تراثنا المجلد 8

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث _ قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث _ قم

الطبعة: ٠

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : ١٤٠٧ ه_.ق

الصفحات: ٤٠٠

ص: 1

اشارة

تراثنا

العددان الثانی والثالث

السنة الثانیة

الفهرس

نظرات سریعة فی فن التحقیق (6) .........................................  أسد مولوی 7

ما تبقی من مخطوطات نهج البلاغة .......................  السید عبد العزیز الطباطبائی 13

اللذة والألم من وجهة نظر ابن سینا الفلسفیة والعرفانیة....... الشیخ محمد تقی الجعفری 37

باب «من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام» فی رجال الشیخ الطوسی السید محمد رضا الحسینی 45

دلیل المخطوطات (4)

مکتبة العلامة الطباطبائی................................ السید أحمد الحسینی الصفحة 150

معجم الرموز والإشارات (2)............................ الشیخ محمد رضا المامقانی 164

من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء

الشاعر الشیخ محمد بن علی البغلی............................... الشیخ جعفر الهلالی 220

ص: 2

ربیع الثانی / رمضان

1407 ه_. ق.

التحقیق فی نفی التحریف (2).................................. السید علی المیلانی 232

ماینبغی نشره من التراث (4)....................................................... 266

تفسیر ابن فارس (1).................................. الدکتور هادی حسن حمودی 268

وثائق تاریخیة

وصیّة العلّامة الحلّی لولده فخر المحقّقین.............................................. 328

من ذخائر التراث

رسالة عدم مضایقة الفوائت _ ابن طاووس............ السید محمد علی الطباطبائی المراغی 331

مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهید......................... الشیخ عبّاس الحسّون 360

من أنباء التراث.................................................................... 386

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

نظرات سریعة فی فن التحقیق (6)

أسد مولوی

تقویم النص

بعد أن انتهی المحقق من اختیار الکتاب وجمع نسخه _ وهی الآن غالبا مصورات _ وفحصها وعین منها لعمله ما عین ، علیه أن یختار نسخة منها فیقرأها قراءة دقیقة فاحصة لیتمرس بأسلوب المؤلف ویطلع علی خصائص کتابته.

ثم تبدأ مرحلة من أدق مراحل التحقیق وأشدها تعبا ، وهی مرحلة نسخ الکتاب بخط یده. وقد شاع _ فی هذه الأواخر _ کتابة النسخة بواسطة الآلة الکاتبة ، وهی طریقة فیها من المحاذیر ما لا نطیل بذکره ... اللهم إلا أن یکون الکاتب بالآلة محققا ضابطا عارفا وقادرا یطمأن إلی عمله.

یختار المحقق أسلم النسخ التی جمعها فینسخها بیده بخط واضح متباعد ما بین السطور فصیح الحروف بحیث یستطیع أن یدخل کلمة فی السطر إن احتاج إلی إدخالها فی مرحلة المقابلة.

وعند انتهاء النسخ یکون المحقق قد ازداد خبرة بکتابه ومراسا بخطه واطلاعا علی مطالبه.

ثم تقابل هذه النسخة علی أصلها الذی انتسخت عنه لیستدرک ما فوته سهو النظر أو سهو الفکر.

ثم تقابل النسخ المخطوطة الأخری _ واحدة بعد واحدة _ علی هذه النسخة الجدیدة ، ویسجل المحقق ما یجده من الفروق بین النسخ فی الهوامش.

أسد مولوی

ص: 7

والأولی أن تکون المقابلة بید اثنین ، یقرأ القارئ فی النسخة المخطوطة وینظر المقابل فی النسخة المنسوخة.

ثم یبدأ المحقق بالتدقیق والتنقیر فی نسخته _ مع الرجوع إلی النسخ المخطوطة أحیانا _ فیخرج ما یحتاج إلی تخریج من حدیث أو قول أو شعر ، ویصحح ما تصحف علی النساخ ، ویعلق التعلیقات التی توضح غامض الکتاب أو تفسر مشکله أو ... بل یشمل بتعلیقه کل ما یزید الکتاب وضوحا أو تقویة لمطالبه ، أو مناقشة لبعض ما یرد فیه مما جاء العلم فیه بجدید.

هذه النسخة هی مسودة المحقق التی یحتاجها إلی التبییض والترتیب لیدفع بها إلی المطبعة.

وفی عملیة التبییض یجب أن یکون المحقق دقیقا فی النسخ واضح الخط فصیحه مرتب الکتابة. وفی هذا الدور یکون تقطیع النص إلی فقرات ، وفیه توضع علامات الترقیم الحدیثة من فاصلة وعلامة تعجب و... وفیه _ أیضا _ یرتب الهامش مناسبا للمتن. وینبغی أن تلاحظ دقة الأرقام (الحسابیة) التی تربط المتن بالهامش.

ومن علامات الترقیم التی شاعت وذاعت :

1 _ النقطة (.) توضع بعد انتهاء الکلام.

2 _ الفاصلة (،) توضع لتقسیم الجمل ، وبعد کل سجعة من الکلام المسجوع.

3 _ النقطتان المتعامدتان (:) توضعان بعد القول ، مثل :

قال فلان :

أما إذا تکرر القول مثل :

قال محمد ، قال علی :

فتوضعان بعد (قال) الثانیة ، ویکتفی بالفاصلة بعد (قال) الأولی.

وتوضعان أیضا بعد التقسیم ، مثل :

الکلام : اسم وفعل وحرف.

وتوضعان بعد التمثیل ، مثل :

المبتدأ والخبر مثل : الإسلام منتصر.

وتوضعان کذلک بعد الشرح والتفصیل ، مثل :

ص: 8

المبتدأ والخبر : إسمان مرفوعان ...

4 _ علامة التعجب (!) توضع بعد جمل التعجب.

5 _ علامة الاستفهام (؟) توضع بعد جمل الاستفهام.

6 _ علامة الانکار (؟!).

7 _ الشرطتان الأفقیتان (_ _) توضعان لحصر الجمل المعترضة.

8 _ کلمة (کذا) أو علامة الاستفهام ، توضع إحداهما إشارة إلی ما استبهم علی المحقق وقد أثبته کما هو فی المخطوط.

9 _ النقاط الثلاث الأفقیة (...) توضع محل البیاض فی المخطوط أو مکان ما حذفه المحقق.

10 _ النجمة (*) توضع مساعدة لأرقام الهوامش.

11 _ الخط المائل (/) یوضع فی متن الکتاب قبل أول کلمة من کل صفحة من المخطوط ، ویوضع الرقم یمین الصفحة المطبوعة.

ویستعمل _ أیضا _ للفصل بین رقم جزء وصفحة المصدر فی الهامش.

12 _ حرف الواو (و) ویوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : 32 و ، یعنی وجه الورقة 32.

13 _ حرف الظاء (ظ) یوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : 32 ظ ، یعنی ظهور الورقة 32.

14 _ العضادتان [ ] تستعملان لما یزیده المحقق من عنده لاقتضاء السیاق أو تصحیح النص ، أو لما یضیفه المحقق من المصدر ، ولا بد فی الإضافة أن تکون نافعة وإلا لم تصح.

15 _ القوسان المزهرتان ( ) تستعملان لحصر الآیات القرآنیة الکریمة.

16 _ القوسان العادیتان ( ) تستعملان لحصر الأحادیث النبویة الشریفة.

17 _ القوسان المضاعفتان الصغیرتان « » تستعملان لحصر النصوص المنقولة عن کتب أخری ، أو أسماء الکتب ، أو أسماء الأعلام ..

والشکلان الأخیران من الأقواس لم یستقر بهما الأمر علی قرار ، فالمحقق مخیر فی استعمالهما.

ص: 9

وللمحقق أن یصطلح من هذه المکملات المحسنات _ أعنی الأقواس والنجوم _ علی ما یزید عمله وضوحا وییسر لقارئ کتابه سبل الدلالة ، شرط أن یذکر فی مقدمة التحقیق ما اصطلح علیه.

صنع الفهارس

حین ینتهی المحقق من کتابة مبیضة الکتاب التی یطمئن إلیها ، ویعتمد علی ما دونه فیها ، ویری أنه محاسب علی عمله فیها ... یدفعها إلی المطبعة التی اختارها نظیفة الخط محمودة العمل ، ویختار لکتابه الأحجام المناسبة من الحروف والعلامات.

وأری أن لا یکل مقابلة کراریس المطبعة مع مبیضته إلی غیره ، وإن أعانه عارف بالفن فبها ونعمت.

فإذا تم عمل المطبعة فی هذا القسم من الکتاب _ وهو القسم الأعظم والمقصود الأصلی منه _ اشتغل المحقق بصنع فهارس الکتاب.

والفهرسة ضرورة لازمة ، لأن الکتاب بدونها خزانة مقفلة یعسر علی القارئ والباحث استخراج ما یحتاجه منه.

وأری أن الکتب التی هی فهارس فی واقعها کمعاجم اللغة ، محتاجة إلی فهارس کثیرة.

فقد صنع محققا (الفائق فی غریب الحدیث) للزمخشری ، وهما الأستاذان محمد أبو الفضل إبراهیم ، وعلی محمد البجاوی ... صنعا (فهرس الألفاظ اللغویة مرتبة علی حروف الهجاء) (1) فذکرا المواد الغویة مرتبة علی حروفها الأولی ، وذکرا ضمن المواد الألفاظ اللغویة التی فسرت فی هذا المعجم وأرقام صفحات أماکنها ، فأحسنا بذلک صنعا ویسرا علی الباحثین ووفرا علیهم کثیرا من الوقت.

فلو صنع محققوا المعجمات العربیة فهارس مثل هذا الفهرس لکل معجم لأفادت فائدة عظیمة النفع فی البحوث الإحصائیة لألفاظ اللغة العربیة الجلیلة وفی غیرها من

ص: 10


1- (1) هو الفهرس الثامن من الفهارس التی صنعاها ، أنظره فی ج

البحوث اللغویة ، فضلا عن تقریب اللفظ المبحوث عنه إلی القارئ وجعله منه علی طرف الثمام.

وصنعا أیضا _ وهو من جمیل ما صنعا _ فهرسا للموضوعات استخرجا عناوینه بدقة ، ففتحا بذلک خزانة من خزائن الکتاب للباحثین.

وهذا محقق (النهایة فی غریب الحدیث والأثر) لابن الأثیر ، صنع له فهارس کثیرة ، أسردها علیک کما ذکرها هو فی ج 5 / 307 وهی :

1 _ فهرس الآیات القرآنیة الکریمة.

2 _ فهرس الأشعار.

3 _ فهرس أنصاف الأبیات.

4 _ فهرس الأرجاز.

5 _ فهرس الأمثال.

6 _ فهرس الأیام والوقائع والحروب.

7 _ فهرس الخیل وأدوات الحرب.

8 _ فهرس الأصنام.

9 _ فهرس الأعلام.

10 _ فهرس الأمم والفرق والطوائف.

11 _ فهرس الأماکن.

12 _ فهرس الکتب التی ذکرت فی متن الکتاب.

13 _ فهرس مراجع التحقیق.

وقد طال الکلام فی الفهارس ، وهو بحث یستأهل أکثر من هذه السطور ، وله مضطرب واسع فی غیر هذه النظرات السریعة إنشاء الله تعالی. ولکنی وکلت الأمر إلیک _ أخی المحقق _ فانظر فی الفهارس التی أجاد صنعها المحققون تنفتح لک أبواب واسعة وتظهر لک فهارس جدیدة إن أنت أعملت فکرک مجتهدا ، والتقلید _ کما تعلم _ سنة العاجزین.

ص: 11

کتابة مقدمة التحقیق

انتهی عمل المحقق فی صلب الکتاب ، وقد صفا الوقت لکتابة مقدمته ، والمحقق خلال عمله اطلع علی خفایا الکتاب ، وقتل مخطوطاته درسا ، وعرف مؤلفه معرفة وافیة ، فما علیه الآن _ وقد تجمعت له مادة کافیة _ إلا أن یعمل قلمه فی کتابة المقدمة.

وقد جرت العادة أن تبدأ المقدمة بترجمة مؤلف الکتاب ، ودرجته العلمیة ، وأقوال العلماء فیه ، وذکر المصادر التی ترجمت له.

ثم الحدیث عن الکتاب وفائدته للأمة وأهمیة إحیائه ، وعن الکتب التی تشبهه فی موضوعه ومکانه بینها.

ثم وصف مخطوطاته وصفا دقیقا ، والدلالة علی أماکنها من مکتبات الدنیا ، ویجب أن یرفق المحقق بهذا الوصف نماذج مصورة من أوائل المخطوطات وأواسطها وأواخرها.

ثم یذکر المحقق عمله فی الکتاب لیکون القارئ علی بینة من أمره فیطمئن إلی الکتاب ویقتنیه ذخیرة ثقافیة نافعة ، إنشاء الله تعالی.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.

ص: 12

ما تبقی من مخطوطات نهج البلاغة (1)

(2)

السید عبد العزیز الطباطبائی

(87)

مخطوطة القرن 6

قطعة من نهج البلاغة ، کتبت فی القرن السادس بخط نسخی خشن جمیل مشکول ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف.

تبدأ من قوله علیهم السلام : (یحتج بها علیک یوم القیامة أحد ، وإن رآک الله عند معصیته ...).

وتنتهی بقوله علیه السلام : (یا بنی عبد المطلب لا ألفینکم تخوضون ...).

مقابلة مصححة علیها آثار التصحیح.

وهی فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، رقم 3341.

(88)

مخطوطة القرن السابع

علیها تملک 686 ، ففیها : (هذا الکتاب صار ملکا خالصا بحکم الشراء للداعی ... مسعود بن شرف بن محمد ، المدعو بنجم الحاجتی (الحاجبی) ، فی الیوم

السید عبد العزیز الطباطبائی

ص: 13


1- (*) سبق نشر القسم الأول من هذا البحث فی نشرة (تراثنا) ، العدد الخام�1. ص 25 _ 102 ، تحت عنوان (المتبقی من مخطوطات نهج البلاغة حتی نهایة القرن الثامن الهجری).

التاسع عشر من ذی الحجة سنة ست وثمانین وستمائة).

وعلیها أیضا : (اشتراه الإمام ... بن مسعود المدعو بنجم الحاجتی المذکور فی هذا الکتاب ... المسمی تاج الأئمة سراج الأمة بن مجد الدین ، سنة تسعین وستمائة).

وعلیها أیضا أنها قوبلت بنسخة صحیحة معتمدة بقدر الإمکان [وفرغ منها] لیلة التاسع من شهر رجب سنة 735 ، بید حسن الشبلی.

وعلی هوامشها تعلیقات ، وهی فی 240 ورقة ، فی مکتبة کوپرلی فی إسلامبول ، برقم 1407 ، ذکرت فی فهرسها 2 / 122.

(89)

مخطوطة القرنین 7 و 8

کتبت بخط نسخی جمیل مشکول ، ومن بدایتها أوراق ست حدیثة الخط ، وفی آخرها تملک الحسن الطبری فی سنة 715 هکذا :

(خط بهذه القطة الراجی إلی رحمة ربه اللطیف الحسن الطبری ،

سطره فی أوائل ذو القعدة سنة خمس عشرة وسبعمئة).

وهی من مخطوطات مکتبة مؤسسة الثورة الإسلامیة (بنیاد انقلاب إسلامی) ، فی طهران.

(90)

مخطوطة سنة 707

بخط نسخی جید جمیل مشکول ، والعناوین مکتوبة بخط الثلث الخشن ، بعضها بالذهب وبعضها باللازورد وصفحاتها مؤطرة باللازورد وماء الذهب ، جاء فی نهایتها :

(وقد فرغ من تحریره فی تاسع عشر ربیع الأول سنة سبع وهی [کذا] وسبعمائة هجریة هلالیة مصطفویة).

ص: 14

ولا یزال الریب یخالجنی فی أمرها ولولا التاریخ لقدرتها من مخطوطات أوائل القرن العاشر ولعل التاریخ للمنتسخ منه ، وهذه المخطوطة الفرع بقیت دون تاریخ.

وهی مقابلة مصححة ، علیها بلاغات وتصحیحات ، جاء فی آخرها : بلغ هذا الکتاب ... مقابلة من أوله إلی آخره ... جمادی الثانیة سنة 1067 ... محمد مؤمن بن إسماعیل.

وهی فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، رقم 4460 ، ذکرت فی فهرسها 12 / 48.

(91)

مخطوطة سنة 708

بخط نسخی جید خشن جمیل مشکول ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف أو بخط الثلث الخشن ، وعلی نصفها الأول بلاغات وتصحیحات ، وفی نهایة الکتاب : (فرغ من تنمیقه ... الحسن بن محمد بن أبی الحسن الآوی ، یوم الأربعاء وقت الضحی لعشر بقین من شهر ربیع الأول حجة ثمان وسبعمائة حامدا الله تعالی ومصلیا علی محمد وآله بساوة).

ثم بعد بهذا الخط والتاریخ کتاب (الشهاب) للقاضی القضاعی فرغ منه فی 22 ربیع الآخر.

والنسخة فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم رقم 4556 ، ذکرت فی فهرسها 12 / 129.

(92)

مخطوطة سنة 771

رأیتها فی مکتبة مجلس الشیوخ الإیرانی (سنا) ، کتبها أبوا البرکات بن أبی علی محمد بن فتحی [یحیی؟] الواعظ ، وفرغ منها فی العشرین من شوال سنة إحدی وسبعین وسبعمائة ، بخط نسخی مشکول ، والعناوین مکتوبة بالحمرة ، والورقة الأولی

ص: 15

کانت ساقطة فکتبت بخط حدیث ، وهی بأول المجموعة (1) رقم 876 ، فهرس مجلس سنا 2 / 81.

وعلی النسخة خط رضی الدین بن السید هاشم البحرانی وخط الشیخ أبی الحسن سلیمان بن عبد الله البحرانی الماحوزی بتملکه لها فی شیراز سنة 1153 وعلیها ختمه البیضی (ففهمناها سلیمان 1092).

(93)

مخطوطة سنة 773

کتبها الحسن بن محمد الطبری ، فی رستاق (رنگ) من أعمال استرآباد ، بخط نسخی قریب من الخط الکوفی ، والعناوین بالخط الخشن ، کوفی قریب من الخط

ص: 16


1- (1) وفیها أیضا :

النسخی ، والبسملة وبه نستعین فی أول الکتاب بخط کوفی خشن وبالهوامش بعض التعالیق والتصحیحات ، وفی نهایتها :

(الحمد لله الذی وفقنی لإتمام تعلیق هذه الدرة ... وهو بحمد الله فوق کلام المخلوق ودون کلام الخالق ... ضحوة یوم الثلاثاء السابعة [ة] من ربیع الثانیة [کذا] فی وقت الصلاة الظهر [کذا] فی مؤرخ سنة ثلاث وسبعین وسبعمائة.

وکتبت هذا الکتاب من نسخة مولانا المعظم [ال] إمام الأعظم أفضل العلماء مشهور الأقالیم مولانا شمس الدین أولیاء الله ... تم علی یدی العبد ... حسن بن محمد الطبری ، اللهم حرم ید کاتبه علی النار بمحمد وعترته الأخیار).

وفی آخرها أشعار یعقوب بن أحمد وابنه الحسن والفنجکردی ، ثم إحصائیات لما فی النهج ، فذکر أن فیه 120 خطبة ، و 62 کتابا ، 105 کلاما ، وستة أدعیة ، واثنتی عشرة وصیة ، وحلف واحد ، وعهود ثلاثة ، 480 حکمة.

ثم کتب الخطبة الخالیة من النقطة ، ثم کتاب هولاکو إلی ملوک حلب وجوابهم له.

وهذه المخطوطة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 176 ، وصفت فی فهرسها 2 / 324.

(94)

مخطوطة سنة 773

فی کلیة الآداب فی جامعة أصفهان ، رقم 1213 ، کتبها أبو سعد بن أبی سعید ابن حسین بن أحمد بن منبه الطرزی الانزانی ، بخط نسخی مشکول علی ورق سمرقندی ، وفرغ منها فی الیوم العشرین من شعبان وکتب فی نهایة النسخة (الخطبة المونقة) وهی الخالیة من حرف الألف.

(95)

مخطوطة سنة 777

کتبها علی بن الفخر بن علی الموسوی الطبری ، وفرغ منها یوم السبت وقت

ص: 17

الضحی أوائل شعبان ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف ، أو بالشنجرف والزنجار معا ، وعلیها تعلیقات بخط قدیم لعلها للکاتب وبخط ، والموارد المشکلة من المتن مشروحة بالعربیة أو مترجمة بالفارسیة خلال السطور.

رأیتها فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 9138.

(96)

مخطوطة سنة 785

کتبها أبو الحسن حیدر بن سعود بن علی الحسنی ، بخط نسخی مشکول علی نسخة کتبت علی عهد المؤلف ، وفرغ منها فی الیوم الثانی عشر من شهر ربیع الثانی ، والعناوین مکتوبة بخط خشن أو بالشنجرف ، وملء هوامشها تعالیق من القرن الثامن ، والورقة الأولی کانت ساقطة فکتبها أحد خطاطی القرن الثانی عشر بخط نسخی جمیل وکتب البسملة بالذهب بخط الثلث الخشن الجمیل.

رأیتها فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 2182 ، وصفت فی فهرسها 5 / 200.

وقد کانت فی أول مجموعة فیها أمالی المرتضی ، و (تنزیه الأنبیاء) له ، و (کشف الغمة) للأربلی ، و (کشف الحق ونهج الصدق) للعلامة الحلی ، و (شرح القصائد السبع العلویات) لابن أبی الحدید ، کلها فی هذا التاریخ ثم جزئت فی المکتبة وأفرد کل منها ، وعنها فیلم فی المکتبة نفسها.

(97)

مخطوطة سنة 791

کتبها علی بن حسین بن محمد العامری بخط نسخی ، وهی فی مکتبة البرلمان الإیرانی السابق ، رقم 7943.

ص: 18

(98)

مخطوطة سنة 795

کتبها عبد الله بن الحسین ، وفرغ منها فی الیوم السادس والعشرین من شوال ، وهی فی مکتبة سپهسالار ، برقم 7048 ، ذکرت فی فهرسها 5 / 738.

(99)

مخطوطة القرن 8

فی مکتبة السلطان أحمد الثالث فی طوپقپوسرای فی إسلامبول ، رقم 2374. A ، صورها معهد المخطوطات بجامعة الدول العربیة بالقاهرة ، فهرس مصورات معهد المخطوطات لفؤاد سید 1 / 543.

(100)

مخطوطة القرن 8

بخط نسخی جمیل مشکول ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف ، والورقتان الأولیان حدیثتان ، ولعل قسما منها کتب فی القرن التاسع _ مع التحفظ البالغ علی التشابه الکامل _ وربما کان بادئ الرأی خاطئا والمجموع خظ واحد ، والأوراق مجدولة بالذهب وبهوامشها حواش کثیرة بخط کاتب النسخة بخط نسخی ناعم ، کما أن علیها تصحیحات کثیرة وبلاغات عدیدة ، هی مقروءة علی عدة من الأعلام بخطوط متغایرة.

فبعضها : بلغت قراءة أیده الله ، وهی بخط قدیم وتوجد إلی آخر المخطوطة ، وبعضها : بلغت قراءة أیده الله وحفظه ، والظاهر أن هذا خط آخر ، وبعضها : بلغت مباحثة ، بعضها : بلغ سعدا وسمع صدرا ، وکتب فوقها بخط آخر : بلغ قبالا ، وفی بعضها : بلغ سعدا بکاشان بلغ بکاشان ، بلغت مسعوده وله الحمد ، وفوقها : بلغ ، وفی بعضها : بلغ [س] عیدا لله الحمد ، وفی موضع : بلغ بکاشان یوم السبت سلخ ربیع الآخر 973 ، منها : فی خطاب بعض أصحابه : (وقد بلغتم من کرامة الله) مجزأ إلی

ص: 19

جزءین ، الثانی : من خطبة له علیه السلام فی الملاحم : (فمن الإیمان ما یکون ثابتا مستقرا).

(101)

مخطوطة القرن 8

وهی الجزء الثانی منه تبدأ بخطبة همام ، والنسخة فی مکتبة الجامع الکبیر فی صنعاء بالیمن ، رقم 1924 ، ذکرت فی فهرسها 4 / 1724.

(102)

مخطوطة القرن 8

فی مکتبة خدابخش ، فی پتنه بالهند ، رقم 1853 ، والباب الثالث من الکتاب مکتوب فی القرن الحادی عشر.

فهرسها المسمی مفتاح الکنوز الخفیة 1 / 208.

(103)

مخطوطة القرن 8

فی جامعة پرنستون ، فی الولایات المتحدة ، من مخطوطات گارت ، رقم 328 ، بخط نسخی ، فی 184 ورقة.

فهرست کتب گارت فی پرنستون ص 96.

(104)

مخطوطة القرن 8

بخط نسخی مشکول ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف ، ناقصة الطرفین ، فی مکتبة مدرسة سلیمان خان فی مشهد.

فهرست چهار کتابخانه مشهد ص 23.

ص: 20

(105)

مخطوطة القرنین 8 و 9

نسخة یمنیة أو ترکیة ضمن مجموعة کتبت فی القرن 8 و 9 ، بخط نسخی جمیل ، والعناوین مکتوبة بخط ثلثی خشن إما بالحبر الأسود أو بالحمرة أو بالزنجار.

وفیها فی نهایة الباب الثانی : زیادة کتبت علی عهد المصنف.

وجعل نهج البلاغة فی هذه المخطوطة نصفین ، النصف الأول ینتهی إلی قوله علیه السلام : (أیها الناس سلونی قبل أن تفقدونی ، ولأنا بطرق السماء أعلم منی بطرق الأرض ... وترهب بأحلام قومها).

(تم النصف الأول من کتاب نهج البلاغة) کتبت بخط ثلث خشن بالحمرة ، ثم فی الورقة الأخری طرة منقوشة مکتوب فیها بالأبیض (سفید آب) : (النصف الثانی من نهج البلاغة).

وهذه نسخة فریدة من حیث جعل الکاتب فیها فواصل الجمل دائرة منقوشة ذهبیة تحوطها دوائر صغار ملونة کفواصل رؤوس الآی فی القرآن الکریم ، وعلی الهوامش حواش کثیرة مکتوبة بالخط الفارسی ، ویدعو له سلام الله علیه بقوله : کرم الله وجه أو رضی الله عنه أو یجمع بینهما ، وقلما تجد فیه : علیه السلام ، وبأول المجموعة طرة مذهبة مکتوب فیها بالأبیض :

ناد علیا مظهر العجائب ،

تجده عونا لک فی النوائب.

کل هم وغم سینجلی ،

بولایتک یا علی یا علی یا علی.

والورقة 2 / أمقسمة إلی جداول مربعة مستطیلة مطلیة بالذهب ، مکتوب فیها ما تحویه المجموعة ، کل کتاب فی جدول ، بعض الجداول مکتوب فیها بالأبیض وبعضها بالأحمر وبعضها بالأسود.

وفی المجموعة قبل کتاب نهج البلاغة مجموعة روایات مرسلة ، فی التفسیر وغیرة ، عن الإمام الرضا علیه السلام وغیره ، سمیت بالتفاسیر المرتضویة ، وبأولها إسناد إلی الکتاب ، وهو إسناد الطبرسی إلی روایة صحیفة الرضا علیه السلام.

وبعد النهج مناجاة منسوبة إلی أمیر المؤمنین علیه السلام ، أولها : (إلهی ارحمنی

ص: 21

إذا انقطع من الدنیا أثری).

وبعده کتاب (نثر اللآلئ) فی قصار کلم أمیر المؤمنین علیه السلام وحکمه لأبی علی الطبرسی.

وقبله شکل لوزی مستطیل مکتوب فیه اسم کاتب المجموعة ولکن الورقة مخدوشة فلم نتمکن من قراءة ما فیها سوی : (نثر اللآلئ [لأبی علی الطبرسی] ، کلب آستان علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام ، کلبه میرزا ... التبریزی عفی عنه).

وبعده فوائد وأشعار فی النصائح مما سماه الکاتب بالوصایا ، وبعده وصیة أمیر المؤمنین علیه السلام لابنه الإمام الحسین علیه السلام ودائرة ذهبیة مکتوب فیها بالأبیض : (کتاب وصایا أمیر المؤمنین _ حسین رضی الله عنهما).

ثم طرة مستطیلة منقشة ، فیها بخط لثلث بالذهب : بسم الله الرحمن الرحیم ، ثم : (الحمد لله رب ... یا بنی أوصیک بتقوی الله عزوجل فی الغیب والشهادة ...).

ثم بعده کتاب المعشرات علی حروف التهجی ، وهی منظومات علی قافیة الهمزة والباء إلی آخر الحروف ، کل حروف عشرة أبیات.

آخرها : (تمت الأشعار المعشرة علی ولاء حروف التهجی من کلام أمیر المؤمنین وإمام المتقین علی بن أبی طالب کرم الله تعالی وجهه ورضی عنه).

ثم أشعار منوعة من کلامه علیه السلام.

وبأول المخطوطة ختم مدور کبیر ملوکی لأحد السلاطین العثمانیین فیه : (الحمد الله الذی هدانا لهذا وما کنا لنهدی لولا أن هدانا الله).

ثم طغری توقیعه نحو الذی علی مخطوطات ایاصوفیا.

(106)

مخطوطة القرنین 8 و 9

کتبت بخط نسخی مشکول ، بعض الجمل مترجمة بالفارسیة ، وهی فی مکتبة لغت نامه دهخدا فی طهران ، رقم 32.

نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 3 / 59.

ص: 22

(107)

مخطوطة القرنین 8 و 9

فی مکتبة العلامة الطباطبائی ، وهی مکتبة کلیة الطب فی شیراز.

(108)

مخطوطة القرنین 8 و 9

فی مکتبة جامعة لوس أنجلس ، فی الولایات المتحدة ، رقم 191. M نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 / 381.

(109)

مخطوطة سنة 806

رأیتها فی مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، وهی نسخة تامة بخط جید ، والعناوین مکتوبة بالحمرة ، جاء فی نهایتها :

(وقع الفراغ من تنمیق الکتاب المسمی بنهج البلاغة من کلام أمیر المؤمنین ، وإمام المتقین وفارس المسلمین ، وقاتل المشرکین ، وقائد غر المحجلین [کذا] ، ویعسوب الدین ، علی بن أبی طالب علیه أفضل الصلوات وأکمل التحیات ، عشیة یوم الاثنین أوائل ربیع الأول ، لخمس لیال مضین منه سنة ست وثمانمائة من هجرة خاتم المرسلین علیه الصلاة والسلام ، فی بلدة آمل. طبرستان ، علی ید العبد ... علی بن عبد الله بن الأستادمی الأترانی ...).

وهی نسخة مصححة مقابلة ، علیها آثار المقابلة والتصحیح ، کما أن بهوامشها قیود وتعالیق کثرة.

ص: 23

(110)

مخطوطة سنة 816

جاء فی آخرها : (فرغ من تحریره جمیعه ... نسر بن محمد بن نسر المقری الزبیدی نسبا الشافعی مذهبا ، عامله الله بلطفه وکرمه ، وآخر شوال من سنة ستة عشر وثمانمائة هجریة).

وکانت الورقة الأولی ناقصة فتممت فیما بعد ، والعناوین بخط خشن وبعضها بالشنجرف وفیها زیادة من نسخة کتبت علی عهد المصنف.

هی فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 2185 ، عنها فیلم فی المکتبة نفسها.

(111)

مخطوطة سنة 818

رأیتها فی مکتبة مسجد گوهرشاد فی مشهد إمام الرضا علیه السلام ، رقم 104 ، جاء فی نهایتها :

(تیسر الفراغ من کتابة هذا الکتاب الکریم ... ظهیرة یوم الخمیس الثامن عشر من شهر جمادی الأولی سنة ثمان عشرة وثمانمائة ... علی یدی ... محمد بن علی بن الحسن الحسینی الموسوی ... وتحفة لمجلس الکیا الأعظم ، ملجأ ملاذ الأمم ، أعدل الأمراء فی العالم ، مشهور جهان سیف ... (1) أدام الله علوه ، وزاد فی الآفاق نموه ... بحق محمد وآله أجمعین الطیبین الطاهرین).

وکان ینقصها عدة أوراق من أولها فأکمل فیما بعد ، وخلال السطور ترجمته بالفارسیة مکتوبة بالحمرة والترجمة قدیمة أیضا.

وبعد کتاب (أنوار العقول فی أشعار وصی الرسول) مع الترجمة الفارسیة خلال السطور بنفس الخط إلا عدة أوراق من آخرها فإنها کانت ساقطة فتممت فیما بعد ، والمخطوطة مقروءة علی العلامة المحدث المجلسی رحمه الله ، قرأها علیه محمد مؤمن

ص: 24


1- 1. ممحی ، مکتوب مکانه : محمد علی.

الرازی سنة 1092 ، فکتب له الانهاء والإجازة بخطه رحمه الله.

(112)

مخطوطة سنة 868

کتبها علی المرشدی الشکانی ، وفرغ منها فی العشرین من شعبان ، وهی فی مکتبة خدابخش ، فی پتنه بالهند ، رقم 20574.

نوادر مخطوطات مکتبة خدابخش ، للسید أحسن شیر ، ص 207 ، 208.

(113)

مخطوطة سنة 871

کتبها علاء بن حسین بن علی الحافظ السبزواری ، فی حصن السلطان فی ثمانیة عشر یوما ، وفرغ منها فی الرابع عشر من جمادی الآخرة.

وهی فی مکتبة روضة السیدة المعصومة _ علیها السلام _ فی قم ، رقم 95 ، مما وقفه جمشید خان قوللر علی مقبرة الشاه عباس الصفوی فی قم.

فهرست آستان قم ص 179 ، تربت پاکان 1 / 156.

(114)

مخطوطة سنة 875

رأیتها فی مکتبة الأستاذ الشیخ حسن حسن زاده الآملی حفظه الله ورعاه ، فی مدینة قم ، وهی مکتوبة فی الیمن ، لعلها بخطوط مختلفة ، والعناوین مکتوبة بخط خشن بالأسود أو بالشنجرف أو بالزنجار ، والأوراق مجدولة بالذهب واللازوردو الزنجار.

والباب الثالث فی المختار من کلمه علیه السلام ، مترجم إلی الفارسیة ، والترجمة مکتوبة خلال السطور.

وأضاف الکاتب فی أول النسخة الخطبة الخالیة من النقطة ، وألحق فی آخرها خطبة البیان ، وکتب فی نهایة المخطوطة :

(نجز _ بعون الله وحسن توفیقه وهو المنعم المستعان _ تحریر تلک الخطبة الملقبة

ص: 25

عند أهل المعانی بکتاب [کذا] خطبة البیان ، مع تکسر ظهر فی قلبی وقلمی ، وضعف بدا فی البیان ، فی الساعة الأولی من الجمعة الوسطی من جمادی الآخرة من شهور سنة خمس وسبعین وثمانمائة).

وبهامش الورقة الأخیرة : (بلغت مقابلته علی قدر الجهد والطاقة فی شهر جمادی الآخر سنة 1017. صالح بن علی خان الطالقانی).

(115)

مخطوطة سنة 875

فی المتحف العراقی فی بغداد ، کتبها صالح بن أحمد بن إبراهیم بن محمد بن صالح الأنصاری ، وفرغ منها فی السادس والعشرین من المحرم.

مصادر نهج البلاغة 1 / 195.

(116)

مخطوطة سنة 882

کتبها حمزة (جهضم) بن پیر هلال بن کجهش بن هلال الحسنی ، بخط نسخی خشن وبالحجم الکبیر مع الترجمة الفارسیة.

وهی فی مکتبة الوزیری العلامة فی مدینة یزد ، برقم 5021 ، فی 308 ورقة ، وعنها مصورة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم الفیلم 2424.

فهرست مکتبة الوزیری 1 / 152 ، نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 4 / 416 ، فهرست مصوراتها 1 / 396.

(117)

مخطوطة سنة 885

کتبت بخط ممزوج من الخط الفارسی والخط الرقعی ، والبسملة فی أولها ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف بخط الثلث الخشن ، ملء هوامشها تعلیقات بخط

ص: 26

کاتب النسخة ، جاء فی نهایتها :

(وقع الفراغ منه ضحی نهار السبت حادی عشر رجب المرجب من سنة خمس وثمانین وثمانمائة.

کتبه الفقیر الحقیر عبد الحسین بن عبد العزیز الحافظ الرازی ، غفر الله له ولوالدیه وأحسن إلیهما وإلیه بحق محمد وسبطیه).

وهی مما وقفه فاضل خان علی مدرسته التی أسسها فی مشهد الإمام الرضا علیه السلام وفی جوار روضته المقدسة.

وهی 366 کتابا ، ثم هدمت المدرسة فی عهد رضا خان لتوسیع الشارع حول الروضة المطهرة فنقلت الکتب إلی مدرسة النواب ، ثم منها إلی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام ، وهی الآن هناک برقم 13813.

(118)

مخطوطة سنة 891

کتبها محمد بن سلطان الحافظ بخط نسخی جمیل مشکول ، وکتب ترجمته الفارسیة خلال السطور بالشنجرف بالخط الفارسی (نستعلیق) ، وفرغ منها فی شهر رمضان بادئا من البال الثانی فی الکتب ومعها دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام (أنوار العقول فی أشعار وصی الرسول) مع ترجمته الفارسیة نثرا ، ترجمة قدیمة خلال السطور بالشنجرف وبالخط الفارسی فی 155 ورقة بالحجم الکبیر.

وهی فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، رقم 826 ، ذکرت فی فهرسها 3 / 26.

(119)

مخطوطة سنة 892

نسخة خزائنیة کتبها محمد المحلانی بخط نسخی جمیل فی 432 ورقة ، بأولها لوحة جمیلة ، وهی فی متحف الأوقاف الإسلامیة فی إسلامبول ، برقم 2074 وعنها مصورة فی معهد المخطوطات بالقاهرة ، رقم 881.

ص: 27

فهرست معهد المخطوطات 1 / 544.

(120)

مخطوطة سنة 897

کتبها الحسن بن أبی سعید بن بایزید الجامی ، وفرغ منها فی ربیع الأول ، بأول مجموعة فیها :

2 _ الشهاب للقاضی القضاعی أبی عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر المصری الشافعی ، المتوفی سنة 454. 3 _ سلوة الشیعة ، وهو دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام ، جمع الشیخ أبی الحسن علی بن أحمد الفنجکردی ، المتوفی سنة 512.

4 _ ندبة الإمام السجاد زین العابدین علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام.

وهذا المجموعة القیمة فی مکتبة العلامة الزرآبادی فی مدینة قزوین.

(121)

مخطوطة القرن 9

فی مکتبة خدابخش ، فی پتنه بالهند ، رقم 1854 ، فی 329 ورقة ، مع الترجمة الفارسیة خلال السطور.

مفتاح الکنوز الخفیة 1 / 208.

(122)

مخطوطة القرن 9

بخط نسخی جید ، والعناوین مکتوبة بخط خشن ، بها نقص قلیل من الجانبین ، کانت من مخطوطات مکتبة الأستاذ شانه چی فی مشهد وقد انتقلت مخطوطاته کلها إلی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد.

ص: 28

(123)

مخطوطة القرن 9

بخط نسخی مشکول ، والعناوین مکتوبة بالشنجرف وبعضها بالأسود وخط خشن وعلیها قیود وتعلیقات.

وهی فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران رقم 1340 ، مذکورة فی فهرسها 8 / 27.

(124)

مخطوطة القرن 9

رأیتها عند العلامة الأستاذ الشیخ حسن حسن زاده الآملی فی قم ، مکتوبة بخط فارسی مشکول ، والعناوین مکتوبة بالحمرة ، لیس فیها تاریخ ولا اسم الناسخ ، وفی هوامشها حواش کثیرة بعضها بالعربیة وبعضها بالفارسیة.

وقد صححها هو وقابلها بدقة مع نسخة قدیمة کتب التصحیحات والاختلافات بالهامش.

(125)

مخطوطة القرنین 9 و 10

بخط نسخی مشکول ، فی مکتبة جامعة لوس أنجلس فی الولایات المتحدة ، رقم 822. M ناقصة الآخر وهی مقروءة علی بعض العلماء ، ربما أکثر من مرة ، وعلیها حواش لهم ، وعلیها إنهاءات وبلاغات من نحو : أنها. أیده الله تعالی قراءة علی وعراضا ... بلغ أیده الله قراءة علی وعراضا ...

نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 / 381.

ص: 29

(126)

مخطوطة القرنین 9 و 10

کتبت بالخط الفارسی الواضح المشکول ، والعناوین مکتوبة بالحمرة ، وملء هوامشها شروح باللغة الفارسیة وبعض التعالیق باللغة العربیة.

رأیتها فی مکتبة الأستاذ الفاضل الشیخ حسن حسن زاده الآملی حفظه الله ورعاه ، فی مدینة قم وقد قابلها وصححها علی نسخة قدیمة قیمة معارضة بنسخة الأصل بخط الرضی رحمه الله.

(127)

مخطوطة القرنین 9 و 10

رأیتها فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، رقم 1040 نسخة خزائنیة کتبت بخط نسخی جمیل ، والعناوین مکتوبة بالذهب فی 565 ورقة من نوع خانبالغ مجدولة بالذهب ، والصفحتان الأولیان فی أعلاهما وأسفلهما تزیین بالذهب واللازورد ، مکتوب فیهما بالذهب فی أرضیة لازوردیة : (تیمنا بذکر) (العلی القدیم) (الوهاب الکریم) (الرب العظیم).

(128)

مخطوطة سنة 912

کتبها محمد بن مجد الدین محمد بن قوام الأنصاری ، وفرغ منها فی 15 محرم ، ثم کتبت الترجمة الفارسیة بالخط الفارسی خلال السطور سنة 920 ، والترجمة للشیخ کمال الدین حسین ابن خواجة شرف الدین عبد الحق الإلهی الأردبیلی ، المتوفی سنة 950 ، مؤلف کتاب (نهج الفصاحة فی شرح نهج البلاغة) بالفارسیة.

وهذه المخطوطة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، ضمن المجموعة رقم 2398 ، من الورقة 425 _ 1073 ، راجع فهرسها 9 / 1009.

ص: 30

(129)

قطعة کتبت سنة 914

کانت فی مکتبة زمیلنا الفاضل السید محمد الجزائری وانتقلت إلی مکتبة مدینة العلم فی قم.

(130)

مخطوطة سنة 918

مترجمة إلی الفارسیة خلال السطور ، کانت فی دار الکتب الظاهریة فی دمشق ، رقم 7775 ، ثم نقلت إلی مکتبة الأسد ، وهی الآن هناک بنفس الرقم.

فهرس دار الکتب الظاهریة : الکتب الأدبیة 2 / 367.

مصادر نهج البلاغة 1 / 195.

(131)

مخطوطة سنة 945

نسخة خزائنیة ، رأیتها فی المکتبة السلیمانیة فی إسلامبول ، برقم 409 ، من کتب المکتبة الحمیدیة ، کتبها الخطاط محمد بن علی الأوحدی الطبیب بخط نسخی جمیل ، وفرغ منها عاشر شهر رجب وبأولها لوحة جمیلة ، والعناوین مکتوبة بالذهب والشنجرف واللازورد ، وهی 352 ورقة.

(132)

مخطوطة سنة 960

رأیتها فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام ، برقم 8058 ، نسخة خزائنیة قیمة جمیلة ، فی 403 ورقة مجدولة بالذهب واللازورد ، بخط الخطاط باغ دشتی ، کتبها بخط نسخی جمیل ، والعناوین مکتوبة بالذهب واللازورد وبأولها لوحة جمیلة ، وبأول الباب الثالث طرة جمیلة مکتوب فیها بخط الثلث : (باب المختار من حکم أمیر المؤمنین علی بن

ص: 31

أبی طالب علیه السلام) ، جاء فی نهایتها :

(قد تیسر الفراغ من کتابة نهج البلاغة بحمد الله ومنه یوم الخمیس رابع عشر شهر جمادی لأول [کذا] سنة ستین وتسعمائة هجریة نبویة ، علی یدی العبد الضعیف محمد حسین بن محیی ، المشتهر بباغ دشتی ، تجاوز الله عن سیئاته).

وفی خلال السطور ترجمة الکتاب بالفارسیة مکتوبة بالشنجرف بخط فارسی ، جاء فی آخرها : (کتبه العبد المذنب یاری الکاتب) ، وجلد الکتاب من النوع الفاخر المزین بالنقوش والأوراد.

(133)

مخطوطة سنة 973

نسخة خزائنیة ، کتبت بخط نسخی مشکول ، وخلال الأسطر الترجمة الفارسیة ترجمة قدیمة ، کتبها عبد الله بن حسین ، وفرغ منها یوم البست وقت الضحی سابع شعبان ، فی 214 ورقة من نوع خانبالغ بالحجم الکبیر ، صفحاتها مؤطرة بالذهب والشنجرف واللازورد ، وبأولها لوحة فنیة جمیلة کتب فیها اسم الکتاب بخط الثلث الجمیل باللون الأبیض ، والمخطوطة مما وقفة السلطان شاه عباس الصفوی علی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی مشهد ، وهی فیها برقم 2180 ، وعنها میکروفیلم فی المکتبة نفسها.

فهرسها 5 / 200 _ 201.

(134)

مخطوطة سنة 974

رأیتها فی مکتبة نور عثمانیة فی إسلامبول ، بخط نسخی خشن ، فی 408 ورقة ، برقم 4361.

(135)

مخطوطة سنة 987

کتبها علاء الملک بن عبد القادر الحسینی المرعشی فی قزوین ، بخط فارسی

ص: 32

دقیق ، وهی مکتبة جامعة لوس أنجلس فی الولایات المتحدة ، رقم 1041. M ، معه کتاب (الخصال) للشیخ الصدوق محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381.

نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 / 707.

(136)

مخطوطة سنة 996

وهی بخط الحسن بن علی بن الحسن بن علی بن شدقم الحسینی المدنی ، رأیتها فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، رقم 87. بخط خشن جید مشکول ، فی 401 ورقة مؤطرة بماء الذهب واللازورد ، والتحریر والعناوین مکتوبة بالحمرة وبأولها لوحة جمیلة ، جاء فی نهایتها : (وقد تم بقلم العبد الجانی الحسن بن علی بن الحسن بن علی بن شدقم الحسینی المدنی نسبا ووطنا ، ضحی یوم الأحد التاسع عشر من شهر محرم الحرام عام ستة وتسعین وتسعمائة ، ببلدة خبیر ، صانها الله تعالی عن العسر والغیر.

وکان ابتدائی فی کتابته سابع عشر ربیع الأول عام 994 ، والعذر فی امتداد المدة تناوب أمراض وتدارک أعراض ، حتی من الله تعالی بإتمامه.

وکان اعتمادی حال الکتابة علی ثلاث نسخ ، بل أربع :

نسخة شرح نهج البلاغة ، للعلامة عبد الحمید بن أبی الحدید ، بخط المزیدی ، وهی نهایة فی الضبط والتصحیح.

نسخة مقروءة علی الشیخ سدید الدین یوسف بن مطهر رحمه الله تعالی ، علیها تبالیغ بخطه ... وتاریخ هذا النسخة 588.

نسخة علیها آثار الصحة وتاریخها سنة أربعمائة.

نسخة وهی أقلهن ، نسخة شرح الشیخ الفاضل میثم البحرانی).

فهرست المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 2 / 233.

ص: 33

(137)

مخطوطة سنة 996

بخط نسخی جمیل ، فی مکتبة السلطان أحمد الثالث فی مکتبة طوپ قپو فی إسلامبول ، رقم 2586. A ، وعنها مصورة فی معهد المخطوطات بالقاهرة ، رقم الفیلم 879.

فهرس المعهد 1 / 543.

(138)

مخطوطة سنة 996

فرغ منها الکاتب فی شعبان من هذه السنة ، وهی فی مکتبة جامعة برنستون فی الولایات المتحدة ، رقم 1522 ، من مخطوطاتها الجدیدة غیر المفهرسة.

(139)

مخطوطة سنة 997

فی دار الکتب الوطنیة فی برلین عاصمة ألمانیا ، ذکرها اهلورث فی فهرسها برقم 8665.

(140)

مخطوطة القرن 10

نسخة خزائنیة ، کتبها أحد مهرة الخطاطین بخط نسخی جمیل للغایة ، والعناوین مکتوبة بخط الثالث بالشنجرف أو باللازورد أو بالذهب ، والأوراق مؤطرة بالذهب والشنجرف واللازورد ، والصفحتان الأولی والثانیة مؤطرتان ومزینتان بتزیینات لازوردیة ، وجلده ثمین من نوع یسمی (سوخت) ، وهی مکتبة ملک الأهلیة فی طهران ، رقم 5989.

وصفت فی فهرسها للمخطوطات العربیة ص 787.

ص: 34

(141)

مخطوطة القرن 10

فی مکتبة جامعة برنستون ، رقم 432 ، فی 276 ورقة ، ناقصة من أولها.

فهرست ماخ ص 221.

(142)

مخطوطة القرن 10

نسخة أخری فیها ، من المخطوطات الجدیدة غیر المفهرسة ، رقم 1182.

(143)

مخطوطة القرن 10

فی مکتبة مدرسة سلیمان خان ، فی مشهد ، بخط نسخی جید ، والعناوین مکتوبة بخط خشن ، ناقصة من الجانبین.

فهرست چهار کتابخانه ص 23.

(144)

مخطوطة القرن 10

فی مکتبة الفاتیکان ، رقم 1176 ، فی 217 ورقة.

فهرست الفاتیکان _ طبعة سنة 1930 _ ص 178.

(145)

مخطوطة القرن 10

فی مکتبة کلیة الآداب فی أصفهان ، رقم 1227 ، مکتوبة علی الورق السمرقندی ، وکانت تنقصها أوراق قلائل من الجانبین فأکملت فی سنة 1104.

نشرة المکتبة المرکزیة لجامعة طهران 11 / 921.

ص: 35

(146)

مخطوطة القرن 10

فی مکتبة السید المرعشی العامة فی قم ، رقم 410 ، قرئت علی العلامة المجلسی  _ المتوفی سنة 1110 _ فکتب الإنهاء بخطه رحمه الله :

(أنهاه الأخ فی الله ، المبتغی لمرضاته تعالی ، مولانا غیاث الدین محمد وفقه الله تعالی ، سماعا وتصحیحا وضبطا فی مجلس عدیدة ، آخرها ثامن شهر رجب الأصب سنة 1092 الهجریة ، فأجزت له روایته عنی بأسانیدی المتصلة إلی السید الأجل قدس الله روحه.

وکتب الحقیر محمد باقر بن محمد تقی عفی عنه حامدا مصلیا مسلما).

(147)

مخطوطة القرنین 10 و 11

فی مکتبة جامعة لوس أنجلس بالولایات المتحدة ، رقم 826 ، بخط نسخی مشکول.

عن مذکرات الأستاذ دانش پژوه.

ص: 36

اللذة والألم

من وجهة نظر ابن سینا

الفلسفیة والعرفانیة (1)

الشیخ محمد تقی الجعفری

بسم الله الرحمن الرحیم

بعد الحمد لله والصلاة علی نبیه أقول : إننا لا نجد أحدا یتردد فی تأثیر اللذة والألم علی هیئات الحیاة الإنسانیة کلها ، أو فی بذل الإنسان جهده لاجتلاب اللذة إلی نفسه ، کما أنه یسعی للوصول إلی أقوی العوامل لحفظ حیاته ولحمایة نفسه ، وهو یعرض عن الألم ویدفع العوائق التی تقف فی طریق حیاته.

الصلة الوطیدة للإنسان بهذین العنصرین تبلغ إلی حد یسوغ لنا الاعتقاد بأنهما ناشئان عن أصل الحیاة کالإحساس بضرورة المحافظة علی الوجود ، وبوقایته التی تنبع من جوهر کینونتنا المستمرة علی التطورات التی نشاهدها فی أبعاد وجودنا.

إذا ، فمن الطبیعی أن تأخذ اللذة والألم نصیبا وافرا من اهتمام الفلاسفة والحکماء وعلماء النفس فی الأزمنة القدیمة ، وفی الأزمنة الحدیثة أیضا ، وإن بذل الجهد الذهنی من أجل التفهم لهذین العنصرین طوال العصور قد أظهر فکرتین رئیسیتین : الفکرة الأولی تقول : إن اللذة هی أسمی غایات الحیاة فی شؤونها المادیة والروحانیة بأسرها ، والألم هو العامل القلق فی حیاتنا ، فالاعراض عنه وتجنبه واجب لأجل صیانة الحیاة.

الشیخ محمد تقی الجعفری

ص: 37


1- (*) محاضرة ألقاها الشیخ محمد تقی الجعفری فی المؤتمر الدولی لابن سینا المنعقد فی نیودلهی سنة 1983 م ، وترجمها عن الإنجلیزیة الدکتور پرویز أذکائی.

إن الفیلسوف الإغریقی (أبیقور) هو أول من عرف فی تأریخ الفلسفة بهذا الاعتقاد ، والشراح کانت لهم آراء مختلفة حول فکرة اللذة فی فلسفة (أبیقور) ، فمنهم من یعتقد بأنه لا یعنی باللذة إلا اللذة الطبیعیة التی یحصل علیها الإنسان بواسط قواه المادیة ، وکل واحد منا یعلم أن فلسفة (أبیقور) تؤدی إلی هذا الذی فهمه الشراح  _ بوصف الأشیاء التی تؤسس الحیاة العادیة الطبیعیة البسیطة _ الذی یحرم الإنسان من کل عنصر من الکمال والقیم الکریمة التی ترفعه من ال (أنا) العادیة إلی الأسمی ، إلی ال (أنا) الإنسانیة عندما یصبح قادرا علی التعرف علی الحق والارتقاء إلیه ، هذا الارتقاء الکامل فی إنسانیته.

هذه القیم الکریمة هی التی بذل الأنبیاء والفلاسفة والعباقرة معظم جهودهم لتثبیتها ونشرها بین أفراد هذا الجنس الکبیر الذی نسمیه الإنسان. ولأجل تثبیت هذه القیم السامیة فی المجتمعات الإنسانیة حفل تأریخ البشر بأکرم الضحایا من شهداء الفضیلة.

وإن تفسیر اللذة فی معناها الجسمی الصرف وجعلها أعلی الأغراض للحیاة ، لیبدل الإنسان _ الذی یحب الکمال حبا عمیقا ویمیل إلی الانجذاب نحو العالم اللاهوتی _ بحیوان یعبد اللذة ویخضع لعواملها وبواعثها.

فکان من الطبیعی أن یهتم الفلاسفة برد هذه الفکرة الردیئة ، لکونها أکبر العراقیل فی طریق النهوض الإنسانی.

وبهذه الفکرة الخسیسة فإن (أبیقور) قد أتی لحیاة الإنسان بأقوی العوامل التی تهبط بأماثل الإنسان من مراتبهم العلیا ، وهو فی هذه الفکرة یشبه (نیقولا میکافیللی) فی فکرته حول القدرة علی عصیان أصحاب الاقتدار والجبابرة ، إلی حد أنه یبرر أی وسیلة من أجل المقاصد السیاسیة دون أی عنایة بأصول وقیم الإنسان الکریمة.

إن سوء الفهم لهذین المبحثین (اللذة والقدرة) الذی شوهد فی المجتمعات الإنسانیة طوال العصور کان أشد العوامل إیلاما وإزعاجا.

وأما الفکرة الثانیة فتقول : إن (أبیقور) وتابعیه الذین هم مدافعون عن أصالة اللذة لا یعنون تلک الظاهرة العامة التی تستنفذ الحیاة بمرورها علی العواطف ، مخلفة وراءها الآلام والأحزان ، ولا شئ _ بالمرة _ باقیا منها فی أعماق النفس للنفس ، إلا

ص: 38

ظلالا وأشباحا ، حینما یرجع الإنسان إلی ذکراها فی أیامه الآتیة بعد انقضاء اللذة ، تولد هذه الذکری حزنا وکآبة.

ولکن (أبیقور) یعمم مفاهیم اللذة إلی حد أنها تشمل عنده اللذات العقلیة التی یکون إنجازها بسعی وکدح لإحراز الدرجات العلیا فی الحیاة المعقولة ، ففی هذا المدلول الشامل تکون أصالة اللذة بأهمیتها الأساسیة فی واقع الحیاة فوق الانتقاد والرفض.

وإن الشارحین لفکرة المدرسة البوذیة بإنکارهم اللذة فی حیاة هذا العالم لم یعنوا نقض ذاک المعنی الشامل المستوعب للذة الجسمیة ، بل تنکر هذه المدرسة الفکریة فی الواقع الأهواء والمیل ، مضحیة بها تجاه الأصول العقلیة. وأما بهذا التفسیر الذی یبرئ المعتقد فی اللذة من لوم التنازل عن قیم الإنسانیة الکریمة.

وتبقی مسألة جدیرة بالذکر هی أن اللذة مع مدلولها العقلی أیضا لا تمکننا بجعلها أسمی المقاصد وأعلاها فی الحیاة الإنسانیة ، رغما عن کونها عنصرا ذات قدرة کبیرة جدا ، ورغم أن لنشاطها موقعا مهما فی طبیعة الإنسان الجسمیة والروحانیة کالإحساس بالألم الضار بالحیاة ، الذی هو عنصر نشیط فی وجود الإنسان ، إذ أنه حام قوی یقف حارسا للحیاة من الخلل فی أنظمتها المنسقة.

هذا التفسیر لفکرة اللذة یجعلها عاملا للدفاع فی کل شؤون الإنسان المادیة والروحانیة ، وأنا أعتقد أن تعبیرنا هذا عن أصالة اللذة هو _ بالمقارنة _ أقرب التعبیرات لما یریده الفلاسفة الکبار فی فلسفاتهم الإیجابیة مثل المدرستین : الإشراقیة والرواقیة وما قد ظهر فی العصور الوسطی وفی العصر الحدیث حول اللذة والألم وسعة صلاتهما مع نواة حیاتنا.

لقد ذکر (بنتام) فی کتابه (أصول القوانین) المناقشات القیمة التی تعمم مفهومی اللذة والألم إلی ما یشمل کل اللذات والآلام العقیلة والروحانیة (1).

ولا یوجد دلیل یبرر لوم من یعتقد فی أصالة اللذة فیقصرها علی التمتعات والاستجمامات الجسمیة البحتة.

ص: 39


1- 1. أصول القوانین ، بنتام ، ص 33 _ 40.

تلک هی المقدمة التی أردنا أن تتصدر مقالنا هذا ، وأما فی ما یتعلق ب (ابن سینا) فهو یأتی بمحادثات دقیقة قیمة جدا فی بعض کتاباته ، وخصوصا فی کتابة (الإشارات والتنبیهات) الذی نال من الفلاسفة أوفر العنایات.

یعرف ابن سینا اللذة والألم فی ذلک الکتاب بما یلی : (اللذة هی إدراک ونیل لوصول ما هو عند المدرک کمال وخیر من حیث هو کذلک ، والألم وهو إدراک ونیل لوصول ما هو عند المدرک آفة وشرفی رأی المدرک) (1).

إن هذا التعریف کما نراه یشمل کل سنخ من اللذة والألم ویتضمنها بأسرها ، ومن هذه الوجهة یکون هذا التعریف متفوقا علی ما جاء به الفلاسفة القدامی الذین انتبهوا إلی البحث فی هذین العنصرین الحیویین.

ولکن مسألتین هامتین تبقیان هنا ، فعلینا تقدیمها وأخذهما بنظر الاعتبار والتعمق فیهما.

المسألة الأولی :

هل یصف هذا التعریف واقع اللذة قبل أن نحس بها أو یکشف لنا عن الظواهر السیکولوجیة فی الوقت الذی توجد فیه اللذة فی نفوسنا؟

المسألة الثانیة :

هل یذوق کل من أدرک وحصل ما هو خیر وکامل فی رأیه ، اللذة بذلک المعنی الذی نجده فی حیاتنا؟

عندما نفکر عمیقا فی أبعاد الإنسان العالیة الروحانیة ، یظل البطلان الکلی لهذه المشکلة العامة واضحا إلی حد أنه لا یحتاج أن یجهد عالم نفسه ببرهانها ، أفلیس هو الذی یبحث عن اللذة ویحب السیر متحمسا حول نفسه (الأنا الطبیعیة)!؟ ولا یکون هو نفسه قادرا علی التخلص من (الأنا) المادیة فی طریق سیره إلی (الأنا) الأسمی التی قد وصفت فی القرآن الکریم ب (النفس المطمئنة) حیث قال الله تعالی : (یا أیتها

ص: 40


1- 1. الإشارات ، ج 2 ، ص 78.

النفس المطمئنة ارجعی إلی ربک راضیة مرضیة) (1).

ومما قد نراه فی سیر الإنسان فی طریقه إلی (الأنا) الأسمی هو ترکه اللذة الطبیعیة المحضة تدریجیا ، حتی یترکها فی الحالات الدنیا ، لوجوده الطبیعی ، ویستمر فی حرکته نحو الکمال ، وفی الحقیقة ، ترک اللذة یبدأ بالانحراف عن غرض أو هدف یجر شخصا وراءه إذ أنه یسیر فی طریقه نحو الکمال ، وبناءا علی ذلک تنحدر اللذة تدریجیا إلی جانبه کالظل الذی یرجع إلی قائمته ، فالشخص قد یحالفه الحظ فی وقت ما فیصبح بها فائزا ، وقد یهملها فی وقت آخر ولا ینتبه إلیها. ثم هو باستمرار تقدمه فی طریق الکمال یترک اللذة علی الإطلاق ، یکف عن التمتع بها ، ویتقدم إلی الأمام مع باعث من رفعة (الأنا) التامة بدون أی ضرورة إلی بواعث اللذة والعوامل الدافعة الرافعة الآلام.

إن الإنسان بهذا التقدم لا یری أی علة أو عامل إلا جوهر ذاته التی تکون مضاءة بالأنوار الإلهیة. ثم یحرز الإنسان تطورا فی ذاته التی تستحق الأبدیة والسرمدیة بأبدیة الباری تعالی ، وعلی رأی أن ذلک هو ما یقصده أفلاطون فی قوله : (مت بالإرادة تحیا بالطبیعة).

وإنه یعنی بترک اللذات البهیمیة والانسحاب منها ، وفی النهایة البقاء بالجوهر الذاتی مع أبدیة الباری تعالی.

اللذة العقلیة والروحانیة

لقد استعلی فیلسوفنا الکبیر علی اللذات الطبیعیة البهیمیة ، وذهب إلی اللذائذ العقلیة والروحانیة ، فقال : (فلا ینبغی لنا أن نستمع إلی قول من یقول : إنا لو حصلنا علی جملة لا نأکل فیها ولا نشرب فیها ولا ننکح فأیة سعادة تکون لنا؟ والذی یقول هذا فیجب أن یبصر ویقال له : یا مسکین ، لعل الحال التی للملائکة وما فوقها ألذ وأبهج وأنعم من حال الأنعام ، بل کیف یمکن أن یکون لأحدهما إلی الآخر نسبة یعتد بها) (2).

ص: 41


1- 1. سورة الفجر ، آیة 27.
2- 2. الإشارات ، ج 2 ، ص 87.

ثم یتم الفیلسوف المناقشة بهذه الکلمة : (وقد یختلف الخیر والشر بحسب القیاس ، فالشئ الذی هو عند الشهوة خیر ، هو مثل المطعم الملائم والملبس الملائم ، والذی هو عند الغضب خیر ، فهو الغلبة ، والذی هو عند العقل خیر فتارة _ وباعتبار _ فالحق ، تارة _ وباعتبار _ فالجمیل. ومن العقلیات نیل الشکر ووفور المدح والحمد والکرامة ، وبالجملة فإن همم ذوی العقول فی ذلک مختلفة (1).

إننا تجد الفیلسوف فی هذه النصوص مصرا علی رأیه إلی حد أنه لا یتصور أی شخص بأن اللذة مقصورة علی اللذات الحسیة الجسمیة ، فیؤکد هو علی اللذة العقلیة.

وقد یکون بعض الأحیان _ وباعتبار _ الخیر عند العقل جمیلا حقا ، فلیس لأحد أن یلوم ابن سینا لأجل کونه من القائلین باللذة الحسیة الجسمیة.

وابن سینا لا یقف عند حد فی إثبات اللذة والألم العقلی ، بل هو یعتقد باللذة والألم الروحانی أیضا ، وقد أشار إلیهما فی قوله هذا : (وذلک الألم المقابل لمثل تلک اللذة الموصوفة _ وهو ألم النار الروحانیة _ فوق ألم النار الجسمانیة) (2).

لقد صرح الفیلسوف بأعلی اللذة التی یجدها العارفون بعد إتمام مراحل السلوک اللاهوتی نحو مقام أقرب إلی الله فی هذه الحیاة ، فقال : (والعارفون المتنزهون إذا وضع عنهم درن مقارنة البدن وانفکوا عن الشواغل خلصوا إلی عالم القدس والسعادة وانتعشوا بالکمال الأعلی وحصلت لهم اللذة العلیا ، وقد عرفتها) (3) ..

فبهذه الفکرة العاقلة الجمیلة یصبح لنا واضحا أن ابن سینا قد ترک المعتقدین باللذة الجسمیة غارقین فی العواطف المنعشة ومعانقین لها فی هذه الحیاة الدنیویة ، ثم یدیم سیرة نحو المراتب الروحانیة أعلی من مطلق اللذة ، فیقول لنا فی لذة العارفین الذین هم منهمکون عمیقا فی عظمة الوجود وملکوته ، کما قال الله تعالی : (کذلک نری إبراهیم ملکوت السماوات والأرض) (4) ، والذین هم یعتقدون أن عباداتهم ، أعمالهم الدینیة ، حیاتهم ومماتهم هی لله رب العالمین.

ص: 42


1- 1. الإشارات ، ج 2 ، ص 88.
2- 2. الإشارات ، ج 2 ، ص 94.
3- 3. الإشارات ، ج 2 ، ص 96.
4- 4. سورة الأنعام ، آیة 75.

إن (الابتهاج) فی فلسفة ابن سینا فائق علی اللذة المنعشة التی هی ذات صلة محصورة بطبیعتنا السیکولوجیة والعقلیة والروحانیة ، لأنه لا یعزو اللذة والتمتع إلی الله تعالی.

وعلی رأی العقلاء والفلاسفة والعرفاء وکذلک الأدیان الإلهیة فإن هذا العزو غیر ممکن ، وعدم الإمکان هنا قد یؤکد بمفهوم الخیر أیضا.

ابن سینا یعزو الابتهاج إلی الله تعالی بقوله : (أجل مبتهج بشئ هو الأول بذاته لأنه أشد الأشیاء إدراکا لأشد الأشیاء کمالا الذی هو برئ عن طبیعة الإمکان والعدم وهما منبعا الشر) (1) ، (2).

إننا نتفهم من هذه الکلمة أن قصد ابن سینا بالابتهاج هو واقع فوق اللذة ، وهو یعزو الابتهاج فی مقام ثان إلی العارفین المتنزهین ، فقال : (ویتلوه المبتهجون به _ أی بالله _ وبذواتهم من حیث هم مبتهجون به ، وهم الجواهر العقلیة القدسیة فلیس ینسب إلی الأول الحق ، ولا إلی التالین من خلص أولیائه القدسیین شوق) (3).

نعلم أن من یمیل إلی شئ یجد فیه لذة ، ویمیل بها متحمسا حتی یصل إلیها ، بناءا علی ذلک فمقام الربوبیة یکون منزها عن المیل ، وعندما ندرس واقع الابتهاج دقیقا کأننا نتفهمه فی إدراکاتنا العقلیة ووعینا (الشئ السیکولوجی) ، لا نقدر أن نتفق مع ابن سینا فی عزوه إلی الله ، لأن معنی الابتهاج یشمل مفهوما یشبه الفرح والهناءة التی تنشأ من تنجز شئ مطلوب من المبتهج نفسه.

مضافا إلی ذلک فإن ابن سینا ینکر أی سنخ من أشراف اللذات علی نفسه

ص: 43


1- 1. الإشارات ، ج 2 ، ص 98.
2- 2. لأن العقل یحکم بالضرورة أن الله تعالی هو کمال مطلق ، ولهذا لیس بالإمکان أن یجد خیرا أو کمالا ، یعزو هو فی ذاته ، فإذا یجد اللذة فیهما.
3- 3. الإشارات ، ج 2 ، ص 99.

الذی یستلزم اللذة ، جاء فی کلمة له فی النمط التاسع الإشارات (ثم _ العارف _ لیغیب عن نفسه فیلحظ جناب القدس فقط ، وإن لحظ نفسه فمن حیث هی لاحظة لا من حیث هی بزینتها) (1) وبدون شک أن شخصا عندما یتقرب إلی الله یتفوق علی شهود الزخرف ، وعلی جلال وجمال الشخص ، فهو ینکر أی ابتهاج وهناءة بمعانیها المعلولة فی تفکیرنا.

إن أقوی الحجج علی عارف متمکن من الصعود إلی أعلی مراتب الابتهاج والهناءة ، ما جاء فی کلمته فی النمط نفسه : (الالتفات إلی ما تنزه عنه شغل ، والاعتداد بما هو طوع من النفس عجز ، والتبجح بزینة اللذات من حیث هی لذات وإن کان بالحق تیه ، والاقبال بالکلیة علی الحق خلاص) (2).

إننا نفهم من هذه العبارة إن کمال الإنسان وانبثاقه فی طریق الحق یفوق أی سنخ من اللذة ، سواء کانت جسمیة أو عقلیة أو روحانیة بحتة.

نسأل الله تبارک وتعالی أن یؤیدنا ویعیننا ویجعلنا ناجین عن اتباع اللذات ، حتی لا نجعلها أعلی المقاصد وأسمی الأغراض لحیاتنا التی یمکن أن نجعلها جدیدة بلقاء الله ولذته.

وإن لباب المناقشة حول اللذة والألم فی فلسفة ابن سینا ما یلی :

1 _ هو یعتقد بأهمیة اللذة فی کینونة الإنسان وصلاتها بحیاته الجسمیة والروحانیة.

2 _ هو یعمم مفهوم اللذة ، ولا یقصرها علی اللذة المادیة للحیاة ، بل هو یراها إدراکا للذات العقلیة والروحانیة.

3 _ یبرهن بفلسفة ابن سینا علی أنه کیف یجعل اللذة أعلی المقاصد وأسمی الأغراض لحیاة الإنسان فی العالم.

4 _ هو یفحص عن الابتهاج ویراه فوق اللذة ویعزوه إلی الله تعالی.

5 _ ونظرتنا حول المسألة الرابعة هی هل یمکن عزو الابتهاج إلی الله تعالی أم لا؟

ص: 44


1- 1. الإشارات ، ج 2 ، ص 119.
2- 2. الإشارات ، ج 2 ، ص 119.

باب (من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام)

فی کتاب (الرجل) للشیخ الطوسی

السید محمد رضا الحسینی

* هل عد الرجل فی هذا الباب ،

یناقض عده فی أبواب الرواة عنهم

(علیهم السلام)؟

کما یتصوره الأکثر!!

* ومدی صواب التوجیهات المطروحة

لحله؟

* وبیان الحل الصحیح لهذه المشکلة.

ص: 45

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین ، والصلاة والسلام علی أشرف الخلائق محمد رسول الله خاتم النبیین ، وعلی آله الأئمة المعصومین ، وعلی ذریتهم الأطهار ، وشیعتهم الأبرار ، ما بقی اللیل والنهار.

وبعد ، فقد کان یدور فی خلدی التصدی بالتفصیل لهذا الإشکال المشهور ، والذی استقطب من العلماء جهودا وفیرة لحله.

وضمن مطالعتی تنبهت إلی حل مبتکر لم یعرض من ذی قبل علی طول المدة منذ طرح المشکلة ، فأحببت أن أعرضه فی هذا البحث ، وقطع شأفة النزاع حوله.

وصادف اشتغالی به أیام هجوم أعداء الإسلام علی المدن الآمنة وقصفها بالطائرات الغادرة الخائنة ، وقد استشهد علی أثر ذلک الآلاف من أبناء الإسلام الأبریاء ، تغمدهم الله برحمته ورضوانه.

ونسأله أن یجعل لولینا إمام العصر المهدی عجل الله فرجه سلطانا ینتقم لدمائهم من الظالمین.

ونهدی ثواب هذا الجهد إلی أرواحهم الطاهرة.

وکتب

السید محمد رضا الحسینی

بقم المشرفة ، فی شهر جمادی الأولی سنة 1407 ه

ص: 46

بسم الله الرحمن الرحیم

تمهید :

کتاب (الرجال) للشیخ الطوسی محمد بن الحسن (385 _ 460) واحد من الأصول الرجالیة الخمسة.

ویمتاز مؤلفه الشیخ الطوسی _ بین مؤلفی تلک الکتب _ بأنه مؤلف لثلاثة من تلک الأصول الخمسة ، وهی کتاب (الفهرست) وکتاب (اختیار معرفة الرجال) وکتاب (الرجال) هذا الذی نتحدث عنه.

کما یمتاز الشیخ الطوسی _ بین المؤلفین القدماء فی علم الرجال _ بأنه الوحید الذی له مزاولات فقهیة وأصولیة ، بالمستوی الرفیع فی ذلک العصر ، حیث أصبح مرجعا للأمة وشیخا للطائفة وزعیما فی الفتوی والعلم ، وفی خصوص علم الرجال استحق _ بجدارة _ أن یکون : (إمام هذا الشأن) (1).

وبما أن علم الرجال یبدو تأثیره الایجابی المباشر فی علم الفقه ، فی طریق استنباط الأحکام الشرعیة من دلیل الحدیث الشریف ، فإن انعکاس ذلک علی الشیخ الطوسی فی أعماله الفقهیة واضح ، وینعکس مثل ذلک علی محاولاته الرجالیة ، حیث لم تکن مجرد نظریات علمیة صرفة ، بل إنها _ بفرض المزاولة الفقهیة _ أصبحت واردة فی المجال العملی بتطبیقاتها فی الحدیث والفقه ، فکانت عملیة ملموسة ، مما جعل الشیخ (أشد مراسا فی ذلک) (2).

وتختلف کتب الشیخ الرجالیة ، من حیث المنهج والعرض ، وکذلک من حیث الفائدة والنتائج المتوخاة.

ویمتاز کتاب (الرجال) من بینها بأنه :

1 _ أوسعها من حیث تعداد الأسماء.

2 _ ترتیبه علی الطبقات.

ص: 47


1- 1. السید محسن الأعرجی المقدس الکاظمی فی عدة الرجال ، أنظر دائرة المعارف للأعلمی (3 / 71).
2- 2. السید حسن الصدر فی نهایة الدرایة (ص 140).

3 _ تأخره فی التألیف عن الفهرست ، لإرجاع الشیخ فی کتاب (الرجال) إلی الفهرست کثیرا ، وخاصة فی الباب الأخیر (1).

وتأخره عن رجال الکشی ، لأن الشیخ کان واقفا علی کتاب الکشی ، لأنه ذکره فی الفهرست (2) ، وفی الباب الأخیر من الرجال (3).

وبذلک یکون کتاب (الرجال) من أهم الکتب الرجالیة للشیخ ، حیث أخذ فیه _ بنظر الاعتبار جمیع ما فی الکتابین الآخرین (4).

وهذا الکتاب _ بعد ذلک _ یحتوی علی أمور کانت سببا للتحامل علیه من قبل بعض الممارسین لهذا العلم ، لعدم وقوفهم علی ما تمیز به هذا الکتاب الجلیل من خصوصیات ، ولعدم اطلاعهم علی منهج تألیفه ، ولا علی الهدف من تألیفه ، ولعدم ، وقوفهم علی کثیر من المصطلحات التی استخدمها الشیخ فیه.

لکن المتمرسین فی العلم یربأون بالشیخ وبکتابه الجلیل عن أن تتجه إلیه حملة طائشة أو انتقاد باهت.

ونعتقد أن الشیخ فی جلالته وقدمه الراسخة فی العلم ، قد وضع کل کلمة من کلمات هذا الکتاب ، فی موقعها المناسب ، حسب منهجیة علمیة مدروسة ، وطبق قواعد

ص: 48


1- 1. لاحظ مقدمة رجال الطوسی ، بقلم السید محمد صادق بحر العلوم رحمه الله (ص 54 ، و 63).
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 167) رقم 615).
3- 3. رجال الطوسی (ص 497) رقم (38).
4- (*) للمقارنة بین کتب الشیخ الرجالیة والبحث عن خصوص کتاب (الرجال) بشئ من التفصیل ، وکذا سائر الأصول الرجالیة ، راجع :

متینة رصینة (1).

توضیح هذه المشکلة : _

ومن أمثلة ذلک : ما صنعه الشیخ فی الباب الأخیر من کتاب (الرجال) الذی عونه بباب (من لم یرو عن واحد من الأئمة علیهم السلام).

حیث أورد فیه أسماء مجموعة من الرواة الذین أورد هو _ رحمه الله _ أسماءهم فی الأبواب السابقة المعقودة لذکر (من روی عن واحد من الأئمة علیهم السلام) ، فبرز أمام الباحثین تناقض فی عد الشیخ هؤلاء الرواة فی بابین (باب من روی) و (باب من لم یرو) ، وطرح هذا السؤال نفسة :

کیف یکون الشخص روایا ، ویعد فی (من لم یرو)؟ ، أو کیف یکون غیر راو ، وقد عد فی (من روی)؟

ولنسمع المشکلة من حدیث بعض الأعلام :

قال السید بحر العلوم : من الإشکال المشهور أن الشیخ رحمه الله فی کتاب (الرجال) قد یذکر الرجل فی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) ، وفی غیره من الأبواب. (2).

وقال الشیخ المامقانی _ بعد أن نقل کلام الشیخ فی مقدمة الرجال _ : عقد بابا ... ثم بابا ، لکل من روی عن إمام إمام ، علی الترتیب ثم بابا لمن لم یرو عن أحد من الأئمة علیهم السلام ، وقد اتفق له فی هذا الکتاب ذکر الرجل فی باب من لم یرو عنهم علیهم السلام ، مع ذکره له بعینه فی بعض أبواب من روی عنهم علیهم السلام وهذا من التناقض البین ، وقد أشکل علی أساتیذ الفن حل ذلک (3).

ص: 49


1- (**) نذکر _ من باب المثال لا الحصر _ بالمصطلح الرجالی (أسند عنه) الذی استعمله الشیخ الطوسی فی 1. ترجمة من کتاب (الرجال) وقد اختلف علماء الفن فی الکلمة هذه ، لفظا ومعنی ، اختلافا کبیرا ، وقد شرحناها ، وتوصلنا _ فی بحث مفصل مستوعب _ إلی أن المعنی الذی أشار إلیه الشیخ بهذه الکلمة هو معنی فنی تراثی ، تفرد به وأبدع فیه.
2- 2. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 141).
3- 3. تنقیح المقال (ج 1 ص 4 _ 195).

وقال السید الخوئی دام ظله : وقد اتفق فی غیر مورد أن الشیخ ذکر اسما فی أصحاب المعصومین علیهم السلام ، وذکره فی من لم عنهم علیهم السلام ، أیضا ، وفی هذا جمع بین المتناقضین ، إذ کیف یمکن أن یکون شخص واحد أدرک أحد المعصومین علیهم السلام وروی عنه ، ومع ذلک یدرج فی من لم یرو عنهم علیهم السلام.

وقد ذکر فی توجیه ذلک وجوه لا یرجع شئ منها إلی محصل (1).

المشکلة من کلام الشیخ :

والأفضل تقدیم کلام الشیخ الطوسی رحمه الله فی مقدمة کتابه ، لعرض المشکلة من خلاله ، ومعرفة مدی دلالته علیها.

قال : ... کتاب یشتمل علی أسماء الرجال الذین رووا عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وعن الأئمة علیهم السلام من بعده ، إلی زمن القائم.

ثم أذکر بعد ذلک من تأخر زمانه عن الأئمة علیهم السلام من رواة الحدیث أو من عاصرهم ولم یرو عنهم (2).

والذی یدل علیه هذا الکلام بوضوح ، هو :

أولا : أن الشیخ یهدف إلی ضبط أسماء خصوص الرواة عن المعصومین علیهم السلام ، وسردها علی ترتیب الطبقات ، من دون أن یقصد ذکر مطلق أصحابهم ، أو الذین شاهدوهم ، أو کان لهم مجرد لقاء بهم علیهم السلام ، بل الکتاب خاص بتعدید رواة الحدیث عنهم علیهم السلام (3).

ثانیا : أن الباب الأخیر ، یحتوی علی صنفین من الرجال :

1 _ الذین تأخر زمانهم عن زمان حضور الأئمة علهم السلام ، ممن ولد فی زمان الغیبة ، أو قبلها بقلیل ، أو بدأ نشاطه العلمی بعد دخول الغیبة ، وهم أکثر علماء النصف الثانی من القرن الثالث الهجری.

2 _ من عاصر الأئمة علیهم السلام وکان له نشاط علمی فی زمانهم ، لکنه لم یرو عنهم علیهم السلام.

ص: 50


1- 1. معجم رجال الحدیث ، المقدمة (ج 1 ص 115 _ 116).
2- 2. رجال الطوسی (ص 2).
3- 3. راجع : الرواشح السماویة (ص 53) ، رجال الخاقانی (ص 105).

وظاهر أن هؤلاء _ الذین لم یعاصروا ، والذین عاصروا ولم یرووا _ لا بد أن لا تکون لهم روایة عن الأئمة علیهم السلام حتی یصح أن یقال فی حقهم أنهم (لم یرووا عنهم علیهم السلام).

فظاهر کلامه رحمه الله یقتضی _ بوضوح _ أن روایة الراوی عن أحد الأئمة علیهم السلام یخرجه عن هذا العنوان ، فالتناقض بین ، بین من لم یرو ، ومن روی.

لکن الشیخ عنون الباب الأخیر ، الذی عقده لاحتواء هؤلاء ، بقوله : (باب ذکر أسماء من لم یرو عن واحد من الأئمة علیهم السلام) (1).

وقد یتصور أن مراده : من لم یرو عن واحد ، وإن روی عن غیره من الأئمة علیهم السلام ، فیکون باعتبار عدم روایته عن ذلک الواحد ، مذکورا فی باب من لم یرو وباعتبار روایته عن غیره مذکورا فی باب الرواة.

لکن من الواضح أن عنوان هذا الباب أیضا یدل علی نفس ما ذکره الشیخ فی المقدمة صراحة ، لأن المقصود هنا أیضا عدم روایة الروای عن أی واحد من الأئمة علیهم السلام ، بحیث تنافیه روایته حتی عن واحد منهم ، ویدل علی ذلک :

1 _ القاعدة التی تنص علی أن النکرة بعد النفی تفید العموم.

2 _ مطابقة مدلول العنوان بهذا الشکل لما صرح به فی المقدمة ، کما أوضحنا.

3 _ مناسبة هذا المعنی فی من عاصرهم ، للصنف الأول المشمولین فی هذا الباب وهم من تأخر عنهم ، فإن المقصود فیهما واحد ، وهو أن لا یعد المذکورون فی الباب من الرواة عن الأئمة علیهم السلام.

4 _ أن الهدف من عقد باب مستقل هو احتواؤه علی من یتمیز عن المذکورین سابقا بشکل من الأشکال ، والمائز بین الأبواب السابقة هو اختلاف الإمام المروی عنه فی کل باب باب ، ولم تبق میزة لهذا الباب الأخیر سوی عدم الروایة عن السابقین ، وإلا کان عقد باب منفصل أمر لغوا لفرض عدم المیزة الموجبة لاستقلاله.

وإذا کانت میزة هذا الباب هی عدم الروایة عن المعصومین علیهم السلام فمن الواضح تنافیه مع الروایة عن واحد منهم.

ص: 51


1- 1. رجال الطوسی (ص 438).

فقد اتضح أن التصور البدوی ، للعنوانین هو التنافی فی ما لو ذکر الرجل فیهما معا.

واعلم أن بعض الرجالیین نقل عبارة مقدمة الشیخ بلفظ : (أو من عاصرهم ولم یرهم) (1).

ولا یخفی فساده :

أولا : لمخالفته لأکثر النسخ المصححة الموجودة ، منها المطبوعة المعتمدة علی نسخة الشیخ ابن إدریس الحلی (2) ومنها المخطوطة المسموعة من ابن الشیخ (3).

وکذلک مخالفته لنسخ أکثر أعلام الفن الذین نقلوا عنها مثل القهپائی (4) والتفریشی (5) وغیرهما.

ثانیا : إن کلمة (لم یرهم) لا معنی لها فی المقام ، لأن الرؤیة وعدمها لا دخل لهما فی ترتیب کتاب الرجال ، ولا أن الشیخ رتب فی کتابه أثرا علیهما بل الدخیل هو الروایة.

ثالثا : إن الروایة قد جعلت فی کلام الشیخ محورا للأبواب السابقة ، ومن الواضح أن عدمها هو المحور للباب الأخیر ، وهذا واضح بأدنی تأمل علی أساس دلالة الإیماء والتنبیه.

ومن الغریب أن بعض الأعلام جعل هذه النسخة : (لم یرهم) مدارا لبعض ما أورده من النقض والابرام ، مع وضوح التصحیف فیها ،

تاریخ المشکلة :

لم أجد من تعرض لذکر هذه المشکلة قبل الشیخ الرجالی ابن داود الحلی صاحب الرجال ، المتوفی بعد (707) ، فهو أول من تعرض لها بصراحة فی رجاله فی ترجمة (القاسم بن محمد الجوهری) (6).

ص: 52


1- 1. قاموس الرجال (ج 1 ص 29).
2- 2. رجال الطوسی (ص 4) من المقدمة و (ص 521).
3- 3. رجال الطوسی المخطوطة سنة (533).
4- 4. مجمع الرجال (1 / 5).
5- 5. نقد الرجال (ص 272).
6- 6. رجال ابن داود _ طبع النجف _ (ص 154 9 و (ص 41).

وتعرض لها بعد ذلک علماء الفن ، ومن المؤلفین فیه السید التفریشی فی کتابه (نقد الرجال) الذی ألفه سنة (1015).

وأما المتأخرون عنهم فقد فصلوا الحدیث عنها مثل السید بحر العلوم الکبیر  _ المتوفی (1212) _ فی رجاله.

وأخیرا تعرض لها المؤلفون فی علم الرجال من أعلام العصر ، فی کتبهم فی المقدمات ، وحیثما ذکرت موارد المشکلة ، واحد واحدا ، وآخرهم سیدنا الأستاذ السید الخوئی دام ظله فی معجمه.

التوجیهات المطروحة لحل مشکلة التناقض

التوجیه الأول : التعدد

بأن یتحفظ فی کل من الموردین علی ظاهر کلامه ، فیلتزم بالتعدد ، وأن من ذکر فی أصحاب أحد المعصومین علیهم السلام مغایر لمن ذکر فی من لم یرو عنهم علیهم السلام (1).

التزم بهذا التوجیه الشیخ ابن داود الحلی (2) وقال الکاظمی : استظهر المصنف [أی السید التفریشی صاحب نقد الرجال] (3). والمیرزا [أی الأسترآبادی فی منهج المقال] التعدد.

وأضاف : وکأن استظهارهما من حیث أنه لو بنی علی الاتحاد لزم التناقض فلا بد من التعدد.

وقال : ولا یبعد أن یقال : إن ذلک دلیل ظهور التعدد فتأمل (4).

أقول : قال الأسترآبادی فی بعض الموارد مثل بکر بن صالح الرازی _ : إن إیراده فی (لم) (5) (یقتضی التعدد) (6).

ص: 53


1- 1. معجم رجال الحدیث المقدمة (ج 1 ص 117).
2- 2. رجال ابن داود _ طبع النجف _ (ص 154) وص (41) وانظر تکملة الرجال (ج 1 ص 14).
3- 3. نقد الرجال _ ترجمة العباس بن عامر _ (ص 179).
4- 4. تکملة الرجال (ج 1 ص 82).
5- (***) رمز (لم) مصطلح یرمز به عند الرجالیین إلی باب (من لم یرو عن أحد منهم علیهم السلام) کتاب رجال الشیخ ، وسیأتی توضیح له فی نهایة هذا البحث.
6- 6. منهج المقال (ص 71).

ونقل الکاظمی عن الشیخ محمد حفید الشهید الثانی فی شرحه علی الاستبصار للشیخ الطوسی ، فی ترجمة عبد الغفار [المورد 31] (1) ، قوله : وأنت خبیر بأن الشیخ الرجل ، فی من لم یرو لا یخلو من غرابة ، فربما یتخیل التعدد ، إلا أن الاعتماد علی ذلک من کلام الشیخ مشکل (2).

وعلق علیه الکاظمی بقوله : والغرابة فی محلها ، لوقوع روایته عن أبی عبد الله علیه السلام فی الاستبصار (3).

واختاره بعض المعاصرین فقال : إن الشیخ الطوسی وضع کتاب رجاله علی قسمین ... ولازم هذا ثبوت التغایر بین الرواة المذکورین فی القسم الأول والمذکورین فی القسم الثانی ، وإن اشترکوا فی الأسماء (4).

وأضاف : إن استبعاد اشتراک شخص مع آخر فی اسمه واسم أبیه ولقبه حاصل ، إلا أنه لا یوجب الوثوق بالاتحاد بعد وجود ما یقتضی التعدد مثل ذکرهما فی ذینک القسمین من رجال الشیخ ، ویضعف ذلک الاستبعاد عند اختلافهما فی اللقب (5).

أقول : إن العمدة فی دلیل هذا التوجیه هو تعدد الباب واختلاف العنوان فی البابین ، وقد اعتبر بعضهم هذا (دالا) علی تعدد الراویین ، وجعله بعضهم (مقتضیا) للتعدد ، وبعضهم (ظاهرا) فیه ، وبعضهم (متخیلا) منه ، وجعله الآخر (ملزوما) له.

والجواب عنه :

أما نقضا فبالقطع بالاتحاد فی بعض هذه الموارد ، وظهوره فی بعض آخر. قال الکلباسی : مع ظهور الاتحاد ، بل القطع به فی غیر مورد ، فما جری علیه ابن داود _ من استظهار التعدد _ غیر سدید.

ص: 54


1- (***) مرادنا بکلمة (المورد) هو الارجاع إلی موارد وقوع التناقض المذکورة فی البحث ، والرقم الذی یلیه هو رقم المورد فیما یلی.
2- 2. تکملة الرجال (ج 2 ص 32).
3- 3. الاستبصار (ج 1 ص 114 وج 2 ص 210).
4- 4. قواعد الحدیث (ص 4 _ 165).
5- 5. قواعد الحدیث (ص 167).

ونقل عن الأسترآبادی والتفریشی القطع بالاتحاد (1).

وقال المامقانی : واعترضه المیرزا [الأسترآبادی] فی منهج المقال : بأن الاتحاد واضح عند التأمل (2).

أقول : قال المیرزا الأسترآبادی فی بکر بن صالح : إن إیراده فی (لم) یقتضی التعدد ، ولعل الاتحاد ، أظهر (3).

وقال التفریشی فی القاسم بن محمد الجوهری : إن مثل هذا کثیر مع قطعنا بالاتحاد (4).

وقال السید الخوئی دام ظله : إن هذا وإن أمکن الالتزام به فی الجملة إلا أنه لم یمکن الالتزام به فی جملة منها ، فإنه لا شک فی عدم تعدد بعض المذکورین فی کلا الموردین ، کفضالة بن أیوب (5).

وأما حلا : فلأن البابین ، غیر مرتبطین حتی یدل أحدهما علی المقصود فی الآخر. إلا بنحو دلالة الإیماء والتنبیه ، فإن الشیخ إنما عقد کتابه لذکر الرواة من الشیعة ، دون مطلق الرجال ، انظر إلی کلامه فی المقدمة حیث یقول : کتاب یشتمل علی أسماء الرجال الذین رووا عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعن الأئمة علیهم السلام من بعده ... ثم أذکر بعد ذلک من تأخر زمانه عن الأئمة علیهم السلام من رواة الحدیث (6).

فجمیع المذکورین فی الأبواب السابقة أو باب من لم یرو ، لا بد أن یکونوا من رواة الحدیث ، لکن المذکور فی الأبواب السابقة روی عن الأئمة ، والمذکور فی هذا الباب لم یرو عنهم.

ولیس مجرد ذکر شخص فی باب منافیا لذکره فی باب آخر ، إلا أن الباب الأخیر لما قید بقید (لم یرو عن الأئمة علیهم السلام) کان منافیا للأبواب السابقة

ص: 55


1- 1. سماء المقال (ج 1 ص 43).
2- 2. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
3- 3. منهج المقال (ص 71).
4- 4. نقد الرجال (ص 272).
5- (31) معجم رجال الحدیث ، المقدمة (ج 1 ص 117)
6- 6. رجال الطوسی (ص 2).

بالنفی والاثبات ، وهذا المقدار من التنافی یدل بدلالة الإیماء علی أن من ذکر أولا لا یذکر أخیرا وبالعکس ، وهذا التنافی کما یرتفع مع الالتزام بالتعدد فی بعض الموارد ، یمکن أن یرتفع من الالتزام بکون الأسانید مرسلة أو مقطوعة ، مع اتحاد هؤلاء المذکورین هنا مع المذکورین فی الأبواب السابقة.

وبعبارة أخری : إن اقتضاء الذکر فی بابین للتعدد غیر صحیح ، لکثرة من تکرر فی أکثر من باب من الأبواب السابقة.

وأما الجهة المنافیة فهی فقط التنافی بین (روی) و (لم یرو) فإذا کان الشخص فی الباب السابق راویا ولم یقصد فی الباب الخیر نفی روایته بل قصد التعبیر بذلک عن بعد طبقته فی سند خاص ، کفی فی رفع التنافی مع اتحاد الشخص فی البابین.

وسیأتی عند توضیح الرأی المختار الاستدلال علی هذا مفصلا ونوضح أن المذکورین فی باب (لم) من الذین جاء اسمهم سابقا أیضا ، کیف أدرجوا فی باب (لم) مع أنهم من الروایة؟

التوجیه الثانی : الروایة بلا واسطة ومعها

إن الراوی إنما یذکر فی البابین باعتبار الأمرین ، أی إنه قد یروی عن الأئمة علیهم السلام بلا واسطة ، فیذکره الشیخ فی أبواب من روی عنهم علیهم السلام وقد یروی بواسطة فیذکره فی باب (من لم یرو) ، فیذکره فی البابین.

وأقدم من ذکر هذا الوجه هو الشیخ عبد النبی الکاظمی فی تکملة الرجال ناسبا له إلی (قیل) (1).

وقال الشیخ المامقانی : والذی ظهر لی بلطف الله سبحانه بعد فضل الغوص فی التراجم والالتفات إلی نکات کلمات الأعاظم من دون تصریح أحد منهم بذلک : أن الرجال أقسام :

فقسم منهم یروی عن الإمام دائما بغیر واسطة.

وقسم منهم لم یرو عن إمام علیه السلام أصلا إلا بالواسطة ، لعدم درکه أزمنة

ص: 56


1- 1. تکملة الرجال (ج 1 ص 15).

الأئمة علیهم السلام ، أو عدم روایته عنهم علیهم السلام.

وقسم منهم له روایات عن الإمام علیه السلام بلا واسطة ، وروایات عنه علیه السلام بواسطة غیره.

فالذی یذکره الشیخ فی باب (من روی عن أحدهم علیهم السلام) تارة ، وفی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) أخری ، یشیر بذلک إلی حالتیه ، فباعتبار روایته عنه علیه السلام بغیر واسطة أدرجه فیمن روی عنه علیه السلام ، وباعتبار روایته عنه علیه السلام بواسطة آخر أدرجه فی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) (1).

أقول : ما ذکره من عدم تصریح أحد بذلک ، غریب إذ قد سبقه غیره کما نقلناه عن الکاظمی ، والأغرب أن الشیخ المامقانی قد نقل أیضا ذلک عنه ، قبل سطرین من ادعائه هذا.

وما ذکره الشیخ المامقانی سادس الوجوه وحکاه عن المیرزا فی (الوسیط) _ فی ترجمة بکر بن محمد الأزدی من قوله : (ما فی (لم) إما سهو ، أو بناء علی أن العباس لم یرو عن بکر إلا ما رواه عن غیرهم علیهم السلام) (2) _ قریب من هذا التوجیه.

ویشترک معه فی أن المذکور فی باب (لم) إنما یروی عن غیر الأئمة علیهم السلام ، فالروایة بالواسطة تعنی الروایة عن غیر الأئمة علیهم السلام ، فلاحظ.

وقد اختار هذا التوجیه بعض الفضلاء المحققین (3).

وقد أجیب عن هذا التوجیه :

أولا : أن وجود روایة شخص عن المعصوم علیه السلام مع الواسطة لا یصحح ذکره فی من لم یرو عنهم علیهم السلام بعد ما کانت له روایة عنهم علیهم السلام فإن المصحح لذکر أحد فی من لم یرو عنهم علیهم السلام هو عدم روایته عنهم بلا واسطة ، مع کونه من رواة الحدیث ، لا روایته عن المعصوم علیه السلام مع الواسطة ، ولو کان

ص: 57


1- 1. تنقیح المقال (ج 1 ص 4 _ 195).
2- 2. تنقیح المقال (ج 1 ص 194) وانظر جامع الرواة (ج 1 ص 128) فقد أورد فیه نص کتاب (الوسیط) للمیرزا محمد الأخباری الرجالی.
3- 3. رجال الطوسی _ المقدمة _ (ص 159).

راویا عنه بلا واسطة أیضا (1).

وثانیا : إن أکثر الرواة عن الأئمة علیهم السلام قد رووا عن غیر الأئمة علیهم السلام من أصحابهم ، من غیرهم ، فلو صح ما ذکر (لزم ذکر جمیع أصحاب الأئمة فی (من لم یرو عنهم السلام) إلا من شذ وندر ، فإنه قل فی أصحابهم علیهم السلام من لم یرو عن غیر المعصومین) (2).

التوجیه الثالث : المعاصرة وعدمها

قال السید بحر العلوم : قد یحتمل أن یکون المراد فی القسم الثانی من عاصرهم ولم یرو عنهم أو روی عنهم وبقی بعدهم ، بأن یکون المراد من تأخر زمانه أعم ممن وجد بعدهم ، أو بقی بعدهم وإن روی عنهم (3).

وقال السید حسن الصدر _ وهو یتحدث عن الترجیح بین النجاشی والشیخ فی أمر الجرح والتعدیل _ ما نصه : الشیخ أشد مراسا فی ذلک من النجاشی ، وربما صحب الرجل الواحد إمامین أو ثلاثة ، فیذکره فی رجال الکل وربما صحب ولم یرو ، فیذکره فی الأصحاب وفیمن لم یرو.

قال : وهذا وإن کان خلاف الظاهر ، إلا أنه تأویل یصار إلیه عند الضرورة (4) وقال السید الخوئی : أن یراد بذکره فی أصحاب أحد المعصومین علیهم السلام مجرد المعاصرة وإن لم یره ولم یرو عنه ، فیصح حینئذ ذکره فی (من لم یرو عنهم علیهم السلام) أیضا (5).

ویظهر منه _ دام ظله _ اختیاره هذا الوجه فی بعض الموارد.

فقد قال فی بکر بن صالح : لا مناقضة بین عد الشیخ الرجل من أصحاب الرضا علیه السلام وعده فی من لم یرو عنهم علیهم السلام إذ لا تنافی بین أن یکون الرجل من أصحاب أحد الأئمة علیهم السلام ولا یروی عنهم علیهم السلام (6).

ص: 58


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 1 ص 116 _ 117).
2- 2. معجم رجال الحدیث (ج 1 ص 117).
3- 3. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 142).
4- 4. نهایة الدرایة (ص 140).
5- 5. معجم رجال الحدیث ، المقدمة (ج 1 ص 116).
6- 6. أیضا (ج 3 ص 341).

وفی الفضل بن أبی قرة _ بناءا علی عدم صحة روایته عن الصادق علیه السلام لضعف طریقها _ قال : وعلی ما ذکرناه صح عده من أصحاب الصادق علیه السلام باعتبار مصاحبته علیه السلام ، وعده فی (من لم یرو عنهم علیهم السلام) باعتبار عدم ثبوت روایته عن الصادق علیه السلام ، وأما قول النجاشی : (روی عن أبی عبد الله علیه السلام) فلعله ینظر إلی مطلق الروایة عنه عن أبی عبد الله علیه السلام وإن لم تکن الروایة صحیحة ، فإنه قد ورد فی الکتب الأربعة فی (1) موردا (2).

وذکر نحوه فی محمد بن عبد الجبار (3).

والظاهر من مقدمة الکتاب أن السید عدل عن هذا ، واختار التوجیه العاشر التالی.

وقد اختار هذا التوجیه الثالث جمع من المتأخرین (4).

والجواب عنه بوجوه :

الأول : أن الظاهر من قوله (من تأخر زمانه عن الأئمة علیهم السلام) عدم إدراکه لزمانهم ، إما لعدم وجوده فی ذلک الزمان ، أو لصغره وعدم قابلیته للروایة عنهم (46).

أقول : فی تمامیة هذا الجواب نظر :

أما أولا : فلأن موارد النقض لا تدخل فی هذا النوع وهو من تأخر زمانه عنهم ، بل هو داخل فی النوع الآخر وهو من عاصرهم ولم یرو عنهم کما صرح به الشیخ فی (الرجال) فی المقدمة ، وقد فصلناه.

وثانیا : أن الأمر لا ینحصر فیما ذکره من الصغر وعدم القابلیة ، بل الملاک عدم الروایة بأی وجه کان ، ولو کان قابلا للروایة ، کما إذا کان بعیدا عن مکان وجود الإمام علیه السلام أو کان عامیا غیر معتقد بالامام ثم اعتقد بعد زمان الإمام ، أولم یکن من أهل الحدیث والفقه ، ثم صار منهم بعد فوات عصر الإمام ، فإنه یصدق علی جمیع

ص: 59


1- 1. معجم رجال الحدیث (13 / 4 _ 305).
2- 2. المصدر (16 / 232).
3- 3. أنظر : قاموس الرجال (ج 1 ص 29) ، وراجع رجال الخاقانی (ص 105) ، وتنقیح المقال (ج 1 ص 145) ، وبهجة الآمال (ج 2 ص 410).
4- 4. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 142) ، وانظر تنقیح المقال (1 / 194).

هؤلاء أنه عاصرهم ولم یرو عنهم ، فلاحظ.

الثانی : أنه خلاف صریح عبارته من أنه یذکر أولا من روی عنه النبی صلی الله علیه وآله وسلم أو أحد المعصومین علیهم السلام ، ثم یذکر من تأخر عنهم أو عاصرهم ولم یروهم.

هکذا أجاب السید الخوئی عن هذا التوجیه (1).

أقول : قوله : (ولم یرهم) غیر صحیح ، فإن (الرؤیة) وعدمها لا دخل لهما فی عد الرجل من باب من روی أو لم یرو ، بل الدخیل فی ذلک هی (الروایة) وعدمها ، وقد أشرنا إلی ذلک فی ما سبق ، وقد ذکرنا أن المراد من الأصحاب فی الکتاب هم أصحاب الروایة لا الرؤیة أو اللقاء.

فالصحیح : أن الشیخ إنما التزم بذکر الرواة فی الأبواب الأولی ، وخصص الباب الأخیر بمن لم یرو عن أی واحد منهم مطلقا ، فمجرد روایته عن أی إمام یدرجه فی الرواة ، ولا یصح حینئذ عده فیمن لم یرو عنهم ، للتنافی بین النفی والاثبات.

الثالث : أن الشیخ فی بعض الموارد ذکر المعاصرین الأئمة علیهم السلام فی أبواب رواتهم وصرح بعدم روایتهم عنهم ، لیکون کالمعتذر لذکرهم فی تلک الأبواب ، فیقول : رآه أو لقیه أو لحقه ولم یرو عنه (2).

فلو کان جمیع المذکورین فی (لم) ممن سبق ذکره من هذا القبیل ، لصرح معهم بمثل ذلک ، ولم یقتصر علی تلک الموارد القلیلة.

الرابع : إنه لا یتم فی کثیر من الموارد ، فإن من ذکره فی من لم یرو عنهم علیهم السلام أیضا قد روی عنهم ، ولم یقتصر علی مجرد المعاصرة (3).

