الامل الموعود : حروف ادبیة و بحوث علمیة فی صاحب الزمان من أرض القطیف المجلد 2

هوية الکتاب

الاَمَل الموعُود حُرُوفُ ادبیة وَ یُحُوث عِلمیَّة فی صَاحِبِ الزَّمَانِ عَجَّ اللَّهِ تعالی فَرْجَهُ الشریف مِنْ ارْضِ القَطِیفِ

الجزءُ الثَّانی

جَمعُ وَ تَرتِیب

لؤی محمد شوقی ال سنبل

دار العصمة

الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) إصفهان المساعدة

ص: 1

اشارة

جمیع الحقوقه محفوظة

الطبعة الأولى 1430ھ/2009 م

للتواصل :

yamahde@gmail.com

دار العصمة كتب - قرطاسية - ترجمة . طباعة - خدمات أخرى مملكة البحرين - السنابس

00973/17553156 -00973/39214219 - daralesmah@hotmail.com

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیم

الحمد لأهل الحمد وأهل العطاء والمجد .. والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات وأعظم الموجودات محمد وآله الهداة .. سيما بقية الله في أرضه وحجته على عباده ، الحجة محمد بن الحسن المهدي ،أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ..

وبعد ..

فهذا هو الجزء الثاني من كتاب ( الأمل الموعود ) ، وقد اشتمل على الفصول التالية :

الفصل الثاني : الشعر العمودي المقفّى .

الفصل الثالث : الشعر المتعدد القافية .

الفصل الرابع : شعر في القصائد الأخرى .

وتجدر بنا الإشارة - ونحن نستقبل هذا الجزء والذي يليه ، اللذين احتويا على الشعر بمختلف أنواعه - إلى نقطة مهمة ، وهي :

إن الشعر الذي احتوى عليه هذا الكتاب ، لم يكن الهدف منه الانتقاء والاختيار بقدر ما هو محاولة لرصد كل أو أغلب ما قيل في صاحب الزمان عَجَّ اللَّهِ تعالی فَرْجَهُ الشریف .

ص: 3

ولذا فقد جاء شعراً مختلف المستوى ، ومختلف النوع ، حيث إن ما بين دفتي الكتاب ، شعر لشعراء فحول، ممن كان لهم في الشعر القدح المعلّى ، وبلغوا فيه إلى أعلى المراتب وأرقاها ، وبعضه لآخرين ممن لم يكن الشعر دأبهم ولاعاداتهم، وإنما هو حبهم لآل محمد گغ قد حملهم على نظم الشعر في آل محمد گغ ، فلهم على الله أجرهم وعليه جزاؤهم .

ثم إن الشعر المدرَج في هذا الكتاب ، كما هو مختلف المستوى ، فهو مختلف النوع ، فسوف تطلّع - قارئي الكريم - على الشعر التقليدي والشعر الحديث ، الشعر العمودي والشعر الحر ، الشعر الفصيح والشعر الشعبي ... إلخ.

راجين التوفيق للقبول والرضا ، والغضّ عن الأخطاء والهفوات ،وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

ص: 4

الفَصلُ الثَّاني: الشعر العمودي المقفَّى

اشارة

ص: 5

ص: 6

الهمزة والألف المقصورة

اشارة

ص: 7

ص: 8

يوم الميلاد

**يوم الميلاد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

أي يوم فيه تهنى العلاء*** يوم طالت على السما البوغاء

ليلة قد أتت نرجس الفخر*** بما لم تجئ به حواء

ولدت قائماً لآل علي *** قد نمته لآدم الأصفياء

من كريم له المكارم تنهى *** عن كریم به اقتدى الكرماء

سيد يملأ البسيطة عدلاً *** لبساط الفساد فيه انطواء

ويعيد الإسلام غضاً طرياً *** بعدما قد أحاط فيه البلاء

فكأني بجبرئيل وقد وافا*** ه إذ حان للهدى إحياء

عجباً للأولى ادّعوا أنه فيه*** محال بأن يطول البقاء

جهل القوم قدرة الله حتى *** قيل جهلاً بأننا أغبياء

ليت شعري هل ينكرون بقاء ال *** خضر وعيسى أم قولهم إغراء

والبقا ثابت لإبليس والدّ *** جال منهم وليس فيه مراء

فإذا حكمة قضت ببقا القو *** م فلم لا يكون فيه اقتضاء

كيف لا وهو خاتم الحجج ال *** فرّ ولولاه لاستحال البقاء

أو هل جاز في العقول انتظام ال *** ملك آناً ولم تكن أمراء

أو شياه سيقت بوادي سباع *** الحكيم وليس فيه رعاء

وبتشريفه الوجود أقرّت *** عصبة منهم بها الاعتناء

من أولي النقل أولي الكشف *** منهم ولهم في لقائه أنباء

ص: 9


1- ديوان العلامة الجشي ، ج 2 ص 86-87.

وجاء النور المنتظر

**وجاء النور المنتظر (1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

ليلة النصف ليلةُ غراء *** عطر الكون من شذاها شذاء

حيث في فجرها تفجر نور *** فانجلت من ضيائه الظلماء

إنها ليلة تسود الليالي *** شرفٌ باذخٌ لها وعلاء

إنها ليلة طوت كل بؤسٍ *** وبدت في رحابها السراء

إنها ليلة حوت كل فخر *** قصرت عن مقامها الجوزاء

إنها ليلة من الله فيها *** تتلقى أرزاقها الأحياء

حيث جاء الحديث: ربك يقضي *** ليلة النصف للورى مايشاء

فاقضِ ربي لنا بها كل خيرٍ *** فإذا نحن ربنا سعداء

فاستجب يا كريم فيها إلينا *** إنها يستجاب فيها الدعاء

هب لنا صحةً.. غنيً ورخاءً *** وأماناً يكون فيه البقاء

إنها ليلة بها للموالين *** سرورٌ وللعدى ضراء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه كانت الأشياء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه تهطل الأنواء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه دانت الأولياء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه يستمد القضاء

إنها ليلة تولد فيها *** من به الأرض تستوي والسماء

إنها ليلة تولد فيها *** من به ينشر الهدى والنقاء

إنها ليلة لأحمد فيها *** والوصيين غبطةٌ وهناء

حيث فيها ختامهم قد تجلّى *** فانجلت عنهم به الغماء

حيث فيها أتاهم مدرك الثأ *** ربه عنهم يزول العناء

من به يدخل السرور عليهم *** وبأعدائهم يحل الوباء

ص: 10


1- ديوان ( نبضات الولاء)، ص115-117 .

يتقاضى من كل رجس عليهم *** سلّ سيفاً به أريقت دماء

لا يبقي في الأرض نافخ نارٍ *** كان في صدره عليهم عداء

سيما في حقوقهم سلبوها *** دفعتهم لسلبها الشحناء

فأضلوا الطريق والله ِوالل *** هِ عليهم يوم المعاد الجزاء

أسسوا كل محنةّ وبلاء *** وبذاك الأساس كان البناء

والسميع البصير يكفيه رمزاً *** حيث يدري من أين جاء الداء

ويلهم حيث حاربوا شفعاهم *** إنهم في غدٍ لهم خصماء

يوم يأتي الملا إلى الله أفواجاً **** ومامن سواهم شفعاء

فتراهم على الأنامل غيظاً *** يعضون من فعلهم ندماء

إننا من عداهم لبراءُ *** إننا للعدى لهم أعداء

يوم لا تنفع الندامة شيئاً *** لا ولا يوم ذاك يغني الفداء

ليس إلا القصاص من كل علجٍ *** غلب الغي عقله والشقاء

فبنار الجحيم تصلى عداهم *** ولهم يستطيل فيها البقاء

نسأل الله أن يكونوا لنا باباً *** غداً منه يستمد العطاء

نسأل الله أن نموت بودً *** فلمن ودهم هم شفعاء

فهلموا نهنهم بوليدٍ *** انجبته لشبلهم عذراء

اسمها (نرجسّ) كما جاء عنهم *** درةٌ زانها التقى والحياء

حضرتها حكيمةٌ ليلة النصف *** دعاها من زودتة السماء

بعلوم الغيوب كماً وكيفاً *** فغدا عنده لها إحصاء

قال قيمي (النرجس ) تقبليها *** سوف تأتيك ليلة عصماء(1)

ص: 11


1- تقبليها : فعل مضارع من قبلت القابلة وهي : المرأة التي تأخذ الولد عند الولادة . والضميرفي ( تقبليها ) يعود لحكيمة. وهي : حكيمة بنت الإمام الجواد پچ عمة الإمام العسكري پچ ، كانت مكانتها في زمن الإمام العسكري كزينب الكبرى علیها السلام في زمانها، روت بعض الأخبار والوقائع ، كواقعة ولادة الإمام المهدي (عج) وبعض ملابساتها. لم يعلم تاريخ ولادتها ولا وفاتها. مدفونة بسامراء مع أم الإمام المهدي (نرجس) مع العسكريين علیهما السلام.

يتجلى ظلامهاعن وليد ٍ*** ليس عن مثله تقوم النساء

إنه حجة على الخلق طراً*** منذ أن جا حتى يكون النهاء

فأقامت حتى إذا طلع الفجر*** وعنها تولت القتماء

وإذا (نرجس) يفاجئها الطلق*** فألقت وليدها العذراء

فتجلي نور الإمام فنارت *** ساحة الكون واستمد الضياء

ص: 12

إمام العصر والزمان

**إمام العصر والزمان(1)

الحاج حسین الزایر

سطع البدر مشرقة بالضياء *** واكتسى الكون بهجة بالبهاء

وتجلى بدر الهداية فيه*** لجميع الورى ومن بالسماء

ليلة أزهرت بنور سناه *** بضياء يسمو على الجوزاء

هوسرّ من الإله تجلی *** هوسرّ وحكمةٌ في البقاء

هو للعصر والزمان إمام *** خالد الذكر آخر الأولياء

هوللدین قائم وأمان *** لجميع الأنام والضعفاء

يملأ الأرض بالعدالة قسطاً *** ويسود الأمان في الأرجاء

هو للخافقين نورٌ وهديٌ *** ومنير الطريق للصلحاء

حجة الله في الوجود وغيث *** لجميع الأنام في البلواء

شهر شعبان والبشائر عمّت *** ليلة النصف منه بالأنباء

نبأيبهج القلوب اللواتي *** تتوالى في الحب للأصفياء

ولقد بشر النبي بوقت *** قبل ميلاد نجمه الوضاء

يوم ميلاده المبارك قرت *** عين طه والبضعة الزهراء

ویَلي البشر للأئمة يوماً *** فيه ميلاد آخر الأولياء

تزدهي بالسماء أملاك قدس *** بسرور به وصدق ولاء

وغدا الكون مزهراً بسناه *** بشذا طيب خاتم الأنبياء

يا إمام الوجود نورك أضحى *** كوكب الأرض يزدهي بالبهاء

تتباهي بك الملائك فخراً *** هوفخر لكل من بالثراء

آیة الله في الأنام تخفي *** وهو حمل في عالم الإخفاء

أمه نرجس العفيفة أضحت *** من حواري ابن مريم العذراء

وأبوه محمد بن علي *** نبعة من سلالة الأذكياء

اسمه وفق فعله مستطاب*** حسن محسن جزيل العطاء

ص: 13


1- ديوان الزائريات ، ص 39-40.

ولقد غيب الإمام المرجي *** عن عيون الأعداء والبغضاء

عمره يوم ذاك خمس سنين *** وهو طفلٌ بعالم الأحياء

هذه ليلة تضيء ببدر *** يتلالا بأنجم زهراء

وترى الشمس أزهرت بسرور *** وتلاها البدر السسني بالوفاء

وإمام الأنام بعد أبيه *** قدوة العارفين والحكماء

خصته الله بالإمامة لطفاً *** ومنار العلوم للفقهاء

وأبوه الذي سما في المعالي *** سُرَّ فيه وسر أهل الولاء

يهتدي في مناره المتوالي *** ويرى الحق واضحاً بجلاء

فصلاة الإله تهدی لطه *** أفضل الخلق خاتم الأنبياء

1411 ه

ص: 14

إمام المهدي

**إمام المهدي(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

حلَّقت في سمائك الشعراءُ *** فإذا الأرض روضةً خضراءُ

نوّرت أفقها نجوم القوافي *** وسقي روضها الأغنَّ العطاءُ

كلماهبّ في سماها نسيم *** طيبتُ رُحبَ أفقها الأشذاءُ

بلبل الشعري في خمائلها يشدو *** فتشدو رياضها الخضراء

رَنَّ في مسمعِ الزمان مدیحُ *** رقَّ فيه النشيدُ والإنشاءُ

وبه الأرضُ فرحة تتغنى *** مثلماغنّت المديح السماءُ

يوم ميلادك المبارك يوم *** للموالين نفحة وعطاء

شهر شعبان منه شهر مسرات *** فله ش هرك المعطاء

يا أمام المهدي المغيب عنا *** غمر الأرض نورك الوضاء

ودعانا للمدح نثراً وشعراً *** لك . يا بن المطهرين . الولاء

زينة العرش أنتم ليس إلا *** إنّ أسماءكم هي الأسماءُ

كل شعر في غيركم حيثما *** كان رفيعاً يأتي عليه الفناءُ

وإذا قيل فيكم صدّقتهُ *** ووعته الأفكارُ والآراءُ

خالدُ لا يموتُ قد شعّ في الأفق *** اسناهُ كماتشعُّ دكاءُ

وإذا شاعر قال فيكم مديحاً *** قيل : حقاً صدقتَ قُل ما تشاءُ

كم لآل النبي من مكرمات *** قد أقرت بفضلها الأعداءُ

ليس في وسعهم بأن يجحدوها *** أو يخفي شمس النهار غطاءُ ؟

فهنيئاً لكم بهم يا محبون *** فهم في القيامة الشفعاءُ

وتجلى منه على صفحات ال *** فكرنورُ، ومنبرُ، ووفاءُ

فإذا ليلنا بمدحك فجرُ *** مشرق لم تكن به ظلماءُ

خاتم الصفوة الميامين في*** مولدك اليوم فرحةُ وهناءُ

أنتم آل بيت " أحمد " حقاً *** لكم الفضل أولُ وانتهاءُ

ص: 15


1- دیوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أنتم علة الوجود وأنتم *** أوصياء النبي والخلفاءُ

بكم قد نجت سفينة "نوح" *** بسلامٍ ولم يخفها الماءُ

وبأسمائكم دعا" آدم " الله *** فحاز المانی وزال العناءُ

أي داع بكم دعا الله ما *** أعطى مُناهُ أو خاب منه الرجاءُ ؟

ص: 16

ساعة الخلاص

** ساعة الخلاص(1)

الشاعر سعيد الشبيب

العذاب الطويل والإعياء *** والليالي قد لفّهن العناء

از والحيارى في كل صبح حيارى *** بشجون حتى يحين المساء

في دروب بها الجحيم تلظى *** والخطي نالها بقيد بطاء

فبلوغ الذرى على الشوك صعب *** بجراح تفيض منها الدماء

يرقبون الفجر المضيء وفيهم *** أنة واستكانة وبكاء

بعيون تصارع الدمع فيها *** تتراخى وما بها إغفاء

فإذا الأمنيات تفترش الأرض *** الحافا وما بها إغراء

نسجت فوقها العناكب بيتا *** واهنا فانبرى إليها الفناء

زاحفا بالحراب مفترقات *** ولها ساعة الممات التقاء

تتغذى على بقايا جراح *** نازفات لكنها خرساء

فمتى تخجل الدماء سياطا *** أومأ للسياط بعد ارتواء

مزقي ساعة الخلاص حجابا *** ليس يجدي نفعا عليك الرداء

أدركي فالزمان كشرّ نابا *** اقيم مزقت وقل الحياء

ساعة الوعد أنقذينا فهذا *** دمنا يستحم فيه البلاء

فوق أشلائنا تغنى السكارى *** سكبت في نحورنا الصهباء

صاحب العصر رحمة بالحيارى *** أنت نجم وبالنجوم اهتداء

فإذا شام نورك اليوم قوم *** صَيّبُ فيه للعطاشی رواء

فاسقهم من سنا الكرامة كأسا *** فيه نصر وعزة ورخاء

لم نزل نرقب الطلوع المرجّی *** له في زحمة الظلام جلاء

وننادي آملين فهلا *** رجعت بالإجابة الأصداء

كم تفتت بك الشفاه وماست *** لك من خلفها القلوب الظماء

تسكب اللحن في جداول يأس *** مترعات معينها الظلماء

ص: 17


1- زهرة الفردوس ، ص 47-48.

فتحيل الجحيم فيها نعيما *** مشرقا عبَّ من سناه الضياء

مرحبا باسمك المرجب فينا *** فيه أمن ورحمة واحتماء

بعدت شقة وطال التائي *** مالدينا إلى علاك ارتقاء

لم تعد بعدك الحياة سرور *** طالها الخسف أم رماها القضاء

صعرت خدها لكل موال *** ليس فيها لمتعب إرساء

فإذا مدّ طرفه مستغيثا *** قيدته سلاسل رعناء

واعترى ثغره المكمم خوف *** وارتجاف وبسمة صفراء

فتلطف يا ابن النبي علينا *** فمتى يستجاب هذا الدعاء

أم الحمام - شعبان 1416ه

ص: 18

زهت الربا..

الشاعر علي حسن المقيلي

زهت الربا بربوعها الخضراء *** وبدت بأجمل حلة وبهاء

وتعانق الزهر الجميل بغصنه *** وأريجه قد فاح في الأجواء

والطيرغرد صائفاً أنشودة *** فوق الغصون بنغمة وغناء

والبدر حلق باسماً بضيائه *** لمابدا في طلعة شماء

وامتد في أفق السماء معانقاً *** للفجر فاكتست السما بضياء

فجر أطل فأشرقت أنواره *** في بسمة ميمونة غراء

في ليلة حل السعود وأدبرت *** عنها نجوم النحس والبغضاء

في فجرها الزاهي تعطر جانباً *** من نهر دجلة منهل العلماء

هذي حكيمة فاستمع لحديثها *** تحكي إليك مفصل الأنباء

طلب الإمام العسكري مبيتها *** في بيته مع نرجس الحوراء

حتى تلي من نرجس وتسرها *** وتمد كفأ ضارعا بدعاء

فبدت تقلب نرجساً بعناية *** وتضمّها طوراً إلى الأحشاء

حتى إذا شكّت بذاك أجابها *** صوت الإمام موضح بجلاء

إن الوليد شبيه موسى فاعلمي *** لا يدخلنك الشك في الإخفاء

وترقبيه فقد دنا ميلاده ** عند اندلاع الفجر بالأضواء

فرأت حكيمة نور نرجس قد *** سما وتشعشعت أنوارها بسناء

غلبت عليها غفوة فاستيقظت *** وإذا بنرجس في سما العلياء

ولد الإمام فأشرقت من نوره *** كل البقاع ببهجة وصفاء

ولد الإمام فأحدقت برحابه *** من ذي الجلال سوابغ النعماء

ولد الإمام فياله من طاهر *** بدأ الحياة بسجدة عصماء

حل السرور ببقعة ميمونة *** شهدت ولادة منقذ الضعفاء

وعلت بذاك البيت فرحة سيد *** من أشرف السادات والعظماء

هيانبارك للرسول وآلة *** بحلول مولد خاتم الأمناء

وعلى شذا الميلاد نرفع عالياً *** ذكر الصلاة بفرحة وهناء

إن الصلاة على النبي وآله *** رمزلنا في حبهم بولاء

ص: 19

ياء أبجدية العصمة

في إشراقة المهدي المنتظر (عج الله تعالی فرجه الشریف)

الأستاذ حسين آل جامع

دُرٍّ فَجَرَ مَلَأَ الدُّنْيَا ضِيَاءٍ *** فانتشت بِالنُّورِ آفَاقِ السَّمَاء

لوليد مِنْ بَنِي فَاطِمَةَ *** صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ كُلِّ النِّسَاء

خَاتَمِ هَادٍ إِمَامٍ ځجة *** جَاءَ فِي سِلْسِلَةِ الْعِصْمَةِ ( يَاء )

قَائِمُ قَدْ بَشَّرَ الْهَادِي بِهِ *** وَ عَلِيُّ وَ بَنُوهُ الْأُمَنَاء

جَدِّهِ السِّبْطِ حُسَيْنٍ وَ كَفَى *** فَهُوَ مِنْ خَطِّ لَنَا دَرْبِ الْفِدَاء

طِبْتَ يَا شَعْبَانُ ياشهر الْهُدَى *** يامني اخْتُصَّ بشمس الْأَنْبِيَاء

فُزْتُ بالتشريف لِمَا بَزَغَتِ *** فی سَمّاً مَجْدِكَ أَنْوَارِ السَّمَاء

زَيْنَبَ الْكُبْرى ، حُسَيْنُ ذُو الْعُلَا *** وَ ابْنُهُ السَّجَّادِ مِشْكَاةِ الدُّعَاء

وَ أَبُو الْفَضْلُ الَّذِي قَدْ شَهِدَتِ *** بتفانيه مغاني كَرْبَلَاء

وَ حبَانَا اللَّهُ مِنْ أَلْطَافِهِ *** لَيْلَةَ النِّصْفِ نصيرالضعفاء

خَمْسَةَ تُقْضَى بِهِمْ حاجاتنا *** وَ بِهِمْ يَكْشِفُ كَرْبٍ وَ بَلَاء

نَفَحَاتِ مِنْ عبير الْمُصْطَفَى *** ومضات مِنْ سِنّاً آلِ الْكِسَاء

هَذِهِ اللَّيْلَةِ عید فاخر *** فلنجدد فِيهِ للال وَلَاء

أعلنوها بِيعَتْ صَادِقَةُ *** لِلْإِمَامِ الْقَائِمُ بَيْنَ النُّجَبَاء

إِيهِ يَا خَطِّ لَقَدْ طَالَ الْكِرَى *** وادلهم الْخُطَبِ وَ اسْتُفْحِلَ دَاء

وَ تَغْشَانَا ظَلَامِ دامس *** فتقدمنا وَ لَكِنْ للوراء

وَ تَرَكْنا منهجا خَطِّ لَنَا *** وَ مَضَيْنَا فِي طَرِيقِ الْجَهْلَاء

رَبِّ رحماك فماعاد لَنَا *** غَيْرُ مَنْ يَكْشِفُ عَنَّا البرحاء

هَلْ لَنَا يَا صَحِبَ مِنْ الفاتة *** لِحَيَاةِ أَصْبَحْتَ سَفَرٍ شَقَاء

ص: 20

أَمَةً كُنَّا، وَعَدَنَا فُرِّقَا *** قُوَّةَ کنا فَصِرْنَا ضُعَفَاء

وتناحرناوَ کنا إِخْوَةً *** وتباغضنا وَ كُنَّا سُعَدَاء

كَمْ عَصَيْنا..كَمْ تعدينا.وَ كَمْ *** شَكَتِ الْأَرْضِ عَلَيْنَا وَ السَّمَاء

قَدْ صرعنا الْحَقِّ فِي أَنْفُسِنَا *** وأجدنا مسرحيات الرِّيَاء

شَغَلَنَا غَيْبَةَ مِنْ خَلْفَهُمْ *** صَاحِبُ الْغَيْبَةِ فِينَا خُلَفَاء

ذَاكَ مبطان ، وَ هَذَا فَاسِقُ *** وَ فُلَانُ سَاقِطُ فِي الْعُلَمَاء

وَ فُلَانٍ لَمْ يَزَلْ ذَا رِشْوَةً *** وَ فُلَانُ فی عِدَادِ الجبناء

لَمْ نَعُدْ نَعْقِلُ ما نسمعه *** فتساوينا إِذْنِ والببغاء

لَيْتَ شِعْرِي لِمَا الَّذِي أَذْكُرَهُ *** مِنْ رزايانا الَّتِي أضحت وَبَاء

أَ ضِيَاءُ النشء فِي معمعة *** أَذْهَبْتَ طاقاته رَهَنَ هَبَاء

أَمْ عَلَى الْبِنْتُ الَّتِي مَا بَرِحْتُ *** تتغاضى عَنْ حِجَابٍ وَ حَيَاء

تَرَكَتْ مَا اخْتَارَهُ اللَّهُ لَهَا *** وَ مَضَتِ تلهث خَلْفَ الْغُرَبَاء

فَمَتَى تَظْهَرُ يَا مؤلى الوری *** رَافِعاً لِلْحَقِّ بِالنَّصْرِ لِوَاء

فيعم الْعَدْلِ فِي الْأَرْضِ ہه *** وَ يَعِيشُ النَّاسُ أَمْناً وَ رَخَاء

قَدْ لَمَسْنَا الجذب فِي آمالنا *** فدعوناك بآهات الرَّجَاء

وَ عَلَيْكُمْ يابني فَاطِمَةَ *** صَلَوَاتُ اللَّهِ صُبْحاً وَ مَسَاء

الثلاثاء 14 شعبان المعظم 1409ه

ص: 21

حينما غاب الضمير

الأستاذ عبد الخالق الجنبي

سري في عروقك حبُّ البقاء *** وأودي على صدرك الكبرياء

وإحساسك المرهف المستنير *** أتيح له - رغم ذاك - العناء

وبالرغم مني نصبتُ الحداد *** على جسدي إذ علاه الفناء

وماتت على شفتي بسمتي *** وفارق نفسي شروق الصفاء

وصرت أزور حقول القطيف *** وأرقب فيها صباح مساء

أعود زهور الأسى الذابلات *** الأرشف منها رحيق الولاء

وأرنو إلى الفجر في لهفة *** لأحزن لما يلوح الضياء

إذا أشرق الصبح لاح الردى *** وإن أظلم الليل ضجّ البلاء

تقضّى ربيعي وجاء الخريف *** وعما قريب يجيء الشتاء

متى يشرق النور في طيبة ؟ *** ففيها ضيائي لا في ذكاء

متى يركع الظلم مستسلماً ؟ *** ويخفق للحق ذاك اللواء ؟

متى يخرج العدل من كهفه؟ *** متى يغمر الأرض وحي السماء ؟

وبي ظمأة من سراب الهوان *** فياشبل طه متى الارتواء ؟

إلي إلي ضياء الهدى *** أنزلي طريقي وحقق رجاء

وأطفئ ظماي إلى شربة *** يعود بها للفؤاد الرخاء

أيا شمس شيعة آل الرسول *** متى تشرفين بأرض اللقاء ؟

وحتى متى يستسيغ الهوان *** إمام الهدی؟ وهو قطب الإباء

ليالي التشيع تبكي دماً *** وتغرق أيامها في شقاء

لقد طفح الكيل من همنا *** وساء انتظار وفاض الإناء

لم الانتظار وجيش الهدى *** تحاصر أركانه الأدعياء

فذاك ابن سعد وشمر الضلال *** وهذا حسين وذي كربلاء

وتلك جيوش بني الأشقياء *** تحاصر جيش بني الأصفياء

ص: 22

وفيها يزيد على تخته *** يقهقه من نشوة الاحتساء

ولا زال ذاك النداء الرهيب *** يدوي سماها بقلب النداء

نداء الحسين على مسمع ال *** دهر لا زال يهتف دون انتهاء

وفارت دماء على نحرنا *** قرونا ولم ترتو الأشقياء

فداء لإدراك ثأر الشهيد *** فناء النفوس ونزف الدماء

فما الانتظارك لا ينقضي *** وهل ينتهي ذلك الابتداء ؟

وهل يخرج الثائر المرتجي *** ليرفع عنا سيوف الجفاء ؟

وهل يسمع الشيعة الأكرمون *** نداء الفضيلة والانتماء ؟

وهل ترتقي فوق هام السماء *** رؤوس لنا بعد طول انحناء

وهل نسمع الصرخات التي *** تحطم فيناصروح البغاء ؟

فصخ يالثارات آل الرسول *** يلبِّ نداءك جيل الفداء

فننسى هموماً ونسلو أسىً *** دفناه في دكة الانزواء

وتحيانفوس براها العذاب *** ويعلو على هامها الانتشاء

فعجل ظهورك وامح الضلال *** وزلزل على المجرمين الخباء

ودمرقوى الشر في وكرها *** بقدر المعاصي يكون الجزاء

ودستورك الأحمدي القويم *** يكون الأساس لرفع البناء

هناك نكون هداة الشعوب *** هناك يحق لنا الارتقاء

لنرقى ذرى المجد في قوة *** ونسمو على هامة الاتقاء

ونعلو ويعلولنا مجدنا *** ويجري على مانشاء القضاء

فعجل إلينا وإلا فقد *** سري في عروقك حب البقاء

18/18/ 1411 ه

ص: 23

كعبة القرآن

الأستاذ جعفر آل شبيب

هجمت بكوثرها على الصحراء *** ذكرى بزوغ س حابة الآلاء

فتحضرت فينا قبائل عشقنا *** واستيقظت من ظلمة الإغفاء

وتجمهرت أحلامنا في ظله *** من بعدما تعبت من الإعياء

يا سيد الإشراق حسب بيانا *** لك تمتطيه فوارس البلفياء

ميلادك الميمون شع كأنه *** وحي السماء على خدود الماء

ونمت بمبسمه الصلاة قصيدةٌ *** بزت لسان فصاحة الشعراء

وتنرجست أعماقنا في لحظةِ *** سكبت جنانك روضة العلياء

فإذا جلالك بسمةٌ ممتدةٌ *** في كل أرض رحبة وسماء

يفشی بساتين القلوب ضياؤها *** ويضوع منها الكون بالأشذاء

يا قائماً قامت عروش قلوبنا *** لملاك في وجدان س امراء

في حين أحييت احتفال صبابةٍ *** وطلعت سفاك دم الظلماء

وطلعت في كفيك ألف هدايةٍ *** جبريل وزعها على الأرجاء

وطلعت في عينيك ألف بحيرةٍ *** من أنبياء مدامع الزهراء

* * * * *

من أجل هذا حين تعرف روحنا *** ذكراك يطغى السكر الأعضاء

ويثور مظلوم الفرام محطماً *** منفاه في طامورة الأحشاء

فالأبجدية جنةٌ مطعونةٌ *** في صدره بحناجرٍ خرساء

أقبل عليها يا مسيح بمسحةٍ *** تحيي رميم القلب والأشلاء

يا وارث البركات من ذرية *** صنعوا الشموخ إلى بني حواء

لومررت كفاك حول ضمائر *** قحطت تعود كواحة خضراء

يا كعبة القرآن دارت حولها ال *** آیات حجاجاً مدى الآناء

أنت اخترت إلى الشموع وميضها *** أنت الدليل لرحلة الفرياء

ص: 24

أنت الذي قطعت خيول غرامة *** مضمار صفو معادن الأشياء

* * * * *

مذهولة ناغتك كل خليةٍ *** وقعت فريسة ذئبة الأرزاء

ما خلت صبرك لا يموت وكم ترى *** جسد العراق مقطع الأعضاء

وعلى ربوع الجسر يودع مأتمٌ *** بجريمة ملعونةٍ نكراء(1)

يا بن الحسين من الحسين جراحنا *** جاءتك في راياتها السوداء

أحنن عليها بالوصال فلم تعد *** تتحمل الأعباء كالحوراء

وارحم تضرعها إليك بنظرةٍ *** يا رحمة الأبوين للأبناء

جاءتك من رحم الشجون وليدةً *** مرضوعة بعواصف رعناء

يا أيها المخلوق من أنواره *** وجه الحياة وعالم الأضواء

حيتك نخلات القطيف تحية *** معها تجدر في الرمال ولائي

سقطت شهيدة قبلةٍ عذريٍة *** سحرت بصيرة أعين العرفاء

فهي التي غزلت نسيج هيامها *** حورية تمشي على استحياء

والبحر ما أحلاه لحن غنوةً *** للقاك في أمواجه الزرقاء

فمتى تقوم بثورةٍ موعودةٍ *** منصورة بالرعب والشهداء

فمدار هذا الكون ضاق بأعينٍ *** من دمعها قد صيغ كل رثاء

1425 ه

ص: 25


1- يشير الشاعر إلى حادثة ( جسر الأئمة ) وهو جسر يصل بين ( الكاظمية ) و (الأعظمية ) وقد وقع الحادث الأليم أثناء توجه الزوار إلى الكاظمية لإحياء مراسم الزيارة يوم استشهاد الإمام الكاظم علیه السلام من العام 1426ه ، حيث وقع انفجار فكان التدافع القوي ، مما أدّى إلى سقوط أجزاء من الجسر ، وكان القتلى والجرحى بالمئات ، وهذه إحدى الحوادث الكثيرة التي قام بها الإرهابيون ضد الشيعة الأبرار في أرض العراق الجريح .

ولسوف ينهض للحوق مخلص

**ولسوف ينهض للحوق مخلص(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

سرالوجود وكاشف الأرزاء *** لاتسلمن لكريةٍ وعناء

إن الأمور بكف مقتدر فلا *** يغترسفاحون بالإملاء

فالظلم موقوت المدته فلا *** يعدو المقدر مدة الإحياء

ولسوف ينهض للحقوق مخلّص *** صعب المراس متوج بعلاء

ويمكّنُ الحق السليبُ ويفتدي ال *** مَلِكَ المُطاع على ثرى الأرجاء

لقيام مختار لكلّ عظيمة *** أعيت جحاجح طيلة الأناء

سيف الإله على الضلالة سلّه *** فغدا الضلال موزّع الأشلاء

قد كان مغمودا فطاول حده *** سيف العداة سفاهة لعلاء

بل كان مدخراً ليوم قادم *** فيه الهدی شمس على الأرجاء

فالدين دين الله ليس يشوبه *** ماس من حقد ومن جهلاء

نور الإله على البسيطة بعدما *** أضحت ظلاما موحش الأنحاء

ضج الأنام إلى الإله وأصبح ال *** أموات مغتبطين بالأحياء

تبكي على الأرض السماء لرزئها *** ماجره جهل ومن أهواء

والناس في هذي البسيطة حالهم *** حال الفريق بكرية وشقاء

لا منقذاً مما يكون كما ترى *** إلا س ليل أكابر نجباء

هو رحمة الله العريضة فاعتمد *** فلسوف تشمل غبطة برخاء

فاحمل إلى الهادي النّبي بشارة *** فلقد تحقق وعده بجالاء

لبست به الدنيا حُلي أثوابها *** وتجلببت منه بكل سناء

والعدل طبق في الدنا فبه الد *** نا من عدله أضحت بأي كساء

زهرت بطلعته شريعة جده *** وعدا شريعته لكل فناء

ص: 26


1- نفحات الولاء ص103- 105.

سارت له الأقدار طوع بنانه *** وعلت محلته على الجوزاء

وعنت لسطوته العتاة جميعهم *** فالحق يحكمهم بلا استشاء

قُهرت لسطوته جميع جهاتها *** هذي الدُنا من هيبةٍ وعلاء

وله الملائكة الكرام عساكرُ *** حطت لنصرته على الأعداء

وترفّ رايات الهدی خفّاقةً *** بيمين كلّ مؤید مضاء

تطفى به النيران كان أوارها *** ذكي بمفسدة الوری زعماء

كحلت به عين رأته وعانقت *** قلب المحب سعادةٌ بناء

قطعت يد الشرك التي قد طالما *** عاثت المفسدةٍ بلا استحياء

ص: 27

أبا الثأر .. ( المقصورة المهدية)

الأستاذ حسين آل جامع

.. وتمضي القوافلُ تطوي الطريقَ *** تفت إلى حيث نيل المنى

تغدُّ إلى مرفأٍ واعِد *** تنال لديه جميل الرؤی

برغمِ الصِعابِ ورغمِ الضَنا *** وبُعد المزار وشوق اللقا

ورَغمِ تزاحُمِ هُوجِ الرياحٍ *** وقد عصفت في جبين السرى

ورغمِ الرحيل بليلِ دَجِي *** أناخ بأستاره وارتمى

ودَربٍ يَمورُ پشوک القتاد *** تأوه في جانبيه الخطی

تَساوَى المسيرُ بهِ قَسوةً *** نأى عند سالكه أم دنا

ونَزفِ الجِراحِ التي لا تزالُ *** ترشّ السماء بلون السنا

وترسُمُ في اُفُقِ الواهبينَ *** سطراً بماء الحياة ارتوى :

بكحل الوريد شفاء القذى *** وفي رحلة العشق يحلو الردی

وما فاح من مجمر التضحيات *** بحقل الفدا من عبير الدما

يوقّع في رئة الناهضين *** بحبر الكرامة معنى الإبا

لتشرق أنت على دربها *** مناراً يشعّ لكلّ الوری

فترنو إليك .. وتجثولديك *** وبين يديك يذوب العنا

تؤمل فيك ربيع الندى *** يطيب المقام به والقرى

كأن النفوس وقد أدركتك *** تناهت إلى س درة المنتهى

فأنت الرجاء وأنت الرخاء وأنت المؤمّل والمرتجى

وفيک تناغم نبض الوجود *** ومنك تشمّ الصباحَ الدنا

وأنت تسيّر ركب الزمان *** إلى أن يحسين بك الملتقى

وملء حشاك حنين السماء *** ليوم العروج إلى كربلا

بك الله يدرك ثأر الحسين *** وغصب البتولة والمرتضى

فسيفك غضبة ربّ العباد *** يمور على من بغى وافتری

وحين تلملم إرث الهداة *** بك الدين يهتف : أنت الفتى

ص: 28

أَبَا الثَّأْرِ : ثأرك نَهْبِ الْعِدَى *** فَهَلْ ذَاقَ طَرْفُكَ طَعْمَ الْكِرَى ؟

وَ شَرَعَ النَّبِيِّ يقاسي الْهَوَانِ *** وَفِي كُلَّ يَوْمٍ هُوَ الْمُبْتَلَى

يجرعه الْكُفْرِ مرالخطوب *** بِسْمِ اليراع وَقَتْكَ الظبا

يَرُوحُ وَ يَغْدُو كَلِيمِ الحشا *** يَطُوفَ عَلَى مِثْلِ جَمْرٍ القضا

وَ أَرْبَابِهِ فِي مَهَبِّ الرِّيَاحَ *** فَرِيسَةُ كُلِّ زَنِيمٍ طَفَا

أَغَارَ فكشر عَنْ نَابَهُ *** وَ كَانَ عَلَيْهِمُ شَدِيدَالْقُوَى

فَمَا بَيْنَ مخضيب بالدما *** وَ بَيْنَ شرید يُقَلِّبُ العَرا

وَ طِفْلٍ كَأَطْفَالِ يَوْمَ الطُّفُوفِ *** رَضَاعَهُ مِنْ ثَدْيِ الْقَنَا

بِعَيْنِكَ مالقي الناهضون **** وَ مَا يَرِقُّونَ وَ مَا لَا يُرِي

وَ بِاسْمِكَ تَهْتِفُ أَرْوَاحَهُمْ *** ظماء ؛ فَهَلَّا أَجَبْتُ الندا ؟

أَخاً الْغَيْبِ : ذكراك وَ الرجا *** وَ إِنْ طَالَ بالعاشقين الْمَدَى

وَ يَوْمَ بَزَغَتِ بِهِ فرقدا *** بعمرالحياة هُوَ المنحنى

وَعِيدِكَ عِيدِ الْهُدَى وَ النَّدَى *** عَلَى شاطئيه تلوح الْمُنَى

سطعت فَكَمْ لَكَ مِنْ فَرْحَةِ *** بِعَيْنِ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ الدُنا

فهاهي آفَاقِهَا تزدهي *** بِيُمْنٍ قدومك يَا ابْنَ الْعُلَا

تشاركنا الْأُنْسَ فِي لَيْلَةٍ *** تَبارَكَ فِيهَا بَنِي الْمُصْطَفَى

وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ أَبْوَابِهَا *** يُصِبِ الْعَطَاءِ عَلَى مَنْ دَنَا

وَ يُقْبَلُ مِنْ لُطْفِهِ مَنْ أَنابَ *** وَ يَنْظُرُ فِيهَا بِعَيْنِ الرِّضَا

وَ جِبْرِيلُ يَقْرَأُ فِي ناظريك *** طيوف اللِّقَاءِ بِأُمِّ القرى

غداة تَقُومُ بزاهي اللوا *** وَ جِبْرِيلُ يَبْلُغَ عَنْكَ الندا

وَ أَنْتَ تناغي الصِّرَاطِ القويم *** وَ تَمْسَحُ عَنْهُ غُبَارُ البلَي

فيقسيم لَوْلَاكَ يَا ابْنِ النَّبِيِّ *** لماكان لِي مِنْ كيان يُرَى

وَ سَرَحَ - فِدَاكَ الْوَرَى - مقلتيك *** تَرَى الْأُنْسَ يَغْمُرَ أَهْلِ الولا

ص: 29

وَ كَيْفَ يَكُونُ هتاف الصِّغَارِ * " بناصفة " لحنها يَشْتَهِى

وَ كَيْفَ تُزَانُ ربوع الْبِلَادِ * * * بنفح الطيوب ، وَ لَمَعَ السَّنَا

وَ بِاسْمِكَ يَا أَمَلِ الْآمِلِينَ * * * يُقَامُ وَ يَنْعَقِدُ المُنتَدَى

بکم طَهَّرَ اللَّهُ أعراقنا * * * وَ فِيكُمْ تَعَلَّقَ حَبَلُ الْهَوَى

14 شعبان المعظم 1422ه

ص: 30

حرف الباء

اشارة

ص: 31

ص: 32

یا ناصر الدين

**یا ناصر الدين(1)

آية الله الشيخ عبد الله المعتوق رحمة الله

يا سيد الكون يا أعلى الوری *** نسبا ياخير منتجب من خيرة النجبا

يا من سما في سماء العلياء مرتقياً *** حتى علا نوره الأنوار والحجبا

وفاخر الأنبياء المرسلين بما *** قد خص مما له الله الكريم حبا

كفاه فخراً بأن كان النبي له *** جداً وفاطم أماً والوصي أبا

فما ترى شرفاً في كل منتسب *** منهم إلى شرف إلا له نسبا

عليهم فرض الباري ولايته *** فمن تقرب منهم بالولا قربا

وقد أبى الله أن يفشی برحمته *** من كان في الخلق طراً للولاء أبي

فما من الماء والأثمار مرّفمن *** بغض وبالحب بعض طاب أو عذبا

وليس يوجد من خلق بعالمه *** إلا وقد كان في إيجاده سببا

فمن تولاه يلقي خير منقلب *** ومن قلاه هوى في النار منقلبا

ومن أراد مناجاة الإله ولم *** يمدد به سبباً لم يستطع طلبا

* * * * *

يا سيداً كان في عرش الجليل له*** نور كسا النيرين النور والشهبا

يا آية الحق حقا يا أمانته *** والباب والوجه والسر الذي حجبا

يا عروة الله والحبل المتين ومن *** هو الكتاب الذي في غيبة كتبا

وهو الذي نزل القرآن فيه فسل *** حم يس عمّ المرسلات سبا

* * * * *

يا خاتم الأوصياء الغريا خلفاً *** به الخلافة قامت لا ترى عقبا

یا ناصر الدين يا غوث الصريخ ويا *** مجيب دعوة من ناداه منتدبا

أنت الذي وعد الله العباد به *** في آخر الدهر يجلو عنهم الكربا

وأنت من تملأ الدنيا عدالته *** كما من الجور قدماً نالت النوبا

ص: 33


1- ديوان ابن معتوق ، ص 64.62.

وليس عندي شك في حياتك بل *** لولا وجودك في ذا الكون لانقلبا

* * * * *

فالغوث من عصبة ضلت وقدتخذت *** من بغيها وشقاها دينكم لعبا

وألبستا بما نالت وما ابتدعت *** ثوب الأسى وعلينا الذل قد ضربا

وقد أبت أن ترى من نسلكم أحداً *** إلا أنالته منطغيانها العطبا

وإن نسيت فلا أنسى وحلمك من *** بكفه أمك الزهراء قد ضربا

وألصق الباب أحشاها وأضغطها *** ظلماً وأسقطها يا عظم ما ارتكبا

ومن على ما حباها الله نازعها *** وإرثها من أبيها المصطفى غصبا

وردّ شاهدها العدل الذي هو في *** أم الكتاب علي وافترى كذب

ومن دنا نحو بيت الوحي مجترئاً *** وقد أتى بجموع جمّعت حطبا

ليضرم النار فيه وهو يعلم من *** فيه ليبلغ من مأموله إربا

يريد إطفاء نور كان متقداً *** والله عما يريد الظالمون أبي

وليتهم قنعوا منها بما ارتكبوا *** وإن يكن جلّش في الإسلام ما ارتكبا

ولم يقودوا علياً في حمائله *** قود البعير بعين الله مكتئبا

ملبباً برداء الصبر مشتملاً *** مسلِّماً أمره لله محتسباً

يدعى إلى بيعة كان الأحق بها *** من الأولى عبدوا الأوثان والصلبا

وأشربوا العجل حباً في قلوبهم *** وقلبه غيرحب الله ماشربا

وخالفوا أحمد المختار حيث نهى *** عن التخلف عنه أينما ذهبا

ص: 34

المنتظر وقتل جده المرتضی علیه السلام

**المنتظر وقتل جده المرتضی علیه السلام(1)

ملا محمد آل انتيف رحمة الله

متى عن فؤاد الصب يكشف للكرب *** فقد ضاق ذرعا بالبلا واسع الرحب

تعاطت مع الست الجهات يد البلا *** علينا فلا يوم حلا طيب الشرب

فحتامَ من عمري التعجل والوحا *** يدومان والحزن المقيم فري قلبي

عفتنا الرزايا والقلوب تقطعت *** فقم واغتنم أشلاءنا من يد الكرب

شخصنا بأبصار إليك تكحلت *** بأميال كرب من نياح ومن ندب

أما آن من أغمادها البيض تنتضی *** وتغمد ضريا في نحور بني حرب

أما آن يدعو جبرئيل مبشراً *** بقائمنا والشمس تبدو من الغرب

أقائم أهل البيت يا من باسمه *** نجا يوسف لما استغاث من الجب

أتفضي رعاك الله والدين صارخ *** قواعده هدت من الطعن والضرب

أتفضي وهل يخفى عليك الذي جرى *** بابائك الغر الكرام من الخطب

نضت عصبة من حقدها سيف فتنة *** الحيدرة من غاب أحمد في الترب

بها قيد مأسورة وفاطم ضلعها *** من العصر مكسور مورمة الجنب

وألقت من الضرب الشديد جنينها *** إلى أن قضتتشكو الظلامة للرب

أبالله مثل المرتضى تلد النسا ؟ *** هو النور لما لاح من جانب الغرب

فسل عنه بدرة كم فری حد سيفه *** وفي أحد من شد بالطعن والضرب

ومن زلزل السبع الحصون بهزة *** فماجت وخرت أخت مرحب في الترب

ومن لزم الباب الثقيل بكفه *** وعبرجیش الطهر للحصن للنهب

وما الجيش ؟ فالدنيا فلو عروة لها *** بأنملة منه ثقل بلانصب

همام إذا تخبو الوغى مسعر لها *** بعزم به الهامات تمطر كالسحب

يجول فيدعو يمنة الحرب يسرة *** بغيرشعور والجناح على القلب

ص: 35


1- ديوان عبرة المؤمنين ، ص 33.36.

ولم يلهه حال متى جاء ورده *** بسلم ولا من خيفة السمر والقضب

يقوم يصلي والسهام كوابل *** تمر عليه وهو في حومة الحرب

كأن أمانيه الحمام تعلقت *** بحب لقاء الله بالموقف الصعب

يحب يرى في هامه ألف ضربة *** ولا موتة دون الشهادة في الصحب

فتي كان ينهي وهو في بطن أمه *** عن اللات والعزى ويسجد للرب (1)

وذلل طوعا من عليها ومن بها *** بماض متى استل استدار رحى الضرب

صحيب المنايا ما ارتدى بعد غمده *** سوى النحر دثراً والمنية بالجنب

فما المرتضى لولا القضا وابن ملجم *** متى الليث تلقاه عفيراً من الكلب

ص: 36


1- لا شك عندنا ولا ريب في أن السيدة الجليلة فاطمة بنت أسد عليهاالسلام أم الإمام علي عليه السلام من المؤمنات الموحدات قبل بعثة النبي صلی الله و علیه و آله وسلم ، وقد جاء في علل الشرائع : ج1 ص135- 136 ح3 ، في حديث ولادة أمير المؤمنين علیه السلام : (... قال يزيد بن قعنب كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء البيت الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنین علیه السلام ، وكانت حاملة به تسعة أشهر، وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، علیه السلام ، وإنه بني البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي ....إلخ ولذا .. فإذا نرفض قول من يرى بأننا إلا إذا أرادت السجود للأصنام - وهي حامل بأميرالمؤمنین علیه السلام - ينهاها عن ذلك ويمنع من السجود . ولعل الشاعر يشير إلى معنى آخر غير هذا المتبادر للأذهان .

مولد الإمام الحجة علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

وطّدي مجدك بين الشهب *** واستفيقي يا شعوب العرب

فهو المُشرق في أمجاده *** مطلع النور بمر الحقب

كلماعمَّ ظلام دامس *** أطلع الحقَّ به فجرُ نبي

فبعيسى وجد الأعمى شِفا *** وبطه نوَّر العقل الغبي

ومشى التأريخ موفور السني *** بمنار مرشد أو كوكب

حقب مرت ودالت دول *** وبها الحق غدا في السلب

غير أن الله في قدرته *** ينصر الدين بهدي الكتب

فيقوم القائم المهديُّ في *** أمم الأرض المحو الريب

* * * * *

ياشعوباً رزحت فی قيدها *** وتهاوت تحت عضّ النُوب

لا تهابي سطوة الدهر فقد *** بزغ النور فلا تكتئبي

ولد القائم من أهل الكسا *** فاستيري يا معالي واطربي

وارفعي أنشودة الحق إلى *** قبة الخلد بأبهى موكب

بشرّي ( طه ) و ( آلاً ) اُنزلوا *** من سماء المجد أعلى الرتب

آخذ الثأرانبری منتقماً *** من ( أمي ) و ( زیاد ) الذنب

ونهار الحق قد شعَّ على *** كل مخدوع النهى مضطرب

هو عيد للورى يشدو به *** وتَرُالشعر بلحن مطرب

قد زها المنبر فی أفراحه *** وشفى الدين به من وصب

سوف يغدو الحق رفّاف السنَّي *** ويوارى كل زور كذب

ويلوح النصر خفّاق اللوا *** جائلاً في مشرق و مغرب

يهتف الدین به مستنصراً *** فيلبيه بجيش لجب

سوف يحميه ويعليه على *** باطل الغي بأسمى منصب

سوف يمحو الظلم من دنيا ال *** ورى بسنى الحق وحد القضب

ص: 37

( دعبل )نادی به مستنهضاً *** بقصيدٍ درةٍ في الأدب

سوف تُجلى غمّة الدنيا به *** وارث الرسل الإمام العربي

نوّه التاريخ عنه منقذا *** وإماماً قائماً عن كثب

إيه يا دنيا المعالي احتشدي *** النهار نیِّر مرتقب

* * * * *

أيها المنقذ يا شمس الهدي *** مرحباً بالثائر المرتقب

مُرّ بالتأريخ رفّاف السني *** وتألق في الظلام الغيهب

وأقم للعدل فينا دولة *** ترفع الذل عن العاني الأبي

علّم الأجيال سامي نهجها *** إنها من ليلها في نصب

خيّمَ الليل بها وانطمست *** شرعة قامت إلى خيرنبي

فأتلق دنيا معالي وهدى جدو *** جدولاً من سلسل منسكب

وارسل النور فقد ساد الدجي *** وأطلب الثأر الذي لم يُطلب

وانطلق في الأرض خفّاق اللوا *** بمضاء هاشمي صلب

يالثارات ضحايا ذهبت *** واستغاثاتٍ علت لم تُجَب

وحسين عافر في كربلاء *** والنساء الطهر فوق القتب

فزهور الروض تهديك الشذى *** والنجوم الزهرنشوى طرب

يا منار الدين والدنيا معاً *** قم وعجل إننا فی نوب

* * * * *

أيها التأريخ سجل سيراً *** من معاني الحق طي الكتب

إن أهل البيت أعلام الوری *** ما خبانورهم في مأرب

وسلام أيها المنقذ من *** أمة منهوكة في حُرب

انشر البند فهذا الليل قد *** طال والأزمان رهن العطب

ص: 38

متى نرى الطلعة الغراء

**متى نرى الطلعة الغراء(1)

الحاج حسين الزاير

اسطع بنورك يا من كان يُرتقبُ *** بذا الزمان يسود اللهو واللعبُ

قد مال أهلوه للدنيا وزخرفها *** والكل في غمرة ألهاهم الطرب

متى نرى طلعةً بالحق ناصعةً *** ويملأ الأرض قسطاً ذلك الأرب

يومٌ علا صوت جبريل بطلعته *** هذا الإمام الذي بالحق يرتقب

شمر ذراعيك يا بن العسكري فمن *** في الكائنات علاها الخوف والرعب

فابدأ بثار رسول الله جدكم *** ثم الوصي الذي للهدي منتخب

وأمك البضعة الزهراء فاطمةٌ *** قد أُسقطت بعدما الأعدا لها ضربوا

والمجتبى قد تقيَّا قلبه قِطعاً *** بالسم ظلماً سقوه وهو محتسب

أما الحسين فقد جلت مصيبته *** على جميع الورى كل بها نُكبوا

الرأس منه على العسّال منتصبٌ *** وفي الثرى جسمه بالنجع مختضب

لولا خليفته السجاد لاضطريت *** وما استقرت وكاد الكون ينقلب

يعز عليك الأمر لو نظرت *** عيناك زینب قد أودت بها الكُربُ

ماذا التصبر عن فعل الطغاة وهمٍ *** بكم شفوا غلة بالحقد تلتهب

وكلهم قد قضوا سماً فوا عجباً *** تعطي اصطباراً لذي الطغيان ما يجب

لكنها حكمة الجبار خصكم *** بآية الصبر والعدوان يُجتنب

لا تنس زجراً وضرب السوط ألمهم *** وما رُعي لهم بالمصطفى نسب

وذا يزيد بشرب الخمرمتصفٌ *** يرقى منابر طه فاسقٌ كذب

فانهض لهم نهضة ترضي ضمائرنا *** نحن المحبين لا مَن إرثكم نهبوا

متى نرى الطلعة الغراء صار لها *** وقتٌ طويلٌ له الأنظار ترتقب

هذا مقالي إني غيرمعترض *** عليكم إن شعري كله عتب

فيا إلهي وخلاقي ومعتمديٍ *** أنت العليم بمافي الغيب يحتجب

أرجو الشفاعة ثم العفو مرتجياً *** تصفو بمدحة ساداتي لي القرب

صلى عليهم إله العرش ما طاست *** شمس النهار وبانت في الدجي الشهبُ

ص: 39


1- ديوان الزائريات ، ص 47- 48.

طال ليل الانتظار

**طال ليل الانتظار(1)

الحاج حسين الزاير

یا صاحب العصر ما للعصر يضطرب *** وقلبه من جوى الويلات يلتهبُ

يا صاحب العدل والإنصاف طال بنا *** هذا الغياب متى لقياك نرتقب

يا صاحب الأمر في الدنيا ستملأها *** بالقسط والعدل والإيمان يصطحب

يا حجة الله في الدنيا فأنت لها *** حصن منيع وفيك العدل يرتقب

يا كاشفاً لقناع الجور يومئذ *** بالعدل لا هزلٌ فيه ولا لعب

يا حجة الله من في الكون منتظرٌ *** يوماُ يراك وذاك السيف يلتهب

يا طلعة ضاعت الدنيا بطلعتها *** والخلق في بهجةٍ طوعاً له تجب

یا قائماً أنت تدري ما طرا وجرى *** على أبيك الوصي بالبند ينسحبُ

يا غائباً طال ليل الانتظار أما *** تدري عداك مقام المرتضى غصبوا

يا صرخة بالضبا هزت عوالمها *** للكائنات وكل الجور ينسحب

إلى متى تنشر الرايات خافقةً *** من أرض مكة والأنصار ترتقبُ

فانهض بطلعتك الغراء منتصراً *** للدين والعدل في الآفاق ينتصب

يا نكبة وقعت بالكون يوم قضى *** أبوك حيدر بالمحراب يختضب

یا وقعة وقعت بالكون يوم قضى *** أبوك حيدر والإسلام يضطرب

وجبرئيل ينادي اليوم وا لَهَفي *** والدين راح له يبكي وينتحب

وجدك السبط بالبوغاء منجدلُ *** وقلبه بسهام البني يلتهب

والفاطميات قدرت بُزّت براقعها *** وروَّعت والعدى أبرادهاسلبوا

فلوا تراها وقدفرّت مروَّعةٌ *** وفي مخيمها النيران تلتهب

فانهض . فديتك . خذ بالثأر منتقماً *** من آل حرب فهم دوماً لكم حربُ

لم تُبق أسيافهم منكم على ابن تقيّ *** فلا تبق عليهم إنهم نكبوا

1408 ه

ص: 40


1- ديوان الزائريات ، ص 49- 50.

طال انتظارک

طال انتظارک(1)

السيد عدنان السيد أمين السادة

طال انتظارك يا ابن السادة النجبا

يرجوك أهل الولا أن تدرك الطلبا

قم طهر الأرض من رجس العدا فلقد

زادوا ضلالاً وطغياناً ومنقلبا

تفضُ عينك عن قوم همُ سفكوا

دماء جدك يا الله وا عجبا

تنسى الحسين على الرمضاء منجدلاً

ظامي الفؤاد فلا والله ماشربا

ملقيً ثلاثاً بلاغسل ولا كفن

ورأسه فوق رمح يخجل الشهبا

ص: 41


1- الجذوة من شعر ام الحمام ، ص345.

مولاي..

**مولاي(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

نشر الهدى علم السرور مُرحَّبا *** في ليلة أفضالها لن تحسبا

الشعر لا يأتي على أوصافها *** أفهل تراهُ يطيعني أن أكتبا؟

تتأى القصائد هيبةً وجلالةً *** منها، ويدعوها الولاءُ لتقربا

وسواءً أختصر المدائح شاعرٌ *** أو في مدائحه أطال وأسهبا

لا يستطيع بأن يحلّق عالياً *** فيها ولونال الكواكب مركبا

إني حلفتُ لها بأن لا أنثني *** حتى أزف لها القريض مهذبا

أسعى إليها راغباً متعطشاً *** وأعودُ عنها خائفاً متهيبا

أشتاقها معطاءة في فرحةٍ *** وأهيمُ إكباراً بها وتعجبا

وأعيشُ في ساحاتها مستمطراً *** من فيضها غيثاً هطولاً صیِّبا

وأظلّ أسأل والوفودُ كثيرةٌ *** كلُّ يوملُ من عطاها مطلبا

وأعودُ والآمالُ ملء مشاعري *** فكأنني لم أقض منها مأربا

جادت بموفورِ الهباتِ ولم يزل *** روضُ القوافي من عطاها مخصبا

نفحت بشائرها فعطرت الوری *** طيباً يفوق شذا أزاهيرِ الرُّيا

وأنار بدر الحق أفق سمائها *** كالشمسِ ساطع نورها لن يحجبا

ويهزني حُبي إلى مولودها *** والحبّ ما بلغ الشغاف وأطربا

فعساي أسمعكم وأسمع منكُم *** فيه مديحاً بحرهُ لن ينضبا

عذراً بني الزهراء جئتُ مشاركاً *** كمجيء غيري بالقصائدر معربا

فالمدح أنتم أهلهُ وسواكُم *** أجد المديح لهم . وإن شرفوا . هبا

أفهل أخيبُ إذا قصدتُ إليكم؟ *** ماجاءكم أحد فعاد مخيبا؛

لكم ولستُ لغيركم . يا سادتي. *** قلتُ المدائح راجياً متقریا

فوحقكم لا أبتغي لي مذهباً *** إلا ولاءكم المبارك مذهبا

یاسادتي نورتم الدنيا هدىً *** وبكم تذوقتُ الكرامةَ والإبا

ص: 42


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط.

ص: 43

أنشودة الخلود

الشاعر سعيد العصفور رحمة الله

تجلببي برداء الطهر وانتدبي *** دلائل الحب شوقا غاية الطلب

تمتعي يانجوم الليل واغتنمي *** صفو الوداد وطلي من سني اللهب

وهللي يا قوافي الشعر عابقة *** بأنفس العطررياناً من السحب

واستلهمي الشعر فيضاً نابعاً ونديً *** يغري النفوس بألوان من العجب

وقلدي مقلة الإشعاع مفتخراً *** وجددي فرحة الأعوام والحقب

وغردي يا طيور الأيك ناشرة *** أصداء لحنك صداحاً بذي طرب

وعلميني ارتحال الشعر مبتدعاً *** يجل في ناظريه محفل الخطب

فنحن في ليلة أمست أهلتها *** تضيء أركان هذا الكون بالشهب

یا صاحب العصر والذكرى تعجّ بنا *** ورائد الحب يسمون ذرى الحسب

يا رائد الحق يا مولاي إن لنا *** في شخصك الفذ نهجاً راسخ السبب

هذي المحافل تستهويك روعتها *** وتستمد ارتواءاً من سنىً عذب

في يوم مولدك الشريف تسابقت *** أنوار مجدك تضوی حالك الحجب

في يوم مولدك الشريف تجددت *** في صدر كل محب شعلة الغضب

ترنوليومك بالإكبار حاملة *** مبادئ الطهر والإيمان في أدب

ترجو مواصلة القربی بكم أبداً *** حتى ظهورك يا ابن السادة النجب

قد أكدت محتوى الإخلاص يبعدها *** عن كل غوغاء تزجي شائك العطب

قد استطابت إلى العلياء رفعتها *** في ليلة قد حوت نوارة الذهب

في ليلة النصف من شعبان قد بزغت *** أهلة السعد تهدي كل مقترب

وتجتلي نعمة دانت لها شرفاً *** كل العوالم من عجم ومن عرب

وتختفي بحضور دائمٍ رغدٍ *** وترتوي من زلال بارد رطب

یا حجة الله هذي بعض ما جبلت *** عليه أخلاقنا منعاسر الأرب

وهذه درة من ناقص عملا *** يود لونال يوماً غاية الطلب

وهذه يقظة الإحساس نلزمها هدي النفوس ولو ضلت على الجنب

ص: 44

فأشفع لنا يوم يأتي الناس كلهم *** من محسن يبتغي فضلاً ومجتب

فإننا داعبت أحلامناشططاً *** أهواء منهكة من غير ماسبب

ونحن يا سيدي نحظى بمؤتلف *** ونحن ياسيدي في مرتع خصب

في دوحة المجد حيث الشمس طالعة *** وفي جوارك يا ابن العسكري الرحب

15 شعبان 1410 ه

ص: 45

حتى متى ؟

الشاعر عبد الهادي البقيعي

حتى متى وإلام نرتقب

وإلى متى تنتابناالنوب

من ذا نؤم إذا ما عاصف لردىّ

قدأمُ في ساحنا أم كيف تحتجب

وقد ألمت بنا أرزاء عاصفة

عن مثلها لم تحدثا بها الكتب

يوم الطفوف وما أدراك حادثه

في وقعه ضاق صدر واسع رحب

يا ابن البتول ويا ابن الطهر حيدرة

ما الانتظار وقد أوهی بنا العطب

وكيف لي في بقاء القلب ملتهباً

ممزقاً وعليه رزؤكم صعب

من عصبة مزقت أحشاء فاطمة

يوم الطفوف وما أدراك ما احتطبو

لقد أراقت لكم يوم الطفوف دماً

محرم سفكه بل حفظه يجب

فكيف والعصر عصر النور عصر هدى

عصر السماحة عصر زانة الأدب

ترى التخبط كالعشواء من نفر

ساموكم الخسف في الإسلام واحتربوا

من أمة سامها الشيطان باعثها

الطغيان حافزها الآثام والكذب

جرائماً لم تكن في ما مضى ارتكبت

في الجاهلية أو ما ضمّت الحقب

ص: 46

غياب

الشيخ قاسم آل قاسم

تأني إذا غنيت وامتزجي حبا *** يرق كما رق الجمال بما خبا

ورفقا بأرواح المحبين إنها *** تذوب إذا مسّت شغاف الهوى الرطبا

فإنك نهرمن تغاريد حلّقت *** عليه طيور الحب تلتقط الحبا

يعيش على رجع الصدى مترنما *** إذا راح سرب أمطرته السما سربا

على شاطئيه أغنيات تبرعمت *** متى جفّ موال الهوى اغترفت نخبا

تمر بها الأعوام وهي طروبة *** ونهر حكاياها يرق لها شربا

تغنّي كما غنّيت يا ولها شبّا *** فأغرقني وحيا وغالبني جذبا

وسمّر أقدامي على شاطىء المنى *** كما صلب الحلاج فاستعذب الصلبا

وأصحرني فردين كأسي والهوى *** وان كان كأسي والهوي اتحدا قلبا

تغني فما أحلى الربيع ينثّ من *** شفاهك وردا كلما نفحت هبّا

يضوع كأن المسك روح محمد *** تقطّر الورد المودة في القربى

وترعى الليالي الحالمات بوعدها ال *** مخبأ خلف الشمس مرتقبا صبّا

تطوف به دنيا القصائد أحرمت *** لديه كأن الحج كان له لبّا

وما طاف بالبيت الحرام وإنما *** يطوف بة البيت الحرام ومن لبّا

حنانيك ما أبقى الغرام لواجد *** هدوء وقد أغريت خافقه وثبا

وقفت وكأسي فيك ظامئة الهوى *** ترشّف وجه الشمس تعتصر الجذبا

وحولي أقداح تملّت صبابة *** وما برحت نعماك توسعها سكبا

وقافيتي مات الحنين بها ظمی *** فلا غرو إن جاءتك مثقلة عتبا

يقاسمني همّي رماد حروفها *** توهّج تهدي السالكين لك الدربا

لتبقى ويطوي غيرها الأفق صاعداً *** إليك وإن كانت هي الأفق الرحبا

فديتك كم أنشدت فيكم مدائحاً *** أحالت أجاج الشعر مرتشفا عذبا

تهجّيت وحي الغيب أستمطر العلي *** وقافيتي في القلب تفترش القلبا

ص: 47

حول الإمام المهدي بن الحسن علیه السلام

الشاعر بدر الشبيب

يا لائمي في الهوى إن الهوى تعب *** يعمي القلوب فلا يرقى لها العتب

كل يغني على ليلاه ليلته *** وقد عشقت وما استهواني الطرب

أحببت لا لعباً مني ولا عبثاً *** وكيف يلعب من في قلبه لهب

أحببت من فرض الباري محبتهم *** خير الوری بهم تستمطر السحب

أحببت آل رسول الله كلهم *** أحببت من بهواهم تفرج الكرب

أئمة حملوا الإسلام في زمن *** ساد الضلال به واستولت الريب

فدافعوا دونه ماهادنوا أبداً *** ما بدلوا سنة يوماً وما انقلبوا

ما استسلموا لرياح الكفر عاتيةً *** وما استطانوا وما ذلوا وما اضطربوا

وقدموا في سبيل الله أنفسهم *** يا خير ما فعلوا يا خير ما وهبوا

حتى قضوا بين مسموم ومن دمه *** قد عانقته تلال الأرض واليبب

فاخضرت الأرض نشوى من عبيرهم ***وفاخرت شرفة من زهوها الترب

يا حجة الله إن الوعد يقترب *** يا حجة الله والآمال ترتقب

يا حجة الله والأشواق تنتحب *** یا مدرك الثار جرح الثار ملتهب

یا صاحب العصر عجل فالنوى صعب *** وأنت تعلم أن الكون مضطرب

فغربة شرقه والشرق مغترب *** نهاره قلق والليل مكتئب

وقد طفا زبد من فوقه زبد *** من تحنه زید فالنور محتجب

ضاعت مبادئناشاع الفساد بنا *** والكل في لهوه قد شده اللعب

وكلنا مغمض عينيه منشغل *** كل يقول بأن الآخر السبب

ص: 48

ص: 49

غیبة

السيد حسن الخليفة

عليك قصرت الشعر وهو شرابي *** وخمرة عشقي وانتشاء لبابي

عليك فأنت الحب والسر كله *** مراياك يا عدل الكتاب كتابي

وما كنت ممن يرقب الليل ناضداً*** فراقده في زينب ورباب

ولكن بأهل البيت بيتي مصرع *** وربّ غناء من جوى وعذاب

توشل صبري فاستفز صوابي *** بما تنطوي نفسي عليه ومابي

من الوجع الموروث تبلى مراحل *** من العمر لا يبلى جناح غرابي

ترصد طرفي مارنا، مل نكسه *** لتنقضّ أظلاف على أهدابي

وقفت أناجي الله وقفة يونس *** يخيط ظلام اللجتين ثيابي

أليل اكتمال البدر أعشو يلومني *** توهّج شوقي واشتعال حرابي

أبا أملي لم يبق إلآك أرتجي *** فراتاً، فقد أنضبت كلّ قرابي

وأشفق تجفوني يفاعة صهوتي *** فأكبر، وليل العاشقين مُرابي

وإن كنت أبكي ما أنا فيه من جوى *** فما أنت فيه فاق كلّ نصاب

تحملت من دنياك يا الصبر كلّه *** تصاحب دهراً وهو صحاب

لقد جئت أدري أنني غير حاضر *** وأنّ نشيدي لهو محض سراب

ص: 50

التاء والجيم والحاء

اشارة

ص: 51

ص: 52

مولد الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام

الدكتور إبراهيم الدبوس

وتزینت أَرْضٍ القطيف بِزِينَةٍ *** بَانَتْ عَلَيْهَا حُسْنِ تِلْكَ الزِّينَةِ

وَ النَّاسُ فِيهَا قَدْ علتهم فَرْحَةِ *** وَ كَأَنَّهُمْ يُحْيُونَ وَسَطِ الجنة

يتناشرون بِمَوْلِدِ المهدی مِنْ *** سيزيل عَنْهُمْ مَا بِهِمْ مِنَ محنة

یتناشدون ببهجة مَا بینهم *** طریاً بهذي الفرحة الْمَيْمُونَةِ

ویکررون الشُّكْرِ لِلَّهِ الَّذِي *** قَدْ مَنَّ بِالْهَدْيِ أَفْضَلُ مِنَّةً

ويؤكدون وَلَّاهُمْ لِمُحَمَّدِ *** ولآله الْأَطْهَارُ أَهْلِ السُّنَّةِ

أَعْنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وفاطما *** وَ الْمُجْتَبَى مِنْ إنسيها والجنة

وحسيننا وَ التِّسْعَةِ الْأَطْهَارُ مِنْ *** أَبْنَائِهِ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ویردون دُعَاءً تَعْجِيلِ اللقا *** لِيَرَوْا شُعَاعُ الْغُرَّةَ الميمونة

قبنور غَرَّتْهُ الشِّفَاءَ مِنْ البلا *** وَ بِهِ شِفَاءُ الْأَنْفُسِ المحزونة

وبه انْتِشَارَ الْعَدْلِ فِي المعمورة *** مِنْ بَعْدَ ظُلْمِ الْزُّمَرَّةِ الْمَلْعُونَةُ

وبه تَكُونُ الكائنات جَمِيعُهَا *** فِي عِيشَةٍ مأنوستة مَأْمُونَةً

هَدَفَ الرِّسَالَةِ قَدْ تَحَقَّقَ مُذْ أُتِيَ *** مُحِيَ الشَّرِيعَةِ بَعْدَ طَمَسَ السُّنَّةِ

22/ 10/ 1425 ه

ص: 53

مهدي أدركني

الشاعر محمد الحمادي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** ضجَّ الفؤادُ ، وأشرقت كلماتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** أمست تدمر غفوتي وسباتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** رفعت على كفو المنى راياتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** مهديُ شمسٌ بددت ظُلُماتي

ماذا أقول بوصفهِ ؟ وقصائدي *** تحكي على نغم اللظى زلاتي

كم قد صرختُ بعمق صوت *** وصدى الهوى ينسابُ من أبياتي

(مهديُ أدركني) لتنتفضَ المنى *** مهديُ فامسح بالحنان حياتي

شعبانكَ الوضاء مزدهياً بدا *** وضياءُ نوركَ عمَّ كل فلاتِ

والحبُ في وجهِ الجميع مدوياً *** (الله أكبر) فانطقي صفحاتي

وجهُ البراءة في الصفار أهابني *** فأتيتُ أنثرُوردها باقاتي

متسائلاً في حيرة ، وتردد *** رغم السعادة تشتكي مأساتي

هل يصبحُ الحبُ الجميل كنغمةٍ *** علويةٍ تشدو بها نبضاتي ؟

هل يصبحُ الحبُ الجميل برقةٍ *** من دون قهر أو لظي آهاتِ

فأجيبُ في حُزنِ وجرح غائرٌ *** فلتقرأ الدمعات من عبراتي

حتماً سنعرفُ أنه لا يرتقي .. *** ( الحبُ ) دونّ قساوةٍ النكبات ِ

ماذا أقولُ ؟ وكل شبرِ في الجوى *** متوجة لله بالدعواتِ

يا سيدي طهّر بنوركَ خاطري *** أنت الدعاءُ ، وبلسمي ، وصلاتي

إن صرتُ في دنيا الهموم مكبلاً *** فينوِر حبكَ تزدهي أوقاتي

مهديُ فادركني بعمقِ مشاعري *** دوى الغرامُ ، ألا استمع صرخاتي

أهواكمُ يا آلَ طهَ والمنى *** في حبكم نبويةُ النفحاتِ

إن كانَ قلبي بالذنوب محمل *** فبحبكم حتما تكونُ نجاتي

ما قد عرفتُ الحبَ إلا منكم *** لا لم ترعني بالهوى..غاداتي

فالحبُ يا آل النبي معذبي *** مهما ابتعدتُ فنحوكم وجهاتي

دقاتُ قلبي قد رقت بحنانكم *** وتمكنت لفةُ الغرام بذاتي

صلوا على الآلي الهداة فحبهم *** يسمو بطهر الروح بالصلواتِ

ص: 54

نبض وحياة ..

الشاعر فريد النمر

ارسموها ذكرياتي بدموع الحسرات

وأعلنوا عني حنيني للرياح السابقات

إنني عشت غريبا بين أحياء الحياة

لم أجد للحب دفء عند كل الكائنات

بُعثر الوجد بقلبي وتهاوت أمنياتي

أفرغوا مني الأماني عبرواد النغمات

وأحالوني جمادا تائها في الظلمات

يقذف المسوت شعوري ثم يلقي برفاتي

كم تردى مني شدو وانتهت بي أغنياتي

وغدا الموطن قبرا مدلهم الجنبات

راح بالبؤس ينادي بلهيب الزفرات

إن أقسى العيش عيش تنتفي في العيش ذاتي

ها أنا أمسي غريبا بين أهلي وبناتي

وسجينا في دياري جردت مني صفاتي

أفرغوا حتى حنيني بقلوب قاسيات

فتعريت بثوب من ثياب الشهوات

وتمثل جنانا خاويا بالمفردات

شرحوا بالبغض روحي وتمادوا بالعداة

قلبوا النفس بزيف نسجوا للشائعات

حيث أغروني بعجل منرللصلوات

وأقاموا من صلاتي معبدا للغانيات

وتباهوا حين سحقي بمداد الصرخات

كلما مُضّ زمان بالخطوب العاتيات

لعب المكُرُ بفني بفنون المنكرات

لمعوا التاريخ حولي بدهاء الداهيات

ص: 55

ورموا الفتة حتى غرقت في العتمات

ثم غطوها بذكر ملؤه صوت الأنات

بين ما كان حقيق من بحور الكلمات

وأكاذيب ضلال نخرت بالمكرمات

أين من يزكوبقلب يرنو من وحي الهداة

أين من يرقي بروح ملؤها روح الثبات

فتسلقت يقيني رغم كل الموبقات

وبحبل الله بتُّ ممسكا بالطاهرات

بنبي قرشي خيركل الكائنات

أحمد والحمد منه خافق بالصلوات

وعلي حيدري اسمه سرُّ النجاة

وبزهراء بتول حبها طهر الحياة

وزكي الفرع نهج مجتبی بالدعوات

ممسكا حبل حسين بنشيج الخلجات

فغدا النور أنيسي عن جميع الشبهات

وبسجاد عباد فاق قرب الخطرات

وبمشكاة علوم باقر بالقبسات

وبمنهال عطاء ص ادح بالسبحات

جعفر والآي منه بالكتاب المحكمات

ملكوت من حديث أرسى كل الواضحات

وكذا الكاظم حصن لم يزل نهج الثبات

وسياج ليس إلا من بروج المغفرات

ونجاتي ببن موسى وافر بالقريات

موطن الأمن المعلى كالأشم الراسيات

وجواد من جواد ورحاب الطاهرات

يغمر الروح صلاة مثل قدس التلبيات

أيها الهادي سلامي يا إمام الرحمات

ص: 56

بك يا مولاي عهدي زاح كل الكربات

ضارعا ارفع كفي في مقام الدعوات

بزكي عسكري بحر جود النفحات

مقصد النساك نور خالص بالبركات

فاق كل الخلق طرا بالمعان الشامخات

فأنا الصب وشوقي قد بدا من قسماتي

الإمام العدل يسموفوق ارض التضحيات

حجة الله المنادي يالثار الطاهرات

انه المهدي هذا الجامع بعد الشتات

قائم الدین المفدى رافع للكربات

من له باب السلام في الجنان الخالدات

من له كل الشعاب والهضاب الواقفات

من به العدل سيمسي نهج كل الكائنات

من به الله تعالى يمطر بالرحمات

من به الدين يعلى فوق كل الشاهقات

من به الكفرسيهوي في جحيم الظلمات

صل يا ربي عليهم في مساء الأمسيات

كلما الفجرتوالى فوق نور الصفحات

فهموا الفرقان فيناكالنجوم الساهرات

هكذا يطفويقيني رغم كل النبرات

قبس في القلب يحيى في دمي في نبضاتي

وكيان يبقي ذاتي ملؤه بالخافقات

شرفت بالحب روحي وهو أسمى الخصلات

ارسموا عني ولائي واعلنوا حين وفاتي

كان بالأل اعتصامي في جميع الوجهات

وهموا كانوا حياتي وهموا عند وفاتي

فاقبل اللهم ثوبي واسكن النور رفاتي

ص: 57

أبا القاسم المهدي ..

السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

أبا القاسم المهدي حتامَ نحتسي

كؤوس الأذى والقلب ظمآن للفرج ؟

وحتامَ تعلوناعداكم بجورها؟

وحتامَ يفشوي مواليكم الهرج ؟

وحتامَ لا تقضى ديون مجاورة

وحتامَ لا تعلولمادحكم دُرج ؟

وحتامَ فرعون الزمان يسومنا

بكل زمان منه مغلقة الرتج ؟

يحاول محو الحق في كل ساعة

أما أنت موساه الذي يصلح العوج

فأغرقه في بحر العذاب معَّجلاً

عليه فقد ذابت من الفرقة المهج

فكم شنَّ في الإسلام غارات بفيه

إلى حيث ألقى الدين في منتهى الحرج

فقم غيرمأمور بإصلاح أمرنا

وإلا أقم مقدار ما يرفع العرج

ص: 58


1- ديوان السيد الخطي ، ص 106- 107.

ذكرى ميلاد الحجة المنتظر (عج الله تعالی فرجه الشریف )

الشاعر عبد الهادي البقيعي

أنت للكون إن تغشاه داج *** من ينير الأرجاء مثل السراج

ياهلالاً متوجاً هالة المدح *** ومشكاة نورها الوهاج

لك في غرة الزمان جبين *** قد تجلّى كالبدر بين الدياجي

قد ملأت الأقطار بشراً عظيماً *** تتهادى به جميع الفجاج

فستبقى كذاك نوراً مضيئاً ***آية في الفخار ذات انبلاج

ليلة النصف مذ تتزلت فيها *** أشرقت في إنارة وابتهاج

فحوت نرجس بوضعك شأناً *** شقّ شأواً على عُلا الأبراج

أنت أنت الهدى والقائم المهدي *** بل أنت للهدی خیرتاج

حيث لولاكم لما خلق الله ال *** برايا على اختلاف النتاج

ولما كون الإله خفايا ال *** كون طراً ، فلم يكن ذا احتياج

إنما الحفل للكرام شعار *** فيه تهدى مواهب الإنتاج

ثم أنت المحجوب من عالم ال *** غيب المواسي بل أنت خير العلاج

فاحملوا ما بقيتم يا رفاقي *** كل عام وأنتم في ابتهاج

فسلام الإله يهدى إليه *** ما دعاه الداعي وناجي المناجي

ص: 59

استنهاض الحجة (عج الله تعالی فرجه الشریف)

**استنهاض الحجة (عج)(1)

الشيخ المحروس رحمة الله

فمتى يا صاحب العصر أعي *** صوت جبريل ينادينا صباحا

ونرى راية عدل نشرت *** لانرى إلا فلاحاً ونجاحا

وسيوف مثل برق لمعت *** وخيول تملأ الأرض صياحا

فبهم ياسيدي قم عجلاً *** فحرام تأخذ النوم استراحا

أو تدري القوم ماذا صنعوا *** آل حرب حرموا الماء المباحا

قتلوا جدّك ظلماً جهرة *** كيف ما أثر في القلب جراحا

قطعوا رأساً إليه ويلهم *** صيروا جسمه قصداً رماحا

كم له من آية رتلها *** يعظ القوم وقد أبدى فصاحا

جسمه عار على وجه الثرى *** هشمت أضلاعه الخيل الصحاحا

أو تدري رحله قد هجموا *** فرأوا ما فيه شيئا مستباحا

زينب الحورا أتدري هتكوا *** لم تجد مأوى لها إلا البطاحا

أخذوها ويلهم ذلة *** زعزعت في سيرها البرصياحا

ص: 60


1- مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي حفظه الله ، وقد كتب قبل القصيدة : ( قصيدة العالم الفاضل المرحوم شيخ علي بن محروس ) ، ولعله اشتباه من الناسخ ، فالموجود من آل المحروس هما : الشيخ رضيوالشيخ حسن علي ، وحسب كلام السيد جعفر الخضراوي أنها للشيخ رضي ، وهو الأقرب للصواب ، فهو معروف بالشعر، وله قصائد أخرى في هذا الكتاب أيضاً. وهذه القصيدة كتبت بخط المرحوم ملا مهدي الدرويش في 10/ 4/ 1359 ه ، وحيث أن الكتابة قديمة والخط غير واضح بشكل جيد ، فربما وقع اشتباه منا في نقل بعض الكلمات .

ص: 61

والجسم منه رضضته العدى *** بالخيل تعلوه ذهاباً رواح

والرأس منه فوق سمر القنا *** يتلو لآيات الكتاب الصحاح

ونجله السجاد خيرالوری *** مصفداً بالقيد والغل راح

يصيح وا ذلاه أين الذي *** يروون في يوم النزال الصفاح

أين الأسود الغلب من غالب *** وأين جدي حيدر ذو السماح

يرونني صرت أسير العدي *** وزينباً حسرى تقيم المناح

إذا بكت وجداً علي قومها *** يوكز منها جنبها بالرماح

قد آلموا بالضرب أكتافها *** فتبدي الدمع وتخفي الصياح

آه لهاحسرى على ناقة *** يسترها الليل عن الالتماح

وإن بدا صبح بدا وجهها *** لناظريها وبدا الافتضاح

وأدخلوا الحرات مثل الإما *** تساق ذلاً ليزيد صباح

لما رآها في السبا حسراً *** نادى وقد صفق راحاً براح

شفيت قلبي بعدما قد غدا *** ملآن بالغل ولأواه راح

وقدموا رأس الحسين له *** في وسط طشت وبه النور لاح

فظل يعلو منه أسنانه *** بخيزران وله الدين ناح

ويشتم الأطهار بين العدى *** وكلماقد حرموه أباح

عليه لعن الله مستمطراً *** ما اظلم ليل وضاصباح

وثم صلى الله ربي على *** آل الهدی ماضاء نجم ولاح

ص: 62

قصيدة البشري

**قصيدة البشري(1)

الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله

دولةُ الحق فجرها قد لاحا *** وترى كل مؤمن مرتاحا

قد أطلت بوادر الخير في الدن *** يا على أهلها مساء صباحا

دولة في انتظارها من سنين *** وشذاها كأنه قد فاحا

دولة والزعيم فيها إمام *** تحمل الخير للوری والفلاحا

ينشر العدل يختفي الظلم فيها *** لا ترى فاتكا ولا سفاحا

وترى الشاة وهي ترعى مع الذئ *** ب بلا خشية غدواً رواحا

ليس فيها خبائث وحرام *** لم يكن غير ما أحلَّ مباحا

يفرح المؤمنون فيها بنصر الله *** والقلب يستنيرانشراحا

وليوم اللقاء حنّوا اشتياقا *** وتمنوا لو يملكون جناحا

يوم جبريل فيه يدعو هلموا *** بايعوا للإمام تلقوا نجاحا

بايعوه فإنه ابن رسول الله *** هيا فهاتف الخير صاحا

بجانب الركن والمقام ينادي *** يملأ الجو صوته والبطاحا

تجدوه صفاته كأبيه *** كرما هيبة وحلما سماحا

ليس تجدي قنابل وصواري *** مضى عهدها فولّى وراحا

وتجلت حكومة الله في الأر *** ض وكان الإيمان فيها سلاحا

خسر الجاحدون - من قد تجروا - *** سنة الله ، فلينالوا اجتياحا

إن تكن غيبة الإمام صلاحا *** فليكن في خروجه إصلاحا

شيعة المصطفى لك اليوم بشرى *** وهنيئا فلتشري الأفراحا

ص: 63


1- حروف وقوافي ، ص 37 .

شمس خلف السحاب

الأستاذ مكي آل ناس

أيا نبعة السلف الصالح *** ين وياخيرة الخلف الأصلح

ويا قطب دائرة الكائنا *** ت وركن المحصَّب والأبطحِ

وياعين نشأتها والحيا *** ةُ بغیر وجودك لم تصلحِ

وشمساً بغيرسناها الوجو *** دُ يظلُ بظاهرَ مستقبحِ

وأُنشودة فوق ثغر الزما *** ن بغير شائك لم يصدحِ

ويا أملاً طالعته النفو *** سُ بمنعطفٍ مشرقٍ مصبحِ

لينزح عنها ركام الهموم ***وبحراً من الهم لم ينزحِ

فهذي الليالي على طولها *** لتحلم بالمنقذ المصلح

دعتك وتعلمُ ساعاتها *** بفجر طلوعك أن تنمحي

لقد بسطت كفها بالدعا *** و تنازعُ بالألم المُبرحِ

أجبها وأبدل دجاها الضياء*** ءووجه القباحة بالأملح

ووجه البسيطة من جدبها *** بأمر معشوشب أفيحِ

و جُرَّالأمان على السارجا *** تِ لتسرح في مرتعي أفسح

وأحي الخليقة في عدلها *** لتنعم بالمسلك الأنجح

هناك الحياة تُعد الحيا *** ةُ وبالغها بات في مريح

هناك الحياة تنادي النفو *** س بمُنتجعي حلّقي واسرحي

بملك إمامٍ أشمِّ البها *** ءِ رحيم سخيِّ الندي أسجحِ

أمانٌ وعدلٌ وظل الكرا *** مِ لعَمرُك ذا غايةٌ المطمحِ

* * * * *

فيا ملتقى أمل المرسل *** ين تلاقت بمنهجك الأوضحِ

ص: 64

لتُوضح ما اشتبهته العقو *** لُ على ذي العقول ولم يُوضحِ

فمن آدمِ لك اشراقةٌ *** إلى أحمدَ النير الأصبحِ

إلى مُستقرك نرجسٍ *** بحمل لغايةَ لم يُلمع

تُصان بأروع مذخورةٍ *** من الحسب الأنجب الأصرح

تتقلُ في مدرجات الكما *** ل فمن أريحي إلى أريحي

تخيرك الله من خيرةٍ *** بمثلهمُ الدهر لم يسمح

تعالى ظهورك من غائبِ *** وحاضر لم تخف عن مسرحِ

تصون مواليك عن ضيّقِ *** من العيش للأفسح الأروح

وتمنع عنهم عوادي الزما *** ن بلطفٍ يدقُّ على الموضحِ

فكم لك في حل ما استش *** كلت أمورٌ على العالم الأفيح

وكم لك من غُرر التوصيا *** ت بَدَت للمفيد على الأرجحِ

فها نحن ياأمل الآمل*** ين بمنتظر الدرب لم نبرحِ

نمدُ إليك عيون الرجا *** وبأجفانَ مكلومةٍ قُرَّحِ

وأرواحَ كادت من اللا *** ذعات تفيضُ مع النفس الملفحِ

رسمنا بفجرك آمالنا *** على الأفق من دمنا المسفحِ

وبتنا على جنبات البلا *** ءِ بقلبٍ ينزُّ الرجا مُجرحِ

* * * * *

فيا منتهى رغبة الطامح *** ين حنانيك إنا لفي مترجِ

نُراغ بموارة الحادثا *** ت مُشرح كالقد بالشرحِ

ونُسحق جهراً بمرأى الزما *** ن ونُدفعُ كالنيب للمذبحِ

ونُصلب فوق جذوع الهوا *** ن لنجمع عنكم فلم نجمحِ

فقل للمريدين إغواءنا *** عن الحق والمذهب الأنجحِ

ومن جاء يبذر فينا الضلا *** ل تول فبذرك لم يلقحِ

ص: 65

فنحن عبيدُ بني المصطفى *** وفينا الأحابيل لم تنجح

كتبنا على القلب أسماءهم *** بخطٍ مدى الدهر لا ينمحي

* * * * *

أغثنا رعتك عيون السما *** ء كفانا اصطباراً على الأجرُحِ

كفانا التطلعُ للانبلا *** جِ بعينٍ لغيرلكِ لم تشبح

فيا صيحة الحق رُجيَّ الفضا *** ءَ وشقي السماء به واقلحي

ويا أرضُ خليَّ عن الناصر *** ين وسوّي لهم حزن الأبطحِ

وأخلي الدروب لراياتهم *** لتخفق وضاءة الأجنحِ

وخوضي بهم لهوات الطعا *** نِ خفافاً على الضُمَّر الضُبَّحِ

وذُري علينا مثار المها *** رنثاراً لمقدمه المفرحِ

15/ 8/ 1423 ه

ص: 66

ولي قلب تفرّی

إلى رحاب الفارس المؤمل

السيد محسن الشبركة

و عيون السهد تستجدي الصباحا *** وقلب الصب كم شام المراحا

تملكه هوى مذ كان غِراً *** فيمم نحو أربعة وساحا

وشبّ و قرارته أمان *** منىَّ عذراء تسأله الكفاحا

وما لاقى سوى صدٍ وهجر *** فشلَّ الهم للسلوى جناحا

فيالله ؟ هل يسلوه دمع؟ *** وهل يستعذب الماء القراحا؟

وكابر أن يعذبه غرامٌ *** وكيف لكبره أن يستباحا ؟

فغالب نفسه .. فغفا قليلا ً*** وأدماه الجوى فبكى وناحا

تقلب بيت إعراضٍ وسَيرٍ *** وشاهد بسمة ورأى نواحا

فداخله على بلواه - ظن *** أكان بذا سراحاً أو رواحا ؟

لا خل يشاطره هموماً *** تناءی خله عنه .. وراحا

لكم غذاه ري القلب حباً - بلامنَّ - وأسكره صداحا

أيأسى : أن تجنبه رفيق ؟ *** ويأسي : أن هواه غدا جراحا؟

أينتظر التأسي من بلاه *** مسامرة وفلاشهد ارتياحا

وما كان الذي يسلو صديقاً *** ولا ممن ينفره اجتراحا

فعبّ الكبرمن بلواه عباً *** ومن نفس تكابرت امتياحا

يروم - برغم عاصفة البلايا *** ورغم الجرح - أن يرقى النجاحا

إباءُ .. لا يدانيه إباءُ *** طماحاً للعلي يعلو الطماحا

وجاء بلاده .. والنفس ولهي *** وبعض الحب يُردي أو يباحا

أيا وطناً.. تعشقه طويلا *** وأدمن حبه غصصا وراحا

فهذي الأرض قلبُ من ترابٍ *** يحس به فتى عشق البطاحا

بني وطني .. ولي قلبٌ تفرى *** عذاب البين صوحه فصاحا

ص: 67

أيبلی بین غمديه حسامٌ ؟ *** وكم من عرش جبار أطاحا ؟

ویسمن بين أهليه جواد ؟ *** وخيلكم تعودت الجماحا

وما هانت .. ولا سُبقت غلاباً *** أتكبو خيلكم عُرُباً قحاحا ؟

وقد بلغت أعالي المجد عزاً.. ** وذل لها فأنهكت الرياحا

ولما أن أراد لها هواناً *** أرادت صرحه فهوى وطاحا

بني وطني .. وأنتم في هوانٍ*** تخاذلتم .. فأثخنتم جراحا

فقدسكم يدنسها يهود *** وأقصاكم حرامٌ أن يباحا

وفي أقصى البقاع لكم عروض *** وأدناها تجاذبت الصياحا

فيا للقوم ؛ ذلوا ثم ذلوا *** ولا انتفضوا. ولا شهروا سلاحا

أيا وطني .. لقد سطرت شيئا *** أباح فؤادي الجاني فباحا

جنته أناملي بالرغم عني *** فإن كذبت فلا كانت صحاحا

وما أرجولهذا الخطب إلا *** فتى تخذ الدم القاني وشاحا

أطال غيابه والمكث حتى *** إذا تضرى فمنتجها الفلاحا

فقتلاً مثلما قتلوا.. وفتكاً.. *** وهم بدؤوا بغيهم جناحا

أبا الدم المؤمل للرزايا *** أثرنقع الوغى وأزج الكفاحا

فإن الدم خمر الأرض لما *** يعانقها سينبتها صلاحا

ص: 68

قافية : الدال

اشارة

ص: 69

ص: 70

متى يبل غليل الوجد واجده ؟

**متى يبل غليل الوجد واجده ؟(1)

الشيخ فرج آل عمران ( المادح) رحمة الله

متى يبل غليل الوجد واجده *** ويشتفي من زمان عض ناجده

وتسترد حقوق بعدما غصبت *** فيه فيعلو سنام المجد ماجده

ويستبين لخلق الله قاطبة *** طاغوتهم ومواليه وعابده

ودين آل رسول الله منتظم *** بأهله ولهم تشی وسائده

ويبدل الله خوف الأولياء لهم *** أمناً فيفلح من تصفو عقائده

والنغل فرعون مصلوب وصاحبه *** عجل الخوار على جذع نشاهده

والنار تخرج من جوفيهما وهما *** في لاهب من لظى يشتد واقده

هذا إذا ظهر المهدي وقام له *** داع إلى منهل تحلو موارده

والشمس تطلع من غرب لخجلتها *** من نوره مشرقة والنصر عاضده

ويرجع الدين دين المؤمنين إلى *** مسالك قعدت فيه قواعده

والسيف يصطاد أرواح اللثام على *** أيدي الكرام فلا تخطو مصائده

والعدل والأمن والإيمان منتشر *** على البسيطة بل يزداد زائده

إياه لا الجاه مقصور على رجل *** تأبى سوى طلب الدنيا مقاصده

ولا المحقق في الشرع الشريف له *** ما يشتهي منه والباقي يعانده

ولا يضيع حق الله في حيل *** مستهجنات كما يرويه جاحده

لكن عفاف وإيمان ومعرفة *** في دولة الحق لما قام قاعده

والشمل مجتمع والحق متبع *** والرزق متسع مدت موائده

فذلك الوقت سعد المؤمنين إذا *** استقام دين الهدى واشتد ساعده

فانهض إمام الهدى فالدين منقطع *** يبدي شكايته والله شاهده

وأنت أولى به ياسيدي وبمن *** ينقاد في حكمه بل أنت واحده

فمن لنا بإمام العصر ينقذنا *** من حادث الدهر حتى لا نكائده

ص: 71


1- الكشكول للشيخ يوسف البحراني ، ج2 ص226-227 ، مستدرك تحفة أهل الإيمان فی تراجم علماء آل عمران ، ص 99 .

