمر یصبغ به ، والمراد : اسکب غزیر الدموع الحمر بشکل مستمر.

فإن فی تربها مسک الجنان إذا

لثمته فی دماء هاشمیات

وقود (1) القود تمشی فی أزمتها

معریات حزینات کئیبات

تشجی القلوب بترجیع الحنین إذا

حنت لأجل حنین الفاطمیات

ولم تحن إلی سقب (2) ولا کلا

لکن بکت للغریبات الکریمات

تبکی الغریبات أسری فی حبائلها

وقل منها بکاء للغریبات

تبکی السلیبات فی أرض الطفوف وما

بکت هنالک إلا للسلیبات

تبکی بنات رسول الله یوم غدت

نهب الخبیثین أبناء الخبیثات

تبکی المصونات فی أسر الطغاة وقد

أمست کرائمها غیر المصونات

لهفی وها قل لهفی یوم سار بها

شر البریات ، عن خیر البریات (3)

ص: 376


1- 1. قود : فعل أمر من (قود) بمعنی مشی أمام الدابة آخذا بقیادها ، وقوله : (تمشی ...) جملة حالیة.
2- 2. السقب : ولد الناقة.
3- 3. أی : کما ورد عن خیر البریات.

ساروا بها کالشموس الزاهرات علی

أقتاب خوض المطایا الأرحبیات (1)

ساروا بها حسرا شعثا حزینات

تبکی لها أعین القود النجیبات

سارت مخلفة خیر الأنام وقد

سارت بأفئدة عنه وجیعات

سارت ورأس الإمام السبط یقدمها

کأنه الدر فی جنح الدجیات

لهفی لبنت رسول الله یوم غدت

تبکی علی سید أودی وسادات

تقول والوجد یغلی فی حشاشتها

وقد أصیبت بأنواع المصیبات

یا موت دونک نفسا بعد سیدها

خذها إلیک فقد نغصت لذاتی

یا موت دونک نفسا بعده سئمت

حیاتها ومضی وقت المسرات

لهفی لها وهی تبکیه وتندبه

فی نادبات غریبات حزینات

لهفی لسبط رسول الله یوم غدا

مهشما بالعتاق الأعوجیات

ص: 377


1- 1. أرحب : قبیلة من (بنی رحب) أو مکان أو فحل ، ومنه النجائب الأرحبیات.

تبکی علیه المذاکی وهی جائلة

علی عظام عظیمات

لهفی له وهو حران الفؤاد وقد

سقی علی عطش کأس المنیات

لهفی علیک أبا عبد الإله وما

یقل لهفی ولا فرط الحرارات

یا حر قلبی ویا لهفی ویا جزعی

علیک حران ملقی فوق حرات

لهفی علیک جدید لا أزایله

حتی أزایل أیامی وساعاتی

ولی دموع إذا کفکفتها وکفت

علیک من کل أجفان قریحات

لأبکینک فوق الترب منعفرا

وقد کستک الذواری الأنجمیات (1)

لأبکینک محزوز الکریم لقی

وقد سلبت الدروع السابریات (2)

لأبکینک تبکیک العواسل یا

معلیها بالعوالی القعضبیات (3)

ص: 378


1- 1. لم أجد معنی مناسبا ل (الأنجمیات) ، ولعله من (أنجم) بمعنی ظهر وطلع ، فیکون المعنی : وقد کستک الذواری الظاهرة الطالعة ، أی الریاح ذات التراب الکثیف.
2- 2. السابریات - جمع سابری - : وهو درع دقیقة النسج محکمة.
3- 3. قعضب : رجل کان یعمل الأسنة ، والعوالی القعضبیات أی : الرماح المنسوبة إلی (قعضب).

لأبکینک تبکیک الفضائل مع

فواضل واکفات مستهلات (1)

لأبکینک یا أزکی الأنام ولم

أسام صبیحة یوم والعشیات

لأجمعن لصحبی باکیا حزنا

ونائحا بهم فی جنح لیلاتی

أنعی إلیهم ولا أنعی سواک ولا

أنسی جلیل مصابی والرزیات

أنعی إلی (أحمد) (2) نجلی مصابهم

عساه یبکی بأجفان ملیئات

یا خیر نجل لتنعی بالبکاء علی

خیر البریات فی أزکی الأرومات

وجدد الوجد طول الدهر من کأب

واسعد علی رزئهم تسعد بجنات

علیهم الله صلی ما انثنی غصن

وما شدا الورق فی أوراق أیکات

وما سری الرکب فی بهماء مقفرة

یؤم مکة بالقود النجیبات

ص: 379


1- 1. الفضائل : المزایا غیر المتعدیة ، والفواضل : المزایا المتعدیة ، کالانعام علی الغیر ، ومنه یعلم معنی (واکفات مستهلات).
2- 2. هو الفقیه الکبیر الشیخ أحمد السبعی نجل صاحب الترجمة.

ومن شعره أیضا هذه القصیدة فی رثاء سید الشهداء الإمام الحسین علیه السلام :

بعید اللیالی بالوعید قریب

وشأن الفتی فی الاغترار عجیب

یروم الفتی یعطی الأمانی ودون ما

یروم ویرجوه تحول شعوب

ویأمل بعد العسر یسرا فی الذی

ینال من الدنیا عنا ولغوب

سل الدهر عما أحدث الدهر فی الوری

تجبک خطوب بعدهن خطوب

وهل هذه الأیام إلا مراحل

تجوب وفی الأعمار سوف تجوب

وما الناس إلا ظاعن ومودع

وقاطن ربع وهو فیه غریب

(أجارتنا إنا غریبان هاهنا

وکل غریب للغریب نسیب) (1)

أجارتنا حال الرحیل إلی الأولی

مضوا وهم رحم لنا وقریب

إلی م اغتراری باللیالی وفعلها

وقد بان وجه الرأی وهو مصیب

وما بان لی إلا وقد بان ظاعنا

شبابی وفی الفودین لاح مشیب

وأمسیت قد خلفت خمسین حجة

وفی مثل ما خلفت قال لبیب

(وإن امرءا قد سار خمسین حجة

إلی منهل من ورده لقریب)

فیا ضیعة العمر الذی مر ذاهبا

وخلف لی فیه الندامة حوب (2)

ویا أسفا لم أحو زادا مبلغی

بعید سبیلی والسبیل مجوب

أطعت الهوی والجهل حتی کأننی

أمنت الذی أحصی علی رقیب

سأبکی علی ما فات منی وما عسی

یفید البکا من أوبقته ذنوب

ص: 380


1- 1. هذا البیت من قصیدة معروفة ، لامرئ القیس.
2- 2. الحوب : الظلم والإثم ، قال تعالی : ( ولا تأکلوا أموالکم إلی أموالکم إنه کان حوبا کبیرا ) [سورة النساء 4 ، آیة 2].

سأبکی علی ذنبی وأوقات غفلتی

ویحدث لی بعد النحیب نحیب

سأبکی علی ما قد جنیت تأسفا

إذا ما شدا فوق الغصون طروب

إذا جن لیل المذنبین رأیتنی

تفیض به من مقلتی غروب (1)

أناجی إلهی فی الذی اجترحت یدی

وإنی منه مشفق ومریب

وأدعوه بالأطهار آل محمد

ومن بهم یدعو علیه یتوب

* * *

أولاک الهداة الطیبون من الوری

وفرع نماه الطیبون یطیب

من القوم أزکی العالمین ومن هم

سلیل نجیب قد نماه نجیب

وإن کانت الأیام أخنت علیهم

ونالهم منها عنا وکروب

وأمست شرار قد جنت فی دمائهم

فحسبهم أن الإله حسیب

إلی أن یقول :

ولهفی علی السبط الشهید بکربلا

بیوم علی آل النبی عصیب

وحول رکاب السبط کل غضنفر

له دون أشبال العرین وثوب

یسیرون فی ظل السیوف إلی الوغی

کما قد مشی نحو الحبیب حبیب

ولهفی لهم فوق الصعید کأنهم

بدور لها أرض الطفوف مغیب

ولهفی علی السبط الشهید عقیب ما

قضوا وهو فرد ما لدیه صحیب

ص: 381


1- 1. غروب - جمع غرب - : وهو عرق فی العین یسقی لا ینقطع ، أو الدمع ، أو مسیل الدمع ، والمراد هنا : الدموع.

ولهفی له یحمی الحریم ویحتمی

وفی الکف منه ذابل وقضیب (1)

له من أبیه فی الحروب بسالة

یهاب بها المقدام وهو مهیب

ولا عیب فیه غیر أن قناته

یقصد منها فی الطعان کعوب (2)

وذا دأبه حتی أتی السهم غادرا

إلیه ، وما غیر الفؤاد یصیب

فخر علی وجه الثری فتساقطت

نجوم سماء بالدموع تصوب

وزلزلت الأرض الفضاء بأهلها

وأجدب منها الروض وهو خصیب

ثم یقول عن لسان السیدة العقیلة زینب الکبری علیها السلام :

سأبکیک فی أرض الطفوف مجدلا

وشیبک من جاری الدماء خضیب

سأبکیک محزوز الکریم من القفا

وخدک من عفر التراب تریب

ثالثا ولم تدفن فلهفی علی الذی

تکفنه مور الرغام هبوب

تجر علیه الأربع الهوج ذیلها (3)

وتکسوه من بعد الشمال جنوب

أخی لو رأت عیناک ما صنعوا بنا

لأبصرت صنعا للرضیع یشیب

یسار بنا من مهمة بعد مهمة (4)

ومنزلنا سامی المحل رحیب

عزیز علینا أن نروح ونغتدی

وأنت علی الربع الوبیل غریب

وفی آخرها یقول :

بنی المصطفی إن فاتنی نصرکم فما

یفوت رجا لی فیکم ونحیب

ص: 382


1- 1. الذابل : الرمح ، والقضیب : السیف القاطع.
2- 2. یقصد : بمعنی یکسر - من قصد ، أی : کسر - والکعوب : الرماح.
3- 3. الهوج - جمع : هوجاء - : وهی الریح الشدیدة المضطربة ، وأراد بالأربع الهوج الریاح الشدیدة من الجهات الأربع.
4- 4. المهمة : المفازة البعیدة ، أو البلد المقفر.

ودونکم منی نظام غ ریبة

بها منکم نشر یفوح وطیب

ویقصر فی مضمارها عن لحاقها

(طحا بک قلب فی الحسان طروب) (1)

یروم بها (السبعی) فی نشر مدحکم

یثیب له یوم الجزاء مثیب

وما المدح إلا فی علاکم فإن روی

له مادح فی غیرکم فکذوب

یکون أجاجا دونکم فإذا انتهی

إلیکم تلقی طیبکم فیطیب

ولکن درا فیکم أنا ناظم

أسفت له إذ لا یراه أدیب

أسفت له فهو الذی فی زمانه

غریب وفی نظم البدیع غریب

وما عابه جهل الوری بنظامه

إذا لم یعبه فی النظام معیب

فلو شاهدا نظمی (حبیب) و (دعبل)

لهام اشتیاقا (دعبل) و (حبیب)

علیکم سلام الله ما اغدودق الحیا

وما اهتز غصن فی الریاض رطیب

وله أیضا فی رثاء الإمام الحسین علیه السلام :

مصائب عاشورا أطلت بها العشر

تذکر للأحزان إن نفع الذکر

فتح فی لیالیها إذا ما تبرکت

بها أمة ضلت وتاه بها الفکر

لعمر سواها کیف فی یوم ذبحت

به عترة الهادی یطیب لها النحر

أقول لصحبی فی لیالی محرم

قفوا نبک رزءا فیه ما بقی الشهر

ولا تسأموا طول النیاحة إنما

علی قدر من نبکیه یأتی لنا أجر

تعالوا بنا نبک القتیل الذی مضی

علی عطش والماء یقذفه النهر

تعالوا بنا نبک المعفر فی الثری

وقد طاب من تعفیره ذلک العفر

ص: 383


1- 1. هذا شطر من مطلع معلقة علقمة الفحل بن عبدة التمیمی ، و (طحا بک قلب) أی : ذهب بک قلبک بعیدا.

تعالوا بنا نبک الشهید الذی بکی

له الدین والإسلام والبیت والحجر

تعالوا بنا نبک الذی قد بکی له

علی وجبریل وأحمد الطهر

وفاطمة الزهراء فی لحد قبرها

تساعدها فی نوحها حورها الزهر

فوالله لا أنسی وإن بعد المدی

قتیل الضبابی الذی دینه الکفر

ألا إن خیر الناس جدا ووالدا

وخیرهم أما قتیلک یا شمر

قتیلک یا نسل الضبابی هاج لی

جوی وأسی ما امتد لی فی الدنا عمر

قتیلک أبقی فی فؤادی کآبة

یزید علی حر الجحیم لها حر

لأنت وإن کنت الأخس قتلت من

بمفخره یا ویک یفتخر الفخر

تنح عن الصدر الذی قد علوته

لقطع ورید ، إنه للهدی صدر

وفی آخرها یقول :

بنی صفوة الباری رثیت لرزئکم

بدرة فکر لا یقاس بها الدر

ولم یجلها (السبعی) إلا علیکم

وفی زعمه أن القبول لها مهر

رضیتکم لی سادة وأئمة

وما لی سوی حبی لکم فی غد ذخر

ولی مهجة تزداد فیکم محبة

وقلب علی ما نالکم خانه الصبر

علی رزئکم أبکی وأبکی محبکم

بنظم مراث لا یساجلها النشر (1)

إذا سئم الباکون قلت لسلوتی

أیا سلوة الأیام موعدک الحشر

ولا قلت إلا فی ادکاری لرزئکم

(کذا فلیجل الخطب ولیفدح الأمر) (2)

علیکم سلام الله ما فاه ناطق

یصلی علیکم حین یتلا لکم ذکر

ص: 384


1- 1. یساجل : من ساجله أی : باراه وفاخره ، والنشر : الریح الطیبة ، والمراد : أن تأثیر مراثیه ونظمه علی مشاعر المحبین أقوی وأبلغ من تأثیر النشر (الریح الطیبة) فالنشر لا یباهی نظمه فی إثارة المشاعر والتأثیر علیها.
2- 2. ما بین القوسین من مطلع قصیدة أخری للشاعر.

المصادر

1 - أدب الطف 5 / 26 - 32.

2 - أعیان الشیعة 9 / 383.

3 - الأحسائیات فی المدائح والمراثی ، للأدیب الحاج جواد حسین آل الشیخ علی الرمضان الأحسائی ، مخطوط.

4 - شعراء الحلة 4 / 405 - 410 ، للخاقانی.

5 - معجم شعراء الحسین علیه السلام ، للشیخ جعفر الهلالی ، مخطوط.

6 - أعلام هجر ، لهاشم محمد الشخص ، القسم المخطوط.

7 - منتظم الدرین ، ج 1 ، مخطوط ، للحاج محمد علی التاجر البحرانی.

* * *

ص: 385

مصطلحات نحویة

(2)

السید علی حسن مطر

ثالثا : مصطلح الفعل

1 - الفعل لغة :

معنی الفعل فی اللغة هو (نفی الحدث الذی یحدثه الفاعل من قیام أو قعود أو نحوهما) (1) قال ابن منظور : (الفعل کنایة عن کل عمل متعد أو غیر متعد. فعل یفعل فعلا وفعلا ... والاسم : الفعل ، والجمع : الفعال ...

والفعل - بالفتح - مصدر) (2).

* * *

2 - الفعل اصطلاحا :

الفعل من المصطلحات التی وجدت بوجود النحو ، فقد روی أن الإمام

السیّد علیّ حسن مطر

ص: 386


1- 1. شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، ص 14.
2- 2. لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (فعل).

علیا علیه السلام ألقی إلی أبی الأسود الدؤلی صحیفة قسم فیها الکلام کله إلی اسم وفعل وحرف (1) ، وأمره أن یتم علیه (2) ، وینحو نحوه (3).

وقد سلک النحاة فی تعریف الفعل مسلکین :

الأول : تعریفه بذکر صفاته وعلاماته.

قال ابن السراج (ت 316 ه) : (الفعل ما کان خبرا ولا یجوز أن یخبر عنه ، وما أمرت به. فالخبر نحو : یذهب عمرو ، فیذهب حدیث عن عمرو ، ولا یجوز أن تقول : جاء یذهب ، والأمر نحو قولک : إذهب) (4).

وقال أبو علی الفارسی (ت 377 ه) : (وأما الفعل فما کان مستندا إلی شئ ، ولم یسند إلیه شئ) (5).

وإنما عدل من الأخبار إلی الإسناد ، لأن (من الأفعال ما لا یصح إطلاق الأخبار علیه ، کفعل الأمر ، نحو : لیضرب ، إذ الخبر ... ما دخله الصدق والکذب ، ویصح أن یطلق علیه الإسناد) (6) ، فیکون هذا التعریف شاملا لفعل الأمر بلا حاجة لإلحاقه بعبارة (وما أمرت به) ، ولکنه عرضة للإشکال علیه بدخول أسماء الأفعال ، لأنها تسند ولا یسند إلیها.

وعرفه ابن جنی (ت 392 ه) بأنه (ما حسن فیه (قد) أو کان أمرا) (7).

====

8. المقت ، صد فی شرح الایضاح 1 / 76 - 77.

9. اللمع فی علم العربیة ، ابن جنی ، تحقیق فائز فارس ، ص 7.

ص: 387


1- 1. أ - إنباه الرواة علی أنباه النحاة ، علی بن یوسف القفطی ، تحقیق محمد أبی الفضل إبراهیم 1 / 39 - 40.
2- ب - معجم الأدباء ، لیاقوت ، 1 / 39.
3- ج - الأشباه والنظائر فی النحو ، للسیوطی ، تحقیق عبد العال سالم مکرم ، 1 /3. 13.
4- 4. وفیات الأعیان ، ابن خلکان ، تحقیق إحسان عباس ، 20 / 535.
5- 5. نزهة الألباء فی طبقات الأدباء ، الأنباری ، 4 / 5.
6- 6. الموجز فی النحو ، ابن السراج ، ص 27.
7- 7. المقت ، صد فی شرح الایضاح ، عبد القاهر الجرجانی ، تحقیق کاظم بحر المرجان ، 1 / 76.

وقال الحریری (ت 516 ه) : الفعل (ما یدخل علیه (قد) و (السین) ، أو تلحقه تاء الفاعل ، أو کان أمرا) (1).

ویلاحظ علی هذین التعریفین أنه کان یمکن الاستغناء عن عبارة (أو کان أمرا) فیهما ، بذکر بعض من علامات فعل الأمر.

وعرفه عبد القاهر الجرجانی (ت 471 ه) بقوله : (الفعل ما دخله قد وسوف والسین ... وتاء الضمیر وألفه وواوه .. وتاء التأنیث الساکنة ...

وحرف الجزم) (2) ، وتابعه علیه المطرزی (ت 610 ه) (3).

ویؤخذ علیه عدم شموله لفعل الأمر.

وسجل ابن فارس عددا من تعریفات الفعل بالعلامة دون أن یعزوها لقائلیها ، وأورد إشکالات علیها ، فقال :

(وقال قوم : الفعل ما امتنع من التثنیة والجمع.

وللرد علی أصحاب هذه المقالة أن یقال : إن الحروف کلها ممتنعة من التثنیة والجمع ، ولیست أفعالا.

وقال قوم : الفعل ما حسن فیه أمس وغدا ، وهذا علی مذهب البصریین غیر مستقیم ، لأنهم یقولون : أنا قائم غدا ، کما یقولون : أنا قائم أمس.

وقال قوم : الفعل ما حسنت فیه التاء ، نحو : قمت وذهبت ، وهذا عندنا غلط ، لأنا قد نسمیه فعلا قبل دخول التاء علیه) (4).

أقول : اعتراضه الأخیر لیس واردا ، لأن صاحب القول المذکور ، لم یشترط فی (الفعل) دخول التاء علیه فعلا ، وإنما اشترط صلاحیته لدخولها علیه ، وهذه الصلاحیة متحققة قبل دخول التاء علیه ، هذا مع الإشارة إلی أنه

ص: 388


1- 1. ملحة الإعراب ، القاسم بن علی الحریری ، ص 3.
2- 2. الجمل ، عبد القاهر الجرجانی ، تحقیق علی حیدر ، ص 5.
3- 3. المصباح فی علم النحو ، المطرزی ، تحقیق الدکتور عبد الحمید السید طلب ، ص 39.
4- 4. الصاحبی فی فقه اللغة ، ابن فارس ، تحقیق مصطفی الشویمی ، ص 85 - 86.

لا وجه لاستعماله (قد) فی قوله : (لأنا قد نسمیه فعلا) ، لأن تسمیته بالفعل حینئذ مقطوع بها. نعم ، یصح الاعتراض علی التعریف بعدم شموله فعل الأمر.

وعرفه ابن مالک (ت 672 ه) بقوله : (الفعل کلمة تسند أبدا ، قابلة لعلامة فرعیة المسند إلیه) (1).

وقال السلسیلی فی شرحه : خرج بقوله (تسند) (الحرف وبعض الأسماء کیاء الضمیر فی (غلامی). قوله : (أبدا) احترز به من بعض الأسماء التی تسند وقتا دون وقت ، نحو قولک : زید القائم ، ثم تقول : القائم زید. قوله : (قابلة ..

إلی آخره) کتاء التأنیث وتاء الخطاب والألف والواو والنون. وتحرز ب (قابلة) من أسماء الأفعال ، فإنها تسند أبدا ، ولیست أفعالا ، لأنها لا تقبل علامة فرعیة المسند إلیه) (2).

وعرفه ابن مالک أیضا بعلاماته فی أرجوزته الألفیة ، فقال :

بتا فعلت وأتت ویا افعلی

ونون أقبلن فعل ینجلی

وقوله (یا افعلی) أفضل من قول بعضهم (الیاء أو یاء الضمیر) : لأنها تکون فی الاسم نحو : غلامی ، وفی الحرف نحو : کأنی (3).

وعرفه أبو حیان (ت 745 ه) بقوله : (ویعرف الفعل بتاء التأنیث الساکنة ، وبالیاء وبلم ، نحو : قامت وقومی ولم یضرب) (4).

ویؤخذ علیه ما ذکرناه توا من دخول الیاء علی کل من الاسم والحرف أیضا.

ص: 389


1- 1. تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد ، ابن مالک ، تحقیق محمد کامل برکات ، ص 3.
2- 2. شفاء العلیل فی إیضاح التسهیل ، السلسیلی ، تحقیق عبد الله البرکاتی ، 1 / 97.
3- 3. حاشیة الملوی علی شرح المکودی علی الألفیة ، ص 7.
4- 4. شرح اللمحة البدریة فی علم العربیة ، ابن هشام ، تحقیق الدکتور هادی نهر ، 1 / 223.

المسلک الثانی : تعریف الفعل ببیان حده وحقیقته.

قال سیبویه (ت 180 ه) : (وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء وبنیت لما مضی ، ولما یکون ولم یقع ، وما هو کائن لم ینقطع ..

والأحداث نحو : الضرب والحمد والقتل) (1).

وواضح أنه: أن (المراد بأحداث الأسماء ما کان فیها عبارة عن الحدث وهو المصدر) (2).

أی أن الأفعال أبنیة أو صیغ مأخوذة من المصادر ، فهی تدل بمادتها علی المصدر أو الحدث ، وبصیغتها علی زمان وقوعه ، من ماض أو حاضر أو مستقبل.

وعرفه ابن السراج (ت 316 ه) بقوله : (الفعل ما دل علی معنی وزمان ، وذلک الزمان إما ماض وإما حاضر وإما مستقبل ، وقلنا : (وزمان) لنفرق بینه وبین الاسم الذی یدل علی معنی فقط) (3)

وأما إشارته إلی أن المراد بالزمن أقسامه الثلاثة ، فالظاهر أنها لمجرد البیان ، وسیأتی أن بعض النحاة عدوا ذلک قیدا احترازیا مما دل علی حدث وزمان مبهم کالمصدر.

وقد أشکل أبو علی الفارسی علی مثل هذا الحد ، بأن من الأفعال ما هو عند النحویین دال علی زمن غیر مقترن بحدث ، نحو (کان) المفتقرة إلی الاسم المنصوب [أی الناقصة] ، وهو عندهم فعل ، ومع ذلک فهو دال علی الزمان المجرد من الحدث) (4).

ص: 390


1- 1. الکتاب ، سیبویه ، تحقیق عبد السلام هارون ، 1 / 12.
2- 2. مسائل خلافیة فی النحو ، أبو البقاء العکبری ، تحقیق محمد خیر الحلوانی ، ص 69.
3- 3. الأصول فی النحو ، ابن السراج ، تحقیق عبد الحسین الفتلی ، 1 / 41.
4- 4. المسائل العسکریات ، أبو علی الفارسی ، تحقیق علی جابر المنصوری ، ص 76.

وقد تصدی بعض النحاة لرد هذه الدعوی ، وأثبتوا بأدلة تجاوزت العشرة دلالة (کان) علی الحدث ، وأورد بعضا من هذه الأدلة الشیخ محمد الأمیر فی حاشیته علی المغنی (1).

وقال الزجاجی (ت 337 ه) : (الفعل ما دل علی حدث وزمان ماض أو مستقبل .. والحدث : المصدر ، فکل شئ دل علی ما ذکرناه معا فهو فعل ، فإن دل علی حدث وحده فهو مصدر ، نحو : الضرب والحمد والقتل ، وإن دل علی زمان فقط ، فهو ظرف زمان) (2).

ویلاحظ فیه :

أولا : تعبیره بکلمة (حدث) بدلا من (معنی) ، التفاتا منه إلی أن المعنی یشمل الحدث وغیره کالذوات.

ثانیا : أنه لم یشر إلی دلالة الفعل علی الزمن الحاضر ، ومرد ذلک إلی عدم أخذه فی تقسیم الزمن ما هو المعهود لدی العرف العام ، بل عمد إلی الدقة العقلیة ، وانتهی إلی إنکار فعل الحال بقوله : (إنه فی الحقیقة مستقبل ، لأنه یکون أولا أولا ، فکل جزء خرج منه إلی الوجود صار فی حیز المضی ، فلهذه العلة جاء فعل الحال بلفظ المستقبل نحو قولک : ... یقوم غدا) (3).

ویلاحظ علی کل من تعریفی ابن السراج والزجاجی :

أولا : أخذهما (ما) جنسا فی الحد ، وهی جنس بعید.

ثانیا : أنهما قد یوهمان وضع الفعل للدلالة علی شیئین مستقلین ، مع أنه موضوع لمعنی واحد مرکب هو الحدث المقترن بزمان معین.

ولتلافی هذین النقصین عمد الرمانی (ت 384 ه) إلی تعریفه بأنه (کلمة

====

ب - شرح جمل الزجاجی ، ابن هشام ، تحقیق الدکتور علی محسن مال الله ، ص 85.

ص: 391


1- 1. حاشیة الأمیر علی المغنی ، 2 / 76.
2- 2. الایضاح فی علل النحو ، أبو إسحاق الزجاجی ، تحقیق مازن المبارک ، ص 52 - 53.
3- 3. أ - الایضاح فی علل النحو ، الزجاجی ، ص 87.

تدل علی معنی مختص بزمان ، دلالة الإفادة) (1).

وقوله : (دلالة الإفادة) للفرق بینه وبین (الأسماء التی تدل دلالة إشارة) (2).

ولعل أخذه لکلمة (معنی) راجع إلی أنه لم یجد ضرورة لاستعمال کلمة (حدث) ، إذ لیس ثمة لفظ موضوع لذات متلبسة بزمن ، لیجب الاحتراز منها.

وقال ابن بابشاذ (ت 469 ه) : (الفعل ما دل علی حدث وزمان محصل) (3).

وترد علیه الملاحظتان اللتان سجلناهما علی تعریفی ابن السراج والزجاجی ، وإن کان یمتاز بالاختصار ، إذ عبر عن الزمان الماضی والحاضر والمستقبل ، بالزمان المحصل.

وعرفه الزمخشری (ت 538 ه) بقوله : (الفعل ما دل علی اقتران حدث بزمان) (4).

ولاحظ علیه ابن یعیش أنه ردئ من وجهین : أولهما استعماله للجنس البعید (ما) ، (والآخر قوله : (علی اقتران حدث بزمان) ، لأن الفعل لم یوضع دلیلا علی الاقتران نفسه ، وإنما وضع دلیلا علی الحدث المقترن بالزمان ...

ثم هذا یبطل بقولهم : القتال الیوم ، فهذا حدث مقترن بزمان ، ولیس فعلا ، فوجب أن یؤخذ فی الحد (کلمة) حتی یندفع هذا الإشکال) (5).

