تراثنا المجلد 15

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: مهر

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1409 ه.ق

الصفحات: 238

ص: 1

اشارة

الفهرس

کلمة التحریر

ثلمة الإسلام.................................................................. 7

التسمیات .. طلیعة المؤلفات فی الحضارة الإسلامیة

.................................................... السید محمدرضا الحسینی 11

أهل البیت - علیهم السلام - فی المکتبة العربیة (8)

.................................................... السید عبدالعزیز الطباطبائی 76

رأی فی اُصول النحو وصلته باُصول الفقه

........................................... الدکتور السید مصطفی جمال الدین 98

ص: 2

فقه القرآن فی التراث الشیعیّ (1)

...................................... الشیخ محمدعلی الحائری الخرم آبادی 152

مقتل أمیرالمؤمنین علیه السلام

............................................................. اُسامة آل جعفر 170

من ذخائر التراث

مختصر «إثبات الرجعة» - للفضل بن شاذان

............................................... تحقیق : السید باسم الموسوی 193

من أنباء التراث............................................................. 223

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

کلمة التحریر

ثلمة الإسلام!

قال الصادق علیه السلام : (إذا مات المؤمن الفقیه ثلم فی الإسلام ثلمة لا یسدها شئ).

لقد هز کیان العالم الإسلامی صدی نبأ وفاة إمام الأمة ، قائد الجمهوریة الإسلامیة ، المرجع العظیم آیة الله العظمی السید الخمینی قدس الله روحه الذی قاد الأمة الإسلامیة فی مطلع القرن الخامس عشر الهجری بجدارة لا یملکها إلا عظماء الرجال ، وساقها إلی مجدها الأثیل ، وأبرز ما تمتع به من علم وحکمة وسیاسة وإیمان ، فاستحق - بکل الحق - وسام التجدید ، فکان (مجدد الإسلام) فی مطلع هذا القرن.

ولقد استمسکت الأمة بعروة قیادته الوثقی ، مطمئنة بأنها قیادة ربانیة ، رسالیة ، إمامیة ، تمتلک کل مقومات القیادة الإلهیة ، وتتمثل فیها السیرة النبویة ، وتسیر علی المناهج العلویة ، وتتبع طریقة أئمة أهل البیت المعصومین علیهم السلام.

وکانت من فلتات التاریخ أن تجمعت فی شخص الإمام القائد ما مکنه من تسنم المقام الأسمی فی العلم والعمل ، فکان واحدا من کبار العلماء بالشریعة الإسلامیة ومن فقهاء الإسلام العظام ، ومن مراجع التقلید فی الفتوی والأحکام ،

ثلمة الإسلام

ص: 7

وکان من أصحاب الآراء الرصینة فی الحوزات العلمیة فی قم والنجف ، فکانت له مدرسته التی تکاملت فیها حلقات الدروس الفقهیة والأصولیة ، والفلسفیة ، وبالمستوی الأعلی ، وتخرج علی یدیه جماعة من أعیان الفضلاء الذین تدور علیهم رحی الدراسة الدینیة ، وفیهم مرشحون للمرجعیة.

ولقد أغنی سماحته المکتبة الفقهیة والأصولیة بمؤلفات قیمة ، ذات المستوی العلمی الرفیع ، سواء ما کتبه بقلمه الشریف ، أو ما کتب تقریرا لأبحاثه ودروسه.

ولسماحته مقام شامخ فی مجال علم الأخلاق والعرفان الإسلامی وتهذیب النفس ، بل کان أوحدیا بین أساتذة هذا الفن ، وله فیه إبداعات فذة ، بذ بها الأقدمین ، وخضع لها من اطلع علیها من المتأخرین.

وتشهد آثاره القیمة فی هذا المجال علی قدم راسخة ، وغور بعید ، ونظرة عمیقة ، فهذه مؤلفاته الرائعة فی العرفان تذهل الأفکار والأذهان ، وهذا شعره العرفانی یقف أمامه الإنسان حیران ، مما یحویه من بعید المعنی ، ورقة العاطفة ، وجمال اللفظ ، وصدق الوجدان.

ولقد کان رضوان الله علیه یواظب علی تطبیق آرائه الأخلاقیة ونظریاته العرفانیة علی الحیاة تطبیقا کاملا ، بحیث یراه العلماء مثالا مجسدا للأخلاق الفاضلة الکریمة.

وتکللت جهوده ومساعیه بقیادة الثورة الإسلامیة المبارکة ، حیث استفاد فیها من کل ملکاته القدسیة العلمیة والأخلاقیة والعرفانیة.

فأبدی شجاعة باهرة فی مقاومة السلطات الجائرة المتحکمة بأقطار المسلمین ، إلی حد السجن ، والنفی ، والمطاردة ، ووجه سهام حملاته علی المستعمرین الحاقدین علی الإسلام والمسلمین ، الذین کانوا هم السبب فی تأخر البلاد الإسلامیة وإحداث البلابل فیها.

ولقد أثبت فی هذا المجال - أیضا - جدارة کانت الأمة تأملها فیه ، وأبدی حنکة وتدبیرا وبعد نظر ، وتجلد بالصبر علی المکاره ، وتحلی بالثبات وسار بعزم

ص: 8

وتصمیم وجد.

ونفث - بکل قوة - فی المسلمین روح الثقة بالنفس ، والاطمئنان بالنصر الإلهی ، وعرفهم بمواقع الضعف والقوة ، وأوقفهم علی ما یلزم للسیر نحو الفوز الأکبر ، الذی هو تحقیق حکم الإسلام ، فأثار فی المسلمین الشعور بالمسؤولیة تجاه ما یحدث حوالیهم.

ولقد یسر الله علی یدیه تحقیق الأمل البعید ، بإنشاء الحکومة الإسلامیة ، ذلک الأمل الذی کان مغمورا فی قلوب الملایین من مسلمی العالم والذی غطاه غبار القرون بالیأس.

فکانت ضیاءا ونورا فی القلوب ، وقوة وروحا فی الأجساد وأحیی الله - بما قام به الإمام - کل ما مات فی قلوب المسلمین من أمل وتطلع ورجاء ، وأتم الحجة بذلک ، وأمات بدعوته الواضحة الصریحة کل دعوات الباطل ، فاندحرت بحرکته کل الحرکات الاستعماریة المشبوهة ، من شرقیة وغربیة ، إسلامیة وعلمانیة ، کانت تدعو إلی غیر الحق!.

وقیض الله للإمام أمة الإسلام ، التی وجدت فیه خیر إمام قائد ، وخیر مرجع رائد ، فکانت خیر أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهی عن المنکر ، انقادت له ، وتحرکت طوع إرادته وإرشادته ، ونصرته وآزرته ، معتمدة علی الله ، ومتضیئة بنور هداه.

حتی أثکلت بفقده - علی حین غرة من الدهر - فبکته الملایین فی أرجاء المعمورة ، ولطمت الصدور ، وأسبلت الدموع ، ولبست أثواب الحزن والحداد.

وشاء الله أن یکون لوفاته دوی کالصاعقة علی أعداء الله ، فکانت وفاته مناسبة مشهودة لإظهار عظمة الإسلام ووفاء المسلمین لقائدهم العظیم ، ولئن فقدناه الیوم - فقد عز علی التاریخ أن یأتی بمثله.

هیهات ، لم یأت الزمان بمثله

- إن الزمان بمثله لعقیم

وما أجدره بأن نقول فی رثائه :

ص: 9

لا صوت الناعی بفقدک إنه

- یوم علی آل الرسول عظیم

إن کنت قد غیبت فی جدث الثری

- فالعدل والتوحید فیک مقیم

أما أنت - أیها الإمام یا روح الله - فقد استرحت من هم الدنیا وغمها ، ووفدت علی الرب الرؤوف ، وعلی جدک المصطفی ، وأبیک المرتضی ، وأمک الزهراء ... فهنیئا لک ما آتاک الله فی الدنیا من حسن الذکر ، ورضی عنک وأرضاک وجعل الجنة مأواک ، ووفقنا للسیر علی خطاک.

وسلام علیک یوم ولدت ویوم رحلت ویوم تبعث حیا.

أسرة التحریر.

ص: 10

التسمیات

طلیعة المؤلفات فی الحضارة الإسلامیة

موضوعها ، ومنهج تألیفها ، وفهرست أسمائها.

السید محمد رضا الحسینی

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین ، والصلاة والسلام علی سید الأنبیاء وخاتم المرسلین ، محمد الصادق الأمین ، وعلی الأئمة الأطهار المعصومین من آله المتقین ، وعلی أتباعهم وأشیاعهم أبد الأبدین.

وبعد :

فإن مما وفقنی له ربی - والحمد له علی کل ما أنعم علینا من نعمه الظاهرة والباطنة - : أنی وقفت علی اثنتین من نوادر التراث الإسلامی ، وهما :

1 - تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام ، للفضل بن الزبیر الرسان الأسدی الکوفی ، من أصحاب الإمامین الباقر والصادق علیهما السلام.

2 - تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه ، لعبید الله بن أبی رافع المدنی ، کاتب الإمام علیه السلام.

فتوفرت لی أسباب العمل فیهما ، وبذل ما یسعنی من الجهد والتحقیق حولهما.

ولقد لفت نظری فیهما أنهما یشترکان فی العنوان ، فکل منهما یبدأ بکلمة (تسمیة ...) کما یشترکان فی منهج عرض ما فیهما من المطالب.

السید محمدرضا الحسینی

ص: 11

وقد شعرت من خلال هذا الاشتراک أن أمرا ما لا بد أن یکون هو سبب هذا الاشتراک ، دون مجرد الصدفة.

وبعد المتابعة وجدت أن مؤلفات أخری تحمل نفس هذا العنوان ، وتسیر علی نفس هذا المنهج ، بما أمکن معه الاقتناع بأن هناک طورا خاصا من أطوار التألیف تدعی کتبه (التسمیات) وأن لها منهجا خاصا.

فما هو ذلک الطور؟

وما هو ذلک المنهج؟

وکم هی المؤلفات المعنونة بهذا العنوان؟

وخلال عملی فی الکتابین ، وقفت علی أمور عدیدة ، استدعت منی متابعة أوفر ، وجهدا أکثر کانت ثمرته هذا البحث ، الذی أقدمه إلی إخوتی العلماء والمحققین کی یسهموا فی بلورته ، دعما لهذا الطور من التراث المجید.

وتلک الأمور نبحثها تحت الأبواب التالیة :

1 - متی بدأ عنوان (التسمیة) للمؤلفات؟ وإلی م استمر؟

2 - ما هو أول کتاب ألف بهذا العنوان؟

3 - فی أی من العلوم الإسلامیة ، تصنف هذه الکتب؟

4 - هل للتسمیات منهج محدد ، أو خط مشترک؟

5 - کیف یستفاد من هذه الکتب؟

6 - دلیل بما وقفنا علیه من أسماء هذه الکتب.

ومما ینبغی إلفات النظر إلیه أن هذا البحث إذا لم یکن قد استوفی حقه من الإشباع ، فذلک لکونه مبتکرا ، غیر مسبوق بشئ من قبل أهل الفن ، وحسب ذلک عذرا مقبولا عند کرام الناس.

والحمد لله علی هذا التوفیق ، ونسأله العصمة عن الزلل والخطأ ، إنه

ص: 12

الهادی إلی سواء الطریق.

وکتب

السید محمد رضا الحسینی

ص: 13

1 - متی بدأ عنوان (التسمیة) للمؤلفات؟ وإلی م استمر؟

إن المؤلفات والکتب - تارة - تأخذ أسماءها من موضوعاتها التی تبحث فیها.

و - أخری - یجعل لها اسم وعنوان خاص.

فمن الأول :

مؤلفات فی الحدیث الشریف ، یسمی الواحد منها ب (حدیث فلان) مضافا إلی راویه ، أو مؤلفه ، وکذلک (تفسیر القرآن) وقد یقال (تفسیر فلان) مضافا إلی مؤلفه.

وهذا القسم من المؤلفات سماه شیخنا العلامة الطهرانی بالاسم (النوعی) ونسمیه نحن الاسم (الموضوعی) للکتاب ، لأنه اسم مأخوذ من موضوعه الذی یبحث فیه ، کما قلنا.

وقد جری رواد التألیف عند المسلمین علی هذا الطرز ، فأکثر ما بأیدینا من کتبهم ومؤلفاتهم تجد فی عناوینها وأسمائها ذکر موضوعاتها بوضوح.

وقد یضاف علی عنوان الکتاب ، کلمة (جزء) أو (صحیفة) أو (کتاب) فیقال : جزء فلان فی الحدیث ، أو : صحیفة فلان فی الحدیث ، أو : کتاب فلان فی التفسیر ، وهکذا.

أو : کتاب الحدیث ، أو : کتاب التفسیر ، أو : جزء الطب ، وهکذا.

وقد یأخذ العنوان اسم قسم من الموضوع العام ، کما تسمی بعض الکتب ب (المسند) باعتبار أن (المسند) هو واحد من أنواع الحدیث وکذلک الکتب المسماة ب (الصحیح) أو (الغریب).

وکذلک : (غریب القرآن) ، الذی هو نوع من تفسیر القرآن ، وتأویل مشکل القرآن ، أو الناسخ والمنسوخ ، أو ما نزل من القرآن فی کذا ، أو أسباب النزول ...

ص: 14

فکل هذه الأسماء التی تسمی بها الکتب ، هی معبرة عن موضوعات تلک الکتب.

ومن الثانی :

ما هو المتداول - حتی الیوم - من وضع عناوین خاصة للکتب ، وقد سماه شیخنا العلامة الطهرانی بالاسم (العلمی) للکتاب ، نسبة إلی (العلم) الذی هو من أقسام المعارف عند اللغویین والنحاة ، باعتبار أن ذلک الاسم قد وضعه مؤلفه علما علی کتابه ، کما یسمی کل شخص باسم یعتبر علما واسما له.

ولا ریب أن هذا الطرز من أسماء الکتب ، متأخر - وجودا - عن الطرز الأول ، والدلیل علی ذلک : أن أکثر الکتب والمؤلفات المأثورة عن القدماء لا یحمل عنوانا علمیا خاصا ، بل غالبها یحمل الاسم الموضوعی العام ، وحتی القلیل من مؤلفات القدماء ، الذی یحمل اسما علمیا مثل (الصحیفة الصادقة) المنسوبة إلی عبد الله بن عمرو ، فإن هذا العنوان لا یعدو أن یکون صفة وصفت بها الصحیفة.

کما أنا کلما توغلنا فی السنین الهجریة نشاهد وجود الکتب الحاملة للعناوین العلمیة ، والأسماء الخاصة ، بکثرة ملحوظة.

وعلی هذا :

فلا بد أن یصاغ السؤال علی النحو الآتی : متی بدأ العنوان العلمی للکتب؟

ونحن لا نبحث عن هذا فعلا ، فإن الإجابة علیه تستدعی جهدا خاصا ، له مجاله الخاص ، وأهله المختصون.

وعنوان (التسمیة) هو من الطرز الأول فإن کلمة (التسمیة) لها إطلاقات :

فقد تطلق : (التسمیة) من الفعل سمی یسمی : بمعنی وضع الاسم للشخص ، أو الشئ ، مثل : سمی فلان ابنه زیدا ، أو بزید.

ص: 15

وبهذا الاطلاق ألف الوحید البهبهانی کتاب (تسمیة بعض الأئمة أولادهم بأسماء الجائرین) (1) وکذلک المیرزا التنکابنی کتاب (تسمیة الأئمة أولادهم بأسماء الخلفاء وذکر عللها) (2).

وقد تطلق (التسمیة) من الفعل سمی یسمی : بمعنی ذکر اسم الشخص ، مثل : سمی فلان إخوته ، أی ذکر أسماءهم.

وقد اعترف اللغویون بهذین المعنیین ، وهما مستعملان عند العرف العام أیضا.

ولکلمة (التسمیة) إطلاق خاص عند بعض الفقهاء ، وبعض علماء القرآن ، وهو خصوص تلاوة آیة (بسم الله الرحمن الرحیم).

وقد ورد هذا الاطلاق فی أسماء بعض المؤلفات :

مثل کتاب (التسمیة فی فقه أهل البیت علیهم السلام بالأخبار) لابن عقدة الحافظ الکوفی (3).

وکتابان بعنوان (رسالة فی التسمیة) وردا فی فهرس مکتبة برلین بألمانیا الغربیة ، برقمی 2261 و 3264.

وقد عبر الرشدانی (ت 593) عن (بسم الله الرحمن الرحیم) بکلمة (التسمیة) وکذلک من تبعه من شراحه والمعلقین علیه مثل : ابن همام فی (فتح القدیر) والخوارزمی فی (الکفایة) والبابرتی فی (العنایة) وسعدی چلبی فی (حاشیته) انظر جمیع ذلک فی فتح القدیر (4).

وقال الجزیری فی سنن القراءة فی الصلاة : ومنها (التسمیة) فی کل رکعة قبل الفاتحة ، بأن یقول : (بسم الله الرحمن الرحیم) وهی سنة عند الحنفیة

ص: 16


1- 1. معالم العلماء : 14 رقم 76.
2- 2. شرح فتح القدیر للعاجز الفقیر 1 / 253 - 254 ، طبع دار إحیاء التراث العربی.
3- 3. الفقه علی المذاهب الأربعة 1 / 357.
4- 4. الذریعة 11 / 147.

والحنابلة ، أما الشافعیة فیقولون إنها فرض ، والمالکیة یقولون إنها مکروهة (1).

ولکن الأشهر إطلاق کلمة (البسملة) علی هذه الآیة ، وتلاوتها ، یقال : بسمل یبسمل بسملة ، إذا قرأ (بسم الله الرحمن الرحیم).

وعلی کل حال : فإن هذا الاطلاق ، لیس إلا من المعنی اللغوی الثانی مع التحدید بذکر الآیة المذکورة ، فالتسمیة هنا بمعنی ذکر اسم الله تعالی بالخصوص.

ومن ذلک ما ورد فی الحدیث ، من قوله علیه الصلاة والسلام : (سموا ، وسمتوا ، ودنوا) قال ابن منظور : أی کلما أکلتم بین لقمتین ، فسموا الله عزوجل (2).

وعنوان (التسمیة) فی کتب (التسمیات) لیس بالإطلاق الثالث ، کما هو واضح.

ولیس هو بالإطلاق الأول ، لأن مؤلفیها لم یریدوا أن یضعوا أسماء لمن جاء ذکرهم فی تلک الکتب.

وإنما هو بالإطلاق الثانی ، أی بمعنی ذکر الأسماء.

فإن تلک الکتب تسرد أسماء المذکورین فی واقعة أو حادثة ونحو ذلک ، کما سیأتی مفصلا.

فعنوان (التسمیة) یؤدی بوضوح (موضوع) هذه الکتب ومحتواها ، من دون زیادة أو نقیصة.

فهذا العنوان لیس إلا (اسما موضوعیا) لهذه الکتب ، وقد عرفت أن ذلک هو الطرز الأول الذی کانت علیه أقدم المؤلفات.

أما أقدم کتاب حمل عنوان (التسمیة) فسیأتی بیانه فی الباب التالی.

وأما آخر ما عثرنا علیه فهو (تسمیة من عرفن ممن أبهم فی العمدة) لابن حجر العسقلانی ، المتوفی سنة 852.

====

(6) لسان العرب

19 / 128.

ص: 17


1- (5) الذریعة
2- 11 / 147.

2 - ما هو أول کتاب ألف بهذا الاسم؟

یعد الأعلام - من مفهرسی الکتب - کتاب (تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه) لعبید الله بن أبی رافع ، أول کتاب فی موضوعه (1).

یقول شیخنا العلامة المولی آغا بزرک الطهرانی ، شیخ الفهرسة الشیعیة فی کتابه العظیم (الذریعة إلی تصانیف الشیعة) : (کتاب تسمیة من شهد ...) (مؤلفه) هو أول من صنف فی الإسلام ، فی أسماء الرجال .... (2).

ویقول - أیضا - : هو أول من صنف فی المغازی ، والسیر والرجال ، فی الإسلام ، لم نعرف من سبقه فیه ، لأنه کتبه فی عصر أمیر المؤمنین علیه السلام الذی استشهد سنة الأربعین من الهجرة (3).

ویقول - أیضا - : هو أول من دون أسماء الرجال ، لأنه کان فی عصر أمیر المؤمنین علیه السلام وکان کاتبه (4).

فالشیخ الطهرانی رحمه الله ، یؤکد علی أمرین :

1 - أن ابن أبی رافع هو أول من صنف ، وأن کتابه (التسمیة) هو أول کتاب فی موضوعه.

2 - أن الکتاب قد تم تألیفه فی عهد الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام قبل سنة 40 للهجرة.

والعلامة المحقق فی تاریخ العلوم ، السید حسن الصدر الکاظمی فی کتابه العظیم (تأسیس الشیعة لعلوم الإسلام) یقول فی ابن أبی رافع : أول من صنف

ص: 18


1- 1. سیأتی فی الباب الثالث : البحث فی تعیین موضوع (التسمیات).
2- 2. الذریعة 1 / 83.
3- 3. الذریعة 4 / 181 رقم 898.
4- 4. مصفی المقال فی مصنفی علم الرجال : عمود 258 - 259.

فی علم المغازی والسیر ، فی الإسلام ... لأنی لم أعثر علی من تقدمه فی ذلک (1).

وبعد أن ذکر تصنیف محمد بن إسحاق (ت 151) وکذلک عروة بن الزبیر (ت 94) قال : فعبید الله بن أبی رافع تقدمهما فی تصنیفه المذکور علی کل حال ، فهو أول من صنف فی السیر والمغازی (2).

والدلیل علی مدعاه : أن ابن أبی رافع (صنف ذلک فی عهد أمیر المؤمنین علیه السلام) (3).

فالسید الصدر یؤکد علی نفس ما ذکره الشیخ الطهرانی ، من :

1 - أن ابن أبی رافع ، هو أول من صنف ، وأن کتابه (التسمیة) هو أول مصنف فی موضوعه.

2 - أنه صنفه علی عهد الإمام علیه السلام.

نقول :

أما الأمر الأول - مما أکدا علیه - فهو ما نهتم للتوصل إلی معرفة الحق فیه ، هنا ، فی هذا الباب ، وسنذکر رأینا فی نهایته.

وأما الأمر الثانی :

فبالرغم من تأکید هذین العلمین علیه ، فإنا لم نتمکن من قبول دلیلهما علیه ، خاصة بعد وقوفنا علی نص کتاب ابن أبی رافع ، حیث لم نجد فیه أدنی إشارة إلی أن تألیفه قد تم فی عهد الإمام علیه السلام وقبل استشهاده.

بل ، علی العکس من ذلک ، فإن فی الکتاب قرائن تشیر إلی تأخر تألیفه عن ذلک العهد ، حیث اشتمل الکتاب علی حوادث متأخرة زمنیا ، کقضیة شهادة حجر بن عدی رضی الله عنه.

وبالنسبة إلی الأمر الأول نقول :

ص: 19


1- 1. تأسیس الشیعة : 232.
2- 2. تأسیس الشیعة : 233.
3- 3. تأسیس الشیعة : 234.

ظاهر ما بأیدینا من المؤلفات الأولی یؤید ما قاله العلمان المذکوران ، فإن المؤلفین المعروفین فی المغازی والسیر کلهم متأخرون عن عصر ابن أبی رافع وفاة.

فقد حددت وفاة ابن أبی رافعه بحوالی سنة 80 ه (1) ، بینما نجد أقدم من عرف له تألیف فی المغازی ، وهو عروة بن الزبیر ، قد توفی سنة 93 علی أقل تقدیر ، أو سنة 94 أو سنة 96 (2) وقد ذکر خلیفة : أنه یقال : إنه - یعنی عروة - أول من ألف فی السیرة (3).

ونقله الدکتور الأعظمی ، عن السخاوی فی کتابه (الإعلان بالتوبیخ) ص 48 (4).

وأکد ذلک ، مارسدن جونسن ، وقاله : إنه هو أول من دون السیرة بشکلها الذی عرف فیما بعد (5).

ووافقه الأعظمی ، ثم أضاف : قد أطبق الکتاب والمؤلفون - من القرن الثانی ، حتی الآن - علی أن عروة بن الزبیر کتب شیئا عن المغازی ، بل ألف کتابا فی المغازی (6).

ونقول :

إن کان المراد بکلمة (المغازی) خصوص مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسل - کما هو ظاهر الکلمة ، والمنصرف منها عند إطلاقها ، أو بقرینة البحث عن عروة - فذلک أمر یعود التحقیق فیه إلی أهله.

وأما إذا کان المراد به مطلق الغزوات ، بما یشمل الحروب التی وقعت فی

ص: 20


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعروة : 18.
2- 2. المصدر السابق : 44.
3- 3. کشف الظنون 2 / 1747.
4- 4. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله ، لعروة : 57.
5- 5. المغازی ، للواقدی ، المقدمة : 21.
6- 6. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله ، لعروة : 57.

تاریخ الإسلام ، ففی الکتاب والمؤلفین من یقول : إن ابن أبی رافع هو الأسبق فی التألیف فیها.

وقد اعترف الدکتور الأعظمی بأن فی المؤرخین من تقدم علی عروة فی کتابه التاریخ ، وذکر منهم ابن أبی رافع ، الذی حدد وفاته نحو سنة 80 ، وذکر کتابه (تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه) (1).

وأما فی خصوص السابق من التسمیات : فلا ریب فی أن ابن أبی رافع ، هو أقدم من عرف کتابه بهذا العنوان.

هذا :

ولکنا وقفنا علی نص یفیدنا أن کتابا یحمل اسم (التسمیة) قد سبق وجوده بعهد طویل ، وأنه من (إملاء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم) و (وخط علی علیه السلام) فاقرأ معی النص التالی ، الذی رواه الطبری الإمامی ، فی کتاب (مسند فاطمة) :

قال : حدثنی أبو الحسین ، محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبی هارون بن موسی بن أحمد ، قال : حدثنا أبو علی الحسن بن محمد النهاوندی ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهیم بن عبد الله القمی القطان المعروف بابن الخزاز ، قال : حدثنا محمد بن زیاد ، عن أبی عبد الله الخراسانی ، قال : حدثنا أبو حسان سعید بن جناح عن مسعدة بن صدقة ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : قلت له : جعلت فداک ، هل کان أمیر المؤمنین یعلم أصحاب القائم ، کما کان یعلم عدتهم؟

قال أبو عبد الله : حدثنی أبی ، قال : لقد کان یعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، رجلا فرجلا ، ومواضع منازلهم ، ومراتبهم.

فکل ما عرفه أمیر المؤمنین عرفه الحسن ، وکل ما عرفه الحسن فقد صار

ص: 21


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله ، لعروة : 18 ، عن دراسات حول الحدیث النبوی : 156.

علمه إلی الحسین ، وکل ما عرفه الحسین فقد عرفه علی بن الحسین ، وکل ما علمه علی بن الحسین فقد صار علمه إلی محمد بن علی ، وکل ما قد علمه محمد بن علی فقد علمه وعرفه صاحبکم - یعنی نفسه.

قال أبو بصیر ، قلت : مکتوب؟

قال : فقال أبو عبد الله : مکتوب فی کتاب ، محفوظ فی القلب ، مثبت فی الذکر ، لا ینسی.

قال : قلت : جعلت فداک ، أخبرنی بعددهم ، وبلدانهم ، ومواضعهم.

فقال : إذا کان یوم الجمعة ، بعد الصلاة فأتنی.

قال : فلما کان یوم الجمعة أتیته ، فقال : یا أبا بصیر ، أتیتنا لما سألتنا عنه؟ قلت : نعم ، جعلت فداک.

قال : إنک لا تحفظ ، فأین صاحبک الذی یکتب لک؟ فقلت : أظن شغله شاغل ، وکرهت أن أتأخر عن وقت حاجتی.

فقال لرجل - فی مجلسه - : أکتب : هذا ما أملاه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علی أمیر المؤمنین ، وأودعه إیاه من : (تسمیة أصحاب المهدی ، وعدة من یوافیه من المفقودین عن فرشهم ، وقبائلهم ، والسائرین فی لیلهم ونهارهم إلی مکة (1).

وهذا النص صریح فی أنه کان (مکتوبا) وأنه قد دون فی (کتاب) والإمام یؤکد علی أبی بصیر أن یتحمله (کتابة) بالرغم من کونه فاقد البصر ، فیأمر شخصا أن (یکتبه) له.

مضافا إلی أنه (إملاء) من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وقد أثبتنا فی مجال آخر : أن الاملاء لا یطلق - اصطلاحا - إلا إذا کان الشخص المملی علیه مشتغلا بکتابة ما یلقی إلیه ، وأن مجرد الإلقاء علی الشخص من دون

ص: 22


1- 1. دلائل الإمامة : 307 - 308.

أن یکتب لا یسمی (إملاء) اصطلاحا (1).

کل ذلک یدل علی أن المذکور إنما هو کتاب مسجل منذ عهد الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ومن کلامه ، وبخط الإمام علی علیه السلام.

لکن یبقی تعیین مبدأ المکتوب الذی أملاه الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وکتبه الإمام علی علیه السلام.

فالظاهر أن قوله : (من تسمیة ...) بیان لقوله : (هذا إملاء) فیکون بدایة المملی هو قوله : (تسمیة أصحاب المهدی ...) وتکون کلمة (تسمیة) من کلام الرسول صلی الله علیه وآله وسلم الذی أملاه ، وهی بدایة ما کتبه الإمام علی علیه السلام بخطه.

وبناء علی ذلک فیکون أقدم کتاب مدون ، بعنوان (التسمیة) فی تاریخ الإسلام هو (تسمیة أصحاب المهدی ، وعدة من یوافیه من المفقودین عن فرشهم ، وقبائلهم والسائرین فی لیلهم ونهارهم إلی مکة).

3 - تصنیف التسمیات فی طبقات العلوم

إن تصنیف الکتب یتبع موقعها من العلوم المتنوعة ، وحسب طبقاتها المختلفة ، ففی أی علم تندرج التسمیات ، وفی أیة طبقة تصنف؟ فشیخ مشایخ الحدیث فی القرن الماضی ، المتفرغ لتاریخ علم الرجال شیخنا العلامة الطهرانی ، صنف کتاب (تسمیة من شهد مع علی حروبه) لابن أبی رافع ، فی کتب الرجال ، وعده منها.

وعلی هذا الأساس ذکره فی کتابه (مصفی المقال فی مصنفی علم الرجال) وقال :

عبید الله بن أبی رافع ، (القرن الأول)

ص: 23


1- 1. لاحظ بحثنا (الطرق الثمان لتحمل الحدیث وأدائه).

کاتب أمیر المؤمنین علیه السلام ، له کتاب (قضایا أمیر المؤمنین) وکتاب (تسمیة من شهد مع أمیر المؤمنین الجمل وصفین والنهروان من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم) ذکره الشیخ فی (الفهرست) وذکر إسناده فی روایة الکتاب عن عبید الله المذکور.

أقول : هو أول من دون أسماء الرجال ، لأنه کان فی عصر أمیر المؤمنین علیه السلام ، وکان کاتبه ، وأبوه رافع شهد حروب أمیر المؤمنین علیه السلام کلها ، واقتصر من ترجمة الرجال وتسمیتهم علی خصوص (1) الصحابة ، واقتصر من بینهم علی خصوص من شهد حروب أمیر المؤمنین علیه السلام ، لغرض إتمام الحجة علی بعض الضعفاء والجاهلین لأحقیة الأمیر علیه السلام ، فلو قصروا عن مشاهدة دلائل أحقیته ، فلینظروا إلی من تابعه ، وشایعه ، وفدی بنفسه فی نصرته ، وحمایته ، ممن لا ریب فیهم ، وهذا هو الجدال بالأحسن مع من کان فی ذلک العصر من المخالفین ، کما قاله إمام القراء والمفسرین أبو سعید أبان بن تغلب ، وأورد حدیثه النجاشی (2).

وکذلک صنع فی کتابه الذریعة ، فقال : هو أول من صنف فی الإسلام فی أسماء الرجال الذین شایعوا أمیر المؤمنین ، وعنون له هنا برجال ابن أبی رافع (3).

ولکنه أضاف علی علم الرجال علمی المغازی والسیر ، فقال فی الذریعة : هو - أی عبید الله - أول من صنف فی المغازی والسیر والرجال ، فی الإسلام لم نعرف من سبقه فیه (4).

فالشیخ الطهرانی صنف کتاب التسمیة لابن أبی رافع ، فی علم الرجال ،

ص: 24


1- 1. لیس کتاب (التسمیة) لابن أبی رافع خاصا بذکر أسماء الصحابة ، بل یعم التابعین ، کما فصلنا ذلک فی مقدمة تحقیقنا للکتاب.
2- 2. مصفی المقال : عمود 258 - 259 ، والمذکور عن النجاشی جاء فی رجاله ص 12 رقم 7.
3- 3. الذریعة 1 / 83.
4- 4. الذریعة 4 / 181 رقم 898.

سواء کان منحصرا به ، أو مع انضمام علم المغازی والسیر.

لکن السید الصدر ، لم یذکر فی علم الرجال ، وإنما ذکره فی علم السیر والآثار الإسلامیة والمغازی ، وهو الصحیفة الأولی من الفصل السابع من کتابه العظیم (تأسیس الشیعة لعلوم الإسلام) قال : أول من وضعه وصنف فیه عبید الله ابن أبی رافع مولی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، صنف کتاب (تسمیة من شهد من الصحابة مع أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام) (1).

وذکر بعد ذلک أول من أسس علم الرجال وهو عبد الله بن جبلة الکنانی.

والدکتور محمد مصطفی الأعظمی : ذکر کتاب (التسمیة) لابن أبی رافع ، ضمن الکتب التی تم تدوینها فی التأریخ العام (2).

ولکنه أدرج ما ورد عن عروة بن الزبیر - خاصة - من (التسمیات) فی کتاب جمعه باسم (مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعروة) ، وهی :

تسمیة من شهد العقبة الأخیرة من الأنصار ، ص 126.

تسمیة من شهد بدرا ، ص 147.

تسمیة من شهد بدرا - أیضا - ص 158.

تسمیة من لم یشهد بدرا ، وضرب له بسهمه ، ص 160.

تسمیة من استشهد یوم أحد ، ص 172.

تسمیة من استشهد بخیبر ، ص 199.

تسمیة من استشهد بمؤتة ، ص 206.

تسمیة من استشهد یوم حنین ، ص 219.

ص: 25


1- 1. تأسیس الشیعة : 232 ، وانظر أیضا : 233.
2- 2. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 18.

ومع أن بعض هذه التسمیات ، قد وردت فی المصادر القدیمة بعنوان (التسمیة) إلا أن منها ما عنون لها الدکتور من عند نفسه ، وسماها بالتسمیة ، نظرا إلی أنها تحتوی علی تعداد الأسماء ، من دون توجه إلی أن مثل هذا العنوان له أهمیة تراثیة ، ومن المحتمل أن یکون کل ما عنون به کتابا مستقلا ، ولیس من حق أحدنا أن یفتعل مثل هذا العنوان من عند نفسه.

إلا أن عمل الدکتور یدل علی أنه اعتبر هذه (التسمیات) من علم (المغازی).

لکن من الواضح أن (المغازی) یعتبر فی تصنیف العلوم علما برأسه له خصوصیاته وشؤونه ومؤلفاته ، ومؤلفوه ، وإن کان مندرجا فی (السیرة النبویة) من جهة عامة ، حیث أن السیرة تستوعب حیاة الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم فی کل فترات السلم والحرب ، وما یتصل بأخلاقه وتصرفاته وشؤونه الخاصة ، ومواجهاته ولقاءاته ومحادثاته ، وحیاته العامة الشریفة (1) مع أن بعض (التسمیات) إذا کان یدور حول بعض الغزوات ، فإن منها ما لا یرتبط بشئ منها مثل (تسمیة من شهد العقبة) فهی تدخل فی علم السیرة ، ولا یصح إدراجها فی (المغازی) بأی وجه ، فهو علی الأقل أخص من علم (السیرة).

نعم ، قد نقف أمام عقبة عندما نری الواقدی قد ضمن فی کتابه (المغازی) التسمیات التالیة :

1 - تسمیة من خرج مع عبد الله بن جحش فی سریته ، 1 / 19.

2 - تسمیة المطعمین فی طریق بدر من المشرکین ، 1 / 144.

3 - تسمیة من استشهد من المسلمین ببدر ، 1 / 145 - 147.

4 - تسمیة من قتل من المشرکین ببدر ، 1 / 147 - 152.

ص: 26


1- 1. قارن : المغازی للواقدی ، المقدمة : 14 و 19 وعبر فی ص 20 باسم (علمی المغازی والسیرة) مما یدل علی انفصالهما فی التصنیف الموضوعی.

5 - تسمیة من شهد بدرا من قریش والأنصار ، ص 152 - 172.

6 - تسمیة من قتل من المشرکین (بأحد) ، 1 / 307 - 309.

7 - تسمیة من استشهد من قریش (فی بئر معونة) ، 1 / 352 - 353.

8 - تسمیة سهمان الکتیبة ، 2 / 693.

9 - تسمیة من استشهد بخیبر ، 2 / 699 - 700.

10 - تسمیة من استشهد بحنین ، 3 / 922.

11 - تسمیة من استشهد بالطائف ، 3 / 938.

ولکن لا نستبعد أن یکون الواقدی قد استفاد من بعض من سبقه ممن ألف تسمیات مستقلة فی تلک المواضیع فأدرجها فی کتابه المغازی ، ولو کان قد جمعها هو ، فإن تضمینها کتابه الکبیر ، لا یؤدی إلی خلل فیما نحن بصدده ، لأنه اتبع نفس المنهج الذی سنفصله فیما بعد ، للتسمیات المستقلة.

وعلی کل حال فهذه (التسمیات) الواقدیة ، لا شک فی کونها ضمنیة ، إلا أنه لیس فیها شئ مما یخرج عن موضوع المغازی ولذلک أدرجها فی کتابه الخاص بها.

والرأی الأقرب إلی الصواب ، فی هذا الباب ، هو :

أن تعدد الاتجاه الموضوعی فی الکتاب الواحد ، لا یمنع - مطلقا - من أن یکون الترکیز فی وجهة الکتاب علی بعض الموضوعات وبعض العلوم خاصة ، وعلی ذلک فلیس من الصائب تصنیف ذلک الکتاب فی جمیع تلک العلوم ، بمجرد اتجاه بسیط فیه إلیها ، بل لا بد من تصنیفه فی العلم الأکثر ترکیزا فیه علیه ، وإن کان تعیین العلم الذی یلحق الکتاب به فی التصنیف ، أمرا شاقا ، أحیانا ، یستدعی دقة فائقة وجهدا عمیقا.

وکتب (التسمیات) لا بد من أن تصنف علی أساس الجهة الجامعة بین کل (التسمیات) وهی السمة المشترکة بین جمیع ما یحمل هذا العنوان ، والتی توجد بوضوح فی جمیعها.

ص: 27

ویمکن تحدید ذلک الجامع من خلال ملاحظة ما أوردناه فی توضیح عنوان (التسمیة) وهو أن کل واحد من هذه الکتب إنما یتصدی لذکر الأسماء لمسمیات معینة.

وهذا فی حد ذاته یقرب أن تکون کتب (التسمیات) من کتب علم الرجال الشامل لتراجم الأعلام ، ورواة الحدیث المذکورین فی أعمدة الأسانید.

ولو تجاوزنا عددا قلیلا من کتب التسمیات ، مما لا یرتبط بالرجال بل تتصدی لتسمیة بعض الجمادات ، وهی أربعة فقط :

1 - تسمیة الأرضین.

2 - تسمیة البیع والدیارات.

3 - تسمیة سهمان الکتیبة.

4 - تسمیة الکتب التی رواها بعضهم.

لو تجاوزنا هذه الأربعة ، فإن باقی کتب (التسمیة) وهی تنوف علی التسعین کله تختص بتعداد أسماء الأشخاص والأعلام والرواة.

وهذا یؤکد علی أن المهمة الأساسیة للتسمیات ، إنما هی ما یهدف من علم الرجال وتراجم الأعلام ، فیجب أن تصنف فی هذا العلم.

وهذا هو ما صنعه شیخنا العلامة الطهرانی ، فعد بعض التسمیات من مؤلفات علم الرجال ، وعد مؤلفه من مصنفی ذلک العلم.

ونعم ما صنع ، فإن مراده بعنوان (علم الرجال) إنما هو علم تراجم الأعلام والشخصیات بما یشمل رواة الأحادیث.

ولذا فإن ما قد یتخیله بعض المتطفلین علی علم الرجال من الاعتراض علی ساحة شیخنا العلامة ، بأن عد کتاب (تسمیة من شهد مع علی حروبه) لابن أبی رافع ، من کتب الرجال ، غیر صحیح ، لأنه کتاب فی التاریخ.

اعتراض واه ، لم یصدر ممن یزن الأمور بموازین العلم والمعرفة.

فإن علم الرجال ، وإن أصبح عند المتأخرین خاصا بأحوال رواة

ص: 28

الحدیث ، إلا أن ذلک نشأ من تواضع تعینی ، من دون تخصیص ووضع.

وإلا ، فعلم الرجال هو العلم الشامل لمعرفة ما یتعلق بأحوال الأعلام کافة ، والمعاجم وکتب الرجال القدیمة علی ذلک کان منهجها.

وقد بقیت آثار ذلک الشمول فی کتب الرجال المتأخرة أیضا ، فکثیرا ما یترجمون لمن لا روایة له ، سوی أنه من أعلام العلماء ، وإذا سئل أحدهم عن سبب ذلک ، لم یجر جوابا إلا أن یتذرع بفعل الأقدمین.

نعم ، لو أرید بعلم الرجال ، خصوص ما تعورف عند المتأخرین من أنه علم أحوال رواة الحدیث ، فإن (التسمیات) - وإن کان منها ما حمل عنوان (تسمیة من روی ....) - إلا أن ذلک لیس هو الجامع المشترک بین کل (التسمیات).

وکذلک تصنیف کتب (التسمیات) فی علوم (المغازی) أو (السیرة) أو (التأریخ العام) حیث أن بعض کتب (التسمیة) یختص بوقائع خاصة من صمیم المغازی ، أو بقضایا من السیرة ، أو بأمور وحوادث من التأریخ العام ، فإن ذلک خاص بتلک الکتب ، ولیس أمرا مشترکا بین کل (التسمیات) فلا یکون عدها من مقولة تلک العلوم جاریا علی أساس التصنیف العلمی ، الذی یقتضی ما ذکرناه.

4 - منهج التسمیات ، وأهمیتها علمیا :

من خلال مزاولتنا لعدة من (التسمیات) المتوفرة لدینا ، ومنها :

1 - تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه ، لابن أبی رافع المدنی.

2 - تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام ، للفضیل بن الزبیر الرسان الکوفی.

3 - تسمیات عروة بن الزبیر ، المنقولة فی المصادر.

4 - تسمیات ابن إسحاق ، الواردة فی سیرة ابن هشام.

ص: 29

5 - تسمیات الواقدی ، الواردة فی المغازی.

توصلنا إلی اشتراکها فی العرض ، وتقاربهما فی النسق ، مما دعانا إلی الاعتقاد بأن ثمة (منهجا متحدا) تسیر علیه کل التسمیات.

وقد حاولنا کشف هذا المنهج الموحد المشترک ، فتوصلنا إلی عناصر ثلاثة تشکل قوام ذلک المنهج ، وهی :

1 - تنظیم الأسماء علی القبائل والبطون والأفخاذ والفروع.

2 - ذکر الموالی مع أصول القبائل.

3 - التلفیق فی المتون واختزال الأسانید.

الأمر الأول : تنظیم الأسماء علی القبائل وفروعها :

دأب مؤلفو التسمیات علی سرد الأسماء متتابعة ، مقتصرین غالبا علی الاسم الثنائی ، أی اسم الشخص واسم أبیه فقط ، من دون وصف غالبا ، أو مع وصف بسیط أحیانا ، لکن من دون التفصیل فی أحواله ، إلا فیما یرتبط بشؤون موضوع التسمیة نفسها.

ولکنهم ینظمون قائمة الأسماء ، حسب الانتماءات القبلیة ، ثم یقسمونها علی البطون المتشعبة من القبیلة ، ثم یوزعونها علی الأفخاذ والفروع من کل بطن ، وهکذا ... فیذکرون تحت کل فرع ، ما یلزم من الأسماء المنتمیة إلیه.

وقد تنبه الدکتور الأعظمی إلی هذا ، فقال فی خصوص ما یرتبط بکتابات عروة بن الزبیر.

لقد أعطی أهمیة خاصة للأنساب فی السیرة ، فعند ما یذکر المشترکین فی الغزوات ، أو الشهداء فیها ، لا یسرد مجرد أسمائهم ، بل یذکر أنسابهم مفصلا (1).

وقال : لا یکتفی بالاسم ، بل یذکر القبائل والبطون ، فیعطی أهمیة کبیرة

ص: 30


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 73.

للأنساب ، وهذا منهجه فی الکتاب کله ، وبذلک أصبح مرجعا لکل من جاء بعده وکتب فی السیرة النبویة (1).

أقول : بل هذا هو منهج کل التسمیات ، قبل عروة ، وبعد عروة ، فابن أبی رافع (توفی نحو سنة 80 ه) قد طبق هذا المنهج بشکل دقیق جدا فی (تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه).

حیث قسم کتاب إلی خمسة أقسام :

1 - القرشیین.

2 - الأنصار البدریین.

3 - الأنصار ممن لم یشهدوا بدرا.

4 - المهاجرین.

5 - التابعین.

ثم ذکر تحت العنوان الأول ، القرشیین : ثمانیة بطون :

1 - من بنی عبد المطلب

17 شخصا

2 - من بنی المطلب

شخصان

3 - من بنی عبد شمس

شخص واحد

4 - من بنی زهرة ثلاثة

أشخاص

5 - من بنی تیم

شخصان

6 - من بنی مخزوم

أربعة أشخاص

7 - من بنی جمح

شخصان

8 - من بنی عامر

ثلاثة أشخاص

وذکر تحت العنوان الثانی ، الأنصار البدریین : أحد عشر بطنا :

1 - من بنی مالک بن النجار سبعة أشخاص

ص: 31


1- 1. نفس المصدر : 66.

2 - من بنی مازن

ثلاثة أشخاص

3 - من بنی دینار

أربعة أشخاص

4 - من بنی الحارث بن الخزرج

ثلاثة أشخاص

5 - من بنی ساعدة

ثلاثة أشخاص

6 - من بنی عوف بن الخزرج

أربعة أشخاص

7 - من بنی سلمة

ستة أشخاص

8 - من بنی زریق

أربعة أشخاص

9 - من بنی بیاضة

ثلاثة أشخاص

10 - من بنی عمرو بن عوف

خمسة أشخاص

11 - من بنی عبد الأشهل

ستة أشخاص

وذکر تحت العنوان الثالث ، الأنصار غیر البدریین : عدة أسماء ، تبلغ 62 شخصا.

وذکر تحت العنوان الرابع ، المهاجرین : ثلاث قبائل :

1 - من خزاعة

شخصان

2 - من بنی أسلم

أربعة أشخاص

3 - ومن غیرهم

تسعة أشخاص

وذکر تحت العنوان الخامس ، التابعین : عدة أسماء ، تبلغ 13 شخصا.

وکذلک الفضیل بن الزبیر الأسدی الرسان (ت بعد 145) قد رتب تسمیته علی نفس المنهج ، وذکر فیه :

1 - الشهداء من آل البیت علیهم السلام وموالیهم 25 شخصا.

2 - من بنی أسد بن خزیمة.

3 - من بنی غفار بن ملیل بن ضمرة.

4 - ومن بنی تمیم.

5 - ومن بنی سعد بن بکر.

ص: 32

6 - ومن بنی تغلب.

7 - ومن قیس بن ثعلبة.

8 - ومن عبد القیس - من أهل البصرة -.

9 - ومن الأنصار (ستة أشخاص).

10 - ومن بنی الحارث بن کعب.

11 - ومن بنی خثعم.

12 - ومن تیم الله بن ثعلبة.

13 - ومن عبد الله.

14 - ومن طئ.

15 - ومن مراد.

16 - ومن بنی شیبان بن ثعلبة.

17 - ومن بنی حنیفة.

18 - ومن جوأب.

19 - ومن صیداء.

20 - ومن کلب.

21 - ومن کندة.

22 - ومن بجیلة.

23 - ومن بنی راسب.

24 - ومن خرقة جهینة.

25 - ومن الأزد.

26 - ومن همدان.

27 - وذکر من ارتث فی الحرب.

فنجد هاتین التسمیتین ذکر اسم القبیلة العام ، وذکر البطون واحدا بعد واحد ، ثم تعداد الأسماء متتابعة.

ص: 33

وهذا ما ورد فی تسمیات ابن إسحاق ، والواقدی - أیضا -.

وکذلک فی تسمیة عروة ، إلا أن المنقول عنه - فی الروایات المتأخرة - یختلف شیئا ما عن ذلک.

وأظن - قویا - أن أصل تسمیة عروة ، کان کسائر التسمیات منظما علی هذا المنهج ، من دون تکرار ، کما رأیناه فی ما سبقه عند ابن أبی رافع ، وما لحقه عند الفضیل الرسان ، إلا أن الرواة لما نقلوا عن عروة ما أورده فی کتب تسمیاته ، غیروها عما کانت علیه.

وعلی کل حال : فإن ما ذکر لا یؤثر شیئا فیما توصلنا إلیه من منهج کتب التسمیة ، وأنها تعتمد علی سرد الأسماء علی التنظیم الذی شرحناه.

وهذا واضح لمن راجع واحدا من التسمیات الکاملة ، الموجودة.

یبقی فی المقام :

بیان وجه الاعتماد علی هذا المنهج فی کتب (التسمیات) والفوائد العلمیة المترتبة علی ذلک :

1 - وقبل کل شئ ، یبدو أثر هذا المنهج فی اختصار کتب التسمیة ، إلی حد کبیر ، وخلوها من التکرار الممل.

فإذا أرید ذکر أسماء عدیدة من قبیلة واحدة ، ومن بطن واحد منها ، فإن هذا المنهج یذکر اسم القبیلة ثم البطن مرة واحدة ، ویذکر تحتهما کل تلک الأسماء فی مکان واحد متتابعة کما فعل ابن أبی رافع ، فقال :

من الأنصار البدریین.

من بنی مالک بن دینار.

ثم ذکر سبعة أسماء متتابعة.

ولو أراد أن یذکر کل واحد مستقلا ، لزمه أن یذکر مع کل واحد اسم القبیلة وعنوانها ، ثم اسم البطن وما یحتاج إلی توضیحه.

فالاختصار ، هو واحد من أهم فوائد ذلک المنهج المتبع فی التسمیات ،

ص: 34

ولعله - أیضا - هو المقصود الأول لواضعیه مؤلفی التسمیات.

2 - ثم إن من آثار هذا المنهج الأمن من التصحیف فی الأنساب وأسماء القبائل والبطون ، وکذلک أسماء الآباء والأجداد ، المتعددة فی عمود النسب.

فإن کلا منها أعلام خاصة ، وأسماء لا یدخلها القیاس ، وفی مثلها یقع کثیر من التصحیف والتحریف.

فإذا ذکرت مرة واحدة ، وأدرج تحتها الأسماء المتعددة ، للمنتمین إلیها ، قل تکررها ، وکان الکتاب آمن من التصحیف والغلط وأحفظ من السهو.

بعکس ما لو تکرر ذکرها مرات متعددة مع تعدد الأسماء المنتمیة إلیها ، فإن احتمال تصحیفها أکثر ، کما لا یخفی علی أهل الخبرة ، الواقفین علی مثل هذه التصحیفات.

ولعل هذه الفائدة - أیضا - کانت من أهداف أرباب (التسمیات) فی وضع کتبهم علی ذلک المنهج.

3 - ثم إن من آثار ذلک المنهج. أن الأسماء قد رتبت فیه علی أساس القرب من النبی صلی الله علیه وآله وسلم نسبیا ، ثم السوابق الدینیة ، ثم الفضل والدرجات المعنویة التی جاء بها الإسلام ، کالجهاد فی سبیل الله ، والنصرة لدین الله ، والتفانی فی التضحیة للدفاع عن الحق العدالة.

وکذا علی أساس ما ورد فی حقهم عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم من التمجید والمدح.

وهذا واضح فی تسمیة ابن أبی رافع ، حیث رتب کتابه علی الترتیب التالی :

1 - القرشیین ، وهم عشیرة النبی صلی الله علیه وآله وسلم وقبیلته :

فذکر (بنی عبد المطلب) أولا ، وهم آل النبی وشجرته.

ثم ذکر (بنی المطلب) وهم رهط أجداده.

ثم ذکر سائر القرشیین حسب فضلهم ومقاماتهم.

ص: 35

وذکر (الأنصار) وقدمهم علی المهاجرین ، لما ورد فیهم من الفضائل الکثیرة.

2 - وقدم أولا (البدریین) لما ورد فی حقهم عن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ، بخصوص شهودهم بدرا ، ولم أبدوه من النصرة والإیثار.

3 - ثم ذکر (الأنصار غیر البدریین) لما قدموه من المواساة والبذل.

4 - ثم ذکر (المهاجرین) لسبقهم ، وتحملهم فی سبیل الدین العناء والنصب.

5 - ثم ذکر (التابعین لهم بإحسان) وخص بالذکر منهم من شهد لهم النبی صلی الله علیه وآله وسلم بالجنة.

ولیس فی ترتیب التسمیات علی هذا الشکل أیة حزازة ، ولا منقصة للمتأخرین فی الذکر ، إذ أن التفضیل المذکور ، جاء به القرآن الکریم ، قبل کل أحد ، حیث قال : ( وفضل الله المجاهدین علی القاعدین أجرا عظیما ) سورة النساء ، الآیة 95.

وقال : ( لا یستوی منکم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئک أعظم درجة من الذین أنفقوا من بعد وقاتلوا ، وکلا وعد الله الحسنی ) سورة الحدید ، الآیة 10.

وقال : ( السابقون السابقون. أولئک المقربون ) سورة الواقعة ، الآیة 10 ، 11.

قال الدکتور الأعظمی : وهذا هو الحق ... إذ لا بد من إعطاء کل ذی حق حقه ، فالذین أوذوا ، وهاجروا ، وجاهدوا ، لا یمکن أن یوضعوا فی مصاف الذین حاربوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ثم أسلموا فی آخر الأمر (1).

ص: 36


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 76.

ولقد خطأ الدکتور الأعظمی من نظر إلی ذلک المنهج بمنظار القبلیة الجاهلیة ، والعنصریة البشعة ، وسماها بالنظرة الاجتماعیة (1).

أقول : وقد یحاول بعض أولئک المغرضین إسناد تلک النظرة إلی الدیوان.

لکن الواقع أن الدیوان لم یرتب إلا علی أساس من القرابة إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، والسابقة فی الدین ، والفضل. کما ورد فی سنن البیهقی ، فیما نصه :

لما دون عمر الدواوین ، قال : ابدأوا ببنی هاشم ... وبنی المطلب.

فإذا کان السن فی الهاشمی قدمه علی المطلبی ، وإذا کان السن فی المطلبی قدمه علی الهاشمی ، فوضع الدیوان علی ذلک ، وأعطاهم القبیلة الواحدة.

ثم استوت له عبد شمس ، ونوفل ، فی جذم النسب ، فقال : عبد شمس إخوة النبی صلی الله علیه وآله وسلم لأبیه وأمه ، دون نوفل ، فقدمهم.

ثم دعا بنی نوفل یتلونهم.

ثم استوت له عبد العزی ، وعبد الدار.

فقال فی بنی أسد بن عبد العزی : أصهار النبی صلی الله علیه وآله وسلم وفیهم : أنهم من المطیبین ، وقال بعضهم : هم حلف من الفضول ، وفیهما کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وقیل : ذکر سابقة ، فقدمهم علی بنی عبد الدار.

ثم دعا بنی عبد الدار یتلونهم.

ثم انفردت له زهرة ، فدعاها تلو عبد الدار.

ثم استوت له تیم ومخزوم.

فقال فی بنی تیم : إنهم من حلف الفضول والمطیبین ، وفیهما کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ص: 37


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 75.

وقیل : ذکر سابقة.

وقیل : ذکر صهرا. فقدمهم علی مخزوم.

وهکذا بقیة القبائل (1).

إن التسمیات یمکن أن تکون نماذج حیة لما کانت علیه الدواوین من الترتیب المبتنی علی ذلک النظام الدینی.

أقول : إن التفاضل علی هذا الأساس ، إنما یکون فی غیر موارد الحقوق وخاصة الواجبة منها ، کقسمة الغنائم وعطاء بیت المال ، فإن الحق فیهما ما فعله رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلی علیه السلام من التسویة بین الناس ، وعدم التفرقة فی ذلک بین الأسود والأبیض ، والشریف والوضیع ، والمولی والعربی ، کما وردت بذلک الأحادیث الکثیرة ، التی جمعها صاحب الوسائل فی کتاب الجهاد ، باب 39 التسویة بین الناس فی قسمة بیت المال والغنیمة ، ح 20076 - 20081 ، وقد جمع الإمام الصادق علیه السلام تمام القول لما سئل عن قسم بیت المال؟

فقال : أهل الإسلام هم أبناء الإسلام ، أسوی بینهم فی العطاء ، وفضائلهم بینهم وبین الله ، أجعلهم کبنی رجل واحد ، لا یفضل أحد منهم لفضله وصلاحه فی المیراث علی آخر ضعیف منقوص.

