موسوعة الامام الخمیني قدس سرة الشریف المجلد 44 مصباح الهداية إلی الخلافة و الولایة المجلد 2

هویة الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة الشریف المجلد 44 مصباح الهداية المجلد 2/ [روح الله الامام الخمیني قدس سرة].

مواصفات النشر : طهران : موسسة تنظیم و نشر آثارالامام الخمیني قدس سرة، 1401.

مواصفات المظهر: 2ج

الصقيع: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة

ISBN: 9789642123568

حالة القائمة: الفيفا

ملاحظة: الببليوغرافيا مترجمة.

عنوان : الخميني، روح الله، قائد الثورة ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية، 1279 - 1368.

عنوان : الفقه والأحكام

المعرف المضاف: معهد الإمام الخميني للتحرير والنشر (س)

ترتيب الكونجرس: BP183/9/خ8الف47 1396

تصنيف ديوي : 297/3422

رقم الببليوغرافيا الوطنية : 3421059

عنوان الإنترنت للمؤسسة: https://www.icpikw.ir

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمد للّه المستكنّ في حجاب العماء والمستتر في غيب الصفات والأسماء ، الباطن المختفي بعزّ جلاله ، والظاهر الغير المحتجب بنور جماله ؛ الذي بقهر كبريائه محجوب عن قلوب الأولياء ، وبظهور سنائه يظهر في مرائي الخلفاء .

والصلاة والسلام على أصل الأنوار ومحرم سرّ الأسرار ، المستغرق في غيب الهويّة والمنمحي عنه التعيّنات السوائيّة ، أصل اُصول حقيقة الخلافة وروح أرواح منصب الولاية ، المستتر في حجاب عزّ الجلال والمخمّر بيدي الجلال والجمال ، كاشف رموز الأحديّة بجملتها ومظهر حقائق الإلهيّة برُمّتها ، المرآة الأتمّ الأمجد ، سيّدنا ، أبي القاسم ، محمّد - صلّى اللّه عليه وآله - الشموس الطالعة من فَلَك الخلافة الأحمديّة(ص) ، والبدور المنيرة من اُفق الولاية العلويّة(ع) ، سيّما خليفته ، القائم مقامه في الملك والملكوت ، المتّحد بحقيقته في الحضرة الجبروت واللاهوت ، أصل «شجرة طوبى» وحقيقة «سدرة المنتهى» ، «الرفيق الأعلى» في مقام «أو أدنى» ، معلّم الروحانيّين ومؤيّد الأنبياء والمرسلين ، علي ، أمير المؤمنين ، عليه صلوات اللّه وملائكته ورسله أجمعين .

ص: 3

وبعد ، يقول المفتخر بالانتساب إلى المبعوث إلى الثقلين ، والمتمسّك بعروة وثقى الثقلين ، السيّد روح اللّه، ابن العالم المقتول السيّد مصطفى الموسوي الخميني ، القاطن بقم الشريف، أحسن اللّه حالهما وأصلح مآلهما :

إنّي أحببت أن أكشف لك في هذه الرسالة ، بعون اللّه وليّ الهداية في البداية والنهاية ، طليعة من حقيقة الخلافة المحمّديّة(ص) ، ورشحة من حقيقة الولاية العلويّة - عليهما التحيّات الأزليّة الأبديّة - وكيفيّة سريانهما في عوالم الغيب والشهود ونفوذهما في مراتب النزول والصعود ؛ ونشير إلى لمحة من مقام النبوّة بطريق الإجمال بل الرمز والإشارة في المقال ، وأنّها أيضاً سارية في العوالم ، دائمة باقية أزليّة أبديّة ؛ في «مشكاتين» ، فيهما «مصابيح» نوريّة و«أنوار» مضيئة . ثمّ نلقي إليك حقيقة الشجرة المنهيّ عنها أبونا آدم - علیه السلام - ومظاهرها ، بطريق الرمز في الكلام ، حسب ما نستفيد من معادن الوحي والتنزيل ومَحالّ معرفة الربّ الجليل ، وكيفيّة التوفيق بين الأخبار الواردة على اختلافها بحسب الظاهر ، لتوافقها عند اُولي البصائر وأصحاب القلوب والخواطر ، في شجرة نوريّة ينشعب عنها فروع إيمانيّة . ثمّ ، نهدي إليك هديّة عرفانيّة ، هي كشف السرّ عن قوسي الوجود في سلسلتي النزول والصعود في دائرة ملكوتيّة ، يستفاد منها قوسان وجوديّتان تنقسمان بقطاع يقينيّة .

وبالحري أن نسمّيها «مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية» . وأرجو من اللّه التوفيق ، فإنّه خير معين ورفيق ، وأستمدّ من أوليائه الطاهرة في الدنيا والآخرة .

ص: 4

المشكاة الاُولى

اشارة

فيما يستكشف من بعض أسرار الخلافة المحمّديّة(ص) والولاية العلويّة(ع) في الحضرة العلميّة ، ونبذة يسيرة من مقام النبوّة ، بطريق الرمز والإشارة بلسان أولياء المعرفة من خلّص شيعة أهل بيت العصمة والطهارة ، عليهم الصلاة والسلام ، وفيها:

ص: 5

ص: 6

مصابيح نوريّة تشير إلى حقائق يقينيّة يستفاد منها معارف إيمانيّة

مصباح [1]

اعلم ، أيّها المهاجر إلى اللّه بقدم المعرفة واليقين ، رزقك اللّه وإيّانا الموت في هذا الطريق المستبين وجعلنا وإيّاك من السالكين الراشدين ، أنّ الهويّة الغيبيّة الأحديّة والعنقاء المغرب المستكنّ في غيب الهويّة والحقيقة الكامنة تحت السرادقات النوريّة والحجب الظلمانيّة في «عماء» وبطون وغيب وكمون ، لا اسم لها في عوالم الذكر الحكيم ، ولا رسم ، ولا أثر لحقيقتها المقدّسة في الملك والملكوت ، ولا وسم ؛ منقطع عنها آمال العارفين ، تزلّ لدى سرادقات جلالها أقدام السالكين ، محجوب عن ساحة قدسها قلوب الأولياء الكاملين ، غير معروفة لأحد من الأنبياء والمرسلين ، ولا معبودة لأحد من العابدين والسالكين الراشدين ، ولا مقصودة لأصحاب المعرفة من المكاشفين ، حتّى قال أشرف الخليقة أجمعين : «ما عَرَفنَاكَ حقَّ مَعرِفَتِكَ ، وما عَبَدناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ»(1) .

ص: 7


1- بحار الأنوار 68 : 23 / 1 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 346 .

وقيل بالفارسيّة :

«عنقا شكار كس نشود دام بازگير ***كان جا هميشه باد به دست است دام را»(1)

وقد ثبت ذاك في مدارك أصحاب القلوب حتّى قالوا : إنّ العجز عن المعرفة غاية

معرفة أهل المكاشفة(2) .

مصباح [2]

هذه الحقيقة الغيبيّة لا تنظر نظر لطف أو قهر ولا تتوجّه توجّه رحمة أو غضب إلى العوالم الغيبيّة ، والشهادتيّة ، من الروحانيّين القاطنين في الحضرة الملكوت والملائكة المقرّبين الساكنين في عالم الجبروت ؛ بل هي بذاتها ، بلا توسّط شيء ، لا تنظر إلى الأسماء والصفات ولا تتجلّى في صورة أو مرآة ؛ غيب مصون من الظهور ، مستور غير مكشوف عن وجهها حجاب النور ؛ فهو الباطن المطلق والغيب الغير المبدأ للمشتقّ .

مصباح [3]

البطون والغيب اللذان نسبناهما إلى هذه الحقيقة الغيبيّة ليسا مقابلين للظهور الذي من الصفات في مقام «الواحديّة» والحضرة الجمعيّة ؛ ولا «الباطن» هو الذي كان من الأسماء الإلهيّة الذي هو من اُمّهات الأسماء الحقيقيّة ؛ فإنّ البطون

ص: 8


1- ديوان حافظ : 76 ، غزل 9 .
2- شرح فصوص الحكم ، القيصري : 530 ؛ شرح فصوص الحكم ، الجندي : 245 .

الذي من الأوصاف القدسيّة و«الباطن» الذي من الأسماء الربوبيّة ، كلّ واحد منهما التجلّي بذلك المقام ؛ وهما متأخّران عن تلك الحضرة ، بل التعبير بمثل هذه الأوصاف والأسماء لضيق المجال في المقال . فالحقيقة التي قلب الأولياء عن التوجّه إليها محروم ، كيف يمكن أن يعبّر عنها بما كان من مقولة المفهوم؟ ونعم ما قيل :

«ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** و عشرين حرفاً من معاليه قاصر»(1)

فاللفظ قاصر ، والمتكلّم أبكم ، والسامع أصمّ . كما قيل بالفارسيّة :

«من گنگ خواب ديده و عالم تمام كر *** من عاجزم ز گفتن وخلق از شنيدنش»(2)

مصباح [4]

هذه الحقيقة الغيبيّة غير مربوطة بالخلق ، متبائنة الحقيقة عنهم ، ولا سنخيّة بينها وبينهم أصلاً ولا اشتراك أبداً . فإذا قرع سمعك في مطاوي كلمات الأولياء الكاملين نفي الارتباط وعدم الاشتراك والتباين بالذات ، فكلامهم محمول على ذلك ؛ وإذا سمعت الحكم بالاشتراك والارتباط ، بل رفع التغاير والغيريّة ، من العرفاء المكاشفين ، فمحمول على غير تلك المرتبة الأحديّة الغيبيّة . وسيأتيك ، إن شاء اللّه زيادة تحقيق في مصباحه(3) .

ص: 9


1- اُنظر شرح المنظومة 2 : 38 .
2- منسوب إلى الشمس التبريزي.
3- راجع المصباح 8 .

مصباح [5]

إيّاك وأن تزلّ قدمك من شبهات أصحاب التكلّم وأغاليطهم الفاسدة ووهميّات أرباب الفلسفة الرسميّة من المتفلسفين وأكاذيبهم الكاسدة ؛ فإنّ تجارتهم غير رابحة في سوق اليقين وبضاعتهم مزجاة في ميدان السابقين ؛ (ذَرهُمْ فِى خَوضِهِمْ يَلْعَبُونَ)(1) وبآيات اللّه وأسمائه يجحدون ، ولهم عذاب البعد عن حقّ اليقين ونار الحرمان عن جوار المقرّبين . ولهذا تراهم قد ينفون الارتباط و يحكمون بالاختلاف بين الحقائق الوجوديّة ويعزلون الحقّ عن الخلق ، وما عرفوا أنّ ذلك يؤدّي إلى التعطيل ومغلوليّة يد الجليل : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا)(2) . وقد يذهبون إلى الاختلاط المؤدّي إلى التشبيه غافلاً عن حقيقة التنزيه .

والعارف المكاشف والمتألّه السالك سبيل المعارف يكون ذا العينين : بيُمناهما ينظر إلى الارتباط والاستهلاك ، بل نفي الغيريّة والكثرة ؛ وبالاُخرى إلى نفيه وحصول أحكام الكثرة وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ؛ حتّى لا تزلّ قدمه في التوحيد ويدخل في زمرة أهل التجريد .

مصباح [6]

قد ورد أخبار كثيرة من طرق أهل بيت العصمة (ع) تشير إلى ما ذكرنا :

منها : ما في «الكافي» الشريف في كتابة عن عبدالرحيم بن عَتيك القصير

ص: 10


1- الأنعام (6) : 91 .
2- المائدة (5) : 64 .

على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبداللّه(ع) . وفيما أجاب (ع) :

«فَاعلَم ، رَحِمكَ اللّه ، أنَّ المَذهَبَ الصَّحيحَ في التَّوحيدِ ما نَزَلَ بِهِ القُرآنُ مِن صِفاتِ اللّه تعالى . فَانفِ عَنِ اللّه تَعالى البُطلانَ والتَشبيهَ ؛ فلا نَفيَ ولا تشبيه ؛ هُواللّه الثابِتُ المَوجُودُ . . .» إلى آخره(1) .

وفيه أيضاً عن الحسن بن سعيد ، قال سئل أبو جعفر الثاني(ع) : يجوز أن يقال للّه إنّه شيء؟ قال(ع) :

«نَعَم ، تُخرِجُه مِنَ الحَدَّينِ ؛ حدِّ التَّعطيلِ وحدِّ التَّشبيه» (2) .

مصباح [7]

إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة أيضاً غير مرتبطة بهذا المقام الغيبي بحسب كثراتها العلميّة ؛ غير قادرة على أخذ الفيض من حضرته بلا توسّط شيء ؛ حتّى اسم «اللّه» الأعظم بحسب أحد المقامين الذي كان استجماعه للأسماء استجماع الكلّ للأجزاء ؛ وبالأخرة ، مقام ظهوره في مرائي الصفات والأسماء ؛ فإنّ بينها وبينه حجاب نوري مقهور الذات ، مندكّة الإنّيّة في الهويّة الغيبيّة ، معدوم التعيّن ، غير موصوف بصفة . وهذا مقام آخر للاسم الأعظم والحجاب الأكبر . وهذا هو الفيض الأقدس من شوائب الكثرة والظهور ، وإن كان ظاهراً بحسب مقامه الأوّل ؛ كما يأتي بيانه ، إن شاء اللّه .

ص: 11


1- الكافي 1 : 100 / 1.
2- الكافي 1 : 82 / 2.

مصباح [8]

وإذا انكشف على سرّك أنّ هذه الحقيقة الغيبيّة أجلّ من أن ينال بحضرتها أيدي الخائضين ويستفيض من جناب قدسها أحد من المستفيضين ، ولم يكن واحد من الأسماء والصفات بما لها من التعيّنات محرم سرّها ولم يؤذَن لأحد من المذكورات دخول خدرها ، فلا بدّ لظهور الأسماء وبروزها وكشف أسرار كنوزها من خليفة إلهيّة غيبيّة ، يستخلف عنها في الظهور في الأسماء وينعكس نورها في تلك المرايا ، حتّى ينفتح أبواب البركات وينشقّ عيون الخيرات وينفلق صبح الأزل ويتّصل الآخر بالأوّل .

فصدر الأمر باللسان الغيبي من مصدر الغيب على الحجاب الأكبر والفيض الأقدس الأنور بالظهور في ملابس الأسماء والصفات ولبس كسوة التعيّنات ؛ فأطاع أمره وأنفذ رأيه .

مصباح [9]

هذه الخليفة الإلهيّة والحقيقة القدسيّة التي هي أصل الظهور ، لابدّ وأن يكون لها وجه غيبيّ إلى الهويّة الغيبيّة ، ولا يظهر بذلك الوجه أبداً ؛ ووجه إلى عالم الأسماء والصفات ؛ بهذا الوجه يتجلّى فيها ويظهر في مراياها في الحضرة الواحديّة الجمعيّة .

مصباح [10]

أوّل ما يستفيض من حضرة الفيض الأقدس والخليفة الكبرى حضرة الاسم

ص: 12

الأعظم ، أي الاسم(1) «اللّه» بحسب مقام تعيّنه ، باستجماع جميع الأسماء

والصفات وظهوره في جميع المظاهر والآيات ؛ فإنّ التعيّن الأوّل للحقيقة اللامتعيّنة هو كلّ التعيّنات والظهورات ، ولا يرتبط واحد من الأسماء والصفات بهذا الفيض الأقدس إلاّ بتوسّط الاسم الأعظم على الترتيب المنسَّق ؛ كلٌّ حسب مقامه الخاصّ به .

مصباح [11]

أوّل ما ظهر من مظاهر الاسم الأعظم مقام الرحمانيّة والرحيميّة الذاتيتين .

وهما من الأسماء الجماليّة الشاملة على كلّ الأسماء ؛ ولهذا سبقت رحمته غضبه(2) . وبعدهما الأسماء الاُخر من الأسماء الجلاليّة على حسب مقاماتها .

مصباح [12]

هذه الخلافة هي الخلافة في الظهور والإفاضة والتعيّن بالأسماء والاتّصاف بالصفات من الجمال والجلال ، لاستهلاك التعيّنات الصفاتيّة والأسمائيّة في الحضرة المستخلف عنه واندكاك كلّ الإنّيّات في مقام غيبه وعدم الحكم لواحد منها وعدم الظهور لها .

ص: 13


1- تصدير الاسم ب «الألف» و«اللام» كلّما وقع ، بواسطة أنّ الاسم هو اللّه تعالى ، فما بعده بيان له . منه عفي عنه .
2- علم اليقين 1 : 57 ؛ بحار الأنوار 87 : 158 / 10 ؛ كنز العمّال 9 : 230 / 25783 .

مصباح [13]

فهذه الخليفة الإلهيّة ظاهرة في جميع المرائي الأسمائيّة ؛ منعكسة نورها فيها حسب قبول المرآة واستعدادها ؛ سارية فيها سريان النفس في قواها ؛ متعيّنة بتعيّناتها تعيّن الحقيقة اللابشرطيّة مع المخلوطة . ولا يعلم كيفيّة هذا السريان والنفوذ ولا حقيقة هذا التحقّق والنزول إلاّ الخلّص من الأولياء الكاملين والعرفاء الشامخين الذين يشهدون نفوذ الفيض المقدّس الإطلاقي وانبساطه على هياكل الماهيّات بالشهود الإيماني والذوق العرفاني . والمرقاة لأمثال هذه المعارف ، بل كلّ الحقائق ، للسالك العارف ، معرفة النفس . فعليك بتحصيل هذه المعرفة ؛ فإنّها مفتاح المفاتيح ومصباح المصابيح : من عرفها ، فقد عرف ربّه .

مصباح [14]

أوّل تكثّر وقع في دار الوجود ، هي هذه الكثرة الأسمائيّة والصفاتيّة في الحضرة العلميّة ومقام الواحديّة الجمعيّة بظهور الخليفة الإلهيّة في صور التعيّنات

الأسمائيّة وتلبّسه بلباس الكثرات واكتسائه بكسوة الصفات . وهذه الكثرة هي مبدأ مبادئ كلّ كثرة وقعت في العين ، وأصل اُصول الاختلاف لمراتب الوجود في الدارين .

مصباح [15]

كلّ اسم كان اُفقه أقرب من اُفق الفيض الأقدس ، كانت وحدته أتمّ ، وجهة غيبه أشدّ وأقوم ، وجهات الكثرة والظهور فيه أنقص وعن اُفقها أبعد . وعلى سبيل التعاكس ، كلّما بعُد عن حضرته ورفض عن مقام قربه ، كانت الكثرة فيه

ص: 14

أظهر ، وجهات الظهور أكثر . ومن ذلك يستكشف على قلب كلّ عارف مكاشف ويعرف كلّ سالك عارف ، أنّ الاسم الأعظم المستجمع لجميع الأسماء والصفات مع اشتماله للكثرات واستجماعه للرسوم والتعيّنات كان من اُفق الوحدة أقرب . وكان ذلك الاشتمال بوجه منزّه عن الكثرة الحقيقية ؛ بل حقيقته متّحد مع الفيض الأقدس ومقام الغيب المشوب ، واختلافهما بمحض الاعتبار ، كاختلاف المشيئة والفيض المقدّس مع التعيّن الأوّل المعبّر عنه في لسان الحكماء ب «العقل الأوّل».

مصباح [16]

إيّاك وأن تظنّ من قولنا : إنّ مرتبة الاسم «اللّه» الأعظم أقرب الأسماء إلى عالم القدس وأوّل مظاهر الفيض الأقدس باعتبار اشتماله على كلّ الأسماء والصفات ، أنّ سائر الأسماء الإلهيّة غير جامعة لحقائق الأسماء ، ناقصة في تجوهر ذاتها . فإنّ هذا ظنّ الذين كفروا بأسماء اللّه ويلحدون فيها ، فحجبوا عن أنوار وجهه الكريم ، بل الإيمان بها أن تعتقد أنّ كلّ اسم من الأسماء الإلهيّة جامع لجميع الأسماء مشتمل على كلّ الحقائق ؛ كيف ، وهي متّحدة الذات مع الذات المقدّسة ، والكلّ متّحد مع الكلّ ؛ ولازم عينيّة الصفات مع الذات والصفات بعضها مع بعض ذلك .

وأمّا قولنا : إنّ الاسم الكذائي من أسماء الجلال ، وذاك من أسماء الجمال ، وهذا «الرحيم الرحمن» ، وذلك «القهّار الجبّار» ، باعتبار ظهور كلّ فيما اختصّ به ، وأنّ ما يقابله باطن فيه : ف «الرحيم» تكون الرحمة فيه ظاهرة ، والسخط باطناً فيه . والجمال ظهور الجمال بطون الجلال ، والجلال بالعكس . و«الظاهر»

ص: 15

مختفٍ في «الباطن» ، و«الباطن» مستكنّ في «الظاهر» . وكذا «الأوّل» في «الآخر» ، و«الآخر» في «الأوّل» .

وأمّا اسم «اللّه» الأعظم ، ربّ الأسماء والأرباب ، فهو في حدّ الاعتدال والاستقامة ؛ وله البرزخيّة الكبرى ؛ لا الجمال يغلب جلاله ، ولا الجلال جماله ؛ لا الظاهر حاكم على باطنه ، ولا الباطن على ظاهره . فهو الظاهر في عين البطون ، والباطن في عين الظهور ، والأوّل بعين الآخريّة ، والآخر بعين الأوّليّة .

فاعرف ذلك ، فإنّه باب واسع للمعرفة .

مصباح [17]

فالآن قد طلع شمس الحقّ من مشرقها وعين الحقيقة من اُفقها من أنّ التعبير ب «التعيّن» و«المشموليّة» و«المحيطيّة» و«المحاطيّة» لضيق العبارة وقصور الإشارة.

وإيّاك أيّها الأخ الروحاني وأن تفهم من تلك العبارات وهذه التعبيرات معانيها العرفيّة ومصطلحاتها الرسميّة ، فتقع في الكفر بأسماء اللّه والبعد عن ساحة قدسه ومقام اُنسه ؛ فإنّ الألفاظ والعبارات حجب الحقائق والمعاني ؛ والعارف الربّاني لابدّ وأن يخرقها ويلقيها ، وينظر بنور القلب إلى الحقائق الغيبيّة ، و إن كانت في بدو الأمر للجمهور محتاجاً إليها ؛ كما أنّ الحواسّ الظاهرة مرقاة للمعاني العقليّة

والحقائق الكلّية النوريّة ، حتّى صحّ من أصحاب الحكمة : إنَّ مَن فَقَدَ حِسّاً ، فَقَد

فَقَدَ عِلماً(1) .

ص: 16


1- راجع الجوهر النضيد : 200 ؛ الحكمة المتعالية 8 : 327 .

مصباح [18]

فانظر ، أيّها السالك سبيل الحقّ ، إلى الآيات الشريفة في أواخر «الحشر» وتدبّر فيها بعين البصيرة . وهي قوله تبارك وتعالى :

)هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللّه ِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّه الْخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ

الْحَكِيمُ((1) . صدق اللّه العليّ العظيم.

فانظر كيف حكم - تعالى شأنه - في الآي الثلاثة الشريفة باتّحاد حضرة الإلهيّة مع غيب الهويّة باعتبار اندكاكها في ذاته واستهلاكها في إنّيّته . ثمّ حكم

- تعالى شأنه - باتّحاد الصفات الجماليّة والجلاليّة والأسماء الذاتيّة والصفاتيّة

والأفعاليّة على الترتيب المنظّم مع الذات الأحديّة ، ففيها إشارة لطيفة إلى ما قدّمنا لمن (أَلقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(2) .

مصباح [19]

قال الشيخ العارف الكامل ، القاضي السعيد الشريف القمّي - رضوان اللّه عليه - في «البوارق الملكوتية» :

من المتَّضَح عند أهل الذوق الأكمل والمشرب الأسهل أنّ «اللّه» اسم جامع

ص: 17


1- الحشر (59) : 22 - 24 .
2- ق (50) : 37 .

لحقائق جميع الأسماء الإلهيّة . لست أعني أنّ غيره لا يتضمّن سائر الأسماء؛ إذ لا ريب عند أهل الذوق أنّ كلّ اسم إلهي يتضمّن جميع الأسماء الإلهيّة ؛ فإنّ كلّ اسم ينعت بجميع النعوت ، إلاّ أنّ هاهنا مراتب : أحدها : مرتبة السدنة والرعايا . والثانية : الأرباب والرؤساء . والثالثة : الملك والسلطان . فللاسم «اللّه» هذه المرتبةُ الأخيرة ؛ فلهذا اختصّ بالجامعية(1) ، انتهى كلامه .

مصباح [20]

لا تتوهّمن التهافت بين ما ذكره ذلك العارف الجليل ، والذي سبق منّا في بعض المصابيح السالفة ؛ فإنّا قد آمنّا بأنّ بعض الأسماء حاكم على بعض بتوسّط أو بلا وسط - كما مرّت الإشارة إليها - كما أنّ بعض الأسماء ربّ الحقائق الروحانيّة ؛ وبعضها ربّ الحقائق الملكوتيّة ؛ وبعضها ربّ الصور الملكيّة الكائنة .

وهو - قدّس اللّه سرّه - أيضاً مؤمن بما أوضحنا سبيله من أنّ أسماء الجمال مستتر فيها الجلال ، وأسماء الجلال مستكنّ فيها الجمال ، والاختصاص بالاسم باعتبار الظهور ؛ كما صنع الشيخ محيي الدين في الأسماء الذاتيّة والصفتيّة والأفعاليّة(2) ؛ واُشير إليه في النبويّ : «إنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بالمَكارِهِ ، والنّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ»(3) . وقد أشار مولانا ومولى الكونين ، أميرالمؤمنين - صلوات اللّه

ص: 18


1- الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات ، الطلائع والبوارق : 284 .
2- إنشاء الدوائر : 29 - 31 .
3- نهج البلاغة : 251 ، الخطبة 176 ؛ بحار الأنوار 67 : 78 / 12 ؛ كنز العمّال 3 : 332 / 6805 .

وسلامه عليه - إشارة لطيفة خفيّة إلى ذلك بقوله : «ما رَأيتُ شَيئاً إلاّ وَرَأيتُ اللّه قَبلَهُ

وبَعدَه وَمَعَهُ» (1) أو «فيه»(2) ؛ فإنّ مظهريّة كلّ شيء للاسم «اللّه» الأعظم ، مع اختصاص كلّ مربوب باسم ، ليس إلاّ من جهة أنّ كلّ اسم يستكنّ فيه كلّ الأسماء والحقائق .

مصباح [21]

إذا علمت بالعلم اليقين الخالي عن الشبهات والمعرفة الكاملة المقدّسة عن الجهالات أنّ التكثّر الواقع في الحضرة «الواحديّة» ومرتبة الاُلوهيّة هو من تجلّي الفيض الأقدس في صور الأسماء والصفات وانعكاس نوره في مرائيها ، فاعلم أنّ لهذه الأسماء الإلهيّة وجهين :

وجهاً إلى أنفسها وتعيّناتها ؛ وبه يظهر أحكام الكثرة والغيريّة ؛ ولها لوازم في الحضرة العلميّة وتأثير في الأمر والخلق . كما سيأتي تفصيله ، إن شاء اللّه .

ووجهاً إلى الحضرة الغيب المشوب ومقام الفيض الأقدس الفاني في الذات الأحديّة والمستهلك في غيب الهويّة . وبهذا الوجه كلّها فانية الذات ، مقهورة الإنّيّة تحت كبرياء الأحديّة ، غير متكثّر الهويّة والماهيّة .

ص: 19


1- ونسب بعض المشايخ العظام - رضى اللّه عنه - هذا إلى مولانا الصادق - سلام اللّه عليه - على ما رأيت في بعض رسائلهأ. [منه قدس سرّه] أ - رسالة لقاء اللّه، الملكي التبريزي: 29.
2- شرح اُصول الكافي، صدر المتألهين 3: 432؛ الحكمة المتعالية 1: 117؛ مرآة العقول 10: 391؛ شرح الأسماء، السبزواري: 516.

مصباح [22]

إذا عثرت على آثار من معادن الحكمة ومحالّ المعرفة تنفي الصفات عن حضرة الذات والواحد من جميع الجهات ، فاعلم أنّ المقصود نفيها عن تلك الهويّة الغيبيّة الأحديّة المقهورة عندها الأسماء والصفات . وإذا رأيت إيقاعها عليها في التنزيل العزيز الحكيم من لدن عليّ عظيم وفي أحاديث الأئمّة المعصومين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - فاعرف أنّها بحسب الظهور بفيضه الأقدس في الحضرة «الواحديّة» ومقام الجمعيّة الإلهيّة .

مصباح [23]

إنّي لأتعجّب من العارف المتقدّم ذكره ، مع علوّ شأنه وقوّة سلوكه ، كيف ذهل عن ذاك المقام الذي هو مقام نظر العرفاء العظام حتّى حكم بنفي الصفات الثبوتيّة عن الحقّ - جلّ شأنه - وحكم بأنّ الصفات كلّها ترجع إلى معانٍ سلبيّة ؛ وتحاشى كلّ التحاشي عن عينيّة الصفات للذات(1) . وأعجب منه الحكم بالاشتراك اللفظي بين الأسماء الإلهيّة والخلقيّة والصفات الواقعة على الحقّ والخلق(2) . وأعجب من الأعجب ما سلك في «الطليعة» الاُولى من «البوارق الملكوتية» من أنّ ما يوصف بوصف فله صورة ؛ لأنّ الوصف أعظم الحدود للشيء في المعاني ولا إحاطة أوضح من إحاطة الصفة في العوالي(3) . وجعل

ص: 20


1- شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 1 : 116 و289 ، و2 : 467 ، و3 : 112 .
2- شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 3 : 65 - 66 و109 - 112 .
3- الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات ، الطلائع والبوارق : 247 .

ذلك سرّ ما ورد في الخبر : «إنّ اللّه لا يُوصَفُ»(1) . مع ذهابه - قدّس اللّه سرّه - في تلك الرسالة على ما سمعت في المصابيح السابقة إلى أنّ كلّ الأسماء مشتمل على جميع مراتب الأسماء ؛ فإذا كانت الأسماء كلّ الحقائق ، فلها مقام الإطلاق ، كما للاسم «اللّه» ، فكانت لمبادئها التي هي الصفات ، مقام الإطلاق . وظنّي أنّ ذهابه إلى ذلك لعدم استطاعته على جمع الأخبار ، فوقع فيما وقع .

وليس هذا المختصر الموضوع لغير تلك الأبحاث محلّ تفصيل تلك المباحث العظام ؛ فالواجب أن نكتفي بنقل كلام منه في عينيّة الصفات للذات ؛ فإنّي لا أتملّك إلاّ من ذكره والكلام فيه .

مصباح [24]

قال - رضي اللّه تعالى عنه - في المجلّد الثالث من شرح كتاب «التوحيد» لشيخنا الصدوق القمّي رضي اللّه تعالى عنه - وهو كتاب عزيز كريم متفرّد في بابه - في باب أسماء اللّه تعالى والفرق بين معانيها وبين معاني أسماء المخلوقين ، بهذه العبارة :

المقام الثاني في رجوع تلك الصفات ، أي الذاتيّة منها ، إلى سلب نقائصها . ولنذكر في هذه الغاية القصوى برهانين : البرهان الأوّل ، قد بيّنّا أنّ تلك المفهومات التي عندنا اُمور وجوديّة ، وأنّها لا سبيل لها إلى حضرة الأحديّة - تعالى شأنه - فالذي عند اللّه - جلّ جلاله - منها ، لو كانت على المعنى الذي يليق بعزّ جلاله ، اُمور وجوديّة ؛ ولا ريب أنّها صفات ؛ وأنّ الصفة ما

ص: 21


1- الكافي 1 : 103 / 11 .

يكون معه الشيء بحال ؛ وكلّ ما يكون معه الشيء بحال ، يكون لا محالة غير ذلك الشيء بالضرورة ؛ وكلّ ما يكون غير المبدأ الأوّل وكان أمراً ثبوتيّاً ، فهو معلول اللّه .

ثمّ ، ساق إلى آخر البرهان بذكر توالي فاسدة ، كلّها مبتنية على تلك المقدّمات . ثمّ أقام - قدّس سرّه - برهاناً آخر مبتنياً على بعض مقدّمات هذا البرهان . ثمّ قال :

هذا الذي ذكرنا إلى الآن ، هي البراهين العقليّة على المطلبين المذكورين ؛ أي اشتراك الصفات بين الخالق والمخلوق اشتراكاً لفظيّاً ؛ ورجوع الصفات الذاتيّة إلى سلب النقائص . وأمّا النقل فمتضافر ؛ بل يكاد أن يكون من المتواتر(1) ، انتهى .

وقد ذكر في «المقام الأوّل» - أي مقام إثبات الاشتراك اللفظي بين صفات الخالق والمخلوق - برهاناً وصفه ب «أجود البراهين» . وعمدة مقدّماته أنّ «الذات» يقال لما به الشيء هوهو ، و«الصفة» لما يكون معه الشيء بحال(2) .

مصباح [25]

إنّ المصابيح السالفة رفعت الظلام عن وجه قلبك ، وعلّمتك ما لم تكن تعلم من كيفيّة عينيّة الذات والصفات والأسماء . وعلمت أنّ الصفات لم تكن من قبيل الحالات والعوارض الزائدة عليها ؛ بل هي عبارة عن تجلّيها بفيضها الأقدس في

ص: 22


1- شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 3 : 112 - 113.
2- شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 3 : 110 .

الحضرة «الواحديّة» وظهورها في الكسوة الأسمائيّة والصفاتيّة ؛ وحقيقة الأسماء بباطن ذاتها هي الحقيقة المطلقة الغيبيّة . فبالمراجعة إليها يعرف ما في كلام هذا العارف الجليل - رضوان اللّه عليه - من أنّ برهانه يرجع إلى المناقشة اللفظيّة والمباحثة اللغويّة التي هي من وظيفة علماء اللغة والاشتقاق ؛ وليس للعارف الكامل شأن معها ، ولا من جبلّته أن يحوم حولها ؛ فإنّها الحجاب عن معرفة اللّه والقاطع طريق السلوك إليه ؛ مع أنّ هذا العارف السالك كرّ على ما فرّ منه .

فلقائل أن يقول : أيّها الشيخ العارف - جعلك اللّه في أعلى درجات النعيم -

أنت الذي فررت من الاشتراك المعنوي بين الحقّ والخلق ، وجعلت التنزيه ملاذ التشبيه ، ما الذي دعاك إلى الذهاب إلى أنّ الصفة ما معه الشيء بحال في أيّ موطن من المواطن حصل وفي أيّ موجود من الموجودات وجد؟ بمجرّد أنّ الصفة في الخلق - لا مطلقاً ؛ بل في عالم المادّة والهيولى - كذلك . هل هذا إلاّ التشبيه الذي وردت الأخبار الصحيحة(1) من أهل بيت العصمة والطهارة ، صلوات اللّه عليهم ، بل الكتاب العزيز ، على نفيه؟(2) وفررت منه حتّى وقعت في ما وقعت من نفي الصفات التي قال اللّه تعالى في حقّها :

(وَللّه ِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(3) .

ص: 23


1- الكافي 1 : 82 و100 ؛ التوحيد، الصدوق: 31 و104 ؛ بحار الأنوار 3 : 257 .
2- الشورى (42) : 11 ؛ المؤمنون (23) : 91 ؛ الحجّ (22) : 74 .
3- الأعراف (7) : 180 .

وقال تعالى شأنه : (قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(1) .

وهل زعمت أنّ من قال من الحكماء العظام والأولياء الكرام - رضوان اللّه عليهم - بعينيّة الصفات للذات المقدّسة (2)، أنّها بما ذكرت عينها؟(3) وهل المراد إلاّ أنّ الوجود الحقيقي بأحديّة جمعه يصلح فيه المتغائرات ويجمع فيه الكثرات بالهويّة الوحدانيّة الجمعيّة المنزّهة عن شائبة الكثرة؟ فنطق لسان الحكماء المتألّهين لإفادة ذلك الأمر العظيم الذي كان العلم به من أجلّ المعارف الإلهيّة بأنّ بسيط الحقيقة كلّ الأشياء بالوحدة الجمعيّة الإلهيّة(4) . وقالت العرفاء الكاملون : إنّ الذات الأحديّة تجلّى بالفيض الأقدس ؛ أي الخليفة الكبرى ، في الحضرة الواحديّة ، وظهر في كسوة الصفات والأسماء(5) ؛ وليس بين الظاهر والمظهر اختلاف إلاّ بالاعتبار .

هذا ؛ وليس هاهنا موضع البحث عن هذه الحقائق ؛ فإنّ هذه الرسالة

ص: 24


1- الإسراء (17) : 110 .
2- الحكمة المتعالية 6 : 133 - 149 ؛ شرح المنظومة 3: 552 - 556.
3- في الثاني والثلاثين من «الصحيفة السجاديّة» ، زبور آل محمد ، عليهم السلام : «ضَلَّتْ فِيكَ الصِّفاتُ وتَفَسَّخَتْ دُونَكَ النُعُوتُ». فانظر أيّها المسكين إلى لطافة البيان، كيف أثبت الصفات واستهلكها في الذات الأحديّة . وهذا غاية بحث أصحاب الحكمة ونهاية شهود أرباب المعرفة . وفي كلماتهم ، عليهم السلام ، إشارات ورموزات لايبلغ إلى عشر من أعشارها دقائق الحكم ، ولا يصل إلى خردلة منها مشاهدة أرباب الهمم . منه عفي عنه
4- الحكمة المتعالية 2 : 368 - 372 ؛ و6 : 110 - 118 ؛ شرح المنظومة 3: 586 - 599.
5- شرح القيصري على تائية ابن الفارض الكبرى : 120 .

موضوعة لبيان غيرها ؛ فلنرجع إلى المقصود .

مصباح [26]

اعلم ، أيّها الخليل الروحاني ، وفّقك اللّه لمرضاته وجعلك وإيّانا من أصحاب

شهود أسمائه وصفاته ، أنّ هذه الخلافة من أعظم شؤونات الإلهيّة وأكرم مقامات الربوبيّة ، باب أبواب الظهور والوجود ومفتاح مفاتيح الغيب والشهود ؛ وهي مقام «العندية» التي فيها مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو . بها ظهرت الأسماء بعد بطونها وبرزت الصفات غبّ كمونها . وهذه هي الحجاب الأعظم الذي يعدم عنده كلّ صغير وكبير ، ويستهلك لدى حضرته كلّ غنيّ وفقير . وهذه الفضاء اللايتناهى الذي فوق العرش الذي لا خلأ فيه ولا ملأ . وهذه سبحات وجهه التي لو كشفت الحجب النورانيّة والظلمانيّة ، لأحرقت ما انتهى إليه بصره(1) . فسبحان ما أعظم قدره وأجلّ شأنه وأكرم وجهه وأرفع سلطانه . سبّوح قدّوس ، ربّ السموات الأسمائيّة والأراضي الخلقيّة .

فيا عجباً من خفّاش يريد أن يمدح شمس الشموس الطالعة! وحرباء يصف البيضاء القاهرة الساطعة! فما أعجز القلم والبيان وأكلّ القلب واللسان! (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى)(2) ، فكيف بمبدأ الكلمات ومصدر الآيات! فإنّ أبحر الوجود وأقلام عالم الغيب والشهود تعجز عن وصف تجلّ من تجلّياته ؛ بهر برهانه وعظم سلطانه .

ص: 25


1- اُنظر : علم اليقين 1 : 157 ؛ بحار الأنوار 73 : 31 .
2- الكهف (18) : 109 .

مصباح [27]

هذه الخلافة هي روح الخلافة المحمّديّة (ص) ، وربّها وأصلها ومبدؤها ؛ منها

بدأ أصل الخلافة في العوالم كلّها ؛ بل أصل الخلافة والخليفة والمستخلف إليه . وهذه ظهرت ، تمام الظهور ، في حضرة اسم «اللّه» الأعظم ، ربّ الحقيقة المطلقة المحمّديّة (ص) ، أصل الحقائق الكلّية الإلهيّة ، فهي أصل الخلافة ، والخلافة ظهورها ؛ بل هي الظاهرة في هذه الحضرة ، لاتّحاد الظاهر والمظهر ؛ كما أشار إليه في الوحي الإلهي ، إشارة لطيفة ، بقوله تعالى : (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْر)(1) . وقال شيخنا واُستاذنا في المعارف الإلهيّة ، العارف الكامل ، الميرزا محمّد علي الشاه آبادي الأصفهاني - أدام اللّه أيّام بركاته - في أوّل مجلس تشرّفت بحضوره وسألته عن كيفيّة الوحي الإلهي ، في ضمن بياناته إنّ «هاء» في قوله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) إشارة إلى الحقيقة الغيبيّة النازلة في [ال]بنية المحمّديّة التي هي حقيقة «ليلة القدر» .

مصباح [28]

ولعلّك بعد المصابيح الماضية المستنيرة بالأنوار الإلهيّة المنوّرة لقلبك والنَفثَة الروحيّة النافخة في روعك ، عرفت كيفيّة ارتباط هذه الخليفة الكبرى بالأسماء الحسنى والصفات العليا ؛ وأنّ ارتباطها بها ارتباط افتقار ووجود ، كما أنّ ارتباط هذه بها ارتباط تجلّ وظهور ؛ فإنّ الحقيقة الغيبيّة الإطلاقيّة لا ظهور لها بحسب

ص: 26


1- القدر (97) : 1 .

حقيقتها ، فلا بدّ لظهورها من مرآة يتجلّى فيها عكسها . فالتعيّنات الصفاتيّة والأسمائيّة مرائي انعكاس ذلك النور العظيم ومحلّ ظهوره .