ولا نعد من المستضعفين ولا *** يقودنا للبلا والسوء قائده

ولا تذل رجال الله في يد من *** زنت به أمه الشوها ووالده

آه على الجبر بعد الكسر في زمن *** يؤمنا فيه من عمت محامده

ذاك الغني والهنا والأمن من زلل *** والمستفاد الذي جلت فوائده

أكرم برجعة أهل البيت من وطر *** لم يقضه غيرمن طابت موالده

ومن نعيم مقيم لا نفاد له *** يبكي عليه بكا الثكلاء فاقده

یا رب عجل بذاك الفتح وأعط به *** الراجي أبا الفتح ما يزداد زائده

سمعة أولي الأمر والدين المشار له *** من مادح حسنت فيكم قصائده

يقرب الله منكم من يقربه *** ويبعد الله منكم من يباعده

ثم السلام عليكم سادتي أبداً *** من خالق الخلق مبديه وعائده

ص: 72

استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام

**استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الشيخ محسن فرج النجفي رحمة الله

يا غيرة الله وابن السادة الصيد *** ما آن للوعد أن يقضي لموعود

دین بتشييده بعتم نفوسكم *** ولم يكن بيعها يوما بمعهود

غبتم فأقوى وهدت بعد غيبتكم *** منه يد الجور ركنا غير مهدود

وشيعة أخلصتك الود كنت بها *** أبرمن والدبر بمولود

منمودة العضب عمن راح يظلمها *** وصارم الجور عنها غير مغمود

شاء وما حال شاء غاب حافظها *** عنها عشاء فأمست في يدي سيد

إنا إلى الله نشكو جور عادية *** ما أن يرى جورها عنا بمردود

لم يرقبوا ذمة فينا ولا رقبوا *** إلأ كأن لم نكن أصحاب توحيد

فكيف يا ابن رسول الله تتركنا *** في حيرة بين أرجاس مناكيد

مهما نكن فلنا حق الولاء لكم *** وأنت بالحق أوفى كل موجود

يا ليت شعري متى قل لي نغادرها *** نهب السيوف وأطراف القنا الميد

حيث الخضاب دماها والعجاج لها *** طيب وبيض المواضي حلية الجيد

يوم به یالثارات ابن فاطمة *** شعار كل كمي طيب العود

لا تبصر العين فيه غير خافقة *** الرايات ثمة تحكي قلب رعديد

كلا ولا يقرع الأسماع فيه سوى *** قرع الصوارم هامات الصنادید

یا نصرة الملك الرحمن عودي على *** آل النبي بما قد فاتهم عودي

وغيرة الله إن هنا عليك فما *** بالدين هون ولا بالسادة الصيد

فالمم به شعشا اللهم منتصراً *** بنا له يا عظيم المن والجود

ص: 73


1- مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ، ص 126- 127 ، ذكره الشيخ فرج العمران محتملاً أنه من آل عمران ، فذكرناه هنا بناء على احتماله رحمة الله .

مولد الحجة المنتظر علیه السلام

**مولد الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي ولد

یا لبشرى كست الأكوان سعدا *** واكتسى الدين لها بالبشر بردا

يالها بشرى سما الدين بها *** والهدى بين الورى حلا وعقدا

أشرقت أنوارها من طلعة *** .. .. .. .. .. .. .. ..(2)

مولد المهدي من آل النبي *** من له في عمره الرحمن مدا

قائم الحق الحسام المنتضي *** ناشر العدل إذا ما الجور بدا

الإمام الحق من أيّده *** ربه بالنصر والأملاك حشدا

نور قدس محق الله به *** ظلمة الغي عن الإسلام عقدا

فهو لطف الله في كل الوری *** حيث قد أظهره الله وأبدى

قم فهني المصطفى خير الورى *** والوصي المرتضى أبا وجدا

والبتول الطهرخاتون النسا *** والكرام الآل أعلى الناس مجدا

وذوي الإيمان من أهل الولا *** والهدي إذ بابه المفتوح سدا

ياله من مولد قد أشرقت *** من سسنا طلعته الأنوار رشدا

فهو كالشمس إذا جللها *** غيمها فالنفع باق لن يسدا

وأمان الأرض مادام بها *** من هلاك وعذاب قد أعدا

وإلى أن يظهر الله به *** دینه باق وان عمّر خلدا

فمتى يا صاحب الأمرنرى *** من سنا طلعتك الغراء سعدا

قم بلا أمر فهذا دينكم *** قد وهى منه القوى وانهار هدا

والفول والكفر معقود اللوا *** قد غشانا منهما الجور وعدا

وانشر العدل ورايات الهدی *** فالهدى أوشك أن يسكن لحدا

فمتى منانفوس أحرقت *** بالجوی تشفي من الأعداء حقدا

ص: 74


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار).
2- مكان الشطر الثاني بياض في المخطوطة.

فالغياث الغوث قد آن بأن *** نتوارى في الثرى خوفاً وصدا

عجل الله لنا طلعته *** وأرانا منه تأييداً ورشدا

وخذ الثارات من أهل الغوى *** وأولي الكفر فقد كانوا الألدا

ربنا عجّل إليه فرجاً *** منك والتأييد والنصر المعدا

والصلاة الغرتفشى المصطفى *** والكرام الآل آباءَ وولدا

ص: 75

لنا الأنوار

**لنا الأنوار(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

تبدت لنا الأنوار من حضرة القدس

بمولد خير الخلق والجوهر الفرد

وبشر جبريل الملائك فانثنت

بتسبيحها لله والشكر والحمد

ولولاه لم تشكر ولم تدر ما الثنا

ولكنه الهادي إلى الخلق والمهدي

إمام براه الله من قبل آدم

إلى الحق يهدي من به كان يستهدي

هو ابن أمين الله في ملكوته

على مستسر السر في البدء والعود

بأنفاست سه قلعطر الكون كله

بريح الهدی لا ريح مسك ولاند

ص: 76


1- ديوان العلامة الجشي، ج2 ص 84.

يوم المولد

**يوم المولد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

بقية آل الله من أحمد *** لقد أشرقت أنواره بالتولد

أبى الله إخلا أرضه من خليفة *** إلى الخلق هاد وهوبالله مهتدي

قضى الله أن يحيي الهدی بظهوره *** عقيب استتار بالحسام المهند

وينشر رايات الهدی بعد طيّها *** وتطوى به الرايات من كل معتدي

ويملأها قسطاً كما ملأ العدى *** فضا الأرض جوراً من قضا كل ملحد

تورث آثار النبي وآله *** وحاز علاخير البرايا محمد

يقوم على اسم الله في خيرعصبة *** وجند من الجند السماوي مجند

إذا سار سار الرعب شهراً أمامه *** فيخضع جبار ويقصر معتدي

هو السر في ابقا الوجود ومدّه *** من الله بالخيرات في كل مورد

لئن غاب عن أبصارنا فقلوبنا *** بإرشاده الساري إلى الحق نهتدي

فهنّوا رسول الله خاتم رسله *** بمولد داع للرشاد مسدّد

وهنوا الوصي المرتضى بابنه الذي *** سيبني على تأسيسه دين أحمد

وهنوا البتول الطهر فاطم بابنها *** أبي القاسم المهدي أفضل مرشد

وهنوا ولاة الأمر بالقائم الذي *** لهم يتقاضى الثار من كل معتدي

ص: 77


1- ديوان العلامة الجشي ج2 ص 92-93.

استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

أمدرك أوتار الهدى من أولي الحقد *** إلامَ وحتامَ حسامك في الغمد

فثرمستفزاً للوغى كل أصيد *** لتدرك ثارات لكم في بنى هند

فقد هدموا للدين أقوى قواعد *** وهدوا بناء شاده الله بالسعد

متى أيها الموتور تنهض للهدی *** وتملأها بالقسط والعدل والرشد

متى تشتفي منا قلوب تقطعت *** بوجد المني أعظم بذلك من وجد

متى نسمع الداعي الأمين مبشراً *** ينادي ألا بشرى فقد ظهر المهدی

نسيت الذي قد حل في يوم كربلا *** على أهل بيت الوحي من فاجر وغد

أطلَّ دم السبط الشهيد على الثرى *** وراحت عليه الخيل ناعلة تعدي

ودار سنان في السنان برأسه *** وتسبي نساه يا لجور ذوي الحقد

إذا دخلت في مجلس الرجس زينب *** فما صبركم عن آل سفيان بالمجدي

أقيمت لديه والنساء حواسر *** وزین عباد الله يرفل في القيد

بشتم علي والحسين يزيدها *** على ذلها ذلا فيالبني الحمد

ص: 78


1- ذكرى أبي ، ج 2 ص 195- 196.

هوالمرتجى

**هوالمرتجى(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

تنفس صبح المجد عن خير مولود *** من السادة الغر الفطارفة الصيد

وأشرق أفق الفضل عن وجه ماجد *** نمته المعالي للكرام الأماجيد

لدى النصف من شعبان مهدينا أتى *** فبورك من شهر به خير مولود

إمام هدى فيه شمائل أحمد *** وأخلاقه والطيب ينمي إلى العود

هو المرتجى بحر الندى علم الهدی *** وغوث الوری بل منتهى كل مقصود

وذخر وكنزياله من ذخيرة *** وكنز ثمين بالعناية مرصود

له الراية العظمى التي عند نشرها *** تحف بتوفيق ونصر وتأييد

ومن تحتها الأبطال من كل أشوس *** على كل عداء من الخيل غريد

وتقفوه أملاك السما طوع أمره *** فتهزم من أعدائه كل صنديد

يطهر أرض الله من دنس العدا *** ويملؤهاعدلاً ببسط وتمهيد

يفرج كرب المؤمنين بسيفه *** ويشفي فؤادة منهم أي مكمود

يجدد دين الله بعد اندراسه *** بأيدي الطغاة الجاحدين المناكيد

وتبدي إليه الأرض كل كنوزها *** وترخي السما في عصره سحب الجود

يقيم حدود الله من غير شاهد *** بعلم من الباري وفقه وتسديد

ويأخذ حق الله من كل ظالم *** ومن كل فرعون ومن كل نمرود

يمتع بالعيش الرغيد وبالهنا *** ويحظى بملك لم ينله ابن داوود

ص: 79


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج 11 ص 96- 97.

في ميلاد حجة الزمن

**في ميلاد حجة الزمن(1)

السيد هاشم المير رحمة الله

تعطرت الدنيا باكرم سيد *** فأكرم بة يومابه خير مولد

فيا حفلة بالحيدرية أنشئت *** لميلاد هاد للأنام ومرشد

في شهر شعبان الا افخر لأن في *** لياليك مولودين من نسل أحمد

ففي ثالث منه حفيد محمد *** وفي النصف مهدي به الخلق تهتدي

فقل لحمام الأيك بالله فاصدحي *** ويا أخت أخت بالغرام فغردي

إمام به جاء النبي مبشرا *** فطوبى لمن في هديه اليوم يهتدي

فها نوره قدشع شرقا ومغربا *** ولا بدع فهو القطب من خیرسید

فهذا الذي يمحو الضلال بسيفه *** وهذا الذي يطفي حرارة أكبد

وهذا الذي بالعدل يملأ أرضها *** كما ملئت بالجور من كل أنكد

وهذا الذي بالقسط يأتي فلا ترى *** ظلوما فلا تلقي كفورا ومعتدي

يحرر كل الخلق من كل جائر *** وينقذ وَفِيَ الحق بالسيف في غد

إمام الهدى تفديك روحي ومهجتي *** ومن كان يمشي في البسيط ويفتدي

متى يا بن طه ننظر العدل قائما *** متى تجتلي من النواظر سيدي

أتصبر والدين الحنيف تهدمت *** قواعده فانجده يا خيرمنجد

أتصبر والإسلام جذّت يمينه *** فليس له من قوة وتجلد

غزتنا بلاد الغرب في عقر دورنا *** وكادت بأن تقضي على شرع أحمد

غزتنا فهبت زعزع في بلادنا *** فوا لهفتالو تجدي لهفة مكمد

غزتنا فدبت في قلوب شبابنا *** عقائد سوء لا تزال بمرصد

فأنكر بعض صومه وصلاته *** وبعضهم حتى كتاب محمد

وبعضهم تلقاه يمشي وعرسه *** إلى جنبه في السوق مشية اليد

يطوف بها والصدر بايدٍ ووجهها *** بغيرقناع لا ترى منه مفند

وبعضهم قد أنكر البعث لا يرى *** سوى هذه الدنيا ولاحشر في غد

ص: 80


1- مخطوط فيه بعض أشعاره .

يقول لمن قد كان لله طائعاً *** فإنك رجعي وبالوهم تقتدي

وبعضا تراه رافضا لزواجه *** كأن لم يكن في أمة الطهر أحمد

سوى أن بالأحساء من خير فتية *** شبابا لهم فضل وأشرف سؤدد

جزى الله بالإحسان خير شبابكم *** ووفقهم في كل خير ومقصد

فقد كان منكم فتية لم يدنسوا *** وساروا على منهاج دین محمد

وما برحوا في صومهم وصلاتهم *** ولوضربت أعناقهم بمهند

وحجوا وزاروا باعتقاد ونية *** وما برحوا في كل خير بمشهد

1383ه

ص: 81

يا ليلة النصف

**يا ليلة النصف (1)

السيد هاشم المير رحمة الله

يا ليلة النصف ميسي وافخري أبدا *** بسيد عند فجر منك قد ولدا

يا ليلة النصف أضحت كل مكرمة *** فيك لأن إمام العالمين بدا

بدا سمي رسول الله والده *** محمد وهو المهدي فهوهدى

بدا الذي كان غوثاً للذي ظلموا *** بدا الذي كان غيثاً ممرعاً وندی

ها نحن فيك أحتفلنا يا ابن بهجتها *** وطائر البشر بالتغريد قد نشدا

إلى متى يا ابن خير الخلق تنقذنا *** فشرع جدك أضحى في الوری بددا

فلا صلاة ولا صوم ولا نسك *** ولا زكاة كأن الله ما عبدا

تقهقرالدين فالإسلام في جرف *** هارفيا ليت شعري لا ترى أحدا

فالخمر والسكر أضحى بيننا علناً *** وأكثر الخلق في التوحيد قد لحدا

أما القمار فقد شيدت قواعده *** على الأساس وكل فوقها قعدا

وأصبح الحق في ضعف فلا أحد *** يذود عنه ولا من يعتق رشدا

هبّوا بني بلدتي فيما يقربكم *** من يعمل اليوم خيراً يجتنيه غدا

ما الاحتفال سوی رمز يذكرنا *** أخلاق آل رسول الله والسعدا

هذا هو الهدف الأسمى الذي اجتمعت *** من أجله من رجال الفضل أهل هدى

هبّوا بني بلدي في كل مكرمة *** فلا أرى واهنا عزما ولا جلدا

هبّوا لنيل المعالي واكتسوا أدباً *** والدين الدين لا تجفونه أبدا

یا صاحب العصر أنت الغوث قم عجلاً *** النصره حيث كنت العز والعمدا

ص: 82


1- مخطوط فيه بعض أشعاره .

ولد الحق

**ولد الحق(1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

طلع البدر فاستشار الوادي *** هنئوا العسكري نجل الهادي

ولد الحق فاتركوا زيف قولٍ *** ما أتى بعد .. ذاك قول عناد

سمعوا المصطفى يقول مراراً *** من بنيني يأتي إمامٌ هادي

(اسمه) ظاهراً يواطيء (اسمي ) *** ينشر الحق قبل يوم التناد

نقلوها لكن بقول عنادٍ *** (لم يجيء) أخطأوا طريق الرشاد

بعد أن شاع ذكر مولده الف *** ذ رآه أهل الولا والوداد

كيف أخفوه إنه لعنادٌ *** ناشيءُ عن طريقة الحساد

حيث لم يقبلوا لأحمد فضلاً *** لا ولا من أبنائه الأمجاد

فغدوا يجحدون والله فيهم *** يظهر الفضل رغم كل معادي

سوف يجلو جلاله الحق فيهم *** إذ بناديه عن قريب منادي

يا إمام الهدى أذنتك فاخرج *** طهر الأرض من ذوي الإلحاد

واسحق الجور واملأ الأرض قسطاً *** لاتدع ملجأ لأهل الفساد

فبعيني أرعاك يا مظهر الح *** ق بأرضي يا حجتي في عبادي

عندها ينشر اللواء ويبدو *** طالباً ثاره من الأوغاد

يا إلهي عجل إليه ظهوراً *** ذوب الانتظاركل فؤاد

ص: 83


1- ديوان ( نبضات الولاء)، ص 118.

غنّت إليك

الشاعر حسن الخواهر

غنت اليك شوارد المفوود *** لحناً يردد في صباح العيد

هذا البيان إليك تهديه المني *** وعلى اللسان براعة الترديد

ما كان للخود الحسان بيانُهُ *** يوماً ولا مَثلت إليه عُهودي

من كلّ شقراءِ أثاب لها الصبا *** عين الجادر نلتها بصدوددٍ

يبدو القوام كنصن بانٍ مائسٍ *** قد طوحت ريح الصبا بالعود

تختال طيفا من ظرافة حُسنها *** والحسن يكمن في قوام الغيد

أيام كان العود أملدناظراً *** يا حسنه من ناظرٍ أملودٍ

أيام كان ودادهن حبائلاً *** تنصبن في درب الفتى المودود

أيام لا طيش الفتوة خاملٌ*** لكنما أنا قد لزمت حدودي

* * * * *

لما قصدتك فالرجاء أثابني *** فتحاً قريباً ماثلاً بنشيدي

يا ابن الهداة الراشدين ويا *** إمام العصر رغم مكابر وعنود

جحدوا أناس أن شخصك ماثلٌ *** ماظنهم بإرادة المعبود

من عهد آدم للأنام شواهد *** وكذا بأهل الكهف خيرشهود

* * * * *

إيه إمام العصر قد شامت بنا *** سبل الحياة بطوقها المعقود

ثار الصهاينة اللئام وجمعهم *** لعنوا وجمعهم وكل يهودي

مثلت جحافلهم تهبّ عصابةٌ *** تستل سيف الحقد للمزؤود

ترمي حمى الإسلام من علو السما *** بقنابل وقذائف العنقود

دار السلام سلمت من شر العدا *** ولتهنئي من بعده برغيد

لا بد من يوم يثور عجاجه *** وتعود كل طريدة وطريدو

عجل فإنا اليوم نستبق الرؤي *** ببشائر الذكرى الخير عقيد

ص: 84

عجل إمام العصر ترتقب الدنی *** عدل الحياة السيد ومسود

إنا هنا في الدرب نقبس همةٌ *** هي في الزمان عقيدةٌ المحمود

سيظل ينصرك الولاء إذا انطوت *** أجسادنا في القبر تحت صعيد

* * * * *

مولاي أنت موزاري في ثورة *** هي آذنت للحرف كل فريد

جاءت كمثل البرق أومض لامعاً *** وأنا الذي قد أوهنتني قصيدي

ما كان لي أمل تصاغ قصيدة *** لو لم تكن بنوالك الممدود

أخبرت أصحابي بأني قاصر *** وطلبت من رب السما تأييدي

* * * * *

الآن هدهدت القوافي وانتشث *** في ليلة الذكرى الخير وليد

ورأيتني أستاف من قبساتها *** نورا يحيط براعتي وجهودي

مولاي لطفاًأبتغيه بجاهكم *** رد الشرور وكيد كل حسود

من كل قرن يفقدون براعتي *** ويشينهم مانمّ عن تسديد

أأنا الذي قد كنت أغلب مُجهداً *** واليوم أغلبها بلا مجهود

* * * * *

مثلت حروف القافيات ووزنها *** طوع العنان بماتشاء زنودي

ستكون في صحف الزمان قصيدة *** لتثيب للجنبات كل جديد

فحفظتها مثل الجمان كريمة *** وكذا أصون من الضياع عقودي

ولأنها صیفت عقود لآلئ *** هي نجلة المشغوف للمولود

ولأنها من قدس أحمد سطرت *** تدعو لدين العدل والتوحيد

ولأنها نهج الكتاب تضمنت *** لا قابل للنفي والتفنيد

هي ثورة الحرف الذي لا ينثني *** هي ثورتي هي في الفناء وجودي

13/ 8/ 1422 ه

ص: 85

ناصر الحق

**ناصر الحق (1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

شوقاً لذكركَ أيُها المولودُ *** رفَّ الثرى وتفجَّرَ الجلمودُ

وتباشر الإسلام وابتسم الهدى *** والعدل والقرآن والتوحيدُ

يا ليلة الميلاد إن زماننا *** بك والمحافل والقريض سعيدُ

في كل دارٍ حفلة وتباشرٌ *** وبكل ثغر بسمةُ وقصيدُ

وبكلّ حقلٍ للزهورِ تفتحٌ *** وبكل جيدٍ لؤلؤ منضودُ

وبكلِّ قلبٍ فرحةً قدسيةٌ *** وبكل حفلٍ للإمام نشيدُ

وبكل قطرنشوة وتباشرٌ *** وبكل درب سرت فيه ورود

وبكل رابية مشاعر شاعرٍ *** وبكل غصنٍ بلبل ٌغريدُ

فكأنما الدنيا الجنان نضارةٌ *** وكأن غابرَ ما احتوتهُ جديدُ

يا ناصرَ الحق المبينِ متى نرى *** عناستجابُ الليالي السودُ ؟

یا نرجس الفضل التي ما حالفت *** إلا التقى وعلى يديها الجودُ

طُلتِ السماءَ وكنت أعلى رتبة *** منها وقدري في الحياة يزيدُ

طلت السماءَ بسييدٍ أعطى الهدى *** والدين فضلاً ما عليه مزيدُ

الأم انعم الأم أنت لماجدٍ *** لله آباء له وجُدودُ

يا ابن الإمام العسكري تحيةٍ *** من عاشقٍ يشدو بها ويشيدُ

ما زال يرتقب اللقاء لدولةٍ *** تأتي بها يا أيها الموعودُ

بك أيها الخلفُ المؤملُ ليلُنا *** نورٌ يشعُّ على المدى ممدودُ

وزماننا بك والمدائحُ فرحة *** إذ أن مولدك الأغر العيدُ؟

لا ، بل أجل نضارة وبشاشة *** أفراحه تبقي وليس تبيدُ؟

ص: 86


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

يا ليلة النصف من شعبان

الأستاذ مكي آل ناس

يا ليلة النصف من شعبان إن بنا *** شوقاً للقياك شوق العقد للجيد

از يا ليلة شرفت في الكون قاطبة *** إن رُمتِ شدواً فذا لحني وترديدي

حيَّیت من ليلة للآل مكرمةٌ *** وللمحبين إيفاءُ المواعيد

هذي محافلناقد لفها طربٌ *** وليلة العيد من ذكراك في عيد

يا ابن الزكي فدتك النفس ترجمةٌ *** و رمز الولاء فهذا كل موجودي

فالصبح لولاك لم نرقب مطالعه *** ولا استطاب لنا في الدهر من عيد

يا خير محتجب یا خیرمرتقب *** یا خیرمن رُزقَت أُّم بمولود

إن المدامع ملّتها معاصرها *** وآن للنوح أن يُمحى بتفريد

وآن لليل أن يطوي سوادله *** فالسرج أمنيتي والسيف مقصودي

يا حبذا طلعة طالت تراودنا *** فالصبُّ لم يشفه ضرب المواعيد

وللسيوف صليل ضاق مغمدها *** وللرعال صهيل ذاع في البيد

فالذكر مغترب والركن مضطرب *** هلا أغثتهما يا أصيد الصيد

والجرح مفتغر والصبر منبترُ *** ونائبات الليالي أعجمت عودي

هذي لواعج أحقاب أبثكها *** فالنار ترمي شرارا من أخاديدي

إنا على العهد لم تشلل سواعدنا *** ولن يزعزعناعصف المراويد

ولم تبطئ بناقود وإن عجزت *** جئناك حبواً بثلجٍ أم بجلمود

15/ 8/ 1410 ه

ص: 87

أمل الحياة

الشاعر إبراهيم أبوزيد

ذكراك فاح أريجها ياسيدي *** وسری بدنيانا عبير المولد

واستافت الأزهار من أنفاسه *** وغدت تميس بعطرها المتجدد

لبست بيومك حلة جذابة *** شعّت بنور هداك مثل الفرقد

لولاك ما الأزهار ؟ ما ريح الصبا ؟***ما الورد ؟ ما عبق العبير المسعد ؟

أمل الحياة وللحياة تفاؤل *** بقدوم جابر كسرها المتعدد

ذكراك خالدة ونورك مشرق *** يسمو على وهج السراج الموقد

كل المحاسن للفناء مصيرها *** تبلی و یبلی حسن کل مورد

لكن محاسنك الجميلة غضة *** يشدو بها في الأفق كل مفرد

تعنو لها كل الجباه جلالة *** ويشيعها في الكون شعر المنشد

وتردد الأجيال آية فنها *** أعظم بفن في الزمان مردد

ها نحن ننتظر اللقاء بمهجة *** حرى وحرهجيرها لم يبرد

وقلوبنا تغلي كما يغلي الصفا *** في يوم قيظ صائف متوقد

يا قائم اليوم المجيد تحية *** في يومك الميمون يوم المولد

لك من فؤاد المدنفين بحبكم *** لا يرتضون سواكم من سيد

والآبق السكران من خمر الهوى *** ثمل يودّ لقاءكم في الموعد

لكنه خجل لأن ذنوبه *** عظمت ولما لم يجد من منجد

لجأت إليكم نفسه وكيانه *** وتعثرت قدماه في الزمن الردي

أفلا أخذتم سيدي بيدله *** لتخلصوه من الجحيم الموصد

إن كان في ماضي السنين معذباً *** فرجاؤه الأمل المفرح في الغد

كي لا يكون مغللاً فی دينه *** دنيا وآخرة إذا لم يهتد

كثرت مساوئه وأبلت وجهه *** يده جنت تبا لهاتيك اليد

فتقبلوها منه سناعة قالها *** واستنقذوه بحق دين محمد

ليعود ينشدها وينشد غيرها ***ذكرى يفوح أريجها من أحم

ص: 88

لوعدك نستحثُّ غدا

الشاعر بدر الشبيب

لوعدك نستحثُّ غدا *** ونرقب فجره الفردا

الوعدك جرحنا المص *** لوب في آهاته صمدا

وسطرخير ملحمة *** وصيِّر نزفه مددا

ومزِّق كل خارطة *** تحرّف دربه الجددا

وأسفر عن تجذّره *** فأوغر صدر من جلدا

وقاوم سوط عاقره *** فأوهى السوط من جلدا

وغنى في علانية *** لوعدك نستحثُّ غدا

* * * * *

الوعدك شوقنا المس *** دود فوق النطع ما بردا

تحدى السيف حين هوى *** وكل جنوده حشدا

وخاطبه بلا وجل *** أجهل مطبق أبدا ؟

تظن بأنني جسدٌ *** ولم أكُ لحظة جسدا

ولكن زبدة الأح *** لام للإنسان مذ وُجدا

ولي وعد يحققني *** فسبحان الذي وعدا

فعد للغمد منكسراً *** ومت بالغيظ متّقدا

* * * * *

أيا وعداً نؤمله *** ليصلح واقعاً فسدا

وياثاراً يثير الذ *** عرفي أشلاء من جحدا

ويا غيثاً يحيل الر *** مل في رمضائنا بردا

ويامن يمنع الأشياء *** جوهرها الذي فُقدا

لوعدك جفننا المش *** دود نحو الغيب ما رقدا

وفي بحر من القصص ال *** ممضة نركب الجلدا

وندفع عاتيات ال *** موج بالقلب الذي جهدا

نفذّ السير ولو *** ونلمح شاطئاً بُعدا

ص: 89

فنهتف يا مخلَّصنا *** مددنا للخلاص یدا

سئمنا العيش في لججٍ *** تُمزّق شملنا بددا

نحارب بعضنا سفهاً *** كأن الدين ما وُلدا

ونهدم ما يقرینا *** ونبني بيننا عقدا

ونصفي للذي يسعى *** يريد الشرَّ والنكدا

له من حولنا رصد *** وننهك بعضنا رصدا

نسينا آية ( اعتصموا )*** كأن لم لنتلها أبدا

فعفوك يا موحدنا *** أضعنا دريك الرشدا

وضیّعنا ملامحنا *** فتاه الخطو وابتعدا

وغلّقنانوافذنا *** خشينا النور أن يفدا

وعشنا في نعيم الجه*** ل نحسب أننا سعدا

أغشا إن هذا الن *** زف ما أبقي بنا كبدا

وأنت البلسم المأمو *** ل مما قلبنا وجدا

وأنت الجوهر المذخو *** رفانهض واسحق الزبدا

16/ 8/ 1413 ه

ص: 90

يا ليلة الميلاد

**يا ليلة الميلاد(1)

الشاعر شفيق العبادي

أشرقت فالدنيا بنورك تهتدي *** ياخير مولود وأكرم سيد

يا خير مولود کسا أفق المدى *** بسنا المكارم والعلا والسؤدد

يا خير أغنية على شفة المنى *** مؤارة الجنبات بالنغم الشدي

غنّى بها المجد الأصيل وقوّضت *** للجهل دنيا صرحها لم يشدد

وتبددت خيل الظلام حيالها *** مزقا على وجه الصعيد الأجرد

وسمت بها دنيا السمو وأشرقت *** شمس الفضيلة حلوة لم تخمد

من ألف عام لم يزل لبريقها *** ألق يسيربه الزمان ويفتدي

قدسية النفحات زاخرة السنا *** علوية الآفاق مشرقة الغد

طاف الجلال على مرابع قدسها *** ومشى الجمال بحسنها المتوقد

وتسمرت قدم الزمان إزاءها *** فخيوله حيري بدرب موصد

يا ليلة الميلاد يا القاً على *** وجه الحياة يضوع بالعطر الندي

يا قبلة الإيمان يا عقداً على *** جيد الخلود بغيره لم يخلد

يا قبلة الإيمان حسبك من *** آلاء فضلك نستزيد ونهتدی

وعلى مداك الرحب نرفع شرعاً *** آمالنا ترنو لفجر أو غد

فلأنت أفضل ما تجود به ید *** للدهر بعد تعنت وتمرد

فبكم ستشرق للرجاء عوالم *** تهنا الحياة بها بأعذب مورد

وسيبعث الأمل الشريد كأنه *** نجم يبدد حلكة الزمن الردي

يا باعث الأمل الشريد تحية *** من شاعر باللطف منك مؤيد

لولاك لمينبس لريشته فم *** ولهاته مما بها لم تنشد

أثريت بالنغم الشدي مشاعري *** وأسلت آيات البيان على يدي

ص: 91


1- أجنحة الولاء .

وعرجت بي أفق الخيال أصوغه *** شعراً يزفُ إلى علاك الأوحد

يا من طلعت على الحياة حقيقة *** بالمجد تزخر والمكارم ترتدي

نقشت على أفق الخلود مقالة *** عصماء لم تصدأ ولم تتعدد

ما ارتاب فيها عاقل ومفكر *** إلا حثالة معشر لم ترشد

فمتى ستلجم كل يوم ناعق *** ومتى ستطلع للورى كالفرقد

ومتى سيشرق للرجاء وليله *** فجرليعصف بالأسى المتلبد

ففم الحياة يضجّ نحوك بالشجا *** وبمهجة حرى وقلب مكمد

يلهو بها كف الحياة وبؤسه *** ويريبها عسف الزمان الأنكد

فلكم رمت طياتها عبر المدى *** والطرف بين مسمر ومسهد

ترنو إلى الأمل الشريد وفي الحشا *** للحزن ألف قصيدة لم تولد

خرساء إلا في تأوه ثاكل *** قعدت بها البلوى فلم تتمرد

ويشدها التجوال في سبل الأسى *** مابین زفرة فاقد وتنهد

فارهف لها سمعة ومد لها يدا *** واطلع بها فجرة بهي المولد

تزهو به الدنيا وتأتلق المني *** ويصوغ زهر الحلم والأمل الندي

وترف مجدبة الحياة ويرتوي *** ثغرالزمان وظامى المجد الصدي

15/ 8/ 1410 ه

ص: 92

أبا الأمل المخبوء

بمناسبة ميلاد أمل الشعوب الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف

الشاعر شفيق العبادي

سقى الله يوماً فيه ذكراك تعقد *** ولا برحت أصداه لحناً يردد

ولا برحت أصداه في كل ثنية *** وفي كل حين محفلاً يتجدد

مواكب نور تستهل على المدى *** بها الحق يشدو والزمان يفرد

پرتله في غفوة الليل سامرٌ *** وينشده في يقظة الصبح منشد

وتحمله الدنيا معيناً لدربها *** تسير على الطاف وتتزود

ولا برحت ذكراك في خاطر المنى*** رؤى ثرة الإبداع يزهو بها الغد

ويوماً أعدته السماء لنهجها *** يهش له وعدٌ ويحدوه موعد

وصبحاً إلى دنيا الخلاص ستنتشي *** به أمهُ أضنى سُراها التشرد

ولا برحت ذكراك ترشد تائهاً *** إليها ويخزي في علاها مفند

وترسم للأجيال هدي رسالة *** أضاء بها الدنيا النبي محمد

أطالت لعمر الدهر شوطاً ولم يكن *** يؤمل لولاها تُمد له ید

أبا الأمل المخبوء في أفق الرؤي *** ويا قبساً نمشي عليه ونرشد

ويا واهب الدنيا بغمرة يأسها *** شعاعاً به فجر الحقيقة يولد

أنار لها في موحش الدرب نهجها *** فلاح لمرآها الطريق المعبد

وسارت على أصداه مسرعة الخطى *** تغني الأماني ما عراها التردد

ولا عاقها في زحمة السيرشائب *** ولا شطها مسرىّ ولا زلّ مقصد

أراها برغم النوء يزهر كوكبٌ *** ويبدع رغم الكبت (فكر مصفد)

وترفع رغم اليأس أشرعة المنى *** وينطق رغم القيد ( جرح مضمد )

وينهض رغم البؤس عزمٌ مجردٌ *** ويفتك رغم القهر (بأسٌ مقيد)

لكم في ضمير الغيب يومٌ سينجلي *** بطلعته ليل من البني أسود

ص: 93

أناخ على صدر الحياة بثقله *** فهيض لها فكرٌوغلت لها يد

وجلي على الدنيا وملء إهابه *** ظلامٌ تلاشى فيه نجمٌ وفرقد

إذا ما مشت نحو التحرر وثبةٌ *** ففرج مغبونٌ وآب مشرد

ولاحت على الآفاق أثار نهضةٍ *** تقوم لها الدنيا جلالا وتقعد

أبا الغد يا أهزوجة الحق في الوری *** واشراقة الأحلام ترنوفتسعد

ويا رافع الحرية البكر معلماً *** ويا من به شمس العقيدة توقد

ويا صيحةٍ للنصر شامخة الذری *** تطالعها البشري ويرقبها الغد

ويا أملاً تحيا عليه نفوسنا *** بتذكاره طيف الأسى يتبدد

ويا غاية تهفو إليها قلوبنا *** أبي العزم إلا أن يراها تجسد

ستجمعنا فيها حياةٌ كريمة *** ويغمرنا فجر من العيش أرغد

ويا باعث الأجيال من حمأة الردى *** ومنقذها بالحق إذ عز منقذ

وواهبها روح الكفاح رسالةً *** ليندك صرح بالضلال يشيد

وتأتلق الدنيا قباب اًومنبراً *** ويزهو محراب ويختال مسجد

ويُرفع صرح الحق فوق ذرى المدى *** منيفا على أعتابه الدهر يسجد

أبا الغد كم ذكرى حشدنا لها الرجا *** وجئناك والشكوى إليك تصعد

وكم تعب الحادي بيومك منشداً *** وكم بح صوت في طلوعك ينشد

تناجيك والأعماق يعصرها الأسى *** وطرف الهدي مما يلاقيه أرمد

وجيد الهدی بستام جهراً وخلسةً *** وبأسك مأمون وسيفك مغمد

فعجل فقد طال انتظارك بيننا *** وأوشك ينبو في يديك مهند

وخاتلنا بغي وضج بنا أسى *** وفارقنا بأمن وخان تجلد

تاروت 1411 ه

ص: 94

رعيا لصبحك

الأستاذ حسين آل جامع

مناجاة:

مَا لِي وَقَفْتَ ، وَ أَنْتَ قِبْلَةً حَاجَتِي *** يرنولقدس عَلَاكَ ضَعُفَ بياني

أهفو ، فَتَستَعصِي عَلِيِّ یراعتي *** وَ يَدَايَ بالدعوات تختلجان

أَ تُرَاكَ تَحْرِمْنِي النَّوَالِ وَقَدْ جَثَا *** بِفِنَاءِ جُودِكَ مرقمي وَ لِسَانِي

أَنِّي أضأتك فِي غَيَاهِبِ حيرتي *** فانساب يُشْرِقُ بِالْوَلَاءِ جِنَانِي

وَ عُقْدَةَ فِي حَبْلِ الْوَلَايَةِ نِيَّتِي *** أَنَّ الْإِمَامَ بِعِينَةٍ يَرْعَانِي

یا قَائِمُ الْأَطْهَارُ أَقْعَدَنِي الضنى *** فَاكْشِفْ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أضناني

وَ الطِّفْلُ وَجَدَ وَ اعْطِفْ عَلَى مُتَوَسِّلُ *** يانور سُبْحَةً سُورَةَ الْإِنْسَانِ

القصيدة :

رَعَيَا ليصبح هَذَا الواعد الْفَرْدِ *** تهفو لمقدمه الدُّنْيَا وتحتشد

تهفو لمقدمه الدنیا التی اتقدت *** بالموبقات ، وَ مَا تنفک تتقدُ

جالت عَلَى صَدْرِهَا الْأَمْوَاجُ عاتِيَةٍ *** وَ رَاحَ يُنْحَتُ فِي أعضادها الزُّبْدُ

وأوهنتها الدياجي ، كُلَّمَا طَفِقْتُ *** تُحِلُّ مَنْ عَقَدَ الظَّلْمَاءِ . . تنعقدُ

طالت بأحشاء هَذَا اللَّيْلِ رحلتها *** واغتال أَحْدَاقِهَا الإرهاق وَ السهدُ

وَ بَيْنَ أَ حِضَانُهَا الأرزاء تُرْضِعْهَا *** حَتَّى إِذا فُطِمَتْ أشبالها . . تلدُ

ما إِنْ تُفِيقُ مِنْ المأساة فِي بَلَدٍ *** إِلاَّ أَعَانَ عَلَى ضَرَّائِهَا بَلَدُ

فراوحت تَقْرَأُ الْأَيَّامِ أَسْئِلَةِ : *** أَمَّا لِهَذَا الْهَوَانِ المستميت غَدٍ ؟

أَمَّا لِهَذَا الْحَصَادِ المرمن أَمَدَ ؟ *** أَمْ أَنَّهُ السَّيْلُ يستشري وَ يُطْرَدَ ؟

فَتِلْكَ أَيَّامِي الْحُبْلَى الَّتِي شغفت *** بالنائبات ، عَلَى كُلِّ الْمَنِيِّ رصدُ

ليل يمور وأنواء وَ عَاصِفَةٍ *** تَظَلُّ مِنْ هَوْلِهَا الْآمَالِ تَرْتَعِدُ

تخبو فَأَجْمَعَ أشلائي الَّتِي انْتَشَرَتْ *** فَوْقَ الضَّرَاوَةِ مِنْ ماتُوا وَ مَنْ فَقَدُوا

أَ كُلَّمَا قُلْتُ هَذَا البريا سفني *** رَاحَةً عَنْ المرفأ الْمَأْمُونِ تبتعدُ ؟

وَ كُلَّمَا شع فِي عَيْنِي بَصِيصِ سِنّاً *** مِنْ كَوَّةِ الْفَجْرِ . . حَالَةُ دُونَهُ لِبْدُ ؟

ص: 95

متى ألملم أحلامي فأرسمها *** مشارقاً بالغد الوضاء تنفردُ ؟

متى أشم عبير النور في رئتي *** ويرحل الوهم من عيني و الرمد؟

متى أحس انهمار الغيث يغمرني *** لطفا ، ويمسح عني كلما أج؟

متى تمد إلى قيدر وهيت له *** يد النجاة .. وكم تثري الوجود يد

إنا وعدنا بأن الصبح منبلج *** ضياؤه بسنا المهدي ينعقد

بدولة من خيوط الوحي قد نسجت *** ثوب الحياة ، فلا زيغ ولا صد

وقائم سرج الآفاق طلعته *** وطوع إمرته الأنحاء والأمد

يقوم بين يديه العدل ملحمة *** وجند منهجه الإيمان و الرشد

وحين ينفخ في أصوار دعوته *** إلى الخلاص فمن الأمها تفد

هي الظماء إلى محرابه ازدلفت : *** القلب والروح والأنفاس والجسد

وراح ينصب من میزاب رحمته *** ري روي هنيء سائغ برد

والحق قد مد مما ناله رهقا *** كلتا يديه من الألطاف يبترد

يهنيك ياهذه الدنيا فإن له *** ذكرى على هامة الأيام تنعقد

حجت لكبتها الأرواح مذ علمت *** أن المآب إليها هانئ رغد

وأنها البحر بالخيرات عامرة *** شطآنه ، أينما يمته ترد

وأنها زمزم الأثداء مشرعة *** ما رد -إن جاءها مسترفداً أحد

بوركت يا هذه الدنيا بمشرق من *** فداه أنفسنا والمال والولد

يا أيها )القائم المهدي ) إن بنا *** شوقا إليك بعمر العمر يطرد

عشناك عشقاً صمودة رفعة وهدى *** برغم من كابروا بغيا ومن حسدوا

وعاش أسلافنا معناك في دمهم *** حتى ورثناه مذخوراً لمن ولدوا

فأنت أكبر من آمالنا أملا *** ونصب عينك مانلقى وما نجد

جئنا نجدد عهدا .. بيعة .. ثقة *** فكل أيامنا في حبكم جدد

الخميس 13 شعبان المعظم 1421 ه

ص: 96

یا سیّدنا الدنیا

الشاعر أحمد نصر آل حمود

المقدمة:

الشعر حلّق في سماك مغردا *** جذلان يستهويه لحنك في المدى

نشوان أسكره رواء ولادة *** تتولد الدنيا به يوم الندا

قد هالة مغناك يعبق روضة *** وهداه نورك في القلوب وأرشدا

فعناك كيما تستطيب جراحه *** ورجاك كيما ترتضيه مضمّدا

فكأنما قد كان قبلك يائساً *** واليوم عاوده الوثوب فجددا

القصيدة :

أتيت إلى ذكراك أشدوك مولدا ***وأرشف منها ما يبل به الصدی

أتيتك أستجليك صوتاً مدوياً *** وإن غاب عنا سمعه وتبددا

أتيتك والآمال ترنو نجومها *** بريقاً لأن تلقی شعاعك فرقدا

فأنت وميض الغيب والأمل الذي *** تهيم له الأجيال وعداً وموعدا

وأنت رجاء العالمين بشيرهم *** ومجدهم إذ ليس غيرك منجدا

وأنت كمال الدين تعلوك همة *** يرسخ منها الدين روحاً مجسدا

وإنك في الدنيا تصون كيانها *** وأرجاؤها لولاك ساخت تمردا

وإنك في الأعماق نبض قلوبنا *** ونحن بذا لولاك عاجلنا الردا

وإنك في الأحداق ترسم دربنا *** وتبدو على رغم الصعوبات مرشدا

وإنك في الأحلام منية حالم *** أهاض مناه القيد يبغي التجردا

* * * * *

أحييك عزماً باعثاً همم الرجا *** لتحيي بنا الآمال في حالك الردی

أحييك صبحاً قد أطل على الدني *** بنور أزاح الليل عن كاهل المدى

وإن زوال الليل لابد واقع *** وإن بزوغ الفجربات مؤكدا

وإن عطاء الأنبياء عقيدة *** وحقا على الأجال أن تتعبدا

ص: 97

وإن مداد الخالدين رواؤه *** سيبقى بمدّ الدهر نبأ وموردا

وإن دماء الناهضين رسالة *** وقد خطّها سيف الجهاد وأغمدا

ليوم به الأحرار ينفكّ قيدهم *** وتشدو به الثوار نصرا مؤكدا

اليوم يوم العدل يملأ أرضنا *** كما ملئت ظلماً مدى الدهر أسودا

ليوم به التاريخ يبيض وجهه *** ويختال مزهوة ويرقص منشدا

فتزهو به بين الملاحم قصة *** الملحمة أفضالها تخجل الندى

تبدت بأسنى ما يخط حروفها *** فلاحت ترى في لجة الغمر عسجدا

* * * * *

فيا سيد الدنيا رجوناك سيدا *** عبيدك لا يرجون إلاك سيدا

دعوناك والدنيا تمور ُبدرینا *** وصرخاتُنا بالوجدِ أوهت تصلّدا

رجوناك والآهاتُ فتّت قلوبنا *** وصوَّبها سهمُ الضلالِ وسَّددا

فأدمى جراحات الإباء ونزّها *** ومزَّقَ أحشاءَ الكفاحِ وبددا

ومال إلى الأذهان يُخمد عزمها *** فأودى بعزمات الرجال والحدا

خصالّ بعمرِ الدهرِ تزري نضوجَه *** وتخزي لها الأيامُ ذكراً ومشهدا

* * * * *

نناديكَ والبلوى ألمت بساحِنا *** وحدَّ لنا الأعداءُ سيفاً مهنّدا

نناجيك يا مولاي عجّل لقاءنا *** فقد أوشكت طاقاتنا أن تخمدا

وأدرك بقايا العمرقبل ذبوله *** فإن حسام الموت بات مهددا

فحتّامَ نرجو أن تقوم بنهضة *** لتحيي بها الآمال عزماً وسؤددا

فيا سيد الدنيا وأنت رجاؤنا *** أغشا فإن الكون ينشد منجدا

ص: 98

في مدح الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الشيخ نزارآل سنبل

حلق بسناك على الدنيا

واطفئ نيران الأحقاد

واشرق كالشمس تواری

عنا ظلمات الإلحاد

وانشر عدلك في الآفاق

ليعبق بالأرج الوادي

قد تاهت في البحر سفائننا

وارتاع السائق والحادي

واجتاح الظلم عوالمنا

فاشتاقت للنور الهادي

ص: 99

عشقي

الملا عبد الله أحمد آل حسين

رسمتك فوق أوسمة الخلود ** * شعار الثائرين على الجحود

شعار الثائرين غداة هبّوا *** كليث الغاب يزأر كالرعود

نقشتك بالنجيع على نواصٍ *** تصيح الثار نبراس الخلود

أثار الله عجل نحن جندٌ *** عشقنا الموت من ماضٍ عهيد

عشقنا دربك الوضاء صدقاً *** وسرنا فيه رشداً من رشيد

مزجنا دمنا بولاك عشقاً *** فصار العشق عنوان العهود

تعاهدنا بأن نبقى سيوفاً *** المحق الظالمين بلا حدود

نقارع كل جبار عنيد *** ونحصد روحه شر الحصيد لنا

ولا نخشى الطغاة وإن أرادوا *** لنا التبديد في يوم عتيد

سنمضي والحسين لنا لواء *** أبي الإذلال للكفر العنيد

سنمضي خلف رايات شداد *** ونهتف بالجميل من النشيد

ونلقي في قلوب الكفر رعباً *** يبدد شملهم يوم الورود

جنود لا نهاب الموت حصناً *** منيعاً من أشاوس أو أسود

فنار الشوق تضرم في حشانا *** بأن نلقاك بالعزم الأكيد

ص: 100

المهدي علیه السلام

الشاعر فوزي الصايغ

يفتخر الشعر على النثر بأن تُنظم لآلئه في المهدي المنتظر، لماذا لا يكون كذلك وهو علیه السلام الذي هدى الشعراء إلى نظم الشعر فيه وفي طلعته الغراء وفي غيبته الكبرى ونهضته النوراء.

ماذا تعدُّ من الأشعار في المهدي *** يفنى الزمانُ ولم تفرغ من العدَّ

يفني الزمان وهذا الشعر منتصب *** يقول من ذا يقول الشعر في المهدي

فينبري كلُّ من يقوى لمنتظم *** من الكلام ويبدي منه ما يبدي

حتى ترى كم بحور الشعر جاريةً *** من أعذب القول لا من مالح الوِرد

وكلُّ ما قيل من شعرٍ بدا حدثاً *** وصاحب العصر فوق الشعر بالمجد

فصاحب العصر أسمى كلما نظموا *** أهلُ القريض بلا حصرٍ ولا حد

إنَّ القصيد يباهي النثر مفتخراً *** عليه وهو محقُّ دونما نقد

يبقى القصيد من الأوزان في طربٍ *** والنثر مضطربٌ قد حاد عن قصد

هذا القصيد إلى المهدي أرفعهُ *** هديةً من فؤار فاز بالرفد

رفعت شعري إلى المهدي معترفاً *** له الولاء بقلب مفعم الود

یا صاحب العصر هذا الشعر ملتمس *** منك القبول لمن ينظمه بالعمد

خذه ولا تحرمن نفساً مطالبةٌ *** منك الحنان فمنك العطف للعبد

أنت الذي تأنس الدنيا بطلعته *** ويزهر الكون من إشراقه المُجدي

متى تقوم بأمر الله من بلدٍ *** هو الحرام متى يا أيها المهدي

من مكة الفضل تدعو للجهاد وقد *** حانت هنالك فيها ساعة الوعد

تدعو فتأتي لك الأنصارُ في عجلٍ *** وما لهم بعد داعي الحقِّ من بد

وقد أجابت نداء الله طائعةً *** نفوسُ صدقٍ وقد مالت عن الجحد

تعدادهم مثل من جاءوا وقد حضروا *** بدرة مع المصطفى حرباً على اللد

بين المقام وبين الركن في ثقةٍ *** قد بايعوك وهم منخيرة الجند

ص: 101

فبارك الله كفاً قد بسطت لهم *** وبوركت ثلةُ مدت لك الأيدي

بهم تقوم لتقويم الذي خريت *** أهل العناد بظلم الدين والعبد

تقتص من كل ملعونٍ ومجترئٍ *** علي الحنيف بتحريفٍ وبالنقد

وتأخذ الثأر من كل الألى ظلموا *** أهل الصلاح وأهل الفضل والمجد

أعني بهم صفوة الرحمن قاطبة *** وخيرة الخلق من قبل ومن بعد

محمد المصطفى عن كل شائبة *** وآله الغرمن جلوا عن الند

إذا رأيت ظلوما أو سمعت به *** دكدكت منخره بالصارم الهندي

وكل نفس بجور في الوری عملت *** تذيقها كأسها من مرهف الحد

تمضي على اسم إله الكون متكلا *** في كل ناحية في الغور والنجد

مستأصلا شأفة من كل غاشمة *** الله أنت فتى من باذل الجهد

ولا تنام قرير العين عن طلب *** لأمك الطهر والآباء والجد

ولا يصير لديك الوهن في عضد *** لأخذ ثأرك أو ضعف على الزند

ولا تمل كفاحا أنت قائده *** وهل يمل كفاحا قائد الجند

لتجعل الأمن في الأقطار منبسطا *** وتأخذ الحق من فرد إلى فرد

ويرتع الناس في فضل و سلم *** يسوسها العدل من مهد إلى لحد

ويرجع الدين غضا مثل مبدئه *** وينتهي الناس من فقر إلى رغد

وتأكل السشاة والذؤبان جانبها *** ولا تخاف المها من وثبة الأسد

في دولة العدل كل الخلق آمنة *** والخيريشملهم في دولة المهدي

شعبان 1422 ه

ص: 102

هجران

**هجران(1)

السيد حسن الخليفة

سيان إن عتبت عليَّ البيدُ *** أو إن عتبتُ مغرَّب مفرودُ

متوحّد والأفق أخلف هالة *** في نخلتيَّ وحاصلي مبلود

أمسؤم في الساجدين ولم يثب *** وعلى فتيت فؤاده مسجود

ومخلد في ما النّوى أبوابه *** مغلوقة في قعره مخلود

حتى إذا حفّت بطائف خانه *** قدماه وهو بطائف محشود

فكأنَّه الموجود إلا أنَّه *** كالميت من حركاته مجرود

هل أخلع الأرض التي في تربها *** منزول مَن مِن تربها مصعود

فاهيم لا حدُّ يهين مسافتي *** طلقاً.. وكيف تحرّر محدود

أم أكل الصبرين أكلة صائم *** عيديه عقب صومه مردود

عجلان ما ذبل الهلال وغائل *** كالدهر ليس كمثله مشهود...

ص: 103


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 307 .

من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام

**من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام(1)

أبيات بعدد السنين التي عاشتها فاطمة علیها السلام

وسری بجنح الليل يسترها فما*** معنى الأسى ما لوعة الفقد

وجنازة صمتَ الوجود وراءها *** قاسي أليم الرزء والجهد

لايسمع التكبير حتي هامساً *** به فاقد وحسشاه في فقد

وتطيعه الأملاك تستر نوحها *** والأفق دمع شجونه يبدي

واري الشهيدة كيف يوصف مشهد *** صدع الوجود بخطه الفرد

وحنا على القبر الشريف مؤبناً *** والحزن جاوز غاية الحد

وبقي يخط على التراب وصية *** اللغائب المحجوب في البعد

أبني أمك والأسسی جم بها *** يأبى على التبيان والعد

أبني زرقبر البتول فإنها *** لغريبة مقطوعة الوفد

أبني أما إن سمعت أنينها *** فلعله من لطمة الخد

ولعل ذا ألم الضلوع تكسرت *** قهراً بعصرة زمرة الحقد

ولعله المسمار مزّق صدرها *** بيدي لئيم الأصل مرتد

أبني أوحش خالياً محرابها *** وغدا أسير الهم والوجد

كانت تقوم به فيزهرنورها *** في الكون حتى جنة الخلد

أبني إن قلت : السلام عليك يا *** أماه ياجرحي الذي يردي

فقل : السلام على المعفَّر محسن *** شجن الزمان ومأتم المجد

قتلوه لم ينطق ولم يبسم ولا *** نظر الحياة وغاب في اللحد

ولدي .. ظلامة فاطم حمّلتها *** إياك يا موعود يا مهدي

12/ 8/ 1425 ه

ص: 104


1- لشاعر شاب قطيفي يخفي اسمه ، حيث يكتب قصائده ويرسلها بطريقة ما لبعض الخطباء دون أن يعرفوه ، فأثابه الله وجزاه خيراً .

قافية :الراء

اشارة

ص: 105

ص: 106

مَغشيُّ الرواقين

**مَغشيُّ الرواقين(1)

الشيخ جعفر الخطي رحمة الله

حين اتصل الشيخ جعفر الخطي رحمة الله بالشيخ البهائي رحمة الله في ( اصفهان ) وعرض عليه أدبه ، اقترح عليه الشيخ البهائي إجازة قصيدته ( روح الجنان في مدح صاحب الزمان علیه السلام) والتي مطلعها :

سَرَّى الْبَرْقِ مِنْ نَجِدُ قهیج تذكاري *** عُهُوداً بحزؤى وَ الْعُذَيْبَ وَذْيٍ قَارٍ

فقال أبو البحر رحمة الله :

فِي الدَّارِ تستسقيك مدمعك الْجَارِي *** فسقيا فأجدى الدَّمْعِ مَا كَانَ للدار

فلا تستضع دمعا تريق مَصُونَهُ *** لِعِزَّتِهِ مابين نوي وَ أَحْجَارٍ فَأَنْتَ امْرُؤُ قَدْ كُنْتُ بِالْأَمْسِ جَارَهَا *** وَ لِلْجَارِ حَقُّ قَدْ عَلِمْتُ عَلَى الْجَارِ

عَشْوَةُ إِلَى اللَّذَّاتِ فِيهَا عَلَى سِنّاً *** شُمُوسُ وجوو مَا يغین وأقمارِ

فَأَصْبَحَتْ قَدْ أَنْفَقْتَ أَطْيَبِ مَا مَضَى *** مِنَ الْعُمُرِ فِيهَا بَيْنَ عَوْنُ وَ أَبْكَارٍ

نواصيع بَيْضَ لَوْ أفضن عَلَى الدُّجَى **** سناهن لَاسْتَغْنَى عَنْ الأنجم السَّاري

حرائر ينصرن الْأُصُولِ بأوجه *** تَقُصُّ أمواه النَّضَارَةِ أَحْرَارُ

معاطير لَمْ تغمس يَدِ فِي لطيمة *** لَهُنَّ وَ لَا استعبقن جونة عَطّارِ

أبحنك مَمْنُوعُ الْوِصَالِ نوازلاً *** عَلَى حُكْمِ نَاهٍ كَيْفَ شَاءَ وأمارِ

إِذَا بَتَّ تستسقي الثُّغُورِ مدامة *** أَتَتْكَ قحيتك الْخُدُودَ بأزهارِ

اموسم لذاتي وَ سُوقِ مآربي *** ومجني لباناتي ومنهب أوطاري

سقتك بِرَغْمِ الْمُحِلِّ أَخْلَافُ مُزْنَةُ *** تَلِفَ متی جَاشَتْ سهولا بأوعار

وَ فَجٍّ كَمَا شَاءَ الْمَجَالُ حشوتة *** بعزمة عؤاد عَلَى الْهَوْلِ كرار

تُمْرَسَ بالأسفار حَتَّى تركنه * لدقيه كالقدح أرهقه الْبَارِي

إِلَى ماجدر يُعَزَّى إِذَا انْتَسَبَ الْوَرَى * إِلَى مَعْشَرَ بَيْضَ أَ مَاجِدُ أَخْيَارٍ

وَ مُضْطَلِعُ بِالْفَضْلِ زِرَّ قَمِيصِهِ * عَلَى كَنْزٍ آثَارَ وَ عَيْبَةِ أَسْرَارِ

ص: 107


1- ديوان أبي البحر الخطي ، تحقيق عدنان السيد محمد العوامي ، ج 1 ص 215.207 .

سَمِيُّ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَ أَمِينُهُ *** عَلَى الديني فِي إِيرَادِ حُكْمُ وَ إِصْدَارِ

بِهِ قَامَ بَعْدَ الْمِيلَ وانتصبت بِهِ *** دَعَائِمُ قَدْ كَانَتْ عَلَى جُرُفٍ هَارٍ

فَلَمَّا أَنَاخَتْ بِي عَلَى بَابِ دَارَهُ *** مطاياي لِمَ أَ ذِمَمِ مفبة أَسْفَارِي

نَزَلَتْ بمفشي الرواقين دَارَهُ *** مثابه طراق وَ كُبَّهُ زُوَّارِ

فَكَانَ نزولي إِذْ نَزَلَتْ بمفدف *** عَلَى الْمَجْدِ فَضْلِ الْبَرْدِ عَارُ مِنْ العار

أساغ عَلَى رَغْمِ الْحَوَادِثِ مشربي *** وَ أَعْذَبُ وَرَدَ الْعَيْشِ لِي بَعْدَ إمرار

وأنقذني مِنْ قَبْضَةً الدَّهْرِ بعدما *** أَلَحَّ بأنياب عَلِيٍّ وَ أَظْفَارٍ

جَهِلَتْ عَلَى مروف فَضْلِي فَلَمْ يَكُنْ *** سِوَاهُ مِنَ الْأَقْوَامِ يَعْرِفُ مقداري

عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيمَا أَظُنُّهُ *** مِنَ الْأَرْضِ شِبْرٍ لَمْ تطبقه أخباري

وَ لَا غَرْوَ فالإكسير أَكْبَرُ شُهْرَةُ *** وَ مَا زَالَ مَنْ جَهِلَ بِهِ تَحْتَ أَسْتَارِ

متی بَلْ بِي كفأ فَلَيْسَ بأسف *** عَلَى دِرْهَمٍ إِنْ لَمْ يَنَلْهُ وَ دِينَارُ

فَيَا ابْنِ الألي أَثْنَى الْوَصِيُّ عَلَيْهِمْ *** بِمَا لَيْسَ تُثْنِي وَجْهَهُ يَدِ إِنْكَارِ بِصِفِّينَ إِنْ لَمْ يُلَفُّ مِنْ أَوْلِيَائِهِ *** وَقَدْ عَضَّ نَابٍ للوغى غَيْرَ فَرَّارٍ

وَ أَبْصِرْ مِنْهُمْ جَنَّ حَرْبٍ تهافثوا *** عَلَى الْمَوْتِ إِسْرَاعُ الْفِرَاشِ إِلَى النار

سراعا إِلَى دَاعِيَ الْحُرُوبِ يَرَوْنَها *** عَلَى شُرْبِهَا الْأَعْمَارِ مَوْرِدَ عَمَّارٍ أَ طَارُوا غمود الْبَيْضِ وَ اتَّكَلُوا عَلَى *** مُفَارِقٍ قَوْمٍ فَارَقُوا الْحَقِّ فُجَّارُ

وأرسوا وَقَدْ لاثوا عَلَى الرُّكَبِ الحبى *** بروكا كهدي أبركوه لجزار

فَقَالَ وَقَدْ طَابَتْ هُنَالِكَ نَفْسِهِ *** رِضًا وَ أَقَرُّوا عَيْنُهُ أَيُّ إِقْرَارٍ

( فَلَوْ كُنْتُ بَوَّاباً عَلَى بَابُ جُنَّةُ )(1) *** كَمَا أفصحت عَنْهُ صحيحات آثَارَ لأثقلت ظَهْرِي بالصنيع فَلَمْ أَكَّدَ *** أَ نَوْءُ بأعباء ثقلن وأوقار

وَ رَوْضَةِ فِكْرِي بعدما صَاحَ نَبْتِهِ *** بمنبعق مِنْ مَاءٍ فَضْلِكَ مِدْرَارٍ

وَ كَلَّفْتَنِي جِرِّيّاً وراءک بعدما *** بَلَغَتْ مَكَاناً دُونَهُ يَقِفُ الْجَارِي

ص: 108


1- علّق الغنوي عليه بقوله : ( هذا تضمين لقول علي علیه السلام فيهم ) يريد همدان :فلو كنت بواباً على باب جنة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام.

فجشمتنيها خُطَّةٍ لَا يَنَالُهَا *** توتب مستوفي الْجَنَاحَيْنِ طيار

وَ أَيْنَ مُجَارَاةِ الکميت مجليا *** تَنَاوَلَ شأو السَّبْقِ فِي كُلِّ مِضْمَارٍ

وألزمتني مَدَحَ امْرِئٍ لَوْ مِدْحَتَهُ *** بِشَعْرِ بَنِي حَوَّاءَ دَعْ عَنْكَ أَ شِعَارِيَ

لَقَصُرَتْ عَنْ إِدْرَاكِ مَا يَسْتَحِقُّهُ *** عَلَاهُ فإقلالي سَوَاءُ وإكثاري

إِمَامُ هدی طُهْرٍ يَفِي ءَ إِذَا انْتَمَى *** إِلَى سَادَةُ غرالشمائل أطهار

وبر لبر مانسبت فَصَاعِداً *** إِلَى آدَمَ لَمْ ينمه غیر أَبْرَارُ

وَ مُنْتَظِرُ مَا أَخَّرَ اللَّهُ وَقَّتَهُ *** لِشَيْ ءٍ سِوَى إِبْرَازِ حَقُّ وَ إِظْهَارِ

لَهُ عَزَمْتُ تُثْنِي الْقَضَاءِ وَهَمْتُ *** تؤلف بَيْنَ الشَّاةِ وَ الْأَسَدُ الضَّارِي

وَ غَضِبَ أغبتة الغمود وينتضى *** الْإِدْرَاكُ ئارات سَبَقَ وأوتار

أَبَا الْقَاسِمِ انْهَضْ وَ اشْفِ غُلُّ عِصَابَةُ *** قَضَى وَطَراً مِنْ ظُلِمَهَا كُلَّ كَفَّارِ

الْأُمِّ ؟ وحتام الْمَنِيِّ ؟ وانتظارنا *** سحائب قَدْ أظللننا دُونَ أَمْطَارُ ؟

ذوت نَضْرَةً الصَّبْرُ الْجَمِيلُ واذنت *** بيبس لإمهال تَمَادَى وانظار

أَبِحْ حَرَّمَ الْجَوْرِ الْمَنِيعِ جَنَابَهُ *** بَجَرَ خَمِيسٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ جِرَارٍ

بِهِ كُلَّ مسنجور الْعَزِيمَةِ مَظْهَرٍ *** - عَلَى خَشْيَةِ الْجَبَّارِ - هیبة جَبَّارٍ

إِذَا انحطم الرُّمْحُ انْتَضَى السَّيْفِ مَعْمَلًا *** لأسمر عسال وَ أَبْيَضُ بَتَّار

أَ زُرْتُكَ منزور التناء فَلَا يَكُنْ *** جزاي عَلَى مِقْدَارِ شَعْرِي ومقداري فدونکها عَذْرَاءَ لَمْ تُجِلَّ مِثْلِهَا *** عَلَى أَ حَدْرُ إلآك أَسْتَارِ أفكاري

وَ لَا زَالَ تَسْلِيمِ الْمُهَيْمِنُ وَاصِلًا *** إِلَيْكَ بِهِ سَيْراً عشي أَبْكَارٍ

قال ( الحسن بن محمد الغنوي الهذلي قدس سره(1) : كنتُ قد توليتُ إنشاد هذه القصيدة على الشيخ المشار إليه بداره المحروسة بإصفهان في شهر رجب للسنة السادسة عشرة بعد الألف ، للالتماس الصادر عن أبي البحر قدس سره فاستحسنها واستجادها ، وكتب له رقعة بيده المباركة ما هذا لفظه : ( أيها الأخ الأعز الفاضل الألمعي ، بدر سماء أدباء الأعصار ، وغرّة سيما بلغاء الأمصار، وأيم الله إني كلما سرَّحتُ بريد نظري في رياض قصيدتك الغراء ، ورؤيت رائد

ص: 109


1- راوية الخطي ومنشد شعره .

فكري من حياض خريدتك العذراء ، زاد بها ولوعي وغرامي ، واشتدّ بها ولهي وأوامي ، فكأنما عناها من قال :

قصيدتُکَ الْغِرَاءُ يَا فَرْدُ دَهْرِهِ * * * تَنُوبُ عَنِ الْمَاءَ الزُّلَالَ لِمَنْ يظما

فنروَى مَتَى نَرْوِي بَدَائِعِ لَفْظِهَا * * * وَ نَظْماً إِذَا لَمْ تُرْوَ يَوْماً لَهَا نَظْماً

ولعمري لا أراك إلا آخذاً فيها بأزمة أوابد اللَّسَن تقودها حيث أردتَ ، وتوردها أنَّى شئت وارتدتَ ، حتى كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك، والمعاني تتغاير في الانثيال على جَنانك ، والسلام .

وكتب عنوانها ما هذا لفظه :

( محبّك الإخلاصي بهاء الدين محمد العاملي ).

ص: 110

أثرنقعها

**أثرنقعها(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

متى ياابن خير الخلق ينشرح الصدر *** بطلعتك الغرا وينكشف الضر

وترجع هاتيك الليال التي بها *** سعدنا وفيها بالهدى أشرق البدر

أثرنقعها وانهض بعزم وهمة *** يضيق على الأعدا بها البر والبحر

بكل هزبر من ذؤابة هاشم *** وآساد غيلٍ شأنها المجد والفخر

نهوضاً فقد طالت حبال عواتق *** فلا صبر يابن المصطفى نفذ الصبر

أتفضي كأن لم تدرِ ما صنع العدا *** ومامنهم لاقاه آباؤك الفر

أبادوهم سماً وقتلاً وغيلةً *** وما الضيم إلا أن يرى دمكم هدر

تبصرت في شرق البلاد وغربها *** فما بقعة إلا وفيها لكم قبر

فما بين مسموم وبين مشردٍ *** وبين قتيل وزعت لحمة البتر

وما بين مطروح على وهج الثرى *** ومن دمه تروي الأسنة والسمر

وإن أنسَ لا أنسى حبيب محمد *** غداة على علياه قد صعد الشمر

وداس على صدر العلوم بنعله *** فلله من كسر وليس له جبر

وبات على حر الصعيد معفراً *** ثلاثاً بلاغسل وليس له قبر

ومن حوله أبنا ابيه وصحبه *** عرايا وكل لا يشق له قبر

على كل فرد منهم تنسج الصبا *** وتكسوه من اوداجه حلل حمر

اخيله كالشمس في أفق السما *** هوت وبها قد حفّت الأنجم الزهر

علي وعباس وعون وقاسم *** أسود إليهم ينتمي المجد والفخر

وأقمارتم من لوي وغالب *** رجال إذا صالوا بهم يحصل النصر

وإن أنسَ لا أنسى فرار نسائكم *** عشية بالنيران قد أضرم الخدر

فهاجت ببيداء الطفوف كانها *** حمام على الأوكار حام بها الصقر

تحوم على أجساد فتية قومها *** وليس لهاحام وليس لها ستر

تناديهم قوموا فهذي نساؤكم *** يسلّبها شمر ويحدو بها زجر

يعز عليكم لو تروها حواسراً *** وقد سلبت منها المقانع والإزر

أليس بكم لما سرت مرظعنها *** وعجّت عجيجاً منه ينصدع الصخر

ص: 111


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 35-37.

یوم حاطت بحسین عصبة

**یوم حاطت بحسین عصبة(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

ياابن طه طال منا الانتظار *** واصطلينا من لهيب الوجد نار

قم فديناك فقد أمسى الهدی *** مستجيراً بك يا حامي الجوار

فمتى نسمع في أفق السما *** صارخ الحق ينادي البدار

ومتى تخفق أعلامك في *** فئة من آل فهرونزار

أوما تعلم ما حل بكم *** بعد طه من عظيم الانكسار

أي فرد بايعوه بعده *** أي باب أحرقوه أي دار

بنت من بضعة من زوجة من؟ *** أم من قد عصروها بالجدار ؟

متن من آلمه السوط ؟ ومن *** يدها صار لها السوط سوار ؟

حمل من قد أسقطوه؟ طفل من *** قتلوه و دم من راح جبار ؟

ضلع من قد كسروه علناً؟ *** قلب من ألم ذاك الإنكسار ؟

خد من قد لطموه ؟ عين من؟ *** كف من أثر فيها الاحمرار ؟

بيت من قد فتشوه ؟ رأس من *** نظروها وهي من غير خمار ؟

عنق من طوقوه الحبل ؟ ومن *** أخرجوه يسحبوه بالصغار

أخرجوه ضارعاً لهفي له *** وعليه ضابح الجمع استدار

وإذا ماهزَّ أضلاعك ما *** فصّل الواله أو فيه اعتذار

فاستمع يا ابن علي المرتضى *** نبأ الطف وما في الطف صار

يوم حاطت بحسين عصبة *** من أميّ ملأت وسع القفار

ودعوه أن يبايع صاغراً *** أو يذوق الموت من بيض الشفار

فأبى إلا المعالي أو على *** أرفع الخط محياه يدار

فسطا فيهم بعزم ثابت *** منه قلب الموت بالرعب استطار

وتوطأهم بعضب لو به *** ضرب الأقوى من الشم لمار

ص: 112


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 50-52 .

لفّ يسرى الجمع باليمنى كما *** لفّ قلب الجمع لفاً باليسار

بطل فرد هزبر يحمي عن *** حوزة الدين كما تحمى الديار

صال فيهم شبل خواض الوغى *** فغدا كل ينادي بالفرار

لم يزل يحمي إلى أن خرَّ من *** صهوة السابح فاظلمَّ النهار

وبقي منجدلاً فوق الثرى *** وعلى رحل نساه الجمع دار

هجموا القوم جميعاً في الخبا *** وعليهم أضرموا في الخدر نار

فتفارون بنات المصطفي *** حسراً بين الأعادي بانذعار

ص: 113

مجاراة الشيخ البهائي

**مجاراة الشيخ البهائي(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

مطالع أقمار ومشرف أنوار *** منازل أحبابي ومالف سمّاري

معاهد لاعبّ الحياء عراصها *** بمنهمر يحيي ثراهنّ مدرار

فكم ثمّ فيها من علاً لم تجد به *** سوی ماجد ينميه برّ لأبرار

لهم غرر تجلى بها ظلم الدجی *** ولولا القرى لم تلف في الحي من نار

أطائب إن تعبق بأنفاسها الصبا *** تضوّع ما أزرى بمسك وأزهار

لهم بيض أحساب لهم زهر أوجه *** لهم صدق أقوال لهم حسن آثار

فيا طالما فيها الليالي قد انطوت *** بنشر المعالي لا بعود ومزمار

خليلي ماللدهر أبلي جديدها *** وشتت أهليها بسهل وأوعار

تعالت عن الدنيا همومي فلم أكن *** أسرّ بإقبال وآسي بإدبار

فنفسي بأفاق المعالي محلها *** وان يك مني الجسم في هذه الدار

ولي همة لسو شمّر الدهر ذيله *** وجمّع ما يسطيع في خفض مقداري

لقابلته ثبت الجنان ولم ألن *** له جانباً في بطشة الأسد الضاري

وأضحك للأيام إن ضحكت وإن *** تمدّ يداً بالسوء جرّدت بتاري

وعن خطة العيش الذميم يطيربي *** جناح إباء عن سجية أحرار

وكيف يريع الدهر معتصماً بمن *** تدير يداه الكون والقدر الجاري

هو القائم المهدي من آل أحمد *** وخاتم آل الله من حجج الباري

فما لأناس أنكروه تعللا *** بأن ليس يبقى المرء عدة أعصار

فكيف بقاء الروح والخضر جوّزوا *** وإبليس والدجال من دون إنكار

وهيهات نور الله جل جلاله *** بأفواههم يطفي ويخفي بأستار

وكم آية أجلى من الشمس عند ذي *** حجي لم تدنسه شوائب أفكار

وما غاب عن طرف البصائر نوره *** وإن لم نشاهده برؤية أبصار

ويكفي بقاء الكون للمرء آية *** أيبقى ولا من حجة فيه للباري

ص: 114


1- ديوان العلامة الجشي ، ج 2 ص 88-92.

فيا سيداً قام الوجود بسره *** إليك بدت فيه عجائب آثار

ومن نورك الأسنى استمدت ضياءها *** المنيرات من شمس وشهب وأقمار

فأعظم به نوراً تنزّل داعياً *** من العالم الأعلى إلى هذه الدار

لقد حملته برّة قد تقمّصت *** بثوب نقي حرة بنت أحرار

قد اختارها الجبار علماً بأنها *** مطهرة من كل عيب ومن عار

وأوحى إليها في المنام كرامة *** إليها بما أجرى بسابق أقدار

وقد كان روح الله عيسى وليَّها *** وخاطبُها منه الحبيب إلى الباري

وكانت بعين الله في السبي لم تكن *** تمسّ بكف أو تراءت لنظّار

فأودعها نوراً تقدس لم يزل *** بطاهر أرحام وأصلاب أطهار

فأشرقت الدنيا بل الكون كله *** سماء وأرضا إذ بدا نوره الساري

فأكرم بمولود بيمن وجوده *** الوري رزقوا من مؤمنين وكفار

وبورك فجر لاح نجم هداية *** به للوری يهدي إذا أمّة الساري

تكوّن من نور به خص أحمداً *** وعترته دون الورى المنشئ الباري

له العالم الأعلى الذي كل عالم *** كنقطة باء إن نسبت لدوار

فهل في فضاهن اتساع إحاطة *** بما فيه من فضل وعلم وأسرار

لو البحر ممدوداً بسبعة أبحر *** مداداً وتفني ما وفين بمعشار

عليم بما في الكون علم إحاطة *** بها وتجلٍ لم يكن علم أخبار

تصرّف يمناه القضا كيفما يشا *** بإمداد رب مالك الملك جبار

فلن تستطيع الخلق طراً خلاف ما *** يشاء وهل تسطيع نقض قضا الباري

إليه على كل البرية إمرة *** ولم يسك من ناه سواه وأمّار

فيا بن الوصي المرتضى من لأحمد *** يضاهيه في وصف وذات وآثار

شقيق النبي المصطفى ومن اغتدى *** قريناً له حتى بعالم أنوار

وأشركه الجبار في كل رتبة *** أقيم بهاطه وفي كل مضمار

وفي ( قل تعالوا ) آیة لاقترانه *** بطه بأدوار هناك وأكوار

معاني صفات الله إذ جمعت به *** وأسماؤه الحسنى اغتدى سره الساري

وآثار لاهوت بدت منه حيّرت *** من الملأ الأعلى دقائق أفكار

ص: 115

كرام سجايا الرسل والأوصيا بها *** تحلى وكم فضل به خصّه الباري

وتلك السجايا فيهم منه والسنا *** من الشمس إن أبدى عجائب آثار

لديه علوم الغيب أضحت وإن تكن *** عن الرسل قد حجبن من دون أستار

وإن بحاراً من ظواهر علمه *** لحظّهم منها كغمسة منقار

ومن فيه دين المصطفى عزّ جانباً *** تحامي حماه هيبة كل جبار

ببابك قام الدين مستصرخاً فقد *** تلاعب فيه بعده كل كفار

فيالزمان إن يقم فيه يستوي *** نهار وليل من تلألئ أنوار

فكل منير في الوجود شعاعه *** يفيض على كل إفاضة مختار

له الأمر الأكوان طرا فما قضى *** جرى والقضا في الكون عن أمره جاري

تحف به الأملاك والنصر طائر *** على رأسه والرعب حيث سرى ساري

وأنصار صدق حيث يدعوهم إلى *** لقاء الأعادي لم تجد غيركرار

ترى أرخص الأشياء في نصرة الهدی *** إذا بذلت فيه غوالي أعمار

فيا وارثا أسرار آبائه الأولى *** قد استخلفوا عن أحمد خير مختار

أحاطوا بما يوحى وإن هبطت به *** الملائك إذ هم أقرب الخلق للباري

وقد كان عن إملائهم كلما جرى *** على اللوح من علم ومحتوم أقدار

متى نسمع الروح الأمین منوهاً *** بذكر اسمك العالي بسهل وأوعار

وتبدو هناك الشمس للناس آية *** من الغرب إرشاداً وقطعا لأعذار

فدونك ياسر الوجود قصيدة *** بذكراك أمست في جلابيب أنوار

نحتك بمضمار السباق فخلفت *** مدائح قد أمتك قبل بأعصار

عليكم سلام الله يجري بلا انتها *** كما لم يزل في الكون فضلكم جاري

ص: 116

ليلة الميلاد

**ليلة الميلاد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

كست الدنيا ابتهاجاً وفخارا *** ليلةٌ في فجرها الكون استنارا

ليلةٌ في فجرها حامي الهدى *** بسناه قمر الرشد استدارا

إذ تجلی نور زين الأرض بل *** والسماوات وقدعم انتشارا

رحمة الله التي قد وسعت *** كل شيء لو بها الكل استجارا

ويد الله التي عمّت ندى *** كل شيء فتعالت أن تجاری

صاحب العصر الذي قام به *** كل شيء و به الأطلس دارا

جمعت فيه صفات الرسل من *** آدم وامتاز ع زا وفخارا

مصدرالعلم فما في اللوح عن *** قلم الوحي من الرشح استمارا

ورث العلم من الرسل وما *** كان إلا عنه بدئاً واستدارا

من يهنّي نرجساً إذ حملت *** سيداً أشرف من جاء وسارا

اُودعت نور الهدى الهادي إلى *** سبل الحق لمن أم انتشارا

طالما مدت له الأعين من *** كل مظلوم به يرجو انتصارا

بشر الله به الرسل وقد *** بشرت كل امرئ يطلب ثارا

فمتى يهتف ما بين الوری *** جبرئيل باسمه السامي جهارا

ومتى تشرق منه غرة *** ألفت خوفاً من الأعدا السرارا

ومتى ينشر نصر الهدى *** راية طاف بها النصر ودارا

رايةٌ قد قرن النصر بها *** حيث ما سارت وراها النصر سارا

ومتى ينتقم الله به *** للهدی ممن عليه قد أغارا

عجباً من جاحد مولده *** إذ رأى طول البقا منه فحارا

ليت شعري أبقا إبليس للو *** قت مقبول وفي هذا يماری

أترى الجبار يخلي الأرض من *** حجة ولا يترك الخلق حيارى

فهو الحجة من قد ختمت *** حجج الله به لكن تواری

ص: 117


1- ديوان العلامة الجشي ، ج2 ص 84-86.

لا تخل غيبته تمنع من *** فعله ما شاء في الكون اقتدارا

الإبليس نفوذ نحوما *** شاءه في أنفس الخلق سرارا

وولي االله عماشاءه *** تمنع الغيبة بل ماشاء صارا

فمتى عيسى يصلي خلفه؟ *** وله يدعو إذا قام انتصارا

ونراه نافذاً سلطانه *** وملوك الأرض تنقاد صغارا

إن يسرحفت به الأملاك من *** كل وجه والقضا يبدي ائتمارا

لم يسر بالجيش إلا وسرى *** قبله الرعب لمن أمّ فحارا

كل جبار عنيد إن يطأ *** أرضه أورثه الرعب انكسارا

لا ترى حصناً منيعاً دونه *** مانعاً ما أمّه إلا ومارا

هو أمر الله هل من عاصم *** دونه يلفى وإن جل اقتدارا

فانتقم يافرج الله فلا *** نرتجي ممن سواك الانتصارا

طالت الغيبة حتى سفّهت *** سفهاء الناس آرانا احتقارا

ورمونابسهام البغي إذ *** أمنوا أن نتقاضى بك ثارا

ص: 118

صاحب العصر

**صاحب العصر(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

یا صاحب العصر لك الأمر انتهى

من مالك الأمر المليك المقتدر

قد جئت ضيفاً لاجئاً مسترفداً

فامنن برفد وأضفني وأجر

أنست كريم خلف لمعشر

فضلهم على البرايا منتشر

ص: 119


1- ديوان العلامة الجشي ، ص 83-84

استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي

يا حجة الله متى الانتظار؟ *** أما آن لنا الانتصار؟

ما آن للعدل يعمّ الوری ؟ *** بالنصر فالجور على الدين جار

بك استغشا يا مغيث الوری *** فالغوث الغوث الام السرار ؟

فانشرلواء العدل واطوِ العدي *** بمرهف للعدل فيه انتشار

ساد الخنا حتى تغشى بنا *** كما على الزند يحيط السوار

فجرّد السيف ففي حده *** تأخذ من أعداك ثاراً بثار

يا فرج الله أغث معشراً *** سامتهم الأعداء ذلِّ الصِّغار

إنا استثرناك فديناك هل *** مثلك في أمثالهايستثار ؟

وكيف تنسى معشراً قتلوا *** ظلما على النهر صغاراً كبار

أم كيف تنسى لكم نسوة *** بهنَّ للشامات أسرى يُسار

مربقات بحبال العدا *** يمني بيمنى وبيسرى يَسار

حتى إذا أدخلن في مجلس *** عزَّ عليهن به الاستتار

تبسم الرجس بها شامتاً *** ونالها بالشتم والاحتقار

وجدك السجاد أسروا به *** تنوء كفاه بحمل الإزار

يهتف بالأسرة من هاشم *** أين أباة الضيم حامي الذمار ؟

أين علي المرتضى كي يرى *** زينب حسرى ما عليها خمار

يرضى بأن تستروجهاً لها *** قد صين بالكف عقيب الخمار

يرضى بأن تقتاد مثل الإما *** ربائب الحجب بنات الفخار

يرضى بأن تقرع بالسوط إن *** أضعفها السيروطي القفار

ياحسرة مثل بنات الهدی *** حسرى وهند في جميل الستار

ثم صلاة الله تهدى إلى *** محمد والآل ليلا نهار

ص: 120


1- ذكرى أبي ، ج 2 ص 196-197.

استنهاض

**استنهاض (1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

متى أيها الموتور ننظر طلعة؟

تروي قلوباً قد أذيبت من الجمر

متى أيها الموتور تنهض طالبة ؟

دماء أريقت بالمهندة البتر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

رؤوساً أداروها بدائرة السمر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

فرار نساكم حاسرات من الخدر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

سبايا مشت للشام في ذلة الأسر

ص: 121


1- مخطوط فيه بعض أشعاره رحمة الله .

أقيموا حفلة الميلاد

**أقيموا حفلة الميلاد(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أقيموا نادي الذكر *** لمولد صاحب العصر

أقيموا حفلة الميلاد *** بالبهجة والبشر

وزفوا للنبي المصطفى *** والسادة الغر

أناشيد تهانيكم *** من الشعر أو النثر

يجود الكل فالميسور *** لا يسقط بالعسر

لمن تدخرون المدح *** هذا أعظم الذخر

هذا مفخرالشيعة *** ما أسماه من فخر

هذا حجة الباري *** على الفاجر والبر

هذا ناصر الإيمان *** والقاضي على الكفر

هذا القمر الزاهر *** هذا الكوكب الدري

والمنتظر الغائب *** لاندري عن السر

قد غيبه العالم *** بالسر وبالجهر

قد غيبه العالم *** شخص مثل ذا العمر

فقولوا للذي قابلكم *** بالرد وبالنكر

تريث لا تلج في لجة *** الجهل ولا تدري

فكم من مؤمن أو فاجر *** عمّر في الدهر

كعيسى وكإبليس *** وكالدجال والخضر

أهل يعجز أمر الله *** إبقا صاحب الأمر

متى تبزغ يابدر *** لنا بوركت من بدر

متى تدعو بأمر الله *** للإحسان والبر

متى ينتشر المعروف *** في البروفي البحر

متى تبتهج الشيعة *** بالعز وبالنصر

ص: 122


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج6 ص123-125.

نور..

**نور(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

أشمس تجلت من سماها على الورى *** أم البدر من برج الجلال تحدرا

أم العلم الداعي إلى الحق والهدى *** تبدّي وجند الشرك قسراً تأخرا

هو الحجة المهدي قائم عصرنا *** إمام البرايا أكرم الخلق عنصرا

أطل على الأكوان من أفق العلا *** فهلل من في الكون طراً وكبرا

وأزهرت الدنيا بنور جبينه *** وزان به وجه الزمان وأسفرا

بديع المعاني واحد في صفاته *** كريم السجايا راق خلقاً ومنظراً

هو السبب الغائي لولا وجوده *** لما ثبتت هذي البسيطة بالوری

ولولاه ماتم النظام ولا بدا *** نهار ولا ليل ولا البدر أزهرا

ولم تبد في الآفاق شمس مضيئة *** ولا دارت الأفلاك والبحر ما جرى

ولا خلق الباري سماء أقامها *** ولا دحيت أرض ولا بشريرى

ولم يقبل الرحمن توبة آدم *** ولم ينج نوح بل ولا فلكه سری

هو الجوهر الفرد الذي في صفاته *** فم الدهر يفدو الكنا متعثرا

متى يأذن الباري بطلعته التي *** بها الحق يسمو والضلال تقهقرا

ص: 123


1- دیوان ( وحي الشعور ) ، ص 144.

استنهاض

**استنهاض(1)

الملا حسن آل جامع

أيا حجة الإسلام طال التصبر *** متى علم الإسلام بالعزَّ يُنشرُ

فقم عجلاً يا حجة الله في الوری *** فذا الدين يا مولاي قدكاد يُنكرُ

وقم رافعاً للدين راية نصره *** وفي زمر الأعداء سيفك يُشهر

أتصبر والإسلام يدعوك صارخاً *** أغثني فمن لي غيرك اليوم ينصر

فما لبنائي اليوم غيرك حافظً *** يزيل الأذى عني وكسري يجبر

أجب يا ولي الله واستأصيل العدي *** بسيف به دين المهيمن يظهر

وأعل بنا الإسلام بعد انخفاضه *** ليوم به الإيمان والعدل يُنشر

فهب أننا هنا لعظم فعالنا *** فلم أنت عن ثاراتكم صرت تصبر

فهذا النبي المصطفى مات ساخطاً *** على قومه إذ قيل قد ظلَّ يهجر

وجدَّتك الزهراء من بعد أحمد *** ُاُضيمت ومنها الضلع بالباب يكسر

وقد قتل الكرار في الفرض ساجداً *** بمحرابه قد خرَّ لله يشكر

أما كابد السبط الزكي مصائباً *** تكاد لهاصمَّ الجلاميد تفطر

أما جرعته السم جعدة في رضى *** لعین بعهد الله لا زال يغدر

ومن عظم ذاك السم خال كأنما *** بحد المواسي قلبه كان يبتر

فمات وناح الدین حزنا لفقده *** وراحت له عينُ المكارم تقطرُ

أما قتل السبط الشهيد بكربلا *** خميص الحشا ظمآن بالسيف يُنحرُ

أما ژض منه الصدر من بعد قتله *** وخلّي ثلاثاً بالعرا ليس يقبر

ومن حوله أنصار دین محمد *** ضحايا بحد السيف في الطف جُرِّوا

أما رفعوا تلك الرؤوس على القنا *** ورأس حسين في دجى الليل يزهر

فهب أنهم قد قاتلوا ثم قتلوا *** فما ذنب عبد الله بالسهم يُنحر

أما سلبوا آل النبي وروعوا *** عيالاته إذ بالخبر النار أسعروا

أما برزوا تلك النساء حواسراً *** حيارى وفي الأذيال تكبو وتعثر

ص: 124


1- دیوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللوادع ، ص74-75.

یُنادين : يا أهل الإبا حرق الخبا *** فلم تلق من يحنو عليها وينصر

أما قيدوا زين العباد وغلوا *** يديه وبعد العزَّ للشام سیروا

ومن خلفه تلك الفواطم حسراً *** وعن أعين النظار بالكف تستر

فقم يا إمام العصر وادرك تراثكم *** فأنت لأخذ الثار ترجى وتدخر

فإن رزاياناتهون ورزؤكم *** عظيم ليوم الحشريتلي ويذكر

ص: 125

إمامة الحق من مجموعة البشر

**إمامة الحق من مجموعة البشر(1)

الملا عبد المحسن آل نصر

يا ليلة النصف من شعبان فافتخري *** بما حبيتي من الإفضال وازدهري

يا ليلة خصها الباري بمكرمة *** كادت تفوق ليالي القدر في الأثر

بما أتيح بها للناس من شرف *** بمولد القائم المهدي من مضر

ذاك الإمام الذي فيه قد اختتمت *** إمامة الحق من مجموعة البشر

هو الذي يملأ الدنيا بطلعته *** رشداً وأمناً وعدلاً غير مستتر

هو المرجّی لشمل الدين يجمعه *** بغيرخوف من الأعدا ولا حذر

وتفتدي راية الإسلام خافقة *** ويلبس الدین تاج النصر والظفر

ويخضع الكفر للإسلام قاطبة *** ويصبح الناس في أمن من الخطر

يا من يشكك في المهدي طلعته *** لقد شككت بطه سيد البشر

إذ مصدر القول في المهدي عنه أتى *** وأثبتته ذوو الأخبار والسير

سل ابن صباغ والأبصار كم ذكروا *** من الأحاديث والإتحاف والطبري

كذا ابن إدريس والمسعود كم نثروا *** في كتبهم وكذا الجوزي في الأثر

كذاابن هيثم فانظر في صواعقه *** كم قال فيه عن المختار من خبر

وكلهم بقيام القائم اعتقدوا *** من نسل فاطمة ذكرى لمدكر

أم كان شكك في الباري وقدرته *** فكم أراك من الآيات والعبر

ألم يكن نوح آلاف السنين بقي *** كذاك لقمان ثم إلياس والخضر

وغيرهم من ملوك عمروا حقباً *** مثل ابن زيد كذا فرعون في الزير

إذا سيخرج س يف الله منصلتاً *** على الطغاة فلم يبقي ولم يذر

والمؤمنون يكون الأمن حظهم *** والكافرون عليهم نقمة القدر

فانهض أبا صالح فالكفر منتشر *** والدين في قلق والحق في ضجر

وانشرلوا الدين واكسح كل حالكة *** بنور عدلك يا ابن السادة الغرر

ألا ترى اليوم حال المسلمين وقد *** غزاهم الغرب غزو الفاتح الظفر

ص: 126


1- ديوانه المخطوط ( ذكريات ومناسبات ) ، ص 52- 85.

من حيث سمّم أفكار الشباب بما *** قد بثه فيهم من خلقه القذر

وقلّدوه ومنهم نال بغيته *** من التفسخ والتضليل والخور

حكوه في كل ما يزري بأنفسهم *** ولم يحاكوه في التصنيع والفكر

من اكتشاف العلم في منافعنا *** أو اختراع جهاز يانع الثمر

لا ذا ولا ذاك بل في كل منقصة *** حكوه فيما بعد بالغم والضرر

كذاك تاريخنا فيما يمجدنا *** فقد تركناه ترك الحاقد الوغر

بلی نمجّد تاريخ المسيح ولم *** نحفل بتاريخ طه سيد البشر

وقد يعاب على من في رسالته *** ميلاد أحمد أو تاريخه الهجري

كذا الشهور التي الرحمن عيّنها *** لضبط أوقاتنا في الصوم والفطر

وفي الطلاق وتسجيلات أنظمة ال *** معاملات ووقت الحج والنذر

هذي المواقيت والقرآن بينها *** ليست بكانون بل في شهرنا القمري

نيسان كانون أيلول وغسطسة *** شهور رومية في سالف العصر

فمالناقد تركنا خلف أظهرنا *** تلك الشهور التي جاءت على قدر

واستبدلت بشهور الأعجمين لنا *** في كل حال وذا لم يأت في السور

فمالنا وشهور الروم نقبلها *** مكان أشهرنا ما كان ذا بحري

فكيف ساغ لنا استبدال شرعتنا *** شريعة الحق بالأهواء والنكر

فيا بني الدين هبّوا من سباتكم *** وطبّقوا الشرع بالأفعال والأثر

وليغرب الغرب عنا لا طلوع له *** ولا رضوخ لخدّاع ولا أشر

فديننا الحق فيه كل مكرمة *** لنا وسيرته من أحسن السير

ص: 127

یا مطلع الفجر

**الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا مُطلعَ الفجر خلَّ الفجرَ ينتشر *** على الربى فلعل الليل ينحسرُ

فربما ترسل الأطيار نغمتها *** وربما بعد صمت ينطق الوترُ

وربما اخضر عود بعدما يبست *** جذوره فيضوع العطر والزهرُ

فقد تعود إلى المرعى نضارته *** فالقطر يحبس أحيانا وينهمرُ

وقد تعود إلى الأيام بهجتها *** وربما بعد جدي يورق الشجر

غدا ستبزغ شمسُ الحق ساطعة *** غداًسُترفَعُ عن أقمارنا السترُ

غداً ستخفق للإسلام رايته *** وينشر العدل والأوطان تزدهرُ

ويخرجُ ( القائم المهديُّ ) في نفر *** كأنهم أنجم في الأرض تنتشرُ

یا غائباً تُرتجي في الناس طلعته *** متى القيام ؟ فإن الليل معتکرُ

متى النهوضُ ؟ فقد ضلت سفائننُا *** بمائج صاخب ناءت به العُصر ُ

كل السَّفائنِ غرقى غير واحدةٍ *** بها النجاة وفيها يأمن البشرُ

سفينة أنت رُبّانٌ لها وَسَنيَّ *** فقد خطاها، إليك الدَّهرُ مفتقِرُ

فأنت أنت الذي تعلو بيارقه *** على الذرى وبكَ الإسلام ينتصر

وأنت أنت الذي القرآنَ تنقذه *** حتى تضيء بنا الآيات والسور

يلقي إليك زمامُ الكونِ أجمعه *** فالشمس سائرة في الركب والقَمرُ

يا مولداً رفّ فيه للهدى علم *** كالشمس مشرقة فالكون مزدهر

ويا رؤى لفتوحات وألوية *** تفر منها قوى الباغي وتتدحر

تعلي الشرائع في الآفاق نيرة *** في ظلها العدل فيها العز والظفر

تمشي على هديها الأجيال هانئة *** في نعمة الله يغدو الكل ينغمر

يا كوكباً تشرق الدنيا بطلعته *** فينمحي حالك الأيام والعسر

ما عيبنا أن ثوم ذكراك مشرقة *** بل عيبنا إن تزغ في ذاتنا الفكر

فالحق حق وقد جاء الرسول به *** لذا فإنا إلى ( المهدي ننتظر)

ص: 128

يا أيها المهدي

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

ذكراك من نفح الأزاهر أعطرُ

والدهر مهما طال فاسمك أكبرُ

إن عطَرت نيسانَ أزهارُ الربی

فبذكرك السامي الدهور تُعطر

إن تحتجب أنوار شخصك لم تغب

عن هذه الدنيا أيادٍ تغمر

يا أيها المهديُّ عجل إننّا

في غمرة البلوى نضجُّ ونجارُ

فمتى ترفرفُ رايةٌ نبويةٌ

في ظلّها شرعُ الإلهِ ينورُ؟

وترى الإمامة في سُرادقِ مجدها

حكماً وعدلاً في المواطنِ يُنشرُ

لا جائرٌ عات ولا مستضعف

والمؤمن العاني يُعزّ ويُنصر

ص: 129

میلاد الهدى

**میلاد الهدى (1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

مولد الحجة نورٌ وسرور *** وهولا زال مدى الدهر ينور

ليلة الميلاد سعدٌ لم يزل *** كلما دارت رحى الدهر يدور

كل عامٍ نرتأي ميلاده *** يوم عيدٍ وهناء وسرور

فترانا نحتفي حيث نرى *** يوم ميلاد الهدى الدنيا تنور

نور الدنيا وجلی غمها *** وغدت تشدو على الأيك الطيور

حبذا يومٌ به ميلاده *** حبذا شهرٌ به تزهو الشهور

أمه (نرجس ) طهرٌ ووفا *** وأبوه العسكري نورٌ فنور

حجةٌ من حجج قد سلفوا *** وسيبقى حجة مر العصور

عمد الأرض وأسباب البقا *** حيث لولاه خشينا أن تمور

قرت الأرض يقيناً ورست *** قول حقَّ ليس بهتاناً وزور

إنه من أسرة لولاهم *** لاسما قامت ولا أرضٌ تدور

غيب الله تعالى شخصه *** وهو أدرى وله تهي الأمور

غاب لكن لم يفتا نفعه *** فهو شمسٌ لا تغطيها الستور

كم لنا من مشكلاتٍ حلها *** كم لنا حزنٌ به عاد سرور

ولكم شافي مريضاً ولكم *** خائفٍ أمنه الحر الغيور

غاب عن أعيننا لكننا *** نرتأي غيبته مثل الحضور

فذه الأحكام عنه في صدورٍ *** وعليه فلك الدين يدور

سفراه بلغوا عنه لنا *** بيناتٍ وبها تشفي الصدور

خلفٌ عن سلفٍ كلهم *** غارفٌ من بحر علم لا يغور

غيبتين قد قضى الله له *** غيبة صغري سنيناً وشهور

فانقضت بالسفرا لما قضوا *** ثم غاب الغيبة الكبرى الصبور

هذه الغيبة لا يعلمها *** في البراياغيرعلام الأمور

ص: 130


1- ديوان ( نبضات، الون ) عمر 120 -121.

