عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة الشریف المجلد 44 مصباح الهداية المجلد 2/ [روح الله الامام الخمیني قدس سرة].
مواصفات النشر : طهران : موسسة تنظیم و نشر آثارالامام الخمیني قدس سرة، 1401.
مواصفات المظهر: 2ج
الصقيع: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة
ISBN: 9789642123568
حالة القائمة: الفيفا
ملاحظة: الببليوغرافيا مترجمة.
عنوان : الخميني، روح الله، قائد الثورة ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية، 1279 - 1368.
عنوان : الفقه والأحكام
المعرف المضاف: معهد الإمام الخميني للتحرير والنشر (س)
ترتيب الكونجرس: BP183/9/خ8الف47 1396
تصنيف ديوي : 297/3422
رقم الببليوغرافيا الوطنية : 3421059
عنوان الإنترنت للمؤسسة: https://www.icpikw.ir
ص: 1
ص: 2
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه المستكنّ في حجاب العماء والمستتر في غيب الصفات والأسماء ، الباطن المختفي بعزّ جلاله ، والظاهر الغير المحتجب بنور جماله ؛ الذي بقهر كبريائه محجوب عن قلوب الأولياء ، وبظهور سنائه يظهر في مرائي الخلفاء .
والصلاة والسلام على أصل الأنوار ومحرم سرّ الأسرار ، المستغرق في غيب الهويّة والمنمحي عنه التعيّنات السوائيّة ، أصل اُصول حقيقة الخلافة وروح أرواح منصب الولاية ، المستتر في حجاب عزّ الجلال والمخمّر بيدي الجلال والجمال ، كاشف رموز الأحديّة بجملتها ومظهر حقائق الإلهيّة برُمّتها ، المرآة الأتمّ الأمجد ، سيّدنا ، أبي القاسم ، محمّد - صلّى اللّه عليه وآله - الشموس الطالعة من فَلَك الخلافة الأحمديّة(ص) ، والبدور المنيرة من اُفق الولاية العلويّة(ع) ، سيّما خليفته ، القائم مقامه في الملك والملكوت ، المتّحد بحقيقته في الحضرة الجبروت واللاهوت ، أصل «شجرة طوبى» وحقيقة «سدرة المنتهى» ، «الرفيق الأعلى» في مقام «أو أدنى» ، معلّم الروحانيّين ومؤيّد الأنبياء والمرسلين ، علي ، أمير المؤمنين ، عليه صلوات اللّه وملائكته ورسله أجمعين .
ص: 3
وبعد ، يقول المفتخر بالانتساب إلى المبعوث إلى الثقلين ، والمتمسّك بعروة وثقى الثقلين ، السيّد روح اللّه، ابن العالم المقتول السيّد مصطفى الموسوي الخميني ، القاطن بقم الشريف، أحسن اللّه حالهما وأصلح مآلهما :
إنّي أحببت أن أكشف لك في هذه الرسالة ، بعون اللّه وليّ الهداية في البداية والنهاية ، طليعة من حقيقة الخلافة المحمّديّة(ص) ، ورشحة من حقيقة الولاية العلويّة - عليهما التحيّات الأزليّة الأبديّة - وكيفيّة سريانهما في عوالم الغيب والشهود ونفوذهما في مراتب النزول والصعود ؛ ونشير إلى لمحة من مقام النبوّة بطريق الإجمال بل الرمز والإشارة في المقال ، وأنّها أيضاً سارية في العوالم ، دائمة باقية أزليّة أبديّة ؛ في «مشكاتين» ، فيهما «مصابيح» نوريّة و«أنوار» مضيئة . ثمّ نلقي إليك حقيقة الشجرة المنهيّ عنها أبونا آدم - علیه السلام - ومظاهرها ، بطريق الرمز في الكلام ، حسب ما نستفيد من معادن الوحي والتنزيل ومَحالّ معرفة الربّ الجليل ، وكيفيّة التوفيق بين الأخبار الواردة على اختلافها بحسب الظاهر ، لتوافقها عند اُولي البصائر وأصحاب القلوب والخواطر ، في شجرة نوريّة ينشعب عنها فروع إيمانيّة . ثمّ ، نهدي إليك هديّة عرفانيّة ، هي كشف السرّ عن قوسي الوجود في سلسلتي النزول والصعود في دائرة ملكوتيّة ، يستفاد منها قوسان وجوديّتان تنقسمان بقطاع يقينيّة .
وبالحري أن نسمّيها «مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية» . وأرجو من اللّه التوفيق ، فإنّه خير معين ورفيق ، وأستمدّ من أوليائه الطاهرة في الدنيا والآخرة .
ص: 4
فيما يستكشف من بعض أسرار الخلافة المحمّديّة(ص) والولاية العلويّة(ع) في الحضرة العلميّة ، ونبذة يسيرة من مقام النبوّة ، بطريق الرمز والإشارة بلسان أولياء المعرفة من خلّص شيعة أهل بيت العصمة والطهارة ، عليهم الصلاة والسلام ، وفيها:
ص: 5
ص: 6
اعلم ، أيّها المهاجر إلى اللّه بقدم المعرفة واليقين ، رزقك اللّه وإيّانا الموت في هذا الطريق المستبين وجعلنا وإيّاك من السالكين الراشدين ، أنّ الهويّة الغيبيّة الأحديّة والعنقاء المغرب المستكنّ في غيب الهويّة والحقيقة الكامنة تحت السرادقات النوريّة والحجب الظلمانيّة في «عماء» وبطون وغيب وكمون ، لا اسم لها في عوالم الذكر الحكيم ، ولا رسم ، ولا أثر لحقيقتها المقدّسة في الملك والملكوت ، ولا وسم ؛ منقطع عنها آمال العارفين ، تزلّ لدى سرادقات جلالها أقدام السالكين ، محجوب عن ساحة قدسها قلوب الأولياء الكاملين ، غير معروفة لأحد من الأنبياء والمرسلين ، ولا معبودة لأحد من العابدين والسالكين الراشدين ، ولا مقصودة لأصحاب المعرفة من المكاشفين ، حتّى قال أشرف الخليقة أجمعين : «ما عَرَفنَاكَ حقَّ مَعرِفَتِكَ ، وما عَبَدناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ»(1) .
ص: 7
وقيل بالفارسيّة :
«عنقا شكار كس نشود دام بازگير ***كان جا هميشه باد به دست است دام را»(1)
وقد ثبت ذاك في مدارك أصحاب القلوب حتّى قالوا : إنّ العجز عن المعرفة غاية
معرفة أهل المكاشفة(2) .
هذه الحقيقة الغيبيّة لا تنظر نظر لطف أو قهر ولا تتوجّه توجّه رحمة أو غضب إلى العوالم الغيبيّة ، والشهادتيّة ، من الروحانيّين القاطنين في الحضرة الملكوت والملائكة المقرّبين الساكنين في عالم الجبروت ؛ بل هي بذاتها ، بلا توسّط شيء ، لا تنظر إلى الأسماء والصفات ولا تتجلّى في صورة أو مرآة ؛ غيب مصون من الظهور ، مستور غير مكشوف عن وجهها حجاب النور ؛ فهو الباطن المطلق والغيب الغير المبدأ للمشتقّ .
البطون والغيب اللذان نسبناهما إلى هذه الحقيقة الغيبيّة ليسا مقابلين للظهور الذي من الصفات في مقام «الواحديّة» والحضرة الجمعيّة ؛ ولا «الباطن» هو الذي كان من الأسماء الإلهيّة الذي هو من اُمّهات الأسماء الحقيقيّة ؛ فإنّ البطون
ص: 8
الذي من الأوصاف القدسيّة و«الباطن» الذي من الأسماء الربوبيّة ، كلّ واحد منهما التجلّي بذلك المقام ؛ وهما متأخّران عن تلك الحضرة ، بل التعبير بمثل هذه الأوصاف والأسماء لضيق المجال في المقال . فالحقيقة التي قلب الأولياء عن التوجّه إليها محروم ، كيف يمكن أن يعبّر عنها بما كان من مقولة المفهوم؟ ونعم ما قيل :
«ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** و عشرين حرفاً من معاليه قاصر»(1)
فاللفظ قاصر ، والمتكلّم أبكم ، والسامع أصمّ . كما قيل بالفارسيّة :
«من گنگ خواب ديده و عالم تمام كر *** من عاجزم ز گفتن وخلق از شنيدنش»(2)
هذه الحقيقة الغيبيّة غير مربوطة بالخلق ، متبائنة الحقيقة عنهم ، ولا سنخيّة بينها وبينهم أصلاً ولا اشتراك أبداً . فإذا قرع سمعك في مطاوي كلمات الأولياء الكاملين نفي الارتباط وعدم الاشتراك والتباين بالذات ، فكلامهم محمول على ذلك ؛ وإذا سمعت الحكم بالاشتراك والارتباط ، بل رفع التغاير والغيريّة ، من العرفاء المكاشفين ، فمحمول على غير تلك المرتبة الأحديّة الغيبيّة . وسيأتيك ، إن شاء اللّه زيادة تحقيق في مصباحه(3) .
ص: 9
إيّاك وأن تزلّ قدمك من شبهات أصحاب التكلّم وأغاليطهم الفاسدة ووهميّات أرباب الفلسفة الرسميّة من المتفلسفين وأكاذيبهم الكاسدة ؛ فإنّ تجارتهم غير رابحة في سوق اليقين وبضاعتهم مزجاة في ميدان السابقين ؛ (ذَرهُمْ فِى خَوضِهِمْ يَلْعَبُونَ)(1) وبآيات اللّه وأسمائه يجحدون ، ولهم عذاب البعد عن حقّ اليقين ونار الحرمان عن جوار المقرّبين . ولهذا تراهم قد ينفون الارتباط و يحكمون بالاختلاف بين الحقائق الوجوديّة ويعزلون الحقّ عن الخلق ، وما عرفوا أنّ ذلك يؤدّي إلى التعطيل ومغلوليّة يد الجليل : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا)(2) . وقد يذهبون إلى الاختلاط المؤدّي إلى التشبيه غافلاً عن حقيقة التنزيه .
والعارف المكاشف والمتألّه السالك سبيل المعارف يكون ذا العينين : بيُمناهما ينظر إلى الارتباط والاستهلاك ، بل نفي الغيريّة والكثرة ؛ وبالاُخرى إلى نفيه وحصول أحكام الكثرة وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ؛ حتّى لا تزلّ قدمه في التوحيد ويدخل في زمرة أهل التجريد .
قد ورد أخبار كثيرة من طرق أهل بيت العصمة (ع) تشير إلى ما ذكرنا :
منها : ما في «الكافي» الشريف في كتابة عن عبدالرحيم بن عَتيك القصير
ص: 10
على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبداللّه(ع) . وفيما أجاب (ع) :
«فَاعلَم ، رَحِمكَ اللّه ، أنَّ المَذهَبَ الصَّحيحَ في التَّوحيدِ ما نَزَلَ بِهِ القُرآنُ مِن صِفاتِ اللّه تعالى . فَانفِ عَنِ اللّه تَعالى البُطلانَ والتَشبيهَ ؛ فلا نَفيَ ولا تشبيه ؛ هُواللّه الثابِتُ المَوجُودُ . . .» إلى آخره(1) .
وفيه أيضاً عن الحسن بن سعيد ، قال سئل أبو جعفر الثاني(ع) : يجوز أن يقال للّه إنّه شيء؟ قال(ع) :
«نَعَم ، تُخرِجُه مِنَ الحَدَّينِ ؛ حدِّ التَّعطيلِ وحدِّ التَّشبيه» (2) .
إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة أيضاً غير مرتبطة بهذا المقام الغيبي بحسب كثراتها العلميّة ؛ غير قادرة على أخذ الفيض من حضرته بلا توسّط شيء ؛ حتّى اسم «اللّه» الأعظم بحسب أحد المقامين الذي كان استجماعه للأسماء استجماع الكلّ للأجزاء ؛ وبالأخرة ، مقام ظهوره في مرائي الصفات والأسماء ؛ فإنّ بينها وبينه حجاب نوري مقهور الذات ، مندكّة الإنّيّة في الهويّة الغيبيّة ، معدوم التعيّن ، غير موصوف بصفة . وهذا مقام آخر للاسم الأعظم والحجاب الأكبر . وهذا هو الفيض الأقدس من شوائب الكثرة والظهور ، وإن كان ظاهراً بحسب مقامه الأوّل ؛ كما يأتي بيانه ، إن شاء اللّه .
ص: 11
وإذا انكشف على سرّك أنّ هذه الحقيقة الغيبيّة أجلّ من أن ينال بحضرتها أيدي الخائضين ويستفيض من جناب قدسها أحد من المستفيضين ، ولم يكن واحد من الأسماء والصفات بما لها من التعيّنات محرم سرّها ولم يؤذَن لأحد من المذكورات دخول خدرها ، فلا بدّ لظهور الأسماء وبروزها وكشف أسرار كنوزها من خليفة إلهيّة غيبيّة ، يستخلف عنها في الظهور في الأسماء وينعكس نورها في تلك المرايا ، حتّى ينفتح أبواب البركات وينشقّ عيون الخيرات وينفلق صبح الأزل ويتّصل الآخر بالأوّل .
فصدر الأمر باللسان الغيبي من مصدر الغيب على الحجاب الأكبر والفيض الأقدس الأنور بالظهور في ملابس الأسماء والصفات ولبس كسوة التعيّنات ؛ فأطاع أمره وأنفذ رأيه .
هذه الخليفة الإلهيّة والحقيقة القدسيّة التي هي أصل الظهور ، لابدّ وأن يكون لها وجه غيبيّ إلى الهويّة الغيبيّة ، ولا يظهر بذلك الوجه أبداً ؛ ووجه إلى عالم الأسماء والصفات ؛ بهذا الوجه يتجلّى فيها ويظهر في مراياها في الحضرة الواحديّة الجمعيّة .
أوّل ما يستفيض من حضرة الفيض الأقدس والخليفة الكبرى حضرة الاسم
ص: 12
الأعظم ، أي الاسم(1) «اللّه» بحسب مقام تعيّنه ، باستجماع جميع الأسماء
والصفات وظهوره في جميع المظاهر والآيات ؛ فإنّ التعيّن الأوّل للحقيقة اللامتعيّنة هو كلّ التعيّنات والظهورات ، ولا يرتبط واحد من الأسماء والصفات بهذا الفيض الأقدس إلاّ بتوسّط الاسم الأعظم على الترتيب المنسَّق ؛ كلٌّ حسب مقامه الخاصّ به .
أوّل ما ظهر من مظاهر الاسم الأعظم مقام الرحمانيّة والرحيميّة الذاتيتين .
وهما من الأسماء الجماليّة الشاملة على كلّ الأسماء ؛ ولهذا سبقت رحمته غضبه(2) . وبعدهما الأسماء الاُخر من الأسماء الجلاليّة على حسب مقاماتها .
هذه الخلافة هي الخلافة في الظهور والإفاضة والتعيّن بالأسماء والاتّصاف بالصفات من الجمال والجلال ، لاستهلاك التعيّنات الصفاتيّة والأسمائيّة في الحضرة المستخلف عنه واندكاك كلّ الإنّيّات في مقام غيبه وعدم الحكم لواحد منها وعدم الظهور لها .
ص: 13
فهذه الخليفة الإلهيّة ظاهرة في جميع المرائي الأسمائيّة ؛ منعكسة نورها فيها حسب قبول المرآة واستعدادها ؛ سارية فيها سريان النفس في قواها ؛ متعيّنة بتعيّناتها تعيّن الحقيقة اللابشرطيّة مع المخلوطة . ولا يعلم كيفيّة هذا السريان والنفوذ ولا حقيقة هذا التحقّق والنزول إلاّ الخلّص من الأولياء الكاملين والعرفاء الشامخين الذين يشهدون نفوذ الفيض المقدّس الإطلاقي وانبساطه على هياكل الماهيّات بالشهود الإيماني والذوق العرفاني . والمرقاة لأمثال هذه المعارف ، بل كلّ الحقائق ، للسالك العارف ، معرفة النفس . فعليك بتحصيل هذه المعرفة ؛ فإنّها مفتاح المفاتيح ومصباح المصابيح : من عرفها ، فقد عرف ربّه .
أوّل تكثّر وقع في دار الوجود ، هي هذه الكثرة الأسمائيّة والصفاتيّة في الحضرة العلميّة ومقام الواحديّة الجمعيّة بظهور الخليفة الإلهيّة في صور التعيّنات
الأسمائيّة وتلبّسه بلباس الكثرات واكتسائه بكسوة الصفات . وهذه الكثرة هي مبدأ مبادئ كلّ كثرة وقعت في العين ، وأصل اُصول الاختلاف لمراتب الوجود في الدارين .
كلّ اسم كان اُفقه أقرب من اُفق الفيض الأقدس ، كانت وحدته أتمّ ، وجهة غيبه أشدّ وأقوم ، وجهات الكثرة والظهور فيه أنقص وعن اُفقها أبعد . وعلى سبيل التعاكس ، كلّما بعُد عن حضرته ورفض عن مقام قربه ، كانت الكثرة فيه
ص: 14
أظهر ، وجهات الظهور أكثر . ومن ذلك يستكشف على قلب كلّ عارف مكاشف ويعرف كلّ سالك عارف ، أنّ الاسم الأعظم المستجمع لجميع الأسماء والصفات مع اشتماله للكثرات واستجماعه للرسوم والتعيّنات كان من اُفق الوحدة أقرب . وكان ذلك الاشتمال بوجه منزّه عن الكثرة الحقيقية ؛ بل حقيقته متّحد مع الفيض الأقدس ومقام الغيب المشوب ، واختلافهما بمحض الاعتبار ، كاختلاف المشيئة والفيض المقدّس مع التعيّن الأوّل المعبّر عنه في لسان الحكماء ب «العقل الأوّل».
إيّاك وأن تظنّ من قولنا : إنّ مرتبة الاسم «اللّه» الأعظم أقرب الأسماء إلى عالم القدس وأوّل مظاهر الفيض الأقدس باعتبار اشتماله على كلّ الأسماء والصفات ، أنّ سائر الأسماء الإلهيّة غير جامعة لحقائق الأسماء ، ناقصة في تجوهر ذاتها . فإنّ هذا ظنّ الذين كفروا بأسماء اللّه ويلحدون فيها ، فحجبوا عن أنوار وجهه الكريم ، بل الإيمان بها أن تعتقد أنّ كلّ اسم من الأسماء الإلهيّة جامع لجميع الأسماء مشتمل على كلّ الحقائق ؛ كيف ، وهي متّحدة الذات مع الذات المقدّسة ، والكلّ متّحد مع الكلّ ؛ ولازم عينيّة الصفات مع الذات والصفات بعضها مع بعض ذلك .
وأمّا قولنا : إنّ الاسم الكذائي من أسماء الجلال ، وذاك من أسماء الجمال ، وهذا «الرحيم الرحمن» ، وذلك «القهّار الجبّار» ، باعتبار ظهور كلّ فيما اختصّ به ، وأنّ ما يقابله باطن فيه : ف «الرحيم» تكون الرحمة فيه ظاهرة ، والسخط باطناً فيه . والجمال ظهور الجمال بطون الجلال ، والجلال بالعكس . و«الظاهر»
ص: 15
مختفٍ في «الباطن» ، و«الباطن» مستكنّ في «الظاهر» . وكذا «الأوّل» في «الآخر» ، و«الآخر» في «الأوّل» .
وأمّا اسم «اللّه» الأعظم ، ربّ الأسماء والأرباب ، فهو في حدّ الاعتدال والاستقامة ؛ وله البرزخيّة الكبرى ؛ لا الجمال يغلب جلاله ، ولا الجلال جماله ؛ لا الظاهر حاكم على باطنه ، ولا الباطن على ظاهره . فهو الظاهر في عين البطون ، والباطن في عين الظهور ، والأوّل بعين الآخريّة ، والآخر بعين الأوّليّة .
فاعرف ذلك ، فإنّه باب واسع للمعرفة .
فالآن قد طلع شمس الحقّ من مشرقها وعين الحقيقة من اُفقها من أنّ التعبير ب «التعيّن» و«المشموليّة» و«المحيطيّة» و«المحاطيّة» لضيق العبارة وقصور الإشارة.
وإيّاك أيّها الأخ الروحاني وأن تفهم من تلك العبارات وهذه التعبيرات معانيها العرفيّة ومصطلحاتها الرسميّة ، فتقع في الكفر بأسماء اللّه والبعد عن ساحة قدسه ومقام اُنسه ؛ فإنّ الألفاظ والعبارات حجب الحقائق والمعاني ؛ والعارف الربّاني لابدّ وأن يخرقها ويلقيها ، وينظر بنور القلب إلى الحقائق الغيبيّة ، و إن كانت في بدو الأمر للجمهور محتاجاً إليها ؛ كما أنّ الحواسّ الظاهرة مرقاة للمعاني العقليّة
والحقائق الكلّية النوريّة ، حتّى صحّ من أصحاب الحكمة : إنَّ مَن فَقَدَ حِسّاً ، فَقَد
فَقَدَ عِلماً(1) .
ص: 16
فانظر ، أيّها السالك سبيل الحقّ ، إلى الآيات الشريفة في أواخر «الحشر» وتدبّر فيها بعين البصيرة . وهي قوله تبارك وتعالى :
)هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللّه ِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّه الْخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ((1) . صدق اللّه العليّ العظيم.
فانظر كيف حكم - تعالى شأنه - في الآي الثلاثة الشريفة باتّحاد حضرة الإلهيّة مع غيب الهويّة باعتبار اندكاكها في ذاته واستهلاكها في إنّيّته . ثمّ حكم
- تعالى شأنه - باتّحاد الصفات الجماليّة والجلاليّة والأسماء الذاتيّة والصفاتيّة
والأفعاليّة على الترتيب المنظّم مع الذات الأحديّة ، ففيها إشارة لطيفة إلى ما قدّمنا لمن (أَلقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(2) .
قال الشيخ العارف الكامل ، القاضي السعيد الشريف القمّي - رضوان اللّه عليه - في «البوارق الملكوتية» :
من المتَّضَح عند أهل الذوق الأكمل والمشرب الأسهل أنّ «اللّه» اسم جامع
ص: 17
لحقائق جميع الأسماء الإلهيّة . لست أعني أنّ غيره لا يتضمّن سائر الأسماء؛ إذ لا ريب عند أهل الذوق أنّ كلّ اسم إلهي يتضمّن جميع الأسماء الإلهيّة ؛ فإنّ كلّ اسم ينعت بجميع النعوت ، إلاّ أنّ هاهنا مراتب : أحدها : مرتبة السدنة والرعايا . والثانية : الأرباب والرؤساء . والثالثة : الملك والسلطان . فللاسم «اللّه» هذه المرتبةُ الأخيرة ؛ فلهذا اختصّ بالجامعية(1) ، انتهى كلامه .
لا تتوهّمن التهافت بين ما ذكره ذلك العارف الجليل ، والذي سبق منّا في بعض المصابيح السالفة ؛ فإنّا قد آمنّا بأنّ بعض الأسماء حاكم على بعض بتوسّط أو بلا وسط - كما مرّت الإشارة إليها - كما أنّ بعض الأسماء ربّ الحقائق الروحانيّة ؛ وبعضها ربّ الحقائق الملكوتيّة ؛ وبعضها ربّ الصور الملكيّة الكائنة .
وهو - قدّس اللّه سرّه - أيضاً مؤمن بما أوضحنا سبيله من أنّ أسماء الجمال مستتر فيها الجلال ، وأسماء الجلال مستكنّ فيها الجمال ، والاختصاص بالاسم باعتبار الظهور ؛ كما صنع الشيخ محيي الدين في الأسماء الذاتيّة والصفتيّة والأفعاليّة(2) ؛ واُشير إليه في النبويّ : «إنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بالمَكارِهِ ، والنّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ»(3) . وقد أشار مولانا ومولى الكونين ، أميرالمؤمنين - صلوات اللّه
ص: 18
وسلامه عليه - إشارة لطيفة خفيّة إلى ذلك بقوله : «ما رَأيتُ شَيئاً إلاّ وَرَأيتُ اللّه قَبلَهُ
وبَعدَه وَمَعَهُ» (1) أو «فيه»(2) ؛ فإنّ مظهريّة كلّ شيء للاسم «اللّه» الأعظم ، مع اختصاص كلّ مربوب باسم ، ليس إلاّ من جهة أنّ كلّ اسم يستكنّ فيه كلّ الأسماء والحقائق .
إذا علمت بالعلم اليقين الخالي عن الشبهات والمعرفة الكاملة المقدّسة عن الجهالات أنّ التكثّر الواقع في الحضرة «الواحديّة» ومرتبة الاُلوهيّة هو من تجلّي الفيض الأقدس في صور الأسماء والصفات وانعكاس نوره في مرائيها ، فاعلم أنّ لهذه الأسماء الإلهيّة وجهين :
وجهاً إلى أنفسها وتعيّناتها ؛ وبه يظهر أحكام الكثرة والغيريّة ؛ ولها لوازم في الحضرة العلميّة وتأثير في الأمر والخلق . كما سيأتي تفصيله ، إن شاء اللّه .
ووجهاً إلى الحضرة الغيب المشوب ومقام الفيض الأقدس الفاني في الذات الأحديّة والمستهلك في غيب الهويّة . وبهذا الوجه كلّها فانية الذات ، مقهورة الإنّيّة تحت كبرياء الأحديّة ، غير متكثّر الهويّة والماهيّة .
ص: 19
إذا عثرت على آثار من معادن الحكمة ومحالّ المعرفة تنفي الصفات عن حضرة الذات والواحد من جميع الجهات ، فاعلم أنّ المقصود نفيها عن تلك الهويّة الغيبيّة الأحديّة المقهورة عندها الأسماء والصفات . وإذا رأيت إيقاعها عليها في التنزيل العزيز الحكيم من لدن عليّ عظيم وفي أحاديث الأئمّة المعصومين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - فاعرف أنّها بحسب الظهور بفيضه الأقدس في الحضرة «الواحديّة» ومقام الجمعيّة الإلهيّة .
إنّي لأتعجّب من العارف المتقدّم ذكره ، مع علوّ شأنه وقوّة سلوكه ، كيف ذهل عن ذاك المقام الذي هو مقام نظر العرفاء العظام حتّى حكم بنفي الصفات الثبوتيّة عن الحقّ - جلّ شأنه - وحكم بأنّ الصفات كلّها ترجع إلى معانٍ سلبيّة ؛ وتحاشى كلّ التحاشي عن عينيّة الصفات للذات(1) . وأعجب منه الحكم بالاشتراك اللفظي بين الأسماء الإلهيّة والخلقيّة والصفات الواقعة على الحقّ والخلق(2) . وأعجب من الأعجب ما سلك في «الطليعة» الاُولى من «البوارق الملكوتية» من أنّ ما يوصف بوصف فله صورة ؛ لأنّ الوصف أعظم الحدود للشيء في المعاني ولا إحاطة أوضح من إحاطة الصفة في العوالي(3) . وجعل
ص: 20
ذلك سرّ ما ورد في الخبر : «إنّ اللّه لا يُوصَفُ»(1) . مع ذهابه - قدّس اللّه سرّه - في تلك الرسالة على ما سمعت في المصابيح السابقة إلى أنّ كلّ الأسماء مشتمل على جميع مراتب الأسماء ؛ فإذا كانت الأسماء كلّ الحقائق ، فلها مقام الإطلاق ، كما للاسم «اللّه» ، فكانت لمبادئها التي هي الصفات ، مقام الإطلاق . وظنّي أنّ ذهابه إلى ذلك لعدم استطاعته على جمع الأخبار ، فوقع فيما وقع .
وليس هذا المختصر الموضوع لغير تلك الأبحاث محلّ تفصيل تلك المباحث العظام ؛ فالواجب أن نكتفي بنقل كلام منه في عينيّة الصفات للذات ؛ فإنّي لا أتملّك إلاّ من ذكره والكلام فيه .
قال - رضي اللّه تعالى عنه - في المجلّد الثالث من شرح كتاب «التوحيد» لشيخنا الصدوق القمّي رضي اللّه تعالى عنه - وهو كتاب عزيز كريم متفرّد في بابه - في باب أسماء اللّه تعالى والفرق بين معانيها وبين معاني أسماء المخلوقين ، بهذه العبارة :
المقام الثاني في رجوع تلك الصفات ، أي الذاتيّة منها ، إلى سلب نقائصها . ولنذكر في هذه الغاية القصوى برهانين : البرهان الأوّل ، قد بيّنّا أنّ تلك المفهومات التي عندنا اُمور وجوديّة ، وأنّها لا سبيل لها إلى حضرة الأحديّة - تعالى شأنه - فالذي عند اللّه - جلّ جلاله - منها ، لو كانت على المعنى الذي يليق بعزّ جلاله ، اُمور وجوديّة ؛ ولا ريب أنّها صفات ؛ وأنّ الصفة ما
ص: 21
يكون معه الشيء بحال ؛ وكلّ ما يكون معه الشيء بحال ، يكون لا محالة غير ذلك الشيء بالضرورة ؛ وكلّ ما يكون غير المبدأ الأوّل وكان أمراً ثبوتيّاً ، فهو معلول اللّه .
ثمّ ، ساق إلى آخر البرهان بذكر توالي فاسدة ، كلّها مبتنية على تلك المقدّمات . ثمّ أقام - قدّس سرّه - برهاناً آخر مبتنياً على بعض مقدّمات هذا البرهان . ثمّ قال :
هذا الذي ذكرنا إلى الآن ، هي البراهين العقليّة على المطلبين المذكورين ؛ أي اشتراك الصفات بين الخالق والمخلوق اشتراكاً لفظيّاً ؛ ورجوع الصفات الذاتيّة إلى سلب النقائص . وأمّا النقل فمتضافر ؛ بل يكاد أن يكون من المتواتر(1) ، انتهى .
وقد ذكر في «المقام الأوّل» - أي مقام إثبات الاشتراك اللفظي بين صفات الخالق والمخلوق - برهاناً وصفه ب «أجود البراهين» . وعمدة مقدّماته أنّ «الذات» يقال لما به الشيء هوهو ، و«الصفة» لما يكون معه الشيء بحال(2) .
إنّ المصابيح السالفة رفعت الظلام عن وجه قلبك ، وعلّمتك ما لم تكن تعلم من كيفيّة عينيّة الذات والصفات والأسماء . وعلمت أنّ الصفات لم تكن من قبيل الحالات والعوارض الزائدة عليها ؛ بل هي عبارة عن تجلّيها بفيضها الأقدس في
ص: 22
الحضرة «الواحديّة» وظهورها في الكسوة الأسمائيّة والصفاتيّة ؛ وحقيقة الأسماء بباطن ذاتها هي الحقيقة المطلقة الغيبيّة . فبالمراجعة إليها يعرف ما في كلام هذا العارف الجليل - رضوان اللّه عليه - من أنّ برهانه يرجع إلى المناقشة اللفظيّة والمباحثة اللغويّة التي هي من وظيفة علماء اللغة والاشتقاق ؛ وليس للعارف الكامل شأن معها ، ولا من جبلّته أن يحوم حولها ؛ فإنّها الحجاب عن معرفة اللّه والقاطع طريق السلوك إليه ؛ مع أنّ هذا العارف السالك كرّ على ما فرّ منه .
فلقائل أن يقول : أيّها الشيخ العارف - جعلك اللّه في أعلى درجات النعيم -
أنت الذي فررت من الاشتراك المعنوي بين الحقّ والخلق ، وجعلت التنزيه ملاذ التشبيه ، ما الذي دعاك إلى الذهاب إلى أنّ الصفة ما معه الشيء بحال في أيّ موطن من المواطن حصل وفي أيّ موجود من الموجودات وجد؟ بمجرّد أنّ الصفة في الخلق - لا مطلقاً ؛ بل في عالم المادّة والهيولى - كذلك . هل هذا إلاّ التشبيه الذي وردت الأخبار الصحيحة(1) من أهل بيت العصمة والطهارة ، صلوات اللّه عليهم ، بل الكتاب العزيز ، على نفيه؟(2) وفررت منه حتّى وقعت في ما وقعت من نفي الصفات التي قال اللّه تعالى في حقّها :
(وَللّه ِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(3) .
ص: 23
وقال تعالى شأنه : (قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(1) .
وهل زعمت أنّ من قال من الحكماء العظام والأولياء الكرام - رضوان اللّه عليهم - بعينيّة الصفات للذات المقدّسة (2)، أنّها بما ذكرت عينها؟(3) وهل المراد إلاّ أنّ الوجود الحقيقي بأحديّة جمعه يصلح فيه المتغائرات ويجمع فيه الكثرات بالهويّة الوحدانيّة الجمعيّة المنزّهة عن شائبة الكثرة؟ فنطق لسان الحكماء المتألّهين لإفادة ذلك الأمر العظيم الذي كان العلم به من أجلّ المعارف الإلهيّة بأنّ بسيط الحقيقة كلّ الأشياء بالوحدة الجمعيّة الإلهيّة(4) . وقالت العرفاء الكاملون : إنّ الذات الأحديّة تجلّى بالفيض الأقدس ؛ أي الخليفة الكبرى ، في الحضرة الواحديّة ، وظهر في كسوة الصفات والأسماء(5) ؛ وليس بين الظاهر والمظهر اختلاف إلاّ بالاعتبار .
هذا ؛ وليس هاهنا موضع البحث عن هذه الحقائق ؛ فإنّ هذه الرسالة
ص: 24
موضوعة لبيان غيرها ؛ فلنرجع إلى المقصود .
اعلم ، أيّها الخليل الروحاني ، وفّقك اللّه لمرضاته وجعلك وإيّانا من أصحاب
شهود أسمائه وصفاته ، أنّ هذه الخلافة من أعظم شؤونات الإلهيّة وأكرم مقامات الربوبيّة ، باب أبواب الظهور والوجود ومفتاح مفاتيح الغيب والشهود ؛ وهي مقام «العندية» التي فيها مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو . بها ظهرت الأسماء بعد بطونها وبرزت الصفات غبّ كمونها . وهذه هي الحجاب الأعظم الذي يعدم عنده كلّ صغير وكبير ، ويستهلك لدى حضرته كلّ غنيّ وفقير . وهذه الفضاء اللايتناهى الذي فوق العرش الذي لا خلأ فيه ولا ملأ . وهذه سبحات وجهه التي لو كشفت الحجب النورانيّة والظلمانيّة ، لأحرقت ما انتهى إليه بصره(1) . فسبحان ما أعظم قدره وأجلّ شأنه وأكرم وجهه وأرفع سلطانه . سبّوح قدّوس ، ربّ السموات الأسمائيّة والأراضي الخلقيّة .
فيا عجباً من خفّاش يريد أن يمدح شمس الشموس الطالعة! وحرباء يصف البيضاء القاهرة الساطعة! فما أعجز القلم والبيان وأكلّ القلب واللسان! (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى)(2) ، فكيف بمبدأ الكلمات ومصدر الآيات! فإنّ أبحر الوجود وأقلام عالم الغيب والشهود تعجز عن وصف تجلّ من تجلّياته ؛ بهر برهانه وعظم سلطانه .
ص: 25
هذه الخلافة هي روح الخلافة المحمّديّة (ص) ، وربّها وأصلها ومبدؤها ؛ منها
بدأ أصل الخلافة في العوالم كلّها ؛ بل أصل الخلافة والخليفة والمستخلف إليه . وهذه ظهرت ، تمام الظهور ، في حضرة اسم «اللّه» الأعظم ، ربّ الحقيقة المطلقة المحمّديّة (ص) ، أصل الحقائق الكلّية الإلهيّة ، فهي أصل الخلافة ، والخلافة ظهورها ؛ بل هي الظاهرة في هذه الحضرة ، لاتّحاد الظاهر والمظهر ؛ كما أشار إليه في الوحي الإلهي ، إشارة لطيفة ، بقوله تعالى : (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْر)(1) . وقال شيخنا واُستاذنا في المعارف الإلهيّة ، العارف الكامل ، الميرزا محمّد علي الشاه آبادي الأصفهاني - أدام اللّه أيّام بركاته - في أوّل مجلس تشرّفت بحضوره وسألته عن كيفيّة الوحي الإلهي ، في ضمن بياناته إنّ «هاء» في قوله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) إشارة إلى الحقيقة الغيبيّة النازلة في [ال]بنية المحمّديّة التي هي حقيقة «ليلة القدر» .
ولعلّك بعد المصابيح الماضية المستنيرة بالأنوار الإلهيّة المنوّرة لقلبك والنَفثَة الروحيّة النافخة في روعك ، عرفت كيفيّة ارتباط هذه الخليفة الكبرى بالأسماء الحسنى والصفات العليا ؛ وأنّ ارتباطها بها ارتباط افتقار ووجود ، كما أنّ ارتباط هذه بها ارتباط تجلّ وظهور ؛ فإنّ الحقيقة الغيبيّة الإطلاقيّة لا ظهور لها بحسب
ص: 26
حقيقتها ، فلا بدّ لظهورها من مرآة يتجلّى فيها عكسها . فالتعيّنات الصفاتيّة والأسمائيّة مرائي انعكاس ذلك النور العظيم ومحلّ ظهوره .
كما أنّ الصور المنعكسة في المرائي الحسّيّة تتشكّل بشكلها من الاستدارة والاستقامة ، وتتلوّن بلونها من الحمرة والصفرة وغيرهما ، وبحسب كدورتها وصفائها تختلف الصورة اختلافاً بيّناً ، مع أنّ تلك الاختلافات لم تكن في ذي الصورة ، وتكون بحسب اختلاف استعدادات المرائي ، كذلك وجه الحضرة الغيبيّة والهويّة العمائيّة المنعكسة في المرائي الأسمائيّة والصفاتيّة مع عدم تعيّنها بنفس
ذاتها لعدم ظهورها بذاتها ؛ تتعيّن بتعيّنات الأسماء والصفات ، وتتلوّن بلونها ، وتتجلّى فيها بمقدار صفائها ، وتظهر فيها حسب استعداداتها ؛ فتكون مع «الرحيم» رحيماً ، ومع «الرحمن» رحماناً ، ومع «القهّار» قهّاراً ، ومع «اللطيف» لطيفاً ، إلى غير ذلك من الجلال والجمال .
إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة في الحضرة الواحديّة ، مع كونها مظهراً لهذه الحقيقة الغيبيّة والخليفة الإلهيّة ومظهرة إيّاها ، حجب نوريّة عن حقيقتها ، كلٌّ حسب درجتها ؛ فهي دائماً محتجبة في الأسماء والصفات ، مختفية تحت أستارها ؛ فهي مشهودة بعين شهودها ، ظاهرة بعين ظهورها ، مع اختفائها فيها وبها ، لكون المطلق باطن المقيّد ومحجوباً به ؛ كما أنّ النور الحسّي مع كونه
ص: 27
مظهراً للسطوح ، غير مشاهد بحقيقتها ونفسها ؛ وكما أنّ المرآة مع كونها مظهرة للصور المنعكسة فيها ، محجوبة بها ؛ فالصورة المرآتيّة مع كونها ظهور المرآة ، مختفية فيها المرآة ؛ وهي غير ظاهرة في موضع انعكاسها ، مع كون الصورة هي المرآة الظاهرة بتلك الصورة . فالحقيقة الغيبيّة أيضاً مع كونها ظاهرة بنفس ظهور الأسماء ، مختفية فيها وبها، اختفاء المرآة في الصورة . فالأسماء والصفات من الحجب النوريّة التي وردت :
«أنَّ للّه سَبعينَ ألفَ حِجابٍ مِن نُورٍ وظُلمَةٍ»(1) .
وهاهنا أسرار لا رخصة في إظهارها .
وممّا تلونا عليك في المصابيح السالفة تقدر على الحكومة بين العرفاء الكاملين في تحقيق حقيقة «العماء» الوارد فيها الحديث النبوي حين سئل عنه(ص) : «أيْنَ كانَ رَبُّنا قَبلَ أن يخلُقَ الخَلقَ»؟ قال (ص) على ما حكي عنه(ص) : «كانَ في عَماءٍ»(2) .
وقد اختلفت كلمة الأصحاب فيها :
فقيل: هي الحضرة «الأحديّة» ؛ لعدم تعلّق المعرفة بها ؛ فهي في حجاب الجلال(3) .
ص: 28
وقيل: هي «الواحديّة» وحضرة الأسماء والصفات ؛ لأنّ «العماء» هي الغيم الرقيق الحائل بين السماء والأرض ، وهذه الحضرة واسطة بين سماء الأحديّة وأرض الكثرة(1) .
ونحن نقول : يشبه أن يكون حقيقة «العماء» هي حضرة «الفيض الأقدس» والخليفة الكبرى ؛ فإنّها هي الحقيقة التي لايعرفها بمقامها الغيبي أحد ؛ ولها الوساطة بين الحضرة الأحديّة الغيبيّة والهويّة الغير الظاهرة وحضرة الواحديّة التي تقع فيها الكثرة كم شئت .
وإنّما لم نحمل على الحقيقة الغيبيّة ؛ لأنّ السؤال عن «الربّ» وهذه الحقيقة غير موصوفة بصفة ؛ كما عرفت فيما مرّ عليك . ولا على الحضرة الواحديّة ؛ لأنّها مقام اعتبار الكثرة العلميّة .
قال المحقّق القونوي في «مفتاح الغيب» :
«العماء» الذي ذكره النبي(ص) مقام التنزّل الربّاني ، ومنبعث الجود الذاتي الرحماني من غيب الهويّة وحجاب عزّة الإنّيّة . وفي هذا «العماء» يتعيّن مرتبة النكاح الأوّل الغيبي الأزلي ، الفاتح لحضرات الأسماء الإلهيّة بالتوجّهات الذاتيّة الأزليّة(2) ، انتهى .
وهو وإن كان منظوراً فيه من بعض الجهات ، إلاّ أنّه لايخلو من تأييد لما ذكرنا .
ص: 29
إذا تمّ ظهور عالم الأسماء والصفات ووقعت الكثرة الأسمائيّة - كم شئت - بظهور الفيض الأقدس في كسوتها ، فتحت أبواب صور الأسماء الإلهيّة ، حضرة الأعيان الثابتة في النشأة العلميّة ، واللوازم الأسمائيّة في الحضرة الواحديّة ؛ فتعيّن كلّ صفة بصورة ، واقتضى كلّ اسم لازماً ، حسب مقام ذاته ، من اللطف والقهر والجلال والجمال والبساطة والتركيب والأوّليّة والآخريّة والظاهريّة والباطنيّة .
أوّل اسم اقتضى ذلك ، هو الاسم «اللّه» الأعظم ، ربّ العين الثابتة المحمّديّة(ص) ، حضرة الجامعة للحقائق(1) الأسمائيّة ؛ فظهرت بصورة العين الثابتة المحمّديّة(ص) في النشأة العلميّة ؛ فحصل الارتباط ؛ أي ارتباط الظاهر والمظهر والروح والقالب والبطون والظهور ، فالعين الثابت للإنسان الكامل أوّل ظهور في نشأة الأعيان الثابتة ومفتاح مفاتيح سائر الخزائن الإلهيّة والكنوز المختفية الربّانيّة بواسطة الحبّ الذاتي في الحضرة الاُلوهيّة .
ظهور سائر اللوازم الأسمائيّة في الحضرة الأعيان بتوسّط العين الثابتة الإنسانيّة ؛ كما أنّ ظهور أربابها في الحضرة الأسمائيّة بتوسّط ربّها ؛ أي الاسم
ص: 30
«اللّه» الأعظم . فلهذه العين أيضاً خلافة على جميع الأعيان ، ولها النفوذ على مراتبها والنزول في مقاماتها . فهي الظاهرة في صورها والسائرة في حقائقها والنازلة في منازلها . وظهور الأعيان بتبع ظهورها ، كلٌّ حسب مقامها بالمحيطيّة والمحاطيّة والأوّليّة والآخريّة ، حسب ما يعرفه أرباب الشهود والمعارف ، ويعجز عن عدّها الكتب والصحائف .
هذه الحضرة هي حضرة القضاء الإلهي والقدَر الربوبي؛ وفيها يختصّ كلّ صاحب مقام بمقامه ويقدّر كلّ استعداد وقبول بواسطة الوجهة الخاصّة التي للفيض الأقدس مع حضرة الأعيان ؛ فظهور الأعيان في الحضرة العلميّة تقدير الظهور العيني في النشأة الخارجيّة؛ والظهور في العين حسب حصول أوقاتها وشرائطها.
فالآن لك أن تعرف ، بإذن اللّه وحسن توفيقه ، حقيقة الحديث الوارد في جامع «الكافى» من طريق شيخ المحدّثين ، ثقة الإسلام ، محمّد بن يعقوب الكليني - رضوان اللّه عليه - في باب «البداء» ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه - عليه السلام - قال :
«إنَّ للّه عِلْمَينِ : عِلمٌ مكنونٌ مَخزونٌ لايَعلَمُهُ إلاّ هُوَ ؛ مِن ذِلكَ يكُونُ البَداءُ . وَعِلمٌ عَلَّمَهُ مَلائكَتَهُ ورُسُلَهُ وأنبياءَهُ فَنَحنُ نَعلَمُهُ»(1) . صدق وليّ اللّه .
ص: 31
فإنّ منشأ «البداء» هي حضرة الأعيان التي لايعلمها إلاّ هو ، والاطّلاع على العين الثابتة الذي يتّفق لبعض الأولياء ، كالإنسان الكامل ، يعدّ من العلم الربوبي ، دون علم الأنبياء والرسل ؛ كما ورد في العلم الغيبي أنّه يعلم الغيب : (مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)(1) وقال أبو جعفر - عليه السلام - : «وَاللّه ِ ، مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضَاه»(2) .
و«البداء» بحسب النشأة العينيّة وإن كانت في الملكوت - كما هو المحقّق لدى الحكماء المحقّقين(3) - إلاّ أنّ منشأه هي الحضرة العلميّة . فما وقع من بعض المحقّقين ، من شرّاح «الكافى»(4) ، من أنّ البداء ليس منشأه من عنده ، بل ولا من عند الخلق الأوّل ؛ بل إنّما ينشأ في الخلق الثاني ، بزعم لزوم الجهل على العالم على الإطلاق ، من ضيق الخناق . نعم ، لا مضايقة لكون ظهور البداء بالمعنى الذي ذكروا في الخلق الثاني ؛ ولكنّ المنشأ الذي منه نشأ البداء هو ما عرفت .
ومن تلك العلوم التي تنكشف على قلبك بالاطّلاع على المصابيح الماضية يظهر سرّ من أسرار «القَدَر» ؛ فإنّ القوم قد يقولون فيه أقوالاً لا ترضى ، ويذهب كلٌّ من مذهب لايرتضى . وقد ورد عن أهل بيت العصمة خلاف ما توهّموا ، ونقضت أحاديث المعصومين - عليهم السلام - ما غزلوا . كما في كتاب
ص: 32
«التوحيد»(1) لشيخنا ، صدوق الطائفة - رضوان اللّه عليه - عن الأصبغ [بن] نُباتة ، قال قال أميرالمؤمنين ، علیه السلام ، في القدر :
«ألا ، إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مِن سرِّ اللّه [وسِترٌ مِن سِترِاللّه]، وَحِرزٌ مِن حِرزِ اللّه ، مَرفوعٌ فى حِجابِ اللّه ، مَطوِىٌّ عَن خَلقِ اللّه ، مَختُومٌ بِخاتَمِ اللّه ، سابِقٌ في عِلمِ اللّه ، وَضَعَ اللّه العِبادَ عَن علمِهِ ، وَرَفَعَهُ فَوقَ شَهاداتِهِم وَمَبلَغَ عُقُولِهِم ؛ لِأنَّهُم لا يَنالُونَه بِحَقيقَةِ الرَبّانيَّةِ ، وَلا بِقُدرَةِ الصَمَدانيَّةِ ؛ وَلا بِعَظَمَةِ النُورانيَّةِ ، وَلا بِعِزَّةِ الوَحدانيّةِ ؛ لأنَّهُ بَحرٌ زاخِرٌ خالِصٌ للّه تَعالى ، عُمقُهُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأرضِ ، عَرضُه ما بَينَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ، أسوَدُ كَالّلَيلِ
الدّامِسِ ، كَثيرُ الحَيَّاتِ وَالحِيتانِ ، يَعلُو مَرّةً وَيَسفُلُ اُخرى ، في قَعرِهِ شَمسٌ تُضييء ، لايَنبَغي أن يَطَّلِعَ إلَيهَا إلاّ اللّه الواحدُ الفَردُ ، فَمَن تَطَلَّعَ إلَيها ، فَقَد ضادَّ اللّه ، عَزَّ وَجَلَّ ، في حُكْمِهِ ، وَنازَعَهُ في سُلطانِهِ ، وَكَشَفَ عَن سِترِهِ وَسِرِّهِ ، و(بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّه ، وَمَأويهُ جَهَنَّمُ وَبِئس المَصيرُ)(2) . صدق وليّ اللّه .
ولعمر الحبيب ، إنّ في هذا الحديث الذي صدر من مصدر العلم والمعرفة أسراراً لا يبلغ عشراً من أعشارها عقول أصحاب العرفان ، فضلاً عن أنظارنا
ص: 33
القاصرة وأفكارنا الفاترة! ومع ذلك شاهد عدل على صدق مقالتنا ، و كفى به شهيداً ؛ ودليل متقن على كثير ممّا تلونا عليك وسنتلو من ذي قبل ، إن شاء اللّه ؛ وكفى به دليلاً . فاعتبر بعين البصيرة .
ولقد خرجنا عن طور الرسالة ، لكن كلام الحبيب جرّ كلامنا ؛ فليعذرني الإخوان . فلنرجع إلى المقصود .
اعلم ، أنّ النسبة بين العين الثابتة للإنسان الكامل وبين سائر الأعيان في الحضرة الأعيان ، كالنسبة بين الاسم «اللّه» الأعظم في الحضرة الواحديّة وسائر الأسماء في كلتا جهتيه ؛ أعني جهة غيبه ، المعبّر عنها ب «الفيض الأقدس» ؛ وجهة ظهوره ، المعبّر عنها ب «الاسم اللّه الأعظم» ، ومقام «الاُلوهيّة» وحضرة «الواحديّة» ، و«الجمع» . فكما أنّه بجهة غيبه لايظهر في مرآة ولا يتعيّن بتعيّن ، وبحهته الاُخرى تظهر في جميع المراتب الأسمائيّة وينعكس شعاع نوره في مرائيها ، وظهور سائر الأسماء تبع ظهوره ، كذلك العين الثابت للإنسان الكامل بجهته الجمعيّة الإجماليّة المنتسبة إلى حضرة الجمعيّة لايظهر في صور الأعيان . فهو بهذه الجهة غيب ؛ وبجهته الاُخرى ظاهر في صور الأعيان ، في كلٍّ بحسب استعداده ومقامه وصفاء مرآته وكدورته .
قال القيصري في مقدّمات «شرح فصوص الحكم» :
الماهيّات هي الصور الكلّية الأسمائيّة المتعيّنة في الحضرة العلميّة ،
ص: 34
تعيّناً أوّليّاً . وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهيّة بالفيض الأقدس والتجلّي الأوّل ، بواسطة الحبّ الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو ظهورها وكمالها ؛ فإنّ الفيض الإلهي ينقسم إلى الفيض «الأقدس» و«المقدّس» . وبالأوّل يحصل الأعيان الثابتة واستعداداتها الأصليّة في العلم . وبالثاني يحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . وإليه أشار الشيخ بقوله : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس»(1)، انتهى .
قد عرفت في المصابيح السالفة أنّ التجلّي الأوّل بالفيض الأقدس هو الظهور بالاسم «اللّه» الأعظم في الحضرة الواحديّة قبل أن يكون للأعيان عين وأثر .
وأمّا الأعيان الثابتة فتحصل بالتجلّي الثاني للفيض الأقدس ؛ وهو التجلّي بالاُلوهيّة في الحضرة العلميّة . ومفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو في تلك المرتبة ، هي الأسماء والصفات التي هي حاصلة للحضرة «العنديّة» .
فالفيض الأقدس لا يتجلّى بلا توسّط في حضرة الأعيان ؛ بل بتوسّط الاسم «اللّه» ؛ وإن كان متّحداً معه ، إلاّ أنّ الجهات لابدّ وأن تنظر ؛ كما صحّ عن أولياء
الحكمة : لولا الحيثيّات لبطلت الحكمة(2) .
ص: 35
وأمّا قول الشيخ : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس» [ف]باعتبار أنّ الكلّ منه ؛ لا أنّ الأعيان تحصل بتجلّيه الاُولى . هذا ؛ وإن كان لكلام هذا الشارح
أيضاً وجه صحّة(1) .
عين الثابت للإنسان الكامل خليفة اللّه الأعظم في الظهور بمرتبة الجامعيّة ، وإظهار الصور الأسمائيّة في النشأة العلميّة ؛ فإنّ الاسم الأعظم لاستجماعه الجلال والجمال والظهور والبطون لايمكن أن يتجلّى بمقامه الجمعي لعين من الأعيان ، لضيق المرآة وكدورتها وسعة وجه المرئيّ وصفائها ؛ فلابدّ من مرآة تناسب وجه المرئيّ ويمكن أن ينعكس نوره فيها حتّى يظهر عالم القضاء الإلهي . ولو لا العين الثابت الإنساني ، لما يظهر عين من الأعيان الثابتة ؛ ولولا ظهوره ، لما ظهر عين من الأعيان الخارجيّة ، ولا ينفتح أبواب الرحمة الإلهيّة . فبالعين الثابتة الإنسانيّة اتّصل الأوّل بالآخر ، وارتبط الآخر بالأوّل ؛ فهي مع كلّ
الأعيان ، معيّة قيّوميّة .
إيّاك ، ثمّ إيّاك ، واللّه حفيظك في اُوليك واُخراك ، أن تتّبع ما تشابه من كلمات
ص: 36
العرفاء السالكين وبيانات الأولياء الكاملين ، فتظنّ أنّ في الحضرة الأعيان والأسماء تكثّراً أو تغيّراً أو تميّزاً أو مرآة ومرئيّاً أو وجود شيء من الأشياء أو
حصول حقيقة من الحقائق أو خبراً من عين من الأعيان أو أثراً من اسم من الأسماء على النحو الذي في الممكن تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً ؛ فإنّ اتّباع
المتشابهات من كلماتهم من غير التجسّس لمغزى مرامهم والتفتيش البالغ لحقيقة مقاصدهم عند وليّ مرشد يرشدك إليها، يوجب الخروج عن طور التوحيد الذي هو قرّة أعين أهل المعرفة والأولياء ، والإلحاد بأسماء اللّه التي هي كعبة قلوب السالكين والعرفاء .
فالآن وجب عليّ بحكم الاُخوّة الإيمانيّة أن نشير إجمالاً إلى مرامهم .
فاعلم ، أنّ الذات الإلهيّة لمّا كانت تامّة فوق التمام ، بسيطة فوق البساطة ، فهي كلّ الأشياء بوجه بسيط إجماليّ ، منزّه عن قاطبة الكثرات الخارجيّة والخياليّة والوهميّة والعقليّة ؛ فهي كلّ الأشياء وليس بشيء منها . وهذه قاعدة ثابتة في مسفورات أصحاب الحكمة المتعالية(1) ؛ مبرهنة في الفلسفة الإلهيّة ؛ مكشوفة ذوقاً عند أصحاب القلوب وأرباب المعرفة(2) ؛ مسدّدة بالآيات القرآنيّة ؛ مؤيّدة بالأحاديث المرويّة .
ص: 37
فالعرفاء الكمّل لمّا شهدوا ذلك ذوقاً ووجدوا شهوداً ، وضعوا لما شهدوا اصطلاحات وصنعوا لما وجدوا عبارات ، لجلب قلوب المتعلّمين إلى عالم الذكر الحكيم ، وتنبيه الغافلين وتيقيظ الراقدين ، لكمال رأفتهم بهم ورحمتهم عليهم ؛ وإلاّ فالمشاهدات العرفانيّة والذوقيّات الوجدانيّة غير ممكن الإظهار بالحقيقة ؛ والاصطلاحات والألفاظ والعبارات للمتعلّمين طريق الصواب ، وللكاملين حجاب في حجاب .
واُوصيك ، أيّها الأخ الأعزّ ، أن لا تسوء الظنّ بهؤلاء العرفاء والحكماء الذين كثير منهم من خلّص شيعة عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين - عليهم السلام - وسلاّك طريقتهم والمتمسّكين بولايتهم . وإيّاك أن تقول عليهم قولاً منكراً ، أو تسمع إلى ما قيل في حقّهم ، فتقع فيما تقع .
ولا يمكن الاطّلاع على حقيقة مقاصدهم بمجرّد مطالعة كتبهم من غير الرجوع إلى أهل اصطلاحهم ؛ فإنّ لكلّ قوم لساناً ولكلّ طريقة تبياناً . ولولا مخافة التطويل والخروج عن المنظور الأصيل ، لذكرت من أقوالهم ما يحصل لك اليقين على ما ادّعيناه والاطمينان بما تلوناه ؛ لكنّ الإطالة خروج عن طور الرسالة . فلنعد إلى المقصود الذي كنّا فيه .
هذه الخلافة التي سمعت مقامها وقدرها ومنزلها ، هي حقيقة «الولاية» ؛ فإنّ الولاية هي القرب ، أو المحبوبيّة ، أو التصرّف ، أو الربوبيّة ، أو النيابة . وكلّها حقّ هذه الحقيقة ، وسائر المراتب ظلّ وفيء لها ، وهي ربّ الولاية العلويّة(ع) التي
ص: 38
هي متّحدة مع حقيقة الخلافة المحمّديّة (ص) في النشأة الأمر والخلق ؛ كما سيأتي بيانها ، إن شاء اللّه .
حقيقة الخلافة والولاية بمقامهما الغيبيّة التي لا يتعيّن بتعيّن ولايتّصف بصفة ولايظهر في مرآة ، لايكون لهما هيئة روحانيّة أصلاً . وأمّا بمقام ظهورهما في صور الأسماء والصفات وانعكاس نورهما في مرائي التعيّنات ، هما على هيئة كرات محيطة بعضها على بعض .
ولكنّ الأمر في الكرات الإلهيّة والروحانيّة على عكس الكرات الحسّيّة ؛ فإنّ الكرات الحسّيّة قد أحاط محيطها على مركزها ، وفي الكرات الإلهيّة والروحانيّة أحاط مركزها على محيطها ؛ بل المحيط فيها عين المركز باعتبار . والفرق بين الكرات الإلهيّة والروحانيّة أنّ الاُولى كانت مُصمَتَة ؛ والثانية مجوّفة بالتجويف
الإمكاني . ومع كون الكرات الإلهيّة مصمتة ، كانت إحاطتها بالكرات المحاطة الإلهيّة والنازلة الروحانيّة أتمّ .
لا تتوهّمن أنّ الإحاطة في تلك الكرات كالإحاطة في الكرات الحسّيّة من كون بعضها في جوف بعض وتماسّ سطوح بعضها بسطوح بعض؛ فإنّ ذلك توهّم فاسد وظنّ باطل ، فاخرج عن هذا السجن واترك دار الحسّ والوهم ؛ وارق إلى عالم الروحانيّات ؛ وابعث نفسك عن هذه القبور الهالك سكّانها ، الظالم أهلها :
ص: 39
«تو را ز كنگرۀ عرش مى زنند صفير
ندانمت كه در اين دامگه چه افتادست»(1)
قد وقع في كلام معلّم الصناعة ، الحكيم أرسطاطاليس ، أنّ الحقائق البسيطة على هيئة استدارة حقيقيّة(2) . وبرهن عليه العارف الجليل ، قاضي سعيد القمّي - رضوان اللّه عليه - قال في «البوارق الملكوتية» :
الحقائق البسيطة ، سواء كانت عقلية أو غيرها ، تقتضي بذاتها لاستدارة حقيقته ، على حسب سعة الدرجة وضيقها ؛ وكلٌّ يعمل على شاكلتها . وذلك لأنّ نسبتها إلى ما دونها ممّا في حيطتها لا يختلف بجهة دون جهة ؛ فلو كان غير مستديرة ، لاختلف النسبة ، هذا خلف لايمكن(3) ، انتهى .
و هذا مرقاة لفهم حقائق الأسماء الإلهيّة ، وإن كان الفرق بينهما ثابتاً ؛ كما أشرنا إليه .
هذا الذي أشرنا إليه اُنموذج لأرباب الأسرار. وإيّاك وأن تهتك سترها عند الأغيار.
إنّ النبوّة الحقيقيّة المطلقة ، هي إظهار ما في غيب الغيوب في الحضرة الواحديّة حسب استعدادات المظاهر بحسب التعليم الحقيقي والإنباء الذاتي ،
ص: 40
فالنبوّة مقام ظهور الخلافة والولاية ؛ وهما مقام بطونها .
إنّ الإنباء والتعليم بحسب نشآت الوجود ومقامات الغيب والشهود مختلف المراتب ؛ فإنّ لكلّ قوم لساناً ، وما أرسل رسول إلاّ بلسان قومه . فلهما مراتب شتّى تجمعها حقيقة الإنباء والتعليم .
فمرتبة منهما ما وقع لأصحاب سجن الطبيعة وأرباب القبور المظلمة في عالم الطبيعة .
ومرتبة منهما ما وقع لأهل السرّ من الروحانيّين والملائكة المقرّبين ، كما سيأتي - إن شاء اللّه - ذكرها . وفي الرواية : «سَبَّحنا ، فَسَبَّحَتِ الملائِكةُ ؛ هَلَّلنا ، فهلَّلَتِ الملائِكةُ»(1) . إلى غير ذلك من فقرات الرواية الآتي ذكرها(2) - إن شاء اللّه - في «المشكاة الثانية» . ومن ذلك تعليم أبينا ، آدم ، عليه السلام .
ومرتبة منهما ما وقع للحقيقة الإطلاقيّة من حضرة الاسم الأعظم ، ربّ الإنسان الكامل .
ومرتبة منهما ما وقع للأعيان الثابتة من حضرة العين الثابت المحمّدي(ص) .
ومرتبة عالية منهما ما وقع لحضرة الأسماء في مقام الواحديّة والنشأة العلميّة الجمعيّة من حضرة الاسم «اللّه» الأعظم بمقامه الظهوري . وفوق ذلك لايكون إنباء وظهور ، بل بطون وكمون .
ص: 41
هل بلغك من تضاعيف إشارات الأولياء - عليهم السلام - وكلمات العرفاء(1) - رضي اللّه عنهم - أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني وحقائقها؟ وهل تدبّرت في ذلك؟ ولعمري ، أنّ التدبّر فيه من مصاديق قوله (ع) : «تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً» (2). فإنّه مفتاح مفاتيح المعرفة وأصل اُصول فهم الأسرار القرآنّية . ومن ثمرات ذلك التدبّر كشف حقيقة الإنباء والتعليم في النشآت والعوالم . فإنّ التعاليم والإنباآت في عالم الروحانيّات وعالم الأسماء والصفات غير ما هو مشاهد عندنا ، أصحاب السجون والقيود وجهنام الطبيعة وأهل الحجاب عن أسرار الوجود .
فأخرج نفسك أيّها الكاتب الغير المجاهد والمطرود والملعون المعاند عن هذا السجن المظلم ؛ وابعثها عن ذاك القبر الموحش ؛ وقل : اللّهمّ ، يا باعث من في القبور ، ويا ناشر يوم النشور ، ابعث قلوبنا عن هذه القبور الداثرة ، وارحل راحلتنا عن تلك القرية الظالمة ، لنشاهد من أنوار معرفتك ، وتسمع قلوبنا أنباء نبيّك في النشأة القلبيّة ، لئلاّ يكون حظّنا من نبوّته (ص) فقط حفظ دمائنا وأموالنا بإجراء الكلمة على اللسان ، ولا من أحكامه الإجزاء الفقهي والوفاق الصوري ، ولا من كتابه جودة القراءة وتعلّم تجويده ، فنكون ممّن قال تعالى
ص: 42
فيهم : (وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)(1) وقال تعالى : )فِى قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ((2) وقال تعالى : (.. .يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ .. .)(3) الآيه .
هل قرأت كتاب نفسك وتدبّرت في تلك الآية العظيمة التي جعل اللّه مرقاة لمعرفته ومعرفة أسمائه وصفاته؟ فانظر ماذا ترى من إنباء حقيقتك الغيبيّة في عقلك البسيط بالحضور البسيط الإجمالي ، وفي عقلك التفصيلي بالحضور التفصيلي ، وفي ملكوت نفسك بالتجلّي المثالي والملكوتي ، ثمّ يتنزّل الأمر بتوسّط الملائكة الأرضيّة إلى عالم الملك . وإن شئت قلت : بظهور جبروتك(4) في الملكوت ، والملكوت في الملك ، فتظهر بالصوت واللفظ في النشأة الظاهرة
ص: 43
الملكيّة . هل الإنباء والإظهار في تلك النشآت والمراحل وهذه العوالم والمنازل
بنهج واحد وطريق فارد؟
وبعد تلك القراءة وذاك التدبّر ، فارق إلى مشاهدة أهل العرفان ومنزل أصحاب الإيمان من عرفان حقيقة الإنباء التي في عالم الأسماء التي كانت كلامنا هاهنا فيها .
فاعلم ، أنّ الإنباء في تلك الحضرة هو إظهار الحقائق المستكنّة في الهويّة الغيبيّة على المرائي المصيقلة المستعدّة ، لانعكاس الوجه الغيبي فيها حسب استعداداتها النازلة من حضرة الغيب بهذا الفيض الأقدس .
فالاسم «اللّه» الأعظم ؛ أي مقام ظهور حضرة الفيض الأقدس والخليفة الكبرى والوليّ المطلق ، هو النبيّ المطلق المتكلّم، على الأسماء والصفات بمقام تكلّمه الذاتي في الحضرة الواحديّة ، وإن لم يطلق عليه اسم «النبيّ»(1) ولا يجري
ص: 44
على اللّه تعالى اسم غير الأسماء التي وردت في لسان الشريعة ؛ فإنّ أسماء اللّه
توقيفيّة .
إنّ كلاًّ من الأسماء الإلهيّة في الحضرة الواحديّة يقتضي إظهار كماله الذاتي المستكنّ فيه وفي مسمّاه على الإطلاق ؛ أي ، وإن حجبت اقتضاآت سائر الأسماء تحت ظهوره ؛ فالجمال يقتضي ظهور الجمال المطلق ، والحكم على الجلال واختفاءه فيه . والجلال يقتضي بطون الجمال تحت قهره . وكذا سائر الأسماء الإلهيّة .
والحكم الإلهي يقتضي العدل بينهما ، وظهور كلّ واحد حسب اقتضاء العدل ؛ فتجلّى الاسم «اللّه» الأعظم الحاكم المطلق على الأسماء ، كلّها ، باسمي «الحكم العدل» . فحكم بالعدل بينها . فعدل الأمر الإلهى وجرت سنّة اللّه التي لاتبديل لها
و تمّ الأمر وقضى وأمضى . وهذا هو الحكم العدل ؛ وذاك هو الاختصام في الملأ الأعلى الذي جرى في لسان بعض العرفاء(1) ؛ وسيأتي(2) ، إن شاء اللّه ، ذكره في مقامه .
ص: 45
فقد ظهر لك أنّ شأن النبيّ(ص) في كلّ نشأة من النشآت وعالم من العوالم حفظ الحدود الإلهيّة والمنع عن الخروج عن حدّ الاعتدال والزجر عن مقتضى الطبيعة ، أي إطلاقها ، لا على الإطلاق . فإنّ المنع على الإطلاق خروج عن طور الحكمة وقسر في الطبيعة ، وخلاف العدل في القضيّة ؛ وهو خلاف النظام الأتمّ والسنّة الجارية .
فالنبيّ (ص) هو الظاهر باسمي «الحكم العدل» لمنع إطلاق الطبيعة ، والدعوة إلى العدل في القضيّة . وخليفته مظهره ومظهر صفاته . وهذا أحد معاني قوله(ع) في حديث «الكافي»(1) و«التوحيد»(2) : «واُولي الأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ» أي اعرفوهم بكذا . إلاّ أنّ في «الكافي» : «بالأمر بالمعروف» .
وليس هاهنا مقام تحقيق معنى الحديث . وقد أشبعت الكلام المشايخ العظام ، رضوان اللّه عليهم ، فيه(3) بما لا مزيد عليه (4). ولنا فيه التحقيق
ص: 46
الرشيق(1) ؛ ولعلّ بعضه يستفاد ممّا مرّ عليك من المصابيح النوريّة .
قال كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني في مقدّمات شرحه(2) على قصيدة ابن فارض ما هذا لفظه :
«النبوّة» بمعنى الإنباء ؛ و«النبيّ» هو المنبئ عن ذات اللّه وصفاته وأسمائه وأحكامه ومراداته . والإنباء الحقيقي الذاتي الأوّلي ليس إلاّ للروح الأعظم الذي بعثه اللّه تعالى إلى النفس الكلّية أوّلاً ، ثمّ إلى النفوس الجزئيّة ثانياً ، لينبئهم بلسانه العقلي عن الذات الأحديّة والصفات الأزليّة والأسماء الإلهيّة والأحكام القديمة والمرادات الحسّيّة(3) ، انتهى كلامه .
ص: 47
هذا غاية بلوغهم في حقيقة النبوّة ؛ بل الخلافة والولاية أيضاً . كما يظهر بالمراجعة إلى مسفوراتهم والمداقّة لمسطوراتهم . وأنت بحمداللّه وحسن توفيقه بعد استنارة قلبك بالمصابيح النوريّة واستضاءة سرّك بالحقائق الإيمانيّة ، تجلّى حقيقة الخلافة ورفيقها لطور قلبك ، فصرت مغشيّاً عليه بالغشوة الغيبيّة الروحانيّة ، فاُحييت بالحياة السرمديّة الأبديّة ، فلك أن تقول لهذا العارف الجليل وأمثاله : أيّها السالك طريق المعرفة ، إنّ النبوّة التي وصفتها بأنّها الحقيقي الذاتي الأوّلي ظلّ النبوّة التي في الحضرة الأعيان التي هي ظلّ النبوّة الحقّة الحقيقيّة في الحضرة الواحديّة ، أي حضرة الاسم «اللّه» الأعظم المبعوث على الأسماء في النشأة الواحديّة المنبئ عن الحضرة الأحديّة الغيبيّة بلسانه الإلهى والتكلّم الذاتي ؛ ونبوّة نبيّنا - صلّى اللّه عليه وآله - بحسب الباطن مظهرها ؛ وبنشأتها الظاهرة مظهر بطون نبوّته . كما سيأتى - إن شاء اللّه - بيانها .
وأمّا قوله : لينبئهم بلسانه العقلي عن الذات الأحديّة . . . إلى آخره ، فمجمل المراد، يمكن تطبيقه على التحقيق الحقّ الذي قد أشرنا سابقاً إليه في حجاب الرمز . وهو ارتباط غيب الهويّة مع كلّ شيء بالوجهة الخاصّة من دون وساطة . وبقاؤه تحت الأستار أولى ، وترك التكلّم في تلك الحقائق أسنى . فلنغمض العين عنه ، ونشرع في الطور الآخر ، بتوفيق اللّه تعالى وحسن تأييده .
ص: 48
فيما يلقى إليك من بعض أسرار الخلافة والولاية والنبوّة في النشأة العينيّة وعالمي «الأمر» و«الخلق» ، رمزاً من وراء الحجاب بلسان أهل القلوب من أحباب وأرباب السلوك من اُولي الأذواق والألباب .
وفيها أنوار إلهيّة تبزغ من مصابيح غيبيّة ، تشير إلى أسرار ربوبيّة .
ص: 49
ص: 50
قد استنار قلبك من الأنوار الطالعة من «المشكاة» الاُولى أنّ اسم «اللّه» الأعظم هو أحديّة جمع الحقائق الأسمائيّة الجلاليّة والجماليّة واللطفيّة والقهريّة ؛ لا فرق بينه وبين المقام الغيبي والنور الأقرب إلاّ بالظهور والبطون والبروز والكمون . وهو كلّ الأسماء بالوحدة الجمعيّة والبساطة الأحديّة المنزّهة عن الكثرة والمقدّسة عن اعتبار وحيثيّة . كما استضاء روعك بالإشراقات الملكوتيّة أنّ الهويّة الغيبيّة لا تظهر في عالم من العوالم ولا ينعكس نورها في مرآة من المرائي إلاّ من وراء الحجاب .
ص: 51
فاعلم الآن - إن كنت ممّن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(1) - أنّ الذات مع تعيّن من التعيّنات الأسمائيّة منشأ لظهور عالم مناسب لذلك التعيّن ، كتعيّنها باسم «الرحمن» لبسط الوجود ؛ وباسم «الرحيم» لبسط كمال الوجود ؛ وباسم «العليم» لظهور العوالم العقليّة ؛ وباسم «القدير» لبسط عوالم الملكوت . ولأنّ الاسم هو الذات مع التعيّن الذي صار منشأ لظهور عالم من العوالم ، أو حقيقة من الحقائق ، صارت أسماء اللّه توقيفيّة ؛ فإنّ العلم بذلك علم إلهي ، لا يحصل إلاّ لمن
يكون من أصحاب الوحي وأرباب التنزيل .
بل نرجع ونقول : إنّ كلّ فاعل من الفواعل في كلّ عالم من العوالم لا يكون بحسب ذاته بذاته منشأ لأثر من الآثار وظهور في النشآت عند اُولي الأبصار ؛ فإنّ ذاته بذاته في حجاب الصفات وغيب الأسماء والملكات ، لا يظهر إلاّ من وراء الحجاب ؛ وتأثيراته من التعيّنات الأسمائيّة ، لا بذاته . وتحت ذلك سرّ لا طاقة لإظهاره ؛ وبالحريّ أن نضع تحت أستاره .
لمّا تعلّق الحبّ الذاتي بشهود الذات في مرآة الصفات ، أظهر عالم الصفات ؛ وتجلّى بالتجلّي الذاتي في الحضرة الواحديّة في مرآة جامعة أوّلاً ؛ وفي مرائي اُخرى بعدها ، على ترتيب استحقاقاتها وسعة المرآة وضيقها .
ص: 52
وبعد ذلك تعلّق الحبّ برؤيتها في العين ؛ فتجلّى في المرائي الخلقيّة من وراء الحجب الأسمائيّة ، فأظهر العوالم على الترتيب المنظّم ؛ وظهر في المرائي على التنسيق المنسّق في المرآة الأتمّ الأعظم بالاسم الأعظم أوّلاً ؛ وفي المرائي الاُخرى بعدها ، على ترتيبها الوجودي من الملائكة المقرّبين وبُهَم الصافّين إلى أخيرة عوالم الملك والشهود ، نازلاً من الصعود .
أوّل من فلق الصبح الأزل وتجلّى على الآخر بعد الأوّل وخرق أستار الأسرار هو المشيئة المطلقة والظهور الغير المتعيّن التي يعبّر عنها تارة ب «الفيض المقدّس» ، لتقدّسها عن الإمكان ولواحقه والكثرة وتوابعها ؛ واُخرى ب «الوجود المنبسط» ، لانبساطها على هياكل سماوات الأرواح وأراضي الأشباح ؛ وثالثة ب «النَفَس الرحماني» والنفخ الربوبي ؛ وبمقام «الرحمانيّة» و«الرحيميّة» ، وبمقام «القيّوميّة» ، وب «حضرة العماء» وب «الحجاب الأقرب» ، وب «الهيولى الاُولى» ، وب «البرزخيّة الكبرى» ، وبمقام «التدلّي» ، وبمقام «أو أدنى» - وإن كان ذلك المقام عندنا غيرها ، بل ذاك ليس بمقام أصلاً - وبمقام «المحمّديّة» ، و«علويّة علي(ع)» ؛ كلٌّ حسب مقام ومورد ؛ عباراتنا شتّى .. . إلى آخره(1) ، إلى غير ذلك من الاصطلاحات والعبارات والإشارات ، حسب المراتب
والمقامات .
ص: 53
إنّ للمشيئة المطلقة مقامين : مقام اللاتعيّن والوحدة ، لا الظهور بالوحدة ؛ ومقام الكثرة والتعيّن بصورة «الخلق» و«الأمر» .
وهي بمقامها الأوّل مرتبطة بحضرة الغيب ؛ أي ، الفيض الأقدس . ولا ظهور لها بذلك المقام .
وبمقامها الثاني ظهور كلّ الأشياء ؛ بل هي الأشياء كلّها أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
إنّ الحضرة المشيئة لكونها ظهور الحضرة الجمع تجمع كلّ الأسماء والصفات بأحديّة الجمع . وهذه مقام [ال]تجلّي العلمي في نشأة الظهور والعين ؛ فلا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في السماوات والأرضين .