مصباح [29]

كما أنّ الصور المنعكسة في المرائي الحسّيّة تتشكّل بشكلها من الاستدارة والاستقامة ، وتتلوّن بلونها من الحمرة والصفرة وغيرهما ، وبحسب كدورتها وصفائها تختلف الصورة اختلافاً بيّناً ، مع أنّ تلك الاختلافات لم تكن في ذي الصورة ، وتكون بحسب اختلاف استعدادات المرائي ، كذلك وجه الحضرة الغيبيّة والهويّة العمائيّة المنعكسة في المرائي الأسمائيّة والصفاتيّة مع عدم تعيّنها بنفس

ذاتها لعدم ظهورها بذاتها ؛ تتعيّن بتعيّنات الأسماء والصفات ، وتتلوّن بلونها ، وتتجلّى فيها بمقدار صفائها ، وتظهر فيها حسب استعداداتها ؛ فتكون مع «الرحيم» رحيماً ، ومع «الرحمن» رحماناً ، ومع «القهّار» قهّاراً ، ومع «اللطيف» لطيفاً ، إلى غير ذلك من الجلال والجمال .

مصباح [30]

إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة في الحضرة الواحديّة ، مع كونها مظهراً لهذه الحقيقة الغيبيّة والخليفة الإلهيّة ومظهرة إيّاها ، حجب نوريّة عن حقيقتها ، كلٌّ حسب درجتها ؛ فهي دائماً محتجبة في الأسماء والصفات ، مختفية تحت أستارها ؛ فهي مشهودة بعين شهودها ، ظاهرة بعين ظهورها ، مع اختفائها فيها وبها ، لكون المطلق باطن المقيّد ومحجوباً به ؛ كما أنّ النور الحسّي مع كونه

ص: 27

مظهراً للسطوح ، غير مشاهد بحقيقتها ونفسها ؛ وكما أنّ المرآة مع كونها مظهرة للصور المنعكسة فيها ، محجوبة بها ؛ فالصورة المرآتيّة مع كونها ظهور المرآة ، مختفية فيها المرآة ؛ وهي غير ظاهرة في موضع انعكاسها ، مع كون الصورة هي المرآة الظاهرة بتلك الصورة . فالحقيقة الغيبيّة أيضاً مع كونها ظاهرة بنفس ظهور الأسماء ، مختفية فيها وبها، اختفاء المرآة في الصورة . فالأسماء والصفات من الحجب النوريّة التي وردت :

«أنَّ للّه سَبعينَ ألفَ حِجابٍ مِن نُورٍ وظُلمَةٍ»(1) .

وهاهنا أسرار لا رخصة في إظهارها .

مصباح [31]

وممّا تلونا عليك في المصابيح السالفة تقدر على الحكومة بين العرفاء الكاملين في تحقيق حقيقة «العماء» الوارد فيها الحديث النبوي حين سئل عنه(ص) : «أيْنَ كانَ رَبُّنا قَبلَ أن يخلُقَ الخَلقَ»؟ قال (ص) على ما حكي عنه(ص) : «كانَ في عَماءٍ»(2) .

وقد اختلفت كلمة الأصحاب فيها :

فقيل: هي الحضرة «الأحديّة» ؛ لعدم تعلّق المعرفة بها ؛ فهي في حجاب الجلال(3) .

ص: 28


1- عوالي اللآلي 4 : 106 / 158 ؛ بحار الأنوار 55 : 45 / 13 ؛ كنز العمّال 10 : 369 / 29847 .
2- عوالي اللآلي 1 : 54 / 79 ؛ كنز العمّال 1 : 237 / 1185 ؛ الفتوحات المكّية 2 : 310 .
3- اصطلاحات الصوفية ، الكاشاني : 131 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 22 .

وقيل: هي «الواحديّة» وحضرة الأسماء والصفات ؛ لأنّ «العماء» هي الغيم الرقيق الحائل بين السماء والأرض ، وهذه الحضرة واسطة بين سماء الأحديّة وأرض الكثرة(1) .

ونحن نقول : يشبه أن يكون حقيقة «العماء» هي حضرة «الفيض الأقدس» والخليفة الكبرى ؛ فإنّها هي الحقيقة التي لايعرفها بمقامها الغيبي أحد ؛ ولها الوساطة بين الحضرة الأحديّة الغيبيّة والهويّة الغير الظاهرة وحضرة الواحديّة التي تقع فيها الكثرة كم شئت .

وإنّما لم نحمل على الحقيقة الغيبيّة ؛ لأنّ السؤال عن «الربّ» وهذه الحقيقة غير موصوفة بصفة ؛ كما عرفت فيما مرّ عليك . ولا على الحضرة الواحديّة ؛ لأنّها مقام اعتبار الكثرة العلميّة .

قال المحقّق القونوي في «مفتاح الغيب» :

«العماء» الذي ذكره النبي(ص) مقام التنزّل الربّاني ، ومنبعث الجود الذاتي الرحماني من غيب الهويّة وحجاب عزّة الإنّيّة . وفي هذا «العماء» يتعيّن مرتبة النكاح الأوّل الغيبي الأزلي ، الفاتح لحضرات الأسماء الإلهيّة بالتوجّهات الذاتيّة الأزليّة(2) ، انتهى .

وهو وإن كان منظوراً فيه من بعض الجهات ، إلاّ أنّه لايخلو من تأييد لما ذكرنا .

ص: 29


1- اُنظر : اصطلاحات الصوفية ، الكاشاني : 131 ؛ مصباح الاُنس : 200 .
2- مفتاح الغيب : 22.

مصباح [32]

إذا تمّ ظهور عالم الأسماء والصفات ووقعت الكثرة الأسمائيّة - كم شئت - بظهور الفيض الأقدس في كسوتها ، فتحت أبواب صور الأسماء الإلهيّة ، حضرة الأعيان الثابتة في النشأة العلميّة ، واللوازم الأسمائيّة في الحضرة الواحديّة ؛ فتعيّن كلّ صفة بصورة ، واقتضى كلّ اسم لازماً ، حسب مقام ذاته ، من اللطف والقهر والجلال والجمال والبساطة والتركيب والأوّليّة والآخريّة والظاهريّة والباطنيّة .

مصباح [33]

أوّل اسم اقتضى ذلك ، هو الاسم «اللّه» الأعظم ، ربّ العين الثابتة المحمّديّة(ص) ، حضرة الجامعة للحقائق(1) الأسمائيّة ؛ فظهرت بصورة العين الثابتة المحمّديّة(ص) في النشأة العلميّة ؛ فحصل الارتباط ؛ أي ارتباط الظاهر والمظهر والروح والقالب والبطون والظهور ، فالعين الثابت للإنسان الكامل أوّل ظهور في نشأة الأعيان الثابتة ومفتاح مفاتيح سائر الخزائن الإلهيّة والكنوز المختفية الربّانيّة بواسطة الحبّ الذاتي في الحضرة الاُلوهيّة .

مصباح [34]

ظهور سائر اللوازم الأسمائيّة في الحضرة الأعيان بتوسّط العين الثابتة الإنسانيّة ؛ كما أنّ ظهور أربابها في الحضرة الأسمائيّة بتوسّط ربّها ؛ أي الاسم

ص: 30


1- في نسخة الأصل : «لحقائق» .

«اللّه» الأعظم . فلهذه العين أيضاً خلافة على جميع الأعيان ، ولها النفوذ على مراتبها والنزول في مقاماتها . فهي الظاهرة في صورها والسائرة في حقائقها والنازلة في منازلها . وظهور الأعيان بتبع ظهورها ، كلٌّ حسب مقامها بالمحيطيّة والمحاطيّة والأوّليّة والآخريّة ، حسب ما يعرفه أرباب الشهود والمعارف ، ويعجز عن عدّها الكتب والصحائف .

مصباح [35]

هذه الحضرة هي حضرة القضاء الإلهي والقدَر الربوبي؛ وفيها يختصّ كلّ صاحب مقام بمقامه ويقدّر كلّ استعداد وقبول بواسطة الوجهة الخاصّة التي للفيض الأقدس مع حضرة الأعيان ؛ فظهور الأعيان في الحضرة العلميّة تقدير الظهور العيني في النشأة الخارجيّة؛ والظهور في العين حسب حصول أوقاتها وشرائطها.

مصباح [36]

فالآن لك أن تعرف ، بإذن اللّه وحسن توفيقه ، حقيقة الحديث الوارد في جامع «الكافى» من طريق شيخ المحدّثين ، ثقة الإسلام ، محمّد بن يعقوب الكليني - رضوان اللّه عليه - في باب «البداء» ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه - عليه السلام - قال :

«إنَّ للّه عِلْمَينِ : عِلمٌ مكنونٌ مَخزونٌ لايَعلَمُهُ إلاّ هُوَ ؛ مِن ذِلكَ يكُونُ البَداءُ . وَعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائكَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبياءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ»(1) . صدق وليّ اللّه .

ص: 31


1- الكافي 1 : 147 / 8 .

فإنّ منشأ «البداء» هي حضرة الأعيان التي لايعلمها إلاّ هو ، والاطّلاع على العين الثابتة الذي يتّفق لبعض الأولياء ، كالإنسان الكامل ، يعدّ من العلم الربوبي ، دون علم الأنبياء والرسل ؛ كما ورد في العلم الغيبي أنّه يعلم الغيب : (مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)(1) وقال أبو جعفر - عليه السلام - : «وَاللّه ِ ، مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضَاه»(2) .

و«البداء» بحسب النشأة العينيّة وإن كانت في الملكوت - كما هو المحقّق لدى الحكماء المحقّقين(3) - إلاّ أنّ منشأه هي الحضرة العلميّة . فما وقع من بعض المحقّقين ، من شرّاح «الكافى»(4) ، من أنّ البداء ليس منشأه من عنده ، بل ولا من عند الخلق الأوّل ؛ بل إنّما ينشأ في الخلق الثاني ، بزعم لزوم الجهل على العالم على الإطلاق ، من ضيق الخناق . نعم ، لا مضايقة لكون ظهور البداء بالمعنى الذي ذكروا في الخلق الثاني ؛ ولكنّ المنشأ الذي منه نشأ البداء هو ما عرفت .

مصباح [37]

ومن تلك العلوم التي تنكشف على قلبك بالاطّلاع على المصابيح الماضية يظهر سرّ من أسرار «القَدَر» ؛ فإنّ القوم قد يقولون فيه أقوالاً لا ترضى ، ويذهب كلٌّ من مذهب لايرتضى . وقد ورد عن أهل بيت العصمة خلاف ما توهّموا ، ونقضت أحاديث المعصومين - عليهم السلام - ما غزلوا . كما في كتاب

ص: 32


1- الجنّ (72) : 27 .
2- الكافي 1 : 256 / 2 ؛ بحار الأنوار 4 : 110 .
3- نبراس الضياء : 117 ؛ شرح اُصول الكافي ، صدر المتألّهين 4 : 188 .
4- الوافي 1 : 514 .

«التوحيد»(1) لشيخنا ، صدوق الطائفة - رضوان اللّه عليه - عن الأصبغ [بن] نُباتة ، قال قال أميرالمؤمنين ، علیه السلام ، في القدر :

«ألا ، إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مِن سرِّ اللّه [وسِترٌ مِن سِترِاللّه]، وَحِرزٌ مِن حِرزِ اللّه ، مَرفوعٌ فى حِجابِ اللّه ، مَطوِىٌّ عَن خَلقِ اللّه ، مَختُومٌ بِخاتَمِ اللّه ، سابِقٌ في عِلمِ اللّه ، وَضَعَ اللّه العِبادَ عَن علمِهِ ، وَرَفَعَهُ فَوقَ شَهاداتِهِم وَمَبلَغَ عُقُولِهِم ؛ لِأنَّهُم لا يَنالُونَه بِحَقيقَةِ الرَبّانيَّةِ ، وَلا بِقُدرَةِ الصَمَدانيَّةِ ؛ وَلا بِعَظَمَةِ النُورانيَّةِ ، وَلا بِعِزَّةِ الوَحدانيّةِ ؛ لأنَّهُ بَحرٌ زاخِرٌ خالِصٌ للّه تَعالى ، عُمقُهُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأرضِ ، عَرضُه ما بَينَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ، أسوَدُ كَالّلَيلِ

الدّامِسِ ، كَثيرُ الحَيَّاتِ وَالحِيتانِ ، يَعلُو مَرّةً وَيَسفُلُ اُخرى ، في قَعرِهِ شَمسٌ تُضييء ، لايَنبَغي أن يَطَّلِعَ إلَيهَا إلاّ اللّه الواحدُ الفَردُ ، فَمَن تَطَلَّعَ إلَيها ، فَقَد ضادَّ اللّه ، عَزَّ وَجَلَّ ، في حُكْمِهِ ، وَنازَعَهُ في سُلطانِهِ ، وَكَشَفَ عَن سِترِهِ وَسِرِّهِ ، و(بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّه ، وَمَأويهُ جَهَنَّمُ وَبِئس المَصيرُ)(2) . صدق وليّ اللّه .

ولعمر الحبيب ، إنّ في هذا الحديث الذي صدر من مصدر العلم والمعرفة أسراراً لا يبلغ عشراً من أعشارها عقول أصحاب العرفان ، فضلاً عن أنظارنا

ص: 33


1- وفي ذلك الكتاب الشريف أيضاً عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام ، قال : «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إنّ اللّه - عَزَّ وَجلَّ - قَدَّرَ المقاديرَ وَدَبَّرَ التَّدابير قَبَل آدَمَ (خ : العالم) بِألفَى عامٍ» . هذا ؛ وليست هذه الرسالة موضوعة لتحقيق ذلك ؛ ولعلّ التوفيق يساعد لتفريد رسالة فيه ، إن شاءاللّه . منه دام ظلّه . أ - التوحيد : 376 / 22 .
2- التوحيد : 383 / 32 ؛ بحار الأنوار 5: 97 / 23.

القاصرة وأفكارنا الفاترة! ومع ذلك شاهد عدل على صدق مقالتنا ، و كفى به شهيداً ؛ ودليل متقن على كثير ممّا تلونا عليك وسنتلو من ذي قبل ، إن شاء اللّه ؛ وكفى به دليلاً . فاعتبر بعين البصيرة .

ولقد خرجنا عن طور الرسالة ، لكن كلام الحبيب جرّ كلامنا ؛ فليعذرني الإخوان . فلنرجع إلى المقصود .

مصباح [38]

اعلم ، أنّ النسبة بين العين الثابتة للإنسان الكامل وبين سائر الأعيان في الحضرة الأعيان ، كالنسبة بين الاسم «اللّه» الأعظم في الحضرة الواحديّة وسائر الأسماء في كلتا جهتيه ؛ أعني جهة غيبه ، المعبّر عنها ب «الفيض الأقدس» ؛ وجهة ظهوره ، المعبّر عنها ب «الاسم اللّه الأعظم» ، ومقام «الاُلوهيّة» وحضرة «الواحديّة» ، و«الجمع» . فكما أنّه بجهة غيبه لايظهر في مرآة ولا يتعيّن بتعيّن ، وبحهته الاُخرى تظهر في جميع المراتب الأسمائيّة وينعكس شعاع نوره في مرائيها ، وظهور سائر الأسماء تبع ظهوره ، كذلك العين الثابت للإنسان الكامل بجهته الجمعيّة الإجماليّة المنتسبة إلى حضرة الجمعيّة لايظهر في صور الأعيان . فهو بهذه الجهة غيب ؛ وبجهته الاُخرى ظاهر في صور الأعيان ، في كلٍّ بحسب استعداده ومقامه وصفاء مرآته وكدورته .

مصباح [39]

قال القيصري في مقدّمات «شرح فصوص الحكم» :

الماهيّات هي الصور الكلّية الأسمائيّة المتعيّنة في الحضرة العلميّة ،

ص: 34

تعيّناً أوّليّاً . وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهيّة بالفيض الأقدس والتجلّي الأوّل ، بواسطة الحبّ الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو ظهورها وكمالها ؛ فإنّ الفيض الإلهي ينقسم إلى الفيض «الأقدس» و«المقدّس» . وبالأوّل يحصل الأعيان الثابتة واستعداداتها الأصليّة في العلم . وبالثاني يحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . وإليه أشار الشيخ بقوله : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس»(1)، انتهى .

مصباح [40]

قد عرفت في المصابيح السالفة أنّ التجلّي الأوّل بالفيض الأقدس هو الظهور بالاسم «اللّه» الأعظم في الحضرة الواحديّة قبل أن يكون للأعيان عين وأثر .

وأمّا الأعيان الثابتة فتحصل بالتجلّي الثاني للفيض الأقدس ؛ وهو التجلّي بالاُلوهيّة في الحضرة العلميّة . ومفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو في تلك المرتبة ، هي الأسماء والصفات التي هي حاصلة للحضرة «العنديّة» .

فالفيض الأقدس لا يتجلّى بلا توسّط في حضرة الأعيان ؛ بل بتوسّط الاسم «اللّه» ؛ وإن كان متّحداً معه ، إلاّ أنّ الجهات لابدّ وأن تنظر ؛ كما صحّ عن أولياء

الحكمة : لولا الحيثيّات لبطلت الحكمة(2) .

ص: 35


1- شرح فصوص الحكم ، القيصري : 61 .
2- كثيراً ما أشار إليه ميرداماد . راجع : القبسات : 351 ؛ مصنّفات ميرداماد ، الاُفق المبين 2 : 8 و 261 .

وأمّا قول الشيخ : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس» [ف]باعتبار أنّ الكلّ منه ؛ لا أنّ الأعيان تحصل بتجلّيه الاُولى . هذا ؛ وإن كان لكلام هذا الشارح

أيضاً وجه صحّة(1) .

مصباح [41]

عين الثابت للإنسان الكامل خليفة اللّه الأعظم في الظهور بمرتبة الجامعيّة ، وإظهار الصور الأسمائيّة في النشأة العلميّة ؛ فإنّ الاسم الأعظم لاستجماعه الجلال والجمال والظهور والبطون لايمكن أن يتجلّى بمقامه الجمعي لعين من الأعيان ، لضيق المرآة وكدورتها وسعة وجه المرئيّ وصفائها ؛ فلابدّ من مرآة تناسب وجه المرئيّ ويمكن أن ينعكس نوره فيها حتّى يظهر عالم القضاء الإلهي . ولو لا العين الثابت الإنساني ، لما يظهر عين من الأعيان الثابتة ؛ ولولا ظهوره ، لما ظهر عين من الأعيان الخارجيّة ، ولا ينفتح أبواب الرحمة الإلهيّة . فبالعين الثابتة الإنسانيّة اتّصل الأوّل بالآخر ، وارتبط الآخر بالأوّل ؛ فهي مع كلّ

الأعيان ، معيّة قيّوميّة .

مصباح [42]

إيّاك ، ثمّ إيّاك ، واللّه حفيظك في اُوليك واُخراك ، أن تتّبع ما تشابه من كلمات

ص: 36


1- قوله : «وجه الصحّة» إلى آخره . ليس النسبة بين الفيض الأقدس والاسم الأعظم هو النسبة بين الاسم والمجلى الأتمّ ، أي العين الثابت للإنسان الكامل حتّى يتحصّل وساطة حقيقية ، بل كلاهما أي الاسم والمظهر مقام ظهور الفيض الأقدس وفائضان منه، والاستفاضة والإفاضة إنّما بينهما مع الغيب المفيض . خليل اللّه كمره اي

العرفاء السالكين وبيانات الأولياء الكاملين ، فتظنّ أنّ في الحضرة الأعيان والأسماء تكثّراً أو تغيّراً أو تميّزاً أو مرآة ومرئيّاً أو وجود شيء من الأشياء أو

حصول حقيقة من الحقائق أو خبراً من عين من الأعيان أو أثراً من اسم من الأسماء على النحو الذي في الممكن تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً ؛ فإنّ اتّباع

المتشابهات من كلماتهم من غير التجسّس لمغزى مرامهم والتفتيش البالغ لحقيقة مقاصدهم عند وليّ مرشد يرشدك إليها، يوجب الخروج عن طور التوحيد الذي هو قرّة أعين أهل المعرفة والأولياء ، والإلحاد بأسماء اللّه التي هي كعبة قلوب السالكين والعرفاء .

مصباح [43]

فالآن وجب عليّ بحكم الاُخوّة الإيمانيّة أن نشير إجمالاً إلى مرامهم .

فاعلم ، أنّ الذات الإلهيّة لمّا كانت تامّة فوق التمام ، بسيطة فوق البساطة ، فهي كلّ الأشياء بوجه بسيط إجماليّ ، منزّه عن قاطبة الكثرات الخارجيّة والخياليّة والوهميّة والعقليّة ؛ فهي كلّ الأشياء وليس بشيء منها . وهذه قاعدة ثابتة في مسفورات أصحاب الحكمة المتعالية(1) ؛ مبرهنة في الفلسفة الإلهيّة ؛ مكشوفة ذوقاً عند أصحاب القلوب وأرباب المعرفة(2) ؛ مسدّدة بالآيات القرآنيّة ؛ مؤيّدة بالأحاديث المرويّة .

ص: 37


1- الحكمة المتعالية 2 : 368 ، و6 : 110 ؛ شرح المنظومة 3: 592 - 597.
2- راجع : فصوص الحكم : 68 و111 ؛ اصطلاحات الصوفية ، الكاشاني: 87 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 16 ، 50 ، 497 و735 .

فالعرفاء الكمّل لمّا شهدوا ذلك ذوقاً ووجدوا شهوداً ، وضعوا لما شهدوا اصطلاحات وصنعوا لما وجدوا عبارات ، لجلب قلوب المتعلّمين إلى عالم الذكر الحكيم ، وتنبيه الغافلين وتيقيظ الراقدين ، لكمال رأفتهم بهم ورحمتهم عليهم ؛ وإلاّ فالمشاهدات العرفانيّة والذوقيّات الوجدانيّة غير ممكن الإظهار بالحقيقة ؛ والاصطلاحات والألفاظ والعبارات للمتعلّمين طريق الصواب ، وللكاملين حجاب في حجاب .

واُوصيك ، أيّها الأخ الأعزّ ، أن لا تسوء الظنّ بهؤلاء العرفاء والحكماء الذين كثير منهم من خلّص شيعة عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين - عليهم السلام - وسلاّك طريقتهم والمتمسّكين بولايتهم . وإيّاك أن تقول عليهم قولاً منكراً ، أو تسمع إلى ما قيل في حقّهم ، فتقع فيما تقع .

ولا يمكن الاطّلاع على حقيقة مقاصدهم بمجرّد مطالعة كتبهم من غير الرجوع إلى أهل اصطلاحهم ؛ فإنّ لكلّ قوم لساناً ولكلّ طريقة تبياناً . ولولا مخافة التطويل والخروج عن المنظور الأصيل ، لذكرت من أقوالهم ما يحصل لك اليقين على ما ادّعيناه والاطمينان بما تلوناه ؛ لكنّ الإطالة خروج عن طور الرسالة . فلنعد إلى المقصود الذي كنّا فيه .

مصباح [44]

هذه الخلافة التي سمعت مقامها وقدرها ومنزلها ، هي حقيقة «الولاية» ؛ فإنّ الولاية هي القرب ، أو المحبوبيّة ، أو التصرّف ، أو الربوبيّة ، أو النيابة . وكلّها حقّ هذه الحقيقة ، وسائر المراتب ظلّ وفيء لها ، وهي ربّ الولاية العلويّة(ع) التي

ص: 38

هي متّحدة مع حقيقة الخلافة المحمّديّة (ص) في النشأة الأمر والخلق ؛ كما سيأتي بيانها ، إن شاء اللّه .

مصباح [45]

حقيقة الخلافة والولاية بمقامهما الغيبيّة التي لا يتعيّن بتعيّن ولايتّصف بصفة ولايظهر في مرآة ، لايكون لهما هيئة روحانيّة أصلاً . وأمّا بمقام ظهورهما في صور الأسماء والصفات وانعكاس نورهما في مرائي التعيّنات ، هما على هيئة كرات محيطة بعضها على بعض .

ولكنّ الأمر في الكرات الإلهيّة والروحانيّة على عكس الكرات الحسّيّة ؛ فإنّ الكرات الحسّيّة قد أحاط محيطها على مركزها ، وفي الكرات الإلهيّة والروحانيّة أحاط مركزها على محيطها ؛ بل المحيط فيها عين المركز باعتبار . والفرق بين الكرات الإلهيّة والروحانيّة أنّ الاُولى كانت مُصمَتَة ؛ والثانية مجوّفة بالتجويف

الإمكاني . ومع كون الكرات الإلهيّة مصمتة ، كانت إحاطتها بالكرات المحاطة الإلهيّة والنازلة الروحانيّة أتمّ .

مصباح [46]

لا تتوهّمن أنّ الإحاطة في تلك الكرات كالإحاطة في الكرات الحسّيّة من كون بعضها في جوف بعض وتماسّ سطوح بعضها بسطوح بعض؛ فإنّ ذلك توهّم فاسد وظنّ باطل ، فاخرج عن هذا السجن واترك دار الحسّ والوهم ؛ وارق إلى عالم الروحانيّات ؛ وابعث نفسك عن هذه القبور الهالك سكّانها ، الظالم أهلها :

ص: 39

«تو را ز كنگرۀ عرش مى زنند صفير

ندانمت كه در اين دامگه چه افتادست»(1)

مصباح [47]

قد وقع في كلام معلّم الصناعة ، الحكيم أرسطاطاليس ، أنّ الحقائق البسيطة على هيئة استدارة حقيقيّة(2) . وبرهن عليه العارف الجليل ، قاضي سعيد القمّي - رضوان اللّه عليه - قال في «البوارق الملكوتية» :

الحقائق البسيطة ، سواء كانت عقلية أو غيرها ، تقتضي بذاتها لاستدارة حقيقته ، على حسب سعة الدرجة وضيقها ؛ وكلٌّ يعمل على شاكلتها . وذلك لأنّ نسبتها إلى ما دونها ممّا في حيطتها لا يختلف بجهة دون جهة ؛ فلو كان غير مستديرة ، لاختلف النسبة ، هذا خلف لايمكن(3) ، انتهى .

و هذا مرقاة لفهم حقائق الأسماء الإلهيّة ، وإن كان الفرق بينهما ثابتاً ؛ كما أشرنا إليه .

هذا الذي أشرنا إليه اُنموذج لأرباب الأسرار. وإيّاك وأن تهتك سترها عند الأغيار.

مصباح [48]

إنّ النبوّة الحقيقيّة المطلقة ، هي إظهار ما في غيب الغيوب في الحضرة الواحديّة حسب استعدادات المظاهر بحسب التعليم الحقيقي والإنباء الذاتي ،

ص: 40


1- ديوان حافظ : 90 ، غزل 23 .
2- أثولوجيا : 64 و196 و224 ؛ الحكمة المتعالية 5 : 240 .
3- الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات ، الطلائع والبوارق : 247 .

فالنبوّة مقام ظهور الخلافة والولاية ؛ وهما مقام بطونها .

مصباح [49]

إنّ الإنباء والتعليم بحسب نشآت الوجود ومقامات الغيب والشهود مختلف المراتب ؛ فإنّ لكلّ قوم لساناً ، وما أرسل رسول إلاّ بلسان قومه . فلهما مراتب شتّى تجمعها حقيقة الإنباء والتعليم .

فمرتبة منهما ما وقع لأصحاب سجن الطبيعة وأرباب القبور المظلمة في عالم الطبيعة .

ومرتبة منهما ما وقع لأهل السرّ من الروحانيّين والملائكة المقرّبين ، كما سيأتي - إن شاء اللّه - ذكرها . وفي الرواية : «سَبَّحنا ، فَسَبَّحَتِ الملائِكةُ ؛ هَلَّلنا ، فهلَّلَتِ الملائِكةُ»(1) . إلى غير ذلك من فقرات الرواية الآتي ذكرها(2) - إن شاء اللّه - في «المشكاة الثانية» . ومن ذلك تعليم أبينا ، آدم ، عليه السلام .

ومرتبة منهما ما وقع للحقيقة الإطلاقيّة من حضرة الاسم الأعظم ، ربّ الإنسان الكامل .

ومرتبة منهما ما وقع للأعيان الثابتة من حضرة العين الثابت المحمّدي(ص) .

ومرتبة عالية منهما ما وقع لحضرة الأسماء في مقام الواحديّة والنشأة العلميّة الجمعيّة من حضرة الاسم «اللّه» الأعظم بمقامه الظهوري . وفوق ذلك لايكون إنباء وظهور ، بل بطون وكمون .

ص: 41


1- بحار الأنوار 24: 89 / 4.
2- يأتي في المشكاة الثانية ، المصباح الثاني ، المطلع الثاني .

مصباح [50]

هل بلغك من تضاعيف إشارات الأولياء - عليهم السلام - وكلمات العرفاء(1) - رضي اللّه عنهم - أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني وحقائقها؟ وهل تدبّرت في ذلك؟ ولعمري ، أنّ التدبّر فيه من مصاديق قوله (ع) : «تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً» (2). فإنّه مفتاح مفاتيح المعرفة وأصل اُصول فهم الأسرار القرآنّية . ومن ثمرات ذلك التدبّر كشف حقيقة الإنباء والتعليم في النشآت والعوالم . فإنّ التعاليم والإنباآت في عالم الروحانيّات وعالم الأسماء والصفات غير ما هو مشاهد عندنا ، أصحاب السجون والقيود وجهنام الطبيعة وأهل الحجاب عن أسرار الوجود .

فأخرج نفسك أيّها الكاتب الغير المجاهد والمطرود والملعون المعاند عن هذا السجن المظلم ؛ وابعثها عن ذاك القبر الموحش ؛ وقل : اللّهمّ ، يا باعث من في القبور ، ويا ناشر يوم النشور ، ابعث قلوبنا عن هذه القبور الداثرة ، وارحل راحلتنا عن تلك القرية الظالمة ، لنشاهد من أنوار معرفتك ، وتسمع قلوبنا أنباء نبيّك في النشأة القلبيّة ، لئلاّ يكون حظّنا من نبوّته (ص) فقط حفظ دمائنا وأموالنا بإجراء الكلمة على اللسان ، ولا من أحكامه الإجزاء الفقهي والوفاق الصوري ، ولا من كتابه جودة القراءة وتعلّم تجويده ، فنكون ممّن قال تعالى

ص: 42


1- شرح فصوص الحكم، القيصري: 1138؛ تمهيد القواعد، ابن تركه: 351؛ شرح الأسماء، السبزواري: 428.
2- تفسير الصافي 1 : 408 ؛ بحار الأنوار 66 : 293 ؛ كنز العمّال 3: 106 / 5710.

فيهم : (وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)(1) وقال تعالى : )فِى قُلُوبِهِمْ

مَرَضٌ((2) وقال تعالى : (.. .يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ .. .)(3) الآيه .

مصباح [51]

هل قرأت كتاب نفسك وتدبّرت في تلك الآية العظيمة التي جعل اللّه مرقاة لمعرفته ومعرفة أسمائه وصفاته؟ فانظر ماذا ترى من إنباء حقيقتك الغيبيّة في عقلك البسيط بالحضور البسيط الإجمالي ، وفي عقلك التفصيلي بالحضور التفصيلي ، وفي ملكوت نفسك بالتجلّي المثالي والملكوتي ، ثمّ يتنزّل الأمر بتوسّط الملائكة الأرضيّة إلى عالم الملك . وإن شئت قلت : بظهور جبروتك(4) في الملكوت ، والملكوت في الملك ، فتظهر بالصوت واللفظ في النشأة الظاهرة

ص: 43


1- البقرة (2) : 7 .
2- البقرة (2) : 10 .
3- آل عمران (3) : 78 .
4- «ظهور جبروت الإنسانية يستصحّ في من حصل له مقام جمع الجمع، فيصير مهبط الوحي الرحماني والملكي، وإلاّ فالإلقاء من جهة عالم الفرق ليس إلاّ للشيطان وليس له السلطنة للإيجاد اصلاً؛ إذ محطّ حكومته عالم الفرق، بل فرق الفرق وفي تلك النشأة لا سلطنة لشيء على آخر، وإنّما الحكومات على سبيل الإعدادات؛ إذ ليس للشرّ وجود فمبدأ الشرور أوغل في العدم، وكلّما لوحظ المظهر غلب الوجود والظاهر فغلب العدم، والظاهر والمظهر هناك بالعكس من الظاهر والمظهر في جهة الرحمان في التمامية والنقصان. فظهور الكامل - وهو المبدأ الوجودي - إنباء، وظهور الناقص - وهو المبدأ العدمي - ليس بإنباء وتعليم، بل خدعة ومكيدة، فهو للإنسان عدوّ لامعلّم...» خليل اللّه كمره اى.

الملكيّة . هل الإنباء والإظهار في تلك النشآت والمراحل وهذه العوالم والمنازل

بنهج واحد وطريق فارد؟

مصباح [52]

وبعد تلك القراءة وذاك التدبّر ، فارق إلى مشاهدة أهل العرفان ومنزل أصحاب الإيمان من عرفان حقيقة الإنباء التي في عالم الأسماء التي كانت كلامنا هاهنا فيها .

فاعلم ، أنّ الإنباء في تلك الحضرة هو إظهار الحقائق المستكنّة في الهويّة الغيبيّة على المرائي المصيقلة المستعدّة ، لانعكاس الوجه الغيبي فيها حسب استعداداتها النازلة من حضرة الغيب بهذا الفيض الأقدس .

فالاسم «اللّه» الأعظم ؛ أي مقام ظهور حضرة الفيض الأقدس والخليفة الكبرى والوليّ المطلق ، هو النبيّ المطلق المتكلّم، على الأسماء والصفات بمقام تكلّمه الذاتي في الحضرة الواحديّة ، وإن لم يطلق عليه اسم «النبيّ»(1) ولا يجري

ص: 44


1- ولعلّ السرّ هو الفرق بين التكلّم والإنباء. وعلى هذا فبروز الكمالات المستجنّة في غيب الهوية تكلّم لا إنباء، أو الكلام هو إظهار الضمير مطلقاً، فإن كان للغير فيكون إنباءاً أيضاً، ولا غير هناك يسمع كلامه ويسجّل عليه مرامه. اللهمّ ذاته بذاته. فالاسم الأعظم كلمة تامّة وساير الأسماء كلمات ناقصات بالنسبة وبوجه، وإذ لا سمع من غير، يسمع كلامه إلاّ سمع ذاته، قال: «قمار عاشقى با خويش مى باخت / نواى دلبرى با خويش مى ساخت»أ فينبئ عن نفسه بنفسه لا لغيره بل لنفسه، ولا سمع للأعيان هناك حتّى يظهر لهذا المراد؛ إذ لا وجود لها هناك، ولذا فافتقر الظهور إلى التجلّي الثاني وما يتنفّس من الكرب إلاّ به. فاعرف سرّه وأبلغ غوره. خليل اللّه كمره اى غفرله أ - هفت اورنگ، اورنگ پنجم.

على اللّه تعالى اسم غير الأسماء التي وردت في لسان الشريعة ؛ فإنّ أسماء اللّه

توقيفيّة .

مصباح [53]

إنّ كلاًّ من الأسماء الإلهيّة في الحضرة الواحديّة يقتضي إظهار كماله الذاتي المستكنّ فيه وفي مسمّاه على الإطلاق ؛ أي ، وإن حجبت اقتضاآت سائر الأسماء تحت ظهوره ؛ فالجمال يقتضي ظهور الجمال المطلق ، والحكم على الجلال واختفاءه فيه . والجلال يقتضي بطون الجمال تحت قهره . وكذا سائر الأسماء الإلهيّة .

والحكم الإلهي يقتضي العدل بينهما ، وظهور كلّ واحد حسب اقتضاء العدل ؛ فتجلّى الاسم «اللّه» الأعظم الحاكم المطلق على الأسماء ، كلّها ، باسمي «الحكم العدل» . فحكم بالعدل بينها . فعدل الأمر الإلهى وجرت سنّة اللّه التي لاتبديل لها

و تمّ الأمر وقضى وأمضى . وهذا هو الحكم العدل ؛ وذاك هو الاختصام في الملأ الأعلى الذي جرى في لسان بعض العرفاء(1) ؛ وسيأتي(2) ، إن شاء اللّه ، ذكره في مقامه .

ص: 45


1- الفتوحات المكّيّة 1 : 323 ؛ الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات، الطلائع والبوارق: بارقة 51، 287.
2- يأتي في المشكاة الثانية ، المصباح الثالث ، الوميض 6 .

مصباح [54]

فقد ظهر لك أنّ شأن النبيّ(ص) في كلّ نشأة من النشآت وعالم من العوالم حفظ الحدود الإلهيّة والمنع عن الخروج عن حدّ الاعتدال والزجر عن مقتضى الطبيعة ، أي إطلاقها ، لا على الإطلاق . فإنّ المنع على الإطلاق خروج عن طور الحكمة وقسر في الطبيعة ، وخلاف العدل في القضيّة ؛ وهو خلاف النظام الأتمّ والسنّة الجارية .

فالنبيّ (ص) هو الظاهر باسمي «الحكم العدل» لمنع إطلاق الطبيعة ، والدعوة إلى العدل في القضيّة . وخليفته مظهره ومظهر صفاته . وهذا أحد معاني قوله(ع) في حديث «الكافي»(1) و«التوحيد»(2) : «واُولي الأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ» أي اعرفوهم بكذا . إلاّ أنّ في «الكافي» : «بالأمر بالمعروف» .

وليس هاهنا مقام تحقيق معنى الحديث . وقد أشبعت الكلام المشايخ العظام ، رضوان اللّه عليهم ، فيه(3) بما لا مزيد عليه (4). ولنا فيه التحقيق

ص: 46


1- الكافي 1 : 85 / 1 .
2- التوحيد ، الصدوق: 285 / 3 .
3- التعليقة على اُصول الكافي، ميرداماد: 203؛ شرح اُصول الكافي، ملاّصالح المازندراني 3: 106؛ تفسير بيان السعادة 3: 47 وغيرهم الذين ذكرهم في الهامش.
4- والحديث في «الكافي» عن أبي عبداللّه(ع) ، قال : «قال أميرالمؤمنين(ع) : اعرِفوا اللّه باللّه ، والرسولَ بالرسالةِ ، واُولي الأمرِ بالأمرِ بالمعروفِ والعدلِ والإحسانِ». وفي «التوحيد» كذلك ؛ إلاّ أنّه ليس فيه لفظ الأمر. وقد تصدّى لشرحه جملة من المشايخ كالصدوق(أ) والكليني(ب) وصدر المتألّهين(ج) قدس سره والمحدّث الكاشاني(د) وقاضي سعيد القمّي(ه) ، رضوان اللّه عليهم. منه دامت أيّام إفاضاته أ - التوحيد، الصدوق: 290. ب - الكافي 1: 85. ج - شرح اُصول الكافي، صدر المتألهين 3: 60. د - الوافي 1: 337. ه - شرح الأربعين، القاضي سعيد القمّي: 237، الحديث 11؛ شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 3: 630.

الرشيق(1) ؛ ولعلّ بعضه يستفاد ممّا مرّ عليك من المصابيح النوريّة .

مصباح [55]

قال كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني في مقدّمات شرحه(2) على قصيدة ابن فارض ما هذا لفظه :

«النبوّة» بمعنى الإنباء ؛ و«النبيّ» هو المنبئ عن ذات اللّه وصفاته وأسمائه وأحكامه ومراداته . والإنباء الحقيقي الذاتي الأوّلي ليس إلاّ للروح الأعظم الذي بعثه اللّه تعالى إلى النفس الكلّية أوّلاً ، ثمّ إلى النفوس الجزئيّة ثانياً ، لينبئهم بلسانه العقلي عن الذات الأحديّة والصفات الأزليّة والأسماء الإلهيّة والأحكام القديمة والمرادات الحسّيّة(3) ، انتهى كلامه .

ص: 47


1- شرح چهل حديث (اربعين حديث)، الإمام الخميني قدس سره، الحديث السابع والثلاثون.
2- ليس عبدالرزاق شارحاً لقصيدة ابن فارض، بل شارحها معاصره عزّالدين محمود الكاشي. راجع مقدمة المحقّق الآشتياني، صفحه 110.
3- كشف الوجوه الغُرّ لمعاني نظم الدُرّ: 164.

مصباح [56]

هذا غاية بلوغهم في حقيقة النبوّة ؛ بل الخلافة والولاية أيضاً . كما يظهر بالمراجعة إلى مسفوراتهم والمداقّة لمسطوراتهم . وأنت بحمداللّه وحسن توفيقه بعد استنارة قلبك بالمصابيح النوريّة واستضاءة سرّك بالحقائق الإيمانيّة ، تجلّى حقيقة الخلافة ورفيقها لطور قلبك ، فصرت مغشيّاً عليه بالغشوة الغيبيّة الروحانيّة ، فاُحييت بالحياة السرمديّة الأبديّة ، فلك أن تقول لهذا العارف الجليل وأمثاله : أيّها السالك طريق المعرفة ، إنّ النبوّة التي وصفتها بأنّها الحقيقي الذاتي الأوّلي ظلّ النبوّة التي في الحضرة الأعيان التي هي ظلّ النبوّة الحقّة الحقيقيّة في الحضرة الواحديّة ، أي حضرة الاسم «اللّه» الأعظم المبعوث على الأسماء في النشأة الواحديّة المنبئ عن الحضرة الأحديّة الغيبيّة بلسانه الإلهى والتكلّم الذاتي ؛ ونبوّة نبيّنا - صلّى اللّه عليه وآله - بحسب الباطن مظهرها ؛ وبنشأتها الظاهرة مظهر بطون نبوّته . كما سيأتى - إن شاء اللّه - بيانها .

وأمّا قوله : لينبئهم بلسانه العقلي عن الذات الأحديّة . . . إلى آخره ، فمجمل المراد، يمكن تطبيقه على التحقيق الحقّ الذي قد أشرنا سابقاً إليه في حجاب الرمز . وهو ارتباط غيب الهويّة مع كلّ شيء بالوجهة الخاصّة من دون وساطة . وبقاؤه تحت الأستار أولى ، وترك التكلّم في تلك الحقائق أسنى . فلنغمض العين عنه ، ونشرع في الطور الآخر ، بتوفيق اللّه تعالى وحسن تأييده .