قال : وهذا هو فعل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی بدو أمره ، وقد قال غیرنا : أقدمهم فی العطاء بما قد فضلهم الله بسوابقهم فی الإسلام ، ... وکذلک کان عمر یفعله.

تهذیب الأحکام ، للطوسی 6 / 146 ح 255.

وأقول : إن الشرع الإسلامی المقدس إذا کان یلزمنا بالتسویة بین الأفراد فی مجال الحقوق ، فلا یعنی - إطلاقا - إلغاء السوابق ، وأثرها فی مقام أولئک الذین

ص: 38


1- 1. السنن الکبری ، للبیهقی 6 / 364.

سبقوا إلی الخیرات ، والمهاجرین الأولین ، والذین نصروا أیام العسرة.

إن الآثار الکریمة متضافرة فی تکریم أولئک ، والمفاخرة بتلک السوابق ، فلا یستوی من آمن قبل الفتح وهاجر ، مع من دخل الإسلام علی کره ، ومن أجل الأطماع ، کمسلمة الفتح! ...

4 - ومن فوائد ذلک المنهج :

أنه یکشف عن انتماءات الأسماء المدونة فیها ، وهو ما یفید فی بابه عند التباس بعض الأنساب ، ویمکن الاستناد إلی التسمیات لحل بعض المشاکل العالقة هناک.

الأمر الثانی : ذکر الموالی :

کلمة (المولی) تطلق علی عدة معان :

1 - فیقال : مولی فلان ، أو مولی بنی فلان ، ویراد به مولی العتق ، أی من کان عبدا لهم ، وهذا هو الأغلب فی إطلاق الکلمة.

2 - ویقال : مولی فلان ، ویراد به ولاء الإسلام ، أی أنه أسلم علی ید فلان.

3 - ویقال : مولی فلان ، ویراد ولاء الحلف ، والموالاة ، والمناصرة ، لمن التحق بقبیلة وتحالف معهم بغرض التقوی بهم ، وهذا یتحقق عادة من الضعفاء أو المنقطعین أو المشردین.

4 - ویقال : مولی فلان ، لمجرد ملازمة الشخص لفلان ، کما یقال : مقسم مولی ابن عباس ، لملازمته إیاه (1).

وقد ذکر الفضیل الرسان اسم (زاهر) فی قبیلة کندة ، باعتبار مصاحبته

ص: 39


1- 1. أنظر : علوم الحدیث لابن الصلاح : 400 - 401 والمقدمة له : 202.

لعمرو بن الحمق الخزاعی الکندی (1).

وأضاف البلقینی فی معانی (المولی) :

5 - مولی القبیلة : من استرضع فیهم (2).

وقد ذکر الفضیل الرسان (عبد الله بن یقطر) رضیع الحسین علیه السلام فی أهل البیت (3).

6 - ومولی المولی ، ینسب إلی القبیلة - أیضا - (4).

وقد دأب أرباب التسمیات علی ذکر الموالی مع قبائل من ینتمون إلیهم بالولاء ، سواء ولاء العتق ، أو الحلف ، أو غیر ذلک.

ولکن :

1 - یذکرون الموالی بعد الانتهاء من أسماء المنتمین إلی کل قبیلة أصالة.

2 - یصرحون مع ذکر الموالی ، بنوعیة الولاء.

ولا بد من توضیح عباراتهم فی هذا المجال ، وهو مفید أیضا فی علم الرجال ، حیث أن الرجالیین یتداولون نفس هذه التعبیرات ، فنقول :

إذا أرادوا نسبة الشخص إلی قبیلة أو بطن ، وکان من صلبها ومن أبنائها ، فلهم تعبیرات :

فربما قالوا : (فلان قرشی من أنفسهم) (5) أی منتم إلی قریش بالنسب.

وربما قالوا : (فلان صلیب) (6) أی من صلب القبیلة.

وربما قالوا : (فلان قرشی) وأطلقوا ، فظاهره ، أنه من صلب القبیلة ، کما

ص: 40


1- 1. تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام : رقم 80.
2- 2. محاسن الاصطلاح : 203.
3- 3. تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام : رقم 25.
4- 4. محاسن الاصطلاح : 203.
5- 5. أنظر : طبقات ابن سعد 6 / 331 و 334 و 355.
6- 6. رجال النجاشی : 187 رقم 497.

قال ابن الصلاح : (الظاهر فی المنسوب إلی القبیلة ، کما إذا قیل : (فلان القرشی) أنه منهم صلیبة (1).

وفی هذه الصور - کلها - ینتفی الولاء عن الشخص بکل معانیه.

وإن لم یکن الشخص من أبناء القبیلة ، وإنما کان منتمیا إلیها بشکل من أشکال الولاء الستة المذکورة ، فلا یقال فیه : (فلان القرشی) بالإطلاق ، بل لا بد من تقییده بشکل الولاء.

فإن کان ولاء العتق ، قیل (مولاهم) أو (مولی فلان) ، وإطلاق هذا التعبیر ینصرف إلی ولاء العتق عندهم.

وإن کان ولاء حلف ، قیل : (حلیفهم) أو (حلیف بنی فلان).

وإن کان ولاء صحبة قیل (صاحب فلان) لواحد من أفراد القبیلة کما مر فی (زاهر) صاحب عمرو بن الحمق الخزاعی ، حیث ذکروه فی کندة لأن عمرا کندی ، بینما هو (أسلمی) النسب.

وإن کان ولاء ارتضاع ، قیل : (رضیع فلان) کما ذکروا (عبد الله بن یقطر) رضیع الحسین علیه السلام ، فی أهل البیت.

ولنذکر أمثلة من التسمیات التی بأیدینا :

ففی تسمیة ابن أبی رافع :

ذکر فی بنی عبد المطلب :

16 - ربیعة

17 - أبو رافع

وقال : مولیا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

أقول : والولاء ولاء عتق.

وفی بنی مخزوم :

ص: 41


1- 1. علوم الحدیث : 400 ، المقدمة : 202.

26 - عمار بن یاسر.

27 - محمد بن عمار.

وقال : ویاسر کان قدم مکة ، وحالف أبا حذیفة المخزومی.

أقول : فعمار وابنه مخزومیان بالحلف ، فلذا یقال لعمار : حلف بنی مخزوم ، فذکرا فیهم ، وهما من عنس من مذحج.

وفی تسمیة عروة :

من الأنصار من طریف بن الخزرج :

10 - بسبس الجهنی ، حلیف لهم (1).

ومن الأنصار :

72 - عبد الله بن طارق البلوی ، حلیف لهم (2).

أقول : واختلاف الأنساب بین الجهنی أو البلوی من جهة ، والأنصاری أو الخزرجی ، من جهة أخری ، یدل علی أن عد الرجلین فی الأنصار لیس من جهة النسب ، وإنما هو للولاء.

وفی تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام للرسان الأسدی : ذکر ثلاثة من الموالی مع أهل البیت علیهم السلام بالأرقام (21 و 22 و 23) مصرحا مع کل منهم بأنه (مولی الحسین علیه السلام) ثم ذکر :

24 - الحارث بن تیهان ، مولی حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله.

25 - عبد الله بن یقطر ، رضیع الحسین بن علی علیه السلام.

وذکر فی بنی غفار :

33 - جون بن حوی ، مولی لأبی ذر الغفاری.

وذکر فی عبد القیس :

ص: 42


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 148 - 149.
2- 2. المصدر السابق : 154.

47 - سالم ، مولی عامر بن مسلم.

وذکر فی مراد :

69 - واضح الرومی ، غلام جنادة السلمانی.

وذکر فی صیدا :

75 - سعد ، مولی عمرو بن خالد الصیداوی.

وذکر فی کلب :

77 - أسلم ، مولی لهم.

وذکر فی کندة :

80 - زاهر ، صاحب عمرو بن الحمق الخزاعی.

وهکذا غیرهم (1).

أقول : والأصل فی الالتزام بعد الموالی مع أبناء القبیلة فی مکان واحد وتحت عنوان واحد ، هو الوازع الدینی ، فالإسلام جعل الموالی بمستوی المنسوبین إلیهم فی کثیر من الأمور ، نبذا للطبقیة الممقوتة ، بل أعطی الموالی أحکام السادة فی بعض التشریعات.

فقد ورد فی الحدیث الشریف بطرق عدیدة : أن الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم منع مولاه أبا رافع عن العمل فی جبایة الصدقة ، وقال له : (یا أبا رافع ، إن الصدقة حرام علی محمد وعلی آل محمد ، وإن مولی القوم من أنفسهم) (2).

وفی نص آخر : (اجلس ، یا أبا رافع ، فإنه لا ینبغی لنا أن نأکل الصدقة) (3).

ص: 43


1- 1. لاحظ : تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام ، نشرة (تراثنا) ، العدد الثانی من السنة الأولی 1405.
2- 2. الأسماء المبهمة ، للخطیب : 20 رقم 10 ، وانظر : الإصابة 1 / 29.
3- 3. الأسماء المبهمة : 19 رقم 10.

وعن عطاء بن السائب ، عن فاطمة أو أم کلثوم ، بنت علی بن أبی طالب علیه السلام ، قالت : سمعت مولی لنا ، یقال له (هرمز) یکنی أبا کیسان قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول : (إنا أهل بیت لا تحل لنا الصدقة ، وإن موالینا من أنفسنا) (1).

والنبی صلی الله علیه وآله وسلم قال لرشید الفارسی ، مولی الأنصار - لما سمعه یقول : أنا الغلام الفارسی -.

قال له النبی : (ما منعک أن تقول : (الأنصاری) فإن مولی القوم منهم) (2).

وهکذا اتبع أرباب التسمیات أثر الشارع الکریم ، والصادع بالوحی ، الرسول الأمین ، فی تطبیق ما قرره من نبذ الطبقیة المقیتة التی هی من مخلفات الجاهلیة ، واستبدلت به رتبا سامیة ، یتمیز أصحابها بالتقوی والفضل والعمل الصالح ، دون الاعتناء بالقبلیة أو العنصریة أو الانتماءات العصبیة.

الأمر الثالث : التلفیق فی الحدیث :

التلفیق فی الحدیث هو : أن یجمع المحدث نصا کاملا لحدیث من متون أحادیث وردت بأسانید متعددة (3).

وبعبارة أوضح : أن یذکر قضیة کاملة مأخوذة عن عدة أحادیث ومتون بأسانید مختلفة ، فیجمع الأسانید فی البدایة ، ویؤلف من المتون ، متنا واحدا متسلسلا.

وقد استعمل هذه الطریقة أهل الأخبار والمؤرخون.

فنجد مثل ذلک عند أبی الفرج الأصفهانی (ت 356) حیث یقول عند

ص: 44


1- 1. الکنی ، للدولابی 1 / 86.
2- 2. أسد الغابة 3 / 476 ، الإصابة 1 / 516.
3- 3. مناهج الاجتهاد فی الإسلام ، لمحمد سلام مدکور : 441.

الروایة عن عدة شیوخ ما نصه : دخل حدیث بعضهم فی حدیث الآخرین (1).

واستعمل الواقدی أیضا هذا الأسلوب (2).

وأما أهل التسمیات فقد التزموا به ، وهو ملاحظ فی التسمیات المتوفرة منها :

فعروة یقول : عن مروان والمسور بن مخرمة ، یزید أحدهما علی صاحبه (3).

ویقول : یصدق کل واحد منهما حدیث صاحبه (4).

ویقول الفضیل بن الزبیر : سمعت الإمام أبا الحسین زید بن علی علیهما السلام ، ویحیی بن أم الطویل ، وعبد الله بن شریک العامری ، یذکرون : (تسمیة من قتل مع الحسین بن علی علیهما السلام من ولده وإخوته وأهله ، وشیعته).

وسمعته - أیضا - من آخرین سواهم (5).

ثم یبدأ بذکر الأشخاص من دون ذکر الرواة ، مما یدل علی أنه جمع کلام أولئک ، ولفق من کلامهم المتعدد هذا النص الواحد.

والسبب الملحوظ فی لجوء أهل التسمیات إلی هذا الأسلوب هو : أن سرد الأسانید المتعددة ، عند کل اسم ورد ذکره فی الکتاب ، یؤدی بلا ریب إلی تطویل الأمر ، وإلی الملل ، وإلی تقطیع القضیة الواحدة ، وانقطاع تسلسلها عند السامع ، والقارئ.

مع أن التسمیات کما عرفنا إنما تسرد الأسماء سردا ، من دون تفصیل غالبا ، فذکر الأسانید مع انتهائها إلی مجرد اسم شخص واحد فیه من الخلل ما

ص: 45


1- 1. مقاتل الطالبیین : 323.
2- 2. لاحظ : المغازی - المقدمة - : 31.
3- 3. مسند أحمد بن حنبل 4 / 323.
4- 4. المصدر السابق 4 / 328.
5- 5. تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام ، تراثنا ، العدد 2 ، السنة الأولی 1405.

لا یخفی.

بینما یکون جمع الأسانید کلها فی البدایة ، وفی موضع واحد ، مع الإشارة إلی (التلفیق فی المتن) بالمعنی الذی ذکرناه ، مبعدا عن ذلک الخلل والملل.

مع أنه واف بالغرض المنشود من ذکر الأسانید ، وهو : توثیق المنقولات ، وإضفاء نوع من الاطمئنان بها ، والتأکید علی ثبوتها.

وقد ذکر الدکتور الأعظمی : أن عروة بن الزبیر یبدو أن یکون أول من جمع روایات عدة فی کتابه (السیرة) وبین أسانیدها أولا ، ثم مزج متونها لیؤلف منها حادثة متکاملة (1).

لکن الواقع أن مثل هذا العمل إنما هو دیدن أهل التسمیات ، ولیس عروة إلا واحدا منهم.

هذه الأمور الثلاثة ، التی عرفناها من منهج التسمیات ، وما ترتب علیها من الفوائد.

والواقع أن المحقق یتمکن من معرفتها بنظرة سطحیة أولی ، کما یدرک بذلک أهمیة هذا النوع من التألیف ، حتی لو لم یثق بکون ذلک ، منهجا عاما لجمیع التسمیات.

إن مجرد جمع الأسماء فی مکان واحد له أهمیته ، ودلالته علی نباهة الجامع ، وأهمیة ذلک الجمع.

وقد تنبه الدکتور مارسدن جونسن إلی ذلک - وهو لم یلتفت إلی عنوان (التسمیات) ، بل بمجرد وقوفه علی بعض ما أورده الواقدی ضمنا فی کتابه - فقال : فی المغازی الهامة یذکر الواقدی أسماء الذین شهدوا الغزوة ، وأسماء الذین استشهدوا أو قتلوا فیها ، ومن الیسیر أن نستدل علی فطنة الواقدی وإدراکه ، من

ص: 46


1- 1. مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لعروة : 68.

المنهج الموحد الذی یستعمله (1).

إن هذا المنهج المتین لیس خاصا بالواقدی ، ولیس هو البادئ به ، بل هو منهج (التسمیات) کلها ، وأول من وجدناه عنده هو ابن أبی رافع فی تسمیته ، ثم طبقه عروة ، وابن إسحاق والفضیل الرسان ، وغیرهم فی (تسمیاتهم).

وهو الذی بعثنا علی أن نعتبر (التسمیة) نوعا متفردا بنفسه من أنواع التألیف.

5 - کیف یستفاد من هذه الکتب؟

إن المراجعة إلی کتب التسمیات - فی المصادر المتأخرة - لها طریقتان :

1 - طریقة النقل.

2 - طریقة الوصف.

أما طریقة النقل :

فهو أن یعمد الناقل إلی ما جاء فی التسمیة حول شخص ما ، فیذکر أن صاحب التسمیة ذکر اسمه من قبیلة کذا ، ثم من بطن کذا ، ویورد اسمه کما فی التسمیة ، ثم یتبعه بما ورد فی التسمیة من أوصاف ، ویقول : ذکره فیمن فعلوا کذا ، ویذکر عنوان التسمیة.

مثلا : نجد ابن أبی رافع قال فی تسمیته :

(من الأنصار البدریین من بنی مالک بن النجار أبو أیوب بن زید ، بدری).

فعد الاستفادة منه ، بطریقة النقل ، نقول :

ذکر ابن أبی رافع من الأنصار البدریین ، ثم من بنی مالک بن النجار : أبا أیوب بن زید ، وقال : بدری. فی تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه.

ص: 47


1- 1. المغازی للواقدی - المقدمة - : 31.

وهکذا نفعل مع کل شخص نرید نقله من التسمیات.

والمنقول عن تسمیات عروة فی سائر الروایات ، هو بهذا الطریق ولذا نجد فیها تکرار أسماء القبائل والبطون.

وأما طریقة الوصف :

فهو أن یعبر المستفید من التسمیة بتوصیف الشخص المسمی بأوصاف مستفادة من التسمیات.

ثم بذکر ، خصوصیات العناوین التی أدرج الاسم تحتها فی التسمیات ، فیقول فی المثال المذکور :

أبو أیوب بن زید ، الأنصاری ، النجاری ، بدری ممن شهد مع علی علیه السلام حروبه ، ذکره ابن أبی رافع فی (تسمیته).

وقد استعمل المؤلفون هاتین الطریقتین عند النقل عن التسمیات ، وهما معا من قبیل الکلام المنقول غیر المباشر ، وإن کانت طریقة الوصف أوغل فی عدم المباشرة ، وأبعد عن نص کلام المنقول عنه.

وبالإمکان النقل عن التسمیة مباشرة ، بإثبات ما جاء فیها ، بعینه ، ففی المثال السابق ، نقول : قال ابن أبی رافع ، فی تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه : من الأنصار البدریین ، من بنی مالک بن النجار : أبو أیوب بن زید ، بدری.

وقلما رأیت هذا الشکل من النقل فی المصادر.

6 - تعدد أسماء التسمیات :

لقد عثرنا ضمن مطالعتنا المتفرقة علی أسماء مجموعة من المؤلفات المعنون کل منها بعنوان (التسمیة) مضافة إلی المسمیات فیها.

والملاحظ :

1 - ورود بعض هذه العناوین فی ضمن روایات مسندة معنعنة ، مما

ص: 48

یوهم أن یکون ذلک کله روایة واحدة ، دون أن یکون کتابا مستقلا مؤلفا بالخصوص.

ومثال ذلک (تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام ، روایة الفضیل بن الزبیر الأسدی الرسان الکوفی (ت بعد 145).

و (تسمیة أصحاب المهدی علیه السلام) روایة الإمام الصادق علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

لکن :

أولا : إن تلک الروایات - مع نقلها بالإسناد والعنعنة - تنتهی إلی الراوی الأخیر ، الذی هو القائم بعملیة تجمیع الأسماء وتنظیمها علی المنهج المذکور کما هو واضح فی (تسمیة من قتل ...) للفضیل.

ولیس واقع التألیف إلا هذا ، خاصة فی عصر التألیف الأول.

وثانیا : إن کثیرا مما لا ریب فی کونه کتابا مستقلا مؤلفا معنونا ب (التسمیة) قد ورد نقله فی الروایات الأخر بأسانید معنعنة کذلک.

مع أنه لا یتوهم أحد فی کون المنقول عنه کتابا برأسه.

مثال ذلک ما وقع فی (تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه) لابن أبی رافع ، حیث أنه کتاب مستقل ، ذکروه فی الفهارس والمعاجم ، ومع ذلک فإن الرواة المتأخرین نقلوا عنه بالأسانید المعنعنة.

2 - إن (التسمیات) کما أثبتنا فی الباب الثالث ، تصنف فی کتب الرجال ، باعتبار أنها تسرد أسماء الأشخاص المرتبطین بموضوع البحث ، لکن بعض کتب التسمیة إنما تذکر أسماء غیر الأشخاص ، کالأرضین والدیارات والبیع ، أو الکتب ، أو السهام ، کما أشرنا إلی ذلک سابقا.

فلا بد أن نعتبر ذلک نشازا عن الهدف الأساس من (التسمیات) التی علیها الأکثریة الساحقة منها.

أو نعتبر ذلک خروجا عن ذلک المنهج لعدم إحرازه ، أو تساهلا فیه أدی

ص: 49

إلیه تطاول المدة ، والبعد الزمنی عن عصر تألیفها الأول.

3 - إن بعض (التسمیات) ورد فی ضمن مؤلفات أخری وکأنها فصول خاصة منها :

مثل التسمیات المنسوبة إلی عروة ، المذکورة ضمن ما سمی له بکتاب (مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم).

وتسمیات ابن إسحاق ، المذکورة فی (السیرة) التی اختصرها ابن هشام.

وتسمیات الواقدی ، المذکورة فی المغازی.

وتسمیات خلیفة المذکورة فی تاریخه ، أو طبقاته.

والحق أنا لا یمکننا أن نمیز استقلال هذه التسمیات بالتألیف ، إلا أن ما لا ریب فیه اعتماد المؤلفین لها علی منهج سائر (التسمیات) المستقلة وتطبیقها حرفیا ، بما یمکن - بذلک - فصلها ، وأداؤها دور التألیف المستقلة.

والأجدر أن تسمی مثل هذه بالتسمیات الضمنیة ، وقد اقتصرنا منها علی ما ذکرناه من المصادر لکثرة ما ورد فیها من ذلک (1).

4 - إن بعض ما سنورده من (التسمیات) قد وقع تصحیف فی عناوینها مثل (تسمیة الأرضین) لهشام الکلبی ، حیث ذکر فی بعض المصادر بعنوان (قسمة الأرضین).

وهکذا وقع خفاء فی المراد من بعضها ، کما فی (التسمیة) للحسن بن عبد الله ، أبی علی ، الأصفهانی ، الذی ذکره فی معجم الأدباء 8 / 142 ، حیث لم یعلم المراد من العنوان ، فهو غیر ظاهر فی کونه من التسمیات التی نحن بصددها ، وأحتمل - قویا - أن یکون موضوعه هو کیفیة وضع الاسم علی المسمیات مقابل التکنیة التی هی وضع الکنیة للأشخاص أو الأشیاء.

ص: 50


1- 1. لاحظ مثلا : تاریخ واسط لبحشل ، والاشتقاق لابن درید ، وغیرهما مما عنون فیه المؤلف لبعض فصوله بعنوان : تسمیة کذا.

وکذلک : کتاب (کشف التعمیة فی حکم التسمیة) للحر العاملی ، الذی ذکره فی إیضاح المکنون 4 / 358 والذریعة 18 / 23 فإن المراد به ذکر اسم الإمام المهدی علیه السلام ، وقد رد الحر العاملی بهذا الکتاب علی کتاب ألفه السید الداماد باسم (شرعة التسمیة) المذکور فی الذریعة 14 / 178 ، والرد علیه المذکور فی الذریعة 10 / 202 ورسائل فی حرمة تسمیة الإمام علیه السلام فی الذریعة 11 / 138 و 172.

وکذلک کتاب کشف التعمیة عن وجوه التسمیة) للشیخ حسن بن الحاج محمد صادق الخراسانی (ت 1349) المذکور فی الذریعة 18 / 23 فإنه فی بیان وجه تسمیة الأشیاء.

5 - لقد رتبنا الکتب فی الدلیل القادم علی حروف المعجم حسب الحروف الهجائیة الواقعة بعد کلمة (تسمیة ...) ، مع إغفال (الألف واللام) الواقعة فی بدایة بعض الأسماء.

ثم ذکرنا أسماء المؤلفین لها ، ثم مواضع ذکرها فی المعاجم أو الفهارس أو محل وجودها فی المکتبات ، بما لها من أرقام وخصوصیات.

والله ولی التوفیق وله الحمد أولا وآخرا.

ص: 51

1 - تسمیة الأحزاب

لمکی بن أبی طالب محمد ، أبو محمد القیسی القیروانی القرطبی (ت ...).

ذکره ابن خلکان فی وفیات الأعیان 5 / 276. وذکره الحموی فی معجم الأدباء 19 / 170. وکشف الظنون : عمود 404.

2 - تسمیة أحیاء العرب.

لهشام بن محمد بن أبی المنذر الکلبی (ت 206).

ذکره فی الذریعة 4 / 180 عن بن الندیم.

3 - تسمیة الإخوة الذین روی عنهم الحدیث.

لأبی داود السجستانی ، سلیمان بن الأشعث الأزدی (ت 275).

نسخة منه فی المکتبة الظاهریة ، بدمشق ، برقم 9 من المجموع رقم 3865 ، فی سبع أوراق کتب حوالی القرن السادس.

فهرس مجامیع الظاهریة : 682.

4 - تسمیة الإخوة من أهل الشام.

لأبی زرعة الدمشقی.

نقل عنه ابن عساکر فی تأریخ دمشق 39 / 45 فی ترجمة عبد الحکیم المخزومی.

5 - تسمیة الأربعة عشر وفد نصاری نجران فی المباهلة.

لابن إسحاق.

ذکره ابن هشام فی السیرة 2 / 224.

6 - تسمیة الأرضین. لهشام بن محمد بن أبی المنذر الکلبی (ت 206).

ص: 52

ذکره فی الذریعة 4 / 180 ، عن ابن الندیم. لکن المنقول فی معجم الأدباء 19 / 291 هو (قسمة الأرضین) فلاحظ.

7 - تسمیة أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم وأولاده.

لمعمر بن المثنی ، أبی عبیدة ، التیمی ، البصری (ت 209).

ذکر فی تاریخ بغداد - للخطیب - 7 / 277 ، وذکر فی فهرس دار الکتب الظاهریة ، بدمشق ، قسم التاریخ وملحقاته 2 / 633 ، تألیف خالد الریان : أن منه نسخة برقم عام 4514 ، فی عشرة أوراق بتاریخ نحو سنة 651 ه.

8 - تسمیة الأشیاء

ذکره فی کشف الظنون : عمود 404 من دون ذکر المؤلف.

9 - تسمیة أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لأبی بکر ابن البرقی.

ذکره ابن عساکر فی تأریخ دمشق 34 / 94.

10 - تسمیة أصحاب العقبة الذین بایعوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالعقبة.

لعروة بن الزبیر : 22 - 93.

أورده الهیثمی فی مجمع الزوائد 6 / 50 - 51 ، وأورده الأعظمی فی مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعروة : 126 - 127 ، وذکر من بایع فی العقبة الأولی فی سیرة ابن هشام 2 / 73 - 76.

11 - تسمیة أصحاب مکحول.

لأبی زرعة الدمشقی.

ذکره فی تأریخ دمشق 39 / 322.

12 - تسمیة أصحاب المهدی ، وعدة من یوافیه من المفقودین من فرشهم ، وقبائلهم ، والسائرین فی لیلهم ونهارهم إلی مکة.

روایة الإمام الصادق علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه وآله

ص: 53

وسلم.

أورده الطبری فی دلائل الإمامة ص 307.

13 - تسمیة أعضاء الإنسان.

قال فی کشف الظنون : عمود 404 : لروفس الکبیر ، سبق ذکره فی (حرف التاء) فلیراجع ، لکن لم نجد له ذکرا فی حرف التاء ، فلیلاحظ.

14 - تسمیة أمراء دمشق فی أیام بنی العباس.

لمحمد بن عبد الله ، أبی الحسین الرازی ، أسد السنة (ت 347).

نقل عنه فی تأریخ دمشق لابن عساکر تراجم حرف العین ص 1 هامش 2 ، وذکره المنجد فی معجم المؤرخین الدمشقیین : 513.

15 - تسمیة الأمراء یوم الجمل

لخلیفة بن خیاط.

روی عنه ابن عساکر فی تأریخ دمشق - ترجمة الإمام الحسین علیه السلام - 164 رقم 212.

16 - تسمیة البشراء الذین کان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یبعثهم إلی المدینة بالفتوح والسلامة.

لمحمد بن حبیب ، أبی جعفر البغدادی (ت 245).

ذکره فی کتابه المحبر : 287 ، طبعة حیدر آباد.

17 - تسمیة البکائین.

لمحمد بن کعب.

ذکره فی الإصابة 2 / 354 ، وقد ذکر ابن إسحاق البکائین فی سیرة ابن هشام 4 / 161.

18 - تسمیة بنی أمیة الذین کانوا بدمشق وغوطتها.

لأحمد بن حمید بن أبی العجائز الأزدی.

ذکر فی تاریخ دمشق 40 / 351.

ص: 54

19 - تسمیة البیع والدیارات ونسب العباد.

لهشام بن محمد بن السائب الکلبی (ت 206).

ذکر فی الفهرست للندیم : 109 ، ومعجم الأدباء 19 / 291 ، والذریعة 4 / 180.

20 - تسمیة التابعین من أهل البصرة.

لخلیفة بن خیاط.

نقل عنه فی تاریخ دمشق 40 / 132 ، وهو فی طبقات خلیفة 1 / 485.

21 - تسمیة الحفاظ لابن الدباغ ، یوسف بن عبد العزیز اللخمی الأندلسی المالکی (ت 546).

ذکره الذهبی فی سیر أعلامه

20 / 220.

22 - تسمیة الخلفاء وکناهم وأعمارهم.

للمدائنی ، علی بن محمد بن عبد الله أبی الحسن.

ذکر فی الفهرست للندیم : 115 ، ومعجم الأدباء للحموی 14 / 133.

23 - تسمیة الرجال الذین رووا الحدیث عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعن أهل البیت علیهم السلام ، وهم الأئمة الاثنا عشر.

للشیخ الطوسی ، محمد بن الحسن ، أبی جعفر شیخ الطائفة الإمامیة (385 - 460).

کذا جاء اسم الکتاب فی مخطوطة له بتأریخ (533) فی المتحف البریطانی ، بلندن ، وهو کتاب (رجال الطوسی) المطبوع.

24 - تسمیة الرواة عن سعید بن منصور عالیا.

لأبی نعیم الأصفهانی ، أحمد بن عبد الله (ت 430).

یوجد فی المکتبة الظاهریة ، برقم 15 من الجموع 3827.

فهرس مجامیع الظاهریة : 535.

ص: 55

25 - تسمیة سهمان الکتیبة

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 2 / 693.

26 - تسمیة شعراء القبائل

لمحمد بن حبیب ، أبی جعفر (ت 245).

ذکره إبراهیم الأبیاری فی مقدمة کتاب (مختلف القبائل ومؤتلفها) لابن حبیب : 14 ، وقال : کذا ورد فی المؤتلف والمختلف ، للآمدی : 119 و 120.

27 - تسمیة الشعراء الوافدین علی ابن أبی عامر.

لابن حزم الأندلسی.

ذکره الذهبی ضمن مؤلفات ابن حزم فی سیر أعلامه 18 / 197.

وذکر فی مجلة المجمع العلمی العربی - دمشق 16 / 436.

28 - تسمیة شیوخ أهل دمشق.

لأبی زرعة الدمشقی.

نقل عنه فی تأریخ دمشق 40 / 65 و 68.

29 - تسمیة شیوخ مالک

لابن حزم الأندلسی.

ذکره الذهبی ضمن مؤلفاته فی سیر أعلامه 18 / 197.

وذکر فی مجلة المجمع العلمی العربی - دمشق : 16 / 436.

30 - تسمیة الضعفاء

للعقیلی.

نقل عنه ابن عساکر فی تأریخ دمشق 40 / 54.

31 - تسمیة عمال عمر بن عبد العزیز

لخلیفة بن خیاط.

ص: 56

روی عنه فی تهذیب التهذیب 1 / 318.

32 - تسمیة عمال محمد بن مروان.

لخلیفة بن خیاط.

نقله ابن عساکر فی تأریخ دمشق 40 / 48 ، وهو فی تاریخ خلیفة 2 / 622.

33 - تسمیة العور.

للهیثم بن عدی ، أبی عبد الرحمن الطائی الثعلی (ت 207).

نقل عنه فی تاریخ دمشق 39 / 320.

34 - تسمیة الفقهاء والمحدثین.

للهیثم بن عدی.

ذکره الندیم فی الفهرست : 112 ، وذکره الحموی فی معجم الأدباء 19 / 310.

35 - تسمیة الفقهاء من أهل الکوفة.

للنسائی ، أبی عبد الرحمن.

ذکر فی تاریخ دمشق 39 / 108.

36 - تسمیة کتاب أمراء دمشق.

لمحمد بن عبد الله ، أبی الحسین الرازی ، أسد السنة (ت 347)

ذکره المنجد فی معجم المؤرخین الدمشقیین : 513 ، وانظر : تاریخ ابن عساکر - حرف العین - ص 1 ه 2 ، وفی 40 / 46 ترجمة عبد الحمید بن یحیی الکاتب ، وفی 40 / 298 ، ترجمة عبد الرحمن - أو عبد الله - بن دراج ، وفی 39 / 321.

37 - تسمیة الذین خرجوا إلی أرض الحبشة.

لعروة بن الزبیر (22 - 93).

أورده الهیثمی فی مجمع الزوائد 6 / 32 - 34 ، نقلا عن الطبرانی فی

ص: 57

الکبیر ، وانظر : ذکر من هاجر من المسلمین إلی أرض الحبشة لابن إسحاق فی سیرة ابن هشام 1 / 344 - 353 و 4 / 3 - 12 ، وذکر من عاد من أرض الحبشة فی سیرة ابن هشام 2 / 3 - 8.

38 - تسمیة الذین یؤذون النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

للمدائنی ، علی بن محمد بن عبد الله ، أبی الحسن.

ذکر فی الفهرست ، للندیم : 113.

39 - تسمیة ما انتهی إلینا من الرواة عن أبی نعیم ، الفضل بن دکین ، الطلحی.

لأبی نعیم الأصفهانی (ت 430).

یوجد فی المکتبة الظاهریة ، برقم 17 من المجموع 3761.

فهرس مجامیع الظاهریة : 122.

40 - تسمیة ما فی شعر امرئ القیس من أسماء الرجال والنساء ، وأنسابهم ، وأسمائهم الأرضین ، والجبال والمیاه.

لهشام بن محمد بن السائب الکلبی (ت 206).

ذکر فی الفهرست للندیم : 110 ، ومعجم الأدباء للحموی 19 / 291 ، والذریعة 4 / 180.

ویعتبر هذا أول فهرست متنوع لدیوان امرئ القیس.

41 - تسمیة ما ورد به الشیخ أبو بکر أحمد بن علی بن ثابت الخطیب ، دمشق ، من الکتب ، من روایته ، من الأجزاء المسموعة ، والکبار المنصفة ، وما جری مجراها.

لمحمد بن أحمد بن محمد المالکی الأندلسی.

یوجد فی الظاهریة ، بدمشق ، رقم 10 من المجموع 3755 ، فی 6 أوراق.

فهرس مجامیع الظاهریة : 84.

42 - تسمیة المستهزئین الذین جعلوا القرآن عضین.

ص: 58

للمدائنی ، علی بن محمد بن عبد الله ، أبی الحسن.

ذکر فی الفهرست للندیم : 113 ، ومعجم الأدباء للحموی 14 / 130.

43 - تسمیة المشایخ

لابن عقدة الحافظ ، أحمد بن محمد بن سعید ، أبی العباس الکوفی (ت 333).

نقل ابن طاووس فی (الاستخارات) عن الجزء السادس منه ، حدیثا ، کما فی (فتح الأبواب) للسید ابن طاووس : 159 - 160 ، ووسائل الشیعة للحر العاملی 8 / 66 کتاب الصلاة ، أبواب الاستخارة ، الباب الأول ، الحدیث 9 و 10.

44 - تسمیة المطعمین فی طریق بدر من المشرکین.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 144 - 145 ، وانظر : أسماء المطعمین من قریش فی سیرة ابن هشام 2 / 320.

45 - تسمیة من أخرجهم الإمامان البخاری ومسلم ، ما اتفقا علیه ، وما انفرد به کل واحد منهما.

للحافظ أبی عبد الله ، محمد بن عبد الله ، الحاکم ، النیسابوری ، ابن البیع (ت 405).

یوجد فی الظاهریة ، بدمشق ، برقم 1179 ، فی 28 ورقة ، کتب حوالی سنة 704 ه.

وذکره الکتانی فی الرسالة المستطرفة : 99 ، وانظر : الأعلام للزرکلی 7 / 101.

46 - تسمیة من استشهد بحنین.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 3 / 922.

47 - تسمیة من استشهد بخیبر مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ص: 59

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 2 / 699 - 700.

48 - تسمیة من استشهد بخیبر من المسلمین.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام فی السیرة 3 / 357 - 358.

49 - تسمیة من استشهد بالطائف.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 3 / 938.

50 - تسمیة من استشهد من قریش (فی بئر معونة).

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 2 / 352 - 353.

51 - تسمیة من استشهد من المسلمین ببدر.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 145 - 147 وانظر ذکرهم فی سیرة ابن هشام 2 / 4 - 365.

52 - تسمیة من استشهد یوم بئر معونة.

لعروة بن الزبیر.

ذکره الهیثمی فی مجمع الزوائد 1 / 130.

53 - تسمیة من استشهد یوم الیمامة من الأنصار.

لعروة.

ذکره فی أسد الغابة 2 / 299 و 300.

54 - تسمیة المنافقین ومن نزل فیه القرآن منهم ومن غیرهم للمدائنی ، علی بن محمد ، أبی الحسن (ت 215).

ذکر فی الفهرست الندیم : 113 ، ومعجم الأدباء للحموی

ص: 60

14 / 130 ، والذهبی فی سر أعلامه / 1 / 402.

وانظر ذکر منافقی الأنصار فی سیرة ابن هشام : 2 / 166 - 174.

55 - تسمیة من بالحجاز من أحیاء العرب.

لهشام بن محمد بن السائب الکلبی.

ذکر فی معجم الأدباء 19 / 291.

56 - تسمیة من حضر صفین

لوهب بن وهب القاضی ، أبی البختری (ت 200).

روی عنه الخطیب فی تأریخ بغداد 1 / 185 و 194 و 198 ، وقال فی المورد الأول : عن جعفر بن محمد وغیره ، وروی عنه فی 1 / 203 و 4 / 286 ، وانظر ترجمة المؤلف فی 13 / 451 من تأریخ بغداد.

57 - تسمیة من خرج مع عبد الله بن جحش فی سریته.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 19 وانظر : ذکر سریة عبد الله بن جحش فی سیرة ابن هشام 2 / 252.

58 - تسمیة من روی الحدیث ، وغیره من العلوم ، ومن کانت له صناعة ومذهب ونحلة.

للجعابی ، محمد بن عمر ، أبی بکر (ت 355).

ذکره الشیخ الطوسی فی الفهرست (178) ونقله فی أعیان الشیعة ج 1 ق 2 ص 83 ، وذکره فی معالم العلماء - لابن شهرآشوب ، طبعة النجف - : 107 باسم (تسمیة من روی الحدیث).

59 - تسمیة من روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام من أصحابه لیعقوب بن شیبة العامی.

ذکر فی : معالم العلماء ، لابن شهرآشوب : 119 رقم 863.

60 - تسمیة من روی عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

ص: 61

لمحمد بن إسماعیل البخاری.

ذکره الخطیب فی الأسماء المبهمة : 429.

61 - تسمیة من روی عن المزنی المختصر الصغیر من علم الشافعی.

للأکفانی ، هبة الله بن أحمد الأنصاری الدمشقی (ت 524).

کتبت عن خط السلفی سنة 571 ه.

یوجد فی الظاهریة ، برقم 7 من المجموع 3830.

فهرس مجامیع الظاهریة : 495.

62 - تسمیة من روی عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم من بنی زهرة.

ذکر فی : تاریخ دمشق 40 / 144.

63 - تسمیة من روی عنه أبو إسحاق السبیعی ، ولم یحدث عنه غیره لمحمد بن الحسین الأزدی ، أبی الفتح ، الحافظ.

ذکر فی تاریخ بغداد 9 / 341.

64 - تسمیة من روی من أولاد العشرة ، وغیرهم ، من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

لعلی بن عبد الله بن جعفر السعدی ، أبی الحسن البصری ، المعروف بابن المدینی (ت 234).

یوجد فی الظاهریة ، بدمشق ، برقم من المجموع 3764 ، فی 15 ورقة ، نحو سنة 606 ه ، ونسخة أخری برقم 3803 ، فی 9 أوراق ، فیه سماع سنة 609 ه.

فهرس مجامیع الظاهریة : 138 و 342.

65 - تسمیة من روی الموطأ عن مالک

لابن بشکوال ، أبی القاسم.

نقل عنه ابن خلکان فی وفیات الأعیان 3 / 40.

ص: 62

66 - تسمیة من شهد بدرا

لابن إسحاق.

ذکره ابن حجر فی الإصابة

1 / 208 و 211 وروی عنه مکررا.

67 - تسمیة من شهد بدرا

لابن شهاب

یروی عنه الطبرانی کثیرا فی (المعجم الکبیر).

68 - تسمیة من شهد بدرا

لعروة بن الزبیر : 22 - 93.

ذکره ابن حجر فی الإصابة 1 / 209 و 213 ، وروی عنه مکررا ، وکذلک ابن الأثیر فی أسد الغابة 2 / 299 و 300 ، ویروی عنه الطبرانی کثیرا فی (المعجم الکبیر) ، وقال الهیثمی : من سماهم عروة بن الزبیر أذکرهم ... فی مجمع الزوائد : 6 / 97 - 102 ، والسنن الکبری - للبیهقی - 9 / 57 وأضاف فیه : من لم یشهدها ثم ضرب له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بسهمه. وأورده الأعظمی فی مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله - لعروة - : 146 - 160.

69 - تسمیة من شهد بدرا.

للکلبی.

ذکره فی الإصابة 2 / 303.

70 - تسمیة من شهد بدرا من قریش والأنصار من شهد الوقعة ومن ضرب له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بسهم وهو غائب.

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 152 - 172.

71 - تسمیة من شهد بدرا من المسلمین.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام فی السیرة 2 / 333 - 364.

ص: 63

72 - تسمیة من شهد بدرا ، وذکر الاختلاف فیهم

لمحمد بن الحسن الصالحی (ت 789).

قال العش : لعله للبرزالی علم الدین ، القاسم بن محمد (ت 739) فی الظاهریة ، مجموع 47.

أنظر : فهرس مخطوطات دار الکتب الظاهریة ، تألیف : یوسف العش : 46 - 47.

وذکره فی فهرس مجامیع الطاهریة : 245 ، وهو الکتاب 17 من المجموع العالم 3783.

73 - تسمیة من شهد الجمل مع علی

للکلبی ، محمد بن السائب.

ذکره فی أسد الغابة 2 / 291 ، والاستیعاب 2 / 555.

74 - تسمیة من شهد صفین من الصحابة

للکلبی.

ذکره فی الإصابة 1 / 218.

75 - تسمیة من شهد العقبة وبایع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بها من الأوس والخزرج.

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام فی السیرة 2 / 97 - 110.

76 - تسمیة من شهد غزوة بدر

مجهول المؤلف.

قال العش : مؤلفه علم الدین ، القاسم بن محمد ، البرزالی الإشبیلی (ت 739).

یوجد فی الظاهریة ، رقم 3783 ، فی 8 أوراق. وهو بخط المؤلف (!) ورقمه فی فهرس العش 46 / 47 وفی المجموع 47 / 135.

ص: 64

77 - تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه.

لعبید الله بن أبی رافع (ت نحو سنة 80).

ذکره الطوسی فی الفهرست (133) ، وعنه فی الذریعة 4 / 181 ، وقد حققناه - بحمد الله - وتحدثنا عن نسخة وخصوصیاته فی مقدمته.

78 - تسمیة من شهد مع أمیر المؤمنین علیه السلام حروبه من الصحابة والتابعین.

لابن عقدة الحافظ ، أحمد بن محمد بن سعید ، أبی العباس الکوفی (ت 333).

رجال النجاشی : (94) وذکر فی معالم العلماء لابن شهرآشوب : 14 رقم 76 ، وعن النجاشی فی الذریعة 4 / 181.

79 - تسمیة من شهد مع علی بن أبی طالب علیه السلام من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم للأجلح بن عبد الله الکندی.

ذکر الخطیب فی تاریخ بغداد

1 / 154 عن الأجلح أنه قال : سمعته من :

زید بن علی.

وعبد الله بن الحسن.

وجعفر بن محمد (علیه السلام).

ومحمد بن عبد الله بن الحسن.

کلهم ذکره عن آبائه ، وعمن أدرک من أهله.

وسمعته أیضا من غیرهم.

وانظر : مصفی المقال ، للطهرانی : 497 - 500.

80 - تسمیة من عرف ممن أبهم فی العمدة لأحمد بن علی بن حجر العسقلانی (ت 852) منه نسخة بمکتبة الأزهر ، بالقاهرة ، ضمن المجموع رقم 109.

ص: 65

81 - تسمیة من قال بیتا ، أو قیل فیه

لهشام بن محمد بن السائب الکلبی ، أبی المنذر (ت 206).

ذکر فی الفهرست : 109 ، ونقله الحموی فی معجم الأدباء 19 / 290.

82 - تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام من أصحابه وأهل بیته.

للفضیل بن الزبیر بن درهم الأسدی الکوفی.

حققناه وطبع فی نشرة (تراثنا) الفصلیة ، السنة الأولی 1405 ، العدد 2.

83 - تسمیة من قتل من الأنصار یوم الطائف

لابن إسحاق. ذکر فی أسد الغابة 1 / 396.

84 - تسمیة من قتل من المشرکین (بأحد).

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 307 - 309 ، وانظر : سیرة ابن هشام 3 / 134 - 135.

85 - تسمیة من قتل من المشرکین ببدر

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207).

ذکره فی المغازی 1 / 147 - 152 ، وانظر : ذکر الفتیة الذین قتلوا ببدر من المشرکین فی سیرة ابن هشام 2 / 294 - 295 ، ولاحظ 2 / 365 - 372.

86 - تسمیة من قتله بنو أسد.

لأبی عبیدة معمر بن المثنی.

ذکره فی إیضاح المکنون

2 / 281.

87 - تسمیة من قدم دمشق ، مع المتوکل ، من الکتاب.

لعبد الله بن محمد الخطابی.

روی عنه ابن عساکر فی تاریخ دمشق 38 / 281 ، ترجمة عبد الله بن محمد بن یحیی بن حمزة الحضرمی.

ص: 66

88 - تسمیة من قطع من قریش فی الجاهلیة فی السرق.

للقاسم بن سلام ، أبی عبیدة.

89 - تسمیة من کان ببغداد من العلماء

لمحمد بن سعد.

ذکر فی تاریخ بغداد 13 / 3 - 284.

90 - تسمیة من کان بواسط من الفقهاء والمحدثین.

ذکر فی الطبقات الکبری

7 / 310.

91 - تسمیة من کتب عنه فی قری دمشق

لمحمد بن عبد الله ، أبی الحسن الرازی ، أسد السنة (ت 347).

تاریخ دمشق ، تراجم حرف العین ، ص 1 ه 2 ، ومعجم المؤرخین الدمشقیین - للمنجد - : 513.

92 - تسمیة من کتب عنه بدمشق فی الدفعة الثانیة.

لمحمد بن عبد الله ، أبی الحسین الرازی (ت 347).

معجم المؤرخین الدمشقیین : 513 ، ونقل عنه ابن عساکر فی تاریخ دمشق 38 / 420 ترجمة عبد الله المستملی ، وفی 40 / 69 و 119.

93 - تسمیة من ولد بأرض الحبشة

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام فی السیرة 4 / 11 - 12.

94 - تسمیة من لم یرو عنه غیر رجل واحد

لأحمد بن شعیب ، أبی عبد الرحمن النسائی (ت 303).

روایة أبی محمد ، الحسن بن رشیق العسکری ، منه نسخة فی مکتبة أحمد الثالث ، طوپ قپوسرای ، إسلامبول ، رقم 624 / 2 ، کتب فی القرن التاسع.

95 - تسمیة من نزل حمص من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من الأنصار.

ص: 67

لأحمد بن محمد بن عیسی ، البغدادی.

تأریخ دمشق 40 / 390.

96 - تسمیة من نزل حمص من الصحابة

لعبد الصمد بن سعید الحمصی الکندی القاضی.

ذکر فی الإصابة 1 / 273 ، وذکره ابن عساکر فی تأریخ دمشق 34 / 47 و 40 / 390.

97 - تسمیة من نقل عنه بدمشق

لمحمد بن عبد الله ، أبی الحسین الرازی (ت 347).

ذکر فی معجم المؤرخین الدمشقیین : 513.

98 - تسمیة من نقل من عاد وثمود والعمالیق وجرهم وبنی إسرائیل من العرب

لهشام بن محمد بن السائب الکلبی ، أبی المنذر (ت 206).

ذکر فی الفهرست للندیم : 108 ، ومعجم الأدباء للحموی 19 / ... ، وذکره فی الذریعة 4 / 181 ، باسم (تسمیة من قتل) ، وهو تصحیف بقرینة أن المذکور وقع فی سیاق الکتب التی ألفها الکلبی فی (نواقل العرب) ، والمراد بهذا التعبیر من انتقل من موطنه إلی محل آخر واستوطن فیه.

99 - تسمیة النفر الداریین الذین أوصی لهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من خیبر

لابن إسحاق.

أورده ابن هشام فی السیرة 3 / 368 - 369.

100 - تسمیة ولد عبد المطلب.

لهشام بن محمد بن السائب ، أبی المنذر الکلبی (ت 206).

الفهرست : 109 ، معجم الأدباء 19 / 291 ، الذریعة 4 / 181.

101 - تسمیة من ولی العراق

ص: 68

لابن عیاش.

نقل عنه ابن خلکان فی وفیات الأعیان 6 / 313.

ص: 69

المصادر والمراجع

1 - الإستیعاب

لابن عبد البر یوسف بن عبد الله القرطبی ، تحقیق علی محمد البجاوی ، مطبعة نهضة مصر.

2 - أسد الغابة فی معرفة الصحابة

لابن الأثیر الجزری.

3 - الأسماء المبهمة

للخطیب البغدادی.

4 - الاشتقاق

لابن درید ، تحقیق عبد السلام هارون ، مکتبة الخانجی ، القاهرة.

5 - الإصابة فی معرفة الصحابة

لابن حجر العسقلانی ، أحمد بن علی (ت 852) ، الطبعة الأولی مطبعة السعادة - مصر 1328.

6 - الأعلام

للزرکلی ، الطبعة الثانیة.

7 - أعیان الشیعة

للسید محسن الأمین العاملی ، الطبعة الأولی.

8 - إیضاح المکنون

إسماعیل باشا ، دار المعارف الترکیة.

9 - تأریخ بغداد

لأبی بکر الخطیب البغدادی علی بن أحمد (ت 463) ، مطبعة السعادة - القاهرة 1349.

تأریخ مدینة دمشق (الجزء التاسع والثلاثون)

لابن عساکر علی بن الحسن بن هبة الله (ت 571) ، تحقیق سکینة الشهابی ، مطبوعات المجمع - دمشق 1986 -.

ص: 70

11 - تأریخ مدینة دمشق (الجزء الرابع والثلاثون)

قرأه وعلق علیه مطاع الطرابیشی.

12 - تأسیس الشیعة لعلوم الإسلام

للسید حسن الصدر الکاظمی ، شرکة النشر والطباعة العراقیة - بغداد ، وطبع بالأوفست أخیرا فی طهران.

13 - تاریخ واسط

لبحشل ، اسلم بن سهل (ت 292) ، تحقیق کورکیس عواد ، عالم الکتب ، بیروت 1406.

14 - تراثنا ، نشرة فصلیة ، تصدرها مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث ، قم المقدسة ، الجمهوریة الإسلامیة فی إیران ، السنة الأولی 1406.

15 - تسمیة من شهد مع علی علیه السلام حروبه لعبید الله بن أبی رافع تحقیق السید محمد رضا الحسینی.

16 - تسمیة من قتل مع الحسین علیه السلام للفضیل بن الزبیر الرسان الأسدی ، تحقیق السید محمد رضا الحسینی ، طبع فی نشرة (تراثنا) الفصیلة ، مؤسسة آل البیت (ع) ، قم ، السنة الأولی 1406 ، العدد 2.

17 - تهذیب التهذیب

لابن حجز العسقلانی ، مطبعة دائرة المعارف حیدر آباد - الهند 1325.

18 - حاشیة سعدی چلبی علی شرح العنایة علی الهدایة لسعد الله بن عیسی المفتی (ت 945) ، طبع مع شرح فتح القدیر لابن همام.

19 - دلائل الإمامة

للطبری ، أبی جعفر محمد بن جریر بن رستم ، المطبعة الحیدریة - النجف 1383.

20 - الذریعة إلی تصانیف الشیعة

للشیخ آغا بزرک الطهرانی محمد محسن بن محمد رضا (ت 1389) ، الطبعة الأولی - النجف ، وطهران.

21 - رجال النجاشی

للشیخ النجاشی ، أحمد بن علی الکوفی (372 - 450) ، تحقیق السید موسی

ص: 71

الزنجانی ، طبع جماعة المدرسین - قم 1407.

22 - الرسالة المستطرفة

للکتانی محمد بن جعفر ، الشریف الحسین (ت 1345) ، دار الفکر - دمشق 1383.

23 - السنن الکبری

للبیهقی ، طبع دائرة المعارف - حیدر آباد - الهند.

24 - سیر أعلام النبلاء

للذهبی ، محمد بن أحمد الترکمانی (ت 748) ، مؤسسة الرسالة ، بیروت 1405.

25 - شرح فتح القدیر

لمحمد بن عبد الواحد کمال الدین ابن الهمام الحنفی (ت 681) دار إحیاء التراث العربی - بیروت ، بالأفست.

26 - الطبقات الکبری

لابن سعد محمد بن سعد کاتب الواقدی ، دار صادر - بیروت.

27 - الطرق الثمان لتحمل الحدیث وأدائه

للسید محمد رضا الحسینی.

28 - علوم الحدیث

لابن الصلاح ، عثمان بن عبد الرحمن (ت 643) ، تحقیق نور الدین عتر الطبعة الثالثة - دار الفکر دمشق 1404

29 - العنایة علی الهدایة

للبابرتی محمد بن محمود (ت 786) طبع مع شرح فتح القدیر لابن همام.

30 - فتح الأبواب فی الاستخارات

للسید ابن طاووس علی بن موسی بن جعفر (ت 664) ، تحقیق حامد الخفاف ، مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - بیروت 1409.

31 - الفقه علی المذاهب الأربعة

لعبد الرحمن الجزیری ، طبع حسین حلمی ، عن طبعة مصر ، حقیقت کتبوی ، إسلامبول ترکیة 1983.

ص: 72

32 - فهرس مجامیع المدرسة العمریة ، فی دار الکتب الظاهریة بدمشق.

وضعه منشورات معهد المخطوطات العربیة - الکویت 1408 ه.

33 - فهرس مخطوطات دار الکتب الظاهریة

للدکتور یوسف العش ، مطبعة دمشق 1366.

34 - فهرس دار الکتب الظاهریة (التاریخ)

لخالد الریان ، مطبوعات مجمع اللغة العربیة - دمشق 1393.

35 - الفهرست

للشیخ الطوسی محمد بن الحسن (ت 460) تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم - الطبعة الثانیة ، المطبعة الحیدریة - النجف 1380.

36 - الفهرست

لابن الندیم ، محمد بن إسحاق ، أبی الفرج الوراق ، تحقیق رضا تجدد ، طهران 1391.

37 - کشف الظنون

لحاجی خلیفة مصطفی بن عبد الله (ت 1067) نشر دار الفکر - بیروت 1402.

38 - الکفایة شرح الهدایة

للخوارزمی جلال الدین الکرلانی ، طبع مع شرح فتح القدیر لابن همام.

39 - الکنی والأسماء

للدولابی محمد بن أحمد بن بشر الأنصاری (ت 320) ، طبع دائرة المعارف - حیدر آباد - الهند 1322 ، وأعادته بالأفست دار الکتب العلمیة - بیروت.

40 - لسان العرب

لابن منظور الأنصاری ، جمال الدین محمد بن مکرم الخزرجی (ت 711) طبعة مصورة عن طبعة بولاق ، الدار المصریة للتألیف - المؤسسة المصریة العامة (تراثنا).

41 - مجمع الزوائد

للهیثمی علی بن أبی بکر (ت 807) ، مطبعة دار الکتاب العربی - بیروت 1967.

42 - محاسن الاصطلاح

للبلقینی ، تحقیق الدکتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بذیل مقدمة ابن الصلاح ، دار الکتب المصریة - 1974.

ص: 73

43 - المحبر

لمحمد بن حبیب أبی جعفر البغدادی (ت 245).

44 - مختلف القبائل ومؤتلفها

لأبی جعفر البغدادی محمد بن حبیب (ت 245) تحقیق إبراهیم الأبیاری ، دار الکتاب اللبنانی ، بیروت 1981.