الخامس : إنه منقوض بمجموعة من الرواة عن إمام علیه السلام ممن ذکرهم الشیخ فی بابه ، وقد امتدت أعمارهم وبقوا إلی أعصر الأئمة المتأخرین ولم یرووا عنهم ، ومع ذلک لم یدرجهم الشیخ فی باب (من لم یرو) ، مثل :

حماد بن راشد الأزدی البزاز أبو العلاء الکوفی ، ذکره فی أصحاب الباقر

ص: 60


1- 1. معجم رجال الحدیث ، المقدمة (ج 1 ص 116).
2- 2. لاحظ رجال الطوسی (ص 406) رقم 13 و 14).
3- 3. معجم رجال الحدیث (ص 116) ، ورجال الخاقانی (ص 105) ، وتنقیح المقال (1 / 194).

علیه السلام وقال : أسند عنه ، توفی سنة (156) (1) ومثله فی أصحاب الصادق علیه السلام ، وأضاف : وهو ابن (2) سنة (3).

فقد عاصر الکاظم علیه السلام ولم یرو عنه ، ولم یذکره فی أصحابه علیه السلام ولا فی من لم یرو.

داود بن أبی هند القشیری السرخسی یکنی أبا بکر ، واسم أبی هند دینار ، ذکره فی أصحاب الباقر علیه السلام ، وقال : مات فی طریق مکة سنة (139) (4) ومع أنه عاصر الإمام الصادق علیه السلام فلم یذکر فی أصحابه ، ولا فی باب من لم یرو.

عبد العزیز بن أبی خازن سلمة بن دینار المدنی ، ذکره فی أصحاب الصادق علیه السلام وقال : أسند عنه ، مات سنة (185) (5) ولم یذکره فی أصحاب الکاظم ولا الرضا علیهم السلام ، ولا فی باب من لم یرو عنهم.

وغیرهم کثیر.

التوجیه الرابع : التحمل فی الصغر والأداء فی الکبر

قال السید بحر العلوم : أن یکون قد تحمل الروایة عنهم علیهم السلام صغیرا وأداها بعدهم کبیرا ، فهو من أصحابهم ، وممن تأخر زمان روایته عنهم (6).

وأجاب عنه المامقانی :

أولا : أن من المقرر فی علم الدرایة عدم شرطیة الکبر فی تحمل الروایة. فهذا الذی تحمل صغیرا وأدی کبیرا ممن روی عنهم علیهم السلام ، فإثباته فی عداد من لم یرو عنهم علیهم السلام لا وجه له (55).

توضیحه : أن المراد بمن روی عنهم ، هو من تحمل عنهم الحدیث ، فإن کان تحمل الصغیر صحیحا ، کان راویا ، فلم یندرج فی باب (من لم یرو) وإن لم یکن تحمله صحیحا ، لم یکن راویا فلم یصح درجه فی أبواب الرواة.

ص: 61


1- 1. رجال الطوسی (ص 117) رقم (39).
2- 2. أیضا (ص 174) رقم (154).
3- 3. رجال الطوسی (ص 120) رقم (7).
4- 4. رجال الطوسی (ص 234) رقم (189).
5- 5. رجال السید بحر العلوم (4 / 142).
6- 6. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).

وأجاب ثانیا : بعدم ظهور اطراد هذا الوجه فی مواضع الإشکال (1).

أقول : وهذا جواب عن أکثر هذه التوجیهات ، حیث أنها غیر جاریة فی جمیع الموارد التی ورد فیها هذا الإشکال.

فإن فیهم من لقی إمامین أو أکثر ، وقد ذکر فی باب (لم) ، فلا یمکن أن یقال إنه لقی الإمام الثانی وهو صغیر أیضا.

مثل بکر بن محمد الأزدی ، فقد ذکر فی أصحاب الصادق وأصحاب الرضا علیهما السلام وفی (لم) وسیأتی فی المورد [8].

وحفص بن غیاث من أصحاب الباقر والصادق علیهما السلام وسیأتی فی المورد [15].

والریان بن الصلت من أصحاب الرضا والهادی علیهما السلام وسیأتی فی المورد [17].

وزرعة بن محمد من أصحاب الصادق والکاظم علیهما السلام وسیأتی فی المورد [18] وهکذا غیرهم.

التوجیه الخامس : الروایة شفها وغیرها

قال السید بحر العلوم : أن یکون مراده بالروایة عنهم علیهم السلام ما یعم الروایة بالمشافهة والکتابة ، بعدم الروایة عنهم علیهم السلام وعدم الروایة بخصوص المشافهة (2).

وأجاب عنه _ بعد عدم وضوحه ، وکونه مجرد ادعاء لا دلیل علیه _ :

أولا : بأن المقابلة قاضیة بإرادة المعنی الواحد فی النفی والإثبات.

ثانیا : بعدم اطراد هذا الوجه فی مواضع الإشکال (3).

التوجیه السادس : عدول الشیخ عن رأیه

قال المامقانی : إن محمل ما صدر من الشیخ هو العدول عما ذکره أولا (4).

ص: 62


1- 1. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
2- 2. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 142) وذکره فی تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
3- 3. رجال السید بحر العلوم (4 / 142) وانظر تنقیح المقال (1 / 194).
4- 4. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).

والجواب : أن هذا غیر ممکن الالتزام به

فإذا کان الراوی قد روی عن الإمام علیه السلام وتثبت الشیخ من روایته فی مصادر الحدیث ، وذکره فی أبواب من روی عن الأئمة علیهم السلام ، فلا معنی للعدول عن هذا الأمر الواقع ، وهل هو أمر قابل للعدول؟ وإذا کان وقف الشیخ علی عدم صحة ما أثبته أولا ، فاللازم علیه حذف اسمه من الأبواب الأولی ، وإدراج اسمه فی باب (من لم یرو) فأما الجمع بذکر اسمه فی البابین ، فلا یناسب الاحتمالین.

مع أن هذا الاحتمال لو صح فی بعض الموارد ، فإنه لا یصح فی کثیر منهم قطعا ، حیث أن روایتهم عن الأئمة علیهم السلام ثابتة قطعا.

التوجیه السابع : الشک والتردد من الشیخ

ما ذکره الکاظمی بقوله : لقد أحسن بعض مشایخنا فی ذلک حیث قال : قد یقطع الشیخ علی روایة الراوی عنهم علیهم السلام بلا واسطة ، فیذکره فی باب من روی عنه علیه السلام ، وقد یقطع بعدم الروایة عنهم علیهم السلام ، فیذکره فی باب من لم یرو ، وقد یحصل له الشک فی ذلک فلا یمکنه والتطلع والتفحص عن حقیقة الحال ، فیذکره فی البابین تنبیها علی الاحتمالین (1).

أقول : ظاهر کلام الشیخ رحمه الله فی جمیع الأبواب القطع بما أورد فیها ، ولو کان مترددا فی ما أثبته لذکر ذلک وأشار إلیه کمال فعل فی مواضع عدیدة ، وسیأتی بیان أن الشیخ استعمل أکثر الألفاظ التی تدل علی تمییز الراوی ، وهذا لا یصدر عن من یتردد فی أمر الرواة ، کما هو واضح.

قال المامقانی _ مجیبا علی الاحتمال الخامس مما ذکره _ : إن عادة الشیخ رحمه الله فی الکتاب علی بیان معتقده فی حق الرجال ، وذکره لهم فی المقامین _ علی سبیل الجزم _ ینافی تردده فی ذلک (2).

ولاحظ التوجیه التاسع.

ص: 63


1- 1. تکملة الرجال (ج 1 ص 14 _ 15) ، نقله فی تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
2- 2. تنقیح المقال _ جواب الوجه الخامس (ج 1 ص 194).

التوجیه الثامن : اختلاف الآراء

قال الکاظمی : وله وجه آخر وجیه _ یشهد به بعض کلام الشیخ _ وهو أنه یذکره فی البابین ، إشارة للخلاف ، وجمعا بین الأقوال (1).

وقال المامقانی : أن یکون اختلاف کلام الشیخ رحمه الله لاختلاف العلماء فی شأن أمثال هؤلاء الذین ذکرهم فی الموضعین (2).

وقد أورده السید بحر العلوم احتمالا ممکنا ، ولم یرده (3).

وأجاب عنه المامقانی بقوله :

إن عده لهم فی من روی عنهم علیهم السلام یکشف عن عثوره علی روایتهم عنهم علیهم السلام ، فلا یمکن إنکاره لروایتهم عنهم علیهم السلام (4).

أقول : یمکن توضیح هذا الجواب بأن الاختلاف فی مثل المقال لا معنی له ، فإن روایة الشخص عند الشیخ إن ثبتت ، أثبت الشیخ اسم الراوی فی باب (من روی عنهم) وإلا أثبته فی باب (من لم یرو عنهم) ولا معنی لأن یذکره فی البابین من دون تنبیه.

ونجیب ثانیا : أن الشیخ قد تعرض للاختلافات حیثما وجدت عند ذکر الرواة ، وهذا یدل علی تنبهه إلی الخلاف ، وتنبیهه علیه کما اللازم ، ومع ذلک لم یذکرهم فی باب (من لم یرو عنهم) ، مثل :

1 _ فی أصحاب السجاد علیه السلام : محمد بن عمر بن علی بن أبی طالب علیه السلام.

قال : وقیل لیس له منه روایة (5).

ومع ذلک لم یذکره فی باب (من لم یرو عنهم).

2 _ وفی أصحاب الرضا علیه السلام : إبراهیم بن عبد الحمید ، قال : من أصحاب أبی عبد الله علیه السلام ، أدرک الرضا علیه السلام ، ولم یسمع منه علی قول

الشیخ محمد رضا المامقانی

ص: 64


1- 1. تکملة الرجال (ج 1 ص 15).
2- 2. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
3- 3. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 143).
4- 4. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
5- 5. رجال الشیخ (ص 101).

سعد بن عبد الله (1) ومع ذلک لم یذکره فی باب (من لم یرو عنهم).

3 _ وفی أصحاب الصادق علیه السلام : ثابت بن دینار ، قال : توفی سنة (150) (2) وقال فی أصحاب الکاظم علیه السلام : اختلف فی بقائه إلی وقت أبی الحسن علیه السلام (3).

ومع ذلک لم یذکره فی باب (من لم یرو عنهم).

لکنه فی أصحاب العسکری علیه السلام قال : الحسین بن الحسن بن أبان ، أدرکه ولم أعلم أنه روی عنه (4).

وذکره فی باب (من لم یرو عنهم) (5).

فلا بد أن یکون لمن یعاد ذکره فی (لم) خصوصیة أخری غیر جهة الاختلاف.

الرأی التاسع : التوقف

قال السید بحر العلوم : _ بعد ما ذکر عدة محتملات وأجاب عنها _ : والحق ضعف هذه الوجوه کلها ، وأن عبارة الشیخ رحمه الله قاصرة فی هذا الباب عن تأدیة المراد (6).

وأضاف السید بحر العلوم : ولصاحب النقد رحمه الله فی ترجمة القاسم بن محمد الجوهری کلام جید کأنه أصاب المنحر ، فلیلحظ ذلک ، والله أعلم.

أقول : راجعت نقد الرجال فی تلک الترجمة فلم أجد فیه شیئا یذکر کتوجیه للتناقض المتوهم إلا رده علی ابن داود الذی اختار التعدد (وهو التوجیه الأول) فإنه قال : إن مثل هذا کثیر فی کتاب الشیخ مع قطعنا بالاتحاد ... وإن کان منافیا لقوله قدس سره فی عنوان الکتاب (7).

فإن کان نظر السید بحر العلوم إلی کلام صاحب النقد هذا ، فهو لیس إلا

ص: 65


1- 1. رجال الطوسی (ص 366) رقم 1.
2- 2. رجال الطوسی (ص 160) رقم (2).
3- 3. المصدر (ص 345) رقم (1) حرف الثاء.
4- 4. رجال الطوسی (ص 430) رقم 8.
5- 5. أیضا (ص 469) رقم (44).
6- 6. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 143).
7- 7. نقد الرجال (ص 271 _ 272).

تأکیدا للإشکال ، لا یبعد أن یکون غرض السید ذلک ، وأنه إنما تأدب فی مجابهة الشیخ الطوسی ، فأحال علی هذا الکلام.

واحتمل الشیخ المامقانی أن یکون نظر السید بحر العلوم إلی ما ذکره صاحب التعلیقة علی النقد وهو الشیخ عبد النبی الکاظمی ، حیث ذکر فیها احتمالات ثلاثة واختار منها ما ذکرناه فی التوجیه السابع ، فلاحظ (1).

الرأی العاشر : الاشتباه والغفلة

وذهب جمع إلی أن ذلک وقع فی الکتاب علی أثر غفلة الشیخ ، فذکر شخصا فی الرواة ، وسها عن ذلک فأورده فی (من لم یرو) وعللوا ذلک بأن الشیخ کان مرجعا للعام والخاص من الناس ، ومع کثرة مراجعة الناس إلیه لأخذ الفتوی وکثرة أمالیه ودروسه التی أخذها منه تلامذته ، نجده مکثرا فی التألیف جدا ، ومن أکثر فقد عرض للأخطاء لا محالة.

قال السید محسن الأعرجی فی عدة الرجال : وربما رجح حکایة النجاشی علی حکایة الشیخ ، لتسرعه وکثرة تألیفه فی العلوم الکثیرة ، ولذلک عظم الخلل فی کلامه ، فتراه یذکر الرجل تارة فی رجال الصادق علیه السلام وأخری فی رجال الکاظم علیه السلام ، وتارة فی من لم یرو عنهم علیهم السلام ، مع القطع بالاتحاد ... مع أنه أخذ علی نفسه فی أول کتابه أن یذکر أصحاب النبی صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة إلی القائم علیهم السلام الذین رووا عنهم علیهم السلام کلا فی بابه ، ثم یذکر من تأخر عنهم من رواة الحدیث أو من عاصرهم ولم یرو عنهم علیهم السلام.

وهذا وإن کان خلاف الظاهر إلا أنه تأویل یصار إلیه عند الضرورة ، والسهو والنسیان طبیعة ثانیة للانسان لا یکاد ینجو منهما أحد.

ومع ذلک فالطعن علی الشیخ خارج عن قانون الأدب ، وهو إمام فی هذا الشأن ، وإنما جاء الاشتباه فی بعض الأحیان لشدة إقبال الناس فی تناولهم ما یخرج

ص: 66


1- 1. تکملة الرجال (ج 1 ص 14 _ 15).

عنه قبل إعادة النظر فیه (1).

والقهپائی یری أن ذکر الشیخ لشخص فی أصحاب إمام أو أکثر وفی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) أیضا ، إنما هو علی الاشتباه (2).

وعلق علی جمیع الموارد المفروض فیها ذلک بقوله (کیف یکون ممن لم یرو) مستنکرا ذلک ، وأضاف فی (حفص بن غیاث) : ولکن مثله من مثله قدس سره غیر عزیز ، حیث لزمته العجلة الدینیة (3).

وقال الخاقانی : بعد أن ذکر أنه لا بد من حصول الغفلة لأمثال الشیخ ممن کان مستوعب الأوقات ما بین درس وتألیف وإفتاء وقضاء وغیرها _ : ومن ذلک ذکره الرجل فی بابین متناقضین کباب من یروی وباب من لم یرو ، فیما علم اتحاده ، فتوهم من لا تدبر له التعدد (4).

وقال المامقانی _ بعد أن أورد وجوها وردها _ : وبالجملة ، فلم نقف علی ما یزیح الإشکال تحقیقا ، فلا محمل لما صدر من الشیخ رحمه الله إلا العدول عما ذکره أولا (5) أو سهو القلم الذی یقع فیه من لم یکن معصوما (6).

وقال السید الخوئی دام ظله : والتوجیه الصحیح أن ذلک قد صدر عن الشیخ لأجل الغفلة والنسیان فعند ما ذکر شخصا فی (من لم یرو عنهم علیهم السلام) غفل عن ذکره فی أصحاب المعصومین علیهم السلام وأنه روی عنهم بلا واسطة ، فإن الشیخ لکثرة اشتغاله بالتألیف والتدریس کان یکثر علیه الخطأ فقد یذکر شخصا واحد فی باب واحد مرتین أو یترجم شخصا واحدا فی فهرسته مرتین (7)

ص: 67


1- 1. عدة الرجال _ مخطوط _ ونقلنا عنه بواسطة کتاب (دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر) للمرحوم الشیخ محمد حسین الأعلمی الحائری (ج 3 ص 70 / 71).
2- 2. مجمع الرجال (ج 1 ص 4).
3- 3. أیضا ، (ج 2 ص 214) هامش (6).
4- 4. رجال الخاقانی (ص 102 _ 103).
5- 5. انظر التوجیه السادس.
6- 6. تنقیح المقال (ج 1 ص 194).
7- 7. معجم رجال الحدیث ، (المقدمة) (ج 1 ص 117 _ 118).

والغریب أن سیدنا الأستاذ ، یصحح فی مقدمة کتابه هذا التوجیه ، لکنه فی متن الکتاب یحاول رفع التناقض بالتوجیه الثالث ، وقد ذکرنا موارد لجوئه إلی ذلک التوجیه عند ذکره ، فلاحظ.

والجواب عن ذلک بوجوه :

الأول : أن تعرض الشیخ فی کتاب رجاله لآراء الآخرین وذکر الاختلافات وإظهار نظره الخاص أحیانا بقول : (لا أعلم له روایة) ونحو ذلک ، وتصدیه _ فی خصوص باب (من لم یرو) وبالأخص فی موارد البحث _ لذکر الراوی عن الرجل والمروی عنه ، یکشف _ بلا شک _ عن دقة الشیخ فی هذا الکتاب والتفاته الکامل لما وضع فیه.

وسنبحث عن هذه الجهة فیما یلی بشکل أوسع.

الثانی : أن هذه الغفلة المدعاة ، قد صدرت فی خصوص [62] موردا فقط ، _ مع أن کتاب الرجال یحتوی علی الآلاف العدیدة من الأسماء ، أفلا یطرح هذا السؤال : لماذا غفل الشیخ فی هذا الأسماء فقط فأعادها فی باب (من لم یرو) دون غیرها؟ مع أن الأسماء المعادة ، لم یعدها الشیخ بعین ما ذکرها أولا ، بل أعاد کثیرا منها باختلاف فی أسماء الأجداد أو الألقاب وما أشبه ، وأما أکثرها فأعادها مع قید الراوی أو المروی عنه ، مما یکشف عن أن الشیخ کان یهدف من هذا الإعادة غرضا علمیا خاصا.

وسیأتی توضیح ذلک عند کل مورد.

وقد تنبه تنبه الشیخ عبد النبی الکاظمی إلی بعض ذلک ، فی إبراهیم بن صالح ، وهو المورد (1) _ بعد أن حکم بالتعدد _ فقال : ومما یدل علی عدم غفلة الشیخ فی الفهرست أنه قال : (إبراهیم بن صالح ، له کتاب ، رویناه بالإسناد الأول) (2).

قال الکاظمی : فلو کان غافلا عن أولا لذکر الإسناد ثانیا ، ولم یحله علی الأول (83).

ص: 68


1- 1. الفهرست للطوسی (ص 33) رقم (26).
2- 2. تکملة الرجال (ج 1 ص 86).

الثالث : أن بعض الأسماء من المذکورین ، روایتهم عن الإمام ، من الوضوح بحیث لا یمکن أن یدعی فی حق الشیخ أنه یغفل عنه ، کفضالة بن أیوب ، فکیف یمکن ادعاء غفلة الشیخ عن روایته عن الصادق علیه السلام لیعیده فی باب (لم) سهوا ، مع کثرة روایات فضالة وسعتها ، ومع سعة أعمال الشیخ الحدیثیة وتعمقه فی کتب الحدیث والفهارس ، إن هذا بعید عن مقام الشیخ جدا.

الرابع : أن وجود الحل الموجه لعمل الشیخ _ ولو احتمالا _ کاف فی منع هؤلاء القائلین من توجیه هذه الحملات علی الشیخ ، ولا أقل من اعتبار ذلک شبهة یدرأ بها حد تلک المواجهات الصعبة ، فکأن الأولی بهم التأمل والتدقیق فی فهم مراده.

وأخیر _ ونحن لا ندعی العصمة للشیخ _ : فإن طرح مثل هذا الاحتمال فی عمل الشیخ ، مع أنه إمام هذا الشأن ، وأشد مراسا له ، لما ذکرناه فی التمهید من أنه الرجالی الوحید الذی کانت له جهود فقهیة وحدیثیة ، فکان له مراس قوی فی تطبیق نظریاته الرجالیة فی الفقه والحدیث. إن طرح هذا الاحتمال فی حقه یؤدی إلی طرح الأقوی منه فی حق غیره من الرجالیین ، وهذا ما نأباه بکل مشاعرنا ، ونجل علم الرجال وأعلامه منه.

ولو أن هؤلاء القائلین حاولوا الوقوف علی منهج الشیخ فی تألیف رجاله وهدفه من صنیعه فی هذا الباب ، لم یوجهوا هذا الکلمات إلی ساحته المقدسة.

التوجیه الحادی عشر : کثرة الطرق

قال الخاقانی : إن غرضه من باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) أنه عقده لمن لم یرو عنهم : إما لتأخر زمانه عنهم ، أو لعدم رؤیاه لهم وإن کان فی زمانهم ، ولا یمتنع أن یذکر فیه بعض من صبحهم وروی عنهم لوجود الطریق له هناک أیضا. فیکون هذا الباب مشتملا علی أقسام ثلاثة :

1 _ من تأخر زمانه عنهم.

2 _ من لم یرو عنهم وإن عاصرهم.

3 _ من صحبهم وروی عنهم أیضا.

فلا یکون باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) منحصرا فی القسمین الأولین ،

ص: 69

کما عساه یظهر من کلامه أعلی الله مقامه ، وإن کان أصل الغرض من عقد هذا الباب مختصا بهما ، لکنه لا بأس به ، بل هو أنفع ، لإفادته کثرة الطرق وزیادتها ، ولا إشکال فی رجحانه ، إذ ربما تکون الروایة بواسطة ذلک من قسم المستفیض أو المحفوف بالقرائن المتاخمة للعلم ، بل قد یبلغ العلم ، بل قد یبلغ العلم ، والله أعلم (1).

أقول : إن کل راو من الرواة لا بد وأن یکون للشیخ إلیه طریق واحد أو أکثر ، ومحل بیان الطرق وتعدادها إما أسانید الروایات ، أو الفهارس والمشیخات ، وکتاب الرجال لم یعد لذکر الطرق وتعدادها ، حتی یتصدی فیه لذلک.

مضافا إلی أن تعدد الطرق لا ینحصر بهذا العدد الضئیل من الرواة ، فما ذا حصر الشیخ المعادین فیهم؟

مع أنه لا حاجة لبیان کثرة الطرق وتعدادها إلی أن یعید ذکرهم فی باب من لم یرو ، إذ لا ینافی کثرة الطرق کونهم رواة فلا حاجة إلی عدهم فی ذلک الباب من أجل بیان هذا الأمر؟

ولیست کثرة الطرق وتعدادها موجبة لشبهة مخرجة لهم عن باب الرواة؟

الرأی المختار :

إن الاهتمام بأمر طبقات الرواة وتعیینها مما لا خفاء فی لزومه ، لوضوح فائدته بل أهمیته لتأثیره المباشر فی تحدید عصر کل راو وتمییز بشکل دقیق عمن یشارکه فی خصوصیاته وملابساته من الرواة ، وبمعرفة ذلک یقف طالب السند علی ما فی ذلک السند من زیادة أو نقص من الوسائط ، ویحکم علی أساس ذلک بالاتصال أو الإرسال ، فإن الأسانید قد یقع فیها حذف اسم راو أو أکثر ، فتکون الروایة مرسلة ، یسقط الحدیث بإرسالها عن الاعتبار.

ولأجل تلافی ذلک وضع علماء الرجال کتبا تتکفل أمر طبقات الرواة مرتبین فیها أسماء الرواة ، لتحدید عصورهم ، ومعرفة من یروی عنهم ومن یروون عنه ، ومن تمکن روایته عنه أولا تمکن ، من حیث العصر والطبقة.

قال المحقق الدربندی : إن فائدة معرفة الطبقات هی الأمن من تداخل

ص: 70


1- 1. رجال الخاقانی (ص 105 _ 106).

المتشابهین ، وإمکان الاطلاع علی تبیین التدلیس ، والوقوف علی حقیقة المراد من العنعنة ، من السماع أو اللقاء أو الإجازة أو نحوها ، فإن العنعنة تحتملها (1).

وقد انتهجوا فی رسم کتب الطبقات مناهج عدیدة.

فمنهم من رتبها علی القرون.

ومنهم من رتبها علی المشایخ.

ومنهم من رتبها علی الوفیات.

ومنهم من رتبها علی أعصر الأئمة علیهم السلام ، وغیر ذلک.

وقال الشیخ حسین بن عبد الصمد العاملی _ والد البهائی _ : ینبغی للحاذق التنبه للزیادة فی السند والنقص ... ومما یعین علی ذلک معرفة أصحاب الأئمة واحدا واحدا ، ومن لحق من الرواة الأئمة ومن لم یلحق ، وقد صنف أصحابنا فی أصحاب الأئمة علیهم السلام کتبا ذکروا فیها أصحاب کل إمام ومن لحق منهم إمامین أو أکثر (2).

رجال الشیخ أکبر کتاب علی الطبقات

نعتقد أن أکبر کتاب مؤلف علی الطبقات هو کتاب رجال الشیخ رحمه الله فلا بد أن یکون غرضه منه هو الغرض من الطبقات أعنی تمییز طبقة کل راو ، عن طبقة الرواة الآخرین ، کی لا یلتبس أحدهما بالآخر عند مشارکتهما فی الأسماء أو أسماء الآباء أو الألقاب.

والدلیل علی أن کتاب الرجال هو علی الطبقات ما یلی :

أولا _ ترتیب الکتاب علی الأبواب المعنونة بأسماء المعصومین علیهم السلام بحیث جعل لکل معصوم بابا خاصا أدرج فیه أسماء الرواة عنه ، وهذا هو ترتیب کتب الطبقات ، وقد عرفت أن قسما من کتب أصحابنا قد وضع علی طبقات أصحاب الأئمة علیهم السلام ، لم یبق بأیدینا منها سوی طبقات الرواة للبرقی أحمد بن محمد بن خالد ، فقد صرح الشیخ الطوسی بأن اسمه (طبقات الرجال) ، وهو مرتب علی أبواب بأسماء

ص: 71


1- 1. القوامیس (قسم الدرایة) الورقة (21).
2- 2. وصول الأخیار (ص 116 _ 117) ولمعرفة الطبقات وترتیبها لاحظ : شرح نخبة الفکر (ص 230) وما بعدها ، وجامع المقال للطریحی (ص 176).

المعصومین علیهم السلام ، ورجال الشیخ علی نسقه وترتیبه ، مع إضفاء صبغة فنیة علیه وهو ترتیب أسماء کل باب علی حروف المعجم (1).

فرجال الشیخ هو أکبر کتاب _ من القدماء _ فی طبقات أصحاب الأئمة علیهم السلام.

ثانیا _ أن کتاب الرجال یحتوی علی مجرد سرد أسماء الرواة ، من دون ذکر ما یرتبط بهم من اهتمامات رجالیة تتعلق بأحوال الراوی ، من الوثاقة والمدح أو الضعف والقدح ، وسائر التفاصیل التی یهتم بها علماء الرجال.

وإنما الترکیز فیه علی تعیین الطبقة بذکره فی الباب المعین رغم تشخص الراوی باسمه واسم أبیه وما یحتاج إلی تعیینه من الألقاب والمضافات.

وهذا هو دیدن أصحاب الطبقات.

واعتقد أن المقدار الذی ذکره الشیخ من التوثیق والتضعیف فی کتاب الرجال أحیانا إنما هو فی الموارد التی یؤثر ذلک فیها لتعیین الراوی ، ولتفصیل ذلک محل آخر.

ثالثا _ أن الشیخ الطوسی فی هذا الکتاب یؤکد علی أمور لا ثمرة لها إلا تعیین الطبقة ، ویستعمل أسالیب وألفاظا خاصة بکتب الطبقات ، وإلیک نماذج منها : 1 _ تعیین الإمام المروی عنه ولو أکثر من واحد.

مع أن کتاب الشیخ موضوع علی الأبواب ، ومبین فی مقدمته أنه یذکر فی کل باب من روی عن ذلک الإمام ، فمع ذلک نراه یصرح فی ترجمة الشخص فی الباب أنه روی عن الإمام الآخر ، مع ذکره فی بابه أیضا ، وهذا إن دل علی شئ فإنما یدل علی أن غرض الشیخ هو التأکید علی طبقة الروای.

فکثیرا ما یقول فی باب أصحاب الباقر علیه السلام : روی عنه وعن أبی عبد الله علیهما السلام.

أنظر (ص 108 و 110 و 111 و 113 و 117 و 119 و 120 و 121 و 123 و 139).

أو یقول : (روی عنهما) والمقصود الباقر والصادق علیهما السلام أنظر :

ص: 72


1- 1. الفهرس للطوسی (ص 45) رقم (65).

(ص 109 و 158 و 190 و 216 و 218 و 224 و 232 و 233 و 242 و 266) (1).

2 _ وفی مواضع کثیرة یلجأ إلی ذکر من روی عن الراوی ، أنظر مثلا (ص 23) رقم (127) و (ص 288) ورقم (118) و (ص 306) رقم (411).

وعامة من فی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) مصحوب بهذا الأمر.

3 _ تحدید وفیات کثیر من الرواة ، وتحدید سنی أعمارهم ، أو من لقوا ومن لم یلقوا من الأئمة علیهم السلام ، أنظر مثلا : (ص 249) رقم (420 و 427) و (ص 254) رقم (508) و (ص 256) رقم (538) و (ص 260) رقم (614).

وصرح فی بعض الموارد ببقاء الراوی إلی أزمنة متأخرة ، انظر مثلا : (ص 174) رقم (152).

4 _ ویرکز علی ذکر الاختلاف أو نفی الروایة مع اسم الراوی ، انظر مثلا : (ص 101) رقم (2) و (ص 430) رقم (8) و (ص 431) رقم (3) من حرف السین.

5 _ ویذکر عدد حدیث الشخص : مثل (ص 367) رقم (9).

6 _ ویعدد أسماءه _ تأکیدا علی تمییزه _ مثل (ص 289) رقم (146) ولو ظنا ، مثل (ص 390) رقم (40).

7 _ ویستعمل ألفاظا خاصة بأصحاب الطبقات مثل (لحق) أنظر (ص 406) رقم (13) و (14).

ومثل (أدرک) و (عاصر) و (لقی) وغیرها.

8 _ وإلیک النص التالی الدال بوضوح علی أن الشیخ إنما یهتم فی کتابه بأمر تحدید الطبقة ، یقول فی ترجمة : (الحسین بن الحسن بن أبان) :

ذکر ابن قولویه : (أنه قرابة الصفار وسعد) وهو أقدم منهما ، لأنه روی عن الحسین بن سعید ، وهما لم یرویا عنه (89).

وکلمة (القرابة) تعنی القرب فی العصر والطبقة ، ومعنی الکلام أن ابن قولویه ذکر أن ابن أبان یقرب من الصفار وسعد من حیث الطبقة فهما من طبقة

ص: 73


1- 1. أرقام الصفحات هی لکتاب رجال الطوسی.
2- 2. رجال الطوسی (ص 430) رقم (8).

واحدة ، لکن الشیخ الطوسی ، لا یقبل ذلک ویقول : إن ابن أبان أقدم منهما طبقة ، لروایته عن الحسین بن سعید ، وهما لم یرویا عنه ، فهما متأخران طبقة عن ابن أبان.

وهذا أوضح دلیل علی أن الشیخ یتصدی فی کتابه هذا إلی موضوع تعیین الطبقات ، خاصة إذا لاحظنا خلوه من أی اهتمام رجالی آخر ، کالجرح والتعدیل أو ذکر الطرق ، أو أیة خصوصیة رجالیة أخری.

وقد أدی الشیخ هذا الدور فی الکتاب بشکل علمی دقیق ، وبشکل فنی ظریف بما لا مزید علیه.

9 _ وأخیرا نجد التصریح بلفظ (الطبقة) فی مورد من کتابه ، قال فی ترجمة محمد بن أحمد بن الولید : یروی عن حماد بن عثمان ومن فی طبقته (1) 10 _ وأما فی خصوص باب (من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام) فقد أبدی اهتماما أکثر بما یفید تعیین الطبقة ، حیث أن الأبواب السابقة محددة بعصر کل إمام إمام ، فیکون عصر الراوی محددا بزمن السماع من الإمام المعقود له الباب ، فلم یکن بحاجة إلی تمییز الراوی إلا من جهة معرفی شخصه ، بمشخصاته الخاصة من اسم الأب أو الکنیة أو البلد أو الصنعة أو الولاء ، أو الإضافة إلی الأقارب ، ونحو ذلک ، وفی بعض الحالات المعدودة باللجوء إلی الرواة عنه معرفته بهم.

أما فی هذا الباب ، فإن المعنون فیه لا بد وأن یتحدد بکلا طرفیه ، بمن یروی الشخص عنهم ، وبمن یروون عن الشخص ، وبعبارة أخری : لا بد أن تحدد طبقته بذکر الراوی والمروی عنه.

وقد استعمل هذا فی أکثر تراجم هذا الباب ، فی غیر من تأخر زمانه عن عصر الأئمة علیهم السلام ، وأما فی هؤلاء فیکتفی غالبا بتحدید زمن الولادة والوفاة بالسنین لأنها معلومة غالبا.

وأما الإشکال فی موارد خاصة

فقد یوجد فی الأسانید روایة بعض المتأخرین عن عصر الأئمة علیهم السلام فی الطبقة ، عن بعض المتقدمین فی الطبقات السابقة. مثلا ، روایة سعد بن عبد الله

ص: 74


1- 1. مجمع الرجال (ج 5 ص 142) ولم أجده فی المطبوع من کتاب رجال الشیخ.

الأشعری المتوفی سنة (300) عن الهیثم بن أبی مسروق الذی هو من أصحاب الإمام الباقر علیه السلام المتوفی (114) أو الجواد علیه السلام المتوفی سنة (220) فإن هذا غیر ممکن إذا لا حظنا طبقتهما.

فنلاحظ أن الهیثم شخص معروف من جهة روایته ، وهو فی طبقة من روی عن الأئمة علیهم السلام ، لکن روایة سعد عنه مباشرة تفید أن سعدا قد أدرک الهیثم ، ولازم ذلک :

إما أن یکون الهیثم قد بقی إلی عصر لقیه سعد ، وهذا شئ لم یذکروه.

أو أن یکون الهیثم الذی روی عنه سعد شخصا آخر غیر الهیثم الراوی عن الأئمة علیهم السلام ، فهذا من طبقه من لم یرو.

وبما أن الهیثم واحد قطعا ، ولیس هناک شخص آخر بهذا الاسم فی الأسانید ، لعدم ذکرهم له ، وبما أن سعدا لا یمکن أن یروی مباشرة عن الراوی عن الأئمة علیهم السلام ، فاللازم هو الالتزام بأن هذا السند : (سعد عن الهیثم) قد سقطت فیه واسطة _ واحدة أو أکثر _ ومعنی ذلک أن الروایة مرسلة.

وهکذا ، کلما وجد الشیخ أن فی سند الحدیث خللا من حیث طبقة رواته ، أو علة فی اسم الراوی أو معرفة شخصه أو من جهة الکلام فی اتصاله عند أعلام الطائفة إذا حکموا بإرساله أو انقطاعه ، أو حکموا بعدم لقاء الراویین أو شکوا فی سماع الراوی عن المروی عنه ، فإن الشیخ یورد المروی عنه فی (باب من لم یرو عنهم) للدلالة علی هذا الانقطاع والارسال ، وهذا البعد فی الطبقة بین رواة الإسناد ، وهذه العلة فی رجاله.

وعمل الشیخ هذا هو بمثابة استنتاج من کتاب الرجال المبنی علی طبقات الرواة ، واستثمار وتطبیق لما أورده فی الأبواب السابقة من جهد علمی.

ویبقی السؤال الأساسی : بماذا یرفع التنافی بین عد الراوی فی الأبواب السابقة. وبین عده فی هذا الباب؟.

وبعبارة أخری : إذا کان هؤلاء قد رووا بالفرض عن الأئمة علیهم السلام.

کیف یقول عنهم فی هذا الباب : (إنهم لم یرووا)؟.

أقول : إذا لوحظ الغرض المزبور من عقد الأبواب علمنا أن الشیخ إنما یعقدها

ص: 75

لطبقة من روی وطبقة من لم یرو ، والمذکورون إذا وردوا فی سند مرسل ، کما فی الهیثم ، یکون الشخص فی ظاهر هذا السند فی طبقة من لم یرو ، وإلا لم یمکن روایة سعد عنه ، ولا أقل من وجود شبهة فیهم أن یکونوا ممن لم یرو ، وهذا کاف فی تجویز ذکرهم هنا ، وغرض الشیخ هو التنبیه علی هذا الجهة ، کی یعرف أمر المذکورین فحیثما قطع بالاتحاد بین المذکورین سابقا ولاحقا ، فالحکم یکون علی الروایة بالإرسال والانقطاع ویجزم بذلک ، ویخرج المذکورون عن شبهة دخولهم فی طبقة من لم یرو.

وهذه ملاحظة دقیقة دل علیها الشیخ بتصرفه البدیع ذلک ، فعنوان الباب هو (طبقة من لم یرو) وهؤلاء فی هذه الطبقة علی ظاهر الأسانید المرسلة ، وإن کانوا فی طبقة الرواة علی أساس روایاتهم عن الأئمة علیهم السلام.

وبهذا أیضا یعرف وجه ذکر الشیخ لجمع من الرواة فی أبواب من روی عن الإمام ، مع تصریحه فی ترجمة کل بأنه (لم یرو عنه) وإنما لحقه أو أدرکه.

وذلک ، لأن إدراک الراوی للإمام ولحوقه بعصره ، یوجب دخوله فی طبقة من روی ، فهذا هو الموجب لذکره ، ولکن بما أن الشیخ یعلم عدم روایته ، لزمه أن یذکر ذلک لیتدارکه ، ویتلافی احتمال روایته ، أو دفعا لتوهم أنه روی.

وإذا تمکنا من إثبات هذا الرأی _ کما سیأتی مفصلا _ ظهر لنا أن التنافی بین عد الرجل فی أبواب من روی وفی باب من لم یرو لیس إلا مجرد صورة التنافی ، فلا مناقصة واقعا بینهما ، لأن الشیخ لا یرید أن یقول (روی) و (لم یرو) _ والشیخ یجل مقامه من أن یتصور ذلک فی حقه _.

بل أراد الکشف عن أن روایات هؤلاء _ تلک التی وردت بطرق خاصة _ إنما هی من نوع الحدیث (المعلل) وهو ما فیه علة غامضة خفیة ، وظاهر السلامة.

قال العاملی : أما وقوعها فی السند ، فکاشتراک الراوی بین الثقة وغیره.

وروایة الراوی عمن لم یلقه قطعا ، أو مخالفة غیره فی السند ، مع قرائن أخری تنبه الحاذق علی وهم ، بإرسال فی الموصول ، أو وقف فی المرفوع ، أو إدخال سند فی سند ، أو نحو ذلک ، بحیث یغلب علی ظنه الخلل بعدم أو یتوقف فیه (1).

ص: 76


1- 1. وصول الأخیار (ص 112).

وقال الشهید : وإنما یتمکن من معرفة ذلک أهل الخبرة بطرق الحدیث ومتونه ، ومراتب الرواة ، الضابط لذلک ، وأهل الفهم الثاقب فی ذلک ، ویستعان علی إدراکها _ أی العلل المذکورة _ بتفرد الراوی بذلک الطریق ، أو المتن وبمخالفة غیره له ، مع انضمام قرائن تنبه العارف علی تلک العلة ، من إرسال فی الموصول أو وقف فی المرفوع ، أو دخول حدیث فی حدیث ، أو وهم واهم بحیث یغلب علی الظن ذلک ولا یبلغ الیقین ، وإلا لحقه حکم ما تیقن من إرسال وغیره ، أو یتردد فی ذلک فیتوقف (1).

ولا ریب أن شرط الخبر الصحیح الذی یعمل به سلامته من العلة فیه وأما ما یترائی من عدم التفات الأصحاب إلی هذه الجهة فی الأسانید المبحوث عنها ، فلیس إلا من جهة عدم التأمل الدقیق فی عبارة الشیخ فی الرجال وفی طرقه فی الفهرست ، ولعدم التفاتهم إلی مدی اعتبار انتفاء العلة فی حجیة الحدیث (2).

وقد نقل عن الشهید قوله : إن روایة الراوی عن المعصوم تارة بالواسطة ، وأخری بدونها اضطراب فی السند ، یمنع من صحته (3).

قد ذکر الشیخ فی مثل ذلک قوله : (وهذا مما یضعف الاحتجاج بالخبر) (4).

وللتفصیل عنه مجال آخر.

ومع قطع النظر عن ذلک ، فإن فی ذکر ذلک والتدقیق فیه مزیة یختص بها أمثال الشیخ من المهرة فی فن الرجال من بیان واقع حال السند ، وإن لم یکن له أثر فی الحکم علیه من حیث الاعتبار.

تطبیق الحل المختار علی الموارد

ونبدأ الآن بتطبیق هذا الرأی علی الموارد المفروض وقوع الإشکال فیها ، ولا بد من التذکیر _ أولا _ بأمور :

ص: 77


1- 1. الدرایة (ص 50) وانظر الرواشح (ص 183).
2- 2. منتقی الجمال (ج 1 ص 8).
3- 3. منتقی الجمال (ج 1 ص 9).
4- 4. الاستبصار (ج 2 ص 24 وانظر ص 66).

1 _ أن أی حل یفرض لهذه المشکلة لا بد أن یکون مطردا فی جمیع الموارد قابلا للتطبیق علیها کلها.

وقد أشار السید بحر العلوم إلی ذلک فی جوابه عن بعض التوجیهات ، بقوله : مع عدم ظهور اطراده فی مواقع الإشکال (1).

2 _ أن منهج الشیخ فی تألیف کتاب الرجال عامة یعتمد علی کتب الحدیث ، فحیثما وجد روایة لأحد عن واحد من الأئمة علیهم السلام أثبت اسم ذلک الراوی فی باب أصحاب ذلک الإمام ، باعتبار روایته عنه ، وحاول أن یشخصه بما یعرفه من مشخصات وممیزات ، وإذا تکررت روایته عن ذلک الإمام بعنوان آخر کرره فی نفس الباب أیضا بالعنوان الثانی ، وإن روی عن إمام آخر أدرجه فی بابه کذلک ، یشیر أحیانا إلی سبق روایته عن إمام آخر أو لحوقها کذلک.

وقد أحرزنا هذا المنهج بالتتبع فی کتب الحدیث المختلفة للخاصة والعامة ، فوجدنا فیها أسماء من ذکرهم الشیخ فی الرجال ، بینما لا ذکر لهم فی أی کتاب رجالی آخر ، ولتفصیل الاستدلال علیه مجال آخر.

والغرض من هذا أنه لا بد لإحراز ما صنعه الشیخ فیما یرتبط بالمشکلة من مراجعة کتب الحدیث التی کانت متوفرة لدی الشیخ للعثور علی الروایات التی ترتبط بالمذکورین فی موارد المشکلة بأسانیدها التی أشار الشیخ إلیها هنا فی باب (لم). ونحاول فی ما یلی الکشف عن وجه الخلل الممکن فیها ، من حیث الإرسال وغیره ، بما یلائم رأینا فی الحل.

ولا بد أن نذکر أن أکثر تلک الأسانید المعللة ، مذکورة فی کتاب (الفهرست) للشیخ الطوسی ، بما یقرب الاعتقاد بأن ما عمله فی هذا الباب ناظر إلی تصحیح أسانید الفهرست.

3 _ أن ما أثبته الشیخ فی هذا المجال لا یکون منفصلا عن سائر ما یلتزم به الشیخ من القواعد والنظریات الرجالیة والأصولیة ، فلا بد أن تؤخذ بنظر الاعتبار ، کما سیجئ شرحه عند المورد (32).

ص: 78


1- 1. رجال السید بحر العلوم (ج 4 ص 142) وانظر تنقیح المقال (1 / 194).

4 _ أن الموارد المذکورة لیس حکمها علی حد سواء فی أنها تحل بهذا الرأی.

بل إن بعضها خارج عن مورد الإشکال للقطع فیها بالتعدد ، ویؤیده أن الشیخ ، أعاد الأسماء باختلاف فی الألقاب والنسب وغیر ذلک ، مما یوهم التعدد أو یکون المورد قابلا له.

وفی بعضها لآخر ، لیس للإشکال مورد أصلا ، کما إذا کان الشیخ قد ذکر اسمه فی أبواب من روی علی أساس إدراکه ولحوقه لا علی أساس روایته.

تبقی الموارد داخلة ، وسنحاول تطبیق هذا الحل المختار علیها ، حسبما یساعدنا علیه التوفیق إنشاء الله.

الموارد

المورد [1]

إبراهیم بن رجاء ، المعروف بابن هراسة

ذکره الشیخ أصحاب الصادق علیه السلام بقوله : إبراهیم بن رجاء أبو إسحق المعروف بابن هراسة الشیبانی الکوفی (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : إبراهیم بن هراسة (2).

أقول : إشکال الطبقة فیه یظهر من سند الشیخ إلیه فی الفهرست ، فإنته یروی عنه محمد بن أبی القاسم (3) وهو المعروف ب (ماجیلویه) الذی ترجمه النجاشی ووثقه وقال فیه : صهر أحمد بن أبی عبد الله البرقی ، أخذ عند العلم والأدب (4).

والبرقی أحمد توفی سنة (274) أو (280) (5) فتلمیذه متأخر عنه طبقة ، فکیف یروی ماجیلویه عن إبراهیم الذی هو من أصحاب الصادق علیه السلام مباشرة وبلا واسطة؟

ص: 79


1- 1. رجال الطوسی (ص 146) رقم (70).
2- 2. أیضا (ص 452) رقم (80).
3- 3. الفهرست للطوسی (ص 32) رقم (19) والنسخة مصحفة.
4- 4. رجال النجاشی (ص 35) رقم (947).
5- 5. رجال النجاشی (ص 77) (182).

وبما أن (إبراهیم بن هراسة) لیس متعددا قطعا ، ولیس فی الرجال فی طبقة (من لم یرو) من ترجم بهذا الاسم ، فلا بد أن یکون السند مرسلا.

المورد [2]

إبراهیم بن إسحاق ، أو العجمی.

قال الشیخ فی أصحاب الهادی علیه السلام : إبراهیم بن إسحاق ، ثقة (1).

ونقله القهپائی ، وأضاف : سیذکر عن (لم) بعنوان إبراهیم العجمی (2).

وقد ذکر الشیخ فی باب (من لم یرو) ما نصفة : إبراهیم العجمی ، من أهل نهاوند ، روی عنه الرقی أحمد بن أبی عبد الله. (3) ، وأورد روایة البرقی عنه فی الفهرست (4).

وأقول : الظاهر أن الأول غیر الثانی ، فإن المسمی بإبراهیم بن إسحاق فی رجالنا عدة ، المحتمل هنا ، اثنان :

1 _ الذی عدة الشیخ من أصحاب الهادی علیه السلام ووثقه ، وقد عده البرقی أیضا من أصحابه وقال : إبراهیم بن إسحاق بن أزور شیخ لا بأس به (5) وهذا لم ینسب إلی نهاوند ، ولم یرو عنه البرقی.

2 _ بو الذی فی (لم) وهو إبراهیم بن إسحاق النهاوندی المعروف بالأحمری الذی صرحوا بضعفه (6).

وهذا لم یعد فی أصحاب الأئمة علیهم السلام ولم یرو عنه البرقی حسب تتبعنا.

وهذان متعددان قطعا.

وأما المذکور بعنوان إبراهیم العجمی ، فإن کان هو الثانی کما احتمله السید

ص: 80


1- 1. رجال الطوسی (ص 409) رقم (6).
2- (103) مجمع الرجال (ج 1 ص 39) ،
3- 3. رجال الطوسی (ص 1 45) رقم (78).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 31) رقم (16).
5- (106) رجال البرقی (ص 58) ، وانظر : معجم رجال الحدیث (
6- 6. رجال النجاشی (ص 19) رقم (21) ، والفهرست للطوسی (ص 29). رقم 6. .

الخوئی (1) فهو غیر الأول ، لما عرفت من تعددهما.

وإن کان غیره ، فهو شخص ثالث غیرهما ، فلاحظ (2).

فهذا المورد لیس من موارد النقض ، بل هو من المتعدد.

المورد [3]

إبراهیم بن صالح

قال الشیخ فی أصحاب الباقر علیه السلام : إبراهیم بن صالح الأنماطی (3).

وقال فی أصحاب الرضا علیه السلام : إبراهیم بن صالح (4).

وقال فی باب (من لم یرو) (5) إبراهیم بن صالح الأنماطی روی عنه أحمد بن نهیک ، ذکرناه فی الفهرست (6).

وأورد ترجمته فی الفهرست لکن فیه روایة عبید الله بن أحمد بن نهیک (7).

أقول : ذکر البرقی فی أصحاب الباقر علیه السلام : إبراهیم بن صالح الأنماطی (8). وفی أصحاب الکاظم علیه السلام : إبراهیم بن صالح (9).

وقد ترجم النجاشی لاثنین باسم (إبراهیم بن الصالح الأنماطی) قال فی أحدهما : الأسدی ثقة ، روی عن أبی الحسن علیه السلام ووقف (10).

والظاهر من قوله (وقف) أنه یروی عن الکاظم علیه السلام ، لأن الواقعة إنما یروون عنه دون الرضا علیه السلام (11).

ص: 81


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 1 ص 59).
2- 2. مجمع الرجال (ج 1 ص 38 و 39 و 59) ، وتکملة الرجال (ج 1 ص 82) ، ومعجم رجال الحدیث (ج 1 ص 59 و 70 _ 72).
3- 3. رجال الطوسی (ص 104) رقم (13).
4- 4. أیضا (ص 368) رقم (17).
5- 5. أیضا (ص 450) رقم (71).
6- 6. هذا الترجمة لا توجد فی المخطوطة لکنها موجدة فی المطبوعة والمصادر الأخری.
7- 7. الفهرست للطوسی (ص 26) رقم (2).
8- 8. رجال البرقی (ص 11).
9- 9. أیضا (ص 51).
10- 10. رجال النجاشی (ص 24) رقم (37).
11- 11. أنظر معجم الرجال الحدیث (1 / 103).

وقال فی الآخر : یکنی بأبی إسحاق ، کوفی ، ثقة لا بأس به (1).

وکذلک ترجم الشیخ فی الفهرست لاثنین باسم (إبراهیم بن صالح) (2).

وکذلک الشیخ شهرآشوب فی معالم العلماء (3).

وقد استظهر الشیخ الکاظمی من تعدد الترجمة فی هذه الکتب أن المترجمین متعددان ، وقال : الأظهر التعدد لبعد التکرار من هؤلاء (4).

أقول : ما یرتبط بمورد بحثنا من رجال الشیخ ، فقد عرفنا أنه ذکره ثلاث مرات : مرة فی رجال الباقر علیه السلام ، ومرة فی رجال الرضا علیه السلام ومرة فی من لم یرو عنهم علیهم السلام ، فالاحتمالات فی ذلک :

1 _ فإن جعلنا الأولین شخصا واحدا ، والثالث شخصا آخر ، فلا إشکال من حیث الطبقة ، إلا أنه یرد علیه أن الراوی عن الثانی وعن الثالث فی رجال النجاشی واحد ، وهو عبید الله بن أحمد ، وهذا یدعو إلی اتحادهما.

أقول وسیجئ جوابه فی الاحتمال الثالث ، وهذا من مؤیداته ، وانظر ما ذکره السید الأستاذ بهذا الصدد (5).

2 _ وإن جعلناهم ثلاثة کما یظهر من السید الأستاذ (6) فلا إشکال أیضا.

3 _ ومن المحتمل أن یکون الأول منفردا ، وأن یکون الثانی والثالث شخصا واحد ، وحینئذ فالإشکال یطرح ، بأنه : کیف یعد من أصحاب الرضا علیه السلام ویذکر فی باب (لم)؟

فنقول : إن روایة عبید الله بن أحمد بن نهیک عمن هو من أصحاب الرضا علیه السلام بلی الکاظم علیه السلام ، مباشرة ، لا تتحملها الطبقة ، فیکون حدیثه مرسلا.

وإن جعلنا الراوی عن إبراهیم هو أحمد بن نهیک لا ابنه ، کما هو صریح عبارة

ص: 82


1- 1. أیضا (ص 15) رقم (13).
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 26) رقم (2) و (ص 33) رقم (26).
3- 3. معالم العلماء (ص 5) رقم (5) و (ص 6) ورقم (21) من طبعة النجف.
4- 4. تکملة الرجال (ج 1 ص 86).
5- 5. معجم رجال الحدیث (1 / 103).
6- 6. أنظر معجم رجال الحدیث (ج 1 ص 103).

الشیخ فی باب (من لم یرو) (1).

فالخلل فی السند من جهة اختلاف الراوی عن إبراهیم ، هل هو أحمد أو ابنه عبید الله؟

ومما یؤید هذا الخلل أن سند النجاشی إلی عبید الله هو بوسائط ثلاث ، بینما سند الطوسی إلیه بأربع وسائط ، مع اتحاد طبقة الطوسی والنجاشی.

وعلی هذا فإشکال الطبقة وارد

المورد [4]

أحمد بن إدریس القمی

قال الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام : أحمد بن إدریس القمی المعلم ، لحقه علیه السلام ، ولم یرو عنه (2).

وقال فی باب (من لم یرو) : أحمد بن إدریس القمی ، الأشعری ، یکنی أبا علی ، وکان من القواد ، روی عنه التلعکبری ، قال : سمعت منه أحادیث یسیرة فی دار ابن همام ، ولیس لی منه إجازة (3)

أقول : ولیس هذا من موارد الإشکال لأن الشیخ یصرح فی الأول بأنه لم یرو عن الإمام علیه السلام ، وإنما الإشکال فیه وفی أمثاله : لماذا ذکره الشیخ فی أصحاب الإمام مع أنه عقد الباب لذکر الرواة عنه علیه السلام وهذا لیس منهم؟ وقد أجبنا عن ذلک فیما مضی ، وحاصل الجواب : أن الشیخ إنما عقد الأبواب لطبقة الرواة ، والذی لحق الإمام وأدرکه ، یکون فی هذه الطبقة ، ولکن بما أن هذا الراوی لم یرو عنه ، ذکره الشیخ فی أصحابه وصرح بعدم روایته دفعا لشبهة أنه روی ، أو ردا علی من زغم أو توهم ذلک.

ص: 83


1- 1. رجال الطوسی (ص 450) رقم (71).
2- 2. رجال الطوسی (ص 428) رقم (16).
3- 3. رجال الطوسی (ص 444) رقم (37).

المورد [5]

أحمد بن الحسین إسحق

ذکره الشیخ فی أصحاب الهادی علیه السلام بقوله : أحمد بن الحسن بن إسحاق بن سعد (1).

وذکره فی (باب من لم یرو عنهم علیهم السلام) بقوله : أحمد بن الحسن بن أسحق ، روی عنه ابن نوح (2).

أقول : الظاهر أن ابن نوح هوا أبو العباس أحمد بن علی السیرافی البصری وهو شیخ النجاشی ، قال الشیخ عنه : مات من قرب (3).

ومن الواضح أنه لا یروی عن أصحاب الهادی علیه السلام مباشرة ، لبعد الطبقة ، فروایته عن مرسلة.

وإن کان المراد بابن نوح (أیوب بن نوح) فالإشکال أقول ، حیث أنه أقدم من أحمد هذا ، فکیف یروی عنه؟

لمورد [6]

أحمد بن عمر الحلال ، أو الخلال

قال الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام : أحمد بن عمر الحلال ، کان یبیع الحل ، کوفی ، أنماطی ثقة ، ردی الأصل (4).

أقول : فی النسخة المخطوطة : (الخلال) بالمعجمة.

وقال فی باب (من لم یرو عنهم) : أحمد بن عمر الحلال ، روی عنه محمد بن عیس الیقطینی (5).

أقول : إن روایة الیقطینی عنه أوردها فی الفهرست فی ترجمة (عبد الله بن محمد الحصینی) (6) وهذا من أصحاب الرضا علیه السلام (134). والإشکال فیه من

ص: 84


1- 1. رجال الطوسی (ص 409) رقم (4).
2- 2. أیضا (ص 446) رقم (66).
3- 3. الفهرست للطوسی (ص 62) رقم (117) ، وانظر رجال النجاشی (ص 86) رقم (209).
4- 4. رجال الطوسی (ص 368) رقم (19).
5- 5. رجال الطوسی (ص 447) رقم (51).
6- 6. الفهرست للطوسی (ص 134) رجال النجاشی (ص 227) رقم (597).

جهتین :

1 _ أن سند النجاشی إلی (أحمد الحلال) هو : محمد بن عیس بن عبید (وهو الیقطینی) عن عبد الله بن محمد عن أحمد (1).

فلا یروی الیقطینی عن أحمد مباشرة

2 _ أن روایة الیقطینی عن أصحاب الرضا علیه السلام مباشرة فیها کلام ، وقد ذکروا أن أصغر فی السن عن أن یروی عن ابن محبوب ، المتوفی سنة (224) (2).

وعلی هذا فإشکال الطبقة واضح.

وللشیخ ابن داود الحلی _ فی هذا المورد _ رأی آخر ، قال : الظاهر أنهما رجلان ، فابن الخلال ، بالمعجمة ، من أصحاب الرضا علیه السلام ، والذی بالمهملة ممن لم یرو عنهم علیهم السلام (3).

والنسخة المخطوطة توافقه ، وکذلک نسخة صاحب المنهج (4).

وعلی هذا الاحتمال ، فلیس هذا من موارد النقض.

ولعل نظر الشیخ إلی انقطاع الطریق لما ذکره الأعلام فی (محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی) ، فاستثنوا روایته من کتاب (نوادر الحکمة) وسیأتی تفصیلة فی المورد [32]

وأشار الأسترآبادی إلی شئ من هذا بقوله : ومحمد بن عیسی یکون قد روی عنه [أی عن أحمد] الکتاب بواسطة ، وغیره بلا واسطة (5).

ولکن عبارته غیر واضحة الدلالة ، وانظر المورد [52].

ص: 85


1- 1. رجال النجاشی (ص 99) رقم (248).
2- 2. لاحظ رجال النجاشی (ص 334) رقم (896).
3- 3. رجال ابن داود _ طبعة النجف _ (ص 41) رقم 106).
4- 4. منهج المقال (ص 40).
5- 5. منهج المقال (ص 40).

المورد [7]

بکر بن صالح الرازی

قال الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام : بکر بن صالح الضبی ، الرازی مولی (1) وقال فی باب (من لم یرو) بکر بن صالح الرازی ، روی عنه إبراهیم بن هاشم (2).

وأورد فی الفهرست روایة إبراهیم عنه (3) ونقل عن تفسیر القمی روایته عنه (4) ، وکذلک وقعت فی طریق الصدوق إلی (بکر) فی المشیخة (5).

أقول : لعل الوجه فیه أن (بکرا) من قدماء أصحاب الرضا علیه السلام بدلیل روایة کثیر من أصحاب علیه السلام عنه کالحسین بن سعید (6).

وإبراهیم بن هاشم وإن لقی أصحاب الرضا علیه السلام ، لکنه لم یرو عن کبارهم ، ولذا شکک فی لقائه للإمام الرضا علیه السلام ، وتلمذته لیونس بن عبد الرحمان ، وقد تنظر النجاشی فی ذلک ، علی الرغم من قول الکشی به (7) وقد صوب السید الأستاذ نظر النجاشی باعتبار : أن إبراهیم لیست له روایة مباشرة عن یونس (8).

المورد [8]

بکر بن محمد الأزدی

قال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام : بکر بن محمد أبو محمد الأزدی ،

ص: 86


1- 1. رجال الطوسی (ص 370) رقم (2) باب الباء.
2- 2. أیضا (ص 457) رقم (3).
3- 3. الفهرست للطوسی (ص 64) رقم (127).
4- 4. معجم رجال الحدیث (ج 3 ص 341).
5- 5. روضة المتقین (ج 14 ص 67).
6- 6. معجم رجال الحدیث (ج 3 ص 342).
7- 7. رجال النجاشی (ص 16) رقم (18).
8- 8. معجم رجال الحدیث (ج 1 ص 178).

الکوفی ، عربی (1).

وذکره البرقی فی رجاله علیه السلام : وقال عربی کوفی (2).

وعده الشیخ فی رجال الکاظم علیه السلام وقال : له کتاب (3).

وذکره البرقی فی رجاله علیه السلام (4).

وذکره الشیخ أصحاب الرضا علیه السلام وقال : له کتاب من أصحاب أبی عبد الله علیه السلام (5).

وقال فی باب (من لم یرو) : روی عنه العباس بن معروف (6).

أقول : أورد روایته عنه فی الفهرست (7).

والظاهر أن الإشکال فیه کما فی المورد السابق حیث أن بکرا من کبار أصحاب الرضا علیه السلام ، والعباس من صغارهم ، فلاحظ.

المورد [9]

ثابت بن شریح

قال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام : ثابت بن شریح الکوفی الصائغ (8).

وفی باب (من لم یرو) قال : ثابت بن شریح ، روی عنه عبیس بن هشام (9).

وقد أورد روایته عنه فی طریقه النجاشی (10) والفهرست (11).

ص: 87


1- 1. رجال الطوسی (ص 157) رقم (38).
2- 2. رجال البرقی (ص 40).
3- 3. رجال الطوسی (ص 344) رقم (1).
4- 4. رجال البرقی (ص 48).
5- 5. رجال الطوسی (ص 370) رقم (1) باب الباء.
6- 6. رجال الطوسی (ص 457) رقم (4).
7- 7. الفهرست للطوسی (ص 64) رقم (126).
8- 8. رجال الطوسی (ص 160) رقم (3).
9- 9. أیضا (ص 457) رقم (1) باب الثاء.
10- 10. رجال النجاشی (ص 116) رقم 297).
11- 11. الفهرست للطوسی (ص 67) رقم (140).

وأورد فی الفهرست بعده روایة ابن نهیک عنه (1).

والإشکال : أن عبیسا هو من أصحاب الرضا علیه السلام ، فکیف یروی عن من هو من أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة؟

وقد یکون الإشکال فی روایة ابن نهیک عنه أیضا ، لأنه بعید عنه طبقة ، فلاحظ.

المورد [10]

جعفر بن أحمد

ذکره الشیخ فی أصحاب الهادی علیه السلام (2) وکذلک البرقی (3) باسم : جعفر بن أحمد.

وذکره الشیخ فی باب (من لم یرو) بقوله : جعفر بن أحمد بن أیوب ، یعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متکلم ، له کتب (4).

أقول : لم یظهر کونها واحدا ، بل الظاهر هو التعدد ، فإن الثانی یروی عنه العیاشی والکشی مباشرة ، کما فی ترجمته عند النجاشی (5) وهما متأخران طبقة عمن یروی عن أصحاب الهادی علیه السلام ، فلاحظ.

فالمورد لیس من موارد النقض.

المورد [11]

الحسن بن خرزاد

ذکره الشیخ فی أصحاب الهادی علیه وقال : قمی (6).

ص: 88


1- 1. المصدر والموضع.
2- 2. رجال الطوسی (ص 411) رقم (4).
3- 3. رجال البرقی (ص 59).
4- 4. رجال الطوسی (ص 458) رقم (7) والملاحظة أن ما نقلناه جاء فی المخطوطة ، وفی نسخة مجمع الرجال (ج 2 ص 23) ، لکن فی المطبوعة (جعفر بن محمد) وهو غلط یشهد له ما فی ترجمة الرجل من النجاشی.
5- 5. رجال النجاشی (ص 121) رقم (310).
6- 6. الرجال للطوسی (ص 413) رقم (20).

وذکره فی باب (من لم یرو) وقال : من أهل کش (1).

أقول : استظهر الاتحاد بعضهم ، وقال القهپائی : الظاهر أنه واحد ، فکیف یکون ممن لم یرو ، وکأن أصله من کش ، وهو مجاور بقم (2).

وقال السید الخوئی _ بعد أن ذکرهما متعاقبین _ : یحتمل اتحاده مع سابقة والله والعلم (3).

وقد دمجهما ابن داود فی ترجمة واحد (4).

وقد أغرب ابن داود فی صنیعه ، حیث أن مبناه فی أمثاله هو التعدد ، کما عرفنا فی التوجیه الأول مفصلا.

مع أنه لم یظهر من کلام الشیخ أیة قرینة علی الاتحاد ، بل العکس هو الظاهر فإنه استعمل النسبة إلی البلد قرینة علی التعدد وممیزا ، فالأول قمی ، والثانی کشی ، وما أبعد ما بینهما!

وعلی فرض الاتحاد ، فالظاهر أن الإشکال إنما هو فی روایة أحمد بن محمد بن عیسی عن الحسن بن خرزاد ، لأنهم ذکروا فی ترجمة (أحمد بن محمد بن عیسی) أنه لا یروی عن الحسن هذا (5).

وعلیه : فاللازم إضافة قولنا (روی عنه أحمد بن محمد بن عیسی) فی ترجمة (الحسن بن خرزاد) فی (لم) لیعلم وجه الإشکال فیه.

المورد [12]

الحسن بن موسی الخشاب

ذکره الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام (6).

ص: 89


1- 1. أیضا (ص 453) رقم (10).
2- 2. مجمع الرجال (ج 2 ص 106).
3- 3. معجم رجال الحدیث (ج 4 ص 238).
4- 4. رجال ابن داود _ النجف _ (ص 14) رقم 119 من القسم الثانی.
5- 5. رجال النجاشی (ص 82) رقم (198) ومجمع الرجال (1 / 162 و 164) وبهجة الآمال _ نقلا عن تعلیقة البهبهانی علی المنهج _ (ج 2 ص 96).
6- 6. رجال الطوسی (ص 430) رقم (5).

وذکره فی باب (من لم یرو بقوله : روی عنه الصفار (1).

وروایة الصفار عن الخشاب فی الفهرست (2).

لعل الإشکال فی أن الصفار متأخر طبقة عن الروایة عن الخشاب ، لأن سعد ابن عبد الله وهو فی طبقة الصفار قد روی عن الخشاب بواسطة وهو محمد بن الحسین بن أبی الخطاب ، فکیف یروی الصفار عنه بلا واسطة (3).

ولکن قد وردت روایته عنه بلا واسطة أیضا (4) فلاحظ.

المورد [13]

الحسین بن اشکیب

قال الشیخ فی رجال الهادی علیه السلام : الحسین بن اشکیب القمی ، خادم القبر (5).

وقال فی أصحاب العسکری علیه السلام : الحسین بن اشکیب المروزی ، المقیم بسمرقند وکش ، عالم متکلم ، مصنف للکتب (6).

وقال فی باب (من لم یرو) : الحسین بن اشکیب المروزی ، فاضل ، جلیل ، متکلم فقیه مناظر ، صاحب تصانیف ، لطیف الکلام ، جید النظر (7).

أقول ترجم النجاشی للحسین بن اشکیب ، وأورد فی ترجمته قول الکشی بکون الرجل من أصحاب الهادی علیه السلام ، وقال هو القمی خادم القبر ، وفی أصحاب العسکری علیه السلام : المروزی المقیم بسمرقند وکش ، عالم متکلم ، مؤلف للکتب (8).

ص: 90


1- 1. أیضا (ص 462) رقم (3).
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 74) رقم (171).
3- 3. الاستبصار للطوسی (ج 1 ص 430) ح (1659).
4- 4. المصدر (ج 1 ص 481) ح (1864).
5- 5. رجال الطوسی (ص 413) رقم (18).
6- 6. رجال الطوسی (ص 429) رقم (1) باب الحاء.
7- 7. رجال الطوسی (ص 452 _ 463) رقم (7).
8- 8. رجال النجاشی (ص 44 _ 45) رقم (88).

ویظهر من اتفاق عبارة الکشی مع عبارة الشیخ الطوسی ، أن الشیخ اعتمد علی نقل الکشی فی عد الرجل من أصحاب الإمامین الهادی والعسکری علیهما السلام ویظهر من عده فی باب (لم) أنه لم یقف له علی روایته عن الإمامین علیهما السلام ، فکأنه استدرک بذلک علی الکشی.

وقد یؤید ذلک بأن الشیخ حذف ترجمة الرجل من ما اختاره من رجال الکشی ، فلم یوجد فی اختاره المطبوع (1).

المورد [14]

الحسین بن الحسن بن أبان

قال الشیخ فی أصحاب العسکرین علیه السلام : الحسین بن الحسن بن أبان ، أدرکه علیه السلام ولم أعلم أنه روی عنه ، وذکر ابن قولویه أنه قرابة الصفار وسعد بن عبد الله ، وهو أقدم منهما ، لأنه روی عن الحسین بن سعید ، وهما لم یرویا عنه (2).

وقال فی باب (من لم یرو) الحسین بن الحسن بن أبا ، روی عن الحسین ابن سعید کتبه کلها ، روی عنه ابن الولید (3).

أقول : لیس هذا من موارد النقض ، لتصریح الشیخ فی الباب الأول بعدم وقوفه علی روایته عن الإمام ، وأما عده مع ذلک فی باب أصحاب علیه السلام فقد ذکرنا أن وجه هو تلافی توهم کونه من الرواة ، ولعل فی الرجالیین من اعتد أو التزم بذلک.

ویظهر من نقل الشیخ کلام ابن قولویه ، والرد علیه ، تصدی الشیخ لتعیین طبقة الرجل بدقة وافرة.

وأما قول الشیخ : (روی عنه ابن الولید) فدلیل آخر علی أن الشیخ إذا ذکر الراوی عن الرجل ، فإنما یرید تعیین طبقته بذلک ، فابن الولید _ والمراد هنا هو محمد بن الحسن _ إنما یروی عن أصحاب الإمام العسکری علیه السلام بواسطة دائما هی الصفار ومن فی طبقته ، مع أنه قد روی عن الحسین بن الحسن بن أبان هذا بواسطة محمد بن

ص: 91


1- 1. لاحظ معجم رجال الحدیث (ج 5 ص 24) ، ومجمع الرجال (ج 2 ص 168) هامش (2).
2- 2. رجال الطوسی (ص 430) رقم (8).
3- 3. رجال الطوسی (ص 469) رقم (44).

یحیی العطار فی بعض الروایات (1).

ولاحظ منتقی الجمان (ج 1 ص 38 الطبعة الأولی) ورجال الخاقانی (ص 195 _ 197).

المورد [15]

حفص بن غیاث

ذکره الشیخ فی أصحاب الباقر علیه السلام وقال : حفص بن غیاث ، عامی (2).

وفی أصحاب الصادق علیه السلام : حفص بن بن غیاث بن طلق بن معاویة أبو عمر ، النخفی القاضی الکوفی ، أسند عنه (3).

وقال فی أصحاب الکاظم علیه السلام : حفص بن غیاث النخعی ، الکوفی ، صاحب أبی عبد الله علیه السلام (4).

وقال فی باب (من لم یرو) : حفص بن غیاث القاضی ، روی عنه ابن الولید عن محمد بن حفص ، عن أبیه (5).

أقول : أورد روایة ابن الولید عن ابنه محمد عنه فی الفهرست (6).

والنجاشی رواه بعین السند لکن فیه : ابن الولید عن عمر بن حفص عن أبیه (7).

وحفص هو من کبار العامة وقضاتهم توفی سنة (8) والمشهور أن الراوی عنه هو ابنه عمر المتوفی سنة (222) وقد ترجم له علماء العامة (189).

وأما ابنه (محمد) فلم أجد له ذکرا فی المعاجم الرجالیة ، إلا ما ذکره الشیخ

ص: 92


1- 1. التوحید ، للصدوق (ص 75) ب (2) ج (29).
2- 2. رجال الطوسی (ص 118) رقم (50).
3- 3. رجال الطوسی (ص 5 _ 176) رقم (176).
4- 4. رجال الطوسی (ص 347) رقم (16) وهذه الترجمة لیست فی المخطوطة.
5- 5. رجال الطوسی (ص 471) رقم (57).
6- 6. الفهرست للطوسی (ص 87) رقم (243).
7- 7. الفهرست للطوسی (ص 87) رقم (346).
8- 8. تهذیب التهذیب (ج 7 ص 435).

الطوسی فی رجاله فی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) (1) والظاهر أنه استند فی وذلک إلی نفس هذا السند الذی کان بیده ، وأورده فی الفهرست ، ویظهر أن الشیخ علل هذا السند بوجود (محمد) فیه ، حیث لم یذکر لحفص ابن باسم (محمد) ولا ترجم فی المعاجم ، وکأنه یشیر إلی احتمال تصحیف (عمر) إلی (محمد) فی سند کتابه.

الموارد [16]

حمدان بن سلیمان النیسابوری

قال الشیخ فی أصحاب الهادی علیه السلام : حمدان بن سلیمان بن عمیرة ، نیسابوری ، المعروف بالتاجر (2).

وقال فی أصحاب العسکری علیه السلام : حمدان بن سلیمان النیسابوری (3).

وقال فی باب (من لم یرو) : حمدان بن سلیمان النیسابوری ، روی محمد ابن یحیی العطار (4).

أورد روایة العطار عنه النجاشی (5) والفهرست (6) بل قیل فی ترجمته : إن العطار کان من أخص أصحاب حمدان.

ولم یتبین لی وجه إعادة الشیخ له هنا.

إلا أن لی ملاحظة علی روایة نقلت عن الکافی ، الجزء (7) کتاب الأشربة باب المیاه المنهی عنها (10) الحدیث (3) (196) وفی سنده :

(حمدان بن سلیمان عن محمد بن یحیی).

ویلاحظ فیها أن (محمد بن یحیی) هذا من هو؟ وما هو شأنه؟

ص: 93


1- 1. رجال الطوسی (ص 492) رقم (10).
2- 2. رجال الطوسی (ص 414) رقم (24).
3- 3. رجال الطوسی (ص 430) رقم (4).
4- 4. رجال الطوسی (ص 472) رقم (58).
5- 5. رجال النجاشی (ص 138) رقم (357).
6- 6. الفهرست للطوسی (ص 89) رقم (251).
7- (196) معجم رجال الحدیث (

وانظر المورد [35].

المورد [17]

الریان بن الصلت

قال الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام : الریان بن الصلت ، بغدادی ، ثقة خراسانی الأصل (1).

وقال فی أصحاب الهادی علیه السلام : الریان بن الصلت البغدادی ، ثقة (2)

وقال فی باب (من لم یرو) الریان بن الصلت ، روی عنه إبراهیم بن هاشم (3).

أقول : هما اثنان :

1 _ الریان بن الصلت ، الأشعری القمی ، ترجم له النجاشی وقال : روی عن الرضا علیه السلام وکان ثقة وصدوقا (4).

2 _ البغدادی الثقة ، ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا والهادی علیهما السلام وقال : خراسانی الأصل ، کما مر.

وأما من ذکره الشیخ فی (لم) فقد عنونه فی الفهرست أیضا بالریان بن الصلت من دون وصف ، وقال : له کتاب ، رواه بسنده عن إبراهیم یبن هاشم عنه (5).

فکأن الشیخ یرید أن یعبر عن تردد الرجل بین الأشعری القمی ، أو البغدادی الخراسانی ، ولا شک أن هذا یدخل الحدیث فی المعلل ، من حیث عدم تعین شخص المروی عنه ، فلاحظ.

ص: 94


1- 1. رجال الطوسی (ص 376) رقم (1) باب الراء.
2- 2. أیضا (ص 415) رقم (1) باب الراء.
3- 3. أیضا (ص 473) رقم (1) باب الراء.
4- 4. رجال النجاشی (ص 165) رقم (437).
5- 5. الفهرست للطوسی (ص 96) رقم (397).

الموارد [18]

زرعة بن محمد

قال الشیخ فی رجال الصادق علیه السلام : زرعة بن محمد الحضرمی (1) وفی أصحاب الکاظم علیه السلام أضاف : واقفی (2).

وقال فی باب (لم) : زرعة بن محمد ، عن سماعة (3).

أقول : قوله : (عن سماعة) یعنی سماعة بن مهران ، والمراد : أن زرعة یروی عن سماعة بن مهران ، والکلام _ بهذا المقدار _ غیر مفید أثرا جدیدا ، لأن روایات زرعة عن سماعة کثیرة جدا ، بل هو من أخص أصحابه ، ویشترکان فی اعتقاد الوقف.

وأتصور أن فی عبارة الشیخ هنا نقصا.

ولعله نظر إلی روایة خاصة لزرعة بن محمد ، رواها شخص معین ، لم یرد اسمه فی الکتاب.

وأظن أن المنظور إلیه هو روایة الحسین بن سعید الأهوازی عن زرعة.

لما ذکر فی ترجمة الحسین من أن روایته عن زرعة مرسلة ، لتوسط أخیه الحسن بینهما.

قال الشیخ فی ترجمة الحسن : روی جمیع ما صنفه أخوه عن جمیع شیوخه وزاد علیه بروایته عن زرعة عن سماعة ، فإنه یختص به الحسن ، والحسین إنما یرویه عن أخیه عن زرعة (4).

ومن المحتمل _ بعید _ أن یکون نظر الشیخ إلی روایة خاصة لزرعة عن سماعة أوردها الکشی ، وفیها تکذیب الإمام الرضا علیه السلام له ، فلاحظ (5).

ص: 95


1- 1. رجال الطوسی (ص 201) رقم (98).
2- 2. أیضا (ص 350) رقم (2).
3- 3. أیضا (ص 474) رقم (5).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 78) رقم (197).
5- 5. رجال الکشی (ص 477) رقم (904).

المورد [19]

سعد بن عبد الله القمی

قال الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام : سعد بن عبد الله القمی ، عاصره علیه السلام ، ولم أعلم أنه روی عنه (1).

وقال فی باب (من لم یرو) سعد بن عبد الله أبی خلف القمی ، جلیل القدر ، صاحب تصانیف ، ذکرناها فی الفهرست ، روی عنه ابن الولید وغیره ، وروی عنه ابن قولویه عن أبیه عنه (2).

أقول : فی لقاء سعد للإمام العسکری علیه السلام کلام ، قال النجاشی. قی مولانا أبا محمد علیه السلام ، ورأیت بعض أصحابنا یضعفون لقاءه لأبی محمد علیه السلام ، ویقولون : هذا حکایة موضوعة علیه (3).

أقول : والإشارة إلی حدیث اللقاء الذی رواه الصدوق (4) وقد تحدث الشیخ التستری عن الحدیث متنا وسندا بتفصیل بعد إیراده له (5).

وعلی فرض صحة الحدیث وثبوت اللقاء فلیس فیه روایة سعد عن الإمام العسکری علیه السلام شیئا ، کما هو واضح فیه ، فلا یکون _ علی کل حال _ ممن روی عنه علیه السلام.

وهذا المورد لیس من موارد النقض بعد تصریح الشیخ بعدم علمه بروایته عن الإمام.

ص: 96


1- 1. رجال الطوسی (431) رقم (3) السین.
2- 2. رجال الطوسی (475) رقم (6).
3- 3. رجال النجاشی (177) رقم (467).
4- 4. إکمال الدین (ص 454) _ وما بعده) الباب (43) ح (21) ورواه الطبری فی دلائل الإمامة (ص 274) بسند آخر.
5- 5. لاحظ الأخبار الدخیلة (ص 88 _ 104).

المورد [20]

سلیمان بن صالح الجصاص

قال الشیخ فی رجال الصادق علیه السلام : سلیمان بن صالح الجصاص الکوفی (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : سلیمان بن صالح الجصاص روی عنه الحسن ابن محمد بن سماعة (2).

أقول : الحسن بن محمد بن سماعة توفی سنة (263) (3) فهو لا یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة.

وقد أورد الشیخ روایة ابن سماعه عنه فی الفهرست (4).

لکن النجاشی أورد بعین السند وفیه : ابن سماعة قال : حدثنا الحسین بن هاشم عن سلیمان (5).

فظهر أن ما أورده الشیخ فی الفهرست من السند مرسل ، ولذا أورد ذکر (سلیمان) فی طبقة من لم یرو.

المورد [21]

سندی بن الربیع

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال : کوفی (6).

وذکره فی أصحاب العسکری علیه السلام بقوله : سندی بن الربیع ، ثقة کوفی (7).

ص: 97


1- 1. رجال الطوسی (ص 208) رقم (90).
2- 2. أیضا (ص 475) رقم (9).
3- 3. رجال النجاشی (ص 42) رقم (84).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 104) رقم (231).
5- 5. رجال النجاشی (ص 184) رقم (478).
6- 6. رجال الطوسی (ص 378) رقم (8).
7- 7. أیضا (ص 431) رقم (1) السین.

وذکره فی باب (من لم یرو) وقال : السندی بن الربیع بن محمد ، روی عنه الصفار (1).

أقول : ذکر فی الفهرست روایة الصفار عمن سماه بسندی بن الربیع البغدادی ، وأسند إلی الصفار عنه (2).

وعنوان النجاشی للبغدادی وقال : روی عن أبی الحسن موسی علیه السلام ، وأسند إلی صفوان عنه (3).

ومن الواضح أن البغدادی الذی روی عن الکاظم علیه السلام هو غیر الکوفی الذی عده الشیخ من أصحاب الرضا والعسکری علهما السلام.

وأما المذکور فی (لم) فلم یصفه بأحد الوصفین (البغدادی) أو (الکوفی) ، وروایة الصفار عن (البغدادی) بعید طبقة کما هو واضح ، ولم یتشخص کون المروی عنه أیهما ، وهذا هی العلة فی السند.

وأما احتمال أن یکون السندی بن الربیع رجلا واحدا ، قد أدرک الکاظم والرضا والعسکری علیهم السلام ، وأن یکون بغدادیا وکوفیا معا ، لأنه (من الممکن أن یکون أحدهما مولده والآخر مسکنه) (4).

ففیه : أولا أن مجرد إمکان ذلک ، لیکون دلیلا علی کونه فعلا کذلک ، ما لم یقم دلیل واضح علیه ، فإن مجرد الإمکان لا یثبت به الوقوع.

وثانیا : أن الشیخ لو کان ملتزما بالاتحاد لذکر البغدادی فی أصحاب الکاظم علیه السلام ، ولجمع بین الوصفین عند ذکره فی أحد المواضع ، کما فعل ذلک مع عدة من المذکورین فی رجاله فذکرهم مصرحا بنسبتهم إلی أکثر من مدینة واحدة ، کما قال : محمد بن علی الحلبی ، کوفی (5) ، وحاتم بن إسماعیل المدنی أصله کوفی (6).

ص: 98


1- 1. أیضا (ص 476) رقم (11).
2- 2. الفهرست (ص 107) رقم (345).
3- 3. رجال النجاشی (ص 187) رقم (496).
4- 4. معجم رجال الحدیث (ج 8 ص 6 _ 317).
5- 5. رجال الطوسی (ص 136) رقم (24).
6- 6. أیضا (ص 181) رقم (277).

وحازم بن إبراهیم البجلی الکوفی سکن البصرة (1) وغیرهم.

والواقع أن هذه غفلة عن طریقة أهل الطبقات حیث أنهم یعتمدون فی کتبهم لتمییز الرواة وتحدیدهم _ بعد الطبقة وبعد ذکر الاسم واسم الأب _ علی الکنی ثم الأوصاف الخلقیة ، ثم الأنساب ، ثم القبائل ، أصلا وولاء ، ثم المهن والحروف ، ثم المدن ، ثم أماکن المسکن ، وهکذا.

ولهم فی هذا أسالیب ومصطلحات تدل علی عنایتهم الفائقة بها ، أن إفرادهم لنسبة أحد إلی مدینة عمل مقصود لهم ، یمیزون به الرواة بعضهم عن بعض وقد أدی الشیخ الطوسی هذه المهمة بجودة ودقة فائقة فی رجاله.

وللتفصیل عن هذا مجال آخر.

المورد [22]

السندی بن محمد

ذکره فی أصحاب الهادی علیه السلام وقال : السندی بن محمد أخو علی (2).

وذکره فی باب (من لم یرو) : روی عنه الصفار ، ولم یرد فی المطبوعة ، وإنما ورد فی المخطوطة ، وفی نسخة القهپائی (3) ، ونقله الأسترآبادی : عن نسخة لا تخلو من صحة (4).

وأما روایة الصفار عنه ، فکثیرة (5).

لکن روایة الصفار عنه مباشرة فیها :

أولا : أن طریق الفهرست إلی (سندی بن محمد) ینتهی إلی الصفار عن أحمد

ص: 99


1- 1. أیضا (ص 181) رقم (281).
2- 2. رجال الطوسی (ص 416) رقم (6).
3- 3. مجمع الرجال (ج 3 ص 174).
4- 4. منهج المقال (ص 176).
5- (229) معجم رجال الحدیث (

ابن أبی عبد الله عن سندی (1).

وهذا یعنی أن الصفار متأخر عنه بطبقة واحدة.

وثانیا : أن راویة السندی هذا هو محمد بن علی بن محبوب ، وهو فی طبقة مشایخ الصفار ، فکیف یروی الصفار عن سندی مباشرة.

المورد [23]

شعیب بن أعین الحداد

قال الشیخ فی رجال الصادق علیه السلام : شعیب بن أعین الحداد الکوفی (2).

وذکره فی باب (من لم یرو) قائلا : شعیب بن أعین الحداد ، روی عنه ابن سماعة (3).

وأقول : أورد الشیخ فی الفهرست روایة الحسن بن محمد بن سماعة عن شعیب (4).

وقد عرفت فی المورد [20] أن الحسن بن سماعة قد توفی سنة (5) ، فلا یمکن أن یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة فروایته مرسلة.

المورد [24]

صالح بن مسلمة ، أبی حماد

قال الشیخ فی أصحاب الجواد علیه السلام : صالح بن أبی حماد ، یکنی أبا الخیر (234).

وفی أصحاب الهادی علیه السلام : وصالح بن مسلمة الرازی ، یکن أبا

ص: 100


1- 1. الفهرست للطوسی (ص 106) رقم (343).
2- 2. رجال الطوسی (ص 217) رقم (2).
3- 3. أیضا (ص 476) رقم (2) الشین.
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 108) رقم 355).
5- 5. رجال الطوسی (ص 402) رقم (2).

الخیر (1).

وفی أصحاب العسکری علیه السلام : صالح بن أبی حماد (2).

وفی باب (من لم یرو) من نسخة القهپائی : صالح بن أبی حماد ، روی عنه أحمد البرقی (3).

أقول : لم یرد فی المطبوعة ولا المخطوطة.

وروایة أحمد البرقی عنه أثبتها الشیخ فی الفهرست (4).

لکن البرقی قیل حقه : إنه اعتمد المراسیل. ولعل ذلک هو السبب فی تعلیل حدیثه.

الموارد [25]

صالح بن عقبة

ذکر الشیخ أصحاب الباقر علیه السلام : صالح بن عبقة (5)

وفی أصحاب الصادق علیه السلام : صالح بن عقبة بن قیس بن سمعان مولی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (6).

وفی أصحاب الکاظم علیه السلام : صالح بن عقبة من أصحاب أبی عبد الله علیه السلام (7).

وفی باب (لم) من نسخة القهپائی : صالح بن عقبة ، روی عنه محمد بن إسماعیل بن بزیع (8).

أقول : ولم یرد فی المطبوعة ولا المخطوطة.

ص: 101


1- 1. أیضا (ص 416) رقم (3).
2- 2. أیضا (ص 432) رقم (1).
3- 3. مجمع الرجال (ج 3 ص 302).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 110) رقم (361).
5- 5. رجال الطوسی (ص 126) رقم (4).
6- 6. أیضا (ص 221) رقم (47).
7- 7. أیضا (ص 352) رقم (2).
8- 8. مجمع الرجال (ج 3 ص 206).

وأما روایة ابن بزیع عنه ، فقد ذکرها الشیخ فی الفهرست (1) وکذلک النجاشی فی الرجال (2).

وعلی هذا لا إشکال فی روایة محمد بن بزیع عنه إن کان هو صالح بن عقبة بن قیس الذی عد فی أصحاب الأئمة علیهم السلام ، لأن ابن بزیع هو من أصحاب الکاظم علیه السلام ، إلا أن النجاشی نسب روایته عن الصادق علیه السلام إلا (قیل) وقال : (والله أعلم) فیظهر أنه لم یتأکد من ذلک ، ومع ذلک فإن فی الرواة شخصا باسم (صالح بن عقبة بن خالد الأسدی) ترجم له النجاشی وأسند إلی محمد ابن إسماعیل بن بزیع عن محمد بن أیوب عنه (3).

وهذا لم یذکر فی أصحاب أحد من الأئمة علیهم السلام.

فإن کان المذکور فی باب (لم) هو هذا الأسدی ، فروایة محمد بن بزیع عنه مرسله ، لأنه مقدم علیه بطبقة ویروی عنه بواسطة (محمد بن أیوب).

ویکفی هذا فی تعلیل مثل ذلک السند.

المورد [26]

طاهر بن حاتم بن ماهویه

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام وقال : غالی کذاب ، أخو فارس (4)

وذکره فی باب (من لم یرو) وقال : روی عنه محمد بن عیسی بن یقطین ، غالی (5).

أقول : أورد النجاشی (6) والفهرست (7) روایة محمد بن عیسی عنه.

وخصصها الشیخ بقوله : (أخبرنا بروایاته فی حال الاستقامة).

ص: 102


1- 1. الفهرست للطوسی (ص 110) رقم (364).
2- 2. رجال النجاشی (ص 200) رقم (532).
3- 3. رجال النجاشی (ص 200) رقم (534).
4- 4. رجال الطوسی (ص 379) رقم (1).
5- 5. أیضا (ص 477) رقم (2).
6- 6. رجال النجاشی (ص 208) رقم (551).
7- 7. الفهرست للطوسی (112) رقم (372).

وقال ابن الغضائری : کانت له حال استقامة ، لکنها لا تثمر (1).

وقال السید الخوئی : إن روایاته بعد الانحراف لا تقبل ، لشهادة الشیخ لأنه غال کذاب ، وکذا ما تردد بین حال الاستقامة وحال الانحراف (2).

وأقول : فلعل الشیخ علل روایات محمد بن عیسی المطلقة عنه لذلک ، ولعله استبعد الطبقة ، لأن محمد بن عیسی الیقطینی یروی عن أصحاب الرضا علیه السلام بواسطة ، وقد مر بعض الکلام فی ذلک فی المورد [6] ویأتی مفصلا فی المورد [32] و [52].

المورد [27]

عامر بن عبد الله بن جذاعة

ذکره فی أصحاب الصادق علیه السلام وأضاف : الأزدی ، عربی ، کوفی (3).

وقال فی باب (من لم یرو عنهم) : عامر بن جذاعة ، روی حمید عن إبراهیم بن سلیمان الخزاز عنهما.

أقول : کذا فی المخطوطة ، وفی نسخة القهپائی : عامر بن جذاعة ، روی عن حمید عن إبراهیم بن سلیمان الخزاز عنه (4).

وفی المطبوعة : عامر بن جذاعة ، روی عن حمید عن إبراهیم بن سلیمان الخزاز عنهما علیهما السلام (5).

وعلق محققه علی قوله (عنهما) بما نصفه : یرید بقوله (عنهما) الباقر والصادق علیهما السلام ، وهو اصطلاح عند الرجالیین.

أقول : هذا الاصطلاح وإن کان معمولا به فی موارده القابلة إلا أن هذا لیس

ص: 103


1- 1. رجال ابن الغضائری (ص 235 رقم 72) وانظر مجمع الرجال (ج 3 ص 228).
2- 2. معجم رجال الحدیث (ج 9 ص 162).
3- 3. رجال الطوسی (ص 255) رقم (516).
4- 4. مجمع الرجال (ج 3 ص 239).
5- 5. رجال الطوسی (ص 488) رقم (72).

منها ، لأن الراوی عنهما علیهما السلام إن کان إبراهیم الخزاز فمن الواضح أنه بعید طبقة ، فلا یروی عنهما علیهما السلام ، وإن کان (عامر) المعنون ، فهو _ بالفرض _ ممن لم یرو.

والظاهر أن الذی أوقعه فی الاشتباه خطأ النسخة ، فالصحیح ما فی المخطوطة من أن حمید روی عن إبراهیم عن عامر وعن الرجل المذکور قبله فی الرجال برقم (1) وهو (عبد الغفار الجازی) (2).

وقد ذکرهما الشیخ فی الفهرست أیضا متعاقبین وسنده إلیهما واحد ینتهی بحمید عن القاسم بن إسماعیل عنهما ، فلاحظ (3).

هذا ، وأما الإشکال فی المورد : فإن روایة إبراهیم الخزاز عمن هو من أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة ومباشرة ، بعیدة من حیث الطبقة ، فحدیثه مرسل.

وإن کان الرجل المذکور فی (باب لم) شخصا آخر کما یظهر من النسخ حیث لم یذکر فیها کلمة (عبد الله) بین عامر وجذاعة ، فعامر بن جذاعة لم یذکر فی أصحاب الأئمة علیهم السلام فیکون من طبقة من لم یرو ، ولا إشکال.

المورد [28]

العباس بن عامر

قال الشیخ فی أصحاب الکاظم علیه السلام : العباس بن عامر (4).

وقال فی باب (من لم یرو) : العباس بن عامر القصبانی ، روی عنه أیوب بن نوح (5).

وأورد فی الفهرست روایة أیوب عنه (6).

أقول : أیوب بن نوح من أصحاب الرضا والهادی والعسکری علیهم السلام (259) وکان وکیلا لأبی الحسن وأبی محمد علیهما السلام ، وروی عن

ص: 104


1- (*) کذا فی المخطوطة والفهرست وهو الصحیح الموافق للموارد الأخری ، وانظر هنا المورد 1. ، وفی المطبوعة هنا (الجابرزی) فلاحظ.
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 148) رقم (556 و 557) وانظر معجم رجال الحدیث (ج 9 ص 202).
3- 3. رجال الطوسی (ص 356) رقم (38).
4- 4. أیضا (ص 487) رقم (65).
5- 5. الفهرست للطوسی (144) رقم (529).
6- 6. أنظر مجمع الرجال (1 / 247).

جماعة من أصحاب أبی عبد الله علیه السلام (1).

فروایته عن العباس بن عامر ، لیست بعیدة طبقة ولم أعرف الإشکال فیها.

إلا أن النجاشی فی ترجمة العباس بن عامر من رجاله أسند إلی سعد بن عبد الله عن العباس (2).

وهذا السند منقطع بلا ریب ، فلاحظ.

المورد [29]

عبد الجبار النهاوندی

قال الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام : عبد الجبار بن مبارک النهاوندی (3).

ومثل فی أصحاب الجواد علیه السلام (4).

وقال فی (لم) : عبد الجبار من أهل نهاوند ، روی عنه البرقی (5).

وذکر الشیخ فی الفهرست ما نصه : عبد الجبار بن علی من أهل نهاوند ، له کتاب ، رویناه بالإسناد الأول ، عن أحمد بن أبی عبد الله عنه (6).

أقول : إن لم نشکل فی روایة البرقی أحمد (المتوفی 274 _ أو _ 280) عن أصحاب الرضا علیه السلام مباشرة ، فإن من الظاهر تعدد المذکور فی (لم) ومن قبله لاختلاف أسماء الآباء فهذا ابن علی ، وذلک ابن مبارک.

المورد [30]

عبد العزیز بن المهتدی

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام بقوله : عبد العزیز بن المهتدی

ص: 105


1- 1. رجال النجاشی (ص 102) رقم (254).
2- 2. رجال النجاشی (ص 281) رقم (844).
3- 3. رجال الطوسی (ص 380) رقم (11).
4- 4. أیضا (ص 404) رقم (18).
5- 5. أیضا (ص 488) رقم (69).
6- 6. الفهرست للطوسی (ص 148) رقم (551).

أشعری قمی (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : عبد العزیز بن المهتدی ، جد محمد بن الحسین ، روی عنه أحمد بن محمد بن عیسی ، والبرقی (2).

أقول : أما البرقی ، فقد أورد روایته عن عبد العزیز فی رجال النجاشی (3) والفهرست (4).

والمراد به أحمد بن محمد بن خالد المتوفی (274 _ أو _ 280).

وقد مر مرارا أن روایته عن أصحاب الرضا علیه السلام بلا واسطة بعیدة ، مضافا إلی ما قیل فی ترجمته من أنه یعتمد المراسیل.

وأما روایة أحمد بن محمد بن عیسی _ وهو الأشعری _ عن عبد العزیز فلم أعرف وجه الإشکال فیها ، إلا علی ما ذکره الکشی فی ترجمة الأشعری من أنه کان یروی عمن کان أصغر سنا منه ، فلاحظ (5).

الموارد [31]

عبد الغفار الجازی

ذکره الشیخ أصحاب الصادق علیه السلام وقال : عبد الغفار بن حبیب الجازی (6).

وقال فی باب (لم) : عبد الغفار الجازی (7) (8).

وذکر بعده (عامر بن جذاعة) وقال : روی حمید إبراهیم بن سلیمان الخزاز عنهما (9).

ص: 106


1- 1. رجال الطوسی (ص 380) رقم (10).
2- 2. أیضا (ص 487) رقم (66).
3- 3. رجال النجاشی (ص 245) رقم (642).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 145) رقم (535).
5- 5. مجمع الرجال (ج 1 ص 162).
6- 6. رجال الطوسی (ص 237) رقم (227).
7- (*) کذا فی المخطوطة ، وفی المطبوعة الجابرزی ، وهو خطأ ، ولاحظ المورد [27].
8- 8. أیضا (ص 488) رقم (71).
9- 9. ذکرنا فی المورد (27) أن الضمیر راجع إلی (عبد الغفار وعامر) فلاحظ.

وقد فصل القهپائی الضمیر فی الموردین وقال هنا : روی حمید عن إبراهیم بن سلیمان الخزاز عنه (1).

أقول : والإشکال فیه بین ، فإن روایة الخزاز عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة ، بعیدة جدا.

المورد [32]

عبد الله بن محمد الشامی الدمشقی

ذکره الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام بقوله : عبد الله بن محمد یکنی أبا محمد ، الشامی الدمشقی ، یروی عن أحمد بن محمد بن عیسی وغیر (2).

وفی باب (لم) : عبد الله بن محمد الشامی ، روی عنه محمد بن أحمد بن یحیی (3).

أقول : العلة فی هذا المورد هو ما تسالم علیه علماء الفن من القاعدة الرجالیة التی تلقوها بالقبول ، وهی (مستثنیات ابن الولید من نوادر الحکمة).

إن محمد بن الحسن بن الولید قد استثنی من کتاب (نوادر الحکمة) تألیف محمد بن أحمد بن یحیی الأشعری _ وهو کتاب کبیر یشمل عدة من کتب الفقه والأحکام (4) کتابا (277) وکان مؤلفة ثقة فی الحدیث ، إلا أن أصحابنا قالوا : إنه کان یروی عن الضعفاء ، یعتمد المراسیل ، ولا یبالی عمن أخذ ، وما علیه فی نفسه مطعن فی شئ _ فاستثنی ابن الولید من هذا الکتاب مجموعة من الروایات ، فترکت لأجل ذلک.

ولا بأس بأن نصرف جهدا فی معرفة :

1 _ عدة ما استثنی ، والنصوص المرتبطة بذلک.

2 _ السبب الذی استثنیت تلک الأخبار من أجله.

3 _ النتائج المترتبة علی ذلک.

ص: 107


1- (274) مجمع الرجال (ج 4 ص 98) وقد زاد لفظة (عن) قبل حمید وقد أشرنا إلی ذلک فی المورد (27) فلاحظ ،
2- 2. رجال الطوسی (ص 434) رقم (21).
3- 3. أیضا (ص 484) رقم (44).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 171) رقم (623).

فنقول :

1 _ موارد الاستثناء :

أورد النجاشی موارد الاستثناء نقلا عن ابن الولید (1) ونقلها الشیخ عن ابن بابویه (2) وبین النقلین اختلاف سنشیر إلیه ونجمع هنا بین النصین : قال النجاشی : وکان محمد بن الحسن بن الولید یستثنی من روایة محمد بن أحمد بن یحیی ما رواه :

1 _ محمد بن موسی الهمدانی.

2 _ أو ما رواه عن رجل.

3 _ أو یقول : عن بعض أصحابنا.

4 _ أو یقول : وروی (3).

5 _ أو یرویه عن محمد بن یحیی المعاذی.

6 _ أو عن أبی عبد الله الرازی الجامورانی.

7 _ أو عن أبی عبد الله السیاری.

8 _ أو یرویه عن یوسف بن السخت.

9 _ أو عن وهب بن المنبه.

10 _ أو عن أبی علی النیسابوری.

11 _ أو عن أبی یحیی الواسطی.

12 _ أو عن محمد بن علی أبی سمینة الصیرفی.

13 _ أو یقول : وجدت فی کتاب ولم أروه (4).

ص: 108


1- 1. رجال النجاشی (ص 348) رقم (939).
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 171) رقم (623).
3- 3. هذا المورد لیس فی النجاشی.
4- (281) کذا فی الفهرست ، وکان فی النجاشی (أو یقول فی حدیث أو کتاب ولم أروه) وما فی الفهرست هو الصحیح :

14 _ أو عن سهل بن زیاد الآدمی.

15 _ أو عن محمد بن عیسی بن عبید ، بإسناد منقطع (ینفرد به) (1).

16 _ أو عن الهیثم بن عدی (2).

17 _ أو عن أحمد بن هلال.

18 _ أو عن محمد بن علی الهمدانی.

19 _ أو عن عبد الله بن محمد الشامی.

20 _ أو عبد الله بن أحمد الرازی.

21 _ أو عن أحمد بن الحسین بن سعید.

22 _ أو عن أحمد بن بشیر الرقی.

23 _ أو عن محمد بن هارون.

24 _ أو عن ممویه بن معروف.

25 _ أو عن محمد بن عبد الله بن مهران.

26 _ أو ما ینفرد به الحسن بن الحسین اللؤلؤی.

27 _ أو جعفر بن محمد الکوفی (3).

28 _ وما یرویه عن جعفر محمد بن مالک.

29 _ أو یوسف بن الحارث.

30 _ أو عبد الله بن محمد الدمشقی.

وقد نقلها الشیخ فی الفهرست بقوله : قال أبو جعفر ابن بابویه : (إلا ما کان فیها من غلو أو تخلیط ، وهو الذی یکون طریقة ...) وذکر الموارد ، وقد أشرنا إلی الخلاف بین عبارته وعبارة النجاشی.

وقال أبو العباس بن نوح : وقد أصاب شیخنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن

ص: 109


1- 1. ما بین القوسین زیادة من الفهرست.
2- 2. هذا لم یرد فی النجاشی.
3- 3. هذا المورد لیس فی النجاشی.

الولید فی ذلک کله ، وتبعه أبو جعفر ابن بابویه رحمه الله علی ذلک (1) ، إلا فی مورد سیأتی ذکره.

أقول : وأورد هذه المستثنیات العلامة فی الخلاصة (2) ونقله القهپائی فی المجمع (3) من دون تعقیب ، والطریحی فی جامع المقال (ص 8 _ 179) الفائدة السابعة.

وظاهر نقلهم لذلک وسکوتهم عنه موافقتهم له کما لا یخفی.

2 _ وأما وجه الاستثناء

فلم یبین فی کلام ابن الولید _ الذی هو أصل هذا الاستثناء _ ما یدل علی وجهه ، لکن الصدوق _ تلمیذه _ قد ذکر فی کلامه المنقول سابقا أن الاستثناء تعلق بما (کان فیه غلو أو تخلیط) کما مر.

وظاهره أن وجه الاستثناء هو احتواء هذه الموارد علی الغلو والتخلیط ویراد بالتخلیط _ بقرینة العطف علی الغلو _ فساد لاعتقاد والمغالاة وما لا یوافق الحق من العقائد.

ولکن أری أن السبب فی الاستثناء لیس ذلک ، لوجوه :

1 _ لخلو کلام ابن الولید _ الذی هو الأصل فیه _ من ذلک.