ص: 48

المشكاة الثانية

اشارة

فيما يلقى إليك من بعض أسرار الخلافة والولاية والنبوّة في النشأة العينيّة وعالمي «الأمر» و«الخلق» ، رمزاً من وراء الحجاب بلسان أهل القلوب من أحباب وأرباب السلوك من اُولي الأذواق والألباب .

وفيها أنوار إلهيّة تبزغ من مصابيح غيبيّة ، تشير إلى أسرار ربوبيّة .

ص: 49

ص: 50

المصباح الأوّل: فيما استنار القلب من نفحات عالم الأمر من ناحية النَفَس الرحماني طبقاً لذوق من ذاق رحيق الهداية من كأس الولاية ودخل مدينة العلم والمعرفة من بابها بعد الاستيذان من أربابها

وفيها «أنوار» تشير إلى أسرار:

نور [1]

قد استنار قلبك من الأنوار الطالعة من «المشكاة» الاُولى أنّ اسم «اللّه» الأعظم هو أحديّة جمع الحقائق الأسمائيّة الجلاليّة والجماليّة واللطفيّة والقهريّة ؛ لا فرق بينه وبين المقام الغيبي والنور الأقرب إلاّ بالظهور والبطون والبروز والكمون . وهو كلّ الأسماء بالوحدة الجمعيّة والبساطة الأحديّة المنزّهة عن الكثرة والمقدّسة عن اعتبار وحيثيّة . كما استضاء روعك بالإشراقات الملكوتيّة أنّ الهويّة الغيبيّة لا تظهر في عالم من العوالم ولا ينعكس نورها في مرآة من المرائي إلاّ من وراء الحجاب .

ص: 51

فاعلم الآن - إن كنت ممّن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(1) - أنّ الذات مع تعيّن من التعيّنات الأسمائيّة منشأ لظهور عالم مناسب لذلك التعيّن ، كتعيّنها باسم «الرحمن» لبسط الوجود ؛ وباسم «الرحيم» لبسط كمال الوجود ؛ وباسم «العليم» لظهور العوالم العقليّة ؛ وباسم «القدير» لبسط عوالم الملكوت . ولأنّ الاسم هو الذات مع التعيّن الذي صار منشأ لظهور عالم من العوالم ، أو حقيقة من الحقائق ، صارت أسماء اللّه توقيفيّة ؛ فإنّ العلم بذلك علم إلهي ، لا يحصل إلاّ لمن

يكون من أصحاب الوحي وأرباب التنزيل .

نور [2]

بل نرجع ونقول : إنّ كلّ فاعل من الفواعل في كلّ عالم من العوالم لا يكون بحسب ذاته بذاته منشأ لأثر من الآثار وظهور في النشآت عند اُولي الأبصار ؛ فإنّ ذاته بذاته في حجاب الصفات وغيب الأسماء والملكات ، لا يظهر إلاّ من وراء الحجاب ؛ وتأثيراته من التعيّنات الأسمائيّة ، لا بذاته . وتحت ذلك سرّ لا طاقة لإظهاره ؛ وبالحريّ أن نضع تحت أستاره .

نور [3]

لمّا تعلّق الحبّ الذاتي بشهود الذات في مرآة الصفات ، أظهر عالم الصفات ؛ وتجلّى بالتجلّي الذاتي في الحضرة الواحديّة في مرآة جامعة أوّلاً ؛ وفي مرائي اُخرى بعدها ، على ترتيب استحقاقاتها وسعة المرآة وضيقها .

ص: 52


1- ق (50) : 37 .

وبعد ذلك تعلّق الحبّ برؤيتها في العين ؛ فتجلّى في المرائي الخلقيّة من وراء الحجب الأسمائيّة ، فأظهر العوالم على الترتيب المنظّم ؛ وظهر في المرائي على التنسيق المنسّق في المرآة الأتمّ الأعظم بالاسم الأعظم أوّلاً ؛ وفي المرائي الاُخرى بعدها ، على ترتيبها الوجودي من الملائكة المقرّبين وبُهَم الصافّين إلى أخيرة عوالم الملك والشهود ، نازلاً من الصعود .

نور [4]

أوّل من فلق الصبح الأزل وتجلّى على الآخر بعد الأوّل وخرق أستار الأسرار هو المشيئة المطلقة والظهور الغير المتعيّن التي يعبّر عنها تارة ب «الفيض المقدّس» ، لتقدّسها عن الإمكان ولواحقه والكثرة وتوابعها ؛ واُخرى ب «الوجود المنبسط» ، لانبساطها على هياكل سماوات الأرواح وأراضي الأشباح ؛ وثالثة ب «النَفَس الرحماني» والنفخ الربوبي ؛ وبمقام «الرحمانيّة» و«الرحيميّة» ، وبمقام «القيّوميّة» ، وب «حضرة العماء» وب «الحجاب الأقرب» ، وب «الهيولى الاُولى» ، وب «البرزخيّة الكبرى» ، وبمقام «التدلّي» ، وبمقام «أو أدنى» - وإن كان ذلك المقام عندنا غيرها ، بل ذاك ليس بمقام أصلاً - وبمقام «المحمّديّة» ، و«علويّة علي(ع)» ؛ كلٌّ حسب مقام ومورد ؛ عباراتنا شتّى .. . إلى آخره(1) ، إلى غير ذلك من الاصطلاحات والعبارات والإشارات ، حسب المراتب

والمقامات .

ص: 53


1- تمامه: عباراتنا شتّى وحسنك واحد كلٌّ إلى ذاك الجمال يشير

نور [5]

إنّ للمشيئة المطلقة مقامين : مقام اللاتعيّن والوحدة ، لا الظهور بالوحدة ؛ ومقام الكثرة والتعيّن بصورة «الخلق» و«الأمر» .

وهي بمقامها الأوّل مرتبطة بحضرة الغيب ؛ أي ، الفيض الأقدس . ولا ظهور لها بذلك المقام .

وبمقامها الثاني ظهور كلّ الأشياء ؛ بل هي الأشياء كلّها أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .

نور [6]

إنّ الحضرة المشيئة لكونها ظهور الحضرة الجمع تجمع كلّ الأسماء والصفات بأحديّة الجمع . وهذه مقام [ال]تجلّي العلمي في نشأة الظهور والعين ؛ فلا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في السماوات والأرضين .

فكلّ مراتب الوجود مقام «العلم» و«القدرة» و«الإرادة» وغيرها من الأسماء والصفات . بل كلّ المراتب من أسماء الحقّ . فهو مع تقدّسه ظاهر في الأشياء كلّها ؛ ومع ظهوره مقدّس عنها جلّها . فالعالم مجلس حضور الحقّ والموجودات حضّار مجلسه .

نور [7]

قال شيخنا العارف الكامل ، الشاه آبادي - أدام اللّه ظلّه الظليل على رؤوس مريديه ومستفيديه - :

ص: 54

«إنّ مخالفة موسى - على نبيّنا وآله وعليه السلام - عن خضر(ع) في الموارد

الثلاثة(1) ، مع عهده بأن لا يسأل عنه ، لحفظ حضور الحقّ ؛ فإنّ المعاصي هتك مجلس الحقّ، والأنبياء - عليهم السلام - مأمورون بحفظ الحضور . وحيث رأى موسى (ع) أنّ خضراً (ع) ارتكب ما بظاهره ينافي مجلس الحضور ، نسي ما عاهد معه وحفظ الحضرة . وكان خضر النبيّ لقوّة مقام ولايته وسلوكه يرى ما لا يرى موسى (ع) . فموسى (ع) حفظ الحضرة ، وخضر (ع) الحاضر . وبين المقامين فرق جليّ يعرفه الراسخون في المعرفة .

نور [8]

حضرة المشيئة المطلقة لفنائها في الذات الأحديّة واندكاكها في الحضرة الاُلوهيّة واستهلاكها تحت سطوع نور الربوبيّة ، لا حكم لها في نفسها ؛ بل لا نفسيّة لها أصلاً . فهي ظهور الذات الأحدي في هياكل الممكنات على قدر استحقاقها ؛ وبروز الجمال السرمدي في مرآة الكائنات على قدر صفائها . وبها يكسو كسوة الإمكان ويتلبّس بلباس الأكوان ؛ فظهر واستتر ، وبرز وضمر ، وتجرّد وتمثّل ، وتوحّد وتكثّر .

فلقد أشار إلى ذلك بكمال اللطافة ، وأرمز حق الرمز ، بقوله تعالى : )اللّه ُ نُورُ

السَّموَاتِ وَالأَرْضِ((2) . فانظر بكمال المعرفة سرّها ، وتدبّر طورها وغورها ، كيف بيّن الحقيقة بألطف بيان وأعذب تبيان ، بحيث لا يتوحّش عنها الأذهان

ص: 55


1- الكهف (18) : 60 - 82 ؛ راجع بحار الأنوار 13 : 278 .
2- النور (24) : 35 .

القاسية ولا ينبو عنها الطباع الغير المستقيمة ، مع إظهارها لأهل الحقيقة والمعرفة

وبيانها ، بأتمّ بيان ، لأصحاب القلوب والأرواح الصافية . فقال : إنّه تعالى ظهور السماوات والأرض ؛ أي عالم الغيب والشهادة ، والأرواح والأشباح ، فهو تعالى بكمال تقدّسه ظاهر في مرائيها ؛ وظهورها هو ظهوره تعالى ، فانظر كيف مثَّل نوره بالمصباح المجلُوّ من خلف الزجاجة الرقيقة على البساط .

ولعمري إنّ فيها رموزاً على حقائق يعجز عن ذكرها البيان ويكلّ عنه اللسان . وليست هذه الرسالة موضوعة لذلك ؛ فالأولى الكشح عنها وإيكال الأمر إلى أهلها .

نور [9]

وأنت بما تلونا عليك من البيان ورفعنا الحجب عن بصيرتك بالعيان تقدر - بحمد اللّه القادر المنّان - على توفيق كلمات أصحاب الكشف والمعرفة الذوقي ، وأرباب الحكمة والطريق البرهاني . ألا وإنّها غير متخالف الحقيقة ، وإن كان القائل بها متفاوت الطريقة ؛ فإنّ السلوك إلى اللّه بعدد أنفاس الخلائق(1) ، وإن كان المقصد هو اللّه الخالق ؛ حيث قال الطائفة الاُولى في ذلك المقام إنّه - تعالى

قدسه - ظهر في مرائي التعيّنات وملابس المخلوقات ومجلى الحقائق ومهبط الرقائق ؛ كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ)(2) . وعن النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - : «لَو دُلِّيتُم بِحَبلٍ إلى الأَرضِ السُّفلَى ، لَهَبَطتُم

ص: 56


1- الفتوحات المكّيّة 3 : 411 ؛ جامع الأسرار : 8 ؛ شرح الأسماء ، السبزواري : 660 .
2- الزخرف (43) : 84 .

علَىَ اللّه»(1) . وورد إشارة إلى ذلك أنّ معراج يونس - على نبيّنا وآله وعليه السلام - كان في بطن حوت ؛ كما أنّ معراج رسول اللّه (ص) بعروجه إلى فوق الجبروت(2) .

وقال الطائفة الاُخرى : إنّ سلسلة الموجودات من عالمي «الأمر» و«الخلق» مراتب فعله ومدارج خلقه وأمره ؛ وأنّه - تعالى قدسه - منزّه عن العالمين ومقدّس عن النزول في محفل السافلين ؛ «و أين التراب وربّ الأرباب!»(3) وأنت قد عرفت ، بتأييد رحماني من ناحية النفَس الرحمة من جانب يَمن القدس ، أنّ مقام المشيئة المطلقة والحضرة الاُلوهيّة لمكان استهلاكها في الذات الأحديّة واندكاكها في الإنّيّة الصرفة لا حكم لها ؛ فهي معنى حرفيّ معلّق بعزّ قدسه تعالى .

والآن تعلم أنّ الوجودات الخاصّة في كلّ نشأة من النشآت ظهرت ، والأنوار المتعيّنة في كلّ مرتبة من المراتب برزت ، مستهلكات في الحضرة الاُلوهيّة .

فإنّ المقيّد ظهور المطلق ، بل عينه ؛ والقيد أمر اعتباري . كما قيل : «تعيّنها اُمور اعتباريست»(4) والعالم هو التعيّن الكلّ . فهو اعتبار في اعتبار وخيال في

ص: 57


1- سنن الترمذي 5 : 78 / 3352؛ شرح فصوص الحكم، القيصري: 837؛ الحكمة المتعالية 1: 114.
2- راجع أحكام القرآن، ابن عربي 4: 35؛ تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن 2: 523 - 524؛ مقالات شمس التبريزي: 502؛ مثنوى معنوى: 539، بيت 4512.
3- إشارة إلى الحديث المنقول عن لسان الملائكة : «ماللتراب وربّ الأرباب» . راجع كشف الأسرار وعدّة الأبرار 3 : 726 .
4- گلشن راز : 87 . «وجود اندر كمال خويش ساريست تعيّن ها امور اعتبارى است»

خيال عند الأحرار(1) . والوجود من صقعه وحضرته لا حكم له بذاته ؛ فلابدّ

للحكيم المتألّه أن يستهلك التعيّنات في الحضرة الأحديّة ؛ ولا يغضّ عينه اليمنى وينظر باليسرى . كما أنّه لابدّ للعارف المشاهد أن يتوجّه إلى الكثرات وينظر باليسرى إلى التعيّنات .

وبالجملة : إنّ مغزى مرامهم وإن كان أمراً واحداً ومقصداً فارداً ، إلاّ أنّ غلبة حكم الوحدة وسلطانها على قلب العارف تحجبه عن الكثرة ، فاستغرق في التوحيد وغفل عن العالمين ومقامات التكثير ؛ وحكم الكثرة على الحكيم يمنعه عن إظهار الحقيقة ، ويحجبه عن الوصول إلى كمال التوحيد وحقيقة التجريد . وكلاهما خلاف العدل الذي به قامت سماوات [ال]لطائف السبع الإنسانيّة . فإن كنت ذا قلب متمكّن في التوحيد وحصل لك الاستقامة التي قال النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - فيها : «شَيَّبَتْني سورةُ «هودٍ» لِمكانِ هذِهِ الكَريمَةِ»(2) ؛ لنقصان اُمّته وتكفّله لهم (3)، فاتّبع الحقّ الحقيق والحقيقة الحريّ بالتصديق .

ص: 58


1- راجع فصوص الحكم : 104 ، فصّ يوسفي ؛ الحكمة المتعالية 1 : 198 .
2- شرح فصوص الحكم، القيصري: 529؛ تفسير القرآن الكريم، ابن عربى (التأويلات، عبدالرزّاق الكاشاني) 1: 582؛ راجع علم اليقين 2 : 971 ؛ شرح المنظومة 3: 625.
3- كما أنّ قوله (ع) في دعاء «الافتتاح» فيما يدعو لمولانا القائم - روحي له الفداء - وهو : «مَكِّن لَه دينَهُ الَّذي ارتضيته له، أَبْدِله مِن بَعدِ خَوفِهِ أَمناً، يَعبُدُكَ لا يُشرِكَ بِكَ شَيئاً»(أ). محمول على ذلك . فإنّ العباد أوراق شجرة الولاية ؛ والأوراق زينة الشجرة ؛ فالوليّ متكفّل لتربية العباد ؛ فلهذا ينتسب تركهم إليه وعبادتهم إليه، صلوات اللّه عليه . تلطّف تجد واضحاً . منه دامت فيوضاته أ - مصباح المتهجّد : 404 ؛ إقبال الأعمال : 324 ؛ بحار الأنوار 24 : 167 / 14 .

وهو أنّ حضرة المشيئة المطلقة المستهلكة في الذات التي هي ظلّ اللّه الأعظم وحجابه الأقرب الأكرم وظهوره الأوّل ونوره الأتمّ ، بحقيقتها المستهلكة في الحضرة الأحديّة ، نازلة إلى العوالم السافلات وبيداء الظلمات ؛ وهي مقام اُلوهيّة الحقّ الأوّل في السماوات العلى والأرضين السفلى . ولا حكم لها بنفسها ؛ بل لا نفسيّة لها . فإن قلت إنّ اللّه تعالى ظاهر في الأكوان ومتلبّس بلباس الأعيان ، صدقت . وإن قلت إنّه تعالى مقدّس عن العالمين ، صدقت .

فعليك بتحكيم هذا الأساس والتحقّق بهذا المقام ؛ فإنّه من العلم النافع في اُوليك واُخراك .

نور [10]

وبالحريّ أن نشير إلى أصل الحقيقة بخرق الحجاب ، بلسان أصحاب السلوك العلمي من ذوي اللباب ؛ فإنّ طريقهم سهل المأخذ عند جمهور أهل الخطاب ؛ وإن كان طريق أهل اللّه أقرب إلى الصواب ؛ لكونهم رافضين للنقاب .

فنقول : لمّا كان الحقّ - تعالى شأنه - في كمال التقدّس عن الأوضاع والجهات وتمام التنزّه عن المكان والمكانيّات ونصاب الترفّع عن الزمان والزمانيّات ، لم يكن نسبته تعالى مع فعله كنسبة سائر الفواعل مع أفعالها : فإنّ سائر الفواعل ، أيّ فاعل كان حيث كان ، في قيد الماهية وأسر التعيّن ؛ فمقام ماهيّته وذاتيّته يصحّح الغيريّة مع أثره وفعله ؛ فالفواعل الغير الواجبة بحسب

ص: 59

مقام ذاتها التي هي التعيّن و الماهيّة منفصل الذات عن الفعل والأثر ، منعزل الحقيقة عن الذي فيه أثر ؛ وإن كان في هذه الفواعل أيضاً مراتب في النوريّة والكمال ودرجات في الشدّة والضعف ؛ فإنّ فواعل عالم الملك والطبيعة لكونها تحت حكومة الأبعاد المكانيّة وسلطان الجهات الإمكانيّة ، ولأسرها بقيد الهيولى والهيولانيّات، وتقيّدها بقيود المادّة والمادّيّات وسلاسل الزمان والحركات ، صارت آثارها منعزل الوجود عنها وضعاً ، ومنفصل الهويّة عنها مكاناً . وهذا أعلى مراتب العزل والانفصال . وذلك لتشابك وجوداتها مع الأعدام وبُعدها عن ساحة قدس الملك العلاّم .

وأمّا موجودات عالم العقل ومقام التجرّد ومحلّ الاُنس وموطن التفرّد ، لتنزّهها عن تلك القشور وقربها من عالم النور ، بل كونها من أصل النور ونوراً على نور ، واندكاك جهات إمكانها في الوجوب الأحدي وجبر نقصان ماهيّاتها بالوجود السرمدي - ولهذا يقال بالوعاء الذي هي فيه «عالم الجبروت» ، لجبر نقصانها ورفض إمكانها - كانت مقدّسة عن الأوضاع مع منفعلها ، ومنزّهة عن جهات هذا العالم الأدنى . ولقد صحّ عن الأوائل أنّ العالم العقلي كان كلّها في الكلّ(1) ؛ لا حجاب مسدول بينها ، ولا وضع لبعضها مع بعض ولا مع غيرها . هذا ؛ مع أنّ النقطة السوداء الإمكانيّة على وجهها وذُلّ الفقر الذاتي على ناصيتها .

فإذا كان حال العالم العقلي مع الإمكان الذاتي كذلك ، فانظر ماذا ترى في

ص: 60


1- أثولوجيا : 149 و154 ؛ مصباح الاُنس : 74 و145 ؛ الحكمة المتعالية 6 : 147 ، تعليقة السبزواري .

حقّ مبدأ الوجود المنزّه عن كلِّ تعيّن وكثرة وجهة والمقدّس عن الماهيّة وجهات الغيريّة ، فهو تعالى ظاهر بظهور الأشياء لا كظهور الأجسام بالأنوار الحسّيّة ، ولا كظهور شيء بشيء ؛ وباطن فيها ، لا كبطون شيء في شيء ؛ ومع ذلك ظهوره بها أشدّ من ظهور كلّ ذي ظهور ؛ وبطونها فيها أتمّ من بطون كلّ محجوب ومستور . فهو تعالى بعين الظهور بطون ؛ وبعين البطون ظهور . كما صرّح به سيّدنا ومولانا ، القائم - عجّل اللّه فرجه الشريف - في التوقيع الخارج على يد الشيخ الكبير ، أبي جعفر ، محمّد بن عثمان بن سعيد - رضي اللّه عنه - فقال في ما قال(ع) : «يا باطِناً في ظهوره ، وظاهِراً في بُطونه ومَكنونه»(1) . صدق وليّ اللّه روحي فداه .

وقال الشيخ محيي الدين في «فتوحاته» في الفصل الأوّل من أجوبة الترمذي :

وأمّا ما تعطيه المعرفة الذوقيّة فهو أنّ الحقّ ظاهر من حيث ما هو باطن ، وباطن من حيث ما هو ظاهر ، وأوّل من حيث ما هو آخر ، وآخر من حيث ما هو أوّل(2) ، انتهى كلامه .

فهذا مقام العائذ به تعالى من قصور الإدراك ، فيقال : «چه نسبت خاك را با عالم پاك»(3) .

ص: 61


1- مصباح المتهجّد : 556 ؛ إقبال الأعمال : 145 .
2- الفتوحات المكّية 2 : 40 .
3- گلشن راز : 22 . «چه نسبت خاك را با عالم پاك كه ادراك است عجز از درك ادراك»

نور [11]

ولنرجع إلى المقصود الأصلي ؛ فإنّ الرسالة غير موضوعة لتحقيق هذه المباحث والتطويل في تلك المعارج ، فليعذرني إخواني عمّا خرج عنان القلم عن الاختيار .

فنقول : لك أن ترتقي إلى أوج الحقيقة لفهم أسرار أهل المعرفة ؛ فاسمع لما نتلو عليك :

واعلم أنّ هذه الخلافة أيضاً خلافة في الظهور ؛ فإنّ الأوّل - جلّ مجده - لمّا

أراد أن يظهر في الأكوان، لرؤية نفسه وكمالات ذاته في مرآة كاملة جامعة، تجلّى باسمه الأعظم الأتمّ الذي له مقام أحديّة الجمع، فأشرقت من ذلك التجلّي سماوات الأرواح وأراضي الأشباح، فكلّ المراتب الوجودية والحقائق النزوليّة والصعوديّة من تعيّن تجلّيه الذاتي الحاصل بالاسم الأعظم . فمقام الخلافة مقام استجماع كلّ الحقائق الإلهيّة والأسماء المكنونة المخزونة . فحيث لاحجاب في الوجود من ناحية الربّ الودود ؛ فإنّ الحجاب من التعيّنات والحدود ، وإذ لاتعيّن من ناحية عالم القدس، فلا حجاب ، فكان ذاته بذاته ظهرت في الأشياء ، وعلى حدّ إطلاقه أشرقت الأرض والسماء : (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)(1) ، الذي هو الحقيقة الإطلاقيّة الجامعة لكلّ الحقائق والتعيّنات المشهودة والمعلومة في العالمين ، من ناحية عالم الكثرة و[ال]جنبة الخلقيّة : (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)(2) .

ص: 62


1- الزمر (39) : 69 .
2- النساء (4) : 79 .

فمن عرف حقيقة استهلاك الوجود المنبسط والإحاطة القيّوميّة للذات الواجبة وعدم النسبة ، أيّة نسبة ، بينها وبين الخلق وتنزّهها عن كلّ التعيّنات ، يمكن له معرفة هذا الظهور الذاتي والتجلّي الأسمائي والصفاتي . فمع كون التجلّي بالأسماء وفي هياكل الممكنات ، كان التجلّي ذاتياً ؛ بلا ملابسة بأقذار التعيّنات الخلقيّة ومناسبة لسكّان عالم من العوالم . فاعرف ولا تختلط .

نور [12]

كما أنّ عالم الأعيان الثابتة أيضاً غير مانع عن كون الظهور ذاتياً - وإن كان الترتيب يقتضي أن يكون الأعيان ظاهرة ، إلاّ أنّك قد عرفت أنّ الأعيان الثابتة لاوجود لها في الحضرة العلميّة ولاكون لها إلاّ كون الثبوت - فحقائقها أيضاً غير حاجبة عن الظهور الذاتي والتجلّي الأسمائي والصفاتي ، فهو تعالى بلاحجاب مسدول بينه وبين خلقه ظاهر في مرآة الكلّ ، كما قال تعالى شأنه : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(1) فأشار بلفظ «هو» إلى الحقيقة الغيبيّة المستكنّة في الحضرة الأسمائيّة والصفاتيّة ، وقال : الحقيقة الغيبيّة المقدّسة عن التلبّس بالأسماء والصفات ، فضلاً عن ملابسة الأكوان الزائلات الداثرات ، بحقيقتها الشريفة ظاهر وباطن وأوّل وآخر ، فالظهور - كلّ الظهور - له ، والبطون - كلّ البطون - له . لا ظهور لشيء من الأشياء ، ولا بطون لحقيقة من الحقائق ؛ بل لا حقيقة لشيء أصلاً . كما في دعاء يوم عرفة لمولانا وسيّدنا أبي عبداللّه الحسين ، - روحي له الفداء - :

ص: 63


1- الحديد (57) : 3 .

«أيَكونُ لغَيرِكَ مِن الظهورِ ما لَيسَ لَكَ ، حتَّى يكونَ هو المُظهِر لك؟

مَتَى غِبتَ حتَّى تَحتاجَ إلى دليلٍ يَدُلُّ عليك...»(1) إلى آخره. صدق وليّ اللّه.

وبهذا ينظر كلام الأحرار : «العالم خيال في خيال»(2) . ومن ذاك المقام قول العارف الشيرازي ، قدّس سرّه :

«مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد وبر سينۀ نامحرم زد»(3)

ولتكن على خُبر ممّا اُلقي إليك حتّى لايشتبه عليك الأمر ، فتزلّ قدمك .

نور [13]

هذا ؛ ولكن حفظ مقام العبوديّة والأدب لدى الحضرة الربوبيّة يقتضي أن يكون النظر إلى جهة التقديس والتنزيه أكثر ؛ بل هي أنسب لحال السالك وعن الخطرات أبعد . فلابدّ لكلّ من سلك طريق المعرفة ، أو دخل مدينة الحقيقة بالقدمٍ الراسخ العلمي ، أن يكون في جميع الأحوال منزّهاً ، وفي كلّ المقامات مقدّساً ومسبّحاً ، ولهذا يكون التقديس والتنزيه في لسان الأولياء أكثر تداولاً ، وكانوا - عليهم السلام - إذا وصلوا إلى ذلك المقام ، صرّحوا بالقول تصريحاً ، لا إشارة أو تلويحاً . بخلاف مقام التشبيه والتكثير ؛ فإنّه قلّ في كلمات الكمّل ، من أصحاب الوحي والتنزيل ، التصريح به ؛ بل كلّما وصلوا إليه ، رمزوا بالقول رمزاً ،

ص: 64


1- إقبال الأعمال : 660 ؛ بحار الأنوار 95 : 226 .
2- راجع فصوص الحكم : 104 ، فصّ يوسفي ؛ الحكمة المتعالية 1 : 198 .
3- ديوان حافظ : 247 ، غزل 180 .

ورفضوا التصريح به رفضاً .

وما وقع من الشَطَحيّات من بعض أصحاب المكاشفة والسلوك وأرباب الرياضة ، فهو لنقصان سلوكهم وبقاء الأنانيّة في سرّهم أو سرّ سرّهم ؛ فتجلّى عليهم أنفسهم بالفرعونيّة .

وأمّا السالكون على طريق الشريعة ، مع رفض الأنانيّة بجملتها وترك العبوديّة لأنفسهم برمّتها ، مع طهارتها وعدم التوجّه إلى إظهار القدرة والسلطنة والفرعونيّة ، فهم في أعلى مرتبة التوحيد والتقديس ، وأجلّ مقامات التكثير ؛ ولم يكن التكثير حجاباً لهم عن التوحيد ، ولا التوحيد عن التكثير ؛ لقوّة سلوكهم وطهارة نفوسهم وعدم ظهورهم بالربوبيّة التي هي شأن الربّ المطلق . مع أنّ هيولى عالم الإمكان مسخّرة تحت يدي الوليّ ، يقلّبها كيف يشاء . وجاء لهم في هذا العالم الكتاب من اللّه العزيز الذي أخبر عنه رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله

- على ما نقل - مخاطباً لأهل الجنّة :

«مِنَ الحَيِّ القَيُّوم الذي لا يَمَوتُ إلى الحَيِّ القَيّومِ الذي لا يمَوتُ . أَمّا بَعدُ ، فإنّي أَقولُ لِلشَّيء : كُن ، فَيكُونُ ؛ وقَد جَعَلتُكَ تَقولُ لِلشَيء : كُن ، فَيَكونُ . فقال (ص) : فلا يَقولُ أَحَدٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ لِلشَّيء كُن ، إلاّ ويَكُونُ»(1) .

نور [14]

ومن ذلك المقام إباء الأنبياء المرسلين والأولياء الراشدين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - عن إظهار المعجزات والكرامات التي اُصولها إظهار الربوبيّة

ص: 65


1- الفتوحات المكّية 3 : 295 ؛ علم اليقين 2 : 1061 .

والقدرة والسلطنة والولاية في العوالم العالية والسافلة ، إلاّ في موارد اقتضت المصلحة لإظهارها . وفيها أيضاً كانوا يصلّون ويتوجّهون إلى ربّ الأرباب بإظهار الذلّة والمسكنة والعبوديّة ورفض الأنانيّة ، وإيكال الأمر إلى بارئه واستدعاء الإظهار عن جاعله ومنشئه - علت قدرته - مع أنّ تلك الربوبيّة الظاهرة بأيديهم - عليهم السلام - هي ربوبيّة الحقّ - جلّ وعلا - إلاّ أنّهم عن إظهارها بأيديهم أيضاً يأبون .

وأمّا أصحاب الطلسمات والنيرنجات ، وأرباب السحر والشعبذة والرياضات التي اُصولها الاتّصال بعالم الجنّ والشياطين الكفرة ، وهو الملكوت السفلى التي هي الظلّ الظلماني لعالم الملك ، مقابل الظلّ النوراني الذي هو الملكوت العليا ، عالم الملائكة ، تراهم لا زال في مقام إظهار سلطنتهم وإبراز تصرّفهم ، لفرط العشق بأنانيّتهم وزيادة الشوق بحيثيّة نفوسهم ، فهم عباد أصنام النفس وتابعي الجبت والطاغوت، غافلون عن ربّ العالمين؛ (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)(1) .

نور [15]

إذا صعدت تلك الذروة العالية وعرجت بروحك إلى أوج هذه الحقيقة النوريّة وعرفت حقيقة ما تلونا عليك من الظهور الذاتي ، يمكن لك فهم بعض الحقائق ويفتح عليك بعض أبواب الرموز والدقائق :

منها : سرّ قول الحكماء السالفين والفلاسفة السابقين: أنّ البارئ - جلّت

ص: 66


1- التوبة (9) : 49 .

عظمته - يعلم الجزئيّات على الوجه الكلّي(1) ؛ فإنّ الجنبة العالية من كلّ حقيقة على حدّ الإطلاق وصرافة الفعليّة ومحوضة الكلّيّة ؛ والتشخّصات المشهودة والتعيّنات المعلومة من الجنبة السافلة الخلقيّة ، ومن عالم الفرق ، لا الجمع .

ومنها : سرّ «القَدَر» في النشأة العينيّة الذي حارت العقول فيه وتشتّتت آراء

الفلاسفة لديه(2) . وأمّا القدر العلمي ، فقد عرفت سالفاً(3) رجوعه إلى عالم

الأعيان .

ومنها : سرّ قول فُرفُوريوس - الذي هو من أعاظم الحكماء في علم البارئ - من جعل مناط علمه تعالى اتّحاده بالمعلومات(4) .

ومنها : وجه صحّة رأي الشيخ المقتول - مقدّم إشراقيّة الإسلام - في علم البارئ ، وجعل العلم على مشربه ذاتيّاً مقدّماً على الأشياء ؛ وإن كان بوجه فعلياً هو الأشياء(5) . إلى غير ذلك من الأسرار التي يضيق المجال عن ذكرها والغور في تحقيقها .

نور [16]

إنّ النبوّة في ذلك المقام الشامخ هي إظهار الحقائق الإلهيّة والأسماء

ص: 67


1- الشفاء ، الإلهيات : 359 ؛ الإشارات والتنبيهات : 329 - 333 ، فصل 18 - 22 .
2- الشفاء ، الإلهيات : 439 - 440 ؛ الإشارات والتنبيهات، شرح المحقق الطوسي 3 : 317 ؛ القبسات : 416 - 425 ؛ الحكمة المتعالية 6 : 291 - 292 .
3- تقدّم في المشكاة الاُولى ، مصباح 37 .
4- الحكمة المتعالية 6 :181 - 188 ؛ شرح المنظومة 3 : 581 .
5- مجموعۀ مصنّفات شيخ إشراق 1 : 72 و483 ، و2 : 150 - 153 .

والصفات الربوبيّة في النشأة العينيّة طبقاً للإنباء الحقيقية الغيبيّة في النشأة

العلميّة ، ومن ذاك المقام أعطى كلّ ذي حقّ حقّه ، بإكمال المستعدّين وإيصال القابلين إلى كمالاتها اللائقة والمترقّبة ؛ فإنّ مقام «الرحمانيّة» التي هي مقام بسط الوجود ؛ ومقام «الرحيميّة» التي هي مقام بسط كمال الوجود من ذاك المقام ؛ وهو أحديّة جمعهما ، ولهذا جعل «الرّحمن الرّحيم» تابعين لاسم «اللّه» في قوله تعالى: (بِسم اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ) وقال الشيخ العربي في «فتوحاته» : ظهر العالم ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم(1) ، انتهى . وهو الرسول على سكّان عالمي الغيب والشهادة ، والناطق بالحقّ عن مقام الجمع على قطّان سكنة الملك والملكوت .

نور [17]

أوّل من آمن بهذا الرسول الغيبي والوليّ الحقيقي ، هو سكّان سكنة الجبروت من الأنوار القاهرة النوريّة والأقلام الإلهيّة العالية ، فهي أوّل ظهور بسط الفيض ومدّ الظلّ ؛ كما قال النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - : «أوَّلُ ما خَلَقَ اللّه نوري»(2) أو «روحي»(3) ، ثمّ على الترتيب النزولي من العالي إلى السافل ، ومن الصاعد إلى النازل ، حتّى انتهى الأمر إلى عالم المادّة والمادّيات وسكّان أراضي السافلات ، بلا تعصّ ولا استنكار . وهذا أحد معاني قوله - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - :

ص: 68


1- الفتوحات المكّية 1 : 102 .
2- عوالي اللآلي 4 : 99 / 140 ؛ علم اليقين 1 : 156 ؛ بحار الأنوار 15 : 24 / 44 .
3- عوالي اللآلي 4 : 99 / 141 ؛ علم اليقين 1 : 155 .

«آدمُ ومَن دونَه تَحتَ لوائي»(1) ، وأحد معاني عرض الولاية على جميع الموجودات .

وأمّا عدم قبول بعضها - كما في الخبر(2) - فمبنيّ على نقصان القابلية والاستعداد من قبول الكمال ؛ لا عدم القبول مطلقاً ، حتّى في مقام الوجود ، بل في مقام كماله ، وبعبارة اُخرى : قبول مقام «الرحمانيّة» ، وعدم قبول مقام «الرحيميّة» ؛ وإلاّ فكلّ موجود على مقدار سعة وجوده وقابليته قبل الولاية والخلافة الباطنيتين ؛ وهما نافذتان في أقطار السماوات والأرضين ؛ كما نطق به الأحاديث الشريفة(3) .

نور [18]

لعلّ الأمانة المعروضة على السماوات والأرض والجبال التي أبين أن يحملنها ، وحملها الإنسان الظلوم الجهول(4) ، هي هذا المقام الإطلاقي ؛ فإنّ السماوات والأرضين وما فيهنّ محدودات مقيّدات ، حتّى الأرواح الكلّية ؛ و من شأن المقيّد أن يأبى عن الحقيقة الإطلاقيّة ؛ والأمانة هي ظلّ اللّه المطلق ، وظلّ

المطلق مطلق ، يأبى كلّ متعيّن عن حملها ؛ وأمّا الإنسان بمقام الظلوميّة التي هي التجاوز عن قاطبة الحدودات والتخطّي عن كافّة التعيّنات واللامقامي المشار إليه

ص: 69


1- عوالي اللآلي 4 : 121 / 198 ؛ علم اليقين 1 : 457 ؛ كنز العمّال 11 : 404 / 31882 .
2- الاختصاص : 249 ؛ مناقب آل أبي طالب 2 : 350 ؛ بحار الأنوار 27 : 283 / 6 .
3- السرائر 3: 575 - 576 ؛ مناقب آل أبي طالب 2 : 350 ؛ بحار الأنوار 27 : 46 / 7 .
4- إشارة إلى الآية الشريفة: («إنّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّموَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاْءنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهوُلاً») . (الأحزاب (33) : 72)

بقوله - تعالى شأنه - على ما قيل(1) : (يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ)(2) ، والجهوليّة التي هي الفناء عن الفناء ، [ف]قابل لحملها ، فحملها بحقيقتها الإطلاقيّة حين وصوله إلى مقام «قاب قوسين» . وتفكّر في قوله تعالى : (أَوْ أَدْنَى)(3) ؛ «وأطف السراج ، فقد طلع الصبح»(4) .

نور [19]

اعلم - هداك اللّه طريق الصواب - أنّ هذا المقام ؛ أي الظهور بمقام النبوّة في النشأة العينيّة وإظهار الحقائق الغيبيّة والأسماء الإلهيّة طبقاً لصور الأسماء في النشأة العلمية والأعيان الثابتة ، هو النبوّة للإنسان الكامل ؛ أي الحقيقة المحمّديّة(ص) في النشأة الثانية ، بل في الحضرة الثالثة ، لمكان اتّحاد الظاهر والمظهر ؛ خصوصاً المظهر الأتمّ الإطلاقي الذي لا تعيّن ولا نفسيّة له .

فالمقام الأوّل ، هو الإنباء بالحقيقة الجمعيّة والاسم الأعظم ، أحدية جمع الأسماء ، عن لسان غيب الغيوب للحضرات الأسمائيّة وفي مقام الواحديّة .

والمقام الثاني ، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ والمجلي الأعظم ؛ أي العين الثابتة الإنسانيّة ، عن لسان الحقيقة الجمعيّة ؛ أي الإسم الأعظم ، بل عن لسان الغيب أيضاً - لعدم الحجاب أصلاً - لصور الأسماء الإلهيّة ؛ أي الأعيان الثابتة .

ص: 70


1- الفتوحات المكّية 2 : 646 .
2- الأحزاب (33) : 13 .
3- النجم (53) : 9 .
4- إشارة إلى حديث منسوب إلى أمير المؤمنين(ع) . راجع جامع الأسرار: 29 و172؛ كلمات مكنونه : 30 ؛ شرح الأسماء ، السبزواري : 385 .

ومقامنا هذا ؛ أي ثالث المقامات الذي كلامنا فيه ، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ في النشأة العينيّة ؛ أي الحقيقة الإنسانيّة في عالم الأمر ، عن لسان العين الثابتة

- حقيقتها العلميّة - بل عن الاسم الأعظم ، بل عن مقام الغيب ، لما عرفت .

نور [20]

قال شيخ مشايخنا ، آقا محمّدرضا القمشه اي - قدّس سرّه - في «تعليقته على مقدّمات شرح فصوص الحكم» - بعد قياسه الأعيان الثابتة في الأسماء الإلهيّة بالماهيّة والوجود ، وأنّ الماهيّة كما تكون تعيّن الوجود والأشياء منسوبة

إليها ، لا إليه؛ لأنّ الشيء يفعل بتعيّنه ، كذلك الأعيان تعيّن الأسماء ، والعالم منسوب إلى العين الثابتة للإنسان الكامل - ما هذا كلامه الشريف :

نقد وتلخيص : الأعيان الثابتة تعيّنات الأسماء الإلهيّة ؛ والتعيّن عين المتعيّن في العين ، غيره في العقل ، كما أنّ الماهيّة عين الوجود في الخارج وغيره في العقل ؛ فالأعيان الثابتة عين الأسماء الإلهيّة ؛ والأسماء الإلهيّة تجلّيات لاسم «اللّه» باعتبار ، وأجزاؤه باعتبار آخر ، والاعتباران كونه اسم الذات باعتبار الصفات وكونه اسم الذات مع الصفات . فالأعيان الثابتة تجلّيات لاسم «اللّه» باعتبار ، وأجزاؤه باعتبار . فهي تجلّيات للحقيقة الإنسانيّة باعتبار ، وأجزاؤها باعتبار ؛ لأنّ الحقيقة الإنسانيّة عين ذلك الاسم لاتّحاد التعيّن والمتعيّن . فالعين الثابتة الأحمديّة - التي هي الحقيقة الإنسانيّة ، وهي الحقيقة المحمّديّة(ص) - هي المتجلّية في صورة الأسماء والأعيان في عالم الأسماء والأعيان الثابتة .

ص: 71

و«العالم» بمعنى ما سوى اللّه هو صور الأسماء ومظهرها . فهو صورة الحقيقة الإنسانيّة ومظهرها ، لأنّا قلنا إنّ الأسماء والأعيان تجلّيات تلك الحقيقة باعتبار ، وأجزاؤها باعتبار ، وصورتها صورة تلك الحقيقة ومظهرها ؛ فالحقيقة المحمّديّة هي التي تجلّت في صورة العالم ؛ والعالم من الذرّة إلى الدرّة ظهورها وتجلّيها .

ثمّ قال قدّس سرّه العزيز :

فإن قلت : إذا كان اسم «اللّه» والعين الثابتة المحمّديّة متّحدتين في العين ، فلِم اُسند العالم إلى تلك العين ، ولم يسند إلى ذلك الاسم؟ أقول : العين الثابتة تعيّن ذلك الاسم ، والشيء يفعل بتعيّنه ؛ فالمتجلّي في الملك والملكوت والجبروت واللاهوت تلك الحقيقة بإذن اللّه وخلافته ؛ واللّه هو الملك الحقّ المبين(1) انتهى كلامه ، زيد في الروحانيين مقامه .