وقد یشکل علیه أیضا بعدم تقییده للزمان بکونه محصلا ، ولکن یمکن

ص: 392


1- 1. الحدود فی النحو ، علی بن عیسی الرمانی ، تحقیق مصطفی جواد ویوسف مسکونی ، ص 38.
2- 2. شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقیق خالد عبد الکریم ، 1 / 192.
3- 3. شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، 1 / 192.
4- 4. المفصل فی علم العربیة ، جار الله الزمخشری ، ص 243.
5- 5. شرح المفصل ، ابن یعیش ، 7 / 3.

دفعه بأنه قد یکون من رأی الزمخشری أن هذا مجرد قید بیانی یذکر فی شرح التعریف ، ولیس قیدا احترازیا لیجب إثباته ، إذ لیس لدینا کلمة تدل علی حدث وزمان غیر معین ، وما ادعی من دلالة المصدر علی ذلک ستأتی مناقشته.

وتقدم ابن الخشاب (ت 567 ه) بصیاغة جدیدة للتعریف قائلا : الفعل (لفظة تدل علی معنی فی نفسها مقترن بزمان محصل ، فقولنا : (تدل علی معنی فی نفسها احتراز من الحرف ، لأن الحرف یدل علی معنی فی غیره ... والفرق بینه وبین الاسم أن الاسم لا یدل مع معناه علی زمان ذلک المعنی ، إلا المصادر ، فإنها تدل علی أزمنة مبهمة ، فزادوا فی حد الفعل لفظة (محصل) ، لیقع الفرق بین الأفعال ومصادرها) (1).

وتمتاز هذه الصیاغة عما سبقها بإضافة قید (فی نفسه) لدلالة الفعل علی معناه ، ولکن یلاحظ علیها :

أولا : أخذه (اللفظ) جنسا للفعل دون (الکلمة) التی هی جنسه القریب.

ثانیا : إن المصادر - کما سیتضح قریبا) لا تدل بأصل وضعها علی الزمان ، وإنما دلالتها علیه عقلیة التزامیة ، فلا ضرورة للاحتراز بقید (المحصل) للتفرقة بین الأفعال والمصادر.

وعرفه ابن الأنباری (ت 577 ه) بأنه (کل لفظة دلت علی معنی تحتها مقترن بزمان محصل) (2).

ویلاحظ علیه : أخذه اللفظ جنسا للفعل ، وعدم احترازه من الحرف بقید (فی نفسه) ، وعدم فائدة إیراده لفظة (تحتها) ، وعدم ضرورة تقیید الزمان بکونه (محصلا).

ص: 393


1- 1. المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقیق علی حیدر ، ص 14.
2- 2. أسرار العربیة ، ابن الأنباری ، تحقیق محمد بهجة البیطار ، ص 11.

وحدة ابن یعیش (ت 643 ه) بقوله : (الفعل کلمة تدل علی معنی فی نفسها مقترن بزمان) (1).

هی أکمل صیغة بلغها تعریف الفعل ، وقد قال فی شرحه معللا عدم زیادة قید (محصل) إلی الزمان : إنهم (یرومون بذلک الفرق بینه وبین المصدر ... والحق أنه لا یحتاج إلی هذا القید ... (لأن) الفعل وضع للدلالة علی الحدث وزمان وجوده - ولولا ذلک لکان المصدر کافیا - فدلالته علیهما من جهة اللفظة وهی دلالة مطابقة ... ولیست دلالة المصدر علی الزمان کذلک ، بل هی من خارج ، لأن المصدر تعقل حقیقته بدون الزمان ، وإنما الزمان من لوازمه ، ولیس من مقوماته ، بخلاف الفعل ، فصارت دلالة المصدر علی الزمان التزاما ولیست من اللفظ ، فلا اعتداد بها ، فلذلک لا یحتاج إلی الاحتراز عنه) (2).

وعرفه ابن الحاجب (ت 646 ه) بقوله : (الفعل ما دل علی معنی فی نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة) (3).

ویؤخذ علیه استعماله للجنس البعید ، وتقییده للزمن بأحد الثلاثة ، أی بکونه محصلا ومعینا ، وقد علمنا عدم ضرورته.

وقال ابن معطی (ت 668 ه) فی حد الفعل : إنه (کلمة علی معنی فی نفسها دلالة مقترنة بزمان ذلک المعنی) (4).

ویؤخذ علیه عدم الدقة فی التعبیر ، لعدم اقتران دلالة الفعل بزمان المعنی ، بل المعنی المدلول للفعل هو المقترن بالزمن.

====

5. الفصول الخمسون ، ابن معطی ، تحقیق محمود محمد الطناحی ، ص 152.

ص: 394


1- 1. شرح المفصل ، ابن یعیش ، 7 / 2.
2- 2. شرح المفصل ، ابن یعیش ، 7 / 2.
3- 3. أ - شرح الرضی علی الکافیة ، تحقیق یوسف حسن عمر ، 1 / 38.
4- ب - مسائل خلافیة فی النحو ، ص 45.

وعرفه ابن عصفور (ت 669 ه) بقوله : (الفعل لفظ یدل علی معنی فی نفسه ، ویتعرض ببنیته للزمان) (1).

وإلی مثله ذهب الرضی (ت 688 ه) بقوله : (الفعل ما دل علی معنی فی نفسه مقترن بزمان من حیث الوزن) (2).

یریدان أن دلالة الفعل علی الزمان حاصلة من صیغته. وإنما أضافا هذا القید لکی لا یرد أصلا الإشکال علی التعریف بلفظ الماضی والمستقبل والحال ، وبمثل (الصبوح والغبوق) (3) والسری ، ولا الاسم الموضوع دالا بترکیبه علی أحد الأزمنة الثلاثة ، کالغبور مثلا ، بمعنی کون الشئ فی الماضی أو فی المستقبل ، فإن دلالته علی أحد الأزمنة الثلاثة بالحروف المرتبة لا بالوزن) (4).

ولا أری هذه الإضافة قیدا احترازیا ، بل هی إضافة بیانیة ینبغی ذکرها فی شرح الحد ، وذلک لعدم دخول الأمور المذکورة فی التعریف ، إذ أن المراد بالمعنی فی التعریف خصوص الحدث (المصدر) لا کل معنی ولو کان اسم ذات ، وعلیه لا یکون التعریف شاملا للشئ أو للزمن بأنواعه ، إذ کل منهما لیس حدثا ولا مقترنا بزمان.

وأما الصبوح والغبوق فهما اسمان لما یشرب صباحا ومساء ، فهما من أسماء الذوات والأعیان ، وقد یستعملان فی الشرب صباحا ومساء ، أی فی الحدث ، لکن لا ینطبق علیهما تعریف الفعل ، لعدم دلالتهما علی وقوع الحدث وکذلک القول فی السری ، وهو : السیر لیلا.

وأما (الغبور) فلیس معناه کون الشئ فی الماضی أو المستقبل ، بل هو

ص: 395


1- 1. المقرب ، ابن عصفور ، تحقیق الجواری والجبوری ، 1 / 45.
2- 2. شرح الرضی علی الکافیة ، تحقیق یوسف حسن عمر ، 1 / 40.
3- 3. أی ما یشرب فی الصباح والمساء.
4- 4. شرح الرضی علی الکافیة ، 1 / 39 - 40.

مصدر للفعل (غبر) بمعنی مکث وذهب وبقی ومضی ، فمعناه : المکث والذهاب والبقاء والمضی (1) ، أی أن معناه هو الحدث وحده ، غیر مقترن بزمان معین ، وقد اعترف بذلک الرضی نفسه بقوله : (والحق إنه بمعنی المضی أو البقاء فی المکان أو الزمان) (2).

ولعله لأجل هذا لم یلتزم بقیة النحاة بإثبات هذین القیدین اللذین ذکرهما ابن عصفور والرضی.

وعرفه ابن هشام (ت 761 ه) (3) بالتعریف المتقدم لابن الحاجب ، ولکنه تابع جمهور النحاة ، ولم یذهب إلی ما صرح به ابن الحاجب من عود الضمیر فی (نفسه) إلی المعنی.

وقال السرمری (ت 776 ه) : الکلمة (إن استقلت فی نفسها واقترنت بأحد الأزمان فهی الفعل) (4).

وترد علیه الملاحظة المتقدمة من أن الاقتران لیس حاصلا بین الکلمة وبین أحد الأزمان ، بل بین مدلول الکلمة الذی هو الحدث ، وبین الزمن المعین.

وعرفه السیوطی (ت 911 ه) بقوله : (الفعل ما دل علی معنی فی نفسه واقترن (بزمان)) (5).

وهو عین التعریف المتقدم لابن یعیش ، إلا أنه لم یأخذ (الکلمة) جنسا للحد ، ولم یعلل فی شرحه التعریف عدم تقییده الزمان بالمحصل بما ذکره ابن

ص: 396


1- 1. لسان العرب لابن منظور ، ومختار الصحاح للرازی ، مادة : صبح وغبق وسرا وغبر.
2- 2. شرح الرضی علی الکافیة ، 1 / 40.
3- 3. شروح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقیق محیی الدین عبد الحمید ، ص 14.
4- 4. شرح اللؤلؤة ، السرمری (مخطوط ، مصورته بحوزتی) 7 / أ.
5- 5. همع الهوامع فی شرح جمع الجوامع ، جلال الدین السیوطی ، تحقیق عبد السلام هارون وعبد العال سالم مکرم ، 1 / 7.

یعیش ، بل قال : (المراد بالزمان حیث أطلق المعین المعبر عنه بالماضی والحال والاستقبال ، لشهرتها فی هذا المعنی) (1).

للبحث صلة ...

ص: 397


1- 1. همع الهوامع ، 1 / 8.

تنبیهان

سقطت قطعة من متن الحلقة السابقة من (تشیید المراجعات وتفنید المکابرات) المنشورة فی العدد السابق 37 ، من الصفحة 149 بعد السطر 11 ، ندرجها أدناه مع الاعتذار للقراء الکرام :

* وأحمد بن عبد الله بن سیف السجستانی ، ترجم له الذهبی فی تاریخ الإسلام ، حوادث سنة 316 ه ، والخطیب فی تاریخه 4 / 225 ، والأسنوی فی طبقات الشافعیة 2 / 23 ، وابن قاضی شهبة 1 / 89 ، وقد أثنی علیه جمیعهم.

* وعمر بن شبة ، قال الذهبی : (عمر بن شبة بن عبدة بن زید بن رائطة ، العلامة الأخباری ، الحافظ الحجة ، صاحب التصانیف ...) ونقل ثقته عن جماعة ، وأرخ وفاته بسنة 262 ه ، عن 89 سنة إلا أیاما (74).

* أبو أحمد الزبیری ، قال الذهبی :(أبو أحمد الزبیری ، محمد بن عبد الله بن الزبیر بن عمر بن درهم، الحافظ الکبیر المجود ...) ثم نقل ثقته والثناء علیه ، وأرخ وفاته بسنة 203 ه (75).

* * *

کما طبعت عدة أسطر من الهامش 19 من مقال : (نهج البلاغة عبر القرون) المنشور فی العددین 35 - 36 طبعت مکررة ملحقة خطأ فی آخر الهامش رقم 18 ص 172 من نفس العدد ، فیرجی حذفها ابتداء من السطر الثالث منه وحتی نهایة الهامش.

ص: 398

من ذخائر التراث

ص: 399

ص: 400

صورة

تحقیق : هدی جاسم محمّد أبو طبرة

ص: 401

ص: 402

مقدمة التحقیق :

بسم الله الرحمن الرحیم

والحمد لله رب العالمین ، والصلاة والسلام علی أفضل الأنبیاء وسید المرسلین ، وعلی أهل بیته الطیبین الطاهرین المطهرین.

وبعد :

هذه رسالة موجزة فی تفسیر آیة التطهیر لعلم من أعلام الشیعة الإمامیة ، عاش مجاهدا بعیدا عن الأهل والأحبة والوطن حتی مضی علی ما مضی علیه الشهداء من قبله ، شهیدا فی غربته ووحدته ، متأسیا بمن سبقه من أجداده الکرام علیهم السلام.

ولما کان (الغریب نسیبا للغریب) فقد وجدت فی نفسی رغبة قویة فی تحقیق هذه الرسالة ، لا سیما وأن موضوعها هو تفسیر قوله تعالی : ( وإنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) .

ولا یخفی ما فی هذه الآیة من صدی خاص فی نفوس المسلمین ، حتی لا أخال أحدا لا یحفظها منهم ، لما فیها من تأثیر خطیر فی عقائدهم إزاء من

ص: 403

خوطبوا بها ، إذ شهدت لهم بأنهم هم الصفوة الطاهرة المطهرة الأخیرة المختارة - منذ الأزل - من سلالة النبوة ، مع ما وهبته لهم من سمو ورفعة وشرف باذخ تکشف للبصیر ما رسمته من معالم الأهلیة الراقیة التی یجب توفرها فی من یقوم مقام النبوة ، وتسلط الضوء علی مدی شرعیة السلطة الحاکمة بعد انتقال النبی الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم إلی الرفیق الأعلی.

ومن هنا - ولأجل صیانة الواقع التاریخی ، والحفاظ علی کرامة السلف الماضین - کان لتفسیر هذه الآیة بالذات فی مذاهب المسلمین ومشاربهم ذیل طویل ، هلکت فیه أقوام وزلت أقدام.

ورسالة (السحاب المطیر فی تفسیر آیة التطهیر) الماثلة بین یدی القارئ الکریم - علی الرغم من قصرها وضغط عباراتها - قد ناقشت أهم ما رافق آیة التطهیر من أهواء ونزعات واعتراضات وإیرادات علی استدلال الشیعة الإمامیة بها علی عصمة أهل البیت وحجیة أقوالهم علیهم السلام.

علی أنها لم تکن الرسالة الوحیدة فی المقام ، بل هناک الکثیر من الکتب والرسائل والبحوث الشیعیة التی عنیت بتفسیر هذه الآیة الکریمة ، وبینت أهدافها ودلالاتها ومرامیها وغایاتها ، وشرح مفرداتها شرحا وافیا علی ضوء ما ورد فی القرآن الکریم ولغة العرب وأدبهم ، مع مراعاة ما ورد عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم من تفسیر لهذه الآیة ، وبیان موقفه صلی الله علیه وآله وسلم من أهل البیت علیهم السلام قبل وبعد نزول آیة التطهیر ، لکی یبلغ الشاهد الغائب ، وینقطع عذر من تسول له نفسه أن یتقول فی بیان المعنیین بها - بغیر ما أراد المولی عزوجل - جهلا ، أو نفاقا وحسدا وبغیا.

وفیما یأتی بعض تلک الجهود الشیعیة المبذولة لخدمة الآیة الکریمة والتی قرأتها أو وقفت علیها أثناء مراجعتی لمصادر ومراجع التحقیق ، وهی :

1 - إذهاب الرجس عن حضیرة القدس ، للعلامة الشیخ عبد الکریم بن محمد بن طاهر القمی.

ص: 404

2 - أقطاب الدوائر فی تفسیر آیة التطهیر ، للعلامة عبد الحسین بن مصطفی ، من علماء ا لقرن الثانی عشر ، طبع سنة 1403 ه.

3 - أهل البیت فی آیة التطهیر ، للسید جعفر مرتضی العاملی ، مطبوع ، ومترجم إلی اللغة الفارسیة ، ترجمة محمد سبهری.

4 - أهل البیت فی القرآن الکریم ، بحث للسید جعفر مرتضی العاملی ، منشور فی مجلة رسالة الثقلین ، العددان 1 و 2.

5 - آیة التطهیر فی أحادیث الفریقین ، للسید علی الأبطحی ، مطبوع بمجلدین.

6 - آیة التطهیر ، بحث شامل ومستوعب یزید علی ستین صحیفة فی المجلد الخامس من کتاب : مفاهیم القرآن ، للشیخ جعفر السبحانی (وقد ذکر فیه معظم هذه المصادر).

7 - تطهیر التطهیر ، للفاضل الهندی (ت 1035 ه).

8 - تفسیر آیة التطهیر ، للشیخ إسماعیل بن زین العابدین (ت 1300 ه).

9 - التنویر فی ترجمة رسالة آیة التطهیر ، للسید عباس الموسوی ، طبع فی الهند سنة 1341 ه ، وهو ترجمة لهذه الرسالة.

10 - جلاء الضمیر فی حل مشکلات آیة التطهیر ، للشیخ محمد البحرانی ، طبع فی الهند سنة 1325 ه.

11 - رسالة فی تفسیر آیة التطهیر ، للشیخ لطف الله الصافی ، طبعت سنة 1403 ه فی مدینة قم المقدسة.

12 - شرح تطهیر التطهیر ، للسید عبد الباقی الحسینی ، وهو شرح للکتاب المتقدم برقم 7.

13 - الصور المنطبقة ، للعلامة الشیخ عبد الکریم بن محمد بن طاهر القمی ، مؤلف (إذهاب الرجس عن حضیرة القدس) المتقدم برقم 1.

ص: 405

14 - کتاب فی مقال آیة التطهیر ، بحث للشیخ محمد مهدی الآصفی ، منشور فی مجلة رسالة الثقلین ، العدد 1.

کل هذا من غیر (السحاب المطیر).

وإذا ما انضم إلی ما تقدم ما کتبه أعلام الشیعة فی الکلام والعقائد والأصول أیضا فی مبحثی : حجیة سنة أهل البیت علیهم السلام ، وحجیة الإجماع ، اتضح لنا مبلغ اهتمام الشیعة فی الرد علی سائر التخرصات حول هذه الآیة ، والتی تهدف بالدرجة الأساس إلی صیانة الواقع التاریخی الذی ساد بعد وفاة الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم.

ص: 406

ترجمة المؤلف

هو : السید ضیاء الدین القاضی نور الله ابن السید العلامة شریف الدین ابن السید ضیاء الدین ، ینتهی نسبه الشریف إلی السید الجلیل أبی الحسن علی المرعشی - المعروف فی کتب التراجم الشیعیة والسنیة - المتصل نسبه بالإمام زین العابدین وسید الساجدین علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام.

ولد - قدس سره الشریف - من أبوین مرعشیین عالمین فی بلدة (تستر) من خوزستان سنة 956 ه ، ولهذا یقال له : التستری - معرب شوشتر - أو : المرعشی ، نسبة إلی بلدة مرعش - بین الشام وترکیا - التی سکنها جده الأعلی السید الزاهد الفقیه المحدث أبو الحسن علی المرعشی المتقدم.

أخذ الشهید التستری العلم - فی أوان شبابه - من علماء بلدته تستر ، وأولهم والده السید شریف الدین ، فقرأ علیه الکتب الأربعة ، وکتب الأصول والفقه والکلام ، کما أخذ عن کثیرین غ یره ، ثم انتقل من تستر إلی مدینة مشهد المقدسة وکان عمره یوم ذاک ثلاثا وعشرین سنة ، وحضر فی مشهد درس المولی عبد الواحد التستری ، وکان من مشاهیر أهل الفضل فی عصره ، کما أخذ عن غیره من فطاحل العلماء فی هذه المدینة المقدسة ، ثم انتقل بعد ذلک إلی بلاد الهند سنة 993 ه ولما یبلغ الأربعین بعد أن تأکد له أن هذه البلاد لا ترفع فیها رایة لآل محمد صلی الله علیه وآله وسلم.

وما أن وصل إلی الهند حتی قربه سلطانها (أکبر شاه) لعلمه الجم وأدبه وفضله ونسکه وورعه ، فرقی أمره وحسن حاله جاها ومالا ومنالا حتی نصبه الملک المذکور للقضاء والإفتاء ، وقد کان هذا المنصب لا یتسنمه - فی تلک البلاد - إلا من فاق أقرانه علما ، وکان الشهید السعید - علی الرغم من کثرة

ص: 407

النصب والعداء لأهل البیت علیهم السلام فی تلک البلاد - مجاهرا بالدعوة إلی التشیع بین من یطمئن إلی دینه وورعه ، حتی قیل عنه : إنه أول من نشر مذهب آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم فی بلاد الهند.

وما لبث السید الشهید علی هذه الحال حتی حسده من تلبس بلباس الفقهاء وتزیا بزی العلماء من أهل السنة ، فحاکوا الدسائس ضده قبل أن ینکشف تشیعه ، ثم سعوا إلی السلطان بإباحة دمه الشریف بعد أن سمعوا منه عبارة : (علیه الصلاة والسلام) بحق أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، لزعمهم الفاسد أنها مختصة بالنبی صلی الله علیه وآله وسلم ، إلا أن السلطان انصرف عن قتله ، لأن أحد کبار العلماء المنصفین قد کتب إلی السلطان ما معناه : إن علیا علیه السلام هو من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ولکن الجهال حسدوا هذا السید ولم یعرفوا حق أمیر المؤمنین علیه السلام.

ثم استغل هؤلاء الناصب وفاة السلطان أکبر شاه ، واغتنموا مجیئ ابنه جهانکیر شاه التیموری خلفا علی البلاد - وکان ضعیف الرأی سریع التأثر - فدس هؤلاء الأوغاد رجلا خسیسا منهم للتجسس عن الشهید السعید - کما هو فعل أسیادهم من قبل فی مطاردة شیعة علی علیه السلام وقتلهم - وقد لازم ذلک الرجل السید القاضی الشهید بصفة طالب علم ، وهکذا عرف الخبیث - من طول الملازمة - أن قاضی الهند هو من أکبر دعاة الحق ، واطلع علی مؤلفات القاضی لا سیما کتابه الخالد (إحقاق الحق) الذی لم یبق فیه الشهید حجة لناصبی عنید ، فاستکتب الرجل الشقی نسخة منه وأتی بها إلی السلطان ، وکانت هناک شرذمة من الأراذل الذین سخروه لهذه المهمة الخسیسة قد أشعلوا نار غضب السلطان علی السید الجلیل سلیل أهل البیت علیهم السلام ، فأمر الجلاد بقتله بصورة بشعة ، إذ جردت ثیابه وضرب بالسیاط الشائکة حتی انتثر لحم بدنه الشریف الطاهر ، وذلک فی سنة 1019 ه علی

ص: 408

أشهر الأقوال ، وهکذا قضی نحبه شهیدا وحیدا فریدا تحیط به الأوغاد ومحرفو الکلم عن مواضعه من کل مکان - ودفن جثمانه الطاهر فی بلدة أکبر آباد بالهند ، ومرقده الشریف معروف یزار للتبرک به.

( ولا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون )

کان الشهید السعید من أعاظم علمائنا فی عصره ، إماما متکلما ، وأدیبا بارعا ، بحرا فی الفقه والحدیث والعربیة ، أثنی علیه جمیع من ترجم له غایة الثناء ، ولعل خیر ما یدل علی علمه کثرة مؤلفاته ومصنفاته.

فقد أحصی له السید المرعشی النجفی - قدس سره - مائة وأربعین ما بین کتاب ورسالة ، وذلک فی مقدمة تحقیقه لکتاب (إحقاق الحق).

ولو لم یکن من بین تلک المائة والأربعین إلا (إحقاق الحق) - الذی لم یصنف مثله فی بابه - لکفی به شاهدا علی غرارة علمه وتضلعه فی علوم الشریعة أجمع (1).

====

ریاض العلماء - المیرزا عبد الله الأفندی - 5 / 2. تعلیقة أمل الآمل - له أیضا - : 328 رقم 1037 ، ریحانة الأدب فی تراجم المعروفین بالکنیة واللقب - التبریزی - 2 / 436 رقم 805 (ترجمة بعنوان : صاحب مجالس المؤمنین) ، الفوائد الرضویة - الشیخ عباس القمی - : 696 ، شهداء الفضیلة - الأمینی - : 171 ، روضات الجنات - الخوانساری - 8 / 159 رقم 727 ، نفحات الروضات - الشیخ محمد باقر النجفی الإصبهانی ، المعروف بألفت - : 320 رقم 729 ، أعلام الشیعة - البحاثة الشیخ آقا بزرک - 2 / 622 ، أعیان الشیعة - السید محسن الأمین العاملی - 10 / 228 ، ومعجم رجال الحدیث - السید الخوئی - 19 / 184.

وللشهید السعید ترجمتان ضافیتان : الأولی بقلم آیة الله العظمی السید المرعشی النجفی کتبها فی مقدمة تحقیق إحقاق الحق 1 /3. 161 ، والثانیة هی رسالة خاصة فی ترجمة الشهید اسمها : (فیض الإله فی ترجمة القاضی نور الله) بقلم السید جلال الدین الحسینی ، مطبوعة فی مقدمة کتاب (الصوارم المهرقة) للقاضی الشهید ، ورقمت بالحروف وانتهت بالرقم (فکج) المساوی للعدد 123.

ص: 409


1- (1) لخصنا هذه الترجمة من المصادر التالیة :

عملی فی تحقیق هذه الرسالة :

تفضلت مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث مشکورة بإعطائی نسخة خطیة لرسالة (السحاب المطیر) ستأتی مواصفاتها تفصیلا ، وقد حاولت العثور علی نسخة أخری متممة لها فلم أفلح ، إذ إن فهارس المخطوطات المتیسرة لم تشر إلی وجود أیة نسخة أخری لهذه الرسالة غیر التی بحوزتی الآن ، إلا ما ذکر فی الفهرس الشامل للتراث العربی الإسلامی المخطوط - مخطوطات التفسیر - 37 / 255 رقم 2399 و 9 / 65 رقم 2399 من وجود نسخة لهذه الرسالة فی مکتبة الجمعیة الآسیویة / کلکتا ، برقم 102 / 484 6 ، سنة 1068 ه ، مع عبارة : (وهو دون عزو فی المخطوط ، ونسبته للتستری من کشف الحجب 1 / 38) وقد تعذر علی حصول صورة لهذه النسخة أیضا.

وأخیرا - ولما لم أجد نسخة مساعدة خطیة أو حجریة - التجأت إلی موسوعة (إحقاق الحق) علی أمل أن تکون هذه الرسالة قد ألفت قبل (الاحقاق) ومعه یمکن احتمال نقل الشهید - قدس سره الشریف - لها أو بعضها فی واحد من مجلدات (الاحقاق).

وقد تحقق أملی وصدق احتمالی - والحمد لله تعالی - إذ وجدت الشهید - قدس سره - قد نقل الکثیر من هذه الرسالة إلی (إحقاق الحق) نقلا حرفیا فی بحثه عن آیة التطهیر ، وذلک فی آخر المجلد الثانی مع إحالته فی آخر البحث إلی هذه الرسالة ، ولهذا جعلت ما فی (الاحقاق) نسخة مساعدة ، ومن هنا کان عملی ملخصا بالأمور الآتیة :

1 - إجراء المقابلة الدقیقة بین النسخة الخطیة التی بحوزتی وبین بحث آیة التطهیر فی (إحقاق الحق) وتثبیت سائر الاختلافات بینهما ، مع الإشارة لها فی الهامش ، فإن کان فی النسخة الخطیة عبرت عنه ب (الأصل) ، وإن کان فی

ص: 410

النسخة المساعدة - وهی الاحقاق - أشرت له باسمه الصریح مع تعیین الجزء والصحیفة.

2 - ضبط النص بالشکل.

3 - توزیع مطالب الرسالة وفصلها عن بعض.

4 - الإشارة فی الهامش إلی جمیع المقاطع المقتبسة من الرسالة إلی (إحقاق الحق) مع تعیین بدایة الاقتباس ونهایته.

5 - حصر کل لفظ أضفته أو عدلته أو بدلته بلفظ آخر بین عضادتین مع الإشارة فی الهامش إلی ما کان علیه اللفظ فی الأصل.

6 - تخریج الآیات الکریمة ، والأحادیث الشریفة ، وأقوال العلماء.

7 - توضیح بعض العبارات التی رأیتها بحاجة إلی توضیح.

8 - التوسع فی التعلیق علی بعض المطالب المضغوطة العبارة فی هذه الرسالة.

9 - وضع ترجمة مختصرة فی الهامش للأعلام الذین ورد ذکرهم فی الأصل.

10 - الاکتفاء بالإشارة إلی مصادر ومراجع التحقیق فی الهامش مع عدم ذکر المعلومات الکاملة عن کل مصدر ومرجع ، ولم أفردها بقائمة مستقلة لعدم الحاجة إلیها ، حیث کانت الإشارة فی أغلب الأحیان إلی الأبواب ، وأرقام الأحادیث ، أو تحدید اسم البحث فی الکتاب مما لا یؤثر علی القارئ الکریم عند رجوعه إلی طبعات لها غیر معتمدة فی التحقیق.