فكلّ مراتب الوجود مقام «العلم» و«القدرة» و«الإرادة» وغيرها من الأسماء والصفات . بل كلّ المراتب من أسماء الحقّ . فهو مع تقدّسه ظاهر في الأشياء كلّها ؛ ومع ظهوره مقدّس عنها جلّها . فالعالم مجلس حضور الحقّ والموجودات حضّار مجلسه .
قال شيخنا العارف الكامل ، الشاه آبادي - أدام اللّه ظلّه الظليل على رؤوس مريديه ومستفيديه - :
ص: 54
«إنّ مخالفة موسى - على نبيّنا وآله وعليه السلام - عن خضر(ع) في الموارد
الثلاثة(1) ، مع عهده بأن لا يسأل عنه ، لحفظ حضور الحقّ ؛ فإنّ المعاصي هتك مجلس الحقّ، والأنبياء - عليهم السلام - مأمورون بحفظ الحضور . وحيث رأى موسى (ع) أنّ خضراً (ع) ارتكب ما بظاهره ينافي مجلس الحضور ، نسي ما عاهد معه وحفظ الحضرة . وكان خضر النبيّ لقوّة مقام ولايته وسلوكه يرى ما لا يرى موسى (ع) . فموسى (ع) حفظ الحضرة ، وخضر (ع) الحاضر . وبين المقامين فرق جليّ يعرفه الراسخون في المعرفة .
حضرة المشيئة المطلقة لفنائها في الذات الأحديّة واندكاكها في الحضرة الاُلوهيّة واستهلاكها تحت سطوع نور الربوبيّة ، لا حكم لها في نفسها ؛ بل لا نفسيّة لها أصلاً . فهي ظهور الذات الأحدي في هياكل الممكنات على قدر استحقاقها ؛ وبروز الجمال السرمدي في مرآة الكائنات على قدر صفائها . وبها يكسو كسوة الإمكان ويتلبّس بلباس الأكوان ؛ فظهر واستتر ، وبرز وضمر ، وتجرّد وتمثّل ، وتوحّد وتكثّر .
فلقد أشار إلى ذلك بكمال اللطافة ، وأرمز حق الرمز ، بقوله تعالى : )اللّه ُ نُورُ
السَّموَاتِ وَالأَرْضِ((2) . فانظر بكمال المعرفة سرّها ، وتدبّر طورها وغورها ، كيف بيّن الحقيقة بألطف بيان وأعذب تبيان ، بحيث لا يتوحّش عنها الأذهان
ص: 55
القاسية ولا ينبو عنها الطباع الغير المستقيمة ، مع إظهارها لأهل الحقيقة والمعرفة
وبيانها ، بأتمّ بيان ، لأصحاب القلوب والأرواح الصافية . فقال : إنّه تعالى ظهور السماوات والأرض ؛ أي عالم الغيب والشهادة ، والأرواح والأشباح ، فهو تعالى بكمال تقدّسه ظاهر في مرائيها ؛ وظهورها هو ظهوره تعالى ، فانظر كيف مثَّل نوره بالمصباح المجلُوّ من خلف الزجاجة الرقيقة على البساط .
ولعمري إنّ فيها رموزاً على حقائق يعجز عن ذكرها البيان ويكلّ عنه اللسان . وليست هذه الرسالة موضوعة لذلك ؛ فالأولى الكشح عنها وإيكال الأمر إلى أهلها .
وأنت بما تلونا عليك من البيان ورفعنا الحجب عن بصيرتك بالعيان تقدر - بحمد اللّه القادر المنّان - على توفيق كلمات أصحاب الكشف والمعرفة الذوقي ، وأرباب الحكمة والطريق البرهاني . ألا وإنّها غير متخالف الحقيقة ، وإن كان القائل بها متفاوت الطريقة ؛ فإنّ السلوك إلى اللّه بعدد أنفاس الخلائق(1) ، وإن كان المقصد هو اللّه الخالق ؛ حيث قال الطائفة الاُولى في ذلك المقام إنّه - تعالى
قدسه - ظهر في مرائي التعيّنات وملابس المخلوقات ومجلى الحقائق ومهبط الرقائق ؛ كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ)(2) . وعن النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - : «لَو دُلِّيتُم بِحَبلٍ إلى الأَرضِ السُّفلَى ، لَهَبَطتُم
ص: 56
علَىَ اللّه»(1) . وورد إشارة إلى ذلك أنّ معراج يونس - على نبيّنا وآله وعليه السلام - كان في بطن حوت ؛ كما أنّ معراج رسول اللّه (ص) بعروجه إلى فوق الجبروت(2) .
وقال الطائفة الاُخرى : إنّ سلسلة الموجودات من عالمي «الأمر» و«الخلق» مراتب فعله ومدارج خلقه وأمره ؛ وأنّه - تعالى قدسه - منزّه عن العالمين ومقدّس عن النزول في محفل السافلين ؛ «و أين التراب وربّ الأرباب!»(3) وأنت قد عرفت ، بتأييد رحماني من ناحية النفَس الرحمة من جانب يَمن القدس ، أنّ مقام المشيئة المطلقة والحضرة الاُلوهيّة لمكان استهلاكها في الذات الأحديّة واندكاكها في الإنّيّة الصرفة لا حكم لها ؛ فهي معنى حرفيّ معلّق بعزّ قدسه تعالى .
والآن تعلم أنّ الوجودات الخاصّة في كلّ نشأة من النشآت ظهرت ، والأنوار المتعيّنة في كلّ مرتبة من المراتب برزت ، مستهلكات في الحضرة الاُلوهيّة .
فإنّ المقيّد ظهور المطلق ، بل عينه ؛ والقيد أمر اعتباري . كما قيل : «تعيّنها اُمور اعتباريست»(4) والعالم هو التعيّن الكلّ . فهو اعتبار في اعتبار وخيال في
ص: 57
خيال عند الأحرار(1) . والوجود من صقعه وحضرته لا حكم له بذاته ؛ فلابدّ
للحكيم المتألّه أن يستهلك التعيّنات في الحضرة الأحديّة ؛ ولا يغضّ عينه اليمنى وينظر باليسرى . كما أنّه لابدّ للعارف المشاهد أن يتوجّه إلى الكثرات وينظر باليسرى إلى التعيّنات .
وبالجملة : إنّ مغزى مرامهم وإن كان أمراً واحداً ومقصداً فارداً ، إلاّ أنّ غلبة حكم الوحدة وسلطانها على قلب العارف تحجبه عن الكثرة ، فاستغرق في التوحيد وغفل عن العالمين ومقامات التكثير ؛ وحكم الكثرة على الحكيم يمنعه عن إظهار الحقيقة ، ويحجبه عن الوصول إلى كمال التوحيد وحقيقة التجريد . وكلاهما خلاف العدل الذي به قامت سماوات [ال]لطائف السبع الإنسانيّة . فإن كنت ذا قلب متمكّن في التوحيد وحصل لك الاستقامة التي قال النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - فيها : «شَيَّبَتْني سورةُ «هودٍ» لِمكانِ هذِهِ الكَريمَةِ»(2) ؛ لنقصان اُمّته وتكفّله لهم (3)، فاتّبع الحقّ الحقيق والحقيقة الحريّ بالتصديق .
ص: 58
وهو أنّ حضرة المشيئة المطلقة المستهلكة في الذات التي هي ظلّ اللّه الأعظم وحجابه الأقرب الأكرم وظهوره الأوّل ونوره الأتمّ ، بحقيقتها المستهلكة في الحضرة الأحديّة ، نازلة إلى العوالم السافلات وبيداء الظلمات ؛ وهي مقام اُلوهيّة الحقّ الأوّل في السماوات العلى والأرضين السفلى . ولا حكم لها بنفسها ؛ بل لا نفسيّة لها . فإن قلت إنّ اللّه تعالى ظاهر في الأكوان ومتلبّس بلباس الأعيان ، صدقت . وإن قلت إنّه تعالى مقدّس عن العالمين ، صدقت .
فعليك بتحكيم هذا الأساس والتحقّق بهذا المقام ؛ فإنّه من العلم النافع في اُوليك واُخراك .
وبالحريّ أن نشير إلى أصل الحقيقة بخرق الحجاب ، بلسان أصحاب السلوك العلمي من ذوي اللباب ؛ فإنّ طريقهم سهل المأخذ عند جمهور أهل الخطاب ؛ وإن كان طريق أهل اللّه أقرب إلى الصواب ؛ لكونهم رافضين للنقاب .
فنقول : لمّا كان الحقّ - تعالى شأنه - في كمال التقدّس عن الأوضاع والجهات وتمام التنزّه عن المكان والمكانيّات ونصاب الترفّع عن الزمان والزمانيّات ، لم يكن نسبته تعالى مع فعله كنسبة سائر الفواعل مع أفعالها : فإنّ سائر الفواعل ، أيّ فاعل كان حيث كان ، في قيد الماهية وأسر التعيّن ؛ فمقام ماهيّته وذاتيّته يصحّح الغيريّة مع أثره وفعله ؛ فالفواعل الغير الواجبة بحسب
ص: 59
مقام ذاتها التي هي التعيّن و الماهيّة منفصل الذات عن الفعل والأثر ، منعزل الحقيقة عن الذي فيه أثر ؛ وإن كان في هذه الفواعل أيضاً مراتب في النوريّة والكمال ودرجات في الشدّة والضعف ؛ فإنّ فواعل عالم الملك والطبيعة لكونها تحت حكومة الأبعاد المكانيّة وسلطان الجهات الإمكانيّة ، ولأسرها بقيد الهيولى والهيولانيّات، وتقيّدها بقيود المادّة والمادّيّات وسلاسل الزمان والحركات ، صارت آثارها منعزل الوجود عنها وضعاً ، ومنفصل الهويّة عنها مكاناً . وهذا أعلى مراتب العزل والانفصال . وذلك لتشابك وجوداتها مع الأعدام وبُعدها عن ساحة قدس الملك العلاّم .
وأمّا موجودات عالم العقل ومقام التجرّد ومحلّ الاُنس وموطن التفرّد ، لتنزّهها عن تلك القشور وقربها من عالم النور ، بل كونها من أصل النور ونوراً على نور ، واندكاك جهات إمكانها في الوجوب الأحدي وجبر نقصان ماهيّاتها بالوجود السرمدي - ولهذا يقال بالوعاء الذي هي فيه «عالم الجبروت» ، لجبر نقصانها ورفض إمكانها - كانت مقدّسة عن الأوضاع مع منفعلها ، ومنزّهة عن جهات هذا العالم الأدنى . ولقد صحّ عن الأوائل أنّ العالم العقلي كان كلّها في الكلّ(1) ؛ لا حجاب مسدول بينها ، ولا وضع لبعضها مع بعض ولا مع غيرها . هذا ؛ مع أنّ النقطة السوداء الإمكانيّة على وجهها وذُلّ الفقر الذاتي على ناصيتها .
فإذا كان حال العالم العقلي مع الإمكان الذاتي كذلك ، فانظر ماذا ترى في
ص: 60
حقّ مبدأ الوجود المنزّه عن كلِّ تعيّن وكثرة وجهة والمقدّس عن الماهيّة وجهات الغيريّة ، فهو تعالى ظاهر بظهور الأشياء لا كظهور الأجسام بالأنوار الحسّيّة ، ولا كظهور شيء بشيء ؛ وباطن فيها ، لا كبطون شيء في شيء ؛ ومع ذلك ظهوره بها أشدّ من ظهور كلّ ذي ظهور ؛ وبطونها فيها أتمّ من بطون كلّ محجوب ومستور . فهو تعالى بعين الظهور بطون ؛ وبعين البطون ظهور . كما صرّح به سيّدنا ومولانا ، القائم - عجّل اللّه فرجه الشريف - في التوقيع الخارج على يد الشيخ الكبير ، أبي جعفر ، محمّد بن عثمان بن سعيد - رضي اللّه عنه - فقال في ما قال(ع) : «يا باطِناً في ظهوره ، وظاهِراً في بُطونه ومَكنونه»(1) . صدق وليّ اللّه روحي فداه .
وقال الشيخ محيي الدين في «فتوحاته» في الفصل الأوّل من أجوبة الترمذي :
وأمّا ما تعطيه المعرفة الذوقيّة فهو أنّ الحقّ ظاهر من حيث ما هو باطن ، وباطن من حيث ما هو ظاهر ، وأوّل من حيث ما هو آخر ، وآخر من حيث ما هو أوّل(2) ، انتهى كلامه .
فهذا مقام العائذ به تعالى من قصور الإدراك ، فيقال : «چه نسبت خاك را با عالم پاك»(3) .
ص: 61
ولنرجع إلى المقصود الأصلي ؛ فإنّ الرسالة غير موضوعة لتحقيق هذه المباحث والتطويل في تلك المعارج ، فليعذرني إخواني عمّا خرج عنان القلم عن الاختيار .
فنقول : لك أن ترتقي إلى أوج الحقيقة لفهم أسرار أهل المعرفة ؛ فاسمع لما نتلو عليك :
واعلم أنّ هذه الخلافة أيضاً خلافة في الظهور ؛ فإنّ الأوّل - جلّ مجده - لمّا
أراد أن يظهر في الأكوان، لرؤية نفسه وكمالات ذاته في مرآة كاملة جامعة، تجلّى باسمه الأعظم الأتمّ الذي له مقام أحديّة الجمع، فأشرقت من ذلك التجلّي سماوات الأرواح وأراضي الأشباح، فكلّ المراتب الوجودية والحقائق النزوليّة والصعوديّة من تعيّن تجلّيه الذاتي الحاصل بالاسم الأعظم . فمقام الخلافة مقام استجماع كلّ الحقائق الإلهيّة والأسماء المكنونة المخزونة . فحيث لاحجاب في الوجود من ناحية الربّ الودود ؛ فإنّ الحجاب من التعيّنات والحدود ، وإذ لاتعيّن من ناحية عالم القدس، فلا حجاب ، فكان ذاته بذاته ظهرت في الأشياء ، وعلى حدّ إطلاقه أشرقت الأرض والسماء : (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)(1) ، الذي هو الحقيقة الإطلاقيّة الجامعة لكلّ الحقائق والتعيّنات المشهودة والمعلومة في العالمين ، من ناحية عالم الكثرة و[ال]جنبة الخلقيّة : (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)(2) .
ص: 62
فمن عرف حقيقة استهلاك الوجود المنبسط والإحاطة القيّوميّة للذات الواجبة وعدم النسبة ، أيّة نسبة ، بينها وبين الخلق وتنزّهها عن كلّ التعيّنات ، يمكن له معرفة هذا الظهور الذاتي والتجلّي الأسمائي والصفاتي . فمع كون التجلّي بالأسماء وفي هياكل الممكنات ، كان التجلّي ذاتياً ؛ بلا ملابسة بأقذار التعيّنات الخلقيّة ومناسبة لسكّان عالم من العوالم . فاعرف ولا تختلط .
كما أنّ عالم الأعيان الثابتة أيضاً غير مانع عن كون الظهور ذاتياً - وإن كان الترتيب يقتضي أن يكون الأعيان ظاهرة ، إلاّ أنّك قد عرفت أنّ الأعيان الثابتة لاوجود لها في الحضرة العلميّة ولاكون لها إلاّ كون الثبوت - فحقائقها أيضاً غير حاجبة عن الظهور الذاتي والتجلّي الأسمائي والصفاتي ، فهو تعالى بلاحجاب مسدول بينه وبين خلقه ظاهر في مرآة الكلّ ، كما قال تعالى شأنه : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(1) فأشار بلفظ «هو» إلى الحقيقة الغيبيّة المستكنّة في الحضرة الأسمائيّة والصفاتيّة ، وقال : الحقيقة الغيبيّة المقدّسة عن التلبّس بالأسماء والصفات ، فضلاً عن ملابسة الأكوان الزائلات الداثرات ، بحقيقتها الشريفة ظاهر وباطن وأوّل وآخر ، فالظهور - كلّ الظهور - له ، والبطون - كلّ البطون - له . لا ظهور لشيء من الأشياء ، ولا بطون لحقيقة من الحقائق ؛ بل لا حقيقة لشيء أصلاً . كما في دعاء يوم عرفة لمولانا وسيّدنا أبي عبداللّه الحسين ، - روحي له الفداء - :
ص: 63
«أيَكونُ لغَيرِكَ مِن الظهورِ ما لَيسَ لَكَ ، حتَّى يكونَ هو المُظهِر لك؟
مَتَى غِبتَ حتَّى تَحتاجَ إلى دليلٍ يَدُلُّ عليك...»(1) إلى آخره. صدق وليّ اللّه.
وبهذا ينظر كلام الأحرار : «العالم خيال في خيال»(2) . ومن ذاك المقام قول العارف الشيرازي ، قدّس سرّه :
«مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد وبر سينۀ نامحرم زد»(3)
ولتكن على خُبر ممّا اُلقي إليك حتّى لايشتبه عليك الأمر ، فتزلّ قدمك .
هذا ؛ ولكن حفظ مقام العبوديّة والأدب لدى الحضرة الربوبيّة يقتضي أن يكون النظر إلى جهة التقديس والتنزيه أكثر ؛ بل هي أنسب لحال السالك وعن الخطرات أبعد . فلابدّ لكلّ من سلك طريق المعرفة ، أو دخل مدينة الحقيقة بالقدمٍ الراسخ العلمي ، أن يكون في جميع الأحوال منزّهاً ، وفي كلّ المقامات مقدّساً ومسبّحاً ، ولهذا يكون التقديس والتنزيه في لسان الأولياء أكثر تداولاً ، وكانوا - عليهم السلام - إذا وصلوا إلى ذلك المقام ، صرّحوا بالقول تصريحاً ، لا إشارة أو تلويحاً . بخلاف مقام التشبيه والتكثير ؛ فإنّه قلّ في كلمات الكمّل ، من أصحاب الوحي والتنزيل ، التصريح به ؛ بل كلّما وصلوا إليه ، رمزوا بالقول رمزاً ،
ص: 64
ورفضوا التصريح به رفضاً .
وما وقع من الشَطَحيّات من بعض أصحاب المكاشفة والسلوك وأرباب الرياضة ، فهو لنقصان سلوكهم وبقاء الأنانيّة في سرّهم أو سرّ سرّهم ؛ فتجلّى عليهم أنفسهم بالفرعونيّة .
وأمّا السالكون على طريق الشريعة ، مع رفض الأنانيّة بجملتها وترك العبوديّة لأنفسهم برمّتها ، مع طهارتها وعدم التوجّه إلى إظهار القدرة والسلطنة والفرعونيّة ، فهم في أعلى مرتبة التوحيد والتقديس ، وأجلّ مقامات التكثير ؛ ولم يكن التكثير حجاباً لهم عن التوحيد ، ولا التوحيد عن التكثير ؛ لقوّة سلوكهم وطهارة نفوسهم وعدم ظهورهم بالربوبيّة التي هي شأن الربّ المطلق . مع أنّ هيولى عالم الإمكان مسخّرة تحت يدي الوليّ ، يقلّبها كيف يشاء . وجاء لهم في هذا العالم الكتاب من اللّه العزيز الذي أخبر عنه رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله
- على ما نقل - مخاطباً لأهل الجنّة :
«مِنَ الحَيِّ القَيُّوم الذي لا يَمَوتُ إلى الحَيِّ القَيّومِ الذي لا يمَوتُ . أَمّا بَعدُ ، فإنّي أَقولُ لِلشَّيء : كُن ، فَيكُونُ ؛ وقَد جَعَلتُكَ تَقولُ لِلشَيء : كُن ، فَيَكونُ . فقال (ص) : فلا يَقولُ أَحَدٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ لِلشَّيء كُن ، إلاّ ويَكُونُ»(1) .
ومن ذلك المقام إباء الأنبياء المرسلين والأولياء الراشدين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - عن إظهار المعجزات والكرامات التي اُصولها إظهار الربوبيّة
ص: 65
والقدرة والسلطنة والولاية في العوالم العالية والسافلة ، إلاّ في موارد اقتضت المصلحة لإظهارها . وفيها أيضاً كانوا يصلّون ويتوجّهون إلى ربّ الأرباب بإظهار الذلّة والمسكنة والعبوديّة ورفض الأنانيّة ، وإيكال الأمر إلى بارئه واستدعاء الإظهار عن جاعله ومنشئه - علت قدرته - مع أنّ تلك الربوبيّة الظاهرة بأيديهم - عليهم السلام - هي ربوبيّة الحقّ - جلّ وعلا - إلاّ أنّهم عن إظهارها بأيديهم أيضاً يأبون .
وأمّا أصحاب الطلسمات والنيرنجات ، وأرباب السحر والشعبذة والرياضات التي اُصولها الاتّصال بعالم الجنّ والشياطين الكفرة ، وهو الملكوت السفلى التي هي الظلّ الظلماني لعالم الملك ، مقابل الظلّ النوراني الذي هو الملكوت العليا ، عالم الملائكة ، تراهم لا زال في مقام إظهار سلطنتهم وإبراز تصرّفهم ، لفرط العشق بأنانيّتهم وزيادة الشوق بحيثيّة نفوسهم ، فهم عباد أصنام النفس وتابعي الجبت والطاغوت، غافلون عن ربّ العالمين؛ (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)(1) .
إذا صعدت تلك الذروة العالية وعرجت بروحك إلى أوج هذه الحقيقة النوريّة وعرفت حقيقة ما تلونا عليك من الظهور الذاتي ، يمكن لك فهم بعض الحقائق ويفتح عليك بعض أبواب الرموز والدقائق :
منها : سرّ قول الحكماء السالفين والفلاسفة السابقين: أنّ البارئ - جلّت
ص: 66
عظمته - يعلم الجزئيّات على الوجه الكلّي(1) ؛ فإنّ الجنبة العالية من كلّ حقيقة على حدّ الإطلاق وصرافة الفعليّة ومحوضة الكلّيّة ؛ والتشخّصات المشهودة والتعيّنات المعلومة من الجنبة السافلة الخلقيّة ، ومن عالم الفرق ، لا الجمع .
ومنها : سرّ «القَدَر» في النشأة العينيّة الذي حارت العقول فيه وتشتّتت آراء
الفلاسفة لديه(2) . وأمّا القدر العلمي ، فقد عرفت سالفاً(3) رجوعه إلى عالم
الأعيان .
ومنها : سرّ قول فُرفُوريوس - الذي هو من أعاظم الحكماء في علم البارئ - من جعل مناط علمه تعالى اتّحاده بالمعلومات(4) .
ومنها : وجه صحّة رأي الشيخ المقتول - مقدّم إشراقيّة الإسلام - في علم البارئ ، وجعل العلم على مشربه ذاتيّاً مقدّماً على الأشياء ؛ وإن كان بوجه فعلياً هو الأشياء(5) . إلى غير ذلك من الأسرار التي يضيق المجال عن ذكرها والغور في تحقيقها .
إنّ النبوّة في ذلك المقام الشامخ هي إظهار الحقائق الإلهيّة والأسماء
ص: 67
والصفات الربوبيّة في النشأة العينيّة طبقاً للإنباء الحقيقية الغيبيّة في النشأة
العلميّة ، ومن ذاك المقام أعطى كلّ ذي حقّ حقّه ، بإكمال المستعدّين وإيصال القابلين إلى كمالاتها اللائقة والمترقّبة ؛ فإنّ مقام «الرحمانيّة» التي هي مقام بسط الوجود ؛ ومقام «الرحيميّة» التي هي مقام بسط كمال الوجود من ذاك المقام ؛ وهو أحديّة جمعهما ، ولهذا جعل «الرّحمن الرّحيم» تابعين لاسم «اللّه» في قوله تعالى: (بِسم اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ) وقال الشيخ العربي في «فتوحاته» : ظهر العالم ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم(1) ، انتهى . وهو الرسول على سكّان عالمي الغيب والشهادة ، والناطق بالحقّ عن مقام الجمع على قطّان سكنة الملك والملكوت .
أوّل من آمن بهذا الرسول الغيبي والوليّ الحقيقي ، هو سكّان سكنة الجبروت من الأنوار القاهرة النوريّة والأقلام الإلهيّة العالية ، فهي أوّل ظهور بسط الفيض ومدّ الظلّ ؛ كما قال النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - : «أوَّلُ ما خَلَقَ اللّه نوري»(2) أو «روحي»(3) ، ثمّ على الترتيب النزولي من العالي إلى السافل ، ومن الصاعد إلى النازل ، حتّى انتهى الأمر إلى عالم المادّة والمادّيات وسكّان أراضي السافلات ، بلا تعصّ ولا استنكار . وهذا أحد معاني قوله - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - :
ص: 68
«آدمُ ومَن دونَه تَحتَ لوائي»(1) ، وأحد معاني عرض الولاية على جميع الموجودات .
وأمّا عدم قبول بعضها - كما في الخبر(2) - فمبنيّ على نقصان القابلية والاستعداد من قبول الكمال ؛ لا عدم القبول مطلقاً ، حتّى في مقام الوجود ، بل في مقام كماله ، وبعبارة اُخرى : قبول مقام «الرحمانيّة» ، وعدم قبول مقام «الرحيميّة» ؛ وإلاّ فكلّ موجود على مقدار سعة وجوده وقابليته قبل الولاية والخلافة الباطنيتين ؛ وهما نافذتان في أقطار السماوات والأرضين ؛ كما نطق به الأحاديث الشريفة(3) .
لعلّ الأمانة المعروضة على السماوات والأرض والجبال التي أبين أن يحملنها ، وحملها الإنسان الظلوم الجهول(4) ، هي هذا المقام الإطلاقي ؛ فإنّ السماوات والأرضين وما فيهنّ محدودات مقيّدات ، حتّى الأرواح الكلّية ؛ و من شأن المقيّد أن يأبى عن الحقيقة الإطلاقيّة ؛ والأمانة هي ظلّ اللّه المطلق ، وظلّ
المطلق مطلق ، يأبى كلّ متعيّن عن حملها ؛ وأمّا الإنسان بمقام الظلوميّة التي هي التجاوز عن قاطبة الحدودات والتخطّي عن كافّة التعيّنات واللامقامي المشار إليه
ص: 69
بقوله - تعالى شأنه - على ما قيل(1) : (يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ)(2) ، والجهوليّة التي هي الفناء عن الفناء ، [ف]قابل لحملها ، فحملها بحقيقتها الإطلاقيّة حين وصوله إلى مقام «قاب قوسين» . وتفكّر في قوله تعالى : (أَوْ أَدْنَى)(3) ؛ «وأطف السراج ، فقد طلع الصبح»(4) .
اعلم - هداك اللّه طريق الصواب - أنّ هذا المقام ؛ أي الظهور بمقام النبوّة في النشأة العينيّة وإظهار الحقائق الغيبيّة والأسماء الإلهيّة طبقاً لصور الأسماء في النشأة العلمية والأعيان الثابتة ، هو النبوّة للإنسان الكامل ؛ أي الحقيقة المحمّديّة(ص) في النشأة الثانية ، بل في الحضرة الثالثة ، لمكان اتّحاد الظاهر والمظهر ؛ خصوصاً المظهر الأتمّ الإطلاقي الذي لا تعيّن ولا نفسيّة له .
فالمقام الأوّل ، هو الإنباء بالحقيقة الجمعيّة والاسم الأعظم ، أحدية جمع الأسماء ، عن لسان غيب الغيوب للحضرات الأسمائيّة وفي مقام الواحديّة .
والمقام الثاني ، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ والمجلي الأعظم ؛ أي العين الثابتة الإنسانيّة ، عن لسان الحقيقة الجمعيّة ؛ أي الإسم الأعظم ، بل عن لسان الغيب أيضاً - لعدم الحجاب أصلاً - لصور الأسماء الإلهيّة ؛ أي الأعيان الثابتة .
ص: 70
ومقامنا هذا ؛ أي ثالث المقامات الذي كلامنا فيه ، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ في النشأة العينيّة ؛ أي الحقيقة الإنسانيّة في عالم الأمر ، عن لسان العين الثابتة
- حقيقتها العلميّة - بل عن الاسم الأعظم ، بل عن مقام الغيب ، لما عرفت .
قال شيخ مشايخنا ، آقا محمّدرضا القمشه اي - قدّس سرّه - في «تعليقته على مقدّمات شرح فصوص الحكم» - بعد قياسه الأعيان الثابتة في الأسماء الإلهيّة بالماهيّة والوجود ، وأنّ الماهيّة كما تكون تعيّن الوجود والأشياء منسوبة
إليها ، لا إليه؛ لأنّ الشيء يفعل بتعيّنه ، كذلك الأعيان تعيّن الأسماء ، والعالم منسوب إلى العين الثابتة للإنسان الكامل - ما هذا كلامه الشريف :
نقد وتلخيص : الأعيان الثابتة تعيّنات الأسماء الإلهيّة ؛ والتعيّن عين المتعيّن في العين ، غيره في العقل ، كما أنّ الماهيّة عين الوجود في الخارج وغيره في العقل ؛ فالأعيان الثابتة عين الأسماء الإلهيّة ؛ والأسماء الإلهيّة تجلّيات لاسم «اللّه» باعتبار ، وأجزاؤه باعتبار آخر ، والاعتباران كونه اسم الذات باعتبار الصفات وكونه اسم الذات مع الصفات . فالأعيان الثابتة تجلّيات لاسم «اللّه» باعتبار ، وأجزاؤه باعتبار . فهي تجلّيات للحقيقة الإنسانيّة باعتبار ، وأجزاؤها باعتبار ؛ لأنّ الحقيقة الإنسانيّة عين ذلك الاسم لاتّحاد التعيّن والمتعيّن . فالعين الثابتة الأحمديّة - التي هي الحقيقة الإنسانيّة ، وهي الحقيقة المحمّديّة(ص) - هي المتجلّية في صورة الأسماء والأعيان في عالم الأسماء والأعيان الثابتة .
ص: 71
و«العالم» بمعنى ما سوى اللّه هو صور الأسماء ومظهرها . فهو صورة الحقيقة الإنسانيّة ومظهرها ، لأنّا قلنا إنّ الأسماء والأعيان تجلّيات تلك الحقيقة باعتبار ، وأجزاؤها باعتبار ، وصورتها صورة تلك الحقيقة ومظهرها ؛ فالحقيقة المحمّديّة هي التي تجلّت في صورة العالم ؛ والعالم من الذرّة إلى الدرّة ظهورها وتجلّيها .
ثمّ قال قدّس سرّه العزيز :
فإن قلت : إذا كان اسم «اللّه» والعين الثابتة المحمّديّة متّحدتين في العين ، فلِم اُسند العالم إلى تلك العين ، ولم يسند إلى ذلك الاسم؟ أقول : العين الثابتة تعيّن ذلك الاسم ، والشيء يفعل بتعيّنه ؛ فالمتجلّي في الملك والملكوت والجبروت واللاهوت تلك الحقيقة بإذن اللّه وخلافته ؛ واللّه هو الملك الحقّ المبين(1) انتهى كلامه ، زيد في الروحانيين مقامه .
قد عرفت ، بما كشفنا الغطاء عن بصرك وصار اليوم حديداً ، أنّ ثبوت الأعيان الثابتة في العلم الإلهي بوجه كثبوت الأنوار الناقصة في النور التامّ والعقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي . وحيث لا حجاب في الأعيان والأسماء ، كلّ ما نسب إلى العين الثابتة ، نسبت إلى الذات المقدّسة والأسماء والصفات الإلهيّة . فالتجلّيات ، مع كونها في لباس الأسماء والصفات وكسوة الأعيان ، ذاتية .
ص: 72
فالقياس بالماهيّة والوجود مع كونه مع الفارق ليس الأمر في المقيس عليه على ما أفاد - قدّس سرّه - عند أرباب البصيرة وأصحاب الذوق والسلوك ؛ فإنّ انتساب الآثار إلى الماهيّة ، إمّا بنظر الوحدة في الكثرة ، وأنّ الوجود مع تنزّهه عن التعيّنات ظاهر فيها وهو الأشياء كلّها ، وإمّا بنظر أصحاب الفلسفة الرسميّة من كون العالم ؛ أي الكلّيّات الطبيعيّة ، موجوداً ، لا المشرب العرفاني ؛ فإنّه عند
الأحرار خيال في خيال(1) .
وبالجملة : إن أراد بقوله : إنّ الشيء يفعل بتعيّنه ، أنّه لا يفعل ذاته بذاته بلا التعيّن الاسمي والصفتي ، أو في كسوة الأعيان ، فهو حقّ ؛ كما عرفت تحقيقه ، لكنّه لا يوجب نفي الانتساب إلى المتعيّن ؛ بل الفعل منسوب إلى المتعيّن حقيقة لا التعيّن .
وإن أراد أنّ التعيّن فاعل ، فلا وجه صحيح له .
وإن أراد أنّه آلة للمتعيّن ، فمع كونه خلاف التحقيق لا يوجب نفي الانتساب أيضاً .
والتحقيق الحقيق بالتصديق ما عرفت في طيّ الأنوار الإلهيّة أنّ الذات في كسوة التعيّنات الأسمائيّة تتجلّى على الأعيان الثابتة ؛ وفي كسوتها تتجلّى على الأعيان الخارجية ، ولكن لعدم الحجاب وصفاء المرآة كان التجلّي ذاتياً ، لا شريك له تعالى في إلهيّته .
وهذا أحد معاني الحديث(2) الوارد عن أهل بيت العصمة - سلام اللّه عليهم - :
ص: 73
أنّ التوحيد الحقيقي بإيقاع الاسم على المسمّى ؛ وإلاّ فعبادة الاسم كفر ، وعبادة
الاسم والمسمّى شرك(1) . صدق وليّ اللّه (2).
وفي كلامه - قدّس سرّه - نظر آخر ، نتركه مخافة التطويل . والآن نختم هذا «المصباح» ، ونشرع في طور آخر من الكلام ، بعون الملك العلاّم ، وبه نستعين في البدء والختام .
ص: 74
وفيه حقائق إيمانيّة ، تطلع من مطالع نورانيّة ، لعلّك تتدرّج بها إلى الكمالات الإنسانيّة .
اعلم ، هداك اللّه إلى حقّ اليقين وجعلك منخرطاً في سلك الروحانيّين ، أنّ
الحقيقة العقليّة الثابتة بالبراهين العقليّة المتقنة ، على ما فصّلها الفلاسفة الكاملون
وأرمز إليها الإلهيّون الأقدمون وأشار إليها المسفورات الإلهيّة والصحف السماويّة وألقى الحجاب عنها الآثار النبويّة والولويّة ، هي التعيّن الأوّل لحضرة المشيئة المطلقة التي قد عرفت مقامها ومنزلتها من أحديّة الجمع . والبرهان عليه ، سوى ما ذكر في المفصّلات من مسفورات أرباب الفلسفة(1) ، ما اُلقي في روعى بلا رويّة حين بلوغي إلى هذا المقام من الرسالة .
ص: 75
وهو أنّ الحقيقة الغير المتعيّنة ، أيّة حقيقة كانت ، إذا صارت متعيّنة بالتعيّنات المتشتّتة اللاحقة لها ، لا تتعيّن بشيء منها ، إلاّ بما هو أسبق رتبة وأقدم مرتبة وذاتاً ؛ أو بما هو أقدم زماناً ، إن كانت من الزمانيّات . وبالجملة ، يتعيّن ويتصوّر الحقيقة الغير المتعيّنة والمتصوّرة بالتعيّن الأسبق والصورة الأقدم . والماهيّة ، أينما حلّت ، تتقدّم على لواحقها وأعراضها من التعلّقات الملكوتيّة وتقدّراتها ولواحقها المادّيّة وأعراضها ؛ كما أنّ أصل التقدّر والتعلّق متقدّمان على لواحقهما الآخر . فتصوّر الحقيقة أوّلاً بالماهيّة ، ثمّ غيرها من اللواحق ، الأسبق فالأسبق .
وعند التفتيش التامّ والفحص الكامل عن حال مراتب الوجود وعالم النزول و الصعود ، لا نرى فيها ما تعيّن بالماهيّة فقط ، دون لواحقها ، إلاّ الحقيقة العقليّة
لاغير . وأمّا سائر الموجودات ، من أيّ عالم كان ، له تعيّن زائد على تعيّن الماهيّة ؛ فيجب أن يكون متأخّراً عنها ، وهي متقدّمة عليها ، تقدّماً دهريّاً ، كما أنّ تقدّم الحقيقة الغير المتعيّنة على المتعيّنات يكون تقدّماً بالحقيقة ؛ بل تقدّماً حقّانيّاً أزليّاً .
ولا تظنّنّ أنّ تلك اللواحق ، أي التعلّق والتقدّر الملكوتي والانغمار في المادّة والكون تحت سلطان الزمان والتدريج ، كانت من لواحق الوجود وأعراضه ، لا الماهيّة ، لانفكاكها عنها في التعقّل والتعمّل العقلي ؛ فإنّ ذلك ظنّ فاسد وخيال باطل ؛ لأنّ سنخ ذات الملكوت هو التعلّق والتقدّر ، وسنخ ذات الملك هو الإسارة بالمادّة ولواحقها ، لا يمكن انفكاكها ذاتاً وتعقّلاً ، خارجاً وذهناً . ولهذا
ص: 76
حُدّدت «النفس» بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعي آليّ(1) ؛ وصار علم النفس من «الطبيعيّات» (2). وقد أقام شيخ العرفاء الكاملين وأعظم الفلاسفة المعظّمين ، صدر الحكماء والمتألّهين ، قدّس اللّه نفسه الشريفة ، البرهان على أنّ نفسيّة النفس في ابتداء نشأتها ليست من العوارض اللاحقة بذاتها ، لازمة كانت أو مفارقة(3) . كذلك أسر الصور الملكية بالمادّة ولواحقها ذاتاً ممّا قام البرهان عليه . ولولا مخافة التطويل لذكرنا ما يفيدك الاطمينان واليقين ، إلاّ أنّ الرسالة غير موضوعة لتحقيق تلك المباحث .
ولا تتوهّمن أنّ ذلك ينافي خلاص الصور الملكيّة والحقائق الملكوتيّة إلى عالم النور ؛ فإنّ ذلك أيضاً ثابت عندنا بلا تناقض في المقال ، تدبّر تجد .