نور [21]

قد عرفت ، بما كشفنا الغطاء عن بصرك وصار اليوم حديداً ، أنّ ثبوت الأعيان الثابتة في العلم الإلهي بوجه كثبوت الأنوار الناقصة في النور التامّ والعقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي . وحيث لا حجاب في الأعيان والأسماء ، كلّ ما نسب إلى العين الثابتة ، نسبت إلى الذات المقدّسة والأسماء والصفات الإلهيّة . فالتجلّيات ، مع كونها في لباس الأسماء والصفات وكسوة الأعيان ، ذاتية .

ص: 72


1- مجموعه آثار حكيم صهبا (آقا محمدرضا القمشه اى) : 86 - 87 .

فالقياس بالماهيّة والوجود مع كونه مع الفارق ليس الأمر في المقيس عليه على ما أفاد - قدّس سرّه - عند أرباب البصيرة وأصحاب الذوق والسلوك ؛ فإنّ انتساب الآثار إلى الماهيّة ، إمّا بنظر الوحدة في الكثرة ، وأنّ الوجود مع تنزّهه عن التعيّنات ظاهر فيها وهو الأشياء كلّها ، وإمّا بنظر أصحاب الفلسفة الرسميّة من كون العالم ؛ أي الكلّيّات الطبيعيّة ، موجوداً ، لا المشرب العرفاني ؛ فإنّه عند

الأحرار خيال في خيال(1) .

وبالجملة : إن أراد بقوله : إنّ الشيء يفعل بتعيّنه ، أنّه لا يفعل ذاته بذاته بلا التعيّن الاسمي والصفتي ، أو في كسوة الأعيان ، فهو حقّ ؛ كما عرفت تحقيقه ، لكنّه لا يوجب نفي الانتساب إلى المتعيّن ؛ بل الفعل منسوب إلى المتعيّن حقيقة لا التعيّن .

وإن أراد أنّ التعيّن فاعل ، فلا وجه صحيح له .

وإن أراد أنّه آلة للمتعيّن ، فمع كونه خلاف التحقيق لا يوجب نفي الانتساب أيضاً .

والتحقيق الحقيق بالتصديق ما عرفت في طيّ الأنوار الإلهيّة أنّ الذات في كسوة التعيّنات الأسمائيّة تتجلّى على الأعيان الثابتة ؛ وفي كسوتها تتجلّى على الأعيان الخارجية ، ولكن لعدم الحجاب وصفاء المرآة كان التجلّي ذاتياً ، لا شريك له تعالى في إلهيّته .

وهذا أحد معاني الحديث(2) الوارد عن أهل بيت العصمة - سلام اللّه عليهم - :

ص: 73


1- فصوص الحكم : 104 ، فصّ يوسفي ؛ الحكمة المتعالية 1 : 198 .
2- منقول بمعناه واللفظ ليس كذلك . [منه قدس سره]

أنّ التوحيد الحقيقي بإيقاع الاسم على المسمّى ؛ وإلاّ فعبادة الاسم كفر ، وعبادة

الاسم والمسمّى شرك(1) . صدق وليّ اللّه (2).

وفي كلامه - قدّس سرّه - نظر آخر ، نتركه مخافة التطويل . والآن نختم هذا «المصباح» ، ونشرع في طور آخر من الكلام ، بعون الملك العلاّم ، وبه نستعين في البدء والختام .

ص: 74


1- الكافي 1 : 87 / 1 ؛ التوحيد الصدوق : 220 / 12 .
2- ومعناه الآخر أنّ استقلال النظر إلى الأسماء بلا نظر إلى المسمّى كفر لستر المعبود الحقيقي بالأسماء. ومع استقلال النظر إليها مع كون المعبود منظوراً إليه أيضاً شرك. وجعل الاسم مرآة لعبادة الذات توحيد. وله معنى آخر أدقّ. منه[ قدس سره]

المصباح الثاني: فيما ينكشف لك من سرّ الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الغيبيّة والأنوار العقليّة الإلهيّة

اشارة

وفيه حقائق إيمانيّة ، تطلع من مطالع نورانيّة ، لعلّك تتدرّج بها إلى الكمالات الإنسانيّة .

مطلع [1]

اعلم ، هداك اللّه إلى حقّ اليقين وجعلك منخرطاً في سلك الروحانيّين ، أنّ

الحقيقة العقليّة الثابتة بالبراهين العقليّة المتقنة ، على ما فصّلها الفلاسفة الكاملون

وأرمز إليها الإلهيّون الأقدمون وأشار إليها المسفورات الإلهيّة والصحف السماويّة وألقى الحجاب عنها الآثار النبويّة والولويّة ، هي التعيّن الأوّل لحضرة المشيئة المطلقة التي قد عرفت مقامها ومنزلتها من أحديّة الجمع . والبرهان عليه ، سوى ما ذكر في المفصّلات من مسفورات أرباب الفلسفة(1) ، ما اُلقي في روعى بلا رويّة حين بلوغي إلى هذا المقام من الرسالة .

ص: 75


1- راجع : الحكمة المتعالية 7 : 262 ؛ شرح المنظومة 2 : 317 - 318.

وهو أنّ الحقيقة الغير المتعيّنة ، أيّة حقيقة كانت ، إذا صارت متعيّنة بالتعيّنات المتشتّتة اللاحقة لها ، لا تتعيّن بشيء منها ، إلاّ بما هو أسبق رتبة وأقدم مرتبة وذاتاً ؛ أو بما هو أقدم زماناً ، إن كانت من الزمانيّات . وبالجملة ، يتعيّن ويتصوّر الحقيقة الغير المتعيّنة والمتصوّرة بالتعيّن الأسبق والصورة الأقدم . والماهيّة ، أينما حلّت ، تتقدّم على لواحقها وأعراضها من التعلّقات الملكوتيّة وتقدّراتها ولواحقها المادّيّة وأعراضها ؛ كما أنّ أصل التقدّر والتعلّق متقدّمان على لواحقهما الآخر . فتصوّر الحقيقة أوّلاً بالماهيّة ، ثمّ غيرها من اللواحق ، الأسبق فالأسبق .

وعند التفتيش التامّ والفحص الكامل عن حال مراتب الوجود وعالم النزول و الصعود ، لا نرى فيها ما تعيّن بالماهيّة فقط ، دون لواحقها ، إلاّ الحقيقة العقليّة

لاغير . وأمّا سائر الموجودات ، من أيّ عالم كان ، له تعيّن زائد على تعيّن الماهيّة ؛ فيجب أن يكون متأخّراً عنها ، وهي متقدّمة عليها ، تقدّماً دهريّاً ، كما أنّ تقدّم الحقيقة الغير المتعيّنة على المتعيّنات يكون تقدّماً بالحقيقة ؛ بل تقدّماً حقّانيّاً أزليّاً .

ولا تظنّنّ أنّ تلك اللواحق ، أي التعلّق والتقدّر الملكوتي والانغمار في المادّة والكون تحت سلطان الزمان والتدريج ، كانت من لواحق الوجود وأعراضه ، لا الماهيّة ، لانفكاكها عنها في التعقّل والتعمّل العقلي ؛ فإنّ ذلك ظنّ فاسد وخيال باطل ؛ لأنّ سنخ ذات الملكوت هو التعلّق والتقدّر ، وسنخ ذات الملك هو الإسارة بالمادّة ولواحقها ، لا يمكن انفكاكها ذاتاً وتعقّلاً ، خارجاً وذهناً . ولهذا

ص: 76

حُدّدت «النفس» بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعي آليّ(1) ؛ وصار علم النفس من «الطبيعيّات» (2). وقد أقام شيخ العرفاء الكاملين وأعظم الفلاسفة المعظّمين ، صدر الحكماء والمتألّهين ، قدّس اللّه نفسه الشريفة ، البرهان على أنّ نفسيّة النفس في ابتداء نشأتها ليست من العوارض اللاحقة بذاتها ، لازمة كانت أو مفارقة(3) . كذلك أسر الصور الملكية بالمادّة ولواحقها ذاتاً ممّا قام البرهان عليه . ولولا مخافة التطويل لذكرنا ما يفيدك الاطمينان واليقين ، إلاّ أنّ الرسالة غير موضوعة لتحقيق تلك المباحث .

ولا تتوهّمن أنّ ذلك ينافي خلاص الصور الملكيّة والحقائق الملكوتيّة إلى عالم النور ؛ فإنّ ذلك أيضاً ثابت عندنا بلا تناقض في المقال ، تدبّر تجد .

هذا بحسب القوس النزولي . وبهذا البيان يمكن إقامة البرهان على ترتيب الوجود وتنسيقها بحسب القوس الصعودي أيضاً ؛ فإنّ مبدأ حصول الصور والترقّي والتوجّه من الكثرة إلى الوحدة ومن النزول إلى الصعود ، هو الهيولي

ص: 77


1- الإشارات والتنبيهات ، شرح المحقق الطوسي 2 : 29 ؛ الحكمة المتعالية 8 : 14 - 23 ؛ شرح المنظومة 5: 17 - 18.
2- قال الشيخ في الفصل الأوّل من الفنّ السادس من «الطبيعيّات» : واسم «النفس» يقع عليها لا من حيث جوهرها ، بل من حيث هي مدبّرة للأبدان ومقيسة إليها. فلذلك يؤخذ البدن في حدّها ، كما يؤخذ مثلاً البناء في حدّ الباني ؛ وإن كان لايؤخذ في حدّه من حيث هو إنسان. ولذلك صار النظر في النفس من العلم الطبيعي ؛ لأنّ النظر في النفس من حيث هي نفس نظر فيها من حيث لها علاقة بالمادّة والحركةأ، انتهى. منه دامت فيوضاته. أ - الشفاء، الطبيعيات 2: 9.
3- الحكمة المتعالية 8 : 12 - 13 .

الاُولى التي لا تتصوّر بصورة ذاتاً ولا تتعيّن بتعيّن جوهراً ؛ فتعيّنت بالتعيّنات

سابقاً فسابقاً ؛ فتصوّرت أوّلاً بالصورة الجسميّة المطلقة ؛ ثمّ العنصريّة ؛ ثمّ المعدنيّة ، إلى أن ينخرط في سلك الروحانيّين ويتّصل الآخر بالأوّل ويرجع الأمر من حيث بدأ : (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)(1) .

مطلع [2]

إنّ الأحاديث الواردة عن أصحاب الوحي والتنزيل في بدء خلقهم - عليهم السلام - وطينة أرواحهم ، وأنّ أوّل الخلق روح رسول اللّه وعليّ - صلّى اللّه عليهما وآلهما - أو أرواحهم(2) ، إشارة إلى تعيّن روحانيّتهم التي هي المشيئة المطلقة والرحمة الواسعة تعيّناً عقليّاً ، لا أنّ أوّل الظهور هو أرواحهم ، عليهم السلام . والتعبير ب «الخلق» يناسب ذلك ؛ فإنّ مقام المشيئة لم يكن من «الخلق» في شيء ، بل هو «الأمر» المشار إليه بقوله : (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ)(3) وإن يطلق عليه «الخلق» أيضاً ؛ كما ورد منهم (ع) : «خَلَقَ اللّه الأشياءَ بالمشيئةِ والمشيئةَ بنفسِها»(4) . وهذا الحديث الشريف أيضاً من الأدلّة على كون المشيئة المطلقة فوق التعيّنات الخلقيّة من «العقل» وما دونه .

ونحن نذكر رواية دالّة على تمام المقصود الذي أقمنا البرهان الذوقي عليه ،

ص: 78


1- الأعراف (7) : 29 .
2- راجع : بحار الأنوار 15 : 4 - 25 ، و25 : 1 - 36 .
3- الأعراف 7: 54.
4- الكافي 1 : 110 / 4 ؛ التوحيد ، الصدوق: 147 / 19 .

بحمد اللّه ، تيمّناً بذكره وتبّركاً به :

في «الكافي» الشريف ، عن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عبداللّه بن عمر بن عليّ بن أبيطالب(ع) ، عن أبي عبداللّه - عليهم السلام - قال :

«إنَّ اللّه كانَ إذ لا كانَ ؛ فَخَلَقَ الكانَ وَالمَكانَ ؛ وخَلَقَ الأنوارَ ؛ وخَلَقَ نُورَ الأنوارِ الَّذي نُوِّرَت مِنهُ الأنوارُ ؛ وأَجرَى فيِهِ مِن نُورِهِ الذي نُوِّرَت مِنهُ الأنوارُ ؛ وَهُوَ النّورُ الَّذى خَلَقَ مِنهُ مُحَمّداً وَعَليّاً . فَلَم يَزالا نُورَين أَوَّلينِ ، إذ لا شيءَ كُوِّنَ قَبلَهُما . فَلَم يَزالاَ يَجريانِ طاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ في الأصلابِ

الطاهِرَةِ حَتّى افتَرَقا في أَطهَرِ طاهِرَيْنِ في عَبدِاللّه وأبي طالِب»(1) . صدق وليّ اللّه ، صلوات اللّه عليه .

ولسنا بصدد شرح الحديث الشريف ؛ فإنّ شرحه - مع عدم كونه في عهدة مثلي - طويل الذيل ؛ ولكن نشير إلى بعض إشاراته التي تشير إلى مقصودنا . فنقول ، وباللّه التوفيق :

لعلّ قوله (ع) : «كان إذ لا كان» . إشارة إلى تقدّمه - تعالى شأنه - بالحقيقة على الموجودات ، والآن كما كان ؛ كما قال جنيد البغدادي حين سمع «كان اللّه ولَم يَكُن مَعَه شَيء»(2) : الآن كما كان(3) . وفي «توحيد» صدوق الطائفة : «إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعَالى ، كانَ لَم يَزَل بلا زَمان ولا مَكان ؛ وَهُوَ الآنَ كَما كانَ»(4) .

ص: 79


1- الكافي 1 : 441 - 442 / 9 .
2- التوحيد ، الصدوق: 67 / 20 ؛ كنز العمّال 10 : 37 / 29850 .
3- اصطلاحات الصوفية ، الكاشاني : 49 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 390 .
4- التوحيد ، الصدوق: 179 / 12 .

وقوله : «فخلق الكان والمكان» إلى قوله : «منه الأنوار» إشارة إلى ترتيب اُمّهات مراتب الوجود من النازل إلى الصاعد ؛ فإنّ «الكان» و«المكان» هو الكائنات والمكانيّات الطبيعيّة والأجرام السماويّة والأرضيّة ، أو مطلق ما ظهر في عالم الطبيعة وكان طالعاً عن بحر الهيولى المظلمة حتّى يشمل النفس التي هي بذاتها من عالم الأنوار لكنّها طالعة عن مطلع المادّة ظاهرة في الكائنات النازلة . و«الأنوار» هي العالم العقلي بقضّها وقضيضها ؛ أو هو مع العالم النفسي

باعتبار أصل حقيقتها التي هي الأنوار . و«نور الأنوار» هو الفيض المنبسط والوجود المطلق الذي منه الحقائق العقليّة وغيرها والعوالم الصاعدة والنازلة . وتخصيص خلق «الأنوار» منه بالذكر ، مع أنّ جميع مراتب الوجود منه ، للتناسب الواقع بينهما ؛ أو لكون العقل أوّل ظهور المشيئة المطلقة ؛ أو لأنّ صدور الكائنات لايحتاج إلى الذكر بعد ذكر صدور الأنوار منه ؛ فإنّ صدور الأنوار إذا كان من شيء ، كان صدور الأكوان منه أيضاً بحسب ترتيب سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود .

والضمير المجرور في قوله : «و أجرى فيه» إمّا راجع إلى الكان والمكان ، وفيه إشارة لطيفة إلى ظهور نوره في السماوات والأرض ؛ كما قال تعالى : (اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ)(1) ، وإمّا راجع إلى الأنوار إشارة إلى أنّ المقيّدات التي هي الأنوار عين المطلق الذي هو نور الأنوار . ويمكن أن يكون راجعاً إلى «نور الأنوار» . فعلى هذا ، يكون المراد من نور الأنوار هو العقل المجرّد الأوّل ؛ ومن

ص: 80


1- النور (24) : 35 .

«الأنوار» النفوس الكلّيّة ؛ أو هي مع سائر العقول غير العقل الأوّل .

ويكون المراد من نوره «الذي نوّرت منه الأنوار» هو الفيض المنبسط . وهذا مناسب للعبارة من جهتين :

الاُولى : نسبة الخلق إلى نور الأنوار . قد عرفت مراراً أنّه من عالم الأمر ، لا الخلق ، وإن اُضيف إليه أحياناً ؛ كما في الحديث الشريف المتقدّم ذكره .

الثانية : إضافة «النور» إلى ذاته تعالى في قوله : «و أجرى فيه من نوره» . فإنّها إشارة إلى اتّحاد الظاهر والمظهر ؛ وإن جاز إضافة نور سائر الأنوار إلى ذاته تعالى أيضاً باعتبار ، لكنّ الأنسب ذلك .

وإيّاك وأن تفهم من «الإجراء» ما هو المتفاهم العرفي منه ، كجريان النور الحسّي في المستنير! بل هو بمعنى الظهور والإحاطة القيّوميّة ؛ كما لا يكون «النور» هو النور الحسّي .

وقوله(ع) : «وهو النور الذي خلق منه محمّداً(ص) وعليّاً(ع)» أي من نور الأنوار الذي هو الوجود المنبسط ، الذي قد عرفت(1) أنّه الحقيقة المحمّديّة(ص)

والعلويّة(ع) بنحو الوحدة واللاتعيّن ، خلق نورهما المقدّس . وهذا صريح فيما ذكرنا . فتفكّر فيه حتّى ينفتح عليك الأسرار .

وقوله(ع) : «فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوِّن قبلهما» . يعني به أنّ نورهما المقدّس المنشأ من نوره ، هو العقل المجرّد المقدّم على العالم الكوني .

وقوله(ع) : «فلم يزالا» إلى آخره ، إشارة إلى ظهوره في العوالم النازلة ، من

ص: 81


1- تقدّم في المشكاة الثانية، المصباح الأوّل، النور 4.

صلب عالم الجبروت إلى بطن عالم الملكوت العليا ؛ ومن صلبه إلى بطن عالم الملكوت السفلى ؛ ومن صلبه إلى بطن عالم الملك ؛ ثمّ ظهر في خلاصة العوالم و نسختها الجامعة ، أي الإنسان الذي هو أبو البشر ؛ وانتقل منه إلى أن يفترق في أطهر طاهرين ، عبداللّه وأبي طالب ، عليهما السلام .

والسرّ في التعبير عن كلّ عالم صاعد بالنسبة إلى الهابط منه ب «الصلب» ، وعن كلّ عالم نازل بالنسبة إلى الصاعد منه ب «البطن» ، ظاهر لايحتاج إلى التفصيل .

مطلع [3]

هل بلغك اختلاف ظاهر كلمات الحكماء المتألّهين والفلاسفة الأقدمين ، كمفيد الصناعة ومعلّمها ، ومن يتلوه من المحقّقين مع كلمات العرفاء الشامخين والمشايخ العارفين في كيفيّة الصدور وتعيين أوّل ما صدر من المبدأ الأوّل؟ قال في «الميمر» العاشر من «أثولوجيا» :

فإن قال قائل : كيف يمكن أن تكون الأشياء من الواحد المبسوط الذي ليس فيه ثنويّة ولا كثرة بجهة من الجهات؟ قلنا : لأنّه واحد محض مبسوط ، ليس فيه شيء من الأشياء ؛ فلمّا كان واحداً محضاً ، انبجست منه الأشياء كلّها . وذلك أنّه لمّا لم تكن له هويّة ، انبجست منه الهويّة .

وأقول واختصر القول : إنّه لمّا لم يكن شيئاً من الأشياء ، رأيت الأشياء كلّها منه ، غير أنّه وإن كانت الأشياء كلّها إنّما انبجست منه ؛ فإنّ الهويّة الاُولى ، أعني بها هويّة العقل ، هي التي انبجست منه أوّلاً ، بلا وسط . ثّم انبجست

ص: 82

منه جميع هويّات الأشياء التي في العالم الأعلى والعالم الأسفل بتوسّط هويّة العقل والعالم العقلي(1) ، انتهى كلامه .

ثمّ شرع في البرهان على مطلبه . وليس لنا الحاجة إليه . وإليه يرجع كلام سائر المحقّقين ، كرئيس فلاسفة الإسلام في «الشفاء»(2) وغيره من مسفوراته(3) ، والشيخ المقتول(4) ، وغيرهما من أساطين الحكمة وأئمّة الفلسفة .

وقال الطائفة الثانية ، إنّ أوّل ما صدر منه تعالى وظهر عن حضرة الجمع ، هو

الوجود العامّ المنبسط على هياكل الموجودات المشار إليه بقوله تعالى : (وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ)(5) . و(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ)(6) .

قال الشيخ صدرالدين القونوي ، خليفة الشيخ الكبير ، محيي الدين ، في «نصوصه» :

و الحقّ سبحانه من حيث وحدة وجوده لم يصدر عنه إلاّ واحد ، لاستحالة إظهار الواحد وإيجاده من حيث كونه واحداً ما هو أكثر من واحد . لكن ذلك الواحد عندنا ما هو الوجود العامّ المفاض على أعيان المكوّنات وما وجد منها وما لم يوجد ممّا سبق العلم بوجوده . وهذا الوجود مشترك بين القلم الأعلى الذي هو أوّل موجود ، المسمّى أيضاً بالعقل الأوّل ، وبين سائر

ص: 83


1- أثولوجيا : 134 .
2- الشفاء ، الإلهيات : 402 .
3- الإشارات والتنبيهات : 308 - 310 ، نمط 6 ؛ النجاة، الإلهيات : 649 .
4- مجموعۀ مصنّفات شيخ إشراق 1 : 61 و449 ، و2 : 125 و138 .
5- القمر (54) : 50 .
6- البقرة (2) : 115 .

الموجودات، ليس كما يذكره أهل النظر من الفلاسفة(1) . انتهى كلامه .

وقال بمثل المقالة في «مفتاح الغيب والوجود»(2) .

وقال كمال الدين عبدالرزّاق القاساني في «اصطلاحاته» :

التجلّي الشهودي هو ظهور الوجود ، المسمّى باسم «النور» . وهو ظهور الحقّ بصور أسمائه في الأكوان التي هي مظاهرها . وذلك الظهور هو نفَس الرحمان الذي يوجد به الكلّ(3) ، انتهى .

مطلع [4]

قد حان حين أداء ما فرض علينا بحكم الجامعة العلميّة والعرفانيّة والاُخوّة الإيمانيّة بإلقاء الحجاب عن وجه مطلوبهم بحيث يرتفع الخلاف من البين ويقع إصلاح ذات البين ؛ فإنّ طور العرفاء وإن كان طوراً وراء العقل ، إلا أنّه لا يخالف العقل الصريح والبرهان الفصيح ، حاشا المشاهدات الذوقيّة أن تخالف البرهان ، والبراهين العقليّة أن تقام على خلاف شهود أصحاب العرفان .

فنقول : اعلم أيّها الأخ الأعزّ ، أنّ الحكماء الشامخين والفلاسفة المعظّمين لمّا كان نظرهم إلى الكثرة وحفظ مراتب الوجود من عوالم الغيب والشهود وترتيب الأسباب والمسبّبات والعوالم الصاعدات والنازلات ، لا جرم يحقّ لهم أن يقولوا بصدور العقل المجرّد أوّلاً ؛ ثمّ النفس ؛ إلى أخيرة مراتب الكثرات . فإنّ مقام

ص: 84


1- النصوص : 74 .
2- مفتاح الغيب : 20 - 21 .
3- اصطلاحات الصوفية ، الكاشاني : 156 .

المشيئة المطلقة لا كثرة فيه ؛ وإنّما هي تتحقّق في المرتبة التالية منه ، وهي تعيّناته . فالمشيئة لاندكاكها في الذات الأحديّة واستهلاكها في الكبرياء السرمديّة ، لم يكن لها حكم حتّى يقال في حقّها إنّها صادرة أو غير صادرة .

وأمّا العرفاء الشامخون والأولياء المهاجرون لمّا كان نظرهم إلى الوحدة وعدم شهود الكثرة ، لم ينظروا إلى تعيّنات العوالم ، ملكها أو ملكوتها ، ناسوتها أو جبروتها ، ويروا أنّ تعيّنات الوجود المطلق - المعبّر عنها ب «الماهيات» و«العوالم» أيّة عوالم كانت - اعتبار وخيال ؛ ولذا قيل : العالم عند الأحرار خيال في خيال(1) . وقال الشيخ الكبير ، محيي الدين : العالم غيب ما ظهر قطّ ؛ والحقّ ظاهر ما غاب قطّ(2) ، انتهى . فما كان في دار التحقّق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلاّ الحقّ ، ظاهراً وباطناً ، أوّلاً وآخراً . وما وراءه من تلبيسات الوهم

واختراعات الخيال .

مطلع [5]

بل نرجع ونقول : إنّ كلام المحقّق القونوي(3) أيضاً ليس عند العرفاء الكاملين

ص: 85


1- تقدّم تخريجه في المشكاة الثانية ، المصباح الأوّل ، النور 12 .
2- قال عفيف الدين تلمساني في «شرح مواقف النِفَّري» : «قال الشيخ محيي الدين رحمة اللّه عليه واسعة في هذه المسألة مامعناه: أنّ العالم غيب لم يظهر قطّ ، والحقّ تعالى هو الظاهر الذي ما غاب قطّ ، والناس في هذه المسألة على عكس الصواب فيقولون العالم ظاهر والحقّ تعالى غيب ، فهم بهذا الاعتبار في مقتضى هذا التنزّل كلّهم عبيد السوى» . شرح مواقف النِفَّري: 262؛ وراجع جامع الأسرار: 163.
3- تقدّم كلامه في المشكاة الثانية، المصباح الثاني، المطلع 3.

بشيء ؛ بل ما توهّم أنّه من كلمات الأولياء الشامخين ، عندهم فاسد وفي سوق أهل المعرفة كاسد ؛ فإنّ الصدور لابدّ له من مصدر وصادر ، ويتقوّم بالغيريّة والسوائيّة ، وهي مخالفة لطريقة أصحاب العرفان وغير مناسبة لذوق أرباب الإيقان ؛ ولذا تراهم يعبّرون عن ذلك - حيث يعبّرون - ب «الظهور» و«التجلّي» . أمِن وراء الحقّ شيء حتّى ينسب الصدور إليه؟ بل (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(1) . قال مولانا ، أبو عبداللّه الحسين - عليه الصلاة والسلام - في دعاء «عرفة» : «ألِغَيْرِكَ مِنَ الظهُورِ مَا لَيسَ لَكَ؟»(2) صدق وليّ اللّه وروحي له الفداء . فالعالم بجهة السوائيّة ما ظهر قطّ ، والكلّي الطبيعي غير موجود في نظر أهل الحقّ ، وبغيرها هو اسمه «الظاهر» .

مطلع [6]

هذا حكم من غلب عليه سلطان الوحدة ، وتجلّى الحقّ بالقهر على جبل إنّيّته و جعله دكّاً دكّاً ، وظهر عليه بالوحدة التامّة والمالكيّة العظمى ؛ كما يتجلّى بذلك عند القيامة الكبرى . وأمّا الذي يشاهد الكثرة بلا احتجاب عن الوحدة ، ويرى الوحدة بلا غفلة عن الكثرة ، يعطي كلّ ذي حقّ حقّه ؛ فهو مظهر «الحكم العدل» الذي لا يتجاوز عن الحدّ وليس بظلاّم للعبد ، فحكم تارة بأنّ الكثرة متحقّقة ؛ وتارة بأنّ الكثرة هي ظهور الوحدة . كما نقل عن المتحقّق بالبرزخيّة الكبرى والفقير الكّلّ على المولى والمرتقي ب )قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ

ص: 86


1- الحديد (57) : 3 .
2- إقبال الأعمال : 660 ؛ بحار الأنوار 95 : 226 / 3 .

أَدْنَى((1) ، المصطفى المرتضى المجتبى ، بلسان أحد الأئمّة : «لنا مع اللّه حالات هو هو ، ونحن نحن ، وهو نحن ؛ ونحن هو» (2).

وكلمات أهل المعرفة ، خصوصاً الشيخ الكبير ، محيي الدين ، مشحونة بأمثال ذلك ؛ مثل قوله : الحقّ خلق ، والخلق حقّ ؛ والحقّ حقّ ، والخلق خلق(3) . وقال في «فصوصه» :

و من عرف ما قرّرناه في الأعداد وأنّ نفيها عين ثبتها ، علم أنّ الحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه ، وإن كان قد تميّز الخلق من الخالق . فالأمر الخالق ، المخلوق ؛ والأمر المخلوق ، الخالق .

إلى أن قال :

فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا ***وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا

من يدر ما قلتُ لم تخذل بصيرته ***وليس يدريه إلاّ من له البصر

جمّع وفرّق فإنّ العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر(4)

وقد خرج الكلام عن طور هذه الرسالة . فلنطوي الكلام ولنصرف العنان إلى أصل المرام .

ص: 87


1- النجم (53) : 9 .
2- كلمات مكنونه : 114 ؛ شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 3 : 396.
3- ورد مضمونه في فصوص الحكم : 79 و112 ؛ راجع شرح فصوص الحكم ، القيصري : 656 .
4- فصوص الحكم : 78 - 79 ، فصّ إدريسي .

مطلع [7]

اعلم ، هداك اللّه إلى جبروته وأراك بلطفه طرق ملكوته ، أنّ هذه الحقيقة العقليّة التي عرفت شأنها ، لكونها في غاية التجرّد عن تباعد المكان والمكانيّات وكمال التنزّه عن تغيّر الزمان والزمانيّات ، واندكاك ماهيّتها في إنّيّتها وقهر نور

وجودها على ظلمة ماهيّتها ، بل للتجرّد عن حقيقتها ونفسيّتها تحيط بعوالم الغيب والشهادة ، إحاطة المشيئة عليها وعلى غيرها ؛ وتسري فيها ، سريان الحقيقة في الرقيقة . بل هي حقيقة العوالم ، وهذا ظلّها ؛ وهي الروح ، والباقي قواها و جسمها . وبالجملة ، هي جهة وحدة العالم ؛ والعالم جهة كثرتها . بل هي العالم في صورة الوحدة ؛ والعالم هو العقل في صورة الكثرة .

قال الشيخ الكامل العارف ، قاضي سعيد القمّي - رضوان اللّه عليه - في جملة من كتبه ورسائله : «إنّ النفس عقل بالعرض ونفس بالذات»(1) . وفي شرحه ل«توحيد» صدوق الطائفة - رضي اللّه عنه - : امتثل العقل ؛ أي الأمر الإلهي ، فتصوّر بصورة النفس الكلّية لتصوير المادّة(2) ، انتهى . وهو - قدّس سرّه - وإن قصر ذلك - أي تصوير العقل - بصورة النفس فقط ، لكنّ العلم بمراتب الوجود وملكوت الغيب والشهود يعطي ما ذكرنا من تصويره بصورة الجسم أيضاً . وهذا مراد الأقدمين ، كأفلاطن الإلهي(3) ، ومفيد المشّائين ، أرسطاطاليس ، في

ص: 88


1- الفوائد الرضوية مع تعليقة الإمام الخميني : 92، 94، 98، 136؛ الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات، الطلائع والبوارق: 249.
2- شرح توحيد الصدوق، القاضي سعيد القمّي 1: 269؛ و 2: 35.
3- راجع الحكمة المتعالية 8 : 360 .

«أثولوجيا» ؛ من هبوط النفس إلى العالم السفلى(1) مع أنّ البرهان يعطي حدوثها عن المادّة(2) .

وما ذكره ذلك العارف القمّي - قدّس سرّه - مأخوذ من كلمات الأقدمين ، كهذا الفيلسوف العظيم ؛ فإنّه قال في «الميمر» الأوّل من «أثولوجيا» : النفس إنّما هو عقل ، تصوّر بصورة الشوق .

وممّا يؤدّي ما ذكرنا - أتمّ تأدية - قوله في ذلك «الميمر» أيضاً :

إنّها (أي النفس) لمّا اشتاقت إلى السلوك وإلى أن تظهر أفاعيلها ، تحرّكت من العالم الأوّل أوّلاً ؛ ثمّ إلى العالم الثاني ؛ ثمّ إلى العالم الثالث ؛ غير أنّها وإن تحرّكت وسلكت من عالمها إلى أن تأتي العالم الثالث ، فإنّ العقل لم يفارقها ، وبه فعلت ما فعلت(3) ، انتهى .

وفي كلماته الشريفة ما يفيد مقصودنا ويشير إلى مطلوبنا فوق حدّ الإحصاء ؛ خصوصاً في «الميمر» العاشر في باب نوادره . فمن أراد ، فليرجع إلى ذلك الكتاب الشريف ؛ لكن بعد الفحص الكامل عن مرموزات القوم والرجوع إلى أهله ؛ فإنّ لكلّ علم أهلاً ، وإيّاك والرجوع إليه وإلى مثله بأنانيّتك ونفسيّتك . فإنّه

لا يفيدك شيئاً ، بل لا يزيدك إلاّ حيرة وضلالة . ألا ترى أنّ الشيخ الرئيس ، أبا عليّ بن سينا يقول :

إنّي ما قرأت على الاُستاذ من الطبيعيّات والرياضيّات والطبّ إلاّ شيئاً

ص: 89


1- أثولوجيا : 18 و84 .
2- الحكمة المتعالية 8 : 330 - 380 ؛ شرح المنظومة 5: 114.
3- أثولوجيا : 19 - 20 .

يسيراً . وتكفّلت بنفسي على حلّها في مدّة يسيرة بلا تكلّف ؛ وظفرت على حلّها بغير تعسّف . وأمّا الإلهيّات ، فما فهمت منها شيئاً ، إلاّ بعد الرياضات والتوسّل إلى مبدأ الحاجات والتضرّع الجبلّي إلى قاضي السؤالات ، حتّى أنّ في مسألة واحدة منها راجعتُ أربعين دفعة! فما فهمت منها شيئاً ، حتّى آيست من حلّ ذلك العلم ، إلى أن انكشف لي بالرجوع إلى مبدأ الكلّ والتدلّي إلى بارئ القلّ والجلّ (1).

مع أنّ خطاياه في ذلك العلم الأعلى أكثر كثير ؛ كما يظهر بالمراجعة إلى كتبه . فإذا كان هذا حال الشيخ الرئيس ، النابغة الكبرى والاُعجوبة العظمى ، الذي لم يكن له في حدّة الذهن وجودة القريحة كفواً أحد ، فكيف بغيره من متعارف الناس! هذه نصيحة منّي على إخواني المؤمنين لئلاّ يهلكوا من حيث لا يعلمون .

مطلع [8]

إحاطة العقل المجرّد على ما دونه من الملك والملكوت ، ليست كإحاطة شيء محسوس بشيء محسوس ؛ حيث يكون الإحاطة فيه ببعض الجوانب والنهايات ، ولا يحيط بعضها ببعض إلاّ ببعض السطوح الخارجة عن الذات ، بل إحاطته من جميع الجوانب يحيط بباطن المحاط كما يحيط بظاهره ؛ فإنّ إحاطته يكون بنحو السريان والنفوذ ، فهو سارٍ في حقائق العوالم وذواتها ولبّ الحقائق وإنّيّاتها ، لا يشذّ عن إحاطته الوجوديّة وسريانه المعنوي ذرّة في السماء و

ص: 90


1- راجع تاريخ الحكماء ، قفطي : 557 ؛ الوافي بالوفيات 12 : 393 ؛ أعيان الشيعة 6 : 73 ؛ روضات الجنات 3 : 171 و173.

الأرض من جواهرها وعوارضها الذاتيّة والمفارقة . وهو أقرب إليها من حبل الوريد وأنفذ فيها من الأرواح في الأبدان ، بل حضور العوالم عنده أشدّ وأعلى من حضورها عند أنفسها .

كلّ ذلك ، لأنّ المادّة التي هي مناط الغيريّة والتباعد عنه مفقودة ، والماهيّة

- التي هي أصل السوائيّة - فيه مستهلكة مضمحلّه ، لا حكم لها أصلاً ، بل الحكم للوجود ، بل للوجود المطلق . وهو القاهر عليها والحاكم على كلّ إنّيّة وحقيقة . وإشارة إلى هذه الإحاطة الوجوديّة والسريان الذاتى قال معلّم المشّائين : إنّ الحقائق البسيطة تقتضي بذاتها لاستدارة حقيقية تامّة ، إلاّ أنّ المحيط فيها لا يحوي المركز ؛ كما الأمر في الدوائر الحسّيّة كذلك . بل الأمر في الدوائر العقليّة بعكس الدوائر الحسّيّة(1) . ونحن قد أشرنا إلى لمعة من التحقيق لهذا السرّ في «المشكاة الاُولى» فراجع(2) .

مطلع [9]

إنّ الحقيقة العقليّة التامّة المجرّدة حاكمة على ما سواها من الحقائق العقليّة و النفوس الكلّية والجزئيّة الملكوتيّة والبدعيّات والكائنات الملكيّة الناسوتيّة ، ترشدها إلى طرق الهداية والاستقامة والكمال ، وتسوقها إلى بارئها المتعال ، وتقودها إلى فناء الربّ ذي الجلال ؛ ولولاها لما عُبد اللّه وما وُحّد وما اُطيع وما

سجد . فالعقل هو الذي أرسله اللّه إلى سكّان جميع العوالم ، ليهديها ال«سواء الصراط» . فقال له : «أقبل» إلى المسجونين في ظلمات العوالم الخلقية من

ص: 91


1- أثولوجيا : 64 و196 و224 .
2- تقدم في المشكاة الاُولى ، المصباح 45 - 46 .

عالمك الأمري ؛ فأرشدهم إلى دار السرور وعالم يعلو فيه النور على نور . فظهر

في كلّ حقيقة بقدر الاستعداد إطاعة لأمر ربّ العباد ؛ فهداهم إلى عالم الأسرار ودعاهم إلى محفل الاُنس ودار القرار . ثمّ بعد الإرشاد والهداية ، أمره بالرجوع بجميع مظاهره من عالم الدنيا إلى الغاية القصوى والرفيق الأعلى ؛ فقال له : «أَدبِر فَأدبَرَ»(1) . وهذه الحقيقة هي التي أعطاها اللّه تعالى الجنود في بعض المظاهر المناسبة من عالم القدس ، لتقاوم جنود الشيطان وتغلب عليها ، وتقود الخلق إلى حزب الرحمن ؛ وأودعت فيها من حقائق عالم الغيب الإلهي ، ليجذب من هو لائق الجذبة الرحمانيّة .

مطلع [10]

فإذا انفتح بصيرتك بما اُلقي إليك من الاُصول وانكشف الأمر لديك في ضمن القواعد والفصول ، يمكن لك أن ترتقي بقدم المعرفة إلى أوج الحقيقة ، فتعرف بعض ما اُرمز في رواية «الكافي» الشريف عن مولانا ، أبي جعفر الباقر - عليه الصلاة والسلام - قال :

«لَمّا خَلَقَ اللّه تعالى العقلَ ، استَنطَقَهُ . ثُمِّ قال لَهُ : أقبِل ، فَأَقبَلَ . ثُمَّ قالَ لَهُ : أدبِر ، فَأدبَرَ . ثُمَّ قالَ : وَعزّتي وَجَلالي ، ما خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أحَبُّ إليِّ مِنك ، ولا أَكمَلتُكَ إلاّ فيمَن أُحِبُّ . أما ، إنّي إيّاكَ آمُرُ وإيّاكَ أَنهَى ، وإيّاكَ أُثيبُ ، وَإيّاكَ أُعاقِبُ»(2) . صدق وليّ اللّه تعالى .

ص: 92


1- الكافي 1 : 20 / 14 .
2- الكافي 1 : 10 / 1 .

وقد شرحه المحقّقون الكاملون(1) - رضي اللّه عنهم - ولكن لمّا لم يشيروا - قدّس اللّه أنفسهم - إلى بعض أسراره ، فنحن نشير إليه مع قلّة الباع ونقصان الاطّلاع ، كيف ، وعطاياهم لا يحمل إلاّ مطاياهم ؛ وليس لمثلي هذا المحلّ الأعلى والمنزل الأبهى الأسنى .

فنقول : قوله(ع) : «استنطقه» أي جعله ذا نطق وإدراك بنفس جعل ذاته ، فإنّ العلم وإلادراك في المبادئ العالية ، ولا سيّما العقل الذي هو أوّل التعيّنات ، عين

ذاتها . وهذا بوجه نظير قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)(2) ؛ فإنّ «التعليم» في ذلك المقام بإيداع صور الأسماء والصفات بنحو اللفّ والإجمال وأحديّة الجمع فيه ، لا أنّه خلقه مجرّداً عن العلم بالأسماء ثمّ علّمها إيّاه ؛ فإنّ الإنسان

مظهر «اسم اللّه» الأعظم الجامع لجميع المراتب والأسماء والصفات بنحو أحديّة الجمع ، والعقل أيضاً مظهر علم الحقّ ، فهو عالم في مرتبة هويّته ولبّ حقيقته .

وقوله : «أقبِل» أمر من حضرة الجمع إلى المظهر الأوّل بظهوره في جميع مراتب التعيّنات من عالم الملك والملكوت . فهو النافذ في جميع العوالم بأمر بارئه ، ليظهر الكمالات التي في عالم الأسماء والصفات ، وينشر الخيرات في مراتب الكائنات ، ويهديهم إلى الصراط المستقيم ويرشدهم إلى الطريق القويم .

وقوله(ع) : «أدبِر» أي أدبر من عالم التفصيل إلى الحضرة الجمع بجميع المظاهر إلى الاسم المناسب لمقامك ومقام مظاهرك : إمّا إلى الاسم «الرحمن» ،

ص: 93


1- راجع : شرح اُصول الكافي ، صدر المتألّهين 1 : 216 ؛ الوافي 1 : 52 ؛ مرآة العقول 1 : 25 .
2- البقرة (2) : 31 .