فهو كالساعة لا ندري متى *** يأذن الله إليه بالظهور

يملأ الدنيا به عدلا كماً *** ملئت من قبله ظلماً وجور

فمتى يبدو لنا من أفقه *** ذاك يومٌ يملأ الدنيا سرور

فعليه الله صلى كلما *** طلعت شمسٌ وما فاضت بحور

ص: 131

یا منقذ الدين

**یا منقذ الدين(1)

الحاج عمران الشيخ فرج آل عمران

یا شهر شعبان فيك الحق قد ظهراً *** وفيك عنا جلا رب العلي الكدرا

بمولد القائم الطهر المغيب من *** قد ساد كل الوری شأناً ومفتخرا

قد شعّ نور الهدى في يوم مولده *** وأصبح الكفر هذا اليوم منكسرا

الحق منتشر والجو مزدهر *** والجور منصرم بل شمله انتشرا

والعدل أصبح في أمن بمولده *** والظلم أصبح مقهوراً ومنذعرا

لقد تعجل محتوم القضاء له *** والمجرم اليوم أمسى يلمس الضررا

إنا نبشر طه اليوم في ولد *** لولاه دین رسول الله ما ظهرا

نبشر المرتضى الكرار حيدرة *** من حارب الشرك والإسلام قدنصرا

نبشر السادة الأطهار قاطبة *** والعسكري أباه الحادي العشرا

نبشر الكل في ميلاد قائمهم *** من يقتل الكفر حتى يحرز الظفرا

إن الملائك في الأفلاك قد عقدت *** حفظ كريماً وقرت عين من حضرا

إن الموالين في أنس و فرح *** ومن يعاديه أمسى يرقب الخطرا

وفي النوادي أقامت ذكر مولده *** إلى الصباح وفيها تكرم الفقرا

يا منقذ الدين من أيدي العدو وقد *** طغى الفساد على الإيمان وانتشرا

عجل فقد ضاقت الدنيا بما رحبت *** والحق أصبح تحت الأرض مستترا

وأصبح الأمر بالمعروف منكتما *** والمنكر اليوم في أوطانا اشتهرا

فقم بإذن من المولى الكريم فقد *** ضاعت حقوقكم والحق قد سترا

متى نراك وخيل الله مسرجة *** والحق يهتف أن الحق قد ظهرا

متى نراك وأملاك السما خدم *** والنصر رفرف مسرورا ومزدهرا

متى نراك وعيسى من ورائك قد *** صلى وفي كل أمر يقتفي الأثرا

الاثنين 10 رمضان 1387ه

ص: 132


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 1 ص 74-75.

مولد صاحب الزمان علیه السلام.

الخطيب أحمد آل خميس

طرب الحي بابتهاج وسرور *** وتفتت أطياره بالوكور

وشدى الطيري جنان بصوت *** يبعث الشوق في الفؤاد الكسير

وتهادت وسط الجنان نساء *** حاكيات توقيع لحن الطيور

يتغتين في الجنان بألحان *** عذاب كنغمة الشحرور

حين وافی بدر الهدى وأنارت *** بمحياه ظلمة الديجور

ولد المجد من سلالة أمجاد *** أب صادق وجد نذير

يا إمام الزمان في كل عام *** ننشئ الحفل مثل وراد صير

عسعس الليل عن صباح نهار *** قد أشعت أضواؤه بالنور

يا حليف الزمان ذكرك نور *** وشفاء لعلة المصدور

أنت در مستخرج من بحور *** أنت نور مولد من نور

ص: 133

في استنهاض صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

**في استنهاض صاحب الزمان (عج)(1)

الخطيب عبد الكريم آل حمود

حتى متى وإلى متى نتصبر *** والحق ضاع وساد فينا المنكر

وتحكم الأشرار قهراً في الوری *** حتى استطالوا عنوة وتجبروا

عزلوا الوصي عداوة إذ أعلنوا *** حرباً عليه وأظهروا ما أضمروا

غصبوا حبيبته البتولة إرثها *** أوصى لها فيه النبي الأطهر

وكذلك القرآن في آياته *** نصاً رواه مؤرخ ومفسر

لعنوا الوصي على المنابر جهرة *** وأميت معروف وأحيي منكر

وعدوا على الحسن الزكي تقربا *** لبني أمية وهوظلم أكبر

قتلوا حسينا وهوسبط نبيهم *** وحبيبه وهو الإمام الأطهر

وسبوا بنات محمد ما بينهم *** أسرى حواسر بالأكف تستر

قدسيروها في البلاد أذلة *** يرنو إليها حاسرات مبصر

وعدوا على آل النبي محمد *** إما قتيل أو سجين مؤسر

* * * * *

طال انتظارك يا إمام الحق *** فلكم بكل يدر دماء تهدر

الله قلبك كم تجرع غصةً *** فإلى متى يا ابن الأطائب تصبرُ

أنسيت أمك فاطما إذأجهضت *** بالباب لهفي وهي حبلى تعصر

أنسيت قود المرتضى بنجاده *** قود الذليل متعتعاً يتعثر

أم قتله بالسيف في محرابه *** وقت الصلاة لربه يستغفر

قتلوا حسيناً عكس قول نبيهم *** إذ خالفوا أقواله وتجبروا

فمتى رعاك الله تطلب ثأرهم *** إنالمرآك الجميل نحضر

فانهض فديتك ثائراً ومطالباً *** بالحق إن الحق نهج يؤثر

ص: 134


1- ديوان دمعة حزين في رثاء آل یاسین ، ص79-84.

فالظلم أصبح ظاهرة متميزاً *** حتى متى يا ابن الأطائب تظهر

* * * * *

يا غائباً ماغاب عنا ذكره *** طال الغياب وساد فينا المنكرُ

والناس إما جاهل متطرفٌ *** أو ماجن قد ساء منه المخبر

يا أيها المحجوب عنا شخصه *** الدين أمسى ضایعاً يستنصرُ

لم يبق إلا أسمه أو رسمه *** فلذا نأى عنه الكثير وأدبروا

فمتى نرى لك طلعة ميمونة *** تحيي بها الشرع الشريف وتنشر

ويعود للإسلام سابق عهده *** وعلوه والحق فيه يظهر

فالظلم قد عمَّ البلاد جميعها *** والعرف مات وساد فيها المنكر

فمتى نرى لك طلعة علويةً *** ينزاح فيها الظالم المستكبر

عجّل فإنا في ظلام دامس *** من فتنة يحتار فيها المبصر

من ذا سواك لنا فيكشف ضرنا *** أو ينقذ الحق المضاع وينصر

فانهض فدتك النفس إنك ناصر *** دين الإله وللشريعة مُظهِر

والحق في كل البلاد مضيع *** والعرف بين الناس عرف منكر

يا حجة الباري وناصردینه *** ولشرعة الهادي المطهر مَظهَر

طال انتظارك يا إمام الحق قم *** فالحق باسمك هاتف يستنصر

ص: 135

في استنهاض صاحب الزمان (عج)

**في استنهاض صاحب الزمان (عج)(1)

الخطيب عبد الكريم آل حمود

إمام العصر طال الانتظار *** وليس لنا على الهجر اصطبار

تصبرنا فمل الصبرمنا *** وليس لنا على الصبر اقتدار

أغثنا يا رعاك الله إنا *** لفي ظُلَم ولا يرجى انحسار

تحكم عصبة الشيطان فينا *** أذلونا وقد حكموا وجاروا

طواغيت الأنام استعبدونا *** ونحن لا يقرلنا قرار

وقد عم الظلام على البرايا *** وأوبقها فأظلمت الديار

وطبقت الممالك منكرات *** وعمَّ البغي فيها والشنار

وأن الناس أغلبهم ذئاب *** وقادتهم شياطين كبار

قد اصطلحوا على حب الدنايا *** ففعل الخير منقصة وعار

وأضحى الحق بينهم غريبا *** وسادالبطل وانتشر العهار

لقد غرتهم دنياغرور *** وقد هاموا بها ولهم سعار

فما لهم بأخراهم نصيب *** سوى النيران وهي لهم قرار

متى يبدو لنافرج قريب *** فينعشنا كما يبدو النهار

* * * * *

فعجّل في الخروج لنا فإنا *** لفي حرج وأنت المستجار

أهل تنسى رجالا قد أبيدوا *** بعرصة كربلا دمهم جبارُ

أهل تنسى حرائركم أسارى *** إلى الطلقاء ضرّ بها الأسار

يطاف بهن من بلد لأخرى *** حواسر ليس يسترها خمار

مآسي أهل بيت الوحي جرت *** ماسي مالنا فيها خيار

فحب الآل عند القوم شرك *** وإن ولاءهم خزي وعار

وبعض في فجاج الأرض صرعى *** تضمهم الفيافي والقفار

ص: 136


1- ديوان دمعة حزين في رثاء آل ياسين ، ص 84-91.

دماء بالطفوف لكم أريقت *** ولم يطلب من الأعداء ثار

فيا ابن الطاهرين كم انتظرنا *** لكم فرجاً وطال الانتظار

أتنسى تلك الأطهار أضحوا *** شتاتا قد نأت بهم الديار

فبعض في السجون قضوا وبعض *** شريد ماله في الأرض دار

متى تبدو بعزمة هاشمي *** وثارات الحسين لك الشعار

متى ينسلّ سيفك مشرفياً *** فتشفى فيه أفئدة حرار

متى يبدو لنافرج قريب *** فيبعثنا كما يأتي النهار

فليس سواك قطّ لنا مجيرٌ *** يخلصنا فأنت المستجارُ

فقد ساد الفساد وصانعوه *** وإن الناس أني سار ساروا

أذل الظالمون خيار قومٍ *** فسادهم أخِسّاء شرار

نفوهم في البلاد وشردوهم *** فتاهوا لا يقرّ لهم قرار

وفيؤكم بأيدي القوم تهباً *** وحقكم مباح مستعار

وقد سفكت دماء زاكيات *** أراقتها مهندة شفار

فيا ابن العسكري كم انتظرنا *** إلى أن مل منا الانتظار

أغثنا يا رعاك الله إنا *** لكالغرياء شطّ بنا المزار

فنحن المستهدفون من الأعادي *** ولم يبدو لشيعتك انتصار

حملنا الذل والضرّاء حتى *** سئمنا وطال بنا السّرار

فأدركنا عداك اللوم وانهض *** فكم لكم مع الأعداء ثار

فيا ابن الأكرمين كم انتظرنا *** لكم فرجاً وطال الانتظار

ص: 137

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام

الخطيب حسن آل باقر

أطل على الدنيا بطلعته الفرا *** فألقهانوراً ونمقها عطرا

فأطيارها غنت وأزهارها زهت *** وأشجارها أهتزت ومربعها اخضرا

فمهما تجل فيه ترى البشر والهنا *** ومهما تسر فيهتر النور والسرا

أطل فحيته الملائك خشعاً *** تقبله حباً وتحمله فخرا

وتهبط أفواج من الله تارة *** وتصعد أفواج له تارة أخرى

وشاركت الأرض السماء بعيدها *** فأبدت لها الأقمار والأنجم الزهرا

وأشرقت الأفلاك من نور وجهه *** وعانقت الشمس الكواكب والبدرا

فلم تشهد الأجيال يوما كيومه *** سعيداً وقد وافت بشائره تترى

أتدري لمن هذي البشائرهلهلت *** على الأفق فالخضراء تزهر والغبرا

أتدري لمن هذي البلابل غردت *** تقدم للناس التهاني والبشرا

أتدري لمن هذي الملائك سبحت *** فسلها عن المولود فهي به أدري

تجبك بأن الله أظهرنوره *** إلى الناس يهديهم لملته الغرا

يسير بهم نحو الخلود وإنه *** لأقدسهم نفسا وأرفعهم قدراً

وأغزرهم علما وأنداهم يداً *** وأعظمهم حلماً وأرحبهم صدرا

وأطهرهم قلبا وأرجحهم حجي *** وأطولهم باعاً وأطلعهم ثغرا

سليل رسول الله باعث دینه *** نمته إلى العلياء فاطمة الزهرا

ووارث علم الأنبياء ومن مضى *** ومستودع الأسرار والحجة الكبرى

به قد أتم الله حجته على *** جميع الورى فاستوجب الحمد والشكرا

إمام يعز المؤمنون بعصره *** فلا يجدون الفقرحالاً ولا العسرا

به وعد الأبرار عزة ونصرة *** وها هي في أقطارها تطلب النصرا

فليس لها راع سواه يقودها *** إلى حيث لا تلقى هوانا ولا دحرا

ومنه بنو الإيمان تصبح حرة *** ولا خير في عيش لمن لم يكن حرا

ص: 138

ويرفع فيها راية الحق بضة *** عليها جلال الله قد عقد البشري

ويمحق أهل الكفر والنصب محقة *** تبيدهم أصلا وتمحوهم ذكرا

ويجمع شمل المؤمنين تعمّهم *** من الله أنواع السعادة والسرا

وتخرج هذي الأرض من بركاتها *** وخيراتها ما تملأ البر والبحرا

فيملأها عدلاً ويغمرهاندی *** ويوسعها قسطاً ويشملها يسرا

امام حباه الله من فيض علمه *** فألبسه عزاً وتوجه فخرا

وقرية واختاره من عباده *** وأخفاه عنهم حين همّوا به غدرا

ولابد من أن يجعل الله حجة *** على الناس حتى يعرفوا الخير والشرا

ولم يخلُ عصرمن إمام وحجة *** وإلا لساخت من معاصي الورى الغبرا

ولكنه أخفاه سراً وحكمة *** منافعه للناس لم تحتجب سرا

فخوّله عبر الوجود سيادة *** وحتى حضور الوعد مڈ له عمرا

فمن قال طول العمر يعسر فهمه *** نقول له سل من قضى في الورى دهرا

فكم رجل ممن مضى طال عمره *** وأطول من هذا فسل نوح والخضرا

فلا عجب أن يبقي الله واحداً *** يتاح له الإصلاح كي يعمر العصرا

ص: 139

إشراقة فجر

الشاعر محمد سعيد البريكي

غفوت وقد لاح وجه القمر *** سطوعاً يشع بنورٍ أغر

ورفت على الكون روح السكون *** وطاف الرقاد بعين البشر

وطوَّفت في عالم الذكريات *** ومرت أمامي شتى الصور

ونبهني حلم هزني *** وذكرني بالليالي الأخر

ليالي بتُّ بها أحتسي *** كؤوس الهنا بين صحب السمر

فأطلقت شوقاً لفكري العنان *** وطافت برأسي شتى الفكر

وعللت نفسي علَّ الصباح *** يطل فيمحو ضيق السهر

وخاطبت نفسي في حيرة *** وران علي الأسى والضجر

أما آن لليل أن ينجلي *** وتشرق شمس النهار الأغر؟

وأشرفت أرقب وجه الصباح *** وصعّدت في الكائنات النظر

فصافحني النور ملء الفضاء *** وقد طال حتى سماوازدهر

ومس سناه جبين السماء *** فأخجل أنجمها والقمر

وطافت على مسمعي نغمة *** وزغردةٌ من نواحٍ اُخر

وتكبيرةٌ من وراء الضياء *** ورجعٌ يزيد جلال السحر

وساءلت نفسي في حيرة *** وأخبرني القلب لمَّا شعر

بأن السماء وروض الجنان *** وولدانها والجمال النضر

وطهر الملائك في قدسها *** على القرب قد أقبلت في زمر

تُهنئُ بيت الهدى والصلاح *** بمولد قائمة المنتظر

تهنئُهُ بالوليد الذي *** تسريل من مجده وائتزر

* * * * *

بدا وعلى وجهه مسحةٌ *** مباركةٌ من إله البشر

ونور الإمامة يُضفي عليه *** جلالاً وقدساً عظيم الأثر

ص: 140

تحدر من دوحة الأكرمين *** فجلَّ الغراس وجلَّ الثمر

سقاها محمد فیض العلوم *** وجلالها بالمعاني الغرر

تسير المكارم في كنفه *** ويصحبه الهدي أني عبر

جوادٌ إذا سح أحيا الصخور *** بإرخاء وابله المنهمر

* * * * *

أيا شعلة من ضیاء الإله *** أنار العوالم لما ظهر

ويا غائباً أخطأته العيون *** وحجَّبه الغيب حتى استتر

قلوب الهوالك ترنو إليك *** فأنت لها الأمل المدخر

ترجّيك في صبحها والمساء *** وترقب إشراق يوم أغر

لتُشعلها لافحات اللهيب *** ترمي صواعقها بالشرر

بصرخة حقٍ تُفيق الرقود *** تلعلع من جيشك المنتصر

وتعصف بالظالمين الطغاة *** وتحيي من العدل ماقد قبر

وتحيي بذاك القلوب الظماء *** ويمحوسناك ظلام العُصُر

قلوبٌ ترجيك للنائبات *** وتدعوك للحق يا منتظر

ص: 141

يوم الفرج

الشاعر معتوق العلي

شئ يوم في الكون بالأنوار *** يوم ميلاد حجة الجبار

طلعة للوليد في أرض سامر *** اءأبهى من طلعة الأقمار

شعر الناس بالسعادة فيه *** فأرشين الدروب بالأزهار

يا رجالاً في قرية ( الديه ) أحيوا *** حفل يوم كالنور في الأبصار

أنتُم المؤمنون حقاً وأنتم *** خيرة الطيبين والأخيار

من أقاصي القطيف جئنا إليكم *** نستقي منكم نمير الجوار

مثلما الأرض تستقي بالينا *** بيع فتسقى براعم الجلنار

حيث إنا وأنتم في طريق *** هدف واحد ورمز انتصار

أيها القائمون بالحفل هذا *** يوم سعدٍ مميز معطار

فلنهني به النبيين والعا *** لم طراً بأروع الأشعار

صاحب العصر والإمام المرجي *** يوم يأتي مجللاً بالفخار

يملأ الكائنات قسطاً وعدلاً *** ويعم الأمان في الأقطار

تشرق الأرض والسماوات بالأن *** وار والأرض تزدهي باخضرار

وترى الحمل يرتعي جانب الذ *** ئب وفي مأمن من الأخطار

عجل الله للإمام سريعاً *** فرجاً بعد غيبة وانتظار

الملاحة - القطيف 15/ 8/ 1425 ه

ص: 142

يوم الميلاد

الشاعر معتوق العلي

اليوم ميلاد الإمام المنتظر *** أنوار طلعته كأنوار القمر

فزهت به كل البسيطة وارتدت *** حللا ومن بركاته الخيرانهمر

جبريل في أفق السموات العلى *** يلقي البشائر عاطرات للبشر

ولد الإمام بأرض سامراء في *** يوم عظيم بالسعادة مزدهر

وتغنت الأطيار فوق الباسقا *** ت الشاهقات وفوق أغصان الشجر

تحي النفوس بلحنها فكأنها *** ألحان فاتتة على عزف الوتر

هذا إمام العصر يملأ أرضنا *** قسطاً وعدلا مثلما ملئت بشر

الله أكبريا لها من فرحة *** فلفائيبها أجرها ولمن حضر

فإلى جميع المسلمين أزفها *** بشرى فيوم مجيئه يوم أغر

يوم بنور قدومه قد أشرقت *** أرض العراق وفاض بالماء النهر

فاخضرت الصحراء بعد محولها *** فكأنما أحيا منابتها المطر

فبكل شيء من معاجزه يد *** وبكل أرض من فضائله أثر

هذا إمام المسلمين وحجة ال *** باري ومن هو للأنام المدَّخر

أو ما ترون الكائنات تزينت *** فرحاً وفوق سمائها المطرانتشر

أو ما ترون الناس ترقص بهجة *** والليل أصبح كالنهار إذا ظهر

طوبى لسامراء حيث تتوجت *** بالفخر حيث بنجل طه تفتخر

كانت مجرد بقعة مهجورة *** واليوم مأوى للبداة وللحضر

فترى جميع الناس تزحف نحوها *** من كل حدب مثل أمواج البحر

هذا يقدم للمغيب وردة *** وهدية الشعراء أبيات الشعر

فالله نسأل أن يثبتنا على *** حب النبي وآله خير البشر

الأربعاء13/ 9/ 1425 ه

ص: 143

في مولد الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الخطيب علي آل محسن

في ليلة النصف أنداء وأنوار *** وطيب نشر كسا الدنيا وأزهار

ويوم عيد أضاء المشرقين به *** والمفربين إله الناس جبار

أعياد أنس عليناهلّ طالعها *** بالخير واليمن فالأفتاء نوار

حدائق وجنينات منظمة *** والجدول العذب بالأمجاد فوار

رقراقة الحب حب الآل صافية *** تجلى بها من عمى الغاوين أبصار

ما العيد إلا وميض من أشعتها *** ومن ضياها سمت بالنور أنوار

يا درة الدهر أنت للزمان يد *** وللخليقةإسباغ وإيثار

كم قد أطلت ولكن ما بمقدرتي *** أن أستمر فما تحويك أشعار

میلاد خاتم آل الله فيك فما *** يحويك شعر ففيك الفضل مدرار

صلى الإله عليه ما تدعدعت الص *** با وأم لبيت الله زوار

ذاك المؤمل للإسلام ينشره *** ويبسط العدل والأملاك أنصار

جاءت به نرجس للسالكين هدى *** والمؤمنون على ضوء الهدی ساروا

قالت حكيمة فيما قال ناقلها *** رواية كلها فضل وإكبار

قالت دعاني زكي النفس من *** سمقت فوق الكواكب من عليائه دار

قال اجعلي الليلة الإفطار في *** كنفي فللوصي المرجی حان إظهار

قالت وجئت وجاءت نرجس وبها *** قد أودعت من لدن ذي العرش أسرار

قالت وقمت لأورادي وسيدتي *** في نومها لم تبن للوضع آثار

وبعد ذاك تجلى نور غرة من *** يجلو الظلام فيمحى الظلم والعار

فاستبشر الدين والدنيا بمقدمه *** و فی البسيطة منه لاح إشعار

أهلا بمولد حاوي كل مكرمة *** راحت تدك به للظلم أسوار

عم الهناء بلاد الله قاطبة *** واستشعر الأنس أنجاد وأغوار

هيا نبارك عيدا لابن فاطمة *** من قد نمته بكل الفخر أطهار

ولنعطف السيرحول العتب نوقظه *** ألا يضيع لآل المصطفى ثار

ص: 144

يبنون في كل صقع مسجدا ولنا *** لم يشوا عطفا فهم بحر وبحار

وإن أردت شعوب الأرض فهي على *** جهل تموج فأفاك وكفار

هذا يروج في النادي بضاعته *** من الدعاية والأوباش تجار

وآخر يدعي علما وجعبته *** خلو من العلم لم يدركه معشار

وأنت تعلم بالباقي فأمتنا *** يجتاحها بعدما قد غبت إعصار

وفي الختام صلاة الله ما طلعت *** شمس وما هتفت في الدوح أطيار

عليكم آل طه ماست نجب *** بالبيت أو شع نور أو ذكت نار

ص: 145

غربة الروح

السید حسن ابو الرحي

لمن تنشد الأشعار يا قلب ثائرا *** أما زلت في أحلام ماضيك سادرا

تذكر أياماً تولّت عزيزة *** وتندب أمجاداً بها ومآثرا

مضى زمن فيه الشعور مقدس *** وأقبل عصر بالخلاعة سافرا

فلا قيم يسمو به الفرد في الورى *** ولا خلق يدعو إلى الحق جاهرا

تمد إلينا المغريات حبائلاً *** فيا عجباً لم تلق منا أظافرا

ويا عجباً إنا اتخذنا من الهوى *** بديلاً ولم نلفت إلى الدين ناظرا

كأن رسول الله ما جاء بالهدى ** وما كان للوحي السماوي ناشرا

ولا أشرقت في الكون أنوار وجهه *** مبددة جيشا من الجهل كافرا

لماذا نعيش اليوم في أسر غرية *** تقطع أوصالاً لنا وأواصرا

وتُبعدنا عن منهل الروح مورداً *** نفوس أبت إلا الرذيلة آمرا

فترجع ظمأي في أسى وتحسر *** وقد بلغت منا القلوب الحناجرا

أما آن أن نحيا كراماً أعزة *** على الكفر لا نرجو سوى الله ناصرا

لماذا لغير الله نحني رؤوسنا *** وقد أيقظ الإسلام منا الضمائرا

ألسنا بتبليغ الهدى خير أمة *** فكيف رضينا أن نكون الأواخرا

وكيف رضينا كالنعاج تقودنا *** ضباع أماكنا أسوداً كواسرا

إذا المرء لم تزجره آلام شعبه *** فليس له إلا المنية زاجرا

ألا أمل في دولة وحودوية *** فيالقُها تحيي من المجد غابرا

يحطم أحلام الأعادي صمودها *** ويهوى لها عرش الطواغيت صاغرا

ويرهبها المستعمرون ومن مشى *** على دربهم مستكبرة أو مناصرا

يقوم على العدل الإلهي هديها *** ويشدو بها داعي المحبة ذاكرا

الاثین 10/ 5/ 1385 ه

ص: 146

ذكرتك فاهتزت شعور

**ذكرتك فاهتزت شعور(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

اُجلك مولى لا يحيطُ بك الفكرُ *** فماذا يقول الشعر عنك أو النثرُ

وُلدتَ فطيب الحياة وأهلها *** فلم يبق شبرلا يضمخه عطرُ

ذكرتك فاهتزت شعوري فرحة *** وغنّى ابتهاجاً يوم مولدك الشعر

وكبرمشتاق وهلَّلَ مؤمنٌ *** ورئل بشراً يوم مولدك الذكرُ

فلم أر مكروباً ولم ألف عابساً *** أرى كل ثغر بالبشاشة يفترُ

فذكرك يا مولاي أحلى قصيدة *** تباهي بها سمع وغنى بها ثغرُ

تقدستَ نفساً شرف الله ذاتها *** مكارمها جلى وأفضالها ثرُّ

تجلّت على الدنيا مطالع نورها *** ففي كل أفق من مطالعها بدرُ

تدور رحى الدنيا على قطب فض *** لها فلولاهُ ما دارت وقرَّ لها أمرُ

ونادت جميع العارفين بوحيها *** ففي كل عقل من معارفها سفرُ

لقد أمطرت دنيا الوری بعلومها *** فأزهر واديها وسال به القطرُ

وأعطت وما ملت وغدت وأغدقت *** فلله نفس لا يمر بها فقر

أجلك - يا مولاي - فضلاً وحكمةً *** وعلماً تناهى أن يقاس به البحرُ

أعرني بياناً إن شعري لقاصرٌ *** وفضلك لا يرقى إلى وصفه شعرُ

أجلك لا يأتي الزمان بواحدٍ *** سواك به كل الخلائق تسترُّ

أطلَّ علينا فالزمان بجوره *** سقانا كؤوساً طعمها علقم مرَّ

صبرنا على أن لا مجال لصبرنا *** فما حالنا من بعد ما نفد الصبرُ

وهل يشتفي المكروب مما ينالهُ *** إذا لم يُداويه طبيب له خبرُ

وأنت الطبيب المرتجي لعلاجنا *** فحتى متى يا سيدي يكشف الضر

نردّد يا مولاي في كل لحظةٍ *** متى ليلنا الداجي يبدده الفجرُ؟

متى أنت فيما بيننا تنشر اللوا؟ *** متى ينمحي في عهد دولتك الكفر

متى تشهد الآفاق أوسع دولة؟ *** يحفُّ بها جندُ سيوفهم بُترُ

ص: 147


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أناجيك مولوداً وأدعوك ناشئاً *** وآتيك مشتاقاً يطيرُ بي البشرُ

لأنك مذخور لتحقيق دولةٍ *** بها أخبر القرآن والسادةُ الغرُّ

فأنت بدنيانا أمانٌ ورحمةٌ *** وأنت لنا في العالم الآخر الذخرُ

أجرنا فدتك النفس من قسوة الع *** معدي فأعداؤنا أدني مواقفها القسرُ

نُصارعها والموتُ ملء عيوننا *** مصارعة العصفور مزقه الصقرُ

وما الذنبُ إلا أننالك شيعة *** وليس لهذا الذنب عفو ولا عذرُ

اُناجيك - يا مولاي - فارحم مُدلها *** يؤرقه هم ويحرقه جمر

ألا نظرةٌ ياسيدي أشتفي بها *** فميلادك المعطاء خيراته كثرُ

أجبنا فصوثتُ القدسُ صرخة ثائر *** تنادي .. أما للقدس منتقم حرُّ

عليها بنو صهيون " ألقت بثقلها *** فلم ينهها ردعُ ولم يثها زجرُ

وأنت لها يا صاحب العصر منجدٌ *** وحصن حصينٌ لا يهدمه الدهرُ

فيا أيها البدر المنير تحية *** إليكَ ونور البدرِ ليس له سترُ

بوجهك وجهُ الكون جذلان ضاحكا *** وترقص أفراحاً بك الأنجم الزهرُ

يحييك فينا الطفل والشيخ والفتى *** تحييك في الأرض المناهل والزهرُ

يحييك مثوى أحمد ووصيه *** وبضعه الزهراء والبيت والحجرُ

يحيي يوم للحسين بكربلا *** مرابعه خضر وأيامه حمرُ

وكل شهيد قبّل السيفُ نحرهُ *** فسيرته عطروتاريخه فخرُ

أبا صالح شعري ونثري ومدحتي *** فعذراً أيها الواهبُ الطهرُ

عطاؤك - يا مولاي - ليس تحدّهُ *** حدودُ وشعري ناضبٌ بحرهُ جزرُ

مدحتك تعبيراً عن الحبَّ خالصاً *** ولم يفرني تبرُّ بمدحك أو قصرُ

ومنك - إمام العصر - أرجو قبولهُ *** لي الأجر فيه سيدي ولك الشكرُ

ص: 148

في الإمام المهدي (عج)

**في الإمام المهدي(عج)(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

بعد عامين فيهما جفّ شعري *** عدت أسقيه من ينابيع فكري

وبأفق الحفل الذي لم أحلق *** فيه عامين عاد يشرق بدري

لا تظنوايا لجنة الحفل أني *** لست أهواكم وإن طال هجري

فمجيئي لكم دليلٌ جلي *** أنكم أخوتي وموضع سري

ولقائي بكم وسام رفيع *** أتباهى بوضعه فوق صدري

جمع الله بيننا في احتفال *** الإمام بمدحه ازدان شعري

رتلوا المدح فيه فالمدح فيه *** الوعدلناه باللئالئ يزري

كلمارفّ في المسامع منه *** بيت شعر جلا بلابل صدري

حبة الأنس في حياتي وذخري *** عند موتي ويوم بعثي لحشري

لست أرضى لغير آل رسول الله *** مدحاً فمدحهم خير ذخرِ

كيف أستبدل المعزة بالذل *** وأستبدل التراب بتبري

سيظل الزمان ينشد أشعاري ** فخوراً وآل أحمد فخري

إن شعري من منهل الحب *** أسقيه فيروي ومن عطاياه يثري

يا إمام الزمان يا حجة الله ويا *** فخركل جيل وعصر

ما مديحي إلا دليل ولائي *** وبه يرتقي لدى الله قدري

جئت أشكوا إليك ما أنت يا *** مولاي مني بكل ما فيه تدري

فرق الخلف جمعنا فترانا *** نقتل الوقت بين كروفر

ديننا دين أحمد وكتاب *** الله دستورنا لنهي وأمر

فلماذا الخلاف والخلف سيف *** إن تجرده للعقيدة يبري

فمتى سيدي نرى لك يوماً *** لانُرى فيه غيرخيروبر

هل لنا نظرة لطلعتك الغراء *** يجلى لنا بها ألف بدر

سيدي قد علمت أنك معطاء *** فجد لي بها ولو بعض عمري

يا وليداً في النصف من شعبان *** ولكن نداه كالنهر يجري

فجر ميلادك المبارك فجر *** فاق ياسيدي على كل فجر

ص: 149


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أمل العصر..

الشاعر علي عبد الله التاروتي

كيف لم لا متى لماذا حيارى *** فيك يامن أخرت للآل ثارا

أوّ صبراً ؟ وما اصطبارك عذرٌ *** هاهو الصبر لا يطيق أصطبارا

أوَ صبراً يغري أمية فيكم *** كلما غبت زادها استكبارا

أوَ صبراً وذا المحرم حشرّ *** لا ترى الناس فيه إلا سكاری

هم سكارى وماهم بسكارى *** إنما عاشرالمآسي أغارا

بجيوش الأحزان قد عاد غضّاً *** وكما كان للحشاشات نارا

صارخاً نادباً لجدك يحكي *** لك يا سيدي الذي فيه صارا

لك يوري أبا الترات فؤاداً *** ثم يجري منك الدم المدرارا

وينادي بمفجعات تدّوي *** عاصفات تستنفر استنفارا

الغياث الغياث بالله عجَّل *** الوحاء الوحاء البسدار البدارا

فاتك الثأر سيدي أو فحربٌ *** لا تبقي لحربكم ديارا

إن تذرهم لن ينسلوا اليوم إلا *** كيزيد أو فاجراً كفارا

فالقصاص القصاص فالثأر يغلي *** مارد ملَّ سيدي الانتظارا

لم يعد بعد غيبة الدهر إلا *** كالبراكين كلماهاج ثارا

* * * * *

أمل العصر أنت بالخطب أدري *** فلماذا لا تقتضي البتارا

وتذيق الألى أذاقوك غيضاً *** وأبادوكم صغاراً كبارا

و وعلى الدين أشعلوها حروباً *** وتفانوا ليطفئوا الأنوارا

هل تناسيت سيدي ؟ ألف حاشا *** لست تنسی باب الهدى والجدارا

يوم لاذت بالباب أمك ترجو *** أن يراعي ذاك الجفاء الجوارا

لم يكن يحسن الجوار ولكن *** كسِّر الضلع أنبت المسمارا

لطم العين أشبع المتن ضرباً *** أسقط النور أضرم البيت نارا

هتك الخدر أظهر الغل جهراً *** مرِّق الوحي كذَّب المختارا

أسس الظلم أتخم الدهر جوراً *** سلب الحق لبَّبَ الكرارا

ص: 150

و لقتل الحسين مهد حرباً *** فيزيد لولاه ما كان صارا

من يزيد ومن هو ابن زیاد ؟! *** أو لم يولدا بنادي السكارى ؟

* * * * *

سيدي صاحب العَزا أنت أدرى *** وبما أحدثا وماقد أثارا

غير أني أستنهض اليوم قلباً *** فيك لوهاج أدرك الانتصارا

غير أني في حيرة لست أدري *** أو ذا اليوم تحمد الاصطبارا

فلماذا لا تُستثار بيوم *** فيه خطب للكائنات استثارا

هيّج العالمين إلاك ؟ كلا *** يا ابن من لم يزل يخوض الغمارا

يا ابن من قاد نهضة لا توارى *** يا أبن من في انتصاره لا يباری

يا ابن فتح الفتوح یا ابن حسين *** مَن إلى الآن يخلق الأحرارا

يا ابن من للإسلام خلّد نصراً *** وشموخاً وعزة وازدهارا

يا ابن من للأجيال ألّف سفراً *** بمداد الإبا وحبر الغيارى

يا ابن من خلّد الخلود بيوم *** ملك الدهر طوَّعَ الأقدارا

يا ابن من.. يا ابن من ولو قلت دهراً *** يا ابن من لم أرتل المعشارا

فأغثنا يا ابن الكفاح وعجّل *** سيدي وارفع الحسين شعارا

أذِّن اليوم يا لِثارحسينٍ *** لنغني لبيك لبيك ثارا

ص: 151

ميلاد الإمام المهدي

الدكتور إبراهيم الدبوس

أئمتي اثناعشر ***أوصى بهم خير البشر

وهم ولاة أمرنا *** رغم على من قد نكر

أسماؤهم تشع في *** قلوبنا مثل القمر

بهم نناجي ربنا *** نهارنا وفي السحر

أولهم حيدرةٌ *** ومن به الدين انتصر

وبعده الزكي مَن *** بصلحه الدين استقر

ثم الحسين من إلى *** دين النبي قد جبر

وبعده السجاد من *** لدين جسده نصر

فباقر العلم الذي *** لدين أحمدٍ نشر

وبعده الصادق من *** لولاه ماصح خبر

وكاظم الغيظ الذي *** لولاه ديننا انحسر

وبعده الرضا الذي *** زاح عن الدين الضرر

ثم الجواد من به *** دينُ الإله قد ظهر

وبعده الهادي من *** بهديه الدین ظفر

والعسكري بعده *** ومن به الدين انجبر

وبعده محمدٌ *** إمامنا الثاني عشر

ملاذُنا في عصرنا *** إذا دهانا أيُّ شر

خليفةُ للمصطفى *** وحجةُ على البشر

وهو على غيبته *** يحفظنا من الخطر

ونوره قدشع ما *** بين البرايا كالقمر

فحقَّ أن نعلن می *** لاد الإمام المنتظر

ونعلن الأفراح في *** أسفارنا وفي الحضر

ونمزج الفرحة ب *** الولاء من دون كدر

ص: 152

مجددین بیعة الك *** رار في اليوم الأغر

مهنئين المصطفى *** وآله خير البشر

یا صاحب العصر متى *** يرى محياك البصر

وقد حففنا بك في *** خير عتادٍ ونفر

وقد قطعت دابرال *** كفار من غیرحذر

وقد رأينا بركا ***ت مابه العين تقر

حتى نقول الحمد لل *** ه فأمر الله قر

11/ 8/ 1425 ه

ص: 153

انتداب الحجة (عج)

الدكتور إبراهيم الدبوس

متى أرى مولاي ما بيننا

يشع مثل القمر الأنور

ينشر دين الله في أرضه

ويرفع العسر عن المعسر

يأمر بالمعروف ما بيننا

كالمصطفى وجده حيدر

يقضي على الرجس وأشياعه

ويظهر الحق إلى المبصر

فنحمد الله على هذه الن

عمة من ربُ الورى الأكبر

يا ربنا بحق ساداتنا

فرج عن المهموم والمقتر

واغفر لنا ذنوبنا كلها

و إذا بعثت الكل في المحشر

وصيار على أحمد

وآله ذي الشرف الأظهر

27/ 4/ 1426 ه

ص: 154

الإمام صاحب العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الدكتور إبراهيم الدبوس

إمامي صاحب العصر

جميل الذكر مصدری

إذا ما ضاقت الدنيا

بعيني من بني دهري

تدفق حجة الباري

كنهرفي دمي يجري

نزال الهم من قلبي

وصار اليسر أمري

* * * * *

فلاتنسَ إمام ال

و عصر في العسر وفي اليسر

يراعينا طوال ال

وقت عن بلوى وعن عسر

يواسينا مع الإخ

وان في الأتراح والضر

ويزهر سيد الأك

وان في الأفراح كالبدر

ويدعو الله للأت

باع في السر وفي الجهر

27/ 4/ 1425 ه

ص: 155

من وحي الخلود

الشاعر جمال رسول

هذا هو اسمها والدليل الذي هداني إلى عنوانها ، فالخلود هو طموح الإنسانية الكبير وغايتها اللازمة، إذ أنها لم تخلق للفناء ، فهي منذ ساعاتها الأول، منذ يومها الأول، يوم كان الإنسان فرداً على وجه هذه الأرض الجميلة، يقبل مباسمها يرتشف من رضابها ويهمس في آذانها ، وحتى تفرعت منه أغصان السلالة البشرية في أقطارها تسن نظم البقاء لحياتها، وبعد أن عبرت في مسيرتها الزمنية عوالم التاريخ ، ونقبت أرجاءه واستكشفت عوامل التغير فيه ، ومنذ أن حطت عليها رسالات السماء وانتخبتها بين الوجودات لتكون ممثلتها في عمق هذا الكون، وهي (أعني الإنسانية ) هي لم تزل حالمةً بذلك العالم الجديد، لم تزل حالمة بذلك اليوم المشرق السعيد حيث ترسل الشمس أشعتها الذهبية في خطوط النور الذائبة في نفحات حب الوجود، وحيث تضع قبلاتها الدافئة الشقراء على وجنات الحياة، متوهجةً شوقاً في أحضان الطبيعة، ورافعةً شعار الحب حيث أسمى معاني الإنسانية ، وإذا الوجود يهتز كله طرياً ويميس فرحاً الينتظم عقداً على عنق الحياة في جواهر العشق الثمينة، ويبعث إيحاءاته بالخلود ، فمن وحية وحي الخلود ومن وحي الخلود : تطوف بخلدي فنون الصور .

تطوف بخلدي فنون الصور *** وأحلام حب جميل الذكر

ونشوة فكري تضيء كما *** تضيء النجوم بوقت السحر

وتبصر عيني جمال الوجود *** ومجد السماء وراء القمر

وأبسط كفي فوق الربی *** لتهتز في شرفات الشجر

وأهتف بالطيرفي وكرها *** فتسمع صوتي كلحن الوتر

وتنهض معلنةُ شدوها *** وتلثم جهراً ثغور الزهر

وتجمع في الظل بين الرؤی *** طيوف السعادة بين البشر

وتقطرمن نغمات اللقاء *** طلائع فجر بلحن المطر

وتسقط في بسمة في الندى *** علائم حب شهي الثمر

وتشرق يوم تعود الحياة *** بأحلام ورد شفاء درر

ص: 156

تعانق أشواق عطر الزهور *** تغني علي خفقات الوتر

وفي رقةٍ مثل همس النسيم *** تناجي الخلود بسر القدر

وتبعث بالرسل في فترةٍ *** ترنم فيها بنغم الفكر

تبشر جهراً بسرٍ قديمٍ *** ألحّ به النور حتى ظهر

أباحت به ذكريات السنين *** وجوداً على الكون لم يستتر

تؤمله عالماً للخلود *** جديد المرايا جميل الصور

هو الكون أضحت به الأمنيات *** سمات الحياة بعهدونضر

ففتحت الأرض أجفانها *** وماست لعالمها المنتظر

وحفّت عليها زواهي النجوم *** تهنئها بابتسامِ القدر

ولفَّ لها ماسةً من سنّي *** تألق فيها ضياء القمر

وتمشي على خطرات الزمان *** مجدا يؤرخ فوق العُصر

وتضحك آمالها في المدى *** وتنمو عليها أمانٍ كُبر

وفاح الربيع بعطر الزهور *** وردد أنفامه في البشر

ورددت الكائنات النشيد ال *** مقدس في العالم المزدهر

يباركها سمع حب الحياة *** وروح الكفاح الطموح الحذر

أردنا الحياة ، أردنا البقاء *** أردنا الخلود بوقع السور

أردناك ياسيدي بيننا *** أردنا العدالة أن تنتشر

تحلق فوق رؤوس الجبال *** وتهبط في الأرض بين الشجر

وتخفق في الناس خفق الرعود *** وتعصف بالجور بين الحفر

فيا أملاً بكيان الوجود *** وقلب الزمان ربيع النظر

ويا أفقاً لاح للناظرين *** بسر بھاء بديع الصور

لتعلن في الكون أن الحياة *** يرف عليها جمالّ أغر

شعبان 1411ه

ص: 157

فرح يذكرني بحزن

الشيخ عبد الكريم آل زرع

سری ولهيبُ الشوق في قلبهِ جمرُ *** يغذُّ بهِ الوجه المبرحُ و الصبر

سرى والنوى أضناهُ وابيضّ رأسُهُ *** وأيُّ فتىُ لم يبرِأحشاءَه الهجرُ

سری مثقلاً يطوي القفارَ مجرحاً *** بسيرُولكن لا يطاوعهُ السيرُ

وفي كلِّ جرحٍ قصةٌ مُدلهمةٌ *** وحادثةٌ يخزي على وقعها الدهرُ

سری مُدجياً والشمعُ ذابَ جميعهُ *** وداجي الجوى ما لاح في اُفقه بدرُ

كأنَّ دجى الأحزانِ أشباحُ غابةٍ *** تمرّشس في أنيابها الحمُرِ السُعرُ

إذا صفرت فيها الرياحُ يخالُها *** فحيحَ أفاعٍ صالَ في جوفها الذعرُ

سری حاملاً في كفهِ قلبَ أمةٍ *** تناهبهُ الظلمُ المقنَّعُ والجورُ

وفي عينهِ التاريخُ يصرخُ معولاً *** ولكنما نيطت على ثغره الخُمرُ

ويصرخُ فيه الهمُ والضيمُ والأسى *** ويصرخُ فيه الصبرُ والثارُ والمرُ

وتعرفُ فيه الحادثاتُ مكانها *** ويسكنُ في دنيا وداعتِهِ الضرُ

يلاحقهُ شرُّ الزمان بناره *** فيالك من خيرٍ تعَشَّقه شرُ

أسرَّ حديثاً للفؤادِ ونفسهِ *** وفوجىء بالله أن لطمَ الثغر

وليس حديثُ النفس في الشرع جائزاً *** ولو أنه في الواقع المستوي سر

ولا الفكرُ مسموحٌ وحين تشلهُ *** مهابةُ سيفٍ قد يموتُ بها الفكر

وسار فريداً لا يلوذُ بمرفأ *** وأنَّي إليه والسرى مهمةٌ قفر

تصرمهُ الأيامُ وهو يخدُّها *** وقد يرتمي في كفَّ صاحبهِ العمر

إلى أن أتی أرضَ العراقِ كئيبةَ *** وقد شخبت من قلبها دورها الحمر

تلفت يستجلي حقيقة أمرها *** وقد يتجلى من ظواهري الأمر

فشاهدَ أطلالاً تدُك كأنها *** أعاصير ما أبقى على أهلها العصر

فشد لسامراءَ وهو مُحمُّلٌ *** شكاياتِ لا يقوى على حملها الظهر

ص: 158

وما أن وطت رجلاهُ قُدس تُرابها *** تسامت له روحٌ وشام له قدرُ

ولاح لهُ مرماهُ في حالك الرؤى *** كطيف خيالِ لا جليُّ ولا غمرُ

رأى نفسهُ في الأفق تخفقُ بهجةً *** كما صفقت في روضها بهجةً طير

ومن لمحت عيناهُ أنوارَ مشهدٍ *** على كل جنبٍ فيه يشتعلُ التبر

كأن سنا الآمالِ في ومضاتهِ *** تاهت له ذكرى وحان لهُ فجر

ولامسَ كفاهُ الضريحَ وقلبُهُ *** يفورُ جوي أودى بسودائهِ الحر

وبادلهُ عند العناقِ صبابةً *** رماها هجيراً من حرارتهِ الهجر

يلحُّ عليه اللثمُ حتى كأنهُ *** ترشَّفَ منه ما يعادلُهُ البحر

فبَّردَ ثغراً والفوادُ مضرَّم *** فلا ذاب ثلجُ الثغرِ أو طُفِئَ الجمرُ

تناسى بتلك الحالِ كلَّ همومهِ *** وهل بعد سُكرِالملتقى في الهوى سكر

راه كما لو كان شفَّ جمالهُ *** وأفته من نوره الحسنُ والسحر

وكم من حبيب لا يرى وخيالُهُ *** كفيء إذا ما ضمهُ الكوخُ والقصر

فإن دُسَ في جوفِ الترابِ أراكة *** بكلِّ صفاتِ الحسن في حقه القبر

فعاود لثم القبرِ يستافُ عِطره *** وعطرُ حبيب القلب ما مثلهُ عطر

وحدِّق في جوفِ الثرى بفؤاده *** وللقلب عينُ يستشفُّ بها الدَّر

فشاهد ما يستنفذ الحبرَ وصفُهُ *** ولو أن ماء البحرِ في رحبهِ حبر

حدائقَ غناءَ تمورُ كأنها *** حقولُ أمانٍ تاه في كُنهها الفكر

ومن تحتهانهرُ من الشهدِ سائغُ *** ومن خمرِها يجري بجانبه نهر

وفيها من الغيد الحسانِ كواعبُ *** عليهنَّ سحرُ العين استبرقٌ خضرُ

يرف لها طيرُ يميسُ لها زهرُ *** يطيبُ لها ثغرٌ ويحلوبه خمر

تمنى وملءُ القلب شوقٌ وحرقةٌ *** إذا كان ذا حظي فلا طال لي عمر

إمامي ومولاي العظيم ومنجدي *** إذا راعني في طوق أهواله الحشر

أتيتك يا ابن الطاهرين مهنئاً *** ومُلؤُاهابي من سعادته بشر

أتيتك في ذكرا أستبق الخطى *** مغذاً وجوفُ الليل مسلكي ستر

ص: 159

وقلبي دليلي للحبيب بخفقهِ *** كأنَّ فؤادي وهو في عجل طير

أتيتك مسروراً بمقدمك الذي *** توجّسَ من أنوار طلعتهِ الكفر

أتيت أهني والعوالمُ كلُّها *** تهني وكل الكون في بهجةٍ غمرُ

سرور له الدنيا تميس سعادة *** ويشدو بها طيرويزهو بها زهر

إليك أبا المهدي دوت حناجرٌ *** وقد بات مألوفا على مثلها الحَجر

إليك لقد ملَّ المدى من صراخنا *** وصُبَّ بأذان المدى والدُني وقر

لكم نترجَّي غصنك الفذ والذي *** ينامُ على كفيهِ صارمهُ الحر

وترقبه كلُّ الدني أملاً لها *** إذا ماقسى دهرومزقها عصر

إذا نابها من قسوة الظلم نائبُ *** وشاك لها في سيرها مسلك وعر

اُنتيكَ أن الدهرَ جارَ وأنهُ *** تمادى فلا برُ يجيرُ ولا بحر

انَبيك أن الظلمَ أرخى سدوله *** وصال على الهامات في الظلمةِ القسر

أنبيك أن الآهَ ضجَّ بها المدى *** وأن الأسى لم يبقَ في كاسهِ قطر

أنبيك أنّ الأرض نهبُ مضيع *** وليس لنا فيها ذراع ولا شبر

متى تشرع الرايات يسري بها الهدى *** ويبسم في إخفاق رونقها النصر

9 ربيع الآخر 1414ه

ص: 160

لإیثار

الشيخ عبد الكريم آل زرع

غيث السما في معاني الحب مدرار *** بكل قلب محب هاج تذكارُ

يا بهجة نسجت فينا سعادتها *** ينساب فيها هوى كالشهد يشتارُ

إشراقة الأمل الأسمى الذي رسمت *** في كفه حين خط اللوح أقدارُ

بطلعة شخصت بشراً لها مقل *** تحار فيها أسارير وأوطارُ

وهيبة تتوارى في شمائلها *** كواكبُ وقناديلٌ وأقمارُ

لما أطل تجلت ألف معجزة *** في وصف أيسرها الأقلام تحتارُ

أطل نوراً ولكن لا يحاط به *** شطّت به عن عقول الناس أسرارُ

إنا لنقصر عن إدراك أنفسنا *** فكيف فيمن همُ بالعرش أنوارُ

كم رتلت أحرف المهدي في فمنا *** تذوب فيها تسابيح وأذكارُ

نجوى ترتلها ياسيدي مهج *** تأتمُّ ولهی بها دوحٌ وأنهارُ

تجوب نجواك من جوف الدجی سحراً *** لها خيوطُ شعاع النجم أوتارُ

أنبيك عن سَحَرٍ أنَّا نجلجله *** دويَّ عشقٍ ترامت فيه سُمَّارُ

إنا سحبناه حتى استوقفته لها *** ساعات فجرٍ وكاد الليل ينهارُ

فريثما يتولى ذو الفقار *** يحياه فجر كما يحيی به جارُ

أعاقنا السحر الممتد عن غده *** متى ببسمتها تبديه أسحارُ

إيثارنا في كثير من رغائبنا *** إلا لرؤيتكم لم يبق إيثارُ

سار الأنام بما يهوون من لعب *** مآلها أنها تربٌ وأطمارُ

أمَّا الموالون ماسكت قلوبهم *** إلا بحبك إن حلّسوا وإن ساروا

إياك يا مزجي العُتبى على عتبٍ *** نهوى أيكفي المحبَّ الصبّ إصرارُ

لك الولاء حملناه بأفئدة *** وكم تضيق به في الأرض أقطارُ

ما صدنا الظلم عن نور الولاء وما *** أمالنا إننا في الحب أحرارُ

ص: 161

ليرسم الحب في معناك آيته *** تتيه فيها خيالات وأفكار

أمشهد ركعت كل الشموس به *** لنوركم وانحنت بالخلد أشجارُ

وبالشقائق حبات الندى سجدت *** ومائسات بها وردُ وأزهارُ

كما تصلي بها شمُّ الجبال كذا *** صلت بها بزلال الماء أنهارُ

أم لوحة كل لون فيه من زخم *** مالا توفيه أنباء وأخبار

يا سيدي كونتالونمنمته يدي *** كون على الشاطئ المحمر موارُ

به من الوجد من آهاتنا حمم *** به دماءُ به دمعُ به نارُ

به صبابة وجد الانتظار أسى *** يزيد من لفحة العاتي تذكارُ

كون تمازج في أحشائه همم *** يموت في وجهها لفح وإعصارُ

كون تشرب يا مولاي من مهج *** خطته من لونها بالقلب أشعارُ

للانتظار بنایاسيدي ألم *** صبابة ولة بوح وإضمار

وهم اثاقلت ساعاته ألماً *** كأنه لرزايا الدهر مضمارُ

به دماءُ زكت ما راعها خذم *** على شباه صليل الرعب سيار

ومدمع حارق ريا النجيع به *** لزورق العشق في رياه إبحارُ

لو شئتُ يا سيدي أوریت نار حشا *** لا زال في الصدر منها اليوم آثارُ

لقلت ياسيدي والقلب ملتهبُ *** قولاً تسطره في بابها الدارُ

من مفردات لها اهتز الوجود وقد *** أوهت نجوم السما من فحها النار

أزيزهايا ولي العصر ذو شعب *** أني التفت لها ويل و أخطار

أكلمة هاكها مني على مضض *** تحشرج الصدر منها وهي "مسمار"

إن الذين هم رهبان ليلهم *** وبالنهار ليوث الرعب أنصار

ما ألهب البين فينا غير عشقك هل *** إلاك في الروح آمال وآثارُ

نصف شعبان 1424ه

ص: 162

وللحب موعد

الشاعر بدر الشبيب

ليل وسور وأفق مابه قمرُ *** ونحن في لهفة العشاق ننتظرُ

ما اجتاحنا اليأس والأزمان تصلبنا *** وما تمدد في أعصابنا الخورُ

نخبى الوعد في أعماقنا قدراً *** في كفه الفجر والزيتون والمطر

وإن ألم بنا الإعصار كان لنا *** كهفأ على بابه الإعصار ينتحر

يا موعد الحق يا ميلاد أمتنا *** متى يرفرف فيأجوائنا الظفر؟

متى تجيء ؟ فإن الجور منتفس *** والعدل منكمش والغبن منتشر

والصب في البعد لا صبريهدهده *** يكاد من فرط ما يعدوه يحتضر

ويعجبون إذا قلنابنا ظماً *** كأنه الشرك ذنب ليس يغتفر

ويسخرون لحب في ضمائرنا *** وما ابتدعناه بل جاءت به السور

ونحن باقون ما انهارت عزائمنا *** نلملم القلب إذ بالحزن ينشطر

ونغرس الحب أوتاداً وأعمدة *** وتحت خيمتها نسمو وننصهر

نشتاق يوماً له الآمال مسرجة *** تهفو إليه وفي أحداقها العبر

* * * * *

يا من يحاول أن يجتثَّ من دمنا *** عشقاً بمصرعه الإسلام يندثر

فتش عن الحب في التاريخ تلقَ بنا *** بكل سطر شهيداً غاله أشر

هذا رشيد وهذا ميثم ذبحا *** في ساحة العشق والأشواق تستعر

وذاك حجرله في كل جارحة *** فم يردد أن الحقد مندحر

فم يؤكد أن الحبَّ تضحية *** لا يعرف الحب من صدره حجر

* * * * *

يا من يحاول أن يجتث من دمنا *** هذا الولاء تريَّث فالهوى قدر

ما ذنبنا أننا من قبل مولدنا *** نهتزَّ شوقاً لذي القربى إذا ذكروا

من عالم الذر هذا الحب يحضننا *** ونحن في حضنه نغفو وننصهر

أتسأل البحر أن يغتال زرقته ؟؟ *** إن الذي تبتغي في عرفناهذر

إذا انتزعت احمرار اللون من أفق *** فخذهوى من فؤاد شفه السهر

ص: 163

یا باسط العدل

الشيخ مهدي المصلي

فجراً يشق ظلام الليل ننتظر *** في مولد بجلال الله مزدهر

يعود فيه لآل الله حقهم *** ويستجيب لربان الهدى القدر

وتنضوي تحته الرايات مشرقة *** يزفها الحب والإخلاص والطهر

ضمیرها الأبیض الوضاح یدفعها *** إلى الجهاد في سعي نحوها الظفر

نصر من الله للساعین یغمرهم *** وكل ساع إلى العلياء منتصر

جاء النبيون والآيات تلهمهم *** أن الهدی برسول الله منتشر

وجاء أحمد والقرآن في يده *** يتلوعن الله ما جاءت به النذر

وقال إن هدى القرآن سوف يرى *** نوراً على الأرض يخشى بطشه الخطر

ستملأ الأرض قسطا بعدما ملئت *** ظلماً وضراً فيُمحى الظلم والضرر

وحينما يشرق البدر الذي استترت *** أنواره فظلام الليل يستتر

إن الظلام زهوق من طبيعته *** فكيف يبقى إذا ما أشرق القمر

ياسيدي هذه أرواحنا ملئت *** شوقاً إليك وقلب الحب مستعر

إنا نؤمل يوماً أنت قائده *** فيجتني من جنان الأنبيا الثمر

إنا نؤمل يوماً كل عالمنا *** عليه من حكم آل المصطفى أثر

فيه الإمام وشرع الله منهجه *** قد اقتدى بعلي حكمه العطر

فيه السلام على الآفاق ساطعة *** أنواره وطيوف الحزن تندثر

فيه نورد غصن للهدی نضر *** وكل غصن رأى أنواركم نضر

متى الظهور فإن الأرض قد خرجن *** خيراتها فمشى في قفرها الشجر

وأخرجن من حشاها نور عالمها *** لكن به عم في أرجائها الخطر

متى الظهور فإن السحب ناظرة *** أن تحيي الأرض إذ لم يحييها المطر

ص: 164

متى الظهور فأنت الورد والصدر *** وأنت تعلم ما لا يعلم البشر

يا منقذ الشرعة السمحاء من خطر *** هيهات يدركها في ظلك الخطر

ويا منفذ شرع الله يا عبقاً *** تضوع منه القرون الزهر والزهر

يا من يمن على الدنيا بطلعته *** فتجلي صور إذ تمتحي صور

ويا معيد الرسالات التي نهضت *** ليرتوي من شذا ألطافها البشر

ويا مضيئاً دروب الحق يا وهجاً *** إشعاعه رتلته الآي والسور

یا باسط العدل يا ينبوع رافده *** یا من به العدل والإنصاف يفتخر

متى الظهور فكل الخلق منتظر *** يوما يمتع في أنوارك البصر

جزيرة تاروت 21/ 8/ 1411 ه

ص: 165

الحائرة

**الحائرة(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

هل من خليل أنس بتشوقي *** لمطالع المهدي ذي الأنوار

لنصاحب البيد القفار نرومه *** في المشمسات ولجة الأمطار

ولنُسمعن فؤاده رغم النوى *** ألفا تحية مضرم الأقدار

وأقول: يا ابن الطيبين أجب أجب *** فلقد أتيتك هاجراً لدياري

فورب وعدك ما رأيت الناري *** شبهاً يذيب جلامد الأفكار

ما زلت أبحث في الورى عمن له *** شفف بقربك دائم الإسعار

من لا يمل من الحديث إذا غدا *** قلب يذيع نفائس الإضمار

من ذاكروك؟ بأي شيء فليكن *** مهما يهيج بما يقال أواري

اليوم ماذاكان يصنع سيدي ؟ *** متنفلاً متقرباً للباري

بصلاة جعفر؟ أم بفضل صلاته؟ *** أم كان يدعو الله بالأسرار

اليوم أي البينات تلا؟ وهل *** سأل الرحيم ليومه المعطار ؟

اليوم أين أقام ممتثلاً إلى *** أمر تلقاه من الجبار؟

مابين ينبع والمدينة مشيةُ؟ *** ويسير من قفر إلى إقفار؟

أم في البقيع يزور من دون الملا *** قبراً معالمه بلا آثار ؟

أم في (جزيرته) البعيدة لا ترى ؟ *** ولَرصدُها عسير على ( الأقمار)

أم لم يزل في كربلاء وكوفة؟ *** يبكي أباه بدمعه المدرار

أم قاطن بين الكهوف تزوره *** سحب الهموم نواهك الأعمار

يأتيه صوت المستغيث بشأنه *** فيغيثه ب شمائل المغوار

ويعود حيث يقيم بين جباله *** من دونه حجب على الأنظار

تأتيه من كتب الحوائج عدة *** في كل معتمة وكل نهار

يمضي عليها بالدعاء لأهلها *** والناس عن لقياه في إدبار

مولاي يا بن الأكرمين ومن هم *** سفن النجاة دعائم الأخيار

ص: 166


1- من بيوتي في الجنة ، ص105. 113.

أقبلت يا روحي فداك تحيتي ؟ *** فأزيد في ولعي وفي أشعاري

إن كان تؤذيك المدائح من فمي *** من سوء قبح جرائمي وشناري

طوعاً لحبك سوف أرجعها إلى *** صدري لتحرقهالواعجُ ناري

أو كنت تكره أن تمر بخاطري *** حيناً وحبك في عروقي جاري

فسل الإله لكي يريق دمي فلا *** تؤذيك بعد فنائه أفكاري

ياسيدي الجبل الرؤوف المبتلى *** أخشى أذاك بضجتي وصغاري

لكنه مامن سفيرظاهر *** أهمي عليه بحرقة وأوار

الأولون لهم ، وليس لنا سوى *** طيب القلوب وطهر ماءجاري (1)

ولقد تهيج مساعري فيثور من *** كتبي بألوان الجنون غباري

فأقول : أطعمني بشيء سيدي *** أوليس فيكم آية الإيثار ؟

كي أستثير من الكريم شمائلا *** هي من طهور أصوله الأطهار

والله يعلم ما أريد ولم يكن *** أخفي عليك مطامعي ومداري

غيرت من خَلَدي وفكري كُلّه *** بزُلالِ حب مَعينك الغوّار

فوهبت لي بدل الخيال حقيقةً *** فوق الخيال عجيبة الأطوار

ثقُلت على غمر الصدور فرفرفت *** حول العقول وملمح الأبصار

يا من جبينك إن عرقت فأمطرت *** للعاشقين بلؤلؤٍ ونضار

من ليس يعلم عن عطائك نائم *** بين النجوم مدثّر بخسار

حسبي تبسُّم ثغرك اللألاء من *** هذيان شوقي في جوى الأشعار

1425 ه

ص: 167


1- كانت الغيبة الصغرى مدة 69 عاماً ، يمكن للناس فيها مكاتبة الإمام ( فداه روحي ) عن طريق السفير، أما نحن - أهل الغيبة الكبرى - فليس لنا إلا كتابة رقعة الحاجة ، المروية عنه علیه السلام حيث تلقي في ماء جار أو ضربح أحد المعصومين ، ورغم كونها مجرية في الإجابة بتدخل الإمام في الشأن المطلوب إلا أن كثيراً من الناس لا يعلمون عنها، وهي من أقوى الإجابات ، جربناها وجربها عدد من المؤمنين فوجدناها . والله - مناً عظيماً.

مها تحب إمامها

**مها تحب إمامها(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

أتساءل : يامولاي .. يا صاحب الزمان .. عليك صلوات الله .. ترى أيكبرون صغارنا فيدركون سني دولتكم الكريمة أم يلقون ما نلقاه من الحنين والشوق؟ حين يقرؤون ويتخيلون قيامها .. فداك روحي لا أزال أشتاق إلى يوم ظهورك ، وأراه حتى في بكاء هذه الصغيرة إذا دمعت عيناها :

لأنك في كل صفوٍ تری *** ومن طُهرِ معناك لون الصفا

* * * * *

قالت مها : يا خال تدري أنني *** أهوى فيضحك لي بروعته القمر؟

لم أدرِ .. قالت والسماءُ تجيبُني *** ما أن أتوق ويستريح لي المطر

والصبح يكتب لي سناه بدفتري *** حلمي ويحفظني بأدعية السحر

قولي (مها) فحديثُك أنفاسُهُ *** عطُرت لدي وطعم غايته نَهَر

قالت : عرفتك تشرب الأخبار إن *** لمح الفؤاد خفاءموعدها الأغر

الديك حلم؟ بل سرور هواك في *** ما تشتهيه ، فإنما عندي خبر

قولي. وتخدمك القصائد كلها *** قالت: بصُرتُ هناك (كفاً للقمر)

ورأيت في الشمس الضحوكة سيداً ***أملاً يروم سناء مطلعِهِ البشر

من تقصدين ؟ فأعرضت في رقةٍ *** عنّي وتسخرُ من سؤالي بالنظر

خالي .. كأنك لا تحب ولا ترى *** عجبا أتسأل: ما الحبيب المنتظر؟

فعرفت أن لها انتظار حبيبها *** زمناً تنشقه الورود إذا انتصر

وترى (علامات الظهور)(2) فصيحةً *** صدقت مها والحُبُّ أقسمَ والشجرَ

1421 ه

ص: 168


1- ديوان من بيوتي في الجنة ، ص 217.215.
2- الكف التي تظهر في القمر والوجه الذي يرى في عين الشمس من علامات ظهور الإمام المهدي علیه السلام .

یالَثارات فاطمة:

الأستاذ حسين آل جامع

(أدرك تُراتك) أيها البدرُ *** فقد استجار بيومك الثأرُ

مالانتظارك يا ابن فاطمة *** أو ما أتاك بخطبها خبر؟

لهفي على روح النبي فقد *** أودى بها الإذلال والقهر

ماذا أعدد من مصائبها ؟ *** ولمن تُراق الأدمع الحمر؟

الِهتكِ حرمةِ بابها حنقاً؟ *** وشهوده النيران والجمر

أم للسياط على أناملها؟ *** لماتأبَّط شرَّه الشرُّ

أم حمرة العين التي انتقمت *** في الطمها الأحقاد والغدر ؟

أم عصرها بالباب مثقلَة ؟ *** ليضجَّ من مسماره الصدر

أم كسر ضلعيها اللذينِ هما *** من سرطه المصطفی سرُّ؟

أم للجنين وقد تعفّر في *** حجر التراب وماله حجر؟

وا فطماه .. لمن رزیتها *** نشرت رزايا مالها حصر

* * * * *

تلك الخطوب بكربلا انطبعت *** النار والأضلاع والخدر

باب البتول وخدر بضعتها *** ستران يكمن فيهما الذُعر

وعن (الحسين) ورضَّ أضلعه *** شجن يطول وذكره مرُّ

يالَلرضيع وسهم منحره *** الله .. كيف تحمَّل النحر؟

وهل السياط على المتون سوی *** آثار سوط سلَّه الجور؟

بين المدينة والطفوف دجى *** ليل من الأرزاء يزور

ومشاهد نُسخت لها صور *** ليرفَّ بين فصولها النصر

والنصر بين يديك منتظَر *** فأغث قلوباً مضّها الصبر

28 محرم الحرام 1427 ه

ص: 169

صَلَواتُ الشُمُوس

الأستاذ حسين آل جامع

تَطَاوَلَ مُدُّ اللَّيْلِ أَمْ بَعْدُ السُّرَى *** سنتوك فِي إبحار أَ مَالِنَا فَجَرَا ونتلوك للشطآن أَ لَحَّانُ عاشق *** يهيم بِهَا نهام أَرْوَاحُنَا خَمْراً

ونحياك مَا عشنا فَضَاءٍ ممطرزا *** يشع الدراري الزَّهَرِ وَ الشَّمْسِ والبدرا

ونهواك ، خَلْفَ الْغَيْبِ لُطْفاً وَ رَحْمَةُ *** نُشِدَ بِكَ الْأَحْدَاقِ وَ الْفِكْرُ والعمرا

وندعوک فِي أَ سَحَّارٍ آهاتنا الَّتِي *** تناجيك فِي محراب أَكْبَادُنَا الحری

وَ أَنْتَ بِعَيْنِ اللَّهِ تستقری الدنا *** وَ تَرْقُبْ يَوْماً فِي حَيَاةِ الوری وَتْراً

* * * * *

أَخاً الْغَيْبِ يَا تَسْبِيحَةِ الْعَرْشِ إِنَّمَا *** براك إِلَهَ القرش مَنْ سَرَّهُ سرا

تباركت مَوْلُوداً تَجَلَّى دَلَالَةُ *** وَ نُوراً وَ بُرْهَاناً فَتَمَّتْ بِكَ الْبُشْرَى

وهَشت لَكَ الدُّنْيَا وَقَدْ شفها الجوي *** إِلَى وَجْهِكَ الْوُضَّاءِ يَا قبسة الزهرا

وشامتک ربانا خَبِيراً مُظَفَّراً *** سيعبر بالتاريخ للضفة الْأُخْرَى

فمدت لَكَ الْأَيَّامِ وَعْداً مُجَّنِّحاً *** نهایته إِشْرَاقِ طُلِّقَتِ الْغَرَا

وَ جِئْنَاكَ نستجليك وحياوموعدا *** وغيتا وَ إِلْهَاماً عَلَى مَسْرَحَ الذِّكْرَى

نَذِلَّ بِكَ الْأَنْوَاءِ فِي لُجَّةِ الدجي *** ليمزق مِنْهَا الصُّبْحِ أسمالها الحمرا

ورثنا تبات النَّخْلِ فِي خطنا الَّتِي *** أَفَاضَ عَلَيْهَا اللَّهِ ألطافکم غُمِرَا

وَ رَشَّ عَلَيْهَا الْمُرْتَضَى غَيْثَ عِلْمِهِ *** فلقبها الْمَاضُونَ بِالنَّجَفِ الصغری

نبتنا ، وَ مَا زِلْنَا أَبَا بِحُبِّكُمْ *** نجذر فِي الأجيال غيبتك الْكُبْرَى

وَ لَوْ مُدَّةً الأنحاء جَمْراً عَلَى الْمَدَى *** لهان عَلَيْنَا فيک أَنْ نَطَأُ الجمرا

فنمضي وتروينا الشَّمُوسُ حِكَايَةً *** إِلَى كُلِّ نَفْسٍ ما أَحَاطَتْ بِنَا خُبْراً

إِلَى كُلِّ نَفْسِي شَدَّهَا الْوَهْنِ للثرى * * * وَ أَرْخَتْ عَلَيْهَا مِنْ مواريثها سِتْراً

تَجُرُّ إِلَى علياك رَجُلًا كسيحة * * * تصفدها الْأَوْهَامُ وَ الْخَوْفِ بِالْأُخْرَى

وترفل فِي الْجُمُودُ ، وَ لَمْ تَشَأْ * * * ليصيح يَوْماً فِي صَحَائِفِكُمْ سَطْراً

ص: 170

وَ نَاهِيكَ عَمَّنْ أَوْهَنَ الشَّيْبِ رَأْيَهُ * * * وَ خَطُّ أَوِ الْأَرْوَاحِ فِي دريه قَبرَا

تعصى وَ لَمْ يَقْلَعُ عَنِ الْهَجْرِ فَكَرِهَ * * * إِذَا عَدَّ مَا تمليه أوهامه فِكرا

فأشعل ، لؤيدري ، فَتِيلاً مُؤَقَّتاً * مِنَ الْفِرْقَةِ الرَّعناءِ یَنسِيفُ مَا اخضَرَا

* * * * *

أَخاً الْغَيْبِ يَا شَمْساً تِهَامَةَ مشارقاً ***فَأَسْرَجْتُ التَّأْيِيدِ وَ الْفَتْحُ والنصرا تُضِي ءُ بوهج العشق أَرْوَاحُنَا الَّتِي ***يُلِحُّ عَلَيْهَا الوجد ، يعصرها عَصْراً

وتغمر جَذَبَ الْعُمُرِ مزنا مُبارَكاً *** يحیل قِفَارٍ البيد أَوْدِيَةُ خُضْراً

وَ يَا أَيُّهَا الرَّيَّانِ بَا وَ رَأْفَةٍ *** تجود بِهَا طَوْراً ، وَ تَدْعُو بِهَا طَوْراً

تدقق بِأَرْضِ الرافدين منابعا *** مِنَ النَّصْرُ ، كى يزدهي وَطَناً طَوْراً

فَقَدْ ضَاقَ بالإرهاب ذَرْعاً وأنشبت *** ضباع الرَّدَى فِي قَلْبِهِ النَّابِ والظفرا

ومزقه الشذاد نَهْباً وَ فِتْنَةٍ *** فَمَنْ غَاصِبُ شطرا وَ مَنْ حاقد شطرا

رفاق وَ مَأْجُورُونَ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ *** تَبْنُوا لَهُمْ فِي كُلِّ مزيلة وَكْراً

وَ مَنْ خَلْفِهِمْ أید تلظت عَدَاوَةً *** فَكَمْ دمرت جسراوكم فَجَرَتْ بئرا

فهم كالدمى الشوهاء فِي كَفِّ أهوج *** يبرمجها حِقْداً ، وَ يَنْسِفُها غَدْراً

أَنَاخَتْ عَلَى قَطْرِ تَشَظَّى نوائبا *** وَصَبٍ عَلَيْهِ الشَّرِّ طُغْيَانِهِ قطرا

له اللَّهِ مؤؤدا مِنَ الْبَعْثِ أَمْسِهِ *** وَ تَابُوتِهِ نَهْباً ، وَ أَوْدَاجُهُ تُفْرَى

فصبرا عِرَاقُ الرافدين ، وَ إِنْ دجت *** لياليك ، إِنَّ الصُّبْحِ غذلك السيرا

إِلَى نَجَفُ زاه بأكناف حَيْدَرِ *** تَسَنُّمٍ هَامُ الْمَجْدِ واحتضن ( الصدرا )

حَنَانَيْكَ الَّا تُقَنِّطَ . . فَيَا رَبِّ رَحْمَةُ *** تُرَفُّ عَلَى عُسْرٍ ، فتنسخه يُسْراً

* * * * *

وسرخ بَرَّاقٍ الطرفي إِلْقَاءِ جُنَّةُ *** أَفَاضَ عَلَيْهَا اللَّهِ مَا يُشْبِهُ السحرا

جنوبية الأشذاء ، هَامَّةٍ بِسَيِّدِ *** فَأَمْهَرَهَا الْقُرْآنِ وَ الرَّايَةُ الصفرا

وخاصرها عشقا بِلَوْنِ انْتِفَاضَةٍ *** ونبلا ، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ دوئها سِتْراً

رَآهُمْ حسينین باسا وَ عَزَمْتُ *** وَ أَهْدَى لَهَا عَقْداً سواعده السمرا

عَلَى نَهْجِ ( عَبَّاسُ ) تَبَارُّوا مشاعلا *** وَ مَنْ صبرموسى الصَّدْرِ قَدْ قُهِرُوا الصبرا

فماست بِهِمْ زَهْواً وَقَدْ أَحْدَقُوا بِهَا *** يَصُدُّونَ بِالْأَرْوَاحِ عَنْ خِدْرِهَا الشرا

ص: 171

وخاض بهم هؤلا أقل اسوداده * بأن تضرم الأحداق من فزع جمرا

يواجه بالفتيان سيلا مدججا * تنمر، والشيطان يدعمه جهرا

ولكنه الإيمان والعزم والنهي *ووهج إمام العصر في حالك المسرى

فلقنهم درسا، مدى الدهر، خالدا* وزف إلى الأحرار في العالم النصرا

وأرغم عرنين الطواغيت ذلة * وحلق حزب الله، فوق التى نسترا

* * * * *

لَكَ الْعَارُ إِسْرَائِيلَ وَ الْخِزْيَ وَ الرَّدِيَّ *** لَقَدْ عِدَّةٍ مِنْ لُبْنَانٍ مُثْقِلَةٍ دعرا

ويا دَوْلَةِ الأصفار شِعْباً وَ قَادَةَ *** خَسِرْتَ رِهَانَ الْحَرْبِ فاحتضني القهرا

فها أَنْتَ تستجدين مَنْ سَيِّدُ الْوَغَى *** وَ خَلَّفَ كواليس ، مبادلة الأسري

وَ هَا هُمْ جراء الْحَرْبِ إتر انهزامهم *** يَظُنُّونَ أَنَّ الْحِزْبِ يمتهن السحرا

وجيشك مَسْكُونٍ بَذَلَ الكساره *** وَ إِنْ أَغْلَقَ الْأَجْوَاءِ والبروالبحرا

وقلت : مُلْكِنَا النَّهَرِ قَهْراً ووعنوة *** وَ أَنْتَ بِرَغْمِ القصف لَمْ تطئي الْمَجْرَى

وَ قَالَ الْأَمِينِ الْحُرِّ قَوْلًا وَجَدْتُهُ *** يَقِيناً ، تخط الْوَعْدِ أخرفه الحمرا

سنخلق مِنْ ( قانا ) انتصارا مؤزرا *** وَ نَجْعَلُ دباباتكم عِبْرَةً قبرا

وإن دَنَّسْتَ ( شُعَباً ) بأقدام بَغْيُكُمْ *** فَسَوْفَ ترويها طلائعنا طُهرا

وإن عُدْتُمْ عُدْنا ، ليونا ، نردكم *** خَزَايَا ، عَلى أَعْقابِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى

فجر يوم الثلاثاء 11/ 8/ 1427 ه

ص: 172

ألا يا أحبتنا أقبلوا

الخطيب محمد قاسم السويكت

ألا يا أحبتنا أقبلوا *** لنأنس في ليلة تزدهر

بذكر النبي وأولاده *** بني فاطم الأتقياء الغُرو

ووالدهم حيدر فافخروا *** فليس بغيرهم المفتخر

فأني بمثلهم للورى *** وهم علة لوجود البشر

لهم خلق الله هذي السماء *** وشمسا تسير وهذا القمر

هنيئا لمن زاده حبهم *** فللأتقياء يكون الظفر

وأفٍ وتعساً لأعدائهم *** ومن كان فيهم مريباً كفر

بيوم الحساب تطير النهي *** ترى الناس سكرى ولا من سكر

بعض العدو على كفه *** وفي ظلهم لا ترى من خطر

وتفرح في الخلد أشياعهم *** ففاطم شمس بها تزدهر

وإن الجنان بهم تكتفي *** وهل من مزيد تنادي سقر

فحب الهداة نعيم هنا *** اليوم القيام لنا يستمر

قلوب الأنام على أضرب *** فقلب يلين وقلب حجر

وقلب ظلام لدى مبغض *** وتعمى القلوب وليس البصر

وقلب منازلدی مؤمن *** بغيرهدايتهم لم يُنر

هم النور لله في أرضه *** وفي كل شيء إليهم أثر

فخذ ما أتى عنهم واكتف *** وفی كنههم لا تجل للفكر

فكيف يحيط بهم غيرهم *** ومن كفهم سار فيه القدر

قشور لدى الخلق من قدرهم *** ولا يقربون لباب الثمر

فلم يعرف الله إلا هم *** وكنه الهداة به منحصر

فيا سادتي أنتم الأعظمون *** وإني حقير قليل الأثر

ألا فاقبلوني لكم خادماً *** وهذا مقام عظيم الخطر

فجبريل كان لكم خادماً *** بخدمتكم رضعا يفتخر

ويارب حقق لنا سؤلنا *** بحق بقيتك المنتظر

ص: 173

متى يا إلهي يجيء النداء *** بأن إمام الهدى قد ظهر

ويأخذ ثار بني أحمد *** فهذا قتيل وهذا قُهر

وهذا سميم وذا خده *** بشمس الهجير بقى ينصهر

وتجري دماه على وجهه *** كجنة عدن عليها نَهَر

فأي الضمائر لم تتكسر *** وهذا جبين حسين كسر

وفجر سهم الردى قلبه *** فأي المحاجر لا تنفجر

ويقعد شمر على صدره *** وتقعد يابن الهداة الطهر

ويقطع سيف العدى نحره *** وسيفك في الغمد لا ينشهر

بسيف عدي وتيم قضى *** وحقك ما ذاك سيف الشمر

وإن غال سهم الردي طفله *** فمن قبله محسن يعتفر

وإن أحرق القوم فسطاطه *** فمن باب فاطمة يستعر

وإن رضضت خيلهم صدره *** فمن ضلع فاطمة ينكسر

وإن سيق بالسوط نسوانه *** فما جرّا القوم إلا زفر

وقطع الأراكة عن فاطم *** أقام السبايا بشمس وحر

وبالحبل إن جُرَّر المرتضى *** ففي الشام منه عليُّ يُجَر

وقوف العقائل في مجلس *** وقوف ابنة المصطفى تزدجر

تدافع عن حق كراراها *** فلم تر القوم من مدّكر

فماتت وفي قلبها حسرة *** وفي العين وا لهف نفسي أثر

ووا لهف نفسي على المرتضى *** بيوم رآهابه تحتضر

وماتت وحق لها ضائع *** وقلب الوصي لها يعتصر

وما زال يسمع منها الأنين *** إلى الآن سيدنا المنتظر

فيارب عجل له يومه *** بسيف الوصي لها ينتصر

تئن وتبكي على من قضوا *** لدى الطف عطشي بجنب النهر

وتجري الدموع على سيد *** ثلاثا ثوى عاريأ ماقبر

ص: 174

دنيا الخلود

الأستاذ سعيد آل عبيدان

ذكرتك والأشواق في خاطري تترى *** تشاركني الأفراح في عالم الذكرى

وتغرف من بحر المديح قصائداً *** تهني بها المختار والآل والذكرا

وترفع آیات الهناء تباشراً *** وتعزف أنغاماً تزف بها البشرى

وتُسمع آذان القلوب روائعاً *** من الشعرألواناً وبحراً يلي بحرا

وتسكب للعشاق في أكؤس الهوى *** نشيداً يريح القلب بل يثلج الصدرا

وتهدي إلى القلب المتيم رشفة *** لتشفي لهيباً حيث في نبضة قرا

وتبعث في دنيا الخلود مشاعلاً *** من الهدي كي تحيي بأضوائها الفكرا

وتنشر في الآفاق لحناً مدوياً *** تراتيله راحت تحيل الدني سُكري

فأغفت هنا روح الصبابة ساعة *** وأرخت على أجفانٍ أنفاسها السترا

وراحت تطيل النوم حيث تلألأت *** نجوم الدجی سحراً وقد عانق البدرا

فغنت حماماتٌ وطابت ضمائرً *** وهبّ شذا الأزهار يهدي لها العطرا

وبثّ سواد الليل في الكون ظلمة *** أضاء بها المهدي فانبلجت فجرا

فأوحى لها من هدية الحب بلسماً *** يسير مسار النبض يستأصل الذعرا

وقلدها روح الوفاء كرامة *** ويممها عطفاً فروّت به الثغرا

فكان لها كالأم تدني وليدها *** فتلثم منه الصدر والخد والنحرا

فيا واهب الأحرار كل عزيمة *** تريد بها فوزاً وترقی به قدرا

ويا كعبة الوفاد يا خير قبلةٍ *** تخرُ لها الأزمان تلتمس الأجرا

ولدت سلاماً للوجود وهادياً *** وجئت لنا نوراً يضيء لنا المسرى

فطابت هنا للمؤمنين قرائح *** فراحت تصب الشعر روعة الذكرى

وسودُ طيوف الحزن ولت كيئية *** وخطت لها الأيام من وجدها قبرا

وها نحن يا مولاي نرقب طلعة *** ونرقب رايات لكم تطلب الثأرا

وتحصد كل الظالمين ومن بغى *** فتردي بهم طوعاً وتردي بهم قسرا

وترفع عن كل الموالين لوعة *** أمضت بهم ظلما وبت لهم ضرا

ص: 175

وتخمد نار الخزي عن عز أمة *** أعد له الشيطان في فكره وكرا

ونحن على آثار هديك نفتدي *** ونأبي بساح الموت أن ننثني قهرا

ونمضي على درب البطولات والإبا *** نسيرولا نخشى به المسلك الوعرا

وهبنا لك الأرواح تحمل فوقها *** بيارق تبغي النصر في الثورة الكبرى

فإنا أبينا أن نعيش أذلة *** ويحلولنا بالعز أن نرتدي الفخرا

فحطّم عروش الكافرين بأسرها *** وأرسل شهاب العدل يفنيهم طُرا

ومزّق جيوش الشرك حيث ترعرعت *** طلائعه عبرالمدى تنشر الذعرا

فينبلج الإسلام من بعد ظلمة *** ويظهر نور الحق يهدي لنا النصرا

فنحيا حياة من نعيم وعزة *** وتلتذ بالدنيا وتحلولنا الأُخرى

فلولاك يا مولاي ما شاع فرقد *** على مفرق الأزمان يستنطق الدهرا

وأفضل ما يهواه قلبي ويبتغي *** صلاة على الأطهار أصداؤها تترى

17/ 7/ 1418 ه

ص: 176

میلاد بحجم العرش

الشاعر علي مكي الشيخ

لوعدك أضحى الجرح جرحاً مطهرا *** وأغرى قيود الأسر أن تتحررا

وأهديت أقداح النبوة سكرها *** فرقصت في أسمائها الوعد أدهرا

وكنت لكحل الغيب صوتاً مموسقا *** على رئة الأيام وحيك أثرا

نثرت صلاة الله في سدرة الهوى *** فكرسي عرش الله باسمك أسكرا

رأى الله أن يهديالوجود جلاله *** وهيبته .. كنت المثال المصورا

نزلت كتاباً يحمل الكون سره *** فلولاه هذا الكون تاه تبعثرا

تلوت على الدنيا فم الغيب فاستحت *** رأت ذاتها عن ذات كنهك أقصرا

طلعت على جفن النبوة أحمداً *** وصغت له ( يا مال ) هديا تحيدرا

فكنت بأحداق البتول عروجه *** إذا شاءك المختار .. قبل منحرا

يشمك في نحر البتول وصدرهاً *** لأنک فیها الوحی حرفاً مهجرا

و کنت علی ثغر البتولة رقصةً *** تبتل فيها الوحي حرفاً مهجرا

فتحكي وياماكان تحكي لك الهوى *** أقاصيص آمال تذيبك مجمرا

وكنت لعينيها زوارق رحلةٍ *** وميناؤها صبع لمعناك أسفرا

ستبني لها ضلعاً تكسر رحمةً *** وعيناً كجرح الشمس ما زال أحمرا

فما زلت للزهراء .. ثورة نزفها *** فمن فدك ذاك النشيج تفجرا

وما زلت لوناً من نسيج محمدٍ *** تطرزه الزهراء وجهاً تكوثرا

طلعت على الدنيا شعارك حيدرٌ *** ومن يعشق الآمال يهواك حيدرا

تحيدرت الأشواق فيك نشيدةٌ *** يرددها الأحرار في دمعة السُّری

طلعت لها فالكون سبحة ثائر *** رآك بروح الله عزماً تحدرا

فأحرمت الذكرى لكعبتك التي *** يطوف بها الثوار تحياك مشعرا

تصلي كما صلت عليك ملائك *** فلبت ومحراب البطولة كبرا

حنانيك إن الله أهداك وجههٌ *** تعاليت جل الله فيك تمظهرا

شربناك كأساً من يقين وعزة *** وليس غريباً لوشربناك أكثرا

شربناك كأساً قد توحم طيننا *** فمن قبل خلق الماء .. ماءٌ تفجرا

ص: 177

قرأناك في أم الكتاب روايةٌ *** تثور هوىً .. تسمو بيانأً مسطرا

نداماك .. إنا في الهوى نسرق الهوى *** تذوب بأعضاء التشيع سكرا

هجرنا لك الأرواح إن هي أجهدت *** فأجمل ما في العشق أن تتهجرا

ولاءُ قطيفيُّ رضعنا مزاجه *** فكل قطيفي إليك تجعفرا

سمعت له صوتاً يناجيك وحيه *** أعرت له أذني .. ودونت أسطرا

رحيلك أقدامي .. وذكرك مرقمي *** غيابك يا ( مهدي ) بطيني تسورا

فلو فتشوا قلبي .. رأوك صلاته *** ولو أولوا نبضي لكنت المفسرا

فتحناك ميلاداً من الغيب همسه *** تخمّر فی طين الولاء تخمرا

نسافر كي نأتي محار شواطئ *** فما أروع الأيام أن تتكررا

ولفظُ ( يا مهديُّ ) شريان دربنا *** تهز سماء المجد تستنهض الثرى

وتفتض منا الوجد وجداً مؤلهاً *** تخيبر فينا العزم عزماً تخيبرا

وأرّخت في أمشاجنا الغيب نطفةٌ *** تطهر رحمٍ وصلبٍ تطهرا

تعال ودوخ عاشقيك فإنه *** تسمر فيها الانتظارتسمرا

تعال وراودها ( جنوباً ) محرراً *** ونصراً بنصر الله بالله جررا

أعدت لها في مسرح الطف مسرحاً *** وفي سيد الأحرار أحييت حيدرا

فكلِّ دمٍ حرَّاريق فإنه *** رأى الله في استشهاد عينيه أكبرا

فألقمت ( صهيوناً ) هزائم ذلةٍ *** تمسرجت ذكرت ( اليهود ) بخيبرا

تعال وزرر للبطولات ثوبها *** فأحلى.. بك الأثواب أن تتزررا

هنا يا وضوء الوعد أشعلت ناینا *** صهيلاً، تعالى، جلَّ، ثار، تزمجرا

وأبدعت فيناصرخة مهدويةٌ *** تعيد بقايا الوحي إرثاً تبعثرا

وجدناك باسم الله لم نخطئ الهوى *** وهل يخطئ العشاق سكراً مقدرا

فيا سورة التوحيد أنت ختامها *** ومحشر أيامٍ .. يناغيك محشرا

ففي دمنا المهدي يسكن موطناً *** من الحب أسمی بل من الكون أكبرا

القطيف ... التوبي شعبان 1423ه

ص: 178

شمس الهدى للسالكين تنيرُ

**شمس الهدى للسالكين تنير(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

شمس الهدى للسالكين تنيرُ *** درباً على مر العصور يجير

هي حكمة الله التي قدأدحضت *** يوم القيامة ما يفوه كفور

إن قال في يوم القيامة ربنا *** هلا أتانا من لدنك نذیر

فالأنبياءُ أتت تبلغ دعوة *** وأئمة تهدي الأنام صبور

ختمت بقائم آل بيت محمدٍ *** سر المهيمن مابذلك زور

حلوُّ الشمائل من شمائل جده *** فالكل فيه من الكمال سطور

والكل جاء لكي يحقق شرعة *** غراء ما لنهارها دیجور

فالمصطفي سنَّ الشريعة وهو من *** بعد النبي سياجها والسور

وهو المؤمل أن يدمر ما *** شاد الطغاة فيستريح أسير

ويعمّ نور الوحي كل جهاتها *** هذي الحياة فراحة وسرور

وسليل أحمد لامراء بأنه *** كفءٌ لكل عظيمة وجدير

في وجهه نور وفي قسماته *** قسمات من هو للعلا سيصير

قسماً برب الراقصات يلفها *** نفح الهجير بسيرها التشمير

للبيت ماضية بكل موحدٍ *** لبّى المهيمن سعيه مشكور

سيصير كل الناس في أيامه *** أكفاء لا مستعبد وفقير

وبذا يحقق ما صبت وتطلعت *** رسل الإله وكل ماهو خير

وامام حقٍ للولي مناصر *** وإلى الطغاة المجرمين مبير

قد صاغه الله القدير وخصه *** بالعقل فهو بفضله مشهور

ص: 179


1- ديوان نفحات الولاء ، ص 113-111.

أين الغياث ؟

**أين الغياث ؟(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

هل بعد ليل الظلم من فجر *** غاب الرعاةُ بمهمه قفر

وغدا القطيع يموج في فزع *** لا يهتدي سُبُلاً ولا يدري

تسطو الذئاب عليه عادية *** من كل ناحية ومن ثغرِ

أين الغياث فقد غدا لعباً *** دين الإله بأمة الكفرِ

ومن الذي يُحيي بقوته *** ماقد أُميت بعصبة الغدرِ

ويحطم الأصنام ممتشقاً *** سيف القضاء بكفه يفري

ويُقيم ميل الدهر لا عوجاً *** يبقى له أبداً ومن صعر

ويقوم الميزان معتدلاً *** للعدل بعد مهازل الدهر

فلقد غدا الطغيان محتكما *** والرشد في أسرو عسر

وممالكالإسلام مجملها *** للكفر ميدان الذي وتر

حقد وتشتيت يحكمها *** في كل ناحية و قطر

لا منقذا للخلق حيث ترى *** إلا إمام العدل والنصر

يأتي فيُظهر كل مختبئ *** والجور يطمسه بذي بَترِ

تعنوله الأسباب طيَّعةٌ *** والكون في كف له يسري

جبريل حاميه وحارسه *** نعم النصيرله من الضر

وبقوة الجبار منتهضاً *** حتى يحطم كل ذي وكر

وبأمر رب العرش نهضته *** قدشاءه للحسم والجبر

تعنو له الهامات لا سلمت *** هام الطغاة به من البتر

ويجيء دهر الطيش منخلعاً *** قلباً على الأعتاب في ذعر

وتشع شمس الحق طالعة *** في أفقها تبدو بلا ستر

ودجى الضلال غدا بمطلعها *** في غاية الأغوار والدثر

ص: 180


1- دیوان نفحات الولاء، ص 125- 128.

ويطهرالدنيا بأجمعها *** مما طغى دنسا ومن نكر

ويزيل من دنيا الورى ألماً *** مض القلوب على مدى العمر

مما جنته يد العدی سفهاً *** أهل الفسوق وحاملي الوزر

يسري كضوء الفجر أعقبه *** تمزيق ليل الزيغ والكبر

أضحت به الدنيا متوجة *** أنوار مهدي من الغرَّ

مولى سما مجداً فدان له *** عالي الوری ذللاً وبالقهر

أملٌ به أضحت مؤملةٌ *** أمم السوري من أعصر غُبرِ

يا من به الثارات مُدركةٌ *** والظلم محمول إلى القبر

ثارات من سفكت دماؤهم *** ظلماً بكف الزور والعهر

أعطاك رب العرش من رتب *** وحباك من تحف ومن فخر

فمتى تجيء فتزدهي ألقاً *** هذي الدنا بجمالك النضر

فالقلب في شوق وفي وله *** والدمع في وجناتنا يجري

ص: 181

الزمان كلبٌ عقور

**الزمان كلبٌ عقور(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

أنعش القلب من شذاك عبير *** وسما في سماك وهو يطير

أصبحت في فؤادنا منك ذكرى *** تتجلى إماتضيق الصدور

وسرت منه في الجوانح بشرى *** هان فيها ما قد أعدَّ كفور

وكذا طمأن الفؤاد بأن لا ***يضمحل الهدی سناه المنير

أنت إن أوشكت ينابيعه العذ *** بي عن الورد في ثراه تyور

وتراءت أشجاره وهي خلو *** ليس فيها أوراقها والزهور

أنت في كل ذاك نبع ثراه *** وشعاع إن لفَّه دیجور

طاف في القلب من جلالك ذكرى *** ما بها اهتز قالب وشعور

في سبات والنفس في كف مولی *** ماله لو أراد شيئا مشير

فتراءت لي العوالم تهتز *** من الهيبة قد عراها فتور

حين جبريل حان منه هبوط *** خطفة والفؤاد كاد يطير

فتراءى الإمام يمشي ومني *** القلب قد هاله جلال كبير

نبعة من محمدقد تبدت *** فتجلى من الكمال سفور

وصحبت الإمام يمشي وعيني *** عن محياه لا تكاد تصير

ولروض البقيع جئنا ومنا *** مدمع العين في البقيع غزير

يجهش القلب بالبكاء إلى أن*** غاب عني ذاك الإمام النصير

ص اغه الله للرشاد حياة ***حين يخبوضياؤه أو يغور

وشهاب من الإلهه تجلی *** فيه موت العمى وأمر خطير

فهو لطف من المهيمن فيه *** جلل الكون بهجة وسرور

فيه قد عانق القلوب سرور *** ولقد كان يعتريها فتور

أشرقت منه للعوالم شمس *** سوف يغدوضياؤه يستطير

حين يأتي وكل شيء حوال *** يه بطوفان غه مغمور

ص: 182


1- دیوان نفحات الولاء ، ص.