45 - مسند ابن حنبل

لأحمد بن محمد بن حنبل الشیبانی (ت 241) ، الطبعة الأولی - مصر ، فی ستة مجلدات.

46 - مصفی المقال إلی مصنفی علم الرجال

للشیخ آغا بزرک الطهرانی (ت 1389) ، الطبعة الأولی - طهران ، وطبع فی بیروت 1408 بالأوفست.

47 - معالم العلماء

لابن شهرآشوب ، محمد بن علی المازندرانی (ت 588) ، تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم رحمه الله ، المطبعة الحیدریة - النجف 1380 ه.

48 - معجم الأدباء

للحموی یاقوت بن عبد الله الرومی (ت 626) ، الطبعة الثالثة - دار الفکر - بیروت 1400 ه.

49 - معجم المؤرخین الدمشقیین

للدکتور صلاح الدین المنجد ، دار الکتاب الجدید - بیروت 1978 م.

50 - المغازی

للواقدی ، محمد بن عمر بن واقد (ت 207) ، تحقیق الدکتور مارسدن جونسن ، طبع جامعة أوکسفورد - لندن 1966.

51 - مغازی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (النسخة المستخرجة).

لعروة بن الزبیر (ت 94) ، استخرجها وحققها وقدم لها الدکتور محمد مصطفی الأعظمی ، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج - الریاض ، الطبعة الأولی 1401.

52 - مقاتل الطالبیین

ص: 74

لأبی الفرج الأصبهانی ، تحقیق السید أحمد صقر - القاهرة 1368.

53 - مقدمة ابن الصلاح

لابن الصلاح الشهرزوری ، تحقیق الدکتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ، دار الکتب المصریة 1974.

54 - مناهج الاجتهاد فی الإسلام

للدکتور محمد سلام مدکور ، الطبعة الأولی 1393 - جامعة الکویت - الکویت.

55 - وسائل الشیعة إلی تفصیل أحکام الشریعة

للحر العاملی محمد بن الحسن المشغری (ت 1104) ، طبع مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم.

56 - وفیات الأعیان

لابن خلکان ، أحمد بن محمد (ت 681) ، تحقیق الدکتور إحسان عباس ، منشورات الرضی - قم 1404 ه.

57 - الهدایة شرح بدایة المبتدی

للمرغیانی علی بن عبد الجلیل أبی الحسن (ت 593) ، طبع مع شرح فتح القدیر لابن همام.

(وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمین).

ص: 75

أهل البیت (ع)

فی المکتبة العربیة

(8)

السید عبد العزیز الطباطبائی

حرف الصاد

283 - الصراط السوی فی مناقب آل النبی صلی الله علیه وآله

لمحمود بن محمد بن علی الشیخانی القادری ، الشافعی المدنی ، من أعلام القرن الحادی عشر.

کتاب کبیر فی 252 ورقة.

أوله : (الحمد لله البر الجواد بآلائه الکبیر العظیم بکبریائه ...).

وقد قرظه بعضهم بستة أبیات من الشعر أولها :

هذا کتاب نفیس قد حوی دررا

فی مدح آل رسول الله والشرف

فهو الصراط السوی فی الاسم شهرته

تألیف محمود تالی منهج السلف

القادری طریقا فی مسالکه

الشافعی اتباعا للعهود وفی

نسخة فی المکتبة الناصریة فی لکهنو بالهند ، ویظهر أنها بخط المؤلف ، وعنها مصورة فی مکتبة أمیر المؤمنین العامة فی أصفهان.

نسخة فی مکتبة أمیر المؤمنین العامة فی النجف الأشرف.

السید عبدالعزیز الطباطبائی

ص: 76

284 - صعود علی علی منکب رسول الله صلی الله علیه وآله لکسر الأصنام من علی ظهر الکعبة.

لأبی عبد الله الجعل الحسین بن علی البصری المعتزلی الحنفی ، نزیل بغداد ، المتوفی بها سنة 369 ه.

ذکره له الحافظ ابن شهرآشوب السروی - المتوفی سنة 588 - فی کتابه (البرهان فی أسباب نزول القرآن) ، والسید ابن طاووس - المتوفی سنة 664 - فی (الطرائف) : 81.

ترجم الندیم - فی الفهرست : 222 - لأبی عبد الله هذا وقال : (إلیه انتهت ریاسة أصحابه فی عصره ، وکان فاضلا فقیها متکلما ، عالی الذکر ، نبیه القدر ، عالم بمذهبه ، منتشر الذکر فی الأصقاع والبلدان ...).

وله ترجمة فی : تاریخ بغداد 8 / 73 ، المنتظم 7 / 101 ، سیر أعلام النبلاء 17 / 224 ، الوافی بالوفیات 13 / 17 ، طبقات المفسرین - للداودی - 1 / 155 ، الطبقات السنیة 3 / 154 رقم 762.

285 - صعود علی علیه السلام علی منکب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

للحاکم الحسکانی ، وهو أبو القاسم عبید الله بن عبد الله بن أحمد النیسابوری الحذاء الحنفی ، من أعلام القرن الخامس.

تقدم له (شواهد التنزیل) فراجع.

قال فی ریاض العلماء 3 / 297 : (إن السید حسن بن مساعد الحائری فی کتاب تحفة الأبرار قد جعل أبا القاسم الحسکانی هذا من زمرة علماء أهل السنة ثم نسب إلیه کتابا فی صحة صعود علی علیه السلام علی کتف رسول الله صلی الله

ص: 77

علیه وآله وکسره الأصنام) (1).

286 - صعود علی علی منکب النبی صلی الله علیه وآله لکسر الأصنام التی علی ظهر الکعبة

لأبی الحسن شاذان الفضلی ، من أعلام القرن الرابع.

ذکره له الحافظ ابن شهرآشوب السروی فی البرهان ، والسید ابن طاووس فی الطرائف : 81.

ویأتی لشاذان الفضلی : (جزء فی طرق حدیث رد الشمس).

====

انطلقت مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لیلا حتی أتینا الکعبة فقال لی : أجل�2. فجلست فصعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علی منکبی ، ثم نهضت به ، فلما رأی ضعفی تحته قال : أجلس ، فجلست فنزل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وجلس لی فقال : اصعد إلی منکبی ، ثم صعدت علیه ، ثم نهض بی حتی أنه لیخیل إلی أنی لو شئت نلت أفق السماء.

وصعدت علی البیت فأتیت صنم قریش - وهو تمثال رجل من صفر أو نحا�3. فلم أزل أعالجه یمینا وشمالا وبین یدیه وخلفه حتی استمکنت منه ، قال : ورسول الله صلی الله علیه وسلم یقول : هیه هیه ، وأنا أعالجه فقال لی : اقذفه ، فقذفته فتکسر کما تکسر القواریر.

ثم نزلت فانطلقنا نسعی حتی استترنا بالبیوت خشیة أن یعلم بنا أحد فلم یرفع علیها بعد.

أخرجه باختلاف یسیر ابن أبی شیبة فی التاریخ ، وأحمد فی المسند 1 / 5. وفی طبعة أحمد شاکر 2 / 57 وصحح إسناده ، وفیه من روایة عبد الله بن أحمد 1 / 51 ، وفی طبعة شاکر 2 / 325 ، والبزاز فی مسنده.

والنسائی فی خصائص علی : 134 رقم 122 من طبعة الکویت ، وأبو یعلی فی مسنده 1 / 251 رقم 292 واللفظ له ، والطبری فی تهذیب الآثار 405 و 6. والحاکم فی المستدرک 2 / 367 و 3 / 5 وصححه هو والذهبی والخطیب فی تاریخ بغداد 13 / 302 ، وفی موضح أوهام الجمع والتفریق 2 / 432 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد 6 / 23 ، والسیوطی فی جمع الجوامع فی مسند علی ، والمتقی فی کنز العمال 13 / 171 عن ابن أبی شیبة وأبی یعلی وأحمد وابن جریر الطبری والحاکم والخطیب.

وصعود أمیر المؤمنین علیه السلام علی کتف النبی صلی الله علیه وآله وکسر الأصنام وتطهیر الکعبة منها کان مرتین ، مرة قبل الهجرة ، وهی هذه ، ومرة یوم فتح مکة ، وذلک مذکور فی کتب السیر والتواریخ.

ص: 78


1- (1) وقصة صعود علی علیه السلام علی منکب النبی صلی الله علیه وآله ما رواه عنه الحفاظ والمحدثون وصححوه أنه قال :

287 - الصفوة بمناقب آل بیوت النبوة

لعبد الرؤوف المناوی ، وهو ابن تاج العارفین بن علی بن زین العابدین المناوی زین الدین الحدادی المصری الفقیه الشافعی (952 - 1031 ه).

إیضاح المکنون 2 / 68 ، - هدیة العارفین 1 / 510 ، خلاصة الأثر 2 / 412 - 416 ، البدر الطالع 1 / 357 ، معجم المؤلفین 5 / 220 ، أعلام الزرکلی 6 / 204 وفیه : (من کبار العلماء بالدین والفنون ، انزوی للبحث والتصنیف ... له نحو ثمانین مؤلفا ...) ثم عد قسما منها وذکر منها کتابه هذا.

نسخة فی دار الکتب المصریة ، رقم 397 حدیث ، من مخطوطات المکتبة التیموریة ، ذکرت فی فهرسها 2 / 301 و 349.

288 - کتاب صفین

لأبی حذیفة إسحاق بن بشر بن برزخ القرشی الأخباری ، المتوفی ببخاری

__________________

قال المفجع البصری فی قصیدة الأشباه :

فارتقی منکب النبی علی

صنوه ما أجل ذاک رقیا

فأماط الأوثان عن ظاهر

الکعبة ینفی الأرجاس عنها نقیا

ولو أن الوصی حاول مس النجم

بالکف لم یجده قصیا

وقال الناشئ :

فشرفه خیر الأنام یحمله

فبورک محمولا وبورک حامله

فلما دحا الأصنام أومی بکفه

فکادت تنال الأفق منه أنامله

وقال أیضا :

وکسر أصناما لدی فتح مکة

فأورث حقدا کل من عبد الوثن

فأبدت له علیا قریش تراتها

فأصبح بعد المصطفی الطهر فی محن

یعادونه إذ أخفت الکفر سیفه

وأضحی به الدین الحنیفی قد علن

وقد حمل رسول الله صلی الله علیه وآله علیا فی موقف ثالث ، وذلک یوم غدیر خم ، رفعه علی رؤوس الأشهاد وهم مائة ألف أو یزیدون حتی بان بیاض إبطیهما ، فنصبه علما للأمة وإماما من بعده.

ص: 79

سنة 206 ه.

وله : کتاب الجمل ، کتاب الألویة ، کتاب الردة ، وغیر ذلک.

فهرست الندیم : 106 ، تاریخ بغداد 6 / 326 ، تهذیب تاریخ ابن عساکر 2 / 431 ، معجم الأدباء 5 / 70 ، العبر 1 / 349 ، الوافی بالوفیات 8 / 405.

289 - کتاب صفین

للواقدی ، أبی عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدی البغدادی (130 - 207 ه).

ترجم له الندیم فی الفهرست ص 111 وعدد کتبه وذکر له هذا الکتاب وکتاب السقیفة وغیر ذلک.

وله ترجمة فی الطبقات لابن سعد 7 / 334 ، تاریخ البخاری 1 / 178 ، تاریخ بغداد 3 / 3 ، سیر أعلام النبلاء 9 / 454 ، تذکرة الحفاظ 1 / 348 ، الکاشف 3 / 82 ، الوافی بالوفیات 4 / 238 ، تهذیب التهذیب 9 / 363.

کتاب صفین

لأبی الفضل نصر بن مزاحم بن یسار المنقری الکوفی ، المتوفی سنة 212 ه.

ذکره الندیم فی الفهرست : 106 ، وذکر له کتاب (مقتل حجر بن عدی).

تاریخ بغداد 13 / 282 ، معجم الأدباء 7 / 210 ، ویأتی باسم : (وقعة صفین).

290 - کتاب صفین

للمدائنی ، وهو أبو الحسن علی بن محمد بن عبد الله بن أبی سیف المدائنی (135 - 215 وقیل 225 ه) ، بصری سکن المدائن ، ثم سکن بغداد.

ص: 80

له ترجمة فی : فهرست الندیم : 113 - 117 ، تاریخ بغداد 12 / 54 ، سیر أعلام النبلاء 10 / 400 ، الوافی بالوفیات 22 / 41 - 47 ، أنساب السمعانی 7 / 137 ، معجم الأدباء 5 / 209 ، مرآة الجنان 2 / 83 ، بروکلمن - الترجمة العربیة - 3 / 38 - 40.

وکتابه هذا کان موجودا حتی القرن السابع ، وهو من مصادر ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة ، راجع مثلا 2 / 268.

291 - صفین (أخبار ...)

لمحمد بن عثمان الکلبی.

ذکر بروکلمن فی تاریخ الأدب العربی - الترجمة العربیة - 3 / 38 أن منه نسخة فی الأمبروزیانا ، رقم H 129 ، وقال : (ولم نقف علی أخبار قریبة عن حیاته) ثم أرجع إلی گریفینی فی مقال له.

292 - کتاب صفین

لأبی إسحاق إسماعیل بن عیسی العطار البغدادی ، المتوفی سنة 232 ه.

ذکر له الندیم فی الفهرست : 122 ، کتاب الجمل ، کتاب الردة ، کتاب الفتن ، وهذا الکتاب.

الثقات - لابن حبان - 8 / 99 ، الجرح والتعدیل 2 / 191 ، تاریخ بغداد 6 / 262 ، لسان المیزان 1 / 426 ، هدیة العارفین 1 / 207.

293 - کتاب صفین

للحافظ ابن أبی شیبة ، وهو أبو بکر عبد الله بن محمد العبسی الکوفی ، المتوفی سنة 235 ه.

من رجال الصحاح الستة ، روی عنه البخاری ومسلم وابن ماجة وأبو داود ، وروی النسائی عن رجل عنه.

ص: 81

ثقات العجلی : 276 ، طبقات ابن سعد 6 / 413 ، الجرح والتعدیل 5 / 160 ، کتاب الثقات - لابن حبان - 8 / 358 ، فهرست الندیم : 285 ، تاریخ بغداد 10 / 66 ، سیر أعلام النبلاء 11 / 122 ، تذکرة الحفاظ 2 / 432 ، الکاشف - للذهبی - 2 / 124 ، تهذیب الکمال 16 / ... ، تهذیب التهذیب 6 / 2 ، طبقات المفسرین - للداودی - 1 / 246 ، الوافی بالوفیات 17 / 442.

قال ابن حبان فی الثقات : (کان متقنا حافظا دینا ، ممن کتب وجمع وصنف وذاکر ، وکان أحفظ أهل زمانه بالمقاطیع ...).

294 - کتاب صفین

لابن دیزیل ، المتوفی سنة 281 ه.

ترجم له الذهبی فی سیر أعلام النبلاء 13 / 184 - 192 وقال : (الإمام الحافظ ، الثقة العابد ، أبو إسحاق إبراهیم بن الحسین بن علی الهمذانی الکسائی ، ویعرف بابن دیزیل ، وکان یلقب بدابة عفان لملازمته له ... سمع بالحرمین ومصر والشام والعراق والجبال ، وجمع فأوعی ... قال الحاکم : (هو ثقة مأمون ... قلت : إلیه المنتهی فی الإتقان ...).

بقیة مصادر ترجمته : تذکرة الحفاظ 2 / 608 ، الوافی بالوفیات 5 / 346 ، تاریخ ابن کثیر 11 / 71 ، غایة النهایة 1 / 11 ، طبقات الحفاظ : 269 ، شذرات الذهب 2 / 177 ، تهذیب تاریخ ابن عساکر 2 / 208.

ینقل ابن أبی الحدید من کتاب صفین هذا فی شرح نهج البلاغة 2 / 264 و 269 وغیرهما.

295 - کتاب صفین

لمحمد بن زکریا بن دینار الغلابی أبی عبد الله البصری ، المتوفی سنة 298 ه.

ترجم له الندیم فی الفهرست : 121 ، وقال : (وکان ثقة صدوقا) ،

ص: 82

ووثقه ابن حبان وترجم له فی کتاب الثقات 9 / 154 ، وله ترجمة فی أنساب السمعانی 9 / 193 (الغلابی) ، والوافی بالوفیات 3 / 77 ، وهدیة العارفین 2 / 23.

حرف الطاء

296 - طراز الذهب

فی فضائل الأئمة لعبد الله بن منجی الثانی ابن أبی حفص منجی الماضی بن عبد الله بن یقظان الایدجی الخوارزمی ، الملقب بغالب ، من أعلام القرن السابع ، من معاصری محیی الدین ابن عربی.

إیضاح المکنون 2 / 81 ، هدیة العارفین 1 / 159.

297 - طرز الوفا فی فضال آل بیت المصطفی

لأبی الحسن أحمد بن زید العابدین بن محمد زین العابدین بن محمد - سبط ساداته آل الحسن - البکری الصدیقی المصری الشافعی ، المتوفی سنة 1048 ه.

ألف کتابه هذا سنة 1020 ه.

أوله : (الحمد لله الذی أطلع من سماء الحقیقة المحمدیة شمسا وبدرا ...).

له ترجمة حسنة فی خلاصة الأثر 1 / 201 ، وأخری موجزة فی معجم المؤلفین 1 / 229 ، وهدیة العارفین 1 / 159.

نسخة فی مکتبة آغا ، رقم 165 ، فی المکتبة السلیمانیة فی إسلامبول.

نسخة فی مکتبة لاله لی ، رقم 2084 ، فی المکتبة السلیمانیة فی إسلامبول ، کتبها حسن بن علی الغزالی خادم المؤلف وخادم أصوله عن نسخة الأصل بخط المؤلف ، فی 169 ورقة.

نسخة أخری بخط هذا الکاتب أیضا ، فی 170 ورقة ، فی رواق الشوام بالجامع الأزهر بالقاهرة ، 84 تاریخ ، وعنها صورة فی معهد المخطوطات بالقاهرة کما

ص: 83

فی فهرسها تاریخ جزء 2 ق 4 ص 287 رقم 1807.

298 - طرق حدیث : إنی تارک فیکم الثقلین

لابن القیسرانی ، وهو الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علی بن أحمد المقدسی (448 - 507 ه).

له ترجمة مطولة فی تذکرة الحفاظ للذهبی : 1246 ، وفی سیر أعلام النبلاء 9 / 361 - 371 وحکی عن شیرویه أنه قال فی تاریخ همدان : (ابن طاهر سکن همدان وبنی بها دارا ، ودخل الشام والحجاز ومصر والعراق وخراسان ، وکتب عن عامة مشایخ الوقت ، وروی عنهم وکان ثقة صدوقا ، حافظا ، عالما بالصحیح والسقیم ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، کثیر التصنیف ...).

وترجم له إسماعیل باشا فی هدیة العارفین 2 / 82 ترجمة مطولة وسرد کتبه ومنها کتابه هذا.

وذکر له هذا الکتاب فی الترجمة المبسوطة التی فی مقدمة کتابه المطبوع وهو کتاب (الأنساب المتفقة).

وذکر کتابه هذا فی ترجمته فی نهایة کتابه (الجمع بین رجال الصحیحین) المطبوع فی حیدر آباد.

وراجع بقیة مصادر ترجمته فی تعلیقات سیر أعلام النبلاء.

أقول :

حدیث الثقلین

هذا حدیث صحیح ، ثابت ، مشهور متواتر عن رسول الله صلی الله علیه وآله ، أخرجه الحفاظ وأئمة الحدیث فی الصحاح والمسانید والسنن والمعاجم بطرق کثیرة صحیحة عن بضع وعشرین صحابیا ، منهم : علی بن أبی طالب علیه السلام وزید بن أرقم ، وأبو سعید الخدری وجابر بن عبد الله وجبیر بن مطعم

ص: 84

وحذیفة بن أسید وخزیمة بن ثابت وزید بن ثابت وسهل بن سعد وضمرة الأسلمی وعامر بن لیلی الغفاری وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن حنطب وعدی بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو ذر وأبو رافع وأبو شریح الخزاعی وأبو قدامة الأنصاری وأبو هریرة وأبو الهیثم بن التیهان وأم سلمة وابن امرأة زید بن أرقم وأم هانئ ، ورجال من قریش.

فالنبی صلی الله علیه وآله لما أحس بقرب أجله أوصی أمته بأهم الأمور لدیه وأعزها علیه ، وهما ثقلاه وخلیفتاه - کما فی بعض نصوصه - ، وحث علی التمسک بهما واتباعهما وحذر من ترکهما والتخلف عنهما.

وکان ذلک منه صلی الله علیه وآله فی مواقف مشهودة ، فأعلنها صرخة مدویة کلما وجد تجمعا من الأمة ومحتشدا من الصحابة لیبلغوه من وراءهم وینقلوه إلی من بعدهم ، وقد صدع بها صلی الله علیه وآله فی ملأ من الناس أربع مرات :

1 - موقف یوم عرفة.

2 - موقف یوم غدیر خم بالجحفة.

3 - موقف فی المسجد بالمدینة.

4 - موقف فی مرضه فی الحجرة عندما رآها امتلأت من الناس.

والموقفان الأول والثانی هما أکبر تجمع للأمة فی عهده صلی الله علیه وآله فاستغلهما فرصة مؤاتیة ، فعهد إلی أمته عهده وأوصاهم بأهم ما کان معتلجا فی صدره ، وهو نصب علی علیه السلام خلیفة من بعده ، والحث علی التمسک بالقرآن والعترة ، وصرح بأن ذلک مدار الهدایة والضلالة من بعده ، وکانت الفترة الزمنیة لکل هذه المواقف الأربعة أقل من تسعین یوما ، فتراه کرر الأمر علیهم فی ثلاثة أشهر أربع مرات وهو دلیل شدة اهتمامه صلی الله علیه وآله بهذا الأمر المصیری ، وشغل باله صلی الله علیه وآله من حین حج الناس ورآهم ملتفین حوله إلی آخر لحظة من حیاته صلی الله علیه وآله.

وجاء فی نهایة کثیر من نصوصه : (فانظروا کیف تخلفونی فیهما).

ص: 85

ومن أراد أن یعرف کیف خلفوه فیهما وهل عملوا بوصیته وأوامره المؤکدة فدونه التاریخ فلیتصفحه صفحة صفحة فیری سیرة مستمرة وسنة مطردة! أبادوهم قتلا وسما ومثلة - کأن رسول الله لیس لهم أب کأن رسول الله من حکم شرعه - علی آله أن یقتلوا أو یصلبوا

وإلیک المواقف الأربعة بنصوصها ومصادرها :

(1)

موقف یوم عرفة

أخرج الترمذی فی سننه 5 / 662 رقم 3786 عن جابر بن عبد الله قال : رأیت رسول الله صلی الله علیه وسلم فی حجته یوم عرفة وهو علی ناقته القصواء یخطب ، فسمعته یقول :

(یا أیها الناس ، إنی تارک فیکم ما إن أخذتم به لن تضلوا : کتاب الله وعترتی أهل بیتی).

قال : وفی الباب عن أبی ذر وأبی سعید وزید بن أرقم وحذیفة بن أسید.

وأخرجه الحافظ ابن أبی شیبة ، وعنه فی کنز العمال : 1 / 48 الطبعة الأولی.

وأخرجه العقیلی فی الضعفاء الکبیر 2 / 250 ، والحکیم والترمذی فی نوادر الأصول : 68 (الأصل الخمسون) ، والحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر 3 / 63 رقم 2679 ، والخطیب فی المتفق والمفترق ، وعنه فی کنز العمال 1 / 48 من الطبعة الأولی ، وفی مجمع الزوائد 5 / 195 ، و 9 / 163 ، و 10 / 363 و 268.

وأخرجه البغوی فی المصابیح 2 / 206 ، وابن الأثیر فی جامع الأصول 1 / 277 رقم 65 ، والرافعی فی التدوین 2 / 264 فی ترجمة أحمد بن مهران القطان ، وهذا الحدیث ساقط فی الطبعة الهندیة! موجود فی مخطوطات الکتاب.

وأخرجه الحافظ المزی فی تهذیب الکمال 10 / 51 ، وفی تحفة الأشراف

ص: 86

2 / 278 رقم 2615 ، والقاضی البیضاوی فی تحفة الأشراف وهو شرحه علی المصابیح ، والخوارزمی فی کتاب مقتل الحسین علیه السلام 1 / 114. والخطیب التبریزی فی مشکاة المصابیح 3 / 258 ، وابن کثیر فی تفسیره (طبعة بولاق بهامش فتح البیان) 9 / 115 ، والزرندی فی نظم درر السمطین : 232 ، والمقریزی فی معرفة ما یجب لآل البیت النبوی : 38.

(2)

موقف یوم غدیر خم

أخرج النسائی فی السنن الکبری وفی خصائص علی (1) ص 96 رقم 79 قال : أخبرنا محمد بن المثنی ، قال : حدثنا یحیی بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سلیمان ، قال : حدثنا حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله صلی الله علیه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدیر خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :

کأنی دعیت فأجبت ، وإنی قد ترکت فیکم الثقلین ، أحدهما أکبر من الآخر : کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما؟ فإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض.

ثم قال : إن الله مولای وأنا ولی کل مؤمن ، ثم أخذ بید علی فقال : من کنت ولیه فهذا ولیه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

====

وقال محققه فی التعلیق علی هذا الحدیث : صحیح رجاله ثقات ، من رجال الشیخین غیر أن فیه عنعنة حبیب بن أبی ثابت ، وهو مدلس لکنه توب�2. وسلیمان هو الأعمش.

ص: 87


1- 1. فإن خصائص علی علیه السلام قد أدرجه المؤلف فی سننه الکبری فأصبح جزءا منه ، وهو موجود فیه فی المجلد الثالث من مخطوطة الخزانة الملکیة بالمغرب المکتوبة سنة 759 ، یبدأ فیها بالورقة 81 وینتهی بالورقة 117 ، راجع مقدمة الخصائص ، طبعة مکتبة المعلا بالکویت سنة 1406 ، تحقیق أحمد میرین بلوشی ، ومنها نقلنا الحدیث.

فقلت لزید : سمعته من رسول الله صلی الله علیه وسلم؟!

فقال : ما کان فی الدوحات أحد إلا رآه بعینیه وسمعه بأذنیه (1).

وأخرجه باختلاف فی اللفظ کل من البخاری فی التاریخ الکبیر (2) ومسلم فی صحیحه باب فضائل علی رقم 2408 ، وأحمد فی المسند 3 / 17 و 4 / 366 ، وعبد بن حمید فی مسنده رقم 265.

وأخرجه ابن أبی شیبة وابن سعد وأحمد أبو یعلی عن أبی سعید ، وعنهم فی جمع الجوامع وکنز العمال.

وأخرجه إسحاق بن راهویه فی صحیحه ، وعنه الحافظ ابن حجر فی المطالب العالیة 4 / 65 رقم 1873 ، وقال : هذا إسناد صحیح.

وأورده عنه البوصیری فی إتحاف السادة ، فی المجلد الثالث ، الورقة 55 ب من مخطوطه طوپقپو ، وقال : رواه إسحاق بسند صحیح.

====

قال الکمیت :

ویوم الدوح دوح غدیر خم - أبان له الولایة لو أطیعا ولم أر مثل ذاک الیوم یوما - ولم أر مثله حقا أضیعا نعم وثب علی الحکم ثائرون وأعانهم علیه المنافقون وجاملهم أصحاب المصالح والمطامع وسکت عنهم الباقون ثم الموتورون من جانب والتهدید بالنار والممارسات القمعیة من جانب آخر ، فکان ما کان مما لست أذکره ...

هذا وقد کان النبی صلی الله علیه وآله أخبر علیا علیه السلام بأن الأمة ستغدر بک! وکان تقدم إلیه بضغائن فی صدور قوم لا یبدونها لک إلا من بعدی! وأخبر أصحابه أنهم سیبتلون فی أهل بیته ، وأنهم سیفتنون من بعده ، وکان صلی الله علیه وآله یری مواقع الفتن فی بیوتهم ، وکان أخبر أهل بیته علیهم أنهم سیرون تطریدا وتشریدا ...!

6. التاریخ الکبیر 3 / 96 ، أورد الإسناد وأوعز إلی المتن علی عادته فی کتاب التاریخ لأن الاهتمام فیه بتراجم الرواة.

ص: 88


1- 1. وقد عجب أبو الطفیل من زید أشد العجب لما حدثه بهذا الحدیث ، إذ فهم منه بطبعه وفطرته النص علی علی بالاستخلاف فکیف جاوزه إلی غیره! فسأله متعجبا : سمعته من رسول الله صلی الله علیه وآله؟!.
2- فأجابه زید بن أرقم : ما کان فی الدوحات أحد إلا رآه بعینیه وسمعه بأذنیه!!

وأخرجه ابن خزیمة فی صحیحه (1) ، والدارمی فی سننه 2 / 310 رقم 2319 ، وأبو داود فی سننه ، وعنه سبط ابن الجوزی فی تذکرة خواص الأمة : 322 ، وأبو عوانة فی مسنده ، وعنه الشیخانی فی الصراط السوی.

وأخرجه البزار عن أم هانئ ، وعنه فی وسیلة المآل.

وأخرجه ابن أبی عاصم فی کتاب السنة ص 629 رقم 1551 ، وفی ص 630 رقم 1555 بإسناده عن الأعمش ، عن حبیب بن أبی ثابت ، عن أبی الطفیل ، عن زید بن أرقم ، ثم قال : قال الأعمش : فحدثنا عطیة عن أبی سعید بمثل ذلک.

وأخرجه أیضا ص 629 رقم 1551 بإسناده عن زید بن أرقم بلفظ آخر ، کما أخرج الحدیث عنه وعن غیره من الصحابة بألفاظ أوجز تأتی الإشارة إلیها.

وذکر الیعقوبی فی تاریخه 2 / 112 ، والبلاذری فی أنساب الأشراف ، فی ترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام ص 110 رقم 48.

وأخرجه الحافظ الحسن بن سفیان النسوی - صاحب المسند - بإسناده عن حذیفة بن أسید ، ومن طریقه أخرجه الحافظ أبو نعیم فی الحلیة 1 / 355.

وأخرجه الفسوی فی المعرفة والتاریخ 1 / 536 بعدة طرق ، وأخرجه ابن راهویه وابن جریر وابن أبی عاصم والمحاملی فی أمالیه وصحح وعنهم فی جمع الجوامع 2 / 66 وکنز العمال 13 / 36441 ، جامع الأحادیث.

وأخرجه الطبری عن زید بلفظ النسائی ، وعنه فی جمع الجوامع 2 / 395 وکنز العمال 13 / 36340 وجامع الأحادیث 7 / 14523.

وأخرجه الطبری عن زید بلفظ النسائی ، وعنه فی جمع الجوامع 2 / 395 وکنز العمال 13 / 36340 وجامع الأحادیث 4 / 7773 و 7 / 15112.

وأخرجه الطبری عن زید بن أرقم بلفظ مسلم ، وعنه فی جمع الجوامع 2 / 395 وکنز العمال 13 / 37620 و 37621 وجامع الأحادیث 4 / 8072

ص: 89


1- 1. فی الورقة 240 من مخطوطة مکتبة طوپقپو فی إسلامبول ، وعنه السخاوی فی الاستجلاب.

و 8073 و 7 / 15122.

وأخرجه الطبری عن أبی سعید الخدری ، وعنه فی جمع الجوامع 2 / 395 وکنز العمال 13 / 36341 وجامع الأحادیث 7 / 15113.

وأخرجه الدولابی فی الذریة الطاهرة ، رقم 228 ، وهو الحدیث ما قبل الأخیر من الکتاب.

وأخرجه الحافظ الطحاوی فی مشکل الآثار 2 / 307 و 4 / 368 ، والحکیم الترمذی فی نوادر الأصول عن حذیفة بن أسید.

وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر 3 / 2679 و 2681 و 2683 و 3052 و 5 / 4969 و 4970 و 4971 و 4986 و 5026 و 5028.

وأخرجه الحاکم فی المستدرک علی الصحیحین 3 / 109 بثلاث طرق ، وقال : هذا حدیث صحیح علی شرط الشیخین ، وأقره الذهبی ، ثم أخرجه الحاکم فی ص 110 بطریق آخر وقال : صحیح علی شرط الشیخین.

وأخرجه الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء 1 / 355 و 9 / 64.

وأخرجه البیهقی فی السنن الکبری 2 / 148 و 7 / 30 و 10 / 114.

وأخرجه الخطیب فی تاریخ بغداد 8 / 442 ، وابن المغازلی فی مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام رقم 23 و 284 ، والخطیب الخوارزمی فی مناقبه علیه السلام ص 93 ، والحفاظ ابن عساکر فی ترجمته علیه السلام من تاریخ دمشق 2 / 45 رقم 547 وفی ترجمة زید بن أرقم (تهذیبه لبدران 5 / 436).

وأخرجه البغوی فی مصابیح السنة 2 / 205 وفی شرح السنة (1) باب مناقب أهل البیت وقال : هذا حدیث صحیح ، أخرجه مسلم.

وأخرجه ابن الأثیر فی أسد الغابة 3 / 92 ، وفی طبعة 3 / 139 فی ترجمة عامر بن لیلی رقم 2727 ، وکذلک ابن حجر فی ترجمة عامر من الإصابة.

ص: 90


1- 1. المجلد الثانی ، الورقة 718 من مخطوطة طوپقپو فی إسلامبول.

وأخرجه الحافظ المزی فی تحفة الأشراف 3 / 203 رقم 3688 عن مسلم والنسائی.

وأخرجه الضیاء المقدسی فی المختارة ، وعنه السخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف ، والسمهودی فی جواهر العقدین.

وأخرجه ابن تیمیة فی منهاج السنة 4 / 85 ، والذهبی فی تلخیص المستدرک 3 / 109 ، وابن کثیر فی البدایة والنهایة فی 5 / 209 عن النسائی ثم قال : قال شیخنا أبو عبد الله الذهبی : وهذا حدیث صحیح.

وأخرجه ابن کثیر فی تفسیره أیضا 6 / 199 قال : وقد ثبت فی الصحیح.

ورواه الخازن فی تفسیره ، فی تفسیر آیة المودة وآیة (واعتصموا بحبل الله).

ورواه الملا فی وسیلة المتعبدین ج 5 ق 2 ص 199 ، والهیثمی فی مجمع الزوائد 9 / 163 عن زید وفی 164 عن حذیفة.

(3)

موقف مسجد المدینة

أخرج ابن عطیة فی مقدمة تفسیره المحرر الوجیز 1 / 34 قال : وروی عنه علیه السلام أنه قال فی آخر خطبة خطبها وهو مریض :

أیها الناس ، إنی تارک فیکم الثقلین ، إنه لن تعمی أبصارکم ولن تضل قلوبکم ولن تزل أقدامکم ولن تقصر أیدیکم : کتاب الله سبب بینکم وبینه ، طرفه بیده وطرفه بأیدیکم ، فاعملوا بمحکمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ، ألا وعترتی وأهل بیتی هو الثقل الآخر ، فلا تسبقوهم (1) فتهلکوا.

وأخرجه أبو حیان فی تفسیره البحر المحیط 1 / 12 بهذا اللفظ (2) ، ورواه ابن حجر فی الصواعق المحرقة ص 75 و 136 ، وأخرجه یحیی بن الحسن فی کتابه

ص: 91


1- 1. فی المطبوع : فلا تسبعوهم! ثم خرجه محققه علی صحی مسلم 7 / 122 ، وسنن الدارمی : 423.
2- 2. وفی المطبوع : فلا تسبوهم!.

أخبار المدینة بإسناده عن جابر ، قال : أخذ النبی صلی الله علیه وآله بید علی والفضل بن عباس فی مرض وفاته ، خرج یعتمد علیهما حتی جلس علی المنبر فقال :

أیها الناس ، ترکت فیکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا : کتاب الله وعترتی أهل بیتی ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وکونوا إخوانا کما أمرکم الله ، ثم أوصیکم بعترتی وأهل بیتی ...

وعنه فی ینابیع المودة ، ص 40.

(4)

موقفه صلی الله علیه وآله وسلم

فی مرضه فی الحجرة

أخرج الحافظ ابن أبی شیبة أن النبی صلی الله علیه وسلم قال فی مرض موته : أیها الناس ، یوشک أن أقبض قبضا سریعا فینطلق بی ، وقد قدمت إلیکم القول معذرة إلیکم ، ألا إنی مخلف فیکم الثقلین : کتاب الله عزوجل وعترتی.

ثم أخذ بید علی فرفعها فقال : هذا علی مع القرآن والقرآن مع علی ، لا یفترقان حتی یردا علی الحوض فأسألهما ما خلفت فیهما.

وأورده عنه العصامی فی سمط النجوم العوالی 2 / 502 رقم 136.

وأخرجه البزار فی مسنده بلفظ أوجز کما فی کشف الأستار 3 / 221 رقم 2612.

وأخرجه محمد بن جعفر الرزاز بإسناده عن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم فی مرضه الذی قبض فیه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ... (وعنه فی وسیلة المآل).

قال الأزهری فی تهذیب اللغة 9 / 78 : روی عن النبی صلی الله علیه وسلم أنه قال فی مرضه الذی مات فیه : إنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله وعترتی ، ولن یفترقا حتی یردا علی الحوض.

ص: 92

ورواه الخطیب الخوارزمی فی مقتل الحسین علیه السلام عن ابن عباس 1 / 164.

ورواه ابن حجر فی الصواعق المحرقة : 89 عن أم سلمة فی مرضه قالت : وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ...

(5)

ومن الرواة والمؤلفین من اقتصر علی نص الحدیث ، رواه بدون ذکر الخصوصیات المکتنفة من الزمان والمکان وهم الأکثرون ، ونحن نشیر إلی من وقفنا علیهم ممن أخرجه من الحفاظ والمشایخ وأئمة الحدیث فی الصحاح والسنن والمسانید والمعاجم والجوامع إلی غیرها من أمهات الکتب الحدیثیة ، ونکتفی بسرد المصادر دون تعرض لطرق الحدیث وألفاظه ، فالمقام. یسع أکثر من ذلک ، فلو أردنا التبسیط ، فی القول وتمییز الطرق والألفاظ لاستوعب ذلک عدة مجلدات.

ومن أراد التوسع فعلیه بکتاب (عبقات الأنوار) تعریب زمیلنا العلامة الفاضل السید علی المیلانی حفظه الله ورعاه ، وقد طبع مرتان ، الأولی فی مجلدین ، والطبعة الثانیة فی ثلاثة مجلدات ، هذا مع التهذیب والتلخیص ورعایة الایجاز.

وإلیک مصادر الحدیث حسب التسلسل الزمنی :

أخرج ابن سعد فی الطبقات 2 / 194 قال : أخبرنا هاشم بن القاسم الکنانی ، أخبرنا محمد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطیة ، عن أبی سعید الخدری ، عن النبی صلی الله علیه وسلم ، قال :

إنی أوشک أن ادعی فأجیب ، وإنی تارک فیکم الثقلین : کتاب الله وعترتی ، کتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض ، وعترتی أهل بیتی ، وإن اللطیف الخبیر أخبرنی أنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض ، فانظروا کیف تخلفونی فیهما.

وأخرجه باختلاف فی اللفظ کل من ابن أبی شیبة فی المصنف 10 / 506

ص: 93

رقم 10130 ، وأحمد فی المسند 3 / 14 و 26 و 59 و 4 / 371 و 5 / 181 - 182 و 189 وفی فضائل الصحابة رقم 170 و 968 ، وفی مناقب علی رقم 92 و 114 و 154 وأخرجه مسلم فی صحیحه ، رقم 2408.

أخرجه الدارمی فی سننه 2 / 310 فی فضائل القرآن ، والترمذی فی سننه کتاب المناقب 3788 عن جابر وزید.

وأخرجه عبد بن حمید الکشی فی مسنده رقم 240 ، ومحمد بن حبیب فی المنمق ص 9 ، وابن الأنباری فی المصاحف عن زید بن ثابت ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع 1 / 307 وفی الدر المنثور 7 / 349 فی تفسیر آیة المودة ، وفی جامع الأحادیث 2 / 8346.

وأخرجه ابن أبی عاصم فی کتاب السنة (1) 754 و 1548 و 1549 و 1552 و 1553 و 1554 و 1558.

وأخرجه سفیان بن یعقوب الفسوی فی المعرفة والتاریخ 1 / 536 - 538 بسبع طرق عن زید بن أرقم وزید بن ثابت وأبی سعید وأبی ذر.

وأخرجه البزار فی مسنده عن علی وأبی هریرة ، وزوائده - لابن حجر - الورقة 277 ، وکشف الأستار 3 / 2612 ، ومجمع الزوائد 9 / 163.

وأخرجه النسائی عن جابر ، وعنه فی کنز العمال 1 / ... رقم 870 ، وأخرجه الحافظ أبو یعلی فی مسنده 2 / 1021 و 1027 و 1140.

وأخرجه ابن جریر الطبری عن علی علیه السلام وصححه ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع 2 / 178 ، وکنز العمال 1 / 1650.

وأخرجه أیضا عن زید بن ثابت ، وعنه فی جمع الجوامع 2 / 398 ، کنز العمال 1 / 1667 ، جامع الأحادیث 7 / 15139.

ص: 94


1- 1. وقال الألبانی - محقق الکتاب - : حدیث صحیح ، ثم خرجه علی مسند أحمد والمشکاة : 186 و 6143 ، والأحادیث الصحیحة : 1761 ، والروض النضیر : 977 و 978.

وأخرجه أیضا عن أبی سعید الخدری وعنه فی جمع الجوامع 2 / 660 ، کنز العمال 1 / 1657 ، جامع الأحادیث 5 / 9817.

وأخرجه الحافظ البغوی فی مسند علی بن الجعد (الجعدیات) 2 / 2805 ، والحافظ الطحاوی فی مشکل الآثار 4 / 368.

وأخرجه البارودی فی کتاب الصحابة ، وعنه فی جمع الجوامع 1 / 307 ، کنز العمال 1 / 943 ، جامع الأحادیث 2 / 8341.

وأخرجه العقیلی فی الضعفاء الکبیر 4 / 362 بإسناده عن أبی سعید ، وقال : وهذا یروی بأصلح من هذا الإسناد.

وأخرجه الحافظ ابن حبان عن زید بن ثابت ، وعنه وعن ابن أبی شیبة فی جامع الأحادیث 2 / 8342 ، وأخرجه ابن عدی فی الکامل 6 / 2087. وأخرجه الحافظ الطبرانی فی المعجم الکبیر 3 / 2678 و 2679 و 5 / 4921 و 4922 و 4923 و 4980 و 4981 و 4982 و 5025 و 5040.

وأخرجه أیضا فی الأوسط ، وعنه فی مجمع الزوائد 9 / 163 ، وأخرجه أیضا فی المعجم الصغیر 1 / 131 و 135.

وأخرجه أبو الشیخ ابن حیان الأصبهانی فی الجزء الأول من عوالی حدیثه (1).

وأخرجه الحافظ الدارقطنی فی المؤتلف والمختلف 2 / 1046 و 3 / 1457 و 4 / 2061.

وأخرجه الحاکم فی المستدرک علی الصحیحین 3 / 148 وقال : هذا حدیث صحیح الإسناد علی شرط الشیخین ولم یخرجاه ، وأورده الذهبی فی تلخیصه ورمز له خ م ، أی صحیح علی شرط البخاری ومسلم.

وأورده القاضی عبد الجبار المعتزلی فی المجلد العشرین من کتاب المغنی فی

ص: 95


1- 1. الموجود فی المجموع 3637 من مجامیع المکتبة الظاهریة فی دمش ، الورقة 60.

الکلام ، فی القسم الأول ص 191 و 236.

وأخرجه القاضی الماوردی ، وعنه السیوطی فی جمع الجوامع : 8008 وفی إحیاء المیت وهو الحدیث 55 منه.

وأخرجه الخطیب البغدادی فی تلخیص المتشابه فی الرسم 1 / 62 و 2 / 690 ، وفی المتفق والمفترق عن جابر ، وعنه وعن ابن أبی شیبة فی جمع الجوامع 1 / 470 ، وکنز العمال 1 / 951 ، وجامع الأحادیث 3 / 10317.

وأخرجه محمد بن محمد بن زید العلوی السمرقندی فی عیون الأخبار ، وعبد الغافر الفارسی فی مجمع الغرائب.

وأخرجه ابن المغازلی (ابن الجلالی) فی کتاب مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام رقم 281 و 283 ، والحافظ البغوی فی شرح السنة بإسناده عن أبی سعید ، ورواه الدیلمی فی الفردوس رقم 194 وفی طبعة 197 ، وخرجه المحقق علی جمع الجوامع : 8002 ، وأمالی الشجری 1 / 43 و 49 و 154 ، وإتحاف السادة 10 / 506.

وأخرجه الحافظ ابن عساکر فی معجم شیوخه ، فی الورقة 11 ، وبسند آخر فی الورقة 205 ، ورواه أبو البقاء العکبری فی إعراب الحدیث النبوی : 97 ، والخازن فی تفسیره ، فی قوله تعالی : (سنفرغ لکم أیها الثقلان).

وأخرجه الحافظ أبو موسی المدینی فی کتاب الصحابة ، وأبو الفتوح العجلی فی الموجز ، وعنهما الحافظ السخاوی فی استجلاب ارتقاء الغرف ، والسمهودی فی جواهر العقدین ، ورواه الخطیب التبریزی فی مشکاة المصابیح 3 / 258 ، وعبد اللطیف البغدادی فی المجرد للغة الحدیث 1 / 253.

وأخرجه ابن الأثیر فی أسد الغابة ، فی ترجمة الحسن علیه السلام 2 / 12. والرافعی فی التدوین 3 / 465 فی ترجمة عمرو بن رافع.

وأخرجه الحافظ المزی فی تحفة الأشراف 2 / 278 فی مسند أبی سعید الخدری ، والصغانی فی التکملة 5 / 286.

ص: 96

وأخرجه الذهبی فی سیر أعلام النبلاء 9 / 365 بإسناده عن أبی سعید الخدری.

وأخرجه الحافظ ابن حجر العسقلانی فی تسدید القوس عن مسلم وأحمد وأبی داود ، والترمذی فی هامش الفردوس 1 / 98.

إلی هنا نوقف السیر ونکتفی بالذی یسر الله لنا من ذلک ، ولو أردنا الاستقصاء لاستدعی جهدا أکبر وأکثر ، ولنختم المقال بحدیثین أخرجهما الطبرانی وأبو الفرج ابن الجوزی.

أما الحافظ الطبرانی فقد أخرج فی المعجم الأوسط بإسناده عن ابن عمر أنه قال : آخر ما تکلم به رسول الله صلی الله علیه وسلم : (أخلفونی فی أهل بیتی) وعنه الهیثمی فی مجمع الزوائد 9 / 163.

وأما ابن الجوزی فقد أخرج فی المسلسلات (1) بإسناده المسلسل عن أبی ذر رضی الله عنه أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : ترد علی الحوض رایة علی أمیر المؤمنین وإمام الغر المحجلین ، وأقدم وآخذ بیده فیبیاض وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : ما خلفتمونی فی الثقلین بعدی؟ فیقولون : تبعنا الأکبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه ، فأقول : ردوا رواء ، فیشربون شربة لا یظمؤون بعدها أبدا ، وجه إمامهم کالشمس الطالعة ووجوهم کالقمر لیلة البدر أو کأضوأ نجم فی السماء.

للبحث صلة ...

ص: 97


1- 1. الورقة 8 / أ ، وهو الحدیث الخامس منها فی مخطوط 2 ، کتبت سنة 581 ه فی حیاة المؤلف ، وقرئت علیه ، وهی فی المکتبة الظاهریة فی دمشق ، ضمن المجموعة رقم 37 مجامیع ، و 3774 عام من الورقة 6 / 6 - 27 ، راجع فهرس الألبانی لحدیث المکتبة الظاهریة ص 40 ، وفهرس السواس لمجامیع المدرسة العمریة ، المحفوظة فی المکتبة الظاهریة ص 190.

رأی فی أصول النحو

وصلته بأصول الفقه

الدکتور السید مصطفی جمال الدین

مقدمة وتمهید :

الأصول ، فی اللغة : جمع أصل وهو : (أسفل کل شئ) (1). وقال الراغب : (أصل الشئ قاعدته التی لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها سائرة ، لذلک قال تعالی : أصلها ثابت وفرعها فی السماء) (2).

ویطلق الأصولیون کلمة (أصل) علی معان منها :

1 - (الدلیل) أو المصدر الذی یستندون إلیه فی استنباط الحکم الشرعی ، فیقولون مثلا : (الأصل فی هذه المسألة : آیة المائدة) أو : (الأصل : حدیث ابن مسعود) وأمثال ذلک.

2 - ومنها (القاعدة الأصولیة) التی مهدوها لکیفیة استنباط الحکم من الدلیل ، کقولهم : (الأصل أن النص مقدم علی الظاهر) و (الأصل أن عام الکتاب قطعی) وهکذا.

3 - ومنها أن کلمة الأصل تطلق علی (الوظیفة) التی یعمل بها المکلف عند عدم عثوره علی دلیل من الأدلة التی یستنبط منها الحکم إلی أن یعثر علی

الدکتور السید مصطفی جمال الدین

ص: 98


1- 1. لسان العرب ، دار صادر 11 / 16.
2- 2. مفردات الراغب الأصفهانی : 15.

الدلیل ، فیقال : (الأصل براءة الذمة) ، أو : (الأصل استصحاب الحال السابقة) ، أو : (الأصل الاحتیاط).

4 - ومنها ما یقابل الفرع فی العملیة القیاسیة ، فیقولون : (الخمر أصل النبیذ) أی أن حکم النبیذ ینبنی علی حکم الخمر ، لتساویهما فی العلة.

5 - ومنها ما یدل علی (الرجحان) ، فیقولون : (الأصل الحقیقة) أی إذا تردد الأمر بین حمل الکلام علی الحقیقة أو المجاز فإن الحقیقة أرجح.

ولعل المعانی الثلاثة الأولی هی الأقرب إلی ما نسمیه ب (أصول الفقه) فإن أصول الفقه تعنی : الأدلة التی یستنبط منها الفقه ، کما تعنی القواعد التی تتم بها عملیة الاستنباط من الأدلة ، وتعنی أیضا الأصول العملیة التی نجری علیها عند خفاء تلک الأدلة ، وهذه الثلاثة تشترک بالمعنی اللغوی للأصل ، أی : (الأساس الذی ینبنی علیه الشئ).

وفی تشخیص الأدلة والأصول العملیة اتفق الأصولیون علی : النص الشرعی - من الکتاب والسنة - والإجماع ، ثم اختلفوا ، بعد ذلک ، فی أدلة ما لا نص فیه : القیاس ، ودلیل العقل ، والاستحسان ، والاستصحاب ، والمصالح المرسلة ، وغیرها.

وفی القواعد الممهدة لعملیة الاستنباط من الأدلة اتفقوا علی الیسیر منها ، واختلفوا فی الأکثر ، فتراهم مختلفین فی : طرق وصول النص ، وأوجه دلالته ، وفی کیفیة حصول الاجماع ونقله ، وفی أرکان القیاس ومسالک علته ، وفی مصادیق ما یمکن أن یکون مسرحا لإدراک العقل حکم الله فیه ، وأمثال ذلک.

أما النحاة فیعنون بما یسمونه : (أصول النحو) ما عناه الأصولیون من (أصول الفقه) بشقیها ، أی الأدلة والمصادر التی یبنی علیها النحو ... والقواعد الممهدة لاستنباط الحکم النحوی من هذه الأدلة والمصادر. وأبرز من کتب فی أصول النحو - ولعله أول من أسس ذلک - هو أبو الفتح عثمان بن جنی (- 392 ه) فی (الخصائص) ثم تلاه أبو البرکات الأنباری (- 577 ه) فی کتابه

ص: 99

(لمع الأدلة) ثم جلال الدین السیوطی (- 911 ه) فی کتابه (الاقتراح) ، ولم أعثر ، فی حدود جهدی ، علی کتب لقدماء النحاة تعنی بهذه الأصول غیر ما ذکرت (1).

وقد کان لمنهج البحث الأصولی أثره الکبیر فی منهج البحث النحوی فی کل من الناحیتین : تشخیص الأدلة ... وأوجه دلالتها. وربما علل بعض النحویین ذلک : بأن (النحو معقول من منقول ، کما أن الفقه معقول من منقول) (2).

لذلک نجد فی تشخیصهم لأدلة النحو نفس ما وجدناه عند الأصولیین من : النص (السماع) ، والقیاس ، والإجماع ، والاستحسان ، والاستصحاب ، وغیرها. وفی أوجه دلالتها نراهم یبحثون - کما یبحث الأصولیون - فی : طرق حمل النص ، وثقة النقلة والرواة (3) ، وعن التواتر والآحاد ، والمرسل ، والمجهول ، وشروط ذلک (4) ، کما یتحدثون عن إجماع أهل العربیة ، ومتی یکون حجة ، ومتی تجوز مخالفته (5) ، وعن أنواع من الاجماع أخری ، کإجماع العرب ، والإجماع السکوتی ، وإحداث قول ثالث (6).

وتکلموا عن أقسام القیاس : قیاس العلة ، وقیاس الشبه ، وقیاس الطرد (7). وعن أرکانه الأربعة من : أصل ، وفرع ، وحکم ، وعلة ، وشروط هذه الأرکان (8). ولأن ابن جنی کان حنفیا ، والأحناف یعتبرون العلة هی رکن

ص: 100


1- 1. أما (أصول ابن السراج) فإن کلمة (الأصول) فیه أشبهت بعض الباحثین فاعتبره من نوع هذه الکتب ، وهو لیس منها ، ولعل کلمة الأصول هنا تعنی القواعد النحویة ، لا الأدلة التی تنبنی علیها القواعد ، وما فی أصول ابن السراج لا یتعدی النحو الاعتیادی فی الغالب.
2- 2. نزهة الألباء - لابن الأنباری - : 54 ، والأشباه والنظائر - للسیوطی - 1 / 5.
3- 3. الخصائص - لابن جنی - 3 / 309.
4- 4. لمع الأدلة - لابن الأنباری - : 32 - 40.
5- 5. الخصائص 1 / 189.
6- 6. الاقتراح - للسیوطی - 34 - 36.
7- 7. لمع الأدلة : 53 - 60.
8- 8. الاقتراح : 39 - 50.

القیاس الوحید ، وما عداها فهی شرائط (1) لذلک خص العلة ببحوث غایة فی الدقة ، تحدث فیها عما تحدث عنه الأصولیون ، فذکر فی الخصائص أبوابا : لتخصیص العلة 1 / 144 ، والفرق بین العلة والسبب 1 / 162 ، وتعارض العلل 1 / 166 ، والعلة المتعدیة والعلة القاصرة 1 / 169 ، والمعلول بعلتین 1 / 174 وأمثال ذلک مما بحثه الأصولیون فی باب العلة القیاسیة.

وفی مسالک العلة تحدث السیوطی عن : النص علیها والإیماء إلیها ، والإجماع ، والسیر والتقسیم ، والشبه ، والطرد ، وعدم الفارق (2). وکل هذه المسالک هی التی یذکرها الأصولیون ، عادة ، فی مسالک العلة الشرعیة.

وعرفوا الاستصحاب بما یشبه تعریف الأصولیین : (إبقاء حال اللفظ علی ما یستحقه عند عدم دلیل النقل عن الأصل) (3) ووضعوه فی نفس المرتبة التی وضعها بها الأصولیون بالنسبة للأدلة الأخری ، أی أنه لا یجوز العمل به عند وجود الأدلة والأمارات.

أما الاستحسان فقد ذکره ابن جنی ، لأن أصحابه من الحنفیة یأخذون به ، ولکن الأنباری والسیوطی لم یجعلاه من أدلتهما - مع ذکرهما له - لأنهما شافعیان ، والإمام الشافعی یبطله ویقول فی رسالته : (الاستحسان تلذذ) (4) ونقل عنه قوله : (من استحسن فقد شرع) أو (فإنه أراد أن یکون شارعا) (5).

ولم ینس النحویون أن یختموا أصولهم بما تختم به أصول الفقه عادة من باب (التعارض والترجیح) وقد ذکروا فی هذا الباب : تعارض النصوص ، وتعارض الأقیسة ، وتعارض النص والقیاس وأمثال ذلک) (6).

ص: 101


1- 1. أنظر : کشف الأسرار علی أصول البزودی 3 / 344 - 345 ، وأصول السرخسی 2 / 174.
2- 2. الاقتراح : 58 - 63.
3- 3. الاقتراح : 72 ، واللمع : 87.
4- 4. الرسالة : 507.
5- 5. المستصفی - للغزالی - 1 / 137 ، وحجة الله البالغة - للدهلوی - 1 / 311 ..
6- 6. أنظر : اللمع : 80 - 86 ، والاقتراح : 77 - 81.