2 _ لعدم جریان ذلک فی جمیع موارد الاستثناء ، لأن المذکورة بالأرقام (2 و 3 و 4 و 13 و 15 و 26) التی یصرح فیها بالإرسال أو الجهالة لم یعرف رواتها حتی یکون الاستثناء علی أساس من عقائدهم ، ولم نقف علی متون الروایات حتی نعرف احتواءها علی المعانی الباطلة والعقائد الفاسدة مع التصریح فی الموردین [13] و [15] بأن سبب الاستثناء هو الخلل فی الإسناد من حیث عدم الروایة الصحیحة والاعتماد علی مجرد الوجادة ، أو انقطاع السند ، وهذا هو صریح کلام ابن الولید فی ذینک الموردین فلو جعلنا وجه الاستثناء هو الغلو والتخلیط بذلک المعنی ، لا تنقض فی هذه الموارد.

ص: 110


1- 1. رجال النجاشی (ص 348) رقم 939).
2- 2. خلاصة الأقوال (ص 272).
3- 3. مجمع الرجال (ج 5 ص 144 _ 145).

وأعتقد أن السبب فی الاستثناء ، کما یظهر من هذه الموارد ، هو کون هذه الأحادیث المستثناة (معللة) سندا أو متنا من حیث الإرسال أو الانقطاع ، أو عدم تمییز رواته ، أو الخلل فی اسمه ، أو کونه یعتمد المراسیل أو کونه مدلسا ، فتدخل فی ذلک الروایات المرفوعة ، والمرسلة والمعللة ، والمدلسة ، والمنقطعة ، والمجهولة الراوی ، وحتی الغریبة ، وهذا یسمی (تخلیطا) فی مصطلح علماء الحدیث وهو أعم مما ذکره الصدوق (1).

قال الشیخ العاملی : من (خلط) لذهاب بصر أو لخرف ، أو فسق ، أو بدعة ، أو کفر بغلو ونحوه ، قبل ما حدث به قبل ذلک (2).

فالظاهر أن (التخلیط) مسبب عن الأمور المذکورة ، والتی منها الکفر ومن أنواعه الغلو ، فالغلو سبب قد یؤیدی بمعتقده إلی التخلیط ، لا أنه عینه ، بل هو فی عرض أسبابه ، ومن المعلوم : أن التخلیط الحاصل من ذهاب البصر أو الخرف إنما یکون فسادا حسیا فی الروایة سندا أو متنا ، بنقص أو زیادة أو تصحیف وما أشبه ، ولا مساس له مباشرة بالمعنی الاعتقاد.

ویؤید ذلک أن بعض الثقات والأجلاء نسب إلی التخلیط.

قال بعضهم : الظاهر أن المراد بقولهم (مخلط) من لا یبالی عمن یروی وممن یأخذ بین الغث والسمین ، ولیس هذا طعنا فی الرجل ، وإلا ، کیف یقول الحمصی ، فی ابن إدریس : (مخلط) (3).

أقول : روی الکشی قال : محمد بن مسعود قال : سألت علی بن الحسن بن فضال عن أبی بصیر؟

فقال : اسمه یحیی بن أبی القاسم ، أبو بصیر ، کان یکنی أبا محمد ، وکان مکفوفا.

فسألته : هل یتهم بالغلو؟

ص: 111


1- 1. وأظن أن الصدوق رحمه الله لم یعبر إلا بکلمة (التخلیط) وأن غیره أضاف کلمة (الغلو) لتصوره أنه المراد بالتخلیط ، أو یکون الصدوق هو قد اجتهد فی وجه الاستثناء وفسره بذلک.
2- 2. وصول الأخیار (ص 191) والنظر علوم الحدیث لابن الصلاح (ص 352).
3- 3. نتیجة المقال (ص 95 _ 96).

فقال : أما الغلو فلا ، ولکن کان مخلطا (1).

فانظر ، کیف نفی ابن فضال الغلو مع إثباته التخلیط ، وهو دلیل واضح علی عدم ارتباط التخلیط بالعقائد.

وقال ابن الولید فی محمد بن جعفر بن بطة : کان ضعیفا مخلطا فیما یسنده (2) فقد قید التخلیط بالإسناد ، ویوضحه قول النجاشی الذی أورد هذا الکلام ، فإنه قال : کثیر الأدب والفضل والعلم ، یتساهل فی الحدیث ، ویعلق الأسانید بالإجازات وفی فهرست ما رواه غلط کثیر (3).

ومما یدل علی أن التخلیط غیر الغلو قولهم فی ترجمة محمد بن علی الصیرفی : إلا ما کان فیها من تخلیط أو غلو أو تدلیس أو یتفرد به ولا یعرف من غیر طریقه (4).

فإن العطف _ وخاصة بأو _ یقتضی التغایر بین المعطوفات ، کما لا یخفی والظاهر أن (التخلیط) هو السبب فی جعل الروایة (معللة) ساقطة عن الاعتبار.

والغرض منها فی کتاب (الرجال) هو التنبیه علی الخلل الحاصل بذلک فی الإسناد ، دون المتن ، وبهذا یتبین ارتباط البحث بالفهارس والإجازات ، وهو محط بحث أصحاب الطبقات.

ومن هنا نعرف ما فی کلام ابن نوح بعد ما نقل عن ابن بابویه أنه تبع ابن الولید علی استثنائه لتلک الموارد فقال : إلا فی محمد بن عیسی بن عبید ، فلا أدری ما رأیه فیه ، لأنه کان علی ظاهر العدالة والثقة (5).

أقول : کأن الشیخ ابن نوح لم یدقق فی وجه استثناء ابن الولید ، وتوهم أن الوجه فیه هو ضعف الرواة المذکورین ، کما یحتمله ظاهر العبارة المنقولة عن الصدوق ، وتبین بما قلنا أن المراد لیس ذلک قطعا ، بل الأمر یرتبط بالخلل فی أسانید ، تلک الروایات من جهة کونها معللة بما ذکرنا ، فلا نعید.

والغریب أن ابن عبید قد صرح فی استثنائه بأنه من أجل (انقطاع السند)

ص: 112


1- 1. رجال الکشی _ اختیار معرفة الرجال _ (ص 173) رقم (296).
2- 2. رجال النجاشی (ص 373) رقم (1091).
3- 3. نفس المصدر والموضع.
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 172) رقم (625).
5- 5. رجال النجاشی (ص 348) رقم (939).

بلا تعرض لجهة ضعفه ، وسیأتی مزید کلام عنه فی المورد [52].

3 _ نتیجة هذا الاستثناء

فقد ظهر أن نتیجة هذا الاستثناء کون هذه الموارد المستثناة معللة من جهة درایة الحدیث ، فلا یمکن الاعتماد علیها ، ولذلک قد أعاد الشیخ فی الرجال أسماء من کان أصحاب الأئمة من المذکورین فی الاستثناء ، فی باب (من لم یرو عنهم) أیضا للتنبیه علی هذا الجهة.

ومنهم المورد [32] : عبد الله بن محمد الشامی الدمشقی ، فقد ذکره فیهم مرتین برقم (19 و 30).

وقد استظهر سیدنا الأستاذ من التکرار أنه متعدد (1).

لکن الظاهر أنه واحد ، بدلیل جمع الشیخ الطوسی الوصفین فی محل واحد فی ذکر الرجل فی أصحاب العسکری علیه السلام فقال (الشامی الدمشقی) (2).

مع أن الشام ودمشق ، یطلقان علی موضع واحد ، لکن أحدهما أعم من الآخر ، فذکر الثانی بعد الأول ، من ذکر الخاص بعد العام.

وأما تعدد ذکره المستثنیات ، فلیس لأجل تعدده بل لأن ابن الولید إنما استثنی من کتاب (نوادر الحکمة) ما وجد فیه من الأحادیث المعللة فذکرها بأسماء رواتها کما وجدها فیه فقد وصف محمد بن عبد الله فی بعض الموارد بالشامی وفی بعضها الآخر بالدمشقی ، بأورده مرتین ، حسب تعدد ذکره مختلفا.

وعلی کل ، فذکر الشیخ للرجل موصوفا بالوصفین فی محل واحد ، قاطع علی الاتحاد.

ویؤیده أن الشیخ لم یذکر فی (لم) عبد الله بن محمد الدمشقی ، مع أنه کالشامی فی أن محمد بن أحمد بن یحیی روی عنه ، مع أنه ذکر بقیة الموارد ، فلاحظ.

والحاصل : أن الشیخ إنما ذکر الرجل فی باب (من لم یرو) لأن الأصحاب اعتبروا روایته المثبتة فی (نوادر الحکمة) التی رواها محمد بن أحمد بن یحیی ساقطة لما

ص: 113


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 10 ص 313).
2- 2. رجال الطوسی (ص 434) رقم (21).

فیها من الخلل.

ثم إن السید الأستاذ نقل عن الکشی قوله : (حدثنی أبو محمد الدمشقی عن أحمد بن محمد بن عیسی) وقال : ظاهر هذا أنه یروی عنه بلا واسطة وهو بعید جدا ، ولا یبعد سقوط الواسطة فی البین (1).

أقول : إن أحمد بن محمد بن عیسی هو الأشعری وهو معدود فی أصحاب الهادی علیه السلام ، فأی بعد فی أن یروی عنه الدمشقی الذی هو من أصحاب العسکری علیه السلام؟ وقد صرح الشیخ بأنه یروی عن الأشعری (2).

المورد [33]

عبیس بن هشام

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام فقال : عبیس بن هشام الناشری (3).

وقال فی باب (من لم یرو) : عبیس بن هشام الناشری ، یروی عنه محمد بن الحسین ، والحسن بن علی الکوفی (4).

أقول : أورد روایتهما عنه الشیخ فی الفهرست (5) وقال النجاشی : مات سنة عشرین ومائتین أو قبلها بسنة (6).

ومحمد بن الحسین الراوی عنه هو : محمد بن الحسین بن عبد العزیز بن المهتدی (7).

وقد ذکره الشیخ فی (لم) (8) وهو بعید طبقة عن الروایة عن أصحاب الرضا علیه السلام مباشرة ، کما لا یخفی.

ص: 114


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 10 ص 313).
2- 2. رجال الطوسی (ص 434) رقم (21).
3- 3. رجال الطوسی (ص 384) رقم (57).
4- 4. أیضا (ص 487) رقم (68).
5- 5. الفهرست للطوسی (147) رقم (547).
6- 6. رجال النجاشی (ص 280) رقم (741).
7- 7. مجمع الرجال (ج 5 ص 198) وانظر المورد (30) فیما سبق.
8- 8. رجال الطوسی (492) رقم (9).

والحسن بن علی الکوفی ، هو الحسن بن علی بن عبد الله بن المغیرة ، الذی ترجمه النجاشی وهو فی طبقة أصحاب العسکری علیه السلام فلاحظ (1).

المورد [34]

غالب بن عثمان

ذکره الشیخ فی أصحاب الکاظم علیه السلام وقال : واقفی (2).

وقال فی باب (من لم یرو) : غالب بن عثمان روی عنه الحسن بن علی بن فضال (3).

وذکر الشیخ فی الفهرست (4) روایة ابن فضال عنه.

وابن فضال توفی سنة 224 وروایته عن غالب کثیرة ، ولم أقف علی علة فیها.

وأقول : فی رجال الصادق علیه السلام : غالب بن عثمان الهمدانی مات سنة (5) (6) وهذا لیس مرادا ، لأن قوله واقفی یعنی وجوده بعد وفاة الکاظم علیه السلام.

وآخر : غالب بن عثمان المنقری مولاهم السماک الکوفی ولم یعلم وجوده إلی زمان الکاظم علیه السلام إن لم یکن هو الواقفی.

والظاهر _ بقرینة تورط ابن فضال بالانحراف _ روایته عن الواقفی الذی ذکر فی أصحاب الکاظم علیه السلام ، فلاحظ.

المورد [35]

غیاث بن إبراهیم

قال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام : غیاث بن إبراهیم ، أبو محمد التمیمی الأسیدی ، أسند عنه ، وروی عن أبی الحسن علیه السلام (311).

ص: 115


1- 1. رجال النجاشی (ص 6) رقم (147).
2- 2. رجال الطوسی (ص 357) رقم (1) حرف الغین.
3- 3. رجال الطوسی (ص 488) رقم (1).
4- 4. الفهرست (ص 150) رقم (563).
5- 5. رجال الطوسی (269) رقم (2).
6- 6. رجال الطوسی (ص 270) رقم (16).

وعنه فی أصحاب الکاظم علیه السلام : غیاث بن إبراهیم (1).

وقال فی باب (لم) : غیاث بن إبراهیم ، روی محمد بن یحیی الخزاز عنه (2).

ذکر روایته عن الکاظم علیه السلام النجاشی فی ترجمته (3) وقد عرفت أن الشیخ أیضا ذکرها ، ونقل القهپائی عن نسخته من الرجال ورود اسمه فی أصحاب الکاظم علیه السلام ، لکنها لم ترد فی المطبوعة ولا المخطوطة.

وذکر الشیخ فی الفهرست روایة الخزاز عنه (4).

أقول : العلة فی الروایة أن (محمد بن یحیی) الراوی عنه غیر معین؟ فإن المذکور بهذا الاسم _ مطلقا ومقیدا بالخزاز _ أربعة :

1 _ ففی الفهرست : محمد بن یحیی ، له کتاب یرویه عن غیاث إبراهیم ، ورویناه بالإسناد عن أحمد بن أبی عبد الله عنه (5).

وهذا فیه موردان للنظر :

الأول _ أنه فی طبقة أصحاب الرضا علیه السلام ، وروایة البرقی عنه مباشرة بعیدة.

الثانی _ أن المفروض فی الفهارس والذی علیه وضع کتاب الفهرست للشیخ هو أن یذکر مؤلف الکتاب ثم یذکر سنده إلی المؤلف ، وفی هذه الترجمة لم یذکر (لمحمد بن یحیی) کتاب ، وإنما هو مجرد راو لکتاب غیاث بن إبراهیم ، فاللازم ذکر ذلک فی ترجمة غیاث ، وقد عرفت أن الشیخ ذکر روایة (محمد بن یحیی الخزاز) فی ترجمة غیاث وأنه روی عنه کتابه. مع أنه هناک موصوف بالخزاز وهنا غیر موصوف.

2 _ محمد بن یحیی من أصحاب الکاظم علیه السلام ، ذکره الشیخ فی رجاله (6).

وهذا لم یوصف بالخزاز ، وذکره البرقی فی أصحابه علیه السلام أیضا (7).

ص: 116


1- 1. مجمع الرجال (5 / 5).
2- 2. رجال الطوسی (ص 488) رقم (2).
3- 3. رجال النجاشی (305) رقم (833).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 149) رقم (561).
5- 5. الفهرست للطوسی (182) رقم (697).
6- 6. رجال الطوسی (360) رقم (27).
7- 7. رجال البرقی (ص 50).

3 _ وترجم النجاشی لمن سماه : (محمد بن یحیی الخزاز) وقال : کوفی روی عن أصحاب أبی عبد الله علیه السلام ، له کتاب نوادر (1) وأسند إلی یحیی ین زکریا اللؤلؤی عنه.

4 _ فی باب (لم) : محمد بن یحیی الخزاز ، تقدم غیاث بن إبراهیم ، کذا نقله. القهپائی (2) ولم یرد فی الرجال.

ونقول : لا شک فی اتحاد الثانی والثالث ، لکن الأول إن کان متحدا معهما أیضا ، لم تمکن روایة البرقی عنه بلا واسطة ، والظاهر من تصریحهم بأنه راو لکتاب غیاث ، أنه متحد معهما ، فهم رجل واحد ، لکن روایة البرقی عنه فی المورد الأول مرسلة ، فلاحظ.

وانظر المور [16].

المورد [36]

فضالة بن أیوب

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام فقال : فضالة بن أیوب ، عربی أزدی (3).

وذکره فی باب (لم) بقوله : فضالة بن أیوب ، روی عنه الحسین بن سعید (4).

کذا فی نسخة القهپائی ، والمخطوطة ، وقد سقط اسم (فضالة بن أیوب) من المطبوعة (5).

أقول : الإشکال فیه أن الحسین بن سعید ، لا یروی عن فضالة مباشرة ، وقد صرحوا بذلک ، قال النجاشی : قال لی أبو الحسن [هارون بن یحیی] البغدادی البزاز ، قال لنا : الحسین بن یزید السورائی : کل شئ رواه الحسین بن سعید عن فضالة فهو

ص: 117


1- 1. رجال النجاشی (ص 359) رقم (964).
2- 2. مجمع الرجال (ج 6 ص 69).
3- 3. رجال الطوسی (ص 385) رقم (1) حرف التاء.
4- 4. مجمع الرجال (5 ص 17).
5- 5. رجال الطوسی (ص 489) رقم (3).

غلط ، إنما هو الحسین عن أخیه الحسن عن فضالة.

وکان یقول : إن الحسین بن سعید لم یلق فضالة ، وإن أخاه الحسن تفرد بفضالة دون الحسین.

ورأیت الجماعة تروی بأسانید مختلفة الطریق (الحسین بن سعید عن فضالة) والله أعلم ، وکذلک زرعة بن محمد الحضرمی (1).

وعلی هذا ، فتکون روایة الحسین عن فضالة مباشرة معللة.

وقد یؤید ذلک بروایة الحسین عن فضالة بواسطة محمد بن أبی عمیر (2).

وقد علق الشیخ حسن الشهید علی هذا السند بقوله : هکذا صورة إسناد الحدیث فی التهذیب ، وإثبات کلمة (عن) بین ابن أبی عمیر وفضالة سهو ، الصواب عطفه علیه بالواو ، لأنه المعهود ، وسیأتی إسناد مثله (3).

أقول : الطبقة لا تأبی ذلک ، بل تقتضیه ، مضافا إلی ما نقلنا عن النجاشی.

وأورد السید الخوئی علی محل البحث بقول : روایات الحسین عن فضالة فی الکتب الأربعة تبلغ حدود (922) مورد (4).

أقول : یرد علیه :

أولا : إن ما ذکروه وتناقلوه ظاهرهم قبوله ، ویؤیده عدم معارضتهم له صریحا (5).

وأما ما فی النجاشی : (ورأیت الجماعة تروی ...) فلم یظهر کونه من کلام النجاشی ، بل ظاهره أنه من تتمة کلام السورائی.

ولو کان من کلام النجاشی فلم یظهر فی کونه اعتراضا علی کلام السورائی.

بل لعله تعجب من عمل الطائفة ، فیکون تأییدا للسورائی ، وحاصله أنه کیف یروون عن الحسین عن فضالة مع وجود هذا النص بعدم روایته عنه؟ ولو کان النجاشی لم یرتض ذلک الکلام عن السورائی _ علی ما فهمه السید

ص: 118


1- 1. رجال النجاشی (ص 311) رقم (850).
2- 2. منتقی الجمان (ج 1 ص 53).
3- 3. منتقی الجمان (ج 1 ص 54).
4- 4. معجم رجال الحدیث (ج 13 ص 296).
5- 5. لاحظ ما ذکرناه فی المورد [18] سابقا.

الأستاذ _ (1) ، لما کان وجه لاکتفائه بهذا القدر من الرد غیر الصریح! وثانیا : إن أمر أسانید الکتب مبتن علی هذا المسألة المفروضة ، فهو کالتعلیق الذی علم من عمل المحدثین فی أوائل الأسانید ، وإنما لم یشرحوها فی کل مورد مورد ، لاعتمادهم علی وضوحها.

فلیس مجرد وجود ذلک فی الکتب الأربعة _ مهما بلغت من الکثرة _ دلیلا علی عدم الواسطة ، کمسألة التعلیق.

ثم إن سند الشیخ فی الفهرست إلی فضالة ینتهی بأحمد بن أبی عبد الله _ وهو البرقی _ ومن الواضح أن الطبقة لا تساعد علی روایته عن فضالة مباشرة.

ولذلک (استظهر بعضهم سقوط الواسطة ، فإن أحمد البرقی یروی عن أبیه عن فضالة فی (2) موردا کما یظهر من الطبقات) (3).

واعتمد السید الخوئی علی ذلک ، فقال : روایة أحمد عن أبیه عن فضالة لا تنافی روایته عنه بکتابه بلا واسطة ، فقد روی أحمد عنه بلا واسطة (331).

أقول : قوله _ دام ظله _ : (لا تنافی) غیر تام ، لأن الطبقة لها مدخلیة تامة فی إحراز روایة شخص عن شخص ، وإلا کانت الروایة معللة ، کما بین فی محله.

وإذا کان أحمد البرقی متأخرا عن طبقة (فضالة) ، فلا بد من وجود الواسطة.

ثم إذا عرفنا من سیرة (أحمد) فی ترجمته أنه (اعتمد المراسیل) لزم الفحص عن ذلک ، حتی یحصل التأکد من سلامة روایته عن الإرسال.

والبرقی _ کما یبدو من ملاحظة مشایخه _ متأخر عن (فضالة) بطبقة واحدة بل أکثر ، إذا صح ما قیل فی (الحسین بن سعید) من أنه لا یروی عن فضالة مباشرة ، فإن البرقی یروی عن الحسین ، فلاحظ.

وما ذکره _ دام ظله _ بقوله : (وروایته عن بکتابه بلا واسطة).

إن کان المراد روایته [أحمد] عن کتاب فضالة ، فلا بد أن یکون الکتاب قد وصل إلیه بروایة من أوصله إلیه ، بإحدی طرق التحمل ، فعدم ذکر الواسطة فی روایة الکتاب هو الإرسال.

ص: 119


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 13 ص 296).
2- 2. معجم رجال الحدیث (ج 13 ص 296).
3- 3. المصدر ، والموضع.

وإن کان المراد روایته عن وجادة. فهذا غیر مراد _ قطعا _ فی الأسانید المعنعنة ، مع أن عدم التصریح بذلک علة فی الحدیث ، وقد ذکروه فی علل الحدیث أیضا ، فلاحظ المورد [32].

المورد [37]

الفضل بن أبی قرة

ذکره الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام بقوله : الفضل بن أبی قرة التفلیسی (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : الفضل بن أبی قرة ، روی حمید عن إبراهیم بن سلیمان عن الفضل (2).

أقول : أورد روایة إبراهیم عنه فی الفهرست (3).

وقد مر مرارا أن إبراهیم لا یمکن أن یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة.

المورد [38]

القاسم بن عروة

ذکره فی أصحاب الصادق علیه السلام فقال : القاسم بن عروة : مولی أبی أیوب المکی ، وکان أبو أیوب من موالی المنصور ، له کتاب (4).

وفی باب (من لم یرو) : القاسم بن عروة : روی عنه البرقی أحمد بن أبی عبد الله (5).

أقول : أحمد البرقی لا یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام إلا بوسائط ، وقد تنبه إلیه القهپائی ، فعلق علیه بقوله : (عن أبیه ظاهرا) (6).

ص: 120


1- 1. رجال الطوسی (ص 271) رقم (12).
2- 2. أیضا (ص 489) رقم (3).
3- 3. الفهرست (ص 151) رقم 568).
4- 4. رجال الطوسی (ص 376) رقم (51).
5- 5. أیضا (ص 490) رقم (8).
6- 6. مجمع الرجال (ج 5 ص 47).

ولکنه مع ذلک أضاف (کیف یکون ممن لم یرو) وهذا یدل علی عدم تنبهه إلی حل الإشکال باختلاف الطبقة.

وقال السید الخوئی دام ظله : إن أحمد بن أبی عبد الله ، لا یمکن أن یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة ، لبعد طبقته ، وإن کان القاسم المذکور فی (من لم یرو) غیر المذکور فی أصحاب الصادق علیه السلام ، فلا بد وأن یکون شخصا معروفا روی عنه أحمد البرقی ، مع أنه لم یوجد فی روایاتنا شاهد علی ذلک. (1).

ولقد أجاد السید الأستاذ فی هذا المورد ، وهو ما نقوله فیه وفی جمیع موارد النقض الأخری.

والغریب أن سماحته لم یتنبه إلی أن هذا هو الحل الأساسی لمشکلة التناقض المتوهم فی هذا الباب ، فلم یذکره إلا فی هذا المورد وبعض الموارد التالیة (2).

والأغرب أنه التزم فی الحل ببعض التوجیهات السابقة ، التی مضی بطلانها.

ونحن نعتبر کلام السید الأستاذ فی هذه الموارد موافقة ضمنیة لنا علی ما التزمناه من الحل لهذه المشکلة _ وإن لم یذکرها هو دام ظله بعنوان الحل لها _ والحمد الله علی توفیقه.

المورد [39]

القاسم بن محمد الجوهری

ذکره الشیخ فی أصحاب الکاظم علیه السلام : القاسم بن محمد الجوهری ، له کتاب ، واقفی (3).

وذکره فی باب (من لم یرو) بقوله : القاسم بن محمد الجوهری ، روی عنه الحسین بن سعید (4).

وأورد روایة الحسین عنه فی الفهرست (5) والنجاشی (6).

ص: 121


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 14 ص 30 _ 31).
2- 2. وهی الموارد [45 و 60].
3- 3. رجال الطوسی (ص 358) رقم (1).
4- 4. أیضا (ص 490) رقم (5).
5- 5. الفهرست للطوسی (ص 153) رقم (575).
6- (343) رجال النجاشی (ص 315) رقم (862)

والحسین یروی عن أصحاب الکاظم علیه السلام ، ولم أقف علی الإشکال فیه ، إلا أن یکون من قبیل ما مر فی الموردین [18] و [36] ولم یذکروه.

وقد یکون الإشکال فی القاسم هو روایة أحمد البرقی عنه مباشرة ، التی أوردها الشیخ فی الفهرست أیضا (1).

قال الخوئی _ دام ظله _ : الجوهری من أصحاب الصادق علیه السلام ، والظاهر أنه لم یدرک الرضا علیه السلام فکیف یروی کتابه أحمد وقد توفی حدود سنة (280) (2).

أقول : وأیضا ، فإن البرقی یروی عن الحسین بن سعید ، فکیف یروی عن شیخه الجوهری مباشرة؟

وعلی هذا فیکون اسم أحمد البرقی ساقطا من باب (لم) من الرجال هنا.

المورد [40]

القاسم بن یحیی

ذکره فی أصحاب الرضا علیه السلام بقوله : القاسم بن یحیی بن الحسن (3).

وذکره فی (لم) بقوله : القاسم بن یحیی روی عنه أحمد بن محمد بن عیسی (4).

وأورد روایته عنه فی الفهرست (5) لکنه فیه باسم (القاسم بن یحیی الراشدی) والسند فیه هکذا ... الصفار عن أحمد بن محمد بن عیسی عن القاسم.

لکن النجاشی ذکره سنده إلیه ... عن أحمد بن إدریس _ عن محمد بن أحمد بن یحیی عن محمد بن عیسی بن عبید الله عن القاسم (6).

ص: 122


1- 1. الفهرست (ص 490) رقم (5).
2- 2. معجم رجال الحدیث (ج 14 ص 54).
3- 3. رجال الطوسی (ص 385) رقم (2).
4- 4. أیضا (ص 490) رقم (6).
5- 5. الفهرست للطوسی (ص 153) رقم (576).
6- 6. رجال النجاشی (ص 316) رقم (866).

ومع أن أحمد بن إدریس والصفار ، فی طبقة واحدة ، فمع هذا نجد أن سند الشیخ یصل بواسطة واحدة من الصفار إلی القاسم ، وسند النجاشی بواسطتین من ابن إدریس إلی القاسم.

ثم إن سند الشیخ فی الفهرست إلی القاسم یصل بطریق آخر إلی أحمد البرقی عنه (1) وهو بعید طبقة عن أصحاب الرضا علیه السلام ، فالروایة مرسلة.

ولعل اسم أحمد قد سقط هنا ، کما فی المورد السابق.

المورد [41]

قتیبة بن محمد الأعشی

قال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام : قتیبة بن محمد الأعشی ، أبو محمد الکوفی (2).

وقال فی باب (من لم یرو) قتیبة بن محمد الأعشی ، روی حمید القاسم ابن إسماعیل عنه (3).

وأورد روایة القاسم عنه فی الفهرست (4).

أقول : لکن حمیدا لا یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بواسطة واحدة.

المورد [42]

کلیب بن معاویة

قال الشیخ فی أصحاب الباقر علیه السلام : کلیب بن معاویة الأسدی (5).

وأیضا : کلیب بن معاویة الصیداوی (6).

وفی أصحاب الصادق علیه السلام : کلیب بن معاویة بن جبلة ، أبو محمد

ص: 123


1- 1. الفهرست (ص 153) رقم (576).
2- 2. رجال الطوسی (ص 275) رقم (32).
3- 3. أیضا (ص 491) رقم (9).
4- 4. الفهرست للطوسی (ص 154) رقم (582).
5- 5. رجال الطوسی (ص 133) رقم (2).
6- 6. أیضا (ص 134) رقم (8).

الصیداوی ، عربی کوفی (1).

وفی باب (من لم یرو) : کلیب بن معاویة الأسدی روی عنه صفوان (2).

وفی نسخة القهپائی : والصفوانی (3).

ولا شک فی اتحاد (کلیب) فی الموارد کلها ، وتکراره فی أصحاب الباقر علیه السلام من رجال الشیخ لا یدل إلا علی تعدد عنوانه فی کتب الحدیث.

أقول : ویروی عن کلیب : صفوان بن یحیی (4).

وقد روی الشیخ بسنده إلی (صفوان) عنه فی الفهرست. (5).

فهل هو صفوان بن یحیی؟ ومن المحتمل أن یکون المراد منه (صفوان بن مهران) لأن الطبقة تساعد علی روایته عن کلیب ، بل هو أقرب لأن کلیبا من کبار أصحاب الصادق علیه السلام ، وصفوان بن یحیی من صغار أصحاب الکاظم علیه السلام ، فلیلاحظ.

وأما علی ما فی نسخة القهپائی من أن الراوی عنه (الصفوانی) فالإشکال واضح ، لأن الصفوانی هو : محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال ، ترجم له الشیخ فی الرجال (6) والفهرست (7) وکذلک النجاشی (8).

فإن صحت النسخة ، فروایة الصفوانی عن کلیب مرسلة قطعا وقد روی أبوه عن أبیه عن جده عن صفوان بن مهران (9).

المورد [43]

محمد بن أحمد بن عبید الله

قال فی أصحاب الهادی علیه السلام : محمد بن أحمد بن عبید الله بن المنصور ،

ص: 124


1- 1. أیضا (ص 278) رقم (15).
2- 2. أیضا (ص 491) رقم (1) الکاف.
3- 3. مجمع الرجال (ج 5 ص 72).
4- 4. معجم رجال الحدیث (ج 14 ص 388) و (9 / 136).
5- 5. الفهرست (154) رقم (583).
6- 6. رجال الطوسی (ص 502) رقم (68).
7- 7. الفهرست الطوسی (ص 159) رقم (600).
8- 8. رجال النجاشی (ص 393) رقم (1050).
9- 9. رجال النجاشی (ص 198) رقم (525).

أبو الحسن أسند عنه (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : محمد بن أحمد بن عبید الله بن أحمد بن عیسی بن المنصور ، عباسی ، هاشمی ، روی عنه التلعکبری یکنی أبا الحسن ، یروی عن عمه أبی موسی ، عیسی بن أحمد بن عیسی بن المنصور عن أبی محمد صاحب العسکر علیه السلام معجزات ودلائل (2).

أقول : من الواضع أن (محمد بن أحمد) هذا لیس فی طبقة من یروی عن الهادی علیه لتصریح الشیخ بأن التلعکبری روی عنه وهو متأخر طبقة عن أن یروی عن أصحاب الأئمة علیهم السلام ، والآن روایته عن العسکری علیه السلام إنما هی بروایة عمه عیسی بن أحمد ، فکیف یکون هو من أصحاب الهادی علیه السلام؟ مع أن عمه مذکور فی أصحاب الهادی علیه السلام (3) فلا بد أن یکون هو متأخرا طبقة.

فالإشکال فی هذا المورد فی إیراد الرجل فی أصحاب الهادی علیه السلام مع أنه لم یرو عنه علیه السلام.

ولذلک لم یرد اسمه فی ذلک الباب فی المخطوطة ولا فی نسخة القهپائی.

ولعل الشیخ تنبه لهذا فحذفه بعد تسجیله أولا.

المورد [44]

محمد بن إسحاق القمی

ذکره فی أصحاب الجواد علیه السلام علی ما فی المخطوطة ونسخة القهپائی (4) ولم یرد فی المطبوعة.

وقال فی باب (من لم یرو) : محمد بن إسحاق القمی ، روی عنه أحمد بن أبی عبد الله (5).

ص: 125


1- 1. رجال الطوسی (ص 422) رقم (14).
2- 2. أیضا (ص 500) رقم (59).
3- 3. أیضا (ص 417) رقم (2).
4- 4. مجمع الرجال (ج 5 ص 148).
5- 5. رجال الطوسی (ص 513) رقم (122).

أقول : روایة البرقی عن أصحاب الجواد علیه السلام بلا واسطة بعیدة من حیث الطبقة.

المورد [45]

محمد بن أسلم الجبلی

ذکره فی أصحاب الباقر علیه السلام (1).

وقال فی أصحاب الرضا علیه السلام : محمد بن أسلم الجبلی الطبری ، أصله کوفی (2).

وقال فی باب (من لم یرو) : محمد بن أسلم الجبلی ، روی عنه محمد بن الحسین بن أبی الخطاب (3).

وأورد فی الفهرست روایة ابن أبی الخطاب عنه (4).

فإن کان فی الموارد کلها رجلا واحدا ، فذلک بعید ، إذ لو کان من أصحاب الباقر علیه السلام فهو فی حین وفته علیه السلام سنة 114 فی سن من یروی ، فبقاؤه إلی عصر الرضا علیه السلام وروایة ابن أبی الخطاب المتوفی (5) عنه یعنی تجاوزه المائة سنة أو بلوغها ، وهذا بعید جدا.

قال السید الخوئی _ دام ظله _ : فإن صح ما ذکره الشیخ أنه من أصحاب الباقر علیه السلام ، فهو رجل آخر غیر من یأتی [فی (لم)] ، فإن من یأتی یروی عنه محمد بن الحسین بن أبی الخطاب ومن هو فی طبقته ، ولا یمکن أن یروی عمن هو من أصحاب الباقر علیه السلام.

وقد نقل عن المیرزا ما حاصله نسبة الاشتباه إلی الشیخ حیث رأی روایة (محمد بن أسلم) عن أبی جعفر علیه السلام ، فتخیله أنه الباقر علیه السلام ، مع أن المراد به هو الجواد علیه السلام (374).

ص: 126


1- 1. رجال الطوسی (ص 136) رقم (32).
2- 2. أیضا (ص 387) رقم (14).
3- 3. أیضا (ص 510) رقم (103).
4- 4. الفهرست (ص 156) رقم (588).
5- 5. معجم رجال الحدیث (ج 15 ص 90).

أقول : إن هذا الاحتمال بعید فی حق الشیخ ، حیث أنه کان متصدیا لضبط طبقات الرواة ، وکان یسجل ما یجده فی الأسانید ، فبعید جدا أن یشبه علیه أبو جعفر الجواد بأبی جعفر الباقر علیهما السلام.

مضافا إلی ما ذکره السید الأستاذ من أنه لم توجد بأیدینا روایة لمحمد بن أسلم عن الجواد علیه السلام (1).

فإما أن یکون الرجل متعددا ، أو أن بین محمد بن أسلم وابن أبی الخطاب واسطة.

المورد [46]

محمد بن أورمة

قال فی أصحاب الرضا علیه السلام : القمی (2).

وقال فی باب (لم) : ضعیف ، روی عنه الحسین بن الحسن بن أبان ، ثقة (3).

أقول : أورد الشیخ روایة الحسین عنه فی الفهرست وقال : فی روایته تخلیط (4).

وقد مر فی المورد [32] أن المراد بالتخلیط هو الخلل فی الإسناد ، فلاحظ.

المورد [47]

محمد بن حسان الرازی

ذکر فی أصحاب الهادی علیه السلام : محمد بن حسان الرازی الزینبی (5).

وقال فی باب (من لم یرو) : محمد بن حسان الرازی ، روی عنه الصفار وغیره (6).

وأورد الشیخ فی الفهرست روایة الصفار وسعد ومحمد بن یحیی وأحمد بن

ص: 127


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 15 ص 90).
2- 2. رجال الطوسی (ص 392) رقم (75).
3- 3. أیضا (ص 512) رقم (12) وکلمة (ثقة) لیست فی المطبوعة.
4- 4. الفهرست (ص 170) رقم (621).
5- 5. رجال الطوسی (ص 425) رقم (43) وفی المخطوطة (الزیتی) بدل الزینبی.
6- 6. أیضا (ص 506) رقم (84).

إدریس عنه (1).

وقد روی أحمد بن إدریس عنه بواسطة عمران بن موسی فی ترجمة موسی بن زنجویه (2).

ولم یتبین لی وجه إعادة ذکره ، إلا أن النجاشی قال فیه : یعرف وینکر ، یروی عن الضعفاء کثیرا (3).

واعلم أن سند الفهرست بعد ما ذکرنا یحتوی علی زیادة نصها : (عن محمد بن علی الصیرفی ، عن إسماعیل بن مهران ، عن الحسن بن علی عن ابن أبی حمزه البطائنی عنه).

وقد علق علیها السید الخوئی بقوله : لیس من تتمة الطریق ، فإن ابن أبی حمزة لا یمکن أن یروی عمن هو من أصحاب الهادی علیه السلام ، ولعله طریق لترجمة شخص آخر قد سقط من البین ، والشاهد علی ذلک طریق النجاشی (4).

وأحتمل أن یکون تتمة للسند السابق ، والمقصود أن (محمد بن حسان) یروی عن محمد علی الصیرفی إلی آخره ، وأن هذا مثال واحد من أسانیده ، وکأن الشیخ یرید أن یؤکد ما ذکره النجاشی من روایته عن الضعفاء ، ویؤیده أن نسخة القهپائی لا تحتوی علی کلمة (عنه) فی آخر هذه الزیادة (5).

وأقول : أتصور أن الأسماء الواردة فی الزیادة متعاطفة هکذا : (محمد بن حسان ، عن محمد بن علی الصیرفی وإسماعیل بن مهران والحسن بن علی بن أبی حمزة) وأن المقصود أن هؤلاء الثلاثة هم ممن یروی عنهم محمد بن حسان وهم _ کما یبدو من تراجمهم کلهم _ ضعفاء ، فیکون المذکور أمثلة لما ذکره النجاشی ، فلاحظ.

المورد [48]

محمد بن الحسن بن جمهور العمی

قال فی أصحاب الرضا علیه السلام : محمد جمهور العمی ، عربی ، بصری ،

ص: 128


1- 1. الفهرست للطوسی (ص 173) رقم (628).
2- 2. رجال النجاشی (ص 409) رقم (1088). وانظر المورد [58] فیما یلی.
3- 3. رجال النجاشی (338) رقم 903).
4- 4. معجم رجال الحدیث (ج 15 ص 213).
5- 5. مجمع الرجال (ج 5 ص 180).

غال (1).

وقال فی باب (لم) : محمد بن جمهور العمی ، روی سعد عن أحمد بن الحسین بن سعید عنه (2).

وأورد هذه الروایة عنه فی الفهرست (3) وکذلک النجاشی (4).

والظاهر أن الإشکال فی روایة أحمد عنه ، لما قالوا فی حقه من أنه (یروی عن سائر مشایخ أبیه) مع أن طبقته متأخرة عن ذلک ، فلذلک نقلها علماء الفن بلفظ مشعر بالتشکیک فیه فقالوا : (فیما زعم أصحابنا القمیون) (5).

ویؤیده أنهم استثنوا روایاته من کتاب (نوادر الحکمة) ، وقد مر برقم (6) فی المورد [32].

ویلاحظ هنا أن ابن بابویه روی کتاب العمی بهذا السند بثلاث وسائط ، بینما رواه بسند آخر بأربع وسائط ، فلاحظ (7).

وسیأتی فی المورد [62] أن من رواته (یوسف بن السخت) وهو من مستثنیات ابن الولید.

فلاحظ المورد [32] أیضا.

المورد [49]

محمد بن خالد الطیالسی

ذکره الشیخ فی أصحاب الکاظم علیه السلام (8).

وقال فی (لم) : محمد بن خالد الطیالسی ، روی عنه علی بن الحسن بن فضال وسعد بن عبد الله (393).

ص: 129


1- 1. رجال الطوسی (ص 387) رقم (17).
2- 2. أیضا (ص 512) رقم (113).
3- 3. الفهرست للطوسی (ص 173) رقم (626).
4- 4. رجال النجاشی (337) رقم (901).
5- 5. رجال النجاشی (ص 77) رقم (183).
6- 6. الفهرست للطوسی (ص 173) رقم (626).
7- 7. رجال الطوسی (ص 360) رقم (26).
8- 8. أیضا (ص 493) رقم (11).

وذکر أیضا فی (لم) محمد بن خالد (بن عمر) الطیالسی ، یکنی أبا عبد الله ، روی عنه حمید أصولا کثیرة ، ومات سنة (تسع وخمسین ومائتین) وله (سبع وتسعون) سنة (1).

وما بین القوسین ورد فی نسخة القهپائی (2).

أما روایة سعد عن أصحاب الکاظم علیه السلام مباشرة ، فهی بعیدة طبقة کما لا یخفی.

وأما الثالث : فإن کان هو الأول ، فإعادة ذکره للتنبیه علی أنه بلغ طبقة من لم یرو لطول عمره.

وأما تکراره فی باب (من لم یرو) فلعله لأجل تغیر عنوانه فی الأسانید ، کما هو دأب الشیخ فی الرجال ، حیث أن الثانی أضیف علی عنوانه اسم جده (... بن عمر ...) کما فی نسخة القهپائی.

مع أنه لم یذکر فی ترجمته أنه من أصحابهم علیهم السلام فلیلاحظ.

المورد [50]

محمد بن عبد الحمید العطار

ذکره فی أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال : محمد بن عبد الحمید العطار وأبوه عبد الحمید بن سالم العطار مولی لبجیلة (3) وذکره البرقی أیضا فی أصحابه علیه السلام وعدة ممن نشأ فی عصره (4).

وقال الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام : محمد بن عبد الحمید العطار ، کوفی ، مولی لبجیلة (5).

وذکره الشیخ بی باب (من لم یرو) : محمد بن عبد الحمید ، روی عنه ابن

ص: 130


1- 1. أیضا (ص 499) رقم (54).
2- 2. مجمع الرجال (ج 5 ص 207).
3- 3. رجال الطوسی (ص 387) رقم (10).
4- 4. رجال البرقی (ص 54).
5- 5. رجال الطوسی (ص 435) رقم (10).

الولید (1).

أقول : ابن الولید هو محمد بن الحسن المتوفی (343) وروایته عن من نشأ فی عصر الرضا علیه السلام بلا واسطة بعیدة جدا.

وقال السید الخوئی _ دام ظله _ : بناء علی صحة النسخة المعروفة التی فیها : (روی عنه ابن الولید) فهو رجل آخر [أی غیر العطار الجبلی] مجهول فإن ابن الولید توفی سنة (343) ، ولا یمکن روایته عمن نشأ فی عصر الرضا علیه السلام علی ما صرح به البرقی (2).

أقول : إلا أن یکون أسند معللا بالإرسال والانقطاع ، وهو الموجب لإعادة ذکره ، حیث لم یعنونوا فی کتب الرجال لشخص آخر بهذا الاسم فی طبقة مشایخ ابن الولید ، فلاحظ.

المورد [51]

محمد بن عبد الله بن مهران

ذکره فی أصحاب الجواد علیه السلام ، وقال : محمد بن عبد الله بن مهران ، ضعیف (3).

وفی أصحاب الهادی علیه السلام بقوله : محمد بن عبد الله بن مهران الکرخی ، یرمی بالغلو ، ضعیف (4).

وفی باب (لم) : محمد بن عبد الله بن مهران ، ضعیف ، روی عنه محمد بن أحمد ابن یحیی (5).

أقول : العلة فیه أنه من مستثنیات ابن الولید من کتاب (نوادر الحکمة) وقد مر فی المورد [32] برقم (25).

ص: 131


1- 1. رجال الطوسی (ص 492) رقم (6).
2- 2. معجم رجال الحدیث (ج 16 ، ص 232).
3- 3. رجال الطوسی (ص 406) رقم (15).
4- 4. أیضا (423) رقم (26).
5- 5. أیضا (493) رقم (17) ذکره مع جمع وقال : ضعفاء روی عنهم محمد ..

المورد [52]

محمد بن عیسی بن عبید

قال الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام : محمد بن عیسی بن عبید ، بغدادی (1).

وفی أصحاب الهادی علیه السلام : محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، یونسی ، ضعیف (2).

أقول : وفی المخطوطة : (عن یونس ، ضعیف علی قول القمیین).

وفی أصحاب العسکری علیه السلام : محمد بن عیسی بن عبید الیقطینی ، بغدادی ، یونسی (3).

وفی باب (لم) محمد بن عیسی الیقطینی ، ضعیف (4).

وذکره الشیخ فی الفهرست وقال : استثناه أبو جعفر محمد بن علی بن بابویه عن رجال (نوادر الحکمة) وقال : لا أروی ما یختص برواته ، وقیل إنه کان یذهب مذهب الغلاة (5).

أقول : الإشکال فیه أن محمد بن عیسی ورد فی مستثنیات ابن الولید _ الذی هو أصل الاستثناء _ کما مر فی المورد [32] رقم (15).

والظاهر من بعض الموارد أن الإشکال فی خصوص (محمد بن عیس عن یونس) ، وقد صرح الشیخ الطوسی بذلک فی الاستبصار ، حیث تکلم علی مثل السند وقال : طریقه (محمد بن عیسی عن یونس) وهو ضعیف ، وقد استثناه أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه رحمه الله من جملة الرجال الذین روی عنهم صاحب (نوادر الحکمة) وقال : ما یختص بروایته ، لا أرویه (6).

ص: 132


1- 1. رجال الطوسی (393) رقم (76).
2- 2. أیضا (ص 422) رقم (3).
3- 3. أیضا (ص 435) رقم (3).
4- 4. أیضا (ص 511) رقم (111).
5- 5. الفهرست للطوسی (ص 167) رقم (612).
6- 6. الاستبصار (ج 3 ص 156) باب (102) حدیث (4).

والذی فی عبارة الاستثناء المنقولة عن ابن الولید : (أو عن محمد بن عیسی بن عبید ، بإسناد منقطع) (1) وأضاف علیه ابن بابویه قوله : (ینفرد به) (2).

وقد نقل أبو جعفر ابن بابویه عن ابن الولید أنه قال : ما تفرد به محمد بن عیسی من کتب یونس وحدیثه ، لا یعتمد علیه (3).

ویحصل من ضم هذه القیود بعضها إلی بعض : أن روایة محمد بن عیسی عن یونس إذا انفرد بها ، وکان الطریق مقطوعا ، فهو من المستثنیات.

والعلة فیها _ بعد الانقطاع _ هو الانفراد ، ولعل کون انفراده علة سببها أنه کان من أتباع یونس فی المذهب الفقهی ، فإن لیونس مذاهب کثیرة اختارها مما علم بطلانه (4).

وأتصور أن هذا معنی قولهم (یونسی) فی حقه.

وقد تکون العلة فی ذلک أنه کان متساهلا فی الحدیث ویروی عمن لم یلقه.

کما ورد فی حقه أنه أصغر فی السن من أن یروی عن ابن محبوب (5).

ولعله کان أصغر طبقة من لقاء یونس أیضا. فلاحظ (6).

وانظر الموارد [6] و [32].

المورد [53]

محمد بن نافع

قال الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام : محمد بن نافع الحمیری ، کوفی (7).

وقال : محمد بن نافع الأنصاری المدنی ، أسند عنه (8).

ص: 133


1- 1. رجال النجاشی (ص 348) رقم (939).
2- 2. الفهرست (ص 171) رقم (123).
3- 3. رجال النجاشی (ص 333) رقم (896).
4- 4. لاحظ الاستبصار (ج 2 ص 233) و (ج 4 ص 183).
5- 5. رجال النجاشی (ص 334) رقم (896).
6- 6. أنظر نتیجة المقال (ص 278 _ 279).
7- 7. رجال الطوسی (ص 303) رقم (360).
8- 8. المصدر ، الموضع ، رقم (359).

وقال : فی (لم) : محمد بن نافع ، روی عنه حمید (1).

وفی الفهرست : محمد بن نافع ، له نوادر ، عن حمید عنه (2).

أقول : من الواضح أن حمید لا یمکن أن یروی عن أصحاب الصادق علیه السلام بلا واسطة ، فلا بد إما من أن یکون السند منقطعا ، أو یکون محمد بن نافع شخصا آخر لم یذکروه.

مع أن (محمد بن نافع) الذی روی عنه حمید غیره ممیز هل هو الحمیری الکوفی ، أو الأنصاری المدنی؟ ولا إشکال فی تعددهما.

فالسند معلل ، لأمرین.

المورد [54]

محمد ین یحیی المعاذی

قال الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام : محمد بن یحیی المعاذی (3).

وقال فی باب (لم) محمد یحیی المعاذی ، ضعیف ، روی عنه محمد بن أحمد بن یحیی (4).

أقول : هو من مستثنیات ابن الولید من رجال (نوادر الحکمة) ، وقد عرفنا فی المورد [32] أن تلک المستثنیات إنما کان فیها تخلیط ، فلاحظ.

المورد [55]

محمد بن یزداد

قال فی أصحاب العسکری علیه السلام : محمد بن یزداد الرازی (5).

وقال فی باب (من لم یرو) : محمد بن یزداد ، روی عن محمد بن الحسین ابن أبی الخطاب (6).

ص: 134


1- 1. أیضا ، (ص 499) رقم (50).
2- 2. الفهرست للطوسی (ص 180) رقم (668).
3- 3. رجال الطوسی (ص 435) رقم (11).
4- 4. أیضا (ص 493) رقم (13) وقد ذکره مع جمع وقال : ضعفاء روی عنهم محمد بن أحمد بن یحیی.
5- 5. رجال الطوسی (ص 436) رقم (12).
6- 6. أیضا (ص 509) رقم (98).

أقول : ابن أبی الخطاب توفی سنة (262) (1) وقد روی عنه الصفار ومن طبقته ، ومحمد بن یزداد أرفع عنهم طبقة.

ولکن الإشکال غیر واضح.

المورد [56]

معاویة بن حکیم

ذکره الشیخ فی أصحاب الجواد علیه السلام وقال : الکوفی (2).

وقال فی أصحاب الهادی علیه السلام : معاویة بن حکیم بن معاویة بن عمار الکوفی (3).

وقال فی باب (من لم یرو) : معاویة بن حکیم روی عنه الصفار (4).

أقول : الصفار متأخر طبقة عن أن یروی عن معاویة بن حکیم ، لأنه أقدم منه بطبقة.

وقد قال النجاشی فیه : جلیل من أصحاب الرضا علیه السلام (5) ، فهو من قدماء أصحاب الهادی علیه السلام.

المورد [57]

منصور بن العباس

ذکره الشیخ فی أصحاب الجواد علیه السلام : منصور بن العباس ، کوفی أو بغدادی کان داره بباب الکوفة ببغداد (6).

وفی أصحاب الهادی علیه السلام : منصور بن العباس (7).

ص: 135


1- (424) رجال النجاشی (ص 334) رقم (897)
2- 2. رجال الطوسی (ص 406) رقم (19) وانظر مجمع الرجال (6 / 98).
3- 3. أیضا (ص 424) رقم (42).
4- 4. أیضا (515) رقم (133).
5- 5. رجال النجاشی (ص 412) رقم (1098).
6- 6. رجال الطوسی (407) رقم (27).
7- 7. أیضا (ص 423) رقم (24).

وفی باب (من لم یرو) : منصور بن العباس ، روی عنه البرقی (1).

أقول : البرقی هو أحمد بن أبی عبد الله المتوفی (274 أو 280) وقد أورد روایته عنه فی الفهرست (2).

ومن الواضح أن البرقی لا یروی عمن هو من أصحاب الجواد علیه السلام بلا واسطة فلیلاحظ.

المورد [58]

موسی بن زنجویه

ذکره الشیخ فی أصحاب الرضا علیه السلام (3).

وفی باب (لم) : موسی بن زنجویه الأرمنی ، یکنی أبا عمران ، روی عن عبد الله بن حکم ، روی أحمد بن إدریس عن محمد بن حسان عن أبی عمران (4).

أقول : (محمد بن حسان) من أصحاب الهادی علیه السلام ، وقد مر فی هذا البحث فی المورد [47] وروایته عن موسی کثیرة (5).

لکن روایة أحمد بن إدریس (المتوفی 306) عن أصحاب الرضا علیه السلام بواسطة واحدة بعیدة ، ویؤید ذلک أن سند النجاشی إلی موسی هکذا : أحمد بن محمد بن یحیی ، قال : حدثنا أبی ، قال : حدثنا عمران بن موسی ، عن محمد بن حسان ، عن موسی بن زنجویه (6).

ومحمد بن یحیی (أبو أحمد) هو فی طبقة أحمد بن إدریس ، وإذا روی عن موسی بواسطتین ، دل علی نقص فی روایة أحمد بن إدریس عن محمد بن حسان مباشرة وقد أشرنا إلی ذلک فی المورد [47].

ص: 136


1- 1. أیضا (ص 515) رقم (131).
2- 2. الفهرست (ص 193) رقم (731).
3- 3. رجال الطوسی (390) رقم (46).
4- 4. أیضا (ص 492) رقم (7).
5- 5. لاحظ معجم رجال الحدیث (ج 15 ص 208 _ 209).
6- 6. رجال النجاشی (ص 409) رقم (1088).

المورد [59]

موسی بن سابق

ذکره الشیخ فی أصحاب الصادق علیه السلام فقال : موسی بن سابق الکوفی (1).

وقال فی باب (من لم یرو) : موسی بن سابق (2).

أقول : ذکره فی الفهرست وروی بإسناده عن حمید عن أبی محمد الحسن بن علی الشعیری اللؤلؤی عنه (3) وکذلک النجاشی (4).

ولا یمکن روایة حمید عن أصحاب الصادق علیه السلام بواسطة واحدة.

المورد [60]

الهیثم بن أبی مسروق

ذکره الشیخ فی أصحاب الباقر علیه السلام بقوله : هیثم النهدی ، هو ابن أبی مسروق (5).

وذکره فی باب (من لم یرو) وقال : الهیثم بن أبی مسروق النهدی ، روی عنه سعد بن عبد الله (6).

وقد أورد الشیخ روایة سعد عنه فی الاستبصار (7).

أقول : سعد المتوفی (300) لا یروی عن أصحاب الباقر علیه السلام مباشرة.

وقد نبه السید الخوئی دام ظله إلی تفاوت الطبقة فقال : قد عرفت روایة سعد عن الهیثم علی ما ذکره الشیخ وفی کامل الزیارات (8) وسعد توفی حدود سنة (300) وروی

ص: 137


1- 1. رجال الطوسی (ص 308) رقم (451).
2- 2. أیضا (514) رقم (127).
3- 3. الفهرست (ص 191) رقم (723).
4- 4. رجال النجاشی (ص 408) رقم (1085).
5- 5. رجال الطوسی (ص 140) رقم (6).
6- 6. أیضا (ص 516) رقم (2).
7- 7. الاستبصار (ج 1 ص 49) باب (29) حدیث (1).
8- 8. کامل الزیارات (ص) ب (70) حدیث (3).

عنه الصفار علی ما ذکره الشیخ وقد توفی سنة (1) ولا یمکن روایتهما عادة عمن هو من أصحاب الباقر علیه السلام (2).

وقد حاول توجیه ذلک بقوله : ولا یبعد أن الشیخ رأی روایة الهیثم عن أبی جعفر علیه السلام ، فتخیل أن المراد بأبی جعفر هو الباقر علیه السلام ، مع أن المراد به هو الجواد علیه السلام (3).

أقول : قد نقل السید دام ظله مثل هذا الاحتمال عن المیرزا فی المورد (45) فی روایة (محمد بن أسلم عن أبی جعفر) ، لکنه _ أدام الله ظله _ رده بأنه لم یوجد فیما بأیدینا روایة لذلک الراوی عن الجواد علیه السلام (4).

أقول : ونحن إذ نعید علیه ذلک الرد ، نضیف : أن هذا غایة التعدی علی ساحة الشیخ الذی رتب کتابه علی الطبقات وبذل غایة وسعه فی تنظیمه علی الأبواب ثم علی حروف المعجم ، ولو عبر المیرزا بما عبر به صاحب النقد من أنه : کان ینبغی أن یذکره الشیخ قدس سره فی رجال أبی جعفر الثانی علیه السلام لا أبی جعفر الأول علیه السلام ، لأنه یبعد أن یروی الصفار وسعد عن الباقر بواسطة واحدة (5).

کان أولی وأنسب.

لکن نقول : ألیس الأجدر أن یلتزم بکون الروایة مرسلة حتی یرتفع إشکال الطبقة من البین؟! ولا نواجه الشیخ بهذا الشکل؟!

المورد [61]

یحیی بن إبراهیم بن أبی البلاد

ذکره فی أصحاب الرضا علیه السلام (6) وذکره البرقی فیهم أیضا (450).

ص: 138


1- 1. معجم رجال الحدیث (ج 19 ص (387) وانظر نقد الرجال (ص 370 هامش) وتکملة الرجال (ج 2 ص 598).
2- 2. معجم رجال الحدیث (14 / 388).
3- 3. معجم رجال الحدیث (ج 15 ص 90).
4- 4. نقد الرجال (ص 370).
5- 5. رجال الطوسی (ص 395) رقم (5).
6- 6. رجال البرقی (ص 54).

وقال فی باب (من لم یرو) یحیی بن إبراهیم ، روی عنه البرقی (1).

وأورد الشیخ فی الفهرست روایة البرقی أحمد بن أبی عبد الله عن أبیه عنه (2).

أقول : کلمة (البرقی) منصرفة عند الإطلاق إلی أحمد ، ولعل الشیخ قد اطلع علی روایته عن المترجم بلا توسط أبیه ، وإلا فإن توسط أبیه محمد بن خالد وروایته عن یحیی لا مانع منها من حیث الطبقة ، فلاحظ.

المورد [62]

یوسف بن السخت

ذکره الشیخ فی أصحاب العسکری علیه السلام وقال : یوسف بن السخت أبو یعقوب ، بصری (3).

وقال فی باب (من لم یرو عنهم علیهم السلام) : یوسف بن السخت ، روی عن محمد بن جمهور العمی ، روی عنه محمد بن أحمد بن یحیی (4).

أقول : هو من موارد استثناء ابن الولید من رجال (نوادر الحکمة) وقد مر فی المورد [32] برقم (8).

تعقیب علی الموارد :

إن مجموع الموارد التی یتصور فیها التناقض هی (62) موردا ، مع الأخذ بنظر الاعتبار ما جاء فی النسخ المختلة.

وقد تبین من خلال عرضنا المفصل لها ما یلی.

1 _ أن (خمسة) موارد منها لیس للتناقض فیها محل أصلا ، وهی الموارد [4 و 12 و 19 و 43 و 49].

و 2 _ أن (ثلاثة) من الموارد هی من تعدد الأشخاص والأسماء ، وهی الموارد [2 و 10 و 11].

ص: 139


1- 1. رجال الطوسی (ص 517) رقم (6).
2- 2. الفهرست (207) رقم (792).
3- 3. رجال الطوسی (ص 437) رقم (2).
4- 4. أیضا (ص 517) رقم (3).

3 _ أن (أربعة) موارد محتملة للتعدد ، وهی [6 و 13 و 7 و 45] موردا فهذه (12) موردا خارجة عن محل البحث ، لأنها لیست موارد للنقض واقعا ، کما أثبتنا مفصلا فی کل مورد مورد منها ، فبقی (خمسون) موردا فقط ، وهی کما یلی : 1 _ (تسعة وثلاثون) موردا منها مبتنیة علی اختلاف الطبقة أو العلة فی السند ، وهو الحل المختار لتوجیه التکرار ، وهی [1 و 3 و 5 و 7 و 8 و 9 و 18 و 20 و 21 و 22 و 23 و 26 و 27 و 29 و 30 و 31 و 32 و 33 و 35 و 36 و 37 و 38 و 39 و 41 و 42 و 44 و 48 و 50 و 51 و 52 و 53 و 54 و 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62].

(وخمسة) موارد منها علی احتمال الطبقة أو العلة وهی [و 15 و 24 و 25 و 40 و 46].

فهذه (أربعة وأربعون) موردا مبتن أمرها علی الحل المختار ، فتبقی (ستة) موارد فقط ، لم أتمکن _ فعلا _ من العثور علی وجه تکرارها ، ولم تتبین لی علة ظاهرة فیها وهی [12 و 16 و 28 و 34 و 47 و 55].

ومن المعلوم أن نسبة الموارد التی یصح حمل کلام الشیخ فیها علی الحل المختار ویزول بذلک التناقض المتصور عنها ، تبلغ نسبة (88) إلی المائة وهی نسبة کبیرة توجب إلحاق الموارد الستة المتبقیة بالأعم الأغلب.

القیمة العلمیة لهذا العمل :

نستنتج من تطبیقنا الرأی المختار علی الموارد أن الذی حدا بالشیخ إلی هذا التصرف إنما هو التعبیر عن ما فی هذه الأسانید الخاصة من علل ، من حیث اتصال رواتها وانقطاعهم ، وهذه هی أهم فوائد فن طبقات الرواة فإنه لما وضع الرواة فی (الرجال) علی طبقات الأئمة علیهم السلام ورتبهم فی أبواب من رووا عنه من الأئمة علیهم السلام ، وجد هذه المجموعة من الموارد فی خلال الأسانید ، وحیث أن المعنونین فیها قد ذکروا فی أبواب من روی عن الأئمة علیهم السلام ، ولا یمکن من حیث الطبقة أن یقعوا فی هذه المواضع من الأسانید لأنها مواضع لطبقة من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام لجأ إلی إعادة ذکرهم فی باب طبقة من لم یرو ، لا من أجل أن یعبر عن

ص: 140

تأخرهم فعلا ، بل لیعبر عن جهة الخلل فی تلک الأسانید ، وقد لاحظنا فی کل مورد مورد وجه الخلل فی السند الذی وقعوا فیه.

فغرض الشیخ یتعلق بالأسانید ، وطبقة رواتها ، وما یترتب علی فن الطبقات من آثار علمیة من الحکم بالاتصال أو الانقطاع.

ولیس نظر الشیخ إلی أی من شخص الراوی ، أو المروی عنه المعاد اسمه فی هذا الباب ، بل ینظر إلی نفس الطریق ، من دون غرض فی جرح الطرفین أو قدحهما ، کما ربما یتوهم ، وذلک :

أولا : لأن هذا الکتاب (رجال الطوسی) لم یلتزم فیه بإیراد الجرح والقدح ، ولا التعدیل والمدح ، کما هو دیدن علماء الرجال ، فهناک الکثیر ممن یستحق ذلک ، ولم یتعرض له ، إلا إذا کان ذلک مؤثرا فی تحدید طبقته.

وثانیا : أن من بین المذکورین فی هذه الموارد کثیر من الثقات الأجلاء ، مثل : أحمد بن إدریس القمی الأشعری ، وسعد بن عبد الله الأشعری ، وفضالة بن أیوب ، ویحیی بن عبد الحمید العطار ، ومعاویة بن حکیم ، والهیثم بن أبی مسروق ، والریان بن الصلت.

کما أن فیهم من الضعاف من صرح بضعفهم وسقوطهم ، مثل : حفص بن غیاث ، وطاهر بن حاتم بن ماهویه ، ومحمد بن أورمة ، ومحمد بن عبد الله بن مهران ، ومحمد بن یحیی المعاذی.

فأیة فائدة فی إعادة ذکرهم للإشارة إلی ضعفهم ، بعد التصریح بذلک؟! ثم لو کان الضعف هو الموجب الإعادة ذکرهم ، لوجب إعادة جمیع الضعفاء والهالکین المذکورین فی الأبواب السابقة ، وما أکثرهم؟!.

فتخصیص الإعادة لبعضهم دون البعض دلیل علی أن الإعادة لیس لما ذکر ، بل لها سبب آخر.

فائدة :

إن الرجالیین اصطلحوا بوضع رمز (لم) علامة لباب (من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام) من کتاب (الرجال للطوسی) ، فمتی ما وجدوا هذا الرمز علموا أن صاحبه مذکور فی هذا الباب.

ص: 141

وأول من وضع هذا الرمز ، کسائر الرموز الرجالیة ، هو الشیخ الفاضل الشیخ ابن داود الحلی الرجالی ، فی کتاب (الرجال) فقد قال : وضمنته رموزا تغنی عن التطویل ، تنوب عن الکثیر بالقلیل ، وبینت فیها المظان التی أخذت منها واستخرجت عنها).

ثم ذکر الرموز ، وفی آخرها : (ومن لم یرو عن واحد من الأئمة علیهم السلام : (لم) ، وهذا لجة لم یسبقنی أحد من أصحابنا رضی الله عنهم إلی خوض غمرها ، وقاعدة أنا أبو عذرها (1).

لکن ابن داود لم یستعمل هذا الرمز منفردا ، وإنما أعقبه بالمصدر الذی أخذه منه ، کما قال هو ، فإن کان أخذه من رجال الشیخ قال : (لم ، جخ) ، أی إن الرجل ممن لم یرو عنهم علیهم السلام جاء ذلک فی کتاب الرجل للشیخ.

وإن کان أخذه من کتاب النجاشی قال : (لم ، جشن) وإن أخذه من الفهرست للطوسی ، قال (لم ، ست) وإن أخذه من الکشی ، قال : (لم ، کش).

لکن المتأخرین عنه اصطلحوا برمز (لم) فی خصوص باب من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام) من کتاب (رجال الطوسی) فقط ، دون غیره.

ولذلک قال القهپائی : رأیت فی الإشارة إلی کتاب الرجال الاکتفاء برمز (لم) عن ذکر (جخ) (2).

وجری فی کتاب (مجمع الرجال) کله علی ذلک ، فمهما وجد فیه رمز (لم) فهو من باب (من لم یرو عن الأئمة علیهم السلام) من کتاب الرجال للشیخ.

وعلی هذا الاصطلاح الأخیر جری جمیع متأخری المتأخرین ولم ینتبهوا إلی مصطلح ابن داود ، وظنوا أن (لم) عنده أیضا إشارة إلی رجال الشیخ دائما ، فإذا وجدوا فی کتابه رمز (لم ، جشن) ظنوا أنه یرمز إلی باب (من لم یرو) من رجال الشیخ ، إلی النجاشی ، فلما لم یجدوا الرجل فی باب (من لم یرو) من رجال الشیخ اعترضوا علی ابن داود.

منهم صاحب نقد الرجال ، قال فی (أبان بن عمر) : ففی قول ابن داود إنه

ص: 142


1- 1. الرجال لابن داود (ص 25 _ 26) طبع النجف.
2- 2. مجمع الرجال (ج 1 ص 4).

(لم) نظر.

وقال فی (أبان بن عثمان) : وفی قول ابن داود حیث قال (لم) نظر (1).

وعلق علیه الکاظمی بقوله : وجه النظر أنه لیس فی باب (من لم یرو عنهم) ذکر لأبان بالکلیة (2).

بینما الموجود فی رجال ابن داود هکذا : (لم ، جش).

ومعناه : أن أبان بن عمر عده النجاشی ممن لم یرو عن الأئمة علیهم السلام وکذلک فی رجال ابن داود هکذا (لم ، کش) ، ومعناه : أن أبان بن عثمان عده الکشی ممن لم یرو عن الأئمة علیهم السلام.

ولکن صاحب النقد والتکملة ظنا أن ابن داود رمز إلی باب من لم یرو من کتاب رجال الشیخ ، ولما لم یجدوا لأبان فیه ذکرا اعترضوا علی ابن داود.

وهذه غفلة عن مصطلح ابن داود ، جری علیه کثیر من أعلام العصر أیضا فتابعوا الاعتراض علی ابن داود بمثل ذلک.

ثم إن لابن داود اصطلاح آخر استعمله فی کتاب رجاله وهو أنه کلما رأی ترجمة رجل فی کتاب النجاشی خالیة عن نسبته إلی الأئمة علیهم السلام بالروایة عن أحد منهم السلام أورده فی الرجال وقال : (لم ، جشن) حیث علم من دیدن النجاشی أنه إذا کان لمن یذکره من الرجال روایة عن أحدهم ، فإنه یورد ، ذلک فی ترجمته أو ترجمة رجل آخر غیره ، فمهما أهمل القول بذلک فهو علامة أن الرجل عنده من طبقة من لم یرو عنهم علیهم السلام (3).

وحیث أن هذا الاصطلاح من ابن داود خفی علی (القاصرین عن تعرف الأسالیب والاصطلاحات ، کلما رأوا ذلک فی کتابه اعترضوا علیه بأن النجاشی لم یقل (لم) (4).

وقد تنبه العلامة المحقق شیخنا فی الروایة المرحوم السید محمد صادق بحر العلوم ، رحمه الله (1315 _ 1399) إلی هذه الاصطلاحات فی کتاب (الرجال) لابن داود

ص: 143


1- 1. نقد الرجال (ص 5).
2- 2. تکملة الرجال (ج 1 ص 78).
3- 3. الرواشح السماویة الراشحة (17).
4- 4. الرواشح السماویة ، الراشحة (17).

الحلی ، فحقق الکتاب ووفق إلی تصحیح کثیر من التصحیفات التی منیت بها طبعة دانشکاه طهران سنة (1383) ، ورفع بذلک جملة من الاعتراضات التی وجهت إلی هذا الکتاب الجلیل فی فنه (1).

الخاتمة : خلاصة الرأی المختار

1 _ إن الشیخ الطوسی إنما رتب کتاب (الرجال) علی الطبقات لتمییزهم بذلک ، فذکر کل راو ، فی باب من روی عنه من الأئمة علیه السلام ، وخصص الباب ، الثالث عشر لمن لم یرو عنهم علیهم ، لکن أورد فیه أسماء جمع ممن ذکرهم فی أبواب الرواة ، وإنما فعل ذلک لورود أسمائهم فی أسانید روی فیها عنهم من تأخرت طبقته عن الروایة أصحاب الأئمة علیهم السلام مباشرة وبلا واسطة ، أو أن الرواة عنهم قد تکلم أصحاب علم الرجال فیهم بالتخلیط بحیث تکون روایاتهم (معللة) ، أو أن أسماء الرواة فیها مشتبهة ومتماثلة بحیث لم یتمکن من تعیین أشخاصهم ، وغیر ذلک مما یؤثر فی اتصال السند. ویعرف من تعیین طبقات الرواة المؤلف له الکتاب.

إن تصرف الشیخ ذلک یعد استنتاجا من کتاب الرجال نفسه ، لأن ثمرة الطبقات هو : معرفة اتصال الأسانید وانقطاعها علی أثر تمییز رواتها.

2 _ لقد طبقنا هذا الرأی علی موارد توهم التناقض فکان الحاصل أن (88) بالمائة من الموارد یحل فیها التناقض علی أساس من هذا الرأی ، وهی نسبة کبیرة تدعو إلی الوثوق والاطمئنان به.

ونحمد الله الذی وفقنا وهدانا لحل هذه العقدة التی ظلت طیلة (سبعة قرون) تتجاذب الآراء ، وتتجاوب معها الأفکار والأقلام ، وتتابعت حولها جهود الأعلام.

والحمد لله الذی أتم توفیقنا حمدا دائما أبدا ، ونسأله المزید من فضله ، وصلی الله علی محمد وآله وسلم تسلیما.

(سبحان ربک رب العزة عما یصفون وسلام علی المرسلین ، والحمد لله رب العالمین).

ص: 144


1- 1. لاحظ الرجال لابن داود طبعة الحیدریة _ النجف (1392) ص (18 _ 19).

فهرست المصادر :

1 _ الأخبار الدخیلة :

للشیخ محمد تفی التستری ، مطبعة الحیدری _ طهران 1390.

2 _ اختیار معرفة الرجال (المعروف برجال الکشی).

اختیار الشیخ الطوسی محمد بن الحسن (ت 460) من کتاب (معرفة الناقلین) تألیف (محمد بن عمر الکشی (القرن 4)).

حققه الشیخ حسن المصطفوی مطبقة جامعة مشهد 1388 ه.

3 _ الاستبصار فی ما اختلف من الأخبار.

للشیخ الطوسی محمد بن الحسن (ت 460) ، تحقیق السید حسن الخرسان دار الکتب الإسلامیة _ طهران 1390 ه.

4 _ إکمال الدین وإتمام النعمة (المطبوع خطأ باسم (کمال الدین).

للشیخ الصدوق ، محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381) صححه علی أکبر الغفاری دار الکتب الإسلامیة _ طهران 1395.

5 _ بهجة الآمال فی الشرح زبدة المقال.

للحاج الشیخ مولی علی العلیاری التبریزی (ت 1327) صححه هدایة الله المسترحمی ، مؤسسة بنیاد فرهنک اسلامی _ طهران 1401 ه.

6 _ تراثنا.

نشرة فصلیة تصدرها مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث. العدد الثالث _ السنة الأولی _ قم 1406.

7 _ تکملة الرجال.

للشیخ عبد النبی الکاظمی (ت 1256) تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم ، مطبعة الآداب _ النجف.

8 _ تنقیح المقال فی علم الرجال.

للشیخ عبد الله المامقانی ، المطبعة المرتضویة النجف 1352.

9 _ تهذیب التهذیب.

لابن حجر العسقلانی ، أحمد بن علی (ت 852) مطبعة دائرة المعارف حیدرآباد _ الهند 1327.

10 _ التوحید.

للشیخ الصدوق محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (ت 381).

ص: 145

صححه السید هاشم الحسینی ، مکتبة الصدوق _ طهران 1398.

11 _ جامع الرواة.

للشیخ محمد بن علی الأردبیلی الحائری ، مطبعة رنکین _ طهران 1371.

12 _ جامع المقال.

للشیخ فخر الدین الطریحی النجفی (ت 1085) حققه محمد کاظم الطریحی مطبعة حیدری _ طهران 1373.

13 _ خلاصة الأقوال (المطبوع باسم رجال العلامة الحلی).

للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن المطهر (ت 726). المطبعة الحیدریة _ النجف 1381.

14 _ دائرة المعارف أو مقتبس الأثر

للشیخ حسین بن سلیمان الأعلمی الحائری ، مطبعة حکمت _ قم 1377.

15 _ الدرایة.

للشهید الثانی زین الدین بن علی العاملی الشهید سنة (786).

مطبعة النعمان _ النجف

16 _ دلائل الإمامة

لأبی جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبری (ق 5) ، المطبعة الحیدریة _ النجف.

17 _ الذریعة إلی تصانیف الشیعة.

للشیخ آغا بزرک الطهرانی محمد محسن بن محمد رضا (ت 1389).

مطبعة المجلس _ طهران 1375.

18 _ رجال البرقی.

لأبی جعفر ، أحمد بن خالد البرقی (ق 3) صححه السید کاظم الموسوی ، مطبعة جامعة _ طهران 1383.

19 _ رجال الخاقانی.

للشیخ علی الخاقانی (ت 1334) تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم ، مطبعة الآداب _ النجف 1388 ه.

20 _ الرجال.

لابن داود الحلی الحسن بن علی بن داود (بعد 707) عنی بطبعه السید السید جلال الدین الحسینی المحدث ، مطبعة دانشکاه _ طهران 1383.

21 _ الرجال.

لابن داود الحلی الحسن بن علی بن داود (بعد 707) تحقیق السید محمد صادق

ص: 146

بحر العلوم ، المطبعة الحیدریة _ النجف 1392.

22 _ رجال السید بحر العلوم.

للسید مهدی بن مرتضی بحر العلوم (ت 1212) تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم _ مطبعة الآداب _ النجف 1386.

23 _ رجال الطوسی.

للشیخ محمد بن الحسن الطوسی (ت 460) تحقیق السید محمد صادق بحر العلوم. المطبعة الحیدریة _ النجف 1381.

24 _ رجال الطوسی _ أیضا _

نسخة مصورة عن مخطوطة فی المتحف البریطانی کتبت سنة (533) ، لدی السید الطباطبائی _ قم.

25 _ رجال الغضائری.

للشیخ أحمد بن الحسین بن عبید الله الغضائری

نسخة مصورة عن مخطوطة مکتبة السید المرعشی فی قم

26 _ رجال النجاشی.

للشیخ أحمد بن علی بن النجاشی الأسدی الکوفی (ت 450) تحقیق السید موسی الزنجانی ، نشر جامعة المدرسین _ قم 1407.

27 _ الرواشح السماویة.

للسید محمد باقر بن محمد الداماد الحسینی ، المطبوعة علی الحجر _ إیران 1311 _.

28 _ روضة المتقین ، شرح من لا یحضره الفقیه.

للشیخ محمد تقی المجلسی الأول (ت 1070) المطبعة العلمیة _ قم 1399.

29 _ سماء القال فی علم الرجال.

للشیخ أبی الهدی الکلباسی الاصفهانی (ت 1356) صححه السید محمد علی الروضاتی الاصفهانی ، مطبعة حکمت _ قم 1372.

30 _ شرح نخبة الفکر لابن حجر.

شرحه الملا علی القارئ الهروی ، مطبعة أخوت _ استانبول 1327.

31 _ عدة الرجال.

للسید محسن الأعرجی القدس الکاظمی ، مخطوط فی جامعة طهران نقلنا عنه بواسطة (دائرة المعارف ، للأعلمی)

ص: 147

32 _ الفهرست.

للشیخ الطوسی محمد بن الحسن (ت 460) تحقیق السید محمد الصادق بحر العلوم _ المطبعة الحیدریة _ النجف 1380.

33 _ قاموس الرجال.

للشیخ محمد تقی التستری ، مطبعة المصطفوی _ طهران 1379.

34 _ قواعد الحدیث.

للسید محی الدین الموسوی الغریفی ، النجف 1386 منشورات مکتبة المفید _ قم.

35 _ القوامیس فی الرجال والدرایة.

للشیخ ملا آقا عابدین الدربندی الحائری (ت 1286).

مخطوط منه نسخة مصورة لدی الأخ السید حسین الشیرازی النجفی _ بقم.

36 _ مجمع الرجال.

للشیخ عنایة الله القهپائی الاصفهانی (القرن 12) تحقیق السید ضیاء الدین العلامة الاصفهانی ، مطبعة ربانی _ أصفهان 1384.

37 _ المصطلح الرجالی (أسند عنه).

للسید محمد رضا الحسینی ، نشر فی مجلة (تراثنا) الفصلیة الصادرة عن مؤسسة آل البیت بقم ، السنة الثالثة 1406.

38 _ معالم العلماء.

للشیخ محمد بن علی بن شهرآشوب الحافظ المازندرانی (ت 588).

تحقیق عباس إقبال ، مطبعة فردین طهران 1353.

39 _ معالم العلماء _ أیضا _.

تحقیق السید صادق بحر العلوم ، المطبعة الحیدریة _ النجف 1380.

40 _ معجم رجال الحدیث.

للسید أبو القاسم الموسوی الخوئی _ دام ظله _ الطبعة الأولی النجف _ 1402.

41 _ منتقی الجمان فی الأحادیث الصحاح والحسان.

للشیخ جمال الدین الحسن بن الشهید الثانی (ت 1011) صححه علی أکبر الغفاری ، مؤسسة جامعة المدرسین قم 1406.

42 _ منهج المقال فی علم الرجال.

للسید المیرزا محمد الأسترآبادی ، طبعة حجریة _ إیران 1306.

ص: 148

43 _ نتیجة المقال فی علم الرجال.

للشیخ محمد حسن البارفروشی المازندرانی ، طبع علی الحجر بإیران.

44 _ نقد الرجال.

للسید مصطفی التفریشی (القرن 11) طبع علی الحجر إیران 1318.

45 _ نهایة الدرایة ،

للسید حسن الصدر الکاظمی (ت 1354) مطبعة عمال الإسلام _ لکهنو الهند 1323.

46 _ الوسیط فی الرجال.

للشیخ أبی علی الحائری _ مخطوط _ نقلنا عنه بواسطة (جامع الرواة) للأردبیلی.

47 _ وصول الأخیار إلی أصول الأخبار.

للشیخ حسین بن عبد الصمد العاملی الحارثی والد الشیخ البهائی (ت 984) تحقیق السید عبد اللطیف الکوهکمری مطبعة الخیام _ قم 1401.

ص: 149

دلیل المخطوطات

(4)

مکتبة العلامة الطباطبائی

قم _ إیران

السید أحمد الحسینی

کان ضمن مکتبة العلامة الکبیر المغفور له السید محمد حسین الطباطبائی المتوفی سنة 1402 أکثر من خمسین نسخة مخطوطة اطلعنا علیها بعد وفاته ، وهی الآن فی حیازة وریثته القاطنین بقم.

الأربعون حدیثا

(حدیث _ عربی)

تألیف : الشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین العاملی (1030)

* من القرن الثانی عشر.

الأمالی

(حدیث _ عربی)

تألیف : الشیخ الصدوق محمد بن علی بن بابویه القمی (381)

* عطاء الله بن علی زکی الدهخوارقانی ، آخر شهر صفر 1095 ، نسخه مقابلة مصححة ، فی أولها فهرس مفصل لأحادیث المجالس صنعها محمد حسین بن علی أصغر الحسینی الحسنی الشهیر بشیخ الإسلام التبریزی.

بحر الجواهر

(طب _ فارسی)

تألیف : محمد بن یوسف الطبیب الهروی (ق 10).

السید أحمد الحسینی الصفحة

ص: 150

* محمد علی بن محمد نصیر الهزار جریبی ، یوم الخمیس 23 جمادی الأولی 1224.

تحریر اکرمالاناوس

(هندسة _ عربی)

تحریر : نصیر الدین محمد بن محمد بن الحسن الطوسی (672).

* من القرن الحادی عشر.

تحریر المجسطی

(هندسة _ عربی)

تحریر : نصیر الدین محمد بن محمد بن الحسن الطوسی (672).

* نسخة کتبت فی یوم 29 ذی الحجة 1085.

تحقیق لفظ الجلالة

(أدب _ عربی)

تألیف : السید محمد بن محمد حسین الطباطبائی التبریزی (ق 14).

رسالة فی ثلاثة فصول حقق المؤلف فیها لفظ الجلالة (الله) من الجوانب الأدبیة والتفسیریة ، ثم تألیفها فی السابع عشر ذی القعدة سنة (1313).

أوله : (الحمد لله الذی أنعمنا بأفضل نعمائه وأکرمنا بأشرف آلائه وبعث فینا من أخرجنا عن قعر لجج الغی والضلال).

* بخط المؤلف.

ترجمة وتلخیص البیان

(متفرقة _ فارسی)

تألیف :؟

(البیان) کتاب میرزا علی محمد الباب المعروف

* مخروم الأول والآخر.

تهذیب الأحکام

(حدیث _ عربی)

تألیف : شیخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسی (460).

ص: 151

* یقال إنه بخط الشیخ الطوسی ، الجزء الأول إلی باب تلقین المحتضرین ، بعض الأوراق من النسخة مکتوبة بخط متأخر وفی الهوامش بلاغات بخطوط مختلفة ، کتب الأوراق الناقصة وأتم النسخة محمد صالح بن أبی الصلاح بن جعفر الحسنی الحسینی الحاجی [الأردستانی] مولدا والمدنی أصلا وکملت فی عصر یوم الجمعة 12 شعبان 1029 ، ثم قرأها علی المولی حسن علی بن عبد الله التستری. فی آخر النسخة إجازة فی صفحتین کتبها الشیخ بهاء الدین العاملی بتاریخ أواخر شعبان 1029 للأردستانی المذکور ، ونقل الأردستانی أن البهائی لما رأی النسخة بکی وقبلها وقال : إنها بخط الشیخ الطوسی.

جامع الأقوال فی علم الرجال

(رجال _ عربی)

تألیف؟

* مخروم الأول والآخر وفی هوامشه تصحیحات وإضافات ، والظاهر أن النسخة بخط مؤلفها.

حاشیة أصول الکافی

(حدیث _ عربی)

تألیف : رفیع الدین محمد بن حیدر النائینی المعروف بملا رفیعا (1080)

* نسخة جیدة من دون اسم الناسخ والتاریخ

حاشیة تحریر القواعد المنطقیة فی شرح الشمسیة

(منطق _ عربی)

تألیف : داود جلبی

* نسخة حدیثة الکتابة

حاشیة الکاشف

(تفسیر _ عربی)

تألیف :؟

حاشیة بعنوان (قوله _ قوله) ، والنسخة من سورة ص إلی أوائل سورة فتح ، ولم

ص: 152

تتم لأن المؤلف توفی ضحوة یوم الاثنین 22 محرم الحرام 792 ولم یوفق لا تمامها.

* محمد بن حسن ین إسماعیل الطبسی ، یوم الاثنین 24 ذی الحجة 836 ، نسخة نظیفة مجدولة نفیسة.

دستور اللغة

(لغة _ عربی وفارسی)

تألیف : بدیع الزمان حسین بن إبراهیم النطنزی (497)

* کتب سنة 1092 ، قطعة تحتوی علی النصف الثانی من الکتاب

دیوان صاحبی

(شعر _ فارسی)

نظم : الحاج سلیمان الکاشانی المتخلص بالصاحبی (ق 12).

* إسماعیل بن عبد الرزاق الکاشانی ، سنة 1227

رشحات القدس فی شرح نفحات الأنس

(تصوف _ فارسی)

تألیف : درویش علی البوزجانی الجامی (ق 10)

* أبو القاسم بن محمد قاسم بن حسین الجامی ، غرة صفر 1108 ، مخروم الأول عدة أوراق.

شرح أصول الکافی والروضة

(حدیث _ عربی)

تألیف المولی محمد صالح بن أحمد المازندرانی (1081)

* مهر علی ، شهر ذی القعدة 1224 ، من بدایة الکتاب إلی آخر العشرة. وبعده فوائد هندسیة وشرح عاشر مقالات أقلیدس لمحمد باقر بن زین العابدین الیزدی وفائدة من (حاوی اللباب) وغیرها.

ص: 153

شرح تحریر أقلیدس

(هندسة _ عربی)

تألیف :؟

شرح ممزوج مختصر ، ألف باسم أبی المظفر السلطان یعقوب بهادر خان وتمت المقالة الرابعة منه فی یوم 12 ربیع الآخر سنة 887.

أوله : (الحمد لله الذی یتلألأ علی صفحتی اللیل والنهار تباشیر آثار قدرته ویتنزل من السبع الشداد تفاسیر آیات معرفته).

* أبو سعید سبط المؤلف ، یوم الجمعة أواسط شهر رجب 902.

شرح تحریر المجسطی

(هندسة _ عربی)

تألیف : نظام الدین عبد العلی بن محمد حسین البیرجندی (924)

* نسخة حدیثة الکتابة مخرومة الأول

شرح دعاء الصباح

(دعاء _ عربی)

تألیف : المولی هادی بن مهدی السبزواری (1279).

سمی الکتاب فی هذه النسخة (مفتاح الفلاح ومصباح النجاح).

* کتبه معصوم الحسینی

شرح العوامل للجرجانی

(نحو _ عربی)

تألیف : یحیی ین نصوح بن إسرائیل

* أحمد بن مصطفی ، یوم الجمعة من سنة 1053.

شرح الکافیة

(نحو _ عربی)

تألیف : رضی الدین محمد بن الحسن الأسترآبادی (686).

* أواخر جمادی الآخرة 856 ، قابله وصححه محمد بن أسعد الصدیق الدوانی وقرأة علی السید الشریف الجرجانی وأتم المقابلة

ص: 154

یوم الأربعاء 19 جمادی الأولی سنة 888 ، وبآخره خط قوام الدین محمد الحسینی السیفی الشاعر الحلی المعروف.

شرح مفاتیح الشرائع

(فقه _ عربی)

تألیف :؟

نسخة من فن العادات ، والمعاملات ، فی مجلدین الأول تم فی شعبان 1090 والثانی فی محرم 1115.

* بدیع الزمان بن محمد رضی الکاشانی ، ثالث ، ثالث ذی القعدة 1118

(آخر المجلد الثانی).

شرح نهج البلاغة

(أدب _ عربی)

تألیف : کمال الدین میثم بن علی بن میثم البحرانی (679).

هو شرحه الصغیر.

* من القرن العاشر ظاهرا.

الشفاء

(فلسفة _ عربی)

تألیف : الشیخ الرئیس الحسین بن عبد الله ابن سینا (428).

* یوم الاثنین من العشر الأول من شهر رجب 1345.

الشواهد الربوبیة

(فلسفة _ عربی)

تألیف : صدر الدین محمد بن إبراهیم الشیرازی (1050).

* من القرن الثالث عشر.

الصحیفة السجادیة

(دعاء _ عربی)

إنشاء الإمام السجاد علی بن الحسین علیه السلام

* من القرن الحادی عشر ، نسخة مجدولة صغیرة فقدت أکثر أوراقها وأکملت حدیثا.

ص: 155

* نسخة من القرن الثانی عشر.

عین الحیاة

(تفسیر _ عربی)

تألیف : الشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین العاملی (1030).

* نسخة من القرن الثانی عشر.

عیون أخبار الرضا

(حدیث _ عربی)

تألیف : الشیخ الصدوق محمد بن علی بن بابویه القمی (381).

* محمد یوسف الطالقانی ، یوم الأربعاء 14 ربیع الأول 1257.

الکافی

(حدیث _ عربی)

ثقة الإسلام محمد بن یعقوب الکلینی

* محمد طاهر بن علاء الدین محمد الأبهری الأصبهانی ، 14 شهر رمضان 1081 ، قابله محمود الفاطمی الحسنی الحسینی الطباطبائی علی نسخة قابلها الولی حیدر علی بن میرزا محمد الشیروانی علی نسخة والده ونسخة الشهید الثانی ، ووضع السید محمود هذا فی أول النسخة فهرسا مفصلا للأحادیث الواردة فیها. من کتاب الظهار إلی آخر الروضة.

* نسخة کتبت سنة 1060 ، من کتاب المعیشة إلی آخر الری والتجمل ، قابلها وعارضها مرتین إبراهیم بن عبد الله الخطیب المازندرانی ، وقد قرأ الکتاب أیضا علی المولی محمد أمین الأسترآبادی.

* نسخة مختلفة الخطوط ، من کتاب العشرة إلی آخر الروضة ، بعضها بخط محب الله بن پیر محمد بن علی اتابک البهمنی الأیزجی بتاریخ 960 ، وأتم کتاب الدیات منها أحمد بن یوسف بن علم البحرانی الجد حفصی السماهیجی فی 29 رجب 976 ، وأتم کتاب الروضة منها محمد بن حسین بن فضل العطفی سنة 976 ،

ص: 156

وقابلها الشیخ حسین بن عبد الصمد الحارثی العاملی وأتم کتاب المعیشة فی یوم الأربعاء 27 صفر 977 وکتاب الزی والتجمل فی یوم الجمعة 19 شعبان 959 ، وقابلها أیضا أبو القاسم بن فتح الله الحسینی بالنجف وأتم کتاب المواریث فی یوم الأحد 13 رمضان 977 ، والنسخة مبعثرة أکلتها العثة.

الکلمات المکنونة

تألیف : المولی محسن بن المرتضی الفیض الکاشانی (1091).

* تمت کتابتها لیلة الخمیس سادس شهر شعبان 1281 فی کربلاء.

المبدأ والمعاد

(فلسفة _ عربی)

تألیف : صدر الدین محمد بن إبراهیم الشیرازی (1050).

* بخط المولی عبد الرزاق اللاهجی وصححه علی نسخة المصنف وقرأه علیه ، وقد کتب هذا کتب هذا علی الورقة الأولی السید جلال الدین الآشتیانی فی سنة 1389 بمشهد الرضا علیه السلام.

مجموعة فیها :

1 _ تحریر الطلوع والغروب لاوطولوقس

 (هیئة _ عربی)

2 _ تحریر المساکن لثاوذوسیوس

(هندسة _ عربی)

3 _ تحریر الأیام واللیالی لثاوذوسیوس

(هیئة _ عربی)

4 _ تحریر اکرواطولوقس

(هندسة _ عربی)

5 _ تحریر جرم النیرین وبعدیهما

(هیئة _ عربی)

6 _ تحریر المطالع لا یسقلابیوس

(ریاضیة _ عربی)

7 _ تحریر ظاهرات الفلک

(هیئة _ عربی)

8 _ تحریر معطیات أقلیدس

(هندسة _ عربی)

کلها لنصیر الدین محمد بن محمد بن الحسن الطوسی (672).

ص: 157

* نسخة حدیثة الکتابة جدا.

مجموعة فیها :

1 _ العجب العاجب فی أخذ الأجرة علی الواجب

(فقه _ عربی)

تألیف : میرزا محمود بن علی أصغر الطباطبائی شیخ الإسلام التبریزی (1310).

رسالة استدلالیة کتبها المؤلف فی النجف الأشرف وأتمها تاسع جمادی الأولی سنة 1273.

أوله : (سبحانک اللهم نحمدک علی نعمک وآلائک حمدا لا یحیط بحد من حدود ثنائک).

2 _ التقیة

(فقه _ عربی)

تألیف : الشیخ مرتضی بن محمد أمین الأنصاری (1281).

3 _ صیغ عقد النکاح والطلاق

(فقه _ فارسی)

تألیف : الحاج محمد یوسف الأسترآبادی الحائری (ق 13).

4 _ قاعدة من ملک

(فقه _ عربی)

تألیف : الشیخ مرتضی بن محمد أمین الأنصاری

5 _ صفوة الحبوة

(فقه _ عربی)

تألیف : میرزا محمود بن علی أصغر الطباطبائی شیخ السلام التبریزی رسالة استدلالیة فی أحکام الحبوة

أوله : (أحمد الله علی أن سددنی لسلوک مسالک شرائعه واستخراجها من مدارکها وأیدنی لأخذ أحکامه من قوانینها وقواعدها).

* محمود العلوی الفاطمی الحسنی الطباطبائی الحسینی التبریزی (مؤلف الرسالتین الأولی والخامسة.

مجموعة فیها :

1 _ کفایة القنوع فی العمل بالریع المقطوع

(هندسة _ عربی)

ص: 158

تألیف :؟

2 _ الأسطرلاب

(أسطرلاب _ قارسی)

تألیف :؟

3 _ العمل بذات الحلق

(هندسة _ عربی)

تألیف :؟

4 _ إیجاد کرة تدور بذاتها

(هندسة _ عربی)

تألیف :؟

رسالة فی سبعة عشر فصل قصیرة.

5 _ الأسطرلاب

(أسطرلاب _ عربی)

تألیف :؟

فیه کیفیة استخراج الطالع.

6 _ تحفة نعمانیة

(أسطرلاب _ فارسی)

تألیف : عبد القادر بن حسن الرویانی (ق 9).

فی الأسطرلاب وقواعده ، مؤلف باسم مولانا نعمان الدین نعمة الله.

أوله : (حمد بیغایت ومدح بینهایت عالمی که معرف حقایق مقنطرات ومدارات جز بالهام وی ممکن نگردد).

* عبد الله بن حیدر علی المدرس ، لیلة الجمعة أواخر الربیع 1075 (آخر الکتاب الأول).

مجموعة فیها :

1 _ المبدأ والمعاد

(فلسفة _ عربی)

تألیف :؟

أوله : (الحمد لله المبدی المعید الفعال لما یرید).

2 _ قضاء والقدر

(فلسفة _ عربی)

تألیف :؟

رسالة فی سبعة فصول ، لعلها من رسائلها ابن سینا.

ص: 159

أولها : (الحمد لله حق الحمد ومستحقه).

3 _ العشق

(فلسفة _ عربی)

تألیف :؟

أوله : (عونک یا لطیف ، سألت أسعد الله یا أبا عبد الله الفقیه المعصومی).

* من القرن الحادی عشر ، الرسالة الأخیرة مخرومة الآخر.

مجموعة فیها :

1 _ رد شبهة وحدة الوجود

(تصوف _ عربی)

تألیف : الشیخ علی نقی بن أحمد بن زین الدین الأحسائی.

2 _ حکمة العارفین (فصل الخطاب)

(تصوف _ عربی)

تألیف : قطب الأقطاب السید محمد الشیرازی الذهبی (1173).

3 _ الاعتقادات

(عقائد _ عربی)

تألیف : الشیخ محمد بن عبد علی آل عبد الجبار القطیفی (1240).

رسالة فی بیان واجب الاعتقاد فی مقدمة ومسائل وخاتمة.

أوله : (الحمد لله الظاهر لعباده بما بطن والباطن بما أعلن والصلاة علی محمد وآله صلاة لا تنتهی لحد ولا تبلغ لأمد).

4 _ نفع الصلاة علی محمد وآله

(متفرقة _ عربی)

تألیف : الشیخ محمد عبد علی آل عبد الجبار القطیفی

5 _ روضة الأسرار

(تفسیر _ عربی)

تألیف : محمد بن إسرائیل رحمة الهجری (13) تفسیر ممزوج مختصر لسورة الرحمن ، تم فی المشهد المقدس الرضوی سنة 1232 ویسمی أیضا (تبصرة للإخوان الخلان فی بیان سورة الرحمن).

أوله : (الحمد لله المتجلی لخلقه به فعرف کل شئ نفسه واحتجب منهم بهم فلا یدرک أحد قدسه وحاکمهم إلیهم فأجابوا ببلی).

6 _ الرسالة الجامعة

7 _ الجامع للأشیاء

ص: 160

الرسالتان منسوبتان إلی الحکیم بلیناس القس

* محمد تقی بن عبد الرحیم المازندرانی ، یوم الاثنین 12 صفر 1246 (آخر الکتاب الأول).

مجموعة فیها :

1 _ الفوائد الکاشفة عن سلسلة مقطوعة وأسماء فی بعض أسانید الکافی مستورة.

(رجال _ عربی)

تألیف : السید محمد حسین بن علی أصغر شیخ الإسلام التبریزی

توضیح لما أبهم من أسانید کتاب (الکافی) ورواته ، وبیان العدة المذکورة فیه ، فی مقدمة وعدة مقامات وخاتمة.

أوله : (الحمد لله رب العالمین .. لما کان بعض الرواة ببین ثقة الإسلام الشیخ أبی جعفر محمد بن یعقوب الکلینی).

2 _ المشیخة المرتبة

(رجال _ عربی).

تألیف : السید محمد حسین بن علی أصغر شیخ الإسلام التبریزی.

ترتیب لمشیخة (من لا یحضره الفقیه) علی الحروف الهجائیة لأوائل الأسماء.

أوله : (الحمد لله علی الدوام والصلاة والسلام علی سید الأنام محمد وآله البررة الکرام).

3 _ سند الفقیه

(رجال _ عربی)

تألیف : السید محمد حسین بن علی أصغر شیخ الإسلام التبریزی

رتب فیه أسانید کتاب (من لا یحضره الفقیه) وطرقه مع الإشارة إلی موضع کل راو من المشیخة لئلا یحتاج المطالع إلی المراجعة إلی الأصل ، وهو فی مقدمة وأبواب وخاتمة.

أوله : (الحمد لله علی الدوام ... لم کان کتاب من لا یحضره الفقیه للشیخ الأجل العالم الصدوق أبی جعفر ...).

* بخط المؤلف.

مجموعة فیها :

1 _ حاشیة أنوار التنزیل

(تفسیر _ عربی)

ص: 161

2 _ حاشیة أنوار التنزیل

(تفسیر _ عربی)

کلاهما للشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین العاملی (1030) ، الأولی هی المختصرة والثانیة هی المفصلة.

* من القرن الثانی عشر ، بخطین.

المختصر النافع

(فقه _ عربی)

تألیف : أبی القاسم جعفر بن یحیی بن سعید المحقق الحلی (676)

* عیسی بن علی بن سیف الصیمری ، یوم الجمعة 12 شعبان 923 ، نسخة مخرومة الأول مقروءة مقابلة فی هوامشها بلاغات وتعالیق.

معانی الأخبار

(حدیث _ عربی)

تألیف : الشیخ الصدوق محمد بن بابویه القمی (381).

* عقیل بن رکن الدین مسعود محمد تقی الحسینی الکاشانی ، شهر رجب 1073 ، استکتبه محمد بن محمد محسن علم الهدی بن الفیض الکاشانی ثم قابله وصححه ، مخروم الأول.

مفتاح الفلاح

(دعاء _ عربی)

تألیف : الشیخ بهاء الدین محمد بن الحسین العاملی (1033).

* محمد الطباطبائی ، یوم الأضحی 1322.

منهاج الاستخراج

(نجوم _ فارسی)

تألیف : محمد علی الشهیر بمیرجان

فی قواعد استخراج أوساط الکواکب والتقاویم ، وقد ألف باسم میرزا علی رضا خان ، وهو فی عدة مقالات وفیه جداول نجومیة کثیرة.

أوله : (شکر وسپاس بیحد وقیاس قدیری راسزاست که بید قدرت طباق سماوات را با این همه زینت کواکب درخشان).

ص: 162

* کتب سنة 1243.

مهج الدعوات ومنهج العنایات

(دعاء _ عربی)

تألیف : رضی الدین علی بن موسی ابن طاووس الحلی (664).

* نسخة مطبوعة صححها حسین التفلیسی وفرغ منها فی 15 صفر 1322.

نهج البلاغة

(أدب _ عربی)

تألیف : الشریف الرضی محمد بن الحسین العلوی (406).

* نسخة نفسیة لعلها من أوائل القرن السابع ، الأوراق الأربعة الأولی کتبت حدیثا ، وفی آخرها أبیات متفرقة کتبها الحسن الطبری فی أوائل ذی القعدة 725.

ص: 163

معجم الرموز والإشارات

(2)

الشیخ محمد رضا المامقانی

الفائدة الخامسة والعشرون : وضع علماء القراءة والتجوید ستة رموز _ غیر ما ذکرناه فی المعجم _ لبیان الأعشار والأخماس والآیات المختلف فی عددها (1). وهی : ه ، ع ، خب ، عب ، تب ، لب.

ومعنی ع : العشرة.

وخ : الخمسة.

وب : البصرة

وت : علامة الاتفاق.

ول : الاختلاف.

وعلیه فلو اتفق قراء الکوفة والبصرة فی الخمس یرمز ب : ه ، وقد یوضع مکانها : ی.

ولو اختلفوا ، رمز لقراء الکوفة : خب ، ولقراء البصرة : عب ولو اتفق قراء الکوفة والبصرة فی العشرة رمز ب : ع.

ص: 164


1- 1. عدد الأعشار عند البصریین : 633 ، وعند الکوفیین 423 وست آیات وعواشرهم سوی الکسور.

ولو اختلفوا فیرمز لأهل الکوفة ب : ع _ أیضا _ ، ولأهل البصرة : عب.

ولو اختلف قراء الکوفة والبصرة فی قراءة الآیة رمز للمختلف فیه ب : تب  _ لأهل البصرة. وب : لب _ لأهل الکوفة.

وعلی هذا فالرمز الذی یکتب فی المصاحف یکون بعدد العشرین.

الفائدة السادسة والعشرون : توضح حروف صغیرة بین الکلمات القرآنیة علی أعیان الحروف المتروکة عند الکتابة فی المصاحف العثمانیة. مع وجوب النطق بها نحو : داود ، یلون. وکان علماء الضبط یلحقون هذه الأحرف حمراء بقدر حروف الکتابة الأصلیة ، ولکن تعسر ذلک فی المطابع فاقتصر علی تصغیرها للدلالة علی المقصود. وإذا کان الحرف المتروک له بدل فی الکتابة الأصلیة عول فی النطق علی الحرف الملحق لا علی البدل ، نحو : الصلاة ، التوریة.

کما توضع سین صغیرة تحت الصاد أحیانا ، لتدل أن النطق بالصاد أشهر نحو : المصیطرون ، الصراط.

الفائدة السابعة والعشرون : هناک عدة رموز قرآنیة وتجویدیة للوقف وعدمه بأقسامه. فهناک الوقف الکافی ویقال له : الجائز ، والحسن المطلق والحسن بقدره ، ویقال له : المجوز ، والمرخص والمطلق والمنوع واللازم والقبیح والوقف غیر الجائز وغیر ذلک ، فرمزوا لها ب : (ج) و (ز) و (ص) و (صل) و (صلی) و (ط) و (قف) و (قفه) و (قلی) و (لا) و (م) و (س). وقد تعرضنا لها فی المعجم بما نص علیه الجمهور ، وما انفرد به جمع ، وما قررهم علیه الأستاذ الحسینی شیخ المقارئ المصریة.