فيعيد الأمور حتما رشاداً *** ما بها دون ما يريد قصور

ويبان المخفي منها لديه *** ليس تخفى عليه منها أمور

فلعمري ماشيب بالحق يوماً *** باطل عنده به مستور

أو يغطي وجه الحقيقة غي *** فيضيع الحقوق غي وزور

يحسم الأمر والحقوق لديه *** ليس فيها هنالكم تأخير

مهدت دونه المواطن أمناً *** بهبوط الأمين أني يصير

كيف يدنوله هنالك كيد *** من عداه أم كيف تدنوشرور

فتصان الحقوق حتما لديه *** ليس فيهاغي ولا تزوير

يلبس الأرض من سنا العدل وشياً *** بهداه مُنَمنماً يستنير

فتعيش الأنام إذ ذاك سكرى *** في نعيم ماشابه تعكير

أغدقتهم سحائب الفضل منه *** ووقوا في دعائه مايضير

جلَّ قدراً فقد تنزه مما *** فيه نقص به ومافيه عور

فهو من كل ما يشوب مصفى *** وارتقى ماله بذاك نظير

طيب طاهر همام حسام *** بشباه سيف العدى مكسور

وبه الحق يعتلي وله في *** كل أرض لواؤه منشور

ولواء الضلال يطوى ويلفى *** ساقطاً ماله هناك نصير

ليس في الأرض عند ذلك حكم *** غير حكم الإله ما فيه غير

بإمام قد جاء في الذكر قبلاً *** يكمل النور بل وتمحى الشرور

فيه نوه الأوائل قبلاً *** أن به يكشف البلاء العسير

وبه تسعد البرية لما *** يأتها والسرور جد كبير

يدرك الثأر ما أضيع لكل *** من تقي دم له مهدور

موعد للإله ليس بخلف *** فيه كلا وليس يدنوه زور

أن سيأتي ويملأ الأرض قسطاً *** بعدما قدعلا هنالك جور

سيدي يا متى ظهورك إنا *** قد عراناهم ورزء كبير

وسلاح العدو سل علينا *** وعلتساقوى له تستثير

سنة المصطفى أميتت وحلت *** بدع مالها الزمان مبير

فمن الغوث غيركم إن ألمت *** نوب والزمان كلب عقور

ص: 183

إيه يا ليلة الحياة

الشاعر عبد الله سعيد البيك

فتُقي من بهائك الأنوارا *** وانثري من رياضك الأزهارا

واسعدينا ما شئت أن تسعدينا *** وذرينا من السرور سكاری

وأضيئي لنا دروب الأماني *** مشرقاتٍ وأسعدي الأنظارا

وأرينا مما ملكت من الحسد ن صفاءٌ ورقةً وفخارا

وابعثينا مشاعراً رائعاتٍ *** ثم شقّي دروبها أنهارا

علّها تدرك الجمال فتغدو *** طائراً شفّه السرور فطارا

علّها تعرف الحياة قليلاً *** وتناغيك في حياء العذاری

إيه يا ليلة الحياة أغمرينا *** بعبيرٍ وعطري الأفكارا

علمينا الإيمان إنا حياري *** وامنحينا الأمان إنا أساری

نحن في لجة الزمان عُطاشى *** وعلى منحر المآسي حيارى

خذلتنا أحلامنا فاستكنا *** وسكرنا فما ملكنا قرارا

قد عشقناك لا بصدق ولكن ** مثلما تعشق الفراشات نارا

نحن عشنا في الخيال سراباً *** ونحتناك هيكلاً ثرثارا

مجمر العزم فاض، فاض رماداً *** لانرى فيه جذوةً أو شرارا

فاشحذي العزم واستحثي خطانا *** فسرانا في ظلمة لا تواری

وامنحينا تدفقاً وانطلاقاً *** وهبينا تألقاً وازدهارا

فشموس الهدى أشد بريقاً *** عندما يهتك الظلام النهارا

أنتِ ما أنت ؟ أنتِ أفق المعالي *** يتهادي على الضفاف منارا

أنتِ كون من بهجةٍ وسرورٍ *** وبهاء مضمخٍ أسرارا

ماست الشهب في سويعاتك الغ *** روزفت ألحانها أشعارا

وتغنت فشاركتها الثريا *** فحباها نسيمها قيثارا

ذابت الشمس في خمائلك ال *** خضر وساقت للفتة الأقمارا

وتناجت والبدرنشوى غرامٍ *** وغدا الكون مزهراً معطارا

حسبتك النجوم فجراً مضيئاً *** فتلاشی بريقها وتواری

ص: 184

أنت أم الليال فيك الأماني *** تتسامی وترقب الأثمارا

ذاب فيك الجمال فافترسكراً *** وهواك الكمال حتى استارا

عشقتك الدنيا الكريمة عمراً *** أبيضة زاخر الرؤی موارا

أريحي السني بديع الحواشي *** سرمدياً مطرزاً نوَّارا

عانقتك الآمال في كل فجرٍ *** وشكتك الآلام ليل نهارا

واحتفى المجد في علاك وأرخى *** طرفه مطرقاً وتاه وحارا

جعلتك الحياة فجر خلاصٍ *** سجرته على الدجى إعصارا

ورأتك الكرامة البكرنبعاً *** من إباء فسطرت أسفارا

ترسم الدرب للشعوب جهاداً *** وتربي الثوار والأحرارا

فيضج الدم الجريح انتصاراً *** ويذوي على المدى هدارا

ليلة النصف ليلة النصر للحق *** وناهيك حلة وشعارا

يا ربيع الآمال حسبك فخراً *** أن تكوني للعالمين منارا

فيك دكت للظالمين عروش *** وهوى حلمها المضرج عارا

فيك رفت للنصر أعلام قدسٍ *** فسقاك من السنا تيارا

فيك زفت إلى المعالي حياة *** ثرة غضة المنى لا تجاری

فيك خير الآلاء عم البرايا *** وهمي صافي الندى مدرارا

شعّ في فجرك الإمام المرجي *** فاخشعي باسمه وموجي نضارا

واخشعي يا قلوب هذا وليد *** جاء يعليك رفعةٌ وفخارا

جاء يبني مجداً ويرفع ظلماً *** جاء يحيي عدلاً ويدرك ثارا

كيف لا تخشع القلوب لنورٍ *** وهي لولاه لم تنل أوتارا

كيف لا يخشع الوجود لفيضٍ *** وهولولاه ما نما واستدارا

أيُ عيدٍ هذا ؟ وماذا أغني ؟ *** أنشيداً أتلوه أم أشعارا؟

أيُ عيدٍ هذا ؟ وكيف أغني ؟ *** أإباء أحكيه أم إصرارا؟

آه ما أروع الحياة جهاداً *** وشموخاً وعزةً وانتصارا

ص: 185

عتاب

السيد محمد الخباز

مناسبة القصيدة : في حاجة وقفت الدنيا أمامي لكي لا تقضى ، لمدة سنة كاملة كنت أعيش العذاب بسببها ، وما إن ألقيتُ هذه الخاطرة حتى انقضت حاجتي بين ليلة وضحاها.

أيها الحاضر الذي قيل عنه *** أنه غاب عن محيط النواظر

كذبوا ، إنها الحياة التي يز *** رعها الله في جديب الضمائر

فسواء اختبأت في جعبة الس *** رداب أم في جلد الغمام المسافر

نحن يا سيدي نراك ، ولكن *** بعيون القلوب لا بالمحاجر

سيدي أيها الأمان لنا فی *** كل رزء من كل وغد و غادر

يا من الناس عند باب عطايا *** ه وقوف ، كل رجاءك ذاخر

المساكين والعصاة كقلبي *** والمساجين في بطون المقابر

بل وحتى السماء مدت يديها *** لك تستمطر العطاء الوافر

ويعودون كلهم سعداء *** بعطاياك يا رجاء الضمائر

وأنا ابنك الذي بدموعي *** أغسل الأرض لوعة يوم عاشر

أطرق الباب كالفقيرذليلاً *** وتردونني کسيرالخاطر

أين أمضي وداركم نبذتني *** ولمن أشتكي عظيم الفواقر

والفضاء الترحيب ضاق على نف *** سي تماماً كالقيد في كف ثائر

ألذنب ؟ نعم أناعاص *** سوَّدَ الله سحنتي بالكبائر

لستُ كفؤاً لكي أكون لكم *** عبداً أجيراً أو شاعراً أو مناصر

غير أني وإن كفرت بربي *** فيقيني ما زال أنك غافر

15/ 8/ 1425 ه

ص: 186

مجمر عند بوابة الأمل

الأستاذ باسم البحراني

جمرة تلطخ دربي أيها الساري *** والقلب فاض بآلام الشجي الضاري

بالله قل لي افي ألواحنا كتبت *** الامنا.. حزننا.. بل كل أقدار

وهل عجنا بطين البؤس أم قرنت *** أقدارنا بالردى في المسلك العاري

وهل حرمنا من الأشواق ترسلها *** كالطيف تحلم نشوى بين أزهار

يا صاح مهلا ففي أعماقنا شحذت *** كل السيوف لقتل المنبع الجاري

خذ جمرة وامتشق سيف الفداء فما *** يحلو لنا الدرب إن لم تستل أشفاري

وخذ جمار اللظى من قلبنا هبة *** كباقة الورد إذ لفت بأشعار

خذها وخذنا وخذ عبء السنين فما *** نسطيع حملاQ لأعباء وأوزار

خذها وحلق ففي التحليق نشوتنا *** وفي حنايا اللظى حلمي وأوطاري

هدية ضدت بالورد وانتزعت *** من قلبنا.. جرحنا.. من عمق أغواري

هدية للذي فقت صوارمنا *** ولم يزل لم يجب صدعي وإنذاري

هذي الجراح حملناها مكفنة *** قد هدها العبء من شوك وجزار

رحماك يا فارس الساحات إن لنا *** شوق سكبناه دمعاً فتَّ أحجاري

رحماك رحماك يا ميلاد أمتنا *** وعد السنين، وميض المطمح الناري

خطب السنين ألم وفي أحشائنا حشدت *** كل الجراح فعجل آخذ الثار

نسائم النصر هبت حينما برزت *** فيالق الفجر فيها كل بتار

يهللون وذي أرواحهم حملت *** على الأكف وداسوا مجمر النار

فأنت يا سيدي للنصر بغيتهم *** في ساعة عدمت من كل أحرار

رايات نصرك في الساحات خافقة *** فاقدم فديتك نفسي كالندى الساري

كفكف مدامعنا واقض حوائجنا *** یا صاحب العصر يا حصني وأوطاري

8/ 8/ 1418 ه

ص: 187

کشف الانتظار

**کشف الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

رأيتك أجلى والمدى موحش قفر *** تضاحك فيه الشوك والحنظل المر

ففي ساحة لم ينجبوك كأنما *** سيخبرهم جبريل ما اليوم والشهر

وفي جهة لم ينكروك وإنما *** بتسويفهم إياك أن تظهر النكر

كأن لم يرد أن الظهور مباغت *** ليسترجع التمهيد ما أفسد الدهر

كأن ، وما للمرجئين سوى الدني *** وقد رجموا الغيب، الولادة فاغتروا

ومثلهم من سوفوا، جرم كلهم *** بأن قتلوا التحفيز، مولاهم الكفر

أرادوها دنيا ما انتظار إمامهم *** بمستعذب والدين ما شعشع التبر

أرادوا ولكن المريدين عدلكم *** قليلون عداً في مودتكم كثر

توزع في الآفاق لكن هديكم *** يوحد والفرقان ما جمع الشر

يعدون ما اسطاعوا للقياكم به *** وقد يكشف الإعداد ما خب الستر

ص: 188


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 313.

كَتمتُکَ أصداءَ..

الشاعر حسين آل محسن

تحتن.. فلن أغريك بالدمع والدما *** ولن أتقصى الضيم جرحا لك انتمى

ولا حالنا في حال فقدر نبینا *** وغيبتك الكبرى وليا ومعلما

ولا جفوة كالس قامت منيعة *** تفرقنا، والليل أطبق مظلما

ولا العيش مرا بین باغ وناصب *** لك الحقد سام الشيعة الخسف ظالما

وإن ضاقت الأرض التي اتسعت لهم، *** وإن منعتادون أعدائك السما

فلو كنت فري كانت الطف مغرية *** وصدر حسین بات شلواً محطما

القصيدة :

كتمتك أصداء، وصفتک لي سرا *** وشئث إيحاء، فشا لي هنا شعرا

وهمسك فري والطريق طويلة *** إليك تنزى فوقها العي واستشرى

أحب قوم، قبل هذا، قصيدة *** بكائية تستمطر الغوث والنصرا

ونصاإلهيا بديعاً، وأوشكوا *** بأن يسكروا وحياً وأن يكتبوا خمرا

وألهمتهم فصحى القوافي غوالياً *** لأجلك جاءت ثبوغ السور البكرا

وقد ألفوا استنهاضک الدهر كله *** فأغروا بك السيف المؤمل والثارا

ألحوا ولم تأت، ونادوا ولم تجب *** وبتوك أوجاعاً، وأوجفتهم صبرا

وأرهقت حتى الشعر ندباً، وقد سرى *** إليك، فضل الدر واستوحش المسرى

ولا قال سيف للمنايا تأهبي *** بدارا ولم تدرك، كما أملوا، وترا

وجئنا فما كنا سوى الرجع والصدى *** نعيدك آمالاً، ونسترجع الذكرى

ويمخضنا ضيم الزمان فنشتكي *** لديك هوات الدين، والهم، والضرا

ونأتيك، يا مولاي، باعثنا الهوى، *** وشوقك يحدونا لطلعتك النورا

ويومک نستقصيه عيداً وموداً *** ومسرى قداسات ومرتقبة نضرا

ص: 189

إلى حيث دنيا الغيب لا شاهد بها *** يشير لنا بالقرب أو يحمل البشرى

وسيك لم يؤمن به غير متقب *** أذاب له قلب، وأندى له ظهرا

وأصبح لما للمساكين طبيعا *** متى ما أرادوا ، لا يجاب ولا سترا

ونوه في كل الليالي مسجعا *** دعاء عليه كل فاصلة حيرى

وجرحا تسرى في القلوب توجعا *** فنوسعه وصلاً، ويوسعنا هجرا

وندبته: أين المعد، وسيد، *** وأي سبيل الله، والآية الكبرى

وأين مبير الظالمين، فوتره *** لديهم غدا في كل جارحة هدرا

وناحية قدسية بيتك الذي *** نرود ونستسقيه، من فيضك، الغمرا

وشرطك صعب لا المنى كافل له *** ولست، بدعوى النصر تمنحنا النصرا

جنودك.. اهل نحن المراد، وهل لنا *** أشيربكف الله: كونوا له ذخرا

ولسنا كما تهوى، وأنت تريدهم *** قوالب إيمان لهم صفة أخرى

حياء.. وإني الذنب، والذئب بعض ما *** لدي، وفوق الذنب لا أملك العذرا

ولولا المنى، شأن الخيالات، واسع *** وحقك لم أفريك مدحة ولا فخرا

ولكنني، والشعر سمح، أعيذه *** بأن يتقيي غيردوحتك الغرا

وأهديك وردة بذكراك عابقا *** تقبله مني إن تشأ واهياً أجرا

وفي ليلة النصفو الولائية، التي *** نُحب ونهوى، أنت فرحتنا الكبرى

سلام، وحتى مطلع الفجر روحها *** وراحک يهدينا المطالع والفجرا

16 شعبان 1420 ه

ص: 190

صاحب الثارات

الشاعر فوزي الصايغ

لملم جراحك أيها الموتورُ *** وانهض فأنت السيدُ المنصورُ

یا قائم الآل الكرام وصاحب ال *** عصر الذي فيه الهدی محصور

انهض فما هذا القعود وحقكم *** عن كل آل محمدٍ مبتور

كيف الركون إلى الخفاء وار *** ثكم في قبضةٍ للظالمين يدور

أفهل يطيب لك الرقاد أسيدي *** والمستخفُّ بقدركم مسرور

أم هل يلذ العيش عندك ساعة *** ونجيعكم بظبى العدى مهدور

أم تستريح وضلع أمك فاطم *** بيد الشقا في بابها مكسور

نهبوا الحقوق وأعلنوا عدوانهم *** وبدا على المختارقول زور

من بعدما رموا النبيَّ محمداً *** بالهجر والهذيان قومٌ بور

أتوا البتولة دارهايا ويلهم *** حتى يقر إليهم المبرور

فاستقبلتهم فاطمّ بضيائها *** ترجو الهداية صوبهم وتشير

واستقبلوها ضاربين جبينها *** شلت يمين المعتدي وتبور

وببابها عُصرت وأسسقط حملها *** ویصدرها المسمار راح يضير

فهوت بجنب الباب من فوق الثرى *** مغمى عليها والدماء تفور

وعدوا على المولى علي المرتضى *** وهو الإمام عليهم وأمير

قادوه مكتوفاً ومكشوفاً وما *** راعوا ولي الله كيف يسير

قالوا وسيف الحقد يرقب رأسه *** إن لم تبايع ياعليُّ يطير

لولا تدارك فاطمٍ من خلفهم *** قُتل الوصيُّ الطاهر المبرور

لكنهم غصبوا الخلافة جاحدي *** ن مقامه وهو الإمام النور

واستنزلوا قدر الوصي وطالما *** أوصى به المحمود والمشكور

يا حجة الله القوي على الورى *** ماذا نقول وأنت جد خبير

كم حرةٍ صرخت أسى في كربلا *** والدمع فوق خدودها منثور

أدمت سياط الظالمين متونها *** والسب يقذفه بها الشرير

ص: 191

أمست سبايا المجرمين وقد مضى *** حامي حماها السيد المحبور

قتلوا الحسين عمادها ووليها *** فغدت تجر الذيل وهي سفور

یرنو إليها الحاقدون شماتة *** بئس الأنام أولئك الجمهور

نظر الغريب إلى النجيبة جاعل *** قلب النجيب كأنه مفطور

لا بل تقطع في الحشا تلك الرؤى *** عند النجيب إذا سما المنظور

وسط المجالس زینب قد أدخلو *** ها ما عليها یا غيور ستور

أيزيد ينظر للعقيلة معلنا *** أي الفسوق وعقله مخمور

أتكون واقفة بنات محمد *** في مجلس الأرذال ذاك خطير

أتخاطب الطهر العقيلة زينبٌ *** رجسا يزيد الفسق وهو حقير

الله أكبر يا ولي الأمر من *** فعل الطغاة ويصعب التصوير

أنت العليم بما جنت أيدي الخنا *** في الطاهرين وبعد أنت بصير

ما الانتظار وقد سبرت فعالهم *** في آلك الأفذاذ يامستور

بادر إليهم بالصقيل مقتلاً *** ومن الإله النصر والتدبير

أولم يحن وقت الخروج لنهضةٍ *** فيها بلوغ الثأر والتحرير

إن الأعادي قد تمادوا سطوةً *** فمتی تصول عليهم وتثور

طال انتظارك والشريعة ترتجي *** منك الظهور ليحصل التنوير

ويعم في الآفاق دين محمدٍ *** والعدل يُنشر والطغام تمور

وتقوم دولتكم ونحن رعيةٌ *** فيها وتشفى حيث ذاك صدور

جمادى الآخرة 1423 ه

ص: 192

سورة الفجر

الشاعر عبد الرؤوف المرهون

فَجَّرَ الْوُجُودِ وَ آيَةَ السِّرِّ *** تزدان بِاسْمِكَ ( سُورَةَ الْفَجْرِ )

فِيهَا ( اللَّيَالِي الْعُشْرِ ) دَاجٍ حُزْنُهُمْ *** آبَاؤُكَ الْمَاضُونَ بِالْقَهْرِ

( وَ الشَّفْعِ ) فِيها الْمُصْطَفَى وَ وَصِيِّهِ *** روحان للملکوت فِي الدَّهْرِ

( والوثر ) مَا هِيَ ؟ لَيْسَ يَعْلَمُ شَأْنِهَا *** فَهِيَ الْبَتُولِ وَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ

فَجَرَ الرِّسَالَاتِ الَّتِي يحدو بِهَا *** أَلَمُ وَ آمَالَ بهاتدري

لا زَالَ ذَاكَ الرَّكْبُ یرقب صُبَّ *** حُكْمَ فَبِهِ یجاب دُعَاءً مُضْطَرُّ

ظميء السَّحَابَ وِجَاءُ مَحْمُولًا عَلَى *** كَفَّ الْحُسَيْنِ بِمَشْهَدِ النَّحْرِ

وَالِدَيْنِ مق جِسْمِهِ كقتيلكم *** عَارُ عليو څيولهم تَجْرِي

وَ الْأَرْضِ طَارَ فؤادها كمصونة *** رَأَتِ الْوَدْيُ وَ النَّارِ فِي الخدر

والعدل فِي قير تَلَظَّى وانزوى *** كأسيركم فِي قَبْضَةِ الْكُفْرِ

وَ الْجَوْرَ قَدْ مَلَأَ الْبِلَادِ بِعَدْلِهِ *** فِي الْقَتْلِ والتجويع وَ الْأَسْرِ

جذلان يَزَلْ فِي النَّعِيمِ تَجَبُّراً *** هُوَ مِنْ دَمِ الأجيال فِي سكر

مولاي هَذَا الْكَوْنِ مِنْ شَوْقِ غَداً *** لَكَ نَدَبْتَ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ

فالشمس كَمْ شَرْقِ سِوَى كَيْ تَلٍّ *** تَقِي بِكَ بَعْدَ طُولِ الْبُعْدِ والهجر

والسحب تَأَمَّلَ حِينَ أجدهبا النَّوَى *** أَنَّ سَوْفَ تَسْقِيهَا مِنَ الْقَطْرِ

وَ الْكَعْبَةُ الْغِرَاءُ كَمْ عَلَقَةً بِهَا *** كَفَاكَ تَدْعُو اللَّهَ سَتَرَ

كَمْ صَدْرُكَ المحزون عَانَقَ بَابِهَا *** بَابُ الْمُهَيْمِنُ مَالِكِ الْأَمْرِ

فَمَتَى ستسند ظهرموعود لَدَى *** جُدْرَانِهَا فِي سَاعَةِ الثَّأْرِ ؟

فِي يَوْمِ مولدك الْعَظِيمِ تزاحمت *** نَحْوَ الْحُسَيْنِ قوافل الصَّبْرِ

يَمْشُونَ فِي دَرْبِ الْوُرُودِ بعشقهم *** وَ قُلُوبُهُمْ تَمْشِي عَلَى الجمر

إن تَرَنِ أَعْيُنِهِمْ ستقرأ وَسَطِهَا *** قِصَصِ الْأَسَى وَ السِّجْنِ والقبر

جاؤوك بِالْحُبِّ الْمُصَفَّى لَمْ يَشُبْ *** إلأ بِحُزْنٍ مُجْهِدٍ غَمَرٍ

ص: 193

كَمْ مَسَّتْهُمْ ضُرٍّ وَ أَهْلِيهِمْ مَعاً * * * يامن نَدَاهُ كَاشِفَ الضُّرِّ

عَمِيَتْ عُيُونُ لَا تَرَاكَ ، أَمَّا رَأَتِ * تكلي ؟ فَأَنْتَ بدمعها تسري

لَوْ أَبْصَرُوا عَيْنِ الْيَتِيمِ رَأَوْا بِهَا * لَكَ صُورَةِ الْمَأْمُولُ فِي الْعُسْرِ

وَ عَلَى شِفَاءُ الْخَلْقِ أخرقك الَّتِي * هِيَ طلسم التَّحْرِيرِ كالسحر

وعلى البيارق صُورَةِ لِ فَارِساً * آتٍ تَقُودُ جحافل النَّصْرُ

كربلاء المقدسة - الزيارة الشعبانية ومولد الفجر

ص: 194

مرفا العشاق

الشاعر ميثم آل سنبل

قد عرفنا فيك ما يهوى النظر *** وعشقناك أيا كحل البصر

وبك الروح تسامت للعلا *** وبك القلب الولائي انجبر

ومن الوجد الذي قد حل بي *** من نوى هجرك والبينُ أَمَر

يا تراتيلي ومحرابي الذي *** بالدما دمعي لذكراه انهمر

وحنيني لك يا غوث الوری *** ألم حلو .. وشوق يستعر

(صاحب العصر الإمام المنتظر *** من بما يأباه لا يجري القدر )(1)

أيها القبلة للكون ويا *** مرفأ العشاق في كل العصر

نبضاتي لك تحياسيدي *** ولأجل الوعد دوماً تنتظر

أمطر اللطف علينا ساعة *** ألطفُ الساعات لوزخّ المطر

* * * * *

زعم الوصّاف من كل الملا *** قدرة منهم وفن مبتكر

نظرة نحو زوايا الجسم وال *** روح والدمج و تركيب الصور

كلما قد قام فيهم واحد *** عاد مذهولاً بصمت منكسر

كلما زادت تواصيف الذي *** قام منهم فحديث مختصر

كلما قد زيد في الوصف أرى *** من كريات دمي زال الكدر

كلهم من بعد وصف سكتوا *** ثم عادوا بلسان معتذر

فتفكرت وكلي عجب *** هل صحيح منهم حارت فكر

أجمال منك يطغى هكذا ؟ *** ملأ الدنيا وسمعي والبصر

قمر: كلا . أما أنت الذي *** شع للشمس فشعت للقمر؟

عجزوا عن وصف مولانا الذي *** أخبر القرآن عنه وذكر

بزغ المهدي نوراً في السما *** ثم في الأرض وذا اليومَ ظهر

ص: 195


1- هذا البيت هو مطلع القصيدة الرباعية للشيخ البهائي قدس سره الشريف .

أيها المهدي يا شمساً علت *** في سمانا وبها الكون ازدهر

مكرمات لك فينا قد بدت *** وبها كل محب قد سكر

إننا جئناك نسعى سيدي *** نبتغي من دوحة الفضل ثمر

وتوسلنا بأن تلقي لنا *** نظرةً حانيةً فيها الظفر

وبأن نلقاك في يوم غدٍ *** شافعاً للكل ياخير البشر

* * * * *

وختاماً لقصيدي أبتغي *** بعد مدحي للإمام المنتظر

بعد أن حلّقت الروح إلى *** عالم يعلو على سطح القمر

أسمعونا وثلاثاً كرروا *** صلوات منكم يا من حضر

الجمعة 13 شعبان 1429 ه

ص: 196

السين والضادوالعين

اشارة

ص: 197

ص: 198

أفضل الشعر

الشاعر فوزي الصايغ

ما أروع الشعر وما أبدعه ! لكن أفضله ذاك الذي يُكتب في أهل بيت الرحمة فإنه يتلألأ بين طيات الورق ، وما أعظم الشمس حين تبث ضيائها إلى الأرض حتى ولو حُجبت بالغيم ، وما أجل شمس الهدى التي تغمر بأشعتها الحقة جميع أطراف الكون ؛مع عناد الظالمين وغطرسة المتكبرين ، تلك الأشعة إنها أشعة المهدي المنتظر علیه السلام الي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

الشعر أي من الآيات مأنوس *** والشاعر الفذُّ من فيه الأحاسيسُ

ويفضل الشعر من ذكر الكرام به *** فذاك شعر علا ما فيه تطليس

إني كتبت من الأشعار أفضلها *** في آل طه وهذا الشعر ملموس

إذا تصفحت أوراقي سواسيةٌ *** تلألأ الشعرفيهم فهو فانوس

وغيره ذاك شعرغيرمكتنس *** لكنه عند أولى الشعر منكوس

شعري إذا قلت في الأطهارمعتقد *** فهو الرئيس ومايعدوه مرؤوس

والشعر في المصطفى طه وعترته *** أقوله صادقاً ما فيه تدليس

فيض من الحس في قلبي حيالهم *** فقلت ما قلت فيهم وهو محسوس

هذا الشعور إليهم غير منكفئ *** بل إنه ثابت في القلب محروس

وكيف لا أكتب الشعر الجميل بهم *** وأنهم علة الأكوان والشوس

وأنهم أهل جوي سابق هتن *** تحط في بابهم الخيل والعيس

وأنهم خيرة الخلق الذين لهم *** مقاعد الصدق ما ضلوا وما قيسوا

وأنهم موطن الأخلاق إن نزلوا *** كما إذا رحلوا فالحال مأنوس

وأنهم أطهر الأطهار من قدم *** وما اعتری بردهم رجس وتنجيس

ماذا أعدد في الأطهار من ميز *** والذكر هذا لهم كم فيه تقديس

ماذا أعدد في أرباب مفخرة *** وأحمد فخرهم أص وتأسيس

حووا من الفضل ما لم يلقه بشر *** ولا ملائك أو جن وقديس

أعلام دين الهدى في كل ناحية *** لم يخش غيرهم في الناس إبليس

ص: 199

وقائم الآل منهم ظاهرٌ علمٌ *** وإن خفا إنه كالشمس محسوس

انظر إلى الشمس ما معنى إضائتها *** والغيم يحجبها والنور ملموس

وشمس مهدينا أقوى أشعتها *** من شمس دنياً لها في الليل تنكيس

فإن شمس الهدى في الليل ضاحية *** كما النهار سواء ما بها بوس

والشمس ما ضرها غيم يطاردها *** ليحبس النور إن الغيم محبوس

وصاحب الأمر موجود ومستتر *** عن الأعادي بعين الله محروس

ما ضره أنه في غيبة قمر *** تعمدت حجب أضواء الأباليس

ما ضر مهدينا إن كان مختفياً *** فإن هذا بأمر الله مدروس

أخفاه عن أعين الأشرار خالقه *** فهو المؤمل للتوحيد والليس

هذا أبو صالح للأمر منتظر *** وساعة الإذن حانت يا أباليس

هذا الذي ينتضي سيفة فيرسله *** من فوقكم جاهدة وانبانت الروس

فما يرى ظالماً إلا ويلق لظى *** من سيفه دفعةً فالظلم مفروس

ليملأ الأرض قسطا بعد أن ملئت *** جوراً فحال ربيب الجور معكوس

مُنكس العرش رب الجور في أمم *** بسيف مهدينا والكفر مركوس

انهض أبا صالح إذ أنت قائدنا *** واسترجع الثأر إن الثأر مبخوس

الملاحة .. أوائل شعبان 1421 ه

ص: 200

لهجة الانتظار

**لهجة الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

أيها الناس هل تلومون صدقي *** وصريحي مشعشعاً في الأماسي

ما أنا البغي طائفاً حول عجل *** لا ولا السامري أخشى مساسي

لهجتي لهجة النسيم عليلاً *** ولساني ينم عن إحساسي

وانتظاري يصح في نبذي النب *** ذعلى النهج لا بنبت أقاسي

لأرى الأرض أخصبت بعد جدب *** تشرب الغيث نشوة كالنواسي

فمقامي بأن أكون شهيداً *** أتزكى من دسّة الأحلاس

أنا جزء الطباق في الطرف الأع *** لى وثوبي مطهرمن جناس

لا أماري ولا أداهن خوفاً *** مدهن الناس مثقل الوسواس

لحظة الحب حين تصدق تأبی *** أن تلظى أسيرة الخناس

كل ّصمت بُعيد أن يلحظ الح *** ق مهيماً كنظرة الاختلاس

والذي يرزق المعين من الما *** ء فترتيب غسله ارتماسی

لا يجوز القياس في لغة الفق *** ه وفي العشق مذهب للقياس

قد تحمست للهدی مهدوياً *** لست أهوى التلون الدبلماسي

ص: 201


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 309 .

يا أخ العشق

الأستاذ رائد أنيس الجشي

يا أخ العشق خافقي اليوم كأس *** فاشرب النخب تثمل النفس النفس

واسقني من هواك خمر براء *** يكشف السر من يغذيه قدس

دع حروفي بنبضك الحر تحيا *** باتحاد يطيب حرث وغرس

إن ترياق حزنك المرَّ ذكر *** ودوائي به ومعناه بأس

كان في حضرة الغياب مدارا *** نرجسا بسدرة وفي الأصل شمس

مُنزل كالكتاب آية مجد *** للكتاب الذي بنيه يجُّسُّ

وحده والدعاء نسج يديه *** ينزع القدر ملء لوح ويكسو

والنهايات تزدهي لحن حبر *** رغم أن الزمان يطغى ويقسو

هولولاه في العراق نشید *** مانما في العراق والله جنس

حيث أن الشهيد باقات زهر *** شد أحلامها وكفيه قوس

ورماها للطفه حلم مرمى *** فأحتواها وخاصم العطر نحس

والتراب الذي تشرب دما *** قد تمناه - خاسئ الطرفي - ورس

هوثار الشهيد فلسفة العدل *** وحلم بنبضه الخلق تحسو

نحن نهواه مذ رضعناه وحيا *** فأثار الهوى وأحياه أنس

كالصغير اليطوف حلوى اشتهاء *** بالبيوت .. الولاء كنَّا نُدسُ

ونفني على هواه قصيداً *** يوم ميلاده فيختال عرسُ

كل قلب بمركب التيه غاف *** فوق جوديه بالكرامات يرسو

موطن العاشقين ما غاب يوماً *** رغم غيب .. فدته جن و إنسُ

ص: 202

استنهاض

**استنهاض(1)

الحاج منصور الجشي رحمة الله

الله ياحامي الشر *** يعة بالحسام المنتضى

يا آية الله التي *** في فصلها طي القضا

بح المنادي والقر *** ار على الأذى لا يرتضي

علياك جذسنامها *** وحماك أضحى معرضا

لم لا أهاجك ما جرى *** أو ما لقلبك أمرضا

أو ما حشاك بكت دما *** أو ما لظهرك انقضا

الله أيّة فجعة *** مضّت فؤاد المرتضى

قسماً بجدك لم أقل *** إن السكوت من الرضا

أفهل دهتك رزية *** كالطف فيما قد مضى

أفهل أتى الدهر المشوم *** بمثلها وتعرضا

رزء أذاب الجامدات *** و في فنائك ریّضا

يا من أزمة كونه *** بيديه مهماشاقضى

يا مجري الأفلاك في *** ملكوتهاقم فانهضا

قم فالحسين بكربلا *** ظام بغصته قضي

تركته آل أمية *** فوق الصعيد مرضضا

ضاحٍ تظلله الطيور *** وجفنه لن يغمضا

قل للجبال تدكدكي *** عمد البسيطة قوّضا

قل للبحار الا انضبي *** بحر الهدایة غيضا

الا سرقلب فالمصاب *** مطبق رحب الفضا

ياهيكل التوحيد *** والسر المصون المغمضا

يا مالك الدنيا ويا *** من تحت قبضته القضا

ص: 203


1- شعراء القطيف من الماضين ص 229-221 ، ومجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

ها رأس جدك في القنا *** لأعذر ألا تنهضا

هاتيك أشلاه غدت *** نهب الأسنة معرضا

الله أكبر صيروا *** صدر الإمامة مركضا

الله أكبرهشموا *** منه الجوانح والعضا

قم مغضباً عزَّ التصبر *** يا خليفة من مضى

كيف التصبر والحرائر *** تِهنَ في رحب الفضا

وقد استباحوا هتكها *** في الطف ساعة فوضا

وارحمتاه لحالها *** في الركب ساعة فيضا

كل تلوذ بجثة *** جزعاً لئلا تقبضا

حسرى تئن كان من *** زفراتها جمر الغضا

ربات خدر ما تعو *** دت السرى فيما مضى

حملت على النهيب الهزال *** برغمكم لا بالرضى

حملت سوافر لم تطق *** مما بها أن تنهضا

يا آل بيت محمد *** بمحمد والمرتضى

صلى الإله عليكم *** مانور علمكم أضا

ص: 204

استنهاض

**استنهاض (1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

ضاق على الإسلام رحب الفضا

فان للقائم أن ينهضا

أبرمتم أمراً وقد حاولوا

بكفرهم بالله أن ينقضا

فأدرك الإسلام في رحمة

بالصفح عنهم سيدي بالرضا

فليس إلاك له موئل

وعنك يا مولاي يجري القضا

وأهلك الكفار في نقمة

تلحق للباقي بمن قد مضى

ص: 205


1- ديوان العلامة الجشي ج2 ص 83.

استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

يا ابن الوصي المرتضى *** لم لا حسامك ينتضى ؟

طال انتظارك سيدي *** نهضاً فقد ضاق الفضا

حاشاك لست أقول عن *** ثارات جدك معرضا

ما الصبر يا ابن المصطفى ؟ *** في القلب نارمن غضى

يا حجة الله الذي *** في طوعه أمر القضا

ماذا التصبروال *** حسين بكربلا ظام قضى

قد ظلَّ عار في الثرى *** والجسم منه رضضا

والرأس منه بالقنا *** كالبدر لما أن أضا

وعليله بقيوده *** والغل أضحى مبهضا

وبنات فاطمة بها *** ظعن الأعادي قوّضا

تستاق ضرباً بالس *** ياط متى دعت بالمرتضى

ص: 206


1- ریاض المدح والرثاء ، ص 489.

استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

الله ياحامي الشريعة) *** هذي قواعدها الرفيعه

قد هدمتها آل حرب *** يا لها دهيا فضيعه

ما جاءك العلم المشوم *** ألم تكن أذناً سمعيه

تخفى عليك مصيبة *** أحنت على الهادي ضلوعه

وكذاك جدك حيدر *** من عينه أجرت دموعه

وكذاك فاطم قد بكت *** لعويلها السبع الرفيعه

أبكت ملائكة السما *** والجن أسبلت النجيعه

( أترى تجيء فجيعة *** بأمض من تلك الفجيعة)

ماذا يهيجك والحسين *** بكربلا ذبحوا رضيعه

ماذا يهيجك والخيول *** بنعلها طحنت ضلوعة

من بعدما قطعواالكريم *** فأيتموا تلك الرضيعة

ماذا يهيجك والعليل *** مقيداً أبدى خضوعه

من بعد ما هتكوا الخيام *** بنارهم حرقوا ربوعه

فانهض على خيل *** مسومة سريعه

مع فتية أنصار صدق *** فانهضن في خيرشيعه

في كل طاهر مولد *** قد أوعد الباري طلوعه

ودعوا خيولكم تسد *** ثرى الأرض الوسيعه

وخذوا بثأر رئيسكم *** فأمية شريت نجيعه

يسري بها الحادي على *** عطش مكشفة مروعه

أعلمت قد حملوا حرائركم *** على هزل ضليعه

ص: 207


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص222-223.

تحية

**تحية(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

الكون من ألق الإمامة يسطع *** والدهر أذن للروائع تسمعُ

يا حجة المعبود أي قصيدة *** مهما تكن عن شأو مجدك تضلعُ

غنَّى بها وترُ البيان مفرداً *** فله بها ذاك المقامُ الأرفعُ

يا ابن الإمام العسكري تحيةً *** يشدو بها صب بحبك مولع

اطلع على الدنيا بعدلٍ مشرقٍ *** هذا الظلام إلى متى يتقشع؟

طال المقام ، ومرت الأعوام وال *** ظُلامُ كأس سمومها نتجرعُ

فمتى نرى أنوار وجهك بيننا *** ومتى نرى رايات نصركَ تُرفعُ

عجل فإن النصر والفرج الذي *** كل إلى أيامه يتطلعُ

هو في حسامك ، في جهادكَ ، في *** هُدى من نورِ طلعتكَ البهيةِ يلمعُ

واهزم جيوشَ الكفرِ شر هزيمةٍ *** واجمع فلولاً لاتزال توزعُ

وامسح بكفكَ دمعةً رقراقةً *** واكحل عيوناً بالسهادِ تروعُ

عجل فإن القدسَ صرخة ثائرٍ *** دوّت فضاقَ بها الفضاء الأوسعُ

عاث العدو بها فهل من منقذ؟ *** مولاي عندك مايردُ ويمنعُ

ومن الغرائب إننا في حالةٍ *** شعبٌ يُذلُّ ، وطغمةٌ تترفعُ

وجحيمُ آلام تأججَ نارها *** قلبٌ يذوبٌ ومهجةٌ تتقطعٌ

يا أيها الخلفُ المؤمل من لَنا *** إن نابنا خطبٌ عظيمٌ مفجعَ ؟

إلا الإلهُ و خروجكَ فرحةٌ *** بشر متى جرس النهاية يُقرعُ

19/ 4/ 1412 ه

ص: 208


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

نفحة من الذكرى

الأستاذ محمد رضي الشماسي

من نورك الدنيا تضيءُ وتلمعُ؟ *** أم من سنا نهج الشريعة تسطعُ؟

من نورك الأيام تشرق شمسها *** ويعود فجر للرسالة أروع

مولاي ذكراك الحبيبة معرضٌ *** للذكريات وللفضيلة منبع

والمهرجان ونحن في آفاقه *** تسمو العقيدة في ذراه وتبدع

فاضت عليه من جلالك نفحةٌ *** فغدا بنفحك كالشذا يتضوع

وصحت بذكراك المشاعر فالهوى *** عذب على نغمات ذكرك ممرع

فلتحي ذكراك الشذية إنني *** بندي ذكراك الشذية مولع

تاهت على شاطي الولاء قصائدي *** وجثت على عتبات بابك تخشع

وتمنعت بالأمس حيث أردتها *** واليوم في ذكراك لا تتمنع

فتجسدت فکراً وحسبي أنها *** من وحي عالمك المقدس تتبع

وتمثلت صوراً وحسبي أنني *** في مهرجان بالحقيقة أصدع

فأنا بوحي عقيدتي لك شاعر ٌ*** لا بالخيال لأن شأنك أرفع

فتنزلت طوعاً بناتُ قصائدي *** من أفقها السامي وأنت المبدع

ولأنت فيها ملهمي وعقيدتي *** بك ذلك السحر الجميل المودع

بل أنت شاعرها العظيم وما أنا *** إلا صدى عبر الزمان مرجع

دنياك دنيا الفاتحين فمرحباً *** بك في الجهاد غدا لأنك مفزع

واليوم بالذكرى العظيمة خلتني *** لعظيم آت زاهر أتطلع

لغدٍ عظيمٍ بالفتوحات التي *** يحيا بها جدب ويخصب بلقع

ولدولة التوحيد يخفق فوقها *** علم بآلاء الرسالة يرفع

والنصر معقود اللواء وتحته *** للزحف في غده المبارك مهيع

الحق من حوليه نبعُ حضارةٍ *** والناس من عطشٍ إليه تسرع

ص: 209

فلعلها تروي الصدى من بعد ما *** كانت على شطآن جورٍ تجرع

وحقيقة ترويه غير منازعٍ *** وإلى عطاك غداً يكون المنزع

وعلى شواطئ بحره تلقاهُمُو ** يتزاحمون وكلهم لك يهرع

حيث الفضيلة والعدالة والهدى *** غيثٌ ومسراه الربيع الممرع

لله دولتك المنيعة إنها *** يخضلَّ مجدبها ويشفي المربع

فيها مناهل ثرة وعطاؤها *** غمرُ وليس بغيرذلك نطمع

يا خاتم الأبرار أنت على المدى *** قبسٌ بدربٍ السائرين مشعشع

بل أنت في ليل السراة منارُها *** لولاك لانقطع المسير وضيعوا

وجدوك هدياً والدليل إليهم *** فطريقهم بسواك داجٍ أسفع

وعلى صعيدك للهداية منبرٌ *** نرنو له وبعزةٍ نتطلع

وهناك حيث الحق فيض هدايةٍ *** راحت على فيض الهداية تزرع

رقصت على شاطي الولاء قصائد *** أنت الختام بها وأنت المطلع

1386 ه

ص: 210

جمعت هم سنيني

**جمعت هم سنيني(1)

الشاعر سعيد الشبيب

في خضم هذه الحياة ونحن بين مشرق ومغرب ، ننهل من مشارب شتى (أصلها واحد) ثابت وفرعها في السماء ، تجرنا الأهواء والنزعات إلى عمليات إقصاء لبعضنا البعض بغية الحصول على المراتب الأولى جماهيريا ، فعندما تبرز للسطح خلافات بين الأطياف والتيارات في المجتمع الواحد وتجره لعمليات من التسفيه و(التسقيط) لا يملك الفرد العاقل إلا الوقوف وعلامات الحيرة والذهول ترتسم على وجهه ، هنا يقف ( سعيد الشاعر) وليس (أنا المتكلم) في لحظة من لحظات الوعي ليتساءل عن كنه هذه الفرقة في وقت كنا فيه بأمس الحاجة الوحدة الكلمة ، كان ذلك في العام1409ه.

جمعت هم سنيني بين من جمعوا *** وجئت رغم انقطاع الغيث أنتجع

لا يستدل بمشيي أنني يقظ *** ولست أعرف نوماً حين اضطجع

آتيه في زحمة الأفكار منهمكاً *** فأضرب الراح أخماساً وبي فزع

أسائل الدهر عن نفسي وعن قلقي *** وعن عميق جراح ملؤها وجع

وعن سهام أتت من كل ناحية *** تصيبني أيها يا دهر أنتزع

سهماً به الحقد أم سهماً به شرر *** سهماً به الخبث أم سهماً به قذع

انظر فقد ضاق صدري ليس بي جلد *** على المصائب إذ يحدو بها الطمع

أراك تعزف أوتاراً على ألمي *** ومن أنيني أما ينتابك الهلع؟

دعني أبعثر أحزاني على ورقي *** دعني أدون شعري أيها الجشع

لن تحبس الدمع يا غدار في مقلي *** لن تحبس الصوت رناناً سيندفع

نار من الهم أدمت كل جارحة *** وكل جرح لجرح قادم يسع

أقول في مضض عشنا وما برحت *** دوائر السوء تترى بل بناتقعُ

حتى غدونا رفاتاهل لهيكلنا *** ترابط لحمنا من حوله قطع

ص: 211


1- دیوان زهرة الفردوس ، ص35-36.

وهل لنا من خلاص بعد محنتنا؟ *** وهل لنا من طريق فيه نجتمع ؟

إن البشائر قد لاحت مكللةً *** الوعي ريحانها والحب ذا شَمَع

تفتح الزهر فانتساب الرحيق به *** رقراق عذباً لنا من طعمه جرع

من ذاقه اليوم يروي القلب من ظمأ *** حيث انطوى زمن والوجه ممتقع

يا حجة الله هذا الجمع منتظر *** يوم الخلاص وأنت القائد الورع

يبدون أحزانهم والدمع منهمر *** والشوق ذو حرقة والغيث منقطع

الفسق منتشر والعدل منعدم *** والناس في ضنك إن يسألوا مُنعوا

فانهض بثورتك الكبرى يؤججها *** أنصار الفر والأحرار والشيع

لهم قلوب وحب الآل أورثها *** حلماً وعلماً كمالا ، لست أبتد

أنتم سفينة نوح من رست قدم *** له على متنها حقا سينتفع

ونحن يا حجة الباري بمركبكم *** ننجو وما ضرنا قوم إذا نزعوا

قالوا جننا، فقلنا في محبتكم *** ما مسنا طائفٌ لكنه الولعُ

نهواكم والهوى فجر يعانقنا *** وفي الشرايين من إشراقه دفعُ

والسر أنا خلقنا من بقيتكم *** فهل سوانا على هذا الهوى طبعوا ؟

1409 ه

ص: 212

تنصيب الإمام المهدي عجل الله فرجه

الدكتور إبراهيم الدبوس

لَيْلَةُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ *** نَصَبَ اللَّهُ لَنَا الْحِصْنُ الْمَنِيعِ

وَ بِهَا تَمَّتْ لَنَا فِي فَرْحَةِ *** بَيْعُهُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِيِّ الشَّفِيعُ

فاستضاء الْكَوْنِ مِنْ أَنْوَارِهِ *** وَ انْجَلَى عَنْ دَارِنَا كُلِّ وضيع

نصب الْقَائِمِ مؤلى للوری *** فَجَمِيعُ الْخَلْقِ للمؤلى مُطِيعُ

حُجَّةُ اللَّهِ وَ لَوْلَاهُ لِمَا *** كَانَ الْحَقُّ عَلَى الْأَرْضِ مُذِيعُ

بَلْ وَ لَوْلَاهُ لَسَاخَتْ أَرْضُنَا *** وَ أُصِيبَ الْخَلْقِ بِالْأَمْرِ الْفَظِيعِ

إِنَّهُ الْغَائِبِ عَنْ أَعْيُنُنَا *** وَ يَلْطُفُ اللَّهَ قَدْ عَمٍّ الجميع

حاضر فی کل امربیننا *** يَحِضْنَ الْمُحْتَاجِ بِالْقَلْبِ الوسيع

إِنْ رَأَى أَتْبَاعِهِ فِي فَرْحَةِ *** شَكَرَ اللَّهُ عَلَى حُسْنِ الصَّنِيعُ

9/ 3/ 1428 ه

ص: 213

هداية الإمام (عج)

الخطيب محمد قاسم السويكت

أيحار فيك وفيض نورك يلمع *** ملأ السما والأرض إذ يتشعشع

عميت عيون لاتراك بقلبها *** فالقلب يعمي والجوارح تقرع

أنى تراك قلوب أعداء الهدي *** ولدي الغدير بذورها لا تزرع

أني تشير إليك كف بايعت *** كفاً لجزل النار هبت تجمع

شتان بين موحد متنعم *** بولائكم ومعاند لا يرجع

* * * * *

تلك القرون مضت وأنت تديرها *** والنبت لا يفنى وشمس تطلع

من نورك الفياض هذا منهج *** يسمو وهذا مؤمن يتشيع

هذا التشيع كلما مرت به الأ *** يام رغما للعدا يتوسع

* * * * *

وهذي القلوب إليك شدت رحلها *** والنفس لهفي والمحاجر تدمع

في النصف من شعبان ترجو أن ترى *** من ليلة التقدير بدراً يطلع

لظهوره جبريل يعلن في الملا *** سبط الهدى بالحق جهراً يصدع

يمحو الضلال ينكس الأبطال لا *** يخشى جيوش الكفر يوم تجمعوا

* * * * *

وترى قصور اللهو منه تطايرت *** والتاج عن رأس الضلالة تنزع

وسيوف أنصار الحسين تجردت *** وقلوب أعداء الحسين تصدع

وترى جميع ولاته قد رددوا : *** يا أمة التمهيد هذا المفزع

والحق لا يخفى إذا ظهر الهدى *** والشمل با بن المصطفى يتجمع

شعبان 1416ه

ص: 214

الفاء والقاف والكاف

اشارة

ص: 215

ص: 216

المهدي .. رؤى ..

علي المطاوعة

تقاطر المجد في مسراك يصطفٌ *** وطأطأ الرأس في عليائك الحرف

بهش جمر الليالي حين يكنسه *** تلعثم الوقت بالآهات يلتف

تورقت رئة الأيام معلنةً *** بأن تاريخها في خطوكم صف

تهيكلته تسابيحٌ ، يرفٌ على *** أطيافها برؤى تغريدهاالعزف

وفي يديك يضيء الصبح مبتسماً *** يمازج النور في إشراقه كف

تضيء في صدرك الفياض فاطمة *** فيزهر الكون في طياته اللطف

وشع نورك أنواراً به اجتمعت *** بشمس وجهك حتى هالني الوصف

فكل آبائك الأطهار طلعتهم *** على محياك آيات ستصطف

وراحتيك غياث الله أسرجها *** إلى البرايا ، فكلّ نحوها يهفو

شواطئ الله إيمانٌ يرضعها *** ندى الهداية في خلجانها قطف

كف سواحلها خيژيفيض على *** وجه البسيطة من إشراقها يصفو

11 شوال 1423ه

ص: 217

خلاص

**خلاص (1)

السيد حسن الخليفة

إلى الحاضر بين الغائبين إمامنا المهدي علیه السلام

أحاشي شبلَ غطريفي الطفوف *** ومن عند الوغى أسد الوقوف

أحاشیه وآباءٌ إباءٌ *** تورث منهم ضرب السيوف

أيصدأُ سيفه ؟ كلّا ، ولكن *** قلوب في الصدور لدى الألوف

أحقاً نحن . شيعتك . اختلفنا *** وخُلفنا عن الرأي الحصيف

وما اختلف الألى نصروا حسيناً *** وما هانوا وهم شم الأنوف

وصنّفنا إلى شيع ، ومنّا *** مُصنّفنا وذو الهدف المخيف

فما غاب الإمام، ونحن غبنا *** وغيبتنا شتات في الصفوف

وغيبتناحضور في فساد *** تفشّي ، بل وإغراء العفيف

وغيبتا سفاسف جمّعتنا *** لنيل من مهاب أو شريف

وغيبتا صراع ليس إلا *** على لقب يحاك من الحروف

وغيبتنا مفاخرة بمال *** وقصر رائع فخم منيف

وغيبتا تقيّتا قويّاً *** وفتك بالفقير وبالضعيف

ص: 218


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 299 .

يا عروس الدهور

**يا عروس الدهور(1)

الشاعر حسن الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أشرق البدر أيما إشراق أشرق *** بسناء أضاء أرض العراق

البدر ليلة النصف من *** شعبان بالنور والسنا البراق

شع بالنور في سماء المعالي *** بدر تم ینير فی الآفاق

ليلة النصف ياملاك الليالي *** ياعروساض تزف بالأشواق

ليلة النصف سابقي ليلة ال *** قدر وفوزي بجائزات السباق

يا عروس الدهور تيهي دلالاً *** وجلالاً يا منية العشاق

شهر شعبان كلّ عن وصف ما *** فيك لساني وضاق عنه نطاقي

أنا لا أستطيع ياشهر إلا *** باحترام أطيل في إطراق

فيك سبط النبي طه وليد *** وابنه التاسع الإمام الباقي

صفوة الله منبع العلم والحكمة *** والحلم والندى الدفاق

الإمام المهدي رب المعالي *** من عليه عقدت حبل وثاقي

مصلح الدين حيث أفسده الجهل *** وعاثت به أكف النفاق

مظهر الحق حيث أخفته أيدي الظ *** لم أيدي الطغيان أيدي الشقاق

خاتم الأوصياء قطب رحى ال *** كون إمام الورى على الإطلاق

ناصر الدين والعدالة والحق *** عدو الشقاق داعي الوفاق

سائس العالمين إنس وجن *** سيد الخلق حجة الخلاق

أنت يا واحد الزمان ويا أكرم *** فرع لأكرم الأعراق

أشرقت من شروق نور محياك *** وضاعت أرجاء وادي العراق

يا حبيب الفؤاد يا فرج الله *** وياسر بهجة الإشراق

حبكم آل أحمد قد تمشي *** في عروقي وغاص في أعماقي

حبكم في الفؤاد يا خيرة الله *** مكين حتى القيامة باقي

يوم فيه النبي يحمي الموالين *** لكم والكرار فيه الساقي

ص: 219


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 15 ص150- 125.

فالموالي يوم المعاد غني *** والمعادي في غاية الإملاق

حب آل الرسول خمر حلال *** فاسقنيها كأس الولا ياساقي

اسقنيها كأس الولاء رحيقاً *** سلسبيلاً عذباً لذيذ المذاق

جددوا ياشباب ذكرى إمام *** الحق إمثولة الزمان الراقي

راية المجد في البلاد ارفعوها *** واطرحوا جانباً لواء الشقاق

وأطيعوا الكتاب واعتصموا بالله *** واخشوا شر الذميم الفراق

علموا الشعب هذبوا أرشدوه *** ثقفوه يا معشري يا رفاقي

واربأوا بالنفوس عن فکرة لخل *** ف وصونوا الخطا عن الانزلاق

لا تشحوا عليه بالعلم إن ال *** علم كنزيزداد بالإنفاق

حرروه من الجهالة فالجهل *** أحاط الشعوب بالأطواق

لا تناموا يا فتية الشعب فالش *** عب يعاني مذلة الإرهاقو

ص: 220

الخيال المحقّق

الشيخ مهدي المصلي

في شهر شعبان ازدهي وتألقا *** نجم به أفق الرسالة أشرقا

خشعت لمولده الحياة فألبست *** تاج الكرامة والطهارة والتقى

وتيقن الإسلام أن نظامه *** سيوشح الدنيا كساءُ مونقا

سنرى رياض الخلد نصب عيوننا *** عطر العفاف يفوح منها والنقا

من تحتها الأنهار يجرى ماؤها *** عذباً فراتاً سائغاً لمن استقى

والحور في وجه الزهور إذا ثنت *** من تحتها الأغصان خصر أشيقا

والأرض تخرج خيرها ومن السما *** البركات تزل يا لحسن الملتقى

والاخضرار كسا البسيطة حلة *** منها الجلالة والجمال تدفقا

حُزناً بها أسس السعادة خضرة *** والماء والوجه الجميل المشرقا

سنعيش في هذي الدنا لكنها *** فيها الأمان على العوالم حلقا

وسيعلم التاريخ أن خيالنا *** ستراه عين الخافقين محققا

بشرى التشيع والرسول زعيمه *** وهو الضمين له السلامة والبقا

وهو الذي نصب الهداة أئمة *** وختامهم يمحي بطلعته الشقا

سأظل أفخرما حييت بحبهم *** ولو اعتبرت منفراً ومفرقا

فحبائل الألفاظ لا تصطادني *** وهواي بالآل الكرام تعلقا

مولاي يا بن الأصفياء متى نرى *** صرح الظلام قد استكان وأطرقا

ويشّ نورك في هدوء باهر *** فيحوّل الدنيا ربيعاً مورقا

هذي الحضارة جربت ما عندها *** لا رأي إلا بعد جهد طبقا

حرية سادت فساد بها الشقا *** والاشتراك عرى الأخوة مزّقا

والمسلمون تباغضوا وتناحروا *** والجمع بينهم ذري لا ترتقي

والشيعة الأبرار فرّق شملهم *** لكن تكاد نفوسهم أن تزهقا

شوقاً إليك فهل تجيب نداءهم *** كل غدا لسمو قدرك مطرقا

يا سيدي قُد بالسلام الزورقا *** وأزل بطلعتك الظلام المحدقا

ص: 221

نجوى مع الأمل

الشيخ نزارآل سنبل

اسقِنا وحيك الطريَّ دهاقا *** نشوةً تستشفنا إشراقا

وافترش واحة الفؤاد صلاةً *** وتسابيحَ تسحرُ العشاقا

وضياءً يهزُّ أخيلةَ النجم *** فتهفو من السماء احتراقا

كن على الدرب مثل ما أنت ترنو *** فتُحيلُ الظلامَ فجراً مراقا

جثمت ظلمة الحياة علينا *** فاشترينا ببؤسنا الإخفاقا

ونسينا أنا نعيشُ على الأرض *** ونخطو إلى السماء اشتياقا

ورضينا بما تأبّت حياةٌ ***حرةُ الرأي لا تطيق النفاقا

جرعتنا الهموم أدمَعُنا الحمرَ *** فخانت جذورُنا الأعراقا

الذراعُ السمراءُ رافقت السيفَ *** لتحيي ونمضي نمدُّها الأعناقا

والجراح الخرساء فاضت بحاراً *** فارتخينا الموجها إطراقا

فاصمتي تمتمات كل جريح *** ربما أطلق الأسيرُ الوثافا

سيدي والنهار لون مراياك *** فأشرِق على الضفاف ائتلافا

فالعصافيرُ ملّت الروضَ حزنةاً *** وغدت تُطلق الدموعَ الرقاقا

والأزاهير أسفرت عن ذبولٍ *** وتناست نميرَها الدَّفَّاقا

قد فرشنا العيون والأحداقا *** وهفا القلب صارخاً خفّاقا

ورأينا كما توسّمتِ الأملاکُ *** فيك المظفرَ العملاقا

شعبان 1416ه

ص: 222

یا من أناجيه ..

الشاعر علي عبد الله التاروتی

متى ؟ أما المتى فجرٌ ولا فلقُ *** كاد الحنين إلى لقياك يختنقُ

يانسمةً رئة الدنيا تضج لها *** وبسمة شاحبُ من دونها الألق

ويا بصيصاً له الأحداق شاخصةٌ *** عجل فدتك نفوس ملؤها رهق

قد أتخم البؤس دنيانا وهاجمنا *** يأس ونحن إلى دنياك نحترق

وخمرة الصبر من حاناتنا نفذت *** فلا صبوحٌ لنا فيها ولا غبق

ولم تعد نغمة القيثار تطربنا *** كلا ولا وتر الألحان يسترق

ماتت أحاسيسنا عن كل أغنيةِ *** والسمع عن أجمل الألحان منغلق

لا يرهف السمع إلا وقع صاعقةِ *** تدكدك الظلم والطغيان ينصعق

وتنجلي ليلةٌ دهرٌ إقامتها *** وبطنها من دواهي الجور مندحق

ورأسها ما الأفاعي مثله حملت *** نحن الضحايا ونحن الخائف القلق

* * * * *

يامن أناجيه والأهوال ماثلةٌ *** أمامه وهو قلبٌ كله حرق

يرى بعينيه ما في الغاب من شرس *** إلا على الناب من نحر الهدى لعق

ويسمع الحق وا غوثاه صرخته *** من باطلٍ ماردٍ للزيف مختلق

ودين آبائه شكوه منتهكاً *** ويندب الجد والقرآن والخُلُقُ

فانهض أبا الغيبة الكبرى كفى ولعاً *** بالصبر فالصبر لم يبقَ به رمق

يكفيك هضماً لماذا أنت مرتقبٌ *** حوشيت والله أن ينتابك الفرق

وفي يمينك عزرائيل تغمده *** وشيعة الحق تحت النعل قد سحقوا

فلن تثيرك بعد الآن حادثةٌ *** إذ لا نرى أملاً يفضي به الأفق

عذرة كما يُعذر المجنون من سفهِ *** لإن تجاوزت حد حداً الغرق

أنّى لي العقل والأحداث باركةٌ *** إذا انجلى فادحٌ عنا أتت فرق

ولا تلمني أبا الثارات ملتهباً *** وهل يقول صواباً من به حرق

لقد غدونا مرامي كل صائبةِ *** من أين ماطارنبل نحن مرتشق

أنت الخبير أبا يوم القصاص ولا *** مثلي يزيدك خُبراً أيها الحذق

ص: 223

لكنها نفثة المصدور قد صدرت *** إليك تنشد لحناً صفوه علق

* * * * *

فيا أبا طلعةٍ غراء نرقبها *** لعلنا لخُطي نَعليك نعتنق

أنت المؤمل من نرجوه غيرك في *** كشف الغياهب عمَن نصركم عشقوا

من أثبتوا لجميع الجاحدين لكم *** بأن خطكم للحق منطلق

وما سوی دربكم زيفٌ ومضيعةٌ *** للعمر ثم هلاكٌ خطه الخرق

وبرهنوا أنك الشمس المضيء هدىٌ *** رغم احتجابك منك النور ينبثق

إن يجحدوك فإشعاع الضحى جحدوا *** أو ينكروك فهم من للعمى طُرق

إنا نراك على رغم الجحود فقم *** ليعلموا كيف ضلوا عنك ثم شقوا

بحق ليلة نورٍ قد بزغت بها *** عجِّل بكشف الدياجي أيها الفلق

ص: 224

شمس وراء السحاب

الشاعر فريد النمر

يمم الحب وانطلق يا براق *** كيف تنسى قلوبَنا الأشواق

يوم الحب فالسباق المرجي *** في عتاق الصباح فيه انطلاق

والشعور الذي يعانق منتهى *** البوح لا يفت عزمه الإطراق

فالأماني التي تراود الروح *** تستقيها مع الندى الأماق

هي أزكى من القداسة غصنا *** هي أسمى ما تعرف العشاق

نبتت بين روحنا فارتوينا *** من ضفاف لها لدينا استباق

فاغترفتا منابع الحب حتی *** لا بديل بلذُ فيه مذاق

فانتشي خاطريعاود للش ***وق تغذي سماءه الأحداق

أريحي الجنان ما رفّ إلا *** هدرت فوق بوحسه أعماق

مرحبا: هذه بداية الحب *** تعالوا.. فكلناعشاق

مرحبا قد بلفتم قمة الصدق *** واكتشاف الطريق حقا سباق

فهنيئا لنا السباق المعنى *** له في كل مقلة إشراق

شبّ فيها طيف اللقاء فذابت *** بين كفيه دمعها الرقراق

وانتظرنا وكلنا بانتظار *** رافداه الولاء والأخلاق

ثم ذبنا مع الولاء بقلب *** جال في كل نبضة ميثاق

غرقت في فم البيان بحرف *** وبليغ المعاني منه استباق

وعلى أفقنا إلى الطلعة الس *** محاء شوق بوده خفاق

لم يزل في الذرى دليل الحياري *** كل درب اليه فيه إئتلاق

أيها القائم المعد إلى النصر *** جدير يكون ذاك العناق

أيها القائم المعد إلى النصر *** حري بالانتظار العتاق

إن يوما ولدت فيه سيصحو *** منه فجريقوده الإشراق

إن يوما ولدت فيه ليوم *** لم يعد فيه للقيود انطباق

ص: 225

أيها القائم المعد إلى العدل *** هناكأس محنة مهراق

إذ بلينا بمنتهى السخف حتى *** ظن جهالهاغرورانساق

ورمينا بما ينافي الغيارى *** في عتاب طفى به الاختلاق

قد شبعنا من النعوت وضعنا *** في رماد بهش فيه النفاق

عبوا الجو بالضلال وقالوا: *** ذا كلام عفو عليه الشقاق

ودعونا إلى مساحته الحری *** عليها من جونا إشفاق

نتخطى بها جناية تاريخ *** ذوت في متونه الأوراق

إذ تلوّت على رواية الألفاظ *** متونُ المزاج وهي اشتقاق

كيفُ يخفى أميرهذا الزمان *** بالسراديب طال . صاح . الفراق

اتركوا هذه الأباطيل وجدا *** لتطيب الرؤى ويصحو العناق

وتناسوا بأننا من رعيل *** لفصيح القرآن فيه انطلاق

وحديث الكتاب من آل طه *** لشفيع الحق نبعه الخلاق

ونسوا أننا لنا الحجة الكبرى *** وما كان غوره إخفاق

أيها الفاقدون نور المعاني *** لجزاف ما تنعق الأبواق

لسنا ممن تهزنا الوحدة الخرسا *** ولو شدنا بها الميثاق

دعوة القرب لا تلوك اليقين *** الحق مهما تقادم الإرباق

إنماندعي حقيق بيان *** ودليل البيان فيه انطباق

ولنا في الكتاب موروثة الأرض *** وإن ظن أهلها الإطلاق

فسيأتي يوم به ينطق الحق *** بليغا ويخرس الإملاق

وخريف يودع الزهر يوما *** تحيا في جذوره الإعراق

لجدير تخضر منة *** الأغصان وتورق الأوراق

وصترتد كل شامخة خجلى *** وقريب نميره الدفاق

إن، فلبا بنبته العز والطهر *** محال يعوقة الإرهاق

ما دعاه الأنام للخطب إلا *** كان قلبا لمن دعاه يطاق

يا غياث الأنام كل صباح *** يمتطي الكون قلبه تواق

ص: 226

حُمد الندب في نداك مناخا *** لبني الدهر ما يغيث فضاقوا

ألف الحلم واصطفاك هديرا *** هدّأت وهج مهجتيه الرفاق

يا أبا الباقيات كم من صريخ *** في هواك الميمم العملاق

باسطا بالندي بنان إباء *** ليس يخشى مدى الزمان الخناق

كم تعاصي عليه مد طريق *** ومعيد الرواء فيه احتراق

رقّ بشراً إلى لقاك محقا *** فلماذا الجفاء والإطراق

أم خفاء لمقتني السبق حتى *** تنتهي عند كفه الأوراق

ضرب الله حاجزا في مداه *** يختبي خلفه المدى المشتاق

فأقم في علايرى كل آن *** مقصدا للهدى عليه انطلاق

وبه نهج أحمد منك باق *** ليس ينفك طيبه العباق

كلما غيب الشذا فاح عطرا *** هونشر لأحمد دفاق

يا أمان الزمان عزما وحزما *** ومنى المجد ترجه الأعماق

منك قد أسكت اللسان حديث ** بين كفيك دائمأ تواق

وانتظار لنابه ألف ظل *** لغدا يستظل فيه البراق

فوراء السحاب شمس ستأتي *** يرهب الليل ضوؤها السباق

شعبان 1426ه

ص: 227

ألم ينته وقت الغياب

الأستاذ عدنان أبو المكارم

أقول وقد ضاق الفؤادُ من الجوي : *** متى يظهر البدرُ المنيرُ وِیُشرقُ؟

متى ينجلي الهم الذي ذؤب الحشا *** وشابَ لما بي منه فؤة ومَفرقُ ؟

متى يملأ اللهُ القلوبَ محبةً *** ويغسلها من كل حقدٍ يمزُق؟

ويُرسلُ في أفق السماء سحابةً *** تجودُ بما في الرحم منها وتغدقُ

فتطهرُ أرض دنستها بنو الخنا *** ويخضرُ عودُ الطهرِ دوماً ويُورُق

ألا ضرية نجلاء من كف ضيغم *** تدكُ عروشَ الكفرِ طراً وتحرقُ

وتُرجعُ أرض القدس تزهو بطهرها *** فنحيا بعيدٍ دائمٍ ونصفقُ

متى رايةُ الإسلام تعلو بأهلها *** ويسقطُ شيطانُ الورى المتشدقُ

متى نسمعُ الصوت المجلجل هاتفاً: *** لقد ظهر المولى فقوموا تحققُوا

لقد ظهر المهدي نجلُ محمدٍ *** باعلام نصرٍ في البرية تخفق

فنهفو إلى لقياك بالبشرخُشقاً *** وَيُجلَى الأسى عنَّا وفيك نحدقُ

متى أيها المهدي يا بن محمدٍ *** تری ذي الأماني النور فالقلب يخفقُ

* * * * *

أتنسى حسيناً عاريَ الجسم بالعرا *** تسامره الآساد وهو ممزقُ

أتنسى صعودَ الشمرِ بالنعل صدره *** بسيف سقيم للوريدِ يمزقُ

أمثلُ مصابِ السبطِ يُنسَى على المدى *** ويبردُ فيه الثأرُ مَن ذا يصدقُ؟

مصابٌ وأيمُ اللهِ أبكى السما دماً *** ودمع الهدي من أجله يترقرقُ

* * * * *

أبا صَالحِ إلا على العهدِ لم نزل *** ليومك مهما طالَ في الدهر نَرمقُ

تناديك بالدمع الغزير على المای *** متى يظهرُ البدرُ المنيرُ ويشرقُ

ألم ينته وقت الغياب؟ ألم يَحِن *** ظهورُك فيمن شايعوك فمُزقُوا

وأقصوا عن الأوطانِ شرقاً ومغياً *** فلما استقاموا عُذِّبوا ثم أُحرقوا.

ص: 228

وباتوا على شوكِ الهوى دون مِنةٍ *** وحولك رغمَ الشانئين تحلقوا

تحدَّوا جميعَ الحاقدين الألى ادَّعوا *** بأنك في السردابِ للحشرِ موثقُ

أو انك قد شئتَ الظهورَ وخفت أن *** يَقِدَّكَ صاروخَ لسيفكَ يسبقُ

* * * * *

فيا سيدي واللهِ ليس يضيرُنا *** كلامُ حقودٍ في الظلام ينقنقُ

وإنك مهماغبتَ عنا فإننا *** على ثقةٍ أنَّ الضياءَ سيشرقُ

فذي الشمس مهما تكتنفها سحابةٌ *** تثورُ ليبدو نورُها وتحلقُ

وذي الأرضُ إن شبَّ الضرامُ بقلبها *** تنهدُ بركاناً عن الغيظ ينطقُ

فجرد حُسامَ الثأريا أملَ الوری *** وقُدنا فإنا للكرامةِ نعشقُ

ومُرنَا تجدنا طوع أمرِك سيدي *** فلسنا كمن راموا العُلا وتفرقوا

حنانك إنالا نخون عهودنا *** وطبعُ الوفا فينا مدى الدهر يَعبَقُ

إذا ما نهضنا اهتزت الأرضُ خيفةً *** وحفَّ بنا النصرُ العظيمُ المحققُ

شهر محرم الحرام عام 1412 ه

ص: 229

کون من النعماء

الأستاذ رائد أنيس الجشي

سرب الطفولة في تغريده انطلقا *** بين البيوت يثير البسمة الألقا

يغدو يروح ونبض الحب في طرب *** ترنيمة من صفاء الروح قد عبقاً

كي يجمع السعد والحلوى بجعبته *** وحوله شيعة الكرار غسيم نقا

يا للجمال وياللطهريفي بلد *** تلألأت ساحلا وازینت طرقَا

كنا بها نرقب الأفاق في أمل *** تفكرا في نجوم تجذب العنقَا

إذا بفيضك في الأعماق خالطنا *** ونور قدسك بالأفاق قد برقَا

أنزلت من عين عرش الله معجزة *** طفلا من النرجس القدسي قد خُلِقَا

وبت كمية من تاهوا ومن تعبوا *** فالحق أنت ووعد الحق قد صدقَا

وغَسَّلَ الدمعُ ما بالروح من ألم *** وكَسَّرَ القلبُ قيدَ الرين وانعتَقا

إليك سار مع العشاق فی وله *** يريد وصلك لا جهلاً ولا نسقَا

يريد وصلك إيماناً ومعرفةً *** لولاك كنَّا أمتطينا دربنا الزلقَا

لولاك لم تثمر الأشجار مكرمة *** لولاك لم تغسل الأمطار بؤس شقا

لولاك لا شيء في الدنيا بلا عوجٍ *** لولاك رب العلا للخلق ما خَلَقَا

لولاك لولاك انا لي أعددها *** وأنت كون من النعماء قد دفقَا

ومبغضوك تلووا في مضاجعهم *** كم عادل غصَّ هذا اليوم واختنقا

قد كان يشعل بالأحقاد مجمره *** وحينماشئتَ في نيرانه احترقَا

وعاشقوك دعاء الغيب يحفظهم *** والصبريسندهم إن طارق طرقَا

كم بالعراق وفي لبنان من وصب *** يزول إن صادح بالمدح قد نطقَا

كأنما ليلة الذكرى تهدهدهم *** فتمسح الهمَّ والأحزان والقلقَا

یا صاحب الأمر هذا الكون في يدكم *** وحكمة الله فيكم جسَّدت خُلُقَا

فأمر بما شئت تلقانا على ثقة *** ننفذ الأمر إذعانا ومعتنقا

اذهب وربك إنا خلفكم معكم *** نحارب الجور والإلحاد والنزقا

یا صاحب الأمر هذا عهد شيعتكم *** خفق العمر بات العمر مذ خفقا

ص: 230

ولا نزال على عقد الولاء معا *** نحيي به رمقاً يُحيي بنارمقا

حتى تعود من التغييب مشتملا *** غنائم الثأر تدعونا ليوم لقا

یا صاحب الأمر خذها بيعة نقشت *** على الصدور عليها نبضنا التصقَا

وفي محفل الخير بارك حولنا وبنا *** دعنا نسودَّ في أيامك الورقَا

ص: 231

اصدح بعشقي

الشاعر ياسر السنان

اضْمُمْ جَنَاحَيْنِ مَنْ وَ جُدُرٍ وأشواق *** واقرا تراتيل بِي بَيْنَ أوراقي

وَ هَزَّ جَذَعَةُ مِنِ الْأَفْكَارِ فِي شُغِفَ *** یسقط جِنِّيٍّ هيامي دُونَ إِمْلاقٍ

وَ اصْعَدْ بَرَّاقٍ خيال تَرِقَّ مَرْتَبَةِ *** مِنَ الْمَعَانِي وَ أَسْرِجِ كُلِّ آفَاقِ

تُرْجَمُ لُغَاتِ حنيني إِنَّنِي وَلَّتْ *** واصدح يعشقي إِنْ العشق مِيثَاقِي

وَ اخْلَعْ بشعبان حُزْناً وَ اشْتَعَلَ طربا *** فقیه نُورٍ بلانار وَ إِحْرَاقُ

* * * * *

يا نَهَرٍ فُضِّلَ بِهِ الْأَرْوَاحِ هائمة * * * سَعَادَةِ الرُّوحُ أَنْ تها بإغراق

یا سُورَةَ البوح یا شَعْبَانَ كَمْ سطعت *** شمسن بشهرك كَمْ يَجُمُّ بِهِ راق

شعبان أَنْتَ لِحُبِّي خیر تَرْجَمَةِ *** نَفَحَاتِ قَدَّسَ ثروي كُلِّ تؤاق

کم فيک للآل أفراح مُجَدَّدَةُ *** مِنْ مَطْلَعِ السِّبْطِ مِنْ إشراقة الساقي

زَيْنُ الْعِبَادِ تَجَلَّى فِي الْوَرَى وَلَهٍ *** خرالملائك صَعِقاً عِنْدَ إِشْرَاقِ

* * * * *

يا لَيْلَةَ الصِّنْفُ يَا تَسْبِيحَةٍ نَزَلَتْ *** شَهِدَا لقلبي لَا مَعاً لأحداقي

لا ضَيْرَ فِيكَ وَ لَا حَزَنٍ وَ لَا سُقْمٍ *** وَ لَا بُكَاءً وَ لَا آهات آماق

الطَّيْرِ يصدح فِي مفاي مُبْتَهِجاً *** وَ الْأَرْضَ بالخسرت رُدَّتْ كُلِّ أفاق

والمسك وَ الْعُودِ وَ الرَّيْحَانِ فِيكَ زَهَا *** وَ الْوَرْدِ حاكى بإزهارٍ واورَاقِ

فيکِ الصَّلَاةِ عَلَى الْأَطْهَارُ مُشْرِقَةُ *** وَ اللَّهُ أَهْدَى جِنَاناً کل سَباقِ

* * * * *

یا قِصَّةِ النَّصْرَ يَا أنشودة تملت *** مِنْهَا الدُّهُورُ وَ غَنَّتْ لَحْنِ عشاق

مهدی يَا مَطْلَعِ الْأَنْوَارِ يَا قَبَساً *** يستلهم الْمَجْدِ مِنْهُ نَهْجِ مصداق

يا وَحْيِ عشقك يَا ترنيم نغمته *** يا مِسْكُ حُبُّكَ يَا سِرّاً لإعتاقي

كم آيَةَ ميثك فِي الْآفاقِ ساطعة *** تَجْلُو الظَّلَامِ وَ ثَدْيٍ كُلِّ إِشْرَاقِ

ص: 232

مِنْ آيَةِ الشَّوْقِ صغنا كُلِّ قَافِيَةِ *** سكري بِحُبِّكَ تَحُكِّي قَلْبِ مُشْتَاقُ

مَا ضَرَّ شَمْسٍ لَوْ نادی عمیهم *** أَنْ لَيْسَ یبصرها مِنْ تَحْتِ أَنِفَاقُ

وَ أَنْتَ أَ نَطَقَتْ صُمِ الصَّخْرِ فانبثقت *** تَرْوِي الظمي يُعَذِّبُ مِنْكَ رقراق

تَنَفَّسَ الصُّبْحِ مِنَ النُّورِ منبلجاً *** لِيَعْلَمَ الْكَوْنِ عَنْ إشراقه الْبَاقِي

فَیُقْسِمِ الدَّهْرِ : أَنْ لَنْ ينقضيي أَبَداً *** حَتَّى تَمُدُّ لَهُ كَفّاً لإعتاق

12/ 8/ 1425 ه

ص: 233

يا مليك الزمان

**يا مليك الزمان(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

ومضات الوجود من آلائك وضيا النيرين من لألائك

قطرة من نداك غمرت الكون فقطر السحاب دون سخائك

قبسة من سناك شعشعت العالم نوراً فالنورمن أضوائك

قد ملأت الزمان في ليلة الميلاد بشراً وبهجة من بهائك

قد كسوت الزمان برداً قشيباً ليس يبلى قد حيك من سيمائك

يوم ميلادك المبارك عيد فيه سرّت أبناء سامرائك

فيه سرّت أهل العراق وإيران وأهل الحجاز من أوليائك

فيه سرّت كل الشعوب ولا غرو فقد عمّها عميم عطائك

فترى الأرض كلها حفل أنس ضم أهل الولا إلى إطرائك

بل حوى كل ذي شعور ووعي ووفاء من هؤلا وأولئك

ولكل الحضور في ذلك النادي أعدّت أسرة وأرائك

وأديرت في الحفل أكواب أنس ملئت بالحلال من صهبائك

سكبتها يد العفاف سلافاً صفيت في رواق صفو ولائك

ومن المهرجان صفّريال بشراً جلجل الحق هاتفاً بثنائك

يا مليك الزمان أنت المرجي قم فأوضح لناهدی آبائك

فمتى ننظر ابن مريم عيسى يابن طه مصلياً من ورائك

ومتى تنشر اللواء ونلقاك وقد رفرف النصرفوق لوائك

ومتى تملأ البسيطة عدلا وتفك الإسلام من أعدائك

قم فأنت المنصور ينصرك الله ومن بعض ناصريك الملائك

قم ونوّر قلوبنا بتعاليمك واسق الأفكار من آرائك

ص: 234


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج9 ص203- 204.

یا أملاَ ..

الشيخ عبد الكريم آل زرع

بزغت فالشمس خجلي من محياكا

یا صاحب العصر بل جذلى بلقياكا

لا الشمس في أوجها تحكيك قد صغرت

ممابري نورها من نور مرآكا

لقد أنرت ذُكاءً فاستُضيء بها

أطعت رب السما روحا فأعطاكا

بكم أنارت وكل الكون في يدكم

عبد مطیع ورب الكون أولاكا

واستبشر الكون مسرورا بطلعتكم

وماست الأرض من أشذاء رياكا

للأرض فخر على كل الكواكب أن

داست على خدها المبسوط رجلاكا

وأزهرت أرض س امرا مفاخرة

كل المدائن إذ شعّت بمغناكا

واستبشرت شيعة عبت محبتكم

وحبكم ذاتنا نهواك نهواكا

لما بدا يا حمى الإسلام نوركم

صحنا نجلجل يا إسلام بشراكا

بشرى تزف إلى الزهراء فاطمة

وسادة الكون والأطهار آباکا

الأحمد المصطفى والمرتضى وهما

نفس من النور في جسمين جداكا

وللزكيين خير الخلق بعدهما

و منهدما لصروح الكفر أشراكا

ص: 235

وللثمانية الأنوار من بهم

نرجو الشفاعة في الأخرى أحباكا

هذا الفخار لعمري طاب من حسب

سام ومن نسب بالمجد أسماكا

ياخير آل وخير الخلق كلهم

إنسا وجنا وولدانا وأملاكا

قد كنتم للنهي والعلم مملكة

وللعلي والإبا والمجد ملاكا

لولاكم لم تزل في ذهننا سنة

بكم تحول جهل الناس إدراكا

بوركت يانور يا قلب الحياة ويا

سر الوجود فكنه الكون مغناكا

بزغت في زمن الفرعون معتمد

ذي الغانيات الذي ما انفك سفاكا

قد رام فتلك بذلاً كل طاقته

لكنما الله عن عينيه أخفاكا

وما رأينا جنينا مرعبا ملكا

غير الكليم النبي إلاك الاكا

راموا بأن يطفئوا نور الإله ول

كن رام ريك في إتمام أضواكا

هذي حكيمة لم تلمحك عن كثب

فكيف عين العدی جلت سجاياكا

وليلة النصف من شعبان عادتنا

عيد عظيم بها من طيب ذكراكا

طوبی لنرجس أن جاءت بمعجزة

وتلك والله بعض من مزاياكا

فلم تكن لسواها مثلها حدثت

أن أخفي الحمل عن هذا وعن ذاكا

ص: 236

طوبى فما بعدها أنثى أتت بفتي

في الصبر أوفي كمال النفس حاكاكا

وأحمد اختارها عرسا لوارثها

للعسكري وما أوصاه أوصاكا

من المسيح الذي يأتي و طلعتكم

عيسى بيمناك والخضر بيسراكا

وأنت بينهما كالشمس كالأسد ال

ضاري وومض سنا الماضي بيمناكا

وحولكم صفوة حفت بكم نُجُماً

زهرا غطارفة بيضا ونساكا

في كل كف لهم صمصامة خذم

يا فاتك الظلم لا تستبق فتاكا

ياسيدي وإله العرش يشهد أن

البين أدمى الحشا عجل بمسعاكا

من صادف الشوك كان الورد غايته

فكيف نبصر بعد الشوك أشواكا

متى نرى الأرض خضراء الربی بكم

وتملأ الرحب يامولاي أصداكا

فاسطع على الأفق أنوارا يكللها

تاج السلام وعين الله ترعاكا

واصرخ علی سدم الأكوان منتصراً

فصرخة الحق رهن في ثناياكا

فإننا لم نزل نرجو ونأمل ما

وعدنا أننا نحظى بمرآكا

لو أنناقد نسينا اليوم أنفسنا

لا غرو في ذاك لكن ليس ننساكا

قد غبت غيبتك الكبرى وهاهي ذي

تربو على ألف عام منذ منحاكا

ص: 237

وامتدت الألسن الحمقى وكان لها

ثأر ببدر أرادوا فيه إقصاكا

فقائل تلك دعوى مسن به خبل

وقائل إن في ذا الدين إشراكا

وقائل كيف يبقى إنه عجب

فقلت إن الذي أنشاك أبقاكا

ذرهم يخوضوا فقد تاهت بصائرهم

هيهات ما اتبع الناجون أفاكا

إن كان بالعقل فالجبار مقتدر

وليس ممتعا في الخلق إبقاكا

أو كان بالنقل عيسى الروح حجته

كذلك الخضر من سواه سواكا

والأرض لولاك ساخت انت آيتها

ولا استقامت حياة الدين لولاكا

يا سيدي أنت في العينين في الدم بل

في القلب والله يا مولاي سكناكا

مرادنا الحق لا نبغي به بدلاً

فكان لما أردناه أردناكا

رأيتك الحق لما أن عملت به

أو اقتنيت رأيت الحق إياكا

لورمت أرواحنا لبتك مسرعة

فإن أمرت بهاياسيدي هاكا

قل نصغ واطلب ننفذوادع نأت ومر

نلب واسرنسر طرا بمسراكا

عليك منا سلام الله يا أملاً

يوما ولدت وما تلقي ومحياكا

ص: 238

يا أجمل الشيء

**يا أجمل الشيء(1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

إلى الدخول معي في الشعر أدعوكا

يا أجملَ الشيء أخلاقاً بدت فيكا

ما فاض كونُ الهدى في كلِّ ملحمةٍ

إلا و أعذبُ ما فيهِ أعاليكا

وما تفتحتِ الأنوارُ عن قمر

إلا إذا الفتحُ آتٍ مِن أياديكا

شريتُ حبكَ يا مهديُّ فانفجرت

أحلى القصائد في أحلى معانيكا

16/ 8/ 1422 ه

ص: 239


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).

أحلى

**أحلی(1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

أحلى من الحب أن أدعى للقياكا *** وأن أضم إلى أحلى بقاياكا

وأن نعيش معا في كل ثانيةَ *** وأن يطابق في معناي معناكا

و أن أفوح هنا أو ها هناك صدىً *** كأول الغيث آت من حكاياكا

عالجت أرضي حين الأرض قد قرأت *** مسعاي بالقرب من أنوار مسعاكا

أزهار قلبي لم تفتح مطالعها *** إلا إذا صرخت في الفتح أهواكا

بحر من الشوق لم تخرج لألئُهُ *** إلا وعمق لها في الحب ناداكا

أنى رحلت فهذا الحب يجمعُنا *** ممشاي جاور في الترحال ممشاكا

أجدفت نحوك والمجداف فوق يدي *** عشقي و راية أحلامي و كفاكا

خذني إلى حضنك الريان مبتحراً *** حتى أفوز بشيء من هداياكا

قصائدي بدؤها دنيا واختُتمت *** أمواجها وهي في أحضان أخراكا

هيهات أبصر لو يوما تقاطعُني *** وكل ما في بالأزهار لاقاكا

دربي هو الحب في أقوى حرارتهِ *** عينايَ دربُهما في الحب عيناكا

11/ 8/ 1426 ه

ص: 240


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).

(يائي ) وَ ( کافك)

السيد محمد الخباز

دخول..

(مائي ) تَسَرَّبَ من شُقوقِ ( وعائِك )

لكن طينتي التي اختلطت به - يا للفظاعة - أذهبت بنقائك

ولادة..

(حائي) لخطبتها الحروفُ تَقَدَّمَت *** لكنها ترجو الزواجَ ب ( بائك )

وقريحتي حُبلَى ولم يدنُ لها *** بَشَرَّ ، بذاكَ الليلِ ، غيرَ دُعائك

طفولة ..

( أرضي ) تَتُوءُ بغربةٍ فكأنها *** طفلٌ يُحدقُ في رحيب فضائك

ويمدُّ راحتهُ ليُمسكَ غَيمةٌ *** بجناحها ، تنأى بول ( سمائك )

مراهقة ..

(كأسي) الذي ما ذاقَ خمراً سيدي *** سكرانُ مما قيلَ عن (صهبائك)

واه لها کفُّ الجلالةِ حينما *** عِنَبَ الإمامةِ عَتَّقَت بإنائك

رجولة ..

( جيشي ) يُقاتلُ في دِمايَ غرائزي *** وبه فؤادي مُمسِكٌ ب ( لوائك )

ما كُنتُ أحسبُ أنني سأزيلها *** لو كانَ سيفي غيرَ سيفِ ولائك

شيخوخة ..

عاري (المجاز) فله بردائك للجائعين ، فإنه بفنائك

مه

شعري ينام على الرصيف مشرداً *** عاری (المجاز) فلفه بردائک

فإذا صحا ، والبدر وزع قرصه *** للجائعین،فانه بفنائک

انطفاء ..

(صبحي) تمدد في سرير الليل مح *** تضراً ومنتظراً قدومَ ( ضيائك )

فبدونه لا الشمس تشرق داخلي *** وبأضلعي ليست تُقيمُ ملائك

ص: 241

برزخ..

قبري دفنتُ بوقصيدتي التي *** مرضت ولم تنرء بشرب دوائك

ف(نكير) يقرأ ما كتبتُ و(منكر) *** مترنح قد طار في أجوائك

بعث ..

( رئتي) التي ثقب الزمان غشاءها *** عادَت تنفسُ من عليل ( هوائك )

ما السرّس فيك لكي تكون بنافذا *** تي الصبح حتى في حلول مسائك ؟

جنة ونار ..

(ناري ) أنا ما الزيتُ زادَ لهيبها *** بل زاد منه الاشتياق ل ( مائك )

وأنا كإبراهيم حر جحيمها *** برد علي، وذاك من آلائك

خروج..

عمري لحد الآن بعض قصائدٍ *** قد عشتها أثني على آبائك

واليوم ها إني كبرت قصيدة *** قد شبت فيها رغم قصر ثنائك

ص: 242

ص: 243

ص: 244

قافیة:اللام

في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام

**في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام(1)

الملا حسن المقيلي رحمةالله

ظهر النور من سماء المعالي *** فلك البشر والهنايا موالي

ليلة النصف شهر شعبان ضاهت *** ليلة القدر دون كل الليالي

خصّها الله بالأئمة فضلاً *** وبهم صار ذكرها متعالي

حيث قال الإمام باقر علم الله *** كنز التقى وتاج المعالي

ليلة الى ربنا لا يرد *** سائلاً مدَّ كفّه بالسؤال

ليلة توّجت من الله بالمجد *** وبالفضل والهدى والكمال

ولد القائم المؤمل فيها *** حجة الله ذو العلا والجلال

نور الكون ذكره فأضاءت *** بمحياه حالكات الليالي

قم نهنّي النبي فيه ونهدي *** فيه أغلى أفراحنا للآل

ويهني لبعضنا البعض فيه *** قد سعدنا بفضله المتوالي

فصلاة من المهين تغشى *** حجة الله عد كل الرمال

ص: 245


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 118.

یا صاحب السيف ..

الخطيب أحمد آل خمیس

يا صاحب السيف يا بن العسكري الا *** فانهض فذا دينكم في الناس قد أفلا

الحق منعزل ما بين أظهرهم *** والجور تياره في العالمين علا

والدين عاد غريبا بينهم وكما *** في بدئه صار مفرودا ومنعزلا

قد صوروا الدين عرقال التقدم عن *** حرية يالسخف القول في الدخلا

تدخل الغرب يغزو الدين وانسلخوا *** عن بردة الدين ليت الغرب ما دخلا

وليتهم طبقوا الدين الحنيف بما *** توحيه أهدافه لكن ما عملا

هذا التاكر في الأرواح منتشر *** ضد الأخاء وذا القرآن قد عزلا

وهذه حرماتالله منهكة *** تبكي على أمة لم تحسن العملا

تاهت ولم تهتدِ نهجا على عطش *** وقد تراءى لها آل بوسط فلا

كما تراءى لها برق الخداع وقد *** ظنته نورا ولكن أخطأت أملا

یا ناشر العدل هذا الظلم قد ملئت *** به البسيطة فانهض مسرعاً عجلا

فقم لتشربند الحق في عجل *** یا صاحب الحق ما نبغي به بدلا

یا صاحب الأمر عجل كي تعيد لنا *** مجداً مجيداً عليه الدهر قد أكلا

وتبعث الأنفس الموتى من عدم *** وتملأ الأرض عدلاً كان منفصلا

ص: 246

المصلح المنتظر علیه السلام

**المصلح المنتظر علیه السلام(1)

الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي رحمة الله

حدثينا يا أمسيات الليالي *** حدثينا عن العهود الخوالي

حدثينا عن سالف راح يطوي *** صفحات التاريخ دون ملال

واقرئيها على الزمان سطوراً *** مشرقات في محكم الأقوال

إن تكن عندك الأحاديث فاروي *** من عظيم في حقه لا نغالي

وأعيدي على المسامع ذكرى *** وفي حديث يزهو بصافي المقال

ذكرينا بمولد الفجرينشق *** طريداً عن صبح یوم تالي

مولد النور والهداية والبشري *** وميلاد أمة ياليالي

مولد الحق لا يحيد عن ال *** إيغال فيما يدك صرح الضلال

مَولدُ الانتصار في عالم يز *** خرُ بالموبقات قيد انحلال

يتواری مدلهم الدياجي *** ويحث الخطى إلاضمحلال

ويجوب الظلام لا يتعدا *** ولا يبصر الهدى في المجال

سادر عن طلائع النور حیرا *** ن انطوى في جنة الانعزال

يتحامي توهج الثور في عي *** نيه كالهارب الشتيت البال

لج في غيهب بعيد عن الإد *** راك أعمى في زحمة الأهوال

ضاريا في مجاهل الفكر يرجو *** لو يرى في الحياة درب اتصال

متناهي الرجاء يرقب فيما *** لو یری (منقذا) على أي حال

ويكاد السؤال يوه فيه *** عزمة الانتظار فوق السؤال

أجهد النفس في التشوق للها *** دي وشيكا مستنفذ الآمال

يتمنى الخلاص من ظلمات ال *** جور والانغماس في الإذلال

ليس يدري بحاله أعلى الأخ *** طار يمشي مضعضع الأوصال ؟

أم إلى مبتغاه ي درج في الأو *** هام مستسلماً إلى بلبال

ص: 247


1- القطيف وأضواء على شعرها المعاصر، ص147- 150.