وصف نسخة الأصل :

هی نسخة مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، مصورة من مکتبة آیة الله العظمی السید المرعشی النجفی - قدس سره الشریف - ضمن مجموعة خطیة برقم 4222 ، وقد بلغت لوحاتها اثنتی عشرة لوحة ، وبدأ

ص: 411

ناسخها بالکتابة من وسط اللوحة الأولی وأتمها فی وسط اللوحة الأخیرة أیضا ، وفیها أکثر من ثلاثین غلطا نحویا ولغویا لا سیما فیما یتعلق بالضمائر.

وکتبت بخط النسخ ، وخطها ممتاز وواضح جدا ، وحالتها جیدة إذ لم یقرط منها شئ أو یتلف أو یتآکل کما یبدو من صورتها ، ویوجد فی کل لوحة من لوحاتها - ما عدا الأولی والأخیرة - تسعة عشر سطرا ، وفی کل سطر - تقریبا - إحدی عشرة کلمة ، وکلماتها غیر مشکوکة ، وحروفها منقطة ، ومساحة اللوحة الواحدة = 16 × 5 / 24 سم ، ومساحة الکتابة علی اللوحة الواحدة = 10 × 18 سم ، وطول السطر الواحد = 10 سم ، أما مساحة حافاتها الجانبیة فلا علم لی بها ، إذ کان الاعتماد علی النسخة المصورة ، ولکن یمکن تقدیرها بأربعة سنتمترات کما یبدو من بعض العبارات والکلمات المکتوبة فی حافاتها والمعلمة بالصحة فی ستة مواضع فقط.

وهذه النسخة خالیة من الحواشی والتعلیقات ، ولم ترقم لوحاتها أیضا ، وعلی اللوحة الأولی والأخیرة ختم کتب فوقه - مماسا له - : (شهاب الدین الحسینی المرعشی النجفی) أما عبارة الختم نفسه فغیر واضحة ، وقد کتب فی أعلی اللوحتین الأولی والأخیرة عبارة : (کتابخانه عمومی آیت الله العظمی مرعشی نجفی - قم).

وقد ابتدأت الرسالة بالبسملة ، ثم : (الحمد لله الذی جعل قلوبنا بمطالعة آیاته بصیرا ...) وانتهت ب : (انتهی کلامه وبه انتهی توضیح ما أوردناه والحمد لله رب العالمین. تم تم).

وهذه النسخة هی بخط أحمد بن محمد بن عبد الله ، کتبها سنة 1092 ه کما فی فهرس مخطوطات آیة الله العظمی السید المرعشی النجفی 11 / 225 - 226 ، ولکن فی الذریعة 12 / 150 رقم 1005 قال عن هذه النسخة بالذات أنها بخط أحمد بن الحسین فی ذی الحجة سنة 1092 ه ، عند الشیخ محمد السماوی - رحمه الله - وقد أشار إلی ما فی أولها ، ومن اتحاد تاریخ النسخ

ص: 412

یتضح أن الناسخ واحد لا سیما وأن اسمه فی کلا المصدرین (أحمد) ، فتحصل أن الخطأ فی تحدید اسم الأب واقع فی أحدهما ، کما أن فی نسختنا المصورة لم یثبت الاسم المذکور ، بل کتبت علی وسط الحافة الیمنی من اللوحة الأولی عبارة : (بلغت مقابلة ، وکتب الأقل الجانی نعمت الله الحسینی الجزائری عفی عنه سنة اثنتین وتسعین بعد الألف ...).

کما کتب علی الحافة الیسری من اللوحة الأخیرة : (بلغ مقابلة فصح بعون الله تعالی ... نعمت الله الحسینی الجزائری عفی عنه سنة اثنتین وتسعین بعد الألف).

هذا وقد أشیر فی فهرس مخطوطات مکتبة السید المرعشی بعد ذکر اسم الناسخ - کما تقدم - إلی مقابلتها من قبل السید نعمت الله الحسینی الجزائری.

والحمد لله رب العالمین والصلاة علی محمد وآله الطاهرین.

هدی جاسم محمد أبو طیرة

ماجستیر آداب فی الشریعة والعلوم الإسلامیة

قم المقدسة - 28 رجب 1415 ه.

ص: 413

صورة

ص: 414

صورة

ص: 415

[السحاب المطیر فی تفسیر آیة التطهیر]

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذی جعل قلوبنا بمطالعة آیاته [بصیرة] (1) ، والصلاة علی سیدنا محمد وآله الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا ، وعلی خلص أصحابه الذین حفظوا وصیة الله ورسوله فی أهل البیت ولم یغیروا تغییرا.

فقد قال الله تعالی فی سورة الأحزاب : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم

ص: 416


1- 1. فی الأصل : (بصیرا) ونقل فی الذریعة 2 / 150 رقم 1005 أول هذه الرسالة من نسخة الشیخ محمد السماوی هکذا : ( الحمد لله الذی جعل قلوبنا بالمطالعة لآیاته بصیرا) ، وما بین العضادتین هو الصحیح ، قال تعالی : ( فبما نقضهم میثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسیة ) المائدة 5 : 13 ، وقال تعالی : ( الذین لا یؤمنون بالآخرة قلوبهم منکرة ) النحل 16 : 22 ، وقال تعالی : ( وقلوبهم واجفة ) المؤمنون 23 : 60 ، والقلوب جمع تکسیر من جموع الکثرة ، علی وزن فعول ، ولم یرد وصفها مذکرا فی القرآن الکریم ، ولو کان وصف فعول علی وزن فعل بالضم لجاز فیه التذکیر والتأنیث کما فی قراءة ( وقالوا قلوبنا غلف ) البقرة 2 : 88 بضم اللام من (غلف). ووزن (بصیرا) لیس کذلک.

الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا ) (1).

قال سید المحدثین جمال الملة والدین عطاء الله الحسینی الأصیلی الشیرازی (2) - قدس سره - فی کتابه الموسوم ب (تحفة الأحباء) : إن لعلماء التفسیر - رحمهم الله - فی بیان المراد من أهل البیت ثلاثة أقوال (3) :

أحدهما : أن المراد من حرم الله علیهم الصدقة والزکاة من أقارب النبی صلی الله علیه وآله ، کآل علی ، وآل عقیل ، وآل جعفر. وأن المراد من التطهیر : التطهیر من أوساخ الناس التی هی الصدقة والزکاة (4).

====

(5) نسب هذا القول إلی زید بن أرقم الصحابی المعروف (ت 68 ه) کما فی صحیح مسلم

ص: 417


1- 1. سورة الأحزاب 33 : 33.
2- 2. هو العلامة السید الأمیر عطاء الله جمال الدین بن المیر فضل الله الحسینی الدشتکی الشیرازی النیسابوری ، المحدث الفقیه المتکلم الخطیب ، قال بعضهم بتسننه ، ولعل الصحیح ما حکاه فی الریاض سماعا من الفاضل الهندی أنه کان شیعیا وعنده کتبه ، وهی علی طریقة الشیعة إلا أنه کان یتقی فی هراة ، ویؤیده ما عرف من کتبه ، ککتاب (روضة الأحباب فی سیرة النبی والآل والأصحاب) و (تحفة الأحباء) و (الأربعین حدیثا فی فضائل أمیر المؤمنین علی علیه السلام) وکتاب فی أحوال أولاد أمیر المؤمنین علی علیه السلام. توفی سنة 917 ه ، وقیل سنة 926 ه ، وقیل غیر ذلک.
3- ریاض العلماء 3 / 3. أمل الآمل : 170 ، حبیب السیر 4 / 358 ، مجالس المؤمنین 1 / 527 ، هدیة العارفین 1 / 664 ، روضات الجنات 5 / 189 رقم 481 ، الذریعة 11 / 285 رقم 1734 ، معجم رجال الحدیث 11 / 146 ، ریحانة الأدب 2 / 426.
4- 4. الظاهر من کتب التفسیر أن للمفسرین أقوالا کثیرة فی المقام ، ولکنها - فی مؤداها النهائی - تنتهی إلی الأقوال الثلاثة التی سیذکرها المصنف قدس سره الشریف ، وقد أحصاها السید جعفر مرتضی العاملی فی بحثه (أهل البیت فی القرآن الکریم) ص 12 ، المنشور فی مجلة رسالة الثقلین ، العددان 1 - 2 ، لسنة 1413 ه ، فکانت سبعة أقوال ، ویری الشیخ جعفر السبحانی فی مفاهیم القرآن 5 / 280 أن العمدة فی المقام قولان لا أکثر - وهما : الثانی والثالث فی هذه الرسالة - أما الأقوال الخمسة الأخری فهی شاذة لا یعبأ بها ، إذ اختلقها أصحابها لحل الإشکالات الواردة علی القول الثانی وهو أن المراد من أهل البیت : نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

وثانیها : أن المراد من أهل البیت : الأزواج المقدسة ، لأن سیاق الآیة فی بیان حالهن (1).

وثالثها : أن المراد من أهل البیت : محمد رسول الله ، وعلی بن أبی طالب ، وفاطمة الزهراء ، (والسبطان) (2) علیهم الصلاة والسلام (3).

====

4. فی الأصل : (والسبطین) والصحیح ما أثبتناه بین العضادتین.

5. نسب هذا القول - فی کتب أهل السنة - إلی الکثیر من الصحابة والتابعین کأنس بن مالک (ت 93 ه) ، وثوبان مولی النبی صلی الله علیه وآله وسلم (ت 54 ه) ، وأبی الحمراء مولی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وحکیم بن سعد ، وزینب بنت أم سلمة (ت 73 ه) وسعد ابن أبی وقاص (ت 55 ه) ، وأبی سعید الخدری (ت 74 ه) ، وأم سلمة (ت 62 ه) ، وشهر ابن حوشب (ت 111 ه) ، وعائشة (ت 57 ه) ، وعبد الله بن جعفر (ت 80 ه) ، وعبد الله بن عباس (ت 68 ه) ، وعبد الله بن معین مولی أم سلمة ، وعطاء بن أبی رباح (ت 114 ه) ، وعطاء ابن یسار (ت 103 ه أو 104 ه) ، وعطیة العوفی (ت 111 ه) ، وعمر بن أبی سلمة (ت 83 ه) ، وعمرة بنت أفعی ، وقتادة (ت 118 ه) والکلبی - دحیة بن خلیفة الصحابی - (ت 45 ه) ، ومجاهد بن جبر المکی (ت 103 ه) ، ومحمد بن سوقة (بقی إلی زمان معاویة) ، وأبی المعدل الطفاوی ، ومعقل بن یسار (ت نحو 65 ه) ، وواثلة بن الأسقع (ت 83 ه).

کما نسب هذا القول - فی کتب السنة أیضا - إلی آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم ، کأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام (ت 40 ه) ، وولده السبط الحسن المجتبی علیه السلام (ت 50 ه) ، وحفیده زین العابدین علیه السلام (ت 95 ه).

أنظر : جامع البیان 22 / 5 - 7 ، والجامع لأحکام القرآن 14 / 182 ، وتفسیر ابن کثیر 3 / 492 ، والبحر المحیط 7 / 228 ، والدر اللقیط - مطبوع بهامش البحر المحیط - والدر

ص: 418


1- 4 / 1874 رقم1. کتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الإمام علی علیه السلام ، وأغلب کتب التفسیر السنیة فی تفسیر آیة التطهیر.
2- أنظر : الجامع لأحکام القرآن 4 / 2. وفتح القدیر 4 / 280 ، والدر المنثور 6 / 604 وغیرها.
3- 3. نسب هذا القول إلی عکرمة البربری (ت 105 ه) مولی ابن عباس (ت 68 ه) کما فی جامع البیان عن تأویل آی القرآن 22 / 7 ، والتبیان 8 / 308 ، وتفسیر ابن کثیر 2 / 483 ، وإلی عروة ابن الزبیر (ت 93 ه) ، ومقاتل بن سلیمان (ت 150 ه) ، وإلی ابن عباس بروایة عکرمة وسعید ابن جبیر (ت 94 ه) ، عنه ، کما فی تفسیر البحر المحیط 7 / 231 ، والدر المنثور 6 / 603 ..

وظاهر الآیة یدل علی صحة هذا القول ، لأن تذکیر ( عنکم ) ، و ( یطهرکم ) یقتضی أن یکون المخاطب الرجال دون النساء ، وعلی تقدیر إرادة الأزواج کان حق العبارة أن یقول : (ویطهرکن) بتأنیث الضمیر (1).

والقول بأن الآیة الکریمة قد نزلت فی شأن الخمسة المذکورین الذین هم آل العباء علیهم السلام قد وصل عند الإمامیة وسائر الشیعة إلی حد التواتر (2).

====

ولعل فی کتاب : (آیة التطهیر فی أحادیث الفریقین) للسید الأبطحی ما یغطی سائر تلک المصادر.

4. قال أبو حیان الأندلسی فی تفسیر البحر المحیط 7 / 231 - فی رده علی من ذهب إلی اختصاص الآیة بالأزواج - : (لیس بجید ، إذ لو کان کما قالوا لکان الترتیب : (عنکن ، ویطهرکن) وإن کان هذا القول مرویا عن ابن عباس فلعله لا یصح عنه ، ثم قال : وقال أبو سعید الخدری : هو خاص برسول الله وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) ، وروی نحوه عن أنس وعائشة وأم سلمة). ومثله فی تفسیر ابن جزی الکلبی 2 / 4. وقد أشیر لهذا الوجه أیضا فی تفسیر البیان 8 / 340.

5. فقد روی مفسرو ومحدثو الشیعة هذا القول عن أمیر المؤمنین علی (ت 40 ه) وولده الإمام الحسن السبط (ت 50 ه) وعن الأئمة : علی بن الحسین زین العابدین (ت 95 ه) ، ومحمد بن علی الباقر (ت 114 ه) ، وجعفر بن محمد الصادق (ت 148 ه) ، وعلی بن موسی الرضا (ت 203 ه) علیهم الصلاة والسلام.

کما رووه عن أبی الأسود الدؤلی (ت 69 ه) ، وأنس بن مالک (ت 93 ه) ، وجابر بن عبد الله الأنصاری (ت 73 ه) ، وأبی الحمراء مولی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وأبی ذر الغفاری (ت 32 ه) ، وسعد بن أبی وقاص (ت 55 ه) ، وأبی سعید الخدری (ت 74 ه) ، وأم سلمة (ت 62 ه) ، وشهر بن حوشب (ت 111 ه) ، وعائشة (ت 57 ه) ، وعبد الله بن عباس (ت 68 ه) ، وعطاء بن یسار (ت 103 ه) ، وعطیة العوفی (ت 111 ه) وعلی بن زید (ت 129 ه) ، وعمر بن میمون الأودی ، وواثلة بن الأسقع (ت 83 ه) ، وغیرهم فیما یقرب

ص: 419


1- المنثور 3 /1. 604 ، وفتح القدیر 4 / 279 (وذکر فیه : إن هذا القول هو قول الجمهور) ، وفی ینابیع المودة : 294 إنه قول أکثر المفسرین.
2- هذا ، وفی تخریجات السید محمد رضا الجلالی للأحادیث المفسرة لآیة التطهیر فی (تفسیر الحبری) - بتحقیقه - ص2. 517 ما یدل علی کثرة المصادر السنیة المؤیدة لصحة القول الثالث.

وقد ذهب إلیه من غیر فرق الشیعة جمع کثیر أیضا ، وروی أهل الحدیث فی کتبهم أحادیث متعددة صحیحة ، دالة علی أن المراد هو الخمسة المذکورون علیهم السلام (1).

ثم (2) ذکر السید السند قدس سره - من جملة ذلک - [خمسة] (3) أحادیث ، اثنان [منها - وهما] (4) المسندان إلی أم سلمة رضی الله عنها -

====

5. فی الأصل : (خمس) وما بین العضادتین هو الصحیح الموافق لما فی إحقاق الحق 2 / 567.

6. فی الأصل : (منهما وبهما) وما بین العضادتین هو الصحیح الموافق لما فی إحقاق الحق 2 / 567.

ص: 420


1- من أربعین طریقا.
2- أنظر : تفسیر فرات الکوفی : 2. تفسیر الحبری : 297 - 311 ، تفسیر التبیان 8 / 339 ، تفسیر مجمع البیان 8 / 462 - 463 ، تفسیر المیزان 16 / 311 ، وأصول الکافی 1 / 187 ح 1 کتاب الحجة ، باب ما نص الله عزوجل ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم علی الأئمة علیهم السلام واحدا فواحدا ، وإکمال الدین 1 / 278 ح 25 باب 24 ، وسعد السعود : 106 ، والعمدة 19 ، ونهج الحق 1 / 88 ، والصراط المستقیم 1 / 187 ، وغایة المرام : 259.
3- 3. کما فی مسند أحمد 6 / 92 ، وسنن الترمذی 5 / 351 رقم 3205 - کتاب التفسیر ، و 5 / 663 رقم 3787 - کتاب المناقب ، باب مناقب أهل البیت ، و 5 / 699 رقم 3871 - کتاب المناقب ، باب فضل فاطمة علیها السلام ، وصحیح مسلم 4 / 1874 رقم 37 - کتاب الصحابة ، باب فضل الإمام علی علیه السلام ، والمعجم الکبیر للطبرانی 3 / 46 رقم 2662 و 3 / 47 رقم 2666 و 3 / 49 رقم 2668 و 23 / 281 رقم 612 و 23 / 333 رقم 768 و 23 / 334 رقم 773 و 23 / 336 رقم 779 و 23 / 396 رقم 947 وکثیر غیرها ، ومشکل الآثار 1 / 333 ، ومستدرک الحاکم 2 / 416 وصححه علی شرط البخاری ، وسکت عنه الذهبی فی تلخیص المستدرک ، ومصابیح السنة 2 / 277 ، وجامع الأصول 10 / 100 ، ومجمع الزوائد 9 / 167 ، وکنز العمال 13 / 163 رقم 36496 ، وترجمة الإمام الحسین علیه السلام فی تاریخ دمشق - بتحقیق المحمودی - 61 - 77 ح 83 - 111 ، وتاریخ بغداد 10 / 278 رقم 5396 - فی ترجمة عبد الرحمن بن علی المروزی ، وسائر کتب المناقب المؤلفة من قبل أهل السنة والتی یطول المقام بتفصیلها.
4- 4. من هنا نقل إلی إحقاق الحق 2 / 567.

[نصان صریحان] (1) فی الباب الأول.

أحدهما - وهو الذی نقله من جامع الترمذی (2) ، وذکر أن الحاکم (3) حکم بصحته - : قد اشتمل علی أنه لما قال النبی صلی الله علیه وآله فی شأن أهل البیت ما قال ، قالت أم سلمة رضی الله عنها : یا رسول الله! ألست من أهل بیتک؟ قال : (إنک علی خیر ، أو : إلی خیر) (4).

====

میزان الاعتدال 3 / 608 رقم 5. تاریخ بغداد 5 / 473 رقم 3024 ، لسان المیزان 5 / 232 رقم 813.

6. سنن الترمذی 5 / 699 ح 3871 ، وفیه : (قالت أم سلمة : وأن معهم یا رسول الله؟ قال : إنک إلی خیر ، وأخرجه فی کتاب التفسیر 5 / 351 ح 3205 بلفظ آخر ، وفیه : (وأنا معهم یا نبی الله؟ قال : أنت علی مکانک ، وأنت إلی خیر) ، وأعاد روایته بهذا اللفظ فی کتاب المناقب 5 / 663 ح 3787 ، وأخرجه الحاکم فی المستدرک 2 / 416 بلفظ آخر.

وخلاصة الحدیث : أن النبی الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم بعد أن جلل علیا وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام بکساء له صلی الله علیه وآله وسلم قال : (اللهم هؤلاء أهل بیتی وخاصتی ، أذهب عنهم الرجس وطهرکم تطهیرا) ثم قالت أم سلمة - بعد ذلک - ما قالت ، فکان الجواب المقدس صریحا بإبعادهم عنهم علیهم السلام.

وبالجملة : فإن صیغة الجواب المقدس التی ذکرها المصنف - قدس سره الشریف - لم أجدها - باللفظ المذکور - فی سائر ما وقفت علیه من کتب التفسیر والحدیث والمناقب ،

ص: 421


1- 1. فی الأصل : (نص صریح) وما بین العضادتین من إحقاق الحق 2 / 567 ، وهو الأصح.
2- 2. هو : أبو عیسی محمد بن عیسی بن سورة الترمذی ، صاحب (الجامع الصحیح) المعروف بسنن الترمذی ، من مشاهیر المحدثین والحفاظ ، له من الکتب : الشمائل ، والعلل ، والتاریخ ، والزهد ، والأسماء والکنی ، والسنن. وثقه الذهبی وابن حجر وغیرهما ، توفی سنة 279 ه.
3- میزان الاعتدال 3 / 678 رقم 3. تهذیب التهذیب 9 / 344 رقم 638 ، تهذیب الکمال 26 / 250 رقم 5531.
4- 4. هو : الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله ، المعروف بالحاکم النیسابوری ، ولد بنیسابور سنة 321 ه ، وولی القضاء علیها سنة 359 ه فی أیام الدولة السامانیة ، کان ثقة جلیلا حافظا من أهل الفضل والعلم والمعرفة ، له مؤلفات کثیرة أشهرها : المستدرک علی الصحیحین ، توفی سنة 405 ه.

والحدیث الثانی - وهو الذی نقله عن کتاب (المصابیح) فی بیان شأن النزول ، لأبی العباس أحمد بن الحسن ، المفسر الضریر الأسفرایینی (1) - قد

====

2. قالت أم سلمة : (ألست من أهلک یا رسول؟ قال : إنک إلی خیر).

3. قالت أم سلمة : (یا رسول الله! وأنا من أهلک؟ قال : وأنت إلی خیر 9.

4. قالت أم سلمة : یا رسول الله! وأنا؟ قال : أنت إلی خیر).

5. قالت أم سلمة : (یا رسول الله! أنا منهم؟ قال : إنک إلی خیر).

6. قالت أم سلمة : (یا رسول الله! أو لست من أهل بیتک؟ قال : وأنت فی خیر وإلی خیر).

7. قالت أم سلمة : (فرفعت الکساء ، لأدخل معهم ، فجذبه من یدی وقال : إنک إلی خیر).

8. قالت أم سلمة : (یا رسول الله! ألست من أهل البیت؟ قال : إنک علی خیر وإلی خیر).

9. قالت أم سلمة : (فقلت : فأنا یا رسول الله؟ فقال : إنک علی خیر إن شاء الله).

10. قالت أم سلمة : (یا رسول الله! ألست من أهل البیت؟ قال : (إنک علی خیر ، إنک من أزواج النبی).

11. قالت أم سلمة :(إجعلنی معهم؟ قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم : أنت مکانک وأنت علی خیر).

12. قالت أم سلمة : (فقلت : أین أنا یا رسول الله؟ قالت : أنت فی خیر وإلی خیر).

13. قالت أم سلمة : (وأنا یا نبی الله؟ فقال : إنک بخیر وإلی خیر).

14. قالت أم سلمة :(ما أنا من أهل البیت؟ قال : إنک أهلی خیر ، وهؤلاء أهل بیتی ، اللهم أهلی أحق).

أنظر : المصادر المتقدمة فی الهامشین 8 و 11 للوقوف علی هذه الأقوال.

16. أبو العباس هذا من طبقة ثقة الإسلام محمد بن یعقوب الکلینی ، المتوفی سنة 329 ه ، ذکره ابن داود فی قسم الثقات ، وقال باتحاده مع أحمد بن أصفهبذ أبی العباس الضریر المفسر الذی نسب له کتاب (تعبیر الرؤیا) وهو لیس له ، ولکن ظاهر فهرست الشیخ التعدد ، وقد حسنه الزنجانی ونقل عن الحاوی تضعیفه. من کتبه کتاب المصابیح فی ذکر ما نزل من القرآن فی أهل البیت علیهم السلام.

رجال النجاشی : 93 رقم 17. رجال الطوسی : 454 رقم 96 باب من لم یرو عنهم علیهم السلام ، فهرست الطوسی : 27 رقم 74 ، معالم العلماء : 15 رقم 75 ، رجال ابن داود : 25 رقم 63 ، معجم رجال الحدیث 2 / 70 ، الجامع فی الرجال 1 / 100.

ص: 422


1- وما وجدته هو :

تضمن أنه علیه السلام لما أدخل علیا ، وفاطمة ، وسبطیه فی العباءة ، قال : (اللهم هؤلاء أهل بیتی وأطهار عترتی وأطیاب (1)أرومتی ، من لحمی ودمی ، إلیک لا إلی النار ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا) ، وکرر هذا الدعاء ثلاثا ، قالت أم سلمة رضی الله عنها : قلت : یا رسول الله! وأنا معهم؟ قال : (إنک إلی خیر ، وأنت من خیر أزواجی) (2)

ثم قال السید قدس سره - بعد نقل الأحادیث الخمسة - : وقد (3) تحقق من هذه الأحادیث أن الآیة إنما نزلت فی شأن الخمسة المذکورین علیهم السلام ، ولهذا یقال لهم : آل العباء ، ولله در من قال من أهل الکمال :

علی الله فی کل الأمور توکلی

وبالخمس أصحاب العباء توسلی

محمد المبعوث حقا وبنته

وسبطیه ثم المقتدی المرتضی علی (4)

انتهی ما اقتصرنا من کلامه - موافقا لتصریح غیره - أن أقوال المفسرین دائرة فی الثلاثة المذکورة ، واحتمال أن المراد : مجموع الخمسة المذکورین علیهم السلام والأزواج ، خرق لإجماعهم ، والقول به إنما حدث من فخر الدین الرازی (5) عند عدم اهتدائه إلی التقصی عن استدلال الإمامیة علی

ص: 423


1- فی إحقاق الحق 2 / 568 : (وأطایب).
2- کتاب المصابیح : 205 - طبع مصر ، نقلا عن هامش إحقاق الحق 2 / 568.
3- فی إحقاق الحق 2 / 568 : (فقد).
4- إلی هنا انتهی الاقتباس السابق من هذه الرسالة فی إحقاق الحق 2 / 568 ، والبیان لم نعثر علی قائلهما علی الرغم من اشتهارهما. والبیت الأول مأخوذ من قول الصاحب بن عباد (ت 385 ه) ، حیث ذکر العلامة الأمینی فی کتاب الغدیر 4 / 61 ، أن للصاحب بن عباد خاتمین نقش أحدهما : علی الله توکلت وبالخمس توسلت
5- هو : محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التمیمی البکری ، أبو عبد الله ، المعروف بالفخر الرازی ، من أشهر المفسرین علی المذهب الشافعی ، أصله من طبرستان ومولده فی الری ،

عصمته (1) أئمتهم بالآیة الکریمة.

ولهذا نسبه صاحب الحاصل (2) - فی هذا المقام من مباحث الإجماع - إلی التعصب ، کما سیجئ بیانه (3).

ووجه دلالة الآیة علی العصمة ، أنها دلت علی : إذهاب الرجس الذی

====

4. العصمة فی اللغة : المنع ، وعصمة الله عبده ، أی : یمنعه مما یؤبقه.

کتاب العین 1 / 5. لسان العرب 12 / 403 - عصم.

وفی الاصطلاح : هی لطف خفی یفعله الله تعالی بالمکلف بحیث لا یکون له داع إلی ترک الطاعة وارتکاب المعصیة مع قدرته علی ذلک ، أو هی کیفیة نفسانیة تبعث علی ملازمة التقوی والامتناع عن ارتکاب المعاصی مع القدرة علیها ، ولا یجوز فیها القهر علی فعل الطاعة وترک المعصیة.

تصحیح الاعتقاد : 7. النکت الاعتقادیة : 45 ، الباب الحادی عشر : 37.

8. هو القاضی تاج الدین محمد بن حسین الأرموی (ت 656 ه) أتم کتابه (الحاصل) سنة 614 ه ، وهو اختصار لکتاب (المحصول) للرازی (ت 606 ه) وقد شرح (الحاصل) النقطی (ت 736 ه) بکتابه : تحفة الواصل فی شرح الحاصل ، والأصل وشرحه خطیان له تقع نسخة منهما بأیدینا.

أنظر : مقدمة تحقیق (التحصیل من المحصول) للدکتور عبد الحمید علی : 9. ثم أن کتاب (الحاصل) اختصره البیضاوی (ت 685 ه) فی (منهاج الوصول إلی علم الأصول) وأسقط منه فی مختصره عبارة (مباحث الإجماع) التی سیشیر إلیها المصنف قدس سره الشریف.

10. سیأتی بیانه فی هذه الرسالة ص 453.