هذا بحسب القوس النزولي . وبهذا البيان يمكن إقامة البرهان على ترتيب الوجود وتنسيقها بحسب القوس الصعودي أيضاً ؛ فإنّ مبدأ حصول الصور والترقّي والتوجّه من الكثرة إلى الوحدة ومن النزول إلى الصعود ، هو الهيولي
ص: 77
الاُولى التي لا تتصوّر بصورة ذاتاً ولا تتعيّن بتعيّن جوهراً ؛ فتعيّنت بالتعيّنات
سابقاً فسابقاً ؛ فتصوّرت أوّلاً بالصورة الجسميّة المطلقة ؛ ثمّ العنصريّة ؛ ثمّ المعدنيّة ، إلى أن ينخرط في سلك الروحانيّين ويتّصل الآخر بالأوّل ويرجع الأمر من حيث بدأ : (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)(1) .
إنّ الأحاديث الواردة عن أصحاب الوحي والتنزيل في بدء خلقهم - عليهم السلام - وطينة أرواحهم ، وأنّ أوّل الخلق روح رسول اللّه وعليّ - صلّى اللّه عليهما وآلهما - أو أرواحهم(2) ، إشارة إلى تعيّن روحانيّتهم التي هي المشيئة المطلقة والرحمة الواسعة تعيّناً عقليّاً ، لا أنّ أوّل الظهور هو أرواحهم ، عليهم السلام . والتعبير ب «الخلق» يناسب ذلك ؛ فإنّ مقام المشيئة لم يكن من «الخلق» في شيء ، بل هو «الأمر» المشار إليه بقوله : (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ)(3) وإن يطلق عليه «الخلق» أيضاً ؛ كما ورد منهم (ع) : «خَلَقَ اللّه الأشياءَ بالمشيئةِ والمشيئةَ بنفسِها»(4) . وهذا الحديث الشريف أيضاً من الأدلّة على كون المشيئة المطلقة فوق التعيّنات الخلقيّة من «العقل» وما دونه .
ونحن نذكر رواية دالّة على تمام المقصود الذي أقمنا البرهان الذوقي عليه ،
ص: 78
بحمد اللّه ، تيمّناً بذكره وتبّركاً به :
في «الكافي» الشريف ، عن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عبداللّه بن عمر بن عليّ بن أبيطالب(ع) ، عن أبي عبداللّه - عليهم السلام - قال :
«إنَّ اللّه كانَ إذ لا كانَ ؛ فَخَلَقَ الكانَ وَالمَكانَ ؛ وخَلَقَ الأنوارَ ؛ وخَلَقَ نُورَ الأنوارِ الَّذي نُوِّرَت مِنهُ الأنوارُ ؛ وأَجرَى فيِهِ مِن نُورِهِ الذي نُوِّرَت مِنهُ الأنوارُ ؛ وَهُوَ النّورُ الَّذى خَلَقَ مِنهُ مُحَمّداً وَعَليّاً . فَلَم يَزالا نُورَين أَوَّلينِ ، إذ لا شيءَ كُوِّنَ قَبلَهُما . فَلَم يَزالاَ يَجريانِ طاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ في الأصلابِ
الطاهِرَةِ حَتّى افتَرَقا في أَطهَرِ طاهِرَيْنِ في عَبدِاللّه وأبي طالِب»(1) . صدق وليّ اللّه ، صلوات اللّه عليه .
ولسنا بصدد شرح الحديث الشريف ؛ فإنّ شرحه - مع عدم كونه في عهدة مثلي - طويل الذيل ؛ ولكن نشير إلى بعض إشاراته التي تشير إلى مقصودنا . فنقول ، وباللّه التوفيق :
لعلّ قوله (ع) : «كان إذ لا كان» . إشارة إلى تقدّمه - تعالى شأنه - بالحقيقة على الموجودات ، والآن كما كان ؛ كما قال جنيد البغدادي حين سمع «كان اللّه ولَم يَكُن مَعَه شَيء»(2) : الآن كما كان(3) . وفي «توحيد» صدوق الطائفة : «إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعَالى ، كانَ لَم يَزَل بلا زَمان ولا مَكان ؛ وَهُوَ الآنَ كَما كانَ»(4) .
ص: 79
وقوله : «فخلق الكان والمكان» إلى قوله : «منه الأنوار» إشارة إلى ترتيب اُمّهات مراتب الوجود من النازل إلى الصاعد ؛ فإنّ «الكان» و«المكان» هو الكائنات والمكانيّات الطبيعيّة والأجرام السماويّة والأرضيّة ، أو مطلق ما ظهر في عالم الطبيعة وكان طالعاً عن بحر الهيولى المظلمة حتّى يشمل النفس التي هي بذاتها من عالم الأنوار لكنّها طالعة عن مطلع المادّة ظاهرة في الكائنات النازلة . و«الأنوار» هي العالم العقلي بقضّها وقضيضها ؛ أو هو مع العالم النفسي
باعتبار أصل حقيقتها التي هي الأنوار . و«نور الأنوار» هو الفيض المنبسط والوجود المطلق الذي منه الحقائق العقليّة وغيرها والعوالم الصاعدة والنازلة . وتخصيص خلق «الأنوار» منه بالذكر ، مع أنّ جميع مراتب الوجود منه ، للتناسب الواقع بينهما ؛ أو لكون العقل أوّل ظهور المشيئة المطلقة ؛ أو لأنّ صدور الكائنات لايحتاج إلى الذكر بعد ذكر صدور الأنوار منه ؛ فإنّ صدور الأنوار إذا كان من شيء ، كان صدور الأكوان منه أيضاً بحسب ترتيب سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود .
والضمير المجرور في قوله : «و أجرى فيه» إمّا راجع إلى الكان والمكان ، وفيه إشارة لطيفة إلى ظهور نوره في السماوات والأرض ؛ كما قال تعالى : (اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ)(1) ، وإمّا راجع إلى الأنوار إشارة إلى أنّ المقيّدات التي هي الأنوار عين المطلق الذي هو نور الأنوار . ويمكن أن يكون راجعاً إلى «نور الأنوار» . فعلى هذا ، يكون المراد من نور الأنوار هو العقل المجرّد الأوّل ؛ ومن
ص: 80
«الأنوار» النفوس الكلّيّة ؛ أو هي مع سائر العقول غير العقل الأوّل .
ويكون المراد من نوره «الذي نوّرت منه الأنوار» هو الفيض المنبسط . وهذا مناسب للعبارة من جهتين :
الاُولى : نسبة الخلق إلى نور الأنوار . قد عرفت مراراً أنّه من عالم الأمر ، لا الخلق ، وإن اُضيف إليه أحياناً ؛ كما في الحديث الشريف المتقدّم ذكره .
الثانية : إضافة «النور» إلى ذاته تعالى في قوله : «و أجرى فيه من نوره» . فإنّها إشارة إلى اتّحاد الظاهر والمظهر ؛ وإن جاز إضافة نور سائر الأنوار إلى ذاته تعالى أيضاً باعتبار ، لكنّ الأنسب ذلك .
وإيّاك وأن تفهم من «الإجراء» ما هو المتفاهم العرفي منه ، كجريان النور الحسّي في المستنير! بل هو بمعنى الظهور والإحاطة القيّوميّة ؛ كما لا يكون «النور» هو النور الحسّي .
وقوله(ع) : «وهو النور الذي خلق منه محمّداً(ص) وعليّاً(ع)» أي من نور الأنوار الذي هو الوجود المنبسط ، الذي قد عرفت(1) أنّه الحقيقة المحمّديّة(ص)
والعلويّة(ع) بنحو الوحدة واللاتعيّن ، خلق نورهما المقدّس . وهذا صريح فيما ذكرنا . فتفكّر فيه حتّى ينفتح عليك الأسرار .
وقوله(ع) : «فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوِّن قبلهما» . يعني به أنّ نورهما المقدّس المنشأ من نوره ، هو العقل المجرّد المقدّم على العالم الكوني .
وقوله(ع) : «فلم يزالا» إلى آخره ، إشارة إلى ظهوره في العوالم النازلة ، من
ص: 81
صلب عالم الجبروت إلى بطن عالم الملكوت العليا ؛ ومن صلبه إلى بطن عالم الملكوت السفلى ؛ ومن صلبه إلى بطن عالم الملك ؛ ثمّ ظهر في خلاصة العوالم و نسختها الجامعة ، أي الإنسان الذي هو أبو البشر ؛ وانتقل منه إلى أن يفترق في أطهر طاهرين ، عبداللّه وأبي طالب ، عليهما السلام .
والسرّ في التعبير عن كلّ عالم صاعد بالنسبة إلى الهابط منه ب «الصلب» ، وعن كلّ عالم نازل بالنسبة إلى الصاعد منه ب «البطن» ، ظاهر لايحتاج إلى التفصيل .
هل بلغك اختلاف ظاهر كلمات الحكماء المتألّهين والفلاسفة الأقدمين ، كمفيد الصناعة ومعلّمها ، ومن يتلوه من المحقّقين مع كلمات العرفاء الشامخين والمشايخ العارفين في كيفيّة الصدور وتعيين أوّل ما صدر من المبدأ الأوّل؟ قال في «الميمر» العاشر من «أثولوجيا» :
فإن قال قائل : كيف يمكن أن تكون الأشياء من الواحد المبسوط الذي ليس فيه ثنويّة ولا كثرة بجهة من الجهات؟ قلنا : لأنّه واحد محض مبسوط ، ليس فيه شيء من الأشياء ؛ فلمّا كان واحداً محضاً ، انبجست منه الأشياء كلّها . وذلك أنّه لمّا لم تكن له هويّة ، انبجست منه الهويّة .
وأقول واختصر القول : إنّه لمّا لم يكن شيئاً من الأشياء ، رأيت الأشياء كلّها منه ، غير أنّه وإن كانت الأشياء كلّها إنّما انبجست منه ؛ فإنّ الهويّة الاُولى ، أعني بها هويّة العقل ، هي التي انبجست منه أوّلاً ، بلا وسط . ثّم انبجست
ص: 82
منه جميع هويّات الأشياء التي في العالم الأعلى والعالم الأسفل بتوسّط هويّة العقل والعالم العقلي(1) ، انتهى كلامه .
ثمّ شرع في البرهان على مطلبه . وليس لنا الحاجة إليه . وإليه يرجع كلام سائر المحقّقين ، كرئيس فلاسفة الإسلام في «الشفاء»(2) وغيره من مسفوراته(3) ، والشيخ المقتول(4) ، وغيرهما من أساطين الحكمة وأئمّة الفلسفة .
وقال الطائفة الثانية ، إنّ أوّل ما صدر منه تعالى وظهر عن حضرة الجمع ، هو
الوجود العامّ المنبسط على هياكل الموجودات المشار إليه بقوله تعالى : (وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ)(5) . و(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ)(6) .
قال الشيخ صدرالدين القونوي ، خليفة الشيخ الكبير ، محيي الدين ، في «نصوصه» :
و الحقّ سبحانه من حيث وحدة وجوده لم يصدر عنه إلاّ واحد ، لاستحالة إظهار الواحد وإيجاده من حيث كونه واحداً ما هو أكثر من واحد . لكن ذلك الواحد عندنا ما هو الوجود العامّ المفاض على أعيان المكوّنات وما وجد منها وما لم يوجد ممّا سبق العلم بوجوده . وهذا الوجود مشترك بين القلم الأعلى الذي هو أوّل موجود ، المسمّى أيضاً بالعقل الأوّل ، وبين سائر
ص: 83
الموجودات، ليس كما يذكره أهل النظر من الفلاسفة(1) . انتهى كلامه .
وقال بمثل المقالة في «مفتاح الغيب والوجود»(2) .
وقال كمال الدين عبدالرزّاق القاساني في «اصطلاحاته» :
التجلّي الشهودي هو ظهور الوجود ، المسمّى باسم «النور» . وهو ظهور الحقّ بصور أسمائه في الأكوان التي هي مظاهرها . وذلك الظهور هو نفَس الرحمان الذي يوجد به الكلّ(3) ، انتهى .
قد حان حين أداء ما فرض علينا بحكم الجامعة العلميّة والعرفانيّة والاُخوّة الإيمانيّة بإلقاء الحجاب عن وجه مطلوبهم بحيث يرتفع الخلاف من البين ويقع إصلاح ذات البين ؛ فإنّ طور العرفاء وإن كان طوراً وراء العقل ، إلا أنّه لا يخالف العقل الصريح والبرهان الفصيح ، حاشا المشاهدات الذوقيّة أن تخالف البرهان ، والبراهين العقليّة أن تقام على خلاف شهود أصحاب العرفان .
فنقول : اعلم أيّها الأخ الأعزّ ، أنّ الحكماء الشامخين والفلاسفة المعظّمين لمّا كان نظرهم إلى الكثرة وحفظ مراتب الوجود من عوالم الغيب والشهود وترتيب الأسباب والمسبّبات والعوالم الصاعدات والنازلات ، لا جرم يحقّ لهم أن يقولوا بصدور العقل المجرّد أوّلاً ؛ ثمّ النفس ؛ إلى أخيرة مراتب الكثرات . فإنّ مقام
ص: 84
المشيئة المطلقة لا كثرة فيه ؛ وإنّما هي تتحقّق في المرتبة التالية منه ، وهي تعيّناته . فالمشيئة لاندكاكها في الذات الأحديّة واستهلاكها في الكبرياء السرمديّة ، لم يكن لها حكم حتّى يقال في حقّها إنّها صادرة أو غير صادرة .
وأمّا العرفاء الشامخون والأولياء المهاجرون لمّا كان نظرهم إلى الوحدة وعدم شهود الكثرة ، لم ينظروا إلى تعيّنات العوالم ، ملكها أو ملكوتها ، ناسوتها أو جبروتها ، ويروا أنّ تعيّنات الوجود المطلق - المعبّر عنها ب «الماهيات» و«العوالم» أيّة عوالم كانت - اعتبار وخيال ؛ ولذا قيل : العالم عند الأحرار خيال في خيال(1) . وقال الشيخ الكبير ، محيي الدين : العالم غيب ما ظهر قطّ ؛ والحقّ ظاهر ما غاب قطّ(2) ، انتهى . فما كان في دار التحقّق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلاّ الحقّ ، ظاهراً وباطناً ، أوّلاً وآخراً . وما وراءه من تلبيسات الوهم
واختراعات الخيال .
بشيء ؛ بل ما توهّم أنّه من كلمات الأولياء الشامخين ، عندهم فاسد وفي سوق أهل المعرفة كاسد ؛ فإنّ الصدور لابدّ له من مصدر وصادر ، ويتقوّم بالغيريّة والسوائيّة ، وهي مخالفة لطريقة أصحاب العرفان وغير مناسبة لذوق أرباب الإيقان ؛ ولذا تراهم يعبّرون عن ذلك - حيث يعبّرون - ب «الظهور» و«التجلّي» . أمِن وراء الحقّ شيء حتّى ينسب الصدور إليه؟ بل (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(1) . قال مولانا ، أبو عبداللّه الحسين - عليه الصلاة والسلام - في دعاء «عرفة» : «ألِغَيْرِكَ مِنَ الظهُورِ مَا لَيسَ لَكَ؟»(2) صدق وليّ اللّه وروحي له الفداء . فالعالم بجهة السوائيّة ما ظهر قطّ ، والكلّي الطبيعي غير موجود في نظر أهل الحقّ ، وبغيرها هو اسمه «الظاهر» .
هذا حكم من غلب عليه سلطان الوحدة ، وتجلّى الحقّ بالقهر على جبل إنّيّته و جعله دكّاً دكّاً ، وظهر عليه بالوحدة التامّة والمالكيّة العظمى ؛ كما يتجلّى بذلك عند القيامة الكبرى . وأمّا الذي يشاهد الكثرة بلا احتجاب عن الوحدة ، ويرى الوحدة بلا غفلة عن الكثرة ، يعطي كلّ ذي حقّ حقّه ؛ فهو مظهر «الحكم العدل» الذي لا يتجاوز عن الحدّ وليس بظلاّم للعبد ، فحكم تارة بأنّ الكثرة متحقّقة ؛ وتارة بأنّ الكثرة هي ظهور الوحدة . كما نقل عن المتحقّق بالبرزخيّة الكبرى والفقير الكّلّ على المولى والمرتقي ب )قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
ص: 86
أَدْنَى((1) ، المصطفى المرتضى المجتبى ، بلسان أحد الأئمّة : «لنا مع اللّه حالات هو هو ، ونحن نحن ، وهو نحن ؛ ونحن هو» (2).
وكلمات أهل المعرفة ، خصوصاً الشيخ الكبير ، محيي الدين ، مشحونة بأمثال ذلك ؛ مثل قوله : الحقّ خلق ، والخلق حقّ ؛ والحقّ حقّ ، والخلق خلق(3) . وقال في «فصوصه» :
و من عرف ما قرّرناه في الأعداد وأنّ نفيها عين ثبتها ، علم أنّ الحقّ المنزّه هو الخلق المشبّه ، وإن كان قد تميّز الخلق من الخالق . فالأمر الخالق ، المخلوق ؛ والأمر المخلوق ، الخالق .
إلى أن قال :
فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا ***وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا
من يدر ما قلتُ لم تخذل بصيرته ***وليس يدريه إلاّ من له البصر
جمّع وفرّق فإنّ العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر(4)
وقد خرج الكلام عن طور هذه الرسالة . فلنطوي الكلام ولنصرف العنان إلى أصل المرام .
ص: 87
اعلم ، هداك اللّه إلى جبروته وأراك بلطفه طرق ملكوته ، أنّ هذه الحقيقة العقليّة التي عرفت شأنها ، لكونها في غاية التجرّد عن تباعد المكان والمكانيّات وكمال التنزّه عن تغيّر الزمان والزمانيّات ، واندكاك ماهيّتها في إنّيّتها وقهر نور
وجودها على ظلمة ماهيّتها ، بل للتجرّد عن حقيقتها ونفسيّتها تحيط بعوالم الغيب والشهادة ، إحاطة المشيئة عليها وعلى غيرها ؛ وتسري فيها ، سريان الحقيقة في الرقيقة . بل هي حقيقة العوالم ، وهذا ظلّها ؛ وهي الروح ، والباقي قواها و جسمها . وبالجملة ، هي جهة وحدة العالم ؛ والعالم جهة كثرتها . بل هي العالم في صورة الوحدة ؛ والعالم هو العقل في صورة الكثرة .
قال الشيخ الكامل العارف ، قاضي سعيد القمّي - رضوان اللّه عليه - في جملة من كتبه ورسائله : «إنّ النفس عقل بالعرض ونفس بالذات»(1) . وفي شرحه ل«توحيد» صدوق الطائفة - رضي اللّه عنه - : امتثل العقل ؛ أي الأمر الإلهي ، فتصوّر بصورة النفس الكلّية لتصوير المادّة(2) ، انتهى . وهو - قدّس سرّه - وإن قصر ذلك - أي تصوير العقل - بصورة النفس فقط ، لكنّ العلم بمراتب الوجود وملكوت الغيب والشهود يعطي ما ذكرنا من تصويره بصورة الجسم أيضاً . وهذا مراد الأقدمين ، كأفلاطن الإلهي(3) ، ومفيد المشّائين ، أرسطاطاليس ، في
ص: 88
«أثولوجيا» ؛ من هبوط النفس إلى العالم السفلى(1) مع أنّ البرهان يعطي حدوثها عن المادّة(2) .
وما ذكره ذلك العارف القمّي - قدّس سرّه - مأخوذ من كلمات الأقدمين ، كهذا الفيلسوف العظيم ؛ فإنّه قال في «الميمر» الأوّل من «أثولوجيا» : النفس إنّما هو عقل ، تصوّر بصورة الشوق .
وممّا يؤدّي ما ذكرنا - أتمّ تأدية - قوله في ذلك «الميمر» أيضاً :
إنّها (أي النفس) لمّا اشتاقت إلى السلوك وإلى أن تظهر أفاعيلها ، تحرّكت من العالم الأوّل أوّلاً ؛ ثمّ إلى العالم الثاني ؛ ثمّ إلى العالم الثالث ؛ غير أنّها وإن تحرّكت وسلكت من عالمها إلى أن تأتي العالم الثالث ، فإنّ العقل لم يفارقها ، وبه فعلت ما فعلت(3) ، انتهى .
وفي كلماته الشريفة ما يفيد مقصودنا ويشير إلى مطلوبنا فوق حدّ الإحصاء ؛ خصوصاً في «الميمر» العاشر في باب نوادره . فمن أراد ، فليرجع إلى ذلك الكتاب الشريف ؛ لكن بعد الفحص الكامل عن مرموزات القوم والرجوع إلى أهله ؛ فإنّ لكلّ علم أهلاً ، وإيّاك والرجوع إليه وإلى مثله بأنانيّتك ونفسيّتك . فإنّه
لا يفيدك شيئاً ، بل لا يزيدك إلاّ حيرة وضلالة . ألا ترى أنّ الشيخ الرئيس ، أبا عليّ بن سينا يقول :
إنّي ما قرأت على الاُستاذ من الطبيعيّات والرياضيّات والطبّ إلاّ شيئاً
ص: 89
يسيراً . وتكفّلت بنفسي على حلّها في مدّة يسيرة بلا تكلّف ؛ وظفرت على حلّها بغير تعسّف . وأمّا الإلهيّات ، فما فهمت منها شيئاً ، إلاّ بعد الرياضات والتوسّل إلى مبدأ الحاجات والتضرّع الجبلّي إلى قاضي السؤالات ، حتّى أنّ في مسألة واحدة منها راجعتُ أربعين دفعة! فما فهمت منها شيئاً ، حتّى آيست من حلّ ذلك العلم ، إلى أن انكشف لي بالرجوع إلى مبدأ الكلّ والتدلّي إلى بارئ القلّ والجلّ (1).
مع أنّ خطاياه في ذلك العلم الأعلى أكثر كثير ؛ كما يظهر بالمراجعة إلى كتبه . فإذا كان هذا حال الشيخ الرئيس ، النابغة الكبرى والاُعجوبة العظمى ، الذي لم يكن له في حدّة الذهن وجودة القريحة كفواً أحد ، فكيف بغيره من متعارف الناس! هذه نصيحة منّي على إخواني المؤمنين لئلاّ يهلكوا من حيث لا يعلمون .
إحاطة العقل المجرّد على ما دونه من الملك والملكوت ، ليست كإحاطة شيء محسوس بشيء محسوس ؛ حيث يكون الإحاطة فيه ببعض الجوانب والنهايات ، ولا يحيط بعضها ببعض إلاّ ببعض السطوح الخارجة عن الذات ، بل إحاطته من جميع الجوانب يحيط بباطن المحاط كما يحيط بظاهره ؛ فإنّ إحاطته يكون بنحو السريان والنفوذ ، فهو سارٍ في حقائق العوالم وذواتها ولبّ الحقائق وإنّيّاتها ، لا يشذّ عن إحاطته الوجوديّة وسريانه المعنوي ذرّة في السماء و
ص: 90
الأرض من جواهرها وعوارضها الذاتيّة والمفارقة . وهو أقرب إليها من حبل الوريد وأنفذ فيها من الأرواح في الأبدان ، بل حضور العوالم عنده أشدّ وأعلى من حضورها عند أنفسها .
كلّ ذلك ، لأنّ المادّة التي هي مناط الغيريّة والتباعد عنه مفقودة ، والماهيّة
- التي هي أصل السوائيّة - فيه مستهلكة مضمحلّه ، لا حكم لها أصلاً ، بل الحكم للوجود ، بل للوجود المطلق . وهو القاهر عليها والحاكم على كلّ إنّيّة وحقيقة . وإشارة إلى هذه الإحاطة الوجوديّة والسريان الذاتى قال معلّم المشّائين : إنّ الحقائق البسيطة تقتضي بذاتها لاستدارة حقيقية تامّة ، إلاّ أنّ المحيط فيها لا يحوي المركز ؛ كما الأمر في الدوائر الحسّيّة كذلك . بل الأمر في الدوائر العقليّة بعكس الدوائر الحسّيّة(1) . ونحن قد أشرنا إلى لمعة من التحقيق لهذا السرّ في «المشكاة الاُولى» فراجع(2) .
إنّ الحقيقة العقليّة التامّة المجرّدة حاكمة على ما سواها من الحقائق العقليّة و النفوس الكلّية والجزئيّة الملكوتيّة والبدعيّات والكائنات الملكيّة الناسوتيّة ، ترشدها إلى طرق الهداية والاستقامة والكمال ، وتسوقها إلى بارئها المتعال ، وتقودها إلى فناء الربّ ذي الجلال ؛ ولولاها لما عُبد اللّه وما وُحّد وما اُطيع وما
سجد . فالعقل هو الذي أرسله اللّه إلى سكّان جميع العوالم ، ليهديها ال«سواء الصراط» . فقال له : «أقبل» إلى المسجونين في ظلمات العوالم الخلقية من
ص: 91
عالمك الأمري ؛ فأرشدهم إلى دار السرور وعالم يعلو فيه النور على نور . فظهر
في كلّ حقيقة بقدر الاستعداد إطاعة لأمر ربّ العباد ؛ فهداهم إلى عالم الأسرار ودعاهم إلى محفل الاُنس ودار القرار . ثمّ بعد الإرشاد والهداية ، أمره بالرجوع بجميع مظاهره من عالم الدنيا إلى الغاية القصوى والرفيق الأعلى ؛ فقال له : «أَدبِر فَأدبَرَ»(1) . وهذه الحقيقة هي التي أعطاها اللّه تعالى الجنود في بعض المظاهر المناسبة من عالم القدس ، لتقاوم جنود الشيطان وتغلب عليها ، وتقود الخلق إلى حزب الرحمن ؛ وأودعت فيها من حقائق عالم الغيب الإلهي ، ليجذب من هو لائق الجذبة الرحمانيّة .
فإذا انفتح بصيرتك بما اُلقي إليك من الاُصول وانكشف الأمر لديك في ضمن القواعد والفصول ، يمكن لك أن ترتقي بقدم المعرفة إلى أوج الحقيقة ، فتعرف بعض ما اُرمز في رواية «الكافي» الشريف عن مولانا ، أبي جعفر الباقر - عليه الصلاة والسلام - قال :
«لَمّا خَلَقَ اللّه تعالى العقلَ ، استَنطَقَهُ . ثُمِّ قال لَهُ : أقبِل ، فَأَقبَلَ . ثُمَّ قالَ لَهُ : أدبِر ، فَأدبَرَ . ثُمَّ قالَ : وَعزّتي وَجَلالي ، ما خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أحَبُّ إليِّ مِنك ، ولا أَكمَلتُكَ إلاّ فيمَن أُحِبُّ . أما ، إنّي إيّاكَ آمُرُ وإيّاكَ أَنهَى ، وإيّاكَ أُثيبُ ، وَإيّاكَ أُعاقِبُ»(2) . صدق وليّ اللّه تعالى .
ص: 92
وقد شرحه المحقّقون الكاملون(1) - رضي اللّه عنهم - ولكن لمّا لم يشيروا - قدّس اللّه أنفسهم - إلى بعض أسراره ، فنحن نشير إليه مع قلّة الباع ونقصان الاطّلاع ، كيف ، وعطاياهم لا يحمل إلاّ مطاياهم ؛ وليس لمثلي هذا المحلّ الأعلى والمنزل الأبهى الأسنى .
فنقول : قوله(ع) : «استنطقه» أي جعله ذا نطق وإدراك بنفس جعل ذاته ، فإنّ العلم وإلادراك في المبادئ العالية ، ولا سيّما العقل الذي هو أوّل التعيّنات ، عين
ذاتها . وهذا بوجه نظير قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)(2) ؛ فإنّ «التعليم» في ذلك المقام بإيداع صور الأسماء والصفات بنحو اللفّ والإجمال وأحديّة الجمع فيه ، لا أنّه خلقه مجرّداً عن العلم بالأسماء ثمّ علّمها إيّاه ؛ فإنّ الإنسان
مظهر «اسم اللّه» الأعظم الجامع لجميع المراتب والأسماء والصفات بنحو أحديّة الجمع ، والعقل أيضاً مظهر علم الحقّ ، فهو عالم في مرتبة هويّته ولبّ حقيقته .
وقوله : «أقبِل» أمر من حضرة الجمع إلى المظهر الأوّل بظهوره في جميع مراتب التعيّنات من عالم الملك والملكوت . فهو النافذ في جميع العوالم بأمر بارئه ، ليظهر الكمالات التي في عالم الأسماء والصفات ، وينشر الخيرات في مراتب الكائنات ، ويهديهم إلى الصراط المستقيم ويرشدهم إلى الطريق القويم .
وقوله(ع) : «أدبِر» أي أدبر من عالم التفصيل إلى الحضرة الجمع بجميع المظاهر إلى الاسم المناسب لمقامك ومقام مظاهرك : إمّا إلى الاسم «الرحمن» ،
ص: 93
فتثاب؛ أو إلى الاسم «المنتقم» ، فتعاقب . فالعقل الظاهر في العوالم النازلة يثاب ويعاقب باعتبار اتّحاد الظاهر والمظهر . ومعاد كلّ شيء بتوسّطه ؛ بل بمعاده ؛ فإنّ الأشياء الكونيّة لا تعود إلى الحقّ ما لم تصل إلى العالم العقلي ، أو تفنى فيه ؛ وإن
كان معاد الكلّ بتوسّط الإنسان الكامل الذي كان العقل هو مرتبة عقله .
وقوله(ع) : «ولا أكملتك إلاّ فيمن اُحبّ» إشارة إلى أنّ ظهور العقل في مراتب الموجودات على قدر استعدادهم الذي قدّر لهم في الحضرة العلميّة بالحبّ الذاتي . ولولا ذلك الحبّ ، لما يظهر موجود من الموجودات ولا يصل أحد إلى كمال من الكمالات ؛ فإنّ بالعشق قامت السماوات .
وفي قوله(ع) : «إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك اُثيب وإيّاك اُعاقب» بلا تخلّل «الباء» إشارة واضحة عند أرباب الذوق بما قلنا من أنّ العقل هو الظاهر وهو الباطن ، وهو النافذ في الملك والملكوت ، والنازل من مقامه الأرفع إلى المنزل الأدنى بلا تجاف عن محلّه الأعلى ومقامه الأرفع الأسنى . واللّه الموفّق في الآخرة والاُولى .
قد حان حين أن تعلم معنى «خلافة» العقل الكلّي في العالم الخلقي ؛ فإنّ خلافته خلافة في الظهور في الحقائق الكونيّة . ونبوّته إظهار كمالات مبدئه المتعال وإبراز الأسماء والصفات من حضرة الجمع ذي الجلال . وولايته التصرّف التامّ في جميع مراتب الغيب والشهود ، تصرّف النفس الإنسانيّة في أجزاء بدنها ، بل تصرّفه لا يقاس بتصرّفها ؛ فإنّه لعدم شوبه بالقوّة واعتناقه بالعدم والنقصان ،
ص: 94
يكون أقوى في الوجود والإيجاد والتصرّف والإمداد . فهو الظاهر والحقّ به «الظاهر» ؛ وهو الباطن والحقّ به «الباطن» .
ولا تتوهّمن من هذا التعبير أنّ ظهور الحقّ وبطونه تبع ظهوره وبطونه ؛ فإنّ
ذلك توهّم فاسد وظنّ في سوق اليقين والمعرفة كاسد . بل الأصل في الظهور والإظهار هو الحقّ . بل لا ظهور ولا وجود إلاّ له - تبارك وتعالى - والعالم خيال في خيال عند الأحرار(1) .
وممّا يرشدك إلى ما ذكرنا ، حقّ الإرشاد ، ويهديك كمال الهداية إلى الطريق السداد ، ما حدّثه صدوق الطائفة ، رضوان اللّه عليه ، في «عيون أخبار الرضا(ع)» بإسناده عن مولانا وسيّدنا ، علي بن موسى الرضا - عليه آلاف التحيّة والثناء - عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب - عليهم السلام - قال : «قال رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه و آله» :
ما خَلَقَ اللّه خلقاً أفضَلَ مِنِّي ؛ وَلا أَكرَمَ عَلَيه مِنّي ... . قالَ عَليُّ ، علیه السلام ، فَقُلتُ : يا رَسُولَ اللّه ، فَأَنتَ أَفضَلُ ، أم جَبرئيلُ(ع)؟ فَقالَ : يا عَليُّ ، إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعالى، فَضَّلَ أنبيائَهُ المُرسَلينَ عَلى مَلائكتهِ المُقَرَّبينَ، وفَضَّلَني عَلى جَميعِ النَبيّينَ والمُرسَلينَ . والفَضلُ بَعدي لَكَ يَا عَليُّ ، ولِلأئَمَّةِ مِن بَعدِكَ . وإنَّ المَلائكَةَ لَخُدّامُنا وخُدّامُ محُبّينا . يا عَليُّ ، (الَّذينَ يَحْمِلوُنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم... وَيَسْتَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)بِوِلايَتِنا .
ص: 95
يا عَلِيُّ ، لَولا نَحنُ ، ما خَلَقَ اللّه آدَمَ علیه السلام ؛ وَلا حَوّاءَ وَلا الجَنَّةَ و[لا] النارَ ؛ ولا السَّماءَ و[لا] الأرضَ . فَكيفَ لا نَكوُنُ أَفضَلَ مِنَ المَلائكَةِ وقَد سَبَقناهُم إلى مَعرِفَةِ رَبِّنا وتَسبيحِهِ وَتَهليلِهِ وتَقديسه؟ لأنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللّه ، عَزَّ وجَلَّ ، أَرواحُنا ؛ فَأَنطَقَها بِتَوحيدِهِ وَتَمجيدِهِ . ثُمَّ ، خَلَقَ المَلائكَةَ . فَلَمّا شاهَدوا أَرواحَنا نُوراً واحِداً ، استَعظَمَت أَمرَنا ؛ فَسَبَّحنا ؛ لِتعلَمَ المَلائِكَةُ أَنَّا خَلقٌ مخَلوقونَ ، وَأَنَّهُ منزَّهٌ عَن صِفاتِنا ؛ فَسَبَّحَتِ المَلائِكَةُ بِتَسبيحِنا وَنَزَّهَتهُ عَن صفاتنا .
فَلَمّا شاهَدوا عِظَمَ شَأنِنا ، هَلَّلنَا ؛ لِتَعلَمَ المَلائِكَةُ أن لا إلهَ إلاّ اللّه ، وَأَنّا عَبيدٌ ، وَلَسنا بِالآلهة يَجِبُ أَن نُعْبَدَ مَعَهُ أو دوُنَهُ . فَقالوا : «لا إلهَ إلاّ اللّه» فَلَمّا شاهَدوا كِبَرَ مَحَلِّنا ، كَبَّرنا ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ أنَّ اللّه تَعالى أكبَرُ مِن أَن يُنالَ عِظَمُ المَحَلِّ إلاّ بِهِ . فَلَمّا شاهَدوا ما جَعَلَه اللّه لَنا مِنَ العِزِّ والقُوَّةِ ، قُلنا : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللّه» ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ أَن لا حَولَ لَنا وَلا قُوَّةَ إلاّ باللّه . فَلَمّا شاهَدوا ما أَنعَمَ اللّه بِهِ عَلَينا وَأَوجَبَهُ لَنا مِن فَرضِ الطاعَةِ، قُلنا : «الحَمدُ للّه» ؛ لِتَعلَمَ المَلائكَةُ ما يَحِقُّ للّه تَعالى ذكرُهُ عَلَينا مِنَ الحَمدِ عَلى نِعَمِهِ ، فَقالَت المَلائكَةُ : «الحَمدُ للّه» . فَبِنا اهتَدَوا إِلى مَعرِفَةِ تَوحيدِ اللّه ، عَزَّ وجَلَّ ، وَتَسبيحِهِ وَتَهليلِه وتَحميدِهِ وَتَمجيدِهِ .
ثُمَّ ، إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وَتَعالى ، خَلَقَ آدَمَ(ع) فَأَودَعَنا صُلبَهُ ؛ وَأَمَرَ المَلائكَةَ بِالسجودِ لَهُ تَعظيماً لَنا وَإكراماً . وكانَ سُجودُهُم للّه عَزَّ وَجَلَّ ، عُبودِيَّةً ، وَلاِدَمَ إكراماً وَطاعةً ، لِكَونِنا في صُلبِهِ . فَكيفَ لا نَكونُ أفضَلَ مِنَ المَلائكَةِ
وَقَد سَجَدوا لاِدَمَ كُلُّهُم أَجمَعون؟
ص: 96
وَإنّهُ لَمّا عَرَجَ بي إلى السَّماء ، أذَّنَ جَبرَئيلُ ، علیه السلام ، مَثنَى مَثنَى ، وأَقامَ مَثنى مَثنى . ثُمَّ قالَ لي : تَقَدَّم ، يا مُحَمَّدُ . فَقُلتُ لهُ : يا جَبرئيلُ ، أتَقَّدَمُ عَلَيكَ؟ فَقالَ : نَعَم . إنَّ اللّه ، تَبارَكَ وتَعالَى ، فَضَّلَ أَنبياءَهُ عَلَى مَلائِكَتِه أَجمَعينَ ، وَفَضَّلَكَ خاصَّةً . قالَ : فَتَقَدَّمتُ ، فَصَلَّيتُ بِهِم ، وَلا فَخرَ .