بعد هذا العرض الموجز لما یسمیه هؤلاء المؤلفون ب (أصول النحو) نستطیع ، بأدنی نظر ، أن نشخص الأثر الکبیر لمنهجة أصول الفقه علیه ، خاصة وأن الذین ألفوا هذه الأصول - وإن ادعی کل منهم أنه مبتکرها - کانوا حریصین علی الاعتراف باتباعهم حد أصول الفقه. یقول ابن جنی - وهو أول من کتب فی هذه الأصول - : (لم نر أحدا من علماء البلدین - البصرة والکوفة - تعرض لعمل أصول النحو علی مذهب أصول الکلام والفقه) (1).

وقال الأنباری : (وألحقنا بالعلوم الثمانیة - یقصد علوم الأدب - علمین وضعناهما : علم الجدل فی النحو ، وعلم أصول النحو ... علی حد أصول الفقه ، فإن بینهما من المناسبة ما لا خفاء به ، لأن النحو معقول من منقول کما أن الفقه معقول من منقول) (2).

وقال السیوطی عن کتابه (الاقتراح) : (فی علم لم أسبق إلی ترتیبه ، ولم أتقدم إلی تهذیبه ، وهو أصول النحو الذی هو بالنسبة إلی النحو کأصول الفقه بالنسبة إلی الفقه) (3) مع أنه نقل فی کتاب جل ما قاله الأنباری فی اللمع ، وما قاله ابن جنی فی الخصائص.

وکل من تتبع أصول النحو فی هذه الکتب الثلاثة - وبخاصة اللمع والاقتراح - یجد أثر أصول الفقه شائعا فی تعریفاتها ، وتقسیماتها ، وشروطها ، وأحکامها. بل کانت الظاهرة الشائعة فی العصور المتأخرة تقلید المؤلفین من النحاة للفقهاء والأصولیین فی وضع کتب علی غرارهم ، کما قال أبو البرکات فی مقدمة کتابه (الإنصاف) أنه وضعه فی (المسائل الخلافیة بین نحویی البصرة والکوفة ، علی ترتیب المسائل الخلافیة بین الشافعی وأبی حنیفة) ومثل ذلک قال فی مقدمة (الأغراب فی جدل الأعراب) وتبعه السیوطی فی (الأشباه والنظائر النحویة)

ص: 102


1- 1. الخصائص 1 / 2.
2- 2. نزهة الألباء : 53 - 54.
3- 3. الاقتراح : 2.

ولیس المهم هنا هو معرفة تأثر النحاة بالأصولیین ، ولکن المهم أن نسأل عن الطریقة التی اتبعها هؤلاء النحاة فی تأصیل هذه الأصول ، لنحکم بعد ذلک علی مقدار قیمتها.

الطرق المتبعة لتأسیس الأصول

المعروف أن النحو ولد أشبه ما یکون بالصناعة الکاملة - من ناحیة المنهج والاستنتاج - فی کتب المدرستین القدیمة ، وبخاصة فی کتاب سیبویه ومعانی الفراء ، وإذا کانت هناک إضافات تستحق الذکر ، بعدهما ، فهی بلا شک حدثت قبل تأسیس الأصول النحویة هذه ، وذلک لأن النحو بعد القرن الرابع بدأ یلوک نفسه ، ویدور - کما هو معروف - فی حلقة مفرغة من التعلیلات والأوهام ، ولکنها لا تخرج غالبا عما جاءت به المدرستان من مسائل وأحکام.

والذی نعرفه عن (الأصول) - أیة أصول سواء أکانت للفقه ، أم للنحو ، أم للأدب ، أم لأی فن آخر - م هی إلا مناهج وأصول بحث تقوم علیها أحکام ذلک الفن وقضایاه ، من أجل ذلک ینبغی أن تکون أصول البحث فی رتبة سابقة ، أو موازیة للبحث أو المبحوث فیه ، وهذه طبیعة کل أساس یراد البناء علیه ، فماذا یراد إذن بهذه الأصول التی جاءت متأخرة جدا عن النحو ، باعتباره صناعة قائمة ، هذه الأصول التی استعارها (مبتکروها) من أصول علم آخر قام جنبا إلی جنب مع النحو ، وبدأ بناة العلمین معا یقیمونهما فی عصر متقارب ، ولا بد أن یکون لکل منهما أسسه ومناهجه الملائمة لطبیعته؟

من حیث الأساس هناک تفسیران مقبولان لتدوین أصول أی علم بعد قیامه واکتماله :

1 - الطریقة التأسیسیة النظریة :

وهی أن یکون هذا التدوین (نقدیا نظریا) وذا طبیعة جدلیة منطقیة ، أی أن واضعی تلک الأصول نظروا فی أحکام ومسائل الفن القائم ، فلم تعجبهم

ص: 103

أصوله ومناهجه المهزوزة ، لذلک طفقوا یحققون القواعد والأصول المثلی التی یجب أن یقوم علیها بناء الفن ، سواء أکانت مسائله وأحکامه السابقة صحیحة فی معیار هذه الأصول الجدیدة أم فاسدة.

وعلی هذه الطریقة أسس الإمام الشافعی أصوله وبنی فقهه ، وخالفه فیه الفقه القائم فی مدرستی الکوفة والمدینة - أصولا وأحکاما - وفیهما فقه أستاذیه : مالک بن أنس ، ومحمد بن الحسن الشیبانی ، وذلک أن أصول الشافعی ومناهجه الجدیدة تبطل من أصول مالک ما کان یعتمده من (إجماع أهل المدینة) و (المصالح المرسلة) و (سنة الصحابة) وغیرها. وتبطل من أصول العراقیین - أبی حنیفة وطلابه - ما کانوا یرونه من (الاجماع السکوتی) و (الاستحسان) و (الرأی) ، وما کانوا یشترطونه للسنة من شروط تضیق دائرة الاعتماد علی الحدیث النبوی.

ثم جاء المتکلمون من أتباع المذهب الشافعی وغیرهم ، فصقلوا هذه الأصول ووسعوها وأحکموا قواعدها ، وخالفوا - فی بعضها - ما ذهب إلیه إمام المذهب ، ولذلک کانت هذه الطریقة تسمی أحیانا ب (طریقة الشافعیة) وأحیانا ب (طریقة المتکلمین).

2 - الطریقة الوصفیة التسجیلیة :

وهی أن یکون هذا التدوین - فی جملته - (وصفا) لخطوات أصحاب الفن القائم ، وطبیعته حینئذ طبیعة تاریخیة ، أی أن واضعی هذه الأصول رجعوا إلی مسائل هذا العلم وأحکامه ، فلاحظوا أن العلماء السابقین کانوا یبنون حکمهم فی هذه المسألة علی هذا الأصل ، وفی تلک المسألة علی ذلک الأصل ، وفی ثالثة علی أصل ثالث ، وهکذا إلی أن استقروا مسائل العلم کلها ، وضموا الأصول المتشابهة بعضها إلی بعض ، فحصل لهم ، نتیجة استقرائهم الشامل وملاحظتهم الدقیقة ، مجموعة من أصول هذا العلم ومناهجه.

وعلی هذه الطریقة دونت أصول الفقه عند الحنفیة ، وسمیت ب (طریقة

ص: 104

الفقهاء) علی أساس أن المأثور عن أقطاب المذهب وفقهائه - أبی حنیفة ، وأبی یوسف ، ومحمد بن الحسن - : هی کتب الفقه فقط ، وکانت هذه الکتب تضم المسائل التی تعرض لهم فیحکمون فیها ، وقد یختلفون فیما بینهم فیحتج کل منهم لرأیه ، ومن هذه الحجج استنتج فقهاء المذهب - بعد ذلک - الأصول التی کان الفقهاء الثلاثة یبنون أحکامهم علیها ، ولذلک تجد أصول الفقه عند الأحناف کثیرة الاستشهاد بفروع المذهب الفقهیة.

أصول النحو لیست نظریة ولا وصفیة :

من خلال هذه التفسیرین نستطیع أن نقوم (أصول النحو) التی جاءت متأخرة عن النحو ، لنجد أنها لیست تأسیسیة نظریة ، ولیست وصفیة تاریخیة ، وإنما هی عمل تقلیدی صرف لأصول علم آخر ، یبعد کثیرا بطبیعته ومصادر أحکامه عن علم النحو.

أ - أما أنها لیست تأسیسیة نظریة فلسببین :

1 - أن بناة هذه الأصول لم یعملوا عمل الشافعی ، فیغیروا من مناهج النحو ومسائله ومصادر أحکامه التی کانت قائمة فی مدرستی الکوفة والبصرة النحویتین - کما فعل الشافعی مع أصول مدرستی الکوفة والمدینة الفقهیتین - فیقدموا لنا (نحوا جدیدا) علی غرار فقه الشافعی وجدة مناهجه ، بل إن کل ما أحدثوه أنهم عمدوا إلی تلک المسائل والأحکام السابقة ، فبحثوا فی عللها وأسبابها ، وتجادلوا فی ذلک ثم طال بهم الجدل ، حتی انتقلوا من علة الحکم إلی علة العلة ، وعلة علة العلة ، التی سمیت أحیانا بالعلل الأول ، والعلل الثوانی ، والعلل الثوالث ، وأحیانا ب : العلل التعلیمیة ، والعلل القیاسیة ، والعلل الجدلیة (1).

ص: 105


1- (20) المصطلح الأول لابن مضاء فی (الرد علی النحاة) : 102 ، والثانی للزجاجی فی (الإیضاح) :

وحین جاء رجل مثل ابن مضاء القرطبی (- 592 ه) رد علی النحاة هذه العلل الثوانی والثوالث ، وقبل العلة الأولی فی رفع (زید) من (قام زید) لأنه فاعل ، وذلک لأن ما عدا هذه العلة (لا یزیدنا علما بأن الفاعل مرفوع ، ولو جهلنا ذلک لم یضرنا جهله ، إذ قد صح عندنا رفع الفاعل الذی هو مطلوبنا ، باستقراء المتواتر الذی یوقع العلم) (1).

والحق فی ذلک مع ابن مضاء ، لأن فی هذه التعلیلات المتتالیة إثقالا لهذه الصناعة اللغویة ، بمصطلحات صناعات أخری ، کل امتیازاتها أنها کانت أکثر جلبة منها ، فظهرت کتبهم النحویة المتأخرة خلیطا من فنون مختلفة ، وهذا شئ لا حاجة به للإطالة ، لأنه معروف.

2 - أن بناة هذه الأصول کانوا یصرحون بأن طریقتهم فی جمعها هی (طریقة الفقهاء) أی أنهم جمعوها مما تفرق من مناهج النحاة السابقین ، کما جمع الأحناف أصولهم مما تفرق من مناهج فقهاء المذهب.

یقول ابن جنی - وهو أقدم واضعی هذه الأصول ، وأکثرهم دقة ، وملاحظة واستیعابا ، بعد بحث مستفیض فی تخصیص العلل - : (واعلم أن هذه المواضع التی ضممتها ، وعقدت العلة علی مجموعها قد أرادها أصحابنا - یعنی البصریین - وعنوها ، وإن لم یکونوا جاءوا بها مقدمة محروسة ، فإنهم لها أرادوا

====

إذا سئل عن (زید) فی (قام زید) : لم رفع؟ فیقال : لأنه فاعل = (العلة الأولی أو التعلیمیة).

ثم یسأل : ولم رفع الفاعل؟ فیقال : للفرق بینه وبین المفعول = (العلة الثانیة أو القیاسیة).

ثم إذا سئل : ولم لم یعکس الأمر فیعطی الرفع للمفعول والنصب للفاعل؟ فیقال : لأن الفاعل واحد والمفاعیل قد تکون أکثر من واحد ، فأعطی الرف�4. وهو الأثقل - للأقل ، والنصب - وهو الأخف - للأکثر ، لیقل فی کلامهم ما یستثقلون ویکثر ما یستخفون = وهذه (العلة الثالثة أو الجدلیة).

أنظر فی ذلک : الخصائص - لابن جنی - 1 / 48 والرد علی النحاة - لابن مضاء - : 151.

6. الرد علی النحاة : 152.

ص: 106


1- 64 - 65 ، وترتیب هذه العلل علی الشکل الآتی :

وإیاها نووا ، ألا تری أنهم إذا استرسلوا فی وصف العلة وتحدیدها قالوا : إن علة (شد) و (مد) ونحو ذلک فی الادغام ، إنما هی اجتماع حرفین متحرکین من جنس واحد ...) ثم یضرب أمثلة أخری یقول فی نهایتها : (فهذا الذی یرجعون إلیه فیما بعد متفرقا قدمناه نحن مجتمعا) (1).

ثم یشبه عمله هذا بعمل الفقهاء من أصحاب أبی حنیفة فیقول : (وکذلک کتب محمد بن الحسن رحمه الله ، إنما ینتزع أصحابنا - وهنا یعنی فقهاء الحنفیة (2) - منها العلل ، لأنهم یجدونها منثورة فی أثناء کلامه ، فیجمع بعضه إلی بعض بالملاطفة والرفق ، ولا تجد له علة فی کلامه مستوفاة محررة ، وهذا معروف من هذا الحدیث عند الجماعة غیر منکور) (3).

ب - وأما أنها لیست وصفیة تاریخیة :

فلأننا - مع هذا التصریح الواضح من ابن جنی أنه اتبع فی تأسیس أصوله (طریقة الفقهاء) وهی وصفیة تاریخیة - نجد أن أصوله النحویة وأصول من تأخر عنه ، لیست لها تلک الطبیعة الوصفیة التسجیلیة لأصول الأحناف ، وذلک لأن ملاحظاته وملاحظات أصحابه ، فی الواقع ، لم تأخذ طریقها الطبیعی فتعتمد إلی مسائل النحو الذی یؤرخون له ، ومواضع الخلاف بین أقطابه کعیسی بن عمر والخلیل وسیبویه من البصریین ، والکسائی والفراء وهشام الضریر من الکوفیین ،

====

4. تقدم آنفا تحت رقم 23.

ص: 107


1- 1. الخصائص 1 / 162.
2- 2. الخصائص 1 / 163 وقد اضطررت لتفسیر ب (أصحابنا) هنا بالأحناف ، وفی النص السابق بالبصریین ، لأنی رأیت بعض الباحثین - وفیهم من أجله - یری : (إن النحاة - والبصریین منهم خاصة - قد انتزعوا علل النحو من کتب محمد بن الحسن الشیبانی - صاحب أبی حنیفة - بالملاطفة والرفق) اعتمادا علی هذا النص المشبه ، مع أن أصحاب ابن جنی فی النحو هم البصریون ، وفی الفقه الأحناف ، وهو یشبه عمل نحاته بعمل فقهائه ، ولا معنی لأن ینتزع النحاة علة (شد) و (مد) فی الادغام من کتب ذات علل فقهیة ...
3- أنظر فی ذلک : کتاب الأستاذ سعید الأفغانی (فی أصول النحو) : 3. 226 ، والدکتور تمام حسان فی کتابه (الأصول) : 182 ، والدکتور محمد عید فی (أصول النحو العربی) : 122.

وطرائق کل فریق من هؤلاء للاحتجاج لرأیه ، لیستنتجوا من إحصائها وتصنیفها أدلة علماء النحو وأصولهم التی بنوا علیها مسائله ، کما صنع فقهاء الحنفیة فی استنتاج أصولهم من کتب أبی یوسف ومحمد بن الحسن ، وإنما عکسوا القضیة فرکبوا الطریق من نهایته ، وعمدوا إلی أدلة وأصول معروفة لعلم آخر هو الفقه ، فجعلوها بدایة شوطهم ، وحملوها - راضیة أم کارهة - فروع علم آخر لا یمت إلیها بصلة ، بحجة (أن کلا منهما معقول من منقول) کما یقال الأنباری (1). ولو أنهم رکبوا الطریق الصحیح لما وجدوا فی کتب قدمائهم شیئا من هذه الأصول ، عدا السماع والقیاس ، کما سنبین ذلک فیما یأتی.

ومع ذلک فلننظر فی قیمة هذه الأصول التی نقلوها من الفقه إلی النحو ، لنجد هل وفقوا فی هذا النقل؟

قیمة ما سمی بأصول النحو

ونبدأ من هذه الأصول بما رجحنا أن أدلة النحو لا تتعداه ، وهی أدلة (السماع والقیاس).

وهذا الأصلان ، وإن وجد فی الفقه ما یقابلهما من : (النص) و (القیاس علی النص) ، إلا أن طبیعة (الحکم) الذی یستنبطه الفقیه ، ومجال حرکته یختلف تماما عن طبیعة (الحکم) النحوی فیهما ، لذلک فلا یکون مورد الفقیه والنحوی من هذین المصدرین واحدا ، لاختلاف نظر الوارد ، ولتفصیل ذلک نشیر إلی بعض ما نأخذه علی النحاة من فروق یختلف فیها استنباط الحکم ، من النص والقیاس علیه ، بین کل من النحوی والفقیه ، ثم مقدار ما قدمه کل من النحاة والفقهاء من (تأصیل) لهذه الأدلة التی ادعی اشتراکهما فیها ، وصقل للقواعد والضوابط التی أعانتهم فی أوجه دلالتها ، وأهمها عند الطرفین :

ص: 108


1- 1. تقدم نقل ذلک عن نزهة الألباء : 54.

1 - النص أو السماع

هناک نصوص مشترکة بین الفقهاء والنحاة أهمها : القرآن والسنة ، ولکن یصعب أن نوحد بین مناهج البحث فیهما ، فیستعیر النحاة کل ما وضعه الأصولیون من قواعد لأوجه دلالتها علی المطلوب ، لأن هذا (المطلوب) لیس واحدا بین الطرفین ، ولا یکفی ما نقلناه عن ابن الأنباری من (أن کلا من النحو والفقه معقول من منقول) لأن جهة النظر العقلی فیهما مختلفة.

أ - القرآن :

والقرآن هو أهم الأدلة السمعیة المشترکة ، وأهمیته نابعة من کونه النص المتواتر وصوله إلی کل من النحوی والفقیه ، ولکن استفادة کل منهما من هذا الدلیل المقطوع به تختلف باختلاف طبیعة المستدل علیه عندهما ، ونحن نسجل ذلک فی النقاط الآتیة :

1 - إن النحو یمکن أن یستنبط من کل آیة فی کتاب الله ، لأن طبیعة أحکامه تتعلق بلفظ القرآن ونظمه ، ولیس الأمر کذلک بالنسبة للفقه ، لأن أحکامه لا تصدر إلا عن الآیات المتعلقة بأفعال المکلفین مما نسمیه (آیات الأحکام) وهی لا تتجاوز خمسمائة آیة.

فمصدر النحوی من القرآن إذن غیر مصدر الفقیه.

لأن نظر هذا یتعلق بالشکل ، ونظر ذلک یتعلق بالمضمون.

ویحتج هذا بکل ما فی کتاب الله ، ویحتج ذلک ببعض آیاته.

ودلالة النص القرآنی علی المطلوب تختلف بین الفقیه والنحوی ، فهی عند النحوی (دلالة قطعیة). وعند الفقیه (دلالة ظنیة) ، لأن حکم النحوی برفع الفاعل ونصب المفعول مثلا ، لا یختلف بین أن تکون الآیة (نصا) فی مدلولها أو (ظاهر نص) ، ولکن حکم الفقیه یختلف بین النص الظاهر ، حتی اضطر الأصولیون لأن یبحثوا کثیرا فی دلالات الصیغ من : الأمر ، والنهی ، والعموم

ص: 109

والخصوص ، والإطلاق والتقیید ، وفی دلالات التنبیه والإشارة ، والإیماء ، وفی مفاهیم الشرط ، والوصف ، والحصر ، والغایة وأمثال ذلک مما هو معروف ، وکل دلالاتها ظنیة ، لأنها کلها من ظواهر الکتاب.

من أجل ذلک کان ینبغی أن تکون (قواعد الاستنباط) من هذا النص تختلف بین مستنبط ومستنبط.

2 - إن مسألة اختلاف القراءات وحجیتها ، مسألة لا تبحث عادة فی أصول الفقه ، وربما فی الفقه إلا نادرا ، مثل جواز القراءة فی الصلاة بإحدی هذه القراءات ، ولکن هذه المسألة مهمة جدا بالنسبة للنحوی ، لأن أکثر القراءات متواترة ومرفوعة إلی النبی صلی الله علیه وآله ، وحتی لو افترضنا بأن القرآن لم ینزل إلا بواحدة منها ، تبقی الأخریات من أقوی الحجج النحویة ، لأنها نصوص عربیة فصیحة ، ورواتها من الصحابة والتابعین قوم فصحاء ، وفی قمة العصر الذی یحتج به النحاة عادة.

ولکن النحاة - مع ذلک - لم یبحثوا فی حجة القراءات ، ولم یحققوا فیها کما حقق الأصولیون فی حجیة الظواهر ، بل إن النحاة - وبخاصة نحاة البصرة - لم یجعلوا القراءات - مع تواترها - أولی بالاحتجاج من شواهدهم التی أقاموا علیها قواعدهم ، وردوا کثیرا منها متهمین أصحابها باللحن أو الشذوذ ، لأنها تخالف القاعدة التی بنوها علی الشاهد والشاهدین ، وربما کان هذا الشاهد لشاعر مجهول ، أو امرأة من أسد أو تمیم غیر معروفة ، حتی انتقد ذلک الفخر الرازی (- 606 ه) فی أثناء شرحه لقوله تعالی فی أول النساء : (واتقوا الله الذی تساءلون به والأرحام وقراءة حمزة ومجاهد لها بجر (الأرحام) التی رفضها البصریون ، لأنها مخالفة لقاعدتهم بعدم جواز العطف علی الضمیر من غیر إعادة حرف الجر ، وتجویز سیبویه لذلک مستشهدا ببیتین مجهولی القائل ، مثل :

فالیوم قربت تهجونا وتشتمنا

فاذهب فما بک والأیام من عجب

بجر (الأیام) عطفا علی (بک) فعلق الفخر الرازی : (والعجب من هؤلاء النحاة أنهم یستحسنون إثبات هذه اللغة بهذین البیتین المجهولین ، ولا

ص: 110

یستحسنون إثباتها بقراءة حمزة ومجاهد ، مع أنهما من أکابر علماء السلف فی علم القرآن) (1).

وقبل الرازی کان الشیخ الطوسی (- 460 ه) یقول عن الاحتجاج بمثل هذه الأشعار علی صحة الشئ المشتبه فی القرآن : (لأن غایة ذلک أن یستشهد علیه ببیت شعر جاهلی ، أو لفظ منقول عن بعض الأعراب ، أو مثل سائر عن بعض أهل البادیة ، ولا تکون منزلة النبی صلی الله علیه وآله - وحاشاه من ذلک - أقل من منزلة واحد من هؤلاء ، ولا ینقص عن رتبة النابغة الجعدی ، وزهیر ابن کعب وغیرهم ، ومن طرائف الأمور أن المخالف إذا أورد علیه - أی القرآن - شعر من ذکرناه ومن هو دونهم سکنت نفسه ، واطمأن قلبه ، وهو لا یرضی بقول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ومهما شک الناس فی نبوته ، فلا مریة فی نسبه وفصاحته ، فإنه نشأ بین قومه الذین هم الغایة القصوی فی الفصاحة ، ویرجع إلیهم فی معرفة اللغة ... وکیف یجوز أن یحتج بشعر الشعراء علیه ، ولا یجوز أن یحتج بقوله علیهم؟! ... لأنهم لیسوا بأن یجعلوا عیارا علیه ، بأولی من أن یجعل هو علیه السلام عیارا علیهم) (2).

وإلیک نماذج مما رد به النحاة هذه القراءات الصحیحة ، واتهامهم لقرائها وهم من فصحاء العرب :

1 - ردوا قراءة نافع المدنی وابن عامر الدمشقی قوله تعالی : (وجعلنا لکم فیها معائش) (الأعراف : 10) لأنها بالهمز ، حتی قال المازنی : (إن نافعا لم یدر ما العربیة) (3). وحجتهم فی ذلک أن القاعدة تقضی أن حرف العلة إذا کان زائدا یقلب عند التکسیر همزة مثل : (صحیفة وصحائف) و (عجوز وعجائز) ، ولکنه إذا کان أصلیا لا یقلب مثل : (معیشة ومعایش) - وعلیه قراءة الجمهور - ولکن استقراءهم کان ناقصا ، والقاعدة غیر مطردة ، فالعرب تجمع مصیبة علی

ص: 111


1- 1. تفسیر الرازی 9 / 162.
2- 2. التبیان 1 / 16.
3- 3. صبح الأعشی 1 / 179.

(مصائب) ومنارة علی (منائر) مع أن همزتهما مقلوبة عن حرف أصلی.

2 - ردوا قراءة ابن عباس ، وعروة بن الزبیر ، ومقاتل ، ومجاهد ، وابن أبی عبلة وغیرهم قوله تعالی : (ما ودعک ربک وما قلی) - بالتخفیف بحجة أن العرب أماتت ماضی (یدع) ومصدره ، مع أن هؤلاء الذین قرأوها بالتخفیف هم من العرب ومن فصحائهم ، ومنن یحتج بکلامهم ، ومع أن الفعل جار علی القیاس ، وبعض اللغویین یثبتون ذلک استنادا إلی حدیث رسول الله صلی الله علیه وآله : (لینتهین قوم عن ودعهم الجمعات أو لیختمن علی قلوبهم) (1) ومع أنهم یروون عن إمام النحاة أبی الأسود الدولی قوله : لیت شعری عن خلیلی ما الذی - غاله فی الحب حتی ودعه (2)

3 - إن البصریین حین أسسوا قاعدة عدم جواز الفصل بین المضاف والمضاف إلیه بغیر الظرف والمجرور ، ردوا قراءة ابن عامر المتواترة : (وکذلک زین لکثیر من المشرکین قتل أولادهم شرکائهم) - الأنعام : 137 - وقراءة غیره : (ولا تحسبن الله مخلف وعده رسله) - إبراهیم : 47 - مع أن لهما شواهد شعریة ونثریة یذکرها الکوفیون وشراح ابن مالک عادة ، ولکن البصریین غالوا فی ردها جمیعا ، وما ورد فی الشعر أجازوه للضرورة ، حتی أتهم الزمخشری فی الکشاف عبد الله بن عامر - وهو أحد القراء السبعة ، ومن کبار التابعین ، ومن صمیم العرب الذین یحتج بکلامهم - بقوله : (إن الذی حمله علی ذلک أن رأی فی بعض المصاحف (شرکائهم) مکتوبا بالیاء) (3) مما یوحی بأنه اختراع القراءة من نفسه ، وقد ناقشه الأستاذ سعید الأفغانی فی کتابه (فی أصول النحو) مناقشة جیدة ، ختمها بقوله : (وکان علی الزمخشری ، وهو أعجمی تخرج بقواعد النحاة المبنیة علی الاستقراء الناقص ، أن یتجرأ لنقد رجل عربی قویم الملکة ، فصیح

ص: 112


1- 1. أنظر مادة (ودع) فی کل من : المصباح المنیر ، والنهایة ، ولسان العرب وغیرها.
2- 2. الخصائص : 1 / 99.
3- 3. الکشاف : 2 / 70.

اللسان ، حجة فی لغة العرب ، شیئا غیر هذه الخطابیات) (1).

ب - السنة :

وأما سنة رسول الله صلی الله علیه وآله والمفروض أنها من أوسع المصادر المشترکة بین الفقیه والنحوی ، فإننا نجد الفوارق الآتیة بینهما :

1 - ما تقدم فی الکلام عن القرآن من تعلق نظر الفقیه بالمعنی والمضمون ، وتعلق نظر النحوی بشکل السنة ونظمها ، علی أن الفقهاء یوسعون دائرة السنة لتشمل فعله صلی الله علیه وآله وتقریره ، والنحو لا علاقة له بالفعل والتقریر.

2 - إن النحاة السابقین لم یشارکوا الفقهاء بالاحتجاج حتی بالسنة القولیة ، مع أن رسول الله صلی الله علیه وآله أفصح من نطق بالضاد ، وذلک لسببین ادعاهما أبو حیان وغیره من المتأخرین : وقوع التصحیف واللحن فی بعض الأحادیث ... وأن کثیرا ممن یوثق بدینه ینقل الحدیث بالمعنی ، وأساس الحکم النحوی قائم علی صحة اللفظ وإن صدر عن کافر مبتدع ، لذلک أهمل النحاة الاستشهاد بالحدیث ، حتی قال أبو حیان الأندلسی : (إن الواضعین الأولین لعلم النحو ، المستقرین للأحکام من لسان العرب ، کأبی عمرو ، وعیسی بن عمر ، والخلیل وسیبویه ، من أئمة البصریین ، والکسائی ، والفراء ، وعلی بن مبارک الأحمر ، وهشام الضریر من أئمة الکوفیین ، لم یفعلوا ذلک - یقصد الاحتجاج بالحدیث - وتبعهم علی هذا المسلک المتأخرون من الفریقین ، وغیرهم من نحاة الأقالیم ، کنحاة بغداد ، وأهل الأندلس) (2).

وقد استشهد ابن خروف (- 609 ه) بالحدیث فتعقبه ابن الضائع (- 680 ه) فی شرح الجمل ، ورد علیه متحاملا ، ثم جاء دور ابن مالک (672 ه) فأکثر من الاستشهاد بالحدیث فی التسهیل ، وقسا علیه شارحه أبو حیان

ص: 113


1- 1. فی أصول النحو : 44.
2- 2. دراسات فی العربیة وتاریخها : 168 نقلا عن شرح التسهیل ، وانظر : الاقتراح : 17.

(745 ه) حتی قال : «والمصنف قد أکثر من الاستدلال بما ورد فی الأثر ، متعقبا بزعمه علی النحویین ، وما أمعن النظر فی ذلک ، ولا صحب من لم التمییز) (1) کما رد علی ابن مالک أبو إسحاق الشاطبی (790 ه) وجلال الدین السیوطی (911 ه) وغیرهم ، ولم ینح نحو ابن مالک فی الاحتجاج بالحدیث إلا قلة ، منهم ابن هشام (761 ه) والمحقق الرضی (686 ه) فقد أضاف إلی الاحتجاج بسنة الرسول صلی الله علیه وآله احتجاج بأقوال أهل البیت علیهم السلام.

وبإهمال النحاة الاحتجاج بالسنة ، أفقدوا نحوهم أوسع مصادره الموثوقة ، واقتصروا علی شواهد من الشعر والأمثال ، فوقعوا فیما وقعوا فیه من نقص الاستقراء ، فی حین استفاد أصحابهم اللغویون من احتجاجهم بالسنة فأثروا معجماتهم بمفردات عربیة سلیمة.

3 - إنهم لم یعتمدوا فی تحقیق ما احتجوا به من شواهد الشعر والأمثال ، کما اعتمد الفقهاء والمحدثون فی تحقیق السنة النبویة - سندا ومتنا - لذلک جاء الکثر من شواهدهم مجهول القائل والروایة ، بل وجد فیما احتجوا به نفس السببین اللذین أنکروهما علی الأحادیث : وقوع التصحیف واللحن ... والنقل بالمعنی أحیانا ، کما أنهم لم یتحرجوا فی الاحتجاج بما نقله مثل حماد الروایة الذی کان - کما یقول یونس - : (یلحن ، ویکسر الشعر ، ویکذب ، ویصحف) (2) ، ویروی أن الکمیت امتنع عن إملاء شعره علیه ، وقد طلب منه ذلک ، وقال له : (أنت لحان ولا أکتبک شعری) (3).

وإذا کان الأمر کذلک ، فلم استعار واضعو هذه الأصول من أصحاب أصول الفقه کل ما قالوه فی طرق حمل النص ، وثقة النقلة والرواة ، والتواتر ، والآحاد ، والمرسل ، والمجهول وأمثالها مما لم یلتزموا به فی نقلهم لغة العرب ، الأمر الذی دعا الفخر الرازی إلی أن ینحو باللائمة علی أصحابه الأصولیین ، لأنهم لم

ص: 114


1- 1. الاقتراح : 19.
2- 2. مراتب النحویین - لأبی طیب اللغوی - : 73.
3- 3. الموشح - للمرزبانی - : 195.

یقوموا هم بهذه المهمة بدلا من النحاة - وقد نقل النحاة المتأخرون نص قوله هذا - قال : (والعجب من الأصولیین أنهم أقاموا الدلائل علی خبر الواحد أنه حجة فی الشرع ، ولم یقیموا الدلالة علی ذلک فی اللغة والنحو ، وکان هذا أولی ، وکان من الواجب علیهم أن یبحثوا فی أحوال اللغات والنحو ، وأن یفصحوا عن جرحهم وتعدیلهم ، کما فعلوا ذلک فی رواة الأخبار ، لکنهم ترکوا ذلک بالکلیة ، مع شدة الحاجة إلیه ، فإن اللغة والنحو یجریان مجری الأصل للاستدلال بالنصوص) (1).

ولو أن النحاة قاموا بتحقیق نصوصهم التی یحتجون بها لما دعا الرازی أصحابه إلی ذلک.

2 - القیاس

یعرف القیاس عند النحاة ، کما یعرف عند الأصولیین : (حمل غیر المنقول علی المنقول ، فی حکم ، لعلة جامعة) (2) وربما فضل الأصولیون أن یقولوا : (حمل غیر المنصوص علی المنصوص ...) أو : (حمل فرع علی أصل فی حکم ، بجامع بینهما) (3) أو ما یشبه ذلک مما یتضمن أرکانه الأربعة : الأصل ، والفرع ، والحکم ، والعلة المشترکة. ولکن هذه التعریفات عند کل من النحاة والأصولیین متأخرة جدا عن نشأة القیاس عندهما ، وهذا أمر طبیعی خاضع لقانون التطور فی أی فن من الفنون.

لمحة تاریخیة :

ویبدو لی أن القیاس نشأ عند الطرفین ، فی عصر متقارب ، وقد یکون الفقهاء أسبق من النحاة قلیلا ، وکانت نشأته عندهما نشأة بدائیة ، قوام القیاس

ص: 115


1- 1. أنظر : المزهر - للسیوطی - 1 / 118 نقلا عن المحصول للرازی ، وإرشاد الفحول للشوکانی 15 - 16 نقلا عن المحصول أیضا.
2- 2. الاقتراح - للسیوطی - : 47.
3- 3. روضة الناظر - لابن قدامة - : 145.

فیها علی (المشابهة) بین الحادثتین ، ومن یقرأ (رسالة) الشافعی - وهی أقدم تدوین منظم لأصول الفقه - یجد القیاس عنده : مرادفا للاجتهاد (1) ، ولیس واحد من مجالاته ، ولا یجد فیها ما نجده فی أصول الفقه المتأخرة ، من أرکان القیاس وشرائطها ، ومسالک العلة وقوادحها ، وأمثال ذلک من دقة اقتضاها تطور الفقه الإسلامی.

ولا یبعد أن النحاة - فی هذا العصر المتقارب - لم یأخذوا نفس القیاس الذی کان یستعمله الفقهاء ، وإنما تأثروا ، جمیعا ، بما جد فی الحیاة العقلیة للمسلمین یومئذ فی جمیع فروع المعرفة ، فأخذ کل منهما عن مصدر ثالث ، وبخاصة إذا تذکرنا أن حلقات الدرس فی مساجد البصرة والکوفة لا تبعد کثیرا عن بعضها ، فالمسجد الواحد یحتوی حلقات مختلفة ، للحدیث ، والفقه ، والتفسیر ، وعلم الکلام ، والقراءة ، والنحو ، وأن بعض الطلاب فی بدایة نشأته ینتقل عادة بین جل هذه الحلقات ، فیأخذ عن شیوخها طریقة أدائهم وأسلوب تفکیرهم ، وتنطبع فی ذهنه بعض مصطلحاتهم ، ولکنه إذا تخصص بعد ذلک وانصرف بجهده لواحدة من هذه الحلقات ، ثم جاء دوره لیکون هو شیخ الحلقة ، ظهر تأثیر جولته تلک ، علی أسلوبه وطریقة تفکیره ، وبعض مصطلحاته.

ولا أدری لم یصر بعضهم علی أن النحاة ، فی هذه الفترة ، أخذوا القیاس عن الفقهاء ، والقیاس فی اللغة أکثر طبیعة منه فی الشریعة؟! ثم لم یصح للفقیه أن یحمل (الفقاع) المأخوذ من الشعیر علی (الخمر) فیحکم (بحرمته) لأنه یجد فی شاربه ما یعتری شارب الخمر من (سکر) ، ولا یصح للنحوی أن یحمل (طاب الخشکنان) الذی لم تعرفه العرب ، ولم تنطق به ، علی (طابق السویق) فیعطیه نفس الحرکات ، لأنه یجد فیه نفس الإسناد؟! وما لنا نذهب بعیدا ، ونحن نجد القیاس أمرا طبیعیا حتی عند الأطفال حین یتعلمون لغة آبائهم ، فهم إذ یسمعون آباءهم ، یحاولون أول الأمر أن یحاکوهم

ص: 116


1- 1. الرسالة : 477.

فیما یتکلمون به ، حتی إذا ألفوا حرکة ألسنتهم ونطق أصواتهم ، وترسخت فی أذهانهم طریقتهم فی صیاغة الأسماء والأفعال والأوصاف ، وفی التذکیر والتأنیث وتألیف الجمل وأسالیبها ، نراهم یعودون إلی هذا المخزون الذی ألفوه فیرکبون جملا من مفردات لعل آباءهم لم یسمعوا بها من قبل ، وتکون جملهم الجدیدة صحیحة فی العادة ، وما ذلک إلا نتیجة (عملیة قیاسیة) عفویة.

فالقیاس إذن أقرب إلی واقع اللغة منه إلی واقع الشریعة.

ولکن الذی یؤخذ علی النحاة أنهم لم یبذلوا جهدا فی تأصیل هذا القیاس ، بل فی أصولهم النحویة عموما ، کما بذل الفقهاء جهدهم فی تأصیل قیاسهم وأصولهم الفقهیة.

ونظرة تاریخیة لما حدث من تطور فی تأصیل القیاس عند الطرفین ، نجد أنه حین نشأ عند الفقهاء فی أوائل القرن الثانی ، واختلفت مدارسهم فی طریقة الأخذ به ، واضطرب کثیرا بین العراقیین وأهل المدینة ، فاختلط ب (الرأی) حینا ، و (بالاستحسان) و (المصلحة المرسلة) حینا آخر ، وبقی علی هذا الاضطراب ، واختلاف المدارس فی تطبیقه ، من وفاة إبراهیم النخعی ، رأس مدرسة الرأی بالکوفة (- 95 ه) إلی وفاة محمد بن الحسن (- 189 ه) تلمیذ أبی حنیفة. فی آخر هذه الفترة جاء دور الإمام الشافعی (- 204 ه) ، وهو نتاج المدرستین معا ، فنقد فقه العراقیین بنفس القوة التی نقد بها فقه أهل المدینة ، ووضع حدا لاضطراب القیاس فی الفترة السابقة ، وشاعت (رسالته) التی بعثه إلی عبد الرحمن بن مهدی (- 198 ه) وفیها خطته فی أصول الفقه والاعتماد علی القیاس فقط ، وألف کتبه المعروفة فی : (إبطال الاستحسان) و (اختلاف العراقیین) و (الرد علی محمد بن الحسن) و (اختلاف مالک والشافعی) و (جماع العلم) و (اختلاف الحدیث) وکلها وصلتنا فی کتاب (الأم) ، وکان من الطبیعی أن یدافع فقهاء الحنفیة والمالکیة عن مناهج أئمتهم وأصولهم الفقهیة ، فبدأ الأحناف فی استخراج أصولهم مما تفرق فی کتب أبی یوسف ومحمد ابن الحسن ، کما بدأ المالکیة یجمعونها من أصول إمامهم فی (الموطأ) وما روی عنه

ص: 117

فی (المدونة) ، ونتجت عن حملة الشافعی والرد علیها ، هذه الثورة الهائلة من الکتب الأصولیة المعروفة (1).

أما فی الجانب النحوی فإن القیاس عندهم یقترن باسم (عبد الله بن أبی إسحاق الحضرمی) (117 ه) فی الکلمة المشهورة التی قالها عنه ابن سلام ورددها بعده الآخرون بأنه : (أول من بعج النحو ومد القیاس والعلل) (2) ثم تلمیذه من بعده عیسی بن عمر الثقفی (149 ه) الذی قیل : إنه وضع کتابین فی النحو سمی أحدهما (الإکمال) والآخر (الجامع) (3) ولکن لم یصلنا هذان الکتابان ، ولا مقتطفات منهما فی الکتب المتأخرة ، کما لم یصلنا شئ عن (القیاس) الذی مده ابن أبی إسحاق ، والحقیقة أن الذی وصل إلینا هو ما بعد هذه الفترة ، مما أفاض به عبقری البصرة الخلیل بن أحمد ، الذی قام علی نحوه کتاب سیبویه ، ومنه تعرف طریقته فی القیاس والتعلیل.

والملاحظ أنه لم یحدث أن کتب أحد النحاة ممن تأخر عن الخلیل ، ما یشفی الغلیل عن أصول هذا القیاس ، واختلاف النحاة فی مدرستی البصرة والکوفة فی طریقة الأخذ به ، مع إمکان أن یستخرج أتباع المدرستین النحویتین - کما استخرج أتباع المدرستین الفقهیتین - أصول هذا النحو والقیاس من کتاب سیبویه وشروحه ، ومن معانی الکسائی ، ومعانی الفراء ، ومقتضب المبرد ، ومجالس ثعلب ، والکتب النحویة المتأخرة عنها ، ولکن شیئا من ذلک لم یحدث ، وکل ما حدث أن انبری نحوی فی القرن الرابع ، وآخر فی القرن السادس ، وثالث فی القرن العاشر ، ووجدوا أمامهم صنیع الفقهاء ، وما حرره من أصول القیاس ومسالک علته ، فأخذوا یستعیرونها لقیاسهم النحوی ، کأن لم تکن هناک فوارق بین اللغة والشریعة.

وأنا قد أتعقل أن تکون أرکان القیاس فی کل من الفقه والنحو هی هذه

ص: 118


1- 1. أنظر فی تاریخ هذه الفترة القسم الأول من کتابنا : (القیاس : حقیقته وحجیته).
2- 2. طبقات الشعراء - لابن سلام - : 14.
3- 3. إنباه الراة - للقفطی - 2 / 347.

الأربعة : - الأصل والفرع والعلة والحکم - ولکن کیف أعقل أن تکون شروط هذه الأرکان نفس الشروط ، وقواعدها نفس القواعد ، ومسالک العلة نفس المسالک ، وقوادحها نفس القوادح!!؟ مع اختلاف طبیعة (الأصل) وطبیعة (الحکم) الذی یبنی علیه کما تقدم بیان ذلک.

ولأضرب مثلا لذلک ب (مسالک العلة) أی الطرق التی نستطیع بها تشخیص علة الحکم.

وهذه الطرق عند الأصولیین نوعان :

نوع مقطوع بدلالته ، لأن تشخیص العلة جاء من قبل الشارع ، وذلک : بنص الشارع علی العلة ، أو إیمانه إلیها ، أو قیام الاجماع علی أن العلة کذا.

ونوع دلالته علی العلة ظنیة ، لأن الشارع لم یشر إلیها ، وإنما استنبطها الفقیه بطرقه الظنیة ، کالمناسبة ، والشبه ، والطرد ، والدوران ، والسبر والتقسیم.

وهذه المسالک - بنوعیها - هی ما ذکروه للقیاس النحوی (1).

وملاحظاتنا علی المسألة القیاسیة فی ذلک ما یأتی :

1 - النص علی العلة :

قد یکون النص علی العلة من قبل الشارع ، أو الایماء إلیها ممکنا ، لأن الأحکام الشرعیة قوانین یراد بها تنظیم علاقات الأفراد والمجتمعات ، ولا بد أن تکون مبنیة علی أسباب ، ولأن نصوص الشارع فیها متوفرة فی کتاب الله وسنة نبیه ، وفی بعضها یذکر الشارع حکمه فی الحادثة ، ویرید أن یعرف المکلفین بالوجه الذی من أجله شرع لهم هذا الحکم ، فینص علی العلة أو یومئ إلیها ، کقوله تعالی : (فبظلم من الذین هادوا حرمنا علیهم طیبات أحلت لهم) و (من أجل ذلک کتبنا علی بنی إسرائیل ...) و (کی لا یکون دولة بین الأغنیاء منکم) وکقول رسوله صلی الله علیه وآله : (إنما نهیتکم عن لحوم الأضاحی لأجل الدافة) و (من أحیا میتة فهی له) وأمثال ذلک.

ص: 119


1- 1. أنظر : الاقتراح : 58 - 63.

ولکن هل یعقل أن العربی حین یتکلم بلغته - فیرفع الفاعل ، وینصب المفعول ، ویرفع اسم کان وینصب خبرها ، ویعرب بعض الألفاظ ویبنی بعضها ، ویشتق ، ویصوغ ، ویذکر ویؤنث ، ویحذف ویضمر ، وأمثال ذلک - ینص علی الأسباب التی جعلته ینطق بلغته علی هذه الکیفیة؟! بل هل له أن یراعی أو یدرک تلک الأسباب حتی ینص علیها فی بعض ویومئ إلیها فی البعض الآخر؟! أو أن العربی - کغیره من الأجناس الأخری - یتکلم بلغة قومه ، بصورة عفویة دون أن یخطئ فی حرکاته ، واشتقاقاته ، وترکیباته ، کما لا یخطئ غیره من المتکلمین باللغات الأخری ، لأنهم یصدرون فی کل ذلک عن مخزون ما ألفوه من صیاغة وترکیب؟!

بل هل نحن الذین تکلمنا بلغة العرب - بعد أن عرفنا عللها کما استنبطها النحاة - حین نتکلم بهذه اللغة ، فنرفع ، وننصب ، ونخفض ، ونجزم ، ننص أو نشیر إلی أسباب ذلک؟! وهل یکون کلامنا حینئذ لغة عربیة عفویة؟! أو هو بحث فی اللغة العربیة!!؟.

وقد حاول هؤلاء المؤلفون فی أصول النحو ، أن یؤکدوا مسلک النص علی العلة ، وبخاصة ابن جنی ، فهو بعبقریته اللغویة النادرة ، وملاحظته الدقیقة عقد فصلا فی کتابه لذلک ، مؤکدا أن العرب نصوا علی العلة أحیانا ، ولم یذکر أکثر من خمسة شواهد لا تنهض جمیعا لأن تعتبر أمثلة للنص علی العلة ، إلا بتدخل فهم ابن جنی لها ، بعکس تنصیص الشارع الواضح : (من أجل ذلک) أو (لعلة کذا) أو (لأنها مکسرة) ، ولعل أوضح هذه الشواهد ما دار بینه وبین صاحبه (الشجری) ، وهو بدوی فی القرن الرابع ، وقد سأله ابن جنی : (کیف تقول : ضربت أخاک؟ فقال : کذاک ، فقلت : أفتقول : ضربت أخوک؟ فقال : لا أقول (أخوک) أبدا ، فقلت : فکیف تقول : ضربنی أخوک؟ فقال : کذاک ، فقلت : ألست زعمت أنک لا تقول (أخوک) أبدا؟ فقال : أیش ذا؟! اختلفت جهتا الکلام) ثم یعلق ابن جنی مستنتجا : (فهل هذا فی معناه

ص: 120

إلا کقولنا نحن : صار المفعول فاعلا) (1).

وهذا النوع من الاستنکار لمماحکة من یحاورک ، یمکن أن یصدر عن أی عربی ألف طرائق لغته ، فإذا استوضحته ، أو غالطته بها ، فهو یدرک بسلیقته ومخزون ما ألفه من کلام قومه : کیف ینطق هنا ، وکیف ینطق هناک ، بل حتی الأطفال فی سن الرابعة یدرکون (اختلاف جهات الکلام) وإن لم یدرکوا لماذا اختلفت ... یؤید ذلک ما سبق لابن جنی - فی موضع آخر - من أنه سأل صاحبه الشجری هذا : (کیف تجمع (دکانا)؟ فقال : دکاکین ، قلت : فسرحانا؟ قال : سراحین. قلت : فقرطانا؟ قال : قراطین ، قلت : فعثمان؟ قال : عثمانون ، فقلت له : هلا قلت أیضا : (عثامین)؟ قال : أیش عثامین! أرأیت إنسانا یتکلم بما لیس من لغته ، والله لا أقولها أبدا) (2).

فأنت تجد أن الرجل یعلل اختلاف الجمع هنا وهناک ، بعادته اللغویة فقط ، وأن الإنسان لا یتکلم بما لیس من لغته ، ولکن هذا لیس إدراکا للعلة القیاسیة ، ولا تنصیصا علیها ، بل ولا (فی معنی : صار المفعول فاعلا) - کما یقول ذلک - لأن ابن جنی لو لم یغالط صاحبه : (ألست زعمت أن تقول (أخوک أبدا) لما کان بحاجة لأن یلتفت إلی اختلاف جهتی الکلام.

والمفروض أن النصوص العربیة التی استقراها الخلیل وأصحابه لیستنبطوا قواعدهم منها ، کانت خالیة من هذا الظرف المغالط الذی وضع ابن جنی صاحبه فیه ، فکیف ینصون علی الجهات التی من أجلها رفعوا ونصبوا ، أو اشتقوا وصرفوا!! وقد کان الخلیل أقرب إلی واقع القضیة مما ادعاه ابن جنی لها ، وأنت تعرف أن موضع الخلیل من النحو کموضع الشافعی من أصول الفقه ویعتبره ابن جنی (کاشف قناع القیاس فی علمه) (3) وهو بعد ذلک أقدم عهدا وأکثر صلة بالعرب الذین یحتج بأقوالهم من کل هؤلاء ، یقول الخلیل - حین

ص: 121


1- 1. الخصائص 1 / 250.
2- 2. الخصائص 1 / 242.
3- 3. الخصائص 1 / 361.

سئل عن العلل التی یعتل بها فی النحو - :

(عن العرب أخذتها أم اخترعها من نفسک؟ فقال : إن العرب نطقت علی سجیتها وطباعها ، وعرفت مواقع کلامها ، وقام فی عقولها علله ، وإن لم ینقل ذلک عنها ، واعتللت أنا بما عندی أنه علة لما عللته فیه ، فإن أکن أصبت العلة فهو الذی التمست ، وإن تکن هناک علة له ، فمثلی فی ذلک مثل رجل حکیم دخل دارا محکمة البناء ، عجیبة النظم والأقسام ، وقد صحت عنده حکمة بانیها ... فکلما وقف هذا الرجل فی الدار علی شئ منها ، قال : إنما فعل هذا هکذا لعلة کذا ، ولسبب کذا وکذا ، سنحت له وخطرت بباله ، محتملة لذلک ، فجائز أن یکون الحکیم البانی فعل ذلک للعلة التی ذکرها هذا الذی دخل الدار ، وجائز أن یکون فعله لغیر تلک العلة ، إلا أن ذلک مما ذکره هذا الرجل محتمل أن یکون علة لذلک ، فإن سنح لغیری علة لما عللته من النحو ، هی ألیق مما ذکرت بالمعلول ، فلیأت بها) (1).

وهذا کلام - فی حدود تعلیل النحاة لأقیستهم - طبیعی جدا ، ولکنه من العلل المستنبطة لا المنصوصة.

2 - الاجماع علی العلة :

وأغرب من نص العرب علی العلة الاجماع علیها ، فأنا قد أفهم فی الفقهیات أن المسلمین الذین حرمت الخمر علیهم - أو أن فقاءهم - یدرکون علة ذلک ، أو یتخیلونها ، لأنهم فی صدد البحث عنها ، فیقولون هی (الاسکار) مثلا ، وقد یجمعون علی ذلک ، فیکون المسلک لمعرفة العلة حینئذ إجماع المسلمین أو إجماع الفقهاء ، ولکن کیف یتیسر ذلک فی اللغة؟ ما المقصود بالإجماع علی العلة هنا : أهو إجماع العرب ، أم إجماع النحاة؟

أ - فإن کان إجماع العرب ، فقد سبق أن کل قبیلة تتکلم بلغتها ولهجتها

ص: 122


1- 1. الإیضاح فی علل النحو - للزجاجی - : 65 - 66.

بطریقة عفویة ، ولا شک أن هناک قبائل أخری تختلف معها فی طریقة النطق أو الاشتقاق ، ولم تکن هذه القبیلة ، ولا غیرها - حین التکلم - بصدد أن تدرک علل کلامها ، وعلی فرض أنها کانت بهذا الصدد فهل أدرکت؟ ثم هل عللت؟ وأخیرا هل أجمعت؟ وهی أسئلة یتوقف إمکان الاجماع علی الإجابة عنها ، ثم ما قیمة هذا الاجماع مع علمنا باختلاف القبائل؟ وما فائدة هذا الاجماع لمدعیه من النحاة ، وقد کان یکفیهم أن عربیا ، أو قبیلة عربیة عللت کلامها ، فنقیس علی تلک العلة ، لأنها حینئذ علة منصوص علیها ، ویصح القیاس علیها من دون حاجة إلی هذا التمحل بادعاء الاجماع؟

ب - وإذا کان المقصود بالإجماع علی العلة هو إجماع النحاة ، وهو أمر معقول ، ولکن هل حصل هذا الاجماع؟ وعلی فرض حصوله فما قیمته من ناحیة الاحتجاج به؟ لأن المقصود أن نقیس علی کلام العرب ، لا کلام النحاة.

قد یقال : بأن إجماع النحاة علی العلة (یکشف) عن أنها هی العلة عند العرب ، کما یکشف إجماع الفقهاء علی العلة أنها هی التی قصدها الشارع فی حکمه. ولکن ذلک قیاس مع الفارق ، فالمفروض أن الشارع هو الذی أعطی الحجة لإجماع الفقهاء (ما اجتمعت أمتی علی الخطأ) أو ضلالة ، فکان لإجماعهم هذا (الکشف) عن العلة عند الشارع ، ولکن من الذی أعطی النحاة هذه القوة (الکاشفة) عن قول العرب؟! أقال العرب مثلا : (ما اجتمع النحاة علی خطأ) أو : (ما قاله نحاتنا فهو قولنا)!!

وسیأتی مزید إیضاح لذلک عند الحدیث عن مسألة (الاجماع) نفسها.

3 - المسالک المظنونة :

وإذا کان الحدیث عن النصر علی العلة ، والإیماء إلیها والإجماع ، ما قد رأیت ، فلم یبق إلا الحدیث عن المسالک المظنونة ، ولا أعتقد أن المعقول منها والمفید فی المسألة النحویة غیر (المشابهة) و (الاطراد) ، وهذا ما حصل فی أولیات الاستنباط النحوی ، حینما سأل یونس بن حبیب شیخه ابن أبی إسحاق :

ص: 123

(هل یقول أحد (الصویق) یعنی (السویق)؟ قال : نعم ، عمرو بن تمیم تقولها - ثم أردف : وما ترید إلی هذا ، علیک بباب من النحو یطرد وینقاس) (1) و (الشبه) و (الطرد) - ویتبعه الدوران لأنه طرد وعکس - هی المسالک المعقولة للقیاس النحوی.

وأما المناسبة ، وهی الملائمة بین العلة والحکم ، فإننا إذا أخذنا المثال الذی ضربه النحاة لها ، فلا نجدها تفید النحوی فی قیاس غیر المنقول علی المنقول ، وهذا المثال هو ما ضربه ابن الأنباری ونقله عنه السیوطی ، فی رفع ما لم یسم فاعله ، فقال : (اسم أسند الفعل إلیه ، مقدما علیه ، فوجب أن یکون مرفوعا ، قیاسا علی الفاعل ، فالفاعل : أصل مقیس علیه ، ونائبه : فرع مقیس ، والحکم : الرفع ، والعلة الجامعة : الإسناد) (2).

وهذه العلة مناسبة فعلا ، ولکن القیاس حینئذ هدر ، لا فائدة منه ، لأنه لم یکن أکثر من توجیه لکلام العرب ، ولا یفیدنا فی القیاس علی کلامهم ، فکلاهما - المقیس والمقیس علیه - عرف بالنقل لا بالقیاس ، ولا حاجة حینئذ للعملیة القیاسیة ، وکثیر من علل النحاة المتأخرین - وبخاصة الأنباری والسیوطی - کذلک ، فهم لا یذکرونها لتفید فی قیاس غیر المنقول علی المنقول ، وإنما لیجدوا مثالا للعلة القیاسیة عند الفقهاء (3).

4 - أرکان القیاس :

وفی أرکان القیاس نجد الأصولیین لا یقیسون (الأصل) علی أصل آخر ، لأنه إذا جعلنا أحدهما مقیسا والآخر مقیسا علیه ، فإن ظهر حکم الفرع - بنتیجة القیاس - موافقا لحکم الأصل ، بطلت فائدة القیاس ، لأن الحکم فی کل منهما معلوم بالنص ، وإن ظهر مخالفا فقد أبطلنا النص الوارد فی الفرع بالقیاس وهو منفی

ص: 124


1- 1. طبقات الشعراء - لابن سلام - : 15.
2- 2. الاقتراح : 47.
3- 3. أنظر : الاقتراح : 56 وما بعدها.

إجماعا (1). کذلک هم لا یقیسون الأصل علی الفرع ، للسبب نفسه ، ولا الفرع علی الفرع - إلا ما قیل عن بعضهم - لما فیه من التشریع الباطل ، لأنه من دون مستند.