ص: 424


1- وترک مؤلفات کثیرة فی المعقول والمنقول ، أشهرها التفسیر الکبیر ، وقد مات الرازی سنة 606 ه.
2- طبقات الشافعیة 2 / 123 رقم 2. البدایة والنهایة 13 / 55 من المجلد السابع ، شذرات الذهب 5 / 21 فی سنة 606 ه ، النجوم الزاهرة 6 / 197 فی سنة 606 ه ، میزان الاعتدال 3 / 340 رقم 6686 ، طبقات المفسرین - للداوودی - 2 / 215 رقم 550 ، طبقات المفسرین - للسیوطی - : 39.
3- وقد ذکر الرازی ما ذکره المصنف - قدس سره الشریف - فقال فی التفسیر الکبیر 25 / 209 : (واختلفت الأقوال فی أهل البیت ، والأولی أن یقال : هم أولاده ، وأزواجه ، والحسن والحسین منهم ، وعلی منهم ...).

هو الذنوب التی یتدنس بها عرض المقترف بها کما یتدنس بدنه بالأرجاس.

وعلی : التطهیر بملازمة التقوی التی یصیر العرض بها نقیا کما ینقی البدن من الأرجاس بتطهره ، مع ما فیها من المؤکدات ، مثل :

(إنما) الدالة علی الحصر (1)

والأخبار عن إرادة الله تعالی إذهاب الرجس عنهم ، وتطهیرهم بأبلغ الوجوه ، ومراد الله واقع لا محالة.

ص: 425


1- صرح الرازی فی المحصول 2 / 82 بدلالة (إنما) علی الحصر ، وابن حجر الهیثمی فی الصواعق المحرقة : 223 حیث قال عن آیة التطهیر : (ابتدأت ب (إنما) المفیدة لحصر إرادته تعالی فی أمرهم علی إذهاب الرجس). واستدل العلامة الحلی - قدس سره الشریف - فی کتابه نهایة الوصول إلی علم الأصول : 38 - الطبعة الحجریة - فی البحث الثالث (فی باقی الحروف) علی کون (إنما) للحصر بوجوه ، فقال : (الخامسة : (إنما) للحصر ، خلافا للمشذوذ لوجوه : الأول : قال أبو علی الفارسی : إن النحاة أجمعوا علیه ، وصوبهم ، وقوله حجة. الثانی : قال الأعشی : [ولست بالأکثر منهم حصی] وإنما العزة للکاثر [دیوان الأعشی : 94]. وقال الفرزدق : أنا الذائد الحامی الذمار وإنما یدافع عن أحسابهم أنا أو مثلی [دیوان الفرزدق 2 / 153. وشطر البیت : أنا الضامن الراعی علیهم ، وإنما  ....]. ولا یتم مقصود الشاعر إلا بالحصر. الثالث : لفظة (إن) موضوعة للاثبات ، و (ما) للنفی حالة الإفراد ، فیبقی الوضع حالة الترکیب ، وإلا لکان الترکیب مخرجا للألفاظ عن معانیها ، وهو باطل قطعا ، ولأن الأصل البقاء علی ما کان. وإذا تقرر هذا فنقول : لا یمکن تواردهما علی معنی واحد ، وإلا لزم التناقض ، بل لا بد من حملین ، فإما أن یکون الإثبات واردا علی غیر المذکور والنفی علی المذکور ، وهو باطل الإجماع ، أو بالعکس ، وهو المراد من الحصر). ص: 425

والتأکید بذکر التطهیر (1) الذی هو التنزیه عن کل إثم وعن کل قبیح - کما ذکره صاحب مجمل اللغة (2) ، وصرح به فخر الدین الرازی فی تفسیره (3) ، وغیره فی غیره (4) - بعد إذهاب الرجس الذی لا ینفک عنه.

ثم بالمصدر. (5).

====

6. کأبی إسحاق الشیرازی فی کتابه اللمع 2 / 719 رقم 844 ، حیث نص علی استعمال الرجس لنفی العار والقبح ، والبیضاوی فی أنوار التنزیل 2 / 245 قال : (واستعارة الرجس للمعصیة والترشیح بالتطهیر ، ومثله فی روح البیان - للبرسوی - 7 / 171 ، وقال ابن عطیة فی المحرر الوجیز 2 / 83 - عن الرجس - : (وهو کل مستنکر ومستقذر).

کما إن القرآن الکریم وصف الرجس بأنه من عمل الشیطان کما فی الآیة 145 من سورة الأنعام المبارکة ، ولا شک أن عمل الشیطان - نعوذ بالله تعالی من شره - فیه کل قبیح.

8. وهو (التطهیر) مصدر (طهر) ، ومجئ المصدر بعد فعله یفید معنی التوکید کما صرح به أبو جعفر النحاس فی إعراب القرآن 3 / 315.

کما إن مجئ المصدر نکرة فی آیة التطهیر یکشف عن سعة وعدم محدودیته بإذهاب رجس دون آخر ، بل یفید إذهاب کل مصادیق الرجس علی الإطلاق.

هذا ، وقد کشف العلامة الحلی - قدس سره الشریف - عن عشرة وجوه فی آیة التطهیر فی معرض استدلاله بها علی حجیة إجماع أهل البیت علیهم السلام ، بل عصمتهم - وبعضها ما ذکره المصنف قدس سره الشریف - وهی :

ص: 426


1- 1. وهو قوله تعالی : ( ویطهرکم ) بعد قوله تعالی : ( لیذهب عنکم الرجس ) ، وتقریر إفادته التوکید هو أن معنی إذهاب الرجس هو التطهیر ، فیکون مجئ ( ویطهرکم ) بعده توکیدا معنویا له.
2- 2. مجمل اللغة 2 / 588 - طهر.
3- وصاحب المجمل هو : أحمد بن فارس بن زکریا ، أبو الحسین القزوینی الرازی ، من مشاهیر علماء اللغة والأدب ، أصله من قزوین ، وتوفی بالری سنة 395 ه ، قرأ علیه البدیع الهمدانی والصاحب بن عباد وغیرهما من أعیان البیان ، من مصنفاته : معجم مقاییس اللغة ، ومجمل اللغة ، وغیرهما.
4- معجم الأدباء 4 / 80 رقم 4. وفیات الأعیان 1 / 118 رقم 49 ، الوافی بالوفیات 7 / 278 رقم 3260 ، مرآة الجنان 2 / 442 - فی سنة تسعین وثلاثمائة.
5- 5. التفسیر الکبیر 25 / 209.

ولا معنی للعصمة إلا الحالة التی یفعلها الله سبحانه بمن اعتنی بشأنه بحیث لا یقارب الذنوب والمآثم.

وهذا جلی واضح لو صادف أذنا واعیة ، ولیس المراد بالإذهاب إزالة الرجس للوجوه (1) ، بل دفع ما یقتضی الرجس (2).

====

الثالث : الاتیان بلفظ الإذهاب الدال علی الإزالة بالکلیة.

الرابع : الإثبات بالماهیة التی یستلزم نفیها فی جمیع الجزئیات.

الخامس : الاتیان بلفظ ( لیذهب ) الدال علی تحققه فی کل حال دون الإذهاب الصادق بعد تقضی الفعل ، فالفرق بینهما کالفرق بین یفعل والفعل.

السادس : تقدیم لفظة ( عنکم ) الدالة علی شدة العنایة.

السابع : الاتیان بما یدل علیهم لا بأسمائهم تعظیما لهم.

الثامن : النداء علی وجه الاختصاص ، نحو : نحن العرب أقری الناس للضیف.

التاسع : تأکید ذلک بلفظ التطهیر الدال علی التنزیه عن کل ذنب.

العاشر : تأکید التطهیر بالمصدر.

أنظر : نهایة الوصول إلی علم الأصول (الطبعة الحجریة) :11. بحث الإجماع.

12. والدلیل علیه : إنه یلزم منه - لو کان المراد کذلک - خروج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن حکم الآیة ، لأنه صلی الله علیه وآله وسلم لم یکن فیه رجس لا قبل البعثة ولا بعدها بالاتفاق ، مع أنه صلی الله علیه وآله وسلم داخل فی حکم الآیة بالاتفاق.

کما یلزم منه أیضا خروج الحسن والحسین علیهما السلام عن حکم الآیة کما سیبینه المصنف قدس سره الشریف ، وهذا ما یأباه حدیث الکساء المتواتر.

14. وهذا یدل دلالة قاطعة علی خروج النساء عن حکم الآیة ، لارتکاب أکثرهن - إن لم یکن کلهن - الرجس قبل الإسلام ، وبعضهن بعده.

وفی هذا الصدد نقل العلامة السید جعفر مرتضی العاملی عن بعض العلماء أنه قال : (هل المراد من إذهاب الرجس عن أهل البیت هو دفع الرجس أو رفعه؟

فإن کان الأول ، فالزوجات خارجات عن حکم الآیة ، فإن أکثرهن - إن لم یکن کلهن - کن فی الرجس قبل الإسلام.

وإن کان الثانی ، فلا محیص من القول بخروج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن

ص: 427


1- الأول : لفظ (إنما) الدال علی الحصر.
2- الثانی : لأم التأکید فی ( لیذهب ) .

والدلیل علی ذلک : أن الحسن والحسین علیهما السلام کانا وقت نزول الآیة طفلین لا یتصور فیهما الرجس ، فعلم أن المراد : عدم اتصافهم بالرجس.

ثم إن للقوم - هاهنا - إیرادات :

* الأول : إن سیاق الآیة یأبی عن حملها علی آل العباء ، لأن ما قبل الآیة وما بعدها خطاب مع الأزواج (1).

والجواب عنه (2) : بعد تسلیم صدق أهل البیت علی الأزواج ، إنه [لا یبعد] (3) فی أن یکون ذلک علی طریق الالتفات (4) إلی النبی وأهل بیته

====

5. صرح بهذا الایراد الرازی فی المحصول 2 / 81 ، وابن أمیر الحاج فی التقریر والتحبیر علی التحریر للکمال بن همام 3 / 98 ، وابن الحاجب المالکی فی منتهی الوصول والأمل فی علمی الأصول والجدل 1 / 57.

6. من هنا اقتبس المصنف - قدس سره - مرة أخری وذکر ما اقتبسه فی کتابه : إحقاق الحق 2 / 569.

7. فی الأصل : (لا بعد) وما بین العضادتین من إحقاق الحق 2 / 569 ، والأول صحیح ولکن الثانی أنسب.

8. الالتفات من محاسن البدیع فی الکلام ، ویراد به : خروج المتکلم من غرضه إلی غرض آخر ثم العودة إلی غرضه الأول ، وهذا الأسلوب شائع فی لغة العرب شعرا ونثرا ، والقرآن الکریم نزل بلغتهم.

ص: 428


1- حکم الآیة ، فإنه لم یکن فیه رجس أصلا ، لا قبل البعثة ولا بعدها باتفاق الأمة الإسلامیة ، مع أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم داخل فی حکم الآیة قطعا بالاتفاق ، فلا یمکن القول بخروج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن حکمها.
2- فثبت الأول ، وانتفی الثانی ، وخرجت الزوجات عن حکم الآیة قطعا).
3- أنظر : أهل البیت فی القرآن الکریم / السید جعفر مرتضی العاملی : 3. بحث منشور فی مجلة (رسالة الثقلین) العدد 2 ، سنة 1413 ه.
4- وخلاصة مراد المصنف أن الإذهاب هو بمعنی الدفع لا الرف�4. لأن الرفع معناه وجود الرجس فعلا ، والدفع معناه صرف کل ما یسبب الرجس عن أهل البیت علیهم السلام ، وهو اللائق برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعصمته مطلقا.

علیهم السلام (1) علی معنی : أن تأدیب الأزواج [وترغیبهن] (2) إلی الصلاح والسداد من توابع إذهاب الرجس والدنس عن أهل البیت علیهم السلام.

فحاصل نظم الآیة علی هذا ، أن الله تعالی رغب أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم إلی العفة والصلاح ، بأنه إنما أراد فی الأزل أن یجعلکم [معصومین] (3) یا أهل البیت ، واللائق أن یکون المنسوب إلی المعصوم عفیفا صالحا ، کما قال [تعالی] : ( والطیبات للطیبین ) (4).

وحاصل النظم - علی ما فهم أهل السنة وصرح به فخر الدین الرازی (5) - : أن الله تعالی إنما أراد بترغیبکن إلی العفة والصلاح نفعکن وإذهاب الرجس عنکن ، وهذه الآیة تدل علی إرادة إذهاب الرجس عنهم فی الأزل ، بل علی إرادة إذهابه عنهم بعد الترغیب والتذکیر ، فلا [تدل] (6) علی العصمة.

وفیه : إن إذهاب الرجس فعله تعالی [ومراد] (7) الله تعالی واجب الوقوع مطلقا - عند الجمهور ، وعند الإمامیة - فی أفعاله تعالی کما صرح به

ص: 429


1- 1. هناک رأی آخر فی بیان جهة الالتفات سیأتی توضیحه فی هامش رقم 52.
2- 2. فی الأصل : (وترغیبها) وما بین العضادتین من إحقاق الحق 2 / 569.
3- 3. فی الأصل ، وإحقاق الحق 2 / 569 : (معصوما) وما بین العضادتین هو الأنسب ظاهرا.
4- 4. سورة النور 24 : 26 ، وإلی هنا انتهی ما اقتبسه المصنف قدس سره الشریف من هذه الرسالة فی إحقاق الحق 2 / 570.
5- 5. التفسیر الکبیر 25 / 209.
6- 6. فی الأصل : (یدل) وما بین العضادتین هو الصحیح.
7- 7. فی الأصل : (وإرادة) وما أثبتناه بین العضادتین هو الأنسب الموافق لما فی مصدر العبارة الآتی.

العلامة الحلی (1) فی کتاب (النهایة) (2).

وقد صدر عن بعض الأزواج - بعد الترغیب أیضا - ما هو رجس وإثم وفاقا (3).

فلو کان المقصود من الآیة إرادة إذهاب الرجس عنهن - بعد الترغیب - لما صدر عنهن - بعده - ما ینافی ذلک (4) ، فلا نظام لبیان النظم علی الوجه المذکور.

====

5. ولعل اعتقاد صحة دعوی إرادة إذهاب الرجس عن النساء - بعد ثبوت کون الإرادة فی الآیة إرادة تکوینیة - مع صدور ما ینافی ذلک عن بعضهن اتفاقا یؤدی إلی مضاعفات عقائدیة خطیرة جدا ، لأن لازم الاعتقاد بها یعنی الاعتقاد بتخلف المراد عن إرادته تعالی ، بمعنی أن إرادة الأزواج لارتکاب الرجس - بأی معنی فسر - أقوی من إرادة الخالق علی إذهابه عنهن ، وهو محال.

ص: 430


1- 1. هو : الحسن بن یوسف بن علی بن مطهر ، أبو منصور ، ولد فی الحلة السیفیة فی العراق سنة 648 ه ، وحاله فی الفضل والعلم والجلالة أکبر من أن یسطره قلم أو یستوفیه رقم ، له من المصنفات ما طبق بشهرته الآفاق ، قالوا : إنها بلغت ألف مصنف ، توفی - رضی الله عنه - سنة 726 ه عن ثمانیة وسبعین عاما ، ودفن جثمانه الطاهر فی النجف الأشرف بجوار مرقد أمیر المؤمنین وسید الوصیین الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام ، علی یمین الداخل إلی المرقد الشریف من جهة الباب الکبیر.
2- الوافی بالوفیات 13 / 2. لسان المیزان 2 / 317 ، النجوم الزاهرة 9 / 267 ، الأعلام 2 / 227 ، وسائر کتب الرجال الشیعیة المتأخرة عن عصر العلامة قدس سره الشریف.
3- 3. نهایة الوصول إلی علم الأصول (الطبعة الحجریة) : 184 - فی بحث الإجماع ، قال - فی جواب من اعترض علی حمل الآیة علی الزوجات بدعوی أن ما قبلها وما بعدها خطاب معهن - ما لفظه : (والجواب من وجوه - ثم ذکر أربعة وجوه وقال : - الخامس : مراد الله تعالی واجب الوقوع مطلقا عندهم وعندنا فی أفعاله فیکون مرفوع الرجس عنهم محالا ، وهو إنما یثبت فی حق المعصومین لا الزوجات لوقوع الذنب منهن).
4- 4. أنظر : النص والاجتهاد - للسید عبد الحسین شرف الدین الموسوی - 412 - 423 حیث أحصی فیه ما (صدر عن بعض الأزواج - بعد الترغیب أیضا - ما هو رجس وإثم وفاقا).

وأیضا ، أن ما قبل الآیة [مختص] (1) بالمذکورین ، لأن الخطاب بلفظ الذکور (2).

وما قیل من أن التذکیر لا ینفی إرادتهن ، بل حصر [ها] (3) فیهن - کما

====

انتهی ما ذکرناه من البحث المذکور ملخصا.

وفی هذا الصدد قال الشیخ محمد حسن المظفر - رحمه الله - فی دلائل الصدق 2 / 72 :

(وإنما جعل سبحانه هذه الآیة فی أثناء ذکر الأزواج وخطابهن للتنبیه علی أنه سبحانه أمرهن ونهاهن وأدبهن إکراما لأهل البیت وتنزیها لهم عن أن تنالهم بسببهن وصمة ، وصونا لهم عن أن یلحقهم من أجلهن عیب ، ورفعا لهم عن أن یتصل بهم أهل المعاصی ، ولذا استهل الآیات بقوله : ( یا نساء النبی لستن کأحد من النساء ) ضرورة أن هذا التمییز إنما هو للاتصال بالنبی وآله لا لذواتهن ، فهن فی محل ، وأهل البیت فی محل آخر ، فلیست الآیة الکریمة إلا کقول القائل : یا زوجة فلان لست کأزواج سائر الناس فتعففی وتستری وأطیعی الله تعالی ، إنما زوجک من بیت أطهار یرید الله حفظهم من الأدناس وصونهم عن النقائص) انتهی.

وهذا المعنی أشار إلیه المصنف فیما تقدم ، إلا أنه - قدس سره - جعل الالتفات - بعد تسلیم صدق أهل البیت علی الأزواج - من الأزواج إلی النبی وأهل بیته علیهم السلام.

8. فی الأصل : (له) وما أثبتناه بین العضادتین هو الصحیح ، والضمیر فیه راجع إلی إرادة الشارع المقدس ، والمعنی : (إن التذکیر لا ینفی إرادتهن بالخطاب ، بل ینفی التذکیر حصر إرادة الخطاب فیهن).

ص: 431


1- 1. فی الأصل : (مختصة) وما بین العضادتین هو الصحیح.
2- 2. مر فی الهامش رقم 40 الإشارة إلی وجود رأی آخر فی بیان جهة الالتفات ، وزبدته : أنه إلی غیر أهل الکساء بغیر آیة التطهیر ، وتوضیحه - حسب ما ذکره السید جعفر مرتضی العاملی فی بحثه : أهل البیت فی القرآن الکریم : 27 - هو أن الخطاب کان قبل آیة التطهیر موجها إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، لا إلی النساء ، حیث قال تعالی : ( یا أیها النبی قل لأزواجک إن کنتن تردن الحیاة الدنیا وزینتها فتعالین أمتعکن وأسرحکن سراحا جمیلا ...) إلی آخره ، ثم أمر الله تعالی نبیه أن یقول لنسائه ( یا نساء النبی من یأت منکن بفاحشة ... ) إلی آخر الآیات.
3- أما مع الإصرار بأن قوله تعالی : ( یا نساء النبی ... ) هو خطاب للزوجات فیکون علی طریقة الالتفات لهن بعنوان أنهن منسوبات إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، ثم رجع الخطاب بعد هذا إلی مقام النبوة ، لیبین سبحانه أن سبب الالتفات إلی الزوجات وما صدر إلیهن من أوامر وزواجر إنما هو لأجل إذهاب الرجس عن أهل بیت النبوة.

ذکره فخر الدین الرازی فی تفسیره (1) ، وتبعه القاضی البیضاوی (2) ، وصاحب التحصیل (3).

فمدفوع بما مر أنه لا قائل بالترکیب (4). وأیضا الطهارة فی الآیة

====

أنظر : منهاج العقول - للبدخشی - 2 / 403 ، ونهایة السول - للأسنوی - 2 / 399 - مطبوع بهامش (منهاج العقول) وکذلک المطبوع بهامش (التقریر والتحبیر) لابن أمیر الحاج 2 / 171 -

وکلاهما فی شرح (منهاج الوصول) للبیضاوی.

7. هو : محمود بن أبی بکر بن أحمد ، المعروف بالأرموی ، ولد سنة 594 ه ، أصله من أرمیة من بلاد أذربیجان ، قرأ بالموصل ، وسکن دمشق ، ومات بمدینة قونیة سنة 682 ه ، من مؤلفاته : التحصیل من المحصول ، وقد صرح فیه 1 / 70 - 71 بما أشار إلیه المصنف قدس سره.

کشف الظنون 6 / 8. روضات الجنات 8 / 118 رقم 710 ، الأعلام 7 / 166.

9. لانحصار مؤدی الأقوال فی الآیة الکریمة بثلاثة أقوال ، ولیس فی واحد منها کون المراد هم آل الکساء علیهم السلام مع الأزواج ، کما تقدم فی ص 423.

ص: 432


1- 1. التفسیر الکبیر 25 / 209 ، وذکره أیضا فی المحصول 2 / 82 فی بحث الإجماع.
2- 2. هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علی الشیرازی الشافعی ، ولد فی المدینة البیضاء قرب شیراز ، وولی قضاء شیراز فیما بعد ، ثم صرف عنه فرحل إلی تبریز ، ومات بها سنة 685 ه ، وقیل سنة 691 ه ، والأول أشهر (وقد ذکر تاریخ الوفاة علی غلاف تفسیره أنه سنة 791 ه ، وهو غلط جزما) أشهر مؤلفاته : أنوار التنزیل وأسرار التأویل ، المعروف بتفسیر البیضاوی ، ومنهاج الوصول إلی علم الأصول.
3- البدایة والنهایة 13 / 309 من المجلد الساب�3. فی سنة 586 ه ، مرآة الجنان 4 / 220 ، طبقات الشافعیة - السبکی - 8 / 157 ، بغیة الوعاة 2 / 50 رقم 1406 ، شذرات الذهب 5 / 392 فی سنة 685 ه ، طبقات المفسرین - الداوودی - 1 / 248 رقم 230 ، الأعلام 4 / 110.
4- ثم إن القاضی البیضاوی أورد فی تفسیره 2 / 4. ما یتضمن معنی هذا القول ، ولم یورد شیئا فی (منهاج الوصول) واکتفی بتضعیف احتجاج الشیعة دون بیان سبب الضعف کما صرح بذلک شراح المنهاج حیث قالوا : لم یشتغل المصنف بالجواب علی ما احتج به الشیعة ، وهم بدورهم أجابوا بمثل هذا القول.

[تقتضی] (1) العصمة کما بیناه (2) ، فلا یمکن شمول الآیة لهن ، لعدم عصمتهن بالاتفاق.

قال بعض الفضلاء : الحق إنهن لو کن معنیات لما خرجت عائشة علی الإسلام وعصت الإمام ، وأی رجس أعظم من ذلک؟! (3).

علی أنه (4) ذکر الشیخ ابن حجر (5) المتأخر - فی

====

وفی مقابل هذا (السفر!) أخرج عبد بن حمید ، وابن المنذر ، عن محمد بن سیرین - کما فی الدر المنثور 6 /6. أن سودة زوج النبی صلی الله علیه وآله وسلم قیل لها : ما لک لا تحجین ولا تعتمرین؟ فقالت : حججت واعتمرت ، وأمرنی الله أن أقر فی بیتی ، فوالله لا أخرج من بیتی حتی أموت. قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتی أخرجت بجنازتها.

ومن هنا یتبین أنه مع فرض دخول النساء فی ح کم الآیة - وفرض المحال لیس بمحال - فلا معنی لتخصیص السیدة عائشة بحصة أوفر من التطهیر علی ضراتها کما ذهب إلیه ابن کثیر فی تفسیره 3 / 494 حیث قال : (وعائشة الصدیقة بنت الصدیق (رض) أولاهن بهذه النعمة ، وأحظاهن بهذه الغنیمة ، وأخصهن من هذه الرحمة العمیمة)!! خصوصا وأن لطف التعبیر (سفرها أیام الجمل) مما یستوجب استثناءها التام من هذه النعمة والغنیمة والرحمة العمیمة.

8. من هنا اقتبس المصنف - قدس سره - مرة أخری ، وذکر ما اقتبسه فی إحقاق الحق 2 / 567.

(62) هو : أحمد بن محمد بن علی بن حجر الهیثمی ، أصله من مصر ، وولد بها سنة 909 ه ، وتلقی العلم بالأزهر ، من کتبه : تحفة المحتاج لشرح المنهاج (فی الفقه الشافعی) ،

ص: 433


1- 1. فی الأصل : (یقتضی) وما بین العضادتین هو الصحیح.
2- 2. بینه - قدس سره - فی وجه دلالة الآیة علی العصمة ص 424.
3- 3. لا شک أن عائشة قد أدرکت عظیم ما اقترفته من إثم بخروجها علی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، الذی هو خروج علی الإسلام کله کما حکاه المصنف ، هذا بعد أن أمرت أن تقر فی بیتها بمحکم التنزیل العزیز ، ولا ینکر هذا إلا من تجاهل البدیهیات أو تمحل فی تأویل الواضحات.
4- ففی الدر المنثور 6 / 600 أخرج ابن أبی شیبة ، وابن سعد ، وعبد الله بن أحمد فی (زوائد الزهد) ، وابن المنذر ، عن مسروق بن الأجد�4. أنه قال : کانت عائشة إذا قرأت قوله تعالی : ( وقرن فی بیوتکن ) بکت حتی تبل خمارها.
5- وفی الجامع لأحکام القرآن - للقرطبی - 14 / 180 : قال ابن عطیة : بکاء عائشة إنما کان بسبب سفرها أیام الجمل.

[الباب] (1) العاشر من کتاب الصواعق المحرقة له - ما یدل علی أن المراد بأهل البیت - فی أمثال هذه الآیة - عترته وذریته دون الأزواج. حیث قال : فی مسلم (2) : عن زید بن أرقم (3) ، أنه علیه السلام قال : (أذکرکم الله فی أهل بیتی) ، قلنا لزید : من أهل بیته ، نساؤه؟ قال : لا - وأیم الله! - إن المرأة تکون مع الرجل العصر من الدهر ثم یطلقها فترجع إلی أبیها وقومها. أهل بیته - هاهنا - أصله وعصبته الذین حرموا الصدقة ، بعده (4). وهو مذکور فی جامع الأصول أیضا (5).

====

6. زید بن أرقم ، من الصحابة الأجلاء ، خزرجی الأصل ، وقف إلی جنب أمیر المؤمنین علی علیه السلام فی صفین ، ومات بالکوفة سنة 68 ه.

أسد الغابة 2 / 124 رقم 7. الإصابة فی تمییز الصحابة 1 / 560 رقم 2873 ، کتاب الثقات - لابن حبان - 3 / 139 ، سیر أعلام النبلاء 3 / 165 رقم 27 ، تهذیب التهذیب 3 / 340 رقم 727.

8. صحیح مسلم 4 / 1873 رقم 36 - کتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الإمام علی علیه السلام ، وانظر : الصواعق المحرقة : 222 ب 11 - الفصل الأول.

(67) لم أقف علی حدیث الثقلین - بروایة مسلم فی الصحیح ، عن زید بن أرقم - فی (جامع الأصول) لابن الأثیر الجزری ، لا فی أبواب فضائل أهل البیت علیهم السلام ، ولا فی باب التمسک بالکتاب والسنة - الذی ضم بعض أحادیث الثقلین - ولا فی الفهارس المعدة لأحادیث الکتاب ، ولکن ورد فیه 1 / 278 ح 66 حدیث الثقلین بروایة الترمذی فی سننه ، عن

ص: 434


1- والصواعق المحرقة ، وغیرهما ، مات بمکة سنة 974 ه. وللمصنف الشهید - قدس سره - کتاب : (الصوارم المهرقة) وهو فی الرد علی کتاب (الصواعق المحرقة).
2- خلاصة الأثر فی أعیان القرن الحادی عشر - المحبی - 2 / 2. دائرة المعارف الإسلامیة 1 / 133 ، مقدمة تحقیق الصواعق المحرقة : 7 ، الأعلام 1 / 334.
3- 3. فی الأصل : (باب) وما أثبتناه بین العضادتین هو الصحیح.
4- 4. هو : مسلم بن الحجاج بن مسلم القشیری النیسابوری ، ولد بنیسابور سنة 204 ه ، من مشاهیر علماء الحدیث عند أهل السنة ، أشهر کتبه (الجامع الصحیح) المعروف بصحیح مسلم ، وهو العربی الوحید من بین أصحاب الصحاح الستة ، مات بنیسابور سنة 261 ه.
5- تاریخ بغداد 13 / 5. وتهذیب التهذیب 10 / 126 ، سیر أعلام النبلاء 12 / 557 رقم 217.