فتثاب؛ أو إلى الاسم «المنتقم» ، فتعاقب . فالعقل الظاهر في العوالم النازلة يثاب ويعاقب باعتبار اتّحاد الظاهر والمظهر . ومعاد كلّ شيء بتوسّطه ؛ بل بمعاده ؛ فإنّ الأشياء الكونيّة لا تعود إلى الحقّ ما لم تصل إلى العالم العقلي ، أو تفنى فيه ؛ وإن

كان معاد الكلّ بتوسّط الإنسان الكامل الذي كان العقل هو مرتبة عقله .

وقوله(ع) : «ولا أكملتك إلاّ فيمن اُحبّ» إشارة إلى أنّ ظهور العقل في مراتب الموجودات على قدر استعدادهم الذي قدّر لهم في الحضرة العلميّة بالحبّ الذاتي . ولولا ذلك الحبّ ، لما يظهر موجود من الموجودات ولا يصل أحد إلى كمال من الكمالات ؛ فإنّ بالعشق قامت السماوات .

وفي قوله(ع) : «إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك اُثيب وإيّاك اُعاقب» بلا تخلّل «الباء» إشارة واضحة عند أرباب الذوق بما قلنا من أنّ العقل هو الظاهر وهو الباطن ، وهو النافذ في الملك والملكوت ، والنازل من مقامه الأرفع إلى المنزل الأدنى بلا تجاف عن محلّه الأعلى ومقامه الأرفع الأسنى . واللّه الموفّق في الآخرة والاُولى .

مطلع [11]

قد حان حين أن تعلم معنى «خلافة» العقل الكلّي في العالم الخلقي ؛ فإنّ خلافته خلافة في الظهور في الحقائق الكونيّة . ونبوّته إظهار كمالات مبدئه المتعال وإبراز الأسماء والصفات من حضرة الجمع ذي الجلال . وولايته التصرّف التامّ في جميع مراتب الغيب والشهود ، تصرّف النفس الإنسانيّة في أجزاء بدنها ، بل تصرّفه لا يقاس بتصرّفها ؛ فإنّه لعدم شوبه بالقوّة واعتناقه بالعدم والنقصان ،

ص: 94

يكون أقوى في الوجود والإيجاد والتصرّف والإمداد . فهو الظاهر والحقّ به «الظاهر» ؛ وهو الباطن والحقّ به «الباطن» .

ولا تتوهّمن من هذا التعبير أنّ ظهور الحقّ وبطونه تبع ظهوره وبطونه ؛ فإنّ

ذلك توهّم فاسد وظنّ في سوق اليقين والمعرفة كاسد . بل الأصل في الظهور والإظهار هو الحقّ . بل لا ظهور ولا وجود إلاّ له - تبارك وتعالى - والعالم خيال في خيال عند الأحرار(1) .

مطلع [12]

وممّا يرشدك إلى ما ذكرنا ، حقّ الإرشاد ، ويهديك كمال الهداية إلى الطريق السداد ، ما حدّثه صدوق الطائفة ، رضوان اللّه عليه ، في «عيون أخبار الرضا(ع)» بإسناده عن مولانا وسيّدنا ، علي بن موسى الرضا - عليه آلاف التحيّة والثناء - عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب - عليهم السلام - قال : «قال رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه و آله» :

ما خَلَقَ اللّه خلقاً أفضَلَ مِنِّي ؛ وَلا أَكرَمَ عَلَيه مِنّي ... . قالَ عَليُّ ، علیه السلام ، فَقُلتُ : يا رَسُولَ اللّه ، فَأَنتَ أَفضَلُ ، أم جَبرئيلُ(ع)؟ فَقالَ : يا عَليُّ ، إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعالى، فَضَّلَ أنبيائَهُ المُرسَلينَ عَلى مَلائكتهِ المُقَرَّبينَ، وفَضَّلَني عَلى جَميعِ النَبيّينَ والمُرسَلينَ . والفَضلُ بَعدي لَكَ يَا عَليُّ ، ولِلأئَمَّةِ مِن بَعدِكَ . وإنَّ المَلائكَةَ لَخُدّامُنا وخُدّامُ محُبّينا . يا عَليُّ ، (الَّذينَ يَحْمِلوُنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم... وَيَسْتَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)بِوِلايَتِنا .

ص: 95


1- راجع فصوص الحكم: 104، فص يوسفي؛ الحكمة المتعالية 1: 198.

يا عَلِيُّ ، لَولا نَحنُ ، ما خَلَقَ اللّه آدَمَ علیه السلام ؛ وَلا حَوّاءَ وَلا الجَنَّةَ و[لا] النارَ ؛ ولا السَّماءَ و[لا] الأرضَ . فَكيفَ لا نَكوُنُ أَفضَلَ مِنَ المَلائكَةِ وقَد سَبَقناهُم إلى مَعرِفَةِ رَبِّنا وتَسبيحِهِ وَتَهليلِهِ وتَقديسه؟ لأنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللّه ، عَزَّ وجَلَّ ، أَرواحُنا ؛ فَأَنطَقَها بِتَوحيدِهِ وَتَمجيدِهِ . ثُمَّ ، خَلَقَ المَلائكَةَ . فَلَمّا شاهَدوا أَرواحَنا نُوراً واحِداً ، استَعظَمَت أَمرَنا ؛ فَسَبَّحنا ؛ لِتعلَمَ المَلائِكَةُ أَنَّا خَلقٌ مخَلوقونَ ، وَأَنَّهُ منزَّهٌ عَن صِفاتِنا ؛ فَسَبَّحَتِ المَلائِكَةُ بِتَسبيحِنا وَنَزَّهَتهُ عَن صفاتنا .

فَلَمّا شاهَدوا عِظَمَ شَأنِنا ، هَلَّلنَا ؛ لِتَعلَمَ المَلائِكَةُ أن لا إلهَ إلاّ اللّه ، وَأَنّا عَبيدٌ ، وَلَسنا بِالآلهة يَجِبُ أَن نُعْبَدَ مَعَهُ أو دوُنَهُ . فَقالوا : «لا إلهَ إلاّ اللّه» فَلَمّا شاهَدوا كِبَرَ مَحَلِّنا ، كَبَّرنا ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ أنَّ اللّه تَعالى أكبَرُ مِن أَن يُنالَ عِظَمُ المَحَلِّ إلاّ بِهِ . فَلَمّا شاهَدوا ما جَعَلَه اللّه لَنا مِنَ العِزِّ والقُوَّةِ ، قُلنا : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللّه» ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ أَن لا حَولَ لَنا وَلا قُوَّةَ إلاّ باللّه . فَلَمّا شاهَدوا ما أَنعَمَ اللّه بِهِ عَلَينا وَأَوجَبَهُ لَنا مِن فَرضِ الطاعَةِ، قُلنا : «الحَمدُ للّه» ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ ما يَحِقُّ للّه تَعالى ذكرُهُ عَلَينا مِنَ الحَمدِ عَلى نِعَمِهِ ، فَقالَت المَلائكَةُ : «الحَمدُ للّه» . فَبِنا اهتَدَوا إِلى مَعرِفَةِ تَوحيدِ اللّه ، عَزَّ وجَلَّ ، وَتَسبيحِهِ وَتَهليلِه وتَحميدِهِ وَتَمجيدِهِ .

ثُمَّ ، إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وَتَعالى ، خَلَقَ آدَمَ(ع) فَأَودَعَنا صُلبَهُ ؛ وَأَمَرَ المَلائكَةَ بِالسجودِ لَهُ تَعظيماً لَنا وَإكراماً . وكانَ سُجودُهُم للّه عَزَّ وَجَلَّ ، عُبودِيَّةً ، وَلاِدَمَ إكراماً وَطاعةً ، لِكَونِنا في صُلبِهِ . فَكيفَ لا نَكونُ أفضَلَ مِنَ المَلائكَةِ

وَقَد سَجَدوا لاِدَمَ كُلُّهُم أَجمَعون؟

ص: 96

وَإنّهُ لَمّا عَرَجَ بي إلى السَّماء ، أذَّنَ جَبرَئيلُ ، علیه السلام ، مَثنَى مَثنَى ، وأَقامَ مَثنى مَثنى . ثُمَّ قالَ لي : تَقَدَّم ، يا مُحَمَّدُ . فَقُلتُ لهُ : يا جَبرئيلُ ، أتَقَّدَمُ عَلَيكَ؟ فَقالَ : نَعَم . إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعالَى ، فَضَّلَ أَنبياءَهُ عَلَى مَلائِكَتِه أَجمَعينَ ، وَفَضَّلَكَ خاصَّةً . قالَ : فَتَقَدَّمتُ ، فَصَلَّيتُ بِهِم ، وَلا فَخرَ .

فَلَمّا انتَهَيتُ به إلى حُجُبِ النُّورِ ، قالَ لي جَبرَئيلُ : تَقَدَّم ، يا مُحَمَّدُ . وتَخَلَّفَ عَنّي . فَقْلتُ : يا جَبرئيلُ ، في مثلِ هذا المَوضِعِ تُفارِقُني؟ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ انتَهاءَ حَدّي الَّذي وَضَعَني اللّه ، عَزَّ وَجَلَّ ، فيه إلى هذا المَكانِ ؛ فإن

تَجاوَزتُه ، احتَرَقَت أَجنِحَتي بِتَعَدِّي حُدودَ رَبّي ، جَلَّ جَلالُهُ . فَزُخَّ بى في النُورِ زَخَّةً (فَزُجَّ بى في النور زَجَّةً - خ ل) حَتَّى انتَهَيتُ إلى ما شاءَ اللّه من عُلُوِّ مُلكِهِ . فَنُودِيتُ : يا مُحمَّدُ(ص) . فَقُلتُ : لَبَّيكَ رَبّي وسَعدَيكَ ، تَبارَكتَ وتَعالَيتَ . فَنُودِيتُ : يا مُحَمَّدُ(ص) ، أَنتَ عَبدي ، وَأَنا رَبُّكَ ، فَإيّايَ فَاعبُد ؛ وَعَلَيَّ فَتَوَكَّل . فَإنَّكَ نُوري في عبادي ، وَرَسُولي إلى خَلقي ، وَحُجَّتي عَلى بَرِيَّتي . لَكَ وَلِمَن تَبعَكَ خَلَقتُ جَنَّتي ؛ وَلِمَن خالَفَكَ خَلَقتُ ناري ؛ ولأِوصِيائِكَ أَوجَبتُ كَرامَتي ؛ وَلِشيعَتِهِم أَوجَبتُ ثَوابي . فَقُلتُ : يا رَبِّ وَمَن أوصيائي؟ فَنُودِيتُ يا مُحَمَّدُ ، أوصياؤكَ المكتُوبُونَ عَلَى ساق العَرشِ . فَنَظَرتُ ، وأنَا بَينَ يَدي رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، إلى ساقِ العَرشِ ؛ فَرَأَيتُ اثنَي عَشَرَ نُوراً ؛ في كُلِّ نوُرٍ سَطرٌ أَخضَرُ ؛ عَلَيهِ اسمُ وَصِيّ مِن أَوصيائي أَوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ ؛ وَآخِرُهُم مَهِديُّ(ع) أُمَّتي . فَقُلتُ : يا رَبِّ ، هؤُلاءِ أَوصيائي

بَعدي؟ فَنُوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، هؤُلاءِ أَوليائي وَأَحِبّائي وَأَصفيائي وَحُجَجي

بَعدَكَ عَلى بَرِيَّتي . وَهُم أَوصياؤُكَ وَخُلفَاؤُكَ وَخَيرُ خَلقي بَعدَكَ . وَعِزَّتي

ص: 97

وَجَلالي ، لَأُظهِرَنَّ بهم ديني ، وَلأُعلِيَنَّ بِهِم كَلِمَتي ، وَلَأُطَهِّرَنَّ الأرضَ بِآخِرِهِم مِن أعدائي . وَلأُمَلِّكَنَّهُ مَشارِقَ الأرضِ وَمَغارِبَها ؛ وَلأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرياحَ ؛ وَلأُذَلِّلَنَّ لَهُ السحابَ الصِّعابَ ؛ وَلأُرَقِّيَنَّهُ في الأسبابِ ؛ وَلأنصُرَنَّهُ بِجُندي وَلأَمُدَّنَّهُ بِمَلائكَتي حَتَّى يُعلِنَ دَعوَتي وَيَجمَعَ الخَلقَ عَلى

تَوحيدي . ثُمَّ ، لأُدِيمَنَّ مُلكَهُ ، ولأُداوِلَنَّ الأيّامَ بَينَ أوليائي إلى يَومِ القِيامَةِ(1) . تمّ الحديث الشريف .

ولقد نقلته بطوله مع بناء هذه الرسالة على الاختصار ، للتبرّك والتيمّن وزيادة الفائدة والبصيرة . وها أنا أشرح بعض فقراته الراجعة إلى المقام مع الإيجاز والاختصار ؛ وأرجو التوفيق من الحقّ المختار .

مطلع [13]

اشارة

اعلم ، جعلك اللّه وإيّانا من اُمّة الرسول المختار وسلكنا سبيل الشيعة الأبرار ، أنّ قوله - صلّى اللّه عليه وآله - : «ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي» إشارة إلى أفضليّته - صلّى اللّه عليه وآله - في مقام تعيّنه الخلقي ؛ فإنّه في النشأة الخلقيّة أوّل التعيّنات وأقربها إلى الاسم الأعظم ، إمام أئمّة الأسماء والصفات ؛ وإلاّ فهو بمقام

ولايته الكلّية العظمى وبرزخيّته الكبرى والهيولويّة الاُولى ، المعبّر عنها ب «دنى

فتدلّى» و«الوجود الانبساطي الإطلاقي» و«الوجه الدائم الباقي» المستهلك فيه كلّ الوجودات والتعيّنات والمضمحلّ لديه جميع الرسوم والسمات ، لا نسبة بينه وبين شيء ، لإحاطته القيّوميّة بكلّ ضوء وفيء . فلا يستصحّ الأكرمية

ص: 98


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 262 .

والأفضلية ، ولا يتصوّر الأوّليّة والآخريّة ، بل هو الأوّل في عين الآخريّة ، والآخر في عين الأوّليّة ، ظاهر بالوجه الذي هو باطن ، وبالوجه الذي هو ظاهر كامن ؛ كما قال : «نَحْنُ السُّابِقُونَ الأوَّلُونَ»(1) .

قوله (ع) : «فأنت أفضل أم جبرئيل؟» اعلم ، أنّ هذا السؤال وغيره من المقال ، من مولانا أمير المؤمنين وإمام أصحاب الكشف واليقين - عليه صلوات ربّ العالمين - لمصلحة كشف الحقائق بالنسبة إلى سائر الخلائق ؛ وإلاّ فهو - عليه الصلاة والسلام - يستفيد من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - حقائق العلوم وغُيَّبات السرائر بمقامه العقلي وشأنه الغيبي قبل الوصول إلى النشأة المثاليّة الخياليّة ، فضلاً عن نزولها إلى الهيآت اللفظيّة والكلاميّة ؛ فإنّ منزلته(ع) منه(ص) بعد اتّحاد نورهما بحسب الولاية الكلّية المطلقة ، منزلة اللطيفة العقليّة ، بل الروحيّة السرّيّة من النفس الناطقة الإلهيّة ، ومنزلة سائر الخلائق منه(ص) منزلة سائر القوى الباطنة والظاهرة منها ؛ فإنّ لرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - أحديّة جمع الحقائق الغيبيّة والشهادتيّة ، وهو أصل اُصول المراتب الكلّيّة والجزئيّة . ونسبته إلى رعيّته نسبة الاسم الأعظم في الحضرة الجمعيّة إلى سائر الأسماء والصفات ، بل هو الاسم الأعظم المحيط بسائر الأسماء الإلهيّة في النشأة الخلقيّة والأمريّة . فكما أنّ الفيض من حضرة الجمع لا يصل إلى التفاصيل المحضة إلاّ بعد عبوره في مراحل متوسّطة ، ولا يمرّ على السوافل إلاّ بعد مروره على العوالي التي هي الواسطة - كما قد أوضحنا سبيله في «المشكاة» السالفة

ص: 99


1- بحار الأنوار 15 : 15 / 19 ، و25 : 22 / 38 ؛ مشارق أنوار اليقين : 39 ؛ كنز العمّال 12 : 159 / 34475 .

وبيّنا دليله في «المصابيح» السابقة - كذلك الفيوضات العلميّة والمعارف الحقيقيّة

النازلة من سماء [ال]سرّ الأحمديّة(ص) لا تصل إلى الأراضي الخلقيّة إلاّ بعد عبورها على المرتبة «العماء» العلويّة . ولذلك ولأسرار اُخر قال - صلّى اللّه عليه

و آله - : «أَنَا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها»(1) .

وممّا يؤيّد ما ذكرنا لك ويشهد على ما تلونا عليك ، ما ورد أنّه(ع) يسمع كلام

جبرئيل (ع)(2) . ومن ذلك ما ورد في «الكافي» الشريف في باب العهود في رواية طويلة ، أنّه قال أمير المؤمنين (ع) :

«والَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد سَمِعتُ جَبرئيلَ يَقولُ للنَّبيِّ (ص) : يا محمّدُ(ص) ، عَرِّفهُ أَنَّهُ مُنتَهِكُ الحُرمَةِ . . .»(3) الخبر الشريف .

ثمّ ، إنّ السؤال عن أفضليّته عن جبرئيل(ع) سؤال عن قاطبة سكنة عالم الجبروت ، واختصاصه بالذكر ، إمّا لعظمة شأنه من بين سائر الملائكة ، أو لتوجّه الأذهان إليه دون غيره . وبالجملة ، ليس السؤال مختصّاً به (ع) ولهذا أجاب - صلّى اللّه عليه وآله - بفضيلته على جميع الملائكة .

وليعلم أنّ هذه الفضيلة ليست فضيلة تشريفيّة اعتباريّة ، كفضيلة السلطان على الرعيّة ، بل فضيلة حقيقيّة وجوديّة كماليّة ، ناشئة من إحاطته التامّة

ص: 100


1- الأمالي ، الصدوق : 282 ، المجلس 55 ، حديث 1 و450 ، المجلس 83 ، حديث 2 ؛ التوحيد ، الصدوق: 307 / 1 ؛ الخصال 2 : 574 ، أبواب 70، حديث 1 .
2- نهج البلاغة : 301، الخطبة 192 ؛ تفسير فرات الكوفي : 378 ؛ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 13 : 210 .
3- الكافي 1 : 282 / 4 . وفيه: يُنْتَهَكُ الحُرْمَة.

وسلطنته القيّوميّة ، ظلّ الإحاطة التي لحضرة الاسم «اللّه» الأعظم على سائر الأسماء والصفات ؛ فإنّ سائر الأسماء والصفات من شؤونه وأطواره ومظاهره وأنواره . فكما أنّ شرافة اسم «اللّه» الأعظم المحيط على سائر الأسماء ليست تشريفيّة اعتباريّة وكذلك سائر الأسماء بعضها بالنسبة إلى بعض ، كذلك الأمر في مربوب الأسماء المحيطة الذي هو النبيّ في كلّ عصر وخصوصاً نبيّنا - صلّى اللّه عليه وآله - الذي هو مربوب إمام أئمّة الأسماء والصفات ، فله الرئاسة التامّة على جميع الاُمم السابقة واللاحقة، بل كلّ النبوّات من شؤون نبوّته، ونبوّته(ص) دائرة عظيمة محيطة على جميع الدوائر الكلّية والجزئيّة والعظيمة والصغيرة .

قوله(ص) : «والفضل بعدي لك وللأئمّة من بعدك» إشارة إلى ما ذكرنا من أنّ مرتبة وجوده(ع) ووجود سائر الأئمّة(ع) بالنسبة إلى النبيّ(ص) مرتبة الروح من النفس الناطقة الإنسانيّة ؛ ورتبة سائر الأنبياء والأولياء رتبة سائر القوى النازلة منه ؛ ورتبة سائر الرعيّة رتبة القوى الجزئيّة النازلة الظاهرة أو الباطنة ،

حسب درجاتهم ومراتبهم . وكلّ فضيلة وكمال وشرف في المملكة الإنسانيّة ثابتة للمرتبة الروحيّة ، ومنها يصل الفيض إلى سائر القوى والمراتب ، بل جميع القوى الظاهرة والباطنة ظهور حقيقة الروح . ولذلك قال عليّ - علیه السلام - :

«كُنتُ مع الأنبياء سِرّاً ومَعَ رَسوُلِ اللّه جَهراً» على ما حكي(1) . والمعيّة بالنسبة إلى

ص: 101


1- راجع : شرح دعاء الصباح، السبزواري : 121 . وقد ورد هذا المضمون عن النبي(ص) بالنسبة إلى أمير المؤمنين(ع) راجع : مظهر العجائب ، عطار نيشابورى : 91 ؛ جامع الأسرار : 401 ؛ شرح الأسماء، السبزواري : 104 .

سائر الأنبياء - عليهم السلام - معيّة قيّومية ، وبالنسبة إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه و آله - معيّة تقوّميّة .

قوله(ص) : «وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا» شاهد على ما ذكرنا من أنّ العالم بجميع أجزائه وجزئيّاته - من القوى العلاّمة والعمّالة - للوليّ الكامل . فبعض الملائكة من قواه العلاّمة ، كجبرئيل(ع) ومن في طبقته ؛ وبعضهم من العمّالة ، كعزرائيل ومن في درجته ، وكالملائكة السماويّة والأرضيّة المدبّرة . وخدمة الملائكة لمحبّيهم أيضاً بتصرّفهم(ع) كخدمة بعض الأجزاء الإنسانيّة لبعض بتصرّف النفس .

قوله (ص) : «والّذين يحملون العرش . . .» إلى آخره . ل «العرش» إطلاقات . والمراد ، هاهنا ، جملة الخلق ، أو الجسم المحيط . وحملته أربعة من الأملاك . وهي أرباب أنواع أربعة - كما نقل عن «اعتقادات»(1) الصدوق عليه الرحمة - لا الحضرة العلميّة ؛ فإنّ حامل العلم نفسه - صلّى اللّه عليه وآله - وشؤونه ؛ كما ورد

في «الكافى» الشريف عن أبي عبداللّه(ع) قال :

«حَمَلَةُ العرَش - والعَرشُ العِلمُ - ثَمانيةٌ : أَربَعَةٌ مِنّا ، وأَربَعَةٌ مِمَّن شاءَ اللّه»(2) .

وفي رواية اُخرى عن الكاظم ، عليه السلام ، قال :

«إذا كانَ يَومُ القيامةِ ، كانَ حَمَلَةُ العَرشِ ثَمانيةً . أَربَعةٌ مِن الأوَّلينَ : نوحُ ، وإبراهيمُ ، وموسى ، وعيسى ، عليهمُ السَّلامُ . وأربعةٌ من الآخِرينَ : محَمَّدٌ ،

ص: 102


1- الاعتقادات ، الصدوق ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 5 : 45 .
2- الكافي 1 : 132 / 6 .

وعلّيٌّ ، والحسنُ ، والحسينُ ، عليهُم السَّلام» (1).

قوله(ص) : «لولا نحن ، ما خلق اللّه آدم . . .» إلى آخره . لأنّهم وسائط بين الحقّ والخلق ، وروابط بين الحضرة الوحدة المحضة والكثرة التفصيليّة . وفي هذه الفقرة بيان وساطتهم بحسب أصل الوجود ، وكونهم مظهر الرحمة الرحمانيّة ؛ التي هي مفيض أصل الوجود ؛ بل بحسب مقام الولاية هم الرحمة الرحمانيّة ؛ بل هم الاسم الأعظم الذي كان «الرّحمن الرّحيم» تابعين له . كما أنّ الفقرة الآتية ، أي قوله(ص) : «كيف لا نكون أفضل من الملائكة» بيان كونهم وسائط بحسب كمال الوجود ، وكونهم مظهر الرحمة الرحيميّة التي بها يظهر كمال الوجود . فبهم يتمّ دائرة الوجود ويظهر الغيب والشهود ويجري الفيض في النزول والصعود . قال الشيخ محيي الدين في «فتوحاته» : ظهر الوجود ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم(2) . فتمام دائرة الوجود تحت هذه الأسماء الثلاثة ، جمعاً في الأوّل منها ، وتفصيلاً في الأخيرين .

ثمّ ، إنّ مقصودنا من نقل الرواية الشريفة بطولها هذه الفقرات التي بصدد بيان تعليمهم حقيقة العبوديّة والطريق إليها للملائكة في النشأة العقليّة الغيبيّة ، وبيان أنّ هذا التعليم هو حقيقة النبوّة في النشأة الغيبيّة . فنحن نشير إلى فقراتها على الإجمال في ضمن «اُصول» ، لتوضيح الحال مع ضيق المجال وتشويش البال .

ص: 103


1- الاعتقادات ، الصدوق ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 5 : 46 ؛ وانظر : تفسير القمّي 2 : 384.
2- الفتوحات المكّية 1 : 102 .
أصل: في بيان سبقهم إلى معرفة ربّهم

إنّك قد عرفت فيما تلونا عليك : أنّ العالم العقلي وجودات نوريّة حيّة عليمة بلا تخلّل جعل بينها وبين كمالاتها ، بل كلّ ما يمكن لها بالإمكان العامّ ، واجب التحقّق لها . فالسبق إلى معرفة الربّ والتسبيح والتهليل لسبق الوجود . وهذا السبق هو السبق «الدهري» المناسب لهذا المقام الرفيع العالي المنزّه عن الزمان والمكان . وبالجملة ، هو السبق بالعلّيّة والحقيقة الذي هو ثابت في مراتب الوجود وحقائق الغيب والشهود .

وقوله : «فأنطقها» أي جعلها ذا نطق ، بعين جعل ذاتها ، نطقاً عقليّاً من غير صوت ولا لفظ . وتخلّل «الفاء» فيه لسبق الذات على كمالاتها ، سبقاً بالتجوهُر . وبما ذكر من معنى «السبق» ، ظهر كونهم وسائط في خلق الملائكة بحسب الوجود ؛ كما أنّهم وسائط بحسب كمالات الوجود .

أصل: [الأركان الأربعة للتوحيد]

اعلم ، هداك اللّه إلى الصراط المستقيم ، أنّ للتوحيد أربعة أركان . ولكلّ منها ثلاث درجات : درجة منها ظاهرة ودرجتان منها في البطون . والاسم تابع لما هي الظاهرة . كما أنّ الأمر كذلك في الأسماء الإلهيّة المنقسمة إلى الأقسام الثلاثة ؛ أي الأسماء الذاتيّة والأسماء الصفاتيّة والأسماء الأفعاليّة .

الركن الأوّل هو «التحميد» . وهو مقام توحيد الأفعال . وهو الدرجة الظاهرة منه ؛ وباطن فيه التوحيدان الآخران ؛ أي الصفتي والذاتي ؛ فإنّ التحميد مقام إرجاع جميع المحامد والأثنية إلى اللّه تعالى ، ونفي الاستحقاق عن غيره - جلّ

ص: 104

وعلا - ولا يتحقّق ذلك إلاّ بأن يكون جميع الأفعال الحسنة والأعمال الصالحة

وقاطبة العطيّات وجُلّ المنحات منه ؛ بأن يرى العبد المشاهد لهذا المقام أنّ العطيّات والمنحات التي في صورة الكثرة التفصيليّة ظهور العطيّة المطلقة التي هي المشيئة المطلقة التي هي وجه اللّه الفاني في ذي الوجه . فليس في الوجود جميل ولا فاعل جميل ، حتّى يحمد على جماله أو فعله ، سوى الجميل المطلق . ويؤكّده «الحوقلة» التي هي مقام نفي الحول والقوّة عن غيره ، وإثبات كونهما باللّه الجميل ، ولو كان في صورة التفصيل . وباطن هذا التوحيد توحيد الصفات والذات ، عند أصحاب الرموز والإشارات .

الركن الثاني هو «التهليل» . وهو مقام توحيد الصفات واضمحلال كلّ الكمالات ، بأن يرى العبد كلّ جمال وكمال وحسن وبهاء ظهور جمال الحقّ وكماله وتجلٍّ من تجلّيات جلاله . وكون «التهليل» لذلك المقام لما فيه من نفي الاُلوهيّة عن الغير . والاُلوهيّة هاهنا هي الاُلوهيّة الصفتيّة ، لا الفعليّة . والتوحيدان

الآخران فيه محجوب عند أرباب الأذواق والقلوب .

الركن الثالث هو «التكبير» . وهو مقام توحيد الذات واستهلاك جميع الإنّيّات ، لما ورد في معناه : «أنّه أَكبرُ مِن أن يوصَفَ»(1) . لا من كلّ شيء ، معلّلاً بأنّه لا شيء هناك . والتوحيدان الآخران فيه على حدّ الاستتار عند اُولى السابقة الحسنى من الأحرار .

الركن الرابع هو «التسبيح» . وهو مقام التنزيه عن التوحيدات الثلاثة ؛ فإنّ فيها تكثير وتلوين . وهو مقام التنزيه والتمكين ؛ وبه يتمّ التوحيد :

ص: 105


1- الكافي 1 : 118 / 9 ؛ التوحيد ، الصدوق: 313 / 2 .

ففي «التوحيد الفعلي» يرى السالك كلّ فعل ظهور فعله . وتنزيهه بأن لا يرى فعل الغير أبداً .

و«التوحيد الصفتي» استهلاك الصفات والأسماء في أسمائه وصفاته . والتنزيه في ذلك المقام عدم رؤية صفة واسم في دار التحقّق إلاّ أسمائه وصفاته .

و«التوحيد الذاتي» اضمحلال الذوات لدى ذاته . والتنزيه في ذلك المقام عدم رؤية إنّيّة وهويّة ، سوى الهويّة الأحديّة .

وفي الآثار والأخبار : «يا مَن هو ، يا مَن ليس إلاّ هو»(1) . و«التوغّل» الذي هو بمنزلة النتيجة لكلّ المقامات والتوحيدات ، عدم رؤية فعل وصفة حتّى من اللّه تعالى ، ونفي الكثرة بالكلّيّة وشهود الوحدة الصرفة والهويّة المحضة التي هي الظاهرة في عين البطون والباطنة في عين الظهور . والتنزيه في كلّ مقام ينطوي في المقامين الآخرين .

أصل: [بيان الوجه في ترتيب الأركان المذكورة في الرواية]

اعلم ، أنّ في جعل «التسبيح» في الرواية الشريفة مقدَّماً على سائر الأركان دلالة على شرفه وعلوّ قدره على سائر المراتب ؛ مع أنّه مناسب لمقام الملائكة ونشأتهم . وأمّا جعل «التكبير» متوسّطاً بين «التهليل» و«التحميد» ، فلأنّ المركز في الحقائق المجرّدة محيط على المحيط ؛ بعكس الدوائر الحسّيّة ، كما سبقت الإشارة إليه (2)؛ ودلالة على أنّ ذاته ، تعالى شأنه ، محفوف بالصفات والأسماء ؛

ص: 106


1- مكارم الأخلاق 2 : 145 / 2355 ؛ مجمع البيان 10 : 860 ؛ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 20 : 348، الحكمة 994 .
2- تقدّم فيالمشكاة الاُولى ، المصباح 45 - 47 .

وأنّ رؤية الذات لايمكن إلاّ من وراء حجاب الأسماء والصفات والآثار . وتأكيد

«التحميد» ب «الحوقلة» للدلالة على كون الكثرة في الفعل أوغل بحسب رؤية السالكين .

أصل: [حظّ الملائكة والإنسان الكامل من التوحيدات والتنزيه]

اعلم ، أنّ حظّ الملائكة من التوحيدات الثلاثة والتنزيه ليس كحظّ الإنسان الكامل في جميع المقامات ؛ بل لكلّ منها مقام معلوم لايتجاوزه ، فالتعليم في تلك النشأة بحسب استعداداتهم التي يحيط بها النبيّ المكرّم(ص) الذي أحاط بكلّ الأشياء وترتيب تكميل كلّ العوالم والنشآت على طبق القضاء .

ولمّا كان بقية الحديث الشريف خارجاً عن مقصدنا ، جزنا عن شرحه ، مع كونه لائقاً للشرح الطويل والبحث والتفصيل . عسى اللّه أن يوفّقنا لإفراد رسالة في شرحه .

خاتمة

هذه التعاليم التي وقعت في النشأة العقليّة من النبيّ الكريم وآله الطيّبين الطاهرين - سلام اللّه عليهم أجمعين - هي حقيقة النبوّة والإمامة في العالم الأمري الغيبي . فقد عرفت في ما سبق بسطها وتفصيلها . ولنختم الكلام في المقام ، ولنصرف عنان القلم إلى طور آخر من الكلام . وهو الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الظاهرة الخلقيّة . وأسأل اللّه تعالى التوفيق ؛ فإنّه خير رفيق . والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله الطيّبين الطاهرين .

ص: 107

ص: 108

المصباح الثالث: فيما نختم به الكلام من أسرار الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الظاهرة الخلقيّة ؛ وسرّ بعث الأنبياء عليهم السلام ومنزلتهم مع نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله

وفيه «وميضات» نوريّة تشير إلى أسرار ربوبيّة:

وميض [1]

لعلّك قد أخذت الخبر بيديك وانكشف الأمر بإيضاحنا لديك من أنّ للأسماء الإلهيّة محيطيّة ومحاطيّة ورئاسة ومرؤوسية . فرُبّ اسم إلهي يكون محيطاً بالأسماء الجماليّة ، ك «الرّحمن» . ورُبّ اسم إلهي محيط بالأسماء الجلاليّة ، ك «المالك» و«القهّار» . ولا يكون في الأسماء الإلهيّة مرتبة الجامعيّة المطلقة وأحديّة جمع الحقائق الإلهيّة اللطفيّة والقهريّة بطريق الجمع والبساطة ، إلاّ لاسم

«اللّه» ربّ جميع الحقائق الإلهيّة ومفتاح مفاتيح الكنوز الغيبيّة. فهو الاسم المحيط التامّ الأعظم الأزلي الأبدي السرمدي . وغيره من الأسماء - حتّى الاُمّهات منها - لا يكون بهذه الإحاطة ، وإن كان لبعضها إحاطة على بعضها أقلّ وأكثر .

ص: 109

وميض [2]

كما أنّك قد عرفت من تضاعيف ما تلونا عليك أنّ ظهور الأعيان الخارجيّة إنّما يكون حسب اقتضاء الأسماء الإلهيّة ، على نظام ما في العلم الربوبي وحضرة الأعيان الثابتة ، فلكلّ حقيقة من حقائق الأسماء الإلهيّة رقيقة ، تكون مظهرها في العالم الغيبي ، وحكم الظاهر والمظهر سواء في السنّة الإلهيّة ، فما هو مظهر «الرّحمن» تكون الرحمة فيه غالبة ، ويكون محيطاً على سائر المظاهر اللطفيّة والجماليّة ، وحاكماً عليها . وما كان مظهر «المالك» و«الواحد» كذلك بالنسبة إلى المظاهر القهريّة ، فوجب لا محالة ، بحكم القضاء السابق الإلهي والعناية الرحمانيّة ، وجود خليفة جامعة لجميع الصفات الربوبيّة وحقائق الأسماء الإلهيّة ، ليكون مظهراً لاسم «اللّه» الأعظم .

وبالجملة ، لمّا كان كلّ ما في الكون آية لما في الغيب ، لابدّ وأن يكون لحقيقة العين الثابتة الإنسانيّة ، أي العين الثابتة المحمّديّة(ص) ولحضرة الاسم الأعظم مظهر في العين ، ليظهر الأحكام الربوبيّة ويحكم على الأعيان الخارجيّة ، حكومة الاسم الأعظم على سائر الأسماء والعين الثابت للإنسان الكامل على بقيّة الأعيان . فمن كان بهذه الصفة ، أي الصفة الإلهيّة الذاتيّة ، يكون خليفة في هذا العالم ؛ كما أنّ الأصل كان كذلك .

وميض [3]

وكما أنّ اسم «اللّه» الأعظم بمقامه الجمعي كان جامعاً لجميع مراتب الأسماء الإلهيّة ، بنحو أحديّة الجمع وبساطة الحقيقة ، وكان عالماً بحقائقها بعلمه بذاته

ص: 110

وعالماً بكيفيّة ظهور صورها في الحضرة العلميّة والكون العيني وكيفيّة استهلاكها واضمحلالها في مقام الغيب الأحدي الذي هو حقيقة القيامة الكبرى للأسماء الإلهيّة ؛ إذ كما أنّ القيامة الكبرى للأكوان الخارجيّة بانطماس نورها وهويّتها تحت سطوع النور الربوبي وبرجوع كلّ مظهر إلى ظاهره وفنائه فيه ، يكون للأعيان الثابتة والأسماء الإلهيّة بانقهارها تحت شمس الأحديّة الذاتيّة وانمحاق أنوارها لدى نورها بتوسّط الإنسان الكامل في الأعيان الخارجيّة والعين الثابتة المحمّديّة(ص) في الأعيان الثابتة والاسم الأعظم الإلهي في الأسماء الإلهيّة - كما ستسمع إن شاء اللّه فيما سيأتي تحقيقه من بيان قوسي النزول والصعود بشرط مساعدة التوفيق - كذلك الاسم الأعظم الإلهي الموجود في النشأة الظاهرة جامع لجميع مراتب الأسماء وحقائق الأعيان ، ويرى الأشياء على ما هي عليها برؤية ذاته ويرى كيفيّة ارتباطها بالأسماء الإلهيّة ووصولها إلى باب أربابها الذي هو حقيقة القيامة الكبرى للأشياء الكونيّة الخارجيّة وهو في الحقيقة يوم «ليلة القدر» المحمّديّة (ص) ؛ كما سيأتي تحقيقها ، إن شاء اللّه .

وميض [4]

وكما أنّ الأسماء المحيطة حاكمة على الأسماء التي تحت حيطتها وقاهرة عليها ، وكلّ اسم كانت جامعيّته وحيطته أكثر ، كان حكمه أشمل ومحكومه أكثر ، إلى أن ينتهي الأمر إلى الاسم «اللّه» الأعظم الذي يكون محيطاً على الأسماء كلّها،

أزلاً وأبداً ، ولم يكن حكمه مخصوصاً باسم أو أسماء ، كذلك الأمر في المظاهر ،

ص: 111

طابق النعل بالنعل . فإنّ العالم نقشة ما في الأسماء الإلهيّة والعلم الربوبي . فسعة دائرة الخلافة والنبوّة وضيقها في عالم الملك حسب إحاطة الأسماء الحاكمة على صاحبها وشارعها - وهذا سرّ اختلاف الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في الخلافة والنبوّة - إلى أن ينتهي الأمر إلى مظهر الاسم الجامع الأعظم الإلهي ، فيكون خلافته باقية دائمة محيطة أزليّة أبديّة حاكمة على سائر النبوّات والخلافات . كما أنّ الأمر في المظاهر كذلك . فدورة نبوّات الأنبياء - عليهم السلام - دورة نبوّته وخلافته ؛ وهم مظاهر ذاته الشريفة ، وخلافاتهم مظاهر خلافته المحيطة . وهو - صلّى اللّه عليه وآله - خليفة اللّه الأعظم وسائر الأنبياء خليفة غيره من الأسماء المحاطة ، بل الأنبياء(ع) كلّهم خليفته ، ودعوتهم في الحقيقة دعوة إليه وإلى نبوّته(ص) ، وآدمُ ومَن دونَه تَحتَ لِوائِهِ . فمن أوّل ظهور الملك إلى انقضائه وانقهاره تحت سطوع نور الواحد القهّار ، دورة خلافته الظاهرة في الملك .

وميض [5]

وبما علّمناك من البيان وآتيناك من التبيان يمكن لك فهم قول مولى الموحّدين وقدوة العارفين ، أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه وعلى آله أجمعين - : «كُنتُ مَعَ الأنبياء باطِناً ، ومَعَ رَسُولِ اللّه ظاهِراً»(1) ؛ فإنّه - صلوات اللّه عليه - صاحب الولاية المطلقة الكلّيّة . والولاية باطن الخلافة ؛ والولاية المطلقة الكلّيّة باطن الخلافة الكذائيّة ، فهو(ع) بمقام ولايته الكلّيّة قائم على كلّ نفس بما

ص: 112


1- قد تقدّم في المشكاة الثاني ، المصباح الثاني ، المطلع 13 .

كسبت ، ومع كلّ الأشياء ، معيّة قيّوميّة ظلّيّة إلهيّة ، ظلّ المعيّة القيّوميّة الحقّة الإلهيّة ، إلاّ أنّ الولاية لمّا كانت في الأنبياء(ع) أكثر ، خصّهم بالذكر .

وميض [6]

وبالحريّ أن نذكر ما لخّصه الشيخ العارف الكامل ، قاضي سعيد الشريف القمّي - رضي اللّه عنه - ممّا فصّله بعض أهل المعرفة(1) . قال في «البوارق الملكوتية» :

قال : إنّ الحقائق الخارجية في حال غيبتها تحت أستار الأسماء التي وسائط مشهودها . سألت تلك الأسماء سؤال افتقار وقالت : إنّ العدم قد أعمانا عن إدراك بعضنا بعضاً ، وعن معرفة ما يجب لكم من الحقّ علينا . فلو أنّكم أظهرتم أعياننا ، لكنتم أنعمتم علينا ، وأمكن لنا أن نقوم بحقوقكم . ولكانت سلطنتكم متحقّقة ؛ واليوم أنتم سلاطين علينا بالقوّة ، من دون جنود ولاعدّة . فهذا الذي نطلبه منكم أكثر نفعاً لكم ممّا في حقّنا .