فَلَمّا انتَهَيتُ به إلى حُجُبِ النُّورِ ، قالَ لي جَبرَئيلُ : تَقَدَّم ، يا مُحَمَّدُ . وتَخَلَّفَ عَنّي . فَقْلتُ : يا جَبرئيلُ ، في مثلِ هذا المَوضِعِ تُفارِقُني؟ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ انتَهاءَ حَدّي الَّذي وَضَعَني اللّه ، عَزَّ وَجَلَّ ، فيه إلى هذا المَكانِ ؛ فإن
تَجاوَزتُه ، احتَرَقَت أَجنِحَتي بِتَعَدِّي حُدودَ رَبّي ، جَلَّ جَلالُهُ . فَزُخَّ بى في النُورِ زَخَّةً (فَزُجَّ بى في النور زَجَّةً - خ ل) حَتَّى انتَهَيتُ إلى ما شاءَ اللّه من عُلُوِّ مُلكِهِ . فَنُودِيتُ : يا مُحمَّدُ(ص) . فَقُلتُ : لَبَّيكَ رَبّي وسَعدَيكَ ، تَبارَكتَ وتَعالَيتَ . فَنُودِيتُ : يا مُحَمَّدُ(ص) ، أَنتَ عَبدي ، وَأَنا رَبُّكَ ، فَإيّايَ فَاعبُد ؛ وَعَلَيَّ فَتَوَكَّل . فَإنَّكَ نُوري في عبادي ، وَرَسُولي إلى خَلقي ، وَحُجَّتي عَلى بَرِيَّتي . لَكَ وَلِمَن تَبعَكَ خَلَقتُ جَنَّتي ؛ وَلِمَن خالَفَكَ خَلَقتُ ناري ؛ ولأِوصِيائِكَ أَوجَبتُ كَرامَتي ؛ وَلِشيعَتِهِم أَوجَبتُ ثَوابي . فَقُلتُ : يا رَبِّ وَمَن أوصيائي؟ فَنُودِيتُ يا مُحَمَّدُ ، أوصياؤكَ المكتُوبُونَ عَلَى ساق العَرشِ . فَنَظَرتُ ، وأنَا بَينَ يَدي رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، إلى ساقِ العَرشِ ؛ فَرَأَيتُ اثنَي عَشَرَ نُوراً ؛ في كُلِّ نوُرٍ سَطرٌ أَخضَرُ ؛ عَلَيهِ اسمُ وَصِيّ مِن أَوصيائي أَوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ ؛ وَآخِرُهُم مَهِديُّ(ع) أُمَّتي . فَقُلتُ : يا رَبِّ ، هؤُلاءِ أَوصيائي
بَعدي؟ فَنُوديتُ : يا مُحَمَّدُ ، هؤُلاءِ أَوليائي وَأَحِبّائي وَأَصفيائي وَحُجَجي
بَعدَكَ عَلى بَرِيَّتي . وَهُم أَوصياؤُكَ وَخُلفَاؤُكَ وَخَيرُ خَلقي بَعدَكَ . وَعِزَّتي
ص: 97
وَجَلالي ، لَأُظهِرَنَّ بهم ديني ، وَلأُعلِيَنَّ بِهِم كَلِمَتي ، وَلَأُطَهِّرَنَّ الأرضَ بِآخِرِهِم مِن أعدائي . وَلأُمَلِّكَنَّهُ مَشارِقَ الأرضِ وَمَغارِبَها ؛ وَلأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرياحَ ؛ وَلأُذَلِّلَنَّ لَهُ السحابَ الصِّعابَ ؛ وَلأُرَقِّيَنَّهُ في الأسبابِ ؛ وَلأنصُرَنَّهُ بِجُندي وَلأَمُدَّنَّهُ بِمَلائكَتي حَتَّى يُعلِنَ دَعوَتي وَيَجمَعَ الخَلقَ عَلى
تَوحيدي . ثُمَّ ، لأُدِيمَنَّ مُلكَهُ ، ولأُداوِلَنَّ الأيّامَ بَينَ أوليائي إلى يَومِ القِيامَةِ(1) . تمّ الحديث الشريف .
ولقد نقلته بطوله مع بناء هذه الرسالة على الاختصار ، للتبرّك والتيمّن وزيادة الفائدة والبصيرة . وها أنا أشرح بعض فقراته الراجعة إلى المقام مع الإيجاز والاختصار ؛ وأرجو التوفيق من الحقّ المختار .
اعلم ، جعلك اللّه وإيّانا من اُمّة الرسول المختار وسلكنا سبيل الشيعة الأبرار ، أنّ قوله - صلّى اللّه عليه وآله - : «ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي» إشارة إلى أفضليّته - صلّى اللّه عليه وآله - في مقام تعيّنه الخلقي ؛ فإنّه في النشأة الخلقيّة أوّل التعيّنات وأقربها إلى الاسم الأعظم ، إمام أئمّة الأسماء والصفات ؛ وإلاّ فهو بمقام
ولايته الكلّية العظمى وبرزخيّته الكبرى والهيولويّة الاُولى ، المعبّر عنها ب «دنى
فتدلّى» و«الوجود الانبساطي الإطلاقي» و«الوجه الدائم الباقي» المستهلك فيه كلّ الوجودات والتعيّنات والمضمحلّ لديه جميع الرسوم والسمات ، لا نسبة بينه وبين شيء ، لإحاطته القيّوميّة بكلّ ضوء وفيء . فلا يستصحّ الأكرمية
ص: 98
والأفضلية ، ولا يتصوّر الأوّليّة والآخريّة ، بل هو الأوّل في عين الآخريّة ، والآخر في عين الأوّليّة ، ظاهر بالوجه الذي هو باطن ، وبالوجه الذي هو ظاهر كامن ؛ كما قال : «نَحْنُ السُّابِقُونَ الأوَّلُونَ»(1) .
قوله (ع) : «فأنت أفضل أم جبرئيل؟» اعلم ، أنّ هذا السؤال وغيره من المقال ، من مولانا أمير المؤمنين وإمام أصحاب الكشف واليقين - عليه صلوات ربّ العالمين - لمصلحة كشف الحقائق بالنسبة إلى سائر الخلائق ؛ وإلاّ فهو - عليه الصلاة والسلام - يستفيد من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - حقائق العلوم وغُيَّبات السرائر بمقامه العقلي وشأنه الغيبي قبل الوصول إلى النشأة المثاليّة الخياليّة ، فضلاً عن نزولها إلى الهيآت اللفظيّة والكلاميّة ؛ فإنّ منزلته(ع) منه(ص) بعد اتّحاد نورهما بحسب الولاية الكلّية المطلقة ، منزلة اللطيفة العقليّة ، بل الروحيّة السرّيّة من النفس الناطقة الإلهيّة ، ومنزلة سائر الخلائق منه(ص) منزلة سائر القوى الباطنة والظاهرة منها ؛ فإنّ لرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - أحديّة جمع الحقائق الغيبيّة والشهادتيّة ، وهو أصل اُصول المراتب الكلّيّة والجزئيّة . ونسبته إلى رعيّته نسبة الاسم الأعظم في الحضرة الجمعيّة إلى سائر الأسماء والصفات ، بل هو الاسم الأعظم المحيط بسائر الأسماء الإلهيّة في النشأة الخلقيّة والأمريّة . فكما أنّ الفيض من حضرة الجمع لا يصل إلى التفاصيل المحضة إلاّ بعد عبوره في مراحل متوسّطة ، ولا يمرّ على السوافل إلاّ بعد مروره على العوالي التي هي الواسطة - كما قد أوضحنا سبيله في «المشكاة» السالفة
ص: 99
وبيّنا دليله في «المصابيح» السابقة - كذلك الفيوضات العلميّة والمعارف الحقيقيّة
النازلة من سماء [ال]سرّ الأحمديّة(ص) لا تصل إلى الأراضي الخلقيّة إلاّ بعد عبورها على المرتبة «العماء» العلويّة . ولذلك ولأسرار اُخر قال - صلّى اللّه عليه
و آله - : «أَنَا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها»(1) .
وممّا يؤيّد ما ذكرنا لك ويشهد على ما تلونا عليك ، ما ورد أنّه(ع) يسمع كلام
جبرئيل (ع)(2) . ومن ذلك ما ورد في «الكافي» الشريف في باب العهود في رواية طويلة ، أنّه قال أمير المؤمنين (ع) :
«والَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد سَمِعتُ جَبرئيلَ يَقولُ للنَّبيِّ (ص) : يا محمّدُ(ص) ، عَرِّفهُ أَنَّهُ مُنتَهِكُ الحُرمَةِ . . .»(3) الخبر الشريف .
ثمّ ، إنّ السؤال عن أفضليّته عن جبرئيل(ع) سؤال عن قاطبة سكنة عالم الجبروت ، واختصاصه بالذكر ، إمّا لعظمة شأنه من بين سائر الملائكة ، أو لتوجّه الأذهان إليه دون غيره . وبالجملة ، ليس السؤال مختصّاً به (ع) ولهذا أجاب - صلّى اللّه عليه وآله - بفضيلته على جميع الملائكة .
وليعلم أنّ هذه الفضيلة ليست فضيلة تشريفيّة اعتباريّة ، كفضيلة السلطان على الرعيّة ، بل فضيلة حقيقيّة وجوديّة كماليّة ، ناشئة من إحاطته التامّة
ص: 100
وسلطنته القيّوميّة ، ظلّ الإحاطة التي لحضرة الاسم «اللّه» الأعظم على سائر الأسماء والصفات ؛ فإنّ سائر الأسماء والصفات من شؤونه وأطواره ومظاهره وأنواره . فكما أنّ شرافة اسم «اللّه» الأعظم المحيط على سائر الأسماء ليست تشريفيّة اعتباريّة وكذلك سائر الأسماء بعضها بالنسبة إلى بعض ، كذلك الأمر في مربوب الأسماء المحيطة الذي هو النبيّ في كلّ عصر وخصوصاً نبيّنا - صلّى اللّه عليه وآله - الذي هو مربوب إمام أئمّة الأسماء والصفات ، فله الرئاسة التامّة على جميع الاُمم السابقة واللاحقة، بل كلّ النبوّات من شؤون نبوّته، ونبوّته(ص) دائرة عظيمة محيطة على جميع الدوائر الكلّية والجزئيّة والعظيمة والصغيرة .
قوله(ص) : «والفضل بعدي لك وللأئمّة من بعدك» إشارة إلى ما ذكرنا من أنّ مرتبة وجوده(ع) ووجود سائر الأئمّة(ع) بالنسبة إلى النبيّ(ص) مرتبة الروح من النفس الناطقة الإنسانيّة ؛ ورتبة سائر الأنبياء والأولياء رتبة سائر القوى النازلة منه ؛ ورتبة سائر الرعيّة رتبة القوى الجزئيّة النازلة الظاهرة أو الباطنة ،
حسب درجاتهم ومراتبهم . وكلّ فضيلة وكمال وشرف في المملكة الإنسانيّة ثابتة للمرتبة الروحيّة ، ومنها يصل الفيض إلى سائر القوى والمراتب ، بل جميع القوى الظاهرة والباطنة ظهور حقيقة الروح . ولذلك قال عليّ - علیه السلام - :
«كُنتُ مع الأنبياء سِرّاً ومَعَ رَسوُلِ اللّه جَهراً» على ما حكي(1) . والمعيّة بالنسبة إلى
ص: 101
سائر الأنبياء - عليهم السلام - معيّة قيّومية ، وبالنسبة إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه و آله - معيّة تقوّميّة .
قوله(ص) : «وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا» شاهد على ما ذكرنا من أنّ العالم بجميع أجزائه وجزئيّاته - من القوى العلاّمة والعمّالة - للوليّ الكامل . فبعض الملائكة من قواه العلاّمة ، كجبرئيل(ع) ومن في طبقته ؛ وبعضهم من العمّالة ، كعزرائيل ومن في درجته ، وكالملائكة السماويّة والأرضيّة المدبّرة . وخدمة الملائكة لمحبّيهم أيضاً بتصرّفهم(ع) كخدمة بعض الأجزاء الإنسانيّة لبعض بتصرّف النفس .
قوله (ص) : «والّذين يحملون العرش . . .» إلى آخره . ل «العرش» إطلاقات . والمراد ، هاهنا ، جملة الخلق ، أو الجسم المحيط . وحملته أربعة من الأملاك . وهي أرباب أنواع أربعة - كما نقل عن «اعتقادات»(1) الصدوق عليه الرحمة - لا الحضرة العلميّة ؛ فإنّ حامل العلم نفسه - صلّى اللّه عليه وآله - وشؤونه ؛ كما ورد
في «الكافى» الشريف عن أبي عبداللّه(ع) قال :
«حَمَلَةُ العرَش - والعَرشُ العِلمُ - ثَمانيةٌ : أَربَعَةٌ مِنّا ، وأَربَعَةٌ مِمَّن شاءَ اللّه»(2) .
وفي رواية اُخرى عن الكاظم ، عليه السلام ، قال :
«إذا كانَ يَومُ القيامةِ ، كانَ حَمَلَةُ العَرشِ ثَمانيةً . أَربَعةٌ مِن الأوَّلينَ : نوحُ ، وإبراهيمُ ، وموسى ، وعيسى ، عليهمُ السَّلامُ . وأربعةٌ من الآخِرينَ : محَمَّدٌ ،
ص: 102
وعلّيٌّ ، والحسنُ ، والحسينُ ، عليهُم السَّلام» (1).
قوله(ص) : «لولا نحن ، ما خلق اللّه آدم . . .» إلى آخره . لأنّهم وسائط بين الحقّ والخلق ، وروابط بين الحضرة الوحدة المحضة والكثرة التفصيليّة . وفي هذه الفقرة بيان وساطتهم بحسب أصل الوجود ، وكونهم مظهر الرحمة الرحمانيّة ؛ التي هي مفيض أصل الوجود ؛ بل بحسب مقام الولاية هم الرحمة الرحمانيّة ؛ بل هم الاسم الأعظم الذي كان «الرّحمن الرّحيم» تابعين له . كما أنّ الفقرة الآتية ، أي قوله(ص) : «كيف لا نكون أفضل من الملائكة» بيان كونهم وسائط بحسب كمال الوجود ، وكونهم مظهر الرحمة الرحيميّة التي بها يظهر كمال الوجود . فبهم يتمّ دائرة الوجود ويظهر الغيب والشهود ويجري الفيض في النزول والصعود . قال الشيخ محيي الدين في «فتوحاته» : ظهر الوجود ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم(2) . فتمام دائرة الوجود تحت هذه الأسماء الثلاثة ، جمعاً في الأوّل منها ، وتفصيلاً في الأخيرين .
ثمّ ، إنّ مقصودنا من نقل الرواية الشريفة بطولها هذه الفقرات التي بصدد بيان تعليمهم حقيقة العبوديّة والطريق إليها للملائكة في النشأة العقليّة الغيبيّة ، وبيان أنّ هذا التعليم هو حقيقة النبوّة في النشأة الغيبيّة . فنحن نشير إلى فقراتها على الإجمال في ضمن «اُصول» ، لتوضيح الحال مع ضيق المجال وتشويش البال .
ص: 103
إنّك قد عرفت فيما تلونا عليك : أنّ العالم العقلي وجودات نوريّة حيّة عليمة بلا تخلّل جعل بينها وبين كمالاتها ، بل كلّ ما يمكن لها بالإمكان العامّ ، واجب التحقّق لها . فالسبق إلى معرفة الربّ والتسبيح والتهليل لسبق الوجود . وهذا السبق هو السبق «الدهري» المناسب لهذا المقام الرفيع العالي المنزّه عن الزمان والمكان . وبالجملة ، هو السبق بالعلّيّة والحقيقة الذي هو ثابت في مراتب الوجود وحقائق الغيب والشهود .
وقوله : «فأنطقها» أي جعلها ذا نطق ، بعين جعل ذاتها ، نطقاً عقليّاً من غير صوت ولا لفظ . وتخلّل «الفاء» فيه لسبق الذات على كمالاتها ، سبقاً بالتجوهُر . وبما ذكر من معنى «السبق» ، ظهر كونهم وسائط في خلق الملائكة بحسب الوجود ؛ كما أنّهم وسائط بحسب كمالات الوجود .
اعلم ، هداك اللّه إلى الصراط المستقيم ، أنّ للتوحيد أربعة أركان . ولكلّ منها ثلاث درجات : درجة منها ظاهرة ودرجتان منها في البطون . والاسم تابع لما هي الظاهرة . كما أنّ الأمر كذلك في الأسماء الإلهيّة المنقسمة إلى الأقسام الثلاثة ؛ أي الأسماء الذاتيّة والأسماء الصفاتيّة والأسماء الأفعاليّة .
الركن الأوّل هو «التحميد» . وهو مقام توحيد الأفعال . وهو الدرجة الظاهرة منه ؛ وباطن فيه التوحيدان الآخران ؛ أي الصفتي والذاتي ؛ فإنّ التحميد مقام إرجاع جميع المحامد والأثنية إلى اللّه تعالى ، ونفي الاستحقاق عن غيره - جلّ
ص: 104
وعلا - ولا يتحقّق ذلك إلاّ بأن يكون جميع الأفعال الحسنة والأعمال الصالحة
وقاطبة العطيّات وجُلّ المنحات منه ؛ بأن يرى العبد المشاهد لهذا المقام أنّ العطيّات والمنحات التي في صورة الكثرة التفصيليّة ظهور العطيّة المطلقة التي هي المشيئة المطلقة التي هي وجه اللّه الفاني في ذي الوجه . فليس في الوجود جميل ولا فاعل جميل ، حتّى يحمد على جماله أو فعله ، سوى الجميل المطلق . ويؤكّده «الحوقلة» التي هي مقام نفي الحول والقوّة عن غيره ، وإثبات كونهما باللّه الجميل ، ولو كان في صورة التفصيل . وباطن هذا التوحيد توحيد الصفات والذات ، عند أصحاب الرموز والإشارات .
الركن الثاني هو «التهليل» . وهو مقام توحيد الصفات واضمحلال كلّ الكمالات ، بأن يرى العبد كلّ جمال وكمال وحسن وبهاء ظهور جمال الحقّ وكماله وتجلٍّ من تجلّيات جلاله . وكون «التهليل» لذلك المقام لما فيه من نفي الاُلوهيّة عن الغير . والاُلوهيّة هاهنا هي الاُلوهيّة الصفتيّة ، لا الفعليّة . والتوحيدان
الآخران فيه محجوب عند أرباب الأذواق والقلوب .
الركن الثالث هو «التكبير» . وهو مقام توحيد الذات واستهلاك جميع الإنّيّات ، لما ورد في معناه : «أنّه أَكبرُ مِن أن يوصَفَ»(1) . لا من كلّ شيء ، معلّلاً بأنّه لا شيء هناك . والتوحيدان الآخران فيه على حدّ الاستتار عند اُولى السابقة الحسنى من الأحرار .
الركن الرابع هو «التسبيح» . وهو مقام التنزيه عن التوحيدات الثلاثة ؛ فإنّ فيها تكثير وتلوين . وهو مقام التنزيه والتمكين ؛ وبه يتمّ التوحيد :
ص: 105
ففي «التوحيد الفعلي» يرى السالك كلّ فعل ظهور فعله . وتنزيهه بأن لا يرى فعل الغير أبداً .
و«التوحيد الصفتي» استهلاك الصفات والأسماء في أسمائه وصفاته . والتنزيه في ذلك المقام عدم رؤية صفة واسم في دار التحقّق إلاّ أسمائه وصفاته .
و«التوحيد الذاتي» اضمحلال الذوات لدى ذاته . والتنزيه في ذلك المقام عدم رؤية إنّيّة وهويّة ، سوى الهويّة الأحديّة .
وفي الآثار والأخبار : «يا مَن هو ، يا مَن ليس إلاّ هو»(1) . و«التوغّل» الذي هو بمنزلة النتيجة لكلّ المقامات والتوحيدات ، عدم رؤية فعل وصفة حتّى من اللّه تعالى ، ونفي الكثرة بالكلّيّة وشهود الوحدة الصرفة والهويّة المحضة التي هي الظاهرة في عين البطون والباطنة في عين الظهور . والتنزيه في كلّ مقام ينطوي في المقامين الآخرين .
اعلم ، أنّ في جعل «التسبيح» في الرواية الشريفة مقدَّماً على سائر الأركان دلالة على شرفه وعلوّ قدره على سائر المراتب ؛ مع أنّه مناسب لمقام الملائكة ونشأتهم . وأمّا جعل «التكبير» متوسّطاً بين «التهليل» و«التحميد» ، فلأنّ المركز في الحقائق المجرّدة محيط على المحيط ؛ بعكس الدوائر الحسّيّة ، كما سبقت الإشارة إليه (2)؛ ودلالة على أنّ ذاته ، تعالى شأنه ، محفوف بالصفات والأسماء ؛
ص: 106
وأنّ رؤية الذات لايمكن إلاّ من وراء حجاب الأسماء والصفات والآثار . وتأكيد
«التحميد» ب «الحوقلة» للدلالة على كون الكثرة في الفعل أوغل بحسب رؤية السالكين .
اعلم ، أنّ حظّ الملائكة من التوحيدات الثلاثة والتنزيه ليس كحظّ الإنسان الكامل في جميع المقامات ؛ بل لكلّ منها مقام معلوم لايتجاوزه ، فالتعليم في تلك النشأة بحسب استعداداتهم التي يحيط بها النبيّ المكرّم(ص) الذي أحاط بكلّ الأشياء وترتيب تكميل كلّ العوالم والنشآت على طبق القضاء .
ولمّا كان بقية الحديث الشريف خارجاً عن مقصدنا ، جزنا عن شرحه ، مع كونه لائقاً للشرح الطويل والبحث والتفصيل . عسى اللّه أن يوفّقنا لإفراد رسالة في شرحه .
هذه التعاليم التي وقعت في النشأة العقليّة من النبيّ الكريم وآله الطيّبين الطاهرين - سلام اللّه عليهم أجمعين - هي حقيقة النبوّة والإمامة في العالم الأمري الغيبي . فقد عرفت في ما سبق بسطها وتفصيلها . ولنختم الكلام في المقام ، ولنصرف عنان القلم إلى طور آخر من الكلام . وهو الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الظاهرة الخلقيّة . وأسأل اللّه تعالى التوفيق ؛ فإنّه خير رفيق . والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله الطيّبين الطاهرين .
ص: 107
ص: 108
لعلّك قد أخذت الخبر بيديك وانكشف الأمر بإيضاحنا لديك من أنّ للأسماء الإلهيّة محيطيّة ومحاطيّة ورئاسة ومرؤوسية . فرُبّ اسم إلهي يكون محيطاً بالأسماء الجماليّة ، ك «الرّحمن» . ورُبّ اسم إلهي محيط بالأسماء الجلاليّة ، ك «المالك» و«القهّار» . ولا يكون في الأسماء الإلهيّة مرتبة الجامعيّة المطلقة وأحديّة جمع الحقائق الإلهيّة اللطفيّة والقهريّة بطريق الجمع والبساطة ، إلاّ لاسم
«اللّه» ربّ جميع الحقائق الإلهيّة ومفتاح مفاتيح الكنوز الغيبيّة. فهو الاسم المحيط التامّ الأعظم الأزلي الأبدي السرمدي . وغيره من الأسماء - حتّى الاُمّهات منها - لا يكون بهذه الإحاطة ، وإن كان لبعضها إحاطة على بعضها أقلّ وأكثر .
ص: 109
كما أنّك قد عرفت من تضاعيف ما تلونا عليك أنّ ظهور الأعيان الخارجيّة إنّما يكون حسب اقتضاء الأسماء الإلهيّة ، على نظام ما في العلم الربوبي وحضرة الأعيان الثابتة ، فلكلّ حقيقة من حقائق الأسماء الإلهيّة رقيقة ، تكون مظهرها في العالم الغيبي ، وحكم الظاهر والمظهر سواء في السنّة الإلهيّة ، فما هو مظهر «الرّحمن» تكون الرحمة فيه غالبة ، ويكون محيطاً على سائر المظاهر اللطفيّة والجماليّة ، وحاكماً عليها . وما كان مظهر «المالك» و«الواحد» كذلك بالنسبة إلى المظاهر القهريّة ، فوجب لا محالة ، بحكم القضاء السابق الإلهي والعناية الرحمانيّة ، وجود خليفة جامعة لجميع الصفات الربوبيّة وحقائق الأسماء الإلهيّة ، ليكون مظهراً لاسم «اللّه» الأعظم .
وبالجملة ، لمّا كان كلّ ما في الكون آية لما في الغيب ، لابدّ وأن يكون لحقيقة العين الثابتة الإنسانيّة ، أي العين الثابتة المحمّديّة(ص) ولحضرة الاسم الأعظم مظهر في العين ، ليظهر الأحكام الربوبيّة ويحكم على الأعيان الخارجيّة ، حكومة الاسم الأعظم على سائر الأسماء والعين الثابت للإنسان الكامل على بقيّة الأعيان . فمن كان بهذه الصفة ، أي الصفة الإلهيّة الذاتيّة ، يكون خليفة في هذا العالم ؛ كما أنّ الأصل كان كذلك .
وكما أنّ اسم «اللّه» الأعظم بمقامه الجمعي كان جامعاً لجميع مراتب الأسماء الإلهيّة ، بنحو أحديّة الجمع وبساطة الحقيقة ، وكان عالماً بحقائقها بعلمه بذاته
ص: 110
وعالماً بكيفيّة ظهور صورها في الحضرة العلميّة والكون العيني وكيفيّة استهلاكها واضمحلالها في مقام الغيب الأحدي الذي هو حقيقة القيامة الكبرى للأسماء الإلهيّة ؛ إذ كما أنّ القيامة الكبرى للأكوان الخارجيّة بانطماس نورها وهويّتها تحت سطوع النور الربوبي وبرجوع كلّ مظهر إلى ظاهره وفنائه فيه ، يكون للأعيان الثابتة والأسماء الإلهيّة بانقهارها تحت شمس الأحديّة الذاتيّة وانمحاق أنوارها لدى نورها بتوسّط الإنسان الكامل في الأعيان الخارجيّة والعين الثابتة المحمّديّة(ص) في الأعيان الثابتة والاسم الأعظم الإلهي في الأسماء الإلهيّة - كما ستسمع إن شاء اللّه فيما سيأتي تحقيقه من بيان قوسي النزول والصعود بشرط مساعدة التوفيق - كذلك الاسم الأعظم الإلهي الموجود في النشأة الظاهرة جامع لجميع مراتب الأسماء وحقائق الأعيان ، ويرى الأشياء على ما هي عليها برؤية ذاته ويرى كيفيّة ارتباطها بالأسماء الإلهيّة ووصولها إلى باب أربابها الذي هو حقيقة القيامة الكبرى للأشياء الكونيّة الخارجيّة وهو في الحقيقة يوم «ليلة القدر» المحمّديّة (ص) ؛ كما سيأتي تحقيقها ، إن شاء اللّه .
وكما أنّ الأسماء المحيطة حاكمة على الأسماء التي تحت حيطتها وقاهرة عليها ، وكلّ اسم كانت جامعيّته وحيطته أكثر ، كان حكمه أشمل ومحكومه أكثر ، إلى أن ينتهي الأمر إلى الاسم «اللّه» الأعظم الذي يكون محيطاً على الأسماء كلّها،
أزلاً وأبداً ، ولم يكن حكمه مخصوصاً باسم أو أسماء ، كذلك الأمر في المظاهر ،
ص: 111
طابق النعل بالنعل . فإنّ العالم نقشة ما في الأسماء الإلهيّة والعلم الربوبي . فسعة دائرة الخلافة والنبوّة وضيقها في عالم الملك حسب إحاطة الأسماء الحاكمة على صاحبها وشارعها - وهذا سرّ اختلاف الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في الخلافة والنبوّة - إلى أن ينتهي الأمر إلى مظهر الاسم الجامع الأعظم الإلهي ، فيكون خلافته باقية دائمة محيطة أزليّة أبديّة حاكمة على سائر النبوّات والخلافات . كما أنّ الأمر في المظاهر كذلك . فدورة نبوّات الأنبياء - عليهم السلام - دورة نبوّته وخلافته ؛ وهم مظاهر ذاته الشريفة ، وخلافاتهم مظاهر خلافته المحيطة . وهو - صلّى اللّه عليه وآله - خليفة اللّه الأعظم وسائر الأنبياء خليفة غيره من الأسماء المحاطة ، بل الأنبياء(ع) كلّهم خليفته ، ودعوتهم في الحقيقة دعوة إليه وإلى نبوّته(ص) ، وآدمُ ومَن دونَه تَحتَ لِوائِهِ . فمن أوّل ظهور الملك إلى انقضائه وانقهاره تحت سطوع نور الواحد القهّار ، دورة خلافته الظاهرة في الملك .
وبما علّمناك من البيان وآتيناك من التبيان يمكن لك فهم قول مولى الموحّدين وقدوة العارفين ، أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه وعلى آله أجمعين - : «كُنتُ مَعَ الأنبياء باطِناً ، ومَعَ رَسُولِ اللّه ظاهِراً»(1) ؛ فإنّه - صلوات اللّه عليه - صاحب الولاية المطلقة الكلّيّة . والولاية باطن الخلافة ؛ والولاية المطلقة الكلّيّة باطن الخلافة الكذائيّة ، فهو(ع) بمقام ولايته الكلّيّة قائم على كلّ نفس بما
ص: 112
كسبت ، ومع كلّ الأشياء ، معيّة قيّوميّة ظلّيّة إلهيّة ، ظلّ المعيّة القيّوميّة الحقّة الإلهيّة ، إلاّ أنّ الولاية لمّا كانت في الأنبياء(ع) أكثر ، خصّهم بالذكر .
وبالحريّ أن نذكر ما لخّصه الشيخ العارف الكامل ، قاضي سعيد الشريف القمّي - رضي اللّه عنه - ممّا فصّله بعض أهل المعرفة(1) . قال في «البوارق الملكوتية» :
قال : إنّ الحقائق الخارجية في حال غيبتها تحت أستار الأسماء التي وسائط مشهودها . سألت تلك الأسماء سؤال افتقار وقالت : إنّ العدم قد أعمانا عن إدراك بعضنا بعضاً ، وعن معرفة ما يجب لكم من الحقّ علينا . فلو أنّكم أظهرتم أعياننا ، لكنتم أنعمتم علينا ، وأمكن لنا أن نقوم بحقوقكم . ولكانت سلطنتكم متحقّقة ؛ واليوم أنتم سلاطين علينا بالقوّة ، من دون جنود ولاعدّة . فهذا الذي نطلبه منكم أكثر نفعاً لكم ممّا في حقّنا .
فلمّا سمعت الأسماء الإلهيّة مقالة الحقائق الغيبيّة ، نظرت في ذوات أنفسها ، وصدّقت الممكنات ؛ وطلبت ظهور أحكامها حتّى يتميّز أعيانها بآثارها . فإنّ «الخلاّق» و«المدبّر» وغيرهما نظروا في ذواتهم ، فلم يروا خلاّقاً ولا مدبّراً ، ولا غير ذلك . فجاءت تلك الأسماء إلى حضرة الاسم «البارئ» ، فقالوا له : عسى أن توجد أنت هذه الأحكام التي اقتضت حقائقها . فقال «البارئ» : ذلك راجع إلى الاسم «القادر» ؛ فإنّي تحت
ص: 113
حيطته ؛ فالتجأوا إليه . فقال «القادر» : أنا تحت حكم «المريد» ؛ فلا اُوجد عيناً منكم إلاّ باختصاص ؛ وليس ذلك إلاّ بتخصّصه وأن يأتيه أمر من ربّه ، فحينئذٍ أتعلّق أنا بالإيجاد . ففزعوا إلى «المريد» ، وذكروا له مقالة «القادر» . فقال «المريد» : صدق «القادر» ، ولكنّي أنظر إلى أنّه هل سبق العلم من الاسم «العليم» بظهور آثاركم ، فاُخصّص أنا ما شاء اللّه من أحكامكم ؛ فإنّي تحت حكمه . فصاروا إلى الاسم «العليم» . فقال «العالم» : قد سبق العلم بإيجادكم ، ولكنّ الأدب أولى ؛ وليس الأمر هنا بمحض الافتقار ، بل لابدّ من الإذن مرّة بعد اُخرى . وإنّ لنا كلّنا حضرة مهيمنة علينا . وهي الاسم «اللّه» .
فاجتمعت الأسماء إلى الحضرة الإلهيّة ، فذكروا له قصّتهم ، وأظهروا له ما اقتضت حقائقهم . فقال : حقّاً أقول أنا اسم جامع لحقائقكم ، مشتمل على مراتبكم ، وإنّي دليل على ذات المقدّسة وحضرة الأحديّة . فمكانكم أنتم ورفقائكم حتّى أعرض عليه مقاصدكم .
فقال : يا من هو ، يا من لا هو إلاّ هو ، قد اختصم الملأ الأعلى وقالت الأعيان هكذا . فنودي من سرّه أن : اخرج عليهم ، وقل لكلّ واحد من الأسماء ما يتعلّق بما يقتضيه حقائقها . فخرج الاسم «اللّه» ، ومعه الاسم «المتكلّم» يترجم عنه الممكنات والأسماء الإلهيّة ، وذكر لهم ما أمره المسمّى . فتعلّق «العالم» بظهور الممكن الأوّل ، و«القادر» بظهور الممكن الثاني ، و«المريد» بسائر الأعيان . فظهرت الأدبار (الأدوار - ظ [منه قدّس سرّه ]) والأكوان (الأكوار - ظ [منه قدّس سرّه ]).
ص: 114
وأدّى الأمر إلى المنازعة والمخالفة ؛ كما هو مقتضى الأسماء الجماليّة والجلاليّة . فقالت الأعيان : إنّا نخاف أن يفسد نظامنا ، أو يطغى بعضنا على بعضنا ، ونلحق بالعدم الذي كنّا فيه . فالتجأوا ، تارة اُخرى ، إلى الأسماء بتعليم الاسم «العليم» و«المدبّر» ، وقالوا : أيّها الأسماء التي لكم السلطنة علينا ، إن كان أمركم على ميزان معلوم وحدّ مرسوم بأن يكون فيكم إمام يخفضنا ويخفض تأثيراتكم فينا ، لكان أصلح لنا ولكم . فسمعوا ذلك والتجأوا إلى الاسم «المدبّر» . فدخل «المدبّر» إلى المسمّى ، وخرج بأمر الحقّ إلى الاسم «الربّ» فقال له : صدر الأمر بأن تفعل أنت ما يقتضيه المصلحة في بقاء الممكنات . فقال : سمعاً وطاعة . وأخذ وزيرين يعينانه على مصالحه . وهما «المدبّر» و«المفصّل» . قال اللّه تعالى : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)(1) أي ربّكم الذي هو الإمام ، فانظر ما أحكم كلام اللّه وأتقن صنع اللّه (2) انتهى .
ولعلّك بتوفيق اللّه وحسن تأييده بعد الإحاطة بما في هذه الرسالة ، التي لا أظنّك أن سمعت به في غير تلك المقالة ، يمكنك فهم ما أرمزه ذلك العارف وتأويل ما أجمل ذلك المكاشف .
وإيّاك ، ثمّ إيّاك ، واللّه حفيظك في اُوليك واُخريك ، أن تحمل أمثاله على
ص: 115
ظاهرها ، من غير الغور الكامل إلى غامرها . ولا تأخذ بيدك الطعن عليهم ، من غير فهم مقصدهم ؛ كما هو دأب بعض المنتسبين إلى العلم . فإنّهم جعلوا ميزان عدم صحّة المطالب عدم اطّلاعهم عليها أو عدم فهمهم إيّاها! فتراهم يتّهمون هؤلاء العظماء بكلّ التهمة ، ويغتابون هذه المكاشفين كلّ الغيبة ، مع أنّها أشدّ من
الزِنيَة ؛ تعصّباً منهم ، تعصّب الجاهليّة . أعاذنا اللّه من شرّ الشيطان الذي هو قاطع عن طريق الرحمان .
واعلم ، أنّ ما تلونا عليك ورفعنا الحجاب عن سرّه لديك ، بالنظر إلى إرجاع المسبّبات إلى أسبابها وانعطاف أمر المربوبات إلى أربابها . وهو كما قال الشيخ العارف ، خواجه عبداللّه الأنصاري : همه از آخر كار مى ترسند و من از اوّل(1) . وأشار إليه المولوي في «المثنوي» : «ديده مى خواهم سبب سوراخ كن»(2) .
وبالجملة ، هذا على مذاق العارف المكاشف الذي يتذكّر العهد الأزل والقضاء الأوّل ؛ وإلاّ فبالنظر إلى ترتيب ظهور الحقائق الإلهيّة في الهياكل المقدّسة الطيّبة من الأنبياء(ص) والأولياء(ع) ، فطور آخر من الكلام ، لكشف النقاب عن وجه المرام . فاستمع لما يتلى عليك من الأسرار ، إن كنت من الأحرار .
ص: 116
قال العارف الكامل ، شيخ مشايخنا ، آقا محمّدرضا القمشه اي - رضوان اللّه عليه - في رسالته المعمولة لتحقيق «الأسفار الأربعة» ما ملخّصه :
اعلم ، أنّ «السفر» هو الحركة من الموطن ، متوجّهاً إلى المقصد بطيّ المنازل . وهو صوريّ مستغنٍ عن البيان ؛ ومعنوي . وهو أربعة :
الأوّل السفر من الخلق إلى الحقّ ، برفع الحجب الظلمانيّة والنورانيّة التي بينه وبين حقيقته التي معه أزلاً وأبداً . واُصولها ثلاثة : وهي الحجب الظلمانيّة النفسانيّة ، والنورانيّة العقليّة ، والروحيّة ؛ أي بالترقّي من المقامات الثلاثة برفع
الحجب الثلاثة . فإذا رفع الحجب ، يشاهد السالك جمال الحقّ ، وفني عن ذاته . وهو مقام «الفناء» . وفيه «السرّ» و«الخفيّ» و«الأخفى» . فينتهي سفره الأوّل ويصير وجوده وجوداً حقّانيّاً ويعرض له «المحو» ويصدر عنه «الشطح» ، فيحكم بكفره ، فإن تداركته العناية الإلهيّة ، يشمله ويزول المحو فيقرّ بالعبوديّة بعد الظهور بالربوبيّة .
ثمّ عند انتهاء السفر الأوّل ، يأخذ في السفر الثاني : وهو السفر من الحقّ إلى الحقّ بالحقّ . وإنّما يكون «بالحقّ» ، لأنّه صار وليّاً ووجوده وجوداً حقّانيّاً ؛
فيأخذ بالسلوك من الذات إلى الكمالات حتّى يعلم الأسماء كلّها ، إلاّ ما استأثره عنده . فيصير ولايته تامّاً ، ويفنى ذاته وصفاته وأفعاله في ذات الحقّ وصفاته وأفعاله . وفيه يحصل الفناء عن الفنائيّة أيضاً - الذي هو مقام «الأخفى» - ويتمّ دائرة الولاية وينتهي السفر الثاني .
ص: 117
ويأخذ في السفر الثالث : وهو من الحقّ إلى الخلق . ويسلك من هذا الموقف في مراتب الأفعال ، ويحصل له «الصحو» التامّ ، ويبقى بإبقاء اللّه ، ويسافر في عوالم «الجبروت» و«الملكوت» و«الناسوت» ، ويحصل له حظّ من النبوّة ، وليس له نبوّة التشريع ، وحينئذٍ ينتهي السفر الثالث .
ويأخذ في السفر الرابع : وهو من الخلق إلى الخلق بالحقّ ، فيشاهد الخلائق وآثارها ولوازمها ؛ فيعلم مضارّها ومنافعها ؛ ويعلم كيفيّة رجوعها إلى اللّه وما يسوقها ؛ فيخبر بها وبما يمنعها ، فيكون نبيّاً بنبوّة التشريع(1) ، انتهى ملخّصه .