وهذه اللوازم کلها لا تتنافی عند هؤلاء النحاة لذلک نراهم یحملون : الفرع علی الأصل ، والأصل علی الفرع ، کما یحملون الأصل علی الأصل ، والفرع علی الفرع ، وقد ذکر السیوطی لذلک أربعة أنواع :

1 - حمل فرع علی أصل ، کإعلال الجمع لإعلال المفرد ، مثل (قیمة ، وقیم) أو تصحیحه لصحته مثل : (ثور وثورة).

2 - حمل أصل علی فرع ، کإعلال المصدر لإعلال فعله : (قام قیاما) أو تصحیحه لصحة فعله : (قاوم قواما).

3 - حمل النظیر علی نظیره ، کما منعوا (أفعل التفضیل) من رفع الظاهر لشبهه ب (أفعل التعجب) ، وأجازوا تصغیر (أفعل التعجب) حملا علی اسم التفضیل.

4 - حمل ضد علی ضد ، ومن أمثلته النصب ب (لم) حملا علی الجزم ب (لن) ، أولهما لنفی الماضی ، والثانی لنفی المستقبل (2).

وأنت تعلم أنهم فی هذا کله فی غنی عن القیاس ، لأن الأصل والفرع قد ورد به السماع من العرب فی کل هذه الأمثلة ، فلماذا القیاس؟

علی أن هذه الأنواع الأربعة - من وجهة فنیة - نوع واحد ، لأنها کلها فی المصطلح القیاسی من باب (حمل الأصل علی الأصل) ولعل الذی أشبه السیوطی فیها کلمتا (الفرع) و (الأصل) فهما تردان فی باب القیاس بمعنی المقیس والمقیس علیه ، وفی باب الاشتقاق بمعنی المشتق والمشتق منه ، وکون المصدر (أصل) الاشتقاق والفعل (فرعه) عند البصریین ، وکون المفرد (أصل)

ص: 125


1- 1. أنظر : التقریر - لابن أمیر الحاج ، من علماء الحنفیة - 3 / 140.
2- 2. الاقتراح - للسیوطی - : 46 فما بعدها.

التصریف ، والمثنی والجمع ، فرعان ، مسألة لا دخل لها مطلقا فی باب القیاس ، فالأصل والفرع فی تنویع السیوطی من باب القیاس ، والأصل الفرع فی أمثلته من باب الاشتقاق والتصریف!!

ویقول ابن جنی : إن النحویین (شبهوا الأصل بالفرع فی المعنی الذی أفاده الفرع من ذلک الأصل ، ألا تری أن سیبویه أجاز فی قولک : (هذا الحسن الوجه) أن یکون الجر فی الوجه من موضعین : أحدهما الإضافة ، والآخر تشبیهه ب (الضارب الرجل) الذی إنما جاز فیه الجر تشبیها ب (الحسن الوجه) (1) ثم نسب ابن جنی هذا الوضع (الدائر) إلی العرب ، وذلک فی دفاعه عن رأی سیبویه ب : (أن العرب إذا شبهت شیئا بشئ مکنت ذلک الشبه لهما ، وعمرت به الحال بینهما ، ألا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأعربوه ، تمموا ذلک المعنی بینهما بأن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه) (2).

وقال فی موضع سابق : (وهذا یدلک علی تمکن (الفروع) عندهم ، حتی أن (أصولها) التی أعطتها (حکما) من أحکامها قد حارت فاستعادت فی فروعها ما کانت هی أدته إلیها ، وجعلته عطیة منها لها!!) (3).

وهذا کلام لو صدر عن غیر ابن جنی لقیل : هو إلی الخیال الشعری أقرب منه إلی البحث اللغوی ، وکله مما لا حاجة لهم به ، لأن الدلیل علیه ، لیس هو القیاس ولا التشبیه ، وإنما هو کلام العرب الذی ثبت بالاستقراء ، والعرب لم تشبه شیئا بشئ ، ولم تفترض أن أحدهما أصل ، والآخر فرع ، وإنما أنت الذی شبهت الفعل المضارع بالاسم ، فادعیت : أنه أعرب لذلک ، وشبهت اسم الفاعل بالفعل ، فادعیت : أنه أعمل لذلک ، والحقیقة أن العرب نطقوا بالفعل المضارع مرفوعا ، ومنصوبا ، ومجزوما ، ونطقهم بذلک یکفی فی الدلالة علی إعرابه ، من دون حاجة إلی قیاسه علی الاسم ، ولا تأتی النوبة إلی القیاس إلا بعد فقدان النص

ص: 126


1- 1. الخصائص 1 / 303 - 304.
2- 2. الخصائص 1 / 303 - 304.
3- 3. الخصائص 1 / 298.

(السماع).

5 - القیاس والاستقراء :

ومن الفوارق المهمة بین القیاس النحوی والفقهی مسألة (الاستقراء) فالمحققون من النحاة حین یعرفون النحو یقولون هو : (علم بمقاییس مستنبطة من استقراء کلام العرب) (1). ویقول ابن السراج : (وهو علم استخرجه المتقدمون فیه من استقراء کلام العرب) (2). ویقول أبو إسحاق الشاطبی : (الذین اعتنوا بالقیاس والنظر فیما یعد من صلب کلام العرب ، وما لا یعد ، لم یثبتوا شیئا إلا بعد الاستقراء التام ، ولا نفوه إلا بعد الاستقراء التام) (3).

فالقیاس النحوی إذن قائم علی الاستقراء ، ولا تکاد تتم لهذا الأصل فائدته دون الاعتماد علی أصل آخر هو (الاستقراء) وهذا أمر معروف عند النحویین عموما ، حتی قال بعض المحدثین : (لست أعقل النحو إلا استقراء ثم قیاسا) (4).

والأمر لیس کذلک بالنسبة للقیاس الفقهی ، فهو عندهم : عملیة اجتهادیة تتم من دون حاجة إلی الاستقراء ، لا التام منه ولا الناقص ، وذلک لأن المشرع عند الفقهاء (واحد) ونصوصه معروفة فنضبطه فی کتاب الله وسنة نبیه ، ویمکن القیاس علی أی نص تظهر لهم علته ، والمشرعون عند النحاة لا یحصون عددا ، وبلادهم متباعدة ، ولهجاتهم مختلفة ، لذلک فعملیة الاستنباط عندهم بحاجة إلی : التتبع ، والإحصاء ، والفرز ، والملاحظة ، ثم استنتاج العلة حتی یصح القیاس علیها ، ولا یصح لهم القیاس علی أی نص لأی عربی ، کما یصح ذلک عند الفقهاء.

ص: 127


1- 1. السکاکی فی القسم النحوی من المفتاح : 41.
2- 2. الأصول - لابن السراج - 1 / 37.
3- 3. دراسات فی العربیة وتاریخها : 71.
4- 4. الأستاذ سعید الأفغانی فی کتابه (فی أصول النحو) : 78.

وإذا افترضنا أننا سمعنا عربیا ، ممن یصح الاحتجاج بقوله ، قال : (علمته تعلیما) فلا یصح لنا أن نصوغ المصدر بزنة (تفعیل) من کل فعل مضعف (فعل) ما لم نستقرئ ما وصلنا من کلام العرب فی ذلک ، فإذا وجدناهم یصوغون - باطراد - مصدر هذا الفعل بهذه الصیغة ، قسنا حینئذ علیها : (تثقیف من ثقف) و (تنظیم من نظم) و (تبویب من بوب) وأمثالها ، وهکذا القول فی صوغ أسماء الفاعلین والمفعولین ، وأسماء الزمان والآلة ، وجموع التکسیر ، والنسب ، والتصغیر وغیر ذلک.

الاستقراء أولا ثم القیاس.

ولهذا أخذ الأخفش علی بشار بن برد حین قال :

الآن أقصر عن سمیة باطلی

وأشار ب (الوجلی) علی مشیر

وقال :

علی (الغزلی) منی السلام فربما

لهوت بها فی ظل مخضلة زهر

فاشتق من الوجل والغزل وصفا : (وجلی) و (غزلی) لأن ذلک لم یسمع من العرب.

وإنما قاسه بشار علی (جمزی) من (الجمز) - أی السرعة - وهو لیس موضع قیاس (1).

و (جمزی) هذه لم ترد إلا فی بیت لأمیة بن أبی عائذ :

کأنی ورحلی إذا رعتها

علی جمزی جازی بالرمال (2)

فقاس بشار علیه غزلی ووجلی دون أن یتم استقراء هذا الوصف.

ومع هذا الفرق الواضح بین قیاس لا یتم إلا بالاستقراء ، وقیاس لا علاقة له به ، لا بد أن تکون هناک فروق بین قواعد تأصیل کل منهما ، ولذلک اختلفت الأقیسة النحویة بین مدرستی البصرة والکوفة ، وبین نحاة المدرسة الواحدة أحیانا

====

2 / 71.

ص: 128


1- 1. دراسات فی العربیة وتاریخها - للشیخ محمد الخضر حسین - : 71.
2- (62) المزهر - للسیوطی -

تبعا لنقص التتبع والتصنیف الذین لا یتم تجرید القاعدة ثم القیاس علیها إلا بهما ، وهذا شئ لا حاجة به للإطالة لأنه معروف.

یضاف إلی ذلک أن المدرستین معا أهملتا الاحتجاج بالحدیث الشریف - کما سبق - ففقدتا مادة غنیة جدا لاستقراء اللغة ، کما أهملوا الاحتجاج بالقراءات المتواترة لأنها تخالف القاعدة التی استعجلوا فی تجریدها وبنائها علی استقرائهم الناقص ، وأمثال ذلک مما تم عرضه.

3 - الاجماع

وقد ذکر هؤلاء النحاة ، لهذا الأصل ، ثلاثة أنواع : إجماع العرب ، وإجماع البلدین ، والإجماع السکوتی.

أ - إجماع العرب :

ونستبق الأمر فنقرر : أن إجماع العرب لا یمکن أن یکون دلیلا (مستقلا) عن السماع والقیاس ، لسببین :

1 - لعدم إمکانه ، وقد قال عنه السیوطی نفسه : (إجماع العرب حجة ، ولکن أنی لنا بالوقوف علیه) (1). وقد کانت تجربة الأصولیین قبله فی (إجماع الأمة) قلیلة الجدوی ، لعدم إمکانه ، إلا فیما هو ضروری من ضروریات الدین ، وهی فی غنی عن الاجماع ، لتوافر النصوص فیها ، لذلک ضاق هذا الاجماع ، عند المذاهب الفقهیة المختلفة ، فأصبح یعنی : إجماع الصحابة ، أو إجماع الخلفاء الراشدین ، أو إجماع أهل المدینة ، أو إجماع الإمامیة ، أو إجماع العترة ، أو إجماع المذاهب الأربعة ، إلی آخر ما ادعاه الأصولیون من صور الاجماع ، کل ذلک من أجل أنهم لم یتمکنوا من تحصیل (إجماع الأمة) فکیف یمکن لمقلدیهم من النحویین تحصیل (إجماع العرب) علی قول ما ، مع أننا نعلم أن استقراءهم ، سواء أکانوا فی البصرة أم الکوفة ، کان استقراء ناقصا ، لأنه مقصور علی قبائل بعینها فی

ص: 129


1- 1. الاقتراح : 34.

کل من المصرین.

2 - لعدم الحاجة لهذا النوع من الاجماع ، وذلک لأن أساس الأحکام النحویة هو السماع من العرب ، والسماع ، عندهم ، یکفی أن تمثله القبلیة والقبیلتان ، بل والشاهد والشاهدان ، فلم الاجماع أذن؟ ولم نجد نحویا اشترط (للسماع) أن تجمع علیه العرب ، فإذا قال سیبویه مثلا عن الفعل المضاعف مثل (وددت) أنه : (إذا تحرک الحرف الأخیر فالعرب مجمعون علی الادغام) (1) ، أو قال فی المفرد المنادی : (کل العرب ترفعه بغیر تنوین) (2) ، أو قال : (ولیس من العرب إلا وهو یقول (تنبأ) مسیلمة) (3) ، وأمثال ذلک ، فلیس معناه : أنه یحتج بالإجماع باعتباره دلیلا مستقلا عن السماع ، بل إنه یرید أن ینفی عن السماع الذی احتج به الندرة أو الشذوذ ، إلی حد أن العرب کلها تنطق به.

تماما کما لو قال الفقیه مستدلا بحدیث ما : (أجمعت (الصحاح) علی نقله) أو (المحدثون قاطبة یروون ذلک) ، أو (لا أحد منهم إلا ویروی ذلک) ولیس معنی هذه العبارات أنه یستدل ب (الاجماع) ، بل بالنص المستفیض.

ب - إجماع البلدین :

والبلدان هما : البصرة والکوفة ، وأول من بحث فی هذا النوع من الاجماع ، أبو الفتح عثمان بن جنی فی الخصائص ، قال : (اعلم أن إجماع أهل البلدین إنما یکون حجة ، إذا أعطاک خصمک یده : ألا یخالف المنصوص ، والمقیس علی المنصوص ، فأما إن لم یعط یده بذلک ، فلا یکون إجماعهم حجة علیه) (4).

معنی ذلک أن ترتیب الأدلة - من حیث حجیتها - عند ابن جنی : النص أولا ، ثم القیاس علی النص ، ثم الاجماع ، وقد کان ترتیبها عند الأصولیین ، أن یقع

ص: 130


1- 1. الکتاب - لسیبویه - 2 / 158.
2- 2. الکتاب - لسیبویه - 1 / 304.
3- 3. الکتاب - لسیبویه - 2 / 126.
4- 4. الخصائص 1 / 189.

الاجماع بعد النص ، ثم یأتی القیاس علی أصل ثبت بالنص أو الاجماع.

وسر مخالفة ابن جنی ترتیب الأصولیین ، أن حجیة الاجماع عندهم تستند إلی قوله صلی الله علیه وآله : (لا تجتمع أمتی علی ضلالة) الذی أعطی لإجماعهم العصمة عن الوقوع فی الخطأ ، (ولم یرد ممن یطاع أمره فی قرآن ولا سنة أنهم - النحاة - لا یجتمعون علی الخطأ) (1). من أجل ذلک قدم القیاس علی إجماعهم ، وسوغ لکل قائس بلغ شأوهم ، أن یخالف إجماعهم ، وذلک لأن النحو (علم منتزع من استقراء هذه اللغة ، فکل من فرق له عن علة صحیحة ، وطریق نهجة ، کان (خلیل) نفسه و (أبا عمرو) فکره) (2).

ثم ذکر بعد ذلک : أنه (مما جاز خلاف الاجماع الواقع فیه منذ بدئ هذا العلم وإلی آخر هذا الوقت ، ما رأیته أنا فی قولهم : (هذا حجر ضب خرب) فهذا یتناوله آخر عن أول ، وتال عن ماض ، علی أنه غلط من العرب ، لا یختلفون فیه ولا یتوقفون عنه ... إلی آخره) ثم یذکر حجته فی مخالفة هذا الاجماع (3).

وحین تصل إلی هذا الحد من قول أبی الفتح ، تعجب ممن فهم عن هذا الرجل قوله بحجیة الاجماع ، لأنه - وهو من نعرف جلالة قدر ، ودقة ملاحظة ، وتمکنا من زمام قول - لا یمکن أن یصل إلی رأی لا محصل له!! وذلک لأنه إما أن یکون إجماع البلدین - عنده - حجة ، فبعد عصر انعقاده لا یصح له ولا لأی مجتهد آخر ، وإن بلغ مبلغ الخلیل ، أن یخرق هذا الاجماع لأیة علة فرقت له ، وهذا هو معنی حجیة الاجماع عند من یعترف به ... وإما أن یکون جائزا له ، أو لغیره ، أن یخرجوا علی إجماع البلدین ، لإمکان وقوعهم فی الخطأ - وهو رأی سدید جدا - فلماذا یذهب إذن إلی أن إجماعهم حجة؟!

قد تقول لی : إن أبا الفتح اشترط لحجیة هذا الاجماع من أول : أن یعطیک خصمک یده ، ألا یخالف هذا الاجماع المنصوص ، ولا المقیس

ص: 131


1- 1. 1 / 189 - 190.
2- 2. 1 / 189 - 190.
3- 3. الخصائص 1 / 190.

علی المنصوص ، وقد خالف إجماع النحویین علی تغلیط (هذا جحر ضب خرب) القیاس الذی انعقد فی نفس ابن جنی ، فلم یعد إجماعهم حجة علیه.

فأقول لک : أنا أفهم من اشتراط ابن جنی ذلک ، أنه قصد به إضعاف القول بحجیة الاجماع ، وذلک لأننا نفهم من حجیة الاجماع أنه ، بعد انعقاده ، یکون حجة علی المجتهدین الذین یستطیعون أن یقیسوا ، لا علی المقلدین أو المبتدئین فی النحو ، وإلا فإذا جاز لکل مجتهد فرقت له علة صحیحة أن یخالف إجماع المجمعین ، فلا خصوصیة حینئذ لقصر الحجیة علی (إجماع البلدین) ، ذلک لأن إجماع أهل البصرة وحدهم حجة علیک إذا لم یخالف المنصوص ولا المقیس علیه ، وإجماع أهل الکوفة ، أو بغداد ، أو الأندلس ، أو مصر ، کذلک حجة إذا لم یخالف المنصوص ولا المقیس علی المنصوص ، بل إن قول الکسائی وحده ، أو سیبویه ، أو المبرد ، أو ابن جنی حجة علیک إذا لم یخالف المنصوص والمقیس ، فإذا انعقد فی نفسک قیاس علی خلاف ما قاسوا ، لم یعد قولهم حجة!!

فما معنی حصر الحجیة إذن بإجماع البلدین وحده؟!

أما الذین تأخروا عن ابن جنی من مؤلفی هذه الأصول ، فإن السیوطی - کعادته - نقل قوله ولم یعقب (1).

وابن الأنباری ، فی لمع الأدلة ، حصر أدلة النحو فی ثلاثة : النقل ، والقیاس ، واستصحاب الحال (2). وذکر الاستحسان وأدلة أخری ولم یرتضها ، ولم یذکر فی کتابه الاجماع لا بنفی ولا إثبات ، ولکنه فی کتاب (الإنصاف) احتج کثیرا بالإجماع ، أو بخلاف الاجماع ، لآراء البصریین والکوفیین ، أو للرد

====

3. أنظر : الإنصاف فی مسائل الخلاف - تحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید - 1 / 33 ، و 2 / 490 و 528 و 535 و 552 و 571 و 609 وغیرها.

ص: 132


1- 1. أنظر : الاقتراح : 35 - 36.
2- 2. لمع الأدلة : 27.

ویبدو لی أنه لم یکن یقصد من ذکر (الاجماع) فی الإنصاف ، إلا معناه اللغوی (الاتفاق علی الأمر) لا المعنی الاصطلاحی الذی یقصد منه أن الاجماع دلیل مستقل عن النقل والقیاس ، وذلک :

1 - لأن هذه المسائل التی ذکر فیها الاجماع ، کانت أدلتها - عند الطرفین - إما منصوص علیها ، أو مقیسة ، وذکر الاجماع فیها إنما هو من باب إلزام الخصم بأنه (متفق) مع خصمه علی صحة النص ، أو صحة القیاس ، ولیس هذا من باب الاحتجاج بالإجماع ، علی أنه دلیل مقابل للنص أو للقیاس علیه.

2 - أن الأنباری لو کان یذهب إلی حجیة الاجماع لذکره فی موضعه الطبیعی ، وهو کتاب (لمع الأدلة) مع أن هذا الکتاب وضعه - کما یقول فی مقدمته - بعد وضع کتاب الإنصاف فی مسائل الخلاف (1).

3 - ولو سلمنا بأنه کان یعنی هنا بالإجماع معناه المصطلح علیه ، فإنه یکون من باب (الاجماع المنقول) وهو کخبر الواحد ، لا بد من معرفة ناقله ، وعدالته وتوثیقه ، ومعرفة العصر الذی نقل الاجماع عنه ، وعدم وجود المخالف فیه ، وأمثال ذلک مما هو غیر متوافر فیما حکاه الأنباری ، والکتاب ، بعد ذلک ، کتاب فی مسائل الخلاف ، وما من مسألة فیه إلا کانت مسرحا لخلاف بین نحاة المصرین ، أو بین نحاة کل مصر منهما أحیانا ، فیکف نقطع بعدم وجود المخالف؟!

ج - الاجماع السکوتی :

والإجماع السکوتی ذکره السیوطی ، علی أساس أنه صورة من صور (إجماع العرب) وعرفه بما یلی : (أن یتکلم العربی بشئ ، ویبلغهم - یعنی العرب - ویسکتون علیه) (2).

ثم استشهد له باستدلال ابن مالک فی التسهیل علی جواز توسیط خبر (ما) الحجازیة ، ونصبه بقول الفرزدق :

ص: 133


1- 1. لمع الأدلة : 22.
2- 2. الاقتراح : 36.

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم - إذ هم قریش ، وإذ ما مثلهم بشر

وقد قرب استدلاله بالإجماع : (أن الفرزدق کان له أضداد من الحجازیین والتمیمیین ، ومن مناهم أن یظفروا له بزلة ، یشنعون بها علیه ، مبادرین لتخطئته ، ولو جری شئ من ذلک لنقل ، لتوفر الدواعی علی التحدث بمثل ذلک ، إذا اتفق ففی عدم نقل ذلک دلیل علی إجماع أضداده الحجازیین والتمیمیین علی تصویب قوله) (1).

وهذا الحدیث کله ضرب من الوهم ، وذلک :

1 - لأنه یکاد یکون نقلا حرفیا من احتجاج بعض الأصولیین بالإجماع السکوتی ، وقد کفانا الشافعی مؤنة الرد علیهم بقوله : (لا ینسب إلی ساکت قول) (2).

2 - أن مدعی هذا الاجماع بینه وبین الحادثة قرون وقرون ، فمن أدراه بأن کل واحد من الحجازیین والتمیمیین بلغه قول الفرزدق؟ أو أن کل واحد لم یعترض علیه حین بلغه ذلک؟ علی أن المسألة لا تتعلق بأضداده من الحجازیین والتمیمیین ، فالمفروض أن الاجماع هنا صورة من صور إجماع العرب ، لا إجماع أهل الحجاز ، ولا بنی تمیم ، فلا بد أن یبلغ العرب کلهم فیسکتوا ، ثم إن مجرد عدم علم السیوطی - أو ابن مالک - بنقل اعتراضهم لا یکون له علما بعدم وقوعه ، لأن (عدم الوجدان لا یدل علی عدم الوجود).

3 - أن مدعی هذا الاجماع من الأصولیین ، یشترطون أن یتوفر فی سکوت الساکتین عنصر (الرضی) بالقول ، حتی یتم الاجماع ، فمن أدرانا - علی فرض أنهم سمعوا وسکتوا علی قول الفرزدق غیر معترضین - أن سکوتهم کان عن (رضی) بقوله ، ألا یحتمل أن کل قبیلة سمعته ظنت أنه یتکلم بلغة قبیلة أخری ، فلم تعترض علیه؟ ألا یحتمل أن من سمعه ، ولم یعترض اعتبره خطأ من أخطاء

ص: 134


1- 1. الاقتراح : 36.
2- 2. المنخول من تعلیقات الأصول - للغزالی - : 318.

الفرزدق ، وتجنب الاعتراف إما لعدم اهتمامه ، أو اعتمادا علی اعتراض غیره ، کما سکت معاصرو عبد الله بن أبی إسحاق حین اعترض الفرزدق ، وخطأه بقوله :

مستقبلین شمال الشام تضربنا

بحاصب من ندیف القطن منثور

علی عمائمنا تلقی وأرجلنا

علی زواحف تزجی مخها ریر

فقال : إنما هی (ریر) بالضم ... ثم حاول أن یصلح له البیت : (علی زواحف نزجیها محاسیر) (1) أو لعلهم سکتوا خوفا من لسان الفرزدق لأنه هجا ابن أبی إسحاق حین اعترضه :

ولو کان عبد الله مولی هجوته

ولکن عبد الله مولی موالیا (2)

وهذه الاحتمالات ، أو أکثرها واردة علی الحادثة وأمثالها ، ومع ورودها لا یمکن التحقق من أن قول الفرزدق بلغ کل العرب ، وأنهم حین بلغهم سکتوا ولم یعترضوا ، وأن سکوتهم کان عن رضی بقوله ، حتی یتم هذا الاجماع!!

4 - أن الفرزدق ممن یحتج بأقوالهم عادة ، وتکلف الاجماع علی مثله - سکوتیا أو غیر سکوتی - ضرب من العبث لا طائل تحته ، علی أن (ما) هنا تسمی (الحجازیة) ، ولا بد أن الفرزدق نطق بها علی لغتهم ، لأنهم هم الذین یعملونها ، والتمیمیون یخالفون فی ذلک ، فیکف یعتبر سکوتهم عن رضی ، لنکون بذلک إجماعا!

4 - الاستحسان

والاستحسان من أدلة الحنفیة ، وقد رده الشافعی وکتب فیه (إبطال الاستحسان) ولذلک لم یعتبره الأنباری والسیوطی من أدلة النحو ، لأنهما شافعیان!! ومن تعاریفه عند الحنفیة أنه : (ترک القیاس والأخذ بما هو أوفق للناس) (3) علی أساس أن العلة القیاسیة - وإن کانت ظاهرة - إلا أن العمل بها

ص: 135


1- 1. الشعر والشعراء - لابن قتیبة - : 35.
2- 2. الشعر والشعراء - لابن قتیبة - : 35.
3- 3. المبسوط - للسرخسی - 10 / 145.

قد یقتضی فی بعض الأحیان عسرا وحرجا ، فیترکها المجتهد إلی العمل بعلة خفیة ضعیفة (استحسانا) منه لها ، لأنها توجب الیسر والسهولة علی الناس.

وعلی هذا الأساس خص ابن جنی هذا الاستحسان بباب فی خصائصه ، وعرفه بما یشبه تعریف أصحابه من الحنفیة ، فقال : (وجماعة أن علته ضعیفة غیر مستحکمة ، إلا أن فیه ضربا من الاتساع والتصرف) (1). ثم ضرب له أمثلة کثیرة منها :

قولهم : الفتوی ، والبقوی والتقوی ، علی أساس أن القیاس یقتضی أن تکون بالیاء : الفتیا والبقیا ... ولکنهم ترکوا القیاس هنا ، للتفریق بین الاسم والصفة.

ثم رأی أن هذا (التفریق) علة خفیة غیر مطردة ، لأننا نراهم لا یفرقون بینهما - الاسم والصفة - أحیانا ، وضرب لذلک أمثلة منها : أنهم یجمعون (حسن) علی (حسان) - وهی صفة - کما یجمعون (جبل) علی (جبال) - وهی أسم - ولو کان التفریق بین الاسم والصفة واجبا ، لاطرد فی جمیع الباب ، کاطراد رفع الفاعل ونصف المفعول (2).

(ومن الاستحسان : رجل غدیان وعشیان ، وقیاسه : غدوان وعشوان ، لأنهما من : غدوت وعشوت ... ومثله : دامت السماء تدیم دیما ، وهو من الواو ...

ومن ذلک : استحوذ ، وأغیلت المرأة ، و (صددت فأطولت الصدود وقلما ...) (3) إلی آخر ما ذکر من أمثلة بخروج بعض الکلمات العربیة عن قیاساتها.

وهناک ملاحظتان علی هذا الاستحسان باعتباره واحدا من أدلة النحو :

1 - أن هذه الأمثلة التی ذکرها ابن جنی هنا فی باب الاستحسان ، سبق له أن ذکرها فی أبواب أخری تعود للقیاس ، مثل باب الاطراد والشذوذ 1 / 96 ،

ص: 136


1- 1. الخصائص 1 / 133.
2- 2. الخصائص 1 / 124.
3- 3. الخصائص 1 / 143.

وباب تخصیص العلل 1 / 144 ، وهی بالقیاس أشبه منها بالاستحسان ، وذلک لأن خروج مثل (فتوی) و (غدیان) و (دیما) و (استحوذ) و (أغیلت) وأمثالها عن أبوابها یعتبر شذوذا ، وعدم اطراد للعلة القیاسیة فی هذه المواضع ، وهنا یأتی النزاع الذی أثاره الأصولیون وتبعهم فیه النحاة أنه : إذا اطردت العلة القیاسیة فی أکثر أمثلة الباب ، ودار الحکم معها حیث تدور ، ولکنه تخلف فی بعض الأمثلة ، مع وجود العلة ، فهل یعتبر هذا التخلف (نقضا) للعلة ، بمعنی أنه یکشف أن ما افترضناه علة لم یکن فی الواقع علة ، فیبطل القیاس؟ أو أن ذلک یعتبر (تخصیصا) لعموم العلة ، ویبقی القیاس جاریا فی کل ما اطردت علته ، عدا الأمثلة الشاذة؟

وکثیر من الأصولیین والنحویین - ومنهم ابن جنی - اختار القول بتخصیص العلة وعدم النقض ، بمعنی أن یبقی القیاس عاما جاریا فی کل موضع وجدت فیه العلة ، أما الشواذ التی کانت موارد لتخصیص العموم ، فهی صحیحة أیضا - استنادا إلی نصوصها المسموعة - ولکنها تظل مقصورة علی مواردها ولا یقاس علیها.

قال فی باب تخصیص العلل : (اعلم أن محصول مذهب أصحابنا ، ومتصرف أقوالهم مبنی علی جواز تخصیص العلل ، وذلک أنها ، وإن تقدمت علل الفقه ، فإنها ، أو أکثرها ، إنما تجری مجری التخفیف والفرق ، ولو تکلف متکلف نقضها لکان ذلک ممکنا ، وإن کان علی غیر قیاس) (1).

وقال فی باب الاطراد والشذوذ : (واعلم أن الشئ إذا اطرد فی الاستعمال وشذ عن القیاس ، فلا بد من اتباع السمع الوارد به فیه نفسه لکنه لا یتخذ أصلا یقاس علیه غیره ، ألا تری أنک إذا سمعت (استحوذ) و (استصوب) أدیتهما بحالهما ولم تتجاوز ما ورد به السمع فیهما إلی غیرهما ، ألا تراک

ص: 137


1- 1. الخصائص 1 / 144 - 145.

لا تقول فی استقام : (استقوم) ولا فی استساغ : (استسوغ) ... إلی آخر) (1).

وحتی فی باب الذی عقده للاستحسان ، فإنه بعد أن ذکر أمثلة خارجة علی أبوابها ، علل ذلک بأنه : (یخرج لیعلم به أن أصل استقام : استقوم ، وأصل مقامة : مقومة وأصل یحسن : یوحسن ، ولا یقاس هذا ، ولا ما قبله ، لأنه لم تستحکم علته ، وإنما خرج تنبیها وتصرفا واتساعا) (2).

وعقب علی قول الشاعر : (أقائلن أحضروا الشهودا) بقوله : (فألحق نون التوکید اسم الفاعل تشبیها له بالفعل المضارع ، فهذا إذن استحسان ، لا عن قوة علة ، ولا عن استمرار عادة ، ألا تراک لا تقول : أقائمن یا زیدون ، ولا : أمنطلقن یا رجال ، إنما تقوله بحیث سمعته ، وتعتذر له ، وتنسبه إلی أنه استحسان منهم علی ضعف منه ، واحتمال بالشبهة له) (3).

فإذا تم هذا ، وکانت هذه الأمثلة راجعة إلی القول بتخصیص العلة القیاسیة ، فهی إذن لیست من باب الاستحسان المصطلح علیه ، لأن الاستحسان شئ ، وتخصیص العلل شئ آخر (4) ، وأصحاب ابن جنی من الحنفیة - الذین تابعهم فی تأصیل الاستحسان فی النحو لأنهم أصلوه فی الفقه - هؤلاء فی الوقت الذی یلتزمون به صحة القول بالاستحسان ، یذهبون إلی فساد القول بتخصیص العلل (5).

2 - وفی حالة الفرض بأن القول بالاستحسان قول بتخصیص العلة القیاسیة - کما یراه بعضهم - وإن کان ذلک خطأ عند أصحاب ابن جنی من الأحناف - (6) نعود لمناقشة الذین یذهبون إلی أن هذا الاستحسان دلیل من أدلة

ص: 138


1- 1. الخصائص 1 / 99.
2- 2. الخصائص 1 / 144.
3- 3. الخصائص 1 / 136.
4- 4. أنظر تفریق السرخسی فی أصوله 2 / 204 ، والبزدوی فی أصوله 4 / 7 - 8.
5- 5. أصول السرخسی 2 / 208 ، وأصول البزدوی 4 / 32.
6- 6. أصول السرخسی 2 / 204.

النحو ، کالقیاس وکالسماع فنسألهم : إذا کانت هذه هی أمثلة الاستحسان عند ابن جنی : أی : المواضع التی یشذ فیها الحکم القیاسی ولا تطرد علته ، وإذا کانت هذه المواضع - عنده - نسمعها ولا نقیس علیها ، أی أننا لا یمکن أن نستفید منها (حکما نحویا فیما لا نص فیه) کما یستفید الأحناف من استحسانهم (حکما شرعیا فیما لا نص فیه) فکیف یکون هذا الاستحسان من أدلة النحو ومصادر أحکامه؟!

إن کل ما یفیده هذا الباب الذی عقده ابن جنی للاستحسان ، ونقله السیوطی فی الاقتراح ، هو تفسیره لشذوذ هذه الأمثلة ، وقد یکون بعض هذا التفسیر مقبولا فی الأسباب التی دعت العربی للخروج عن سنن القول التی سار علیها ، ولکن لیس هذا هو الغرض من الاستحسان باعتباره (أصلا) ، فالأصول لیست بصدد أن تقول لنا : إن هذا العربی ترک نهج القیاس الذی سار علیه و (استحسن) هنا أن یضیف نون التوکید إلی اسم الفاعل ، وإنما هی بصدد أن تقول : إن النحوی یستطیع أن یترک القیاس ویستحسن إضافة نون التوکید إلی اسم الفاعل ، وابن جنی یصرح بأن ذلک غیر ممکن ، فلا یصح أن تقول : أقائمن یا زیدون ، ولا : أمنطلقن یا رجال.

وإذا کان هذا الاستحسان مخالفا لوظیفة (الأصول) المشابهة له ، لأنه (أصل غیر منتج) فجعله فی أصول النحو وأدلتها إرباک لهذه الأصول ، وإذا کانت وظیفته تفسیریة فقط ، فلیجلس فی زاویة من زوایا (فقه اللغة) وأسرار العربیة.

5 - الاستصحاب

لم یذکر ابن جنی الاستصحاب ، کما ذکر الاستحسان ربما لأن أصحابه من الحنفیة لم یعتبروه من أدلة الفقه ، وإن ذهب بعض المتأخرین منهم إلی أنه : (حجة دافعة ، لا حجة مثبتة ، أی : حجة لدفع ما یخالف الأمر الثابت

ص: 139

بالاستصحاب ، ولیس هو حجة علی إثبات أمر لم یقم دلیل علی ثبوته) (1).

ولکن الأنباری والسیوطی - وهما شافعیان - أثبتا الاستصحاب وأنکرا الاستحسان ، ولک أن تقدر بعد ذلک ، أکانت هذه الأصول النحویة قائمة علی تتبع مناهج النحو الکوفی والبصری لمعرفة أدلتهما؟ أم علی تقلید مناهج الفقه الحنفی والشافعی لتطبیق أصولهما؟

ومهما یکن من أمر ، فإن الأصولیین وإن اختلفوا فی تعریف الاستصحاب وحجیته ، إلا أنهم اتفقوا علی أنه : (استفعال مأخوذ من الصحبة ، وهی استدامة إثبات ما کان ثابتا ، أو نفی ما کان منفیا) (2).

وأوجز تعریفاته أنه : (إبقاء ما کان) أو (الحکم ببقاء أمر شک فی بقائه) (3).

والظاهر أن الاستصحاب عندهم یستند إلی قاعدة قد تکون مسلمة عند العقلاء هی : (عدم نقض الیقین بالشک) تؤیدهما روایات کثیرة (4) لذلک قال ابن القیم فی توجیه بعض أمثلته : (ولما کان الأصل بقاء الصلاة فی ذمته أمر الشاک أن یبنی علی الیقین ویطرح الشک) (5).

یؤخذ من ذلک أن أهم أرکانه ، أو العناصر التی تضبط عملیة استصحاب الحال هی :

1 - الیقین السابق ، وهو العلم بواقع الحال السابقة للشئ.

2 - الشک اللاحق ، وهو - عندهم - أعم من الشک المنطقی - أی تساوی الاحتمالین - والظن ، والوهم.

3 - فعلیة الیقین والشک ، ویعنون بذلک : أن الیقین السابق ما یزال قائما بالنفس فی ظرف وجود الشک اللاحق ، أی أن ما حصل من شک متأخر

ص: 140


1- 1. سلم الوصول - للشیخ عمر عبد الله - : 307.
2- 2. أعلام الموقعین 1 / 339.
3- 3. أنظر : فرائد الأصول - للشیخ الأنصاری - : 329 وما بعدها ، وأعلام الموقعین 1 / 339 وما بعدها.
4- 4. أنظر : فرائد الأصول - للشیخ الأنصاری - : 329 وما بعدها ، وأعلام الموقعین 1 / 339 وما بعدها.
5- 5. أعلام الموقعین 1 / 340.

یعارض بقاء المتیقن واستمراره فقط ، لا أنه یسری إلی الیقین السابق ، فی ظرف وجوده ، فیزلزله من أساسه ، لأنه حینئذ لا یبقی شئ یمکن استصحابه.

ولتوضیح فکرتهم عن ذلک نضرب المثل الآتی :

لنفترض أنی کنت فی یوم (الجمعة) علی یقین من أن (هندا) هی زوج (عمرو) ، واستمر هذا (الیقین) إلی یوم السبت حیث سمعت بخصومة وقعت بینهما ، حصل لی منها (شک) أو (ظن) بطلاقها وانتهاء زوجیتها ، فیقال لی حینئذ : کنت علی یقین من (بقاء) الزوجیة ، ولم یحصل لک یقین آخر بانقطاعها ، وإنما حصل لک شک (ولا ینبغی لک أن تنقض الیقین بالشک) (1) أما إذا افترضنا بأن شک یوم (السبت) لم یعارض استمرار الیقین فقط ، وإنما رجع القهقری إلی یقین یوم الجمعة فزلزله من الأساس ، فلم تعد الزوجیة ثابتة لنستصحب بقائها.

علی ضوء ذلک نعود إلی تطبیق النحاة لقاعدة الاستصحاب فی المسائل النحویة ، وهم یعرفونه بما یشبه تعریف الأصولیین : (إبقاء حال اللفظ علی ما یستحقه عند عدم دلیل النقل عن الأصل) (2).

ثم یضرب ابن الأنباری لذلک مثلا فیقول :

(ومثال التمسک باستصحاب الحال فی الفعل أن نقول فی فعل الأمر : الأصل فی الأفعال البناء ، وإنما یعرب منها ما یشابه الاسم ، وهذا الفعل لم یشابه الاسم ، فکان باقیا علی أصله فی البناء) (3).

وأنا - فی حدود جهدی - لا أعرف کیف یمکن تطبیق الاستصحاب هنا ، ولا یوجد (یقین) نشک فی استمراره وبقائه!! ومع ذلک فلنلاحظ ما یأتی :

1 - ما المقصود من استصحاب الحال هنا؟! :

أ - فإن کان المقصود : أن الأفعال کلها محکومة بالبناء یقینا ، وفعل الأمر

ص: 141


1- 1. إحدی النصوص التی یستند إلیها الأصولیون ، راجع : فرائد الأصول.
2- 2. اللمع : 87 ، والاقتراح : 72.
3- 3. اللمع : 87 ، والاقتراح : 72 - 73.

واحد منها ، فلا یشذ عن هذا الحکم ، فالمسألة إذن خاضعة للقیاس المنطقی (الاقتران) ، لا للاستصحاب ، وتکون مقدمات القیاس هکذا : (صیغة الأمر فعل ، وکل فعل مبنی ، إذن صیغة الأمر مبنیة).

وکذلک إذا کان المقصود أن : کل فعل غیر ما شبه للاسم مبنی ، وفعل الأمر غیر مشابه للاسم ، إذن هو مبنی.

ب - وإن کان المقصود من الاستصحاب هنا : أننا کنا علی (یقین) من أن الأفعال کلها مبینة ، لأنها تتحمل المعانی الإعرابیة کالأسماء ، ثم حصل لنا (شک) - أو یقین آخر - بأن بعضها یتحمل المعانی الإعرابیة لمشابهته الاسم ، فذلک یقتضی نقض الیقین السابق ، أی نقض الأصل ، لأن الذی حصل إن کان یقینا فقد نقضنا الیقین السابق بیقین مثله ، وإن کان (شکا) فلیس هو شکا فی استمرار الیقین السابق حتی نستصحبه ، وإنما هو شک فی أصل وجود الیقین ، أی أن الزمن الذی تیقنا به أن الأفعال کلها مبنیة انتقض هو نفسه ، فقد ظهر لنا فیه أن بعض الأفعال غیر مبنی ، فزال ذلک الیقین.

2 - علی أن المسألة خالیة من (الیقین) أصلا ، وکلها ظنون یختلف فیها النحاة بحسب اجتهادهم وإن سموها (أصولا) ، فالبصریون یرون أن (أصل الإعراب للأسماء فقط) والکوفیون یرون أن (أصل الإعراب للأسماء والأفعال ، وأصل البناء للحروف) (1) ولیست هناک قاعدة عقلیة أو غیر عقلیة تقول : (لا تنقض الظن بالظن) حتی تکون مجالا للاستصحاب.

3 - أن بعض النحاة المتأخرین ، ومنهم الأنباری والسیوطی وبعض الدارسین المحدثین ، یحملون قدماء النحویین - بصریین وکوفیین - حتی سیبویه والخلیل (100) استدلالهم بقاعدة الاستصحاب ، لأنهم قالوا - مثلا - : وهذا (مخالف للأصل) أو (موافق للأصل) أو (وهو الأصل) ، أو استدل بعضهم بقاعدة

====

2. أنظر الدکتورة خدیجة الحدیثی فی کتابها (الشاهد وأصول النحو فی کتاب سیبویه) : 448 - 464.

ص: 142


1- 1. الإیضاح - للزجاجی - : 78.

ما دون أن یسمیها (أصلا) أو (استصحابا) ، کاستدلال سیبویه بقاعدة : (إن الواو لا تزاد أولا أبدا) وأمثال ذلک (101) من قواعد أصول استنبطها النحاة من استقرائهم الناقص ، ولا یمکن أن یقصد بها الخلیل أو سیبویه (قاعدة الاستصحاب) لأن التطور الفکری فی عصرهما لم یصل بعد إلی هذه القاعدة.

یؤید ذلک أن (استصحاب الحال) لم یکن أصلا من أصول الفقه إلا فی وقت متأخر ، (وهو من وضع متأخری الشافعیة) (102) لذلک لم نجد لمصطلح الاستصحاب ذکرا فی (رسالة الشافعی) ، ولا فی کتب محمد بن الحسن وغیره من أصحاب أبی حنیفة ، ولا عند غیرهم من الفقهاء إلا فی القرن الرابع ، ولیس من المعقول أن یکون (الاستصحاب) أصلا من أصول النحو ، فی زمن لم یعرف عند الفقهاء ، مع اعتراف واضعی هذه الأصول النحویة بأنهم وضعوها طبقا لأصول الفقه!!

علی أن هذا المصطلح (الاستصحاب) لم یذکر - کما ذکر القیاس - ولا مرة واحدة فی کتب النحو المتقدمة ، من کتاب سیبویه إلی خصائص ابن جنی ، ولعل أول مرة ذکره منهم هو ابن الأنباری فی القرن السادس.

4 - أن کلمة (الأصل) لا تعنی (الاستصحاب) بالضرورة ، فقد سبق أنها تطلق علی معان منها : (الدلیل) الذی قد یکون نصا ، وقد یکون قیاسا ، ومنها : (القاعدة) التی انتهی إلی تعقیدها أصحاب الفن فی توجیه الاستفادة من الدلیل ، کالذی یقوله الأصولیون مثلا : (الأصل أن النص مقدم علی الظاهر) و (الأصل أن عام الکتاب قطعی) وأمثالها ، کما تطلق کلمة (الأصل) علی (الراجح) عند التردد بین أمرین کل منهما محتمل ، فیقال : (الأصل الحقیقة) عند تردد اللفظ بین حمله علی الحقیقة أو المجاز ، و (الأصل عدم الاشتراک) عندما یتردد کون اللفظ مشترکا أو غیر مشترک.

====

1. الشاهد وأصول النحو فی کتاب سیبویه : 454.

2. نظرة عامة فی تاریخ الفقه الإسلامی - للدکتور الشیخ علی عبد القادر - : 269.

ص: 143

فإذا تنازع الفقهاء فی مسألة ما وطبقوا علیها واحدة من هذه الأصول والقواعد فلیس معنی ذلک أنهم عملوا بالاستصحاب ، وإنما رجعوا لتطبیق القاعدة علی جزئیاتها ومصادیقها.

وتعبیر النحاة هنا ب (الأصل) من هذا القبیل.

ذلک لأن ما یسمیه النحاة ب (الأصل) مثل : (الأصل فی المبتدأ أن یکون معرفة) و (الأصل فی الخبر أن یکون نکرة) و (الأصل فی الفعل أن یکون ثلاثیا صحیحا مجردا ... إلی آخره) و (الأصل فی الأسماء الإعراب) و (الأصل فی الأفعال البناء) وأمثال ذلک من أصول ذهنیة مجردة ، اخترعها النحاة دون أن تخطر ببال المتکلم العربی ، أقول : هذه الأصول ما هی فی الواقع إلا (مثل علیا) افترضها النحاة للکلمة والجملة العربیة لتسهل علیهم عملیة التصنیف والتبویب فیما بعد ، فما کان جاریا علی هذا (الأصل المثالی) جعلوه فی (قاعدة) وما خرج عن هذا الأصل ، فإن کان غیر مطرد اعتبروه (شاذا) لا یقاس علیه ، وإن کان مطردا ، جعلوا له (قاعدة) فرعیة أخری ، فالفعل ( ضرب) جار علی (الأصل) والفعل (قال) معدول به عن هذا الأصل ، ولکنهم أخضعوه لأصل آخر ، مفترض أیضا ، فقالوا : (الأصل فی قال : قول ، والأصل فی باع : بیع) لیستنتجوا من ذلک قاعدة تصریفیة مطردة یصرح القیاس علیها : (إذا تحرکت الواو - أو الیاء - وانفتح ما قبلها قلبت ألفا) کما استنتجوا قاعدة : (إذا وقعت الواو أو الیاء متطرفة ، إثر ألف زائدة ، قلبت همزة) مثل : کساء وبناء ، فإن أصلهما (کساو) و (بنای).

وحین وجدوا المبتدأ فی قوله تعالی : (وجوه یومئذ ناضرة) معدولا به عن الأصل المفترض : (الأصل فی المبتدأ أن یکون معرفة) جعلوه ضمن (أصل) فرعی آخر : (حصول الفائدة للمخاطب) :

ولا یجوز الابتدا بالنکرة

(ما لم تفد) کعند زید نمرة

وهکذا ... فلیس مرادهم من هذه (الأصول) المفترضة إذن غیر بناء نظریتهم النحویة الکاملة ، وتأسیس القواعد والضوابط التی لا تشذ عنها بنیة

ص: 144

صرفیة ، أو جملة نحویة.

والخلاصة : أن ما یقوله النحاة السابقون : (موافق للأصل) أو (مخالف للأصل) لا یقصدون به - فیما أعتقد - أن (ضرب) مستصحبة لأنها موافقة للأصل ، و (قال) غیر مستصحبة لأنها معدولة عن الأصل!! - کما فهم ذلک أستاذنا الدکتور تمام حسان فی أصوله (103) مع کبیر إجلالی لما قدمه من جدید فی المسألة النحویة - ولعل ذلک کان اعتمادا منه علی ما قاله ابن الأنباری فی الإنصاف : (من تمسک بالأصل فقد تمسک باستصحاب الحال) (104) ویبدو لی أن ذلک کان تطبیقا غیر سیم للاستصحاب وذلک لأن المقصود ب (استصحاب الحال) - کما هو واضح من بعض تعریفاته : (الحکم بثبوت أمر فی الزمان الثانی بناء علی ثبوته فی الزمان الأول) (105) أن یکون للشئ الواحد حالان فی زمانین : الحال الأولی معلومة ثابتة ، والحال الثانیة مجهولة مشکوکة ، فنستصحب حال العلم به فی الزمان السابق إلی حال الشک به فی الزمان اللاحق ، لنلغی بهذه العملیة الاستصحابیة دور الشک الطارئ وقیمته. ولیس الأمر کذلک بالنسبة ل (ضرب) و (قال) فکل منهما معلوم الحال فی کل من الزمانین : السابق واللاحق ، لاطرادهما فی کلام العرب - جاهلیین وإسلامیین - فأین الاستصحاب إذن؟!

نعم لو حدث ل (ضرب) أو (قال) نطق آخر ، یختلف عما کانت تنطق به سابقا ، وحصل لنا من ذلک ما یوحی بأن هذا النطق المتأخر قد یکون فصیحا ، فلنا حینئذ أن (نستصحب) الحال المعلومة لکل منهما ، ونلغی ذلک دور النطق المتأخر المشکوک بفصاحته ، وهنا یکون للاستصحاب دور فی المسألة النحویة ، ولکن مثل هذا - فی حدود ما أعلم - لم یحصل عند النحاة السابقین ، أی أنهم لم یجروا الاستصحاب فی نفی ما طرأ علی اللغة من تطور أو تغییر ، لأنهم

====

1. الأصول - للدکتور تمام حسان - : 204.

2. الأصول - للدکتور تمام حسان - : 72 ، وقارن الإنصاف للأنباری 2 / 634.

3. الأسنوی علی منهاج البیضاوی 3 / 131 ، وانظر : الجلال المحلی علی جمع الجوامع 2 / 286.

ص: 145

حددوا الفترة الزمنیة التی یحتج بها ، فی الحواضر ، من الجاهلیة إلی منتصف القرن الثانی ، دون أن یعطوا للسابق فیها حق الامتیاز عن اللاحق ، فإبراهیم بن هرمة (- 150 ه) - وهو آخر من یحتج به عندهم - له من قوة الاحتجاج بشعره ما لامرئ القیس وغیره من الأوائل ، أما ما تأخر عن هذه الفترة فقد قطعوا بعدم فصاحته ، ولم یحتاجوا فیه إلی الاستصحاب لعدم وجود الشک بفصاحته.

ص: 146

خلاصة البحث

بعد هذا العرض الموجز لما سمی ب (أصول النحو) یبدو لی أن الذین وضعوا هذه الأصول ، لم یکونوا علی جانب من الجدیة فی وضع (أصول) یراد لها أن تکون (منطقا) أو منهج بحث للتفکیر النحوی ، واستنباط أحکامه ، کما کانت (أصول الفقه) منطق الفقه ، ومنهج التفکیر الفقهی ، وکل ما فی الأمر أنهم رأوا فی أصول الفقه (أصولا جاهزة) یمکن ضرب الأمثال لها - ولو بالتمحل - من مسائل النحو وأحکامه.

وقد رأیت أن الأصول - أیة أصول - تبحث فی ناحیتین : تشخیص الأدلة ... وأوجه دلالتها ولم یوفق هؤلاء المؤلفون - عدا ابن جنی - فی عملیة (التقلید) التی ساروا علیها ، لا فی تشخیص أدلة النحو ، ولا فی طرق دلالتها ، أما التشخیص فلم یثبت منها ما یصلح لأن یکون (دلیلا) لاستنباط الحکم النحوی غیر (النص) و (القیاس علی النص) مع ما أثرناه وأثاره الکثیرون من ملاحظات علی أصولهم فی السماع والقیاس.

أما الاجماع ، والاستحسان ، والاستصحاب ، فهی إلی الوهم أقرب منها إلی الظن ، وقد أوحتها طبیعة تقلید هؤلاء النحاة لمذاهبهم الفقهیة کما رأیت!! وأما أوجه دلالة الأدلة ، فقد نقشت بصورة ساذجة عن أصول المذاهب الفقهیة التی کان یتبعها هؤلاء النحاة سواء فی الأرکان ، أم الشرائط ، أم الأقسام ، أم المسالک ، أم قواعد التوجیه.

وأنا إذ أستثنی ابن جنی ، فلأن کتابه (الخصائص) لم یعقد لأصول النحو وحدها - وإن توسع فی بحوث القیاس بما یعود نفعه علی فروع اللغة عموما - ولأنه ، بما له من أصالة وسعة ، وجدیة ، لم ینقل عن أصول الفقه نقلا یکاد یکون حرفیا - کما فعل الأنباری والسیوطی - ، بل إن عقده بابین للإجماع والاستحسان ، لم یکن فیهما ما یشعر بأنه یؤکد حجیتهما ، علی أساس أنهما کالقیاس والسماع ، وقد رأیت کیف أنه غمز من قناة الاجماع وجوز للقائس مخالفته ، وجعل

ص: 147

الاستحسان أصلا تفسیریا ، أما بقیة کتابه فهو من أروع ما کتب فی فقه اللغة وخصائصها وأسرارها ، وسیبقی مصدر طلاب فروع اللغة الذی لا یغنی عنه مصدر آخر.

ویغلب علی الظن أنه إذا أرید وضع أصول یستکشف منها طبیعة استنباط الحکم النحوی عند مؤسسیه ، فیجب أن تترک هذه المحاولات جانبا ، ویعمد الدارسون المحدثون ، إلی کتاب سیبویه وشروحه ، ومقتضب المبرد ، ومعانی الفراء ، ومجالس ثعلب ، وأمثالها من کتب تمثل الفروع النحویة فی فترتین من ألمع فترات الدرس النحوی فی مدرستی البصرة والکوفة ، ویستنتج من بناء أصحابها أحکامهم علی النصور المسموعة ، وما استعانوا به من تعلیل أقیستهم وطرق احتجاجهم ، وتؤخذ بنظر الاعتبار النقود المتأخرة المتسمة بالجدیة لمناهج النحاة السابقین ، وتکتب بذلک کله (أصول النحو) الصحیحة الملائمة لطبیعة أحکامه وأدلته ، ولیس ذلک علی جهد الدارسین المحدثین ببعید.

مصطفی جمال الدین.

ص: 148

مصادر البحث ومراجعه

1 - الإحکام فی أصول الأحکام ، علی بن محمد الآمدی (631 ه) ، مطبعة صبیح 1357 ه.

2 - إرشاد الفحول ، محمد بن علی الشوکانی (1255 ه) ، مطبعة مصطفی الحلبی 1927 م.

3 - الأشباه والنظائر النحویة ، لجلال الدین السیوطی (911 ه) ، حیدر آباد 1359 ه.

4 - الأصول ، لابن السراج محمد بن سری بن سهل (316 ه) ، تحقیق الدکتور عبد الحسین الفتلی ، النجف الأشرف 1972.

5 - الأصول ، الدکتور تمام حسان ، الهیئة المصریة العامة للکتاب 1982.

6 - أصول البزدوی ، علی بن محمد (482 ه) ، استامبول 1308.

7 - أصول السرخسی ، محمد بن أحمد السرخسی (490 ه) دار الکتاب العربی 1372.

8 - أصول النحو العربی ، للدکتور محمد عید ، عالم الکتب 1982.

9 - أعلام الموقعین ، لابن قیم (791 ه) ، مطبعة السعادة 1948.

10 - الاقتراح ، للسیوطی ، حیدر آباد 1359.

11 - إنباه الرواة فی أنباه النحاة ، للقفطی علی بن یوسف (625 ه) دار الکتب المصریة 1950.

12 - الإنصاف فی مسائل الخلاف ، کمال الدین الأنباری (577 ه) ، تحقیق محمد محیی الدین ، القاهرة 1945.

13 - الإیضاح فی علل النحو ، لأبی القاسم الزجاجی (327 ه) ، تحقیق الدکتور مازن المبارک ، مطبعة المدنی 1959.

14 - التبیان فی تفسر القرآن ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن (460 ه) ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف.

15 - التحریر (فی أصول الحنفیة والشافعیة) ، لکمال الدین بن الهمام (816 ه) ، المطبعة الأمیریة بمصر 1216.

ص: 149

16 - التفسیر الکبیر ، لفخر الدین الرازی (606 ه) ، مصر

17 - التقریر والتحبیر فی شرح التحریر ، لابن أمیر الحاج (879 ه) ، المطبعة الأمیریة بمصر 1216.

18 - حجة الله البالغة ، للدهلوی (1176 ه) ، القاهرة.

19 - الخصائص ، لأبی الفتح عثمان بن جنی (392 ه) ، تحقیق محمد علی النجار ، دار الکتب المصریة 1952.

20 - دراسات فی العربیة وتاریخها ، للشیخ محمد الخضر حسین ، دمشق.

21 - الرد علی النحاة ، لابن مضاء القرطبی (592 ه) ، تحقیق شوقی ضیف ، القاهرة 1947.

22 - الرسالة ، للإمام محمد بن إدریس الشافعی (204 ه) ، تحقیق أحمد محمد شاکر ، القاهرة 1358.