فلمّا سمعت الأسماء الإلهيّة مقالة الحقائق الغيبيّة ، نظرت في ذوات أنفسها ، وصدّقت الممكنات ؛ وطلبت ظهور أحكامها حتّى يتميّز أعيانها بآثارها . فإنّ «الخلاّق» و«المدبّر» وغيرهما نظروا في ذواتهم ، فلم يروا خلاّقاً ولا مدبّراً ، ولا غير ذلك . فجاءت تلك الأسماء إلى حضرة الاسم «البارئ» ، فقالوا له : عسى أن توجد أنت هذه الأحكام التي اقتضت حقائقها . فقال «البارئ» : ذلك راجع إلى الاسم «القادر» ؛ فإنّي تحت

ص: 113


1- الفتوحات المكّية 1 : 323 ؛ عنقاء مُغْرِب : 33 ؛ إنشاء الدوائر : 36 - 38 .

حيطته ؛ فالتجأوا إليه . فقال «القادر» : أنا تحت حكم «المريد» ؛ فلا اُوجد عيناً منكم إلاّ باختصاص ؛ وليس ذلك إلاّ بتخصّصه وأن يأتيه أمر من ربّه ، فحينئذٍ أتعلّق أنا بالإيجاد . ففزعوا إلى «المريد» ، وذكروا له مقالة «القادر» . فقال «المريد» : صدق «القادر» ، ولكنّي أنظر إلى أنّه هل سبق العلم من الاسم «العليم» بظهور آثاركم ، فاُخصّص أنا ما شاء اللّه من أحكامكم ؛ فإنّي تحت حكمه . فصاروا إلى الاسم «العليم» . فقال «العالم» : قد سبق العلم بإيجادكم ، ولكنّ الأدب أولى ؛ وليس الأمر هنا بمحض الافتقار ، بل لابدّ من الإذن مرّة بعد اُخرى . وإنّ لنا كلّنا حضرة مهيمنة علينا . وهي الاسم «اللّه» .

فاجتمعت الأسماء إلى الحضرة الإلهيّة ، فذكروا له قصّتهم ، وأظهروا له ما اقتضت حقائقهم . فقال : حقّاً أقول أنا اسم جامع لحقائقكم ، مشتمل على مراتبكم ، وإنّي دليل على ذات المقدّسة وحضرة الأحديّة . فمكانكم أنتم ورفقائكم حتّى أعرض عليه مقاصدكم .

فقال : يا من هو ، يا من لا هو إلاّ هو ، قد اختصم الملأ الأعلى وقالت الأعيان هكذا . فنودي من سرّه أن : اخرج عليهم ، وقل لكلّ واحد من الأسماء ما يتعلّق بما يقتضيه حقائقها . فخرج الاسم «اللّه» ، ومعه الاسم «المتكلّم» يترجم عنه الممكنات والأسماء الإلهيّة ، وذكر لهم ما أمره المسمّى . فتعلّق «العالم» بظهور الممكن الأوّل ، و«القادر» بظهور الممكن الثاني ، و«المريد» بسائر الأعيان . فظهرت الأدبار (الأدوار - ظ [منه قدّس سرّه ]) والأكوان (الأكوار - ظ [منه قدّس سرّه ]).

ص: 114

وأدّى الأمر إلى المنازعة والمخالفة ؛ كما هو مقتضى الأسماء الجماليّة والجلاليّة . فقالت الأعيان : إنّا نخاف أن يفسد نظامنا ، أو يطغى بعضنا على بعضنا ، ونلحق بالعدم الذي كنّا فيه . فالتجأوا ، تارة اُخرى ، إلى الأسماء بتعليم الاسم «العليم» و«المدبّر» ، وقالوا : أيّها الأسماء التي لكم السلطنة علينا ، إن كان أمركم على ميزان معلوم وحدّ مرسوم بأن يكون فيكم إمام يخفضنا ويخفض تأثيراتكم فينا ، لكان أصلح لنا ولكم . فسمعوا ذلك والتجأوا إلى الاسم «المدبّر» . فدخل «المدبّر» إلى المسمّى ، وخرج بأمر الحقّ إلى الاسم «الربّ» فقال له : صدر الأمر بأن تفعل أنت ما يقتضيه المصلحة في بقاء الممكنات . فقال : سمعاً وطاعة . وأخذ وزيرين يعينانه على مصالحه . وهما «المدبّر» و«المفصّل» . قال اللّه تعالى : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)(1) أي ربّكم الذي هو الإمام ، فانظر ما أحكم كلام اللّه وأتقن صنع اللّه (2) انتهى .

وميض [7]

ولعلّك بتوفيق اللّه وحسن تأييده بعد الإحاطة بما في هذه الرسالة ، التي لا أظنّك أن سمعت به في غير تلك المقالة ، يمكنك فهم ما أرمزه ذلك العارف وتأويل ما أجمل ذلك المكاشف .

وإيّاك ، ثمّ إيّاك ، واللّه حفيظك في اُوليك واُخريك ، أن تحمل أمثاله على

ص: 115


1- الرّعد (13) : 2 .
2- الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات ، الطلائع والبوارق : 286 - 288 .

ظاهرها ، من غير الغور الكامل إلى غامرها . ولا تأخذ بيدك الطعن عليهم ، من غير فهم مقصدهم ؛ كما هو دأب بعض المنتسبين إلى العلم . فإنّهم جعلوا ميزان عدم صحّة المطالب عدم اطّلاعهم عليها أو عدم فهمهم إيّاها! فتراهم يتّهمون هؤلاء العظماء بكلّ التهمة ، ويغتابون هذه المكاشفين كلّ الغيبة ، مع أنّها أشدّ من

الزِنيَة ؛ تعصّباً منهم ، تعصّب الجاهليّة . أعاذنا اللّه من شرّ الشيطان الذي هو قاطع عن طريق الرحمان .

وميض [8]

واعلم ، أنّ ما تلونا عليك ورفعنا الحجاب عن سرّه لديك ، بالنظر إلى إرجاع المسبّبات إلى أسبابها وانعطاف أمر المربوبات إلى أربابها . وهو كما قال الشيخ العارف ، خواجه عبداللّه الأنصاري : همه از آخر كار مى ترسند و من از اوّل(1) . وأشار إليه المولوي في «المثنوي» : «ديده مى خواهم سبب سوراخ كن»(2) .

وبالجملة ، هذا على مذاق العارف المكاشف الذي يتذكّر العهد الأزل والقضاء الأوّل ؛ وإلاّ فبالنظر إلى ترتيب ظهور الحقائق الإلهيّة في الهياكل المقدّسة الطيّبة من الأنبياء(ص) والأولياء(ع) ، فطور آخر من الكلام ، لكشف النقاب عن وجه المرام . فاستمع لما يتلى عليك من الأسرار ، إن كنت من الأحرار .

ص: 116


1- مجموعۀ رسائل فارسى خواجه عبداللّه انصارى، الهى نامه 2: 663.
2- مثنوى معنوى : 798 ، دفتر پنجم ، بيت 1552 : «ديده اى بايد سبب سوراخ كن / تا حجب را بر كند از بيخ و بن» وللبيت نسخ مختلفة .

وميض [9]

قال العارف الكامل ، شيخ مشايخنا ، آقا محمّدرضا القمشه اي - رضوان اللّه عليه - في رسالته المعمولة لتحقيق «الأسفار الأربعة» ما ملخّصه :

اعلم ، أنّ «السفر» هو الحركة من الموطن ، متوجّهاً إلى المقصد بطيّ المنازل . وهو صوريّ مستغنٍ عن البيان ؛ ومعنوي . وهو أربعة :

الأوّل السفر من الخلق إلى الحقّ ، برفع الحجب الظلمانيّة والنورانيّة التي بينه وبين حقيقته التي معه أزلاً وأبداً . واُصولها ثلاثة : وهي الحجب الظلمانيّة النفسانيّة ، والنورانيّة العقليّة ، والروحيّة ؛ أي بالترقّي من المقامات الثلاثة برفع

الحجب الثلاثة . فإذا رفع الحجب ، يشاهد السالك جمال الحقّ ، وفني عن ذاته . وهو مقام «الفناء» . وفيه «السرّ» و«الخفيّ» و«الأخفى» . فينتهي سفره الأوّل ويصير وجوده وجوداً حقّانيّاً ويعرض له «المحو» ويصدر عنه «الشطح» ، فيحكم بكفره ، فإن تداركته العناية الإلهيّة ، يشمله ويزول المحو فيقرّ بالعبوديّة بعد الظهور بالربوبيّة .

ثمّ عند انتهاء السفر الأوّل ، يأخذ في السفر الثاني : وهو السفر من الحقّ إلى الحقّ بالحقّ . وإنّما يكون «بالحقّ» ، لأنّه صار وليّاً ووجوده وجوداً حقّانيّاً ؛

فيأخذ بالسلوك من الذات إلى الكمالات حتّى يعلم الأسماء كلّها ، إلاّ ما استأثره عنده . فيصير ولايته تامّاً ، ويفنى ذاته وصفاته وأفعاله في ذات الحقّ وصفاته وأفعاله . وفيه يحصل الفناء عن الفنائيّة أيضاً - الذي هو مقام «الأخفى» - ويتمّ دائرة الولاية وينتهي السفر الثاني .

ص: 117

ويأخذ في السفر الثالث : وهو من الحقّ إلى الخلق . ويسلك من هذا الموقف في مراتب الأفعال ، ويحصل له «الصحو» التامّ ، ويبقى بإبقاء اللّه ، ويسافر في عوالم «الجبروت» و«الملكوت» و«الناسوت» ، ويحصل له حظّ من النبوّة ، وليس له نبوّة التشريع ، وحينئذٍ ينتهي السفر الثالث .

ويأخذ في السفر الرابع : وهو من الخلق إلى الخلق بالحقّ ، فيشاهد الخلائق وآثارها ولوازمها ؛ فيعلم مضارّها ومنافعها ؛ ويعلم كيفيّة رجوعها إلى اللّه وما يسوقها ؛ فيخبر بها وبما يمنعها ، فيكون نبيّاً بنبوّة التشريع(1) ، انتهى ملخّصه .

وميض [10]

وعندي أنّ السفر الأوّل ، من الخلق إلى الحقّ المقيّد ، برفع الحجب التي هي جنبة يلي الخلقي ، ورؤية جمال الحقّ بظهوره الفعلي الذي هو في الحقيقة ظهور الذات في مراتب الأكوان وهو جنبة يلي الحقّي ، وبعبارة اُخرى ، بانكشاف وجه الحقّ لديه ، وأخيرة هذا السفر رؤية جميع الخلق ظهور الحقّ وآياته ، فينتهي السفر الأوّل .

ويأخذ في السفر الثاني : وهو من الحقّ المقيّد إلى الحقّ المطلق ، فيضمحلّ الهويّات الوجوديّة عنده ، ويستهلك التعيّنات الخلقيّة بالكلّيّة لديه ، ويقوم قيامته

الكبرى بظهور الوحدة التامّة ، ويتجلّى الحقّ له بمقام وحدانيّته . وعند ذلك لا يرى الأشياء أصلاً ، ويفنى عن ذاته وصفاته وأفعاله .

ص: 118


1- مجموعه آثار حكيم صهبا (آقا محمدرضا قمشه اى)، رسالةٌ في تحقيق الأسفار الأربعة : 209 .

وفي هذين السفرين لو بقي من الأنانيّة شيء ، يظهر له شيطانه الذي بين جنبيه بالربوبيّة ، ويصدر منه «الشطح» . والشطحيّات كلّها من نقصان السالك والسلوك وبقاء الإنّيّة والأنانيّة . ولذلك بعقيدة أهل السلوك لابدّ للسالك من معلّم

يرشده إلى طريق السلوك ، عارفاً كيفيّاته ، غير معوجّ عن طريق الرياضات الشرعيّة . فإنّ طرق السلوك الباطني غير محصور بعدد أنفاس الخلائق .

ثمّ إن شملته العناية الإلهيّة - وهي ، أي العناية الإلهيّة ، مقام تقدير الاستعدادات ، كما قال الشيخ العربي : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس»(1) - أرجعته إلى نفسه .

فيأخذ في السفر الثالث : وهو من الحقّ إلى الخلق الحقّي بالحقّ ؛ أي من حضرة الأحديّة الجمعيّة إلى حضرة الأعيان الثابتة . وعند ذلك ينكشف له حقائق الأشياء وكمالاتها ، وكيفيّة تدرّجها إلى المقام الأوّل ووصولها إلى وطنها الأصلي . ولم يكن في هذا السفر نبيّاً مشرّعاً ؛ فإنّه لم يرجع إلى الخلق في النشأة

العينيّة .

ثمّ يأخذ في السلوك في السفر الرابع : وهو من الخلق الذي هو الحقّ ؛ أي من حضرة الأعيان الثابتة إلى الخلق ؛ أي الأعيان الخارجيّة ، بالحقّ ؛ أي بوجوده الحقّاني ، مشاهداً جمال الحقّ في الكلّ ، عارفاً بمقاماتها التي لها في النشأة العلميّة ، عالماً طريقة سلوكها إلى الحضرة الأعيان فما فوقها ، وكيفيّة وصولها إلى

موطنها الأصلي . وفي هذا السفر يشرّع ويجعل الأحكام الظاهرة القالبيّة

ص: 119


1- فصوص الحكم: 49، فصّ آدمي.

والباطنيّة القلبيّة ، ويخبر وينبئ عن اللّه وصفاته وأسمائه والمعارف الحقّة ، على قدر استعداد المستعدّين .

وميض [11]

وليعلم أنّ هذه «الأسفار الأربعة» لابدّ وأن تكون لكلّ مشرّع مرسل ؛ ولكنّ المراتب مع ذلك متفاوتة والمقامات متخالفة : فإنّ بعض الأنبياء والمرسلين من مظاهر اسم «الرحمن» مثلاً . ففي السفر الأوّل يشاهد اسم «الرحمن» ظاهراً في العالم ، وينتهي سفره الثاني باستهلاك الأشياء في الاسم «الرحمن» ويرجع بالرحمة والوجود الرحماني إلى العالم ، فتكون دورة نبوّته محدودة . وكذلك مظاهر سائر الأسماء ، حسب اختلافات التي هي من حضرة العلم ، حتّى ينتهي الأمر إلى مظهر اسم «اللّه» فيشاهد في أخيرة سفره الأوّل الحقّ بجميع شؤونه ظاهراً ، ولا يشغله شأن عن شأن . وأخيرة سفره الثاني باستهلاك كلّ الحقائق فى الاسم الجامع الإلهي ، بل استهلاكه أيضاً في الأحديّة المحضة . فهو يرجع إلى الخلق بوجود جامع إلهي . وله النبوّة الأزليّة الأبديّة والخلافة الظاهريّة والباطنيّة .

وميض [12]

اعلم ، أنّ هذه «الأسفار» قد تحصل للأولياء الكمّل أيضاً ، حتّى السفر الرابع ؛ فإنّه حصل لمولانا ، أمير المؤمنين ، وأولاده المعصومين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - إلاّ أنّ النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - لمّا كان صاحب المقام الجمعي ،

ص: 120

لم يبق مجال للتشريع لأحد من المخلوقين بعده ، فلرسول اللّه(ص) هذا المقام بالأصالة ولخلفائه المعصومين(ع) بالمتابعة والتبعيّة ، بل روحانيّة الكلّ واحدة .

قال شيخنا واُستاذنا في المعارف الإلهيّة ، العارف الكامل ، الشاه آبادي - أدام اللّه ظلّه على رؤوس مريديه - لو كان عليّ - علیه السلام - ظهر قبل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - لأظهر الشريعة ، كما أظهر النبيّ(ص) ، ولكان نبيّاً مرسلاً ؛ وذلك لاتّحادهما في الروحانيّة والمقامات المعنويّة والظاهريّة .

خاتمة ووصيّة

إيّاك ، أيّها الصدّيق الروحاني ، ثمّ إيّاك ، واللّه معينك في اُوليك واُخريك ، أن تكشف هذه الأسرار لغير أهلها ؛ أو لا تضنّنّ على غير فحلها . فإنّ علم باطن الشريعة من النواميس الإلهيّة والأسرار الربوبيّة ؛ مطلوب ستره عن أيدي الأجانب وأنظارهم ، لكونه بعيد الغور عن جليّ أفكارهم ودقيقها .

وإيّاك وأن تنظر نظر الفهم في هذه الأوراق إلاّ بعد الفحص الكامل عن كلمات المتألّهين من أهل الرواق وتعلّم المعارف عند أهلها من المشايخ العظام والعرفاء الكرام ؛ وإلاّ فمجرّد الرجوع إلى مثل هذه المعارف لايزيد إلاّ خسراناً ، ولا ينتج إلاّ حرماناً .

ولنختم الكلام بالحمد للّه الملك العلاّم . والصلاة والسلام على أنبيائه وأوليائه العظام ، خصوصاً سيّدهم وأشرفهم ، محمّد وآله ، صلوات اللّه عليهم أجمعين .

ص: 121

وقد اتّفق الفراغ عن هذه الرسالة بيد مؤلّفه الفقير المستكين ، الذي لايملك لنفسه نفعاً ولاضرّاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، في صبيحة يوم الأحد ، لخمسة وعشرين خلون من شهر شوّال المكرّم ، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، بعد الألف من الهجرة النبويّة ، على هاجرها وآله الصلاة والسلام والتحيّة الأزليّة الأبديّة .

والحمد للّه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .

ص: 122

الفهارس العامّة

اشارة

1 - الآيات الكريمة

2 - الأحاديث الشريفة

3 - أسماء المعصومين علیهم السلام

4 - الأعلام

5 - الكتب الواردة في المتن

6 - الأشعار

7 - التعابير والمصطلحات

8 - مصادر التحقيق

9 - الموضوعات

ص: 123

ص: 124

1 - فهرس الآيات الكريمة

الآية رقمها الصفحة

الفاتحة (1)

(بِسْمِ اللّه ِ الرّحمنِ الرّحِيمِ) 1

68

البقرة (2)

(وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) 7 43

(فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) 10

43

(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) 31

93

(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ) 115

83

آل عمران (3)

(...يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ .. .) 78 43

النساء (4)

(وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) 79

62

المائدة (5)

(غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا) 64

10

ص: 125

الآية رقمها الصفحة

الأنعام (6)

(ذَرهُمْ فِى خَوضِهِمْ يَلْعَبُونَ) 91

10

الأعراف (7)

(وَللّه ِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 20 23

(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) 29

78

(أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) 54

78

الأنفال (8)

(بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّه، وَمَأويهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ) 16

33

التوبة (9)

(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) 49

66

الرعد (13)

(يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) 2 115

الإسراة (17)

(قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) 110 24

ص: 126

الآية رقمها الصفحة

الكهف (18)

(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى) 109 25

النور (24)

(اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ) 35

55، 80

الأحزاب (33)

(يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ) 13

70

الزمر (39)

(وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) 69

62

غافر (40)

(الَّذينَ يَحْمِلوُنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم وَيُؤمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) 7 95

الزخرف (43)

(هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ) 84 56

ق (50)

(أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) 37

17، 52

ص: 127

الآية رقمها الصفحة

النجم (53)

(قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) 9

70، 87

القمر (54)

(وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ) 50

83

الحديد (57)

(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) 3

86، 63

الحشر (59)

(هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللّه ِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّه الْخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 22 - 24 17

الجن (72)

(مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) 27

32

القدر (97)

(إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْر) 1

26

ص: 128

2 - فهرس الأحايث الشريفة

آدمُ ومَن دونَه تَحتَ لوائي ... 69

ألا ، إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مِن سرِّ اللّه... ... 33

إذا كانَ يَومُ القيامةِ ، كانَ حَمَلَةُ العَرشِ ثَمانيةً... ... 103

ألِغَيْرِكَ مِنَ الظهُورِ مَا لَيسَ لَكَ؟ ... 86

إنّ اللّه - تَبارَكَ وتَعَالى - كانَ لَم يَزَل بلا زَمان ولا مَكان ... 79

إنَّ اللّه كانَ إذ لا كانَ ؛ فَخَلَقَ الكانَ وَالمَكانَ... ... 79

إنّ اللّه لا يُوصَفُ ... 21

إنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بالمَكارِهِ ، والنّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ ... 18

أنَّ للّه سَبعينَ ألفَ حِجابٍ مِن نُورٍ وظُلمَةٍ ... 28

إنَّ للّه عِلْمَينِ : عِلمٌ مكنونٌ مَخزونٌ لايَعلَمُهُ إلاّ هُوَ... ... 31

أنّه أَكبرُ مِن أن يوصَفَ ... 105

أوَّلُ ما خَلَقَ اللّه نوري ... 68

إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك اُثيب وإيّاك اُعاقب ... 94

أيَكونُ لغَيرِكَ مِن الظهورِ ما لَيسَ لَكَ... ... 64

أَدبِر فَأدبَرَ ... 92

أَنَا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها ... 100

تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً ... 42

ص: 129

حَمَلَةُ العرَش - والعَرشُ العِلمُ - ثَمانيةٌ : أَربَعَةٌ مِنّا ، وأَربَعَةٌ مِمَّن شاءَ اللّه ... 102

خَلَقَ اللّه الأشياءَ بالمشيئةِ والمشيئةَ بنفسِها ... 78

الذي نوّرت منه الأنوار ... 81

سَبَّحنا ، فَسَبَّحَتِ الملائِكةُ ؛ هَلَّلنا ، فهلَّلَتِ الملائِكةُ ... 41

فَاعلَم ، رَحِمكَ اللّه ، أنَّ المَذهَبَ الصَّحيحَ في التَّوحيدِ... ... 11

فأنت أفضل أم جبرئيل؟ ... 99

فخلق الكان والمكان... ... 80

فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوِّن قبلهما ... 81

قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله وسلم ما خَلَقَ اللّه خلقاً أفضَلَ مِنِّي... ... 95

كان اللّه ولَم يَكُن مَعَه شَيء ... 79

كانَ في عَماءٍ ... 28

كُنتُ مَعَ الأنبياء باطِناً ، ومَعَ رَسُولِ اللّه ظاهِراً ... 112

كُنتُ مع الأنبياء سِرّاً ومَعَ رَسوُلِ اللّه جَهراً ... 101

كيف لا نكون أفضل من الملائكة ... 103

لَمّا خَلَقَ اللّه تعالى العقلَ ، استَنطَقَهُ . ثُمِّ قال لَهُ : أقبِل ، فَأَقبَلَ... ... 92، 93

لنا مع اللّه حالات هو هو ، ونحن نحن ، وهو نحن ؛ ونحن هو ... 87

لَو دُلِّيتُم بِحَبلٍ إلى الأَرضِ السُّفلَى ، لَهَبَطتُم علَىَ اللّه» . ... 56

لولا نحن ، ما خلق اللّه آدم... ... 103

ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ... 98

ما رَأيتُ شَيئاً إلاّ وَرَأيتُ اللّه قَبلَهُ وبَعدَه وَمَعَهُ ... 19

ما عَرَفنَاكَ حقَّ مَعرِفَتِكَ، وما عَبَدناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ ... 7

مِنَ الحَيِّ القَيُّوم الذي لا يَمَوتُ إلى الحَيِّ القَيّومِ الذي لا يمَوتُ... ... 65

نَحْنُ السُّابِقُونَ الأوَّلُونَ ... 99

نَعَم ، تُخرِجُه مِنَ الحَدَّينِ ؛ حدِّ التَّعطيلِ وحدِّ التَّشبيه ... 11

ص: 130

وأجرى فيه من نوره ... 81

وأطف السراج ، فقد طلع الصبح ... 70

ولا أكملتك إلاّ فيمن اُحبّ ... 94

والَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد سَمِعتُ جَبرئيلَ يَقولُ للنَّبيِّ (ص)... ... 100

وَاللّه ِ ، مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضَاه ... 32

وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا ... 102

واُولي الأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ ... 46

وأين التراب وربّ الأرباب ... 57

والذين يحملون العرش... ... 102

والفضل بعدي لك وللأئمّة من بعدك ... 101

وهو النور الذي خلق منه محمّداً(ص) وعليّاً(ع) ... 81

يا باطِناً في ظهوره ، وظاهِراً في بُطونه ومَكنونه ... 61

يا مَن هو ، يا مَن ليس إلاّ هو ... 106

ص: 131

ص: 132

3 - فهرس أسماء المعصومين علیهم السلام

النبي، المصطفى، رسول اللّه صلی الله علیه و آله وسلم =محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام

محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام 3، 4، 5، 26، 30، 32، 39، 41، 53، 57، 65، 70، 71، 72، 78، 79، 81، 95، 97، 98، 99، 101، 102، 107، 110، 111، 112، 121

أمير المؤمنين علیه السلام =علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل

علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل 3، 5، 18، 33، 38، 53، 78، 79، 81، 95، 97، 99، 100، 101، 112، 120، 121

الحسن بن علي علیه السلام ، الإمام الثاني 103

أبو عبداللّه الحسين=الحسين بن علي علیه السلام الإمام الثالث

الحسين بن علي علیه السلام الإمام الثالث 63، 86، 103

أبو جعفر علیه السلام =محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس

محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس 32، 92

أبو عبداللّه علیه السلام =جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس

جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس 11، 31، 79، 102

موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام ، الإمام السابع 102

علي بن موسى الرضا علیه السلام ، الإمام الثامن 95

أبو جعفر الثاني علیه السلام =محمّد بن علي علیه السلام الإمام التاسع

ص: 133

محمّد بن علي علیه السلام الإمام التاسع 11

المهدي، القائم=صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف)، الإمام الثاني عشر

صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف)، الإمام الثاني عشر 61، 97

أبو البشر=آدم، النبي

آدم، النبي 4، 33، 41، 69، 93، 96، 103، 112

إبراهيم علیه السلام 102

موسى، نبي اليهود 102

عيسى المسيح 102

نوح، النبي 102

يونس، النبي 57

خضر، النبي 55

ص: 134

4 - فهرس الأعلام

ابن بابويه، محمّد بن علي 21، 33، 79، 88، 95، 102

ابن سينا، حسين بن عبداللّه 83، 89، 90

ابن عربي، محمّد بن علي 18، 35، 36، 61، 68، 83، 85، 87، 103، 119

ابن فارض، عمر بن علي 42

أبو بصير 31

أبو طالب=أبو طالب بن عبدالمطّلب

أبو على بن سينا=ابن سينا، حسين بن عبداللّه

أحمد بن علي بن محمّد بن عبداللّه بن عمر بن علي بن أبي طالب 79

ارسطاطاليس 40، 82، 88، 91

أصبغ بن نباتة 33

أفلاطون 88

الأنصاري، عبداللّه بن محمّد 116

أبو طالب بن عبدالمطّلب 79، 82

الترمذي=حكيم الترمذي، محمّد بن علي

جبرئيل 95، 97، 99، 10، 102

جنيد البغدادي 79

حافظ الشيرازي=الحافظ، شمس الدين محمّد

الحافظ، شمس الدين محمّد 64

حسن بن سعيد 11

حكيم الترمذي، محمّد بن علي 61

حوّاء 96

خواجه عبداللّه أنصاري=الأنصاري، عبداللّه بن محمّد

السهروردي، يحيى بن حبش 67، 83

الشاه آبادي، محمّد علي 26، 54، 121

الشيخ الرئيس=ابن سينا

الشيخ العربي=ابن عربي، محمّد بن علي

ص: 135

الشيخ المقتول=السهروردي

الشيطان 62، 116

صدر الدين الشيرازي، محمّد بن إبراهيم 77

صدرالدين القونيوي، محمّد بن إسحاق 29، 83، 85

صدر المتألهين=صدر الدين الشيرازي، محمّد بن إبراهيم

صدوق الطائفة، محمّد بن علي بن بابويه=ابن بابويه، محمّد بن علي

العارف الكامل، العارف القمي=القاضي سعيد القمي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد

عبدالرحيم بن عتيك القصير 10

عبدالرزّاق الكاشي، عبدالرزّاق بن جلال 47، 84

عبداللّه بن المطّلب 79، 82

عبداللّه=عبداللّه بن المطّلب

فرفوريوس 67

القاضي سعيد القمي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد 17، 20، 40، 88، 113

القمشه اى، محمّد رضا 71، 117

القونوي=صدرالدين القونيوي، محمّد بن إسحاق

القيصري، داود بن محمود 34

الكليني، محمّد بن يعقوب 31

كمال الدين عبدالرزّاق القاساني

عبدالرزّاق الكاشي، عبدالرزّاق بن جلال

محمّد بن عثمان بن سعيد 61

معلم المشائين=ارسطاطاليس

مفيد الصناعة=ارسطاطاليس

المولوي، جلال الدين محمّد بن محمّد 116

ص: 136

5 - فهرس الكتب الواردة في المتن

أثولوجيا 82، 89

الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات 17، 20، 40، 113

اصطلاحات=اصطلاحات الصوفية

اصطلاحات الصوفية 84

اعتقادات=الاعتقادات

الاعتقادات 102

البوارق الملكوتية=الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات

التعليقة على مقدمات شرح فصوص الحكم=مجموعه آثار حكيم صهبا

التوحيد 21، 33، 46، 79، 88

رسالة في تحقيق الأسفار الأربعة

مجموعه آثار حكيم صهبا

شرح التوحيد، القاضي سعيد القمّي 21، 79

شرح فصوص الحكم، القيصري 34، 71

شرح قصيده ابن فارض=كشف وجوه الغُرّ لمعاني نظم الدُّرّ

كشف وجوه الغُرّ لمعاني نظم الدُّرّ 47

الشفاء 83

عيون أخبار الرضا علیه السلام 95

فتوحات=الفتوحات المكّية

الفتوحات المكّية 61، 68، 103

فصوص الحكم 87، 117

الكافي 10، 31، 32، 46، 79، 92، 100، 102

المثنوي=مثنوى معنوى

مثنوى معنوى 116

مجموعه آثار حكيم صهبا 71، 117

نصوص=النصوص

النصوص 83

ص: 137

ص: 138

6 - فهرس أشعار

عنقا شكار كس نشود دام بازگير *** كان جا هميشه باد به دست است دام را 8

فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا *** وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا - 87

من يدر ما قلتُ لم تخذل بصيرته *** وليس يدريه إلاّ من له البصر

جمّع وفرّق فإنّ العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر

تو را ز كنگرۀ عرش مى زنند صفير *** ندانمت كه در اين دامگه چه افتادست - 40

وجود اندر كمال خويش ساريست *** تعيّن ها امور اعتبارى است 57

مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد وبر سينۀ نامحرم زد - 64

ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** و عشرين حرفاً من معاليه قاصر - 9

عباراتنا شتّى وحسنك واحد *** كلٌّ إلى ذاك الجمال يشير - 53

من گنگ خواب ديده و عالم تمام كر *** من عاجزم ز گفتن وخلق از شنيدنش - 9

ديده اى بايد سبب سوراخ كن *** تا حجب را بر كند از بيخ و بن - 116

ص: 139

ص: 140

7 - فهرس التعابير والمصطلحات

«أ»

الأبدان 91

إبقاءاللّه 118

أبواب البركات 12

أبواب الرحمة الإلهية 36

أبواب الرموز والدقائق 66

أبواب صور الأسماء 30

أبواب الظهور 25

أبواب الوجود 25

اتّحاد التعيّن والمتعيّن 71

اتّحاد الصفات الجمالية والجلالية 17

اتّحاد الظاهر والمظهر 26، 70، 81، 94

اتّحاد النبي والوليّ في الروحانية 121

الاتّصاف بالصفات 13

الأجرام الأرضية 80

الأجرام السماوية 80

إحاطة الأسماء 109

إحاطة الأسماء الحاكمة 112

الإحاطة التامّة 100

إحاطة الصّفة 21

إحاطة العقل المجرد 90

الإحاطة القيومية 93، 81، 98

إحاطة المشئية 88

الإحاطة الوجودية 90، 91

أحباء 49

الاحتجاب 86

أحدية الجمع 54، 62، 75، 93، 110

أحدية جمع الأسماء 70

أحدية جمع الحقائق 51

أحدية جمع الحقائق الإلهية 109

أحدية جمع الحقائق الغيبية والشهادتية 99

أحدية جمع الحقائق القهرية 109

أحدية جمع الحقائق اللطفية 109

ص: 141

أحدية جمع الوجود 24

أحدية المحضة 120

الأحرار 58، 64، 74، 85، 95، 105، 116

الأحكام 113

أحكام اللّه 47

الأحكام الباطنية القلبية 119

الأحكام الربوبية 48

الأحكام الغيرية 19

الأحكام القديمة 47

أحكام الكثرة 10، 19

الأحوال 64

الأخبار عن اللّه وصفاته وأسمائه 120

اختراعات الخيال 85

اختصام الملأ الأعلى 45

الاختلاف 10

الآخر 12، 16، 36، 53، 63، 78، 86

الآخرية 16، 30، 31، 99

الأخفى 117

الخلافة المحمّدية 26، 39

الأخوّة الإيمانية 37، 84

أخيرة مراتب الكثرات 84

إدبار العقل 92، 93

الإدراك 93، 113

الأدوار 114

أراضي الأشباح 53، 56

الأراضي الخلقية 25، 100

أراضي السافلات 68

الأرباب 18

أرباب الأذواق والقلوب 105

أرباب الأسرار 40

أرباب الأعيان الثابتة 30

أرباب البصيرة 73

أرباب التنزيل 52

أرباب الحكمة 56

أرباب الذوق 94

أرباب الرياضات 65

أرباب السحر والشعبذة 66

أرباب السلوك 49

أرباب الشهود والمعارف 31

أرباب الفلسفة 11، 75

أرباب القبور المظلمة 41

أرباب المعرفة 24، 37

الارتباط 10، 11

ارتباط الافتقار والوجود 26

ارتباط الاشياء بالأسماء الإلهية 111

ارتباط الظاهر والمظهر 30

الإرشاد 92، 95

ص: 142

الأرض السفلى 56

أرض الكثرة 29

الأرضين السفلى 59

أركان التوحيد 104

الأرواح 56، 91

أرواح آل محمّد(ص) 97

أرواح الأئمّة 78

أرواح الكلّية 69

أرواح المعاني 42

الأسباب 99

الأسباب والمسبّبات 84

الأستار 27، 48، 52

أستار الأسماء 113

استجماع الأسماء 11

استجماع جميع الأسماء والصفات 13

الاستحقاق 52، 55، 104

الاستدارة 27

الاستدارة الحقيقية 40، 91

الاستعداد 31، 34، 45، 70، 92، 107، 119

استعداد المستعدين 120

استعدادات المظاهر 41

استعداد الموجودات 94

الاستقامة 16، 27، 58، 91

الاستهلاك 10، 55، 57

استهلاك الأشياء 120

استهلاك التعيّنات الصفاتية والأسمائية 13

استهلاك جميع الإنّيات 105

استهلاك الصفات والأسماء 106

استهلاك صور الأسماء 111

الاستهلاك المشيئة في الذات الأحدية 85

استهلاك كلّ الحقائق 120

الأسرار 28، 32، 33، 51، 53، 67، 81، 93، 100، 116، 121

أسرار أهل المعرفة 62

أسرار الخلافة 49

أسرار الخلافة المحمّدية 5، 109

الأسرار الربوبية 49، 109، 121

أسرار القدر 32

أسرار القرآنية 39

أسرار النبوّة 49

أسرار الوجود 42

أسرار الولاية 49

أسرار الولاية العلوية 5

أسر التعيّن 59

الأسفار 120

الأسفار الأربعة 117، 120

الاسم 13، 72، 73، 93، 94، 104

ص: 143

الأسماء 3، 8، 9، 12

أسماء اللّه 15

الأسماء الإلهية 8، 11، 15، 17، 19، 20

الأسماء الأفعالية 17، 18، 104

أسماء الجلال 15، 18

الأسماء الجلالية 13، 17، 109

أسماء الجمال 15، 18

الأسماء الجمالية 17

الأسماء الجمالية والجلالية 17، 51، 115

الأسماء الحاكمة 112

الأسماء الحسنى 17، 23، 24، 26

أسماء الحقّ 54

الأسماء الخلقية 20

الأسماء الذاتية 17، 104

الأسماء الذاتية والصفتية والأفعالية 17، 18

الأسماء الربوبية 9

الأسماء الصفاتية 104

أسماء عالم القدس 15

الأسماء المحاطة 112

الأسماء المحيطة 101

أسماء المخلوقين 21

الأسماء المكنونة المخزونة 62

الأسماء والصفات 8، 12، 13، 15

اسم اللّه 16

اسم اللّه الأعظم 11، 19

اسم اللّه الجامع 93، 120

الاسم الأعظم 11، 12، 13، 15، 36، 41، 70، 71، 99، 103، 110، 111

الاسم الأعظم الأتمّ 62

الأسم الربّ 115

اسم الرحمن 52، 120

اسم الرحيم 52

اسم الظاهر 86

اسم العليم 52، 114

الاسم القادر 113

اسم القدير 52

الاسم المتكلّم 114

الاسم المحيط 109

الاسم المحيط التامّ الأزلي 109

الاسم المدبّر 115

الاسم المنتقم 94

اسم النور 84

اسمي الحكم العدل 45، 46

الاشتراك 9

اشتراك الصفات 22

الاشتراك اللفظي 20، 21

الاشتراك المعنوي 23

ص: 144

الإشراقات الملكوتية 51

الأشياء 37، 54، 61، 62، 63، 67، 71، 73، 78، 82

الأشياء الكونية 94

الأشياء الكونية الخارجية 111

الأصالة 121

أصحاب الإيمان 44

أصحاب التكلّم 10

أصحاب الحكمة 11، 37

أصحاب الذوق والسلوك 73

أصحاب الرموز 105

أصحاب سجن الطبيعة 41

أصحاب السجون والقيود 42

أصحاب السلوك العلمي 59

أصحاب شهود الأسماء والصفات 24

أصحاب الطلسمات 66

أصحاب العرفان 33، 84، 86

أصحاب الفلسفة 73

أصحاب القلوب 4، 7، 37، 56

أصحاب القلوب والخواطر 4

أصحاب الكشف والمعرفة الذوقي 56

أصحاب المعرفة 7

أصحاب المكاشفة والسلوك 65

أصحاب النيرنجات 66

أصحاب الوحي 52، 64، 78

الاصطلاحات 37، 53

أصل الأنوار 3

الأصلاب الطاهرة 79

أصل الخلافة 26

أصل الخلافة والخليفة 26

أصل السوائية 27

أصل النور 60

أصنام النفس 66

اضمحلال الذوات 106

اضمحلال صور الأسماء 111

اضمحلال كلّ الكمالات 105

اضمحلال الهويات الوجودية 118

الإطلاق 62، 67

إطلاق الطبيعة 46

الأطوار 101

الإظهار 39، 44، 66، 95

إظهار الحقائق الغيبية 44، 70

إظهار الحقيقة 57

إظهار الربوبية 57

إظهار السرّ 28، 52

إظهار السلطنة 57، 66

إظهار كمالات المبدء 94

إظهار المعجزات 65

ص: 145

إظهار الواحد 83

الاعتبار 15، 24، 71، 39، 57، 71، 81، 85، 100

الاعتدال 16، 46

الأعدام 60

الأعراض 76

أعراض الماهية 76

أعراض الوجود 76

الأعمال الصالحة 105

الأعيان 31، 33، 34، 36، 63، 67، 71، 72، 73

الأعيان الثابتة 30، 35، 36، 63، 70، 71، 72، 73، 110، 111، 119

أعيان الحقائق الخارجية 113

الأعيان الخارجية 110، 111، 119

أعيان المكونات 83

أعيان الممكنات 113

الأغيار 40

الإفاضة 13

أفاعيل النفس 89

الافتقار 26، 113

الأفعال الحسنة 105

إقبال العقل 93

اقتضاآت الأسمائية 46

اقتضاء الأسمائية الإلهية 111

أقدام السالكين 7

أقرب التعيّنات 15

الإقرار بالعبودية 117

الأقلام الإلهية العالية 69

الأكوان 59، 62، 63، 84، 114، 18

الأكوان الخارجية 111

الإلحاد بأسماء اللّه 37

الاُلوهية 105

الاُلوهية الصفتية 105

الاُلوهية الفعلية 105

آمال العارفين 7

إمام أئمّة الأسماء والصفات 98، 101

إمام الأسماء 115

إمام أصحاب الكشف واليقين 99

الأمانة 69

الأمر 19، 39، 43، 45، 49، 54، 78، 87

الأمر الإلهي 45، 88

أمر الباري 93

الأمر بالمعروف 46

الأمر الخالق 87

الأمر المخلوق 87

الأمر الواحد 83

ص: 146

الإمكان 53، 55

الإمكان الذاتي 60

الإمكان العامّ 104

الإمداد 95

الاُمم السابقة 101

الاُمم اللاحقة 101

الأمر الاعتباري 57

الاُمور الوجودية 21

اُمّهات الأسماء 109

اُمّهات الأسماء الحقيقية 8

الإنانية 65، 66، 89، 119

الإنباء 41، 42، 43، 44، 70

الإنباء بالمظهر الأتمّ 70، 71

الإنباء الذاتي 41

الإنباء الحقيقي الذاتي الأولى 47

الإنباء الحقيقية الغيبية 43، 68

الإنباء عن اللّه وصفاته وأسمائه 120

الأنبياء 7، 31، 32، 55، 65، 101، 109، 112، 113، 116، 120

الانتساب 73

الاندكاك 13، 17، 55، 57، 60، 88

اندكاك الإنّيات 13

الاندكاك في الحضرة الاُلوهية 55

الإنسان 82

الإنسان الكامل 32، 41، 94، 107، 111

انطماس النور 111

الانغمار في المادّة 76

أنفاس الخلائق 56، 119

الأنفس 19، 65

الانفكاك التعقّلي 76

الانفكاك الذاتي 76

انقضاء الملك 112

الانقهار 111

انكشاف وجه الحقّ 118

انمحاق الأنوار 111

الأنوار 79، 80، 81

الأنوار الإلهية 26، 73

الأنوار الحسية 61

الأنوار العقلية الإلهية 67، 75

الأنوار القاهرة النورية 68

الأنوار المتعيّنة 57

أنوار المعرفة 42

الأنوار الناقصة 72

أنوار الوجه الكريم 15

إنّيات الحقائق 91

الإنّية 12، 19، 29، 119

الإنّية الصرفة 57

ص: 147

الأوصاف 9

الأوصاف القدسية 9

الأوضاع 59، 60

الأوّل 12، 16، 36، 53، 63

أوّل التّعينات 93، 98

أوّل الظهور 30، 78

أوّل ما خلق اللّه 68

اُولي الأبصار 52

اُولي الأذواق والألباب 49

اُولي الأمر 46

اُولي البصائر 4

اُولي السابقة الحسنى 105

أولياء 32، 37، 64، 101

أولياء اللّه 97

الأولياء الكاملين 37

الأولياء الكرام 24

الأولياء الكمّل 120

أولياء المعرفة 5

الأولياء المهاجرون 85

الأوليّة 16، 30، 31، 99

أهل الاصطلاح 38

أهل اللّه 59

أهل التجريد 10

أهل الجنّة 65

أهل الحجاب 42

أهل الحقّ 86

أهل الحقيقة 56

أهل الخطاب 59

أهل الذوق 17، 18

أهل الرواق 121

أهل السرّ 141

أهل السلوك 119

أهل العرفان 44

أهل القلوب 44

أهل المعرفة 37، 62، 86، 87، 112

أهل المكاشفة 8

أهل النظر 84

أهل يثرب 70

آيات اللّه 10

الإيجاد 95، 114

إيجاد الواحد 83

إيداع صور الأسماء 93

إيداع صور الصفات 93

إيكال الأمر 56، 66

«ب»