وعندي أنّ السفر الأوّل ، من الخلق إلى الحقّ المقيّد ، برفع الحجب التي هي جنبة يلي الخلقي ، ورؤية جمال الحقّ بظهوره الفعلي الذي هو في الحقيقة ظهور الذات في مراتب الأكوان وهو جنبة يلي الحقّي ، وبعبارة اُخرى ، بانكشاف وجه الحقّ لديه ، وأخيرة هذا السفر رؤية جميع الخلق ظهور الحقّ وآياته ، فينتهي السفر الأوّل .
ويأخذ في السفر الثاني : وهو من الحقّ المقيّد إلى الحقّ المطلق ، فيضمحلّ الهويّات الوجوديّة عنده ، ويستهلك التعيّنات الخلقيّة بالكلّيّة لديه ، ويقوم قيامته
الكبرى بظهور الوحدة التامّة ، ويتجلّى الحقّ له بمقام وحدانيّته . وعند ذلك لا يرى الأشياء أصلاً ، ويفنى عن ذاته وصفاته وأفعاله .
ص: 118
وفي هذين السفرين لو بقي من الأنانيّة شيء ، يظهر له شيطانه الذي بين جنبيه بالربوبيّة ، ويصدر منه «الشطح» . والشطحيّات كلّها من نقصان السالك والسلوك وبقاء الإنّيّة والأنانيّة . ولذلك بعقيدة أهل السلوك لابدّ للسالك من معلّم
يرشده إلى طريق السلوك ، عارفاً كيفيّاته ، غير معوجّ عن طريق الرياضات الشرعيّة . فإنّ طرق السلوك الباطني غير محصور بعدد أنفاس الخلائق .
ثمّ إن شملته العناية الإلهيّة - وهي ، أي العناية الإلهيّة ، مقام تقدير الاستعدادات ، كما قال الشيخ العربي : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس»(1) - أرجعته إلى نفسه .
فيأخذ في السفر الثالث : وهو من الحقّ إلى الخلق الحقّي بالحقّ ؛ أي من حضرة الأحديّة الجمعيّة إلى حضرة الأعيان الثابتة . وعند ذلك ينكشف له حقائق الأشياء وكمالاتها ، وكيفيّة تدرّجها إلى المقام الأوّل ووصولها إلى وطنها الأصلي . ولم يكن في هذا السفر نبيّاً مشرّعاً ؛ فإنّه لم يرجع إلى الخلق في النشأة
العينيّة .
ثمّ يأخذ في السلوك في السفر الرابع : وهو من الخلق الذي هو الحقّ ؛ أي من حضرة الأعيان الثابتة إلى الخلق ؛ أي الأعيان الخارجيّة ، بالحقّ ؛ أي بوجوده الحقّاني ، مشاهداً جمال الحقّ في الكلّ ، عارفاً بمقاماتها التي لها في النشأة العلميّة ، عالماً طريقة سلوكها إلى الحضرة الأعيان فما فوقها ، وكيفيّة وصولها إلى
موطنها الأصلي . وفي هذا السفر يشرّع ويجعل الأحكام الظاهرة القالبيّة
ص: 119
والباطنيّة القلبيّة ، ويخبر وينبئ عن اللّه وصفاته وأسمائه والمعارف الحقّة ، على قدر استعداد المستعدّين .
وليعلم أنّ هذه «الأسفار الأربعة» لابدّ وأن تكون لكلّ مشرّع مرسل ؛ ولكنّ المراتب مع ذلك متفاوتة والمقامات متخالفة : فإنّ بعض الأنبياء والمرسلين من مظاهر اسم «الرحمن» مثلاً . ففي السفر الأوّل يشاهد اسم «الرحمن» ظاهراً في العالم ، وينتهي سفره الثاني باستهلاك الأشياء في الاسم «الرحمن» ويرجع بالرحمة والوجود الرحماني إلى العالم ، فتكون دورة نبوّته محدودة . وكذلك مظاهر سائر الأسماء ، حسب اختلافات التي هي من حضرة العلم ، حتّى ينتهي الأمر إلى مظهر اسم «اللّه» فيشاهد في أخيرة سفره الأوّل الحقّ بجميع شؤونه ظاهراً ، ولا يشغله شأن عن شأن . وأخيرة سفره الثاني باستهلاك كلّ الحقائق فى الاسم الجامع الإلهي ، بل استهلاكه أيضاً في الأحديّة المحضة . فهو يرجع إلى الخلق بوجود جامع إلهي . وله النبوّة الأزليّة الأبديّة والخلافة الظاهريّة والباطنيّة .
اعلم ، أنّ هذه «الأسفار» قد تحصل للأولياء الكمّل أيضاً ، حتّى السفر الرابع ؛ فإنّه حصل لمولانا ، أمير المؤمنين ، وأولاده المعصومين - صلوات اللّه عليهم أجمعين - إلاّ أنّ النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله - لمّا كان صاحب المقام الجمعي ،
ص: 120
لم يبق مجال للتشريع لأحد من المخلوقين بعده ، فلرسول اللّه(ص) هذا المقام بالأصالة ولخلفائه المعصومين(ع) بالمتابعة والتبعيّة ، بل روحانيّة الكلّ واحدة .
قال شيخنا واُستاذنا في المعارف الإلهيّة ، العارف الكامل ، الشاه آبادي - أدام اللّه ظلّه على رؤوس مريديه - لو كان عليّ - علیه السلام - ظهر قبل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - لأظهر الشريعة ، كما أظهر النبيّ(ص) ، ولكان نبيّاً مرسلاً ؛ وذلك لاتّحادهما في الروحانيّة والمقامات المعنويّة والظاهريّة .
إيّاك ، أيّها الصدّيق الروحاني ، ثمّ إيّاك ، واللّه معينك في اُوليك واُخريك ، أن تكشف هذه الأسرار لغير أهلها ؛ أو لا تضنّنّ على غير فحلها . فإنّ علم باطن الشريعة من النواميس الإلهيّة والأسرار الربوبيّة ؛ مطلوب ستره عن أيدي الأجانب وأنظارهم ، لكونه بعيد الغور عن جليّ أفكارهم ودقيقها .
وإيّاك وأن تنظر نظر الفهم في هذه الأوراق إلاّ بعد الفحص الكامل عن كلمات المتألّهين من أهل الرواق وتعلّم المعارف عند أهلها من المشايخ العظام والعرفاء الكرام ؛ وإلاّ فمجرّد الرجوع إلى مثل هذه المعارف لايزيد إلاّ خسراناً ، ولا ينتج إلاّ حرماناً .
ولنختم الكلام بالحمد للّه الملك العلاّم . والصلاة والسلام على أنبيائه وأوليائه العظام ، خصوصاً سيّدهم وأشرفهم ، محمّد وآله ، صلوات اللّه عليهم أجمعين .
ص: 121
وقد اتّفق الفراغ عن هذه الرسالة بيد مؤلّفه الفقير المستكين ، الذي لايملك لنفسه نفعاً ولاضرّاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، في صبيحة يوم الأحد ، لخمسة وعشرين خلون من شهر شوّال المكرّم ، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، بعد الألف من الهجرة النبويّة ، على هاجرها وآله الصلاة والسلام والتحيّة الأزليّة الأبديّة .
والحمد للّه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
ص: 122
1 - الآيات الكريمة
2 - الأحاديث الشريفة
3 - أسماء المعصومين علیهم السلام
4 - الأعلام
5 - الكتب الواردة في المتن
6 - الأشعار
7 - التعابير والمصطلحات
8 - مصادر التحقيق
9 - الموضوعات
ص: 123
ص: 124
الآية رقمها الصفحة
الفاتحة (1)
(بِسْمِ اللّه ِ الرّحمنِ الرّحِيمِ) 1
68
البقرة (2)
(وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) 7 43
(فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) 10
43
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) 31
93
(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ) 115
83
آل عمران (3)
(...يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ .. .) 78 43
النساء (4)
(وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) 79
62
المائدة (5)
(غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا) 64
10
ص: 125
الآية رقمها الصفحة
الأنعام (6)
(ذَرهُمْ فِى خَوضِهِمْ يَلْعَبُونَ) 91
10
الأعراف (7)
(وَللّه ِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 20 23
(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) 29
78
(أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) 54
78
الأنفال (8)
(بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّه، وَمَأويهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ) 16
33
التوبة (9)
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) 49
66
الرعد (13)
(يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) 2 115
الإسراة (17)
(قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) 110 24
ص: 126
الآية رقمها الصفحة
الكهف (18)
(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى) 109 25
النور (24)
(اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ) 35
55، 80
الأحزاب (33)
(يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ) 13
70
الزمر (39)
(وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) 69
62
غافر (40)
(الَّذينَ يَحْمِلوُنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم وَيُؤمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) 7 95
الزخرف (43)
(هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ) 84 56
ق (50)
(أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) 37
17، 52
ص: 127
الآية رقمها الصفحة
النجم (53)
(قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) 9
70، 87
القمر (54)
(وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ) 50
83
الحديد (57)
(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) 3
86، 63
الحشر (59)
(هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللّه الَّذِى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللّه ِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّه الْخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 22 - 24 17
الجن (72)
(مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) 27
32
القدر (97)
(إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْر) 1
26
ص: 128
آدمُ ومَن دونَه تَحتَ لوائي ... 69
ألا ، إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مِن سرِّ اللّه... ... 33
إذا كانَ يَومُ القيامةِ ، كانَ حَمَلَةُ العَرشِ ثَمانيةً... ... 103
ألِغَيْرِكَ مِنَ الظهُورِ مَا لَيسَ لَكَ؟ ... 86
إنّ اللّه - تَبارَكَ وتَعَالى - كانَ لَم يَزَل بلا زَمان ولا مَكان ... 79
إنَّ اللّه كانَ إذ لا كانَ ؛ فَخَلَقَ الكانَ وَالمَكانَ... ... 79
إنّ اللّه لا يُوصَفُ ... 21
إنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بالمَكارِهِ ، والنّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ ... 18
أنَّ للّه سَبعينَ ألفَ حِجابٍ مِن نُورٍ وظُلمَةٍ ... 28
إنَّ للّه عِلْمَينِ : عِلمٌ مكنونٌ مَخزونٌ لايَعلَمُهُ إلاّ هُوَ... ... 31
أنّه أَكبرُ مِن أن يوصَفَ ... 105
أوَّلُ ما خَلَقَ اللّه نوري ... 68
إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك اُثيب وإيّاك اُعاقب ... 94
أيَكونُ لغَيرِكَ مِن الظهورِ ما لَيسَ لَكَ... ... 64
أَدبِر فَأدبَرَ ... 92
أَنَا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها ... 100
تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً ... 42
ص: 129
حَمَلَةُ العرَش - والعَرشُ العِلمُ - ثَمانيةٌ : أَربَعَةٌ مِنّا ، وأَربَعَةٌ مِمَّن شاءَ اللّه ... 102
خَلَقَ اللّه الأشياءَ بالمشيئةِ والمشيئةَ بنفسِها ... 78
الذي نوّرت منه الأنوار ... 81
سَبَّحنا ، فَسَبَّحَتِ الملائِكةُ ؛ هَلَّلنا ، فهلَّلَتِ الملائِكةُ ... 41
فَاعلَم ، رَحِمكَ اللّه ، أنَّ المَذهَبَ الصَّحيحَ في التَّوحيدِ... ... 11
فأنت أفضل أم جبرئيل؟ ... 99
فخلق الكان والمكان... ... 80
فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوِّن قبلهما ... 81
قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله وسلم ما خَلَقَ اللّه خلقاً أفضَلَ مِنِّي... ... 95
كان اللّه ولَم يَكُن مَعَه شَيء ... 79
كانَ في عَماءٍ ... 28
كُنتُ مَعَ الأنبياء باطِناً ، ومَعَ رَسُولِ اللّه ظاهِراً ... 112
كُنتُ مع الأنبياء سِرّاً ومَعَ رَسوُلِ اللّه جَهراً ... 101
كيف لا نكون أفضل من الملائكة ... 103
لَمّا خَلَقَ اللّه تعالى العقلَ ، استَنطَقَهُ . ثُمِّ قال لَهُ : أقبِل ، فَأَقبَلَ... ... 92، 93
لنا مع اللّه حالات هو هو ، ونحن نحن ، وهو نحن ؛ ونحن هو ... 87
لَو دُلِّيتُم بِحَبلٍ إلى الأَرضِ السُّفلَى ، لَهَبَطتُم علَىَ اللّه» . ... 56
لولا نحن ، ما خلق اللّه آدم... ... 103
ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ... 98
ما رَأيتُ شَيئاً إلاّ وَرَأيتُ اللّه قَبلَهُ وبَعدَه وَمَعَهُ ... 19
ما عَرَفنَاكَ حقَّ مَعرِفَتِكَ، وما عَبَدناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ ... 7
مِنَ الحَيِّ القَيُّوم الذي لا يَمَوتُ إلى الحَيِّ القَيّومِ الذي لا يمَوتُ... ... 65
نَحْنُ السُّابِقُونَ الأوَّلُونَ ... 99
نَعَم ، تُخرِجُه مِنَ الحَدَّينِ ؛ حدِّ التَّعطيلِ وحدِّ التَّشبيه ... 11
ص: 130
وأجرى فيه من نوره ... 81
وأطف السراج ، فقد طلع الصبح ... 70
ولا أكملتك إلاّ فيمن اُحبّ ... 94
والَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد سَمِعتُ جَبرئيلَ يَقولُ للنَّبيِّ (ص)... ... 100
وَاللّه ِ ، مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارتَضَاه ... 32
وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا ... 102
واُولي الأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ ... 46
وأين التراب وربّ الأرباب ... 57
والذين يحملون العرش... ... 102
والفضل بعدي لك وللأئمّة من بعدك ... 101
وهو النور الذي خلق منه محمّداً(ص) وعليّاً(ع) ... 81
يا باطِناً في ظهوره ، وظاهِراً في بُطونه ومَكنونه ... 61
يا مَن هو ، يا مَن ليس إلاّ هو ... 106
ص: 131
ص: 132
النبي، المصطفى، رسول اللّه صلی الله علیه و آله وسلم =محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام
محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام 3، 4، 5، 26، 30، 32، 39، 41، 53، 57، 65، 70، 71، 72، 78، 79، 81، 95، 97، 98، 99، 101، 102، 107، 110، 111، 112، 121
أمير المؤمنين علیه السلام =علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل
علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل 3، 5، 18، 33، 38، 53، 78، 79، 81، 95، 97، 99، 100، 101، 112، 120، 121
الحسن بن علي علیه السلام ، الإمام الثاني 103
أبو عبداللّه الحسين=الحسين بن علي علیه السلام الإمام الثالث
الحسين بن علي علیه السلام الإمام الثالث 63، 86، 103
أبو جعفر علیه السلام =محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس
محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس 32، 92
أبو عبداللّه علیه السلام =جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس
جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس 11، 31، 79، 102
موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام ، الإمام السابع 102
علي بن موسى الرضا علیه السلام ، الإمام الثامن 95
أبو جعفر الثاني علیه السلام =محمّد بن علي علیه السلام الإمام التاسع
ص: 133
محمّد بن علي علیه السلام الإمام التاسع 11
المهدي، القائم=صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف)، الإمام الثاني عشر
صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف)، الإمام الثاني عشر 61، 97
أبو البشر=آدم، النبي
آدم، النبي 4، 33، 41، 69، 93، 96، 103، 112
إبراهيم علیه السلام 102
موسى، نبي اليهود 102
عيسى المسيح 102
نوح، النبي 102
يونس، النبي 57
خضر، النبي 55
ص: 134
ابن بابويه، محمّد بن علي 21، 33، 79، 88، 95، 102
ابن سينا، حسين بن عبداللّه 83، 89، 90
ابن عربي، محمّد بن علي 18، 35، 36، 61، 68، 83، 85، 87، 103، 119
ابن فارض، عمر بن علي 42
أبو بصير 31
أبو طالب=أبو طالب بن عبدالمطّلب
أبو على بن سينا=ابن سينا، حسين بن عبداللّه
أحمد بن علي بن محمّد بن عبداللّه بن عمر بن علي بن أبي طالب 79
ارسطاطاليس 40، 82، 88، 91
أصبغ بن نباتة 33
أفلاطون 88
الأنصاري، عبداللّه بن محمّد 116
أبو طالب بن عبدالمطّلب 79، 82
الترمذي=حكيم الترمذي، محمّد بن علي
جبرئيل 95، 97، 99، 10، 102
جنيد البغدادي 79
حافظ الشيرازي=الحافظ، شمس الدين محمّد
الحافظ، شمس الدين محمّد 64
حسن بن سعيد 11
حكيم الترمذي، محمّد بن علي 61
حوّاء 96
خواجه عبداللّه أنصاري=الأنصاري، عبداللّه بن محمّد
السهروردي، يحيى بن حبش 67، 83
الشاه آبادي، محمّد علي 26، 54، 121
الشيخ الرئيس=ابن سينا
الشيخ العربي=ابن عربي، محمّد بن علي
ص: 135
الشيخ المقتول=السهروردي
الشيطان 62، 116
صدر الدين الشيرازي، محمّد بن إبراهيم 77
صدرالدين القونيوي، محمّد بن إسحاق 29، 83، 85
صدر المتألهين=صدر الدين الشيرازي، محمّد بن إبراهيم
صدوق الطائفة، محمّد بن علي بن بابويه=ابن بابويه، محمّد بن علي
العارف الكامل، العارف القمي=القاضي سعيد القمي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد
عبدالرحيم بن عتيك القصير 10
عبدالرزّاق الكاشي، عبدالرزّاق بن جلال 47، 84
عبداللّه بن المطّلب 79، 82
عبداللّه=عبداللّه بن المطّلب
فرفوريوس 67
القاضي سعيد القمي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد 17، 20، 40، 88، 113
القمشه اى، محمّد رضا 71، 117
القونوي=صدرالدين القونيوي، محمّد بن إسحاق
القيصري، داود بن محمود 34
الكليني، محمّد بن يعقوب 31
كمال الدين عبدالرزّاق القاساني
عبدالرزّاق الكاشي، عبدالرزّاق بن جلال
محمّد بن عثمان بن سعيد 61
معلم المشائين=ارسطاطاليس
مفيد الصناعة=ارسطاطاليس
المولوي، جلال الدين محمّد بن محمّد 116
ص: 136
أثولوجيا 82، 89
الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات 17، 20، 40، 113
اصطلاحات=اصطلاحات الصوفية
اصطلاحات الصوفية 84
اعتقادات=الاعتقادات
الاعتقادات 102
البوارق الملكوتية=الأربعينيات لكشف أنوار القدسيات
التعليقة على مقدمات شرح فصوص الحكم=مجموعه آثار حكيم صهبا
التوحيد 21، 33، 46، 79، 88
رسالة في تحقيق الأسفار الأربعة
مجموعه آثار حكيم صهبا
شرح التوحيد، القاضي سعيد القمّي 21، 79
شرح فصوص الحكم، القيصري 34، 71
شرح قصيده ابن فارض=كشف وجوه الغُرّ لمعاني نظم الدُّرّ
كشف وجوه الغُرّ لمعاني نظم الدُّرّ 47
الشفاء 83
عيون أخبار الرضا علیه السلام 95
فتوحات=الفتوحات المكّية
الفتوحات المكّية 61، 68، 103
فصوص الحكم 87، 117
الكافي 10، 31، 32، 46، 79، 92، 100، 102
المثنوي=مثنوى معنوى
مثنوى معنوى 116
مجموعه آثار حكيم صهبا 71، 117
نصوص=النصوص
النصوص 83
ص: 137
ص: 138
عنقا شكار كس نشود دام بازگير *** كان جا هميشه باد به دست است دام را 8
فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا *** وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا - 87
من يدر ما قلتُ لم تخذل بصيرته *** وليس يدريه إلاّ من له البصر
جمّع وفرّق فإنّ العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
تو را ز كنگرۀ عرش مى زنند صفير *** ندانمت كه در اين دامگه چه افتادست - 40
وجود اندر كمال خويش ساريست *** تعيّن ها امور اعتبارى است 57
مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد وبر سينۀ نامحرم زد - 64
ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** و عشرين حرفاً من معاليه قاصر - 9
عباراتنا شتّى وحسنك واحد *** كلٌّ إلى ذاك الجمال يشير - 53
من گنگ خواب ديده و عالم تمام كر *** من عاجزم ز گفتن وخلق از شنيدنش - 9
ديده اى بايد سبب سوراخ كن *** تا حجب را بر كند از بيخ و بن - 116
ص: 139
ص: 140
«أ»
الأبدان 91
إبقاءاللّه 118
أبواب البركات 12
أبواب الرحمة الإلهية 36
أبواب الرموز والدقائق 66
أبواب صور الأسماء 30
أبواب الظهور 25
أبواب الوجود 25
اتّحاد التعيّن والمتعيّن 71
اتّحاد الصفات الجمالية والجلالية 17
اتّحاد الظاهر والمظهر 26، 70، 81، 94
اتّحاد النبي والوليّ في الروحانية 121
الاتّصاف بالصفات 13
الأجرام الأرضية 80
الأجرام السماوية 80
إحاطة الأسماء 109
إحاطة الأسماء الحاكمة 112
الإحاطة التامّة 100
إحاطة الصّفة 21
إحاطة العقل المجرد 90
الإحاطة القيومية 93، 81، 98
إحاطة المشئية 88
الإحاطة الوجودية 90، 91
أحباء 49
الاحتجاب 86
أحدية الجمع 54، 62، 75، 93، 110
أحدية جمع الأسماء 70
أحدية جمع الحقائق 51
أحدية جمع الحقائق الإلهية 109
أحدية جمع الحقائق الغيبية والشهادتية 99
أحدية جمع الحقائق القهرية 109
أحدية جمع الحقائق اللطفية 109
ص: 141
أحدية جمع الوجود 24
أحدية المحضة 120
الأحرار 58، 64، 74، 85، 95، 105، 116
الأحكام 113
أحكام اللّه 47
الأحكام الباطنية القلبية 119
الأحكام الربوبية 48
الأحكام الغيرية 19
الأحكام القديمة 47
أحكام الكثرة 10، 19
الأحوال 64
الأخبار عن اللّه وصفاته وأسمائه 120
اختراعات الخيال 85
اختصام الملأ الأعلى 45
الاختلاف 10
الآخر 12، 16، 36، 53، 63، 78، 86
الآخرية 16، 30، 31، 99
الأخفى 117
الخلافة المحمّدية 26، 39
الأخوّة الإيمانية 37، 84
أخيرة مراتب الكثرات 84
إدبار العقل 92، 93
الإدراك 93، 113
الأدوار 114
أراضي الأشباح 53، 56
الأراضي الخلقية 25، 100
أراضي السافلات 68
الأرباب 18
أرباب الأذواق والقلوب 105
أرباب الأسرار 40
أرباب الأعيان الثابتة 30
أرباب البصيرة 73
أرباب التنزيل 52
أرباب الحكمة 56
أرباب الذوق 94
أرباب الرياضات 65
أرباب السحر والشعبذة 66
أرباب السلوك 49
أرباب الشهود والمعارف 31
أرباب الفلسفة 11، 75
أرباب القبور المظلمة 41
أرباب المعرفة 24، 37
الارتباط 10، 11
ارتباط الافتقار والوجود 26
ارتباط الاشياء بالأسماء الإلهية 111
ارتباط الظاهر والمظهر 30
الإرشاد 92، 95
ص: 142
الأرض السفلى 56
أرض الكثرة 29
الأرضين السفلى 59
أركان التوحيد 104
الأرواح 56، 91
أرواح آل محمّد(ص) 97
أرواح الأئمّة 78
أرواح الكلّية 69
أرواح المعاني 42
الأسباب 99
الأسباب والمسبّبات 84
الأستار 27، 48، 52
أستار الأسماء 113
استجماع الأسماء 11
استجماع جميع الأسماء والصفات 13
الاستحقاق 52، 55، 104
الاستدارة 27
الاستدارة الحقيقية 40، 91
الاستعداد 31، 34، 45، 70، 92، 107، 119
استعداد المستعدين 120
استعدادات المظاهر 41
استعداد الموجودات 94
الاستقامة 16، 27، 58، 91
الاستهلاك 10، 55، 57
استهلاك الأشياء 120
استهلاك التعيّنات الصفاتية والأسمائية 13
استهلاك جميع الإنّيات 105
استهلاك الصفات والأسماء 106
استهلاك صور الأسماء 111
الاستهلاك المشيئة في الذات الأحدية 85
استهلاك كلّ الحقائق 120
الأسرار 28، 32، 33، 51، 53، 67، 81، 93، 100، 116، 121
أسرار أهل المعرفة 62
أسرار الخلافة 49
أسرار الخلافة المحمّدية 5، 109
الأسرار الربوبية 49، 109، 121
أسرار القدر 32
أسرار القرآنية 39
أسرار النبوّة 49
أسرار الوجود 42
أسرار الولاية 49
أسرار الولاية العلوية 5
أسر التعيّن 59
الأسفار 120
الأسفار الأربعة 117، 120
الاسم 13، 72، 73، 93، 94، 104
ص: 143
الأسماء 3، 8، 9، 12
أسماء اللّه 15
الأسماء الإلهية 8، 11، 15، 17، 19، 20
الأسماء الأفعالية 17، 18، 104
أسماء الجلال 15، 18
الأسماء الجلالية 13، 17، 109
أسماء الجمال 15، 18
الأسماء الجمالية 17
الأسماء الجمالية والجلالية 17، 51، 115
الأسماء الحاكمة 112
الأسماء الحسنى 17، 23، 24، 26
أسماء الحقّ 54
الأسماء الخلقية 20
الأسماء الذاتية 17، 104
الأسماء الذاتية والصفتية والأفعالية 17، 18
الأسماء الربوبية 9
الأسماء الصفاتية 104
أسماء عالم القدس 15
الأسماء المحاطة 112
الأسماء المحيطة 101
أسماء المخلوقين 21
الأسماء المكنونة المخزونة 62
الأسماء والصفات 8، 12، 13، 15
اسم اللّه 16
اسم اللّه الأعظم 11، 19
اسم اللّه الجامع 93، 120
الاسم الأعظم 11، 12، 13، 15، 36، 41، 70، 71، 99، 103، 110، 111
الاسم الأعظم الأتمّ 62
الأسم الربّ 115
اسم الرحمن 52، 120
اسم الرحيم 52
اسم الظاهر 86
اسم العليم 52، 114
الاسم القادر 113
اسم القدير 52
الاسم المتكلّم 114
الاسم المحيط 109
الاسم المحيط التامّ الأزلي 109
الاسم المدبّر 115
الاسم المنتقم 94
اسم النور 84
اسمي الحكم العدل 45، 46
الاشتراك 9
اشتراك الصفات 22
الاشتراك اللفظي 20، 21
الاشتراك المعنوي 23
ص: 144
الإشراقات الملكوتية 51
الأشياء 37، 54، 61، 62، 63، 67، 71، 73، 78، 82
الأشياء الكونية 94
الأشياء الكونية الخارجية 111
الأصالة 121
أصحاب الإيمان 44
أصحاب التكلّم 10
أصحاب الحكمة 11، 37
أصحاب الذوق والسلوك 73
أصحاب الرموز 105
أصحاب سجن الطبيعة 41
أصحاب السجون والقيود 42
أصحاب السلوك العلمي 59
أصحاب شهود الأسماء والصفات 24
أصحاب الطلسمات 66
أصحاب العرفان 33، 84، 86
أصحاب الفلسفة 73
أصحاب القلوب 4، 7، 37، 56
أصحاب القلوب والخواطر 4
أصحاب الكشف والمعرفة الذوقي 56
أصحاب المعرفة 7
أصحاب المكاشفة والسلوك 65
أصحاب النيرنجات 66
أصحاب الوحي 52، 64، 78
الاصطلاحات 37، 53
أصل الأنوار 3
الأصلاب الطاهرة 79
أصل الخلافة 26
أصل الخلافة والخليفة 26
أصل السوائية 27
أصل النور 60
أصنام النفس 66
اضمحلال الذوات 106
اضمحلال صور الأسماء 111
اضمحلال كلّ الكمالات 105
اضمحلال الهويات الوجودية 118
الإطلاق 62، 67
إطلاق الطبيعة 46
الأطوار 101
الإظهار 39، 44، 66، 95
إظهار الحقائق الغيبية 44، 70
إظهار الحقيقة 57
إظهار الربوبية 57
إظهار السرّ 28، 52
إظهار السلطنة 57، 66
إظهار كمالات المبدء 94
إظهار المعجزات 65
ص: 145
إظهار الواحد 83
الاعتبار 15، 24، 71، 39، 57، 71، 81، 85، 100
الاعتدال 16، 46
الأعدام 60
الأعراض 76
أعراض الماهية 76
أعراض الوجود 76
الأعمال الصالحة 105
الأعيان 31، 33، 34، 36، 63، 67، 71، 72، 73
الأعيان الثابتة 30، 35، 36، 63، 70، 71، 72، 73، 110، 111، 119
أعيان الحقائق الخارجية 113
الأعيان الخارجية 110، 111، 119
أعيان المكونات 83
أعيان الممكنات 113
الأغيار 40
الإفاضة 13
أفاعيل النفس 89
الافتقار 26، 113
الأفعال الحسنة 105
إقبال العقل 93
اقتضاآت الأسمائية 46
اقتضاء الأسمائية الإلهية 111
أقدام السالكين 7
أقرب التعيّنات 15
الإقرار بالعبودية 117
الأقلام الإلهية العالية 69
الأكوان 59، 62، 63، 84، 114، 18
الأكوان الخارجية 111
الإلحاد بأسماء اللّه 37
الاُلوهية 105
الاُلوهية الصفتية 105
الاُلوهية الفعلية 105
آمال العارفين 7
إمام أئمّة الأسماء والصفات 98، 101
إمام الأسماء 115
إمام أصحاب الكشف واليقين 99
الأمانة 69
الأمر 19، 39، 43، 45، 49، 54، 78، 87
الأمر الإلهي 45، 88
أمر الباري 93
الأمر بالمعروف 46
الأمر الخالق 87
الأمر المخلوق 87
الأمر الواحد 83
ص: 146
الإمكان 53، 55
الإمكان الذاتي 60
الإمكان العامّ 104
الإمداد 95
الاُمم السابقة 101
الاُمم اللاحقة 101
الأمر الاعتباري 57
الاُمور الوجودية 21
اُمّهات الأسماء 109
اُمّهات الأسماء الحقيقية 8
الإنانية 65، 66، 89، 119
الإنباء 41، 42، 43، 44، 70
الإنباء بالمظهر الأتمّ 70، 71
الإنباء الذاتي 41
الإنباء الحقيقي الذاتي الأولى 47
الإنباء الحقيقية الغيبية 43، 68
الإنباء عن اللّه وصفاته وأسمائه 120
الأنبياء 7، 31، 32، 55، 65، 101، 109، 112، 113، 116، 120
الانتساب 73
الاندكاك 13، 17، 55، 57، 60، 88
اندكاك الإنّيات 13
الاندكاك في الحضرة الاُلوهية 55
الإنسان 82
الإنسان الكامل 32، 41، 94، 107، 111
انطماس النور 111
الانغمار في المادّة 76
أنفاس الخلائق 56، 119
الأنفس 19، 65
الانفكاك التعقّلي 76
الانفكاك الذاتي 76
انقضاء الملك 112
الانقهار 111
انكشاف وجه الحقّ 118
انمحاق الأنوار 111
الأنوار 79، 80، 81
الأنوار الإلهية 26، 73
الأنوار الحسية 61
الأنوار العقلية الإلهية 67، 75
الأنوار القاهرة النورية 68
الأنوار المتعيّنة 57
أنوار المعرفة 42
الأنوار الناقصة 72
أنوار الوجه الكريم 15
إنّيات الحقائق 91
الإنّية 12، 19، 29، 119
الإنّية الصرفة 57
ص: 147
الأوصاف 9
الأوصاف القدسية 9
الأوضاع 59، 60
الأوّل 12، 16، 36، 53، 63
أوّل التّعينات 93، 98
أوّل الظهور 30، 78
أوّل ما خلق اللّه 68
اُولي الأبصار 52
اُولي الأذواق والألباب 49
اُولي الأمر 46
اُولي البصائر 4
اُولي السابقة الحسنى 105
أولياء 32، 37، 64، 101
أولياء اللّه 97
الأولياء الكاملين 37
الأولياء الكرام 24
الأولياء الكمّل 120
أولياء المعرفة 5
الأولياء المهاجرون 85
الأوليّة 16، 30، 31، 99
أهل الاصطلاح 38
أهل اللّه 59
أهل التجريد 10
أهل الجنّة 65
أهل الحجاب 42
أهل الحقّ 86
أهل الحقيقة 56
أهل الخطاب 59
أهل الذوق 17، 18
أهل الرواق 121
أهل السرّ 141
أهل السلوك 119
أهل العرفان 44
أهل القلوب 44
أهل المعرفة 37، 62، 86، 87، 112
أهل المكاشفة 8
أهل النظر 84
أهل يثرب 70
آيات اللّه 10
الإيجاد 95، 114
إيجاد الواحد 83
إيداع صور الأسماء 93
إيداع صور الصفات 93
إيكال الأمر 56، 66
«ب»
الباري 66، 67، 113
الباطن 8، 16، 48، 95
الباطنة 99، 101، 106
ص: 148
باطن الخلافة 112
باطن الشريعة 121
الباطن المطلق 8
الباطنية 30، 120
بحر الهيولى المظلمة 80
البداء 31، 32
البدعيات الملكية 91
البراهين العقلية 22، 75، 84
البرزخية الكبرى 16، 53، 86
البروز 51
البرهان 22، 75، 77، 83، 84، 89
البرهان الذوقي 78
البرهان الفصيح 84
البساطة 30، 37، 56، 109
البساطة الأحدية 51
بساطة الحقيقة 110
بسط عوالم الملكوت 52
بسط كمال الوجود 52، 68
بسط الوجود 52
بسيط الإجمالي 43، 72
البسيط فوق البساطة 37
بسيط الحقيقة 24
البصر 87
بصيرة 17، 34، 73، 98
البطلان 11
البطن 12
بطن عالم الملك 82
بطن عالم الملكوت السفلى 82
بطن عالم الملكوت العليا 82
البطون 8، 16، 30، 36، 51، 61، 63، 104، 106
بطون الحقّ 95
بقاء الإنانية 65، 119
بقاء الإنّية 119
بقاء الممكنات 115
بنية المحمّدية 26
بهم الصافين 53
«ت»
التباين بالذات 9
التجافي 94
التجرّد 60، 88
تجريد 10، 58
التجلّي 9، 35، 43، 52، 62، 63، 72، 73، 84، 86
التجلّيات 72
تجلّيات الجلال 105
التجلّيات الذاتية 72
تجلّي الأسمائي والصفاتي 63
ص: 149
تجلّي الاسم اللّه الأعظم 45
التجلّي الأوّل 35
التجلّي بالأسماء 63
التجلّي بالألوهية 35
التجلّي بالفيض الأقدس 35
التجلّي الثاني 35
تجلّي الحقّ 86، 118
التجلّي الذاتي 52
التجلّي الشهودي 84
التجلّي العلمي 54
تجلّي الفيض الأقدس 19
التجلّي المثالي والملكوتي 43
تجوهر الذات 15
التجويف الإمكاني 39
التحقّق 14، 59، 85، 104، 106
التحميد 104، 106، 107
التدلّي 53، 90
ترتيب الأسباب والمسببّات 84
الترتيب النزولي 68
ترتيب الوجود 77
الترتيب الوجودي 53
التركيب 30
التسبيح 104، 105، 106
التشبيه 10، 11، 23، 64
التشخصات المشهودة 67
التشريع 118
التشريفية الاعتبارية 100
التصديق 58، 73
التصرّف 38، 95
تصرّف الأئمّة 102
التصرّف التامّ 94
تصرّف النفس 102
تصرّف النفس الإنسانية 94
التضرّع الجبلي 90
التعاليم 42، 107
التعطيل 10، 11
التعلّق 76
التعلّقات الملكوتية 76
التعليم 41، 42، 93، 103، 107
التعليم الأسماء 93
التعليم الحقيقي 41
التعمّل العقلي 76
التعّين 13، 15، 52، 54، 57، 60، 71، 73، 75، 76
التعيّنات 12، 13، 15، 39، 56، 58، 62، 63، 67، 69، 73، 76، 77، 85، 93، 98
تعيّنات الأسماء الإلهية 81
ص: 150
التعيّنات الأسمائية 14، 52، 73
التعيّنات الخلقية 63، 78، 118
التعيّنات السوائية 3
التعيّنات الصفاتية 13
التعيّنات الصفاتيه والأسمائية 13، 27
تعيّنات العوالم 85
التعيّنات المشهودة 62
تعيّنات المشيئة المطلقة 85
التعيّنات المعلومة 62، 67
تعيّنات الوجود المطلق 85
التعيّن الأسبق 76
تعيّن الأسماء 71
تعيّن الأسماء والصفات 27
تعيّن الأشياء 72
التعيّن الأوّل 13، 15، 75
التعيّن الجوهري 78
تعيّن الحقيقة اللابشرطية 14
التعيّن الخلقي 98
التعيّن الخلقية 118
تعيّن روحانية الأئمّة 78
التعيّن الصفتي 73
التعيّن الكلّ 57
تعيّن الماهية 76
التغاير 9
التغيّر 37
التفاصيل المحضة 99
التفكّر 42
التقدّر 76
تقدّرات الماهية 76
التقدر الملكوتي 76
التقدّم بالحقيقة 76، 79
التقدّم الأزلي 76
التقدّم الدهري 76
تقدير الاستعدادات 119
تقدير الظهور العيني 31
التقديس 64، 65
التكبير 105، 106
التكثير 58، 64، 65
التكلّم 10، 48
التكلّم الذاتي 48
تكوّن الأشياء 83
تلبيسات الوهم 85
التمثّل 55
التمجيد 96
التنزّه 59، 88
التنزيل 4، 20، 23، 29، 52، 64، 78
التنزيه 10، 64، 105، 106، 107
التوجّهات الذاتية 29
ص: 151
التوحّد 55
التوحيد 10، 11، 37، 58، 65، 105، 106
التوحيدات الثلاثة 107
التوحيد الحقيقي 73
التوحيد الذاتي 106
توحيد الصفات 105
التوحيد الفعلي 106
التوغّل 106
التوكّل 97
«ث»
الثقلين 4
الثنوية 82
«ج»
الجاعل 65
الجامع لجميع المراتب 93
الجامعية 36، 109
جامعية الأسماء 111
الجبّار 15
الجبروت 3، 8، 57، 60، 68، 72، 82، 100، 118
الجبل الإنيّة 86
الجذبة الرحمانية 92
الجسم 88
الجسم الطبيعي 77
الجسم المحيط 102
الجعل 104، 105
جعل الأحكام 119
الجلال 3، 13، 15، 16، 18، 27، 28، 30، 36، 45، 91، 94
الجمال 3، 13، 15، 16، 18، 27، 30، 36، 45
جمال الحقّ 105، 117، 118، 119
الجمال السرمدي 55
الجمال المطلق 45
الجمع 54، 68، 93، 94، 99، 109، 110
الجمعية الإجمالية 34
الجميل 105
الجميل المطلق 105
الجنبة الخلقية 62
الجنبة السافلة الخلقية 67
الجنبة العالية 67
الجنبة يلي الخلقي 118
جنود الشيطان 92
جواهر الذاتية والمفارقة 91
الجوهر 78
الجهات 20، 29، 35، 59، 82
ص: 152
الجهات الإمكانية 60
جهات الظهور 15
الجهات الغيرية 61
جهات الكثرة 14
الجهة 34
جهة الجمعية الإجمالية 34
جهة الظهور 34
جهة الغيب 34
جهنام الطبيعة 42
الجهولية 70
«ح»
الحاضر 55
الحاكم 91، 112
الحاكم المطلق 45
الحال 103
الحالات22
حامل العلم 102
الحبّ 94
الحبّ الذاتي 30، 35، 52، 53، 94
الحجاب 11، 23، 42، 49، 70، 73، 75، 84، 116
حجاب الآثار 84، 107
حجاب الأسماء 107
الحجاب الأعظم 25
الحجاب الأقرب 53
حجاب اللّه 33
حجاب الجلال 28
حجاب الرمز 48
حجاب الصفات 52، 107
حجاب عزّة الإنيّة 29
حجاب عزّ الجلال 3
حجاب العماء 3
الحجاب عن معرفة اللّه 23
حجاب النور 8
جحاب النور والظلمة 28
الحجاب النوري 11
الحجب 56، 117، 118
الحجب الأسمائية 53
الحجب الثلاثه 117
حجب الحقائق 16
الحجب الروحية 117
الحجب الظلمانية 7، 117
الحجب الظلمانية النفسانية 118
حجب المعاني 16
حجب النور 97
الحجب النورانية والظلمانية 25، 117
الحجب النورانية العقلية 117
الحجب النورية 28
ص: 153
الحدّ 86