وهو في الحالتين يدركه الخوف *** ف من الانزلاق نحوالزوالِ

ذلك العالم الذي نحن فيه *** إذ يوافيه منقد الأجيالِ

فإذا حُلكةٌ الدياجير تنجا *** ب انهزاماً في مستطير انذهالِ

وتباشيرُ فجرِ يوم جديدٍ *** سرمدي الضياء والإهلال

طالع السعد للزمان عليه *** يتجلى في الحجة المفضال

حجة الله في البسيطة للناس *** معيد الرشاد للضلال

حكمة الله حجبته عن الأنظار *** حينا من الزمان الخالي

فتوارى في مستقر من الغيب *** بأمر من ربه ذي الجلال

حيث يأتي فيملأ الأرض عدلاً *** وسلاماً مبشراً بانتقال

من ظلام ومحنة وأثام *** وضياع وحيرة وانحلال

لضياء وألفة ونظام *** واجتماع على صفاء البال

فيؤوب السلام باليمن للأرض *** لتروي عنه الحديث الليالي

ص: 248

لجميع أبواب الفضائل

**لجميع أبواب الفضائل (1)

الأستاذ عبد الله علي الأقزم

صفحات مجدك لا تزال الأجملا *** وتظل فوق يديك فتحاً مذهلا

وتظل في عينيك خير مجرة *** وتظل فيك الكوكب المتمثلا

ويظل منک النور سطراً مورقاً *** وقراءة حملت بهديك مشعلا

عنوان جوهرك الأصيل تألق *** فرش العصور على العصور تهللا

قدمت نفسك عالماً متوهجاً *** قلب الحياة سياحة وتبتلا

ذُبنا بحبك في الحروف تلاوةً *** ذوبانا بهواك لن يتبدلا

في الصفحة الأولى وجودك ماطر *** أحيا السطور الميتات وأكملا

ما زال نورك خيرسطر قد بدا *** لجميع أبواب الفضائل مدخلا

بيديك تفتتح العلوم منابعاً *** وطريقها بلا علم أوصلا

في كل زاوية قرأتك وردة *** كتبت فق لحرفها أن يهطلا

المفردات على غرامك قد غدت *** العالم الحر الجميل الأمثلا

في الصفحة الوسطى غيابك لم يزل *** نورا وفي شتى الحضور تنقلا

هذي نقاطك في الوجود وضعتها *** فبثثتها فكراً عميقاً موغلا

فزرعت فينا الانتظار تفتحاً *** وتبصرا وتفكرا وتأملا

فأخذتنا نحو الصلاح ولم تزل *** برق السماء ورعدها والفيصلا

في الصفحة الأخرى كأول صفحة *** نوران فاضا في هداك تهللا

سبع السماوات الحسان فهارس *** ملئت فكان هداك فيها الأجملا

عدنا إلى صفحات مجدك فانجلى *** ألق الوصول إلى فرات محفلا

هذا هو المهدي نبع هداية *** يسقي الوجود تكرمة وتفضلا

غدت السطو على يديه جواهراً *** تترى وغيثاً دائماً مسترسلا

فتشابكت فوق الغلاف حروفه *** من نوره القدسي فجر؛ مقبلا

فبدا كأروع صفحة مرسومة *** لم تتخذ غير الروائع منزلا

ص: 249


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).

عشقت فصار هوى الإمام مياهها *** وجذورها بهوى الإمام تسلسلا

هو والحقائق توأم متألق *** جمعا وربي لم يشأ أن يُفصلا

هو ذلك العشق الذي لا يرتوي *** إلا بآل محمد أن يوصلا

هو ذلك النبع المسافر للهدی *** فغدا لإرواء الهداية منهلا

هو ذلك الكون الذي لم ينفرج *** إلا لينشا فارساً متفضلا

لم ينتخب غير الحقائق قلبه *** فغدا لشريان الحقائق مشعلا

ما كان ذكر الله إلا أرضه *** وزروعه وحصاده والمعملا

ماغاب عن أحياء سطر مبدع *** أخذت فتوحاتو المعاني معقلا

فاضت على نص الجمال شواطئ *** بإمامنا المهدي معنی مذهلا

قد سال حبري من جمال إمامنا *** مسك شغوفاً عاشقاً مبتلا

لا لم يغب أبداً وكنا ظلمةٌ *** لم تدرك الإصباح كيف تمثلا

إسلامنا العمق الجميل وقلبهُ *** من لون أنوار الإمام تشكلا

نقلت سماء فضيلة قدسية *** فغدت بحجتنا المحلق أثقلا

هذا هو المهدي في مرآتنا *** جعل السماء لباسه المتسریلا

عنوانه مضموئه وتراثه *** أثرى الفضائل بالخلود وأجزلا

من بين أعداد قرأنا رقمهُ *** مطراً وكان السيد المتفضلا

مهدينا رد الوجود لنوره *** فبدا الوجودُ مع الفضائل أجملا

الخميس 9/ 8/ 1425 ه

ص: 250

في حضرة الله

الشاعرة أمل الفرج

أرهف بسمعك فالآيات تبتهل *** في حضرة الله والأرواح تغتسلُ

واسجد فخلفك قداسُ عبادتهم *** عشق وقرآنهم وحي بو غزل

أرهف بسمع عرفانية نزلت *** من هؤة الغيبو من فردوسها تصلُ

وانصت لترتيلة رقت مدللةٌ *** بين السماوات بالتسبيح تنتقلُ

عزَّافها الروح والأملاك ترسلها *** للعالمين بأمر الله قد نزلوا

تحفهم صلوات الأنبياء وما *** هدي الطهارة إلا الدين والمللُ

فيا صلاة تغشت كل ناحيةٍ *** في الأرض نحوجلال الله ترتحلُ

إلى حكايات خم تستريح بها *** والذكرياتُ سمان طيها الأملُ

هناك حي الرمال الحمير مشرية *** من الوجوه التي شاطت بها المقلُ

ألقى الخريف عليها من خشونته *** ظلاً ، لتورق في أحضانها السبلُ

لطفا بها فلقد أعيا ملامحها *** تيةُ، لتشهد يوماً خطهُ الأزلُ

عادت من الصمت كيما تستعيد رؤى *** مسكوبةً وعلى أعطافها قُبَلُ

حامت عليها طيوف المكرمات وها *** عادت لتهلَ من بعض الذي نهلوا

من ( الغدير) وهل غيرُ الغدير لها *** حباً تساقيه تستوحيه ( تتثملُ)

يحنو عليها لتصحو في شواطئه *** وقد تماهي عليها القلبُ ينتلُ

هاقد أتوا وأتينا حلمنا معنا *** يسوقُنا وكأن العمرَ متصِلُ

أقدارنا جُبلت بالعشقِ كيف لها *** بأن تواريولا لا .. وهي تشتعلُ

كي تصهر الذنب تلقي من عصارته *** خلف الزمان وللإيمان تمتثلُ

أليك ياسيدي ياغرية سكنت *** في فطرتي واعتراها في الحشا خجلُ

من أين تعرفهُ ، من أينَ تدركهُ *** وهو الذي لا له ندٌ ولا مَتَلُ

ص: 251

ياساكن الغيب بعضُ الحب سافرَ بي *** إليكَ في موكب أحلامه شُعلُ

والبعضُ أسكرني حتى ذوى بدمي *** بمائو كل كاساتي ستحتفلُ

تمد كفاً مسافات تلونها *** لا الأرض تجتازها حتماً ولا زحلُ

والكون يركعُ من علياء قامته *** من لحظة قد نأى في حصرها الأجلُ

من لحظة رعشت كل القلوب لها *** وشب فيها هوي مجنون يكتحلُ

يحيا بها وطناً تندی مواسمهُ *** في كل فصل ربيع معشب خضِلُ

يا سيدي هاك كلي في سكينته ***وهاك مني حياة دأبها العمل

هاك احتضي فموتي في أعشقهُ *** أذوب ، أقرأ فيکَ الحمدَ ، أبتهلُ

جاوزت في مقام العشق فاحتضرت *** كل الحروف وتاهت باسمك الجمل

ص: 252

المخلصة

**المخلصة (1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

استمع أو دع الهوي لبديل *** إنما أنتهي لقول ثقيل

قصتي أيها الخلائق شيء *** لم تبنه براعة التخييل

هي رؤيا تُخال ساعة تتلى *** أو خيال ينأى عن التمثيل

حيث أن الجمال غاية معنا *** ه مرامي لها بعيد المثيل

قصة للحياه تشبهها الشمس *** ولكنها شموس العقول

أتلقى رواءها وحياها *** حين أروي الحياة بعد الرحيل

وكأني بعثت بعد مماتٍ *** أو أفاق الإحساس بعد خمول

هتف القلب حين فرق جفني *** ولقد أنطق الجوى بغليل

حين كنت أن لي قمرا غاب *** ومالي لوصله من سبيل

خطفتني نضارة لا أراها *** وهي تحكي إلي غير مقول

وسألت النجوم عنه فقالت : *** تستطيع اللقاء بعد الأصيل

قلتُ : يا زينة السماء صفيه *** كي أرى ما رجوت قبل حصولي

ولك العهد إن وصلت إليه *** ستثابين بالعطاء الجزيل

فأجابتني : كن سميع مقالي *** واشكر الله بعد حفظ الدليل

واعلمن إنما سألت عظيماً *** وتشوفت مشبه المجهول

ستال المرام لكن هذا *** بعد سعي نحو الطريق طويل

انح قصداً نحو اليمين وأكثر *** بل ولا تفترن من التهليل

سترى السالكين أصناف شتى *** من مريح وذي متاع ثقيل

فإذا ما سلكت فاهجر مريحاً *** وتقرب إلى كئيب عليل

قلت : يا نجم سوف أجزيك يوماً *** صنعك الحسن بالضعيف الذليل

ص: 253


1- سبيل اللقاء ، ص 23.18 .

فتوكلت في المسار على الله *** وأصحرت حافظاً لدليلي

وسلكت الطريق أحمل زاداً *** آملا وصل بدري المأمول

أقطع البيد آلفا دَلَسَ اللي *** لِ سعيداً وفي يدي قنديلي

وتفكرت في كلام نجومي *** وعن العهد قد خشيت عدولي

فوصاياه حيرتني ودارت *** سابحات بفكري المنقول

نقلته النجوم للخوف حتى *** سلك الشك في القفارسبيلي

فتجاهلت طارئ الدرب عزماً *** متناس لحالي المستحيل

وقضيت المسار في ألف عام *** بين إشراق طالع وأفول

كلماشعَّ في حياتي عقد *** كان إخباره بقرب الوصول

وعبرت القفار في نصب الفك *** روجسم بما عراه نحيل

مرة أنشد الضمير وأخرى *** أتحلى بصبري الموصول

بينما الحالك الذي سرت فيه *** يُرعب الفجر بالسواد المهول

وإذا فلقة من الشمس راحت *** تمنع الليل أن يرى بحبول

طالع يفجأ الظلام بمرا *** ه إذا ما السرى توالي بطول

ما أظن القلوب تفرغ منه *** إذ تراه العيون أي جليل

أو يجازيه كائن حين يلقا *** ه فيغشى طريقه بقفول

لو إزاء الجمال مرَّ سناه *** قيل : إن الجمال غير جميل

فتيقنتأن ذاك مرامي *** بدليل مبين معقول :

حيث أني ظللت أصطاد نطقي *** لأناديه باللسان الكليل

أنت يا ذالك البهاء مرادي *** فاملأ البيدنضرة بالنزول

واشف مستعجلاً وصولك لما *** طاف جُلَّ المسار دون خليل

أيها البدر أنت أكبرخلقٍ *** يأمل المجد قريه بالحلول

أيها السر أي عزيداني *** ك سيهوي كالمنحنيات الذلول

أيها النور كيف أفصح للده *** رشفائي بمنحك المبذول ؟

الحروف التي تهامس خرساً *** منك حيرى تساقطت لمقولي :

ص: 254

أيها الرافع السماء لنعلي *** لك فدتك السماء يابن البتول

جل معناك عن مناجاة مثلي *** وتعاليت عن مقال جهول

ما فتئنا إليك في كل حين *** نُرسل الاشتياق للتعجيل

غبت عنا وظل شخصك فينا *** غشي مزن مؤذن بالهطول

والتحيات بيننا كرسول *** ووجدناك مكرماً للرسول

صم سمع لم يلق منك جواباً *** كان أفشى السلام يوماً بقيل

إن أرضاً لا تنتشي بك بشراً *** قد أصيبت من الزمان بغول

يا حبيب القلوب عودت حسناً *** فهوتك القلوب رجوی قبول

وأتت صرحك المعظم أفوا *** جا فخذها أتتك طوع ذلول

كل قلب أُريضة ذات نبت *** هوشوق إليك غيرذویل

كل حب لفيرنورك يهدى *** هو حرمان تائه مرذول

وغِلَ الناس في الحطام وجُنُوا *** وبلقياك لم أجد كوغولي

هل لألاء يوم (نرجس) رفدّ *** يتلقى من الكريم النبيل

دائم الزخر لا يصاب بحجب *** حيث يرويه موقنا كل جيل

يتغنى به الزمان بصوت *** لفؤاد بعشقه مقتول

تتهاوى له الطيور ولاء *** فوق تل من زاهق وجديل

بك والدولة الكريمة وغد *** أعظم القسم في عطاء منيل

نعم الخير مربعاً في حماها *** ومشى العدل فاخراً بالأثول

أي عدل تحوّل الشرفيه *** أخيرَ الناس في فتى مشمول

وتتاءى إبليس ينفخ یأسا *** ببقايا مزماره المشلول

ومضى كي يقيم مأتم خسر *** ثم يرضي حياته ببديل

انقضت ساعة الظلام أخيراً *** فإذا الليل مزمهر الحلول

ووفينا بحجة الله فينا *** ما وعدنا بمحكم التنزيل

ص: 255

ورأينا تحجب الشمس عنه *** عينها بالرباب غير قليل

يوم صلى وراءه الخضر والسي ** د عيسى بصفّه المستطيل

خشّعا خلفه الملائك تبدو *** حضرت في أمينها جبريل

وبهم حج عام أكبر حجٍ *** دون معناه غاية التبجيل

معه من بني التراب حشود *** خلطتها ركبانها بالسهول

والتحقنا بحشرهم ومشينا *** ركعاً في الحجيج غيرذبول

صحبتنا الظباء وهي قعود *** فرحا في متون أسد فحول

هكذا عادت الحياة صفاء *** وغدت سنة بلا تبديل

وتجلي جلال ( آل محمد ) *** بعمود من السناء دليل

يملأ الخافقين وهومشع *** في إمام على مكان رجيل

ذي جمال بدا بحلة نور *** وسماح برأسه أكليل

ورث الصالحون والحمد لله *** الإنجاز وعده المأمول

تلك رؤيا رأيتها فأفيدوا *** أيها العالمون بالتأويل

ص: 256

ندية

الشاعر قيس المهنا

أبن لي عذرا بطول الغياب *** فمثلك يهدي الورى كالكتاب

أبن لي عذرا وقدس تضيع *** وشعب أبي قضى بالحراب

أبن لي عذرا تطيقاصطباراً *** وسيف العدو أتي في الرقاب

أبن لي عذرا وماذا أقول *** فنجواي تبقي بلحن العتاب

أبن لى حقاً فمثلي يتيه *** وأنت المعد لكشف الحجاب

* * * * *

مدارك العقل فوق الزيف والدجل و*** بلغة النفس فوق الخطأ والفشل

أتى الزمان على حر يناوشه *** أن لا يعيش بلاهم ولا علل

فخالط العيش أكدار تنغصة *** حتى استفاق على الإرغام والوجل

محارب الفكر والأرجاس تقلقه *** مضيع الحق رغم الود والنبل

فلا يبيت بلا قهر ولا كدر *** ولا يعيش بلاتية ولا ثمل

وذي الغيارى على الأشواك مضجعها *** تقاد جبراً لدرب الغدر والختل

حتى غدا الرشد والإحساس منجدلاً *** وذي النفوس بلا صبرولا أمل

فهل وهى العزم أم غابت ركائزه *** وهل غدا باننا كالرسم والطلل

* * * * *

يا أمة الحق والإخلاص منقذها *** متى استكان غيور الحق للدجل

متى يصان ولاء الآل من أمم *** سرت تنادي بحرب الحق في عجل

تشن بالأفك أقوالا وما برحت *** تلفق الكذبفي حل ومرتحل

لقد نفينا فما الإسلام مذهبنا *** وقد قصينا بكل الجد واله

يتلى السلام على الهندوس مكرمة *** كذا النصارى وباقي الناس والملل

أما الذين سروا بالمهدي وافتخروا *** فلم يعدوا كباقي القوم في المثل

بدعا من الفرس قد كانت دعايتهم *** فليس في الناس معصوم من الزلل

ص: 257

وليس في الناس من يبقى إلى أمد *** ولا تمد إليه آية الأجل

* * * * *

يا ابن النبيين في علم و حكم *** وابن الوصيين في قول و فی عمل

أملت ألوية في الأفق مشرعة *** وحولها الكل في أنس وفي جذل

أملت وجهك وضاء نحف به *** من غير حجب ولا الأستار في سدل

أملت صوتك ذا الهدار فی نفر *** بهم تدكّ عروش الغي والدجل

لولا بيانك ( للحلي ) تخبره *** هذي عصاك أتت من خير منتعل

لولا ظهورك بين الحين ترشدنا *** لحق أنك في نسي من الأول

إن كان ( حيدر ) في ندب وفي وله *** لم يلقَ سمعا فكل الويح للجمل

أو كنت تصفي لأنات بندبته *** فما قعودك هل بالكف من شلل

عذراً فأنت الذي أنبيه لو عتنا *** فقد ظلمنا وصار الأمر جلل

* * * * *

يا أيها العلم الوضاء في حقب *** ساد الظلام بها والكل في شغل

ابسط يديك فجند الله في وله *** وأملوك وكم كانوا بلا أمل

ومهدوا الدرب وضاء ومؤتلقا *** حتى إذا جئته باركت للعمل

عجل بريك لاتبطء على مهج *** ضاق الزمان بها والدهر ذو غيل

أنبيك قولي وبالأعذار أرفعه *** أرجو السماح إمام الحق خيرولي

15/ 8/ 1416 ه

ص: 258

رؤى للزمن التانه

الشاعر علي عيسى المهنا

تاه الزمان وفي رؤاك دليل *** مهما دجاللسالكين سبيل

في كل يوم من بيانك نفحة *** نبوية يحلو بها الترتيل

مضت السنين ولا تزال ندية *** في هديها الكلمات والمدلول

قدسية الأبعاد أني سافرت *** تحيا النفوس وتستنير عقول

تشتاقك الأماق وهي سخية *** في ندبة طالت عليك تسيل

تخضر من عبراتهن فدافد *** وترف بالزهر الندي سهول

وتعيشك الأفهام محض عبادة *** وحقيقة ماشابها التدجيل

وتراك فيما لا يراك مكابر *** أعمى البصيرة خاسئ وذليل

مهما تباعدت الدهور سنلتقي *** في القدس يحدوركبك التهليل

مهما تعاظمت الخطوب سنفتدي *** عزماً ومنه الراسيات تزول

فاليأس لن يلقى على جبهاتنا *** إلا اليقين يخطه ( جبریل)

ولنا من الصبر الجميل مدارس *** ( أيوب ) في حلقاتهن يجول

* * * * *

مهما تفلسفت العقول بنقصها *** منك امتداد في الحياة يطول

ستظل تقصر في مدارك فهمها *** وتعيش وهماً قد بناه جهول

ستظل تكرللشموس أشعة *** تهب الضياء فتستفيق حقول

ستظل تنكر للالة إرادة *** فيما يشاء يكون وهو جليل

ما الروح إلا أمر ربك بيننا *** والخلق في ملكوته معلول

والذكر يزخر بالشواهد معلنا *** عن عمر(نوح ) طال وهو رسول

قد كابد الآلام في تبليغه *** للحق وهو بربه مشغول

وعن المسيح وكيف كان بمولد *** لولا اللطيف الخانه التأويل

ولدته عذراء تقدس شأنها *** وهي العفاف مصونة وبتول

لا والد ينمي إليه وإنه *** روح الإله وشرعه الإنجيل

مامات إذ رفعته قدرة بارئ *** النجاته يحكي بذا التنزيل

ص: 259

فهو امتداد للحياة وإن غدت *** أخرى يطول بشرحها التفصيل

فَلِمَ العناد وألف تهمة حاقد *** يحلو بها التكفير والتضليل

* * * * *

( مهدي ) أي عقيدة مأمونة *** ما كان منك النهج والتأصيل

وبأي منعطف خطير للنهي *** إلا وأنت الرشد والمأمول

وبأي فلسفة تصوغ مداركاً *** للرأي إلا عندك التحليل

وبأي سر للشريعة أمره *** ما بان منك لكشفه تعليل

وبأي حقل للولاء غرسته ***إلا وطاب بحقلك المحصول

* * * * *

( مهدي ) ما زال التخبط بيننا *** ويشلّ من أفكارنا التهويل

في كل يوم مبدأ متهالك *** باسم القداسة سنّه المجهول

وبضيق مفهوم الظلامة نفتدي ***ألعوبة يعلو بها التطبيل

وعقيدة الأجيال وهي أمانة *** عن حفظها فيهم من المسؤل

وإذا تفشى الجهل ما بين الورى *** قل الصلاح وعريد الضليل

* * * * *

( مهدي ) ما زال ( الفرات ) بغصة *** وبوجنتيه م دامع وذبول

لا النخل يزهو شامخاً بعذوقه *** قد زانه سعف عليه ظليل

كلا ولا الرمان يأسرناظراً *** فيرفّ طرف للفرات كحيل

عصف الطغاة به فسرب حمائم *** قد ريع حتى بحّ منه هديل

يبست على أرض ( السواد ) جنائن *** من ( بابل) ازدهرت وعزّ مثيل

وحضارة من (سنحريب ) فنونها *** ما زال يزخر من رؤاها ( النيل)

باخت بطولات به أم أخمدت *** منه العزيمة غالها التكبيل

ويد الدخيل على منابع ( نفطه) *** يبتزه من ( حيدر) (حسقيل )

والعرب يا للعرب مهزلة غدت *** من عظمها كم يضحك المثكول

قمم ( الأوابك ) بالتخاذن تنتهي *** من بعد شجب كله تمثيل

فالنفدي سوف يضخّ من أوطاننا *** وعداً قطعنا إنه مفعول

نحن العروبة في الوفاء طبيعية *** لالن نحيد وليس عنه بديل

ص: 260

وسينعم الشعب الحنون بدفئه *** في أرض ( أوهايو) تقرّ عجول

وعلى الفرات وأهله ثلج الشتا *** يكسو العظام وعظمهم مشلول

* * * * *

( مهدي ) ما زالت منائر حيدر *** وبنيه صوت الحق وهو أصيل

سيرنّ في سمع الزمان فيرتوي *** من هديه بعد الرعيل رعيل

وسيشهد التاريخ من حوزاتنا *** مجداً تضمّخ بالدماء يقول

ما كان في ( العشرين) غضبة أمة *** أبت الحياة وعزها مقتول

هوذا الجهاد من العمامة أسّه *** وزناده من طوقها قنديل

أن لا تنام على ظلامة شعبها *** والشعب مكسور الجناح عليل

فالدين أكبر من عبادة فارغ *** لا يدري ماذا حوله مسدول

والدين ألف سياسة وسياسة *** لكن يؤطرها تقى وعدول

تسمو على حيل الطغاة وزيفهم *** فالصدق فيها ثابت وجميل

* * * * *

( مهدي ) ما زالت حياتك منبعاً *** لالن يجفّ بضفتيه نخيل

للظامئين إلى كرامة عيشهم *** قد سامها خسفاً هوی مخبول

والطالبين عدالة بحياتهم *** وبها استبدّ الجور والتضليل

والسالكين إلى الفضيلة والتقى *** دربا يلذّ بسالكيه رحيل

والهائمين وقد تجرد عشقهم *** في ( جذبة ) العرفان طاب وصول

سكري ترنحت العواطف وانتشت *** والرأي منهم ثاقب وصقيل

فلنا بطلعتك الشريفة موعد *** ينهي به التحريف والتعطيل

ستظل مشرقة الضياء على المدى *** وعلى المدى لا بستطيل أفول

8/ 8/ 1424 ه

ص: 261

إلى موسم الأحلام

**إلى موسم الأحلام(1)

الشيخ علي الفرجفي ذكرى فارس أحلام المؤمنين الإمام المنتظر

أفقت فالذكريات البيض تحتفلُ *** والكون في زجل الأملاك يغتسلُ

وجنة الخلد كادت من بشاشتها *** تتسلّ في غرف الدنيا فتبتهلُ

والشاربون ثمالات معتقةٌ *** دارت بهم صحوة من صحوها ثملوا

والسادرون وهم في مهمو ذهلوا *** تقودهم ( جذوةٌ ) بالوحي تشتعل

والقادحون زناد الموجعات مع ال *** خنساء طاب لهم في دارها الغزلُ

واللائمون غرامي في تلهّبهِ *** (بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا)

كان الزمان أحاديثا معطّفة *** وبعد يومك نحى (عطفها) (البدل)

أبا العدالة .. یا وحيا تمخض من *** بطن السماء ومنه تولد الرسل

ويا توهج آيات بها اكتحلت *** عين الهدى فتناسى حسنه الكحل

* * * * *

طارت لك المهج العطشى على ثقةِ *** بأن كأسك رواء به النهل

وأن روحك أزكى مايؤم له *** شعر فيسجد من تغريده زحل

وأن سيفك في يوم الوغى (رجز) *** وأن ذكرك في ليل الهوى (رمل)

لنا بشعبان عيد سائرون على *** حناحنه فالأسى من بعده جذل

أعابنا فيك أقوام عيونهم *** من الضلالة) لا ترنو فيرتحلوا

لكننالك جند كله رهب *** إلى العدى يتداعى حوله الوجل

عرق (الولاية) فينا ضارب فمن ال *** أسياف في كل موتور بنا رجل

والحب أن ترخص الأرواح ناعمة *** بالموت والميت في سوح الهوى البطل

مرنا ترى الأرض بالطاغين في شرق *** وكل من رحلوا من حقدهم قفلوا

ص: 262


1- ديوان ( أصداء النغم المسافر)، ص 23-19.

يا سيدي لك عذري هل نسيت بنا *** جرح العراق إذا استلقت بها العلل

أم أن فجرك بالإشراق منتظر *** أن ينهي الليل فصلا والوری مقل

لنابشعبان روح منك ثائرةٌ *** أذابها في حنايا دربها المحل

من بعد ما أطعمت تلك القلوب لظىّ *** وأحرقت فرشأ يمشي بها الزللُ

وألجمت كل نعاق بكل صدى *** من البسالة فيه يضرب المثل

ودونت في جباه الحقد ملحمة *** أن الضحية من سموا ومن قتلوا

وأن كل يتيم نبتةٌ غرست *** وسوف يثمر أغصانها الأمل

حتى إذا التوت الأيام في يدها *** وراح يلعب في أسيافها الفللُ

وبات ينفث فيها المنتهى عقداً *** وظل يعصف في أندائها الكلل

ألقت عصاها وعاثت في ركائبها *** غول الضياع وضلت حولها السبل

فما إخالك يا مولاي حين سرت *** نيوبهم في صدور الحق تكتحل

وما إخالك إذ سال النجيع على *** حبل المشانق بالآهات تحتمل

وما إخالك إذ ألقت حشاشتها *** أرض الفراتين مما كان تنعزل

* * * * *

لنا بشعبان آمال نطاردها *** وموسم بصبايا حلمنا خضلُ

نعد فيه رمال الشوق من ولهِ *** لعل طلعتك البيضاء تبتهل

يا يوم صرختك الكبرى هوت عرش *** وازّینت عرش ترقى بها الرسل

ضل السفينة من والى سواك وهل *** من بعد طوفان نوح يعصم الجبل

تصادم الكفر والإيمان فانفتحت *** (مدينة الله ) لاسور ولا دول

هناك نركب موج الدهر في دعة *** والطيبات عليناصيب هطل

ولذة الحق إذ يجلسی معانده *** كلذة العيش إذ يمحى به الأجل

دمشق 15/ 8/ 1413 ه

ص: 263

ميلاد الإمام الحجة

الشاعر محمد بن أحمد آل ناصر

عشقتك يا أخا القمرين طفلا *** فصل دنفا ولا تقتله مطلا

شربت هواك من زمن التصابي *** وسيف الشيب باق لن يسلا

وها أنا والبياض علا برأسي *** وغير من بهاء الوجه شكلا

أتنكر عاشقا قد شفّ سقما *** رمي بالجفن والألحاظ نبلا

حملت من الهوى عبئا ثقيلا *** فلم أقطع لصاغ الود حبلا

فللت الحب غطرسة وكبرا *** وقلبي في غرامك لن يفلا

حللت بقلي المضني مقاما *** وقد خاتلته فأصيد ختلا

تدني فالهوى ما زال غضا *** وأوقات الهنا لن تضمحلا

أدز كأساً به من فيك خمرا *** بنفسي واسقني عسلا ونهلا

ودعني أرتشف ثغراً وريقاً *** وسامرني حديثا لن يملا

فما أحلاك من ساق لطيف *** يفيض صبابة وييمس دلا

بوجه يفضح الأقمارنورا *** وخصر بالوشاح تنوء ثقلا

وجيد أجيد يفترحسنا *** أجادته مياه الحسن صقلا

لقد أكثرت هجرانا وصدا *** فأكثر لائمي عتبا وعدلا

فبرّد يامني روحي عليلي *** وروَّ لي فؤاداً ليس يسلا

خليلي من يرى ولعي وشوقي *** يقل قد همت بالأحداق نجلا

وماحبي لحزوى أو لنجد *** غرامي أو لسكان المصلى

ولكن للبقية من قريش *** وعنوان الوفا حلا ورحلا

وأغزرهم ندا وأرق طبعا *** وأصدق منطقا وأجل فعلا

سمي المصطفى بدر المعالي *** ومن للسدرة العليا تدلی

ربیب الوحي عنوان السجايا *** وأحسن من مشى في الأرض نسلا

إمام صاغه الجبار لطفا *** فضاء به الوجود وقد تحلى

وصفاه من الأدناس طرا *** فطاب أرومة وزكي محلا

تورث علم آباء هداة *** سموا حسبا وحازوا الفخر كلا

وحاز صفاتهم كرما وفضلا *** ولم يخفر إلى العافين إلا

ص: 264

مناقبه النجوم سمت علوا *** بسفر الكون عمر الدهر تتلى

بكل فضيلة فاق البرايا *** ولم نرفي الورى لعلاه مثلا

تمنى البدر وهو يلوح زهوا *** بأن لوكان للمهدي نعلا

له البيت المنيف علا وعزا *** وصدر الصدر والقدح المعلا

ونال عوارفا للحشر تبقى *** وخيرا والوری نال الأقلا

إليه الوفد يأتي كل حين *** فيوسعهم لها جماونفلا

وكفاه البحار تفيض جودا *** أو الغيث الركام يسح وبلا

فأين يقاس حاتم في نداه *** ولم ير مثله سيبا وبذلا

لقد حجت له الآمال تسعى *** وإن الحمد نحوعلاه صلى

بمشعره الملائك خاضعات *** تعالى من يراه علا وجلي

تلوح بوجهه قسمات وجد *** بنور حيينه المزن استهلی

يسر الحمد مسراه اشتياقا *** وفي أي النواحي حل حلا

فيا ابن السابقين علا وفخراً *** ويا بن الغر أحسابا وأصلا

ويا أبن الراكبين ذرى المعالي *** ويا ابن الأوفياشبلا وكهلا

إلامَ الانتظار وما التواني *** وأنت ترى الهدیپستام ذلا

تهدم ركنه السامي علوا *** وأصبح عضوه عضوا أشلا

مرابعه تداعت في شتات *** فقم وانظم له جمعا وشملا

فعجل بالظهور وداو جفنا *** قريحا لم يذق ما عاش كحلا

فشرعة جدك المختار غارت *** وغاب معينها وازداد محلا

وهذي الأرض قد ملئت فسادا *** فحتام نرى قسطا وعدلا

وختام نرى الأكوان ومضا *** ونورك مشرق فيها تجلى

أترضى أن يضام الحق جورا ؟ *** وأنت أعزمن في الكون نبلا

وأحكام الإله يعاث فيها *** ولم تعشق لها سقيا ونصلا

فما للدين غيرك من محام *** فقم وانشرله فرضا ونفلا

بك الدين الحنيف يصيح شوقاً *** بغيرقناك لا لن يستظلا

فقم وارفع لواه بكل فضل *** فغيرك لم يكن للدين أهلا

وغصن الرشد أنت رواه عذبا *** وماء المزن يسقى الأرض محلا

ص: 265

على أمل الانتظار

الملا يوسف البراك

صلى لوعدك مولاي العلا وتلا *** ودولة الحق قرآن بهانزلا

وأنت يا أملي المخبوء مستتر *** كلا فلم تستترما زلت مشتعلا

أنت المؤيد بالقرآن من أزل *** والكل مرتشف من نهر العسلا

بحت حناجرنا يا سيدي رغباً *** عجل فدتك نفوس ترقب الأملا

متى ونحن اليتامى لا ملاذ لنا*** إلا رؤاك فأقبل واحكم الدولا

وعدتنا أن تنير الأفق طلعتكم *** وأنت أصدق قولاً لانرى حولا

شبابنا كسفين لا شراع له *** ونخلنا الغض يشكو الجذب متصلا

هنا يتاماك يا مولاي قل لهم *** صبراً على البعد أين الوحي ما نزلا

هنا العراق أيا مولاي صادية *** تشكو بواطنها الآلام والعللا

أرض القداسة فيها كل معجزة *** آوت بأكنافها يا سيدي الرسلا

أطفالها لا ترى إلا الرجال هم *** أكبرت فيهم رضيعاً قط ما بخلا

لبنان فيها لنا الآمال نعقدها *** في سيد قاد شعباً يضرب المثلا

النصر نصر الله جاء به *** لن نرتضي أبداً عن خطه حولا

أنفاسنا معكم تواقة لكم *** وملؤها الشوق في لبنان أن تصلا

یا صاحب العصر یا غوث الأنام أجب *** عبيدك المبتلي يدعوك مبتهلا

وهاكم إخوة الإيمان مطلعها *** قصيدة حرفها لا زال مشتعلا

بهاهوى الإمام الحق سيدنا *** فلست ممن لأركان الحياة قلا

صلى لوعدك مولاي العلا وتلا *** ودولة الحق قرآن بهانزلا

14/ 8/ 1424 ه

ص: 266

وحي الانتظار

**وحي الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

صدق المحبة للحبيب وصالُهُ *** والصدق أصدق أن تُرى أحوالُهُ

فإذا قسا الحلّي في استنهاضه *** فتدلل والناظرون عياله

هي شطحة في الود لا تنتاب من *** ألهاه عن سفر العدالة ماله

قد يشغل الخد ابن عشاق المَها *** ويحيله عن النوافش خاله

ولقد شغلت بأن تكون جميلة *** ويظلّ يغمرنا الوجود جماله

أستوحي بابن العسكري إرادة *** ماكل منتكس تشتّت باله

وأقول للاهين مالفة الأسى *** بمصيبةٍ ومصيبةٌ أغلاله

فإلى متى هذا التباكي ضحكة *** حتى البكا شففاً تغير حاله

ص: 267


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص303 .

الأمل

الأستاذ أديب أبو المكارم

شُرَح الصدرُ وغنى الأملُ *** وبثوب العز أضحى يرفلُ

يوم ذكرى مولد النور الذي *** لا يدانيه جمالاً زحل

من يبيد الجور والظلم الذي *** غمر الدنيا . إذا ما يقبل

سيد لومركوناً مظلماً *** لغدا النورُ به ينسدل

لومشى البرَ غدا معشوشباً *** وعلى جنبيه شُقَ الجدول

* * * * *

وترى العدل به متسقاً *** وندى الحبِّ علينا يهطل

أمةٌ نحيابه لا أممٌ *** تحتوينا دولةً لا دول

سيدٌ في قلبه حبِّ إلى *** كلِّ هذا الخلق فهو المنهل

سيدٌ لو جاءنا تلقي له *** يرقصُ الزهرُ ويشدو البلبل

حجةُ اللهِ أبو القاسمِ من *** يرتجيه الخلقُ فهو الأمل

12/ 8/ 1422 ه

ص: 268

قافية :المیم

اشارة

ص: 269

ص: 270

هذا إمام العصر ..

**هذا إمام العصر ..(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

هذا إمام العصر قائم *** يحيي بطلعته العوالم

فمتى يثير عجاجة *** من تحتها أسد ضراغم

ياسيدي ضاق الخناق*** بدينكم من كل غاشم

فانهض فدتك النفس يا *** سر الوجود وخيرخاتم

للأوصيا من آل طه الط *** هر أرباب المكارم

مهمانسيت فلا تكن *** ناسٍ مصاب الطهر فاطم

تسی سقوط جنينها *** أم لطمها من كف ظالم

تنسى هجوم ذوي الضلال *** على عقيلات الهواشم

ففررن لا ركناً له *** تأوي وليس هناك عاصم

أم تنسى نهب تراثكم *** أم هضمكم من كل غاشم

أم ظلم حيدرة الذي *** من بأسه تخشى العوالم

وبني أمية يعلنون *** بسبه يا للعظائم

ص: 271


1- مخطوط فيه بعض أشعاره رحمة الله ، و ( ذكرى أبي ) ج2 ص 201 . حيث جاءت الأبيات 1-7 في مخطوط كما هو أعلاه ، أما في ( ذكرى أبي ) فقد وردت الأبيات 5.1 ، ثم جاء البيت السادس هكذا : مهمانسيت فلا تكن * ناس مصاب سليل فاطم وبعده جاء -البيت الثامن حتى الأخير.

طال انتظارك

**طال انتظارك(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

أيا خلف الأبرار يا ابن الأكارم *** ألا انهض لأخذ الثار من كل ظالم

إلامَ وقد طال انتظارك بالعدى *** وقد غرذا الإمهال أهل الجرائم

فذا حقكم قد راح نهبً ودينكم *** غدا لعبة والجور سامي الدعائم

وقد ملئت ذي الأرض جوراً وباطلاً *** وظلماً وزوراً من كفور وآثم

فقم وعلى اسم الله شمر إلى الوغى *** بأسمر عسال وأبيض صارم

وقدها خيولاً عابسات ضوابحاً *** عليها كماة كالأسود الضراغم

فتسقي العدا كأس الردى وهي مرة *** وتشفي الصدي يا ابن الهدى والمكارم

وأني وهل يشفي الصدی ورضيعه *** بسهم الردى ظلماً قضى يا ابن فاطم

وأني وهل يشفي الصدى ونساؤكم *** لقد هتكت ما بين طاغ وغاشم

فأضحت ولا خدر يقيها عن العدى *** ولا مانع عنها یذب بصارم

وراحت أساری بین ساب وسالب *** وشانٍ وشمات وآخرشاتم

تنادي بأخوان كرام أعزة *** على الترب صرعى كالأضاحي الجواثم

أيا أخوتي إنَّ المنازل أحرقت *** ولم يبق من خدر من النار سالم

أيا أخوتي إنَّ الكرائم سلبت *** ولم يبقَ من ستر لتلك الكرائم

غدت فرجة للناظرين من الملا *** كأن لم تكن من نسل طه وفاطم

أيا أخوتي صرنا عقيب مغيبكم *** نسام الأذى من كل باغ وظالم

فها نحن في ذل السباء خواضع *** لكل كفور من أمية آثم

ص: 272


1- ديوان ( وحي الشعور)، ص 148-149.

بدا نور النبوة

**بدا نور النبوة(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

بدا نور النبوة والإمامة *** ونبراس الفتوة والزعامه

هو ابن العسكري هو المرجي *** لأخذ الثار من أهل الظلامه

بدا في النصف من شعبان أزكى *** وليد جاء من أهل الكرامه

فبورك من وليد كان نور *** النبوة ساطعاً يبدوأمامه

فتى حاز العلوم بأسرها والش *** جاعة والبراعةوالشهامة

شريعة جده بعداندراس *** سيجعلها مشيدة الدعامه

هو المعصوم عن خطأ كطه *** محمد المظلل بالغمامه

هو الشهم المبيد لكل طاغٍ *** يحكم في مقاتله حسامه

له تلقی مقاليد القضايا *** له تعطي مفاتيح الكرامه

فيحكم بالعدالة والتساوي *** ويعطي كل ذي حق مقامه

فيمحو الظلم والجور المغطي *** على الدنيا بعدل قد أقامه

هلموا جددوا ذكراه ذكرى ال *** ولادة سائلين له السلامه

أقيموا حفلة الميلاد وادعوا *** وقولوا عجل الباري قيامه

وأهدوا المصطفى والآل أسنى *** التهاني والتحيات المدامه

لعل الله يمنحنا أمانا *** بهم من كل هول في القيامة

ص: 273


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج12 ص206.

جرد السيف ..

**جرد السيف ..(1)

ملا محمد آل انتيف رحمة الله

جرّد السيف يا ابن طه المكرم *** ليس يشفي الفؤاد غيرك فاعلم

فعلت فيكم السقيفة فعلاً *** جليب الخافقين بالهم والغ

أخّروا حيدراً وقادوه قسراً *** لدعي في الدين ظلماً تحكّم

وهولولاه ماتشيّد دين *** الله ، والشرك دينه ما تهدّم

یا حمى الدين إنَّ بيت علاكم *** بشواظ اللئام قد راح يضرم

والتي أحمد بها القوم أوصي *** بعده جهرة على الخد تلطم

ياله فادح عظيم شديد *** قد شجي وقعه الحطيم وزمزم

أسقطوا بضعة الرسول عناداً *** لهف نفسي وضلعها قد تهشم

صيّروها ثكلاً تنوح إلى أن *** لقيت ربها وفي قلبها الهم

فبعين الإله تدفن سراً *** وإلى الآن قبرها ليس يعلم

وبقي بعدها الإمام إلى أن *** غاله في الصلاة نغل ابن ملجم

وابنها قطّعوا حشاه بسم *** يا بنفسي على الذي مات بالسم

وحسين من بعده قد دعته *** آل حرب بالغدر أنت المقدم

فأتی یقطع القفار إلی أن *** في عراص الطفوف بالأهل خيم

منعته عن الفرات عناداً *** وهو مهر لأمه كيف يُحرم ؟

ليت عين البتول ترنوه فرداً *** بين رجس وكافر ومزنم

ما سطا في الأسود إلا وراحت *** عبَّساًوهو ضاحك يتبسم

لحظه يخطف النفوس فأضحى *** سيفه من لحاظه يتعلم

زلزل الطف بالطراد واردی*** كل ليست لعنده قد تقدم

ص: 274


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر ابن الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الملا عبدالله الصايغ .

صير الطف أبحراً من دماهم *** تسبح الصافنات فيها كما اليم

ودعاهالإله فانهار ظامٍ *** ليت ماء الفرات ذيف بعلقم

ونساه من بعده روعوها *** إذ عليهاتسابقوا في المخيم

هتكوا سترها عقيب حماها *** ولها كانت الملائك خدم

قنعتها العداة بالسوط جهراً *** بعد من صانها برمح ومخذم

حملوها على الهوازل أسرى *** إن دعت أهلها تُسبّ وتُشتم

فطر الحزن قلبها فأسالت *** فوق صحن الخدود أدمعها دم

وتنادي بحامل الرأس هلاً *** باليتامى وحالها تترحم

فترفق بنسوة فاقدات *** لأخ هذه وتلك إلى عم

يا هداة الورى عليكم سلام *** من حقير لرزئكم قد تألم

إن نصبنا عزاءكم كل آن *** بافتجاع فاسمه كان مأتم

فخذوا من محمد ابن نتيف *** نظمه فالجشا إليكم تكلم

واشفعوا لي ووالدي وأهلي *** وانقذونا من حرنار جهنم

أنتم الغوث والنجاة إلينا *** وعليكم صلى الإله وسلم

ص: 275

مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج)

**مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج)(1)

الملا حسن آل جامع رحمة الله

صلاة الله تهدي كل وقتٍ *** على المهدي واصله دواما

ولى الله والخلف المرجی *** فلولاه لما الكون استقاما

هو ابن العسكري شبيه طه *** ومن للآل كان لهم ختاما

ونور الله في شرق وغرب *** فمن والاه لا يلقى أثاما

أعد تذكار مولده وأظهر *** شعار الحب صدقاً واعتصاما

بيوم النصف من شعبان فاخضع *** لخير الخلق طوعاً واحتراما

فسامراء بالأنوار شعت *** بمولد سيد يجلو الظلاما

وأظهرت السرور لمن أتاها *** وطابت بقعة عظمت مقاما

وبالغفران والرحمات حفّت *** ونالت رفعةً ثم احتراما

وقد حفت بها الأملاك تُبدي *** تضرعها لربّ قد تسامی

بها قد غاب مولانا ونلنا *** من الأعداء ذلاً واهتضاما

فعجّل نصر مولانا لكيما *** يمكن من أعاديه الحساما

ليأخذ ثار ساداتِ کرامٍ *** قضوا ظلماً ولم يرعوا ذماما

ويُنشر في البسيطة منه عدل *** فإن الجور فيناقد أقاما

خروج القائم المهدي حق *** ولو يوم من الدنيا لقاما

فمعتقدي بهذا لا انثناء *** ومن لم يرض ساء بها مُقاما

جهنم يصطلي وحميم يُسقى *** ويبقى خالداً فيها دواما

فللمهدي مولانا علينا *** بأن ننضي لنصرته الحساما

صلاة الله تفشي الطهرطه *** وتفشي الآل والصحب الكراما

ص: 276


1- دیوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع ، ص 79.

استنهاض الإمام الحجة (عجل الله و تعالی فرجه)

**استنهاض الإمام الحجة (عجل الله و تعالی فرجه)(1)

الشيخ علي المرهون

أنت للثار من إليه يقوم *** إن تغاضيت فالهوان يدوم

أو ما قد أتاك أن عداكم *** في بحور الدماء منكم تعوم

أتناسيت أم نسيت مصاباً *** أنت فيه الموتور والمكلوم

كلل آبائك الكرام تفانوا *** من عداكم وإرثكم مقسوم

أصبح الدين لا حماة إليه *** أفلا تنهضن فأنت الزعيم

فهو شبه الكرى تلاعب فيه *** كل وغد وجهله معلوم

هدم الدين باسمه آل حرب *** أسفاً دين أحمد مهدوم

لم أخل تمهل العداة إلى أن *** يملأ الأرض جورها المفعوم

نفد الصبر فالقلوب حرار *** وعرانا بالانتظار وجوم

أي يوم نرى السعادة فينا *** فيغاث الغرقى ويشفي السقيم

فمتى تنهضن فداؤك نفسي *** كل قلب لما جرى مألوم

جدك المصطفى قضى بسموم *** أمك الطهرخدها ملطوم

وأبوك الوصي أضحى قتيلاً *** وفؤاد ابنه عرته سموم

وبأرض الطفوف أمسى حسين *** عافراً والفؤاد منه كلوم

حوله صحبه وأبناؤه الغر *** ضحايا وصبية وفطيم

وعلى النيب نسوة حاسرات *** وعليل مما عراه سقيم

ص: 277


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 78.

استنهاض الحجة رحمة الله

**استنهاض الحجة رحمة الله(1)

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يرنو إليك الدين والإسلام *** يا ابن البتول وهذه الأعلام

فاشهر حسامك ماضية متألقاً *** كالبرق في أفق السماء یُشام

واشرق على الدنيا بنورك ساطعاً *** فبمثل نورك يكشف الإظلام

أنتم عماد النشأتين سناهما *** أبداً وأنت المنقذ المقدام

فعلى ندائك قد يهب معذب *** وبمثل هديك تهتدي الأقوام

وعلى سنائك تستبين حقائق *** وتنور الأذهان والأفهام

وبمثل صوتك يستفيق مسهَّد *** أودت به الآمال والأحلام

ويمثل مجدك لا يهان أخوتقي *** في الأرض أو تتبو به الأيام

وبمثل نورك تملأ الدنيا سنّي *** وبمثل سيفك ينصر الإسلام

فاطلع على الدنيا بهدي ( محمد ) *** يزهو الحجاز بنوره والشام

والأكرمون الصحب حولك طُوَّف *** وعلى المذاكي (جابر) و (هشام)

قم واحي شرعته وجدد عهده *** فلأنت شمس للهدى وعصام

واكشف عن الدنيا غياهب ظلمة *** طمست بها الأقمار وهي تمام

فالجور عم على الخلائق والدنی *** تشريعها الإذلال والإرغام

والحق لم يخفق له بندوقد *** هوت الشموس وخيّم الإظلام

والحق لم يَشهد له سيف ولم *** تُنشر له بين الورى أعلام

وإلى متى والدهريروي للورى *** أنباء ترعف عندها الأقلام

ويظل طي الغيب ثار صارخ *** فمتى يجرد للعداة حسام

أوَ ما علمت بكربلاء وخطبها *** فلكم دم فيها أريق حرام

هذي قبوركم تنور كالضحى *** ولكم بها كالنيرات رمام

ولقد تضوع بالعبير ترابها *** كالروض حين تفتح الأكمام

وعلى جبين الدهرقان من دما *** شهدائكم لم تمحه الأيام

ص: 278


1-

فإلى متى التاريخ يروي هولها *** ولكم ترن بلابل وحمام

فالمصطفى خير الورى أودى به *** سُمَّ ولفَّت للهدى أعلام

ولفاطم سقط الجنين ببابها *** عصراً ورضت أضلع وعظام

هتفت بفضة والجنين معفر *** بالباب ملقى والدموع سجام

واغتيل جدك حيدر في فرضه *** لم يُرعَ فيه الشهر وهو صيام

وإلى الزكي مشت غوائل ناكث *** حتى طفت مما هناك جسام

طهر الدماء أريق من جرائها *** وهوى الصلاح وقامت الآثام

ونزي على عرش الخلافة خائن *** ذلت به الأقرام والأحكام

وطفت على الإسلام منه سحائب *** سوداء عم بها الزمان ظلام

ولَكَم بأرض الطف من زاكي دم *** لكمُ أريق وكم أضيع ذمام

قتلت حسيناً عصبة أموية *** وسرت بأهلك كالإماء تسام

يا يومه والطفل فوق ذراعه *** الظمآن لم يبرد إليه أوام

أرداه سهم للوريدمصوب *** لم يرعه قوم هناك لئام

فانهض سليل المجد فينا ثائراً *** فقد استباح حماكم الظلام

أوبعد يوم الطف يوم نیر *** أو هل يطاق تصبر ومقام

ولدى الطعام عقائل من هاشم *** في الأسرتعول حولها الأيتام

وعلى سرير الملك أرعن معلناً *** بالفسق تصدح حوله الأنغام

وعلى الرمال مضرج بدمائه *** سبط يواريه ثري ورغام

جالت عليه الخيل وهو مغفر *** الله كيف تعفرالضرغام

يا سيف جبار السماء ألا انطلق *** من غمدك القدسي حان قيام

ناجاك دعبل بالقريض مرجياً *** نصراً ومنك الوحي والإلهام

وأتيت بابك طالباً منك العلا *** فبراحتيك الفضل والإنعام

ص: 279

في انتظار الفرج

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

تدفق زلالاً لصابر ظمي *** ولح كالهلال مع الأنجم

تمادى الظلام وضلَّ الزمان *** وألقي الزمام إلى المجرم

فيا منقذا شع في الكائنات *** لدى مولد بالهدى مفعم

لقد غمر الكون منك الضياء *** ءعلى طلعة الفاتح الأعظم

إليك اشرأبت جموع الهدى *** إلى قبس منك أو معلم

فألق الشعاع إلى حائرين *** ونور إلى عالم مظلم

فهذا ( الكتاب ) وما خطه *** من الوحي ( جدك ) بالمرقم

إليه تطاول عات دعا *** إلى م نهج أشأم الأم

وما أنت إلا نداء السماء *** وسيف إلى الحق لم يثلم

تغيبت عن قدر محكم *** إلى أجل بعدُ لم يُعلم

وليس سوى الله رب الجلال *** عليماً بأمر القضا المبرم

* * * * *

تحذرت من جوهر مفرد *** إلى نسب أطهر أكرم

سيُلقى إليك زمام العباد *** على صرخة البائس المعدم

أنر للبرية نهج الطريق *** فإن الحقيقة في مأتم

فذي الجاهلية في غيها *** تعود بطغيانها والدم

لقد ضج من عبث مؤمن *** ومن يقل الحق لم يُرحم

ومن يرجم الدين فهو الشجاع *** ومن يأت بالتكر لم يُرجم

* * * * *

فيا نفحة من سماء الخلود *** رعاك الإله ألا فاقدم

طريق الوری موحش مظلم *** فقم لب صيحة مسترحم

متى مكة الوحي تبدي سناك *** بجيش يُغير ولم يُهزم

فيضحك ثغر الزمان العبوس *** على دفة البند والمخذم

ص: 280

وتكتحل أعيننا الشاخص *** ات بطلعة مهدينا المنعم

* * * * *

أيا جيل يا طالعاً كالنجوم *** ويا نفحة الزهر البرعم

ويامصغياً لوحي السماء *** بترتیل قرآننا القيّم

وياسالكاً في دروب الحياة *** على الشوك في وخزه المؤلم

تدبّ العقارب من حوله *** وفي جنبه عضة الأرقم

ودرب الحقيقة قد سدّه *** من الكفرليل لمستفهم

ولم يبق إلا شعاع ضئيل *** من الحق يبدو لمستلهم

يروح ويندو به مؤمن *** على الخوف كالشبح المبهم

إليك الطريق فشمس الرسول *** تنير الزمان ولم تظلم

إليك الطريق طريق الهدی *** وفي الموبقات فلاترتم

يزول الزمان ويفنى الظلام *** ووحي الرسالة لم يهرم

فمُدَّ إلى الحق كهف الولاء *** وشُدِّ على الزند والمعصم

خذ الكأس مترعة بالرحيق *** عليها الطهارة من زمزم

وخل الألى يحسبون السراب *** مُزیلاً إلى ظمأِ مضرم

عليك بدين بنته السماء *** على الأرض في نسَق محكم

فشق على نهجه سائرة *** دروب الحياة إلى الأنجم

ص: 281

في ميلاد الحجة علیه السلام

**في ميلاد الحجة علیه السلام(1)

الخطيب صادق المرهون رحمة الله

أنر البسيطة يا بقية هاشم *** واسطع لتجلو للظلام القاتم

عجل لتملأ أرضها من عدلكم *** من بعد ما ملئت بجور دائم

ذكراك في الميلاد أظهرشاهد *** في صدق ودّك لست فيه بآثم

في كل عام نصف شعبان نرى *** أثر احتفالك صارخاً في العالم

ما الذكر في الأجيال يبقى خالداً *** ألا لمثلك من رجال أعاظم

لاغرولو قلنا بأنك جوهر *** لولاه كان الدين رؤية حالم

ما الانتظار ونحن نرقب طلعة *** لك بيننا تجلو الظلام القاتم

نرجو بطلعتك الرشيدة ثائراً *** تقضي على الكفر البغيض الغاشم

فالامَ والإنكار شاع بأمة *** قد أعملت في الدين معول هادم

وقد استخفوا بالصلاة وضيعّوا *** أمر الزكاة وأحسنوا للظالم

لا يحترم منهم صبي شيخه *** وكبيرهم بالطبع ليس براحم

ما بين ذي القربى التشاجر دائم *** تمضي السنين وكلهم بتخاصم

لم يرتضوا نصح اًوإرشاداً فكم *** نهبت حقوق بانتهاك محارم

ردوا لقول الله واذكروا له *** فإليه مرجعكم ولا من راحم

ص: 282


1- شعراء القطيف من المعاصرين ، ص 127-128 .

أردت مدحك

**أردت مدحك(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

أردتُ مدحكَ لكن قال لي قلمي *** هل تستطيع فحارت في فمي كلمي

وأستعيدُ نشاطي ثم يمنعني *** عن وصف ذاتك يا مولاي عي فمي

أدنو إليك فأنأی هيبة فمتى؟ *** أعتاب دارك تخطو فوقها قدمي؟

وقفتُ أسأل أيامي التي سلفت *** منذ الصبا الحلو حتى ساعة الهرم

هذا طريقي الذي ما زلت أسلكهُ *** بذلت من أجله روحي وحُرَ دمي

مولاي هبني عطاءً أستطيعُ بهِ *** أن أدرك الركب بعد العجز في هممي

أنى لشعري وإن جلّت قصائدهُ *** إن لم يكن منك يسقى هاطل الديم

يفي ببعض ِعطاياك التي غمرتُ *** كل الخليقة من عرب إلى عجم

أردتُ مدحكَ فاسمح لي فمثلك من *** يجود عطفاً على الوفاد والخدم

مولاي كل مديح فيك أنشدهُ *** فمن ندی جودك المملوء بالنعم

يا أمن كل مخوف راعه زمن *** يا ريَّ كل فؤاد في الحياة ظمي

أراك في عالم الدنيا إلي حمی *** من الهوان وفي الأخرى إلي حمي

قد فاز من فيك لم تضعف بصيرته *** وخاب من عنك يا ابن العسكري عمي

يا ليلة النصف من شعبان فقت علاً *** كل الليالي بمولود أعزكمي

بمولدٍ قد تجلت في مواهبه *** مواهبُ الله في الطف و في کرم

منزهٌ منذ شاء الله نشأتهُ *** عن المعايب في صُلب وفي رحم

يا ليلة النصف من شعبان عدت لنا *** بوافر من مزيد الخير والنعم

فاستيقظ الفك من نوم يغط به *** بصحوة مذ وعاها الفكر لم ينم

ياليلة النصف من شعبان هل وعت ال *** أسماع ما فيك من كم ومن حكم

أم لا تزال إلى الأهواء مصغيةٌ *** كأنها عن سماع الحق في صمم ؟

فيا نفوساً تناست كل مكرمةٍ *** وأعرضت سفها منها عن القيم

وفرِّق الخلفُ فيها كل آصرة *** فيالجرح عميق غير ملتئم

ص: 283


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

فحسبها ما جنتهُ من حماقتها *** وليسَ ينفعُ بعد الحمقِ من ندمِ

ألم تجد مرشداً منها يوجّهها *** للدين والحقِ والأخلاقِ والشيمِ

فيا إماماً به مسك الختام وفي *** يديهِ يرتفعُ الإسلام في شممِ

ما زال يقتلنا حقد ويشتمنا *** وغدٌ، ويفرقنا مدَّ من الندم

فانهض لتكشف عنا كل داجية *** وينصر الله منا كل مهتضم

قم واملأ الأرض عدلاً والحياة هدى *** وامسح بنورك عنا حالك الظلم

واشهر حُسامك عزما إنه قبس *** يسعى إلى نوره الوضاء كل كمي

ما زلتُ أبني من الآمال أرفعها *** صرحاً ، فتهدم آمالي يد الأزم

حتى انكفأت وما حققتُ لي أملاً *** فلستُ أطمعُ في صحبي ولا رحمي

إلى متى وأنا أقضي الحياة أسئ *** بين العدو وبين الهم والسقم

أليس لي فرج أرجو الوصول به *** إلى النجاة من الآهات والألم ؟

بلى إذا سطعت فوق البسيطة شمسُ *** الحق وانجاب عنا حالك الظلم

ولاح في الأفق سيف لم يدع أبداً *** كفراً ولم يبق في الدنيا على صنم

وراية تتحدى كل طاغيةٍ *** ولا تلينُ لأقاکٍ ولا أثم

آمنتُ بالله إن الحق منتصر *** وللقيامة باق غير منهزم

فاخرج على بركات اللهِ مصطحباً *** جنداً لغير الهدى والحق لم يقم

وكلنالك جندُ إن رضيتَ بنا *** نسعى على الرأس لا نسعى على القدمِ

ص: 284

في استنهاض صاحب الزمان

الشاعر معتوق العلي

عجزت عن الألفاظ كل مفاهمي *** وتعذرت عنها جميع معاجمي

فأخذت أشحذ صارمي وأهزه *** ماذا أقول عن الإمام القائم

لغز البرية لا يزال محيراً *** كل العقول بيعرب وأعاجم

فاقت مغيبة العقول وأصبحت *** تمشي بغيرهدئً وغير تفاهم

فأرى المهازل في جميع صفاتها *** ماذا أقول لحاقد متفاقم

قالوا السكوت عن السفيه سلامة *** كلا وما سلمت يداي بقائم

لالن أخاف وآل بيت محمد *** في هذه الدنيا وأحذر ظالمي

لا تطلبوا ردَّ الحقوق بأدمع *** فالحق لا يأتي بدمع ساجم

زمن التقية مات لا تأبه به *** سأرد حقي من عداي بصارمي

وسيعلمون بأن مهدياً له *** يوم عظيم مشرق للآدمي

يأتي فيملؤها بعدل شامل *** وبطلعة غرة وصرخة هازم

فيعيد أولى القبلتين لأهلها *** رغم اليهود بفيلق متلاحم

ويعيد للمستضعفين حقوقهم *** ويعيد لي شرقي وكل معالمي

ركب الهداية رفرفت أعلامه *** فانهض وشمرلا حياة لنائم

فالموت عز والحياة مذلة *** شتان بين مسلم ومسالم

القدس ماعادت بمؤتمراتا *** لبنان لم تأت بلفظ ناعم

فمنظمات الأمن تلعب دورها *** فتدين كل مناضل ومقاوم

وإلى متى ونظل نأمل أن يفي *** المستعمرون لنا بدون تساوم

هيهات اينصفون وإنما *** يتلاعبون بنا كفرَّ الخاتم

إن كنت تأمل أن نفوز بجهدهم *** هيهات لم تظفر بحلمة حالم

ما حكّ جلدك غير ظفرك يا فتى *** إن الرقي بحاجة لسلالم

عجّل فدتك الروح يا ابن محمد *** فالنوم طال إلي ياقائمي

الملاحة

ص: 285

إلحاح

**إلحاح(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

إلى عين عين الله نور جلاله *** بعثت كتابي تعتريه سموم

إلى القائم المهدي والحجة الذي *** به قد أضاءت شمسنا ونجوم

إلى الشاهد الرائي السميع ممكنا *** من الله نور ليس فيه سديم

أتيت ذنوباً تملأ الأرض - سيدي - *** بأفظع مما لا يطيق أثيم

وآثام دهر لا يهون قليلها *** فإني بأدني ما جنيت ملوم

ولي مطمع . مولاي فيك . وياله *** بعيد عجاب حار فيه كريم

أهاتيك أوزاري وهذي مطامعي ؟! *** فليس كمثلي - يا مناي - ظلوم

* * * * *

أعالج همي والغياث كلامكم *** أحدث نفسي والفؤاد سقيمُ

ألست بباب الله يا غاية المني؟ *** وربك رحمان وأنت رحيم

أتوب إلى الرحمن مما جنت يدي *** بكم عفو ربي للعباد مرومُ

وأشهدكم - مولاي - أني لنادم *** وأرجو بكم أن المتاب يدوم

فما عند نفسي غير أني أحبكم *** وتعلم أن الحب ذاك قديم

* * * * *

ولي حاجة لا أستحي أن أبثها *** لأني سأبقى لوسكتُ أرومُ

وقد أستحي إن قيل لا أستحقها *** فتحفرقلبي رغبة وكلومُ

أجل ثم هذي أنعم الله أغرقت *** حياتي وأني ظالم ولئيم

إذا كان جرمي حاجبي عنك سيدي *** فقلبي مقيم بالدعاء مديم

سأصرخ حتى تؤلم الصخر ندبتي *** وأدري بإلحاحي علي أليم

لأني قد أرتاح لوكنت يائساً *** ولكن روحا من نداك نسيم

ص: 286


1- سبيل اللقاء ، ص 5-6.

إمام زماني إن تراجعت ساكناً *** حياءً فمن عني لديك يقومُ

إمام زماني لا تؤاخذ مشرباً *** عطاءك طماعاً وفيك يهيم

عبيدك هذارٌ وما ضر هذيه *** بشيء فدعه في الكلام يعومُ

وأنصح نفسي دونماقلت تارةٌ *** عليك بباب فضلُهُ لعميمُ

يقيم له المأمول شأنا معظما *** وذكرتها إن الطريق سليم

وأزجرها حيناً فمعناه مؤلم *** فوا حيرتي .. أظما وأنت نعيم ؟

* * * * *

إمام زماني هل أنادي بشأنه *** فأبكيك؟ أم لا أرتجي فأصوم ؟

أأصرخ حزناً .. واحسيناه . آملاً *** عطاءك سؤلي والحسين كريمُ

إذا لم تجبني بالحسين لأجله *** فأي رجاً بعد الحسين عظيم ؛

ترد مع السهم المثلث سائلاً *** وفي قلبك الحنان منه كلوم ؟

رمضان المبارك 1422 ه

ص: 287

الحلم الأخير

الشاعر عادل دهنیم

خوالج النفس في ألحانها ألم *** ونارها برد أو بردها سقم

والنفس في عمقها الألحان شاحبة *** جريحة القلب بالسلوان تلتئم

وفرحة تحرق الأحزان ما برحت *** طارت بقلبي لها الأمجاد والحلم

فطار بي طائر الأفراح أركبه *** والشوق من حولنا كالنار تضطرم

ومثلما تكسر الأطواد زلزلة *** تكسر الوقت لما راح يلتحم

لما دخلت به سكران منذهلاً *** فيما إذا كانت الأزمان تنسجم

أزماننا كفة بالجور مفعمة *** وبالمصائب والأحزان تتسم

وكفة حين يعلو الحق منتصراً *** بفتية في شبا أسيافهم حمم

كأن قائدهم والسيف في يده *** بحر غضوب على أعدائه نقم

سيفاً تجرد للإسلام حامله *** من جبن أعدائه بالخوف تتهزم

قد سار في موكب للنصر تتصره *** يد الإله فهانت عنده القمم

أنصاره حمم البركان لم يهنوا *** عافوا الحياة ولا يعروهم ندم

إيه أبا صالح فالقلب في وله *** هم الحماة وما زلت لهم قدم

كأنهم أسد غاب من عزيمتهم *** قد زفها موكب الأنصار يغتنم

وكعبة بفلسطين لنا أمل *** سيفاً بيمناه نعم الصارم الخدم

هذا ابن مريم العذراء سارله *** إذ أن ما قاله من شعره علم

فصك سمعي أصدا شاعر علم *** ( والبيت يعرفه والحل والحرم)

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** هذا التقي النقي الطاهر العلم)

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ) *** لولاه ما دامت الأجيال والأمم

إيه أبا صالح ما أنت تجهل من *** حال المحبين في البلوي وقد هضموا

إيه أبا صالح فالقلب في وله *** ومدمع العين بالخدين منصرم

فيا ابن فاطمة نادتك أعيننا *** فاعصف بشر وكن كالنار تلتهم

ص: 288

واقطع جذورا لهم في الأرض نابتة *** فليس يرضى بلا إتمامه القسم

الحق أنت وللقرآن توأمه *** وأنت بين العروق الثائرات دم

لب دعاء لنا بالدمع نقرؤه *** فأنت دار إذا اشتدت بنا الأزم

أخرج فقد زادنا الظلام مظلمة *** أخرج فقد زادت الأوجاع والألم

ص: 289

ص: 290

قافية :النون

اشارة

ص: 291

ص: 292

ميلاد الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

**ميلاد الحجة (عج)(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

عبق الكون من أريج الجنان *** وتغنى القمري فوق البان

فاشرب الراح في كؤوس الندامی *** مترعات يديرها غصن بان

رشا كالنسيم من ريقه ال *** عذب يروح النديم كالنشوان

وتروح الأوقات زاهية الأ *** طراف مزدانة بنشد الأغاني

فأقم للأفراح حفلاً وجدد *** رسم عيد المولود في شعبان

هو مهدينا الكريم على الله *** حميد الأوصاف سامي الشأن

هونور بالعرش كان محيطاً *** قبل إيجاد سائر الأكوان

فأراد الإله لطفاً بهذا الخلق *** إبراز نوره الشعشعاني

ولتشريف ذي العوالم طراً *** بوجود الإمام للأزمان

من فتاة العفاف نرجس الطاه *** هرة الذيل خيرة النسوان

وضعته مقارن الفجرصبحاً *** ليلة النصف كان من شعبان

ولد القائم الإمام ختام *** الآل فيها وصفوة الرحمن

حجة الله ناصرالدين ماحي *** الشرك محيي شعائر الإيمان

الذي يملأ البلاد من القسط *** ويدعو للعدل والإحسان

ويساوي بين الخلائق في الحكم *** سواء قاص لديه ودان

وبأيامه ترى الشاة ترعي *** في الفلا للكلا مع السرحان

يملأ الرعب منه شرقاً وغرباً *** وينال الإسلام منه الأماني

من زمام الأقدار طوع يديه *** وعلى الكل نافذ السلطان

وتحف الجنود فيه من الأملا *** ك و الأنبياء وأنس وجان

ص: 293


1- دیوان ( وحي الشعور)، ص 142-143.

عيد المولود الموعود

**عيد المولود الموعود(1)

الخطيب سعود الشملاوي

بشراكم شيعة المختار هادينا *** عيد سعيدٌ عليكمٌ يا موالونا

عيدٌ سعيدٌ بمولود يطهرنا *** من كل رجس وبالتقوى يحلينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود يخلصنا *** يوم القيامة من أهوال سجينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود ولايته فر *** ضّ بها العبد حقاً يكمل الدينا

عيدٌ ٌسعیدٌ بمولود بصارمه *** ظلماً ويأخذثارات الميامينا

وثم يملأها عدلاً كما ملئت *** يطهر الأرض من رجس المضلينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود سمى شرفاً *** بسادةٍ طهروا هم آل ياسينا

هم الذين بهم قامت دعائمها *** هم الذين بهم تهدى المضلونا

هم الذين بساق العرش نورهم *** وآدمٌ لم يرَ ماءٌ ولا طينا

هم الذين بهم أمست خطيئته *** مغفورةٌ وأتاه الله تأمينا

هم الذين بهم نوحّ نجا وسرت *** به السفين وكل الخلق فانونا

هم الذين بهم نار الخليل غدت *** برداً بذا كانت الآيات تنبينا

هم الذين بهم يعقوب عاد له *** سروره بعد حزنٍ مسه حينا

هم الذين بهم لان الحديد إلى *** داوود من غيرنار توجب اللينا

هم الذين بهم ريح الرخى خضعت *** إلى سليمان طاووس النبيينا

هم الذين بهم عيسى المسيح غدا *** يعالج الزمني بل يشفى سقيمينا (2)

هم الذين بهم كانت بدايتنا *** هم الذين بهم جلست مساعينا

هم الذين بهم أعمالنا قبلت *** هم الذين بهم تعفي مساوينا

ص: 294


1- ديوان ( نبضات الولاء ) ، ص 124-125.
2- الزمني : جمع زمن ، وهو من الزمانة : العاهة .

لأنهم سفنٌ ينجون راكبهم *** كما أتى عن رسول الحق هادينا(1)

فهنئوهم بمولودر به احتفلت *** أهل السماء وهنوا حورها العينا

كذاك أملاكها بالبشر قد نزلت *** للعسكري وللهادي مهنينا

بليلة النصف كان الطهر مولده *** أعظم بها ليلة سرت موالينا

أعظم بها ليلة فاقت نظائرها *** أعظم بها ليلة أهني ليالينا

فيها بدا نوره كالبدر فانكشفت *** عنا النحوس وحل السعد وادينا

فيها تجلى لأهل الحق قائمهم *** من أفقه فيه قد تمت أمانينا

تمخضت (نرجس) عنه هلم بنا *** للعسكري له نبدي تهانينا

بارك لنا يا إلهي في ولادته *** واكتب لنا العود واصفح عن مساوينا

يارب وفّق لنا واقضِ حوائجنا *** واشف لنا الزمني ثم اغن المساكينا

سدد خطا علماء الدين ما عملوا *** وعنهم امنع أذي أيدي المعادينا

طهر قلوباً من الأرجاس ما بقيت *** لكل ما ترتضيه خذ بأيدينا

ص: 295


1- نص الحديث المشهور عن الرسول صلی الله و علیه و آله وسلم: عن أبي ذر الغفاري ، قال : سمعت رسول صلی الله و علیه و آله وسلم يقول : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ). الحاكم : المستدرك : ج2 ص 343 ط حيدر آباد، 1324ه.

تاريخ مولده .. نور لشيعته

**تاريخ مولده .. نور لشيعته(1)

الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله

في ليلة النصف من شعبان بشرانا *** بمولد الحجة المهدي مولانا

جئنا وتغمرنا البشري لنحفل بال *** يوم الأغر وعين الله ترعانا

غصت بنا قاعة الحفل الوسيعة إذ *** جئنا كهولاً وأشياخاً وشبانا

في موجة شملتا بالسرور وبالأ *** فراح والأنسس أقصانا وأدنانا

فلا القريض بنوعيه يفي أبداً *** بواجب الحفل مهما كان رنانا

إني مقر بتقصيري ولست أو في *** ببعض حق ولو صیّرت حسانا

تاريخ مولده (نور) لشيعته *** يا ليلة في الليالي فضلها بانا

قد قال بعض ولكنا نفنده *** هل يملكون على ما قيل برهانا

قالوا تغيب في السرداب قائمهم *** حكاية لفقت زورا وبهتانا

وكيف يخرج فيعصر يكون به *** غزو الفضاء على الإنسان قد هانا

واستخدم العلم في أغراضه عجباً *** في الحرب والسلم أشكالا وألوانا

كواكب وصواريخ موجهة *** والطائرات تدوي فوق أجوانا

والأرض تملأها القوات قاذفة *** فيها القنابل إشعاعاً ونيرانا

فلا الصواريخ والأقمار مانعة *** من الخروج إذا ما الوقت قد حانا

إرادة الله أقوى من إرادتهم *** هو القدير وماقد شاءه كانا

لابد أن يتحدى من بقوته *** يحارب الله والقرآن إعلانا

سيملأ الأرض قسطا بعدما ملئت *** في طول غيبته ظلما وعدوانا

منادياً بالذي نادى الرسول به *** فيه سعادة دنيانا وأخرانا

مدّوا يد العون للمحتاج واتحدوا*** كونوا جميعا ًأخلاء وإخوانا

لا تأكلوا مال أيتام بظلمكم *** إن تأكلوه يكن في البطن نيرانا

ص: 296


1- حروف وقوافي ، ص 38.

قولوا إلى الناس حسناً، أخلصوا عملاً *** فسوف تجزون بالإحسان إحسانا

تصدقوا واصدقوا فالصدق مفخرة *** تورعوا واتقوا سر وإعلانا

ومن يكن ذاكرة الله يذكراه *** لكننا إن نسينا الله ينسانا

وفي الختام ختام الشعر أوله *** في ليلة النصف من شعبان بشرانا

ص: 297

استنهاض

**استنهاض(1)

الملا عبد المحسن آل نصررحمة الله

يا ابن النبيين قم يا حجة الزمن *** وانهض رعيت بعين الله غيروني

إلى متى والهدى قد قلّ ناصره *** وقد دجى الليل من عبادة الوثن

ليل الفجور وليل الجور قد حجبا *** نور الرشاد من القرآن والسنن

طغى الفساد على الإسلام وانطمست *** أعلامه وعلت أعلام كل دني

مال الأنام عن الإسلام واتبعوا *** دين الغواة وأهل الزيغ والإحن

تنقّص الناسُ دينَ الحق وامتدحوا *** أهلَ الخلاعة یا لَدين من غبن

عن الهدى الناس في آذانهم صمم *** والغي يصغي إليه كل ذي أذن

هذي الدعايات ضد الدين صارخة *** في الشرق والغرب في الشامات واليمن

هذي العبادات في الإسلام كاسدة *** والملهيات لها الأغلى من الثمن

هذي المفاسد بين الناس رائجة *** والراقصات غدت معبودة الزمن

وهذه نظم الإسلام عاطلة*** وأنظم الكفر كانت سنة المدن

لقد بلينا بعصر لا مثيل له *** فسق ، نفاق ، وألوان من الفتن

عصر به أصبح المعروف منكرنا*** والمنكرات نحييها على علن

وأكثر الناس فينا لا يهمهم*** ما يلحق الدين من نقص ومن وهن

قد أغفلوا الأمر بالمعروف واتخذوا *** بديله نشرة الأحقاد والإحن

وألقي الباس فيما بيننا أبداً *** فما ترى غير حقاد ومضطغن

فاستأذن الله يا ابن العسكري وقم *** وطهّر الأرض من غاو ومفتتن

وخذ بثاراتكم من عصبة سفكت *** دماءكم لمراضي خائن ودني

أهل نسيت حسيناً بالطفوف لقي *** عار ثلاثاً بلاغسل ولا كفن

أم النساء التي فوق المطا حملت *** إلى الطغاة على ذل وفي وهن

ص: 298


1- ديوانه المخطوط ( ذكريات ومناسبات )، ص 48-51.

أغرودة الزمن

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة لله

انهض فَديتُكَ يا أغرودةَ الزَمنِ

واشرِق بشمسکَ في داجٍ من المِحَنِ

وانشُربُنودَكَ في الآفاق خافقةً

وازحف بجيشكَ وانقذ حرمة السُّنَنِ

وانشُر على الليلِ أضواء مُشعشعةً

من هَدي (جد) واصلُب عابدَ الوثنِ

عادَ الزمانُ إلى ما كان من ظُلَمٍ

في الجاهليةِ واشتدَّت عُرى الفِتَنِ

لا تَنسَ في (كربلا )ثاراً لِطُهر دَمٍ

إلى ( الحسين ) عَفيراً دونما كَفَن

جالَت عليه عوادي الخيلِ مُنجدلاً

به عهودُ ( رَسولِ الله ) لم تُصَن

ص: 299

جدّد ولاوك

**جدّد ولاوك(1)

الحاج علي محمد الزاهر رحمة الله

جدّد ولاك ووالِ الحق إيمانا *** واستغفر الله كان الشهر شعبانا

واحمد إلهك إذ سواك من عدم *** من بعد أن لم تكن سواك انسانا

وكن على ثقة في الله ممتثلاً*** يشملك موجدك الرحمن رضوانا

لا تعصِ خالق ذي الأفلاك مبدعها*** ومن دحا الأرض للإنسان ميدانا

ولا تخالف لمفهوم الكتاب ولا *** نص الرسول فذا يعطيك حرمانا

لا تنكر البعث إن البعث غايتة *** اجزاء من فعل الإحسان إحسانا

وانظر بعقلك في شتى صنائعنا *** واجعل من العقل في الأحكام سلطانا

واحذر من النفس إن النفس إن تركت *** تصير المرء خنزيرة وثعبانا

لا تركنن لها إن كنت متزناً *** قد ذمها الله إنجيلاً وقرآنا

تسعى على فلك أنشاه خالقنا *** وفيه أنبت أوراداً وريحانا

هذا الوجود على ما فيه من بشر *** والنبت قد صار للتوحيد برهانا

هذي البهائم والأنعام قاطبة *** هل تستطيع لما عاينت نكرانا

هل تستطيع من الصاروخ تطعمنا *** تمراً ولحماً وتسقي الطفل ألبانا

هل تستطيع على تكوين أنملة*** وهل تقيم على دعواك تبيانا

هو الذي كون الأشياء مبتدعاً*** وصير الرزق مقداراً وميزانا

تنسى ابن مريم أو تنسى لايته *** أو تستطيع جحوداً لابن عمرانا

والخضر أبقاه آلافاً مؤلفة *** ونوح من قبله أبقاه أزمانا

فكيف تنكر للمهدي غيبته *** وكيف تجحده بغض وعدوانا

تعلم العلم واجهد في تعلمه *** فإن جهلت قضيت العمر خسرانا

لو كنت تعلم من سر البقاء به *** لما جحدت وما وليت طغيانا

أما ترى ساكني الغبراء قاطبة *** إلا الأقلين خنزيراوشيطانا

والمصلحون على شتى مراتبهم *** لا يخفرون ذماماً للذي دانا

ص: 300


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 11 ص166-167.

والدين قد أصبح اسماً لا نطبقه *** وكل يوم يرى الإسلام نقصانا

فهو المجدد للإسلام في نفر *** وجبرئيل يرى في الحرب معوانا

وهو الذي تملأ الدنيا عدالته *** ويصبح الفيء بين الناس ميزانا

متى يزور لمن بالطف مصرعه *** وطفلة ذبحوه القوم عطشانا

ويطلب الثار ممن داس جثته *** ومن رقى صدره ظلما وعدوانا

ص: 301

طير السعادة

**طير السعادة(1)

الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله

طير السعادة بالأفراح وافانا *** يزف في لحنه البشرى بمولانا

مغنياً من على الأغصان في طرب *** مستبشراً بالذي قد كان يرعانا

بمولد الصاحب المهدي رائدنا *** تنال في حبه يمناً وإيمانا

قد أشرق الكون من الألاء غرته *** والبدر من نوره قد عاد خجلانا

جاءت به نرجس لله ما وضعت *** ما مثلها ولدت براً وإحسانا

في ليلة النصف من شعبان فرحتنا *** أهدت لنا نرجساً روحاً وريحانا

رب البرية قد أهدى لها شرفاً *** قد مثلت فيه مريم بنت عمرانا

تلك البتول حباها الله مكرمة *** عيسى المسيح الذي من روحه كانا

ونرجس خصها الباري بحجته *** سر الإله إمام الإنس والجانا

قد نور الأرض والدنيا بطلعته *** شاد الهدى وبنى للدين أركانا

ساد البرية من حاف ومنتعل *** قد فاقها شرفاً علماً وسلطانا

الله شرفه بالعز توجه *** أعطاه ملكا كما أعطى سليمانا

هو المرجي ولا من غيره فرج *** يا رب سهل خروج الطهر مولانا

هو الإمام الذي نرجو بطلعته *** يفني الطفاة جماعات ووحدانا

يمزق الشرك يفني الكفر في عجل *** يزكي الأرض من رجس وطغيانا

يشفي القلوب التي قد صابها مرض *** مما جنته العدا جوراً وبهتانا

حتى متى ينتضي سيفاً يبيد به *** جیش الضلال ويلقى منه خسرانا

عجل فدتك نفوس قد أضرَّ بها *** جور تقاسيه أشكالاً وألوانا

يا من علا نوره شمس الضحى وله *** مهند كعصا موسى بن عمرانا

ص: 302


1- في ذكرى الفقيد ، ص 42.

في ذكرى الفقيد ، ص 42.

**في ذكرى الفقيد ، ص 42.(1)

الخطيب راضي المرهون

صوت من الملأ الأعلى ينادينا *** أن الملائك قد حفت بنادینا

يستغفرون لنا يدعون خالقنا *** يا رب فاغفر لنا في حفل هادينا

أرجوكم أن تقوموا في ولادته *** مكبرين علي الهادي مصلينا

قد جاء تاريخه ( نور ) فحي هلا *** نستقبل النور نوراً جاء يهدينا

بشراكم حين وفقتم بحفلكم *** قد اجتمعتم إلى الهادي تهنونا

بمولد الحجة المرجو طلعته *** لينشر الهدي تفصيلاً وتبيينا

ويملأ الأرض قسطاً بعدما ملئت *** ظلماً وجوراً طغامات مضلينا

يضللون عقولاً عن عقائدها *** وينكرون نبوات النبينا

ويزعمون بأن الله ليس سوى *** طاقات خام تخبت في مطاوينا

وما الصلاة وما شهر الصيام سوی *** عادات رجعية قد أنشئت فينا

فلا صلاة ولا حجاً ولا خمساً *** ولا زكاة ولا هدياً ولا دينا

لهؤلا ينهض المهدي منتدباً *** فيشربون حميمأ ثم غسيلنا

قد ادعت أمة وهماً عقيدتنا *** لسنا على الوهم بل أنتم معادونا

إنا نصدق ما جاء الرسول به *** إنا نصدق أقوال النبينا

فقد رووا في صحيح القول من طرق *** أن ابن مريم يأتي في فلسطينا

يؤازر القائم المهدي في بلد *** مقدس قامع حقاً شياطينا

أرض مقدسة راحت مضيعة *** بأيد صهيون لا بوركت صهيونا

أتضربين على أرض العروبة أرض *** الله دولة ظلم لا تبالينا

أتأكلين لذيذ العيش في رغد *** وتشربين زلالاً أو تنامينا

وتتركي أخوة منا بلا سكن *** هم نحو مليون هلنرضى يضيعونا

لا تحسبينا رضينا عن ظلامتكم *** فليس إلا رجوع الحق يرضينا

والله نسأل بالهادي منقذنا *** وآله الطهر أن يرجع فلسطينا

قولوا معي أيها الحفل الكريم *** بحق المصطفى وبنيه الطهر آمينا

ص: 303


1- شعراء القطيف من المعاصرين ، ص 156-157.

بين العبد والوصيفة

**بين العبد والوصيفة (1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

نفدت بحار المفردات وحبُّه *** يزداد في خلدي بغيرتواني

الحجة المأمول كل مسائلي *** مهماسألت عطية المنان

وأجلُّ قربي في أجل عبارةٍ *** بيضاء ينشق عطرها الملكان

فمئات أبياتي التي أنشدتها *** فيه أنال بها بيوت جنانِ

الله وفقني بأعظم منّهِ *** فجمعت ما لم يجمع الثقلان

إلا الذين بهم أفوز وحبهم *** كنزي وهم سندي وهم أركاني

لو شاء ربي ما نعمت بفضله *** أبداً ومالمس الراغ بناني

لكنه الله الرؤوف هو الذي *** أعطى برغم جرائمي وهواني

فكتبت في (المهدي) حباً دافقا *** غمر الدُّنا سبحان من أعطاني

قالت : أما برح الفؤاد بشوقه *** رطباً يراق عليه الف دان ؟

إيه وصيفتهُ .. سلي عن أمره *** فبذكره فرحي وأنس جناني

ولتعلمي ما دام يسمع مدحتي *** مولى الزمان فلن يكف لساني

قالت : بأي ندى فديت جمالهُ *** مما جُنِنتً بلمحة الفتان ؟

بدمي وروحي والحشا ونفائسي *** والوالدين وجملة الأخوان

وبك وأهليك وذاك أقل ما *** يهدى وأبخس أبخس الأثمان

قالت : فأي رواؤه أشفي وما *** أغلى نوائل صرحه المزدان ؟

لا يخطرن بقلب ذي أمل مني *** في الدهر إلا عنه قد أغناني

قالت : فكيف بهاء حسن صفاته *** أوضح فقد ملك السنا وجداني ؟

أمة الحبيب تأملي قولي فمن *** شغفي أكون أحرُفي وبياني

بعمامة خضراء يغشى لونها *** نور كأن مداده شمسان

النجم من عينيه يأخذ حسنه *** صفوة ومنه تألق الألوان

ص: 304


1- سبيل اللقاء ، ص 24-28.

والأرض تقبس طهرها من مشيه *** فيها وتمنحها الشذا القدمان

وتسبحُ الأشياء من تسبيحه *** ذللا وتسجد غضة الإيمان

يمشي وكل الكائنات تود لو *** بُسطت على وجه الثرى بهوان

قالت : فما أسمي مرامك رتبة *** منه إذا سمح القضا بأوان ؟

لو كنت أخصف نعله ما كان لي *** إلا السجود لذلك المنان

أو كنت أنفض منه عالقة الثرى *** فبها أجل مسالك الرضوان

قالت : أمنتظر لقاه وراغبٌ *** فيه .. وتذهل كالمها الحيران ؟

أي والذي أخفاه عن أعدائه *** جمر الغضا وصبابتي خلان

قالت : فأي وسيلة أو حيلةٍ *** أم أي أمسية وأي مكان ؟

إني أراك به فت وأمحلت *** دنياك تؤثر جفوة الأخوان

أمطرت أسئلة الحنين وليتك *** تدرين أن سماعها أضناني

لو كنت أعلم أين أو أدري متى *** كان الذي أخفاه قد أخفاني

قالت : فأي علامة ترجو لها *** تُشفي حميم فؤادك البركان

ويكون فيها للمحب بشارةً *** تغني المؤمل عن سني بيان

أصغي إلي فإنني أروي لك *** ماقد تبين بدؤه بزماني

ألقي علامات الظهور وراءك *** وتریّصي بعلامة السفياني

ما لم تكن فالوقت ليس بوقته *** فتأملي وتدبري تبياني

الأمر أوله زلازل رجفة *** توهي دمشق تهد للأركان

ثم اختلاف ولاتها ما بينهم *** حتى يؤجج نارها حزبان

يأتي النداء بوحدة عربية *** والناس تصرخ من دم غُدران

تجري من الأردن آلاف إلى *** ( صفدٍ) فيصنع عندها جيشان

وتبث سوريّا النداء لعربها *** أن أقبلوا يا أهيب الفرسان

وتسير من كل البلاد كتائب *** تأتيه من يمن ومن أفغان

وتصير بين الناس بلبلة فذا *** نعمٌ .. وذاك محذر الخلان

وإذا المغاربة الحشود توجهوا *** للشام إثر تردد الإعلان

ص: 305

الروم تقصدها وتقرع طبلها *** للحرب قاصدة على الشنآن

وتظاهرات تندب ( المهدي ) في *** قم وفي مصر وأذربيجان

وهنا تزلزل تركيابزلازل *** وتحل كارثة بلا إيذان

وغلاء أسعار وخوف شامل *** عم الخليج أضرَّ بالأبدان

هذا وينتشر الوباء مؤذناً *** بالموت والدنيا بغير أمان

الشام مرتكز البلاء فأرضها *** ستكون حاشدة الوغى الطنان

يا ويل ( دير الزور ) من خطر أتى *** عجب القضاء على بني الإنسان

فهناك مذبحة الدهور يقودها ال *** رومان ويل العرب والرومان

فيهاملايين النفوس ستنتهي *** من فتك أسلحة الردى الدفان

ويقوم سفياني منتصراً بها *** من بعدقرع رنينها الرنان

وهنا يعد جيوشه جرارةً *** نحو المدينة صاحب الطغيان

إذ يدخلون ويفسدون ثلاثة *** أيامهم فيها الأمردان

ويكون ما كتب الإله من الهدى *** نصر السماء وأخذة الديان

ويكون مولاي الإمام بمكة *** شمساً ويعلم مقدم العدوان

فإذا أرادوا حربه خُسفت بهم *** أرض وذلك جاء في القرآن

قالت : كفى... قسماً بحبك روحه *** أشعلت بين جوانحي نيراني

وجعلتني أهوى الدعاء ليومه ال *** موعود شوق الورد للأغصان

دعني أبيت وحيدة في ذكره *** أنبيه عن حبي وعن إيماني

دعني أبلغه التحية علّني *** أحظى برأفة قلبه الحنان

أوليس يسمعنا ؟ بلى ويجيبنا *** فدعي الجهول يبيت بالحرمان

ألقي السلام عليه كل صبيحة *** ومسية ودقائق وثوان

قولي له: هذا عبيدك سيدي *** يرجو المفاز بنصرة وضمان

حتی پریق دما لحبك خالصاً *** يهدي إليك تحية الولهان

1424 ه

ص: 306

حیيت يا منقذ الإسلام

الشيخ عبد الكريم آل زرع

مقدمة:

إخواني الفولا أشكو الأسى لكم *** فكلنا صال في أعماقه الألم

وكلنا نرتجي المولى وطلعته *** متى يه فتحيا باسمه الأمم

لكنني وخيوط الفجر تجذبني *** أرى بزوغ فتى في كفه علم

الله أكبر إن النصر مطلبنا *** قد ځط فيه وفيه لا يضيع دم

ساءلت قلبي ما هذا ؟ فأنشدني *** من فيضيه ما جني إيقاعه القلم

فإن تروا ما به من لوعة وأسى *** فما احتواه الحشا لا يحتويه فم

حييت يا منقذ الإسلام :

حبيت يا منقذ الإسلام برهانا *** حييتَ يا حاملاً سيفاً وقرآنا

حیيت تستمطر الآفاق ما حملت *** طياتُها من لهيب الجوړ نيرانا

تجمع الآه في حد الظبا لهباً *** تصبه فوق هام البغي بركانا

ناراً تدك صروح البغي صالية *** تذيبُ ما رضعوا عرشا وتيجانا

لتحرق الظلم في أوكار سطوته *** ويصطلي بضرام الحق خسرانا

يخر يذوي إلى رمس البلى مزقاً *** لهؤة ملئت ظلما وعدوانا

بحيث لا ندم يجدي ولا سعة *** ترجي وقيل له دين الذي دانا

یُهالُ من فوقه كالجمر مضطرماً *** شواظُ محنا أيام بلوانا

ونقبرُالآهَ تلوَ الآه في جدشثِ *** فكم حسوناهُ ويلات وأحزانا

وكم جرعنا بكأس الغم غصته *** وكم سلونا وذات الصبر سلوانا

وكم سكبنا على شاطي النوى حمماً *** من الدموع تسلي النفس أحيانا

يغتالُنا اليأسُ يأسُ الانتظار ولا *** يغتال منا أحاسيسا وأشجانا

نَرنو إلى مركب التأليف يجمعُنا *** من الشتات فكم شطت سرايانا

یُقِلُّنا الضفةَ الأخرى وإن بَعُدت *** فالسير عذب لشأو فيه إحيانا

ص: 307

یُقِلنا لمروج الحب مزهرة *** نستافُ من عبقها روحاً وريحانا

لمرفأ حنايا الحب مرتعهُ *** و فی حنان الإخا يختال نشوانا

إلى الأمان وهل غير الأمان هوى *** نصبو إليه وتعلو فيه أصدانا

إلى الورود التي لم تبد حمرتُها *** إلا بري دم صبته قتلانا

إلى اليفاع الذي لم تخب نضرته *** إلا سقيناه أطفالا وشبانا

إلى الجمال الذي لم تحل صورته *** وقد عشقناه خلاباً وفتانا

إلا كما شاءت الأقدار وانخسفت *** منا بدور تر البدر خجلانا

فكلما أمضت خلف الغمام يد *** نظن أن بها بيضا ومُرانا

تعكَّرَ الصفوُ واستشرى الظلامُ به *** وصال كالشبح المسعور هيمانا

وثار بحرُ الأسى تعلوه عاصفة *** وجاءنا موجُه العاتي وغطانا

فنحن في بحر آمال تقاذفنا *** مداً وجزراً فأدنانا وأقصانا

بحرٍ خضم عميقِ داكنٍ عكررٍ *** وسطحُه مفعم سحبا ودخانا

فكيف نبصرُ خلفَ الحُجب غايتنا *** وصارمُ اليأسِ أضنانا وأعيانا

والعينُ في دميها القاني بحرقته *** كأنما اصطنعت بالدمع أجفانا

أم كيف نبحرُ حتى لو مجازفةً *** والنفس تحدو بناشوقاً لمرمانا

والمركبُ الغرُّ محجوبٌ وصاحبُه *** والركبُ يحتاجُ للإبحار ربانا

ها نحن رغمَ صروف الدهر في ثقة *** ورغم ما حملت منها رزايانا

ورغم طول مغيب قد أضر بنا *** وزاد في الزمن المشؤوم أزمانا

والله ما خالجت أذهاننا ريب *** ولا بهمسة شك في خفايانا

لكننا كلما نرنو لواقينا ال *** مر المعذب ألوانا وألوانا

ضاقت به الرُّحبُ و الأفياءُ فارهةٌ *** تقل هارون في وكر ومروانا

وثرثرت باسمه الأنهارُ مُترعةً *** وبات من حولها عطشان ظمأنا

نَبُثها صرخةَ الغرقى لمنقذهم *** مما عراهم أسى سيلاً وطوفانا

ونحن والله ندري ماتفيضُ به *** جراحُ قلبك آلاما وتحنانا

فَمُذ تكالبَتِ الأرزاءُ مطبقةً *** أيقنتُ أن بزوغ الفجرِ قد حانا

ص: 308

أيقنت أن ربيع الكون سوف يرى *** بأن موعده المحتوم قد حانا

قد آن أن تزهر الأفاق مبهجة *** ويبسم الدهر مسروراً وجذلانا

ويحكمَ الخصب أصقاع الدني فرحاً *** ويزدهي المحل مكسواً وريانا

وينتشي العدل في أسمى مراتنه *** يطبقُ الكون إخلاصاً وإحسانا

وتسكن الصرصر الهوجاءُ تائبة *** تلقى الشكائم في كفيك سلطانا

وتكحل العين من وجه يفيض سناً *** ورأفة وابتسامات وإيمانا

ونشرح الصدر إيناساً بمجلسيه *** ويخفق القلبُ مياساً وفرحانا

يا سيدي يا ولي العصيا أملاً *** غنی به القلبُ أنغاماً وألحانا

عجل فما أول العشاق في غَدنا *** للسير خلفك أنصاراً وأعوانا

عجل وعينك خلف الغيب ترعانا *** وأجمع بنور الهدى والحسب أهوانا

فالحقدُ كشَّرَ أنيابا لفرقتِنا *** كان في كل ناب منه ثعبانا

وأننا اليومَ أشلاءٌ موزعةٌ *** كأننا لم نكن في الله إخوانا

فاشهر حسامك فالبشري بومضته *** تنيرُ ليلَ الوری صبحا وتبيانا

فكم تلوح سيوف الحاقدين بنا *** تحتل أنحنا غمد، وميدانا

تتيه ملء مداها ضحكة وأسي *** كأنها وهي تفرینا تحدانا

ونحن نشحذها جهلاً ونطعمها *** دم الموالين للكرار قريانا

نغوصُ في لُجةِ الآثام لا قبس *** يضيءُ وسطَ عُبابِ الذنبِ مسرانا

الناسُ بالعلم تسعى نحو عزتها *** وإن بنوا في متين الصرح عصيانا

ونحن لم نرَ غيرَ الطعن في العُلما *** وغيرَ سبهم درساً وعنوانا

10 شعبان 1411ه

ص: 309

يا ليلة النصف

الشاعر حسن أحمد اليوسف

يا ليلة النصف أحييت الرجا فينا *** ذكراك ينعشنا والوعد يشفينا

قد كنت فخر ليالي الدهر قاطبة *** وليلة القدر نالت منك تحسينا

أنار فجرك بدر دونه زحل *** بل بزّ شمس الضحى حتى غدت دونا

وأنصتت لضمير الغيب أفئدة *** أوحت بدقاتها شعراً أفانينا

راحت تزغرد بالبشرى وتنشر فی *** مهابط الوحي باقات رياحينا

تباشرت بطلوع البدر في غلس *** وهجعة أبقت التاريخ مدفونا

وهاتفت وأذان الفجر كبرفي *** جنح الدجی هزأعماق المصلينا

تلقفت رجعةالأسماع فانكشفت *** لها أحاديث قدس أنكرت حينا

لك الأحاديث ألقاها الهداة لنا *** ذكراً وذخراً وتثبيت وتمكينا

ساقوا الأدلة في تأييد نهضته *** ووصف ثورته شكلاً ومضمونا

وأكدوا أن من يحظى بدولته *** يحيا بعزولا تلقاه مغبونا

وودّ كل إمام لو يعيش إلى *** وقت الظهور ليحي الشرع والدينا

ماهالهم ثم إنكار الحسود ولا *** تهيبوا حاقداً بالنصب مشحونا

كم أسمعوا من دعاة السوء ما طفحت *** به المكاييل تسفيهة وتوهینا

مالي أنقب في التاريخ أسأله *** بأي ثوب من الأثواب يأتينا

بأسود من فعال ليس ينكرها *** قد كدر الجور فيها صفو ماضينا

أو أحمر من دماء عزّ ناصرها *** سل القوافل كم أعطت قرابينا

يا سيدي ضج بالشكوى أخو كرب *** وهاله ما أحال البشر تأبينا

ظلم وجور وتهجير وتصفية *** قد بات منها ذوو الإيمان شاكينا

لا يجرؤ الفرد منهم أن يبوح بما *** في الصدر من غصص ثارت براكينا

قد حوربوا حينما اختاروا طريقكمو *** فذنبهم أنهم كانوا موالينا

ص: 310

وذنبهم أنهم عادوا عدوكم *** وذنبهم أنهم لم يرتضوا الهونا

كأنما لم يجئ آي ولا خبر *** في حبكم أو معاداة المعادينا

لاحت تباشير حلم قد غفا زمن *** تبلورت صحوة أحيت ملايينا

فأشرقت في نفوس الناس أمثلة *** إلى التحرر فانصاعوا ملبينا

مصيرنا دولة للعدل نرقبها *** وليس عن دربها الأحداث تثينا

ومن تحمل آلام القرون ولم *** يمل له القصد نال الفوز مقرونا

مبادراً أفضل الأعمال منتظراً *** لمصلح مظهر شرعاً وتبيينا

حفّت به من جنود الله كوكبة *** بيض الوجوه شداد لا يهابونا

وقد أبى الله إلا أن يتم له *** نور الهدى رغم آناف المضلينا

ص: 311

نحن نهواكم

الأستاذ حسين آل جامع

جاءک التَّارِيخِ يستجدي الأمانا *** بَعْدَ أَنْ مرغ بالخزي فهانا

مَارِدٍ حَاوَلَ أَنْ يدفنكم *** فِي تناياه زَمَاناً فزمانا

سَاءَهُ لِمَا راكم قَادَتِ *** وَ لَكُمْ فِي النَّاسِ شَأْنٍ لَا يدانی

فَهُوَ يَدْرِي أَنَّكُمْ سادته *** غَيْرُ أَنِ الْحِقْدُ أَعْمَاهُ فخانا

وَ مَضَى يُطْمَسُ مِنْ آثَارَكُمْ *** عله يُرْفَعْ مَنْ بَاتَ مُهاناً

رَاحَ يقصيكم وَ يُدْنِي غَيْرَكُمْ *** وَ لَكُمْ شَرَفُ رعديدا جَبَاناً

وَ أَبِي اللَّهِ فجلى فِئَةُ *** حَفِظْتَ للآل مَجْداً وَ مَكَاناً

عُلَمَاءُ حِفْظِ اللَّهَ بِهِمْ *** مَذْهَبُ الْحَقِّ فأبقوة مصانا

هُمْ شُمُوسُ أَشْرَقَتْ فی أُفُقِ *** مِنْ سَنَاهَا نَحْنُ نستاف ضیانا

نذروا الْعُمُرِ لَا عَلَاءٍ الهدی *** فابانوه لِسَاناً وَ بیانا

یا أَبَا الْقَاسِمِ یا کهف الوری *** یا مَنَاراً شَرَفُ الدنیا فزانا

یا نصیر الدین یا بلسمه *** یا عمید الْحَقِّ یا رمز علانا

الف عَامٍ أَنْتَ فِي طیاتها *** غَائِبُ ترجی لیوم یا حمانا

نحن لَا زِلْنَا عَلَى الْعَهْدِ وَ إِنْ *** ظِلُّ يهذي بِالْأَقَاوِيلِ سِوَانَا

قَدْ ألفنا النَّقْدُ مِنْ حسادنا *** وَ عَرَفْنَاهُ فماعاد هَوَاناً

نَحْنُ نهواكم وَ نَذْرِي أَنَّنَا *** سَوْفَ نَشْقَى وَ نُعَادِي فِي هَوَاناً

نَحِّ لَا نَزْدَادُ إِلَّا عَزَمْتُ *** فِي انْتِظَارِ لِغَدٍ فِيهِ هَدَانَا

فَقَدَا يُشْرِقُ فَجَرَا ضَاحِكاً *** وَ يَعُمُّ النُّورِ آفَاقِ سِمَاناً

وَ غَداً تملاُ عَدْلًا أَرْضُنَا *** وَ يَعِيشُ النَّاسُ أَمْناً وَ أَمَاناً

غَيْرُ اني حَائِرِ لَا أَهْتَدِي *** هَلْ سيرضي صَاحِبُ الْعَصْرِ فدانا ؟

كَيْفَ ينمينا إِلَى أَجْنَادِهِ *** وَ يَرَانَا نتمادى فِي عمانا

مَا الَّذِي يُعْجِبُ مَوْلَايَ بِنَا *** صَدَّقْنَا .. أَمْ حُبُّنَا ..أَمْ بولانا ؟

ص: 312

نَحْنُ ساهُونَ وَ لَا مِنْ يَقَظَةٍ *** وَ عَلَى اللَّذَّاتِ أهدرنا قِوانا

قَدْ بَنَيناصرحنا فِيمَا مَضَى *** وَ أَرَانَا الْيَوْمَ نَجَتْ بُنَاناً ح

ِينَ أصنفينا إِلَى جهالينا *** وأضعنا فِي هَوَاهُمْ عُلمانا

وَ أَرَدْنَا رَاحَةً الْبَالِ لَنَا *** فَغَضضنا طَرفَنا عَنْ فُقَرانا

وَ بَلَاءٍ دَبَّ فِي أوساطنا *** كَدَبِيبِ الدَّاءَ فِي عُمْقِ حشانا

أنهكتنا شائعات نسبجت *** بالأكاذيب ، وَقَدْ لاقت مَكَاناً

كلهيب النَّارِ تسري بَيْنَنَا *** فِي هُشَيْمِ..ويحنا؛ دُرٍّ أَيْنَ نَهَانَا؟

كَمْ عَزِيزُ ذَلَّ مِنْ أَهْلِ التُّقَى *** وَ أَمِينِ لَمْ يَجِدْ فِينَا أَمَاناً

وحصان بالدنايا رَمَيْتَ *** وَ هِيَ فِي الْوَاقِعِ لَا زَالَتْ حصانا

والعذاری ، وَفِي دُرٍّ نَاضِرِ *** وتمين دُرَّأحرى أَنْ يصانا

وَ بِأَيْدِينَا هشمنا درنا *** فَبَدَا فِي السُّوقِ مزریا مُهاناً

وَ شَبَاباً خطنا ترقبهم *** لِبِنَاءِ الْمَجْدِ جِيلًا يتفاني

نهلوا الرَّاحَةَ حَتَّى تَمَلُّوا *** بَارَكَ اللَّهُ بِمَنْ يَحْمِيَ حمانا؟؟

نَحْنُ لَا زِلْنَا عَلَى غيرهدى *** فِي الدُّجَى نَمْشِي ، وَقَدْ طَالَ جانا

هَكَذَا نَحْنُ جَمِيعاً نرتقي *** سَلَّمَ الْمَجْدِ لتحقيق رؤانا

أَفَلَا تخجل يَا مجتمعي *** مِنْ مخاز أَخْلَقَتْ وَجْهِ ولانا

أَفَلَا یعصمنا بَعْضِ الْحَيَا *** مِنْ إِمَامِ الْعَصْرِ أَنْ كَانَ يَرَانَا

قَدْ تجرعنا الْأَمْرَيْنِ فَهَلْ *** آنَ أَنْ يَأْتِي مَنْ يَرْوِي ظمانا

مضنا الصَّبْرُ وأضنانا الْأَسَى *** فَمَتَى نحظى بلقياه تَرَانَا

فَبِهِ يَكْشِفُ ضَرَّ مَسَّنا *** وہه يَرْفَعُ خفاقا لوانا

قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ تَدْرِي مَا بِنَا *** فَاسْتَجِبْ يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ عانا

صَلِّ يَا رَبِّ عَلَيَّ آلِ الْهُدَى *** وَ بِهِمْ سُدِّدَ عَلَى الْحَقِّ خطانا

وَ احْفَظِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْدَائِهِ *** وأنز دربا وَ أَيْدٍ علمانا

ص: 313

رسالة من السماء

الشاعر جمال رسول

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما تبسط الشمس ظلها فوق الأرض ، وتذوب أشعتها في الأفق كالسحر.