الباري 66، 67، 113

الباطن 8، 16، 48، 95

الباطنة 99، 101، 106

ص: 148

باطن الخلافة 112

باطن الشريعة 121

الباطن المطلق 8

الباطنية 30، 120

بحر الهيولى المظلمة 80

البداء 31، 32

البدعيات الملكية 91

البراهين العقلية 22، 75، 84

البرزخية الكبرى 16، 53، 86

البروز 51

البرهان 22، 75، 77، 83، 84، 89

البرهان الذوقي 78

البرهان الفصيح 84

البساطة 30، 37، 56، 109

البساطة الأحدية 51

بساطة الحقيقة 110

بسط عوالم الملكوت 52

بسط كمال الوجود 52، 68

بسط الوجود 52

بسيط الإجمالي 43، 72

البسيط فوق البساطة 37

بسيط الحقيقة 24

البصر 87

بصيرة 17، 34، 73، 98

البطلان 11

البطن 12

بطن عالم الملك 82

بطن عالم الملكوت السفلى 82

بطن عالم الملكوت العليا 82

البطون 8، 16، 30، 36، 51، 61، 63، 104، 106

بطون الحقّ 95

بقاء الإنانية 65، 119

بقاء الإنّية 119

بقاء الممكنات 115

بنية المحمّدية 26

بهم الصافين 53

«ت»

التباين بالذات 9

التجافي 94

التجرّد 60، 88

تجريد 10، 58

التجلّي 9، 35، 43، 52، 62، 63، 72، 73، 84، 86

التجلّيات 72

تجلّيات الجلال 105

التجلّيات الذاتية 72

تجلّي الأسمائي والصفاتي 63

ص: 149

تجلّي الاسم اللّه الأعظم 45

التجلّي الأوّل 35

التجلّي بالأسماء 63

التجلّي بالألوهية 35

التجلّي بالفيض الأقدس 35

التجلّي الثاني 35

تجلّي الحقّ 86، 118

التجلّي الذاتي 52

التجلّي الشهودي 84

التجلّي العلمي 54

تجلّي الفيض الأقدس 19

التجلّي المثالي والملكوتي 43

تجوهر الذات 15

التجويف الإمكاني 39

التحقّق 14، 59، 85، 104، 106

التحميد 104، 106، 107

التدلّي 53، 90

ترتيب الأسباب والمسببّات 84

الترتيب النزولي 68

ترتيب الوجود 77

الترتيب الوجودي 53

التركيب 30

التسبيح 104، 105، 106

التشبيه 10، 11، 23، 64

التشخصات المشهودة 67

التشريع 118

التشريفية الاعتبارية 100

التصديق 58، 73

التصرّف 38، 95

تصرّف الأئمّة 102

التصرّف التامّ 94

تصرّف النفس 102

تصرّف النفس الإنسانية 94

التضرّع الجبلي 90

التعاليم 42، 107

التعطيل 10، 11

التعلّق 76

التعلّقات الملكوتية 76

التعليم 41، 42، 93، 103، 107

التعليم الأسماء 93

التعليم الحقيقي 41

التعمّل العقلي 76

التعّين 13، 15، 52، 54، 57، 60، 71، 73، 75، 76

التعيّنات 12، 13، 15، 39، 56، 58، 62، 63، 67، 69، 73، 76، 77، 85، 93، 98

تعيّنات الأسماء الإلهية 81

ص: 150

التعيّنات الأسمائية 14، 52، 73

التعيّنات الخلقية 63، 78، 118

التعيّنات السوائية 3

التعيّنات الصفاتية 13

التعيّنات الصفاتيه والأسمائية 13، 27

تعيّنات العوالم 85

التعيّنات المشهودة 62

تعيّنات المشيئة المطلقة 85

التعيّنات المعلومة 62، 67

تعيّنات الوجود المطلق 85

التعيّن الأسبق 76

تعيّن الأسماء 71

تعيّن الأسماء والصفات 27

تعيّن الأشياء 72

التعيّن الأوّل 13، 15، 75

التعيّن الجوهري 78

تعيّن الحقيقة اللابشرطية 14

التعيّن الخلقي 98

التعيّن الخلقية 118

تعيّن روحانية الأئمّة 78

التعيّن الصفتي 73

التعيّن الكلّ 57

تعيّن الماهية 76

التغاير 9

التغيّر 37

التفاصيل المحضة 99

التفكّر 42

التقدّر 76

تقدّرات الماهية 76

التقدر الملكوتي 76

التقدّم بالحقيقة 76، 79

التقدّم الأزلي 76

التقدّم الدهري 76

تقدير الاستعدادات 119

تقدير الظهور العيني 31

التقديس 64، 65

التكبير 105، 106

التكثير 58، 64، 65

التكلّم 10، 48

التكلّم الذاتي 48

تكوّن الأشياء 83

تلبيسات الوهم 85

التمثّل 55

التمجيد 96

التنزّه 59، 88

التنزيل 4، 20، 23، 29، 52، 64، 78

التنزيه 10، 64، 105، 106، 107

التوجّهات الذاتية 29

ص: 151

التوحّد 55

التوحيد 10، 11، 37، 58، 65، 105، 106

التوحيدات الثلاثة 107

التوحيد الحقيقي 73

التوحيد الذاتي 106

توحيد الصفات 105

التوحيد الفعلي 106

التوغّل 106

التوكّل 97

«ث»

الثقلين 4

الثنوية 82

«ج»

الجاعل 65

الجامع لجميع المراتب 93

الجامعية 36، 109

جامعية الأسماء 111

الجبّار 15

الجبروت 3، 8، 57، 60، 68، 72، 82، 100، 118

الجبل الإنيّة 86

الجذبة الرحمانية 92

الجسم 88

الجسم الطبيعي 77

الجسم المحيط 102

الجعل 104، 105

جعل الأحكام 119

الجلال 3، 13، 15، 16، 18، 27، 28، 30، 36، 45، 91، 94

الجمال 3، 13، 15، 16، 18، 27، 30، 36، 45

جمال الحقّ 105، 117، 118، 119

الجمال السرمدي 55

الجمال المطلق 45

الجمع 54، 68، 93، 94، 99، 109، 110

الجمعية الإجمالية 34

الجميل 105

الجميل المطلق 105

الجنبة الخلقية 62

الجنبة السافلة الخلقية 67

الجنبة العالية 67

الجنبة يلي الخلقي 118

جنود الشيطان 92

جواهر الذاتية والمفارقة 91

الجوهر 78

الجهات 20، 29، 35، 59، 82

ص: 152

الجهات الإمكانية 60

جهات الظهور 15

الجهات الغيرية 61

جهات الكثرة 14

الجهة 34

جهة الجمعية الإجمالية 34

جهة الظهور 34

جهة الغيب 34

جهنام الطبيعة 42

الجهولية 70

«ح»

الحاضر 55

الحاكم 91، 112

الحاكم المطلق 45

الحال 103

الحالات22

حامل العلم 102

الحبّ 94

الحبّ الذاتي 30، 35، 52، 53، 94

الحجاب 11، 23، 42، 49، 70، 73، 75، 84، 116

حجاب الآثار 84، 107

حجاب الأسماء 107

الحجاب الأعظم 25

الحجاب الأقرب 53

حجاب اللّه 33

حجاب الجلال 28

حجاب الرمز 48

حجاب الصفات 52، 107

حجاب عزّة الإنيّة 29

حجاب عزّ الجلال 3

حجاب العماء 3

الحجاب عن معرفة اللّه 23

حجاب النور 8

جحاب النور والظلمة 28

الحجاب النوري 11

الحجب 56، 117، 118

الحجب الأسمائية 53

الحجب الثلاثه 117

حجب الحقائق 16

الحجب الروحية 117

الحجب الظلمانية 7، 117

الحجب الظلمانية النفسانية 118

حجب المعاني 16

حجب النور 97

الحجب النورانية والظلمانية 25، 117

الحجب النورانية العقلية 117

الحجب النورية 28

ص: 153

الحدّ 86

حدّ الإطلاق 67

حدّ الاعتدال 16، 46

الحدّ المرسوم 115

الحدود 62

الحدود الإلهية 46

حدود الشيء 20

حزب الرحمن 92

الحس 39

الحسنى 105

حصول الصور 78

الحضرات الأسمائية 70

الحضرة 9، 29، 44

الحضرة الأحدية 21، 28، 58، 59

حضرة الأحدية الجمعية 119

حضرة الأحدية الغيبية 29

حضرة الأسماء 41

حضرة الأسماء الإلهية 29

حضرة الأسماء والصفات 29

حضرة الأسمائية 30

حضرة الأسمائيه والصفاتيه 63

حضرة الاسم الأعظم 12، 41

حضرة اسم اللّه الأعظم 26، 41، 48

حضرة اسم الباري 113

حضرة الأشياء 119

حضرة الأعيان 30، 34، 37، 119

حضرة الأعيان الثابتة 30

حضرة الأعيان والأسماء 37

الحضرة الاُلوهية 30، 55، 57

الحضرة الإلهية 17، 114

الحضرة الثالثة 70

حضرة الجبروت 3

حضرة الجمع 54، 83، 92، 94، 99

حضرة الجمعية 8، 99

حضرة الذات 20

حضرة الربوبية 64

حضرة العلم 120

حضرة العلمية 5، 15، 19، 31، 32، 35، 63، 94، 102، 111

حضرة العماء 53

حضرة العندية 35

حضرة العين الثابت المحمّدي(ص) 41

حضرة الغيب 44

حضرة الغيب المشوب 19

الحضرة الغيبية 27

حضرة الفيض الأقدس 12، 29، 44

حضرة القضاء الإلهي والقدر الربوبي 31

حضرة اللاهوت 3

ص: 154

حضرة المشيئة 54

حضرة المشيئة المطلقة 59

حضرة الملكوت 8

الحضرة المهيمنة على الأسماء 114

حضرة الواحدية 19، 20، 23، 24، 27، 29، 30، 34، 35، 38، 48، 52

حضرة الواحدية الجمعية 12

حضرة الواحدية والجمع 34

حضرة الواحدة المحضة 103

الحضور البسيط الإجمالي 43

الحضور التفصيلي 43

حضور الحقّ 54، 55

حضور العوالم 91

الحقّ 10، 16، 20، 23، 48، 54، 58، 59، 61، 66، 84، 94، 95، 103، 105، 115، 117، 118، 119

الحقّ الأوّل 59

الحقّ المطلق 118

الحقّ المقيّد 118

الحقّ المنزّه 87

حقّ اليقين 10، 75

الحقائق 14، 15، 16، 19، 21، 37، 52، 56، 62، 63، 66، 90، 99، 120

حقائق الأسماء 15

حقائق الأسماء الإلهيّة 40، 110

حقائق الأسمائية 51

الحقائق الأسمائية الجلالية 51

الحقائق الأسمائية 51

الحقائق الأسمائية القهرية 51

الحقائق الأسمائية اللطفية 51

حقائق الأعيان 111

حقائق الإلهية 3، 62، 67، 109، 116

حقائق الإيمانية 48

الحقائق البسيطة 40، 91

الحقائق البسيطة العقلية 40

حقائق جميع الأسماء 18

الحقائق الخارجية 113

حقائق عالم الغيب 92

الحقائق العقلية 80، 91

حقائق العلوم 99

حقائق العوالم 90

حقائق الغيب والشهود 104

الحقائق الغيبية 16، 70، 99، 113

الحقائق الكلّية الإلهية 26

الحقائق الكلّية النورية 16

الحقائق الكونية 94

الحقائق اللابشرطية 14

الحقائق اللامتعيّنة 13

ص: 155

الحقائق المجرّدة 106

الحقائق المستكنّة 44

الحقائق الملكوتية 18، 77

الحقائق النزولية والصعودية 62

الحقائق الوجودية 10

الحقائق اليقينية 7

الحقيقة 9، 24، 38، 55، 56، 58، 60، 62، 64، 72، 79، 92، 110، 111

حقيقة الأسماء 23

الحقيقة الإطلاقية 41، 69

الحقيقة الإطلاقية الجامعة 62

حقيقة الإمامة 107

حقيقة الإنباء 41، 42، 44

الحقيقة الإنسانية 71، 72

الحقيقة الإنسانية العلمية 71

حقيقة التجريد 58

حقيقة التعليم 41، 42

الحقيقة الجمعية 70

حقيقة الخلافة 3، 48

حقيقة الخلافة المحمّدية(ص) 3، 38

حقيقة الربانية 33

حقيقة الروح 101

حقيقة سدرة المنتهى 3

حقيقة الشجرة المنهي عنها 4

حقيقة العبودية 103

الحقيقة العقلية 75، 88

الحقيقة العقلية التامّة المجرّدة 91

الحقيقة العلوية(ع) 81

حقيقة العماء 29

حقيقة العوالم 88

حقيقة العين الثابتة الإنسانية 110

الحقيقة الغيبية 8، 9، 12، 26، 27، 28، 29، 63

الحقيقة الغيبية الإطلاقية 26

الحقيقة الغيبية المستكنّة 63

الحقيقة الغيبية المقدّسة 63

الحقيقة الغير المتعيّنة 76

حقيقة القيامة الكبرى 111

الحقيقة الكامنة 8

حقيقة ليلة القدر 26

الحقيقة المتصوّرة 76

الحقيقة المحمّدية 70، 71، 72، 81

الحقيقة المطلقة الغيبية 23

حقيقة النبوّة 48، 103، 107

حقيقة الولاية 4

حقيقة الولاية العلوية(ع) 4

الحكماء 15، 24، 32، 38، 67، 77

الحكم 9، 13، 20، 45، 91

ص: 156

الحكم الإلهى 45

الحكماء السالفين 66

الحكماء الشامخين 84

الحكماء المتألهين 82

الحكمة 20، 35، 46، 56

حكم الظاهر والمظهر 110

الحكم العدل 45، 46، 86

حكم الكثرة 58

حكم الوحدة 58

حكومة الأسماء 110، 111

حكومة الاسم الأعظم 110

الحكيم 20، 58

الحكيم المتألّه 58

الحمد 96

حملة العرش 102

الحواس الظاهرة 16

الحوقلة 105، 107

الحول 105

«خ»

الخارج 35، 71

الخالق 22

خرق أستار الأسرار 53

خرق الحجاب 59

الخزائن الإلهية 30

الخطرات 64

الخفي 117

الخلائق 56، 99، 118، 119

خلاصة العوالم 82

الخلافات 112

الخلافة 3، 25، 26، 27، 62، 117

الخلافة الباطنية 69

الخلافة الباقية الدائمة 112

الخلافة الظاهرية الباطنية 120

خلافة العقل الكلّي 94

الخلافة في الظهور 13، 62، 94

الخلافة المحمّدية 4، 5، 26، 27

الخلافة المحيطة 112

خلفاء النبي 120

الخلق 23، 63، 81، 87، 92، 117، 118، 119، 120

الخلق الأفضل 98

الخلق الأوّل 32

الخلق الثاني 32

الخلاّق 110

الخليفة 26

خليفة اللّه الأعظم 36، 112

الخليفة الإلهية 12، 14، 27

الخليفة الإلهية الغيبية 12

ص: 157

الخليفة الجامعة 110

الخليفة الكبرى 12، 24، 26، 29، 44

خليفة النبى 46

الخيال 85

الخيرات 93

«د»

دارالتحقق 85، 106

دائرة الخلافة والنبوة 112

الدائرة الملكوتية 4

دائرة النبوة 102

دائرة الوجود 103

دائرة الولاية 117

دارالحس 39

دارالسرور 92

دارالقرار 92

دارالوجود 14

الدوائر الجزئية 111

الدوائر الحسية 91، 106

الدوائر العقلية 91

الدوائر الكلّية 101

دورة الخلافة الظاهرة في الملك 112

دورة نبوّات الأنبياء 112

«ذ»

الذات 11، 15، 17، 19، 20، 22، 24، 35، 37، 47، 48، 52، 55، 57، 59، 60، 71، 72، 73، 85، 88، 90، 104، 105، 107، 117، 118

الذات الأحدي 55

الذات الأحدية 17، 19، 24، 48، 55، 57، 85

ذات اللّه 47

ذات الحقّ 117

الذات السرمدية 85

الذات المقدّسة 15، 72

ذات الملك 76

ذات الملكوت 76

الذات الواجبة 63

ذا العينن 10

الذوات 106

ذوات النفس 113

ذوات العوالم 90

ذوالجلال 91

الذوق 17، 18، 73، 94

الذوق العرفاني 14

الذوقيات الوجدانية 38

ذوي اللباب 59

ذي الصورة 27

ذي الوجه 105

ص: 158

«ر»

الرئاسة التامّة 101

الراسخون في المعرفة 55

ربّ الأراضي الخلقية 25

ربّ الأرباب 57، 66

ربّ الأسماء 16

ربّ الإنسان الكامل 41

ربّ جميع الحقائق الإلهية 109

ربّ الحقائق الروحانية 18

ربّ الحقائق الملكوتية 18

ربّ الحقيقة المطلقة المحمّدية(ص) 26

ربّ السموات الأسمائية 25

ربّ العالمين 66، 99

ربّ العباد 92

ربّ العين الثابتة المحمّدية 30

الربّ المطلق 65

الربوبية 38، 64، 65، 118، 119

ربوبية الحقّ 66

الربّ الودود 62

رب الولاية العلوية(ع) 38

الرجوع 78، 92، 119

الرجوع إلى الخلق 119

الرجوع إلى العالم 120

رجوع الخلائق إلى اللّه 118

رجوع المظهر إلى ظاهره 111

الرحمة 15، 36، 57، 78، 103، 110، 120

الرحمة الرحمانية 103، 120

الرحمة الواسعة 78

الرحمن 27، 52، 53، 92، 93، 103، 109، 110، 120

رحيق الهداية 51

الرحيم 13، 15، 27، 52، 53، 67، 69، 103

الرسل 4، 32

الرسول 32، 46، 68، 98

الرسول الغيبي 68

رسول اللّه إلى الخلق 97

الرسوم 15، 98

الرعية 100

رفض الإنانية 65

رفع الحجب 117، 118

رفع الحجب الظلمانية والنورانية 117

الرفيق الأعلى 92

الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى 3

الرقيقة 56، 88

الرمز 4، 5، 48، 55

الروابط 103

ص: 159

الروح 30، 88، 101

روح أرواح منصب الولاية 3

الروح الأعظم 47

روحانية المعصومين 121

الروحانيون 8، 41، 75، 78

روح الخلافة المحمّدية 26

روح رسول اللّه(ص) 68، 78

الروحية السرية 99

الروع 26، 51، 75

رؤية الإنسان الكامل ذاته 112

رؤية جمال الحقّ 105

رؤية الذات 107

رؤية السالكين 107

رؤية النفس 62

الرياسة 101

الرياضيات الشرعية 119

الرياضيات 90

«ز»

الزمان 59، 76، 88، 104

الزمانيات 59، 76، 88

«س»

السالك 10، 14، 15، 38، 106، 117، 119

السالكون 7، 37، 65، 107

سبحات الوجه 25

السبق 104

السبق بالتجوهر 104

السبق بالحقيقة 104

السبق الدهري 104

السبق بالعلية 104

سبق الوجود 104

السبّوح 25

سجود الملائكة 96

السخط 15

سدرة المنتهى 3

السرّ 4، 41، 42، 82، 91

سرّ الأحمدية 100

سرّ اختلاف الأنبياء 112

السرادقات النورية 7

سرّ بعث الأنبياء 109

سرّ الخلافة 75

سرّ السر 65

سرّ القدر 32، 67

سرّ اللّه 33

سرّ النبوّة 75

سرّ الولاية 75

السريان 14، 88، 90

سريان الحقيقة 88

ص: 160

سريان الخلافة المحمّدية(ص) 4

السريان الذاتي 91

سريان النفس 14

السريان المعنوي 90

سريان الولاية العلوية 4

سعة الوجود 69

السفر 117

السفر الأوّل 117، 118، 119، 120

السفر الثالث 117، 118، 119

السفر الثاني 117، 118، 119، 120

السفر الرابع 118، 119، 120

السفر الصوري 118

السفر المعنوي 118

السفر من الحقّ إلى الحقّ بالحقّ 117

السفر من الحقّ إلى الخلق 117

السفر من الحقّ إلى الخلق الحقّي بالحقّ 118

السفر من الحقّ المقيد إلى الحقّ المطلق 118

السفر من الخلق إلى الحقّ 117

السفر من الخلق إلى الحقّ المقيّد 118

السفر من الخلق إلى الخلق بالحقّ 118، 119

سكنة عالم الجبروت 100

سلاسل الحركات 60

سلاسل الزمان 60

السّلام 17

سلسلتا النزول والصعود 4

سلسلة الوجود 80

سلطان التدريج 76

سلطان الزمان 76

السلطنة 66

السلطنة القيومية 98، 101

السلوك إلى اللّه 23، 56

السلوك الباطني 119

السمات 98

سماء الأحدية 29

سماء السرّ الأحمديه(ص) 100

سموات الأرواح 53، 62

السموات العلى 59

السموات والأرضون 54

السنّة الإلهية 110

السنة الجارية 46

سنة اللّه 45

السنخية 10

السواء الصراط 91

السوافل 99

سؤال الافتقار 114

ص: 161

السوائية 86

سوق اليقين والمعرفة 87

«ش»

الشاكلة 40

شأن الربّ المطلق 65

الشأن الغيبي 99

الشبهات 10، 19

شجرة طوبى 3

الشرك 73

الشريعة 121

الشطح 117، 119

الشطحيات 65، 119

شمس الأحدية الذاتية 111

شمس الحقّ 16

الشوق 66، 89

الشؤون 101

شوؤن الاسم اللّه الأعظم 101

الشؤونات الإلهية 25

شوؤن الحقّ 120

شؤون نبوّة الخاتم 101

شهود الأسماء والصفات 25

شهود أصحاب العرفان 84

الشهود الإيماني 14

شهود الذات 52

شهود الكثرة 85

شهود الوحدة الصرفة 106

الشهيد 17، 52

«ص»

الصاعد 68، 80

الصبح الأزل 12، 53

الصحو التامّ 118

الصدور 80، 82، 84، 86

صدور الأكوان 80

صدور الأمر 115

صدور الأنوار 80

صدور العقل المجرّد 84

صدور الكائنات 80

الصديق الروحاني 121

الصراط المستقيم 93، 104

صرافة الفعلية 67

الصعود 53، 77

الصفات الأزلية 47

صفات اللّه 11، 48، 105

الصفات الإلهية 11، 27، 72

الصفات الثبوتية 20

صفات الجلال والجمال 17

الصفات الجلالية 17

الصفات الجمالية 17

ص: 162

صفات الحقّ 117

صفات الخالق 22

الصفات الذاتية 22

الصفات الربوبية 68، 110

الصفات العليا 26

صفات المخلوق 22

الصفة 21، 22، 39، 105

الصفة الإلهية الذاتية 110

صلب عالم الجبروت 82

الصُوَر 29، 35، 78

صور الأسماء 19، 36، 39، 70، 72، 93

صور الأسماء الإلهية 30، 70

صور إسماء الحقّ 54، 85

صور الأسماء والصفات 19، 30، 39

الصور الأسمائية 36

صور الأعيان 31، 34

صور التعيّنات الأسمائية 14

الصور الكلّية الأسمائية المتعيّنة 34

الصور الملكية 18، 77

الصور المنعكسة 27

الصورة 8، 27، 28

صورة الأسماء والأعيان 71

الصورة الأقدم 76

صورة التفصيل 105

صورة الجسم 88

الصورة الجسمية العنصرية 78

الصورة الجسمية المطلقة 78

الصورة الجسمية المعدنية 78

صورة الحقيقة الإنسانية 72

صورة الخلق والأمر 54

صورة الشوق 89

صورة العالم 72

الصورة العنصرية 78

صورة الكثرة 88

صورة الكثرة التفصيلية 105

الصورة المرآتية 28

صورة النفس 88

صورة النفس الكلّية 88

صورة الوحدة 88

«ض»

الضوء 98

«ط»

الطاغوت 66

الطبيعة 46

الطبيعيات 77، 89

طُرُق الملكوت 88

طرق الهداية 91

الطريق البرهاني 56

ص: 163

طريق الجمع والبساطة 109

طريق الرحمن 116

طريق الرياضيات الشرعية 118

طريق السداد 95

طريق السلوك 23، 119

طريق السلوك الباطني 119

طريق الشريعة 65

طريق الصواب 38

الطريق القويم 93

طريق المعرفة 48، 64

طور التوحيد 37

طور الحكمة 46

طور العرفاء 84

طور القلب 48

طهارة النفوس 65

طينة الأرواح 78

«ظ»

الظاهر 15، 16، 24، 26، 28، 30، 31، 43، 46، 48، 63، 67، 86، 94، 95، 99، 101، 104، 106، 107، 109، 110، 111، 121

الظاهرية 30

الظلّ 38، 89

ظلّ اللّه الأعظم 59

الظلّ الظلماني 66

ظلّ اللّه المطلق 69

ظلّ النبوّة 48

الظلّ النوراني 66

ظلمات العوالم الخلقية 91

ظلمة الماهية 89

الظهورات 13

ظهور الأجسام 61

ظهور أحكام الممكنات 113

ظهور اسم اللّه الأعظم 35

ظهور الأسماء 12، 28

ظهور الأشياء 61

ظهور الأعيان 31

ظهور الأعيان الخارجية 110

الظهور الأوّل 59

ظهور البداء 32

الظهور بالربوبية 65، 117

ظهور بسط الفيض 68

الظهور بالصوت واللفظ 43

الظهور بالفيض الأقدس 12، 19، 44

الظهور بالمالكية العظمى 86

الظهور بمقام النبوّة 70

الظهور بالوحدة 54

الظهور بالوحدة التامّة 86

ص: 164

الظهور الجبروت في الملكوت 43

ظهور جمال الحقّ 105

ظهور حضرة الفيض الأقدس 30

ظهور الحقائق الإلهية 62

ظهور الحقّ 84، 95، 118

ظهور حقيقة الروح 101

ظهور الحقيقة المحمّدية 72

ظهور الخلافة والولاية 41

ظهور الخليفة الإلهية 14

ظهور الذات 63، 64، 118

ظهور الذات الأحدية 55

ظهور سناء اللّه 3

ظهور صور الأسماء 111

ظهور العطية المطلقة 105

ظهور العقل 94

ظهور العوالم العقلية 52

الظهور العيني 31

الظهور الغير المتعيّن 53

ظهور فعل اللّه 106

الظهور الفعلي 118

الظهور في الأسماء 12

الظهور في جميع مراتب التعيّنات 93

الظهور في الحقائق الكونية 94

الظهور في العين 31

ظهور المشيئة المطلقة 80

ظهور المطلق 57

ظهور المظهر الأوّل 93

ظهور الملك 112

ظهور الملكوت في الملك 43

ظهور الممكن الأوّل 114

ظهور الممكن الثاني 114

ظهور نور اللّه 80

ظهور الوجود 84

ظهور الوجود العامّ 83

ظهور الوجودات الخاصة 57

ظهور الوحدة 86

ظهور الوحدة التامّة 118

ظهور الهوية الغيبية 51

«ع»

العابدون 7

العارف 14، 58، 117

العارف الرباني 16

العارف المشاهد 58، 100، 116

العارف المكاشف 58، 100، 116

عالم الأرواح 56

عالم الأسرار 92

العالم الأسفل 83

عالم الأسماء 44، 71

ص: 165

عالم الأسماء والصفات 12، 30، 42، 93

عالم الأشباح 56

العالم الأعلى 83

عالم الأعيان 63، 67، 71

عالم الأعيان الثابتة 63، 71

عالم الأمر 49، 51، 57، 71، 81

العالم الأمري 92

العالم الأمري الغيبي 107

عالم الإمكان 65

عالم الأنوار 80

العالم الأوّل 89

عالم التفصيل 93

العالم الثالث 89

العالم الثاني 89

عالم الجبروت 8، 60، 82

عالم الجمع 67

عالم الجنّ 66

العالم الدنيا 92

عالم الذكر الحكيم 38

عالم الروحانيات 39، 42

العالم السفلى 89

عالم الشياطين 66

عالم الصفات 52

عالم الطبيعة 41، 80

العالم العقلي 60، 80، 83

عالم الغيب الإلهي 92

عالم الغيب والشهادة 17، 56، 68

عالم الغيب والشهود 25

العالم الغيبي 110

عالم الفرق 67

عالم القدس 15، 62، 92

عالم القضاء الإلهي 36

العالم الكوني 81

عالم المادّة والمادّيات 68

عالم المادّة والهيولى 23

عالم الملائكة 66

عالم الملك 43، 60، 66، 82

عالم الملكوت العليا 82

عالم الملك والملكوت 93

عالم النزول والصعود 76

العالم النفسي 80

عالم النور 60، 77

عالما الأمر والخلق 51، 57

عالما الغيب والشهادة 17، 25، 56

عبادة الاسم 73

عبادة الاسم والمسمّى 73

العبد المشاهد 105

العبودية 64، 65، 103

ص: 166

العدل 45، 46، 58

العدم 113، 114

عذاب البعد 10

العرش 25، 39، 102

عرض الولاية 69

العرفاء 20، 37، 42، 45، 84

العرفاء السالكون 37

العرفاء الشامخون 14، 82، 85

العرفاء الكاملون 24، 28، 77، 85

العرفاء الكمّل 38

العرفاء المكاشفون 9

العرفان 44

العروة الوثقى 4

العروج 57

عزّة الوحدانية 33

عزّ الجلال 3، 21

عزّ القدس 57

عزل الحقّ عن الخلق 10

العزيز 17، 20

العشق بالإنانية 67

العطيّات 105

العطيّة المطلقة 105

عظم النورية 33

العقل 60، 71، 78، 82، 83، 84، 93

العقل المجرّد الأوّل 15، 80، 81، 83

العقل بالعرض 88

العقل البسيط 44

العقل البسيط الإجمالي 72

العقل التفصيلي 44، 72

العقل الصريح 84

العقل الظاهر 94

العقل الكلّى 94

العقل المجرّد 81، 84، 90

العقل المجرّد الأوّل 80

العقول 67، 80

العلم 16، 31، 32، 33، 35، 54، 84، 102، 116

العلم الأعلى 90

العلم الإلهي 52، 72

العلم بالأسماء 93

علم الحقّ 93

علم اللّه 33، 54

علم الأنبياء والرسل 32

علم الباري 67

العلم بالذات 100

العلم بمراتب الوجود 88

العلم الربوبي 32، 100، 111، 112

العلم الذاتي 66

ص: 167

العلم الغيبي 32

العلم المكنون 32

علم النفس 77

العلم اليقين 19

العماء 3، 28، 29، 100

العناية الإلهية 117، 119

العناية الرحمانية 110

العنقاء المغرب 7

العوارض 22

العوارض اللاحقة 77

العوارض الذاتية والمفارقة 91

العوالم 4، 7، 26، 42، 44، 51، 52، 63، 82، 85، 90، 91

عوالم الذكر الحكيم 7

العوالم السافلة 59

العوالم الشهادتية 8

العوالم الصاعدة والنازلة 80

العوالم العالية 66

العوالم العقلية 52

عوالم الغيب والشهادة 88

عوالم الغيب والشهود 4، 84

العوالم الغيبية 8

عالم الملكوت 52، 85، 102، 103

عوالم الملك والشهود 52

العوالم النازلة 81، 94

عوالم الناسوت 118

العهد الأزل 116

العين 14، 31، 53، 54، 71، 72، 100

عين الأسماء الإلهية 71

عين البصيرة 17، 34

العين الثابتة 30، 32، 72

العين الثابتة الأحمدية 71

العين الثابتة الإنسانية 30، 36، 70، 100

العين الثابت للإنسان الكامل 330، 34، 71، 100

العين الثابتة المحمّدية(ص) 30، 41، 72، 110، 111

عين الحقيقة 16

عين الوجود 71

العين اليسرى 58

العين اليمنى 58

عيون الخيرات 12

عينية الذات والأسماء 22

عينية الذات والصفات 15، 22

عينية الصفات للذات 20، 21، 24

«غ»

الغشوة الغيبية الروحانية 48

الغيب 8

ص: 168

غيب الأسماء والملكات 52

غيب الصفات والأسماء 3

غيب الغيوب 40

الغيب والشهود 103

غيب الهوية 3، 7، 19، 29، 48

غيب الهوية الأحدية 7

غيّبات السرائر 99

الغير 105

الغيرية 10

«ف»

الفاعل 52

فانية الذات 19

الفرد 33

الفرعونية 65

الفضيلة التشريفية الاعتبارية 100

الفضيلة الحقيقية الوجوديه الكمالية 100

الفقر الذاتي 60

الفلاسفة الكاملون 75

الفلسفة الإلهية 37

الفناء عن الفناء 70

الفناء في الذات الأحدية 55

الفواعل 59، 60

فواعل عالم الملك 60

الفواعل الغير الواجبة 59

فوق التمام 37

فوق الجبروت 57

الفيء 38، 98

الفيض 11

الفيض الأقدس 11، 12، 13، 14، 15، 19، 22، 24، 31، 34، 35، 44، 54، 119

الفيض الإلهي 35

الفيض المقدّس 15، 35، 53

الفيض المقدس الإطلاقي 14

الفيض المنبسط 80، 81

الفيوضات العلمية 100

«ق»

القابل 35، 119

القابلية 69

القادر 113، 114

قاضي السؤالات 90

القالب 30

القاهر 91

قاهرية الأسماء 111

القدر 32، 33

القدرة 65

القدرة الصمدانية 33

القدم الراسخ العلمي 64

ص: 169

قدم المعرفة 92

قدم المعرفة واليقين 7

القدوس 17، 25

القرب 38

قصور الإدراك 61

القضاء 107

القضاء الأوّل 116

القضاء السابق الإلهي 110

القلب 16، 22، 51

قلب الأولياء 9

قلب العارف 15، 58

القلب المتمكّن في التوحيد 58

القلوب 42، 43

قلوب الأولياء الكاملين 7

قلوب السالكين والعرفاء 37

القوسان الوجوديان 4

القوس الصعودي 77

القوس النزولي 77

قوسا النزول والصعود 80، 111

قوسا الوجود 4

القوى الباطنة 99

القوى الجزئية 101

القوى الروح 88

القوّة 94، 96، 105

القوى الظاهرة 101

القوى العلاّمة 102

القوى النازلة 101

القهّار 15، 27، 109، 112

القهر 30، 86

قهر الكبرياء

قهر نور الوجود

القياس 73

القيامة الكبرى 86، 111

القيامة الكبرى للسالك

القيامة الكبرى للأسماء الإلهية 111

القيامة الكبرى للأكوان الخارجية 111

القيد 57

قيد الماهية 59

قيد الهيولى 60

القيوم 65

«ك»

الكائنات 55، 80

الكائنات الطبيعية 80

الكائنات الملكية الناسوتية 91

الكائنات النازلة 80

كأس الولاية 51

الكامن 99

كبرياء الأحديه 19

ص: 170

الكبرياء السرمدية 85

كتاب النفس 43

الكثرات 14، 24، 58، 84

الكثرات الخارجية 37

الكثرات الخيالية 37

الكثرات العقلية 37

الكثرات العلمية 11

الكثرات الوهمية 37

الكثرة 10، 11، 14، 24، 29، 51، 53، 54، 58، 62، 73، 84، 85، 86، 88، 103

الكثرة الأسمائية 30

الكثرة التفصيلية 103

الكثرة الصفاتية 14

الكثرة في الفعل 107

الكرات الإلهية والروحانية 39

الكرات الحسّية 39

الكرات المحاطة الإلهية 39

الكرات النازلة الروحانية 39

الكرامات 65

كرامة اللّه 97

الكسوة الأسمائية والصفاتية 23

كسوة الأعيان 72، 73

كسوة التعيّنات 73

الكشف 56، 99

كشف الحقائق 99

الكشف الذوقي 38

كشف الغطاء عن البصر 72

الكفر 16

الكفر بأسماء اللّه 16

الكلمات 25

كلمات الأولياء 9، 86

كلمات الحكماء 82

كلمات العرفاء 37، 42، 82

كلمة اللّه 97

الكليات الطبيعية 73

الكلّي الطبيعي 86

الكمال 60، 69، 91

الكمالات 93، 117

كمالات الأشياء 119

الكمالات الإنسانية 75

كمالات الوجودات 104

الكمال الأوّل 77

كمال التنّزه 88

كمال التوحيد 58

كمال الحقّ 105

كمال الذات 62

الكمال الذاتي 44

ص: 171

كمال المعرفة 55

كمال الوجود 68

كمال الهداية 95

الكمَّل 38، 120

الكمون 51

الكنوز المختفية الربانية 30، 111

الكون 76

كون الثبوت 63

الكون الغيبي 111

كيفية الصدور 82

كيفية ظهور الأسماء

«ل»

اللا أثر 7

اللا اسم 7

اللاتعيّن 81

اللارسم 7

لا مقامي 70

اللاوسم 7

اللاهوت 7

لباس الأسماء 72

لباس الأعيان 59

لبّ الحقائق 90

لقاء الرّبّ 115

اللسان الإلهي 48

لسان الأولياء 64

لسان أهل القلوب 49

لسان الشريعة 45

اللسان العقلي 47، 48

اللسان الغيبي 12

اللطف 30، 88

اللطائف السبع الإنسانية 58

اللطيف 27

اللطيفة العقلية 99

لواء رسول اللّه 69

لواحق المادّة 76

لواحق الماهية 76

لواحق الوجود 76

اللوازم 19، 35

اللوازم الأسمائية 30

ليلة القدر 26

ليلة القدر المحمّدية 111

«م»