وأقول : یفهم من قول زید - رضی الله عنه - : إن المرأة [تکون] (1) مع الرجل العصر من الدهر ... إلی آخره. أن إطلاق أهل البیت علی الأزواج لیس علی أصل وضع اللغة ، وإنما هو إطلاق مجازی.

ویمکن أن یکون مراده : أن الذی یلیق أن یراد به فی أمثال [هذا الحدیث] (2) من أهل البیت أصله وعصبته الذین لا تزول نسبته عنهم أصلا دون الأزواج.

وعلی التقدیرین فهو مؤید لمطلوبنا (3) (4).

====

5. لم یذکر المصنف - قدس سره الشریف - فی جواب هذا الایراد - أقوال أهل الکساء علیهم الصلاة والسلام فی هذا الصدد ، إذ لو کان سیاق الآیة یأبی حملها علی آل العباء علیهم السلام کما زعم الرازی وغیره فی هذا الإیراد ، لما صرح أمیر المؤمنین علی علیه السلام بأن الآیة فیهم علیهم السلام علی نحو الاختصاص ، والحق مع علی علیه السلام کما صرح به الرازی حیث قال فی المسائل الفقهیة المستنبطة من الفاتحة فی تفسیره 1 / 205 ما نصه (ومن اقتدی فی دینه بعلی بن أبی طالب فقد اهتدی والدلیل علیه قوله علیه السلام : اللهم أدر الحق مع علی حیث دار).

کما قال - بعد صحیفتین من کلامه 1 / 207 : (ومن اتخذ علیا إماما لدینه فقد استمسک بالعروة الوثقی فی دینه ونفسه).

إذن فلنری من هم أهل البیت فی قول علی وبنیه علیهم السلام :

قال أمیر المؤمنین علیه السلام : (نحن أهل البیت منها بمنجاة ، ولسنا فیها بدعاة).

ص: 435


1- زید بن أرقم ولیس فیه ما تقدم آنفا من قول زید ، والظاهر إسقاط الحدیث من الطبعة الجدیدة لجامع الأصول ، ویؤیده تخریج السید المرعشی النجفی - قدس سره الشریف - فی هامش إحقاق الحق 2 / 567 - لهذا الحدیث من جامع الأصول 10 / 103 ، وکذلک الشیخ السبحانی فی مفاهیم القرآن 5 / 294 حیث أشار إلی الجزء والصحیفة المذکورین!
2- 2. فی الأصل : (یکون) وما بین العضادتین هو الصحیح.
3- 3. فی الأصل : (هذه الآیة) وما بین المعقوفتین من إحقاق الحق 2 / 567 وهو الأنسب وإن کان الأول ممکن ، إلا أن قول زید ، ثم سؤالهم إیاه مرتبط بمعنی لفظ (أهل البیت) الوارد فی حدیث الثقلین بروایة صحیح مسلم المتقدمة ، مما ترجح لدینا لفظ إحقاق الحق.
4- 4. إلی هنا انتهی النص المقتبس من الرسالة إلی إحقاق الحق 2 / 567.

* الثانی (1) : إن أهل البیت فی اللغة مختص بالأزواج ، ففی العدول إلی غیرهن مخالفة لوضع اللغة (2).

والجواب عنه : أنا لا نسلم أن أهل البیت فی اللغة مختص بالأزواج (3) ، ولو کان کذلک لما سألت أم سلمة - رضی الله عنها - النبی

====

وقال علیه السلام : (فوالله ما کان یلقی فی روعی ولا یخطر ببالی أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلی الله علیه وآله وسلم عن أهل بیته).

وقال علیه السلام : (من أحبنا أهل البیت فلیستعد للفقر جلبابا).

اقتبسنا هذه الأقوال من نهج البلاغة : الخطب 26 و 97 و 120 و 190 والکتاب رقم 62 وقصار الحکم رقم 112 ، ناهیک عن کثرة أقوال الأئمة من ولده علیهم السلام فی هذا الخصوص ، نقتصر منها علی بعض ما ذکروه أهل السنة :

فقد روی ابن کثیر فی تفسیره 3 / 494 وأکثر المفسرین من أهل السنة لآیة التطهیر قول الإمام السبط الحسن علیه السلام بعد أن طعن فی ورکه وهو ساجد فی صلاته ، قالوا : إنه علیه السلام قعد علی منبر الکوفة ثم قال علیه السلام : (یا أهل العراق اتقوا الله فینا ، فإنا أمراؤکم وضیفانکم ، ونحن أهل البیت الذی قال الله تعالی : ( إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا) قالوا : فما زال یقولها حتی ما بقی أحد من أهل المسجد إلا وهو یحن بکاء.

کما روی ابن کثیر فی تفسیره 3 / 495 عن أبی الدیلم أن الإمام زین العابدین وسید الساجدین علیه السلام قد قال ما یدل علی تخصیص الآیة بهم صلوات الله علیهم ، وذلک فی کلامه علیه السلام مع الرجل الشامی.

وهذا غیض من فیض ، ولا یسع المقام بأکثر منه.

10. أی : الایراد الثانی من إیرادات أهل السنة علی ما یقوله علماء الشیعة من اختصاص (أهل البیت) ببیت النبوة لا بیت الزوجیة.

(73) هذا الایراد صرح به الرازی فی کتاب المحصول 2 / 82 بحث الإجماع ، قال : (لفظ (أهل البیت) حقیقة فیهن لغة ، فکان تخصیصه ببعض الناس خلاف الأصل)!

12. ویؤید عدم اختصاص لفظ (أهل البیت) بالأزواج لغة ، ما قاله أهل اللغة أنفسهم.

ص: 436


1- وقال علیه السلام : (انظروا أهل البیت نبیکم فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم).
2- وقال علیه السلام : (وعند أهل البیت أبواب الحکم وضیاء الأمر).
3- وقال علیه السلام : (من مات منکم علی فراشه وهو علی معرفة حق ربه ، وحق رسوله وأهل بیته ، مات شهیدا).

صلی الله علیه وآله عن دخولها [معهم] (1) - کما مر [ت] روایته عن الترمذی ، وصاحب المصابیح (2).

ولو سلم ، فنقول : النقل جائز ، بل یجب ارتکابه عند وجود الدلیل ، والدلیل هاهنا موجود ، وهو الأخبار المذکورة.

* الثالث (3) (4) : إن [ما ذکر] (5) من الأحادیث معارض بما روی : أن

====

6. سنن الترمذی 5 / 699 ح 3871 ، وکتاب المصابیح : 205 ، وقد تقدم تخریج الروایة فی هامش رقم 18 ، وهامش رقم 21.

7. هذا الایراد ذکره الرازی فی المحصول 2 / 82 فی بحث الإجماع ، وتابعه علیه الأرموی فی التحصیل من المحصول 2 / 71 ، والأسنوی فی نهایة السول 2 / 399 ، والسبکی فی الابهاج فی شرح المنهاج 2 / 366 ، والآمدی فی الإحکام فی أصول الأحکام 1 / 209 ، کلهم فی بحث الإجماع ، وابن حجر الهیتمی فی الصواعق المحرقة : 222 - باب 11 ، الفصل الأول.

8. أورد المصنف - قدس سره - هذا الایراد فی إحقاق الحق 2 / 568 بعبارة : (إن قیل : ما ذکر من الأحادیث ...) وأجاب عنه هناک بعین جوابه عنه هنا.

(79) فی الأصل : (ما ذکره) وما بین العضادتین هو الصحیح ، إذ لم یقصد أرباب هذا الایراد شخصا

ص: 437


1- قال ابن منظور فی لسان العرب 1 /1. أهل - : (أهل الرجل أخص الناس به ، وأهل بیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم أزواجه وبناته وصهره ، أعنی علیا علیه السلام - إلی أن قال : - وآل الله وآل رسوله : أولیاؤه ، أصلها أهل ثم أبدلت الهاء همزة فصارت فی التقدیر (أأل) فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانیة ألفا).
2- وقال الراغب فی المفردات ، ص 29 : (أهل الرجل من یجمعه وإیاهم نسب أو دین أو ما یجری مجراهما).
3- ونقل ابن فارس فی معجم مقاییس اللغة 1 / 150 عن الخلیل بن أحمد أنه قال : (أهل الرجل : زوجه ... وأهل الرجل أخص الناس به) ومعلوم أن ذریة الرجل أخص به من أزواجه ومن کل أحد.
4- إذا اللفظ المذکور فی رأی ابن منظور ، والراغب الأصفهانی ، وابن فار�4. والخلیل بن أحمد - وهم من أقطاب اللغة - یکون موضوعا حقیقة لکل ما ذکروه لا بالأزواج وحدهن خاصة کما هو المدعی ، ویکون التخصیص حینئذ وصرف البعض عن مفاد اللفظ فی الآیة الکریمة بالقرائن القاطعة والأدلة الناصعة والبراهین الساطعة ، وما أکثرها فی المقام.
5- 5. فی الأصل : (فیهم) وما بین العضادتین هو الصحیح ، قال تعالی : ( ودخل معه السجن فتیان ) سورة یوسف 12 : 36.

أم سلمة قالت لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : ألست من أهل البیت؟ فقال : بلی إن شاء الله (1).

والجواب : أنا لا نسلم صحة سندها (2) ، ولو سلم ، نقول :

====

فی تفسیر آیة التطهیر ، وابن عساکر فی ترجمة الإمام الحسین علیه السلام من تاریخ دمشق 6 / 3. کلهم جمیعا من طریق الحاکم النیسابوری عن رجاله. أما الحاکم فقد أخرج أیضا هذه الروایة فی موضعین من المستدرک وهما 2 / 416 و 3 / 146 بلا قول أم سلمة رضی الله تعالی عنها - المحتج به فی هذا الایراد.

نعم ، أخرج الروایة ابن المغازلی فی مناقبه : 306 ح 351 من غیر طریق الحاکم وفیها سؤال أم سلمة المذکور ، ولم أجد من أخرجها غیر المذکورین ، وسنناقش إسنادها فی الهامش اللاحق.

(81) المتحصل من الهامش السابق أن للروایة طریقین لا ثالث لهما ، وهما :

الأول : ما ذکره البیهقی والحسکانی والبغوی وابن عساکر ، وأسندوه جمیعا إلی الحاکم النیسابوری ، وینتهی هذا الطریق - مرورا بالحاکم - إلی عبد الرحمن بن عبد الله بن دینار ، عن شریک بن عبد الله بن أبی نمر ، عن عطاء بن یسار ، عن أم سلمة.

الثانی : وهو طریق ابن المغازلی الذی ینتهی إلی أنس بن عیاض ، عن شریک بن عبد الله بن أبی ثمر ، عن عطاء بن یسار ، عن أم سلمة. وهذا الطریق وإن لم یمر بالحاکم إلا أنه متصل بطریقه من جهة شریک بن عبد الله بن أبی نمر.

أما الأول : ففیه عبد الرحمن بن عبد الله بن دینار ، وقد ضعفوه وطعنوا بحدیثه.

قال الدوری ، عن ابن معین : حدیثه - عندی - ضعیف.

وقال أبو حاتم : فیه لین ، یکتب حدیثه ولا یحتج به.

وقال ابن عدی : وبعض ما یرویه منکر لا یتابع علیه ، وهو فی جملة من یکتب حدیثه من الضعفاء.

وقال ابن الحربی : غیره أوثق منه.

وذکره ابن عدی فی ضعفاء الرجال ، والعقیلی فی الضعفاء الکبیر ، وکان عبد الرحمن بن مهدی لا یحدث عن عبد الرحمن هذا بشئ قط ، ولم یذکر ابن حجر لعبد الرحمن روایة عن شریک ، کما لم یعد شریکا من مشایخه کما هو دأبه فی التراجم.

ص: 438


1- معینا.
2- (80) أخرج روایة أم سلمة - رضی الله عنها - البیهقی کما فی مناقب الخوارزمی : 306 ح 351 ، والحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل 2 / 60 ح 718 ، والبغوی فی معالم التنزیل 4 / 465

............................

__________________

أنظر : تهذیب التهذیب 6 / 187 رقم 422 ، ومیزان الاعتدال 2 / 572 رقم 4901 ، والجرح والتعدیل - لابن أبی حاتم - 5 / 254 رقم 1204 ، والکامل فی ضعفاء الرجال 4 / 1607 ، والضعفاء الکبیر 2 / 339.

وفی هذا الطریق - کما تقدم - شریک بن عبد الله ، وقد ورد بحقه قدح ومدح ، والجرح مقدم علی التعدیل إذا لم یکن الجارح عند أهل السنة قد جرحه لحسد أو عداوة أو بغضاء أو مخالفة فی مذهب ، کما لا یلتفت إلی قول الجارح عندهم إذا کان المجروح قد کثر مادحوه علی ذامیه ، ومزکوه علی جارحیه ، کما صرح به السبکی فی طبقات الشافعیة 4 / 188 ، وذم شریک لم یکن من هذا القبیل إذ لا منافسة دنیویة بینه وبین من ضعفه ، ولا هو من نظراء أهل الرجال ، بل ولا هو من رواة (الرافضة) وفیما رواه یفید النقض علیهم.

ومع هذا کان یحیی بن سعید لا یحدث عنه البتة.

واتهمه الساجی بأنه من القدریة.

وقال النسائی وابن الجارود : لیس بالقوی.

وذکره ابن الجوزی فی الضعفاء والمتروکین.

ولم یوثقه ابن أبی حاتم فی الجرح والتعدیل واکتفی بنقل نفی البأس عنه عن ابن معین.

ولهذا قید الذهبی وابن عدی قبول روایته بروایة الثقة عنه. قال الذهبی : (إذا روی عنه ثقة فإنه ثقة) وقال ابن عدی : (إذا روی عنه ثقة فلا بأس بروایاته).

أنظر : ترجمته فی تهذیب التهذیب 4 / 296 رقم 588 ، ومیزان الاعتدال 2 / 269 رقم 3696 ، والجرح والتعدیل - لابن أبی حاتم - 4 / 363 رقم 1592 ، والضعفاء والمتروکین - لابن الجوزی - 2 / 40 رقم 1624 ، وبغض النظر عن سلامة مبنی الذهبی وابن عدی فی قبول روایة شریک أو عدم سلامته فإن من روی عنه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن دینار ، وقد تقدم ما فیه .. وبهذا یسقط الطریقان معا عن الاعتبار لاشتراکهما بشریک کما مر.

وأما الثانی : وهو طریق ابن المغازلی ، ففیه زیادة علی شریک : أنس بن عیاض اللیثی ، وهو لم یسلم من قدم أیضا وإن وثقه بعضهم ، فالکلام فیه کالکلام فی سابقه.

فهو تارة : ثقة کثیر الخطأ ، کما عن ابن سعد.

وأخری : صویلح - بالتصغیر - کما عن إسحاق بن منصور.

وثالثة : فیه غفلة الشامیین - وما أدراک ما غفلة الشامیین؟! - کما عن أبی داود.

ورابعة : إنه ثقة أحمق ، کما عن مالک.

أنظر : ترجمته فی تهذیب التهذیب 1 / 328 رقم 689.

ص: 439

إنها - رضی الله عنها - فی هذه الروایة فی معرض التهمة بجر نفع وشرب لنفسها ، فلا یسمع قولها وحدها (1). ولو سلم ، نقول :

إن کونها من أهل البیت قد علق فیها بمشیئة الله تعالی ، فلا [تکون] (2)

====

ولعل من المناسب هنا أن ننقل قول العبری وهو من فقهاء الشافعیة ، ومن شراح (منهاج الوصول) للقاضی البیضاوی ، قال - حسبما نقله عنه الأسنوی فی نهایة السول - ما نصه : (فی روایة الشیعة هذا الحدیث أنه قال علیه السلام : (إنک إلی خیر) لما أنه قال : (بلی) ولو سلم فکونها من أهل البیت معلق بمشیئة الله تعالی ، فلا تکون من أهل البیت جزما ، والمذهب عنهم الرجس أهل البیت جزما - إلی أن قال - : فظاهر الآیة وإن تناول الأزواج لکن حدیث لف الکساء قرینة صارفة عن الظاهر بتخصیص الآیة بالعترة ، لأن قوله [صلی الله علیه وآله وسلم] : (هؤلاء أهل بیتی) دون غیرهم ، رد لمن اعتقد أن الأزواج أیضا من أهل البیت فیکون قصر [ا] إفراد [ا]).

أنظر : نهایة السول - الأسنوی الشافعی - 2 /4. فی بحث الإجماع.

5. لأنه شهادة منها لنفسها - رضی الله تعالی عنها - ، ورده أمر بدیهی عند أرباب الدرایة من أهل السنة ، فقد منعوا قبول شهادة المرء لنفسه فیما هو أقل خطرا من هذه الشهادة ، فمثلا - فی بحث معرفة الصحابة - منعوا من الأخذ بقول الصحابی : أنا من الصحابة ، لاحتمالهم أنه لا یصدق فی کلامه لکونها متهما بدعوی رتبة یثبتها لنفسه.

أنظر : فتح المغیث بشرح ألفیة الحدیث : 349.

وعلة الرد واحدة فی المقامین ، وقبول قول أم سلمة ترجیح بلا مرجح.

هذا ، مع الفرق الشاسع بین ادعاء الصحبة التی لا قیمة لها بلا تقوی وإیمان ، وبین ادعاء الانتماء إلی من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

ومع رد الادعاء الأول فرد الثانی یکون من باب أولی لخطورته وعظمته.

10. فی الأصل : (یکون) وما بین العضادتین هو الصحیح.

ص: 440


1- ومن کان هذا شأنه فکیف تعارض روایته حدیث أم سلمة الذی تقدم تخریجه - وهو الحدیث الأول فی هذه الرسالة - من طرق کثیرة ، ورواه الترمذی وأحمد والحاکم وعشرات غیرهم ، وجمیع نصوصه تؤکد إبعاد أم سلمة - رضی الله تعالی عنها - عن الدخول مع أهل الکساء علیهم السلام؟!
2- وأغلب الظن هو وهم الرواة أو تعمدهم - لا سیما وفیهم (المغفل والأحمق) - بتبدیل قول الرسول صلی الله علیه وآله وسلم : (إنک إلی خیر إن شاء الله) ب : (بلی إن شاء الله) ، وبهذا حق للمصنف قدس سره - أن یقول فی جواب هذا الایراد : (إنا لا نسلم صحة سندها).

من أهل البیت جزما (1). والمذهب عنهم الرجس من هم أهل البیت جزما (2) ، مع أنها لو کانت [منهم] (3) لما سألته [صلی الله علیه وآله وسلم] ، لأنها من أهل اللسان. والترجیح معنا بعد التعارض (4) وهو ظاهر (5).

====

6. ضعف روایة أم سلمة ، وقد تقدمت مناقشة سندها.

7. الروایة تنتهی إلی أم سلمة نفسها وفی ذلک ما فیه.

8. عدم اشتهار الروایة فی کتب الحدیث کما أشرنا إلیه فی مناقشة سندها.

9. ضعف دلالة الروایة نفسها ، حیث اقترن دخولها معهم بمشیئة الله تعالی.

10. موافقتها لهوی السلطة الحاکمة آنذاک خصوصا فی عهد معاویة الذی عرف الکل موقفه الصریح من أهل الکساء علیهم السلام.

11. مخالفتها لصریح الآیات التی أنذرت الأزواج بما أنذرتهن قبل آیة التطهیر.

12. عدم عصمة أم سلمة اتفاقا ، مع دلالة الآیة علی العصمة.

13. عدم ادعاء نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم ذلک سوی أم سلمة ، مع أن فیهن من کانت بأمس الحاجة لمثل هذا الادعاء لتقویة موقفها المعروف ضد إمام زمانها.

14. افتقار روایة أم سلمة - رضی الله عنها - لآیة قرینة خارجیة تشهد لها بالصحة ، بل سائر القرائن الخارجیة تشهد علی وضعها علی أم سلمة ، لا سیما وفی طریقها المغفل والأحمق کما مر فی مناقشة سندها.

15. إلی هنا انتهی الاقتباس السابق من هذه الرسالة إلی إحقاق الحق 2 / 569.

ص: 441


1- 1. من هنا وإلی قوله - قدس سره - : (جزما) لم یرد فی إحقاق الحق 2 / 569.
2- 2. وهذا الکلام هو ما صرح به الفقیه العبری الشافعی فیما نقلناه عن الأسنوی ، وقد مر فی آخر الهامش رقم 81.
3- 3. فی الأصل : (منهن) وما بین العضادتین هو الصحیح الموافق لما فی إحقاق الحق 2 / 569.
4- (87) هذا مع فرض صدق عنوان التعارض بین أحادیث إبعاد أم سلمة - رضی الله تعالی عنها - عن الدخول مع أهل البیت علیهم السلام تحت الکساء وبین المروی عنها آنفا ، وإلا فمن الواضح أن الروایة المتقدمة - المحتج بها فی الایراد الثالث - لم تتعادل مع أحادیث الإبعاد فی کل شئ حتی یصار إلی الترجیح بین الأخبار المتعارضة ، وذلک للأسباب التالیة :
5- 5. إن روایة أم سلمة - المحتج بها فی الایراد المذکور - لم ترو إلا عن عطاء بن یسار ، عن أم سلمة ، ولم نجد لها راویا آخر عن أم سلمة غیره ، بینما بلغت رواة أحادیث الإبعاد عن أم سلمة مبلغا إن لم یکن من العدد المطلوب فی التواتر ، فلا أقل من الاقتراب منه ، وقد مرت جملة من طرقه فی الهامش رقم 18.

* الرابع : إن ظاهر الآیة یدل علی حصر إرادة إذهاب الرجس فی المذکورین ، وإنه تعالی أراد إذهاب الرجس عن کل أحد ، فلا بد من صرف الکلام عن ظاهره ، وحینئذ لا یصیر حجة فیما قصده الإمامیة (1).

والجواب : أنا لا نسلم أنها لحصر إرادة إذهاب الرجس فی المذکورین علیهم السلام ، وأنه تعالی أراد إذهاب الرجس عن کل أحد.

أما الأول : فلجواز أن یکون المراد حصر الأمر الدائر بین إرادة إذهاب الرجس عنهم ، وعدم إرادته عن غیرهم فی إرادته عنهم ، أی : لیس شئ من الأمر الدائر بین إرادة إذهاب الرجس وعدم إرادته الإرادة ، ولا یلزم من انحصار الأمر المردد فی إرادته تعالی بإذهاب الرجس عن أهل البیت انحصار إرادته تعالی مطلقا فی إذهاب الرجس عنهم حتی یلزم الحصر الکاذب المهروب عنه ، إذ یجوز إرادة إذهاب رجس غیرهم فی ضمن غیر هذا المردد بین (2) إرادة إذهاب الرجس عن الأنبیاء والأئمة وعدم إرادة الغیر.

وهذا الذی (3) ذکرناه أولا کان صرف الکلام عن ظاهره لکنه مما تتوقف علیه استقامة أصل الکلام ، ومع هذا لا ینافی ما قصده الإمامیة فی هذا المقام.

والحاصل : أن الایراد المذکور متوجه علی ظاهر الآیة مطلقا ، ولا خصوصیة له بالإمامیة المستدلین بها علی عصمة أهل البیت علیهم السلام ، فارتکاب خلاف الظاهر فی توجیهه لازم لکل من آمن بالقرآن من

ص: 442


1- 1. صرح بهذا الایراد الرازی فی المحصول 2 / 82 ، والأرموی فی التحصیل من المحصول 1 / 71 - 72 ، کلاهما فی بحث الإجماع.
2- 2. فی هذا الموضع من الأصل کتب لفظ (فی) وقد ضرب علیه ولم یطمس.
3- 3. فی الأصل : (الذکر) ولکن ضرب علی حرف الکاف والراء ، وکتب فوقهما حرف (ی) ، فصار : (الذی) ، وهو الصحیح.

الإمامیة وغیرهم من المسلمین.

فإن سنح لأحد توجیه الآیة بوجه آخر أولی وأحسن مما ذکرنا ومع هذا یکون منافیا لما قصده الإمامیة ، فنحن فی صدد الاستفادة.

وقد یجاب عن هذا الایراد أیضا بأن فی الآیة إضمارا ، والتقدیر : إنما یرید الله بخلق العلوم والألطاف الزائدة - علی ما هو شرط التکلیف - لکم أهل البیت إذهاب الرجس عنکم وتطهیرکم. وبأنه یجوز أن [تکون] (1) کلمة (إنما) - هاهنا - لغیر الحصر مجازا.

هذا ، وذهب الآمدی (2) إلی أن لفظ (إنما) لا یفید إلا التأکید ، وقال : إنه هو الصحیح عند النحویین (3) ، ونقله أبو حیان (4) فی شرح التسهیل عن

====

وذهب أصحاب أبی حنیفة وجماعة ممن أنکروا دلیل الخطاب إلی أنه لتأکید الإثبات ولا دلالة له علی الحصر وهو المختار).

کما أن الآمدی لم یذکر شیئا فی مفهوم (إنما) 3 / 68 ، لا عن البصریین ولا عن غیرهم!

7. هو : أبو حیان محمد بن یوسف بن علی بن یوسف بن حیان الغرناطی الأندلسی ، من علماء اللغة والتفسیر والحدیث والتراجم ، ولد فی غرناطة سنة 654 ه ، وأقام بالقاهرة إلی أن مات فیها سنة 745 ه ، من مؤلفاته : تفسیر البحر المحیط ، والتذییل والتکمیل. وهو فی شرح (التسهیل) لابن مالک فی النحو.

ص: 443


1- 1. فی الأصل : (یکون) وما بین العضادتین هو الصحیح.
2- 2. هو : سیف الدین أبو الحسن علی بن أبی علی بن محمد الآمدی الحنبلی أولا ثم الشافعی ، ولد سنة 551 ه بآمد ، وهی مدینة فی دیار بکر مجاورة لبلاد الروم ، قرأ القراءات والفقه ، برع فی الخلاف ، ونسبوه بمصر إلی الإلحاد وکتبوا محضرا بإباحة دمه ، فهرب إلی الشام فنزل حماة ثم قدم دمشق ، ومات بها سنة 631 ه ، ودفن سفح جبل قاسیون ، أشهر مؤلفاته : الإحکام فی أصول الأحکام.
3- وفیات الأعیان 3 / 293 رقم 3. سیر أعلام النبلاء 22 / 364 رقم 230 ، العبر فی خبر من غبر 3 / 210 - فی سنة 631 ه ، شذرات ا لذهب 5 / 144 - فی سنة 631 ه.
4- 4. الإحکام فی أصول الأحکام - الآمدی - 3 / 92 - المسألة السادسة. قال : (اختلفوا فی تقیید الحکم بإنما ، هل یدل علی الحصر ، أو لا؟ - ثم قال : - فذهب القاضی أبو بکر ، والغزالی ، والهراسی ، وجماعة الفقهاء إلی أنه ظاهر فی الحصر محتمل للتأکید.

البصریین (1) ولم یصحح ابن الحاجب (2) شیئا [منه] (3) ، فتدبر (4).

وأما الثانی (5): فلأنا لا نسلم أنه تعالی أراد إذهاب الرجس عن کل أحد ، إذ مراد الله تعالی واجب الوقوع فی أفعاله اتفاقا - کما مر (6) - ولا شک أن إذهاب الرجس فعله ، فلو کان مراده تعالی إذهاب الرجس عن کل أحد لکان الرجس منفیا عن کل أحد. والتالی باطل ، فالمقدم مثله.

نعم ، إن الله تعالی أراد ذهاب الرجس عن کل أحد لا إذهابه ، فمنشأ الغلط عدم التفرقة بین إرادة الذهاب وإرادة الإذهاب (7) ، والله أعلم

====

8. مر فی جواب الایراد الأول ص 429.