الفائدة الثامنة والعشرون : رموز القراء کثیرة وقد بدأها _ کما قیل _ الشاطبی أبو محمد القاسم بن فیرة بن خلف الرعینی (538 _ 590 ه) إمام القراء وتبعه من تبعه ، وأعرض عنها من لحقهم ، وقسموها إلی ثلاثة : الکبیرة والمتوسطة والصغیرة :

أما الکبیرة ، فهی :

ص: 165

صحبه = لحمزة الزیات (1) والکسائی (2) وعاصم (3).

صحاب = لحمزة الزیات والکسائی وحفص (4).

عم = لنافع (5) وابن عامر (6) وقد تکتب : عمر.

سما = لنافع وابن کثیر (7) والمازنی.

حق = لابن کثیر والمازنی.

نفر = لابن کثیر والمازنی وبن عامر.

حرمی = لابن کثیر ونافع.

حص = لنافع والکوفیین (8) ، وقد تکتب : حصر.

وإنما قیل لها الکبیرة باعتبار أن کل کلمة من الرموز تکون رمزا لاثنین أو ثلاثة أو أربعة من القراء ، مثل : (عم) و (حق) و (حرمی) ثنائیة ، و (صحبه) و

====

9. یقال لعاصم وحمزة والکسائی : الکوفیون ، وقد یطلق علی أتباعهم. کما یقال للمازنی والسجستانی والحزمی : البصریون ، وقد یقال لاتباعهم ، وإذا اجتمع البصری والکوفی قیل : العراقی ، کما أنه إذا اجتمع المکی والمدنی قیل : الحجازی.

ص: 166


1- 1. أبو عمارة حمزة بن حبیب بن عمارة بن إسماعیل الزیات الکوفی ، المتوفی سنة 156 ه ، من القراء السبعة روی عن الإمام الصادق علیه السلام ، وروی عن سلیمان بن مهران وعمران بن أعین ، وروی عنه جمع.
2- 2. أبو الحسن علی بن حمزة بن عبد الله النحوی الکسائی الکوفی ، المتوفی سنة 189 ه ، من القراء السبعة ، روی عن أبان بن تغلب وعیسی بن عمرو وابن أبی لیلی وحمزة وجمع ، وروی عنه طائفة.
3- 3. أبو بکر عاصم بن أبی النجود الأسدی ، بهدلة : الکوفی التابعی. المتوفی سنة 127 أو 128 ه. روی عن السلمی وزید بن ثابت وعثمان وأبی بن کعب وغیرهم ، وروی عنه قوم من تابعی التابعین.
4- 4. أبو عمر حفص بن سلیمان بن المغیرة الأسدی ویعرف بحفیص (90 _ 180 ه) قارئ أهل الکوفة ، نزل بغداد وجاور بمکة ، أعلم أصحاب عاصم بقراءته ، ومن طریقه قراءة أهل المشرق.
5- 5. أبو مریم نافع بن عبد الرحمن بن أبی نعیم اللیثی المدنی المتوفی سنة 169 ه ، من القراء السبعة ، روی عن یزید بن القعقاع وشیبة وعبد الله بن عباس ، وروی عنه عدة من الرواة.
6- 6. أبو عمران عبد الله بن عامر بن یزید بن تمیم الیحصبی الدمشقی الشامی (21 _ 118 ه). من القراء السبعة ، روی عن المغیرة ، وروی عنه ابن ذکوان المتوفی (202 ه) وهشام بن عمار المتوفی (240 ها) وغیرهما.
7- 7. أبو معبد عبد الله بن کثیر القارئ المکی (45 _ 120 ه) من القراء السبعة ، روی عنه عبد الله بن سائب ودرباس مولی ابن عباس ، ومجاهد تلمیذ ابن عباس.
8- 8. أبو عمرو بن العلاء المازنی البصری (68 أو 70 _ توفی فی 154 أو 155 ه). من القراء السبعة ، وإمام أهل البصرة ومقرئها ، وقرأ علیه أهل الشام ومصر روی عن جمع وروی عنه آخرون.

(صحاب) و (سما) و (نفر) ثلاثیة ، و (حص) رباعیة.

أما المتوسطة فهی :

ث = للکوفیین _ عاصم والکسائی وحمزة.

خ = لغیر نافع من القراء.

ز = للکوفیین من ابن عامر الیحصبی.

ظ = للکوفیین مع ابن کثیر القارئ.

غ = للکوفیین مع أبی عمرو المازنی.

ش = لحمزة الزیات وعلی بن حمزة الکسائی.

وإنما قیل لها المتوسطة من جهة أنها من حیثیة الرمز مثل رمز الصغیرة ، ومن جهة المدلول والمعنی مثل الکبیرة ، فمثلا : ث التی هی رمز للکوفیین تعنی عاصم وحمزة والکسائی ... وهکذا.

وأما الصغیرة فهی :

ابج = لنافع وقالون (1) وورش (2) ، الألف لنافع ، والباء لقالون ، والجیم لورش.

رهز = الراء لابن کثیر ، والهاء لبزی (3) والزاء لقنبل (4).

حطی = الحاء لأبی عمرو ، والطاء للدوری (5) ، والیاء للسوسی (6).

ص: 167


1- 1. أبو موسی عیسی بن میناء ابن وردان بن عیسی المدنی مولدا ومدفنا (120 _ 220 ه) ، مولی الأنصار وأحد القراء المشهورین فی المدینة ، وقالون بلغة الروم الجید ، لقب به لجودة قراءته ، وکان أصم یقرأ علیه القرآن وهو ینظر إلی شفتی القارئ فیرد علیه اللحن والخطأ.
2- 2. عثمان بن سعید بن عدی المصری مولدا ومدفنا (110 _ 197 ه). ومن کبار القراء ، لقب بورش لشدة بیاضه.
3- 3. أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله (170 _ 243 ه) من کبار قراء مکة ، کان یقرأ بقراءة ابن کثیر.
4- 4. أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد المکی المخزومی بالولاء الشهیر بقنبل (195 _ 291 ه). من أعلام القراء ومشایخهم بالحجاز فی عصره ، وتوفی بمکة.
5- 5. أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزیز الأزدی البغدادی النحوی الضریر ، المتوفی سنة 246 ه ، من أئمة القراء ، قیل : هو أول من جمع القراءات وقرأ بالسبعة وبالشواذ ، قرأ علی الکسائی وأخذ عنه القراءة جمع کبیر.
6- 6. أبو شعیب صالح بن زیاد السوسی الرقی (173 _ 261 ه). کان معروفا بضبطه للقراءات المعروفة.

کلم = الکاف لابن عمر ، واللام لهشام (1) ، والمیم لابن ذکوان (2).

نصع = النون لعاصم (3) ، والصاد لأبی بکر ، والعین لحفص.

فصق = الفاء لحمزة ، والصاد لخلف (4) ، والقاف لخلاد (5).

رست = الراء للکسائی ، والسین لأبی حارث (6) ، والقاف لخلاد.

وإنما قیل لها الصغیرة لأن رمز کل حرف منها لشخص واحد من القراء أو الرواة ، فمثلا : (الألف) لنافع ، و (الجیم) لورش ... وهکذا.

الفائدة التاسعة والعشرون : کثیرا ما یوضع فی کتب الحدیث الخطیة بین الأحادیث دائرة صغیرة ، وتکون بلون غیر لون الحدیث ، ولو کانا بلون واحد کبروا الدائرة ووسعوا الفاصلة أو وضعوا فراغا ، والمهم أنه یلاحظ أن فی وسط الدائرة تارة توضع نقطة أو نقطتین أو حظ أو یحظ علیها أو توضع هاء مشقوقة أو غیر ذلک کی لا یختلط حدیث بحدیث ، وهذا علامة کون الحدیث قد قوبل مع الأصل أو مع نسخة صحیحة. ویعد نوع أعلام وبلاغ أو عرض.

الفائدة الثلاثون : الرمز _ بالفتح ویضم _ لغة : الإشارة والایماء. کما فی أقرب الموارد 1 : 431 ، وقیل : خصوص الإشارة الخفیة والحروف والکلمات التی تودی إشارة بین شخصین ، کما فی فرهنک آموزگار : 448 ، وقال فی تاج العروس 4 : 40 : هو الإیماء بالشفتین أو العینین أو الحاجبین أو الید أو اللسان ، وخص البعض الإشارة بالید أو العین والحاجب أو الشفة ، وأخذه من لسان العرب 5 : 356 : من کون الرمز هو تصویت خفی با للسان کالهمس ، ویکون تحریک الشفتین بکلام غیر مفهوم با للفظ

ص: 168


1- 1. أبو الولید هشام بن عمار بن نصیر بن میسرة السلمی (153 _ 245 ه) من القراء المشهورین والقضاة فی دمشق ، له کتاب : فضائل القرآن.
2- 2. أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد بن ذکوان (173 _ 202 ه). کان شیخ الأقراء بالشام ، قیل عنه : لیس بالمشرق والمغرب فی زمانه أعلم بالقراءة منه.
3- 3. المراد به عاصم به أبی النجود الأسدی الکوفی ، وقد مر.
4- 4. : أبو محمد خلف بن هشام البزاز الأسدی (150 _ 229 ه). أحد القراء العشرة روی عنه إسحاق الوراق وإدریس الحداد ، وهو من قراء العراق.
5- 5. خلاد بن خالد الشیبانی مولاهم الصیرفی ، توفی فی الکوفة (220 ه). من کبار القراء وأئمتهم.
6- 6. أبو الحارث اللیث بن خالد البغدادی المتوفی سنة 240 ه عرض القراءة علی الکسائی ویعد من أجلة أصحابه.

من غیر إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتین ، ثم قال : والرمز فی اللغة : کلما أشرت إلیه مما یبان بلفظ بأی شئ ، أشرت إلیه ، بید أو بعین.

کما وخصه فی الصحاح 3 : 880 : بکونه الإشارة والایماء بالشفتین والحاجب.

وعمم غیره کما فی منتهی الإرب ، قاله فی لغة نامه دهخدا 89 : 12. وخصه (الثعالبی) فی فقه اللغة : 194 بالشفة. مقابل الإشارة التی تکون بالید. والغمز بالحاجب ، والایماء بالرأس ، واللوح بالکم ، واللمع بالثوب .. وهکذا.

ومن هنا ذهب العرفاء إلی کون الرمز عبارة عن المعنی الباطنی المخزون تحت الکلام الظاهری ، ثم منهم من جعل الرمز بمعنی الکنایة ، وقسمه إلی قسمین : صریح و غیر صریح ، ومنهم من عده بمعنی النکتة أو السر ، بمعنی الشئ المکتوم بین اثنین أو أکثر ولا یطلع علیه الآخرون.

وعلیه فالکنایة لو لم یکن فیها واسطة أو قلت الوسائط بین اللازم والملزوم قیل له : رمز صرح به فی التلخیص : 174 ، وفرهنک معارف اسلامی 2 : 459. أو یقال : إن الرمز هو النکتة التی تؤدی بکنایة بعیدة ، فرهنک نظام 3 : 183.

ومن هنا جاء إطلاقه علی اللغز ، کما أطلق بمعنی العلامة والدال ، والعلامات الاختصاریة ، والعلامات المقررة بین فردین أو أفراد أو فی علم من العلوم.

وعلیه فالرمز _ بفتح الراء وضمها وفتح المیم _ الإشارة والایماء ، وربما أطلق علی ما یشیر إلی شئ آخر قاله فی قطر المحیط 1 : 795 ، وغیره.

قال سبحانه وتعالی (ألا تکلم الناس إلا رمزا) آل عمران : 36. ولو کان الرمز بمعنی تحریک الشفتین فی اللفظ من غیر إتیانه ، کما قاله فی مجمع البحرین 4 : 23 ، لاحتمل أن یکون المراد منه أنه لما أدی مؤدی الکلام وفهم ما یفهم منه سمی کلاما ، أو أنه استثناء منقطع.

ومن هنا عرف معنی الرمز عندنا.

أما الإشارة فقد عرفت لغة : بأنها العلامة ، کما قاله دهخدا فی لغته 42 : 2609 ، وذلک بإفهام مطلب بواسطة حرکة الأعضاء ، قاله فی فرهنک نظام 1 : 306 ، وفسر أیضا بمعنی الرمز والحرکات الخفیة ، کما فی فرهنک آموزگار : 94 ،

ص: 169

وبمعنی الإیماء. قال فی الصحاح 2 : 704 أشار إلیه بالید : أومأ.

قال أبو علی الرودباری : _ کما فی فرهنک معارف السلامی 1 : 198 _ : الإشارة هی الإبانة عما یتضمنه الوجه فی المشار إلیه لا غیر ، وفی الحقیقة أن الإشارة تصحبها العلل ، والعلل بعیدة عن عین الحقائق.

وقال فی اللمع : 337 _ ما ترجمته _ : الإشارة شئ خفی بدون لفظ أو عبارة وغیر مکشوف ، أی لا یمکن إظهاره بواسطة لفظ أو عبارة من جهة دقته ولطفه.

قال فی لسان العرب 4 : 436 : وأشار إلیه وشور : أومأ ، یکون ذلک بالکف والعین الحاجب.

فتحصل أن بین الرمز والإشارة عموما من وجه لغة واصطلاحا ، إلا أنه یظهر من الزبیدی فی تاج العروس 4 : 40 : عموم الرمز. من قوله : ویعبر عن کل إشارة بالرمز کما عبر عن السعایة بالغمز ، ویمکن التفریق بینهما باحتیاج الرمز إلی لفظ ولو بحرف وتعهد وتبانی کی یدرک المرموز دون الإشارة.

وغالبا ما یکون فی الحرف المرموز أو الإشارة شئ ما منتزع من المرموز له. ولا تحکمه ضابطة معینة ولا قاعدة خاصة.

الفائدة الحادیة والثلاثون : طالما نجد فی النسخ الخطیة أو الحجریة مجموعة ضمائر متتالیة ملتبس مرجعها لذا یضعون تحت کل ضمیر رقما ونظیره تحت الاسم الظاهر الذی هو مرجع لذلک الضمیر.

کما أنه قد تذکر عدة قواعد ثم تعقب بأمثلة لها علی نحو اللف والنشر المشوش مما یسبب اشتباها فی نسبة الأمثلة للقواعد ، لذا یضعون أرقاما تحت الأمثلة ومثلها تحت القواعد لیتضح مثال کل قاعدة.

الفائدة الثانیة والثلاثون : کره النساخ الشطب ومحو ما کتبوه غالبا إما حفظا لحرمة المکتوب أو خوف عطب الورق أو تشوش النسخة. لذا قاموا بعدة أسالیب لبیان الزیادات الموجودة فی الکتابة ، فصلناها فی بحث کتابة الحدیث من کتاب مقیاس الهدایة فی علم الدرایة.

ص: 170

ومما یرتبط ببحثنا _ لم نذکره هناک _ هو کتابة کلمة (زائد) علی أول الجملة الزائدة وختمها بکلمة (إلی) بیانا للمقدار المحذوف.

وقد تذکر کلمة (زائد) أو : (ز) لتؤدی نفس المعنی علی الکلمات التی یراد حذفها. وتکون غالبا بخط أصغر من المتن أو بلون آخر (1).

ص: 171


1- 1. نعتذر من القراء الکرام من عدم التنسیق بین الفوائد لوصولها تباعا ، لکونها تجمیع من دون سابقة ، کما نرجو منهم تزویدنا بملاحظاتهم وإرشاداتهم علی عنوان النشرة وشکرا سلفا.

الرموز

آ = مرآة العقول فی شرح أحادیث آل الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، للعلامة محمد باقر ابن محمد تقی المجلسی ، المتوفی سنة 1111 ه. وهو شرح لکتاب الکافی للکلینی  _ رحمه الله _.

ئج = الخرائج والجرائح ، للشیخ قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الراوندی ، المتوفی سنة 573 ه.

والمشهور : یج ، کما سیأتی.

ئر = بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفار القمی ، المتوفی سنة 290 ه.

وعند بعض : یر ، وعند آخرین : بصا.

ئر = السرائر الحاوی لتحریر الفتاوی ، لمحمد بن أحمد بن إدریس الحلی ، المتوفی سنة 598 ه.

وقد یرمز له : یر ، أو : سر.

ئص = الخصائص ، للنسائی أحمد بن شعیب الخراسانی (251 _ 303 ه).

وقد یرمز له ب : ص ، أنظر رمز : س.

أص = أصلا.

ئع = کتاب شرائع الإسلام فی أحکام الحلال والحرام ، للمحقق الحلی.

والمشهور : یع کما یأتی.

ئع = کتاب التنقیح الرائع لمختصر الشرائع ، للمقداد السیوری.

والمشهور : قیح ، کما سیأتی.

ئق = الحدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة ، للشیخ یوسف بن الشیخ أحمد البحرانی ، المتوفی سنة 1186 ه.

ئل = کتاب وسائل الشیعة إلی تحصیل مسائل الشریعة ، للشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی ، المتوفی سنة 1104 ه.

الته = التأمل.

التصه = التصور.

الخ = إلی آخره.

اختیار = قیل هو رمز لکتاب اختیار معرفة الرجال ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، ولیس بشئ.

السنة = شرح السنة فی معرفة أحکام الکتاب والسنة ، لحسن بن مسعود البغوی ، المتوفی سنة 516 ه.

الشه = الشارع.

الش = الشرح.

الشه = الشارح.

الص = یرمز للإمام الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام. والمشهور : ق.

الصه = الحدیث الصحیح. والمشهور : ص.

الصحیفة = الصحیفة السجادیة ، للإمام علی بن الحسین علیهما السلام.

الضه = الضرورة.

الظ = الظاهر.

أع = لابن عساکر الدمشقی ، صاحب تاریخ دمشق.

کذا فی الجزء العاشر من تاریخه المطبوع

ص: 172

أخیر. أنظر : کر.

أع = أعلی الله مقامه ، أو مقامهم.

المته = المتأمل.

المح = المحقق.

المخ = المختلف ، للعلامة الحلبی الحسن بن یوسف ابن علی ابن المطهر _ رحمه الله _ المتوفی سنة 726 ه. وقد یرمز له ب : لف ، و : مخ ، کما سیأتی.

المشه = المشهور.

المصه = المصنف.

المط = مطلق.

المط = المطلوب.

المعه = المعصوم علیه السلام.

المق = المقصود.

المقصه = المقصود أو المقصد.

ئم = دعائم الإسلام فی معرفة الحلال والحرام ، للقاضی نعمان بن محمد المصری ، المتوفی سنة 363 ه ، وهو من مصادر البحار. والمشهور الرمز له ب : عا.

أنا = مختصر : أخبرنا (1).

إنشه = إنشاء الله تعالی.

ص: 173


1- 1. قال النووی فی التقریب : 157 _ وتبعه السیوطی فی التدریب _ : (جرت العادة بالاقتصار علی الرمز فی حدثنا وأخبرنا ، واستمر الاصطلاح علیه من قدیم الأعصار إلی زماننا ، واشتهر ذلک بحیث لا یخفی ، فیکتبون فی حدثنا : ثنا ، وربما یحذفون الثاء ، ویکتبون فی أخبرنا : أنا).

بخ = صحیح البخاری ، لاحظ : خ.

بخا = لصحیح البخاری ، محمد بن إسماعیل  _ کما قیل _ ، المتوفی سنة 256 ه.

وأحیانا : مخ.

والصحیح سنذکره فی : خ

بد = سنن ابن داود سلیمان بن الأشعث السجستانی الأزدی (202 _ 275 ه) (1).

المشهور : د. والأول من مفتاح کنوز السنة.

بر = البرهان فی تفسیر القرآن ، للسید هاشم بن السید سلیمان البحرانی ، المتوفی سنة 1107 _ أو / 1109 ه.

بر = المعتبر فی شرح المختصر النافع _ أی النافع فی مختصر الشرایع _ ، للمحقق الحلی نجم الدین أبی القاسم جعفر بن الحسن الهذلی ، المتوفی سنة 676 ه.

وقد یرمز له ب : مع ، کما سیأتی.

أو : معتبر ، ولیس برمز.

بز = مسند البزار _ من کتب العامة فی الحدیث _ ، لأحمد بن عمرو بن عبد الخلق أبی بکر البزار ، المتوفی سنة 292 ه. له مسندان أحدهما کبیر سماه : البحر الزاخر ، والثانی صغیر.

بز = راجع رمز (ز).

بشا = بشارة المصطفی لشیعة المرتضی ، للشیخ عما الدین أبی جعفر محمد بن أبی القاسم

====

ص: 174


1- 1. ویحتمل أن یکون کتاب السنن لابن أبی داود عبد الله بن سلیمان الأشعث الأزدی (230 _ 316 ه). أنظر رمز : د.

علیه السلام.

بمط = بمطلق.

بنا = أخبرنا.

بهر = الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة _ فی کلمات المعصومین علیهم السلام _ للشهید الأول محمد بن مکی العاملی (743 _ 786 ه).

ت = جامع الترمذی (الجامع الکبیر _ صحیح الترمذی) من کتب الصحاح الستة عند العامة ، لمحمد بن عیسی بن سوره الترمذی ، من أئمة الحدیث وحفاظه (209 _ 279 ه).

یطلق علی ما أخرجه منه.

أنظر : تر ، و : بت

ت = یطلق أحیانا علی الترمذی أبو عیسی محمد ابن عیسی _ خاصة _ ، المتوفی سنة 279.

ت = الترجمة.

ت = تستعمل للدلالة علی سنة الوفاة إذا جاء التاریخ بعدها.

ت = منتهی الإرب فی لغات العرب ، لصفی پور عبد الرحیم بن عبد الکریم ، المتوفی سنة 1267 ه.

تا = تأویل الآیات الظاهرة فی فضائل العترة الطاهرة ، للسید شرف الدین علی الحسنی الاسترآبادی _ تلمیذ المحقق الکرکی _ ، المتوفی سنة 940 ه ، وهو من مصادر البحار.

ورمز له هناک ب : کنز.

تا = التاج الجامع الأصول من أحادیث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم _ من کتب الحدیث

عند العامة _ ، للشیخ منصور علی ناصف ، توفی بعد سنة 1371 ه ، وأتم تألیفه فی سنة 1347 ه.

تا = التابعی.

تبصر = الإمامة والتبصرة من الحیرة ، بعض قدماء الأصحاب المعاصرین للشیخ

الصدوق ، ویعد من مصادر البحار ، وذهب شیخنا الطهرانی فی الذریعة 2 : 342 إلی أن نسبته إلی والد الصدوق خلط. وقد طبع أخیرا بهذا الاسم.

تحف = تحف العقول فی ما جاء فی الحکم والمواعظ عن آل الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ، للشیخ أبی محمد الحسن بن علی بن الحسین بن شعبة الحرانی الحلبی _ معصر الشیخ الصدوق الذی توفی سنة 381 ه _ ولا یعد رمزا.

تر = سنن الترمذی ، محمد بن عیسی ، المتوفی سنة 279 ه ، کما فی مفتاح کنوز السنة.

والمشهور : ت ، کما مر.

ترغیب = الترغیب والترهیب من الحدیث الشریف ، لأبی محمد زکی الدین عبد العظیم بن عبد القوی المنذری (581 _ 656 ه) ، من کتب الحدیث عند العامة.

تضی = السید المرتضی ، علم الهدی علی بن الحسین بن موسی الموسوی

(355 _ 436 ه).

وقد یرمز له : ض ، أو : س.

تظه = تظهر.

ص: 175

تع = تعالی.

تعق = تعلیقة الأستاذ الأکبر الوحید البهبهانی ، محمد باقر بن محمد أکمل _ رحمه الله _ ، المتوفی سنة 1206 ه.

ویقال لها : القوائد علی کتاب منهج المقال فی الرجال.

تع = تعالی ، ویأتی بعد لفظ الإشاءة والجلالة مثل : (انشه تع).

تفس = تفسیر القرآن ، الظاهر هو التفسیر المنسوب إلی الإمام الحسن العسکری سلام الله علیه ، أو التفسیر المنسوب إلی الإمام الصادق علیه السلام الذی رواه عن أمیر المؤمنین علیه السلام ، وکلاهما من مصادر البحار.

تم = فلاح السائل _ فی الدعاء ، وهو من متممات کتاب المصباح _ ، للسید رضی الدین أبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

تم = للشمائل من کتاب الجامع للترمذی ، کذا قاله فی مقدمة التدریب ، وحکاه عنه غیره کالإکمال 1 : 15 ، وسبقه فی تهذیب التهذیب.

وقد یرمز له أیضا : بت ، کما مر.

تنقیح = تنقیح المقال فی علم الرجال ، للشیخ عبد الله بن محمد حسن بن عبد الله المامقانی (1291 _ 1351 ه) ، وقد عد رمزا.

ته = تأمل.

تهذ = تهذیب الأحکام ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

المشهور : یب ، فلاحظ ،

وقد یقال : تهذیب ، ولیس برمز.

تهی = المنتهی فی الفقه ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی ، المتوفی سنة 726 ه.

والمشهور : هی. وقد یرمز له ب : هی ، وهو الأظهر.

تو = التوحید ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

تو = کتاب توحید المفضل ، رواه المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق علیه السلام.

توض = توضیح القوانین (التوضیح) فی الأصول ، للشیخ المولی محمد حسین بن بهاء الدین محمد القمی من أعلام القرن الثالث عشر ، حاشیة علی قوانین الأصول لأستاذه المیرزا القمی.

تیح = مفاتیح الشرائع ، للمولی محمد محسن ابن الشاه مرتضی ، المعروف بالفیض الکاشانی ، المتوفی سنة 1091 ه.

ث = الأثر ، کذا رمز له فی آخر تاریخ دمشق لابن عساکر ، ولم أتثبت عمومیته.

ث = الحدیث الموثق ، کما فی مشیخة المولی الشریف الخراسانی علی ما ذکره فی الجزء الثالث من المستدرک ، والذریعة ، 21 : 71 وغیرهما.

ثق = للحدیث الموثق أو الشخص الموثق ، استعمله البعض فی الأخیر.

ثقة = الموثقة ، أعنی الروایة التی فیها من نص الأصحاب علی توثیقه مع فساد عقیدته.

ص: 176

ثنا = مختصر (حدثنا).

وقد یرمز له : نا ، وأنا ، إلا أن (أنا) مختصر أخبرنا کما ذکر فی حرف (أ) أو مختصر (أنبأنا) وهذا لیس مختصر حدثنا ، وإن قیل (1).

ثنی = مختصر (حدثنی).

ثو = ثواب الأعمال _ قی الحدیث _ ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین ابن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

ج = الاحتجاج ، لأحمد بن علی بن أبی طالب الطبرسی _ رحمه الله _ من علماء القرن السادس الهجری ، ومن مشایخ ابن شهرآشوب ، فی الحدیث.

وقد یرمز له : جا ، کما سیأتی.

ج = یرمز لأصحاب الإمام محمد بن علی الجواد علیهما السلام ، من رجال الشیخ الطوسی  _ رحمه الله _.

أنظر : د.

ج = منهج المقال _ المعروف ب (الرجال الکبیر) لمحمد بن علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه.

وقد یرمز له ب : هج.

ص: 177


1- 1. أختصرت حدثنا علی أشکال منها : ثنا _ بالحروف الثلاثة الأخیرة _ أو تلغی أول الثلاثة ویقتصر علی : نا _ الضمیر فقط.

جب = کتاب الفهرست _ فی الرجال _ ، للشیخ منتجب الدین أبی الحسن علی بن عبید الله بن بالحسن القمی. ولد سنة 504 ، وکان حیا سنة 600 ه ، من الرموز الخاصة لجامع الرواة.

والمشهور : عه.

ولاحظ : عد ، و : ست.

جج = جمع الجمع ، استعمله البعض.

جخ = رجل الشیخ الطوسی ، محمد بن الحسن ابن علی ، المتوفی سنة 460 ه.

لاحظ : خج.

جد = جدول

جر = جامع الأخبار.

والرمز المشهور له : جع ، کما سیأتی.

جش = فهرست النجاشی ، للشیخ أحمد بن العباس ، المتوفی سنة 450 ه.

جش = المجالس ، للشیخ الحسن بن الشیخ محمد ابن حسن الطوسی.

کذا قیل وهو شاذ.

وقد یرمز له ب : مخ بن ، کما سیأتی.

ویرمز له عادة ب : ما ، کما سیأتی.

جع = جامع الأخبار ، نسب إلی محمد بن محمد الشعیری _ من علماء المائة السادسة _ ویحتمل أن یکون لغیره ، وهو من مصادر البحار (1).

جع = جامع الرواة أو رافع الاشتباه فی تراجم

ص: 178


1- 1. بحار الأنوار 1 : 13 _ 14. وراجع تفصیل الأقوال فی مؤلف هذا الکتاب ، الذریعة ، 5 :1. 37 ، وخاتمة المستدرک 3 : 366 ، وغیرهما.

أئمة الحدیث عند العامة ، ویراد به غالبا سننه. لاحظ : 5.

جه = سنن ابن ماجة _ السابق _ ، وهو أحد الکتب الستة المعتمدة فی الحدیث عند العامة.

وقد یرمز له ب : مج ، وهو نادر.

جو = لحدیث یروی عن الإمام محمد بن علی الجواد علیهما السلام.

ح = رأس خاء صغیرة بدون نقطة ، یوضع فوق الحرف فی الکتابة القرآنیة لیدل علی سکون ذلک الحرف ، وعلی أنه مظهر بحیث یقرعه اللسان نحو : من خیر.

ح = الحدیث المروی عن الإمام الحسن بن علی المجتبی علیهما السلام.

ح = یرمز لأصحاب الإمام محمد بن علی الجواد علیهما السلام ، من رجال الشیخ الطوسی  _ رحمه الله _.

یوجد فی بعض النسخ ولعله تصحیف ل : ج.

أنظر : د.

ح = المصباح الکبیر والصغیر _ فی الدعاء _ ، لشیخ الطائفة الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

ح = رمز ل : (حدثنا) کما اصطلح علیه بعض الأعاجم _ کما قیل _ ، لاحظ الفوائد.

ح = الشرح ، مثل : ح الدرایة ، أی شرحها (1).

ص: 179


1- 1. قد یعبر فی المستند بقوله : المحقق الشیخ علی فی ح ، کما فی 1 : 143 وغیرها.

حاوی = حاوی الأقوال فی معرفة الرجال ، للشیخ عبد النبی بن سعد الجزائری الغروی ، کان حیا سنة 1103 ه. عد من الرموز.

حب = لابن حبان _ أبی حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التی ، المتوفی سنة 354 ه _ فی صحیحه.

نص علیه السیوطی فی مقدمة الجامع الکبیر ، وقد یکون له فی غیر صحیحه.

حجة = یدل علی شهر ذی الحجة الحرام.

ح د = حاشیة الارشاد ، للمحقق الکرکی نور الدین علی بن عبد العالی ، المتوفی سنة 937 ه ، علی إرشاد العلامة الحلی الحسن ابن یوسف ، المتوفی سنة 726 ه.

ح کصح = یشار به إلی الحدیث الحسن کالصحیح.

ح مل = صاحب کتاب أمل الآمل ، الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی ، المتوفی سنة 11104 ه.

حل = حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، لأبی نعیم أحمد بن عبد الله الاصفهانی (336 _ 430 ه).

حم = أحمد بن حنبل ، والمشهور إطلاقه علی مسنده.

وقد یرمز له ب : مد.

حم = مسند أحمد بن محمد بن حنبل المروزی البغدادی ، إمام الحنابلة (164 _ 241 ه).

وقد یطلق علیه خاصة ، کما مر.

حسن = لحدیث روی عن الإمام الحسین

علیه السلام ، کذا قیل.

حه = فرحة الغری ، لعبد الکریم بن أحمد بن موسی بن طاووس الحسنی العلوی

(648 _ 693 ه) ، وهو من مصادر البحار.

خ = للشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ المتوفی سنة 460 ه _ کما فی بعض الکتب المخطوطة.

خ = صحیح البخاری ، لمحمد بن إسماعیل البخاری (194 _ 256 ه). وقیل : وعلامة ما أخرجه البخاری فی الصحیح.

وقیل : بخا و : بخ ، کما مر.

وجعل السیوطی فی جامعیه له خاصة : خ (1).

خ = نسخة بدل کما فی جامع الرواة.

والمشهور : خ : ل.

خ = الکتاب المخطوط أو النسخة المخطوطة.

خ = خارطة.

ص: 180


1- 1. قیل : إن کان الحدیث عند البخاری معلقا : خت.

خ = أخبرنا ، اصطلحت علیه بعض المعاجم.

والمشهور : أنا ، کما مر. (1)

خت = راجع هامش 32.

ختص = الاختصاص _ فی الحدیث _ ، للشیخ محمد بن محمد بن النعام المفید ، المتوفی سنة 431 ه.

وقد یرمز له أحیانا ب : ختصا.

ختصا = مر بیانه آنفا فی : ختص.

خج = لرجال الشیخ کما فی بعض النسخ ، ولعله من سهو النساخ _ ، محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه والصحیح : جخ ، کما مر.

خد = لمحمد بن إسماعیل البخاری (194 _ 256 ه) فی کتابه الأدب المفرد ، لاحظ : خ للبخاری.

خد = الناسخ والمنسوخ من جمع أبی داود ، کما ذکره فی تهذیب التهذیب.

خص = منتخب البصائر من بصائر الدرجات  _ للشیخ محمد بن الحسن الصفار ، المتوفی سنة

ص: 181


1- 1. اختصروا أخبرنا علی أنحاء فهنهم من یحذف الخاء والذی بعدها _ أول الکلمة _ ویقتصر علی (أنا)  _ الألف والضمیر _ ، أو یضم إلی الضمیر الراء فتصبح (أرنا) ، وفی خط بعض المغاربة الاقتصار علی ما عدا الألف الموحدة والراء فیکتب (أخ نا) ، ولکنه لم یشتهر.

خیره = ذخیرة المعاد فی شرح الارشاد _ فی الفقه _ ، للمحقق السبزواری محمد باقر بن محمد مؤمن الخراسانی (1017 _ 1090 ه).

د = رمز لأصحاب الجواد علیه السلام ، من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ رحمه الله _.

واختص به الحسن بن علی بن داود فی رجاله.

والمشهور : ج ، کما مر (1).

د = المزار _ فی الدعاء _ ، للشهید الأول محمد بن جمال الدین مکی العاملی (734 _ 786).

من مصادر البحار.

وقد یرمز له ب : مش ، کما سیأتی.

د = الاقتصاد الهادی إلی طریق الرشاد ، فیما یجب علی العباد من أصول العقائد والعبادات الشرعیة علی وجه الاختصار ، للشیخ أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

د = العدد القویة لدفع المخاوف الیومیة ، للشیخ رضی الدین علی بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی ، ولد فی شوال 635 ه ، وتوفی فی حیاة أبیه. وهو من مصادر البحار.

د = إرشاد الأذهان _ فی الفقه _ ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف ، المتوفی سنة 726 ه.

ص: 182


1- 1. قال العلامة الکاظمی فی التکملة 1 : 67.

یراد به ابن داود خاصة ، کما فی بعض معاجم الحدیث عند العامة.

د = أبو سلیمان داود بن علی بن خلف الظاهری الاصفهانی ، المتوفی سنة 270 ه _ فقیه أهل الظاهر ، قاله السید المرتضی فی رسائله 2 : 347.

د = حدثنا.

دا = حدثنا ، کتبه کذلک الحاکم ، والسلمی ، والبیهقی ، وغیرهما. وهو والذی قبله نادران.

دثنا = حدثنا ، یرمز نادرا.

دثنی = حدثنی ، وهو غیر مشهور.

دنا = حدثنا.

دی = رمز لأصحاب الإمام علی بن محمد الهادی علیهما السلام ، من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه  _ رحمه الله _.

وقیل : لأصحاب الإمام الحسن

العسکری علیه السلام وهو غلط.

دی = الدارمی ، عبد الله بن عبد الرحمان بن الفضل التمیمی السمرقندی

(181 _ 255 ه) ، من حفاظ الحدیث عند العامة.

ذ = الذریعة إلی تصانیف الشیعة ، للشیخ آقا بزرک الطهرانی ، رمز له فی الضیاء اللامع فی علماء القرن التاسع وغیره ، والعدد بعده یدل علی رقم المجلد من الذریعة ، والعدد المفصول ب (:) یدل علی رقم الصفحة من ذلک المجلد.

والمشهور : یعه.

ذ = ذیل ، نحو : ذ الآیة.

ذ. ج = شهر ذی الحجة.

ذق = شهر ذی القعدة الحرام.

وقد یرمز له ب : قعدة أیضا.

ر = لحدیث روی عن رسول الله صلی الله علیه وآله ، کذا قیل.

بر = التقریب ، لابن حجر أحمد بن علی العسقلانی ، المتوفی سنة 852 ه.

ر = مصباح الزائر _ فی الزیارة _ لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. من مصادر البحار.

ر = رضوان الله تعالی علیه ، أو علیهما ، أو علیهم.

را = أخبرنا ، قاله ابن الصلاح فی المقدمة : 320 والمشهور : نا.

ر _ ب = رسم بیانی.

رحه = رحمه الله أو رحمة الله علیه.

رض = رضی الله تعالی عنه ، أو عنهما ، أو عنهم.

رض = رضوان الله تعالی علیه ، أو علیهما ، أو علیهم.

رضه = رضی الله عنه.

رنا = أخبرنا.

ری = رمز لأصحاب الإمام الحسن العسکری علیه السلام ، من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن _ کما فی بعض النسخ _.

ره = رحمه الله ، أو رحمهم.

رهم = رحمهم الله.

رهما = رحمة الله علیهما ، أو رحمهما الله.

ز = مسند زید بن الإمام علی بن الحسین بن

ص: 183

علی بن أبی طالب علیهم السلام _ المستشهد سنة 121 ه _ کما فی مفتاح کنوز السنة.

ز = علامة الوقف المجوز عند قراءة القرآن ، یعنی أن الأصل فیه أن یوصل إلا أن الوقف علیه جائز ، ویقال له : الوقف الحسن بقدر ، وهو رمز تجویدی.

ز = باب جزء القراءة خلف الإمام من صحیح مسلم بن الحجاج (204 _ 261 ه) ، کذا فی تهذیب التهذیب 1 : 6 ، وغیره.

ز = لأبی حامد یحیی بن بلال البزاز.

وقد یرمز له : بز (1).

ز = زائد ، توضع علی الکلمة أو الجملة علامة کونها زائدة علی الأصل.

س = علامة السکتة ، توضع علی الکلمة علامة لزوم اللبث الیسیر علیها والسکوت بلا تنفس تعورفت فی المصاحف الحدیثة ، نظیر = قفه ، من رموز التجوید.

س = السید المرتضی علی بن الحسین بن موسی الموسوی ، والملقب بعلم الهدی ، (355 _ 436 ه).

وقد یرمز له ب : ض.

والمشهور : تضی.

س = الدروس الشرعیة _ فی الفقه _ ، للشهید

ص: 184


1- 1. قال فی مقدمة کنز العمال 1 : 13 : قد یذکر فی جمع الجوامع رمز (بز) ، وربما یکتب (ز) ، وما نبه فی الخطبة أنهما لمن؟ فلعله نسی ذلک أو هو سهو من الکاتب ، فالغالب أنهما لأبی حامد یحیی بن بلال البزار ، فلیعلم.

س = السند ، فیقال : م س ، أی متن السند ، وجدته فی تاریخ دمشق ، ولم أعرف المتابعة له.

ست = الفهرست ، للشیخ أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی (385 _ 460 ه) ، وقیل لفهرست ابن الندیم محمد بن إسحاق ، المتوفی 380 ه.

وأحیانا لفهرست منتجب الدین علی بن بابویه القمی ، المتوفی بعد سنة 600 ه.

ولمطلق الفهرست : فه ، کما سیأتی.

ست = فهرست (مطلقا) یقال : ست منتجب الدین.

سر = السرائر ، لمحمد بن أحمد بن إدریس الحلی ، المتوفی سنة 598 ه.

وغالبا ما یرمز له : ئر کما مر.

سز = تفسیر القرآن ، _ جلاء الأذهان وجلاء الأحزان فی تفسیر القرآن ، ویقال له : گازر _ ، لأبی الفتوح الحسین بن الحسن الجرجانی الرازی ، من مشایخ الشیخ منتجب الدین وابن شهرآشوب.

سعد = سعد السعود ، لأبی القاسم علی بن موسی ابن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی ، سنة 664 ه ، من مصادر البحار.

سف = یرمز للشیخ یوسف بن أحمد البحرانی  _ المتوفی سنة 1186 ه _ صاحب کتاب الحدائق.

سف = لؤلؤة البحرین _ فی الإجازات _ ، للشیخ یوسف بن أحمد البحرانی ، المتوفی سنة

1186 ه ، یطلق علیه أحیانا.

سفینة = سفینة البحار ، للشیخ عباس بن محمد رضا القمی ، المتوفی سنة 1359 ه. ولا یمکن عده رمزا ، وإن قیل.

سم = المراسم العلویة فی الفقه والأحکام النبویة ، أو الأحکام النبویة والمراسم العلویة ، لأبی یعلی حمزة ، الملقب بسلار ، أو سالار بن عبد العزیز الدیلمی ، المتوفی سنة 463 ه.

سم = سنتمتر.

سن = المحاسن ، لأحمد بن محمد بن خالد القمی البرقی ، المتوفی سنة 274 ه.

سن = یشار به للحدیث الحسن.

سنن = سنن ابن أبی داود عبد الله بن سلیمان الأشعث الأزدی ، (230 _ 316 ه).

لاحظ : د (39).

سو = مطالب السؤول فی مناقب آل الرسول ، لکمال الدین محمد بن طلحة الشافعی النصیبینی ، المتوفی سنة 652 ه.

سی = کتاب عمل الیوم واللیلة ، من سنن النسائی أحمد بن شعیب الخراسانی ، المتوفی سنة 303 ه. تهذیب التهذیب 11 : 6.

سیر = سیرة ابن هشام _ السیرة النبویة _ لعبد الملک بن هشام بن أیوب المعافری ، المتوفی سنة 213 ه.

سین = یرمز لأصحاب الإمام حسین

====

1. أقول : سبق فی رمز : د ، إنه یرمز به إلی سنن ابن أبی داود ، وهنا سنن کذلک ، إلا أن الظاهر أن الأخیر لسننه ، والأول له ، والله العالم.

ص: 185

علیه السلام ، من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

ش = علامة تذکر فی کتب الحدیث للإشارة إلی اشتراک جمیع ما سبق من الحدیث فی الروایة ، اثنین أول ثلاثة ، وإلا فعلامة الشریکین ، وکذا المتنین إن اشترکا ، کما فی کتاب الوافی.

ش = یرمز لابن أبی شیبة عبد الله بن محمد (159 _ 234 أو 235 ه) من علماء العامة ، کذا فی جوامع السیوطی وغیره.

ش = الشیخ.

ش = الشرح ، وقد تکتب : سه أو 3 ، وتمیز غالبا بلون آخر کالأحمر أو بحرف أکبر.

ش = مزار ابن المشهدی _ المزار الکبیر _ ، لمحمد بن المشهدی ، إعتمده ابن طاووس وصیره العلامة المجلسی من مصادره.

وقد یرمز له ب : مر ، کما سیأتی.

ش = بعد عدد ، یعنی السنة الهجریة الشمسیة ، وفصلها شیخنا الطهرانی فی ثقات العیون : 210.

ش = یستعمل للدلالة علی أن ما بعده شعر ، وقد یصرح بلفظ شعر.

ش = السنة الهجریة الشمسیة.

والمشهور : ه. ش

ش = شهر شوال.

ش = انظر : فعی

شا = إرشاد الأمة إلی معرفة الأئمة ، للشیخ المفید محمد بن محمد بن النعمان العکبری

البغدادی ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له ب : د کما مر.

شا = للقراء الشامیین (1).

شا = إرشاد القلوب ، لأبی محمد الحسن بن محمد الدیلمی _ معاصر الشهید الأول _ ، وهو من مصادر البحار.

وقد یرمز له ب : قلو ، کما سیأتی.

شاد = إرشاد الأذهان _ فی الفقه _ ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی ، المتوفی سنة 726 ه. ولا یعد من مصادر البحار فتدبر.

شد = المنقول عن خط الشهید محمد بن مکی العاملی ، المستشهد سنة 786 ه ، کذا قیل.

شر = شرح نهج البلاغة ، لابن أبی الحدید عز الدین عبد الحمید المدائنی (586 _ 656 ه).

شع = شهر شعبان.

شف = کشف الیقین فی تسمیة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام ، لأبی القاسم علی ابن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. من مصادر البحار.

شه = یرمز للشهید الثانی زین الدین علی بن أحمد العاملی (911 _ 965 ه).

شه = الشیخ.

شها = شهاب الأخبار _ من کلمات النبی وحکمه صلی الله علیه وآله وسلم _ ، للسید

ص: 186


1- 1. لو اختلف قراء الکوفة فی قراءة مع غیرهم ، فإن کانوا من الشامیین وضعت : شا ، علامة للشامی ، ولو کانوا مدنیین وضع : مد ، ولو کانوا مکیین وضعت : مک.

فخر الدین شمیله بن محمد بن أبی هاشم الحسینی ، وهو من مصادر البحار.

شها = شهاب الأخبار _ فی الحکم والأمثال والآداب من الأحادیث النبویة _ ، للقضاعی أبی عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علی ابن حکمون القضاعی الشافعی ، المتوفی سنة 454 ه.

وغالبا ما یراد به الأول.

شی = تفسیر العیاشی ، لمحمد بن مسعود السلمی الکوفی _ المعاصر للکلینی _ المتوفی نحو سنة 320 ه.

ص = بعد اسم النبی _ صلی الله علیه وآله وسلم : یرمز ل : صلی الله علیه وآله وسلم.

ص = قصص الأنبیاء ، لأبی الحسن سعید بن هبة الله بن الحسن الراوندی ، المتوفی سنة 573 ه ، أو فضل الله علی الراوندی ، کما ذکره العلامة المجلسی فی مقدمة البحار.

ص = تلخیص الرجال الکبیر _ المعروف بالوسیط _ ، لمحمد بن علی بن إبراهیم الاسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه.

وقد یرمز له ب : : ط.

ص = یشاربه إلی الحدیث الصحیح ، وإن اشتهر الرمز له ب : صح.

ص = الصفحة ویکون بعد رقم المجلد فیدل علی رقم الصفحة من ذلک المجلد ، ومع عدمه یراد الصفحة من ذلک الکتاب.

ص = صاحب ، کقوله : (ص الجواهر) ، کذا فی حاشیة السید الیزدی _ قدس سره _ علی المکاسب ، وغیرها.

ص = الوقف المرخص عند قراءة القرآن الکریم ، أی جوز الوقف فیه لضرورة طول الآیة ، وضیق النفس فیما لو کان ما بعد المعنی مرتبطا بما قبله ، کذا اختاره السجاوندی وتبعه جمع ، ویقال له : الوقف الحسن بوجه ، وهو رمز تجویدی.

ص = الإمام الصادق علیه السلام فیقال : ص ع. وقد یرمز : ص.

ص = الصحابی.

ص (الص) = صحاح اللغة ، لإسماعیل بن حماد الجوهری ، المتوفی سنة 393 ه.

ص = لأبی عثمان سعید بن منصور بن شعبة الخراسانی المروزی _ المتوفی سنة 227 ه _ فی سننه. قاله السیوطی فی مقدمة جامع الکبیر والصغیر.

ص = خصائص علی علیه السلام ، من مسند مالک بن أنس ، المتوفی سنة 179 ه. کذا قاله فی أول تهذیب التهذیب.

ص = ابن الصلاح ، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمان الشهرزوری الحافظ الشافعی

الدمشقی _ من علماء الدرایة _ ، المتوفی سنة 643 ه ، صاحب المقدمة وغیرها.

ص = (صاد ممدودة) توضع علی الکلمة علامة للتمریض (1).

ص: 187


1- 1. وتسمی الضبة أو علامة التمریض ، یعنی أن اللفظ الذی وضع فوقه فیه مرض أو خطأ أو علة ، لاحظ الفوائد.

صا = لحدیث روی عن أصحاب الإمام الصادق علیه السلام.

صا = الاستبصار _ فی الحدیث _ ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

وقد یرمز له نادرا : إستبصار ، وهو لیس برمز.

لاحظ : یبین.

صبا = مصباح الزائر _ فی الدعاء _ ، للسید رضی الدین علی بن موسی بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

صح = صحیفة الإمام الرضا علیه السلام ، المسندة إلی الشیخ أبی علی الطبرسی بإسناده إلی الإمام علی بن موسی الرضا علیه وعلی آبائه الصلاة والسلام.

صح = یشاربه إلی الحدیث الصحیح.

وقد یکتب شبیها ب : ص.

صح = صحیح مسلم بن الحجاج القشیری (204 _ 261 ه) ، کذا قیل وهو شاذ.

وقد یرمز له ب : م ، وهو الأشهر.

صح = للتصحیح أی لکل سقط من الکتاب ، یلحق به فی حواشیه علی أنه الصحیح من المتن.

واختصرها البعض فکتبها : صحه أو : صه.

صح = رمز للانتقال من إسناد إلی آخر عند البعض ، إلا أن المشهور أعرض عنه لأنه یشبه صح ویوهم التصحیح.

ویرمز له ب : ح ، کما مر.

صح = توضع علی کلام صح روایة ومعنی ، ولکنه عرضة للشک أو الخلاف ، ویقال له اصطلاحا : التصحیح. ومعناه أن اللفظ علی ما هو مثبت صحیح.

صح رجع = تکتب کلمة (صح) فی آخر اللحق ، عند انتهاء تخریج الساقط فی الحواشی ، وزاد بعضهم کلمة (رجع) بعدها ، علی أنه صحح بعد المراجعة.

والمشهور الاستغناء عنهما والاکتفاء ب

(صح) ، أنظر المقدمة : 313 وتعالیقنا علی مقباس الهدایة.

صحر = الحدیث الصحیح ، عند المشهور.

صحی = الحدیث الصحیح عند الکل ، بذا رمز له وللذی قبله فی منتقی الجمان.

صحیفة = صحیفة الرضا علیه السلام ، ولا یعد رمزا.

والمشهور الرمز به ب : صح ، کما مر.

صد = جامع المقاصد ، للمحقق الثانی نور الدین علی بن عبد العالی الکرکی ، المتوفی سنة 437 ه ، أو 939 ه _ وقیل غیرهما _.

وقد یرمز له ب : مع ، والمشهور : مع صد.

صد = فضائل الأنصار من مسند ابن أبی داود عبد الله بن سلیمان الأزدی (230 _ 316 ه) ، کما فی تهذیب التهذیب.

صرة = تبصرة المتعلمین فی أحکام الدین ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

ص ع = صلوات الله وسلامه علیه. و : ص لوحدها تعطی هذا المعنی.

ص: 188

صف = صفات الشیعة ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد یرمز له ب : صفا.

صفا = صفات الشیعة ، للشیخ الصدوق  _ السابق _.

والمشهور : صف.

صفین = کتاب صفین ، للشیخ أبی الفضل نصر بن مزاحم المنقری الکوفی المتوفی سنة 312 ه. من مصادر البحار.

صق = رمز للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمی _ رحمه الله _ المتوفی سنة 381 ه.

وقد رجحه الشیخ الجد _ رحمه الله _ فی فوائد التنقیح علی : ق ، کی لا یشتبه برمز الإمام الصادق علیه السلام.

صل = نسخة الأصل.

صل = بمعنی عدم جواز الوقف عل الآیة عکس : قف ، وقیل : الوصل أولی من الوقف ، من رموز التجوید عند المتأخرین.

صلا = أسرار الصلاة واسمه : التنبیهات العلیة ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 465 ه).

صلی = علامة الوقف الجائز مع کون الوصل أولی عند قراءة القرآن الکریم ، من رموز التجوید عند المتأخرین.

صلع = یستعمل للتصلیة.

صلعم = صلی الله علیه وآله وسلم. وعند العامة

بلا (وآله) علیهم السلام.

صلعلم = صلی الله علیه وآله وسلم.

صه = یرمز به للإمام الصادق علیه السلام.

والمشهور : ق. وقد یرمز له ب : ص.

صه = خلاصة الأقوال _ فی الرجال _ للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

ص = الإمام الرضا علیه السلام ، فیقال : ض ع.

ض = السید المرتضی. أنظر : تضی.

ض = تفسیر علی بن إبراهیم بن هاشم القمی المعروف ب (تفسیر القمی) ، کذا قیل.

والمشهور : فس.

ض = روض الجنان فی شرح إرشاد الأذهان _ فی الفقه _ ، للشهید الثانی زین الدین علی بن أحمد الجبعی العاملی الشامی

(911 _ 965 ه).

ض = ریاض المسائل ، للسید علی الطباطبائی ابن محمد بن علی الاصفهانی الکاظمی (1161 _ 965 ه).

ض = لضیاء المقدسی فی المختارة _ کذا قاله السیوطی _ وهو کتاب المختارة فی الحدیث للحافظ ضیاء الدین محمد بن عبد الواحد المقدسی الحنبلی ، المتوفی سنة 643 ه والتزم فیه الصحاح.

ض = إیضاح الاشتباه ، للعلامة الحلی.

والمشهور : ضح ، کما سیأتی.

ض = ریاض العلماء وحیاض الفضلاء _ فی الرجال _ ، لمیرزا عبد الله أفندی الاصفهانی ، من أعلام القرن الثانی عشر.

ص: 189

ض = یشاربه إلی الذی نص الرجالیون علی ضعفه.

ض = یشاربه إلی الحدیث الضعیف.

والمشهور : ف.

ضا = فقه الرضا علیه السلام المنسوب إلی الإمام علی بن موسی الرضا سلام الله علیه. وهو من مصادر البحار 1 : 11.

ضا = لحدیث روی عن الإمام علی بن موسی الرضا علیهما السلام.

ضا = یرمز لأصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن المتوفی سنة 640 ه.

وقد وجدناه فی بعض النسخ : ظا ، وهو تصحیف.

ضا = روضات الجنات فی أحوال العلماء والسادات ، للخونساری السید محمد باقر الموسوی الاصفهانی (1226 _ 1313 ه).

ضه = روضة الواعظین ، أنظر : ضه.

ضح = إیضاح الاشتباه _ فی الرجال _ ، للعلامة الحسن بن یوسف الحلی ، المتوفی سن 726 ه.

وقد یرمز له ب : ض کما مر.

ضع = وضاع ، أو للحدیث الموضوع.

ضلین = رمز للفاضلین وهما : المحقق أبو القاسم نجم الدین جعفر بن الحسن الحلی المتوفی سنة 676 ه ، والعلامة الحسن بن یوسف بن المطهر الحلی المتوفی سنة 726 ه.

أو العلامة الحلی وولده فخر المحققین محمد بن الحسن بن یوسف الحلی ، لاحظ

الإشارات.

ضم = یرمز لأصحاب الإمام الکاظم علیه السلام من رجال الشیخ الطوسی محمد ابن الحسن _ رحمه الله _.

والظاهر أن یکون : ظم.

ضه = روضة الواعظین ، لمحمد بن الحسن بن علی ، من مشایخ ابن شهرآشوب وهو من مصادر البحار.

وقد یرمز له : ضة ، کما مر.

ضه = الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة  _ فی الفقه _ ، للشهید الثانی زین الدین علی بن أحمد الجبعی العاملی (911 _ 965 ه).

ضه = روضة الکافی ، لأبی جعفر محمد بن یعقوب الکلینی الرازی ، المتوفی سنة 328 / 329 ه.

وقد یرمز لها : ضه کا.

ضه = ظاهرا ، وقد تکتب : ضه.

ض = ضرورة ، فیقال : بالظه أی بالضرورة.

والظاهر : بالضه.

ضه کا = روضة الکافی ، لأبی جعفر محمد بن یعقوب الکلینی الرازی ، المتوفی سنة

328 / 329 ه.

ضو = ضوء الشهاب _ الآتی _ ، وهو من مصادر البحار.

ضوء = ضوء الشهاب فی شرح شهاب الأخبار ، لفضل الله بن علی بن عبید الله الحسنی الراوندی الکاشانی ، المتوفی سنة 570 ه.

وقیل هو لسعید بن هبة الله الراوندی أبو الحسین قطب الدین ، المتوفی فی الثالث من

ص: 190

شوال سنة 573 ه ، کما صرح به فی فرج المهموم : 37.

ضی = علم الهدی السید المرتضی أبو القاسم علی بن الحسین الموسوی _ رحمه الله _ (355 _ 436 ه).

ضی = القاضی ابن براج ، أبی القاسم عبد العزیز بن نحریر بن عبد العزیز (400 _ 481 ه) ، وقد یکتب : ضی ، فیلتبس مع الرمز السابق أعلاه.

ط = الصراط المستقیم ، لزین الدین علی بن محمد بن یونس البیاضی النباطی العاملی ، المتوفی سنة 577 ه. وهو من مصادر البحار.

ط = المبسوط _ فی الفقه _ ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

وقد یرمز له ب : مط. کما سیأتی. أو : المبط.

ط = تلخیص الرجال الکبیر _ المعروف بالوسیط _ لمحمد بند علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه ، عند البعض.

والمشهور : ص ، کما مر.

ط = الموطأ ، لأبی عبد الله مالک بن أنس بن مالک الأصبحی الحمیری (93 _ 179) من کتب الصحاح الستة فی الحدیث عند العامة.

قد یرمز له ب : ما ، کما سیأتی.

ط = لأبی داود الطیالسی سلیمان بن داود بن الجارود (133 _ 204 ه). وله مسند.

ط = الطبعة ، الطبع ، المطبعة ، المطبوع ، ویکون

قبل الاسم ، وقبل الرقم الذی علی عدد الطبعة.

ط = علامة الوقف المطلق فی التجوید ، وذلک أنه لو وقف علی الکلمة وابتدء بما بعدها کان جیدا بالاتفاق عند أئمة القراءة رمزه السجاوندی. وأعرض عنه المتأخرون ، ورمزوا له ب : قف ، ویقال له : الوقف الکافی ، من رموز التجوید.

ط = إشارة إلی وجود حاشیة.

ط = نسخة بدل.

طا = أمان الأخطار ، لأبی القاسم علی بن موسی ابن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 من مصادر البحار.

طب = طب الأئمة علیهم السلام ، لأبی العباس جعفر بن محمد بن أبی بکر المستغفری ، المتوفی سنة 432 ه.

طب = للطبرانی ، أبی القاسم سلیمان بن أحمد ابن أیوب اللخمی الشامی (260 _ 360) أو لکتابه الکبیر ، کما قال الأخیر السیوطی فی مقدمة الجامع الکبیر.

طس = للطبرانی فی کتابه الأوسط ، کما نص علیه السیوطی.

طس = لابن طاووس ، فإن کان فی الدعاء والزیارات فالمراد به السید رضی الدین علی ابن موسی بن طاووس ، المتوفی سنة 664 ه.

وإن کان فی الفقه أو الرجال فالمراد به أخوه السید جمال الدین أحمد ، المتوفی سنة

ص: 191

673 ه ، وهذا والد السید عبد الکریم بن طاووس _ المتوفی سنة 693 ه _ صاحب کتاب فرحة الغری.

طص = یرمز للطبرانی سلیمان بن أحمد بن أیوب اللخمی (260 _ 360 ه) فی معجمه الصغیر ، کما قاله فی قواعد التحدیث 244 ، وکذا السیوطی فی جامعه الصغیر : 3 (42).

طق = طریق الروایة.

طه = طاب ثراه.

طه = الطهارة.

ظ = الإمام الکاظم علیه السلام ، فیقال : ظ ع.

ظ = ظاهرا.

ظا = یرمز لأصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی  _ رحمه الله _.

والمشهور : ضا.

ظم = أنظر : ضم.

ظه = ضرورة ، کذا فی بعض النسخ.

ظه = ظاهرا ، کذا تکتب أحیانا.

ع = علیه ، أو علیهما ، أو علیهم السلام ، فیما کان بعد أسماء المعصومین سلام الله علیهم أجمعین.

ع = علل الشرائع _ فی الحدیث _ ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

====

1. للطبرانی ثلاثة معاجم فی الحدیث یرمز لها علی الترتیب ، ط ب : للکبیر ، طس : للأوسط ، طص : للصغیر.

ص: 192

ع = علامة الرکوع فی بعض المصاحف القدیمة المتداولة عند العامة وأهل القیاس.

ع = لأصحاب الصحاح الستة عند العامة ، وهم : البخاری ومسلم والترمذی والنسائی وأبی داود وابن ماجة ، وقد مرت تراجمهم ، کذا رمز الذهبی وابن حجر وغیرهما ، لاحظ تهذیب التهذیب 1 : 5 والاکمال 1 : 149 ، وغیرهما.

ع = عربی.

ع 1 = شهر ربیع الأول.

ع 2 = شهر ربیع الثانی.

عا = دعائم الإسلام ، للقاضی نعمان بن محمد المصری ، المتوفی سنة 363 ه ، وهو من مصادر البحار. وقد یرمز له ب : ئم ، کما مر.

عب = ابن عبدون محمد بن عبد الله بن عبدون الرعینی ، المتوفی سنة 299 ه ، قاضی القیروان. وله مؤلفات منها الآثار فی الفقه وغیرها.

عب = لکل رجل لم یذکر فی الرجال الکبیر للأسترآبادی محمد بن علی بن إبراهیم ، المتوفی سنة 1038 ه. والمشهور : غب.

عب = لعبد الرزاق فی الجامع ، وهو ابن همام بن نافع الصنعانی الحمیری (126 _ 211 ه) ، نص علیه السیوطی فی جامعیه الکبیر والصغیر.

عب = الشیخ عبد النبی الجزائری ، صاحب کتاب (حاوی الأقوال) ، کان حیا سنة 1103 ه.

وقد یرمز له هکذا : ع. ب.

ع. ب = أنظر : عب.

عة = المقنعة. أنظر : عه ، و : لمقنعه.

عج = بعد لفظ الجلالة بمعنی : عزوجل.

عج = عجل الله تعالی فرجه. یأتی بعد اسم الإمام المهدی أرواحنا له الفداء.

عخ = باب خلق أفعال العباد من صحیح مسلم ابن الحجاج القشیری ، المتوفی سنة 261 ه ، کذا فی تهذیب التهذیب 1 : 6 ، وغیره.

عد = رسالة العقائد أو إعتقادات الصدوق ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

عد = قواعد الأحکام ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

عد = القواعد والفوائد ، للشهید الأول محمد بن مکی العاملی ، المتوفی سنة 786 ه.

عد = الفهرست ، للشیخ منتجب الدین علی بن بابویه القمی ، ولد سنة 504 وکان حیا سنة 600 ه ، کذا قیل.

وقد یرمز له ب : جب ، کما مر.

والمشهور : عه ، کما یأتی.

لاحظ : ست.

عد = ابن عدی فی الکامل ، وهو أبو أحمد عبد الله ابن عدی بن عبد الله الجرجانی (277 _ 365 ه) ، نص علیه غیر واحد من کتب العامة واسمه : (الکامل فی معرفة الضعفاء والمتروکین من الرواة).

ص: 193

عد = طبقات ابن سعد ، لأبی عبد الله محمد بن سعد بن منیع البصری الزهری ، المتوفی سنة 230 ه. رمز له فی مفتاح کنوز السنة.

عدة = عدة الأصول ، لشیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

عدة = عدة الداعی ، لجمال الدین أبی العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلی الأسدی توفی سنة 841 ه وعمره ثمان وخمسون سنة. من مصادر البحار.

وقد یرمز له أیضا : عده.

عز = الرسالة العزیة ، للشیخ المفید أبی عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثی البغدادی ، المتوفی سنة 413 ه (1).

ع س = الشیخ علی بن سلیمان القدمی البحرانی  _ المتوفی سنة 1064 ه _ صاحب الحواشی علی کتب الحدیث ، کما نص علیه الشیخ یوسف البحرانی فی کشکوله 2 : 252.

عس = کتاب علی علیه السلام من مسند مالک ابن أنس ، المتوفی سنة 179 ه. کذا فی تهذیب التهذیب ، وغیره.

عس = أنظر عسا.

عسا = تاریخ دمشق أو تاریخ الشام أو تاریخ ابن عساکر ، لابن عساکر علی بن الحسن بن هبة الله أبی القاسم الدمشقی (499 _ 571 ه) ویقال لکتابه تاریخ د

ص: 194


1- وبهذا الاسم ثلاث رسائل أخر إحداها للمحقق الحلی ، والأخری للعلامة الحلی ، والثالثة _ فی شرح المقالة النصیریة علی قواعد الخواجة نصیر الدین الطوسی بعض معاصریه. دمشق الکبیر. والمشهور : کر ، کما سیأتی. وقد یرمز له أیضا : عس ، أو : أع عسه = علیهم السلام. عق = عقاب الأعمال _ فی الحدیث _ للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه. ولثواب الأعمال : ثو ، کما مر عق = رجال علی بن أحمد بن علی العقیقی العلوی ، وقال السیوطی فی مقدمة الجامع الکبیر : إنه لخصوص الضعفاء من کتابه. وترجمه الشیخ الجد _ قدس سره _ مفصلا فی التنقیح 2 : 266. وفی رجال ابن داود رمز له خاصة ، ولعله یرید به رجاله. عق = لعلی بن أحمد بن علی العقیقی العلوی  _ السابق _. عقد = بن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید الهمدانی السبیعی الکوفی (250 _ 332 ه) وقیل : (249 _ 333 ه) صاحب کتاب الرجال وقد یرمز له ب : قد ، کما سیأتی. عل = ابن فضال أبو الحسن علی بن الحسن بن علی بن فضال ، المتوفی حدود 290 ه. وقد یرمز له ب : فض ، کما سیأتی. ع. ل = شهر ربیع الأول. علا = أعلام الدین فی صفات المؤمنین ، للشیخ أبی محمد الحسن بن أبی الحسن محمد

الدیلمی _ صاحب (إرشاد القلوب) _ ، من علماء القرن الثامن ، من مصادر البحار.

عم = إعلام الوری ، للشیخ الطبرسی الفضل بن الحسن بن الفضل _ صاحب تفسیر (مجمع البیان) _ ، المتوفی سنة 548 ه.

عم = الزوائد فی الحدیث ، لعبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، المتوفی سنة 288 ه ، کما نص علیه السیوطی فی الجامع الکبیر والصغیر وغیره.

وقیل لوالده ، المتوفی سنة 241 ه.

ویقال له (الزیادات).

عه = الفهرست ، لابن بابویه علی بن عبید الله بن الحسن بن الحسین القمی ، ولد سنة 504 ، وکان حیان سنة 600 ه ، المعروف ب (فهرست منتجب الدین).

وقد یکتب غلطا : عة.

وقد یرمز له أحیانا ب : جب ، کما مر.

لاحظ : ست.

عه = المقنعة فی الأصول والفروع ، للشیخ أبی عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفید ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له : عة ، و : لمقنعه.

عه = علیه ، أو علیهم السلام.

عی = الأوزاعی ، عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقی ، المتوفی سنة 157 ه ، قاله السید المرتضی فی رسائله 2 : 348.

عین = العیون والمحاسن ، للشیخ المفید أبی عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العکبری ، الملقب بابن المعلم (336 _ 413 ه).

عین = أعیان الشیعة ، للسید محسن الأمین العاملی (1284 _ 1371 ه) ، کذا رمز له فی الکنی والألقاب.

عیو = عیون أخبار الرضا علیه السلام _ فی الحدیث _ ، للشیخ الصدوق جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد یرمز له ب : ن ، کما سیأتی.

عیو = عیون الحکم والواعظ وذخیرة المتعظ والواعظ _ ویقال له : العیون والمحاسن _ ، للشیخ علی بن محمد اللیثی الواسطی ، من علماء القرن الخامس ، من مصادر البحار.

غ = الغیبة ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 965 ه).

وقد یرمز لها ب : غیش.

غ (الغ) = غنیة النزوع إلی علمی الأصول والفروع ، للسید ابن زهرة عز الدین أبی المکارم حمزة بن علی بن زهرة الحسینی الحلبی (511 _ 585 ه).

وقد یرمز له : غن.

غا = الغارات ، لأبی إسحاق إبراهیم بن محمد بن سعید الثقفی الکوفی الاصفهانی ، المتوفی سنة 283 ه.

وقد یرمز له : غارا.

غا = کتاب الغایات _ الآتی _.

وقد یرمز له ب : غایا.

غارا = الغارات _ السابق _ ، یرمز له نادرا.

والمشهور : غا ، کما مر.

غایا = الغایات ، للشیخ أبی محمد جعفر بن أحمد

ص: 195

ابن علی القمی _ نزیل الری _ من مصادر البحار.

غب = لکل رجل غیر مذکور فی الرجال الکبیر ، لمحمد بن علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه.

غر = غرر الحکم ودرر الکلم ، للشیخ عبد الواحد ابن محمد بن عبد الواحد الآمدی ، المتوفی سنة 510 ه. من مصادر البحار.

غر = الغرر والدر ر ، للسید المرتضی علی بن الحسین بن موسی ، المتوفی سنة 436 ه.

غض = ابن الغضائری الآتی _.

غض = رجال ابن الغضائری ، للشیخ أبی عبد الله الحسین بن عبد الله الغضائری ، کما ذکره الشهید الثانی وغیره.

والأقوی أنه لولده أحمد بن الحسین کمال یظهر من السید ابن طاووس ، والشیخ التستری والعلامة المجلسی ، وجماعة.

غط = الغیبة للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

غن = غنیة النزوع إلی علمی الأصول والفروع ، للسید ابن زهرة : أنظر : غ.

غو = غوالی اللئالی ، لمحمد بن علی بن إبراهیم ، المعروف بابن أبی جمهور الأحسائی ، المتوفی بعد سنة 878 ه.

غی = الغیبة ، للنعمانی محمد بن إبراهیم بن أبی جعفر _ تلمیذ الکلینی _.

والمشهور هو : نی ، کما سیأتی.

غیش = الغیبة ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 965 ه).

والمشهور الرمز له ب : غ ، کما مر.

غین = لکل رجل لم یذکر فی الرجال الکبیر  _ للاسترآبادی محمد بن علی بن إبراهیم ، المتوفی سنة 1038 ه _ وتعلیقة الوحید البهبهانی محمد باقر بن محمد أکمل ، المتوفی سنة 1206 ه.

ف = لحدیث روی عن فاطمة الزهراء علیها سلام الله.

ف = تحف العقول ، للحسن بن علی بن شعبه الحرانی ، ینقل عن ابن همام سنة 332 ه.

والمشهور تحف ، وهو لیس برمز.

ف = مسائل الخلاف _ فی الأصول _ ، للسید علم الهدی أبی القاسم علی بن الحسین الموسوی ، المتوفی سنة 436 ه عبر عنه النجاشی ب (الخلاف فی أصول الفقه). کذا رمز له المحقق فی المعتبر ، وغیره.

ف = الخلاف _ فی الفقه _ ، للشیخ الطوسی محمد ابن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

ف = یشار به إلی الحدیث الضعیف بأحد رجاله (1).

ف = التفرد فی صحیح ابن أبی داود عبد الله بن سلیمان الأزدی ، المتوفی سنة 316 ه. کما ذکره فی تهذیب التهذیب.

ف = فارسی.

فالظ = فالظاهر.

فته = فتأمل.

ص: 196


1- 1. وقیل : للمجهول. وللضعیف : ض ، کما فی مشیخة الشریف علی بن الحسن ، کما نص علیه فی الذریعة 21 : 71.

فتح = فتح الأبواب ، أو فتوح الأبواب _ فی الاستخارة _ ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. وهو من مصادر البحار.

فح = فحینئذ.

قر = تفسیر فرات ، لفرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی ، من علماء القرن الثالث. من مصادر البحار.

فر = للدیلمی فی مسند الفردوس ، وهو شیرویه بن شهر دار أبو شجاع الدیلمی الهمدانی (445 _ 509 ه). وکتابه فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج علی کتاب الشهاب ، من کتب العامة.

نص علیه السیوطی فی مقدمة الجامع الکبیر.

فر = فروع الکافی ، للکلینی محمد بن یعقوب ، المتوفی سنة

328 / 9 32 ه.

وله وللأصول : کا ، کما سیأتی.

فروع = کالسابق.

فس = تفسیر علی بن إبراهیم بن هاشم القمی ، من مشایخ الکلینی.

وقد یرمز له : ض ، کما سبق ، ولم أعرف وجهه.

فس = إشارة لمطلق المطالب التفسیریة فی بحار الأنوار.

فش = للفضل بن شاذان الأزدی النیسابوری ، المتوفی سنة 260 ه. ورمز له فی منتهی المقال ب : بفش.

فص = کفایة النصوص ، للشیخ الصدوق أبی

جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

فض = الروضة من الکافی ، لمحمد بن یعقوب الکلینی ، المتوفی سنة

328 / 329 ه (1).

فض = لعلی بن الحسن بن علی بن فضال ، المتوفی سنة 290 ه. کذا فی بعض الکتب کرجال ابن داود.

والمشهور الرمز له ب : عل ، کما مر.

فضا = فضائل الأشهر الثلاثة ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

فظه = فالظاهر.

فع = المختصر النافع ، للمحقق الحلی أبو القاسم نجم الدین جعفر بن الحسن

(602 _ 676 ه). فی الفقه.

فعی = الشافعی ، أبو عبد الله محمد بن إدریس ابن العباس القریشی المکی

(150 _ 204 ه). صاحب المذهب الذی عرف به.

وجدته فی رسائل السید المرتضی

2 : 347.

وقد یرمز له ب ش.

فق = لابن ماجة _ محمد بن یزید الربعی

ص: 197


1- 1. ویرمز له بذلک لکونه فی الفضائل. کذا قیل ، والحق أنه کتاب فی الفضائل والمعجزات لأمیر المؤمنین علیه السلام لبعض علمائنا ولیس هو الروضة من الکافی للکلینی کما توهم. واعتمده العلامة المجلسی فی البحار ، وقد ألف سنة إحدی وخمسین وستمائة.

(209 _ 273 ه) _ فی التفسیر ، کما قاله ابن حجر فی تهذیب التهذیب وحکاه غیره.

فق = فقال.

فقیه = من لا یحضره الفقیه ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

والمشهور : یه ، کما سیأتی.

فل = فضائل الشیعة ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

فلایخ = فلا یخلو.

فلیته = لیتأمل.

فه = لأبی حنیفة ، النعمان بن ثابت ، إمام الحنفیة رمز له السید المرتضی فی رسائله 2 : 348.

وقد یرمز له ب : ح أو : یه.

فه = سلافة العصر فی محاسن الشعراء لکل مصر ، للسید صدر الدین علی بن نظام الدین أحمد الحسینی ، الشهیر بالسید علی خان المدنی الشیرازی ، المتوفی سنة 1120 ه.

کذا فی الفوائد الرضویة للشیخ عباس القمی  _ رحمه الله _.

فه = الفهرست ، فیقال : فه ش ، أی فهرس الشیوخ الذین تلقی عنهم المصنف ، کما فی تاریخ دمشق لابن عساکر.

فو = کنز الفوائد ، للکراجکی الشیخ أبی الفتح محمد بن علی بن عثمان ، المتوفی سنة 449 ه.

وقد یرمز له ب : کنز ، کما سیأتی.

أو : جکی ، کما مر.

فی = الکافی فی الحدیث ، للکلینی محمد بن یعقوب ، المتوفی سنة 328 أو 329)  _ رحمه الله _. کما فی جامع الرواة للأردبیلی.

والمشهور هو : کا.

فی = الکافی فی الفقه ، لأبی الصلاح تقی الدین ابن نجم الدین بن عبد الله الحلبی _ تلمیذ الشریف المرتضی _ المتوفی سنة 436 ه.

فی = الوافی ، للفیض الکاشانی المولی ملا محسن ، المتوفی سنة 1091 ه. کذا فی المکاسب للشیخ الأنصاری ، وغیره. فی الحدیث.

فیق = فیقال.

ق = الإمام الباقر علیه السلام ، فیقال : ق ع.

ق = العتیق الغروی ، تألیف بعض قدماء المحدثین ، عده المجلسی من مصادره فی البحار.

ق = لأصحاب الإمام الصادق علیه السلام ، من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، إصطلحه ابن داود.

ق = یراد به الحدیث الموثق.

وقد یرمز له : ثق.

ق = للشیخ الصدوق ، عند البعض ، وأعرض عنه الشیخ الجد _ رحمه الله _ لکونه یوهم مع رمز أصحاب الإمام الصادق علیه السلام من رجال الشیخ _ رحمه الله _.

لاحظ : صق.

ق = تأتی بعد الحدیث یشار به إلی أنه قریب مما فی المتن لفظا ومعنی.

ق = قبل الهجرة النبویة علی صحابها وآله آلاف

ص: 198

التحیة ، أو قبل میلاد المسیح علیه السلام.

ق = قبل : توضع علی الآیة علامة علی أنه قیل : یجوز الوقف علیها بقول ضعیف ، أو أنه وقف علیه البعض ، وهو رمز تجویدی عند المتأخرین.

ق = قرن.

ق = القاموس المحیط _ فی اللغة _ ، للفیروز آبادی محمد بن یعقوب بن محمد الشیرازی (729 _ 817 ه).

ق = قال.

ق = القسم.

ق = یرمز للبخاری ومسلم معا. قاله السیوطی فی الجامع الکبیر والصغیر.

ق = ابن ماجة ، محمد بن یزید الربعی القزوینی (209 _ 273) ، کذا قاله فی مقدمة التقریب ، وتهذیب التهذیب 1 : 5 ، والاکمال 1 : 150

لاحظ : جه.

ق = للبیهقی ، أبی بکر أحمد بن الحسین بن علی (384 _ 458 ه).

قیل : (فإن کان فی السنن أطلقت وإلا بینته) (1)

قا = ابن قانع فی معجمه _ کما نص علیه

ص: 199


1- 1. قال فی مقدمة کنز العمال 1 : 13 : إعلم أن المؤلف جعل رمز البیهقی فی جمع الجوامع : ق ، وفی الجامع الصغیر وزوائده : ق رمز الشیخین ، فأنت إذا رأیت رمز القاف فی أحادیث الاکمال فاعلم أنها رمز البیهقی ، وإذا رأیت القاف فی أحادیث الجامع الصغیر أو زوائده فاعلم أنها رمز الشیخین.

والمشهور ب : عقد ، کما مر.

قد = کتاب القدر من صحیح ابن أبی داود عبد الله بن سلیمان الأزدی _ المتوفی سنة 316 ه _ کما فی تهذیب التهذیب وغیره وهو من مصادر العامة.

قد = مغازی الواقدی ، لمحمد بن عمر بن واقد ، المتوفی سنة 207 ه.

قد = قدس سره.

قدس = قدس سره.

قده = قدس سره ، وقد تکتب : قد ، فقط.

قدهما = قدس سرهما.

قدهم = قدس سرهم.

قر = لأصحاب الإمام محمد بن علی الباقر علیهما السلام من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ رحمه الله تعالی _.

قر = لحدیث روی عن الإمام الباقر علیه السلام.

قضا = قضاء حقوق الإخوان المؤمنین ، للشیخ سدید الدین أبی علی ، وهو الشیخ أبو عبد الله الحسین بن طاهر بن الحسین الصوری ، روی عنه ابن زهرة صاحب الغنیة المتوفی سنة 585 ه.

قط = للدار قطنی ، أبی الحسن علی بن عمر بن أحمد الشافعی (306 _ 385 ه). قیل : فإن کان فی السنن أطلقت وإلا بینته.

قط = قطعا.

وقط یکتب : قطه.

قعده = یراد به شهر ذی القعدة الحرام.

وقد یرمز له ب : ذق وهو الأشهر ، و : قع ، وهو نادر.

قف = علامة الوقف المطلق ، قیل : علیه الوقف ،

وقیل : سکوت مع التنفس ، أنظر : ط ، وهو رمز تجویدی.

قفه = علامة السکتة ، وهی من رموز التجوید ، وتوضع علی الکلمة علامة لزوم اللبث الیسیر علیها ، والسکوت من دون قطع النفس ، تعورفت فی المصاحف الحدیثة نظیر : س قل = إقبال الأعمال _ فی الدعاء _ ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

وقد یرمز له ب : قبا ، کما مر ، أو ، ل ، کما سیأتی.

قل = رجال البرقی ، أحمد بن محمد خالد القمی البرقی ، المتوفی سنة 374 ه. یرمز له نادرا.

والمشهور : قی ، کما سیأتی.

قلا = علامة أنه قیل : لا یجوز الوقف علی هذه الآیة بقول ضعیف ، وقال البعض : هو : قیل وقف وقیل لا ، وهو من رموز التجوید عند المتأخرین.

قلو = إرشاد القلوب ، للشیخ أبی محمد الحسن بن محمد الدیلمی ، معاصر الشهید الأول. وهو من مصادر البحار.

وقد یرمز له ب : شا ، کما مر.

قلی = علامة الوقف الجائز مع کون الوقف أولی.

ق. م = تاریخ ما قبل میلاد السید المسیح علیه السلام.

قم = رقم الصفحات ، ویأتی رقم الکتاب بعدها. وقد یراد به رقم الکتاب.

ص: 200

قی = لرجال البرقی ، أحمد بن محمد بن خالد القمی ، المتوفی سنة 374 ه.

ویرمز له نادرا : قل ، کما مر.

قیح = التنقیح الرائع لمختصر الشرائع _ الفقه _ ، لجمال الدین مقداد بن عبد الله السیوری الحلی ، المتوفی سنة 826 ه.

وقد یرمز له أحیانا ب : ئع ، کما مر.

قیه = الدروع الواقیة _ فی الدعاء _ ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. وهو من مصادر البحار.

ق. ه = تأریخ ما قبل الهجرة النبویة علی صاحبها آلاف التحیة والسلام.

ک = إکمال الدین وإتمام النعمة ، الأنسب مع الرمز : کمال الدین وتمام النعمة ، وهو أیضا مشهور بهذا الاسم ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد یرمز له ب : کما ، و : ل ، کما سیأتی.

ک = مدارک الأحکام (الأفهام) فی شرح عبارات شرائع الإسلام _ فی الفقه _ ، للسید محمد بن علی أبی الحسن بن الحسین الموسوی العاملی ، المتوفی سنة 1009 ه.

ک = المستدرک علی الصحیحین ، لأبی عبد الله محمد بن عبد الله _ المعروف بالحاکم النیشابوری _ المتوفی فی صفر سنة 405 ه.

من کتب الحدیث عند العامة.

قیل : (یرمز للحاکم نفسه فإن کان فی المستدرک أطلقت ، وإلا بینته).

ک = کون الآیة مکیة ، وقد یکتب : مک.

ک = الکتاب.

ک = رمز لما یستدرکه المؤلف أو المحقق علی کتابه فی الطبعات المتأخرة ، کذا فی بعض المعاجم.

کا = لحدیث روی عن أصحاب الإمام موسی بن جعفر الکاظم علیه السلام.

کا = الکافی (الأصول والفروع والروضة) ، لمحمد ابن یعقوب الکلینی _ رحمه الله تعالی _ المتوفی سنة 328 / 329 ه. وهو أحد الأصول الأربعة عند الإمامیة.

کا = وفیات الأعیان وأنباء الزمان ، لابن خلکان أبی العباس أحمد بن محمد بن إبراهیم الأربلی البرمکی الشافعی (608 _ 681 ه) ، کذا رمز له القمی فی الکنی والألقاب.

کح = کتاب جعفر بن محمد بن شریح ، کذا فی بعض کتب الحدیث المتأخرة ، ولم أجده فی غیره.

کد = مسند أبی عبد الله مالک بن أنس بن مالک الأصبحی الحمیری (93 _ 179 ه) ، کما فی تهذیب التهذیب ، وغیره.

لاحظ : کس.

کر = لحدیث روی عن الإمام الحسن بن علی العسکری سلام الله علیهما.

کر = أصحاب الإمام الحسن بن علی العسکری سلام الله علیهما ، من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن _ رحمه الله _ المتوفی سنة 460 ه.

ص: 201

وقد یرمز لهم ب : ری ، وقد یصحف ب : دی.

کر = لابن عساکر فی تأریخه ، وهو أبو القاسم علی ابن الحسن بن هبة الله الدمشقی (499 _ 571 ه).

وقد یرمز له : عسا ، وقد یختص الأخیر بتاریخ دمشق له.

وقد یرمز له ب : عس ، کما مر.

وقد رمز له فی الجزء العاشر من الطبعة الأخیرة من تاریخه ب : أع.

کری = ذکری الشیعة _ فی الفقه _ ، للشهید الأول محمد بن جمال الدین مکی العاملی (734 _ 786 ه).

وقد یرمز له ب : ی.

کره = تذکرة الفقهاء ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

کذ = أنظر : کس.

کس = مسند أبی عبد الله مالک بن أنس بن مالک الحمیری (93 _ 179 ه) ، کذا رمز به ابن حجر فی مقدمة التقریب.

وقد یرمز له : کد ، ولمالک خاصة یرمز ب : ک.

کش = رجال الکشی ، أبی عمرو محمد بن عمرو بن عبد العزیز _ تلمیذ العیاشی _ توفی نحو سنة 340 ه. وقد لخصه الشیخ الطوسی وسماه (اختصار معرفة الرجال) والأصل مفقود.

کشف = کشف الغمة فی معرفة الأئمة ، لعلی

ابن عیسی الأربلی ، ألفه سنة 678 ه.

کف = المصباح _ فی الدعاء _ ، للکفعمی تقی الدین إبراهیم بن علی بن الحسن الجبعی العاملی ، المتوفی سنة 905 ه. ألفه سنة 859 ه ، واسمه جنة الأمان الواقعیة وجنة الإیمان الباقیة.

وقد یرمز له ب : جنه ، أو : ع ، کما مر.

کف = کفایة المعتقد ، أو المقتصد _ فی الفقه _ ، للمحقق السبزواری محمد باقر بن محمد مؤمن الشریف الخراسانی السبزواری (1017 _ 1090 ه).

کک = کذلک ، وقد تکتب : کک ، ولک ، ولک ، والکل واحد.

کما = إکمال الدین وإتمام النعمة _ کمال الدین وتمام النعمة _ ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد یرمز له ب : ل ، کما سیأتی.

والمشهور : ک ، کما مر.

کمله = تکملة الرجال _ فی علم الرجال _ ، للشیخ عبد النبی بن علی بن أحمد الجواد الکاظمی (1198 _ 1256 ه).

کن = کتاب عمل الیوم واللیلة من مسند مالک ابن أنس الأصبحی (93 _ 179 ه).

أو یرمز لمسنده خاصة ، کما قاله فی تهذیب التهذیب وغیره.

کنز = کنز الفوائد ، للکراجکی الشیخ أبی الفتح محمد بن علی بن عثمان ، المتوفی سنة 449 ه.

ولم أجده سوی عند بعض المتأخرین.

ص: 202

وقد یرمز له ب : فو ، أو ب : جکی ، وهو الأشهر.

کنز = کنز جامع الفوائد ، وکتاب تأویل الآیات الظاهرة معا _ لکون أحدهما مأخوذا من الآخر _ ، للشیخ شرف الدین علی الحسنی الاسترآبادی _ تلمیذ الکرکی _. وفی کتاب التأویل کلام لاحظه فی مقدمة البحار 1 : 13 وقد یرمز لهما نادرا : معا.

کنز = کنز العمال فی سنن الأقوال والأفعال ، لعلی بن حسام الدین الهندی ، المتوفی سنة 957 ه ، من مصادر حدیث العامة.

ل = الجمل والعقود فی العبادات ، لشیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی (385 _ 460 ه).

(1).

ل = منتهی المقال فی أحوال الرجال _ المعروف برجال أبی علی _ ، لأبی علی الحائری محمد بن إسماعیل (1159 _ 1215 أو 1216 ه).

والمشهور الرمز له ب : منتهی.

ل = الخصال ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد اشتبه من رمز له ب : ک.

وندر من رمز له ب : خصا.

ل = إکمال الدین وإتمام النعمة ، أو کمال الدین ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن .

ص: 203


1- رمز المحقق فی المعتبر : 7 لکتاب الجمل ب : ل ، واستظهرنا کونه ما ذکرناه. وإن کان هناک عدة کتب بهذا الاسم ، راجع الذریعة 6 : 141 _ 145. ویحتمل ضعیفا کونه کتاب جمل الفرائض للشیخ. المفید. بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه. وقد یرمز له ب : کما ، کما مر. والمشهور الرمز له ب : ک ، کما مر. ل = یرمز لأصحاب الرسول صلی الله علیه وآله وسلم من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ رحمه الله _. اصطلحه ابن داود وتبعه غیره. ل = إقبال الأعمال _ فی الدعاء _ ، للسید أبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. وقد یرمز له ب : قبا ، أو : قل ، کما مر. ل = الحدیث المرسل. ل = نسخة بدل ، یرمز له نادرا. والمشهور : خ. ل. ل = المسائل من مسند أبی داود عبد الله بن سلیمان بن الأشعث الأزدی 230 _ 316 ه. تهذیب التهذیب. ل = لوحة. لا = علامة عدم جواز الوقف علی الکلمة عند قراءة المصحف ویسمی : الوقف الممنوع ، ویقال له : الوقف القبیح ، کالوقف بین المبتدأ والخبر أو المستثنی والمستثنی منه ، وهو رمز تجویدی. لامج = لا مجال. لامح = لا محال. لامحة = لا محالة. لانم = لا نسلم. لایخ = لا یخلو.

لحق = بفتح اللام والحاء المهملة _ وهو تخریج الساقط من الکتاب فی حواشیه ، أخذا من الالحاق أو الزیادة.

لة = الرسالة ، لوالد الشیخ الصدوق أبی الحسن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة تناثر النجوم 329 ه. کتبها لولده ویقال لها : الشرائع وکتاب الشرائع أیضا.

وقد یرمز لها ب : له.

لة = الوسیلة إلی نیل الفضیلة ، لابن حمزة عماد الدین أبی جعفر محمد بن علی بن حمزة الطوسی.

لخ = أمالی الشیخ ، محمد بن الحسن الطوسی المتوفی سنة 460 ه.

وقد یرمز لمجالس الشیخ الطوسی وهو نفس الأمالی ب : ما ، أو : مخ ، کما سیأتی.

لاحظ : لی.

لد = البلد الأمین ، للکفعمی الشیخ إبراهیم بن علی بن الحسن الجبعی المتوفی سنة 905 ه.

وقد یرمز له ب : بلد.

لز = کتاب زید الزراد ، الراوی عن الإمام الصادق علیه السلام ، من الأصول الأربعمائة. وهو مطبوع موجود بعینه.

لسعا = نهج السعادة فی استدراک نهج البلاغة ، للشیخ باقر بن عبد الله ، المتوفی سنة 1342 ه. کذا نحتمله ولم نجزم به.

لع = لعنه الله ، أو لعنهما ، أو لعنهم. أو لعنة الله علیه أو علیهما أو علیها أو علیهم.

لعنة = لعنه الله ، أو لعنهما ، أو لعنهم.

لغیبه = الغیبة ، کما فی بعض المعاجم ، وهو خاص ظاهرا ، ولا یعد رمزا.

لف = مختلف الشیعة _ فی الفقه _ ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی ، المتوفی سنة 726 ه.

وقد یرمز له ب : مخ ، کما سیأتی.

أو ب : المخ ، کما مر.

لک = مسالک الأفهام فی شرح شرائع الإسلام  _ فی الفقه _ ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 965).

لم = الباب الثانی والأخیر من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن _ رحمه الله _ فی من لم یرو عنهم علیهم السلام وإن عاصر (1).

لم = معالم الدین وملاذ المجتهدین _ فی علمی الأصول والفقه _ ، لأبی منصور جمال الدین الحسن بن زین الدین الجبعی العاملی (965 _ 1011 ه).

لم = معالم العلماء ، فی الرجال لمحمد بن علی بن شهرآشوب المازندرانی ، المتوفی سنة 588 ه.

ص: 204


1- 1. أما عند ابن داود فإن جاء ب : لم مجردة فهو إشارة إلی خلو رجال النجاشی من نسبة الروایة عن إمام علیه السلام إلی الرجل ، أی کل من لم ینسب النجاشی إلیه الروایة عن إمام رمز له ابن داود ب : لم مجردة عن : جخ. ومعها أفاد ما مضی ، کما أفاده شیخنا الجد _ أعلی الله مقامه _ فی فوائد التنقیح.

لمطا = المطالب العالیة بزوائد المسانید الثمانیة ، لابن حجر أحمد بن علی العسقلانی (772 _ 852 ه) ، کذا عند بعض المتأخرین ولم أجده عند غیره (1).

لمقنعه = المقنعة _ فی الفقه _ ، للشیخ المفید محمد ابن محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له ب : عة ، أو : عه ، کما مر.

لمی = أمالی الشیخ المفید ، محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له ب : ما ، وهو الأشهر.

لاحظ : لی.

له = انظر : لة.

لهد = الهدایة _ فی الفقه _ ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

والمشهور الرمز له ب : هد ، کما سیأتی.

لی = الأمالی والمجالس ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

أو الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه فإن الأمالی کلها یرمز إلیها ب : لی (2).

ص: 205


1- 1. وإن کان الرمز لی کتب الخاصة والمسألة لغویة فقد یراد به کتاب المطالب العلیة فی عم العربیة ، للعلامة الشیخ جمال الدین الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی ، المتوفی سنة 726 ه.
2- 2. وقع کلام بأن المجالس هل هی الأمالی أم لا؟ أنظر رمز : حا ، و : لمی ، و : ما ، و : مد ، ومعی.

م = فوق العدد من جهة الیسار تدل علی أن الحدیث مکرر مرات ، وجدته فی مفتاح کتب السنة ، وغیره.

م = المتن _ الذی یراد شرحه _ وقد تکتب : مه ، وتمیز غالبا بلون آخر کالأحمر أو بحرف أکبر.

م = علامة الوقف اللازم بحیث لو لم یقف لاختل المعنی ، ویقال له : الوقف التام ، وذلک عند قراءة المصحف ، کذا وضعه السجاوندی وتبعه من تبعه وأعرض عنه المتأخرون ووضعوا مکانه : قف ، وهو من رموز التجوید.

م = کون الآیة مدنیة ، وقد یکتب : مد.

م = میم صغیرة ، توضع علی الآیة المنونة بدل الحرکة الثانیة أو فوق النون الساکنة بدل السکون مع عدم تشدید الیاء التالیة ، لتدل علی قلب التنوین أو النون میما نحو : جزاء بما.

م = الرجل المجهول عند علماء الرجال.

م = المشتبه فی الأسماء والأنساب والکنی والألقاب ، للذهبی أبی عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان شمس الدین (673 _ 748 ه).

م = معلومات خاصة للمؤلف. أو للمحقق.

م = للمجلد ، ویأتی بعده الرقم.

م = المتوفی ، إذا جاء قبل سنة الوفاة.

(م) = کذا ، یأتی بعد الحدیث یشاربه إلی أنه مختلف فیه.

ما = الأمالی ، للشیخ المفید محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له ب : لمی ، کما مر.

لاحظ : لی.

ما = أمالی الشیخ الطوسی ، محمد بن الحسن بن علی الطوسی (385 _ 460 ه).

وقد یرمز له ب : لخ ، کما مر ، أو ب : مخ ، کما سیأتی.

لاحظ : لی.

ما = أمالی الشیخ أبی علی ابن الشیخ الطوسی (1).

وقد یرمز له ب : جش ، وهو شاذ.

أو یرمز له ب : مخ بن ، کما سیأتی.

ما = موطأ مالک ، لمالک بن أنس الأصبحی ، المتوفی سنة 179 ه. کما فی مفتاح کنوز السنة.

وقد یرمز له ب : ط ، کما مر.

مبط = المبسوط _ فی الفقه _ ، للشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ قدس سره _ (385 _ 460 ه).

کما فی حاشیة المکاسب للسید الیزدی الطباطبائی ، وغیره.

والمشهور الرمز له ب : ط ، کما مر.

مج = العلامة المجلسی ، الشیخ محمد باقر بن محمد تقی المجلسی ، المتوفی سنة 1111 ه.

مج = سنن ابن ماجة ، محمد بن یزید الربیعی القزوینی (209 _ 273 ه). وهو نادر.

ص: 206


1- 1. حصره الشیخ القمی فی الکنی والألقاب 2 : 240 بولد الشیخ ، وقال فی البحار 1 : 47 : وکذا أمالی ولد الشیخ شرکناه مع أمالی والده فی الرمز لأن جمیع أخباره إنما یرویها عن والده  _ رضی الله عنهما _.

والمشهور : جه.

مجا = المجازات النبویة ، للشریف الرضی محمد ابن الحسین الموسوی ، المتوفی سنة 406 ه.

مجمع = مجمع البیان فی تفسیر القرآن ، للشیخ الطبرسی أبی علی الفضل بن الحسن بن الفضل ، المتوفی سنة 548 ه.

مجمع = مجمع الرجال ، للشیخ زکی الدین عنایة الله بن علی القهپائی _ تلمیذ الشیخ البهائی محمد بن الحسن العاملی

(953 _ 1031 ه) _ من علماء القرن العاشر والحادی عشر.

وقد یرمز له ب : مع ، وهو نادر.

مح = المسیح علیه السلام ، کما عند البعض.

مح = مختصر کتاب الوسیط ، للمیرزا محمد بن علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه ، من رموز جامع الرواة.

مح = المیرزا محمد بن علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه ، صاحب کتاب الرجال الکبیر والوسیط والمختصر ، من رموز جامع الرواة ولعله والذی قبله واحد.

مح = محقق. وقیل : المح لخصوص المحقق الحلی أبی القاسم جعفر بن الحسن المتوفی سنة 676 ولیس بشئ.

مح = محال. نحو تکلیف بالمح.

محا = محاسبة النفس ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

محجة = المحجة البیضاء فی إحیاء الأحیاء _ یعنی

إحیاء العلوم للغزالی _ ، للمحدث المولی محسن الفیض الکاشانی ، المتوفی سنة 1091 ه.

محص = التمحیص ، لبعض القدماء ولعله لأبی علی محمد بن همام ، کما قاله فی البحار.

م. خ = مقدم. مؤخر.

مخ = المختلف فیه من الرجال.

مخ = مجالس الشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

ویرمز له ب : ما ، أو : لخ ، کما مر.

لاحظ : لی.

مخ = مختلف الشیعة ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر ، المتوفی سنة 726 وقد یرمز له ب : المخ ، أو : لف ، کما مر.

مخ بن = مجالس الشیخ حسن بن الشیخ الطوسی محمد بن الحسن.

وقد یرمز له ب : جش أو : ما ، کما مر.

مخهب = مختصر تذکرة الذهبی ، لأبی عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (673 _ 748 ه).

والظاهر أن المراد به کتابه المختصر المحتاج إلیه من تاریخ الدبیثی ، مطبوع. وقد یکون غیره من مختصراته.

وقد یرمز له : هب.

مد = العمدة لأبی الحسن یحیی بن الحسن بن الحسین بن البطریق الأسدی الحلی

(523 _ 600 ه) ، من مصادر البحار.

مد = معتمد الشیعة فی أحکام الشریعة _ فی الفقه _ ، للشیخ محمد مهدی بن أبی ذر النراقی (1128 _ 1209 ه) ، بذا رمز له ولده المولی أحمد _ المتوفی سنة 1244 ه _ فی

ص: 207

کتابه مستند الشیعة.

مد = قد یرمز لمجالس المفید محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

والمشهور : معی.

وقد یرمز له ب : جا.

لاحظ : لی.

مد = علامة ما أخرجه أبو داود فی کتاب المراسیل.

مد = کون الآیة مدنیة ، ویکتب غالبا : م.

مد = للقراء المدنیین ، أنظر : شا.

م. د = المیرزا محمد الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه ، صاحب الرجال الصغیر والوسیط والکبیر.

مذ = صحیح الترمذی ، لأبی عیسی محمد بن عیسی بن سورة البوغی (209 _ 279 ه).

ویقال له : الجامع الکبیر.

وقد یرمز له ب : بت ، کما مر.

والمشهور : ت.

مر = معالم العلماء ، رجال محمد بن علی بن شهرآشوب المتوفی سنة 558 ه ، کما فی منهج المقال.

وقد یرمز له ب : م ، کما مر.

والمشهور : ب ، کما مر.

مر = محمد بن علی بن شهرآشوب المازندرانی ، المتوفی سنة 588 ه.

وقد یرمز له ب : م ، کما مر.

مر = المزار الکبیر _ کذا سماه العلامة المجلسی _ المعروف بمزار ابن المشهدی وهو کتاب کبیر

فی الزیارات ، للشیخ محمد بن المشهدی ، کما یظهر من تألیفات السید ابن طاووس.

وقد مر الرمز له ب : ش.

مر = مراصد الاطلاع عن أسماء الأمکنة والبقاع : لصفی الدین عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادی ، المتوفی سنة 739 ه.

مس = صحیح مسلم بن الحجاج القشیری (204 _ 261 ه) ، کما فی مفتاح کنوز السنة ،

والمشهور : م. کما مر.

مس = مجالس المؤمنین ، للشهید الثالث القاضی نور الله التستری ، المستشهد سنة 1019 ه.

مسته = مستدرک الوسائل ، للمیرزا حسین بن میرزا تقی النوری الطبرسی

(1254 _ 1320 ه).

مسکن = مسکن الفؤاد فی فقد الأحبة والأولاد ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 965 ه).

مشه = مزار الشهید ، للشهید الأول محمد بن جمال الدین مکی العاملی

(734 _ 786 ه).

وقد یرمز ب : د ، کما مر.

مشکا = هدایة المحدثین إلی طریقة المحمدین  _ المعروف ب (مشترکات الکاظمی) _ لمحمد أمین بن محمد علی الکاظمی _ تلمیذ الطریحی _ من علماء القرن الحادی عشر.

مشکو = مشکاة الأنوار فی غرر الأخبار ، لسبط الشیخ أبی علی الطبرسی أبی الفضل علی بن الحسن. ألفه تتمیما لکتاب مکارم الأخلاق

ص: 208

تألیف والده.

مشه = المشهور.

مص = مصباح الشریعة ومفتاح الحقیقة ، المنسوب إلی صادق آل محمد علیه وعلیهم السلام ، وهو من مصادر البحار.

مص = مصدر.

مصه = المصنف.

مصا = مصباح المتهجد _ فی الدعاء _ ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

مصبا = المصباحان ، لشیخ الطائفة الطوسی ، وولده الشیخ حسن.

أو خصوص مصباح الشیخ الطوسی

محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

ولعل الصحیح کون ذلک للمصباح

الکبیر والصغیر له _ قدس سره _.

مصبا = مصباح الأنوار فی مناقب إمام الأبرار ، للشیخ هاشم بن محمد ، من علماء القرن السادس الهجری. وقد ینسب إلی شیخ الطائفة وهو خطأ لأنه متأخر عنه بمراتب ، وهو من مصادر البحار.

مصر = مصباح الزائر _ فی الدعاء _ ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

مط = المطبوع.

مطه = مطلقا.

مض = شهر رمضان.

وقد یکتب : مضه.

مع = معانی الأخبار ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمی ، المتوفی سنة

381 ه.

مع = المعتبر = فی الفقه _ ، للمحقق الحلی أبی القاسم جعفر بن الحسن ، المتوفی سنة 676 ه.

وقد یرمز له ب : بر ، کما مر.

وقد یقال له ب : معتبر ، ولیس برمز.

مع = اللوامع ، لأبی العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلی الأسدی (757 _ 841 ه). (1) مع = مجمع الرجال ، للشیخ عنایة الله القهپائی ، من علماء القرن العاشر والحادی عشر ، یرمز له نادرا کما قاله الشیخ الجد _ قدس سره _.

والمشهور : مجمع ، کما مر.

مع = جامع المقاصد _ شرح لقواعد العلامة الحسن ابن یوسف الحلی ، المتوفی سنة 726 ه _ ، للمحقق الکرکی نور الدین علی بن عبد العالی ، المتوفی سنة 937 أو 938 ه.

والمشهور : مع صد.

مع = جامع السادات _ فی الأخلاق _ ، للشیخ محمد مهدی بن أبی ذر النراقی (1128 _ 1209 ه) ، بذا رمز له ولده فی المسند.

مع = کل ما کان معتبرا سواء کان روایة أو عبارة أو غیرهما.

ویکتب أیضا : معه.