23 - روضة الناظر ، لابن قدامة المقدسی (620 ه) المطبعة السلفیة 1358.

24 - سلم الوصول ، للشیخ عمر عبد الله ، الإسکندریة ، مطبعة المعهد.

25 - الشاهد وأصول النحو فی کتاب سیبویه ، للدکتورة خدیجة الحدیثی.

26 - الشعر والشعراء ، لابن قتیبة دار إحیاء الکتب العربیة ، القاهرة 1364.

27 - شرح الجلال المحلی علی جمع الجوامع ، علی بن أحمد المحلی (864 ه) ، الأمیریة 1306.

28 - صبح الأعشی ، للقلقشندی ، المطبعة الأمیریة ، بمصر 1221.

29 - طبقات فحول الشعراء ، لمحمد بن سلام ، دار المعارف 1952.

30 - فرائد الأصول ، الشیخ مرتضی الأنصاری (1280 ه) ، طبع الحجر بإیران.

31 - فی أصول النحو ، سعید الأفغانی ، دار الفکر بدمشق 1964.

32 - القیاس : حقیقته وحجیته ، الدکتور مصطفی جمال الدین ، مطبعة النعمان بالنجف الأشرف 1972.

33 - الکتاب ، لسیبویه (180 ه) ، الأمیریة 1317.

34 - الکشاف ، للزمخشری الاستقامة 1365.

35 - کشف الأسرار علی أصول البزدوی ، عبد العزیز البخاری (720 ه) ، إسلامبول 1308.

ص: 150

36 - لسان العرب ، لابن منظور (711 ه) ، دار صادر ، بیروت 1955.

37 - لمع الأدلة ، کمال الدین الأنباری ، مطبعة الجامعة السوریة 1957.

38 - المبسوط ، للسرخسی ، مطبعة السعادة 1324.

39 - مراتب النحویین ، لأبی الطیب اللغوی ، مطبعة نهضة مصر 1375.

40 - المزهر ، للسیوطی ، دار إحیاء الکتب العربیة.

41 - المستصفی ، للغزالی (505 ه) ، الأمیریة 1324.

42 - المصباح المنیر ، للفیومی ، الأمیریة 1925.

43 - مفتاح العلوم ، للسکاکی یوسف بن أبی بکر (626 ه) الأدبیة بمصر 1317.

44 - مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهانی (565 ه) ، دار الکتاب العربی.

45 - المنخول من تعلیقات الأصول ، للغزالی ، تحقیق محمد حسن هیتو ، دمشق 1970.

46 - الموشح ، للمرزبانی ، السلفیة بمصر 1343.

47 - نزهة الألباء ، للکمال الأنباری ، دار النهضة بمصر.

48 - نظرة عامة فی تاریخ الفقه الإسلامی ، للدکتور الشیخ علی عبد القادر ، السعادة 1956.

49 - النهایة فی غریب الحدیث ، لابن الأثیر مجد الدین (606 ه) ، الخیریة بالقاهرة.

50 - نهایة السؤول علی منهاج الأصول ، جمال الدین الأسنوی (772 ه) ، طبع صبیح القاهرة.

ص: 151

فقه القرآن

فی التراث الشیعی

(1)

الشیخ محمد علی الحائری الخرم آبادی

بسم الله الرحمن الرحیم

کان لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم اهتمام بتبلیغ بکتاب الله العزیز ، فی تعلیمه وتعلمه ، والعمل بما ورد فیه من الأحکام والتعالیم الإلهیة التی تهدی الإنسان إلی السعادة والرشاد.

والقرآن هو المعجزة الخالدة للرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم ، وقد جاء لإصلاح المجتمع البشری فهو نظام عام للإنسانیة جمعاء ، وإنه أحسن الحدیث ، وربیع القلوب ، وشفاء للصدور.

فعلی هذا تری المسلمین اهتموا بشؤون القرآن ، وسعوا فی جمعه وحفظه وکتابته ، وتعلیمه وتعلمه ، وتفسیر نصوصه ، إلی غیر ذلک.

فشیعة أهل البیت - اقتداء بهم علیهم السلام - کانوا ولا یزالون یهتمون بالکتاب العزیز ...

فأول من جمع القرآن وفسره هو :

1 - أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، وبعده أصحابه وأصحاب الأئمة من ذریته علیهم السلام ، فمنهم :

الشیخ محمدعلی الحائری الخرم آبادی

ص: 152

2 - عبد الله بن عباس ، الذی أملی کتابا فی تفسیر القرآن (1).

3 - جابر بن عبد الله الأنصاری ، وهو من الطبقة الأولی من المفسرین.

4 - أبی بن کعب الأنصاری ، الذی صنف فی فضائل القرآن (2).

5 - أبو الأسود الدؤلی ، فهو أول من وضع نقط المصحف وحفظه عن التصحیف.

6 - سعید بن جبیر ، الذی صنف فی علم التفسیر (3) ، واستشهد فی سبیل ولاء أهل البیت علیهم السلام.

7 - أبان بن تغلب ، الذی دون علم القراءة وصنف کتابا فی معانی القرآن (4) ، وکتابا فی غریبه.

8 - أبو حمزة الثمالی ، ثابت بن دینار ، أبو صفیة الکوفی الذی صنف فی التفسیر (5) ، وهو من أصحاب الإمام علی بن الحسین علیهما السلام.

9 - محمد بن السائب الکلبی ، من أصحاب أبی جعفر الباقر وأبی عبد الله الصادق علیهما السلام ، صاحب التفسیر المشهور (6) وأحکام القرآن (7).

10 - محمد بن الحسن الصیرفی ، من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام ، صنف کتاب : (التحریف والتبدیل).

11 - علی بن حسن بن فضال ، من خواص أصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، له کتاب : (الناسخ والمنسوخ) (8).

12 - الشیخ فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی ، من علماء عصر الإمام

ص: 153


1- 1. الفهرست - للندیم - : 36.
2- 2. الفهرست - للندیم - : 39.
3- 3. الفهرست - للندیم - : 37.
4- 4. الفهرست - للندیم - : 276.
5- 5. الفهرست - للندیم - : 36.
6- 6. الفهرست - للندیم - : 36.
7- 7. الفهرست - للندیم - : 41.
8- 8. الفهرست - للندیم - : 39 و 278.

الجواد علیه السلام ، له تفسیر معروف ، مطبوع.

13 - الفراء ، یحیی بن زیاد ، الذی صنف فی مجاز القرآن.

14 - العیاشی محمد بن مسعود بن محمد بن العیاش السلمی السمرقندی ، له کتاب (التفسیر) المعروف بتفسیر العیاشی.

15 - علی بن إبراهیم القمی ، من أجلاء مشایخ الشیعة ، له کتاب تفسیر القرآن (1) ، مطبوع.

16 - النعمانی ، محمد بن إبراهیم بن جعفر أبو عبد الله الکاتب ، له تفسیر یعرف بتفسیر النعمانی.

17 - الشیخ المفید ، محمد بن محمد بن النعمان ، صنف کتاب : (البیان فی أنواع علم القرآن).

18 - الشریف الرضی ، الذی صنف فی جمیع علوم القرآن ، منها : (حقائق التأویل فی متشابه التنزیل) و (تلخیص البیان عن مجازات القرآن).

19 - شیخ الطائفة محمد بن الحسن بن علی الطوسی ، ألف فی التفسیر کتاب : (التبیان الجامع لکل علوم القرآن).

20 - الشیخ رشید الدین محمد بن علی بن شهرآشوب المازندرانی ، ألف کتاب : (أسباب النزول فی القرآن) و (متشابه القرآن ومختلفه).

21 - الشیخ أبو الفتوح الرازی ، حسین بن علی بن محمد بن أحمد الخزاعی النیشابوری ، ألف (روض الجنان فی تفسیر القرآن) فی عشرین جزءا ، مطبوع.

22 - إمام المفسرین أمین الدین أبو علی الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی ، صنف (مجمع البیان فی علوم القرآن) فی عشرة أجزاء ، و (جامع الجوامع) ، مطبوعان.

23 - قطب الدین الراوندی ، سعید بن هبة الله ، ألف (خلاصة التفاسیر) فی عشرة أجزاء ، و (فقه القرآن) فی جزءین کما یأتی.

ص: 154


1- 1. الفهرست - للندیم - : 40.

فهذه نماذج من أسماء بعض مفسری الشیعة من أصحاب الأئمة ومن بعدهم إلی القرن السادس ، ومن تلک القرون إلی هذا العصر ، والذین لم یألوا جهدا فی هذا السبیل حتی بلغت مؤلفاتهم المئات.

وملخص القول : إن عنایة الشیعة بالقرآن العظیم واهتمامهم بعلومه عبر القرون لا یقل عن اهتمام غیرهم ، ولا تراثهم فی هذا الصدد بأقل من تراث الآخرین.

ولتجنب الإطالة ترکنا ذکرهم ، لأن سرد الجمیع یحتاج إلی کتاب مستقل ، ویمکن مراجعة کتب التراجم والرجال والفهارس ، وخاصة : تأسیس الشیعة الکرام لعلوم الإسلام ، والذریعة إلی تصانیف الشیعة - الجزء 4 - للوقوف علی ذلک.

ولما کان العلم بالأحکام الشرعیة المستفاد من الآیات القرآنیة ، من أجل العلوم المتعلقة بکتاب الله العزیز ، وفن من فنونه ، وبه تنظم قواعد الحیاة فی المجتمع الإسلامی ، ولما کانت تلک الآیات الشریفة من أهم الأدلة التی یرجع إلیها الفقهاء لاستنباط الأحکام الشرعیة ، توجهت إلیها أنظار کبار العلماء بالبحث فیها واستنباط الأحکام منها.

وقد ألف فی فقه القرآن عدد کبیر من علماء الإسلام علی اختلاف مذاهبهم ... فمن علماء أهل السنة :

1 - الشافعی ، أبو عبد الله محمد بن إدریس ، المتوفی سنة 204 ه ، ألف کتاب (أحکام القرآن).

2 - أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوی ، ألف کتاب (أحکام القرآن).

3 - أبو بکر أحمد بن علی الرازی البغدادی الحنفی الجصاص ، المتوفی سنة 370 ه ، ألف کتاب (شرح أحکام القرآن) مطبوع فی ثلاثة أجزاء.

4 - أبو الحسن علی بن محمد الطبرسی الشافعی ، المعروف بالکیا الهراسی ، المتوفی سنة 504 ه ، ألف کتاب (أحکام القرآن) مطبوع فی أربعة أجزاء.

5 - ابن العربی ، القاضی أبو بکر محمد بن عبد الله ، بن أحمد المالکی

ص: 155

الأندلسی ، المتوفی سنة 543 ه ، ألف کتاب (أحکام القرآن) مطبوع فی أربعة أجزاء.

وغیرهم من کبار علماء المذاهب الأربعة.

وأما علماء الشیعة الذین اقتفوا أثر آل بیت الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم ، الذین هم موضع الرسالة ، ومختلف الملائکة ، ومهبط الوحی ، وعیبة العلم ، ومنار الهدی ، وخزائن أسرار الوحی ، والتنزیل ، ومعادن جواهر العلم والتأویل ، أهل الذکر الذین أمر بمسألتهم ، وأولو الأمر الذین أمر بطاعتهم ، والراسخون فی العلم الذین عندهم علم القرآن کله ... فهم أول من صنف فی أحکام القرآن لا الشافعی ، ولا القاسم بن أصبغ بن محمد بن یوسف البیاتی الأندلسی کما سنشیر إلی ذلک فی ذیل البحث عن (أحکام القرآن) لمحمد بن السائب الکلبی.

وآثار ومصنفات الذین ألفوا من الشیعة فی فقه القرآن کثیرة ، أذکر فی هذا الثبت ما تیسر لی الوصول إلیه من أسمائهم أو مؤلفاتهم المخطوطة أو المطبوعة.

وأرجو أن یکون هذا العمل الیسیر موجبا لإحیاء ذکر علمائنا الماضین قدس الله أسرارهم ، الذین خدموا الشریعة المطهرة وأتبعوا أنفسهم فی سبیل تشیید مبانیها ورفعة الثقافة الإسلامیة منذ انبثاقها إلی یومنا هذا.

ومن الله التوفیق وهو المستعان.

ص: 156

(1)

أحکام القرآن

لمحمد بن السائب الکلبی ، المتوفی سنة 146 ه.

و (أول من صنف فی أحکام القرآن هو محمد بن السائب الکلبی ، المفسر ، الآتی ذکره فی طبقات المفسرین ، قال الندیم فی الفهرست - عند ذکره للکتب المؤلفة فی أحکام القرآن - ما لفظه : کتاب أحکام القرآن للکلبی ، رواه عن ابن عباس.

قلت : وستعرف أن وفاة محمد بن السائب سنة ست وأربعین ومائة ، وحینئذ فقد وهم جلال الدین السیوطی فی کتاب الأوائل حیث قال : أول من صنف أحکام القرآن الإمام الشافعی ، فإن الإمام الشافعی توفی سنة أربع ومائتین وله من العمر أربع وخمسون سنة ، وذکر فی طبقات النحاة أول من کتب فی أحکام القرآن هو القاسم بن أصبغ بن محمد بن یوسف البیانی القرطبی الأندلسی الأخباری اللغوی ، المتوفی سنة أربعین وثلاثمائة عن ثلاث وتسعین سنة. وأیا ما کان فهو متأخر عن محمد بن السائب ، اللهم إلا أن یرید أول من صنف فی هذا من علماء السنة والجماعة وحینئذ لا ینافی ما ذکرنا من تقدم الشیعة فی ذلک) (1).

الفهرست للندیم : 41 ، أعیان الشیعة 1 / 127 ، الذریعة 1 / 140 و 300 ، تاریخ التراث العربی 1 / 80 ، ریحانة الأدب 5 / 74.

(2)

أحکام القرآن

للعلامة أبی الحسن عباد بن العباس بن عباد الدیلمی القزوینی الطالقانی ، والد الصاحب بن عباد ، المتوفی سنة 334 أو 335 ه.

ص: 157


1- 1. تأسیس الشیعة لعلوم الإسلام : 321.

کان وحید عصره فی العلم والفضل والکمال والورع والتقی والأمانة وحسن السیاسة وإصلاح الأمور ، کان وزیرا لرکن الدولة ابن بویه والد فخر الدولة.

قال السمعانی فی الأنساب : (أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقانی ، سمع أبا خلیفة الفضل بن الحباب البصری بها ، وأبا بکر محمد بن یحیی المروزی ثم البغدادی ، وجعفر بن الحسن الفریانی ، ومحمد بن حبان المازنی وجماعة من البغدادیین ... وتوفی سنة أربع أو خمس وثلاثین وثلاثمائة.

سمعت أبا العلاء أحمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان : سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسی الحافظ ، یقول : رأیت لأبی الحسن عباد بن العباس الطالقانی والد الصاحب إسماعیل فی دار کتب ابنه أبی القاسم إسماعیل ابن عباد بالری کتابا فی أحکام القرآن) (1).

المنتظم فی تاریخ الملوک والأمم 7 / 184 رقم 297 ، الأنساب - للسمعانی - 8 / 178 ، أعیان الشیعة 7 / 410 ، الذریعة 4 / 234 ، ریحانة الأدب 8 / 95 ، معجم الأدباء - لیاقوت - 6 / 172 ، معجم المؤلفین 5 / 57.

(3)

فقه القرآن فی شرح آیات الأحکام

للشیخ الإمام قطب الدین أبو الحسن سعید بن هبة الله بن الحسن الراوندی الکاشانی ، المتوفی یوم الأربعاء رابع عشر شهر شوال سنة 573 ه.

کان من محققی الفقهاء ، ومن أعاظم المحدثین والمتکلمین والمفسرین ، ومن الشعراء المتبحرین ، کتب فی الحدیث والفقه والتفسیر والکلام والفلسفة والتاریخ وغیرها ، ولا تزال تآلیفه القیمة محط أنظار المحققین والدارسین.

یروی عن جماعة کثیرة من المشایخ کأمین الإسلام الطبرسی ، والسید

ص: 158


1- 1. الأنساب - للسمعانی - 8 / 178.

المرتضی بن الداعی الرازی ، وعماد الدین الطبری ، وابن الشجری ، والآمدی ، ومحمد بن الحسن الطوسی والد المحقق الخواجة الطوسی ، وغیرهم.

ویروی عنه القاضی جمال الدین علی بن عبد الجبار الطوسی ، والقاضی أحمد بن علی بن عبد الجبار الطوسی ، ورشید الدین محمد بن علی بن شهرآشوب ، وعلی بن محمد المدائنی ، وابناه نصیر الدین الحسین بن سعید ، وظهیر الدین محمد بن سعید الراوندیان ، وغیرهم.

ومن آثاره هذا الکتاب الذی یعتبر من أهم المؤلفات وأقدمها فی هذا المجال ، یبحث فیها بترتیب الکتب الفقهیة ، فرغ من تألیفه سنة 563 ه.

أمل الآمل 2 / 127 ، ریاض العلماء 2 / 423 ، لؤلؤة البحرین : 306 ، روضات الجنات 4 / 6 ، أعیان الشیعة 1 / 127 ، الذریعة 16 / 295 ، ریحانة الأدب 4 / 468 ، إیضاح المکنون 2 / 200 ، فهرست منتجب الدین : رقم 186 ، الفوائد الرضویة : 200.

1 - نسخة منه مکتوبة فی القرن السابع أو الثامن الهجری ، نسخها أحد أحفاد المؤلف ، کانت فی خزانة کتب الشیخ علی العلومی الیزدی (1) فانتقلت إلی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، وهی الآن فیها تحت رقم 5471 ، مذکورة فی فهرسها 18 / 223 و 16 / 17.

وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران أیضا ، رقم الفلم 2275 ، کما فی فهرس مصوراتها 1 / 360.

2 - ونسخة کاملة منه فی خزانة کتب ثقة الإسلام التبریزی ، کتبها حسن ابن یعقوب بن یوسف بن محمد الحائری الحلی ، فی یوم الثلاثاء السادس والعشرین من شهر شوال سنة 759 ه (2).

ص: 159


1- 1. نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 5 / 441.
2- 2. فهرس مخطوطات مکتبة ثقة الإسلام - بقلم العلامة المحقق السید عبد العزیز الطباطبائی - ضمن نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 7 / 537.

وانتقلت هذه النسخة إلی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 1570 ، مذکورة فی فهرسها 4 / 379.

3 - ونسخة أخری منه ، کتبها أحمد بن معین بن همایون ، یوم الجمعة 9 شهر رمضان سنة 807 ه ، قوبلت مع نسخة مصححة علی نسخة المصنف ، فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 1042 ، مذکورة فی فهرسها 3 / 235.

4 - وعنها مصورة أیضا فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفلم 2302 ، کما فی فهرس مصوراتها 1 / 361.

5 - نسخة فی مکتبة المغفور له الأستاذ المحقق المحدث الأرموی ، فرغ من کتابتها علی بن شمروخ ، عصر یوم الجمعة الثالث والعشرین من شهر ربیع الأول من سنة 768 ه ، مذکورة فی تعلیقات الأرموی علی کتاب النقض للقزوینی 1 / 107 ، وذکرت فی فهرس مصورات المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 1 / 361.

6 - ونسخة منه فی النجف الأشرف ، فی بیت الشیخ جعفر المحیصر ، مذکورة فی الذریعة 16 / 296.

7 - ونسخة فی مکتبة مجلس الشوری الإیرانی فی طهران ، برقم 62413 ، من القرن الحادی عشر ، مذکورة فی فهرسها 16 / 407.

وطبعته مکتبة آیة الله المرعشی العامة سنة 1397 ه بتحقیق السید أحمد الحسینی ، فی جزءین ب 900 صفحة تقریبا.

(4)

النهایة فی تفسیر خمسمائة آیة

للشیخ أحمد بن عبد الله بن سعید المتوج ، أو سعید بن المتوج البحرانی ، المعروف بابن المتوج ، الملقب بفخر الدین ، المتوفی حدود سنة 800 ه.

کان عالما بارعا وزاهدا ، ومفسرا متبحرا ، وأدیبا شاعرا.

یروی عن (فخر المحققین ابن العلامة الحلی. ویروی عنه جماعة منهم الشیخ فخر الدین أحمد بن مخدم الأوالی البحرانی ، والشیخ شهاب الدین أحمد بن

ص: 160

فهد بن إدریس المقرئ الأحسائی کما صرح به ابن أبی جمهور) (1).

له تآلیف قیمة منها : آیات الأحکام الموسوم بالنهایة.

کان معاصرا للفاضل المقداد السیوری - المتوفی 826 ه - وهو المعنی بقوله فی هذا الکتاب : (قال المعاصر) (2) وبالعکس.

أعیان الشیعة 3 / 11 ، الذریعة 1 / 42 و 24 / 402 رقم 2137 ، طبقات أعلام الشیعة - القرن الثامن - : 7 ، ریحانة الأدب 8 / 194.

(5)

منهاج الهدایة

للشیخ أبی الناصر جمال الدین أحمد بن عبد الله بن محمد بن علی بن الحسن بن المتوج البحرانی ، المعروف بابن المتوج ، المتوفی سنة 820 ه ، علی ما یظهر من کتابه (الناسخ والمنسوخ) بخط ولده الناصر الحفظة المشهور (3).

یروی عن فخر المحققین ابن العلامة الحلی ، وکان من أجل تلامذته ، وعن غیره من علماء الحلة.

ویروی عنه : أحمد بن فهد الحلی - صاحب (المهذب البارع) ، و (شرح الإرشاد) و (عدة الداعی) - ، والشیخ فخر الدین أحمد بن محمد بن رفاعة السبعی ، وابنه الشیخ ناصر بن أحمد وغیرهم (4).

تآلیفه کثیرة منها : آیات الأحکام الموسوم ب (منهاج الهدایة).

ریاض العلماء 1 / 44 ، لؤلؤة البحرین : 179. کشف الحجب والأستار : 324 رقم 1762 ، أعیان الشیعة 3 / 14 ، الذریعة 1 / 42 رقم 211 و 23 / 180 ، طبقات أعلام الشیعة - القرن الثامن - : 7 ، ریحانة الأدب 8 / 195.

ص: 161


1- 1. أعیان الشیعة 3 / 11.
2- 2. أعیان الشیعة 3 / 10.
3- 3. أعیان الشیعة 3 / 13.
4- 4. أعیان الشیعة 3 / 14.

وهنا لا بد من التوضیح حول هذین الکتابین ومؤلفیهما ، إذ یظهر من کلام جماعة من العلماء أن أحمد بن عبد الله بن المتوج رجل واحد. ورأینا أن ما أفاده العلامة الأمین فی الأعیان فی هذا الشأن ما لا مزید علیه ، فلذا نذکر قسما منه بعینه ... فیقول :

ولکن صاحب (الذریعة إلی معرفة مؤلفات الشیعة) قال : إن أحمد بن عبد الله بن المتوج اثنان :

أحدهما : الشیخ جمال الدین أحمد بن عبد الله بن محمد بن علی بن الحسن ابن المتوج البحرانی ، الذی هو شیخ أحمد بن فهد الحلی ، والمعاصر والمصاحب للشهید الأول ، والمؤلف لآیات الأحکام المختصر الموسوم بمنهاج الهدایة ، الذی ترجمه کذلک الشیخ سلیمان البحرانی فی رسالته فی تراجم علماء البحرین.

ثانیهما : سمیه ومعاصره الشیخ فخر الدین أحمد بن عبد الله بن سعید بن المتوج ، الذی کان من مشایخ أحمد بن فهد الأحسائی ، وله کتاب النهایة فی تفسیر الخمسمائة آیة.

وما ذکره قریب من الاعتبار لاختلاف اللقب ، فأحدهما یلقب بفخر الدین والآخر جمال الدین ، ولاختلاف النسب ، فأحدهما أحمد بن عبد الله بن محمد بن علی بن الحسن بن المتوج ، والثانی أحمد بن عبد الله بن سعید بن المتوج ، ولکن لاشتراکهما فی الاسم واسم الأب واسم الجد - وهو المتوج - ، وکونهما فی عصر واحد ، واشتراک تلمیذیهما فی الاسم واسم الأب ، وقد یکونان مشترکین فی بعض الأسانید ، لذلک وقع الاشتباه بینهما وظنا رجلا واحدا ، ونسب إلیه ما لکل منهما ، والله أعلم ، فراجع) (1).

ص: 162


1- 1. أعیان الشیعة 3 / 11.

(6)

آیات الأحکام

للشیخ ناصر بن الشیخ جمال الدین أحمد بن الشیخ عبد الله بن المتوج البحرانی.

ذکره فی الذریعة فقال : (المذکور فی أمل الآمل ، ووالده الشیخ أحمد من تلامیذ فخر المحققین ابن العلامة الحلی ، ذکر سیدنا حسن الصدر أنه رآه فی مکتبات النجف).

الذریعة 1 / 43 رقم 220.

(7)

کنز العرفان فی فقه القرآن

تفسیر لآیات الأحکام.

للشیخ الإمام شرف الدین أبی عبد الله مقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسین بن محمد الحلی الأسدی السیوری ، المتوفی ضحی نهار الأحد 26 من شهر جمادی الآخرة سنة 826 ه بالمشهد المقدس الغروی علی مشرفه السلام.

کان من أعاظم تلامذة الشهید الأول محمد بن مکی والرواین عنه.

ویروی عنه : شرف الدین المکی ، والحسین بن علاء الدین مظفر بن فخر الدین بن نصر الله القمی ، وتاج الدین الحسن بن راشد - أو الحسن بن محمد ابن راشد - الحلی ، ومحمد بن شجاع القطان الحلی ، وأحمد بن فهد الحلی.

کان متقنا لعلوم کثیرة ، فقیها متکلما أصولیا نحویا منطقیا ، صنف وأجاد ، وصنف فی الفقه هذا الأثر الخالد (کنز العرفان فی فقه القرآن) ورتبه علی مقدمة وأبواب علی ترتیب کتب الفقه وخاتمة (1).

ص: 163


1- 1. راجع : الضیاء اللامع : 138.

وهذا الکتاب المشهور فی الأوساط العلمیة ، یقتفی فیه أثر أمین الإسلام الطبرسی فی (مجمع البیان فی تفسیر القرآن) فی نقل الأحادیث والأقوال وشأن نزول الآیات ویتعرض لآراء المذاهب الإسلامیة الأخری.

أمل الآمل 2 / 325 ، ریاض العلماء 5 / 216 ، روضات الجنات 7 / 171 ، لؤلؤة البحرین : 172 ، أعیان الشیعة 1 / 127 ، الذریعة 18 / 159 ، الضیاء اللامع : 139 ، الکنی والألقاب 3 / 10 ، کشف الحجب والأستار : 126 رقم 608 ، إیضاح المکنون 2 / 386 ، الأعلام - للزرکلی - 7 / 282 ، الفوائد الرضویة : 667.

ونسخة کثیرة ، نذکر ما کتب منها إلی حدود سنة 1000 للهجرة.

1 - نسخة ثمینة فی خزانة کتب الأستاذ فخر الدین النصیری ، تمت کتابتها قبل وفاة المؤلف بشهرین ، بخط مقصود بن زین العابدین الحسینی المرعشی فی ربیع الأول سنة 826 ه مقروءة علی المولی المحقق عبد الله التستری ، وعلیها حواش بخطه الشریف.

2 - نسخة فی المکتبة الوطنیة فی تبریز ، برقم 3379 ، کتبها أحمد بن محمد ابن علی رضا الشعرانی فی النجف الأشرف فی لیلة الثلاثاء 27 جمادی الآخرة 833 ه ، مذکورة فی فهرسها صفحة 1136.

3 - وعنها مصورة أیضا فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفلم 6221 ، مذکورة فی فهرسها

3 / 245.

4 - نسخة فی مکتبة الوزیری فی یزد ، برقم 634 ، تاریخ کتابتها یوم الثلاثاء 5 صفر 879 ه ، علیها البلاغ والمقابلة ، مذکورة فی فهرسها 2 / 535.

5 - نسخة فی مکتبة المسجد الأعظم فی قم ، برقم 364 ، تاریخها سنة 907 ه ، مذکورة فی فهرسها صفحة 335.

6 - نسخة فی مکتبة مجلس الشوری فی طهران ، برقم 62676 ، تاریخ کتابتها یوم الخمیس 15 جمادی الأولی 913 ه ، مذکورة فی فهرسها 12 / 123.

7 - نسخة فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، رقم 3177 ، تاریخ

ص: 164

کتابتها 7 ربیع الأول 963 ه ، علیها تصحیح ، مذکورة فی فهرسها 8 / 401.

8 - نسخة فی مکتبة المسجد الأعظم فی قم ، برقم 655 ، تاریخها سنة 963 ه ، مذکورة فی فهرسها صفحة 335.

9 - نسخة فی مکتبة جامعة لوس أنجلس فی أمریکا ، ضمن مجموعة M 1061 ، برقم 1 ، تاریخ کتابتها یوم الثلاثاء 20 ذی القعدة 967 ه ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 708.

10 - نسخة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، برقم 5867 ، علیها مقابلة ، تاریخها سنة 970 ه.

11 - نسخة فی مکتبة مدرسة المروی فی طهران ، برقم 459 ، تاریخها سنة 973 ه.

12 نسخة فی المکتبة الوطنیة فی طهران ، تاریخها سنة 978 ه ، مذکورة فی فهرسها 7 / 128.

13 - نسخة فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، تاریخها 24 رمضان 979 ه ، مذکورة فی فهرسها 1 / 105.

14 - نسخة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، تاریخها سنة 980 ه ، رقم 2534 ، مذکورة فی فهرس مخطوطات (دو کتابخانه مشهد) : 964.

15 - نسخة فی مکتبة القاضی الطباطبائی فی تبریز ، تاریخها سنة 983 ه ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 7 / 519.

16 - نسخة أخری فی المکتبة الوطنیة (کتابخانه ملی) فی طهران ، تاریخها سنة 1011 ه ، وعلیها مقابلة وتصحیح ، مذکورة فی فهرسها 9 / 495.

17 - نسخة فی مکتبة الحسینیة الشوشتریة فی النجف الأشرف ، کتبت سنة 1012 ه ، رقم 549 ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 808.

18 - نسخة فی مکتبة ثقة الإسلام فی تبریز ، کتبت سنة 1015 ه ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 7 / 537.

ص: 165

19 - نسخة فی مکتبة سپهسالار فی طهران ، تاریخها سنة 1022 ه ، برقم 2056 ، مذکورة فی فهرسها 1 / 87 ، وفی حواشیها مطالب من تفسیر البیضاوی وکتاب القاموس.

20 - نسخة فی مکتبة کلیة وادهان Wadhan فی أوکسفورد فی إنگلترة ، کتبت سنة 1023 ه ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 782 ، رقم 237.

21 - نسخة فی مکتبة جامعة أصفهان ، تاریخها یوم الأربعاء 15 شوال 1041 ه ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 913.

22 - نسخة أخری فی مکتبة جامعة لوس أنجلس ، برقم M 171 ، تاریخها یوم السبت 2 شوال 1042 ه ، وعلیها مقابلة ، مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 333.

23 - نسخة فی مکتبة روضة السیدة المعصومة علیها السلام فی قم المقدسة ، بخط القاضی الچلبی قازاده الرومی ، تاریخها 15 جمادی الآخرة 1081 ه ، مذکورة فی فهرسها صفحة 156.

طبع فی طهران سنة 1313 ه ، علی الحجر فی 417 صفحة ، بخط محمد حسن بن محمد علی الجرفادقانی ، وفی تبریز سنة 1315 ه ، علی الحجر أیضا فی هامش التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام ، وفی النجف الأشرف علی الحروف (1).

وطبعته المکتبة المرتضویة فی طهران سنة 1384 ه ، فی جزءین مع تعالیق الشیخ محمد باقر شریف زاده - رحمه الله - ، وأشرف علی تصحیحه وتخریج أحادیثه محمد باقر البهبودی.

ص: 166


1- 1. فهرس المطبوعات العربیة - للمشار - : 756.

(8)

معدن العرفان فی فقه مجمع البیان لعلوم القرآن

للمحقق الفقیه إبراهیم بن حسن الدراق - الوراق - (1).

من أهل أوائل المائة ، العاشرة ، ومن أوثق مشایخ الإجازة للشیخ إبراهیم ابن سلمان القطیفی البحرانی.

ذکره فی (مستدرک الوسائل) من مشایخ إبراهیم القطیفی ، فقال : (وعن شیخه الذی قال فی حقه : المحقق المدقق ، أفضل أهل عصره ، وزبدة دهره ، المعتمد علی الله الخلاق إبراهیم بن حسن الدراق) (2).

وذکره القطیفی هذا فی إجازات صدرت منه للمجازین عنه ، منهم : الشیخ شمس الدین محمد بن ترکی فقال :

(وأجزت له أن یروی عنی عن شیخی المحقق المدقق ، فاضل عصره ، وزبدة دهره ، المعتمد علی الله الخلاق ، إبراهیم بن الحسن الدراق ، وعن عدة مشایخ ثقات عنه أیضا ... تاریخها 6 عاشوراء سنة 915 ه) (3).

(ومنهم : الشیخ شمس الدین محمد بن الحسن الأسترآبادی ، تاریخها 11 عاشوراء سنة 920 ه ، إلی أن قال - : هی طرقنا إجازة ، وطرقنا إلیهم متعددة ، منها ما أجازه لی عدة من الفضلاء أوثقهم الشیخ إبراهیم بن الحسن الشهیر بالدراق عن الشیخ علی بن الهلال الجزائری) (4).

ومنهم : السید الشریف جمال الدین بن نور الله بن السید شمس الدین

ص: 167


1- 1. راجع أعیان الشیعة 2 / 127 ، وریاض العلماء 1 / 15 ، وبحار الأنوار 108 / 94 و 114 و 123 کتاب الإجازات.
2- 2. مستدرک الوسائل 3 / 417.
3- 3. بحار الأنوار 108 / 95.
4- 4. بحار الأنوار 108 / 114.

محمد شاه الحسینی التستری ، تاریخها 11 جمادی الأولی سنة 944 ه (1).

ومنهم : الخلیفة شاه محمود ، فقال فی إجازته : (الثالثة : رویت عن جماعة ثقات ، أوثقهم شیخی الشیخ إبراهیم بن الحسن الدراق مشافهة ، وعن جماعة عنه ، أوثقهم الشیخ علی بن جعفر بن أبی سمیط ، عن الشیخ إبراهیم بن الحسن الدراق ، عن الشیخ الأجل علی بن هلال) (2).

لم یذکر هذا الکتاب فی الذریعة! وقد وجدت نسخته لأول مرة فی مکتبة جامعة لوس أنجلس فی أمریکا کما یأتی.

نسخة فریدة - حتی الآن - منه فی مکتبة جامعة لوس أنجلس ، ضمن مجموعة M 1061 ، بخط النستعلیق ، کتبها عطاء الله بن أمیر السلام فی یوم الاثنین 17 جمادی الآخرة سنة 968 ه. وملکها ملا علی نقی التویسرکانی فی شهر ذی القعدة سنة 1160 ه.

مذکورة فی نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 - 12 / 708.

أوله : (بسم الله الرحمن الرحیم ، الحمد لله الذی أنزل الذکر قرآنا وفرقانا ، لکل شئ جامعا وتبصرة وتبیانا ، والصلاة علی القائم به تبلیغا وبیانا ، محمد وآله وسیلتنا ومبتغانا .. وبعد ، فأضرع المحاویج إلی الرزاق إبراهیم بن الحسن الدراق ، یقول : هذا کتاب معدن العرفان فی فقه مجمع البیان لعلوم القرآن - إلی أن قال فی سبب تألیفه : - ثانیهما : إن الآیات الفقهیة لم یفرد لها أصحابنا رضوان الله علیهم مجمعا وافیا ولا نصابا شافیا مع أنها أعظم الطرق إلی الأحکام الفقهیة والآلة الاستدلالیة علی المسائل الاجتهادیة ، فیشتمل علی مقدمة ، والمقدمة تشتمل فنونا).

آخره : (وهذا آخر ما أردنا تألیف تشتته ، وتنظیم شوارد نکته ، علی أسلوب سهل التناول ، بهج التداول ، وقد خرج بحمد الله کتابا مستوفی جامعا لعلوم الآیات الفقهیة ، وافیا بخط الآلة الاستدلالیة ، حاویا لأقوال المفسرین والفقهاء ، من خلاف وإجماع وناسخ ومنسوخ مجمع علیه ومختلف فیه ، ولم أتکل فی سبر

ص: 168


1- 1. بحار الأنوار 108 / 123.
2- 2. بحار الأنوار 108 / 87.

آیات الأحکام علی ما أفرد قبلی من الدساتر فی هذا المقام ، بل لم آل جهدا فی ذلک بأحسن ترتیب ، وأنهج توصیف وتهذیب ، خال من الحشو والإطناب ، مظفرا بالبغیة فی الباب ، وذلک بتوفیق الله سبحانه ...)

للبحث صلة ...

ص: 169

مقتل أمیر المؤمنین

الإمام علی علیه السلام

أسامة آل جعفر

بسم الله الرحمن الرحیم

نشر علی صفحات نشرة (تراثنا) وفی عددها الثانی عشر ، من ص 79 - 133 ، کتاب مقتل الإمام علی علیه السلام لابن أبی الدنیا ، ولم یحمله هذا المقتل من تجن علی الحقیقة وما فیه من المغالطات ، فلقد قمنا وبعون الله تعالی بجمع جملة من الروایات الواردة فی کتب أهل السنة والتی أشارت إلی الحقائق الناصعة التی أهملها ابن أبی الدنیا فی مقتله المذکور.

تقدیم :

لا یغالی المرء عندما یجزم بأن التاریخ الإسلامی بسجله الحافل وصفحاته الواسعة لم تستوقفه شخصیة ما ما بعد رسول الله محمد صلی الله علیه وآله وسلم - الرحمة الإلهیة المهداة - غیر شخصیة الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام ، ولا یذهب - قطعا - إلی هذا القول بسطاء الناس وعامتهم ، ولا فقط من یحمل علیهم البغض ویصمهم بشتی النعوت وأقسی الأوصاف ، کالمغالاة ، والحب المفرط ، بل قلما یجد المرء - بعد عسیر الجهد ومشقة البحث - من یتجاهلها ، وهم أولاء لا یعدو کونهم إلا ممن أعمتهم الشمس الساطعة ... فاتهموها بالکسوف. ناهیک عن

اُسامة آل جعفر

ص: 170

أنه ما حظیت شخصیة بالتکریم الإلهی والثناء المحمدی - وبهذا الإطناب الرائع - عدا شخصیة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وکذا لم ینقل لأحد ما نقل له من هذه الأوصاف والنعوت التکریمیة (1) ، واغترف الکثیرون من هذا البحر الکبیر ، فی حین تجرأ البعض منهم فخاضوا عبابه ، فما استدل معظمهم علی مرافئه الآمنة وشواطئه الساکنة ، فحلت بهم سفنهم حیث الضلال والانحراف.

فالتجرد الواعی ، والنزاهة السلیمة لا بد وأن تکون محک البحث ، ومقیاس الحکم ، ومداد الأقلام ، حیث أن مئات من السنین العجاف التی ألمت بالعالم الإسلامی لا بد وأن تستوقف کل ذی عقل لبیب ، وذهن فطن.

فالصراع الأزلی بین الظلمة والنور ، وبین الخیر والشر لا یمکن أن یسترسل علی منوال واحد وسبیل معروف ، ومن الخطأ التسلیم بأن لا جدید تحت الشمس ، فالتلون أمسی ستارا یستخفی خلفه ذوو المآرب الدنیئة والنفوس الفاسدة.

ولعله من قبیل الأمر المسلم به أن الأمویین وقفوا کالشوکة المدببة ، والذئب الضاری ، یعمل أنیابه الناتئة وأضراسه الحادة فی کل ما خلفه علی علیه السلام نسلا وحرثا وتراثا.

وهذی أمهات المکتبات حبلی من آثار تلک البصمات الوسخة التی حاولت جاهدة أن تخفی نور النهار بمساحة الکف.

وإذا کان الظلم قد أنشب أظافره بادئ ذی بدء بذاک الجسد الطری للصبی الذی کان أول من نطق بالشهادتین (2) ، فإن هذا الظلم لازمه ولصق به حتی یومنا هذا ، فلذا ما أصدق قوله علیه السلام : (أنا أول من یجثو بین یدی

====

وروی عن زید بن أرقم قوله : (کان أول من أسلم علی بن أبی طالب) الریاض النضرة3. 3 / 110 وقال : خرجه أحمد والترمذی.

ص: 171


1- 1. روی مثل هذا القول ابن حجر فی الإصابة 2 / 507.
2- 2. الریاض النضرة 3 - 4 / 110 ، مستدرک الحاکم 3 / 136 ، تاریخ بغداد 2 / 8 ، الإستیعاب 2 / 457 ، رووا عن رسول الله صلی الله علیه وآله : (أولکم ورودا علی الحوض أولکم إسلاما ، علی ابن أبی طالب) وأورده الطبرانی فی الأوائل : 78 ح 51 بطرق مختلفة.

الرحمن للخصومة یوم القیامة) (1) وقوله عن رسول الله صلی الله علیه وآله : (إن مما عهد إلی النبی صلی الله علیه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بی بعده) (2) وإذا کان للزمن أثر ، فما ترکه الأمویون من آثار لهی من الکثرة بمکانة بحیث تستوجب التأمل والتریث فی أخذ ما مر تحت أنظارهم وما تناقلته ألسنتهم ، فقد (عمل الأمویون علی طمس مناقب الإمام علی وفضائله بسبب حقدهم علیه ، (ولم یکتفوا بذلک بل) کانوا یهددون کل من تحدث بمناقبه (3) ، ولعل روایات مقتله علیه السلام جانب من تلک الجوانب التی امتدت إلیها أصابع التزویر وترکت فیها آثارا واضحة لا تخفی علی من وهبه الله تعالی بصیرة یستهدی بها ویتجنب العثار.

فحقد الأمویین هذا وسعیهم الدؤوب فی طمس فضائل الإمام علی علیه السلام دفع الکثیرین إلی التساؤل ... لم؟! ولا تفسیر أبلغ لهذا السؤال من قول مروان للإمام علی بن الحسین علیهما السلام عندما سأله عن مغزی الاصرار علی شتم علی علیه السلام علی المنابر ، فقال : (لا یستقیم لنا هذا إلا بهذا) (4).

بید أن ما یسمو بعلی ویزید فی غیظ أعدائه قول رسول الله صلی الله علیه وآله له : (یا علی ، إنک أول من یقرع باب الجنة فتدخلها بغیر حساب بعدی) (5).

وإن کنت قد حشرت نفسی فی ساحة لا موطئ قدم لی فیها ، فإنی قد استللت بعض الروایات التی تروی جانبا من قصة هذا المقتل ، وبشکل مختصر ، وأوردتها فی أبواب تسایر الفتنة وحتی الاستشهاد ... والله من وراء القصد.

ص: 172


1- 1. نور الأبصار - للشبلنجی - : 90.
2- 2. مستدرک الحاکم 3 / 140.
3- 3. الإصابة - لابن حجر - 2 / 507.
4- 4. أنساب الأشراف 2 / 184.
5- 5. الریاض النضرة 3 - 4 / 114.

إشارة

ابن إسحاق ، وابن شهاب ، أنه کتب حلیة أمیر المؤمنین علیه السلام عن ثبیت الخادم ، فأخذا عمرو بن العاص فزم بأنفه ، فقطعها وکتب : إن أبا تراب کان شدید الأدمة ، عظیم البطن ، حمش الساقین ... ونحو ذلک ، فلذلک رقع الخلاف فی حلیته (1).

الصفات الجسمیة للإمام علی علیه السلام

1 - کان علی ربعة من الرجال ، أدعج العینین عظیمهما ، حسن الوجه کأنه قمر لیلة البدر ، عظیم البطن إلی السمن ، عریض ما بین المنکبین ، لمنکبه مشاش کمشاش السبع الضاری ، لا یبین عضده من ساعده قد أدمج إدماجا ، ششن الکفین ، عظیم الکرادیس ، أغید کأن عنقه إبریق فضة ، أصلع لیس فی رأسه شعر إلا من خلفه ، کثیر شعر اللحیة ، وکان لا یخضب ، وقد جاء عنه الخضاب ، والمشهور أنه کان أبیض اللحیة ، وکان إذا مشی تکفأ ، شدید الساعد والید ، وإذا مشی إلی الحروب هرول ، ثبت الجنان قوی ، ما صارع أحدا إلا صرعه ، شجاع منصور عند من لاقاه (2).

2 - وقال ابن عباس رحمه الله فی وصفه : وکان علی أمیر المؤمنین یشبه القمر الزاهر ، والأسد الهادر ، والفرات الزاخر ، والربیع الباکر ، أشبه من القمر ضوءه وبهاءه ، ومن الأسد شجاعته ومضاءه ، ومن الفرات جوده وسخاءه ، ومن الربیع خصبه وحیاءه (3).

3 - وروی العلامة المحدث الشیخ علی بن محمد بن أحمد المالکی ، الشهیر

ص: 173


1- 1. المناقب - لابن شهرآشوب - 3 / 306 ، حمش الساقین : أی دقیقهما.
2- 2. ذخائر العقبی - للطبری - : 57 طبعة القاهرة ، الدعج : شدة السواد فی العین أو شدة سوادها فی شدة بیاضها ، ششن : غلیظ. المشاش : رؤوس العظام.
3- 3. لسان العرب - لابن منظور - 14 / 216 مادة (حیا).

بابن الصباغ ، مما رواه العز المحدث ، فی صفته ، وذلک عند سؤال بدر الدین لؤلؤ صاحب الموصل له عن صفته فقال : کان ربعة من الرجال ، أدعج العینین ، حسن الوجه کأنه القمر لیلة البدر حسنا ، ضخم ، عریض المنکبین ، ششن الکفین ، کأن عنقه إبریق فضة ، أصلع ، کث اللحیة ، له مشاش کمشاش السبع الضاری ، لا یتبین عضدة من ساعده قد أدمجت إدماجا (1).

4 - حدثنا الشیح أبو الحجاج ، قال : رأیت علیا یخطب ، وکان من أحسن الناس وجها ، کان کأنما کسر ثم جبر ، لا یغیر شیبه ، خفیف المشی ، ضحوک (2).

5 - وذکر العلامة الشیخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوری البغدادی فی باب مناقب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام : کان مربوع القامة ، أدعج العینین عظیمهما ، حسن الوجه کأن وجهه القمر لیلة البدر ، عظیم البطن أعلاه علم وأسفله طعام ، وکان کثیر شعر اللحیة ، قلیل شعر الرأس ، کأن عنقه إبریق فضة (3).

6 - وروی السید محمد مرتضی الواسطی الحنفی فی حدیث ابن عباس : ما رأیت أحسن من شرصة علی رضی الله عنه (4).

7 - ... وکان رضی الله عنه ربعة من الرجال ، أدعج العینین عظیمهما ، حسن الوجه کأنه قمر لیلة البدر ... (5).

8 - وروی ابن العماد الحنبلی فی وصف علی علیه السلام بأنه کان أدعج العینین ، حسن الوجه .. عریض المنکبین لهما مشاش کالسبع (6) ...

ص: 174


1- 1. الفصول المهمة - لابن الصباغ - : 110.
2- 2. أسد الغابة - لابن الأثیر - : 4 / 39.
3- 3. نزهة المجالس 2 / 204.
4- 4. تاج العروس 4 / 401 ، ومثله فی الفائق - للزمخشری - 2 / 237 ، والشرص : انحسار الشعر عن جانبی الرأس.
5- 5. الریاض النضرة فی مناقب العشرة - للطبری - : 3 / 107.
6- 6. شذرات الذهب 1 / 49.

مقتل أمیر المؤمنین علیه السلام

أ - المقدمة :

1 - روی الحسن بن علی بن الأسود ، عن یحیی بن آدم ، عن إسرائیل ، عن إبراهیم بن عبد الأعلی ، عن طارق بن زیاد ، قال : قام علی بالنهروان فقال : إن نبی الله قال لی : سیخرج قوم یتکلمون بکلام الحق - لا یجوز حلوقهم ، یخرجون من الحق خروج السهم - أو مروق السهم - سیماهم أن فیهم رجلا مخدج الید ، فی یده شعرات سود ، فإن کان فیهم فقد قتلتم شر الناس (1).

2 - أخبرنا أحمد بن عثمان بن علی الزراری - إجازة إن لم یکن سماعا - ، بإسناده عن أبی إسحاق الثعلبی ، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسین ، أخبرنا محمد بن یحیی ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهری ، عن أبی سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبی سعید الخدری ، قال : بینا رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم یقسم قسما - قال ابن عباس کانت غنائم هوازن یوم حنین - إذ جاءه ذو الخویصرة التمیمی ، وهو حرقوص بن زهیر ، أصل الخوارج ، فقال : إعدل یا رسول الله! فقال : ویحک ، ومن یعدل إذا لم أعدل ... الحدیث (2).

3 - وعن أبی سعید ، قال : حضرت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم یوم حنین وهو یقسم ، قلت : - فذکر الحدیث إلی أن قال : - علامتهم رجل یده کثدی المرأة کالبضعة تدر در ، فیها شعیرات کأنها سبلة سبع (3).

ص: 175


1- 1. أنساب الأشراف 2 / 376 ، المسند - لأحمد بن حنبل ، فی مسند علی - 2 / 848 ، خصائص أمیر المؤمنین - للنسائی - : 41 ح 174 ، تاریخ بغداد 9 / 366.
2- 2. أسد الغابة 2 / 140.
3- 3. مجمع الزوائد 6 : 234.

ب - صفین والفتنة :

1 - فثار أهل الشام فی سواد اللیل ینادون (عن قول معاویة وأمره) : یا أهل العراق ، من لذرارینا إن قتلتمونا ، ومن لذراریکم إذا قتلناکم ، الله الله فی البقیة ، وأصبحوا قد رفعوا المصاحف علی رؤوس الرماح ... ومصحف دمشق الأعظم یحمله عشرة رجال علی رؤوس الرماح وهم ینادون : کتاب الله بیننا وبینکم ...

فقال علی علیه السلام : یا أیها الناس ، إنی أحق من أجاب إلی کتاب الله ، ولکن معاویة وعمرو بن العاص وابن أبی معیط وابن أبی سرح وابن مسلمة لیسوا بأصحاب دین ولا قرآن ...

فجاءه من أصحابه زهاء عشرین ألفا مقنعین فی الحدید ، شاکی السلاح ، سیوفهم علی عواتقهم ، وقد اسودت جباههم من السجود ، یتقدمهم مسعر بن مذکی وزید بن حصین وعصابة من القراء الذین صاروا خوارج من بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنین : یا علی ، أجب القوم إلی کتاب الله إذ دعیت إلیه وإلا قتلناک (1).

2 - إن علیا علیه السلام لما دخل الکوفة ودخلها معه کثیر من الخوارج ، وتخلف منهم بالنخیلة وغیرها خلق کثیر لم یدخلوها ، فدخل حرقوص بن زهیر السعدی وزرعة بن البرج الطائی - وهما من رؤوس الخوارج - علی علی علیه السلام فقال له - حرقوص : تب من خطیئتک واخرج بنا إلی معاویة نجاهده! فقال له علی علیه السلام : إنی کنت نهیتکم عن الحکومة فأبیتم ، ثم الآن تجعلونها ذنبا ...!؟ أما إنها لیست بمعصیة ، ولکنها عجز من الرأی ، وضعف عن التدبیر ، وقد نهیتکم عنه ، فقال زرعة : أما والله لئن لم تتب من تحکیمک لأقتلنک (2).

ص: 176


1- 1. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 2 / 217.
2- 2. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید المعتزلی - 2 / 268 ، ومثله فی تاریخ الطبری 5 / 52 ، ولکنه أورد : قاتلتک ، وکذا فی الکامل 3 / 334.

3 - حدثنا أبو کریب ، قال : حدثنا ابن إدریس ، قال : سمعت إسماعیل ابن سمیع الحنفی ، عن أبی رزین ، قال : لما وقع التحکیم ورجع علی من صفین رجعوا مباینین له ، فلما انتهوا إلی النهر أقاموا به ، فدخل علی فی الناس الکوفة ونزلوا بحروراء (1).

ج - فساد :

1 - قال أبو العباس : ثم مضی القوم (أی الخوارج) إلی النهروان ، وقد کانوا أرادوا المضی إلی المدائن ... (فأصابوا) فی طریقهم مسلما ونصرانیا فقتلوا المسلم لأنه عندهم کافر إذ کان علی خلاف معتقدهم!! واستوصوا بالنصرانی ، وقالوا : احفظوا ذمة نبیکم! (2).

2 - وروی ابن دیزیل فی کتاب صفین ، قال : کانت الخوارج فی أول ما انصرفت عن رایات علی علیه السلام تهدد الناس قتلا ...!! (3).

3 - قال أبو العباس : ولقیهم عبد الله بن خباب فی عنقه مصحف علی حمار ومعه امرأته وهی حامل ، فقالوا له : إن هذا الذی فی عنقک لیأمرنا بقتلک ، فقال لهم : ما أحیاه القرآن فأحیوه ، وما أماته فأمیتوه.

فوثب رجل منهم علی رطبة سقطت من نخلة فوضعها فی فیه ، فصاحوا به فلفظها تورعا ... وعرض لرجل منهم خنزیر فضربه فقتله ، فقالوا : هذا فساد فی الأرض ، وأنکروا قتل الخنزیر ...

ثم قالوا لابن خباب : فما تقول فی علی بعد التحکیم والحکومة؟ قال : إن علیا أعلم بالله وأشد توقیا علی دینه وأنفذ بصیرة ، فقالوا : إنک لست تتبع الهدی ، إنما تتبع الرجال علی أسمائهم ، ثم قربوه إلی شاطئ النهر فأضجعوه فذبحوه! (4)

ص: 177


1- 1. تاریخ الطبری 4 / 54.
2- 2. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 2 / 280 ، الکامل 3 / 212.
3- 3. شرح نهج البلاغة 2 / 269.
4- 4. شرح نهج البلاغة 2 / 282.

4 - ... وأقبلوا إلی المرأة ، فقالت : إنی إنما أنا امرأة ألا تتقون الله ، فبقروا بطنها ..!! وقتلوا ثلاث نسوة من طی ، وقتلوا أم سنان الصیداویة (1).

د - النهروان :

1 - فلما بلغ علیا قتلهم عبد الله بن خباب واعتراضهم الناس ، بعث إلیهم الحارث بن مرة العبدی لیأتیهم وینظر ما بلغه عنهم ویکتب به إلیه ولا یکتمه ، فلما دنا منهم یسائلهم قتلوه ، وأتی علیا الخبر والناس معه ، فقالوا : یا أمیر المؤمنین ، علام ندع هؤلاء وراءنا یخلفوننا فی عیالنا وأموالنا؟! سر بنا إلی القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلی عدونا من أهل الشام (2).

2 - قال أبو مخنف : حدثنی مالک بن أعین ، عن زید بن وهب ، أن علیا أتی أهل النهر فوقف علیهم فقال : أیتها العصابة التی أخرجتها عداوة المراء واللجاجة ، وصدها عن الحق الهوی ، وطمح بها النزق ، وأصبحت فی اللبس والخطب العظیم ، إنی نذیر لکم أن تصبحوا تلفیکم الأمة غدا صرعی بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط ، بغیر بینة من ربکم ، ولا برهان بین (3).

3 - ... فتنادوا (أی الخوارج) : لا تخاطبوهم ، ولا تکلموهم ، وتهیئوا للقاء الرب ، الرواح الرواح إلی الجنة!!

فخرج علی معبئا الناس ، فجعل علی میمنته حجر بن عدی ، وعلی میسرته شبث بن ربعی - أو معقل بن قیس الریاحی - ، وعلی الخیل أبا أیوب الأنصاری ، وعلی الرجالة أبا قتادة الأنصاری ، وعلی أهل المدینة - وهم سبعمائة أو ثمانمائة رجل - قیس بن سعد بن عبادة.

قال : وعبأت الخوارج ، فجعلوا علی میمنتهم زید بن حصین الطائی ، وعلی المیسرة شریح بن أوفی العبسی ، وعلی خیلهم حمزة بن سنان الأسدی ، وعلی

ص: 178


1- 1. تاریخ الطبری 4 / 61 ، الکامل 3 / 342.
2- 2. الکامل - لابن الأثیر - 3 : 342.
3- 3. تاریخ الأمم والملوک - تاریخ الطبری - 5 / 84 ، حوادث سنة 37.

الرجالة حرقوص بن زهیر السعدی ، ثم تنادوا : الرواح الرواح إلی الجنة! فشدوا علی الناس والخیل أمام الرجال ، فلم تثبت خیل المسلمین لشدتهم ، وافترقت الخیل فرقتین ، فرقة نحو المیمنة وأخری نحو المیسرة ، وأقبلوا نحو الرجال فاستقبلت المرامیة وجوههم بالنبل ، وعطفت علیهم الخیل من المیمنة والمیسرة ، ونهض إلیهم الرجال بالرماح والسیوف ، فوالله ما لبثوهم أن أناموهم ، ثم إن حمزة بن سنان - صاحب خیلهم - لما رأی الهلاک نادی أصحابه أن انزلوا ، فذهبوا لینزلوا فلم یتقاروا حتی حمل علیهم الأسود بن قیس المرادی وجاءتهم الخیل من نحو علی فأهمدوا فی الساعة (1).