(102) إرادة ذهاب الرجس فی قوله تعالی : ( لیذهب عنکم الرجس ) تختلف اختلافا کبیرا عن

ص: 444


1- فوات الوفیات 4 / 72 رقم 1. الدرر الکامنة فی أعیان المائة الثامنة 4 / 302 رقم 832 ، شذرات الذهب 6 / 145 - فی سنة 745 ه.
2- 2. التذییل والتکمیل - فی شرح (تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد) لابن مالک - / أبو حیان الأندلسی : مخطوط ، لم یقع بأیدینا ، توجد نسخة منه فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام - مشهد ، برقم 3926.
3- 3. هو : عثمان بن عمر بن أبی بکر بن یونس ، أبو عمرو ، المعروف بابن الحاجب ، من فقهاء المالکیة ، ومن علماء العربیة ، کردی الأصل ، ولد فی صعید مصر سنة 570 ه ، ونشأ فی القاهرة ، وسکن دمشق ، ومات بالإسکندریة سنة 446 ه ، من کتبه : الکافیة (فی النحو) ، والشافیة (فی الصرف) ، ومنتهی الوصول والأمل فی علمی الأصول والجدل.
4- العبر فی خبر من غبر 3 / 4. مرآة الجنان 4 / 114 ، شذرات الذهب 5 / 234 ، الکل فی سنة 646 ه ، روضات الجنات 5 / 184 رقم 480.
5- 5. فی الأصل : (منها) وما بین المعقوفتین هو الصحیح ، لتذکیر ما یعود إلیه الضمیر فی قوله السابق : (إن لفظ إنما) وبقرینة ما بعده : (إنه هو) و (نقله).
6- 6. منتهی الوصول والأمل : 153 - فی مفهوم (إنما) حیث ذکر إفادته للحصر عند قوم وعدمه عند آخرین ولم یصحح أحدهما ، وقال فی مختصر المنتهی : (وأما الحصر بإنما فقیل لا یفید ، وقیل منطوق ، وقیل مفهوم) انظر : شرح مختصر المنتهی للقاضی عضد الدین 2 / 321 - طبع إسلامبول لسنة 1310 ه.
7- 7. أی الشق الثانی من جواب الایراد الرابع المتقدم فی ص 442.

بالصواب.

وأیضا : فقوله تعالی : ( یرید الله لیبین لکم ) (1) ، وقوله تعالی : ( یرید الله بکم الیسر ) (2) لفظ عام فی الآیتین ، فلو لم یکن بین إرادة المذکور فی آیة التطهیر وبین إرادة [المذکور] (3) فی هاتین الآیتین وأمثالهما فرق لما کان لتخصیصها لأهل البیت علیهم السلام معنی ، لأنه تعالی أراد بها المدح لهم ، ولا یحصل المدح إلا بوقوع الفعل کما مر (4).

* الخامس (5) : إنا لا نسلم دلالة الآیة علی زوال کل رجس ، لجواز أن یکون (اللام) فی (الرجس) للعهد الذهنی أو الجنس دون الاستغراق ، فلا یثبت العصمة (6).

والجواب : إن اللام یحمل علی الاستغراق إذا لم یکن ثم عهد خارجی.

وأیضا : مقام المدح والامتنان علی أهل البیت الذین من جملتهم سید الأنبیاء علیهم السلام بتخصیص الطهارة بهم أدل دلیل وأعدل شاهد علی

====

7. هذا هو الایراد الخامس لأهل السنة علی ما تقوله الشیعة فی آیة التطهیر.

8. ذکر هذا الایراد الأسنوی فی نهایة السول 2 / 399 - بحث الإجماع.

ص: 445


1- إرادة إذهابه فیما لو قیل - بغیر القرآن الکریم - : (إنما یرید الله إذهاب الرجس عنکم) ، لأن الأول - وهو الذهاب - یدل علی التحقق فی کل حال ، دون الثانی - أی : الإذهاب - الذی یصدق تحققه بعد تقضی الفعل ، وعلی هذا فالفرق بین (الذهاب) وبین (الإذهاب) کالفرق بین (یفعل) و (الفعل).
2- وهذا هو ما بینه العلامة الحلی - قدس سره الشریف - فی نهایة الوصول إلی علم الأصول :2. فی الوجه الخامس من الوجوه المستفادة من آیة التطهیر ، والدالة علی حجیة إجماع أهل البیت علیهم الصلاة والسلام. وقد مرت سائر الوجوه الأخری فی الهامش رقم 33 من هذه الرسالة.
3- 3. سورة النساء 4 : 26.
4- 4. سورة البقرة 2 : 85.
5- 5. فی الأصل : (المذکورة) والصحیح ما أثبتناه ، والمذکوران هما : التبیین والیسر.
6- 6. مر ذلک فی ص 425 من هذه الرسالة.

الاستغراق ، فقرینة الاستغراق کنار علی علم (1).

وأما احتمال إرادة إذهاب جنس الرجس فلا ینافی الاستغراق ، بل یستلزمه استلزاما ظاهرا ، إذ علی تقدیر اختصاص إرادة إذهاب جنس الرجس بهم لو ثبت فرد من إرادة إذهاب الرجس لغیرهم ، لکان الجنس ثابتا له فی ضمنه ، فلا یکون الجنس مختصا به والمقدر خلافه.

وأیضا : صحة الاستثناء معیار العموم کما حقق فی أصول الفقه (2) ، وأیضا : حمله علی العموم یستلزم إعمال اللفظ وکثرة الفائدة فی کلام الشارع ، ولو لم یعم لزم الإجمال إن لم یکن الرجس معینا ، أو التحکم إن کان.

ونقول بوجه آخر : إن الرجس المعرف باللام لیس بمعین حتی یشار [إلیه] (3) ، ولو أردنا رجسا من الأرجاس لم یکن للامتنان علیهم خاصة معنی

====

4. أنظر : معارج الأصول - المحقق الحلی - : 82 ، والوافیة فی أصول الفقه - الفاضل التونی - : 114 ، ونهایة الأصول - السید البروجردی : 319 - المقصد الرابع ، وفیها : إن صحة الاستثناء دلیل العموم.

(111) فی الأصل : (إلیها) والصحیح ما أثبتناه ، لعود الضمیر إلی الرجس وهو مذکر ، قال تعالی :

ص: 446


1- 1. وتوضیحه : أن لام التعریف إذا دخلت علی معهود عرف وعهد إما بالذکر أو بغیره من الأسباب ، فهی لتعریف ذلک المعهود وتسمی حینئذ ب (لام العهد) والتعریف : (تعریف العهد) أی تعریف فرد من أفراد الجنس کما فی قوله تعالی : ( کما أرسلنا إلی فرعون رسولا فعصی فرعون الرسول ) سورة المزمل 73 : 15 - 16 ، أی عصی ذلک الرسول بعینه.
2- وإن لم یکن ثمة معهود فهی لتعریف نفس الحقیقة مع قطع النظر عن عوارضها ، ویکون التعریف للجن�2. ولما کانت حقیقة الجنس صالحة فی ذاتها للتوحد والتکثر لتحققها مع الوحدة والکثرة ، کانت اللام فی تعریف الحقیقة للاستغراق ولفظ (الرجس) الوارد فی الآیة غیر معهود بفرد من أفراد الرجس ، لانطباقه علی کل رجس ، إذا لا بد وأن یکون تعریفه تعریفا للجنس ، واللام الداخلة علیه للاستغراق.
3- أنظر لام التعریف فی : کشف الأسرار عن أصول البزدوی / عبد العزیز البخاری 1 / 128.

إذ یشارکهم فیه غیرهم من الأمة ، فبقی أن یکون للاستغراق ، أو : لاما جنسیا مفیدا لنفی طبیعة الرجس عنهم (1) ، فلا یوجد فیهم فرد منه حتی لا یلزم وجود الطبیعة منهم ، لأن الطبیعة موجودة فی ذلک الفرد بلا ریبة کما مر (2).

علی أن المفرد المحلی باللام یعم عند بعضهم (3).

ثم (4) أقول : الظاهر أن مناقشة الجمهور فی هذا المقام إنما [نشأت] (5) من حملهم (البیت) فی الآیة والحدیث علی البیت المبنی من الطین والخشب المشتمل علی الحجرات التی کان یسکنها النبی صلی الله علیه وآله وسلم مع أهل بیته وأزواجه ، إذ لو أرید بالبیت ذلک لاحتمل ما فهموه (6).

====

7. بل الظاهر أنه لا یحتمل ما فهموه وإن أرید بالبیت بیت السکنی - کما حقق ذلک بعض الأعلام - لأن اللام فی (أهل البیت) للعهد لا للجنس ولا للاستغراق ، ولا یمکن حمل اللام فی (البیت) علی الجنس ، لأن الجنس إنما یناسب فیما إذا أراد المتکلم بیان الحکم المتعلق بالطبیعة ، والآیة الکریمة لیست بصدد بیان حکم طبیعة أهل البیت.

کما لا یمکن حمل اللام علی الاستغراق ، إذ لیس المراد جمیع البیوت لدخولها علی المفرد لا الجم�8. وإلا لقال : (أهل البیوت) کما قال عندما کان فی صدد إفادة الجمع : ( وقرن فی بیوتکن ) .

ص: 447


1- ( إلا أن یکون میتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزیر فإنه رجس ) سورة الأنعام 6 : 145.
2- 2. وتوضیحه : أن نفی الجنس یعنی نفی جمیع مراتبه ، ولما کان جنس الرجس له مراتب متعددة کالمعاصی والآثام والشکر والشک وکل مستقذر وقبیح ، فیکون المنفی هو الجمیع ، ولا معنی لتخصیص النفی بفرد من هذه الأفراد.
3- 3. مر ذلک آنفا فی جواب هذا الایراد نفسه.
4- 4. ذهب أبو علی الجبائی ، والمبرد ، وجماعة من الفقهاء إلی أن المعرف باللام للعموم سواء کان مشتقا أو غیر مشتق. وقد حکی ذلک عنهم العلامة الحلی - قدس سره - فی : نهایة الوصول (مخطوطة مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث - قم) ورقة : 127 / أ - المطلب الساد�4. الفصل الثانی.
5- 5. من هنا نقل إلی إحقاق الحق 2 / 569.
6- 6. فی الأصل : (نشأ) والصحیح ما أثبتناه.

لکن الظاهر أن المراد بأهل البیت - علی طبق قولهم - : أهل الله ، وأهل القرآن ، أهل بیت النبوة (1) ، ولا ریب أن ذلک منوط بحصول کمال الأهلیة والاستعداد المستعقب للتنصیص والتعیین من الله ورسوله علی المتصف به کما وقع فی الآیة والحدیث ، ولهذا احتاجت أم سلمة إلی السؤال عن أهلیتها للدخول فیهم کما مر (2).

ونظیر ذلک : أن المتبادر من الإرث فی قوله تعالی : ( وورث سلیمان ) (3) ، هو إرث المال ، وقد قیل : المراد إرث النبوة أو العلم (4) ،

====

ولعل من المهم هنا هو ما قاله ابن جزی الکلبی فی تفسیره 2 / 561 عن آیة التطهیر ، قال : (وقیل : المراد هنا أزواجه خاصة ، والبیت علی هذا المسکن ، وهو ضعیف ، لأن الخطاب بالتذکیر ، ولو أراد ذلک لقال : (عنکن) ، وروی أن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال : نزلت هذه الآیة فی وفی علی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام) .. وقوله : (وروی) رواه الطبری فی تفسیره 22 / 5. وغیره.

6. صرح النووی فی تفسیره 2 / 183 بهذا المعنی فقال : (أهل البیت ، أی : یا أهل بیت النبوة) وبه قال ابن منظور فی لسان العرب - مادة : أهل - 1 / 254 ، قال : (وآل الله وآل رسوله : أولیاؤه ، أصلها : أهل ، ثم أبدلت الهاء همزة ...).

7. مر سؤال أم سلمة - رضی الله تعالی عنها - فی ص 421 من هذه الرسالة.

8. سورة النمل 27 : 16.

(121) اختلفوا فی ما ورث سلیمان داود علیهما السلام علی ثلاثة أقوال :

ص: 448


1- فتحصل من هذا أن اللام هنا لام العهد ، والمراد بالبیت هو بیت معهود ، فیکون المعنی إرادة إذهاب الرجس عن أهل ذلک البیت الخاص المعهود بین المتکلم والمخاطب.
2- کما لا یصح أن یکون ذلک البیت المعهود بیت أزواجه صلی الله علیه وآله وسلم ، لأنه لم یکن لأزواجه بیت واحد حتی تشیر اللام إلیه ، بل کانت کل واحدة منهن فی بیت خاص ، ولو کان المراد بیتا من بیوتهن لاختصت الآیة بصاحبته ، وهذا ما لم یقله أحد ، زیادة علی أنه یعنی خروج الزهراء البتول علیها السلام عن حکم الآیة ، وهذا علی خلاف ما علیه أهل السنة جمیعا.
3- إذا : المتعین من البیت - علی تقدیر کون المراد منه هو بیت السکنی - هو بیت سیدة نساء العالمین الذی کان یضم بقیة أصحاب الکساء علیهم أفضل الصلاة وأزکی التسلیم.
4- أنظر : مفاهیم القرآن - الشیخ جعفر السبحانی - 5 / 280.

فافهم (1) هذا.

ولا یخفی أن الإمامیة احتجوا فی کتبهم الأصولیة بالآیة المذکورة ، مع الحدیث الذی رواه الترمذی ، عن أم سلمة - رضی الله عنها - (2) علی حجة (3) إجماع العترة الطاهرة ، وهم : علی ، وفاطمة ، وابناهما علیهم السلام.

وکذا احتجوا علیه بقوله علیه السلام : (إنی تارک فیکم الثقلین ما إن تمسکتم بهما لن تضلوا : کتاب الله ، وعترتی أهل بیتی) (4).

====

الثالث : ورثه ماله وملکه ، وهذا هو رأی الشیعة الإمامیة - انظر : التبیان 8 / 5. والمیزان 15 / 349 - علی أن اغتصاب الزهراء علیها السلام حقها هو المنشأ الحقیقی للقولین الأولین ، وإلا لما أجمع أهل البیت علیهم السلام علی القول الثالث ، بل ولما استدل الحسن البصری بهذه الآیة علی أن الأنبیاء یورثون المال کتوریث غیرهم ، ولما أرجعت فدک إلی أهلها فی فترات متعاقبة عبر التاریخ ، أنظر : مجمع البیان 7 / 278.

6. إلی هنا انتهی النقل السابق من هذه الرسالة إلی إحقاق الحق 2 / 569.

7. سنن الترمذی 5 / 351 رقم 3205 - کتاب التفسیر ، ورواه فی مواضع أخر کما مر فی الهامش رقم 18.

8. کذا ، والظاهر : (حجیة).

(125) حدیث الثقلین فی : مسند أحمد 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ، 4 / 367 و 371 ، 5 / 182 و 189 ،

ص: 449


1- الأول : أنه ورث العلم ، واستدلوا بما قاله أبو بکر بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بأنه سمع النبی صلی الله علیه وآله وسلم یقول : (نحن معاشر الأنبیاء لا نورث) ، ومع فرض صحته فلا یمکن العمل به ، لأنه خبر واحد لا یجوز أن یخصص به عموم القرآن الکریم ، ولا نسخه به.
2- وفیه أیضا : أن العلم وإن قبل الانتقال بنوع من العنایة غیر أنه إنما یصح فی العلم الفکری الاکتسابی ، والعلم الذی یختص به الأنبیاء والرسل علیهم السلام - کرامة من الله تعالی لهم - وهبی لیس مما یکتسب بالفکر ، فغیر النبی یرث العلم من النبی ، لکن النبی لا یرث علمه من نبی آخر ولا من غیر نبی.
3- الثانی : أنه ورث العلم والنبوة ، واستدلوا علیه بأن داود علیه السلام کان له تسعة عشر ولدا ذکورا ، وورثه سلیمان خاصة ، فدل علی أن ورثه العلم والنبوة.
4- وفیه : أنه خبر واحد لا یلتفت إلیه فی المقام ، کما مر إبطال وراثة علم النبی من نبی آخر لأنه وهبی. کما أن النبوة نفسها لا تقبل الوراثة لعدم قبولها الانتقال.

واعترض فخر الدین الرازی فی کتاب المحصول علی الأول :

بأن المراد بأهل البیت : زوجاته [صلی الله علیه وآله وسلم] ، بقرینة ما قبل الآیة وما بعدها ، والتذکیر فی ( ویطهرکم ) و ( عنکم ) لا یمنع من إرادتهن ، بل یمنع من القصر علیهن ، وحدیث لف الکساء ، معارض بما روی عن أم سلمة - رضی الله عنها - ، أنها قالت له علیه السلام : ألست من أهل بیتک یا رسول الله؟ فقال : (بلی إن شاء الله) (1).

واعترض علی الثانی (2) ، بأن الحدیث من باب الآحاد (3) وهو مردود عند الإمامیة.

====

(128) إن المصنف قدس سره الشریف - لم یشتغل بالجواب عن هذا الاعتراض إلا بالقدر الذی تسمح به هذه الرسالة ، ولو أجاب - قدس سره - بالنقض لإثبات تواتر الحدیث من طرق

ص: 450


1- وصحیح مسلم 4 / 1873 ح 1. وصحیح مسلم بشرح النووی 15 / 179 - 181 ، وسنن الترمذی 5 / 662 - 663 ح 3786 و 3788 ، وتحفة الأحوذی بشرح جامع الترمذی 10 / 287 - 289 ح 3874 و 3876 ، سنن الدارمی 2 / 431 ، المعجم الکبیر - للطبرانی - 5 / 166 - 167 ح 4971 ، والمعجم الصغیر - له أیضا - 1 / 131 و 135 ، ومصنف ابن أبی شیبة 11 / 452 ح 11725 و 11726 ، ومستدرک الحاکم 3 / 124 ، وتلخیصه للذهبی ، ومجمع الزوائد 9 / 162 - 165 ، وفردوس الأخبار 1 / 98 ح 197 ، والجامع الصغیر - للسیوطی - 1 / 104 ، 2 / 66 ، إحیاء المیت فی الأحادیث الواردة فی آل البیت : 269 ح 55 ، معالم التنزیل 1 / 516 ، وفیض القدیر 3 / 15 ، والمناقب - للخوارزمی - : 110 وفرائد السمطین 2 / 141 ح 436 ب 33 ، وکنز العمال 1 / 172 ح 870 و 872 وص 173 ح 873 وص 185 ح 944 و 946 وص 186 ح 950 وص 187 ح 951 و 953 ، وکفایة الطالب فی مناقب علی بن أبی طالب علیه السلام : 53 ، والفصول المهمة : 39 ، وذخائر العقبی : 16 ، وینابیع المودة 1 / 28 و 29 ، وترجمة الإمام علی علیه السلام من تاریخ مدینة دمشق 2 / 45 رقم 545 ، والسیرة الحلبیة 3 / 274 ، وإسعاف الراغبین : 119 ، وحاشیة کشف الأستار : 126 - 127.
2- 2. تقدم تخریج روایة أم سلمة - رضی الله تعالی عنها - فی هامش الایراد الثالث ، ص 438 من هذه الرسالة.
3- 3. : أی علی الاحتجاج بحدیث الثقلین.

...................................................

====

أهل السنة ، لاحتاج إلی کتاب مستقل کما فعل صاحب (العبقات) رحمه الله تعالی ، حیث أفرد ثلاثة مجلدات من مجلدات (العبقات) لإثبات تواتر حدیث الثقلین.

ونحن لا یسعنا فی المقام إلا أن نذکر بعض من رواه من الصحابة عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم بلفظ : (وعترتی أهل بیتی) ، وبعض طرق الحدیث إلیهم - مستعینین بثمانیة وعشرین مصدرا من مصادر أهل السنة ، وهی المتقدمة قبل هامشین فقط - والتفصیل یطلب من محله ، فنقول :

أما من روی الحدیث من الصحابة - باللفظ المتقدم - فهم : أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة ، وجابر بن عبد الله الأنصاری ، وزید بن ثابت ، وزید بن أرقم ، وأبو سعید الخدری ، وحذیفة بن أسید ، وابن عبا�3. ویرید ، والبراء ابن عازب ، وجریر ، وأبو ذر الغفاری ، وحبشی بن جنادة ، ومالک بن الحویرث ، وأنس بن مالک ، وعمرو بن مرة ، وبریدة الأسلمی ، والبجلی ، وسعد ، وأبو هریرة واثنا عشر رجلا من الصحابة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وابن عمر ، وعائشة بنت سعد ، وأم سلمة زوج النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

وأما طرق الحدیث إلی هؤلاء الصحابة فقد بلغت - کما یظهر من مصادره المتقدمة - أکثر من مائة طریق ، وهی :

5. أخرجه الترمذی ، والنسائی ، وابن أبی شیبة ، والخطیب فی (المتفق والمفترق) ، کل من طریق ، عن جابر بن عبد الله الأنصاری.

6. أخرجه أحمد ، والطبرانی ، کلاهما من طریقین ، وعبد بن حمید ، وابن الأنباری ، وابن أبی لیلی ، ونور الدین الهیثمی ، کل من طریق ، عن زید بن ثابت.

7. أخرجه الطبرانی فی (المعجم الکبیر) من طرق کثیرة. والترمذی ، والحاکم من طریقین. وأحمد ، وعبد بن حمید ، ومسلم ، وأبو داود ، والدارمی ، ونور الدین الهیثمی ، کل من طریق ، عن زید بن أرقم.

8. أخرجه أبو یعلی ، والطبرانی فی (المعجم الکبیر) ، کلاهما من طریقین. وابن أبی شیبة ، وأحمد ، وابن سعد ، والبارودی ، کل من طریق ، عن أبی سعید الخدری.

9. أخرجه الطبرانی فی (المعجم الکبیر) ، والحاکم ، ونور الدین الهیثمی ، کل من طریق ، عن أبی الطفیل ، عن حذیفة بن أسید الغفاری.

10. أخرجه أحمد ، والحاکم ، عن ابن عباس.

11. أخرجه ابن أبی شیبة ، وأحمد ، عن ابن عباس ، عن برید.

ص: 451

.............................

__________________

8 - أخرجه أحمد ، وابن ماجدة ، عن البراء بن عازب.

9 - أخرجه الطبرانی فی (المعجم الکبیر) عن جریر.

10 - أخرجه أبو نعیم ، عن جندب بن جنادة.

11 - أخرجه البخاری فی تاریخه ، وابن نافع ، عن حبشی بن جنادة.

12 - أخرجه الطبرانی فی (المعجم الکبیر) ، عن مالک بن الحویرث.

13 - أخرجه أحمد ، عن علی علیه السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة.

14 - أخرجه الخطیب فی (المتفق والمفترق) عن أنس بن مالک.

15 - أخرجه الطبرانی فی (المعجم الکبیر) ، عن عمرو بن مرة وزید بن أرقم معا.

16 - أخرجه أحمد ، والنسائی ، وابن حبان ، والحاکم ، والضیاء المقدسی ، کل من طریق ، عن بریدة الأسلمی.

17 - أخرجه النسائی ، عن سعید بن وهب ، عن عمر بن ذر مرفوعا.

18 - أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن القواریری ، عن یونس بن أرقم من طرق کثیرة صحیحة ، عن أبی الطفیل ، وعن زید بن أرقم ، وعن ابن عباس ، وعن عائشة بنت سعد ، وعن البراء بن عازب ، وعن ابن أسید ، وعن البجلی ، وعن سعد.

19 - أخرجه نور الدین الهیثمی ، عن أبی هریرة ، وعلی علیه السلام معا ، وأخرجه بهذا الطریق وطریق آخر - بلفظ قریب من الأول - عن عبد الرحمن بن عوف ، وبطریق آخر - قریب من لفظه - عن عبد الله بن عمر.

20 - أخرجه ابن أبی شیبة ، عن أبی هریرة ، واثنی عشر رجلا من الصحابة.

أنظر : دفاع عن الکافی - ثامر العمیدی - 1 / 141.

هذا ، وقد أحصی السید علی المیلانی فی کتابه : (حدیث الثقلین .. تواتره ، فقهه کما فی کتب السنة ، نقد لما کتبه الدکتور السالوس) : 47 - 51 رواة الحدیث عبر القرون ابتداء من القرن الثانی وحتی القرن الرابع عشر الهجری فبلغوا مائة وخمسة وستین عالما ، ومن هنا تتضح قیمة اعتراض الرازی علی حدیث الثقلین بأنه من الآحاد! علی أن بعض أهل السنة یری تحقق التواتر بنقل الواحد! کالغزالی فی کتابه : المنخول : 242 ، والأعجب من هذا کله هو ادعاء الآمدی فی الإحکام فی أصول الأحکام 1 / 209 حیث أضاف إلی قوله : (إنه من باب الآحاد) : (وإن کان حجة ولکن لا نسلم أن المراد بالثقلین : الکتاب والعترة ، بل : الکتاب والسنة) مدعیا بأن الحدیث ورد بلفظ (کتاب الله وسنتی) ، مع أن الحدیث بهذا اللفظ (وسنتی) لم یروه سوی مالک فی الموطأ 2 / 208 وابن هشام فی سیرته 4 / 603 وکلاهما لم

ص: 452

[ثم قال :] (1) سلمنا ، لکن یدل علی أن مجموع الکتاب وقول العترة [علیهم السلام] حجة ، لا علی أن قولهم وحده حجة (2).

وقال صاحب الحاصل - مشیرا إلی اعتراض الرازی علی وجهی احتجاج الإمامة - : وهذا تعصب ، وإلا فالحجتان جیدتان (3).

وقال شارح التحصیل (4) أیضا : إن ما قاله الإمام ومن تبعه تعصب

====

5. راجع الهامش رقم 26 من هذه الرسالة.

(132) هو : بدر الدین محمد بن أسعد التستری الشافعی ، کان محققا ومدققا وإمام زمانه فی الفقه والأصول ، وبرع فی المنطق والحکمة ، وکان أعجوبة فی معرفة مصنفات متعددة بخصوصها مطلعا علی أسرارها ، ووضع علی کثیر منها تعالیق متضمنة لنکت غریبة تدل علی براعته وعلمه وفطنته ، له من الکتب : شرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح البیضاوی ، والطوالع ، والمطالع ، والغایة القصوی ، وشرح کتاب ابن سینا ، وله : حل عقد التحصیل - ولعله هو الکتاب الذی نقل عنه المصنف قدس سره - مخطوط بدار الکتب المصریة ، برقم 14 ، یقع

ص: 453


1- یسنداه! وأسنده المناوی فی فیض القدیر / شرح الجامع الصغیر 3 / 240 وفی إسناده صالح بن موسی الطلحی الکوفی ، وقد أطبقت کلمة علماء الرجال علی وصفه بأقبح الأوصاف ، ولم یوثقه أحد من أهل السنة قط! راجع : دیث الثقلین - للسید المیلانی - : 63 وما بعدها ، وحدیث الوصیة بالثقلین : الکتاب والسنة - للسید المیلانی أیضا - المنشور ضمن سلسلة الأحادیث الموضوعة فی مجلة (تراثنا) ، العدد الرابع [29] ، السنة السابعة ، شوال 1412 ه ، ص1. 187.
2- 2. أثبتنا ما بین العضادتین لیعلم أن ما بعده هو من تتمة کلام الرازی.
3- 3. ذکر هذا الاعتراض الرازی فی المحصول 2 / 82 ، وأبو إسحاق الشیرازی فی شرح اللمع 2 / 719 رقم 844 ، والأرموی فی التحصیل من المحصول 2 / 72 ، والآمدی فی الإحکام فی أصول الأحکام 1 / 209 ، وابن الحاجب فی منتهی الوصول والأمل فی علمی الأصول والجدل 1 / 57 ، والبدخشی فی منهاج العقول 2 / 402 ، والسبکی فی الابهاج فی شرح المنهاج 2 / 366 ، کلهم فی بحث الإجماع.
4- وقد اتضح لی أن أغلب هذه الکتب - بعد تتبع نصوصها - تعتمد علی النقل الحرفی من (محصول الرازی) وبلا تدبر! علی الرغم مما لأصحابها من منزلة علمیة ، وإلا فما معنی القول بأن حدیث الثقلین من أخبار الآحاد بعد روایة الجم الغفیر له من الصحابة ، وتسجیله فی أمهات کتب الحدیث السنیة؟!

کما قاله بعض الفضلاء (1) ، وإلا فالحجتان جیدتان علی القواعد الأصولیة التی قررها هو وغیره (2).

وقال بعض الشافعیة من شارحی المنهاج (3) فی هذا المقام أیضا - : إنه لا شک أن أهل البیت فی مهبط الوحی ، والنبی صلی الله علیه وآله کان

====

4. من القواعد الأصولیة التی قررها الرازی وأشاد بنیانها هو وغیره هی أن خبر الواحد العدل حجة فی الشرع ، واستدلوا علیه بالنص ، والإجماع ، والسنة المتواترة ، والقیاس ، والعقل.