ص: 209


1- 1. فوائد مختلفة لأبواب فقهیة متفرقة تحت عنوان (لمع) مصدرة بمقدمة ومرتبة علی (19) با با ، جمعت من قبل أحد تلامذته ولعله الشیخ زین الدین علی ابن فضل بن هیکل الحلی.

معا = کنز جامع الفوائد وتأویل الآیات الظاهرة  _ معا لکون أحدهما مأخوذا من الآخر _ والتأویل للشیخ شرف الدین علی الحسینی الاسترآبادی _ تلمیذ الکرکی _.

وقد یرمز له ب : کنز. کما مر.

معا = معانی الأخبار ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

وقد یرمز له ب : مع ، کما مر.

معتبر = المعتبر _ فی الفقه _ ، للمحقق الحلی أبی القاسم جعفر بن الحسن (602 _ 676 ه).

ولا یعد رمزا ، وإن قیل بذلک ویرمز له عادة ب : بر أو : مع ، کما مر.

معد = محمد بن مسعود ، مشترک بین أکثر من واحد ، ویعرف بالقرائن.

وقد یکتب : مع.

مع صد = جامع المقاصد فی شرح القواعد  _ للعلامة الحلی حسن بن یوسف ، المتوفی سنة 726 ه _ ألفه المحقق الثانی نور الدین علی بن عبد العالی ، المتوفی سنة 937 ه.

وقد یرمز له : مع ، خاصة.

معط = تجعل فوق کلمتین أو جملتین للدلالة علی أن الثانیة معطوفة علی الأولی.

معی = مجالس المفید محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفی سنة 413 ه.

وقد یرمز له ب : مد ،

وأحیانا : جا ، کما مر.

لاحظ : لی.

معه = المعتبر ، وقد یرمز له : مع.

معه = معلول.

معه = أنظر : مع.

مق = مجالس الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 لاحظ : لی.

مق = المتفق علیه من الرجال.

مق = مقدمة صحیح مسلم بن الحجاج القشیری (204 _ 261 ه) ، کذا رمز له ابن حجر فی مقدمة التقریب ، وفی تهذیب التهذیب 1 : 6.

مقه = المقصود.

مقصه = المقصود أیضا.

مقصه = المقصد ، ویفرق بینهما بالسیاق.

مک = للقراء المکیین : أنظر : شا.

مک = کون الآیة مکیة ، ویکتب غالبا : ک.

مکا = مکارم الأخلاق ومعالم الأعلاق ، لأبی نصر رضی الدین الحسن بن الفض بن الحسن الطبرسی _ ابن صاحب مجمع البیان فی تفسیر القرآن المتوفی سنة 548 ه _ من أعلام المائة السادسة.

مکهو = کتاب الملهوف علی أهل الطفوف ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه.

ولعله : ملهو.

مل = کامل الزیارات ، لجعفر بن محمد بن جعفر القمی ابن قولویه ، المتوفی حدود سنة 369 ه.

مل = أمل الآمال ، للشیخ الحر العاملی محمد بن الحسن المشغری ، المتوفی سنة 1104 ه.

ص: 210

مل = الکامل _ فی التأریخ _ ، لابن الأثیر أبی الحسن علی بن محمد بن عبد الکرم الشیبانی الجزری (555 _ 630 ه) ، مرتب علی السنین ، بلغ فیه إلی عام 629 ه.

ملا = الملاحم والفتن ، لأبی عبد الله محمد بن الحسن بن أبی جمهور القمی ، عمر مائة وعشر سنوات ، یروی عن الإمام أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیهما السلام. ویقال له : الملاحم الکبیرة ، وهو من مصادر البحار.

ملهو = الملهوف علی قتلی الطفوف _ المعروف باللهوف علی قتلی الطفوف _ للسید جمال السالکین رضی الدین أبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحلی ، المتوفی سنة 664 ه.

مم = ممنوع.

من = منتهی المطلب فی تحقیق المذهب ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه.

منا = مناقب ابن الجوزی ، عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی القرشی البغدادی

(508 _ 597 ه) ، له عدة کتب باسم المناقب ولا أعلم إن الرمز لأیها.

منتخب = منتخب البصائر _ من بصائر الدرجات للشیخ محمد بن الحسن الصفار ، المتوفی سنة 290 ه _ ، للشیخ حسن بن سلیمان تلمیذ الشهید الأول محمد بن مکی ، المتوفی سنة 786 ه. من مصادر البحار.

والمشهور : خص ، کما مر.

منتهی = منتهی المقال فی أحوال الرجال ، للشیخ

أبی علی محمد بن إسماعیل الحائری (1159 _ 1215 أو 1216 ه).

وقد یرمز له : ل ، کما مر.

منثو = تفسیر الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور ، لجلال الدین السیوطی (849 _ 911 ه).

منه = من ملحقات المصنف ، أو من حواشیه علی مطالبه. توضع غالبا فی آخر الحواشی.

منها = منهاج ، وجدته فی بعض المصنفات المتأخرة فی الحدیث ولم یعینه ، وبهذا الاسم أکثر من مائة مصنف.

منهج = منهج المقال فی تحقیق أحوال الرجال  _ الرجال الکبیر _ ، للمیرزا محمد بن علی بن إبراهیم الأسترآبادی ، المتوفی سنة 1038 ه.

وقد یرمز له : ج ، کما مر أو : هج ، کما سیأتی.

منیه = منیة المرید فی آداب المفید والمستفید ، للشهید الثانی زین الدین الجبعی العاملی (911 _ 965 ه) ، کذا عد رمزا.

مه = دلائل الإمامة ، للشیخ أبی جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبری الآملی (226 _ 310 ه) ، ویسمی ب : المسترشد أو مسند فاطمة سلام الله علیها ، وقیل هما اثنان.

مه = العلامة الحلی ، جمال الدین أبو منصور الحسن ابن یوسف بن علی بن المطهر (648 _ 726 ه).

مه = مختصر کلمة العلامة.

مه = للمراسیل من صحیح أبی داود ، عبد الله بن سلیمان بن الأشعث الأزدی ، المتوفی سنة 316 ه. کذا فی تهذیب التهذیب 1 : 6.

ص: 211

مه = ملحق فی هامش الأصل.

مهج = مهج الدعوات ، للسید ابن طاووس رضی الدین علی بن موسی بن جعفر ، المتوفی سنة 664 ه.

مهجه = کشف المحجة لثمرة المهجة ، للسید أبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی المتوفی سنة 664 ه.

مؤ = المؤمن ، للشیخ الحسین بن سعید الکوفی الأهوازی ، من أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام والهادی علیهم السلام ، من الأصول الأربعمائة.

مو = للنبی موسی علیه السلام ، کذا قیل.

می = منیة النعمانی ، قد تعجب المرحوم الجد  _ قدس سره _ من ذلک حیث لا یوجد کتاب بهذا الاسم من کتب الأخبار کی یرمز له بذلک.

می = مسند الدارمی ، لعبد الله بن عبد الرحمان ابن الفضل التمیمی السمرقندی

(181 _ 255 ه) ، من کتب الحدیث عند العامة.

وله الجامع الصحیح ، ویقال له : سنن الدارمی.

ن = عیون أخبار الرضا علیه السلام ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمی المتوفی سنة 381 ه. وقد یرمز له ب : عیو ، کما مر.

ن = یرمز لأصحاب الإمام الحسن بن علی المجتبی علیهما السلام ، من رجال الشیخ الطوسی محمد بن الحسن _ رحمه الله _ المتوفی سنة 460 ه.

ن = مختصر کلمة البیان.

ن = الأرکان فی دعائم الدین ، للشیخ أبی عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفید ، المتوفی سنة 413 ه.

ن = البیان _ فی الفقه _ ، للشهید الأول محمد بن جمال الدین مکی العاملی (734 _ 786 ه).

ن = نخبة المقال فی علم الرجال ، للسید حسن بن الرضا البروجردی الحسینی

(1228 _ 1276 ه) ، تلمیذ صاحب الجواهر.

طبع بعنوان : زبدة المقال.

ن = للنسائی ، أحمد بن شعیب الخراسانی النسائی (251 _ 303 ه) ، أحد أصحاب الکتب الستة فی الحدیث عند العامة.

ولسننه : س ، کما مر.

ن = بیان ، علامة توضع بعد الحدیث إن احتاج إلی بیان ، کما فی الحبل المتین للشیخ البهائی ، وغیره.

ن = نسخة بدل.

والمشهور الرمز له ب : خ. ل ، کما مر.

ن = الحدیث الحسن ، بذا رمز له فی منتقی الجمان.

والمشهور : ح.

ن = أنظر.

نا = حدثنا.

نبه = تنبیه الخاطر _ وفی نسخة : الخواطر _ المعروف بمجموعة ورام ، لورام بن أبی فراس ،

ص: 212

المتوفی سنة 605 ه.

وقد یرمز له ب : نزه ، کما سیأتی.

نثر = نثر الدر ، لأبی سعید منصور بن الحسن بن الحسین الآبی _ تلمیذ شیخ الطائفة الطوسی محمد بن الحسن _ ، وقد توفی أبو سعید سنة 421 ه ، وقیل توفی سنة 432 ه.

نجم = کتاب النجوم ، لأبی القاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسنی ، المتوفی سنة 664 ه. من مصادر البحار.

ن. خ = نسخة بدل ، رمز نادر.

نر = کتاب زید النرسی. ویعد کتابه من الأصول الأربعمائة ، وهو ممن روی عن الإمام الصادق والإمام الکاظم علیهما السلام.

ویرمز له أیضا ب : نس.

نزه = نزهة النواظر وتنبیه الخواطر _ فی الترغیب والترهیب والمواعظ _ المعروف بمجموعة ورام ، لأبی الحسین ورام بن أبی فراس بن حمدان  _ المتوفی سنة 605 ه _ من ذراری مالک الأشتر _ رحمه الله _.

وقد یرمز له : نبه ، کما مر نس = کتاب زید النرسی ، ویرمز له ب : نر کما مر. وقد یراد بن کتاب زید الزراد وکلاهما من الأصول الأربعمائة.

نس = سنن النسائی ، أحمد بن شعیب (251 _ 303) ه.

والمشهور ما یأتی.

نسائی = سنن النسائی ، أحمد بن شعیب الخراسانی النسائی (251 _ 303 ه).

والمشهور الرمز له ب : ن.

نسخه = فی نسخة ، وغالبا یرمز لها : خ. ل.

نص = کفایة الأثر فی النص علی الأئمة الاثنی عشر ، للشیخ أبی القاسم علی بن محمد بن علی الخزاز الرازی القمی _ من تلامذة الشیخ الصدوق _ من أعلام القرن الرابع الهجری.

من مصادر البحار.

نص = کل ما ورد فی کتاب المؤلف من دون تغییر سواء کان نثرا أو شعرا أو حدیثا ، أو غیرها.

نع = المقنع _ فی الفقه _ ، للشیخ الصدوق أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

نع = لأبی نعیم أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصفهانی (336 _ 430 ه) ، صاحب کتابی حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، ومعرفة الصحابة وغیرهما.

نقد = نقد الرجال _ المعروف برجال المیر مصطفی التفریشی _ کان مؤلفه حیا سنة 1044 ه.

وقد یرمز له ب : قد ، کما مر.

نها = النهایة فی مجرد الفقه والفتاوی ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن ، المتوفی سنة 460 ه.

وقد یرمز له ب : یه ، کما سیأتی.

نهایة = البدایة والنهایة ، لأبی الفداء الحافظ ابن کثیر الدمشقی إسماعیل بن عمر بن کثیر الشافعی ، المتوفی سنة 774 ه.

نهج = نهج البلاغة ، جمع السید محمد بن الحسین بن

ص: 213

موسی الرضی ، المتوفی سنة 406 ه (1).

وعد هذا والذی قبله رمزا مسامحة.

نو = نوادر الرواندی ، السید فضل الله بن علی بن عبید الله الحسینی الراوندی الکاشانی ، المتوفی سنة 573 ه. من مصادر البحار.

نو = تفسیر نور الثقلین ، للشیخ عبد علی بن جمعة العروسی الحویزی ، المتوفی سنة 1112 ه.

نی = غیبة النعمانی ، لمحمد بن إبراهیم بن أبی جعفر. راویه الشیخ محمد بن یعقوب الکلینی المتوفی سنة 328 ه

وقد یرمز له نادرا ب : غی ، کما مر.

ه = أی عن أحد المعصومین علیهم السلام ، أو عن أحدهم علیهم السلام.

ه = ابن ماجة _ رمز له السیوطی فی الجامع الکبیر والصغیر _ وهو أبو عبد الله محمد بن یزید الربعی القزوینی (209 _ 273 ه). له السنن وهو أحد الکتب الستة المعتمدة عند العامة.

لاحظ : جه.

ه = النهایة ، کذا رمز لها المحقق فی المعتبر.

أنظر : نها ، و : یه.

ه = مسند أحمد بن محمد بن حنبل المروزی البغدادی (164 _ 241 ه) إمام الحنابلة. کما فی تجرید أسماء الصحابة 1 / المقدمة ب ، وهو نادر.

ص: 214


1- 1. یرمز ب : نهج خ لقسم الخطب من نهج البلاغة ، ویرمز ب : نهج ر لقسم الرسائل منه ، وب : نهج. ح لقسم الحکم منه.

1266 ه.

ه. ش = السنة الهجریة الشمسیة = ش.

ه ش = السیرة النبویة ، لابن هشام عبد الله بن هشام بن أیوب ، المتوفی سنة 213 ه ، کما فی مفتاح کنوز السنة.

هف = هذا خلف ، وهو اصطلاح فلسفی وکلامی.

ه. ق = السنة الهجریة القمریة.

هق = للبیهقی فی سننه _ قاله السیوطی وغیره _ وهو أبو بکر أحمد بن الحسین بن علی (384 _ 458 ه) ، له السنن الکبری والسنن الصغری وغیرهما.

هلیلجة = الرسالة الأهلیلجیة بروایة المفضل بن عمر عن الإمام الصادق علیه السلام ، وهی مناظرة للإمام الصادق علیه السلام مع الهندی فی معرفة الله سبحانه وتعالی ، وعدها العلامة محمد باقر المجلسی من مصادرة فی البحار.

هما = لکل حدیث روی عن الإمام محمد بن علی الباقر ، والإمام جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام.

هما = یرمز للشیخ میرزا محمد بن علی الاسترآبادی المتوفی سنة 1038 ه

_ والفاضل المیر مصطفی التفریشی کان حیا سنة 1044 ه _ صاحب کتاب نقد الرجال ، المتعاصران.

هی = منتهی المطلب ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن علی ، المتوفی سنة 726 ه ، کما

فی مکاسب الشیخ مرتضی الأنصاری.

وقیل : هی _ بالألف المقصورة _ ، وهو الظاهر.

وقد یرمز له ب : تهی.

و. ه. م = وهو المطلوب ، رمز ریاضی تعورف أخیرا فی کتب المنطق.

ی = لأصحاب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، من رجال الشیخ محمد بن الحسن الطوسی _ رحمه الله _.

وقیل یرمز لأصحاب الإمام محمد بن علی الجواد علیهما السلام.

ی = لحدیث روی عن الإمام الحجة المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف.

ی = ذکری الشیعة _ فی الفقه _ للشهید الأول محمد بن جمال الدین مکی العاملی (734 _ 786 ه) ولعله بالألف المقصورة.

ی = راجع رمز : خ.

یب = تهذیب الأحکام ، للشیخ الطوسی محمد بن الحسن المتوفی سنة 460 ه.

وقد یرمز له ب : تهذ ، وهو نادر.

یب = تهذیب الأحکام _ فی الفقه _ ، للعلامة جمال الدین أبی منصور الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی (648 _ 726 ه).

یبین = التهذیبین _ تهذیب الأحکام والاستبصار _ ، للشیخ محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

یح = الجرائح ، للشیخ قطب الدین أبی الحسن سعید بن هبة الله الراوندی ، المتوفی سنة

ص: 215

573 ه.

یج = الخرائج ، وهو أیضا للشیخ قطب الدین.

وقیل : یرمز لکلیهما _ الجرائح والخرائج _ : یج (1).

وقد یرمز لهما ب : ئج.

ید = التوحید ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 یر = تحریر الأحکام الشرعیة _ فی الفقه _ ، للعلامة جمال الدین أبی منصور الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی (648 _ 726 ه).

یر = السرائر _ فی الفقه _ ، لابن إدریس محمد بن أحمد بن إدریس العجلی الحلی ، المتوفی سنة 598 ه. ولعل هذا تصحیف.

والمشهور الرمز له ب : ئر ، کما مر.

یر = بصائر الدرجات ، لمحمد بن الحسن الصفار القمی ، المتوفی سنة 290 ه ، عند البعض ، وعند آخر : بصا.

والمشهور الرمز له ب : ئر ، کما سبق.

یضه = یظهر ، کذا ، والظاهر : یظه.

یع = شرائع الإسلام فی أحکام الحلال والحرام ، للمحقق الحلی أبی القاسم جعفر بن الحسن الهذلی 602 _ 676 ه).

وقد یرمز له ب : ئع ، کما مر.

یعه = الذریعة إلی تصانیف الشیعة ، للشیخ آغا بزرک الطهرانی.

أنظر : ذ.

ص: 216


1- 1. یعتقد الشیخ الأمینی فی الغدیر أن اسم کتاب الراوندی هو الجوامع والجوانح ، وقراءة الخرائج والجرائح غلط شائع.

وقد یرمز له ب : نها ، کما مر.

لاحظ : ه.

یه = نهایة الأحکام _ فی الفقه _ ، للعلامة الحلی الحسن بن یوسف ، المتوفی سنة 726 ه.

وقد یکتب : یه الأحکام (1).

یه = نهایة اللغة ، لابن الأثیر الجزری مجد الدین أبی السعادات المبارک بن محمد

(544 _ 606 ه).

یه = الهدایة _ فی فقه الصلاة _ لابن فهد الحلی جمال الدین أبی العباس أحمد بن شمس الدین الأسدی ، المتوفی سنة 841 ه.

وقد یراد به نادرا (هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة) للمحدث الحر العاملی محمد بن الحسن (1033 _ 1104 ه) منتخب من کتابه وسائل الشیعة.

یه = أبو حنیفة ، أنظر : فه.

3 = یراد به أبو داود والترمذی والنسائی ، کما ذکره السیوطی فی جامعیه ، وغیره عنه. رمز به فی کتب الحدیث عند العامة.

4 = یراد به الثلاثة السابقون مع ابن ماجة ، کما نص علیه السیوطی فی جامعیه ، وابن ماکولا فی الاکمال 1 : 149 ، وغیرهم.

ص: 217


1- 1. فی الکتب التی رمزت لکتاب (من یحضره الفقیه) ب : یه رمزت لکتاب (نهایة الأحکام) ب : یه الأحکام ، کما فی کتاب (ریاض المائل) للسید علی الطباطبائی.

(*) = إشارة إلی تکرر حاشیة أخری علی نفس الأصل _ المتن _.

(؟؟) = تستعمل فوق الحواشی الصغیرة ، وغالبا الحواشی التی تکون بین الأسطر للإشارة إلی أن هذه لصاحب الحاشیة الکبیرة الموجدة فی هوامش الکتاب.

(؟؟) = تستعمل فی موضع تکون الحاشیة فی الصفحة السابقة أو اللاحقة.

_ _ _ = یوضع علی أول الجملة علامة لبدایة الشرح.

_ _ = یوضع فوق کلام للدلالة علی أن ما تحت الخط هو الأصل فی الکتاب وأن ما عداه شرح له.

(؟؟) = یوضع لیدل علی وجود حاشیة.

(؟؟) = علامة علی أن ما تحتها بدایة کلام مهم.

(؟؟) = توضع فتحتان فوق بعض الأرقام (؟ ،؟) للدلالة علی أن الرقم یراد به اسم العدد منونا فیقال : أولا ، ثانیا ... إلی آخره.

(؟؟) = 1 سم.

12 = وضع هذا الرقم تحت بعض الحواشی الخطیة ، وقد حکی لی عن الشیخ آغا بزرک الطهرانی _ رحمه الله _ أنه بمعنی کون صاحب الحاشیة إمامیا إثنا عشریا ، إلا أنه وجد حواشی تنقض علیه ، کحواشی تأییدیة لصاحب سنن النسائی وغیره.

(؟؟) = توضع فی آخر السطر لملأ الفراغ الذی لا یسع الکلمة التالیة له.

(؟؟) = توضع فی الفراغات بین الکلمات علامة

عدم وجود السقط بینها وارتباط الکلمات مع بعضها.

(؟؟) = الصفر المستدیر ، یوضع فی الکتابة القرآنیة علی أحرف العلة ، لیدل علی زادة ذلک الحرف وعدم جواز النطق به ، لا فی الوصل ولا فی الوقف.

(؟؟) = الصفر المستطیل القائم یوضع فی الکتابة القرآنیة فوق ألف بعدها متحرک لیدل علی زیادتها وصلا لا وقفا ، نحو : أنا خیر منه (1).

: = علامة التنوین للحرکات الثلاثة ، تکتب علی الآیة علامة لزوم إظهار تنوینها.

(؟؟) = تتابع العلامات مع تشدید الحروف التالی یدل علی إدغامه ، نحو : غفورا رحیما ، وتتابعها مع عدم التشدید یدل علی الاخفاء نحو : شهاب ثاقب ، وعلیه فترکیب الحرکتین بمنزلة وضع السکون علی الحرف وتتابعهما بمنزلة تعریته عنه.

(؟؟) = علامة المدة ، توضع علی الحرف القرآنی علامة لزوم مده مدا زائدا علی المد الأصلی الطبیعی (2) ، وقد فصل الکلام فیه فی فن التجوید.

ص: 218


1- 1. لم یوضع هذا الرمز فی الکتابة القرآنیة فیما لو کانت الألف التی بعدها ساکن نحو : أنا النذیر ، وإن کان حکمها مثل التی بعدها متحرک فی أنها تسقط وصلا وتثبت وقفا ، لعدم توهم ثبوتها وصلا.
2- 2. وضع فی بعض المصاحف علامة المدة علی ألف محذوفة بعد ألف مکتوبة مثل : آمنوا ، وهو غلط عند بعض وأبدلوها بالهمزة وألف بعدها :ءامنوا.

ک. = کذلک توضع علی الآیة ، علامة أن کل ما کان من رمز سابق علی الآیات فحکم هذه الآیات کذلک ، أی کالرمز (قلی) وهو من الرموز التجویدیة عند المتأخرین.

O = الدائرة المغلقة التی فی جوفها رقم بعد الآیات القرآنیة تدل بهیئتها علی انتهاء الآیة وبرقمها علی عدد تلک الآیة من تلک سورة ولا یجوز وضعها قبل الآیة کما هو واضح.

* = علامة توضع لتدل علی ابتداء ربع الحزب ، وإذا کان أول الربع أول السورة فلا توضع.

_ _ = خط أفقی ، یوضع فوق الآیة لیدل علی موجب السجدة.

(؟؟) = توضع بعد الآیة التی فیها موضع السجدة.

(؟؟) = توضع النقطة الخالیة الوسط المعینة الشکل تحت الحرف یدل علی إمالة الفتحة

إلی الکسرة وإمالة الألف إلی الیاء فی مثل : بسم الله مجریها ، وکانوا یضعونها دائرة حمراء فلما تعسر ذلک فی المطابع عدل إلی هذا الشکل المعین.

(؟؟) = علامة الاشمام ، توضع هذه النقطة فوق آخر المیم قبل النون المشددة علامة الاشمام ، أی ضم الشفتین کمن یرید النطق بضمة ، إشارة إلی أن الحرکة المحذوفة ضمة ، من غیر أن یظهر لذلک أثر فی النطق ، کقوله تعالی : مالک لا تأمنا؟ علی یوسف.

(؟؟) = وضع نقطة مدورة مسدودة الوسط فوق الهمزة الثانیة ، نحو قوله تعالی : (أأعجمی) یدل علی تسهیلها بین بین أی بین الهمزة والألف.

؟ = من رموز التجوید علامة تعانق الوقف بحیث إذا وقف علی أحد الموضعین لا یصح الوقف علی الآخر نحو : ذلک الکتاب لا ریب؟ فیه؟ هدی للمتقین.

للبحث صلة ...

ص: 219

من التراث الأدبی المنسی فی الأحساء

الشیخ محمد بن علی البغلی

الشیخ جعفر الهلالی

نعتذر لإخواننا القراء عن التأخیر الذی عاقنا عن مواصلة الحدیث حول الأدب المنسی فی الأحساء ، وها أنا أقدم الحلقة الثانیة.

لقد تحدثنا فی الحلقة الأولی عن أحد أولئک الشعراء المنسیین فی هذا القطر ، وحدیثنا فی هذه الحلقة یدور حول شاعر آخر هو الشیخ محمد بن علی البغلی ، أحد شعراء القرن الثالث عشر الذین نبغوا فی الأحساء ، وکان عالما فاضلا وأدیبا شاعرا ، یأتی فی الطبقة الأولی من شعراء قطره ، کما أن له یدا فی طب العقاقیر ، وکانت له به شهرة أیضا.

ولادته : ولد شاعرنا المترجم له فی مدینة الهفوف عاصمة الأحساء ، ولم نقف علی تأریخ لولادته کما لم یؤرخ لوفاته ، والمستفاد من شعره أنه کان حیا سنة 1245 ه ، فقد حملت بعض قصائده هذا التأریخ لسنة النظم کما هو مثبت فی دیوانه المخطوط الذی عثرنا علیه فی الأحساء.

أما نشأته : فقد کانت فی الأحساء _ مسقط رأسه _ وفیها أخذ أوائل تحصیله العلمی والأدبی علی ید علمائها وأدبائها آنذاک.

وقد سافر إلی النجف وکربلاء لزیارة العتبات المقدسة ، کما وردت الإشارة إلی ذلک فی بعض قطعه الشعریة ، قال وهو یشیر إلی توجهه إلی زیارة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام :

أمیر المؤمنین إلیک أشکو

ولیس علیک یخفی ما عرانی

الشیخ جعفر الهلالی

ص: 220

أتیتک أقطع البیداء رکضا

وحاشی أن یخیب إلیک عانی

فکن لی سیدی غوثا وعونا

وخذ بیدی من نوب الزمان

وله أبیات أخری یشیر بها تغربه عن وطنه وقصد زیارة الإمام علیه السلام ، قال :

لقد تغربت عن أهلی وعن وطنی

إلی زیارة مولانا أبی حسن

لعله عند رب العرش یشفع لی

یوم الحساب وعند الموت یحضرنی

هذا اعتقادی فی سری وفی علنی

وإن رجوت فشئ لست عنه ونی

وله قصیدة یخاطب بها الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام ویذکر زیارته له ، فمنها قوله :

عبیدک المذنب جاء زائرا

ولائذا ومستجیرا بالنجف

فامنن علیه سیدی بعطفة

فأنت خیر من عفا ومن عطف

کما صرح فی بعض قصائده أنه نظمها وهو واقف علی قبر الإمام الحسین علیه السلام ، جاء فی أولها قوله :

قف المطی معی فهذی کربلا

وذهی محل الکرب ویحک والبلا

وصرح أیضا فی قصیدة أخری فی رثاء العباس ابن أمیر المؤمنین علیهما السلام أنه نظمها فی کربلاء ، جاء فی مستهلها قوله :

لمن الطلول خواشعا أعلامها

قفراء کالحة الوجوه إکامها

ویقول فی آخرها :

وإلیکها یا ابن الوصی خریدة

مثل الدراری لا یرام نظامها

جاءتک باسطة إلیک ید الرجا

وعلی جنابک واجب إکرامها

ألبستها حلل الکمال ولم أقل

(أمن المعرف مکة فمقامها)

ونظمتها فی کربلاء فأصبحت

أذکی من المسک الفتیق ختامها (1)

ویظهر أنه کان قد استوطن أحد العتبات المقدسة ، کالنجف الأشرف علی الأخص ، باعتبارها حاضرة العلم والأدب.

ص: 221


1- 1. دیوان الشاعر _ مخطوط _ ، وقد جاری فیها قصیدة الشیخ محمد رضا الأزری فیه رثاء العباس ابن أمیر المؤمنین علیهما السلام.

ولا بد أنه نهل من معارفها _ خلال إقامته هناک _ ما أکسبه شهرة علمیة وأدبیة ، وکانت له علاقات ودیة ومساجلات شعریة مع بعض العلماء والأدباء فی النجف ، فقد وردت له فی دیوانه قصیدة یقرظ بها أرجوزة الشیخ عبد الله الحویزی المسماة ب (الکوکب الدری) قال :

لقد جل هذا النظم عن صفة الشعر

ولکنه الحلو الحلال من السحر.

ویقول فی آخرها :

فلا زال عبد الله شیخا مهذبا

وهمته تعلو علی هامة النسر

ولا زال شمسا یستضاء بنوره

وبدر علا یجلی به حندس الکفر

ولا برحت أرض العراق بذکره

معطرة الآفاق باسمة الثغر

وهذه أبیات جاءت فی دیوانه أیضا یمدح بها أحد شعراء النجف ، وهو الشیخ عبد الحسین الأعسم ، بما یؤکد وجود علاقة ودیة بینهما ، قال :

ملکت قلوب أرباب الکمال

بتعریض من السحر الجلال

أتیت بکل بکر ذات حسن

علی أعطافها شبه اللآلی

لأنت وإن جعلت الأرض مثوی

فشأنک فی سماء المجد عالی

شهرته الأدبیة :

لقد اکتسب شاعرنا البغلی شهرة أدبیة واسعة ، فبالرغم من منزلته العلمیة فقد کان الجانب الأدبی فی حیاته هو الأبرز ظهورا ، ذکره جملة من العلماء والأدباء الذین عاصروه وأطروا أدبه ، منهم الشیخ علی آل الرمضان ، المتولد سنة 1253 ه ، والمتوفی سنة 1327 ه ، وکان أحد علماء الأحساء وشعرائها ، له دیوان شعر لا یزال موجودا عند بعض أحفاده فی الأحساء ، فقد کانت لشاعرنا البغلی معه علاقة ودیة وأدبیة ، فهذه أبیات للشیخ علی المذکور _ کما فی دیوانه _ أرسلها إلی البغلی یذکر فیها ما بینه وبینه من صلة ومودة :

وسلام جلا محض الوداد وأغربا

وبین صدق الاتحاد وأعربا

وفاح بساحات الصداقة عنبرا

ولاح بآفاق العلاقة کوکبا

محمد البغلی من شاع ذکره

بأقطار أرض الله شرقا ومغربا

ص: 222

کما ورد ذکره فی غیر موضع من دیوان الشیخ علی حیث قال : کان لمحمد بن علی البغی مراث ، فترک القراء قراءتها ، فنظم أبیاتا یشکو فیها وطلب منی نصرته فقلت :

ویا من أتی من شعره بعزائم

سجدت لهن مفالق الشعراء

وتیقنوا أن لا سواک فوحدوا

لک مخلصین بغیر شوب ریاء

قسما بنظمک ذلک النظم الذی

ضاعت لدیه کواکب الجوزاء (1)

وقد کانت لشاعرنا البغلی علاقة أدبیة مع آخرین من شعراء قطره _ الأحساء _ منهم الشیخ عبد الله بن محمد بن عثمان الأحسائی ، وهما بدورهما کانت تربطهما علاقة ودیة مع شاعر آخر من أهل العراق فی مدینة البصرة ، وهو الأدیب الشاعر السید عبد الجلیل البصری ، ولم نتأکد من أسباب هذه العلاقة التی ربطت بینهما وبین الشاعر البصری ، فهل راز هو بدوره الأحساء وتعرف علی الشاعرین؟ أم أنه کان قد سکن الأحساء؟ أم أنهما زارا الشاعر فی مدینة البصرة فتعرفا علیه ...؟

والسید عبد الجلیل البصری من موالید سنة 1776 م ، وتوفی سنة 1827 م ، وقد وردت فی دیوان البصری قصیدة أرسلها إلی کل من الشیخ البغلی والشیخ عبد الله الأحسائی جوابا عن رسائل شعریة وردت منهما إلیه وهی تؤکد تلک الصلة بین هؤلاء الشعراء الثلاثة ، قال :

إلی طیب ملهی للعذاری وملعب

یحن فؤاد المستهام المعذب

وقد امتدح کلا منهما وأشاد بمواهبهما ، فبعد أن ذکر الشیخ عبد الله قال یذکر الشیخ محمد البغلی :

ففاق بنظم لا یبادیه شاعر

سوی ما أتی من نظم واف مهذب

کسمط من العقیان والدر فصلت

فرائده من کل غال مثقب

نظام فرید فی القریض مبرز

فلم یرض من بکر المعانی بثیب

وهو هنا یشیر إلی ما اشتهر به شاعرنا البغلی من امتهان الطب باستعمال العقاقیر ، کما یشیر إلی ظاهرة الولاء لأهل البیت علیهم السلام عند البغلی فیقول :

ص: 223


1- 1. دیوان الشیخ علی الرمضان.

ذکی به علم العقاقیر نیر

فأصبح جالینوس فی جنبه غبی

هو ابن علی ذو الوفاء محمد

محب لآل المصطفی عترة النبی

غدا نظمه وشی الربیع وکافلا

بصدق وداد بالولاء مطنب

فقابله منی القبول مع الرضی

وأعددته للأنس ألطف مطرب

کما أرسل السید عبد الجلیل نثرا لکل من الشاعرین المذکورین ، فقال فی جوابه للشیخ البغلی :

إن ألطف ما اکتحلت به الأحداق ، رسائل الأشواق ، إذا تکفلت بما رق وراق ، مما تتحلی به الأوراق ، کرسالة وردت إلینا آنفا ، غدوت منها لأنوار الربیع قاطفا ، رسالة من نسجت البلاغة مطارف نظامه ، تقاطرت شآبیب البراعة من شق أقلامه ، صاحبنا صادق الوعد الجلی ، محمد بن علی ، لا زال ربیع الآداب به آهلا عامرا ، یقتطف من أفنان فنونه ثمرات أفکار الأکابر ... (1).

کما جاء ذکر شاعرنا البغلی فی کل من کشکول (2) الصائع الأحسائی وکتاب محمد (3) بن عبد المحسن الغریب ، فقد وردت له فی الکتابین أبیات قالها فی القهوة والغلیون ، قال فی البن :

بزغت شموس البن ذات تشعشع

کدم الغزال تضئ فی الأقداح

قتلت فأحیت میت کل مسرة

بشمیم طیب عرفها النفاح

جلیت کما تجلی العروس لزوجها

ویدیرها ذو عفة وسماح

وسعی بها کالبدر فی غلس الدجی

والصبح مستغن عن المصباح

کتب الجمال بخده من حبرها

کالمسک خالا ماله من ماح

فاشرب کؤوس البن أنی شئت

إن البن للشهوات کالمفتاح

ص: 224


1- 1. دیوان السید عبد الجلیل البصری : 228 ط دمشق (المکتب الاسلامی) الطبعة الثانیة.
2- 2. مرت الإشارة فی ترجمة الشیخ عبد الله الصائع _ فی الحلقة الأولی _ إلی هذا الکشکول ، وقد شاهدت ما بقی منه فی الأحساء وهو عدة أوراق مبعثرة ، قد تلف أکثره.
3- 3. هو الشیخ محمد بن عبد المحسن بن محمد بن خلف الغریب الهمدانی العاملی الأحسائی ، کذا جاء اسمه فی الکتاب ، والکتاب المذکور رأیته أیضا فی الأحساء عند بعض عشاق الأدب والحریصین علی جمعه هناک ، وهو کالکتاب السابق لم یبق منه إلا أوراق متفرقة امتدت إلیه ید الخراب ، ویظهر أنه کتاب تأریخی أدبی مزین بکثیر من الشواهد الأدبیة ، وتتخلله تراجم جماعة من العلماء والأدباء.

ومنها فی الغلیون :

وعلیک بالتتن الندی فإنه

معها لعمرک راحة الأرواح

طرقتک بعد الکأس لامعة الطلا

کالزند تقدح فی ید القداح

عجمیة ترکیة عربیة

خود خدلجة وأی رداح

مالت لنشوتها النفوس لأنها

حلت هناک محملة الأرواح (1)

آثاره العلمیة التی تدل علی منزلته ومنها :

1 _ أبیات یجمع فیها أحکام المبتدأ والخبر ، ویظهر أنها من أرجوزة له ضاعت ، قال :

مذهب سیبویه رفع المبتدا

مجردا یعمل فیه الابتدا

وبعضهم یرفعه مع الخبر

به وبعض للذی قال حضر

وبعضهم قال هما ترافعا

والأول المختار عند من دعا

وهذه أبیات أخری فی الطب ، ویظهر أنها من أرجوزة له فی هذا الفن ، قال :

اجعل علی الحزاز أنی أجهدک

حنا وصبرا یعجنان بالودک

والمر والتریاق مع دهن البقر

للبطن والزحیر والدم إن قطر

أما آثاره الأدبیة : فهی دیوانه الذی عثر علیه مؤخرا ، وأغلبه فی أهل البیت علیهم السلام ، والباقی منه فی مواضیع أخری ، ویبلغ عدد أبیاته 1035 بیتا من الشعر العمودی ، والمربعات ، والتخامیس ، والرجز ، ونرجو أن نوفق إلی طبعه مستقلا ، ووجدت فی دیوانه ما یشبه البند قاله مستسقیا ، وها أنا أعرض أما القارئ بعض النماذج من قصائده ، فهذه قصیدة قالها فی الغزل ، وتخلص فیها إلی مدح النبی صلی الله علیه وآله وأمیر المؤمنین علیه السلام وأهل البیت علیهم السلام قال (2) :

سکرنا بکأس الراح فی روضة غنا

بها بلبل الأفراح والورق قد غنی

ومهما سرت بین الخمائل نسمة

وهزت غصون البان والآس هزتنا

وساق کمثل الظبی فینا یدیرها

ویسعی به صرفا مشعشعة دکنا

سقانا وغنانا فهمنا بحبه

غراما وخلی القلب فی یده رهنا

ص: 225


1- 1. الأرواح هنا جمع روح : وهو نسیم الریح.
2- 2. الشاعر هو أحد شعراء موسوعتنا (معجم شعراء الحسین علیه السلام).

فبت مع الأحباب ما بین بأنها

فأطربنی المعنی وطاب لی المغنی

وأحور معسول المراشف لو رنا

بمقلته رضوی لذاق کما ذقنا

یسل علینا من لحاظ جفونه

سیوفا أماتتنا وإن شاء أحیتنا

وشاد لو أن الراسیات سمعنه

لخرت علی الأذقان شوقا لما اشتقنا

یمیل بنا فی کل واد من الهوی

فیترکنا نشوی ولا غرو لو متنا

(10) ویتلو علینا والغرام یهزنا

أحادیث لهو أضحکتنا وأبکتنا

وینشد مهما إن رأی الرکب منجدا

(قفوا قبل وشک البین یبعدکم عنا)

فیا حبذا لو نالنا فیهم الأذی

من الضد لو أنا شرقنا بما ذقنا

تعیرنا قوم یحب هداتنا

ولولا رسول الله والآل ما کنا

بنی الوحی یا من بالقلوب لهم جوی

مدی الدهر باق لا یبید ولا یفنی

یمینا بکم إنا نحب محبکم

ونبغض قالیکم وإن غبتم عنا

وإن ضلت الأقوام عن منهج الهدی

فإنا بکم والحمد لله أرشدنا

وإن عدلت عنکم أناس فإننا

علی العهد کنا لا عدلنا ولا ملنا

وإن خاب من عاداکم یوم حشره

فنحن بکم دون البریة قد فزنا

وإن نکثوا أیمانهم بعد عهدهم

فنحن علی العهد القدیم کما کنا

(20) فقل لرسول الله والحق أبلج

وبرهانه أسنی من القمر الأسنی

محمد یا من جاء للناس رحمة

وعلمنا من دینه فتعلمنا

أغثنی وأنجز سیدی ما وعدتنی

وخذ بیدی یا ذا الکرامة والحسنی

رویدا ولو لوث الإزار لعلنا

نودعکم فالقلب من أجلکم مضنی

تراه إذا ما قام فی القوم منشدا

یدیر کؤوس اللفظ مملوءة معنی

وبتنا علی فرش المسرة والهنا

إلی أن قطعنا من لییلتنا وهنا

وحوراء تصطاد القلوب بمقلة

هی السحر إلا أنها لم تزل وسنا

إذا أقبلت تمشی الهوینا تعطفت

کما الغصن من هنا تمیل ومن هنا

أتت تسحب الأذیال والفجر ظاهر

فتمشی فرادی وهو من خلفها مثنی

بدت من خلال السجف (1) بیضاء طفلة

ومن لحظها سیفا ومن قدها لدنا

ص: 226


1- 1. السجف ، جمعه سجوف وأسجاف : الستر.

مهاة أعارت ظبیة البان جیدها

وعلمت المیل المثقف والغصنا (30)

تعلقها قلبی فخالط حبها

دمی فجری دمعی علیها دما أقنی

فیا عاذلی لو ذقت بعض صبابتی

عذرت وما خلو الحشاشة کالمضنی

ولکننی أرجو الخلاص من الهوی

بمدح رسول الله شمس الهدی الأسنی

ومدح أمیر المؤمنین وزیره

وأبنائهم أکرم بهم سادة أبنا

فیا سائق الوجناء تعنق فی البری

رویدا _ رعاک الله _ یا سائق الوجنا

علی قبر خیر الرسل قف بی لعلنی

أعلل قلبا بالجوی والنوی معنی

وماذا علی ریح الصبا لو تحملت

رسالة مشتاق إلی ذلک المغنی

لأکرم مبعوث إلی خیر أمة

بخیر کتاب واضح اللفظ والمعنی

إلی المرسل الهادی البشیر محمد

أجل الوری شأنا وأثبتها رکنا

إلی خیر خلق الله أحمدها ومن

دنا فتدلی قاب قوسین أو أدنی (40)

نبی الوری الأمی أفضل من مشی

وأشرف من لبی وطاف ومن ... (1)

فتی جاء بالقرآن من عند ربه

إلینا فآمنا هناک وصدقنا

وعلمنا خیر الوری أمر دیننا

وأدبنا حبا لنا فتأدبنا

ولما مضی عنا تخلف بعده

علینا علی وهو أولی بنا منا

علی أمیر المؤمنین وسید الوصیین

والساقی علی الکوثر الأهنی

إمام هدی تحیی القلوب بذکره

ویجلی العمی عنا بأسمائه الحسنی

فتی لم نزل من زهده وعفافه

سجیته فی الله لینة خشنا

فتی لم یخف فی الله لومة لائم

وجاهد حتی قاتل الإنس والجنا

یمینا به لولاه لم ندر ما الهدی

ولکن دعانا للرشاد فآمنا

فطرت علی حب النبی وآله

فألفیته فرضا وألفیته حصنا (50)

جزی الله بالخیرات آباءنا علی

محبتهم من حیث أوصت بها الأبنا

ومن أمهات طاهرات من الخنا

تؤدبنا فی حبهم فتأدبنا

وإنی لمشتاق لتقبیل تربة

حوت منک ذاک النور أو یدک الیمنی

ص: 227


1- 1. سقطت القافیة ، کذا فی الأصل.

وقال یمدح أمیر المؤمنین علیه السلام :

لله صب بات ساهر

والدمع من عینیه هامر

لعبت بمهجته الصبابة

والهوی الداء المخامر

ما جن فی معشوقه

کجنونه مجنون عام

کم الغرام ودمعه

مبد لما تخفی السرائر

من لی بأغید لؤلئی

الثغر مسکی الغدائر ...

ومطرز الوجنات

بالنعمات مکحول النواظر

ذی غرة مثل النهار

وطرة کاللیل عاکر

ومجرد من لحظه

ماضی المضارب وهو فاتر

قمر علی غصن یمیس

مهفهف الاعطاف ناضر

(10) ونحیل خضر یشتکی

من ردفه والردف وافر

رام النهوض فعاقه

والعجز بین الناس ظاهر

ظبی مراتعه مدی الأیام

أودیة الخواطر ...

ألف التوحش والنفور

ولا یزال الظبی نافر

وجفا فما هو مانحی

وصلا ولا أنا عنه صابر

أخذ الفؤاد ولیته

أخذ البقیة وهو قادر

یا قلب صادک جؤذر

یا حبذا صید الجآذر

یا أیها اللیث المدرع

لا تلاق الظبی حاسر ...

سطواته لم تغن عنهن

الدروع ولا المغافر ...

یا قاعة الوعساء ما

فعلت ظباؤک بالقساور

(20) ترکتهم صرعی وما

لهم بحکم الحب ناصر

هذی سجیة کل معشوق

ورب العشق صاغر ...

جاروا علی ولم یزل

قاضی الهوی فی الحکم جائر

قسما بکاظمة ورامة

والعذیب وبطن حاجر

ما مال قلبی عنهم

أبدا إلی باد وحاضر

إلا لحب أبی تراب

قطب دائرة المفاخر ...

ص: 228

نور النبوة والإمامة

والهدایة والبصائر ...

ومنزه الأعراض والأمثال

عن شبه الجواهر

قل لابن مکة وابن زمزم

والصفا وابن المشاعر

وابن الهداة الأولیاء

المصطفین من العشائر

وابن المصونات النقیات

التقیات الحرائر (30)

من آل عبد مناف أطهرهم

وأطیبهم عناصر

وأخی المساجد والمدارس

والمحابر والمنابر

وفتی الفضائل والمعاجز

والدلالات البواهر

زوج البتول أخو رسول

الله أصفاهم سرائر

التارک الأسد ابن ود

فاحصا فی الترب عافر

ومقصر خطو النماردة

الفراعنة القیاصر

ومکسر أیدی الغطارفة

الجبابرة الأکاسر

یا صاحب الأعراف

والأنفال والشوری وغافر

أنت السفینة والصراط

المستقیم لکل عابر

لولاک دارت فی الوغی

بالمسلمین رحی الدوائر (40)

أیا أسد قریش جاءت

والعتاة من العشائر

حتی إذا بلغت قلوب

المسلمین إلی الحناجر ...

وتقدمت أسد العریکة

بالأسنة والبواتر

وغدا الجبان مشمرا

نحو الهزیمة ذیل صاغر

وغدا النبی منادیا

والدمع من عینیه هامر

أین الفوارس والضراغم

من لدین الله ناصر

ودعا بمقداد وسلمان

وعمار بن یاسر ...

قال أدرکونی بالوصی

فجاء حیدرة مبادر

قال امض منصورا إلی

المیدان واقتل کل کافر

فمضی یهز حسامه

شغفا ونقع الحرب ثائر (50)

فتراه والهیجاء شب

لهیبها کالبحر زاخر

ص: 229

وکأنه أسد الفریسة

لم یزل دامی الأظافر

یلقی الأسنة باسما

طربا وناب الموت کاشر

أسد یمر به جواد من

جیاد الخیل ضامن ...

فکأنه من تحته

فلک من الأفلاک دائر

فهناک کم من دارع

من بأسه قد ظل حاسر

وکتیبة منکوسة الأعلام

کالبقر النوافر ...

وأتی إلی نحو النبی

محمد بالفتح ظافر ...

خذها أمیر المؤمنین

هدیة من کف شاعر

(60) وإذا قبلت فإن

حظ (محمد) لا شک وافر

صلی الإله علیک ما

سار الحجیح إلی المشاعر

ونورد هنا أیضا نموذجا آخر من أدب المترجم له ، وهی قطعة قالها علی طریقة تشبه (البند) مستسقیا :

إلهی باسمک الأعلی ، وما کنت له أهلا فیا ذا الجواد والنعما ویا ذا الآیة العظمی ، بحق المصطفی الأمجد ، شفیع الأنبیا أحمد ، إلهی اسقنا الغیث ، بحق المرتضی اللیث ، إمام الجن والإنس علی بن أبی طالب ، باب العلم والجود ، زوج البضعة الزهراء ، أبی السبطین خیر الخلق ، بعد المصطفی المبعوث ، مجلی الکرب عن وجه رسول الله فی الحرب ، ولی الله والممدوح فی عم وفی الطور ، وفی النحل وفی الکهف ، وفی الأنفال والأعراف والرحمن والحشر ، وحم ، سبحان ، وفی الحمد وفی النمل ، وفی هود وفی الرعد ، وفی القرآن فی الجملة ، والتوراة والإنجیل والفرقان والصحف ، وبالبضعة وابنیها الإمامین الشهیدین ، وبالسجاد والباقر ، والصادق والکاظم ، والمدفون فی طوس ، وبالمدفون فی بغداد ، والهادی وابنیه ، ولی الله ، والحجة ، القائم بالأمر ، أبو الفتح ، أخو النصر ، ولی الله مولانا.

بأهل البیت بالجملة ، أهل الزهد والرشد ، وأهل الفضل والمجد بنی التنزیل والوحی ، وأهل الأمر والنهی ، وبالقرآن والرسل ، وجبریل ومیکال ، وبالحمزة

ص: 230

والعباس والأصحاب ، سلمان وعمار ، وبالمقداد والتمار ، والمدفون فی الربذة ، والطیار فی الجنة ، إلهی أرنا الرحمة ، وانشر بیننا النعمة ، واحرسنا من النقمة ، یا منان ، یا حنان ، یا دیان ، یا رحمن ، یا وهاب ، یا تواب ، یا ذا الطول والإنعام ، والاحسان والإکرام ، اغفر لی وإخوانی ، وأرحامی وأصحابی ، واحرسنا من الآفات لیلا ونهارا.

قم المقدسة

جعفر الهلالی

.

ص: 231

التحقیق فی نفی التحریف

(2)

السید علی المیلانی

الفصل الثالث

أحادیث التحریف فی کتب الشیعة

قد ذکرنا فی الفصل الأول شطرا من تصریحات کبار علماء الإمامیة فی القرون المختلفة فی أن القرآن الکریم الموجود بین أیدینا مصون من التحریف ، وما لم نذکره أکثر منه بکثیر ، وربما نقف علی تصریحات أو أسماء لجماعة آخرین منهم فی غضون البحث.

وعرفت فی الفصل الثانی أدلة الإمامیة علی نفی التحریف وهی : 1 _ آیات من القرآن العظیم.

2 _ أحادیث عن النبی والأئمة علیهم الصلاة والسلام ، وهی علی أقسام.

3 _ الإجماع.

4 _ تواتر القرآن.

5 _ صلاة الإمامیة.

6 _ کون القرآن مجموعا علی عهد الرسول صلی الله علیه وآله وسلم.

7 _ عنایة النبی والأئمة علیهم الصلاة والسلام والمسلمین بالقرآن.

8 _ قول عمر بن الخطاب : حسبنا کتاب الله.

هذا ، ولم ینکر أحد من أولئک الأعلام وجود أحادیث فی کتب الشیعة ، تفید بظاهرها سقوط شئ من القرآن ، بل نص بعضهم علی کثرتها _ کما توجد فی کتبهم

السید علی المیلانی

ص: 232

روایات ظاهرة فی الجبر والتفویض وفی التشبیه والتجسیم ونحو ذلک _ لکنهم أعرضوا عن ذلک الأحادیث ونفوا وقوع التحریف فی القرآن ، بل ذهب البعض منهم إلی فهم إجماع الطائفة علی ذلک ، ومجرد إعراضهم عن حدیث یوجب سقوطه عن درجة الاعتبار ، کما تقرر فی أصول الفقه.

ونحن فی هذا المقام نبحث حول سبب إعراضهم عن أخبار التحریف ، وقبل الخوض فی البحث نقول :

هناک فی کتب الإمامیة روایات ظاهرة فی تحریف القرآن ، لکن دعوی کثرتها لا تخلو من نظر ، لأن الذی یمکن قبوله کثرة ما ذل علی التحریف بالمعنی الأعم (1) وقد جاء هذا فی کلام الشیخ أبی جعفر الطوسی فإنه _ بعد أن استظهر عدم النقصان من الروایات _ قال : (غیر أنه رویت روایات کثیرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان کثیر من آی القرآن ونقل شی منه من موضع إلی موضع) وأما ما دل علی التحریف بالمعنی الأخص الذی نبحث عنه وهو (النقصان) فلا یوافق علی دعوی کثرته ، ومن هنا وصفت تلک الروایات فی کلمات بعض المحققین کالشیخ جعفر کاشف الغطاء والشیخ محمد جواد البلاغی بالشذوذ والندرة.

وروایات الشیعة فی هذا الباب یمکن تقسیمها إلی قسمین :

الأول : الروایات الضعیفة أو المرسلة أو المقطوعة. والظاهر أن هذا القسم هو الغالب فیها ، ویتضح ذلک بملاحظة أسانیدها ، ویکفی للوقوف علی حال أحادیث الشیح الکلینی فیها _ ولعلها هی عمدتها _ مراجعة کتاب (مرآة العقول) للشیخ محمد باقر

ص: 233


1- (1) یطلق لفظ التحریف ویراد منه عدة معان علی سبیل الاشتراک :

المجلسی ، الذی هو أهم کتب الحدیث لدی الإمامیة ، ومن أشهر شروح (الکافی) وأهمها.

ومن الأعلام الذین دققوا النظر فی أسانید هذه الروایات ونصوا علی عدم اعتبارها : الشیخ البلاغی فی (آلاء الرحمن) والسید الخوئی فی (البیان) والسید الطباطبائی فی (المیزان). ومن المعلوم عدم جواز الاستناد إلی هکذا روایات فی أی مسألة من المسائل ، فکیف بمثل هذه المسألة الأصولیة الاعتقادیة!؟

والثانی : الروایات الواردة عن رجال ثقات وبأسانید لا مجال للخدش فیها.

وینقسم هذا القسم إلی طائفتین :

الأولی : ما یمکن حمله وتأویله فیها علی بعض الوجوه ، بحیث یرتفع التنافی بینها وبین الروایات والأدلة الأخری القائمة علی عدم التحریف.

والثانیة : ما لا یمکن حمله وتوجیهه.

وبهذا الترتیب یتضح لنا أن ما روی من جهة الشیعة بنقصان آی القرآن قلیل جدا ، لأن المفروض خروج الضعیف سندا والمؤول دلالة عن دائرة البحث.

وأول ما فی هذه الروایات أنها مصادمة للضرورة ، ففی کلمات عدة من أئمة الإمامیة دعوی الضرورة علی کون القرآن مجموعا علی عهد النبوة ، فقد قال السید المرتضی : (إن العلم بصحة نقل القرآن کالعلم بالبلدان والحوادث الکبار والوقائع العظام والکتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة ... إن العلم بتفصیل القرآن وأبعاضه فی صحة نقله کالعلم بجملته ، وجری ذلک مجری ما علم ضرورة) (1).

وقال الشیخ جعفر کاشف الغطاء : (لا عبرة بالنادر ، وما ورد من أخبار النقص تمنع البدیهة من العمل بظاهرها) (2).

وقال السید شرف الدین العاملی : (إن القرآن عندنا کان مجموعا علی عهد الوحی والنبوة ، مؤلفا علی ما هو علیه الآن ... وهذا کله من الأمور الضروریة لدی

ص: 234


1- 1. المسائل الطرابلسیات ، نقلا عن مجمع البیان للطبرسی 1 : 15.
2- 2. کشف الغطاء فی الفقه ، ونقله عنه شرف الدین فی أجوبة المسائل : 33.

المحققین من علماء الإمامیة) (1).

وقال السید الخوئی : (إن من یدعی التحریف یخالف بداهة العقل) (2).

فإن نوقش فی هذا ، فلا کلام فی مخالفة روایات التحریف لظاهر الکتاب حیث قال عز من قائل : (إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون) لیکون قدوة للأمة وبرنامجا لأعمالها ، ومستقی لأحکامها ومعارفها ، ومعجزة خالدة. ومن المعلوم المتسالم علیه : سقوط کل حدیث خالف الکتاب وإن بلغ فی الصحة وکثرة الأسانید ما بلغ ، وبهذا صرحت النصوص عن النبی والأئمة علیهم السلام ، ومن هنا أعرض علماء الإمامیة الفطاحل _ الأصولیون والمحدثون _ عن هذه الأحادیث ... قال المحدث الکاشانی فی (الصافی) : (إن خبر التحریف مخالف لکتاب الله مکذب له فیجب رده) (3).

فإن نوقش فی هذا أیضا فقیل بأنه استدلال مستلزم للدور ، أو قیل بأن الضمیر فی (له) عائد إلی النبی صلی الله علیه وآله ، فإن هذه الروایات تطرح لما یلی : أولا : إنها موافقة للعامة ، فإن القول بالتحریف منقول عن الذین یقتدون بهم من مشاهیر الصحابة ، وعن مشاهیر أئمتهم وحفاظهم ، وأحادیثه مخرجة فی أهم کتبهم وأوثق مصادرهم کما سیأتی فی بابه ، وهذا وجه آخر لسقوط أخبار التصریف عند فرض التعارض بینها وبین روایات العدم ، کما تقرر ذلک فی علم أصول الفقه.

ثانیا : إنها شاذة ونادرة والروایات الدالة علی عدم التحریف مشهورة أو متواترة ، کما فی کلمات الأعلام کالشیخ کاشف الغطاء وغیره ، وسیأتی الجواب عن شبهة تواتر ما دل علی التحریف ، فلا تصلح لمعارضة تلک الروایات ، بل مقتضی القاعدة المقررة فی علم الأصول لزوم الأخذ بالأشهر ورفع الید به عن الشاذ النادر.

ثالثا : إنه بعد التنزل عن کل ما ذکر فلا ریب فی أن روایات التحریف أخبار آحاد ، وقد ذهب جماعة من أعلام الإمامیة علی عدم حجیة الآحاد مطلقا ، ومن یقول بحجیتها لا یعبأ بها فی المسائل الاعتقادیة ، وهذا ما نص علیه جماعة.

ص: 235


1- 1. أجوبه مسائل جار الله : 30.
2- (5) البیان : 27
3- 3. تفسیر الصافی 1 : 46.

(من روایات التحریف)

لم ینکر أحد من علماء الشیعة أن عدة منهم ذهبوا إلی القول بنقصان القرآن الموجود بین أیدینا ، وأن قسما منه أسقط وحذف من قبل الذین تصدوا لجمعه صدر الإسلام من الصحابة.

کما لم ینکر أحد وجود أحادیث فی کتب الشیعة تفید بظاهرها سقوط شئ من القرآن ، بل صرح بعض العلماء بکثرة تلک الأحادیث ، وهی الأحادیث التی تمسک بها أولئک القائلون بالتحریف ، آخذین بظواهرها ، معتقدین صحتها.

ولا بد أولا من عرض أهم تلک الأحادیث بنصوصها ، ثم النظر فی مدی دلالتها علی مطلوبهم ووجوه الجواب عنها ثانیا ، ثم ذکر الرواة والقائلین بتحریف القرآن بصراحة ثالثا.

وأهم الأحادیث التی یستند إلیها القائلون بتحریف القرآن هی الأحادیث التالیة :

1 _ عن جابر ، قال :

(سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول : ما ادعی أحد من الناس أنه جمع القرآن کله کما أنزل إلا کذاب ، وما جمعه وحفظه کما أنزله الله تعالی إلا علی بن أبی طالب علیه السلام والأئمة من بعده علیهم السلام) (1).

2 _ عن جابر ، عن أبی جعفر علیه السلام أنه قال :

(ما یستطیع أحد أن یدعی أن عنده جمیع القرآن کله ظاهره وباطنه غیر الأوصیاء) (2).

3 _ عن سالم بن سلمة ، قال :

(قرأ رجل أبی عبد الله علیه السلام _ وأنا استمع _ حروفا من القرآن لیس علی ما یقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله علیه السلام :

مه ، کف عن هذه القراءة ، إقرأ کما یقرأ الناس ، حتی یقوم القائم فإذا

ص: 236


1- (7) الکافی 1 : 178 ، ورواه الصفار فی بصائر الدرجات : 13 ،
2- 2. الکافی 1 : 178 ، بصائر الدرجات : 213.

قام القائم قرأ کتاب الله تعالی علی حده ، وأخرج المصحف الذی کتبه علی علیه السلام.

وقال : أخرجه علی إلی الناس حین فرغ منه وکتبه ، فقال لهم : هذا کتاب الله تعالی کما أنزله علی محمد صلی الله علیه وآله ، وقد جمعته بین اللوحین ، فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فیه القرآن ، لا حاجة لنا فیه ، فقال : أما والله ما ترونه بعد یومکم هذا أبدا ، إنما کان علی أن أخبرکم حین جمعته لتقرؤوه) (1).

4 _ عن میسر ، عن أبی جعفر علیه السلام ، قال :

(لولا أنه زید فی کتاب الله ونقص عنه ، ما خفی حقنا علی ذی حجی ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن) (2).

5 _ عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

(سمعت أمیر المؤمنین علیه السلام یقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فینا وفی عدونا وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحکام) (3).

وعن أبی عبد الله علیه السلام قال :

(إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال ، وربع حرام ، وربع سنن وأحکام ، وربع خبر ما کان قبلکم ونبأ ما یکون بعدکم ، وفصل ما بینکم) (4).

وعن أبی جعفر علیه السلام ، قال :

(نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فینا ، وربع فی عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحکام) (5).

6 _ عن محمد بن سلیمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبی الحسن علیه السلام ، قال :

(قلت له : جعلت فداک ، إنا نسمع الآیات فی القرآن لیس هی عندنا کما نسمعها ، ولا نحسن أن نقرأها کما بلغنا عنکم فهل نأثم؟

ص: 237


1- 1. الکافی 2 : 462.
2- 2. تفسیر العیاشی 1 : 13.
3- 3. الکافی 2 : 459.
4- 4. الکافی 2 : 459.
5- 5. الکافی 2 : 459.

فقال : لا ، إقرؤوا کما تعلمتم ، فسیجیئکم من یعلمکم) (1).

7 _ عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال :

(إن فی القرآن ما مضی وما یحدث وما هو کائن ، کانت فیه أسماء الرجال فألقیت ، إنما الاسم الواحد منه فی وجوه لا تحصی ، یعرف ذلک الوصاة) (2).

8 _ عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال :

(لو قد قرئ القرآن کما أنزل لألفینا فی مسمین) (3).

9 _ عن البزنطی ، قال : (دفع إلی أبو الحسن علیه السلام مصحفا فقال  _ وقال _ : لا تنظر فیه ، ففتحته وقرأت فیه (لم یکن الذین کفروا ...) فوجدت فیه  _ فیها _ اسم سبعین رجلا من قریش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلی ابعث إلی بالمصحف) (4).

10 _ عن أبی جعفر الباقر علیه السلام ، قال :

(نزل جبرئیل بهذه الآیة علی محمد صلی الله علیه وآله هکذا : وإن کنتم فی ریب مما نزلنا علی عبدنا _ فی علی _ فأتوا بسورة من مثله) (5).

11 _ عن عبد الله بن سنان ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال :

(من کان کثیر القراءة لسورة الأحزاب کان یوم القیامة فی جوار محمد صلی الله علیه وآله وأزواجه ، ثم قال : سورة الأحزاب فیها فضائح الرجال والنساء من قریش وغیرهم ، یا ابن سنان : إن سورة الأحزاب فضحت نساء قریش من العرب ، وکانت أطول من سورة البقرة ، ولکن نقصوها وحرفوها) (6).

12 _ عن أبی عبد الله علیه السلام قال :

(أنزل الله فی القرآن سبعة بأسمائهم ، فمحت قریش ستة وترکوا

ص: 238


1- 1. الکافی 2 : 453.
2- 2. تفسیر العیاشی 1 : 12.
3- 3. تفسیر العیاشی 1 : 13.
4- 4. الکافی 2 : 461 ، وانظر البحار 92 : 54.
5- 5. الکافی 1 : 345.
6- 6. ثواب الأعمال : 100 ، وعنه فی البحار 92 : 50.

أبا لهب) (1).

13 _ عن ابن نباتة قال :

(سمعت علیا علیه السلام یقول : کأنی بالعجم فساطیطهم فی مسجد الکوفة یعلمون الناس القرآن کم أنزل ، قلت : یا أمیر المؤمنین أولیس هو کم أنزل؟ فقال : لا ، محی منه سبعون من قریش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وما ترک أبو لهب إلا للإزراء علی رسول الله صلی الله علیه وآله لأنه عمه) (2).

14 _ عن أبی بصیر ، عن أبی عبد الله علیه السلام (فی قول الله عزوجل : من یطع الله ورسوله _ فی ولایة علی والأئمة من بعده _ فقد فاز فوزا عظیما. هکذا نزلت) (3).

15 _ عن منخل ، عن أبی عبد الله علیه السلام قال (نزل جبرئیل علی محمد صلی الله علیه وآله بهذه الآیة هکذا : یا أیها الذین أوتوا الکتاب آمنوا بما نزلنا _ فی علی _ نورا مبینا) (4).

16 _ عن عبد الله بن سنان ، عن أبی عبد الله فی قوله : (ولقد عهدنا إلی آدم من قبل کلمات _ فی محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین والأئمة من ذریتهم _ فنسی ...) (5).

فهذه طائفة من تلک الأحادیث ، ولنلق الأضواء علیها واحدا واحدا ، لنری ما قبل فی الجواب عن کل واحد أو ما جاء فیه من تأویل.

الحدیث الأول : رواه الشیخ الکلینی والشیخ الصفار ، کلاهما بسند فیه (عمرو بن أبی المقدام) وقد اختلف علماء الرجال فیه علی قولین ، کما اعترف بذلک بعضهم (6).

ص: 239


1- 1. رجال الکشی 247 ، وعنه فی البحار 92 : 54.
2- 2. الغیبة للنعمانی : 318.
3- 3. الکافی 1 : 342.
4- 4. الکافی 1 : 345.
5- 5. الکافی 1 : 344.
6- 6. تنقیح المقال 2 : 323.

الحدیث الثانی : رواه الشیخان الکلینی والصفار أیضا بسند فیه (المنخل بن جمیل الأسدی) وقد ضعفه أکثر علماء الرجال ، بل کلهم ، وقالوا : إنه فاسد العقیدة ، وإنه یروی الأحادیث الدالة علی الغلو فی الأئمة علیهم السلام (1).

هذا ، بالإضافة إلی أنه یمکن تفسیر هذا الحدیث وسابقه بمعنی آخر یساعد علیه اللفظ فیهما.

ولذا فقد قال السید الطباطبائی فی الخبرین ما نصه :

(قوله علیه السلام : إن عنده القرآن کله ... إلی آخره ، الجملة وإن کانت ظاهرة فی لفظ القرآن ومشعرة بوقوع التحریف فیه ، لکن تقییدها بقوله : (ظاهره وباطنه) یفید أن المراد هو العلم بجمیع القرآن من حیث معانیه الظاهرة علی الفهم العادی ومعانیه المستبطئة علی الفهم العادی.

وکذا قوله فی الروایة السابقة (وما جمعه وحفظه ... إلی آخره) حیث قید الجمع بالحفظ ، فافهم) (2).

وقد أورد السید علی بن معصوم المدنی هذین الخبرین ضمن الأحادیث التی استشهد بها علی أن أمیر المؤمنین علیه السلام والأوصیاء من أبنائه علموا جمیع ما فی القرآن علما قطعیا بتأیید إلهی وإلهام وربانی وتعلیم نبوی ، وذکر أن الأحادیث فی ذلک متواترة بن الفریقین ، وعلیه إجماع الفرقة الناجیة ، وأنه قد طابق العقل فی ذلک النقل (3).

وقد روی الشیخ الصفار القمی حدیثا آخر فی معنی الحدیثین المذکورین هذا نصه بسنده :

(جعفر بن أحمد ، عن عبد الکریم بن عبد الرحیم ، عن محمد علی القریشی ، عن محمد بن الفضیل ، عن الثمالی ، عن أبی جعفر علیه السلام ، قال : ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصی محمد صلی الله علیه وآله وسلم) (4). ولکن فی سنده

ص: 240


1- 1. تنقیح المقال 3 : 247.
2- 2. حاشیة الکافی 1 : 228.
3- 3. شرح الصحیفة السجادیة 401.
4- 4. بصائر الدرجات للصفار ، وعنه فی البحار 92 : 48 ، وانظر مرآة العقول المجلد 2 : 535.

(محمد بن علی القرشی) (1).

الحدیث الثالث : فإن راویه هو (سالم بن سلمة) أو (سالم بن أبی سلمة) ومراجعة واحدة لکتب الرجال تکفی للوقوف علی رأیهم فی هذا الرجل. فقد ضعفه ابن الغضائری والنجاشی والعلامة الحلی والشیخ المجلسی وغیرهم (2). ویفید الحدیث مخالفة القرآن الذی جمعه أمیر المؤمنین علیه السلام مع القرآن الموجود بین أیدینا ، وسیأتی الکلام علی ذلک فی فصل (الشبهات) کما یفید أیضا مخالفة القرآن الکریم علی عهد سیدنا الإمام المهدی علیه السلام لهذا القرآن ، وسیأتی الکلام علی هذا أیضا فی الفصل المذکور.

الحدیث الرابع : هو من روایات الشیخ العیاشی فی تفسیره (3) ، وقد رواه عنه الشیخ الحر العاملی علی النحو التالی :

(وعن میسر _ أی وروی العیاشی عن میسر _ عن أبی جعفر علیه السلام قال : لولا أن کتاب الله نقص منه ما خفی حقنا علی ذی حجی ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن) (4).

ویبطل هذا الحدیث إجماع المسلمین کافة علی عدم وقوع الزیادة فی القرآن ، وقد ادعی هذا الإجماع السید المرتضی وشیخ الطائفة والشیخ الطبرسی رضی الله تعالی عنهم.

وقال سیدنا الجد المیلانی (هذا ... علی أن أحدا لم یقل بالزیادة) وقال السید الخوئی فی بیان معانی التحریف : (الخامس : التحریف بالزیادة ، بمعنی أن بعض المصحف الذی بأیدینا لیس من الکلام المنزل ، والتحریف بهذا المعنی باطل بإجماع المسلمین ، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة) (5).

الحدیث الخامس : وقد صرح الشیخ المجلسی _ رحمه الله _ بأنه مجهول (6).

ص: 241


1- 1. تنقیح المقال 3 : 151.
2- 2. نفس المصدر 2 : 4.
3- 3. تفسیر العیاشی 1 : 13.
4- 4. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3 : 43.
5- 5. البیان : 218.
6- 6. مرآة العقول 12 : 517.

وفی الأول من تالییه : إنه مرسل (1).

وفی الثانی منهما بأنه : موثق (2).

وظاهر هذه الأحادیث _ وإن أنکر ذلک جماعة کالمجلسی والفیض وشارح الکافی _ منافاة بعضها للبعض ، کما اعترف بذلک السید عبد الله شبر (3) وأوضح ذلک السید هاشم معروف الحسنی دراساته.

الحدیث السادس : ضعفه الشیخ المجلسی (4) ، وأوله المحدث الکاشانی فی الوافی : علی أن المراد من تلک الآیات ، ما کان مأخوذا من الوحی من قبیل التفسیر وتبیین المراد ، لا من القرآن الکریم علی حقیقته حتی یقال إنه یدل علی نقصان القرآن.

الحدیث السابع : وهو من روایات الشیخ الصفار القمی والشیخ العیاشی ، وسیأتی الکلام عن روایاتهما علی أنهما رویاه عن (إبراهیم بن عمر) وقد اختلفوا فی تضعیفه وتوثیقه علی قولین (5).

ومن الممکن القول : بأن تلک الأسماء التی ألقیت إنما کانت مثبتة فیه علی وجه التفسیر لألفاظ القرآن ، وتبیین الغرض منها ، لا أنها نزلت فی أصل القرآن کذلک ، کما قیل فی نظائره.

الحدیث الثامن : رواه الشیخ العیاشی مرسلا عن داود بن فرقد عمن أخبره ، عنه السلام. وقد یجاب عنه أیضا بمثل ما یجاب به عن الأحادیث الآتیة.

الحدیث التاسع :

رواه الشیخ الکلینی عن البزنطی ، وقد قال الشیخ المجلسی أنه مرسل (6).

واعترف شارح الکافی بکونه : مرفوعا.

ص: 242


1- 1. نفس المصدر 12 : 517.
2- 2. نفس المصدر 12 : 517.
3- 3. مصابیح الأنوار فی حل مشکلات الأخبار 1 : 294.
4- 4. مرآة العقول.
5- 5. تنقیح المقال 1 : 27.
6- 6. مرآة العقول 12 : 521.

وروی نحوه الشیخ الکشی عنه أیضا. (1) ، وسیأتی ما فی روایاته.

هذا ... ولقد قال المحدث الکاشانی بعده ما نصه :

(لعل المراد أنه وجد تلک الأسماء مکتوبة فی ذلک المصحف تفسیرا للذین کفروا وللمشرکین ، مأخوذة من الوحی ، لا إنها کانت من أجزاء القرآن ...

وکذلک کل ما ورد من هذا القبیل عنهم علیهم السلام (2)).

الحدیث العاشر : ونظائره التی رواها الشیخان القمی والکلینی وغیرهما ، من الأحادیث. الدالة علی حذف اسم أمیر المؤمنین علی علیه السلام و (آل محمد) وکلمة (الولایة) وأسماء (المنافقین) ... وغیر ذلک.

ویغنینا عن النظر فی أسانید هذه الأحادیث واحدا واحدا اعتراف المحدث الکاشانی بعدم صحتها ، وحملها علی فرض الصحة علی أنه بهذا المعنی نزلت ولیس المراد أنها کذلک نزلت فی أصل القرآن فحذف ذلک.

ثم قال _ رحمه الله تعالی _ : (کذلک یخطر ببالی فی تأویل تلک الأخبار إن صحت ...) (3).

وقال السید الخوئی _ دام ظله _ :

(والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة : إنا قد أوضحنا فیما تقدم أن بعض التنزیل کان من قبیل التفسیر للقرآن ، ولیس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروایات علی أن ذکر أسماء الأئمة فی التنزیل من هذا القبیل ، وإذا لم یتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروایات ، لمخالفتها للکتاب والسنة والأدلة المتقدمة علی نفی التحریف.

وقد دلت الأخبار المتواترة علی وجوب عرض الروایات علی الکتاب والسنة وإن ما خالف الکتاب منها یجب طرحه وضربه علی الجدار).

وقال أیضا : (ومما یدل علی أن اسم أمیر المؤمنین علیه السلام لم یذکر صریحا فی القرآن : حدیث الغدیر ، فإنه صریح فی أن النبی صلی الله علیه وآله إنما نصف علیا بأمر الله ، وبعد أن ورد علیه التأکید فی ذلک ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ،

ص: 243


1- 1. رجال الکشی : 492.
2- 2. الوافی : 2 : 273.
3- 3. نفس المصدر 2 : 274.

ولو کان اسم (علی) مذکورا فی القرآن لم یحتج إلی ذلک النصف ، ولا إلی تهیئة ذلک الاجتماع الحافل بالمسلمین ولما خشی رسول الله صلی الله علیه وآله من إظهار ذلک ، لیحتاج إلی التأکید فی أمر التبلیغ).

وقال بالنسبة إلی هذا الحدیث بالذات : (علی أن الروایة الأخیرة المرویة فی الکافی مما لا یحتمل صدقه فی نفسه ، فإن ذکر اسم علی علیه السلام فی مقام إثبات النبوة والتحدسی علی الإتیان بمثل القرآن لا یناسب مقتضی الحال).

قال : (ویعارض جمیع هذه الروایات صحیحة أبی بصیر المرویة فی الکافی ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله (أطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولی الأمر منکم).

وقال فقال : نزلت فی علی بن أبی طالب والحسن والحسین علیهم السلام.

فقلت له : إن الناس یقولون : فما له لم یسم علیا وأهل بیته فی کتاب الله؟ قال علیه السلام : فقولوا لهم : إن رسول الله صلی الله علیه وآله نزلت علیه الصلاة ولم یسم لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتی کان رسول الله صلی الله علیه وآله هو الذی فسر لهم ذلک.

فتکون هذه الصحیحة حاکمة علی جمیع تلک الروایات وموضحة للمراد منها) (1) هذا ، وقد تقدم عن الشیخ البهائی قوله :

(وما اشتهر بین الناس من إسقاط اسم المؤمنین علیه السلام منه فی بعض المواضع ، مثل قوله تعالی (یا أیها الرسول بلغ ما أنزل إلیک _ فی علی _) وغیر ذلک فهو غیر معتبر عند العلماء) (2).

الحدیث الحادی عشر : فیجاب عنه _ بعد غض النظر عن سنده _ بأن الشیخ الطبرسی _ رحمه الله _ وغیره رووه عن ابن سنان بدون زیادة (ثم قال ...) (3).

ص: 244


1- 1. البیان 178 _ 179.
2- 2. نقله عنه فی آلاء الرحمن : 26.
3- 3. مجمع البیان المجلد 4 : 334.

علی أن نفس هذا الحدیث ، وکذا الحدیثان الآخران (1) عن رسول الله صلی الله علیه وآله دلیل علی أن سورة الأحزاب کانت مدونة علی عهده صلی الله علیه وآله وسلم.

کما یجاب عنه _ إن صح _ بما أجیب عن نظائره فیما تقدم.

ولنا أن نطالب _ بعد ذلک کله _ من یصحح هذا الحدیث ویعتمد علیه أن یثبت لنا أین ذهبت هذه الکثرة من الآیات؟ وأن یذکر کیفیة سقوطها _ أو إسقاطها _ من دون أن یعلم سائر المسلمین؟

ألیس کانت الدواعی متوفرة علی أخذ القرآن وتعلمه کلما نزل من السماء؟ ألیس کانت السورة تنتشر بمجرد نزولها بأمر النبی (2) صلی الله علیه وآله بین المسلمین وتتواجد فی بیوتهم؟

الحدیث الثانی عشر : من روایات الشیخ الکشی ، وسیأتی الکلام عنها بصورة عامة.

الحدیث الثالث عشر : فإن سنده غیر قوی کما یتضح ذلک لمن راجعه ، ثم إن الشیخ النعمانی نفسه قد روی حدیثین آخرین :

أحدهما : عن أمیر المؤمنین علیه السلام أیضا ، قال : (کأنی أنظر إلی شیعتنا بمسجد الکوفة ، وقد ضربوا الفساطیط یعلمون الناس القرآن کما أنزل) (3).

والثانی منهما : عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام ، قال : (کأنی بشیعة علی فی أیدیهم المثانی یعلمون القرآن) (4).

وهذان الحدیثان یعارضان الحدیث المذکور.

وأوضح من ذلک قول الإمام الباقر علیه السلام : (إذا قام القائم من آل محمد ضرب فساطیط لمن یعلم الناس القرآن علی ما أنزله الله عزوجل ، فأصعب ما یکون علی

ص: 245


1- 1. نفس المصدر ، ورواه أهل السنة فی کتبهم المعتبرة. أنظر منها الدر المنثور 5 : 179 عن جملة من کتب الحدیث.
2- 2. ونقل هذا فی بعض المصادر عن نهایة الأصول للعلامة الحلی.
3- 3. الغیبة للنعمانی : 317.
4- 4. الغیبة للنعمانی : 318.

من حفظه الیوم ، لأنه یخالف فیه التألیف) (1).

ولیتأمل فی قوله علیه السلام : (لأنه یخالف فیه التألیف) فإنه یفید فیما سیأتی.

أما الأحادیث المتبقیة _ 14 / 15 / 16 _ فقد ضعفها الشیخ المجلسی جمیعها (2) ، بالإضافة إلی أنه یجاب عنها بما یجاب عن نظائرها.

ص: 246


1- 1. روضة الواعظین : 265.
2- 2. مرآة العقول 5 : 14 ، 29 ، 29.

الفصل الرابع

شبهات حول القرآن

علی ضوء أحادیث الإمامیة

وهناک شبهات تعرض للناظر فی أحادیث الشیعة الإمامیة حول القرآن الحکیم ، فعلینا بالرغم من ثبوت بطلان تلک الأحادیث المتقدمة وأمثالها ، وعدم صلاحیتها للاستناد إلیها بالأدلة المذکورة علی عدم وقوع التحریف فی القرآن ، وبالأجوبة السالفة عن کل منها ، أن نتعرض لتلک الشبهات ، ونبین وجه اندفاعها :

الشبهة الأولی : تواتر أحادیث تحریف القرآن.

لما رأی بعض محدثی الإمامیة کثرة الأحادیث المفید نقصان القرآن ، ووجد کثیرا منها فی المجامیع الحدیثیة المعروفة ، عرضت لهم شبهة تواتر تلک الأحادیث  _ ولا سیما الأخباریون الظاهریون ممن یری صحة کل حدیث منسوب إلی أئمة الهدی علیهم السلام من غیر تحقیق _.

1 _ ومن هؤلاء المحدث الجزائری ، فإنه قال فی وجوه رده علی القول بتواتر القراءات : (الثالث : إن تسلیم تواترها عن الوحی الإلهی ، وکون الکل قد نزل به الروح الأمین یفضی إلی طرح الأخبار المستفیضة بل المتواترة الدالة بصریحها علی وقوع التحریف فی القرآن کلاما ومادة وإعرابا) (1).

ولکن یرده تصریح جماعة من کبار العلماء المحققین _ وفیهم الأخباریون الفطاحل _ بأن أحادیث التحریف أخبار آحاد لا یمکن الرکون إلیها والاعتماد علیها فی هذه المسألة الاعتقادیة.

فقد قال شیخ الطائفة : (غیر أنه رویت روایات کثیرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان کثیر من آی القرآن ، ونقل شئ منه من موضع إلی موضع ، طریقها الآحاد التی لا توجب علما ولا عملا ، والأولی الإعراض عنها وترک التشاغل بها).

ص: 247


1- 1. الأنوار النعمانیة 2 : 357.

وقال الشیخ المجلسی : (إن الأخبار التی جاءت بذلک أخبار آحاد لا یقطع علی الله تعالی بصحتها).

وکذا قال غیرهما من أعلام الطائفة.

علی أن کلام هذا المحدث نفسه یدل علی أن دعواه تلک بعیدة کل البعد عما نحن بصدده ، لأنه یدعی التواتر فی أحادیث التحریف بمختلف معانیه کلاما ومادة وإعرابا.

ومن المعلوم : إن طائفة من الأحادیث جاءت ظاهرة فی أن المسلمین حرفوا القرآن من جهة المعنی دون اللفظ ، وحملوا آیاته علی خلاف مراد الله تعالی ، وإن طائفة أخری من الأحادیث جاءت ظاهرة فی وقوع التحریف فی القرآن نتیجة اختلاف القراءات ، إلی غیر ذلک من طوائف الأحادیث الراجعة إلی تحریف القرآن ، وتبقی الطائفة الدالة منها علی التحریف بمعنی (نقصان القرآن) وهو موضوع بحثنا ، وقد ذکرنا نحن طائفة من أهم تلک الأحادیث ونبهنا علی ما فیها.

2 _ الشیخ المجلسی فی کتابه (مرآة العقول) فإنه قال بعد حدیث قال إنه موثق : (ولا یخفی أن هذا الخبر وکثیر من الأخبار الصحیحة صریحة فی نقص القرآن وتغییره. وعندی أن الأخبار فی هذا الباب متواترة معنی ، وطرح جمیعها یوجب رفع الاعتماد علی الأخبار رأسا ، بل ظنی أن الأخبار فی هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة ، فکیف یثبتونها بالخبر).

ویرده کلامه هو فی (بحار الأنوار) وقد تقدم نصه ، علی أن قوله : (وکثیر من الأخبار الصحیحة صریحة فی نقص القرآن) غریب ، فإن السید المرتضی قال : (نقلوا أخبارا ضعیفة ظنوا صحتها لا یرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علی صحته).

کما أنکر صحتها الطوسی شیخ الطائفة والمحدث الکاشانی ، بل هو نفسه حیث قال : (إن الأخبار التی جاءت بذلک أخبار آحاد لا یقطع علی الله تعالی بصحتها) ومن قبلهم قال شیخ المحدثین ما نصه : (إعتقادنا أن القرآن الذی أنزله الله علی نبیه صلی الله علیه وآله هو ما بین الدفتین وما فی أیدی الناس ، لیس بأکثر من ذاک ... ومن

ص: 248

نسب إلینا إنا نقول إنه أکثر من ذلک فهو کاذب).

ولو کانت أحادیث النقیصة صحیحة ومقبولة لما قال الصدوق ذلک کما لا یخفی. وأما قوله : (وطرح جمیعها یوجب رفع الاعتماد علی الأخبار رأسا) ففیه أن قبول جمیعها أیضا یوجب رفع الاعتماد علی الأحادیث رأسا ، علی أنه _ رحمه الله _ قد حکم فی أکثر الأحادیث المخرجة فی (الکافی) والمفیدة نقص القرآن إما بالضعف وإما بالإرسال ، کما تقدم ذلک کله.

ومن العجیب قوله : (بل ظنی ...) إذا إثبات الإمامیة لیس دلیله منحصرا بالأحادیث حتی یقال ذلک ، وکیف أن تلک الأحادیث لا تقصر عن أحادیث الإمامة؟ وهل یقصد الکثرة فی الورود؟ أو القوة فی الدلالة ، أو الصحة فی الأسانید؟!

3 _ المحدث الحر العاملی ، فإنه قال بعد أن روی حدیثین عن تفسیر العیاشی : (أقول : هذه الأحادیث وأمثالها دالة علی النص علی الأئمة علیهم السلام وکذا التصریح بأسمائهم ، وقد تواترت الأخبار بأن القرآن نقص منه کثیر وسقط منه آیات لما تکتب) ، ویکفی لدفع دعوی التواتر هذه نصوص العلماء ، وما تقدم نقله عنه فی الفصل والأول.

ولعل قوله _ رحمه الله _ بعد ذلک : (وبعضهم یحمل تلک الأخبار علی أن ما نقص وسقط کان تأویلا نزل مع التنزیل ، وبعضهم علی أنه وحی لا قرآن) یدل علی أنه لا یعتقد بوقوع التحریف فی القرآن الشریف.

وکأنه إنما یدعی التواتر فی هذه الأحادیث للاحتجاج بها علی وجود النصوص العامة علی إمامة الأئمة علیهم السلام ولذا فإنه قال : (وعلی کل حال فهو حجة فی النص ، وتلک الأخبار متواترة من طریق العامة والخاصة) (1).

والخلاصة أنه لا مجال لدعوی التواتر فی أحادیث تحریف القرآن بهذا المعنی المتنازع فیه.

الشبهة الثانیة : إختلاف مصحف علی علیه السلام مع المصحف الموجود.

وتفید طائفة من أحادیث الشیعة أن علیا أمیر المؤمنین علیه السلام اعتزل الناس

ص: 249


1- 1. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 3 : 43.

بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله لیجمع القرآن العظیم ، وفی حدیث رواه الشیخ علی بن إبراهیم القمی _ رحمه الله تعالی _ فی تفسیره : إن عمله ذاک کان بأمر من النبی صلی الله علیه وآله ، وقال : لا أرتدی حتی أجمعه ، حتی روی أنه علیه السلام لم یرتد رداءه إلا للصلاة إلی أن فرغ من هذه المهمة.

وأضافت تلک الأحادیث _ ومنها الحدیث الثالث من الأحادیث المتقدمة وحدیثان رواهما الشیخ أبو منصور الطبرسی فی (الاحتجاج) _ أنه علیه السلام حمل ذلک المصحف الذی جمعه إلی الناس وأخبرهم بأنه الذی نزل من عند الله سبحانه علی النبی الکریم صلی الله علیه وآله ، ولکن الناس ردوه وأعرضوا عنه زاعمین أنهم فی غنی عنه ، فعند ذلک قال الإمام علیه السلام : إنکم لن تروه بعد الیوم.

والذی یستنتجه الناظر فی هذه الأحادیث مخالفة ما جمعه الإمام علیه السلام مع القرآن الموجود ، ولو لم یکن بعض ما فیه مخالفا لبعض ذلک المصحف لما حمله إلیهم ، ولما دعاهم إلی تلاوته والأخذ به وجعله القرآن المتبع لدی جمیع المسلمین.

ومن هنا تأتی الشبهة فی هذا المصحف الذی بین أیدینا ، إذا لا یشک مسلم فی أعلمیة الإمام علیه السلام بالکتاب ودرایته بحقائقه وأسراره ودقائقه.

ولکن هذه الشبهة تندفع _ بعد التسلیم بصحة هذه الأخبار _ بما ذکره جماعة من أن القرآن الکریم کان مجموعا علی عهد النبی صلی الله علیه وآله علی ما هو علیه الآن ، ولم یکن فی عهده مبثوثا متفرقا هنا وهناک حتی یحتاج إلی جمع ، ویؤید ذلک أن غایة ما تدل علیه هذه الأحادیث هو المخالفة بین المصحفین إجمالا ، وهی کما یحتمل أن تکون بالزیادة والنقصان فی أصل الآیات والسور المنزلة ، کذلک یحتمل أن تکون :

أولا : بالاختلاف فی الترتیب والتألیف ، کما یدل علیه حدیث (روضة الواعظین) وذهب إلیه جماعة ، فقد قال السید الطباطبائی : (إن جمعه علیه السلام القرآن وحمله إلیهم وعرضه علیهم لا یدل علی مخالفة ما جمعه لما جمعوه فی شئ من الحقائق الدینیة الأصلیة أو الفرعیة ، إلا أن یکون فی شئ من ترتیب السور أو الآیات من السور التی نزلت نجوما ، بحیث لا یرجع إلی مخالفة فی بعض الحقائق الدینیة.

ولو کان کذلک لعارضهم بالاحتجاج ودافع فیه ولم یقنع بمجرد إعراضهم عما

ص: 250

جمعه واستغنائهم عنه ، کما روی عنه علیه السلام فی موارد شتی ، ولم ینقل عنه علیه السلام فیما روی من احتجاجاته أنه قرأ فی أمر ولایته ولا غیرها آیة أو سورة تدل علی ذلک ، وجبههم علی إسقاطها أو تحریفها) (1).

وثانیا : بالاختلاف بالزیادة والنقصان من جهة الأحادیث القدسیة ، بأن یکون مصحف الإمام علیه السلام مشتملا علیها ، ومصحفهم خالیا عنها ، کم ذهب إلیه شیخ المحدثین الصدوق حیث قال : (وقد نزل من الوحی الذی لیس بقرآن ما لو جمع إلی القرآن لکان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آیة ، وذلک قول جبرئیل علیه السلام للنبی صلی الله علیه وآله : إن الله تعالی یقول لک : یا محمد دار خلقی ، ومثل قوله : عش ما شئت فإنک میت ، واحبب ما شئت فإنک مفارقه ، واعمل ما شئت فإنک ملاقیه ، وشرف المؤمن صلاته باللیل وعزه کف الأذی عن الناس).

قال : (ومثل هذا کثیر ، کله وحی ولیس بقرآن ، ولو کان قرآنا لکان مقرونا به وموصولا إلیه غیر مفصول عنه ، کما کان أمیر المؤمنین علیه السلام جمعه ، فلما جاء به قال : هذا کتاب ربکم کما أنزل علی نبیکم ، لم یزد فیه حرف ولا ینقص منه حرف ، قالوا : لا حاجة لنا فیه ، عندنا مثل الذی عندک ، فانصرف وهو یقول : فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمانا قلیلا ، فبئس ما یشترون) (2).

وثالثا : بالاختلاف بالزیادة والنقصان من جهة التأویل والتفسیر ، بأن یکون مصحفه علیه السلام مشتملا علی تأویل الآیات وتفسیرها ، والمصحف الموجود خال عن ذلک کما ذهب ، إلی ذلک جماعة.

قال الشیخ المفید : (ولکن حذف ما کان مثبتا فی مصحف أمیر المؤمنین علیه السلام من تأویله وتفسیر معانیه علی حقیقة تنزیله ، وذلک کان ثابتا منزلا ، وإن لم یکن من جملة کلام الله تعالی الذی هو القرآن المعجز ، وقد یسمی تأویل القرآن قرآنا ، قال الله تعالی : (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن یقضی إلیک وحیه وقل رب زدنی علما) فسمی تأویل القرآن قرآنا ، وهذا ما لیس فیه بین أهل التفسیر إختلاف ، وعندی

ص: 251


1- 1. المیزان 12 : 116.
2- 2. الاعتقادات : 93.

أن هذا القول أشبه) (1).

وقال المحدث الکاشانی : (ولا یبعد أیضا أن یقال : إن بعض المحذوفات کان من قبیل التفسیر والبیان ، ولم یکن من أجزاء القرآن ، فیکون التبدیل من حیث المعنی ، أی : حرفوه وغیروه فی تفسیره وتأویله ، أعنی : حملوه علی خلاف ما هو به ، فمعنی قولهم علیهم السلام : (کذا أنزلت) أن المراد به ذلک ، لا أنها نزلت مع هذه الزیادة فی لفظها ، فحذف منها ذلک اللفظ.

ومما یدل علی هذا ما رواه فی (الکافی) بإسناده عن أبی جعفر علیه السلام أنه کتب فی رسالته إلی سعد الخیر : وکان من نبذهم الکتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم یروونه ولا یرعونه ، والجهال بعجبهم حفظهم للروایة ، والعلماء یحزنهم ترکهم للرعایة ... الحدیث.

وما رواه العامة : أن علیا علیه السلام کتب فی مصحفه الناسخ والمنسوخ.

ومعلوم أن الحکم بالنسخ لا یکون إلا من قبیل التفسیر والبیان ، ولا یکون جزاءا من القرآن ، فیحتمل أن یکون بعض المحذوفات أیضا کذلک) (2).

وإلی ذلک ذهب السید الخوئی _ دام ظله _ (3).

وقال الزنجانی : (ویظهر من بعض الرویات أن علیا أمیر المؤمنین علیه السلام کتب القرآن وقدم المنسوخ علی الناسخ. خرج ابن أشته فی المصاحف عن ابن سیرین : أن علیا علیه السلام کتب فی مصحفه الناسخ والمنسوخ وأن ابن سیرین قال : تطلبت ذلک وکتبت فیه إلی المدینة فلم أقدر علیه. وقال ابن حجر : قد ورد عن علی علیه السلام أنه جمع القرآن علی ترتیب النزول عقب موت النبی صلی الله علیه وآله وخرجه ابن أبی داود.

وفی شرح الکافی عن کتاب سلیم بن قیس الهلالی : أن علیا علیه السلام بعد وفاة النبی صلی الله علیه وآله لزم بیته وأقبل علی القرآن یجمعه ویؤلفه فلم یخرج من

ص: 252


1- 1. أوائل المقالات فی المذاهب المختارات ، وکذا قال فی غیره کما سیأتی عن تاریخ القرآن.
2- 2. الصافی 1 : 46 ، علم الیقین : 130.
3- 3. البیان : 197.

بیته حتی جمعه کله ، وکتب علی تنزیله الناسخ والمنسوخ والمحکم والمتشابه.

ذکر الشیخ الإمام محمد بن محمد بن النعمان المفید فی کتاب الارشاد والرسالة السرویة : أن علیا قدم فی مصحفه المنسوخ علی الناسخ ، وکتب فیه تأویل بعض الآیات وتفسیرها بالتفصیل.

یقول الشهرستانی فی مقدمة تفسیره : کان الصحابة _ رضی الله تعالی عنهم _ متفقین علی أن علم القرآن مخصوص لأهل البیت علیهم السلام ، إذ کانوا یسألون علی بن أبی طالب هل خصصتم أهل البیت دوننا بشئ سوی القرآن؟ فاستثناء القرآن بالتخصیص دلیل علی إجماعهم بأن القرآن وعلمه وتنزیله وتأویله مخصوص بهم) (1).

وقال بعض الأعلام من أهل السنة : إن قرآن علی کان یشتمل علی علم کثیر (2) ، بل عن الإمام علیه السلام نفسه أنه قال للزندیق : أنه أحضر الکتاب کملا مشتملا علی التنزیل والتأویل ، والمحکم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، لم یسقط منه حرف) (3).

الشبهة الثالثة : القرآن فی عهد الإمام المهدی علیه السلام.

ومن الأحادیث المتقدمة وغیرها ما یفید أن القرآن الکریم علی عهد الإمام الحجة المهدی المنتظر علیه السلام یختلف عما هو علیه الآن ، وهذا یقضی _ بلا ریب _ إلی الشک فی هذا القرآن الموجود.

ولکن هذه الشبهة أیضا مندفعة ، لعلمنا بضعف تلک الأحادیث ، ومخالفتها للکتاب والسنة والاجماع.

علی أن المستفاد من هذه الأحادیث اختلاف قراءة أهل البیت علیهم السلام مع القراءات المشهورة ، إلا إنهم کانوا یمنعون عن تلک القراءة ، ویأمرون شیعتهم بقراءة القرآن کما یقرأ الناس حتی یظهر المهدی علیه السلام (4).

ص: 253


1- 1. تاریخ القرآن : 25 _ 26.
2- 2. التسهیل لعلوم التنزیل 1 : 3.
3- 3. الصافی 1 : 42.
4- 4. نص علی ذلک فقهاؤنا _ رضی الله تعالی عنهم _ فی موسوعاتهم الفقهیة فی مبحث القراءة من کتاب الصلاة ، ولهم هناک بحوث طویلة.

وبعد ، فلیس لأصحاب الشبهة إلا أن یزعموا أن القرآن علی عهده علیه السلام هو نفس ما جمعه الإمام أمیر المؤمنین _ کما هو ظاهر بعض الأحادیث _ إذا القول بأنه غیره باطل قطعا ، فالشبهة هذه إذا مبتنیة علی الشبهة السابقة ، وهی مندفعة باندفاعها.

فالصحیح أن القرآن فی عهده لا یختلف عن هذا القرآن الموجود من حیث الألفاظ ، وعلی ذلک علماؤنا _ رضی الله تعالی عنهم _ بل قد صرح شارح (الکافی) بأنه : (یظهر القرآن بهذا الترتیب عند ظهور الإمام الثانی عشر ویشهر به) (1).

الشبهة الرابعة : کائن فی هذه الأمة ما کان فی الأمم السالفة

إن التحریف قد وقع فی التوراة والإنجیل ، وقد ورد فی الأحادیث عن النبی الکریم صلی الله علیه وآله وسلم أنه : (کائن فی أمته ما کان فی الأمم السالفة) بل قال المحدث العاملی _ بعد أن روی طرفا من تلک الأحادیث عن أکابر المحدثین کالصدوق والکلینی _ : (والأحادیث فی ذلک کثیرة متواترة بین الشیعة والسنة) (2).

وقال السید الطباطبائی : (هی متضافرة أو متواترة) (3).

ومقتضی المماثلة المذکورة ینبئ عن وقوع التحریف فی القرآن الکریم کما وقع فی العهدین ، وهذا یوجب الشک فی هذا القرآن الموجود بین المسلمین. وقد أجاب السید الخوئی _ دام ظلة الشریف _ (4) عن هذه الشبهة بوجوه نلخصها فیما یلی :

الأول : (إن هذه الأحادیث أخبار آحاد لا تفید علما ولا عملا ، ودعوی التواتر فیها جزافیة لا دلیل علیها ، ولم یذکر من هذه الروایات شئ فی الکتب الأربعة) ، ولکن إنکار تواتر هذه الأحادیث لا یفید فی الشبهة.

وقوله : (لم یذکر ...)

ص: 254


1- 1. الفصول المهمة للسید شرف الدین : 166.
2- 2. الإیقاظ من الهجعة بالبرهان علی الرجعة : 111 ، أنظر من لا یحضره الفقیه ص : 54 الطبعة القدیمة.
3- 3. المیزان 12 : 120.
4- 4. البیان 220 _ 221.

فیه : إن منها ما أخرجه الصدوق فی (من لا یحضره الفقیه) ، فقد قال المحدث العاملی أنه رحمه الله : (قال فی باب فرض الصلاة ، قال النبی صلی الله علیه وآله : یکون فی هذه الأمة کل ما کان فی بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة) (1).

الثانی : لو سلم تواتر هذه الأحادیث فی السند وصحتها فی الدلالة لما ثبت بها أن التحریف قد وقع فیما مضی من الزمن ، فلعله یقع فی المستقبل زیادة ونقیصة ولکن تجویز وقوع ذلک سواء الماضی أو المستقبل ، ینافی ما تقدم من الأدلة القویمة والشواهد الرصینة علی امتناعه ، لا سیما وأن الله سبحانه قد وعد وضمن حفظ القرآن إلی یوم القیامة.

الثالث : إن المراد بالمماثلة والمشابهة لیس من جمیع الوجوه ، وأنها المراد بها المماثلة من بعض الوجوه.

وبهذا الجواب اکتفی السید الطباطبائی (2) وهو الصحیح ، فإن کثیر من القضایا التی وقعت فی الأمم السالفة لم تقع فی هذه الأمة ، وبعضها لن یقع أصلا ، ومنها ما سیقع فی المستقبل قطعا.

ص: 255


1- 1. الایقاظ : 99.
2- 2. المیزان 12 : 121 _ 122.

الفصل الخامس

الرواة لأحادیث التحریف من

الشیعة

لقد کان بحثنا حتی الآن یدور حول الأحادیث التی وردت فی کتب الشیعة الإمامیة وهی تفید _ بظاهرها _ تحریف القرآن ، بمعنی نقصانه وضیاع شئ مما نزل علی النبی صلی الله علیه وآله.

والآن یجدر بنا أن ننظر فی الکتب التی أخرجت تلک الأحادیث فیها ، والعلماء الذین رووها ، لنری مدی صحة التمسک بهذه الأحادیث من هذه الجهة.

وقبل الخوض فی البحث یجب أن ننبه علی أمور :

أولا : إن روایة الخبر مطلقا أعم من قبوله والاعتقاد بمضمونه ، فقد عنی محدثوا الشیعة منذ القرون الأولی بجمع الروایات الواصلة إلیهم عن الأئمة ، وتبویبها وتنظیمها ، صونا لها من الضیاع والنسیان وما شابه ذلک ، من غیر نظر فی متونها وأسانیدها ولذا تجد فی روایات الواحد منهم ما یعارض ما رواه الآخر ، بل تجد ذلک فی أخبار الکتابین بل الکتاب الواحد للمؤلف الواحد ، وتری المحدث یروی فی کتابه الحدیثی خبرا ینص علی عدم قبول مضمونه فی کتابه الاعتقادی ، لذلک ، فالروایة أعم من القبول والتصدیق بالمضمون.

فلا یجوز نسبة مطلب إلی راو أو محدث بمجرد روایته أو نقله لخبر یدل علی ذاک المطلب ، إلا إذا نص علی الاعتقاد به أو أورده فی کتب التزم بصحة أخباره ، أو ذکره فی کتاب صنفه فی بیان اعتقاداته.

وهل یوجد عند الشیعة کتاب التزم فیه مؤلفه بالصحة من أوله إلی آخره؟ الجواب : لا ، وهذا هو الأمر الثانی.

ثانیا : إنه لا یوجد کتاب واحد من بین کتب الشیعة وصفت أحادیثه جمیعها بالصحة ، وقوبلت بالتسلیم والقبول لدی الفقهاء والمحدثین ، ولذا نجد أن أحادیث الشیعة

ص: 256

_ وحتی الواردة فی الکتب الأربعة (1) ، التی علیها المدار فی استنباط الأحکام الشرعیة قد تعرضت لنقد علماء الرجال وأئمة الجرح والتعدیل ، فکل خبر اجتمعت فیه شرائط الصحة ، وتوفرت فیه مقتضیات القبول أخذ به ، وکل خبر لم یکن بتلک المثابة رد أیا کان مخرجه وراویه والکتاب الذی أخرج فیه (2).

ولنأخذ مثالا علی ذلک کتاب (الکافی) (3) ، الذی هو أهم الکتب الأربعة وأوثقها لدی هذه الطائفة ، وهو الذی أثنی علیه العلماء والمحدثون والفقهاء وتلقوه بید الاحترام والتعظیم ، فإن العلماء وزعوا أحادیثه وهی (16199) حدیثا علی أساس تصنیف الأحادیث إلی الأقسام الخمسة (4) علی النحو التالی :

الصحیح منها : 5072 حدیثا.

والحسن : 144 حدیثا.

والموثق : 1118 حدیثا.

والقوی : 302 حدیثا.

والضعیف : 9485 حدیثا (5).

فقد لوحظ أن أکثرها عددا الأحادیث الضعیفة ، ویمکن الاطلاع علی ذلک بمراجعة کتاب (مرآة العقول فی شرح الکافی) (6) للشیخ المجلسی ، فإنه شرح الکتاب المذکور علی أساس النظر فی أسانیده ، فعین الصحیح منها والضعیف والموثق والمرسل علی ضوء القواعد المقررة لتمییز الأحادیث الصحیحة من غیرها.