وحينما يلقي القمر بضيائه على ضفاف الأنهار ، وفوق شواطئ البحر ويداعب بأنامله موجاته الهادرة ، ويثير فيها حس الاندماج في موكب الغناء والنشيد.

وحينما يهب النسيم مهفهف الجوانح ، مدغدغ الجنبات ، يتهامس السحب، ويلامسها بأطرافه الناعمة .

وحينما تضوع أشجار العطر برائحتها العبقة ، وتنثرها ألواناً من الورود والزهور.

وحينما تغرد الطيور ، وترقص فوق الأشجار ، وتمرح في حقول الأزهار بغنائها العذب .

فإنها إنما تفعل ذلك بسخاء الطبيعة .

وأنا حينما أنشد شعري ، إنما أنظم حبي .. وولائي .

إن في كل نقطة منه . حباً عميقاً ... أباحت به حياة الأمل .

من هنا فوق راحتي في فنوني *** قد بدأ النور قبلة في جبيني

من هنا النورُ فوق كفي عزم *** مدرك من مناه كل السنين

من هنا النور في ربوع البلايا *** طال بطشا وجارحا من شجوني

من هنا النور في الجراحات لحن *** وقعته أناملي في فنوني

يتملى جنانه كيف تنمو *** بين أنهار نغمه المحزون

كيف تغفو زهوره فوق لون *** حين تجري دماؤه من جفوني

إنني فوق مبسمي أو بقلبي *** صوت خفق وأحرف من أنين

ص: 314

ضج نبضي مردداً رنة في *** لحن حب من القديم دفين

فأنا في جوانحي ضج حب *** فاصمتي اليوم يا طيوف الخؤون

فصدى الحب رددته شفاه *** ليس تهوى سوى النبي الأمين

ليس تهوى سوى الوصي علي *** وبني الطهر والولاية ديني

هكذا الحب يمسح الحزن همساً *** فی نداء السنين فوق العيون

هكذا الحب في فؤادي غنائي *** وولائي ومسرحي وشؤوني

هكذا الحب أنهراً في عروقي *** تسكب الفن موجة من فتون

يتباهى جلالة فوق روحي *** يملأ القلب نشوة من حنين

لاطفته أكف غيب ضحوك *** مشرق بالصفاء عذب مبين

داعبته طيوفها فتغنی *** تحفة النجم نسمة الأفنون

إيه ياشعر هكذا بين نبضي *** أرسل الروح في رؤي الياسمين

إيه يا شعر هكذا فوق ثغري *** ردد الحسب نغمة في البنين

وتهدج على الشفاه ملاكاً *** وارو عني مبادئي ويقيني

واعلن الآن في الوجود غناءً *** رددته مشيئتي في لحوني

إن حبي لآلياسين ينمو *** منذ أن كنت بين ماء وطين

قلبي الحرسابح في سماء *** في هدى الأنبياء بين الدجون

يوصد الفجر من وراء الأماني *** بين فوديه صرخة في السكون

تتناهى لعالم علوي *** أزهري الرؤى أبرحنون

تترجى بشائراً مع شمس *** حيث عين الحياة والتكوين

حيث عطر الخلود بين ضياء *** عبقري مرنم موزون

وندى الفجر ترتقبه عيون *** فوق فن منمنم مفتون

وتلقفه مقلة البحر دراً *** فوق أصداف لولو مكنون

تسبح السحبُ إذ يرف عليها *** رعشات على الرياض الفين

وشذى العطر الروابي خفق *** وعلى الزهربسمة التلوين

ص: 315

سيدي أيها الإمام المرجي *** ياشعاعاً وألف عامٍ ضنين

إن لحناً مهفهف الجنب فينا *** يستحثّ الضياء حيناً بحين

فمتى يظهر الضياء ويبدو *** في وفود السماء غيرظنين

ومتى تعرف الحقيقة نفس *** في هتافٍ من السماء مبين

ومتى تبصر العيون ضياء *** لإمام مهیمن میمون

يسكب الشمس في لفيف نسيم *** وجمالاً ورقةً في الدجون

فيسيل الوجود دفئاً عميقاً *** ويفيض الغدير عذب معين

وترف الظلال نسمة عطر *** ويزين الفضاء سحر الغصون

وتمدالحياة كفأ رؤوماً *** برفيف من الشعور ولين

وتكاد القلوب تلمس فيها *** رحمة الحب في نميرهتون

أينما تسرح العيون تلاعب *** رقة النور في جمان ثمين

القطيف - 14 شعبان 1412ه

ص: 316

أي المجالس؟

**أي المجالس؟(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

قالوا: أما زلت تشدو *** بمدحه كل حين

هلّا ركنت قليلاً *** لخُضرةٍ ومعين

ألا تقسم حبا *** ما بین دنيا ودين

قد غاب مولاك دهراً *** فلذ برب معين

وناح قبلك فيه *** أجدادنابأنين

أما مضى ألف عام *** وعقبت بمئين ؟

فقلت والصدر مني *** مؤجج بحنين :

ياهاجريه أفيه *** يطيب أن تعذولني ؟

تستكثرون ولوعي *** وفتنتي وجنوني

بكوثري وزلالي *** وخضرتي ومعيني

وطعم دنياي منه *** لا أي شهد وتين

ومن لقاه نعيمي *** وحبه كل ديني

لاتذكروا لي غياباً *** فقد يهيج حنيني

إلى القفار فأرمي *** بالأكل والماء دوني

إن قلت : لم تعرفوه *** أو قلت : لم تعرفوني

فصادق أي وربي *** آهٍ فلا تسألوني

أجل تقطع قلبي *** وذاب لب جفوني

على ابن نرجس نسل ال *** هداة حق اليقين

على ابن فاطمة الط *** هر والنبي الأمين

ص: 317


1- سبيل اللقاء ، ص 10-11.

وبات كل حديث *** سواه مثل الطنين

أي المجالس فيها *** يدوم ذكرالمبين

أي المساجد فيها *** يدعى له كل حين

أي المنابر تروي *** حياته بسنين

أين الذي هام فيه *** بقلب عبد حزين

فصار يسأل عنه *** معذبة كالسجين

إما لقاه وإما *** لقاء يوم المنونِ

جمادی آخر1424 ه

ص: 318

عطش العيون

الشيخ علي الفرج

لا أدري كيف تتساقط أعضائي في هذه الورقة ..

ربما ستأخذني للذي انتظرته ولم يأت بعد ..

بحثتُ عنك وقد سافرتُ عن مدني *** أسعى إليكَ وأشلائي على كفني

أبكي فتختنق الصحراء فوق صدى *** حدوي ويحترق الموال في سفني

صارعتُ كل زوايا الليل أبحث عن *** صبحٍ فأطعنُهاطوراً وتطعنني

ولم تزل بدمي روح تضج إلى *** رؤياك .. تنفخ في موتي فتبعثني

بحثتُ عنك ونبضي صارخ وغدي *** يكاد يهرب عن عيني .. عن زمني

أجل .. سأرحل خلف الطيرلا وطن *** سوى عيونكَ يانبع الضحى وطني

أجل .. تمزق خطويوانمحت بفمي *** كل الحكايات وارتاعت على أذني

متى سيحرث من وجهي الضباب متى *** أراك في عطش المسرى لتشربني

خذني وخذ كفني الظمآن قد غرقت *** فيك الشموس فأغرقني لتنقذني

بلى هي الأرض في أشواكها علقت *** روحي فلم تسترخ يوما على بدني

شوهاء ترعب حتى الشمس في غدها *** تمشي بتابوتها الموار بالنتن

وبحرها سرقته الريح من يدها *** وظل يصرخ فيها الملح من عفن

فألق نظرتك الخضراء تحي بها *** دم الحسين .. وتحي الصلح للحسن

يا سيد الزمن المسجون عاد لنا *** قابيل يحمل فأساً في يد الوثن

والفأسُ تنقرفي أوطاننا فإلى *** أين الرحيل وسار الركب عن سكني

طويت قصة عمري بالرحيل فلو *** أراك أرجع من قبري إلى لبني

ولولمستَ شراييني تنجرفي *** كفيك منها بثأري ألفُ ذي يزنِ

ولولمستَ جفافي غازلت أفقي *** كلُّ الينابيع .. قد جاءت لتسكنني

عذراً تلكأ نبضي وارتوى بدمي *** شعري .. فياسيدي خذني لتقرأني

1417 ه

ص: 319

الأمَلُ المُرَجَّی

الشاعر معتوق آل معتوق

بدا للكونِ مسممُهُ فجُنَّا *** وبث غرام خافو وغنی

سَریَ والريحُ تقرؤهُ نشيداً *** وتجمع حولَهُ الآفاق أُذُنا

فرَفَّ النبضُ يحدو في مداهُ *** ومَرَّهواهُ في الأصداء لَحنا

وفي الشَهَقاتِ والزَفراتِ سارت *** سرايا النبضِ والأنفاسِ سُفنا

ودارَت حولَ مطليو المآقي *** لتملأ من نمیرسَناهُ دَنَّا

فلم يدركهُ إنسانُ الدياجي *** ولا أرخى عليه الليلُ جَفنا

ولكن ألبَسَ الأرجاءَ فجراً *** وسربَلَ ضوءَهُ في الفجر رِدنا

وأرسَلَ من طلائعه شُعاعاً *** ونوراً من بريق الشمس أسنني

وسلسَل في صدور الناس ورداً *** ورِيَّاً من رطيب الشَهدِ أهنا

فقامَت تسألُ الأفلاكَ عنهُ *** شفاه الصحف والقلم المعنى

أجيبي يا عوالمه أجيبي *** أذاب الشوق أحرفنا وذبنا

كاَنَّ الجَذبَ آن بارتحالٍ *** وأشرع للمنى السغباء مغني

كأنَّ نسائم الأشذاء جالت *** تمزَّقُ عن حبيسِ الوردِ سِجنا

كأنَّ القادم الموعود جلي *** ستوراً شفت الأيام حُزنا

كأنَّ وليد شعبان تبدي *** يُرافِقُهُ رفيفُ النصر خذنا

أجابت لا تُطيلي في سؤالي *** فذي الأملاكُ آحادٌ ومثنى

ملأن فضاءَ سامرا ابتهالا *** وهذا الروحُ فوقَ الدارِ أحنى

يحيطُ بنرجسٍ والصُبح يدنو *** وصلبُ الدار من شوق تثَنَّی

فكان الطلقُ من نبض الليالي *** تَرَّقب ُولهاً والفجرُ عَنَّا

فأشرفَ عندَها الأملُ المُرجَّى *** ونادَت حولهُ الأكوانُ فزنا

ص: 320

أَلَا يَا فِئَةُ المستك الثميه *** وَ أُهْدِيَ قِبْلَةً العشاق عَنَّا

فَكَمْ غبَطَتك أَرْوَاحَ تمنَّت *** وَ لَوْ بالطيفي تلثمُهُ فتهنا

أَرِيحِي مبسَمَيك عَلَى لُجَيْنٍ *** وَ خَدَّ مِنْ نَدِيَ الْوَرْدِ أَقِنِي

وَ لِوَحْيِ بَيْنَ لألاء المآقي *** وَ دُرٍّ التفر إشراقاً وَ حَسَناً

فَتِلْكَ الدرتان إِذَا تلاقت *** ستُبرأُ أَعْيَنَ العشاق مُزنا

ويهملُ غيثُها المجمور وُجِدَا *** لتنبتَ دَمَّعَهَا الْمَحْمُومِ غُصْناً

إِنْ ناجَی وَ رُفَّتِ وَجْنَتَاهُ *** سيهتفُ خافق قَدْ بَاتَ مُضنَى

مَضَتْ يَا وَ جَنَّةُ الْمَوْلَى سنيني *** وَ عُمُرِي بالوصال الْعَذْبَ ضَنّاً

قِسْمَةِ بِسَهْمِكَ الأخاذ قَلْبِي *** وَ أَنْتَ وَهَبْتَ دامي الْجُرْحِ لَوْناً

فَإِنْ أَلْقَاكَ فِي غلسِ اللَّيَالِي *** ستُصبحُ قَفْرَةِ الْأَحْلَامِ عُدْنَا

وأهتِفُ یا دروب الْعَرَقِ قَوْمِي *** أَتى المهدئ الطافا وَ يُمْناً

أَتَى مَنْ رَحِمَ مذعور اللَّيَالِي *** لْيَبْعَثْ فِي مَخُوفِ الْهَدْيِ أمنا

ويُطلع بَيْنَ طيات الْفَيَافِي *** رَبِيعاً مِنْ يديو الْحَقِّ يجنى

ويمر لِلْهُدَى الْمَهْجُورُ مَجْداً *** ويزجع عثره الْمَهْدُومِ حصنا

فكم هَدَّةَ قَوَائِمِهِ جِهاراً *** وِجَاءُ الْيَوْمَ منقده لتَنبی

وَ كَمْ أفتت دَعَائِمُهُ الْأَعَادِيَ *** وِجَاءُ الْيَوْمَ مَوْعِدُهَا لفتنی

وجاء الْيَوْمَ مَنْ يَجْزِي اللَّيَالِي *** وَ يُوفِي دَوْرَةِ الْأَيَّامِ دَيْناً

لِتَرْجِعَ صَفْقَةً الظَّلَامِ خسرى *** وَ تَنْضِحُ صَفْقَةً الْمَظْلُومِ یمنا

ويبكي الضاحكون عَلَى الثَّكَالَى *** وَ يَهْتِفُ خَلْفَهُ الْبَاكُونَ فزنا

ويعلم مَنْ تَجَبَّرَ أَوْ تَعَدِّي *** بِأَنَّ الْحَقَّ مهماغاب دُفِنَا

سَيَرْجِعُ كالجذور الشَّمِّ غَضَبِي *** تُطَالِعَ . رَغِمَ أَنْفُ الترب . غصنا

ونسمق بَيْنَ أذيال السوافي *** وُرُوداً لَيْسَ تَرْضَى الْأَرْضِ بطنا

وتفترع الْمَفَازَةِ وَ هِيَ عطشی *** لِتَبْلُغَ فِي متيه الجذب عينا

وتشمخُ بَيْنَ عصف الْقُفْرِ بَأْساً *** يَدَكَ عَلَى طريدر الْيَأْسُ رُكْناً

ص: 321

كذاك سيطلع المأمول عمراً *** يوسع في دروب الموت بونا

ولوتشری سلامته بعمر *** لقلنا للردى المحموم خذنا

فداك الروح يا شمسا تناءت *** ورفت خلف سيثر السحب كونا

أدز عينيك يامولاي فينا *** ستنصير في رعيفوالشمس لونا

كسته دماؤنا اللاتي تشظت *** وظلت في يد الجلاد رهنا

فعمن تفرع الآلام؟ عنا *** وممن مرة الآفاق؛ منا

بكتنا الذاريات فحيث حلت *** ترانا بالدم المطلول لذنا

نقدمه قرابيناً لحق *** تمایل قده المصلوب وهنا

تلوت فوق ناحله سياط *** لتشعل باللظى المشبوب متنا

فسل تلك السياط وجالديها *** فكم مالت على يدنا وملنا

تقدم دون عين الدين يسری *** ونبسط دون قلب الحق يمني

جرعنا دون حبكم المآسي *** فمرنا نحتسبي الأوجاع ... مزنا

سنشرها هنيئأيا إمامي *** أطاب الوشق غصتها وطبنا

ونذهل من عزائمنا البلايا *** إذا قالت أديروا الآة قلنا

عشقنا الآه من وله ووجد *** لطيف يا إمام القلب ذبنا

بحبك سوف نحيا والأماني *** فلولاكم لما كانت وكنا

تاروت - القطيف 15/ 8/ 1425 ه

ص: 322

ميلاد الحجة المنتظر (عج)

الشاعر عبد الهادي البقيعي

سمة العبد آية في التهاني *** قد تجلت في النصف من شعبان

حيث راقت محافل الذكر في *** ميلاد سامي الجناب عالي الشأن

صاحب الأمر من تشرف قدراً *** وجلالاً في عالم الإمكان

أمه الطهر نرجس وأبوها ملك *** الروم قيصر الرومان

وأبوه سبط الرسول محياه *** كشمس الضحى على الأزمان

شرف حط قدر كل شريف *** عنه وانحط شامخ الأيوان

فلنا فيك مدحة كل آن *** في فم الدهر في فم الإنسان

نغمة للسرور تبعث للبشر *** انطلاق الأرواح في الأبدان

وبدت في الجنان حورٌ حسانٌ *** تتهادى وأي حور حسان

أشرفت عندما تواری حجاب *** الستر عنها تزف أحلى التهاني

لابسات من سندس وحرير *** حللاً من حفاوة الرحمان

كل هذا من أجل نرجس من *** أجل شريك القرآن حلو المعاني

يتهادين للعطور أريج المسك *** في نفحة من الريحان

يا خلیل الرحمان ها أنا عبد *** لك ودي بحبكم متفاني

مذ صحبت الزمان لم أرَ فيه *** غير أنتم يا صفوة الرحمن

نجباء مطهرون من الرجس *** ميامين من بني عدنان

أمناء الإله في كل شيء *** أنتم الحافظون للقرآن

ص: 323

استنهاض الحجة (عج)

الشاعر عبد الهادي البقيعي

حتى إلام نهيل الدمع كالمزن *** من الجفون كمثل العارض الهتن

ألم يحن بعد في إشراق غرة من *** من يجلو ظلاماً وظلماً حالك الدجن

وكلنا في انتظار نرتجي غده *** كأنه الشمس تبدو من على الفنن

وذلك القائم المهدي غايتنا *** وحجة الله والقاضي على الفتن

فيأخذ الثار إن الثار مطلبة *** من المسيئين من حادوا عن السنن

وشرعوا غيردين الله وانتقموا *** ممن له قد دعا في السر والعلن

فإنه اليوم أدرى بالذي فعلت *** أمية فيهم بل كل ذي ضغن

لا سيما من بني العباس إذعبست *** وجوههم حيث شنوا غارة الزمن

على أبيه وآباءله سبقوا *** وجرعوهم زعاف السم والمحن

جنوا عليهم جنايات فقد سجنوا *** موسى وأبدوا دفين الحقد والضغن

قعر الطوامير أضحى دار مسكنه *** كأنه تارك للفرض والسنن

أو أنه قد عصى لله مرتكباً *** خيانةً لا وحق البيت ذي الركن

وماله أي ذنب غيررشدهُم *** إلى الهدى حيث لم يسأم ولم يهن

قد استخفوا به حياً وحين قضى *** بالسم نادوا نداء الكفر والضغن

وبالزناجيل والأقياد طيف به *** حتى يكون رهين القيد والكفن

ولم يكن أهله فيمن له حضروا *** أو شيعوه غداة الجسر واحزني

وما قضى آخر إلا كأولهم *** على الفراش سوى بالسم كالحسن

أعني به العسكري الشهم من خرجت *** روح له ليتها روحي عن البدن

و لم یعزَّ له في موته ولد *** بحيث قد غاب مستوراً وذا شجن

كم حاولوا جهدهم فيه ولم يجدوا *** أو يحصلوا أثراً بالعين والأذن

ستشرئب له الأعناق شاخصة *** وفي محياه تبدو زهرة الزمن

يمحو اللام فلا جور ولا سفا *** أو من تضل به الأهواء في السنن

ص: 324

فوران

**فوران(1)

الأستاذ عبدالله علي الاقزم

زلالُ حبكَ في قلبي خرائطُهُ *** و في تضاريسيه شكلي ومضموني

من غيث عطفك فجز لي الهوى مدداً *** من الروائع في رسمي و تلويني

إني أحبك عصفاً من بدائعه *** قد صار في الحب من أحلى دواويني

اقرأهواك على عيني وانظر إلى *** قصائدي منك صارت كالمجانين

هذا مناخي فما اشتدت حرارته *** إلا وحبك نار في شراييني

ما كنت أحسب أن الحب هندسني *** وأحرف الحب قد صارت دكاكيني

هنا النوافير قد صب الغرام بها *** هواك فانساب في أحلى التلاحين

هذي الحمائم ما طارت نيازكها *** إلا إلى حبك الوردي ترميني

تلتف نحوك بالأشواق أسئلةُ *** تفور بالحب من حين إلى حين

من أنت ؟ أنت جواب لست أعرفه *** إلا مع الحب بين الماء والطين

من أنت ؟ أنت صلاتي حين تدخلني *** بالنهر والورد والزيتون والتين

قل لي بربك ما معناك فوق فمي *** ومنك أشتق للأحضان تلحيني

ما كان لحنك إلا طينتي ودمي *** وأغصني وانتماءاتي وتكويني

مشيت نحوك كالأمواج تكتبني *** سواحل الحب أشعاراً فتحييني

من ماء حبك أوراقي مبللةٌ *** حق لهالوغدت خير البساتين

أفور من دفئك الريان مشتعلاً *** ومنك شعري فتح للملايين

قصيدتي من ريحان يفتحني *** وعطره منك نصر للرياحين

9/ 9/ 1426 ه

ص: 325


1- دیوان ( الطريق إلى الجنة )

مولد الإمام الحجة (عج)

الخطيب محمد آل عبد النبي

وقد أقبل الميلاد لابن الحسن *** فالبس ثياب العيد لليوم الهني

وقد أتى الإشراق من ميلاده *** ميلاده يسعدكم يسعدني

وفاح طيب العود والورد معاً *** وكيف لا يفوح من شخص سني

فنور من ؟ وطيب من 5 يا صاحبي *** فذلك المهدي وابن الحسن

* * * * *

قد أقبل النورُ ليعطي ضوءه *** لكل إنسان عطاء الزمن

قد أقبل الخير ليولي نعماً *** تهدي وتعطى للموالي المعتني

وسوف يروي القلوب عطش *** لم تشرب الماء لجل المحن

من ياترى الساقي إلينا في غده؟ *** فذلك المهديُ وابن الحسن

* * * * *

هذا إمام الحق من رب السما *** هذا إمام العدل إن تسألني

هذا إمام العصر في عالمنا *** وإنه النبع المعين والغني

وإنه العلة للكون الذي *** يحيي الدين المصطفى والسنن

هذا أمام النصر في معركة *** كبرى يكون العژلابن الحسن

* * * * *

هذا يزيل الظلم والجور فكن *** شخصا حضارياً وفرداً مدني

شعبان ياشهر رسول جاءنا *** يدعو إلى العلياء لا للإحن

هذا حفيد المصطفى ابن نرجس *** ومن إليه ينتمي كالغُصن

متى تقوم سيدي براية ؟ *** متي نراك سيدي في العلن ؟

كم من حديث جاء في ظهوركم *** عند وقوع الظلم عند الفتن

متى نرى دولتكم ياسيدي *** عجل أيا مولاي يا بن الحسن

15 شعبان 1405ه

ص: 326

ليلة النصف من شعبان

الشيخ عبد الأمير الصايغ

يا ليلة النصف من شعبان قد ظهرت

في فجرها آية الرحمن تهدينا

فيالها بين الليالي زهت

قد شع في فجرها أنوار مهدينا

وليس في هذه الدنيا كليلتنا

فضلاً يماثلها إلا القدر تحكينا

فحق أن نعلن الأفراح طرب

عنوانه حب آل البيت يكفينا

قد سركل موالِ يوم مولدها

إن المسرة قد بانت أفانينا

يا مظهر الحق إنا في مسرتنا

ندعو الاله بأن نحظى أمانينا

يا مظهر العدل إن الكل منتظر

لدولة الحق يا مولاي تحمينا

فقل سلامٌ على من تاريخ مولده

في المائتين وخمساً بل وخمسينا

ثم الصلاة على المختار دائمة

وآله عترةً غراً ميامينا

ص: 327

من قصيدة (سباحة الانتظار)

**من قصيدة (سباحة الانتظار)(1)

السيد حسين الخليفة

أذوب بأهل البيت ما ذاب عنهم *** بنار خميس مارقون وأعوان

أروض في وضع نفوساً تضعضعت *** سواها سقاها حنتم اليأس قطران

ونألف أنا صابرون ونتّقي *** لظى ألفة الوضع الذي اعتاد غلفان

بإخمادها ما حرّها وزفيرها *** وواحدنا في شرعة الله بردان

ويرجع بالخفين إبليس آیساً *** وما اصطاد من أبناء آدم لا كانوا

ولا كان فقه بالهزيمة مرهق *** يراوح في مرساه یزید حیران

يحاول قتل الرفض فينا وفطرة *** منورة ما دام لله عبدان

وفينا كتاب الله والعترة التي *** لها خضع السيفان عمرو ونعمان

كثيرون من آبت برهط ذليلة *** عن الآل هبوا للتباهل نجران

تكسّرت الأقلام عاجت عليهم *** وعاجوا يصيدون الردى وهو ختلان

سعادتنا إذ نقتدي بذوي العبا *** إلى من به شع المبارك شعبان

بتمهيدنا نرتاد دیناً بنوره *** يحفّزنا، كفء النيابة أكوان

نحاول عزّا أو نحوز شهادة *** بغيرهما الإيمان لفظ وعنوان

ص: 328


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 306.

طال انتظارك

الشاعر محمد الحمادي

جئناك ياسيدي والقلب مبتهج *** والحبُ في دمنا يجري بألحان

طال انتظار إلى لقياك يا أملي *** والزهرُ قد ذبلت من دهسة الجاني

فاليوم يومك ، والذكرى تجمعنا *** والكل مبتهج في نصف شعبانِ

مهديُ يعجزُ في البيان لساني *** فيصوغُ قلبي في هواكَ معاني

ويشدني حبي إليك لأنني *** أهواك من قلبي ومن وجداني

وأعانقُ الأحلام فيك لينتهي هم *** ی وأرمي فوقه نسياني

مهديُ عدُ ياسيدي عجل الخطا *** وأعطف علي برأفة وحنان

مهدي هاك مع النسيم قصيدتي *** وإليك قلبي في هواك يعاني

ويلومني أحد قصيدك فاشل *** فأجيبهُ دعني ولا تلقاني

شعري يعبرعن شعوري مثلما *** طير يغني أعذب الألحان

وجناحه المكسور ينزف من دمي *** وأنا أطير على فم الأزمان

شعري فأني ذُبتُ في من حبهم *** شعري وهم صدقي ، وإيماني

شعري إلى الحب الذي ينتابني *** فيحرك الإكسير في شريان

هم آل بيت الله نورٌ حبهم *** هم سادةُ الدنيا هدى الأكوان

هل يرتقي شعري لوصفي سيدي *** أم تنتهي الكلمات من أشجاني

والحبُ في قلبي دما متدفقاً *** بالوردي ، بالأزهار ، بالريحان

طال انتظارك سيدي فإلى متى *** تأتي لتطفئ جمرة الأحزان

وتعيدَ للأحلام أحلاها .. متى *** ياسيدي وتعيد لي عنواني

أهدي إليكمع النسيم قصيدتي *** وأنا على أمل فلاتنساني

ص: 329

انتظرني

الشاعر محمد الحمادي

ربَ شمس بعدَ ساعات تغيب

ويجئ الليل

والليل إذا تدري غريب

ويظلُ القلب ولهاناً نحيب

أنتَ تدري وأنا أعرفٌ

أن الحلمَ القادم في الكون قريب

وظهورَ الحجةِ المهدي في الكون قريب ..

وأعيشُ أعرفُ أنتَ مني *** إذ أنت أجمل ما أغني

وأظلُ أبحثُ في حروفي *** وأظل أبحث فانتظرني

وأظلُ أكتمُ في الحنايا *** ويظلُ يشغلُ فيکَ ذهني

وأظلُ أكتمُ في الحنايا *** وأقولُ يا مهدي أجبني

ويظلُ شعبانٌ يغني *** في النصف لحناً اثرَ لحني

وأنا وحيدٌ في انتظاري *** وعلى الجبين يرفُ حزني

ونسائمٌ عبرت بقلبي *** وجحيمها دمعٌ بعيني

ومرادها أني أحبكَ *** سيدي لا .. لا تلمني

ومرادها أن الفؤادَ *** متيمٌ يهواكَ خذني

ولهانَ يشدو تائهاً *** حيناً وحيناً لا يغني

وأنا أحبكُم لأني *** أهواكمُ من صغرِ سني

ونسائمٌ عبرت بقلبي *** الحج المهدي لحني

ص: 330

النصف من شعبان

الشاعر فوزي الصايغ

نصف شعبان في الزمان أتانا *** بالمسرات نحونا ماتوانی

نصف شعبان كل عام جديدٍ *** إن أتانا فالبسرور أتانا

نصف شعبان مايُذاع من الشع *** ر وماذا يقال فيه زمانا

نصفُ شعبان إن أقل فيه شعرا *** فالشعورُ الجميل حثَّ اللسانا

هويومٌ عن المسرة ينبي *** حيي يوماً بذلكم أنبانا

ودع الكون فرحةً وابتهاجاً *** وهو إذ ذاك أنعش الأبدانا

كيف لا والضياء قد شعَّ فيه *** فغدا واحد الهدی عنوانا

أشرق الكون مخبراً عن وليدٍ *** نیّرٍ جاء للوجود أمانا

ولد المهدي الذي يوم ميلا *** ده قد طاف نوره الأكوانا

فانتشت حينها العوالم بشراً *** وهي تدعو بيمنه بشرانا

ونفوس الولاء لما تجلی *** نوره الحق رفرفت إيمانا

هتفت باسمه المبارك أن قد *** ولد المهدي المبيد عدانا

ولد الخاتم الوصيين فرداً *** في سماتٍ بها تميزشانا

جاء مهدينا منيراً كشمس ٍ*** ثم غابت ونوره یغشانا

فمتى يظهرالمغيّب عنا *** ناشراً راية النبي بيانا

ونراه مجرداً سيف حقَّ *** بعد مكثٍ بغمده أزمانا

وعلى أرؤس الضلال يقيم الس *** يف بتاراً ويحصد العدوانا

أيُّ يومٍ به يلاصق ظهرال *** بيت ظهر الإمام حامي حمانا

عجل الأمرصاحب الأمرإنَّ *** الأمر أضحى مهدداً مُستهانا

ملأ الجور والفساد علينا *** أرضنا كثرةً ووافی سمانا

وفشى في الأنام ظلمٌ شديدٌ *** يأكل القادرُ الضعيف عيانا

فاملأ الأرض بعد ذلك قسطاً *** أيها القائم الذي يرعانا

نسأل الله أن يفرج عنا *** بظهور الإمام فهورجانا

ص: 331

ذكرى ميلاد الإمام الحجة علیه السلام

السيد محمد السيد باقر الشرفا

يا أمةً حيي معي شعبانا *** واستلهميه العزَّ والعرفانا

واستقبلي أيامهُ بجلالةٍ *** وترقبي فجراً به مزدانا

بسماته نثرت على كل الوری *** بشراً وفاضت تملأ الأكوانا

وعبيره ملأ الجواء تدفقاً *** وطيورهُ صدحت به الحانا

فجرتشقق حاملاً بضيائه *** أملاً جديداً يُسعدُ الإنسانا

إشراقُة المهديٌ فيه حظوةٌ *** الله ما حظيت به دنيانا؟

سَمُقَ الزمانُ غداة وافى مجدهُ *** لولاهُ ما برحَ الزمان مكانا

تتصرم الأيام كيما ينجلي *** عنه اسوداد أرهق الأجفانا

ويبيد ظلمٌ فوق كاهلنا ثوي *** ويزول ليلٌ كالحٌ آذانا

يوماً به كالشمس يظهر مشرقاً *** غمر الوجود بنوره فتانا

فيشيعُ فيو العدل نهجاً واقعاً *** فترى الصبي يلاعب الثعبانا

ويقيم منهُ الاعوجاج مشيداً *** بيديه يرفع للهدى أركانا

وعلى الريوع يرفرفُ السعد الذي *** لم تلفهُ خلاً لها أزمانا

نظراته عطف على كل الورى *** وفؤاده بژيفيض حنانا

تتمكن الدنيا له منصاعةً *** فيحيلها بالمعجزات جنانا

سُرٌّ بطلعته يبينُ إلى الوری *** طرَّا قتهفو نحوهُ أعوانا

يا صاحب الأمر الذي بظهوره *** يحيا الجميع بظلو أخوانا

جئنا لتقتلع الظلام فليلنا *** داجٍ يثيرُ الرعبَ والأشجانا

ونهارنا همَّ ثوي وسط الجوي *** ضاقت به الأنفاسُ يا مولانا

شكوى القلوب إليك أنت دواؤها *** فاسمع أيا أمل الورى شكوانا

يا من هو الفجر الذي ببزوغه *** يوماً سيبدأ عندها مسرانا

10/ 8/ 1424 ه

ص: 332

الهاء والياء

اشارة

ص: 333

ص: 334

في مدح صاحب الزمان علیه السلام

**في مدح صاحب الزمان علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحيرحمة الله

هذا الخلف الصالح قد سددّه الله

هداه منهج الحق وقد أتاه تقواه

وعنه أذهب الرجس وزكّاه وصفّاه

وهو الأخذ للثار من الفجار أعداه

به يملأهذا الكون من نور محياه

بعدل يملأ الأرض وقسط تم معناه

به يأخذئارات مضت قدما لأباه

ويحيي دولة الحق ويمحي دين من تاهوا

وقد جاء عن المختار فيه ما ذكرناه

وعن آبائه الأطهار فيه ما رويناه

هو المهدي هو الخاتم للأطهار آباه

سمي المصطفى حقاً ووصف لمسماه

ومن نسل الحسين السبط منهاه ومرساه

ومن رسول الله منشاه ومأواه

إمام الحق باب الصدق والكل به فاهوا

ف (نور)مولد جاء له أوضح معناه

وقد غاب لما وقتٍ إليه بأذن الله

ولطف الله لا يخلو عن الحق بدنياه

ومحياه لنا لطف وإن كان فقدناه

وقد شاهده قوم وقد فاز بمرآه

ويأتي العلم والتوقيع منه حيث يهواه

ص: 335


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار).

فنفع الناس موجود به من حين محياه

كشمس جلل النور لها غيم فغطّاه

ومن مكة بيت الله إشراق محياه

كما أشرق للمختار فيها نور علياه

فهم أصل وهم بدء لها والخير عقباه

ولولاهم لما فاض على ذا الكون محياه

فيحيي العدل بعد الجور في عدل قضاياه

ودين الله مرفوع على الأديان يمناه

فيارب لنا عجل به وانقذ رعاياه

ووفقنا للقياه وأسعدنا بمرآه

وصلَّ يا إله الخلق على المختار وأبناه

ولا سيما علي الهادي علي خير ولياه

ص: 336

یا صاحب الكرة

**یا صاحب الكرة(1)

الملا عبد الله المادح رحمة الله

يا صاحب الكرة الغراء أرقبها *** النصر يقدمها والبشر يعقبها

تقرمناعيون طالماقذيت *** وأنفس طال في الدنيا تغريها

أشكو إليك رعاك الله نار جوی *** قد كاد يأتي على الدنيا تلهبها

هذي رعاياك واللأوا تمزقها *** كالذئب للنعجة الأدما يؤنبها

في ليلة طبق الآفاق غيهبها *** وغاب عن أعين الرائين كوكبها

لم تدر يوماً سواكم ملجأ أبدا *** إن دبّ من مؤذيات الدهر عقربها

الله في عصبة أودى بها تلف *** وليس إلا لكم ينمي تعصبها

هي الصوارم لو وافی مجردها *** وهي الضياغم لو وافى مؤلبها

متى أراك جنود الله تقدمها *** وراية العدل في الآفاق تنصبها

والله ما أنا راضٍ أو أراك على *** ورهاء تجنبهاطوراً وتركبها

من ذا سواك ديار الرشد يعمرها *** ومن سواك ديار الغي يخربها

تفيض أعينناشوقاً إليك وكم *** نار اشتياق هواكم بات يلهبها

يرضيك أن العلا صرعى ضياغمها *** وذمة الغي يرعى النجم أكلبها

آلت صوارمنا أن لا نجردها *** إلا أمامك أو ينفل مضربها

نفوسنا وموالينا وما ملكت *** فهاهي اليوم قربان نقربها

أيدي الخطوب أقصري عنا فقد *** بلغت منا الشكاية ندباً لا يخيبها

بعينه ما لقينا منك من مضض *** ستعلمين إذا وافاك موكبها

مولاي كل رزايانا وإن عظمت *** أدنى رزاياكم في الدهر أصعبها

يغريه ما لقي الكرار من كرب *** على البرية منها ضاق مذهبها

الله يوم ترقى فيه أخبثها *** إلى المعالي وأوذي فيه أطيبها

هذا علي مقاد في حمائله *** وطوعه مشرق الدنيا ومغريها

ص: 337


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 10 ص286-284 ، وشعراء القطيف من الماضين ، ص203.

خفض عليك وإن جلست فوادحه *** لا كالطفوف فتلك الموت يرهبها

نفسي فداء جسوم بالعرا نبذت *** أيدي السلاهب في الرمضا تقلبها

وأروس كبدور التم ترفعها *** على الرماح وبالأحجار تضربها

ونسوة بعد هتك الصون مؤسرة *** الله يحجبها والعلج يسلبها

تبكي لها أعين الأملاك من جزع *** والجن تحت طباق الأرض تندبها

تلك اليمين التي عمت نوائلها *** بالسيف جمالها أضحى يشذبها

تلك الشايا التي طه يرشفها *** بالخيزران يزيد صار يضربها

ذا بعض ما نالكم فانهض فداك أبي *** كل الرزايا بكم ينجاب غيهبها

أنت البقية من قوم أكفهم *** عمّ البرية بالإحسان صيّبها

كم نعمة لك لا أسطيع أشكرها *** وكيف شكري ولا أسطيع أحسبها

ص: 338

متى تقوم لأخذ الثأر ؟

**متى تقوم لأخذ الثأر ؟(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

ما بالها لم تقم للثار هاشمها *** أهل ترى فقدت منها عزائمها

هل سيمت الذل فاختارته في دعة *** أما على العزقد نيطست تمائمها

أم خالط النوم أجفاناً لها فغفت *** هلاً يهب لأخذ الثأر قائمها

يوم يقسوم به عيد لشيعته *** ومهرجان به تزهو معالمها

فيا معيداً إلى الدنيا نضارتها *** ومن به تمتلي عدلاً عوالمها

أنت المعيد إلى الإسلام زهرته *** وللشريعة حاميها وحاكمها

متى تقوم لأخذ الثأر من نفر *** هم أسسوا وأشاد الغي ظالمها

فذي معالم دين الله قد درست *** واستفحل الجور وازدادت مظالمها

وذاك فيؤكم في الغاصبين وذي *** أشياعكم رهبة قد نام نائمها

وتلك ثاراتكم يوم الطفوف أتن *** ساها وهل مثلها تنسى عظائمها

كم حرة لكم حيراء قد هتكت *** جهراً وعطل من حلي معاصمها

وذات خدر لكم ولی بكم هتفت *** لما استبيحت بلا جرم محارمها

وكم رضيع سقي من فيض منحره *** بالنبل لما تقاضى منه ظالمها

وعاطش كبدة من نحره شربت *** سمر القنا وارتوت منه صورامها

یارس فارس يوم الطف كم سمعت *** من أي حكمتك الغرا عزائمها

فوق القناة تفيد القوم آي هدى *** لكن من يجحد الآيات كاتمها

يوم الحسين وما يوم الحسين أما *** هدت له من ذرى العليا دعائمها

وشمر الدهر أشجانا تفيض دماً *** من نار أفئدة حري سواجمها

ص: 339


1- ديوان (وحي الشعور ) ، ص 146-147.

في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام

**في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الملا حسن المقيلي رحمة الله

كلمات رب العرش جاء تمامها *** لما أطلَّ على الوجود ختامها

بالنصف من شعبان قد ولد الهدي *** غوث الوری ومغيثها وإمامها

غصن جليل من غصون محمد *** فبه الشريعة رفرفت أعلامها

وبه استقرت سبع أطباق الثرى *** أن لا تميد ويستحيل رغامها

يا حجة الله العلي على الملا *** أنت الذي للكائنات نظامها

أنت الذي للدين أكبر مظهر *** بعد الأئمة حيث أنت تمامها

أنت المؤمل بعد كل مؤمل *** حقاً وللأركان أنت دعامها

يا وارثاً علم الرسالة والولا *** منك الشريعة أوضحت أحكامها

هذي مواليكم لناديكم أتت *** ساداتها وشيوخها وكرامها

متزاحمين مهنئين لبعضهم *** بعضاً بما قد خصكم علامها

هذا هو البشر العظيم بليلة *** سعدت كما سعدت بها أيامها

فعليكم صلى وسلّم ربنا *** ما دامت الدنيا وطال مقامها

ص: 340


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 122.

أنت الإمام الذي تم النظام به

**أنت الإمام الذي تم النظام به(1)

الشاعر أحمد الكوفي رخمة الله

قصيدةٌ ساغ أن يُصغي لتاليها *** تزهو بأولها تسمو بتاليها

وللتشيع ضوءٌ في مقاطعها *** وللولا ميسمُ في وجه قاريها

طوبى لشيعة آل المصطفى فلقد *** فازت وحازت نجاحاً في مساعيها

إن ضلَّ سعي سواها فهي رابحةٌ *** حيث الولاية عقد في تراقيها

لا ضير إن قصدت بالصبر إن لها *** عيناً من الله ترعاها وتحميها

سمعاً بني وطني إرشاد مختصرٍ *** نصيحة لشباب ( الخط )يُهديها

يا أشبُل الجيل لا يغريكم أثمٌ *** يزخرف القول إغراءٌ وتمويها

وإنما ذلكم إبليس فاجتنبوا *** أشراك إبليس لا يصطادكم فيها

نصائح الله للإنسان واضحةٌ *** تدعوه للخيرتبيهاً وتوجيها

كم آيةٍ في كتاب الله بينة *** تهدي إلى الرُّشد لكن قلَّ واعيها

نعوذ بالله من إغواء ناشئةٍ *** فقد ترضَّت وأرضت مَن يؤاتيها

سمَّامةٌ بمساويها أُعيذُكُمُ *** بالله منها ومن عدوی مساويها

نعوذ بالله من تضليل ناشئة *** هدَّامةٍ لبنا الهادي مباديها

قد أنكرت كل ما جاء الرسول به *** حتى تعدَّت إلى إنكار باريها

لولا البقية من آل الرسول بها *** لما نما فوق وجه الأرض ناميها

الحجة الخلف المهدي من خُتمت *** به الأئمة مولى من يواليها

لولاه لانكفأت خسفاً بما حملت *** وصار سافلها من فوق عاليها

بهديه طرق أهل الحق واضحةٌ *** وفيه شيعته تسمو نواصيها

يامن تشرفت الدنيا بمولده *** ضاعت بطلعتك الدنيا وما فيها

وفي محياك تزهو فهي مشرقة *** أيامها غررٌ بيضٌ لياليها

أنت الإمام الذي تم النظام به *** والنيرات أضاءت في مجاريها

يزيدنا ذكره شوقاً لطلعته *** ياليت شعري متى المولى يجليها

ص: 341


1- ( ديوان الكوفي)، ص 225-231.

متى الأمين ينادي باسمه علناً *** أسمع به مسمعاً من في أقاصيها

متى نرى حوله الأجناد حاشدةً *** مشحوذةً لأعاديه مواضيها

متى نراه لسيف الله منتضياً *** يطهر الأرض ممن أفسدوا فيها

ويملأ الأرض عدلاً مثلما مُلئت *** ظلماً وجوراً وبهتاناً وتشويها

وتخرج الأرض ما كنت خزائنها *** والعدل يشمل نائيها ودانيها

ترعى الشياهُ بجنب الذئب آمنة *** لم تخش منهاختلاس في مراعيها

ويلعب الطفل مأنوساً بحيتها *** لا يختشي نفثها المرهوب من فيها

هذا الإمام الذي فخر الزمان به *** أبهج بدولته طوبى لمن فيها

ذُلُّ النفاق وعزُّ المؤمنين بها *** والحقُّ يبدو جلياً في نواحيها

من رام آدم أو شيثاً فهاهوذا *** شيثٍ وصاحب (بسم الله مجريها)

هذا الخليل وموسى والمسيح ومَن *** فوق البراق رقي أعلى أعاليها

وكل ما أوتي الرسل الكرام من ال *** آيات والعلم والأخلاق أوتيها

وكل منقبةٍ خص الرسول بها *** آلت إليه تراثاً فهو حاويها

بقية الله من آل الرسول هُمُ *** شموس هدي وللتقوی دراريها

ولا يقاس بال المصطفى أحدٌ *** من البرية إذ هم خيرمن فيها

هم الذين إذا ما مذكرهم *** عليهم صلوات الله نجريها

مطهرون فلا يدنو لهم وضرَّ *** منزهون عن الأوضار تنزيها

ودائع الله لطف الله حجته *** على العباد علاهم من يضاهيها

قد انحني كل ذي مجد لمجدهم *** مطأطئ الهام لا كبراً ولا تيها

تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا) *** حتى الفرائض فرض ذكرهم فيها

صلى عليهم إله العرش ما تُليت *** آیات حقُّ بديع الحسن تاليها

ص: 342

وينشر اللواء .. ثانية ..

**وينشر اللواء .. ثانية .. (1)

الملا سعود الشملاوي رحمة الله

بسم الدین مظهراً سراه *** لوليدٍ أتي لنشرلواه

يوم ميلاده الكريم المدوي *** نور الكون جملة من ضياه

مرحباً بالعميد سبط المعالي *** من يفدي بنفسه مبداه

سكرات المنون لا يختشيها *** إذ زمام المنون في يمناه

كيف يخشى المنون وهومنونٌ *** عده الله س ابقا لعداه

من سرات على البسالة شبوا *** كل فرد يخشى المنون لقاه

يشهد الله لا مغالاة فيهم *** دینه سابقاً أشادوا بناه

فهو منهم مورث كل مجد *** كل ما في الآباء فيه تراه

تعتلي منلسانه صرخة الح *** ق فيكبو الظلام في مثواه

خافق القلب من وميض حسام *** لا يراعى غير الذي يرعاه

سوف يبني قواعداً هدمتها *** قادة الجور واستبدت ثراه

لا يبقي دجالهالا جنوداً *** تبعته. يفنيهم بشباه

سوف يلقي سفيانها بدماه *** شاخب النحرعافراً في ثراه

لا يبقي في الأرض نافخ نار *** جاحداً من ضلالة مولاه

يترك الأرض غوطة من دماء *** شريت أهلها قديمة دماه(2)

واستحلت محارم الله طراً *** مارعته ولا سعت في رضاه

ما جرى في شفاههم قول حق *** حيث حلت قلوبهم بغضاه

ويلهم يرغدون في نعم الل *** ه فيبدون جهدهم في عداه

رفعوا راية الضلال على الحق *** وهدوا بكفرهم مبناه

فالمرجی بسيفه يمحق الكفر *** ويجري التوحيد في مجراه

ويصفي الآفاق من كل دين *** لا يرى غير ما ارتضاه الله

ص: 343


1- دیوان ( نبضات الولاء ) ص 126-127.
2- الغوطة : المنخفض من الأرض .

يملأ الأرض عدله بعد جورٍ *** لاترى ظالماً تمد يداه

بل ترى كل كائن تحت عدل *** خوف ماضيه بعد خوف قضاه

فتكن دولة لاتضاهي *** قد كساها الإله نور بهاه

ولها يخرج الكنوز من الأر *** ض عليها يكيل خير سماه

فيسود الأمان والمال ينمو *** وتغطي بقاعها نعماه

فيعيشون أهلها في نعيم *** كل فرد في غبطة تلقاه

بلد المرء أربعين ذكوراً *** وهوغض لا شيب فيه تراه

كل هذا من أجل خير البرايا *** إذ رضا الله كامن في رضاه

دولة تستقيم سبعين عاماً *** جاء هذا الحديث عن آباه

أسأل الله ربنا أن يؤاتي *** وعده للولي حتي نراه

فلنكن في عداد من ينصر الح *** ق يفدي بنفسه مولاه

يوم سعدر يومٌ به يظهر الح *** ق نراه الوری يرف لواه

فعليه صلى إله البرايا *** وعلى جده الهدى وأبناه

ص: 344

الإمام المهدي سربقاء الكون

**الإمام المهدي سربقاء الكون(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

قصيدتي علمت من كنت أعنيه *** بالمدح فانطلقت شوقاً تحييه

أم هل درت كم بأرض الله من بشر *** في ليلتي هذه البشرى تغنيه

وكم يردد صوت الدهر قافية *** عصماء تشدو به حباً وتطريه

وهل درت أن أملاك العلى هبطت ***إلى رسول الهدي كيما تهنيه

في ليلة شرف الله الوجود بها *** بمولد عمت الدنيا أياديه

أكلما قلت من هذا ؟ تخاطبني *** مهابة منه عفوا لا أسميه

عام مضى وأحبائي تراسلني م*** وليتهم علموا ما القلب يخفيه

ا زلت أمنحهم ودي وان بعدوا *** عني ، فما ذكرهم والله ناسيهِ

ويعلم الله كم قلبي يكن لهم *** حباً وحبهم أحلى أمانيه

أحبتي جئت مسرور الفؤاد لمن *** أرجو من الله أشعاري سترضيه

قصيدتي علمت من ذا أردت بها *** ومن على قربه مني أناديه

يا ليلة النصف من شعبان عدت لنا *** والأنس عادت لنا أحلى لياليه

حديثا عنك يجلو كل داجية *** من الهموم فلاهماً نعانيه

فإن ذكرناك في شعر نردده *** أو في حديث إلى العشاق نهديه

فمنك يا ليلة المهدي ساطعة *** أنواره وبك ازدانت حواشيه

هيهات حبك تمحوه مصارعة ال *** أقدار أو محن الأيام تفنيه

لالن تقلل منه أي حادثة *** والدهر مهما اعتدى هيهات ينسية

فليصدح الشعر في أحلى مدائحه *** ولتنطلق فرحة أبهي قوافيه

يبارك الله في هذا اللقاء وفي *** من جاء يلقي وفي ما كان يلقيه

يا غائباً لم يزل ديوان شيعته *** في كل يوم قوافيه تناديه

ص: 345


1- ديوان ( أريج العقيدة) مخطوط .

في كل رائعة منه حديث هوي *** يحكي ومقول مشتاق يناجيه

سلوه عنه يجبكم إنه ولة *** بذكره وهواه كيف نخفيه ؟

عد كالربيع حبيباً في مباهجه *** وفي الأزاهر في شتی دواليه

عد حيث تشرق شمس الحق ماحقة *** ما كان في الأرض من ظلم نقاسيه

وداوِ كل جراح لا دواء لها *** وأنت أنت بلا شك مداويه

وامسح بنورك عنا كل داجية *** فالظلم ياسيدي عمت دياجيه

فاشهر حسامك حتى تستبين لنا *** بوادر النصر في أسمى معانيه

قلب الهدى من يفديه وينصره *** إن لم تكن أنت يا مولاي تفديه

ودين جدك من يرعى قداسته *** إن لم تكن أنت ترعاه وتحميه

قد جف منهله الظامي فقم عجلاً *** له ومن منبع التوحيد رؤيه

ألا يثيرك ما يلقى وقد أخذت *** في كل يوم سهام الكفر ترميه

فانهض فحاضره يشكو إليك كما *** شكا إلى جدك الكرار ماضيه

أعداؤه حلفت أن لا يكون له *** ذكر فخلصه من أيدي أعاديه

مرنا نطعك وإلا فالهوى كذب *** هيهات من يعشق المحبوب يعصيه

ما كنت أعلم بابا للنجاة غداً *** أهفو إليه على شوق وآتية

إلا ولاءك يا ابن العسكري فمن *** به تمسك لا خوفاً یدانيه

ولاؤك الحق لا أهوى سواه ومن *** يهوى سواه فقد خابت مساعيه

يا منية القلب لوفتشتموه لما *** وجدتم فيه إلا حبكم فيه

ما زلت أسأل ربي أن يحقق لي *** ما كنت أرجوه من خير لراجيه

مولاي هديك نور يهتدي بسنا *** أضوائه من طريق الحق يبغيه

يقرب الله من قريته وإذا *** أقصيت عبداً فإن الله يقصيه

فأنت سربقاء الكون وهو إلى *** جدواك يحتاج قاصيه ودانيه

فليس من أمل بعد الإله لنا *** إلا عليك وإلا من نرجيه

ص: 346

سر الإله

**سر الإله(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

نور يشع على الوجود ضياؤه *** فتضيء منه أرضه وسماؤهُ

وظلال مجد في البسيطة وارف ا*** لله أورق عوده ولحاؤهُ

وعلا يحلق في السماء ولم يزل *** يعلو على هام السماء علاؤهُ

ونشيد فخر رددت كلماته الد *** نیا فهرت أهلها أصداؤهُ

ونميرفضل كلما على الورى *** منه تدفق بالهبات عطاؤهُ

ومنار قدس كلما مرت خطي ال *** أيام نورت الورى أضواؤهُ

وسرور قلب أوحشته همومه *** وبه يتم س روره وهناؤهُ

ومعين علم ما أتاه ظامئ *** إلا رواه من المعارف ماؤهُ

وأنيس مكروب وملجأ خائف *** ومنار ليل أطبقت ظلماؤهُ

وطبيب من أعيا الطبيب علاجه *** وشفاء من لم يرج فيه شفاؤهُ

وملاذ كل معذب مستضعف *** في الأرض طال عذابه وعناؤهُ

وأعز محبوب أتته رسالة *** من واله قطع الطريق وفاؤهُ

وربيع أزهار تضمن هذه الد *** نيا بكل جهاتها أشذاؤهُ

وإمام حق يملأ الدنيا هدى *** وعدالة عرفت بها آباؤهُ

ومجاهد من ( حيدر ) حملاته *** والليث يشبه فعله أبناؤهُ

و ( محمد ) من ( أحمد ) أخلاقه *** وعلومه وسخاؤهُ وإباؤهُ

وسلوكه وحديثه ووقاره *** وهدوؤه وسكونه وحباؤهُ

وصلاته وسماته وخشوعه *** وركوع وسجوده وعاؤهُ

قسما به وأبيه مال ( محمد) *** من معجز إلا له نظراؤهُ

لم يلق وجه الكون أبهى طلعة *** منه تبارك حسنه وبهاؤهُ

أنى يحيط بكنهه كتابه *** أني يحيط بوصفه شعراؤهُ

بأبي وبي من غائب مترقب *** روحي وأرواح العباد فداؤهُ

ص: 347


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أرجو الإله بأن أراهُ وصحبه *** وعلى رؤوسهم يرف لواؤهُ

يتبادرون لما يقول بعزمة *** ويهزهم حباً إليه نداؤهُ

ورفاقه الغر الكرام وكل من *** في الأرض من أهل التقى رفقاؤهُ

جُلساؤهُ في غبطة بجلوسه *** ولكم أحب جلوسه جلساؤهُ

والكون يسمع ما أقول فأرضه *** في فرحة بحديثه وسماؤهُ

نور الإمامة قد كساه مهابة *** في فرحة طربت بها أرجاؤهُ

لله عصرك يا ابن بنت محمد *** عصر تعم على الوری آلاؤهُ

عصر يسر المؤمنين نعيمهُ *** ونعيمهُ وسماحهُ ورخاؤهُ

قد أغدقت خيراته وتكاثرت *** بركاته وتألقت لألاؤهُ

يا ليتني أستاف من ريحانه *** عطرا وليت ظلني أفياؤه

عصر بقائم آل بيت ( محمد) *** يزهو ويشرق صبحه ومساؤهُ

عصر بقائم آل بيت ( محمد) *** غني فأطرب سامعيه غناؤهُ

عصربه ( المهدي ) ينشئ دولة *** للعدل فيها حكمه وقضاؤهُ

فلتعتصم بولائه متيقناً *** إن الطريق إلى النجاة ولاؤهُ

تباً لقوم ينكرون وجودهُ *** أيغيظهم لايطول بقاؤه ؟

لن ينفع الجاني المعاند شكه *** وعناده وجحودهُ ومراؤهُ

نور الإمامة ما يزال مخلداً *** ولحكمة ( لله ) طال خفاؤهُ

هولا غلؤٌ والغلؤٌ محرم *** سر الإلو تقدست أسماؤهُ

فيه يميز مؤمنٌ من كافر *** أعماهُ عن حب الإمام عداؤهُ

يا ابن الإمام العسكري متى نرى *** يوم تسر قلوبنا أنباؤهُ

مازلت كل صبيحة ومسية *** أدعو الإله متى يكون لقاؤهُ

فاخرج على بركات ربك مصلتاً *** سيفاً يذل الظالمين مضاؤهُ

خذثأر مظلوم أراد حقوقه *** فجرت على أيدي العتاة دماؤهُ

واعطف على العاني الكثيب فإنهم *** دفنوا مناهله فجف ولاؤهُ

حقدوا عليهفحاربوه عداوة *** فبكى ولكن لم يفده بكاؤهُ

منعوه كل كبيرة وصغيرة *** سل أين مطعمهُ وأين كساؤهُ

ص: 348

وانقذ بسيفك دين جدك إنهُ *** قد فاض بالدمع الصبيب إناؤهُ

أفلا يهزك أنه في مأزق *** حرج تدبرهُ له أعداؤهُ

هدمته أيدي الظالمين سفاهةً *** وعليك يا ابن العسكري بناؤهُ

والمسجد الأقصى وأنت إمامهُ *** أفلا يثيرك أن يطول عناؤهُ

محرابه يشكو إليك همومهُ *** ويضج من عبث اليهود فناؤهُ

یا شافعي يوم الحساب ولم يخب *** من أنت شافعه غداً ورجاؤهُ

بارك شاء مقصر متواضعٍ *** ومراده أن لا يرد ثناؤهُ

ص: 349

الإمام المهدي المنتظر

**الإمام المهدي المنتظر(1)

السيد حسن أبو الرحي

وإمام الهدى المؤمل أعني ال

قائم الفاتح العظيم السريا

يملأ الكائنات قسطاً وعدلاً

مثلما طبقت ظلاماً وغيا

خلف راياته يقاتل عيسى

ويصلي وليس أمراً خفيا

يسحق الكفر والطغاة جميعاً

ويعيد الحياة نبعاً رویا

ينقذ الدين من براثن قوم

شوهوا وجهه الجميل النقيا

فيسود السلام في الأرض حتى

يتمنى من مات لوعاد حيا

ص: 350


1- الأعمال الشعرية الكاملة ، ص 633 ، ضمن قصيدة طويلة تحت عنوان : ( في رحاب أهل البيت علية السلام ).

فلنغنية نبياً

الشاعر محمد حسن الماجد

الفاتحة :

أنشأت لحنا من بنات عيوني *** ولذا ترى فوق السطور جفوني

العشق نهر في مفازة ناسك *** ولهيب وجد في رياض مجوني

أهواه مصلوباً على جسد الهوى *** بثياب شك أو ثياب يقين

فهو الربيع الغض لولا شتوة *** مرت عليه ما ازدهی بغصون

والعشق في كأس الولاء ثمالة *** أسكنتها قلبي ولحظ عيوني

ويراع حبي هام فيها ساعة *** ولذا تراه بحلة المفتون

فإذا رأيت على القوافي حمرة *** فلأنها كتبت بحبر جنوني

القصيدة :

هكذا نهوى على البعد الثريا *** وعلى البعد نغنيها سويا

فلنا في مقلتيها راية *** خفق القلب لها جهرا وطيا

وعلى شاطئ عينيها لنا *** مركب حط وبالجفن تفيا

وعلى ساحل دنيانا ذوی *** مرفه للصبر يرجوه المجيا

حرفة الإبحار لا نتقنها *** دون ربان نرى الإبحار غيا

دونه يقتات منا يأسنا *** والأسى يمشي على الجسم عميا

وبحقد يقرأ ( الحمد) على *** كل عضو حيث لا يبقيه حيا

ها هي الكأس أحاسيس جوى *** سكن اليأس هواه الهمجيا

لم تزل تحسو جراحات الهوى *** وتتاغي ورده الحرالسخيا

وتجر الآه ثكلى كلما *** رشف الجرح سناها الكوثريا

هاهي الكأس كما طاب لها *** عاش فينا الحزن مشدوهاً شقيا

قد زرعنا الجمر في أحداقنا *** وأعدنا مجمر الحزن فتيا

ص: 351

أيها الذاوي على مجمره *** أبق في الكأس من التنور شیا

ودع القلب على علاته *** يحتسي البعد شرابا حنظليا

فأنا أهواه منقوش على *** أفق المبعث نقشا مهدويا

أنا يافارس ما ذوبت في *** جمرات السبق خوفاً قدميا

شوطك المحموم مخفوت السنا *** وجناه الغض مشحوب المحيا

وأصيل الخيل في مضماره *** أتعبت قلب الثرى عدواً وجريا

هدها الشوط وما زال لها *** في بقاياه مهار تتهيا

الغد آت على حد الضبا *** وزمان ينشد الحق الأبيا

للغد المأمول ياسيدنا *** هاته غيثاً لنستبقيه ريا

وادفن الأحقاد في أوكارها *** ثمت اتركها ومثواها الغبيا

واغسل الآثام عن خد الثرى *** بدموع الغيث من عين الثريا

لا تراع السير في أجسادنا *** وافترش أضلاعنا درباً سويا

وإذا جزت على قلب لنا *** فلأناً هكذا نبقيه حيا..

یالذكراك التي طافت بنا *** ألف عام عاشها الدهرشقيا

رقد السمار في أحضانها *** ورأوا فيها جلالا علویا

كنت فيهم حين زارت كهفنا *** واستحثت قلبي البر التقيا

ووجدت الغد في سيمائها *** ملحمي الفجر ریاناً بهيا

وعدتني في غد سوف أرى *** لوني الفاحم لوناً ذهبيا

ووفاء العهد قالت علناً *** أن تراني صادق العهد وفيا

أن ترى الجوع على خاصرتي *** أطعم الباقي من لحمي نيا

فالتحفت الليل في قفر الأسى *** وأزيز الريح ما أبقى عليا

ومشيت الدرب شوكا لترى *** أنه يدمي بحقد قدميا

ها هنا أخبر قلبي رسمها *** ريشة الفنان أدمت أصفريا

هاهنا أسألك الوعد الذي *** قد نقشناه على الصخرسويا

ص: 352

أسأل الوعد الذي أسكرنا *** ورحيق العشق في فيك وفيا

فبدت كالخود من طلعتها *** عرف الحسن سناه الأبديا

ورأت أني في العهد فتي *** عشت طاوفوق أشلائي يديا

ولذا أهدت فؤادي نغما *** لم يزل يبعث في النبض عليا

و هاهنا فانظر إلى مفرقنا *** لترى للصبر وجهاً شتويا

كهلنا مات على معبده *** ومداه البيض ما أبقت صبيا

صبرنا الله ما أصبره *** ما رأينا مثله حقلاً نديا

فبه ننسج من أحلامنا *** للغد الآتي ثوياً مخمليا

وبه عشنا على ألف لظى *** ووجدنا النار في حبك فيا

هاهو القيثار في محرابه *** عزف الليلة الحناً سرمديا

وعلى أوتاره شاد الأسى *** ننماً أيتمه الدهر شجيا

وأنا أعلن من منبرنا *** سوف نلقاه نشيداً دمويا

ليحيل الأرض عرساً أحمرا *** يملأ الأفق صراخاً ودويا

ويعري الكفر حانته *** ويقاضيه كماشاء شقيا

وأنا أسألكم في عتمة *** وأرى الفجر كما نهوى جليا

لواتى يا حفل من أقدمنا *** وسيأتي ... فلنغنيه نبيا

15/ 8/ 1411 ه

ص: 353

فجر بقلب الليل

السيد ناجي آل طويلب

خيوط من الفجر الندي وجدول *** ونغمة أطيار ترف شواديا

وفجر بقلب الليل شئ ضياؤه *** وداعب نور الفجرنور الدراريا

وأفق من الإيحاء هزَّ جوانحي *** وأوحي إلى خل القريض قوافيا

قواف برغم الدهر تبقى لأنها *** بنات ولاء قد حواه فؤاديا

سألت أصيحابي العشية ما جرى ؟ *** فقالوا هو ( المهدي ) قد جاء هاديا

أشمس سماء الآل هذي نفوسنا *** يروح بها شوق وآخر غاديا

تؤمل لقيا في الزمان لعلها *** تبل بجنبيها قلوباصواديا

صواد لفجر الفتح والظفر الذي *** يكون لجرح الدين نعم المداويا

أيا أملاضاء الدروب بنوره *** ولولاه لم تبرح سوادا دياجيا

لئن حجبتك الحادثات لحكمة *** فأصبحت من عين البرية خافيا

فكم قشعت شمس السماء غيومها *** و مزق جیش الفجر ستر اللیالیا

و عادت فلول الغیم و الیل هیکلا *** خواء كمن في الحرب ضل المحاميا

ففمر عطاء الشيء لابد كائن *** إذا كان مولانا المهيمن قاضيا

أقائم آل البيت هذي عيوننا *** إلى الطلعة النورا غدون روانيا

بقية آل الله ه ذي عزائم *** سيرخصن يوم الفتح ما كان غاليا

أيا بيرق الفتح المبين متى ترى *** ترفرف وابن الآل يفني الأعاديا

فترسو على بر الأمان سفيننا *** فقد طال مسرانا نروم الشواطيا

أبا صالح هذي بقية أنفس *** تعاورها موج النوائب عاتيا

فهانيك أشلاء البلاد تتأثرت *** ونال بنو الغرب اللئيم بلاديا

و کوثر فكر الدين أمسى معينة *** يلوذ بأركان عهدن حوانيا

ص: 354

فذا رأسمالي يزوق فكرة *** وزوق أخرى من يسمى اشتراكيا

وذاك وجودي وذاك معطل *** وخامس باسم العلم أخفى المساويا

شتات من الأفكار لكن لكيدنا *** ومحوظلال الله بتن سواعيا

ألا أيها الدرب المقدس إننا *** نريق فدا للحق حمرا قوانيا

عنيت دمانا السائلات إذا دعا *** إمام المهدي لبوا فكنا المواليا

بظل لوا ترنو إليه عيوننا *** به يكشف المولى العظام الدواهيا

أبا صالح هدي النفوس لشوقها *** تود لو أن الدهر كان ثوانيا

15/ 8/ 1414 ه

ص: 355

نجوى مع الفجر

الشاعر معتوق آل معتوق

بسم الله الرحمن الرحيم

إِلَيْكِ أَيُّهَا النُّورِ الكامن خَلْفَ السَّحَابِ ، إِلَيْكِ أَيُّهَا البريق المتلألئ فِي عَيْنِ اللَّيْلِ ، إِلَيْكِ أَيُّهَا الْأَمَلِ المخبوء فِي رَحِمِ السِّنِينَ . . إِلَيْكَ يَا رَيَّ الصَّحَارِي الظامئة ، إِلَيْكَ يَا دِفْ ءُ الْقُلُوبِ الخائفة ، إِلَيْكَ يَا بِسِمَةِ الشِّفَاهِ الذابلة ، إِلَيْكَ يَا أَعْذَبُ قَصِيدَةً تَغَنَّى بِهَا الشَّعْرَ . . إِلَيْكِ أَيُّهَا الْفَجْرِ الْمَوْعُودِ . . إِلَيْكِ سَيِّدِي يَا أَبَا صَالِحٍ هَذِهِ الأنشودة الَّتِي احْتَبَسْتُ خَلْفَ الشهيق المبحوح حَتَّى سِرْتَ هَمْساً تَنَفَّسَ حِينَ تَنَفَّسَ الصُّبْحِ . . فَكَانَ زَفِيرَهَا تجوی حالمة مَعَ الْفَجْرِ.

رنَّم الْأُفُقِ والسما والتريا *** خافق فِيهِ قَدْ نبضت دویا

وَ انْتَشَى بوه المتيم لِمَا *** شِمْرِ اللَّيْلِ رَدَّهُ الغسقيا

وَ جَرَى فِقْهُ السَّخِينِ طروبا *** يُسْكِرُ الرُّوحُ سائغة أَزَلِيّاً

واعتلى نبضه فهامت وَ صَارَتْ *** أَضِلْعُ الصَّدْرُ مِنَ غناه قسيا

وَ سَرَّى همسة المجنح عشقاً *** أَطَرَبُ الْكَوْنِ فاقتفاه صغيا

وهمی جه مع الموج لحنا *** ينثر الوجد فيه تشرا وطيا

وَ تَثَنَّتْ عَلَى هواة القوافي *** يَمْلَأُ السَّحَرِ عزفها القدسيا

وَ غُدَّةُ حَوْلَهُ خماص الْمَعَانِي *** ضاميرات الحشا تَعُودَ رُوِيَا

وَ انْثَنِي صَوْتَهُ هُوَ الرَّوَّاسِيِّ *** ويجوب الفضا ويهطل ریَّا

وَ يُدْوِي عَلَى السُّرَادِقِ لحنا *** إِنَّ فِي كُلِّ نبضة مهدیا

لَيْلَةَ النِّصْفِ يَا غَدِيرِ القوافي *** يتجارى عَلَى الْقُلُوبِ مِریَّا

هاك أَرْوَاحُنَا أَتَتْكَ عجالی *** تَلَثَّمْ الْبَدْرِ إِذْ يُلَوِّحُ فتيا

هاك أحداقنا تحوم حياری *** تَرْقُبْ الْفَجْرِ ترتأيه نَجِيًّا

ص: 356

هَاكَ أَسْمَاعِنَا إِلَيْكَ تَنَاهَتْ *** رنميها عَلَى هَوَاكَ مَلیَّا

هَالِكُ آمالناتموج سِراعاً *** وَلِّهَا بَيْنَ ناظريك جِثِيًّا

هَالِكُ أورادنا تتمتم شَوْقاً : *** أطلعي فجرك الْمُؤَمِّلِ فَيَا

هَالِكُ أنفاسنا تَطُوفُ وَ تَسْعى *** وَ تُلَبِّي بَيْنَ الضلوع مَشْياً

نَرْجِسُ العشق فِي يَدَيْكَ تُثَنَّى *** فَإِلَى ( نرجسي ) خُذِيهِ جَنِيًّا

وَ ارْتَوَى خَدَّهُ الأسيل نميرا *** قَدَمَيْهِ إِلَى ( حَكِيمَةً ) ریَّا

وَ انْتَشَى عطره فَسَالَ عسبيرا *** فَخِذَيْهِ ( لِلْعَسْكَرِيِّ ) نَدیَّا

وَ أَطْلِي عَلَى أَلَنَّا بوليد *** هَذِهِ الْحُورِ تحتريه نغيا

وَ عَلَى ثَغْرِهَا تُمْلِي نشيدا *** هنئي أَ حَمْداً . . هبيه سَمِيًّا

وانشريه بَيْنَ الدروب رَسُولاً *** وابعثيه بَيْنَ الْقُلُوبِ نَبِيّاً

فَانْجَلَى فَجَرَّهَا ليبزغ وَتْراً *** كَانَ بالخلد وَ الْخُلُودُ حَرِيّاً

وَ انْتَهَتْ رَقَدَتْ الزَّمَانِ وَ أَهْدَتْ *** لَيْلَةَ النِّصْفِ للهدی مَهْدِيّاً

يَا رَبِيعُ الْهَوَى وَ غَيْثَ الْفَيَافِي *** هَاكَ أناتنا أَتَتْكَ شَكَيَا

يَا غَدِيرِ الرجا وَ صَوَّبَ الْأَمَانِيُّ *** هَاكَ آمالنا أَتَتْكَ صَديَّا

نَحْنُ أيتامک الَّذِينَ سَكَناً *** دَمَعَتْ الْيُتْمُ للشيفاه سُقْيَا

نَحْنُ عشاقك الَّذِينَ كتمنا *** هَمْسُ نَجْوَاكَ فِي الصُّدُورِ خشیا

وَ إِذَا صوا إِلَيْكَ تعلى *** خنقته الْعِدَى فَعَادَ خَفیَّا

هَذِهِ عِبْرَةً الْجِرَاحِ تجارى *** فَمَتَى جفنها يَعُودُ عَصِيًّا

هَذِهِ بِسِمَةِ الْحَيَاةِ مَوَاتٍ *** فَمَتَى تغرها يَعُودُ نَدِيّاً

وَ مَتَى يجفل الظَّلَامِ كَسِيراً *** وَ مَتَى یشرق الضِّيَاءِ زهیَّا

وَ مَتَى تنطوي دروب المآسي *** وتغاديك للفتوح سَریَّا

وَ مَتَى بِاسْمِ الْأَمِينِ يُنَادِي *** فيلبيک خافقي ويَديَّا

وَمتی وردک الظُّفُرِ يشدو *** فنصليه بُكْرَةً وَ عَشِيًّا

ص: 357

حينها ليلنا سيطلع بدراً *** تتغنى على سناه التريا

ينتضي عسجد الشعاع قناة *** توقظ الليل كي يقوم ويحيا

ويذوب السواد الكئيب ليأتي *** بعده الصبح خالداً أبديا

يشهر النور في يديه حساماً *** تنثني حوله الشموس حنیا

حينها يدرك الذين جفونا *** أن أيامهم لم تك شیا

لم تكن غير حلكة وظلام *** وهوذا فجنایلوح سنیا

سيدي هاهي الخطوب تلوَّى *** حول أعناقنا وتزبد غيا

كم رجونا في الأصيل بريقا *** في عيون الندي يلوح جلیا

وارقبناك في بطون الليالي *** أملا كامنا وحملا خفيا

ونحتناك في صخور البلايا *** منسماً حالماً وخداً طريا

وارتويناک في جفاف الصحاری *** منبعاً صافياً وغيتأ هميا

وانتزعناك من رماد الرزایا *** عسجدا لامعا وترا نقيا

وحملناك في الشغاف لواء *** فوق هام الذري يرف عليا

وفرشنا الصدور لليأس نطعاً *** وامتشقنا من النحور مدیا

وحطمنا عن الحناجر قيداً *** بهتاف عم الوجود شديا

أنت يا هالة من القدس تطوي *** في سناها محمداً وعليا

ستؤم القلوب من كل حدب *** خشعا بين راحتیک هویا

ونصلي مع الملائك صفا *** ونلبي مع ( المسيح) سویا

كل آمالنا تموت ولكن .. *** عند ذكراك يامؤمل تحيا

تاروت ... القطيف 15/ 8/ 1423 ه

ص: 358

الوَلَه المحموم

الشاعر حبيب علي المعاتيق

إليك أيها النور الإلهي .. إليك أيها الوهج المحمدي ..

إليك أيها القبس العلوي المتقد في ضمائر المستضعفين ..

إليك أيها الأمل القابع في وجدان العالم .. إليك يا صاحب الزمان ..

هبيني من سناك العذب شيا *** وروَّي يا مليحةُ مقلتيا

أفيقي في دمي في دفق روحي *** أفيقيني أعيديني إليا

وضيعي في اضطراب وجيب قلبي *** وذوبي في فمي نغماً شهيا

كما تهوى الصبابة أشعليني *** فما أحلى اتقادَ سناك فيّا

يداعبني لظى غليان وجدي *** فلابرح الهوى الجياش نَیَّا

أتيت وها فرشت لك الحنايا *** وأسكنت اتقادك ناظريا

وعدت وعساد يا أملي حنيني *** يجوب العمر فياضاعتيا

ترائي فيك مه مهدوي *** بأكناف الضمائر قد تهيا

تهدهده العصور ، يفيض نورةاً *** أغاض بنوره القمر السنيا

يُحيل سناه في ظلم الليالي *** شعاعَ الشمس لو ألفاهُ فَيَّا

تاغيه السما .. غفتِ الليالي *** وما خفقت بها عيناه شيا

تطوف الأمنياتُ به وتسعى *** قلوب المنهكين لديه سعيا

تجمع فيه أعذب ما تناهى *** لسمع الكون حيث غدا الصفيا

له سمت الرسول فقد تبدا *** بذاك المهد نورا أحمديا

وسيماء الوصي ترى عليه *** كأنك إذ تراه ترى عليا

على خديه بوحٌ من صلاة *** ترى قبسا هنالك فاطميا

وفي كفيه فيضٌ من سماحٍ *** تشاهد عنده الحسن الزكيا

وإن قيل الحسين تراه هذا *** الوليدتري حُسينياً أبيا

تحذَّر من ظهور الطهر طهراً *** وهل يلد النقا إلا نقيا؟

إلى أن تم في شعبان شيئا *** بھیا رائعا عبقاً زكيا

ص: 359

بدا بدراً ، وحسب البدر فخراً *** إذا يعطي شعاعاً مهدويا

أتيتك يا إمام وفي ضميري *** هواك وزهر حبك في يديا

ويمَّمتُ السنا حيث استفاقت *** على سُبُحاتِ وجنتِيك الثريا

وخلَّفت الديار ، نسيتُ روحي *** وأحلامي وأنفسَ ما لديا

تلاشت كل أخيلَتي وماتت *** وأنت بها الوحيد بقيتَ حيا

خلوتُ بنور طيفك حين فاضت ***أباريق القريض العذب فيا

وكدت أخاف من حسد الليالي *** إذا خَلُص المحبُّ بها نَجيا

أتيتُك والمسائل تجتويني *** ظمئتُ فجئتُ أطلب منك ریَّا

إلى عينيك أطلقت الأماني *** العذاب الطافيات جوى عليا

تذوب النفس يا مولاي شوقا *** ويبلى القلب عطشانا ظميا

وأنت هناتراوح في ثنايا *** مدانا ، لا القريب ولا القصيا

دنوتَ كأن شخصك في دمانا *** تكادُ تراه أنفسُنا جليا

لعلك بيننا، ليكادُ ضافي *** بهائك يكشف السر الخفيا

لعلك في الجموع نداك يعلو *** إذا الداعي هنا ذكر النبيا

أكاد أراك في مهج الحيارى *** ندى غضأ وفيضا أريحياً

كذا ونأيتَ ، يا نجما تتأهي *** مدى وأضاء مؤتلقا بهيا

أظنك ما بعدت قلى ولكن *** بعدنا نحن يا أملا دنيا

وقد طال البعاد أليس أضحى *** النمير العذب في دمنا وبيا

بعدنا حين أذهلنا التناسي *** وألبسنا التباعد منك غيا

إمام العصر ما اتخذ الغيارى *** سواك لهم إماما أو وليا

ترى أين استقر بك التناهي *** وأيُّ الأرض ضمت منك فيَّا

متى ستراك يا أمل الحياري *** لأكحل من جمالك ناظريّا

أیُسعفني الزمان أراك يوماٍ *** وألمح وجهك السمِحَ الوَضِيا

وأنت تجوبُ عالمنا ويطوي *** سناك مشارقَ الآفاق طيا

إذاً بلغتُ أكبر أمنياتي *** فلوهلك الزمان لما عليّا

شعبان 1424ه

ص: 360

ص: 361

ص: 362

الفصل الثالث : الشعر المتعدد القافية

المهدي المنتظر علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا مليك الزمان يا صاحب العصر

ويا رونق الضحى في الصباح

ونشيد المؤمل المؤمن الصا

بر عجل وسُلَّ بيض الصفاح

قد طغت محنة وسادظلام

فتألق بنورك الوضاح

فمتى تُشهر الحسام وتمشي

بجنود تسيل فوق البطاح

* * * * *

يا نشيد الحُداة والركب سارِ

ولك النصر خافقٌ باللواء

يلثم النجم منك موضع خطو

وتفيض الحياة بالنعماء

حيثما سرتَ فانتصارٌ ومجدٌّ

وسموُّ يعلو على الجوزاء

والثريا من فرحة تسكب النو

روتُلقي بساطع اللألاء

* * * * *

وسما الشرق في سنائك تختا

ل وشمس النهار في المعان

كل روض يهدي إليك عبيراً

والدراري مزهوة الدوران

إنه العدل راح ينتظم الأر

ضَ فقدهبَّ منقذ الإنسان

حيث لا كفرَ لا اعتداء ولا ظل

م فكل يدين للرحمن

ص: 363

منقذ الحق آخذ الثأرقد ثا

رفتيهي يا حومة الأبطال

هيّئي للخيول ميدان حرب

واشرأبي لصولة ونزال

يوم بدر يعود في فجريوم

يُهزم الكفرُ بالسنا المتعالي

سيُوارى الإلحاد في ذلة الخ

زي ويُلقى في هوة الإذلال

* * * * *

شرعة الله قد علت وتسامت

بعد أن سامها العَنا كل فاجر

شمخت في الذرى كما يشمخ النج

م وألوت بكل أرعنَ كافر

وتعالى الضياء في ظلمة الكسو

ن وهشّت له النجوم الزواهر

دين طه قد عاد يرفع للدن

يا مناراً مشعشع النور باهر

* * * * *

ياسليل الهداة يا بسمة التأ

ريخ والليل ممعن في الظلام

سر على الأرض موكباً من ضياء

وتألق مثل الضحى البسّام

وانقذ العالمين من ظلمة الكف

رومن عثرة ومن آثام

وانشر الراية المطلة بالنص

ر ونوّر مدارك الأفهام

ص: 364

نجوى

الشاعر محمد سعيد الخنيزي

أنت كالشمس بُطنت بالضباب *** ضوؤها مشرقٌ وراءَ الحجابِ

فهي روحٌ إلى الحياة إلى الزر *** ع ربيعٌ سمحٌ ، ودنيا ملاب

أنت للأرض مُعمرٌ وبقاءٌ *** من إله السماء منشي السحاب

أنت ثقلٌ مع الكتاب تدورا *** ن شعاعاً يدوم حتى الحساب

ويفيضان بالهداية للخلق *** معیناً سمحاً كاي الكتاب

فاتح النور موكبُ من رسو *** لِ اللهِ شقت أضواؤه كالقباب

إرثكم من محمد قد سقاك *** سم شمسها شعشعت بلا أكواب

أنت .. لولاك كانت الأرض بر *** كان جحيم، تجحمت من عذاب

أنت فيضٌ من الإله ونعمي *** سكبت فوقها كتبر مذاب

وأناجيك يابن بنت رسول *** الله ! نجوى الأحباب للأحباب

كل يوم حكاية لبلادٍ *** فيها زهق الأرواح قتلُ الشباب

الضحايا مثل الخراف مع الصبُّ *** ح وفي الليل جُزَّرت بالحراب

وأناجيك والليالي جراحٌ *** ودماء تسيل من كل ناب

* * * * *

أأناجيك والجراح مآس *** تتلظى في نشوة الأهواء

يشربون الكؤوس نخب ضحايا *** ويعيشون في القصور الوضاء

كل يوم تأتي حكايةُ قتلٍ *** واختناق لبرعم خضراء

يقتلون النفوس في هدأة الليل *** وفي يقظةٍ وفي إغفاء

فقد الأمن في الحياة فلا *** أمنٌ الدنيا تفح كالرقطاء

ويقولون نحن في عصر دنيا *** العلم عصر الاختراع والكهرباء

قد رجعنا إلى وراء عصور *** الجهل نحيا في فترة عمياء

فترى بعضنا يقتل بعضاً *** دون جرم لهذه الأشلاء

إننا مسلمون والدین سلمٌ *** وهو ينبوع صفوة من إخاء

قد زرعنا الألغام وسط قطارٍ *** واحتفال وطائر في الفضاء

ص: 365

ومددناه في جهاز من الوصل *** وفي وهج ألسنٍ حمراء

كل يوم يذيع فيه مذيعٌ *** نبأ مفجعأ من الأرزاء

قتل اليوم في الجزائر آلافٌ *** ومضى مثلها من الأحياء

هكذا لا تفتح الإذاعة لا تسمع *** إلا مفجّع الأنباء

* * * * *

أأناجيك يا بن بنت رسول الله *** والليل مغرق الأكوان

فالنجوم النجوم غابت وراء ال *** سحب في موجةٍ من البهتان

والأزاهير صوحتها الرياح ال *** سهوج في ميعة الربيع الهاني

جفَّ عنها ينبوعها السمح وال *** أغراس ماتت في لهفة العطشان

والرمال الرمال عطشي إلى الن *** ور... إلى رشفةٍ من الإيمان

أشرقِ اليوم كالشموس على ال *** أرض ، ومزّق ظلام هذا الزمان

وابسط العدل في الحياة كما *** شاء رسول الإله في کل آن

واغسل الأرض بالضیاء ورش ال *** عطر في كل خلجةٍ من جنان

ينبت الورد في الصحاري وفي ال *** صخر: سخي العطاء بالألوان

أأناديك كي تقود السرايا *** وتعيد الحياة عرس جنان

السرايا مواكبٌ لطلوع ال *** حق في لهفة لدنيا أمان

تنحر الليل بالشروق على موكب *** دنیا جريحت بالطعان

ويشعّ العدل الإلهي في ال *** كون وفي كل خلجةٍ من الإنسان

يثب الناس من سباتٍ إلى *** صحوة حقّ ويقظة الوجدان

فعليك السلام ما دارت ال *** أرض وظلت في دورة الحدثان

ص: 366

رمز العدالة الحجة المنتظر(عج)

الشيخ قاسم آل قاسم

ذكريات ترددت تتسامى *** كشفت عن دجى السماء الظلاما

وليالي أعياد آل رسول *** الله ضاهي ضياؤها الأياما

سكبت في النفوس نور التهاني *** وسقتها من وحيها إلهاما

فانتشت أكؤس الهوى وتغنَّت *** أبحُرُ الشعر نشوة وهياما

وإذا الشعر داعبته الأغاني *** ملأ الكون كلّه أنغاما

وجرت كفُّ شاعرٍ ألهمته *** ذكريات الأئمةِ الغراءُ

صوراً يرسُمُ الجمال فتبدو *** من معانيه رقةُ وبهاء

وعلى لحنهِ تهش الأزاهيرُ *** ويحلُو من الطيور الغناء

يتغنّى بمدح آل عليُّ *** فتدوي من حولِهِ الأصداءُ

قد أفاضت عليه إطلالةُ الفجر *** صفاءُ یزينُه اللألاءُ

وتراءت أمام عينيه ذكرى *** مولد باركت سنِاهُ السماءُ

مولدٌ رمزه العدالة لو دامت *** لياليه زال عنّا الشقاء

ولطابَت نَفُوسُنا لوتسنَّى *** لعُلاها من عزَّه الارتقاء

ولجفّت دُمُوعُنَا ودِماءٌ *** أحدثت جُرحَها بنا كربلاء

يا شفاء النُفُوس یا بَسمةَ الروح *** أفاضت على الوجود حنانا

يانشيداً قد ردّدته الليالي *** رتَلته ش فاهُها قرآنا

فيکِ ميزانُ عدله يتجلى *** للبرايا أعظم به میزانا

أيقظِي للوَرَی ضمائر نامت *** وامسَحِي عن عُيُونها الأدرانا

وارفعي رايَة الجهاد علياً *** وابعثي عزمها تكُن طوفانا

ما خُلقنا لكي نذل ونشقى *** وسوانا يَلَذّ في نعمانا

ما خُلقنا لِكي نعيش عيالاً *** من سِوانَا نسترزِق الإحسانا

إننا أمّةٌ لنا سابقٌ المجدِ *** ولو صِين مجدُنا ماعدانا

ص: 367

في ذكرى ميلاد الحجة المنتظر علیه السلام

الشيخ قاسم آل قاسم

صاغ فكري حسب ماجاد به الخاطر شعرا

فإذا كنت تجاوزت بحور الشعر عذرا

ولقد شاركت في الحفلة إحياء لذكرى

فرج الله أمين الله في العالم طرا

فهنيئاً لمواليه وأهليه وبشرى

* * * * *

إنني أنثر درّاً فوق أبيات قصيدي

بمديحي لرسول الله والغرالأسود

سيما خاتم أهل البيت ذي العمر المديد

ذكره عند محبيه كآيات السجود

تنحني الهامات فيه من قيام أو قعود

فهو الكائن في الكون على كل صعيد

فهنيئاً لمحبيه بذا العيد السعيد

* * * * *

سرح الفكر بعينيه يميناً وشمالا

فرأى الأنجم تزهو بضياء تتلالا

ورأى الأرض من النور علواً تتعالا

يتلاقى النور بالنور فيزداد كمالا

فكأن الكون قد أعلن بالذكرى احتفالا

وغدا ينشد أشعارة من البشر ارتجالا

وصدى صوت صلاة تكسب الحفل جمالا

إنه مولد خير الناس حلا وارتحالا

ص: 368

فهنيئاً لمواليه نساء ورجالا

ليلة تدرك فيها النفس ماكانت تمنّى

ولها البلبل فوق الشجر الأخضر غنّي

وبها الأملاك والأفلاك والكل تهنّي

بدرها يشرق بالنور إذا ما الليل جنا

ليلة في حسنها في طيبها العذب فتنا

فكانّا كلما مرصدى الذكرى جننا

إنها ليلة ميلاد تزيح الكرب عنا

وبها الكون بذكر الحجة المهدي غنَّی

فهنيئاً لمحبيه ومن والاه منا

* * * * *

ظمى الكون وقد طال به العمر وشابا

كلما يطلب مساء لا يرى إلا سرابا

وإذا قد رمقت عيناه عن بعدِ شهابا

فتدنّى فرأى الأنوار تنصب انصبابا

فرمى في النور ناراً تلهب القلب التهابا

وغدا يكرع ما لذَّ له منها وطابا

وإذا بالصوت لا أفلح من أبدى ارتيابا

إنه بدر كشفنا عن محياه الحجابا

فهنيئاً لمواليه ومن عاداه خابا

* * * * *

لاح في الأفق هلالا وغدا بدراً تماما

بعث الله به للناس ذخراً وإماما

وحساماً حدَّه الموت على من يتعامى

وانتقاماً لقتيل كان يأبى أن يضاما

من لعين ماتدني غيرماكان حراما

ص: 369

من يزيد زاده الخالق في النار ضراما

وعلى من يتوالى المرتضى كان سلاما

فهنيئا لمواليه ومن فيه استهاما

* * * * *

حينما أكمل شعبان انتصافَ وشروقا

طرق الحق على أبوابها طرقاً رفيقا

زهق الباطل منه إنه كان زهوقا

وغدا عرش بني العباس يهتز خفوقا

إنه العدل أتي ينشد للحق طريقا

إنه كل دم في جانب الله أريقا

إنه رایة من كان له النصر رفيقا

فهنيئاً لموالیهُ غروباً وشروقا

* * * * *

إنه سيف رسول الله في ثأر الحسين

إنه سيف علي المرتضى يوم حنين

وله شوق لأخذ الثأر من كل لعين

وله شوق لنشر العدل مذكان جنين

واسمه لاسم شهيد الطف قد صار قرين

فمتى تكتحلالعين بذاك الجبين

فلقد ألهبنا الشوق وأضنانا الحنين

ولقد أشرق ذاك البدر بين الخافقين

فهنيئا لمواليه وبشرى كل حين

بالذكرطرب القلب له حين ينادی

ماسواه شفل الفكر معاش ورقادا

وبه العقل قد امتاز نبوغا ورشادا

كلماجد زمان زادنا الله اعتقادا

ص: 370

وغدا ماكيد في ضدك في الريح رمادا

فقد استكبرمن ألبسه الجهل فسادا

أن يرى الحق لآل البيت فازداد اطرادا

وقد استكبر أن يذعن للحق عنادا

كلماجد لنساعيد تمناه حدادا

فمتى يخرسه الحق بذياك المنادی

بأبي صالح المذكور في الذكر اعتقادا

فهنيئاً لمواليه بدواً ومعادا

ص: 371

إنا فتحنا

**إنا فتحنا(1)

الشاعر سعيد الشبيب

شعبان ياشهر القداسة ضمني *** قلقٌ تجاذبني الهموم فسرني

وامسح بكف الرحمة الكبرى على *** صدري فروعي بعدُ لمايسكن

تافت للقياك النفوس ألا اسقها *** يا مترعا كأس العطارفة اسقني

شعبانُ يا عبقاً تضوع مسكه *** قبلتُ بدرك هائماً أعَرفتني

أنا من تسامى والزمان يسومه *** خسفاً ومازال الزمان يسومني

أنا من تلألأ حين أبعده العدی *** شمسٌ بدت في أفق ليلٍ أدكنِ

أنا من ترؤّى حين أحجمت العدي *** عن سقيه.. فبكربلا لم تسقني

أنا من شمختُ وهامتي فوق الثرى *** تُدمي وفي الجنات یُبنى مسكني

أنا حمزةٌ.. عمارٌ. مقدادٌ.. أبو *** ذرَّ وسلمانٌ.. حبيبٌ مفدوني

قد جئت أحمل زهرةً فواحةً *** بشذا الولاء أذره في موطني

هي كل ما جادت قريحةُ شاعرٍ *** هَزِلِ البيان وذي لسانِ الكَن

فإذا تلجلج صوته في ليلة *** رب السماء بمثلها لم يمنُن

طأطأتُ رأسي خاضعا لوليدها *** ولغير مقدمه أنا لا أنحني

مهديُّ يا وهج الرسالات التى *** نزلت ويا هبة السماء إلى البشر

يا مهبط الأملاك يا شمس الضحى *** يا وارثا موسى وعيسى والخضر

يا حاملا عبء الزمان بقلبه *** يا حافظا سنن النبي مع السور

أنت البقيةُ من سلالة عترةِ *** أنت المعدُّ لقطع دابرِ من كفر

أنت الذي ترجى لمحو ضلالةٍ *** والأمت أنت تزيله يا منتظر

أنت المعز لأوليائك بالهدى *** وتذل أعداء الرسالة في سقر

يا ابن النبي المصطفى ووصيه *** يا ابن البتولة والميامين الزُّهر

يا ابن الخضارمة الكرام تحية *** يا ابن القماقمة الأطايب يا أغر

ص: 372


1- ديوان زهرة الفردوس ، ص 20-21 .