أنظر : المحصول 2 / 5. ونهایة السول 2 / 94 ، والتقریر والتحبیر 2 / 271 - 272 ، والمستصفی 2 / 131 ، وإحکام الفصول فی أحکام الأصول - للباجی - : 266 ، والاحکام فی أصول الأحکام - للآمدی - 2 / 274 ، وشرح مختصر المنتهی للقاضی عضد الدین 1 / 160 ، کلهم فی مباحث خبر الواحد.

ومن هنا یتبین أن حدیث الثقلین مع فرض کونه من أخبار الآحاد فإن استدلال الشیعة به تام علی طبق ما قرره الرازی وغیره ، کما سیشار إلیه فی متن الرسالة لاحقا.

وکذلک الحال فی تمامیة استدلالهم بخبر إبعاد أم سلمة عن الدخول مع أهل الکساء علیهم السلام الذی لا یقوی - بحسب ما قرره الرازی وغیره فی بحث التعارض - خبر الإذن لها علی معارضته ، کما بیناه فی مناقشة سنده فی الهامش رقم 80.

(135) المراد هو : عبد الله أو عبید الله بن محمد الفرغانی ، المشتهر بالعبری ، من أکابر فقهاء الشیعة ، شرح مصنفات القاضی البیضاوی ، وصنف شرح المنهاج ، وتوجد نسخة خطیة منه فی مکتبة

ص: 454


1- فی 147 لوحة.
2- وکان یدرس بقزوین ، وسافر إلی مصر سنة 727 ه ، ثم رجع إلی العراق ، وتوفی بهمدان سنة 2. ذکره الأسنوی فی طبقات الشافعیة 1 / 154 رقم 294 مصرحا بأنه من أشیاخه ولمزه بالرفض! وتابعه علی ذلک ابن حجر فی الدرر الکامنة 3 / 383 رقم 1015 ، وعده ابن العماد من فقهاء الشافعیة فی شذرات الذهب 6 / 102 - فی سنة 732 ه ، وفی مقدمة تحقیق التحصیل من المحصول - للأرموی - : 128 ، أن المترجم له قد درس التحصیل ، وکان یثنی علیه غایة الثناء وعلی مؤلفه أیضا ، مع أن بعض ما فی التحصیل لا یقبله باحث منصف فضلا عن (الرافضة) کتأییده للرازی - کما مر قبل هامشین - بأن حدیث الثقلین من أخبار الآحاد! وهذه قرینة علی عدم تشیعه.
3- 3. المراد ببعض الفضلاء فی کلام شارح التحصیل هو القاضی تاج الدین محمد بن حسین الأرموی (ت 656 ه) صاحب (الحاصل) المتقدم فی الهامش 26 من هذه الرسالة ، ظاهرا.

مدة حیاته مهتما بتربیتهم وإرشادهم غایة الاهتمام ، فکل ما قالوا به واتفقوا علیه یکون أقرب إلی الحق والصواب ، وأبعد عن الخطأ والفساد (1).

وهذا المقدار کاف فی إفادة المراد.

وأقول فی دفع الاعتراض الأول : إن التذکیر فی ( ویطهرکم ) (2) وإن لم یمنع من إرادتهن ، لکن الطهارة المأخوذة فی ( ویطهرکم ) [تمنع] (3) منه ، [لدلالتها] (4) علی العصمة ، وعصمة الأزواج منفیة بالاتفاق.

وأیضا : إن الآیة - بضم الحدیث المروی عن أم سلمة (5) - تمنع من إرادة الأزواج ، لدلالة الحدیث علی خروج أم سلمة وهی من الأزواج ، ولا قائل بالفصل ، فیدل علی خروج الکل.

علی أنه قد یفهم من قوله علیه السلام : (هؤلاء أهلی) (6) دون غیرهم ،

ص: 455


1- أوقاف بغداد ، برقم 4953 کما فی الأعلام - للزرکلی - 4 / 1. وسیأتی - فی الهامش التالی - ما یدل علی کون المقصود بهذا الکلام هو العبری.
2- 2. قال الأسنوی فی نهایة السول 2 / 400 - بعد نقله لقول البیضاوی والرازی فی کون إجماع أهل البیت علیهم السلام لیس بحجة! - ما نصه : (قال العبری : والحق أن إجماعهم أبعد عن الخطأ ، لأن أهل البیت مهبط الوحی ، والنبی علیه السلام فیهم ، فالخطأ علیهم أبعد).
3- 3. لم یرد فی الأصل حرف الواو فی (ویطهرکم).
4- 4. فی الأصل : (یمنع) وما أثبتناه بین العضادتین هو الصحیح.
5- 5. وهو الحدیث الذی منعت أم سلمة - رضی الله تعالی عنها - بموجبه من الدخول مع أهل الکساء علیهم السلام ، وقد تقدم تخریجه فی الهامش رقم 18.
6- 6. أخرجه الترمذی فی سننه 5 / 351 ح 3205 ، وأحمد فی مسنده 6 / 292 ، والحاکم فی مستدرکه 2 / 416 ، والخطیب البغدادی فی تاریخ بغداد 10 / 278 ح 5396 ، وابن عساکر فی ترجمة الإمام الحسین علیه السلام من تاریخ دمشق بطرق کثیرة : 61 ح 85 وما بعده ، والطبری فی تفسیره 22 / 6 ، وابن کثیر فی تفسیره 3 / 492 ، وذکره السیوطی فی الدر المنثور 3 / 603 مع الإشارة إلی کثیر من طرقه.

ردا علی من اعتقد أن الأزواج أیضا من أهل البیت ، فیکون قصرا إفرادا (1).

وأما ما ذکره أولا فی اعتراضه الثانی من أن خبر الواحد مردود عند الإمامیة!

مردود بأن هذا افتراء علیهم (2) ، فإن سلم فلعلهم تمسکوا بذلک الحدیث إلزاما ، لأن الخصم سلم صحته ، وسلم أن الخبر الواحد حجة (3).

وما ذکره ثانیا (4) مدفوع بأن المتبادر من الحدیث التمسک بکل من الکتاب والعترة ، فیدل علی کون العترة [مستقلة] (5) بالهدایة (6).

قال صاحب النقود والردود (7) : الحدیث یدل علی استقلال العترة

====

8. هو محمد بن محمود بن أحمد البابرتی ، الشیخ أکمل الدین الحنفی ، ویقال : محمد بن محمد بن محمود ، صنف (النقود والردود) شرحا لمختصر ابن الحاجب ، وشرح عقیدة نصیر الدین الطوسی ، وشرح (مشارق الأنوار) للصغانی ، مات سنة 786 ه.

ص: 456


1- 1. وهذا قد صرح به الفقیه الشافعی الفرغانی العبری حسبما نقله عنه الأسنوی فی نهایة السول 2 / 399 ، وقد مر کلامه فی مناقشة سند الروایة المدعی أنها معارضة لحدیث الکساء فی آخر الهامش رقم 81 فراجع.
2- 2. لأنهم صرحوا بأن خبر الواحد العدل حجة فی سائر کتبهم الأصولیة ، ولا یضر نفی بعضهم حجیة الخبر الواحد کالسید المرتضی - قدس سره الشریف - علی ما هو معروف عنه ومشهور.
3- 3. راجع الهامش رقم 134.
4- 4. من أن حدیث الثقلین لا یدل علی أن قول العترة وحده حجة ، بل منضما إلی مجموع الکتاب العزیز کما مر فی ص 453.
5- 5. فی الأصل : (مستقلا) وقد یکون صحیحا إذ ما لوحظ معنی العترة لا لفظها ، لأن معنی العترة لغة یفید التذکیر ، فعترة الرجل : عقبه من صلب ، وقیل : قومه ، وقیل : رهطه. (لسان العرب 9 /5. عتر) ، وما أثبتناه بین العضادتین هو الأنسب ظاهرا.
6- 6. وهذا صرح العبری الشافعی بأن حدیث الثقلین (یلزم حجیة کل خبر مروی عن العترة ، وعدم حجیة ما روی عن سائر الصحابة).
7- راجع : نهایة السول الأسنوی 2 /7. بحث الإجماع.

بالهدایة ، لکون الکتاب مستقلا ، فلو لم [تکن] (1) العترة [مستقلة] (2) بها لما جاز الجمع بین العترة والکتاب بقوله علیه السلام : (بهما) (3) ، لأنه کالجمع بین مباح ومحظور ، لأنه ظاهر جمع بینهما (4) ، انتهی.

ثم أقول : الأولی فی الرد ، أن یقال : العترة [مستقلة] (5) به بدون انضمام الکتاب دون العکس ، وإلا لم تکن لهم مزیة ، لأن من عداهم أیضا بهذه المشابهة ، ویؤید هذا ما ذکره المولی الفاضل المتأله قطب الدین الشیرازی الشافعی (6) فی مکاتبته المشهورة ، حیث قال :

(راه بی راهنما نمیتوان یافت وگفتن آنکه چون کتاب الله وسنة

====

7. فی الأصل : (مستقل) والصحیح ما أثبتناه بین العضادتین.

8. هو : محمد بن مسعود بن مصلح الفارسی الشیرازی الشافعی ، الملقب بالعلامة ، ویعرف بالقطب الشیرازی ، کان بارعا فی العلوم محققا متکلما حکیما ، ولد بشیراز سنة 634 ه ، قرأ علی نصیر الدین الطوسی ، ودخل الروم وقدم الشام وسکن تبریز ، وکان ظریفا مزاحا لا یحمل هما ، ولا یغیر زی الصوفیة ، ویجید لعب الشطرنج! ویتقن الشعبذة! ویضرب بالرباب! ومع هذا فهو من بحور العلم ومن أذکیاء العالم ، له : شرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح المفتاح للسکاکی ، وشرح کلیات ابن سینا ، مات فی الرابع والعشرین من شهر رمضان سنة 710 ه بتبریز ودفن بها قرب قبر المحقق البیضاوی.

روضات الجنات 6 / 46 ، وریاض العلماء 5 / 170 ، کلاهما فی ترجمة قطب الدین

ص: 457


1- الدرر الکامنة فی أعیان المائة الثامنة 14 / 250 رقم 686.
2- 2. فی الأصل : (یکن) والصحیح ما أثبتناه بین العضادتین.
3- 3. فی الأصل : (مستقلا) والصحیح ما أثبتناه بین العضادتین ، وقد مر مثله فی هامش رقم 146.
4- 4. الوارد فی حدیث الثقلین.
5- 5. النقود والردود فی شرح مختصر ابن الحاجب ، مخطوط فی المدرسة الباقریة فی مشهد المقدسة ، وهو من موقوفات المدرسة السمیعیة.
6- أنظر : فهرس مخطوطات المدرسة الباقریة ، للدکتور محمود فاضل ، منشور فی مجلة (تراثنا) تباعا ، العدد الأول [26] السنة السابعة / محرم 1412 ه ، ص 6. وفیه أن وفاة صاحب النقود فی سنة 876 ه ، والصحیح ما ذکرناه فی ترجمته.

رسول الله در میان است بمرشد چه حاجتست بآن ما ندرکه مریض گوید چون کتب هست که طبیب نوشته چرا ما بأطباء مراجعت باید کرد که این سخن خطاست برای انکه نه هر کس را فهم کتب طب میسر است واستنباط از آن میتواند کرد مراجعت بأهل استنباط باید کرد که : ( ولو ردوه إلی الرسول وإلی أولی الأمر منهم لعلمه ا لذین یستنبطونه ) (1).

کتاب حقیقی صدور أهل علمست که : ( بل هو آیات بینات فی صدور الذین أوتوا العلم ) (2) ، نه بطون دفاتر چنانچه أمیر المؤمنین علیه السلام فرمود : (أنا کلام الله الناطق ، وهذا کلام الله الصامت) (3)) (4).

====

ولأمیر المؤمنین علیه السلام أقوال کثیرة بهذا المعنی : کقوله علیه السلام : (لا ینطق - أی : القرآن - بلسان ، ولا بد له من ترجمان ، وإنما ینطق عنه الرجال) نهج البلاغة : خطبة 125.

وکقوله علیه السلام : (فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق) نهج البلاغة : خطبة 183.

وکقوله عن أهل البیت علیهم السلام : (لا یخالفون الدین ولا یختلفون فیه ، فهو بینهم شاهد صادق وصامت ناطق) نهج البلاغة : خطبة 147.

(158) ترجمة النص الفارسی إلی العربیة هو هذا :

لا یوجد طریق بلا دلیل ، وقول : إنه لما یکون فی البین کتاب الله وسنة رسوله ، فلماذا تکون الحاجة إلی المرشد؟! یشبه قول المریض : إنه لما کانت کتب الطب مدونة من قبل الأطباء وهی موجودة ، فلا حاجة لمراجعة الأطباء!!

ولا شک فی غلط هذا القول ، إذ لیس لکل أحد تیسر فهم العلاج من کتب الطب ، وکما

ص: 458


1- الرازی محمد بن محمد البیوهی ، کشف الظنون 6 / 406.
2- 2. سورة النساء 4 : 83.
3- 3. سورة العنکبوت 29 : 49.
4- 4. لم نعثر علی هذا النص فی المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، ولا فی فهرس غرر الحکم ودرر الکلم ، ولا فی سجع الحمام فی حکم الإمام ، ولا فی المصادر التی اهتمت بنقل کلمات أمیر المؤمنین علیه السلام ک (نثر الدر) للآبی وغیره.

انتهی کلامه ، وبه انتهی توضیح ما أوردناه ، والحمد لله رب العالمین.

(تم ، تم) (1).

* * *

وآخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمین

والصلاة والسلام علی من

أذهب الرجس عنهم وطهروا تطهیرا

محمد وآله المیامین.

====

والکتاب الحقیقی هو صدور أهل العلم کما فی قوله تعالی : ( بل هو آیات بینات فی صدور الذین أوتوا العلم ) لا بطون الدفاتر ، کما قال أمیر المؤمنین علیه السلام : (أنا کلام الله الناطق ، وهذا - أی : القرآن الکریم - کتاب الله الصامت).

3. الظاهر أن ما بین القوسین هو من کلام الناسخ لا المصنف.

ص: 459


1- إن علی المریض مراجعة الأطباء ، کذلک من یرید الهدایة والحق فعلیه مراجعة أهل الاستنباط من أولی الأمر کما فی قوله تعالی : ( ولو ردوه إلی الرسول وإلی أولی الأمر منهم لعلمه الذین یستنبطونه ) .

من أنباء التراث

کتب صدرت محققة

* عدة الرجال ، ج 1 و 2.

تألیف : السید محسن بن الحسن الحسینی الأعرجی الکاظمی (1130 - 1227 ه).

کتاب مهم فی علم الدرایة ، یتضمن ثمانیة عشر فائدة فی مختلف الموضوعات الخاصة بمعرفة أحوال رواة أحادیث الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة من عترته علیهم السلام ، مبینا ما اجتمع علیه علماء الرجال المتقدمین والمتأخرین وما اختلفوا فیه فی تصانیفهم الکثیرة.

ضم الجزء الأول ، الفوائد الاثنی عشر التی وضعها بناء علی طلب ولده - والذی

توفی بعد إتمامها - مع فائدتین من الفوائد الست اللاحقة - التی ألفت بعد وفاته - ، فیما ضم الجزء الثانی الفوائد الأربع الأخری مع الفهارس الفنیة العامة للکتاب.

تم التحقیق اعتمادا علی نسختین مخطوطتین ذکرت مواصفاتهما فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : مؤسسة الهدایة لإحیاء التراث - قم.

نشر : منشورات إسماعیلیان - قم / 1415 ه.

* الحاشیة علی استصحاب القوانین.

تألیف : الشیخ الأعظم ، الشیخ مرتضی

هیئة التحریر

ص: 460

الأنصاری (1214 - 1281 ه).

هو حاشیة علی مباحث الاستصحاب من کتاب (قوانین الأصول) للمحقق القمی المیرزا أبی القاسم الجیلانی - المتوفی سنة 1231 ه - وهو من التألیفات الأولی للشیخ الأنصاری - قدس سره - فی الأصول.

تم تحقیقه اعتمادا علی نسخة مخطوطة ناقصة مکتوبة بخط المؤلف - قدس سره - ، فطبعت کما هی علیه لعدم العثور علی هذا النقص ، وقد أحلق بالکتاب مبحث الاستصحاب من (قوانین الأصول) لإتمام الفائدة ولتسهیل المراجعة إلی أصل الکتاب.

إعداد : لجنة تحقیق تراث الشیخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمی بمناسبة الذکری المئویة الثانیة لمیلاد الشیخ الأنصاری قدس سره - قم / 1415 ه.

* غایة المراد فی شرح نکت الإرشاد ، ج 1.

*حاشیة الإرشاد.

الکتاب الأول من تألیف : الشهید الأول ، الشیخ شمس الدین محمد بن

مکی العاملی (734 - 786 ه).

والثانی من تألیف : الشهید الثانی ، الشیخ زین الدین بن علی بن أحمد العاملی الشامی (911 - 965 ه).

وهما شرحان علی کتاب (إرشاد الأذهان) إلی أحکام الإیمان) للعلامة الحلی ، الحسن بن یوسف بن المطهر (648 - 726 ه) ، الذی یعد من أجل الکتب الفقهیة ، موجز خال من الاستدلال ، وهو دورة فقهیة کاملة یبدأ من کتاب الطهارة وینتهی بالدیات ، ویحتوی علی خمسة عشر ألف مسألة ، علیه ما یقرب من خمسین شرحا وحاشیة ، فضمه المحقق إلی الکتابین المذکورین فی مجلد صار یجمع ثلاثة من أهم الکتب الفقهیة والمصادر المعتمدة فی فقه الشیعة الإمامیة ، والشاملة لجمیع أبواب الفقه ، لثلاثة من أعاظم الفقهاء.

ف (غایة المراد) للشهید الأول ، من المتون الفقهیة المهمة ، وهو شرح للموارد المبهمة والمشکلة فی (إرشاد الأذهان) کتبه وفق أسلوب (قوله ... أقول ...) فجمع فیه بین التحقیق والتدقیق والتتبع الواسع ، ونقل فیه آراء کثیر من العلماء الذین لم تصل آثارهم إلینا ، وهو دورة کاملة أیضا من الطهارة إلی الدیات ، طبع علی الحجر مرة

ص: 461

واحدة من قبل فی سنة 1271 ه.

و (حاشیة الإرشاد) للشهید الثانی ، من الآثار الفقهیة النافعة ، البلیغة فی الأسلوب ، والخالیة من التعقید ، وغیر المطولة فی الطریقة.

اشتمل هذا الجزء علی مقدسة مبسوطة وشاملة لسیرة وحیاة المصنفین الثلاثة ومؤلفاتهم مع نبذة عن الکتب الثلاثة ، وبحث یخص أسلوب العمل فی تحقیقها ، کما ضم کتب : الطهارة ، الصلاة ، الزکاة ، الصوم ، الحج ، والجهاد ، ومن المؤمل أن یصدر الکتاب فی أربعة أجزاء.

اعتمد فی تحقیق (إرشاد الأذهان) علی 9 نسخ مخطوطة وواحدة مطبوعة محققة ، وفی تحقیق (غایة المراد) علی 8 نسخ مخطوطة مع النسخة المطبوعة حجریا ، وفی تحقیق (حاشیة الإرشاد) علی 5 نسخ مخطوطة ، ذکرت مواصفاتها جمیعا فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : الشیخ رضا المختاری.

نشر : مرکز الأبحاث والدراسات الإسلامیة - قم / 1414 ه.

* إشارة السبق.

تألیف : الشیخ أبی الحسن علی بن

الحسن بن أبی المجد الحلبی ، من أعلام القرن السادس الهجری.

والکتاب مجموعة من المباحث فی العقائد والأصول (أرکان التکلیف العقلی) ومباحث فی الأحکام الفقهیة (أرکان التکلیف الشرعی) کان قد طبع الکتاب سابقا علی الحجر سنة 1276 ه ضمن کتاب (الجوامع الفقهیة).

ثم تحقیق الکتاب فی هذه الطبعة اعتمادا علی عدة نسخ ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق ، وألحق معه رسالة قاعدة ضمان الید للشیخ فضل الله النوری الآتی ذکره.

تحقیق : الشیخ إبراهیم البهادری.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1414 ه.

* القضاء والشهادات :

تألیف : الشیخ الأعظم ، الشیخ مرتضی الأنصاری (1214 - 1281 ه).

یتکون الکتاب من ثلاثة أقسام : القضاء ، الشهادات ، والملاحق ، القضاء فی قسمین : الأول شرح لکتاب (إرشاد الأذهان) للعلامة الحلی - المتوفی 726 ه - ویقع فی ثلاثة مقاصد ، فی

ص: 462

صفات القاضی وآدابه ، وفی کیفیة الحکم ، وفی الدعوی ، والقسم الثانی یبحث فی سبع مسائل مستقلة تخص الموضوع نفسه.

أما القسم الثانی فیتضمن البحث فی بعض مسائل الشهادات بصورة مستقلة.

وأما الملاحق فهی أربعة فی مواضیع متفرقة.

ثم التحقیق اعتمادا علی نسختین مخطوطتین ذکرت مواصفاتهما فی مقدمة التحقیق.

إعداد : لجنة تحقیق تراث الشیخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمی بمناسبة الذکری المئویة الثانیة لمیلاد الشیخ الأنصاری قدس سره - قم / 1415 ه.

* مجمع البحرین ، ج 1.

تألیف : الشیخ فخر الدین الطریحی 979 - 1085 ه).

معجم لغوی ، وضعه المؤلف - رحمه الله - أصلا لتفسیر غریب القرآن والحدیث المنسوب إلی أهل البیت علیهم السلام ، ثم أضاف إلیه کثیر من المفردات والمعانی المستخدمة فی الکلام والواردة فی أمهات

مصادر اللغة ، مع فوائد متعددة ومختلفة ألحقها فی نهایة کتابه.

اعتمد - فی منهجه فی ترتیب المواد - الحرف الأخیر من الکلمة ، وتقسیم المعجم إلی کتب بعدد أحرف الهجاء ، وکل کتاب إلی أبواب باعتماد الحرف الأول للکلمة.

کان قد طبع سابقا فی العراق بتحقیق السید أحمد الحسینی ، وأعید طبعه بالأوفسیت فی إیران.

وفی الطبعة الجدیدة المحققة هذه أعید ترتیب مواد المعجم وفق الطریقة المعروفة المتداولة ، وهی اعتماد الحرف الأول من المادة ثم الثانی والثالث ... إلی آخره ، ویبدأ هذا الجزء من حرف (أ) وینتهی بحرف (ذ).

تم التحقیق اعتمادا علی نسخة مخطوطة وثلاث نسخ مطبوعة ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : قسم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة.

نشر : مؤسسة البعثة - قم / 1414 ه.

* کتاب الصلاة ، ج 1

تألیف : الشیخ الأعظم ، الشیخ مرتضی الأنصاری (1214 - 1281 ه).

ص: 463

یشتمل هذا الجزء علی النظر فی المقدمات والماهیة واللواحق. والمقدمات

فی خمس مقاصد : أقسام الصلاة ، أوقاتها ، الاستقبال ، لباس ومکان المصلی ، وفی الأذان والإقامة. أما الماهیة ففی کیفیة أداء الصلاة الیومیة والمسائل المتعلقة بها. وأما الملاحق فهی اثنان : فی الاستقبال ، وفی واجبات أفعال الصلاة.

تم التحقیق اعتمادا علی نسخة مخطوطة وأخری مطبوعة ، ذکرت مواصفاتهما فی مقدمة التحقیق.

إعداد : لجنة تحقق تراث الشیخ الأعظم.

نشر : الأمانة العامة للمؤتمر العالمی بمناسبة الذکری المئویة الثانیة لمیلاد الشیخ الأنصاری قدس سره - قم / 1415 ه.

*وجیزة فی علم الرجال.

تألیف : الشیخ أبو الحسن المشکینی (1305 - 1358 ه).

کتاب یتناول القواعد الکلیة لعلم الرجال وتعریفها والبحث فی جزئیاتها بصورة موجزة.

تم التحقیق اعتمادا علی نسخة مخطوطة کتبها أحد تلامذة المؤلف.

تحقیق : زهیر الأعرجی.

نشر : مؤسسة الأعلمی للمطبوعات - بیروت / 1411 ه.

* رسالة قاعدة ضمان الید.

تألیف : الشیخ فضل الله النوری (1259 - 1327 ه).

وهی بحث فی قاعدة ضمان الید فقهیا من جوانبها کافة.

تم التحقیق اعتمادا علی نسخة الأصل بخط المؤلف رحمه الله ، وقد ضمت إلی کتاب (إشارة السبق) الذی مر آنفا وصدرا فی مجلد واحد.

تحقیق : الشیخ قاسم شیر زاده.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1414 ه.

* فدک فی التاریخ.

تألیف : السید محمد باقر الصدر.

دراسة تاریخیة موضوعیة عمیقة لقضیة فدک - الأرض التی ترکها الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم لبضعته الزهراء علیها السلام وصادرها الخلیفة الأول مجتهدا برأیه - معتمدا المنهج العلمی الحدیث فی التحلیل والمناقشة والاستنتاج

ص: 464

للأحداث التی رافقت هذه القضیة بعیدا عن العواطف والتقلید.

طبع الکتاب من قبل عدة مرات فی العراق ولبنان وإیران.

وقد تم تحقیق الکتاب اعتمادا علی الطبعة الأولی الصادرة فی النجف الأشرف فی سنة 1374 ه = 1955 م.

تحقیق : الدکتور عبد الجبار شرارة.

نشر : مرکز الغدیر للدراسات الإسلامیة - قم / 1415 ه.

* کتاب سلیم بن قیس الهلالی ، ج 1 - 3.

من المصنفات الأولی فی تاریخ الإسلام ، وهو أول أثر شیعی وصل إلینا من زمن تألیفه فی القرن الأول الهجری ، صنفه التابعی الجلیل سلیم بن قیس - المتوفی سنة 76 ه - باسم : (السقیفة) ثم غلبت علیه تسمیته باسم مؤلفه رحمه الله.

وقد جمع فیه ما روی عن الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم فی فضائل أهل البیت علیهم السلام وخلافة أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام وإمامة الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام ، کما أورد أخبار السقیفة مفصلة ، وکذا الاختلافات والأحداث التی جرت بعید وفاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، وظلامة

أهل بیته علیهم السلام ودفعهم عن منصبهم الإلهی وغصبهم حقهم ، وما جری بین أمیر المؤمنین علیه السلام وبین أعدائه فی حروبه ، والفتن الواقعة من بعده فی زمن معاویة.

ضم الجزء الأول بحوثا عدیدة کمقدمة للتحقیق تخص : المؤلف ، الکتاب ، أوضاع المسلمین زمن تألیفه ، والشبهات المثارة حوله ، ودفعها وتفنیدها ، مع وصف 60 مخطوطة له.

فیما ضم الجزء الثانی 70 حدیثا هی متن الکتاب ، مع 21 حدیثا ذکرتها الموسوعات الحدیثیة مرویة عن سلیم لم تذکر فی أصل الکتاب.

أما الجزء الثالث فقد اشتمل علی تخریجات الأحادیث بذکر المصادر التی روت عن سلیم وعن غیره ، مع مجموعة من الفهارس الفنیة العامة للأجزاء الثالثة.

ثم تحقیقه اعتمادا علی 14 مخطوطة ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : الشیخ محمد باقر الأنصاری.

نشر : نشر الهادی - قم / 1415 ه.

* مشرق الشمسین وإکسیر السعادتین

تألیف : الشیخ البهائی ، بهاء الدین

ص: 465

محمد بن الحسین العاملی (953 - 1030 ه).

کتاب یشتمل علی الآیات الخاصة بالأحکام الشرعیة وتفسیرها ، مع ذکر الأحادیث الصحیحة فقط المرویة عن أئمة الهدی علیهم السلام التی تخص هذه الأحکام ، وهو کتاب فرید فی بابه لکونه جامعا بین الکتاب والسنة ، وقد أورد هذه الأحادیث من الکتب الأربعة إضافة إلی مقدمة مفیدة تضم بحوثا علمیة عدیدة فی : الحدیث وأنواع ورواته والجرح والتعدیل ... وغیرها.

کما تضمن الکتاب تعلیقة للشیخ الخواجوئی ، محمد بن إسماعیل بن الحسین المازندرانی ، المتوفی سنة 1173 ه.

وتعد هذه التعلیقة شرحا لمطالب الکتاب ، مع أبحاث تفسیریة لآیات الأحکام المذکورة وأبحاث فقهیة ورجالیة مع بیان بعض الموارد الصعبة والعبارات الغامضة.

تم تحقیق أصل الکتاب اعتمادا علی عدة نسخ مخطوطة ، والتعلیقة اعتمادا علی نسخة مخطوطة واحدة ، ذکرت مواصفاتها جمیعا فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : السید مهدی الرجائی.