حدّ الإطلاق 67
حدّ الاعتدال 16، 46
الحدّ المرسوم 115
الحدود 62
الحدود الإلهية 46
حدود الشيء 20
حزب الرحمن 92
الحس 39
الحسنى 105
حصول الصور 78
الحضرات الأسمائية 70
الحضرة 9، 29، 44
الحضرة الأحدية 21، 28، 58، 59
حضرة الأحدية الجمعية 119
حضرة الأحدية الغيبية 29
حضرة الأسماء 41
حضرة الأسماء الإلهية 29
حضرة الأسماء والصفات 29
حضرة الأسمائية 30
حضرة الأسمائيه والصفاتيه 63
حضرة الاسم الأعظم 12، 41
حضرة اسم اللّه الأعظم 26، 41، 48
حضرة اسم الباري 113
حضرة الأشياء 119
حضرة الأعيان 30، 34، 37، 119
حضرة الأعيان الثابتة 30
حضرة الأعيان والأسماء 37
الحضرة الاُلوهية 30، 55، 57
الحضرة الإلهية 17، 114
الحضرة الثالثة 70
حضرة الجبروت 3
حضرة الجمع 54، 83، 92، 94، 99
حضرة الجمعية 8، 99
حضرة الذات 20
حضرة الربوبية 64
حضرة العلم 120
حضرة العلمية 5، 15، 19، 31، 32، 35، 63، 94، 102، 111
حضرة العماء 53
حضرة العندية 35
حضرة العين الثابت المحمّدي(ص) 41
حضرة الغيب 44
حضرة الغيب المشوب 19
الحضرة الغيبية 27
حضرة الفيض الأقدس 12، 29، 44
حضرة القضاء الإلهي والقدر الربوبي 31
حضرة اللاهوت 3
ص: 154
حضرة المشيئة 54
حضرة المشيئة المطلقة 59
حضرة الملكوت 8
الحضرة المهيمنة على الأسماء 114
حضرة الواحدية 19، 20، 23، 24، 27، 29، 30، 34، 35، 38، 48، 52
حضرة الواحدية الجمعية 12
حضرة الواحدية والجمع 34
حضرة الواحدة المحضة 103
الحضور البسيط الإجمالي 43
الحضور التفصيلي 43
حضور الحقّ 54، 55
حضور العوالم 91
الحقّ 10، 16، 20، 23، 48، 54، 58، 59، 61، 66، 84، 94، 95، 103، 105، 115، 117، 118، 119
الحقّ الأوّل 59
الحقّ المطلق 118
الحقّ المقيّد 118
الحقّ المنزّه 87
حقّ اليقين 10، 75
الحقائق 14، 15، 16، 19، 21، 37، 52، 56، 62، 63، 66، 90، 99، 120
حقائق الأسماء 15
حقائق الأسماء الإلهيّة 40، 110
حقائق الأسمائية 51
الحقائق الأسمائية الجلالية 51
الحقائق الأسمائية 51
الحقائق الأسمائية القهرية 51
الحقائق الأسمائية اللطفية 51
حقائق الأعيان 111
حقائق الإلهية 3، 62، 67، 109، 116
حقائق الإيمانية 48
الحقائق البسيطة 40، 91
الحقائق البسيطة العقلية 40
حقائق جميع الأسماء 18
الحقائق الخارجية 113
حقائق عالم الغيب 92
الحقائق العقلية 80، 91
حقائق العلوم 99
حقائق العوالم 90
حقائق الغيب والشهود 104
الحقائق الغيبية 16، 70، 99، 113
الحقائق الكلّية الإلهية 26
الحقائق الكلّية النورية 16
الحقائق الكونية 94
الحقائق اللابشرطية 14
الحقائق اللامتعيّنة 13
ص: 155
الحقائق المجرّدة 106
الحقائق المستكنّة 44
الحقائق الملكوتية 18، 77
الحقائق النزولية والصعودية 62
الحقائق الوجودية 10
الحقائق اليقينية 7
الحقيقة 9، 24، 38، 55، 56، 58، 60، 62، 64، 72، 79، 92، 110، 111
حقيقة الأسماء 23
الحقيقة الإطلاقية 41، 69
الحقيقة الإطلاقية الجامعة 62
حقيقة الإمامة 107
حقيقة الإنباء 41، 42، 44
الحقيقة الإنسانية 71، 72
الحقيقة الإنسانية العلمية 71
حقيقة التجريد 58
حقيقة التعليم 41، 42
الحقيقة الجمعية 70
حقيقة الخلافة 3، 48
حقيقة الخلافة المحمّدية(ص) 3، 38
حقيقة الربانية 33
حقيقة الروح 101
حقيقة سدرة المنتهى 3
حقيقة الشجرة المنهي عنها 4
حقيقة العبودية 103
الحقيقة العقلية 75، 88
الحقيقة العقلية التامّة المجرّدة 91
الحقيقة العلوية(ع) 81
حقيقة العماء 29
حقيقة العوالم 88
حقيقة العين الثابتة الإنسانية 110
الحقيقة الغيبية 8، 9، 12، 26، 27، 28، 29، 63
الحقيقة الغيبية الإطلاقية 26
الحقيقة الغيبية المستكنّة 63
الحقيقة الغيبية المقدّسة 63
الحقيقة الغير المتعيّنة 76
حقيقة القيامة الكبرى 111
الحقيقة الكامنة 8
حقيقة ليلة القدر 26
الحقيقة المتصوّرة 76
الحقيقة المحمّدية 70، 71، 72، 81
الحقيقة المطلقة الغيبية 23
حقيقة النبوّة 48، 103، 107
حقيقة الولاية 4
حقيقة الولاية العلوية(ع) 4
الحكماء 15، 24، 32، 38، 67، 77
الحكم 9، 13، 20، 45، 91
ص: 156
الحكم الإلهى 45
الحكماء السالفين 66
الحكماء الشامخين 84
الحكماء المتألهين 82
الحكمة 20، 35، 46، 56
حكم الظاهر والمظهر 110
الحكم العدل 45، 46، 86
حكم الكثرة 58
حكم الوحدة 58
حكومة الأسماء 110، 111
حكومة الاسم الأعظم 110
الحكيم 20، 58
الحكيم المتألّه 58
الحمد 96
حملة العرش 102
الحواس الظاهرة 16
الحوقلة 105، 107
الحول 105
«خ»
الخارج 35، 71
الخالق 22
خرق أستار الأسرار 53
خرق الحجاب 59
الخزائن الإلهية 30
الخطرات 64
الخفي 117
الخلائق 56، 99، 118، 119
خلاصة العوالم 82
الخلافات 112
الخلافة 3، 25، 26، 27، 62، 117
الخلافة الباطنية 69
الخلافة الباقية الدائمة 112
الخلافة الظاهرية الباطنية 120
خلافة العقل الكلّي 94
الخلافة في الظهور 13، 62، 94
الخلافة المحمّدية 4، 5، 26، 27
الخلافة المحيطة 112
خلفاء النبي 120
الخلق 23، 63، 81، 87، 92، 117، 118، 119، 120
الخلق الأفضل 98
الخلق الأوّل 32
الخلق الثاني 32
الخلاّق 110
الخليفة 26
خليفة اللّه الأعظم 36، 112
الخليفة الإلهية 12، 14، 27
الخليفة الإلهية الغيبية 12
ص: 157
الخليفة الجامعة 110
الخليفة الكبرى 12، 24، 26، 29، 44
خليفة النبى 46
الخيال 85
الخيرات 93
«د»
دارالتحقق 85، 106
دائرة الخلافة والنبوة 112
الدائرة الملكوتية 4
دائرة النبوة 102
دائرة الوجود 103
دائرة الولاية 117
دارالحس 39
دارالسرور 92
دارالقرار 92
دارالوجود 14
الدوائر الجزئية 111
الدوائر الحسية 91، 106
الدوائر العقلية 91
الدوائر الكلّية 101
دورة الخلافة الظاهرة في الملك 112
دورة نبوّات الأنبياء 112
«ذ»
الذات 11، 15، 17، 19، 20، 22، 24، 35، 37، 47، 48، 52، 55، 57، 59، 60، 71، 72، 73، 85، 88، 90، 104، 105، 107، 117، 118
الذات الأحدي 55
الذات الأحدية 17، 19، 24، 48، 55، 57، 85
ذات اللّه 47
ذات الحقّ 117
الذات السرمدية 85
الذات المقدّسة 15، 72
ذات الملك 76
ذات الملكوت 76
الذات الواجبة 63
ذا العينن 10
الذوات 106
ذوات النفس 113
ذوات العوالم 90
ذوالجلال 91
الذوق 17، 18، 73، 94
الذوق العرفاني 14
الذوقيات الوجدانية 38
ذوي اللباب 59
ذي الصورة 27
ذي الوجه 105
ص: 158
«ر»
الرئاسة التامّة 101
الراسخون في المعرفة 55
ربّ الأراضي الخلقية 25
ربّ الأرباب 57، 66
ربّ الأسماء 16
ربّ الإنسان الكامل 41
ربّ جميع الحقائق الإلهية 109
ربّ الحقائق الروحانية 18
ربّ الحقائق الملكوتية 18
ربّ الحقيقة المطلقة المحمّدية(ص) 26
ربّ السموات الأسمائية 25
ربّ العالمين 66، 99
ربّ العباد 92
ربّ العين الثابتة المحمّدية 30
الربّ المطلق 65
الربوبية 38، 64، 65، 118، 119
ربوبية الحقّ 66
الربّ الودود 62
رب الولاية العلوية(ع) 38
الرجوع 78، 92، 119
الرجوع إلى الخلق 119
الرجوع إلى العالم 120
رجوع الخلائق إلى اللّه 118
رجوع المظهر إلى ظاهره 111
الرحمة 15، 36، 57، 78، 103، 110، 120
الرحمة الرحمانية 103، 120
الرحمة الواسعة 78
الرحمن 27، 52، 53، 92، 93، 103، 109، 110، 120
رحيق الهداية 51
الرحيم 13، 15، 27، 52، 53، 67، 69، 103
الرسل 4، 32
الرسول 32، 46، 68، 98
الرسول الغيبي 68
رسول اللّه إلى الخلق 97
الرسوم 15، 98
الرعية 100
رفض الإنانية 65
رفع الحجب 117، 118
رفع الحجب الظلمانية والنورانية 117
الرفيق الأعلى 92
الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى 3
الرقيقة 56، 88
الرمز 4، 5، 48، 55
الروابط 103
ص: 159
الروح 30، 88، 101
روح أرواح منصب الولاية 3
الروح الأعظم 47
روحانية المعصومين 121
الروحانيون 8، 41، 75، 78
روح الخلافة المحمّدية 26
روح رسول اللّه(ص) 68، 78
الروحية السرية 99
الروع 26، 51، 75
رؤية الإنسان الكامل ذاته 112
رؤية جمال الحقّ 105
رؤية الذات 107
رؤية السالكين 107
رؤية النفس 62
الرياسة 101
الرياضيات الشرعية 119
الرياضيات 90
«ز»
الزمان 59، 76، 88، 104
الزمانيات 59، 76، 88
«س»
السالك 10، 14، 15، 38، 106، 117، 119
السالكون 7، 37، 65، 107
سبحات الوجه 25
السبق 104
السبق بالتجوهر 104
السبق بالحقيقة 104
السبق الدهري 104
السبق بالعلية 104
سبق الوجود 104
السبّوح 25
سجود الملائكة 96
السخط 15
سدرة المنتهى 3
السرّ 4، 41، 42، 82، 91
سرّ الأحمدية 100
سرّ اختلاف الأنبياء 112
السرادقات النورية 7
سرّ بعث الأنبياء 109
سرّ الخلافة 75
سرّ السر 65
سرّ القدر 32، 67
سرّ اللّه 33
سرّ النبوّة 75
سرّ الولاية 75
السريان 14، 88، 90
سريان الحقيقة 88
ص: 160
سريان الخلافة المحمّدية(ص) 4
السريان الذاتي 91
سريان النفس 14
السريان المعنوي 90
سريان الولاية العلوية 4
سعة الوجود 69
السفر 117
السفر الأوّل 117، 118، 119، 120
السفر الثالث 117، 118، 119
السفر الثاني 117، 118، 119، 120
السفر الرابع 118، 119، 120
السفر الصوري 118
السفر المعنوي 118
السفر من الحقّ إلى الحقّ بالحقّ 117
السفر من الحقّ إلى الخلق 117
السفر من الحقّ إلى الخلق الحقّي بالحقّ 118
السفر من الحقّ المقيد إلى الحقّ المطلق 118
السفر من الخلق إلى الحقّ 117
السفر من الخلق إلى الحقّ المقيّد 118
السفر من الخلق إلى الخلق بالحقّ 118، 119
سكنة عالم الجبروت 100
سلاسل الحركات 60
سلاسل الزمان 60
السّلام 17
سلسلتا النزول والصعود 4
سلسلة الوجود 80
سلطان التدريج 76
سلطان الزمان 76
السلطنة 66
السلطنة القيومية 98، 101
السلوك إلى اللّه 23، 56
السلوك الباطني 119
السمات 98
سماء الأحدية 29
سماء السرّ الأحمديه(ص) 100
سموات الأرواح 53، 62
السموات العلى 59
السموات والأرضون 54
السنّة الإلهية 110
السنة الجارية 46
سنة اللّه 45
السنخية 10
السواء الصراط 91
السوافل 99
سؤال الافتقار 114
ص: 161
السوائية 86
سوق اليقين والمعرفة 87
«ش»
الشاكلة 40
شأن الربّ المطلق 65
الشأن الغيبي 99
الشبهات 10، 19
شجرة طوبى 3
الشرك 73
الشريعة 121
الشطح 117، 119
الشطحيات 65، 119
شمس الأحدية الذاتية 111
شمس الحقّ 16
الشوق 66، 89
الشؤون 101
شوؤن الاسم اللّه الأعظم 101
الشؤونات الإلهية 25
شوؤن الحقّ 120
شؤون نبوّة الخاتم 101
شهود الأسماء والصفات 25
شهود أصحاب العرفان 84
الشهود الإيماني 14
شهود الذات 52
شهود الكثرة 85
شهود الوحدة الصرفة 106
الشهيد 17، 52
«ص»
الصاعد 68، 80
الصبح الأزل 12، 53
الصحو التامّ 118
الصدور 80، 82، 84، 86
صدور الأكوان 80
صدور الأمر 115
صدور الأنوار 80
صدور العقل المجرّد 84
صدور الكائنات 80
الصديق الروحاني 121
الصراط المستقيم 93، 104
صرافة الفعلية 67
الصعود 53، 77
الصفات الأزلية 47
صفات اللّه 11، 48، 105
الصفات الإلهية 11، 27، 72
الصفات الثبوتية 20
صفات الجلال والجمال 17
الصفات الجلالية 17
الصفات الجمالية 17
ص: 162
صفات الحقّ 117
صفات الخالق 22
الصفات الذاتية 22
الصفات الربوبية 68، 110
الصفات العليا 26
صفات المخلوق 22
الصفة 21، 22، 39، 105
الصفة الإلهية الذاتية 110
صلب عالم الجبروت 82
الصُوَر 29، 35، 78
صور الأسماء 19، 36، 39، 70، 72، 93
صور الأسماء الإلهية 30، 70
صور إسماء الحقّ 54، 85
صور الأسماء والصفات 19، 30، 39
الصور الأسمائية 36
صور الأعيان 31، 34
صور التعيّنات الأسمائية 14
الصور الكلّية الأسمائية المتعيّنة 34
الصور الملكية 18، 77
الصور المنعكسة 27
الصورة 8، 27، 28
صورة الأسماء والأعيان 71
الصورة الأقدم 76
صورة التفصيل 105
صورة الجسم 88
الصورة الجسمية العنصرية 78
الصورة الجسمية المطلقة 78
الصورة الجسمية المعدنية 78
صورة الحقيقة الإنسانية 72
صورة الخلق والأمر 54
صورة الشوق 89
صورة العالم 72
الصورة العنصرية 78
صورة الكثرة 88
صورة الكثرة التفصيلية 105
الصورة المرآتية 28
صورة النفس 88
صورة النفس الكلّية 88
صورة الوحدة 88
«ض»
الضوء 98
«ط»
الطاغوت 66
الطبيعة 46
الطبيعيات 77، 89
طُرُق الملكوت 88
طرق الهداية 91
الطريق البرهاني 56
ص: 163
طريق الجمع والبساطة 109
طريق الرحمن 116
طريق الرياضيات الشرعية 118
طريق السداد 95
طريق السلوك 23، 119
طريق السلوك الباطني 119
طريق الشريعة 65
طريق الصواب 38
الطريق القويم 93
طريق المعرفة 48، 64
طور التوحيد 37
طور الحكمة 46
طور العرفاء 84
طور القلب 48
طهارة النفوس 65
طينة الأرواح 78
«ظ»
الظاهر 15، 16، 24، 26، 28، 30، 31، 43، 46، 48، 63، 67، 86، 94، 95، 99، 101، 104، 106، 107، 109، 110، 111، 121
الظاهرية 30
الظلّ 38، 89
ظلّ اللّه الأعظم 59
الظلّ الظلماني 66
ظلّ اللّه المطلق 69
ظلّ النبوّة 48
الظلّ النوراني 66
ظلمات العوالم الخلقية 91
ظلمة الماهية 89
الظهورات 13
ظهور الأجسام 61
ظهور أحكام الممكنات 113
ظهور اسم اللّه الأعظم 35
ظهور الأسماء 12، 28
ظهور الأشياء 61
ظهور الأعيان 31
ظهور الأعيان الخارجية 110
الظهور الأوّل 59
ظهور البداء 32
الظهور بالربوبية 65، 117
ظهور بسط الفيض 68
الظهور بالصوت واللفظ 43
الظهور بالفيض الأقدس 12، 19، 44
الظهور بالمالكية العظمى 86
الظهور بمقام النبوّة 70
الظهور بالوحدة 54
الظهور بالوحدة التامّة 86
ص: 164
الظهور الجبروت في الملكوت 43
ظهور جمال الحقّ 105
ظهور حضرة الفيض الأقدس 30
ظهور الحقائق الإلهية 62
ظهور الحقّ 84، 95، 118
ظهور حقيقة الروح 101
ظهور الحقيقة المحمّدية 72
ظهور الخلافة والولاية 41
ظهور الخليفة الإلهية 14
ظهور الذات 63، 64، 118
ظهور الذات الأحدية 55
ظهور سناء اللّه 3
ظهور صور الأسماء 111
ظهور العطية المطلقة 105
ظهور العقل 94
ظهور العوالم العقلية 52
الظهور العيني 31
الظهور الغير المتعيّن 53
ظهور فعل اللّه 106
الظهور الفعلي 118
الظهور في الأسماء 12
الظهور في جميع مراتب التعيّنات 93
الظهور في الحقائق الكونية 94
الظهور في العين 31
ظهور المشيئة المطلقة 80
ظهور المطلق 57
ظهور المظهر الأوّل 93
ظهور الملك 112
ظهور الملكوت في الملك 43
ظهور الممكن الأوّل 114
ظهور الممكن الثاني 114
ظهور نور اللّه 80
ظهور الوجود 84
ظهور الوجود العامّ 83
ظهور الوجودات الخاصة 57
ظهور الوحدة 86
ظهور الوحدة التامّة 118
ظهور الهوية الغيبية 51
«ع»
العابدون 7
العارف 14، 58، 117
العارف الرباني 16
العارف المشاهد 58، 100، 116
العارف المكاشف 58، 100، 116
عالم الأرواح 56
عالم الأسرار 92
العالم الأسفل 83
عالم الأسماء 44، 71
ص: 165
عالم الأسماء والصفات 12، 30، 42، 93
عالم الأشباح 56
العالم الأعلى 83
عالم الأعيان 63، 67، 71
عالم الأعيان الثابتة 63، 71
عالم الأمر 49، 51، 57، 71، 81
العالم الأمري 92
العالم الأمري الغيبي 107
عالم الإمكان 65
عالم الأنوار 80
العالم الأوّل 89
عالم التفصيل 93
العالم الثالث 89
العالم الثاني 89
عالم الجبروت 8، 60، 82
عالم الجمع 67
عالم الجنّ 66
العالم الدنيا 92
عالم الذكر الحكيم 38
عالم الروحانيات 39، 42
العالم السفلى 89
عالم الشياطين 66
عالم الصفات 52
عالم الطبيعة 41، 80
العالم العقلي 60، 80، 83
عالم الغيب الإلهي 92
عالم الغيب والشهادة 17، 56، 68
عالم الغيب والشهود 25
العالم الغيبي 110
عالم الفرق 67
عالم القدس 15، 62، 92
عالم القضاء الإلهي 36
العالم الكوني 81
عالم المادّة والمادّيات 68
عالم المادّة والهيولى 23
عالم الملائكة 66
عالم الملك 43، 60، 66، 82
عالم الملكوت العليا 82
عالم الملك والملكوت 93
عالم النزول والصعود 76
العالم النفسي 80
عالم النور 60، 77
عالما الأمر والخلق 51، 57
عالما الغيب والشهادة 17، 25، 56
عبادة الاسم 73
عبادة الاسم والمسمّى 73
العبد المشاهد 105
العبودية 64، 65، 103
ص: 166
العدل 45، 46، 58
العدم 113، 114
عذاب البعد 10
العرش 25، 39، 102
عرض الولاية 69
العرفاء 20، 37، 42، 45، 84
العرفاء السالكون 37
العرفاء الشامخون 14، 82، 85
العرفاء الكاملون 24، 28، 77، 85
العرفاء الكمّل 38
العرفاء المكاشفون 9
العرفان 44
العروة الوثقى 4
العروج 57
عزّة الوحدانية 33
عزّ الجلال 3، 21
عزّ القدس 57
عزل الحقّ عن الخلق 10
العزيز 17، 20
العشق بالإنانية 67
العطيّات 105
العطيّة المطلقة 105
عظم النورية 33
العقل 60، 71، 78، 82، 83، 84، 93
العقل المجرّد الأوّل 15، 80، 81، 83
العقل بالعرض 88
العقل البسيط 44
العقل البسيط الإجمالي 72
العقل التفصيلي 44، 72
العقل الصريح 84
العقل الظاهر 94
العقل الكلّى 94
العقل المجرّد 81، 84، 90
العقل المجرّد الأوّل 80
العقول 67، 80
العلم 16، 31، 32، 33، 35، 54، 84، 102، 116
العلم الأعلى 90
العلم الإلهي 52، 72
العلم بالأسماء 93
علم الحقّ 93
علم اللّه 33، 54
علم الأنبياء والرسل 32
علم الباري 67
العلم بالذات 100
العلم بمراتب الوجود 88
العلم الربوبي 32، 100، 111، 112
العلم الذاتي 66
ص: 167
العلم الغيبي 32
العلم المكنون 32
علم النفس 77
العلم اليقين 19
العماء 3، 28، 29، 100
العناية الإلهية 117، 119
العناية الرحمانية 110
العنقاء المغرب 7
العوارض 22
العوارض اللاحقة 77
العوارض الذاتية والمفارقة 91
العوالم 4، 7، 26، 42، 44، 51، 52، 63، 82، 85، 90، 91
عوالم الذكر الحكيم 7
العوالم السافلة 59
العوالم الشهادتية 8
العوالم الصاعدة والنازلة 80
العوالم العالية 66
العوالم العقلية 52
عوالم الغيب والشهادة 88
عوالم الغيب والشهود 4، 84
العوالم الغيبية 8
عالم الملكوت 52، 85، 102، 103
عوالم الملك والشهود 52
العوالم النازلة 81، 94
عوالم الناسوت 118
العهد الأزل 116
العين 14، 31، 53، 54، 71، 72، 100
عين الأسماء الإلهية 71
عين البصيرة 17، 34
العين الثابتة 30، 32، 72
العين الثابتة الأحمدية 71
العين الثابتة الإنسانية 30، 36، 70، 100
العين الثابت للإنسان الكامل 330، 34، 71، 100
العين الثابتة المحمّدية(ص) 30، 41، 72، 110، 111
عين الحقيقة 16
عين الوجود 71
العين اليسرى 58
العين اليمنى 58
عيون الخيرات 12
عينية الذات والأسماء 22
عينية الذات والصفات 15، 22
عينية الصفات للذات 20، 21، 24
«غ»
الغشوة الغيبية الروحانية 48
الغيب 8
ص: 168
غيب الأسماء والملكات 52
غيب الصفات والأسماء 3
غيب الغيوب 40
الغيب والشهود 103
غيب الهوية 3، 7، 19، 29، 48
غيب الهوية الأحدية 7
غيّبات السرائر 99
الغير 105
الغيرية 10
«ف»
الفاعل 52
فانية الذات 19
الفرد 33
الفرعونية 65
الفضيلة التشريفية الاعتبارية 100
الفضيلة الحقيقية الوجوديه الكمالية 100
الفقر الذاتي 60
الفلاسفة الكاملون 75
الفلسفة الإلهية 37
الفناء عن الفناء 70
الفناء في الذات الأحدية 55
الفواعل 59، 60
فواعل عالم الملك 60
الفواعل الغير الواجبة 59
فوق التمام 37
فوق الجبروت 57
الفيء 38، 98
الفيض 11
الفيض الأقدس 11، 12، 13، 14، 15، 19، 22، 24، 31، 34، 35، 44، 54، 119
الفيض الإلهي 35
الفيض المقدّس 15، 35، 53
الفيض المقدس الإطلاقي 14
الفيض المنبسط 80، 81
الفيوضات العلمية 100
«ق»
القابل 35، 119
القابلية 69
القادر 113، 114
قاضي السؤالات 90
القالب 30
القاهر 91
قاهرية الأسماء 111
القدر 32، 33
القدرة 65
القدرة الصمدانية 33
القدم الراسخ العلمي 64
ص: 169
قدم المعرفة 92
قدم المعرفة واليقين 7
القدوس 17، 25
القرب 38
قصور الإدراك 61
القضاء 107
القضاء الأوّل 116
القضاء السابق الإلهي 110
القلب 16، 22، 51
قلب الأولياء 9
قلب العارف 15، 58
القلب المتمكّن في التوحيد 58
القلوب 42، 43
قلوب الأولياء الكاملين 7
قلوب السالكين والعرفاء 37
القوسان الوجوديان 4
القوس الصعودي 77
القوس النزولي 77
قوسا النزول والصعود 80، 111
قوسا الوجود 4
القوى الباطنة 99
القوى الجزئية 101
القوى الروح 88
القوّة 94، 96، 105
القوى الظاهرة 101
القوى العلاّمة 102
القوى النازلة 101
القهّار 15، 27، 109، 112
القهر 30، 86
قهر الكبرياء
قهر نور الوجود
القياس 73
القيامة الكبرى 86، 111
القيامة الكبرى للسالك
القيامة الكبرى للأسماء الإلهية 111
القيامة الكبرى للأكوان الخارجية 111
القيد 57
قيد الماهية 59
قيد الهيولى 60
القيوم 65
«ك»
الكائنات 55، 80
الكائنات الطبيعية 80
الكائنات الملكية الناسوتية 91
الكائنات النازلة 80
كأس الولاية 51
الكامن 99
كبرياء الأحديه 19
ص: 170
الكبرياء السرمدية 85
كتاب النفس 43
الكثرات 14، 24، 58، 84
الكثرات الخارجية 37
الكثرات الخيالية 37
الكثرات العقلية 37
الكثرات العلمية 11
الكثرات الوهمية 37
الكثرة 10، 11، 14، 24، 29، 51، 53، 54، 58، 62، 73، 84، 85، 86، 88، 103
الكثرة الأسمائية 30
الكثرة التفصيلية 103
الكثرة الصفاتية 14
الكثرة في الفعل 107
الكرات الإلهية والروحانية 39
الكرات الحسّية 39
الكرات المحاطة الإلهية 39
الكرات النازلة الروحانية 39
الكرامات 65
كرامة اللّه 97
الكسوة الأسمائية والصفاتية 23
كسوة الأعيان 72، 73
كسوة التعيّنات 73
الكشف 56، 99
كشف الحقائق 99
الكشف الذوقي 38
كشف الغطاء عن البصر 72
الكفر 16
الكفر بأسماء اللّه 16
الكلمات 25
كلمات الأولياء 9، 86
كلمات الحكماء 82
كلمات العرفاء 37، 42، 82
كلمة اللّه 97
الكليات الطبيعية 73
الكلّي الطبيعي 86
الكمال 60، 69، 91
الكمالات 93، 117
كمالات الأشياء 119
الكمالات الإنسانية 75
كمالات الوجودات 104
الكمال الأوّل 77
كمال التنّزه 88
كمال التوحيد 58
كمال الحقّ 105
كمال الذات 62
الكمال الذاتي 44
ص: 171
كمال المعرفة 55
كمال الوجود 68
كمال الهداية 95
الكمَّل 38، 120
الكمون 51
الكنوز المختفية الربانية 30، 111
الكون 76
كون الثبوت 63
الكون الغيبي 111
كيفية الصدور 82
كيفية ظهور الأسماء
«ل»
اللا أثر 7
اللا اسم 7
اللاتعيّن 81
اللارسم 7
لا مقامي 70
اللاوسم 7
اللاهوت 7
لباس الأسماء 72
لباس الأعيان 59
لبّ الحقائق 90
لقاء الرّبّ 115
اللسان الإلهي 48
لسان الأولياء 64
لسان أهل القلوب 49
لسان الشريعة 45
اللسان العقلي 47، 48
اللسان الغيبي 12
اللطف 30، 88
اللطائف السبع الإنسانية 58
اللطيف 27
اللطيفة العقلية 99
لواء رسول اللّه 69
لواحق المادّة 76
لواحق الماهية 76
لواحق الوجود 76
اللوازم 19، 35
اللوازم الأسمائية 30
ليلة القدر 26
ليلة القدر المحمّدية 111
«م»
المادّة 60، 76، 77، 80، 88، 91
المادّيات 60، 68
المالكية العظمى 86
المؤمن 17
الماهيات 34، 85
الماهية 59، 60، 61، 71، 73، 76، 91
ص: 172
المبادئ العالية 93
المبدأ الأوّل 22، 82
مبدأ الحاجات 90
مبدأ الكلّ 90
مبدأ الكلمات 25
مبدأ الوجود 61
المتابعة 121
المتألّه السالك 10
المتألّهون 121
المتجلّي 72
المتّحدة الذات 15
المتعيّن 71، 73
المتعيّنات 76
المتفاهم العرفي 81
المتكبّر 17
المجاهد 42
مجلس الحضور 55
مجلس الحقّ 55
المجلي الأعظم 70
مجلى الحقائق 56
المحاطية 16، 31
محالّ المعرفة 4، 20
المحبوبية 38
المحجوب 27، 61
المحدودات 70
محرم سرّ الأسرار 3
محفل الاُنس 92
محفل الغيب والشهود 85
المحلّ الأعلى 93
محلّ الاُنس 60
المحو 117
المحوضة الكلّية 67
المحيطية 16، 31
المخلوق 22
المخلوقات 57
مدارج الخلق والأمر 57
المدبّر 102، 113، 115
مدّ الظل 68
مدينة الحقيقة 64
مدينة العلم 100
مدينة العلم والمعرفة 51
المرآة 14، 28، 34، 36، 39، 51، 52، 53، 56، 63، 73، 74
المرآة الأتمّ 3، 53
مرآة الصفات 52
مرآة الكلّ 63
المرائي 27، 45، 51، 52، 53
المرائي الأسمائية 14
ص: 173
المرائي الأسمائية والصفاتية 27
مرائي التعيّنات 39، 56
المرائي الحسية 27
مرائي الخلفاء 3
المرائي الخلقية 53
مرائي الصفات والأسماء 11
المراتب 17، 38، 41، 60، 101، 106، 111
مراتب الأسماء 21، 54
مراتب الأسماء الإلهية 110
المراتب الأسمائية 34
مراتب الأفعال 118
مراتب الأكوان 118
مراتب التعيّنات 93
مراتب العزل والانفصال 60
مراتب الغيب والشهود 94
مراتب الفعل 57
مراتب الكائنات 93
مراتب الكثرات 84
المراتب الكلّية والجزئية 99
مراتب النورية 58
مراتب الموجودات 93
مراتب النزول والصعود 4
مراتب الوجود 14، 54، 76، 80، 81
المراتب الوجودية 62
المراحل 44
المراحل المتوسّطة 99
المرايا 12
المربوب 19
المربوبات 116
مربوب الأسماء المحيطة 101
مربوب إمام أئمّة الأسماء 101
مربوب إمام أئمّة الصفات 101
المرتبة 85
المرتبة الأحدية الغيبية 9
مرتبة الأرباب والرؤساء 17
مرتبة الاسم اللّه الأعظم 15
مرتبة الاُلوهية 19
مرتبة التوحيد 65
مرتبة الجامعيه 36
مرتبة الروح 101
المرتبة الروحية 101
مرتبة السدنة والرعايا 17
مرتبة العماء العلوية 100
مرتبة الملك والسلطان 17
مرتبة النكاح الأوّل الغيبي الأزلي 29، 30
مرتبة الهوية 93
المريد 114
ص: 174
المسبّبات 116
المستغرق في غيب الهويّة 3
المستور 61
المستهلك فيه كلّ الوجودات 98
المسمّى 73، 82، 84
المشاهد 119
المشاهدات الذوقية 84
المشاهدات العرفانية 38
مشاهدة الاسم الرحمن 120
مشاهدة الحقّ 119
مشاهده جمال الحقّ 119
المشرب العرفاني 73
المشمولية 16
مشهود الأسماء 114
المشيئة 15، 54، 78
المشيئة المطلقة 53، 54، 55، 57، 59، 75، 78، 80، 85، 105
المصابيح الغيبية 49
مصدر الآيات 25
مصدر الغيب 12
المصطلحات الرسمية 16
المصوّر 17
المطلق 27، 57، 69، 80
المظاهر 13، 41، 92، 93، 111، 112
مظاهر الأسماء 84
مظاهر الاسم الأعظم 13
مظاهر اسم الرحمن 12
مظاهر العقل 93
مظاهر الفيض الأقدس 15
المظهر 28، 50، 70
المظهر الأتمّ 70، 71
المظهر الأتمّ الإطلاقي 70
مظهر الأسماء 71
مظهر الاسم الجامع الأعظم 112
مظهر اسم اللّه 121
مظهر اسم اللّه الأعظم 93، 111
المظهر الأوّل 93
مظهر الحقائق الإلهية 3
مظهر الحقيقة الإنسانية 71
مظهر الرحمة الرحمانية 103
مظهر علم الحقّ 93
مظهر النبيّ 46
المظهرية 19
معاد العقل 94
معاد الكلّ 94
معادن الحكمة 20
معادن الوحي 4
المعارف 10، 14، 31، 121
ص: 175
المعارف الإلهية 26
المعارف الإيمانية 5
المعارف الحقّة 120
المعارف الحقيقية النازلة 100
المعاني السلبية 20
المعاني العرفية 16
المعاني العقلية 16
المعجزات 65
معدوم التعيّن 11
معراج رسول اللّه(ص) 57
معراج يونس(ع) 57
المعرفة 5، 7، 14، 19، 33، 37، 48، 51، 55، 56، 92، 95
معرفة اسماء اللّه 45
معرفة اللّه 23
معرفة توحيد اللّه 96
المعرفة الذوقية 61
معرفة الربّ 96، 104
معرفة النفس 14
معلم الروحانيين 3
المعلول 21
المعلومات 67
المعنى الحرفي 57
المعيّة التقوّمية 102
المعيّة القيومية 36، 102
المعيّة القيومية الحقّة الإلهية 113
المعيّة القيومية الظلّية 113
مغلولية يد الجليل 10
مفاتيح الغيب 35
مفاتيح الغيب والشهود 25
مفاتيح المعرفة 42
المفصّل 115
المفهوم 9
المفهومات 21
المقام 9، 55، 70
اللامقامي 70
المقامات 31، 53، 64، 71، 107
مقامات التكثير 65
المقامات الثلاثة 117
مقامات الربوبية 25
مقامات الغيب والشهود 41
المقامات المعنوية والظاهرية 121
مقام أحدية الجمع 63
المقام الأخفى 117
مقام الإرادة 56
مقام استجماع كلّ الحقائق 63
مقام الإطلاق 20
المقام الإطلاقي 70
ص: 176
مقام اعتبار الكثرة العلمية 29
مقام الاُلوهية 34
مقام الاُلوهية الحقّ الأوّل 59
مقام الاُنس 16
مقام أو أدنى 3، 53
مقام بسط كمال الوجود 68
مقام بسط الوجود 68
مقام التجرّد 60
مقام التجلّى العلمي 56
مقام التدلّي 53
مقام التشبيه والتكثير 64
مقام التعيّن 12، 53
مقام تقدير الاستعدادات 119
مقام التكلّم الذاتي 44
مقام التنزّل الرّباني 29
مقام الجمع 69
المقام الجمعي 36، 112، 121
مقام الجمعية الإلهية 20
مقام الخلافة 62
مقام الرحمانية 68
مقام الرحمانية والرحيمية 53
مقام الرحمانية والرحيمية الذاتيين 13
مقام الرحيمية 68
مقام السلوك 55
مقام الظلومية 69
مقام الظهور 39
مقام ظهور اسم اللّه الأعظم 11
مقام ظهور حضرة الفيض الأقدس 44
مقام ظهور الخلافة والولاية 41
المقام الظهوري 41
مقام العبودية والأدب 64
المقام العقلي لرسول اللّه(ص) 99
مقام العلم 54
مقام علوية علي(ع) 53
مقام العندية 25
مقام الغيب 71
قام الغيب الأحدي 111
مقام الغيب المشوب 15
المقام الغيبي 11، 39، 51
مقام الفناء 117
مقام الفيض الأقدس 19
مقام قاب قوسين 70
مقام القدرة 54
مقام القيّومية 53
مقام الكثرة 53
مقام اللاتعيّن 54
مقام المحمّدية(ص) 53
مقام المشيئة 78
ص: 177
مقام المشيئة المطلقة 57، 84
مقام النبوّة 4، 5، 84
مقام الواحدية 8، 41، 70
مقام الواحدية الجمعية 14
مقام الوجود 69
مقام الوحدانية 118
مقام الوحدة 53
مقام الولاية 55، 103
مقام الولاية الكلّية 99، 112
المقصد 56، 117
مقهور الإنيّة 19
المقيّد 28، 57، 69
المقيّدات 69، 80
المكاشفون 7، 116
المكان 59، 80، 88
المكانيات 59، 80، 88
المكنون 61
الملأ الأعلى 45، 114
الملائكة 4، 31، 96، 98، 102، 104، 107
الملائكه الأرضية 43، 102
الملائكة المقرّبون 8، 41، 53، 95
ملابس المخلوقات 55
الملك 3، 43
الملك العلاّم 60، 74
الملك والملكوت 3، 7، 43، 72، 90، 94
الملكوت 32، 43
الملكوت السفلى 66
الملكوت العليا 66
ملكوت الغيب والشهود 88
ملكوت النفس 43
الممكن 37
الممكنات 113، 114
المملكة الإنسانية 101
المنازل 44، 117
مناط الغيرية 91
المنزل الأبهى 93
منصب الولاية 3
المنفصل الذات عن الفعل 60
منفصل الهوية 60
الموت 7
الموجود 11
الموجودات 11، 54، 57، 69، 77، 79، 84
الموجودات الخاصة 56
موجودات عالم العقل 60
الموطن 117
الموطن الأصلي 119
ص: 178
موطن التفرّد 60
«ن»
نار الحرمان 10
النبوّات 101، 112
النبوّة 42، 48، 101، 107، 112
النبوّة الأزلية الأبدية 120
نبوّة التشريع 118
النبوّة الحقّة الحقيقية 48
النبوّة الحقيقية المطلقة 40
نبوّة العقل الكلّي 94
النبوّة في النشأة العينية 49
النبوّة للإنسان الكامل 70
نبوّة النبي(ص) 48
النبي 45، 46، 47
النبي المطلق 44
النزول 14، 31، 57، 77
النزول والصعود 103
النسخة الجامعة للعوالم 82
النشآت 42، 44، 46، 57
النشأة 107
نشأة الأعيان الثابتة 30
نشأة الأمر والخلق 39
النشأة الثانية 70
النشأة الخارجية 31
النشاة الخلقية 98
النشأة الخلقية الأمرية 99
النشأة الظاهرة 111
النشأة الظاهرة الخلقية 107، 109
النشأة الظاهرة الملكية 44
نشأة الظهور 54
النشأة العقلية 107
النشأة العقلية الغيبية 103
النشأة العلمية 30، 36، 68، 70، 119
النشأة العلمية الجمعية 41
نشأة العين 54
النشأة العينية 32، 49، 67، 68، 71، 119
النشأة الغيبية 75، 103
النشأة القلبية 42
النشأة المثالية الخيالية 99
نشأة النفس 77
نشآت الوجود 41
النطق 93
النطق العقلي 104
النظام الأتمّ 46
نظر القهر 8
نظر اللطف 8
نظر الوحدة 85
ص: 179
النعوت 18
النفثة الروحية 26
نفحات عالم الأمر 50
النفح الربوبي 53
النفس 39، 62، 77، 84، 89
النفس الإنسانية 94
النفس الرحماني 50، 53، 84
نفس الرحمة 57
النفس الكلّية 47، 88
النفس الناطقة 101
النفس الناطقة الإلهية 99
النفسية 56، 59، 70
نفسية النفس 78
النفوذ 14، 31، 90
نفوذ الفيض المقدّس 14
النفوس الجزئية 47
النفوس الجزئية الملكوتية 91
النفوس الكلّية 81
النفوس الكلّية الملكوتية 91
نفي الاستحقاق 104
نفي الاُلوهية 105
نفي الصفات 23
نفي الصفات الثبوتية 20
نفي الغيرية 10
نفي الكثرة 10، 106
النقائص 21، 22
النقصان 94
نقصان السالك والسلوك 119
نقصان القابلية 69
النقطه السوداء الإمكانية 60
النكاح الأوّل الغيبي 29
النواميس الإلهية 121
النور 12، 80، 81، 96، 97
النور الأتمّ 59
النور الأقرب 51
نور الأنوار 79، 80، 81
النور التامّ 72
نور الجمال 3
النور الحسي 28، 81
النور الربوبي 111
نور الربوبية 55
نور رسول اللّه(ص) 68
نور علي(ع) 81
نور على نور 60، 92
نور الفيض الأقدس 19
نور القلوب 16
نور اللّه 79، 80، 81، 97
نور محمد(ص) 81
ص: 180
نور الواحد القهار 112
«و»
واجب التحقق 104
الواحد 82، 83، 110
الواحد المبسوط 82
الواحد من جميع الجهات 20
الواحدية 29
الوجوب الأحدي 60
الوجود 4، 25، 26، 62، 71، 73، 76، 88، 95، 103، 105
الوجودات 57، 98
الوجودات النورية 104
الوجود الانبساطي الإطلاقي 98
الوجود الجامع الإلهي 120
الوجود الحقاني 117، 119
الوجود الحقيقي 24
الوجود الرحماني 120
الوجود السالك 117
الوجود السرمدي 60
الوجود العامّ 83
الوجود العامّ المنبسط 83
الوجود المشترك 83
الوجود المطلق 80، 85
الوجود المنبسط 53، 63، 81
الوجه إلى عالم الأسماء والصفات 12
الوجهة الخاصّة 48
وجه الحقّ 119
الوجه الدائم الباقي 98
الوجه الغيبي 12، 44
الوجه الكلّي 67
وجه اللّه 83، 105
الوحدة 15، 51، 54، 58، 77، 81، 85، 86
الوحدة التامّة 86، 118
الوحدة الجمعية 51
الوحدة الجمعية الإلهية 24
الوحدة الصرفة 106
وحدة العالم 88
الوحدة في الكثرة 73
الوسائط 103، 104، 113
الوساطة 29، 48
الوصف 20، 25
الوصول 70، 119
الوصول إلى النشأة المثالية 99
وصول باب أرباب الأعيان 111
الوطن الأصلي 119
الولاية 38، 66، 69، 75، 103
الولاية الباطنية 69
ص: 181
الولاية التامّة 117
ولاية العقل الكلّي 94
الولاية الكلّية 99
الولاية الكلّية المطلقة 99
الولاية المطلقة الكلّية 112
ولاية المعصومين 38
الوليّ 117
الوليّ الحقيقي 68
الوليّ الكامل 102
الوليّ المرشد 37
الوليّ المطلق 44
الوهم 39
الوهميات 10
«ه»
هبوط النفس 89
الهداية 91
الهوية 19، 83، 106
الهوية الأحدية 106
هوية الأشياء 82
الهوية الاُولى 82
هوية العقل 82، 83
الهوية العمائية 27
الهوية الغيبية 7، 11، 12، 44، 51
الهوية الغيبية الأحدية 20
الهوية الغير الظاهرة 29
الهوية المحضة 106
الهوية الوجودية 118
الهوية الوحدانية الجمعية 24
الهيآت اللفظية 99
الهيئة الروحانية 39
هياكل سموات الأرواح 53
هياكل الماهيات 14
الهياكل المقدّسة الطيّبة 116
هياكل الممكنات 55، 63
هياكل الموجودات 83
الهيولوية الاُولى 98
الهيولى الاُولى 53، 77
هيولى عالم الإمكان 65
الهيولى والهيولانيات 60
«ى»
يدي الجلال والجمال 3
يدي الوليّ 65
اليقين 7، 10، 38، 77
يمن القدس 57
يوم ليلة القدر المحمّديه(ص) 111
يوم النشور 42
ص: 182
«القرآن الكريم» .