ص: 257


1- 1. هی : الکافی للکلینی ، من لا یحضره الفقیه للصدوق ، التهذیب والاستبصار للطوسی.
2- 2. مقباس الهدایة فی علم الروایة.
3- 3. یقع فی ثمانیة أجزاء : اثنان منها فی الأصول ، وخمسة منها فی الفروع والثامن الروضة.
4- 4. وهی علی أقسام ، ویراجع للوقوف علی تعریف کل قسم وأقسامه کتب الدرایة لدی الشیعة ککتاب الدرایة للشیخ الشهید الثانی ، والوجیزة للشیخ البهائی وشروح الوجیزة ، ومقیاس الهدایة لشیخنا الجد المامقانی وغیرها.
5- 5. دراسات فی الکافی والصحیح للحسنی ، عن المستدرک للمحدث النوری 3 : 541.
6- 6. وکذا فعل المحدث الجزائری فی شرح التهذیب ، قال المحدث النوری : (والعجب من العلامة المجلسی وتلمیذه المحدث الجزائری مع عدم اعتمادهما بهذا النمط الجدید خصوصا الثانی ، وشدة إنکاره علی من أخذه بینا فی شرحیهما علی التهذیب والأول فی شرحه علی الکافی أیضا علی ذلک فصنعا بهما ما أشار إلیه فی الرواشح ، ولم أجد محملا صحیحا لما فعلا) المستدرک 3 : 771.

وهذا کله دلیل علی أن أحادیث (الکتب الأربعة) غیر قطعیة الصدور عن النبی صلی الله علیه وآله والأئمة علیهم السلام عند الإمامیة ، إلا أنه یبدو أنه هناک جماعة قلیلة ذهبوا إلی القول بذلک ، ولکنه قول مردود :

قال المحقق الشیخ الأنصاری : (ذهب شرذمة من متأخری الأخباریین فیما نسب إلیها إلی کونها قطعیة الصدور).

قال : (وهذا قول لا فائدة فی بیانه والجواب عنه إلا التحرز عن حصول هذا الوهم لغیرهم کما حصل لهم ، وإلا فمدعی القطع لا یلزم بذکر ضعف مبنی قطعه ، وقد کتبنا فی سالف الزمان فی رد هذا القول رسالة تعرضنا فیها لجمیع ما ذکروه وبیان ضعفها بحسب ما أدی إلیه فهمی القاصر) (1).

وقال شیخنا الجد المامقانی : (وما زعمه بعضهم من کون أخبارها _ أی الکتب الأربعة _ کلها مقطوعة الصدور ، استنادا إلی شهادات (2) سطرها فی مقدمة الحدائق ، لا وجه له کما أوضحناه فی محله) (3).

وتبعهما السید الخوئی حیث قال : (ذهب جماعة من المحدثین إلی أن روایات الکتب الأربعة قطعیة الصدور وهذا القول باطل من أصله ، إذا کیف یمکن دعوی القطع لصدور روایة رواها واحد عن واحد ولا سیما أن فی رواة الکتب الأربعة من هو معروف بالکذب والوضع علی ما ستقف علیه قریبا وفی موارده إنشاء الله تعالی) (4)

ومن قبلهم قال السید المجاهد الطباطبائی بعد کلام طویل : (وبالجملة : دعوی قطعیة ما فی الکتب الأربعة مما لا ریب فی فسادها) (5). فهذه الکلمات وغیرها صریحة فی عدم قطعیة صدور أحادیث الکتب الأربعة ، وأما بالنسبة إلی تاریخ تصنیف الأحادیث ، فقد قال المحدث البحرانی : (قیل : إن أول من نوع الأخبار هو (العلامة) أو شیخه (ابن طاووس) _ رحمهما الله _ وأما المتقدمون فکانوا یأخذون بجمیع

ص: 258


1- 1. الرسائل : 67.
2- 2. أجاب عنها السید حسن الصدر فی شرح الوجیزة فی علم الدرایة.
3- 3. مقباس الهدایة الطبوع فی آخر تنقیح المقال فی علم الرجال.
4- 4. معجم رجال الحدیث 1 : 36.
5- 5. مفاتیح الأصول للسید محمد الطباطبائی الحائری.

الأخبار المدونة فی (الکتب الأربعة) وغیرها من (الأصول) معتقدین بصحتها أجمع. وهذا مما دعا إلی الخلاف بین الأخباریین والمجتهدین) (1).

وتقدم عن المحدث النوری تعبیره عن هذا التنویع ب (النمط الجدید) فهذان المحدثان وغیرهما یزعمان أن هذا التنویع یختص بالمتأخرین المجتهدین وأن قدماء الأصحاب کانوا یعتقدون بصحة أحادیث (الأصول الأربعمائة) التی منها ألفت (الکتب الأربعة).

ولکن الظاهر أن هذه الدعوی لا أساس لها من الصحة ، فقد أجاب عنها شیخنا الجد _ رحمه الله تعالی _ بقوله : (وقد زعم القاصرون من الأخباریین اختصاص هذا الاصطلاح بالمتأخرین الذین أولهم (العلامة) رحمه الله علی ما حکاه جمع منهم الشیخ البهائی رحمه الله فی (مشرق الشمسین) أو (ابن طاووس) کما حکاه بعضهم ، فأطالوا التشنیع علیهم بأنه اجتهاد منهم وبدعة.

ولکن الخبیر المتدبر یری أن ذلک جهل منهم وعناد ، لوجود أصل الاصطلاح عند القدماء ألا تری إلی قولهم : لفلان کتاب صحیح ، وقولهم : أجمعت العصابة علی تصحیح ما یصح عن فلان ، وقول الصدوق رحمه الله : کلما صححه شیخی فهو عندی صحیح ، وقولهم : فلان ضعیف الحدیث ، ونحو ذلک.

فالصادر من المتأخرین تغییر الاصطلاح إلی ما هو أضبط وأنفع تسهیلا للضبط وتمییزا لما هو المعتبر منها عن غیره) (2).

وأما قول المحدث البحرانی : (فأما المتقدمون ...) ففیه : إن الأمر لیس کذلک ، بل ربما طعن الشیخ المفید والشیخ الصدوق فی بعض أحادیث الشیخ الکلینی ، وطعن الشیخ الطوسی فی بعض أحادیث الصدوق والکلینی (3).

ص: 259


1- 1. تلخیص مقدمات الحدائق للمؤلف.
2- 2. مقباس الهدایة فی علم الدرایة.
3- 3. راجع : مفاتیح الأصول ، وأوثق الوسائل ، وقد بحث صاحب هذا الکتاب الموضع من جمیع جوانبه من ص 122 إلی ص 136 فراجعه فإنه جدیر بالملاحظة.

فإذا کان الأمر کذلک فیما بینهم _ وهم أصحاب الکتب الأربعة _ فکیف بالمتأخرین منهم المجددین لفکرة تنویع الأحادیث ، والنظر فی الأسانید الواردة فی کافة الکتب.

وهذا بحث واسع متشعب الأطراف نکتفی منه بهذا المقدار بمناسبة المقام فمن أراد التوسع فیه فلیراجع مظانه من کتب الدرایة والرجال.

والخلاصة : إن المحققین من الإمامیة علی أن وجود أی حدیث فی أی کتاب من کتب الشیعة لا یبرر بمجرده الأخذ به والاعتقاد بصحة مدلوله ، إذ لیس عندهم کتاب التزم فیه مؤلفه بالصحة أبدا ، بحیث یستغنی بذلک الباحث عن النظر فی أسانید أحادیثه والفحصة عن رجاله وما قیل فیهم من الجرح والتعدیل.

وهذا بخلاف أهل السنة فإن لهم کتبا سموها ب (الصحاح) وأهمها عند أکثرهم (صحیح البخاری) إعتقد جمهورهم بصحة ما أخرج فیها ، وقالوا فی کتبهم الرجالیة : من خرج له فی الصحیح فقد جاز القنطرة ، کما التزم أصحابها وبعض أصحاب (المسانید) فی کتبهم بالصحة.

ثالثا : إنه علی فرض وجود هکذا کتاب لدی الشیعة فإنه لا یجوز أن ینسب معتقد مؤلفه إلی الطائفة کلها لأنه قد یکون قوله بصحة تلک الأخبار أو ذهابه إلی أحقیة ذاک المعتقد مبنیا علی أسس غیر صحیحة لدی غیره کالقول بقطعیة صدور أخبار الکتب الأربعة المذکورة سابقا والمنسوب إلی مجموعة من متأخری الأخباریین وهو باطل کما عرفت وستعرف ، فإنه یستلزم القول بالتحریف _ لوجود ما یدل علیه فیها ، بعد عدم قبول حملها علی بعض الوجوه _ إذن لا یجوز إضافة معتقد لأحد العلماء وإن کان فی غایة الشهرة والجلالة إلا فی حال موافقة جمهور علماء الطائفة معه فیه أو قولهم بصحة کل ما ورد فی ذلک الکتاب کما هو الحال عند أهل السنة بالنسبة إلی الصحاح الستة والصحیحین بصورة خاصة.

رابعا : إن مما لا ریب فیه وجود أحادیث مزورة باطلة تسربت إلی الآثار

====

توفرت فیه شروط لحجیة أخذ به وإلا فلا ، کما فعل الشیخ المجلسی والمحدث الجزائری بالنسبة إلی (الکافی) و (التهذیب).

ص: 260

الإسلامیة بصورة عامة ، فقد تهاون الصحابة _ إلا القلیل منهم _ فی صدر الإسلام فی تدوین الأحادیث النبویة ، بل قد امتنع بعضهم من ذلک وکرهه ومنع الآخرین بالأسالیب المختلفة ، لأغراض مذکورة لیس هذا موضع إیرادها.

ثم لما أخذوا بالتدوین خبطوا خبط عشواء ، وخلطوا الغث بالسمین ، الصحیح بالسقیم وأخذوا من أفواه أناس مشبوهین ، وکتبوا عن أفراد کذابین ، حتی کثرت الأحادیث المدسوسة والموضوعة علی لسان النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، الأمر الذی اضطر علماء الحدیث من أهل السنة إلی وضع کتب تمکنوا فیها من جمع مقدار کبیر من تلک الموضوعات ، ومن ناحیة أخری ألفوا کتبا أوردوا فیها الأحادیث الصحیحة فحسب ، وذلک بحسب اجتهاداتهم وآرائهم فی الرجال وغیر ذلک.

ولکن الواقع أن أولئک وهؤلاء لم یکونوا موفقین کل التوفیق فی عملهم ذاک ولم یکونوا معصومین من الخطأ ، بل لم یکن بعضهم مخلصا فی قیامه بتلک المهمة ، إذا لم تخل الکتب التی وضعوها لجمع (الموضوعات) من الأحادیث الصحیحة ، کما لم تسلم الکتب التی سموها ب (الصحاح) من الأحادیث الموضوعة هذا حال الأحادیث لدی أهل السنة باختصار.

وکذا الحال فی أحادیث الإمامیة ، فما أکثر الأحادیث المدسوسة فی کتبهم من قبل المخالفین وأصحاب المذاهب والآراء الفاسدة ، ولقد کان فی زمن کل إمام من الأئمة علیهم الصلاة والسلام من یضع الأحادیث علی لسان وینسبها إلیه وینشرها بین الشیعة ویضعها فی متناول أیدی روایتهم حتی تسربت إلی مجامیعهم الحدیثیة ، فقد قال الإمام الصادق علیه السلام : (إن لکل رجل منا رجل یکذب علیه) (1).

ولذا فإنهم علیهم السلام جعلوا الکتاب والسنة میزانا لأحادیثهم یعرض علیهما ما روی عنهم فما وافقهما أخذ به ، وما خالفهما رد علی صاحبه.

فالذی نرید أن نقوله هنا هو : أن احتمال الدس والتزویر یدفع حجیة کل خبر ویمنع من الاعتماد علیه ویفسد اعتباره (حتی ما کان منها صحیح الإسناد ، فإن صحة السند وعدالة رجال الطریق إنما یدفق تعمدهم الکذب دون دس غیرهم فی أصولهم

ص: 261


1- 1. المعتبر فی شرح المختصر للمحقق الحلی.

وجوامعهم ما لم یرووه) (1).

وإذ انتهینا مما مهدناه نقول : إن الذی أنتجه بحثنا الطویل وفحصنا الدقیق فی کتب الشیعة الإمامیة هو : أن المعروف والمشهور بینهم هو القول بعدم تحریف الکتاب ، فإنه رأی حوالی 85 % من أعلام هذه الطائفة ، منذ أکثر من ألف سنة حتی یومنا الحاضر ، بین مصرح بذلک ومؤلف فیه ومؤول لما ینافیه بظاهره ، بل هو رأی من کتب فی الإمامة ولم یتعرض للتحریف.

وإن من أهم الکلمات فی هذا الباب قولا وقائلا کلمة الشیخ محمد بن علی بن بابویه المقلب بالصدوق المتوفی سنة (381 ه) المتقدمة فی (الفصل الأول) (2) وذلک :

أولا : لقرب عهده بزمن الأئمة علیهم السلام وأصحابهم ، فلو کان الأئمة وتلامذتهم قائلین بالتحریف لم قال ذلک.

وثانیا : لکون من علماء الحدیث بل رئیس المحدثین ، فلو کانت الأحادیث الظاهرة فی التحریف مقبولة لدی الطائفة لما قال ذلک.

وثالثا : لأنها کلمة صریحة وقاطعة جاءت فی رسالة اعتقادیة کتبها علی ضوء الأدلة المتینة من الکتاب والسنة فی حال أنه بنفسه یروی بعض أخبار التحریف فی کتبه الحدیثیة مثل (ثواب الأعمال) و (عقاب الأعمال).

ورابعا : لموافقة الأعلام المتأخرین عنه إیاه فی هذا الاعتقاد ، لا سیما الشیخ المفید الذی کتب شرحا علی عقائد الصدوق وخالفه فی کثیر من المسائل.

وکیف ینسب إلی الشیعة قول یتفق علی خلافه :

أبو جعفر الصدوق (381).

والمفید البغدادی (413).

والشریف المرتضی (436).

والشریف الرضی (406).

ص: 262


1- 1. المیزان فی تفسیر القرآن 12 : 115.
2- 2. والکلمة هی (إعتقادنا أن القرآن الذی أنزله الله علی نبیه صلی الله علیه وآله هو ما بین الدفتین ، وهو ما فی أیدی الناس ، لیس بأکثر من ذلک ... ومن نسب إلینا أنا نقول إنه أکثر من ذلک فهو کاذب).

وأبو جعفر الطوسی (460).

وأبو علی الطبرسی (548).

وابن شهرآشوب (588).

وابن إدریس الحلی (598).

والعلامة الحلی (726).

والزین البیاضی (877).

والمحقق الکرکی (940).

والشیخ فتح الله الکاشانی (988).

والشیخ بهاء الدین العاملی (1030).

والعلامة التونی (1071).

والفاضل الجواد.

والسید نور الله التستری (1019).

والفیض الکاشانی (1091).

والشیخ الحر العاملی (1104).

والشیخ محمد باقر المجلسی (1111).

والسید علی خان المدنی (1118).

والسید الموسوی الخونساری (1157).

والسید بحر العلوم (1212).

والشیخ کاشف الغطاء (1228).

السید الأعرجی الکاظمی ، شارح الوافیة (1228).

والسید محمد الطباطبائی (1242).

والکرباسی ، صاحب الإشارات (1262).

والسید حسین التبریزی (1299).

والسید مهدی صاحب منهاج الشریعة فی الرد علی ابن تیمیة (1300)؟

وإلیه ذهب المتأخرون أمثال :

ص: 263

المحقق التبریزی صاحب (أوثق الوسائل فی شرح الرسائل).

والسید محمد باقر الطباطبائی صاحب (المنظومة فی علم الکلام).

والسید محمد حسین الشهرستانی صاحب (رسالة فی حفظ الکتاب الشریف عن شبهة القول بالتحریف).

والشیخ محمد النهاوندی الخراسانی صاحب التفسیر.

والشیخ محمد حسن الآشتیانی صاحب حاشیة الرسائل.

والشیخ محمود بن أبی القاسم صاحب (کشف الإرتیاب فی عدم تحریف الکتاب).

والسید محمد الشهشهانی صاحب (العروة الوثقی).

والشیخ محمد حسن المامقانی صاحب (بشری الوصول).

والشیخ عبد الله المامقانی صاحب (تنقیح المقال).

والشیخ أبی الحسن الخنیزی صاحب (الدعوة الإسلامیة إلی وحدة أهل السنة والإمامیة).

والشیخ محمد جواد البلاغی صاحب (آلاء الرحمن فی تفسیر القرآن).

والشیخ محمد حسین کاشف الغطاء صاحب (أصل الشیعة وأصولها).

والشیخ عبد الحسین الرشتی النجفی صاحب (کشف الاشتباه فی الرد علی موسی جار الله).

والسید محسن الأمین العاملی صاحب (نقض الوشیعة فی الرد علی موسی جار الله).

والسید عبد الحسین شرف الدین صاحب (أجوبة مسائل جار الله).

والشیخ عبد الحسین الأمینی صاحب (الغدیر).

والشیخ آغا بزرک الطهرانی صاحب (النقد اللطیف).

والسید هبة الدین الشهرستانی صاحب (تنزیه التنزیل).

والسید محمد هادی المیلانی جدنا الراحل فی فتوی له.

والشیخ محمد علی الأوردبادی الغروی صاحب (بحوث فی علوم القرآن).

ص: 264

والشیخ أبو الحسن الشعرانی صاحب (الحاشیة علی الوافی).

والشیخ محمد رضا المظفر صاحب (عقائد الإمامیة).

والسید محمد حسین الطباطبائی صاحب (المیزان فی تفسیر القرآن).

والسید أبو القاسم الخوئی _ دام ظله _ صاحب (البیان فی تفسیر القرآن).

نعم هناک فی بعض الکلمات نسبته إلی (المحدثین) من علماء الشیعة ، وقد بذلنا الجهد فی التحقیق حول مدی صحة هذه النسبة ، وراجعنا ما توفر لدینا من الکتب والکلمات بإمعان وإنصاف ، فلم نجد دلیلا علی ذلک ولا وجها مبررا له ، بل هو حدس وتخمین أو ذهول عن الواقع إن لم یکن تعصب.

والتحقیق : إن (المحدثین) من الشیعة الإمامیة الرواة لأخبار التحریف علی ثلاث طوائف :

فطائفة یروون من الأخبار الظاهرة فی التحریف فی کتبهم الحدیثیة ولا یعتقدون بمضامینها ، بل یؤولونها أو یجمعون بینها وبین ما یدل علی النفی ببعض الوجوه ، ومنهم من ینص علی اعتقاده بخلافها أو بما یستلزم هذا الاعتقاد ، وعلی رأسهم الشیخ الصدوق.

وطائفة یروونها ولا وجه لنسبة القول بالتحریف إلیهم إلا أنهم یروونها وعلی رأسهم الشیخ إن لم نقل بأنه من الطائفة الأولی الکلینی.

وطائفة یروونها وینصون علی اعتقادهم بمدالیلها وإیمانهم بمضامینها ، وعلی رأسهم الشیخ علی بن إبراهیم القمی إن تمت النسبة إلیه.

وبهذا یتبین أنه لا یجوز نسبة القول بالتحریف إلا إلی هذه الطائفة من (المحدثین) من الإمامیة ، وقد وافقهم من شذ من (الأصولیین) علی تفصیل وهو الشیخ النراقی.

ومن الواضح أنه لا ینسب رأی عدة قلیلة من أعلام الطائفة تقدر بحوالی 5 % إلی الطائفة کلها فی مسألة من المسائل.

للبحث صلة ...

ص: 265

ما ینبغی نشره من التراث

(4)

 (17)

الأسرار الخفیة فی العلوم العقلیة

من الحکمیة والکلامیة والمنطقیة

للعلامة الحلی جمال الدین أبی منصور الحسن بن یوسف بن المطهر الحلی ، المتوفی سنة 726 ه ، تلمیذ المحقق نصیر الدین الطوسی.

قال شیخنا _ رحمه الله _ فی الذریعة 2 / 45 : (ألفه باسم هارون بن شمس الدین الجوینی ، الذی توفی سنة 685 ، رأیت النسخة بخطه الشریف فی الخزانة الغرویة).

أقول : وهی الآن فی مکتبة آیة الله الحکیم العامة ، فی النجف الأشرف ، برقم 179.

2 _ مخطوطة کتبت سنة 734 ه ، فی مکتبة السلطان أحمد الثالث فی طوپ قپوسرای ، فی إسلامبول ، رقم 3254.

3 _ مخطوطة کتبت سنة 744 ه ، فیها من الطبیعیات إلی نهایة الکتاب ، فی مکتبة فیض الله ، فی إسلامبول ، رقم 2182.

4 _ مخطوطة کتبت فی النجف الأشرف سنة 773 ه ، فی مکتبة کوپرلی ، فی إسلامبول ، رقم 862 ، وفی نهایتها : (بلغ مقابلة وتصحیحا).

فهرس مکتبة کوپرلی 1 / 422.

ماینبغی نشره من التراث (4)

ص: 266

(18)

الانصاف والانتصاف

لأهل الحق من الإسراف

تألیف بعض أعلام القرن الثامن رد به مخاریق ابن تیمیة ومهاجماته الظالمة علی الطائفة وعناده للحق ، فرغ من تألیفه سنة 757 ه.

1 _ نسخة مکتوبة فی حیاة المؤلف ، فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام ، فی مشهد ، رقم 5643.

2 _ نسخة فی دار الکتب الوطنیة (کتابخانه ملی) فی طهران ، رقم 485 ع.

3 _ نسخة فی مکتبة کلیة الحقوق فی جامعة طهران ، رقم 130 ج.

ص: 267

تفسیر ابن فارس

(1)

الدکتور هادی حسن حمودی

بسم الله الرحمن الرحیم

تقدیم

لا نعرف کتابا ، علی مدار التاریخ ، نال من الحظوة والعنایة والتأثیر ، ما ناله القرآن العزیز ، حتی أنه یمکن القول : إن من وجوه إعجاز القرآن کثرة ما کتب فیه وعنه ، وعمق تأثیره فی حیاة الناس منذ أن ظهر وإلی أیامنا هذه ، بل وإلی ما شاء الله سبحانه وتعالی.

ولعل من نافلة القول أن نقرر أن جمیع اللغات الحیة فی العالم تحتفل بتراث غزیر ، کتبه أکابر العلماء فی موضوع القرآن وعلومه وتأثیره.

وبدهی أن تکون عنایة المسلمین بهذا الکتاب العظیم ، عنایة تناسب مکانته فی نفوسهم ، ودوره الخطیر فی صیاغة حیاتهم ، باعتباره دستورهم الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه. وفیه قال رسول الله صلی الله علیه وآله : (إن أردتم عیش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة یوم الحشر ، والظل یوم الحرور ، والهدی یوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فإنه کلام الرحمن ، وحرز من الشیطان ، ورجحان فی المیزان) (1). ویصفه أمیر المؤمنین علیه السلام فیقول : (کتاب الله : تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به ، وینطق بعضه ببعض ، ویشهد بعضه علی

الدکتور هادی حسن حمودی

ص: 268


1- 1. الأمالی للطوسی 4.

بعض ...) (1). ویذکره الإمام الصادق علیه السلام ذکر التقدیس والاجلال ، داعیا إلی مدارسته والتفکر فیه ، قائلا : (إن هذا القرآن فیه منار الهدی ، ومصابیح الدجی ، فلیجل جال بصره ، ویفتح للضیاء نظره ، فإن التفکر حیاة قلب البصیر ، کما یمشی المستنیر فی الظلمات بالنور) (2) ... إلی غیر ذلک من أحادیث کثیرة تجدها مبسوطة فی مظانها ، وکلها حث علی تعلم القرآن ، وتعلیمه ، والتمکث فی أفیائه الظلیلة. مما کان له تأثیر فی نفوس أجله علماء التراث الاسلامی الباذخ ، بحیث لا یخلو تراث أی عالم منهم من جهود تصب فی هذا التیار القرآنی المتصاعد ، کما ونوعا.

ولقد وجدنا فی بیئة اللغویین توجها خاصا یتمثل فی الاستفادة من آیات القرآن العظیم فی فهم المعانی اللغویة للألفاظ ، علی سبیل الاسترشاد والاستشهاد.

ومن هؤلاء العلماء أحمد بن فارس الذی وجدنا عنده نهجا خاصا فی تفسیر القرآن العزیز ، نهجا ینبنی علی نظر صاف إلی النص القرآنی المقدس ، فی التبین والاستبانة (3). ولقد عن لی _ وأنا أتابع تراث هذا العالم الجلیل _ أن له فی کتبه المتبقیة ، ما یمکن أن یشکل رؤیة تفسیریة ذات نفع لهذه الأمة الناهضة التی تروم تجدید عهدها بکتابها الأول الذی تدور فی کونه الرحیب سائر الکتب.

لذا عکفنا علی ما تبقی من تراث ابن فارس ، نستخرج منه تفسیره للقرآن سواء ما کان معدودا فی الجانب النظری ، أم ما کان فی الجانب التطبیقی العملی. حتی استقام لنا هذا التفسیر ، الذی نأمل أن یکون ذا فائدة للقارئ الباحث الغیور علی تراثه الجلیل.

وإنی _ فی هذا التقدیم _ أصبو إلی أن تتقبل مؤسسة آل البیت علیهم السلام ، بالغ شکری وتقدیری ، علی اهتمامها بهذا التفسیر ، سائلا المولی القدیر أن یوفق الجمیع إلی ما یحب ویرضی.

د. هادی حسن حمودی

ص: 269


1- 1. نهج البلاغة ، الخطبة رقم 133.
2- 2. الکافی 2 / 138.
3- 3. تنظر رسالتنا : AHMAD IBN FARS et sa me thode linguistique المقدمة إلی جامعة السوربون _ باریس [165. chap. 3. . par. 11. p]

المفسر (1)

هو أحمد بن فارس بن زکریا بن حبیب القزوینی الرازی اللغوی. لم ینص القدماء علی سنة ولادته ، غیر أننا إذا ما افترضنا أنه توفی فی سنة (395 ه) علی ما هو المتیقن ، ونظرنا فی أحداث حیاته الحافلة ، أیقنا أنه عمر عمرا مدیدا ربما شمل القرن الرابع للهجرة کله ، منذ عقده الأول ، یسعفنا فی هذا أنه ذکر أخذه العلم عن أبی الحسن علی بن إبراهیم القطان منذ سنة 332 ه ، وأنه روی عنه کتاب العین ، مما یدل علی أن ابن فارس کان آنذاک فی ریعان شبابه واکتمال مدارکه بحیث إنه کان یروی عن عالم ثبت ثقة مستوعبا ما یرویه عنه. لذا فإن من الراجح أنه قد ولد فی العقد الأول من القرن الرابع. ولا نستطیع الجزم بالسنة التی ولد فیها ، ونمیل إلی ما ذهب إلیه بعض الأقدمین من ترجیح أن ولادته کانت ما بین سنتی (306 _ 308 ه).

موطنه :

کان ابن فارس کثیر الترحال ، ما یستقر ببلدة إلا لیرتحل إلی أخری طالبا للعلم ، أو شیخا لهذا وذاک من رجالات القرن الرابع ، ولا تقدم لنا المصادر الموثقة شیئا ذا بال عن تفاصیل نشأته ، وأطوار حیاته ، ثم إنها اختلفت فی تحدید موطنه ، وقد لخص القفطی ذلک ، الاختلاف بقوله : (... واختلفوا فی وطنه ، فقیل : کان من قزوین ، ولا یصح ذلک ، وإنما قالوه لأنه کان یتکلم بکلام القزاونه ...) (2). ونص ابن تغری بردی علی أنه ولد فی قزوین (3) ، وکذا قرر السیوطی (4) والحافظ

ص: 270


1- 1. ینظر : نزهة الألباء 220 ، یتیمة الدهر 3 / 400 ، إنباه الرواة 1 / 94 ، معجم الأدباء 4 / 80 ، وفیات الأعیان 1 / 100 ، شذرات الذهب 3 / 132 ، البدایة والنهایة 11 / 335 ، النجوم الزاهرة 4 / 212 ، الدیباج المذهب 36 ، الفلاکة والمفلوکون 108 ، المختصر فی أخبار البشر 4 / 28 ، أعیان الشیعة 216 / 217. تنقیح المقال فی علم الرجال 1 / 1. ومقدمتنا لکتاب مجمل اللغة 1 / 11 _ 140.
2- 2. إنباه الرواة 1 / 96.
3- 3. النجوم الزاهرة 4 / 212.
4- 4. بغیة الوعاة 153.

السلفی (1).

غیر أن الاستقراء یهدینا إلی أن رأی القفطی هو الأرجح ، فقد نقل الرواة أن آتیا أتاه فسأله عن وطنه ، فقال : کرسف ، فتمثل الشیخ : بلاد بها شدت علی تمائمی وأول أرض مس جلدی ترابها (2) فهو _ إذن _ من قریة کرسف جیاناباد ، من رستاق الزهراء من همدان لا من قزوین.

وفاته :

کما اختلف المؤرخون فی ولادته وموطنه ، اختلفوا فی تحدید سنة وفاته ، فمن قائل إنه توفی فی سنة 357 ه (3) ، وقائل إنه توفی فی سنة 369 ه (4) ، إلی قائل إنه توفی فی سنة 390 ه (5). ونجد أنفسنا إلی اطراح هذه الأقوال أمیل ، وذلک أن ابن فارس کتب (الصاحبی) فی المحمدیة فی الری سنة 382 ه (6) ولأنه کتب (الفصیح) بخط کفه _ بحسب تعبیر یاقوت _ سنة 391 ه (7) ، وفی مخطوطة (الفصیح) أنه کتبه سنة 393 ه (8) ، فإذا کان ابن فارس حیا سنة 391 ه أو سنة 393 ه حینما کتب (الفصیح) ، فنحن ملزمون بالأخذ بالرأی الذی أجمعت علیه معظم المصادر ، القائل إنه توفی فی سنة 395 ه (9).

کتبه وتآلیفه :

عرف ابن فارس بحسن التألیف (10) وکثرة المؤلفات ، علی الرغم من ظروف

ص: 271


1- 1. ینظر : معجم الأدباء 4 / 82.
2- 2. ن. م 4 / 92.
3- 3. الدیباج المذهب 33.
4- 4. الکامل 8 / 117 ، معجم الأدباء 4 / 80 ، المنتظم 7 / 103.
5- 5. المختصر 4 / 80 ، شذرات الذهب 3 / 132 ، البدایة والنهایة 11 / 328.
6- 6. الصاحبی 17.
7- 7. معجم الأدباء 4 / 82.
8- 8. تمام فصیح الکلام 16.
9- 9. البدایة والنهایة 11 / 335 ، إنباه الرواة 1 / 95 ، النجوم الزاهرة 4 / 212 ، طبقات المفسرین 4.
10- 10. ینظر نزهة الألباء 220 ، یتیمة الدهر 3 / 400 ، إنباه الرواة 1 / 92 ، وغیرها.

حیاته ، وکثرة رحلاته. لقد خلف ابن فارس سبعة وخمسین کتابا فی معظم أبواب العلوم التی کانت معروفة فی عهده ، وقد ضاع کثیر من تلک الکتب ، ولم یتبق إلا القلیل ، وفی هذا القلیل غناء ، أی غناء!! ومنفعة أیة منفعة!!

ومن أشهر ما تبقی له : مجمل اللغة. ومقاییس اللغة. ومتخیر الألفاظ والصاحبی فی فقه اللغة وسنن العرب فی کلامها. وشرح دیوان حماسة أبی تمام. ورسائل أخری طبعت فی معظمها وشهرت.

ومن تراثه الضائع کتب تدخل فی مضمار الدراسات القرآنیة ، ولعل من أهمها : (جامع التأویل فی تفسیر القرآن) (1) أو (جامع التأویل فی تفسیر التنزیل) (2). وذکرت المصادر القدیمة أنه فی أربعة مجلدات. وکتاب (الجوابات) وقد أشار إلیه فی الصاحبی (3) وکتاب (غریب إعراب القرآن) (4) ، وکتاب (المسائل الخمس) وقد استشهد الزرکشی بقطعة قصیرة منه. ولعل أتم ما بقی من تراثه فی هذا الصدد رسالة (الإفراد).

هذا التفسیر وطریقة صنعته :

لقد حتمت علی ظروف دراستی العلیا فی جامعة السوربون ، ومتابعتی لتراث ابن فارس ، أن أقرأ کتبه جمیعا ، کتابا کتابا ، کلمة بکلمة ، فوجدت نفسی أمام طود شامخ من أعمدة التراث الاسلامی ، منهجا ونتائج ، یزینهما إیمان وورع وتقی. فتتبعت أصول کتبه فی مکتبات العالم المختلفة التی تعنی بالتراث الإسلامی ومخطوطاته ، فلم أقع له علی أی أثر متبق فی میدان الدراسات القرآنیة.

هنا ، وجدت نفسی أمام مسؤولیة تاریخیة ، هی أن أتلمس ملامح ذلک التفسیر فیما تبقی بین أیدینا من تراثه ، فکانت فکرة هذا التفسیر ، عمدت إلی کتبه أستخرج منها الآیات القرآنیة الکریمة ، وأردفها بما قاله فیها من تفسیر أو تأویل ، أو

ص: 272


1- 1. معجم الأدباء 4 / 84 ، طبقات المفسرین 4.
2- 2. هدیة العارفین 1 / 68.
3- 3. الصاحبی 242 ، فی سیاق حدیثه عن البیان القرآنی.
4- 4. نزهة الألباء 220 ، طبقات المفسرین 4.

بیان. ثم نظمت تلک الآیات ، لا بحسب طریقة استشهاده بها ، ودراسته لها ، وإنما بحسب ورودها فی القرآن کریم ، فکنت أذکر الآیة مسبوقة بعلامة () ثم أتبعها برقم السورة فرقم الآیة بین قوسین () ، فإذا ما تم لی نقل قول ابن فارس أو تعقیبه علیها ، وضعت بإزاء ذلک ، رقما ، ثم أحلت فی الحاشیة إلی مصدر القول أو التعقیب. ووضعت قبل ذلک کله ما یتصل بالقرآن العزیز من حیث وجهة الدراسة النظریة.

فأما المرموز المستعملة فی الحاشیة فهی :

مق = مقاییس اللغة _ تحقیق عبد السلام هارون _ 6 أجزاء.

مج = مجمل اللغة _ تحقیق هادی حسن حمودی _ 5 أجزاء.

صا = الصاحبی _ تحقیق مصطفی الشویمی _ جزء واحد.

مت = متخیر الألفاظ _ تحقیق هلال ناجی _ جزء واحد.

ثم ذکرت فی الحواشی ما من شأنه زیادة إیضاح ما فی المتن ، أو تقریبه إلی القارئ الحدیث ، من قبیل ترجمة الأعلام ، وتخریج الأشعار ، مع ملاحظة أننا بعدنا جهد الإمکان عن ذکر الشواهد الشعریة استجابة لمتطلبات منهج ابن فارس فی ذلک ، حیث أنه صرح بتحرجه فی المجمع بین القرآن والشعر فی کتاب ، واحد ، غیر أنه اعتذر عن الجمع بینهما أنه سار علی نهج من کان قبله من العلماء ، ثم دعا الله تعالی أن یغفر له ولهم.

وبذلک یکون هذا العمل قد استقام لنا طریقا من شأنه أن یوصلنا ، یوما ما ، بتکاتف الجهود وتضامها ، إلی الکشف الدقیق عن منهج هذا العالم الجلیل فی تفسیره للقرآن العظیم (1).

وإنی إذ أنهی هذا الجهد ، علی هذه الصورة التی یراها القارئ الفاضل أسأله سبحانه وتعالی ، أن یتقبله بأحسن قبوله ، فما قصدت إلا وجهه الکریم ، له المنة والفضل والنعم السابغات.

ص: 273


1- 1. نحیل إلی موضوع : (مفسر وتفسیر) فی مجلة البصائر _ السنة الثانیة _ العدد الرابع.

باب

القول فی اللغة التی نزل بها القرآن

وأنه لیس فی کتاب الله _ جل ثناؤه _ شئ بغیر لغة العرب

حدثنا أبو الحسن علی بن إبراهیم القطان (1) قال : حدثنا علی بن عبد العزیز (2) ، عن أبی عبید (3) ، عن شیخ له أنه سمع الکلبی (4) یحدث عن أبی صالح (5) ، عن ابن عباس (6) ، قال : نزل القرآن علی سبعة أحرف أو قال : سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من هوازن ، وهم الذین یقال لهم علیا هوازن ، وهی خمس قبائل ، أو أربع ، منها : سعد بن بکر ، وجشم بن بکر ، ونصر بن معاویة ، وثقیف.

قال أبو عبید : وأحسب أفصح هؤلاء بنی سعد بن بکر ، وذلک لقول رسول الله صلی الله علیه وآله : أنا أفصح العرب مید أنی من قریش ، وأنی نشأت فی بنی سعد بن

ص: 274


1- 1. علی بن إبراهیم بن سلمة القطان (254 _ 345 ه) شیخ من شیوخ الفقه والعربیة ، تلمذ علیه ابن فارس وأکثر فی الروایة عنه فی کتبه ، کما قرأ علیه کتاب العین للخلیل.
2- 2. أبو الحسن علی بن عبد العزیز المکی البغوی الجوهری ، نزیل مکة صاحب أبی عبید القاسم بن سلام ، توفی سنة 287 ه.
3- 3. أبو عبید القاسم بن سلام ، اشتغل بالحدیث والأدب والفقه ، وشهر بتفسیر غریب الحدیث ، توفی بمکة وقیل بالمدینة بعد الفراغ من الحج سنة اثنتین أو ثلاث وعشرین ومأتین ، وقیل غیر هذا مما یقاربه.
4- 4. أبو النضر محمد بن السائب الکلبی ، النسابة الکوفی ، وصاحب التفسیر ، وکان إماما فی هذین العلمین ، توفی سنة 146 ، ه فی الکوفة.
5- 5. أحد من أخذ عنهم الکلبی علم الأنساب ، ینظر المعارف 547 ...
6- 6. أبو العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ولد قبل وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله بثلاث عشرة سنة ، وکان یلقب بالبحر لسعة علمه ، وتوفی سنة ثمان وسبعین بالطائف.

بکر ، وکان مسترضعا فیهم ، وهم الذین قال فیهم أبو عمرو بن العلاء (1) : أفصح العرب علیا هوازن ، وسفلی تمیم ، وعن عبد الله بن مسعود أنه کان یستحب أن یکون الذین یکتبون المصاحف من مضر ، وقال عمر : لا یملین فی مصاحفنا إلا غلمان قریش وثقیف ، وقال عثمان : إجعلوا المملی من هذیل ، والکاتب من ثقیف.

قال أبو عبید : فهذا ما جاء فی لغات مضر ، وقد جاءت لغات لأهل الیمن فی القرآن معروفة ، منها قوله جل ثناؤه : (متکئین فیها علی الأرائک) (2).

وحدثنا أبو الحسن علی بن [إبراهیم القطان] ، قال : حدثنا هشیم (3) ، قال : أخبرنا (...) (4) ، عن الحسن ، قال : کنا لا ندری ما الأرائک ، حتی لقینا رجلا من أهل الیمن فأخبرنا أن الأریکة عندهم : الحجلة فیها سریر.

قال أبو عبید : وحدثنا الفزاری (5) ، عن نعیم بن بسطام (6) ، عن أبیه ، عن الضحاک بن مزاحم (7) ، فی قوله عزوجل : (ولو ألقی معاذیره) (8) قال : ستوره ، وأهل الیمن یسمون الستر : المعذار.

وزعم الکسائی (9) ، عن القاسم بن معن (10) فی قوله عزوجل : (أسکن أنت وزوجک الجنة) (11) أنها لغة لأزد شنوءة وهم من الیمن.

ص: 275


1- 1. أبو عمرو زبان بن العلاء (154 ه) العلم المشهور فی القراءة واللغة.
2- 2. الکهف : 18.
3- 3. محدث ، من طبقة الثوری وابن المبارک ، ینظر الوفیات 2 / 54 و 5 / 398 _ 399.
4- 4. النقص من الأصل.
5- 5. یبدو أن فی النص تصحیفا ، والأولی : القزاز ، وهو من أخذ عنه أبو عبید. ینظر غایة النهایة 2 / 276.
6- 6. لم نقع له علی ترجمة وافیة فیما بین أیدینا من مصادر.
7- 7. من المتقدمین فی التفسیر ، أخذ عنه مقاتل بن سلیمان بن بشیر ، والثوری وغیرهما. ینظر الوفیات 2 /7. 5 / 255 _ 256.
8- 8. القیامة : 15.
9- 9. أبو الحسن علی بن حمزة الکسائی (183 ه)) رأس الکوفة فی العربیة فی عصره.
10- 10. من علماء الکوفة بالعربیة واللغة والفقه والحدیث والشعر والأخبار ، ومن الزهاد الثقات ، توفی سنة خمس وسبعین ، وقیل : ثمان وثمانین ، ومائة.
11- 11. البقرة : 35.

ویروی ، مرفوعا أن القرآن نزل علی لغة الکعبین ، کعب بن لؤی ، وکعب بن عمرو ، وهو أبو خزاعة.

فأما قولنا : إنه لیس فی کتاب الله تعالی شئ بغیر لغة العرب فلقوله تعالی : (إنا جعلناه قرآنا عربیا) (1) ، وقال : (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) (2) وقال الله تعالی : (بلسان عربی مبین) (3).

قال ابن عباس : ما أرسل الله عزوجل من نبی إلا بلسان قومه ، وبعث الله محمد صلی الله علیه وآله بلسان العرب.

وادعی ناس أن فی القرآن ما لیس بلغة العرب ، حتی ذکروا لغة الروم والقبط والنبط ، فحدثنی أبو الحسین بن هارون (4) ، قال : أخبرنا علی بن عبد العزیز ، عن علی بن المغیرة الأثرم (5) ، قال : قال أبو عبیدة (6) : إنما أنزل القرآن بلسان عربی مبین ، فمن زعم أن فیه غیر العربیة فقد أعظم القول ، ومن زعم أن (کنا) بالنبطیة ، فقد أکبر القول. قال : وقد یوافق اللفظ اللفظ ، ویفارقه ، ومعناهما واحد ، وأحدهما بالعربیة ، والآخر بالفارسیة أو غیرها : قال : فمن ذلک الإستبرق ، بالعربیة ، وهو : الغیظ من الدیباج ، وهو إستبره بالفارسیة قال : وأهل مکة یسمون المسح الذی یجعل فیه أصحاب الطعام البر : البلاس ، وهو بالفارسیة بلاس ، فأمالوها وأعربوها ، فقاربت الفارسیة العربیة فی اللفظ والمعنی. ثم وذکر أبو عبیدة البالغاء ، وهی : الأکارع ، وذکر القمنجر : الذی یصلح القسی ، وذکر الدست والدشت ، والخیم والسخت ، ثم قال : وذلک کله من لغات العرب ، وإن وافقه فی لفظه ومعناه شئ من غیر لغاتهم.

ص: 276


1- (18) الزخرف : 3 ،
2- 2. إبراهیم : 4.
3- 3. الشعراء : 195.
4- 4. من أئمة بغداد فی التفسیر واللغة. ینظر وفیات الأعیان 5 / 222.
5- 5. من طبقة أبی عبید القاسم بن سلام ، سمع أبا عبیدة والأصمعی ، توفی سنة ثنتین وثلاثین ومائتین ، نزهة الألباء 65 ، وفیات 4 / 159 ، بغیة الوعاة 2 / 206.
6- 6. أبو عبیدة معمر بن المثنی ، التیمی ولاء ، وکان من أعلم الناس باللغة وأخبار العرب وأنسابها ، ولد فی سنة عشر ومائة ، وتوفی فی سنة سبع ومائتین ، وقیل غیر هذا مما هو قریب منه.

وهذا کما قاله أبو عبیدة ، وقول سائر أهل اللغة : أنه دخل فی کلام العرب ما لیس من لغاتهم فعلی هذا التأویل الذی تأوله أبو عبیدة.

فأما أبو عبید القاسم بن سلام ، فأخبرنا علی بن إبراهیم (1) ، عن علی بن عبد العزیز ، عن أبی عبید ، قال : أما لغات العجم فی القرآن فإن الناس اختلفوا فیها ، فروی عن ابن عباس وعن مجاهد (2) وابن جبیر (3) ، وعکرمة (4) ، وعطاء (5) ، وغیرهم من أهل العلم أنهم قالوا فی أحرف کثیرة أنها بلغات العجم ، منها : طه. والطور ، والربانیون ، فیقال : إنها بالسریانیة ، ومنها : الصراط والقسطاس ، والفردوس ، یقال إنها بالرومیة ، ومنها قوله : کمشکاة ، و (کفلین من رحمته) (6) ، یقال إنها بالحبشیة ، وقوله : (هیت لک) (7) ، یقال : إنها بالحورانیة ، قال : فهذا قول أهل العلم من الفقهاء ، قال : وزعم أهل العربیة أن القرآن لیس فیه من کلام العجم شئ ، وأنه کله بلسان عربی ، یتأولون قوله جل ثناؤه : (إنا جعلناه قرآنا عربیا) (8)وقوله : (بلسان عربی مبین) (9).

ص: 277


1- 1. فی الصاحبی : فأخبر نعمی بن إبراهیم ، تصحیف ، والصحیح ما أثبتناه ، وهی سلسلة روایات ابن فارس ، ینظر مجمل اللغة 1 / 144 _ 22 ، وغیرها کثیر.
2- 2. قیل : مجاهد بن جبر ، وقیل : ابن سعید ، وهو أبو الحجاج. المکی مولی بنی مخزوم ، من أجلة التابعین ، والأعلام فی التفسیر ، اختلف فی سنة وفاته ما بین (2. 104 ه).
3- 3. أبو عبد الله سعید بن جبیر بن هشام الکوفی ، من کبار التابعین ، وأئمتهم ، شهر بالتفسیر والحدیث والفقه والعبادة والورع ، وقتله الحجاج بن یوسف الثقفی ، وما علی وجه الأرض أحد إلا وهو مقتصر إلی علمه ، بحسب عبارة ابن حنبل.
4- 4. أبو عبد الله عکرمة بن عبد الله المدنی ، مولی عبد الله بن عباس. من العارفین بالتفسیر والمغازی ، واختلف فی وفاته ما بین سنة 104 وسنة 115 ه.
5- 5. هو عطاء بن أبی رباح ، من أعلام التابعین ، انتهت إلیه الفتوی فی مکة مع مجاهد. توفی فی سنة 5. وقیل 115.
6- 6. الحدید : 28.
7- 7. یوسف : 23.
8- 8. الزخرف : 3.
9- 9. العشراء : 195.

قال أبو عبید : والصواب من ذلک عندی ، والله أعلم ، مذهب فیه تصدیق القولین جمیعا. وذلک إن هذه الحروف أصولها أعجمیة کما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلی العرب فأعربتها بألسنتها ، وحولتها عن ألفاظ العجم إلی ألفاظها فصارت عربیة. ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بکلام العرب. فمن قال : إنها عربیة فهو صادق ، ومن قال : عجمیة فهو صادق. قال : وإنما فسرنا هذا لئلا یقدم أحد علی الفقهاء فینسبهم إلی الجهل ، ویتوهم علیهم أنهم أقدموا علی کتاب الله جل ثناؤه بغیر ما أراد الله عزوجل ، وهم کانوا أعلم بالتأویل وأشد تعظیما للقرآن.

قال أحمد بن فارس : ولیس کل من خالف قائلا فی مقالته فقد نسبه إلی الجهل ، وذلک أن الصدر الأول اختلفوا فی تأویل آی من القرآن فخالف بعضهم بعضا ، ثم خلف من بعدهم من خلف ، فأخذ بعضهم بقول ، وأخذ بعض بقول ، حسب اجتهادهم ، وما دلتهم الدلالة علیه ، فالقول إذا ما قاله أبو عبیدة ، وإن کان قوم من الأوائل قد ذهبوا إلی غیره.

فإن قال قائل : فما تأویل قول أبی عبیدة : (فقد أعظم وأکبر) ، قیل له : تأویله أنه أتی بأمر عظیم وکبیر ، وذلک أن القرآن لو کان فیه من غیر لغة العرب شئ لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتیان بمثله لأنه أتی بلغات لا یعرفونها ، وفی ذلک ما فیه.

وإذا کان کذا فلا وجه لقول من یجیز قراءة القرآن فی صلاته بالفارسیة ، لأن الفارسیة ترجمة غیر معجزة ، وإنما أمر الله جل ثناؤه بقراءة القرآن العربی المعجز ، ولو جازت القراءة بالترجمة الفارسیة لکانت کتب التفسیر والمصنفات فی معانی القرآن باللفظ العربی أولی بجواز الصلاة بها ، وهذا لا یقوله أحد

ص: 278

باب القول علی الحروف المفردة الدالة علی المعنی

فأما الحروف التی فی کتاب الله جل ثناؤه فواتح سور ، فقال قوم : کل حرف منها مأخوذ من اسم من أسماء الله : فالألف من اسمه : الله ، واللام من : لطیف ، والمیم من مجید ، فالألف من آلائه ، واللام من لطفه ، والمیم من مجده. یروی ذا عن ابن عباس ، وهو وجه جید وله فی کلام العرب شاهد ، وهو :

قلنا لها قفی فقالت : قاف (1)

کذا ینشد هذا الشطر ، فعبر عن قولها وقفت ، بقاف.

وقال آخرون ، إن الله جل ثناؤه أقسم بهذه الحروف أن هذا الکتاب الذی یقرؤه محمد صلی الله علیه وآله ، هو الکتاب الذی أنزله الله جل ثناؤه ، لا شک فیه. وهذا وجه جید ، لأن الله عزوجل دل علی جلالة قدر هذه الحروف إذ کانت مادة البیان ومبانی کتب الله عزوجل المنزلة باللغات المختلفة ، وهی أصول کلام الأمم ، بها یتعارفون ، وبها یذکرون الله جل ثناؤه. وقد أقسم الله جل ثناؤه ، بالفجر والطور ، وغیر ذلک ، فکذلک شأن هذه الحروف فی القسم بها.

وقال قوم : هذه الأحرف من التسعة وعشرین حرفا ، دارت به الألسنة فلیس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه عزوجل. ولیس منها حرف إلا وهو فی آلائه وبلائه ، ولیس منها حرف إلا وهو فی مدة أقوام وآجالهم. فالألف سنة ، واللام ثلاثون سنة ، والمیم أربعون. رواه عبد الله بن أبی جعفر الرازی ، عن أبیه ، عن الربیع ابن أنس. وهو قول حسن لطیف ، لأن الله جل ثناؤه ، أنزل علی نبیه محمد صلی الله علیه وآله والفرقان فلم یدع نظما عجیبا ، ولا علما نافعا إلا أودعه إیاه ، علم ذلک من علمه ، وجهله من جهله. فلیس منکرا أن ینزل الله جل ثناؤه هذه الحروف مشتملة مع إیجازها علی ما قاله هؤلاء.

وقول آخر روی عن ابن عباس فی (ألم) : أنا الله أعلم. وفی (ألمص) أنا الله أعلم وأفصل. وهذا وجه یقرب مما مضی ذکره من دلالة الحرف الواحد علی الاسم

ص: 279


1- 1. الصاحبی : 122 ، وینظر لسان العرب (قوف).

التام ، والصفة التامة.

وقال قوم : هی أسماء للسور ف (ألم) اسم لهذه ، و (حم) اسم لغیرها. وهذا یؤثر عن جماعة من أهل العلم. وذلک أن الأسماء وضعت للتمییز ، فکذلک هذه الحروف فی أوائل السور موضوعة لتمییز تلک السور من غیرها. فإن قال قائل : فقد رأینا (ألم) افتتح بها غیر سورة فأین التمییز؟ قلنا : قد یقع الوفاق بین اسمین لشخصین ، ثم یمیز ما یجئ بعد ذلک من صفة ونعت ، کما یقال : زید وزید ، ثم یمیز بأن یقال : زید الفقیه ، وزید العربی ، فکذلک إذا قرأ القارئ : (ألم ذلک الکتاب) (1) فقد میزها عن التی أولها : (ألم الله لا إلا إلا هو) (2).

وقال آخرون : لکل کتاب سر : وسر القرآن فواتح السور ، وأظن قائل هذا أراد أن ذلک من السر الذی لا یعلمه إلا الخاص من أهل العلم والراسخون فیه.

وقال قوم : إن العرب کانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فیه ، وقال بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فیه) (3) ، فأنزل الله تبارک وتعالی هذا النظم لیتعجبوا منه ، ویکون تعجبهم منه سببا لاستماعهم ، واستماعهم له سببا لاستماع ما بعده ، فترق حینئذ القلوب ، وتلین الأفئدة.

وقول آخر : إن هذه الحروف ذکرت لتدل علی أن القرآن مؤلف من الحروف التی هی : ، أب ت ث ، فجاء بعضها مقطعا ، وجاء تمامها مؤلفا ، لیدل القوم الذین نزل القرآن فیما بین ظهرانیهم أنه بالحروف التی یعقلونها ، فیکون ذلک تعریفا لهم ، ودلالة علی عجزهم عن أن یأتوا بمثله بعد أن أعلموا أنه منزل بالحروف التی یعرفونها ، ویبنون کلامهم منها.

وقال أحمد بن فارس : وأقرب القول فی ذلک وأجمعه قول بعض علمائنا : إن أولی الأمور أن تجعل هذه التأویلات کلها تأویلا واحدا ، فیقال : إن الله عزوجل افتتح السور بهذه الحروف إرادة منه الدلالة بکل حرف منها علی معان کثیرة لا علی معنی واحد ، فتکون هذه الحروف جامعة لأن تکون افتتاحا للسور ، وأن یکون کل

ص: 280


1- 1. البقرة : 1.
2- 2. آل عمران : 1.
3- 3. فصلت : 26.

واحد منها مأخوذا من اسم من أسماء الله جل ثناؤه ، وأن یکون الله جل ثناؤه قد وضعها هذا الموضع قسما بها ، وأن کل حرف منها فی آجل قوم وأرزاق آخرین. وهی مع ذلک مأخوذة من صفات الله عزوجل ، فی إنعامه وإفضاله ومجده ، وأن الافتتاح بها سبب لأن یستمع إلی القرآن من لم یکن یستمع ، وأن فیها إعلاما للعرب أن القرآن الدال علی صحة نبوة محمد صلی الله علیه وآله ، هو بهذه الحروف ، وأن عجزهم عن الإتیان بمثله مع نزوله بالحروف المتعالمه بینهم دلیل علی کذبهم وعنادهم وجحودهم ، وأن کل عدد منها إذا وقع فی أول سورة فهو اسم لتلک السورة.

وهذا هو القول الجامع للتأویلات کلها من غیر اطراح لواحد منها. وإنما قلنا هذا لأن المعنی فیها لا یمکن استخراجه عقلا من حیث یزول به العذر ، ولأن المرجع إلی أقاویل العلماء ، ولن یجوز لأحد أن یتعرض علیهم بالطعن ، وهم من العلم بالمکان الذی هم به ، ولهم مع ذلک فضیلة التقدم ومزیة السبق.

والله أعلم بما أراد من ذلک.

ص: 281

نسخ القرآن

قال أبو الحسین أحمد بن فارس : جمع القرآن علی ضربین :

أحدهما : تألیف السور ، کتقدیم السبع الطوال ، وتعقیبها بالمئین فهذا الضرب هو الذی تولاه الصحابة.

والجمع الآخر : وهو جمع الآیات فی السور ، فهو توقیفی تولاه النبی صلی الله علیه وآله وسلم.

ما تبقی من کتابه (المسائل الخمس) نقلا عن

البرهان للزرکشی

1 / 237 _ 238

مقالة (کلا) وما جاء منها فی

کتاب الله

قال أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا بن محمد بن حبیب رحمه الله تعالی :

هذه _ أکرمک الله وأیدک ووفقک _ مقالة (کلا) ، ومعنی ما جاء من هذا الحرف فی کتاب الله تعالی ، واختلاف أهل العلم فی موضوعه ، وأین تقع نفیا ، ومتی تقع تحقیقا.

وقد فسرنا ما لاح من ذلک واتجه ، ودللنا علی الأصح من ذلک بشواهد من غیر إحالة ، وبالله التوفیق.

قال بعض أهل العلم : إن (کلا) تجئ لمعنیین : للرد والاستئناف.

وقال قوم : تجئ کلا بمعنی التکذیب.

وقال آخرون : کلا : ردع وزجر.

وقال آخرون : کلا ، تکون بمعنی حقا.

وقال قوم : کلا ، رد وإبطال لما قبله من الخبر ، کما أن (کذلک) تحقیق وإثبات لم قبله من الخبر ، قال : والکاف فی قوله (کلا) کاف تشبیه ، و (لا) نفی وتبرئة.

ص: 282

وقال بعضهم : کلا ، تنفی شیئا ، وتوجب غیره.

فهذا ما قیل فی (کلا).

وأقرب ما یقال فی ذلک : أن (کلا) تقع فی تصریف الکلام علی أربعة أوجه :

أولها : الرد ، والثانی : الردع. والثالث : صلة الیمین وافتتاح الکلام بها کألا ، والوجه الرابع : التحقیق لما بعده من الأخبار.

وسأذکر ما جاء منها فی کتاب الله عزوجل ، علی ترتیب هذه الوجوه الثلاث حکایة لمقالة من زعم : أن (کلا) منحوتة من کلمتین وأن الکاف للتشبیه والرد علی قائل ذلک إن شاء الله تعالی.

زعم بعض المتأخرین أن (کلا) رد وإبطال لما قبله من الخبر ، کما أن (کذلک) تحقیق ، وإثبات لم قبله من الخبر ، والکاف فی (کلا) کاف تشبیه ، وزعم أن أصل (کلا) : التخفیف ، إلا أنهم کانوا یکررون (لا) فیقولون : هذا الشئ کلا ولا. ثم حذفوا إحداهما ، وشددوا الباقی طلبا للتخفیف ، قال : ومنه قول الشاعر :

قبیلی وأهلی لم ألاق مشوقهم

لوشک النوی إلا فواقا کلا ولا (1)

قال : وربما ترکوه علی خفته ولم یثقلوه ، وذلک کقول ذی الرمة :

أصاب خصاصة فبدا کلیلا

کلا وأنغل سائره انغلالا (2)

ومنه قول جریر :

یکون وقوف الرکب فیها کلا ولا

غشاشا ، ولا یدنون رحلا إلی رحل (3)

وهذا کلام مدخول من جهتین :

إحداهما : أنه غیر محفوظ عن القدماء من أهل العلم بالعربیة.

والثانیة : أنه مما لا یتأید بدلیل.

ص: 283


1- 1. لأبی تمام فی دیوان 225 ، وابن فارس _ هاهنا _ یرویه لا مستشهدا به ، وإنما حکایة عمن استشهد به من المتأخرین.
2- 2. الخصاصة : فرجة. والکلیل : الضعیف. وانفل : غاب ودخل. الدیوان 3 / 1518.
3- 3. یرید أنهم لا یحطون عن إبلهم ، إنما یخفق أحدهم خفقة ثم ینتبه مسرعا کقولک : لا ولا ، ترید السرعة ، والغشاش : وصف للسرعة المقصودة فی (لا ولا).

والفرق ما بین (کلا) ، مشددة و (کلا) مخففة بین جدا (1). وذلک أن قول القائل : هذا شئ کلا ، وإنما هو تشبیه الشئ ، وحقارته ، وقلته وأنه لا محصول له ب (لا) ، وذلک أن (لا) کلمة نفی. وأما (کلا) فکلمة مشددة بعیدة التشبیه بلا.

وباعتبار (2) ما قلناه : أنک لو حملت قوله تعالی (کلا والقمر) (3) علی معنی أنه : کلا ولا القمر ، لکنت عند أهل العربیة کلهم مخطئا. لأن (کلا ولا) لیس بموافق لقوله : والقمر.

فإن قال قائل فما الأصل فیها؟ قلنا : أن (کلا) کلمة موضوعة للمعانی التی قد ذکرناها مبنیة هذا البناء ، وهی مثل : أن ولعل وکیف ، وکل واحدة من هذه مبنی بناء یدل علی معنی ، فکذا (کلا) کلمة مبنیة بناء یدل علی المعانی التی نذکرها.

وهذا قول لا استکراه فیه.

باب

الوجه الأول من (کلا) وهو باب الرد

إعلم أنک إذا أردت رد الکلام ب (کلا) جاز لک الوقف علیها ، لأن المعنی قد تم عند الرد ، وذلک أن تقول : کلا ، لقائل : أکلت تمرا (4) أی : إنی لم آکله. فقولک : کلا ، مبنی علی خبر قد ذکره غیرک ، ونفیته أنت.

قال الله عزوجل فی قصة من قال : (لأوتین مالا وولدا. أطلع الغیب أم اتخذ عند الرحمن عهدا. کلا ...) (5) أی : إنه لم یطلع الغیب ، ولم یتخذ العهد ، وأصوب ما یقال فی ذلک أن (کلا) رد للمعنیین جمیعا وذلک أن الکافر ادعی (6)

ص: 284


1- 1. المطبوع فی (مقالة کلا) : والامرین وکلا مشددة ، وکلا مخففة مبین جدا ، تحریف. والصحیح ما أثبتناه.
2- 2. فی المطبوع : واعتبار.
3- 3. المدثر : 35.
4- 4. فی المطبوع : أن تقول لقائل أکلت تمرا ، فتقول کلا. وهی عبارة مضطربة ، والصواب ما أثبتناه.
5- 5. مریم : 80 _ 81.
6- 6. فی الطبوع : أدی. والصواب ما أثبتناه.

أمرا فکذب فیه ، ثم قیل : أتراه اتخذ عهد أم اطلع الغیب؟! کلا. أی : لا یکون ذا ولا ذاک.

وأما قوله تعالی : (واتخذوا من دون الله آلهة لیکونوا لهم عزا کلا ...) (1). فکلا : رد لما قبله ، وإثبات لما بعده ، لأنهم زعموا أن الآلهة تکون لهم عزا ، وذلک لقولهم : (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلی الله زلفی) (2). فقیل لهم : کلا ، أی : لیس الأمر علی ما تقولون ، ثم جئ بعد بخبر ، وأکد بکلا وهو قوله : (سیکفرون بعبادتهم) [مریم 82].

وأما قوله فی سورة المؤمنین : (لعلی أعمل صالحا فیما ترکت کلا) (3) فلها مواضع ثلاثة :

أولها : رد لقوله : إرجعون ، فقیل له : کلا ، أی لا یرد (4).

والثانی : قوله تعالی (أعمل صالحا) فقیل له : کلا ، أی لست ممن یعمل صالحا ، وهو لقوله تعالی : (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) (5).

والموضع الثالث : تحقیق لقوله : (إنها کلمة هو قائلها) (6).

وأما قوله فی الشعراء : (ولهم علی ذنب فأخاف أن یقتلون ، قال کلا) (7) فهو : رد فی حالة ، وردع فی أخری. فأما الردع (8) فقوله : (أخاف أن یقتلون) (9). فقیل له (کلا) ، أی : لا تخف ، فذا ردع. وأما الرد ، فقوله : (أن یقتلون) فقیل له : لا یقتلونک ، فنفی (أن یقتلون) (10) واعلم أنهم لا یصلون إلی ذلک.

ص: 285


1- 1. مریم : 81.
2- 2. الزمر : 3.
3- 3. المؤمنین : 102.
4- 4. فی المطبوع : لا ترد ، تصحیف.
5- 5. الأنعام : 28.
6- 6. لم یعدها آیة فی المطبوع. وهی من الآیة 100 من سورة (المؤمنون).
7- 7. الشعراء : 13.
8- 8. فی المطبوع فأما إمکان (مکان؟). وهذه زیادات لا وجه لها.
9- 9. الشعراء : 14.
10- 10. فی المطبوع : (أن یقتلوه) ، علی توهم النصب ، خارج إطار الآیة.

وأما قوله فی هذه السورة : (قال أصحاب موسی إنا لمدرکون ، قال کلا) (1) فهو نفی لما قبله ، وإثبات لما بعده.

وأما قوله فی سورة سبأ : (قل : أرونی الذین ألحقتم به شرکاء کلا) (2) فلها ثلاثة مواضع :

أحدها أن تکون ردا علی قوله : (أرونی) ، أی أنهم : لا یرون ذلک وکیف یرون شیئا لا یکون؟!

والموضع الثانی : قوله : (ألحقتم به شرکاء) فهو رد له ، أی : لا شریک له.

والثالث : أنها تحقیق لقوله : (بل هو الله العزیز الحکیم).

وقال بعض أهل التأویل : إنما رد علی قوله : (ألحقتم به شرکاء) دون أن یکون ردا علی قوله (أرونی). وذلک أن النبی صلی الله علیه وآله ، لما أمر بأن یقول لهم : (أرونی) قال لهم ذلک. فکأنهم قالوا : هذه هی الأصنام التی تضرنا وتنفعنا فأروه إیاها فرد علیهم ذلک بقوله : بل هو ، أی : أن الذی یضرکم وینفعکم ویرزقکم ویمنعکم هو الله. ومعنی قوله : (أرونی) هاهنا : أعلمونی.

وأما قوله _ عزوجل _ فی سورة سأل سائل : لو یفتدی من عذاب یومئذ ببنیه ، وصاحبته وأخیه ، وفصیلته التی تؤویه ، ومن فی الأرض جمیعا ثم ینجیه ، کلا) (3) فرد لقولهم (ثم ینجیه) أو رد لقوله (لو یفتدی).

وقال فی هذه السورة : (أیطمع کل امرئ منهم أن یدخل جنة نعیم؟ کلا إنا خلقناهم مما یعلمون) (4) من نطفة ، کما خلقنا بنی آدم کلهم ، ومن حکمنا فی بنی آدم أن لا یدخل أحد منهم الجنة إلا بالإیمان والعمل الصالح فلا (5) یطمع کل امرئ منهم لیس بمؤمن ولا صالح أن یدخل الجنة ولا یدخلها ، إلا مؤمن صالح العمل.

وأما قوله فی سورة المدثر : (ثم یطمع أن أزید؟ کلا) فهو رد (أن

====

6. المدثر : 15 _ 16.

ص: 286


1- 1. الشعراء : 61.
2- 2. سبأ : 26.
3- 3. المعارج : 11 _ 15.
4- 4. المعارج : 38 _ 39.
5- 5. فی المطبوع : فلم. والصواب ما أثبتناه.

أزید) (1) وذلک أن الولید کان یقول : ما أعطیت ما أعطیته إلا من خیر ، ولا حرمه غیری إلا من هوان. فإن کان ما یقوله محمد صلی الله علیه وآله ، حقا فما أعطاه فی الآخرة أفضل ، فقیل له : (ثم یطمع أن أزید؟ کلا) ، أی لا یکون ذلک.

وکذلک قوله : (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأکرمه ونعمه فیقول : ربی أکرمن ... إلی قوله : أهانن ، کلا) (2).

ومن الرد قوله : (بل یرید کل امرئ منهم أن یؤتی صحفا منشرة ، کلا) (3) أی : لا مفر أکد ذلک بقوله : (لا وزر) تأکیدا لقوله کلا.

ومنه : (إذا تتلی علیه آیاتنا قال : أساطیر الأولین ، کلا) (4) فهو رد ، أی : أنها لیست بأساطیر الأولین.

ومن الرد قوله : (أیحسب أن ماله أخلده؟ کلا) (5)أی : لیس کما یظن ، فإن ماله لن یخلده.

فذا ما فی القرآن من النفی والرد بکلا.

وما کان فی أشعار العرب منه ، وهو کثیر ، قول القائل :

فقالوا قد بکیت ، فقلت : کلا

وهل یبکی من الطرب الجلید (6)

فنفی بذلک قولهم : قد بکیت ، وقال ابن الدمینة :

أردت لکیما تجمعینا ثلاثة

أخی وابن عمی ضله من ظلالک

أردت بأن نرضی ویتفق الهوی

علی الشرک ، کلا ، لا تظنی کذلک (7)

ص: 287


1- فی المطبوع : أن لا یزید (کذا!).
2- الفجر : 15 _ 17.
3- المدثر : 52 _ 53.
4- المطففین : 13 _ 14.
5- الهمزة : 3 _ 4.
6- وبعده : ولکنی أصاب سواد عینی عوید قذی له طرف حدید فی الأمالی 1 / 50.
7- الدیوان : 46.

وقال آخر :

ألیس قلیلا نظرة إن نظرتها

إلیک ، وکلا ، لیس منک قلیل (1)

وصف النظرة بالقلة ، ثم تدارک فنفی أن تکون نظرته إلیها قلیلة.

باب

(کلا) إذا کانت تحقیقا لما بعدها

وذلک قولک : کلا ، لأضربنک ، ومنه فی کتاب الله : (کلا إنها تذکرة) (2) إن : یکون تأکیدا ، وکلا : زیادة تأکید : ومثل : (کلا سیعلمون ، ثم کلا سیعلمون) (3). وکان بعض أهل التأویل یقول : هو رد شئ قد تقدم إلا إنه لم یذکر ظاهرا ، وذلک قوله (الذی هم فیه مختلفون) [النبأ : 3]. ثم قال : (کلا) فهو رد علی قوله : مختلفون ، ومعناها : لا اختلاف فیه.

ومن التحقیق قوله : (کلا لما یقض ما أمره) (4) ، أی : أنه لم یقض ما أمر به ، وکان بعضهم یقول : معناها (إن).

ومثله : (کلا إنه تذکرة) (5). ومنه : (کلا بل تکذبون بالدین) (6) وهو تحقیق لما بعده ومنه : (کلا إن کتاب الفجار) (7). وکلا إن کتاب الأبرار) (8) و : (کلا إن الإنسان لیطغی) (9) و : (کلا لئن لم ینته) (10).

ص: 288


1- 1. لیزید بن الطثریة فی الدیوان 53.
2- 2. عبس : 11.
3- 3. النبأ : 4 _ 5.
4- 4. عبس : 23.
5- 5. المدثر 54.
6- 6. الانفطار : 9.
7- 7. المطففون : 7.
8- 8. المطففون 18.
9- 9. العلق : 6.
10- 10. العلق : 15.

باب الردع

وأما ما کان ردعا فقوله _ جل ثناؤه _ (ألهیکم التکاثر ، حتی زرتم المقابر ، کلا سوف تعلمون ، ثم کلا سوف تعلمون. کلا لو ...) (1) ردعهم عن التکاثر ، ثم أعاد أخری فقال : کلا ، أی أنکم افتخرتم وتکاثرتم ، وظننتم أن هذا ینفع شیئا ، ثم أکد ذلک بقوله : کلا ثم کلا ، إبلاغا فی الموعظة.

ومنه قوله _ عزوجل : (فأنت عنه تلهی ، کلا) (2) أی : لا تفعل ذلک.

ومنه (کلا ، لا تطعمه) (3).

باب صلة الإیمان

وأما ما کان من صلة الیمین فقوله : (کلا والقمر) (4) فهو صلة الیمین وتأکید لها ویقال : إن معناها ألا والقمر ، أی : والقمر کذا کان أبو زکریا الفراء (5) یقول.

هذا ما فی القرآن.

فإن سأل سائل عن (کلا) فقل : هی فی کتاب الله علی أربعة أوجه یجمعها وجهان : رد ، وردع ، وهما متقاربان ، وتحقیق وصلة یمین ، وهما متقاربان.

فالرد مثل : (لیکونوا لهم عزا ، کلا) (6) وهو الذی یوقف علیه.

والردع : مثل قوله : (کلا سیعلمون) (7).

والتحقیق ، مثل : (کلا ، إن کتاب الأبرار لفی علیین) (8).

ص: 289


1- 1. التکاثر : 1 _ 5.
2- 2. عبس : 10 _ 11.
3- 3. العلق : 21.
4- 4. القمر : 35.
5- 5. أبو زکریا یحیی بن زیاد الفراء ، رأس مدرسة الکوفة فی عصره (ت 207).
6- 6. مریم : 81.
7- 7. النبأ : 4.
8- 8. المطففین : 18.

وصلة الیمین : مثل قوله : (کلا والقمر) (1).

واعلم أنه لیس فی النصف الأول من کتاب الله ، عزوجل ، کلا. وما کان منه فی النصف الآخر فهو الذی أوضحنا معناه بحسب ما لاح واتجه.

والله ولی التوفیق ، وله الحمد وصلی الله علی سیدنا محمد وعلی آله وسلم.

کتاب الإفراد

(... وقال ابن فارس فی کتاب (الإفراد) : کل ما فی کتاب الله من ذکر (الأسف) فمعناه : الحزن ، کقوله تعالی فی قصة یعقوب : (یا أسفا علی یوسف) ، إلا قوله تعالی : (فلما آسفونا) فإن معنا : أغضبونا. وأما قوله فی قصة موسی (غضبان أسفا) ، فقال ابن عباس ، مغتاظا.

وکل ما فی القرآن من ذکر (البروج) فإنها الکواکب ، کقوله تعالی : (وسماء ذات البروج) إلا التی فی سورة النساء (ولو کنتم فی بروج مشیدة) فإنها القصور الطوال ، المرتفعة فی السماء ، الحصینة.

وما فی القرآن من ذکر (البر) و (البحر) فإنه یراد بالبحر : الماء وبالبر : التراب الیابس ، غیر واحد فی سورة الروم : (ظهر الفساد فی البر والبحر) فإنه بمعنی البریة والعمران. وقال بعض علمائنا : فی البر قتل ابن آدم أخاه ، وفی البحر أخذ الملک کل سفینة غصبا.

و (البخس) فی القرآن : النقص ، مثل قوله تعالی : (فلا یخاف بخسا ولا رهقا) إلا حرفا واحدا فی سورة یوسف : (وشروه بثمن بخس) ، فإن أهل التفسیر قالوا : بخس : حرام.

وما فی القرآن من ذکر (البعل) فهو الزوج ، کقوله تعالی : (وبعولتهن أحق بردهن) إلا حرفا واحدا فی سورة الصافات : (أتدعون بعلا) فإنه أراد صنما.

وما فی القرآن من ذکر (البکم) فهو الخرس عن الکلام بالإیمان کقوله : (صم بکم) إنما أراد بکم عن النطق بالتوحید مع صحة ألسنتکم ، إلا حرفین : أحدهما

ص: 290


1- 1. المدثر : 32.

فی سورة بنی إسرائیل (عمیا وبکما وصما). والثانی فی سورة النحل قوله عزوجل : (أحدهما أبکم) فإنهما _ فی هذین الموضعین _ اللذان لا یقدران علی الکلام.

وکل شئ فی القرآن (جثیا) فمعنا : جمیعا ، إلا التی فی سورة الشریعة (الجاثیة) : (وتری کل أمة جاثیة) فإنه أراد : تجثو علی رکبتیها.

وکل حرف فی القرآن (حسبان) فهو من العدد ، غیر حرف فی سورة الکهف (حسبانا من السماء) فإنه بمعنی العذاب.

وکل ما فی القرآن (حسرة) فهو الندامة ، کقوله _ عزوجل _ (یا حسرة علی العباد). إلا التی فی سورة آل عمران : (لیجعل الله ذلک حسرة فی قلوبهم) فإنه یعنی به حزنا.

وکل شئ فی القرآن (الدحض) و (الداحض) فمعناه الباطل کقوله : (حجتهم داحضة) إلا التی فی سورة الصافات (فکان من المدحضین).

وکل حرف فی القرآن من (رجز) فهو العذاب ، کقوله تعالی فی قصة بنی إسرائیل : (لئن کشف عنا الرجز) إلا التی فی سورة المدثر (والرجز فاهجر) فإنه یعنی الصنم فاجتنبوا عبادته.

وکل شئ فی القرآن من (ریب) فهو شک ، غیر حرف واحد ، وهو قوله تعالی : (نتربص به ریب المنون) فإنه یعنی : حوادث الدهر.

وکل شئ فی القرآن (نرجمنکم) أو (یرجمونکم) فهو القتل ، غیر التی فی سورة مریم (لأرجمنک) یعنی لأشتمنک.

وکل شئ فی القرآن من (زور) فهو الکذب ، ویراد به الشرک ، غیر التی فی المجادلة (منکر من القول وزورا) فإنه کذب غیر شرک.

وکل شئ فی القرآن من (زکاة) فهو المال ، غیر التی فی سورة مریم (وحنانا من لدنا وزکاة) فإنه یعنی تعطفا.

وکل شئ فی القرآن من (زاغوا) و (لا تزغ) فإنه من (مالوا) و (لا تمل) غیر واحدة فی سورة الأحزاب (وإذ زاغت الأبصار) بمعنی شخصت.

وکل شئ فی القرآن من (یسخرون) وسخرنا) فإنه یراد فإنه یراد به الاستهزاء غیر التی فی سورة الزخرف : (لیتخذ بعضهم بعضا سخریا) فإنه أراد : أعوانا وخدما.

ص: 291

وکل سکینة فی القرآن : طمأنینة القلب ، غیر واحدة فی سورة البقرة (فیه سکینة من ربکم) فإنه یعنی کرأس الهرة لها جناحان کانت فی التابوت.

وکل شئ فی القرآن من ذکر (السعیر) فهو النار والوقود إلا قوله _ عزوجل _ : (إن المجرمین فی ضلال وسعر) فإنه العناد.

وکل شئ فی القرآن من ذکر (شیطان) فإنه إبلیس وجنوده وذریته ، إلا قوله تعالی فی سورة البقرة : (وإذا خلو إلی شیاطینهم) فإنه یرید کهنتهم مثل کعب بن الأشرف وحیی بن أخطب ، وأبی یاسر أخیه.

وکل شهید فی القرآن _ غیر القتلی فی الغزو _ فهم الذین یشهدون علی أمور الناس إلا التی فی سورة البقرة قوله عزوجل : (وادعو شهداءکم) فإنه یرید شرکاءکم.

وکل ما فی القرآن من (أصحاب النار) فهم أهل النار إلا قوله : (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائکة) فإنه یرد خزنتها.

وکل (صلاة) فی القرآن فهی عبادة ورحمة إلا قوله تعالی : (وصلوات ومساجد) فإنه : یرید بیوت عبادتهم.

وکل (صمم) فی القرآن فهو عن الاستماع للإیمان ، غیر واحد فی بنی إسرائیل ، قوله : _ عزوجل _ : (عمیا وبکما وصما) معناه : لا یسمعون شیئا.

وکل (عذاب) فی القرآن فهو التعذیب إلا قوله _ عزوجل _ : (ولیشهد عذابهما) فإنه یرید الضرب.

والقانتون : المطیعون ، لکن قوله _ عزوجل _ فی البقرة : (کل له قانتون) معناه : مقرون یعنی : مقرون بالعبودیة.

وکل (کنز) فی القرآن فهو المال إلا الذی فی سورة الکهف : (وکان کنز لها) فإنه أراد صحفا وعلما.

وکل (مصباح) فی القرآن فهو الکوکب إلا الذی فی سورة النور (المصباح فی زجاجة) فإنه السراج فی نفسة.

(النکاح) فی القرآن : التزویج ، إلا قوله _ جل ثناؤه _ : (حتی إذا بلغوا النکاح) فإنه یعنی الحلم.

و (النبأ) و (الأنبیاء) فی القرآن : الإخبار ، إلا قوله تعالی : (فعمیت علیهم

ص: 292

الأنباء) فإنه یعنی الحج.

(الورود) فی القرآن : الدخول إلا فی القصص (ولما ورد ماء مدین) یعنی هجم علیه ولم یدخله.

وکل شئ فی القرآن من (لا یکلف الله نفسا إلا وسعها) یعنی عن العمل إلا التی فی سورة النساء (إلا ما آتاها) یعنی النفقة.

وکل شئ فی القرآن من (یأس) فهو القنوط ، إلا التی فی الرعد (أفلم ییأس الذین آمنوا) أی : لم یعلموا : قال ابن فارس : أنشدنی أبی فارس بن زکریا.

أقول لهم بالشعب إذ ییسروننی

ألم تیأسوا أنی ابن فارس زهدم

وکل شئ فی القرآن من ذکر (الصبر) محمود إلا قوله عزوجل : (لولا أن صبرنا علیها) و (اصبروا علی آلهتکم).

ص: 293

الفاتحة

* الحمد الله رب العالمین (1 / 2).

قال قوم : سمی العالم لاجتماعه. والمراد بالآیة : الخلائق أجمعون. وکل جنس من الخلق فی نفسه معلم ، وعلم. جمعه : العالمون (1).

* مالک یوم الدین (1 / 4).

أی : یوم الحکم. وقال قوم : الحساب والجزاء. وأی ذلک کان فهو أمر ینقاد له (2).

* إیاک نعبد وإیاک نستعین (1 / 5)

معناه : فأعنا علی عبادتک (3).

* صراط الذین أنعمت علیهم غیر المغضوب علیهم ولا الضالین (1 / 7).

وهو الاستثناء بغیر ، تقول العرب : عشرة غیر واحد ، لیس هو من العشرة (4).

و (لا) من حروف الزوائد لتتمیم الکلام ، والمعنی : إلغاؤها (5).

سورة البقرة

* ذلک الکتاب لا ریب فیه (2 / 2).

الریب : الشک (6).

* سواء علیهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا یؤمنون (2 / 6).

الهمزة للاستفهام ، ومعناها : التسویة (7).

* فی قلوبهم مرض (2 / 10).

ص: 294


1- 1. مق 4 / 110.
2- 2. مق 2 / 319 _ 320.
3- 3. ص 180.
4- 4. مق 4 / 44.
5- 5. صا 166.
6- 6. مق 2 / 463.
7- 7. صا 182.

المرض : ما یخرج به الإنسان عن حد الصحة فی أی شئ کان. والمراد  _ هاهنا _ : النفاق (1).

* وإذا قیل لهم لا تفسدوا فی الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولکن لا یشعرون (2 / 11 _ 12).

ألا : افتتاح کلام ، وقیل : إن الهمزة لتنبیه ، و (لا) نفی لدعوی وهی _ هاهنا نفی للإصلاح عنهم (2).

* وإذا خلوا إلی شیاطینهم (2 / 14)

یقال : خلا فلان إلی فلان : إذا اجتمعا فی الخلوة (3).

* وإذا خلوا إلی شیاطینهم قالوا إنا معکم إنما نحن مستهزؤون الله یستهزئ بهم (2 / 14 _ 15).

هذا مما یترک حکم ظاهر لفظه ، لأنه محمول علی معناه ، وإن کان جعله فی باب المحاذاة أحسن (4) ، والمحاذاة : أن یجعل کلام بحذاء کلام فیؤتی به علی وزنه لفظا ، وإن کانا مختلفین (5).

* فلما أضاءت ما حوله (2 / 17).

الضوء ، والضوء ، بمعنی. وهو : الضیاء والنور. قال أبو عبید : أضاءت النار ، وأضاءت غیرها (6).

* أو کصیب من السماء (2 / 19).

الصیب : السحاب ذو الصوب (7).

* یجعلون أصابعهم فی آذانهم (2 / 19).

الأصابع : وأحدهما إصبع الإنسان. قالوا : الإصبع مؤنثة ، وقالوا : قد یذکر.

ص: 295


1- 1. مق 5 / 311.
2- 2. صا 133.
3- 3. مق 2 / 258.
4- 4. صا 254.
5- 5. صا 230.
6- 6. مق 3 / 376.
7- 7. مق 3 / 318.

وروی عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، أنه قال :

هل أنت إلا إصبع دمیت

وفی سبیل الله ما لقیت (1).

هکذا علی التأنیث (2). ویقولون : إن ولد قحطان یسمون الأصابع : الشناتر (3).

* یکاد البرق یخطف أبصارهم (2 / 20).

الخطف : الاستلاب. تقول : خطفته أخطفه ، وخطفته أخطفه ، وبرق خاطف الأبصار (4).

* کیف تکفرون بالله وکنتم أمواتا فأحیاکم (2 / 28).

کیف : من التعجیب (5).

* أتجعل فیها من یفسد فیها (2 / 30).

إستخبار ، والمعنی : استرشاد (6).

* وعلم آدم الأسماء کلها (2 / 31).

علمه الأسماء کلها ، وهی هذه الأسماء التی یتعارفها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل وجمل وحمار ، وأشباه ذلک من الأمم وغیرها (7).

* وعلم آدم الأسماء کلها (2 / 31).

کان ابن عباس یقول : علمه الأسماء کلها ، وهی هذه الأسماء التی یتعارفها الناس من دابة ، وأرض ، وسهل ، وجبل ، وجمل ، وحمار ، وأشباه ذلک من الأمم وغیرها ، وروی خصیف (8) عن مجاهد قال : علمه اسم کل شئ ، وقال غیرهما : إنما علمه أسماء الملائکة. وقال آخرون : علمه أسماء ذریته أجمعین. والذی نذهب إلیه فی ذلک ما ذکرناه عن ابن عباس. فإن قال قائل : لو کان ذلک کما تذهب إلیه لقال :

ص: 296


1- 1. مجمل اللغة 3 / 258 ، للسان (صبع).
2- 2. مق 3 / 331.
3- 3. صا 55.
4- 4. مقا 2 / 196.
5- 5. یرید أنها استفهام خرج إلی التعجب. صا 159.
6- 6. یرید أنه خبر یؤدی معنی الاسترشاد ، أی : طلب الإرشاد. صا 182.
7- 7. صا 31.
8- 8. راویة من التابعین ، أخذ عن مجاهد ، وسعید بن جبیر ومن فی طبقتهما ، ینظر وفیات الأعیان 2 / 372.

(ثم عرضهن أو عرضها) فلما قال : عرضهم ، علم أن ذلک الأعیان بنی آدم أو الملائکة ، لأن موضوع الکنایة فی کلام العرب أن یقال لما یعقل : (عرضهم) ، ولما لا یعقل عرضها أو عرضهن ، قیل له : إنما قال ذلک _ والله أعلم _ لأنه جمع ما یعقل وما لا یعقل ، فغلب ما یعقل ، وهی سنة من سنن العرب ، أعنی باب التغلیب ، وذلک کقوله _ جل ثناؤه _ : (والله خلق کل دابة من ماء ، فمنهم من یمشی علی بطنه ، ومنهم من یمشی علی رجلین ، ومنهم من یمشی علی أربع ، یخلق الله ما یشاء إن الله علی کل شئ قدیر) (1) ، فقال : (منهم) تغلیبا لمن یمشی علی رجلین ، وهم بنو آدم (2).

* أسکن أنت وزوجک الجنة (2 / 35).

زعم الکسائی عن القاسم بن معن أن (زوجک) لغة لأزد شنوءة ، وهم من الیمن (3) وزوجها : بعلها ، وهو الفصیح (4).

* أوفوا بعهدی أوف بعهدکم (2 / 40).

بیان هذا العهد ، قوله تعالی : لئن أقمتم الصلاة وآتیتم الزکاة وآمنتم برسلی) (5) فهذا عهده ، جل ثناؤه ، وعهدهم تمام الآیة فی قوله ، جل ثناؤه : (لأکفرن عنکم سیئاتکم) (6) فإذا وفوا بالعهد الأول أعطوا ما وعدوه (7).

* ولا تکونوا أول کافر به (2 / 41).

الکفر لا یجوز فی حال من الأحوال. ومذهب العرب ، أن العربی قد یذکر الشئ بإحدی صفتیه فیؤثر ذلک ، وقد یذکره فلا یؤثر ، بل یکون الأمر فی ذلک وفی غیره سواء ، ألا تری القائل یقول :

من أناس لیس من أخلاقهم

عاجل الفحش ، ولا سوء الطمع (8)

فلو کان الأمر علی ما یذهب إلیه من یخالف مذهب العرب لاستجیز : آجل

ص: 297


1- 1. النور : 45.
2- 2. صا 32.
3- 3. صا 58 _ 59.
4- 4. مق 3 / 35.
5- 5. المائدة : 12.
6- 6. المائدة : 12.
7- 7. صا 240 _ 241.
8- 8. الصاحبی 195.

الفحش ، إذ کان الشاعر إنما ذکر العاجل.

وحکی ناس عن أبی عبید أنه کان یقول بالمذهب الأول ، ویقول فی قول النبی صلی الله علیه وآله وسلم : (لی الواجد یحل عقوبته وعرضه) فدل أن غیر الواجد مخالف للواجد.

والذی نقوله فی هذا الباب أن أبا عبید إنما سلک فیما قاله من هذا مسلک التأول ، ذاهبا إلی مذهب من یقول بهذه المقالة ، ولم یحک ما قاله عن العرب. فأما فی الذی تأوله فإنا نحن نخالفه فیه (1).

* وأقیموا الصلاة وآتوا الزکاة (2 / 43).

إذا جاء الخطاب بلفظ مذکر ولم ینص فیه علی ذکر الرجال ، فإن ذلک الخطاب شامل للذکران والإناث (2).

* وأقیموا الصلاة (2 / 43).

فهذا مجمل غیر مفصل حتی فسره النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، فهو مما یشکل لأنه لا یحد فی نفس الخطاب ، وقد فسره النبی (3). وهو بلفظ الأمر (أفعل) (4).

* واستعینوا بالصبر والصلاة وإنها لکبیرة (2 / 45).

أی : وإنهما ، وهذا من باب نسبة الفعل إلی أحد اثنین ، وهو لهما (5).

* یوم لا تجزی نفس عن نفس شیئا (2 / 48).

أی : لا تقضی ، وأهل المدینة یسمون المتقاضی : المتجازی (6).

* فتوبوا إلی بارئکم (2 / 54).

البارئ : الله ، جل ثناؤه (7).

ص: 298


1- 1. صا 196.
2- 2. صا 188.
3- 3. صا 76.
4- 4. صا 184.
5- 5. صا 218.
6- 6. مق 1 / 456.
7- 7. مق 1 / 226.

* وقولوا حطة (2 / 58 _ والأعراف 161).

قالوا : کلمة أمر بها بنو إسرائیل لو قالوها لحطت أو زارهم (1) ، وقالوا : تفسیرها : اللهم حط عنا أوزارنا (2).

* کونوا قردة خاسئین (2 / 65).

اللفظ أمر ، والمعنی تکوین. وهذا لا یجوز أن یکون إلا من الله ، جل ثناؤه (3).

* لا فارض ولا بکر (2 / 68).

الفارض : المسنة (4).

* فذبحوها وما کادوا یفعلون (2 / 71).

إذا قرنت (کاد) بجحد فقد وقع ، إذا قلت : ما کاد یفعله ، فقد فعله (5).

* وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فیها (2 / 72).

وینسب الفعل إلی الجماعة وهو لواحد منهم. وإنما کان القاتل واحدا (6).

* فقلنا : اضربوه ببعضها ، کذلک (2 / 73).

وهذا من الاضمار ، معناه : فضربوه فحی (7).

* کذلک یحیی الله الموتی (2 / 73).

وهو أیضا ، من الاضمار (8).

* ثم قست قلوبکم من بعد ذلک فهی کالحجارة أو أشد قسوة (2 / 74).

القسوة : من غلظ القلب ، وهی من قسوة الحجر (9) وقال بعضهم : بعضها

ص: 299


1- 1. مج 2 / 15.
2- 2. مق 2 / 13.
3- 3. صا 185.
4- 4. مج 4 / 89.
5- 5. مق 5 / 145.
6- 6. صا 217.
7- 7. صا 235.
8- 8. صا 235.
9- 9. مق 5 / 87.

کالحجارة ، وبعضها أشد قسوة ، أی : هی ضربان ، ضرب کذا ، وضرب کذا (1).

* لا یعلمون الکتاب إلا أمانی (2 / 78).

تمنی الرجل الکتاب : إذا قرأه (2).

* وقالوا : قلوبنا غلف (2 / 88).

أی أوعیة للعلم (3).

* فقلیلا ما یؤمنون (2 / 88).

کان قطرب (4) یقول : إن العرب تدخل ، لا ، وما ، توکیدا فی الکلام (5).

* واشربوا فی قلوبهم العجل (2 / 93).

أشرب فلان حب فلان : إذا خالط قلبه ، وقال المفسرون : حب العجل (6).

* قل من کان عدوا لجبریل فإنه نزله علی قلبک بإذن الله (2 / 97).

هذا مما لا یعلم معناه إلا بمعرفة قصته (7).

* ولقد علموا لمن اشتراه ماله فی الآخرة من خلاق (2 / 102).

فأثبت لهم علما ، ثم قال : (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو کانوا یعلمون (8) لما کان علما یعلموا به ، کانوا کأنهم لا یعلمون (9).

* فلم تقتلون أنبیاء الله من قبل (2 / 91).

وهذا مما جاء بلفظ المستقبل وهو فی المعنی ماض؟ وقوله _ جل ثناؤه _ : * واتبعوا ما تتلوا الشیاطین (2 / 102) أی : ما تلت (142).

* لا تقولوا راعنا (2 / 104).

ص: 300


1- 1. صا 129.
2- 2. مج 4 / 296.
3- 3. صا 242.
4- 4. محمد بن المستنیر ، المعروف بقطرب ، صاحب المثلثات فی اللغة والعشرات ، وغیرها. فهرست ابن الندیم 4. طبقات النحویین 106 ، تأریخ بغداد 3 / 298. إنباه الرواة 3 / 219.
5- 5. صا 165.
6- 6. مق 3 / 268.
7- 7. صا 76.
8- 8. صا 259.
9- 9. صا 220.

راعنا : کلمة کانت الیهود تتساب بها ، وهو من (الأرعن) ومن قرأها (راعنا) منونة فتأویلها : لا تقولوا حمقا من القول ، وهو الکلام الأرعن : أی : المضطرب الأهوج (مق 3 / 408).

* من خیر من ربکم (2 / 105).

من : صلة (1).

* أم تریدون أن تسألوا رسولکم (2 / 108).

کان أبو عبیدة یقول : أم تأتی بمعنی ألف الاستفهام ، بمعنی : أتریدون؟ (2).

* قل هاتوا برهانکم (2 / 111).

هات : بمعنی : أعط. علی لفظ رام وعاط. قال الفراء : ولم تسمع فی الاثنین إنما تقال للواحد والجمیع (3).

* لیس البر أن تولوا وجوهکم قبل المشرق والمغرب (2 / 177).

یقولون : فلان یبر ربه ، أی : یطیعه ، وهو الصدق (4).

* إنی جاعلک للناس إماما (2 / 124).

جعل : صیر (5).

* وإذ جعلنا البیت مثابة للناس وأمنا (2 / 125).

المثابة : المکان یثوب إلیه الناس. قال أهل التفسیر : مثابة : یثوبون إلیه لا یقضون منه وطرا أبدا (6).

* رب اجعل هذا البلد آمنا (2 / 126).

آمنا : ذا أمن (7).

* لا نفرق بین أحد منهم (2 / 136).

ص: 301


1- 1. صا 173.
2- 2. صا 126.
3- 3. صا 175 _ 176.
4- 4. مق 1 / 177.
5- 5. مج 1 / 441.
6- 6. مق 1 / 393.
7- 7. مق 1 / 135.

التفریق لا یکون إلا بین اثنین. وهذا من سنن العرب ذکر الواحد والمراد الجمیع (1).

وما جعلنا القبلة التی کنت علیها (2 / 143).

بمعنی : أنت علیها (2).

أمة وسطا (2 / 143).

أعدل الشئ أوسطه ، ووسطه (3) والوسط من کل شئ : أعدله (4).

ولک وجهة (2 / 148).

الوجهة : کل موضع استقبلته (5).

* لئلا یکون للناس علیکم حجة إلا الذین ظلموا (2 / 150).

أراد : إلا علی الذین ظلموا ، فإن علیهم الحجة (6).

* فولوا وجوهکم شطره (2 / 150).

شطر کل شئ : قصده وجهته (7).

* إن الصفا والمروة من شعائر الله (2 / 158).

الشعائر : واحدتها شعیرة ، وهی : أعلام الحج وأعماله (8).

* فما أصبرهم علی النار (2 / 175).

هذا من التعجب ، وقد قیل إن معنی هذا : ما الذی صبرهم؟ وآخرون یقولون : ما أصبرهم! ما أجرأهم! (9).

* وآتی المال علی حبه (2 / 177).

ص: 302


1- 1. صا 211.
2- 2. صا 236.
3- 3. مق 6 / 108.
4- 4. مج 4 / 524.
5- 5. مق 6 / 89.
6- 6. صا 126.
7- 7. مج 3 / 158.
8- 8. مق 3 / 194.
9- 9. صا 188.

الحب فی الظاهر مضاف إلی المال ، وهو فی الحقیقة لصاحب المال (1).

* فمن خاب من موص جنفا (2 / 182).

یقال جنف : إذا عدل وجار (2). والجنف : المیل (3).

* کتب علیهم الصیام (2 / 183). الکتاب : الفرض (مق 5 / 159).

* وإن تصوموا خیر لکم (2 / 184).

بمعنی : الصوم خیر لکم (4).

* أحل لکم لیلة الصیام الرفث إلی نسائکم (2 / 178).

الرفث : النکاح (5).

* حتی یتبین لکم الخیط الأبیض من الخیط الأسود من الفجر (2 / 187).

الخیط الأبیض : بیاض النهار ، والخبط الأسود : سواد اللیل (6).

* وتدلوا بها إلی الحکام (2 / 188).

أدلی بماله إلی الحاکم : إذا دفعه إلیه (7).

* لا عدوان إلا علی الظالمین (2 / 193).

للعرب کلام بألفاظ تختص به معان لا یجوز نقلها إلی غیرها. وهذا مما لا یقال فی الخیر (8).

* وأتموا الحج والعمرة لله (2 / 196).

الإتمام : القیام بالأمر ، أی : قوموا بفرضها (9).

* فإن أحصرتم (2 / 196).

ص: 303


1- 1. صا 249.
2- 2. مق 1 / 486.
3- 3. مج 1 / 464.
4- 4. صا 131.
5- 5. مج 2 / 403. مق 2 / 421.
6- 6. مق 2 / 233.
7- 7. مق 2 / 293.
8- 8. صا 264.
9- 9. مج 1 / 320 (وحواشیه).

أحصره المرض : إذا منعه من سفر أو حاجة یریدها (1).

* فإن أحصرتم فما استیسر من الهدی (2 / 196).

أی : فعلیکم (2).

* فصیام ثلاثة أیام فی الحج وسبعة إذا رجعتم تلک عشرة کاملة (2 / 196).

تقول العرب : عشرة وعشرة فتلک عشرون : وذلک زیادة فی التأکید. وإنما قال ، تبارک وتعالی ، (ثلاثة أیام فی الحج ، وسبعة ...) لنفی الاحتمال أن یکون أحدهما واجبا : إما ثلاثة ، وإما سبعة ، فأکد وأزیل التوهم بأن جمع بینهما (3).

* ثم أفیضوا من حیث أفاض الناس (2 / 199).

أفاض القوم من عرفة : إذا دفعوا ، وذلک کجریان السیل (4).

* کان الناس أمة واحدة (2 / 213).

قیل : کانوا کفارا فبعث الله النبیین مبشرین ومنذرین. وقیل : کان جمیع من مع نوح (علیه السلام) فی السفینة مؤمنا ثم تفرقوا (5).

* وزلزلوا حتی یقول الرسول والذین آمنوا معه متی نصر الله؟ ألا إن نصر الله قریب (2 / 214).

قالوا : لما لم یصلح أن یقول الرسول : متی نصر الله؟ کان التأویل وزلزلوا حتی قال المؤمنون : متی نصر الله؟ فقال الرسول : ألا إن نصر الله قریب ، ورد الکلام إلی من صلح أن یکون له (صا 245).

* عسی أن تکرهوا شیئا (2 / 216).

قال الکسائی : کل ما فی القرآن علی وجه الخبر فهو موحد ، ووحد علی : عسی الأمر أن یکون کذا (6).

* نساؤکم حرث لکم (2 / 223).

ص: 304


1- 1. مج 2 / 76.
2- 2. صا 234.
3- 3. صا 271 _ 272.
4- 4. مق 4 / 465.
5- 5. مق 1 / 27.
6- 6. صا 157.

المرأة حرث الزوج : لأنها مزدرع ولده (1). فهذا تشبیه (2).

* لا یؤاخذکم الله باللغو فی أیمانکم (2 / 225).

أی : ما لم تعتقدوه بقلوبکم. والفقهاء یقولون : هو قول الرجل : لا والله ، وبلی والله. وقوم یقولون : هو قول الرجل لسواد مقبلا : والله إن هذا فلان ، یظنه إیاه ، ثم لا یکون کما ظن ، قالوا : فیمینه لغو ، لأنه لم یتعمد الکذب (3). واللغو ما لم یعقد علیه.

القلب من الإیمان واشتقاق ذلک من قولهم لما لم یعد من أولاد الإبل فی الدیة ، أو غیرها : لغو (4).

* والمطلقات یتربصن (2 / 228).

خبر یحتمل معنی الأمر (5).

* والمطلقات یتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (2 / 228).

هذا مما یختلف فیه الفقهاء ، وهو مما یوکل إلی غیر الاحتجاج بلغة العرب (6).

* الطلاق مرتان (2 / 229).

المعنی : من طلق امرأته مرتین فلیمسکها بعدهما بمعروف ، أو یسرحها بإحسان (7).

* فلا جناح علیهما أن یتراجعا إن ظنا أن یقیما حدود الله (2 / 230).

قوله (إن ظنا) شرط لإطلاق المراجعة ، فلو کان محتوما مفروضا لما جاز لهما أن یتراجعا إلا بعد الظن أن یقیما حدود الله ، فالشرط ، هاهنا کالمجاز غیر المعزوم (8).

* فلا تعضلوهن (2 / 232).

ص: 305


1- 1. مج 2 / 53.
2- 2. مق 2 / 49.
3- 3. مق 5 / 255 _ 256.
4- 4. مج 4 / 281 _ 282.
5- 5. صا 179.
6- 6. صا 63.
7- 7. صا 180.
8- 8. صا 260.

هذا من المشکل لغرابة لفظه ، وصنف فیه علماؤنا کتب غریب القرآن (1).

حتی یبلغ الکتاب أجله (2 / 232).

حتی : للغایة (2).

* والذین یتوفون منکم ویذرون أزواجا یتربصن (2 / 234).

خبر عن الأزواج وترک الذین (3).

* لا جناح علیکم فیما عرضتم به من خطبة النساء (2 / 235).

الخطبة فی النکاح : الطلب أن یزوج (4).

* ولکن لا تواعدوهن سرا (2 / 235).

کنایة عن النکاح (5).

* قوموا لله قانتین (2 / 238).

قیل : لطول القیام فی الصلاة قنوت. وسمی السکوت فی الصلاة والاقبال علیها قنوتا (6).

* وزاده بسطة فی العلم والجسم (2 / 247).

البسطة فی کل شئ : السعة. وهو بسیط الجسم والباع والعلم (7).

* قال الذین یظنون أنهم ملاقوا الله (2 / 249).

ظننت ظنا ، أی : أیقنت (8).

* إن الله مبتلیکم بنهر فمن شرب منه فلیس منی ومن لم یطعمه فإنه منی (2 / 249).

الإطعام یقع فی کل ما یطعم ، حتی الماء (9).

ص: 306


1- 1. صا 74 _ 75.
2- 2. صا 150.
3- 3. صا 217.
4- 4. مق 2 / 198.
5- 5. صا 26.
6- 6. مق 5 / 31.
7- 7. مق 1 / 47؟.
8- 8. مق 3 / 462).
9- 9. مج 3 / 322.

* ولا یؤوده حفظهما (2 / 255).

آدنی الشئ ، یؤودنی ، أودا : إذا أثقلک (1).

* فقد استمسک بالعروة الوثقی لا انفصام لها (2 / 256).

یقال : إن عروة الإسلام : بقیته ، کقولهم : بأرض بنی فلان عروة ، أی : بقیة من کلا. وهذا عندی کلام فیه جفاء ، لأن الإسلام والحمد لله باق أبدا ، وإنما عری الإسلام : شرائعه التی یتمسک بها ، کل شریعة عروة (2).

* یخرجونهم من النور إلی الظلمات (2 / 257).

وهم لم یکونوا فی نور قط. وهذا من النظم الذی للعرب لا یقوله غیرهم (3).

* أنی یحیی هذه الله .. (2 / 259).

أنی : بمعنی : کیف (4).

* فصرهن إلیک (2 / 260).

أی : قطعهن إلیک ، وشققهن ، من : صار (5).

* فأصابها إعصار فیه نار فاحترقت (2 / 226).

الإعصار : غبار العجاجة (6).

* یکفر عنکم من سیئاتکم (2 / 271).