أنت الصراط المستقيم ونورُ ه *** یا واهباً من فيض نورك للقمر

يا بابَ ربي حيث يؤتى ربنا *** أنت المقامُ الركنُ بن أنت الحجر

هاكَ النفوسَ الظامئات فبُلها *** من عذب مائك من حنانك يا مطر

قد مضّها طولُ النوى فإلى متى *** تبقى على شوك المرارة تنتظر

مازال سيفُ الشمر محمر الخطي *** وسهامُ حرملة يصوبها الوتر

مازال (عبد الله محمولا علی *** صدر الإمامة فلتسل تلك العُصُر

مازال زينُ العابدين بقيده *** جاشت عواطفُه فمد لك البصر

فخذ البقية من بقايا قلبة *** صِرها تنزُّ إليك من ألمِ صور

حرم البتولة بابها مسماره *** وجنينها بل ضلعها لما انكسر

رأس الوصي دماءه محرابه *** أبناءه وبناته لما احتضر

كبد الزكيُّ سمومه الامة *** رأس الحسين ونحره نعلي شمر

هزت مشاعر عبدكم صور الأسى *** أترى تمر فجائع أدهى أمر

یا صاحب العصر الأماني جمة *** محمومة الأشواق ثاقبةُ النظر

تسعى تفتش عن قراك وأنت من *** يهب النوال بعطفه لمن افتقر

فمتى لواء النصر يخفق بالندى *** ( إنا فتحنا ) حيث تتلى والسور

آمالنا تطفي على آلامنا *** وتصيح قائلة لها أين المفر

أم الحمام - شعبان 1417ه

ص: 373

شوق إلى الغيب

الأستاذ حسين آل جامع

اَطِلْ فحيه قَمَراً *** يُنَاغِي السَّمْعِ والبصرا

وَ يُرْسِلُ فِي حنايا الْغَيْبِ *** دِفْ ءُ دُعَائِهِ سِحْراً

ليغمر وَ هُوَ مُنْتَظِرُ *** فؤادا ذَابَ مُنْتَظِراً

فيملا نبضه أَمَلاً *** ويثمل جَدْبَهُ مَطَراً

وَ يَسْكُبُ فِيهِ رَأْفَتِهِ *** فتجري تَحْتَهُ نَهَراً

وَ حِينَ يلامس الْأَرْوَاحِ *** تَنْسَى الْهَمَّ والضجرا

لتعرج بَرَّاقِ الشَّوْقِ * نَحْوَ سَمَائِهِ زُمَراً

فَإِنْ آبَتْ لسدرته * وَ لَطُفَ غصونها انتثرا

وَقَدْ مِتُّ إِلَيْهِ یدا * وَ أَرْخَتْ عِنْدَهُ نَظَراً

أَشَارَ زِنْ رَحْمَتِهِ * فِلَذَ وَ طَابَ وانهمرا

هوالشمس الَّتِي احتجبت * وَ حَالَةٍ دوئها السُّبُلُ

وَ لَكِنْ مَنْ أشعتها * عُيُونُ الْكَوْنِ تَكْتَحِلُ

تمایس فِي شغاف الْأَرْضِ * نَحْوَ لقائها . . غَزْلٍ

وَ عَادَةً وَ هِيَ شاردة * تَرَاوَحَ يَوْمِهِ الْمُقِلِّ

وَ تَسْأَلُ عَنْ ضَمِيرِ الْغَيْبِ * أَنَّى يُدْرِكُ الْأَمَلِ ؟

مَتَى تَسْتَبْشِرُ الدُّنْيَا ؟ * وَ وَ تَهْجُرَ جِسْمِهَا الْعِلَلِ ؟

مَتَى الْأَيَّامِ عَنْ ضنک * بغيث الْفَتْحِ تغتسيل ؟

مَتَى يتألق الْإِسْلَامِ * يَغْبِطُ شأوه زُحَلُ ؟

وتخفق رَايَةً التَّوْحِيدِ * حَتَّى تذعن الْمِلَلِ ؟

وَ يَبْعَثُ فِي الْحَياةِ الْعَدْلِ * لا حَيْفُ وَ لَا وَجَلٍ

لنيل لَقَّاكَ يَا أَمَلاً * إِلَيْهِ تَحُجُّ نجوانا

نحتنا الشَّوْقِ ملحمة * عَلَى أَبْعَادٍ مسرانا

ص: 374

ورتلنا الشَّجَا سُوَراً *** فَكَانَ هَوَاكَ قُرْآناً

ولحت بأفقنا قَمَراً *** فرف العشق ألوانا

وكنت وَ لَمْ تَزَلْ قَدْراً *** إِلَيْهِ تَهِشُّ دُنْيَانَا

وَ شَطْرُ لِوَائِكَ الوسوم *** نُوراً فِي حنايانا

نصبنا الْعَزْمِ أُشْرِعَتِ *** وَ صُبْحِ النَّصْرَ مرسانا

فَمَا فَلَتَّ عزائمنا *** وَ لَا ضَلَّتْ سرایانا

وَ مَا بَحْتٍ هتافات *** تؤرق لَيْلٍ أعدانا

وَ أَنْتَ فِدَاكَ أَنْفُسُنَا *** بِلُطْفٍ وَ رِضَاكَ ترعانا

أَرَى فِي ظلمةالأيام *** نُورُ جَلَالِ التمعا

وَ طُورِ سَعَادَةِ الدُّنْيَا *** لقدس ندائك استمعا

وأزهرمن سناك الصُّبْحِ *** فَانْجَابَ الجی قِطَعاً

ورف لواؤك الخفاق *** عِنْدَ الْبَيْتِ وَ ارْتَفَعَا

وَ أَنْتَ تنير بِالْقُرْآنِ *** دربا . . لَاحَ واتسعا

تَقُودُ مواكب التَّقْوَى *** تَشُقُّ طَرِيقِهَا شَرْقاً

وَ عِنْدَ ضريح فَاطِمَةَ *** تُبَثَّ الوجد والجزعا

وللطف الَّتِي احتضنت *** حُسَيْناً . . عندما وَقَعَا

تَمُدُّ يَداً لمرتضع *** بغيرالسهم مَا ارْتَضَعَا

لِتُدْرِكَ تأر كُلِّ دَمُ *** بِقَلْبِكَ ضَجَّ وانطبعا

9 شعبان 1424 ه

ص: 375

أطلق شراعك

الأستاذ حسين آل جامع

سَيِّدِي . . شَوْقَنَا إِلَيْكَ عَظِيمُ *** يَتَلظى بو صَميمُ حَشانَا

سَيِّدِي . . إِنَّنا نبثك وُجِدَا *** مِلْ ءَ أفكارنا . وَ مِلْ ءَ رُوانا

فَمَتَى نُدْرِكِ الْأَمَانِيِّ وَ نَحْيا *** فِي سُرُورٍ فَأَنْتَ كُلِّ مُنانا

هِيَ أَرْوَاحُنَا تناجيك فالطف *** بِدُعَاءِ يُذِيبُ بَعْضِ جَوانا

يَا مَالِكُ الْقَلْبِ بَاتَ الْقَلْبِ هيمانا *** يُرَتَّلُ اسْمُكَ أنغاما وَ أَلْحَاناً

يغفو عَلَى هينمات مِنْهُ شاردة *** وَ يَسْتَفِيقُ عَلَى مَعْنَاهُ نشوانا

الْمِيمُ : مَجِّدِ ، وَ تِلْكَ الْهَاءِ : رمز هَدى *** وَ الدَّالُّ : دَوْلَةُ حَقُّ يَوْمَ تلقانا

والياء : یمن يَعُمُّ الْخَلْقِ قَاطِبَةً *** وَ يَشْمَلُ الكؤن آفاقا وأوطانا

يا أَيُّهَا اللُّؤْلُؤِ المخبوء فِي صَدْفٍ ال *** قيب الإلهي يَا إشراقة الْحُلُمَ

يا أَيُّهَا العشق فِي الأعماق ممتزجا *** بلوعة الْحُبُّ والأشواق وَ الْأَلَمِ

يا أَيُّهَا الرَّحْمَةِ المزجاة مِنْ أَزَلْ *** تَجَلَّى فتغمر أَرْضِ اللَّهُ بِالنِّعَمِ

يا رَافِعاً رَايَةً التوحید شامخة *** تَشُقُّ كالشهب أسنتارا مِنَ الظُّلْمِ

أَطْلَقَ شراعك يَغْدُو الْكَوْنِ أُشْرِعَتِ *** مِنَ الْجَمَّالِ . . وَ أَلْوَاناً مِنَ الْأَمَلِ

وَ انْشُرْ سحابك . . يَمْطُرُ كُلِّ نَاحِيَةٍ *** قيتا مِنَ النُّورِ يَا ترنيمة الرُّسُلِ

فالكون يَتَرَقَّبُ فَجَرَا مَشْرِقاً خضلا ؟ *** یلوح فِي أُفُقِ ( الْهَادِي ) بِنُورِ ( عَلَيَّ )

وَ سَوْفَ ينداح هَذَا الْفَجْرُ منبلجا *** بصحوة الْفِكْرِ مِنْ وَهْنٍ وَ مَنْ عِلَلِ

فانهض فَإِنَّ عَلَى الدُّنْيَا قَدْ اعْتَكَرَتْ *** سحائب الْجَوْرِ حَتَّى غَطَّتْ الأفقا

وَ أُمَّةً الْخَيْرِ تَاهَتْ وَفِيُّ حَائِرَةٍ *** فَأَصْبَحْتَ فِي مَسَارِّ غَامِضِ فَرَّقَا

تَمْشِي وتعتر فِي أَذْيَالَهَا زمنا *** وَ لَيْسَ تَمَّتْ مِنْ يَجْلُو لَهَا طُرُقاً

وَ الْفُلْكِ إِنْ لَمْ يَجِدْ عَقْلًا یدبره *** تقاذفته الرِّيَاحُ الهوج أَوْ غَرَقاً

وَ النَّاسُ صِنْفَانِ : صَيْفٍ فِي بلهنية *** وَ آخَرُ فِي وَثَاقِ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ

ص: 376

وَ الْحَرْبِ تَطْحَنُ مِنْ ويلاتها دُوَلًا *** فِي عَالِمٍ بِشِعَارِ الْبَطْشِ مَطْبُوعُ

والفقر يُنْشِبَ فِي الدُّنْيَا براثنه *** وَ الظُّلْمِ يغرقها فِي شَرٍّ مَشْرُوعٍ

وَ أَنْتَ أَنْتَ الَّذِي يَجْلُو غياهبها *** وینشر النُّورَ فِي نَهَجَ وَ تَشْرِيعَ

آهِ عَلَى الشِّرْعَةِ السمحاء مَا لَقِيتَ *** مِنْ زُمْرَةِ الْكُفْرُ فِي دوامة الزمن

حربا وَ نَهْباً وَ تَشْرِيداً وَ تَفَرَّقَتْ *** وَ غُسْلُ ادمغة الفتيان بِالدَّرَنِ

فَعِنْدَهُمْ أَلْفٍ ( رُشْدِي ) يؤازرهم *** يَكِيدُ للرشد .. الْقُرْآنِ .. للسنن

وَ الْمُسْلِمُونَ..وَ أَيْنَ الْمُسْلِمُونَ ؟!! وَهْمُ *** مُسْتَسْلِمُونَ إفكرالعالم الوثني ؟

يَا سَيِّدِي .. نخ أَسْلَمْنا الْقِيَادِ لَهُمْ *** كَأَنَّنَا لَمْ تَكُنْ فِي النَّاسِ أَحْرَاراً

كَائِناً لَمْ نَكُنْ أَبْنَاءِ مدرسة *** أَهْدَتْ إِلَى الْحَقِّ أبدالاً وأبرارا

أو أَنَّنَا مَا شَرِبْنَا حُبُّ سادَتَنا *** قانساب فِي جَنْبَاتِ النَّفْسِ أَنْوَاراً

يا سيدي . ضاقت الدنيا وما برحت *** والناس تسلك كالضلال أو عَارَا

ياسيدي بَعْدَنَا عَنْ نهجكم خطل *** فدربكم لَأُحِبُّ رَحْبُ الميادين

قانوئكم هوقانون السَّمَاءِ وَ إِنَّ *** عَجَّ الْفَضَاءِ بِأَصْنَافٍ القوانين

وأنتم الْحِجَّةِ الْكُبْرَى فَإِنْ عَدَلُوا *** إِلَى سِوَاكُمْ ، فَقَلْبُ للموازين

العقل وَ النَّقْلِ وَالِقٍ رُشْدُ مِنْ *** يَهْوَى العروج إِلَى قدسي الميامين

لذا .. فَمَنْ كُلِّ فَجٍّ يَنْبَرِي قَلَّمَ *** حُرُّ يشيد بفكر الآلي إِعْجَاباً

هَدَاهُ للرشد مِنْ أَنْوَارَكُمْ قَبَسَ *** فَجَاءَ يَطْرُقَ مِنْ عليائكم بَاباً

وَ رَاحَ ينهل مِنْ ألطافكم حَكَماً *** أَضَفْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ جِلْبَاباً

هِيَ الْهِدَايَةِ إِنْ حَلَّتْ بِقَلْبٍ فَتَى *** أَلْقَتْ عَنِ الرُّوحِ أدراكا وأوصابا

يَا سَيِّدِي بِكُمْ الْأَمْلَاكِ قَدْ هَدِيَّةٍ *** فَكَيْفَ لَا يَهْتَدِي فيزيكم بشر

وأي قَلْبِ بِهِ أَنْوَارَكُمْ سطعت *** فَمَا تَزَالُ عَنْهُ الغئ وَ الْكَدَرِ ؟

ص: 377

وَ حُبِّكُمْ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي جَبَلَةَ *** بِهَا النُّفُوسِ وَ أَنْتُمْ وَجَّهْتُ النضير

وبين أَظْهُرِكُمْ آياتِهِ نَزَلَتْ *** وَ رَهَنَ أَمَرَكُمْ مَا يُنْزَلُ الْقِدْرُ

ياسيدي .. نَحْنُ آمَالَ مُعَلَّقَةً *** بِيَوْمٍ لقياك قَدْ ذَابَتْ مِنَ الوجد

فكم هتفتنا وَرَدْنَا عَلَى ثِقَةً *** لَا بُدَّ مِنْ يَوْمِكَ الْوُضَّاءِ يَا ( مَهْدِيٍّ )

هُوَ الْيَقِينِ ، وَقَدْ عشناه فِي دُمْنَا *** وَ لَنْ نحيد وَ لَا زِلْنَا عَلَى العهد

هو الصِّرَاطِ ، فَلَا تَبْغِي بِهِ بَدَلًا *** وَ هَلْ سِوَاهُ بِنَا يُفْضِي إِلَى الْخُلْدِ ؟

يَا سَيِّدِي .. مَالِنَا إلاگ مِنْ أَمَلٍ *** يامن يُبَدَّلُ بالضراء سراء

متى نَراكَ وَقَدْ أَ زُهْرَةَ ياقمرا *** يهمي عَلَى الْأَرْضِ أَ نِدَاءُ وأضواء

وتلك ( أُمُّ الْقُرَى ) فِي أَ وَجَّ بَهْجَتِهَا *** تُزَفُّ عَنْ دَوْلَةِ ( الْمَهْدِيُّ ) أنباء

یا رَحْمَةِ اللَّهِ .. يَا رُوحَ الْحَيَّاتِ ..أَغِثْ *** قَلْباً وَ فِكْراً وأنفاسنا وأحشاء يَا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ أُمْنِيَّةُ *** نَحْيَا عَلَى تمزدها شَيْباً وَ شُبَّاناً

يَا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ ملحمة *** لَها اشْرَبْ ضَمِيرِ الدِّينِ ظمانا

يا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ خَاتِمَةَ *** لِكُلِّ مَنْ كَانَ يَسْقِي الْأَرْضِ طُغْياناً

ياسيدي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاتِحَةَ *** لِدَوْلَةِ الْحَقِّ حَيْثُ الْعَدْلِ يفشانا

ياسيدي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاتِحَةَ *** نعیش ذَكَرَاهُ فِي عُنْفِ الْأَعَاصِيرُ

فيورق الْخَوْفِ أَمْناً وَ الدُّجَى ألقا *** وَ النَّفْسُ تَرْقُبْ شَوْقاً مَطْلَعِ النُّورِ

وَ سَوْفَ تنف فِي صُوَرِ الْحَيَّاتِ غَداً *** فيزدهي فَجَرَّهَا مِنْ جَانِبِ الطور

وسوف تملؤها عِدَّةٍ وَقَدْ مُلِئَتْ *** جَوْراً وتنسف أَوْهَامَ الأسَاطيرِ

13 شعبان 1418 ه

ص: 378

صاحب الزمان (عج)

الشيخ عبد الله آل سنبل

أنت يا فرع أحمد وأخيه أنت غصن الزهراء وهي البتول

قد حملناك بين أضلعنا وحياً تلته التوراة والإنجيل

وحملناك بين أعيننا نوراً هدانا دليله جبرئيل

واستضأنا فأنت مشكاتنا الكبرى وأنت المنار أنت الدليل

* * * * *

وقرأنا فيك الرسالات إذ جاءت وفي علاك تشير

وهدانا نور النبوة من عينيك في كل ظلمة تستنير

والتمسناك جذوة من ضمير الحق أنت الهدى وأنت المنير

وخطونا على خطاك وأقدامنا تسير حيث تسير

قدتنا للهدى وأنت تقود الحق حيثما تدور يدور

وصعدنا السماء في نورك نسعى تحوطنا وتمير

واغتسلنا ومن مياهك ذقنا مذ وجدناه فهو عذب طهور

ورشفناه سلسبيلاً من الجنة سقاؤه أميركبير

* * * * *

قال فيه النبي يوم غدير الدوح هذا أخي وهذا وزيري

كل من كنت في الولاية مولاه فهذا مولى وخير أمير

يا إلهي والِ الذين يوالون وعادِ الذي أتى بنكير

سيدي باقة من الورد تهدى فتلطف خذها بيوم الغدير

* * * * *

سيّدي سيدي أتينا حيارى بأكف الخسران والتقصير

سيدي ما أتينا بشيء ما أتينا بغيرقلب كسير

ص: 379

فتلطُف خذنا إلى شاطئ الأمن في سبيل يسير

وتلطّف قدنا وخلّص رجاناسيّدي سيدي بحق ( شبير)

* * * * *

هومولاك من غدت فاطم تنعاه عشية وصباحا

وسكبت الدموع من أجله حزناً حتى تعود وشاحا

وسمعت الأطفال في أنة اليتم ترنو إليه صياحا

ونظرت النساء في بهرج السير أسراكم تُتِمُّ كفاحا

27/ 12/ 1426 ه

ص: 380

آية النصف

علي المطاوعة

أحرفي حلقي بشعري فنّا *** واعز النصف آيةٍ تتغنی

إنما النصف أولاً لعلي *** جاوز الخافقين شأناً ووزنا

وكذاك البتول طهرُ المعالي *** ولهم آخرُ به الكون جنَّا

بالزكي ابتدي وصاحب عصرٍ *** منتهى الفرع بالإمامة سُنا

وكذا نصفنا بشعبان أضحى *** لوليد الفخار يوماً أغنا

إنه صاحب الزمان تنادت *** باسمه الكائنات روضاً وحُسنا

عبق الكون بالولادة حتى *** صار قطرُ الندى على الحب مزنا

إنه آية لفيض معان *** سُكبت بالوجودِ أطيب معنى

فازدهی بالوليد كل مكانٍ *** برعم السعد ساحه فتجنی

ساقيات الهوى روائع تتلى *** بمديح الذي به الكرب يجلى

فهو القائم الذي من سناه *** تمرغُ الأرض تنتدي وهي حبلى

ألفُ إشراقة على الألفي ألفٌ *** وضياء الهدى من الشمس أجلى

يورق الصبح في علاه اشتياقاً *** والرؤى تزدهي وروداً وفلاً

إنه للقلوب مهوى عليه *** صلواتٌ بهالة القدس تتلی

بصداه الوجود يطرب حباً *** فعلى الخافقين رفرف فضلا

إننا عاشقون يوم لقاه *** إننا نبتغي لمرآه وصلا

فمتى نكحل العيون هناءُ *** ونرى وجهه البهي تجلّى

إنه النور مشعل الديجور *** وإماماً من العلي القدير

وهو من دفقة النبوة نبعّ *** ونمير الوجود أي نمير

فاض بالحب والحياة فأحيا *** خامد الروح بالعطاء الكبير

يخفق النصر رايةً في علاه *** فلنعم المؤيد المنصور

ص: 381

إن نهجاً له نسير عليه *** نرفض الذل جملةً بالمسير

حسبوا أننا نخاف إذا ما *** هددونا بجائرٍ مسعورٍ

حسبوا أننا سنترك قدساً *** دونَ زحفِ براية التحرير

إننا قادمون صوت صدانا *** نصرنا يعتلي من التكبير

13/ 8/ 1422 ه

ص: 382

تجدد أيها الأمل

**تجدد أيها الأمل(1)

الشاعر شفيق العبادي

تجدد أيها الأمل *** تحف مسيرك القبل

وتحمل شعلة ذكراك *** في أهدابها المقل

لتسعد مهجة حرى *** ويطرب خافق وجل

وينهض خامل طلل *** تسامي فوقه الطلل

ويشمخ كله ثقة *** جبین نبته الجبل

وتنهض أمة حيرى *** تناهب خطوها السبل

تزاحم في مداها ال *** جهل والإخفاق والعلل

تجدد أيها الأمل *** ليدحر باسمك الفشل

* * * * *

تجدد من وراء الغيب *** نوراً في دياجينا

وأفقاً نلمح الآتي *** به يحيا الرجا فینا

ودرباً من سناه العذب *** يروينا فيحينا

ونبضاً يبعث الآمال *** في موتى أمانينا

وروحاً تسكب الأشواق *** في صرعى مواضينا

وخلّي نفحك القدسي *** يجلو حلو ماضينا

فقد تاهت بنا الأنواء *** حتى في شواطينا

وسرنا في دروب التيه **** تقصينا وتدنينا

* * * * *

وسرنا في دروب التيه *** يضحك خطونا منا

نداري نقصنا المحفور *** في أعماقنا وهنا

فما ننفك نحيي مجدنا *** المقبور مذ هنّا

ص: 383


1- أجنحة الولاء

ونتخم مسمع الأيام *** كم كنّا وكم كنّا

فكنا في جلال الصمت *** ينطق صمتنا عنّا

وكنا من هتاف النصر *** في سمع الدنا لجنا

وكناليتها ماتت *** وماصفنا بهافنا

دمى عدنا ولكنا *** بدنيا الوهم ما زلنا

* * * * *

ألا يا أيها الفجر الذي *** نستاف ذكراه

ونرجو يومه الموعود *** حرصا في عطاياه

ونخفي في حنايا الصدر *** من أمس حكاياه

ونطوي درينا المحموم *** في شوق للقياه

حدا بي الشعر والآلام *** تضرى في محياه

وآهات العراق السود *** تعلوفوق أصداه

فما زالت ليالي البؤس *** كالأشباح تغشاه

فهلا نفحة ريا *** تداوي جرح بلواه

* * * * *

سماحاً يا صعيد المجد *** إن أشجي بك القلم

ويا جرحاً بقلب الدهر *** نجواه أسى ودم

ويا لحناً لعاشوراء *** غنّى وقعه الألم

ويا أنشودة الأحرار *** لم يخنق لهانغم

وياسفر الحضارات *** التي أثرت بها الأمم

ويا رمل العراق الحر *** من تعنوله الهمم

أيرضى عزمك المشبوب *** أن يستامك الصنم

ويغضي طرفك المجبول *** من آفاقه الهمم

* * * * *

وينبو سيفك المقدود *** من صولاته الظفر

ص: 384

وناب الحقد من أشلاك *** يسمن كرشه القذ

وأنت الطاعن المهزول *** ينهش جسمك الخور

وتخفي وجهك الريان *** كف كلها كدر

فسرينهض بك الخطر *** ودع ماسنّه الحذر

وحطّم شوكة الباغين *** حتى يضحك القدر

ولا يشيك عن مرماك *** درب ملؤه حفر

فجلجل في سماع البعث *** لا ، لن يعبد الحجر

* * * * *

ولا يا أيها الجبار *** لا ، لن يحكم الوثن

ولن ترضي الجباه الشم *** یرسسم دربها الرسن

ولن تُلوى الأكف السمر *** مهما أوغل الزمن

و لن یسلی التراب الحر *** حراً قلبه الوطن

وإن سحقت شرايين *** وكشّر نابه العفن

فهل يخشى احتدام الموت *** من شاخت به المحن

ومن يجلو له مسراه *** في غاياته الكفن

فمن رام العلا درباً *** فلا .. لا يفله الثمن

ص: 385

الحضوربوجه آخر

الشيخ علي الفرج

إلى الذي يبحث عنا أكثر مما نبحث عنه .. الغائب .. الحاضر ..

مدخل :

بغير وجهكَ قد ضاعت ملامحنا

وكل أوجهنا في الأفق تنطفئُ

وكل ألواننا تمحي وتسكننا ال

موتی وبین دمانا يطلع الصدأُ

تحجرت رئة الدُّنيا فلا نفس

وسافر الماء فاحتل المدى ظمأُ

وصار في رئيتك الجو محتبساً

وفوق أضلاعكَ الأنهار تتكئُ

وأنتَ مَن أنت ؟ فرَّ الكون من دمنا

وراح نحوكَ في كفيکَ یَختَبئُ

القصيدة :

أغلقتَ وجهكَ بين أوجهنا وأعينُنا دخانُ

لكنَّ ظلك في أصابعنا ليلمسنا المكانُ

* * * * *

من عَلّم الأمواج أنَّ سنا الحياة بمقلتيك

جُنَّت زوارقنا وهذا البحر يحملنا إليك

* * * * *

وهنا تغلفنا الثلوج وتنطفي فينا الحياة

وتظل تحفرُ أنتَ في غدنا الدقائق والجهات

ص: 386

وهناك في الوطن المخبأ في يديكَ هناكَ وردُ

وولادة زرقاءُ تصنع بعض خطوتنا وتعدو

* * * * *

وهنا احتضارات ملفة بقمصان الخريف

والماء من ملحٍ وقرص الشمس في كهفٍ مخيفِ

* * * * *

لكنما اسمكَ وقعُهُ مطر يغازلُهُ الجفافُ

* * * * *

وهناك في عينيكَ تكبر لحظة فتصير أُفقا

وتلامس الثارات وسط قلوبنا فتصيرعشقا

* * * * *

يا أيها القمر المعبّأ بالضياء أما رأيت

الصبح أطفأهُ الغيابُ وكان يشرب منك زيت

* * * * *

قالوا بأنَّكَ غِبت في الصحراء في قبو وغابة

ولربما قد كنتَ تسكن وسط بحرٍ أو سحابة

* * * * *

أمّا أنا فأقول لستَ على البحار ولا السحابِ

أنتَ الحضورُ وكل هذا الكون في ظلم الغياب

1418 ه

ص: 387

على ضفاف الغيب

السيد ضياء الخباز

رحماكَ أبحرَ بي الضني وأتيتُ مكسورَ اليراعِ

وعلى ضفافکَ قد ركزتُ بكف أشواقي شراعي

فإليك خذني فالدجى يلتفُ حولي كالأفاعي

وانفخ بروحكَ من وراء الغيبو وامنحني شعاعي

فأنا بغيركَ تائةُ يغتالني شبحُ الضياعِ

ومدينتي بسواكَ يا مولى الزمانِ بلا قلاعِ

* * * * *

عذراً إذا صمتَ اليراعُ فصمته إحدى لغاتي

لفةٌ تقيدني إذا ناجيتُ ذاتاً فوق ذاتي

تتبعثرُ الكلماتُ حين يلمها خيطُ الشتاتِ

وحبالُ مشنقةِ اليراعِ تُشد في عنق الدواة

فالذاتُ ذات لا تُمس سوى بكفِّ الأمنياتِ

أنى يطوفُ بكنهها حريغ وتنشدها لهاتي

قم المقدسة : 1416ه

ص: 388

في الطريق إلى النور

**في الطريق إلى النور (1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

زرعتَ الحقَّ فاشتعلت

بأجنحة الندی روحُ

ومنكَ الكونُ فوق يدي

تلاواتُ وتسبيحُ

وفيکَ العالَمُ الأحل

مع الأنوارِ مُتحِدُ

وفيکَ المجدُ في لُغةٍ

هو الأهلونَ والبلدُ

وصارت كلُّ قافيةٍ

بكفيکَ الأزاهيرا

بكَ الأزهارُ قد أفضت

إلى النحلِ التباشيرا

رسالةُ نورِكَ انطلقت

كمجدٍ هامَ في مجدِ

وأحلى الناسِ قد صاروا

تحياتِ إلى المهدي

2/ 8/ 1426ه

ص: 389


1- دیوان(الطریق إلی الجنة)

العسجد النازف

الشاعر معتوق آل معتوق

صرخة من قلب مكلوم لجريمة تفجير القبة والضريح الشريفين لسيدَينا الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليها السلام بسامراء.

كنَّا نضمدُ بالقُبابِ جروحا *** واليومَ أضحت جُرحَنا المفتوحا

وبها نُعللُ جفنناعن فرحِهِ *** واليومَ صارَت جَفنَنا المقروحا

كنانكفكف سيل مدمعنا بها *** واليوم أضحت دمعنا المسفوحا

وبهانزُجُّ الآهَ عاليةً بنا *** ولقد غدت صوتَ الأسى المبحوحا

اللهَ يا يومَ الرزية ماجرى؟ *** ألهَبتَ يا يومَ القُبابِ قروحا

فكأنَّ أحمدَ قطعت أحشاؤهُ *** وكأنَّ حیدَرَ عادَ یغصبُ روحا

وكأنَّ فاطمَ كُسرت أضلاعُها *** وكأنَّما خدرُ البتولِ أُبيحا

وكأنما هُتكت جنازةُ شبرٍ *** وكأنما بُعثَ الحُسينُ ذبيحا

وكأنماطُحنّت أضالعُ صدره *** وكأنما سترُ الخُدورِ أزيحا

فبدَت بسامرا المُباحةِ زينَبٌ *** تدعو وقد رأت الحُسينَ طريحا

ليتَ السماءَ على الوهاد تحذرت *** والبدرَ من بُرجِ السَماء أُطيحا

ليتَ الجبالَ على السهولِ تدكدكت *** ومُدى الصواعِق ما طعنَّ ضريحا

ليتَ العَمى بين الجنان أصابَني *** كي لا أرى عَمَد القُباب كسيحا

جداهُ قد هَتَكوا علياً وابتهُ *** أترى ابنک المهدي جاءَ جريحا

قد كنتُ أحسبُ في القبور امائنا *** لكنَّما حَرَمُ القبورِ أُبيحا

* * * * *

والآهِ لن تستأصلوا إيماننا *** الوجد لن تستعبدوا أرواحَنا

قسماً براعفةِ الجراح وبوحها *** لن يقطعَ السيفُ الجبانُ حبالنا

فلقد عِقدناها بكفَّ محمدَّ *** وبكف من نال العُلى وأنالَنا

والقدرِ والمحراب لن تذوي الرؤي *** والطعنةُ الرعناءُ لن تغتالَنا

ص: 390

والدار والأضلاع لن نفنى وذي *** صُحُفُ المودة دوَّنت آجالَنا

والطفلِ والمسمارِ لن تبلى المُنى *** أنى وقد ساقي الهوى أشبالَنا

والخد والأقراط لن ننسى لكم *** دين الظُلامة حين نقدحُ نارنا

والسُمَّ والأكبادِ إن بقلبنا *** ولها إلى نخل الوفاء أجاءنا

والجسرِ والقيدِ المضمخ بالإبا *** أبت الجدود مذلة وأبت لنا

والتربة الحمرا وقلب قتيلها *** سهمُ الفؤاد على الخطوب أعاننا

والنحرِ والصدرِ المكسر والظما *** عطشُ الحُسين على الميين َأقامنا

والنار والخُمُر السليبةِ والخِبا *** قد جلبت خمُرُ الثبات نساءَنا

والجود والكف القطيعة واللوا *** ورَدَت مواجعُنا السَما وسَقَت لنا

قسماً بيوم العسكريين الذي *** شبَّت به شُعلُ العِدي وأشابَنا

إن تهدموا للطاهرين منارةً *** لن تُسكتوا بين الصدور أذائنا

الله أكبرُ، يا محمدُ، يا علي *** لن يقطعَ القتلُ المُريعُ صلاتَنا

* * * * *

ذُبنا وصبرُك كالجبال الراسية *** لم تبق فينا للتجلد باقية

ياسيدي كلت ضروعُ دموعنا *** وبصدرنا رسُلُ التزَّفر ذاوية

ياسيدي من عَتبنا ماتت متی *** فبمن نلود إذا دهتا الداهية

وبمن نلوذُ إذا انجلى صبحُ العدي *** إلا بنجمک إن طوتنا الداجية

هذي أنامِلُنا تنِزُّ دِماءَها *** لحبالكم رغم الوحوش الضارية

ها نحنُ نهتفُ والمخالفُ اللُهي *** ونبثُّ صرختنا لدرب الناحية

خُذنا بحقك للمُغيب والتَّئِد *** فالسيروعر القوافل حافية

وإذا وصَلَت إلى حماهُ فقُل لَهُ *** هتكوا يماك وذي الجموع ورائية

تدعو وحقك مابقت دارتَنا *** ( إلا بهاناعٍ يُجاوبُ ناعيَة)

24/ 1/ 1427 ه

ص: 391

مولد القائم المهدي علیه السلام

الشاعر فوزي الصايغ

دلت الروايات الأكيدة على ولادة صاحب الأمر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء في الزمن الغابر ، وأبوه الإمام العسكري أنبأ بولادته وأخبر أهل محبته وأراهم جميل غرته ، إلا أن المكابر الغريب عن البيت الشريف يدعي جزافا وعنادا عدم ولادة القائم علیه السلام ، فيا عجباً أهل الدار يؤكدون والأغراب ينكرون.

يا ليلة الميلاد ميلاد الهدى *** في النصف من شعبان حيث تولّدا

في النصف من شعبان عيد زاهر *** وبه الموالي في سرور عيدا

وبه الملائك في السماوات العلى *** في فرحة لزموا الصوامع سجدا

وبه جميع الأنبياء تباشروا *** متعانقين مصافحين بداً يدا

وبه الرسول محمد ووصيه *** في بهجة والطاهرون مجددا

في النصف من شعبان هذا حفلنا *** ما صار إلا كي نقيم المولدا

فبمولد المهدي هنّوا أحمداً *** هذا وهنوا الواصلين محمدا

في النصف من شعبان شهر المصطفي *** طير السلام على البرية رفرفا

في النصف من شعبان نور مشرق *** بهدي النبي وما عداه قد انطفى

قد أشرقت أنوار مهدي الوري *** في النصف من شعبان لما أشرفا

ولدته نرجس طاهراً ومطهراً *** من طاهر ومطهر لزم الصفا

مهدينا من آل بيت محمدٍ *** من ولد فاطمة البتولة مصطفى

يُنمي إلى فخر الأعزة في الوري *** ذاك الحسين به الأبي تشرفا

نسبٌ رفيعٌ قد تسامى محتداً *** للقائم المهدي حقا ما خفى

ولد الإمام القائم المهدي من *** بعد الأئمة للخلافة مؤتمن

ولد المبيد لكل صاحب بدعةٍ *** متسلط ومغير أهدى السنن

والمنكرون ولادة المهدي قد *** ألفِوا الضلال من العناد مدى الزمن

ص: 392

ينفون أن يبقى صحيحاً سالماً *** حياً طويلاً للردي لم يُرتهن

هل أنهم ينسون عيسى لم يمت *** والخضرباق ثم إبليس الفتن

والرسلُ كم قد عمروا من سابق *** كالشيخ نوح بعد الافي وهن

هذا هو الإعجاز يخرق عادةً *** والله يمنح من يشاء من المنن

يا من تنكر للإمام المنتظر *** ارجع إلى التاريخ كي تلقى العِبر

ارجع إلى التاريخ تبصر وارداً *** في شأن مهدي الورى كم من خبر

في شأن مولده وطول حياته *** وخصوص غيبته إلى حين الظفر

هذا أبو المهدي حدث قائلاً *** أن قد حباه الله مولوداً ذكر

وهو المؤمل كي يقيم عدالةً *** فوق الثرى مستقبلاً بين البشر

عجبا أبوه العسكري مؤكدٌ *** ميلاده والأجنبيٌّ له نكر

إن الذي في البيت أعلم ما به *** من خارجٍ عنه ولوحدَّ النظر

شعبان 1421ه

ص: 393

في المولد الشريف

**في المولد الشريف(1)

الشيخ محمد أبوعزيز الخطي رحمة الله

ظهر الإمام وصفوة الرحمن *** الحجة المهدي عالي الشان

القائم المنصور والنور الذي *** يهدي إلى الإسلام والإيمان

نور البلاد وعلة الإيجاد *** قطب الكائنات وآية الديان

من فاق سؤدده وساد بمجده *** وسما على الأمثال والأقران

من يملأ الأرض البسيط بعدله *** من بعد ما ملئت من العدوان

صلى عليه الله ما ركب سرى *** أوناح قمري على الأغصان

وله أيضا :

لشهر شعبان فضل ليس نحصيه *** شهر أتى مولد الهادي لنا فيه

شهر كريم حوى فخراً بمولده *** فيه فطاب فما شهر يضاهيه

ألم ترَ قسمة الأرزاق فيه بما *** حوى وبالفضل قد حقت لياليه

به تولد نجم الفجر من مضر *** مهدينا خيرمقصود لراجيه

مولی كأنك تتلو حين تذكره *** آي السجود علينا إذ نسميه

الحجة القائم المهدي من ظهرت *** آياته وعلت قدراً معاليه

السيد السند النور البهي ومن *** لم يبلغ الوصف عشراً من معانيه

إمامنا الخلف المنصور أكرم من *** مشى ومن عمت الدنيا أياديه

عليه صلى إله العرش ما هتفت *** ورق ومامال غصن في تشيه

وله أيضا :

صلوا على سيدنا السني *** إمامنا المنتظر المهدي

نجل الوصي الحسن الزكي *** سليل مولانا الفتى علي

نجل الجواد الزاهد التقي *** فتى الرضا والكاظم البهي

ص: 394


1- أذكر هنا المقطوعات الشعرية التي أثبتها الشيخ رحمة الله لنفسه في كتابه : (الذخيرة في المحشر والروض الفائح الأزهر في مولد الإمام الثاني عشر)، وقد تقدمت الإشارة لها في الجزء الأول الصفحة 434 ، عند الحديث عن المؤلفات القطيفية في صاحب الزمان علیه السلام .

ابن الإمام الصادق التقي *** نجل الإمام الباقر العلي

نسل علي الخاشع الزكي *** ابن الحسين السيد الوفي

أخو الإمام الحسن الزكي *** ابن الإمام المرتضى علي

نفس الرسول المصطفى النبي *** صلى عليه الله في العشي

والسحر المظلم الدجي *** ما إن حدا الحادي على المطي

وله أيضا(1):

هذا هو المنصور من رب السما *** والحجة الخلف الوصي المنتظر

هذا الإمام العابد الصوام وال *** خلف الوصي إمامنا الثاني عشر

هذا الإمام القائم الندب الذي *** في الحسن يزري بالغزالة والقمر

بظهوره ظهر الهدی فوجوده *** لطف براه الله حقاً في البشر

فاز الذي علقت يداه بحبه *** ونجا غداة الحشر حقاً من سقر

صلى عليه الله ما سارٍ سرى *** ليلاً وما حجَّ الحجيج وما اعتمر

وله أيضاً :

زهرت بمولده البقاع وأصبحت *** أنواره في الأرض كالأعلام

يا حبذا الخلف الإمام الحجة ال *** مهدي ناصر ماسة الإسلام

هذا الإمام وصاحب العصر ال *** ذي يقضي بحكم الله في الأحكام

هذا الذي فرض الإله ولاءه *** وحباه بالإجلال والإكرام(2)

ص: 395


1- هذه القطعة والتي تليها ذكرهما محقق كتاب ( أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ) على أنها من شعره الذي أودعه في مولده ، إلا أني لم أرها في المولد المطبوع ، ولعله اعتمد على مصدر آخر في ذلك .
2- أنوار البدرين ، ج2 ص91-92 ، الحاشية .

مختارات من ( سبيل اللقاء)

**مختارات من ( سبيل اللقاء)(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

يعيبنا الناس :

تعزية مبعوثة إليه فداه روحي

مكسورة الضلع رماها الأذى *** بها نعزي إمام الزمان

مضارم النوح وكل العزا *** لأجل عينيك من القلب كان

أبعد ما أنكرمن شأنها *** نُسالم الغي فيا للهوان

بلطمة العين جرى دمعنا *** وقرحت أعيننا والجنان

آه على المهدي في صبره *** على أذى فاطمة .. كيف هان ؟

وطال مكث السيف في غمده *** أما ق ضى الله وآن الأوان ؟

يعيبنا الناس علی نوحنا *** إذا بكينا لأليم المصاب

وإن ندبنا لك وافاطما *** تحول الخلق علينا كلاب

فداك روحي ، أفلا تُرتجي *** بطلعة تكشف عنا الحجاب

صدورنا تلهب أجوافنا *** مضارم النار بدار وباب

أبكي على طول أذى سيدي *** يُزاد كالجمر بطول الغياب

أخاف أن أذكر من رُزئه *** أسى فيزداد عليه العذاب

العطرة :

فداك دمي : حُبّيك أشفي عطية *** وقربك يا بن الطهريا معدن اللطف

وربك لو يدرون ما طعم قريكم *** لما سكتوا عن مدحكم غضة الطرف

كفاني من المهدي عطف ورأفةٌ *** وغير ندى المهدي في الناس لا يكفي

إذا نلته مالي لدى الخلق حاجةٌ *** لأني بعين الله معتمدي كهفي

ص: 396


1- نذكر هنا مقطوعات منوعة من ديوان ( سبيل اللقاء)، وآثرنا أن تدرج هنا في قسم (الشعر المتعدد القافية ) مع أنها ليست قصيدة واحدة ، وإنما لأنها مقطوعات قصيرة من ديوان واحد جميعه في صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

هو الوجه من ذات الصفات لمن يشا *** دنوّاً إلى المولى بؤلاءة الصحف

هو الكوكب الدري تلقاه باسما *** يُضيء ربي الصحراء أفئدة يشفي

هو الحجة الحنان دوحٌ كريمةٌ *** ترى أكلها موصولةٌ سهلة القطف

مستجيراً بكم :

قلتها في أمر حدث عام 1423ه.

الموقنة:

القائم المهدي يملأ ذكره *** سور الكتاب قصيرها وطويلها

الليل غيبته إذا يغشى الورى *** والصبح طلعته تبث هديلها

وبسورة القصص أقرأن (ونريد أن) *** وبيونس ( انتظروا ) وعُد مثيلها

وب (قاف) یوم خروجه يعني به *** في صيحة حتم الإله حصولها

( ولقد كتبنا في الزيور ) صريحة *** في ( الأنبياء ) وذاك شبه دليلها

مئةٌ من الآيات فوق حسابها *** عشرون عد بيومه تأويلها

صدقت آل محمد في قولهم *** عنها وكذبت النسبي جهولها

العارفة :

مولاي أنت صفوة الرسل الألى *** بُعثوا وأنتم عند ربي أفضل

الوارثون الأنبياء بكل ما *** أوتوا وزيد لكم فأنتم أكمل

ما كان ربك يجتبي من مُرسل *** إلا ويُبلى في رضاك ويُسأل

أنوار كنتم محدقين بعرشه *** قبل الخليقة ، مفلس من يجهلُ

لا يقبلُ الرحمن أي عبادةٍ *** ممّن لشأن ولائكم لا يقبلُ

اختاركم حججا على ما قد برى *** ولفعلكم أمر المشيئة موكلُ

بشر ولكن ليس يعلم كنهكم *** إلا إلهُكم القديم الأول

المنبئة :

مئة وألف ثم أعوام مضت *** ستون منذ غياب صبح العالم

فيها بلاء المؤمنين وصبرهم *** نحن اليتيم وذاك قهر الظالم

وكتاب مولاي المؤمل وارد *** فيه علامات الظهور القادم

ص: 397

قد خطه لعلي ابن محمد ال *** سمري إخباراً بعهدٍ قاتم :

أن لا ظهور يكون إلا بعد أن *** تقسو القلوب وتمتلي بمآثم

حتى يؤذن في السماء بصيحةٍ *** جبريل يعلن حان أمر القائم

من بعد ملعون يقوم بفتنة *** في الشام من سيل الدماء العارم

مجرب:

ويلومني من ليس يعرف سيدي *** إذ قلت فيه مدائحاً فيها المني

إني لأسعد أن أقول بفضله *** شيئاً يغيظ قلوب أبناء الزنا

فأنال في الدنيا قضاء حوائجي *** وأنال في الأخرى النجاة ومسكنا

والله ما أنشدت حُبيَ ساعة *** إلا تلطّف س يدي وتحننا

إلى متى ؟

القائم المهدي غايةُ منيتي *** شمس أشعتها بقلبي تسطعُ

لو قلت لي نقضي النهار بذكره *** والليل ؟ قلت : بضعف ذلك أطمعُ

أكثر الناس موتی :

ومن ينسى لقاك فليس حيَّا *** وليس له من الرشفات مثلي

بنيت منازلي بسقوف حُبّ *** وأعمدة البراءة والتولي

تركت لك المقال بها يقيناً *** بأنك شاهد عملي وقولي

هومن فاطمة ( صلى الله عليها) :

و ( فاطمةُ ) الرضيةُ سلسبيلٌ *** روت شرف البسيطة والجبال

ومنها القائم المأمول حقٌ *** مبيرُأساس أعمدة الضلال

رجاء المستضعفين فداه روحي *** وأهلي والوجود وكل غالي

نرجس:

أمُّه نسلُ الحواريين .. أمجادّ زكيه

زوج طهر علوي بصفات نبویه

ص: 398

جده ( أحمد المختار) خير البشريه

وأبوها ملكُ الروم .. تأمل في القضية

حيث منها ولدٌ يحكمُ أقطار البريه

من الخطرات :

من لي بذي الأمل السموح *** مولى الزمان فداه روحي

الحجة المهدي من شفيت ببسمته جروحي

هو معدن الكرم النبيل وأصله وندى الطموح

هو رحمة الله التي وسعت وفاق ذرى المديح

اسمه أحلى الأسماء:

ذكروا شعبان وبهجتهُ *** والنصف ونافحة الورد

وغمزتُ لمن فطن المعنى *** قد ( بأن ) و( ع ) به المهدي

أملي سندي شرفي رغدي *** فرحي منحي ثمري شهدي

الميم منى والهاء هدىُّ *** والدال دلائلها عندي

دین دهرُ دولة الحق *** والیاء دنا (یومُ) الوعد

وقلبت الاسم فلم یقلب *** فالمعنی (دیمةُ) یا سعدی

و جعلت الأول آخره *** والناتج (يَدهمُ ) للجند

وقرأت المهد بأوله *** فهو المحجوب من المهد

أحلى الأسماء وألطفها *** وألذّ هناء رؤى الودِ

أغلى الأشياء وأكملها *** وأجل جلال سنا المجدِ

سبيل اللقاء :

الا مسعفاً . بالله - في حبّ غائب *** له كم صرفت العمر والحب والشعرا

يعذبني أن الذنوب منيعةٌ *** إذا تقت من عينيه أن أشرب البشرى

لأن الذي أهواه روح خفاؤها *** بطائن عرش الله تودعهاسراً

فصاح منادٍ : أيها الطالب العلا *** فأينك عن آلاء فاطمة الكبرى ؟

أميرة أملاك السماء جليلةٌ *** لدى الملك القدوس صديقةٌ نورا

ص: 399

إليه أفزع :

الإمام الزمان بثي وحزني *** مفزعي إذ هو الرؤوف الرحيمُ

هومن عنه ليس يحجب شيءٌ وعلى الخلق شاهد وعليم

اتركوني فلا أكلم الا عطفه ثم عن سواه أصومُ

ياملاذ الوجود يسألك الذر وصفوُ الحياة منك مرومُ

أي خطب غدا فؤادك منه مؤلما والعناء فيه مقيمُ

قلبك الأطهر المطهر أدمته رزايا وشأنك التسليم

موئلي لو سألت ربك تعجيل زمان لا يعتريه سديم

أو تعالت يداك تقسم ب ( الزهراء ) ما أنت بالدعاء ملومُ

فوحق ( الحسين ) لاهتز عرش الله واستجمعت إليك النجومُ

إنما ليس مثل صبرك صبرٌ عندك الاسم والردى والرجومُ

وكما لا تحب أن تسبق الله بقول وما أراد ترومُ

أنت تقوی - فداك روحي - على الصبر ولسنا بما حملت نقومُ

أولنا- سيدي - من العطف ما نعلمُهُ منك أنت فضلٌ عميم

سلّم لله :

بأبي من غاب عن شيعته *** وكأن القلب منه قد سلا

إنما نابضه متخذٌ *** لجج الهم نميراً عسلا

هويدري بالذي يؤلمنا *** والذي نسأل فيه العجلا

إنه سلّم لله فلم *** يلق أمر الله إلا امتثلا

يحيط بي :

قالت : أما فتا الهيامُ معذبا *** قلباً تفجر في الفضاء عناه

فملأت بالمهدي سمعي وارتجي *** خلدي الروان فمنيتي رؤياهُ

سبحان من ألقى بصدرك حبه *** حتی بصرت فما عشقت سواه

لا تسأليني عن لطائف روحه *** ماء الحياة ألا فما أحلاهُ

تهمي عطاياه علي مريئةً *** في كل ثانية فلا أنساهُ

ويحيط بي أنتي مضيت وإنني *** خلد يجول تحفني عيناهُ

ص: 400

هونور :

هو باب الله من يدخله *** دخل الجنة عداءٌ سبوق

وسراط الله نور ظاهر *** وسوى النور إلى الناريسوق

هو وجه الله من لاذ به *** ملأ القلب سناءٌ وشروق

قيل ألهت فأوضحت لهم : *** بين نور الشمس والشمس فروق

هوفوز:

أسمعوني عنه شيئا أنني *** لروايات لقاه أشتهي

وَصِفوا بسمته .. مشيته *** صوته .. مشرق عينيه البهي

وانشروا ( المهدي ) نوراً قصصاً *** وحديثاً زاكياً لا ينتهي

فجميع الناس خسرُ ولمن *** عاش يهواه فقد فاز به

هوالخاتم :

قيل : هل تكشف لغزاً محكماً؟ *** قلت : هاتوا جملاص مختلجة

قيل : ما الخاتم ؟ بينت لهم : *** ختم الله بنور حججه

قيل : ما العالم في العقل ؟ أجب *** قلت : مولاي يُسوي عوجه

قيل : عجلتَ فأخطأت .. أجب *** عجل الله تعالى فرجه

هو العمل الصالحة:

جعلوا في صحفي قائمةً *** من عمودين هما القسمة لي

فهنا : الشعر الذي أنشده *** وهنا : السوء ومسعى زللي

حجَّة العصر وفي قلبي من *** لطف عينيك ألاقي أملي

إن يكن لي عملُ أحسنه *** حين أرجوك ، فهذا عملي

اسمه بركة وحجاب :

وخير اسم حسن *** بأحرف الفضل غني

الحمد والحسن به *** من الندى والمنن

بمعنيين اجتمعا *** هما شفاء الزمن

ص: 401

ورُقيتي في عمري *** ( محمد بنُ الحسن)

هوالعسل:

الأمل المهدي في *** قلبي نور الشرف

وفي لساني عسل *** من منح الخلد صفي

وفي حياتي نهرٌ *** يعذب للمرتشف

وكوكب ذو ألقِ *** يضيء في الكون خفي

هوالمن العظيم:

حُبِّك المنَّ .. إن أعظم من *** علم الله ما أردت سواكا

أبعدتني يداي فيما جنتهُ *** منك دهراً وقريتني يداكا

جهل القائلون : تبعد عنا *** إنما لا يراك من لا يراكا

ضاق صدري عن حفظ سرك مو *** لاي فزدني لحفظه من هداكا

بجاه ( الزهراء ) عليكم :

رحمة الله سيدي وإمامي *** آه ما أوجع المدائح مني

إن شوقي إليك خالطه الإث *** مُ فأبقي لي الهوى والتمني

ببكائي على الحسين وحبي *** لعلي غناي في حسن ظني

وبجاه ( الزهراء ) یا ثمر الز *** هراء . لُطفاً . تقبل الحب مني

ص: 402

الفصل الرابع: شعر في القصائد الأخری

اشارة

ص: 403

ص: 404

في رثاء الإمام الحسين عليه السلام

**في رثاء الإمام الحسين عليه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

دع عصا السير فقد نلت المني *** إذ بوادي اليمن ألقيت العصا

فالو عن وادي اللوى مع حومل *** وزرود والنقا والمنحنی

واقصر السير لما فيه المني *** فالسرى لولا المنى فهو العنا

وفي الختام :

إن هذا المصاب كلما *** مضت الأعصار في القلب وری

تعتفي كل الرزيات ولا *** يعتفي كلا ولوطال المدى

حيث قد جل الذي صيب به *** وجليل الرزء مأمون البلا

یا مدار الخلق ياسر الوری *** من لهم فصل القضا يوم القضا

لئن النصر عداني حيث قد *** قعد الحظ فلم أحضر وغی

فلساني عن سناني بدل *** أطعن الأعدا به طول البقا

ولئن أعددت نصري لكم *** مع ختام الأمر منصور اللوا

فوق طرف سابق لوشاء أن *** يصعد الجؤ بعدو ما اعتدى

يسبق الأربع في أربعة *** مثل طي الكتب يطوي للفلا

بحسام يحسم الآجال إن *** صادف الأجبال صارت كالهبا

وردیني متى اهتزَّ به *** شعب الموت وأنواع الردى

فسأوري معكم نار الوغي *** وسأروي البيض من فيض الدما

ص: 405


1- المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص16-20.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله

أوتر الكفر سهاماً للهدى *** فأصاب القلب منه والقوى

ورمی عين المعالي والعلا *** وعيون الدين طراً بالعمى

وتشفى من بني فاطمة *** سادة الخلق وأصحاب الكسا

وذوي القربى ومن في فضلهم *** آية التطهير ما بين الوری

وتعالوا ندع فيهم نزلت *** وكذاك النجم فيهم والنبا

لست أنساهم وهل ينساهم *** أحد يعزى إلى أهل الولا

إذ أتى قطب العلا غوث الوری *** سبط طه في محاني كربلا

ماضية أمراً قضاه ريه *** خالق الأرض وفطار السما

ويقول في ختامها :

يا رسول الله لوشاهدته *** جثة ملقى على وجه الثرى

دامي الجسم رضيضاً صدره *** طحنته الخيل لما أن قضى

وعلى رأس العوالي رأسه *** نوره يزهو علي بدر الدجی

ونساه أيمات تكلى *** کشموس فوق أقتاب المطي

بيد الأرجاس لا غوث لها *** تشتكي بعد السبا ذل السرى

بينها السجاد مأسور على *** ما به مما يقاسي من ضني

ياله من فادح ما مثله *** فادح أوهي من الدين القوى

ومصاب هد أركان الهدی *** وبناء الشرك علا والغوى

ما له غوث سوی غوث الوری *** حجة الله الحسام المنتضی

صاحب الثار الذي أخره *** ربه للثار من أهل الخنا

ربنا عجل لنا طلعته *** وأزل عنابه كل العنا

ص: 406


1- ریاض المدح والرثاء ، ص 408-406

وبه خذثار آل المصطفى *** من بني حرب وأصحاب الهوى

آل بيت المصطفى والمرتضى *** شفعاء الخلق في يوم الجزا

خلّصوا القسن علياً عبدكم *** من عذاب وبلاء وأذى

واشفعوا فيه وفي آبائه *** وبنيه ومود ذي وِلا

وصلاة الله تغشاكم معاً *** ما سجي ليل وما صبح بدا

ص: 407

مدح الإمام العسكري علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

سطع الفجر مشرقاً بالضياء *** وتلالا بطية النوراء

وتجلّى الصباح عن مولد الط *** هر أبي القائم البهي الرواء

وتهادى الزمان في حلل الن *** ور بصبح معطر الأجواء

غمر النور طيبة الوحي والبي *** ت استنارت أرجاؤه بالضياء

والصفا نورت ونورت المروة *** والحجر مزهر بالبهاء

مولد عطّر المدائن حتى *** غمر الطيبُ ساكنَ الصحراء

ويقول في آخرها :

من إله رُشِّحت للأمرتسمو *** لمقام الإمامة العصماء

وأبوك الهادي الذي فاق قدراً *** وتسمای علی ذرى الجوزاء

وابنك القائم المرجي سيحيي *** بعد محوٍ شرائعَ الأنبياء

هو شمس الزمان بعد انسدال ال *** ليل مأوى العاني محط الرجاء

هو للحق حافظ سره الأق *** سدس حصن الشريعة الغراء

سوف يمحو الظلام عن أفق الدن *** يا وتعلو راياته في الفضاء

سيلوذ الأنام منه بكهف *** وارف الظل وافر النعماء

سيقيم الميزان قسطاً وعدلاً *** يظهر الحق بعد طول اختفاء

عجّل الله يومه يخروج *** فيعمّ الهناء بعد العناء

ص: 408

مصائب النبي صلی الله و علیه وآله وأهل بيته علیه السلام

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

أبدى الزمان لنا العجائب *** وانصاع يأتي بالغرائب

مارث منه مصيبة *** إلا أجدّ لها مصائب

لكنه أمضى بأك *** رمها لأشأمها مضارب

فتاوبتهم مثلما *** شاءت حوادثه نوائب

فندت شموس هدى الوری *** بشرى ضلالتهم غوارب

أغرى بنيه على الرسو *** ل وآله الغر الأطايب

فتأهبوا لذهابهم *** بالبغي في كل المذاهب

قذفوا النبي بمحنة *** شابت لذكراها الذوائب

منعوه عمّا شاءه *** كهلاً وطفلاً وهو شايب

حتى قضى وبقلبه *** من نار غيظهم اللواهب

فتزعزع السبع الشدا *** د ونكّبت منها المناكب

لولا الوصي لأظلمت *** منها المشارق والمغارنب

فعدد مصائب النبي صلی الله و علیه وآله وأهل بيته عليه السلام إلى أن قال:

واعتدّ معتمد لخف *** ض العسكري بكل ناصب

حتى سقاه السم فان *** سدّت له سبل الرواتب

لولا ابنه نور الخلا *** ئق ما اهتدى للحق طالب

يهدى بغيبته ولا *** شمس الظهيرة في السحائب

فإلام هذا الانتظا *** ر ونحن للبلوى مضارب

نصبت لنا أم الخطو *** ب بكل ناحية مناصب

ضاقت مشارقنا فسر *** نا للضيا فإذا المغارب

ص: 409


1- ديوان السيد الخطي ، ص 78-84.

ثب يا وقاك الكون مع *** ماقد حوى يا خير واثب

قم ثائراً في أخذ ثا *** رات الطفوف لآل غالب

فلقد صُلي فيها أبو *** ك وصحبه بأحرّ لاهب

حرّ الظما ولظى الوغى *** والحبس من كل الجوانب

حتى أبيد الناصرو *** ن وظل ما بين الكتائب

فرداً يوم الجمع يح *** مي عن ذرى أعلى المراتب

لا الأسد تحكيه ولا الس *** مر اللدان ولا القواضب

أجرا من الأساد أن *** نفذ من قناً أمضى مضارب

حتى تجلّى ربه *** فانحطّ منعفر الترائب

ملقي يحاول نزع سه *** م من ورا مهواه ناشب

مجرى العادية الخيو *** ل ترضّه مجرى المعاقب

وأخذفي ذكر ما جرى على الإمام الحسين علیه السلام وعلى عياله ويتاماه من بعده، إلى أن قال في الختام على لسان السبايا يخاطبن الإمام الحسين علیه السلام :

أغريبُ ذادَتنَا العدى *** عن ورد ذكرك كالغرائب

نبكي فنضرب ثم نم *** سك خوف شجوك أو تعاتب

حسری نخمّر بالأيادي *** والسياط لناعصائب

ما زالت الأرزا تف *** صّ بنا وتترعنا السباسب

حتى وصلنا الشام لا *** شامت من الهامي سواكب

وأتى الجليل لها بمن *** يلقي عوامرها خرائب

مولى إذا ماقام تت *** لوه الملائك بالكتائب

فإلام يا ابن العسكر *** يّ وللشجا في القلب لاهب

سخرت بنا الأعدا فلا *** حامٍ يحوط ولا مراقب

هذاك يجذب جانباً *** منّا وذاك له يجاذب

فانهض فليس سواك صا *** حبَ أمرنا في الناس صاحب

وعليكم الصلوات ما *** نجحت بذكركم المطالب

ص: 410

مصائب کربلاء

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله (1)

ما للحشا لهباً يشبُّ *** والعين بالقاني تصبُّ

والأذن لا تصغي لمن *** يُثني عليها أو يسبُّ

أصابها خبزغدا *** عن وقده النيران تخبو

خبر الطفوف فذاك في *** قلب الهدى للحشر شعبُ

ألقى على الإسلام دا *** ءَليس ينجع فيه طبُّ

وأطاف منه عليُّ عا *** كفة الهموم فماتغبُّ

إلى أن قال :

لله هيبته التي *** يرمي بها الشجعان رُعب

واشتاله ابن جلا الوغى *** والقوم للجلاء هبّوا

ولكَم خطوب جللت *** به وجُل بلوى الناس خطبُ

فمتى نرى رايات رَ *** بّ الثأر يطلعهن غرب

يحملنه قب الجيا *** د سلاهب بالنقع شزب

من حوله أبناء غا *** لب عصبة في الروع غلب

ووراءهم لذوي المروءة *** جحفل كاليم لجب

ويمدنا من بأسه *** ما لا تقيم عليه هضب

فيشيدها عدلاً ويه *** دم ما بنی تیم وحرب

ونعود نغصب غاصبي *** نا حقنا والدهر غبَّ

ونجر أعلى الشهب أذ *** یالا تقبلهن شهب

ونكرّ تلك الكرة ال *** بيضاء والأعداء غُضب

فانهض أو امنحنا الدعا *** فدعاء غيرك فية حجب

وعليكم الصلوات ما *** حطت للثم ثراك ركب

ص: 411


1- ديوان السيد الخطي ، ص 85-89.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

**الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله(1)

هو الحظ والدنيا لمن لم يغالب *** فما الرزق مدروك بجد وطالب

ولكنها الأقدار تجري مساءة *** لحروفوزاً عند نهب المعايب

ويقول في ختامها :

مصاب لعمر الله دكت به العلى *** واهبط منها ساميات الشناخب

أبي أن يرى هدياً من الدين واضحاً *** وأن لا يرى إلا ضلال المذاهب

غداة أصيب المصطفى من أمية *** على البغي في أبنائه والأقارب

رويداً بني صخر ابن حرب فإنكم *** رهاین ما أسلفتم في العواقب

فأين بكم ينأ المدى عن مهذب *** يحل المواضي في محل العصایب

زعيماً على الأقدار لم يخش مذهباً *** لفاو رجيم أو لعار مغالب

فلا العذر مسموع ولا القول نافع *** إذا ما تجلى بين دهم الكتايب

وطاف به من كل قوم كرامهم *** وجاء الموالي قاذفا بالمجانب

رأيتم لناغراً كأن صفاحهم *** صفاح بروق في ظلام الغياهب

وصيداً يمدون العواسل بالخطى *** ويجرون فوق الهام بيض القواضب

فوارس من نصر ابن سعد أعزة *** على الفضل ضرابون حدب الضرايب

ردينية شوس أحيطت بمثلها *** وجاءت لها أسيافها بالمناقب

أولئك قومي والذين أعدهم *** لريب الليالي والخطوب النواكب

هنالك تبلى كل نفس بما جنت *** ويأخذ منكم ربها بالذواهب

بني أحمد إن فات نصركم بدي *** فما فات مني بين منش وخاطب

فدونكم من عبدكم مطمئنة *** بحبل الولا لم يغشها قول كاذب

ص: 412


1- جميع قصائد الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله له المنقولة هنا ، أخذت من ديوانه المخطوط في مكتبة العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي رحمة الله.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

السيد محمد الفلفل ولد رحمة الله

**السيد محمد الفلفل ولد رحمة الله(1)

إلام عن سبل الشجا باهت *** وأنت في أهل البكا سابت

سمعاً حديثاً لم يطق سمعه *** والقلب من دهشته باهت

أي مصاب هد ركن الهدى *** والصوت في الجهر به خافت

مصاب يوم الطف يوم به *** من كلم الموتى له ساكت

یا یوم عاشوراء ما عدت لي *** إلا وشوك الوجد بي نابت

ولا تذكرتك إلا بدا *** بي ما به ينبسط الشامت

إلى أن قال :

أيخضم الباطل نبت الهدی *** طوراً وأوراق الهدی حاتت

ويصعد البهتان أعواد من *** يجل أن يبهته الباهت

حتام ذو الكرة والمرتجي *** عمن يرجى نصره ساكت

بدت بنا الأعداء غللاً فما*** ظل لها من غلّها بائت

قد أسعرت فينا لظى شرها *** فاحترق المورق والنابت

وأشمتت فينا عدى ديننا *** بالفتك حتى عيد السابت (2)

بتت حبال الدين بل أسرفت *** في البت حتی سئم الباتت

فنحن رأي العين ما بينهم *** كأنما ينحتا الناحت

فقم فداك الخلق أدرك فإ *** ن الحق إن لم تدركوا فائت

صلى عليك الله ما إن بكم *** يُقنت حتى يقبل القانت

ص: 413


1- ديوان السيد الخطي ، ص 96-98.
2- إشارة إلى اليهود الذين يسبتون .

في رثاء الإمام الحسين الطبيعية

**في رثاء الإمام الحسين الطبيعية(1)

الشيخ فرج آل عمران

إلى متى يا ابن طه نرقب الفرجا *** منكم وقد سلبت منا العدى المهجا

لله صبرك ماهذا القعود أما *** آن الظهور فذا ليل الظلام سجا

قم واملأ الأرض قسطاً مثلما ملأت *** جوراً وقوّم بماضي عدلك العوجا

قم واطلب الثار من حرب وحزبهم *** من الأولى وترروا آباءك الحججا

قم وانتضِ البيض من أغمادها وأثر *** بالعاديات إلى جوالسما الرهجا

وأوړ ناروغي بالموريات إلى *** حرب العدا واملأ الدنيا بها وهجا

وبالمغيرات يا نجل الأغرأغر *** على الأعادي إلى أن تدرك الفلجا

عليهم ضيّق الرحب الفسيح فكم *** عليكم صيّروه ضيقاً حرجا

واحصد رؤسهم وافرِ النحور فكم *** رأس لكم حصدوا بل كم فروا ودجا

واستأصل القوم من كهل ومن يفن *** ومن شباب ومن طفل فلا حرجا

فكم لكم من شيوخ في الطفوف قنوا *** وكم شباب تقى أردوا وكهل حجا

وكم لكم من مصونات هتكن بها *** منهم وقد ملؤا أحشاءهن شجا

وقد أذاقوا بيوم الطف طفل أبي *** ك السبط حرسهام حزت الودجا

غداة جاء أبوك السبط يحمله *** كوكب وأبوك السبط بدر دجا

فقال يا قوم أرووا الطفل من عطش *** فقلبه من لهيب الهيف قد نضجا

ففوقوا نحوه سهماً أصيب به *** قلب الهدى قبل أن يفرى له ودجا

فسال من دمه في كف والده *** فزجّه وإلى نحو السما عرجاً

ولو على الأرض منه قطرة وقعت *** لما رأيت بها أمتاً ولا عوجا

ثم انثى السبط يحمي عن مخيمه *** إذ كان كل محام عنه قد درجا

فشب ناروغي من ومض مخذمه *** حمراء قد ملأت أفق السما رهجا

ص: 414


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 15-16.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أحلمك رضوی یا بن أحمد راسخ *** وصبرك لم يوجد له قط فاسخ

أتصبر والإسلام منخفض اللوا *** برغم العلا والكفرعال وشامخ

وقد خفي الدين الذي جاءنا به *** نبي لأديان النبيين ناسخ

وشيعتكم يابن النبي كماتری *** سيوف عداها من دماها نواضخ

فحتى متى تأتي وفي الكف أبيض *** لموع لليل الجور والظلم سالخ

وكيف تلذّ الغمض أو تالف الكرى *** وحولك يدعو مستغيث وصارخ

أتنسى مصابا هُدَّ من أجله الهدى *** وهُدت له الشم الرواسي الرواسخ

وناحت جميع الأنبياء له أسي *** وفي قلب كل منهم الهم راسخ

وأحمد خير المرسيلن وحيدر *** وكل وصي دمع عينيه ناضخ

وفاطمة الزهرا ومريم سارة *** وآسية والحور حزناً صوارخ

مصاب أبيك السبط في طف كربلا *** غداة قضت شبّانه والمشائخ

وعمک عباس الكمي أصابه *** عمود لرأس المجد والدين فاضخ

فظل وحيداً لا حبيب یُعينه *** ولا ابن أخ يحمي ولا أبنٌ ولا أخ

فراح عن الدين الحنيف مجاهداً *** يصول ومنه الحلم كالطود راسخ

ص: 415


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 22-23.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

أرى العلياء ملقية القياد *** لمن جافي الجنوب عن الرقاد

دری أن العلا تأبي كسولاً *** فقام لها على ساق اجتهاد

فدع يا لائمي لوحي فنومي*** على ضيمي كنومي في القتاد

أرى أن المنية في اعتزاز *** ألذ من الدنية في انتكاد

إلى أن يقول :

فيا مولى الزمان ومن مطيعاً *** له ألقى زمام الانقياد

الأنت المرتجى للثار إذ لا *** سواك بمنقع غلل الصوادي

متى تروى حدادك من دما مَن *** أراق دماءكم فوق الحداد

وتجري الجرد تسبح في بحور *** جرت بنحور هند مع زياد

فهبّي يا أمية ما المواضي *** وإن طال المدى ذات انغماد

وبوئي باكتساء سواد ذل *** ونوئي باحتساء ردی معاد

يجددّه عليك مليك عز *** بأحداث على المولى جداد

فدونك يا شهيد الطف منّي *** شهادة مخلص في الاعتقاد

بأن وليكم لي كان مولى *** ومن عاديتم فله أعادي

ص: 416


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص36-41.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

من ناشد ذاك الغزال الأغيدا *** جمع النفور به وكان مقيدا

أم من يذم على الحشاشة بعدما *** جعل القلوب كناسه فتصيّدا

ويقول في ختامها :

يا جد قد بلغت أمية ماهوت *** فينا وأبدت ضغنها المتوقدا

خطب تخف له الجبال عرى الهدی *** من ليل ظلمته الظلام الأربدا

فإلام تعتلج القلوب مضاضة *** والأمر بعد قضائه لن ينفدا

حتى يقيم عماد دين محمد *** ملك تأزر بالمكارم وارتدی

يلوي له الزمن الشبيبة يافعاً *** من بعدما استاف الثرى وتأودا

ملك يدين له القضاء طواعة *** ويرد مما يقتضية المحصدا

في صبية للموت كم وردوا الردى *** شغفاً متى تقع الصريخ منددا

يمشون في ظل الرماح إلى الردی *** مشي الظماء رأينَ يمَّ الموردا

ويجلجلون له بكل كريهة *** صوبا باديّ الدماء متوردا

ويرون ورد الموت أوفي مغنما *** يحظى به الداني ويشقى من عدا

فكأنهم ض ربوا إلى ميعاده *** وقتاً ينال به الرشاد ويقتدى

وفوارس زحموا الهياج بأنفس *** طلعت على فعل المنية موئدا

وإذا تجهم للكتايب عارض *** جلبوا عليه مبرقاً أو مرعدا

جيش تحف به الملايك طالع *** بالنصر تحتلب الردى و القرددا

تقتله الخرصان حتى ترتوي *** وتظله العقبان حتى ترغدا

جند تقدمه النسور وحوله *** صحم الأراوي لا يسعن الفدفدا

وتكاد تشتبك المسامع غدوةً *** لرجيح ما صعقت ملائكة الهدی

وكأنني فيهم بغرعصابة *** منايردن الموت أني غردا

ضربوا رواق المجد فوق سرداق *** من بأسهم وغشوه حيث تهدا

ص: 417


1-

وتسربلوا قمص العلا وتقمصوا *** ثوب العجاج إلى العلا متوقدا

فهم السعاة إذا العشيرة قصرت *** وهم السراة إذا الدليل تبلدا

أيه بني الحسب الأصيل وغاية الش *** رف الأصيل ومنتهى أمد الندى

ومهابط الوحي الكريم وعيبة *** العلم القديم ومن لهم شرط البدا

ياسر أحمد خيرة الله التي *** اختيرت فطاولت الزمان السرمدا

ما كنت أقلع عن هواي إليكم *** أبداً وإن عذل العذول وفندا

ص: 418

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله

إلامَ وحتامَ انتظار الورى المهدي

وحتامَ لا ينضى الفقار من الغمد

ألم يأنِ للشمس المنيرة أصبحت

من الغرب وافت بالهداية والرشد

ألم يأنِ للروح الأمين مبشراً

ألا ظهر المهدي إلى ذا الوری يهدي

ألم يأنِ للبيض الصوارم والقنا

تروّى من الكفار ذي النصب والحقد

ألم يأنِ للأخيار تشفي نفوسهم

من الظالمي أهل الرسالة والمجد

ألم يأنِ أن تشفي قلوب تصرّمت

من الجور والطغيان والهم والوجد

ألم يأنِ تجلى القلوب من العمى

بطلعة من يجلو العمى والقذا المقدي

ألم يأنِ أن نلقي بقية رينا

فنأخذ ثارات مضت في بنى هند

عشية جاء السبط سبط محمد

بأقمار تم ضمها فلك السعد

فخيّم في أرض الطفوف بكربلا

النهي لمنكور وأمر إلى الرشد

ص: 419


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار ).

قضى نحبه بالسم

**قضى نحبه بالسم(1)

الملا حسين الشبيب حجله

يقول مستهضاً صاحب الزمان علیه السلام مبتدئاً برثاء الإمام الباقر علیه السلام:

علی باقر العلم الإلهي محمد *** بنار الأسى يا نار قلبي توقدي

ولا تسأمي طول الكآبة والبكا *** ولا تألفي لسين المهاد بمرقد

ونوحي على من ناحت الأرض والس *** ما عليه وللهادي بنوحك فاسعدي

وعزي عليا والبتولة فاطما *** على خير داعٍ لللإله ومرشد

إلى أن يقول :

تعاوت عليها عصبة الغي فاغتدت *** تطل دماها في الرواح وفي الغد

فشفت آل حرب حقدها لا أبا لها *** وقرت بما نالته من آل أحمد

وثارت بنومروان بغياً عليهم *** جهاراً فأردت منهم كل أمجد

وسارت بنو العباس خلف مسيرهم *** لقتل البقايا من سلالة أحمد

فهدت عماد الدين والمجد والعلا *** بقتل المصفّى جعفربن محمد

وثنت بموسى ثم غادرت الرضا *** وعادت إلى قتل الجواد المسدد

وجرعت الهادي علياً سمومها *** وغارت لقتل العالم المتهجد

غياث الأنام العسكري فقطعت *** شظايا حشاه والأنام بمشهد

وجدّت وظنت أن تنال مرامها *** وتدرك أعلى قصدها بتقصد

لإطفاء نور الله والله قد أبى *** وأقسم إلا أن يتم نوره الذي

يقوم فيملي الأرض عدلا ومأمنا *** كما ملئت بالظلم من كل ملحد

ويفني بني حرب وآل أمية *** وأبناء مروان وأصحاب ذي الثدي

ويمحي بني العباس طراً ولا يدع *** لهم أثراً من والد ومولد

فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري *** فعما قليل بالمسرة تسعدي

ص: 420


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص83-86.

ولا تجزعي من مدة الجور واصبري *** فإن ابن طه للطغاة بمرصد

كأني به فوق المطهم مقبلاً *** تحفّ به الأملاك جهراً ويبتدي

ويصلب جهراً رأس كل ضلالة *** وأشقى الورى أشقى طغاة بني عدي

متى يا ابن طه تمنح الخلق نظرة *** بها كل من والاك يسمو ويهتدي

متى نترائي نور وجهك مشرقا *** ونهتف بشرا مرحبا بك سيدي

أغشا سريعاً يا ابن سيدة النسا *** وأفضل من بالفخر والمجد مرتدي

أجرني وأولادي من الشر والبلا *** وأهل ودادي ياملاذي ومنقذي

وأسأل ربي أن يمن بحبكم *** علينا بكم يا تاج عزي وسؤددي

ويجعل في أرض الغريين مدفني *** وفي جنب ساقي الكوثر العذب مرقدي

ص: 421

مات بالسم غريباً

**مات بالسم غريباً(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

يقول في رثاء الإمام الجواد علیه السلام :

شاب رأسي بعدما ذاب الفؤاد *** لمصاب فت أكباد العباد

أحزن الرسل وأبكى الأنبيا*** والسماوات إلى يوم المعاد

وبكاه العرش والكرسي دماً *** وبكى اللوح إلى يوم التناد

إلى أن يقول :

شردوكم عن جوار المصطفى *** فرقا شرقا وغربا في البلاد

لم نجد في الأرض واد ما لكم *** فيه يا أهل الإبا قبر يعاد

أقسموا أن لا يبقوا منكم *** يا أباة الضيم للخلق عماد

كلماشع لكم بدر هدى *** غيبوه تحت أطباق الوهاد

ولكم كم ليث غاب ضيغم *** جعلوا الترب لخديه وساد

يا ابن طه المصطفى نهضاأما *** آن للصبر وللحلم نفاد

كيف تغضي والعدا لم يتركوا *** لكم حتى رضيع في المهاد

عجب صبرك يا ابن المصطفى *** والهدى أصبح مهدوم العماد

قتل الإسلام جهرة والعلا *** لبست حزناً له ثوب الحداد

يا ابن طه طال عتبي من شجا *** شبّ ما بين ضلوعي والفؤاد

وأنا خادمكم أرجو بأن *** تثبتوني في صحيفات الوداد

الأكن دنيا وأخرى فائزاً *** ويكن حبكم لي خيرزاد

إن حجبتم عن عيوني كم وكم *** لكم منزل عال في الفؤاد

والذي منزلكم في قلبه *** فيقينالستم عنه بعاد

أنتم حصني وأنتم جنتي *** ولتعم الذخرلي يوم المعاد

ص: 422


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 99-101.

نفثة مصدور

**نفثة مصدور(1)

الخطيب علي الطويل

بيد المني آسو جراح فؤادي *** وبعزتي أسمو على الأوغاد

بالنور نور الله أقرأ للهدی *** سفراً ينير إلي طرق رشاد

بالحق بالإيمان بالقبس الذي *** لولاه موسي ما اهتدى للوادي

بمحمد حامي الحقيقة أهتدي *** لدقائق عثرت على الرواد

ويقول في ختامها :

.. أما محمد فهو خاتم رسله *** خير الورى من حاضر أو بادي

نِعمُ الإله سمت بعثرة أحمد *** نعمَ الهداة وصفوة الأمجاد

هذا إمام العصر مصباح الهدی *** روح الأنام وري قلب الصادي

قطب الوجود وركنه وجماله *** وضياؤه بل علة الإيجاد

إن النقية نرجساً حملت به *** لاريب في حمل ولا ميلاد

يوم الولادة أزهر الأيام بل *** عيد لنا من أكبر الأعياد

يا بهجة الأزمان يا ابن محمد *** يا من إليه الشوق ملء فؤادي

اسطع على الدنيا وقشّع ظل *** مة الجور البغيض بنورك الوقاد

اسطع فدين الله قد عصفت به *** أذناب مركس منبع الإفساد

اسطع فذي أذيال عفلق قد طغت *** عيثاً كدود الأرض بالأوراد

يا بدر ليلتنا وشمس نهارنا *** وملاذنا إن ناب صرف عادي

أسطع وردّ الملحدين بغيظهم *** واهدم قلاع البفي والإلحاد

يا خاتم الحجج الكرام ومن به *** نرجو إقامة ركننا المناد

اسطع عسانا أن نفيق من ال *** كرى واشحذ عزائمنا ليوم جهاد

ص: 423


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج12 ص 62-64.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

حتام تجرع من أعداك كأس أذي

ويعتري الجفن يا ابن العسكري قذي

فانهض سريعاً أمط عنا الأذى وأزل

عنّا القذى بحسام منتضى شحذا

والدين أضحى ذليلاً بعد عزته

والجبت بينهم رباً قد اتخذا

فقم معزاً لهذا يا ابن حيدرة

وخان" ومذ بالمهند ذا

حتى نرى الدين والإسلام منتشرة

وننظر الجبت والطاغوت قد نبذا

متى نراك بأمر الله تأخذمن

بني أمية ثأرا لم يكن أخذا

قم طهر الأرض وامخ الظالمين لكم

وثأرجدك منهم بالحسام خذا

إلامَ تصبريا ابن العسكري وإن

تفض جفناً عراه من أمي قذي

نسيت ماذا جرى في كربلاء على

الحسين جدك منهم من بلاً وأذى

تنساه فرداً به الأعداء محدقة

يمنى ويسرى ومن خلف أمام حِذا

تنساه مستسقيا ماءً ومهجته

من شدة الهيف والرمضا غدت فلذا

ص: 424


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 28.

حوادث الدهر

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

حوادث الدهر لا تبقي ولا تذر *** رجاء أن تغنيَ الآيات والنذر

ما غير الله عن قوم مقامهم *** إلا لهم قبل فيما كلفوا غير

يتناول فها بعض ما أصاب الأنبياء - على نبينا وآله وعليهم الصلاة والسلام - من مصائب ، وكذا بعض مصائب الدنيا الأخرى ، إلى أن يصل إلى الحديث عن المصائب التي حلّت على أهل البيت علیهم السلام ، ثم يقول في ختام القصيدة :

فحيث خاب الرجا من نصركم فمروا *** مهديكم لقيام الحق ينتصر

فالجور غاص الثرى طال السما ملأ إل ** آفاق غصّت به الأكام والخصر

یا نخبة العسكريّ انهض فشيعتكم *** لا نفع يرجى لمولاهم ولا ضرر

بِمَ انتظارك هل بعد اصطلابكم *** وذلِ أشياعكم بالثار منتظر

أم هل يسوغ اصطباراً للولي ولم *** يكن له بعد يوم الطف مصطبر

إنا لنستعجل البيضا لما ملئت *** أضلاعنا من رزاياكم ونعتذر

فاقبل وجد بالرضا والنصر يوم يقو *** م الحق ممّن لكم بالثأر قد ثاروا

فلا يخيبنّ راجيكم ولو كبرت *** آثامه وانتفى عن حظه الكبر

وإن تصاغر قدر في الأنام فما *** به لما نال من مقداركم صغر

وإن رجا فوق ما يرجو الوری فله *** بكم عقائد لا غشَّ ولا كدر

عليكم صلوات الله والملأ ال *** علويّ للخلق من غابوا ومن حضروا

ص: 425


1- ديوان السيد الخطي ، ص 200-206.

هوالآية الكبرى

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

بدت من خباها تخجل الشمس منظرا *** فأصبح جسمي بالضني متغيرا

أراعي الدراري ساهر الطرف واجماً *** ولم تكتحل أجفان عينيّ بالكرا

يمدح أمير المؤمنين علیه السلام ، ويختمها بقوله :

فأقسم بالبيت الحرام وزمزم *** معاً والصفا والمروتين ومشعرا

الأنفد عمري في مديح صفاته ال *** كرام وأهجومن عليه تكبرا

وأشنأ أعداه دلاماً وحبتراً *** وأمدح أبناه شبيرة وشبرا

ومن بعدهم عالي الذرا عابد الوری *** وباقر علم الله حقاً وجعفرا

وكاظم غيظ كي ينال به الرضا *** من الله والمولى الجواد على الوری

وهادي الملا والعسكري ونجله ال *** خليفة مَن عن كل عين تسترا

هو الخلف المأمول والحجة التي *** تقيم اعوجاج الدين بالسيف مجهرا

إذا قام فالأملاك تأتي لنصره *** إذ النصر من عند الإله تقدرا

لك الخير طال الانتظار فلم نطق *** لما قد بلينا في الزمان تصبرا

فثب يا لك الخيرات في الناس وثبةً *** لتنصر دين الله حقاً فيظهرا

أبا قاسم كم ذا البعاد وإننا *** أصبنا بكلم لن يداوي ویُسبرا

ألا أملا فجاج الأرض بالقسط والهنا *** كما ملئت ظلماً وجوراً كما ترى

فحتام نبقى ضائعين كأننا *** نعام تلاها الذئب يوماً فنفّرا ؟

فسرعان كيماتقذونا فإننا *** من الوجد نفلي بالهموم توغّرا

عليك وأباك الكرام من العلا *** سلام متى جفن الغمام تقطرا

وماناح طيز في الفصون مفردا *** وأظلم ليل والصباح قد انبری

وصلى على المختار والآل ساطح الب *** سيط ومجري الماء منها مفجرا

ص: 426


1- ديوان السيد الخطي ، ص 215-2218.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

لمن الطلول كأنهن ذراري *** دون اللوى بالسفح من ذي قار

يسفو بهن صبا النسيم وهوجة *** ولهن نكب العاصفات ذواري

ويقول في ختامها :

أسفاً على الجسد المضرج بالدما *** غرضاً لجرد الخيل في المضمار

أسفاً على الرأس المخضب شيبه *** تحنو عليه بوازع الأقمار

أسفاً على الغر الحراير أصبحت *** رهن الفواقر ما لها من جار

عز العزاء ولا عزاء وإنما *** جهد المقل سوانح الأعذار

رزء تدك له الرعان وتلتقي *** فيه الخطوب على الشفاء الهاري

يمضي الزمان وكل رزء ينقضي *** وهو الجليل ولات حین قرار

ما عنه من لجأ إلى غير الردی *** أو يوم منتظر إلى الأوتار

ملك يجعجع بالملوك ويجتلي *** قمم العلا ويبيع كل ذمار

ويعيد من هرم الزمان شبيبة *** روقا ويرغم معطس الجبار

يجري القضاء بما يريد نقابة *** نفدت أوامرها على الأقدار

وله يعود من الليالي ما مضى *** حقباً مضين بسالف الإعصار

إيهٍ أخا شكواي مما نصطلي *** ضير العنا وموارد الأكدار

خفض عليك فإنها مذخورة *** نقم تذل معاطس الفجار

إن كان قدر ما تروم من المني *** حياً فنعم مظنة الأبرار

لا تخش حادثة الليالي عند من *** ترعى النعام به عرين الضاري

عطفا بني الهادي الذين ترشفوا *** علم الكتاب وغامض الأسرار

إن كان ليس يفوز إلا خالص *** دنيا فمن لرهينة الأوزار

ومن الغداة لكم إياب حسابه *** فله المفازة من عذاب النار

أنتم أولو الأفق المبين وعيبة *** الوحي القديم ومنبع الأنوار

ص: 427

ومواضع التقوى حجاً وموارد *** البلوي نهىّ ومناهب الأقدار

ومبادئ الأكوان في التكوين *** عن فياضها ومصاير الأدوار

وأبوكم الهادي الذي شهدت له *** أي الكتاب يسابق الأخطار

ماكان كل الأنبياء وقومهم *** إلا ص نائع ج وده المدرار

هل نفحة من سيب بحر نوالكم *** يشفى العليل بها من الآصار

أرجوكم لجرائم أسلفتها *** غوثاً إذا قزالغداة قراري

بقيت جرائرها علي وأصبحت *** لذاتها مثل الخيل الساري

فإلى من العاصي يفرسواكم *** يوم القضا والحكم حكم الباري

ثم الصلاة عليكم ما جلجلت *** سحب الحيا بدوارس الآثار

ص: 428

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الحاج يوشع البحارنة رحمة الله

زارت بليل على جنح من السحر *** فأرّج الربع منها نفحة العطر

أحيت من الشوق أياماً قد اندرست *** وعذبت أعين العشاق بالسهر

كأنما الشمس من إشراق غرتها *** بين المفارق في جنح من الشعر

كأن حاجبها قوس قد اتخذت *** سهم به حتف من تغشاه بالنظر

إلى أن يقول :

يا غيرة الله تسبي وهي صاغرة *** بنات أحمد سبي النوب والخزر

فقم تلاف لما أبقى الزمان لها *** وفكّ أسرتها من كف مؤتسر

ووار بالطف أجساداً مطرحة *** زوارها الوحش من سيد ومن نمر

حاشا يفوتك أخذ الثأر من كسل *** لكن رضيت بما يمضي من القدر

مهلاً طغاة بني الزرقا فإن لكم *** طلاب ثار كمياً من بني مضر

تحوطه فتية طابت موالدهم *** مثل المسيح ومثل الحاجب الخضر

هم الذين اصطفى الباري لنصرته *** في عالم الذر والإنشاء للصور

يسري أمام لواه النصر حيث سرى *** سير البريد إذا ما جاء بالخبر

يا حجة الله يا بن العسكري ويا *** كهف الولي وياعوني ومدخري

يا سيدي طال منا الانتظار متى *** يشفى بك الله داء العسر باليسر؟

یا علة الكون يا أصل الوجود ومن *** لولاهم ماسری سار على قدر

أنتم غياث الوری بل أنتم جنن *** لكل لاج غداة الحشر من سقر

أقسمت بالملكة الفرا وفضلكم *** وبالمشاعر والأركان والحجر

لو أنني شاهد بالطف يومكم *** أبليت عذري وقد قل الفدا عمري

إذا اعتزيت فإخوان ضراغمة *** حماة ثغر وأبناء من الخير

ص: 429


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج6 ص 115-121، شعراء القطيف من الماضين ، ص134-128.