«أ»
1 - أثولوجيا أفلوطين عند العرب. افلوطين، قم، منشورات بيدار، 1413 ق.
2 - الأربعينات لكشف الأنوار القدسيات. القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمّي (1049 - 1107) ، تصحيح نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، تهران، منشورات ميراث مكتوب، 1381 ش.
3 - أحكام القرآن . قاضي أبو بكر محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن أحمد المعافري الأندلسي، المعروف ب «ابن العربي» (468 - 543)، بيروت، دار الفكر، 1407 .
4 - الإشارات والتنبيهات. الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه (370 - 427)، تحقيق مجتبى الزارعي. الطبعة الاُولى، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1423 ق / 1381 ش.
5 - الإشارات والتنبيهات. مع الشرح للمحقّق نصير الدين الطوسي وشرح الشرح للعلاّمة قطب الدين الرازي، الشيخ الرئيس أبوعلي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427)، الطبعة الثانية، 3 مجلّدات، طهران، دفتر نشر كتاب، 1403 ق.
6 - اصطلاحات الصوفية. كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تحقيق وتعليق محمّد كمال إبراهيم جعفر، قم، منشورات بيدار، الطبعة الثانية، 1370 ش.
7 - الاعتقادات ، ضمن «مصنّفات الشيخ المفيد» ج 9 . أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن
ص: 183
النعمان العكبري (336 - 413) ، الطبعة الاُولى ، قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ق .
8 - أعيان الشيعة. السيّد محسن بن عبدالكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي (1284 - 1371)، إعداد السيّد حسن الأمين، الطبعة الخامسة، 10 مجلّدات + الفهرس، بيروت، دار التعارف، 1403 ق.
9 - إقبال الأعمال. السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (589 - 664)، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1417 ق. دار الكتب الاسلامية، طهران، 1349 ش.
10 - الأمالي . أبو جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385 - 460) ، تحقيق مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، قم ، دار الثقافة ، 1414 ق .
11 - إنشاء الدوائر. محيي الدين بن العربي (م 638)، ليدن، 1336 ق.
«ب»
12 - بحار الأنوار الجامعة لدُرر أخبار الأئمّة الأطهار. العلاّمة محمّد باقر بن محمّدتقيّ المجلسي (1037 - 1110) ، الطبعة الثانية ، إعداد عدّة من العلماء ، 110 مجلدٍ (إلاّ6 مجلّدات ، من المجلّد 29 - 34) + المدخل ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ق / 1983 م .
«ت»
13 - تاريخ الحكماء. علي بن يوسف قفطي (568 - 646)، ترجمه فارسى از قرن يازدهم، باهتمام بهين دارائي، تهران، انتشارات دانشگاه تهران، 1371 ش.
14 - التعليقة على الفوائد الرضويه، ضمن «موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه ». موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه .
15 - تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة. الحاجّ سلطان محمّد الجنابذي الملقب بسلطان عليشاه (1251 - 1327)، الطبعة الثانية، تهران، مطبعة دانشگاه تهران، 1385 ق.
16 - تفسير الصافي . محمّد بن مرتضى المولى محسن الفيض الكاشاني (1007 - 1091) ،
ص: 184
الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ، مشهد ، دار المرتضى للنشر ، 1402 ق .
17 - تفسير عرائش البيان في حقايق القرآن. روز بهان بقلي الشيرازي (م 606)، تحقيق أحمد فريد المزيدي، الطبعة الاُولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 2008 م.
18 - تفسير فرات الكوفي . أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى) ، تحقيق محمّد كاظم ، طهران ، مؤسّسة الطبع والنشر ، 1410 ق .
19 - تفسير القرآن الكريم (تأويلات عبدالرزّاق الكاشاني). محيي الدين بن عربي (م 638)، تحقيق مصطفى غالب، تهران، انتشارات ناصر خسرو، 1368 ش.
20 - تفسير القمّي . أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي (م 307)، إعداد السيّد الطيب الموسوي الجزائري، الطبعة الثالثة، قم، دار الكتب، 1404 ق.
21 - تمهيد القواعد . علي بن محمّد بن محمّد التركه الملقب بصائن الدين الأصفهاني (م 850)، تصحيح سيّد جلال الدين الآشتياني، تهران ، انجمن اسلامى حكمت و فلسفه ايران، 1360 ش.
22 - التوحيد . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تحقيق السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1398 ق .
«ج»
23 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار. السيّد حيدر بن علي الآملي (م القرن الثامن)، تصحيح هنري كربن وعثمان إسماعيل يحيى، الطبعة الثانية، تهران، انتشارات علمى وفرهنگى، 1368 ش.
24 - الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد . العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهّر (648 - 726) ، قم ، انتشارات بيدار ، 1413 ق .
«ح»
25 - الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة . صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050) ، الطبعة الثانية ، 9 مجلّدات ، قم ، مكتبة المصطفوي، 1387 ق .
ص: 185
«د»
26 - ديوان حافظ. خواجه شمس الدين محمّد حافظ شيرازى (متولد 791)، تصحيح محمّد قدسى، چاپ دوم، تهران، انتشارات نشر چشمه، 1387 ش.
«ر»
27 - روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات. الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري (1226 - 1313)، 8 مجلّدات، قم، مؤسّسة إسماعيليان، 1390 ق.
«س»
28 - السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي . أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (543 - 598) ، إعداد مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 3 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1410 - 1411 ق .
29 - سنن الترمذي . أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (209 - 279) ، تحقيق عبدالوهّاب عبداللطيف ، الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر للطباعة والنشر ، 1403 ق .
«ش»
30 - شرح الأسماء. المولى هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289)، تحقيق نجفقلى¨ حبيبي، تهران، مؤسسه انتشارات و چاپ دانشگاه تهران، 1373 ش.
31 - شرح اُصول الكافي. صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050) ، المعروف ب «ملاّصدرا» (979 - 1050)، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، مؤسّسة مطالعات و تحقيقات فرهنگى، 1366 ش.
32 - شرح اُصول الكافي. مولى محمّد صالح مازندراني (م 1081)، تصحيح أبوالحسن الشعراني، 12 جلداً، تهران، المكتبة الإسلامية، 1382 ق.
33 - شرح توحيد الصدوق. القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمي (1049 - 1107)، صحّحه وعلّق عليه نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، 3 مجلّدات، تهران، مؤسّسة الطباعة والنشر وزارة والإرشاد الإسلامي، 1415.
ص: 186
34 - شرح چهل حديث، ضمن «موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه ».=موسوعة الإمام
الخميني قدّس سرّه .
35 - شرح دعاء الصباح. المولى هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289)، تصحيح نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، تهران، دانشگاه تهران، 1372 ش.
36 - شرح فصوص الحكم. محمّد داوود القيصري الرومي (م 751)، باهتمام سيّد جلال الدين الآشتياني، تهران، انتشارات علمى فرهنگى، 1375 ش.
37 - شرح فصوص الحكم. مؤيّد الدين الجندي (م 700)، تصحيح جلال الدين الآشتياني، منشورات جامعة المشهد، 1361 ش.
38 - شرح القيصري على تائية ابن الفارض الكبرى. محمّد داوود القيصري الرومي (م 751)، تصحيح أحمد فريد المزيدي، الطبعة الاُولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1425 ق.
39 - شرح المنظومة . المولى هادي بن مهديّ السبزواري (1212 - 1289) ، تصحيح وتعليق وتحقيق حسن حسن زاده الآملي و مسعود الطالبي ، الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ،
طهران ، نشر ناب ، 1369 - 1379 ش .
40 - شرح نهج البلاغة. عبدالحميد بن هبة اللّه بن محمّد بن محمّد بن الحسين المدائني، المعروف بابن أبي الحديد (586 - 655) مؤسّسة إسماعيليان، قم، بالاُفست عن الطبعة الاُولى بالقاهرة، 1378 .
41 - الشفاء . الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، تحقيق عدّة من الأساتذة ، 10 مجلّداً ( الإلهيات + المنطق 4 مجلّدات + الطبيعيات 3 مجلّدات + الرياضيات مجلّدان) ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1405 ق .
«ع»
42 - علم اليقين. محمّد بن المرتضى المولى محسن فيض الكاشاني (1006 - 1091) ، قم، انتشارات بيدار، 1385 ش.
ص: 187
43 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية . محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (م - أوائل القرن العاشر) ، تحقيق مجتبى العراقي ، الطبعة الاُولى ، قم ، مطبعة سيّدالشهداء ، 1403 ق .
44 - عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب. الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (م 638)، قم، مكتبة المرعشي النجفي،
45 - عيون أخبار الرضا علیه السلام . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تصحيح السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي ، الطبعة الثانية ، منشورات جهان .
«ف»
46 - الفتوحات المكّية. محيي الدين بن عربي (م 638)، بيروت، دار إحياء التراث العربي.
47 - فصوص الحكم. محيي الدين بن عربي (م 638)، التعليق أبو العلاء عفيفي، الطبعة الاُولى، تهران، مكتبة الزهراءI، 1366 ش.
«ق»
48 - القبسات . السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041) ، تحقيق الدكتور مهدي المحقّق ، الطبعة الثانية ، طهران ، انتشارات و چاپ دانشگاه طهران ، 1374 ش .
«ك»
49 - الكافي . ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (م 329) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، الطبعة الخامسة ، 8 مجلّدات ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1363 ش .
50 - كشف الأسرار وعدة الأبرار. أبو الفضل رشيد الدين الميبدي (م 530)، بإهتمام علي أصغر حكمت، تهران، مؤسّسة انتشارات امير كبير، 1361 ش.
51 - كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدرّ. عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تصحيح إسماعيل
ص: 188
الجيلاني، الكاتب: أحمد بن محمّد الهزارجريبي، الطبعة الحجرية، 1319 ق.
52 - كلمات مكنونه. محمّد بن المرتضى المولى محسن فيض الكاشاني (1006 - 1091) ، تصحيح وتعليق: عزيز اللّه عطاردي قوچاني، قم، انتشارات فراهانى، 1360 ش.
53 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال . علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (888 - 975) ، إعداد بكري حيّاني وصفوة السقا ، الطبعة الثالثة ، 16 مجلّداً + الفهرس ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1409 ق / 1989 م .
«گ»
54 - گلشن راز. سعدالدين محمود بن عبدالكريم بن يحيى شبسترى (687 - 720)، بإهتمام صمد موحد، چاپ اوّل، تهران، كتابخانه طهورى، 1368 ش.
«ل»
55 - لقاء اللّه. ميرزا جواد آقا ملكى تبريزى (م 1343)، مصححّ صادق حسن زاده، قم، آل على علیه السلام ، 1385 ش.
«م»
56 - مثنوى معنوى. مولانا جلال الدين محمد بن محمد بلخى رومى مشهور به مولوى (604 - 672)، مطابق نسخه تصحيح نيكلسون، چاپ پنجم، تهران، انتشارات پژوهش، 1378 ش.
57 - مجمع البيان في تفسير القرآن . أبو علي أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (حوالي 470 - 548) ، تحقيق وتصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، الطبعة الاُولى ، 10 أجزاء في 5 مجلّدات ، بيروت ،
دار المعرفة للطباعة والنشر .
58 - مجموعة آثار حكيم صهبا (مجموعه آثار آقا محمّد رضا القمشه اى حكيم صهبا). محمّد رضا قمشه اى (1241 - 1360)، تصحيح حامد ناجي أصفهاني وخليل بهرامي قصرچمي، الطبعة الاُلى، أصفهان، انتشارات كانون پژوهش، 1378 ش.
ص: 189
59 - مجموعه رسائل فارسى خواجه عبداللّه انصارى. ابو اسماعيل عبداللّه ابى منصور محمد انصارى (396 - 481)، چاپ دوم، تهران، انتشارات توس، 1377 ش.
60 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول . العلاّمة محمّد باقر بن محمّد تقيّ المجلسي (1037 - 1110) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي والسيّد جعفر الحسيني والشيخ علي الآخوندي ، الطبعة الثانية ، 26 مجلّداً ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1363 ش .
61 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين. الحافظ رجب البرسي (أعلام القرن الثامن)، تهران، دفتر نشر فرهنگ اهل بيت علیهم السلام .
62 - مصباح الاُنس. محمّد بن حمزة بن محمّد عثماني الفناري (م 834)، مع تعليقات الميرزا هاشم بن حسن بن محمّد علي گيلاني إشكوري والآية اللّه الخميني وسيّد محمّد القمّي وآقا محمّد رضا قمشه اي وحسن حسن زاده آملي، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.
63 - مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد . أبو جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385 - 460) ، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1418 ق / 1998 م .
64 - مصنّفات ميرداماد. السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041)، مجلّدان، تهران، انجمن آثار و مفاخر فرهنگى، 1381 ش.
65 - مظهر العجائب ومظهر الأسرار. فريدن الدين عطّار نيشابوري (م 627)، تصحيح أحمد خوشنويس، الطبعة الرابعة، تهران، انتشارات سنائى، 1376 ش.
66 - مفتاح الغيب، المطبوع مع مصباح الاُنس. أبو المعالي صدر الدين محمّد بن إسحاق القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.
67 - مقالات شمس تبريزي. شمس الدين تبريزي، (م القرن السابع)، تحقيق محمّد علي
ص: 190
موحد، الطبعة الثالثة، تهران، انتشارات خوارزمي، 1385 ش.
68 - مكارم الأخلاق . أبو نصر رضيّ الدين الحسن بن الفضل الطبرسي ( القرن السادس الهجري) ، تحقيق علاء آل جعفر ، مجلّدان ، الطبعة الاُولى ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1414 ق .
69 - مناقب آل أبي طالب . أبو جعفر رشيد الدين محمّد علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (م 588) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، 4 مجلّدات ، قم ، مؤسّسه انتشارات علاّمه ، 1379 ق .
«ن»
70 - نبراس الضياء وتسواء السواء في شرح باب البداء وإثبات جدوى الدعاء. السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041) ، تصحيح حامد ناجي أصفهاني، الطبعة الاُولى، قم و تهران، انتشارات هجرت و ميراث مكتوب، 1374 ش.
71 - النجاة من الغرق في بحر الضلالات. الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، تهران، انتشارات دانشگاه تهران، 1364 ش.
72 - النصوص. صدر الدين محمّد بن إسحاق القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح سيد جلال الدين الآشتياني، تهران، مركز نشر دانشگاهى، 1371 ش.
73 - نهج البلاغة ، من كلام مولانا أمير المؤمنين علیه السلام . جمعه الشريف الرضي ، محمّد بن الحسين (359 - 406) ، إعداد الدكتور صبحي الصالح ، انتشارات الهجرة ، قم ، 1395 ق «بالاُفست عن طبعة بيروت 1387 ق» .
«و»
74 - الوافي . محمّد بن المرتضى المولى محسن المعروف بالفيض الكاشاني (1006 - 1091) ، إعداد ضياء الدين الحسيني ، الطبعة الاُولى ، 26 مجلّداً ، أصفهان ، مكتبة الإمام
أمير المؤمنين علیه السلام ، 1412 ق .
75 - الوافي بالوفيات. صلاح الدين بن أبيك الصفدي (م 764)، بيروت، دار صادر، 1411.
ص: 191
ص: 192
خطبة المؤلّف ... 3
بيان ما يتضمّنه الكتاب ... 4
المشكاة الاُولى
في بعض أسرار الخلافة المحمّدية والولاية العلوية في الحضرة العلمية
وفيها مصابيح:
مصباح [1] : في كون الهوية الغيبية الأحدية في عماء وبطون لا اسم لها ولا وسم ... 7
مصباح [2] : في كون الهوية الغيبية هو الباطل المطلق والغيب الغير المبدأ للمشتقّ ... 8
مصباح [3] : في البطون والغيب اللّذان نسبناهما إلى هذه الحقيقة الغيبية ... 8
مصباح [4] : الجمع بين تباين هذه الحقيقة الغيبية بالذات عن الخلق ورفع التغاير بينهما ... 9
مصباح [5] : في وقوع المتكلّمين والمتفلسفين في التشبيه والتعطيل ... 10
مصباح [6] : في المذهب الصحيح في التوحيد ... 10
مصباح [7] : في أنّ الأسماء الإلهية غير قادرة على أخذ الفيض بلا توسّط ... 11
مصباح [8] : في ظهور الأسماء وبروزها بتوسّط الفيض الأقدس ... 12
مصباح [9] : في أنّه لابدّ أن يكون لهذه الخليفة الإلهية والحقيقة القدسية وجهان ... 12
مصباح [10] : في أنّ الاسم الأعظم أوّل ما يستفيض من حضرة الفيض الأقدس ... 12
ص: 193
مصباح [11] : في أوّل ما ظهر من مظاهر الاسم الأعظم ... 13
مصباح [12] : في القول في كيفية الخلافة ... 13
مصباح [13] : في ظهور الخليفة الإلهية الكبرى في المرائى الأسمائية وسريانها فيها ... 14
مصباح [14] : في أنّ الكثرة الأسمائية أوّل تكثّر في دار الوجود ... 14
مصباح [15] : في ملاك الوحدة والكثرة في الأسماء ... 14
مصباح [16] : في جامعية كلّ اسم من الأسماء الإلهية ... 15
وجه التسمية في كلّ اسم من الأسماء الإلهية ... 15
مصباح [17] : في أنّ الألفاظ والعبارات حجب الحقائق والمعاني ... 16
مصباح [18] : في دلالة الآيات الشريفة من أواخر سورة «الحشر» على الاتّحاد ... 17
مصباح [19] : في كلام للقاضي سعيد القمّي في جامعية اسم «اللّه» ... 17
مصباح [20] : في عدم التهافت بين كلام القاضي سعيد وما سبق للمؤلّف في الأسماء ... 18
مصباح [21] : في أنّ للأسماء الإلهية وجهين ... 19
مصباح [22] : في وجه الجمع بين الأحاديث والآيات في نفي الصفات وإيقاعها ... 20
مصباح [23] : في عدم استطاعة القاضي على جمع الأخبار ووقوعه فيما وقع ... 20
مصباح [24] : في نقل كلام القاضي من أنّ الصفات الذاتية ترجع إلى سلب النقائص ... 21
مصباح [25] : نقد كلام القاضي سعيد ... 22
مصباح [26] : بيان عظم شأن الخلافة الإلهية ومقام «العنديّة» ... 25
مصباح [27] : الخلافة الإلهية هي روح الخلافة المحمّدية ... 26
حقيقة ليلة القدر في كلام العارف الكامل الشاه آبادي(قده) ... 26
مصباح [28] : في كيفية ارتباط الخليفة الإلهية بالأسماء والصفات ... 26
مصباح [29] : في أنّ وجه الحضرة الغيبية تتعيّن بتعيّنات الأسماء والصفات ... 27
مصباح [30] : في اختفاء الحقيقة الغيبية بالأسماء مع ظهورها فيها ... 27
مصباح [31] : في المراد من العماء الوارد في الحديث النبوي(ص) ... 28
ص: 194
مصباح [32] : في تعيّن كلّ صفة بصورة واقتضاء كلّ اسم لازماً ... 30
مصباح [33] : العين الثابتة للإنسان الكامل أوّل ظهور في نشأة الأعيان الثابتة ... 30
مصباح [34] : في خلافة العين الثابتة الإنسانية على جميع الأعيان ... 30
مصباح [35] : في حضرة القضاء والقدر ... 31
مصباح [36] : في منشأ «البداء» ... 31
مصباح [37] : «القدر» في حديث أميرالمؤمنين (ع) ... 32
مصباح [38] : في النسبة بين العين الثابتة للإنسان الكامل وبين سائر الأعيان ... 34
مصباح [39] : في كلام القيصري حول الماهيات وفيضانها عن الذات الإلهية ... 34
مصباح [40] : في حصول الأعيان الثابتة بالتجلّي الثاني للفيض الأقدس ... 35
مصباح [41] : في أنّ العين الثابت للإنسان الكامل خليفة اللّه الأعظم ... 36
مصباح [42] : في التحذير من اتّباع المتشابهات في كلمات العرفاء والأولياء ... 36
مصباح [43] : إشارة إجمالية إلى مرام العرفاء في قاعدة «بسيط الحقيقة» ... 37
مصباح [44] : في حقيقة الولاية ... 38
مصباح [45] : في حقيقة الخلافة والولاية في مقامي الغيب والظهور ... 39
مصباح [46] : في تمايز الإحاطة في الكرات الروحانية عن الكرات الحسّية ... 39
مصباح [47] : برهان القاضي سعيد على أنّ الحقائق البسيطة على هيئة الاستدارة ... 40
مصباح [48] : في تفسير النبوّة الحقيقية المطلقة ... 40
مصباح [49] : في اختلاف مراتب الإنباء والتعليم ... 41
مصباح [50] : في أنّ الألفاظ وضعت لأرواح المعاني وحقائقها ... 42
مصباح [51] : في أنّ معرفة النفس مرقاة إلى معرفة مراتب الإنباء ... 43
مصباح [52] : في حقيقة الإنباء في عالم الأسماء ... 44
مصباح [53] : في اقتضاء الأسماء إظهار كمالها الذاتي ... 45
تجلّي اسم اللّه الأعظم على الأسماء باسمي الحكم والعدل ... 45
ص: 195
مصباح [54] : في أنّ شأن النبي حفظ الحدود الإلهية في كلّ نشأة ... 46
مصباح [55] : في نقل كلام عبدالرزّاق الكاشاني في النبوّة ... 47
مصباح [56] : في تزييف كلام عبدالرزّاق وتحقيق الحقّ في النبوّة ... 48
المشكاة الثانية
في بعض أسرار الخلافة والولاية
والنبوّة في النشأة الغيبية وعالمي الأمر والخلق
وفيها مصابيح:
المصباح الأوّل: في الإشارة إلى بعض أسرار عالم الأمر
وفيه أنوار:
نور [1] : في أنّ الذات منشأ لظهور عوالم تناسب تعيّنها الأسمائية ... 51
وجه توقيفية الأسماء الإلهية ... 52
نور [2] : في أنّ تأثير الفواعل ليس بذاتها بل من التعيّنات الأسمائية ... 52
نور [3] : في ظهور عوالم الوجود لتعلّق الحبّ بشهود الذات ... 52
نور [4] : في المشيئة المطلقة وما يعبّر به عنها حسب المراتب والمقامات ... 53
نور [5] : في مقامي الوحدة والكثرة للمشيئة المطلقة ... 54
نور [6] : في مقام أحدية الجمع وتجلّي العلمي في نشأة الظهور ... 54
نور [7] : في كلام الشاه آبادي في سرّ مخالفة موسى (ع) مع خضر(ع) ... 54
نور [8] : في حقيقة المشيئة المطلقة وسرّ آية «النور» ... 55
نور [9] : في كلمات أصحاب الشهود في ظهور الحقّ ومراتب الوجود ... 56
نور [10] : في أنّه ليس نسبته تعالى مع فعله كنسبة سائر الفواعل مع أفعالها ... 59
الكلام في ظهوره تعالى وبطونه ... 61
نور [11] : في أنّ مقام الخلافة مقام استجماع كلّ الحقائق الإلهية والأسماء المكنونة ... 62
ص: 196
نور [12] : في أنّ حقائق الأعيان الثابتة غير حاجبة عن الظهور ... 63
نور [13] : في أنّ النظر إلى جهة التنزيه أنسب لحال السالك وأبعد عن الخطرات ... 64
نور [14] : في سرّ إباء الأنبياء والأولياء عن إظهار المعجزات والكرامات ... 65
نور [15] : في إشارة إلى بعض حقائق يمكن فهمها بعد معرفة حقيقة الظهور الذاتي ... 66
نور [16] : في حقيقة النبوّة في النشأة الغيبية ... 67
نور [17] : في ذكر أوّل من قبل الولاية الباطنية ومن انتهى الأمر إليه ... 68
نور [18] : في وجه حمل الإنسان للأمانة الإلهية ... 69
نور [19] : في نبوّة الإنسان الكامل والمقامات الثلاثة للإنباء ... 70
نور [20] : في كلام الحكيم القمشه اي في الأعيان الثابتة ... 71
نور [21] : في نقد كلام الحكيم القمشه اي وبيان الحقّ في المسألة ... 72
المصباح الثاني: سرّ الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الغيبية
وفيه مطالع:
مطلع [1] : في أنّ الحقيقة العقلية هي التعيّن الأوّل لحضرة المشيئة المطلقة ... 75
مطلع [2] : في إشارة إلى أنّ تعيّن روحانية المعصومين(ع) تعيّن عقلي ... 78
في تفسير رواية الكافي الدالّة على أنّ اللّه تعالى كان إذ لا كان... ... 79
مطلع [3] : في اختلاف الحكماء والعرفاء في كيفية الصدور وتعيّن أوّل ما صدر ... 82
مطلع [4] : في الجمع بين كلام الفريقين ... 84
مطلع [5] : في نقد كلام المحقّق القونوي في التعبير بالصدور ... 85
مطلع [6] : في شهود الكثرد والوحدة معاً ومظهر «الحكم العدل» ... 86
مطلع [7] : في أنّ الحقيقة العقلية جهة وحدة العالم والعالم جهة كثرتها ... 88
نصيحة لمن يريد فهم الإلهيات ... 89
مطلع [8] : في كيفية إحاطة العقل المجرّد على مادونه من الملك والملكوت ... 90
ص: 197
مطلع [9] : في امتثال العقل لأمر الرحمن في هداية سكّان العوالم ... 91
مطلع [10] : في إشارة إلى بعض أسرار الحديث المروىّ عن الباقر (ع) في العقل ... 92
مطلع [11] : معنى خلافة العقل الكلّي في العالم العقلي ... 94
مطلع [12] : نقل حديث في بدء خلق رسول اللّه (ص) والأئمّة (ع) وفضلهم ... 95
مطلع [13] : شرح بعض فقرات الحديث الشريف ... 98
معنى قوله (ص): ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ... 98
سؤال أميرالمؤمنين(ع) عن رسول اللّه(ص) لكشف الحقائق لسائر الناس ... 99
سرّ اختصاص جبرئيل (ع) بالذكر ... 100
فضل الأئمّة (ع) على الملائكة حقيقية لا اعتبارية ... 100
مرتبة وجود علي(ع) والأئمّة (ع) بالنسبة إلى النبي(ص) ... 101
ما يستفاد من قوله (ص) أنّ الملائكة لَخُدّامُنا وخُدّام مُحبيّنا ... 102
معنى قوله (ص) والذين يَحْملون العَرْشَ ... 102
كونهم (ع) وسائط بين الحقّ والخلق بحسب أصل الوجود ... 103
أصل: في بيان سبقهم (ع) إلى معرفة ربّهم ... 104
أصل: الأركان الأربعة للتوحيد ... 104
أصل: بيان الوجه في ترتيب الأركان المذكورة في الرواية ... 106
أصل: حظّ الملائكة والإنسان الكامل من التوحيدات والتنزيه ... 106
خاتمة ... 107
المصباح الثالث: أسرار الخلافة والنبوّة والولاية في النشأة الخلقية
وفيه وميضات:
وميض [1] : في أنّ للأسماء الإلهية محيطية ومحاطية إلاّ اسم «اللّه» ... 109
وميض [2] : لزوم الخليفة والمظهر للعين الثابتة المحمديّة وحضرة الاسم الأعظم ... 110
ص: 198
وميض [3] : في حقيقة اسم «اللّه» الأعظم في مقامه الجمعي والظاهري ... 110
وميض [4] : في بيان أنّ الأنبياء كلّهم خلفاء نبيّنا «ص» ... 111
وميض [5] : في معنى رواية «كنت مع الأنبياء باطناً ومع رسول اللّه (ص) ظاهراً» ... 112
وميض [6] : في سؤال الحقائق الخارجية من الأسماء إظهارَ أعيانها ... 113
وميض [7] : في التحذير من الطعن على العرفاء من غير فهم مقاصدهم ... 115
وميض [8] : في أنّ ما ذكر كان بالنظر إلى إرجاع المسبّبات إلى أسبابها ... 116
وميض [9] : في كلام الحكيم القمشه اي في تحقيق الأسفار الأربعة ... 117
وميض [10] : في تحقيق الأسفار الأربعة عند المؤلّف (قده) ... 118
وميض [11] : في اختلاف مراتب الأنبياء في الأسفار الأربعة ... 120
وميض [12] : في حصول الأسفار الأربعة للأولياء الكمّل ... 120
خاتمة ووصية: في التحذير من كشف الأسرار لغير أهلها ... 121
فهارس العامّة
1 - فهرس الآيات الكريمة ... 125
2 - فهرس الأحايث الشريفة ... 129
3 - فهرس أسماء المعصومين علیهم السلام ... 133
4 - فهرس الأعلام ... 135
5 - فهرس الكتب الواردة في المتن ... 137
6 - فهرس أشعار ... 139
7 - فهرس التعابير والمصطلحات ... 141
8 - فهرس مصادر التحقيق ... 183
9 - فهرس الموضوعات ... 193
ص: 199