من ، هاهنا ، صلة ، ومثله (من خیر من ربکم) (105) (7).

* إلا کما یقوم الذی یتخبطه الشیطان من المس (2 / 276).

یقال لداء یشبه الجنون : الخباط ، کأن الإنسان یتخبط (8).

* ومنهم من یلمزک فی الصدقات (2 / 276).

ص: 307


1- 1. مج 1 / 215.
2- 2. مق 4 / 296.
3- 3. صا 266.
4- 4. صا 142.
5- 5. مج 3 / 249.
6- 6. مق 4 / 343.
7- 7. صا 172.
8- 8. مق 2 / 241.

اللمز : العیب ، یقال لمز ، یلمز لمزا (1).

* یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله (2 / 278).

إذا جاء الخطاب بلفظ المذکر ، ولم ینص فیه علی ذکر الرجال فإن ذلک الخطاب شامل للذکران ، والإناث (2).

* وإن کان ذو عسرة فنظرة إلی میسرة (2 / 280)

الإقلال : عسرة ، لأن الأمر ضیق علیه ، شدید (3). ویقولون : کان الشئ یکون کونا : إذا وقع وحضر (4).

سورة آل عمران

* وما یعلم تأویله إلا الله (3 / 7).

أی : لا یعلم الآجال والمدد إلا الله (5).

* شهد الله أنه لا إله إلا هو (3 / 18).

قال أهل العلم : معناه : أعلم الله عزوجل ، بین الله ، کما یقال : شهد فلان عند القاضی : إذا بین وأعلم لمن الحق ، وعلی من هو (6).

* ویحذرکم الله نفسه (3 / 28).

أی : إیاه (7).

* وکفلها زکریا (3 / 37).

الکافل : الذی یکفل إنسانا یعوله (8).

* من أنصاری إلی الله (3 / 52).

ص: 308


1- 1. مق 5 / 209.
2- 2. صا 188.
3- 3. مق 4 / 319.
4- 4. مق 5 / 148.
5- 5. صا 193.
6- 6. مج 3 / 181. مق 3 / 221.
7- 7. صا 252.
8- 8. مق / 188.

قالوا : بمعنی : مع الله ، وقال قوم : معناها من یضیف نصرته إلی نصرة الله ، عزوجل ، لی ، فیکون (إلی) بمعنی الانتهاء (1).

* ومکروا ومکر الله (3 / 54).

الجزاء عن الفعل بمثل لفظه ، وهذا من المحاذاة (2).

* ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علی الکاذبین (3 / 61).

الابتهال والتضرع فی الدعاء. والمباهلة : یرجع إلی هذا ، فإن المتباهلین یدعو کل واحد منهما علی صاحبه (3).

* ولکن کان حنیفا مسلما (3 / 67).

الحنیف : المائل إلی الدین المستقیم (4).

وکیف تکفرون وأنتم تتلی علیکم آیات الله (3 / 101).

کیف ، هاهنا ، للتوبیخ (5).

* ولتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر (3 / 104).

الأمة : جماعة العلماء (6).

* فأما الذین اسودت وجوههم أکفرتم (3 / 106).

معناه : فیقال لهم (7).

* کنتم خیر أمة أخرجت للناس (3 / 110).

أی : أنتم (8).

* یولوکم الادبار ثم ینصرون (3 / 111).

ثم ، هاهنا ، علی بابها ، أی : لتراخی الثانی عن الأول (9).

ص: 309


1- 1. صا 132.
2- 2. صا 231.
3- 3. مق 1 / 311.
4- 4. مج 2 / 114.
5- 5. صا 160.
6- 6. مق 1 / 27 _ 28.
7- 7. صا 219.
8- 8. صا 219.
9- 9. صا 148.

* قل موتوا بغیظکم (3 / 119).

اللفظ أمر ، والمعنی تلهیف وتحسیر ، کقول القائل : مت بغیظک ومت بدائک (1).

* ولله ما فی السماوات (3 / 129).

قال بعض أهل العربیة إن لام الإضافة ، هاهنا ، تصیر المضاف للمضاف إلیه (2).

* والکاظمین الغیظ (3 / 134).

الکظم : إجتراع الغیظ والامساک عن إبدائه ، وکأنه یجمعه الکاظم فی جوفه (3).

* إن یمسسکم قرح فقد مس القوم قرح مثله (3 / 140).

القرح : قرح الجلد یجرح. والقرح : ما یخرج به من قروح تؤلمه ، یقال : قرحه : إذا جرحه (4).

* ولیمحص الله الذین آمنوا (3 / 141).

محص الله العبد من الذنب : طهره منه ونقاه ومحصه (5).

* أفإن مات أو قتل انقلبتم علی أعقابکم (3 / 144).

تأویله : أفتنقلبون علی أعقابکم إن مات (6).

* إذ تحسونهم بإذنه (3 / 152).

الحس : القتل (7).

* وطائفة قد أهمتهم (3 / 154).

الواو بمعنی إذ ، یرید. إذ طائفة ، وتقول : جئت وزید راکب أی : إذ

ص: 310


1- 1. صا 186.
2- 2. صا 113.
3- 3. مق 5 / 184.
4- 4. مق 5 / 82.
5- 5. مق 5 / 300.
6- 6. صا 183.
7- 7. مج 2 / 10. مق 2 / 9.

زید (1).

* لو کنتم فی بیوتکم لبرز الذین کتب علیهم القتل إلی مضاجعهم (3 / 154).

رد علی ما حکاه من قولهم : (لو أطاعونا ما قتلوا _ 3 / 168) وهذا مما یکون بیانه منفصلا منه ویجئ فی السورة معه (2).

* والله علیم بذات الصدور (3 / 154).

أراد : السرائر (3).

* ولو کنت فظا غلیظ القلب لانفضوا من حولک (3 / 159).

أی : تفرقوا. وانفض القوم : تفرقوا (4).

* الذین قال لهم الناس إن الناس ... (3 / 173).

هذا من العام الذی یراد به الخاص. ف (الناس) الأولی : نعیم بن مسعود.

و (الناس) الثانیة : أبو سفیان وعیینة بن حصن (5).

* فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز (3 / 185).

زحزح عن النار ، أی : بوعد (6).

وفاز یفوز : إذا نجا. ویقال لمن ظفر بخیر وذهب به : فاز (7).

* فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب (3 / 188).

أی بحیث یفوزون (8). والمفازة : المنجاة. وقیل : هی من فوز : إذا هلک (9).

ص: 311


1- 1. صا 119.
2- 2. صا 241.
3- 3. صا 154.
4- 4. مق 4 / 440).
5- 5. صا 210.
6- 6. مق 3 / 8.
7- 7. مق 4 / 459.
8- 8. صا 107 _ 108.
9- (231) مق 4 / 459

سورة النساء

* ولا تأکلوا أموالهم إلی أموالکم (4 / 2).

قامت (إلی) مقام اللام (1).

* وإنه کان حوبا کبیرا (4 / 2).

الحوب والحوب : الإثم (2).

* ذلک أدنی ألا تعولوا (4 / 3).

أی : لا یکثر من تعولون. والعرب تقول فی کثیرة العیال : أعال الرجل فهو معین (3).

* وآتوا النساء صدقاتهن نحلة (4 / 4).

الصداق : صداق المرأة ، سمی بذلک لقوته وأنه حق یلزم ، ویقال : صداق ، وصدقة وصدقة ، وقرئت : (صدقاتهن) (4).

والنحلة : من نحلت المرأة مهرها نحلة ، أی : عن طیب نفس من غیر مطالبة (5).

* فإن طبن لکم عن شئ منه نفسا فکلوه هنیئا مریئا (4 / 4).

هذا من الشرط الواجب إعماله (6).

* فإن آنستم منهم رشدا (4 / 6).

یقال : آنست الشئ : إذا رأیته (7).

* فإن کان له إخوة فلأمه السدس (4 / 11).

ص: 312


1- 1. صا 132.
2- 2. مق 2 / 113. مج 2 / 115.
3- 3. صا 65.
4- 4. مق 3 / 339.
5- 5. مق 5 / 403.
6- 6. صا 259.
7- 7. مق 1 / 145.

إخوة : لا یکون إلا بأکثر من اثنین (1).

* فکیف إذا جئنا من کل أمة بشهید وجئنا بک علی هؤلاء شهید (4 / 41).

فالأنبیاء من الاشهاد الأربعة (2) والثلاثة الآخرون : الملائکة : (وجاءت کل نفس معها سائق وشهید (3). وأمة محمد صلی الله علیه وآله ، : (وکذلک جعلناکم أمة وسطا لتکونوا شهداء علی الناس) (4) ، والأعضاء (یوم تشهد علیهم ألسنتهم وأیدیهم وأرجلهم بما کانوا یعلمون) (5).

وهو توکید لما تقدم من خبر ، وتحقیق لما بعده علی تأویل أن الله لا یظلم مثقال ذرة فی الدنیا فکیف فی الآخرة!؟ (6).

* ولا یکتمون الله حدیثا (4 / 42).

من : کتمت الحدیث کتما وکتمانا : إذا أخفیته وسترته (7).

* أو جاء أحد منکم من الغائط (4 / 43).

الغائط : مطمئن من الأرض ، وهذا من الکنایة لتحسین اللفظ (8).

* أو لامستم النساء (4 / 43).

کل ماس لامس. وقال قوم : أرید به الجماع. وذهب ناس إلی أنه المس.

واللمس یکون بغیر جماع ، واحتج الشافعی (9) بقول القائل :

لمست بکفی کفه أبتغی الغنی

ولم أدر أن الجود من کفه یعدی (248).

====

10. لعبد الله بن سالم فی الأغانی 18 / 94.

ص: 313


1- 1. صا 190.
2- 2. صا 239.
3- 3. ق 21.
4- 4. البقرة 143.
5- 5. النور 24.
6- 6. صا 160.
7- 7. مق 5 / 157.
8- 8. صا 260.
9- 9. أبو عبد الله محمد بن إدریس بن العباس بن عثمان بن شافع ، أحد الأئمة الأربعة عند السنة ، ولد فی فلسطین سنة 150 ه ، وتوفی سنة 204 فی مصر.

وهذا شعر لا یحتج به (1).

* فتیمموا صعیدا طیبا (4 / 43).

أی : تعمدوا. قال الخلیل : لتیمم یجری مجری التوخی ، یقال له : تیمم أمرا حسنا. وتیمموا أطیب ما عندکم تصدقوا به والتیمم بالصعید : من هذا المعنی ، أی : توخوا أطیبه وأنظفه وتعمدوه. فصار التیمم فی أفواه العامة فعلا للتمسح بالصعید ، حتی یقولوا : قد تیمم فلان بالتراب (2).

* یحرفون الکلم عن مواضعه (4 / 46) (وأیضا : المائدة 13).

وذلک تحریف الکلام ، وهو : عدله عن جهته (3).

* فلا وربک لا یؤمنون حتی یحکموک فیما شجر بینهم (4 / 65).

شجر بین القوم الأمر : إذا اختلف أو اختلفوا وتشاجروا فیه. وسمیت مشاجره لتداخل کلامهم بعضه فی بعض. واشتجروا : تنازعوا (4).

* ولو کنتم فی بروج مشیدة (4 / 78).

أصل البروج : الحصون والقصور (5).

* وکان الله علی کل شئ مقیتا (4 / 85).

أی : حافظا له ، شاهدا علیه ، وقادرا علی ما أراد (6).

* والله أرکسهم بما کسبوا (4 / 88).

الرکس : قلب الشئ علی نفسه ، ورد أوله علی آخره. والمعنی : ردهم إلی کفرهم (7).

* أو جاؤوکم حصرت صدورهم (4 / 90).

أی : قد حصرت (8) ، بمعنی ضاقت ، وذلک من قولهم : أحصره المرض : إذا

ص: 314


1- 1. مج 4 / 250. مق 5 / 210.
2- 2. مق 1 / 30.
3- 3. مق 2 / 43.
4- 4. مق 3 / 246.
5- 5. مق 1 / 238.
6- 6. مق 5 / 38.
7- 7. مج 2 / 417. مق 2 / 434.
8- 8. صا 234.

منعه من سفر أو حاجة یریدها. ومثله : قد حصره العدو ، یحصرونه حصرا : إذا ضیقوا علیه (1).

* ولو شاء الله لسلطهم علیکم (4 / 90).

فاللام التی فی (لسلطهم) جواب لو ، ثم قال : (فلقاتلوکم) فهذه حوذیت بتلک اللام ، وإلا فالمعنی : لسلطهم علیکم فقاتلوکم (2).

* واقتلوهم حیث ثقفتموهم (4 / 91 _ وأیضا البقرة 191)

أی : أدرکتموهم. وثقفت فلانا فی الحرب : إذا أدرکته (3).

* یجد فی الأرض مراغما (4 / 100).

المراغم والمذهب والمهرب (4).

إذ یبیتون ما لا یرضی من القول (4 / 108).

بیت الرجل الأمر إذا دبره لیلا (5).

* ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم فی الحیاة الدنیا (4 / 109).

ها : تنبیه. والعرب إذا أرادت تعظیم شئ أکثرت فیه من التنبیه والإشارة (6).

* فلیبتکن آذان الأنعام (4 / 119).

بتکت الشئ : قطعته ، أبتکه بتکا. وقال الخلیل : البتک : قطع الأذن (7).

* ومن یعمل من الصالحات (4 / 173).

کان أبو عبیدة یقول : إن (من) صلة. قال أبو ذؤیب (8) :

ص: 315


1- 1. مج 2 / 76.
2- 2. صا 230.
3- 3. مج 2 / 363.
4- 4. مج 2 / 397.
5- 5. مج 1 / 305.
6- 6. مج 4 / 443 _ 444. مق 6 / 4.
7- 7. مق 1 / 195.
8- 8. خویلد بن خالد ، جاهلی إسلامی ، کان راویة لساعدة بن جؤیة الهذلی. خرج فی غزاة نحو المغرب فمات هناک. ینظر وفیات الأعیان 6 /8. 156.

جزیتک ضعف الود لما أردته

وما إن جزاک الضعف من أحد قبلی (265)

وقال غیره : لا تزاد فی أمر واجب. یقال : ما عندی من شئ ، وما عنده من خیر ، وهل عندک من طعام؟ فإذا کان واجبا لم یحسن شئ من هذا ، لا تقول : عندک من خیر (1).

* وترغبون أن تنکحوهن (4 / 127).

معناه : عن ، وقوم یقولون : فی أن تنکحوهن (2).

* وأنتم الأعلون إن کنتم مؤمنین (4 / 139).

إن : بمعنی إذ. لأنه _ عزوجل _ لم یخبرهم بعلوهم إلا بعد ما کانوا مؤمنین (3).

* إن المنافقین فی الدرک الأسفل من النار (4 / 145).

وهی منازلهم التی یدرکونها ، ویلحقون بها ، نعوذ بالله منها! وذلک أن الجنة درجات ، والنار درکات (4).

* لا یحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم (4 / 148).

قال قوم : إنما یرید المکره لأنه مظلوم ، فذلک عنه موضوع وإن نطق بالکفر (5).

* أرنا الله جهرة (4 / 153).

فالسؤال ، هاهنا ، طلب. والکنایة مبتدأة (6).

* فبما نقضهم (4 / 155).

کان قطرب یقول : إن العرب تدخل ، لا وما ، توکیدا فی الکلام (7).

* وما قتلوه یقینا (4 / 157).

====

8. صا 165 _ 166.

ص: 316


1- 1. بروایة (لما شکیته) فی دیوان الهذلیین 1 / 35.
2- 2. صا 173.
3- 3. صا 334.
4- 4. صا 131.
5- 5. مق 2 / 269.
6- 6. صا 262.
7- 7. صا 262.

هذا من قولهم : قتلت الشئ خبرا وعلما (1).

* وإن من أهل الکتاب إلا لیؤمنن به (4 / 159).

المعنی : إلا من ، ومن مضمرة (2).

* إنما الله إله واحد (4 / 174)

سمعت علی بن إبراهیم القطان یقول : سمعت ثعلبا (3) یقول : سمعت سلمة (4) یقول : سمعت الفراء یقول : إذا قلت إنما قمت ، فقد نفیت عن نفسک کل فعل إلا القیام ، وإذا قلت : إنما قام إنا ، فإنک نفیت القیام عن کل أحد وأثبته لنفسک ، وقال قوم : (إنما) معناه التحقیر. تقول : إنما أنا بشر. محقرا لنفسک. وهذا لیس بشئ. والذی قاله الفراء صحیح (5).

سورة المائدة

* أوفوا بالعقود (5 / 1).

عاقدته : مثل عاهدته ، وهو العقد ، والجمع : عقود (6).

* ولا آمین البیت الحرام (5 / 2).

جمع آم ، یؤمون بیت الله ، أی : یقصدونه (7).

* الیوم أکملت لکم دینکم (5 / 3)

یقال : کمل الشئ ، وکمل ، فهو کامل ، أی : تام ، وأکملته أنا (8).

ص: 317


1- 1. مق 5 / 56. مج 4 / 143.
2- 2. صا 173.
3- 3. أبو العباس أحمد بن یحیی ثعلب ، إمام الکوفیین فی العربیة ، ثبت ثقة حجة فی الحدیث والروایة. ولد سنة 200 ه ، وتوفی فی سنة 291 علی أصح الأقوال.
4- 4. أبو محمد سلمة بن عاصم النحوی ، أخذ عن الفراء ، وأخذ عنه ثعلب وکان ثقة عالما. نزهة الألباء 4. وفیات الأعیان 4 / 206.
5- 5. صا 133 _ 134.
6- 6. مق 4 / 86.
7- 7. مق 1 / 30.
8- 8. مق 5 / 139.

* وأن تستقسموا بالأزلام (5 / 3).

الأصل : الزلم والزلم قدح یستقسم به ، وکانوا یفعلون ذلک فی الجاهلیة وحرم ذلک فی الإسلام (1).

* یسألونک ماذا أحل لهم؟ قل؟ أحل لکم الطیبات (5 / 4).

هذا من الأمر المحتاج إلی بیان ، وبیانه متصل به (2).

* إذا قمتم إلی الصلاة فاغسلوا (5 / 6).

هذا ضرب یکون المأمور به قبل الفعل مع (إذا) (3).

* وإن کنتم جنبا (5 / 6).

العرب تصف الجمیع بصفة الواحد ، فقال : جنبا ، وهم جماعة (4).

* وقالت الیهود والنصاری نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم یعذبکم؟ (5 / 18).

المعنی : فلم عذب آبائکم بالمسخ والقتل؟ لأن النبی _ صلی الله علیه وآله _ لم یؤمر بأن یحتج علیهم بشئ لم یکن ، لأن الجاحد یقول : (إنی لم أعذب) لکن احتج علیهم بما قد کان (5).

* یحرفون الکلم عن مواضعه (5 / 13 ، 41).

یجمعون الکلمة کلمات ، وکلما (6).

وتحریف الکلام : عدله عن جهته (7).

* إنما جزاء الذین یحاربون الله ورسوله ... إلا الذین تابوا (5 / 33 _ 34).

الاستثناء جائز فی کل ذلک ولقد جاز رجعه _ هاهنا _ علی جمیع الکلام (8).

ص: 318


1- 1. مق 3 / 18.
2- 2. صا 240.
3- 3. صا 139.
4- 4. صا 213.
5- 5. صا 220.
6- 6. مق 5 / 131.
7- 7. مق 2 / 43.
8- 8. صا 137.

* ولیحکم أهل الإنجیل (5 / 47).

هذا من الأمر الذی إن لم یفعله المأمور به سمی عاصیا (289) وقد دخلوا بالکفر (5 / 61).

الباء _ هاهنا _ للمصاحبة (1).

* یا أیها الرسول بلغ ما أنزل إلیک من ربک (5 / 67).

هذا خاص ، یرید : هذا الأمر المجدد بله ، فإن لم تفعل ولم تبلغ (فما بلغت رسالته) ، یرید : جمیع ما أرسلت به (2).

* ما المسیح ابن مریم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صدیقة کانا یأکلان الطعام (5 / 75).

کنایة عما لا بد لآکل الطعام منه (3).

* ولکن یؤاخذکم بما عقدتم الأیمان (5 / 89).

العقد : عقد الیمین (4).

* فکفارته إطعام عشرة مساکین من أوسط ما تطعمون أهلیکم أو کسوتهم أو تحریر رقبة (5 / 89).

أو ، هاهنا : للتخییر (5).

* لا تسألوا عن أشیاء إن تبد لکم تسؤکم (5 / 101).

من الکنایة المتصلة باسم ، وهی لغیره. وقیل : إنها نزلت فی ابن حذافة حین قال للنبی (صلی الله علیه وآله) : من أبی؟ فقال : حذافة ، وکان یسب به ، فساءه ذلک ، فنزلت الآیة ، وقیل : نزلت فی الحج حین قال القائل : أفی کل عام مرة؟ ثم قال : (وإن تسألوا عنها) یرید أن تسألوا عن أشیاء أخر من أمر دینکم ودنیاکم بکم إلی علماها حاجة (تبد لکم) ثم قال : (قد سألها) فهذه _ ال (ها) من غیر الکنایتین لأن

====

6. صا 127.

ص: 319


1- 1. صا 184.
2- 2. صا 105.
3- 3. صا 209.
4- 4. صا 260.
5- 5. مق 2 / 86.

معناها : قد طلبها ، والسؤال ، هاهنا : طلب (1).

* وإذا ضربتم فی الأرض فلیس علیکم جناح أن تقصروا من الصلاة (5 / 106).

الضرب فی الأرض للتجارة ، وغیرها من السفر (2).

* وإذ قال الله یا عیسی (5 / 116).

قال قوم : قال له ذلک لما رفعه إلیه (3).

* أأنت قلت للناس (5 / 116).

هذا استخبار معناه : تبکیت. تبکیت للنصاری فیما ادعوه (4).

* تعلم ما فی نفسی (5 / 116).

ذکر بعض الشئ ، وهو یریده کله (5). وهذا من سنن العرب.

* لکل جعلنا منکم شرعة ومنهاجا (5 / 148).

الشرعة : الدین ، والشریعة. والشریعة ، فی الأصل : مورد الشاربة الماء (6).

سورة الأنعام

ثم الذین کفروا بربهم یعدلون (6 / 1)

ثم ، هاهنا : بمعنی التعجب (7).

* خلقکم من طین ثم قضی أجلا (6 / 2)

وقد کان قضی الأجل ، فمعناه : أخبرکم أنی خلقته من طین ، ثم أخبرکم أنی قضیت الأجل ، کما تقول : کلمتک الیوم ، ثم قد کلمتک أمس ، أی ، أنی أخبرک بذلک ، ثم أخبرک بهذا.

وهذا یکون فی الجمل ، فأما فی عطف الاسم علی الاسم ، والفعل علی الفعل ،

ص: 320


1- 1. صا 262.
2- 2. مق 3 / 398.
3- 3. صا 140.
4- 4. صا 181 _ 182.
5- 5. صا 252.
6- 6. مق 3 / 242.
7- 7. صا 148.

فلا یکون إلا مرتبا ، أحدهما بعد الآخر (1).

* ولو نزلنا علیک کتابا فی قرطاس فلمسوه بأیدیهم لقال .. (6 / 7).

لو ، لا بدلها من جواب ظاهر ، أو مضمر (2).

* وللبسنا علیهم ما یلبسون (6 / 9).

اللبس : اختلاط الأمر ، لبست علیه الأمر ألبسه لبسا (3).

* قل لمن من فی السماوات والأرض قل لله (6 / 12).

فها هنا فعل مضمر ، کأنه لما سألهم عادوا بالسؤال علیه ، فقیل له قل لله (4).

* قالوا والله ربنا ما کنا مشرکین (6 / 32)

بیان للحلف المذکور فی قوله تعالی : (یوم یبعثهم الله جمیعا فیحلفون له) (5).

* ولو تری إذ وقفوا علی النار فقالوا یا لیتنا (6 / 27).

فتری : مستقیل ، وإذ : للماضی ، وإنما کان کذا لأن الشئ کائن ، وإن لم یکن یعد ، وذلک عند الله ، جل ثناؤه ، قد کان ، لأن علمه به سابق ، وقضاءه به نافذ ، فهو کائن لا محالة (6).

* یا لیتنا نرد (6 / 27)

هذا من نفی الشئ جملة من أجل عدمه کمال صفته ، فهم قد نطقوا لکنهم نطقوا بما لم ینفع فکأنهم لم ینطقوا (7) وقال _ جل ثناؤه _ : (لا ینطقون ولا یؤذن لهم فیعتذرون) (8).

* فلو لا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ... (6 / 43)

لولا : بمعنی : هلا ، أی : فهلا (9).

ص: 321


1- 1. صا 148 _ 149.
2- 2. صا 163.
3- 3. مج 4 / 262.
4- 4. صا 235.
5- 5. المجادلة : 18.
6- 6. صا 140.
7- 7. صا 259.
8- 8. المرسلات : 35 _ 34.
9- 9. صا 143.

* فإذا هم مبلسون (6 / 44)

الابلاس : الیأس (1).

* قل أرأیتم إن أخذ الله سمعکم وأبصارکم وختم علی قلوبکم ممن إله غیر الله یأتیکم به (6 / 46).

به : أراد ، والله أعلم : بهذا الذی تقدم ذکره. وربما کنی العرب عن الجماعة کنایة الواحد (2).

* ولا تطرد الذین یدعون ربهم الغداة والعشی یریدون وجهه ، ما علیک من حسابهم من شئ ، وما من حسابک علیهم من شئ فتطردهم فتکون من الظالمین (6 / 52)

تأویله ، والله أعلم : ولا تطرد الذین یدعون ربهم الغداة والعشی فتکون من الظالمین ، ما علیک من حسابهم من شئ ، وما من حسابک علیهم من شئ فتطردهم ، وفی هذا جمع شیئین فی الابتداء بهما ، وجمع خبریهما ثم یرد إلی کل مبتدأ به خبره (3).

* فتنا بعضهم ببعض لیقولوا (6 / 53)

هی لام العاقبة (4).

* أولئک الذین أبسلوا بما کسبوا (6 / 70)

أبسلته : أسلمته للهلکة : وأبسلت ولدی : رهنته (5).

* هذا ربی (6 / 77).

حمله بعض المفسرین علی حذف ألف الاستفهام ، أی : أهذا ربی؟ (6).

* وما قدروا الله حق قدره (6 / 91).

قال المفسرون : ما عظموا الله حق عظمته أو تعظیمه (7). وهذا صحیح ،

ص: 322


1- 1. مج 1 / 291.
2- 2. صا 246.
3- 3. صا 246.
4- 4. صا 115.
5- 5. مج 1 / 266. مق 1 / 248.
6- 6. صا 184.
7- 7. مج 4 / 148.

وتلخیصه : أنهم لم یصفوه بصفته التی تنبغی له تعالی (1).

* ولقد تقطع بینکم (6 / 94).

أی : ما بینکم (2).

* أنی یکون له ولد (6 / 101)

أی : من أین؟ والأجود أن یقال : کیف؟ قال الکمیت : أنی؟ ومن أین؟ أبک الطرب من حیث لا صبوة ولا ریب (3).

* وما یشعرکم أنها إذا جاءت (6 / 109)

أنها ، بمعنی : لعلها ، وحکی الخلیل : إیت السوق أنک تشتری لنا شیئا (4) ، بمعنی لعلک (5).

* یجعل صدره ضیقا حرجا (6 / 125)

الحرج : الضیق (6).

* سنجزی الذین یصدفون عن آیاتنا (6 / 156)

صدف عن الشئ : إذا مال عنه ، وولی ذاهبا (7).

سورة الأعراف

* قلیلا ما تذکرون (7 / 3)

ما : صلة. المعنی : قلیلا تذکرون. ولو کانت اسما لارتفع فقلت : (قلیل ما تتذکرون) ، أی ، قلیل تذکرهم (325).

* وکم قریة أهلکناها (7 / 4)

ص: 323


1- 1. مق 5 / 63.
2- 2. صا 172.
3- 3. صا 142. 3. الکتاب 3 / 123.
4- 4. صا 130.
5- 5. مج 2 / 54. مق 2 / 50.
6- 6. مق 3 / 338.
7- 7. صا 171.

کم : إستخبار ، والمعنی تکثیر (1).

* ولقد خلقناکم ثم صورناکم (7 / 11)

ثم ، هاهنا : بمعنی واو العطف. فقال قوم : معناها : وصورناکم ، وقال آخرون المعنی : ابتدأنا خلقکم ، لأنه ، جل ثناؤه ، بدأ خلق آدم ، علیه السلام ، من تراب ، ثم صوره. وابتدأ خلق الإنسان من نطفة ثم صوره ، قالوا : فتم علی بابها ، أی : لتراخی الثانی عن الأول (2).

* ما منعک ألا تسجد (7 / 12)

أی : ما منعک أن تسجد ، وکان قطرب یقول : إن العرب تدخل (لا) توکیدا فی الکلام. (3).

* أخرج منها مذءوما مدحورا (7 / 18)

الدحر : الطرد والابعاد (4).

* وطفقا یخصفان علیهما من ورق الجنة (7 / 22)

یقولون : طفق یفعل کذا ، کما یقال : ظل یفعل (5).

* قد أنزلنا علیکم لباسا (7 / 25)

وهو ، جل ثناؤه ، إنما أنزل الماء ، لکن اللباس من القطن ، والقطن لا یکون إلا بالماء _ وهذا من باب الأسماء التی تسمی بها الأشخاص علی المجاورة والسبب (6).

* إنه یراکم هو وقبیله من حیث لا ترونهم (7 / 27)

لذلک سمی الجن جنا ، لأنهم متسترون عن أعین الخلق (7).

* أتقولون علی الله ما لا تعلمون (7 / 28)

هذا استخبار ، والمعنی إنکار (8).

ص: 324


1- 1. صا 182.
2- 2. صا 148.
3- 3. صا 165 _ 166.
4- 4. مق 2 / 331 _ مج 2 / 318.
5- 5. مج 3 / 413.
6- 6. صا 94 _ 95.
7- 7. مق 1 / 422.
8- 8. صا 182.

* حتی یلج الجمل فی سم الخیاط (7 / 40)

السم : الثقب فی الشئ (1).

* (فهل وجدتم ما وعد ربکم حقا؟ قالوا نعم) (7 / 44).

معلوم إن الکلام إذا خرج جوابا فقد فهم إنه جواب عن سؤال (2).

* هل ینظرون إلا تأویله (7 / 53).

تأویل الکلام : عاقبته وما یؤول إلیه ، والمعنی : ما یؤول إلیه فی وقت بعثهم ونشورهم (3).

* قالوا : معذرة إلی ربکم (7 / 64)

اعتذر ، یعتذر ، اعتذارا ، وعذرة من ذنبه فعذرته. والمعذرة : الاسم. (4).

* أو أمن أهل القری (7 / 98)

فلیس ب (أو) ، وإنما هی واو عطف دخل علیها ألف الاستفهام. کأنه لما قیل لهم : (إنکم مبعوثون وآباؤکم) استفهموا عنهم (5).

* حقیق علی (7 / 105)

قال بعض أهل العلم : واجب علی ، ومن قرأها : (حقیق علی) فمعناها حریص علی (6).

* فإذا هی تلقف ما یأفکون (7 / 117)

لقفت الشئ وتلقفته : إذا أخذته أو بلعته (7).

* ألا إنما طائرهم عند الله (7 / 131).

یراد : حظهم ، وما یحصل لهم ، والعرب تقول :

فإنی لست منک ، ولست منی إذا ما طار من مالی الثمین أی حصل (8).

ص: 325


1- 1. مق 3 / 62.
2- 2. صا 65.
3- 3. مق 1 / 162.
4- 4. مق 4 / 254.
5- 5. صا 119 _ 120.
6- 6. مق 2 / 18. مج 2 / 19 وحواشیه.
7- 7. مج 4 / 288.
8- 8. صا 204 _ 205.

* وقالوا مهما تأتنا به من آیة (7 / 132)

مهما بمنزلة (ما) فی الشرط (1).

* إن هؤلاء متبر ما هم فیه وباطل ما کانوا یعملون (7 / 139)

یقال : تبر الله عمل الکافر : أی أهلکه وأبطله (مق 1 / 262)

* وأنا أول المؤمنین (7 / 143)

حکایة عن موسی ، علیه السلام ، ولم یرد کل المؤمنین ، لأن الأنبیاء قبله قد کانوا مؤمنین. وهذا من العام الذی یراد به الخاص (2).

* أعجلتم أمر ربکم (7 / 150)

استعجلت فلانا : حثثته ، وعجلته : سبقته (3).

* فلا تشمت بی الأعداء (7 / 150)

یقال : شمت به ، یشمت شماتة ، وأشمته الله ، عزوجل ، بعدوه (4).

* واختار موسی قومه (7 / 155)

أی : من قومه (5).

* فانبجست منه اثنتا عشرة عینا (7 / 160)

قال الخلیل : البجس : انشقاق فی قربة أو حجر ، أو أرض ینبع منها ماء ، فإن لم ینبع فلیس بانبجاس ، والانبجاس عام ، والنبوع : للعین خاصة (6).

* وقولوا : حطة ، وادخلوا الباب سجدا نغفر لکم خطایاکم (7 / 161).

تفسیره : اللهم حط عنا أوزارنا (7) ، وقالوا : هی کلمة أمر بها بنو إسرائیل لو قالوها لحطت أوزارهم (8).

* إذ تأتیهم حیتانهم یوم سبتهم شرعا (7 / 163)

قیل فی التفسیر : إنها الرافعة رؤوسهما (9)

* فخلف من بعدهم خلف (7 / 169).

یقولون للجید خلف ، وللردی خلف ، فیقولون : هو خلف صدق من أبیه ،

ص: 326


1- 1. صا 174.
2- 2. صا 210.
3- 3. مق 4 / 237.
4- 4. مق 3 / 210.
5- 5. صا 233.
6- 6. مق 2 / 199.
7- 7. مق 2 / 13.
8- 8. مج 2 / 15.
9- 9. مق 3 / 263.

وخلف سوء من أبیه (1).

* وإن یأتهم عرض مثله یأخذوه (7 / 169)

العرض ، بفتح الراء : ما یصیبه الإنسان من حظه من الدنیا (2).

* وإذ نتقنا الجبل فوقهم کأنه ظلة (7 / 171)

الظلة : أول سحابة تظل ، والظلة : کهیئة الصفة (3).

* ألست بربکم؟ قالوا : بلی (7 / 172).

المعنی ، والله أعلم : بل أنت ربنا ، ف (بلی) : بل : رجوع عن جحد ، والألف : دلالة کلام (4).

والألف فی (ألست) استخبار ، والمعنی : تسویة (5).

* ولکنه أخلد إلی الأرض (17 / 176)

أخلد إلی الأرض : إذا لصق بها (6).

* لهم قلوب لا یفقهون بها ، ولهم أعین لا یبصرون بها (7 / 179)

هذا من باب نفی الشئ جملة من أجل عدمه کمال صفته (7).

* یسألونک عن الساعة ، قل : إنما علمها عند ربی (7 / 187)

استخبار محتاج إلی بیان ، وبیانه متصل به (8).

* إن الذین اتقوا إذا مسهم طیف من الشیطان تذکروا فإذا هم مبصرون (7 / 201)

هذه صفة الأتقیاء المؤمنین ، ثم (وإخوانهم یمدونهم فی الغی (7 / 20)

فهذا راجع علی کفار مکة ، أن کفار مکة ، یمدهم إخوانهم من الشیاطین فی الغی (9).

وتقرأ (طائف) أیضا ، والطائف العاس ، والطیف والطائف : ما أطاف بالانسان من الجنان ، یقال : وطاف وأطاف (10).

ص: 327


1- 1. مق 2 / 210.
2- 2. مق 4 / 276.
3- 3. مق 3 / 461.
4- 4. صا 145.
5- 5. صا 182.
6- 6. مق 2 / 208.
7- 7. صا 258 _ 259.
8- 8. صا 240.
9- 9. صا 243.
10- 10. مق 3 / 432.

وثائق تاریخیة

وصیة العلامة الحلی لولده فخر المحققین

الموصی

هو آیة الله علی الإطلاق ، والعلامة بالاستحقاق ، جمال الدین الحسن بن یوسف علی بن محمد بن المطهر الحلی (648 _ 726 ه).

قرأ علی والده سدید الدین یوسف _ وکان من کبار علماء عصره _ ثم علی خاله المحقق الحلی ، وتعلم الفلسفة والریاضیات علی الشیخ نصیر الدین الطوسی.

یروی عن جمع من علماء المسلمین من الشیعة والسنة.

وقد بلغت أسماء تصانیفه عددا ضخما ، قیل : ألف عنوان ، وقیل : خمسمائة مجلد.

ومن متفرداته المدرسة السیارة ، وهی مدرسة لها طلبتها _ وخیامها وآلاتها _ یحلون ویرحلون مع شیخهم حسب ما تقتضیه الظروف.

رضی الله عنه فی العلماء العاملین.

أنظر فی ترجمة :

طبقات أعلام الشیعة _ لأغا بزرک الطهرانی _ القرن الثامن ، ص 52 فما بعد.

الأعلام للزرکلی 2 / 227 ومصادره.

معجم المؤلفین _ لعمر رضا کحالة _ 3 / 303 ومصادره.

الموصی

ولده فخر المحققین أبو طالب محمد (682 _ 771 ه).

وصیّة العلّامة الحلّی لولده فخر المحقّقین

ص: 328

یروی عن والده العلامة ، ویروی عنه جمع کثیر.

من مؤلفاته : نهج المسترشد فی أصول الدین ، جامع الفوائد فی الفقه ، الکافی الوافیة فی علم الکلام ، وغیرها.

مکانته العظمی _ عند المسلمین جمیعا _ کانت نتیجة للخدمة التی قدمها للأمة الإسلامیة فی عصر حالک من عصور انحطاطها ، وتولی المتغلبین من مشرکی المغول علیها.

فهذا محمد بن یقوب الفیروزآبادی ، صاحب (القاموس المحیط) ، الشافعی المذهب یروی عن مترجمنا (التکملة والذیل والصلة) للصغانی فیقول فی بعض إجازاته ما لفظه : (... عن شیخی ومولای علامة الدنیا ، بحر العلوم وطود العلی ، فخر المحققین ، أبی طالب محمد بن الشیخ الامام الأعظم برهان علماء الأمم جمال الدین أبی منصور الحسن بن یوسف بن المطهر الحلی ، بحق روایته عن والده ، بحق روایته عن مؤلفه الإمام الحجة ... الحسن بن محمد الصغانی).

انظر فی ترجمته :

طبقات أعلام الشیعة _ لاغا بزرک الطهرانی _ القرن الثامن ، ص 185 فما بعد.

معجم المؤلفین _ لعمر رضا کحالة _ 9 / 228.

الوصیة

قصیدة یؤکد العلامة فیها علی العلم وأثره النافع فی الدنیا والآخرة ، ویحث ولده علی بذل الوسع فی طلبه وتعلیمه لمستحقیه.

وهی موجودة فی مجموع مخطوط فی مکتبة الإمام الرضا علیه السلام بمشهد ، رقم (6196) وهی :

ص: 329

أیا ولدی دعوتک لو أجبتا

إلی ما فیه نفعک لو عقلتا

إلی علم تکون به إماما

مطاعا إن نهیت وإن أمرتا

ویجلو ماء عینک من غشاها

ویهدیک السبیل ، إذا ضللتا

وتحمل منه فی نادیک تاجا

ویکسوک الجمال إذا اغتربتا

ینالک نفعه ما دمت حیا

ویبقی نفعه لک إن ذهبتا

هو العضب المهند لیس یهفو

تصیب به مقاتل من ضربتا

وکنزا لا تخاف علیه لصا

خفیف الحمل یوجد حیث کنتا

یزید بکثرة الانفاق منه

وینقص إن به کفا شددتا

فلو أن ذقت من حلواه طعما

لآثرت التعلم واجتهدتا

ولم یشغلک عن هذا متاع

ولا دنیا بزخرفها فتنتا

ولا أنهاک عنه أنیق روض

ولا عدر حرییه کلفتا(1)

جعلت المال فوق العلم جهلا

لعمرک فی القضیة ما عدلتا

وبینهما بنص الوحی بین (2)

ستعلمه إذا (طه) قرأتا

فإن رفع الغنی لواء مال

فأنت لواء علمک قد رفعتا

ومهما اقتض (3)أبکار الغوانی

فکم بکر من الحکم اقتضضتا

وإن جلس الغنی علی الحشایا

فأنت علی الکواکب قد جلستا

ولو رکب الجیاد مسومات

فأنت مناهج التقوی رکبتا

ولیس یضرک الاقتار شیئا

إذا ما کنت ربک قد عرفتا

فیا (4) من عنده لک من جمیل

إذا بفناء ساحته أنختا

فقابل بالصحیح قبول قولی

وإن أعرضت عنه فقد خسرتا

وإن رابحته قولا وفعلا

وتاجرت الإله فقد ربحتا

 .....................................

ص: 330


1- کذا ، ولعل المناسب : ولا غدر بجریتها کلفتا والغدر ، جمع غدیر
2- البین : البعد.
3- إقتض وافتض بمعنی.
4- کذا ، ولعل الصواب : فکم.

من ذخائر التراث

رسالة عدم مضایقة الفوائت

السید محمد علی الطباطبائی المراغی

تقدیم

المؤلف

هو رضی الدین علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوی الحسنی _ قدس سره _ من أجلاء الطائفة وثقاتها ، جلیل القدر ، عظیم المنزلة ، کثیر الحفظ ، نقی الکلام ، حالم فی العلم والعبادة والفضل والزهد والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن یذکر ، وکان _ أیضا _ شاعرا ، أدیبا ، منشئا ، بلیغا ، له مصنفات (1).

وقال العلامة المجلسی _ قدس سره _ فی معرض سرد نسبت السید ابن طاووس  _ نقلا عن کتاب الإجازات لابن طاووس _ : (قال ابن طاووس : یقول علی بن موس بن جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد هو الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سلیمان بن داود _ صاحب عمل النصف من رجب _ بن الحسن المثنی بن السبط ابن مولانا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهم السلام ... هذا

السید محمد علی الطباطبائی المراغی

ص: 331


1- 1. راجع فی تفصیل ترجمته _ قدس سره _ أمل الآمل 2 : 205 رقم 622 ، عمدة الطالب : 190 ، جامع الرواة 1 : 603 ، لؤلؤة البحرین : 235 ، ریحانة الأدب 8 : 76 ، روضات الجنات 4 : 325 / 405 ، بحار الأنوار 1 : 12 و 143 وج 107 : 37 ، تنقیح المقال 2 : 310 ، الذریعة 2 : 343 ، مصفی المقال : 297 ، نقد الرجال : 244 ، مستدرک الوسائل 3 : 467 ، الکنی والألقاب 1 : 329 ، معجم رجال الحدیث 12 : 188 ، الأعلام _ للزرکلی _ 5 : 26 معجم المؤلفین 7 : 248 ، وغیرها.

اسمه ونسبه نقلا من کتاب) (1).

وقال المحقق البحرانی رحمه الله _ صاحب (الحدائق الناضرة) _ : (وأمهما [أی السید رضی الدین أبو القاسم علی ، والسید جمال الدین أبو الفضائل أحمد] _ علی ما ذکره بعض علمائنا _ بنت الشیخ مسعود ورام بن أبی الفراس بن فراس بن حمدان ، وأم أمهما بنت الشیخ الطوسی ، وأجاز لها ولأختها _ أم الشیخ محمد بن إدریس _ جمیع مصنفاته ومصنفات الأصحاب ، ویؤیده تصریح السید رضی الدین _ رضی الله عنه _ عند ذکر الشیخ الطوسی بلفظ (جدی) ، وکذا عند ذکر الشیخ ورام بلفظه) (2).

وقال المحدث النوری رحمه الله فی خاتمة المستدرک _ بعد إیراد ما تقدم عنهما _ : (ولا یخفی أن الذی یظهر من مؤلفات السید أن أمه بنت الشیخ ورام الزاهد ، وأنه ینتهی نسبه من طرف الأب إلی الشیخ أبی جعفر الطوسی _ رحمه الله _ ، ولذا یعبر عنه أیضا بالجد.

وأما کیفیة الانتساب إلیه ، فقال السید فی الاقبال : فمن ذلک ما رویته عن والدی _ قدس الله روحه ونور ضریحه _ فیما قرأته علیه من کتاب المقنعة ، بروایته عن شیخه الفقیه حسین بن رطبة ، عن خال والدی أبی علی الحسن بن محمد ، عن والده محمد بن الحسن الطوسی _ جد والدی من قبل أمه _ عن الشیخ المفید ، إلی آخره.

فظهر أن انتساب السید إلی الشیخ من طرف والده أبی إبراهیم موسی الذی أمه بنت الشیخ ، لا من طرف أمه بنت الشیخ ورام.

وما ذکروه من أن أم أم السید _ یعنی زوجة ورام _ بنت الشیخ فباطل من وجوه.

أما أولا : فلأن وفاة ورام فی سنة 606 ، ووفاة الشیخ سنة 460 ، فبین الوفاتین مائة وستة وأربعین سنة ، فکیف یتصور کونه صهرا للشیخ علی بنته وإن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشیخ _ مع أنهم ذکروا أن الشیخ أجازها _؟!

وأما ثانیا : فلأنه لو کان کذلک لأشار السید فی موضع من مؤلفاته لشدة حرصه علی ضبط هذه الأمور.

ص: 332


1- 1. بحار الأنوار 107 : 37.
2- 2. لؤلؤة البحرین : 236 ، ونقله عنه صاحب (روضات الجنات) معتمدا علیه.

وأما ثالثا : فلعدم تعرض أحد من أرباب الإجازات وأصحاب التراجم لذلک ، فإن صهریة الشیخ من المفاخر التی یشیرون إلیها کما تعرضوا فی ترجمة ابن شهریار الخازن وغیره.

ویتلو ما ذکروه هنا فی الغرابة ما فی اللؤلؤة وغیرها أن أم ابن إدریس بنت شیخ الطائفة ، فإنه فی الغرابة بمکان یکاد یلحق بالمحال فی العادة ، فإن وفاة الشیخ فی سنة ستین بعد الأربعمائة وولادة ابن إدریس _ کما ذکروه فی سنة ثلاث وأربعین بعد خمسمائة ، فبین الوفاة والولادة ثلاثة وثمانون سنة ولو کانت أم ابن إدریس فی وقت إجازة والدها لها فی حدود سبعة عشر سنة مثلا ، کانت بنت الشیخ ولدت ابن إدریس فی سن مائة سنة تقریبا ، وهذه من الخوارق التی لا بد أن تکون فی الاشتهار کالشمس فی رابعة النهار.

والعجب من هؤلاء الأعلام کیف یدرجون فی مؤلفاتهم هذه الأقوال والحکایات بمجرد أن رأوها مکتوبة فی موضع من غیر تأمل ونظر!

ثم إن تعبیرهما عن الشیخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود بن ورام اشتباه آخر لعنا نشیر إلیه فیما بعد إن شاء الله تعالی ، فإن المسعود الورام أو مسعود بن ورام غیر الشیخ ورام الزاهد صاحب تنبیه الخاطر فلا تغفل) (1).

مؤلفاته :

1 _ الإجازات.

2 _ أدعیة الأسابیع.

3 _ الأسرار ساعات اللیل والنهار.

4 _ إسعاد ثمرة الفؤاد علی سعادة الدنیا والمعاد.

5 _ الاصطفاء فی تاریخ الملوک والخفاء.

6 _ الاقبال بصالح الأعمال.

7 _ الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.

8 _ أنوار أخبار أبی عمرو الزاهد.

ص: 333


1- 1. مستدرک الوسائل 3 : 471 _ الطبعة الحجریة _.

9 _ البهجة لثمرة المهجة.

10 _ التحصین فی أسرار ما زاد علی کتاب الیقین.

11 _ التوفیق للوفاء بعد تصریف دار الفناء.

12 _ جمال الأسبوع بکمال العمل المشروع.

13 _ الدروع الواقیة.

14 _ ربیع الشیعة.

15 _ ربیع الألباب.

16 _ رسالة عدم مضایقة الفوائت.

17 _ رسالة فی الحلال والحرام من علم النجوم.

18 _ روح الأسرار وروح الأسمار.

19 _ سعد السعود.

الطرائف فی معرفة مذاهب الطوائف.

21 _ طرف من الأنباء والمناقب فی التصریح بالوصیة والخلاقة لعلی بن أبی طالب علیه السلام.

22 _ غیاث سلطان الوری لسکان الثری _ فی قضاء الصلاة عن الأموات _.

23 _ فتح الأبواب (1).

24 _ فتح محجوب الجواب الباهر فی شرح وجوب خلق الکافر.

25 _ فرج المهموم.

26 _ فرحة النظار وبهجة الخاطر.

27 _ فلاح السائل ونجاح المسائل.

28 _ القبس الواضح من کتاب الجلیس الصالح.

29 _ کشف المحجة لثمرة المهجة.

30 _ المجتنی.

31 _ محاسبة الملائکة الکرام.

32 _ محاسبة النفس.

ص: 334


1- 1. تم التعرف به فی (تراثنا) ، العدد الثانی ، السنة الأولی ، ص 118.

33 _ مسالک المحتاج إلی مناسک الحاج.

34 _ مصباح الزائر وجناح المسافر.

35 _ مضمار السبق.

36 _ الملاحم والفتن.

37 _ الملهوف علی قتلی الطفوف.

38 _ مهج الدعوات.

39 _ مهمات صلاح المتعبد وتتمات مصباح المتهجد.

40 _ الیقین باختصاص مولانا علی بإمرة المؤمنین.

ثم قال فی الإجازات : (وجمعت وصنفت مختصرات کثیرة ما هی الآن علی خاطری ، ویمکن اتحاد بعض المذکورة مع بعضها).

وقال المحقق البحرانی : (ونقل بعض أصحابنا أن السید المذکور _ مع کثرة تصانیفه _ لم یصنف فی الفقه تورعا من الفتوی وخطرها وشدة ما ورد فیها) (1).

أقول : وصرح بذلک السید فی الإجازات (2).

مشایخة :

1 _ الشیخ حسین بن محمد السوراوی.

2 _ أبو الحسن علی بن یحیی الحناط أو الخیاط.

3 _ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر الاصفهانی.

4 _ الشیخ نجیب الدین بن نما.

5 _ السید شمس الدین فخار بن معد الموسوی.

6 _ الشیخ تاج الدین الحسن بن الدربی.

7 _ الشیخ صفی الدین محمد بن معد الموسوی.

8 _ الشیخ سدید الدین سالم بن محفوظ بن عزیزة بن وشاح السوراوی الحلی.

9 _ السید أبو حامد محیی الدین محمد بن عبد الله بن زهرة الحسینی.

ص: 335


1- 1. لؤلؤة البحرین : 241.
2- 2. بحار الأنوار 107 _ 42.

10 _ نجیب الدین محمد السوراوی کما فی بعض الإجازات ، ولکن فی الریاض : الشیخ یحیی بن محمد بن یحیی بن الفرج السوراوی ، کذا أفاد فی أمل الآمل ، ذکرهم جمیعا فی خاتمة المستدرک 3 : 472.

تلامیذه ومن روی عنه :

1 _ والد العلامة الحلی ، الشیخ الجلیل سدید الدین یوسف بن علی بن المطهر الحلی.

2 _ یوسف بن حاتم الشامی.

3 _ العلامة الحلی ، الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی.

4 _ السید غیاث عبد الکریم بن أحمد بن طاووس.

5 _ الشیخ تقی الدین الحسن بن داود الحلی.

6 _ الشیخ محمد بن أحمد بن صالح القسینی.

7 _ أبناء الشیخ القسینی المذکور ، وهم : الشیخ إبراهیم.

8 _ والشیخ جعفر بن محمد القسینی.

9 _ والشیخ علی بن محمد القسینی.

10 _ السید أحمد بن محمد العلوی.

11 _ السید نجم الدین محمد بن الموسوی.

12 _ الشیخ محمد بن بشیر.

وکنی السید المترجم ب (ابن طاووس) نسبة إلی جده الأعلی أبی عبد الله محمد ابن إسحاق ، فإن محمدا کان جمیل الصورة بهی المنظر إلا أن قدمیه لم یتناسبا مع جمال هیئته فلقب ب (الطاووس).

ومن أجداد السید المترجم داود بن الحسن المثنی ، کان رضیع الإمام الصادق علیه السلام ، حسبه المنصور وأراد قتله ففرج الله تعالی عنه بالدعاء الذی علمه الإمام الصادق علیه السلام لأمه ، ویعرف بدعاء أم داود فی النصف من رجب ، والدعاء وکیفیة العمل به مذکور فی کتب الأدعیة.

ص: 336

النسخة :

وقد اعتمدنا فی تحقیق هذه الرسالة علی نسختها المحفوظة فی خزانة مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم ، رقم 4001 ، وهی نسخة حدیثة الکتابة کتبت بخط النسخ ، وفی نهایتها عدة أوراق من کتاب (المحجة البیضاء) للفیض الکاشانی _ رحمه الله _ ، تقع المخطوطة فی ثمانی أوراق ، بقیاس 25؟ 19 اسم ، وفی کل ورقة 20 سطرا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.

ص: 337

رسالة عدم مضایقة الفوائت

للسید الجلیل ابن طاووس قدس سره

بسم الله الرحمن الرحیم

وصلواته علی سید المرسلین محمد النبی وآله الطاهرین.

یقول علی بن موسی بن جعفر بن الطاووس : إننی ذاکر فی هذه الأوراق ، بعض ما رویته من الأحادیث ، فی تحقیق المضایقة فی فوائت الصلوات ، وما أتقلد الحکم بأحد (1) القولین ، بل تعین ذلک من کلف به من أهل النظر والأمانات.

فمن ذلک ما أرویه بإسنادی إلی محمد بن عبد الله بن جعفر الحمیری ، رضوان الله علیه ، وکان له مکاتبة إلی المهدی صلوات الله وسلامه علیه ، وأجوبة تبرز بین السطور إلیه (2) ، فذکر هذا محمد بن عبد الله بن جعفر الحمیری فی کتاب (قرب

کتاب قرب الإسناد

ص: 338


1- 1. فی الأصل : (بأخذ).
2- 2. قال النجاشی _ ص 251 _ : محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسین بن جامع بن مالک الحمیر ، أبو جعفر القمی ، کان ثقة وجها ، کاتب صاحب الأمر علیه السلام ، وسأله مسائل فی أبواب الشریعة ، قال لنا أحمد بن الحسین : وقعت هذه المسائل إلی فی أصلها والتوقیعات بین السطور ، وکان له إخوة جعفر والحسین وأحمد ، کلهم کان له مکاتبة.

الإسناد) وکان تاریخ النسخة التی نقلت منها شهر ربیع الأول سنة تسع وعشرین وأربعمائة ، وذکر ناسخها أنه نقلها من نسخة علیها خط مؤلفها تاریخه فی صفر سنة أربع وثلاثمائة.

بإسناده عن علی بن جعفر ، قال : وسألته _ یعنی الکاظم علیه السلام _ عن رجل نسی المغرب حتی دخل وقت العشاء الآخرة؟ قال : (یصلی العشاء ، ثم المغرب) (1).

وسألته عن رجل نسی العشاء فذکر قبل طلوع الفجر ، کیف یصنع؟ قال : (یصلی العشاء ، ثم الفجر) (2).

وسألته عن رجل نسی الفجر حتی حضرت الظهر؟ قال : (یبدأ بالظهر ، ثم یصلی الفجر کذلک ، صلاة بعد صلاة) (3).

ومن ذلک ما رویته من کتاب الفاخر المختصر من کتاب تخییر الأحکام ،

====

4. قرب الإسناد : 91 ، وفیه : کل (کذلک خ ل) صلاة بعدها صلاة ، وعنه فی الوسائل 5 : 349 / 9 قضاء الصلوات ، وفی البحار 88 : 322 / 1 ، وفیهما : کذلک کل صلاة بعدها صلاة ، وکذا فی قرب الإسناد طبعة النجف.

کتاب المختصر من کتاب تخییر الأحکام

ص: 339


1- سنة خمس وثمانین ومائتین _ عنه تدل علی أنه کان حیا فی سنة ثلاثمائة أو بعدها ... ، راجع جامع الرواة 2 : 140.
2- 2. قرب الإسناد : 91 ، وعنه فی البحار 88 : 322 / 1 ، وفی الوسائل 5 : 349 / 7.
3- 3. قرب الإسناد : 91 ، وفیه : (بعد طلوع الفجر) بدل (قبل طلوع الفجر) ، کذا عنه فی الوسائل 5 : 345 / 8 ، وصلاة الهمدانی : 612 فما بعد ، وکذا عنه فی البحار 88 : 322 / 1 ، والجواهر 13 : 59 ، وفی طبع النجف : (عند).

تألیف أبی الفضل محمد بن أحمد بن سلیم ، روایة محمد بن عمر ، الذی ذکر فی خطبته (1) أنه ما روی فیه إلا ما أجمع علیه ، وصح _ من قول الأئمة علیهم السلام _ عنده ، فقال فیه ما هذا لفظه :

والصلوات الفائتات یقضین ما لم یدخل علیه وقت صلاة ، فإذا دخل وقت صلاة بدأ بالتی دخل وقتها ، وقضی الفائتة متی أحب (2).

ومن ذلک ما رویته عن عبید الله بن علی الحلبی (3) ، فیما ذکره فی کتاب (أصله) رضوان الله علیه.

وقال جدی أبو جعفر الطوسی فی الثناء علیه : عبید الله الحلبی ، له کتاب مصنف ، یعول علیه وقیل : إنه عرض علی الصادق علیه السلام واستحسنه ، وقال : (لیس لهؤلاء _ یعنی المخالفین _ مثله) (4).

أقول أنا : فقال فیه ما هذا لفظه : (ومن نام ، أو نسی أن یصلی المغرب ، والعشاء الآخرة (فإن استیقظ قبل الفجر بمقدار ما یصلیهما جمیعا فلیصلهما) (5) وإن استیقظ بعد الفجر فلیصل الفجر ثم یصلی المغرب ثم العشاء) (6).

وقال _ أیضا _ عبید الله بن علی الحلبی فی الکتاب المذکور ما هذا لفظه : (وخمس صلوات یصلین علی کل حال متی ذکر ومتی أحب : صلاة فریضة نسیها یقضیها مع

أبو الفضل محمد بن أحمد بن سلیم

کتال الأصل للحلبی

ص: 340


1- 1. فی الأصل : (خطبة) ، وما هنا هو الصحیح لعود الضمیر علی الکتاب.
2- 2. البحار 88 : 328.
3- 3. قال النجاشی _ 159 _ : عبید الله بن علی بن أبی شعبة الحلبی ، مولی بنی تیم اللات بن ثعلبة ، أبو علی ، کوفی ، کان یتجر هو وأبوه وإخوته إلی حلب فغلب علیهم النسبة إلی حلب ، وآل أبی شعبة بالکوفة بیت مذکور من أصحابنا ، وروی جدهم عن الحسن والحسین علیهم السلام ، وکانوا جمیعهم ثقات مرجوعا إلی ما یقولون ، وکان عبید الله کبیرهم ووجههم ، وصنف الکتاب المنسوب إلیه وعرضه علی أبی عبد الله علیه السلام وصححه ، قال عند قراءته : (أتری لهؤلاء مثل هذا ...) ونقل عنه وعن عدة کتب أخری فی معجم رجال الحدیث 11 : 77.
4- 4. الفهرست 106 / 455.
5- 5. فی الأصل : (فإن استیقظ بعد الفجر فلیصل الفجر ، ثم قبل الفجر بمقدار ما یصلیهما جمیعا فلیصلهما) ، وهی کما تری مضطربة إذا لحظنا ما بعدها ، وما أثبتناه _ وهو الصحیح _ من البحار ، وکذا فی المستدرک 1 : 485 ، باب 1 حدیث 5 ، وکذا فی الجواهر 13 : 53 عنه.
6- 6. البحار : 88 : 299 / 6 و 328.

غروب الشمس وطلوعها ، وصلاة رکعتی الإحرام ، ورکعتی الطوائف ، الفریضة (1) ، وکسوف الشمس عند طلوعها ، وغروبها) (2).

ومن ذلک ما أرویه بإسنادی إلی محمد بن علی بن محبوب ، وهو حدیث غریب ، من أصل بخط جدی أبی جعفر الطوسی رضوان الله علیه ، ورأیت فی بعض تصانیف أصحابنا (3) فی الثناء علیه ما هذا لفظه : محمد بن علی بن محبوب الأشعری القمی ، أبو جعفر ، شیخ القمیین فی زمانه ، ثقة ، عین ، فقیه صحیح المذهب.

قال فی کتابه (نوادر المصنف) : عن علی بن حاله ، عن أحمد بن الحسن علی (4) ، عن عمرو بن سعید المدائنی ، عن مصدق بن صدقة ، عم عمار بن موسی الساباطی ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : سألته عن الرجل ینام عم الفجر حتی تطلع الشمس ، وهو فی سفر ، کیف یصنع ، أیجوز له أن یقضی بالنهار؟ قال : (لا یقضی صلاة نافلة ، ولا فریضة بالنهار ، ولا یجوز له ، ولا یثبت له ، ولکن یؤخرها فیقضیها باللیل) (5).

ومن ذلک ما أرویه عن الحسین بن سعید الأهوازی رضوان الله علیه ، مما رواه فی کتاب (الصلاة) وهذا الحسین بن سعید ممن أثنی جدی أبو جعفر الطوسی

أحمد بن الحسن بن علی

أبو جعفر الطوسی

کتاب الصلاة

کتاب نوادر المصنف

ص: 341


1- 1. فی البحار 88 : 299 / 6 : (والفریضة) ، وکذا فی المستدرک فهنا شئ ، وهو مع زیادة الواو فی الروایة کما فی الکتب المذکورة فیکون لفظ الفریضة مکررا فی الحدیث وبدونه یکونه العدد ناقصا ، ویمکن صحة ما فی الأصل مع سقط إحدی الخمسة من الصلوات بقرینة حدیث آخر فی صلاة الجنازة کما فی الوسائل 3 : 175 / 4 ، وغیره.
2- 2. البحار 88 : 299 / 6.
3- 3. وهو النجاشی رحمه الله فی کتابه : 246.
4- 4. کذا فی الأصل ، ولکن فی السند سقط وغلط من الناسخ ، والصحیح کما فی التهذیب والوسائل والمستدرک والبحار ، هکذا : عن علی بن خالد ، عن أحمد بن الحسن بن علی بن فضال ، إلی آخره.
5- 5. التهذیب 2 : 272 / 1081 والاستبصار 1 : 289 / 1057 ، وعنهما فی الوسائل 5 : 351 / 6 ، وفی المستدرک 1 : 285 باب 2 حدیث 2 من أبواب قضاء الصلوات ، وفی السرائر : 484 ، والبحار 88 : 328 _ 329 ، وقال الشیخ فی التهذیبین _ فی ذیل الروایة المذکورة _ : (فهذا خبر شاذ لا یعارض به الأخبار التی قدمناها مع مطابقتها لظاهر القرآن) ، وحمله فی الوسائل علی محامل أخری أیضا ، ولکن الشیخ النوری فی المستدرک لم یرض بهذه المحامل فلاحظ ، وأما قول السید فی أول الروایة : (وهو حدیث غریب) فیمکن لشذوذها ومخالفتها لسائر الروایات کما عن جده فی التهذیبین ، والله العالم.

علیه (1).

فقال فی کتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : محمد بن سنان ، عن ابن مسکان ، عن الحسن بن زیاد الصیقل ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن رجل نسی الأولی حتی صلی رکعتین من العصر ، قال (فلیجعلها الأولی ، ولیستأنف العصر).

قلت : فإنه نسی المغرب حتی صلی رکعتین من العشاء ثم ذکر ، قال : (فلیتم صلاته ، ثم لیقض بعد المغرب).

قال ، قلت له : جعلت فداک متی نسی الظهر ، ثم ذکر وهو فی العصر ، یجعلها الأولی ، ثم یستأنف ، وقلت لهذا : یقضی صلاته بعد المغرب؟! فقال : (لیس هذا مثل هذا ، إن العصر لیس بعدها صلاة ، والعشاء بعدها صلاة) (2).

ومن ذلک ما أرویه أیضا عن الحسین بن سعید ، المشار إلیه رضوان الله علیه ، فی کتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : صفوان ، عن عیص بن القاسم ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن رجل نسی ، أو نام عن الصلاة ، حتی دخل وقت صلاة أخری فقال : (إن کانت صلاة الأولی فیبدأ بها ، وإن کانت صلاة العصر فلیصل العشاء ثم یصلی العصر).

ومن ذلک ما أرویه أیضا عن الحسین بن سعید ، من کتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : حدثنا فضالة والنضر بن سوید ، عن أبی (3) سنان ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : (إن نام رجل ، أو نسی أن یصلی المغرب والعشاء الآخرة ، فإن

ابن مسکان

أبو سنان = ابن سنان

ص: 342


1- 1. قال فی الفهرست : 58 / 220 : (الحسین بن سعید بن حماد بن سعید بن مهران الأهوازی ، من موالی علی بن الحسین علیه السلام ، ثقة ، روی عن الرضا وأبی جعفر الثانی وأبی الحسن الثالث علیهم السلام ، وأصله کوفی).
2- 2. التهذیب (2 : 270 / 1075 ، وعنه فی الوسائل 3 : 213 / 5 وفی التهذیب والوسائل : (قلت : حین نسی الظهر) بدل (متی نسی الظهر) ، قال الحر العاملی رحمه الله بعد إیراد الروایة عن التهذیب : (هذا محمول علی تضیق وقت العشاء دون العصر).
3- 3. کذا فی الأصل ، وهو اشتباه واضح ، کما أن فی متن الحدیث سقط ، وسند الحدیث فی التهذیب : عنه (الحسین بن سعید) ، عن فضالة ، عن ابن سنان ، عن أبی عبد الله علیه السلام.

استیقظ قبل الفجر [قدر ما یصلیهما کلتیهما فلیصلهما ، وإن خاف أن تفوته إحداهما فلیبدأ بالعشاء الآخرة ، وإن استیقظ بعد الفجر فلیدأ] (1). فلیصل الصبح ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس) (2).

ومن ذلک ما أرویه عن الحسین بن سعید من کتاب (الصلاة) ما هذا لفظه : حماد ، عن شعیب عن أبی بصیر ، عن أبی عبد الله علیه السلام ، قال : (إن نام رجل ولم یصل صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، أو نسی ، فإن استیقظ قبل الفجر قدر ما یصلیهما کلتیهما ، فلیصلهما ، وإن خشی أن تفوته إحداهما ، فلیبدأ بالعشاء الآخرة ، وإن استیقظ بعد الفجر ، فلیبدأ فلیصل الفجر ، ثم المغرب ، ثم العشاء الآخرة قبل طلوع الشمس ، وإن خاف أن تطلع الشمس ، فتفوته إحدی الصلاتین ، فلیصل المغرب ، ویدع العشاء الآخرة حتی تطلع الشمس ، ویذهب شعاعها ، ثم لیصلها) (3).

ومن ذلک ما أرویه من کتاب (النقض علی من أظهر الخلاف لأهل بیت النبی صلی الله علیه وآله) إملاء أبی عبد الله الحسین بن عبید الله بن علی المعروف بالواسطی ، فقال ما هذا لفظه : مسألة : من ذکر صلاة وهو فی أخری؟ قال أهل البیت علیهم السلام : یتمم التی هو فیها ، ویقضی ما فاته.

وبه قال الشافعی.

ثم ذکر خلاف الفقهاء المخالفین لأهل البیت ثم ذکر فی أواخر مجلده مسألة أخری ، فقال ما هذا لفظه : مسألة أخری : من ذکر صلاة وهو فی أخری ، إن سأل سائل فقال : أخبرونا عمن ذکر صلاة وهو فی أخری ما الذی یجب علیه؟ قیل له : یتمم التی هو فیما ، ویقضی ما فاته.

وبه قال الشافعی.

ثم ذکر خلاف المخالفین وقال :

أبو بصیر

بو عبد الله الحسین بن عبید الله بن علی ، المعروف بالواسطی

کتاب النقض علی من أظهر الخلاف لأهل بیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم

ص: 343


1- 1. لم ترد هذه الزیادة فی الأصل ، ووردت فی التهذیبین ، ولا یستقیم المعنی إلا بها.
2- 2. التهذیب 2 : 270 / 1076 ، والاستبصار 1 : 288 / 1053.
3- 3. التهذیب 2 : 270 / 1077 ، والاستبصار 1 : 288 / 1054.

دلیلنا علی ذلک : ما روی عن الصادق جعفر بن محمد علیه السلام أنه قال : (من کان فی صلاة ثم ذکر أخری فاتته ، أتم التی هو فیها ، ثم یقضی ما فاته).

یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن الطاووس : هذا آخر ما أردنا ذکره من الروایات ، أو ما رأینا ، مما لم یکن مشهورا بین أهل الدرایات ، وصلی الله علی سید المرسلین محمد النبی وآله الطاهرین وسلم.

ووحدت فی أمالی السید أبی طالب علی بن الحسین الحسینی (1) فی المواسعة ما هذا لفظه :

حدثنا منصور بن رامس (2) ، حدثنا علی بن عمر الحافظ الدارقطنی ، حدثنا أحمد بن نصر بن طالب (3) الحافظ ، حدثنا أبو ذهل عبید بن عبد الغفار العسقلانی (4) ، حدثنا أبو محمد سلیمان الزاهد ، حدثنا القاسم بن معن ، حدثنا العلاء بن المسیب بن رافع ، حدثنا عطاء بن أبی رباح ، عن جابر بن عبد الله ، قال ، قال رجل : یا رسول الله ، وکیف أقضی؟ قال : (صل مع کل صلاة مثلها) قال : یا رسول الله ، قبل أم بعد؟ قال : (قبل).

أقول : وهذا حدیث صریح ، وهذه الأمالی عندنا فی أواخر مجلدة (قالب الطابین) أولها الجزء الأول من (المنتخب من کتاب زاد المسافر) وصابه المسافر (5) ، تألیف أبی العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمدانی ، وقد کتب فی حیاته ، وکان عظیم الشأن.

فصل : ورأیت فی کفارة قضاء الصلوات حدیثا غریبا ، رواه حسین بن أبی الحسن بن خلف الکاشغری ، الملقب بالفضل ، فی کتاب (زاد العابدین) فقال ما هذا لفظه :

أحمد بن نصر بن أبی طالب الحافظ ابن أبی الحسن

أبو ذهل عبید بن عبد الغفار الصقلانی = العسقلانی

أبو طالب علی بن الحسین الحسنی

أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمدانی

أبو محمد سلیمان الزاهد

جابر بن عبد الله

کتاب الأمالی للسید أبی طالب علی بن الحسین الحسینی

کتاب زاد العابدین

کتاب زاد المسافر

ص: 344


1- 1. وردت ترجمته فی ریاض العلماء 3 : 422 ، والذریعة 2 : 213.
2- 2. فی الأصل : (رأس) وما أثبتناه من ریاض العلماء 3 : 422 _ 423.
3- 3. فی الأصل : (أبی طالب) ، وما أثبتناه من المصدر السابق.
4- 4. فی الأصل : (الصقلانی) ، وما أثبتناه من المصدر السابق.
5- (27) کذا

فی کفارة الصلوات :

قال : حدثنا منصور بن بهرام ، بغزنة أخبرنا أبو سهل محمد بن محمد بن الأشعث الأنصاری ، حدثنا أبو طلحة شریح بن عبد الکریم ، وغیره ، قالوا : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد _ صاحب کتاب (العروس) _ ، حدثنا غندر ، عن ابن أبی عروبة (1) ، عن قتادة ، عن خلاس ، عن علی بن أبی طالب علیه السلام ، قال : (سمعت [رسول الله] (2) صلی الله علیه وآله وسلم یقول : من ترک الصلاة فی جهالته ، ثم ندم ، لا یدری کم ترک ، فلیصل لیلة الاثنین خمسین رکعة بفاتحة الکتاب مرة ، وقل هو الله أحد مرة ، فإذا فرغ من الصلاة استغفر مائة مرة ، جعل الله ذلک کفارة صلاته ولو ترک صلاة مائة سنة ، لا یحاسب الله العبد الذی صلی هذه الصلاة ، ثم إن له عند الله بکل رکعة مدینة ، وله بکل آیة قرأها عبادة سنة ، وبکل حرف نور علی الصراط ، وأیم الله إنه لا یقدر علی هذا إلا مؤمن من أهل الجنة ، فمن فعل استغفرت له الملائکة ، وسمی فی السماوات صدیق الله فی الأرض ، وکان موته موت الشهداء ، وکان فی الجنة رفیق خضر علیه السلام) (3).

ومن المنامات عن الصادقین _ الذین لا یتشبه بهم شئ من الشیاطین _ فی المواسعة ، وإن لم یکن ذلک مما یحتج به ، لکنه مستطرف ، ما وجدته بخط الخازن أبی الحسن _ رضوان الله علیه _ وکان رجلا عدلا ، متفقا علیه ، وبلغنی أن جدی

أبو سهل محمد بن محمد الأشعث الأنصاری

أبو طلحة شریح بن عبد الکریم

أبو عروبة

أبو الفضل جعفر بن محمد

کتاب العروس

ص: 345


1- 1. فی الأصل : (عن أبی عرویة) ، والصحیح ما أثبتناه نقلا عن میزان الاعتدال 2 : 152.
2- 2. لم ترد فی الأصل ویقتضیها السیاق.
3- 3. البحار 91 : 384 / 15 ، والمستدرک 1 : 387 باب 12 ح 1 من أبواب قضاء الصلوات ، قال فی البحار : هذا الخبر مع ضعف سنده ظاهرة مخالف لسائر الأخبار ، وأقوال الأصحاب ، بل الإجماع ، ویمکن حمله علی القضاء المظنون ، أو علی ما إذا أتی بالقدر المتیقن ، أو علی ما إذا أتی بما غلب علی ظنه الوفاء ، فتکون هذه الصلاة لتلافی الاحتمال القوی ، أو الضعیف علی حسب ما مر من الوجوه.

وراما (1) _ رضوان الله علیه _ صلی خلفه مؤتما به ، ما هذا لفظه :

خط الخازن أبی الحسن المذکور.

رأیت فی منامی ، لیلة الأحد ، سادس عشر جمادی الآخرة ، وأمیر المؤمنین والحجة علیهما (2) السلام ، وکان علی أمیر المؤمنین ثوب خشن ، وعلی الحجة ثوب ألین منه ، فقلت لأمیر المؤمنین : یا مولای ، ما تقول فی المضایقة؟ فقال لی : (سل صاحب الأمر) ، ومضی أمیر المؤمنین ، وبقیت أنا والحجة ، فجلسنا فی موضع ، فقلت له : ما تقول فی المضایقة؟ فقال قولا مجملا : (تصلی) فقلت له قولا هذا معناه واختلفت ألفاظه : فی الناس (3) من یعمل نهاره ویتعب ، ولا یتهیأ له المضایقة ، فقال : (یصلی قبل آخر الوقت) فقلت له : ابن إدریس [یمنع من الصلاة قبل آخر الوقت ثم التفت فإذا ابن إدریس] (4) ، ناحیة عنا ، فناداه الحجة علیه السلام : (یا ابن إدریس ، یا ابن إدریس) فجاء ولم یسلم علیه ، ولم یتقدم إلیه ، فقال له : (لم تمنع (5) الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ، أسمعت هذا من الشارع؟!) فسکت ولم یعد جوابا ، وانتبهت فی أثر ذلک وصلی الله علی سیدنا محمد وآله.

ورأیت أیضا بخط الخازن أبی الحسن ، ما هذا لفظه :

ابن إدریس

أبو الحسن الخازن

ص: 346


1- 1. قال الشیخ منتجب الدین الفهرست : 195 / 522 : (الأمیر الزاهد أبو الحسین ورام بن أبی فراس ، بالحلة ، من أولاد مالک بن الحارث الأشتر النخعی صاحب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام).
2- 2. فی الأصل (علیهم) والکلام عن إمامین.
3- 3. فی الأصل : (للناس) ، وما أثبتناه أوفق للسیاق ، وکذا ورد فی البحار.
4- 4. وما بین المعقوفین سقط من الأصل وأثبتناه من البحار.
5- 5. فی الأصل : (یمنع) والصحیح ما أثبتناه بقرینة ما یعده.

بسم الله الرحمن الرحیم ، رأیت الحجة علیه السلام ، لیلة السبت ، سادس شوال ، سنة تسعین وخمسمائة ، کأنه فی بعض دورنا بالمشهد علی ساکنها السلام ، قاعدا علی دکة ، والدکة لها هیئة حسنة ، لم أعهدها ، وإلی جانبه وقدامه [عرجون] (1) یابس ، فیه شماریخ یابسة ، وتحته قسیب ، ثم إنه التقط منه ، فدخلت علیه ، فلما رآنی قام ، وأخذ العرجون فصار فیه رطب مختلف اللون ، فاعتقدته معجزا له ، وقلت له : أنت إمامی وأقبلت علیه ، وأقبل علی ، وقعدت بین یدیه وأکملت من الرطب ، وشکوت إلیه صعوبة الوقت علینا ، فأجابنی بشئ غاب عنی بعد الانتباه حقیقته.

ثم قمنا من ذلک الموضع إلی غیره ، فقلت له : یا مولای إن وراما ، وابن إدریس ، یمنعون الناس من الصلاة قبل آخر الوقت ، فقال : (یصلون قبل آخر الوقت) ثم قال : (هم یفرطون فی الصلاة) فقلت له : یقولون لهم لا تصلوا قبل آخر الوقت ، فیقولون ما نقدر علی ذلک ، فأعاد القول : (یصلون قبل آخر الوقت).

ثم ذکر الفقهاء بکلام دل علی أنه معتب علیهم ، ثم أذن علیه السلام ، فمضیت ألتمس ما القضاء به وأصلی معه ، فانتبهت فی إثر ذلک ، وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.

ورأیت بخط أبی الحسن الخازن ، ما هذا لفظه : وکنت أستعمل ماء الکر فی الحمام مدة طویلة ، فعن لی فی بعض الأوقات أن أترک استعماله ، فترکته أوقاتا فرأیت الحجة علیه السلام فی منامی ، وهو علی موضع عال له شرافات ، وعلی رأسه شبه الإکلیل والتاج ، فجری حدیث معنی الکر _ غاب عنی بعد الانتباه حقیقته _ فالتفت إلی وقال : (جبرئیل قال لک أن الکر نجس ، أو قال لک جبرئیل لا تستعمله ، إرجع إلی الکر) وانتبهت فی إثر ذلک وصلی الله علی سیدنا محمد وآله الطاهرین.

ومن المنامات عن مولانا أمیر المؤمنین صلوات الله علیه ، فی المواسعة من بعض الوجوه ، ما حدثنی به صدیقی الوزیر محمد بن أحمد بن العلقمی ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته ، أیام کان أستاد الدار ، فالتمست أن یکتبه بخطه فکتب ما یأتی بلفظه : رأیت فی المنام کأن مولانا زین العابدین علیه السلام نائم ، وکأنه میت ،

جبرئیل

ص: 347


1- 1. أثبتناه لضرورة السیاق.

ومولانا أمیر المؤمنین صلوات الله علیه جالس عند رأسه الشریف فعطس واستوی جالسا فقلت له : یا مولای ، إیش حدیث صلاة المضایقة؟ فأومی بوجهه إلی أمیر المؤمنین علیه السلام ، من غیر أن یتکلم. فقال أمیر المؤمنین علیه السلام من غیر أن أسأله : (إذا کان علی لانسان _ أو قال : الشخص _ صلاة قضاها فی مدة ، ثم صلی تلک المدة فی مدة ، والمدة فی مدة ، تکون المدة الأخیرة مضایقة).

وانفهم (1) من ذلک أنه إذا کان علی الشخص سنتان ، ثم صلاها فی سنة ، وصلی تلک السنة فی شهر ، یکون قضاء ذلک الشهر مضایقة.

یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس : هذا آخر لفظ صدیقی الوزیر محمد بن أحمد العلقمی ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته.

یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسنی : وتفضل الله ، ومولانا المهدی صلوات الله علیه ، علی ، وإلی ، بآیات باهرة له صلوات الله وسلامه علیه :

أقول ومنها :

بسم الله الرحمن الرحیم وصلاته علی سید المرسلین محمد وآله الطاهرین ، یقول علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس : کنت توجهت أنا وأحی الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضی الآوی ، ضاعف الله سعادته ، وشرف خاتمته ، من الحلة إلی مشهد مولانا أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامة علیه ، فی یوم الثلاثاء ، سابع عشر جمادی الآخرة ، سنة إحدی وأربعین وستمائة ، فاختار الله لنا المبیت فی مسجد بالقریة التی تسمی درره (2) بناء سنجار ، وبات أصحابنا ودوابنا فی القریة ، وتوجهنا منها أوائل نهار یوم الأربعاء ، ثامن عشر الشهر المذکور ، فوصلنا إلی مشهد مولانا علی صلوات الله وسلامه علیه قبل ظهر یوم الأربعاء المذکور ، فزرنا وجاء اللیل لیلة الخمیس تاسع عشر جمادی الآخرة المذکورة فوجدت من نفسی إقبالا علی الله ، وحضورا وخیرا کثیرا ، فشاهدت ما یدل علی القبول ، والعنایة والرأفة ، وبلوغ المأمول والضیافة.

ص: 348


1- 1. کذا فی الأصل حکایة ، والصحیح : ویفهم.
2- 2. کذا فی الأصل ، ولم نجد فی معجم البلدان قریة بهذا الاسم.

فحدثنی أخی الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوی _ ضاعف الله سعادته _ أنه رأی فی تلک اللیلة فی منامه ، کأن فی یدی لقمة ، وأنا أقول له : هذه من فم مولانا المهدی صلوات الله علیه ، وقد أعطیته بعضها.

فلما کان سحر تلک اللیلة ، کنت علی ما تفضل الله به من نافلة اللیل ، فلما أصبحنا نهار الخمیس المذکور ، دخلت الحضرة _ حضرة مولانا علی صلوات الله وسلامه علیه _ علی عادتی ، فورد علی من فضل الله ، وإقباله ، والمکاشفة ما کدت أن أسقط إلی الأرض ، ورجفت أعضائی وأقدامی ، وارتعدت رعدة هائلة علی عوائد فضله عندی ، وعنایته إلی ، وما أرانی من تبره لی ، ورفدی ، وأشرفت علی القناد ، مفارقة دار العناد ، والانتقال إلی دار البقاء ، حتی حضر الجمال محمد بن کتیلة ، وأنا فی تلک الحال ، فسلم علی ، فعجزت عن مشاهدته ، وعن النظر إلیه ، وإلی غیره ، وما تحققته بل سألت عنه بعد ذلک فعرفونی به تحقیقا ، وتجددت فی تلک الزیارة مکاشفات جلیلة ، وبشارات جمیلة.

وحدثنی أخی الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوی _ ضاعف الله سعادته _ بعدة بشارات رآها لی ، منها : أنه رأی کأن شخصا یقص علیه فی المنام مناما ، ویقول له : قد رأیت کأن فلانا _ عنی ، وکأننی کنت حاضرا لما کان المنام یقص علیه _ راکب فرسا ، وأنت ، یعنی أخی الصالح الآوی _ وفارسان آخران ، وقد صعدتم جمیعا إلی السماء ، قال ، فقلت له : أنت تدری أحد (1) الفارسین من هو؟ فقال صاحب المنام فی حال النوم : لا أدری. فقلت : أنت ، یعنی ذلک مولانا المهدی صلوات الله وسلامه علیه.

وتوجهنا من هناک لزیارة أول رجب بالحلة ، فوصلنا لیلة الجمعة سابع عشرین جمادی الآخرة ، بحسب الاستخارة ، فعرفنی حسن بن البقلی یوم الجمعة المذکور ، أن شخصا فی صلاح یقال له : عبد المحسن ، من أهل السواد ، قد حضر بالحلة ، وذکر أنه قد لقیه مولانا المهدی صلوات الله وسلامه علیه ، ظاهرا فی الیقظة ، وقد أرسله إلی عندی برسالة ، فنفذت قاصدا ، هو محفوظ بن فراء فحضرا لیلة السبت ثامن عشرین جمادی

جمال محمد بن کتیلة

الحلة

رجب

ص: 349


1- 1. فی الأصل : (إحدی) والصحیح ما أثبتناه.

الآخرة المقدم ذکرها ، فخلوت بهذا الشیخ عبد المحسن ، فعرفته ، وهو رجل صالح ، لا تشک النفس فی حدیثه ، ومستغن عنا ، فسألته فذکر أن أصله (1) من حصن بشیر ، وأنه انتقل إلی الدولاب ، الذی بحذاء المحولة المعروفة بالمجاهدیة ، ویعرف الدولاب بابن أبی الحسن ، وأنه مقیم هناک ، ولیس له عمل بالدولاب ، ولا زرع ، ولکنه تاجر فی شراء غلات ، وغیرها ، وأنه کان قد ابتاع غلة من دیوان أبی السرایا ، وجاء لیقبضها ، وبات عند المعیدیة فی الموضع المعروف بالمحر ، فلما کان وقت السحر ، کره استعمال ماء المعیدیة ، فخرج یقصد النهر ، والنهر فی جهة المشرق ، فما أحس بنفسه إلا وهو عند تل السلام ، فی طریق مشهد الحسین علیه السلام ، فی جهة المغرب ، وکان ذلک لیلة الخمیس تاسع عشر جمادی الآخرة من سنة إحدی وأربعین وستمائة _ التی تقدم شرح بعض ما تفضل الله علی فیها وفی نهارها فی خدمة مولانا أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه _.

قال : فجلست أریق ماء ، وإذا بفارس عندی ما سمعت له حسا ، ولا وجدت لفرسه حرکة ولا صوتا ، وکان القمر طالعا ، ولکن الضباب (2) کثیرا فسألته عن الفارس وفرسه ، فقال : کان لون فرسه صدیا ، وعلیه ثیاب بیض ، ومتحنک بعمامته ، ومتقلد بسیفه.

فقال الفارس لهذا الشیخ عبد المحسن کیف وقت الناس؟ قال عبد المحسن : فظننت أنه یسأل عن ذلک الوقت ، قال ، فقلت : الدنیا علیها ضباب وغبرة.

فقال : ما سألتک عن هذا ، أنا أسألک عن حال الناس.

قال ، فقلت : الناس طیبون ، مرخصون ، آمنون (3) فی أوطانهم ، وعلی أموالهم.

فقال تمضی إلی ابن طاووس ، وتقول له : کذا وکذا ، وذکر لی ما قال لی صلوات الله وسلامه علیه.

ابن طاووس

أبو السرایا

حصن بشیر

المعیدیة

المحر

المسیبة

ص: 350


1- (40) فی الأصل : (بن) ، والسیاق یقتضی ما أثبتناه
2- 2. الضباب کسحاب جمع ضبابة ، وهو ندی یغشی الأرض بالغدوات ، وفی الصحاح : الضبابة سحابة تغشی الأرض کالدخان (مجمع البحرین 2 : 104).
3- 3. فی الأصل : (طیبین مرخصین آمنین) ، والصحیح ما أثبتناه.

ثم قال عنه علیه السلام : فالوقت قددنا ، فالوقت قد دنا.

قال عبد المحسن : فوقع فی قلبی ، وعرفت نفسی ، أنه مولانا صاحب الزمان ، فوقعت علی وجهی ، وبقیت کذلک مغشیا علی إلی أن طلع الصبح.

قلت له : فمن أین عرفت أنه قصد ابن طاووس عنی؟ قال : ما أعرف من بنی طاووس إلا أنت ، وما وقع فی قلبی إلا أنه قصد بالرسالة إلیک.

قلت : فأی شئ فهمت بقوله صلوات الله علیه (فالوقت قد دنا) ، هل قصد وفاتی قد دنت ، أم قد دنا وقت ظهوره صلوات الله علیه؟ فقال : بل قد دنا وقت ظهور صلوات الله علیه.

قال : فتوجهت ذلک الیوم إلی مشهد الحسین علیه السلام ، وعزمت أننی ألزم بیتی مدة حیاتی أعبد الله تعالی ، وندمت کیف ما سألته علی السلام عن أشیاء کنت أشتهی أن أسأله عنها.

قلت له : هل عرفت بذلک أحدا؟ قال نعم ، عرفت بعض من کان عرف بخروجی من عند المعیدیة ، وتوهموا أنی قد ضللت ، وهلکت لتأخری عنهم ، واشتغالی بالغشیة التی [وجدتها ، ولأنهم کانوا یرونی طول ذلک النهار _ یوم الخمیس _ فی أثر الغشیة التی] (1) لقیتها من خوفی منه علیه السلام ، فوصیته أن لا یقول ذلک لأحد أبدا.

وعرضت علیه شیئا ، فقال : أنا مستغن عن الناس ، وبخیر کثیر ، فقمت أنا وهو ، فلما قام عنی نفذت له غطاء ، وبات عندنا فی المجلس علی باب الدور التی هی مسکنی الآن بالحلة.

فقمت وکنت أنا وهو فی الروشن (2) فی خلوة فنزلت لأنام فسألت الله زیادة کشف فی المنام تلک اللیلة أراه أنا ، فرأیت کأن مولانا الصادق علیه السلام قد جاءنی بهدیة عظیمة ، وهی عندی ، وکأننی ما أعرف قدرها ، فاستیقظت وحمدت الله ، وصعدت الروشن لصلاة نافلة اللیل ، فی تلک اللیلة ، وهی لیلة السبت ثامن عشرین

بنی طاووس

المعیدیة

ص: 351


1- 1. هذه الزیادة لم ترد فی الأصل ، ووردت فی البحار والمستدرک.
2- 2. فی الأصل (الروش) ، والصحیح ما أثبتناه ، وکذا ما سیأتی بعدها.

جمادی الآخرة ، فأصعد فتح (1) الإبریق إلی عندی فمددت یدی ولزمت عروته لأفرغ علی کفی فأمسک ماسک فم الإبریق ، وأداره عنی ، ومنعنی من استعمال الماء فی طهارة الصلاة ، فقلت : لعل الماء نجس ، فأراد الله أن یصوننی عنه ، فإن الله جل جلاله علی عوائد کثیرة ، أحدها مثل هذا ، وأعرفها ، فنادیت : إلی فتح ، فقلت : من أین ملأت الإبریق؟ قال : من المسیبة ، فقلت : هذا لعله نجس ، فاقلبه واشطفه ، واملأ من الشط.

فمضی وقلبه ، وأنا أسمع صوت الإبریق ، وشطفه وملأه من الشط وجاء به ، فلزمت عروته ، وشرعت أقلب منه علی کفی ، فأمسک ماسک فم الإبریق وأداره عنی ، ومنعنی منه ، فعدت صبرت ، ودعوت بدعوات ، وعاودت الإبریق فجری مثل ذلک ، فعرفت أن هذا منع لی من صلاة اللیل فی تلک اللیلة ، قلت فی خواطری : لعل الله یرید أن یجری علی حکما وابتلاء غدا ، ولا یرید أن أدعو اللیلة فی السلامة من ذلک ، وجلست لا یخطر بقلبی غیر ذلک ، فنمت وأنا جالس ، وإذا برجل یقول لی : هذا یعنی عبد المحسن _ الذی جاء بالرسالة کان ینبغی أن تمشی بین یدیه.

فاستیقظت ، ووقع فی خواطری أن قد قصرت فی احترامه وإکرامه ، فتبت إلی الله جل جلاله ، واعتمدت ما یعتمد التائب من مثل ذلک ، وشرعت فی الطهارة فلم یمسک أحد الإبریق ، وترکت علی عادتی ، فتطهرت وصلیت رکعتین ، فطلع الفجر فقضیت نافلة اللیل ، وفهمت أننی ما قمت بحق هذا الرسالة.

فنزلت إلی الشیخ عبد المحسن ، وتلقیته وأکرمته ، وأخذت له من خاصتی ست دنانیر ، ومن غیر خاصتی خمسة عشر دینارا ، مما کنت أحکم فیه کمالی ، وخلوت به فی الروشن ، وعرضت ذلک علیه فاعتذرت إلیه ، فامتنع قبول شئ أصلا ، وقال : إن معی نحو مائة دینار ، وما آخذ شیئا ، أعطه لمن هو فقیر ، وامتنع غایة الامتناع ، فقلت له : إن رسوله مثله علیه السلام (2) ، یعطی لأجل الإکرام لمن أرسله علیه السلام ، لا لأجل فقره وغناه ، فامتنع ، فقلت : مبارک ، أما الخمسة عشر دینارا فهی من غیر خاصتی ، فلا

الشط

ص: 352


1- 1. فتح : اسم غلامه [منه رحمه الله ، کما فی هامش البحار].
2- 2. فی الأصل : (صلی الله علیه وآله) والکلام عن المهدی _ عجل الله تعالی فرجه الشریف _ فما أثبتناه أنسب للمقام ، وکذا ما بعده.

أکرهک علی قبولها. وأما هذه الستة دنانیر فهو من خاصتی (1) ، ولا بد أن تقبلها منی ، وکاد أن یؤیسنی من قبولها ، فألزمته ، فأخذها ، وعاد ترکها ، فألزمته فأخذها ، وتغدیت أنا وهو ، ومشیت بین یدیه کما أمرت فی المنام إلی ظاهر الدار ، وأوصیته بالکتمان ، والحمد الله ، وصلی الله علی سید المرسلین محمد وآله الطاهرین.

ومن عجیب زیادة بیان : أننی توجهت فی ذلک الأسبوع ، یوم الاثنین الثلاثین من جمادی الآخرة ، سنة إحدی وأربعین وستمائة ، إلی مشهد الحسین علیه السلام لزیارة أول رجب ، أنا وأخی الصالح محمد بن محمد بن محمد _ ضاعف الله سعادته _ ، فحضر عندی سحر لیلة الثلاثاء أول رجب المبارک سنة إحدی وأربعین وستمائة المقرئ محمد بن سوید فی بغداد ، وذکر ابتداء من نفسه أنه رأی لیلة السبت ، ثامن عشرین جمادی الآخرة المقدم ذکرها ، وکأننی فی دار وقد جاء رسول إلیک وقالوا : هو من عند الصاحب ، قال محمد بن سوید : فظن بعض الجماعة أنه من عند أستاذ الدار ، قد جاء إلیک برسالة ، قال محمد بن سوید : وأنا عرفت أنه من عند صاحب الزمان علیه السلام ، قال : فغسل محمد بن سوید یدیه وطهرهما ، وقام إلی رسول مولانا المهدی صلوات الله علیه ، فوجده قد أحضر معه کتابا من مولانا المهدی صلوات الله علیه إلی عندی ، وعلی الکتاب المذکور ثلاثة ختوم ، قال المقرء محمد بن سوید : فتسلمت الکتاب من رسول مولانا (2) ، المهدی صلوات الله علیه بیدیه المشطوفة ، قال : وسلمته إلیک _ یعنی عنی _.

قال : فکان أخی الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوی _ ضاعف الله سعادته _ حاضرا ، فقال : ما هذا؟ فقلت : هو یقول لک.

یقول علی بن موسی بن طاووس : فتعجبت من أن هذا محمد سوید قد رأی المنام فی اللیلة التی حضر عندی فیها الرسول المذکور ، وما کان عنده خبر من هذه الأمور ، والحمد لله کما هو أهله ، وسمعت ممن لا اسمیه مواصله بینه وبین مولانا صلوات الله علیه ، لو تهیأ ذکرها کانت عدة کراریس ، دالة علی وجوده وحیاته ومعجزاته صلوات الله علیه ، وصلی الله علی سید المرسلین محمد النبی وآله الطاهرین.

بغداد

رجب المبارک

ص: 353


1- 1. فی الأصل : (من غیر خاصتی) ، وحذفنا (غیر) للسیاق.
2- 2. فی الأصل : (مولا) وما أثبتناه هو الصحیح.

انتهی قراءة هذا الکتاب علی لیلة الأربعاء ، ثامن عشر ربیع الآخر ، سنة إحدی وستین وستمائة ، والقارئ له ولدی محمد حفظه الله ، وعلی القراءة ولدی ، وأخوه علی ، وأربع أخواته ، وبنت خالی.

ص: 354

الفهارس

(1)

فهرست أسامی المعصومین علیهم السلام

محمد النبی صلی الله علیه وآله وسلم : 338 ، 344 مرتان 346 ، 347 مرتان ، 353 مرتان

علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین علیه السلام : 345 ، 346 ، 347 ، 348 أربع مرات 349 ، 350

الحسین علیه السلام : 350 ، 351 و 353 زین العابدین علیه السلام : 347 الصادقین علیهما السلام : 345

جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام = أبو عبد الله علیها السلام : 340 ، 342 ثلاث مرات ، 341 ، 344 ، 343 ، 351

الإمام الکاظم علیه السلام : 339

المهدی = الصاحب = صاحب الزمان = الحجة = صاحب الأمر = مولانا المهدی  _ عجل الله تعالی فرجه الشریف : 338 ، 346 خمس مرات 347 ، 348 ، 349 ثلاث مرات 351 ، 353 ، خمس مرات.

ص: 355

(2)

أسماء الأعلام

ابن إدریس....................................................................... 346

أحمد بن الحسن بن علی ......................................................... 341

أحمد بن نصر بن أبی طالب الحافظ ابن أبی الحسن................................ 344

ابن طاووس.............................................................. 350 ، 351

ابن مسکان...................................................................... 342

أبو بصیر......................................................................... 343

أبو جعفر الطوسی........................................................ 341 ، 341

أبو الحسن الخازن.................................................. 346 ، 347 مرتان

أبو ذهل عبید بن عبد الغفار الصقلانی = العسقلانی ................................ 344

أبو السرایا....................................................................... 350

أبو سنان = ابن سنان............................................................. 342

أبو سهل محمد بن محمد الأشعث الأنصاری....................................... 345

أبو طالب علی بن الحسین الحسنی ................................................ 344

أبو طلحة شریح بن عبد الکریم .................................................... 345

أبو عبد الله الحسین بن عبید الله بن علی ، المعروف بالواسطی ...................... 343

أبو عروبة ........................................................................ 345

أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمدانی ........................................ 344

أبو الفضل جعفر بن محمد ........................................................ 345

أبو الفضل محمد بن أحمد بن سلیم ............................................... 340

أبو محمد سلیمان الزاهد .......................................................... 344

بنی طاووس ...................................................................... 351

جابر بن عبد الله .................................................................. 344

جبرئیل ........................................................................... 347

جمال محمد بن کتیلة ............................................................. 349

ص: 356

حسن بن البقلی .................................................................. 349

الحسن بن زیاد الصیقل ........................................................... 342

الحسین بن أبی الحسن بن خلف بن الکاشفری الملقب بالفضل ..................... 344

الحسین بن سعید ..................................................... 342 مرتان 343

الحسین بن سعید الأهوازی ........................................................ 341

حماد ............................................................................ 343

الخازن أبو الحسن .......................................................... 346 مرتان

الخضر علیه السلام ............................................................... 345

خلاس ........................................................................... 345

الشافعی .................................................................... 343 مرتان

شعیب ........................................................................... 343

صفوان ........................................................................... 342

عبد الله بن علی الحلبی = عبید الله .......................................... 340 مرتان

عبد الله حلبی .................................................................... 340

عبد المحسن ............................................ 349 ، 350 ، 351 ، 352

عطاء بن أبی رباح ................................................................. 344

العلاء بن المسیب بن رابع ........................................................ 344

علی ............................................................................. 354

علی بن جعفر .................................................................... 339

علی بن حاله ..................................................................... 341

علی بن عمر الحافظ الدارقطنی .................................................... 344

علی بن موسی بن طاووس = علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسینی 338 ، 344 ، 348 3 مرات ، 353

عمار بن موسی الساباطی .......................................................... 341

عمرو بن سعید المدائنی ........................................................... 341

عیص بن القاسم .................................................................. 342

غندر ............................................................................ 345

ص: 357

فتح ............................................................................. 352

فضالة ........................................................................... 342

القاسم بن معن ................................................................... 344

قتادة ............................................................................ 345

محفوظ بن فراء .................................................................. 349

محمد ........................................................................... 353

محمد بن أحمد بن العلقمی ....................................................... 347

محمد بن أحمد العلقمی .......................................................... 348

محمد بن سنان ................................................................... 342

محمد بن سوید ....................................................... 353 ثلاث مرات

محمد بن سوید المقرئ ........................................................... 342

محمد بن عبد الله بن جعفر الحمیری ............................................... 353

محمد بن علی بن محبوب ........................................................ 353

محمد بن علی بن محبوب الأشعری القمی ......................................... 338

محمد بن عمر ................................................................... 341

محمد بن کتیلة = جمال .......................................................... 341

محمد بن محمد بن محمد ........................................................ 340

محمد بن محمد بن محمد الآوی .................................................. 349

محمد بن محمد بن محمد القاضی الآوی .......................................... 353

مصدق بن صدقة ................................................................. 353

منصور بن بهرام .................................................................. 348

منصور بن رامس .................................................................. 341

المقرئ = محمد بن سوید ........................................................ 345

النضر بن سوید ................................................................... 344

ص: 358

(3)

فهرست الکتب

الکتاب

الصفحة

کتال الأصل للحلبی .............................................................. 340

کتاب الأمالی

کتاب الأمالی للسید أبی طالب علی بن الحسین الحسینی ........................... 344

کتاب زاد العابدین ................................................................ 344

کتاب زاد المسافر ................................................................ 344

کتاب الصلاة ........................................................ 341 342 343

کتاب العروس .................................................................... 345

کتاب قرب الإسناد ............................................................... 338

کتاب المختصر من کتاب تخییر الأحکام ........................................... 339

کتاب النقض علی من أظهر الخلاف لأهل بیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم ........... 343

کتاب نوادر المصنف ............................................................. 341

(4)

فهرست الأمکنة والبقاع والبلدان وغیرها

الأمکنة

 الصفحة

بغداد............................................................................ 353

حصن بشیر ...................................................................... 350

الحلة .............................................................. 349 مرتان ، 351

رجب .................................................................... 349 ، 353

رجب المبارک ..................................................................... 353

الشط ............................................................................ 352

المحر ........................................................................... 350

المسیبة .......................................................................... 352

المعیدیة.................................................................. 350 _ 351

ص: 359

من ذخائر التراث

مسائل الفاضل المقداد

وأجوبة الشهید

الشیخ عباس الحسون

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذی جعل الشهادة عین الحیاة ومنبع الخلود ، جعلها الباعث للحیاة فی النفوس. فأینما کانت ، کانت الحیاة ، وأینما حلت بعثت علی الحرکة والنمو ، فیصیر بها المیت حیا والساکن متحرکا ، والثابت نامیا. فمثلها کمثل الروح إذا حلت فی الجسد جعلته حیا تبعثه علی التحرک والنمو ، وإذا ترکته ترکته میتا. ویشهد بذلک قوله تعالی (ولا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون).

وکذلک العلم فإنه هو الآخر الباعث علی الحیاة ، أینما یجذب تجذب معه الحیاة ، وأینما یطرد تطرد معه الحیاة ، فأینما کان کان التحرک والنمو ، وأینما لم یکن لم یکن ، فهو الآخر مثله کمثل الروح. ویشهد بذلک قول أمیر المؤمنین علیه السلام :

 ...............................

الناس موتی وأهل العلم أحیاء

فإذا تلاقح العلم مع الشهادة واجتمعا فی واحد کان له روحان وحیاتان وباعثان علی النمو والحرکة ، یمتاز عما سواه ، ویسمو علی ما حاذاه ، ویشمخ علی ما عالاه ، فالشهید الأول هذا المقام السامی الذی جمع الروحین والباعثین علی الحیاة ، الذی کسب لقب : الشهید ، وجعله مختصا به لأنه شهید عالم وعالم شهید ، وأسعده علی ذلک استشهاده فی السبیل المصبوغ بالمظلومیة الحمراء : سبیل علی والحسین علیهما السلام. فحیاته دروس ودروسه حیاة ، وبیانه البیان ، وذکراه الذکری.

الشیخ عبّاس الحسّون

ص: 360

ثم إن رسالتنا _ التی هی أسئلة المقداد وأجوبة الشهید ، هی الحاصل من عمل الروحین ، نتجت من حیاة علمیة سامیة _ اتسمت بلون الشهادة لأنها أجوبة الشهید وتفصیله. ویضیفها حسنا أنها أجوبة لأسئلة علم آخر من أعلام الفقه والعلم : المقداد السیوری ، الذی دلت آثاره علی وزنه وأعلمتنا قدر علمه ، فهو الرائع فی تنقیحه ، والمبدع فی تنقیحه الرائع وباقی آثاره.