4 - وقد روی جماعة أن علیا کان یحدث أصحابه قبل ظهور الخوارج أن قوما یخرجون یمرقون من الدین کما یمرق السهم من الرمیة ، علامتهم رجل مخدج الید. سمعوا ذلک منه مرارا ، فلما خرج أهل النهروان سار بهم إلیهم علی ، وکان منه معهم ما کان ، فلما فرغ أمر أصحابه أن یلتمسوا المخدج ، فالتمسوه ، فقال بعضهم : ما نجده حتی قال بعضهم : ما هو فیهم ، وهو یقول : والله إنه لفیهم ، والله ما کذبت ولا کذبت ، ثم إنه جاءه رجل فبشره ... وقیل (إنه) خرج فی طلبه ... فوجده فی حفرة علی شاطئ النهر فی خمسین قتیلا ... فلما رآه قال : الله أکبر ، ما کذبت ولا کذبت (2).

ه - المؤامرة :

1 - حدثنی عباس بن هشام الکلبی ، عن أبیه ، عن لوط ، أن یحیی وعوانة - ابنا الحکم - وغیرهما قالوا : اجتمع ثلاثة نفر من الخوارج بمکة ، وهم عبد الرحمن ابن ملجم الحمیری ... والبرک بن عبد الله التمیمی ، وعمرو بن بکیر ، وتذاکروا أمر إخوانهم الذین قتلوا بالنهروان ... فتعاهدوا وتعاقدوا لیقتلن علی بن أبی طالب

ص: 179


1- 1. تاریخ الأمم والملوک 5 / 85 ، ومثله فی الکامل 3 / 346.
2- 2. الکامل - لابن الأثیر - 3 / 347.

ومعاویة بن أبی سفیان وعمرو بن العاص ، ثم توجه کل رجل منهم إلی البلد الذی فیه صاحبه ... وجعلوا میعادهم لیلة واحدة ... وأما ابن ملجم - قاتل علی - فإنه أتی الکوفة ، فکان یکتم أمره ولا یظهر الذی قصد له ، وهو فی ذلک یزور أصحابه من الخوارج فلا یطلعهم علی إرادته ، ثم أتی یوما قوما من تیم الرباب ، فرأی امرأة منهم جمیلة یقال لها : قطام بنت شجنة - وکان علی قتل أباها شجنة بن عدی ، وأخاها الأخضر بن شجنة یوم النهروان - فهواها حتی أذهلته عن أمره فخطبها ، فقالت : لا أتزوجک إلا علی عبد وثلاثة آلاف درهم وقینة وقتل علی ابن أبی طالب!!.

فقال : أما الثلاثة آلاف والعبد والقینة فمهر ، وأما قتل علی بن أبی طالب فما ذکرته لی وأنت تریدینی ، فقالت : بلی ، تلتمس غرته ، فإن أصبته وسلمت شفیت نفسی ونفعک العیش معی ، فقال : والله ما جاء بی إلا قتل علی (1).

2 - فقدم ابن ملجم ، وجعل یکتم أمره ، فتزوج قطام بنت علقمة ، من تیم الرباب - وکان علیا قتل أخاها - فأخبرها بأمره ، وکان أقام عندها ثلاث لیال ، فقالت له فی اللیلة الثالثة : لشد ما أحببت لزوم أهلک وبیتک وأضربت عن الأمر الذی قدمت له! فقال : إن لی وقتا واعدت علیه أصحابی ولن أجاوزه (2).

3 - قالوا : لم یزل ابن ملجم تلک اللیلة عن الأشعث بن قیس یناجیه حتی قال له الأشعث : قم فضحک الصبح. وسمع ذلک من قوله حجر بن عدی الکندی فلما قتل علی قال له حجر : یا أعور ، أنت قتلته! وقال المدائنی : قال مسلمة بن المحارب : سمع الکلام عفیف عم الأشعث ، فلما قتل علی قال عفیف : هذا من عملک وکیدک یا أعور (3).

ص: 180


1- 1. تاریخ الخلفاء 1 / 159 ، تاریخ الأمم والملوک 5 / 143 ، أنساب الأشراف 2 / 491 ، أسد الغابة 4 / 36 ، طبقات ابن سعد 3 / 35 ، تذکرة الخواص : 160 ، الریاض النضرة 3 - 4 / 234.
2- 2. أنساب الأشراف 2 / 488.
3- 3. أنساب الأشراف 2 / 493 ، مقاتل الطالبیین : 33 وفیه : (النجاء ... النجاء لحاجتک فقد

4 - فبعثت (أی قطام) إلی رجل من تیم الرباب یقال له : وردان ، فکلمته فی ذلک فأجابها ، وجاء ابن ملجم برجل من أشجع یقال له : شبیب بن بحرة ، فقال له : هل لک فی شرف الدنیا والآخرة!! قال : وما ذاک؟ قال : قتل علی بن أبی طالب! قال : ثکلتک أمک ، لقد جئت شیئا إدا ، کیف تقدر علی ذلک؟! قال : أکمن له فی المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا علیه فقتلناه فإن نجونا شفینا أنفسنا وأدرکنا ثارنا ، وإن قتلنا فما عند الله خیر من الدنیا!! (1).

و - الإخبار ... قبل الحدث :

1 - حدثنا دعلج بن أحمد السجزی - ببغداد - ثنا عبد العزیز بن معاویة البصری ، ثنا عبد العزیز بن الخطاب ، ثنا ناصح بن عبد الله الملحمی ، عن عطاء بن السائب ، عن أنس بن مالک ، قال : دخلت مع النبی علی علی بن أبی طالب یعوده وهو مریض ، وعنده أبو بکر وعمر فتحولا حتی جلس رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالک! فقال رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : إنه لن یموت إلا مقتولا ، ولن یموت حتی یملأ غیظا (2).

2 - قال النبی صلی الله علیه (وآله) وسلم : أشقی الأولین عاقر الناقة ، وأشفی الآخرین من هذه الأمة الذی یطعنک یا علی ، وأشار إلی حیث طعن (3).

3 - قال علی : قال رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : من أشقی الأولین؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت. قال : فمن أشقی الآخرین؟ قلت :

====

4. أنساب الأشراف 2 / 499.

ص: 181


1- فضحک الصبح).
2- 2. المناقب - للخوارزمی - : 276 ، الکامل فی التاریخ 3 / 389 ، تفسیر نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 6 / 115.
3- 3. المستدرک 3 / 139 ، تاریخ دمشق 3 / 266.

لا علم لی یا رسول الله ، قال : الذی یضربک علی هذا ، وأشار بیده إلی یافوخه (1).

4 - عن عبد الله بن سبع ، قال : سمعت علیا علی المنبر یقول : ما ینظر أشقاها؟ والذی خلق الحبة وبرأ النسمة عهد إلی أبو القاسم رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم : لتخضبن هذه من هذه ، وأشار إلی لحیته ورأسه ، فقالوا : یا أمیر المؤمنین ، من هو؟ لنبیرنه ... قال : أنشدکم الله أن یقتل غیر قاتلی (2).

5 - لما خرج علی علیه السلام لطلب الزبیر ، خرج حاسرا ، وخرج إلیه الزبیر دارعا مدججا ... قال علی علیه السلام : إنه لیس بقاتلی ، إنما یقتلنی رجل خامل الذکر ضئیل النسب غیلة ، فی غیر ما قط حرب ولا معرکة ولا رجال ، ویل له ، إنه أشقی البشر ، لیودن أن أمه هبلت به ، أما إنه وأحیمر ثمود لمقرونان فی قرن (3).

6 - حدثنی العباس بن علی ومحمد بن خلف ، قالا : حدثنا أحمد بن منصور الرمادی ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أیوب ، عن ابن سیرین ، عن عبیدة السلمانی ، قال : کان علی بن أبی طالب إذا أعطی الناس فرأی ابن ملجم قال :

أرید حیاته ویرید قتلی

عذیرک من خلیلک من مراد (4)

7 - عن سکین بن عبد العزیز العبدی أنه سمع أباه یقول : جاء عبد الرحمن ابن ملجم یستحمل علیه فحمله ، ثم قال : إن هذا قاتلی ، قیل : فما منعک منه؟ قال : إنه لم یقتلنی بعد (5).

ص: 182


1- 1. أسد الغابة 4 / 35 ، تاریخ دمشق 3 / 281 ، تذکرة الخواص : 158 ، تاریخ الخلفاء - لابن قتیبة - 1 / 162.
2- 2. تاریخ بغداد 12 / 57 ، الریاض النضرة للطبری 3 - 4 / 233.
3- 3. شرح نهج البلاغة - لابن أبی الحدید المعتزلی - 1 / 78 طبعة القاهرة.
4- 4. الأغانی - للأصبهانی - 14 / 69 طبعة دار الفکر ، مقاتل الطالبیین : 31 ، ورواه ابن سعد فی طبقاته 3 / 34.
5- 5. الریاض النضرة 3 - 4 / 234.

ز - التنفیذ :

1 - روی ابن الأثیر ، قال : وأنبأنا جدی ، حدثنا زید بن علی ، عن عبید الله بن موسی ، حدثنا الحسن بن کثیر ، عن أبیه ، قال : خرج علی لصلاة الفجر فاستقبله الإوز یصحن فی وجهه ، قال : فجعلنا نطردهن عنه ، فقال : دعوهن فإنهن نوائح ... (1).

2 - روی العلامة القندوزی فی ینابیع المودة : فی جواهر العقدین : عن الحسین بن کثیر ، عن أبیه ، قال : فلما کانت اللیلة التی قتل فی صبیحتها ، أکثر الخروج والنظر إلی السماء ، وجعل یقول : والله ما کذبت ولا کذبت ، وإنها اللیلة التی وعدت لی (2).

3 - أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد ، أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندی ، أنبأنا أبو بکر بن الطبری ، أنبأنا أبو الحسن بن بشران ، أنبأنا أبو علی بن صفوان ، حدثنا ابن أبی الدنیا ، حدثنی هارون بن أبی یحیی ، عن شیخ من قریش أن علیا لما ضربه ابن ملجم قال : فزت ورب الکعبة ، ثم قال : لا یفوتنکم الرجل ، فشد الناس علیه فأخذوه (3).

4 - ... عن الزهری أن ابن ملجم طعن علیا حین رفع رأسه من الرکعة ، فانصرف وقال : أتموا صلاتکم (4).

5 - أخبرنا أبو القاسم إسماعیل بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد ، أنبأنا عیسی بن علی ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوی ، أنبأنا أحمد بن منصور ، أنبأنا

ص: 183


1- 1. أسد الغابة 4 / 36 ، ومثله فی الکامل 3 / 195 ، البدایة والنهایة - لابن کثیر - 8 / 13 ، الفصول المهمة : 121 ، ذخائر العقبی : 113.
2- 2. ینابیع المودة : 164.
3- 3. أسد الغابة 4 / 38 ، تاریخ دمشق 3 / 303 ، أنساب الأشراف 2 : 492 ، الإمامة والسیاسة - للدینوری - 1 / 160.
4- 4. کنز العمال 13 / 190.

یحیی بن بکیر المصری ، أخبرنی اللیث بن سعد : أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب علیا فی صلاة الصبح علی دهش بسیف کان سمه ... (46).

أمیر المؤمنین ... یوصی

أ - الوصایا العامة

1 - دعا (علی بن أبی طالب علیه السلام) حسنا وحسینا ، فقال : أوصیکما بتقوی الله ، وألا تبغیا الدنیا الفانیة وإن بغتکما ، ولا تبکیا علی شئ زوی عنکما ، وقولا الحق ، وارحما الیتیم ، وأعینا الضائع ، واصنعا للآخرة ، وکونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، اعملا بما فی الکتاب ، فلا تأخذکما فی الله لومة لائم.

ثم نظر إلی محمد بن الحنفیة فقال : هل حفظت ما أوصیت به أخویک؟ قال : نعم. قال : فإنی أوصیک بمثله ، وأوصیک بتوقیر أخویک لعظیم حقهما علیک ، ولا تؤثر أمرا دونهما.

ثم قال للحسن والحسین : أوصیکما به ، فإنه أخوکما وابن أبیکما ، وقد علمتما أن أباکما کان یحبه ... (47).

2 - فلما حضرته الوفاة أوصی ، فکانت وصیته :

بسم الله الرحمن الرحیم

هذا ما أوصی به علی بن أبی طالب :

أوصی أنه یشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدی ودین الحق لیظهره علی الدین کله ولو کره المشرکون ، ثم إن صلاتی ونسکی ومحیای ومماتی لله رب العالمین لا شریک له ، وبذلک أمرت وأنا من المسلمین.

ص: 184

ثم أوصیک یا حسن وجمیع ولدی وأهلی ومن یبلغه کتابی بتقوی الله ربکم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جمیعا ، ولا تفرقوا ، فإنی سمعت أبا القاسم علیه السلام یقول : إن صلاح ذات البیت أفضل من عامة الصلاة والصیام.

انظروا إلی ذوی أرحامکم فصلوهم یهون علیکم الحساب.

الله الله فی الأیتام فلا تغیروا أفواههم ، ولا یضیعوا بحضرتکم.

الله الله فی جیرانکم فإنهم وصیة نبیکم ، ما زال یوصی بهم حتی ظننا أنه سیورثهم.

الله الله فی القرآن فلا یسبقنکم بالعمل به غیرکم.

الله الله فی الصلاة فإنها عماد دینکم.

الله الله فی بیت ربکم فلا یخلون ما بقیتم ، فإنه إن ترک لم تناظروا.

الله الله فی شهر رمضان ، فإن صیامه جنة من النار.

الله الله فی الجهاد فی سبیل الله بأموالکم وأنفسکم.

الله الله فی الزکاة فإنها تطفئ غضب الرب.

الله الله فی ذمة أهل بیت نبیکم ، فلا یظلموا بین ظهرانیکم.

الله الله فی أصحاب نبیکم فإن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أوصی بهم.

الله الله فی الفقراء والمساکین فأشرکوهم فی معایشکم.

الله الله فیما ملکت أیمانکم ، فإن آخر ما تکلم به رسول الله صلی الله علیه وآله أن قال : أوصیکم بالضعیفین ، نساؤکم وما ملکت أیمانکم.

الصلاة الصلاة ، لا تخافن فی الله لومة لائم ، یکفیکم من أرادکم وبغی علیکم ، وقولوا للناس حسنا کما أمرکم الله ، ولا تترکوا الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر فیتول الأمر شرارکم ثم تدعون فلا یستجاب لکم ، علیکم بالتواصل والتباذل وإیاکم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا علی البر والتقوی ، واتقوا الله إن الله شدید العقاب.

ص: 185

حفظکم الله من أهل بیت ، وحفظ فیکم نبیکم ، أستودعکم الله ، وأقرأ علیکم السلام ورحمة الله ... (1).

3 - عن أبی وائل بن سعد ، قال : کان عند علی مسک ، فأوصی أن یحنط به ، وقال : هو فضلة حنوط رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم (2).

ب - الوصیة باستخلاف الإمام الحسن علیه السلام

1 - ذکروا أن جندب بن عبد الله دخل علی علی علیه السلام یسلیه (بعد إصابته) فقال : یا أمیر المؤمنین ، إن فقدناک فلا نفقدک فنبایع الحسن؟ قال : نعم (3).

2 - أخبرنی حبیب بن نصر المهلبی ، قال : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا علی بن محمد المدائنی ، عن أبی بکر الهذلی ، قال : أتی أبا الأسود الدؤلی (4) نعی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام وبیعة الحسن علیه السلام ، فقام علی المنبر فخطب الناس ونعی لهم علیا علیه السلام - حتی قال : وقد أوصی بالإمامة بعده إلی ابن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وابنه وسلیله وشبیهه فی خلقه وهدیه ، وإنی لأرجو أن یجبر الله عزوجل به ما وهی ، ویسد به ما انثلم ، ویجمع به الشمل ، ویطفئ به نیران الفتنة ، فبایعوه ترشدوا.

فبایعت الشیعة کلها (5).

ص: 186


1- 1. المناقب - للخوارزمی : 278 ، تاریخ الأمم والملوک 5 / 147 ، مقاتل الطالبیین : 39.
2- 2. کنز العمال 13 / 191.
3- 3. المناقب - للحافظ الموفق بن أحمد الحنفی ، المعروف بأخطب خوارزم - : 278.
4- 4. أبو الأسود الدؤلی : من المتحققین بولایة أمیر المؤمنین علیه السلام ، ومحبته وصحبته ومحبة ولده ، وشهد معه الجمل وصفین وأکثر مشاهده ، واستعمله أمیر المؤمنین علیه السلام علی البصرة (إنباه الرواة 1 / 52).
5- 5. الأغانی - لأبی الفرج الأصبهانی - 12 / 328 ونقله صاحب تعلیقات کتاب (إحقاق الحق) 18 / 257 عن مهذب الأغانی - لابن منظور - المجلد 2.

ج- - الوصیة بقاتله والقصاص منه

1 - قال الإمام علی علیه السلام : إنه أسیر ، فأحسنوا نزله وأکرموا مثواه (1) فإن بقیت قتلت أو عفوت ، وإن مت فاقتلوه قتلتی ، ولا تعتدوا إن الله لا یحب المعتدین (2).

2 - ... أنظر یا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل فإنی سمعت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : إیاکم والمثلة ولو أنها بالکلب العقور (3).

3 - قال له (أی الإمام علی علیه السلام لابن ملجم) : ولقد کنت أعلم أنک قاتلی ، وإنما أحسنت إلیک لأستظهر بالله علیک ، ثم قال لبنیه : یا بنی ، إن هلکت النفس بالنفس ، اقتلوه کما قتلنی ، وإن بقیت رأیت فیه رأیا (4).

4 - ... یا بنی عبد المطلب ، لا تخوضوا دماء المسلمین خوضا تقولون : قتل أمیر المؤمنین ، قتل أمیر المؤمنین ، ألا لا تقتلن بی إلا قاتلی ، انظروا ، إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة ، ولا تمثلوا به ، فإنی سمعت رسول الله صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : إیاکم والمثلة ولو بالکلب العقور (5).

5 - قال علی علیه السلام عندما أدخل علیه ابن ملجم بعد أن ضربه : النفس بالنفس ، إن هلکت فاقتلوه کما قتلنی ، وإن بقیت رأیت فیه رأیی. وقال لابن ملجم : یا عدو الله ألم أحسن إلیک؟! ... ألم أفعل بک ...؟! قال : بلی (6).

ص: 187


1- 1. إن هذا الخلق العظیم لم یسجله التاریخ إلا لأهل بیت النبوة علیهم الصلاة والسلام ، فهل أوصی مقتول بقاتله قط ، إنها کلمة تدل علی جوهر نفیس.
2- 2. أنساب الأشراف 2 / 502 ، أسد الغابة 4 / 35 ، ومثله الإمامة والسیاسة - لابن قتیبة - : 160.
3- 3. تاریخ الطبری 4 / 114.
4- 4. تذکرة الخواص : 162.
5- 5. الریاض النضرة 3 - 4 / 238.
6- 6. مجمع الزوائد 9 / 139.

الرحیل

1 - أنبأنا عبد الوهاب بن أبی منصور بن سکینة ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقی بن سلیمان ، أنبأنا أحمد بن الحسین بن خیرون وأحمد بن الحسن الباقلانی - کلاهما إجازة - ، قالا : أنبأنا أبو علی بن شاذان ، قال : قراءة علی أبی محمد بن الحسن بن محمد بن یحیی العلوی ، حدثنی جدی ، حدثنا أحمد بن محمد ابن یحیی ، حدثنی إسماعیل بن أبان الأزدی ، حدثنی فضیل بن الزبیر ، عن عمرو ذی مر ، قال : لما أصیب علی بالضربة دخلت علیه وقد عصب رأسه ، قال : قلت : یا أمیر المؤمنین أرنی ضربتک. قال : فحلها. فقلت : خدش ولیس بشئ.

قال : إنی مفارقکم فبکت أم کلثوم من وراء الحجاب. فقال لها : اسکتی ، فلو ترین ما أری لما بکیت. قال : فقلت : یا أمیر المؤمنین ، ماذا تری؟ قال : هذه الملائکة وفود النبیون ، وهذا محمد صلی الله علیه (وآله) وسلم یقول : یا علی أبشر فما تصیر إلیه خیر مما أنت فیه (1).

2 - ... ثم کتب وصیته ولم ینطق إلا بلا إله إلا الله ، حتی مات (2).

3 - ... لما فرغ علی من وصیته قال : السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته ، ثم لم یتکلم إلا بلا إله إلا الله حتی توفی (3).

4 - عن ابن شهاب ، قال : قدمت دمشق وأنا أرید العراق ، فأتیت عبد الملک لأسلم علیه ، فوجدته فی قبة علی فرش تفوت القائم وتحته سماطان ، فسلمت ثم جلست ، فقال لی : یا ابن شهاب ، أتعلم ما کان فی بیت المقدس صباح قتل علی بن أبی طالب؟ قلت : نعم. قال : فقمت من وراء الناس حتی أتیت خلف القبة ، وحول إلی وجهه وأحنی علی فقال : ما کان؟! فقلت : لم

ص: 188


1- 1. أسد الغابة 4 / 38.
2- 2. الکامل فی التاریخ 3 / 392 ، المناقب - للخوارزمی - : 279.
3- 3. وسیلة النجاة - للمولوی - : 188 ، الإتحاف - للزبیدی - 10 / 319 ، البصائر - للداجونی الحنفی - : 44.

یرفع حجر فی بیت المقدس إلا وجد تحته دم (1).

5 - أخبرنا أبو محمد الشاهد ، أنبأنا أبو بکر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا علی بن أحمد بن أبی قیس.

حیلولة ، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندی ، أنبأنا محمد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسین علی بن محمد بن بشران ، أنبأنا عمر بن الحسن ، قالا : أنبأنا ابن أبی الدنیا ، أنبأنا سعید بن یحیی الأموی ، عن أبیه ، عن ابن إسحاق.

وقال ابن السمرقندی : أنبأنا أب ی ، عن محمد بن إسحاق ، قال : مات علی فی إحدی وعشرین لیلة مضت من شهر رمضان (2).

6 - أخبرنی أحمد بن بالویه العقصی ، ثنا محمد بن عثمان بن أبی شیبة ، ثنا عباد بن یعقوب ، ثنا نوح بن دراج ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهری أن أسماء الأنصاریة قالت : ما رفع حجر بإیلیاء لیلة قتل علی إلا ووجد تحته دم عبیط (3).

7 - روی الحاکم ، عن أبی عبد الله الحافظ أنه بلغه : قال علی للحسن والحسین رضی الله عنهم : إذا مت أنا فاحملانی علی سریر ، ثم ائتیا بی الغری - وهو نجف الکوفة - فإنکما تریان صخرة بیضاء تلمع نورا ، فاحتفرا فإنکما تجدان فیها ساجة ، فادفنانی فیها (4).

8 - ... ثنا المعتمر ، قال : قال أبی : حدثنا الحریث بن مخشی أن علیا قتل صبیحة إحدی وعشرین من رمضان ، قال : فسمعت الحسن بن علی یقول وهو یخطب - وذکر مناقب علی - فقال : قتل لیلة أنزل القرآن ، ولیلة أسری بعیسی ، ولیلة قبض موسی (5).

ص: 189


1- 1. الریاض النضرة 3 - 4 / 237 ، وروی الخوارزمی فی مناقبه : 281 بنفس المعنی ، ومثله فی الصواعق المحرقة - لابن حجر - : 192 طبعة مصر.
2- 2. تاریخ دمشق 3 / 317 ترجمة الإمام علی علیه السلام.
3- 3. مستدرک الحاکم 3 / 144.
4- 4. أرجح المطالب : 669.
5- 5. المستدرک 3 / 143 ، تلخیص المستدرک - للذهبی - 3 / 143.

القصاص

1 - فلما مات علی رضی الله عنه ، استدعی الحسن ابن ملجم ، فقال له ابن ملجم : إنی أعرض علیک خصلة. قال : وما هی؟ قال : إنی کنت عاهدت الله عند الحطیم أن أقتل علیا ومعاویة أو أموت دونهما ، فإن خلیتنی ذهبت إلی معاویة ، علی أنی إن لم أقتله أو قتلته وبقیت فلله علی أن أرجع إلیک حتی أضع یدی فی یدک ، فقال الحسن : کلا والله حتی تعاین النار فلا. ثم قدمه فقتله (1).

2 - فلما قبض علیه السلام بعث الحسن إلی ابن ملجم فقال للحسن : هل لک فی خصلة ، إنی والله ما أعطیت الله عهدا إلا وفیت به ، إنی کنت قد أعطیت الله عهدا عند الحطیم أن أقتل علیا ومعاویة أو أموت دونهما ، فإن شئت ... فقال الحسن : أما والله حتی تعاین النار فلا ، ثم قدمه فقتله ... (2).

3 - ودعا الحسن - بعد دفنه - بابن ملجم - لعنه الله - فأتی به فأمر بضرب عنقه ، فقال له : إن رأیت أن تأخذ علی العهود أن أرجع إلیک حتی أضع یدی فی یدک بعد أن أمضی إلی الشام ، فأنظر ما صنع صاحبای بمعاویة ، فإن کان قتله وإلا قتلته ثم أعود إلیک تحکم فی بحکمک ، فقال له الحسن : هیهات والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحک بالنار ، ثم ضرب عنقه (3).

ص: 190


1- 1. البدایة والنهایة - لابن کثیر - 7 / 330.
2- 2. تاریخ الطبری 4 / 144 ، ومثله فی المناقب - للخوارزمی - : 279.
3- 3. مقاتل الطالبین : 41 ، تفسیر نهج البلاغة - لابن أبی الحدید - 6 / 125.

من ذخائر التراث

ص: 191

ص: 192

مختصر

إثبات الرجعة

للفضل بن شاذان

السید باسم الموسوی

المؤلف :

هو أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخلیل الأزدی النیشابوری ، المتوفی سنة 260 ه.

قال عنه الشیخ الطوسی : (فقیه متکلم جلیل القدر ، له کتب ومصنفات) (1) ثم ذکر کتبه وعد منها کتاب (إثبات الرجعة).

وقال عنه النجاشی : (کان أبوه من أصحاب یونس ، وروی عن أبی جعفر الثانی وقیل عن الرضا أیضا علیهما السلام ، وکان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتکلمین ، وله جلالة فی هذا الطائفة ، وهو فی قدره أشهر من أن نصفه وذکر الکنجی أنه صنف مائة وثمانین کتابا) (2) ثم عد کتبه ومنها : (إثبات الرجعة).

وقال عنه ابن داود الحلی - بعد أن نقل قولی الشیخ والنجاشی - : (کان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتکلمین ، حاله أعظم من أن یشار إلیها ، قیل : إنه

تحقیق : السید باسم الموسوی

ص: 193


1- 1. الفهرست : 124 رقم 552.
2- 2. فهرست أسماء مصنفی الشیعة (رجال النجاشی) : 306 رقم 840.

دخل علی أبی محمد العسکری علیه السلام فلما أراد أن یخرج سقط منه کتاب من تصنیفه فتناوله أبو محمد علیه السلام ونظر فیه وترحم علیه ، وذکر أنه قال : (أغبط أهل خراسان لمکان الفضل وکونه بین أظهرهم) وکفاه بذلک فخرا) (1).

الکتاب :

لقد ذکر النجاشی نقلا عن أبی القاسم یحیی بن زکریا الکنجی کتابین للفضل بن شاذان - من جملة کتبه - هما : (الرجعة) و (إثبات الرجعة).

أما کتابه الأول فقد ذکره الشیخ آقا بزرک الطهرانی فی الذریعة 10 / 162 رقم 294 تحت عنوان (الرجعة وأحادیثها) وقال : (الرجعة وأحادیثها : للفضل بن شاذان بن الخلیل بن أبی محمد الأزدی النیشابوری ، المتوفی سنة 260 ه ، وهو غیر (إثبات الرجعة) له أیضا ، وهذا هو الذی یعبر عنه بکتاب الغیبة کما یأتی بتصریح النجاشی ، وکان عند المیرلوحی الأصفهانی علی ما ینقل عنه فی کتابه الأربعین الموسوم : کفایة المهتدی).

وعاد فذکره فی الذریعة 16 / 78 رقم 395 بعنوان (کتاب الغیبة) وذکر أن نسخة منه عند المیرزا إبراهیم الأصفهانی ، کما ذکر أن المحدث النوری نقل فی (مستدرک الوسائل) عن هذا الکتاب بتوسط المیرلوحی الأصفهانی الذی کان یمتلک نسخة من هذا الکتاب.

أما کتابه الثانی (إثبات الرجعة) فهو أصل رسالتنا هذه ، وقد ذکره له إسماعیل باشا البغدادی فی إیضاح المکنون 1 / 23 إضافة إلی من ذکره له من الشیعة.

====

راجع فی تفصیل ترجمته : اختیار معرفة الناقلین (رجال الکشی) 2 / 817 ، منهج المقال : 260 ، تنقیح المقال 2 / 9 ، جامع الرواة 2 / 5 ، الرجال - للشیخ الطوسی - : 420 رقم 1 ، معجم رجال الحدیث 13 / 298 رقم 9355 ، مصفی المقال : 360 ، الأعلام - للزرکلی - 5 / 149 ، مقدمة تحقیق کتابه (الإیضاح)

ص: 194


1- 1. الرجال : 151 رقم 1200.

وقد ذکره العلامة الطهرانی فی الذریعة 1 / 93 رقم 450 بعنوان (إثبات الرجعة).

وعبر عنه فی الذریعة 22 / 367 رقم 7472 قائلا : (منتخب إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان ، انتخبه بعض فضلاء المحدثین ، کما کتب علیه الشیخ الحر بخطه ، صورة الخط فی آخر النسخة الموجودة عند الشیخ محمد السماوی : هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان ، بخط بعض فضلاء المحدثین).

وذکرها أیضا فی الذریعة 20 / 201 رقم 2574 بعنوان (مختصر الغیبة للفضل بن شاذان) ونسب المختصر هذا إلی السید بهاء الدین علی النیلی النجفی ، وقال : (وذکرت هذه النسخة بعنوان : منتخب إثبات الرجعة ، لاحتمال تعددهما ، فراجع) کما مر آنفا.

النسخة :

إن ما حصلنا علیه من نسخ هذه الرسالة هی النسخة التی فرغ من کتابتها ابن زین العابدین محمد بن حسین الأرموی فی ثمان لیال بقین من ذی القعدة سنة 1350 ه نقلا عن نسخة صاحب الوسائل المحدث الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی ، المتوفی سنة 1104 ه ، وکان علیها خطه قدس سره.

ونسخة رسالتنا هذه محفوظة فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، ضمن مجموعة رقم 7442 مع مخطوطتی کتابی الأمالی والإفصاح فی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وکلاهما للشیخ المفید ، وقد احتلت نسختنا هذه الأوراق من 1 - 11 من المجموعة ، وقد فات المفهرس أن یذکر وجودها ضمن المجموعة المذکورة آنفا فذکر کتابی الشیخ المفید دونها! وقد دلنا علیها سماحة العلامة المحقق السید عبد العزیز الطباطبائی علی أثر تتبعاته وتنقیباته فی مخطوطات المکتبات المختلفة ، وزودتنی مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث مشکورة بمصورتها ،

ص: 195

وفقهم الله جمیعا.

والنسخة هذه تحتوی علی (1) حدیثا فقط تدور حول موضوع إمامة المهدی علیه السلام وغیبته وبعض علائم الظهور اختارها منتخبها من أصل الکتاب لهذا الغرض کما یبدو ، ولا ندری نسبة ما خرج فی هذه الرسالة من الأحادیث إلی أصل الکتاب ، ومن الجدیر بالذکر أن هذه الأحادیث العشرون لم تذکر موضوع الرجعة إلا فی الحدیثین رقم 7 و 16.

کما أن هناک نسخة مخطوطة أخری - لم نستطع الحصول علیها - بعنوان (مختصر کتاب الرجعة) لابن شاذان فی مکتبة آیة الله الحکیم ، فی النجف الأشرف ، ضمن مجموعة تحتوی علی خمسة کتب أخری ، جاء ذکرها فی فهرس المکتبة 1 / 56 برقم 316 ، وهی نسخة المحدث الحر العاملی - صاحب (وسائل الشیعة) - وعلی ظهرها تملک جماعة من الأعلام بخطوطهم ، وآخر من تملک النسخة الشیخ محمد السماوی ، المتوفی سنة 1370 ه.

وجاء ذکرها أیضا فی (سلسلة تعریف المخطوطات) نشر جامعة طهران 5 / 423 رقم 40 فی عداد نوادر مخطوطات مکتبة آیة الله الحکیم.

وهناک روایات فی رجوع الأموات إلی الحیاة الدنیا تجدها فی مصادر أهل السنة المعتمدة ولم یستنکروها بل عدوها من الکرامات (2) فابن أبی الدنیا أبو بکر عبد الله بن محمد بن عبید الله الأموی القرشی ألف کتابا فی ذلک بعنوان (من عاش بعد الموت) وصدر هذا الکتاب بتحقیق علی أحمد جاب الله عن دار الکتب العلمیة فی بیروت سنة 1987 م ، فلیس بدعا أن تقول الشیعة بالرجعة

ص: 196


1- 1. لاحظ : الإستیعاب 1 / 192 ، البدایة والنهایة 6 / 156 و 158 ، الروض الآنف 2 / 370 ، الإصابة 1 / 565 و 2 / 24 تهذیب التهذیب 3 / 410 ، الخصائص الکبری 2 / 85 ، شرح شفا القاضی عیاض - للخفاجی - 3 / 105 و 108.
2- راجع : الغدیر 11 / 103 و 105 و 113 و 119 و 135 و 167 و 187 و 190.

بعد أن نطق بها القرآن الکریم (1) والأحادیث الواردة عن النبی وأهل بیته علیهم أفضل الصلاة والسلام ، کما أن العقل لا یمنع من وقوع ذلک ، وکل ذلک فی مقدور الله سبحانه ..

ولمزید الاطلاع علی موضوع الرجعة راجع (الایقاظ من الهجعة فی إثبات الرجعة) للمحدث الحر العاملی.

منهج التحقیق :

لما کانت جل کتب الفضل بن شاذان قد فقدت علی مر العصور ولم یصلنا منها إلا النزر القلیل - ومما فقد منها کتابا (الرجعة) و (إثبات الرجعة) علی فرض تعددهما ، ولم یصلنا إلا هذا المنتخب من الأصل - کان أساس العمل فی هذه النسخة هو محاولة تخریج أحادیثها علی أکبر عدد ممکن من المصادر الأصول تعضیدا لها ، ومن ثم تشخیص الاختلافات فیما بینها وبین هذه الرسالة وإثبات ما هو الصواب أو الأرجح فی المتن بما فی ذلک الإضافات علی النسخة وقد حصرناها بین معقوفتین () ، فما کان منها مأخوذا من المصادر لم نذکر له هامشا ، وما کان من عندنا - وهو قلیل - أثبتنا له هامشا موضحا ذلک.

هذا ولم نطلب التطابق التام بین أحادیث هذه الرسالة وبقیة المصادر لما لهذه الرسالة من مسحة مصدریة ، وما ذکر من مصادر لأحادیثها إنما لوحظ فیه اتحاد المتن نصا أو مضمونا ، إلا ما کان من (إثبات الهداة) حیث نقل مؤلفه

====

وقوله تعالی : ( ألم تر إلی الذین خرجوا من دیارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحیاهم ) البقرة 2 : 243.

وقوله تعالی : ( ... فأماته الله مائة عام ثم بعثه ... وانظر إلی العظام کیف ننشزها ثم نکسوها لحما ... ) البقرة 2 : 259.

وقوله تعالی : ( ... ثم أدعهن یأتینک سعیا .. ) البقرة 2 : 260.

ص: 197


1- 1. من الآیات الشریفة التی استدل بها الشیعة علی وقوع الرجعة : قول تعالی : ( ... ثم بعثناکم من بعد موتکم ... ) البقرة 2 : 55.

المحدث الحر العاملی بعض أحادیث هذه الرسالة فکان بذلک نسخة أخری لها ، أو بالأحری النسخة الأم لهذه النسخة والتی کانت عنده.

والحمد لله رب العالمین.

السید باسم الموسوی

ص: 198

صورة

ص: 199

صورة

ص: 200

[مختصر إثبات الرجعة]

بسم الله الرحمن الرحیم

هذه نبذة یسیرة من کتاب (إثبات الرجعة) لشیخ الفرقة وثقة الطائفة أبی محمد الفضل بن شاذان بن الخلیل النیشابوری ، تغمده الله تعالی بغفرانه ، وفسح له فی جنانه ، ووفقنا الله لجمع جمیع ما فیه ، والاستضاءة بعوالی جواهره ، وغوالی لآلیه ، إنه قریب مجیب.

قال - روح الله روحه الشریفة وأردفه بمننه المنیفة - :

[1] حدثنا محمد بن إسماعیل بن بزیع - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا حماد بن عیسی ، قال : حدثنا إبراهیم بن عمر الیمانی ، قال : حدثنا أبان بن أبی عیاش ، قال : حدثنا سلیم بن قیس الهلالی ، قال : قلت لأمیر المؤمنین علیه السلام : إنی سمعت سلمان والمقداد وأبی ذر شیئا من تفسیر القرآن والأحادیث عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم غیر ما فی أیدی الناس ، ثم سمعت منک تصدیق ما سمعت منهم ، ورأیت فی أیدی الناس أشیاء کثیرة من تفسیر القرآن والأحادیث عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم أنتم تخالفونهم فیهما وتزعمون (1) أن ذلک کله باطل ، أفتری الناس یکذبون علی الله وعلی رسوله متعمدین ویفسرون القرآن بآرائهم؟!

قال : فقال علی علیه السلام : قد سألت فافهم الجواب ، إن فی أیدی الناس حقا وباطلا ، وصدقا وکذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وخاصا وعاما ، ومحکما

====

2. أی : تقولون.

ص: 201


1- 1. کتاب سلیم : 61 ، الکافی : 50 / 1 ، الغیبة - للنعمانی - : 75 / 10 قطعة منه ، وعنه فی البحار 36 : 273 / 69 ، الخصال : 255 / 131 ، إکمال الدین : 284 / 37 قطعة منه ، تحف العقول : 193 قطعة منه ، نهج البلاغة 1 : 214 / 205 قطعة منه ، الإحتجاج : 264 قطعة منه.

ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد کذب علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی عهده حتی قام خطیبا فقال : (أیها الناس فقد کثر الکذب علی (1) ، فمن کذب علی متعمدا فلیتبوأ مقعده من النار) ، (ثم کذب علیه من بعده أکثر مما کذب علیه فی زمانه) (2).

وإنما أتاکم الحدیث من أربعة لیس لهم خامس :

رجل منافق ، مظهر للإسلام ، متصنع للإیمان ، لا یتأثم ولا یتحرج أن یکذب علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم متعمدا ، فلو علم الناس (3) أنه منافق کذاب لم یقبلوا منه ولم یصدقوه ، ولکنهم قالوا : هذا رجل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، رآه وسمع منه ، فأخذوا عنه وهم لا یعرفون حاله ، وقد أخبر الله عن المنافقین بما أخبر ، ووصفهم بما وصف ، فقال عزوجل : (وإذا رأیتهم تعجبک أجسامهم وإن یقولوا تسمع لقولهم کأنهم خشب مسندة) (4) ثم تقربوا بعده إلی الأئمة الضالة (5) والدعاة إلی النار بالزور والکذب والبهتان ، فولوهم الأعمال وحملوهم علی رقاب الناس وأکلوا بهم الدنیا ، وإنما الناس مع الملوک والدنیا إلا من عصمه الله ، فهذا أحدا الأربعة.

ورجل آخر سمع من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شیئا ولم یحفظه علی وجهه ، ووهم فیه ولم یتعمد کذبا ، فهو فی یده ، ویعمل به ، ویرویه ویقول : أنا سمعته من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فلو علم المسلمون أنه وهم لم یقبلوه ، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شیئا أمر به ،

ص: 202


1- 1. کتاب سلیم والمصادر الأخری : قد کثرت علی الکذابة.
2- 2. لم ترد هذه الجملة فی بقیة المصادر.
3- 3. فی کتاب سلیم : المسلمون ، وهو موافق لبقیة الروایة.
4- 4. المنافقون 63 : 4.
5- 5. فی کتاب سلیم وغیبة النعمانی : أئمة الضلال ، وفی بقیة المصادر : أئمة الضلالة.

ثم نهی عنه (وهو لا یعلم) (1) ، أو سمعه نهی عن شئ ینهی عنه ، ثم أمر به وهو لا یعلم ، فحفظ منسوخه ولم یعلم الناسخ ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

ورجل رابع لم یکذب علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو مبغض للکذب خوفا من الله تعالی وتعظیما لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، لم ینس بل حفظ ما سمعه علی وجهه فجاء به کما سمع ، لم یزد فیه ولم ینقص ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ ، (ویعلم) (2) أن أمر النبی صلی الله علیه وآله وسلم کأمر القرآن ، وفیه کالقرآن ناسخ ومنسوخ ، وعام وخاص ، ومحکم ومتشابه ، وقد کان یکون من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، الکلام له وجهان : کلام (3) عام وکلام خاص مثل القرآن ، وقال الله تبارک وتعالی فی کتابه : (ما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهو) (4) فاشتبه علی من لم یعرف ولم یدر ما عنی الله به ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم.

ولیس کل أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کان یسأله عن الشئ ، ولا کل من یسأله فیفهم ، ولا کل من یفهم یستحفظ ، وقد کان فیهم قوم لم یسألوه عن شئ قط ، وکانوا یحبون أن یجئ الأعرابی (أو) (5) الطارئ أو غیره (6) فیسأل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهم یسمعون.

وکنت أدخل علیه فی کل یوم دخلة وفی کل لیلة دخلة ، فیخلینی فیها یجیبنی بما أسأل ، وأدور معه حیثما دار ، (و) قد علم أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أنه لم یصنع ذلک بأحد من الناس غیری ،

ص: 203


1- 1. أثبتناه من بقیة المصادر.
2- 2. لیست فی المصادر الأخری.
3- 3. فی الأصل المخطوط والخصال : وکلام ، وما أثبتناه وفق کتاب سلیم وبقیة المصادر.
4- 4. الحشر 59 : 7.
5- 5. أثبتناه من بعض المصادر ، وفی بعضها : و.
6- 6. خلت المصادر الأخری من : (أو غیره) وفی تحف العقول : أو الذمی.

وربما یأتینی رسول الله صلی الله علی وآله وسلم فی بیتی أکثر من ذلک فی بیته ، وکنت إذا دخلت علیه فی بعض منازله أخلانی وأقام عنی نساءه ولا یبقی عنده غیری ، وإذا أتانی للخلوة (فی بیتی) لم تقم (1) عنی فاطمة علیها السلام ولا أحد من بنی ، وکنت إذا سألته أجابنی ، وإذا سکت عنه وفنیت (2) مسائلی ابتدأنی ، فما نزلت علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم آیة من القرآن إلا أقرأنیها وأملاها علی فکتبتها بخطی ، وعلمنی تأویلها وتفسیرها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحکمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ، وظهرها وبطنها ، ودعا الله أن یعطینی فهمها وحفظها ، فما نسیت آیة من کتاب الله ولا علما أملاه علی وکتبته منذ دعا لی الله بما دعا ، وما ترک شیئا علمه الله من حلال أو حرام ، أو أمر أو نهی ، أو طاعة أو معصیة ، أو شئ کان أو یکون ، ولا کتاب منزل علی أحد من قبله ، إلا علمنیه وحفظته ، فلم أنس حرفا واحدا منها.

وکان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا أخبرنی بذلک کله وضع یده علی صدری ودعا الله لی أن یملأ قلبی علما وفهما وحکما ونورا ، وکان یقول : اللهم علمه وحفظه ولا تنسه شیئا مما أخبرته وعلمته.

فقلت له ذات یوم : بأبی أنت وأمی یا رسول الله (إنک) منذ دعوت لی (3) الله بما دعوت لم أنس شیئا ولم یفتنی شئ (4) مما علمتنی ، وکل ما علمتنی کتبته (5) ، أتتخوف (6) علی النسیان؟

فقال : یا أخی ، لست أتخوف علیک النسیان و (لا) الجهل ، وإنی أحب

ص: 204


1- 1. فی الأصل المخطوط : یقم ، وما أثبتناه من المصادر جمیعا.
2- 2. ورد فی هامش الأصل المخطوط : (فی نسخة : نفدت).
3- 3. فی الأصل المخطوط : إلی ، وما أثبتناه وفق المصادر کلها.
4- 4. فی الأصل المخطوط : شیئا ، وهو تصحیف.
5- (17) فی غیبة النعمانی : فلم تأمرنی بکتبه؟ ، وفی بعض المصادر : لم أکتبه؟
6- 6. فی الأصل المخطوط : أفتخوف ، وما أثبتناه من کتاب سلیم.

أن أدعو لک ، وقد أخبرنی الله تعالی أنه قد أخلفنی فیک وفی شرکائک الذین (1) قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعتی وقال فیهم : (یا أیها الذین آمنوا أطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولی الأمر منکم) (2).

قلت : من هم یا رسول الله؟

قال : الذین هم الأوصیاء من بعدی ، والذین لا یضرهم خذلان من خذلهم ، وهم مع القرآن والقرآن معهم ، لا یفارقونه ولا یفارقهم حتی یردوا علی الحوض ، بهم تنصر (3) أمتی ، وبهم یمطرون ، وبهم یدفع البلاء ، وبهم یستجاب الدعاء.

قلت : سمهم لی یا رسول الله؟

قال : أنت یا علی أولهم ، ثم ابنی هذا - ووضع یده علی رأس الحسن - ثم ابنی هذا - ووضع یده علی رأس الحسین - ثم سمیک علی ابنه زین العابدین ، وسیولد فی زمانک یا أخی فأقرئه منی السلام ، ثم أبنه محمد الباقر ، باقر علمی وخازن وحی الله تعالی ، ثم ابنه جعفر الصادق ، ثم ابنه موسی الکاظم ، ثم ابنه علی الرضا ، ثم ابنه محمد التقی ، ثم ابنه علی النقی ، ثم ابنه الحسن الزکی ، ثم ابنه الحجة القائم ، خاتم أوصیائی وخلفائی ، والمنتقم من أعدائی ، الذی یملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا.

ثم قال أمیر المؤمنین علیه السلام : والله إنی لأعرف جمیع من یبایعه (4) بین الرکن والمقام ، وأعرف أسماء أنصاره ، وأعرف قبائلهم.

قال محمد بن إسماعیل : ثم قال حماد (5) بن عیسی : قد ذکرت هذا

ص: 205


1- 1. فی غیبة النعمانی : الذین یکونون بعدک وإنما تکتبه لهم.
2- 2. النساء 4 : 59.
3- 3. فی الأصل المخطوط : ینصرون ، وما أثبتناه من غیبة النعمانی.
4- 4. فی الأصل المخطوط : (لأعرف (لأعرفه / خ ل) ما سألتم عنی یبایع) ، وما أثبتناه من کتاب سلیم.
5- 5. فی الأصل المخطوط : محمد ، وهو تصحیف.

الحدیث عند مولای أبی عبد الله علیه السلام فبکی وقال : صدق سلیم ، فقد روی لی هذا الحدیث أبی عن أبیه علی بن الحسین عن أبیه الحسین بن علی قال : سمعت هذا الحدیث من أمیر المؤمنین علیه السلام حین سأله سلیم بن قیس.

[2] حدثنا محمد بن أبی عمیر ، عن حماد بن عیسی ، عن أبی شعبة الحلبی ، عن أبی عبد الله ، عن أبیه محمد بن علی ، عن أبیه علی بن الحسین ، عن عمه الحسن بن علی بن أبی طالب علیهم السلام ، قال : سألت جدی رسول الله صلی الله علیه وآله عن الأئمة بعده ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : الأئمة بعدی عدد نقباء بنی إسرائیل اثنا عشر ، أعطاهم الله علمی وفهمی ، وأنت منهم یا حسن ، فقلت : یا رسول الله ، فمتی یخرج قائمنا أهل البیت؟ قال : یا حسن ، مثله مثل الساعة ، أخفی الله علمها علی أهل السماوات والأرض ، لا تأتی إلا بغتة.

أقول : صوابه حماد بن عثمان (1).

[3] حدثنا عبد الرحمن بن أبی نجران ، عن عاصم بن حمید ، عن أبی حمزة الثمالی ، عن أبی جعفر علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لأمیر المؤمنین علیه السلام : یا علی ، إن قریشا ستظهر علیک ما استبطنته ، وتجتمع کلمتهم علی ظلمک وقهرک ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فکف یدک واحقن دمک فإن الشهادة من ورائک.

واعلم أن ابنی ینتقم من ظالمیک وظالمی أولادک وشیعتک فی الدنیا ، ویعذبهم الله فی الآخرة عذابا شدیدا.

فقال سلمان الفارسی : من هو یا رسول الله؟ قال : التاسع من ولد ابنی الحسین ، الذی یظهر بعد غیبته الطویلة فیعلن أمر الله ، ویظهر دین الله ، وینتقم من

====

2. هذا قول الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی - قدس سره - الناسخ الأول لهذه الرسالة. راجع معجم رجال الحدیث 6 / 217 و 231.

3. الغیبة - للطوسی - 117 و 203 قطعة منه لغایة : (فإن الشهادة من ورائک).

ص: 206


1- 1. کفایة الأثر : 168 بسند آخر ، وعنه فی البحار 36 : 341 / 205.

أعداء الله ، ویملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما.

قال : متی یظهر یا رسول الله؟ قال : لا یعلم ذلک إلا الله ، ولکن لذلک علامات ، منها : نداء من السماء وخسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالبیداء.

[4] حدثنا صفوان بن یحیی ، قال : حدثنا أبو أیوب إبراهیم بن زیاد الخزاز ، قال : حدثنا أبو حمزة الثمالی ، عن أبی خالد الکابلی ، قال : دخلت علی مولای علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام فرأیت فی یده صحیفة کان ینظر إلیها ویبکی بکاءا شدیدا ، قلت : فداک أبی وأمی یا ابن رسول الله ، ما هذه الصحیفة؟

قال : هذه نسخة اللوح الذی أهداه الله تعالی إلی رسول الله صلی الله علیه وآله ، کان فیه اسم الله تعالی ورسوله وأمیر المؤمنین وعمی الحسن بن علی وأبی علیهم السلام واسمی واسم ابنی محمد الباقر وابنه جعفر الصادق وابنه موسی الکاظم وابنه علی الرضا علیهم السلام وابنه محمد التقی وابنه علی النقی وابنه الحسن الزکی وابنه الحجة القائم بأمر الله ، المنتقم من أعداء الله ، الذی یغیب غیبة طویلة ثم یظهر فیملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا.

[5] حدثنا فضالة بن أیوب - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا أبان بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر علیه السلام : قال رسول الله صلی الله علیه وآله لعلی بن أبی طالب علیه السلام : (أنا أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم أنت یا علی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم الحسن أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم الحسین أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم علی بن الحسین أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم محمد بن علی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم جعفر بن محمد أولی

====

(4)

2. کفایة الأثر : 177 وعنه فی البحار 36 : 345 / 211 ، الکافی 1 : 444 / 4 ، الغیبة - للنعمانی - 95 / 27 ، عیون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 47 / 8 ، إکمال الدین : 270 / 15.

ص: 207

بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم موسی بن جعفر أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم علی بن موسی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم محمد بن علی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم علی بن محمد أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم الحسن بن علی أولی بالمؤمنین من أنفسهم ، ثم الحجة بن الحسن الذی تنتهی إلیه الخلافة والوصایة ویغیب مدة طویلة ثم یظهر ویملأ الأرض عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما.

[6] حدثنا محمد بن أبی عمیر - رضی الله عنه - ، عن غیاث بن إبراهیم ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : سئل أمیر المؤمنین علیه السلام عن معنی قول رسول الله صلی الله علیه وآله (إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی) من العترة؟ فقال - علیه السلام - : أنا والحسن والحسین والأئمة التسعة من ولد الحسین ، تاسعهم مهدیهم ، لا یفارقون کتاب الله عزوجل ولا یفارقهم حتی یردوا علی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حوضه.

[7] حدثنا الحسن بن محبوب ، عن مالک بن عطیة ، عن أبی حمزة ثابت بن أبی صفیة دینار ، عن أبی جعفر علیه السلام ، قال : قال الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام لأصحابه قبل أن یقتل بلیلة واحدة : إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : یا بنی إنک ستساق إلی العراق ، تنزل فی أرض یقال لها : عمورا وکربلا ، وإنک تستشهد بها ، وتستشهد معک جماعة ، وقد قرب ما عهد إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وإنی راحل إلیه غدا ، فمن أحب منکم الانصراف فلینصرف فی هذه اللیلة فإنی قد أذنت له ، وهو منی فی حل ، وأکد فیما قاله تأکیدا بلیغا فلم یرضوا وقالوا : والله ما نفارقک أبدا حتی نرد موردک.

فلما رأی ذلک قال : فأبشروا بالجنة ، فوالله إنما نمکث ما شاء الله تعالی بعد

====

1. معانی الأخبار : 90 / 4 ، عیون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 57 / 25 ، إکمال الدین : 240 / 64 وعنها فی البحار 23 : 147 / 110.

2. أخرج الحر العاملی ذیل الحدیث فی إثبات الهداة 3 : 569 / 681 ، وروی القطب الراوندی ما بمعناه فی الخرائج والجرائح - مخطوط - : 220.

ص: 208

ما یجری علینا ، ثم یخرجنا الله وإیاکم حین (1) یظهر قائمنا فینتقم من الظالمین ، وأنا وأنتم نشاهدهم و (علیهم) (2) السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنکال.

فقیل له : من قائمکم یا ابن رسول الله؟ قال : السابع من ولد ابنی محمد بن علی الباقر ، وهو الحجة بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی ابنی ، وهو الذی یغیب مدة طویلة ثم یظهر ویملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما.

[8] حدثنا صفوان بن یحیی - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا إبراهیم بن زیاد ، عن أبی حمزة الثمالی ، عن أبی خالد الکابلی ، قال : دخلت علی سیدی علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام ، فقلت : یا ابن رسول الله ، أخبرنی بالذین فرض الله طاعتهم ومودتهم وأوجب علی عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلی الله علیه وآله.

فقال : یا کابلی ، إن أولی الأمر الذین جعلهم الله عزوجل أئمة الناس وأوجب علیهم طاعتهم : أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، ثم الحسن عمی ، ثم الحسین أبی ، ثم انتهی الأمر إلینا ، وسکت.

فقلت له : یا سیدی ، روی لنا عن أمیر المؤمنین علیه السلام أن الأرض لا تخلوا من حجة لله (3) تعالی علی عباده ، فمن الحجة والإمام بعدک؟ قال : ابنی محمد ، واسمه فی صحف الأولین (4) : باقر ، یبقر العلم بقرا ، وهو الحجة والإمام بعدی ، ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء :

====

5. فی الأصل المخطوط : الصحف الأولین ، وفی الإحتجاج : التوراة.

ص: 209


1- 1. فی الأصل المخطوط : حتی ، والأرجح ما أثبتناه.
2- 2. أضفناه استدراکا لسقط مقدر.
3- 3. إکمال الدین : 319 / 2 ، الإحتجاج : 318 ، وعنه البحار 36 : 386 / 1 ، وفی الخرائج والجرائح - مخطوط - : 70 قطعة منه.
4- 4. فی الأصل المخطوط : الله ، وما أثبتناه من الإحتجاج.

الصادق.

قلت : یا سیدی ، فکیف صار اسمه (الصادق) وکلکم صادقون؟

قال : حدثنی (أبی) (1) عن أبیه ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله ، قال : إذا ولد ابنی جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب فسموه الصادق ، فإن الخامس من ولده الذی اسمه جعفر یدعی الإمامة اجتراءا علی الله جل جلاله وکذبا علیه ، فهو عند الله (جعفر الکذاب) ، المفتری علی الله تعالی ، والمدعی ما لیس له بأهل ، المخالف لأبیه ، والحاسد لأخیه ، وذلک الذی یروم کشف ستر الله عزوجل عند غیبة ولی الله.

ثم بکی علی بن الحسین علیه السلام بکاءا شدیدا ثم قال : کأنی بجعفر الکذاب وقد حمل طاغیة زمانه علی تفتیش أمر ولی الله والمغیب فی حفظ الله ، والتوکیل بحرم أبیه ، جهلا منه برتبته ، وحرصا علی قتله إن ظفر به ، وطمعا فی میراث أخیه ، حتی یأخذه بغیر حق.

فقال أبو خالد : فقلت : یا ابن رسول الله ، وإن ذلک لکائن؟!