لم تلقّ منا بنو حرب وما نتجت *** إلا لوابد آساد على ضمر

إذا تحفّت غداة الروع تنعلها *** هام الفوارس في الإيراد والصدر

شعارنا عندما نلقى العداة بها *** الله أكبرياسبحان مقتدر

وفزت في فتية فازوا بنصرتكم *** وخلدوا زمراً من أفضل الزمر

ذاك المراد ولكن عاقني زمني *** فكنت داباً حليف الحزن والفكر

سمعاً ( ليوشع ) مولاكم مهذبة *** يحلو على جيدها عقد من الدرر

رتلتها بنظام فائق حسن *** كما ترتل آيات من السور

ألبستها حللا من حبكم فغدت *** تميس شوقاً وقد جاءت على قدر

سميتها الحرة العذرا وقلت لها *** ألا أكمدي أنفس الحساد وافتخري

صلى الإله عليكم ما سرى فلك *** أو سارت العيس في الإبكار والسحر

أو عاقب الليل صبح يستضاء به *** وما تفرد قمري على شجر

ص: 430

في رثاء الحسين علیه السلام

**في رثاء الحسين علیه السلام(1)

الملا عبد الله المادح رحمة الله

جلّ خطب عرى الوجود كدورا *** يا مليك الأقدار عجل ظهورا

ظهرت في الأنام تسعة رهط *** ملأت أرحب البسيطة جورا

سعت القوم سعي أصحاب لوط *** زعم القوم سعيهم مشكورا

جاوزت حدها وزادت فسوقا *** وعتا حوبها عتواً كبيرا

فاز مع الحرب يا مدير رحاها *** واجعل الجور كالهبا منثورا

وتداركلذي الرسالة شرعاً *** ولثارات من قضى منحورا

يوم طوفان كريلا مستطير *** والهدى قام داعياً مستجيرا

وأبو الفضل داعي الله لبی *** فغدا للكفاح يعدو سرورا

مستفزاً إلى الكريهة أسداً *** ترك الجمع عزمها مكسورا

فلقت بالسيوف للكفرهاماً *** وهوت جثمّاً تسامي البدورا

فانتضى السيف للكفاح همام *** فترى الكفر يومها قمطريرا

وانجلت غمة الهياج برأس *** لرئيس يحقق التفسيرا

يعظ الكفر صادعة بمجيد *** صيّروه بأهوج مهجورا

ص: 431


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص201-202.

في رثاء الحسين علیه السلام

**في رثاء الحسين علیه السلام(1)

ملا محمد آل انتيف رحمظ الله

مصاب حمى الإسلام نسل الأطاهر

ليوم اللقا باقٍ وليس بغابر

تجلبب منه الدين حزناً وأصبحت

تهلّ له العلياء دمع المحاجر

فيافرج الله البدار فكيف ما

تبادر لأخذ الثار من كل كافر

ألم تدرِ أن السبط ظلماً بكربلا

أعاديك رضّت صدره بالحوافر

ألم تدرِ أن الشمري يوم كربلا

لقد صعدت رجلاه صدر المفاخر

ألم تدرِ أن الشمر قد حزَّ راسه

بأبيض مصقول الضرائب باتر

وعلاّه مثل البدر من فوق ذابل

بأنواره يجلو ظلام الدياجر

وإن نساكم بعده صرن حسّراً

بأسر العدا لهفي لتلك الحواسر

فلهفي لها حسرى ومالوجوهها

سوى النور ستراً حاجباً كل ناظر

ص: 432


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر من الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الخطيب الملا عبد الله الصايغ .

لا أضحك الله من الدهر ..

**لا أضحك الله من الدهر ..(1)

الشيخ حسن آل ربيع

وقال طاب ثراه مشطراً بيتي دعبل بن علي الخزاعي ومتمماً عليهما :

لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت) *** بل ليت يذهب منه السمع والبصر

لم لا ودين الهدى قد هُد شامخه *** ( وآل أحمد مظلومون قد قُهروا )

(مشردون نفوا عن عقر دورهم) *** عراهم أين كانوا الخوف والخطر

نحورهم لضبا الأعداء مشرعة *** (كأنهم قد جنوا ما ليس يغُتفر)

لو أن خير الورى المختار جدهم *** سعی بهم ما اُهينوا لا ولا قُهروا

أفديهم قد غدوا للماضيات غذاً *** كأنهم أحدثوا في الدين أو غدروا

لاسيما شهداء الطف سادتهم *** عطشى ظمايا بجنب النهرقد نحروا

بالعاديات العدا رضوا صدورهم *** لم يرقبوا الله فيهم لا ولا حذروا

بقوا على الترب صرعى لا يزورهم *** إلا الوحوش ثلاثا قط ما قُبروا

وروسهم في العوالي السمرقد حملت *** تُهدى لقوم برب العرش قد كفروا

نساؤهم سُبيت من بعد ما سُلبت *** وبالأكف عن النظار تستتر

يُشهرن في كل مصر في أشد عناً *** كأنهن بنات الترك قد اُسروا

يا غيرة الله لا حام لدين هدى *** ولا لعترة خير الخلق منتصر

يارب عجل لأخذ الثار من فئة *** جاروا عليهم ولم يخشوك إذ ظفروا

وقرَّ عيني بنصر الدين في علن *** والسر إنك يا ذا الجود مقتدر

واغفر لآبائي الماضين كلهم *** ومن مضى من ذوي الإيمان أو غبروا

وصلِّ ربي على المختار وابنته *** والمرتضى وبنيه كلما ذُكروا

واغفرلهم يا إلهي كلما اكتسبت *** جوارحي من ذنوب ليس تنحصر

ص: 433


1- ديوان ( الزهور الربيعية ) ، ص104-105.

شاب رأسي أسىَّ

**شاب رأسي أسىَّ(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

شاب رأسي أسيَّ وقلبي تفطر *** من خطوب حلت على آل حيدر

غادرتهم يد الزمان فأمسوا *** غربا نازحين في كل معشر

فرقاً أصبحوا وأمسوا شتاتاً *** مثلا في الدهور الله أكبر

كلما سال مدمعي لمصاب *** فادح جاء فادح منه أكبر

إلى أن يقول :

يا ابن يس وابن عم وطه *** وابن مردي الأسود في يوم خيبر

دمكم راح في يد القوم هدراً *** أفترضى دم الهواشم يهدر

هل تطيق اصطبار والقوم أمسوا *** يشتموا حيدراً على كل منبر

أفترضى على المنابر جهراً *** يشتموا سيد الخلائق حيدر

ولئن أصبر الخلق أيوب *** يا ابن طه فأنت والله اصبر

أعلى مثل ذي تنام وتفضي *** ولقد كان منه أدهى وأكبر

يا ابن حامي الحمى أغثنا سريعاً *** عظم الخطب والبلا قد تطور

أدخلوا جدك العليل أسيراً *** مجلس الرجس والفواطم حسّر

وغدا بالقضيب يقرع ثغراً *** ساد فضلاً على البرايا ومفخر

ثغر من صاغه الجليل إلى العرش *** زينة كان فيه من عالم الذر

أفصبراً يكون من بعد هذا *** أو ترى إن صبرت للقوم تعذر

يا ابن طه عذراً إليك فإني *** لك لا زلت دائما أتعذر

طال عتبي لفرط حزن عليكم *** ناره في جوانح القلب تسعر

ورجائي منك القبول فحظي *** عن مرامي وغاية القصد قصر

وأنا خادم لكم وفقير *** بك لاجٍ ومستجير ومضطر

ص: 434


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 76-79.

ىصارخ واقف بجاهك أرجو *** كل أعمالي القبيحة تستر

والمعاصي وسيئاتي جميعاً *** وجميع الذنوب تمحي وتغفر

وحياتي س عيدة ومماتي *** في الغريين عند مولاي حيدر

هذه حاجتي وغاية قصدي *** أُسقَ من كف حيدر ماء كوثر

وصلاة الله تترى عليكم *** لم تزل دائما إلى يوم نحشر

ص: 435

یا صاحب العصر

**یا صاحب العصر(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

قال في رثاء الإمام العسكري علیه السلام :

يا نفس ذوبي يا حشاي تفطري *** حزنا على الحسن الإمام العسكري

واجري المدامع يا عيوني حسرة *** وعلى الخدود من المحاجر فامطري

وابكي لمن بكت السماء لفقده *** شجوةاً وناح له سماك الأزهر

وبكت له الأملاك في ملكوتها *** والدين أصبح وهو دامي المحجر

الله أكبر كيف غادره الردى *** واصطاده شبك الظلوم المفتري

إلى أن يقول :

یا صاحب العصر أحسن الله العزا *** لك في أبيك سليل طه الأطهر

قد جرعوه القوم كاسات الردى *** فقضى شهيداً والأنام بمنظر

ولئن صبرت لهذه ونظيرها *** فأنا وحقك جف بحرتصبري

فإلى متى يابن النبي أما ترى *** كل ابن أفّاك عليكم يجتري

نهضاً فما ترضى العلا بدمائكم *** هدراً يكون وكسركم لم يجبر

أفلا يهيجك أن أهلك قد قضوا *** مابين مسموم وبين معفر

ومجدل فوق البسيطة عارياً *** ملقى ثلاثاً في الثرى لم يقبر

شلوا مغاراً للخيول ورأسه *** كالبدر يزهر فوق رأس السمهري

فانهض فدتك نفوسنا وامحُ العدى *** طراً ولا منهم تدع من مخبر

تا الله ماحرب وآل أمية *** جمعاً يساووا شسع نعل الأكبر

كلا ولا نرضى بهم عوضاً بما *** من قاسم نالوا بظفر الخنصر

فانهض ولا تبق عليهم إنهم *** والله ما أبقوا لكم عيشاً مري

آلوا بأن لا يبقى منكم سيّد *** بالتاج يعلوفوق هام المنبر

ص: 436


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص105-108.

بل توّجوا روس الرماح بروسكم *** والمسلمون بمحضر وبمنظر

الله أكبريالها من نكبة *** في المسلمين وياله من منكر

يا بن النبي المصطفى حزني لكم *** أجري عتابي في دوام الأعصر

عذراً إليك ففي فؤادي قرحة *** قد أوهنت كبدي وأدمت محجري

ورجاي منكم أن تكونوا لي حمى *** من كل حادثة دوام الأدهر

ولواء نصر أستقيل بظله *** طول المدى والفوز يوم المحشر

ص: 437

الإمام العسكري علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا أيها الحسن الأغز *** أبو( الإمام المنتظر)

قد عشت في حكم الطُ *** غاة مُعذَّباً لا تستقر

بالبغي أودعت السجون *** ولم تزل غصناً نضير

غض الشباب منوَّراً *** في عرف طيب كالزهر

ولك الإمامة في البري *** ة من قريش أو مضر

وبنور علمك يُستضاءُ *** وتنجلي ظُلَمُ الكدر

ويقول فيها :

يا ويلهم قتلوك مسم *** وماً وقد نفذ القدر

هذا الزمان بيوم مو *** تك كله رهن الخطر

هذا ( سليلك ) خائف *** متسترخوف البشر

قد غاب غيبته الطوي *** لة والبرايا تنتظر

* * * * *

یا ( آلَ أحمدَ) لم ينل *** من مجدِكم باغٍ أشر

أنتم خلائفُ ( أحمد) *** وبكم تتزلت السور

أنتم عِمادُ الشأتي *** نِ ومعدن الوحي النَّضر

بالسَّمِ بعضُكُم قضى *** والبعضُ للآفاق فَر

والسيفُ كم من هاشميُّ *** حزِّ رأساً كالقمر

تلك الذوائب من قري *** شِ والميامين الغرر

لم تلف مأوى في البلاد *** وجدهم هادي البشر

* * * * *

فسل البنايات الشوا *** مخ كم بها حيَّ قُبر

واسأل بني العباس هل *** لهم بمنقبة خبر؟

شادوا عروشاً باسم آل *** محمد كي تستقر

ص: 438

وبنوه مضطهدون في الأو *** طان لم يجدوا مقر

مهلاً بني العباس فالد *** نيا وإن بسمت غِير

أين الأولى شادوا المما *** لك ؟ هل بقي منهم أثر؟

سيقوم من آل النب *** يَّ مُغيَّب خلفَ الستر

يزجي الكتائب للجها *** دِ، بذا جرى قلم القدر

ص: 439

أقمارُ شعبانا

السيد ضياء الخباز

بشعبانَ يزهو جيين الْقَمَرُ *** بِنُورِ أَبِي الْأَوْصِيَاءِ الْغُرَرِ

وَ فِيهِ ارْتَدَى الْكَوْنِ ثَوْبِ الْوُجُودِ * * * وَ لَولَا الْحُسَيْنِ لِمَا قَدْ ظَهَرَ

تَجَلَّى فَكَانَ جَمَالِ الْإِلَهُ *** فَمَا الشَّمْسُ مِنْ نُورِهِ وَ الْقَمَرِ

بِهِ لَاذَ فُطْرُسَ فِي مهده *** وَ كَسْرِ جَنَاحَيْهِ مِنْهُ انْجَبَرَ

وشع أَبُو الْفَضْلِ فِي أَفْقَهُ *** فَلَمْ يَبْقَ غيهب إِلَّا انحَسَر

كَسَاهُ الْإِلَهُ بِثَوْبِ الْجَمَّالِ *** فَكَانَ مَدَى الدَّهْرِ أبهى قَمَر

وَكَّلَ مَعَانِيَهُ فيو انطوت *** فَلَوْلَاهُ وَجْهِ الْجَمَّالِ اسْتَتَر

وَ لَكِنْ تَجَلَّى لِأُمِّ الْبَنِينَ *** وَ مِنْهُ جَمَالِ الْوُجُودِ انتشر

ولا عَلَى الْأُفُقِ زَيْنُ الْعِبَادِ *** وَ غَيْثَ فيوُض الْإِلَهُ انهَمَر

فَطَأْطَأَ كُلِّ بَهَاءُ إِلَيْهِ *** لِأَنَّ الْبَهَاءِ عَلَيْهِ انتَثَر

لَهُ تفنات تَعْلَمُ مِنْهَا *** مَعَانِي الْخُضُوعِ جَمِيعِ الْبِشْر

لَهُ تفنات تُضِي ءُ الْوُجُودِ *** وَ مِنْهَا اسْتَمَدَّ الشُّعَاعُ الْقَمَر

وَ كَفَاهُ حَتَّى وَ إِنْ غلتا *** تخطان مماشا بلوح الْقَدْر

أَيًّا شهرشعبان فقت الشُّهُورِ *** لِذَاكَ اصْطَفَاكَ نَبِيِّ الْبِشْر

تألقت فَخْراً بِثَوْرِ الْحُسَيْنُ *** وَ مِسْكٍ ختامک بالمنتَظَر

إِمَامُ وَ إِنْ غَابَ خَلْفَ السَّحَابِ *** وَ لَكِنَّ لَهُ كُلُّ آنَ أَ تَر

فَسُبْحَانَهُ ظَاهِراً فِي خُفَّاهُ *** وَ سُبْحَانَهُ خافياً قَدْ ظَهَر

بالطافه رِزْقِ كُلِّ الوری *** وَ بِاسْمِ عَلَا الْوُجُودِ اسْتَقَر

قم المقدسة

ص: 440

رثاء الإمام الرضا علیه السلام

**رثاء الإمام الرضا علیه السلام(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

عيشي تنغص والفؤاد تمرضا *** من فادح أشجى فؤاد المرتضى

وكذلك الزهراء شقت قلبها *** لغريب طوس إذ رمته يد القضا

ماتت شريعة أحمد لما قضى *** من كان خالقه الأوامر فوضا

فتكورت شمس الوجود لفقذه *** ولذا السرور عن الخلائق أعرضا

والأرض كادت أن تميد بأهلها *** والطيرقد ضاقت به رحب الفضا

والجن قد خدشت عليه خدودها *** وعيونها مقروحة لن تغمضا

الله أكبرياله من فادح *** وجليل خطب ما له زمن انقضا

كيف اصطبارك سيدي لم لم تقم *** أو ما علمت بأن جدك قد قضى

قتلوه مسموماً فدتك حشاشتي *** وغريب داريا خليفة من مضى

قد أختشي والله يا علم الهدى *** من أن يقال سكوتكم عين الرضا

ولكم سيوف لو أردتم غمدها *** في كل أفاك لما حال القضي

هذا لعمرك إن تصعب رزؤه *** في خاطري وجوارحي قد أمرضا

فيهون عندي إن ذكرت لأسرة *** كانت الخيل الأعوجية مركضا

أيسوغ صبرك والفواطم حسرا *** ورؤوسهن لكل عين معرضا

وكريم جدّك فوق عسّال له *** لحظات عين أن تهيد أومضا

لنسائه وهو الغيور على التي *** كرمت بسيف المصطفى والمرتضا

أين الشهامة والحمية فيكم *** أين الشجاعة يا خليفة من مضى

أين العتاق الجرد في رهج الوغا *** أين السيوف المرهفات اللمضا

أين العزيمة فيكم أين التصبرمن *** كم إن شئتم شاء الإله وفوضا

لا عذر عندي أو أرى لك طلعة *** قد ضيقت من بعدكم رحب الفضا

ويكون عزرائيل طوعا لأمركم *** ما أن أردتم قبضه لكم قضي

خذها ابن موسی واقبلوا من عبدكم *** محروسة إن كان في هذارضا

صلى عليكم ربكم ياسادتي *** ما إن بدا نجم وما قمر أضا

ص: 441


1- مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

أللراعبية بالأجرع

**أللراعبية بالأجرع(1)

الشيخ حسن التاروتي رحمة الله

أللراعبية بالأجرع *** صبابة وجد فلم تهجع

أم استوجدت وأتت مورداً *** تمضمض فيه ولم تجرع

أجارتنا لیس دعوى الأسى *** بأن تخضبي الكف أو تسجعي

... سلي إن جهلت ولما تعي *** بأن ابن فاطمة قد نعي

غداة رأى الدين في حاملِ *** يجر قناه ولم يرفع

وداعٍ دعاه ائتنا للهدى *** ولم يك هيابة إذ دعي

فأقبل في بطن فضفاضة *** وفي ظهر عبل الشوى أروع

ومن حوله تبع إن دعا *** فما حمیرمن دعا تبع

كأن النجوم بهم تهتدي *** إذا حلها البدر في مطلع

وفي ختامها يقول :

أمية ماذنب أشقى ثمود *** ولا زلت النعل من تبع

كدَّم النبوة لماصبغ *** تِ به حاقد الناب والأضلع

وأيدي الإمامة هذي أسرتِ *** وهاتيك آليتِ أن تقطعي

فبوئي بها كجناح الغراب *** بوجهك سوداء لم تقلع

إذا شاء أنفك من عارها *** يفكّ الخزامة لم يسطع

إذا ضحكت عندثار الحسين *** ضباً لاهتزاز قناً شُرَع

وكبر فيها كأسد العرين *** رجال وأوشك أن تسمعي

وقام بها ملك للقضا *** بمقدمه قدم الأطوع

فلم يدع ماقال ذاك امضه *** ولم يمض ماقال هذا دعي

فأين مفرك من بأسه *** وقد أصبح الحكمُ المدعي

ص: 442


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 62-68.

فحسبك إن قام في موقف *** وصلت به البيض أن تركعي

هنالك ما الغيظ ملء الصدور *** ولا جذوة الوجد في الأضلع

ستقفوه منا وأكرم بنا *** كرام الولادة والمرضع

فياصفوة الله آل الرسول *** وأسبابه اللائي لم تقطع

ويا أصل موجودهذا الوجود *** ولطفاً من المبدأ المبدع

وباب رضاه الذي من أتى *** بحاجته منه لم يمنع

جعلتكم سادتي وجهتي *** إذا قلت ياخیرمولی دُعي

بلاغ الأماني ونيل المنى *** بدنياي والأمن في مفزعي

فعبدكم حسن الظن في *** صنايع فضلكم الأوسع

وإنيَّ منكم وفيكم بكم *** عليكم إليكم فكونوا معي

كشفت قناعي في دينكم *** وما دين غيركم مقنعي

رضاكم أماني وإن أصبحت *** ذنوبي كرضوى فلم أجزع

ألا يا صلاة مديم الصلاة *** إذا بدأت بكم فارجعي

ومن طرب ياسلام السلام *** بروضة أرواحهم رجعي

ص: 443

رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الشيخ محمد آل نمر رحمة الله

لهاشم يوم الطفثار مضيَّع *** وفي أرضه للمجد جسم موزع

هجعتِ فلاثار طلبتيه هاشم *** ونمت فلا مجد لك اليوم يرفع

وهذي بنو حرب أدارت لك الردا *** كؤوساً ولا كأس بك اليوم تجرع

وتلك الضبا اللاتي شحذت حدودها *** لأنف الإبا من مجدك اليوم تجذع

وتلك القنا اللاتي أقمت كعابها *** بصدر العلى من عزك اليوم تقرع

وتلك الجياد اللاء أنت ملكت من *** أعنتّها الأعضا أتتك تقعقع

فنهضا فإن العز أن تنهضوا لها *** وإلا فإن الكف للنفس أنفع

سننتم بيوم الفتح صفحاً فأصبحت *** نساء بني حرب من السبي تمنع

إلى أن يقول :

كأنكم بالفتح سقتم نساءها *** .. .. .. .. .. .. .. ..(2)

أليس بذاك اليوم أضحت رجالها *** بعزك تُؤوي من تشاء وتمنع

فما بالها أرخت ملابد بغيها *** على رقمها كيما تطاع وتسمع

وهبّت بسلطانٍ تَوطد بالضبا *** وبالسمر منكم أسّه لا يزعزع

وسامتك يوم الطف أن تضرعي لها *** لها الويل مانيل السموات أمنع

فتلك على حر الصعيد سراتكم *** كهول وشبان وآخر رضع

فبعداً إذا لم ترهبوا الأرض فزة *** تزيل الجبال الراسيات وتصدع

ص: 444


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر ابن الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الملا عبدالله الصايغ، يلاحظ أن العلامة العمران رحمة الله أورد من هذه القصيدة في (ج3 ص132) من الأزهار الأرجية (27) بيتاً ونقلها عنه الشيخ الشيخ حسين الصباح في ( الشيخ محمد آل نمر العوامي .. فيوضات وجوده وإشراقات حياته ) ، وكذا ما أورده منها العلامة القديحي في ( رياض المدح والرثاء ) ، ولكن القصيدة التي في المجموع 51 بيتاً ، مع ملاحظة أن أحد أبياتها ينقصه عجزه .
2- هذا العجز الناقص المشار إليه في الحاشية (1).

تعيد السما والأرض رتقاً كما بدت *** ونقع القنا فيها يثار ويرفع

وتنسجه سحباً من البيض برقة *** وأصواتها رعدية الموت يهمع

وتصدر وفد الهند معمورة القرى *** مطارفها حمر من النحرتصنع

وينقضّ طير الموت من فنَن الهنا *** لأوكارها وهي القلوب فتهجع

تشنّ بها شعواء مرهوبة الردا *** ويحيا به مجد لك الدهر أرفع

ولا تعفوا حتى توطئوا الخيل هامها *** فكم وطئت منكم صدور وأضلع

وتمسي وأكراش الكلاب قبورها *** ومضجعها إن عزَّ بالحشر مضجع

ففي كربلا عزّت قبور قبيلكم *** ثلاثاً تغيب الشمس عنها وتطلع

أجلكم أن تعتلي برماحكم *** رؤوس هي الأعجاز قبحاً وأشنع

وإن يك رأس الفخر من جسم مجدكم *** برأس القنا منهایشال ويرفع

ولا نشتفي أو أن تسام أمية *** بسُوق الإما يبتاعها المتبضع

يصغّر منها مثل ما كان قدرها *** فأدنى الإما منها أجل وأرفع

فإن نظام الدین شُتت شمله *** فهل طلعة منكم بها الشمل يجمع

يرفّ على رأسي لواء لدولة *** لها من نظامي لم أزل أتطلع

وأضرب هام القوم في نصر سيد *** إمام لنا يوم القيامة يشفع

إمام به شرفت باسم وخدمة *** وفي عدله كل الخلائق تطمع

هنالك تبلوكل نفس لما مضى *** وردوا إلى الله الجليل وأرجعوا

ص: 445

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

إلى كم ترى العلياء دامية الطرف *** من اكتحلت بالذل في وقعة الطف

هي الوقعة الكبرى التي بوقوعها *** أصيب أشم الأنف بالرغم للأنف

لوت من لوي غارب المجد والثرى *** وهاشم ألوت شانها خطة الخسف

فما لنزار لا تزر دلاصها *** لتدرك إما الفتح أو عزة الحنف

وما هاشم إن تترك الثارهاشماً *** وقد ألفت ما لا يليق من الوصف

إلى أن يقول :

فيا وقعة لا يرتجي الفتح بعدها *** فلا زحف منصور وإن جلّ من زحف

أبى الله أخذ الثار إلا بقائم *** بسيف إلو يحصد الجيش كالعصف

ترى طائر النصر الإلهي واكراً *** على سيفه مخلابه دائم الخطف

يثير عجاج يلحق الأرض بالسما *** ويدني السما للأرض من شدة الرجف

إذا بالجبال الشم يدعو تسارعت *** إليه وإلا هدها عاجل النسف

ولو خالفته الشمس والبدر بدلا *** عقيب الضيا والنور بالكسف والخسف

فيارب عجل بالظهور فإنما **** سواه غليل القلب يا رب لا يشفي

عليه سلام الله يزداد ما وري *** بقلبي ضرام من لظى وقعة الطف

ص: 446


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص30-32.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي

متى متى نلقي الإمام الخلفا *** فتلبس الأبدان أثواب الشفا

متى متى بقية الله نرى *** طلعتك الغراء تشفي المدنفا

یا صاحب الأمر ومن أخره *** رب السوري للثار ممن سلفا

قد طالت الغيبة يا ابن المصطفى *** وأورثت فينا البلا والدنفا

ومزّقت شمل الهدی وبدّدت *** نادي الندى وأوردتنا التلفا

فقم فديناك بلا أمرلنا *** عليك بل مضاضة ولهفا

وقم فحيّا الله منك طلعة *** ميمونة تحيي من الدين العفا

لا يرتجي الدين سواها ناصراً *** لا يرتجي الحق سواها مسعفا

وقم على اسم الله جلَّ شأنه *** والطائر الميمون من غير خفا

وقم فذي أشياعكم خائفة *** وقم فذا دين الهدى على شفا

متى متى ذاك الفقار ينتضى *** وصبح وجه الحق يبدو شرفا

متى متى تأخذثارات لكم *** من آل حرب والذي قد سلفا

لاسيما ثار لكم بكربلا *** قد أورث الكون البلا والدنفا

ثار أبي الضيم سبط أحمد *** قرة عين المرتضى والمصطفى

غداة غار مغضباً للدين إذ *** جفاه أهل الجور منهم والجفا

وقد دعته عصبّ كوفية *** لنصرة الدين بقول لا وفا

فقام داعي الحق سبط المصطفى *** يدعو إلى الرحمن من قد صدفا

ص: 447


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار)

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

لله وقفتنا بدارة جلجل *** والركب بین مهلهل أو مرمل

من كل ملتهب الحواشي قابضاً *** بيديه فوق حشاشة لم تذمل

ويقول في ختامها :

ياشامتاً بالليث أودى بعدما *** ملأ الزمان وقائعاً لم تبسلِ

أحسبت أن طلت دماه ومالها *** في الدهر بعد مضيه من معقل

أيقظ جفونك ما انقضت أيامه *** حتى أقام لهن أكرم فيصل

ملك تدين له الملوك مؤيد *** بالنصر في الزمن القديم الأول

ومهيمن يجري القضاء بأمره *** حصداً من الجبار لم يتبدل

يسعى لها في كل أبيض واضحٍ *** سامي المقلد كاللواء الأطول

ومشيع ملأ الزمان مهابة *** ومظفر في الروع غيرمذلل

هادٍ يذم من الضلال على الهدى *** دون العرينة كالهزبر المشبل

جند من الملا العلي مسوم *** بمنار قدس بالجلال مجلل

وكتائب لله عب عبابها *** في كل ملتهب الجوانب مشعل

يمشون في ظل الرماح تقاضياً *** لدم على نفيانه لم يعقل

هبي أمية من عثارك لا لعاً *** ماذا جنيت على النبي المرسل

كم تهجيمن على الرسالة بغية *** أبداً وتنتبذين حسن المعدل

كم في أكفك من دمٍ لمحمدٍ *** ونفوس هدي في سيوفك قتل

بشراك قد قرب المدى فاستنهضي *** ما شئت من فرع المني واستحفل

يا آل بيت محمد حبي لكم *** هو مانعي من أن أضام ومعقلي

إن لم يكن عملي الغداة بنافعي *** فعلى الولاء أو البراء معولي

أنتم وسيلة آدم لولاكم *** ماكان في مسعاه بالمتقبل

حتامَ نعتلج المضاضة فيكم*** في كل حادثة وخطب مهول

ص: 448


1-

وإلام لا يدعو الكفاح مثوب *** في كل يوم بالدماء محجل

والخيل تمزع في الأسنة والضحى *** من نقعها أطباق ليل أليل

وكأن أشفار السيوف بوارق *** تردي من الطاغين كل مضلل

وكأنماعوج القسي عقارب *** مشين بين النبل والمتتبل

وكأن قعقة الرماح بوانهم *** للطيربين أراكها المتهدل

فهناك تشفي كل نفس طالما *** طال اللجاج بدائهاالمتعضل

ص: 449

بمولد الحسن الزكي

**بمولد الحسن الزكي(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

تهنئة إلى سيدي صاحب الزمان صلوات الله عليه بذكرى ميلاد عمه سيدي الحسن المجتبى صلوات الله عليه .

عبثاً تُسائلني : أما عصفت بك ال *** أشواق نحو جلال قدسٍ ينهلُ

وكأنها لم تدرِ حلم صبابتي *** وعن الذي أعنى به لا تعقلُ

مكشت تُسائل عن مكان شُروقه *** وهناء مبسمه الذي لا يأفل

وتريق أسئلة الزمان صبيةً *** فإذا رسمت لها الإجابة تسأل

إني لأعذر من يهيم بحبه *** تيماً وأعجب للذي لا يقتل

لما اتخذت سناه قطب توجهي *** فشفا مطامعي الحبيب الأول

الحجة المهدي أروع ما به *** صدح الشعور لسابح يتأمل

ما كنت أعرفه وحين عرفته *** أدركت أن جماله لا يعقل

فتبذت كل قصائدي في غيرهم *** وغدت بعيني زلة تتمثل

أدركت للإبداع معنى آخراً : *** أني أقول وسيدي يتقبل

فنسيت بهرجة الخيال وروعة ال *** معنى وغيرني العطاء المذهل

ما عدت أنشج كي أساجل جملة *** الشعراء بلأدنو إليه وأمثلُ

فاليوم بين يديه أمثل ساجداً *** لله .. أشكرماغدوت وأنوَّلُ

وأبث تهنئتي إليه بمولد ال *** حسن الزكي ونعم ما أتتفلُ

أي المدائح أنتقي لجلاله *** ومشارف الملكوت فيه تهللُ

هم هؤلا خُلقوا ولم تك ذرة *** للكون حيث هم الوجود الأول

فاختار ربي قطعة من نوره *** ليقول : كن فيكون منها الموئل

فإذا بها شرف النبي محمد *** ثم الوصي سناؤه المتجلل

ص: 450


1- ديون من بيوتي في المدينة ، ص 170-176.

ثم المدار ومحور الإشراق وال *** إسم المحيط ووجهه المتمثلُ

ثم الذي خشع الحسين له فلم *** يُبقِ الحسين لمادح ما ينقل

المكرمون العالمون الشاهدو *** ن على العباد بكل ما هو يحصلُ

رُفعوا وليس العارفون بفضلهم *** عند الإله كمن بذلك يجهلُ

إني لأفرح أن تنير صحيفتي *** أسماؤهم. فأجلَّ مما أعمل

ولئن قضيت العمر أنشد فضلهم *** عملا.. فذلك في الصحائف أثقل

أمسيت أكثر في الجنان منازلي *** وبنور كنه جمالها أتأملُ

بيت ببيتٍ .. يا لها من نعمةٍ *** واحسرة الشعراء إن لم يفعلوا

ص: 451

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ جعفر الخطي رحمة الله

**الشيخ جعفر الخطي رحمة الله(2)

مررت بكربلاء فهاج وجدي *** مصارع فتية غركرام

حماة لا يضام لهم نزيل *** أماجد برئوا من كل ذام

قبور تنطف العبرات منها *** كما نطف العبير على الأكام

ويقول في ختامها :

ألا من مبلغ عني قريشاً *** ربيع الناس في البلد الحرام

فلا حملت أكفكم سيوفا *** ورأس السبط فوق الرمح سامي

ولا ركبت فوارسكم خيولاً *** وصدر السبط مرضوض العظام

ولا حجبت كرائمكم خيام *** ورحل السبط منهوب الخيام

ولا رؤى الغمام لكم ظماء *** وسبط محمد في الطف ظامي

ولا بلغ الفطام لكم صبي *** ويذبح طفله قبل الفطام

وأنصار له في الله باعوا *** حياة النفس بالموت الزؤام

حموا وسموا فما حامٍ وسامٍ *** سواهم من بني حام وسام

أيا ابن المقدمين على المنايا *** إذا ما الغلب تحجم في الصدام

وهم حجج الإله على البرايا *** بهم عرف الحلال من الحرام

تسمى بالعلى قوم سواهم *** فكان نصيبهم منها الأسامي

متى أنا قائم أعلى مقام *** ولاقٍ ضوء وجهك بالسلام

وقد نشرت لك الرايات تبدو *** خوافقها بمكة فالمقام

هنالك يشتفي الصدي ويحظى *** وليكم بإدراك المرام

ص: 452


1- ديوان أبي البحر الخطي ، تحقيق السيد عدنان العوامي ، ج2 ص156-158.
2- ذكرها محقق الديوان محتملاً أنه للشيخ الخطي في بداياته الأولى أو لآخر متاثر به، فآثرنا ذكرها هنا على هذا الأساس.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمةالله

المجد ليس ينال عفواً فاعلم *** ما لم تذق طعم القنا والمخدم

إلى أن يقول :

أيسوغ وردي أو تبين نواجذي *** وتبين أشجاني ويهنأ مطعمي

وصداك أرمضني ووجدك جذني *** وشجاك أشجاني وجوعك مؤلمي

وعليلك السجاد أرنوه على *** كور على جمل نقيب المنسم

من بعد أن نعماءه قد أطلقت *** قد قيدوه فصار رهن الأدهم

وحقائق المختار بعدك أصبحت *** من بعد عاصم خدرها لم تعصم

ومعادن التطهير عالج نهبها *** رجس بفصم سوارها والمعصم

يزجي بنا وبسوء خسف يجتلي *** بعد الجلال يزيد أخبث منتمي

فعليه لعن كاسمه لا ينتهي *** إذ إثمه في الكون أعظم مأثم

یا قطب دائرة الوجود وعل *** ة الإيجاد ياسر الإله المنعم

حتى متى تذوی غصون شبيبتي *** لضني بسوداء الفؤاد محكّم

وإلى متى تنهلّ سحب مدامعي *** بأجشَّ محلول النطاق مزمزم

ويكل حد قريحتي في ندبكم *** لجوی يكلمني ويبري أعظمي

وتمدّ عينا مدتي لمؤمل *** إن كنت لم أدركه طال تألمي

يومايقوم به الولي مقوماً *** أوداً لدين الله غير مقوّم

ومهدماً أطمی به طم البلا *** للأولياء وقبله لم يهدم

فيزول همّ المؤمنين وغمّهم *** ويلمّ شمل لم يلمّ لمسلم

وتقرّ عين الدين بالثار الذي *** من قبله سخنت ولما تشبم

إني لأحمد فيه يوماً صالحاً *** كاسمي واسم يفوه به فمي

في حلبة العز الأماجد خاطباً *** بمنابر الهيجا بلدن لهدم

ص: 453


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص24-28.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

ألا زار والركب الطلاح حرام *** خدول من الأرام ليس يرام

فتبة وجداً بالحشاشة كامناً *** وشوقاً له بين الضلوع ضرام

ويقول في ختامها :

لقد جل قدر الرزء أن يبلغ البكا *** مداه وإن أودي القلوب مدام

إلى الحشر حتى يسحب اليوم ريطة *** من النقع أو يدجي عليه قتام

إذا استل سيف الله والدين واصب *** لدولة هطال الدماء رهام

وقرت به عين الهداء وسهدت *** لديه عيون هن أمس نيام

إليك ابن طه عج كل مثوب *** رمته الأيدي القارعات سهام

فعطفا على أسئاردین تجرمت *** أهاضيبه وانحل منه نظام

رضيتك دون الناس درعاً حصينة *** لأنك نبع والأنام ثمام

ومالي رجاء في سواك ولا منيَّ *** لأن الوری نقص وأنت تمام

سبقت إلى العلياء غير موصد *** رتاجاً ولا مرخي عليك قرام

أرى المدح إلا في علاكم هجاءة *** وما كل مدح يقتضيه مقام

ولم أتخذهذا القريض خليقة *** ولكنه شوق لكم وأوام

على أنه كم في حلاه تعلة *** یسر بها بال ويرفض ذام

فتسري به النكباء حيث توجهت *** وتشدو به الأيام وهي عرام

لأن خف قدرة في علاكم وفضلكم *** فقد خفّ عنه يذبل وشمام

إذا أنزل الله الكتاب بمدحكم *** فماذا عسى أن يحتويه نظام

ص: 454

في مدح أمير المؤمنين علیه السلام ومخاصمة المخالفين

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

أتعلم مي كيف بات المتيم *** وكيف ينام الليل من لا يهوم

سرت تحت جنح الليل شمسا منيرة *** وللمسك منها ضوع ردع ينمنم

علقت بها غض الشباب وإنما *** حسدت عليها الطوق والطوق يلزم

ويقول في ختامها :

أرى حدثاً ما في الحوادث مثله *** مطلاً على الإسلام يسمو ويعظم

وحيث أجزتم لابن هند اجتهاده *** بسب ولي الله والدين يرغم

فهلا أجزتمت سبنا صنميكم *** وقد أحدثا في الدين ما هو أعظم

إذا كان رأي الاجتهاد مجرداً *** يجوز فما في سبنا القوم مأثم

وقلتم ض لالا واجترأتم سفاهة *** متى يرد السرداب من ليس يعلم

لعمر أبي ما كل هذا غباوة *** ولكنه الداء الدخيل المجمجم

ذحول رمتكم بالعنا سالفاتها *** وأضغان أحقادٍ بكم تتضرم

إذا كان خلاق البرية قادراً *** فلا عجباً فيما يخص ويكرم

أما في أسانيد الصحاح كفاية *** ومفنية فيما نقول ونزعم

أصاحب موسي تثبتون حياته *** على الدهرلا يفنى ولا يتصرم

وفي ابن رسول الله تستعظمونها *** ولكنه لا نكر بغي من عموا

وهذا رسول الله عيسى نظيره *** فأين لكم عن منهج الحق مزعم

وهذا نبي الله إدريس قد سما *** مكاناً علياً ليس يفني ويهرم

وكم في البقا من خالد ومعمرٍ *** إلى وقت يومٍ عنه لا يتقدم

وغير عجيب من إمام وحجةٍ *** بقاء لأمر في البرية يحتم

ولكنما الأحلام تاهت فأصبحت *** تخوض غمار الجهل لا تتحلم

فلست ألوم القوم أنسى تورطوا *** وإن كان زعماً منهم ليس يزعم

وإن تاهت الأحلام أو ضل سعيها *** فماهي إلا شقوة وتحرم

ص: 455

وما كان قولي ناجعاً في ثقافهم *** ولكنه تقويم من لا يقوم

فسبحان من أعلى بفضلٍ عليهم *** كثيراً من الأنعام يجللن عنهم

أألقوا على الشمس الضباب فألبست *** عقولهم في حيرة تتجهم

أم انتهجوا نهجاً فلم يتدبروا *** سواه لقد ضل الهدى أين يمموا

أم الشك أقذى بالقذاء جفونهم *** فأشفى عليها العارض المتغيم

أم اعتقلت أفواههم عن رعايةٍ *** فأضحت لما لا تبتغي تترمرم

أما لهم فيما يرون بصائر *** من الله لا تخفى ولا تتكتم

ص: 456

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج منصور الجشي رحمة الله

فلق الصباح عليَّ ليل مظلم *** ورغيد طيب العيش مرَّ علقم

وأنا الذي إن هلَّ شهر محرم *** فجميع لذاتي عليَّ تحرّم

وهجرت فيه جميع أوقات الهنا *** وجعلت دمع العين فهو هو الدم

ويقول فيها :

من مبلغ المهدي صاحب عصرنا *** فيما جرى يوم الطفوف ويُعلم

الصبر ضاق فما بقي من وقته *** آن وقد حُطم الحطيم وزمزم

ألك اصطبارٌ في القعود وطاقة؟ *** وبكربلا كرب البلاء مخيم

ورزية طلت بأشأم طالع *** منها تزلزل قافها ويلملم

وفجيعة دهن العوالم بغتة *** فالدين منها عاد وهو مهدم

ومصائب كست الوجود مصائباً *** حتي القيام ضرامها يتضرم

ما بعد يوم الطف يوم مسرة *** ترجی وصدر ابن النبي يحطم

كلا ولا طيب المعيشة طيّب *** وربيع لذات الشهور محرم

أني لقلبك والشفاء وقد بقي *** بالرغم ثاو في الثرى ومكلم

أوَ ما أتاك حديث زينب إذ هوت *** تحنو على النحر الكريم وتلثم

وحرائر قامت تلوذ بظلها *** وهنا بهن الشامتون تحكموا

فالقلب من داء المصيبة ذائب *** والمتن من ألم السياط مؤلم

إن يمنعوهالا تنوح لثكلها *** فمن الذي منع البكاء تعلموا

وإن التوت تلك السياط بمتنها *** يوماً فعن فعل الذين تقدموا

ولئن سرت تطوي القفار لنصر من *** أوصى بذلك والصحيفة تعلم

وأشد نازلة دهتك خطوبها *** وأمضّ ما مضَّ الفؤاد وأشأم

يوم أقيمت مثل أجلاب الإما *** ويها الدعي تجبراً يتهكّم

لا راقب في الله يرعى حالها *** ولما تعاورها يغار ويرحم

ص: 457


1- مجموع مخطوط الملا عبد المحسن النصر ، ص 49- 50.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

كم أرتجي لك طلعة *** تحيي من القبر الرميما

كيف استتارك سيدي *** دين النبي غداً هديما

ماذا يهيجك إن صبرت *** لفادح حطم الحطيما

ما جاءك الخبر المشوم *** وكنت أنت بذا عليما

من يثرب خرج الحسين *** ولم يدع حتى الحريما

كخروج موسى خائفاً *** وهو الذي يؤوي الغريما

في كربلالما أتى *** فرأى بلاءً مستقيما

القوم خانوا بالإمام *** وهدموا الدين القويما

قد حاصروه وويلهم *** لم يختشوا الرب الرحيما

قد حاولوا أن يطفئوا *** من كان نوراً مستقيما

هيهات ذلك لم يكن *** أو يقطعوا منه الكريما

لم أنسَ يومك سيدي *** في كربلا يوماً عظيما

أبكي الخليل بوقعه *** وكذا ابن عمران الكليما

وكذاك نوحاً والمسيح *** إليهما جلب الهموما

بأبي وبي من كان *** شبه المصطفى خلقاً وخيما

بأبي وبي من كان *** أسرار الغيوب بها عليما

بأبي وبي من لم يجد *** في كربلاء بها حميما

بأبي وبي أفدي *** عفيراً صدره أضحى حطیما

بأبي النساء الباكيات *** فلم يجدن لها رحيما

بأبي وبي أفدي عليلاً *** قلبه أضحى سقيما

عجّل خروجك سيدي *** فرضيعكم أضحى فطيما

ص: 458


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 223-224.

بسهام حرملة الذي *** لم يختش الرب العظيما

أشجي البتولة فاطماً *** بفؤادها جعل السموما

لا عذر عندي أو *** تجرع آل سفيان الحميما

فقلوبنا ياسيدي *** أضحت لغيبتكم كلوما

ص: 459

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الملا حسن الجامد رحمة الله

يا إماماً به الوجود استقاما *** قم سريعاًواستنقذ الإسلاما

كل عام بل كل يوم جديد *** معلّنا نشتفي ونقضي المراما

الوحاء الوحاء يا نجل طه *** منك نرجویابن النبي القياما

أفتنسى ما قد جرى بعد طه *** من خطوب تحير الأحلاما

نكت القوم بيعة المرتضى الها *** دي ولم يرقبوا لطه ذماما

عزلوا حيدراً وقد أخروه *** عن مقام فيه الإله أقاما

وأتوا داره وجروه حتی *** أخرجوه ملبياً مستظاما

والبتول العذراء بضعة طه *** كابدت منهم أموراً عظاما

غصبوا إرثها عناداً وظلماً *** لطموا خدها ورضّوا العظاما

أسقطوها وقنعوا متنها با *** لسوط لم يجعلوا لطه احتراما

ثم عاشت بالذل والهضم حتى *** لحقت بالنبى تشكو اهتضاما

والوصي الكرار غادره أشقى *** مراد ونال منه المراما

والإمام الزكي كابد سما *** لهف نفسي على كفيل اليتامى

ثم لا يوم مثل يوم حسين *** ذاك يوم قد أفجع الإسلاما

يوم أمسى الحسین فرداً عليه *** ازدحم الجيش في الطفوف ازدحاما

لم يجد ناصراً إليه لدى ال *** هيجاء إلا مثقفاً وحساما

فسطا فيهم بشدة بأسِ *** رابط الجأش ليس يخشى اللهاما ...

ص: 460


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 279.

جهاد الحسين علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

للمشعرين وقبلةَ الإسلام *** قلب ٌيؤرقه الجهاد الدامي

عرفات ضجت والحطيم مناحة *** والحجر باكٍ والمقام السامي

والمسجد النبوي أصبح كاسفاً *** و (القبر) منتحبُ مدى الأعوام

هذا (الحسين) نحا العراق بفتيةٍ *** غرَّ أشاوس في الفداء عظام

وفيها يقول :

يا غائباً يرجو الأنامُ طلوعهُ *** آنهض فديتك شاهراً لحسام

سرّ بالجيوش فقد هوى صرحُ الهدى *** وأنر بشمسك حالكَ الأيامِ

قد عطّل القرآن ما بين الورى *** والدين للإنسان خيرُ نظامِ

وانشر بنودك خافقاتٍ في الذُرى *** واطلب بثارك من طغاة أنام

تنسى الحسين مُضرجاً بدمائه *** ولقد قضى (بالطفا فرداً ظامي

ص: 461

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الشاعر علي عبد الله التاروتي

أيومُ القيامة أم أعظمُ؟ *** أم الأرض زلزلها المأتم؟

تُری نفخة الصور ذي أم تُرى *** جميع الخلائق إذ تلطم؟

وزمزمةٌ من حشا العالمين *** كأن الصراخات منها فم

توحد ندبُ أزال الجبال *** ومن مقلة الكون فار الدم

فمن أجل ماذا تمور السماء *** ومن أجل ماذا الثرى مظلم؟

وذاك الحطيم على من ينوح *** وماذا هاج به زمزم؟

أواعية الدهر كلّ وعی *** فراح إلى الحزن يستسلم

فما عُرف الحزن إلا لها *** وما لسواها الأسى يفهم

وفي آخرها يقول :

فيا آل بيتِ بنته الفخار *** ومن للمعالي هو المعلم

ويا خير فرع لخير الأصول *** وحسبكم القعدد الأعظم

فلم لا نهضتم ويوم الطفوف *** غسلتم ؟ أهدراً يضيع الدم ؟

رضيتم بسفك دماء الكرام؟ *** وبالسهم رُضَّعكم تُفطم ؟

وتسلب من خدرها زينبُ *** وللسبي تفدو دراريكم

* * * * *

ويا من له الثأر أنت المثار *** وأنت بما قد جرى أعلم

فعجل فداؤك أغلى النفوس *** فهاهو دينك مستهضم

وقد نفذ الصبرمن شيعةٍ *** لكم في حشاها الأسى مضرم

وسيف العدا لم يزل مُشرعاً *** ومن شيعة الحق يستطعم

لماذا انتظارك ؟ ما ترتجي ؟ *** إلى ما وحتى متى نُظلم ؟

وعذراً أبا الغدر إن هيجت *** عليك القصيدة ما تكظم

فما يدرك الثأر إلا بكم *** وما البغي إلا بكم يهدم

وما نرتجي غيركم منقذاً *** وآمالنا ذلك المقدم

بكم وعليكم وأنتم لنا *** وإنا لَفيكم لكمُ منكم

ص: 462

نعب الغراب

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله (1)

قالها ( في رثاء علي بن الحسين علیه السلام أصالة ، وأدرج فيها رثاء الرسول صلی الله وعلیه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام أجمع ، ومدح صاحب الزمان علیه السلام ) .

تعب الغراب فشبّ نار شجوني *** فذكت وأتبع زفرتي بأنيني

فدعوته هيّجت شجواً كامناً *** مني فها هو منك غيركمين

أكثرت ترداد النعيب وأنت لي *** بشجا أناخ عليك غيرمبين

أشجاك بُعد الماء أم عدم الحمى *** أم فقد زاد أم فراق قرين

أم فقد أكرم مرسل إذ لو بقي *** ما غيل أهلوه بغول ضفون

حتى قضى وحشاه محترق شجا *** من أمة خانت أبرَّ أمين

إلى أن قال :

والعسكري رماه معتمد الأذى *** في نبل واترة البنا بفنون

حتى إذا أسقاه سم حقوده *** فمضى من الدنيا قتيل خؤون

فبكاه برهان الأمانة إذ مضى *** ذاك المبرهن في وضوح الدين

وسليله الخلف الذي لولا بقي *** في ذي الورى لم يبق حتى الحين

حطّت عليه ذوو الضلالة بغيها *** فخفي ومنه مظهر التبيين

كالشمس يهدي من وراء سحائب *** لمنافع جلّت عن التعيين

هوذاك لطف الله في مخلوفه *** سبب البقاء وعلّة التكوين

فلسوف يقدم بالجنود ونحن وال *** أملاك حول لوائه الميمون

من كل من رضعته قبل وجوده *** أخلاقه في الذر قبل الطين

فيطهر الأرضين من رجس الخنا *** ويميّز الزاكي من المأفون

بشراي منه نجاح أعظم حاجتي *** دنياً وأخذ صحيفتي بيميني

وعليهم الصلوات ماغنّت على *** أفنانها ورق الثنا بفنون

ص: 463


1- ديوان السيد الخطي ، ص 96-98.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

من ذاكرباللوى للقوم أوطانا *** لا يبعد الله أهل الحي منوانا

ويقول في ختامها :

يا راكباً من بنات الريح جارية *** تهفو لها الريح حين الوخد أحيانا

زيافة تضرب الهيما بمنسمها *** حتى تفلل في الهيماء صوانا

تمسي بشاطئ نهر العلقمي ولا *** غير الحجاز لها الإصباح معطانا

عرج هناك على دار لنا درست *** مهابط الوحي منها دون مثوانا

واحثُ التراب على ما شف من دلج *** يبدي الصباح له في القوم عنوانا

وأقر السلام رسول الله تلف له *** تحت الجنادل إعوا وإرنانا

وعزّه في ملي بات موكبة *** من العواسل لا السمار ملانا

الرأس منه على رأس القنا وله *** جسم يغادر تحت الخيل جثمانا

وفتية علمت أن لا حياة لها *** إلا الردي فاستباحت منه أجنانا

أمست وزوارها وحش الفلا قريا *** منها يعاقبن أضواجاً وعقبانا

وللحرايرحسرى من عقايلة *** تطوي المطي بها فورا وغيطانا

من كل بارزة كالشمس مفرقها *** أضحت تقنع بعد الستر قضبانا

يمسين مستصرخات لا صريخ لها *** هوناً ويصبح في الممسى كما كانا

رزية لم تدع شمساً ولا قمراً *** ولا جماداً من الدنيا وحيوانا

يصغرن دهم الغواشي دون أيسرها *** ويصبح الدهر منها الدهر وسنانا

حتى يقيم عماد الدين منتظرٌ *** يأتي على الشرك أعضاد وأركانا

تجري المقادير في كفيه لاصدر *** منها ولا موردكرها وإذعانا

مهذب العزم ما أودى الزمان به *** يوماً ولم يخش للطاغين أخدانا

يا ابن الأئمة والقوم الأولى وطؤا *** هام العلا شرفاً شيباً وولدانا

عطفاً فقد شفت الأعداء غلتها *** منا وأبدت لنا هجراً وأضغانا

ص: 464

وخذ بثار قتيل لا وفاء به *** أو يخلق الله أدواراً وأزمانا

لا يسعد الجد منا أو يطأن بنا *** غرّ الجباه من الفرسان تيجانا

فوارس من سعود كم أحلن ضحي *** بالنقع في صفحات الجو دخانا

وكم تمشت بأنماط الملوك لهم *** حتى انتعلن لهم هاما وجسمانا

غير المفارق لم يلقوا أكفهم *** إلى الهوان وإن هان الذي هانا

لا يعصم الصيد من حوبائهم عصم *** حتى تجر عليها الخيل أرسانا

وإن ثوي زمن منهم بشامخة *** فطالما أوردوه الذل خزيانا

بني النبي إليكم من وليكم *** عصماء حلت من العلياء أوكانا

لو نالها ابن أبي سلمى لقد ردعت *** منه براعته قسا وسحبانا

ولو سماها أبو ليلى وصاحبه *** أودى انتجاعهما بشراً وذبيانا

تغشاكم بسلام لاعداد له *** ما غردت نايحات الورق أفنانا

ص: 465

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

هل من سعاد عهدت الجزع فالبانا *** أم من دری رمثة شارفت لبنانا

هي المعالم خف القاطنون بها *** فأصبحت بعد عهد القوم غيطانا

ويقول في ختامها :

لقد شفت من رسول الله غلتها *** أمية واقتضت من بدر أضغانا

رزء لعمرو المعالي لا يلدن به *** لهن دهم الغواشي في الحجا رانا

أصاب من نوب الأولى نهايتها *** فهل برى الله في الأخرى له شانا

ترث سود الليالي عن جدایده *** فلا يلدن إلى الأيام عرفانا

إلى القيامة أو ينضي القضا ملكاً *** يمحو من الشرك أوطاراً وأديانا

مهذب لا يرى الأيام خالصةً *** أو لا يرى عابداً فيهن أوثانا

وينزل الملا الأعلى لخدمته *** جيلاً فجيلاً وركباناً فركبانا

إنا لنرجوه يوماً لا خفاء به *** يبدي الضغائن من قيس وغيلانا

نثيرها مثل أطراف الرماح له *** جرداً يردن الوغا خزراً وأضمانا

من كل شيظمة في أثر شيظمةٍ *** يظنها القوم في الهيجاء عقبانا

لا تطمئن على حالٍ نوافرها *** حتى يجلي الردي بيضا وقضبانا

في فتية لا تمر الصيد شاحبة *** إلا وتبسم للثاوين أشنانا

من كل أروع يمشي الموت في يده *** إلى الرقاب ويغشاه إذا حانا

أيما على قمم الفضلى شوامخها *** أيما تخلف في الميدان أبدانا

ص: 466

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

من ذا يقيم إلى العلا أركانها *** ومن المشيّد رفعة بنيانها

ومن الذي يحمي شريعة أحمد *** لما مضى عنها الذي قد صائها

ومن الذي يهدي إلى الرشد الذي *** لم يدرِ مرسلها ولا ديانها

ومن الذي إن أجدب العام اغتدى *** غيثاً يضاهي وباله هتانها

ومن الذي إن أعضل الخطب اغ *** تدى للصارخين غياثها وأمانها

ومن المجبّن في الحروب شجاعها *** حتى يسابق في الفرار جبانها

ومن المجرد صارماً إن شمنه ال *** أرواح رعباً فارقت أبدانها

ومن الذي بالعدل يملأ أرضها *** ويكون في آفاقها سلطانها

إلا إمام هدى تغّيب شخصه *** إذ خاف من أعدائه عدوانها

فهو الذي دين الإله بعصره *** يعلو وتعبد أهله ديانها

يابن النبي إلى متى أشياعكم *** تبقى تقاسي من عداك هوانها

قد جرعتها الغيظ كأساً علقمةً *** وشفت بما فعلت به أضغانها

وإلى متى ثاراتكم ما بينها *** بكم تعجّ ولا ترى أعوانها

فانهض وخذثاراتكم منها ولا *** تترك لها شيباً ولا شبانها

فلقد أبادت شيبكم وشبابكم *** في كربلا واستأصلت ولدانها

وسبت حرائركم غداة بخدرها *** هجمت وفيه أججت نيرانها

فبرزن تقدمهن بنت محمد *** تدعو محجبها الذي قد صانها

تدعو الحسين زعيم إرباب الإبا *** بِنِدا يصدع شمسها ورعانها

هتكوا الحريم وكنت أنت كفيلها *** ولقد أخافوها وكنت أمانها

وسرت على النيب الهزال بها العدا *** تطوي بإثر سهولها أحزانها

أسفي على تلك النسا أصبحن يس *** تعطفن جند أمية عدوانها

ص: 467


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص96-97.

في عيد الغدير

**في عيد الغدير(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

تهنئه إلى سيدي صاحب الزمان صلوات الله عليه بذكرى عيد الغدير صلوات الله على صاحبه وفيها طلب حاجتين من إمام زماننا فداه روحي (2).

أبعثها بيضاء هيامةً *** إلى رجا الكون غمام الزمان

أسكنها الحب فؤادي فلم *** يحتمل الشوق فأبدى البيان

في سيد الأعياد زينتها *** لأنه الفرض وشعري أذان

هنيتَ هُتيتَ أبا صالح *** مولاي بالعيد وذكرى الجنان

لو كنت أدري بك في موطن *** هرعت جذلان لذاك المكان

لكنني أنشدها عاجزاً *** عن وصل مغناك فلا مستعان

هُنّیت مولاي به عائداً *** على الموالين ببرد الجنان

هُنّيت يا غاية آمالنا *** بموعدٍ طاف أقاصي العنان

لم أنسه ساعة حشد الملا *** بخُم للنور تعالت يدان

توالت الأرض به والسما *** وبلغ الرحمة إنس وجان

تُصير به الدنيا جنةً *** تالله لولا نكث المجرمان

عليهما اللعنة موصولةً *** أضعاف أضعاف حساب الثوان

والحمد لله على نعمةِ *** تحار فيها خطرات المعان

وجهت وجهي لإمام الهدى *** يا صاحب الأمر وروح الأوان

إن ملوك الأرض يرجون في *** أفراحهم حيث تدار الدنان

وأنتم أسمع من في الوري *** وأكرم السادة في كل أن

وهذه ألمع أفراحكم *** وجودكم يقصر عنه البيان

ص: 468


1- ديوان من بيوتي في الجنة ، ص 177-180.
2- هذه القصيدة كاملة ، وقد أوردناها في هذا الفصل مراعاة للمناسبة.

أيرجع الشاعر عن بابكم *** خِلوّا وعيناه بكم تأملان ؟

أم يأذن الله فتدعون لي *** منّا وتقضى تلكما الحاجتان ؟

فداك روحي ليس إلا لكم *** أردتها وهي بكم تحصلان

بلغك الله أعز الذي *** تأمله يا مَن له الخلق دان

18 ذو الحجة 1425ه

ص: 469

جوهرة العصمة

الأستاذ حسين آل جامع

في مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام .

أشرعتُ حبك في روحي وتكويني *** فعاد يبحرعشقاً في شراييني

وعاد يبحر موالاً يرف على *** نبض الفتون فيُغريه ويغريني

يُصغي إلى هزّج النهام ، ينثره *** على العروق بأنغام التلاحين

حتى تماوج في الأعماق فانبجست *** عينُ الحياة اغي قالب الطين

تعرفت لغةُ الصلصال أحرفَه *** فأينعَ الطهر بين الكاف والنون

وأينع الحب أرواحاً وأفئدةً *** على ضفافك من نور ونسرين

يا روعة الحسن في أبهى مظاهره *** لطفاً بكل فؤاد فيكِ مفتون

ويقول في آخرها :

( زهراءُ ) إن غداً يبدو لناظره *** أشدَّ في القرب من كل الأحايين

ومشرق الفتح إرهاصته انكشفت *** للعارفين بأسرار البراهين

يكاد ينشقُّ صبح شمس غرّته *** بقية الله من أبرار ياسين

حتى إذا أرخت الآفاقُ حمرتها *** على البقاع وضجَّ العالم الدوني

تنفس العالَم العلوي عن أملِ *** مقدسٍ بنجاة الكون مقرون

* * * * *

حتما ستنفرج الأيام عن قدر *** فرسانه في الوغى شم العرانين

روح النبوة ، معقود برايته *** الفتح المبين بإعزاز وتمكين

من قلب مكة يزهو الوحي ثانيةً *** يا كعبة الله هذا كعبة الدين

يوم الجمعة 14/ 6/ 1428 ه

ص: 470

مدح الكاظميين والعسكريين علیهما السلام

**مدح الكاظميين والعسكريين علیهما السلام(1)

السيد محمد الفلفل رحمة الله

خلها تدمي من السير يداها *** لا تعقها فلقد شق مناها

هزها الشوق فأبراها الضنا *** فانبرت تحمد بالشوق ضناها

إلى أن يقول فيها :

ثم أنهضني فلا قوة لي *** من هموم أبهضتني من عداها

نحو سرداب حوى خوف العدا *** عصمة العالم والمعطي رجاها

وامشِ بي رسلاً فما تدري عسى *** الله لبى دعوة مشتكاها

وادخلن بي خاضعاً مستشفعاً *** لي بأن أسعد يوم بلقاها

نقرأ التسليم مناعدَّ ما *** خلق الله إلى يوم جزاها

يا ولي الله والمعطي مدى *** أمد الأيام أقليد عطاها

قم على اسم الله واثبت ما بقي *** من رسوم فالعدی راموا انمحاها

طهر الأرض بأجناد أبت *** أن يرى مبدؤها من منتهاها

وابسط العدل بعيسى الروح وال *** خضر محفوفاً بأملاك سماها

إن دوحات الرجاقد آذنت *** بانحسار فمتى خضراً نراها

والأماني حبالى هل ترى *** منك يوماً بوليد بشراها

جرد السيف لثارات بني *** أمك الزهرا واجهد في رضاها

جلب القوم عليهم جحفلاً *** كالدجى لكن دواريه ظباها

فانصنوا كالأسد للدفع بدت *** لهم في منتهى الخمص ظباها

تلتقي جيش العدى ضاحكة ***والمواضي من دم طال بكاها

أبلغوا في الدفع عن حامية *** الدين بإيصا الكل كلاً بحماها

لم يزالوا في الوغى حتى جرى *** من يد الأغدار ما حم قضاها

ص: 471


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص96- 98.

في رثاء علي الاكبر علیه السلام

**في رثاء علي الاكبر علیه السلام(1)

الشاعر محسن بن خميس رحمةالله

الوحاء الوحاء يا نجل طه *** قد قضى بالطفوف حامي حماها

فلكم ذا القعود فالخيل ملت *** لرباط لها وعافت كلاها

فاطلق الخيل عاديات مثيراً *** بأسود قد أغضبت في شراها

واطلب الثار منهم يابن طه *** ودع السيف واردة من دماها

ما أتتك الأخبار جدك أمسي *** رهن أهل الخنا وبيض ظباها

بالعرى ينظر الجسوم فيبكي *** بدموع قدشابهت لدماها

لوتراه بين اللئام ينادي *** هل مجيرمنكم لعترة طه

فأتاه من الخيام علي *** مثل شمس الضحى ببرج سماها

فدعا بالحسين لبيك دعني *** أترك القوم مثل دور رحاها

اطلبن ثار عمي وأهلي *** أين أهل الوفا بدور دجاها

ص: 472


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص180 -181 .

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره)

**الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره)(2)

نهضاً بقية آل طه *** يامن به الرحمن باهي

تفضي وظلم عداكم *** في المخلصين لقد تناهی

هذي الشريعة ترتجيك *** بأن تشيد لها بناها

وذه المكارم تنتخيك *** بأن تشد لها قواها

فمتى تثور بعزمة *** من دونها تهوي سماها

الله في أشياعكم *** وجد الفراق لقد براها

وقلوبها بالضيم قد *** أضنى الجوى منها كلاها

أمست بأيدي الظالمين *** تطيل من ذل عناها

أفلا تقود الصافانات *** تخبّ تنفخ في ذراها

واعقد سماء عجاجة *** للطيرحوم في ذراها

واحمل عليها فتية *** تخشى المنايا من لقاها

في معشر صید وبا *** رئهم إلى العليا براها

غراً جحاجحة خضا *** رمة علوا حسباً وجاها

إن أخمدت نار الحروب *** بيضهم شبوا لظاها

فكأن بيض سيوفهم *** شهب تهاوي في دجاها

عافوا معانقة الحسان *** وفي الوغى اعتنقوا ضباها

ص: 473


1- رياض المدح والرثاء ، ص491-493.
2- قال مؤلف الكتاب ( الشيخ حسين القديحي رحمة الله ) في مقدمة القصيدة التي أوردها قبل هذه القصيدة : ( وللحقير ووالده وخاله الصالح والفاضل الشيخ محسن ابن الشيخ شريف آل صاحب الجواهر والأديب الحاج ملا حسن بن ربيع القديحي ، على جهة المجاراة في المجلس ، وهو من باب وتعاونوا على البر والتقوى ، أثاب الله الجميع بمحمد وآله ). وفي مقدمة هذه القصيدة قال رحمة الله : ( وأيضاً هذه القصيدة كالتي قبلها ، إلا أن الأكثر للوالد الماجد أدام الله تاييده وأثاب الجميع).

حلوو النوال لدى الجذو *** ب وفي الوغى مرّجانها

واطلب بهم ثار الذين *** قضوا وما بلوا شفاها

ذاك الحسين وصحبه *** وبنوه أعلى الخلق جاها

لمّا لهم عصب الضلال *** يقودها أشقى شقاها

ساموه خسف مذلة *** أو أن تشب له وغاها

فأبى المذلة والإبا *** خلق لها الباري حباها

فرقي على أوج المواعظ *** زاجراً منها عماها

فأبوا قبول الرشد والش *** يطان قد أصمى هداها

فتواثبت لقتالهم *** عنه ضراغم آل طه ..

ص: 474

في مدح أهل البيت

**في مدح أهل البيت(1)

الشيخ منصور البيات رحمة الله

صاح إن شئت ملجأ من لظاها *** خذ بحبل الوصي حامي حماها

يا وصي النبي لا زلت شمساً *** يستضيء الوری بنور هداها

فاهتدى الطالبون للرشد طراً *** بشعاع قد شع من نفس طه

ويقول فيها :

والإمام المهدي حامي حمانا *** منقذ الخلق بعد طول أذاها

فهو لطف الإله في الكون طراً *** وهو الرحمة التي أنشاها

غاب عنا وخيره مستمر *** فهو كالشمس سحبها غطاها

خلف الأنجبین من آل طه *** فهو والله حافظ لعلاها

بين العلم يافع لرجال *** سعدت بالسؤال ياسعداها

سعدها لم يزل به مستمراً *** فسعود لها به في هداها

فلها البشر بالبقا بخلود *** حيث كانت مخلوقة لبقاها

فلقد شرفوا بفضل إمام *** فهو للخلق منقذ من شقاها

خلف المرسلين حقاً جميعاً *** بل سما رتبة على أنبياها

ما سوى جده الرسول المفدَّى *** علة الكون فضله لا يضاهى

ص: 475


1- العلامة البيات .. شيخ المتهجدين ، ص 43.

لنا الله ..

في الفاجعة الأليمة للتفجير الثاني لمرقد مولايي الإمامين العسكريين عليهم السلام في سامراء .

الشاعر معتوق آل معتوق

هوت للتُرب أواهُ *** وشقت جيبها الآهُ

جمعنا الصبرَ في عُصُرٍ *** وفي يوم فقدناهُ

لشاخصتين قوَّضتا *** على قبر رُزِيناهُ

وكان القبرُ قافيةُ *** لبيتِ شادهُ اللهُ

وكان لفرطِ هيبتهِ *** تدورُ الشمسُ إياهُ

وكان بهاءُ قبتهِ *** كتاباً ما قرأناهُ

وكان لأحمدٍ صرحاً *** به قد حلَّ شبلاهُ

وكان لمرقدِ الهادي *** يقومُ ويسجدُ الجاهُ

وكان وكان يا قلبي *** فقل لي كيف تتعاهُ

أتدري التبرَ ياقلبي *** تراباً قد تركناهُ ؟

تهاوى الصرحُ يا قلبي *** فقل لي أين مبكاهُ

وأين خزانةُ النجوى *** وأين مُنايَ ألقاهُ

وأينَ البابُ والأعتا *** بُ والشباكُ يا آهُ

أهل في جُرحِنا الثاني *** نجيعاً مانزفناهُ

وهل أبقت لنا البلوى *** وريداً ماقطعناه

فلا نجوى لنا إلا *** لنا اللهُ ... لنا اللهُ

* * * * *

لنا من غاب عن مقل *** وعينُ الله ترعاهُ

لنا المحجوبُ في سفرٍ *** سُحِقنا حولَ مسراهُ

لنا أمل أدارَ على *** يد الشكوى عطاياهُ

فأنت ترسلُ الآلا *** مَ علَّ النوحَ يلقاهُ

فيخبرهُ بما نلقى *** ويحمل من حناياهُ

ص: 476

لناشعلاً نذيبُ بها *** ظلاماً طالً ممشاهُ

لنخبرهُ بأن لنا *** سروراً قد نسيناهُ

وأن لنا بصارمه *** مصابا ماسلوناهُ

وأن لنا لدمعته *** عتابا ما قطعناهُ

متى يأتي ؟ متى يأتي ؟ *** متى يا سحب ملفاهُ

لننبئهُ بمدمعنا *** لناسرَّ كتمناهُ

وكلَّ عداكَ تدريهِ *** وعزاً ما أذعناهُ

وبين يديك نرهقهُ *** صعوداًصاح مرقاهُ

يضيع العبدُ يا مولا *** یَ إمّاغابَ مولاهُ

* * * * *

فهب للنصر بتارّ *** وأناقد كسرناهُ

فأين الثأرُ يا مولايَ *** وكيف تقرُّ لولاهُ

تراك أخذت عدته وفي يسرا يمناهُ

فخذ بابا ومسماراً *** وجسماً ذابِ متناهُ

ووجهاً ظلَّ محمراً *** ويرعُفُ فيه قرطاهُ

وخذ حبلاض به جُرَّ ال *** وصيُ على وصاياهُ

وخذ طستاً به كبد *** لمن قد ذاب جنباهُ

وخذ طفلاً بمنحره *** أقام السهمُ مبكاهُ

وخذ بدراً بلا مقل *** هوت للترب كفاهُ

وخذ حناءَ عريس *** وشاحُ النزف وشاهُ

وخذ سهماً به قلبُ ال *** غريب أراح مسراهُ

وخذ حجراً بو رُضِخَ ال *** وحيدُ على مُحياهُ

وخذ رمحاً بهِ رأسَ ال *** حسينِ الكُفرُ علاهُ

وخذ من تُربِ سامرا *** فُتاتَ القبر وانعاهُ

وقل هذا رماد من *** هُ حقيَ سوفَ أعطاهُ

ص: 477

سليل الشمس في مولد الإمام العسكري علیه السلام

الشاعر معتوق آل معتوق

سِغَابَا نحوَ ساحَتِه أَتَيْنَا *** ( وَ سَبْعاً فِي جَوَانِبِهَا سَعْيَنَا )

خِمَاصاً والحشا الموقود شَوْقاً *** تلهتم نبضه لِمَا دئونا

فخلنا الْأَرْضِ بَحْراً مَاجَ مؤرا *** بِمَرْكَبٍ رجلنا لِمَا خَطَونا

وَ أُشْرِعَتِ الصُّدُورِ لَهَا وَجِيبُ *** يتمتم بِاسْمِهِ لِمَا شَدَونا

وَ بَيْنَ الْمَوْجُ والنبض الْمَعْنَى *** وَ هُوَ الرَّهْبَةُ الْكُبْرَى سَرينا

يضيئ الْبَدْرِ مسرانا وَ تَرْوِي *** نداماة القصائد إِنْ رُوِّينَا

فتجري نشوة العشاق فِينَا *** ذبولاً كُلَّمَا اشْتَدَّتْ كبونا

إِلَى وَهَجَ بَدَا خَلْفَ الدياجي *** يُحِيلُ سَوَادٍ حلتها لَجِيناً

فأمسكنا بهذب سناه نَدْعُو *** إِلَيْنَا ياسنا المسرى . . . . . إِلَيْنَا

مَزَقنا مِنْ ثِيَابِ اللَّيْلِ شلوا *** وَ نَحْوِ سِرَاجُ طلعتكم عَدَونَا

وَ لَمَّا ذال سریال اللَّيَالِي *** أَطِلْ بِنُورِ غَرَّتْهُ عَلَيْنَا

افطفنا حَوْلَ كَعْبَةُ نُصَلِّي *** وَ عِنْدَ حطیم رَاحَتِهِ جثونا

نُنَادِيَ يَا أَبَا الْمَهْدِيِّ إِنَّا *** بذابل ثغرنا الصادي دَعَوْنَاأغثنا

يَا مُغِيثُ السُّحُبِ ، عَجِّلْ . . *** عَلَى شعل الحشاشة قَدْ طوينا

وَ أَنْتَ لَانَ مَوْرِدَنَا الْمُصَفَّى *** فَصَبَّ نُمَيْرٍ جُودِكَ فِي يَدَيْنَا

ومرنانملأ الْوَادِي هديراً *** ليسري فِي النسائم مَا تلونا

نُحِبُّكَ ياسليل الشَّمْسُ حُبّاً *** تَمْلِكُ قلبنا حتی بَكَيْنَا

وَ خَارَتْ عَزَمَ الآساير فِينَا *** وَ نَحْوَكَ يَا أَرَى الْعُلْيَا حبونا

وَ حَوَّلَ مَسِيرَنَا الأشلاء ذَابَتْ *** وَ نَحْنُ بِحَبْلِ عصمتكم نَجَوْنَا

ويقول في مقطعها الأخير:

أَبَا الْمَهْدِيِّ أَ عِيَاناً الْعِتَابِ *** لشبلك حِينَ حُجُبُهُ الغياب

تَمَلْمُلَ فِي جوانحنا اصطبار *** وَ بُحْ عَلَى محاجرنا الْخَطَّابِ

وَ ذَابَتْ جَمْرَةَ الْأَنْفَاسِ فِينَا *** فَعِزُّ لنفتة الصَّدْرِ الْجَوَابِ

ص: 478

بسمعك نملأ الدنيا أنينا *** وقد نهشت حناجرنا الذئاب

وتشخص نحو شمسيك مقلتانا *** ليقطع سير شاخصها السحاب

ويبكي الطل محزونا علينا *** إذا ما الفجر خامره الضباب

فهب بالصبر أعجزت الرواسي *** فأنى يصبر القلب المذاب

وأتى يهدأ الصدر المفری *** وقد شخبت على دمه الرقاب

ترى ماذا يخبه مدانا *** وقد نبتت بأضلعنا الحراب

أعرنا من زفير قدح نار *** ليس بين راحتنا التراب

تأملنا ملاكي ترانا *** تضيق بنا حمي المولى الرحاب

وعاينا بخلد الطف قتلى *** وقد أردي محاسنها الخراب

فمن قتلوا عليا أو حسيناً *** أعادوا الكرة الأولى وأبوا

تأصل بغضهم للآل لكن *** تبدلت الملامح والثياب

فأدرك ليلة ظلمت وعجل *** ينصرك أيها الليث المهاب

وخذنا في ركاب الفتح روحا *** تشقق من عزائمها الإهاب

ص: 479

ص: 480

مصادر الجزء الثاني

1. أجنحة الولاء ، مجموعة شعرية لشفيق العبادي .

2. الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية الأجزاء (6، 9، 10، 11،15

12 ) ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

3. الأعمال الشعرية الكاملة ، السيد حسن أبو الرحي.

4. الإمام المهدي.. حقيقة وجوده، معالم دولته، وكيفية انتظاره، الأستاذ حسين الموسوي .

5. أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ، الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني ، تحقيق عبدالكريم الشيخ البلادي .

6. أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، الشيخ نزار آل سنبل .

7. الجذوة من شعر أم الحمام ، الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون .

8. دیوان ( ابن معتوق ) ، آية الله العظمى الشيخ عبد الله المعتوق .

9. دیوان ( أبي البحر الخطي)،ج1 ، تحقيق السيد عدنان السيد محمد العوامي.

10. ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط ، الخطيب محمد علي آل ناصر .

11. ديوان ( أصداء النغم المسافر) ، الشيخ علي الفرج.

12. ديوان ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، الشيخ علي البلادي القديحي قدس سرّه .

13. ديوان الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ، مخطوط في مكتبة العلامةالشيخ عبد الحميد الخطي رحمة الله .

14. ديوان ( حروف وقوافي ) ، الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله.

15. ديوان ( دمعة حزين في رثاء آل ياسين) ، الحاج عبد الكريم آل حمود.

16. ديوان ( ذكريات ومناسبات ) ، مخطوط ، الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله.

17. دیوان ( الروض الأنيق في الشعر الرقيق ) ، الشيخ فرج آل عمران قدس سرّه.

18. ديوان ( الزائريات ) ، الحاج حسين الزاير .

19. ديوان ( زهرة الفردوس ) ، سعيد الشبيب .

20. ديوان ( الزهور الربيعية ) ، الشيخ حسن آل ربيع ، ترتيب وتهذيب الملا محمد علي آل ناصر.

21. ديوان السيد الخطي ، السيد محمد الفلفل ، نسخة حروفية قيد التحقيق لدى مؤسسة طيبة لإحياء التراث .

ص: 481

22. ديوان ( سبيل اللقاء )، علي جعفر إبراهيم .

23. ديوان الشبيب ، ج1 ، الملا حسين الشبيب رحمة الله .

24. ديوان ( عبرة المؤمنين ) ، الملا محمد آل انتيف رحمة الله .

25. ديوان ( الطريق إلى الجنة ) ، عبد الله الأقزم.

26. ديوان ( العلامة الجشي ) ، آية الله الشيخ علي الجشي قدس سره .

27. ( ديوان الكوفي) ، الحاج أحمد سلمان الكوفي رحمة الله .

28. ديوان ( المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ) ، الشيخ أحمد آل طعان .

29. ديوان ( من بيوتي في الجنة ) ، علي جعفر إبراهيم.

30. دیوان (مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع)، الملا حسن آل جامع .

31. ديوان ( نبضات الولاء ) ، الملا سعود الشملاوي رحمة الله .

32. ديوان ( نفحات الولاء ) ، حبيب الخويلدي.

33. ديوان ( وحي الشعور ) ، الملا علي الرمضان رحمة الله .

34. ذكرى أبي، ج2، علي بن الشيخ حسين القديحي رحمة الله ، تحقيق الشيخ محمدالشيخ .

35. ریاض المدح والرثاء ، العلامة الشيخ حسين القديحي رحمة الله .

36. شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون .

37. عبقات من ذكرى والدي ، علي الملا حسن المقيلي .

38. العلامة البيات .. شيخ المتهجدين ، ذكرى العلامة الشيخ منصور البيات .

39. علل الشرائع : ج 1 ، الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس سرّه .

40. في ذكرى الفقيد ، ذكرى الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله .

41. القطيف وأضواء على شعرها المعاصر ، عبد العلي آل سيف .

42. الكشكول ، ج2 ، الشيخ يوسف البحراني قدس سرّه.

43. مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن الكويكبي، والمجموع موجود لدى الملا عبد الله الصايغ.

44. مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

20. مجموع مخطوط للملا عبد المحسن آل نصر.

46. مستدرك تحفة أهل الإيمان فيتراجم علماء آل عمران، الشيخ فرج آل

عمران رحمة الله .

ص: 482

المحتويات

الفصل الثاني .. الشعر العمودي المقّفي ...... 5

الهمزة . الأف المقصورة .. .. .. 7

يوم الميلاد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...9

وجاء النور المنتظر .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله...10

إمام العصر والزمان .. الحاج حسين الزاير ...13

إمام الهدى .. الخطيب محمد علي آل ناصر ... 15

ساعة الخلاص .. الشاعر سعيد الشبيب ... 17

زهت الريا .. الشاعر علي حسن المقيلي ... 19

ياء أبجدية العصمة .. الأستاذ حسين آل جامع ...20

حينما غاب الضمير الأستاذ عبد الخالق الجنبي ...22

كعبة القرآن .. الأستاذ جعفر آل شبيب ... 24

ولسوف ينهض للحوق مخلصّ .. الشاعر حبيب الخويلدي ...26

أبا الثأر .. ( المقصورة المهدية ) .. الأستاذ حسين آل جامع ...28

حرف الباء ...... 31

یا ناصر الدين .. آية الله الشيخ عبد الله المعتوق رحمة الله ...33

المنتظر وقتل جده المرتضى علیها السلام .. ملا محمد آل انتيف رحمة الله ...35

مولد الإمام الحجة علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...37

متى نرى الطلعة الغراء .. الحاج حسين الزاير ...39

طال ليل الانتظار .. الحاج حسين الزاير ...40

طال انتظارك .. السيد عدنان السيد أمين السادة ...41

مولاي .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...42

أنشودة الخلود .. الشاعر سعيد العصفور رحمة الله ...44

ص: 483

حتى متى ؟ .. الشاعر عبد الهادي البقيعي *** 46

غياب .. الشيخ قاسم آل قاسم ...47

حول الإمام المهدي بن الحسن علیه السلام .. الشاعر بدر الشبيب ...48

جراح البقيع .. الأستاذ علي عيسى المهنا ... 49

غيبة .. السيد حسن الخليفة ...50

التاء والجيم والحاء ...... 51

مولد الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...53

مهدي أدركني .. الشاعر محمد الحمادي ...54

نبض وحياة .. الشاعر فريد النمر ...55

أبا القاسم المهدي .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...58

ذكرى ميلاد الحجة المنتظر ( عج ) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...59

استنهاض الحجة (عج) . الشيخ المحروس رحمة الله ...60

استهاض الحجة (عج) .. الملا مكي الجارودي رحمة الله ...61

قصيدة البشري .. الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله ...63

شمس خلف السحاب .. الأستاذ مكي آل ناس ...64

ولي قلب تفري .. السيد محسن الشبركة ...67

قافية : الدال ...... 69

متى يبل غليل الوجد واجده ؟ .. الشيخ فرج آل عمران ( المادح ) رحمة الله ...71

استنهاض الحجة المنتظر رحمة الله .. الشيخ محسن فرج النجفي رحمة الله ...73

مولد الحجة المنتظر علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...74

لنا الأنوار .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...76

يوم المولد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...77

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...78

هو المرتجي .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...79

في ميلاد حجة الزمن .. السيد هاشم المير رحمة الله ...80

ص: 484

يا ليلة النصف .. السيد هاشم المير رحمة الله ...82

ولد الحق .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...83

غنّت إليك . الشاعر حسن الخواهر ... 84

ناصر الحق .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...86

يا ليلة النصف من شعبان .. الأستاذ مكي آل ناس ...87

أمل الحياة .. الشاعر إبراهيم أبو زيد ...88

لوعدك نستحث غدا .. الشاعر بدر الشبيب ...89

يا ليلة الميلاد . الشاعر شفيق العبادي ...91

أبا الأمل المخبوء .. الشاعر شفيق العبادي ...93

رعيا لصبحك .. الأستاذ حسين آل جامع ...95

يا سيد الدنيا .. الشاعر أحمد نصر آل حمود ...97

في مدح الإمام الحجة (عج) .. الشيخ نزار آل سنبل ...99

عشقي .. الملا عبد الله أحمد آل حسين ...100

المهدي علیه السلام . الشاعر فوزي الصايغ ...101

هجران .. السيد حسن الخليفة ... 103

من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام ...104

قافية : الراء ...... 105

مَغشيُّ الرواقين .. الشيخ جعفر الخطي رحمة الله ...107

أثر نقعها .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...111

يوم حاطت بحسين عصبة .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...112

مجاراة الشيخ البهائي .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...114

ليلة الميلاد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...117

صاحب العصر.. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...119

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...120

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...121

أقيموا حفلة الميلاد ... الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...122

ص: 485

نور .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...123

استهاض . الملا حسن آل جامع رحمة الله ...124

إمامة الحق من مجموعة البشر .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله ...126

يا مطلع الفجر .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...128

يا أيها المهدي .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...129

میلاد الهدى .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...130

يا منقذ الدين .. الحاج عمران الشيخ فرج آل عمران ...132

مولد صاحب الزمان علیه السلام .. الخطيب أحمد آل خميس ...133

في استنهاض صاحب الزمان (عج) .. الخطيب عبد الكريم آل حمود ...134

في استنهاض صاحب الزمان (عج) .. الخطيب عبد الكريم آل حمود ...136

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام .. الخطيب حسن آل باقر ...138

إشراقة فجر .. الشاعر محمد سعيد البريكي ...140

يوم الفرج .. الشاعر معتوق العلي ...142

يوم الميلاد .. الشاعر معتوق العلي ...143

في مولد الإمام المهدي (عج) .. الخطيب علي آل محسن ...144

غربة الروح .. السيد حسن أبو الرحي ...146

ذكرتك فاهتزت شعور .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...147

في الإمام المهدي (عج) .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...149

أمل العصر .. الشاعر علي عبد الله التاروتي ... 150

ميلاد الإمام المهدي .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...255

انتداب الحجة ( عج ) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...456

الإمام صاحب العصر (عج) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...558

من وحي الخلود . الشاعر جمال رسول ...156

فرح يذكرني بحزن .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...158

الإيثار .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...161

وللحب موعد .. الشاعر بدر الشبيب ...163

ص: 486

یا باسط العدل .. الشيخ مهدي المصلي ...164

الحائرة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...166

مها تحب إمامها .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...168

يا لَثارات فاطمة ! .. الأستاذ حسين آل جامع ...169

صَلَواتُ الشُمُوس .. الأستاذ حسين آل جامع ...170

ألا يا أحبتنا أقبلوا .. الخطيب محمد قاسم السويكت ...173

دنيا الخلود .. الأستاذ سعيد آل عبيدان ...175

میلاد بحجم العرش .. الشاعر علي مكي الشيخ ...177

شمس الهدى للسالكين تنير .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

أين الغياث ؟ .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

الزمان كلب عقور .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

إيه يا ليلة الحياة .. الشاعر عبد الله سعيد البيك ...184

عتاب .. السيد محمد الخباز ...186

مجمر عند بوابة الأمل .. الأستاذ باسم البحراني ...187

كشف الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...188

كتمت أصداء .. الشاعر حسين آل محسن ...189

صاحب الثارات .. الشاعر فوزي الصايغ ...191

سورة الفجر .. الشاعر عبد الرؤوف المرهون ...193

مرفأ العشاق .. الشاعر میثم آل سنبل ...195

السين والضاد والعين .. .. .. 197

أفضل الشعر . الشاعر فوزي الصايغ ...199

لهجة الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...201

يا أخ العشق .. الأستاذ رائد أنيس الجشي ...203

استنهاض .. الحاج منصور الجشي رحمة الله ...203

استنهاض .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...205

استهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...206

ص: 487

استنهاض .. الشيخ رضي المحروس رحمة الله ...207

تحية .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...208

نفحة من الذكرى .. الأستاذ محمد رضي الشماسي ...209

جمعت هم سنيني .. الشاعر سعيد الشبيب ...211

تنصيب الإمام المهدي (عج) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...213

هداية الإمام (عج) . الخطيب محمد قاسم السويكت ...214

الفاء والقاف والكاف .. .. .. 215

المهدي .. رؤى .. علي المطاوعة ...217

خلاص .. السيد حسن الخليفة ...218

يا عروس الدهور .. الشاعر حسين الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...219

الخيال المحقق .. الشيخ مهدي المصلي ...221

نجوى مع الأمل .. الشيخ نزار آل سنبل ...222

يا من أناجيه .. الشاعر علي عبد الله التاروتي ...223

شمس وراء السحاب .. الشاعر فريد النمر ...225

ألم ينته وقت الغياب .. الأستاذ عدنان أبو المكارم ...228

كون من النعماء .. الأستاذ رائد أنيس الجشي ...230

اصدح بعشقي .. الشاعر ياسر السنان ...232

يا مليك الزمان .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...234

يا أملاً .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...235

يا أجمل الشيء .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...239

أحلى .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...240

( يائي ) و (كافك ) .. السيد محمد الخباز ...241

قافية : اللام ...... 243

في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام .. الملا حسن المقيلي رحمة الله ...245

يا صاحب السيف .. الخطيب أحمد آل خميس ...246

ص: 488

المصلح المنتظر رحمة الله.. الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي رحمة الله ...247

الجميع أبواب الفضائل .. الأستاذ عبد الله علي الأقزم ...249

في حضرة الله . الشاعرة أمل الفرج ...251

المخلصة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...253

ندبة .. الشاعر قيس المهنا ...257

رؤى للزمن التائه .. الشاعر علي عيسى المهنا ...259

إلى موسم الأحلام .. الشيخ علي الفرج ...262

ميلاد الإمام الحجة .. الشاعر محمد بن أحمد آل ناصر ...267

على أمل الانتظار .. الملا يوسف البراك ...266

وحي الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...267

الأمل .. الأستاذ أديب أبو المكارم ...268

قافية : الميم . .. .. 269

هذا إمام العصر . الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...271

طال انتظارك .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...272

بدا نور النبوة .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...273

جرد السيف .. ملا محمد آل انتيف رحمة الله ...274

مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج) . الملا حسن آل جامع رحمة الله ...276

استنهاض الإمام الحجة (عج) .. الشيخ علي المرهون ...277

استنهاض الحجة علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...278

في انتظار الفرج .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...280

في ميلاد الحجة علیه السلام .. الخطيب صادق المرهون رحمة الله ...282

أردتُ مدحكَ .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...283

في استنهاض صاحب الزمان .. الشاعر معتوق العلي ...285

إلحاح .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...286

الحلم الأخير.. الشاعر عادل دهنيم ...288

ص: 489

قافية : النون ...... 291

میلاد الحجة ( عج ) .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...293

عيد المولود الموعود .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...294

تاريخ مولده .. نور لشيعته .. الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله ...296

استنهاض .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله ...298

أغرودة الزمن .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...299

جدد ولاءك .. الحاج علي محمد الزاهر رحمة الله ...300

طير السعادة .. الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله ...302

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام .. الخطيب راضي المرهون ...303

بين العبد والوصيفة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...304

حييت يا منقذ الإسلام .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...307

يا ليلة النصف .. الشاعر حسن أحمد اليوسف ...310

نحن نهواكم .. الأستاذ حسين آل جامع ...312

رسالة من السماء .. الشاعر جمال رسول ...314

أي المجالس ؟ .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...317

عطش العيون .. الشيخ علي الفرج ...319

الأمم المترجى .. الشاعر معتوق آل معتوق ...320

میلاد الحجة المنتظر (عج) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...323

استنهاض الحجة ( عج ) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...324

فوران .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...325

مولد الإمام الحجة (عج) .. الخطيب محمد آل عبد النبي ...326

ليلة النصف من شعبان .. الشيخ عبد الأمير الصايغ ...327

من قصيدة (سباحة الانتظار) .. السيد حسين الخليفة ...328

طال انتظارك .. الشاعر محمد الحمادي ...330

انتظرني .. الشاعر محمد الحمادي ...330

النصف من شعبان .. الشاعر فوزي الصايغ ...331

ص: 490

ذكرى ميلاد الإمام الحجة علیه السلام .. السيد محمد السيد باقر الشرفا ...332

الهاء والياء ..... 333

في مدح صاحب الزمان علیه السلام.. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...335

یا صاحب الكرة .. الملا عبد الله المادح رحمة الله ...337

متى تقوم لأخذ الثأر ؟ .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...339

في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام .. الملا حسن المقيلي رحمة الله ...340

أنت الإمام الذي تم النظام به .. الشاعر أحمد الكوفي رحمة الله ...341

وينشر اللواء .. ثانية .. الملا سعود الشملاوي رحمة الله ...343

الإمام المهدي سر بقاء الكون .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...345

سر الإله .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...347

الإمام المهدي المنتظر .. السيد حسن أبو الرحي ...350

فلنغنيه نبيا .. الشاعر محمد حسن الماجد ...351

فجر بقلب الليل .. السيد ناجي آل طويلب ...354

نجوى مع الفجر .. الشاعر معتوق آل معتوق ...356

الوَلَه المحموم .. الشاعر حبيب علي المعاتيق ...359

الفصل الثالث .. الشعر المتعدد القافية ...... 361

المهدي المنتظر علیه السلام.. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...363

نجوى .. الشاعر محمد سعيد الخنيزي ...365

رمز العدالة الحجة المنتظر (عج) .. الشيخ قاسم آل قاسم ...367

في ذكرى ميلاد الحجة المنتظر علیه السلام .. الشيخ قاسم آل قاسم ...368

إنا فتحنا .. الشاعر سعيد الشبيب ...372

شوق إلى الغيب .. الأستاذ حسين آل جامع ...374

أطلق شراعك .. الأستاذ حسين آل جامع ...376

صاحب الزمان (عج) .. الشيخ عبد الله آل سنبل ...379

ص: 491

آية النصف .. علي المطاوعة ...381

تجدد أيها الأمل .. الشاعر شفيق العبادي ..383

الحضور بوجه آخر .. الشيخ علي الفرج ...386

على ضفاف الغيب .. السيد ضياء الخباز ...388

في الطريق إلى الثور .. الأستاذ عبد الله علي الأقزم ...289

العسجد النازف .. الشاعر معتوق آل معتوق ...390

مولد القائم المهدي علیه السلام .. الشاعر فوزي الصايغ ...392

في المولد الشريف .. الشيخ محمد أبو عزيز الخطي رحمة الله ...394

مختارات من ( سبيل اللقاء ) .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...396

يعيبنا الناس : ...396

العطرة : ... 396

مستجيراً بكم : ...397

الموقنة : ...397

العارفة : ...397

المنبئة : ... 397

مجرب : ...398

إلى متى ؟ ...398

أكثر الناس موتی : ...398

هو من فاطمة ( صلى الله عليها ) : ...398

نرجس : ... 398

من الخطرات : ...399

اسمه أحلى الأسماء : ...399

سبيل اللقاء : ...399

إليه أفزع : ...400

سلم لله : يحيط بي : ... 400

ص: 492

هو نور : ...401

هو فوز : ...401

هو الخاتم : ...401

هو العمل الصالح : ...401

اسمه بركة وحجاب : ...401

هو العسل : ...401

هو المن العظيم : ...402

بجاه ( الزهراء ) : ...402

الفصل الرابع .. شعر في القصائد الأخرى ......403

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله .. 405

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...406

مدح الإمام العسكري علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...408

مصائب النبي صلی الله وعلیه وآله وسلم وأهل بيته علیهم السلام .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...409

مصائب كربلاء .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...411

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...412

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...413

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام..الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...414

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...415

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله ...416

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...417

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي ...419

قضى نحبه بالسم .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...420

مات بالسم غريبا .. الملا حسين الشبيب رحمة الله 422

نفثة مصدور .. الخطيب علي الطويل ...423

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران ...424

ص: 493

حوادث الدهر .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...425

هو الآية الكبرى .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...426

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...427

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج يوشع البحارنة ...429

في رثاء الحسين علیه السلام .. الملا عبد الله المادح رحمة الله ...431

في رثاء الحسين علیه السلام .. ملا محمد آل انتيف ...432

لا أضحك الله سن الدهر .. الشيخ حسن آل ربيع ...433

شاب رأسي أسى .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...434

یا صاحب العصر علیه السلام.. الملا حسين الشبيب ...436

الإمام العسكري علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...438

أقمار شعبان .. السيد ضياء الخباز ...440

رثاء الإمام الرضا علیه السلام.. الشيخ رضي المحروس رحمة الله 441

أللراعبية بالأجرع .. الشيخ حسن التاروتي رحمة الله 442

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ محمد آل نمر رحمة الله ...444

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان ...446

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ علي البلادي القديحي ...447

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام . الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله ...رحمة الله 447

بمولد الحسن الزكي .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...450

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ جعفر الخطي رحمة الله ...452

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله ...45

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله ...454

في مدح أمير المؤمنين الف ومخاصمة المخالفين .. الحاج أحمد آل نصر الله...455

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج منصور الجشي ...457

في رداء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ رضي المحروس رحمة الله ...458

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام ..الملا حسن الجامد رحمة الله ...460

جهاد الحسين علیه السلام.. الحاج محمد سعيد الجشي ... رحمة الله 461

ص: 494

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشاعر علي عبد الله التاروتي ...462

تعب الغراب .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...463

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...464

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...466

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...467

في عيد الغدير .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...468

جوهرة العصمة .. الأستاذ حسين آل جامع ...470

مدح الكاظميين والعسكريين هما .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...471

في رثاء علي الأكبر ال .. الشاعر محسن بن خميس ...472

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره) ...475

في مدح أهل البيت علیهم السلام .. الشيخ منصور البيات رحمة الله ...475

النا الله .. الشاعر معتوق آل معتوق ...476

سليل الشمس .. الشاعر معتوق آل معتوق ...478

مصادر الجزء الثاني ... 481

المحتويات ...483

ص: 495

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.