عنوان الرسالة :

وقع اختلاف فی عنوان هذه الرسالة والظاهر عدم وجود عنوان مشخص لها ولا اسم خاص تعرف به. فعبر عنها الشیخ الطهرانی فی الذریعة تارة ب (جوابات الفاضل المقداد) (1) وعبر عنها أخری ب (جوابات المسائل المقدادیة) (2) وعبر عنها الزرکلی فی الأعلام ب (الأسئلة المقدادیة) (3) وعبر عنها ثالث ب (أجوبة المسائل المقدادیة) والذی یستفاد من مقدمتها عنوان آخر وهو (مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهید) وهو الذی اخترته وجعلته عنوانا لها.

السائل والمسؤول :

السائل : هو الفقیه الفاضل والأصولی المحقق : جمال الدین أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسین بن محمد السیوری المعروف : بالفاضل المقداد المتوفی فی النجف الأشرف سنة 826. وکان له مدرسة تعرف بمدرسة المقداد السیوری ، وهی إحدی مدراس النجف المشهورة فی عصرها کما فی کتاب ماضی النجف وحاضرها (4). وله مؤلفات کثیرة منها التنقیح الرائع وکنز العرفان فی الفقه. ومن مشایخه الشهید الأول الآتی ذکره ، وفخر المحققین _ ابن العلامة الحلی _ محمد بن الحسن ابن یوسف.

ص: 361


1- 1. الذریعة 5 : 212.
2- 2. الذریعة 5 : 234.
3- 3. الأعلام 7 : 272.
4- 4. ماضی النجف وحاضرها 1 : 125 لمؤلفه جعفر بن الشیخ باقر آل محبوبة.

المسؤول : هو الشهید السعید شمس الدین أبو عبد الله محمد بن الشیخ جمال الدین مکی بن شمس الدین محمد الدمشقی الجزینی ، المولود 734 والمستشهد سنة 786 فی دمشق.

کان الشهید رحالا ودرس علی أیدی الکثیر من العلماء والأساطین ، منهم فخر المحققین ابن العلامة الحلی. ودرس الکثیر ، وهو أستاد کثیر من العلماء منهم الفاضل المقداد المار ذکره وابنا الشهید وبنته الفقیهة الفاضلة فاطمة المدعوة بست المشائخ وغیرهم.

وأما مؤلفاته فهی کثیرة منها : کتاب الذکری والدروس والبیان واللمعة الدمشقیة فی الفقه.

هذه الرسالة :

ذکر هذه الرسالة خیر الدین الزرکلی فی الأعلام _ کما مر _ فی ضمن التعرض لحیاة الفاضل المقداد. وذکرها الآغا بزرگ الطهرانی فی موضعین من الذریعة وقال فی أحد الموضعین : (جوابات المسائل المقدادیة : سبع وعشرون مسألة ، سألها الفاضل ابن عبد الله السیوری من أستاذه الشهید ، فکتب هو جواباتها أوله : (الحمد لله المحمود علی أفضاله ، والمشکور علی نواله) ضمن مجموعة فیها بعض رسائل ابن فهد فی الخزانة الرضویة کما فی فهرسها).

النسخ المعتمدة :

اعتمدنا فی ضبط وتخلیص هذه الرسالة علی نسختین مخطوطتین فی مکتبة الإمام الرضا _ علیه السلام _ التابعة للروضة الرضویة المقدسة فی مشهد.

النسخة الأولی : المرقمة 6537 الموجودة بضمیمة کتاب اللوامع لابن فهد الحلی ، ذکر فی آخرها أن سنة الفراغ من کتابتها هی : (1190) ، النسخة جیدة لکنها ردیئة الخط ورمزنا لها ب (ق).

النسخة الثانیة : المرقمة 3632 الموجودة بضمیمة بعض رسائل ابن فهد الحلی. تاریخ الفراغ من کتابتها هو سنة (1292) ، هی الأخری نسخة جیدة وتمتاز عن

ص: 362

سابقتها بجودة الخط ورمزنا لها ب (ن).

العمل فی الرسالة :

نظرا إلی أنه لا ترجیح لإحدی النسختین اللتین اعتمدت علیهما علی الأخری ، اعتمدت أسلوب التلفیق ، فآخذ الراجح من کل منهما وأجعله متنا وأشیر إلی الآخر فی الهامش إذا کان یوجب تغییرا فی المعنی ، وأنتخب الصحیح من النسختین وأطرح الخطأ. حتی بدون إشارة ، وأضیف بعض الکلمات أو الجمل التی یحتاجها الکلام مع وضعها بین معقوفتین والإشارة إلیه وإلی وجه الإضافة فی الهامش.

ومن ثم تزیین الهامش ببعض الإرجاعات والتوضیحات اللازمة ، مضربا عن الاطناب معتمدا الاختصار.

ومن ثم تقطیع المتن بالنقاط والفوارز وعلامات الاستفهام وتعیین رؤوس الأسطر فی الموارد المعقولة. متجنبا للإسراف والتقتیر فی ذلک کله.

ما فی الرسالة :

الرسالة عبارة عن سبعة وعشرین مسألة فی مواضیع مختلفة ، منها ما یطلب فیها السائل بیان الدلیل بعد السؤال عن حکم المسألة ، أو یبین فیها السائل آراء بعض العلماء وأدلتها ، فیکون الجواب هو بیان الحکم مقرونا بالدلیل.

ومنها ما یطلب فیها السائل حکم المسألة فقط فیکون الجواب بیان الحکم فقط.

ثم المشاهد أن لسان هذه الرسالة هو اللسان المتداول فی ذلک الیوم ، لم یراع فیها منطق العرب الأصیل.

فهرست المطالب

المسألة الأولی : فی تعلق الخمس بما یتملک بعقد الهبة.

= الثانیة : فی النفقة علی أموال المضاربة من بعضها.

= الثالثة : فیمن أخر بالطهارة حتی بقی مقدار الصلاة.

= الرابعة : فی حکم الماء الساقط فیه دم یعفی عنه.

ص: 363

= الخامسة : فی الجلد المأخوذ من المخالف.

= السادسة : فیما لو أخذ الظالم علی أموال المضاربة.

= السابعة : فی شخص بیده عین وذکر أنها ودیعة.

= الثامنة : فی المصبوغ أو الطعام المأخوذ من الکفار.

= التاسعة : فی الفقاع.

= العاشرة : فی طهارة الخف بالأرض لو کانت رطبة.

= الحادیة عشر : فی الحوض الصغیر فی غیر الحمام له مادة.

= الثانیة عشر : فی اتخاذ المیل للکحل وغیره من الفضة.

= الثالثة عشر : فی التاجر الکافر غیر الکتابی.

= الرابعة عشر : فی بیع الوکیل المفوض نسیة.

المسألة الخامسة عشر : فی الاستخارة.

= السادسة عشر : فی الشراء ممن فی ماله خمس أو زکاة.

= السابعة عشر : فی قبلة وقبلة البصرة.

= الثامنة عشر : فی الصلاة قبل دخول الوقت تقیة.

= التاسعة عشر : فی أخذ الأجرة علی الأذان.

= العشرون : فی تطهیر الأرض الصقیلة.

= الحادیة والعشرون : فی حکم ولد الزنا.

= الثانیة والعشرون : فی طهارة آنیة الخمر المنقلب خلا.

= الثالثة والعشرون : فیمن ملک فی وقت لا یتمکن من قطع الطریق إلی الحج.

= الرابعة والعشرون : فی رد الوصی للوصیة لو لم یعلم بها.

= الخامسة والعشرون : فی إیراد المضارب المال عند الصراف.

= السادسة والعشرون = فی الودیعة.

= السابعة والعشرون : فیما یخرجه الودعی والمضارب علی العروض.

وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمین.

ص: 364

[مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهید]

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم سهل یا کریم

الحمد لله المحمود علی أفضاله ، والمشکور علی نواله ، والصلاة والسلام علی خیر خلقه محمد وآله ، وبعد فإن هذه المسائل الجلیلة ، والأجوبة الحسنة الجمیلة ، من مسائل المولی الجلیل العالم الفاضل المحقق المدقق فرید دهره ووحید عصره الشیخ الأعظم والمولی المعظم شرف الملة والحق والدین : أبو عبد الله المقداد بن السعید المغفور جلال الدین عبد الله بن محمد بن حسین السیوری ، عن علامة العلماء ورئیس الفضلاء ، أنموذج المتقدمین ، أفضل المتأخرین ، وعلامة المجتهدین ، السعید الشهید الشیخ شمس الملة والحق والدین محمد بن السعید المرحوم شرف الدین المکی قدس الله روحه ، وبأرفع الدرجات سره ، ورفع فی الملأ الأعلی ذکره ، وحشره مع النبیین وفی زمرة الأئمة المعصومین ، وهی :

المسألة الأولی : ما قوله _ دام ظله وفضله _ فیما یتملک بعقد الهبة (1) ، هل یجب فیه الخمس کما هو رأی أبی الصلاح (2) أم لا؟

وعلی تقدیر عدم الوجوب لو کان التاجر لا یتملک شیئا بعقد البیع بل بعقد الهبة (3) فی جمیع أحواله ، أو علی المعاملات من غیر عقد أصلا ، هل یجب علیه الخمس فی الصورتین أم لا؟

وعلی تقدیر تملکه بعقد البیع لو وهب فی السنة أو ضیف أو أهدی مما فیه قصد القربة أو لا ، فهل یجب علیه الخمس فیما یهب أو یتصدق به أو یهدی أو یضیف مما یکون زائدا علی مؤنة السنة له ولعیاله أم لا؟

وعلی تقدیر عدم الوجوب لو وهب هذا التاجر المتملک بعقد البیع ما أفاده

ص: 365


1- 1. فی ق : الشبهة.
2- 2. الکافی فی الفقه : 170.
3- 3. فی ق : الشبهة.

رأس ماله فی السنة جمیعه ، هل یجب علیه الخمس أم لا؟ أفتنا مأجورا.

الجواب : قال دام ظله : یدیم فواضل مولانا وفضائله ، ویتقبل فرائضه ونوافله ، الأصحاب معرضون عن هذا القول مع قیام الدلیل عل قوته ، لدخوله فی مسمی الغنیمة ، واتباعهم أولی ، تمسکا بالأصل وما علیه المعظم.

والمراد بمحل النزاع : المملوک بهبة غیر معتاض عنها ، أما الهبة المعوض عنها فهی کالبیع قطعا ، ولو أن التاجر فعل ذلک لم یسقط عنه الخمس. والمعاملات هنا بحکم البیع.

وأما هبة البیع فی أثناء السنة والضیافة غیر المعتادة وشبه ذلک فهو یخرج عن العهدة ، لأنه المعتبر فی الانفاق : عدم الإسراف والإقتار ، فالمسرف یحسب علیه والمقتر یحسب له ، وأما الضیافة المعتادة فهی تغتفر هنا.

المسألة الثانیة : ما قوله _ دام فضله _ فی شخص بیده مال علی وجه المضاربة لعدة أشخاص ، وله علیه نفقة علی الوجه المقرر شرعا وعرفا ، لو أنفق من أحد الأموال المتعددة علی نیة المحاسبة والمقاصة ، أو من ماله بالنیة المذکورة ، هل له المحاسبة وتوزیع ذلک المخرج فی النفقة فیما بعد وأخذ القسط من کل مال علی حدة أم لا؟ وهل لو کان بید العامل مال آخر علی سبیل البضاعة لشخص غیر رب المضاربة أوله ، وشرط علی العامل توزیع النفقة علی مجموع ما بیده ، هل یلزم الشرط وتکون النفقة علی الجمیع ویلزم مال البضاعة قسط؟ أو یلزم الشرط ویکون قسطه علی العامل؟ أو لا یلزم الشرط وتکون النفقة مختصة بمال المضاربة؟.

ولو (1) لم یکن الشرط حاصلا هل یلزم مال البضاعة قسطه ، أم علی تقدیر لزوم قسطه (2) هل یکون علی العامل أو فی المال نفسه؟ أفتنا مأجورا.

الجواب : نعم له الإنفاق من ماله بنیة الرجوع ، وأما من بعض الأموال فلا یجوز إلا مع تعذر الانفاق من المال الآخر ، ولو تعذر فأنفق بنیة البسط جاز ، والمحکم (3) فی

ص: 366


1- 1. فی ق : لو.
2- 2. فی ق : وقسطه.
3- 3. فی ق ، ن : الحکم.

وأما البضاعة فلاحظ لها من الانفاق إلا بإذن المالک ، فإن أذن وزع وإلا یقبلها علی العامل تنزیلا لها منزلة ماله ، فإنه لو کان له مال غیر مال المضاربة بسط علی الجمیع ، ولا فرق بین اشتراط أرباب مال المضاربة التوزیع أو بین السکوت عن ذلک ، هذا فی نفقة العامل (1).

وأما النفقة علی المال ، فالمأخوذ من البضاعة ما یخصها من النفقة علیها ، شرط علی المالک ذلک أو لا ، فمظنته للعرف.

المسألة الثالثة منها : ما قوله فی شخص أخر الطهارة فی أول الوقت متعمدا حتی بقی من الوقت مقدار الصلاة لا غیر ، هل له استباحتها بالتیمم لو کان الطهور الاختیاری حاضرا ، نظرا إلی ضیق الوقت ، وقد ذکر شیخنا فی التحریر ما یفید هذا المعنی (2) ، أم لیس له أن یستبیحها إلا بالطهور المائی ، نظرا إلی تعمده الإخلال ، وحینئذ یجب علیه القضاء؟.

وهل لو کان علی بدنه نجاسة والحال هذه یباح له التیمم وتصح (3) صلاته وتبرأ ذمته أم لا؟.

وهل لو کان فی البدن فرح أو جرح لا یرقی أو رقی أو خیف من استعمال الماء وعلی المکلف غسل ، هل یجوز معه التیمم أم یستعمل الجبائر ویمسح علیهما؟ ولو (4) کان البدن کله نجسا ولیس هناک ماء للتطهیر ، هل یباح التیمم مع نجاسة أعضائه أم تسقط الصلاة أو (5) حصل ما یطهر البعض ، بحیث یکفی لغسل أعضاء الوضوء وللوضوء ، أو یخفف به النجاسة عن باقی البدن ویستبیح بالتیمم؟

الجواب : إذا بقی من الوقت قدر الطهارة بالماء ورکعة تطهر بالماء قطعا ، وإن قصر عن ذلک وبالتیمم یبقی ذلک تیمم وصلی ، فإن کان ذلک التأخیر بغیر تفریط فلا قضاء علیه ، وإن فرط فی ذلک ، والذی اختاره الشیخ الأفضل فی التذکرة (6) أنه

ص: 367


1- 1. فی ق : الحامل.
2- 2. التحریر 1 : 21.
3- 3. فی ق ، ن : تصح ، وما أثبتناه أنسب.
4- 4. قی ق : أو.
5- 5. فی ن : لو.
6- 6. التذکرة 1 : 60.

یقضی ، لأنه سبب ضیاع الصلاة ، وحکمه حکم من أراق الماء فی الوقت وعلی بدنه نجاسة وتعذر علیه التطهر بالماء وإزالتها ، صح تیممه وصلاته.

وأما الجرح والقرح فإن أمکن غسل ما عداه والمسح علیه وجب ، وإن تعذر المسح علیه فالمروی فی الجرح أنه یغسل ما عداه ویترکه (1) ، ولو وضع علیه خرقة ومسح کان حسنا.

ویجوز التیمم مع نجاسة البدن وتعذر الإزالة إذا کان العضو والتراب یابسین ، ولو کان أحدهما رطبا فهو فاقد للطهور ، والأجود فیه القضاء.

وأما المتردد فیه بین الوضوء مع غسل أعضائه أو إزالة النجاسة عن معظم البدن ثم التیمم ، فالأقرب ترجح الأول إن تغیر بالوضوء (2) ، والنجاسة باقیة فی الموضعین. أما لو کان یکفی غسل جمیع النجاسة فإنه یقدمها قطعا علی الوضوء.

المسألة الرابعة : ما قوله فی قطرة الدم لو وضعت علی سطح مستو صلب لم یبلغ مقدار درهم ، فوقعت فی مائع وأصاب ذلک المائع البدن بمقدار نیف علی سعة الدرهم ، هل یعفی عنه فی الصلاة أم لا؟ سواء کان متغیرا بها أو لا؟

ولو کان الدم علی البدن أو الثوب بحیث لا یبلغ الدرهم فحت (3) أو معک بحیث زالت العین ، هل تصح الصلاة والحال هذه أو یختص الحکم هنا بشخصه؟ [ولو کان الدم فی غیر الثوب] (4) ککیس أو مندیل ، هل تصح الصلاة أم لا؟

الجواب : لا یعفی عن هذا لأنه صار نجسا وخرج عن اسم الدم سواء تغیر أم لا علی المذهب الأصح لم یخالف فیه إلا ابن أبی عقیل _ رحمه الله _ (5). وإباحة الدم فلا تخرج عن العفو قطعا.

وحکم المحمول فی العفو حکم الثوب بغیر إشکال. أما لو زاد فی المحمول عن الدرهم فظاهر الروایة _ وبه قطع المحقق صاحب المعتبر نور الله قبره ورفع فی الملأ الأعلی

ص: 368


1- 1. الوسائل ب 39 من أبواب الوضوء.
2- 2. کذا فی ق ، وفی ن : أن یتغیر بالوضوء ، ولم اهتد إلی منشئها.
3- 3. فی ق : فحکه به.
4- 4. لیس فی ق ، ن وأثبتناه لاستقامة المعنی.
5- 5. نقله عنه فی المختلف : 2.

ذکره _ أنه عفو (1) ، وقطع الفاضل بأن العفو إنما هو عن الملابس (2) ، والأول أحسن لشمول الروایة.

المسألة الخامسة : ما قوله فی الجلد المأخوذ من المخالف ، هل یحکم بطهارته أم لا؟ مع أن فقهاء ناقد حکموا بنجاسة ما یؤخذ ممن یستحل جلد المیتة بالدباغ. والشافعیة تقول بطهارته إلا الکلب والخنزیر ، والحنفیة إلا الخنزیر ، والمالکیة بطهارته ظاهرا لا باطنا ، کما حکی ذلک شیخنا الطوسی فی مسائل خلافه (3). والحنابلة وإن لم یحکموا بطهارته لکنهم قد ذکروا أنهم مجتمعون (4) ، وذلک یمنع من طهارة ما یذبحونه.

والطوائف من أهل السنة الیوم محصورون فی هذه الأربعة ، فما الوجه فی الحکم بطهارته؟ أفتنا فی ذلک مبینا للوجه علی ما یظهر لمولای ، ذاکرا للحجیة علی ذلک.

الجواب : الذی ظهر للعبد الحکم بطهارة الجلد المأخوذ من المسلمین ، ومن سوق الإسلام وإن لم یعلم کون المأخوذ منه مسلما إذا لم یعلم أنه یستحل المیتة بالدبغ ، عملا بالظاهر الغالب من وقوع الذکاة ، وبالأخذ بالیسیر ودفع الحرج المنفی ، وینبه علیه ما رواه الشیخ فی التهذیب عن إسحاق بن عمار ، عن العبد الصالح _ علیه السلام _ : (قلت : فإن کان فیها غیر أهل الإسلام ، قال : إن کان الغالب علیهما المسلمین فلا بأس) (5).

وروی الشیخ البزنطی فی جامعه عن الرضا _ علیه السلام _ (قال : سألته عن الخفاف نأتی السوق فنشری الخف لا ندری أذکی هو أم لا ، ما یقول فی الصلاة فیه أیصلی فیه؟ قال : نعم ، أنا اشتری الخف من السوق ویصح ما صلی فیه ، ولیس علیکم المسألة) (6).

وعن ، البزنطی (قال : سألته عن الرجل یأتی السوق فیشتری جبة فرو لا یدری أذکیة أم لا؟ ، أیصلی فیها؟ قال : نعم ، لیس علیکم المسألة ، إن أبا جعفر علیه السلام

ص: 369


1- 1. المعتبر 1 : 443.
2- 2. المنتهی 1 : 184.
3- 3. الخلاف 1 : 6.
4- 4. المغنی لابن قدامة 1 : 84 ، 87.
5- 5. التهذیب 2 : 368 / 1532 الوسائل ب 50 من أبواب النجاسات ح 5.
6- 6. التهذیب 2 : 371 / 1545 ، قرب الإسناد : 170 ، الوسائل ب 50 من أبواب النجاشی ح 6.

کان یقول : إن الخوارج ضیقوا علی أنفسهم لجهالتهم أن الدین أوسع علیهم من ذلک) (1) ، وقد بسطت المسألة فی الذکری (2) ومثله روایة الصدوق أبی جعفر بن بابویه فی کتابه الکبیر (3) وهؤلاء أئمة المذهب.

وأما إذا علم أنه یستحل ، فإن أخبر یکونه میتة اجتنبت ، وإن أخبر بالذکاة فالأقرب القبول عملا بصحة إخبار المسلمین ، فإن الأغلب الذکاة. وإن لم یخبر بشئ فالظاهر أیضا الحمل علی الذکاة عملا بالأغلب وبما تلوناه من الأخبار الشاملة لصورة النزاع ، وبإزائها أخبار لا تقاومها فی الشهرة (4) ، ویمکن تأویلها بالحمل علی استحباب الاجتناب إذا علم الاستحلال بالدبغ.

ولم نقف علی من أفتی بالمنع من ذلک غیر بعض متأخری الأصحاب (5). ویرد علیه أن الأربعة مجمعون علی استحلال ذبیحة أهل الکتاب ، وأکثرهم لا یراعی شرائط الذبیحة ، مع أن أحدا منا لم یوجب الاجتناب لکان هذا الاحتمال ، وهذا أقوی من الاستحلال بالدبغ لأنه أکثر وجودا.

المسألة السادسة : ما قوله (6) _ دام ظله _ فی رجل بیده عروض للتجارة مضارة لأقوام متعددین ، وطلب طالب منه مالا علی سبیل القهر والمغالبة ، فامتنع العامل من تسلیمه لعدمه فی الحال ، فطلب الظالم منه رهنا علی ذلک وعین الرهن من نوع بعینه ولم یوجد عنده ، هل له استعارة الرهن المطلوب منه ویکون مضمونا من صلب تلک الأموال ، مع أن الأصلح ذلک ، أم یکون مضمونا علی العامل؟.

وهل لو عین الظالم رهنا وکان موجودا فی بعض تلک العروض دون بعض ، ولم یقبل الظالم إلا بذلک الرهن عن الجمیع وأخذه منه ، هل یکون مضمونا علی الجمیع أم لا؟

وهل لو طلب الظالم رهنا معینا ، وبید العامل من ذلک النوع عروض تتزاید

ص: 370


1- 1. التهذیب 2 : 368 / 1529 ، الوسائل ب 50 من أبواب النجاسات ح 3.
2- 2. الذکری : 16.
3- 3. الفقیه 1 : 167 / 787 ، الوسائل ب 50 من أبواب النجاسات ح 3.
4- 4. الوسائل ب 50 من أبواب النجاسات.
5- 5. المنتهی : 226 ، التذکرة 1 : 94 ، التحریر 1 : 30.
6- 6. لیس فی ق.

قیمة بعضها عن بعض ، فإن اتفقت فی النوعیة فأخذ العامل الأدون قیمة فجعله رهنا محافظة علی المصلحة والأعلی (1) ، قیمة هل یکون مضمونا علی تلک العروض فی أموال أربابها أم لا؟.

الجواب : إذا کان العامل مفوضا وظن (2) المصلحة فکل ذلک جائز. وبعض فکاکه أو قسمه علی الأموال بالحصص ، وکذا العدول إلی ما یراه أصلح لکونه أدون قیمة ، والضمان علی أرباب الأموال إذا کانوا عالمین فی ابتداء المضاربة بحدوث مثل هذه الأمور.

وبالجملة مراعاة الأصلح فی ذلک ، ولا ضمان علیه إلا أن یکون أربابه غیر عالمین بالأحوال (3) ولم یفوضوا إلیه نظر المصلحة ، فهنا یجب مراجعة الحاکم عند فجأة هذه المصلحة ، ولو تعذر (4) وصانع عن الجمیع بنیة الرجوع فلیس ببعید جوازه ، لأنه من باب التعاون علی البر.

المسألة السابعة : ما قوله _ دام ظله _ فی شخص بیده عین وذکر أنها ودیعة یبیعها مالکها ، أو مضاربة بیده للبیع وأنفق وکیل صاحبها فی البیع ، وعلم بشاهد الحال عدم کذبه فی الأخبار ، هل یصح الشراء (5) منه وتملک العین ولم تکن مضمونة أم لا؟

وهل لو مسها شخص أو بعضها أو استند إلیها والحال هذه یکون ضامنا لها ویجب تسلیمها إلی مالکها أم لا؟ وکذا العبد الذی یری فی السوق یبیع ویشتری ویعلم بشاهد الحال أنه مأذون ، هل یفتقر فی معاملته إلی البینة أم یکفی شاهد الحال؟

الجواب : لا ضمان ظاهرا فی أمثال ذلک ولا إثم فیه ، ویقبل قول ذی الید فی ذلک کله ، ویکفی شاهد الحال والشیاع فی إذن السید بعبده فی التصرف ، وتباح معاملته بذلک ولا ضمان.

والمسألة الثامنة : ما قوله _ دام ظله _ فیما یوجد فی ید کافر مما لیس بمائع ، من ثوب مما هو مصبوغ ، أو الطعام مما هو مصنوع ، یحکم بطهارته أم لا؟.

ص: 371


1- 1. فی ق : الأعلی.
2- 2. فی ق ، ن : فظن.
3- 3. فی ق ، ن : بالأموال.
4- 4. یعنی : مراجعة الحاکم.
5- 5. فی ق : والتبرء.

وهل المراد بالآنیة : الجدیدة أم یحکم بطهارتها ولم کانت مستعملة _ کما ذکره الشیخ فی القواعد _ (1) لکن استعمالها لا ینفک عن المباشرة برطوبة غالبا فیکون بقول (2) ما لم یعلم مباشرتهم لها برطوبة ، وهل الشرط العلم بعدم الملاقاة برطوبة أو عدم العلم بالملاقاة؟

الجواب : کل ما یوجد فی ید الکافر أو غیره هو طاهر إذا لم تعلم نجاسته ، سواء کان مائعا أو جامدا ، وکذا المصبوغ وغیره إلا أن یعلم نجاسته ، سواء کان (3) الکافر صبغه (4) وکذا الطعام المصنوع ، ولا فرق بین الإناء المستعمل وغیره ، والمانع علم الملاقاة ، فیکفی فی الاستعمال عدم العلم ، ولا شرط المستعمل العلم (5) بالعدم.

المسألة التاسعة : ما قوله فیما أجمع علیه علماؤنا من تحریم الفقاع ونجاسته؟ ولا شک أن التصدیق مسبوق بتصور المحکوم علیه ، فما المراد بالفقاع المحکوم بتحریمه ونجاسته ، هل هو ما یسمی فقاعا فیما بین الناس؟ وحینئذ یلزم تحریم الأقسمة فقد ذکر أن أجزاءها قریبة من أجزائه ، لکنه قد نقل عنکم حلها ، إذا لم یرد التحریم فتکون مباحة أم هو مرکب خاص له أجزاء خاصة ، فینبغی أن یکون مضبوطا لیعلم حتی یصح الحکم بحریمها ونجاستها؟

الجواب : الظاهر أن الفقاع کان قدیما یتخذ من الشعیر غالبا ویصنع حتی تحصل له النشیش والغلیان (6) ، وکأنه الآن یتخذ من الزبیب أیضا ، ویحصل فیه هاتان الخاصیتان أیضا. والفرق بینه وبین المسمی بالأقسمة إنما هو بحسب الزمان ، فإنه فی ابتدائه قبل حصول الخاصیتین یسمی قسما ، فإن استفاد الخاصیتین بطول الزمان یسمی فقاعا ، والله أعلم.

المسألة العاشرة : ما قوله فیما اجتمع علیه من طهارة باطن الخف والقدم بالأرض ، أنه لو کانت الأرض رطبة هل تکون مطهرة أم لا؟ یحتمل التطهیر للعموم

ص: 372


1- 1. فی ق : عدته. القواعد 1 : 9.
2- 2. کذا فی النسختین. وقد یراد به : بحکم.
3- 3. توجد فی ق ، ن : مائعا ، وقد حذفناها.
4- 4. لیس فی ق : أو غیره.
5- 5. فی النسختین : عدم العلم ، وما أثبتناه هو الصحیح.
6- 6. فی ق ، ن : الفقران ، ولم أجد له معنا محصل.

ویحتمل العدم ، لأنه فی أول آنات ملاقاتها تنجس بالملاقی فلا یکون لها قوة التطهیر لغیرها.

وهل القبقاب حکمه حکم الخلف أم لا؟ وهل حافات النعل والخف التی لم تلاقی الأرض بسطحاها مع زوال العین تکون نجسة أم لا؟

وهل المراد بالأرض : البسیط الصرف أم یکفی لو کانت مطبقة أو مجصصة أو سقفا أو غیر ذلک.

وهل ظهر (1) الحصیر الغیر (2) الملاقی للشمس ، الیابس بها أو باطن الجدار الیابس به طاهر أم لا؟.

وهل عرق الشارب ماءا نجسا طاهر أم لا؟

وهل لو اجتمع هواء صلب مع شمس ضعیفة غلب ظنا أو تیقن أن المنشف هو الهواء یحکم بالطهارة أم لا؟

الجواب : لا ریب فی تطهیر الأرض الرطبة کالیابسة ، والایراد مندفع لدفع الحرج (3) ، وللزوم مثله فی الماء المصبوب علی الإناء والثوب ، مع أن الاتفاق علی طهارتهما.

والمسمی بالقبقاب نعل أیضا. وما لا تلاقیه الأرض من الجوانب لا یطهر بها.

ولا فرق بین الأرض والحجر والآجر والجص والنورة وغیره ، ذلک إذا صارت متحجرة.

وأما الحصیر والباریة فالظاهر أنه لا یطهر إلا ما أشرقت علیه الشمس ، وسمعنا من شیخنا عمید الدین _ رفع الله مکانه ومکانته _ طهارة الظاهر والباطن لصدق مسمی الحصیر والباریة ، وکذا الکلام فی باطن الجدار ولا عبرة بانقهار الشمس بالریح إذا علم أن الشمس صادفت رطوبة فی آخر الأمر فجففتها.

المسألة الحادیة عشرة : ما قوله فی الحوض الصغیر فی غیر الحمام لو کانت له مادة من الجاری أو الکثیر ، هل یکون طاهرا مع ملاقاة النجاسة غیر المغیرة أم الحکم مختص

ص: 373


1- 1. فی ن ، طهر.
2- 2. فی ن ، غیر.
3- 3. فی ق : الجرح.

بالحمال؟ ثم لو کانت المادة لاحقة به من أسفله هل یکفی ذلک أم لا؟

وهل بنفس ملاقاة المادة للحوض یحکم بطهارته أو تعتبر أغلبیتها فیه؟ وکذا ماء الغیث المطهر ، هل له حد أو أی قطرة وقعت کفت؟

الجواب : لا فرق بین الحمام وغیره هنا ، وإنما یظهر الفرق لو قلنا بأن الحمام لا یشترط فی مادته الکریة ، أما علی القول بالاشتراط فلا فرق البتة. ولا فرق بین النابع من أسلفه أو الجاری من أعلاه مع [کون] (1) المادة کرا. وأما الأغلبیة فالأحوط اعتبارها فیه وفی الغیث أیضا.

المسألة الثانیة عشرة : ما قوله فیما یتخذ من الفضة میلا للکحل ، وغلافا للتعاویذ ، وحلقا للم شعر الرأس ، وغیر ذلک بما لا یسمی لباسا ولا آنیة ، هل هو حرام فتبطل الصلاة مع لبسه أم لا؟

وهل یحرم بیع ما یستعمل من آلات الرکوب کالسرج واللجام والرکاب مربکا (2) بالذهب أم لا؟

الجواب : کل ذلک جائز لا تحریم فیه لعدم مسمی الآنیة ، لما صح أن النبی صلی الله علیه وآله کان فی قصعته حلقة من فضة ، واتخذ أیضا أنفا من فضة عرفجة بن سعد واسر فاتخذ من ذهب بإذن النبی. وکان للکاظم علیه السلام مرآة علیها فضة. (3) وقال الصادق علیه السلام : کان نعل سیف رسول الله فضة ، وفیه حلق من فضة. (4).

وأما المرکب واللجام والمرکب المحلی بالفضة فجائز. أما الذهب فالظاهر المنع ، وقد أوردت خبرین فی تحلیة السیف والمصاحب بالذهب وأنه جائز فی کتاب الذکری (5).

المسألة الثالثة عشرة : ما قوله فی غیر الکتابی إذا وجدناه تاجرا فی بلد إسلامی ، هل یحل ما له أم؟ وکذا الکتابی الذی لم یؤد جزیة ، کالفرنجی المعلوم أو المظنون

ص: 374


1- 1. لیس فی النسختین وأضفناه لاستقامة العبارة.
2- 2. قال فی الصحاح : ربکت الشئ أربکه ربکا : خلطته (الصحاح 4 : 1586).
3- 3. الکافی 6 : 267 / 2 ، التهذیب 9 : 91 / 390 ، المحاسن : 582 الوسائل ب 65 من أبواب النجاسات ح 1.
4- 4. الکافی 6 : 475 / 4 الوسائل ب 64 من أبواب أحکام الملابس ح 2.
5- 5. الکافی 6 : 475 / 5 ، 7 الذکری : 18 ، الوسائل ب 64 أبواب أحکام الملابس ح 1 و 3.

حربیته وتقلبه فی غیر بلد الإسلام ، هل یحل ماله أم لا؟

وهل أخذ الجائر الجزیة وأمانه ینزل منزلة العادل أم لا؟ ثم لو تجرأ متجرئ علی کافر معصوم المال أو من یعتقد ما یوجب الکفر آخره وهو مسلم الآن ، وأخذ من ماله شیئا ، هل هو حق لله ، هو الطالب به فی الآخرة أو هو حق للمأخوذ منه فیوصل إلیه عوضه آخرة ، أی ما إذا لم یصل إلیه دنیا. الذی یظهر للعبد : الثانی (1) ، لاستقرار ملک المأخوذ منه ، فهو من قبیل الآلام ، فما عند مولای فیه؟

الجواب : لا ریب فی حرمة مال حربی دخل بأمان إلی بلد الإسلام وإن کان المؤمن سلطانا متقلبا ، لأنه شبهة ، ویثبت فی الذمة ماله (2) ومال الذمی وکل کافر حرام المال ، ویکون المطالب به یوم القیامة ذلک المأخوذ منه ، وإن کان مستحقا للخلود فی النار ، ولا یزال بذلک حق الله تعالی من تعدی الحدود.

المسألة الرابعة عشرة : ما قوله فی وکیل مفوض فی وکالته فی جمیع أموال الموکل عموما ، هل یملک البیع نسیة أم لا؟ وکذا لو ابتاع کذلک أو أودع أو ضارب أو باع من نفسه؟

الجواب : إن تحقق العموم فله فعل کل ما فیه صلاح.

المسألة الخامسة عشرة : ما قوله _ دام فخره _ فی الاستخارة بالمصحف ، هل روایة الحروف عن جعفر بن محمد علیهما السلام ثابتة أم لا؟ وما کیفیة روایتها؟ وهل وقف مولای علی کیفیة أخری لاستخارة المصحف أم لا؟

الجواب :لم یقف العبد علی استنادها فیما أحسه ، ولکنه مشهور فی المصحف ، والکیفیة أن یقرأ الحمد ثلاثا والاخلاص ویقول : _ اللهم إنی توکلت علیک وتفاءلت بکتابک فأرنی ما هو المکنون فی سرک المکنون فی غیبک ثلاثا. ولیکن عاقبة ما تستخیر فیه خیرا ، ویأخذ أول حرف من سابع سطر ، ولا یفرح ولا یحزن ، ثم ذکر الحروف علی ما هو مشهور (3).

وقد روی الیسع القمی : (قال : قلت لأبی عبد الله علیه السلام أرید الشئ

ص: 375


1- 1. یعنی القول الثانی ، أی أنه حق للمأخوذ منه.
2- 2. أی : مال الحربی.
3- 3. وجدت ما یقرب من هذا فی المستدرک 1 : 453.

فأستخیر الله فیه فلا یوفق فیه الرأی أفعله أو أدعه ، فقال : انظر إذا قمت إلی الصلاة فإن الشیطان أبعد ما یکون من الإنسان إذا قام إلی الصلاة أی شئ وقع فی قبلک فخذ به ، وافتح المصحف وانظر أول ورقة ما تری وخذ به إن شاء الله تعالی) (1).

والظاهر أنهما صورتان ، وهذا الحدیث مسند وقد ضمنه (2) الشیخ الجلیل نجیب الدین یحیی بن سعید _ رضی الله عنه _ فی جامعه (3).

المسألة السادسة عشرة : ما قوله فیمن یقر أن فی ماله خمسا أو زکاة ولم یخرجهما. أو علم ذلک منه ، هل یصرح الشراء منه والبیع منه ، وأخذ الثمن من ذلک المال ، ویکون الحق الواجب مضمونا علی ذلک الذی وجب علیه الخمس والزکاة ، أم لا یصح الشراء حتی یضمن؟ وکذا لو أضاف وأهدی ، هل یصح قبوله ، والأکل من طعامه أم لا؟

وهل وجوب إخراج الخمس مضیق؟ الذی یظهر من کلام شیخنا فی القواعد عدمه (4) ، أعنی بذلک حق الإنسان (لا حقه) (5) _ علیه السلام _ فإن [کان] (6) الحق ذلک ، هل یصح البیع والشراء والأکل وقبول الهدیة من مال من لم یخرج الخمس ، ولو لم (7) تضمنه بناء علی أن یخرجه وهو موسع أم لا؟

وهل فرق فی کل ذلک کله بین من لا یعتقد الوجوب وبین غیره أم لا؟

الجواب : أما الخمس فلا یمنع من مال من لم یخرج الخمس ، سواء اعتقد وجوبه أم لا. وقد نص الأصحاب أنه لا خمس فیما ینتقل إلی الإنسان ممن لا یخمس ماله.

وأما الزکاة فإن علم ببذل النصاب وصیرورتها فی الذمة لا بأس بذلک أیضا.

وإن علم بقاء عین النصاب فاجتنابه أولی.

وأما توسعة إخراج الخمس فکما أفاده شیخنا _ آجره الله تعالی _ ونقله جماعة من

ص: 376


1- 1. التهذیب 3 : 310 / 960 ، الوسائل ب 6 من أبواب صلاة الاستخارة ح 1.
2- 2. فی ن : ضممه.
3- 3. الجامع للشرائع : 115.
4- 4. القواعد 1 : 62.
5- 5. فی ن : المحق.
6- 6. أضفناه لیستقیم المعنی.
7- 7. یحتمل : أن (لم) زائدة.

الأصحاب. والأولی تضیق مستحق الأصناف لا غیر.

المسألة السابعة عشرة : ما قوله فیما ذکره الفقهاء من التعویل علی قبلة البلد مع عدم علم الخطأ. وقبلة البصرة غربیة وجامعها أیضا کذلک ، ولا شک أن البصرة من العراق ، ولکن قد ذکر أن علیا علیه السلام صلی فی مسجدها ، ولم ینقل إنکار منه فی ذلک ، ولو أنکر لاشتهر ذلک ونقله النقلة. هذا إذا کان وضع المسجد فی زمانه علیه السلام علی ما هو الآن ، وإن لم یکن علی وضعه الآن حتی غیر إلی هذا الموضع لکان قد اشتهر أیضا ذلک التغیر ، وما نقل ، فأحد الأمرین لازم إما اشتهار التنکیر أو اشتهار تغیرها فما قوله فی ذلک؟

وهل یعمل فی هذه الصورة علی قبلتها الآن أم علی الأمارات العراقیة؟.

الجواب : لا ریب أن قبلة البصرة تتیامن عن قبلة الکوفة لاختلافهما فی العرض اختلافا بینا. واسم العراق وإن شملها لکن هذه العلامات علی سبیل التقریب والتسهیل ، وفیها إشارة إلی أن القبلة هی الجهة المتسعة جدا ، فإن خراسان والکوفة شدید تباعدهما وقد حکم باتحاد قبلتهما ، فالمراد به أن امتداد الجهة لا فی نفس الخط الذی یقف علیه المصلی ، وما أفاده _ أدام الله فوائد وأسبغ عوائده _ من السؤال (وأراد إذا قیل بمساواتهما فی الجهة قبلة الکوفة وفی نفس موقف المصلی والخط الخارج منه إلی الکعبة فلا. وقد أحسن الجد السعید لمولانا العلامة رکن الدین فی شرح المختصر بیان الجهة وکیفیة توجه المصلی بیانا حسنا قدس الله لطیفه وزاد تشریفه) (1).

المسألة الثامنة عشرة : ما قوله فی الواحد منا ، هل تجوز له الصلاة قبل دخول الوقت تقیة کما فی المغرب ، ویکون ذلک مبرئا للذمة ولا تجب الإعادة أم لا؟

وهل تجوز التقیة فی شرب الفقاع أم لا؟ فالضابط فیما تجوز التقیة فیه هل هو ما عدا قتل المسلم غیر المستحق ، أم هناک شئ آخر لا تجوز التقیة فیه؟

وهل لو صلی الجمعة معهم تقیة تجزئه عن الظهر أم لا؟

ص: 377


1- 1. فی النسختین هکذا : وأراد إذا بمساواتها فی الجهة فلا وقد أحسن الجد السعید لمولانا العلامة إلی قبلة الکوفة وفی نفس موقف المصلی والخط الخارج منه إلی الکعبة. أما ما قیل بالمساواة فی الجهة فلا ، وقد  أحسن ...

الجواب : أما تقدیم (1) الصلاة علی وقتها تقیة فلا أعلم به قائلا منا ، مع أنهم جوزوا الافطار قبل الوقت تقیة.

وأما شرب الفقاع فجائز لها (2). وقد روی لا تقیة فی شرب المسکر ، والمسح علی الخفین (3).

وضابط التقیة بحسب الإقدام والإحجام ما تظن فیه توجه الضرر إلا القتل.

وفی الجراح قولان. وأما إظهار کلام الکفر فیجوز ترکها. ولا ریب فی جواز اتخاذ صورة الصلاة تقیة بل وجوبها ، ولا یلزم من ذلک الإجزاء.

المسألة التاسعة عشرة : ما قوله فی أخذ الأجرة علی الأذان فی المشاهد المشرفة مع تعیین الأخذ للأذان أو مع تعیینه؟

وهل یجوز إعطاؤه من النذر أم لا؟ وعلی تقدیر جوازه ، هل یجوز من غیر إذن حاکم الشرع أم لا؟ وکذا هل یجوز التناول من مال نذور المشاهد لمفت أو مدرس أو محدث أو قارئ للقرآن بتلک المشاهد أم لا؟

وهل یجوز استعمال آلات المشاهد کحصر وباریة وقندیل فی مدرسة أو رباط قریب من المشهد لکنه خارج عن حدوده ، وإن دخل فی سور بلده أم لا؟ وکذا هل تجوز عمارة ما یخرب من المدارس والربط بذاک ، أو منضما من مال المشاهد؟ وکذا هل تجوز إجازة أو إعارة آلاته للمقیمین ببلده أم لا؟ وکذا هل تجوز لناظر تلک البقعة مع خوفه من ظالم متوقع من تلک الأموال شیئا مداراته (4) ، وإعطاؤه مع غلبة ظنه أو تیقنه لحصول ضرر ذلک الظالم أم لا؟

وهل جواز بذل تلک الأموال للزوار والواردین مختص بأوقات الزیارات أو (کل وقت اتفق) (5).

(وهل ذلک جائز حال الورود أم) (6) فی باقی أیام الإقامة ، أیضا؟ فإن کان

ص: 378


1- 1. قی ق ، ن : تقدم ، وما أثبتناه أنسب.
2- 2. أی : للتقیة.
3- 3. الکافی 3 : 32 / 2 ، التهذیب 1 : 362 / 1093 ، الاستبصار 1 : 76 / 237 ، الفقیه 1 : 30 / 95 ، الوسائل ب 38 من أبواب الوضوء ح 1.
4- 4. فاعل تجوز.
5- 5. لیس فی : ق.
6- 6. غیر موجودة فی : ق.

الثانی فیشرع أیضا للمجاورین ، إذ لا تقدیر للإقامة؟

وهل لو خرج المجاور ثم عاد بینة الزیارة یجوز له التناول أو لا؟

الجواب : نص الأصحاب علی تحریم أخذ الأجرة علی الأذان مطلقین ذلک ، سواء وجد غیره أم لا. نعم یجوز الرزق من بیت المال ومن أموال المشاهد مع عدم وجود المتطوع. والحاکم فیه إنما هو الفقیه.

وأما قضیة النذور فیتبع قصد الناذرین ، فإن جهل القصد صرف فی العمارة ، ثم الفرش والتنویر ، ثم السدنة. أما الدفاع عنه فإنه مقدم کل شئ.

وأما رزق المدرس والمفتی والمحدث فلیس ببعید جواز أخذه من ذلک ، وإنما یقف علی المشاهد لأنه من أهم المصالح لما فیه من إقامة الشعار الایمانی.

وأما استعمال الآلات فی غیرها فلا یجوز مع احتیاجها إلیها ، ومع الغنی عنها یجوز للواردین للزیارة وفقراء المجاورین وإن لم یکن فی نفس المحدود بل جاء فی جمیع المشهد.

أما من هو مقیم فی المشهد الشریف الأولی الامتناع من ذلک إلا مع الحاجة ، إذا کانت اقامته للمجاورة والتعبد والزیارة ، وإن طالت الإقامة. وکذا تجوز عمارة الحیاض من ذلک والمدارس المعروفة بالحضرة الشریفة.

المسألة العشرون : ما قوله فی الأرض الصقیلة ، کالمبلطة ، والمغرة (1) الخالیة من الشقوق ، هل تطهیرها هنا بإیراد القلیل علیها أم لا؟

وما قوله فیما یزال به الخبث ، هل هو طاهر مطلقا کما قال السید (2) ، أم نجس مطلقا کرأی صاحب القواعد (3)؟ وقولهم [بعدم] (4) نجاسته الأبعد الانفصال عن المحل ، هل عن جملة المحل أم جزء منه؟ فإن کان الثانی فلا نحکم بطهارة الآنیة بإضافة الماء علیهما بالإبریق ، إذ الماء کلما انتقل عن جزء نجس آخر. وإن کان الأول فلو صب

ص: 379


1- 1. الأمغر : الذی فی وجهه حمرة مع بیاض صاف (القاموس 2 : 141). ویحتمل التصحیف عن محجرة.
2- 2. نسبه الکثیر إلیه ولکن فی المسائل الناصریة المطبوعة ضمن الجوامع الفقهیة : 179 فصل بین ورود الماء علی النجاسة وبین ورود النجاسة علی الماء ، فقال بالطهارة فی الأول.
3- 3. القواعد 1 : 5.
4- 4. أضفناها.

فی الآنیة النجسة الضیقة الرأس کالإبریق مثلا شئ من الماء ، ثم أدیر ذلک فیه بحیث عم جمیعه ثم انفصل عنه ، هل یحکم بالطهارة أم لا؟

وهل یجب تطهیر الید العاصرة (1) للثوب أم لا؟ فإن کان الأول لزم التحکم فی طهارة المعصور ، وإن کان الثانی لزم التحکم فی نجاسة المنفصل.

الجواب : نعم یطهر بذلک. ولو کان فیها حلول أو فطور إذا علم ورود الماء وانفصاله عنها ثم وروده ثانیا.

والذی یظهر من فتاوی المعظم والرویات أن ماء الغسلة کمغسولها قبلها.

فحینئذ إن أو جبنا الثلاثة فماء الثالثة طاهر أیضا. وفی الولوغ ما یوجب السبع عند من قال به ، یطهر ما ورد بعده والاجماع علی طهارة الآنیة بالإدارة وإن کان الماء قلیلا.

ولا یجب تطهیر الید إذا کان الماء قد خرج علیها حال الصب _ المطهر بل تطهر بطهارة الثوب ، ولا یلزم منه طهارة المنفصل لأن المرجع فی ذلک إلی الحکم الشرعی ، ولا امتناع فی الحکم بنجاسة المنفصل وطهارة الباقی والید لمکان الحرج.

المسألة الحادیة والعشرون : ما قوله فی ولد الزنا ، ما الأصح عند مولای فیه ، وهل هو طاهر السؤر والجسد أم لا؟ وهل یصح نکاحه وإنکاحه أم لا؟ وما المراد بقوله صلی الله علیه وآله : (ولد الزنا لا یکون نجیبا) (2) وهل علی القول بنجاسته یصح نکاحه ویکون ولده ولد حلال أم یکون حکمه حکمه؟

وهل صحیح ما یقال : إنه ورد أنه وإن أظهر شعائر الدین واعتقد العقیدة الصحیحة أنه لم یؤمن للنبات (3) علی ذلک؟ (4).

وهل المراد بولد الزنا فی ذلک من یکون کذلک فی نفس الأمر وإن الحق شرعا بمن ولد علی فراشه. أو المراد من حکم علیه بذلک شرعا وإن کان فی نفس الأمر حاصلا من وطئ حلال؟

الجواب : الأصح عند الأصحاب أنه بحکم المؤمنین فی الطهارة وصحة

ص: 380


1- 1. فی ق : العامرة.
2- 2. وجدت ما یقرب من هذا فی عوالی اللئالی 3 : 534.
3- 3. فی النسختین : للموفاة ، ولا معنی له ، وما أثبتناه أنسب وجاء فی بعض الروایات ما بمضمونه.
4- 4. المحاسن : 108.

التناکح.

والمراد بالحدیث الحمل علی الأغلب ، إذ المراد کامل إلحاقه ، فإن الکمالیة منتفیة قطعا ، ومن روی الحدیث لا یبحث ، فمعناه لا یلد نجیبا عند بعضهم وإن سلم عند الجنایة علی الإطلاق ، فهی عدم صفة کمال لا یلزم نفی العلم الإیمان إذ لیست مسماه ولا لازمته ، والمرتضی _ رحمه الله _ ومن أخذه بالغ فی الحکم بکفره وأنه إذا أظهر إیمانا فإن باطنه یکون مخالفا له (1).

والمراد به من کان فی نفس الأمر عن زنی. أما الأحکام الشرعیة فإنها تتبع الظاهر لا فی نفس الأمر.

المسألة الثانیة والعشرون : ما قوله _ دام ظله _ فی آنیة الخمر المنقلب خلا لو کانت ناقصة ، هل یطهر أعلاها الخالی من الملاقی مع أنه نجس بملاقاة الخمر له أم لا؟ فإن کان الثانی تعذر الانتفاع بذلک ، الخل ، إذ یتعسر إخراجه إلا بعد ملاقاة ذلک المحیط النجس.

الجواب : بل یطهر الإناء کله ، ومن الناس من حکم بطهارة موضع الخل ، وجعل تناوله بثقب الآنیة وشبهه ، ولیس بشئ ، والله الموفق.

المسألة الثانیة والعشرون : ما قوله فی شخص ملک مالا فی وقت لا یتمکن فیه من قطع الطریق إلی الحج ، کمن ملک فی العراق فی صغر (2) ، مثلا ثم إنه عقد نکاحا بمهر لا یفضل مما یملکه عن قدر ما یقطع به المسافة للحج فی وقته ، هل یکون الحج مستقرا فی ذمته والحال هذه أم لا؟.

وهل لو لم یکن عقد نکاحا ، بل وهب ذلک المال قبل وقت الحج تصح الهبة ولم یستقر الحج فی ذمته أم لا؟.

وهل لو کان علیه کفارات أو نذور مقیدة أو مطلقة أو مستلزم بعهد أو یمین ، هل یجب صرف المال فیه أم فی الحج ، علی تقدیر أن لا یکفی للجمیع.

وهل یعتبر الزاد والراحلة من مؤنة السنة فی الخمس أم لا؟

وهل یصح الحج مع شغل الذمة بحق الله ، کزکاة أو خمس أو حق آدمی ،

ص: 381


1- 1. نقله عنه فی المختلف : 12.
2- 2. فی ق ، ن : صعف.

کمغصوب أو مستدان مطالب به أولا یعلم به المستحق أم لا؟ فإن کان الثانی فما المراد من قولهم : لو حج بمال حرام صح حجه سبق الوجوب بغیره؟.

الجواب : لا یستقر الحج علی هذه الصورة ، فالمراد بمنع الأصحاب من التزویج لمن استطاع ، وهو المنع فی أیام سفر القافلة أو ما قاربه. وکذا الکلام فی الهبة وغیرها.

والکفارات المختصة فی المال والنذور کذلک معتبرة من جملة الدیون التی تمنع الاستطاعة إلا بعد إبقائها والخروج منها.

والخمس لا یتعلق بقدر الاستطاعة لأنها من المؤن. نعم ، ولو کانت الاستطاعة تدریجا فی سنین متعددة فإن الخمس یتعلق بالسنین السالفة علی کمال الاستطاعة.

والأصح صحة الحج لمن علیه حقوق وإن کانت مضیقة ، لأنهما واجبان اجتمعا فیخرج عن العهدة بفعل أیهما.

والاحتجاج بأن حق الآدمی مقدم علی حق الله تعالی ، والأمر بالشئ نهی أو مستلزم للنهی عن ضده ، وأن النهی مفسد للعبادة ممنوع مقدماته ، لکن ثمار تحقیقه فی الأصول.

المسألة الرابعة والعشرون : ما قوله فیما قواه شیخنا فی المختلف من أنه لو لم یعلم الوصی بالوصیة فله ردها بعد موت الموصی (1) ، هل یعمل علیه سیدنا أم لا؟ فإن کان فلو رد الوصی الوصیة ، هل یکون ضامنا لم یتلف من مال الموصی علی تقدیر أنه لو دخل فی الوصیة یحفظه أم لا؟

الجواب : الذی دل علیه کلام أصحابنا والروایة (2) أنه لا یجوز الراد ، فلو رد لما یحفظ کان ضامنا لم یتلف بسبب إهمال الحفظ ، لأن ذلک عین التفریط.

المسألة الخامسة والعشرون : ما قوله فیما یتداول التجار من أنهم یوردون أثمان أمتعتهم عند الصراف مع غلبة ظنهم أنه أحفظ لها ، لأنه لو کان بید شخص ودیعة أو مضاربة أو هو وکیل حتی أورد عن ذلک عند الصراف من غیر إشهاد علیه ، هل یکون مفرطا بمجرد ذلک أم لا؟.

وهل فرق بین ما لو کان الصراف مسلما أو کافرا ، عدلا أو فاسقا أم لا؟

ص: 382


1- 1. المختلف : 499.
2- 2. الوسائل ب 23 من أبواب أحکام الوصایا.

وهل لو أورد ذلک عند الصراف ولم یعلمه أنه لغیره حتی أورد لنفسه شیئا آخرا ، یکون بمجرد ذلک قد مزجه فی ماله أم لا؟

وهل یجب علیه والحال هذه أنه إذا أخذ من الصراف شیئا أن یقول : أعطنی من الوجه الفلانی الذی لی ، أم یکفی قصده إلیه من غیر إعلام الصراف؟.

وما قوله أنه إذا قبل الحوالة بثمن الودیعة علی الصراف من غیر قبض یکون ذلک بمنزلة القبض ، ویصح تسلیم العین حینئذ؟ ولو کان تسلیم العین سابقا علی الحوالة أو علی قبض الثمن کما قد جرت عادة التجار له یکون تفریطا أم لا؟

الجواب : إذا لم یکن مأذونا فی الایداع بغیر إشهاد ضمن بترک إلا شهاد سواء کان الصیر فی عدلا أو لا. ولا فرق بین أن یجعله ودیعة عند أو قرضا علیه. أما لو خلطه فإن کان قد جعله ودیعة وخلطه الصیرفی بماله ضمن المودع مع عدم سبق الإذن من المالک ، وله أیضا تضمین الصیرفی ، ویرجع مع جهله علی المودع.

وأما القبض ، فإن کان مأذونا فی الاقتراض ولم یعلم الصیرفی باشتراک المال بینه وبین غیره ، فالظاهر أن نیة القابض کافیة ، وإن علم فلا بد من تعیین الصیر فی المدفوع.

والحوالة علی الصیرفی وقبوله بمناسبة القبض فیجوز تسلیم السلعة إلی المحیل ، ولو سلم العین قبل ذلک کان ضامنا. هذا کله إذا لم یکن العامل قد استأذن فی هذا کله.

المسألة السادسة والعشرون : ما قوله فی شخص أودع شخصا آخر ودیعة یسلمها إلی آخر ولم یأمره بالاشهاد علیه بل علی المودع ، أو قال المستودع : إنی لا أشهد علیه ، فرضی بذلک ، ثم اتفق موت المودع قبل تسلیم المستودع الودیعة ولم یعلم بموته ، ثم سلمها إلی ذلک المأمور بتسلیمها إلیه من غیر إشهاد ، ثم علم فیما بعد موت المودع ، هل یکون الودعی الأول ضامنا لها کترکة المیت لعدم إشهاده أو لعدم إذنهم فی التسلیم ، أم لا ویکون إذن المیت کافیا؟.

الجواب : تضمن ولو دفعها بإشهاد ، لأن الإذن بموته انفسخت الودیعة وصارت أمانة شرعیة لا یجوز إیداعها عند الغیر مع إمکان حفظها علی حال إلا بإذن الوارث.

والجهل بانتقالها إلی الوارث لیس مزیلا للضمان ، لتساوی الخطأ والعمد فی إتلاف الأموال. نعم یزیل الإثم ثم الدفع.

ص: 383

المسألة السابعة والعشرون : ما قوله فیما یخرجه الودعی والمضارب والوکیل علی العروض مما لم یستحق شرعا کالتمغاوات ووزن الأعراب ومداراتهم ، هل یکون لازما مع عدم إذن المودع والموکل والمضارب أم لا؟ وهل بمجرد طلب الظالم لذلک یباح التسلیم ، أم یتوقف علی توعده بالإیذاء ولو بالشتم مثلا ، أو کلام لا یحتمل مثله؟.

وهل یجوز للودعی والعامل والوکیل استنابة أحد فی الإخراجات المذکورة أم تجب المباشرة بنفوسهم؟.

وهل لو کان بیده حمول متعددة لأشخاص متعددین وکل حمل علی حدته متمیز وله دراهم معینة للاخراج علیه ، فاتفق أن أخرج أحد الأموال علی جمیع الحمول علی مظلمة معینة ، وقسط صاحب المال منها جزء معلوم ، ثم أخرج مال الآخر فی مظلمة أخری علی الوجه المذکور ، هل (1) له فیما بعد لو دفع ذلک المخرج علی الحمول وحساب کل حمل بقسطه مما فضل لصاحب الفاضل من مال الآخر وهکذا ، أم لیس له ذلک ، بل یجب إخراج کل مال علی حدته فی وجه المداراة عن صاحبه بقسط منه؟

فإن کان الثانی ، فلو فرض انتزاع مال صاحب الحمل ثم جاءت مظلمة أخری ولیس له مال ولیس هناک من یباع علیه جزء من الحمل ویخرج ثمنه عنه ، هل للذی بیده المال استدانة مال للاخراج ویکون لازما لصاحب الحمل أم لا؟.

ولو فرض أن هناک مشتریا لکن بالبخس الأوکس ، هل یکون مخیرا أم یراعی الأصلح ، لو کان الدین بفائدة أیضا ، أم یتحتم البیع؟

وما قوله فیمن یستأجر لحمل مع شخص ویشترط المستأجر علی المؤجر ضمان جمیع المظالم والوزن المتعلقة به ویزیده علی أجرة المثل زیادة تقارب تلک المظالم ، هل یصح الشرط ویلزم الضمان أم لا؟.

وهل لو فضل عن أجرة المثل وعن ما دفع فی وجه المظالم شئ عن الذی عقد به یستحقه المؤجر أم لا؟ وکذا لو أعوز هل یجب علی المستأجر الدفع إلی المؤجر ما أعوز أم لا؟

ص: 384


1- 1. فی ن ، ق : ، وحذفنا الواو لأن ما قبلها وما بعدها سؤال واحد.

الجواب : إذا کان الموکل والمودع والقارض یعلم بالحال ، وقد صار هذا مشهورا فلا ضمان فیه ولا إثم ، ولا یتوقف تسلیمه علی أمر آخر بل یکفی الطلب الذی یغلب معه الظن بالإضرار علیه وعدم المکنة من دفعه.

وإذا کان لجماعة متعددة أعطی من مال کل عن ماله ، ولو اقتضت المصلحة المهاباة فی الأموال علی ما جرت به العادات کان جائزا ولا ضمان.

وتجوز الاستنابة تبعا للعادة ممن عادته المباشرة أو الاستنابة ، والظاهر أن العادة جاریة فی هذه الضرائب إلی الأعراب أن یتولاها من العاقلة بعضهم ، فاتباع هذا جائز.

وله الاستدانة علی صاحب الحمل إذا کان أصلح من البیع تبعا للعرف.

والاستئجار المذکور فیه شرط المظالم باطل ، للجهالة بوجودها ثم بقدرها ، فلو دفع شیئا بإذنه وکان قد دفع إلیه أجرة تقاصا (1) ورجع صاحب الفضل.

ومولانا أدام الله تعالی إفادته هو صاحب الفضل والفضائل ومن العلماء الأماثل ، اطلع الله شمس علومه فی الآفاق ، وحال بینه وبین ما یمنع من استکمال النفس ، ونفعنا ببرکات دعواته وأنفاسه وادا نظرها بمحادی عن أنفاسه بحق الحق وأهله وصلی الله علی محمد وآله.

ص: 385


1- 1. فی ن ، ق : وتقاصا ، وما أثبتناه هو المناسب.

من أنباء التراث

کتب تری النور لأول مرة

* بدایة الهدایة ولب الوسائل

یتألف الکتاب _ فی الواقع _ من کتابین ، هما.

1 _ بدایة الهدایة ، للشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی _ قدس سره _ المتوفی سنة (1104) ه.

2 _ لب الوسائل إلی تحصیل المسائل ، للشیخ عباس القمی _ قدس سره _ المتوفی سنة 1359 ویعتبر استدراکا للکتاب الأول.

ویمتاز الکتابان أحدهما عن الآخر بالعناوین ، فعنوان کتاب (بدایة الهدایة) هو کلمة (فصل) ، وعنوان کتاب (لب الوسائل) هو کلمة (وصل).

قام بتحقیقه الشیخ محمد علی الأنصاری علی نسخة مصورة من أصل بخط المحدث الکبیر الشیخ القمی _ قدس سره _.

صدر الکتاب فی جزءین ضمن منشورات مؤسسة آل البیت _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم.

* مجمع الفائدة والبرهان فی شرح إرشاد الأذهان ، ج 5

تألیف : الفقیه المحقق الورع المولی أحمد المقدس الأردبیلی ، المتوفی فی النجف الأشرف سنة 993 ه.

تصحیح وتعلیق : الشیخ مجتبی العراقی ، والشیخ علی پناه الاشتهاردی ، والشیخ حسین الیزدی الاصفهانی.

نشر : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة _ قم.

وقد شرح فیه المؤلف کتاب (إرشاد الأذهان إلی أحکام الإیمان) _ فی الفقه _ للعلامة الحلی الحسن بن یوسف بن المطهر ، المتوفی سنة 726 ه ، وهو من أحسن شروحه وأجمعها فوائد ، علی کثرة الشروح المدونة علی (إرشاد الأذهان) ، راجع الذریعة 1 : 510 _ 512 ، و 13 : 73 _ 80 ، و 20 : 35 _ 36 ، وقد صدر منه خمسة أجزاء حتی الآن وأنجز تحقیق الجزء

ص: 386

السادس وهو فی سبیله إلی المطبعة ، ویقدر أن یکون فی 14 جزءا.

* المواهب والمنن فی بعض مناقب سیدنا الإمام الحسن

وقرة کل عین فی بعض مناقب سیدنا الإمام الحسین

تألیف : السید محمد الجعفری ، المتوفی سنة 1186 ه.

تحقیق : محمد سعید الطریحی.

نشر : مؤسسة الوفاء فی بیروت ، فی مجلد واحد.

* الدرة الیتیمة فی بعض فضائل السیدة العظیمة

فی مناقب البضعة البتول فاطمة الزهراء علیهما السلام.

تألیف : أبی السیادة عبد الله بن إبراهیم بن حسن میرغنی الحنفی المکی ، المتوفی سنة 1193 ه.

تحقیق : محمد سعید الطریحی.

نشر : مؤسسة الوفاء فی بیروت ، سنة 1405 ه.

* ملاذ الأخیار

تألیف : المحدث الکبیر شیخ الإسلام العلامة محمد باقر بن محمد تقی المجلس الاصفهانی ، المتوفی سنة 1111 ه ، صاحب الموسوعة

الحدیثة الکبری (بحار الأنوار).

شرح فیه کتاب (تهذیب الأحکام) لشیخ الطائفة الشیخ الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

إعداد : السید مهدی الرجائی.

نشر : مکتبة آیة الله المرعشی العامة _ قم.

وقد تبنت المکتبة المذکورة طبعه علی نسخة الأصل بخط المؤلف ، الموجودة أجزاؤه فیها ، وقد تم طبع خمسة أجزاء منه ، وستطبع أجزاؤه تباعا ، وربما یقع فی أکثر من عشرین جزءا.

* رسائل الشریف المرتضی

وهی 52 رسالة قیمة ونادرة من رسائل الشریف المرتضی (355 _ 436 ه) ، تعالج فنونا شتی ، فی ثلاثة أجزاء ، طبعت بأمر آیة الله العظمی السید الکلبایکانی _ مد ظله الوارف _.

إعداد : السید مهدی الرجائی.

إشراف : السید أحمد الحسینی.

نشر : دار القرآن الکریم _ قم.

والرسائل التی تضمنتها الأجزاء الثلاثة

هی :

1 _ إبطال العمل بأخبار الآحاد 3 : 308 ،

2 _ أجوبة مسائل متفرقة 3 : 121 ،

3 _ أجوبة المسائل القرآنیة 3 : 83 ،

4 _ أحکام أهل الآخرة 2 : 133 ،

5 _ الاعتراض علی من یثبت حدود الأجسام 3 : 329 ،

6 _ أقاویل العرب فی الجاهلیة 3 : 221 ،

7 _ إنقاذ البشر من الجبر والقدر 2 : 178 ،

8 _ تفسیر الآیات المتشابهات 3 : 285 ،

ص: 387

9 _ تفضیل الأنبیاء علی الملائکة 2 : 155

10 _ جمل العلم والعمل 3 : 9 ،

11 _ الجواب عن الشبهات فی خبر الغدیر 3 : 249 ،

12 _ جواب المسائل الرازیة 1 : 99 ،

13 _ جواب المسائل التبانیات 1 : 5 ،

14 _ جوابات المسائل الطرابلسیات الثالثة 1 : 359 ،

15 _ جوابات المسائل الطرابلسیات الثانیة 1 : 309 ،

16 _ جوابات المسائل المیافارفینیات 1 : 271 ،

17 _ جوابات المسائل الموصلیات الثالثة 1 : 201 ،

18 _ جوابات المسائل الموصلیات الثانیة 1 : 169 ،

19 _ جوابات المسائل الطبریة 1 : 135 ،

20 _ جوابات المسائل الرسیة الثانیة 2 : 383 ،

21 _ جوابات المسائل الرسیة الأولی 2 : 316 ،

22 _ الحدود والحقائق 2 : 261 ،

23 _ حکم الباء فی آیة : وامسحوا برؤوسکم 2 : 67 ،

24 _ الرد علی أصحاب العدد 2 : 18 ،

25 _ الرسالة الباهرة فی العترة الطاهرة 2 : 251 ،

26 _ شرح الخطبة الشقشقیة 2 : 107 ،

27 _ عدم تخطئة العامل بخبر الواحد

3 : 267 ،

28 _ علة امتناع علی عن محاربة الغاصبین 3 : 315 ،

29 _ علة خذلان أهل البیت 3 : 207 ،

30 _ علة مبایعة علی علیه السلام 3 : 241 ،

31 _ عدم وجوب غسل الرجلین فی الطهارة 3 : 159 ،

32 _ غیبة الحجة (رسالة فی ...) 2 : 293 ،

33 _ قول النبی : نیة المؤمن خیر من عمله 3 : 233 ،

34 _ مسألة فی الإجماع 3 : 199.

35 _ مسألة فی إرث الأولاد 3 : 255 ،

36 _ مسألة فی الاستثناء 2 : 79 ،

37 _ مسألة فی استلام الحجر 3 : 273 ،

38 _ مسألة فی توارد الأدلة 2 : 147 ،

39 _ مسألة فی الحسن وقبح العقلیین 3 : 175 ،

40 _ مسألة فی خلق الأعمال 3 : 187 ،

41 _ مسألة فی الرد علی المنجمین 2 : 302 ،

42 _ مسألة فی العصمة 3 : 323 ،

43 _ مسألة فی العمل مع السلطان 2 : 89 ،

44 _ مسألة فی المسح علی الخفین 3 : 181 ،

45 _ مسألة فی المنامات 2 : 9 ،

46 _ مسألة فی من یتولی غسل الإمام 3 : 153 ،

47 _ مسألة فی نفی الرؤیة 3 : 279 ،

48 _ مناظرة الخصوم وکیفیة الاستدلال علیهم 2 : 117 ،

49 _ المنع من تفضیل الملائکة علی أنبیاء

ص: 388

2 : 169 ،

50 _ نفی الحکم لعدم الدلیل علیه 2 : 101 ،

51 _ وجه العلم بتناول الوعید کافة الکفار 2 : 85 ،

52 _ وجه التکرار فی الآیتین 2 : 75.

کتب صدرت محققة

* العدة فی أصول الفقه

تألیف : شیخ الطائفة أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

تحقیق : الشیخ محمد مهدی نجف.

وقد صدر من مجلداته الثلاثة المجلد الأول فقط.

نشر مؤسسة آل البیت _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم.

* الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة

تألیف : الشهید الأول : أبی عبد الله محمد بن مکی العاملی النبطی الجزینی ، المستشهد سنة 786 ه.

والکتاب عبارة عن مجموعة أحادیث وردت عن الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام ، وکانت المکتبة الحیدریة قد طبعت الکتاب فی النجف الأشرف سنة 1388 ه علی الحروف من غیر تحقیق ، وقد ترجم بعدها إلی اللغة الفارسیة.

تحقیق : داود الصابری.

نشر : مؤسسة النشر التابعة للروضة الرضویة

المقدسة _ مشهد.

* العمدة فی عیون صحاح الأخبار فی مناقب إمام الأبرار

تألیف : ابن البطریق ، الشیخ شمس الدین أبی الحسین یحیی بن الحسن بن الحسین الأسدی الحلی ، المتوفی سنة 600 ه.

تحقیق : الشیخ إبراهیم البهادری والشیخ مالک المحمودی.

نشر : مؤسسة النشر الاسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة _ قم.

* المبدأ والمعاد

تألیف : ابن سینا علی بن عبد الله ، المتوفی سنة 427 ه.

تحقیق : الشیخ عبد الله النورانی.

نشر : معهد الدراسات الإسلامیة بجامعة مک جیل فی کندا _ فرع طهران.

* صحیفة الرضا علیه السلام

تحقیق : الشیخ محمد مهدی نجف.

نشر : المؤتمر العالمی للإمام الرضا علیه السلام _ مشهد.

والصحیفة مجموعة أحادیث مرویة عن الإمام الرضا علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام.

رواها عن آبائه ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

ورواه عنه غیر واحد ، وهذه روایة أحمد بن

ص: 389

عامر بن سلیمان الطائی البصری عنه علیه السلام ، وتعرف ب (الرضویات) و (مسند الرضا) ونحو ذلک ، واعتمدها أعلام المحدثین من الفریقین ، ورواها فریق عن فریق ، وطبقة عن طبقة ، راجع فی ذلک _ علی سبیل المثال _ کتاب (التدوین) للرافعی.

وکان الکتاب قد طبع غیر مرة دون تحقیق فحققه الشیخ نجف وطبعته لجنة المؤتمر ، ثم أعاد المحقق النظر فیه وقابله مع عدة نسخ قدیمة وأضاف إلیه تخریجات وجهود جدیدة فأعادت لجنة المؤتمر طبعه فی مشهد سنة 1406 ه.

* مثیر الأحزان ومنیر سبل الأشجان

فی مقتل سید الشهداء الإمام الحسین علیه السلام.

تألیف : الشیخ نجم الدین جعفر بن نجیب الدین محمد بن جعفر بن أبی البقاء هبة الله ابن نما الحلی ، المتوفی سنة 645 ه.

تحقیق ونشر : مدرسة الإمام المهدی  _ علیه السلام _ فی قم.

وکان الکتاب قد طبع فی إیران والنجف الأشرف ، وطبع منضما إلی المجلد العاشر من کتاب (بحار الأنوار).

* المعتبر فی الفقه

تألیف : المحقق الحلی ، وهو نجم الدین أبو القاسم جعفر بن الحسن بن یحیی بن سعید الهذلی الحلی ، المتوفی سنة 676 ه ، مؤلف کتاب (شرائع الإسلام) وکتاب (المختصر

النافع.

تحقیق : مدرسة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام _ قم.

نشر : مؤسسة سید الشهداء علیه السلام _ قم ، فی مجلدین.

والمؤلف _ قدس سره _ من أشهر فقهاء الشیعة ، کما أن کتابیه (شرائع الإسلام) و (المختصر النافع) من أشهر الکتب الفقهیة لطائفة الإمامیة.

وکان (المعتبر) قد طبع علی الحجر سنة 1318 ه ، وقد سبق التعریف به فی (تراثنا) ، العدد الثانی ، ص 35.

* شرح الکافیة لابن الحاجب

فی النحو ، المشتهر ب (شرح الرضی).

تألیف : نجم الأئمة رضی الدین محمد بن الحسن الأسترآبادی النجفی ، المتوفی سنة 686 ه تحقیق : یوسف حسن عمر.

نشر : جامعة قاریونس فی لیبیا ، فی أربعة مجلدات ، ومجلد خامس للفهارس.

وکان المؤلف قد فرغ منه فی الحضرة الغرویة فی النجف الأشرف سنة 683 ه ، وله أیضا (شرح الشافیة) مطبوع بمصر فی أربعة مجلدات.

وترجم له السیوطی فی بغیة الوعاة 1 : 567 ، وقال : صاحب شرح الکافیة لابن الحاجب ، الذی لم یؤلف علیهما ، بل ولا فی غالب کتب النحو مثلها جمعا وتحقیقا وحسن تعلیل ، وقد أکب الناس علیه وتداولوه ، واعتمده شیوخ

ص: 390

هذا العصر فمن قبلهم فی مصنفاتهم ودروسهم ، وله فیه أبحاث کثیرة مع النحاة واختیارات جمة ...

* تتمیم أمل الآمل

تألیف : الشیخ عبد النبی بن محمد تقی القزوینی.

یتضمن الکتاب تراجم أعلام القرن الثانی عشر ، من شیوخ المؤلف ومعاصریه ، بدأ بتألیفه سنة 1191 ه کذیل لکتاب (أمل الآمل) للشیخ الحر العاملی ، الذی ألفه سنة 1097 ه ، وتوفی سنة 1104 ه.

قام بتحقیقه السید أحمد الحسینی ، وقد صدر عن مکتبة آیة الله المرعشی العامة فی قم.

* اللمعة الدمشقیة

تألیف : الشهید الأول ، شمس الدین أبی عبد الله محمد بن مکی ، المستشهد سنة 786 ه.

من المتون الفقهیة المتداولة کثیرا ، وله شروح کثیرة ، وشرح الشهید الثانی المسمی ب (الروضة البهیة) من الکتب الدراسیة فی الحوزات العلمیة حتی الآن.

وقد طبع المتن مع شروحه کثیرا ، کما طبع لوحده غیر مرة ، وقد طبع هذا العام من قبل مؤسسة الثورة الإسلامیة (بنیاد انقلاب إسلامی) فی طهران ، بتحقیق الشیخ علی أصغر مروارید _ أمین المؤسسة _ والشیخ محمد تقی مروارید.

صدر حدیثا

* المهدی المنتظر

تألیف : عبد الله بن محمد بن الصدیق الحسینی الإدریسی المغربی.

نشر : عالم الکتب فی بیروت ، سنة 1405 ه.

* هشام بن الحکم

رائد الحرکة الکلامیة فی الإسلام وأستاذ القرن الثانی فی الکلام والمناظرة.

تألیف : الشیخ عبد الله نعمة _ رئیس المحکمة الشرعیة الجعفریة فی لبنان _.

نشر : دار الفکر فی بیروت ، سنة 1405 ه.

* لولا السنتان

تألیف : الشیخ محمد رضا الحکیمی ، الخطیب.

تناول فیه حیاة الإمام الصادق علیه السلام بجوانبه ، ثم دراسة عن بعض أهل عصره ثم تلامذته _ علیه السلام _ وخریجی مدرسته ودورهم فی الدعوة إلی الإسلام وبث تعالیمه.

نشرة المؤلف فی بیروت سنة 1405 ه.

* بهاء الدین العاملی ، أدیبا شاعرا عالما

تألیف : الدکتور محمد التونجی ، أستاذ کلیة الآداب بجامعة حلب.

درس فیه حیاة الشیخ بهاء الدین محمد بن

ص: 391

عز الدین الحسین بن عبد الصمد الحارثی الهمدانی الجبعی العاملی ، المشتهر بالشیخ البهائی ، المنتهی نسبه إلی الحارث الأعور (953 _ 1030 ه) ، وهو العالم الموسوعی صاحب المؤلفات المنوعة فی شتی المجالات.

وقد أقامت المستشاریة الثقافیة الإیرانیة فی سوریا مهرجانا لتکریمه فی مکتبة الأسد العامة فی دمشق ، اشترک فیه لفیف من الأساتذة والباحثین من عرب وإیرانیین ، وذلک لمدة أربعة أیام ابتداءا من الیوم السادس من شوال عام 1406 ه ، ونشرت البحوث والمحاضرات التی ألقیت فی العدد الخامس من مجلتها (الثقافة الإسلامیة) وهو عدد خاص بالشیخ البهائی ، کما قامت بطبع هذا الکتاب عن حیاته رحمه الله.

* أین دفن النبی صلی الله علیه وآله وسلم؟

تألیف : الشیخ محمد علی برو.

نشر : جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة _ قم.

* الفهرس الموضوعی للقرآن الکریم

تألیف : کامران فانی وبهاء الدین خرم شاهی.

نشر : دار المثقف الماصر (فرهنگ معاصر) _ طهران

حاول المؤلفان فیه أن یتدارکا نواقص المعاجم والفهارس الأخری ، کما أضافا إلیه تذییلات استفیدت من التفاسیر وکتب آیات الأحکام وأسباب النزول ، وأوردا أیضا الألفاظ

الفارسیة المرادفة للکلمات العربیة لیستفید منها القارئ الإیرانی.

* الربا فقهیا واقتصادیا

تألیف : الشیخ حسن محمد تقی الجواهری.

دراسة عن الربا فی الفقه الاسلامی عند العامة والإمامیة ، وفی القوانین الوضعیة غیر الإسلامیة ، وکیفیة معالجته.

صدر فی قم سنة 1405 ه.

طبعات جدیدة لمطبوعات سابقة

* مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة

تألیف : المحقق آیة الله السید محمد جواد الحسینی العاملی ، المتوفی حدود سنة 1226 ه.

الکتاب الفخم الضخم ، الذی هو من أعظم الموسوعات الفقهیة الشیعیة ، الجامع لأقوال المذهب مع ذکر مدارکها وترجیح الراجح منها.

ألفه السید _ رحمه الله _ بأمر شیخه الأستاذ الأعظم آیة الله الشیخ جعفر آل کاشف الغطاء ، فأجاد وأفاد وأتی بفوق ما هو المراد.

وقد طارت شهرة الکتاب من أول أیامه قطبقت الحوزات العلمیة وأجمع کبار العلماء علی عظمته وجمعه وإحاطته ودقة استنباطه وغور نظر مؤلفه أحله الله دار الکرامة.

بناه مؤلفه _ رحمه الله _ علی شرح کتاب القواعد للعلامة الحلی فشرحه علی الطریقة المعروفة : قوله ... قوله ... فیذکر قول العلامة

ص: 392

 _ رحمه الله _ ثم یشرحه شرحا وافیا شافیا.

وقد قرظه کثیر من العلماء والشعراء بمقاطیع شعریة تنبئ عن عظمته ، ومما قال فیه آیة الله السید محسن الأمین العاملی _ رحمه الله _ :

شرح به تنحل کل عویصة

فی حلها قد أعیت الشراحا

جمع المقاصد کاشفا للثامها

ولکل مشکلة غدا إیضاحا

کنز الفرائد والفوائد وهو فی

ظلم الجهالة قد بدا مصباحا

بحر تدفق من یراع محمد

تلقی البحور بجنبه ضحضاحا

لله آیة معجز ظهرت له

فغدت لکل کرامة مفتاحا

وقد حملت قیمة الکتاب العلمیة العالیة السید محسن الأمین العاملی علی طبعه طبعا حروفیا فی مصر بالمطبعة الرضویة سنة 1324 ه فجاء فی عشر مجلدات بالحجم الرحلی بخط واضح یفوق الطبع الحجری جودة ووضوحا.

وهذه هی طبعته الوحیدة ، ولبعد زمنها وقلة نسخ الکتاب بل فقدانه من الأسواق ، ولحاجة الحوزات العلمیة إلیه قامت مؤسسة آل البیت  _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم ، بطبعه علی طریقة الأفست _ ضمن المرحلة الأولی لجهودها العلمیة التی سبقت العمل التحقیقی _ لتیسیره لطالبیه بعد أن کانت نسخته یضیق بثمنها المورد المالی لطالب العلم علی فرض وجودها.

* ریاض المسائل فی بیان الأحکام بالدلائل

تألیف : العلامة المحقق آیة الله السید علی الطباطبائی ، المتوفی سنة 1231 ه.

یعتبر الکتاب من خیرة الکتب الفقهیة ، وکان _ حتی عهد قریب _ من الکتب التی تدرس فی الحوزات العلمیة لقوة استدلالاته ، وسهولة عباراته.

قامت مؤسسة آل البیت _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث بإعادة طبعه بالأفست _ أیضا _ ضمن المرحة الأولی لجهودها العلمیة التی سبقت العمل التحقیقی _ الرامیة إلی توفیر أهم ما تحتاجه الحوزات العلمیة من الکتب الفقهیة والأصولیة بعد تصحیحها وفهرستها وطباعتها طباعة جیدة.

یقع الکتاب فی مجلدین من القطع الرحلی وبحدود 1200 صفحة.

* معجم رجال الحدیث

تألیف : الفقیه المحقق ، آیة الله العظمی ، السید أبی القاسم الخوئی _ دام ظله الوارف _.

کتاب حافل بتراجم الرواة ورجال الإسناد من أصحاب النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، وأصحاب الأئمة الطاهرین من عترته علیهم السلام ، ومن روی عنهم ووقع فی إسناد روایة أحادیثهم فی الکتب الأربعة _ الکافی ومن لا یحضره الفقیه والتهذیب والاستبصار _ وبعض المتون الأخری ککتابی کامل الزیارات وتفسیر

ص: 393

القمی ، فأورد فی کل ترجمة نصوص الأصول الرجالیة وهی فهرستی النجاشی والطوسی ورجاله ورجال الکشی ، ثم عدد شیوخه ثم الراوین عنه ومواضع روایاتهم عنه فی الکتب الأربعة إن کانت عشرة أو أقل ، وإن کانت تزید علی العشرة ذکر دون الشعرة منها وأرجأ الباقی إلی ما یأتی فی نهایة کل مجلد من طبقات الرواة ، فهناک فهرس کامل لکل روایاته المرویة فی الکتب الأربعة.

ویعین طبقة صاحب الترجمة ، وإن کان فیها بین الکتب الأربعة خلاف فی ما یتعلق بصاحب الترجمة ، فیذکر الخلافات ویعالجها علاجا علمیا دقیقا مستدلا بشواهد وأدلة تدعمه.

وإن کان ما بین نسخ کتاب واحد منها خلاف ، فیذکره تحت عنوان اختلاف النسخ ، فیرجح جانبا بأدلة یوردها.

کما یذکر من لم یترجم فی الأصول الرجالیة ممن وقع فی إسناد الکتب الأربعة أو فی إسناد کامل الزیارات أو تفسیر القمی ، ولا یذکر ما عدا ذلک.

وکان الکتاب قد طبع فی النجف الأشرف فی 23 جزءا ، واستغرق طبعه أکثر من عشر سنین ، ونفدت الأجزاء الأول ، وتجددت فیها تعدیلات فبدئ بطبعه ثانیة وصدر أجزاءا.

ثم أعید طبعه من جدید فی بیروت من منشورات دار الزهراء فی بیروت ومدینة العلم فی قم.

* أعیان الشیعة

تألیف : السید محسن الأمین العاملی ، زعیم الطائفة ومرجعها فی البلاد الشامیة _ سوریا ولبنان _ ، صاحب المؤلفات الکثیرة المنوعة ، المتوفی سنة 1371 ه.

وکتابه هذا موسوعة رجالیة شاملة لتراجم علماء الإمامیة ورجالاتها البارزین عبر القرون ، صدر فی 56 جزءا وما إن ظهر فی الأوساط العلمیة إلا وأکب علیه أعلام العصر وعجبوا به ونهلوا منه ، وأصبح مرجعا لمن تأخر ومصدرا رئیسیا لمن ألف بعده کالزرکلی فی (الأعلام) وکحالة فی (معجم المؤلفین) وغیرهما.

قال یوسف أسعد داغر عن المؤلف : (کان ذا صبر وجلد علی البحث العلمی ، فقد طاف زوایا خزائن الکتب الخاصة والعامة فی الشام والعراق وفارس وخراسان یجمع مادة التاریخ الأصیلة فی ترجمة من ترجم فی کتابه أعیان الشیعة الذی أنفق فی سبیل تحقیقه المال الکثیر والوقت الوفیر والعناء المریر ، فإذا بهذا الکتاب موسوعة لا مثیل لها فی رجال الإمامیة قدیما وحدیثا).

هذا وقد طبع الکتاب بأجزائه الستة والخمسین غیر مرة ، ثم طبعته دار التعارف فی بیروت عام 1403 ه بإضافات واستدراکات نجل المؤلف السید حسن الأمین ، وصدر فی عشرة مجلدات بالحجم الکبیر وفی عمودین ومجلد آخر لفهرس المترجمین.

ثم أعید طبعه عام 1406 ه تعدیلات

ص: 394

جرت علیه ، ویعد للطبع ثالثة مع إضافات حصل علیها نجل المؤلف أیضا.

کما شکلت لجنة لوضع الفارس الفنیة للکتاب لیحصل المراجع علی بغیته بسهولة.

* النص والاجتهاد

تألیف : السید عبد الحسین شرف الدین العاملی (1290 _ 1377 ه).

والکتاب دراسة قیمة عن موارد کثیرة قد نص فیها النبی صلی الله علیه وآله وسلم علی شئ معین وخالفه الصحابة بما فیهم الخلفاء! واجتهدوا فیها برأیهم!

وقد طبع الکتاب عدة مرات فی حیاة المؤلف _ رحمه الله _ وبعده ، کما ترجم إلی الفارسیة وغیرها.

کما طبع الکتاب فی إیران سنة 1404 ه بتحقیق أو مجتبی ، وأعادت الدار الإسلامیة فی بیروت طبعه بالأفست علی هذه الطبعة المحققة.

* سر الإیمان

تألیف : السید عبد الرزاق الموسوی المقرم ، المتوفی سنة 1391 ه فی النجف الأشرف.

وللمؤلف _ رحمه الله _ مؤلفات قیمة وقد طبعت أکثرها عدة مرات ، ومن أشهرها : (مقتل الحسین _ علیه السلام _) و (زید الشهید) و (الإمام زین العابدین  _ علیه السلام).

وکتابه هذا دراسة فقهیة قیمة حول الشهادة الثالثة فی الأذان.

وقد طبع لأول مرة فی النجف الأشرف سنة 1374 ه ، ثم أعادت دار الفردوس فی بیروت طبعه سنة 1406 ه.

* الأنوار البهیة فی تواریخ الحجج الإلهیة

تألیف : المحدث الثقة الورع الشیخ عباس القمی ، المتوفی سنة 1359 ه.

وله مؤلفات کثیرة ممتعة متداولة ، وکتابه هذا فی سیرة النبی صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة الاثنی عشر من عترته الطاهرة علیهم السلام.

وقد طبع الأول مره سنة 1344 ه ، ثم أعید طبعه عدة مرات بعد ذلک ، ثم أعادت طبعه بشکل جدید دار الأضواء فی بیروت سنة 1404 ه.

* الفصول المختارة من العیون والمحاسن

تألیف : الشریف المرتضی علم الهدی أبی القاسم علی بن الحسین الموسوی البغدادی ، المتوفی سنة 438 ه.

وهی مختارات قیمة انتزعها من کتاب (العیون والمحاسن) لشیخه المفید محمد بن محمد بن النعمان الحارثی البغدادی _ المتوفی سنة 413 ه _ ، أو تسجیل لما أملاه شیخه المفید  _ رحمه الله _ فی مجالسه العامرة بالعلم فی حاضرة بغداد ، ومناظراته _ رحمه الله _ مع أئمة سائر المذاهب ، فقد کانت أندیته حافلة بالمطارحات والمناظرات بحیث أذعنوا بإمامته وتقدمه فی العلم ولقبوه بالمفید ومعلم الأمة ، وانتشر مذهب أهل

ص: 395

البیت _ علیهم السلام _ فی بغداد وغیرها بمناظراته ودروسه وکتبه.

وکان الکتاب قد طبع فی النجف الأشرف ، ثم أعید طبعه بالأفست فی إیران _ ثم أعادت طبعه دار الأضواء فی بیروت سنة 1405 ه.

وهو بعد بحاجة إلی طبعة محققة تحقیقا یتلائم وشأن الکتاب وشأن العلمین الجلیلین _ رفع الله فی الجنان درجتهما _.

* فضائل الخمسة من الصحاح الستة

تألیف : السید المرتضی الفیروزآبادی النجفی.

والکتاب یعرض فضائل أهل البیت  _ علیهم السلام _ من صحاح أهل السنة الستة وسائر الکتاب المعتمدة عندهم ، فلاقی إقبالا کبیرا لحسن أسلوبه وکثرة فوائده وسهولة مراجعته.

وقد طبع الکتاب فی العراق وإیران عدة مرات فی ثلاثة مجلدات ، ثم أعادت طبعه مؤسسة الأعلمی فی بیروت فی ثلاثة مجلدات أیضا.

* نور الأبصار فی مناقب آل بیت النبی المختار

تألیف : الشبلنجی ، مؤمن بن حسن ، المتوفی بعد سنة 1308 ه ، من أهل شبلنجة _ قریة بمصر _.

طبع الکتاب فی بولاق سنة 1290 ه _ وهی سنة تألیفه _ وفی القاهرة عدة مرات.

کما أعادت طبعه فی بیروت الدار العالمیة للطباعة والنشر سنة 1405 ه.

* أوائل المقالات فی المذاهب المختارات

تألیف : الشیخ المفید أبی عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثی العکبری البغدادی ، المتوفی سنة 413 ه ، شیخ الإمامیة ومتکلمها ، الملقب بعلم الأمة والمفید ، وهو من أحسن الکتب الکلامیة العقائدیة الإسلامیة.

هذا ، وقد ألف مارتن مکدرموت مؤخرا کتابا فی آراء الشیخ المفید الکلامیة باللغة الإنجلیزیة ، وهو رسالته لنیل الدکتوراه من جامعة شیکاغو.

وترجمة أحمد أرام إلی الفارسیة ، ونشره معهد الدراسات الإسلامیة فی جامعة مک جیل فی کندا فرع طهران.

و (أوائل المقالات) مطبوع فی إیران غیر مرة ، وصدر مؤخرا فی بیروت عن دار الکتاب الاسلامی ، وهو بعد بحاجة إلی طبعة المحققة تلائم منزلة المؤلف والمؤلف.

* الکشکول

تألیف : الشیخ البهائی ، بهاء الدین محمد بن عز الدین الحسین بن عبد الصمد الحارثی الهمدانی العاملی الجبعی _ المتوفی سنة 1030 ه _ المشارک فی العلوم النقلیة والعقلیة وخاصة فی العلوم الریاضیة.

وکتابه هذا طبع طبعات کثیرة فی إیران فی مجلد ، وفی مصر فی مجلدین _ مع حذف ما کان باللغة الفارسیة منه! _.

کما طبع فی النجف الأشرف وإیران فی

ص: 396

ثلاثة مجلدات ، وطبعته مؤسسة الأعلمی فی بیروت فی ثلاثة مجلدات أیضا ، ونشرته دار الزهراء فی بیروت فی أربعة مجلدات ، کما صدر عن دار الکتاب اللبنانی والدار الإفریقیة العربیة ومکتبة المدرسة ودار الکتب الإسلامیة بالاشتراک _ فی بیروت _ فی مجلد واحد بالحجم الکبیر.

* ثواب الأعمال وعقاب الأعمال

تألیف : الشیخ الصدوق رئیس المحدثین أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی ، المتوفی سنة 381 ه.

کان قد طبع فی إیران علی الحجر غیر مرة ، کما طبع فیها أیضا علی الحروف بتصحیح علی أکبر الغفاری عدة مرات ، ثم أعادت طبعه مؤسسة الأعلمی فی بیروت سنة 1403 ه.

کتب تحت الطبع

* وسائل الشیعة

تألیف : المحدث الجلیل الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی ، المتوفی سنة 1104 ه.

الکتاب الذی جمع عشرات الألوف من أحادیث أهل بیت العصمة والطهارة والذی علیه مدار الاستنباط فی أحکام الشرعیة.

قامت بتحقیقه مؤسسة آل البیت  _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم المقدسة ، علی نسخة بخط المؤلف قدس سره ، وقد تبین فی أثناء العمل فی الکتاب أن النسخ المطبوعة سابقة

من الکتاب کثیرة الأخطاء والتصحیف والتحریف ، والسبب فی ذلک أن النسخ المطبوعة سابقا طبعت علی نسخ تنتهی بوسائط متعددة إلی نسخة المؤلف ، فأثر تتابع النسخ وکثرة الوسائط فی وقوع الأخطاء ، أو السقوطات. وقد صوبت هذا الأخطاء حسب نسخة خط المؤلف.

من هذه التحریفات علی سبیل المثال ، ما جاء فی الجزء 15 الصفحة 438 السطر الأول من المطبوعة الأخیرة الشائعة ذات العشرین جزءا ، [المطلقة تسوق لزوجها] وصواب العبارة کما فی (الکافی) وفی النسخة المخطوطة [المطلقة تشوف لزوجها] والتشوف : التزین کما فی لسان العرب (شوف) 9 / 185.

هذا الکتاب القیم انتهی العمل فی تحقیقه وهو الآن تحت الطبع وسیصدر فی الأیام القادمة إن شاء الله تعالی.

* مستدرک الوسائل

تألیف : خاتمة المحدثین الشیخ المیرزا حسین النوری الطبرسی ، المتوفی فی النجف الأشرف سنة 1320 ه.

هذا الکتاب الفخم الذی هو أحد المجامیع الحدیثة الکبری فی العصور المتأخرة ، دبجته یراعة البحاثة المتتبع الشیخ النوری _ قدس سره _.

وهو موسوعة حدیثیة جامعة یأتی تلوا للوسائل ومکملا لما جمعه الشیخ الحر العاملی رحمه الله ، فکان ما جمعه النوری یساوی فی الحجم ما جمعه الحر ، وبلغت أحادیث المستدرک الثلاثین ألف حدیث.

وقد قامت مؤسسة آل البیت _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم المقدسة بتحقیق هذا

ص: 397

الکتاب القیم علی نسخة مخطوطة بخط المؤلف ، وستصدر أجزاؤه تباعا فی الأیام القلیلة القادمة إن شاء الله تعالی ، وقد بلغت مجلدات قسم الأحادیث فقط 18 مجلدا عدا الخاتمة التی هی کتاب رجالی تاریخی ضخم ، وعدا الفهارس الفنیة التی ستکون مقربة لمطالب الکتاب ومفتاحا لخزائنه الثمینة.

* الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

تألیف : السید الجلیل ابن طاووس ، رضی الدین علی بن موسی بن جعفر العلوی الحسینی ، المتوفی سنة 664 ه.

کان قد طبع فی النجف الأشرف علی الحروف لأول مرة ، ثم أعید طبعه بالأفست فی إیران علی الطبعة المذکورة.

قامت بتحقیقه مؤسسة آل البیت  _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم ، علی مخطوطتین قیمتین هما :

1 _ نسخة کتبت فی عصر المؤلف _ قدس سره _ ، کتبها حسین بن عمار البصری ، وفرغ منها یوم الأربعاء 24 ربیع الأول سنة 632 ه ، محفوظة فی المکتبة المرکزیة لجامعة طهران ، وهی أهم النسختین وأثمنهما.

2 _ نسخة أخری بخط جید واضح محفوظة فی مکتبة السید المرعشی العامة ، فی قم.

والکتاب تحت الطبع وسیصدر قریبا إنشاء الله ضمن سلسة مصادر بحار الأنوار.

* الاجتهاد والتقلید

تألیف : الفقیه المحقق الشیخ محمد حسین الغروی الاصفهانی ، المتوفی سنة 1361 ه.

کان قد طبع فی النجف الأشرف لأول مرة ، وهو الآن تحت الطبع من قبل جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

* فهرس مکتبة ملک الأهلیة العامة ، ج 7

وهی فرع مکتبة الإمام الرضا علیه السلام فی طهران.

تألیف : الأستاذ محمد تقی دانش پژوه.

* فهرس مکتبة مجلس الشوری ، ج 22

وهی مکتبة البرلمان الإیرانی (المجلس النیابی) السابق فی طهران.

تألیف الأستاذ عبد الحسین الحائری.

* عوالم العلوم

تألیف : الشیخ عبد الله بن نور الله البحرانی ، من أعلام القرن الحادی عشر.

من الموسوعات الحدیثیة الکبیرة ، وربما یقع فی 100 جزء أو أکثر ، وقد صدر منه ثلاثة أجزاء _ کما ذکرنا فی العدد الأول من (تراثنا) ص 91 _ ، ویطبع الآن ما یخص حیاة الإمام الحسین ومقتله علیه السلام وسیصدر فی مجلدین ، ومجلد آخر فیما یخص حیاة الإمام السجاد علیه السلام.

تحقیق : مدرسة الإمام المهدی _ علیه السلام _

ص: 398

فی قم.

* أسرار البلاغة

المنسوب : للشیخ البهائی ، بهاء الدین محمد بن عز الدین الحسین بن عبد الصمد الحارثی الهمدانی الجبعی ، المتوفی سنة 1030 ه.

حققه الدکتور محمد التونجی ، الأستاذ بکلیة الآداب فی جامعة حلب ، والکتاب تحت الطبع فی بیروت.

کتب قید التحقیق

* مسائل الخلاف فی الفقه مع الکل

تألیف : شیخ الطائفة ، أبی جعفر محمد بن الحسن الطوسی ، المتوفی سنة 460 ه.

والکتاب من أقدم الموسوعات فی الفقه المقارن ، وکان قد طبع غیر مرة دون تحقیق.

تقوم بتحقیقه لجنة مشکلة من السید علی الخراسانی والسید جواد الشهرستانی والشیخ محمد مهدی نجف ، فی مؤسسة آل البیت  _ علیهم السلام _ لإحیاء التراث ، فی قم.

* الرسالة العزیزة فی شرح الوجیزة

تألیف : المحدث الثقة الشیخ عباس القمی ، المتوفی سنة 1359 ه.

شرح فیه المؤلف _ رحمه الله _ کتاب (الوجیزة فی علم الدرایة) للشیخ بهاء الدین العاملی محمد بن الحسین الجبعی الحارثی ، المتوفی سنة

1030 ه.

قام بتحقیقه : الشیخ علی أکبر الإلهی الخراسانی النیسابوری.

وکان الکتاب کرسالة ماجستیر فی کلیة الإلهیات فی جامعة الفردوسی فی مشهد وسوف یقدمه للطبع إن شاء الله.

* تمهید القواعد

تألیف : الشهید الثانی ، زین الدین علی بن أحمد العاملی ، المستشهد سنة 965 ه.

عمد المؤلف _ قدس سره _ إلی کتاب (القواعد) للشهید الأول وهذبه ونقحه وأضاف إلیه فوائد کثیرة وأجری علیه تعدیلات مهمة ورتبه أحسن ترتیب وسماه (تمهید القواعد).

وکان الکتاب قد طبع فی إیران مع سقط ونقص وأخطاء کثیرة.

یقوم بتحقیقه علی عدة مخطوطات قیمة منه الشیخ محمد مهدی نجف

* مقباس الهدایة فی علم الدرایة

تألیف : الفقیه الرجالی الشیخ عبد الله المامقانی _ صاحب الکتاب المعروف (تنقیح المقال فی علم الرجال) _ المتوفی سنة 1354 ه.

والمقباس هو أحسن ما کتب فی الدرایة عند الشیعة وأجمعها فوائد وأغزرها مادة مع سلاسة فی اللفظ وجزالة فی التعبیر وحسن التنظیم وجودة العرض.

وکان قد طبع علی الحجر ملحقا بتنقیح

ص: 399

المقال ، کما طبع مستقلا أیضا إلا أنه نفد منذ عشرات السنین.

یقوم بتحقیقه : الشیخ محمد رضا المامقانی  _ حفید المؤلف _.

* قصص الأنبیاء

تألیف : القطب الراوندی ، قطب الدین أبی الحسین سعید بن هبة الله الکاشانی الراوندی ، المتوفی سنة 573 ه.

یقوم بتحقیقه : الشیخ غلام رضا عرفانیان.

* نهج البیان عن کشف معانی القرآن

تفسیر شیعی أدبی حدیثی موجز قیم ، ألف فی القرن السابع لخزانة المستنصر العباسی ، وقد سبق التعریف به فی (تراثنا) ، العدد الأول ، السنة الثانیة ، ص 183 ، فی حقل (ما ینبغی نشره من التراث).

یقوم بتحقیقه : الأستاذ حسین درگاهی.

* الدروس الشرعیة فی فقه الإمامیة

تألیف : الشهید الأول ، الشیخ شمس الدین أبی عبد الله محمد مکی العاملی الجزینی ، المقتول فی دمشق ظلما وعدوانا سنة 786 ه.

یقوم بتحقیقه الشیخ جواد المحمودی ، وقد أنجز الجزء الأول منه وهو قید الطبع الآن.

کما تقوم بتحقیقه مع تتمته _ لتلمیذ المؤلف جعفر بن الملحوس _ لجنة فی مجمع البحوث الإسلامیة التابع للروضة الرضویة المقدسة فی مشهد.

* کتاب المزار

تألیف : ابن المشهدی ، محمد بن جعفر بن علی بن جعفر ، المولود حدود سنة 510 ه.

تقوم بتحقیقه : مدرسة الإمام المهدی  _ علیهما السلام _ فی قم.

* کتاب المزار

تألیف : الشهید الأول ، شمس الدین أبی عبد الله محمد بن مکی العاملی ، المستشهد سنة 786 ه.

تقوم بتحقیقه : مدرسة الإمام المهدی  _ علیه السلام _ فی قم.

* التعلیق العراقی

وهو کتاب (المرشد إلی التوحید والمنقذ من التقلید) فی علم الکلام.

تألیف : الشیخ سدید الدین محمود بن علی بن الحسن الحمصی الرازی ، من أعلام المتکلمین فی القرن السادس.

من خیرة الکتب الکلامیة ، أملاه فی العراق فی مدینة الحلة بطلب من علمائها فسمی بالتعلیق العراقی ، وأنهی إملاءه وانتهی منه فی التاسع من جمادی الأولی سنة 581 ه.

یقوم بتحقیقه : الشیخ عبد الله النورانی النیشابوری ، أستاذ کلیة الإلهیات بجامعة طهران ، وسوف یطبع ضمن منشورات جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة فی قم.

ص: 400

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.