فقال : إی وربی ، إن ذلک مکتوب عندنا فی الصحیفة التی فیها ذکر المحن التی تجری علینا بعد رسول الله صلی الله علیه وآله.

فقال أبو خالد : فقلت : یا ابن رسول الله ثم یکون ماذا؟

قال : ثم تمتد الغیبة بولی (2) الله الثانی عشر من أوصیاء رسول الله والأئمة بعده.

یا أبا خالد ، إن أهل زمان غیبته القائلین بإمامته والمنتظرین لظهوره أفضل من أهل کل زمان ، فإن الله تبارک وتعالی أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به (3) الغیبة (عندهم) بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم فی ذلک الزمان

ص: 210


1- 1. أثبتناه من الإحتجاج.
2- 2. فی الأصل المخطوط : لولی ، وما أثبتناه من الإحتجاج.
3- 3. فی الأصل المخطوط : فیه ، وما أثبتناه من الإحتجاج.

بمنزلة المجاهدین بین یدی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالسیف ، أولئک المخلصون حقا ، وشیعتنا صدقا ، والدعاة إلی دین الله - عزوجل - سرا وجهرا.

وقال علیه السلام : انتظار الفرج من أعظم الفرج.

[9] حدثنا محمد بن عبد الجبار ، قال : قلت لسیدی الحسن بن علی : یا ابن رسول الله - جعلنی الله فداک - أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله علی عباده من بعدک؟

قال علیه السلام : إن الإمام والحجة بعدی ابنی ، سمی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وکنیه ، الذی هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه.

قال : ممن هو یا ابن رسول الله؟

قال : من (ابنة) (1) ابن قیصر ملک الروم ، إلا أنه سیولد فیغیب عن الناس غیبة طویلة ، ثم یظهر ویقتل الدجال ، فیملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما ، فلا یحل لأحد أن یسمیه باسمه أو یکنیه بکنیته قبل خروجه صلوات الله علیه.

[10] حدثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعری ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علی العسکری سلام الله علیه یقول : الحمد لله الذی لم یخرجنی من الدنیا حتی أرانی الخلف بعدی ، أشبه الناس برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خلقا وخلقا ، یحفظه الله تبارک وتعالی فی غیبته ، ثم یظهره فیملأ (2) ، الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا.

====

3. إکمال الدین : 408 / 7 وعنه البحار 51 : 161 / 9 ، کفایة الأثر : 291 ، ونقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة 3 : 569 / 682.

4. فی الأصل المخطوط : ثم یظهر یملأ ، وما أثبتناه من إکمال الدین.

ص: 211


1- 1. نقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة 3 : 569 و 680 ، ونقله المحدث النوری عن (الغیبة) فی مستدرک الوسائل 12 : 280 / 3.
2- 2. ما بین المعقوفین أثبتناه من إثبات الهداة ، حیث إن أم الإمام علیهما السلام هی ملیکة بنت یشوعا ابن قیصر الروم ، راجع : إکمال الدین : 417 / 1 والغیبة - للطوسی - : 124.

[11] حدثنا محمد بن علی بن حمزة بن الحسن بن عبید الله (1) بن العباس بن علی بن أبی طالب علیه السلام ، قال : سمعت أبا محمد علیه السلام یقول : قد ولد ولی الله وحجته علی عباده وخلیفتی من بعدی مختونا لیلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسین ومائتین عند طلوع الفجر ، وکان أول من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائکة المقربین بماء الکوثر والسلسبیل ، ثم غسلته (2) عمتی حکیمة بنت محمد بن علی الرضا علیهم السلام.

فسئل محمد بن علی بن حمزة عن أمه - علیه السلام - ، قال : أمه ملیکة التی یقال لها فی بعض الأیام : سوسن ، وفی بعضها : ریحانة ، وکان صقیل (3) ونرجس أیضا من أسمائها.

[12] حدثنا إبراهیم بن محمد بن فارس النیشابوری ، قال : لما هم الوالی عمرو بن عوف بقتلی - وهو رجل شدید النصب ، وکان مولعا بقتل الشیعة فأخبرت بذلک وغلب علی خوف عظیم ، فودعت أهلی وأحبائی ، وتوجهت إلی دار أبی محمد علیه السلام لأودعه وکنت أردت الهرب ، فلما دخلت علیه رأیت غلاما جالسا فی جنبه ، وکان وجهه مضیئا کالقمر لیلة البدر ، فتحیرت من نوره وضیائه ، وکاد أن ینسنی ما کنت فیه.

فقال : یا إبراهیم ، لا تهرب فإن الله تبارک وتعالی سیکفیک شره.

فازداد تحیری ، فقلت لأبی محمد علیه السلام : یا سیدی ، جعلنی الله فداک ، من هو وقد أخبرنی بما کان فی ضمیری؟

====

4. فی الأصل المخطوط : صیقل ، والأشهر ما أثبتناه عن (کشف الغمة) للأربلی.

5. نقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة : 3 : 700 / 136 ، ونقله المحدث النوری عن (الغیبة) لابن شاذان فی مستدرک الوسائل 12 : 281 / 4.

ص: 212


1- 1. نقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة 3 : 570 / 683.
2- 2. فی الأصل المخطوط : عینه ، وهو تصحیف ، راجع : معجم رجال الحدیث 16 / 326.
3- 3. فی الأصل المخطوط : غسله ، وما أثبتناه هو الصواب.

فقال : هو ابنی وخلیفتی من بعدی ، وهو الذی یغیب غیبة طویلة ویظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما فیملأها عدلا وقسطا ، فسألته عن أسمه ، قال : هو سمی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وکنیه ، ولا یحل لأحد أن یسمیه باسمه أو یکنیه بکنیته إلی أن یظهر الله دولته وسلطنته ، فاکتم یا إبراهیم ما رأیت وسمعت منا الیوم إلا عن (1) أهله.

فصلیت علیهما وآبائهما وخرجت مستظهرا (2) بفضل الله تعالی واثقا بما سمعته من الصاحب علیه السلام فبشرنی عمی علی بن فارس بأن المعتمد قد أرسل أبا أحمد - أخاه - وأمر بقتل عمرو بن عوف ، فأخذه أحمد فی ذلک الیوم وقطعه عضوا عضوا ، والحمد لله رب العالمین.

[13] حدثنا عبد الله بن الحسین بن سعد الکاتب - رضی الله عنه ، قال : قال أبو محمد علیه السلام : قد وضع بنو أمیة وبنو العباس سیوفهم علینا لعلتین : إحداهما : أنهم کانوا یعلمون (أنه) لیس لهم فی الخلافة حق فیخافون من ادعائنا إیاها وتستقر فی مرکزها.

وثانیتهما : أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة علی أن زوال ملک الجبابرة والظلمة علی ید القائم منا ، وکانوا لا یشکون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا فی قتل أهل بیت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وإبادة نسله طمعا منهم فی الوصول إلی منع تولد القائم علیه السلام أو قتله ، فأبی الله تعالی أن یکشف أمره لواحد منهم إلا أن یتم نوره ولو کره المشرکون.

[14] حدثنا أحمد بن محمد بن أبی نصر - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا حماد بن عیسی ، قال : حدثنا عبد الله بن أبی یعفور ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن

====

3. نقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة 3 : 570 / 685.

4. نقله المحدث الحر العاملی عن (إثبات الرجعة) فی إثبات الهداة 3 : 700 / 137.

ص: 213


1- 1. فی الأصل المخطوط : من ، وما أثبتناه من المستدرک.
2- 2. استظهر به أی استعان به. لسان العرب 4 : 525.

محمد علیهما السلام : ما من معجزة من معجزات الأنبیاء والأوصیاء إلا ویظهر الله تبارک وتعالی مثلها فی ید قائمنا لإتمام الحجة علی الأعداء.

[15] حدثنا الحسن بن علی بن فضال ، عن حماد بن عیسی ، عن الحسین بن المختار ، عن أبی نصر ، عن عامر بن واثلة ، عن أمیر المؤمنین صلوات الله علیه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله : عشر قبل الساعة لا بد منها : السفیانی ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، وخروج القائم ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عیسی علیه السلام ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزیرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلی المحشر.

ورواه أیضا بلفظه عن الحسن بن محبوب - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا علی بن رئاب ، قال : حدثنا أبو حمزة الثمالی ، قال : حدثنا سعید بن جبیر ، قال : حدثنا عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إن للساعة علامات ، منها : السفیانی ، وذکر مثله ، إلا أنه حذف الدابة ، وزاد : وخسف بالمغرب.

[16] حدثنا محمد بن أبی عمیر - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا جمیل بن دراج ، قال : حدثنا زرارة بن أعین ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : قال : استعیذوا بالله من شر السفیانی والدجال وغیرهما من أصحاب الفتن.

قیل له : یا ابن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، أما الدجال فعرفناه وقد تبین من مضامین أحادیثکم شأنه ، فمن السفیانی وغیره من أصحاب الفتن ، وما یصنعون؟

====

1. الغیبة - للطوسی - : 267 بإسناده عن الفضل بن شاذان ، وعنه فی البحار 52 : 209 / 48 ، منتخب الأنوار المضیئة : 24.

2. فی الأصل المخطوط : أبی بصیر ، ویبدو أنه تصحیف لأن أبا بصیر لا یروی عن عامر بن واثلة. راجع : (معجم رجال الحدیث 21 : 45).

ص: 214

قال علیه السلام : أول من یخرج منهم رجل یقال له : أصهب بن قیس ، یخرج من بلاد الجزیرة له نکایة شدیدة فی الناس وجور عظیم.

ثم یخرج الجرهمی من بلاد الشام ، ویخرج القحطانی من بلاد الیمن ، ولکل واحد من هؤلاء شوکة عظیمة فی ولایتهم ، ویغلب علی أهلها الظلم والفتنة منهم ، فبینا هم کذلک یخرج علیهم السمرقندی من خراسان مع الرایات السود ، والسفیانی من الوادی الیابس من أودیة الشام ، وهو من ولد عتبة بن أبی سفیان ، وهذا الملعون یظهر الزهد قبل خروجه ویتقشف (1) ، ویتقنع بخبز الشعیر والملح الجریش ، ویبذل الأموال فیجلب بذلک قلوب الجهال والرذال (2) ، ثم یدعی الخلافة فیبایعونه ، ویتبعهم العلماء الذین یکتمون الحق ویظهرون الباطل فیقولون : إنه خیر أهل الأرض ، وقد یکون خروجه وخروج الیمانی من الیمن مع الرایات البیض فی یوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة ، فأول من یقاتل السفیانی القحطانی فینهزم ویرجع إلی الیمن ویقتله الیمانی ، ثم یفر الأصهب والجرهمی بعد محاربات کثیرة من السفیانی فیتبعهما ویقهرهما ، ویقهر کل من ینازعه ویحاربه إلا الیمانی.

ثم یبعث السفیانی جیوشا إلی الأطراف ویسخر کثیرا من البلاد ، ویبالغ فی القتل والفساد ، ویذهب إلی الروم لدفع الملک الخراسانی ویرجع منها منتصرا فی عنقه صلیب ، ثم یقصد الیمانی ، فینهض الیمانی لدفع شره ، فینهزم السفیانی بعد محاربات عدیدة ومقاتلات شدیدة ، فیتبع الیمانی فتکثر (3) الحروب وهزیمة السفیانی ، فیجده الیمانی فی نهر اللو مع ابنه فی الأساری فیقطعهما إربا إربا ، ثم یعیش فی سلطنته فارغا من الأعداء ثلاثین (4) سنة ، ثم یفوض الملک بابنه السعید

ص: 215


1- 1. فی الأصل المخطوط : یتغشف ، تصحیف ، والقشف : یبس العیش (لسان العرب 9 : 282).
2- 2. فی الأصل المخطوط : الرزائل ، تصحیف ، والرذائل جمع الرذل : الدون من الناس (لسان العرب 11 : 280).
3- 3. فی الأصل المخطوط : فیکثر ، ولعلها تصحیف : فتکون.
4- 4. فی الأصل المخطوط : ثلاثون.

ویأوی مکة وینتظر ظهور قائمنا علیه السلام حتی یتوفی فیبقی ابنه بعد وفاة أبیه فی ملکه وسلطانه قریبا من أربعین سنة ، وهما یرجعان إلی الدنیا بدعاء قائمنا علیه السلام.

قال زرارة : فسألته عن مدة ملک السفیانی ، قال علیه السلام : تمد إلی عشرین سنة.

[17] عنه ، عن سیف بن عمیرة ، عن بکر بن محمد الأزدی ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : خروج الثلاثة الخراسانی والسفیانی والیمانی فی سنة واحدة فی شهر واحد فی یوم واحد ، فلیس فیها رایة بأهدی من رایة الیمانی تهدی إلی الحق.

[18] حدثنا صفوان بن یحیی - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا محمد بن حمران ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد علیه السلام : إن القائم منا منصور بالرعب ، مؤید بالنصر ، تطوی له الأرض ، وتظهر له الکنوز کلها ، ویظهر الله تعالی به دینه علی الدین کله ولو کره المشرکون ، ویبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ولا یبقی فی الأرض خراب إلا عمر ، وینزل روح الله عیسی بن مریم علیه السلام فیصلی خلفه.

قال ابن حمران : قیل له : یا بن رسول الله ، متی یخرج قائمکم؟

قال : إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، واکتفی الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورکبت ذوات (1) الفروج السروج ، وقبلت شهادة الزور ، وردت شهادة العدل ، واستخف الناس بالدماء (2) ، وارتکاب الزنی ، وأکل الربا

====

3. فی الأصل المخطوط : رکب ذات ، وما أثبتناه من إکمال الدین والفصول المهمة.

4. فی الأصل المخطوط : بالدنیا ، وما أثبتناه من إکمال الدین والفصول المهمة.

ص: 216


1- 1. الغیبة - للنعمانی - 255 ، الإرشاد - للمفید - : 360 ، الغیبة - للطوسی - : 271 وعنه فی البحار 52 : 210 / 52.
2- 2. إکمال الدین : 330 / 16 ، الفصول المهمة - لابن الصباغ المالکی - : 302 ، ونقل المحدث الحر العاملی قطعة منه فی إثبات الهداة 3 : 570 / 686.

والرشا ، واستیلاء الأشرار علی الأبرار ، وخروج السفیانی من الشام ، والیمانی من الیمن ، وخسف بالبیداء ، وقتل غلام من آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم بین الرکن والمقام اسمه محمد بن الحسن (1) ولقبه النفس الزکیة ، وجاءت (2) صیحة من السماء بأن الحق مع علی وشیعته ، فعند ذلک خروج قائمنا علیه السلام.

فإذا خرج أسند ظهره إلی الکعبة واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وأول ما ینطق به هذه الآیة (بقیة الله خیر لکم إن کنتم مؤمنین) (3) ثم یقول : أنا بقیة الله وحجته وخلیفته علیکم ، فلا یسلم علیه مسلم إلا قال : السلام علیک یا بقیة الله فی أرضه ، فإذا اجتمع له العقد - وهو أربعة آلاف (4) رجل - خرج من مکة ، فلا یبقی فی الأرض معبود دون الله عزوجل من صنم وغیره إلا وقعت فیه نار فاحترق ، وذلک بعد غیبة طویلة.

عن محمد بن إسماعیل بن بزیع ، عن محمد بن مسلم الثقفی ، عن أبی جعفر علیه السلام مثله.

[19] حدثنا عبد الرحمن بن أبی نجران - رضی الله عنه - ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، عدة أهل بدر ، فیصبحون بمکة وهو قول الله عزوجل : (أینما تکونوا یأت بکم الله جمیعا) (5) وهم أصحاب القائم علیه السلام.

[20] حدثنا أحمد بن محمد بن أبی نصر - رضی الله عنه - ، قال : حدثنا عاصم بن حمید قال : حدثنا محمد بن مسلم ، قال : سأل رجل أبا عبد الله

====

6. البقرة 2 : 148.

7. نقله المحدث الحر العاملی فی إثبات الهداة 3 : 570 / 687.

ص: 217


1- 1. فی الأصل المخطوط : محمد ، وما أثبتناه من إکمال الدین.
2- 2. فی الأصل المخطوط : جاء ، وما أثبتناه من إکمال الدین.
3- 3. هود 11 : 88.
4- 4. فی إکمال الدین والفصول المهمة : عشرة آلاف.
5- 5. إکمال الدین : 654 / 21 وعنه فی البحار 52 : 323 / 34 ، منتخب الأنوار المضیئة : 32.

علیه السلام : متی یظهر قائمکم؟ قال : إذا کثرت الغوایة ، وقلت الهدایة ، وکثر الجور والفساد ، وقل الصلاح والسداد ، واکتفی الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ومال الفقهاء إلی الدنیا ، وأکثر الناس إلی الأشعار والشعراء ، ومسخ قوم من أهل البدع حتی یصیروا قردة وخنازیر ، وقتل السفیانی ، ثم خرج الدجال وبالغ فی الاغواء والإضلال ، فعند ذلک ینادی باسم القائم علیه السلام فی لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان ، ویقوم فی یوم عاشوراء ، فکأنی أنظر إلیه قائما بین الرکن والمقام ، وینادی جبرئیل علیه السلام بین یدیه : البیعة لله ، فتقبل إلیه شیعته.

هذا ما وجدناه منقولا من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان ، بخط بعض فضلاء المحدثین ، وقد قوبل بأصله ، حرره محمد الحر.

هذا تمام ما فی النسخة التی نسخت هذه النسخة منها ، وکانت لصاحب الوسائل - رحمة الله علیه - ، وکان قوله : (هذا ما وجدناه) إلی آخره بخطه الشریف المبارک.

وأیضا علی ظهر النسخة کان بخطه ما هذا لفظه : مالکه من کرم الله الفقیر محمد الحر.

واتفق لی الفراغ فی ثمان لیال بقین من ذی القعدة سنة ألف وثلاثمائة وخمسین من الهجرة النبویة فی الحضرة الحیدریة ، وأنا الأحقر ابن زین العابدین محمد حسین الأرموی ، عفی الله عنهما.

ص: 218

مصادر المقدمة والتحقیق

1 - إثبات الهداة : للمحدث محمد بن الحسن الحر العاملی ، تعلیق أبو طالب التجلیل التبریزی ، المطبعة العلمیة - قم 1404 ه.

2 - الإحتجاج : لأبی منصور أحمد بن علی بن أبی طالب الطبرسی (من أعلام القرن السادس) ، نشر المرتضی ، 1403 ه ق.

3 - اختیار معرفة الناقلین (رجال الکشی) : لشیخ الطائفة أبی جعفر الطوسی (ت 460 ه) ، مؤسسة آل البیت علیهم السلام ، قم 1404 ه.

4 - الإرشاد : للشیخ المفید محمد بن محمد بن النعمان العکبری البغدادی (ت 413 ه) ، مکتبة بصیرتی - قم.

5 - الإستیعاب : لابن عبد البر النمری القرطبی (ت 463 ه) ، دار صادر ، مطبعة السعادة الطبعة الأولی 1328 ه.

6 - الإصابة : لشهاب الدین أبی الفضل أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (ت 852 ه) ، دار صادر ، مطبعة السعادة ، الطبعة الأولی 1328 ه.

7 - الأعلام : لخیر الدین الزرکلی (ت 1396 ه) ، دار العلم للملایین ، الطبعة السادسة ، بیروت 1984 م.

8 - إکمال الدین : للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین القمی (ت 381 ه) ، تصحیح وتعلیق علی أکبر الغفاری ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین - قم 1405 ه.

9 - بحار الأنوار : لشیخ الإسلام محمد باقر المجلسی (ت 1111 ه) ، مؤسسة الوفاء - بیروت 1403 ه.

10 - البدایة والنهایة : لأبی الفداء الحافظ ابن کثیر (ت 774 ه) ، دار الفکر - بیروت 1402 ه.

11 - تحف العقول : لأبی محمد الحسن بن علی بن الحسین بن شعبة الحرانی (من أعلام القرن الرابع) ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین - قم.

ص: 219

12 - تنقیح المقال : لعبد الله بن محمد حسن المامقانی (ت 1531 ه) ، المکتبة المرتضویة - النجف الأشرف.

13 - تهذیب التهذیب : لشهاب الدین أحمد بن علی بن حجر العسقلانی (ت 582 ه) ، دار الفکر - بیروت 1404 ه.

14 - جامع الرواة : لمحمد بن علی الأردبیلی (ت 1101 ه) ، مکتبة آیة الله المرعشی العامة - قم 1403 ه ق.

15 - الخرائج والجرائح : لأبی الحسین سعید بن هبة الله بن الحسین الراوندی (ت 573 ه) ، مخطوط.

16 - الخصال : للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین القمی (ت 381 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین - قم 1403 ه.

17 - الذریعة : للشیخ آقا بزرک الطهرانی (ت 1389 ه) ، الطبعة الثالثة ، دار الأضواء - بیروت 1403 ه.

18 - الرجال : لشیخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسی (ت 460 ه) ، منشورات الرضی - قم 1381 ه.

19 - الرجال : لتقی الدین الحسن بن علی بن داود الحلی (ت 707 ه) ، منشورات الرضی - قم.

20 - الروض الأنف :

21 - کتاب سلیم بن قیس (السقیفة) : لسلیم بن قیس الهلالی العامری ، المتوفی حدود سنة 90 ه ، تحقیق السید علاء الدین الموسوی ، مؤسسة البعثة ، بیروت - 1408 ه.

22 - شرح الشفا (نسیم الریاض فی شرح شفاء القاضی عیاض) : لأحمد شهاب الدین الخفاجی المصری ، دار الفکر - بیروت.

23 - عیون أخبار الرضا علیه السلام : للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381 ه) ، منشورات جهان ، طهران - 1363 ه.

24 - الغدیر : للعلامة عبد الحسین أحمد الأمینی النجفی (ت 1386 ه) ، الطبعة الخامسة ، دار الکتاب العربی - بیروت 1403 ه.

25 - الغیبة : لمحمد بن أبی إبراهیم النعمانی (من أعلام القرن الرابع) ، تحقیق علی أکبر

ص: 220

الغفاری ، مکتبة الصدوق - طهران.

26 - الغیبة : لشیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی (ت 460 ه) ، مکتبة نینوی - طهران.

27 - الفهرست (فوز العلوم) : لأبی الفرج محمد بن إسحاق الندیم (ت 385 ه) ، طبعة رضا تجدد ، إیران 1393 ه.

28 - الفهرست : لشیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی (ت 460 ه) ، منشورات الشریف الرضی - قم.

29 - فهرست أسماء مصنفی الشیعة (رجال النجاشی) : لأبی العباس أحمد بن علی النجاشی (ت 450 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین - قم 1407 ه.

30 - الکافی : لأبی جعفر محمد بن یعقوب الکلینی الرازی (ت 328 / 329 ه) ، دار الکتب الإسلامیة - طهران 1404 ه.

31 - کشف الغمة : لأبی الحسن علی بن عیسی بن أبی الفتح الأربلی (ت 693 ه) ، 1381 ه.

32 - کفایة الأثر : لأبی القاسم علی بن محمد بن علی الخزاز القمی الرازی (من أعلام القرن الرابع) ، منشورات بیدار - قم.

33 - لسان العرب : لأبی الفضل جمال الدین محمد بن مکرم الإفریقی المصری (ت 711 ه) ، أدب الحوزة ، قم 1405 ه.

34 - مستدرک الوسائل : للمحدث الشیخ حسین النوری الطبرسی (ت 1320 ه) ، مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم 1407 ه.

36 - معانی الأخبار : للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، (ت 381 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین - قم 1361 ه. ش.

37 - معجم رجال الحدیث : لآیة الله العظمی السید أبو القاسم الخوئی - مد ظله الوارف ، منشورات مدینة العلم - قم ، ودار الزهراء - بیروت ، 1403 ه.

38 - منتخب الأنوار المضیئة : للسید علی بن عبد الکریم النیلی النجفی (من أعلام القرن التاسع) ، تحقیق السید عبد اللطیف الکوهکمری ، مطبعة الخیام - قم 1401 ه.

ص: 221

39 - منهج المقال : للمیرزا محمد الأسترآبادی (ت 1026 ه) ، طبعة حجریة - طهران.

40 - نهج البلاغة : جمع الشریف الرضی أبی الحسن محمد بن الحسن الموسوی (ت 406 ه) ، شرح الشیخ محمد عبده ، تحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید ، مطبعة الاستقامة - مصر.

ص: 222

من أنباء التراث

کتب تری النور لأول مرة

* کشف الرموز

فی شرح المختصر النافع ، فی الفقه.

تألیف : الشیخ عز الدین الحسن بن أبی طالب الیوسفی الآبی ، من أعلام القرن السابع الهجری.

و (المختصر النافع) من تألیف المحقق الحلی الشیخ نجم الدین أبی القاسم جعفر بن الحسن بن یحیی بن سعید الهذلی (602 - 676 ه) وقد اختصره فی کتابه (شرائع الإسلام) ، وقد ألف الشیخ الآبی شرحه هذا فی حیاة المحقق الماتن وفرغ منه فی شعبان سنة 672 ه ، وقد صدر الکتاب فی ثلاثة أجزاء.

تحقیق : الشیخ علی پناه الاشتهاری والشیخ حسین الیزدی الأصفهانی.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم / سنة 1408 ه.

* شرعة التسمیة :

تألیف : المعلم الثالث ، السید محمد باقر بن محمد الحسینی الأسترآبادی ، المشتهر بالمیر داماد أو المحقق الداماد ، المتوفی سنة 1041 ه.

کتاب فی النهی عن تسمیة الإمام صاحب الزمان علیه السلام باسمه الشریف الأصلی ، کتبه جوابا لاستفتاء جمع منه ، واختار الحرمة ، وذکر الأخبار الدالة علیها ، ثم ناقش کلام الأربلی فی (کشف الغمة) فی اعتراضه علی الشیخ المفید والشیخ الطوسی.

إعداد : الشیخ رضا الاستادی.

من أنباء التراث

ص: 223

نشر : مؤسسة مهدیة المیرداماد - أصفهان / 1409 ه.

* معارج نهج البلاغة

تألیف : الشیخ أبی الحسن علی بن زید البیهقی ، المشتهر بابن فندق ، المتوفی سنة 565 ه.

وقد ذکر الشیخ آقا بزرک الطهرانی - رحمه الله - فی الذریعة

21 / 184 أن هذا

الکتاب هو أول شرح کامل لنهج البلاغة.

تحقیق : الأستاذ محمد تقی دانش پژوه نشر : مکتبة آیة الله المرعشی العامة - قم.

* اختیار مصباح السالکین

تألیف : ابن میثم البحرانی ، الشیخ کمال الدین أبی الفضل میثم بن علی بن میثم البحرانی (636 - 689 ه).

وهو شرحه الوسیط علی (نهج البلاغة) لخصه من شرحه الکبیر (مصباح السالکین) المطبوع فی خمسة مجلدات عدة مرات فی طهران.

تحقیق : الدکتور الشیخ محمد هادی الأمینی.

نشر : مجمع البحوث الإسلامیة التابع للروضة الرضویة المقدسة - مشهد / سنة 1408 ه.

* إرشاد العباد إلی استحباب لبس السواد.

رسالة فی استحباب لبس السواد علی سید الشهداء الإمام أبی عبد الله الحسین والأئمة الطاهرین علیهم السلام.

تألیف : السید جعفر الطباطبائی الحائری - حفید صاحب الریاض - (1258 - 1321 ه).

تصحیح وتعلیق : السید محمد رضا الحسینی الأعرجی الفحام.

صدر فی قم مؤخرا.

* الرسائل العشر

تألیف : الشیخ جمال الدین أبی العباس أحمد بن محمد فهد الحلی ، المتوفی سنة 841 ه.

عشر رسائل فقهیة صغیرة یحتویها

الکتاب تناولت مختلف أبواب الفقه ، وهی :

1 - الموجز الحاوی لتحریر الفتاوی.

2 - المحرر فی الفتوی.

3 - اللمعة الجلیة فی معرفة النیة.

4 - مصباح المبتدی وهدایة المقتدی.

5 - غایة الإیجاز لخائف الإعواز.

6 - کفایة المحتاج إلی مناسک الحاج.

7 - رسالة وجیزة فی واجبات الحج.

ص: 224

8 - جوابات المسائل الشامیة الأولی.

9 - جوابات المسائل البحرانیة.

10 - نبذة الباغی فیما لا بد من آداب الداعی.

علما بأن الرسالة الثالثة کانت قد نشرت فی (تراثنا) العدد 9 ، السنة الثانیة 1407 ه بتحقیق عبد الحسین الحسون.

تحقیق : السید مهدی الرجائی.

نشر : آیة الله المرعشی العامة - قم 1409 ه.

* عوالم العلوم

تألیف : الشیخ عبد الله بن نور الله البحرانی ، من أعلام القرنین الحادی عشر والثانی عشر الهجریین.

صدر من هذه الموسوعة الجزء الخاص بالنصوص علی إمامة الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام.

تحقیق ونشر : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم.

* سلوة الغریب وأسوة الأدیب

تألیف : السید علی بن أحمد بن معصوم المدنی ، المتوفی سنة 1120 ه.

والکتاب مشهور باسم (رحلة ابن معصوم).

نشر : دار عالم الکتب - بیروت / سنة

1408 ه.

تحقیق : شاکر هادی شکر.

کتب صدرت محققة

* الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

تألیف : السید الجلیل ابن طاووس ، رضی الدین علی بن موسی بن جعفر الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

کان الکتاب قد طبع فی النجف الأشرف بالحروف لأول مرة ، ثم أعید طبعه بالأوفسیت فی قم علی الطبعة المذکورة.

وقد تم تحقیقه علی مخطوطتین قیمتین ، هما :

1 - نسخة کتبت فی عصر المؤلف - قدس سره - کتبها حسین بن عمار البصری ، فرغ منها یوم الأربعاء 24 ربیع الأول سنة 632 ه ، محفوظة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران.

2 - نسخة أخری بخط جید واضح ، محفوظة فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة ، فی قم.

تحقیق ونشر : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام لإحیاء التراث ، فی قم ، وصدر الکتاب ضمن سلسلة مصادر (بحار الأنوار).

ص: 225

* کنز الدقائق وبحر الغرائب ، ج 1

تألیف : الشیخ محمد بن محمد رضا بن إسماعیل المشهدی ، من أعلام القرنین الحادی عشر والثانی عشر الهجریین.

تفسیر قیم جمع بین التفسیر اللغوی بین التفسیر بالمأثور عن أئمة أهل البیت علیهم السلام ، وربما یطلق علیه أحیانا (کنز الحقائق وبحر الدقائق).

تحقیق : الأستاذ حسین الدرگاهی.

نشر : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی - طهران.

کما أن الجزء الأول من التفسیر نفسه کان قد صدر سابقا بتحقیق الشیخ مجتبی العراقی وصدر عن مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم ، وجزؤه الثانی تحت الطبع.

* الثغور الباسمة فی فضائل السیدة فاطمة علیها السلام

تألیف : الحفاظ السیوطی ، جلال الدین أبی الفضل عبد الرحمن بن أبی بکر بن محمد المصری الشافعی (849 - 911 ه).

تحقیق : محمد سعید الطریحی.

نشر : مرکز الدراسات والبحوث العلمیة : بیروت / سنة 1408 ه.

* فقه القرآن

تألیف : قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی الکاشانی ، المعروف بالقطب الراوندی ، المتوفی سنة 573 ه.

موضوعات الکتاب مرتبة علی ترتیب الکتب الفقهیة ابتداءا من کتاب الطهارة وحتی کتاب الدیات ، کما أورد فیه مؤلفه - رحمه الله - مباحث فقهیة وتفسیریة ومختلف الآراء فیها.

تحقیق : السید أحمد الحسینی.

نشر : مکتبة آیة الله المرعشی العامة - قم.

* الألفیة والنفلیة فی الصلاة الیومیة

تألیف : الشهید الأول ، الشیخ أبی عبد الله محمد بن محمد بن مکی العاملی (734 - 786 ه).

وهما رسالتان ، (الألفیة) وتشتمل علی ألف واجب فی الصلاة ، مطبوعة عدة مرات سابقا آخرها فی بیروت بتحقیق الشیخ محمد عسیران ، و (النفلیة) وتشتمل علی ثلاثة آلاف نافلة فی الصلاة ، ألفها بعد الرسالة الألفیة ولها شروح وتعالیق کثیرة ولها طبعات کثیرة أیضا ، وقد طبعتا هذه المرة سویة.

ص: 226

تحقیق : الشیخ علی الفاضل القائینی النجفی.

نشر : مکتب الإعلام الإسلامی - قم / سنة 1408 ه.

* الرعایة فی علم الدرایة

تألیف : الشهید الثانی ، الشیخ زین الدین بن علی بن أحمد الجبعی العاملی ، المستشهد سنة 965 ه.

تحقیق : عبد الحسین محمد علی بقال.

أعادت طبعة مجددا مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، علما بأن البابین الأول والثانی من أبواب الکتاب الأربعة سبق وإن طبعا مستقلین محققین من قبل المحقق نفسه وصدرا تحت عنوان (شرح البدایة فی علم الدرایة) عن مکتبة المسجد الجامع فی طهران عامی 1042 و 1404 ه.

* التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام

تفسیر اختلف فیه العلماء منذ القرن الرابع وحتی یومنا هذا فکانت الآراء حوله متباینة ما بین قادح ومادح وثالث یتأرجح بینهما ، فتم تحقیقه وفق ست نسخ مخطوطة ونسختین مطبوعتین علی الحجر لیکون عملا مهیأ للباحثین.

تحقیق ونشر : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم 1409 ه.

* تخمیس قصیدة البردة

نظم : المشتهر بالسید علی خان المدنی (1052 - 1120 ه).

وقصیدة البردة المشهورة من نظم شرف الدین محمد بن سعید البوصیری (608 - 694 ه).

تحقیق : الشیخ علی محدث.

وکان هذا التخمیس قد طبع فی بغداد سنة 1374 ه بتصحیح الشیخ محمد حسن آل یاسین.

نشر : قسم الدراسات الإسلامیة فی مؤسسة البعثة - طهران.

* مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل ، ج 11 - 18.

تألیف : خاتمة المحدثین الشیخ حسین النوری الطبرسی ، المتوفی سنة 1320 ه.

موسوعة حدیثیة جامعة ألفها المحدث

النوری - رحمه الله - علی غرار أبواب (وسائل لشیعة) للحر العاملی - رحمه الله - معتمدا علی مصادر الحدیث التی لم یعتمدها الحر العاملی فی کتابه ، فبلغت أحادیث المستدرک ما یناهز الثلاثین ألفا.

ص: 227

وقد تم تحقیق الکتاب علی نسخة مکتوبة بخط المؤلف ، وصدر منه قبل الآن عشر أجزاء ، وتمت بهذه الأجزاء الثمانیة الأخیرة أبواب المستدرک الفقهیة ، وربما تکون خاتمته فی 7 أجزاء والتی تشتمل علی بحوث رجالیة وتحقیقات حول الکتب المعتمدة فی تألیف الکتاب.

تحقیق ونشر : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، فی قم.

طبعات جدیدة لمطبوعات سابقة

* معادن الحکمة فی مکاتیب الأئمة - علیهم السلام -

تألیف : علم المرتضی محمد بن محسن ابن مرتضی الکاشانی ، نجل الفیض الکاشانی (1039 - 1115 ه).

یحتوی الکتاب علی 89 کتابا ورسالة من الإمام أمیر المؤمنین - علیه السلام - فی مختلف الشؤون کان قد أرسلها

- علیه السلام - إلی عماله وجهات أخری فی فترات زمنیة مختلفة.

علق علی الکتاب الشیخ علی الأحمدی المیانجی ، وقد ألحق ثبتا فی آخر الکتاب بمصادر تلک الکتب والرسائل.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم.

* قواعد الأحکام فی مسائل الحلال والحرام.

تألیف : العلامة الحلی ، الحسن بن یوسف بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

من الکتب المشهورة المتداولة ، لخص فیه مؤلفه فتاواه بین قواعد الأحکام الشرعیة بالتماس ولده فخر المحققین ، ویعتبر الکتاب من المتون الفقهیة المهمة ، وعلیه شروح عدیدة أهمها (جامع المقاصد) و (مفتاح الکرامة).

أعادت مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - قم طبعة بالأوفسیت فی 800 صفحة بالقطع الرحلی.

* دلائل الإمامة

تألیف : أبی جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبری الآملی ، من أعلام القرن الرابع الهجری.

یتحدث المؤلف فی کتابه هذا عن حیاة أئمة أهل البیت علیهم السلام وما مروا بها من أحداث وعن کراماتهم الباهرة ومعاجزهم الظاهرة فی بحث شیق جمیل مستدلا بها علی إمامتهم علیهم السلام.

أعادت طبعه مجددا مؤسسة الأعلمی فی بیروت سنة 1048 ه.

ص: 228

* دراسات وبحوث فی التاریخ والإسلام

تألیف : السید جعفر مرتضی العاملی.

مجموعة مقالات ودراسات إسلامیة ، کان بعضها منشورا فی مجلات إسلامیة فی أوقات سابقة ، ثم جمعت مع غیرها وصدرت فی جزءین مستقلین فی قم سنة 1400 ه.

أعادت طبعها بصف جدید فی مجلد واحد مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم 1409 ه.

* مرقاة الجنان

تألیف : السید حسن الحسینی اللواسانی النجفی.

کتاب فی أعمال الشهور الاثنی عشر من أدعیة وزیارات وصوم وصلوات.

صدر لأول مرة عام 1349 ه ، فی صیدا بعنوان (مرقاة الجنان الزهر) ، ثم أعادت طبعه ثانیة بصف جدید منشورات لوسان فی بیروت سنة 1408 ه.

* جنة المأوی

تألیف : الإمام الشیخ محمد حسین آل کاشف الغطاء (1294 - 1373 ه).

مواد ومواضیع متفرقة وأجوبة عن أسئلة وجهت إلیه - قدس سره - فیما یتعلق بالعقائد

والتاریخ وغیرهما.

جمعها ورتبها وقدم لها مقدمة ضافیة حول المؤلف والکتاب السید محمد علی القاضی الطباطبائی - رحمه الله - وطبعها فی تبریز سنة 1397 ه.

أعادت دار الأضواء فی بیروت طبعه بصف جدید سنة 1408 ه.

* السعة والرزق

تألیف : الشیخ محمد بن أبی تراب الکلباسی (1324 - 1399 ه).

کتاب یبحث فی موجبات الفقر ونافیاته ، وموجبات الرزق وموسعاته ، وشرح الروایات الواردة فی ذلک ، وخصص خاتمته فی إیراد الصلوات والأدعیة المأثورة لقضاء الحوائج.

أعادت طبعه للمرة الثالثة بالأوفسیت - علی طبعة النجف الأشرف المطبوعة سنة 1390 ه - مؤسسة الوفاء فی لندن سنة 1408 ه.

* تفسیر القرآن الکریم

تألیف : العلامة المحقق الجلیل السید عبد الله شبر الحسینی ، المتوفی سنة 1242 ه.

تقدیم : الدکتور حامد حنفی داود.

أعادت مؤسسة دار الهجرة فی قم طبعه

ص: 229

بالأوفسیت علی طبعته الثانیة المطبوعة فی القاهرة مع إجراء تصحیحات علیها.

* مصفی المقال فی مصنفی علم الرجال

تألیف : الشیخ آقا بزرک الطهرانی ، محسن بن علی بن محمد رضا - صاحب (الذریعة إلی تصانیف الشیعة) - ، (1293 - 1389 ه).

أعادت دار العلوم فی بیروت طبعه بالأوفسیت علی الطبعة الأولی الصادرة فی طهران سنة 1373 ه.

* المواسم والمراسم فی الإسلام

تألیف : السید جعفر مرتضی العاملی.

یبحث حول مشروعیة ومحبوبیة إقامة مراسم الاحتفال فی الأعیاد ومظاهر الحزن فی المآتم فی مختلف المناسبات أثناء شهور السنة اعتمادا علی ما ورد فی الکتاب والسنة وسیرة العقلاء ردا علی الوهابیة وغیرها من الفرق الضالة.

أعادت طبعه ثانیة منظمة الإعلام الإسلامی - طهران.

* مشاهد العترة الطاهرة وأعیان

الصحابة والتابعین.

تألیف : السید عبد الرزاق بن حسن کمونة الحسینی النجفی (1324 -

1390 ه).

أعادت مؤسسة البلاغ فی بیروت طبعه بالأوفسیت علی طبعة النجف الأشرف الصادرة سنة 1387 ه.

* عدة الداعی ونجاح الساعی

تألیف : الشیخ ابن فهد الحلی ، أحمد بن محمد بن فهد الأسدی الحلی (756 - 841 ه).

کتاب مشهور فی آداب الدعاء وتهذیب النفس.

أعادت طبعه دار المرتضی ودار الکتاب الإسلامی فی بیروت ، سنة 1407 ه.

صدر حدیثا

* الشریف الرضی

تألیف : الدکتور عبد الفتاح محمد الحلو.

دراسة تقع فی قسمین تناول فیها المؤلف مختلف جوانب حیاة الشریف الرضی (ت 406 ه) منذ نشأته وعن عقیدته ومذهبه الکلامی وعلاقته بملوک زمانه ، کما درس ثقافة الشریف الرضی ومصادر شعره وأدبه وخصائصه الفنیة وأغراضه الشعریة.

ص: 230

نشر : دار هجر - القاهرة.

* جامع أحادیث الشیعة ، ج 15

تم إعداد هذا الکتاب بإشراف آیة الله العظمی السید حسین الطباطبائی البروجردی - قدس سره - ، المتوفی سنة 1380 ه ، یشتمل هذا الجزء علی الأحادیث الواردة فی شأن القرآن والدعاء والذکر والعشرة.

صدر فی قم مؤخرا.

* دیوان السید رضا الهندی

هو السید رضا بن محمد بن هاشم الهندی (1290 - 1362 ه) ، من أشهر العلماء والشعراء فی النجف الأشرف ، وصاحب القصیدة الکوثریة المعروفة فی مدح الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام.

نشر : دار الأضواء - بیروت.

* دیوان دعبل الخزاعی

هو دعبل بن علی بن رزین الخزاعی (148 - 246 ه) صاحب القصیدة التائیة المشهورة التی أنشدها فی حضرة الإمام علی بن موسی الرضا علیهما السلام وقصتها مشهورة.

جمع شعره مجددا عبد الصاحب عمران

الدجیلی النجفی.

نشر : دار الکتاب اللبنانی - بیروت.

* الحیاة ج 3 و 4

تألیف : محمد رضا الحکیمی ومحمد الحکیمی وعلی الحکیمی.

موسوعة إسلامیة علمیة موضوعیة تخطط مناهج الحیاة للفرد والمجتمع.

نشر : مکتب نشر الثقافة الإسلامیة - طهران 1408 ه.

* فهرس مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة ، ج 15

فیه وصف لأربعمائة مخطوطة ومجموعة من محفوظات المکتبة.

إعداد : السید أحمد الحسینی.

نشر : مکتبة آیة الله المرعشی العامة - قم.

* مجمع الأنوار

إعداد : علی رضا برازش.

یعنی بفهرسة وتبویب الأحادیث الواردة فی أهم المصادر والمجامیع الروائیة عند الإمامیة بالنظر إلی مفردات المواضیع ، صدر منه الکتابان الأول والثانی فی مجلد واحد فیما یخص کلمتی الشکر والصبر.

نشر : منظمة الإعلام الإسلامی -

ص: 231

طهران / سنة 1408 ه.

* فاطمة بنت الإمام موسی بن جعفر علیهم السلام

کتیب روائی فی أحوال السیدة فاطمة بنت الإمام الکاظم علیهما السلام ، وفضائل مدینة قم ، وأحوال علی بن الإمام محمد الباقر علیهما السلام ، وفضائل مدینة قم ، وأحوال علی بن الإمام محمد الباقر علیهما السلام.

إعداد ونشر : مدرسة الإمام المهدی علیه السلام - قم / سنة 1409 ه.

* الحج فی الکتاب والسنة

دراسة عن تاریخ المسجد الحرام والبیت الحرام وأحکامهما ومناسک الحج وفضیلته وبقیة المواقف المشرفة ، کما یبحث الکتاب فی آداب زیارة النبی الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وفضلها وکذلک زیارة الزهراء البتول وأئمة البقیع علیهم السلام وبقیة الشهداء.

نشر : مرکز الحج للدراسات والنشر - طهران / سنة 1407 ه.

* صفی الدین الحلی

هو عبد العزیز بن سرایا بن علی السنبسی الطائی الحلی (677 - 570 ه).

ولد ونشأ فی الحلة بالعراق ، وتوفی

ببغداد ، کان شاعر عصره وکثرت رحلاته إلی الشام ومصر وماردین للتجارة.

تألیف : یاسین الأیوبی.

نشر : دار الکتب اللبنانی - بیروت.

* أدب الحسین وحماسته - علیه السلام -

تألیف : أحمد صابری الهمدانی.

استقصی فیه المؤلف کتب وخطب وأشعار الإمام أبی عبد الله الحسین - علیه السلام - من مختلف المصادر المخطوطة والمطبوعة ، وکان الکتاب قد طبع لأول مرة عام 1395 ه.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة - قم.

کتب تحت الطبع

* خلاصة عبقات الأنوار فی إثبات إمامة الأئمة الأطهار ، ج 10

تعریب وتلخیص : السید علی الحسینی المیلانی.

وکتاب (عبقات الأنوار فی إثبات إمامة الأئمة الأطهار) من تألیف العلامة السید حامد حسین اللکهنوی ، المتوفی فی الهند سنة 1306 ه ، ألفه فی اثنی عشر مجلدا ضخما باللغة الفارسیة ردا علی الباب السابع فی الإمامة من کتاب (تحفة

ص: 232

اثنی عشریة) لعبد العزیز الدهلوی ، وللمزید من المعلومات عن الکتاب وما یتعلق به راجع بحث (موقف الشیعة من هجمات الخصوم) المنشور فی (تراثنا) العدد (6) - العدد الأول / السنة الثانیة / محرم 1407 ه.

وسیصدر عن مجمع البحوث الإسلامیة التابع للروضة الرضویة المقدسة - مشهد.

* الصحیفة السجادیة

وهی مجموعة الأدعیة والمناجاة المشهورة

التی أنشأها الإمام السجاد زین العابدین علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام.

وقد طبعت الصحیفة سابقا عشرات المرات ، وعلیها شروح وتعلیقات من أکابر العلماء وأعلام الطائفة.

قامت مدرسة الإمام المهدی علیه السلام فی قم بإعدادها وتنظیمها بشکل جدید وستصدر ضمن منشوراتها إن شاء الله.

* التحریر الطاووسی

تألیف : الشیخ حسن بن الشهید الثانی زین الدین بن علی الجبعی العاملی - صاحب (معالم الأصول) - ، المتوفی سنة 1011 ه.

وهو کتاب رجالی مبوب علی الحروف

مقتبس من کتاب (حل الإشکال فی معرفة الرجال) للسید أحمد بن طاووس - المتوفی سنة 673 ه - مع إضافة بیانات وتعلیقات علیه من قبل المؤلف - قدس سره -.

تحقیق : السید محمد حسن ترحینی.

نشر : مؤسسة الأعلمی - بیروت.

کما یقوم بتحقیقه : فاضل الجواهری معتمدا فی عمله علی ثلاث نسخ مخطوطة ، هی :

1 - نسخة کتبت سنة 1010 ه ، فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، تحت رقم 1457 ضمن مجموعة.

2 - نسخة کتبت سنة 1060 ه ، فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، تحت رقم 3112 ضمن مجموعة.

3 - نسخة کتبت فی أواخر القرن الثانی عشر الهجری ، فی مکتبة مشکاة التابعة للمکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، تحت رقم 588.

وسوف یصدر الکتاب من منشورات مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم.

ص: 233

کتب قید التحقیق

* مجمع البیان فی تفسیر القرآن

تألیف : الشیخ أبی علی الفضل بن الحسن الطبرسی ، من أعلام القرن السادس الهجری.

من تحقیقات : مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث ، فی قم.

سفر جلیل وتفسیر قیم حظی بمکانة مرموقة بین کتب التفسیر قلما یسموا إلیها کتاب فی هذا المجال ، وکان أحد المراجع لمفسری العامة أیضا ، ضمنه مصنفه - قدس سره - الکثیر من الشروح المهمة وعرج بعد ذکر مبدأ تفسیر القرآن إلی تعیین کل سورة أمکیة کانت هی أم مدنیة ، وذکر اختلاف القراءات وإعراب الآیات القرآنیة الکریمة ، ثم ذکر أسباب النزول وأقوال المفسرین ممن سبقوه ، کما أورد معنی الآیات وتأویلها والأحکام والقصص المرتبطة بها وغیر ذلک ، فقلما نجد تفسیرا یتضمن هذا التفصیل الواسع الشامل.

ولأهمیة هذا التفسیر فقد طبع عدة طبعات فی لبنان وإیران فی عشرة مجلدات من القطع الکبیر.

شرعت مؤسسة آل البیت - علیهم السلام - لإحیاء التراث بتحقیق هذا

الکتاب - وفق منهجیتها بأسلوب التحقیق الجماعی - علی عدة نسخ مخطوطة منها :

1 - نسخة من أول الکتاب إلی نهایة سورة البقرة ، کتبت سنة 707 ه ، من مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 3231.

2 - نسخة قدیمة نفیسة من أول سورة الأنعام إلی الآیة 70 من سورة الأنفال ، من مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 2273.

3 - نسخة من أول سورة الأنعام إلی آخر سورة یوسف علیه السلام ، بخط الحسن الشیعی السبزواری ، من تلامذة العلامة الحلی ، تاریخها سنة 731 ه ، من مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 294.

4 - نسخة من سورة العنکبوت إلی سورة ص ، بخط علی بن أحمد المزیدی ، تاریخها سنة 739 ه ، وهی کذلک من مخطوطات مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، برقم 474.

5 - نسخة من سورة الواقعة إلی نهایة الکتاب ، بخط قطب الدین الکیدری ، تاریخها سنة 585 ه ، مقابلة علی نسخة المصنف ومقروءة علی نصیر الدین الطوسی ، وهی من مخطوطات مکتبة روضة السیدة فاطمة المعصومة علیها السلام فی قم ، برقم

ص: 234

2 / 136 - 5954.

وقد شکلت عدة لجان متخصصة لإنجاز عملیة التحقیق بأسلوب محدد کالآتی :

1 - لجنة مقابلة النسخ آنفة الذکر وتثبیت موارد الاختلاف فیما بینها.

2 - لجنة تقویم النص ، لإظهار نص الکتاب أقرب ما یکون علی ما ترکه المؤلف قدس سره.

3 - لجنة مراجعة وتخریج أسباب النزول والقراءات والآیات المستشهد بها أثناء التفسیر.

4 - لجنة تخریج نصوص اللغة والإعراب والأمثال والأشعار وغیر ذلک مما ورد فی الشرح.

5 - لجنة تخریج أقوال المفسرین.

6 - لجنة مراجعة وتخریج ما تبقی من نصوص وآراء وشروح متفرقة مما هو خارج اختصاص اللجان آنفة الذکر.

هذا ، وقد سار العمل فی تحقیق الکتاب شوطا بعیدا ، نأمل أن یتم إنجازه قریبا بإذن الله تعالی.

* حلیة الأبرار فی أحوال محمد وآله الأطهار

تألیف : السید هاشم الکتکانی البحرانی ، المتوفی سنة 1109 ه.

کتاب کبیر مرتب علی ثلاثة عشر

منهجا فی أحوال النبی والأئمة الاثنی عشر علیهم أفضل الصلاة والسلام.

تقوم بتحقیقه : مؤسسة البعثة للمعارف الإسلامیة ، فی قم ، اعتمادا علی أربع نسخ مخطوطة إحداها کتبت سنة 1099 بخط تلمیذه الشیخ علی بن عبد الله البحرانی.

* صفات الشیعة

تألیف : الشیخ الصدوق ، أبی جعفر محمد بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

یتضمن الکتاب واحدا وسبعین حدیثا مرویا عن أهل البیت علیهم السلام تحدد صفات الشیعة ومنزلتهم بأسلوب مؤثر.

یقو بتحقیقه : الشیخ محمد تقی الذاکری.

* غایة المرام وحجة الخصام

فی تعیین الإمام من طریق الخاص والعام.

تألیف : المحدث السید هاشم بن سلیمان البحرانی ، المتوفی سنة 1109 ه.

کتاب فی فضائل أمیر المؤمنین والأئمة الطاهرین من ولده صلوات الله علیهم والنص علی إمامتهم من طرق الخاصة والعامة ، وهو علی مقصدین :

ص: 235

الأول : فی تعیین الإمام والنص علیه وما یتصل بذلک.

الثانی : فی وصف الإمام وفضائله وما یتصل بذلک ، کما یلحقه بفضائل شیعتهم ومحبیهم.

تقوم بتحقیقه لجنة مشکلة لذلک ، وربما یصدر الکتاب فی 10 أجزاء أو أکثر.

* مجموعة

فیها :

1 - جامع الأحادیث.

2 - نوادر الأثر فی علی خیر البشر.

3 - العروس.

4 - الأعمال المانعة من دخول الجنة.

5 - الغایات.

6 - المسلسلات.

کلها من تألیف الشیخ أبی

محمد جعفر بن أحمد القمی ، من أعلام القرن الرابع الهجری.

ستة کتب صغیرة تحوی مجموعة من الأحادیث المسندة إلی رسول الله وأهل بیته صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ، مرتبة بأسلوب جمیل.

یقوم بتحقیقها السید محمد الحسینی النیسابوری ، معتمدا فی ذلک علی أربع نسخ مخطوطة تعود إحداها إلی القرن التاسع وعلیها تملک شیخ الإسلام العلامة المجلسی قدس سره.

* عمدة النظر فی عصمة الأئمة الاثنی ، عشر

تألیف : السید هاشم البحرانی ، المتوفی سنة 1109 ه.

یقوم بتحقیقه : السید محمد منیر الحسینی المیلانی.

* کشف الأسرار فی شرح الاستبصار

تألیف : المحدث السید نعمة الله بن عبد الله الموسوی الجزائری (1050 - 1112 ه).

وهو شرح لکتاب (الإستبصار فیما اختلف من الأخبار) لشیخ الطائفة أبی جعفر الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

یقوم بتحقیقه السید طیب الجزائری - من أحفاد المؤلف - وسوف یصدر فی 8 أجزاء أو أکثر.

ص: 236

بسم الله الرحمن الرحیم

وصلنا من (رابطة العلماء المسلمین) إعلان عن مسابقة علمیة ، ونحن نشره هاهنا خدمة للرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم والدین الحنیف.

إعلان عن مسابقة

لقد کانت بعثة الرسول الأکرم محمد بن عبد الله صلی الله علیه وآله وسلم الحدث الذی غیر وجه التاریخ وعطف مسیرة الأجیال ، فقدم للبشریة فیضا من القیم فی دنیا کانت تعانی من افتقار للقیم ، وقدم نماذج إنسانیة خیرة تقتدی وتهتدی بالنجوم الزواهر ، وقد تأثر بهذه الرسالة الکریمة فآمن بها واشرأب بقیمها وأفکارها ومنهجها الملیارات من البشر ، وسیظل یتبعهم الملیارات إلی یوم القیامة.

وبمناسبة مرور ذکری المبعث النبوی الشریف تعلن (رابطة العلماء المسلمین) عن إجراء مسابقة ثقافیة ، یکون حقلها الکتابة عن شخصیة الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وما یتعلق برسالته حسب التفاصیل التالیة :

1 - تقدم الرابطة جوائز رمزیة للفائزین الثلاثة الأوائل مقدارها :

1 - عشرة آلاف دولار للفائز الأول.

2 - سبعة آلاف وخمسمائة دولار للفائز الثانی.

3 - خمسة آلاف دولار للفائز الثالث.

2 - آخر مدة لإرسال الکتب هو السابع عشر من شهر ربیع الأول سنة 1410 ه.

3 - أن یکون الکتاب مکتوبا بالآلة الکاتبة وعلی وجه واحد من الورقة.

4 - تتکفل (رابطة العلماء المسلمین) طبع الکتاب الفائز خلال فترة زمنیة لا تتجاوز السنة الواحدة.

ص: 237

5 - للکاتب الحق فی طبع کتابه بعد سنة من صدوره ، أی بعد مرور سنة علی طبعه من قبل الرابطة.

6 - تسعی الرابطة إلی ترجمة وطبع الکتب الفائزة إلی عدد من اللغات الحیة.

7 - تحبذ الرابطة من الإخوة الکتاب الراغبین فی الاشتراک فی المسابقة إخبارها عن عزمهم علی ذلک مع إرسال عناوینهم إلیها.

ومن الله التوفیق.

السید صادق الحسینی

أمین القسم الثقافی

1 / شعبان 1409 هجری

المراسلات تکون علی العنوان التالی :

BOX 7335. M. B

XX 3 - LONDON WCI

. K. U

ص: 238

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.