المادّة 60، 76، 77، 80، 88، 91

المادّيات 60، 68

المالكية العظمى 86

المؤمن 17

الماهيات 34، 85

الماهية 59، 60، 61، 71، 73، 76، 91

ص: 172

المبادئ العالية 93

المبدأ الأوّل 22، 82

مبدأ الحاجات 90

مبدأ الكلّ 90

مبدأ الكلمات 25

مبدأ الوجود 61

المتابعة 121

المتألّه السالك 10

المتألّهون 121

المتجلّي 72

المتّحدة الذات 15

المتعيّن 71، 73

المتعيّنات 76

المتفاهم العرفي 81

المتكبّر 17

المجاهد 42

مجلس الحضور 55

مجلس الحقّ 55

المجلي الأعظم 70

مجلى الحقائق 56

المحاطية 16، 31

محالّ المعرفة 4، 20

المحبوبية 38

المحجوب 27، 61

المحدودات 70

محرم سرّ الأسرار 3

محفل الاُنس 92

محفل الغيب والشهود 85

المحلّ الأعلى 93

محلّ الاُنس 60

المحو 117

المحوضة الكلّية 67

المحيطية 16، 31

المخلوق 22

المخلوقات 57

مدارج الخلق والأمر 57

المدبّر 102، 113، 115

مدّ الظل 68

مدينة الحقيقة 64

مدينة العلم 100

مدينة العلم والمعرفة 51

المرآة 14، 28، 34، 36، 39، 51، 52، 53، 56، 63، 73، 74

المرآة الأتمّ 3، 53

مرآة الصفات 52

مرآة الكلّ 63

المرائي 27، 45، 51، 52، 53

المرائي الأسمائية 14

ص: 173

المرائي الأسمائية والصفاتية 27

مرائي التعيّنات 39، 56

المرائي الحسية 27

مرائي الخلفاء 3

المرائي الخلقية 53

مرائي الصفات والأسماء 11

المراتب 17، 38، 41، 60، 101، 106، 111

مراتب الأسماء 21، 54

مراتب الأسماء الإلهية 110

المراتب الأسمائية 34

مراتب الأفعال 118

مراتب الأكوان 118

مراتب التعيّنات 93

مراتب العزل والانفصال 60

مراتب الغيب والشهود 94

مراتب الفعل 57

مراتب الكائنات 93

مراتب الكثرات 84

المراتب الكلّية والجزئية 99

مراتب النورية 58

مراتب الموجودات 93

مراتب النزول والصعود 4

مراتب الوجود 14، 54، 76، 80، 81

المراتب الوجودية 62

المراحل 44

المراحل المتوسّطة 99

المرايا 12

المربوب 19

المربوبات 116

مربوب الأسماء المحيطة 101

مربوب إمام أئمّة الأسماء 101

مربوب إمام أئمّة الصفات 101

المرتبة 85

المرتبة الأحدية الغيبية 9

مرتبة الأرباب والرؤساء 17

مرتبة الاسم اللّه الأعظم 15

مرتبة الاُلوهية 19

مرتبة التوحيد 65

مرتبة الجامعيه 36

مرتبة الروح 101

المرتبة الروحية 101

مرتبة السدنة والرعايا 17

مرتبة العماء العلوية 100

مرتبة الملك والسلطان 17

مرتبة النكاح الأوّل الغيبي الأزلي 29، 30

مرتبة الهوية 93

المريد 114

ص: 174

المسبّبات 116

المستغرق في غيب الهويّة 3

المستور 61

المستهلك فيه كلّ الوجودات 98

المسمّى 73، 82، 84

المشاهد 119

المشاهدات الذوقية 84

المشاهدات العرفانية 38

مشاهدة الاسم الرحمن 120

مشاهدة الحقّ 119

مشاهده جمال الحقّ 119

المشرب العرفاني 73

المشمولية 16

مشهود الأسماء 114

المشيئة 15، 54، 78

المشيئة المطلقة 53، 54، 55، 57، 59، 75، 78، 80، 85، 105

المصابيح الغيبية 49

مصدر الآيات 25

مصدر الغيب 12

المصطلحات الرسمية 16

المصوّر 17

المطلق 27، 57، 69، 80

المظاهر 13، 41، 92، 93، 111، 112

مظاهر الأسماء 84

مظاهر الاسم الأعظم 13

مظاهر اسم الرحمن 12

مظاهر العقل 93

مظاهر الفيض الأقدس 15

المظهر 28، 50، 70

المظهر الأتمّ 70، 71

المظهر الأتمّ الإطلاقي 70

مظهر الأسماء 71

مظهر الاسم الجامع الأعظم 112

مظهر اسم اللّه 121

مظهر اسم اللّه الأعظم 93، 111

المظهر الأوّل 93

مظهر الحقائق الإلهية 3

مظهر الحقيقة الإنسانية 71

مظهر الرحمة الرحمانية 103

مظهر علم الحقّ 93

مظهر النبيّ 46

المظهرية 19

معاد العقل 94

معاد الكلّ 94

معادن الحكمة 20

معادن الوحي 4

المعارف 10، 14، 31، 121

ص: 175

المعارف الإلهية 26

المعارف الإيمانية 5

المعارف الحقّة 120

المعارف الحقيقية النازلة 100

المعاني السلبية 20

المعاني العرفية 16

المعاني العقلية 16

المعجزات 65

معدوم التعيّن 11

معراج رسول اللّه(ص) 57

معراج يونس(ع) 57

المعرفة 5، 7، 14، 19، 33، 37، 48، 51، 55، 56، 92، 95

معرفة اسماء اللّه 45

معرفة اللّه 23

معرفة توحيد اللّه 96

المعرفة الذوقية 61

معرفة الربّ 96، 104

معرفة النفس 14

معلم الروحانيين 3

المعلول 21

المعلومات 67

المعنى الحرفي 57

المعيّة التقوّمية 102

المعيّة القيومية 36، 102

المعيّة القيومية الحقّة الإلهية 113

المعيّة القيومية الظلّية 113

مغلولية يد الجليل 10

مفاتيح الغيب 35

مفاتيح الغيب والشهود 25

مفاتيح المعرفة 42

المفصّل 115

المفهوم 9

المفهومات 21

المقام 9، 55، 70

اللامقامي 70

المقامات 31، 53، 64، 71، 107

مقامات التكثير 65

المقامات الثلاثة 117

مقامات الربوبية 25

مقامات الغيب والشهود 41

المقامات المعنوية والظاهرية 121

مقام أحدية الجمع 63

المقام الأخفى 117

مقام الإرادة 56

مقام استجماع كلّ الحقائق 63

مقام الإطلاق 20

المقام الإطلاقي 70

ص: 176

مقام اعتبار الكثرة العلمية 29

مقام الاُلوهية 34

مقام الاُلوهية الحقّ الأوّل 59

مقام الاُنس 16

مقام أو أدنى 3، 53

مقام بسط كمال الوجود 68

مقام بسط الوجود 68

مقام التجرّد 60

مقام التجلّى العلمي 56

مقام التدلّي 53

مقام التشبيه والتكثير 64

مقام التعيّن 12، 53

مقام تقدير الاستعدادات 119

مقام التكلّم الذاتي 44

مقام التنزّل الرّباني 29

مقام الجمع 69

المقام الجمعي 36، 112، 121

مقام الجمعية الإلهية 20

مقام الخلافة 62

مقام الرحمانية 68

مقام الرحمانية والرحيمية 53

مقام الرحمانية والرحيمية الذاتيين 13

مقام الرحيمية 68

مقام السلوك 55

مقام الظلومية 69

مقام الظهور 39

مقام ظهور اسم اللّه الأعظم 11

مقام ظهور حضرة الفيض الأقدس 44

مقام ظهور الخلافة والولاية 41

المقام الظهوري 41

مقام العبودية والأدب 64

المقام العقلي لرسول اللّه(ص) 99

مقام العلم 54

مقام علوية علي(ع) 53

مقام العندية 25

مقام الغيب 71

قام الغيب الأحدي 111

مقام الغيب المشوب 15

المقام الغيبي 11، 39، 51

مقام الفناء 117

مقام الفيض الأقدس 19

مقام قاب قوسين 70

مقام القدرة 54

مقام القيّومية 53

مقام الكثرة 53

مقام اللاتعيّن 54

مقام المحمّدية(ص) 53

مقام المشيئة 78

ص: 177

مقام المشيئة المطلقة 57، 84

مقام النبوّة 4، 5، 84

مقام الواحدية 8، 41، 70

مقام الواحدية الجمعية 14

مقام الوجود 69

مقام الوحدانية 118

مقام الوحدة 53

مقام الولاية 55، 103

مقام الولاية الكلّية 99، 112

المقصد 56، 117

مقهور الإنيّة 19

المقيّد 28، 57، 69

المقيّدات 69، 80

المكاشفون 7، 116

المكان 59، 80، 88

المكانيات 59، 80، 88

المكنون 61

الملأ الأعلى 45، 114

الملائكة 4، 31، 96، 98، 102، 104، 107

الملائكه الأرضية 43، 102

الملائكة المقرّبون 8، 41، 53، 95

ملابس المخلوقات 55

الملك 3، 43

الملك العلاّم 60، 74

الملك والملكوت 3، 7، 43، 72، 90، 94

الملكوت 32، 43

الملكوت السفلى 66

الملكوت العليا 66

ملكوت الغيب والشهود 88

ملكوت النفس 43

الممكن 37

الممكنات 113، 114

المملكة الإنسانية 101

المنازل 44، 117

مناط الغيرية 91

المنزل الأبهى 93

منصب الولاية 3

المنفصل الذات عن الفعل 60

منفصل الهوية 60

الموت 7

الموجود 11

الموجودات 11، 54، 57، 69، 77، 79، 84

الموجودات الخاصة 56

موجودات عالم العقل 60

الموطن 117

الموطن الأصلي 119

ص: 178

موطن التفرّد 60

«ن»

نار الحرمان 10

النبوّات 101، 112

النبوّة 42، 48، 101، 107، 112

النبوّة الأزلية الأبدية 120

نبوّة التشريع 118

النبوّة الحقّة الحقيقية 48

النبوّة الحقيقية المطلقة 40

نبوّة العقل الكلّي 94

النبوّة في النشأة العينية 49

النبوّة للإنسان الكامل 70

نبوّة النبي(ص) 48

النبي 45، 46، 47

النبي المطلق 44

النزول 14، 31، 57، 77

النزول والصعود 103

النسخة الجامعة للعوالم 82

النشآت 42، 44، 46، 57

النشأة 107

نشأة الأعيان الثابتة 30

نشأة الأمر والخلق 39

النشأة الثانية 70

النشأة الخارجية 31

النشاة الخلقية 98

النشأة الخلقية الأمرية 99

النشأة الظاهرة 111

النشأة الظاهرة الخلقية 107، 109

النشأة الظاهرة الملكية 44

نشأة الظهور 54

النشأة العقلية 107

النشأة العقلية الغيبية 103

النشأة العلمية 30، 36، 68، 70، 119

النشأة العلمية الجمعية 41

نشأة العين 54

النشأة العينية 32، 49، 67، 68، 71، 119

النشأة الغيبية 75، 103

النشأة القلبية 42

النشأة المثالية الخيالية 99

نشأة النفس 77

نشآت الوجود 41

النطق 93

النطق العقلي 104

النظام الأتمّ 46

نظر القهر 8

نظر اللطف 8

نظر الوحدة 85

ص: 179

النعوت 18

النفثة الروحية 26

نفحات عالم الأمر 50

النفح الربوبي 53

النفس 39، 62، 77، 84، 89

النفس الإنسانية 94

النفس الرحماني 50، 53، 84

نفس الرحمة 57

النفس الكلّية 47، 88

النفس الناطقة 101

النفس الناطقة الإلهية 99

النفسية 56، 59، 70

نفسية النفس 78

النفوذ 14، 31، 90

نفوذ الفيض المقدّس 14

النفوس الجزئية 47

النفوس الجزئية الملكوتية 91

النفوس الكلّية 81

النفوس الكلّية الملكوتية 91

نفي الاستحقاق 104

نفي الاُلوهية 105

نفي الصفات 23

نفي الصفات الثبوتية 20

نفي الغيرية 10

نفي الكثرة 10، 106

النقائص 21، 22

النقصان 94

نقصان السالك والسلوك 119

نقصان القابلية 69

النقطه السوداء الإمكانية 60

النكاح الأوّل الغيبي 29

النواميس الإلهية 121

النور 12، 80، 81، 96، 97

النور الأتمّ 59

النور الأقرب 51

نور الأنوار 79، 80، 81

النور التامّ 72

نور الجمال 3

النور الحسي 28، 81

النور الربوبي 111

نور الربوبية 55

نور رسول اللّه(ص) 68

نور علي(ع) 81

نور على نور 60، 92

نور الفيض الأقدس 19

نور القلوب 16

نور اللّه 79، 80، 81، 97

نور محمد(ص) 81

ص: 180

نور الواحد القهار 112

«و»

واجب التحقق 104

الواحد 82، 83، 110

الواحد المبسوط 82

الواحد من جميع الجهات 20

الواحدية 29

الوجوب الأحدي 60

الوجود 4، 25، 26، 62، 71، 73، 76، 88، 95، 103، 105

الوجودات 57، 98

الوجودات النورية 104

الوجود الانبساطي الإطلاقي 98

الوجود الجامع الإلهي 120

الوجود الحقاني 117، 119

الوجود الحقيقي 24

الوجود الرحماني 120

الوجود السالك 117

الوجود السرمدي 60

الوجود العامّ 83

الوجود العامّ المنبسط 83

الوجود المشترك 83

الوجود المطلق 80، 85

الوجود المنبسط 53، 63، 81

الوجه إلى عالم الأسماء والصفات 12

الوجهة الخاصّة 48

وجه الحقّ 119

الوجه الدائم الباقي 98

الوجه الغيبي 12، 44

الوجه الكلّي 67

وجه اللّه 83، 105

الوحدة 15، 51، 54، 58، 77، 81، 85، 86

الوحدة التامّة 86، 118

الوحدة الجمعية 51

الوحدة الجمعية الإلهية 24

الوحدة الصرفة 106

وحدة العالم 88

الوحدة في الكثرة 73

الوسائط 103، 104، 113

الوساطة 29، 48

الوصف 20، 25

الوصول 70، 119

الوصول إلى النشأة المثالية 99

وصول باب أرباب الأعيان 111

الوطن الأصلي 119

الولاية 38، 66، 69، 75، 103

الولاية الباطنية 69

ص: 181

الولاية التامّة 117

ولاية العقل الكلّي 94

الولاية الكلّية 99

الولاية الكلّية المطلقة 99

الولاية المطلقة الكلّية 112

ولاية المعصومين 38

الوليّ 117

الوليّ الحقيقي 68

الوليّ الكامل 102

الوليّ المرشد 37

الوليّ المطلق 44

الوهم 39

الوهميات 10

«ه»

هبوط النفس 89

الهداية 91

الهوية 19، 83، 106

الهوية الأحدية 106

هوية الأشياء 82

الهوية الاُولى 82

هوية العقل 82، 83

الهوية العمائية 27

الهوية الغيبية 7، 11، 12، 44، 51

الهوية الغيبية الأحدية 20

الهوية الغير الظاهرة 29

الهوية المحضة 106

الهوية الوجودية 118

الهوية الوحدانية الجمعية 24

الهيآت اللفظية 99

الهيئة الروحانية 39

هياكل سموات الأرواح 53

هياكل الماهيات 14

الهياكل المقدّسة الطيّبة 116

هياكل الممكنات 55، 63

هياكل الموجودات 83

الهيولوية الاُولى 98

الهيولى الاُولى 53، 77

هيولى عالم الإمكان 65

الهيولى والهيولانيات 60

«ى»

يدي الجلال والجمال 3

يدي الوليّ 65

اليقين 7، 10، 38، 77

يمن القدس 57

يوم ليلة القدر المحمّديه(ص) 111

يوم النشور 42

ص: 182

8 - فهرس مصادر التحقيق

«القرآن الكريم» .

«أ»

1 - أثولوجيا أفلوطين عند العرب. افلوطين، قم، منشورات بيدار، 1413 ق.

2 - الأربعينات لكشف الأنوار القدسيات. القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمّي (1049 - 1107) ، تصحيح نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، تهران، منشورات ميراث مكتوب، 1381 ش.

3 - أحكام القرآن . قاضي أبو بكر محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن أحمد المعافري الأندلسي، المعروف ب «ابن العربي» (468 - 543)، بيروت، دار الفكر، 1407 .

4 - الإشارات والتنبيهات. الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه (370 - 427)، تحقيق مجتبى الزارعي. الطبعة الاُولى، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1423 ق / 1381 ش.

5 - الإشارات والتنبيهات. مع الشرح للمحقّق نصير الدين الطوسي وشرح الشرح للعلاّمة قطب الدين الرازي، الشيخ الرئيس أبوعلي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427)، الطبعة الثانية، 3 مجلّدات، طهران، دفتر نشر كتاب، 1403 ق.

6 - اصطلاحات الصوفية. كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تحقيق وتعليق محمّد كمال إبراهيم جعفر، قم، منشورات بيدار، الطبعة الثانية، 1370 ش.

7 - الاعتقادات ، ضمن «مصنّفات الشيخ المفيد» ج 9 . أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن

ص: 183

النعمان العكبري (336 - 413) ، الطبعة الاُولى ، قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ق .

8 - أعيان الشيعة. السيّد محسن بن عبدالكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي (1284 - 1371)، إعداد السيّد حسن الأمين، الطبعة الخامسة، 10 مجلّدات + الفهرس، بيروت، دار التعارف، 1403 ق.

9 - إقبال الأعمال. السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (589 - 664)، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1417 ق. دار الكتب الاسلامية، طهران، 1349 ش.

10 - الأمالي . أبو جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385 - 460) ، تحقيق مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، قم ، دار الثقافة ، 1414 ق .

11 - إنشاء الدوائر. محيي الدين بن العربي (م 638)، ليدن، 1336 ق.

«ب»

12 - بحار الأنوار الجامعة لدُرر أخبار الأئمّة الأطهار. العلاّمة محمّد باقر بن محمّدتقيّ المجلسي (1037 - 1110) ، الطبعة الثانية ، إعداد عدّة من العلماء ، 110 مجلدٍ (إلاّ6 مجلّدات ، من المجلّد 29 - 34) + المدخل ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ق / 1983 م .

«ت»

13 - تاريخ الحكماء. علي بن يوسف قفطي (568 - 646)، ترجمه فارسى از قرن يازدهم، باهتمام بهين دارائي، تهران، انتشارات دانشگاه تهران، 1371 ش.

14 - التعليقة على الفوائد الرضويه، ضمن «موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه ». موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه .

15 - تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة. الحاجّ سلطان محمّد الجنابذي الملقب بسلطان عليشاه (1251 - 1327)، الطبعة الثانية، تهران، مطبعة دانشگاه تهران، 1385 ق.

16 - تفسير الصافي . محمّد بن مرتضى المولى محسن الفيض الكاشاني (1007 - 1091) ،

ص: 184

الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ، مشهد ، دار المرتضى للنشر ، 1402 ق .

17 - تفسير عرائش البيان في حقايق القرآن. روز بهان بقلي الشيرازي (م 606)، تحقيق أحمد فريد المزيدي، الطبعة الاُولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 2008 م.

18 - تفسير فرات الكوفي . أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى) ، تحقيق محمّد كاظم ، طهران ، مؤسّسة الطبع والنشر ، 1410 ق .

19 - تفسير القرآن الكريم (تأويلات عبدالرزّاق الكاشاني). محيي الدين بن عربي (م 638)، تحقيق مصطفى غالب، تهران، انتشارات ناصر خسرو، 1368 ش.

20 - تفسير القمّي . أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي (م 307)، إعداد السيّد الطيب الموسوي الجزائري، الطبعة الثالثة، قم، دار الكتب، 1404 ق.

21 - تمهيد القواعد . علي بن محمّد بن محمّد التركه الملقب بصائن الدين الأصفهاني (م 850)، تصحيح سيّد جلال الدين الآشتياني، تهران ، انجمن اسلامى حكمت و فلسفه ايران، 1360 ش.

22 - التوحيد . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تحقيق السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1398 ق .

«ج»

23 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار. السيّد حيدر بن علي الآملي (م القرن الثامن)، تصحيح هنري كربن وعثمان إسماعيل يحيى، الطبعة الثانية، تهران، انتشارات علمى وفرهنگى، 1368 ش.

24 - الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد . العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهّر (648 - 726) ، قم ، انتشارات بيدار ، 1413 ق .

«ح»

25 - الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة . صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050) ، الطبعة الثانية ، 9 مجلّدات ، قم ، مكتبة المصطفوي، 1387 ق .

ص: 185

«د»

26 - ديوان حافظ. خواجه شمس الدين محمّد حافظ شيرازى (متولد 791)، تصحيح محمّد قدسى، چاپ دوم، تهران، انتشارات نشر چشمه، 1387 ش.

«ر»

27 - روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات. الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري (1226 - 1313)، 8 مجلّدات، قم، مؤسّسة إسماعيليان، 1390 ق.

«س»

28 - السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي . أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (543 - 598) ، إعداد مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 3 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1410 - 1411 ق .

29 - سنن الترمذي . أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (209 - 279) ، تحقيق عبدالوهّاب عبداللطيف ، الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر للطباعة والنشر ، 1403 ق .

«ش»

30 - شرح الأسماء. المولى هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289)، تحقيق نجفقلى¨ حبيبي، تهران، مؤسسه انتشارات و چاپ دانشگاه تهران، 1373 ش.

31 - شرح اُصول الكافي. صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050) ، المعروف ب «ملاّصدرا» (979 - 1050)، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، مؤسّسة مطالعات و تحقيقات فرهنگى، 1366 ش.

32 - شرح اُصول الكافي. مولى محمّد صالح مازندراني (م 1081)، تصحيح أبوالحسن الشعراني، 12 جلداً، تهران، المكتبة الإسلامية، 1382 ق.

33 - شرح توحيد الصدوق. القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمي (1049 - 1107)، صحّحه وعلّق عليه نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، 3 مجلّدات، تهران، مؤسّسة الطباعة والنشر وزارة والإرشاد الإسلامي، 1415.

ص: 186

34 - شرح چهل حديث، ضمن «موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه ».=موسوعة الإمام

الخميني قدّس سرّه .

35 - شرح دعاء الصباح. المولى هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289)، تصحيح نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، تهران، دانشگاه تهران، 1372 ش.

36 - شرح فصوص الحكم. محمّد داوود القيصري الرومي (م 751)، باهتمام سيّد جلال الدين الآشتياني، تهران، انتشارات علمى فرهنگى، 1375 ش.

37 - شرح فصوص الحكم. مؤيّد الدين الجندي (م 700)، تصحيح جلال الدين الآشتياني، منشورات جامعة المشهد، 1361 ش.

38 - شرح القيصري على تائية ابن الفارض الكبرى. محمّد داوود القيصري الرومي (م 751)، تصحيح أحمد فريد المزيدي، الطبعة الاُولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1425 ق.

39 - شرح المنظومة . المولى هادي بن مهديّ السبزواري (1212 - 1289) ، تصحيح وتعليق وتحقيق حسن حسن زاده الآملي و مسعود الطالبي ، الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ،

طهران ، نشر ناب ، 1369 - 1379 ش .

40 - شرح نهج البلاغة. عبدالحميد بن هبة اللّه بن محمّد بن محمّد بن الحسين المدائني، المعروف بابن أبي الحديد (586 - 655) مؤسّسة إسماعيليان، قم، بالاُفست عن الطبعة الاُولى بالقاهرة، 1378 .

41 - الشفاء . الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، تحقيق عدّة من الأساتذة ، 10 مجلّداً ( الإلهيات + المنطق 4 مجلّدات + الطبيعيات 3 مجلّدات + الرياضيات مجلّدان) ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1405 ق .

«ع»

42 - علم اليقين. محمّد بن المرتضى المولى محسن فيض الكاشاني (1006 - 1091) ، قم، انتشارات بيدار، 1385 ش.

ص: 187

43 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية . محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (م - أوائل القرن العاشر) ، تحقيق مجتبى العراقي ، الطبعة الاُولى ، قم ، مطبعة سيّدالشهداء ، 1403 ق .

44 - عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب. الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (م 638)، قم، مكتبة المرعشي النجفي،

45 - عيون أخبار الرضا علیه السلام . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تصحيح السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي ، الطبعة الثانية ، منشورات جهان .

«ف»

46 - الفتوحات المكّية. محيي الدين بن عربي (م 638)، بيروت، دار إحياء التراث العربي.

47 - فصوص الحكم. محيي الدين بن عربي (م 638)، التعليق أبو العلاء عفيفي، الطبعة الاُولى، تهران، مكتبة الزهراءI، 1366 ش.

«ق»

48 - القبسات . السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041) ، تحقيق الدكتور مهدي المحقّق ، الطبعة الثانية ، طهران ، انتشارات و چاپ دانشگاه طهران ، 1374 ش .

«ك»

49 - الكافي . ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (م 329) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، الطبعة الخامسة ، 8 مجلّدات ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1363 ش .

50 - كشف الأسرار وعدة الأبرار. أبو الفضل رشيد الدين الميبدي (م 530)، بإهتمام علي أصغر حكمت، تهران، مؤسّسة انتشارات امير كبير، 1361 ش.

51 - كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدرّ. عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تصحيح إسماعيل

ص: 188

الجيلاني، الكاتب: أحمد بن محمّد الهزارجريبي، الطبعة الحجرية، 1319 ق.

52 - كلمات مكنونه. محمّد بن المرتضى المولى محسن فيض الكاشاني (1006 - 1091) ، تصحيح وتعليق: عزيز اللّه عطاردي قوچاني، قم، انتشارات فراهانى، 1360 ش.

53 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال . علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (888 - 975) ، إعداد بكري حيّاني وصفوة السقا ، الطبعة الثالثة ، 16 مجلّداً + الفهرس ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1409 ق / 1989 م .

«گ»

54 - گلشن راز. سعدالدين محمود بن عبدالكريم بن يحيى شبسترى (687 - 720)، بإهتمام صمد موحد، چاپ اوّل، تهران، كتابخانه طهورى، 1368 ش.

«ل»

55 - لقاء اللّه. ميرزا جواد آقا ملكى تبريزى (م 1343)، مصححّ صادق حسن زاده، قم، آل على علیه السلام ، 1385 ش.

«م»

56 - مثنوى معنوى. مولانا جلال الدين محمد بن محمد بلخى رومى مشهور به مولوى (604 - 672)، مطابق نسخه تصحيح نيكلسون، چاپ پنجم، تهران، انتشارات پژوهش، 1378 ش.

57 - مجمع البيان في تفسير القرآن . أبو علي أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (حوالي 470 - 548) ، تحقيق وتصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، الطبعة الاُولى ، 10 أجزاء في 5 مجلّدات ، بيروت ،

دار المعرفة للطباعة والنشر .

58 - مجموعة آثار حكيم صهبا (مجموعه آثار آقا محمّد رضا القمشه اى حكيم صهبا). محمّد رضا قمشه اى (1241 - 1360)، تصحيح حامد ناجي أصفهاني وخليل بهرامي قصرچمي، الطبعة الاُلى، أصفهان، انتشارات كانون پژوهش، 1378 ش.

ص: 189

59 - مجموعه رسائل فارسى خواجه عبداللّه انصارى. ابو اسماعيل عبداللّه ابى منصور محمد انصارى (396 - 481)، چاپ دوم، تهران، انتشارات توس، 1377 ش.

60 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول . العلاّمة محمّد باقر بن محمّد تقيّ المجلسي (1037 - 1110) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي والسيّد جعفر الحسيني والشيخ علي الآخوندي ، الطبعة الثانية ، 26 مجلّداً ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1363 ش .

61 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين. الحافظ رجب البرسي (أعلام القرن الثامن)، تهران، دفتر نشر فرهنگ اهل بيت علیهم السلام .

62 - مصباح الاُنس. محمّد بن حمزة بن محمّد عثماني الفناري (م 834)، مع تعليقات الميرزا هاشم بن حسن بن محمّد علي گيلاني إشكوري والآية اللّه الخميني وسيّد محمّد القمّي وآقا محمّد رضا قمشه اي وحسن حسن زاده آملي، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.

63 - مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد . أبو جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385 - 460) ، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1418 ق / 1998 م .

64 - مصنّفات ميرداماد. السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041)، مجلّدان، تهران، انجمن آثار و مفاخر فرهنگى، 1381 ش.

65 - مظهر العجائب ومظهر الأسرار. فريدن الدين عطّار نيشابوري (م 627)، تصحيح أحمد خوشنويس، الطبعة الرابعة، تهران، انتشارات سنائى، 1376 ش.

66 - مفتاح الغيب، المطبوع مع مصباح الاُنس. أبو المعالي صدر الدين محمّد بن إسحاق القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.

67 - مقالات شمس تبريزي. شمس الدين تبريزي، (م القرن السابع)، تحقيق محمّد علي

ص: 190

موحد، الطبعة الثالثة، تهران، انتشارات خوارزمي، 1385 ش.

68 - مكارم الأخلاق . أبو نصر رضيّ الدين الحسن بن الفضل الطبرسي ( القرن السادس الهجري) ، تحقيق علاء آل جعفر ، مجلّدان ، الطبعة الاُولى ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1414 ق .

69 - مناقب آل أبي طالب . أبو جعفر رشيد الدين محمّد علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (م 588) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، 4 مجلّدات ، قم ، مؤسّسه انتشارات علاّمه ، 1379 ق .

«ن»

70 - نبراس الضياء وتسواء السواء في شرح باب البداء وإثبات جدوى الدعاء. السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041) ، تصحيح حامد ناجي أصفهاني، الطبعة الاُولى، قم و تهران، انتشارات هجرت و ميراث مكتوب، 1374 ش.

71 - النجاة من الغرق في بحر الضلالات. الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، تهران، انتشارات دانشگاه تهران، 1364 ش.

72 - النصوص. صدر الدين محمّد بن إسحاق القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح سيد جلال الدين الآشتياني، تهران، مركز نشر دانشگاهى، 1371 ش.

73 - نهج البلاغة ، من كلام مولانا أمير المؤمنين علیه السلام . جمعه الشريف الرضي ، محمّد بن الحسين (359 - 406) ، إعداد الدكتور صبحي الصالح ، انتشارات الهجرة ، قم ، 1395 ق «بالاُفست عن طبعة بيروت 1387 ق» .

«و»

74 - الوافي . محمّد بن المرتضى المولى محسن المعروف بالفيض الكاشاني (1006 - 1091) ، إعداد ضياء الدين الحسيني ، الطبعة الاُولى ، 26 مجلّداً ، أصفهان ، مكتبة الإمام

أمير المؤمنين علیه السلام ، 1412 ق .

75 - الوافي بالوفيات. صلاح الدين بن أبيك الصفدي (م 764)، بيروت، دار صادر، 1411.

ص: 191

ص: 192

9 - فهرس الموضوعات

خطبة المؤلّف ... 3

بيان ما يتضمّنه الكتاب ... 4

المشكاة الاُولى

في بعض أسرار الخلافة المحمّدية والولاية العلوية في الحضرة العلمية

وفيها مصابيح:

مصباح [1] : في كون الهوية الغيبية الأحدية في عماء وبطون لا اسم لها ولا وسم ... 7

مصباح [2] : في كون الهوية الغيبية هو الباطل المطلق والغيب الغير المبدأ للمشتقّ ... 8

مصباح [3] : في البطون والغيب اللّذان نسبناهما إلى هذه الحقيقة الغيبية ... 8

مصباح [4] : الجمع بين تباين هذه الحقيقة الغيبية بالذات عن الخلق ورفع التغاير بينهما ... 9

مصباح [5] : في وقوع المتكلّمين والمتفلسفين في التشبيه والتعطيل ... 10

مصباح [6] : في المذهب الصحيح في التوحيد ... 10

مصباح [7] : في أنّ الأسماء الإلهية غير قادرة على أخذ الفيض بلا توسّط ... 11

مصباح [8] : في ظهور الأسماء وبروزها بتوسّط الفيض الأقدس ... 12

مصباح [9] : في أنّه لابدّ أن يكون لهذه الخليفة الإلهية والحقيقة القدسية وجهان ... 12

مصباح [10] : في أنّ الاسم الأعظم أوّل ما يستفيض من حضرة الفيض الأقدس ... 12

ص: 193

مصباح [11] : في أوّل ما ظهر من مظاهر الاسم الأعظم ... 13

مصباح [12] : في القول في كيفية الخلافة ... 13

مصباح [13] : في ظهور الخليفة الإلهية الكبرى في المرائى الأسمائية وسريانها فيها ... 14

مصباح [14] : في أنّ الكثرة الأسمائية أوّل تكثّر في دار الوجود ... 14

مصباح [15] : في ملاك الوحدة والكثرة في الأسماء ... 14

مصباح [16] : في جامعية كلّ اسم من الأسماء الإلهية ... 15

وجه التسمية في كلّ اسم من الأسماء الإلهية ... 15

مصباح [17] : في أنّ الألفاظ والعبارات حجب الحقائق والمعاني ... 16

مصباح [18] : في دلالة الآيات الشريفة من أواخر سورة «الحشر» على الاتّحاد ... 17

مصباح [19] : في كلام للقاضي سعيد القمّي في جامعية اسم «اللّه» ... 17

مصباح [20] : في عدم التهافت بين كلام القاضي سعيد وما سبق للمؤلّف في الأسماء ... 18

مصباح [21] : في أنّ للأسماء الإلهية وجهين ... 19

مصباح [22] : في وجه الجمع بين الأحاديث والآيات في نفي الصفات وإيقاعها ... 20

مصباح [23] : في عدم استطاعة القاضي على جمع الأخبار ووقوعه فيما وقع ... 20

مصباح [24] : في نقل كلام القاضي من أنّ الصفات الذاتية ترجع إلى سلب النقائص ... 21

مصباح [25] : نقد كلام القاضي سعيد ... 22

مصباح [26] : بيان عظم شأن الخلافة الإلهية ومقام «العنديّة» ... 25

مصباح [27] : الخلافة الإلهية هي روح الخلافة المحمّدية ... 26

حقيقة ليلة القدر في كلام العارف الكامل الشاه آبادي(قده) ... 26

مصباح [28] : في كيفية ارتباط الخليفة الإلهية بالأسماء والصفات ... 26

مصباح [29] : في أنّ وجه الحضرة الغيبية تتعيّن بتعيّنات الأسماء والصفات ... 27

مصباح [30] : في اختفاء الحقيقة الغيبية بالأسماء مع ظهورها فيها ... 27

مصباح [31] : في المراد من العماء الوارد في الحديث النبوي(ص) ... 28

ص: 194

مصباح [32] : في تعيّن كلّ صفة بصورة واقتضاء كلّ اسم لازماً ... 30

مصباح [33] : العين الثابتة للإنسان الكامل أوّل ظهور في نشأة الأعيان الثابتة ... 30

مصباح [34] : في خلافة العين الثابتة الإنسانية على جميع الأعيان ... 30

مصباح [35] : في حضرة القضاء والقدر ... 31

مصباح [36] : في منشأ «البداء» ... 31

مصباح [37] : «القدر» في حديث أميرالمؤمنين (ع) ... 32

مصباح [38] : في النسبة بين العين الثابتة للإنسان الكامل وبين سائر الأعيان ... 34

مصباح [39] : في كلام القيصري حول الماهيات وفيضانها عن الذات الإلهية ... 34

مصباح [40] : في حصول الأعيان الثابتة بالتجلّي الثاني للفيض الأقدس ... 35

مصباح [41] : في أنّ العين الثابت للإنسان الكامل خليفة اللّه الأعظم ... 36

مصباح [42] : في التحذير من اتّباع المتشابهات في كلمات العرفاء والأولياء ... 36

مصباح [43] : إشارة إجمالية إلى مرام العرفاء في قاعدة «بسيط الحقيقة» ... 37

مصباح [44] : في حقيقة الولاية ... 38

مصباح [45] : في حقيقة الخلافة والولاية في مقامي الغيب والظهور ... 39

مصباح [46] : في تمايز الإحاطة في الكرات الروحانية عن الكرات الحسّية ... 39

مصباح [47] : برهان القاضي سعيد على أنّ الحقائق البسيطة على هيئة الاستدارة ... 40

مصباح [48] : في تفسير النبوّة الحقيقية المطلقة ... 40

مصباح [49] : في اختلاف مراتب الإنباء والتعليم ... 41

مصباح [50] : في أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني وحقائقها ... 42

مصباح [51] : في أنّ معرفة النفس مرقاة إلى معرفة مراتب الإنباء ... 43

مصباح [52] : في حقيقة الإنباء في عالم الأسماء ... 44

مصباح [53] : في اقتضاء الأسماء إظهار كمالها الذاتي ... 45

تجلّي اسم اللّه الأعظم على الأسماء باسمي الحكم والعدل ... 45

ص: 195

مصباح [54] : في أنّ شأن النبي حفظ الحدود الإلهية في كلّ نشأة ... 46

مصباح [55] : في نقل كلام عبدالرزّاق الكاشاني في النبوّة ... 47

مصباح [56] : في تزييف كلام عبدالرزّاق وتحقيق الحقّ في النبوّة ... 48

المشكاة الثانية

في بعض أسرار الخلافة والولاية

والنبوّة في النشأة الغيبية وعالمي الأمر والخلق

وفيها مصابيح:

المصباح الأوّل: في الإشارة إلى بعض أسرار عالم الأمر

وفيه أنوار:

نور [1] : في أنّ الذات منشأ لظهور عوالم تناسب تعيّنها الأسمائية ... 51

وجه توقيفية الأسماء الإلهية ... 52

نور [2] : في أنّ تأثير الفواعل ليس بذاتها بل من التعيّنات الأسمائية ... 52

نور [3] : في ظهور عوالم الوجود لتعلّق الحبّ بشهود الذات ... 52

نور [4] : في المشيئة المطلقة وما يعبّر به عنها حسب المراتب والمقامات ... 53

نور [5] : في مقامي الوحدة والكثرة للمشيئة المطلقة ... 54

نور [6] : في مقام أحدية الجمع وتجلّي العلمي في نشأة الظهور ... 54

نور [7] : في كلام الشاه آبادي في سرّ مخالفة موسى (ع) مع خضر(ع) ... 54

نور [8] : في حقيقة المشيئة المطلقة وسرّ آية «النور» ... 55

نور [9] : في كلمات أصحاب الشهود في ظهور الحقّ ومراتب الوجود ... 56

نور [10] : في أنّه ليس نسبته تعالى مع فعله كنسبة سائر الفواعل مع أفعالها ... 59

الكلام في ظهوره تعالى وبطونه ... 61

نور [11] : في أنّ مقام الخلافة مقام استجماع كلّ الحقائق الإلهية والأسماء المكنونة ... 62

ص: 196

نور [12] : في أنّ حقائق الأعيان الثابتة غير حاجبة عن الظهور ... 63

نور [13] : في أنّ النظر إلى جهة التنزيه أنسب لحال السالك وأبعد عن الخطرات ... 64

نور [14] : في سرّ إباء الأنبياء والأولياء عن إظهار المعجزات والكرامات ... 65

نور [15] : في إشارة إلى بعض حقائق يمكن فهمها بعد معرفة حقيقة الظهور الذاتي ... 66

نور [16] : في حقيقة النبوّة في النشأة الغيبية ... 67

نور [17] : في ذكر أوّل من قبل الولاية الباطنية ومن انتهى الأمر إليه ... 68

نور [18] : في وجه حمل الإنسان للأمانة الإلهية ... 69

نور [19] : في نبوّة الإنسان الكامل والمقامات الثلاثة للإنباء ... 70

نور [20] : في كلام الحكيم القمشه اي في الأعيان الثابتة ... 71

نور [21] : في نقد كلام الحكيم القمشه اي وبيان الحقّ في المسألة ... 72

المصباح الثاني: سرّ الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الغيبية

وفيه مطالع:

مطلع [1] : في أنّ الحقيقة العقلية هي التعيّن الأوّل لحضرة المشيئة المطلقة ... 75

مطلع [2] : في إشارة إلى أنّ تعيّن روحانية المعصومين(ع) تعيّن عقلي ... 78

في تفسير رواية الكافي الدالّة على أنّ اللّه تعالى كان إذ لا كان... ... 79

مطلع [3] : في اختلاف الحكماء والعرفاء في كيفية الصدور وتعيّن أوّل ما صدر ... 82

مطلع [4] : في الجمع بين كلام الفريقين ... 84

مطلع [5] : في نقد كلام المحقّق القونوي في التعبير بالصدور ... 85

مطلع [6] : في شهود الكثرد والوحدة معاً ومظهر «الحكم العدل» ... 86

مطلع [7] : في أنّ الحقيقة العقلية جهة وحدة العالم والعالم جهة كثرتها ... 88

نصيحة لمن يريد فهم الإلهيات ... 89

مطلع [8] : في كيفية إحاطة العقل المجرّد على مادونه من الملك والملكوت ... 90

ص: 197

مطلع [9] : في امتثال العقل لأمر الرحمن في هداية سكّان العوالم ... 91

مطلع [10] : في إشارة إلى بعض أسرار الحديث المروىّ عن الباقر (ع) في العقل ... 92

مطلع [11] : معنى خلافة العقل الكلّي في العالم العقلي ... 94

مطلع [12] : نقل حديث في بدء خلق رسول اللّه (ص) والأئمّة (ع) وفضلهم ... 95

مطلع [13] : شرح بعض فقرات الحديث الشريف ... 98

معنى قوله (ص): ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ... 98

سؤال أميرالمؤمنين(ع) عن رسول اللّه(ص) لكشف الحقائق لسائر الناس ... 99

سرّ اختصاص جبرئيل (ع) بالذكر ... 100

فضل الأئمّة (ع) على الملائكة حقيقية لا اعتبارية ... 100

مرتبة وجود علي(ع) والأئمّة (ع) بالنسبة إلى النبي(ص) ... 101

ما يستفاد من قوله (ص) أنّ الملائكة لَخُدّامُنا وخُدّام مُحبيّنا ... 102

معنى قوله (ص) والذين يَحْملون العَرْشَ ... 102

كونهم (ع) وسائط بين الحقّ والخلق بحسب أصل الوجود ... 103

أصل: في بيان سبقهم (ع) إلى معرفة ربّهم ... 104

أصل: الأركان الأربعة للتوحيد ... 104

أصل: بيان الوجه في ترتيب الأركان المذكورة في الرواية ... 106

أصل: حظّ الملائكة والإنسان الكامل من التوحيدات والتنزيه ... 106

خاتمة ... 107

المصباح الثالث: أسرار الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الخلقية

وفيه وميضات:

وميض [1] : في أنّ للأسماء الإلهية محيطية ومحاطية إلاّ اسم «اللّه» ... 109

وميض [2] : لزوم الخليفة والمظهر للعين الثابتة المحمديّة وحضرة الاسم الأعظم ... 110

ص: 198

وميض [3] : في حقيقة اسم «اللّه» الأعظم في مقامه الجمعي والظاهري ... 110

وميض [4] : في بيان أنّ الأنبياء كلّهم خلفاء نبيّنا «ص» ... 111

وميض [5] : في معنى رواية «كنت مع الأنبياء باطناً ومع رسول اللّه (ص) ظاهراً» ... 112

وميض [6] : في سؤال الحقائق الخارجية من الأسماء إظهارَ أعيانها ... 113

وميض [7] : في التحذير من الطعن على العرفاء من غير فهم مقاصدهم ... 115

وميض [8] : في أنّ ما ذكر كان بالنظر إلى إرجاع المسبّبات إلى أسبابها ... 116

وميض [9] : في كلام الحكيم القمشه اي في تحقيق الأسفار الأربعة ... 117

وميض [10] : في تحقيق الأسفار الأربعة عند المؤلّف (قده) ... 118

وميض [11] : في اختلاف مراتب الأنبياء في الأسفار الأربعة ... 120

وميض [12] : في حصول الأسفار الأربعة للأولياء الكمّل ... 120

خاتمة ووصية: في التحذير من كشف الأسرار لغير أهلها ... 121

فهارس العامّة

1 - فهرس الآيات الكريمة ... 125

2 - فهرس الأحايث الشريفة ... 129

3 - فهرس أسماء المعصومين علیهم السلام ... 133

4 - فهرس الأعلام ... 135

5 - فهرس الكتب الواردة في المتن ... 137

6 - فهرس أشعار ... 139

7 - فهرس التعابير والمصطلحات ... 141

8 - فهرس مصادر التحقيق ... 183

9 - فهرس الموضوعات ... 193

ص: 199

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.