نشر : مجمع ا لبحوث الإسلامیة التابع للروضة الرضویة المقدسة - مشهد / 1414 ه.

* الاعتقادات.

تألیف : الشیخ الصدوق ، أبی جعفر محمد بن علی بن الحسن بن موسی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

بحث یتضمن آراء ونظرة الشیخ الصدوق واعتقاداته فی کثیر من عقائد الشیعة الأصولیة وأحکامهم التشریعیة وکثیر من الأمور العامة المتعلقة بهذه العقائد والأحکام معتمدا المنهج الکلامی فی معرفة أصول الدین.

کان قد طبع عدة مرات من قبل ، وصدرت هذه الطبعة بمناسبة الذکری الألفیة لوفاة الشیخ المفید رحمه الله.

تم التحقیق اعتمادا علی عدة نسخ مخطوطة ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : عصام عبد السید.

نشر : المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید - قم / 1413 ه.

ص: 466

* سفینة البحار ومدینة الحکم والآثار ، ج 1 - 8.

تألیف : الشیخ عباس القمی ، المتوفی سنة 1359 ه.

هو فهرس وترتیب لمقاصد ومطالب أخبار الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بیته علیهم السلام الواردة فی کتاب (بحار الأنوار) للعلامة المجلسی - المتوفی سنة 1110 ه - مرتبا وفق الحرفین الأول والثانی من کل مادة ، مع ذکر الحدیث ، أو مضمونه ، وخلاصة لمطلبه إذا کان مهما ، وقد أضاف المؤلف - رحمه الله - مطالب جدیدة وکثیرة فی التفسیر والتاریخ والأخلاق ، وتراجم لمشاهیر الصحابة وأئمة الدین ، ونبذا من أحوال بعض علماء الفریقین المعروفین وبعض الشعراء والأدباء ، وقد استخدم الحروف الأبجدیة بدل الأرقام فی نهایة کل مطلب للدلالة علی رقم مجلدات البحار وأبوابها بطبعته الحجریة القدیمة.

تحقیق : منظمة الأوقاف والشؤون الخیریة.

نشر : دار الأسوة للطباعة والنشر - قم / 1414 ه.

* الرسائل الأربعة عشر.

کتاب یجمع أربعة عشر رسالة لجمع من العلماء فی مواضیع مختلفة ، أغلبها فی بحوث کلامیة ، والباقی فی مواضیع متفرقة أخری ، وهذه الرسائل هی :

1 - إرشاد المستبصر ، فی الاستخارات ، للسید عبد الله شبر (1188 - 1242 ه).

2 - فصل القضا فی الکتاب المشتهر ب : فقه الرضا ، للسید حسن الصدر.

3 - رسالة فی حرمة حلق اللحیة ، للشیخ محمد جواد البلاغی (1282 - 1352 ه).

4 - رسالة حول التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام ، للشیخ محمد جواد البلاغی (1282 - 1352 ه) .. کما ضم المحقق إلی هذه الرسالة رسالة أخری من تألیفه حول الموضوع نفسه.

5 - الروضة الغناء فی تحقیق معنی الغناء ، للشیخ محمد رضا النجفی الأصفهانی (ت 1362 ه).

6 - مختصر الشمائل المحمدیة ، للشیخ عباس القمی (ت 1359 ه).

7 - رسالة فی إثبات المعاد الجسمانی ،

ص: 467

للشیخ محمد حسین الغروی الأصفهانی (1296 - 1361 ه).

8 - رسالة فی إثبات الواجب تعالی ، للشیخ محمد صالح السمنانی.

9 - قصد السبیل فی رد الجبر والتفویض ، للمیرزا أحمد الآشتیانی (ت 1395 ه).

10 - تبیان المسالک فی باب الوجود والموجود ، للمیرزا أحمد الآشتیانی (ت 1395 ه).

11 - رسالة فی الولایة ، للمیرزا أحمد الآشتیانی (ت 1395 ه).

12 - هدیة أحمدیة ، فی علم الباری تعالی ، للمیرزا أحمد الآشتیانی (ت 1395 ه).

13 - رسالة فی علم النبی صلی الله علیه وآله وسلم والإمام علیه السلام بالغیب ، للسید محمد حسین الطباطبائی (ت 1401 ه).

14 - وجیزة فی علم النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، للسید کریم الأمیری الفیروزکوهی.

نشرت بعض هذه الرسائل هنا لأول مرة بالاعتماد علی نسخ الأصل بخط مؤلفیها ، کما نشرت البقیة کطبعات جدیدة لأعمال سابقة.

تحقیق : الشیخ رضا الأستادی.

نشر مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* الأنوار القدسیة.

نظم : الشیخ محمد حسین الغروی الأصفهانی (1296 - 1361 ه).

أرجوزة شعریة تضمنت ما نظمه فی مدح الرسول المختار صلی الله علیه وآله وسلم وآله الأطهار علیهم السلام ، وذکر تاریخهم الملئ بالمکارم والمآثر ،

والعلوم ، والمعارف ، والمواقف الخالدة للأئمة علیهم السلام ، ومعاناتهم من ظلم وجور حکام وطغاة عصورهم.

سبق وأن طبع هذا الدیوان فی النجف الأشرف وبیروت وإیران ، ثم أعید طبعه بتصحیح وتعلیق جدیدین ، مع إضافة قصیدة غدیریة للناظم - رحمه الله - لم تنشر من قبل ، بالاعتماد علی نسخة الأصل بخط الناظم.

تصحیح وتعلیق : الشیخ علی النهاوندی.

نشر : مؤسسة المعارف الإسلامیة - قم / 1415 ه.

ص: 468

* المسلک فی أصول الدین.

* الرسالة الماتعیة.

تألیف : المحقق الحلی ، نجم الدین أبی القاسم جعفر بن الحسن بن سعید (602 - 676 ه).

کتابان للمؤلف - رحمه الله - ضمن مجلد واحد ، الأول منهما دراسة فی أصول الدین بشکل موجز ، یشتمل علی عدة أبحاث رئیسیة فی أبواب التوحید وإثبات الصانع ، وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالی ، والنظر فی نبوة الأنبیاء ، والإمامة وإثباتها لأمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام والأئمة من بعده علیهم السلام ، وکل بحث رئیسی یشتمل بدوره علی عدة بحوث فرعیة.

أما الثانی فهو رسالة تضم مختصر لما جاء فی الکتاب الأول من أبحاث ودراسات.

تم تحقیق (المسلک) اعتمادا علی نسخة مخطوطة واحدة ، تاریخها 709 ه ، فیما تم تحقیق (الرسالة الماتعیة) بالاعتماد علی عدة نسخ ، ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : الشیخ رضا الأستادی.

نشر : مجمع البحوث الإسلامیة التابع

للروضة الرضویة المقدسة - مشهد / 1414 ه.

* نهج البلاغة.

طبعة محققة أخری لکتاب (نهج البلاغة) الذی جمعه الشریف الرضی من کلام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام.

تم تحقیق هذه الطبعة اعتمادا علی عدة نسخ ذکرت مواصفاتها فی مقدمة التحقیق.

تحقیق : الشیخ عزیز الله العطاردی.

نشر : مؤسسة نهج البلاغة - قم / 1413 ه.

* مناقب آل أبی طالب ، ج 1 - 5.

تألیف : الشیخ أبی جعفر محمد بن علی بن شهرآشوب السروری المازندرانی ، المتوفی سنة 588 ه.

یعد الکتاب من مصادر التراث الإسلامی النفیسة ، لما احتواه من فضائل ومناقب للرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بیته الطاهرین علیهم السلام ، المرویة بأسانیدها فی کتب العامة وکتب الخاصة ، وعرضه الشامل لحیاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وأهل البیت علیهم السلام متضمنا المولد والمنشأ

ص: 469

والآداب والعلوم والمعجزات الظاهرة منهم.

تحقیق : الدکتور یوسف البقاعی.

نشر : دار الأضواء - بیروت / 1412 ه.

طبعات جدیدة لمطبوعات سابقة

* أصول الاستنباط.

تألیف : السید علی نقی الحیدری. (1325 - 1401 ه).

بحث ودراسة لأسس استخراج الأحکام الشرعیة من المصادر الأولیة للشریعة الإسلامیة (الکتاب ، السنة ، الإجماع ، العقل) بأسلوب موجز وألفاظ واضحة المراد وسهلة التناول ، مما یحتاج إلیه فی الاستنباط.

یتضمن عدة بحوث فی مفردات علم أصول الفقه ، تتعلق بدراسة : مباحث الألفاظ ودلالاتها ، معرفة الروایات والأخبار وأنواعها ، الإجماع وأنواعه وحجیته ، وما یدل علیه العقل من القطع ، والظن ، والشک فی التکلیف أو المکلف به بالاحتیاط فی العمل ، البراءة والإباحة ، الاحتیاط ، التخییر ، الاستصحاب ، وموارد کل واحد منها وشروطه ، والتی لا بد للمجتهد المستنبط من الإحاطة بها بشکل

کامل لتصیر من ملکاته البدیهیة الشخصیة.

سبق وأن طبع الکتاب لأول مرة فی العراق ، ثم أعادت طبعه بصف جدید دار الأعراف للدراسات والنشر - بیروت/ 1413 ه.

* قاموس الرجال ، ج 6 و 7.

تألیف : الشیخ محمد تقی التستری.

هو شرح وتعلیق علی کتاب (تنقیح المقال فی علم الرجال) للعلامة والرجالی الکبیر الشیخ عبد الله المامقانی (1290 - 1351 ه) ، کان قد طبع هذا الشرح فی إیران سابقا ، وقد تم إدراج مستدرکات المؤلف - المطبوعة مستقلة فی الطبعة الأولی - فی مواضعها من الأجزاء المختلفة من هذه الطبعة.

اشتمل هذان الجزءان علی بقیة حرف العین.

أعادت طبعه بصف جدید مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* معالم الدین وملاذ المجتهدین.

تألیف : أبی منصور ، جمال الدین الحسن بن زین الدین بن علی النحاریری العاملی الجباعی ، نجل الشهید الثانی

ص: 470

(959 - 1011 ه).

من أشهر تصانیف المؤلف - رحمه الله - رتبه فی الأساس علی مقدمة وأربعة أقسام ، ظهر منها المقدمة وبعض کتاب الطهارة فی الفقه ، والمقدمة هذه - التی یحتویها الکتاب - تشتمل علی مقصدین وخاتمة.

المقصد الأول یضم 29 حدیثا فی فضل العلم والعلماء ، والثانی یضم تسعة مطالب أصولیة ، فیما ضمت الخاتمة بحوث فی التعادل والترجیح ، ولسلاسة ومتانة عباراته أصبح من الکتب الدراسیة المهمة فی الحوزة العلمیة ، وکتبت علیه حواش وشروح کثیرة ، وطبع عدة مرات.

کانت هذه المقدمة قد صدرت قبل سنوات بتحقیق الدکتور مهدی محقق عن مؤسسة الدراسات الإسلامیة لجامعة ملک جیل الکندیة - فرع طهران.

وقد طبع أیضا بتحقیق عبد الحسین محمد علی البقال - فی النجف الأشرف ، ثم أعاد العمل علیه ، وأجری فیه تعدیلات ، وصدر عن مکتبة آیة الله المرعشی العامة - قم.

کما أعادت دار الکتب الإسلامیة فی طهران طبعة بالتصویر علی طبعة النجف الأشرف المذکورة آنفا.

وصدرت طبعة محققة للکتاب عن مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم ، فی سنة 1406 ه.

ثم أعادت طبعة بصف جدید منشورات لقمان - قم / 1414 ه ، بالاعتماد علی طبعة مکتبة السید المرعشی المذکورة آنفا.

* الشروط ، ج 1 و 2.

أو : الالتزامات التبعیة فی العقود.

تألیف : السید محمد تقی الخوئی ، المتوفی سنة 1415 ه.

بحث موسع فی (الشرط) یتضمن دراسة مفهومه وحدوده ، ویحدد ضوابطه ومعالمه ، ویجمع شتات مسائله وفروعه المنتشرة فی الأبواب الفقهیة المختلفة.

سبق وأن طبع الکتاب لأول مرة فی بیروت سنة 1414 ه ، ثم صدر فی قم - بالتصویر - سنة 1415 ه.

صدر حدیثا

* فهارس مستدرک الوسائل ، ج 3.

مجموعة متخصصة من الفهارس الفنیة لکتاب (مستدرک الوسائل) للمحدث الشیخ حسین النوری الطبرسی - المتوفی

ص: 471

سنة 1320 ه - الذی یعد من الموسوعات الحدیثیة الواسعة لتعدد أبوابها وشمولیتها ، والذی صدر سابقا بتحقیق مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، فی 18 جزءا وقد تضمنت هذه الفهارس ما یلی :

الآیات القرآنیة ، متون الکتب السماویة الأخری ، الأحادیث القدسیة ، أحادیث المعصومین علیهم السلام ، الآثار ، الأعلام ، الأمم والجماعات ، الأماکن والبقاع ، الوقائع والأیام ، الأطعمة والأشربة ، الملابس وأدوات الزینة ، الأبیات الشعریة ، المعادن ، الحیوانات ، مصادر التألیف والتحقیق.

ضم هذا الجزء تکملة لفهرس أحادیث المعصومین علیهم السلام ، بتتمة حرف اللام ولغایة حرف الیاء.

إعداد وتنظیم ونشر : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، قم / 1415 ه.

* من هدی النبی والعترة فی تهذیب النفس وآداب العشرة ، ج 1 و 2.

تألیف : الشیخ أحمد کاظم البهادلی.

عرض وبحث لأحادیث الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وأئمة الهدی

علیهم السلام الواردة فی موضوع تربیة وتهذیب النفس وآداب المعاشرة بین الناس ، ضمّ الجزة الأوّل بحوثاً عدیدة تخصّ تهذیب النفس والسریرة وتنقیتها ، بمحاسبتها وتشخیص عیوبها واصلاحها بالتوبة والیقین والتفکّر والاعتبار ، مع بحوث فی مکارم الاخلاق.

فیما ضمّ الجزء الثانی عدّة بحوث اُخری فی الآداب ، والعشرة ، وآداب العشرة بصورة عامة ، وما تفرضه هذه من حدود متباینة لطبیعة علاقات وسلوکیات مختلف أفراد المجتمع فیما بینهم ، بما یضمن الحصول علی منافع الدنیا والآخرة ، کلّ ذلک استناداً إلی المرویّ عن النبیّ وعترته الأطهار علیهم الصلاة والسلام من أحادیث.

صدر الکتاب فی بغداد سنة 1415 ه.

*المعجم المفهرس لألفاظ أحادیث الکتب الاربعة ، ج 1 - 10.

فهرسة لفظیة لکلمات الاحادیث الواردة فی الکتب الاربعة (الکافی ، کتاب من لا یحضره الفقیه ، التهذیب ، والاستبصار) ، تمّ إدراج الاسماء والافعال کافّة الواردة فیها ، ورتّبت مداخل المعجم

ص: 472

حسب حروف الألف باء ، وحسب مادة أل الکلمة وشکلها الظاهری ، والتمییز بین کلام المعصوم علیه السلام وکلام المؤلف مع ملاحظة الکلمة التی تلی الکلمة الأصلیة مع اعتماد التسلسل الزمنی فی تألیف الکتب الأربعة.

إشراف : علی رضا برازش.

نشر : شرکة منشورات إحیاء الکتاب - طهران / 1373 ه. ش.

* الأحادیث الغیبیة ج 1.

جمع وترتیب للأحادیث المرویة عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وأئمة الهدی علیهم السلام والخاصة بالإخبار عن الغیب ، لکونها من معجزات الأنبیاء وأوصیائهم علیهم السلام ، وکنتیجة للاتصال والارتباط الوثیق بالله سبحانه وتعالی علام الغیوب ، الذی لا یعلم الغیب إلا هو ، ولا یطلع علی غیبه أحدا إلا من ارتضی من رسول.

اشتمل هذا الجزء علی الأحادیث المرویة عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم فقط.

تألیف ونشر : مؤسسة المعارف الإسلامیة - قم / 1415 ه.

* شمائل علی علیه السلام ، فی القرآن والسنة.

تألیف : طالب السنجری.

یذکر الکتاب ستین حدیثا مرویا عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم فی فضائل ومناقب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، متضمنا الآیات القرآنیة النازلة فی حقه علیه السلام.

نشر : مجمع البحوث الإسلامیة - بیروت / 1414 ه.

* أریج العبیر.

تألیف : الشیخ حبیب الله الصادقی. جمع وترتیب - وفق حروف المعجم - لأحادیث الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم الواردة عنه فی فضائل ومناقب أهل البیت علیهم السلام ، المنثورة فی أبواب کتاب (الجامع الصغیر من أحادیث البشیر النذیر) للحافظ جلال الدین عبد الرحمن السیوطی الشافعی (848 - 911 ه).

نشر : مکتبة بصیرتی - قم / 1414 ه.

* ثورة الطف.

تألیف : السید طالب الخرسان.

ص: 473

عرض ودراسة تاریخیة لواقعة الطف الألیمة ، ومواقف الإمام أبی عبد الله الحسین علیه السلام وأهداف ثورته ومقتله علیه السلام ، وذکر بعض الأحادیث المرویة عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم فی خبر مقتل الإمام الحسین علیه السلام ولعن أبی سفیان ومعاویة ویزید.

کما اشتمل علی بحث للرد علی بعض المتعصبین المعاندین ، وختم الکتاب بفصل لفضل زیارة الإمام الحسین علیه السلام ، ومن زاره من الملوک والخلفاء والأمراء مع ذکر حادثة غزو الوهابیین لکربلاء سنة 1216 ه.

نشر : منشورات أنوار الهدی - قم / 1413 ه.

* المعجم المفهرس لألفاظ أحادیث مستدرک الوسائل ، ج 1 - 6.

معجم لکتاب (مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل) لخاتمة المحدثین الشیخ حسین النوری - المتوفی سنة 1320 ه - الذی یعد من کتب الحدیث الواسعة للشیعة الإمامیة ، والذی تم تحقیقه وطبعه من قبل مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث / قم ، فی 18

جزءاً.

تمّ إدراج الأسماء والافعال کافّة الواردة فی الکتاب ، والاحالة إلیها من حیث رقم الجزء والصفحة والسطر ، مع ترتیب لمداخل الکتاب حسب حروف الألف باء بالاعتماد علی مادّة أصل الکلمة والشکل الظاهری لها ، مع ملاحظة الکلمة التی تلی الکلمة الاصلیة.

کما ضمّ المعجم فهرساً للرجال وآخر للکتب الواردة فی المتن.

إشراف : علی رضا برازش.

نشر : مؤسسة أنصاریان - قم / 1373 ه. ش.

*أسرار الصلاة.

تألیف : الشیخ عبدالله الجوادی الآملی :

من الکتب الفقهیة العرفانیة ، یتناول بالبحث العرفانی والکلامی أسرار الصلاة وعوالمها الملکوتیة وما بعدها ، وتأویل بواطنها ، إذ یبحث فی أسرار مقدّمات الصلاة وأرکانها وأجزائها ، وتعقیباتها ، تم تألیفه لیکون مقدّمة للجزء الرابع من کتاب الصلاة ، الذی هو تقریر لأبحاث المحقّق الداماد قدّس سرّه.

نشر : مؤسّسة النشر الاسلامی التابعة

ص: 474

لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1415 ه.

* الحج : أحکاما ، وفلسفة ، ودعاء.

تألیف : السید أبو القاسم الدیباجی.

عرض مفصل ودراسة تحلیلیة فلسفیة لأحکام ومناسک الحج ، بطریقة مبسطة وسهلة التناول من خلال توضیح الأحکام الفقهیة لمناسک الحج وتوضیح الفلسفة الخاصة بکل منسک منها.

کما یستعرض الکتاب عددا من الأدعیة الخاصة بکل عمل یقوم به الحاج من وقت خروجه من منزله حاجا ، وأثناء أداء مناسکه ، إلی عودته إلی دیاره وأهله ، مع ملحق مخصص للزیارات التی یؤدیها الحاج ، وهی زیارة الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بیته الأطهار علیهم السلام والمساجد والأماکن والمشاهد المشرفة.

صدر الکتاب فی قم سنة 1415 ه.

* المقتطفات ، ج 1.

تألیف : السید ابن رویش ، عیدروس ابن أحمد السقاف العلوی الحسینی الإندونیسی.

من الکتب القیمة لمؤلفه الشافعی

المذهب ، اشتمل علی النصوص الواردة فی فضائل أهل البیت علیهم السلام وفضائل أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام بصورة خاصة وأحقیته بخلافة الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم ، اقتطفها المؤلف من أمهات کتب الحدیث المعروفة عند العامة ، لیکون أقرب للقبول وأبلغ فی الحجة.

کما تعرض لعدد کبیر من الأحادیث والنصوص الموضوعة المنافیة للعقل فی ذکر فضائل الشیخین ، واجتهاداتهم المخالفة للنصوص الصریحة وجهلهم بأمور کثیرة ، مع ترجمة لعدد من الأمویین المعدودین من صحابة الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم ، ومواقفهم من الصحابة الحقیقیین ، کما أفرد فصلا خاصا بالإمامة والخلافة متعرضا للنصوص والدلائل الواردة فی الکتاب والسنة.

إعداد : السید مهدی الرجائی.

نشر : المعاونیة الثقافیة للمجمع العالمی لأهل البیت علیهم السلام - قم / 1415 ه.

* ظاهرة القسم فی القرآن الکریم.

تألیف : فارس علی العامر.

بحث منهجی فی ظاهرة القسم وتکرارها

ص: 475

فی آیات کثیرة من کتاب الله العزیز ، تناول القسم بجانبیه اللغوی والتفسیری ، کما بین الصلة الوثیقة بین القسم والمنهج الإعجازی للقرآن لأنه من الإعجاز البلاغی فیه.

کما ضم الکتاب بحثا مستقلا فی الأوقات التی أقسم بها رب العزة والجلال فی کتابه الکریم ، وفلسفتها.

نشر : منشورات أنوار الهدی - قم / 1414 ه.

* البدعة.

تألیف : الدکتور الشیخ جعفر الباقری.

دراسة مستفیضة متخصصة ، وبحث موضوعی شامل ، حول مفهوم البدعة ومتعلقاتها ، ونظرة تفصیلیة فی حدود المفهوم ، وتوضیح وتثبیت الشرائط والضوابط العامة لتطبیقه.

کما تعرضت الدراسة ، بإیجاز لمعنی التشیع وإبطال الرأی القائل بأنه بدعة حدثت بعد وفاة الرسول الکریم صلی الله علیه وآله وسلم ، ولدور أهل البیت علیهم السلام فی مواجهة البدع والمحدثات الدخیلة علی الدین الإسلامی والمتعلقة بالجوانب الاعتقادیة فی حیاة المسلمین. نشر : المعاونیة الثقافیة للمجمع

العالمی لأهل البیت علیهم السلام - قم / 1415 ه.

* معجم ألفاظ غرر الحکم ودرر الکلم.

و (غرر الحکم ودرر الکلم) من تألیف عبد الواحد بن محمد الآمدی ، من أعلام القرنین الخامس والسادس الهجریین.

والمعجم هو ترتیب وتنظیم للروایات الواردة فی کتاب (غرر الحکم ودرر الکلم) حسب الحروق الهجائیة واعتمادا علی النسخة التی شرحها السید جمال الخوانساری ، والمصححة من قبل السید جلال الدین المحدث الأرموی ، والتی قابلها المحقق مع النسخة المطبوعة فی النجف الأشرف ، وقد أورد المعجم الروایات المختصرة والمفهرس لها کاملة

فی نهایة المعجم تسهیلا لرجوع الباحث إلیها.

تألیف : مصطفی درایتی.

نشر : مرکز الأبحاث والدراسات الإسلامیة لمکتب الأعلام الإسلامی - قم / 1413 ه.

* الموسوعة الرجالیة ، ج 1 و 2 و 5 و 7.

تألیف : آیة الله العظمی السید حسین الطباطبائی البروجردی ، المتوفی سنة

ص: 476

1380 ه.

وهی ترتیب لرجال أسانید أو طبقات رجال أمهات مصادر الحدیث والرجال عند الإمامیة - المدرجة أدناه - رتبها حسب حروف المعجم لاسم الراوی الأول فی السند ، وتم توضیح ما أجمل فیها مع تبیین ما طرأ علیها من العلل کالتصحیف أو القلب أو الزیادة أو النقیصة أو الإرسال ، ولما هو الصواب فیها ، مع فوائد رجالیة أخری.

وقد اشتملت هذه الأجزاء الأربعة علی أسانید الکتب حسب ما یلی : الجزء الأول : الکافی ، للشیخ الکلینی ، المتوفی سنة 329 ه.

الجزء الثانی : التهذیب ، للشیخ الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

الجزء الخامس : کتاب من لا یحضره الفقیه ، الأمالی ، کلاهما للشیخ الصدوق ، المتوفی سنة 381 ه.

الجزء السابع : التهذیب ، للشیخ الطوسی.

وقد طبعت الکتب بالتصویر علی نسخة الأصل المکتوبة بخط أحد تلامیذ السید البروجردی رحمه الله.

نشر : مجمع البحوث الإسلامیة التابع للروضة الرضویة المقدسة - مشهد /

1414 ه.

* التراث العربی فی خزانة مخطوطات مکتبة آیة الله العظمی المرعشی النجفی العامة ، ج 1 - 6.

تألیف : السید أحمد الحسینی.

فهرس للمخطوطات العربیة الموجودة فی المکتبة والمدرجة ضمن الفهرس العام المطبوع باللغة الفارسیة ، وهو منظم علی ترتیب الحروف لأوائل أسماء المخطوطات مقسم إلی قسمین ، هما : وصف للکتاب ، اسمه وموضوعه واسم مؤلفه والتعریف به ، ووصف للنسخة ، رقم المخطوطة واسم الناسخ وتاریخ النسخ ونوع الجلد والورق إذا کان فیهما میزة خاصة.

نشر : مکتبة آیة الله العظمی المرعشی النجفی العامة - قم / 1414 ه.

* المعجم المفهرس لألفاظ أحادیث بحار الأنوار ، ج 1 - 30.

تم فی هذا الفهرس إدراج الأسماء والأفعال کافة الواردة فی (بحار الأنوار) والإحالة إلیها من حیث رقم الجزء (المجلد) والصفحة والسطر ، مع إحصاء للکلمات المکررة لکل لفظ بعد المدخل الأصلی للکلمة ، وقد رتبت کلمات

ص: 477

المعجم حسب مادة أصل الکلمة وشکلها الظاهری مع الإشارة إلی عدد الکلمات ضمن المدخل الواحد فی بدایته ، مع ملاحظة الکلمة الواردة بعد الکلمة الأصلیة.

إشراف : علی رضا برازش.

نشر : مؤسسة الطباعة والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الإسلامی - طهران / 1410 ه.

* محاضرات فی الإلهیات.

تلخیص : الشیخ علی الربانی الکلبایکانی.

محاضرات للشیخ جعفر السبحانی

صدرت فی سنة 1409 لأول مرة بعد أن جمعها تلمیذه الشیخ حسن مکی العاملی ، وهی محاضرات فی علم الکلام تتعرض لأهم المسائل الکلامیة ، وینقسم الکتاب إلی سبعة أبواب تشتمل علی بحوث مفصلة فیما یتعلق بذات الله سبحانه وتعالی وتوحیده ، وفی أسمائه وصفاته تعالی ، والعدل ، والنبوة العامة والخاصة ، والإمامة

والخلافة ، والمعاد.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / 1414 ه.

* تاریخ التشریع الإسلامی.

تألیف : الدکتور عبد الهادی الفضلی.

دراسة لتاریخ الفقه الإسلامی الإمامی من حیث نشوئه وتطوره ، من خلال التعریف بمراحله التاریخیة وأدواره العلمیة وما تخللها مما یلقی الضوء علی مسیرته عبر التاریخ ، ویعد أول کتاب یختص بدراسة التشریع (الفقه) الإسلامی لمذهب أهل البیت علیهم السلام ، وقد اعتمدت هذه الدراسة مصادر کثیرة ومتنوعة لتکون مستوفیة لجوانب هذا التاریخ کافة ، وقد قسمت المراحل التاریخیة لنشأة وتطور الفقه الإمامی إلی عهود تبتدئ بعهد الرسول الأکرم محمد صلی الله علیه وآله وسلم وإلی القرن الرابع عشر الهجری.

نشر : مؤسسة دار الکتاب الإسلامی - قم / 1414 ه.

ص: 478

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.